[العرب تطلق المسح على الغسل أيضاً، وتقول: تمسَّحت بمعنى توضأت، ومسح المطر الأرض أي غسلها، ومسح الله ما بك أي غسل عنك الذنوب والأذى.] (2).
__________
(1) - (2/ 8 – 12) (المائدة/6).
(2) - (2/ 13) (المائدة/6).
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[23 - 06 - 2006, 11:47 ص]ـ
الحلقة السادسة:
17 - ربّما استعمل الإخراج في الإخراج مِن الأسر والمشقّات، وتعب الدنيا ونحو ذلك.
[قوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ}، والمراد بالتحرير الإخراج من الرقّ، وربّما استعملته العرب في الإخراج مِن الأسر والمشقّات، وتعب الدنيا ونحو ذلك، ومنه قول والدة مريم {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} أي من تعب أعمال الدُّنيا، ومنه قول الفرزدق همام بن غالب التميمي:
أبني غدانة إنِّي حررتكم فوهبتكم لعطية بن جعال
يعني حررتكم من الهجاء، فلا أهجوكم.] (1).
__________
(1) - (2/ 114) (المائدة/89).
--------------------------------------------------------------------------------
18 - يسمى كل متمرد شيطاناً.
[العرب تسمي كل متمرد شيطاناً سواء كان من الجن أو من الإنس كما ذكرنا أو من غيرهما، وفي الحديث «الكَلب الأَسْوَد شَيْطَان» (1)] (2).
19 - يطلق المجموع مراداً بعضه.
[قال بعض العلماء: {رُسُلٌ مِّنْكُمْ} أي من مجموعكم الصادق بخصوص الإنس: لأنه لا رسل من الجن، ويستأنس لهذا القول بأن القرآن ربما أطلق فيه المجموع مراداً بعضه، كقوله: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً}، وقوله: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا}، مع أن العاقر واحد منهم، كما بينه
__________
(1) - أخرجه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه (1/ 365) (510).
(2) - (2/ 186) (الأنعام/112).
--------------------------------------------------------------------------------
بقوله: {فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ}.] (1).
وقال أيضاً [من أساليب العربية إسناد الفعل إلى المجموع، مع أن فاعله بعضهم لا جميعهم. ومن أظهر الأدلة القرآنية في ذلك قراءة حمزة والكسائي {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} من القتل في الفعلين، أي فإن قتلوا بعضكم فليقتلهم بعضكم الآخر كما تقدم مراراً. ومن أظهر الشواهد العربية في ذلك قول الفرزدق:
__________
(1) - (2/ 188) (الأنعام/130)، وانظر أيضاً: (3/ 111) (الحجر/17، 18)، (4/ 170) (الكهف/61)، (4/ 231) (مريم/7)، (7/ 724) (القمر/29)، ...
--------------------------------------------------------------------------------
فسيف بني عبس وقد ضربوا به نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد
فقد أسند الضرب إلى بني عبس، مع أنه صرح بأن الضارب الذي بيده السيف هو ورقاء وهو ابن زهير بن جذيمة العبسي. وخالد هو ابن جعفر الكلابي. وقصة قتله لزهير المذكور مشهورة.] (1).
20 - يطلق لا شيء على ما لا نفع فيه.
[ومن المعلوم أن العرب تطلق لا شيء على ما لا نفع فيه. ألا ترى أن الله يقول في المنافقين: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ}، مع أنه يقول فيهم: {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم
__________
(1) - (4/ 370) (مريم/67)، وانظر أيضاً: (7/ 259) (الزخرف/57، 58)، (7/ 671 – 672) (الذاريات/56).
--------------------------------------------------------------------------------
بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ}، ويقول فيهم: {وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} أي لفصاحتهم وحلاوة ألسنتهم. ويقول فيهم: {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} وما ذلك إلا لأن الكلام ونحوه الذي لا فائدة فيه كلا شيء: فيصدق على صاحبه أنه أعمى
وأصم وأبكم، ومن ذلك قول قعنب بن أم صاحب:
صُمٌّ إذا سمعوا خيراً ذُكِرت به وإن ذكرت بسوء عندهم أَذنوا
وقول الآخر:
أصمٌّ عن الأمر الذي لا أريده وأسمع خلق الله حين أريد
وقول الآخر:
قل ما بدا لك من زور ومن كذب حلمي أصم وأذني غير صماء
ونظائر هذا كثيرة في كلام العرب من إطلاق الصمم على السماع الذي لا فائدة فيه. وكذلك الكلام الذي لا فائدة فيه، والرؤية التي لا فائدة فيها.] (1).
__________
(1) - (4/ 598 - 599) (طه/124)، وانظر أيضاً: (2/ 257) (الأعراف/2)، (3/ 300) (النحل/84)، (6/ 421) (النمل/80).
--------------------------------------------------------------------------------
تمت هذه الراسالة الملخصة من الأصل، والذي وصل فيه عدد الأساليب والاطلاقات إلى حوالي (160) أسلوب أو إطلاق، والذي كنت قد قدمته للطبع ثم تراجعت حيث أنني لست من أهل اللغة، ومن ثم عرضتها هنا طالباً للنصح حول مدى صلاحيتها للطبع، ومدى مطابقة محتواها لعنوانها، وهل هي مفيدة في الرد على القائلين بالمجاز.
والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل، وجزى الله خيراً كل من شاركني بنصح أو مشورة.
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[28 - 06 - 2006, 05:49 م]ـ
للرفع، للأهمية!!!
إخواني الفصحاء:
إن الموضوع يتلخص في أن العلامة الشنقيطي - رحمه الله - صاحب أضواء البيان قد نقل الإجماع على أن كل مجاز يجوز نفيه، وأن كل ما يسميه القائلون بالمجاز مجازاً فهو عند النافين للمجاز أسلوباً من أساليب اللغة العربية، ولا يجوز نفيه، وقد ذكرت لهذه الأساليب أمثلة كثيرة يتضح بها المقام. فما هو رأي الفصحاء في هذه القضية؟!!!
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 07 - 2006, 08:46 م]ـ
بارك الله فيكم.
موضوع المجاز أشبع نقاشًا في منتدى البلاغة, فلعلكم تراجعونه سلمكم الله.
وأستأذنكم في نقل هذا الموضوع إلى هناك؛ حيث الموضع الملائم.
حُييتم.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[07 - 07 - 2006, 11:50 ص]ـ
أيتها الأخت المشرفة
شكر الله لك الاهتمام والرد.
والمسألة أنني لا أريد أن أناقش قضية المجاز بل أريد آراء الإخوة في محتوى رسالتي وهل هي تخدم فكرة الرد على المجاز - بغض النظر عن القول الراجح -، كما أود مناقشة أسلوب أو أسلوبين مما ذكرت، وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 07 - 2006, 04:44 م]ـ
الأخ أبا المنذر - حفظه الله ..
نعتذر إليك .. ولكن هذا الموضوع مغلق!(/)
سؤال في البلاغة
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 07:34 ص]ـ
السلام عليكم
نظرا لغلق قسم البلاغة اضطررت أن أكتب سؤالي هنا
في هذه الجملة:
هؤلاء حمائم، وهؤلاء نسور
ما هي الصورة الفنية للجملة، علما بأن هؤلاء الأول تعني المحاربون بالدبلوماسية والثانية تعني المحاربون بالسلاح.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 10:18 ص]ـ
تشبيه بليغ.
هؤلاء= مشبه
حمائم - نسور= مشبه به.
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 10:29 ص]ـ
شكرا لك أخي على الإجابة.(/)
أعيد فتح المنتدى بنظام قديم مجدد
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فنظرا لما حدث في منتدى البلاغة من حوارات عقدية ومناظرات جدلية أدت إلى غلق منتدى البلاغة لخروج المشاركات فيه عن هدف شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية الواضح من اسم المنتدى الذي لا يحتوي لا مظهرا ولا مضمرا على شيء من العقيدة أو الفقه أو التفسير أو علوم الشريعة وما انبثق منها (وإن كان هنا من يعد علوم اللغة من علوم الشريعة) إلا أن زمرة من الأعضاء – هدانا الله وإياهم - أبوا إلا أن يحيدوا عن خط سير الفصيح وفتح المشاركات التي لا تخدم المنتدى في شيء سوى التفرقة بين الأعضاء والانتصار لمذاهب عقدية ما كنا لنرضى بمناقشتها لو سئلنا وطلب منا الإذن بذلك.
إن منتدى البلاغة غايته إظهار جمال اللغة والأساليب العربية الفصيحة بألفاظها ومعانيها وطرقها ولهذا فُتح لهذه الغاية فقط إلا أن الأمر تحول إلى جعل البلاغة وسيلة لغاية أخرى وطريقا لا هدفا وهنا حدثت المشكلة التي تطورت وأغلق بسببها وأصبح منتدى البلاغة يناقش أمورا لا يستفيد منها طالب البلاغة الذي جاء ليتعلم الفصاحة والبلاغة والبيان والبديع والمعاني ويقف على أسرار الكلام العربي الفصيح من نصه الأول وهو القرآن العظيم ثم كلام العرب منثوره ومنظومه.
وفي الموضوع المطروح لمناقشة غلق منتدى البلاغة تحول الموضوع لحرب بين أنصار السنة وأنصار الأشاعرة ورغم تضايقنا من هذا إلا أننا تركنا الموضوع لنعرف هذا الطريق إلى أين سيصل بنا ومنذ ثلاثة أسابيع والأمر غير منته وتضايق الأعضاء و أصاب العلماء من الأذى جانب بل صدرت بعض الكلمات التي كنا لانقبل بها على الأعضاء وبعض الكلمات غير اللائقة إلا أننا غضضنا الطرف لنعلم ما مآل هذه السبيل.
والنتيجة جدل عقيم لا يؤدي بنا إلى فائدة فكل بما لديه متمسك فالسني يرى أنه على حق والأشعري كذلك والحقيقة أن لا شأن للفصيح بهذا كله وهو غير محله.
قيل فيما سبق إن الفصيح يعيث فيه المبتدعة وقيل أن الفصيح عرين السنة وربما سيقال أن الفصيح مأوى العلمانيين والملحدين والحقيقة أن لا ذا ولا ذاك هو الفصيح بل هو شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية فقط فإن جد شيء ما في العقيدة فالمذهب هو مذهب أهل السنة والجماعة من الصحابة وأئمة الإسلام وأصحاب الحديث نستقي منه الحكم ثم نعود للغة من جديد فالفصيح عرين اللغة العربية فقط لا نقبل بغير هذا ولا نحيد عنه.
إن كنت شاعرا أو خطيبا أو قاصا أو روائيا أو نحويا أو غير هذا من مبدعي اللغة فأهلا بك سواء كنت سنيا أو أشعريا أو حتى يهوديا أو نصرانيا شرط ألا تدخل جانب العقيدة في إنتاجك, أما إن جئتنا بصفتك يهوديا أو نصرانيا أو أشعريا أو سنيا وهدفك لا ينسجم مع هدف الفصيح فلا أهلا ولا مرحبا.
عقيدة مؤسسي هذا المنتدى هي عقيدة أهل السنة والجماعة ليسوا أشاعرة ولا ماتريدية ولا غيرهم ولا يقبلون بالمعتقدات من كل الطوائف الأخرى في الفصيح ولكن يقبلون بمعتنقيها بصفتهم نحويين وبلاغيين وأدباء ومبدعين لا منظرين ولا مناصرين لمعتقداتهم ولا يحسبوا أن بإمكانهم صنع جبهة أشعرية أو صوفية أو معتزلية في الفصيح لأن المؤسسين لا يقبلون بهذا.
أعلم أن هذا لن يرضي الطرفين فهؤلاء قد يتهموننا بمحاباة المذاهب الأخرى وهؤلاء قد يتهموننا بتحجير المنتدى على مذهب واحد ولن نسلم منهما ولكن بكل صراحة هذه شبكتنا وهذا نهجنا فلكم أن تقيموا هنا على الرحب والسعة تفيدون وتستفيدون ويتبادل العلماء وطلاب العلم الفوائد اللغوية والنحوية والأدبية ومن أبى إلا المماحلة فليرحل إلى حيث المنتديات التي يجد فيها بغيته. إما أن تقيموا معنا كما نريد أو أن ترحلوا عنا فلا تؤذونا في مجلسنا وصدور غيرنا أرحب لكم فصدورنا لا رحب فيها إلا لأهل اللغة فقط.
إن شروط إدارة الفصيح للتسجيل صريحة وواضحة إذ ألزمت المسجل الالتزام بمعتقد أهل السنة والجماعة ولكن فيم؟
في كل قضية لغوية فقط
فقضية المجاز في اللغة أثبتها قوم وأنكرها آخرون وانتهى الخلاف هنا لكن أن أجعل المجاز وسيلة لتحقيق هدف آخر غير الأهداف اللغوية فهذه مخالفة صريحة ومنذ اليوم تستوجب الإنذار والتجميد في حالة التكرار.
في مسألة النقل من كتب العلماء السابقين فنحن نقول انقلوا من كتبهم ففيها الخير الكثير ولكن لا تنقلوا ما يخالف عقيدة أهل المنتدى فهذه مخالفة للنظام وكل المسلمين في الفصيح محل ترحاب ما داموا لا يخالفون النظام بل وغير المسلمين أيضا فلا نمانع من وجودهم ما داموا أهل لغة عربية يخدمونها.
ونتيجة لما حدث وأملا بعدم حدوثه من جديد أقررنا ما يلي:
أولا: يلتزم المنتدى ورواده بمعتقد أهل السنة والجماعة في القضايا اللغوية الواردة.
ثانيا: لا يجوز لأحد فتح باب حوار عقدي في المنتدى ولا جعل القضايا اللغوية وسيلة لأهداف غير لغوية.
ثالثا: يعاد فتح منتدى البلاغة ويشدد على الأعضاء بتجنب أي حوار عقدي ناتج عن قضية لغوية.
رابعا: يتوجب على المشرف على منتدى البلاغة منع المشاركات التي تمتطي صهوة الأساليب البلاغة لغاية غير لغوية وإنذار أصحابها وطلب تجميد اشتراكاتهم.
خامسا: يجب على الأعضاء من باب المساعدة تنبيه المشرف على المشاركات المخالفة.
سادسا: يمنع النقل من كتب العلماء المخالفين لمذهب أهل السنة والجماعة إذا كان في النقل ما يخالف عقيدتهم ويسمح فيما عدا ذلك.
سابعا: يمنع التكلم في قضية المجاز في باب أسماء الله عز وجل وصفاته.
ثامنا: يمنع الانتقاص من شأن علماء أي مذهب كان سواء كانوا أحياء أو أمواتا.
تاسعا: ينذر كل من يخالف ما سبق ويجمد اشتراكه في حال تكراره.
نرجو أن نكون وفقنا في هذا الأمر والله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 10:49 م]ـ
على بركة الله أؤكد التزامي بتسعة القاسم
ـ[نور صبري]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 11:18 م]ـ
نشكرك جداً أخي القاسم على هذا القرار الحاسم، فاجعلوه فقط لإظهار ما في اللغة من محاسن وتعابير كوامن، فاجتنبوا كلّ قولٍ مُجافٍ بينكم أيّها القرائن.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 07 - 2006, 12:10 ص]ـ
[ CENTER]
عقيدة مؤسسي هذا المنتدى هي عقيدة أهل السنة والجماعة ليسوا أشاعرة ولا ماتريدية ولا غيرهم ولا يقبلون بالمعتقدات من كل الطوائف الأخرى في الفصيح ولكن يقبلون بمعتنقيها بصفتهم نحويين وبلاغيين وأدباء ومبدعين لا منظرين ولا مناصرين لمعتقداتهم ولا يحسبوا أن بإمكانهم صنع جبهة أشعرية أو صوفية أو معتزلية في الفصيح لأن المؤسسين لا يقبلون بهذا. [/ COLOR]
السلام عليكم ورحمة الله
أسفت لما آل إليه موضوع مناقشة غلق منتدى البلاغة، وتألمت جدا لبعض الكلمات الخارجة عن أدب الحوار بين البعض من الأعضاء، فضلا عن التهكم والتحقير لبعض العلماء الأجلاء رحمهم الله أجمعين.
وبعد أن استقر رأي أستاذنا على إعادة فتح المنتدى، فليس أمامنا إلا مساندة أستاذنا لؤي في ضبط منتدى البلاغة ليسير على النهج الذي أسس من أجله، وكل مشاركة تخرج عن شروط المنتدى، ستحذف لامحالة ولو كانت كلمة واحدة.
والله من وراء القصد وعليه التكلان
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[07 - 07 - 2006, 01:49 ص]ـ
بأيهما نفرح بعودة منتدى البلاغة في الفصيح أم بعودة أستاذ الفصيح.
أخي أبا سارة
والله لقد افتقدناك دهرا، وما سررت اليوم بشيء سروري بعودتك.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[07 - 07 - 2006, 11:51 ص]ـ
على بركة الله وصبراً على العوام مثلي.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[07 - 07 - 2006, 11:11 م]ـ
لله الحمد المنة , وجزى الله الأستاذ القاسم خير الجزاء , و إنا بإذن الله ملتزمومن.
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 02:19 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
ـ[المضري]ــــــــ[08 - 08 - 2006, 10:36 م]ـ
لله درك ياحبيب قلبي(/)
سلام الله عليكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 07 - 2006, 10:28 م]ـ
أرحّب بكم من جديد في منتدى البلاغة، وأحييّكم بتحيّة الإسلام الخالدة، فأقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
واسمحوا لي - أيّها الأحبّة - بأن أفتتح المنتدى بسرّ بلاغي من أسرار لغة العرب حول الفرق بين قولنا: "سلام الله عليك" وقولنا: "عليك سلام الله". فقد فرّق العرب في كلامهم بين القولين .. فالأول عندهم تحيّة الإنسان الحيّ أو الإنسان الكريم ذي الخلق القويم، والثاني تحيّة الإنسان الميّت أو الإنسان الشرّير ذي التصرّفات الفاسدة.
جاء في لسان العرب: وفي حديث التسليم قل: (السلام عليكم) فإنّ (عليك السلام) تحيّة الموتى، قال: هذه إشارة إلى ما جرت به عاداتهم في المراثي، كانوا يقدّمون ضمير الميّت عند الدعاء له، كقول الشاعر في رثاء أحد الأمراء:
عليك سلام الله من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق
وقال آخر في رثاء قيس بن عامر:
عليك سلام الله قيسَ بنَ عاصمٍ ... ورحمته ما شاء أن يترحّما
وقد صدق القرآن العظيم عادة العرب في كلامهم، ومن شواهده على هذه المسألة قوله علت كلمته عن أهل الخير والإيمان مقدّماً كلمات السلام والفضل والخير على الجارّ والمجرور: (وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ) [الأنعام: 54]، وقوله تعالى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ) [هود: 48]، وقوله عزّ من قائل: (سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 24]، وقوله سبحانه: (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [مريم: 33] ...
أما عند الحديث عن الأموات، وأهل الشرك والكفر والفُسّاق، فقد تقدّم فيه الجارّ والمجرور على الكلمات الأخرى، ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [البقرة: 161]، وقوله جلّ وعزّ: (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [الرعد: 25]، وقوله تبارك وتعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) [الحجر: 35]، وقوله تعالى: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) [الفتح: 6] ...
وإنّ هذا الحكم يكاد يكون في جميع الآيات القرآنية التي تحدّثت عن هذين الفريقين، وهذا من أسرار القرآن العظيم، الذي ما زال يفيض بأعلى صور البيان، ولا زال ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نور صبري]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 12:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك أستاذ لؤي على هذه المعلومة البلاغية القرآنية، وهذه افتتاحت خير للمنتدى إن شاء الله.
مع التقدير ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 12:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذ لؤي , ولا حرمنا الله علمك.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 08:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 03:51 م]ـ
هذه المسألة البلاغية في التقديم والتأخير وإن كانت من عادة العرب في تقديم اسم أو ذكر المدعو عليه بالشر، فهي ليست مطردة استعمالا، فاللفظ المشروع عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحية الموتى، في حديثي عائشة وأبي هريرة: السلام عليكم دار قوم مؤمنين ........ ، ولو كانت القضية مطردة لكان اللفظ: عليكم السلام دار ....... ،
وقد صح حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جابر بن سليم قال: عليك السلام يا رسول الله، فقال رسول الله: لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الميت ولكن قل السلام عليك.
ويرى القرطبي أن الحديث الأول قد يكون عاما في السلام على أهل القبور جميعا، والحديث الثاني خاصا في السلام المقصود على واحد منهم.
وذكر الألوسي أن بعض الجماعة يقولون:: السلام معرفة تحية الأحياء ونكرة تحية الموتى، ورووا في ذلك خبراً، والشيعة ينكرون مطلقاً وينكرون.
ولا أدري من يقصد ببعض الجماعة.
والله أعلم(/)
اقتراح
ـ[أبو طارق]ــــــــ[07 - 07 - 2006, 11:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشرف الفاضل حفظه الله ورعاه , الأساتذة حفظهم الله:
اقترح وضع دروس في البلاغة لأجل الإفادة , مثل الدروس التي وضعت في منتدى النحو والصرف ومنتدى الإملاء والعروض.
أرجو أن ينال الاقتراح التأييد؛ لما في هذه الدروس من عظيم الفائدة.
دمتم بخير
ـ[نور صبري]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 12:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
أقتراح مُهم أستاذ أبا طارق، ولابدّ أن نقدّم المشاركات المفيدة لهذا المنتدى تُغني السائل من أن يتوجه بالسؤال مباشرة لعدم توفر مادة علمية بلاغية في المنتدى.
والله الموفق.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 09:14 م]ـ
حفظ الله الأساتذة ورعاهم. يبدو أن الاقتراح لم ينل رضى الأساتذة:).
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
وشكر الله لكِ أستاذة نور , وجزاكِ الله خيراً على مرورك الطيب.
دمتم بخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 07 - 2006, 11:40 م]ـ
الأخ العزيز أبا طارق - حفظه الله ..
اقتراحك في محله، وأنا أعمل الآن على جمع المواد البلاغية التي شارك في تحريرها الإخوة في هذا المنتدى المبارك، وسأثبتها في رابط خاصّ من شأنه أن يسهل الوصول إلى المعلومة المرجوة ..
ودمتم ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 03:58 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ لؤي. جهد مبارك بإذن الله. وجزاك الله خير الجزاء
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 12:36 ص]ـ
اقتراح جيد يا أبا طارق فنحن فى حاجة إلى دروس كافية وافية فى
1 - علم المعانى
2 - علم البيان
3 - علم البديع
فى انتظار دروس تزيد من نشاط هذا القسم الجليل(/)
تذكير مهم ...
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 12:55 م]ـ
المنتدى بحاجة ماسة إلى تصفية وتنقية من كل المشاركات السابقة التي خالفت نهج الفصيح وعقيدة أهله.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 09:30 م]ـ
شكر الله لكم
ليتم وضع الروابط هنا تمهيدا لحذفها.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 03:44 م]ـ
هل في القرآن مجاز؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=655)(/)
ليس لهم طعام إلا من ضريع
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 07:09 م]ـ
ماذا يسمى هذا الأسلوب الموجود في الآية الكريمة؟
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 08:59 م]ـ
هذا التيئيس بعد الإطماع .......
ليس لهم طعام إلا ......
يطمع المرء في طعام ما .... لآن الاستثناء بعد النفي إثبات ....
من ضريع .....
الضريع ليس طعاما بل وجوده اقبح من عدمه فالجوع أفضل منه ....
لأن الجوع بقي على حاله وأضيف إليه ألم قضم الضريع وهو نبات شوكي .....
أعاذنا الله وإياكم من حال هؤلاء.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 09:21 م]ـ
نبات شوكي
يسمى العَوْسَج , كما جاء في المغني والمحيط.
نسأل الله العافية.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 09:36 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
وإذا قلنا أن الأسلوب الموجود في الآية هو تأكيد الذم بما يشبه المدح
هل يجوز هذا؟
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 10:14 م]ـ
أخي أيمن الدوسري
قلتم:
وإذا قلنا أن الأسلوب الموجود في الآية هو تأكيد الذم بما يشبه المدح
هل يجوز هذا؟
فأروي: نعم، يجوز على أنه أسلوب قريب منه
أخي محمد بن أحمد
أميل إلى تحليلكم الذي يؤيده ما جاء في البرهان:
وأما قوله تعالى لهم طعام إلا من ضريع فالمعنى لا طعام لهم أصلا لأن الضريع ليس بطعام البهائم فضلا عن الإنس وذلك كقولك ليس لفلان ظل إلا الشمس تريد ذلك نفي الظل عنه على التوكيد والضريع نبت ذو شوك يسمى الشبرق في حال خضرته وطراوته فإذا يبس سمى الضريع والإبل ترعاه طريا لا يابسا.
قال ابن مالك عن ليس:
ليس ..... وترد للنفي العام المستغرق المراد به الجنس كلا التبرئة وهومما يغفل عنه، وخرج عليه - ليس لهم طعام إلا من ضريع.
أخي محمد بن أحمد
أقم بيننا فصيحا بليغا، فإننا نحبك في الله
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 10:22 م]ـ
الأخ أيمن ...
في ذلك بعد بارك الله فيك ....
ليس المقام للذم أو المدح وإنما المقام للتعذيب والعقاب .... وقد جمعت الآية التعذيب الجسدي المتمثل في الجوع والضريع، والتعذيب المعنوي المتمثل في
الإحباط النفسي.
المثال المشهور عن تأكيد المدح بما يشبه الذم هو بيت النابغة في مدح القوم:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم .... بهن فلول من قراع الكتائب.
واضح ان المقام للمدح والصفة المعتبرة هي الشجاعة .... والشاعر أوهم أنه سيأتي بعد الاستثناء بما يقدح في الشجاعة فجاء بما يؤكدها ...
لكن الآية لا تشير إلى فضيلة أو رذيلة بل اشارت إلى حالة من الأحوال.
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 10:25 م]ـ
أخي محمد.
نعم الدار ونعم الأهل.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 10:40 م]ـ
أخي محمد بن أحمد
على الرحب والسعة صاحب بيتٍ مؤمرا
المثال المشهور عن تأكيد المدح بما يشبه الذم هو بيت النابغة في مدح القوم:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم .... بهن فلول من قراع الكتائب.
تأكيد الذم بما يشبه المدح أو تأكيد المدح بما يشبه الذم؛ قد يكون قريبا منه تأكيد النفي بما يشبه الإثبات (نفي وجود الطعام بما يشبه إثبات حصر وجود الطعام)
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 11:16 م]ـ
قد يكون قريبا منه تأكيد النفي بما يشبه الإثبات .......
نعم،
في الأمر سعة -بارك الله فيك- ... وكل شيء مناط بمأخذ الكلام ..... ولا بأس من الملحظ الذي سقته: تاكيد الحرمان من الطعام بما يشبه الوعد بالإطعام ... وليس من الضروري أن يلحظ اثنان شيئا واحدا. والبلاغة فن ذوقي قبل كل شيء.
مع التحية والتقدير.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 07:43 م]ـ
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم .... بهن فلول من قراع الكتائب
مانوع الإستثناء هنا؟
نريد التفصيل في هذه المسألة جزاكم الله خيرًا
(لأني جالس من الصبح) أريد أن أفهم كيف يكون الإستثناء في هذا البيت منقطعًا ولم أخرج إلا بصداع الرأس
هل الإستثناء هنا على حقيقته؟
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 08:54 م]ـ
الاستثناء منقطع لأن المستثنى (أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب) يعد من المحاسن، فهو ليس جزءا من العيب (المستثنى منه).
والاستثناء المنقطع المعنوي لا يختلف عن الاستثناء المنقطع الحسي، فاستثناء صفة ممدوحة من صفات مذمومة لا يختلف عن استثناء حقيبة من مسافر.
ولكن
غالبا ما يكون المستثنى في الاستثناء المنقطع من لوازم المستثنى منه، وهذا ما لا ينطبق على مثالنا.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 09:50 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ومالرأي فيمن جعل الإستثناء في مثل هذا البيت متصلاً لكن باعتبار معين؟
هل يصح هذا؟
قال إذا كان هناك عيب فيهم فهذا هو عبيهم وهذا محال مثل (حتى يلج الجمل في سم الخياط)
هل يصح أن نقول هذا استثناء منقطع أو متصل باعتبارت معينة أو بتأويل معين؟
أم أسلوب الإستثناء مخلوق هكذا؟! يا منقطع أو يا متصل ليس في الأمر خيار(/)
القول في الطوفان
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 07 - 2006, 10:36 م]ـ
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ /42/ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ /43/ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ /44/ وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ /45/ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ /46/ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ /47/).
نلاحظ أنه في الآية /46/ وردت كلمة (قال)، وفي الآية التي قبلها /45/ ورد على لسان نوح عليه السلام: (فقال). وبعد هذه الكلمة في المرتين جاء نداءان: نوح نادى ربّه بقوله: "ربّ إنّ ابني من أهلي"، والحقّ سبحانه وتعالى نادى نوحاً بقوله: "يا نوح إنه ليس من أهلك".
ثمّ نلاحظ في الآية /42/ أنّ النداء جاء دون أنْ يسبقه (قال نوح)، فقد جاء في الآية: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا)! فما السبب؟
إنّ نوحاً عليه السلام عندما نادى ابنه كان في عجلة من أمره لأنّ الموج يكاد يُغرق كلّ شيء حتى الجبال، وهو يخشى على ابنه إذا لم يبادر باللجوء إلى السفينة أنْ يُغرقه الموج. ولذلك تجاوز القرآن كلمة (قال) تناسباً مع السرعة التي كانت تمثل حالة نوح عليه السلام في هذه اللحظات.
أما في المرتين الأخريين فقد غاض الماء وانتهى الطوفان فلم يعد نوح عليه السلام في عجلة من أمره، فصحّ أنْ ترد (فقال). وفي هذا الوقت المتسع كان مناسباً أن (يُعلّم) نوحاً ربُّه دونما عجلة لأنّ التعليم يرسخ في حالة الاستقرار والاطمئنان، ولذلك ناسب أنْ يأتي في مطلع خطاب الله تعالى لنوح كلمة (قال) معزوّة إلى الله تعالى.
والله أعلم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 05:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي لؤي 000
هذه هي أسرار القرآن ووجوه إعجازه التي لانستطيع الإحاطة بها 000 إنه كلام الله 000 ولا أستطيع أن أعبر بأكثر من ذلك 0
وفقك الله
مغربي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 10:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي لؤي 000
وفقك الله
مغربي
وفيك بارك أخي الفاضل مغربي ..
وبانتظار ما يجود به قلمك حفظك الله وسدّد خطاك ..(/)
البلاغة العربية وتحدّيات العصر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 07 - 2006, 11:36 م]ـ
البلاغة وتحديات العصر
لم تكن البلاغة العربية في وقت من الأوقات بعيدة عن الحياة ومناشطها، بل شغلت الناس، واشتغلوا بها. ولم تكن البلاغة العربية بمنأى عن معترك الأمور دقيقها وعظيمها. ولم تكن البلاغة العربية قابعة في برج عاجيّ مشرفة على الناس من عل. بل كانت البوابة السمحة الشاملة لعلوم الإنسان، مرتبطة بالبيئة. وأنواعها وهموم الإنسان وآماله وآلامه، ورغباته وآهاته، وعقيدته، ونزعاته، وميوله، وثقافته، وحضارته. ومن هنا كانت بتعريفها المشهور: "مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال". والحال من خلال مجال البلاغة أو الرسالة المرسلة بين المتفنن والمتلقي. والحال الإنسانية ثلاثة أقسام: حال المتفنن، وحال المتلقي، وحال المتفنن والمتلقي معاً. وهناك حال واحدة من كلام الله تعالى (القرآن الكريم) وهي سعادة المتلقي في الدارين (الدنيا والآخرة) ويندرج قريباً من الحال الرباني (الحديث النبوي الشريف).
ومن هنا نستطيع أن نقول: إن البلاغة نقل ما في نفس المتفنن إلى المتلقي بتأثير. وهذا النقل في وظيفتين واحدة دنيوية تتصل بفن القول العربي، وأخرى دينية تتصل بالكشف عن الإعجاز القرآني والبيان النبوي الشريف. وفي ضوء ما تقدّم نستطيع أن نحكم على أنّ البلاغة في تحدّ مستمرّ مع كلّ عصر، وزمان، ومكان. ولتوضيح ذلك نورد تحديات من تاريخ أدبنا على مرّ العصور، هذا الأدب الذي تتمثل فيه البلاغة العربية بصورها وإيماءاتها وظلالها. نرى النابغة الذبياني في العصر الجاهلي قد جعل شعره سياسة أمنية لقبيلته، من أعداء حولهم، من الغساسنة والمناذرة، الذين كانوا يتبعون الفرس والروم. فبلاغة الكلمة الشاعرة جنّب قوم النابغة ويلات هذه الحرب، وجلبت لهم الأمن والطمأنينة.
ثمّ إنّ الأعشى قيس - صناجة العرب - جعل من آلته وشعره بين القبائل خدمة غنائية نفسية بين الناس من خلال صوره الشعرية التي تتراقص على نغمات الشعر ونبرات الكلمات وإيقاع الوزن.
ولنا في المعلقات مظهر لتحدي البلاغة: إذ هي المعلقات دون غيرها التي علقت على أستار الكعبة، لمعالجتها قضايا لم تصل إليها باقي الأشعار، وهذه القضايا هي من تحديات العصر آنذاك، وهذا ما شفع لها أن تكون على أستار الكعبة، ومتعلقة بالقلوب لتأثيرها ونفاذها وقوة تأثيرها في المتلقي.
ثمّ إننا لا ننسى فصاحة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيانه عندما فاخر بأنه أفصح العرب.
وليس هذا إلا لأن فصاحته وبلاغته تحدٍّ للحياة وللناس ولأعدائه ولمريديه وللدعوة الإسلامية أمام أمم لا تعرف الإسلام ولا تؤمن به.
فكان التحدي صورة باهرة وقوة بارزة، لا ينكرها منكر، ولا يخفيها جنف أو حيف أو ظلم. ثمّ إنّ الخطب العالية في موضوعها وأسلوبها ومضمونها التي قالها علي بن أبي طالب كرّ الله وجهه، كم فيها من تحدّ للسياسة والحياة والعقيدة والناس والدعوة.
ولنا في مجلس الأمويين، ومنهم عبد الملك بن مروان، ما يبرز قيمة التحدي للبلاغة العربية في سياسة الكلام وسياسة الدولة وتوجيه الأمراء والأدباء والشعراء والنقاد. ثمّ إشباع حاجاتهم الفنية ومطالبهم الإجتماعية، ثمّ ما كان في مجلس سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة من محاورات ومناقشات أدبية نقدية وجدانية، كلها تحديات لوجه البلاغة المشرق.
ثمّ كتب دراسات الإعجاز القرآني والحديث النبوي الشريف من إعجاز القرآن للباقلاني وثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والخطابي والجرجاني، والمجازات النبوية للشريف الرضى.
وكذلك كتب الأمالي، والبيان والتبيين، والكامل، والعقد الفريد، كلها صور تحدّ للبلاغة العربية في إطار الأدب والخبر والمثل والقصة، ويردف هذا ما جاء في مقدمات كتب التفسير الكبرى من مثل تفسير الطبري والرازي والقرطبي ثمّ مقدمة بعض كتب الأصول مثل الإكسير في علم التفسير للطوفي البغدادي.
ثم ما جاء بعد ذلك في عصر الموسوعات العربية في صبح الأعشى للقلقشندي، ونهاية الأرب للنويري. إنها صور للبلاغة العربية في تحديها للعصر وللناس وللثقافة وللحضارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو نظرنا في مادة "بلاغة" الموجودة في دائرة المعارف الإسلامية بتحرير الأستاذ أمين الخولي، نلاحظ مما أورد فيها من تحديات للغويين والأدباء والنقاد والشعراء والبلاغيين وأصحاب دراسات الإعجاز القرآني والمعاجم وأصحاب فقه اللغة، ثمّ من مطالبه في تجديد البلاغة على المدى القريب اتقان طرائق علماء النفس والتربية والاجتماع بما يخدم المادّة البلاغية، ثم علم تحقيق التراث والنصوص هو المدى البعيد من تجديد التراث البلاغي في نشر مخطوطاته نشراً علمياً.
ما تقدّم هو بعض التحديات، ويتبعها ما قيل من النظرة الشمولية بين البلاغة وعلوم العربية الأخرى، والاستفادة من مناهج الدرس الحديث، اللساني والصوتي واللغوي والنقدي والأسلوبي.
ومن تحديات البلاغة العربية في المستقبل أن ننظر إلى "علم البديع" على أنه جزء مهم من صورة البلاغة بفرعيها "المعاني" و "البيان". والبديع الذي نقصده هو ما توافر فيه التوصيل والتأثير. فالتوصيل بمصطلحاته من مضمون لا يقلّ اهمية عن مضمون مصطلحات علمي "المعاني" و "البيان". وبهذا يكون "علم البديع" حسناً ذاتياً وجزءاً مهماً من أجزاء الصورة البلاغية.
ويرتبط بهذه التحديات التقليل من تفريع المصطلحات البلاغية التي تؤدي وظيفة واحدة، في أن توحد تحت اسم واحد، وإن كانت دقائق يسيرة تنضاف إلى المصطلح دون غيره. فلا تشكل هذه الفروع اليسيرة معالم تؤدّي إلى تشقيق مصطلح بلاغي آخر. إذ نسبة الاتفاق أكبر من نسبة الاختلاف. وبهذا نجعل المصطلح الأكثر ضماً لمعاني المصطلحات الأخرى القريبة منه هو العنوان لها.
ثمّ إنّ في التحديات التي كانت تلاحق البلاغة العربية في كل عصر ما يتحدث عنه البلاغيون باسم "الشاهد البلاغي". فقد كانت المؤلفات البلاغية بين فترة وأخرى تضمّ شواهد بلاغية مختلفة عن شواهد الفترة التي تسبقها أو تزيد عليها بشواهد جديدة من نتاج العصر. وما هذه الأنواع من الشواهد البلاغية على مرّ العصور الأدبية غلا تأكيدات لما ذهبنا إليه.
وفي إطار ذلك لا نحرم البلاغة العربية من شواهد الأدب الحديث بفنونه المتنوعة، بشرط السلامة اللغوية والصحة النحوية وعفة المضمون. وبعد ذلك فلا مندوحة من الاستشهاد بفنّ القول العربي الحديث تحت اسم المصطلح البلاغي، والمصطلح البلاغي قد شاع بين الدارسين على اختلاف الحقب، وتداعي الأيام، وتنوّع المكان.
ومن تحديات البلاغة العربية في المستقبل ما يدعو إلى أن يكون لها موقع في شبكة العلاقات الدولية - الانترنت - ليعرف دارس البلاغة في بقعة من البقاع ما هو موجود في بقعة أخرى، حتى لا يتكرّر الجهد سدى، أو يستفيد الباحث من جهد غيره، ثمّ التعرّف إلى المخطوط غير الميسور لباحث في منطقة دون أخرى.
وما دعوات تجديد البلاغة وتيسيرها وشرحها وكتابة التقارير والحواشي على المتون إلا دعوة لتحديات البلاغة العربية. وما طرائق عرضها عند الأدباء والشعراء والنقاد إلا وجهاً من وجوه التحدّي، هل نستفيد من هذه الظواهر التي مرّت ونأخذ ما يتناسب وسلاسل تفكير أبناء العصر الماثل من البلاغة العربية، ثمّ نعيد النظر بين الفترة والفترة في حياة البلاغة العربية، لنكون على تصوّر صحيح للبلاغة العربية وتحديات المستقبل.
المصدر:
كيف نقرأ تراثنا البلاغي
للأستاذ الدكتور محمد بركات حمدي ابو علي
أستاذ البلاغة العربية في الجامعة الأردنية
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - 07 - 2006, 01:04 م]ـ
الكريم "لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بورك الكاتب والناقل!!
... معكما في كل ما قيل إلا تقليل المصطلحات؛ فإن أجدادنا لم يبذلوا جهد التسمية عبثا، وليس لنا أن نرفض تقسيمات التشبيه مثلا بحجة تعدد التسميات. لكن الواجب أن يتم دراستها وفهمها من خلال ذلك؛ لأن التسمية دوما مدخل للمعرفة.
... دام ألقك!!
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 03:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
بورك في شيخنا لؤي.
أستاذنا فريد
هل أنت مع تلك التفريعات المجهدة؟
السكاكي يرحمه الله أقحم المسائل البلاغية بالقضايا الفلسفية, ففلسفها من حيث التبويب والتنظيم وبذلك سلب بلاغة عبدالقاهر السمات الأدبية والأسلوب الذي يستند إلى الذوق والقاعدة معًا.
وهكذا أصبحت البلاغة دراسة قواعد وحفظها, لا تسهم في إيجاد ملكة يُقتدر بها على الحديث والتفنن في الأسلوب.
سلمكم الله وبارك فيكم.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 12:43 م]ـ
الكريمة"معالي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بلاغة الجرجاني لا تنقل عبر الأجيال كعلم، وبلاغة السكاكي لا تمنع بلاغة الجرجاني الظهور بعد تمثلها.
... دمت على خير!!
ـ[لست في الظل]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 08:05 م]ـ
شكرا على الموضوع الأكثر من رائع
والسلام،،،
ـ[حسن الطيبي]ــــــــ[23 - 05 - 2007, 07:10 م]ـ
السلام عليكم
لمساتك الأدبية تدل على رسوخك أخي لؤي، يحصل الشرف العظيم أن أتطفل
على مائدتك. نلتقي إ ن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحثة عن الحق]ــــــــ[08 - 03 - 2010, 05:07 ص]ـ
بورك فيك(/)
((فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ء أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم): (إن تعذبهم فإنهم عبادك) فهذا مفروغ منها .. فنحن جميعا عباد الله مقهورون لإرادته .. خاضعون له سبحانه وتعالى ولقضائه .. ثم يقول عيسى بن مريم: (وإن تغفر لهم) هذا طبعا ما يرجوه كل إنسان من الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة .. ولكن هنا يتبع كلمة (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). لماذا لم يقل إنك أنت الغفور الرحيم؟ هنا موقف غفران .. فلماذا العزة في موقف الغفران .. وليست المغفرة والرحمة؟ يقول البعض إن سياق الكلام كان يقتضي أن يقول عيسى بن مريم (إنك أنت الغفور الرحيم) ونحن نقول إن كل من يثير هذا الكلام لا يفهم إعجاز القرآن .. فقول ابن مريم (إن تغفر لهم) .. يحمل نفس المعنى في إنك أنت الغفور وإلا إن لم تكن غفورا فكيف تغفر. ولكن قوله إنك أنت العزيز الحكيم ما سبب وضع العزيز الحكيم هنا .. هل الآية مختومة بما لا يتمشى مع العقل؟ الآية مختومة بعبارة من أبلغ ما يمكن .. هنا في مطلب الغفران .. وهو يدعو الله أن يغفر لعباده .. فيقول له: وإن تغفر لهم .. فإنك أنت العزيز .. أي الذي لا يحاسبه أحد على ما يفعل .. فلا أحد سيأتي ليقول لله لماذا غفرت لهؤلاء الناس الذين عصوا؟ لأنك أنت العزيز لا يحاسبه أحد .. وليس فوقه قوة .. فأنت يا ربي إن أردت أن تغفر لهم فهي مشيئة رحمتك .. فإنك قادر .. لماذا؟ لأنك أنت العزيز تستطيع أن تفعل ذلك دون أن يسألك أحد .. الحكيم الذي يتم كل أمر منك بحكمة وهكذا نرى أن هذه الكلمة وضعت بحكمة زيادة في الاستغفار .. زيادة في طلب المغفرة .. يا ربي اغفر لهم إنك أنت العزيز .. لا يحاسبك أحد .. ولا يعقب عليك .. وبالتالي فنحن نلوذ بشيئين بأنك غفور رحيم .. وبأنك عزيز حكيم .. غفور تغفر الذنوب للعاصين .. وعزيز تستطيع أن تغفر ما تشاء لمن تشاء .. بلا قيود .. ولا يحاسبك أحد على ما تفعل .. ولا يعتب عليك .. ولا يسألك .. انك تستطيع أن تغفر الذنوب مهما بلغت.
إسلاميات ( http://www.islamiyyat.com/albalagha.htm) دمتم بخير
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 12:22 ص]ـ
أبا طارق-زادك الله علما-
عندي توجيه لقوله تعالى: فإنك أنت العزيز الحكيم بدل المتوقع (إنك أنت الغفور الرحيم).
النصارى أفسدوا دينهم وأدخلوا فيه نظرية الفداء ..... واتبعوا هواهم فقالوا: إن المسيح حمل عن البشر أوزارها فما علىالإنسان إلا أن يومن به لينجو ....
النصارى متوسعون جدا في المغفرة ...... حتى أنه وجدت عندهم مهزلة صكوك الغفران ........ ومن هنا عدول المسيح عليه السلام عن ذكر المغفرة .... تجنبا لأية إشارة ولو من بعيد لما قد يتمسك به قومه في عقيدتهم الضالة.
والله أعلم.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 05:18 م]ـ
بارك الله فيك , وجزاك الله خيراً. إضافة طيبة. وقد جاء في تفسير السعدي لقوله تعالى:. {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} أي: فمغفرتك صادرة عن تمام عزة وقدرة، لا كمن يغفر ويعفو عن عجز وعدم قدرة.
دمت ودام تواصلك.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 05:28 م]ـ
أخي العزيز أبا طارق
إعجاز القرآن لا حد له فهو يفوق الوصف ليس فقط في جوانب لغته وبيانه 00ليس فقط في بلاغته، وإنما في جوانب الحياة برمتها 00
ولا يخفى على مثلكم ما حققه القرآن الكريم ويحققه من تحف لا يملك المرء إلا أن يمجد الله 00 بقوله: سبحان الله وبحمده 00 سبحان الله العظيم 00
ها أنت ترى فتوحات في آفاق المعرفة: إعجاز طبي، علمي، كوني، بلاغي، بياني 00000 وما إلى ذلك
وما أدليت به هنا ماهو إلا يسير من الكثير والكثير 000 وما دام الأمر هكذا دعني أؤيد مقترحك بهذه الحادثة:
يحكى أن مجلسا لخليفة ما يكتض بالعلماء والفضلاء وأكابر القوم وعليته
ودار الحديث حول جدل ما 000 فما كان من أحد العلماء إلا أن أدلى بدلوه في قضية النقاش المطروحة فأدلى بهذه الآية: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38)
لكنه أخطأ فقال: (0000000 فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفورٌَرَحِيمٌ)!! وهكذا دار الحوار والأخذ والرد دون أن يلتفت أحد من الحاضرين إلا أعرابيا جاء لمنحة وعطاء فتنبه رغم قلة معرفته وزاده القليل فرد على العالم بقوله: لقد أخطأت 0
والصواب هو: إن المقام مقام عزة وحكمة وليس مقام عفو ورحمة00 فتناولوا مصحفا وقلبوا فيه فوجدوا ما صدمهم وتبينوا بعد ذلك 00
هاهو الأعرابي البسيط الذي جاء من البدو عرف من خلال ذائقته البسيطة أن المقام مقام عزة وحكمة 000 فهل هناك أروع من لغة القرآن وبلاغته وبيانه!!!
بارك الله فيك على إثارة هذه القضية 00 وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك
أخوك مغربي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 06:15 م]ـ
دخلت هذا المنتدى فرأيت عنوان مشاركتي يتلألأ , فقلت كريم وقع حضوره عليها , وإذا بي أرى المغربي مشرفها:).
أهلاً بكَ أخي الحبيب , بالفعل إن مااستنبطه العلماء من إعجاز القرآن لا يعد نقطة من بحر الجمال والإبداع فيه. ففي كل كلمة بل وحرف حكمة منه سبحانه.
دام حضورك المتميز(/)
معاني
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[17 - 07 - 2006, 09:37 م]ـ
السلام عليكم:
ما هو التعبير الفصيح الذي يعبر به من يشعر بالحر مع ذكر المصدر،
مثلا: الذي يشعر بالجوع يقول إنني جائع والذي يشعر بالعطش يقول: انا عطشان، فماذا يقول الذي يشعر بالحر؟؟؟
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 03:55 م]ـ
جاء في المغني ( http://qamoos.sakhr.com/openme.asp?fileurl=/html/3088485.html) :
" وَجَدْتُهُ حَرَّانَ": شَديدَ العَطَشِ.
وفي فقه اللغة للثعالبي:
صَهَدَهُ الْحرُّ وصَخَدهُ وَصَحَرَهُ وصَهَرَهُ إِذَا أَثَّرَ في لَوْنِهِ.
الأُوَارُ شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ.
الوَدِيقَةُ شِدَّةُ الحَرِّ.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 04:45 م]ـ
حُرَّ الرجلُ: أخَذَتْهُ الحرارة، فهو مَحرورٌ.
من "كتاب الأفعال" لابن القوطية (ت 367هـ).
فإذا شعرتَ بالحرّ - أخي الكريم - تقول: أنا محرور!
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 06:22 م]ـ
السلام عليكم:
نقول للمذكر: حرّان على وزن فعلان، ومثلها عطشان، وللمؤنث: حرّى على وزن فعلى ومثلها عطشى.
والله أعلم(/)
العطف على المحذوف
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 06:38 م]ـ
العطف على المحذوف
قال تعالى "وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ....... " (فصلت12)
وقال تعالى "إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب*وحفظا من كل شيطان مارد* (الصافات6 - 7).
يذكر الله سبحانه وتعالى في هاتين الاّيتين علة خلق الكواكب والنجوم، ولكنه اكتفى بذكر علة واحدة وهي "حفظا" معطوفة على علة أخرى محذوفة ومفهومة من السياق، ويمكن أن نقدرها بقولنا: متعة وتأملا، أي أنه زيّن السماء الدنيا بالكواكب متعة للناظرين وتأملا وحفظا من الشياطين.
وقد ورد مثل هذا الحذف في القراّن الكريم، حيث قال تعالى "اضرب بعصاك الحجر فانفجرت" أي: فضرب فانفجرت، فحذف المعطوف عليه "فضرب" لدلالة السياق عليه، وذلك لأن الإنفجار لا يكون إلا إذا حصل الضرب، وكذلك الحال في الاّيتين حيث حذف لدلالة السياق على المحذوف، وذلك لأن التزيين يكون من أجل المتعة والتأمل، وهذا من إيجاز الحذف الذي يدل على بلاغة القراّن الكريم.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 07:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
الأخ العزيز والأستاذ الكبير عزام ..
قد أشرق المنتدى بإطلالتك الرائعة ..
ونحن بانتظار المزيد من مشاركاتك النافعة القيّمة ..
ـ[أبومصعب]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:35 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
قال الله عز وجل: "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) " سورة فصلت
وقال: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا" سورة الصافات
قال الشاطبي رحمه الله:
(بِزِينَةِ) نَوِّنْ فِـ ـي نَـ ـدٍ وَ (الْكَوَاكِبِ) انْصِبُوا صَـ ـفْوَةً ...
قال ابن القاصح:
أمر بتنوين التاء في " إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ" للمشار إليهما بالفاء النون من قوله "في ند" وهما حمزة وعاصم فتعين للباقين القراءة بترك التنوين ثم أمر بنصب الباء من (الكواكب) للمشار إليه بالصاد في صفوة وهو شعبة فتعين للباقين القراءة بخفضها، فصار حمزة وحفص يقرءان "بزينة" بالتنوين و"الكواكب" بالخفض وشعبة "بزينة" بالتنوين و"الكواكب" بالنصب، والباقون "بزينة" بترك التنوين و"الكواكب" بالخفض فذلك ثلاث قراءات.
قال العكبري في التبيان:
[قوله تعالى: " بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ "
«•» يقرأ بالإضافة، وفيه وجهان:
- أحدهما: أن يكون من إضافة النوع إلى الجنس كقولك: (باب حديد) فالزينة كواكب.
- والثاني: أن تكون الزينة مصدرا أضيف إلى الفاعل؛ وقيل إلى المفعول أي: زينا السماء بتزييننا الكواكب؛
-
«•» ويقرأ بتنوين الأول ونصب الكواكب، وفيه وجهان:
- أحدهما إعمال المصدر منونا في المفعول.
- والثاني: بتقدير أعني؛
«•» ويقرأ بتنوين الأول، وجر الثاني على البدل.
«•» وبرفع الثاني بالمصدر أي بأن زينتها الكواكب أو بأن زينت الكواكب أو على تقدير هي الكواكب
قوله تعالى: " وَحِفْظًا ": أي وحفظناها حفظا،]
وتقدير العكبري رحمه الله " وحفظناها حفظا " وافق فيه تقدير الأئمة الأعلام من المفسرين، وهو الصواب إن شاء الله، قال الله عز وجل في سورة الحجر: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) " سورة الحجر
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 12:17 م]ـ
السلام عليكم:
أشكر للجميع مشاركتهم
أولا: إذا قدرنا فعلا محذوفا (وحفظناها حفظا) فلن يكون هناك دلالة على أنّ النجوم خُلقت من أجل حفظ السماء، وسيكون المعنى أن الله حفظ السماء من كل شيطان مارد، ولم يبن لنا كيف حفظها.
ثانيا: هل يجوز لنا أن نحذف الفعل من الجملة المعطوفة مع إبقاء حرف العطف كقولنا: يكافئ المعلم محمدا اعترافا و ( ...... ) واحتراما، على أساس حذف الفعل (يحترمه)؟.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 02:03 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم،
أولا: إذا قدرنا فعلا محذوفا (وحفظناها حفظا) فلن يكون هناك دلالة على أنّ النجوم خُلقت من أجل حفظ السماء، وسيكون المعنى أن الله حفظ السماء من كل شيطان مارد، ولم يبن لنا كيف حفظها.
لعلك تعيد قراءة قول الله عز وجل "قال الله عز وجل في سورة الحجر: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) " سورة الحجر، وقد كتبته لك في الرد السابق
ثانيا: هل يجوز لنا أن نحذف الفعل من الجملة المعطوفة مع إبقاء حرف العطف كقولنا: يكافئ المعلم محمدا اعترافا و ( ...... ) واحتراما، على أساس حذف الفعل (يحترمه)؟.
لا أدري ما ترمي إليه في قولك ( ...... ) واحتراما، لكن أجيبك إجمالا أن الحذف جائز في العربية مستحسن إذا دل عليه دليل، ولك في الآية أكثر من دليل على المحذوف، ومن المعلوم في أصول تفسير كلام الله التي سطرها العلماء، أن أصح طرق التفسير: تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين،
وانظر بعد هذا في قول الله عز وجل "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) "
يتبين لك إن شاء الله صحة تقدير الإمام العكبري في التبيان (" وَحِفْظًا ": أي وحفظناها حفظا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 07:03 م]ـ
لا أدري ما ترمي إليه في قولك ( ...... ) واحتراما، لكن أجيبك إجمالا أن الحذف جائز في العربية مستحسن إذا دل عليه دليل، ولك في الآية أكثر من دليل على المحذوف.
أخي الكريم أبا مصعب:
كما تفضلتَ وذكرتَ وكما تقول القاعدة النحوية: لا حذف إلا بدليل من السياق الداخلي أو الخارجي، ولكن أين الدليل على المحذوف في هذه الاّية؟
أما ما أرمي إليه من المثال فهو أن جملة (وحفظناها حفظا) معطوفة على جملة (زينا السماء) فهل يجوز أن نحذف الفعل من الجملة المعطوفة؟
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:17 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
لكن لم لا يقال إن " حفظا "مفعول لأجله. معطوف على مفعول لأجله آخر منتزع دلاليا من قوله "بزينة الكواكب"أو معطوف على المحل أو معطوف على المعنى: قال الزمخشري ... " وحفظا " مما حمل على المعنى لأن المعنى: إنا خلقنا الكواكب زينة للسماء وحفظا من الشياطين ....
قال ابن عاشور: والحفظ من الشياطين حكمة من حكم خلق الكواكب في علم الله تعالى لأن الكواكب خلقت قبل استحقاق الشياطين الرجم فإن ذلك لم يحصل إلا بعد أن أطرد إبليس من عالم الملائكة فلم يحصل شرط اتحاد المفعول لأجله مع عامله في الوقت وأبو علي الفارسي لا يرى اشتراط ذلك. ولعل الزمخشري يتابعه على ذلك حيث جعله مفعولا لأجله وهو الحق لأنه قد يكون على اعتباره علة مقدرة كما جوز في الحال أن تكون مقدرة
ولك أن تجعل (حفظا) منصوبا على المفعول المطلق الآتي بدلا من فعله فيكون في تقدير: وحفظنا عطفا على (زينا) أي حفظنا بالكواكب من كل شيطان مارد. وهذا قول المبرد.
انتهى كلام ابن عاشور. رحمه الله.
قلت: ولعل المفعول لأجله أولى من المفعول المطلق .... لأن الإعراب بالأول يفترض تأويلا فقط والإعراب بالثاني يفترض تأويلا وتقديرا لمحذوف.
ثم إن المفعول لأجله فيه زيادة معنى على المفعول المطلق الذي يؤكد فقط ... والتأسيس أولى من التوكيد.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم
هذا ما أراه أخي محمد ولكن الأخ أبا مصعب يرى رأيا اّخر.
شكرا لكم جميعا
ـ[أبومصعب]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 07:22 م]ـ
أخي الكريم عزام محمد، بارك الله فيك
الدليل على حدث الفعل المحذوف: المصدر (حفظا)، وعلى زمنه ومعمولاته (زينا السماء)، وحذف الفعل وإقامة المصدر مقامه من الكثير المعلوم في الكلام، وفي قول الله عز وجل: " وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) " دليل على المحذوف وعلى صحة التقدير،
وحذف الفعل من الجملة المعطوفة من المعلوم لدى العموم، تقول (كتب زيد وعمرو) فالواو دلت على اشتراك زيد وعمرو في الكتابة أي (كتب زيد وكتب عمرو)،
وقد قدرت المحذوف في قولك: (ويمكن أن نقدرها بقولنا: متعة وتأملا، أي أنه زيّن السماء الدنيا بالكواكب متعة للناظرين وتأملا وحفظا من الشياطين) بـ: "متعة وتأملا" فهل تجد دليلا على هذا المحذوف، وما الرابط بين (وحفظا من الشياطين) وبين السماء، وربما لن تجد من يوافقك على تقديرك، وبينه وبين استدلالك بقول الله سبحانه وتعالى: "اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً" فرق، ولو سلمنا أن فيه حذفا، فـ (اضرب) يدل عليه المحذوف دلالة واضحة قوية.
أخي الكريم محمد مرحبا بك وبإفاداتك، ما ذهبت إليه من العطف على المعنى، فيه تكلف وعدول عن السهل الواضح إلى التضمين والتأويل البعيد، وإضمار الفعل لدلالة المصدر عليه أسهل وأبين من العطف على مفهوم الكلام، والله أعلم
وقد قلت " أو معطوف على المحل أو معطوف على المعنى "، فكيف يكون معطوفا على المحل، وهل العطف على المعنى في هذا الموضغ غير المفعول لأجله؟
مع أطيب التحايا
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 11:24 ص]ـ
السلام عليكم
أولا: جملة"كتب زيد وعمرو "من عطف المفرد وليس من عطف الجمل.
ثانيا: إقامة المصدر مقام الفعل معروفة، ولكن هل نقول: وضربا زيدا أم نقول ضربا زيدا؟
مع التحية والتقدير
ـ[أبومصعب]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 04:42 م]ـ
أخي الكريم عزام،
يمكنك اعتبار العطف في (كتب زيد وعمرو) من عطف المفردات، لكني أراه الآن من عطف الجمل، ألا ترى أن كلاً من زيد وعمرو وإن اشتركا في الكتابة (الحد ث) فكتابة زيدٍ غير كتابة عمرو ?
نعم يجوز أن تقول "وضربا زيدا" كأن تقول مثلا: "أكرم عمرا وضربا زيدا" ?
مع أطيب التحايا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 02:52 ص]ـ
لكن لم لا يقال إن " حفظا "مفعول لأجله؟
الأخ الفاضل محمد - أدام الله أيامه ..
ألا ترى أنّه على هذا الإعراب تكون الواو زائدة؟ فيكون مؤدّى الكلام أنّ الله تعالى زيّن السماء بالكواكب من أجل أنْ تُحفظ من الشياطين؟ والحقّ أنّ هذا القول لا يستقيم، لأنّ في خلق الكواكب غايات أخرى، بل إنّ الكواكب نعمة للناس!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومصعب]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 02:16 م]ـ
أخي الكريم، الأستاذ لؤي سررت بإطلالتك البهية
ليست الواو زائدة على ماذهب إليه أخونا محمد، فـ (حفظا) مفعول لأجله معطوف على مفعول لأجله مفهوم من المعنى أي (إنا خلقنا الكواكب زينةً للسماء وحفظًا من الشياطين)
دمت موفقا أيها الكريم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 03:05 ص]ـ
الأخ أبا مصعب ..
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك ..(/)
من بديع إبن المعتز
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:37 م]ـ
من الكلام البديع قول الله تعالى وإنهُ في أُم الكتاب لدينا لعليُُّ حكيمُُ ومن الشعر البديع قوله من البسيط ... والصُبحُ بالكوكب الدُّرىِّ منْحورُ
وإنما هو استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف بها مثل أم الكتاب ومثل جناح الذل ومثل قول القائل الفكرة مخ العمل فلو كان قال لبّ العمل لم يكن بديعاً.
ومن البديع أيضاً التجنيس والمطابقة وقد سبق إليهما المتقدمون ولم يبتكرهما المحدثون وكذلك الباب الرابع والخامس من البديع.
وقد أسقطنا من كتابنا هذا أسانيد الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أصحابه إذا كان ذلك من التكثير ولم نذكر إلا حديثاً مشهوراً. ولعل بعض من قصر عن السبق إلى تأليف هذا الكتاب ستحدثه نفسه وتمنّيه مشاركَتنا في فضيلته فيسمى فناً من فنون البديع بغير ما سميناه به أو يزيد في الباب من أبوابه كلاماً منثوراً أو يفسر شعراً لم نفسره أو يذكر شعراً قد تركناه ولم نذكره إما لأن بعض ذلك لم يبلغ في الباب مبلغ غيره فألقيناه أو لأن فيما ذكرنا كافياً ومغنياً. وليس من كتاب إلا وهذا ممكن فيه لمن أراده وإنما غرضنا في هذا الكتاب تعريف الناس أنّ المحدثين لم يسبقوا المتقدمين إلى شيء من أبواب البديع وفي دون ما ذكرنا مبلغ الغاية التي قصدناها وبالله التوفيق.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:39 م]ـ
الباب الأول من البديع وهو الاستعارة
قال الله تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب. وقال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. وقال واشتعل الرأس شيباً. وقال أو يأتيهم عذاب يوم عقيم. وقال وآية لهم الليل نسلخ منه النهار.
الأحاديث. فأما أحاديث النبي صلى الله عليه فقوله خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها. وقوله ضموا ماشيتكم حتى تذهب فحمة العشاء. وقوله إنا لا نقبل زبد المشركين أي رفدهم. وقال صلى الله عليه رب تقبل توبتي واغسل حوبتي. وقال صلى الله عليه غلب عليكم داء الأمم الذين من قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر.
كلام الصحابة. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتابه إلى ابن عباس وهو عامله على البصرة في بعض كلامه أرغِب راغبهم واحلل عُقد الخوف عنهم. وسُئل عن تغيير الشيب وما روى في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود فقال علي رضي الله عنه إنما قال ذلك والدين في قُلٍ فأما وقد اتسع نطاق الإسلام فكل امرء وما اختار لنفسه. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وذكر الملوك فقال إن الملوك إذا ملك أحدهم زهّده الله في ماله ورغّبه في مال غيره وأشرب قلبه الإشفاق وهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير جذلُ الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسهُ ونضب عمره وضحاً ظلّه "حاسبه الله عز وجل" فأشد حسابه وأقل غفره أراد من هذا نضب عمره وهو من الاستعارة ورووا أن علياً رضي الله عنه سأل كبير فارس عن أحمد سير ملوكهم عندهم فقال لأردشير فضيلة السبق غير أن أحمدهم سيرة أنوشروان قال فأي أخلاقه كان أغلب عليه قال الحلم والأناة قال علي رضي الله عنه هما توأمان ينتجهما علو الهمة. وقال علي رضي الله عنه العلم قفلُُمفتاحه السؤال. ورووا أن علياً رضي الله عنه قال لبعض الخوارج في حديث طويل والله ما عُرفْتَ حتى نعرَ الباطل فنجمت نجوم قرْنِ الماعزة. أردنا قوله نعر الباطل. وروا أن عمر رضي الله عنه لما حصّب المسجد قال له رجل لم فعلت ذلك فقال هو أغفرُ للنخامة. وقال الشعبيّ كتب خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس عند مقدمه العراق أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق كلمتكم. الخدمة الحلقة المستديرة ومنه قيل للخلاخيل خِدامُ. قال الشاعر: وتُبْدي لذاك العذارى الخِداما
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:39 م]ـ
وسئلت عائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه يفضل بعض الأيام على بعض قالت كان عمله ديمة أي دائماً. ولما قتل عثمان رضي الله عنه قال أبو موسى هذه حيصة من حيصات الفتن بقيت المثقلة الرداح. وقال الحجاج يوماً في حديث ذكره الشعبي دلوني على رجل سمين الأمانة. ولما عقدت الخوارج الرياسة لعبد الله بن وهب الراسبي أرادوه على الكلام فقال لا خير في الرأي الفطير والكلام القضيب فلما فرغوا من البيعة له قال دعوا الرأي يغب فإن غبوبه يكشف لكم عن فصة. وقال بعض الصالحين في ذمة الدنيا دار غرست فيها الأحزان وسكنها الشيطان وذمها الرحمن وعوقب بها الإنسان. وكان يقال رأس المآثم الكذب وعمود الكذب البهتان. وقال ابراهيم النخعي الفكر مخ العمل. وقيل لأعرابي إنك لحسن الكدنة قال ذاك عنوان نعمة الله عندي. ووصف أعرابي قوماً فقال كانوا إذا اصطفوا سفرت بينهم السهام وإذا تصافحوا بالسيوف فغر الحمام. وقال أكثم الحلم دعامة العقل. وسئل آخر عن البلاغة فقال دنو المآخذ ونزع الحجة وقليل من كثير. وقال خالد ابن صفوان لرجل رحم الله أباك فإنه كان يقرى العين جمالاً والأذن بياناً. وسئل أعرابي عن صديق له فقال صفرت عياب الود بيني وبينه بعد امتلائها واكفهرت وجوه كانت بمائها. وذكر أعرابي رجلاً فقال إن الناس يأكلون أماناتهم لقماً وفلان يحسوها حسواً. وقيل لأعرابية أين بلغتْ قِدْرك فقالت حين قام خطيبها. وقال بعضهم من ركب ظهر الباطل نزل دار الندامة. وقيل لأعرابي كم أهلك قال أب وأم وثلثة أولاد أنا سبيل عيشهم. وقيل لرؤبة كيف خلفت ما وراءك قال المراد يابس والمال عابس. ومن الاستعارة قول امرء القيس من الطويل وليل كموج البحر مرخ سدوله على بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازاً وناء بكلكل
هذا كله من الاستعارة لأن الليل لا صلب له ولا عجز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:40 م]ـ
وقال من الطويل يضيىء سناه أو مصابيح راهب أمال السليط بالذبال المفتل
أردنا من هذا البيت قوله أمال السليط. وقال زهير من الطويل إذا لقحت حرب عوان مضرة ضروس تهر الناس أنيابها عصل
تهر أي تحملهم على أن يكرهوا يقال هرّ فلان كذا إذا كرهه وأهررته أنا حملته عليه وهرير الكلب صوت يردده إلى جوفه إذا كره الشيء أو الشتاء لشدّة البرد أو لغيره وقال أبو سعيد القول تهر ومن قال تهر الناس أراد أنها أساءت أخلاقهم لشدتها وتهر كأنها تنبح في وجوههم وقال أيضاً من الطويل صحا القلب عن سلمى واقصر باطله وعرى أفراس الصبى ورواحله
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:41 م]ـ
وقال أيضاً من الوافر إذا سدت به لهوات ثغر يشار إليه جانبه سقيم
وقال النابغة من الطويل وصدر أراح الليل عازب همه تضاعف فيه الحزن من كل جانب
أراد قوله أراح الليل عازب همه هذا مستعار من إراحة الراعي الإبل إلى مباءتها أي موضع تأوي إليه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:41 م]ـ
وقال أيضاً من الطويل على أن حجليها إذا قلت أوسعا صموتان من ملء وقلة منطق
وقال الأعشى من الكامل إذا لمتى سوداء أتبع ظلها غزلاً قعود بطالة أمشى ددا
وقال أيضاً من الطويل سما لابن هر في العثار بطعنة تفور على سرباله نعراتها
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:57 م]ـ
وقال أيضاً من الوافر فإن الحرب أمسى فخ لها في الناس مغتلما
وقال أوس بن حجر من الطويل وإني امرء أعددت للحرب بعدما رأيت لها ناباً من الشر أعصلا
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:58 م]ـ
وقال عنترة بن معاوية العبسي من الكامل جادت عليه كل بكر حرة فتركن كل قرارة كالدرهم
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:00 م]ـ
وقال الأفوه الأودى من الرمل ملكنا ملك لقاح أول وأبونا من بني أود خيار
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:01 م]ـ
الباب الثاني من البديع وهو التجنيس
وهو أن تجيء الكلمة تُجانس أُخرى في بيت شعر وكلام ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها على السبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأجناس عليها. وقال الخليل الجنسُ لكل ضرب من الناس والطير والعروض والنحو فمنه ما تكون الكلمة تُجانس أخرى في تأليف حروفها ومعناها ويشتق منها مثل قول الشاعر من الكامل يومٌ خلجت على الخليج نفوسهم ...
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:01 م]ـ
أو يكون تُجانِسها في تأليف الحروف دون المعنى مثل قول الشاعر من البسيط ... إن لوم العاشق اللُّوم
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:02 م]ـ
قال الله تعالى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين. وقال سبحانه فأقم وجهك للدين القيم. وقال رسول الله صلى الله عليه عصية عصت الله وغفار غفر الله له. وقال الظلم ظلمات. وقال معاوية لابن عباس رحمه الله ما لكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم كما تصابون في بصائركم. ويقال ان عقيل بن أبي طالب تكلم بذاك. وقال أبو تمام من الطويل جلا ظلمات الظلم عن وجه أمة أضاء لها من كوكب الحق آفله
وسرقه من قول النبي صلى الله عليه الذي تقدم. وقال القطامي من الوافر ولما ردها في الشول شالت بذيال يكون لها لفاعا
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:02 م]ـ
ويروى في بعض الحديث عن عمر رضي الله عنه أنه قال هاجروا ولا تهجروا. وقال محمد بن كناسة من الطويل وسميته يحيى ليحيى ولم يكن إلى رد أمر الله فيه سبيل
تيممت فيه الفأل حين رزقته ولم أدر أن الفأل فيه يفيل
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:03 م]ـ
وقال حيان بن ربيعة الطائي من الوافر لقد علم القبائل أن قومي لهم حد إذا لبس الحديد
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:03 م]ـ
وقال الكميت من الطويل
ونحن طمحنا لامرء القيس بعد ما رجا الملك بالطماح نكباً على نكب
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:04 م]ـ
وأخذه من قول امرء القيس من الطويل
لقد طمح الطماح من بعد أرضه ليلبسني من دائه ما تلبسا
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:05 م]ـ
الباب الثالث من البديع وهو المطابقة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الخليل رحمه الله يقال طابقت بين الشيئين إذا جمعتهما على حذو واحد وكذلك قال أبو سعيد فالقائل لصاحبه أتيناك لتسلك بنا سبيل التوسع فأدخلتنا في ضيق الضمان قد طابق بين السعة والضيق في هذا الخطاب. وقال الله تعالى ولكم في القصاص حيوة يا أولي الألباب. وقال رسول الله صلى الله عليه للأنصار إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع وهذا مثل الأول. وقال عيسى بن طلحة لعروة بن الزبير حين ابتلى في رجله ان ذهب أهونك علينا فقد بقى أعزك علينا فطابق كما ترى بين العز والهوان. وقال أدد بن مالك بن زيد بن كهلان وهو طيىء في وصيته لولده لا تكونوا كالجراد أكل ما وجد وأكله من وجده. وقيل لابن عمر رضي الله عنه ترك فلان مائة ألف قال لكنها لا تتركه. وقال الحجاج في خطبته إن الله كفانا مؤونة الدنيا وأمرنا بطلب الآخرة فليت الله كفانا مؤونة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا وقال آخر من العمل ما هو ترك العمل ومن ترك للعمل ما هو عمل. ومن المطابقة قول الحسن المشهور ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت. وقال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان للحسين وهو والي المدينة في بعض منازعاتهم ليت طول حلمنا عنك لا يدعو جهل غيرنا إليك. وقال أبو الدرداء معروف زماننا منكر زمان قد فات ومنكره معروف زمان لم يأت. وقال الحسن رضي الله وقد أنكر عليه الإفراط في تخويف الناس إن من خوفك حتى تبلغ الأمن خير ممن آمنك حتى تبلغ الخوف. ولما حضر بشر بن منصور الموت فرح فقيل له أتفرح بالموت فقال أتجعلون قدومي على خالق أرجوه كمقامي مع مخلوق أخافه. وقال عمر إذا أنا لم أعلم ما لم أر فلا علمت ما رأيت. وقال مسلمة بن عبد الملك ما حمدت نفسي على ظفر ابتدأته بعجز ولا لمتها على مكروه ابتدأته بحزم. وقال الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة. وقال ابن عباس كم من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي وكم من أذنب وهو يبكي دخل الجنة وهو يضحك. وقال أعرابي لرجل إن فلاناً وإن ضحك لك فإنه يضحك منك فإن لم تتخذه عدواً في علانيتك فلا تجعله صديقاً في سريرتك. وقال علي رضي الله عنه إن أعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه. وقال الحسن كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب. وشتم رجل الشعبي فقال له إن كنت كاذباً فغفر الله لك وإن كنت صادقاً فغفر الله لي. وأوصى يزيد بن معاوية غلاماً فقال اعلم أن الظن إذا أخلف فيك أخلف منك. وقال الحسن أما تستحيون من طول ما لا تستحيون. وقال من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن خاف الناس أخافه من كل شيء. وقال علي بن عبد الله بن عباس وذكرت عنده بلاغة بعض أهله إني لأكره أن يكون مقدار لساني فاضلا على مقدار علمي كما أكره أن يكون مقدار علمي فاضلاً على مقدار عقلي. وقال لقمان لابنه إياك والكسل والضجر فإنك إذا كسلت لم تؤد حقاً وإذا ضجرت لم تصبر على حق. وقال بعض الواعظين كان الناس ورقاً بلا شوك فصاروا شوكاً بلا ورق. وحدثني الأسدي قال قيل لأبي دؤاد الإيادي وبنته تسوس دابته أهنتها يا أبا دؤاد فقال أهنتها بكرامتي كما أكرمتها بهواني. وقال زهير من البسيط ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:06 م]ـ
وقال عبد الله بن الزبير الأسدي من الوافر
رمى الحدثان نسوة آل حرب بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضاً ورد وجوهن البيض سودا(/)
تحرير التعبيرفي صناعة الشعر والنثر
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:08 م]ـ
باب الاستعارة
حد الرماني الاستعارة بأن قال: هي تعليق العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة على سبيل النقل.
وقال ابن المعتز: هي استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف بها وقال ابن الخطيب في إعجازه: الاستعارة ذكر الشيء باسم غيره وإثبات ما لغيره له للمبالغة في التشبيه. وقال أيضاً: الاستعارة جعل الشيءِ الشيءَ، أو جعل الشيء للشيء لأجل المبالغة في التشبيه.
وقلت: هي تسمية المرجوح الخفي باسم الراجح الجلي للمبالغة في التشبيه، كقول الله تعالى "وإنه في أم الكتاب" وكقوله سبحانه: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" وكقوله عز وجل: "واشتعل الرأس شيباً".
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:09 م]ـ
ولا بد في الاستعارة من اعتبار ثلاثة أشياء أصول: مستعار، ومستعار منه، ومستعار له. فالمستعار في الآية الأخيرة: الاشتعال، والمستعار منه: النار، والمستعار له: الشيب، والجامع بين المستعار منه والمستعار له مشابهة ضوء النار لبياض الشيب، وفائدة ذلك وحكمته وصف ما هو أخفى بالتشبيه لما هو أظهر، وقد جاء الكلام في الاستعارة التي في الآية الأخيرة على غير وجهه، فإن وجه الكلام فيها أن يقال: واشتعل شيب الرأس، وإنما قلب لما يحصل في قلبه من المبالغة لكونه في حالة القلب يستفاد منه عموم الشيب لجميع الرأس، ولو جاء الكلام على وجهه لم يفد ذلك العموم، ومثال ذلك أنك لو قلت في مثاله اشتعلت النار في البيت: لصدق هذا القول على اشتعال النار في جانب واحد من البيت دون بقية جوانبه، وإذا قلت: اشتعل البيت ناراً أفاد هذا القول أن النار قد شملت جميع نواحي البيت وجهاته، وعلى هذا فاعتبر الاستعارة لتعلم أنها على قسمين: قسم يجيء الكلام فيه على وجهه فلا يفيد سوى إظهار الخفي فقط، أو المبالغة فحسب، وقسم يأتي الكلام فيه على غير وجهه فيفيد المعنيين معاً، وأحسنها ما قرب منها دون ما بعد ولم يسمع سامع في الاستعارة كقوله تعالى "والصبح إذا تنفس" فإن ظهور الأنوار في المشرق من أشعة الشمس قليلاً قليلاً بينه وبين إخراج النفس مشابهة شديدة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:10 م]ـ
وأجل الاستعارات الاستعارة المرشحة كقوله تعالى: "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم" فإن الاستعارة الأولى وهي لفظة الشراء رشحت الثانية وهي لفظتا الربح والتجارة للاستعارة. والله أعلم.
ومن أمثله الاستعارة في السنة النبوية قوله عليه السلام: "ضموا مواشيكم حتى تذهب فحمة العشاء" فاستعار صلى الله عليه وسلم للعشاء الفحمة لقصد حسن البيان، لأن الفحمة هاهنا أظهر للحس من الظلمة فإن الظلمة تدرك بحاسة البصر فقط والفحمة تدرك بحاستي البصر واللمس لأنها جسم والظلمة عرض فكان ذكرها أعني الفحمة أحسن بياناً من ذكر الظلمة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:11 م]ـ
ومن أمثلة الاستعارة الشعرية قول امرئ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازاً وناء بكلكل فإن هذا الشاعر استعار لظلمة الليل السدول المرخاة، لما بين المستعار والمستعار له من اجتماعهما في منع الأبصار من الإبصار، وفائدة هذه الاستعارة نقل الأخفى إلى الأظهر، لأن السدول يدرك بحاستي البصر واللمس، والظلمة تدرك بأحديهما دون الأخرى، ثم تمم بكونه جعل السدول مرخاة لأن ذكرها بدون هذا القيد لا يوفي بالمعنى الذي قصده من منع رؤية ما وراءها، لاحتمال أن تكون مرفوعة، وكذلك قصد في البيت الثاني بقوله تمطي بصلبه ... البيت فإنه أراد وصف الليل بالطول فاستعار له صلباً يتمطى به، إذ كان كل ذي صلب يزيد في طوله عند تمطيه شيء، وبالغ في طوله بأن جعل له أعجازاً يردف بعضها بعضاً، فهو كلما نفد عجز ردفه عجز، فلا تفني أعجازه، ولا تنتهي إلى طرف، كما قيل في قوله تعالى "لابثين فيها أحقاباً" قال قتادة: لا انقطاع لها، كلما مضى حقب جاء حقب بعده. وقال الحسن البصري: أما الأحقاب فليس لها عدد إلا الخلود، ثم أراد أن يصف الليل بعد نهاية الطول بالثقل على قلب ساهره، والضغط لمكابده، فاستعار له كلكلاً ينوء به، ولأجل هذه المعاني كانت الاستعارة أبلغ من الحقيقة والعدول إليها أولى لما تعطي من المعاني التي لا تحصل من لفظ الحقيقة.
والاستعارة منها كثيف، وهو استعارة الأسماء للأسماء.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:12 م]ـ
والاستعارة منها كثيف، وهو استعارة الأسماء للأسماء. وكل ما مر من الأمثلة غير الآية الأخيرة فهو شاهد لها.
ولطيف، وهو استعارة الأفعال للأسماء كقول الله تعالى: "فما بكت عليهم السماء والأرض" وكقول أبي تمام بسيط من كل ممكورة ذاب النعيم لها ذوب الغمام فمنهل ومنسكب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:12 م]ـ
باب التجنيس
حد الرماني التجنيس بأن قال: هو بيان المعاني بأنواع من الكلام يجمعها أصل واحد من اللغة، وجعله قسمين: جناس مزاوجة، وجناس مناسبة، فالمزاوجة كقوله تعالى: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" وكقول عمرو بن كلثوم وافر:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
والمناسبة كقوله سبحانه: "يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار" وأما قدامة وابن المعتز وإن اختلفا في تسمية هذا الباب فقد اتفقا على معناه، فقال قدامة في حده: هو اشتراك المعاني في ألفاظ متجانسة على جهة الاشتقاق كقول زهير: بسيط كأن عيني وقد سال السليل بهم وعبرة ما همو لو أنهم أمم
وهذا الحد بعينه هو تجنيس المناسبة الذي ذكره الرماني، ولولا قول قدامة على جهة الاشتقاق لكان حده بعينه هو حد الرماني المطلق.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:13 م]ـ
وقال ابن المعتز هو أن تجيء الكلمة مجانسة أختها كقول الله تعالى: "فأقم وجهك للدين القيم" وكقول النعمان بن بشير لمعاوية: طويل: ألم تبتدركم يوم بدر سيوفنا وليلك عما ناب قومك نائم
وهذا بعينه هو تجنيس المناسبة من جهة الاشتقاق ولم يخرج من جاء بعد هؤلاء عما حدوه به، لكنهم فرعوه ثمانية فروع، وعلى هذا التفريع أكثر المتأخرين سوى التبريزي، فإنه نقص من هذه الأقسام أربعة وأثبت أربعة، وخلط في الشواهد، وغير الأسماء، هذا وإن كان متأخراً عمن قسم التجنيس ثمانية أقسام، واخترع أسماءها، فإني لم أقف على صحة ذلك، ورأيت ابن منقذ قد أتى على الأقسام الثمانية، وفاته قسم تاسع أتى به التبريزي، وسنأتي به في موضعه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:14 م]ـ
فمن فروع التجنيس تجنيس التغاير، وهو أن تكون إحدى الكلمتين اسماً، والأخرى فعلاً، وهذا سماه التبريزي التجنيس المطلق، كقوله تعالى: "إني وجهت وجهي" وكقوله تعالى: "أثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة" وكقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "عصية عصت الله ورسوله" و"غفار غفر الله لها" و"أسلم سالمها الله"، وكقول جرير وافر:
كأنك لم تسر ببلاد نجد ولم تنظر بناظرة الخياما
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:15 م]ـ
وقد فرع التبريزي من هذا القسم ضرباً سماه التجنيس المستوفي، وهو أن تتشابه الكلمتان لفظاً وخطاً، وإحداهما اسم والأخرى فعل، وأنشد فيه قول أبي تمام: كامل ما مات من كرم الزمان فإنه يحيا لدى يحيى بن عبد الله
وهذا الفرع وإن وضعت له تسمية تخالف تسميات الأقسام الثمانية، وكانت له صورة مثاله غير صور الأمثلة، فإنه داخل في القسم الذي إحدى كلمتيه اسم والأخرى فعل، فلذلك لم يعتد به قسماً مستقلاً.
وتجنيس التماثل، وهو أن يكون الكلمتان اسمين أو فعلين، وهو على ضربين: ضرب تتماثل فيه الكلمتان سواء كانتا اسمين أم فعلين في اللفظ والخط كقول الشاعر: خفيف:
عينه تقتل النفوس وفوه منه تحيى عين الحياة النفوسا
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:15 م]ـ
وضرب لا تتماثل فيه الكلمتان إلا من جهة الاشتقاق، سواء أكانتا اسمين أم فعلين، كقوله تعالى "فروح وريحان" وقوله سبحانه: "وجنى الجنتين دان" وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الظلم ظلمات" وكقوله عليه السلام: "أسلم تسلم" وكقول البحتري وافر: نسيم الروض في ريح شمال وصوب المزن في راح شمول
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:16 م]ـ
وهذان التجنيسان أعني التغاير والتماثل فرعان من التجنيس الذي أصله قدامة وابن المعتز، وباقي الثمانية استخرجها المتأخرون بالاستقراء، وهي تجنيس التصحيف، ولم يذكره التبريزي في أقسام التجنيس، وجعل التصحيف باباً مفرداً، تجنيس التصحيف وهو أن يكون النقط فارقاً بين الكلمتين كقوله تعالى: "وهم يحسبون أنهم يحسنون" وكقوله صلى الله عليه وسلم: "لعله كان يتكلم بما لا يعنيه ويتحلى بما لا يغنيه" وكقول البحتري:
طويل ولم يكن المغتر بالله إذ سرى ليعجز والمعتز بالله طالبه
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:17 م]ـ
وتجنيس التحريف، وهو أن يكون الشكل فارقاً بين الكلمتين أو بعضهما، وهذا أيضاً لم يذكره التبريزي، ومثاله قوله سبحانه: "إن ربهم بهم" وقوله تعالى: "ولكنا كنا مرسلين" وأما قوله سبحانه: "ولقد أرسلنا فيهم منذرين فانظر كيف كان عاقبة المنذرين" فهو الغاية التي لا تدرك وكقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الظلم ظلمات" وكقول أبي تمام: كامل هن الحمام فإن كسرت عيافة من حائهن فإنهن حمام
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:17 م]ـ
وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم تبدل فيه الحركة بالحركة وقسم تبدل فيه الحركة بالسكون، وقسم يبدل فيه التخفيف بالتشديد، مثال الأول قول الشاعر: جبة البرد جنة البرد
والبرد والبرد أردت.
ومثال الثاني قولهم: البدعة شرك الشرك.
ومثال الثالث قولهم: الجاهل إما مفرط وإما مفرط والآيات الثلاث من القسم الأول، والحديث من الثاني، والبيت من الأول أيضاً.
وتجنيس التصريف مما لم يذكره التبريزي أيضاً، وهو اختلاف صيغة الكلمتين بإبدال حرف من حرف إما من مخرجه أو من قريب منه، كقوله تعالى: "وهم ينهون عنه وينأون عنه" وكقول الرسول عليه السلام "الخيل معقود بنواصيها الخير".
وكقول الشاعر:
بسيط لا يذكر الرمل إلا حن مغترب له بذي الرمل أوطار وأوطان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:18 م]ـ
وتجنيس الترجيع، وهو الذي سماه التبريزي التجنيس الناقص، وسماه قوم تجنيس التذييل، وهو على الحقيقة الذي يوجد في إحدى كلمتيه حرف لا يوجد في الأخرى، وجميع حروف الأخرى موجود في الأولى، وقسم في وسطها وقسم في آخرها: مثال الأول قوله تعالى: "والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق" ومثال الثاني قولهم: من جد وجد، ومثال الثالث البيت الذي ذكر لأبي تمام وهو قوله: "يمدون من أيد" البيت.
وقد تكون الزيادة حرفين: فإما أن يقعا في أول الكلمة ويكونا متقاربين كقولهم: ليل دامس، وطريق طامس، وإما أن يقعا في وسطها كقولهم: ما خصصتني بل خسستني. أو آخر الكلمة ويكونا متباعدين كقولهم: سالب وساكب. أو متقاربين كقولهم: شاحب وشاغب.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:19 م]ـ
ومن القسم الذي توسط في هذا الحرف الواحد قوله تعالى: "وإنه على ذلك لشهيد، وإنه لحب الخير لشديد" وقالوا: هو الذي يرجع فيه لفظ الكلمة الأولى في الكلمة الأخرى، كقول أبي تمام: طويل يمدون من أيد عواص عواصم تصول بأسياف قواض قواضب
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:20 م]ـ
باب الطباق
الطباق اللغوي الذي أخذ منه الصناعي هو قول العرب: طابق البعير في مشيه إذا وضع خف رجله موضع خف يده، وقد رد ابن الأثير على كل من ألف في الصناعة هذا الباب، وقال: إن الجمع من تسميتهم الضدين في هذا الباب خطأ محض، لأن أصل الاشتقاق يقتضي الموافقة لا المضادة، وهو أولى بالخطإ منهم، لأن القوم رأوا أن البعير قد جمع بين الرجل واليد في موطئ واحد، والرجل واليد ضدان، أو في معنى الضدين، فرأوا أن الكلام الذي قد جمع فيه بين الضدين يحسن أن يسمى مطابقاً لأن المتكلم به قد طابق فيه بني الضدين، وهو على ضربين: ضرب يأتي بألفاظ الحقيقة، وضرب يأتي بألفاظ المجاز، فما كان منه بلفظ الحقيقة سمي طباقاً، وما كان بلفظ المجاز سمي تكافؤاً، فمثال التكافؤ قول أبي الشغب العبسي من إنشادات قدامة كامل:
حلو الشمائل وهو مر باسل يحمي الذمار صبيحة الإرهاق
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:50 م]ـ
وأما الطباق الذي يأتي بألفاظ الحقيقة فقد قسموه إلى ثلاثة أقسام: طباق الإيجاب، وطباق السلب، وطباق الترديد.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:51 م]ـ
تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر ابن أبي الأصبع الصفحة: 9
فمثال طباق الإيجاب قوله تعالى "وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيى"، وكقول الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار رضي الله عنهم: "إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع"، فانظروا إلى فضل هذه العبارة كيف أتت المناسبة التامة فيها ضمن المطابقة.
وكقول علي كرم الله وجهه: من رضي عن نفسه كثر من يسخط عليه، وكقول دعبل الخزاعي: كامل لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
وهذا البيت مع سهولة سبكه وخفة ألفاظه وكثرة الماء في جملته قد جمع بين لفظي التكافؤ والطباق معاً، لأن ضحك المشيب مجاز، وبكاء الشاعر حقيقة
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:52 م]ـ
وكقول الفرزدق وهو من إنشادات ابن المعتز:
كامل لعن الإله بني كليب إنهم لا يغدرون ولا يفون لجار
يستيقظون إلى نهيق حمارهم وتنام أعينهم عن الأوتار
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:53 م]ـ
غير أن هذين البيتين من أفضل شعر سمعته في هذا الباب، لأنهما جمعا بين طباقي السلب والإيجاب، ووقع فيهما مع الطباق تكميل لم يقع مثله في باب التكميل، لأن هذا الشاعر لما وصف هؤلاء القوم بالضعف حيث قال: "لا يغدرون" وعلم أنه لو اقتصر على ذلك احتمل الكلام ضرباً من المدح، إذ تجنب الغدر قد يكون عن ضعف وعن عفة، أتى بصريح الهجاء ليدل بذلك على أنه أراد بكلامه الأول محض الهجاء، واقتضت الصناعة أن يأتي بذلك في لفظ ينتظم به وبما بعده طباق، فقال: "ولا يفون لجار" فتكمل الهجاء، إذ سلبهم الغدر والعجز والوفاء للؤم وحصل في البيت مع الطباق والتكميل الدالين على غاية الهجاء إيغال حسن، لأنه لو اقتصر على قوله "لا يغدرون ولا يفون" تم له القصد الذي أراده، وحصل المعنى الذي قصده، لكنه لما احتاج إلى القافية ليصير الكلام شعراً أفاد بها معنى زائداً حيث قال: "لجار" لأن الغدر بالجار أشد قبحاً من الغدر بغيره فإن قيل: لعنة الشاعر لهم في أول كلامه تدل على أنه أراد بقوله: "لا يغدرون" الهجاء فبطل، تأويله.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:54 م]ـ
رد الأعجاز على الصدور
وهو الذي سماه المتأخرون التصدير، وقد قسمه ابن المعتز ثلاثة أقسام الأول ما وافق آخر كلمة في البيت آخر كلمة في صدره، أو كانت مجانسة لها كقول الشاعر: كامل يلفي إذا ما كان يوم عرمرم في جيش رأى لا يفل عرمرم
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:54 م]ـ
رد الأعجاز على الصدور
وهو الذي سماه المتأخرون التصدير، وقد قسمه ابن المعتز ثلاثة أقسام الأول ما وافق آخر كلمة في البيت آخر كلمة في صدره، أو كانت مجانسة لها كقول الشاعر: كامل يلفي إذا ما كان يوم عرمرم في جيش رأى لا يفل عرمرم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:55 م]ـ
والثاني ما وافق آخر كلمة من البيت أول كلمة منه كقول الآخر: طويل سريع إلى ابن العم يشتم عرضه وليس إلى داعي الندى بسريع
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:56 م]ـ
والثالث ما وافق آخر كلمة من البيت بعض كلماته في أي موضع كان، كقول الشاعر طويل: سقى الرمل جون مستهل غمامه وما ذاك إلا حب من حل بالرمل
هكذا عرف ابن المعتز هذا القسم الثالث من التصدير، وهو عندي مدخول التعريف من أجل قوله: ما وافق آخر كلمة من البيت بعض كلماته في أي موضع كانت، فإنها لو كانت في العجز لم يسم تصديراً لأن اشتقاق التصدير من صدر البيت، فلا بد من زيادة قيد في التعريف يسلم به من الدخل بحيث يقول: بعض كلمات البيت في أي موضع كانت من حشو صدره. وأظن ابن المعتز اتكل في ذلك على البيت الذي جاء به مثالاً ولا ألوم ابن المعتز.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:57 م]ـ
والثالث ما وافق آخر كلمة من البيت بعض كلماته في أي موضع كان، كقول الشاعر طويل: سقى الرمل جون مستهل غمامه وما ذاك إلا حب من حل بالرمل
هكذا عرف ابن المعتز هذا القسم الثالث من التصدير، وهو عندي مدخول التعريف من أجل قوله: ما وافق آخر كلمة من البيت بعض كلماته في أي موضع كانت، فإنها لو كانت في العجز لم يسم تصديراً لأن اشتقاق التصدير من صدر البيت، فلا بد من زيادة قيد في التعريف يسلم به من الدخل بحيث يقول: بعض كلمات البيت في أي موضع كانت من حشو صدره. وأظن ابن المعتز اتكل في ذلك على البيت الذي جاء به مثالاً ولا ألوم ابن المعتز.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:03 م]ـ
المذهب الكلامي
المذهب الكلامي عبارة عن احتجاج المتكلم على المعنى المقصود بحجة عقلية تقطع المعاند له فيه، لأنه مأخوذ من علم الكلام الذي هو عبارة عن إثبات أصول الدين بالبراهين العقلية وهو الذي نسبت تسميته إلى الجاحظ، وزعم ابن المعتز أنه لا يوجد في الكتاب العزيز، وهو محشو منه، ومنه فيه قوله تعالى حكاية عن الخليل عليه السلام: "وحاجة قومه" إلى قوله عز وجل: "وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه" وقوله تعالى: "أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى" وقوله سبحانه: "لو كان فيما آلهة إلا الله لفسدتا" وقوله: "قل يحييها الذي أنشأها أول مرة" ومن هذا الباب نوع منطقي، وهو استنتاج النتيجة من مقدمتين، فإن أهل هذا العلم قد ذكروا أن من أول سورة الحج إلى قوله: "وأن الله يبعث من في القبور" منطو على خمس نتائج من عشر مقدمات، فالمقدمات من أول السورة إلى قوله تعالى: "وأنبتت من كل زوج بهيج" والنتائج من قوله تعالى: "ذلك بأن الله هو الحق" إلى قوله: "وأن الله يبعث من في القبور" وتفصيل ترتيب المقدمات والنتائج أن يقال: الله أخبر أن زلزلة الساعة شيء عظيم، وخبره هو الحق، وأخبر عن المغيب بالحق، فهو حق فالله هو الحق، والله يأتي بالساعة على تلك الصفات، ولا يعلم صدق الخبر إلا بإحياء الموتى، ليدركوا ذلك، ومن يأتي بالساعة يحيي الموتى فهو يحيي الموتى، وأخبر أن يجعل الناس من هول الساعة سكارى لشدة العذاب ولا يقدر على عموم الناس بشدة العذاب إلا من هو على كل شيء قدير فالله على كل شيء قدير، وأخبر أن الساعة يجازي فيا من يجادل في الله بغير علم، ولا بد من مجازاته، ولا يجازي حتى تكون الساعة آتية.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:04 م]ـ
الالتفات
فسر قدامة الالتفات بأن قال: هو أن يكون المتكلم آخذاً في معنى فيعترضه إما شك فيه، أو ظن أن راداً يرده عليه، أو سائلاً يسأله عن سببه، فيلتفت إليه بعد فراغه منه فإما أن يجلي الشك فيه أو يؤكده، أو يذكر سببه كقول الرماح بن ميادة طويل.
فلا صرمه يبدو ففي اليأس راحة ولا وصله يبدو لنا فنكارمه
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:05 م]ـ
وأما ابن المعتز فقال: الالتفات انصراف المتكلم عن الإخبار إلى المخاطبة، ومثاله من القرآن العزيز قوله تعالى بعد الإخبار بأن الحمد لله رب العالمين: "إياك نعبد وإياك نستعين" وكقوله سبحانه: "إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين" وكقوله تعالى: "ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم" ومثال ذلك من الشعر قول جرير وافر: متى كان الخيام بذي طلوح سقيت الغيث أيتها الخيام
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:05 م]ـ
أو انصراف المتكلم عن الخطاب إلى الإخبار كقوله تعالى: "حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة" ومثال ذلك من الشعر قول عنترة كامل:
ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:06 م]ـ
ثم قال يخبر عن هذه المخاطبة بقوله: كامل كيف المزار وقد تربع أهلها بعنيزتين وأهلنا بالغيلم
أو انصراف المتكلم من الإخبار إلى التكلم كقوله تعالى: "والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه أو انصراف المتكلم من التكلم إلى الإخبار كقوله تعالى: "إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز" وقد جمع امرؤ القيس الالتفاتات الثلاثة في ثلاثة أبيات متتاليات، وهي قوله: متقارب تطاول ليلك بالأثمد ونام الخلي ولم ترقد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:07 م]ـ
الاستطراد
ذكر الحاتمي في حلية المحاضرة أنه نقل هذه التسمية عن البحتري الشاعر، وهو الذي سماه ابن المعتز الخروج من معنى إلى معنى، وفسره بأن قال: هو أن يكون المتكلم في معنى فيخرج منه بطريق التشبيه أو الشرط أو الإخبار أو غير ذلك إلى معنى آخر يتضمن مدحاً أو قدحاً أو وصفاً أو غير ذلك، ورأيت غالب وقوعه في الهجاء، وإن وقع في غيره ولا بد من ذكر المستطرد به باسمه، بشرط ألا يكون جرى له ذكر في الكلام قبل ذلك، ومن أمثلته في الكتاب العزيز قوله تعالى: "ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود" ومن أمثلته الشعرية قول حسان بن ثابت: كامل إن كنت كاذبة التي حدثتني فنجوت منجا الحارث بن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ونجا برأس طمرة ولجام
فهاذ ما وقع من الاستطراد في الهجاء.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:08 م]ـ
وأما ما جاء منه في المدح والهجاء معاً فقول بكر بن النطاح طويل:
عرضت عليها ما أرادت من المنى لترضى فقالت قم فجئني بكوكب
فقلت لها هذا التعنت كله كمن يتشهى لحم عنقاء مغرب
سلي كل شيء يستقيم طلابه ولا تذهبى يا بدر بي كل مذهب
فأقسم لو أصبحت في عز مالك وقدرته أعيا بما رمت مطلبي
فتى شقيت أمواله بنواله كما شقيت بكر بأرماح تغلب
وهذا أبدع استطراد سمعته في عمري، فإنه قد جمع أحسن قسم وأبدع تخلص، وأرشق استطراد، وتضمن مدح الممدوح بالكرم، وقبيلته بالشجاعة والظفر، وهجاء أعدائهم بالضعف والخور، وهذا لم يتفق لمن قبله ولا لمن بعده إلى وقتنا هذا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:09 م]ـ
تأكيد المدح بما يشبه الذم
أنشد ابن المعتز فيه قول النابغة الذبياني: طويل
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:09 م]ـ
تجاهل العارف
وقد سماه من بعد ابن المعتز الإعنات، وهو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلاً منه به ليخرج كلامه مخرج المدح أو الذم، أو ليدل على شدة التدله في الحب، أو لقصد التعجب، أو التقرير، أو التوبيخ، وهو على قسمين: قسم يكون الاستفهام فيه عن شيئين أحدهما واقع والآخر غير واقع، وقد ينطق بأحد الشيئين ويسكت عن الآخر لدلالة الحال عليه.
وهو على قسمين: موجب، ومنفي.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:11 م]ـ
وقد جاء منه في الكتاب العزيز ما لا يلحق سبقاً، كقوله تعالى: "أبشراً منا واحداً نتبعه" فهذا خارج مخرج التعجب، وقوله سبحانه: "أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء" وهذا خارج مخرج التوبيخ، وقوله عز وجل: "أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله" وقوله تعالى: "أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم" وهذان الموضعان خرجا مخرج التقرير.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:11 م]ـ
وأما ما جاء منه في المدح فكقول بعض المحدثين بسيط
بدا فراع فؤادي حسن صورته فقلت هل ملك ذا الشخص أم ملك
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:15 م]ـ
وأما ما جاء منه للذم فكقول زهير بن أبي سلمى وافر:
وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:21 م]ـ
وأما ما دل منه على التدله في الحب فكقول العرجي بسيط
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ليلاى منكن أم ليلى من البشر
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:22 م]ـ
الهزل الذي يراد به الجد
وهو أن يقصد المتكلم مدح إنسان أو ذمه، فيخرج ذلك المقصود مخرج الهزل المعجب، والمجون المطرب، كما فعل أصحاب النوادر، مثل أشعب وأبي دلامة وأبي العيناء ومزبد ومن سلك سبيلهم، كما حكى عن أشعب أنه حضر إعذاراً صنعه بعض ولاة المدينة، وكان مبخلاً، فدعا الناس ثلاثة أيام وهو يجمعهم على مائدة عليها جدي مشوي، فيحوم الناس حوله، ولا يمسه منهم أحد لعلمهم ببخله، وأشعب في كل يوم يحضر ويرى الجدي، فقال في اليوم الثالث: زوجته طالق إن لم يكن عمر هذا الجدي بعد أن ذبح وشوي أطول منه قبل ذلك.
ومن شواهد الهزل الذي يراد به الجد من الشعر العربي قول الشاعر: طويل إذا ما تميمي أتاك مفاخراً فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:24 م]ـ
حسن التضمين
وهو أن يضمن المتكلم كلامه كلمة من بيت، أو من آية، أو معنى مجرداً من كلام، أو مثلاً سائراً أو جملة مفيدة، أو فقرة من حكمة كقول علي عليه السلام في جواب كتاب لمعاوية: "وما الطلقاء وأبناء الطلقاء، والتمييز بين المهاجرين الأولين وتبيين درجاتهم، وتعريف طبقاتهم، هيهات لقد حن قدح ليس منها، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها" فضمن كلامه هذا المثل العربي وهو قوله: "لقد حن قدح ليس منها" وكقوله في آخر هذا الكتاب: وإني مرقل نحوك بجحفل من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، شديد زحامهم، ساطع قتامهم متسربلين سرابيل الموت، أحب اللقاء إليهم لقاء ربهم، قد صحبتهم ذرية بدرية، وسيوف هاشمية عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك "وما هي من الظالمين ببعيد" فضمن كلامه هذه الآية.
ومن إنشادات ابن المعتز في هذا الباب سريع:
عوذ لما بت ضيفاً له أقراصه مني بياسين
فبت والأرض فراشي وقد غنت قفا نبك مصارينى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:25 م]ـ
الكناية
وهي أن يعبر المتكلم عن المعنى القبيح باللفظ الحسن، وعن الفاحش بالطاهر، كقوله سبحانه: "كانا يأكلان الطعام" كناية عن الحدث. وكقوله تعالى: "أو جاء أحد منكم من الغائط" كناية عن قضاء الحاجة، وكقوله عز وجل: "ولكن لا تواعدوهن سراً" كناية عن الجماع، قال امرؤ القيس طويل: ألا زعمت بسباسة الحي أنني كبرت وألا يحسن السر أمثالي
ذهب كل من فسر شعره من العلماء أنه أراد بالسر الوقاع، وكقوله سبحانه: "وقد أفضى بعضكم إلى بعض" يريد به ما يكون بين الزوجين من المباضعة، وكقول الله تعالى: "الخبيثات للخبيثين"، وهو سبحانه يريد الزنا وعلى الجملة لا تجد معنى من هذه المعاني في الكتاب العزيز يأتي إلا بلفظ الكناية، لأن المعنى الفاحش متى عبر عنه بلفظه الموضوع له كان الكلام معيباً من جهة فحش المعنى
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:26 م]ـ
الإفراط في الصفة
وهو الذي سماه قدامة المبالغة، وسماه من بعده التبليغ، وأكثر الناس على تسمية قدامة، لأنها أخف وأعرف، ومن أناشيد ابن المعتز فيها: كامل
ملك تراه إذا احتبى بنجاده غمر الجماجم والصفوف قيام
وحد قدامة المبالغة بأن قال: هي أن يذكر المتكلم حالاً من الأحوال لو وقف عندها لأجزأت، فلا يقف حتى يزيد في معنى ما ذكره ما يكون أبلغ في معنى قصده، كقول عمرو بن الأهتم التغلبي وافر:
ونكرم جارنا ما دام فينا ونتبعه الكرامة حيث مالا
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:27 م]ـ
التشبيه
التشبيه عبارة عن العقد على أن أحد الشيئين يسد مسد الآخر في حال أو عقد، هكذا حد الرماني، وهذا هو التشبيه العام الذي يدخل تحته التشبيه البليغ وغيره، ثم إن الرماني بعد حده قال: والتشبيه تشبيهان: تشبيه شيئين متفقين بأنفسهما كتشبيه الجوهر بالجوهر، كقولك: ماء النيل مثل ماء الفرات، وتشبيه العرض بالعرض كقولك: حمرة الخد كحمرة الورد، وتشبيه الجسم بالجسم كقولك: الزبرجد مثل الزمرد، وتشبيه شيئين مختلفين بالذات يجمعهما معنى مشترك بينهما: كقولك، حاتم كالغمام، وعنترة كالضرغام، والتشبيه المتفق تشبيه حقيقة، والتشبيه المختلف تشبيه مجاز للمبالغة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:28 م]ـ
وحد التشبيه البليغ إخراج الأغمض إلى الأظهر بالتشبيه مع حسن التأليف، ووقوع حن البيان فيه على وجوه، منها: إخراج ما لا تقع عليه الحاسة كقوله تعالى: "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً" فهذا بيان إخراج ما لا تقع عليه الحاسة إلى ما تقع عليه الحاسة، وقد اجتمعا في بطلان التوهم مع شدة الحاجة، ولو قيل: يحسبه الرائي ماء لكان بليغاً، وأبلغ منه لفظ القرآن لأن الظمآن أشد حرصاً عليه، وأكثر تعلق قلب به، وتشبيه أعمال الكفار بالسراب من أحسن التشبيه، فكيف تضمن مع ذلك حسن النظم وعذوبة الألفاظ وصحة الدلالة.
ومنها إخراج ما لم تجربه العادة إلى ما جرت به العادة، كقوله تعالى: "وإذا نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة" وهذا بيان قد أخرج ما لم تجر به العادة إلى ما جرت به العادة، وقد اجتمعا في معنى الارتفاع في الصورة.
ومنها إخراج ما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة، كقوله تعالى: "وجنة عرضها كعرض السماء والأرض" وهذا بيان قد أخرج ما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة، وقد اجتمعا في العظم وحصل من ذلك الوصف التشويق إلى الجنة بحسن الصفة وإفراط السعة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 10:25 م]ـ
الأستاذ الفاضل الصاعدي - حفظه الله ..
نشكرك على هذا الجهد، وحبّذا لو وضعت هنا رابطاً لتحميل الكتاب، ثمّ لك أن تقوم بشرحه أو جزء منه .. فإنّ نثره هنا يرهق الشبكة بكثرة الصفحات ..
بانتظار رأيكم بارك الله فيكم ..(/)
ما المعلقات؟
ـ[بوزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 12:26 ص]ـ
ما المعلقات ولماذا سميت بهذا الاسم وكم عدادها وأسماء بعض من أصحابها
ولكم جزيل الشكر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 05:36 م]ـ
قد يفيدك هذا الموقع ( http://www.khayma.com/almoudaress/moualakat/index.htm)
ـ[بوزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 11:36 م]ـ
أشكرك جدا استاذي الجليل
الموقع مفيد جدا(/)
اقتراح أرجو الاهتمام به
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 02:59 ص]ـ
أرجو وضع قطع سواء نثرية أو شعرية وبعض الأسئلة عليها وتترك الإجابات لنا
مثل
استخرج (تشبيه - استعارة - مجاز) ....... إلخ
كتمرين لنا
ولكم خالص الشكر
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 03:39 ص]ـ
أنا أتفق معك في الاقتراح.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 04:21 م]ـ
اقتراح جميل , ولعلها تعدل عن الدروس المقترحة سابقاً. ولا تنتظر التأييد بل اعمل على تنفيذه , وإن لم يرق المشرف بينه لنا مشكوراً , لذلك أضع أول مشاركة.
البيت:
كرمٌ تبين في كلامك ماثلاً ... ويبين عتق الخيل من أصواتها
استخرج التشبيه من البيت السابق مع التبيين.
المشرف الفاضل: لم أقم بتنفيذ الاقتراح قبل تأييدكم تحدياً. لا والله , ولكني رأيت الاقتراحات في هذا المنتدى قليلة التأييد من الأساتذة. لذلك أحببت وضع مشاركتي لأرى حجم الاستجابة لها. فإن تقبلها القوم فبها ونعمت , وإن لم ترق لهم , فلك حق الحذف.
دمتم بخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 05:29 م]ـ
الأخ الفاضل مدرس عربي ..
اقتراح في محله بارك الله فيك ..
وقد سبقك الأخ أبو طارق - حفظه الله - في وضع أول مسألة ..
وإن رأينا إقبالاً من الإخوة الأفاضل، فسنقوم بتثبيت الموضوع ..
ودمتم ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 05:33 م]ـ
بورك فيك أستاذنا الفاضل وجزاك الله خير الجزاء.
وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 08:54 م]ـ
أولاً أشكر الأخوة (عاشق اللغة - لؤى الطيبى - أبو طارق)
أعتقد مثل هذه الأسئلة ستثبت معلوماتنا إن شاء الله
فى البيت الذى ذكرته يا أبا طارق
كرمٌ تبين في كلامك ماثلاً ... ويبين عتق الخيل من أصواتها
تشبيه تمثيلى: حيث شبه الكرم فى كلام الرجل كصوت الخيول التى تبين أصالتها
فى انتظار تصحيحك وتعقيبك
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 09:18 م]ـ
أهلاً بك أخي الحبيب: أولاً أوضح أمراً:
التشبيه التمثيلي: هو ماكان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد. مثل:
وكأن الهلال نون لجين ... غرقت في صحيفة زرقاء
فوجه الشبه هنا صورة منتزعة من متعدد. وهو وجود شيئ أبيض مقوس في شيئ أزرق.
أما البيت المذكور فلا وضع للمشبه والمشبه به , بل يلمح إليهما كما تراه , وهنا يكون التشبيه ضمنياً.
وإذا أتينا على التبيين أكثر فالمشبه حال الكلام وأنه ينم عن كرم قائله. والمشبه به حال الصهيل الذي يدل على كرم الفرس.
هل توافقني؟
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 11:49 م]ـ
معك يا أبا طارق
فى انتظار أسئلة أخرى
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 03:56 م]ـ
استخرج المجاز مع التوضيح. قال الشاعر:
تعرض لي السحاب وقد قفلنا ... فقلت إليكَ إن معي السحابا
وحبذا لو شاركنا الأساتذة لنستفيد من غزير علمهم.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 12:19 ص]ـ
أخى الفاضل أبو طارق هل فى البيت مجاز أم استعارة؟
ما أراه فى البيت فقط
استعارة مكنية حيث شبه السحاب بالإنسان
ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 06:54 م]ـ
عذراً على التأخير المقصود , الذي رجوت من ورائه دخول أحد الأساتذة رجاء الإفادة لكن هيهات ما أملت.
أخي الحبيب: لدينا كلمة السحاب , وقد استخدمها الشاعر مرتين في البيت. فيقصد بإحداها السحاب الحقيقي , وبالأخرى استعمال غير حقيقي وهو المجاز , ولكي نعلم أياً منهما الحقيقي من غيره لا بد من قرينة مانعة من إيرادة المعنى الحقيقي , والقرينة إما لفظية وإما حالية تفهم من السياق , والقرينة هنا لفظية , وهي لفظة معي. وكأنه يقول أن السحاب مرافقه بدليل كلمة معي. وبعد أن عرفنا القرينة لا بد من معرفة العلاقة , والعلاقة إما أن تكون المشابهة أو غير المشابهة , ولا شك أن العلاقة هنا هي المشابهة , فهو يشبه الممدوح بالسحاب لما لكل منهما من النفع والفائدة.
إذن المجاز في لفظة السحاب الثانية , لعلاقة المشابهة والقرينة لفظية وهي لفظة معي.
أرجو من الأساتذة التوجيه. ولنترك السؤال الآن أخي لعل أحدهم يمر من هنا فيرحم وحدتنا.
دمت بخير
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:33 م]ـ
بورك في الأساتذة جميعاً , ونشكر لهم مجهودهم الطيب على الفوائد الجمة التي أفادونا بها فجزاهم الله خيراً.
أخي الحبيب مدرس عربي: حتى لا نشق على الأساتذة , نعود إلى الماسنجر.
دمتم بخير(/)
ما سبب حذف هذه الكلمة في هذه الآية الكريمة؟
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 05:21 م]ـ
(يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا)
قيل أن في هذه الآية حذف والتقدير: (لا ينفع نفسًا إيمانها وكسبها .. )
فما سبب الحذف؟
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 11:59 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل أيمن ... الآية من سورة الآنعام حيث يقول الله تعالى:" هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) " ... وكما هو ظاهر فأن الله عزوجل بّين لنا في هذه الآية ان الذي لا يكون قد امن عند ظهور أشراط الساعة فلا ينفعه كفره ولا عزمه على كسب الخير (الإيمان) ,وحين ينزّل ذلك العذاب لا تبقى فسحة لتدارك ما فات لأنّ الله إذا أنزل عذابه على المكذّبين لم ينفع عنده توبة، واما سبب الخذف وكما قال به بعض المفسيرين فذلك لأن هذه النّفوس لا ينفعها اكتساب الخير من بعد مجيء الآيات، ولا ما يقوم مقام اكتساب الخير عند الله، وهو ما منّ به على هذه الأمّة من غفران السيّئات عند التّوبة، فالعزم على الخير هو التّوبة، أي العزم على اكتساب الخير، فوقع في الكلام إيجازُ حذف اعتمَاداً على القرينة الواضحة. والتّقدير: لا ينفع نفساً غيرَ مؤمنة إيمانُها أو نفساً لم تكن كسبت خيراً في إيمانها من قبل كسبها، يعني أو ما يقوم مقام كسب الخير، مثل التّوبة فإنَّها بعض اكتساب الخير، وليس المراد أنّه لا ينفع نفساً مؤمنة إيمانُها إذا لم تكن قد كسبت خيراً بحيث يضيع الإيمان إذا لم يقع اكتساب الخير، ولكفى أن يقال لا ينفع نفساً إيمانها لم تكسب خيراً، ولأنّ الأدلّة القطعية ناهضة على أن الإيمان الواقع قبل مجيء الآيات لا يُدْحَض إذا فرّط صاحبه في شيء من الأعمال الصّالحة، ولأنَّه لو كان كذلك وسلَّمناه لما اقتضى أكثر من أنّ الّذي لم يفعل شيئاً من الخير عدا أنَّه آمن لا ينفعه إيمانه.
والله اعلم
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 10:34 ص]ـ
قال الشوكاني في تفسير الآية:
قوله: {لم تكن آمنت من قبل} أي من قبل إتيان بعض الآيات فأما التي قد كانت آمنت من قبل مجيء بعض الآيات فإيمانها ينفعها وجملة {لم تكن آمنت من قبل} في محل نصب على أنها صفة نفسا قوله: {أو كسبت في إيمانها خيرا} معطوف على {آمنت} والمعنى: أنه لا ينفع نفسا إيمانها عند حضور الآيات متصفة بأ نها لم تكن آمنت من قبل أو آمنت من قبل ولكن لم تكسب في إيمانها خيرا فحصل من هذا أنه لا ينفع إلا الجمع بين الإيمان من قبل مجيء بعض الآيات مع كسب الخير في الإيمان فمن آمن من قبل فقط ولم يكسب خيرا في إيمانه أو كسب خيرا ولم يؤمن فإن ذلك غير نافعه وهذا التركيب هو كقولك: لا أعطي رجلا اليوم أتاني لم يأتني بالأمس أو لم يمدحني في إتيانه إلي بالأمس فإن المستفاد من هذا أنه لا يستحق العطاء إلا رجل أتاه بالأمس ومدحه في إتيانه إليه بالأمس. انتهى.
قلت: ومجيء "أو" بمعنى مطلق الجمع كالواو سائغ عند القوم، وهو مذهب الكوفيين والأخفش والجرمي وابن مالك ..... ولهم شواهد منها:
قول النابغة
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
فحسبوه فألفوه كما ذكرت ... تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد.
والقول الآخر:
قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ... ما بين ملجم مهرة أو سافع.
وقال جرير:
جاء الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربه موسى على قدر.
وقال آخر:
وكان سيان أن لا يسرحوا نعما ... أو يسرحوه بها واغبرت السوح.
وبناء عليه لا يكون في الآية حذف .....
والعلم عند الله تعالى.
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 10:46 م]ـ
السلام عليكم
إن القول أنه لا حذف في الآية يدلل على أمرين:
1.المساواة بين النفس التي آمنت والنفس الكافرة.
2.الترديد والتكرار إن كانت المقصودة هي نفس واحدة.
وظاهر الآيات والاحاديث أن النفس المؤمنة خير وغير النفس الكافرة.
والترديد والتكرار لا معنى له ولا محل في القرآن ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وإليك ما ذكر المفسر إبن عاشور في كتابه التحرير والتنوير:"وجملة: {لم تكن آمنت من قبل} صفة {نفساً}، وهي صفة مخصّصة لعموم: {نفساً}، أي: النّفس التي لم تكن آمنت من قبل إتيان بعض الآيات لا ينفعها إيمانها إذا آمنت عند نزول العذاب، فعلم منه أنّ النّفس التي كانت آمنت من قبل نزول العذاب ينفعها إيمانها في الآخرة. وتقديم المفعول في قوله: {نفساً إيمانها} ليتمّ الإيجاز في عود الضّمير.
وقوله: {أو كسبت في إيمانها خيراً} عطف على {آمنت}، أي أو لم تكن كسبت في إيمانها خيراً.
و {في} للظرفيّة، وإنَّما يصلح للظرفية مدّة الإيمان، لا الإيمان، أي أو كسبت في مدّة إيمانها خيراً. والخير هو الأعمال الصّالحة والطّاعات.
و {أو} للتّقسيم في صفات النّفس فيستلزم تقسيم النّفوس التي خصّصتها الصّفتان إلى قسمين: نفوس كافرة لم تكن آمنت من قبل، فلا ينفعها إيمانها يوم يأتي بعض آيات الله، ونفوس آمنت ولم تكسب خيراً في مدّة إيمانها، فهي نفوس مؤمنة، فلا ينفعها ما تكسبه من خير يوم يأتي بعض آيات ربّك. وهذا القسم الثّاني ذو مراتب متفاوتة، لأنّ التّقصير في اكتساب الخير متفاوت، فمنه إضاعة لأعمال الخير كلّها، ومنه إضاعة لبعضها، ومنه تفريط في الإكثار منها. وظاهر الآية يقتضي أن المراد نفوس لم تكسب في إيمانها شيئاً من الخير أي اقتصرت على الإيمان وفرّطت في جميع أعمال الخير.
وقد علم من التّقسيم أنّ هذه النّفوس لا ينفعها اكتساب الخير من بعد مجيء الآيات، ولا ما يقوم مقام اكتساب الخير عند الله، وهو ما منّ به على هذه الأمّة من غفران السيّئات عند التّوبة، فالعزم على الخير هو التّوبة، أي العزم على اكتساب الخير، فوقع في الكلام إيجازُ حذف اعتمَاداً على القرينة الواضحة. والتّقدير: لا ينفع نفساً غيرَ مؤمنة إيمانُها أو نفساً لم تكن كسبت خيراً في إيمانها من قبل كسبها، يعني أو ما يقوم مقام كسب الخير، مثل التّوبة فإنَّها بعض اكتساب الخير، وليس المراد أنّه لا ينفع نفساً مؤمنة إيمانُها إذا لم تكن قد كسبت خيراً بحيث يضيع الإيمان إذا لم يقع اكتساب الخير، لأنَّه لو أريد ذلك لما كانت فائدة للتّقسيم، ولكفى أن يقال لا ينفع نفساً إيمانها لم تكسب خيراً، ولأنّ الأدلّة القطعية ناهضة على أن الإيمان الواقع قبل مجيء الآيات لا يُدْحَض إذا فرّط صاحبه في شيء من الأعمال الصّالحة، ولأنَّه لو كان كذلك وسلَّمناه لما اقتضى أكثر من أنّ الّذي لم يفعل شيئاً من الخير عدا أنَّه آمن لا ينفعه إيمانه، وذلك إيجاد قسم لم يقل به أحد من علماء الإسلام".
والله أعلم
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 12:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله:
قلنا لا حذف في الآية بناء على أن أو للوصل لا الفصل.
فيكون المعنى محمولا على فهم اهل السنة للإيمان لا فهم أهل الإرجاء.
فمقهوم الآية أن الانتفاع مشروط بإيمان وعمل وهو المعبر عنه باكتساب الخير.
فيؤول معنى الآية إلى ما فهمه الشوكاني من أن الانتفاع مشروط بإيمان واكتساب خير ..... وليس في العطف لغو أو تكرير لأن الأمر متعلق بعطف ركن واجب. كما تقول حج ووقف بعرفات .... وفائدة العطف هو التنبيه على أهمية الركن وإلا فلا يتصور أحدهما دون الآخر .....
ويجوز فهم "أو" على ظاهرها الفصلي فيكون المعنى -مع دلالات المفهوم- أن هناك فريقين ناجيين وفريقين هالكين:
-من آمن ثم رأى الآيات بعد ذلك مباشرة ولم يكن له وقت لاكتساب الخير .... فهذا ناج إن شاء الله.
-من آمن قبل رؤية الآيات وكان له وقت لاكتساب الخير فاغتنمه. وهذا ناج أيضا.
-من لم يؤمن إلا عند رؤية الآيات وكان من قبل كافرا فهذا هالك.
-من آمن قبل رؤية الآيات لكنه لم يعمل شيئا ولم يكتسب خيرا مع إمكان ذلك .....
فهذا كافر ... لأن التصديق وحده ليس إيمانا عند أهل السنة والجماعة .... وليس هنا محل تفصيله.
والله اعلم.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 03:25 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
وما الفرق بين تفسير الشوكاني وبين تفسير الزمخشري المعتزلي لهذه الآية حيث يقول:
(لم تكن آمنت من قبل) صفة لقوله (نفسًا) وقوله (أو كسبت في إيمانها خيرًا) عُطفت على (آمنت) والمعنى: أن أشراط أن أشراط الساعة إذا جاءت وهي آيات ملجئة مضطرة ذهب أوان التكليف عندها فلم ينفع الإيمان حينئذ نفسًا غير مقدمة إيمانها قبل ظهور الآيات أو مقدمة إيمانها غير كاسبة خيرًا في إيمانها، فلم يفرق كما ترى بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت الإيمان وبين النفس التي آمنت في وقته ولم تكسب خيرًا ليعلم أن قوله (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) جمع بين قرينتين لا ينبغي أن تنفك إحداهما عن الأخرى حتى يفوز صاحبها ويسعد، وإلا فالشقوة والهلاك)
فالمعتزلي يقول: مجرد الإيمان الصحيح لايكفي بل لابد من انضمام عمل يقترن به ويصدقه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 04:54 م]ـ
السلام عليكم
أخي أيمن ... ليس هناك فرق بين القولين ... وكان سبب إعتراضي هو هذا ... فالمعتزلة يقولون بأن مرتكب الكبيرة لا يغفر له ... والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:" إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) /النساء.
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 05:07 م]ـ
فالمعتزلي يقول: مجرد الإيمان الصحيح لايكفي بل لابد من انضمام عمل يقترن به ويصدقه
بارك الله فيك هذه العبارة تحتاج إلى تحرير: فهي عند المعتزلي متهافتة لأن مسمى الإيمان الصحيح عنده لا ينفك أبدا عن الأعمال .... والعمل لا يقارن بل هو جزء من ماهية الإيمان.
ولعلك تقصد بقولك"الإيمان الصحيح "التصديق الجازم ... وعندئذ تكون عبارتك مقبولة عند المعتزلة ...
لكن أهل السنة أيضا يقولون بدخول العمل في ماهية الإيمان بالإضافة إلى الإقرار باللسان ..... لكنهم يختلفون عن أهل الإعتزال في مسألة الزيادة والنقصان .... فغياب عمل واجب نقض للإيمان عند المعتزلة بينما هو عند أهل السنة نقص في الإيمان فقط-ما لم يكن ذلك العمل من نواقض الإيمان كترك الصلاة عند محققي أهل السنة-
لنا حديث شعب الإيمان ...... فكل الأعمال داخلة في مسمى الإيمان حقيقة لا مجازا ..... ومن الأعمال ما ينقض الإيمان ومنها ما ينقص منه ..... ومنها ما ينشيءالإيمان الواجب ومنها ما ينشيء الإيمان المستحب .....
والعلم عند الله تعالى ................................................
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 05:11 م]ـ
وهذا هو جواب القاضي بن المنير في (الانتصاف من صاحب الكشاف) على قول الزمخشري هذا:
(قال أحمد: وهو يروم الإستدلال على أن الكافر والعاصي في الخلود سواء حيث سوى في الآية بينهما في عدم الانتفاع بما يستدركانه بعد ظهور الآيات، ولا يتم ذلك، فإن هذا الكلام في البلاغة يلقب باللف وأصله: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن مؤمنة قبل إيمانها بعدُ ولا نفسًا لم تكسب خيرًا قبل ماتكسبه من الخير بعدُ، فلف الكلامين فجعلهما كلامًا واحدًا إيجازًا وبلاغة، ويظهر بذلك أنها لا تخالف مذهب الحق فلا ينفع بعد ظهور الآيات اكتساب الخير وإن نفع الإيمان المتقدم من الخلود، فهي بالرد على مذهبه اولى من أن تدل له)
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 05:57 م]ـ
الأخ أيمن:
ابن المنير- عفا الله عنه- ينطلق من نظرية الأشعرية في الإيمان.
وعدم التفرقة بين العاصي والكافر ضلال مبين ونحن نتفق معه في هذا القدر .... ولكن إن كان يقصد بالإيمان المنجي مجرد التصديق فهذا ضلال آخر ...
ومن العجب أن ابن المنير جادل الزمخشري في "أو"في هذا الموضع وتغاضى عن تأويل الزمخشري السمج ل"أو" قبلها:
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ.
فقد زعم المعتزلي: أن يَأْتِيَ رَبُّكَ معناه يأتي كل آيات ربك ... ونسي أن عطف البعض على الكل هنا لغو يجب تنزيه القرآن عنه ... ثم أليس إتيان الملائكة بعض آيات الرب ...
فيكون المعنى حسب الزمخشري:
يوم تأتيهم بعض آيات ربك أو كل آيات ربك أو بعض آيات ربك ....
كل هذا فرارا من إثبات المجيء لله عز وجل ...... وقد وافقه الأشعري في ذلك وجادله في "أو" الأخرى.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 06:12 م]ـ
يمنع الانتقاص من شأن علماء أي مذهب كان سواء كانوا أحياء أو أمواتا.
دمتم بخير
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 06:36 م]ـ
أين الانتقاص؟
نحن نصف أفكار الناس ولا نتعرض لأشخاصهم بالسب والشتم.
فوصفنا لفكرة بأنها ضلال مبين ليس انتقاصا .... فلا ينتظر أن نسمي الضلاله هدى ...
وملاحظتنا عن ابن المنير الأشعري في كونه علق على شيء وترك شيئا ..... ليس من الانتقاص ....
وقولنا زعم الزمخشري ..... ليس من الانتقاص فقد كرر سيبويه هذا الفعل مرات وهو يتحدث عن شيخه الخليل ..
قولنا تأويل سمج وصف وليس انتقاصا فهل تنتظر منا أن نصف السماجة
بالألمعية ...
هذا ما يمكن أن يشم فيه رائحة الانتقاص في كلامي السابق .... وأنت ترى أنه ليس كذلك ..... وعلى مذهبك لا يجوز أن نسمي الخطأ خطأ ولا العي عيا ولا الغفلة غفلة .... حذرا من الوقوع في الانتقاص .... فتأمل.
ودمت في كل خير.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 06:52 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي محمد وشكر الله لك
سؤال أخير لعله يكون خاتمة الأسئلة هنا
عندما قال ابن المنير هذا:
فإن هذا الكلام في البلاغة يلقب باللف وأصله: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن مؤمنة قبل إيمانها بعدُ ولا نفسًا لم تكسب خيرًا قبل ماتكسبه من الخير بعدُ، فلف الكلامين فجعلهما كلامًا واحدًا إيجازًا وبلاغة
هل كان يقصد بكلمة (اللف) هنا (أسلوب اللف والنشر) المعروف؟
لأن هذا جزء من بحث أعده في هذه المسألة فتحملونا جزاكم الله خيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 06:56 م]ـ
وعلى مذهبك
هلا توضح حفظك الله؟
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 08:23 م]ـ
أخي أبا طارق:
قصدت بمذهبك ما ظهر لي-وقد أكون مخطئا- من أنك ترى اعتبار وصف الرأي تنقيصا ...
ولا علاقة للكلمة بالمنهج أو المعتقد ... والكلمة شائعة عند أهل اللغة فيقولون ذهب فلان إلى كذا ومذهب فلان هو كذا ...
أخي أيمن:
اللف كما يدل عليه اسمه هو تشكيل شيء واحد من جزئين منفصلين ..... لف الظفيرة ولف الحبل مثالان ....
فحسب ابن المنير يكون في الآية لف ينحل إلى عبارتين مختلفتين وقد بينهما ....
واللف في الجمل تركيبيا مثل النحت في الكلمات صرفيا
...
ولعل مراد ابن المنير من اللف ظاهرة تركيبية أعم من اللف والنشر المرتب أو غير المرتب في علم البديع.
وقد نفصل في ذلك لاحقا إن شئت ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 08:44 م]ـ
قصدت بمذهبك ما ظهر لي-وقد أكون مخطئا- من أنك ترى اعتبار وصف الرأي تنقيصا ...
هل أنا متنطع إلى هذه الدرجة؟
الأخ الفاضل: هل يجدر بي أن أقول على كلمة قلتها أو رأي قلته أنت بأنه قبيح؟ لا شك فإن ذلك تعبيرٌ خاطئ , يكفيني لو قلت: أن قولك خطأ فتلك أحسن من الأخرى أليس كذلك؟ فكيف بي إن قلت ذلك لأهل العلم؟ أليست كبيرة في حقهم؟
وما دام اقتباسي قد آلمك فأنا أعتذر إليك.
ولا علاقة للكلمة بالمنهج أو المعتقد ... والكلمة شائعة عند أهل اللغة فيقولون ذهب فلان إلى كذا ومذهب فلان هو كذا ...
جميلة منك وفي عدم إيراداها غنية.
دمت بخير
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:32 م]ـ
أخي أيمن:
إتماما لما سبق أقول:
لو تدبرت هذه الآية الكريمة لوجدت فيها ما يجيب على استفسارك:
"وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى"
هذه جملة واحدة لكنها ملفوفة .... والنشر يعيدها إلى أصلها المزدوج تقديره ما يلي:
-قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كانوا هودا.
-قالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كانوا نصارى0.
فوقع إدماج مع حذف أي لف .... لأن اللف في حقيقيته اختزال فالثوب المنشور مثلا يأخذ مساحة أكبر منه وهو ملفوف .... والنشر هو استدعاء المحذوف بالتأويل والقرينة اللفظية الدالة عليه هو "أو" فضلا عن القرينة المعنوية المعروفة من اختلاف اليهود والنصارى ولعن بعضهم بعضا بحيث يستحيل أن يجتمعا معا على كون الجنة للفريقين بلا فرق بين يهودية ونصرانية.
قال الزمخشري -غفر الله له-
" فلف بين القولين ثقة بأن السامع يرد إلى كل فريق قوله وأمنا من الإلباس لما علم من التعادي بين الفريقين "
وقال سعد الدين-غفر الله له-:
جرى الاستعمال في النفي الإجمالي أن يذكر نشره بكلمة أو.
باختصار عندما يقال: في الكلام لف ونشر فمرادهم أن اللف موجود في الكلام والنشر يقوم به الذهن لا أنهما معا في الكلام، لأن ذلك مخالف للمقصود الأول وهو الاختصار والتعويل على ذكاء السامع للتتمة.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:52 م]ـ
جزاك الله خيرًا ونفعنا بعلمك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:20 م]ـ
أين الانتقاص؟
نحن نصف أفكار الناس ولا نتعرض لأشخاصهم بالسب والشتم.
من شروط الكتابة في منتدى البلاغة: أن يُمنع النقل من كتب العلماء المخالفين لمذهب أهل السنة والجماعة إذا كان في النقل ما يخالف عقيدتهم ويُسمح فيما عدا ذلك!
فوصفنا لفكرة بأنها ضلال مبين ليس انتقاصا .... فلا ينتظر أن نسمي الضلاله هدى ...
من شروط الكتابة في منتدى البلاغة: أنّه لا يجوز لأحد فتح باب حوار عقدي في المنتدى ولا جعل القضايا اللغوية وسيلة لأهداف غير لغوية!
وعلى مذهبك لا يجوز أن نسمي الخطأ خطأ ولا العي عيا ولا الغفلة غفلة ....
الأخ الفاضل محمد ..
أرجو أن تزن أقوالك بميزان العدل والحكمة بارك الله فيك ..
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:32 م]ـ
من شروط الكتابة في منتدى البلاغة: أن يُمنع النقل من كتب العلماء المخالفين لمذهب أهل السنة والجماعة إذا كان في النقل ما يخالف عقيدتهم ويُسمح فيما عدا ذلك!
من شروط الكتابة في منتدى البلاغة: أنّه لا يجوز لأحد فتح باب حوار عقدي في المنتدى ولا جعل القضايا اللغوية وسيلة لأهداف غير لغوية!
الأخ الفاضل محمد ..
أرجو أن تزن أقوالك بميزان العدل والحكمة بارك الله فيك ..
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 03:14 م]ـ
أخي أيمن:
إتماما لما سبق أقول:
لو تدبرت هذه الآية الكريمة لوجدت فيها ما يجيب على استفسارك:
"وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى"
هذه جملة واحدة لكنها ملفوفة .... والنشر يعيدها إلى أصلها المزدوج تقديره ما يلي:
-قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كانوا هودا.
-قالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كانوا نصارى0.
فوقع إدماج مع حذف أي لف .... لأن اللف في حقيقيته اختزال فالثوب المنشور مثلا يأخذ مساحة أكبر منه وهو ملفوف .... والنشر هو استدعاء المحذوف بالتأويل والقرينة اللفظية الدالة عليه هو "أو" فضلا عن القرينة المعنوية المعروفة من اختلاف اليهود والنصارى ولعن بعضهم بعضا بحيث يستحيل أن يجتمعا معا على كون الجنة للفريقين بلا فرق بين يهودية ونصرانية ..
هذا عن النوع الثاني الذي يكون فيه المتعدد مذكورًا على جهة الإجمال
ماذا عن ذلك النوع الذي يكون فيه المتعدد مذكورًا على جهة التفصيل؟ أ فيه حذف؟(/)
ثمَّ تَلِينُ جلودُهم وقُلُوبهم
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 09:20 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" تَقْشَعِرُّ منه جُلُود الذين يخشَونَ ربَّهُم ثمَّ تَلِينُ جلودُهم وقُلُوبهم إلى? ذِكرِ الله " ...
نلاحظ ان الله سبحانه وتعالى ذكر الجلود فتقشعر وبعدها بين لنا ان الجلود والقلوب تلين ... ليس في الامر غرابة في لين القلوب ولكن ما الوجه البلاغي في لين الجلود ... هل تلين الجلود؟؟؟
الآية تبين لنا ما يعتري الجسم البشري من سماع القرآن وتأثيره في النفس البشرية ... فالانسان عند سماعه ما يؤلمه من خوف وعذاب تزداد إنفعالاته وكعلامة على هذا تقشعر الابدان وبما ان الجلد هو وعاء الجسد فبه تبدأ القشعريرة وهذا حال المؤمنين ... ثم بعد أن يسمعوا ما يسعدهم تعود جلودهم الى سابق عهدها من اللين ... فتلين جلود المؤمنين عند ذكر الله وكذلك قلوبهم, إلا ان هذا اللين من نوع خاص ناشىء عن اطمئنان القلوب بالذكر كما قال تعالى:" ألا بذكر اللَّه تطمئن القلوب ".
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 09:32 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عودة كريمة. زادك الله من فضله
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 07:09 م]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب أبا طارق بارك الله فيك وحيّاك ... وأنت نِعم الأخ ونِعم الصديق الصادق الصدوق.
((ورب أخٍ لك لم تلده أمك))
ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 07:17 م]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت
ـ[لست في الظل]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 12:46 ص]ـ
بارك الله فيك عزيزي على هذا الطرح
ولك جزيل الشكر
والسلام،،،(/)
أيزيد الإيمان وينقص؟
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 07:39 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) ...
نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى علق الزيادة بالإيمان وقد تباينت أراء العلماء في شأن هذه الآية:
قال الزمخشري:" فإن قلت: كيف زادهم نعيم أو مقوله إيماناً؟ قلت: لما لم يسمعوا قوله وأخلصوا عنده النية والعزم على الجهاد وأظهروا حمية الإسلام، كان ذلك أثبت ليقينهم وأقوى لاعتقادهم، كما يزداد الإيقان بتناصر الحجج؛ ولأن خروجهم على أثر تثبيطه إلى وجهة العدو طاعة عظيمة، والطاعات من جملة الإيمان؛ لأنّ الإيمان اعتقاد وإقرار وعمل. وعن ابن عمر:
(228) قلنا يا رسول الله إن الإيمان يزيد وينقص؟ قال: «نعم يزيد حتى يدخل صاحبه الجنة. وينقص حتى يدخل صاحبه النار» وعن عمر رضي الله عنه: أنه كان يأخذ بيد الرجل فيقول: قم بنا نزدد إيماناً
وقال القرطبي:"قوله تعالى: {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} أي فزادهم قولُ الناس إيماناً، أي تصديقاً ويقيناً في دينهم، وإقامةً على نُصرتهم، وقوّةً وجراءة واستعداداً. فزيادة الإيمان على هذا هي في الأعمال. وقد اختلف العلماء في زيادة الإيمان ونقصانه على أقوال. والعقيدة في هذا على أن نفس الإيمان الذي هو تاجٌ واحدٌ، وتصديق واحد بشيء مّا، إنما هو معنًى فَرْدٌ، لا يدخل معه زيادة إذا حصل، ولا يبقى منه شيء إذا زال؛ فلم يبق إلا أن تكون الزيادة والنقصان في متعلَّقاته دون ذاته. فذهب جمع من العلماء إلى أنه يزيد وينقص من حيث الأعمال الصادرة عنه، لا سيما أن كثير من العلماء يوقعون ?سم الإيمان على الطاعات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضع وسبعون باباً فأعلاها قول لا إل?ه إلا اللَّهُ وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " أخرجه الترمذيّ، وزاد مسلم " والحياء شُعْبَةٌ من الإيمان " وفي حديث عليّ رضي الله عنه: " إن الإيمان ليبدو لُمَظَةً بيضاء في القلب، كلما ?زداد الإيمان ?زدادت اللُّمَظَة " وقوله «لمظة» قال الأصمعيّ: اللمظة مثل النُّكْتة ونحوها من البياض؛ ومنه قيل: فرس ألْمَظ، إذا كان بجَحْفَلته شيء من بياض. والمحدّثون يقولون «لمظة» بالفتح. وأما كلام العرب فبالضم؛ مثل شُبهة ودهمة وخُمرة. وفيه حُجّةٌ على من أنكر أن يكون الإيمان يزيد وينقص. ألا تراه يقول؛ كلما ?زداد النفاق ?سودّ القلب حتى يسودّ القلب كلّه. ومنهم من قال: إن الإيمان عَرَض، وهو لا يَثْبُتُ زمانين؛ فهو للنبيّ صلى الله عليه وسلم وللصُّلحاء متعاقب، فيزيد باعتبار توالي أمثاله على قلب المؤمن، وباعتبار دوام حضوره.
وقال الرازي:"الذين يقولون إن الايمان عبارة لا عن التصديق بل عن الطاعات، وإنه يقبل الزيادة والنقصان، احتجوا بهذه الآية، فانه تعالى نص على وقوع الزيادة، والذين لا يقولون بهذا القول قالوا: الزيادة إنما وقعت في مراتب الايمان وفي شعائره، فصح القول بوقوع الزيادة في الايمان مجازا.
واما إبن عاشور فقد قال:"فالظاهر أنّ الإيمان أطلق هنا على العمل، أي العزم على النصر والجهاد، وهو بهذا المعنى يزيد وينقص. ومسألة زيادة الإيمان ونقصه مسألة قديمة، والخلاف فيها مبنيّ على أنّ الأعمال يطلق عليها اسم الإيمان، كما قال تعالى: {"وما كان اللَّه ليضيع إيمانكم " [البقرة: 143] يعني صَلاتكم. أمّا التَّصديق القلبي وهو عقد القلب على إثبات وجود الله وصفاته وبعثة الرسل وصدق الرسول، فلا يقبل النقص، ولا يقبل الزيادة، ولذلك لا خلاف بين المسلمين في هذا المعنى، وإنّما هو خلاف مبني على اللفظ، غير أنّه قد تقرّر في علم الأخلاق أنّ الاعتقاد الجازم إذا تكررت أدلّته، أو طال زمانه، أو قارنته التجارب، يزداد جلاء وانكشافاً، وهو المعبّر عنه بالمَلَكة، فلعلّ هذا المعنى ممّا يراد بالزيادة".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي اقوال العلماء في تفسير الآية .... وإختلافهم يعود الى ما ذهبوا اليه في معنى الإيمان كونه تصديق جازم مع دليل او أنه تصديق وعمل ... والحق هو أن الإيمان لا ينقص لأن الإيمان هو التصديق الجازم عن دليل ومتى حصل هذا التصديق قلا نقصان له, ولكنه قد يزداد جلاءًا وتحصل به سكينةوإطمئنان كما قال الله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام في سورة البقرة:"بلى ولكن ليطمئنّ قلبي " ... فإن الايمان كان قد أفعم نفس سيدنا إبراهيم إلا أنه طلب السكينة والطمأنينة وذلك لأن بالإيمان تطمئن القلوب.
والله اعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 07:49 م]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا شك أن الإيمان يزيد وينقص كما أخبر الله تبارك وتعالى في القرآن عن زيادة الإيمان، فقال: زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2] وقال تعالى: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ [محمد:17] وقال: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً [الكهف:13] وغير ذلك مما هو معلوم لدى الجميع.
والنقص أيضاً فلا شيء يزيد إلا وهو ينقص، وقد نص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديثه عن النساء: أنهن ناقصات عقل ودين، وفي خبره عن ذلك قوله: {ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب من إحداكن} فهذا دليل على نقص الدين.
ويدل عليه أيضاً أن الناس يوم القيامة متفاوتين بحسب أعمالهم عند الله، فمن الناس من تكون حسناته كالجبال ومنهم من يدخلون النار لضعف إيمانهم؛ ثم يخرجهم الله من النار بحسب درجاتهم في الإيمان؛ وآخر من يخرج من النار هم الفئات التي هي أقل الناس إيماناً، فيأمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويأذن بأن يُشفع لهم، فيخرج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة؛ ثم مثقال ذرة، ثم أدنى أدنى مثقال ذرة.
فهناك درجات من الإيمان، فبعض الناس إيمانه كأدنى أدنى مثقال ذرة، وبعض الناس إيمانه كمثقال الذرة، بعض الناس إيمانه كالشعيرة، وبعض الناس إيمانه كالجبال، وأعظم الإيمان ما كان كإيمان عمر رضي الله عنه لما أول له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرؤيا عندما رآه أنه يلبس ثوباً طويلاً واسعاً، فأوله أنه الدين والإيمان، وكما كان إيمان أبي بكر رضي الله عنه الذي لو وزن إيمانه بإيمان الأمة لرجح بهم.
وهكذا، فإن الإيمان يزيد وينقص ويتفاوت وحسبكم أن تعلموا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان} فهذه الشعب من حقق أربعين شعبة منها ليس كمن حقق ثلاثين، وأعظم منه من حقق منها خمسين وهكذا، وقد يجتمع عند الإنسان تحقيق شعب ونقص في أخرى، فمن كمل في الشعب فقد بلغ درجة الإحسان التي هي أعلى الدرجات، ونسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يجعلنا وإياكم من المقبولين.
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=1980)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 08:09 م]ـ
من عقائد المسلمين أن: الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان
وفي الحديث: لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.
أي أنه لايكون في قلبه شيء من الإيمان حين يزني لأنه في حال معصية.
والله تعالى أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب أبا طارق ,إن الآيات التي ذكرتها فيما يتعلق بزيادة الايمان لها تفسير آخر ويحمل على الطاعات (الاعمال) ... فعمل الانسان قد يزيد زقد ينقص ولكن الايمان بمفهومه الاصطلاجي: التصديق او اليقين ... لا يزيد ولا ينقص ,وقال الشيخ ابن أبي زيد «وأن الإيمان قولُ باللسان واخلاصٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح يزيد بزيادة الأعمال وينقص بنقص الأعمال فيكون فيها النقص وبها الزيادة»، وهو جار على طريقة السلف من إقرار ظواهر القرآن والسنة، في الأمور الاعتقادية ولكن وصف الإيمان بالنقص لا داعي إليه لعدم وجود مقتضيه لعدم وصفه بالنقص في القرآن والسنة ولهذا قال مالك الإيمان يزيد ولا ينقص.
وقد يطلق الإيمان على الأعمال التي تجب على المؤمن وهو إطلاق باعتبار كون تلك الأعمال من شرائِع الإيمان، كما أطلق على الصلاة اسم الإيمان في قوله تعالى:" وما كان الله ليضيع إيمانكم " [البقرة: 143] ولكن الاسم المضبوط لهذا المعنى هو اسم (الإسلام) كما يفصح عنه حديث سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام والإحسان، فالإيمان قد يطلق على الإسلام وهو بهذا الاعتبار يوصف بالنقص والزيادة باعتبار الإكثار من الأعمال والإقلال، ولكنه ليس المراد في هذه الآية ولا في نظائِرها من آيات الكتاب وأقوالِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وقد يريده بعض علماء الأمة فيقول: الإيمان يزيد وينقص، ولعل الذي الجأهم إلى وصفه بالنقص هو ما اقتضاه الوصف بالزيادة. وهذا مذهبٌ أشار إليه البخاري في قوله " باب من قال إن الإيمان هو العمل ".
واما الحديث عن النساء: أنهن ناقصات عقل ودين، وفي خبره عن ذلك قوله: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب من إحداكن" ... فهذا لا يدل على نقص في الايمان ,فنقصان عقل المرأة كون شهادة اثنتين بشهادة رجل واحد, ونقصان الدين في كونها تقعد شطر دهرها لا تصوم ولا تصلي بقرء يلحق بها.
وقد بّين لنا الآخ الفاضل المشرف ابو سارة في معرض كلامه ان: (الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان) ... فالطاعة تقتضي العمل وضده العصيان.
هذا والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 09:45 ص]ـ
أمّا التَّصديق القلبي وهو عقد القلب على إثبات وجود الله وصفاته وبعثة الرسل وصدق الرسول، فلا يقبل النقص، ولا يقبل الزيادة، ولذلك لا خلاف بين المسلمين في هذا المعنى، وإنّما هو خلاف مبني على اللفظ،
إن كان القصد أن التصديق القلبي لا بد منه في الإيمان فهو مسلم، وإن كان مراده أن التصديق هو الحد الأدنى من الإيمان فهذا مذهب غلاة المرجئة فقط ... وقد كفرهم بعض السلف، فكيف يقال لا خلاف بين المسلمين في هذا المعنى؟؟؟ وأين الإقرار باللسان؟؟ فحتى من يسمون بمرجئة الفقهاء لا يعتدون بالتصديق القلبي من غير إقرار ...
التحقيق أن الإيمان تركيب من القول والاعتقاد والعمل ...... والزيادة كما تكون في العمل تكون في التصديق القلبي أيضا ..... فتصديقنا ب 2+3=5
فيه زيادة على التصديق بأن الأرض تدور مثلا ... ومن ادعى أن التصديقين متساويان فهذا أقرب إلى المكابرة ... واليقين نفسه منه: علم وعين وحق
والثاني فيه زيادة عن الأول والثالث فيه زيادة عن الثاني ..... فيقين المؤمن بالجنة وهو في الدنيا ناقص درجة عن يقينه منها وهو فيها ..... وليس الخبر كالعيان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ...
والعلم عند الله تعالى.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 10:11 ص]ـ
وقل رَّبِ زدنىٍ علماً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي الأسباب التي إذا حصلها العبد وسعى في طلبها وفعلها تقرباً إلى الله زاد إيمانه بذلك، وإن كان على ضدها نقص، ومنها:
1 - التقرب إلى الله والتعرف إليه بتحقيق التوحيد بألوهيته وربوبيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
فإنه ولا شك كلما ازداد بها تحقيقاً ازداد إيماناً.
2 - فعل الفرائض والنوافل والإحسان فيها، والإصابة في صفاتها، والمكاثرة والمسارعة والمداومة في ذلك.
3 - ترك المعاصي والمنهيات تقرباً إلى الله وابتغاء وجهه سبحانه.
4 - النظر والاعتبار في آيات الله الشرعية، ومنها العلم، وآياته الكونية المورث للعلم والعمل، ولين القلب.
5 - الإقبال على الدار الآخرة والسعي لها، والزهد في الدنيا والإعراض عن زخرفها بملاحظة ما أعده الله لعباده الصالحين المستكملين للإيمان، وما أعده لإرضائهم.
6 - التزام السنة النبوية والعض عليها بالنواجذ، ولو مع قلة المعاون علماً وفهماً وعملاً ودعوة.
7 - كثرة سؤال الله والتضرع إليه بالثبات على دينه، حسن العاقبة وسؤاله الهداية وحسن العمل وقبوله والاستزادة من الخير، والانطراح بين يديه لاسيما في الأوقات الفاضلة المستجابة.
المخالفون في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه:
وهم طوائف، ولربما توحد قولهم في هذه المسألة لكن اختلفت بينهم حقيقته، ومنهم:
1 - المرجئة فقالوا الإيمان لا يزيد ولا ينقص، واعتبروا زيادته في الآيات والأحاديث تجدد أمثاله ().
2 - الوعيدية من الخوارج والمعتزلة: فقالوا الإيمان يزيد ولا ينقص، لأنه لا يتبعض فنقصه ذهابه كله.
أما تجويزهم زيادته فمن جهة اختلاف الناس في وجوب التكاليف في وقت وحال دون أخرى ().
والحق كما سبق أن الإيمان يزيد بالطاعات حتى يكتمل، وينقص بالمعاصي والذنوب حتى يزول بالمكفر منها.
* والمروي عن الإمام مالك في زيادة الإيمان ونقصانه:
وعن غيره من الفقهاء من أتباع التابعين، فإن الإمام مالك في رواية عنه أنه لم يوافق في إطلاق النقصان على الإيمان.
فإنه في رواية محمد بن القاسم عنه توقف في النقصان ولم يقل به ..
ووافقه على ذلك جماعة من الفقهاء، لأنهم وجدوا ذكر الزيادة في القرآن ولم يجدوا ذكر النقص.
وبعض السلف رحمهم الله عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل، فقال: أقول الإيمان يتفاضل ويتفاوت.
ويروى هذا عن عبد الله بن المبارك ()، كما يروى عنه موافقة الجمهور من السلف بالقول بزيادته ونقصانه كما حكاه عنه النووي ().
هذا وقد وجّه العلماء وأجابوا عن قول الإمام مالك السابق في التوقف بالنقصان بعدة أجوبة منها:
1 - أن لفظ الزيادة ورد في النصوص، دون لفظ النقصان، فلم يقل به.
وهذا جواب قاله الشيخ ابن تيمية عن مالك ومن وافقه رحمهم الله.
2 - توقف مالك بالنقصان لئلا يكون شكاً مخرجاً عن اسم الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أو لئلا يتأول القول بالنقصان على قول الخوارج والوعيدية، الذين يكفرون بالمعاصي ويخرجون بها عن الإيمان. وهذان الجوابان حكاهما النووي في شرحه لمسلم.
4 - ربما كان قوله ذلك قديماً، رجح عنه بعد ذلك ولاسيما بعد تأمله لحال المرجئة وبدعتهم، لما عُرف عنه بعدُ من ردِّه عليهم، وإنكاره عليهم كما أنكر على حماد بن أبي حنيفة وغيره منهم.
5 - وربما هو وَهْمٌ من ناقليه، لما يعرض للمدرس في درسه من التوقف في مسائل، لا لعدم الجواب فيها عنده، وإنما لزيادة تأمل فيها ونظر وبحث، أو لعارض يعرض له في خاطره يسترسل معه .. ونحو ذلك.
* والقول الراجح عن مالك في ذلك:
وعلى كل حال فإن الاحتمالات متطرقة للرواية التي توقف فيها مالك عن القول بنقصان الإيمان، وهي رواية محمد بن القاسم.
كيف وقد روى جمهور أصحابه روايات أخرى صرح فيها الإمام مالك بزيادة الإيمان ونقصانه، كما في رواية عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وعبد الله بن وهب، ومعمر بن عيسى، وعبد الله بن نافع ().
فعلى هذه الروايات الكثيرة عنه العمل، وهي موافقه لما يرد على الأولى من الاحتمال والتأويل؛ لما فيها من ثبوت النقصان في الإيمان عنه رحمه الله.
قال شيخ الإسلام في الأوسط: ((… وهذه إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه، وهو المشهور عند أصحابه، كقول سائرهم (يعني الأئمة): أنه يزيد وينقص)) اهـ ().
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسألة الإيمان
دراسة تأصيلية
علي بن عبد العزيز بن علي الشبل
عفا الله عنه وعن والديه ومشايخه والمسلمين
تقريظ
أصحاب الفضيلة
1. الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان
2. الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع
3. الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان
تقريظ بقلم
فضيلة الشيخ الدكتور
صالح بن فوزان الفوزان
[ DOC] مسألة الإيمان دراسة تأصيلية تأليف ... : Microsoft Word - - HTML
الأدلة من القرآن على زيادة الإيمان ونقصانه: ... 3 - أو لئلا يتأول القول بالنقصان على قول ...
www.saaid.net/book/6/998.doc -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.google.co.il/search?hl=iw&q=%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86+%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82 %D9%88%D9%84+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%B5%D8%A7%D9%86&btnG=%D7%97%D7%99%D7%A4%D7%95%D7%A9+%D7%91-Google&meta=lr%3Dlang_fi
عنوان المداخلة ـ وقل رب زدنى علماً ـ مع إضافة روابط عدة مفيدة لمن تحلى بالصبر ودقة البحث.(/)
"قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً "
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 11:27 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب",الملاحظ أن لفظة شيخ جاءت منصوبة على الحال لأن المقصود هو التعريف بحالة سيدنا ابراهيم الخاصة وهي الشيخوخة, وهذا ما قال به الواحدي إذ قال:"وهذا من لطائف النحو وغامضه فإن كلمة هذا للإشارة، فكان قوله: {وَهَـ?ذَا بَعْلِى شَيْخًا} قائم مقام أن يقال أشير إلى بعلي حال كونه شيخاً، والمقصود تعريف هذه الحالة المخصوصة وهي الشيخوخة.
ومن اوجه البلاغة أن ذكرت الآية عجب سارة وتقديم عجزها عن الولادة ,وذلك لآنه من المعروف ان المرأه تصل الى سن تكون فيها غير قادرة على الانجاب (ما بعد فترة اليأس) ,وإظهار العجب من ولادتها في هذا السن ابلغ منه في حالة بعلها, والبعل هو الزوج وسمي بذلك لأنه قِّيم أمرها، كما سموا مالك الشيء بعله، وكما قالوا للنخل التي تستغني بماء السماء عن سقي ماء الأنهار والعيون البعل، لأن مالك الشيء القيم به، والنخل البعل بماء السماء حياته.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 10:45 ص]ـ
بوركت أخي سليم
قدمت شيخوختها على شيخوخة بعلها لأنها أهم في هذا الموضع، ولأنها المظهر الأوضح على عدم القدرة على الإنجاب.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 03:33 ص]ـ
بارك الله بكما .. واسمحا لي بأن أتطفّل على مائدة تدبّركما، وأشير إلى أمرين:
الأول: أنّ النحاة يذهبون إلى أنّ كلّ معمول لابدّ له من عامل لفظيّ إذا لم يكن ظاهراً وجب تقديره. من ذلك مثلاً قولهم بأنّ الحال منصوب بعامل، وهذا العامل لا يكون إلا فعلاً، لكنّه قد يرد الحال في سياق لا فعل فيه، كقوله تعالى: (وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا). فمن أجل تقدير العامل اللفظي يجعلون اسم الإشارة (هذا) يتضمّن معنى الفعل، والتقدير - كما بيّن الأخ سليم مشكوراً -: انتبه إليه شيخاً! وكذلك قالوا في قوله تعالى: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً) [النمل: 52] أنّ الحال (خاويةً) منصوب على تقدير أشير إليها خاوية.
والثاني: أنّ الوجه البلاغي في عدم إنجاب سارة عليها السلام قد تقدّم في الآية التي سبقتها، وهي قوله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ) [هود: 71]. فإنّ تعبير القرآن عن (زوج) إبراهيم عليهما السلام بلفظة (امرأة) قد دلّ على أنّها لا تنجب! كما أنّ للفظة (بعل) دِلالات أخرى غير التي ذكرها الأخ سليم!
وللمزيد اضغط هنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showpost.php?p=32686&postcount=1) و هنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showpost.php?p=56842&postcount=9) .
ـ[عناد الهيتي]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 11:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحوا لي بهذه المداخلة / وجزاكم الله تعالى خيراً
ان كلام الواحدي صائب حيث عده حالاً /لكن بتأويل (شائخاً) إذ غن الحال لايكون مصدراً وإن جاء فمؤول.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم
لماذا نؤول؟ أما كان باستطاعة الزوجة أن تقول شائخا؟ ولكن الذي يبدو لي أن دلالة (شيخا) غير دلالة (شائخا) وفيها مبالغة في الشيخوخة، أما قال تعالى"ثم ادعهن يأتينك سعيا "فجاء بالحال مصدرا وكأنهن تحولن إلى السعي نفسه مبالغة
والله أعلم(/)
أرجو المساعدة
ـ[ريم القدس]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 01:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر
قال أبوالطيب المتنبي مادحاً كافور الإخشيدي:
وماطربي لما رأيتك بدعةً
..................... لقد كنت أرجو أن أراك فأطرب
ماذا عاب النقاد على هذا البيت؟؟؟؟
تحياتي
ريم القدس
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 05:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البيت من قصيدة طويلة في مدح كافور الإخشيدي , ومطلعها:
أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ = وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُوالقصيدة في المدح , ولكن حين قال:
وماطربي لما رأيتك بدعةً = لقد كنت أرجو أن أراك فأطرب قال الواحدي: هذا البيت يشبه الاستهزاء فإنه يقول طربتُ عند رؤيتك كما يطرب الإنسان لرؤية المضحكات.
وقال ابن جني: لما قرأت على أبي الطيب هذا البيت قلت له: ما زدت على أن جعلت الرجل قرداً فضحك المتنبي. حتى إن المتنبي يقول: ابن جني أعرف بشعري مني.
دمتِ بخير
ـ[ريم القدس]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:51 ص]ـ
:::
أبو طارق
جزاك الله خير يارب
مشكور على الإجابة
تقبل تحيتي
ريم(/)
"ِمن"بين الذكر والحذف
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 07:26 م]ـ
"ِمن"بين الذكر والحذف
قال تعالى: ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق (البقرة 109).
وقال تعالى: يا أيها الذين اّمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين (اّل عمران100)
ذُكرت (من) في الاّية الأولى، وهي تفيد الابتداء والمباشرة، فأهل الكتاب يريدون ردّ المؤمنين إلى حالة الكفر بعد الإيمان مباشرة، أما عملية الرد في الاّية الثانية فليست مباشرة بل مع مرور الزمن.
وهذا المعنى نلحظه كذلك من سياق الاّيتين، فقد اختار الله سبحانه وتعالى كلمة"ودّ" التي تعني: حب الرد، والمحب يستعجل رؤية ما يحب بسرعة، كما نلاحظ كلمة "لو" التي تفيد التمني، والمتمني يريد الحصول على ما يتمناه بسرعة، وهناك كذلك كلمة "حسدا" والحاسد يستعجل زوال النعمة عن المحسودمباشرة، وهناك كذلك "من بعد ما تبين لهم الحق" التي توحي بالحقد والغيظ على المؤمنين عندما عرفوا الحق. ولهذا اختار القراّن الكريم "من" لتنسجم معنويا مع باقي المفردات.
أما في الاّية الثانية فنفتقد إلى مثل هذه المفردات التي توحي بالسرعة، وهي تحذير للمؤمنين من أنهم سيعودون كفارا إذا ما أطاعوا أهل الكتاب ولكن هذه العودة لن تكون سريعة ومباشرة، وهذا المعنى شبيه بقولنا: إن صاحبت ذا الأخلاق الحميدة فستغنم، وإن صاحبت ذا الأخلاق السيئة فستندم، والغنم أو الندم سيكون في العاقبة وليس سريعا.
والله أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 07:51 م]ـ
بارك الله فيك وزادك الله من فضله
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 10:27 ص]ـ
وبورك فيك أخي الفاضل أبا طارق(/)
حول حادثة سيدنا موسى عليه السلام
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 02:29 م]ـ
السلام عليكم
ذكرت قصة سيدنا موسى عليه السلام مرات عديدة في القرآن الكريم
وقد جاء ذكر (حية تسعى) و (ثعبان مبين) فما السر البلاغي في ذلك؟
افيدونا افادكم الله
اخوكم
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 03:08 ص]ـ
جاء في الكشاف: " فإن قلت: كيف ذُكرت بألفاظ مختلفة: بالحيّة، والجانّ، والثعبان؟ قلت: أمّا الحية فاسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير. وأمّا الثعبان والجانّ فبينهما تنافٍ: لأنّ الثعبان العظيم من الحيّات، والجان الدقيق. وفي ذلك وجهان: أحدهما أنّها كانت وقت انقلابها حيّة تنقلب حيّة صفراء دقيقة، ثم تتورّم ويتزايد جرمها حتى تصير ثعباناً، فأريد بالجان، أوّل حالها، وبالثعبان مآلها. الثاني: أنّها كانت في شخص الثعبان وسرعة حركة الجان. والدليل عليه قوله تعالى: (فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جآنٌّ) [النمل: 10]." أ. هـ.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 03:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دار
الغة العربية العدد / 15
في الخالدية التاريخ 5/ 8/2006
إلى /السيد لؤي الطيبي المحترم
م / شكر وتقدير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتقدم لكم باسمى ايات الشكر والعرفان لجوابكم على استفسارنا حول حادثة سيدنا موسى (عليه السلام) راجين منكم التواصل معنا خدمة للدين وللغة الكريمة
علما ان جوابكم الكريم سينشرفي المساجد للفائدة. وتقبلوا شكرنا لكم
مع التقدير
عـ/مدير الدار
قصي علي عبد الله
5/ 8/2006
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 06:02 ص]ـ
(ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ {103} وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {104} حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ {105} قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {106} فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ) الأعراف {107}
(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى {17} قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى {18} قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى {19} فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى) طه {20}
جاء في الكشاف:
الحية فاسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير. وأمّا الثعبان والجانّ فبينهما تنافٍ: لأنّ الثعبان العظيم من الحيّات، والجان الدقيق.
.
ذكرت الحية في موقف تعريف سيدنا موسى -عليه السلام- بالمعجزة، فظهرت له على شكل حية صغيرة تسعى مراعاة لحاله في بداية تشريفه بالرسالة، ثم لم يكن موسى - عليه السلام - بشاك أو جاحد لتهويل الأمر عليه.
ودليل صغر الحيه قولة تعالى في النمل: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} النمل10.
وعبر عنها بالثعبان في مجلس فرعون الكافر الشاك الجاحد، فكان الموقف يقتضي إظهارها ثعبانا عظيما.
والله تعالى أعلم.(/)
طلب ورجاء
ـ[حامل المسك]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الاعضاء
يوجد لدي قصيدة لبشار بن برد::
واريد منكم ان تساعدوني في استخراج 5 تشبيهات منها
وتبيين مايلي:
1 - اركان التشبيه.
2 - نوع التشبيه. <<< مثلا مفرد او تمثيلي او صريح او ضمني .. الخ
3 - تبيين المعنى الادبي للبيت.
4 - تبيين الدلالة الجمالية للتشبيه واختيارات العناصر فيه.
ولكم مني جزيل الشكر
اتمنى ان اجد عوناً ومساعدة منكم اخوتي:)
اخوكم: حامل المسك
وهذه القصيدة:
أذا كنت في كل الأمور معاتباً .... صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فأنه .... مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه
أذا انت لم تشرب مراراً على القذى .... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
أذا الملك الجبار صعر خده .... مشينا اليه بالسيوف نعاتبه
وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى .... وبالشوك، واخطي حمر ثعالبه
غدونا له والشمس في خدر أمها .... تطالعنا والطل لم يجر ذائبه
بضرب يذوق الموت من ذاق طعمه .... وتدرك من نجى الفرار مثالبه
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا .... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
بعثنا لهم موت الفجأة إننا .... بنو الملك خفاق علينا سبائبه
فراحوا فريقاً في الأسار ومثله .... قتيلٌ ومثل لاذ بالبحر هاربه
وأرعن يغشى الشمس لون حديده .... وتخلس أبصار الكماة كتائبه
تغص به الأرض الفضاء أذاغدا .... تزاحم أركان الجبال مناكبه
وليلٍ دجوجي تنام بناته .... وابناؤه من هوله وربائبه
حميت به عيني وعين مطيتي .... لذيذ الكرى حتى تجلت عصائبه
وماِ ترى ريش الغطاط بجوه .... خفي الحياء ما ان تبين نصائبه
قريب من التغرير ناء ٍ عن القرى .... سقاني به مستعمل الليل دائبه
حليف السرى لايلتوي بمفازةٍ .... نساه ولا تعتل منها حوالبه
أمق ُ غريريٌ كأن قتودهُ .... على مثلثٍ يدمي من الحقب حاجبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
طلب مستعجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ماجد الجابري]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 08:54 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كيفكم أخواني والله صارلي فترة أبحث عن أستخراج المحسنات البديعية من سورة المللك كاملة وياريت لو واحد من الأخوان يساعدني فيها
وأتمنى لكم جزيل الشكر والعرفان(/)
هدية: شرح الجوهر المكنون
ـ[أبو محسن]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 02:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والله لقد سررت كثيرا لمصادفتي مثل هذا الموقع العظيم الذي يعنى باللغة العربية التي أصبح كثير من الناس يجهلونها
وبمناسبة اشتراكي في هذا المنتدى أهديكم فصولا من شرح وضعته لمتن الجوهر المكنون على أمل أن ينال إعجابكم وستكون لي مشاركات أخرى في المستقبل إن شاء الله
ـ[أبو محسن]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 03:00 م]ـ
لا أدري كيف أرفق الملف الذي يتضمن الشرح
الرجاء المساعدة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 08:13 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم
سعدنا بانضمامك إلى ركب الفصيح فأهلا وسهلا وعلى الرحب والسعة.
حاول إرفاق الملف عن طريق الوضع المتقدم ثم الإعدادات الإضافية.
بالتوفيق والسداد
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الفاضل أبا محسن ..
مرحباً بك في شبكة الفصيح، وأسأل الله لك التوفيق والسداد في القول والعمل ..
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 04:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حُييتم, وانضمامكم إضافة بديعة للفصيح إن شاء الله.
وفقكم الله للسداد والصواب قولا وعملا.
حاول إرفاق الملف عن طريق الوضع المتقدم ثم الإعدادات الإضافية.
هل صار هذا متاحا في الفصيح؟
فقد أوقفتْه الإدارة زمنا.
ـ[أبو محسن]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 03:45 ص]ـ
تفضلوا الشرح الذي وعدتكم به
http://membres.lycos.fr/sidibrahime/balaga.rar
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 09:05 ص]ـ
أخى الفاضل أبا محسن مرحبا بك فى الفصيح
الكتاب رائع جدا بالفعل ولكن ليس مكتمل والكمال لله وحده
هل توجد أجزاء أخرى لديك؟
أرجو أن تتحفنا بباقى أجزاء هذا الكتاب
ـ[أبو محسن]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 08:49 م]ـ
سلام عليكم
إنني بصدد إكمال الشرح وسأوافيكم بالفصول الباقية فور اكتمالها
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 09:04 م]ـ
هل تقوم أنت بكتابتها أخى العزيز؟ أم ماذا؟
وفقك الله
ـ[أبو محسن]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 12:41 م]ـ
نعم هذا الشرح من تأليفي وأنا أعتمد على مصادر موثوقة شروح الجوهر المكنون مثل كتاب اللب المصون والإيضاح والبلاغة الواضحة وغيرها
ـ[أبومصعب]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 04:53 م]ـ
أبا محسن هذا مختصر - إن لم يكن عينه - لكتاب حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون للدمنهوري
ـ[أسماءء]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 12:09 م]ـ
وفقك الله
ـ[أبو محسن]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 04:07 م]ـ
آمين
ـ[ابن نُباتة السعدي]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 06:59 م]ـ
مشايخنا الكرام:
هلا رفعتموه مرة أخرى أثابكم الله؟
ـ[أبو قصي]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 08:30 م]ـ
لولا رفعتموه؛ فنحتملَه؛ فعسى أن نجدَ فيه بعضَ ما نريدُ.
أبو قصي(/)
قال تعالى"وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة"
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 02:21 م]ـ
قال تعالى"وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة"
ورد هذا الجزء من الاّية في اّيتين من سورتي البقرة والأعراف، فقد قال تعالى في سورة البقرة"وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين " (البقرة 58).
وقال تعالى في سورة الأعراف "وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين" (الأعراف 161).
في هاتين الاّيتين عدة أمور منها:
أولا: قال تعالى في سورة البقرة (وإذ قلنا) ببناء الفعل للمعلوم بينما قال في سورة الأعراف (وإذ قيل لهم) بالبناء للمجهول، لأن جميع اّيات سورة البقرة التي تسبق هذه الاّية تبدأ بقوله تعالى: وإذ نجيناكم، وإذ فرقنا، وإذ واعدنا، وإذ اّتينا، وظللنا، فجاءت هذه الاّية على غرار الاّيات السابقة ببناء الفعل للمعلوم، حيث عدد الله سبحانه وتعالى نعمه على بني إسرائيل، أما في سورة الأعراف فالأمر لا يتطلب ذكر الفاعل.
ثانيا: قال تعالى في سورة البقرة (فكلوا) بينما قال في سورة الأعراف (وكلوا) لأن الأكل في سورة البقرة مترتب على الدخول، كما أنه يتحدث إليهم قبل دخولهم، أما في سورة الأعراف فالأكل غير مترتب على الدخول كما أنه يتحدث إليهم على أساس أنهم ساكنون فيها.
ثالثا: قال تعالى في سورة البقرة (رغدا) ولم يقل ذلك في الأعراف، من أجل الترغيب في الدخول، وأن هذه القرية تحتوي على كل ما لذّ وطاب أما في سورة الأعراف فيخاطبهم وكأنهم ساكنون فيها ولا يوجد داع لترغيبهم فيها أو في الدخول.
رابعا: قال تعالى في سورة البقرة "وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) بتقديم الدخول على القول، بينما قال في سورة الأعراف (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا) لأن اّية البقرة تبدأ بفعل الدخول (ادخلوا)،وبهذا يحصل التناسب المعنوي بين الفعلين، أما سورة الأعراف فلا تبدأ بفعل الدخول، كما أن سورة البقرة تترتب من الخاص إلى العام فالدخول أخص بالداخل من الدعاء، أما اّية الأعراف فتترتب من العام إلى الخاص، فهناك السكن ثم الأكل ثم الدعاء ثم الدخول.
خامسا: قال تعالى في سورة البقرة (نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) بينما قال في سورة الأعراف (نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين) فجاء في سورة البقرة بجمع الكثرة (خطايا) من أجل الحث والترغيب على فعل الخير وأتبع ذلك بقوله (وسنزيد المحسنين) بذكر الواو من أجل التشديد والمبالغة، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى عدد الذنوب التي التي اقترفها بنو إسرائيل، ويريد منهم ويرغبهم على فعل الخير من أجل أن يكفر عنهم هذه الذنوب، أما في سورة الأعراف فالأمر لا يتطلب الحث والترغيب حيث لم يذكر ذنوبهم.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 03:32 ص]ـ
الأخ عزام ..
قد أجدت في بيان الفروق بين الموضعين بارك الله فيك ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 12:02 م]ـ
وبورك فيك أخي لؤي(/)
أعجبني زيدٌ وكرمُه
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 04:10 م]ـ
يقال أن في هذه الجملة تجريد، فكيف يكون ذلك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 06:03 م]ـ
هل الجملة صحيحة ابتداء؟!!
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 06:19 م]ـ
أعجبني زيدٌ وكرمه
هذا الصواب، جزاك الله خيرًا
ـ[أبومصعب]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 06:42 م]ـ
(أعجبني زيدٌ وكرمُه) يدخل في التجريد، لأنه انتزاع وصف الكرم من بين أوصاف زيد، بلغ بلغ فيها مرتبة الإعجاب، مبالغة في كمال وصف الكرم فيه، فالإعجاب مسند إلى زيد في جميع أوصافه، ثم جرد الكرم من بين الأوصاف تمييزا له منها، ومبالغة فيه مِن بينها، والله أعلم.
فائدة: قال صاحب جواهر البلاغة ص 225:
التجريد لغة إزالة الشيء عن غيره، واصطلاحا أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمرا آخر مثله في تلك الصفة، مبالغة في كمالها في المنتزع منه، حتى أنه صار قد صار منها بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر بها، وهو أقسام.
أ – منها ما يكون بواسطة (مِن) التجريدية كقولك: لي من فلان صديق حميم (أي بلغ فلان من الصداقة حدا صح معه أن يستخلص منه آخر مثله فيه) ونحو:
ترى منهمو الأسد الأسد الغضاب إذا سطوا * وتنظر منهم في اللقاء بدورا
ب – ومنها ما يكون بواسطة الباء التجريدية الداخلة على المنتزع منه نحو قولهم: لئن سألت فلانا لتسألن به البحر، بالغ في اتصافه بالسماحة حتى انتزع منه بحرا فيها.
ج – ومنها ما لايكون بواسطة نحو: "وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر"
د – ومنها ما يكون بطريق الكناية كقول الأعشى:
يا خير من ركب المطيّ ولا * يشرب كأسا بكف من بخلا
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 07:55 م]ـ
جزاك الله خيرًا
وهذا التجريد الموجود في هذا المثال يدخل تحت أي قسم؟ أسأل عن الطريقة التي أتى بها
ـ[أبومصعب]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 02:09 م]ـ
أخي الكريم أيمن لعله يدخل في القسم (ج) مما لا يكون بواسطة، أما الطريقة التي أتى بها فقد اجتهدت وأجبت عنها في ردي السابق:
(أعجبني زيدٌ وكرمُه) يدخل في التجريد، لأنه انتزاع وصف الكرم من بين أوصاف زيد بلغ فيها مرتبة الإعجاب، مبالغة في كمال وصف الكرم فيه،
فالإعجاب مسند إلى زيد في جميع أوصافه، ثم جرد الكرم من بين الأوصاف تمييزا له منها، ومبالغة فيه مِن بينها، والله أعلم.(/)
البلاغة .... ومعناها
ـ[حسّان بن ثابت]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 12:01 م]ـ
:::
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّد الخلق أجمعين، وعلى آله وأحابه الطّيّبين الطّاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وسلّم تسليما كثيرا.
أمّا بعد:/ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا مبحث صغير في كلمة بلاغة وبلغ ...... إلخ
يقال:
بَلَغَ الشيءَ يبلغ بلوغا: وصل وانتهى
أبلَغَ هو إبلاغا وبلَّغه تبليغا
تبلَّغ بالشيء: وصل إلى مراده
البلاغة: الفصاحة
البَلْغُ والبِلغ: البليغ من الرّجال
يقال رجل بليغ وبلغ (بكسر الباء) وبلغ (بفتح الباء): حسن الكلام فصيحه والجمع بُلَغاء.
بلُغَ بالضّم، بلاغة أي صار بليغا
شيء بالغ شيء جيد
يقول أبو الهلال العسكريّ: إنّ أوّل آيات البلاغة جودة القريحة وطلاقة اللّسان.
قال ابن الأثير ملخصا حقيقة البلاغة: البلاغة إهداء المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللّفظ مع الإيجاز غير المخل، والإطناب غير الممل ومن غير تعب على المخاطب.
يقول الدّكتور محمد فياض أن بَلَغ تعني أيضا التفوق والتفضيل.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 05:15 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 03:10 ص]ـ
الأخ حسان - حفظه الله ..
نرحب بك في الفصيح أولاً، ونشكرك على هذه اللفتات الماتعة ثانياً، ونسأل الله لك التوفيق والسداد في القول والعمل ..(/)
بخصوص الأحرف في أوائل السور يس و طه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 03:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود الأستفسار عن أحرف يس و طه في القرآن فهل هي أحرف أم أسماء؟
علماً أنها لاتلفظ مثل بقية الأحرف الأخرى مثل ياء سين ........ فمن عنده العلم بذلك فنرجوا أن يفيدنا مشكوراً مأجوراً.
مع عاطر التحيات،
الشمالي
ـ[المسك العربي]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 06:09 م]ـ
الأخ الشمالي
(يس) و (طه) و (طسم) و (حم) وغيرها كثير في القرآن
هذه حروف وتُقرأ مقطعة مثلاً (يس) تقرأ ياسين والحال في بقية الحروف
وهذه الحروف المقطعة الموجودة في أوائل السورتشير إلى أن القرآن الكريم مركب من هذه الحروف.
والصواب أن يقال في تفسيرها (الله أعلم بمراده بها) وماورد فيها من تفسيرات أخرى فلا يلتفت لها.
وقد شاع عند كثير من الناس أن (يس) و (طه) من أسماءالنبي صلى الله عليه
وسلم والصواب أنهما ليس من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم حيث وردت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دون هذين الإسمين
والله أعلم
لك التحية من أخيك / المسك العربي
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 11:10 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى "طه ما أنزلنا عليك القراّن لتشقى "فأعاد ضمير الكاف عليه، والضمير يحل محل الاسم وهذا يعني أن "طه "اسم من أسماء النبي.
والله أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 12:28 م]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذكر السعدي في تفسيره:
(طه) من جملة الحروف المقطعة، المفتتح بها كثير من السور، وليست اسما للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقد فسرها بعض المفسرين بـ: الرجل. كما جاءت حسب قولهم في بعض اللغات كما في تفسير الطبري.
والله أعلم بالمراد.
دمتم بخير(/)
أريد تحميل كتاب مجمل اللغة لابن فارس
ـ[أبو سلمى]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 12:19 م]ـ
السلام عليكم
الاخوة الافاضل ساعدوني في تحميل كتاب مجمل اللغة لابن فارس
والله لا يضيع أجر المحسنين
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 12:56 م]ـ
للرفع للأهمية(/)
استكتاب - مقالة - مقال
ـ[فصيحٌ يصيح]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 01:44 م]ـ
هل إن دعونا إلى استكتاب - نكونُ قد ارتكبنا خطأً لغوياً؟
وماذا تقول في:
أما صلب موضوعنا بعد هذا المقدمة المطولة ـ يا حبي لفلسفة ـ:
أن " الاستكتاب " يحمل معنى الأمر؛ بأن تأمر بكتابة الشيء وإملائه.
أما " الاكتتاب " فهو بمعنى الجمع والتسجيل .. وإذا قيل " اكتتب محمد منصورًا "؛ فهي بمعنى أن محمدًا قد طلب من منصور أن يكتب له كتابا لغرض ما.
قال تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (5) سورة الفرقان
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: " إن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار وأن يخزن الفعل والعمل ويظهر القول وأن يقرأ الناس بالمثناة في القوم ليس فيهم من يغيرها أو ينكرها " فقيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب سوى كتاب الله عز وجل ".
ما الفرق بين " المَقال " و " المُقال " و " المَقِيْل "؟
وطالما أن المقالة فن كتابي .. لماذا اشتق من الفعل " قال " ومصدره " قول " ولم يشتق من الفعل " كتب كتابة "
هل نقول مقال أم مقالة؟ ومتى نقول هذه وتلك؟
ننتظرُ تواصلكم، وإفادتكم ..
عفواً للتو تنبهت - ولم استطع نقله للقسم اللغوي ..
ـ[فصيحٌ يصيح]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 02:24 م]ـ
كان هذا لإفادةٍ في موضوع اتجه لخلافٍ حول ما ورد - وقد نقلتُ التساؤل نصاً - عسى الله أن يُفيد ..
سأضع تعليقي على ما يكون لاحقاً - لإيضاحِ ما كان بخصوص التساؤلات وأوجه الخلاف ..
ـ[المدقق اللغوي]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 03:30 م]ـ
المقال - أخي العزيز- مصدر لـ (قال) , و يستخدم على الشفهي منه مثال: قال زيد في المجلس مقالا حسنا أمام ضيوفه. أما المقالة, فهي كذلك مصدر لـ (قال) ,لكنها تستخدم للقول المحرر و المكتوب. فلا يجوز أن نقول: قال زيد مقالة حسنة , إنما: كتب زيد ..... وأظن أن ها شبيهة بـ (نَشَرَ. نَشْراً ,ونَشْرةً) فالفرق بادٍ بين النشر و النشرة. و الله أعلم ...
ـ[فصيحٌ يصيح]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 03:59 م]ـ
مرحباً بك أخي المدقق اللغوي ..
سعدتُ بحضورك - لك الشكرُ وأكثر ..
وماذا بخصوص ((الاستكتاب))؟ أو الدعوة إليه؟ هل صحيحٌ أن نقول أدعوك لأن تستكتب؟
أعذب تحية ..(/)
معاني لا بدَّ من معرفتها
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 03:06 م]ـ
:::
السلام عليكم:
أنا أسأل:
ما هي المعاني القريبة والبعيدة لكثير من الكلمات التي يكثر كثيراً استخدامها في حياتنا اليومية في شتى النواحي نواحي الحياة ومن هذه الكلمات:
/نفس، روح، قلب، /
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 05:10 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الكريم ... لكل كلمة معان كثيرة لكن هناك تعارف لهذه الكلمات فالإنسان كما تعلم، هومزيجمنأقطاب أربع هي روح وقلب ونفس والعقل
وحسب ما مر معي من قراءات أن:
الروح: هي اللطيفة التي أودعها الله جسد الإنسان وجعلها سر من أسراره، وعلمها عنده (الأرواح جنود مجندة فما اتفق منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف)
والنفس: أنواع فمنها الأمارة "بالسوءمثلا "، ومنها اللوامة، ومنها الراضية، ومنها المرضية، ومنها المطمئنة، ومنها ... ولكل واحدة تفسير وتحليل
القلب: هو العاقل الذي يعقل النفس عن جموحها وهواها وهو بين يدي المولى يقلبه كيف شاء
أما العقل فاسمه يوحي بمعناه
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 07:33 م]ـ
السلام عليكم:
أشكرك أخي الحبيب، أنا أردت فعلاً طبيعة وكنه هذه الكلمات واختلاف مدلولاتها ومدى التكامل بين بعضها البعض على المستوى اللغوي والاصطلاحي بين المادي منها والمعنوي اللاحسي،
فأرجو التوسع في تبسيط هذه المعاني من مثل: عقل، قلب، نفس، روح ... الخ(/)
ما السر؟؟
ـ[بيان محمد]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
ما السر في تكرار الميمات في هذه الآية الكريمة، وخاصة في قوله تعالى: {أممٍ ممّن مّعك}؟
وقال أيضاً وقوله الحق: {كي نسبِّحَكَ كَثيراً، ونذكركَ كثيراً، إنكَ كنتَ بنا بصيراً}. فما السر في تكرار الكاف؟
والتحية للجميع
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 01:55 م]ـ
السلام عليكم
اختيارالمفردات إما أن يكون لتأدية المعنى المراد إيصاله إلى السامع أو من أجل المتعة والتأثير (الصوت والموسيقى) أو لهما كليهما، والذي يبدو لي أن التكرار هنا يعطي توكيدا للمعنى وجرسا موسيقيا جميلا.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 04:23 م]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[أبومصعب]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 04:32 م]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[الأحمدي]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 04:56 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حدث خلل في الفصيح أخفى ما وُضِع في إطارات أو نحو ذلك.
مشاركة الأخ بيان محمد هي كالتالي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
ما السر في تكرار الميمات في هذه الآية الكريمة، وخاصة في قوله تعالى: {أممٍ ممّن مّعك}
وقال أيضاً وقوله الحق: {كي نسبِّحَكَ كَثيراً، ونذكركَ كثيراً، إنكَ كنتَ بنا بصيراً}. فما السر في تكرار الكاف؟
والتحية للجميع
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 12:10 م]ـ
السلام عليكم
،والذي يبدو لي أن التكرار هنا يعطي توكيدا للمعنى وجرسا موسيقيا جميلا.
والله أعلم
وعليكم السلام ورحمة اه وبركاته
هل يجوز أن نطلق ألفاظاً على القرآن هي خاصة بالشعر مثل الجرس والموسيقى والإيقاع , ونحوه؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 01:07 م]ـ
السلام عليكم
شكرا للأخ أبي طارق:
ولماذا نخص الشعربهذه الألفاظ؟
كما أرجو أن لا تفهم من كلامي الربط بين القراّن والشعر، فالقراّن كلام الله وهو في أعلى درجات البيان والفصاحة، هذا صحيح، ولكنه أنزله باللغة العربية وخاطب به العرب، وفيه خصائص اللغة العربية، كما أن الله سبحانه وتعالى يقول: ورتل القراّن ترتيلا" والترتيل هو التحسين، أو الترنيم عند قراءة القراّن.
والله أعلم(/)
شارك بموضوع الأضداد في اللغة العربية
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 07:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد إذن المشرفين هناك موضوع يساورني منذ فترة وهو الأضداد في اللغة العربية
فالرجاء من الأخوة المشاركة هنا ....
وأبدأ بعدة أمثلة ...
البين = يطلق على القرب والبعد
العدل = يطلق على المساواة والظلم
القسط= يطلق على العدل والظلم
الظن = يطلق على الظن واليقين
وهكذا ......
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[09 - 08 - 2006, 07:36 م]ـ
الاستهتار: يطلق على الاهمال بالشيء على الاهتمام بالشيء كثيراً
الجديد: يطلق على الحديث والقديم
---------------------والله أعلم وأجل----------
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[09 - 08 - 2006, 09:15 م]ـ
الاستهتار: يطلق على الاهمال بالشيء على الاهتمام بالشيء كثيراً
الجديد: يطلق على الحديث والقديم
كيف ;) ;)
هل من شرح ( ops (ops
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[18 - 08 - 2006, 10:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شكر الله للجميع مشرفين أفاضل، ومشاركين نبهاء وغيورين على لغة القرآن الكريم. واسمحوا لي -أنا الفقير إلى ربي- أن أسهم فيما تفضل به السيد الشمالي بخصوص "الأضداد في اللغة العربية ".
ولربتما يقصد الحبيب الكريم الفصيح السيد الشمالي على ما يبدو من خلال عرضه المفيد، ما يدخل في باب: " تسمية المتضادين باسم واحد ". من ذلك على سبيل التمثيل لا الحصر:
- الوراء: يكون خلف وقدام.
- الصريم: الليل، وهو أيضا الصبح، لأن كلا منهما ينصرم عن صاحبه.
- الجلَل: اليسير، والعظيم لأن اليسيرقد يكون عظيما عند ما هو أيسرمنه، والعظيم قد يكون صغيرا عند ما هو أعظم منه.
- الجون: بتسكين الواو الأسود، وهو أيضا الأبيض.
- الخشب: بكسر الشين من السيوف الذي لم يصقل، وهو أيضا الذي أُحكم عمله، وفُرغ من صقله.
المصدر: فقه اللغة وسر العربية. (بتصرف)
لأبي منصور الثعالبي رحمه الله.
وتحية مباركة طيبة من عند الله.
عبد الغاني العجان
المغرب الأقصى
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[20 - 08 - 2006, 04:34 م]ـ
المتاضدان باسم واحد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
إليكم أيها الأحبة الأفاضل باقة من أزاهر البيان العربي في حلة
" المتضادين باسم واحد":
- القرء: للطهر والحيض.
- الحيلولة: للشك واليقين.
- الند: المثل والضد.
- الزوج: للذكر والأنثى.
- الناهل: العطشان والريان.
- القانع: السائل، والذي لا يسأل.
وتحية مباركة طيبة من عند الله.
عبد الغاني العجان
المغرب الاقصى
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[20 - 08 - 2006, 05:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل العجان جزاك الله خيراً على ماتفضلت به من كلمات كلها صحيحة،
بالنسبة لأسمك مكتوب عبد الغاني فهل المقصود عبد الغني؟ لأن الغاني ليس من أسماء الله كما أعلم، فأرجو التوضيح، وبارك الله بكم.
أخوكم المحب،
الشمالي
ـ[الدجران]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 01:39 م]ـ
الوَرَقةُ: الخسيس من الرجال - والكريم من الرجال. قاله ابن منظور في لسانه
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 08:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شكراً على طرح مثل هذه المواضيع المفيده جداً.
ولكن نريد التوضيح بالأمثله , وبالمثال يتضح المقال.
بارك الله في الجميع
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 08:50 م]ـ
بسم الله و كفى، والصلاة و السلام على الحبيب المصطفى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى السيد الشمالي حفظه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لدي فقط بعض الملاحظات وحسب، بحصوص سؤالك النبيه وهي:
- ليس لدي ما أقوله في هذا الصدد لأن الأمر يحتاج إلى عالم فقيه في الافتاء. فهذا الأمر راجع بالاساس إلى ما أطلقه "الاطلاق الشائع" علي كتابةً على وجه الخصوص وما أطلقته على نفسي.
- اسم " عبد الغاني" شائع الاطلاق شرقا وغربا.
- أفضل أن أكتب اسمي كاملا تفاديا في كتاباتي ومقالاتي و .. لأي خلط مع أسماء أخرى.
- من خلال اطلاعي الكليل وغير المتخصص وقفت على الاشارات التالية:
-لا أعرف نصا شرعيا، أقصد السنة النبوية نطق به.
-لفظ "الغاني" في لسان العرب لابن منظور مادة غني:
الغاني: اسم فاعل وهو ذو الوفر كالغني.
-ليس لدي الجرأة بناء على ذلك للحكم بكون لفظ "الغاني" هو من أسماء الله، فهذا شأن السادة العلماء الفقهاء.
- ما استأنس به كلام نير، في كتاب نير، لكاتب نير:"أسماء الله كثيرة. قال بعضهم إنها ثلاثمائة، و قيل ألف وواحد،
و قيل: أربعة وعشرون و مائة ألف على عدد الأنبياء عليهم الصلاة و السلام. و قيل ليس لها حد ولا نهاية. و لكن أشهرها في حديث الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال: قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن لله تسعة و تسعين اسما من أحصاها دخل الج). كتاب" فى ملكوت الله مع أسماء الله ـ لفضيلة الشيخ عبدالمقصود محمد سالم
و أرجوا أن يكون لفظ "الغاني" واحدا منهم.
- أي فائدة في الموضوع أرجوهاعلى بريدي الإليكتروني: a_laajane@yahoo.fr -- عذرا لأدارة شبكة الفصيح إن خرجنا عن القصد.
تحية مباركة طيبة من عند الله.
عبد الغاني العجان
المغرب الاقصى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 09:29 م]ـ
لاختلاطي بالإخوة المغاربة كثيرا أستطيع أن أقول في الأمر رأيا لعله صواب
بعض الكلمات في اللهجة المغربية تمد وهي أصلها القصر ومنها على سبيل المثال: "حليم" تلفظ "حاليم", وسألت أحد الشباب المغاربة ممن كان اسمه كذلك فقال أن اسمه "حليم" ولكن النطق المغربي غيرها.
ومن ذلك كذلك جاري في السكن "عطوف" فهو ينطقها "عاطوف",
وهذا التغير في النطق قد يتحول إلى تغير في الكتابة إذا لم ينتبه إليه, ومن ذلك اسم جاري فقد تغيرت كتابته بسبب تغير نطقه, أما "حليم" فكان يعرف معنى اسمه فلم يغيره كتابة وظل على النطق المغربي.
بالنسبة إلى اسمك فأعتقد أنه بسبب نطقه تبدل من "الغني" إلى "الغاني" نطقا وكتابة. وظل على ذلك إلى أن وصل إليك.
هذا والله تعالى أعلم.
وأشكر كاتب الموضوع على هذه الفوائد المعجمية الجمة.
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 10:14 م]ـ
ملا حظتك في محلها،
سيد ضاد، و شكرا على
جزيلا الاهتمام.
حفظك الله
ـ[اللغوي الفصيح]ــــــــ[23 - 08 - 2006, 03:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا إخواني
أود التنبيه على أن موضوع (الأضداد في اللغة العربية) لابد من نقله إلى المنتدى اللغوي لانه من مباحث اللغويين وليس البلاغيين مع احترامي للجميع ولكن ذلك بقصد التخصص والإفادة. ,,,,
يطلب نقله: اللغوي الفصيح
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 11:38 م]ـ
الأخ اللغوي الفصيح ..
اقتراحك في محلّه بارك الله فيك .. ولكن بما أنّ الإخوة الأفاضل قد أجهدوا أنفسهم .. وهم قد قطعوا شوطاً طويلاً في أمثلتهم وبيانهم، فاعذرنا إن أبقينا الموضوع حاليّاً على هذه الصفحة إلى حين اكتماله .. ولعلّك ترغب في مشاركتنا بما منّ الله عليك من علم ..
ـ[هند111]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 12:30 م]ـ
السليم يطلق على الصحيح والمريض
الجَلَل يطلق على الشيء اليسير والأمر العظيم
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 02:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
أختي الفاضلة هند 111.
تُشرفي محاورتك، واسمحي لي بهذا التعقيب.
ألا يعني لفظ "السليم" الذي ورد في مشاركتك بمعنى "المريض":
اللديغ (ويقال: الملدوغ كذلك). وقد سُمي بذلك تفاؤلا له بالسلامة والعافية؟؟
تحية مباركة طيبة من عند الله.
ـ[هند111]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 03:03 م]ـ
ألا يعني لفظ "السليم" الذي ورد في مشاركتك بمعنى "المريض":
اللديغ (ويقال: الملدوغ كذلك). وقد سُمي بذلك تفاؤلا له بالسلامة والعافية؟؟
صدقت أخي الكريم فالسليم هنا بمعنى الملدوغ؛ سموه بذلك تفاؤلا
ومن الأضداد أيضا: اعْتَذَرَ الرجل إذا أَتى بعُذْرٍ، واعْتَذَرَ إذا لم يأْت بعُذْرٍ
ـ[أبو اليسر]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 04:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
السلام عليكم و رحمة الله.
أختي الفاضلة هند 111.
تُشرفي محاورتك، واسمحي لي بهذا التعقيب.
ألا يعني لفظ "السليم" الذي ورد في مشاركتك بمعنى "المريض":
اللديغ (ويقال: الملدوغ كذلك). وقد سُمي بذلك تفاؤلا له بالسلامة والعافية؟؟
تحية مباركة طيبة من عند الله.
أحيي الأخت الفاضلة (هند 111)، وجميع المشاركين في هذا الموضوع الممتع،
وأعتقد صحة ما ذهب إليه الأستاذ (عبدالغاني)،،
وأذكر أني قرأت عن الألفاظ التي استخدمها العرب وهي تخالف مدلولاتها،
وهم مجبولون على حب التفاؤل،،
ويتضمن الموضوع لفظ السليم الذي يعبر عن (اللديغ)،
وكذلك (المفازة) تطلق على الصحراء، وحقيقتها (مهلكة)،،
والله أعلم،
****
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 03:44 م]ـ
تستعمل كلمة العدل متضادة
مثلاً يقال عدل السهم عن الهدف، والذين بربهم يعدلون أي يشركون والشرك ظلم عظيم،
وتستعمل أيضاً بالمعنى المعروف العدل.
القسط أيضاً، تستعمل بمعنى العدل كما في الآية: (إن الله يحب المقسطين)
وضدها الظلم كما في الآية: (واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا).
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 07:07 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا أيها الكرام.
ومن ذلك أيضا:
لفظ "الحميم" فإنه يطلق على الماء الحار والماء البارد، وعليه خرج قول يزيد بن الصعق:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا ******* أكاد أغص بالماء الحميم
أي: البارد، إذ لا يتصور أنه كان يكاد يغص بشرب الماء الحميم الشديد الحرارة قبل الأخذ بثأره فلما ناله ساغ له شربه، وهو ما حمل بعض الرواة على روايته بـ:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا ******* أكاد أغص بالماء الفرات
ليستقيم المعنى، وهي الرواية التي استشهد بها ابن هشام، رحمه الله، في بعض نسخ "شرح قطر الندى"، والرواية الأولى هي المعتمدة في معظم كتب النحو، كما أشار إلى ذلك الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، رحمه الله، في حاشية "سبيل الهدى"، ص40.
ومنه أيضا:
لفظ "التعزير"، فهو يطلق على الإكرام وعلى الإهانة في نفس الوقت، والقرينة هي التي تحدد المراد، ففي الفقه، يطلق التعزير على ما دون الحد، فهو من الإهانة، وأما في قوله تعالى: (فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ): فإن التعزير من الإكرام بقرينة ذكر النصرة بعده.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 12:53 م]ـ
تحية طيبة أخي مهاجر على ما اوردت وأفدت، والموضوع كان مجرد ذكر كلمات، ولكن بالأمثلة يكون هناك فائدة أكبر كما كانت رغبة البعض، بارك الله فيك وننتظر المزيد من العطاء.
ـ[مخالب الاسد]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 10:07 م]ـ
السلام عليكم
هذا اول مشاركة لي
في او ل موضوع افتحة
في اول ستفسار اطرحة
في اول مشاركة
في اول هذا الموضوع
بكوني ليس من صناع الفصيح فقد احتاج الى طرح استفسارات لكي اتنور بالمعرفة مع اخواني في هذا الصرح الرائع
سا اختصر استفساري في نقطة واحدة
اولاً:
هل ضد كلمة مساواة هو كلمة الظلم
كيف يصير العدل اسم للضدان (مساواة ــ ظلم)
هل كل مساواة عدل
هل كل ظلم عدل
فقط للاستفسار والله يحفظكم
ـ[أبو تمام]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 04:08 ص]ـ
تحية للجميع.
تذكرت المرأة من آل برمك التي دخلت على الرشيد وقالت له:" أقر الله عينك، وفرحك بما آتاك، أتم سعدك .. ، لقد حكمت فقسطت "، ففهم الحاضرون مرادها الخير للأمير، أما الرشيد فما رآها إلا داعية عليه، فأرادت بـ (أقر) أسكت عينك عن الحركة، وهو العمي، وبـ (فرحك) قوله تعالى:" حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة "، وبـ (أتم سعدك) قول الشاعر:
إذا تمّ أمرٌ بدا نقصهُ * ترقّب زوالا إذا قيل تمًّ
وبـ (حكمت فقسطت) قوله تعالى:" وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا".
فالشاهد فهم الناس القسط أنه العدل، وهي أرادت الظلم والجور.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 11:01 ص]ـ
تحية طيبة أخي الكريم أبو تمام وجزاك الله خيراً, وهذا المثال الجميل الذي أوردت يقال له التورية، وهو قول معنى والقصد به معنى آخر. ننتظر منكم المزيد.
وتحية طيبة للأخ الكريم مخالب الأسد لقد أوردنا الأمثلة لوضوح المعنى في عذا الأمر.
ـ[ابوالشيخ]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 02:23 م]ـ
جزاكم الله كل خير(/)
من بلاغة القرآن (تعدد المعاني واللفظ واحد)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 11:14 م]ـ
:::
في اللغة العربية كلمات وألفاظ، يدل كل لفظ منها على معان مختلفة، يحددها السياق الذي وردت فيه؛ فمثلاً، لفظ: (العين) يطلق على العين الباصرة، ويطلق على الشمس، ويطلق على عين الماء، ويطلق على الجاسوس، ويطلق على معان أُخر.
وظاهر اللفظ القرآني ما يتبادر منه إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف بحسب السياق، وما يضاف إليه؛ فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق معين، ومعنى آخر في سياق مختلف، وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه، ومعنى آخر على وجه غيره؛ فمثلاً لفظ (القرية) في قوله تعالى: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة} (الإسراء:58) يراد بها القوم، واللفظ نفسه في قوله سبحانه على لسان ضيف إبراهيم: {إنا مهلكوا أهل هذه القرية} (العنكبوت:31) يراد بها مساكن القوم، وسياق الآيتين هو الذي حدد المعنى المراد وعينه.
والذي يعنينا من هذه الظاهرة القرآنية اللغوية هنا، أن نبين أنه وردت في القرآن الكريم ألفاظ، اختلفت معانيها وفق السياقات والسباقات التي وردت فيها؛ فقد يسبق للذهن منها عند الوهلة الأولى غير ما هو مراد منها؛ ولكن إذا أمعنا النظر في ذلك اللفظ على ضوء السياق والسباق الذي جاء به، استطعنا أن نفهم المقصود من ذلك اللفظ، وبالتالي فهم الآية بناء على ذلك؛ وبمثال آخر يزداد الأمر بيانًا، فنقول:
لفظ (الأمة) ورد في القرآن الكريم في تسعة وأربعين موضعًا، وبعدة معان مختلفة، وفق السياق الذي ورد فيه، ولتوضيح ذلك يحسن بنا أن نلقي نظرة سريعة على بعض السياقات القرآنية التي ورد فيها هذا اللفظ فنقول:
الأَمُّ في اللغة، بفتح الهمزة: القصد؛ تقول: أمَّه يؤمُّه أمًّا، إذا قصده. والتيمم بالصعيد في قوله تعالى: {فتيمموا صعيداً طبيًا} (المائدة:6) مأخوذ من هذا.
و (الإِمَّة) و (الأُمَّة) بكسر الهمزة وبضمها: الحالة والشِّرْعَة والطريقة، ومنه قوله تعالى: {إنا وجدنا أباءنا على أمة} (الزخرف:23) أي: كانوا على دين وشِرعة لا يحيدون عنها.
ونقرأ أيضًا قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران:110) أي: كنتم خير أهل دين جاء للناس.
و (الأُمَّة): القرن من الزمن - بمعنى الفترة الزمنية - يقال: قد مضت أمم، أي قرون وسنون؛ ومنه قوله تعالى: {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} (هود:8) أي: إلى وقت مقدر ومحدد.
وأمة كل نبي: من أرسل إليهم، من كافر ومؤمن؛ قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً} (النحل:36).
و (الأُمَّة): الجيل والجنس من كل حي، وفي التنزيل قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أُمَمٌ أمثالكم} (الأنعام:38) وكل من الحيوان أمة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها) رواه أحمد.
وكل من كان على دين مخالفًا لسائر الأديان، فهو أمة وحده؛ ومنه قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة} (النحل:120) وهذا على رأي بعض المفسرين، وقال آخرون: إن (أمة) هنا بمعنى الإمام والقدوة.
و (الأمَّة): الحين من الزمن، ومنه قوله تعالى: {وقال الذي نجا منهما وأدكر بعد أمة} (يوسف:45) أي: بعد حين من الزمن.
و (الأمَّة): الجماعة، ومنه قوله تعالى: {وإذ قالت أمة منهم} (الأعراف:164) أي: جماعة.
و (أُمُّ) كل شيء: أصله وعماده، وفي التنزيل قوله سبحانه: {هن أم الكتاب} (آل عمران:7) أي: أصله وأساسه الذي يرجع إليه عن الاشتباه؛ وقوله: {وإنه في أم الكتاب لدينا} (الزخرف:4) أي: في اللوح المحفوظ، إذ هو الأصل الذي نزل منه القرآن.
و (أم الرأس): الدماغ، وبه فسر قوله تعالى: {فأمة هاوية} (القارعة:9) قيل: معناه ساقط هاوٍ بأم رأسه في نار جهنم؛ وعبر عنه بأمه، يعني دماغه، روي نحو هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.
و (الإمام) في قوله تعالى: {وإنهما لبإمام مبين} (الحجر:79) - وهو من اشتقاقات لفظ الأمة - يعني الطريق الواضح البيِّن.
ثم إن لهذا اللفظ (أمم) معان أُخر، ذكرها أصحاب قواميس اللغة، أعرضنا عنها مخافة الإطالة، واقتصرنا لك من معاني الكلمة على ما جاء في القرآن فحسب.
فتحصَّل من مجموع ما تقدم - أخي الكريم - أن ألفاظ القرآن الكريم ليست ذات دلالة واحدة لا تخرج عنها أينما وردت، بل إن العديد من تلك الألفاظ تحمل دلالات عدة ومختلفة، يحددها السياق والسباق القرآني الذي وردت فيه، ومن هنا تظهر لك أهمية فهم اللفظ القرآني على ضوء سياقه وسباقه الذي ورد فيه، وفي إطار متقدمه ومتأخره، ولا ينبغي أن يفهم اللفظ القرآني مقطوعًا عن سياقه وسباقه، ومبتورًا عن متقدمه ومتأخره، ففي ذلك ما فيه من الإخلال في الفهم، والبعد عن القصد، والتجافي عن الصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوفيصل الأزهري]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 05:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لو تمثلون على إطلاق لفظ العين على الشمس
ـ[ايام العمر]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيرا علىهذا البحث
ـ[فوزي دحام الحديثي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 06:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء انه من مو اضيع البلاغه القيمه واتمنى ان يكون توصل لان اكثر الناس تجهل هذه المواضيع(/)
و هل من أخ بلاغة كريم يتمم لي التتميم؟
ـ[المضري]ــــــــ[08 - 08 - 2006, 10:28 م]ـ
:::
الأخوة الكرام وبعد السلام ,أود ممن له القدرة على توضيح التتميم توضيحا شافيا كافيا مزيلا للبس الذي بينه وبين التذييل والتكميل والإيغال ,و مؤيدا لما يعالج بالمثال , أن لا يهن ولا يتكاسل في سبيل دفع الحيرة عن أخيه المسلم ,وللجميع محبتي وتقديري
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[09 - 08 - 2006, 07:31 م]ـ
السلام عليكم:
أخي العزيز المضري المحترم:
أرجو من الله العليم الخبير أن استطيع مساعدتك بعض الشيء:
التتميم: هو أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بزيادة لأغراض بلاغية هي:
1 - المبالغة: كما في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} أي: مع حبه فقد زاد قوله سبحانه {على حبه} للتدليل على فرط سخائهم - لأن الجود الحقيقي لا يكون حتى تجود وما لديك قليل-
2 - تقليل المدة: كما في قوله سبحانه:
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً} فالإسراء يكون في الليل دائماً فزيدت كلمة {ليلاً} للدلالة على تقليل مدة الإسراء وانه كان في بعض الليل -فالتنكير فيه يدل على معنى البعضية-.
[أما الايغال فهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم المعنى من دونها كالمبالغة في التشبيه أو تحقيقه أو زياد الحث والترغيب -وهذا ليس قصداً للتتميم-]
[أما التكميل أو الاحتراس وهو أن يخشى المتكلم فهماً خاطئاً لمراده فيكمل بما يوضح هذا المراد كقوله سبحانه: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} زاد سبحانه: {رحماء بينهم} ليفهم أن شدتهم على الكفار ليست جبلة لهم ولا خلقاً لا يستطيعون الفكاك منه-وهذا ليس قصداً للتتميم-]
[أما التذييل فهو تعقيب جملة بأخرى تتضمن معناها تأكيداً لها وهي قسمان:
1 - قسم يجري مجرى المثل، مثل قوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}
فقوله تعالى: {إن الباطل كان زهوقاً} تذييل مستقل بمعناه جار مجرى المثل وقد جيء به لتوكيد ما قبله
2 - قسم لا يجري مجرى المثل كقوله تعالى: {ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور}
أفاد مطلع الآية أن هذا الجزاء سببه كفرهم ومن ثم فقوله: {وهل نجازي إلا الكفور} تذييل أريدَ منه تأكيد الجملة السابقة وهو لا يجري مجرى المثل لأ نه يعتمدفي دلالته على ماقبله-وهذا كله ليس قصداً للتتميم]
أرجو أن تكتشف بنفسك الفوارق وهي المقاصد بين المعاني والأغراض البلاغية السابقة
ونرى أن كل مقصد - مع التشابه الكبير بينها- مختلف عن المعنى والمقصد المراد لدى الآخر ويعتمد -في كثيرمنه-على سياق الكلام والحال وبالتدقيق تكتشف الفروق
------------ والله تعالى أجل وأعلم-----------------
ـ[المضري]ــــــــ[09 - 08 - 2006, 11:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم عبد القادر, شكر الله لك هذه المشاركة وجعلها في ميزان حسناتك 0
وسأعود لتوضيحك الذي أسأل الله أن ينفعني والقراء به ,وأتمنى أن يتسع صدرك إذا ما عدت لطرح بعض الملابسات التي أتمنى أن تزول, ولك مني كل ود وتقدير 0
ـ[أبومصعب]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 04:52 م]ـ
بارك الله في الجميع
قال الأخضري:
وَ عَكْسُهُ يُعْرَفُ بِالإِطْنَابِ * كَـ"الْزَمْ رَعَاكَ الله قَرْعَ البَابِ"
يَجِيءُ بِالإِيضَاحِ بَعْدَ اللَّبْسِ * لِشَوْقٍ أَوْ تَمَكُّنٍ فِي النَّفْسِ
وَ جَاءَ بِالإِيغَال وَ التَّذْيِيلِ * تَكْرِيرٍ اعْتِرَاضٍ أَوْ تَكْمِيلِ
يُدْعَى بِالاحْتِرَاسِ وَ التَّتْمِيمِ * وَقَفْوِ ذِي التَّخْصِيصِ ذَا التَّعْمِيمِ
وَوَصْمَةُ الإِخْلاَلِ وَالتَّطْوِيلِ * وَالحَشْوِ مَرْدُودٌ بِلاَ تَفْصِيلِ
قال الدمنهوري في حلية اللب المصون:
(أقول: الإطناب تأدية المعنى بلفظ أزيد منه لفائدة فهو عكس الإيجاز، نحو: "اللَّهُم مَتِّعْنَا بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الكَرِيمِ بِفَضْلِكَ مَعَ أَحْبَابِنَا فِي جَنَّةِ النَّعِيمِ". والفائدة في ذلك إظهار شأن الجنة بوقوع الرؤية فيها ومن ذلك مثال المتن، وفائدة "رَعَاكَ اللهُ" أن لزوم قرع الباب لا يفيد مع عدم رعاية الله وعنايته، وقولنا لفائدة مخرج
للتطويل وهو زيادة لفظ غير متعين لا لفائدة كقوله: "وَأَلْفَى قَوْلَهَا كَذْبًا وَمَيْنًا"، فإن الكذب والمين واحد، والزائد أحدهما غير معين،
(يُتْبَعُ)
(/)
والحشو وهو زيادة متعينة لا لفائدة كقوله: " وَأَعلَمُ عِلْمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ" فـ"قبله" حشو،
ويكون الإطناب بأمور منها:
الإيغال: وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم الكلام بدونه نحو: " اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ" ومعلوم أن الرسول مهتد، لكن فيه زيادة حث للإتباع وترغيب في الرسل)
قلت ومن شواهده:
وَإِنَّ صَخرًا لَتَأتَمُّ الهُداةُ بِهِ * كَأَنَّهُ عَلَمٌ (فِي رَأسِهِ نارُ)
فقولها (كَأَنَّهُ عَلَمٌ) واف بالمقصود، لكنها أعقبته بقولها (فِي رَأسِهِ نارُ) فهو ختم للبيت بما يتم بدونه (انظر جواهر البلاغة 144)
قال قال الدمنهوري في حلية اللب المصون:
(التذييل: وهو تعقيب جملة بجملة تحتوي على معناها للتأكيد، فبينه وبين الإيغال عموم من جهة، نحو " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً"، وهو قسمان: الأول جرى مجرى المثل، وهي أن تكون الثانية مستقلة بنيل المراد وغير متوقفة على ما قبلها نحو المثال المتقدم. الثاني مالم يخرج مخرج المثل، وهو أن تتوقف الثانية على الأولى في إفادة المراد، نحو: " ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ" أي وهل نجازي ذلك الجزاء المخصوص).
ومن شواهد ما جرى مجرى المثل، لاستقلال معناه واستغنائه عما قبله قول طرفة (ما أَشبَهَ اللَّيلَةَ بِالبارِحَه):
كُلُّ خَليلٍ كُنتُ خالَلتُهُ * لا تَرَكَ اللهُ لَهُ واضِحَه
كُلُّهُمُ أَروَغُ مِن ثَعلَبٍ * ما أَشبَهَ اللَّيلَةَ بِالبارِحَه
وقال الشاعر:
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمهُ * عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
فقوله: (أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ) تذييل حسن للبيت، خرج مخرج المثل.
ومما لم يجر مجرى المثل لعدم استغنائه عما قبله، قول الشاعر:
لم يبقِ جودك لي شيئاً أؤمله * تركتني أصحبُ الدنيا بلا أملِ
فعجز البيت تذييل (انظر جواهر البلاغة 144)
ومنه قول الشاعر (وعجز البيت تذييل):
ودَعَوا نزالِ فكنتُ أوّل نازلٍ * وَعَلاَمَ أَرْكَبُهُ إِذَا لَمْ أَنْزِلِ
قال الدمنهوري في حلية اللب المصون:
(التكميل: ويسمى الاحتراس، وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه، نحو " أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ"،)
يعني أن الاحتراس يوجد حينما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم، فيفطن لذلك ويأتي بما يخلصه سواء وقع وسط الكلام نحو:
فَسَقى ديارَكِ غير مُفْسِدها * صوبُ الربيع وديمةٌ تَهمي
فقوله غير مفسدها للاحتراس (انظر جواهر البلاغة 145).
أو يقع في آخر الكلام كقول الفرزدق يهجو جريرا:
لعنَ الإلهُ بني كُلَيْبٍ إنّهمْ * لا يغْدِرونَ ولا يَفونَ لِجارِ
يَستَيقِظونَ إلى نُهاقِ حَميرِهِمْ * وتنامُ أعينُهُمْ عنِ الأوْتارِ
فلو اقتصر على قوله: (لا يغدرون)، لاحتمل الكلام أن يكونا مدحا، فاحترس عنه بقوله (ولا يَفونَ) فأتى بصريح الهجاء ليدل بذلك على أنه أراد بكلامه الأول الهجاء
قال الدمنهوري في حلية اللب المصون:
(التتميم: وهو أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة لنكتة كالمبالغة في نحو: " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً" بجعل الضمير عائدا على الطعام، أي على حب الطعام والاحتياج إليه.)
قال ابن المعتز يصف فرسا:
صَبَبْنا عَلَيْها ظاِلمينَ سِياطَنا * فَطارَتْ بِها أَيْدٍ سِراعٌ وَأَرْجُلُ
إذ لو حذف ظالمين لكان الكلام مبتذلا، لا رقة فيه ولا طلاوة وتوهم أنه بليدة تستحق الضرب (انظر جواهر البلاغة 145)
ومن التتميم قول زهير بن أبي سلمى (على علاته، أي: في كل أحواله) يمدح هرم بن سنان في قوله:
مَنْ يَلْقَ يَوْماً عَلَى عِلاَّتهِ هَرِماً * يَلْقَ السَّمَاحَةَ مِنْهُ والنَّدَى خُلُقاً
ـ[موالية]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 10:38 ص]ـ
السلام عليكم؛ أرجو من الأخ الكريم أبو مصعب مساعدتي في ايجاد الاطناب بنوعيه والايجاز في سورة الكهف.
مع جزيل الشكر والامتنان
ـ[موالية]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 10:44 ص]ـ
الأخ الكريم عبدالقادر شكرا على هذا الموضوع القيم، وأرجو منك مساعدتي في ايجاد الاطناب بنوعيه والايجاز في سورة الكهف وذلك للضرورة.
مع جزيل الشكر(/)
بين (أعتدنا) و (أعددنا) .. للدكتور فاضل
ـ[السراج]ــــــــ[09 - 08 - 2006, 10:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بين (أعتدنا) و (أعددنا) ..
" إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالاً وسعيراً "
أكّد الإعتاد بإنّ كذلك لأنه عاقبة ما تقدمه من الهداية والهداية مؤكدة فالعاقبة مؤكدة أيضاً ..
وقد تقول: ولم قال (أعتدنا) ولم يقل (أعددنا)؟ وما الفرق بين الإعتاد والإعداد؟
والجواب أن (أعتد) قريب من (أعدّ) في المعنى غير أن في (أعتد) قرباً وحضوراً ولا يشترط في (أعدّ) الحضور .. قال تعالى " هذا ما لديّ عتيد " (ق 23). أي حاضر عتيد قريب. وقال " وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " (الأنفال 60. أي هيئوا وليس معناه أحضروا. وقال " ولو أرادوا الخروج لأعدّوا لهم عدة " التوبة 46. أي هيأوا ولم يقل (أتعدوا)) لأنه لا يريد الإحضار. جاء في (لسان العرب): (وشيء عتيد معدّ حاضر، وعتد الشيء عتاده غهو عتيد حاضر).
وجاء في (التفسير الكبير): " الإعتاد هو إعداد الشيء حتى يكون عتيداً حاضراً متى احتيج إليه كقوله تعالى " هذا ما لديّ عتيد ".
ويدلك على ذلك الاستعمال القرآني. قال تعالى " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً " النساء 18.
فقال (أعتدنا) لما كان هؤلاء من الموتى وهم كفار أو حضر أحدهم الموت وقد قرب العذاب منهم وأحضر فاستعمل (أعتدنا) في حين قال: " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه حهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً " النساء 93.
فقال (أعدّ) وذلك لأن هؤلاء لا يزالون يتقلبون في حياتهم الدنيا. وقال " وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذاباً أليما " الفرقان 37.
فإنه لما ذكر أنه أغرقهم وجعلهم آية قال (أعتدنا) لأن عذابهم حاضر وهم ذائقوه ..
من كتاب (على طريق التفسير البياني) د. فاضل السامرائي
ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
يااخينا الفاضل السراج وعلى هذا النقل المبارك
ـ[اليافع]ــــــــ[02 - 09 - 2006, 02:05 م]ـ
السلام عليكم
أشكر السراج على إنارته
وأحب أن أنوه أن لأستاذنا الفاضل فاضل السامرائي مجموعة من الكتابات والمقالات التي تفوق الروعة في اكتشاف البلاغة القرآنية والعربية
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 05:14 م]ـ
عجبا لكم الآن حتى عرفتم الاستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي (حماه الله)
لكن جزاكم الله خيرا ان تذكرتم به(/)
سوال في التعبير القرآني. سادتي الاكارم لو تفضلتم بالاجابة عليه. جزاكم الله خيراً
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[09 - 08 - 2006, 02:52 م]ـ
قوله تعالى (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
لماذا لم يقل (خاضعة ً) وقال (خاضعين)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 08 - 2006, 01:35 م]ـ
السلام عليكم
المضاف يستفيد التذكير من المضاف إليه، وبمجيء هذه الصيغة نجمع بين خضوع الأعناق وخضوع الإنسان، للمبالغة.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 01:46 م]ـ
الأخ قصي الدليمي - حفظه الله ..
صحيح أنّ القراءة التي توافق العربية هي: (فظلّت أعناقهم لها خاضعة)، غير أنّ أصل الكلام هنا: (فظلّوا لها خاضعين)، وأُقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع. ثمّ إنّ في القراءة المثبتة في المصحف مراعاة للتناسب في فواصل الآيات، فقد بُنيت هذه الفواصل على أن تنتهي بالنون. ولا يخفى عليك أنّ مراعاة التناسب في الأصوات والأوزان متطلّبة في آي القرآن الكريم. ألا ترى إلى قوله تعالى: (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) [البقرة: 87]؟ فتقديم المفعول على (تقتلون) يخدم إحكام النظم وحسن الأداء.
والله أعلم.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 04:49 م]ـ
بارك الله في الأستاذ لؤي، جاء في التبيان ص 410:
[قوله تعالى: (خَاضِعِين) إنما جمع المذكر لأربعة أوجه:
أحدها: أن المراد بالأعناق عظماؤهم.
والثاني: أنه أَراد أصحاب أعناقهم.
والثالث: أنه جمع عنق من الناس وهم الجماعة، وليس المراد الرقاب.
والرابع: أنه لما أضاف الأعناق إلى المذكر وكانت متصلة بهم في الخلقة، أجرى عليها حكمهم.
وقال الكسائي: (خَاضِعِين): هو حال للضمير المجرور لا للأعناق. وهذا بعيد في التحقيق لأن (خَاضِعِين) يكون جاريا على غير فاعل ظلت، فيفتقر إلى إبراز ضمير الفاعل؛ فكان يجب أن يكون: (خاضعين هم).] اه.
ومن مجيء الأعناق بمعنى الأسياد والعظماء قول الشاعر:
وإذا المِئُونَ تواكَلتْ أعْناقُها * فاحْمِلْ هُناكَ على فتىً حَمَّالِ
أعناقُها: ساداتها أو جماعاتها.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: قال: (لا يزالُ النّاسُ مُخْتلِفة أعناقُهم في طلَبِ الدُنْيا)
قال الإمام النووي رحمه في شرحه على صحيح الإمام مسلم:
قوله: (لا يزالُ النّاسُ مُخْتلِفة أعناقُهم في طلَبِ الدُنْيا)؟ قال العلماء: المراد بالأعناق هنا الرؤساء والكبراء، وقيل: الجماعات، قال القاضي: وقد يكون المراد بالأعناق نفسها، وعبر بها عن أصحابها لا سيما وهي التي بها التطلع والتشوف للأشياء.
وقال الشاعر:
أَبَتْ أَعْنَاقُهُمْ عِزًّا * فَمَا يُعْطُونَ مَنْ غَشَمَا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 05:08 م]ـ
ألا يمكن أن يقال (على أن يكون وجها خامسا):
إن العرب أحيانا تعامل ما لا يعقل معاملة العاقل كما قال الشاعر:
ذم المنازل بعد منزلة اللوى ........... والعيش بعد أولئك الأيام(/)
الخلط والالتباس بين المقابلة والطباق
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 02:14 ص]ـ
المقابلة أسلوب في التعبير يقوم على مبدأ إقامة تضادّ بين الألفاظ والمعاني والأفكار والصور تحقيقاً لغايات بلاغية وقيم فكرية. وهي تُعدّ من الأساليب البارزة التي يجيء الاعتماد عليها عن قصد، وفي مواضع كثيرة من القرآن العظيم، كما أنّ الأدب العربي بشعره ونثره قد تميّز بها، وبخاصّة الشعر الجاهلي. ومع أنّ المقابلة في مذهب أغلب القدماء محسّن بديعيّ، غير أنّ المتأمّل في دِلالاتها واستخداماتها الكثيرة يرى أنّ لها أغراضاً أبعد من ذلك، فهي فنّ بلاغيّ، وطريقة في أداء المعنى لها آثارها وقيَمها البعيدة، كما أنّها تساهم في إبراز كثير من المعاني بما فيها من ثنائيّة وتضادّ.
وأصل المقابلة من قابل الشيء بالشيء مقابلة وقِبالاً إذا عارضه، فإذا ضممتَ شيئاً إلى شيء تقول: قابلتُه به. والمقابلة: المواجهة، والتقابل مثله وهو نقيض التدابر، وفي هذا المعنى جاء قوله تعالى في وصف أهل الجنة: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) [الحجر: 47]. قال أهل التفسير: إنّ التقابل في هذه الآية هو التواجه بحيث لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه، لأنّ الأَسِرَّة تدور بهم حيث داروا فهم في جميع أحوالهم متقابلون.
ومع أنّ أغلب آراء النُقّاد والبلاغيّين في مفهوم المقابلة متشابهة ومتقاربة، إلا أنّنا نلاحظ عندهم ثمّة خلطاً والتباساً بين معنى المقابلة والطباق، وهو خلط قد يعود إلى حرص أغلبهم على كثرة التقسيم والتفريع في الأساليب البلاغية. ولعلّ أوّل من تفطّن إلى الخلط والالتباس بين الطباق والمقابلة ابن رشيق القيرواني، يقول في كتابه (العمدة): "المقابلة أصلها ترتيب الكلام على ما يجب، فيعطي أوّل الكلام ما يليق به أوّله، وآخره ما يليق به آخره، ويأتي في الموافق بما يوافقه، وفي المخالف بما يخالفه، وأكثر ما تجيء المقابلة في الأضداد، فإذا جاوز الطباق ضدين كان مقابلة". يُلاحظ في هذا التعريف أنّ ابن رشيق يفرّق بنظره الثاقب بين الطباق والمقابلة من حيث عدد الأضداد في الكلام. فالطباق عنده هو الجمع بين الضدّين فحسب، أمّا المقابلة فتختصّ بالجمع بين أكثر من متضادّين.
وإذا كان بعض النقاد والبلاغيين قد فرّق بين الطباق والمقابلة، كابن رشيق، فإنّ البعض الآخر جعلها نوعاً واحداً، كالعلويّ وابن الأثير والسيوطي، بل إنّ العلوي وابن الأثير لم يُحبّذا اسم الطباق واقترحا أنْ يُسمّى هذا النوع البلاغي مقابلة.
وإذا كان ابن رشيق قد أزال الخلط والالتباس في التفرقة بين المقابلة والطباق في عمدته، فإنّ العلوي قد أبدع في بيان تقسيمات المقابلة في طرازه، حيث قسّمها إلى أربعة أضرب:
الضرب الأول: في مقابلة الشيء بضده من جهة لفظه ومعناه، ومثاله قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ) [النحل: 90] فانظر إلى هذا التقابل العجيب في هذه الآية ما أحسن تأليفه وأعجب تصريفه، فلقد جُمع فيه بين مقابلات ثلاث، الأولى منها مأمور بها والثلاث التوابع منهيّ عنها، ثمّ هي فيما بينها متقابلة أيضاً.
الضرب الثاني: في مقابلة الشيء بضدّه من جهة معناه دون لفظه، ومثاله قوله تعالى: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) [الأنعام: 125] فقوله يهدي ويضلّ من باب الطباق اللفظي، وقوله يشرح صدره مع قوله يجعل صدره ضيّقاً حرجاً من الطباق المعنوي، لأنّ المعنى بقوله يشرح يوسعه للإيمان ويفسحه بالنور حتى يطابق قوله ضيّقاً حرجاً. وهكذا قوله تعالى: (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) [الليل: 5 - 7] فقوله كذب وصدق، وقوله اليسرى والعسرى من باب الطباق اللفظي، وقوله أعطى مع قوله بخل فإنّما هو من الطباق المعنوي لأنّ المعنى في أعطى كَرُمَ ليطابق بخل في معناه دون لفظه.
الضرب الثالث: في مقابلة الشيء بما يخالفه من غير مضادّة، وذلك يأتي على وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الأول: أن يكون أحدهما مخالفاً للآخر، خلا أن بينهما مناسبة، وهذا نحو قوله تعالى: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا) [آل عمران: 120] فالمصيبة مخالفة للحسنة من غير مضادّة، إلا أنّ المصيبة لا تقارب الحسنة، وإنّما تقارب السيّئة، لأنّ كلّ مصيبة سيّئة وليس كلّ سيّئة مصيبة، فالتقارب بينهما من جهة العموم والخصوص. وهكذا قوله تعالى: (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29] فالرحمة ليست ضدّاً للشدّة، وإنّما ضدّ الشدّة اللين، خلا أنّه لمّا كانت الرحمة من مسبّبات اللين، حسُنت المطابقة وكانت المقابلة لائقة.
الوجه الثاني: ما لا يكون بينهما مقاربة وبينهما بُعد لا يتقاربان ولا مناسبة بينهما، ومثاله ما قاله أبو الطيب المتنبي:
لمَن تطلب الدّنيا إذا لم تُرد بها ... سرور مُحبّ أو إساءة مُجرمٍ
فالمقابلة الصحيحة أن تكون بين محبّ ومبغض، لا بين محبّ ومجرم، فإنّ بين المحبّ والمجرم تباعداً كبيراً، فإنّه ليس كلّ مَن أجرم إليك فهو مبغض لك. وممّا يجري هذا المجرى ما قاله بعض الشعراء:
فكم مِن كريم قد مناه إلهُه ... بمذمومة الأخلاق واسعة الهَنِ
فقوله: بمذمومة الأخلاق واسعة الهَنِ، من باب المقابلة البعيدة التي لا مناسبة فيها وكان الأخلق (بضيّقة الأخلاق وساعة الهَنِ).
الضرب الرابع: المقابلة للشيء بما يماثله، وذلك يكون على وجهين:
الوجه الأول: مقابلة المفرد بالمفرد، كقوله تعالى: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا) [الشورى: 40]، وقوله تعالى: (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن: 60]، وقوله تعالى: (مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) [الروم: 44]، وغير ذلك من الأمور المفردة، فضابط المماثلة أنّ كلّ كلام كان مفتقراً إلى جواب يكون مماثلاً كما قرّرناه.
الوجه الثاني: مقابلة الجملة بالجملة، كقوله تعالى: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [آل عمران: 54]، وقوله تعالى: (قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي) [سبأ: 50]. فما هذا حاله من المقابلة في الوجهين جميعاً له حظّ في البلاغة، ومقصد عظيم لا يخفى على مَن له أدنى ذوق مستقيم.
ولعلّ هذا التقسيم أقرب شيء إلى التقسيمات الحديثة التي تجعل المقابلة قسمين، قسم فيه تضادّ حقيقيّ بين الكلمات أو الجمل، وقسم آخر ليس فيه تضادّ حقيقيّ وإنّما تقابل بين الكلمات أو الجمل المتماثلة أو شبه تضادّ. وسنقف إن شاء الله عند بعض الأمثلة لهذه الظاهرة العجيبة في القرآن الكريم.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 11:16 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذ لؤي وجزاك الله خيراً
ـ[أبو سارة]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 11:33 ص]ـ
أهلا بأستاذنا الحبيب الأديب الأريب
شكرا على هذه الدرر، جزاك الله عنا كل خير.
ـ[الضاد1]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 04:12 م]ـ
بوركت أخانا لؤي، هل يرد في هذا الباب آية تقابل آية تتبعها من مثل: {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون O والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون: البقرة: 81، 82
طبعا هذا على سبيل المثال لا الحصر. فهناك الكثير من الآيات في الكتاب الحكيم بهذا الأسلوب.
وشكرا لكم
ـ[الضاد1]ــــــــ[15 - 08 - 2006, 04:21 م]ـ
أخي لؤي آسف على العجلة في السؤال، لأن سؤالي موجودة إجابته في مشاركتك:
وهكذا قوله تعالى: (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) [الليل: 5 - 7] فقوله كذب وصدق، وقوله اليسرى والعسرى من باب الطباق اللفظي، وقوله أعطى مع قوله بخل فإنّما هو من الطباق المعنوي لأنّ المعنى في أعطى كَرُمَ ليطابق بخل في معناه دون لفظه.
وشكرا لك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 10:31 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 10:46 م]ـ
قال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ) [فاطر: 19 - 23].
في هذه الآيات عرض لمجموعة من الأشياء المتضادّة بطريقة التقابل، وفيها بيان يثبت المفاضلة بين الشيء وضدّه للوصول إلى القيمة الدينية الكبرى وهي أنّ الحق والباطل لا يستويان أبداً.
ومراد الآيات هو الإلفات إلى أنّ الأمور ليست على وجه واحد، وإنّما لكلّ أمر وجهان، وجهٌ وضدٌّ لهذا الوجه مثل الوجود والعدم، والحقّ والباطل، والإيمان والكفر، والنور والظلام، والظلّ والحرّ، والعذب والملح ...
والمطلوب من الخصم في هذا المقام أن يعترف بأنّ الشيء الذي يمسك به ليس هو كلّ شيء، وإنّما يقابله نقيضه الذي يجب أنْ ينظر فيه، ويقابل الوجه الذي معه على الوجه الآخر الذي لهذا الشيء.
إنّ القرآن الكريم من خلال طريقة المقابلة بين هذه المتضادّات يدعو إلى تحريك قوى النفس لدى الإنسان، وبخاصّة قوّة العقل كي يقيم الإنسان موازنة بين الأشياء المختلفة، ويعلم حقيقة الشيء وما يناقضه، ثم يخرج بحكم نهائي وفق منهج النظر السليم، والمفاضلة الدقيقة، ليسير عليه في حياته على بصيرة ونور.
أمّا الإنسان الذي يعتمد على وجه واحد في تبنّي منهجه في الحياة دون معرفة تامّة بالوجه الآخر الذي يقابله غالباً ما يقوده هذا إلى الخطأ والضلال، وقديماً قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من لم يعرف الشرّ جدير بأن يقع فيه"، أي أنّ المعرفة بالشيء وما يقابله هي التي تعطي التصوّر الكامل عن الأشياء، وهي التي تجعل منهج الاختيار مبنيّاً على قواعد ثابتة ونظرات دقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 11:15 م]ـ
قال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون الرسول صلى لله عليه وسلم عن الخير وأساله عن الشر مخافة أن أقع فيه
وقال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه = ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه بوركت أستاذنا الفاضل وجزاك الله خيرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 06:39 م]ـ
الأخ الفاضل أبا طارق ..
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك ..
ـ[صمت المساء]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 01:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي لؤي
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 04:45 م]ـ
يقول السمين الحلبي في كتابه الدر: (وعلم أن التقابل يأتي على ثلاث طرق:
أحدهما: أن يجاورالمناسب ما يناسبه كهذه الآية: (وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء) - يقصد البصير والذين آمنوا -
والثانية: أن يتأخر المتقابلان كقوله تعالى: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع)
والثالثة: ان يُقدم مقابل الأول، ويؤخر مقابل الآخر كقوله تعالى: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور)
وكل ذلك تفنن في البلاغة)
السؤال: هل كان السمين يقصد من كلامه هذا (فن المقابلة) أم ماذا؟
فالأمر ضروري جزاكم الله خيرًا، فهل أجد الإجابة عندكم؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 12:38 ص]ـ
الأخ الفاضل أيمن الدوسري ..
إنّ ما تفضّلت بنقله عن السمين الحلبي هو بعينه المقابلة ..
ودمتم ..
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 02:10 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
وماذا يقصد بقوله هنا:
والثانية: أن يتأخر المتقابلان كقوله تعالى: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع)
أين هذان المتقابلان؟ هل هما البصير والسميع أم ماذا؟
والثالثة: ان يُقدم مقابل الأول، ويؤخر مقابل الآخر كقوله تعالى: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور)
أين هو مقابل الأول؟ وأين هو مقابل الآخر هنا؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 03:22 ص]ـ
الأخ الفاضل أيمن - زاده الله علماً وبصيرة ..
في الأولى:
الأعمى يقابله البصير، والأصم يقابله السميع ..
وفي الثانية:
الأعمى يقابله البصير، والظلمات يقابلها النور.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 04:37 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
وسألت لأن المقابلة لها أكثر من معنى عند السمين
في كتابه الدر فهو ينقل من المتقدمين والمتأخرين
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 04:41 ص]ـ
ولهذا الغرض جعلتُ عنوان الموضوع (الخلط والالتباس بين المقابلة والطباق)!
بارك الله فيك، ونفع بك وبعلمك ..
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 04:17 م]ـ
بارك الله فيك يا أستاذ لؤي
لو قيل (قام الرجل وقعد) فهل هذا من الطباق، أم من المقابلة باعتبارها جملتين؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 09:39 م]ـ
ابنة الإسلام الفضلى ..
قلنا:
الطباق هو الجمع بين الضدّين فحسب، أمّا المقابلة فتختصّ بالجمع بين أكثر من متضادّين.
وفي المثال المذكور ضدان: قام وقعد!
فماذا يكون إذاً؟
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 02:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذي الفاضل وبارك فيكم.
الذي دعاني لطرح هذا السؤال أنه قد سبق أن ناقشت هذا الموضوع مع أخت فاضلة وكنت أرى ما ذكرتم من أن المقابلة تختص بالجمع بين أكثر من متضادين، وذكرَتْ أن هناك من يرى الجملة السابقة في سؤالي من الطباق.
فسألت لأعلم الإجابة الشافية، فجزاكم الله خيرا.
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 02:43 ص]ـ
عذرا،
ذكرَت أن هناك من يرى جملة (قام الرجل وقعد) من المقابلة.
ولكم جزيل الشكر.(/)
إيمان السحرة
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 08 - 2006, 06:21 م]ـ
إيمان السحرة
قصّ الله سبحانه وتعالى علينا قصة سيدنا موسى مع سحرة فرعون بأساليب مختلفة، ومن أوجه الاختلاف:
قال تعالى: قال فرعون اّمنتم به قبل أن اّذن لكم ....... "الأعراف)
وقال تعالى: قال اّمنتم له قبل أن اّذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر" (الشعراء)
وقال تعالى: قال اّمنتم له قبل أن اّذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر (طه). ضميرالهاء في (به) التي في اّية سورة الأعراف يعود على الله سبحانه وتعالى، والمقصود بالإيمان هنا الإيمان الاعتقادي، كقولنا الإيمان بالله ورسله وملائكته ... إلخ. أما ضمير الهاء في (به) التي في سورتي الشعراء وطه فيعود على سيدنا موسى، والمقصود بالإيمان هنا هو تصديق الكلام.
ومما يدل على ذلك قوله تعالى في سورتي طه والشعراء بعد هذا القول مباشرة"إنه لكبيركم الذي علمكم السحر "أما في سورة الأعراف فلم يذكر ذلك. ومما يدل على ذلك أيضا: قال تعالى: وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة (البقرة) "أي لن نصدق كلامك، وقد قال أصحاب سيدنا موسى هذا الكلام بعد أن قال لهم: إن الله قد تاب عليكم، فلم يصدقوه.
وقال أخوة سيدنا يوسف لأبيهم "وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين" (يوسف) أي: وما أنت بمصدق كلامنا.
والله أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 08 - 2006, 07:32 م]ـ
بورك فيك أستاذ عزام. وجزاك الله خيراً على هذه اللطائف
.أما ضمير الهاء في (به) التي في سورتي الشعراء وطه
لعلك أردت الضمير في (له)
دمت بخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 02:12 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ العزيز عزام .. بارك الله فيك وجزاك خيراً لما تتحفنا به من مقالات مختصرة ماتعة ..
ولا ضير في أن نذكر بأنّ بعض أهل العلم - كالغرناطي والإسكافي - قد ذهبوا إلى القول بجواز عود الضمير في كلا الموضعين على موسى عليه السلام .. ذلك أنّ الباء في قوله (آمنتم به) واللام في (آمنتم له) مُحتاج إلى كلّ واحدة منهما من حيث أنّ التصديق والانقياد مَعْنَيان يُحتاج إليهما، فالباء تحرز التصديق واللام تحرز الانقياد والإذعان. فبُديء في الأعراف بالباء المعطية معنى التصديق وهي أخصّ بالمقصود من اللام، فاقتضى الترتيب تقديمها، ثمّ أعقب في طه والشعراء بَعْدُ باللام حتى كأن قد قيل لهم: أصدّقتموه منقادين له في دعائه إيّاكم إلى الإيمان بما جاء من عند الله؟ فحصل المقصود على أكمل ما يمكن.
ولذلك يجوز أن تكون الهاء في (آمنتم به) ضمير موسى عليه السلام لأنّه يجوز أنْ يُقال: آمن بالرسول، أي أظهرتم تصديقه وأقدمتم على خلافي قبل أن آذنتُ لكم فيه وهذا لمكر مكرتموه وسرّ أسررتموه لتقلبوا الناس عليّ. فاقتضى هذا الموضع الذي ذكر فيه المكر إنكار الإيمان به، فأمّا الإيمان له في الموضعين الآخرين فاللام تفيد معنى الإيمان من أجله ومن أجل ما أتى به من الآيات، فكأنّه قال: آمنتم بربّ العالمين لأجل ما ظهر لكم على يدي موسى عليه السلام من آياته، وفي الموضع الذي ذكر فيه من أجله وعبّر عنه باللام هو الموضع الذي قصد فيه إلى الإخبار بأنّه كبيركم الذي علّمكم السحر، فلذلك خصّ باللام والأول خصّ بالباء. وقد تدلّ اللام على الإتباع، فيكون المعنى: اتّبعتموه لأنّه كبيركم في عمل السحر، وقد يؤمن بالخبر من لا يعمل عليه ولا يتّبع الداعي إليه ..
وهذا كلّه يصبّ في إعجاز القرآن العظيم ..
والله أعلم ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 12:43 م]ـ
السلام عليكم
شكرا للأخ أبي طارق على التصحيح، والشكر كذلك للأخ لؤي على المداخلة اللطيفة.
دمتم بخير(/)
من منكم يستطيع *************
ـ[المعتصم]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 11:05 ص]ـ
جاء في كتاب ربنا " وقال نسوة في المدينة ... " الفعل هنا مذكر والفاعل مؤنث إذا علمنا ذلك فما هي القيمة البلاغية الموجودة في ذلك؟ وما هو السبب النحوي الذي أجاز ذلك؟ بارك الله فيكم.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 11:16 ص]ـ
يقول الدكتور: محمد فاضل السامرائي ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=3648) :
يذكر النحاة أن التذكير يفيد القلة والتأنيث يفيد الكثرة وذلك في مواطن عدة كالضمير واسم الإشارة وغيرهما. فالضمير المؤنث قد يؤتى به للدلالة على الكثرة بخلاف الضمير المذكّر فقد يؤتى به للدلالة على القلة. ومن ذلك تذكير الفعل وتأنيثه، فإن تذكير الفعل يدلّ على القلة بخلاف تأنيثه، فمن تذكير الفعل قوله تعالى:} وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ {[يوسف30] , فذكّر الفعل لقلة النسوة، ومنه قوله تعالى:} فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُم {[التوبة5] , ولم يقل (انسلخت) لقلتهن، ومن تأنيثه قوله تعالى:} قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا {[الحجرات14] , فأنّث الفعل للدلالة على كثرتهم.
والله أعلم
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 11:50 ص]ـ
ماهذا يا أبا طارق؟؟؟
أثلجت صدري والله
جزيت خيرا
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 11:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي رائد
ـ[المعتصم]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 12:22 م]ـ
بوركت أخي أبا طارق على ردك السريع
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[15 - 08 - 2006, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم
بالإضافة إلى ما ذكره الأخ الفاضل أبو طارق، أقول:
يجوز تذكير الفعل وتأنيثه إن كان الفاعل جمع تكسير أو اسم جمع أو اسم جنس، و"نسوة" اسم جمع لا واحد له من لفظه.
والله أعلم(/)
هل هذا من التقسيم بالمعنى البلاغي؟
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[17 - 08 - 2006, 06:04 م]ـ
(ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 01:44 م]ـ
(والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم للذين أحسنوا الحسنى ... * والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها)
هل ماورد هنا من التقسيم؟ جزززززيتم خيراً
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 05:09 ص]ـ
إذا لم يجب أحد بنعم أو لا
فأين أضع سؤالي إذن جزاكم الله خيرًا؟ أليس هذا منتدى البلاغة؟ وسؤالي سؤال في البلاغة؟ فلماذا لا أجد إجابة؟(/)
الرجم بالغيب
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[18 - 08 - 2006, 12:24 م]ـ
الرجم بالغيب
قال تعالى: سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ... "صدق الله العظيم (الكهف 22)
يخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الاّية عن النزاع الذي دار بين أهل الكتاب والمسلمين حول عدد أهل الكهف. ويقول المفسرون إن العدد الأقرب إلى الصواب هو أنهم سبعة وثامنهم كلبهم، لأن الله تعالى وصف الأعداد السابقة بأنها رجم بالغيب، والرجم بالغيب يتناول الأعداد السابقة ولا يتناول العدد اللاحق.
وهذا صواب لأن"رجما بالغيب" فصلت بين المتعاطفات وبُنِيت على الفعل"يقولون" فصارت علاقتها المعنوية مع هذا الفعل، ولولا أهمية هذا الفاصل معنويا لما جاء في هذا المكان، ولما تقدم، ولتأخر إلى ما بعد العدد الأخير أو المعطوف الأخير، ولكن تأخيره يجعل الأقوال كلها رجما بالغيب، ولهذا تقدم الفاصل بحسب الأهمية المعنوية ليرتبط مع القولين السابقين له، وليكون الرجم بالغيب منصبا على الأعداد السابقة فقط، كما تأخر العدد الأخير ليرتبط مع قوله تعالى"قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل "ومن أصدق قولا من الله ومن أقوال العلماء ورثة الأنبياء؟.
وبهذا يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية
والله أعلم
ـ[أبوفيصل الأزهري]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 05:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولو وثقتم بذكركم المصادر
و كما يقال: الدليل جمال الفتوى
ـ[ايام العمر]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 07:53 م]ـ
يوم الجمعة الماضي كنت اقرأ سورة الكهف وتوقفت عند هذه الاية
اردت ان افهم الصورة في قوله "رجما بالغيب"
جزاك الله خيرا
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 01:39 ص]ـ
لم يذكر بين العدد الحرف الواو (ثلاثة رابعهم كلبهم) لانهم لا يعلمون حقيقة العدد فمثلاً تقول حضر طالب طالبان فيدل ذلك انك لم تعرف العدد تحديداً.
اما قوله تعالى (سبعة وثامنهم كلبهم) فهذا يدل على معرفة العدد حقيقة.
لقد قال ذلك ابن عباس رحمه الله تعالى وقال عند نزول قوله تعالى (ما يعلمهم الا قليل) قال رضي الله عنه انا من هولاء القليل.
والمرجع تفسير ابن كثير.
وكتاب ايسر التفاسير للجزائري.
والله اعلم والسلام موصول للجميع
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 02:21 ص]ـ
الرجم بالغيب هو القول على الظن في الأمر
مع التشدد على انه الصحيح
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 02:25 ص]ـ
للفائدة أحيلكم إلى الرابط التالي، وفيه حاشية تأثيلية في الجذر /ر ج م/، قد تكون مفيدة في هذا السياق:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14719
سلمكم الله.
عبدالرحمن السليمان.(/)
سؤال
ـ[ح. ع. الموسوي]ــــــــ[20 - 08 - 2006, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الاخوة الكرام اجابتي على سؤالي
وهو هل القسمة مؤنث حقيقي ام مؤنث لغوي ارجو الاسراع في الاجابة مع خالص الشكر
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 12:47 م]ـ
السلام عليكم
مؤنث مجازي.
والله أعلم(/)
الاستفهامية المُرَكّبَة (ماذا)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 12:23 ص]ـ
أجاز النحاة في إعراب (ماذا) الأوجه الآتية:
الأول: أن تكون (ماذا) اسم استفهام بمنزلة كلمة واحدة.
الثاني: أن تكون (ما) اسم استفهام مبتدأ و (ذا) اسم موصول بمنزلة الذي.
الثالث: أن تكون (ما) اسم استفهام و (ذا) اسم إشارة.
الرابع: أن تكون (ماذا) جميعها بمعنى (الذي).
الخامس: أن تكون (ماذا) جميعها بمعنى (شيء).
ورجّح نُحاة أنْ تكون (ماذا) كلمة واحدة، واستدلّوا على ذلك بإثبات ألفها عند جرّها. ومنهم مَن ذهب إلى أنّها ليست باسم، ولا علاقة لها بالاسمية، فهي ليست إلا عنصر استفهام.
أمّا إعرابها في القرآن الكريم، فقد أجاز النُّحاة والمفسّرون أنْ تكون (ماذا) بمنزلة اسم واحد، أو أنْ تكون (ما) اسم استفهام و (ذا) بمنزلة (الذي). وأجاز آخرون أنْ تكون جميعها بمنزلة (الذي) في قوله تعالى: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [يونس: 101]، وقوله تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ) [لقمان: 11]، وقوله تعالى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا) [لقمان: 34]، كأنّه قال: وما تدري نفسٌ الشيء الذي تكسبه غداً.
وذكر الإسكافي أنّ (ماذا) أبلغ من (ما) في الاستفهام، وذلك عند وقوفه عند قوله تعالى: (مَاذَا تَعْبُدُونَ) [الصافات: 35]، وقوله تعالى: (مَا تَعْبُدُونَ) [الشعراء: 70]. فذكر أنّه استعمل (ماذا) في السورة الأولى لأنّه أراد معنى تبكيتهم وتوبيخهم، لذلك لم يذكر جوابها في هذه السورة، بخلاف (ما) في سورة الشعراء. وبمثل هذا قال الكرماني.
وفرّق آخرون بين (ما) و (ماذا)، فبيّنوا أنّ (ماذا) تفيد التنصيص على الاستفهام فيما يحتمل الاستفهام وغيره، كقوله تعالى: (فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ) [لقمان: 11]. فإنّ (ذا) أفادت التنصيص على الاستفهام، ولو حُذفت لاحتمل المعنى الاستفهام والموصولية.
وقد مرّ أنّ النّحاة أجازوا أنْ تكون (ماذا) جميعها بمنزلة (الذي) في كلام العرب، وأجازوا هذا في القرآن الكريم. فلا تفيد (ماذا) عندهم التنصيص على الاستفهام.
ومع ذلك فالذي يبدو أنّ (ماذا) لا يصحّ أنْ تكون إلا استفهامية، لأنّ الموصولة لا تحتاج إلى زيادة مبناها، بخلاف معنى الاستفهام الذي يحتمل القوّة والضعف، كما أنّ (ذا) فيها معنى الإشارة والتنبيه، وهو معنى يخدم غرض الاستفهام دون الموصولية.
فالغرض الأول من استعمال (ماذا) بدل (ما) هو تقوية معنى الاستفهام، كما أنّها تُستعمل لغرض آخر، كما يرى الدكتور عبد الجبار زيدان، وهو رفع اللبس في كلّ موضع احتمل هذين المعنيين. فقد أُريد مثلاً معنى الاستفهام في قوله تعالى: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [يونس: 101]، ولو أُريد الموصولية لقال سبحانه: قل انظروا ما في السموات. وكذلك قوله تعالى: (وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر: 18]، فقد استعمل (ما) لأنّه أراد الموصولية، ولو أراد الاستفهام لقال جلّ شأنه: ولتنظر نفس ماذا قدّمت لغد.
وقد ذكر سيبويه أنّه عند جعل (ماذا) بمنزلة اسم واحد يكون الوجه في جوابها النصب لأنّ (ماذا) منصوبة، وعند جعل (ذا) بمنزلة (الذي) يكون الوجه في جوابها الرفع لأنّ (ما) مرفوعة على الابتداء. وبناءً على ذلك فقد جعلوا (ماذا) بمنزلة (ما الذي) في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) [النحل: 24]، لأنّ جوابها وهو (أساطيرُ) مرفوع، وجعلوها بمنزلة اسم واحد في قوله تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا) [النحل: 30] لأنّ جوابها، وهو (خيراً)، منصوب.
وفي قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة: 219] قرأ أبو عمرو (العفو) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب. وتبعاً لهذا الاختلاف في القراءة وجّه النحاة إعراب (ماذا) فأجازوا أنْ تكون بمنزلة اسم واحد مع نصب الجواب (العفو)، والتقدير: يسألونك ما ينفقون؟ قل ينفقون العفو. وأجازوا أنْ تكون بمنزلة (ما الذي) مع رفع الجواب، والتقدير: يسألونك ما الذي ينفقونه؟ قل الذي ينفقونه العفو.
وأجاز الأخفش والزجاج أنْ تكون (ماذا) بمنزلة اسم واحد أو منزلة (ما الذي)، سواء أكان جوابها مرفوعاً أم منصوباً.
ولو جعلنا المعنى هو الأساس، لا التقدير في توجيه النصب والرفع، لخلصنا إلى القول بأنّ الجواب يُرفع عندما يُراد به معنى الثبات والاستمرار، ويُنصب عندما يُراد به معنى التجدّد والحدوث. وقد وجّه الكرماني الرفع في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) [النحل: 24] بأنّ السائلين لم يكونوا سائلين على وجه الحقيقة يريدون الجواب، بل أرادوا من سؤالهم الاستهزاء والإنكار، لأنّهم أنكروا إنزال القرآن عدلوا عن الجواب فقالوا: أساطيرُ الأولين، فكان رفع الجواب من كلام الكافرين. وورد منصوباً في قوله تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا) [النحل: 30]، لأنّه جواب لسائلين كانوا يقرّون بالوحي والإنزال، فكان نصب الجواب مطابقاً للحال لأنّه من كلام المتّقين.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 12:51 م]ـ
السلام عليكم
بورك فيك أخي الفاضل لؤي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 11:07 م]ـ
وفيك بارك أخي الفاضل عزام ..(/)
رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 11:22 م]ـ
عند الموازنة بين قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 126 - 127]، وقوله علت كلمته: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 25 - 27] نلاحظ أنّ الآية الأولى من سورة البقرة لا تفترق عن الآية الأولى من سورة إبراهيم إلا بحرف واحد هو (ال) التعريف في (البلد). ولنا أنْ نتساءل عن السرّ القرآني في ورود كلمة (بلداً) في سورة البقرة نكرة، وورودها في سورة إبراهيم (البلد) معرفة؟
إنّ المتدبّر في هذه الآيات الكريمة، والناظر إليها من خلال السياق في كلّ سورة يجد أنّ الآيات في سورة البقرة تُشعر أنّ سيّدنا إبراهيم عليه السلام يتحدّث عن بلد هو حديث عهد فيه، بل هو ما زال يبنيه ويرفع قواعده، ولذلك فإنّ هذا البلد ما زال نكرة في علم الغيب.
وأمّا في الآيات الأخرى من سورة إبراهيم فهي تدلّ على أنّ إبراهيم عليه السلام يدعو الله عزّ وجلّ أنْ يحفظ بلداً كبيراً معروفاً، عامراً بأهله، مليئاً بالأصنام التي يعبدها كثير من الناس. فكأنّ هذا البلد قد تطوّر وزاد أهله ولم يبقَ ذلك البلد الصغير الذي بناه إبراهيم عليه السلام من قبل.
والله أعلم
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا الإيضاح الجميل 00 ويكمن سر المفردة في القرآن الكريم إلى إعجازه البياني!
وفقك الله
مغربي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 01:22 ص]ـ
بارك الله فيك أخي مغربي ..
[ CENTER][COLOR="DarkRed"][SIZE="5"] ويكمن سر المفردة في القرآن الكريم إلى إعجازه البياني!
حقّاً إنّ مفردات القرآن الكريم لتكشف لمن تدبّرها عن سرّ من أسرار إعجاز هذا الكتاب العظيم .. فسبحان الذي لا يصل إلى مستوى كلامه كلام، بل كلامه يعلو على كلّ كلام ..
ودمتم ..(/)
ما معنى: قد ينحس العاقل بتدبيره ولا يجوز أن يسعد الأحمق بتدبيره
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 08:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال ابن حزم في الأخلاق والسير: قد ينحس العاقل بتدبيره ولا يجوز أن يسعد الأحمق بتدبيره.
فما معنى هذه العبارة؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو تمام]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 04:15 ص]ـ
لعله أراد: قد يُحسدُ العاقل بتدبيره لما له من دلالة على ذكائه ورجاحة عقله، فيحسده الناس بسبب ذلك، بخلاف الأحمق فمهما كان منه من تدبير فلا يجوز له أن يسعد به لأنه قليل العقل، أو بالأحرى تدبيره مهما يكن فهو قاصر ناقص دال على حمقه، فلا يسعد به، لأنه إن أظهره وسعد به دل على صاحبه.
والله أعلم(/)
تحتاج إلى دقة*****
ـ[المعتصم]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 11:59 ص]ـ
يتبادر إلى ذهن الجميع أنه لا فرق بين كلمتي جدار وحائط وأنا أظن أن هناك فرقا أكيدا بينهما. من يحاول مشكورا إيجاد الفرق بينهما؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 11:35 م]ـ
الحائط يُقال اعتباراً بالاحاطة للمكان ..
والجدار اعتباراً بالارتفاع ..(/)
لم أقتنع؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 12:06 م]ـ
جاء في حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- "تحاج آدم وموسى فقال موسى: أنت آدم الذي أخرجنا من الجنة ... "من الجملة يظهر أن هناك استفهاما ولكني لم ألحظ فيها أحد حروف الاستفهام أوأسمائه. أم أنه استفهام سماعي. أفيدوني بارك الله فيكم.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 04:06 ص]ـ
السلام عليكم
الهمزة أخي الكريم تختص من بين أخواتهما (أدوات الاستفهام) بجواز الحذف عند ابن هشام.
قال الشاعر:
ووالله لا أدري وإن كنت داريا **بسبع رمين الجمر أم بثمانٍ
أي: أبسبع رمين الجمر؟
والبيت لعمر بن أبي ربيعة.
قال الكميت:
طربت وما شوقا إلى البيض أطربُ ** ولا لعبًا مني، وذو الشيب يلعبُ؟
أراد: أذو الشيب يلعب؟ فحذف الهمزة.
ومنه كذلك قول أبي ذر في الحديث الشريف: وإن زنى وإن سرق؟
أراد: أَوإن زنى وسرق يدخل الجنة؟ فحذف الهمزة.
وهنا يحتمل أن الهمزة هي التي حذفت: أأنت آدم الذي ..... ؟
والله أعلم
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 10:19 ص]ـ
جاء في حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- "تحاج آدم وموسى فقال موسى: أنت آدم الذي أخرجنا من الجنة ... "من الجملة يظهر أن هناك استفهاما ولكني لم ألحظ فيها أحد حروف الاستفهام أوأسمائه. أم أنه استفهام سماعي. أفيدوني بارك الله فيكم.
أخي الكريم لا أرى هنا استفهاماً ... والجملة خبرية ... لأن موسى عليه السلام يحاجج آدم عليه السلام ويقول له: أنت أخرجتنا من الجنة .... فلا استفهام هنا أخي العزيز
والسلام عليكم
ـ[ايام العمر]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 05:28 م]ـ
انا ارى راي ابي تمام والله اعلم
اقرا العبارة اخي المعتصم وستجد الاستفهام
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 07:35 م]ـ
الامران جائزان اي انه يمكن حملها على الخبر وممكن حملها على الاستفهام
والله اعلم(/)
فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 08 - 2006, 12:02 ص]ـ
قال تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود: 49]. والأمر الذي سنعلّق عليه في هذه الآية الكريمة هو صيغة الأمر (فاصبر) .. إذ إنّها تدعو إلى تدبّرها من خلال ورودها هنا دون حرف جرّ، وورودها في مواضع أخرى مع حروف جرّ.
لقد جاءت في القرآن الكريم مع (على) كقوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) [طه: 130] أي: على ما يقوله قومك من الكلام الذي فيه أذى للرسول صلى الله عليه وسلم بإنكار دعوته وبوصمه بما ليس فيه، من مثل وصفه بالجنون والسحر والكذب والافتراء ... وقد جاءت هكذا لأنّ الحديث عن قومه بأنّهم لم يتّعظوا من مشيهم في مساكن الذين ظلموا.
وجاءت مع (مع) كقوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف: 28] واصبر هنا بمعنى: اجعل نفسك مع الذين يدعون ربّهم، أو: احبس نفسك.
وجاءت مع اللام كما في قوله تعالى: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) [الطور: 48] ومعناها هنا: امتثل لحكم ربّك.
ففعل الأمر (اصبر) عُدّي بعلى وباللام وبنفسه مع ورود (مع) بعد مفعوله، ولكنه في سياق قَصَص نوح عليه السلام والطوفان لم يلحقه حرف جرّ ولم يُعدَّ بنفسه، وذلك لاعتبارين:
الأول: أنّه يدلّ على كمال الصبر، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن كلّ أمره خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له". وهو بهذا شبيه بقوله تعالى في أول سورة العلق: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) من حيث أنّ الفعل (خلق) يدلّ على كمال الخلق، ولذلك لم يُعدَّ إلى مفعول به مع أنّه صالح للتعدية.
والثاني: أنّه لم يسبقه في هذا السياق ما سبقه مع (على أو اللام) أو ما أوجب التعدية المباشرة. إنّ القَصَص عن نوح عليه السلام والطوفان جاء لتثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) [هود: 120]. وعلى هذا تكون صيغة الأمر (فاصبر) مفتوحةً على جميع الاحتمالات: الصبر على أذى قومه، والصبر لحكم ربّه، وصبر النفس مع جماعة المؤمنين، وهذا من غنى الدِّلالة التي يتميّز بها القرآن العظيم.
والله أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 06:46 م]ـ
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
الاخ الفاضل لؤي الطيبي بوركت يداك
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 09 - 2006, 09:46 م]ـ
وجزاكما الله خيراً مثله ..
وشكر لكما طيب الكلام ..(/)
هل حقا البلاغة العربية مقولة أجنبية؟
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[25 - 08 - 2006, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم و رحمة الله.
تعج المكتبة العربية بعشرات الكتب والأطروحات المُقرة بأجنبية الفكر البياني البلاغي العربي وعالته على الثقافة اليونانية. وفي المقابل تصدت العديد من الأقلام الغيورة على نسبة البلاغة العربية إلى أهلها، لهذه الفكرة بالنقد
والتمحيص.
وبين هذا الرأي وذاك يقف القاريء موقف الحائر أو الآخذ بهذا الرأي أو ذاك.
فما مدى صحة هذه الفكرة؟
وما تاريخيتها؟
وخلفياتها؟
و القائلون بها؟
والقول الفصل فيها؟
أسئلة أعرضها على أنظار السادة مرتادي شبكة الفصيح، في حوار هاديء دافيء، بحثا عن الحقيقة ودَبا عن بلاغتنا العربية وجهود أعلامها البررة.
ملاحظة هامة:
إلى السيد القاسم والسادة المشرفين،
إذا كان هذا الموضوع لا يتماشى وقصدية هذا المنتدى، وشروط المشاركة فيه فالمرجو حذفه، مع الإعتذار.
وتحية مباركة طيبة من عند الله.
عبد الغاني العجان
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 08:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حُييت أستاذ عبدالغني
الموضوع ما به من بأس، وتسرنا مشاركتك.
هذا الموضوع شغلني زمنا، ووجدت أفضل من كتب فيه الأستاذ الدكتور فضل عباس، في كتابه (البلاغة المفترى عليها) والذي يعد ثالث كتاب في سلسلة بلاغتنا ولغتنا للمؤلف نفسه.
وما تاريخيتها؟
وخلفياتها؟
و القائلون بها؟
أول من قال بها طه حسين، وتابعه جمع من تلاميذه والمتأثرون بفكره، كشوقي ضيف وسيد خليل والبهبيتي وأمين الخولي وغيرهم.
فما مدى صحة هذه الفكرة؟
والقول الفصل فيها؟
صدقني ستجد ردودًا منطقية جدًا على آراء القائلين بعدم أصالة البلاغة العربية في كتاب الدكتور فضل عباس المتقدم ذكره.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 09:02 ص]ـ
أستاذتي معالي جزاك الله خيرا.
هل أجد الكتاب في الشبكة.
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 09:30 ص]ـ
أستاذنا الكبير أبا ذكرى
ما وجدتُ الكتاب على الشبكة، ولكن هذا عنوان الناشر؛ لعل الله ييسر لكم اقتناءه:
_دار الفرقان للنشر والتوزيع.
الإدارة والمكتبة: العبدلي - عمارة جوهرة القدس.
هاتف: 4640937 - 4645937
فاكس: 4628362
ص. ب: 921526 - عمان- الأردن.
إربد - مقابل جامعة اليرموك - تلفاكس: 7276506
بارك الله فيكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 01:13 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وقد طُرح هذا الموضوع من قبل هنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11214) ، ولم يكتمل في حينه لضيق وقت الأستاذ ياسر الدوسري (عاشق البيان) ..(/)
قال غير العرب عن العربيّة
ـ[أم هشام]ــــــــ[25 - 08 - 2006, 10:09 م]ـ
العربية والاسلام:
- قال المستشرق المجري عبد الكريم جرمانوس:" إنّ في الإسلام سنداً هامّاً للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة على نقيض ما حدث للغات القديمة المماثلة، كاللاتينية حيث انزوت تماماً بين جدران المعابد.
ولقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثاً، وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً من الكلمات العربية ازدانت بها لغاتها الأصلية فازدادت قوةً ونماءً.
والعنصر الثاني الذي أبقى على اللغة العربية هو مرونتها التي لا تُبارى، فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهم كلمةً واحدةً من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده منذ ألف سنة، بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم آداب لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام ". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 301)
- قال المستشرق الألماني يوهان فك إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 302)
- قال جوستاف جرونيباوم:" عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها " قرآناً عربياً " والله يقول لنبيّه " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً " وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان، أما السعة فالأمر فيها واضح، ومن يتّبع جميع اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات.
وتزيّن الدقة ووجازة التعبير لغة العرب، وتمتاز العربية بما ليس له ضريب من اليسر في استعمال المجاز، وإن ما بها من كنايات ومجازات واستعارات ليرفعها كثيراً فوق كل لغة بشرية أخرى، وللغة خصائص جمّة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر في أي لغة أخرى، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني، وفي النقل إليها، يبيّن ذلك أن الصورة العربية لأيّ مثل أجنبيّ أقصر في جميع الحالات، وقد قال الخفاجي عن أبي داود المطران - وهو عارف باللغتين العربية والسريانية - أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني قبُحت وخسّت، وإذا نُقل الكلام المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً وحسناً، وإن الفارابي على حقّ حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام أهل الجنّة، وهو المنزّه بين الألسنة من كل نقيصة، والمعلّى من كل خسيسة، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً ". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 306).
العرب والمعاجم:
- قال المستشرق الألماني أوجست فيشر:" وإذا استثنينا الصين فلا يوجدُ شعبٌ آخرُ يحقّ له الفَخارُ بوفرةِ كتبِ علومِ لغتِه، وبشعورِه المبكرِ بحاجته إلى تنسيقِ مفرداتها، بحَسْبِ أصولٍ وقواعدَ غيرَ العرب". (مقدمة المعجم اللغوي التاريخي - أوغست فيشر)
- قال هايوود:" إن العرب في مجال المعجم يحتلّون مكان المركز، سواءً في الزمان أو المكان، بالنسبة للعالم القديمِ أو الحديثِ، وبالنسبة للشرقِ أو الغربِ ".
شمول العربية واكتمالها:
- قال المستشرق ألفريد غيوم عن العربية:" ويسهل على المرء أن يدركَ مدى استيعابِ اللغةِ العربيةِ واتساعها للتعبير عن جميع المصطلحات العلمية للعالم القديم بكل يسرٍ وسهولة، بوجود التعدد في تغيير دلالة استعمال الفعل والاسم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
. ويضرب لذلك مثلاً واضحاً يشرح به وجهة نظره حيث يقول:" إن الجذر الثلاثي باشتقاقاته البالغة الألفَ عَدّاً، وكلٌ منها متّسق اتساقاً صوتياً مع شبيهه، مشكّلاً من أيّ جذر آخر، يصدر إيقاعاً طبيعياً لا سبيل إلى أن تخطئه الأذن، فنحن (الإنكليز) عندما ننطق بفكرة مجرّدة لا نفكر بالمعنى الأصلي للكلمة التي استخدمناها، فكلمة ( Association) مثلاً تبدو منقطعة الصلة بـ ( Socins ) وهي الأصل، ولا بلفظة ( Ad) ، ومن اجتماعهما تتألف لفظة ( Association ) كما هو واضح وتختفي الدالّة مدغمة لسهولة النطق، ولكن أصل الكلمة بالعربية لا يمكن أن يَسْتَسِرّ ويَسْتَدِقّ على المرء عند تجريد الكلمة المزيدة حتى يضيع تماماً، فوجود الأصل يظلّ بَيّناً محسوساً على الدوام، وما يعدّ في الإنجليزية محسّناتٍ بديعيةً لا طائل تحتها، هو بلاغةٌ غريزيةٌ عند العربي ". (مجلة المورد – المجلد 5 العدد 2 ص 43 " مقدمة مدّ القاموس – إدوارد لين – ترجمة عبد الوهاب الأمير).
- قال المستشرق الألماني نولدكه عن العربية وفضلها وقيمتها:" إن اللغة العربية لم تَصِرْ حقّاً عالميةً إلا بسبب القرآن والإسلام، وقد وضع أمامنا علماءُ اللغة العرب باجتهادهم أبنيةَ اللغة الكلاسيكية، وكذلك مفرداتها في حالة كمالٍ تامٍّ، وأنه لا بدّ أن يزداد تعجب المرء من وفرة مفردات اللغة العربية، عندما يعرف أن علاقات المعيشة لدى العرب بسيطةٌ جداً، ولكنهم في داخل هذه الدائرة يرمزون للفرق الدقيق في المعنى بكلمةٍ خاصّةٍ، والعربية الكلاسيكية ليست غنيّةً فقط بالمفردات ولكنها غنيةٌ أيضاً بالصيغ النحوية، وتهتمّ العربية بربط الجمل ببعضها ... وهكذا أصبحت اللغة (البدويّة) لغةً للدين والمنتديات وشؤون الحياة الرفيعة، وفي شوارع المدينة، ثم أصبحت لغةَ المعاملات والعلوم، وإن كلَّ مؤمنٍ غالباً جداً ما يتلو يومياً في الصلاة بعض أجزاء من القرآن، ومعظم المسلمين يفهمون بالطبع بعض ما يتلون أو يسمعون، وهكذا كان لا بُدّ أن يكون لهذا الكتاب من التأثير على لغة المنطقة المتّسعة ما لم يكن لأيّ كتابٍ سواه في العالم، وكذلك يقابل لغة الدين ولغة العلماء والرجل العادي بكثرة، ويؤدّي إلى تغيير كثيرٍ من الكلمات والتعابير في اللغة الشعبية إلى الصحّة ". (اللغة العربية – نذير حمدان ص 133)
- قال المستشرق الفرنسي رينان:" من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ، ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة ". مجلة اللسان العربي 24/ 85
- قال المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون:" استطاعت العربية أن تبرز طاقة الساميين في معالجة التعبير عن أدق خلجات الفكر سواءً كان ذلك في الاكتشافات العلمية والحسابية أو وصف المشاهدات أو خيالات النفس وأسرارها.
واللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات، فقد تفرّدت بتفرّدها في طرق التعبير العلمي والفني والصوفي، إنّ التعبير العلمي الذي كان مستعملاً في القرون الوسطى لم يتناوله القدم ولكنه وقف أمام تقدّم القوى المادية فلم يتطوّر.
أما الألفاظ المعبّرة عن المعاني الجدلية والنفسانية والصوفية فإنها لم تحتفظ بقيمتها فحسب بل تستطيع أن تؤثر في الفكر الغربي وتنشّطه.
ثمّ ذلك الإيجاز الذي تتسم به اللغة العربية والذي لا شبيه له في سائر لغات العالم والذي يُعدّ معجزةً لغويةً كما قال البيروني ". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 301 - 302)
(يُتْبَعُ)
(/)
- قالت المستشرقة الألمانية زيفر هونكة:" كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمالَ هذه اللغة ومنطقَها السليم وسحرَها الفريد؟، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة، فلقد اندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون اللغة العربية بشغفٍ، حتى إن اللغة القبطية مثلاً ماتت تماماً، بل إن اللغة الآرامية لغة المسيح قد تخلّت إلى الأبد عن مركزها لتحتلّ مكانها لغة محمد ". مجلة اللسان العربي 24/ 86 عن كتاب (شمس العرب تسطع على الغرب)
- قال المستشرق الألماني كارل بروكلمان:" بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى من لغات الدنيا، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في صلاتهم ... ". (من قضايا اللغة العربية المعاصرة – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ص 274)
- قال د. جورج سارتون:" وهبَ اللهُ اللغة العربية مرونةً جعلتها قادرةً على أن تدوّن الوحي أحسن تدوين ... بجميع دقائق معانيه ولغاته، وأن تعبّر عنه بعباراتٍ عليها طلاوة وفيها متانة ". المصدر السابق
أكّد المستشرق أستاذ اللغات الشرقية بجامعة أستنبول " أن اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقةٍ جديدةٍ لتسهيل السهل وتوضيح الواضح، إن الطلبة قبل الانقلاب الأخير في تركيا كانوا يكتبون ما أمليه عليهم من المحاضرات بالحروف العربية وبالسرعة التي اعتادوا عليها – لأن الكتابة العربية مختزلةٌ من نفسها – أما اليوم فإن الطلبة يكتبون ما أمليه عليهم بالحروف اللاتينية، ولذلك لا يفتأون يسألون أن أعيد عليهم العبارات مراراً، وهو معذورون في ذلك لأن الكتابة الإفرنجية معقّدةٌ والكتابة العربية واضحةٌ كلّ الوضوح، فإذا ما فتحتَ أيّ خطابٍ فلن تجدَ صعوبةً في قراءةِ أردأ خطٍّ به، وهذه هي طبيعة الكتابة العربية التي تتسم بالسهولة والوضوح ". (فنّ الترجمة وعلوم العربية – إبراهيم بدوي الجيلاني ص 91)
- العالم اللغوي أفرام نعوم تشومسكي Afram Noam Chomsky ابن معلم اللغة العبرية وأحد خريجي جامعة بنسلفانيا (وهو أستاذٌ في معهد ماساشوست ومفكرٌ يهوديٌ كبير) فإنه أقرّ بالحق العربي وبمكانة العربية، وقد تزعّم الدراسات اللغوية المعاصرة وكوّن نظريةً جديدةً قلبت الفكر اللغوي رأساً على عقب، أصدر كتابه الأول في التراكيب النحوية Syntactic Structure في سنة 1957م نقد فيه مدرسة علم اللغة الوصفي Descriptive Linguistics التي كانت سائدةً في الغرب حتى عهدٍ قريبٍ، وقد ميّز بين بنيتين في الجملة هما البنية العميقة والتركيب السطحي، وأوضح أن البنية الأولى هي أساس الثانية.
نوّه تشومسكي في معرض ردّه على استفسارٍ وُجّه إليه في سنة 1989م بأن تأثيراتِ النحو العربي كبيرةٌ على نظريته في دراسة اللغة، وأنه قرأ كتاب سيبويه كمرجعٍ له ". (فن الترجمة وعلوم العربية – إبراهيم بدوي الجيلاني ص 166)
أشاد ماريو بِلْ مؤلف كتاب (قصة اللغات The Story of Language ,p155,277 ) بأن العربية هي اللغة العالمية في حضارات العصور الوسطى، وكانت رافداً عظيماً للإنكليزية في نهضتها وكثيرٍ من الأوربيّات، وقد أورد قاموس Littre قوائمَ بما اقتبسته هذه اللغات من مفرداتٍ عربيةٍ، وكانت أولها الإسبانية ثم الفرنسية والإيطالية واليونانية والمجرية وكذلك الأرمنية والروسية وغيرها، ومجموعها 27 لغة، وتقدر المفردات بالآلاف. (فن الترجمة وعلوم العربية – إبراهيم بدوي الجيلاني ص 178)
- قال المستشرق الألماني فرنباغ:" ليست لغة العرب أغنى لغات العالم فحسب، بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا يكاد يأتي عليهم العدّ، وإن اختلافنا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق أقام بيننا نحن الغرباء عن العربية وبين ما ألفوه حجاباً لا يتبيّن ما وراءه إلاّ بصعوبة". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 303)
- قال الأستاذ ميليه:" إن اللغة العربية لم تتراجع عن أرض دخلتها لتأثيرها الناشئ من كونها لغة دين ولغة مدنية، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها المبشرون، ولمكانة الحضارة التي جاءت بها الشعوب النصرانية لم يخرج أحد من الإسلام إلى النصرانية، ولم تبق لغة أوربية واحدة لم يصلها شيء من اللسان العربي المبين، حتى اللغة اللاتينية الأم الكبرى، فقد صارت وعاءً لنقل المفردات العربية إلى بناتها ". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 303 - 304)
- قال الفرنسي جاك بيرك:" إن أقوى القوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية، بل اللغة العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا، إن الكلاسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية، وقد كانت هذه الكلاسيكية العربية عاملاً قوياً في بقاء الشعوب العربية ". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 304)
- قال وليم ورك: ((إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[25 - 08 - 2006, 11:04 م]ـ
جزاكم الله خيراً
بارك الله بكم لقد أثلجتم صدورنا، بهذا النقل، وكان حرياً بمن أخذ بروعة اللغة العربية وقدرتها وقوتها، أن يعترفوا بجمال الإسلام ونورانيته وصدقه وموافقته للفطرة ...
ولكن (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
وفقكم الله وبارك بكم
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 12:23 ص]ـ
أختنا أم هشام لله درك ولله در دررك التي تنثرينها في الفصيح.
ـ[أم هشام]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 07:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 07:38 م]ـ
جزاكِ الله خيرًا
ـ[نبرة عربية]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 09:56 م]ـ
جزاك الله خيرا ... كم أتمنى أن تعود هذه اللغة العظيمة على لسان كل عربي ..
إنها حقا منارة للفكر ..
والله الموفق ..(/)
الانتقال من الدليل إلى الدليل عجز!!!
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 11:43 ص]ـ
ذكر البيانيون في قواعدهم، أن شرط إعجاز دعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، السلامة من المعارضة .. وقد استوقفتني آية كريمة جرى فيها تحد بين إبراهيم الخليل عليه السلام ونمرود، نقل الله تعالى فيها الحوار الذي دار بينههما فقال جل وعز: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [البقرة: 258] وهو كلام إبراهيم، وقد تحدى إبراهيم نمرود بإحياء الأموات فكانت حيلة نمرود المعروفة! ثم انتقل إبراهيم بخصهم إلى ضرب ثان من التحدي .. وهذا موضع الشاهد عندي. فقد ذكر ابن رشد الحفيد في مقدماته هذا السؤال، كيف اتنقل إبراهيم من دليل إلى آحر؟! وقد تقرر في باب البيان، أن ذلك ملمح من ملامح العجز .. اللهم اجبر زللي وسد خللي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 01:09 م]ـ
إنّ إبراهيم عليه السلام لم يعدل إلى لون آخر من الحُجّة بسبب عجزه عن إفحام خصمه بالدليل العقليّ، وإنّما كان ذلك لأنّه تبيّن له عليه السلام بلادة عقل هذا الطاغية الجهول وجمود ذهنه، وأنّه ليس لديه صلاحية إدراك المعقولات الخالصة، لأنّه مغلق الشعور القلبي، مغلف الإدراك الوجداني، لا يؤمن إلا بما يحسّه بمنافذ الحسّ الماديّ لعجز تكوينه العقلي عن النفوذ إلى ما وراء الحسّ الماديّ، أو لقيام موانع من المؤثّرات الماديّة التي تحجب العقل عن الفهم والإدراك، أو كانت لا تحجبه، ولكنّها تحول بينه وبين الاعتراف بمدركاته.
ولمّا كان واجباً في شرعة العدل الإلهي أن ينتقل به إلى ما يلائمه من أنواع الحُجّة والبرهان، عدل به إبراهيم عليه السلام إلى لون آخر من الحُجّة ليستوفي معه طرائقها قطعاً لعذره.
وتلك الحُجّة التي عدل إليها إبراهيم عليه السلام هي لون من البرهان يشترك في إدراكه العقل والحسّ، فالعقل يدرك بخصّيصته التجريدية المعقول الخالص، ويدرك المحسوس بخصّيصته المتعاونة مع الحسّ، فإدراكه مزدوج شامل، أمّا الحسّ فإنّه يدرك بمنافذه من الحواسّ ما يقع تحت حكم هذه الحواسّ.
وفي هذا العدول عن الحُجّة الأولى مع قيامها في صدقها وباهر آيتها تسفيه سلبيّ لعقل ذلك الكافر المتجبّر في الأرض، وإظهار لعجزه البليد عن التفكّر في معنى الإحياء والإماتة اللتين هما صفة الألوهية الحقّة، وتحقّق هذا المعنى في نفسه، ونفس من يولد ثم يموت من قومه كلّ لحظة، بل في ولادة كلّ حيّ وموته.
فالله تعالى يُحيي كلّ حيّ ويُميت كلّ ميّت، وهذا الطاغية الجهول يعلم يقيناً أنّه لا يملك هذا العموم الشامل في الإحياء والإماتة، ولو بمعناهما الحركيّ الذي ظنّه إحياء وإماتة.
ولهذا جاءت الحُجّة الثانية تنزّلاً في المحاجّة إلى المستوى الذي يناسب الخصم، وفيها إشارة إلى موطن البرهنة في الحُجّة الأولى التي لم يفهما الذي كفر.
يقول الأستاذ محمد الصادق عرجون - رحمه الله: إنّ الحُجّة القرآنية إذا لم تُفهم لبعض الناس، فلا يرتفع بها الاحتجاج لصلاحيّتها في ذاتها للبرهنة إذا نظر فيها عقل غير محجوب عن إدراك مناطها. فالاحتجاج بالإحياء والإماتة قائم صادق، والانتقال عنه إنّما كان لأمرين:
الأمر الأول: بيان موطن دلالته من طريق القياس على فعل لا يشتبه في حصوله من القادر المختار، وأنّ أحداً سواه لا يقدر عليه، وفي ذلك بيان لخطأ فهم الإحياء والإماتة عند هذا الكافر الجاهل - أي النمرود - في قوله: (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) وفيه بيان لمعنى الإحياء والإماتة اللذين هما من خصائص الألوهية الحقّة في مقام الاستدلال على وجود الله وقدرته.
الأمر الثاني: إقامة دليل آخر في صورة تلائم مدارك الخصم، ولا يملك له ردّاً، قال إبراهيم: (فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ) والإتيان بالشمس من المشرق فعل في كائن عظيم يُرى ويُحسّ وهو فعل إبداعي، لا يقدر عليه إلا الربّ الإله الحقّ القادر المختار، ونظيره معارضه، وهو الإتيان بالشمس من المغرب، وهو أيضاً - لو كان - فعل إبداعي لا يقدر عليه إلا الربّ الإله الحقّ القادر المختار.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 02:16 م]ـ
الأخوان الكريمان جزاكما الله خيراً على هذا السؤال، والإجابة ... وبارك الله بكما
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 11:13 ص]ـ
ما شاء الله تعالى!!! أضحك الله سنك وأدام عزك أثلج صدرك .. والله لا أملك من الكلام إلا ما نُقل: .. قطعت جهيزة قول كل خطيب؟!(/)
جمهرة البلاغة (منقول)
ـ[أبومصعب]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 07:50 م]ـ
جمهرة البلاغة
الدكتور أحمد مطلوب
عضو المجمع العلمي العراقي وأمينه العام - بغداد (1)
عُني القدماء عناية فائقة بالبلاغة العربية، وكانت تلك العناية مبكرة، ظهرت بذورُها الأولى في كتاب سيبويه، ومجاز القرآن لأبي عبيدة، ومعاني القرآن للفراء. وأعطت تلك البذور نباتاً طيباً، ظهر في قواعد الشعر لثعلب، والبديع لابن المعتز الذي يُعَدّ رائداً في التأليف البلاغي. وتوالى التأليفُ في البلاغة، وظهرت كتب كثيرة منها: نقد الشعر لقدامة بن جعفر، وكتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري، والعمدة لابن رشيق، وأسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، والجامع الكبير لضياء الدين بن الأثير، والبرهان، والتبيان لابن الزَّملكاني، ونهاية الإيجاز لفخر الدين الرازي، وبديع القرآن وتحرير التحبير للمصري.
وكانت هذه الكتبُ تتخذ عدة طرق في التصنيف، وكانت المَسْحَةُ الأدبيةُ تلوِّنها بألوان زاهية، وإشراقة ناصعة، تحبِّبُ البلاغة، وتجعلًُ الدارسين يُقْدِمون عليها.
ولم تبق البلاغة حرة في التَّقسيم والعرض، فقد ظهر في القرن السادس للهجرة في خوارزم عالم هو السكاكي المتوفى سنة (626هـ) للهجرة الذي ألف كتاب "مفتاح العلوم" وخَصَّ القسم الثالث منه بالبلاغة التي قَسَّمها إلى علم المعاني، وعلم البيان، ووجوه يُؤتى بها لتحسين الكلام، وهي التي أطلق عليها بدرُ الدين بن مالك (686هـ) في كتابه "المصباح" اسم "البديع".
وسيطر المنهجُ السكاكيُّ على دراسة البلاغة، وأول من تأثر به بدر الدين بن مالك، ثم تلاه الخطيب القزويني (-739هـ) في كتابيه "التلخيص" و"الإيضاح". وتوالت الشروح والتلخيصات، وكان سعد الدين التفتازاني، والسبكي، وابن يعقوب المغربي، وغيرهم من أعلامها.
وحينما أطلّ القرنُ العشرونَ الميلادي نَهَدَ بعض المؤلفين ووضعوا كتباً بلاغية لم تخرج عما اختطَّه السكاكيّ في "مفتاح العلوم". وحاول المتأخرون أن يضعوا منهجاً جديداًَ ولكن لم تتضح السبيل، ولم يأتوا بما يجعل البلاغة قريبةً إلى النفوس على الرغم مما قام به المرحوم أمين الخولي صاحب "فن القول" من رسم منهج جديد لم يطبق حتى اليوم.
وكثرت الدراساتُ، وتنوَّعت الاجتهاداتُ حتى إذا وصلت الأسلوبيةُ بمعناها الغربيّ تمسك بها بعضهم، ودعا إلى هجر البلاغة العربية والأخذ بالأسلوبية التي هي الوريث الشرعي للبلاغة كما يقول الدكتور عبد السلام المسدي ومَنْ شايعه من المبهورين الذين انتهوا إلى تقسيم كتبهم الأسلوبية إلى مستويات ثلاثة هي: المستوى الصوتيّ، والمستوى التركيبيّ، والمستوى الدلاليّ، وما هذا إلا التقسيم الثلاثي للبلاغة العربية التي حصرها السكاكي في ثلاثة علوم هي: علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع.
ولايزال الباحثون والدارسون يُجرِّبون، ولا يزال بعضهم يُنادي بالبلاغة الجديدة التي نادى بها الغربيون في الثلث الأخير من القرن العشرين، ولم تثمر تلك المناداة حتى اليوم بما يطمئن إليه الدرسُ البلاغيّ وتهشّ له النفوس.
ولم يقف أمر البلاغة عند هذا الحد، بل أسهم قوم في البحث خدمةً للقرآن الكريم في غير أرض العرب، ومنهم عبد الحميد الفراهي الذي دعا إلى الأخذ ببلاغة العرب لا بلاغة العجم، في كتابه "جمهرة البلاغة" الذي طبع سنة 1340هـ في (أعظم كره) بالهند ونفدت نسخه قبل أن يصل إلى البلاد العربية.
ومؤلف الكتاب هو عبد الحميد بن عبد الكريم بن قربان بن قنبر بن تاج علي حميد الدين أبو أحمد الأنصاري الفراهي نسبة إلى القرية التي وُلِدَ فيها (فراه)، وكانت أسرته قد هاجرت من المدينة المنورة إلى أفغانستان، وأقامت زمناً في (فراه) فلما نزحت إلى الهند، ونزلت في هذه القرية، سميت باسم موطنها، وتحرفت على ألسنة الناس إلى (فريها).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولد صباح الأربعاء في السادس من جمادى الآخرة سنة (1280هـ) في أسرة عُدَّت من أعيان المنطقة ووجهائها، وتلقى التعليم الإسلامي بقراءة القرآن الكريم، ثم عكف على تعلم اللغة العربية وهو ابن أربع عشرة سنة وبرَّزَ فيها، حتى إذا ما أتقنها توجه نحو اللغة الإنكليزية، وهو ابن عشرين سنة والتحق بعد إكماله الثانوية بكلية (عليكره). واعتنى في أثناءِ دراسته بالفلسفة الحديثة والعلوم العصرية وتولّى بعد إكمال دراسته تدريس اللغتين: العربية والفارسية في مدرسة الإسلام بمدينة كراجي، وكلية عليكره، وجامعة الله آباد، واختارته حكومة حيدر آباد عميداً لدار العلوم، وكان أحد المؤسسين للجامعة العثمانية بحيدر آباد، وهو الذي اقترح أن يكون تدريس العلوم الشرعية باللغة العربية، والعلوم العصرية بالأردية، فوافق المسؤولون على المقترح الثاني وأهملوا المقترح الأول.
مكث في حيدر آباد إلى سنة 1337 هـ ثم استقال من منصبه، وعاد إلى وطنه، وهو بين خمسين وستين من عمره، وتولى إدارة مدرسة إصلاح المسلمين في بلدة (سراي مير)؛ وظل عاكفاً على التدريس والتأليف حتى توفاه الله وهو يتلو القرآن الكريم في التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة 1349هـ، على إِثر عملية جراحية أجراها طبيبه الخاص في مدينة (مثورا) ودُفن فيها، تاركاً عدة كتب إسلامية تشهد له بالعلم الواسع، والثقافة الأصيلة، والإحاطة بالتراث العربي والإسلامي.
وقد أثنى العلماء على أخلاقه الإسلامية، ودفاعه عن الإسلام، وردّ شبهات المستشرقين، وتحدثوا عن زهده بعد أن نذر نفسه لخدمة الإسلام، ولغة القرآن الكريم؛ وقد عَبَّرت إحدى رباعياته عن ذلك فقال مُحذِّراً نفسه:" الجاهل مشغول بالبحث عن لذيذ المأكل، والعاقل مصروف همه إلى نيل الصيت والسمعة، أما أنت أيها الفراهي فاجْتَنب الاثنين، فيوشك أن ترى كليهما قد نشبت حلوقهما في الحبالة" (تنظر ترجمة حياته في كتاب مفردات القرآن للفراهي، تأليف الدكتور محمد أجمل محمد أيوب الإصلاحي- السعودية).
(2)
ترك الفراهي عدة كتب في علوم القرآن وتفْسيره، وكان منها "جمهرة البلاغة" الذي قال عنه الإصلاحي:"جمهرة البلاغة الذي نقض فيه الأساس الذي يقوم عليه فن البلاغة عند ارساطاليس، وهو نظرية المحاكاة. ويرى الفراهي أنَّ فن البلاغة العربية تأثّرَ بهذه النظرية فجار عن قصد السبيل. وانتقد في ذلك الإمام عبد القاهر الجرجاني مع اعترافه بجلالته، ودعا إلى تأسيس فن البلاغة على أسس منبثقة من القرآن الكريم وكلام العرب الأَقحاح" (كتابه السابق ص 26).
وقد أُعجب بهذا الكتاب شبلي النعماني ولخَّصَ بعض مباحثه المهمة ولا سيما نظرية المحاكاة، ونشرها في (مجلة الندوة) التي كان يصدرها باللغة الأردية. وقد نشر الكتاب بعد وفاة مؤلِّفه، قال الإصلاحي:"ونقد قبل أن يصل إلى البلاد العربية ليأخذ مكانه من البحث والنقاش، فهو فريد في تأريخ البلاغة العربية" (كتابه ص 26).
إِن كتاب "جمهرة البلاغة" فريد حقاً؛ لأن مؤلفه بناه على غير ما بُنيت كتب البلاغة العربية إذ جعله قسمين:
الأول: القسم العمومي.
الثاني: القسم الخصوصي.
وألحق بهما مباحث متفرقة، لما ندّ عن هذين القسمين.
بدأ الفراهي كتابه بمقدمة موجزة قال فيها:" سبحان الذي فَضَّلَ بني آدم على سائر الخلائق فجعله الحيَّ الناطق، كما فَضَّل محمداً على سائر بني آدم فأعطاه أبلغ الكلم. فلنشكرن ربنا الرحمن بداية على أنْ علّمنا البيان ونهاية على أن نَزَّلَ علينا القرآن. ولا شكر لمن جهل بالنعمة فضيَّعها أو حَوّلها فأخطأ موضعها، فوجب علينا أن نعرف أسرار البيان وفضائله كما وجب علينا أن نعرف إعجاز القرآن ودلائله لنستكمل من فطرتنا عنصرها، ونستقي من عيون الوحي كوثرها، وها أنا أشرع في المقصود". (جمهرة البلاغة ص1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وانطلق الفراهي بعد هذه المقدمة ليقول"إنَّ البيان كالظل والأثر للنطق الذي هو مقَوِّم للإنسان، كما أَن النطق ظل من الوحي الأعلى وكلمة الله العليا. فالبحث عن أوليات علم البيان يجلبنا إلى الحكمة الإلهية" (ص1) وهذا فهم جديد للبيان أراد به المؤلف أنْ يُبيِّن الفرق بين "تعاطينا العلوم لا سيما هذا العلم وبين تعرض الأمم الأخر له، فإنهم نظروا إليه من نظر دني دنياوي فنالتهم غوائلها، وأبعدهم عن الحق باطلها، فتراكمت عليهم ظلمات بعضها فوق بعض". ولكن كيف يُعرف الكلام الحسن؟ يرى المؤلف أن في ذلك صعوبة على الرغم من أنَّ الناس اتفقوا على "أَنَّ في الكلام حسناً وقبيحاً، وعالياً وسافلاً" ولكنهم "اختلفوا على تعيين موضع الحسن وتفضيل بعض الكلام على بعض، حتى أن أبصر الناس بالنقد يخالف من هو ليس دونه، وهكذا العادة في كل لذيذ مرغوب؛ لأن أكثر الأشياء المستحسنة غير بسيطة، وأسباب الحسن فيه غير واحد" (ص2) ومن هنا تختلف الأحكام النقدية (فمع أَنَّ للكلام حسناً وعلواً تذعن لها الأذواق صعب سبيل النقد والتمييز، وأبهمت معرفة كنه الحسن وسر البلاغة حتى أنك ترى شعراً أو نثراً يروق أكثر الناقدين وعامة أهل الذوق، ولكن إذا سألتهم عن وجه الحسن اختلفت كلمتهم كما إذا سمعوا صوتاً أو شموا طيباً فسألتهم من أي جهة جاءكم هذا اختلفوا في جوابهم" (ص3).
وهذا ما كان السابقون يقولون به كعبد القاهر الجرجاني الذي ذهب إلى أَنَّ إدراك البلاغة يكون بالذوق وإحساس النفس، وهذا صعب المنال يقول:"فليس الداء فيه بالهيِّن، ولا هو بحيث إذا رُمْتَ العلاجَ منه وجدت الإمكان فيه مع كل أحد مُسْعفاً والسعي منجحاً، لأن المزايا التي تحتاج أَنْ تعلمهم مكانها، وتصور لهم شأنها أمور خفية ومعانٍ روحانية أنت لا تستطيع أن تنبه السامع لها، وتحدث له علماً بها حتى يكون مُهَيئاً لإدراكها، وتكون له طبيعة قابلة لها، ويكون له ذوق وقريحة يجد لهما في نفسه إِحساساً" (دلائل الإِعجاز ص 547 - طبعة محمود محمد شاكر). وأقرب من هذا إلى ما ذهب إليه الفراهي قول السكاكي وهو يتكلم على إعجاز القرآن الكريم. يقول:" واعلم أَنّ شأن الإعجاز عجيب يُدْرَك ولا يمكن وصفُه كاستقامة الوزن تُدرك ولا يمكن وصفها، وكالملاحة. ومدرك الإعجاز عندي هو الذوق ليس إلا، وطريق اكتساب الذوق طول خدمة هذين العلمين –المعاني والبيان" (مفتاح العلوم ص196 - طبعة 1937م).
وانتقد الفراهي البلاغيين الذين ذهبوا مذهب العجم، ولو أَنَّهم "استقصوا كلام العرب واقتفوا آثار المحاسن فيه، وقيدوها بالحدود، ونظموها في ترتيب حتى يصير لهم ميزان ومحك لمعرفة محاسن الكلام، ثم نظروا في براعة القرآن ونظمه المعجز لكانوا أقرب إلى معرفته – أي إعجاز القرآن- ولكنهم لم يأخذوا من العرب ولا من كلامهم فَإنَّهْم أثرت فيهم علوم العجم كما خالطتهم سجاياهم إلا الأولين منهم كالجاحظ فإِنّه لا يبعد عن سنن العرب كبعد صاحب دلائل الإعجاز، ولم يبعد هذا إلا لقلة ممارسته بكلام العرب الخلص. فلو تيسر له ذلك عرف منزلتهم في هذه الصناعة واعترف بفضِلهم على المولدين وقال بقول الجاحظ:" لم أجد في خطب السلف الطيب، والأعراب الأَقحاح ألفاظاً منحولة، ولا معاني مدخولة، ولا طبعاً ردياً، ولا قولاً مستكرهاً، وأكثر ما نجد ذلك في خطب المولدين البلديين المتكلفين ومن أهل الصنعة المتأدبين، وسواء كان ذلك على جهة الارتجال والاقتضاب، أو كان من نتاج التحيز والتفكر". فلما تركوا منهج كلام العرب صار أهم شيء عندهم البديع ومطمح نظرهم التشبيه، وعند الأول أولهما منكر، والثاني غير مهم لذاته" (ص3). وهذا إسراف في الحكم على بلاغة عبد القاهر الجرجاني التي لم تكن أعجمية كما قال الفراهي، وإنما هي قرآنية، فضلاً عن أَنَّ عبد القاهر لم يكن جاهلاً بكلام العرب نحواً وأسلوباً، وهو النحوي الذي ترك كثيراً من الكتب في بلاغة القرآن، والنحو، والصرف والعروض وغيرها (تنظر كتبه في عبد القاهر الجرجاني- بلاغته ونقده للدكتور أحمد مطلوب ص 25 - 47).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا موقفه مما سماه (بلاغة العجم) فما موقفه من بلاغة العرب؟ يقول:" فاعلم أنه ليس أَنَّ العرب أعطوا البلاغة، ولم يعطوا تمييزاً بين محاسن الكلام ومساويه، وانتباهاً لمواضع الجودة والرداءة فيه، فإنّهمْ كانوا يُباهون ببراعة الكلام، ويحكّمون بينهم مَنْ كان أبصرهم بنقده" ثم يقول "إنَّ سبيلهم في نقد الكلام لم يكن كسبيل صاحب (أسرار البلاغة) وهو القدوة للذين جاءوا من بعده فاتَّبعوا خطواته فكان سبيله سداً بينهم وبين العرب. فلو التزموا كلام العرب ولم يلتفتوا إلى أصول مَهّدها المبعدون، لكان خيراً لهم، وكانوا أقرب إلى معرفة إعجاز القرآن من طريق الذوق، وإن لم يكونوا من طريق الصناعة" (ص4).
وجرّه هذا إلى نقد نظرية المحاكاة التي نادى بها أرسطو، وقال:" فلو قال: إنّ الشعر بل كل كلام ونغم جنسه الأعلى تصوير لكان أقرب، إذ ليس بين المحاكاة والتصوير إلا فرق يسير، ولكنه أبعده عن الصواب خطؤه في غاية الشعر ومادته ومبدئه. وكان مثار خطئه كلام قومه واستعمالهم إياه. ولو بحث عن أمر الشعر على طريق الفلسفة، ونظر فيه من جهة العلل التي ألحَّ على البحث عنها فيما بعد الطبيعة وردّ فيه على الحكماء الأقدمين لم يَخْفَ عليه الصواب بعد الاقتراب ولم يلتبس عليه غاية الشعر" (ص4 - 5). وذلك لأَن أرسطو يزعم مرة أنها الأثر والإطراب، ويزعم تارة أخرى أنها القصة، ولعل سبب ذلك أَنَّ "كتابه على الشعر بداية ريعان حكمته" (ص5) ورأى أَن الأَوْلى الصفح عن باطله لولا أَنَّ العلماء المسلمين حينما أَلَّفوا في البلاغة أذعنوا له فيما مَهَّدَه. ولو نظر الرجل في كلام العرب لأصاب الحقَّ، ولكنه "نظر في كلام قومه فبنى فن نقد الشعر حسب ما وجد في أحسن كلامهم" الذي كان الشعر منه قصصاً وحكايات مكذوبة مثل نظم هومروس وسوفاكليس وغيرهما، فأمعن فيها لاستنباط أصول النقد ومناط المحاسن "وهذا هو الطريق فإن المحاسن توجد أولاً، ثم أهل النظر يستخرجون منها الأصول" أي أَنَّ أصول البلاغة والنقد تُستنبط من الكلام الذي يُدرس لا كلام لغة أخرى، وهذا ما جعل أرسطو يستنبط تلك الأصول لأنه رأى غالب صفة الكلام المستحسن عند اليونان قصة وحكاية عن الوقائع، ودفعه إلى ذلك أمران:
الأول: أَنّ الإنسان حاكية بالطبع أكثر من سائر الحيوان، فهذه الصفة أنسب بطبعه، وأحبها إليه.
الثاني: أَنَّ العلم مرغوب بالطبع، وحكاية الشيء تُخبر عن المحكي عنه، فلذلك هي محبوبة.
ولهذا تَمَسَّكَ أرسطو بالمحاكاة وتعصَّب لها، ورَدَّ كل امرئ رأى خلافه، ولما كان جل أشعار اليونان "للتلذذ والتلهي في محافل المسامرة ونادي اللهو بحكايات مضحكة أو مبكية، لم يجد لمحاسن الأشعار غاية إلا الإطراب فقال: إِن يكن الصدق لا يطرب فينبغي للشاعر أن يزيد أو ينقص. ولم يكن في هذا الرأي بِدْعا في قومه فإنه ظن كما ظنوا فإن اسم الشاعر عندهم (المختلق) الذي يصنع الحكايات والقصص لإطراب السامعين" (ص6).
ولما رأى البلاغيون العرب أَنَّ أرسطو أَسَّسَ الأمر على مهارة الاختلاق "سبق إلى ظن بعضهم أَنَّ أحسن الشعر أكذبه، وإذ ليس في أشعار العرب من أمر القصة والحكاية إلا التشبيه ظنوا أنّ الغلو في التشبيه من المحاسن. وكما أن المحاكاة صارت عمود الرجاحة عند أرسطو فكذلك صار التمثيل والتشبيه الذي يشابه القصة عندهم قطب البلاغة. ثم أنهم وافقوه في عين هذا الرأي فإنه قال في محاسن الكلام:"إنّ أعلى كمال البليغ أَنْ يكون حاذقاً في استعمال التشبيه" وقال صاحب (أسرار البلاغة):" كأن جلّ محاسن الكلام إِنْ لم نقل كلها متفرعة عنها أنواع التشبيه وراجعة إليها". وأدَّى هذا القول إلى أن "المتكلفين من المولَّدين عكفوا عليه، فغاب عنهم ما كان للعرب من سِحْرِ الكلام وإِعجازه" ونظروا إلى الاستعارة التي هي مبالغة في التشبيه هذه النظرة "فغلب على ظنهم أَنَّ الحسن أميل إلى الكذب" (ص7) واستدرك الفراهي قائلاً:" وإِنّا لا نُنكر محاسن التشبيه وأنواعه، ولكنا نجعله متفرعاًَ عن أصل غير التشبيه، وأساسه الصدق، خلاف ما سمعت من مذهب أرسطو وأمثاله".
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ذهب الفراهي بعيداً في هذا التصور؛ لأَن العرب لم يأخذوا مفهوم التشبيه والاستعارة من نظرية المحاكاة التي قال بها أرسطو، إِذ هذان الفنان معروفا الأهمية في كلام العرب، ولا سيما التشبيه الذي قال عنه المبرد:" والتشبيه جارٍ كثير في الكلام – أعني كلام العرب- حتى لو قال قائل: هو أكثر كلامهم لم يبعد" (الكامل ج3 ص818 - طبعة زكي مبارك)، وتكلم عليه، وأشار إلى أنواعه، وإلى ما يحسن منه، وما لا يحسن في عدة مواضع من كتابه (ج2 ص740 وغيرها). ومثل ذلك الاستعارة التي لم يكن مفهومها بعيداً عن مدارك العرب، بل إن غرابة التَّصور والخيال من محاسن أشعار العرب، ألم يستحسن حسان بن ثابت عبارة ابنه في التشبيه قبل أن يُؤلف العرب في البلاغة، ويطلعوا على كتابي "الشعر" و"الخطابة" لأرسطو، فقد رجع عبد الرحمن إلى أبيه حسان يبكي ويقول:" لسعني طائر" فقال حسان:" صِفْهُ يا بُنيّ" فقال:"كأنه ملتف في بردي حبرة" وكان قد لَسعَهُ زنبور، فقال حسان:" قال ابني الشعر وربِّ الكعبة". أليس في هذا ما يدل على بُعْدِ الخيال والاستعداد لقول الشعر والتصوير؟ فالغلو في التَّصوير مذهب معروف في الشعر العربي القديم، وإن التصوير البعيد ليس غريباً، وهو ليس كذباً، وإنْ كان بعضهم يميل إلى عرض الحقيقة كما هي، وقال إِنَّ "أَحْسَنَ الشعر أصدقه".
ويعود الفراهي إلى المحاكاة ويرجِعُها إلى النطق لأَن "الإنسان في فطرته ناطِق" ولذلك "فإن النطق هو الفصل المقوِّم له لا المحاكاة كما زعم أرسطو" (ص8) وكان قد قال في أول الكتاب:" إِنَّ البيان كالظل والأَثر للنطق الذي هو مُقوِّم للإنسان" (ص1) والنطق "مُودَع في فطرته – أي الطفل- وكل قوة تلتمس الوسيلة للعمل". ويمضي الفراهي في إيضاح ذلك مؤكداً فهمه ورأيه في المحاكاة، وربط البيان بالنطق الذي هو "زهرة تخرج من كمال الفَهْم وصلاح البنية" (ص9) ولو "لم يكن النطق في الإنسان لما استطاع المحاكاة"، وقوة النطق هي العلة الفاعلية وأما "المعاني ثم الألفاظ فهما المادة، فالنطق يأخذ المعاني ويُلبسها ألفاظاً سواء مما ابتدعها، أو مما تعلمها الإنسان بوسيلة المحاكاة".
هذا موقف الفراهي من المحاكاة التي شغلت أرسطو والفلاسفة المسلمين والمعاصرين، وهو رأي ينبثق من فهمه للكلام الذي لا يريدُهُ تقليداً أو محاكاة للواقع لئلا يؤخذ الطيب والخبيث، وهو ما لا يؤمن به من يربط الكلام عامة والشعر خاصة بالأخلاق. ويتضح هذا في قوله:" اعلم أَنَّ حسن البلاغ وكماله يحتوي حسن ما يبلغه من الصُّوَر والمعاني وهو أولى باللحاظ فلا نقيمُ وزناً لكلام أبلغ بكمال الصحة شيئاً خبيثاً من نفس متدنية، فالخَرَسُ أحسن من هذا النطق. وهذا رأي يستدعي بياناً لصحته، فإن أبا جعفر قدامة صاحب (نقد الشعر) وهو أول مَنْ جعله فناً من العلوم قال قولاً يضل به الغافل وإن كان له وجه صحيح، فقال:" ليس فحاشة المعنى في نفسه مما يُزيل جودة الشعر فيه، كما لا يعيب جودة النجارة في الخشب مثلاً رداءته في ذاته" وقال أيضاً: إِنَّ الشاعر ليس يوصف بأَنْ يكون صادقاً، بل إنما يُراد منه إذا أخذ في معنى من المعاني كائناً ما كان أن يجيده في وقته الحاضر" فلم يرد من الشعر إلا شيئاً نازلاً وصناعة دنية ... ونحن نلتمس محاسن الكلام كما يليق به وكما وضعته الفطرة الإلهية، ويقتضيه كمال قوة النطق، ويستعمله الشاعر أو الخطيب الجديد بهذا الاسم" (ص9 - 10).
والشعر عند الفراهي قسم من أقسام الكلام "والكلام ليس اسماً للجرس المحض، بل هو شيء مركَّب من المعنى والصوت، والشيء المركب يحكم بحسنه لحاظاً إلى أصل الأمر فيه" أَي أنَّ النظرة يجب أن تكون كلية، وأنْ يُحكم على الكلام مجموعاً، ولا يكون حسناً إذا اختلَّ جانب من جوانبه أو سقط ركن من أركانه، ويضرب مثلاً فيقول:" إنك لا تصف بالملاحظة وجه أعور أفطس إذا وجت إحدى عينيه مليحة، فكذلك الأمر في حسن الكلام. نعم إنْ شئتَ قلت: إنَّ وزن هذا الشعر أو صوته حسن، ثم نُؤزّر هذا الرأي بأمر أقرب إلى الكلام من جهة الإبلاغ، وهو أن الكلام لا يبلغ قلب العاقل إلا أن يكون معناه شريفاً، ولا اعتبار لتأثُّر الحمقى والأَشرار، فإِنّنا إِنما نُعطي الأشياء أسماءً لحاظاً إلى سلامة الحال، وإلا لزمك أن تسمي الكلام حسناً وقبيحاً معاً، أو لا تسميه شيئاً. وهذا أمر يتضح لك
(يُتْبَعُ)
(/)
كل الاتضاح إذا بحثنا عن أسباب بلوغ المعاني القلوب، فترى أَنَّ الألفاظ ربما تُصرف عن قواعدها الصحيحة العامة لأجل المعنى الذي يبلغ نفسه بقوة فيه ويجد الألفاظ حجاباً وثقلاً عليه، كما أن ملكاً جعل نفسه سفيراً. فالبليغ هو المعنى واللفظ مركبه، فالمعنى أجدر باللحاظ في حسن الكلام. فذلك برهانان ثم نعززهما بثالث، وهو أََنََّّ العرب لم يحمدوا الكلام إلا لحسن معناه، وليس لهم نزوع إلى قول أدى الخبث فإنهم يذمونه ويحتقرونه." (ص10).
ويذكر أبياتاً لزهير بن أبي سلمى ويستحسنها ثم يقول:" فهذا يبين لك أَنَّ حسن الكلام تابع لحسن المعنى، فلا تسمي الكلام حسناً إلا بعد أن حسن معناه، ولا تترك للكلام فضيلة إلا صحة الأداء، فإذا أُدّي الكلام من قلب المتكلم أدى حقه، ولكنه مع ذلك غير بليغ إنْ لم يكن المعنى مما يبلغ القلب. وكثر في كلام العرب ذم الفحش، والخنا، والهجر، والبذاءة حتى إذا خلط شعرهم بهذي المساوئ صار ساقطاً. ألا ترى كيف أمر الحجر بقتل ابنه امرئ القيس لقول الشعر، وسَمّاه الناس ضِلِّيلاً؟ وكيف ذموا النابغة لمدحه الملوك. والعرب تحب مدح الشاكر، وذم الساخط، وتأنف عن مدح المُتذلل" (ص11).
وذكر أَنَّ كلامه هذا ليس بِدْعَا, واستشهد بكلام للجاحظ الذي جعل مدار البلاغة نور العلم وطهارة القلب, ثم يقال: "وهل ينشأ الكلام من غيرهما, ويُهتدى للقول الصائب دونهما؟ " .. واستشهد ببيت عبيد بن الأبرص:
القائل القَوْلَ الذي مثله
يمرعُ منه البلدُ الماحلُ
والبيت:
وإِنَّ أحسنَ بيتٍ أنت قائِلُه
بيتٌ يُقال إِذا أنشدته صدقا
ثم قال:"وهذان الشاعران ذكرا أمرين:
الأول: أراد قولاً لا تصلح به أمور الناس فنظر إلى جهة أخلاقية.
والثاني: أراد قولاً يقبله القلب لكونه حقاً ناصعاً فنظر إلى جهة عقلية وأيد رأيه بالقرآن الكريم، فإن الله تعالى سمى كلامه بليغاً؛ لأنه يبلغ القلب حيث قال:"وقُلْ لهم في أنفسهم قَوْلاً بليغاً" (النساء 63) وحيث قال":"فللَّهِ الحُجَّةُ البالغِةُ" (الأنعام 149) فاتضح أَنَّ أبلغ الكلام أبلغه في القلوب وأهداه إلى العقل.
عرض الفراهي هذا كله ليوضح رأَيه في المحاكاة، ولينتهي إلى الحكم القاطع الذي لَخَّصه بقوله:"وإذا علمت أَنَّ حسن الكلام ليس في محض كونه محاكاةً بل في إِبلاغ المعاني من المتكلم، وإنَّ غايته ليست إطراب السامع بل كونه سفيراً صادقاً للعقل، وإنَّ التلذّذ بها ليس لكون المحاكاة داخلة في عنصر الإنسان، بل لأن فيه استعمالاً رفع قواه، وأَنْ ليست المحاكاة بل النطق من خصائص الإنسان، وأَنَّ الصدق يلزم المخبر فإن خالطه الكذب أحبطه عن درجته، وأَنَّ سوء المعنى يمحو عنه اسم البلاغة، فإذا علمتَ هذه الأمورَ اتَّضح لك الفرقُ بين مذهب أرسطو ومذهبنا، واتَّضح لك في هذا الرأي من الائتلاف والمناسبة بين أجزائه مع شرف المكان" (ص13).
فصحة المعنى، وصدق القول، والنظرة الخلقية، والنظرة العقلية هي أساس بلاغة الكلام وليست المحاكاة التي نادى بها أرسطو. أما الكذب الذي في الشعر" فَلَيْسَ إلاَّ لغرض صحة التمثيل، فإنك لا تبلغ الأمر المبهم فتُعطيه شكلاً وتشخصاً، فإنْ أعياك الخبر أعطيت الشكل من قبل خيالك، وليس المراد منه إلا التصوير، وهذا هو المطلوب من الأمثال وحكايات العجماوات، وهو أخو التشبيه" وأما "كَذب المبالغة في التشبيه وغير التشبيه فتعلم أَنَّ الشاعر لا يُخبر إِلاّ عن نفسه" ثم قال:" فإن كان كذب المبالغة غير متجاوز بهذا الحد أي إحساس النفس فهي عين الصدق. كان فمن لم يعلم هذا الأمر لم يفرق بين الإحساس والافتراء، فظن الكذب من أجزاء الشعر، والشعر ليس بناؤه إِلاَّ على الصدق" (ص13).
وفَرَّق بين الشعر والخطابة، وذكر قول أرسطو وهو أَنَّ الشعر حكاية عن أفعال الناس معاليها ومخازيها، والفراهي لا يفرق بينهما من هذه الجهة؛ لأن الشعر والخطابة شريكان في البلاغة، وأنه لا يفرق بين الشعر وغير الشعر في الوزن والقافية فحسب، بل للشعر أوصاف أخر، كما أن الخطيب ليس كل مَنْ قال:"أما بعد". والفرق بينهما أًنَّ الشاعر يشعر بأمر فيهتاج للقول فيقول، وليس هيجانه للقول إِلاّ لأِنَّه أكثر الناس شعوراً، أي إحساساً نفسانياً، وهذا الشعور يعمل فيه فينبه متخيله، ونطقه، وغناءه، فتيقظ فيه هذه القوى، ويدبّ الإحساس في جميع مشاعره، فيفيض منه
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلام.
أما الخطيب فهو ليس بأقلَّ من الشاعر شعوراً، ولكنه فارَقَ الشاعر في أَنَّه غالب على شعوره، فليس حاله كالمصدور، ولكنه قاهر على نفسه ومنغمس في المخاطبين، فهمّه التأثير في غيره، كما أَنَّ الشاعر لا همَّ له إلاَّ الانقياد لقوى تعمل فيه، فالخطيب لا يُفارق الشاعر في الهيجان ولا في قلة الشعور، ولكنه بزيادة صفة عالية استحق هذا الاسم، فالشاعر ملتفت إلى الماضي والخطيب ينظر إلى المستقبل. فالخطيب أرفع منزلة لغرضه الأعلى، وأقوى عقلاً، وأشد قوة، وأذكى نفساً، كما أن الشاعر أغنى طبعاً، وأرق فطرة، ولذلك وصفت العرب الخطبة بالحكمة والبيان والفصل، ووصفت الشعر بالسحر.
هذا فضلاً عن أن الشعر يمتاز بالوزن، إذْ إِنَّ منه ما ينبعث من نبع الروح، أشبه بالنفس في الاشتعال، وهذا هو الشعر الشاعر، وليس كل كلام زيّنهُ المجاز والتشبيه، لأَنَّ مثل ذلك يحفل به الكلام المنثور. إِنَّ الشاعر "يتأثر بأمر فيهيج فيه الوزن والنغمة والرقص، فما من شاعر إِلاّ فيه عرق من هذه الانبعاثات" وقد سلك الفراهي هذه –أي العروض والنغمة والرقص- في سلك واحد لأَنها في الحقيقة كذلك، وهذا مما "خفي كُنْهُهُ على أرسطو فإنه لم يكن شاعراً فلم يَدْرِ ما لم يذق، فزعم كما زعم في أمر الشعر أَنَّ النغمة والرقص محاكاة؛ لأن فيهما إظهاراً لواردات النفس والأحوال والأعمال. وإِنما قال ذلك لأِنَّه رأى المغنين والرقاصة يظهرون بالغناء والرقص (من جهة أثر الأول وإشارات الثاني) أحوال النفس وأفعال الناس. فمر بأمرٍ لو تأمل فيه أو كان له من الوجدان كوجدان الشاعر، علم أَنَّ هذه الأمور لم تُستعمل للمحاكاة وإظهار ما تظهره إلاّ لأَنها نتائج من أحوال النفس، مثلاً التأوه لا يُظهر الحزن، والتَّبسم لا يُظهر المَسرَّة إلاّ لأَن النفس تفهم هذه الإشارات" (ص16). وهذه الإشارات فطرية مثل أن النطق فطري ولا علاقة لها بالمحاكاة.
ولو لم يكن الفراهي شاعراً ما استطاع أَنْ يتكلم على الشعر هذا الكلام الذي لا يُدركه إلا الشعراء، أو الذين وُهِبوا ذوقاً رفيعاً، وإحساساً رقيقاً، كالفراهي الذي نظم الشعر وهو في السادسة عشرة من عمره، وقد عارض في تلك السن قصيدة خاقاني الشرواني الملقب بحسان العجم وهي قصيدة صعبة الرديف. وطبع ديوان شعره الفارسي عام 1903م، وله ديوان آخر ترجم فيه صحيفة أمثال سليمان إلى الفارسية، وقد طبع في حياته بحيدر آباد (خردنامه). وديوان باللغة العربية طبع سنة 1387هـ (ينظر كتاب مفردات القرآن للفراهي ص14، 22، 29).
لقد أهَّلَتْهُ شاعريته لتلمس الفروق بين الشعر والخطبة، ومكَّنته لغته الإنكليزية من أن يطَّلع على التراث الغربي، ويؤلف بها رسالة في عقيدة الشفاعة والكفارة ردّ بها آراء بعض علماء النصارى. (المصدر السابق ص 23).
واستمر الفراهي في عرض آرائه في الكلام، وفَرَّق بين الشعر والنثر البليغ، وذكر أَنَّ أول من أخطأ في عدم التمييز بين الشعر والنثر البليغ أرسطو وآخر هو (جان مل). وأرسطو أشنع قولاً فإنّه ظن "أَن للمحاكاة طرقاً شتى. وفي الكلام وسيلة لمحاكاة ثلاث: وزن، وألفاظ، ونغمة، فهذه محاكاة فرادى ومثنى وبأجمعها. ثم ظن أن المحاكاة هي الشعر، ومحاكاة معالي الأمور هي التي تسمى ابوبيه ( EPOPEE) القسم الذي اختاره هومروس فقال: إِنَّ ابوبيه تُحاكى بوسيلة الألفاظ وحدها كمكالمة سقراط، أو بوسيلة الألفاظ مع النظم كنظم فلان وفلان. ثم قال: إنَّ العادة علقت الوزن بالشعر، ولكن الذين نظموا كتباً في الطب أوْلى باسم الطبيب منهم باسم الشاعر. وإنه أصاب فيما قال: إن مجرد الوزن لا يتم به الشعر، ولكن العلة ليست أَنَّ الوزن ليس من أجزاء الشعر بل لأن الكل لا يوجد بمجرد أن يوجد منه جزء، فجعل كلام هومروس وسقراط شيئاً واحداً، وزعم علاقة الوزن بالشعر نشأت من العادة. وأما (جان مل) فقارب الإصابة فيما فهم أنَّ الشعر هيجان، والشاعر يخاطب نفسه، فأمن بهذا الظن تخليطاً بين الشاعر والخطيب أو الحكيم، فلا يكاد يُعَدّ كلام سقراط من الشعر، ولكنه أوضح قولاً من أرسطو بأن الوزن أمر زائد على الشعر" (جمهرة البلاغة ص17 - 18).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعاد الكلام على خصائص الشعر، وقال إِنَّ "الحركة النفسانية تستولي عليها وتلتمس الخروج من طرق النطق، فإن الإنسان صفته الغالبة هو النطق ... فمن أوتي نطقاً ورقة وغناء يخرج منه الشعر والترنم وإن زفَّه الأثر ربما رقص. فالشعر لا يتجرّد عن الوزن والنغمة والرقص، ولكن الوزن يحتمل فيبقى بالكلام، فأما النغمة فلا يحتملها الكلام إلا قليلاً، والرقص أمر على نهاية الإحساس حتى يخرج المرء عن وقاره، والكلام لا يحتمله، فبقي من آثار حركات النفس بالكلام قدر ممكن وترك ما لم يُمكنْ ولم يلتزمه، فإن كمال الشيء ليس مما يصحبه في كل حال. ألا ترى العقل من مقومات الإنسان، ولكن كمال العقل لا يلتزمه، وكذلك البلاغة كمال النطق، ولكنها لا توجد في كل ناطق، فكذلك النغمة لا توجد مع كل شاعر، ولكن مع ذلك لا يوجد الشعر خالياً عن النغمة كلَّ الخلو، فإِنَّا لا نتصور شاعراً لا يترنم، والعرب لا تعرف الشعر بغير الإنشاد، والوزن طرف من النغمة" (ص18 - 19) وانتهى إلى القول:" فمن ظن أَنَّ مكالمة سقراط من جنس الشعر لم يعرف من كُنْهِ الشعر إلاّ المحاكاة، ومن ظن أَنَّ الوزن ليس من الشعر لم يعرف من أَصل حقيقة الشعر إلاّ طرفاً واحداً وهو الهيجان المفيض إلى النطق". وهذا هو الفرق بين الشعر والنثر البليغ، وصلتهما بالمطبوع والمصنوع وما بينهما من اختلاف. والأصل هو الكلام المطبوع، وأما "المتصنع في أوَّل أمره فهو مخادع، ومنافق، لا روح في كلامه" (ص20).
وتكلم على طريق البلاغة، وقال:" إِنَّ الكلام ليس إلا الإبلاغ، ولا يتم ذلك إلاَّ بمطابقته بالأَصل الأول، وبالذي في خيال المتكلم، وبكونه واضح الدلالة، وصائب الإشارة، وبكونه مُؤثراً حسب حال المستمع، إِمّا لينا سائغاً أو خشناً دامغاً" (ص21) وأوضح هذه الوجوه، ثم انتقل إلى طرق التوضيح من جهة استعمال الألفاظ، وقال إِنَّ العرب أطول باعاً في ذلك إذ إِنَّ "لهم ألفاظاً خاصة تحت كل جنس عام أكثر من سائر اللغات، فيصورون الشيء ويمثلونه مُشَخَّصاً بين يديك من غير ضم صفة، وفي ذلك لهم طرق كثيرة:
الأول: وجود الأسماء الدالة على أنواع جنس واحد.
والثاني: وجود الأفعال ...
والثالث: من جهة الاشتقاق للدلالة على التأنيث، والتثنية، وجمع القلة، وعلى الشدة" (ص24).
وتكلم على الصوت وقال إِنَّ له "دلالة على بعض المعاني لمناسبة بينهما، وما من لغة إلا وفيه آيات على ذلك، وأما لغة العرب فالدلالة فيها أكثر وأبين من أن ينكره منكر. وأعجب من صاحب (دلائل الأعجاز) كيف غمض عينه عن هذا الأمر، وردّ على العلماء الذين جعلوا للفظ حظَّاً في مزية الكلام من جهة صوته" (ص26). وكان ابن جني قد عقد "باب تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني" و"باب في إحساس الألفاظ أشباه المعاني" (الخصائص ج2 ص145 وما بعدها)، وتحدث ضياء الدين بن الأثير عن "قوَّة اللفظ لقوَّة المعنى" (المثل السَّائر ج2 ص60). ولم ينكر عبد القاهر الجرجاني الألفاظ، ولكنه لا يُرْجِعُ إعجاز القرآن الكريم إليها، يقول:" واعلم أَنا لا نأبى أَنْ تكون مذاقة الحروف وسلامتها مما يثقل على اللسان داخلاً فيما يوجب الفضيلة، وأَنْ تكون مما يؤكد أمر الإعجاز، وإِنما الذي نُنكره ونُفَيِّل رأيَ من يذهب إليه، أَنْ يجعله مُعْجِزاً به وحده، ويجعله الأصل والعمدة، فيخرج إلى ما ذكرنا من الشناعات" (دلائل الإعجاز ص522).
لقد فصَّل الفراهي القول في هذه المسألة، ثم عاد إلى عبد القاهر وقال:"والعجب كل العجب كيف غلب الوهم على صاحب (دلائل الإعجاز) فزعم أَنَّ المتكلم لا يعنيه إلاّ المعنى، ولا هَمَّ له في الألفاظ من جهة جواهرها، وخالف جمهور العلماء" (جمهرة البلاغة ص31).
وتكلم على الوضاحة من جهة اختيار المعاني، وقال:" إِنَّ العرب كما أَنَّهم اختاروا للمعاني من الألفاظ ما يكون أحسن تصويراً لها، فكذلك أَنّهم اختاروا لها من المعاني ما يكون أرفقَ لتوضيحها وَرَفْعِ إبهامها" (ص32). وذكر أمثلة شعرية كثيرة إيضاحاً لهذا الموضوع، وقد أكمل المبحث بالكلام على تصوير الشيء بالتشبيه، والاستعارة، والتمثيل، والمجاز وقال:"إِنّ التَّصوير غير محصور في التشبيه وله طرق كثيرة" (ص39) ثم قال:" إِنَّ المثال والتشبيه، والاستعارة، والمجاز تأتي بما يفصح عن صفة من غير جعل الشيء شيئاً آخر، فلا بُدَّ من مغايرة بين المشبه
(يُتْبَعُ)
(/)
والمشبه به، وإلاَّ جعلوهما شيئاً واحداً" (ص40). وأوضح دلالة التشبيه بقوله:" اعلم أَنَّ الباعث الأول على التشبيه هو حرص الناطق على إظهار ضميره واستعمال قوة النطق بقوة حتى يجعل السامع كأنه قد رأى، وجرّب فتأثر به بما يزيده وضاحة وأثراً.
والباعث الثاني أن الناطق لا ينطق لمحض الإظهار ولكن ليؤثر في السامع، ويحركه، ويجلب رغبته أو نفرته إلى محض السمع ليعجب نفسه والناس بنطقه بالتصوير العجيب الحسن النادر، ويتوسل بذلك إلى أمور أُخَر من جلب الصيت أو منافع أُخر.
والباعث الثالث أنّه يتوسل بالتشبيه إلى تقرير، أو تحريض من جهتين مختلفتين:
الأولى: أَنَّ المثل أشبه بأَنْ يكون كَمِثْله في أمور أُخَر.
والثانية: أَنّ الأمر العقلي أو الدعوى المجهولة إذا صوّرت محسوسة أسرع الذهن إلى التأثر بها لفطرته بالتأثر للمحسوس وتعوده بذلك كما ترى الناس يقرأون القصص المكذوبة، ويضحكون، ويبكون، ويفرحون، ويحزنون بها مع علمهم بكذبها.
وانتهى إلى أَنَّ التشبيه "إيضاح، وإعجاب، وتقرير، وتأثير (ص 46) وجرَّهُ الكلامُ على التشبيه إلى نقد عبد القاهر فقال:" إِنَّ المولَّدين زعموا أَنّ الندرة والبعد في التشبيه من محاسنه، وقد أسهب الجرجاني –رحمه الله- في إثبات ذلك، وجمع التشبيهات الرديئة، وإِنّا نُورد عليك منها لكي تعمل فيها ذوقك وتبين سخافتها" (ص47). ولم يذكر الأمثلة التي وصفها بالسخف في المبحث الذي سماه "المذهب الباطل في التشبيه".
وكلام الفراهي باطل، لأَنَّ التشبيهات التي ذكرها الجرجاني من الروائع، وكان تحليله لها أكثر روعة وبياناً (ينظر أسرار البلاغة ص 64 وما بعدها).
وأصول البلاغة عند الفراهي: مطابقة الكلام بالمعنى، والوضوح، ونفي الفضول، وحُسْن الترتيب، والمقابلة، والتشبيه، والتمثيل من جهة الوضوح، وتنقيح اللفظ من المطابقة، وهذه من الموضوعات التي بحثها البلاغيون المتقدِّمون. ثم تكلم على الاعتدال، ومطابقة الكلام بالمعنى، وسذاجة الكلام، والترتيب، والمقابلة، وتمييز المعاني وفَرْق درجاتها، وتنقيح الألفاظ، والإيجاز، وأُصول الإيجاز والإطناب، والإيجاز والإطناب، وادخار الألفاظ والأساليب، ومنبع الكلام، وواسطة العقد. وبذلك ينتهي القسم الأول من الكتاب، ويأتي القسم الثاني وهو "القسم الخصوصي".
(3)
لم يُوَضِّح الفراهي سبب تسمية القسم الثاني بالخصوصي مع العلم أَنَّه بدأَ بدلالة الفصل، وقد يُظن أَنّه سيتحدث عنه كما يتحدث البلاغيون، ولكنه نحا منحى أقرب إلى الذوق وروح الأدب. يقول:"إِنْ سردت الكلام سرداً ذهبت غافلاً عن بعض المعاني، بل ربما بَدَّلت المعنى مثلاً إِنْ لم تقف على كلمة المرسلين في قوله تعالى:" وجاءَ من أَقْصَى المدينةِ رَجُلٌ يَسْعَى، قال: يا قومِ اتَّبِعوا المُرسَلينَ، اتَّبِعوا مَنْ لا يَسْأَلكم أَجْرا وهُمْ مُهْتَدون" (ياسين 20 - 21) غفلت عن قوة الدليل، وأكدت على الأمر كأنك قلت: اتَّبِعوا اتَّبِعوا، فهذا مع الغفلة يرد المعنى من الأمرين إلى أمر واحد" (جمهرة البلاغة ص62).
لم يتحدث الفراهي في هذا المبحث عن الفصل ومواقعه، وإنما ذكر الآيتين الكريمتين اللتين وقع الفصل بينهما حينما أعاد – سبحانه وتعالى- الفصل (اتَّبِعوا). والجديد في مبحث الفصل والوصل أَنَّ الفراهي ربطه بالخيال، يقول:" ثم الفصل يجعل الخيال جِسْرَاً بين معنيين، فإنْ وصلتهما لم يكن للخيال سبيل بينهما" (ص62).
وعقد مبحثاً بعنوان "حظ السامع" (ص63) وهو رعاية جانب السامع، ومن هذا اللون: الاستفهام لينتبه السامع، والسكوت ليستريح، وبعض الحذف ليصير السامع متكلماً في نفسه فيعمل عقله، ومنبهات الرغبة والنفرة، والالتفات لينتبه بما أحس من تجديد، والتمثيل ليشاهد محسوساً، فينتبه من رقدته، وكل تبدل من الحركات، والالتفات وهيجان الضحك والحزن. فهذه مع فوائده الأُخَر أسباب لانتباه السامع. وتعرض لمباحث الحذف ومواقعه، وإدراج الدليل، والترتيب في النسق، والمقابلة، والاستثناء، وانتهاز الفرصة، والمجاز، والكناية، والتشبيه، ودلالة المجاز في الأزمنة، ولسان الغيب، والإشارة والتَّعريض. وهذه من فنون البلاغة التي وجدت سبيلها إلى التأليف، وإن جاء بعضها متأخراً في مسيرة البلاغة العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وختم الكتاب بمباحث متفرقة هي: صرف الكلام عن سنته، والجملة المعترضة، ووجوه الخطأ في التمييز بين حسن الكلام وقبيحه، وروح البلاغة وسرها، وكمال البلاغة والإعجاز، ومناط كلام العرب، وأخلاق العرب (قوى العرب العقلية والكلامية) وارتجال العرب، وصوت الخطب، ومذهب العرب في نقد الكلام، وباب من التمرين في النقد، وباب نقد الكلام، والفواصل والقوافي، وبعض هذا ما لم تبحثه البلاغة العربية.
هذه جولة في كتاب فريد من نوعه أَلَّفه مسلم في المشرق الإسلامي، ولم يصل إلى البلاد العربية ليكون صورة من صور الدرس البلاغي في القرن العشرين للميلاد.
وبعد: فما خصائص هذا الكتاب الفريد وأهميته:
تبدو في كتاب "جمهرة البلاغة" نزعة الفراهي واتجاهاته واضحة كل الوضوح، وتتمثل في:
1 - الاعتزاز بالعرب لأَنَّهم من أذكى الأمم كما يرى.
2 - الاهتمام باللغة العربية ذات الخصائص التي تميزها عن اللغات الأخرى ولا سيما لغة اليونان التي استقى منها أرسطوطاليس مفهوم الشعر والمحاكاة.
3 - تمسكه ببلاغة العرب والعزوف عن بلاغة العجم.
4 - العناية بالأسلوب العربي البليغ.
5 - الاطلاع على أهم كتب البلاغة العربية، وعلى كتب أرسطوطاليس، والشعر العربي.
وأهم ما تجلى في الكتاب:
1 - تقسيم مباحث البلاغة إلى قسمين: القسم العمومي والقسم الخصوصي، وهو تقسيم جديد لم تألفه البلاغة العربية في تأريخها الطويل.
2 - ربط البلاغة بالنقد، واتخاذها مقياساً في الأحكام النقدية.
3 - وضوح النزعة الأدبية في العرض والتحليل.
4 - إبداء الآراء الخاصة في القضايا المختلفة، ومن ذلك: نقض نظرية المحاكاة لأرسطو، ونقد عبد القاهر الجرجاني، والتمييز بين بلاغة العرب وبلاغة العجم، والفرق بين الشعر والخطابة، وغير ذلك من الآراء المبثوثة في مباحث الكتاب.
5 - إلحاق بعض المباحث العامة المتصلة بالنقد.
6 - وضوح أسلوب الكتاب في العرض والتحليل.
ومن هنا تأتي أهمية الكتاب، وتأمّلُ ما ورد فيه من مباحث وآراء، يَرفد الدرس البلاغي والنقدي، ويُضيف ما فيه النفع وإنارة السبيل يوم تلبس البلاغة العربية ثوبها الجديد.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 07:56 م]ـ
بوركت أستاذنا القدير , وجزاك الله خيرًا
وليتك تجزأت النقل يحفظكم الله
ـ[عبد الواهب]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 02:25 م]ـ
موضوعك قيم ونحتاج إلى المزيد من المعلومات عن تاريخ البلاغة العربية(/)
الدراسات الأسلوبية
ـ[منسيون]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 11:29 م]ـ
السلام عليكم
إخواني
نرجو منكم تزويدنا ببعض الدراسات الأسلوبية وذلك للإفادة منها في الدراسات العليا، نحن نطلب العلم فلا تبخلوا علينا.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 11:44 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
الأخ الفاضل ..
هنا ( http://www.arabicstylistics-ju.4t.com/mosh1.htm) تجد بعض المقالات عن الأسلوبية العربية والبلاغة العربية من إعداد طلبة الدراسات العليا بقسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية، وتحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد بركات حمدي أبو علي ..
والله الموفق
ـ[منسيون]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 01:58 ص]ـ
أشكرك أخي الكريم وجزاك الله خير الجزاء(/)
نظرية النظم
ـ[عبد الواهب]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 02:21 م]ـ
شاركوا معى فى التعرف على مفردات نظرية النظم عند البلاغيين العرب
ـ["زمان الوصل"]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 04:09 م]ـ
اعتقد أن كتاب القاضي الجرجاني قد يفيد في ذلك
ـ[الأمين]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 10:29 م]ـ
أحسنتِ(/)
كيفية معرفة المسند من المسند إليه
ـ[اللغوي الفصيح]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 04:25 ص]ـ
عذرا إخواني انا لست متخصصا في البلاغة لذا أرجو معرفة ما الاسناد؟ وكيف أعرف المسند من المسند اليه
اللغوي الفصيح
ـ[الدرعمي]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 10:55 ص]ـ
(الإسناد): هوالحكم على أحد الجزئين بالآخر على وجه يفيد المخاطب ما ليس عنده ".
وتتكون الجملة في العربية من ركنين: المسند والمسند إليه،
وعليه، فإن المبتدأ في الجمل الإسمية مسند، والخبر مسند إليه، وإن شئت قلت المبتدأ محكوم عليه، أما الخبر فهو الحُكم على المبتدأ.
وكذلك الحال في الجملة الفعلية:
فإن الفعل (الحكم) مسند والفاعل مسند إليه (محكوم عليه).
ولا يسند إلا إلى الاسم؛ فالإسناد إلى الكلمة دليل على اسميتها
ـ[الأحمر]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 05:35 م]ـ
السلام عليكم
فإن المبتدأ في الجمل الإسمية مسند، والخبر مسند إليه،
أليس الصحيح أن المبتدأ هو المسند إليه والخبر هو المسند؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 06:08 م]ـ
السلام عليكم
أليس الصحيح أن المبتدأ هو المسند إليه والخبر هو المسند؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قولك هو الصحيح فالمسند هو الخبروهو المحكوم به. والمبتدأ المسند إليه والمحكوم عليه.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 06:41 م]ـ
بارك الله في الجميع، وشكر للأستاذين الجليلين الأخفش وأبي طارق تصحيحهما ..
قال سيبويه: المسند إليه هو المحدَّث عنه، ولا يكون إلا اسماً، وهو المبتدأ الذي له خبر وما أصله ذلك والفاعل ونائب الفاعل. والمسند هو المحَدَّث به ويكون فعلاً واسماً.
فالفعل هو مسند على وجه الدوام ولا يكون إلا كذلك، والمسند من الأسماء هو خبر المبتدأ وما أصله ذلك، والمبتدأ الذي له مرفوع أغنى عن الخبر نحو "أقائم الرجلان"، فـ"قائم" مسند و "الرجلان" مسند إليه، وأسماء الأفعال.
ـ[الدرعمي]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 11:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الأخفش، فقولك الصواب، واغفر لي تعجّلي
ـ[اللغوي الفصيح]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 03:08 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
اللغوي الفصيح
ـ[أسماءء]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 12:06 م]ـ
شكرا على الإفادة
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 02:45 م]ـ
لقد ذكر الاخ العزيز الدرعمي بان المبتدأ مسند.
وهذا غير صحيح فان المبتدأ في الجملة الاسمية مسند الية.
لان المسند الية لا يكون الا اسم ولا يكون فعل نهائياً.
والخبر مسند لانه يجوز ان يكون فعل مثل محمد يذهب الى السوق.
اما في الجملة الفعلية: ـ
الفعل مسند.
الفاعل مسند الية.
والشكر موصول للجميع.
ـ[اسد الحماس]ــــــــ[19 - 05 - 2007, 04:49 م]ـ
اريد ان اعلمكم ان المبتدا والخبر لهم انواع من انواع المبتدا هما مبتدا مفرد وميتدا مركب الميتدا المفرد هو الميتدا الذي يكون الميتدا معرف بال اما المبتدا المركب هو الدي لا يكون معرب بال والحامة التي تكون بعده تكون معرفة بال وتعرب بي مضاف اليه مجرور بالكسرة انما انواع الخبر هم حبر مفرد وخبر شبه جملة فعلية وخبر شبو جملة من الجار والمجرور وجبر شبه جملة اسمة:)::::; allh := :r (ops
ـ[السويعدي]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 08:15 م]ـ
اسمحوا لي بهذه الإضافة المختصرة والبسيطة.
مواضع المسند ثمانية:
1 - خبر المبتدأ
2 - الفعل التام
3 - اسم الفعل
4 - المبتدأ الوصف المستغني عن الخبر بمرفوعه كـ أعارف أخوك قدري؟
فقوله عارف: على وزن ((فاعل)) تعمل عمل الفعل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمه الظاهرة على آخره.
أخوك: فاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة.
5 - أخبار النواسخ: كان وأخواتها وإن وأخواتها.
6 - المفعول الثاني من ظن وأخواتها.
7 - المفعول الثالث من أرى وأخواتها.
8 - المصدر النائب عن فعل الأمر كقوله صلى الله عليه وسلم ((صبراً آل ياسر)) ومعناه اصبروا آل ياسر.
مواضع المسند إليه ستة:
1 - المبتدأ الذي له خبر.
2 - الفاعل.
3 - أسماء النواسخ: كان وأخواتها وإن وأخواتها.
4 - المفعول الأول من ظن وأخواتها.
5 - المفعول الثاني: من أرى وأخواتها.
6 - نائب الفاعل.
ـ[عين الحياة]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 12:06 ص]ـ
المسند خبر فعل تام
المسند إليه مبتدأ فاعل
أو ماينوب منابهما كاسم كان أو إن وخرهما وكذلك المفعول به الأول ونحوه
والمتعلقات ماعداهما كالحروف والمفاعيل والظرف والتمييز والحال والصفة وكل ماهو فضلة في علم النحو.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 12:38 ص]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء0(/)
إنك لعريض القفا!
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 11:43 ص]ـ
ثبت في الصحاح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي بن حاتم حين حمل آية رفع الحرج في الصيام في سورة البقرة -187 على غير مفهومها: إنك لعريض القفا! وهو بلفظ: إن وسادك لعريض، وبلفظ: وسادك إذا لعريض كما في تفسير الطبري .. والإبهام الذي أعنيه، في إطلاق هذه الكناية بهذا اللفظ من في النبي صلى الله عليه وسلم على صحابي جليل .. إذ مقتضى الإطلاق يفيد - كماحدد البلاغيون - صفة البلادة في صاحبها! وما دعاني إلى هذا التشكيك، رد شيخنا العثيمين رحمه الله تعالى في ممتعه الماتع في باب الصوم هذا الوجه من التأول الذي قال به أرباب البيان .. فهل نجد محملا غيره تنقي به سقط الفهم؟!
إذا لم تستطع شيئا، فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 01:48 م]ـ
هي كناية عن سوء الفهم.
فالمرء إن كان سيء الفهم قيل هو عظيم القفا أو عريض القفا.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 04:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري:
قال الخطابي في " المعالم " في قوله " إن وسادك لعريض " قولان: أحدهما يريد أن نومك لكثير، وكنى بالوسادة عن النوم لأن النائم يتوسد، أو أراد أن ليلك لطويل إذا كنت لا تمسك عن الأكل حتى يتبين لك العقال، والقول الآخر أنه كنى بالوسادة عن الموضع الذي يضعه من رأسه وعنقه على الوسادة إذا نام، والعرب تقول فلان عريض القفا إذا كان فيه غباوة وغفلة، وقد روي في هذا الحديث من طريق أخرى " إنك عريض القفا " وجزم الزمخشري بالتأويل الثاني فقال: إنما عرض النبي صلى الله عليه وسلم قفا عدي لأنه غفل عن البيان، وعرض القفا مما يستدل به على قلة الفطنة، وأنشد في ذلك شعرا، وقد أنكر ذلك كثير منهم القرطبي فقال: حمله بعض الناس على الذم له على ذلك الفهم وكأنهم فهموا أنه نسبه إلى الجهل والجفاء وعدم الفقه، وعضدوا ذلك بقوله " إنك عريض القفا " وليس الأمر على ما قالوه لأن من حمل اللفظ على حقيقته اللسانية التي هي الأصل إن لم يتبين له دليل التجوز لم يستحق ذما ولا ينسب إلى جهل، وإنما عنى والله أعلم أن وسادك إن كان يغطي الخيطين اللذين أراد الله فهو إذا عريض واسع، ولهذا قال في أثر ذلك: إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار، فكأنه قال: فكيف يدخلان تحت وسادتك؟ وقوله " إنك لعريض القفا " أي إن الوساد الذي يغطي الليل والنهار لا يرقد عليه إلا قفا عريض للمناسبة.
صحيح البخاري ( http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=12&CID=184)
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[30 - 08 - 2006, 12:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكر أستاذي الفاضل أبا ذكرى على ذا التفضل وأحيي الأستاذ أبا طارق على التوضيح! ولكن وجه التأول لا يحمل إلا على اللغة التي ضيغ بها .. وقد تقرر عندهم: إن العربية حمالة أوجه. فلا بد قبل العرض من فهم النص في حدوده أعني حدود العربية .. ولما أبطل الشيخ العثيمين هذا التأول، إنما كان ردا على ما أفضى إلى معنى عناه جُمعة من اللغويين وهو البلادة قال في الممتع ج2: .. وكلما كان الإنسان طويل الرقبة كان غبيا لتباعد ما بين الدماغ والقلب، فيضعف فهمه لأن عرض الوسادة يدل على الرقبة وطولها يدل على البلاهة، وهذا قول من أبطل الأقوال. كيف يصف الرسول صلى الله علييه وسلم رجلا بأنه أبله؟! ا. ه غير أني استدركت على الشيخ - بفهم متواضع جدا - ورحت أجول في كتب العربية لعلي أجد خيطا رفيعا أشد به ما تشتت من سوء الفهم! وأظن - ويا ليت ظني لا يصيب - أن رد الشيخ لذلك التأول لم يكن في محله .. لحصره العرض في القفا في الطول، وهو تأول منتف بنص الحديث. فقد قال: عريض. وكنت قبلا سمعت كلام قيل فيه: إن البليد عريض القفا، وعلاج البليد الصفع على القفا! وهو في مستدقه متعذر لعدم إمكان الصفع .. لا يهم ذلك، فالنقل بالتمريض لا يجدى في الحكم .. وخير مطي للأديب الأريب التأسيس. قال صاحب الأساس: .. ومن المجاز هو عريض الوساد للأبله ا. ه هكذا ما ضبطه الزمخشري! وفي لسان العرب ما يغني ويكفي، قال: الوساد المتكأ ووسده إذا جعله تحت رأسه، وفي الحديث إن وسادك إذن لعريض كنى بالوساد عن النوم لأنه مظنته أراد أن نومك إذن كثير، وكنى بذلك عن عرص قفاه وعظم رأسه وذلك دليل الغباوة ويشهد له إنك لعريض القفا!!! وقال في المصباح: .. وهو عريض الوساد أي بليد ا. ه هذه بعض النقول العربية تلزمني حجة العدول عن الإبطال الذي قال به شيخنا العثيمين و ولزوم المصير إلى القول بصريح المعنى الذي نص عليه أرباب العربية، وهو البلادة! ولكن، أين المهرب من هذا المعى في نص الحديث؟ فهل عنى النبي عليه الصلاة والسلام هذا المعنى؟ أما أنا فأكاد أقطع أنه لم يعنه! ويمكن لقول الخطابي أن يجدينا كثيرا في اخيار أحد القولين المنقولين .. أو لعله يكون ضربا من التعريض والمزاح التي تواترت النقول بثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ولعل أحد الأفاضل يجود علينا قبل أن يجور علينا هذا التطاول .. والله المستعان(/)
تحذير مهمّ
ـ[خالد القناوي]ــــــــ[31 - 08 - 2006, 01:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يكثر في المنتديات أن يطلب بعضهم إعانته ببحث في موضوع يُعيّنه، كمثل الذي يطلب بحثا في التشبيه في قصيدة كذا
أمثالُ أولئك طلابٌ في الجامعة يُكلّفون بهذه البحوث فيتخذون هذه الطريقة تواكلا، فاحذروا أن تُعينوهم على ذلك، فهو ضربٌ من التزوير والغش والخداع، ولو حجبت هذه الطلبات لكان حسنًا والله عليمٌ بذات الصدور
خالد القناوي(/)
استشارة
ـ[خالد القناوي]ــــــــ[31 - 08 - 2006, 02:42 م]ـ
من يدلني على مكتبة تبيع كتب العلامة عبد الحميد الفراهي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 09 - 2006, 09:52 م]ـ
الأخ الفاضل خالد ..
أنا شخصياً وجدتُ بعض مؤلفاته رحمه الله في دار عمار - عمان (الأردن) ..
ولعلك تجد هنا ( http://www.neelwafurat.com/locate.aspx?mode=1&search=author1&entry= عبد%20الحميد%20الفراهي) ما يفيدك ..
والله الموفق ..(/)
الاستعارة العنادية
ـ[صاعد القمم]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 10:18 م]ـ
الأخوة الأفاضل ..... أعضاء المنتدى الرائع ... بل الأكثر من رائع، هل تسمحوا لي بسؤال؟
قال الشنقيطي في تفسير ((أضواء البيان)) () ((أن إطلاق البشارة على الإخبار بما يسوء أسلوب من أساليب اللغة العربية ومعلوم أن علماء البلاغة يجعلون مثل ذلك مجازاً، ويسمونه استعارة عنادية، ويقسمونها إلى تهكمية وتمليحية كما هو معروف)).
استوقفني عبارة: ((الاستعارة العنادية)) وبحثت عنها فيما لديّ من كتب، ولم أجد أي شيء عنها، فما هي؟ وأريد مراجع عنها.
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[03 - 09 - 2006, 01:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على خير الأنام.
تشرفني معرفتك أخي صاعد القمم وإليك بعض ما طلبتَ بخصوص الاستعارة العنادية:
تنقسم الاستعارة باعتبار طرفيها على عنادية ووِفاقية.
* العنادية هي التي لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد لتنافيهما كاجتماع النور والظلام.
* الوفاقية هي التي يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد لعدم التنافي كاجتماع النور و الهدى.
و مثالهما قوله تعالى:" أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس".
ففي هذه الآية استعارتان:
- الأولى: في قوله تعالى: " ميتا " هنا شُبه الضلال بالموت بجامع ترتب نفي الانتفاع في كلٍ. واستعير الموت للضلال، واشتق من الموت بمعنى الضلال، ميتا بمعنى ضالا وهي استعارة عنادية لأنه لا يمكن اجتماع الموت والضلال في شيء واحد.
- الثانية: استعارة الإحياء للهداية، وهي استعارة وِفاقية لإمكان اجتماع الإحياء والهداية في الله تعالى: فهو سبحانه وتعالى محي وهاد.
ثم إن الاستعارة العنادية قد تكون تلميحية، أي المقصود منها التلميح والظرافة.
و قد تكون تهكمية أي المقصود منها التهكم والاستهزاء، بأن يُستعمل اللفظ الموضوع لمعنى شريف، على ضده أو نقيضه. نحو: رأيت أسدا، تريد جبانا، قاصدا التمليح والظرافة، أو التهكم والسخرية: وهما اللتان نزل فيهما التضاد منزل التناسب في مثل قوله تعالى: " فبشرهم بعذاب أليم" أي
(أنذرهم). فاستعيرت البشارة التي هي الخبر السار للإنذار الذي هو ضده بإدخال الإنذار في جنس البشارة على سبيل التهكم والاستهزاء.
ومثال ذلك أيضا قوله تعالى:" فاهدوهم إلى صراط الجحيم".
أما يمكن أن أحيلك عليه من مراجع كتابين استقيت منهما ما سبق ذكره:
"الإيضاح في علوم البلاغة" لزكرياء بن محمد القزويني.
"جواهر البلاغة في المعاني و البيان و البديع".للسيد أحمد الهاشمي. تحية مباركة طبية من عند الله.
ـ[أم هشام]ــــــــ[04 - 09 - 2006, 03:54 م]ـ
أحسنت!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 09 - 2006, 09:47 م]ـ
بارك الله في الجميع ..
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 05:15 م]ـ
بوركت
ـ[اليراع الملسون]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 02:48 م]ـ
أنا عضوة غراء لم أزل، من العراق الجريح الوجل، رغبت فيما رغبت واليوم ما بغيت اكتمل، بلغة الضاد قد بلغت المقصد والأمل، ألا إني بلسن بني أمي أناشدكم بلا كلل، أن تفرغوا جعابكم إلى قيعان ترجو بكم البدل، عن سلف قد انقضى عنهم الأجل ... فأعينوني لأبلغ الدمن والقيعان في لبي بخير الوصل ...
مع تحياتي
اليراع الملسون
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 01:57 م]ـ
الأخت الفضلى اليراع الملسون ..
أهلاً بك وعلى الرحب والسعة ..
ونسأل الله لك ومنك النفع والفائدة ..
ـ[سيف959]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 07:17 م]ـ
من هنا مررت .. تحية لكم .. وقد قرأت واطلعت واستفدت .. وقد كنت أبحث عن الاستعارة المكنية والتصريحية ففوجئت بالعنادية .. فلقد جئت طالبا شيئا وخرجت وانا أطلب فهم أكثر من شيئ .. فلله دركم!
ـ[أبوالروس]ــــــــ[19 - 01 - 2007, 07:21 م]ـ
دائما ما أتذكر قول الحق تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له له لحافظون "
عندما يطرق بصرى أو سمعى شيئا جديدا فى البلاغة القرآنية0
فشكرا لحفظة القرآن بشتى أصنافهم من حافظ أو مفسر أو محدّث أو فقيه أو نحوى أو بلاغى 0000وشكرا لجميع من نطق بحرف من اللغة العربية حفاظا على كتاب الله0
ـ[ضيفي فوضيل]ــــــــ[10 - 02 - 2007, 01:53 م]ـ
في البداية أحب أن أعلن أنني أشارك لأول مرة في هذه المنتديات. فبعد أن سجلت، ثم قمت بجولة بسيطة وسريعة في منتديات هذه الشبكة. وجدتني ابدأ من هنا. من مكان البلاغة التي لها في نفسي الشيء الكثير. ووجدتني أبدأ بتقديم الشكر الكبير للسائل عن الاستعرة العنادية. ثم الواجب يدعوني أن أثني على المجيب، والثناء موصول بالشكر وبكل عبارات الإمتنان.
إلا أنني أحب أن أأكد لكم أن الإستعارة في الحقيقة هي تشبيه حذفت فيه الأداة، والمشبه أو المشبه به. كما هو معروف. إلا أن اللفظ المستعار إذا كان فعلا أو ما يشتق من الفعل قدر التشبيه لمعنى المصدر فيستعار أولا ثم يستعار الفعل أو ما يشتق منه تبعا لاستعارته فلو نظرنا مثلا في قوله تعالى:" أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس".وتأملنا كلمة {أحييناه} التي بمعنى أعدنا له الحياة وقصدنا بها الهداية فإنه ينبغي أن نقدر أولا تشبيه الهداية بالحياة ثم نقول بأننا استعرنا الفعل {أحيى} {لأهدى} تبعا لاستعارة الحياة للهداية. وتكون بذلك هذه الاستعارة تبعية.
تقبلوا مني هذه المشاركة البسيطة على أمل أن نستفيد منكم جميعا ومن حواراتكم الرائعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 10:23 ص]ـ
الأخ الكريم ضيفي فويضل ..
نرحب بك في شبكة الفصيح، ونشكر لك هذه المشاركة المميزة، وندعو الله لك بالنفع والفائدة ..(/)
بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 09 - 2006, 09:55 م]ـ
قال تعالى على لسان إبراهيم الخليل عليه السلام: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 37]. وسؤالي هو: لِمَ اختار التعبير القرآني (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) دون غيرها من الصفات التي تتبادر إلى الذهن؟ فلو اراد الإنسان العاديّ أنْ يصف وادياً جافّاً، لأمكنه أنْ يقول مثلاً: بوادٍ لا زرع فيه، أو بوادٍ غير مزروع، أو أيّ صفة غيرها، دون أنْ يفكّر طويلاً بنسق الكلام وتوازنه.
أمّا القرآن الكريم فقد جعله الله تعالى (قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) [الزمر: 28]، فالعوج ليس ممكناً فيه، وليس من صفاته، وليس من خصائصه، إنّ العوج يستحيل عليه. فكلمة (ذي) تفيد التصاق الصفة بالموصوف، فكأنّها من الصفات اللازمة له والثابتة فيه.
وهكذا يمكن أنْ يُفسَّر قوله تعالى (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ). فهذا الوادي غير قابلٍ للزراعة. ولو قال تعالى "بوادٍ غير مزروع" لما دلّ على هذا المعنى، لأنّ كلمة "غير مزروع" تفيد نفي الحال لا دلالة المحال. ثمّ لنا في الباء نظرة أخرى: فقد أرادها الله عزّ وجلّ بدلاً من "في"، فقال سبحانه: (بوادٍ) ولم يقل "في وادٍ"، مع أنّها هي التي تتبادر إلى الذهن. فلعلّها تدلّ على التصاق ذريّة الخليل إبراهيم عليه السلام بهذا الوادي المبارك.
وفوق كلّ ذي علم عليم.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[06 - 09 - 2006, 01:43 ص]ـ
شكرا أستاذ لؤي
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[06 - 09 - 2006, 02:51 م]ـ
بارك الله فيكم، يا أستاذ لؤي، ونفع بكم.
قال بعضهم: إنما قال إبراهيم - عليه السلام - ذلك لأن هذا الوادي من حجر، فليس صالحًا للزراعة، أصلاً، ولم يصفه بخلوه عن الماء، لعلمه بأن الله لا يضيع زوجه وابنه، عليه السلام. وقيل إن الوادي مظنة اجتماع السيل فيه، لكن المحتاج إليه هو الثمرات، وقال هذا افتقارًا إلى الله تعالى.
قصة أم إسماعيل - رحمها الله - مع إبراهيم - عليه السلام - في صحيح البخاري، رحمه الله. وفيها فوائد جمّة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 09 - 2006, 06:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأستاذ لؤي وجزاه الله خيراً
الشيخ الشبل: وفقك الله ورعاك
بوركتم جميعاً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 12:34 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
قال بعضهم: إنما قال إبراهيم - عليه السلام - ذلك لأن هذا الوادي من حجر، فليس صالحًا للزراعة، أصلاً، ولم يصفه بخلوه عن الماء، لعلمه بأن الله لا يضيع زوجه وابنه، عليه السلام. وقيل إن الوادي مظنة اجتماع السيل فيه، لكن المحتاج إليه هو الثمرات، وقال هذا افتقارًا إلى الله تعالى. قصة أم إسماعيل - رحمها الله - مع إبراهيم - عليه السلام - في صحيح البخاري، رحمه الله. وفيها فوائد جمّة.
أستاذي الموقرّ خالد الشبل - أدام الله أيامك وأحيا بك العلم وطالبيه ..
لعلّ ما تفضلّت بذكره هو الذي جعل بعضهم يقول: إنّ تقنيات الدنيا كلّها لا تستطيع أنْ تجعل من هذا الوادي وادياً مزروعاً، أو قابلاً للزراعة. فمع أنّ التقنية الحديثة والعلم المتقدّم قد حفر جبال مكة - شرّفها الله - وجعل فيها الأنفاق الواسعة وبنى فيها العمارات العالية والقصور الشامخة، لكنّه لم يستطع أنْ يزرع الجبال السوداء الصوانية الصمّاء. وعلماء الجيولوجيا يقولون: إنّ حجارة جبال مكة الصوانية هي من أقسى أنواع الحجارة، ولو أمكن لتلك الجبال أن تُزرع لأُنفِقت فيها الملايين، ولكن في الحياة أشياء لا يصنعها المال وإن كثُر ..(/)
البلاغة .. بطاقة تعارف
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[07 - 09 - 2006, 08:26 ص]ـ
1 - الاسم: البلاغة.
2 - الحد: مطابقة الكلام مقتضى الحال بعد مراعاة وضوح الدلالة والتحسين اللفظي والمعنوي.
3 - الواضع: أبو عبيدة معمر بن المثنى.
4 - الاستمداد: القرآن الكريم، النصوص الأدبية.
5 - الموضوع: النصوص الأدبية.
6 - النسبة: علم من علوم اللغة العربية الفوقية.
7 - الفضل: من اشرف العلوم لخدمتها القرآن الكريم.
8 - الحكم: فرض كفاية.
9 - الثمرة: صون الأديب عن استعمال الأساليب غير العالية.
10 - مسائله: قضاياه التي يعتني ببيانها مثل: التشبيه: كل تعبير ألحق فيه شيء بشيء بأداة لغرض.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[07 - 09 - 2006, 02:34 م]ـ
بارك الله فيكم، أستاذ فريد البيدق.
ألا يكون في السنة النبوية فنون بلاغية؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[10 - 09 - 2006, 01:35 م]ـ
الكريم "خالد"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
نعم، وهل احتوى كلامي غير ذلك؟
... دمت أخا كريما!!
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 09 - 2006, 04:47 م]ـ
14 - الاستمداد: القرآن الكريم النصوص الأدبية.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك يا أستاذ فريد
هم غالبًا ما يقرنون بين القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويفردونهما تشريفًا لهما عن باقي كلام العرب منظومه ومنثوره، والمتقدمون من علماء العربية يستشهدون بالقرآن العظيم وكلام العرب دون الحديث الشريف، ففهمتُ بدءًا أنك قصدت مثل هذا.(/)
(ومكروا ومكر الله)
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[09 - 09 - 2006, 07:57 م]ـ
قيل: أنه من باب المشاكلة، أي لا يجوز أن يوصف الله بالمكر إلا لأجل ما ذُكر معه من لفظ آخر مسند لمن يليق به. أي أن نسبة المكر إلى الله من حيث الصورة لا من حيث المعنى.
وقد جاء ذلك من غير مشاكلة في قوله: (أفأمنوا مكر الله، فلا يأمن مكر الله)
قال ابن عطية: (ومعنى " مَكْر الله " أي إضافة المخلوق إلى الخالق كقولهم: ناقة الله وبيت الله، والمراد به فعل يعاقب به الكفرة، وأًضيف إلى الله لما كان عقوبة الذنب، فإن العرب تسمي العقوبة على اي جهة كانت باسم الذنب الذي وقعت عليه العقوبة، وهذا نص في قوله: (ومكروا ومكر الله))
السؤال هل هناك فرق بين التفسيرين للآية الكريمة: (ومكروا ومكر الله)؟ أم أنهما واحد
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 12:26 ص]ـ
أشار الفخر الرازي في تفسيره إلى أصل معنى المكر, فقال:
" أصل المكر في اللغة، السعي بالفساد في خفية ومداجاة، قال الزجاج: يقال مكر الليل، وأمكر إذا أظلم، وقال الله تعالى:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [الأنفال: 30]
وقال: {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف: 102]
وقيل أصله من اجتماع الأمر وإحكامه، ومنه امرأة ممكورة أي مجتمعة الخلق وإحكام الرأي يقال له الإجماع والجمع قال الله تعالى:
{فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ} [يونس: 71]
فلما كان المكر رأياً محكماً قوياً مصوناً عن جهات النقص والفتور، لا جرم سمي مكراً. " (1)
ثم أشار إلى الأراء المتعلقة بمعنى (المكر) فيما يرتبط بالله سبحانه وتعالى, حيث قال:
" المكر عبارة عن الاحتيال في إيصال الشر، والاحتيال على الله تعالى محال فصار لفظ المكر في حقه من المتشابهات وذكروا في تأويله وجوهاً:
أحدها: أنه تعالى سمى جزاء المكر بالمكر، كقوله:
{وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا} [الشورى: 40]
وسمى جزاء المخادعة بالمخادعة، وجزاء الاستهزاء بالاستهزاء.
والثاني: أن معاملة الله معهم كانت شبيهة بالمكر فسمي بذلك.
الثالث: أن هذا اللفظ ليس من المتشابهات، لأنه عبارة عن التدبير المحكم الكامل ثم اختص في العرف بالتدبير في إيصال الشر إلى الغير، وذلك في حق الله تعالى غير ممتنع والله أعلم. " (2)
في اللسان " (مكر) الليث: المَكْرُ احتيال في خُفية ..... قال الله تعالى: {ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون.} قال أَهل العلم بالتأْويل: المكر من الله تعالى جزاء سُمي باسم مكر المُجازَى كما قال تعالى: " وجزاء سيئة سيئة منها} فالثانية ليست بسيئة في الحقيقة ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام وكذلك قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا علي} فالأَول ظلم والثاني ليس بظلم ولكنه سمي باسم الذنب ليُعلم أَنه عِقاب عليه وجزاءٌ به ويجري مَجْرَى هذا القول قوله تعالى: {يخادعون الله وهو خادعهم} و {الله يستهزئ بهم} " (3)
قال صاحب مجمع البيان مشيرا إلى معنى المكر في قوله تعالى: {أفأمنوا مكر الله} - الأعراف 99
" ... وسمي العذاب مكراً لنزوله بهم من حيث لا يعلمون كما أنّ المكر ينزل بالممكور به من جهة الماكر من حيث لا يعلمه. وقيل: إن مكر الله استدراجه إياهم بالصحة والسلامة وطول العمر وتظاهر النعمة. " (4)
وقال الألوسي في روح المعاني, عند شرحه للآية: {أفأمنوا مكر الله} - الأعراف 99
" والمكر في الأصل الخذاع ويطلق على الستر يقال: مكر الليل أي ستر بظلمته ما هو فيه، وإذا نسب إليه سبحانه فالمراد به استدراجه العبد العاصي حتى يهلكه في غفلته تشبيهاً لذلك بالخداع. " (5)
وقال صاحب الميزان عند قوله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}:
" مكر به مكراً أي مسه بالضرر أو بما ينتهي إلى الضرر وهو لا يشعر وهو إنما يصح منه تعالى إذا كان على نحو المجازاة كأن يأتي الإِنسان بالمعصية فيؤاخذه الله بالعذاب من حيث لا يشعر أو يفعل به ما يسوقه إلى العذاب وهو لا يشعر، وأما المكر الابتدائي من غير تحقق معصية سابقة فمما يمتنع عليه تعالى وقد مرت الإِشارة إليه كراراً. " (6)
وقال الراغب في المفردات: " المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة، و ذلك ضربان: ضرب محمود و ذلك أن يتحرى به فعل جميل و على ذلك قال: " {و الله خير الماكرين}، و مذموم و هو أن يتحرى به فعل قبيح قال: {و لا يحيق المكر السيىء إلا بأهله} {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم}
و قال في الأمرين: و مكروا مكرا و مكرنا مكرا، و قال بعضهم: من مكر الله إمهال العبد و تمكينه من أعراض الدنيا، و لذلك قال أمير المؤمنين رضي الله عنه: من وسع عليه دنياه و لم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن عقله." (7)
---
هوامش:
(1) و (2) تفسير مفاتيح الغيب للفخر الرازي.
(3) لسان العرب - مادة مكر.
(4) مجمع البيان للطبرسي.
(5) روح المعاني للألوسي.
(6) تفسير الميزان للسيد الطباطبائي.
(7) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 12:16 ص]ـ
جزاك الله خيرًا يا دكتور(/)
"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ "
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 09 - 2006, 09:54 م]ـ
:::
اللهم صل ّّّعلى سيدنا محمد عدد مايرضيك وصلّ عليه عدد ما لا يحصيه إلا أنت واجعله شافعا لنا في عرصات يوم القيامة وعند الميزان وعند الصراط واحشرنا في زمرته واجمعنا معه في الجنة.
بمناسبة إقتراب أفضل الشهور ,شهر الفضيلة والخير والحبور, شهررمضان الذي أُنزل فيه القرآن, وتُصفد فيه الشياطين ويعم الايمان, ترفع فيه الرذيلة والنكران, أقدم اليكم هذه:
يقول الله تعالى في سورة القدر:" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ".
قوله تعالى:"نزَلْنَاهُ" دون ذكر القرآن صراحة يدل عظم الخبر من ثلاثة اوجه:
1.إسناد التنزيل الى الله عزوجل
2.شهادة له بالنباهة والاستغناء عن التصريح لشهرته
3.تعظيم الوقت الذي أنزل فيه. (الرازي)
وقوله تعالى:"لَيْلَةِ الْقَدْرِ ",يدل على ان التنزيل كان في الليل ,والقدر: في اللغة بمعنى التقدير، وهو جعل الشيء على مساواة غيره من غير زيادة ولا نقصان، وقد اختلف في تسمية الليلة بليلة القدر فقيل: أنها ليلة تقدير الأمور والأحكام، قال عطاء، عن ابن عباس: أن الله قدر ما يكون في كل تلك السنة من مطر ورزق وإحياء وإماتة إلى مثل هذه الليلة من السنة الآتية.
وقيل نقلًا عن الزهري أنه قال: ليلة القدر ليلة العظمة والشرف من قولهم لفلان قدر عند فلان، أي منزلة وشرف، ويدل عليه قوله:" لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْر".
وقيل ايضًا: ليلة القدر، أي الضيق فإن الأرض تضيق عن الملائكة.
والقول الثاني هو الذي ارجحه لقوة إحتماله حيث قال الرازي: ثم هذا يحتمل وجهين أحدهما: أن يرجع ذلك إلى الفاعل أي من أتى فيها بالطاعات صار ذا قدر وشرف وثانيهما: إلى الفعل أي الطاعات لها في تلك الليلة قدر زائد وشرف زائد، وعن أبي بكر الوراق سميت: ليلة القدر لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، على لسان ملك ذي قدر، على أمة لها قدر، ولعل الله تعالى إنما ذكر لفظة القدر في هذه السورة ثلاث مرات لهذا السبب. اهـ
ثم قال تعالى:"وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ" يعني ولم تبلغ درايتك غاية فضلهاومنتهى علو قدرها.
واما قوله تعالى:" لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْر",قال إبن عاشور:"وتفضيلها بالخَيْر على ألف شهر. إنما هو بتضعيف فضل ما يحصل فيها من الأعمال الصالحة واستجابة الدعاء ووفرة ثواب الصدقات والبركة للأمة فيها، لأن تفاضل الأيام لا يكون بمقادير أزمنتها ولا بما يحدث فيها من حَر أو برد، أو مطر، ولا بطولها أو بقصرها، فإن تلك الأحوال غير معتدّ بها عند الله تعالى ولكن الله يعبأ بما يحصل من الصلاح للناس أفراداً وجماعات وما يعين على الحق والخير ونشر الدين. وقد قال في فضل الناس:" إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم " [الحجرات: 13] فكذلك فضل الأزمان إنما يقاس بما يحصل فيها لأنها ظروف للأعمال وليست لها صفات ذاتية يمكن أن تتفاضل بها كتفاضل الناس ففضلها بما أعدّه الله لها من التفضيل كتفضيل ثلث الليل الأخير للقربات وعدد الألف يظهر أنه مستعمل في وفرة التكثير كقوله: «واحد كألف» وعليه جاء قوله تعالى:" يود أحدهم لو يعمر ألف سنة " [البقرة: 96] وإنما جعل تمييز عدد الكثرة هنا بالشهر للرعي على الفاصلة التي هي بحرف الراء.
وقوله تعالى:"تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى? مَطْلَعِ الْفَجْرِ",أن تنزل الملائكة إلى الأرض. ونزول الملائكة إلى الأرض لأجل البركات التي تحفهم. و {الروح}: هو جبريل، أي ينزل جبريل في الملائكة.
ومعنى " بإذن ربهم " أن هذا التنزل كرامة أكْرم الله بها المسلمين بأن أنزل لهم في تلك الليلة جماعات من ملائكته وفيهم أشرفهم وكان نزول جبريل في تلك الليلة ليعود عليها من الفضل مثل الذي حصل في مماثلتها الأولى ليلة نزوله بالوحي في غار حِراء.
وجملة: "سلام هي حتى مطلع الفجر " بيان لمضمون " من كل أمر " وهو كالاحتراس لأنّ تنزّل الملائكة يكون للخير ويكون للشر لعقاب مكذبي الرسل قال تعالى:" ما تنزَّلُ الملائكةُ إلا بالحق وما كانُوا إذاً منظرين".
ويطلق السلام على التحية والمِدحة، وفسر السلام بالخَيْر، والمعنيان حاصلان في هذه الآية، فالسلامة تشمل كل خير لأن الخيْر سلامة من الشر ومن الأذى، فيشمل السلامُ الغفرانَ وإجزال الثواب واستجابة الدعاء بخير الدنيا والآخرة. والسلام بمعنى التحية والقول الحسن مراد به ثناء الملائكة على أهل ليلة القدر كدأبهم مع أهل الجنة فيما حكاه قوله تعالى:
" والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".
وقوله تعالى:" حتى مطلع الفجر " غاية لما قبله من قوله: " تنزل الملائكة " إلى " سلام هي ".
والمقصود من الغاية إفادة أن جميع أحيان تلك الليلة معمورة بنزول الملائكة والسلامة، فالغاية هنا مؤكدة لمدلول
" ليلة ", [القدر: 1] لأن الليلة قد تطلق على بعض أجزائها كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذَنْبه "، أي من قام بعضها، فقد قال سعيد بن المسيب: من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحَظه منها. يريد شهدها في جماعة كما يقتضيه فعل شهد، فإن شهود الجماعة من أفضل الأعمال الصالحة. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوفيصل الأزهري]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 05:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
و حبذا لو تعزون إلى مصادر صافية نقية من المكدرات و المنقصات كتفسير ابن جرير و البغوي و ابن كثير و أضواء البيان و تيسير الكريم الرحمن(/)
ما الغرض من هذا التكرار؟
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 06:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في سورة النبأ .. تكرار لكلمة (جعلنا)
" وجعلنا نومكم سباتا "
" وجعلنا الليل لباسا "
" وجعلنا النهار معاشا "
ما الغرض من هذا التكرار؟
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 09:18 م]ـ
غالبا ما يأتى التكرار لتأكيد الشىء وأرى هنا أن التكرار غرضه تأكيد قدرة الخالق سبحانه وتعالى وترتيبه لأحوال الخلق(/)
تصحيح لبيت (أعلمه الرماية كل يوم .......... )
ـ[متعصب للمتنبي]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في كتاب ما (لا أذكره) أن ما كنّا نقوله من صغرنا إلى الآن في هذا البيت وهو:
أعلمه الرماية كل يوم فلما أشتد ساعده رماني
أن الصواب هو (أستدّ) وليس (أشتدّ) لأن الرمي يوصف بالسداد و الدقة في التصويب و ليس بالشدة و إنما هي القوة التي توصف بالشدة.
هذا ما عندي وهو بعض ما عندكم ,,,,,,,,,,,,,,, ودمتم
ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 04:08 ص]ـ
شكرا كثيرا!
ولكن هل يستند هذا التصحيح إلى أصل البيت أو إلى رأيك فيه؟ أظن أن الأفضل الرجوع إلى قائل البيت وكيف قاله, فربما كان أصله كما عرف.
ـ[متعصب للمتنبي]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 01:01 ص]ـ
شكراً يا (ضاد) على المرور
وتصحيح هذا البيت قرأته في أحد الكتب و قال: أنه هكذا في ديوان قائله.
و لكن ألست معي في هذا التصحيح؟
ـ[الأندلسى]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 11:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ... أعتقد أن المعنى الذى نعرفه منذ زمن هو المعنى الأكثر قبولاً من التصحيح ... وله نظير فى قوله تعالى:
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} القصص35
ـ[السدوسي]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 11:35 ص]ـ
الصواب استد
مجمع الأمثال [جزء 2 - صفحة 200]
3410 - لَمَّا اسْتَدُّ سَاعِدُهُ رَمَانِي
يضرب لمن يسىء إليك وقد أحسنت إليه قَال الشاعر:
فَيَا عَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً ... ألقَّمُهُ بأطْراَفِ الْبَنَانِ
أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ ... فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي ... فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني
أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ ... فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَاني
لسان العرب [جزء 3 - صفحة 207]
وأَما السَّداد بالفتح فإِنما معناه الإِصابة في المنطق أَن يكون الرجل مُسَدَّداً ويقال إِنه لذو سَداً في منطقه وتدبيره وكذلك في الرمي يقال سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام وسَدَّدْتُه تسديداً واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام وقال أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ فلما اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني قال الأَصمعي اشتد بالشين المعجمة ليس بشيء
كتاب العين [جزء 7 - صفحة 183]
والسَّدادُ: مصدر ومنه السَّديد قال:
(أُعلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ ... فلما استَدَّ ساعدُه رَماني)
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف - (ج 1 / ص 24)
ويقولون: اشتدّ ساعِدُه. والصواب: اسْتَدّ بالسين المهملة، المراد به السداد في المَرْمَى، وعليه قول امرئ القيس:
أعلّمُه الرمايةَ كُلَّ يومٍ ... فلما استدّ ساعِدُه رَماني
وقد رواه بعضهم بالشين المعجمة، وأراد به القوة.
(ص) الذي رواه أبو يعقوب بن خُرّزاذ وغيره من جِلّة العلماء بالسين غير المعجمة، قال: وسمعت أبا القاسم بن أبي مخلد العُماني يأخذ على رجل أنشده بحضرته بالشين فقال: معنى استدّ: صار سديداً، والرميُ لا يوصف بالشدة، وإنما يوصف بالسداد وهو الإصابة.
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 10:38 م]ـ
بارك الله في الجميع، ونقل موفق أخي الفاضل السدوسي.(/)
الموجز في تاريخ البلاغة "التمهيد"
ـ[معاوية]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 07:35 ص]ـ
قال مازن المبارك:
:::
والصلاة على أبلغ من نطق بالضاد. القائل إن من البيان لسحرا.
وبعد، فهذه صفحات موجزة في تاريخ البلاغة العربية، لم نعمد فيها إلى الشرح والتفصيل، لأنا لم نبغ من ورائها أن نؤرخ لعلوم البلاغة تأريخًا دقيقًا، وإنما كان غرضنا منها أن نضع بين أيدي الطلاب فكرة عامة عن المراحل الأساسية، والخطوات البارزة، التي خطتها البلاغة العربية، منذ كانت كلمة رائعة على لسان ابن الصحراء، أو حكمًا على الكلمة البليغة أطلقه سامع متذوّق، إلى أن صارت علمًا حلّ بساحته الجفاف بعد الخصب، وصوّحت خمائله بعد نضرة، وأصبح ذا ثلاث شعب، لا تغني في إدراك الجمال، ولا تشفع في معرفة الأدب.
ـ[معاوية]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 10:59 م]ـ
وقد خلَّلنا هذا العرض الموجز بعض آرائنا في أسباب تأخر البلاغة وترديها، والانحراف الذي أصاب مفهومها، وفيما ينبغي أن تكون عليه وتؤول إليه، آملين أن يتسع العمر لكتاب آخر في البلاغة نطبق فيه هذه الآراء، ونفيد من تجارب الماضين، لتظهر البلاغة - كما نريد لها - حيّة من خلال النصوص، ولتدخل عنصرًا من عناصر النقد وتقويم الأدب.
وقد جعلنا هذا الكتاب في تمهيد وستة فصول وخاتمة.
أما التمهيد فقد عرضنا فيه للبلاغة في العصر الحاضر، وحلَّلنا نظرة الجيل الجديد إلى هذا العلم، وبيّنا سبب تلك النظرة.
وأما الفصول فقد أوردناها على النحو الآتي:
الفصل الأول: البلاغة عند العرب.
الفصل الثاني: ظواهر بلاغية في العصر الجاهلي.
الفصل الثالث: البلاغة في ظلال القرآن.
الفصل الرابع: البلاغة في كتب الأدب.
الفصل الخامس: البلاغة في كتب النقد.
الفصل السادس: نحو الانحراف والجمود.
وأما الخاتمة فقد أوجزنا فيها ما ينبغي أن تكون عليه نظرتنا إلى البلاغة، وما يجب أن تستعين به من علم وذوق، وأن تتصف به من سعة وشمول، وأن تفيد منه من أبحاث علم النفس وعلم الجمال، وأن تتسع له من فنون أدبية حديثة.
ـ[معاوية]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 08:48 م]ـ
تمهيد
لم يكن ضيقي حين كلفتني كلية الآداب تدريس مادة البلاغة بأقل من سروري بذلك التكليف؛ فلقد سررت لأن هذا التكليف جاء منسجمًا مع ما في نفسي من تقدير للبلاغة العربية، وأما ضيقي فللفكرة التي رسبت في أذهان طلابنا وناشئتنا عن البلاغة العربية.
ولست أكتم أنني لاقيت الكثير من العنت حتى استطعت - إلى حد ما - أن أقتلع من أذهان الطلاب ما استقرّ فيها من أن البلاغة مادة " متحفيَّة " وأن دراستها اليوم والرجوع إليها، لا يعني أكثر من جولة بين الآثار القديمة، أو وقفة بين الأطلال.
ونحن نعتقد أن إغماض العين دون هذه الحقيقة لا يخدم البلاغة، ولا يحلّ المشكلة، إنها الفكرة التي استقرّت في أذهان الكثيرين، إن لم نقل إنها تكاد تمثل رأي جيل جديد في هذه المادة من علوم العربية.
ـ[معاوية]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 09:42 ص]ـ
ونحن لا نلوم طلابنا، ولا الناشئة من المتأدبين عندنا، على نظرتهم إلى البلاغة، تلك النظرة الصفراء المشمئزة .. إذ ألم نلقّنهم - في آخر سنة من سنوات دراستهم الثانوية - عيوب الأدب في عصور الدول المتتابعة وسميّنا لهم ذلك الأدب" أدب الانحطاط " وجعلنا أكبر عيوبه تعلّق أدبائه بالصنعة البديعية والبيانية؟؟ وهل فهم الطلاب - حتى تلك السنة، إذا كانوا قد فهموا شيئًا من البلاغة - سوى أن البلاغة تشبيه أو استعارة وسجع وجناس وتورية وطباق ومقابلة ...
ـ[معاوية]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 02:17 م]ـ
لقد فتحنا أنظار طلابنا على البلاغة يوم تحجّرت، ولم ندلّهم عليها يوم كانت ذوبَ الذوق العربي الأصيل، وثوب الجمال الفني الرائع البديع ... ثم جئنا اليوم - في كلية الآداب - نطلب إليهم دراستها والعناية بها، وما هي في نظرهم إلا جثة منحطة ..
لقد عرفوا البلاغة في جزئيات تافهة منها، وحتى هذا القليل التافه لم يعرفوه إلا من خلال حدود أو تعريفات مدرسية، وقوالب جامدة، وصنعة متكلفة متصيَّدة. فأين منها العلم؟ وأين منها الذوق؟ وأين منها الجمال؟ بل أين منها حقيقة البلاغة؟؟.
ـ[معاوية]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 02:19 ص]ـ
وهل عرف العربي البلاغة ـ يوم عرفها ـ حدودًا وتعريفات؟ إنه عرفها يوم بدت جلية لناظريه، فجذبت سمعه، وخلبت لبه، وتمثلت أمامه حيَّة على لسان البلغاء من العرب قبل الاسلام ... ثم عرفها ندية معجزة في الكتاب العربي المبين، كما عرفها بعد ذلك رائعة في تراث الأعلام من خطبائه وكتَّابه وشعرائه حتى أواخر القرن الرابع ...
ـ[معاوية]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 01:26 م]ـ
على أن تلك البلاغة التي عرفها العربي بطبعه كما عرفها بعقله لم تصل إلينا على ما عرفها عليه ... إنها وصلت إلينا بعد أن مرَّت ـ عبر تاريخ طويل ـ بعصور طبعتها بالكثير من سماتها، وشابتها بالكثير من آثارها وخصائصها، فإذا هي على ما نراها عليه اليوم من تأثر بالمنطق، وإيغال في الفلسفة، وبعد عن الطبع، واتسام بذوق عصور الدول المتتابعة ... ونحن أنفسنا لم نصل إليها إلا بعد أن تأثرنا إلى حدّ بعيد بالأدب الغربي وفنون القول فيه .. وتأثرنا بمذاهبه النقدية، ونظرتها إلى الأمور البلاغية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاوية]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 08:17 م]ـ
لقد عرفنا البلاغة بعد أن أصبحت حدودًا منطقية، وشروحًا فلسفية، وصنعة متكلّفة، فرأيناها تعابير جامدة، وتعريفات أقرب إلى حدود النحو أو المنطق منها إلى ذوق الفطرة وطبع النفس.
ـ[معاوية]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 09:25 م]ـ
ومضت بعد ذلك عصور الركود، وفتحنا أعيننا على الغرب، فإذا هو منّا على بُعدٍ بعيد ... ولم يكن لنا بدّ من أن نحثّ الخطا مهتدين بهديه، متأثرين بكثير من جوانب الحياة الغربية .. وكانت لغتنا يوم اتصل الشرق العربي بالغرب، عاجزة عن القيام بنفسها، بله استيعاب ما جاءنا عنه، ولم يكن بدّ من تطوير اللغة، وبدأ هذا التطوير فعلاً، ولكن من ينتظر؟ لقد عدا الشرق لاهثًا وراء حضارة الغرب ووراء أدب الغرب ونقد الغرب، فأخذنا من فنونه الأدبية الشيء الكثير؛ إننا حاولنا أن نطوّر ما ورثناه من قديمنا في ضوء ما رأيناه حديثًا عنده، وقلَّدناه فيما لم نجد عندنا نظيرًا له.
ـ[معاوية]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 02:39 م]ـ
وكانت للغربيين نظرات في الأدب وفنونه، وفي النقد ومذاهبه، وفي البلاغة وحقيقتها، وكان لا بدّ أن يتسرّب شيء من كل ذلك إلينا.
ـ[معاوية]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 09:03 م]ـ
ولعلّنا لا نجانب الصواب إذا بادرنا منذ الآن إلى القول إن البلاغة إذا كانت منبعثة عن الذوق أو متأثرة به، فإن لكل أمة ذوقها المتصل بطبيعتها. وإذا كانت البلاغة من المقاييس النقدية، فإن لكل فن مقياسًا من طبيعته، وليس صحيحًا في نظرنا، ولا معقولاً، أن ننقد شعر زهير أو المتنبي بمقاييس وضعت لنقد أدبٍ غير الأدب العربي، بل هو أدب مباين له طبيعة وزمانًا وبيئة ومكانًا.
ـ[معاوية]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 02:31 ص]ـ
إن الذين عقدوا الموازنات بين بعض الشعراء العرب، كعمر بن أبي ربيعة وأبي الطيب المتنبي من جهة، وبعض الشعراء الغربيين من إفرنسيين وإنكليز من جهة ثانية، لم يكونوا على صواب حين نظروا في موازنتهم من زاوية بلاغية أو ذوقية. إن مثل هذه الموازنات لا تكاد تقوم في غير مجال المفاهيم الإنسانية العامة والمُثُل المشتركة. وأما الصور وما تقوم عليه من تشبيهات واستعارات، وأما التعبيرات، فإن لكل شعب فيها ذوقه، ولكل أمة فيها طبيعة.
ـ[معاوية]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 09:16 م]ـ
إن تشبيه وجه الحبيب بالقمر مثلاً، أمر إذا ألفه العربي فقد يمجّه أو لا يستحسنه ذوق الغربي. ومن أين للغربي معاني " القمر " التي تعيش في ذهن العربي وخياله؟؟
إن القمر إذا كان في ذهن الغربي قرصًا مدوّرًا من النار، فإنه عند العربي أنيس ليله في صحرائه، ورفيق طريقه في مساربها ...
ـ[معاوية]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 11:38 ص]ـ
ثم إن طبيعة العقل العربي ذات خصائص مميزة، ولعل من أهم تلك الخصائص عندنا، أن العقل العربي ذو طبيعة وثّابة؛ ونعني بذلك أن العربي حين ينطق بالكلمة فإن ذهنه يثب بين مفهومين لها بينهما بون بعيد .. إنه يبدأ بالكلمة الدَّالة على الشيء المحسوس ثم لا يلبث حتى يقفز إلى مدلول معنوي آخر .. إنه سرعان ما يترك المرحلة البدائية الأولى في التعبير، لينتقل إلى مرحلة فكرية راقية؛ فإذا قال كلمة كان لها يوم أوجدها مدلول حسِّي، فإنه سرعان ما يغادر مدلولها ذلك الحسِّي ليشير بها إلى مدلول قفز إليه بذهنه، واستعملها للإشارة إليه.
إنه إذا قال " الحقد " لم يذكر معناه الحقيقي الذي هو انحباس المطر في السماء، ولكنه ذكر انحباس الغيظ في الصدر. وإذا قال " المجد " لم يذكر امتلاء بطن الدابة بالعلف، وهو معنى المجد أصلاً، ولكنه ذكر امتلاء الإنسان بالصفات الكريمة.
ـ[معاوية]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 10:19 م]ـ
وكذلك هو إذا قال " القمر " أو شبَّه به الحبيب، فإنه لايريده بطبيعته النارية، ولا بشكله المدوّر، بل لم يخطر له شيء من ذلك على بال، ولكنه أراد ما يوحي به القمر من معاني النور والهداية والأنس، وما يحيط به من هالات السحر الغامض، والجمال الدافئ العجيب.
ـ[معاوية]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 02:24 م]ـ
تلك هي عقلية العربي في إطلاق اللفظ، وتلك هي وثبته الفكرية السريعة الرائعة بين كلمةٍ ينطق بلفظها ومدلولٍ يشير بها إليه.
ومن خلال هذه الطبيعة وحدها ينبغي أن ننظر إلى الألفاظ التي يستعملها الشاعر العربي، ومن خلالها أيضًا ينبغي أن نقدّر جمال صوره وما تقوم عليه من تشبيهات واستعارات ...
وأما أن ننظر إلى البلاغة على أنها هي الإرث الذي وصل إلينا من عصور الانحطاط، ومن خلال قوالب وحدود منطقية، وشروح واستطرادات فلسفية، ثم نوازن كل ذلك بما عند الغربيين من مذاهب النقد وفنون القول، فإن ذلك قتل لطبيعة البلاغة العربية، وتزييفٌ لحقيقتها، ثم هو قبل ذلك جهل بوظيفة البلاغة ومهمتها وصلتها باللغة التي هي بلاغتها!
ـ[معاوية]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 10:02 م]ـ
ولعل هذا الذي ذكرناه يستطيع أن يفسر لنا بعض ما نراه عندنا في الأدب الحديث والنقد الحديث من عزوف عن البلاغة وتنكر لها، وتنحية لها عن مجال الأدب والنقد.
لعله يفسر لنا بعض ما نراه من تناول الأدب العربي الحديث والنقد الحديث لكل شيء إلا بحوث البلاغة وما يتصل بها.
لعله يفسر لنا لماذا كانت المكتبات ودور النشر في العالم العربي تقذف كل يوم عشرات الكتب من كل نوع إلا ما كان متصلاً بالبلاغة؛ إنه ينقضي جيل أو أكثر دون أن يصدر كتاب واحد يتصل بالبلاغة، بل ما بالنا نذهب بعيدًا ونحن نرى كلية الآداب في أكبر جامعة في العالم العربي لا تقيم وزنًا للبلاغة، ولا تدرّسها حتى للمختصين من طلابها .. وإذا سألت عنها في المنهاج قيل لك إنها مسماه بـ " النقد ". ومنهاج مادة النقد هذه لا صلة له أبدًا ببلاغة العرب التي نريد!!
نعم يجب ألاّ نكتم دهشتنا حين نعلم أن طالب قسم اللغة العربية في إحدى كليات الآداب في الوطن العربي يحمل إجازة الآداب (الليسانس) وهو لا يعرف مصدرًا واحدًا من مصادر البلاغة بله فنون البلاغة وأقسامها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاوية]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 01:39 م]ـ
ونحن نعتقد أنه إذا أردنا للبلاغة ثوبًا جديدًا، فلا بد لنا من فهم القديم، لا بد لنا من الكشف عن البلاغة في ثوبها القديم الذي لم يعد يعجبنا ولا يرضي أذواقنا .. إن التجديد نفسه ليدعو إلى معرفة القديم ليكون تجديدًا صادقًا أصيلاً، وإنه لشتان ما بين تجديد مخلص، يعرف القديم ويعمل على تطويره، وتجديد يبدأ من جديد، قاطعًا كل صلة بالقديم وأصله.
ـ[معاوية]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 02:59 م]ـ
لقد هُيّء للبلاغة العربية في كل عصر من عصورها من جدّد فيها؛ فمنهم من جدّد فأحسن، ومنهم من جدّد فأساء. أما نحن فما جدّدنا محسنين ولا مسيئين، ولكن قطعنا صلتنا بماضي بلاغتنا وسمينا القطيعة تجديدًا. ونحن اليوم أقدر على التجديد والتجويدء بفضل ما عرفنا من تقدم بعض العلوم العصرية التي نعتقد أن لها بالبلاغة صلة قوية.
ـ[معاوية]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 02:16 م]ـ
ونحن نبادر منذ الآن إلى القول:
1 ــ إن البلاغة دراسة جمالية ذوقية، يجب أن تفيد اليوم من علم النفس وعلم الجمال.
2 ــ إن البلاغة تذوّق جمالي ينبغي أن يدخل في جملة مقاييسنا التي نقوّم بها الانتاج الأدبي والفني. ونحن حين نعرّف الأسلوب الأدبي نميزه من غيره من الأساليب بما يبعثه في نفوسنا من استجابات انفعالية عاطفية أو فنية لا يبعثها فينا غيره، أفليس من البداهة بعد ذلك أن نحسب لهذه الميزة حسابها في تقويم الأدب ودراسة الآثار الأدبية؟
3 ــ إن علم المعاني أساس البلاغة وأقوم علوم اللغة، فينبغي أن نرعاه ونزيد العناية به، ونوضح صلته بالنحو؛ لأنهما علمان متكاملان، بل هما علم واحد يصون اللسان من اللحن والخطأ في التركيب، ويرشد المتكلم والمنشئ إلى التأليف على سمت الكلام العربي.
4 ــ إن الأدب العربي الحديث انفتح على الأدب الغربي، وأفاد منه فنونًا أدبية حديثة. لم يعرفها النقاد العرب وعلماء البلاغة، ولن يجدينا أن نقيس هذه الفنون الأدبية الحديثة بمقاييس مجلوبة لا تلائم طبيعة اللغة التي نعبر عنها، بل لا بدّ من نظرة جديدة واسعة تجعل البلاغة صالحة لأداء وظيفتها في مجال الأدب الحديث.
انتهى التمهيد
الفصل الأول ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=87192#post87192)(/)
أسئلة بلاغية أرجو التفاعل
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 09:04 ص]ـ
سأحلم يوماً إلى أن أحس=بأني تجاوزت دنيا البشر
وأني استحلت خيوط ضياء=وأني غفوت بحضن القمر
سأحلم حتى أحس الوجود=جناناً تموج بأحلى الصور
وحتى أحس بأني انتصرت=وأني هزمت مآسي القدر1 - التكرار في المفردات سمة بارزة لدى الشاعر، دلل على ذلك، مبيناً أثر التكرار الفني.
2 - (جنان تموج) -- (استعارة تمثيلية – استعارة تصريحية – كناية – استعارة مكنية) تخير الإجابة الصحيحة مع التوضيح
3 - (تجاوزت دنيا البشر) أتوافق الشاعر في قوله هذا؟ علل لرأيك.
فى انتظار تعقيبكم
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 09:15 م]ـ
للرفع
ـ[ضاد]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 11:53 م]ـ
ما أصل الفعل \حلم\؟ أهو بمعنى الحُلم أي المنامة أو الحِلم أي التجاوز عن الغضب؟
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 11:19 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 12:17 ص]ـ
أخي الكريم أبا الضاد،
ليس حُلم (بمعنى الرؤية في النوم) أصلا للحِلم (بمعنى تجاوز الغضب)، وليس الثاني أصلا للأول. فهذا الجذر من المشترك اللفظي في اللغة أي أن له معنيَيْن اثنين مختلفين.
عبدالرحمن السليمان.
ـ[معاوية]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 02:22 ص]ـ
أنتظر الإجابة ...(/)
مالفرق بين الصلاة والسلام علي الرسول المصطفي في آية الأحزاب؟
ـ[الجعافرة]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 06:55 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وأشهد أن لاإله إلا هو وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه.
قال الله تعالي (إن الله وملائكته يصلون علي النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
مافائدة حرف إن في مقدمة هذه الآية.
لماذا اختص الله الصلاة باسم الذات ولم يرد اسم آخر.
ورود ملائكة بالتنكير وعطف الملائكة علي الذات وضمهم بضمير الغيبة إلي الله.
يصلون الفعل المضارع لماذا ورد بالمضارع؟
ماذا يفيد حرف الجر في علي؟
قال جل جلاله علي النبي ولم يقل علي الرسول أوعلي محمد لماذا؟
النداء في يا أيها الذين؟
الذين آمنوا؟ صفة الإيمان عندهم؟
الأولي صلوا عليه؟
ماهي الصلاة وماوظيفة عليه؟
أما الثانية وسلموا تسليما ولم يقل سلاما؟
والسؤال مالفرق بين الصلاة والسلام من الله تعالي ومن خلقه علي المصطفي صلوات الله وسلامه عليه.
أفيدونا بارك الله فيكم جميعا.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 09:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وأشهد أن لاإله إلا هو وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه.
قال الله تعالي (إن الله وملائكته يصلون علي النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
مافائدة حرف إن في مقدمة هذه الآية.
لماذا اختص الله الصلاة باسم الذات ولم يرد اسم آخر.
ورود ملائكة بالتنكير وعطف الملائكة علي الذات وضمهم بضمير الغيبة إلي الله.
يصلون الفعل المضارع لماذا ورد بالمضارع؟
ماذا يفيد حرف الجر في علي؟
قال جل جلاله علي النبي ولم يقل علي الرسول أوعلي محمد لماذا؟
النداء في يا أيها الذين؟
الذين آمنوا؟ صفة الإيمان عندهم؟
الأولي صلوا عليه؟
ماهي الصلاة وماوظيفة عليه؟
أما الثانية وسلموا تسليما ولم يقل سلاما؟
والسؤال مالفرق بين الصلاة والسلام من الله تعالي ومن خلقه علي المصطفي صلوات الله وسلامه عليه.
أفيدونا بارك الله فيكم جميعا.
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساكتب اسئلتك الطويلة واجيب عليها ان شاء الله. فإن اصبتُ فمن الله وإن اطاتُ فمن نفسي.
س1/ما فائدة حرف إن في مقدمة هذه الآية.؟
ج / إنَّ: من الاحرف المشبّهة بالفعل يفيد التوكيد.
س2 / لماذا اختص الله الصلاة باسم الذات ولم يرد اسم آخر؟
ج/ لان التعريف باسم الذات اخص.
س3/ ورود ملائكة بالتنكير؟
ج/ هذا ليس تنكيرا هذا معرف بالاضافة الى الضمير وهو كقوله تعالى ({وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} الحجر21.
س4/وعطف الملائكة على الذات؟ (على) وليس (علي) يا خي الكريم
ج/
وقد جاء في مغني اللبيب لأبن هشام الانصاري (قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي) في قراءة من رفع وذلك محمول عند البصريين على الحذف من الأول لدلالة الثاني أي إن الله يصلي وملائكته يصلون وليس عطفا على الموضع ويصلون خبرا عنهما لئلا يتوارد عاملان على معمول واحد والصلاة المذكورة بمعنى الاستغفار والمحذوفة بمعنى الرحمة)
س5/ وضمهم بضمير الغيبة إلي الله؟. (إلى) وليس (إلي)! ّ!!
ج/ هذا من باب التشريف والترتيب حسب الاهمية. والله اعلم
س6/يصلون الفعل المضارع لماذا ورد بالمضارع؟
ج/ لان الفعل المضارع يدل على الحال (الآن) والإستقبال. اي ان المذكورين في الآية الكريمة منذ نزول الآية وحتى تقوم الساعة هم مستمرون بالصلاة على النبي:=
س7/ماذا يفيد حرف الجر في علي؟ (على) وليس (علي) هذا قرآن؟ احذر اخي الكريم هذا كلام الله.!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/ على هنا تفيد الاستعلاء فكأن الصلاة تنزل من الاعلى على شخص النبي:= فتغمرة هذة الصلاة المقدسة بانواعها فهي من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين الدعاء والله اعلم قال تعالى {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} الأحزاب43 وقال تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} غافر7. وقوله تعالى {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الشورى5
اقرأ كتاب: فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
المؤلف: إسماعيل بن إسحاق الجهضمي القاضي المالكي
الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت
الطبعة الثالثة، 1397
تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني
عدد الأجزاء: 1 وستجد بغيتك؟
س8/قال جل جلاله علي النبي ولم يقل علي الرسول أوعلي محمد لماذا؟
ج/ لان الله ما خاطب نبيه محمد:= بأسمه الصريح ابدا ً في القران الكريم فتجد يا ايها النبي 00 يا ايها الرسول 000 ولا تجد يا محمد 000
وقال النبي لان الانبياء اكثر عددا من المرسلين. وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول فالرسول داخل ضمن خطاب النبي وعندما تصلي على الانبياء عليهم الصلاة والسلام فإنَّ الرسل عليهم الصلاة والسلام من ضمن الانبياء كما تقدم ان كل رسول نبي وليس كل نبي رسول والله اعلم
س9/النداء في يا أيها الذين؟ الذين آمنوا؟ صفة الإيمان عندهم؟
ج/ ان الله جل جلاله استخدم النداء مع المؤمنين ولم يستخدمه مع المسلمين فنجد في القرآن الكريم تسعين مرة (يا أيها الذين امنوا 000). ومرة واحدة (يا أيها الذين هادوا000) ومرة واحدة فقط (يا أيها الذين كفروا 000) ومعلوم أنَّ الاسلام قبل الايمان بدليل قوله تعالى {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الحجرات14. والله اعلم
س10/ ماهي الصلاة وماوظيفة عليه؟
ج/جاء في لسان العرب عن ابن الأَعرابي (الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح) وكذلك في تاج العروس للزبيدي
ووظيفة (عليه) للأختصاص والله اعلم
س11/أما الثانية وسلموا تسليما ولم يقل سلاما؟
ج/هذا من جمال التعبير القرآني فتلاحظ انه يأتي بالفعل ثم لا يأتي بمصدره بل بمصدر فعل آخر يلاقيه في الاشتقاق فيجمع بين معنى الفعل ومعنى المصدر من اقرب طريق وأيسر فتسليما من (تسليم) وتسليم على وزن (تفعيل) وهو مصدر (فعّل) وهو يفيد التكثير والمبالغة اما لو قال (سلام) على وزن
(فعال) وهو مصدر (فعل) وفعل تفيد احداث الفعل مرة واحدة وليس فيها تكثير كقولنا كتب الطالب درسه. اي لمرة واحدة لهذا الدرس. فالسلام مرة والتسليم اكثر من مرة. فالله يريد منا الصلاة مرةومن ثم الاستمرار اي ان الله سبحانه جاء بالفعل لمعنى التدرج ثم جاء بالمصدرلمعنى آخر وهو التكثير وجمع المعنيين في عبارة واحدة موجزة فهو بدلا من ان يقول (وسلموا عليه سلاما وسلموا عليه تسليما) جاء بالفعل لمعنى وجاء بالمصدرلمعنى آخر ووضعهما وضعا فنيّا فكسب المعنيين في آن واحد. والله اعلم
س 12/والسؤال مالفرق بين الصلاة والسلام من الله تعالي ومن خلقه علي المصطفي صلوات الله وسلامه عليه (على) وليس (علي و (المصطفى)
وليس (المصطفي) لأنَّ المعنى يتغير .. !! (لا تكررنفس الاسئلة. جزاك الله خيراً)
لانه سبق بغير صيغة
ج/ جاء في لسان العرب عن ابن الأَعرابي (الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح) وكذلك في تاج العروس للزبيدي
واهلا ومرحبا بك
اخوك
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 10:13 م]ـ
بوركت أخي قصي
وبورك جهدك، نفع الله بك
وجعل ما قدمت في موازين حسناتك يوم القيامة
مغربي
ـ[نردين]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 10:22 م]ـ
أحسنت وبارك الله فيك أخي قصي ردك كان كاملاً وشافياً
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 08:47 ص]ـ
اشكر جميع الاخوة الذين اطلعوا على هذا الموضوع. وجزاهم الله عني خيرا
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
عـ/ دار اللغة العربية في الخالدية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 12:12 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد كفانا الأخ قصي - حفظه الله - بشرحه الوافي مؤونة الردّ والتوضيح. ومع هذا فليسمح لي الأخ الكريم بأنْ أعلّق على ما جاء في شرح المسألة العاشرة، وهي الصلاة ومعناها، حيث اختلف أهل العلم في دِلالتها.
يقول الأخ قصيّ:
جاء في لسان العرب عن ابن الأَعرابي (الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح) وكذلك في تاج العروس للزبيدي.
على أنّ بعض أهل العلم يرى أنّ الصلاة من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم ليس معناها الرحمة، بل إنّ صلاة الله تعالى على المرء ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما قال أبو العالية وتبعه على ذلك المحقّقون من أهل العلم.
وممّا استدلّ به العلماء على بطلان القول الأول، قوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) [البقرة: 157]. فعطف الرحمة على الصلوات، والأصل في العطف المغايرة، ولأنّ الرحمة تكون لكلّ أحد.
ولهذا يقول ابن عثيمين رحمه الله: أجمع العلماء على أنّه يجوز أنْ تقول: فلان رحمه الله، واختلفوا هل يجوز أن تقول: فلان صلّى الله عليه؟
وفي الجملة فإنّ الآية الكريمة فيها دقائق بيانية، قد ذكرها الأخ قصي بارك الله فيه، ونلخصها فيما يلي:
أولاً: ثناء دائم على الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: جاء الخبر مؤكّداً بـ (إنّ) اهتماماً.
ثالثاً: جيء بالجملة الاسمية لإفادة العموم.
رابعاً: كانت الجملة اسمية في صدرها (إنّ الله)، فعلية في عجزها (يصلّون)، للإشارة إلى أنّ هذا الثناء من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم يتجدّد وقتاً بوقت على الدوام.
فصلِّ اللهم على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 12:36 م]ـ
الاستاذ لؤي الطيبي اعزكم الله وبارك فيكم ونفع بكم. انا اخذتُ الموضوع من جانب اللغة العربية ولم آخذه من جانب الشريعة الاسلامية. وانت قد وضعت النقاط على الحروف والحروف على السطور. فالشرف لك لا لي لانك المشرف
وقد احسن من قال:
من بحر علمك اغترف
وبفضل جودك اعترف
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 08:59 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل قصي ونفع بك المسلمين ..
ـ[الجعافرة]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 09:33 م]ـ
شكرا لكل الإخوة علي المشاركة والمداخلة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا أشكر الأخ قصي.
وأود أن أعرف مالفرق الذى أشرت إليه في (علي) و (علي) و (المصطفي) و (المصطفي) وقلت أنه قرآن أرجو التوضيح.
أردت في هذه الأسئلة المعاني والمرادات واللغة وجمالها ومدلولاتها.
والباب مفتوح لمن يزيد من باب المعاني والشريعة.
شكرا لكم علي جهدكم وأنا لا أقصد شيئا ودائما كن هادئا في تعاملك معنا لأنك قد لايأتيك مانصبو إليه.
ويمكنكم التوضيح والتوجيه بشئي من المرونة وحسن الخطاب لا النهي والزجر.
فأنا أفهم بالتأكيد ماطلبت وماسألت ولكني أحببت أن تتضافر اللغة والمشاعر مشاعر الحب لسيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والآية فيها فيوضات واشراقات أكبر مما تتصور أويتصور أحد من الخلق.
وأنت هنا تقول أن الواو في وملائكته ليست للعطف وهذا ليس نهاية القول وقلت أن ملائكة هنا ليست بالتنكير وأرى أن الواو للعطف وهذا لقرب هذه المجموعة من الملائكة من الله تبارك وتعالي وقد يكونون حملة العرش ومن حول العرش يصلون علي النبي يزيده الله تجليات رحمانية (الرحمن علي العرش استوى) وعلمه القرآن بالتجليات الرحمانية (الرحمن علّم القرآن) فلم يقل مولانا تبارك وتعالي إن الله وملائكة نوع من أنواع الملائكة ولم يقل إن الله والملائكة لكانت كل الملائكة ولكن قال وملائكته وضمهم له بالضمير أى هنا تخصيص كما أشرت فتكون هذه الملائكة هي الخاصية العرشية ومن حول العرش والله تعالي أعلي وأعلم وأعزّ وأكرم.
العذر والسماح واجعل المحبة هي أصل التعامل بيني وبينك وبين جميع الأخوة.
لك شكرى وتقديرى.
وأشكر الأخ أبو لؤى الطيبي علي المداخلة والتوضيخ ولكل الإخوة ,
وختاما وليس آخرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ايام العمر]ــــــــ[17 - 09 - 2006, 05:25 م]ـ
اود ان اشكر الاخوة على الطرح الجميل
واسمح لي اخي الجعافرة ان ارد عليك واخونا قصي لايقصد ان يجرحك انما خاف عليك من عقوبة تحريف القران
بالنسب ل (علي) انت تريد حرف الجر (على) وهو يكتب بالالف المقصورة لا الياء والا يتحول الى كلمة اخرى فأقول مثلا (علي) ملابس فضفاضة يعني ارتدي ملابس فضفاضة
ونفس الكلام بالنسبة لكلمة المصطفى تكون بالالف المقصورة وليست بالياء
لانها بالياء تعني الذي يجتبي ويختار والمصطفى بالالف المقصورة تعني المختار
وفقنا الله واياك وجميع الاخوة لما يحب ويرضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[17 - 09 - 2006, 08:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ايام العمر _ اود ان اعتعرف عليك يا ايام العمر (امانة الله) _. رد الله عنك نار جهنم كما رددت عني بظهر الغيب. انا اعرف ان الجعافرة. يتوهم في الحروف وهذا ليس عيب لاننا كلنا غير معصومين من الزلل وكلنا نتوهم في الحروف .. ولكن اظن والله اعلم اني ما نهيته ولا زجرته. ويعلم الله كم فرحت بسؤاله الذي جعلني ابحث واقرأ اكثر فجزاه الله عني كل خير.
اخي الجعافرة بكل الحب وبكل الود والاحترام. والاجلال والتقدير لمقامكم الكريم. اطلب منكم واقول لنفسي الخاطئة المسرفة المذنبة ان ننتبه لما نكتبه وخصوصا القرآن الكريم. لان هذا كلام الله. وقد قرأنا ما كتبه الاستاذ لؤي الطيبي عن الامام الشافعي (لايحيط بالعربية إلا ّ نبي) فمن يجرؤ ان يدعي النبوة بعد رسول الله "صلى الله عليه وسلم ".لكيلا يخطيء فيما يكتب؟؟ يجب ان نتواضع لله. فلا احد معصوم ولا احد يحيط بالعربية لان لانبي َ بعد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
المهم لاتؤاخذني بما نسيت وبارك الله فيك ومزيدا من اسئلتك البنائة ياخي يا جعافرة. حبذا لو تكتب لنا اسمك الصريح لكي نتعرف على جنابكم الكريم
بوركت
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
ـ[ايام العمر]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 05:24 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي قصي وكلنااخوة في هذا المنتدى الجميل
ويعلم الله اني استفدت منه كثير ولم اساهم الا بجهد لايذكر
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[الجعافرة]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 02:46 ص]ـ
الإخوة أيام العمر
الإخ قصي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
شكرا اخي أيام العمر علي التوضيح والتصحيح وأنا لاأقصد إلا حرف الجر على والمصطفى ولكني تعودت عند الكتابة في الورد علي استخدام الياء وسأعالج هذا بمشيئة الله للتفرقة بين الألف والياء.
أخي قصي لاأدرى ماذا أقول لكم فأنت ياأخى انسان مؤدب وخلقك عال وحسن وأنت أفضل منى وأحسن لأنكم سبقتم بالحسني وسامحني والعذر عند كرام الخلق مأمول ومطلوب.
وياليتك تضيف اعراب الأية.
وتفسير القرطبي لها.
وتفسير الفخر الرازى لها.
حتي تعم الفائدة.
لك ولكل الإخوة أعضاء المنتدى الشكر والتقدير.
ياسائرا نحو المدينة بلغن = مني السلام لسيّد السادات
أخوكم - السيد عبد الرازق
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 01:37 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساكتب اسئلتك الطويلة واجيب عليها ان شاء الله. فإن اصبتُ فمن الله وإن اطاتُ فمن نفسي.
س1/ما فائدة حرف إن في مقدمة هذه الآية.؟
ج / إنَّ: من الاحرف المشبّهة بالفعل يفيد التوكيد.
س2 / لماذا اختص الله الصلاة باسم الذات ولم يرد اسم آخر؟
ج/ لان التعريف باسم الذات اخص.
س3/ ورود ملائكة بالتنكير؟
ج/ هذا ليس تنكيرا هذا معرف بالاضافة الى الضمير وهو كقوله تعالى ({وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} الحجر21.
س4/وعطف الملائكة على الذات؟ (على) وليس (علي) يا خي الكريم
ج/
وقد جاء في مغني اللبيب لأبن هشام الانصاري (قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي) في قراءة من رفع وذلك محمول عند البصريين على الحذف من الأول لدلالة الثاني أي إن الله يصلي وملائكته يصلون وليس عطفا على الموضع ويصلون خبرا عنهما لئلا يتوارد عاملان على معمول واحد والصلاة المذكورة بمعنى الاستغفار والمحذوفة بمعنى الرحمة)
س5/ وضمهم بضمير الغيبة إلي الله؟. (إلى) وليس (إلي)! ّ!!
ج/ هذا من باب التشريف والترتيب حسب الاهمية. والله اعلم
س6/يصلون الفعل المضارع لماذا ورد بالمضارع؟
ج/ لان الفعل المضارع يدل على الحال (الآن) والإستقبال. اي ان المذكورين في الآية الكريمة منذ نزول الآية وحتى تقوم الساعة هم مستمرون بالصلاة على النبي:=
س7/ماذا يفيد حرف الجر في علي؟ (على) وليس (علي) هذا قرآن؟ احذر اخي الكريم هذا كلام الله.!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/ على هنا تفيد الاستعلاء فكأن الصلاة تنزل من الاعلى على شخص النبي:= فتغمرة هذة الصلاة المقدسة بانواعها فهي من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين الدعاء والله اعلم قال تعالى {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} الأحزاب43 وقال تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} غافر7. وقوله تعالى {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الشورى5
اقرأ كتاب: فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
المؤلف: إسماعيل بن إسحاق الجهضمي القاضي المالكي
الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت
الطبعة الثالثة، 1397
تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني
عدد الأجزاء: 1 وستجد بغيتك؟
س8/قال جل جلاله علي النبي ولم يقل علي الرسول أوعلي محمد لماذا؟
ج/ لان الله ما خاطب نبيه محمد:= بأسمه الصريح ابدا ً في القران الكريم فتجد يا ايها النبي 00 يا ايها الرسول 000 ولا تجد يا محمد 000
وقال النبي لان الانبياء اكثر عددا من المرسلين. وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول فالرسول داخل ضمن خطاب النبي وعندما تصلي على الانبياء عليهم الصلاة والسلام فإنَّ الرسل عليهم الصلاة والسلام من ضمن الانبياء كما تقدم ان كل رسول نبي وليس كل نبي رسول والله اعلم
س9/النداء في يا أيها الذين؟ الذين آمنوا؟ صفة الإيمان عندهم؟
ج/ ان الله جل جلاله استخدم النداء مع المؤمنين ولم يستخدمه مع المسلمين فنجد في القرآن الكريم تسعين مرة (يا أيها الذين امنوا 000). ومرة واحدة (يا أيها الذين هادوا000) ومرة واحدة فقط (يا أيها الذين كفروا 000) ومعلوم أنَّ الاسلام قبل الايمان بدليل قوله تعالى {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الحجرات14. والله اعلم
س10/ ماهي الصلاة وماوظيفة عليه؟
ج/جاء في لسان العرب عن ابن الأَعرابي (الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح) وكذلك في تاج العروس للزبيدي
ووظيفة (عليه) للأختصاص والله اعلم
س11/أما الثانية وسلموا تسليما ولم يقل سلاما؟
ج/هذا من جمال التعبير القرآني فتلاحظ انه يأتي بالفعل ثم لا يأتي بمصدره بل بمصدر فعل آخر يلاقيه في الاشتقاق فيجمع بين معنى الفعل ومعنى المصدر من اقرب طريق وأيسر فتسليما من (تسليم) وتسليم على وزن (تفعيل) وهو مصدر (فعّل) وهو يفيد التكثير والمبالغة اما لو قال (سلام) على وزن
(فعال) وهو مصدر (فعل) وفعل تفيد احداث الفعل مرة واحدة وليس فيها تكثير كقولنا كتب الطالب درسه. اي لمرة واحدة لهذا الدرس. فالسلام مرة والتسليم اكثر من مرة. فالله يريد منا الصلاة مرةومن ثم الاستمرار اي ان الله سبحانه جاء بالفعل لمعنى التدرج ثم جاء بالمصدرلمعنى آخر وهو التكثير وجمع المعنيين في عبارة واحدة موجزة فهو بدلا من ان يقول (وسلموا عليه سلاما وسلموا عليه تسليما) جاء بالفعل لمعنى وجاء بالمصدرلمعنى آخر ووضعهما وضعا فنيّا فكسب المعنيين في آن واحد. والله اعلم
س 12/والسؤال مالفرق بين الصلاة والسلام من الله تعالي ومن خلقه علي المصطفي صلوات الله وسلامه عليه (على) وليس (علي و (المصطفى)
وليس (المصطفي) لأنَّ المعنى يتغير .. !! (لا تكررنفس الاسئلة. جزاك الله خيراً)
لانه سبق بغير صيغة
ج/ جاء في لسان العرب عن ابن الأَعرابي (الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح) وكذلك في تاج العروس للزبيدي
واهلا ومرحبا بك
اخوك
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
تكملة ما طلبه الجعافرة
إنَّ: من الاحرف المشبهة بالفعل تفيد التوكيد
الله: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على اخره
وملائكته: الواو حرف عطف. ملائكته اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالاضافة. وقد جاء في مغني اللبيب لأبن هشام الانصاري (قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي) في قراءة من رفع وذلك محمول عند البصريين على الحذف من الأول لدلالة الثاني أي إن الله يصلي وملائكته يصلون وليس عطفا على الموضع ويصلون خبرا عنهما لئلا يتوارد عاملان على معمول واحد والصلاة المذكورة بمعنى الاستغفار والمحذوفة بمعنى الرحمة) يصلون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لانه من الافعال الخمسة. والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر إنَّ
على حرف جر. النبي اسم مجرور بحرف الجر وعلامه جره الكسرة الظاهرة على آخره. يا ايها: الياء حرف نداء ايُ. منادى مبني على الضم في محل نصب. والهاء حرف تنبيه الذين اسم موصول مبني في محل رفع صفة لـ (اي) (على اللفظ)
آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لأتصاله بواو الجماعة وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
صلوا: عليه: على حرف جر والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. وسلموا: الولو حرف عطف وسلموا: فعل امر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل مبني في محل محل رفع فاعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 12:13 م]ـ
:::
تفسير القرطبي لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
هذه الآية شرف الله بها رسوله عليه السلام حياته وموته وذكر منزلته منه وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء أو في أمر زوجاته ونحو ذلك والصلاة من الله رحمته ورضوانه ومن الملائكة الدعاء والاستغفار ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره
مسألة: واختلف العلماء في الضمير في قوله: {يصلون} فقالت فرقة: الضمير فيه لله والملائكة وهذا قول من الله تعالى شرف به ملائكته فلا يصحبه الاعتراض الذي جاءفي قول الخطيب: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله أخرجه الصحيح قالوا: لأنه ليس لأحد أن يجمع ذكرالله تعالى مع غيره في ضمير ولله أن يفعل في ذلك ما يشاء وقالت فرقة: في الكلام حذف تقديره إن الله يصلي وملائكته يصلون وليس في الآية اجتماع في ضمير وذلك جائز للبشر فعله ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت لما لهذا المعنى وإنما قاله لأن الخطيب وقف على ومن يعصهما وسكت سكتة واستدلوا بما رواه أبو داود عن عدي بن حاتم أن خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [من يطع الله ورسوله ومن يعصهما فقال: قم أو اذهب بئس الخطيب أنت] إلا أنه يحتمل ان يكون لما خطأه في وقفه وقال له: بئس الخطيب أصلح له بعد ذلك جميع كلامه فقال: قل ومن يعص الله ورسوله كما في كتاب مسلم وهو يؤيد القول الأول بأنه لم يقف على ومن يعصهما وقرأ ابن عباس: وملائكته بالرفع على موضع اسم الله قبل دخول إن والجمهور بالنصب عطفا على المكتوبة
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} فيه خمس مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} أمر الله تعالى عباده بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون أنبيائه تشريفا له ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرة وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه الزمخشري: فإن قلت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها؟ قلت: بل واجبة وقد اختلفوا في حال وجوبها فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره وفي الحديث: [من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله] ويروى أنه قيل له: [يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به إن الله تعالى وكل بي ملكين فلا أذكر عند مسلم فيصلي علي إلا قال ذلك الملكان غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته لذينك الملكين آمين] ومنهم من قال: تجب في كل مجلس مرة وإن تكرر ذكره كما قال في آية السجدة وتشميت العاطس وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره ومنهم من أوجبها في العمر وكذلك قال في إظهار الشهادتين والذي يقتضيه الاحتياط: الصلاة عند كل ذكر لما ورد من الأخبار في ذلك
الثانية: واختلفت الآثار في صفة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فروى مالك عن أبي مسعود الأنصاري قال: [أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم] ورواه النسائي عن طلحة مثله بإسقاط قوله: في العالمين وقوله: والسلام كما قد علمتم وفي الباب عن كعب بن عجرة وأبي حميد الساعدي وأبي
(يُتْبَعُ)
(/)
سعيد الخدري وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة وبريدة الخزاعي وزيد بن خارجة ويقال ابن حارثة أخرجه أئمة أهل الحديث في كتبهم وصحح الترمذي حديث كعب بن عجرة خرجه مسلم في صحيحه مع حديث أبي حميد الساعدي قال أبو عمر: روى شعبة والثوري عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: لمانزل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} جاء [رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة؟ فقال: قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد] وهذا لفظ حديث الثوري لا حديث شعبة وهو يدخل في التفسير المسند إليه لقول الله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} فبين كيف الصلاة عليه وعلمهم في التحيات كيف السلام عليه وهو قوله: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وروى المسعودي عن عون بن عبد الله عن أبي فاختة عن الأسود عن عبد الله أنه قال: إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه قالوا: فعلمنا قال: قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ونبيك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وروينا بالإسناد المتصل في كتاب الشفا للقاضي عياض عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اعدهن في يدي جبريل وقال هكذا أنزلت من عند رب العزة اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم وتحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد قال ابن العربي: من هذه الروايات صحيح ومنها سقيم وأصحها ما رواه مالك فاعتمدوه ورواية غير مالك من زيادة الرحمة مع الصلاة وغيرها لا يقوى وإنما على الناس أن ينظروا في أديانهم نظرهم في أموالهم وهم لا يأخذون في البيع دينارا معيبا وإنما يختارون السالم الطيب كذلك لا يؤخذ من الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم سنده لئلا يدخل في حيز الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هو يطلب الفضل إذا به قد أصاب النقص بل ربما أصاب الخسران المبين
الثالثة: في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: [من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا] وقال سهل بن عبد الله: الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين وسائر العبادات ليس كذلك؟ قال أبو سليمان الداراني: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل الله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فان الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما وروى سعيد بن المسيب عن عمربن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: الدعاء يحجب دون السماء حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاءت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رفع الدعاء وقال النبي صلى الله عليه وسلم [: من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة يصلون عليه ما دام اسمي في ذلك الكتاب]
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابعة: واختلف العلماء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فالذي عليه الجم الغفير والجمهور الكثير: أن ذلك من سنن الصلاة ومستحباتها قال ابن المنذر يستحب ألا يصلي أحد صلاة إلا صلى فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ترك ذلك تارك فصلاته مجزية في مذهب مالك وأهل المدينة وسفيان الثوري وأهل الكوفة من أصحاب الرأي وغيرهم وهو قول جل أهل العلم وحكي عن مالك وسفيان أنها في التشهد الأخير مستحبة وأن تاركها في التشهد مسيء وشذ الشافعي فأوجب على تاركها في الصلاة الإعادة وأوجب إسحاق الإعادة مع تعمد تركها دون النسيان وقال أبو عمر: قال الشافعي إذا لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير بعد التشهد وقبل التسليم أعاد الصلاة قال: وإن صلى عليه قبل ذلك لم تجزه وهذا قول حكاه عنه حرملة بن يحيى لا يكاد يوجد هكذا عن الشافعي إلا من رواية حرملة عنه وهو من كبار أصحابه الذين كتبوا كتبه وقد تقلده أصحاب الشافعي ومالوا إليه وناظروا عليه وهو عندهم تحصيل مذهبه وزعم الطحاوي أنه لم يقل به أحد من أهل العلم غيره وقال الخطابي وهو من أصحاب الشافعي: وليست بواجبة في الصلاة وهو قول جماعة الفقهاء إلا الشافعي ولا أعلم له فيها قدوة والدليل على أنها ليست من فروض الصلاة عمل السلف الصالح قبل الشافعي وإجماعهم عليه وقد شنع عليه في هذه المسالة جدا وهذا تشهد ابن مسعود الذي اختاره الشافعي وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك كل من روى التشهد عنه صلى الله عليه وسلم وقال ابن عمر: كان أبو بكر يعلمنا التشهد على المنبر كما تعلمون الصبيان في الكتاب وعلمه أيضا على المنبر عمر وليس فيه ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
قلت: قد قال بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة محمد بن المواز من أصحابنا فيما ذكر ابن القصار وعبد الوهاب واختاره ابن العربي للحديث الصحيح: إن الله أمرنا أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك فعلم الصلاة ووقتها فتعينت كيفية ووقتا وذكر الذارقطني عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين أنه قال: لو صليت صلاة لم أصل فيها على النبي صلى الله عليه وسلم ولا على أهل بيته لرأيت أنها لا تتم وروي مرفوعا عنه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أنه قول أبي جعفر؟ قاله الدارقطني
الخامسة: قوله تعالى: {وسلموا تسليما} قال القاضي أبو بكر بن بكير: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر الله أصحابه أن يسلموا عليه وكذلك من بعدهم أمروا أن يسلموا عليه عند حضورهم قبره وعند ذكره وروى النسائي عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه: أن [رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشر يرى في وجهه فقلت: إنا لنرى البشرى في وجهك! فقال: إنه أتاني الملك فقال يا محمد إن ربك يقول أما يرضيك إنه لا يصلي عليك أحد إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا] وعن محمد بن عبد الرحمن [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم من أحد يسلم علي إذا مت إلا جاءني سلامه مع جبريل يقول: يا محمد هذا فلان بن فلان يقرأ عليك السلام فأقول وعليه السلام ورحمة الله وبركاته] وروى النسائي عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام] قال القشيري: والتسليم قولك: سلام عليك
ـ[الجعافرة]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 10:47 م]ـ
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ (تفسير القرطبي)
هَذِهِ الْآيَة شَرَّفَ اللَّه بِهَا رَسُوله عَلَيْهِ السَّلَام حَيَاته وَمَوْته , وَذَكَرَ مَنْزِلَته مِنْهُ , وَطَهَّرَ بِهَا سُوء فِعْل مَنْ اِسْتَصْحَبَ فِي جِهَته فِكْرَة سُوء , أَوْ فِي أَمْر زَوْجَاته وَنَحْو ذَلِكَ. وَالصَّلَاة مِنْ اللَّه رَحْمَته وَرِضْوَانه , وَمِنْ الْمَلَائِكَة الدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار , وَمِنْ الْأُمَّة الدُّعَاء وَالتَّعْظِيم لِأَمْرِهِ. مَسْأَلَة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الضَّمِير فِي قَوْله: " يُصَلُّونَ " فَقَالَتْ فِرْقَة: الضَّمِير فِيهِ لِلَّهِ وَالْمَلَائِكَة , وَهَذَا قَوْل مِنْ اللَّه تَعَالَى شَرَّفَ بِهِ مَلَائِكَته , فَلَا يَصْحَبهُ الِاعْتِرَاض الَّذِي جَاءَ فِي قَوْل الْخَطِيب: مَنْ يُطِعْ اللَّه وَرَسُوله فَقَدْ رَشَدَ , وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بِئْسَ الْخَطِيب أَنْتَ , قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّه وَرَسُوله) أَخْرَجَهُ الصَّحِيح. قَالُوا: لِأَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْمَع ذِكْر اللَّه تَعَالَى مَعَ غَيْره فِي ضَمِير , وَلِلَّهِ أَنْ يَفْعَل فِي ذَلِكَ مَا يَشَاء. وَقَالَتْ فِرْقَة: فِي الْكَلَام حَذْف , تَقْدِيره إِنَّ اللَّه يُصَلِّي وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ , وَلَيْسَ فِي الْآيَة اِجْتِمَاع فِي ضَمِير , وَذَلِكَ جَائِز لِلْبَشَرِ فِعْله. وَلَمْ يَقُلْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بِئْسَ الْخَطِيب أَنْتَ) لِهَذَا الْمَعْنَى , وَإِنَّمَا قَالَ لِأَنَّ الْخَطِيب وَقَفَ عَلَى وَمَنْ يَعْصِهِمَا , وَسَكَتَ سَكْتَة. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم أَنَّ خَطِيبًا خَطَبَ عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ يُطِعْ اللَّه وَرَسُوله وَمَنْ يَعْصِهِمَا. فَقَالَ: (قُمْ - أَوْ اِذْهَبْ - بِئْسَ الْخَطِيب أَنْتَ). إِلَّا أَنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون لَمَّا خَطَّأَهُ فِي وَقْفه وَقَالَ لَهُ: (بِئْسَ الْخَطِيب) أَصْلَحَ لَهُ بَعْد ذَلِكَ جَمِيع كَلَامه , فَقَالَ: (قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّه وَرَسُوله) كَمَا فِي كِتَاب مُسْلِم. وَهُوَ يُؤَيِّد الْقَوْل الْأَوَّل بِأَنَّهُ لَمْ يَقِف عَلَى " وَمَنْ يَعْصِهِمَا ". وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس: " وَمَلَائِكَتُهُ " بِالرَّفْعِ عَلَى مَوْضِع اِسْم اللَّه قَبْل دُخُول " إِنَّ ". وَالْجُمْهُور بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى الْمَكْتُوبَة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا
فِيهِ أَرْبَعَة مَسَائِل: الْأُولَى: أَمَرَ اللَّه تَعَالَى عِبَاده بِالصَّلَاةِ عَلَى نَبِيّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُون أَنْبِيَائِهِ تَشْرِيفًا لَهُ , وَلَا خِلَاف فِي أَنَّ الصَّلَاة عَلَيْهِ فَرْض فِي الْعُمُر مَرَّة , وَفِي كُلّ حِين مِنْ الْوَاجِبَات وُجُوب السُّنَن الْمُؤَكَّدَة الَّتِي لَا يَسَع تَرْكهَا وَلَا يَغْفُلهَا إِلَّا مَنْ لَا خَيْر فِيهِ. الزَّمَخْشَرِيّ: فَإِنْ قُلْت الصَّلَاة عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجِبَة أَمْ مَنْدُوب إِلَيْهَا؟ قُلْت: بَلْ وَاجِبَة. وَقَدْ اِخْتَلَفُوا فِي حَال وُجُوبهَا , فَمِنْهُمْ مَنْ أَوْجَبَهَا كُلَّمَا جَرَى ذِكْره. وَفِي الْحَدِيث: (مَنْ ذُكِرْت عِنْده فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَدَخَلَ النَّار فَأَبْعَدَهُ اللَّه). وَيُرْوَى أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُول اللَّه , أَرَأَيْت قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: " إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ " فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا مِنْ الْعِلْم الْمَكْنُون وَلَوْلَا أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ مَا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّه تَعَالَى وَكَّلَ بِي مَلَكَيْنِ فَلَا أُذْكَر عِنْد مُسْلِم فَيُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا قَالَ ذَلِكَ الْمَلَكَانِ غَفَرَ. اللَّه لَك وَقَالَ اللَّه تَعَالَى وَمَلَائِكَته جَوَابًا لِذَيْنِك الْمَلَكَيْنِ آمِينَ. وَلَا أُذْكَر عِنْد عَبْد مُسْلِم فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا قَالَ ذَلِكَ الْمَلَكَانِ لَا غَفَرَ اللَّه لَك وَقَالَ اللَّه تَعَالَى وَمَلَائِكَته لِذَيْنِك الْمَلَكَيْنِ آمِينَ). وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: تَجِب فِي كُلّ مَجْلِس مَرَّة وَإِنْ تَكَرَّرَ ذِكْره , كَمَا قَالَ فِي آيَة السَّجْدَة وَتَشْمِيت الْعَاطِس. وَكَذَلِكَ فِي كُلّ دُعَاء فِي أَوَّله وَآخِره وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْجَبَهَا فِي الْعُمُر. وَكَذَلِكَ قَالَ فِي إِظْهَار الشَّهَادَتَيْنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاَلَّذِي يَقْتَضِيه الِاحْتِيَاط: الصَّلَاة عِنْد كُلّ ذِكْر , لِمَا وَرَدَ مِنْ الْأَخْبَار فِي ذَلِكَ.
الثَّانِيَة: وَاخْتَلَفَتْ الْآثَار فِي صِفَة الصَّلَاة عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَوَى مَالِك عَنْ أَبِي مَسْعُود الْأَنْصَارِيّ قَالَ: أَتَانَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَجْلِس سَعْد بْن عُبَادَة , فَقَالَ لَهُ بَشِير بْن سَعْد: أَمَرَنَا اللَّه أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْك يَا رَسُول اللَّه , فَكَيْف نُصَلِّي عَلَيْك؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلهُ , ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم فِي الْعَالَمِينَ إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَالسَّلَام كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ). وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَنْ طَلْحَة مِثْله , بِإِسْقَاطِ قَوْله: (فِي الْعَالَمِينَ) وَقَوْله: (وَالسَّلَام كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ). وَفِي الْبَاب عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة وَأَبِي حُمَيْد السَّاعِدِيّ وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَأَبِي هُرَيْرَة وَبُرَيْدَة الْخُزَاعِيّ وَزَيْد بْن خَارِجَة , وَيُقَال اِبْن حَارِثَة أَخْرَجَهَا أَئِمَّة أَهْل الْحَدِيث فِي كُتُبهمْ. وَصَحَّحَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث كَعْب بْن عُجْرَة. خَرَّجَهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه مَعَ حَدِيث أَبِي حُمَيْد السَّاعِدِيّ. قَالَ أَبُو عُمَر: رَوَى شُعْبَة وَالثَّوْرِيّ عَنْ الْحَكَم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة قَالَ: لَمَّا نَزَلَ قَوْله تَعَالَى: " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " جَاءَ رَجُل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه , هَذَا السَّلَام عَلَيْك قَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْف الصَّلَاة؟ فَقَالَ: (قُلْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد) وَهَذَا لَفْظ حَدِيث الثَّوْرِيّ لَا حَدِيث شُعْبَة وَهُوَ يَدْخُل فِي التَّفْسِير الْمُسْنَد إِلَيْهِ لِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى: " إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " فَبَيَّنَ كَيْف الصَّلَاة عَلَيْهِ وَعَلَّمَهُمْ فِي التَّحِيَّات كَيْف السَّلَام عَلَيْهِ , وَهُوَ قَوْله: (السَّلَام عَلَيْك أَيّهَا النَّبِيّ وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته). وَرَوَى الْمَسْعُودِيّ عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِي فَاخِتَة عَنْ الْأَسْوَد عَنْ عَبْد اللَّه أَنَّهُ قَالَ: إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاة عَلَيْهِ , فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَض عَلَيْهِ. قَالُوا فَعَلَّمَنَا , قَالَ: (قُولُوا اللَّهُمَّ اِجْعَلْ صَلَوَاتك وَرَحْمَتك وَبَرَكَاتك عَلَى سَيِّد الْمُرْسَلِينَ وَإِمَام الْمُتَّقِينَ وَخَاتَم النَّبِيِّينَ مُحَمَّد عَبْدك وَنَبِيّك وَرَسُولك إِمَام الْخَيْر وَقَائِد الْخَيْر وَرَسُول الرَّحْمَة. اللَّهُمَّ اِبْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد. اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد). وَرَوَيْنَا بِالْإِسْنَادِ الْمُتَّصِل فِي كِتَاب (الشِّفَا) لِلْقَاضِي عِيَاض عَنْ عَلِيّ بْن
(يُتْبَعُ)
(/)
أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: عَدَّهُنَّ فِي يَدِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: (عَدَّهُنَّ فِي يَدِي جِبْرِيلُ وَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْد رَبّ الْعِزَّة اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد. اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد. اللَّهُمَّ وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا تَرَحَّمْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد. اللَّهُمَّ وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا تَحَنَّنْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد). قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ: مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَات صَحِيح وَمِنْهَا سَقِيم , وَأَصَحُّهَا مَا رَوَاهُ مَالِك فَاعْتَمِدُوهُ. وَرِوَايَة غَيْر مَالِك مِنْ زِيَادَة الرَّحْمَة مَعَ الصَّلَاة وَغَيْرهَا لَا يَقْوَى , وَإِنَّمَا عَلَى النَّاس أَنْ يَنْظُرُوا فِي أَدْيَانهمْ نَظَرَهُمْ فِي أَمْوَالهمْ , وَهُمْ لَا يَأْخُذُونَ فِي الْبَيْع دِينَارًا مَعِيبًا , وَإِنَّمَا يَخْتَارُونَ السَّالِم الطَّيِّب , كَذَلِكَ لَا يُؤْخَذ مِنْ الرِّوَايَات عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَا صَحَّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَدُهُ , لِئَلَّا يَدْخُل فِي حَيِّز الْكَذِب عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَمَا هُوَ يَطْلُب الْفَضْل إِذَا بِهِ قَدْ أَصَابَ النَّقْص , بَلْ رُبَّمَا أَصَابَ الْخُسْرَان الْمُبِين.
الثَّالِثَة: فِي فَضْل الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا). وَقَالَ سَهْل بْن عَبْد اللَّه: الصَّلَاة عَلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الْعِبَادَات , لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى تَوَلَّاهَا هُوَ وَمَلَائِكَته , ثُمَّ أَمَرَ بِهَا الْمُؤْمِنِينَ , وَسَائِر الْعِبَادَات لَيْسَ كَذَلِكَ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِيّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَل اللَّه حَاجَة فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ يَسْأَل اللَّه حَاجَته , ثُمَّ يَخْتِم بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقْبَل الصَّلَاتَيْنِ وَهُوَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَرُدّ مَا بَيْنهمَا. وَرَوَى سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: الدُّعَاء يُحْجَب دُون السَّمَاء حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِذَا جَاءَتْ الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُفِعَ الدُّعَاء. وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَسَلَّمَ عَلَيَّ فِي كِتَاب لَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَة يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مَا دَامَ اِسْمِي فِي ذَلِكَ الْكِتَاب).
الرَّابِعَة: وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاة , فَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْجَمّ الْغَفِير وَالْجُمْهُور الْكَثِير: أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَن الصَّلَاة وَمُسْتَحَبَّاتهَا. قَالَ اِبْن الْمُنْذِر: يُسْتَحَبّ أَلَّا يُصَلِّي أَحَد صَلَاة إِلَّا صَلَّى فِيهَا عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِنْ تَرَكَ ذَلِكَ تَارِك فَصَلَاته مُجْزِيَة فِي مَذَاهِب مَالِك وَأَهْل الْمَدِينَة وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَأَهْل الْكُوفَة مِنْ أَصْحَاب الرَّأْي وَغَيْرهمْ. وَهُوَ قَوْل جُلّ أَهْل الْعِلْم. وَحُكِيَ عَنْ مَالِك وَسُفْيَان أَنَّهَا فِي التَّشَهُّد الْأَخِير مُسْتَحَبَّة , وَأَنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَارِكهَا فِي التَّشَهُّد مُسِيء وَشَذَّ الشَّافِعِيّ فَأَوْجَبَ عَلَى تَارِكهَا فِي الصَّلَاة الْإِعَادَةَ وَأَوْجَبَ إِسْحَاق الْإِعَادَة مَعَ تَعَمُّد تَرْكهَا دُون النِّسْيَان. وَقَالَ أَبُو عُمَر: قَالَ الشَّافِعِيّ إِذَا لَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّشَهُّد الْأَخِير بَعْد التَّشَهُّد وَقَبْل التَّسْلِيم أَعَادَ الصَّلَاة. قَالَ: وَإِنْ صَلَّى عَلَيْهِ قَبْل ذَلِكَ لَمْ تُجْزِهِ. وَهَذَا قَوْل حَكَاهُ عَنْهُ حَرْمَلَة بْن يَحْيَى , لَا يَكَاد يُوجَد هَكَذَا عَنْ الشَّافِعِيّ إِلَّا مِنْ رِوَايَة حَرْمَلَة عَنْهُ , وَهُوَ مِنْ كِبَار أَصْحَابه الَّذِينَ كَتَبُوا كُتُبه. وَقَدْ تَقَلَّدَهُ أَصْحَاب الشَّافِعِيّ وَمَالُوا إِلَيْهِ وَنَاظَرُوا عَلَيْهِ , وَهُوَ عِنْدهمْ تَحْصِيل مَذْهَبه. وَزَعَمَ الطَّحَاوِيّ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَد مِنْ أَهْل الْعِلْم غَيْره. وَقَالَ الْخَطَّابِيّ وَهُوَ مِنْ أَصْحَاب الشَّافِعِيّ: وَلَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ فِي الصَّلَاة , وَهُوَ قَوْل جَمَاعَة الْفُقَهَاء إِلَّا الشَّافِعِيّ , وَلَا أَعْلَمُ لَهُ فِيهَا قُدْوَة. وَالدَّلِيل عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ فُرُوض , الصَّلَاة عَمَل السَّلَف الصَّالِح قَبْل الشَّافِعِيّ وَإِجْمَاعهمْ عَلَيْهِ , وَقَدْ شُنِّعَ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة جِدًّا. وَهَذَا تَشَهُّد اِبْن مَسْعُود الَّذِي اِخْتَارَهُ الشَّافِعِيّ وَهُوَ الَّذِي عَلَّمَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيهِ الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَلِكَ كُلّ مَنْ رَوَى التَّشَهُّد عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ اِبْن عُمَر: كَانَ أَبُو بَكْر يُعَلِّمنَا التَّشَهُّد عَلَى الْمِنْبَر كَمَا تُعَلِّمُونَ الصِّبْيَان فِي الْكِتَاب. وَعَلَّمَهُ أَيْضًا عَلَى الْمِنْبَر عُمَر , وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْر الصَّلَاة عَلَى , النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قُلْت: قَدْ قَالَ بِوُجُوبِ الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاة مُحَمَّد بْن الْمَوَّاز مِنْ أَصْحَابنَا فِيمَا ذَكَرَ اِبْن الْقَصَّار وَعَبْد الْوَهَّاب , وَاخْتَارَهُ اِبْن الْعَرَبِيّ لِلْحَدِيثِ الصَّحِيح: إِنَّ اللَّه أَمَرَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْك فَكَيْف نُصَلِّي عَلَيْك؟ فَعَلَّمَ الصَّلَاةَ وَوَقْتَهَا فَتَعَيَّنَتْ كَيْفِيَّة وَوَقْتًا. وَذَكَر الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن أَنَّهُ قَالَ: لَوْ صَلَّيْت صَلَاة لَمْ أُصَلِّ فِيهَا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَلَى أَهْل بَيْته لَرَأَيْت أَنَّهَا لَا تَتِمّ. وَرُوِيَ مَرْفُوعًا عَنْهُ عَنْ اِبْن مَسْعُود عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالصَّوَاب أَنَّهُ قَوْل أَبِي جَعْفَر , قَالَهُ الدَّارَقُطْنِيّ.
عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن بُكَيْر: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ اللَّه أَصْحَابه أَنْ يُسَلِّمُوا عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ مَنْ بَعْدهمْ أُمِرُوا أَنْ يُسَلِّمُوا عَلَيْهِ عِنْد حُضُورهمْ قَبْره وَعِنْد ذِكْره. وَرَوَى النَّسَائِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَات يَوْم وَالْبِشْر يُرَى فِي وَجْهه , فَقُلْت: إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهك! فَقَالَ: (إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَك فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِنَّ رَبّك يَقُول أَمَا يُرْضِيك أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْك أَحَدٌ إِلَّا صَلَّيْت عَلَيْهِ عَشْرًا وَلَا يُسَلِّم عَلَيْك أَحَد إِلَّا سَلَّمْت عَلَيْهِ عَشْرًا). وَعَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد يُسَلِّم عَلَيَّ إِذَا مُتّ إِلَّا جَاءَنِي سَلَامه مَعَ جِبْرِيل يَقُول يَا مُحَمَّد
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذَا فُلَان بْن فُلَان يَقْرَأ عَلَيْك السَّلَام فَأَقُول وَعَلَيْهِ السَّلَام وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته) وَرَوَى النَّسَائِيّ عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَة سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْض يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَام). قَالَ الْقُشَيْرِيّ وَالتَّسْلِيم قَوْلك: سَلَام عَلَيْك.
ـ[الجعافرة]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 10:52 م]ـ
تفسير الطبرى
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُبَرِّكُونَ عَلَى النَّبِيّ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , كَمَا: 21847 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ: ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ ابْن عَبَّاس , قَوْله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} يَقُول: يُبَارِكُونَ عَلَى النَّبِيّ. وَقَدْ يُحْتَمَل أَنْ يُقَالَ: إِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّ اللَّهَ يَرْحَم النَّبِيَّ , وَتَدْعُو لَهُ مَلَائِكَته وَيَسْتَغْفِرُونَ , وَذَلِكَ أَنَّ الصَّلَاةَ فِي كَلَام الْعَرَب مِنْ غَيْر اللَّه إِنَّمَا هُوَ دُعَاء , وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِيمَا مَضَى مِنْ كِتَابنَا هَذَا بِشَوَاهِدِهِ , فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَته. {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْعُوا لِنَبِيِّ اللَّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلِّمْ {وَسَلِّمُوا عَلَيْهِ تَسْلِيمًا} يَقُول: وَحَيُّوهُ تَحِيَّة الْإِسْلَام. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ جَاءَتْ الْآثَار عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 21848 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا هَارُون , عَنْ عَنْبَسَة , عَنْ عُثْمَان بْن مَوْهِب , عَنْ مُوسَى بْن طَلْحَة , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: أَتَى رَجُل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: سَمِعْت اللَّهَ يَقُول: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ}. . . الْآيَة , فَكَيْفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ فَقَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد , كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد , كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد ". 21849 - حَدَّثَنِي جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْكُوفِيّ , قَالَ: ثنا يَعْلَى بْن الْأَجْلَح , عَنِ الْحَكَم بْن عُتَيْبَة , عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى , عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة , قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} قُمْت إِلَيْهِ , فَقُلْت: السَّلَام عَلَيْك قَدْ عَرَفْنَاهُ , فَكَيْفَ الصَّلَاة عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: " قُلْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد , كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم , إِنَّك حَمِيد مَجِيد , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد , كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد ". 21850 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثنا مَالِك بْن إِسْمَاعِيل , قَالَ: ثنا أَبُو إِسْرَائِيل , عَنْ يُونُس بْن خَبَّاب , قَالَ: خَطَبَنَا بِفَارِس فَقَالَ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ}. . الْآيَة , فَقَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاس يَقُول: هَكَذَا أُنْزِلَ , فَقُلْنَا: أَوْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّه قَدْ عَلِمْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
السَّلَامَ عَلَيْك , فَكَيْفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد , كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم , إِنَّك حَمِيد مَجِيد , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد , كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد ". 21851 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا جَرِير , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ زِيَاد , عَنْ إِبْرَاهِيم فِي قَوْله {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ}. . . الْآيَة , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه هَذَا السَّلَام قَدْ عَرَفْنَاهُ , فَكَيْفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ فَقَالَ: قُولُوا " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولك وَأَهْل بَيْته كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد ". 21852 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب الدَّوْرَقِيّ , قَالَ: ثنا ابْن عُلَيَّة , قَالَ: ثنا أَيُّوب , عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ , عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن مَسْعُود الْأَنْصَارِيّ , قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} قَالُوا: يَا رَسُول اللَّه هَذَا السَّلَام قَدْ عَرَفْنَاهُ , فَكَيْفَ الصَّلَاة , وَقَدْ غَفَرَ اللَّه لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى آل إِبْرَاهِيم , اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى آل إِبْرَاهِيم " 21853 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه قَدْ عَلِمْنَا السَّلَام عَلَيْك , فَكَيْفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد , كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم " وَقَالَ الْحَسَن: وَاللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتك وَبَرَكَاتك عَلَى آل مُحَمَّد , كَمَا جَعَلْتهَا عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد ".
ـ[الجعافرة]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 11:00 م]ـ
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
قَالَ الْبُخَارِيّ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَة صَلَاة اللَّه تَعَالَى ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْد الْمَلَائِكَة , صَلَاة الْمَلَائِكَة الدُّعَاء , وَقَالَ اِبْن عَبَّاس: يُصَلُّونَ يُبَرِّكُونَ هَكَذَا عَلَّقَهُ الْبُخَارِيّ عَنْهُمَا وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة كَذَلِكَ وَرُوِيَ مِثْله عَنْ الرَّبِيع أَيْضًا وَرَوَى عَلِيّ بْن أَبَى طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس كَمَا قَالَهُ سَوَاء رَوَاهُمَا اِبْن أَبِي حَاتِم وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَغَيْر وَاحِد مِنْ أَهْل الْعِلْم قَالُوا: صَلَاة الرَّبّ الرَّحْمَة وَصَلَاة الْمَلَائِكَة الِاسْتِغْفَار ثُمَّ قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَمْرو الْأَوْدِيّ حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ الْأَعْمَش عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة قَالَ الْأَعْمَش أُرَاهُ عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح " إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ " قَالَ صَلَاته تَبَارَكَ وَتَعَالَى سُبُّوح قُدُّوس سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي وَالْمَقْصُود مِنْ هَذِهِ الْآيَة أَنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى أَخْبَرَ عِبَاده بِمَنْزِلَةِ عَبْده وَنَبِيّه عِنْده فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى بِأَنَّهُ يُثْنِي عَلَيْهِ عِنْد الْمَلَائِكَة الْمُقَرَّبِينَ وَأَنَّ الْمَلَائِكَة تُصَلِّي عَلَيْهِ ثُمَّ أَمَرَ تَعَالَى أَهْل الْعَالَم السُّفْلِيّ بِالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيم عَلَيْهِ لِيَجْتَمِع الثَّنَاء عَلَيْهِ مِنْ أَهْل
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعَالَمَيْنِ الْعُلْوِيّ وَالسُّفْلِيّ جَمِيعًا وَقَدْ قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَشْعَث بْن إِسْحَاق عَنْ جَعْفَر يَعْنِي اِبْن الْمُغِيرَة عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيل قَالُوا لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام هَلْ يُصَلِّي رَبّك؟ فَنَادَاهُ رَبّه عَزَّ وَجَلَّ: يَا مُوسَى سَأَلُوك هَلْ يُصَلِّي رَبّك فَقُلْ نَعَمْ أَنَا أُصَلِّي وَمَلَائِكَتِي عَلَى أَنْبِيَائِي وَرُسُلِي فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانه وَتَعَالَى بِأَنَّهُ يُصَلِّي عَلَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ فِي قَوْله تَعَالَى " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا اللَّه ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَة وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَته " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى: " وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَة قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات مِنْ رَبّهمْ " الْآيَة وَفِي الْحَدِيث إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِن الصُّفُوف وَفِي الْحَدِيث الْآخَر اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آل أَبِي أَوْفَى وَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةِ جَابِر وَقَدْ سَأَلَتْهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا وَعَلَى زَوْجهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْك وَعَلَى زَوْجك وَقَدْ جَاءَتْ الْأَحَادِيث الْمُتَوَاتِرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَمْرِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَكَيْفِيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَذْكُر مِنْهَا إِنْ شَاءَ اللَّه مَا تَيَسَّرَ وَاَللَّه الْمُسْتَعَان قَالَ الْبُخَارِيّ عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة حَدَّثَنَا سَعِيد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد أَخْبَرَنَا أَبِي عَنْ مِسْعَر عَنْ الْحَكَم عَنْ اِبْن أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة قَالَ: قِيلَ يَا رَسُول اللَّه أَمَّا السَّلَام عَلَيْك فَقَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْف الصَّلَاة؟ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ الْحَكَم قَالَ: سَمِعْت اِبْن أَبِي لَيْلَى قَالَ لَقِيَنِي كَعْب بْن عُجْرَة فَقَالَ أَلَا أُهْدِي لَك هَدِيَّة؟ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا يَا رَسُول اللَّه قَدْ عَلِمْنَا أَوْ عَرَفْنَا كَيْف السَّلَام عَلَيْك فَكَيْف الصَّلَاة؟ فَقَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَهَذَا الْحَدِيث قَدْ أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَة فِي كُتُبهمْ مِنْ طُرُق مُتَعَدِّدَة عَنْ الْحَكَم وَهُوَ اِبْن عُتَيْبَة زَادَ الْبُخَارِيّ وَعَبْد اللَّه بْن عِيسَى كِلَاهُمَا عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى فَذَكَرَهمْ وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا هُشَيْم بْن بَشِير عَنْ يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ " إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُول اللَّه قَدْ عَلِمْنَا السَّلَام عَلَيْك فَكَيْف
(يُتْبَعُ)
(/)
الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى يَقُول وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِهَذِهِ الزِّيَادَة وَمَعْنَى قَوْلهمْ أَمَّا السَّلَام عَلَيْك فَقَدْ عَرَفْنَاهُ هُوَ الَّذِي فِي التَّشَهُّد الَّذِي كَانَ يُعَلِّمهُمْ إِيَّاهُ كَمَا كَانَ يُعَلِّمهُمْ السُّورَة مِنْ الْقُرْآن وَفِيهِ السَّلَام عَلَيْك أَيّهَا النَّبِيّ وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته" حَدِيث آخَر " قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن يُوسُف حَدَّثَنَا اللَّيْث عَنْ اِبْن الْهَادِ عَنْ عَبْد اللَّه بْن خَبَّاب عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُول اللَّه هَذَا السَّلَام فَكَيْف نُصَلِّي عَلَيْك: قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولَك كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم قَالَ أَبُو صَالِح عَنْ اللَّيْث: عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن حَمْزَة حَدَّثَنَا اِبْن أَبَى حَازِم عَنْ يَزِيد يَعْنِي اِبْن الْهَادِ وَقَالَ كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن الْهَادِ بِهِ " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد قَرَأْت عَلَى عَبْد الرَّحْمَن مَالِك عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرو بْن سُلَيْم أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْد السَّاعِدِيّ أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُول اللَّه كَيْف نُصَلِّي عَلَيْك قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَأَزْوَاجه وَذُرِّيَّته كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَأَزْوَاجه وَذُرِّيَّته كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَقَدْ أَخْرَجَهُ بَقِيَّة الْجَمَاعَة سِوَى التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث مَالِك بِهِ " حَدِيث آخَر " قَالَ مُسْلِم حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يَحْيَى التَّمِيمِيّ قَالَ: قَرَأْت عَلَى مَالِك عَنْ نُعَيْم بْن عَبْد اللَّه المجمر أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زَيْد الْأَنْصَارِيّ قَالَ وَعَبْد اللَّه بْن زَيْد هُوَ الَّذِي كَانَ أُرِيَ النِّدَاء بِالصَّلَاةِ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَسْعُود الْأَنْصَارِيّ قَالَ: أَتَانَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَجْلِس سَعْد بْن عُبَادَة فَقَالَ لَهُ بَشِير بْن سَعْد أَمَرَنَا اللَّه أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْك يَا رَسُول اللَّه فَكَيْف نُصَلِّي عَلَيْك؟ قَالَ فَسَكَتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلهُ ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم فِي الْعَالَمِينَ إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَالسَّلَام كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن جَرِير مِنْ حَدِيث مَالِك بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح وَرَوَى الْإِمَام أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زَيْد بْن عَبْد رَبّه عَنْ أَبَى مَسْعُود الْبَدْرِيّ أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُول اللَّه أَمَّا السَّلَام فَقَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْف
(يُتْبَعُ)
(/)
نُصَلِّي عَلَيْك إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا فِي صَلَاتنَا فَقَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد وَذَكَرَهُ وَرَوَاهُ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه فِي مُسْنَده عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِمِثْلِهِ وَمِنْ هَهُنَا ذَهَبَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه إِلَى أَنَّهُ يَجِب عَلَى الْمُصَلِّي أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّشَهُّد الْأَخِير فَإِنْ تَرَكَهُ لَمْ تَصِحّ صَلَاته وَقَدْ شَرَعَ بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ يُشَنِّع عَلَى الْإِمَام الشَّافِعِيّ فِي اِشْتِرَاطه ذَلِكَ فِي الصَّلَاة وَيَزْعُم أَنَّهُ قَدْ تَفَرَّدَ بِذَلِكَ وَحَكَى الْإِجْمَاع عَلَى خِلَافه أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ وَالطَّحَاوِيّ وَالْخَطَّابِيّ وَغَيْرهمْ فِيمَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاض عَنْهُمْ وَقَدْ تَعَسَّفَ هَذَا الْقَائِل فِي رَدّه عَلَى الشَّافِعِيّ وَتَكَلَّفَ فِي دَعْوَاهُ الْإِجْمَاع فِي ذَلِكَ وَقَالَ مَا لَمْ يُحِطْ بِهِ عِلْمًا فَإِنَّا قَدْ رُوِّينَا وُجُوب ذَلِكَ وَالْأَمْر بِالصَّلَاةِ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاة كَمَا هُوَ ظَاهِر الْآيَة وَمُفَسَّر بِهَذَا الْحَدِيث عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة مِنْهُمْ اِبْن مَسْعُود وَأَبُو مَسْعُود الْبَدْرِيّ وَجَابِر بْن عَبْد اللَّه وَمِنْ التَّابِعِينَ الشَّعْبِيّ وَأَبُو جَعْفَر الْبَاقِر وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيّ لَا خِلَاف عَنْهُ فِي ذَلِكَ وَلَا بَيْن أَصْحَابه أَيْضًا وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْإِمَام أَحْمَد أَخِيرًا فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ اِبْن زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ بِهِ وَبِهِ قَالَ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ وَالْفَقِيه الْإِمَام مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْنِ الْمَوَّاز الْمَالِكِيّ رَحِمَهمْ اللَّه تَعَالَى حَتَّى إِنَّ بَعْض أَئِمَّة الْحَنَابِلَة أَوْجَبَ أَنْ يُقَال فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا عَلَّمَهُمْ أَنْ يَقُولُوا لَمَّا سَأَلُوهُ وَحَتَّى أَنَّ بَعْض أَصْحَابنَا أَوْجَبَ الصَّلَاة عَلَى آلِهِ وَمِمَّنْ حَكَاهُ الْبَنْدَنِيجِيّ وَسُلَيْم الرَّازِيّ وَصَاحِبه نَصْر بْن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِيّ وَنَقَلَهُ إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَصَاحِبه الْغَزَالِيّ قَوْلًا عَنْ الشَّافِعِيّ وَالصَّحِيح أَنَّهُ وَجْه عَلَى أَنَّ الْجُمْهُور عَلَى خِلَافه وَحَكَوْا الْإِجْمَاع عَلَى خِلَافه وَلِلْقَوْلِ بِوُجُوبِهِ ظَوَاهِر الْحَدِيث وَاَللَّه أَعْلَم وَالْغَرَض أَنَّ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه يَقُول بِوُجُوبِ الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاة سَلَفًا وَخَلَفًا كَمَا تَقَدَّمَ وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة فَلَا إِجْمَاع عَلَى خِلَافه فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة لَا قَدِيمًا وَلَا حَدِيثًا وَاَللَّه أَعْلَم وَمِمَّا يُؤَيِّد ذَلِكَ الْحَدِيث الْآخَر الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ وَالنَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّان فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ رِوَايَة حَيْوَةَ بْن شُرَيْح الْمِصْرِيّ عَنْ أَبِي هَانِئ حُمَيْد بْن هَانِئ عَنْ عَمْرو بْن مَالِك أَبِي عَلِيّ الْحُسَيْنِيّ عَنْ فَضَالَة بْن عُبَيْد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاته لَمْ يُمَجِّد اللَّه وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيّ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجِلَ هَذَا ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ إِذَا صَلَّى أَحَدكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَالثَّنَاء عَلَيْهِ ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيّ ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْد بِمَا شَاءَ وَكَذَا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ رِوَايَة عَبْد الْمُهَيْمِن بْن عَبَّاس بْن سَهْل بْن سَعْد السَّاعِدِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ لَا صَلَاة لِمَنْ لَا وُضُوء لَهُ وَلَا وُضُوء لِمَنْ لَمْ يَذْكُر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ وَلَا صَلَاة لِمَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيّ وَلَا صَلَاة لِمَنْ لَمْ يُحِبّ الْأَنْصَار وَلَكِنَّ عَبْد الْمُهَيْمِن هَذَا مَتْرُوك وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ مِنْ رِوَايَة أَخِيهِ أُبَيّ بْن عَبَّاس وَلَكِنْ فِي ذَلِكَ نَظَر وَإِنَّمَا يُعْرَف مِنْ رِوَايَة عَبْد الْمُهَيْمِن وَاَللَّه أَعْلَم " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُول اللَّه قَدْ عَلِمْنَا كَيْف نُسَلِّم عَلَيْك فَكَيْف نُصَلِّي عَلَيْك؟ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ اِجْعَلْ صَلَوَاتك وَرَحْمَتك وَبَرَكَاتك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا جَعَلْتهَا عَلَى إِبْرَاهِيم وَآلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى اِسْمه نُفَيْع بْن الْحَارِث مَتْرُوك ". حَدِيث آخَر " مَوْقُوف رُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن مَنْصُور وَيَزِيد بْن هَارُون وَزَيْد بْن الْحُبَاب ثَلَاثَتهمْ عَنْ نُوح بْن قَيْس حَدَّثَنَا سَلَامَة الْكِنْدِيّ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ كَانَ يُعَلِّم النَّاس هَذَا الدُّعَاء اللَّهُمَّ دَاحِي الْمَدْحُوَّات وَبَارِئ الْمَسْمُوكَات وَجَبَّار الْقُلُوب عَلَى فِطْرَتهَا شَقِيّهَا وَسَعِيدهَا اِجْعَلْ شَرَائِف صَلَوَاتك وَنَوَامِي بَرَكَاتك وَرَأْفَة تَحَنُّنِك عَلَى مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولِك الْفَاتِح لِمَا أُغْلِقَ وَالْخَاتَم لِمَا سَبَقَ وَالْمُعْلِن الْحَقّ بِالْحَقِّ وَالدَّامِغ لِجَيْشَاتِ الْأَبَاطِيل كَمَا حَمَلَ فَاضْطَلَعَ بِأَمْرِك بِطَاعَتِك مُسْتَوْفِزًا فِي مَرْضَاتك غَيْر نَكِل فِي قَدَم وَلَا وَهَن فِي عَزْم وَاعِيًا لِوَحْيِك حَافِظًا لِعَهْدِك مَاضِيًا عَلَى نَفَاذ أَمْرك حَتَّى أَوْرَى قَبَسًا لِقَابِس , آلَاء اللَّه تَصِل بِأَهْلِهِ أَسْبَابه بِهِ هُدِيَتْ الْقُلُوب بَعْد خَوْضَات الْفِتَن وَالْإِثْم وَأَبْهَج مُوَضِّحَات الْأَعْلَام وَنَائِرَات الْأَحْكَام وَمُنِيرَات الْإِسْلَام فَهُوَ أَمِينك الْمَأْمُون وَخَازِن عِلْمك الْمُخْزُونَ وَشَهِيدك يَوْم الدِّين وَبَعِيثُك نِعْمَة وَرَسُولُك بِالْحَقِّ رَحْمَة , اللَّهُمَّ أَفْسِحْ لَهُ فِي عَدْنك وَاجْزِهِ مُضَاعَفَات الْخَيْر مِنْ فَضْلِك مُهَنَّآت غَيْر مُكَدَّرَات مِنْ فَوْز ثَوَابك الْمَحْلُول وَجَزِيل عَطَائِك الْمَلُول اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاء النَّاس بِنَاءَهُ وَأَكْرِمْ مَثْوَاهُ لَدَيْك وَنُزُله وَأَتْمِمْ لَهُ نُوره وَاجْزِهِ مِنْ اِبْتِعَاثك لَهُ مَقْبُول الشَّهَادَة مَرَضِيّ الْمَقَالَة ذَا مَنْطِق عَدْل وَخُطَّة فَصْل. وَحُجَّة وَبُرْهَان عَظِيم هَذَا مَشْهُور مِنْ كَلَام عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَقَدْ تَكَلَّمَ عَلَيْهِ اِبْن قُتَيْبَة فِي مُشْكِل الْحَدِيث وَكَذَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن فَارِس اللُّغَوِيّ فِي جُزْء جَمَعَهُ فِي فَضْل الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنَّ فِي إِسْنَاده نَظَرًا قَالَ شَيْخنَا الْحَافِظ أَبُو الْحَجَّاج الْمِزِّيّ: سَلَامَة الْكِنْدِيّ هَذَا لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ وَلَمْ يُدْرِك عَلِيًّا كَذَا قَالَ وَقَدْ رَوَى الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ هَذَا الْأَثَر عَنْ مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصَّائِغ عَنْ سَعِيد بْن مَنْصُور حَدَّثَنَا نُوح بْن قَيْس عَنْ سَلَامَة الْكِنْدِيّ قَالَ كَانَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يُعَلِّمنَا الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُول اللَّهُمَّ دَاحِي الْمَدْحُوَّات وَذَكَرَهُ. " حَدِيث آخَر " قَالَ اِبْن مَاجَهْ حَدَّثَنَا زِيَاد عَنْ عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيّ عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِي فَاخِتَة عَنْ الْأَسْوَد بْن يَزِيد عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَحْسِنُوا الصَّلَاة عَلَيْهِ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَض عَلَيْهِ قَالَ قَالُوا لَهُ عَلِّمْنَا قَالَ قُولُوا: اللَّهُمَّ اِجْعَلْ صَلَوَاتك وَرَحْمَتك وَبَرَكَتك عَلَى سَيِّد الْمُرْسَلِينَ وَإِمَام الْمُتَّقِينَ وَخَاتَم النَّبِيِّينَ مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولك إِمَام الْخَيْر وَقَائِد الْخَيْر وَرَسُول الرَّحْمَة اللَّهُمَّ اِبْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَهَذَا مَوْقُوف وَقَدْ رَوَى إِسْمَاعِيل الْقَاضِي عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَوْ عُمَر عَلَى الشَّكّ مِنْ الرَّاوِي قَرِيبًا مِنْ هَذَا " حَدِيث آخَر " قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا مَالِك بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيل عَنْ يُونُس بْن خَبَّاب قَالَ خَطَبَنَا بِفَارِس فَقَالَ: " إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" فَقَالَ أَنْبَأَنِي مَنْ سَمِعَ اِبْن عَبَّاس يَقُول هَكَذَا أُنْزِلَ فَقُلْنَا أَوْ قَالُوا يَا رَسُول اللَّه عَلِمْنَا السَّلَام عَلَيْك فَكَيْف الصَّلَاة عَلَيْك قَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيم وَآلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّد كَمَا رَحِمْت آلَ إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيد مَجِيد فَيَسْتَدِلّ بِهَذَا الْحَدِيث مَنْ ذَهَبَ إِلَى جَوَاز التَّرَحُّم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا هُوَ قَوْل الْجُمْهُور وَيُعَضِّدهُ حَدِيث الْأَعْرَابِيّ الَّذِي قَالَ: اللَّهُمَّ اِرْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تَرْحَم مَعَنَا أَحَدًا فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّرْتَ وَاسِعًا وَحَكَى الْقَاضِي عِيَاض عَنْ جُمْهُور الْمَالِكِيَّة مَنْعه قَالَ وَأَجَازَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي زَيْد " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَنْ عَاصِم بْن عُبَيْد اللَّه قَالَ: سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن رَبِيعَة يُحَدِّث عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاة لَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَة تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا صَلَّى عَلَيَّ فَلْيُقِلّ عَبْد مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ وَرَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث شُعْبَة بِهِ " حَدِيث آخَر " قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا بُنْدَار حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عَثْمَة حَدَّثَنِي مُوسَى بْن يَعْقُوب الزَّمْعِيّ حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن كَيْسَان أَنَّ عَبْد اللَّه بْن شَدَّاد أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَوْلَى النَّاس بِي يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهمْ عَلَيَّ صَلَاة تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ التِّرْمِذِيّ رَحِمَهُ اللَّه ثُمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن غَرِيب" حَدِيث آخَر " قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ يَعْقُوب بْن زَيْد بْن طَلْحَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَقَالَ لِي مَا مِنْ عَبْد يُصَلِّي عَلَيْك صَلَاة إِلَّا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُل فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَلَا أَجْعَل نِصْف دُعَائِي لَك؟ قَالَ إِنْ شِئْت قَالَ أَلَا أَجْعَل ثُلُثَيْ دُعَائِي لَك؟ قَالَ إِنْ شِئْت قَالَ أَلَا أَجْعَل
(يُتْبَعُ)
(/)
دُعَائِي لَك كُلّه قَالَ إِذَنْ يَكْفِيك اللَّه هَمَّ الدِّينَا وَهَمَّ الْآخِرَة فَقَالَ شَيْخ كَانَ بِمَكَّة يُقَال لَهُ مَنِيع لِسُفْيَان عَمَّنْ أَسْنَدَهُ قَالَ لَا أَدْرِي" حَدِيث آخَر " قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سَلَّام الْعَطَّار حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَقِيل عَنْ الطُّفَيْل بْن أُبَيّ بْن كَعْب عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُج فِي جَوْف اللَّيْل فَيَقُول جَاءَتْ الرَّاجِفَة تَتْبَعهَا الرَّادِفَة جَاءَ الْمَوْت بِمَا فِيهِ فَقَالَ أُبَيّ يَا رَسُول اللَّه إِنِّي أُصَلِّي مِنْ اللَّيْل أَفَأَجْعَل لَك ثُلُث صَلَاتِي؟ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّطْر قَالَ أَفَأَجْعَل لَك شَطْر صَلَاتِي؟ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثُّلُثَانِ قَالَ أَفَأَجْعَل لَك صَلَاتِي كُلّهَا قَالَ إِذَنْ يَغْفِر اللَّه ذَنْبك كُلّه وَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِنَحْوِهِ فَقَالَ حَدَّثَنَا هَنَّاد حَدَّثَنَا قَبِيصَة حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَقِيل عَنْ الطُّفَيْل بْن أُبَيّ بْن كَعْب عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْل قَامَ فَقَالَ يَا أَيّهَا النَّاس اُذْكُرُوا اللَّه اُذْكُرُوا اللَّه جَاءَتْ الرَّاجِفَة تَتْبَعهَا الرَّادِفَة جَاءَ الْمَوْت بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْت بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيّ قُلْت يَا رَسُول اللَّه إِنِّي أُكْثِر الصَّلَاة عَلَيْك فَكَمْ أَجْعَل لَك مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ مَا شِئْت قُلْت الرُّبْع قَالَ مَا شِئْت فَإِنْ زِدْت فَهُوَ خَيْر لَك قُلْت فَالنِّصْف قَالَ مَا شِئْت فَإِنْ زِدْت فَهُوَ خَيْر لَك قُلْت فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْت فَإِنْ زِدْت فَهُوَ خَيْر لَك قُلْت أَجْعَل لَك صَلَاتِي كُلّهَا قَالَ إِذَنْ تُكْفَى هَمَّك وَيُغْفَر لَك ذَنْبك ثُمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا وَكِيع حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَقِيل عَنْ الطُّفَيْل بْن أُبَيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُل يَا رَسُول اللَّه أَرَأَيْت إِنْ جَعَلْت صَلَاتِي كُلّهَا عَلَيْك؟ قَالَ إِذَنْ يَكْفِيك اللَّه مَا أَهَمَّك مِنْ دُنْيَاك وَآخِرَتك " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَة مَنْصُور بْن سَلَمَة الْخُزَاعِيّ وَيُونُس هُوَ اِبْن مُحَمَّد قَالَا حَدَّثَنَا لَيْث عَنْ يَزِيد بْن الْهَادِ عَنْ عَمْرو بْن أَبِي عُمَر عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف قَالَ: خَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعْته حَتَّى دَخَلَ نَخْلًا فَسَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُود حَتَّى خِفْت أَوْ خَشِيت أَنْ يَكُون قَدْ تَوَفَّاهُ اللَّه أَوْ قَبَضَهُ: قَالَ فَجِئْت أَنْظُر فَرَفَعَ رَأْسه فَقَالَ مَالَك يَا عَبْد الرَّحْمَن؟ قَالَ فَذَكَرْت ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ إِنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لِي أَلَا أُبَشِّرك إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقُول مَنْ صَلَّى عَلَيْك صَلَّيْت عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْك سَلَّمْت عَلَيْهِ " طَرِيق أُخْرَى" قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِم حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن بِلَال حَدَّثَنَا عَمْرو بْن أَبِي عُمَر عَنْ عَبْد الْوَاحِد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف قَالَ: قَامَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَجَّهَ نَحْو صَدَفَته فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَة فَخَرَّ سَاجِدًا فَأَطَالَ السُّجُود حَتَّى ظَنَنْت أَنَّ اللَّه قَدْ قَبَضَ نَفْسه فِيهَا فَدَنَوْت مِنْهُ ثُمَّ جَلَسْت فَرَفَعَ رَأْسه فَقَالَ مَنْ هَذَا؟ قُلْت عَبْد الرَّحْمَن قَالَ مَا شَأْنك؟ " قُلْت يَا رَسُول اللَّه سَجَدْت سَجْدَة خَشِيت أَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَكُون اللَّه قَبَضَ رُوحك فِيهَا فَقَالَ إِنَّ جِبْرِيل أَتَانِي فَبَشَّرَنِي أَنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقُول لَك مَنْ صَلَّى عَلَيْك صَلَّيْت عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْك سَلَّمْت عَلَيْهِ فَسَجَدْت لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شُكْرًا وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق الْقَاضِي فِي كِتَابه عَنْ يَحْيَى بْن عَبْد الْحَمِيد عَنْ الدَّرَاوَرْدِيّ عَنْ عَمْرو بْن عَبْد الْوَاحِد عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف بِهِ وَرَوَاهُ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ عَبْد الرَّحْمَن " حَدِيث آخَر " قَالَ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم بْن بُجَيْر بْن عَبْد اللَّه بْن مُعَاوِيَة بْن بُجَيْر بْن رَيَّان حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر عَنْ الْحَكَم بْن عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ عَنْ الْأَسْوَد بْن يَزِيد عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ خَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ فَلَمْ يَجِد أَحَدًا يَتْبَعهُ فَفَزِعَ عُمَر فَأَتَاهُ بِمَطْهَرَةٍ مِنْ خَلْفه فَوَجَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا فِي مَشْرُبَة فَتَنَحَّى عَنْهُ مِنْ خَلْفه حَتَّى رَفَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسه فَقَالَ أَحْسَنْت يَا عُمَر حِين وَجَدْتنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْت عَنِّي إِنَّ جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ مَنْ صَلَّى عَلَيْك مِنْ أُمَّتك وَاحِدَة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ عَشْر صَلَوَات وَرَفَعَهُ عَشْر دَرَجَات وَقَدْ اِخْتَارَ هَذَا الْحَدِيث الْحَافِظ الضِّيَاء الْمَقْدِسِيّ فِي كِتَابه الْمُسْتَخْرَج عَلَى الصَّحِيحَيْنِ وَقَدْ رَوَاهُ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي عَنْ الْقَعْنَبِيّ عَنْ سَلَمَة بْن وَرْدَان عَنْ أَنَس عَنْ عُمَر بِنَحْوِهِ وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ يَعْقُوب بْن حُمَيْد عَنْ أَنَس بْن عِيَاض عَنْ سَلَمَة بْن وَرْدَان عَنْ مَالِك بْن أَوْس بْن الْحَدَثَان عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب بِنَحْوِهِ " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو كَامِل حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ ثَابِت بْن سُلَيْمَان مَوْلَى الْحَسَن بْن عَلِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَات يَوْم وَالسُّرُور يُرَى فِي وَجْهه فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه إِنَّا لَنَرَى السُّرُور فِي وَجْهك فَقَالَ إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَك فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَمَا يُرْضِيك أَنَّ رَبّك عَزَّ وَجَلَّ يَقُول إِنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْك أَحَد مِنْ أُمَّتك إِلَّا صَلَّيْت عَلَيْهِ عَشْرًا وَلَا يُسَلِّم عَلَيْك أَحَد مِنْ أُمَّتك إِلَّا سَلَّمْت عَلَيْهِ عَشْرًا؟ قُلْت بَلَى وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث حَمَّاد بْن سَلَمَة بِهِ وَقَدْ رَوَاهُ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس عَنْ أَخِيهِ عَنْ سُلَيْمَان بْن بِلَال عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس عَنْ أَبِي طَلْحَة بِنَحْوِهِ " طَرِيق أُخْرَى " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا شُرَيْح حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَر عَنْ إِسْحَاق بْن كَعْب بْن عُجْرَة عَنْ أَبِي طَلْحَة الْأَنْصَارِيّ قَالَ أَصْبَحَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا طَيِّب النَّفْس يُرَى فِي وَجْهه الْبِشْر قَالُوا يَا رَسُول اللَّه أَصْبَحْت الْيَوْم طَيِّب النَّفْس يُرَى فِي وَجْهك الْبِشْر قَالَ أَجَلْ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ مَنْ صَلَّى عَلَيْك مِنْ أُمَّتك صَلَاة كَتَبَ اللَّه لَهُ بِهَا عَشْر حَسَنَات وَمَحَا عَنْهُ عَشْر سَيِّئَات وَرَفَعَ لَهُ عَشْر دَرَجَات وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلهَا وَهَذَا أَيْضًا إِسْنَاد جَيِّد وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ " حَدِيث آخَر " رَوَى مُسْلِم وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر عَنْ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ
(يُتْبَعُ)
(/)
: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح وَفِي الْبَاب عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَعَامِر بْن رَبِيعَة وَعَمَّار وَأَبِي طَلْحَة وَأَنَس وَأُبَيّ بْن كَعْب: وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا شَرِيك عَنْ لَيْث عَنْ كَعْب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهَا زَكَاة لَكُمْ وَسَلُوا اللَّه لِي الْوَسِيلَة فَإِنَّهَا دَرَجَة فِي أَعْلَى الْجَنَّة وَلَا يَنَالهَا إِلَّا رَجُل وَأَرْجُو أَنْ أَكُون أَنَا هُوَ تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد وَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّار مِنْ طَرِيق مُجَاهِد عَنْ أَبَى هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ فَقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الْبِكَالِيّ حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْن عُلَيَّة عَنْ لَيْث عَنْ مُجَاهِد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهَا زَكَاة لَكُمْ وَسَلُوا اللَّه لِي الدَّرَجَة الْوَسِيلَة مِنْ الْجَنَّة فَسَأَلْنَاهُ أَوْ أَخْبَرَنَا فَقَالَ هِيَ دَرَجَة فِي أَعْلَى الْجَنَّة وَهِيَ لِرَجُلٍ وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُون ذَلِكَ الرَّجُل فِي إِسْنَاده بَعْض مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُرَيْح الْخَوْلَانِيّ سَمِعْت أَبَا قَيْس مَوْلَى عَمْرو بْن الْعَاص سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن عَمْرو يَقُول: مَنْ صَلَّى عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَمَلَائِكَته لَهَا سَبْعِينَ صَلَاة فَلْيُقِلّ عَبْد مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ وَسَمِعْت عَبْد اللَّه بْن عَمْرو يَقُول خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّد النَّبِيّ الْأُمِّيّ قَالَهُ ثَلَاث مَرَّات وَلَا نَبِيّ بَعْدِي أُوتِيت فَوَاتِح الْكَلَام وَخَوَاتِمه وَجَوَامِعه وَعُلِّمْت كَمْ خَزَنَة النَّار وَحَمَلَة الْعَرْش وَتُجَوِّز بِي عُوفِيت وَعُوفِيَتْ أُمَّتِي فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْت فِيكُمْ فَإِذَا ذُهِبَ بِي فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّه أَحِلُّوا حَلَاله وَحَرِّمُوا حَرَامه" حَدِيث آخَر " قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَة الْخُرَاسَانِيّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق عَنْ أَنَس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ ذُكِرْت عِنْده فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّة وَاحِدَة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ عَشْرًا وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مِنْ حَدِيث أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيّ عَنْ أَبِي سَلَمَة وَهُوَ الْمُغِيرَة بْن مُسْلِم الْخُرَاسَانِيّ عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَمْرو بْن عَبْد اللَّه السَّبِيعِيّ عَنْ أَنَس بِهِ " حَدِيث آخَر " عَنْ أَنَس قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُضَيْل حَدَّثَنَا يُونُس بْن عَمْرو عَنْ يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم عَنْ أَنَس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاة وَاحِدَة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ عَشْر صَلَوَات وَحَطَّ عَنْهُ عَشْر خَطِيئَات " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الْمَلِك بْن عَمْرو وَأَبُو سَعِيد حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن بِلَال عَنْ عُمَارَة بْن غَزِيَّة عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عَنْ أَبِيهِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْبَخِيل مَنْ ذُكِرْت عِنْده ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ وَقَالَ أَبُو سَعِيد فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث سُلَيْمَان بْن بِلَال ثُمَّ قَالَ
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذَا حَدِيث حَسَن غَرِيب صَحِيح وَمِنْ الرُّوَاة مَنْ جَعَلَهُ مِنْ سَنَد الْحُسَيْن بْن عَلِيّ وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ مِنْ مُسْنَد عَلِيّ نَفْسه " حَدِيث آخَر " قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا حَجَّاج بْن مِنْهَال حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ مَعْبَد بْن بِلَال الْعَنَزِيّ حَدَّثَنَا رَجُل مِنْ أَهْل دِمَشْق عَنْ عَوْف بْن مَالِك عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَبْخَل النَّاس مَنْ ذُكِرْت عِنْده فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ " حَدِيث آخَر " مُرْسَل قَالَ إِسْمَاعِيل وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن حَرْب حَدَّثَنَا جَرِير بْن حَازِم سَمِعْت الْحَسَن يَقُول قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَسْب اِمْرِئٍ مِنْ الْبُخْل أَنْ أُذْكَر عِنْده فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ " حَدِيث آخَر " قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيّ حَدَّثَنَا رِبْعِيّ بْن إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق عَنْ سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَغِمَ أَنْف رَجُل ذُكِرْت عِنْده فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ وَرَغِمَ أَنْف رَجُل دَخَلَ عَلَيْهِ شَهْر رَمَضَان ثُمَّ اِنْسَلَخَ قَبْل أَنْ يُغْفَر لَهُ وَرَغِمَ أَنْف رَجُل أَدْرَكَ عِنْده أَبَوَاهُ الْكِبَر فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّة ثُمَّ قَالَ حَسَن غَرِيب قُلْت وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَنْ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي حَازِم عَنْ كَثِير بْن زَيْد عَنْ الْوَلِيد بْن رَبَاح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا بِنَحْوِهِ وَرَوَاهُ مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبَى هُرَيْرَة قَالَ التِّرْمِذِيّ وَفِي الْبَاب عَنْ جَابِر وَأَنَس قُلْت وَابْن عَبَّاس وَكَعْب بْن عُجْرَة وَقَدْ ذَكَرْت طُرُق هَذَا الْحَدِيث فِي أَوَّل كِتَاب الصِّيَام عِنْد قَوْله: " إِمَّا يَبْلُغْنَ عِنْدك الْكِبَر أَحَدهمَا أَوْ كِلَاهُمَا " وَهَذَا الْحَدِيث وَاَلَّذِي قَبْله دَلِيل عَلَى وُجُوب الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا ذُكِرَ وَهُوَ مَذْهَب طَائِفَة مِنْ الْعُلَمَاء مِنْهُمْ الطَّحَاوِيّ وَالْحَلِيمِيّ وَيَتَقَوَّى بِالْحَدِيثِ الْآخَر الَّذِي رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ حَدَّثَنَا جُنَادَة بْن الْمُغَلِّس حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد حَدَّثَنَا عَمْرو بْن دِينَار عَنْ جَابِر بْن زَيْد عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَسِيَ الصَّلَاة عَلَيَّ أَخْطَأَ طَرِيق الْجَنَّة. جُنَادَة ضَعِيف وَلَكِنْ رَوَاهُ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي مِنْ غَيْر وَجْه عَنْ أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْبَاقِر قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَسِيَ الصَّلَاة عَلَيَّ أَخْطَأَ طَرِيق الْجَنَّة وَهَذَا مُرْسَل يَتَقَوَّى بِاَلَّذِي قَبْله وَاَللَّه أَعْلَم وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ تَجِب الصَّلَاة عَلَيْهِ فِي الْمَجْلِس مَرَّة وَاحِدَة ثُمَّ لَا تَجِب فِي بَقِيَّة ذَلِكَ الْمَجْلِس بَلْ تُسْتَحَبّ نَقَلَهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ بَعْضهمْ وَيَتَأَيَّد بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ صَالِح مَوْلَى التَّوْأَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْم مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّه فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيّهمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَة يَوْم الْقِيَامَة فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ تَفَرَّدَ بِهِ التِّرْمِذِيّ مِنْ هَذَا الْوَجْه وَرَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد عَنْ حَجَّاج وَيَزِيد بْن هَارُون كِلَاهُمَا عَنْ اِبْن أَبِي ذِئْب عَنْ صَالِح مَوْلَى التَّوْأَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا مِثْله
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حَسَن وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْر وَجْه وَقَدْ رَوَاهُ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي مِنْ حَدِيث شُعْبَة عَنْ سُلَيْمَان عَنْ ذَكْوَان عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ مَا مِنْ قَوْم يَقْعُدُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ وَلَا يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ يَوْم الْقِيَامَة حَسْرَة وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّة لِمَا يَرَوْنَ مِنْ الثَّوَاب وَحُكِيَ عَنْ بَعْضهمْ أَنَّهُ إِنَّمَا تَجِب الصَّلَاة عَلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي الْعُمْر مَرَّة وَاحِدَة اِمْتِثَالًا لِأَمْرِ الْآيَة ثُمَّ هِيَ مُسْتَحَبَّة فِي كُلّ حَال وَهَذَا هُوَ الَّذِي نَصَرَهُ الْقَاضِي عِيَاض بَعْدَمَا حَكَى الْإِجْمَاع عَلَى وُجُوب الصَّلَاة عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجُمْلَة قَالَ وَقَدْ حَكَى الطَّبَرِيّ أَنَّ مَحْمَل الْآيَة عَلَى النَّدْب وَادَّعَى فِيهِ الْإِجْمَاع قَالَ وَلَعَلَّهُ فِيمَا زَادَ عَلَى الْمَرَّة وَالْوَاجِب فِيهِ مَرَّة كَالشَّهَادَةِ لَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَمَنْدُوب وَمُرَغَّب فِيهِ مِنْ سُنَن الْإِسْلَام وَشِعَار أَهْله قُلْت وَهَذَا قَوْل غَرِيب فَإِنَّهُ قَدْ وَرَدَ الْأَمْر بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فِي أَوْقَات كَثِيرَة فَمِنْهَا وَاجِب وَمِنْهَا مُسْتَحَبّ عَلَى مَا نُبَيِّنهُ فَمِنْهُ بَعْد النِّدَاء لِلصَّلَاةِ لِلْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا حَيْوَةُ حَدَّثَنَا كَعْب بْن عَلْقَمَة أَنَّهُ سَمِعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن جُبَيْر يَقُول إِنَّهُ سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص يَقُول إِنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَقُولُوا مِثْل مَا يَقُول ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّه لِي الْوَسِيلَة فَإِنَّهَا مَنْزِلَة فِي الْجَنَّة لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَاد اللَّه وَأَرْجُو أَنْ أَكُون أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَة حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَة " وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث كَعْب بْن عَلْقَمَة " طَرِيق أُخْرَى " قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ عَنْ أَبِي بَكْر الْجُشَمِيّ عَنْ صَفْوَان بْن سُلَيْم عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَأَلَ اللَّه لِي الْوَسِيلَة حَقَّتْ عَلَيْهِ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة " حَدِيث آخَر " قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن حَرْب حَدَّثَنَا سَعِيد بْن زَيْد عَنْ لَيْث عَنْ كَعْب هُوَ كَعْب الْأَحْبَار عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ عَلَيَّ زَكَاة لَكُمْ وَسَلُوا اللَّه لِي الْوَسِيلَة قَالَ فَإِمَّا حَدَّثَنَا وَإِمَّا سَأَلْنَاهُ قَالَ الْوَسِيلَة أَعْلَى دَرَجَة فِي الْجَنَّة لَا يَنَالهَا إِلَّا رَجُل وَأَرْجُو أَنْ أَكُون أَنَا ذَلِكَ الرَّجُل ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر عَنْ مُعْتَمِر عَنْ لَيْث وَهُوَ اِبْن أَبِي سُلَيْم بِهِ وَكَذَا الْحَدِيث الْآخَر قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا حَسَن بْن مُوسَى حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا بَكْر بْن سَوَادَةَ عَنْ زِيَاد بْن نُعَيْم عَنْ وَرْقَاء الْحَضْرَمِيّ عَنْ رُوَيْفِعِ بْن ثَابِت الْأَنْصَارِيّ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّد وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْزِلهُ الْمَقْعَد الْمُقَرَّب عِنْدك يَوْم الْقِيَامَة وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي وَهَذَا إِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ "
(يُتْبَعُ)
(/)
أَثَر حَسَن " قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا سُفْيَان حَدَّثَنِي مَعْمَر عَنْ اِبْن طَاوُس عَنْ أَبِيهِ سَمِعْت اِبْن عَبَّاس يَقُول: اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَة مُحَمَّد الْكُبْرَى وَارْفَعْ دَرَجَته الْعُلْيَا وَأَعْطِهِ سُؤْله فِي الْآخِرَة وَالْأُولَى كَمَا آتَيْت إِبْرَاهِيم وَمُوسَى عَلَيْهِمْ السَّلَام إِسْنَاد جَيِّد قَوِيّ صَحِيح وَمِنْ ذَلِكَ عِنْد دُخُول الْمَسْجِد وَالْخُرُوج مِنْهُ لِلْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن عَنْ أُمّه فَاطِمَة بِنْت الْحُسَيْن عَنْ جَدَّته فَاطِمَة بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِد صَلَّى عَلَى مُحَمَّد وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَاب رَحْمَتك وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّد وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَاب فَضْلك وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد الْحَمِيد حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عَمْرو التَّمِيمِيّ عَنْ سُلَيْمَان الضَّبِّيّ عَنْ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن قَالَ قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: إِذَا مَرَرْتُمْ بِالْمَسَاجِدِ فَصَلُّوا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا الصَّلَاة عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاة فَقَدْ قَدَّمْنَا الْكَلَام عَلَيْهَا فِي التَّشَهُّد الْأَخِير وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ مِنْ الْعُلَمَاء مِنْهُمْ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه وَأَكْرَمه وَأَحْمَد وَأَمَّا التَّشَهُّد الْأَوَّل فَلَا تَجِب فِيهِ قَوْلًا وَاحِدًا وَهَلْ تُسْتَحَبّ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ لِلشَّافِعِيِّ وَمِنْ ذَلِكَ الصَّلَاة عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاة الْجِنَازَة فَإِنَّ السُّنَّة أَنْ يَقْرَأ فِي التَّكْبِيرَة الْأُولَى فَاتِحَة الْكِتَاب وَفِي الثَّانِيَة أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الثَّالِثَة يَدْعُو لِلْمَيِّتِ وَفِي الرَّابِعَة يَقُول اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمنَا أَجْره وَلَا تَفْتِنَّا بَعْده قَالَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه حَدَّثَنَا مُطَرِّف بْن مَازِن عَنْ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْن سَهْل بْن حَنِيف أَنَّهُ أَخْبَرَهُ رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ السُّنَّة فِي الصَّلَاة عَلَى الْجِنَازَة أَنْ يُكَبِّر الْإِمَام ثُمَّ يَقْرَأ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب بَعْد التَّكْبِيرَة الْأُولَى سِرًّا فِي نَفْسه ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُخْلِص الدُّعَاء لِلْجِنَازَةِ وَفِي التَّكْبِيرَات لَا يَقْرَأ فِي شَيْء مِنْهَا ثُمَّ يُسَلِّم سِرًّا فِي نَفْسه وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ نَفْسه أَنَّهُ قَالَ مِنْ السُّنَّة فَذَكَرَه وَهَذَا مِنْ الصَّحَابِيّ فِي حُكْم الْمَرْفُوع عَلَى الصَّحِيح وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى عَنْ عَبْد الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْل عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب أَنَّهُ قَالَ: السُّنَّة فِي الصَّلَاة عَلَى الْجِنَازَة فَذَكَرَه وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَابْن عُمَر وَالشَّعْبِيّ وَمِنْ ذَلِكَ فِي صَلَاة الْعِيد قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا هِشَام الدُّسْتُوَائِيّ حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَة أَنَّ اِبْن مَسْعُود وَأَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَة خَرَجَ عَلَيْهِمْ الْوَلِيد بْن عُقْبَة يَوْمًا قَبْل الْعِيد فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ هَذَا الْعِيد قَدْ دَنَا فَكَيْف التَّكْبِير فِيهِ؟ قَالَ عَبْد
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّه فَتُكَبِّر تَكْبِيرَة تَفْتَتِح بِهَا الصَّلَاة وَتَحْمَد رَبّك وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيّ ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّر وَتَفْعَل مِثْل ذَلِكَ ثُمَّ تُكَبِّر وَتَفْعَل مِثْل ذَلِكَ ثُمَّ تُكَبِّر وَتَفْعَل مِثْل ذَلِكَ ثُمَّ تَقْرَأ ثُمَّ تُكَبِّر وَتَرْكَع ثُمَّ تَقُوم فَتَقْرَأ وَتَحْمَد رَبّك وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّر وَتَفْعَل مِثْل ذَلِكَ ثُمَّ تَرْكَع فَقَالَ حُذَيْفَة وَأَبُو مُوسَى صَدَقَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن إِسْنَاد صَحِيح وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يُسْتَحَبّ خَتْم الدُّعَاء بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا النَّضْر بْن سُهَيْل عَنْ أَبِي قُرَّة الْأَسَدِيّ عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب قَالَ: الدُّعَاء مَوْقُوف بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض لَا يَصْعَد مِنْهُ شَيْء حَتَّى تُصَلِّي عَلَى نَبِيّك وَكَذَا رَوَاهُ أَيُّوب بْن مُوسَى عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَرَوَاهُ مُعَاذ بْن الْحَارِث عَنْ أَبِي قُرَّة سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ عُمَر مَرْفُوعًا وَكَذَا رَوَاهُ رَزِين بْن مُعَاوِيَة فِي كِتَابه مَرْفُوعًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدُّعَاء مَوْقُوف بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض لَا يَصْعَد حَتَّى يُصَلَّى عَلَيَّ فَلَا تَجْعَلُونِي كَغُمَرِ الرَّاكِب صَلُّوا عَلَيَّ أَوَّل الدُّعَاء وَآخِره وَأَوْسَطه وَهَذِهِ الزِّيَادَة إِنَّمَا تُرْوَى مِنْ رِوَايَة جَابِر بْن عَبْد اللَّه فِي مُسْنَد الْإِمَام عَبْد بْن حُمَيْد الْكَشِّيّ حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن عَوْن أَخْبَرَنَا مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ جَابِر قَالَ لَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِب إِذَا عَلَّقَ تَعَالِيقه أَخَذَ قَدَحه فَمَلَأَهُ مِنْ الْمَاء فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَة فِي الْوُضُوء تَوَضَّأَ وَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَة فِي الشُّرْب شَرِبَ وَإِلَّا أَهْرَقَ مَا فِيهِ اِجْعَلُونِي فِي أَوَّل الدُّعَاء وَفِي وَسَط الدُّعَاء وَفِي آخِر الدُّعَاء وَهَذَا حَدِيث غَرِيب وَمُوسَى بْن عُبَيْدَة ضَعِيف الْحَدِيث وَمِنْ آكَد ذَلِكَ دُعَاء الْقُنُوت لِمَا رَوَاهُ أَحْمَد وَأَهْل السُّنَن وَابْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث أَبِي الْجَوْزَاء عَنْ الْحَسَن بْن عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَات أَقُولهُنَّ فِي الْوِتْر اللَّهُمَّ اِهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْت وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْت وَقِنِي شَرّ مَا قَضَيْت فَإِنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك وَإِنَّهُ لَا يَذِلّ مَنْ وَالَيْت وَلَا يَعِزّ مَنْ عَادَيْت تَبَارَكْت رَبّنَا وَتَعَالَيْت وَزَادَ النَّسَائِيّ فِي سُنَنه بَعْد هَذَا وَصَلَّى اللَّه عَلَى مُحَمَّد وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يُسْتَحَبّ الْإِكْثَار مِنْ الصَّلَاة عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة وَلَيْلَة الْجُمُعَة قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن عَلِيّ الْجُعْفِيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد بْن جَابِر عَنْ أَبِي الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ عَنْ أَوْس بْن أَوْس الثَّقَفِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَفْضَل أَيَّامكُمْ يَوْم الْجُمُعَة فِيهِ خُلِقَ آدَم وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَة وَفِيهِ الصَّعْقَة فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاة فِيهِ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ مَعْرُوضَة عَلَيَّ قَالُوا يَا رَسُول اللَّه وَكَيْف تُعْرَض عَلَيْك صَلَاتنَا وَقَدْ أَرَمْت؟ يَعْنِي وَقَدْ بَلِيت قَالَ إِنَّ اللَّه حَرَّمَ عَلَى الْأَرْض أَنْ تَأْكُل أَجْسَاد الْأَنْبِيَاء وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ وَابْن
(يُتْبَعُ)
(/)
مَاجَهْ مِنْ حَدِيث حُسَيْن بْن عَلِيّ الْجُعْفِيّ وَقَدْ صَحَّحَ هَذَا الْحَدِيث اِبْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّان وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالنَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار " حَدِيث آخَر " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مَاجَهْ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن سَوَادَةَ الْمِصْرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن وَهْب عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال عَنْ زَيْد بْن أَيْمَن عَنْ عُبَادَة بْن نَسِيّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثِرُوا الصَّلَاة عَلَيَّ يَوْم الْجُمُعَة فَإِنَّهُ مَشْهُود تَشْهَدهُ الْمَلَائِكَة لِأَنَّ أَحَدًا لَا يُصَلِّي عَلَيَّ فِيهِ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلَاته حَتَّى يَفْرُغ مِنْهَا قَالَ قُلْت وَبَعْد الْمَوْت؟ قَالَ إِنَّ اللَّه حَرَّمَ عَلَى الْأَرْض أَنْ تَأْكُل أَجْسَاد الْأَنْبِيَاء فَنَبِيّ اللَّه حَيّ يُرْزَق هَذَا حَدِيث غَرِيب مِنْ هَذَا الْوَجْه وَفِيهِ اِنْقِطَاع بَيْن عُبَادَة بْن نَسِيّ وَأَبِي الدَّرْدَاء فَإِنَّهُ لَمْ يُدْرِكهُ وَاَللَّه أَعْلَم وَقَدْ رَوَى الْبَيْهَقِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ وَابْن مَسْعُود عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَمْر بِالْإِكْثَارِ مِنْ الصَّلَاة عَلَيْهِ لَيْلَة الْجُمُعَة وَمِنْ الْجُمُعَة وَلَكِنْ فِي إِسْنَادهمَا ضَعْف وَاَللَّه أَعْلَم وَرُوِيَ مُرْسَلًا عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فَقَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن حَرْب حَدَّثَنَا جَرِير بْن حَازِم سَمِعْت الْحَسَن الْبَصْرِيّ يَقُول: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَأْكُل الْأَرْض جَسَد مَنْ كَلَّمَهُ رُوح الْقُدْس مُرْسَل حَسَن وَالنَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار وَقَالَ الْقَاضِي وَقَالَ الشَّافِعِيّ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد أَخْبَرَنَا صَفْوَان بْن سُلَيْم أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة وَلَيْلَة الْجُمُعَة فَأَكْثِرُوا الصَّلَاة عَلَيَّ هَذَا مُرْسَل وَهَكَذَا يَجِب عَلَى الْخَطِيب أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْجُمُعَة عَلَى الْمِنْبَر فِي الْخُطْبَتَيْنِ وَلَا تَصِحّ الْخُطْبَتَانِ إِلَّا بِذَلِكَ لِأَنَّهَا عِبَادَة وَذِكْر اللَّه شَرْط فِيهَا فَوَجَبَ ذِكْر الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا كَالْأَذَانِ وَالصَّلَاة هَذَا مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد رَحِمَهمَا اللَّه وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يُسْتَحَبّ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَلَيْهِ عِنْد زِيَارَة قَبْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا اِبْن عَوْف هُوَ مُحَمَّد بْن الْمُقْرِي حَدَّثَنَا حَيْوَةُ عَنْ أَبِي صَخْر حُمَيْد بْن زِيَاد عَنْ يَزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن قُسَيْط عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد يُسَلِّم عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّه عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدّ عَلَيْهِ السَّلَام تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار ثُمَّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح قَالَ: قَرَأْت عَلَى عَبْد اللَّه بْن نَافِع أَخْبَرَنِي اِبْن أَبِي ذِئْب عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ تَبْلُغنِي حَيْثُمَا كُنْتُمْ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا وَقَدْ رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد عَنْ شُرَيْح عَنْ عَبْد اللَّه بْن نَافِع وَهُوَ الصَّائِغ بِهِ وَصَحَّحَهُ النَّوَوِيّ أَيْضًا وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ الْقَاضِي إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق فِي كِتَابه فَضْل الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب عَمَّنْ أَخْبَرَهُ مِنْ أَهْل بَيْته عَنْ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْتِي كُلّ غَدَاة فَيَزُور قَبْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ وَيَصْنَع مِنْ ذَلِكَ مَا اُشْتُهِرَ عَلَيْهِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن مَا يَحْمِلك عَلَى هَذَا؟ قَالَ أُحِبّ السَّلَام عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن هَلْ لَك أَنْ أُحَدِّثك حَدِيثًا عَنْ أَبِي؟ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَلَا تَجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قُبُورًا صَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَتَبْلُغنِي صَلَاتكُمْ وَسَلَامكُمْ. فِي إِسْنَاده رَجُل مُبْهَم لَمْ يُسَمَّ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْه آخَر مُرْسَلًا قَالَ عَبْد الرَّزَّاق فِي مُصَنَّفه عَنْ الثَّوْرِيّ عَنْ اِبْن عَجْلَان عَنْ رَجُل يُقَال لَهُ سُهَيْل عَنْ الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ قَالَ رَأَى قَوْمًا عِنْد الْقَبْر فَنَهَاهُمْ وَقَالَ إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا وَلَا تَتَّخِذُوا بُيُوتكُمْ قُبُورًا وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ تَبْلُغنِي فَلَعَلَّهُ رَآهُمْ يُسِيئُونَ الْأَدَب بِرَفْعِ أَصْوَاتهمْ فَوْق الْحَاجَة فَنَهَاهُمْ وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَنْتَاب الْقَبْر فَقَالَ: يَا هَذَا مَا أَنْتَ وَرَجُل بِالْأَنْدَلُسِ مِنْهُ إِلَّا سَوَاء أَيْ الْجَمِيع يَبْلُغهُ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْم الدِّين وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن رِشْدِين الْمِصْرِيّ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أَبِي مَرْيَم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر أَخْبَرَنِي حُمَيْد بْن أَبِي زَيْنَب عَنْ حَسَن بْن حَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ تَبْلُغنِي ثُمَّ قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن حَمْدَان الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا شُعَيْب بْن عَبْد الْحَمِيد الطَّحَّان أَخْبَرَنَا يَزِيد بْن هَارُون بْن أَبِي شَيْبَان عَنْ الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه بْن الْخَطَّاب عَنْ أُمّ أُنَيْسٍ بِنْت الْحَسَن بْن عَلِيّ عَنْ أَبِيهَا قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْت قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ " فَقَالَ إِنَّ هَذَا هُوَ الْمَكْتُوم وَلَوْلَا أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ مَا أَخْبَرْتُكُمْ إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ بِي مَلَكَيْنِ لَا أُذْكَر عِنْد عَبْد مُسْلِم فَيُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا قَالَ ذَانِك الْمَلَكَانِ غَفَرَ اللَّه لَك وَقَالَ اللَّه وَمَلَائِكَته جَوَابًا لِذَيْنِك الْمَلَكَيْنِ آمِينَ وَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ أَحَد إِلَّا قَالَ ذَانِك الْمَلَكَانِ غَفَرَ اللَّه لَك وَيَقُول اللَّه وَمَلَائِكَته جَوَابًا لِذَيْنِك الْمَلَكَيْنِ آمِينَ. غَرِيب جِدًّا وَإِسْنَاده بِهِ ضَعْف شَدِيد وَقَدْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ عَبْد اللَّه بْن السَّائِب عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَة سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْض يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَام وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَسُلَيْمَان بْن مِهْرَان الْأَعْمَش كِلَاهُمَا عَنْ عَبْد اللَّه بْن السَّائِب بِهِ فَأَمَّا الْحَدِيث الْآخَر مَنْ صَلَّى
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيَّ عِنْد قَبْرِي سَمِعْته وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ بَعِيد بُلِّغْته فَفِي إِسْنَاده نَظَر تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّد بْن مَرْوَان السُّدِّيّ الصَّغِير وَهُوَ مَتْرُوك عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا قَالَ أَصْحَابنَا وَيُسْتَحَبّ لِلْمُحْرِمِ إِذَا لَبَّى وَفَرَغَ مِنْ تَلْبِيَته أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَوَاهُ الشَّافِعِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ رِوَايَة صَالِح بْن مُحَمَّد بْن زَائِدَة عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصِّدِّيق قَالَ كَانَ يُؤْمَر الرَّجُل إِذَا فَرَغَ مِنْ تَلْبِيَته أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كُلّ حَال وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَارِم بْن الْفَضْل حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ وَهْب بْن الْأَجْدَع قَالَ: سَمِعْت عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول: إِذَا قَدِمْتُمْ فَطُوفُوا بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلُّوا عِنْد الْمَقَام رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ اِئْتُوا الصَّفَا فَقُومُوا عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ تَرَوْنَ الْبَيْت فَكَبِّرُوا سَبْع مَرَّات تَكْبِيرًا بَيْن حَمْد اللَّه وَثَنَاء عَلَيْهِ وَصَلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْأَلَة لِنَفْسِك وَعَلَى الْمَرْوَة مِثْل ذَلِكَ. إِسْنَاد جَيِّد حَسَن قَوِيّ قَالُوا وَيُسْتَحَبّ الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ ذِكْر اللَّه عِنْد الذَّبْح وَاسْتَأْنَسُوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَرَفَعْنَا لَك ذِكْرك " قَالَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ يَقُول اللَّه تَعَالَى لَا أُذْكَر إِلَّا ذُكِرْت مَعِي وَخَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ الْجُمْهُور وَقَالُوا هَذَا مَوْطِن يُفْرَد فِيهِ ذِكْر اللَّه تَعَالَى كَمَا عِنْد الْأَكْل وَالدُّخُول وَالْوِقَاع وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا لَمْ تَرِد فِيهِ السُّنَّة بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَدِيث آخَر " قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الْمُقَدِّمِيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن هَارُون عَنْ مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَنْ مُحَمَّد بْن ثَابِت عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاء اللَّه وَرُسُله فَإِنَّ اللَّه بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي. فِي إِسْنَاده ضَعِيفَانِ وَهُمَا عَمْرو بْن هَارُون وَشَيْخه وَاَللَّه أَعْلَم وَقَدْ رَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ الثَّوْرِيّ عَنْ مُوسَى بْن عُبَيْدَة الزُّبَيْدِيّ بِهِ وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يُسْتَحَبّ الصَّلَاة عَلَيْهِ عِنْد طَنِين الْأُذُن إِنْ صَحَّ الْخَبَر فِي ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْإِمَام أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَةَ قَدْ رَوَاهُ فِي صَحِيحه فَقَالَ: حَدَّثَنَا زِيَاد بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا مَعْمَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي رَافِع عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي رَافِع قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَنَّتْ أُذُن أَحَدكُمْ فَلْيَذْكُرْنِي وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّه مَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ إِسْنَاده غَرِيب وَفِي ثُبُوته نَظَر وَاَللَّه أَعْلَم " مَسْأَلَة " وَقَدْ اِسْتَحَبَّ أَهْل الْكِتَابَة أَنْ يُكَرِّر الْكَاتِب الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا كَتَبَهُ وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيث مِنْ طَرِيق كَادِح بْن رَحْمَة عَنْ نَهْشَل عَنْ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كِتَاب لَمْ تَزَلْ الصَّلَاة جَارِيَة لَهُ مَا دَامَ اِسْمِي فِي ذَلِكَ الْكِتَاب وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيث بِصَحِيحٍ مِنْ وُجُوه كَثِيرَة وَقَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة وَلَا يَصِحّ أَيْضًا قَالَ الْحَافِظ أَبُو عَبْد اللَّه الذَّهَبِيّ شَيْخنَا أَحْسِبهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَوْضُوعًا وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ أَبِي بَكْر وَابْن عَبَّاس وَلَا يَصِحّ مِنْ ذَلِكَ شَيْء وَاَللَّه أَعْلَم وَقَدْ ذَكَرَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي كِتَابه الْجَامِع لِآدَابِ الرَّاوِي وَالسَّامِع قَالَ: رَأَيْت بِخَطِّ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل رَحِمَهُ اللَّه كَثِيرًا مَا يَكْتُب اِسْم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْر ذِكْر الصَّلَاة عَلَيْهِ كِتَابَة قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَيْهِ لَفْظًا " فَصْل " وَأَمَّا الصَّلَاة عَلَى غَيْر الْأَنْبِيَاء فَإِنْ كَانَتْ عَلَى سَبِيل التَّبَعِيَّة كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيث اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآله وَأَزْوَاجه وَذُرِّيَّته فَهَذَا جَائِز بِالْإِجْمَاعِ وَإِنَّمَا وَقَعَ النِّزَاع فِيمَا إِذَا أَفْرَدَ غَيْر الْأَنْبِيَاء بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ فَقَالَ قَائِلُونَ يَجُوز ذَلِكَ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى " هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَته " وَبِقَوْلِهِ " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات مِنْ رَبّهمْ وَرَحْمَة " وَبِقَوْلِهِ " خُذْ مِنْ أَمْوَالهمْ صَدَقَة تُطَهِّرهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ " الْآيَة وَبِحَدِيثِ عَبْد اللَّه بْن أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ قَوْم بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آل أَبِي أَوْفَى أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَبِحَدِيثِ جَابِر أَنَّ اِمْرَأَته قَالَتْ يَا رَسُول اللَّه صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْك وَعَلَى زَوْجك قَالَ الْجُمْهُور مِنْ الْعُلَمَاء لَا يَجُوز إِفْرَاد غَيْر الْأَنْبِيَاء بِالصَّلَاةِ لِأَنَّ هَذَا قَدْ صَارَ شِعَارًا لِلْأَنْبِيَاءِ إِذَا ذُكِرُوا فَلَا يُلْحَق بِهِمْ غَيْرهمْ فَلَا يُقَال قَالَ أَبُو بَكْر صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عَلِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى صَحِيحًا كَمَا لَا يُقَال قَالَ مُحَمَّد عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ كَانَ عَزِيزًا جَلِيلًا لِأَنَّ هَذَا مِنْ شِعَار ذِكْر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَحَمَلُوا مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ مِنْ الْكِتَاب وَالسُّنَّة عَلَى الدُّعَاء لَهُمْ وَلِهَذَا لَمْ يَثْبُت شِعَار لِآلِ أَبِي أَوْفَى وَلَا لِجَابِرٍ وَامْرَأَته وَهَذَا مَسْلَك حَسَن وَقَالَ آخَرُونَ لَا يَجُوز ذَلِكَ لِأَنَّ الصَّلَاة عَلَى غَيْر الْأَنْبِيَاء قَدْ صَارَتْ مِنْ شِعَار أَهْل الْأَهْوَاء يُصَلُّونَ عَلَى مَنْ يَعْتَقِدُونَ فِيهِمْ فَلَا يُقْتَدَى بِهِمْ فِي ذَلِكَ وَاَللَّه أَعْلَم ثُمَّ اِخْتَلَفَ الْمَانِعُونَ مِنْ ذَلِكَ هَلْ هُوَ مِنْ بَاب التَّحْرِيم أَوْ الْكَرَاهَة التَّنْزِيهِيَّة أَوْ خِلَاف الْأَوْلَى؟ عَلَى ثَلَاثَة أَقْوَال حَكَاهُ الشَّيْخ أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيّ فِي كِتَاب الْأَذْكَار ثُمَّ قَالَ وَالصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ أَنَّهُ مَكْرُوه كَرَاهَة تَنْزِيه لِأَنَّهُ شِعَار أَهْل الْبِدَع وَقَدْ نُهِينَا عَنْ شِعَارهمْ وَالْمَكْرُوه هُوَ مَا وَرَدَ فِيهِ نَهْي مَقْصُود قَالَ أَصْحَابنَا وَالْمُعْتَمَد فِي ذَلِكَ أَنَّ الصَّلَاة صَارَتْ مَخْصُوصَة فِي لِسَان السَّلَف بِالْأَنْبِيَاءِ كَمَا أَنَّ قَوْلنَا عَزَّ وَجَلَّ مَخْصُوص بِاَللَّهِ تَعَالَى فَكَمَا لَا يُقَال مُحَمَّد عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ كَانَ عَزِيزًا جَلِيلًا لَا يُقَال أَبُو بَكْر أَوْ عَلِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا لَفْظه بِحُرُوفِهِ قَالَ وَأَمَّا السَّلَام فَقَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ مِنْ أَصْحَابنَا هُوَ فِي مَعْنَى الصَّلَاة فَلَا يُسْتَعْمَل فِي الْغَائِب وَلَا يُفْرَد بِهِ غَيْر الْأَنْبِيَاء فَلَا يُقَال عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلَام وَسَوَاء فِي هَذَا الْأَحْيَاء وَالْأَمْوَات وَأَمَّا الْحَاضِر فَيُخَاطَب بِهِ فَيُقَال سَلَام عَلَيْك وَسَلَام عَلَيْكُمْ وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
اِنْتَهَى مَا ذَكَرَهُ " قُلْت " وَقَدْ غَلَبَ فِي هَذَا فِي عِبَارَة كَثِير مِنْ النُّسَّاخ لِلْكُتُبِ أَنْ يُفْرَد عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بِأَنْ يُقَال عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ دُون سَائِر الصَّحَابَة أَوْ كَرَّمَ اللَّه وَجْهه وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحًا وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُسَوَّى بَيْن الصَّحَابَة فِي ذَلِكَ فَإِنَّ هَذَا مِنْ بَاب التَّعْظِيم وَالتَّكْرِيم فَالشَّيْخَانِ وَأَمِير الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَان أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْوَاحِد حَدَّثَنَا عَبْد الْوَاحِد بْن زِيَاد حَدَّثَنِي عُثْمَان بْن حَكِيم بْن حَنِيف عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ: لَا تَصِحّ الصَّلَاة عَلَى أَحَد إِلَّا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ يُدْعَى لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات بِالْمَغْفِرَةِ وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن عَلِيّ عَنْ جَعْفَر بْن بُرْقَان قَالَ كَتَبَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَحِمَهُ اللَّه: أَمَّا بَعْد فَإِنَّ نَاسًا مِنْ النَّاس قَدْ اِلْتَمَسُوا الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَة وَإِنَّ نَاسًا مِنْ الْقُصَّاص قَدْ أَحْدَثُوا فِي الصَّلَاة عَلَى خُلَفَائِهِمْ وَأُمَرَائِهِمْ عِدْل الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا جَاءَك كِتَابِي هَذَا فَمُرْهُمْ أَنْ تَكُون صَلَاتهمْ عَلَى النَّبِيِّينَ وَدُعَاؤُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّة وَيَدَعُوا مَا سِوَى ذَلِكَ. أَثَر حَسَن قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُعَاذ بْن أَسَد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك أَخْبَرَنَا اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنِي خَالِد بْن يَزِيد عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال عَنْ نَبِيه بْن وَهْب أَنَّ كَعْبًا دَخَلَ عَلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا فَذَكَرُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كَعْب: مَا مِنْ فَجْر يَطْلُع إِلَّا نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة حَتَّى يَحُفُّونَ بِالْقَبْرِ يَضْرِبُونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِاللَّيْلِ وَسَبْعُونَ أَلْفًا بِالنَّهَارِ حَتَّى إِذَا اِنْشَقَّتْ عَنْهُ الْأَرْض خَرَجَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة يَزُفُّونَهُ " فَرْع " قَالَ النَّوَوِيّ إِذَا صَلَّى عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَجْمَعْ بَيْن الصَّلَاة وَالتَّسْلِيم فَلَا يَقْتَصِر عَلَى أَحَدهمَا فَلَا يَقُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَطْ وَلَا عَلَيْهِ السَّلَام فَقَطْ وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ مُنْتَزَع مِنْ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة وَهِيَ قَوْله " يَا أَيّهَا الَّذِينَ اِمْنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " فَالْأَوْلَى أَنْ يُقَال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 01:00 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله
صياميا مقبولا
انا قد وضعت تفسير القرطبي قبلك. فلماذاوضعته انت ثانية؟
المهم انا غير متفرغ للكتابة لانشغالي بالماجستير
ـ[الجعافرة]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 01:58 ص]ـ
أخانا قصي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يوفقك في رسالة الماجستير التي تخوض غمارها.
وأتمني أن تكون في اللغة العربية أو في علوم القرآن.
فعندنا ابن يدرس في الدراسات العليا في علوم اللغة العربية في جامعة عين شمس أتمني لكم وله التوفيق والسداد.
أنا لم ألاحظ أنكم قمتم بوضع تفسير القرطبي لذلك وضعته مع تفسير الطبرى وابن كثير رحمهم الله جميعا.
وسأحاول وضع تفسير الفخر الرازى بمشيئة الله تعالي.
لك كل التحية والتقدير.
وقلبي يحنّ إلي المصطفي = وترسل ذاتي سلاما نديا
ودمعي يسافر بين الدياجي = وروحن تئن بعادا خليا
=======================
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[محمد العاني]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 08:39 م]ـ
شكرا لك
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 04:03 ص]ـ
قال الله سبحانه له الحمد
(إن الله وملائكته يصلون علي النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
فمعنى (يصلون علي النبي)
هو تخصيص لنبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط
وليس لغيرة لا لآله ولا لإبراهيم وآله
وماذكر في القرآن لإبراهيم وآله السلام فقط
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 02:15 م]ـ
على كل حال شكرا لك يا سيد صالح افندي
ـ[الجعافرة]ــــــــ[01 - 01 - 2007, 11:53 م]ـ
اللهم::: صلي وسلم وبارك علي نبينا المبارك صلوات الله وسلامه عليه اللهم آمين.:; allh :=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 12:22 ص]ـ
اهلا ومرحبا وكل عام وانتم بخير
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 04:29 ص]ـ
على كل حال شكرا لك يا سيد صالح افندي
هل هذا الأدب الذي وصى به نبينا:=
ـ[التواقه،،]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 04:48 ص]ـ
أخي صالح
شكر الله لك على ماتفضلت
ولكن أردت أن أقول أن الأخ قصي ماكان يقصد بما قاله إلا المزاح معك
وقد تكون كلمة اعتاد عليها فقط
ولم يقصد بها سوء الأدب لأننا ماعرفنا عنه هذا
شكر الله لك وله
وعفى الله عن الخطأ
ودمتم بخير وسعادة
أختكم ~~التواقه~~
ـ[الجعافرة]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 10:53 م]ـ
شكرا أخي قصى:::
شكرا أخي التواقة
شكرا أخي صالح
كل عام وأنتم بخير جميعا تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
أخي صالح
الأخ قصي لايقصد الإهانة ولكنه يمزح معك بالمحبة.:; allh
لكم جميعا تحياتي وودى وتقديرى:; allh
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[06 - 01 - 2007, 11:55 م]ـ
الأخت التواقة والأخ الجعافرة,
شكرا على حسن تحيتكم
لأجل عينين تكرم مدينة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[التواقه،،]ــــــــ[13 - 01 - 2007, 01:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكر الله لك يا أخي الكريم(/)
التصوير القرآني للإنسان في سورتي "العصر والتين"
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:29 م]ـ
التصوير القرآني للإنسان في سورتي "العصر والين"
د/ ابتسام حمزة عنبري (*)
الملخص
مادة هذا البحث جديدة لا تبلى رغم مر العصور والأزمان وتعاقب الدارسين والدراسات على اختلاف أنواعها وتعدد مشاربها واتجاهاتها ورغم كل محاولات الغائصين في بحر "القرآن الكريم" الخضم الهائج للعثور على درره النفيسة وجواهره الثمينة يبقى القرآن منبعاً ثراً وعطاء خصباً لكل من أراد النظر فيه والبحث في كنوزه.
وقد اعتمد القرآن الكريم كثيراً على التصوير في إعجازه الأسلوبي وبيانه التعبيري واتخذه أداة للتعبير عن كل المعاني والأحوال والمشاهدات المحسوسة وغير المحسوسة كما اعتبره وسيلة للإمتاع الفني لقارئه وبذلك كان البحث في التصوير موصلاً للكشف عن بعض جوانب الإعجاز القرآني وجماليات التعبير فيه.
وهذا البحث محاولة لتقصي بعض ملامح هذا التصوير في القرآن من خلال السياق الذي ورد فيه أو البناء العام الذي تجلى من خلاله وهو سياق القسم وذلك في سورتي " العصر " و "التين" كما يحاول البحث الكشف عن بعض جوانب الإعجاز الكامنة في الصلة أو الرابط في السياق بين (المقسم به)، وجواب القسم "موضوع التصوير" وهو "الإنسان" كما يحاول تلمس هذه الجوانب في اللغة النابضة بمعانيها وأصواتها وتراكيبها والتي جاء التصوير مستخدماً لها وهو في ذلك كله يتتبع كل ما من شأنه أن يوضح التصوير ويبرزه جلياً أمام الأذهان والعقول من كلام علمائنا المفسرين والدارسين لكتاب الله من قدماء ومحدثين.
بين يدي البحث:
القرآن الكريم – كتاب الله – الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكلامه الذي أعجز أرباب الفصاحة والبلاغة عن الإتيان بمثله أو ببعضٍ من مثله، كتاب حفل بالتشريع والتنظيم والأمر والنهي والوعد والوعيد والقصص والأخبار وصاغ كل ذلك المختلف في أسلوب مؤتلف خلب الألباب وأذهل العقول وأثَّر في سامعيه أبلغ تأثير "ببلاغة ألفاظه وجرس أصواته وكان له من الوقع في القلوب والتمكين في النفوس ما يذهل ويبهج ويغلق ويؤنس ويطمع ويؤنس ويضحك ويبكي ... " ([ i]). وقد بلغ هذا التأثير حداً جعل بعضهم يعزل هذا الوجه من أوجه الإعجاز عن الوجه البلاغي ([ ii]) فهو كلام قرآني بالمعنى "اللطيف الذي يتميز فيه العالم المتقدم ويقر بالقصور عنه النقاب المبرز " ([ iii]).
وقد دارت حول القرآن الكريم دراسات شرعية كثيرة في عددها متنوعة في اتجاهاتها كما دارت حوله أيضاً دراسات أدبية كثيرة والدراسة الأدبية لأي موضوع من مواضيعه هي تعبير عن "تفاعل نقط عديدة في بؤرة واحدة" ([ iv]).
لقد اعتمد القرآن كثيراً في أسلوبه البليغ على "التصوير" بل اتخذه الأداة المفضلة في التعبير عن كل المعاني الذهنية والأحوال النفسية والمشاهد المنظورة وهو بذلك يعطيها حركة وحياة تتجلى من خلال الحوار وتعدد المناظر وتجدد الحركات فتؤثر في النفوس وتحدث الانفعالات ([ v]).
وبذلك يتحول التصوير من حلية إلى وسيلة ناجحة وطريقة ناجعة في رسم معالم النفس الإنسانية وأحوالها وأوضاعها وتحويل كل ما هو معنوي مجرد إلى محسوس ملموس يحقق فائدة معنوية ومتعة نفسية ويخاطب العقل والقلب معاً.
ولما كانت وظيفة الكلام الإبانة عن الأغراض وكلما كانت الإبانة عن هذه الأغراض قوية من خلال التصوير الدقيق والنظم الحسن كان الكلام شريفاً ([ vi]
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:30 م]ـ
وقد أسهم التصوير في الكشف عن بعض جوانب الإعجاز القرآني ([ vii]) وساعد على استرواح الجمال الفني الخالص في كتاب الله ومكن الدارسين من الوقوف بأنفسهم على ذلك الجمال والاستمتاع به في وجدانهم وشعورهم ([ viii])، ولا نقصد بالتصوير هنا حصره في المصطلحات البلاغية المعروفة سواء ما اتصل منها بعلم البيان ([ ix]) أو بعلوم البلاغة الثلاث ([ x]) - فقط – بل نعني به مفهوماً أوسع يشمل اللغة بألفاظها وأصواتها والعلاقات التي تربط اللفظة بما يجاورها من ألفاظ ([ xi]). إذ "الألفاظ في الأسماع كالصور في الأبصار" ([ xii]) وهي "تجري من السمع مجرى الأشخاص من البصر" ([ xiii])، وعليه فالتصوير هو تمثيل وقياس لما ندركه بعقولنا عن الذي نراه بأبصارنا ([ xiv]) أي باللغة، فاللغة وسيلة للتصوير وهي ليست مجموعة من الألفاظ فقط بل مجموعة من العلاقات ([ xv]) التي تربط هذه الألفاظ بعضها ببعض وهذه الألفاظ بأصواتها ومعانيها المستقرة في الأذهان وإضفاء شحنات دلالية إضافية لها من خلال السياق والتركيب – كل ذلك – يوجد لوناً من التصوير قادراً على إيصال المعنى المراد وإحداث الأثر المطلوب في نفس المتلقي أياً كان مجال التصوير ونوعه. وبذلك يتحقق البيان بمفهومه "إحضار المعنى للنفس بسرعة إدراك " ([ xvi]).
ومن الموضوعات البارزة في التصويرات القرآنية "الإنسان" حيث كان خلقه وتكوينه ونشأته وطباعه وأحواله ومصيره ومواقفه المتباينة من قوة وضعف وإيمان وكفر وسمو وسفول وطاعة وعصيان ورضى وغضب مجالاً واسعاً للتصوير الأدبي الراقي وهو دائماً يصور فيه إنسانيتة لذا ترددت لفظة "إنسان" في القرآن في خمسة وستين موضعاً ([ xvii]) مما يرجح أن جانب الإنسانية في الإنسان لا أنسيته هي الجانب المعني دائماً فالإنسان هو المختص – دون بقية المخلوقات "بالعلم والبيان والجدل كما أنه الذي يتلقى الوصية ويحمل الأمانة فهو ليس فرداً من الإنس أو الناس وإنما مناط الإنسانية فيه معنوية ترقى به من مجرد الإنسية البشرية إلى حيث يحمل تبعات التكليف والإدراك والرشد" ([ xviii]). وقد رسم القرآن للإنسان نماذج مختلفة مرة يكون فيها صورة للجنس الإنساني كله ومرة صورة لأفراد منه مكرورين وفي الحالتين تصبح النماذج خالدة لا يخطئها الإنسان في كل مجتمع وكل حين ([ xix]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:31 م]ـ
وهذا البحث محاولة لتقصي بعض ملامح هذه الصورة في القرآن من خلال السياق الذي وردت فيه أو البناء العام الذي تجلت من خلاله وهو سياق القسم وذلك في سورتي "العصر" و"التين" كما يحاول البحث الكشف عن بعض جوانب الإعجاز الكامنة في الصلة أو الرابط في السياق بين (المقسم به)، وجواب القسم "موضوع التصوير" وهو "الإنسان" كما يحاول تلمس هذه الجوانب في اللغة النابضة بمعانيها وأصواتها وتراكيبها والتي جاء التصوير مستخدماً لها وهو في ذلك كله يتتبع كل ما من شأنه أن يوضح التصوير ويبرزه جلياً أمام الأذهان والعقول من كلام علمائنا المفسرين والدارسين لكتاب الله من قدماء ومحدثين.
بين يدي التصوير:
جاء التصوير في هاتين السورتين العظيمتين في سياق القسم ذلك الأسلوب الذي اتخذه القرآن أساساً في التعبير لاحلية لفظية ([ xx]) ليهز به النفوس ويحرك العقول لتبحث فيما ورد من أجله القسم؟ ولم ورد؟ وما الذي استدعاه؟
والقسم جملة لفظاً أو تقديراً إنشائية أو خبرية ([ xxi]) يؤتي به لتأكيد الخبر حين يتبين المتكلم أن المخاطب يرفض مضمون الخبر أو يتردد فيه وإن كان هذا غير مضطرد في كل أقسام القرآن الكريم إذ كثيراً ما ورد القسم للتأكيد والسامع غير منكر ([ xxii]) لأسباب يستدعيها المقام ويفرضها السياق. وقد جعل "ابن القيم" المُقسَسمُ عليه في القرآن هو أصول الإيمان التي يجب على الخلق معرفتها وقسمها إلى خمسة أنواع منها حال الإنسان ([ xxiii]).
والقسم في هاتين السورتين قد ورد في لونين مختلفين أحدهما مختصر مركز قائم على "أداة القسم" و"المقسم به" في "العصر" والآخر مطول تتعدد فيه ألفاظ المقسم به والأداة في "التين" وفي اللونين جاء الإنسان محوراً للعرض وموضوعاً للتصوير وجاءت الواو أداة للقسم.
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:32 م]ـ
الإنسان في سورة العصر:
بدأت السورة بالقسم وأداته والمقسم به و"العصر" والواو بدل من الباء التقدير ورب العصر وكذلك التقدير في كل قسم بغير الله ([ xxiv]) وقد حذف معها فعل القسم وجوباً للتخفيف ([ xxv]). وقد اختلف في المقصود بالعصر فقيل صلاة العصر لأن التكليف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجارتهم ومكاسبهم آخر النهار واشتغالهم بمعايشهم ([ xxvi]). وقيل العشي لما في ذلك من دلائل القدرة ([ xxvii]) وقيل قسم بالزمان دون تحديد لما في مروره من أصناف العجائب ([ xxviii]). وقيل المراد به عصر النبوة ([ xxix]) أو هو زمان حياته أو ما بعده إلى يوم القيامة ([ xxx]) أو هو عام يدخل فيه كل ما يسمى بالعصر لأنه لم يقع اختصاص تقوم به حجة ([ xxxi]). وقد جاء المقسم به معرَّفاً: إما تعريف جنس أوتعريف عهد ذهني أو تعريفاً حضورياً أي قصد به مطلق الزمان ([ xxxii]) وكما عرَّف المقسم به عرف محور القسم وهو الإنسان تعريفاً يفيد الاستغراق ([ xxxiii])، بقرينة الاستثناء أو العهد ([ xxxiv]) أو للجنس ويراد به الاستغراق ([ xxxv]) فالإنسان هنا بمعنى الناس ([ xxxvi]).
وإذا رحنا نستجلي ملامح الإنسان في هذا التصوير نجدها تنكشف من خلال عرض مركز ودقيق لحالين متباينين بل ومتناقضين للإنسان في هذه الدنيا: الأول حال الخسارة والثاني حال الفوز والفلاح وذلك وفق مقياس رباني يحدد الأسباب في الحالين ويحصرها في "الكفر" أو "الإيمان".
والخسر هو الخسران وانتقاص رأس المال ويستعمل ذلك في المقتنيات الخارجة كالمال والجاه في الدنيا – وهو الأكثر – وفي المقتنيات النفسية كالصحة والسلامة والعقل والإيمان والثواب ([ xxxvii]) والمعنى أن كل إنسان في المتاجر والمساعي وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقص وضلالٍ عن الحق حتى يموت ([ xxxviii]) وقد يكون الخسر ما يقاسيه الإنسان من شقاء هذه الدار من هرم ونحوه ([ xxxix]) أو هو العقوبة التي يجنيها بذنوبه أو أن يخسر أهله ومنزله في الجنة ([ xl]). والخسر متفاوت أعظمه الناتج عن انتفاء الإيمان بوحدانية الله وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ([ xli]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عرضت وضعية "الخسارة" أو الشق الأول من الصورة للإنسان المخبر عنه على العموم في سياق مؤكد بالقسم وحرفي التوكيد "إن" و "اللام" و"حرف الجر" في "الدال على الظرفية المجازية التي شبهت ملازمة الخسر بإحاطة الظرف بالمظروف فكانت أبلغ من أن يؤتى بـ "إن الإنسان لخاسر" ([ xlii]). كما زاد التأكيد التعبير بالمصدر عوضاً عن الصفة حيث أفاد ذلك كله التهويل والإنذار بالحالة المحيطة بمعظم الناس ([ xliii]) لأن الخسر هو تضييع رأس المال ورأس مال الإنسان هو عمره وهو قلما ينفك عن تضييع هذا العمر وذلك لأن كل ساعة تمر بالإنسان مصروفة إلى معصية أو مشغولة بالمباحات فالخسران حاصل ([ xliv]).
أما متى يكون هذا الخسر أهو واقع في هذه الحياة الفانية أم في الحياة الأخروية الباقية فلم يصرح به ولكن المراد به الحصول في المستقبل بقرينة الإنذار والوعيد أي لفي خسر في الحياة الأبدية الآخرة فلا التفات إلى أحوال الناس في الحياة الدنيا [ xlv]). وحين عمد التعبير إلى تعريف كل من "العصر" و"الإنسان" نكَّر صلب القضية وهو "خسر" وإذا عرفنا التنكير بمعنى كون الشيء مجهولاً ومنكوراً معنى شامل وعميق صالح لأن يتولد منه معاني كثيرة وذلك إذا أجراه في التعبير بصير بأحوال الكلمات خبير بسياسة التراكيب ([ xlvi]) فكيف والقائل رب العباد وخالقهم العالم بأمورهم والبصير بأحوالهم لذا أفاد هنا التنويع أو التعظيم والتعميم في مقام التهويل ([ xlvii]) أو التحقير ([ xlviii]) وبذلك يذهب الفكر والخيال في تصور كيفية هذه الخسارة وعمقها ومداها مذاهب شتى بل ويبدأ البحث في أسبابها وكيفية تجنبها.
وحتى لا تكون هذه الوضعية عامة لكل إنسان جاء الاستثناء المتصل بـ "إلا" وهي أداة استثناء "تفيد النفي بعد التحقيق" ([ xlix]). مستخدماً اسم الموصول "الذين" الدال على الجمع مستثنى من الإنسان وهو واحد والمسوغ لذلك أن الإنسان وإن كان لفظه لفظ واحد إلا أنه في معنى الجمع ([ l]) وبذلك يتقرر الحكم تاماً في نفس السامع مبيناً أن الناس فريقان فريق يلحقه الخسران وفريق لا يلحقه شيء منه فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يلحقهم الخسران بحال إذا لم يتركوا شيئاً من الصالحات بارتكاب أضدادها وهي السيئات ([ li]) ولمَّا بيَّن في أهل الاستثناء أنهم يإيمانهم وعملهم الصالح خرجوا عن أن يكونوا في خسر وصاروا أرباب السعادة من حيث تمسكوا بما يؤديهم إلى الفوز بالثواب والنجاة من العقاب وصفهم بعد ذلك بأنهم قد صاروا لشدة محبتهم للطاعة لا يقتصرون على ما يخصهم بل يوصون غيرهم بمثل طريقتهم ليكونوا أيضاً سبباً لطاعات الغير فالتواصي بالحق يدخل فيه سائر الدين من علم وعمل والتواصي بالصبر يدخل فيه حمل النفس على مشقة التكليف في القيام بما يجب وفي اجتنابهم المحرم إذ الاقدام على المكروه والاحجام عن الملاذ كلاهما شاق جداً ([ lii]) فالتلازم حاصل بين كل من الإيمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر وبالأمرين الأولين يكمل العبد نفسه وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسارة وفاز بالربح العظيم ([ liii]) وفي ذلك جمع بين مسؤولية الإنسان الفردية وهي الإيمان بالله وعمل الصالحات ومسؤوليته الجماعية وهي التواصي بالحق وبالصبر، وبذلك تلغى الحواجز وتنكشف الأستار بين الفرد والآخرين أو بين الذات المتفردة وذوات الآخرين وتعلو مصلحة " المجموع " مما يحقق الخير والفلاح في الدارين.
ومن بلاغة التعبير في هذا المقام أنه في جانب الخسارة ذكرت النتيجة والحكم ولم تذكر الأسباب أما في جانب الربح فقد ذكر السبب مفصلاً تفصيلاً دقيقاً شاملاً وقد يرجع ذلك لأن الخسر كما يحصل بالفعل وهو الإقدام على المعصية يحصل بالترك وهو عدم الإقدام على الطاعة أما الربح فلا يحصل إلا بالفعل ([ liv]) وقد يرجع ذلك أيضاً إلى عموم أسباب الخسار فهي كثيرة متنوعة وأبوابها متشعبة تختلف مع اختلاف الأزمنة والأمكنة والرغبات والأمزجة أما سبب النجاة وطريق الفلاح فواحد لا يتغير مع الأحداث ولا يتبدل مع المستجدات ألا وهو الإيمان بالله وما يترتب عليه من عمل صالح وتواصٍ بالحق وبالصبر. وقد يكون – والله أعلم –في ذكر الخسارة تبكيت للإنسان لأن الخسر قد وقع نتيجة فعل حر منه " فالأعمال تضاف إلى العبد حقيقة إضافة المسبب إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
السبب لأن العبد بإرادته وقدرته هو سبب وجود تلك الأعمال ... " ([ lv]).
وهذه السورة رغم قصرها صورت النقص في الإنسان وما يفضي إليه من الخسران كما صورت مراتب الكمال وما يفضي إليه من الهدى والفلاح إذ لا يزال الإنسان يرقى في كماله من الإيمان إلى العمل الصالح فالتواصي بالحق والمعروف والخير والصبر وحبس النفس عن الجزع في السلم والحرب ([ lvi]).
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:32 م]ـ
الإنسان في سورة "التين":
بدأت هذه السورة بالقسم "وأداته الواو وتعدت ألفاظ المقسم به" والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين" وهي أقسام ببقاع مباركة شريفة على ما ذهب إليه كثير من المفسرين ([ lvii]). وقد يُراد بـ "التين والزيتون" الشجران المعروفان ([ lviii]) وأقسم بهما لأنهما عجيبان من بين أصناف الأشجار المثمرة ([ lix]). وقيل خص التين بالقسم لأنها فاكهة مختصة لا عجم فيها شبيهة بفواكه الجنة والزيتون تمر ودهن يصلح للاصطباغ والاصطباح ([ lx]). وبعد القسم جاء بالمقسم عليه وهو خلق الإنسان في أحسن تقويم ورده أسفل سافلين.
والخلق يعني تكوين وإيجاد للشيء، وخلق الله جميع الناس هو إيجاده للأصول الأولى في بدء الخليقة وخلق الأسباب لتولد الفروع عن الأصول ([ lxi]) ومن معاني خلقه أيضاً انشاؤه على ما هو عليه من القوى الظاهرة ([ lxii]). وقد جاء الفعل مؤكداً بمؤكدين "اللام" و"قد" وقد دخلت "قد" على الفعل الماضي فقربته من الحال ([ lxiii]) وجاءت لفظة "الإنسان" معرفة بأل الجنسية ليعم بها جنس الإنسان فالله خلق كل إنسان في أحسن تقويم ([ lxiv]). وقد يكون تعريف الإنسان على الحقيقة فلا يلاحظ فيه أفراد الجنس بل الملحوظ الماهية في أصلها دون ما يعرض لأفرادها مما يغير بعض خصائصها ([ lxv]) وعليه يكون اللفظ شاملاً للمؤمن والكافر لا مخصوصاً بالثاني ([ lxvi]). وهذا الخلق جاء في "أحسن تقويم" وأحسن صفة لمحذوف أي في تقويم أحسن تقويم وأراد بالتقويم القوام لأن التقويم فعل وذاك وصف للخالق لا للمخلوق ([ lxvii]) ويجوز أن يكون مؤولاً بمعنى القوام أو المقوم أو فيه مضاف مقدر أي قوام أحسن تقويم أو في زائدة وما بعدها في موضوع المفعول المطلق وقد ناب فيه عن المصدر صفته والتقدير قومناه تقويماً أحسن تقويم ([ lxviii])، أو "أحسن تقويم" في موضع الحال من الإنسان ([ lxix]). والمراد بذلك جعله على أحسن ما يكون صورة ومعنى فيشمل ما له من انتصاب القامة وحسن الصورة والإحساس وجودة العقل وغير ذلك ([ lxx]).
وقد استخدم التعبير الحرف (في) ليفيد الظرفية المجازية المستعارة لمعنى التمكن أو الملك فهي مستعملة في معنى باء الملابسة أو لام الملك وإنما عدل عن أحد الحرفين إلى حرف الظرفية لإفادة قوة الملابسة أو الملك مع الإيجاز ([ lxxi])، أو هي حال من الإنسان ([ lxxii]).
ثم ماذا بعد الخلق العظيم .. الرد إلى أسفل سافلين وقد يكون الرد بمعنى الجعل وعليه تكون أسفل مفعولاً ثانياً لـ "رددناه" ([ lxxiii])، والمقصود بالسافلين أصحاب النار أو أهل الدركات أو أسفل السافلين في الصورة والشكل حيث نُكِّس في خلقه فقوس ظهره وضعف سمعه وبصره وكان بضاً وضعف سمعه وبصره وكانا حديدين وتغير كل شيء فيه ([ lxxiv])، ولو كانت أسفل سافل لكان صواباً لأن لفظ الإنسان واحد إلا أنه قيل "سافلين" على الجمع لأن الإنسان في معنى الجمع ([ lxxv])، وقد تكون أسفل اسم تفضيل أي اشد سفالة وأضيف إلى سافلين الموصوفين بالسفالة فالمراد أسفل سافلين في الاعتقاد بالخالق بقرينة قوله تعالى"إلا الذين آمنوا"، أو مفعولاً ثانياً لـ "رددناه" ([ lxxvi])، أو حالاً من المفعول في الفعل رددناه ([ lxxvii]) أو صفة لمحذوف أي مكاناً أسفل سافلين ([ lxxviii]) أو ظرفاً أي مكاناً أسفل ما يسكنه السافلون فإضافة "أسفل" إلى "سافلين" من إضافة الظرف أو بنزع الخافض أي إلى أسفل سافلين وذلك هو دار العذاب فالرد مستعار لمعنى الجعل وإسناد الرد إلى الله على هذا الوجه حقيقي ([ lxxix]) وقد يكون إسناد الرد مجازياً لأن الله هو الذي يكوِّن الأسباب العالية ونظام تفاعلها وتقابلها في الأسباب الفرعية حتى يصل إلى الأسباب المباشرة ([ lxxx]).
ولتحديد زمن هذا الرد والتحول أهو بعد الخلق الحسن مباشرة أم هناك زمن فاصل بين الحدثين المهمين "الخلق في أحسن تقويم" و"الرد أسفل سافلين" جاء بالحرف العاطف "ثم" لإفادة الترتيب والتراخي الزماني أو الرتبي ([ lxxxi]) لأن الرد أسفل سافلين والذي كان بعد خلق الإنسان محوطاً بأحسن تقويم عجيب لما فيه من انقلاب ما جُبل عليه وتغيير الحالة الموجودة أعجب من إيجاد حالة لم تكن ولأن المقصود من الكلام إن الذين حادوا عن الفطرة صاروا أسفل سافلين ([ lxxxii]). وحتى لا يفهم من الرد أسفل سافلين أن هذه هي النهاية الوحيدة والبشعة لكل إنسان جاء الاستثناء في قوله "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون" وهو استثناء متصل من الضمير في "رددناه" والعائد على الإنسان لأنه في معنى الجمع إذ المؤمنون لا يردون أسفل سافلين يوم القيامة ولا تقبَّح صورهم بل يزدادون بهجة إلى بهجتهم وحسناً إلى حسنهم وقوله "فلهم" مقرر لما يفيده الاستثناء من خروجهم عن حكم الرد ومبين لكيفية حالهم ([ lxxxiii])، وقد يكون و>جه اتصاله في عموم الإنسان أنه لما أخبر سبحانه عن الإنسان بأنه رد أسفل السافلين ثم استثنى من عمومه الذين آمنوا بقي غير المؤمنين في أسفل سافلين والمعنى إن الذين آمنوا بعد أن ردوا أسفل سافلين أيام الإشراك صاروا بالإيمان إلى الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها فرجعوا إلى أصلهم أي إلى أحسن تقويم ([ lxxxiv]).
وقد يكون الاستثناء منقطعاً كأنه قيل لكن الذين آمنوا لهم أجر غير ممنون وهو لدفع ما يتوهم من أن التساوي في أرذل العمر يقتضي التساوي في غيره فلا يرد أنه كيف يكون منقطعاً والمؤمنون داخلون في المردودين إلى أرذل العمر غير مخالفين لغيرهم في الحكم والانقطاع لأنه لم يقصد إخراجهم من الحكم وهو مدار الاتصال والانقطاع ([ lxxxv]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:34 م]ـ
من عرض ملامح التصوير في السورتين الكريمتين لحظنا ما يأتي:
· مجيء التصوير جواباً للقسم فيه إشعار بأهمية الموضوع الذي يعرضه التصوير وفيه لفت للحس السليم إلى مضمونه ولمَّا كان المقسم به عند العرب غالباً ما يكون أمراً جليلاً إذ دائماً يقسمون بعمرهم وحياتهم وبالعزة والرأس ([ lxxxvi]) فلابد وأن يكون الموضوع الذي يستدعيه جليلاً أيضاً إضافة إلى أن القسم ما جاء أصلاً إلا ليقرر أمراً ما ويثبته في النفوس أو ينفيه ويزعزعه وفي الحالتين يثير تفكير الإنسان ويبعثه على التساؤل عما ورد القسم من أجله.
· التناسب العجيب بين المقسم به في السورتين وبين موضوع القسم ومناط التصوير وهو "الإنسان بين الكفر والإيمان" فالقسم بالعصر – سواء على معنى الصلاة المعروفة أو العشي أو مطلق الزمان أو عصر النبوة وما بعده. وبالتين والزيتون وطور سينين والبلد الأمين، قسم بأمور حسية ولمَّا كانت المثيرات الحسية لها دور كبير في المدركات العقلية أمكن بذلك أن يصل الإنسان إلى إدراك حقيقة وجود خالق مدبر موجد لكل هذه الأمور وبالتالي يصل إلى الإيمان بالله إذ أن في زيادة المنبهات الحسية التي تؤثر على حواس الفرد وعقله زيادة في نسبة إحساسه ولفت العقول لخلق الكائنات وإيجادها من العدم يطلق عليه العلماء (دليل الاختراع) ([ lxxxvii])، كما أن الواو وهي أداة القسم قد خرجت عن أصل معناها اللغوي إلى معنى بلاغي هو اللفت بإثارة بالغة إلى حسيات مدركة لا تحتمل أن تكون موضع جدل ومماراة توطئة إيضاحية لبيان معنويات يمارى فيها أو لتقرير غيبيات لا تقع في نطاق الحسيات والمدركات كما تقول الدكتورة عائشة عبد الرحمن ([ lxxxviii]).
كما أن في القسم بهذه الأمور تذكير بأمور عظيمة ونِعم جليلة تستدعي من الإنسان وقفة تأمل ففي السورة الأولى لفت إلى قيمة الوقت الذي يحياه الإنسان وتنبيه إلى محدوديته مهما طال ووجوب استغلاله فيما يحقق الربح وينجي من شبح الخسارة، وفي السورة الثانية عرض وتذكير بنعم الله العامة سواء المادية منها والمتجلية في خلق الزروع – والتين والزيتون من أجلها وأكثرها منافع – أو المعنوية المتمثلة في إرسال الرسل لهداية البشرية إلى الإيمان وطريق الفوز والنجاة فإذا أنكر الإنسان هذه النعم العامة – المادية والمعنوية – فكيف يغفل تلك النعمة الخاصة وهي خلقه في أحسن تقويم.
· ساهمت الألفاظ والصيغ والحروف والتراكيب في إبراز جوانب التصوير بشكل يوحي أن تلك اللفظة أو الصيغة أو الحرف والتركيب ما وجد إلا لأداء هذا المعنى دون غيره فالدلالة لا تقف عند حدود المفهوم المعجمي فالألفاظ تصور المدلولات لا من قبيل الدلالة المعنوية فقط ولكن من قبيل الطريقة التصويرية التخييلية، بل إن اللغة نفسها " معنى موضوع في صوت ([ lxxxix]) وهي تكشف لنا بذلك عن أعيان المعاني في الجملة وحقائقها في التفسير وأجناسها وأقدارها وخاصها وعامها ([ xc]) ، ففي إيراد لفظة "الإنسان" دون غيرها من ألفاظ مرادفة تركيز على الإنسان باعتبار إنسانيته لا انتمائه إلى جنس البشر فالإنسانية هي مناط الاختلاف بين الإنسان المخلوق وغيره من المخلوقات لا الشكل وتركيب الأعضاء مما يشعر بأهليته لتلقي الشرائع وحمل الأمانة والتكليف، والمسؤولية والحساب.
والنحو نظام يبسط اللغة ولا يشرحها شرحاً دقيقاً لأن هناك إمكانات كثيرة هائلة لا تكمن في اللفظة من حيث وضعها النحوي بل ما تحويه من إمكانات معنوية هائلة ([ xci]). فهناك فروق دقيقة بين الاسم والاسم وبين الصفة والاسم ([ xcii]). لذا جاء المصدر "خسر" عوضاً عن الصفة خاسر ليزيد من إيحاءات اللفظة وتأثيرها على عقل السامع وقلبه وقد يحقق ذلك لوناً من تعميم الدلالة وإطلاقها من المعنى المعجمي الضيق إلى المعنى الدلالي الواسع ([ xciii])، فالإنسان حين يضل عن طريق الهدى ويعمى قلبه عن نور الإيمان لا يتصف بهذه الصفة "خاسر" بل هو واقع في أصل الفعل ومصدره "الخسر" ومجي اللفظه في حال التنكير فيه إطلاق وعدم تقييد بمعين مما يفتح باب الخيال على مصراعيه فلنا أن نتخيل كل ألوان الخساره وأصنافه ودرجاته ومراتبه وما يتضمنه من آثار نفسيه ومعنوية وغير ذلك مما يوحي به تنكير اللفظة. كما أن فيه تخويف للإنسان إن عرف أن حاله
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى خسر مما يدفعه إلى تلمس سبل النجاة وطرقها تلك الطرق التي تكفلت بقية الآية بتوضيحها.
وفي استخدام صيغة "أفعل" في أحسن "وأسفل" بلاغة عجيبة تضع السامع أمام صوريتين متضادتين للإنسان هي خلقه من العدم وإيجاده في أحسن تقويم وما يتضمن ذلك من بديع صنع وإعجاز خلق على غير معهود ثم الصورة الثانية وهي تحويله وتغيير حاله إلى أسفل سافلين سواء بالهرم والضعف وتغير الشكل أو بالرد أسفل الدركات لمن حق عليه العذاب – والعياذ بالله – وهذا التضاد بين الصورتين – الحسن والقبح – لابد وأن يهز وجدان السامع ويبعث في قلبه الخوف والرهبة ويدفعه إلى التفكير والتركيز في هاتين الصورتين المتضادتين وتصور البعد الكبير في إيحاء كل منها ومدلولها، كما أن في التنافر والتضاد حركة يمكن أن تولد شيئاً من النغم الصوتي إذ أن الموسيقى "ليست مقاماً للصوت فحسب وإنما هي حالة وكيفية تبتدي بالحركة والتوقف .. والتوافق والتنافر وهذه الصفات تضمها كلمة التقابل" ([ xciv]) وبذلك ينضم الأثر الدلالي إلى الأثر الصوتي ليحدثا معاً أبلغ التأثير في السامع.
والجملة العربية تعتمد في التعبير عن المعنى اعتماداً كلياً على الحرف ([ xcv]) ، بل لا يمكن أن تؤدي كل المعاني بغير الحروف الموضوعة لكل معنى ([ xcvi]). وقد جاء الحرف "في" الدال مجازاً على الظرفية في التصويريين، فقد أوجد في السورة الأولى تصويراً خفياً يتجلى في أن ملازمة الخسارة للإنسان وإحاطتها به مشابهة لإحاطة الظرف بالمظروف وفي السورة الثانية أدى الحرف نفسه دوراً معنوياً يتجلى في معنى التمكن وقوة الملابسة. وفي العطف بالواو بين " الذين آمنوا " و "عملوا الصالحات" تأكيد على أثر الإيمان الإيجابي في العمل ويتضمن أثر المعاصي السلبي فيه. وفيه أيضاً إيحاء قوي بقيمة العمل فهو مظهر عملي للإيمان القابع في النفوس، لذا جمع بينهما بالواو التي تقيد مطلق الجمع. وفي الربط بين " الذين آمنوا " و "عملوا الصالحات" و "تواصوا بالحق" و "تواصوا بالصبر " ربط لمصلحة الآخرة بمصلحة الدنيا مما يدفع الناس ويحثهم على المسارعة إلى الخيرات وأعمال الطاعات وفيه نفع للأفراد والجماعة لأن تقديم المصلحة الباقية على المصلحة الفانية يحد من الأنانية وحب الدنيا ويدفع إلى التضحية والمشاركة للآخرين طمعاً في نيل مصالح الآخرة ([ xcvii]).
وفي إضافة الظرف "أسفل" إلى سافلين اكتسب الظرف إيحاء جديداً يوحي بالبعد والعمق في التدني ويثير في النفس دلالة إضافية للظرف غير دلالته المعرفية الدالة على مكان محدد، وبذلك اكتسب قوة وتأثيراً جديداً له دوره في إحداث الخوف والرعب من هذا السفول.
· جاء التصوير – جواب القسم – في السورتين جملة خبرية إسمية في الأولى وفعلية فعلها ماض في الثانية وذلك لإفادة معنى الثبوت والدوام في الجملة الإسمية ثبوت الخسارة ولزومها الإنسان إن لم يهتد إلى طريق النجاة - وتحقق الوقوع - للفعل "الخلق في أحسن تقويم والرد إلى أسفل سافلين" وحصوله في الجملة الفعلية بل وتقريب هذا الفعل من الحال وذلك باستخدام "قد" معه وقد إذا دخلت على الماضي قربته من الحال، ولما كان الإيمان مناط الاعتبار في القرآن ([ xcviii]) ، جاء التعبير في السورتين بلفظة "الإيمان" في وصف الناجين من الخسر والسفول. والإيمان هنا مقصود بعينه لا ينوب عنه غيره كالتصديق (مثلاً) لأن هاتين اللفظتين وإن سحت جملة إلا أنها لا تكون من باب الترادف وإنما هي من باب التقريب ([ xcix]) ، مما يشعر بدقة التعبير وبراعة السياق في تحديد المقصود دون غيره بشكل واضح لا لبس فيه، والإيمان المقصود هنا هو ذلك الإيمان الشامل إيمان بثبات السنن الكونية وحتمية الحساب العادل، إيمان يولد العزة في النفوس ويدفعها لرفض الذل والخضوع ([ c]). وفي ذكر الإيمان في التصويرين تأكيد على دوره في تنجية المسلم من دخول النار أصلاً وإخراجه منها إن كتب عليه دخولها لأن "من كان معه من الإيمان أقل القليل لم يخلد في النار ([ ci]).
(يُتْبَعُ)
(/)
· اعتمد القرآن على أسلوب الاستثناء ليكون طريقة عامة لعرض صورة الإنسان في السورتين ولكنه نّّوع في هذا العرض من جانبين هما الإجمال والتفصيل إذ قرر في الاستثناء الأول حقيقة واحدة وهي "الخسارة" التي فيها الإنسان حين يضيع عمره فيما لا ينفعه ويحقق له الربح ثم استثنى من ذلك الذين عرفوا طريق الإيمان وطبقوه ودلوا عليه من حولهم أما في الاستثناء الثاني فقد قرر حقيقتين مرتبطتين وهما خلق الإنسان في أحسن تقويم ثم تغيير هذا الحسن ومن ثم استثنى الذين آمنوا وعملوا الصالحات وفي الإجمال والتفصيل يرتكز الذهن على أهم ما في التصوير بل وموضوعه الأساسي وهو الخسارة في السورة الأولى وعملية التحويل العجيبة من الحسن إلى ضده في السورة الثانية ويتحقق بذلك عنصر المفاجأة وتحدث الألفاظ أثرها في القلب والذهن فيندفع الإنسان باحثاً عن طريق الفوز والنجاة من الخسارة والتغيير إلى القبح ذلك الطريق الذي تكفل المستنثى منه بتوضيحه – ضمنياً وبذلك يوظف التصوير في تقرير حقيقة الإيمان كوسيلة وحل – لا حل غيره – للنجاة من هذا الخسر والانقلاب العجيب في الأحوال، إنه الايمان الكامل الذي يدفع صاحبه إلى الحركة العملية ويوقظ فيه كل أجهزة التلقي فيعمل الصالحات من الأعمال "والصبر واحد منها" ويوصي غيره بها. وبذلك يحقق لنفسه ولمن حوله الفوز والفلاح.
· استغل التصوير كافة الإمكانات الصوتية للألفاظ والحروف ليبرز التصوير جلياً واضحاً ويحقق الأثر المطلوب في نفس السامع وعقله وذلك من خلال احداث نغم صوتي أو تناغم تلذه الأذن وترتاح إليه النفس والأصوات عموماً عنصراً أساسي من عناصر الإيقاع ([ cii]). والقرآن لا يخلو من النغم الذي هو صفة أصلية في اللغة المنطوقة قبل أن يكون خاصة من خصائص الفن الأدبي كما يقول الدكتور نعيم اليافي ([ ciii])، وأول ما يلفتنا في هذين التصويرين ذلك النغم المنساب والمتولد من المدود الطبيعية في "الإنسان، لفي، الذين، آمنوا، عملوا، الصالحات، خلقنا، تقويم" وكذلك المد العارض للسكون في الزيتون، سينين، الأمين، تقويم، سافلين" ولما كان عنصر الوضوح السمعي في أصوات المد أكثر منه في بقية الاصوات جميعاً ([ civ]) بل هو أساس التفرقة بين الساكن واللين من الأصوات ([ cv]) بسبب عدم وجود عائق أو احتكاك في أثناء النطق بها فيخرج الهواء من الفم خروجاً سلساً حراً ([ cvi])، فقد اكتسب التصوير درجة عالية من الوضوح النغمي من وراء هذه المدود المتوالية. وفي وضوح النغم زيادة وضوح لمعاني الألفاظ ومدلولاتها ([ cvii]).
ويلحظ في تردد صوت "السين" في التصويرين تردداً جعل اللفظة موحية بالمعنى بجرسها قبل أن يوحي مدلولها اللغوي عليه، فهذا الصوت الرخو المهموس المرقق ([ cviii]) أوحى بمعنى النقصان والسفول المادي في "خسر" وبمعنى الخسران المادي المتمثل في الهرم والتلف أو المعنوي المتمثل في الوقوع في العذاب الشديد في قوله تعالى "أسفل سافلين" كما عمق صوت السين في سورة "التين" معنى البعد المكاني أو البعد ما بين الأحوال، حال الإنسان في أول النشأة والخلقة، وحاله عند الكبر، والهرم.
أما صوت الراء الساكن في التصوير الأول – وهو صوت لثوي مكرر مجهور مفخم متوسط بين الشدة والرخاوة ([ cix]) فقد ولد إيقاعاً سريعاً وقصيراً وكأنه نذير محدد وسريع وبذلك يحقق الصوت نغماً متناسباً وملائماً للجو العام للآيات فهناك خسارة جسيمة وشيكة الوقوع استدعت تنبيهاً سريعاً لكيفية تلافيها والخروج منها فليس المقام مقام شرح ولا تطويل بل مقام حركة سريعة كحركة الزمن وقد وقع هذا الحرف في الفاصلة القرآنية والفاصلة في القرآن كالقافية في الشعر بل تزيد عليه لشحنة المعنى ووفرة النغم والسعه والحركة الحرة ([ cx]). وبذلك تؤدي الفاصلة القرآنية دوراً دلالياً ونغمياً في وقت واحد فهي "حروف متشاكلة في المقاطع توجب حسن إفهام المعاني" ([ cxi]). وتحمل شحنتين في آن واحد شحنة من الوقع الموسيقي وشحنة من المعنى المتمم للآية ([ cxii]). ويزيد قيمة هذا التنغيم ذلك "التصاعد النغمي الناتج عن البدء بالفواصل القصيرة ففواصل أطوال فأطول " ([ cxiii]).
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:34 م]ـ
مصادر البحث
1 - الأصوات اللغوية. إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، ط5، 1979.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أضواء بلاغية على جزء الذاريات، عبد القادر حسين، دار غريب، القاهرة.
3 - إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم، لأبي عبد الله الحسين بن أحمد المعروف بابن خالويه النحوي، تحقيق محمد إبراهيم سليم، مكتبة القرآن، القاهرة.
4 - إعراب القرآن، لابي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، تحقيق زهير غازي زاهد، عالم الكتب، ط3، 1409 - 1988م.
5 - إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، مصطفى صادق الرافعي، دار الفكر العربي، مصر، 1416 - 1995م.
6 - إعجاز القرآن، أبوبكر الباقلاني، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1408 - 1988م.
7 - البيان في غريب إعراب القرآن: أبو البركات عبد الرحمن بن الأنباري، ضبط وتعليق بركات يوسف هبّود، دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت، لبنان،
8 - تأويل مشكل القرآن، تحقيق السيد أحمد صقر، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1954.
9 - التبيان في أقسام القرآن، ابن قيم الجوزية شمس الدين أبو عبد الله محمد، تصحيح محمد حامد فقي، مطبعة حجازي، القاهرة.
10 - تصور الألوهية كما تعرضه سورة الأنعام، إبراهيم زيد الكيلاني، مكتبة الأقصى، عمان – الأردن، ط1، 1401هـ 1981م.
11 - التصوير الفني في القرآن، سيد قطب، دار المعارف، مصر، ط3.
12 - التعبير الفني في القرآن، بكري شيخ أمين، دار الشروق، بيروت – القاهرة.
13 - تفسير البحر المحيط، محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، تحقيق ومراجعة عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، زكريا النوني، أحمد الجميل، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1413هـ-1993م.
14 - التفسير الكبير، الإمام الفخر الرازي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط3، 1420هـ-1999م.
15 - تفسير التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور محمد بن الطاهر بن عاشور، مؤسسة التاريخ، بيروت، ط1، 1421هـ-2000م.
16 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: عبد الرحمن ناصر السعدي، دار المدني، 1408هـ-1988م.
17 - ثلاث رسائل في إعجاز القرآن، الرماني – الخطابي – الجرجاني، تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام، دار المعارف، مصر، ط4، 1991م.
18 - جماليات الأسلوب "الصورة الفنية في الأدب العربي: فايز الداية، دار الفكر، دمشق – سوريا، دار الفكر المعاصر، بيروت، ط2، 1416 - 1996م.
19 - خصائص التراكيب- دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني-: محمد أبو موسى، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1400هـ-1980م.
20 - دراسات لأسلوب القرآن الكريم. محمد عبد الخالق عظيمة، مطبعة السعادة، ط1، 1392هـ-1972م.
21 - الدر المصون، في علوم الكتاب المكنون: أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي، تحقيق د. أحمد الخراط، دار القلم، دمشق، ط1، 1415 - 1994م.
22 - الدلالة الاجتماعية واللغوية للعبارة، عطية سليمان أحمد، مكتبة زهراء الشرق.
23 - الشخصية الإسلامية، دراسة قرآنية، عائشة عبد الرحمن، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1973م.
24 - العقل والنقل عند ابن رشد، محمد أمان بن علي الجامي، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ط3، 1402هـ.
25 - اللغة العربية معناها ومبناها، تمام حسان، الدار البيضاء، دار الثقافة.
26 - اللغة دراسة لغوية معجمية، حلمي خليل، دار المعرفة الجامعية، 1996م.
27 - المقاصد العامة للشريعة الإسلامية، يوسف حامد العالم، الدار العالمية، الرياض، ط2، 1415هـ - 1993م.
28 - النقد الأدبي، أصوله ومناهجه، سيد قطب، دار الشروق، بيروت، القاهرة.
29 - الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم، محمد بن عبد الرحمن بن صالح الشايع، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1993م.
30 - دلائل الإعجاز في علم المعاني. عبد القاهر الجرجاني، تصحيح محمد عبده والشيخ الشنقيطي، وتعليق السيد محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1419هـ-1998م.
31 - دراسات في فقه اللغة، صبحي الصالح، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1960م.
32 - دور الحرف في أداء معنى الجملة، الصادق خليفة راشد، جامعة قان يونس، بنغازي، 1996.
33 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي، تحقيق ومراجعة محمد أحمد الأحد، عمر عبد السلام السلامي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1421هـ - 2000م.
(يُتْبَعُ)
(/)
34 - سورة الرحمن، وسور قصار، شوقي ضيف، دار المعارف، ط2، القاهرة.
35 - شرح الكافية. الرضي محمد بن الحسين الاسترباذي، ط1، مصر.
36 - شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، صدر الدين علي بن محمد بن أبي العز الحنفي، تحقيق أحمد محمد شاكر، وزارة الشؤون الإسلامية، المملكة، 1418هـ.
37 - الصورة الأدبية. مصطفى ناصف، دار الأندلس، بيروت.
38 - طرق العرض في القرآن. الأهداف والخصائص الأسلوبية-: د. بن عيسى طاهر، حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، الحولية22، 1422، 1423هـ، مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت.
39 - علم الصوتيات، عبد الله ربيع وعبد العزيز علام، مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة.
40 - علم الأصوات اللغوية. مناف مهدي محمد، عالم الكتب، بيروت – لبنان، ط1، 1419هـ-1998م.
41 - العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني، تقديم وشرح صلاح الدين الهواري، هدى عودة، دار مكتبة الهلال، بيروت.
42 - فتح الباري شرح صحيح البخاري. ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، ط1، احلبي، مصر، 1959م.
43 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد الشوكاني، راجعه وعلق عليه هشام البخاري وخضر عكاري، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ط1، 1418هـ-1997م.
44 - الفكرة والصورة في شعر زهير بن أبي سلمى. فتحية محمود فرج العقدة، دار العلوم للطباعة والنشر، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط1، 1403هـ - 1983م.
45 - في الميزان الجديد. محمد مندور، دار نهضة مصر، مصر، 1977م.
46 - في الأصوات اللغوية - دراسة في أصوات المد العربية-: د. غالب فاضل المطلبي، منشورات وزارة الثقافة والإعلام.
47 - قائمة معجمية بألفاظ القرآن الكريم ودرجات تكرارها، محمد حسين أبو الفتوح، مكتبة لبنان، بيروت – لبنان – 1410هـ -1990م.
48 - كتاب حروف المعاني والصفات. أبو القاسم عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي، تحقيق حسن شاذلي فرهود، دار العلوم، 1402هـ - 1982م.
49 - الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل. محمد بن عمر الزمخشري، رتبة وطبعه وصححه مصطفى حسين أحمد، دار الكتاب العربي، بيروت، 1366هـ - 1947م.
50 - لغة التصوير الفني في شعر النابغة الذبياني، سعد حمودة، دار المعرفة الجامعية، مصر، 1999م.
51 - لغة القرآن الكريم. عبد الجليل عبد الرحيم، مكتبة الرسالة الحديثة، الأردن – عمان، ط1، 1401هـ - 1981م.
52 - لغة القرآن الكريم في جزء عم، محمود أحمد نخلة، دار النهضة العربية، بيروت، 1981م.
53 - مباحث في علوم القرآن. صبحي الصالح، دار العلم للملايين، بيروت، ط22، 1999م.
54 - مختصر تفسير البغوي المسمى بـ " معالم التنزيل " للإمام البغوي الشافعي، اختصار وتعليق، عبد الله أحمد بن علي الزيد، دار السلام.
55 - المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر. أبو الفتح ضياء الدين نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 1411هـ-1990م.
56 - المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي، تحقيق المجلس العلمي بتارودنت، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، 1411هـ-1991م.
57 - مشكل إعراب القرآن. لأبي محمد مكي أبي طالب القيسي، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط4، 1408هـ-1988م.
58 - معاني القرآن وإعرابه: أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، تحقيق وشرح عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، ط1، 1408هـ-1988م.
59 - معاني القرآن. أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، تحقيق د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي، مراجعة الأستاذ علي النجدي ناصف، دار السرور، بيروت، لبنان.
60 - معاني الحروف: لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي، د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي، دار الشروق، جدة، ط3، 1404هـ -1984م.
61 - المفردات في غريب القرآن: الراغب الأصفهاني، ضبط ومراجعة محمد خليل عيتاني، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط2، 1420هـ-1999م.
62 - من أسرار العربية في البيان القرآني، عائشة عبد الرحمن، دار الأحد، بيروت، 1972م.
63 - من بلاغة القرآن، أحمد أحمد بدوي، نهضة مصر القاهرة، 1950م.
64 - من بدائع النظم القرآني، دراسة بلاغية تحليلية لسورة "ق"، إبراهيم طه الجعلي، ط2، 1987م.
65 - المنصف، شرح الإمام أبي الفتح عثمان بن جني النحوي لكتاب التصريف للإمام أبي عثمان المازني النحوي البصري، تحقيق لجنة من الأستاذين إبراهيم مصطفى، عبد الله أمين، ط1، 1373 – 1954.
66 - نظرية المعنى في النقد العربي، مصطفى ناصف، دار الأندلس، ط2، 1981م.
67 - همع الهوامع في جمع الجوامع، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، مصر.
المجلات:
- مجلة التراث العربي، 1984م، السنة الرابعة.
- مجلة التراث العربي، 1405هـ، ع17.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:35 م]ـ
هوامش البحث
([ i] ) إعجاز القرآن، الباقلاني، 248
([ ii] ) من بدائع النظم القرآني، إبراهيم الجعلي، 15.
([ iii] ) تأويل مشكل القرآن، ابن قتيبة، 62
([ iv] ) نظرية المعنى، مصطفى ناصف، 192.
([ v] ) التصوير الفني في القرآن، سيد قطب، 26.
([ vi] ) إعجاز القرآن، الباقلاني، 122 - 123
([ vii] ) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، مصطفى صادق الرافعي، 230 - 233.
([ viii] ) مباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح، 319.
([ ix] ) الصورة الأدبية، د. مصطفى ناصف، 3
([ x] ) جماليات الأسلوب "الصورة الفنية في الأدب العربي"، د. فايز الداية، 9.
([ xi] ) ينقل ابن رشيق عن الجرجاني قوله " التشبيه والتمثيل يقع مرة بالصورة وأخرى بالحالة والطريقة " العمدة، 1/ 295 وينظر في هذا المفهوم أيضاً: لغة التصوير الفني في شعر النابغة الذبياني، سعد حموده، 157 – 159. وأيضاً ينظر: الفكرة والصورة في شعر زهير بن أبي سلمى، فتحية محمود فرج العقدة، 228.
([ xii] ) العمدة، لابن رشيق القيرواني، 1/ 222.
([ xiii] ) المثل السائر في أدب الشاعر والكاتب، لابن الاثير، 1/ 181
([ xiv] ) دلائل الإعجاز في علم المعاني، الجرجاني، 508.
([ xv] ) في الميزان الجديد، محمد مندور، 177.
([ xvi] ) العمدة، ابن رشيق، 1/ 254.
([ xvii] ) قائمة معجمية بألفاظ القرآن الكريم ودرجات تكرارها، محمد حسين أبو الفتوح، 20.
([ xviii] ) من أسرار العربية في البيان القرآني، عائشة عبد الرحمن، 82.
([ xix] ) التصوير الفني، سيد قطب، 177.
([ xx] ) لغة القرآن الكريم، عبد الجليل عبد الرحيم، 265.
([ xxi] ) همع الهوامع على جمع الجوامع، السيوطي، 40.
([ xxii] ) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر، 156.
([ xxiii] ) التبيان في أقسام القرآن، ابن قيم الجوزية، 4.
([ xxiv] ) مشكل إعراب القرآن، لأبي محمد مكي بن أبي طالب، 841.
([ xxv] ) شرح الكافية، الاسترباذي، 334.
([ xxvi] ) الكشاف، للزمخشري، 4/ 793، 794، تفسير البحر المحيط، أبو حيان، 8/ 507 المحرر الوجيز، ابن عطية 16/ 361، روح المعاني، الألوسي 30/ 633 التفسير الكبير، الرازي 11/ 278.
([ xxvii] ) الكشاف، الزمخشري، 4/ 794، تفسير البحر المحيط، أبو حيان، 8/ 507.
([ xxviii] ) الكشاف، 4/ 794، تفسير البحر المحيط، 8/ 507، روح المعاني 30/ 634 التفسير الكبير، 11/ 277.
([ xxix] ) روح المعاني 30/ 634.
([ xxx] ) التفسير الكبير 11/ 279، فتح القدير. الشوكاني، 5/ 626.
([ xxxi] ) إعراب القرآن، النحاس، 5/ 103.
([ xxxii] ) تفسير التحرير والتنوير، ابن عاشور، 30/ 465.
([ xxxiii] ) روح المعاني، 30/ 634.
([ xxxiv] ) التفسير الكبير، 11/ 279.
([ xxxv] ) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 466، البيان في غريب إعراب القرآن، الأنباري، 451.
([ xxxvi] ) معاني القرآن وإعرابه، الزجاج، 5/ 359.
([ xxxvii]) المفردات في غريب القرآن، الأصفهاني، 154 – مادة خسر.
([ xxxviii]) فتح القدير، الشوكاني، 5/ 626.
([ xxxix]) المحرر الوجيز، 16/ 361، 362.
([ xl]) معاني القرآن، الفراء، 3/ 289.
([ xli]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 467 – 468.
([ xlii]) السابق، 30/ 469.
([ xliii]) السابق، 30/ 467.
([ xliv]) التفسير الكبير، 11/ 280.
([ xlv]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 468.
([ xlvi]) خصائص التراكيب، محمد أبو موسى، 164.
([ xlvii]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 468
([ xlviii]) التفسير الكبير، 11/ 279.
([ xlix]) كتاب حروف المعاني والصفات، الزجاجي، 28.
([ l]) إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم، ابن خالويه، 147.
([ li]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 467.
([ lii]) التفسير الكبير، 11/ 281.
([ liii]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي، 5/ 453.
([ liv]) التفسير الكبير، 11/ 281.
([ lv] ) العقل والنقل عند ابن رشد، محمد أمان أبو علي الجامي، 54.
([ lvi] ) سورة الرحمن وسور قصار، شوق يضيف، 344.
([ lvii]) روح المعاني، 30/ 548.
([ lviii]) السابق، نفس الجزء والصفحة.
([ lix]) الكشاف، 773.
([ lx]) مختصر تفسير البغوي، عبد الله الزيد، 1024.
([ lxi]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 373 – 374.
(يُتْبَعُ)
(/)
([ lxii]) أضواء بلاغية، جزء الذاريات، عبد القادر حسين، 86.
([ lxiii]) معاني الحروف، الرماني، 98.
([ lxiv]) المحرر الوجيز، 16/ 331، البحر المحيط، 8/ 486.
([ lxv]) تفسير التحرير، 30/ 374.
([ lxvi]) روح المعاني، 30/ 551.
([ lxvii]) الدر المصون، السمين الحلبي، 11/ 52.
([ lxviii]) روح المعاني، 11/ 52.
([ lxix]) الدر المصون، 11/ 52.
([ lxx]) روح المعاني، 30/ 551.
([ lxxi]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 374.
([ lxxii]) دراسات لأسلوب القرآن الكريم، محمد عبد الخالق عضيمة 2/ 295.
([ lxxiii]) روح المعاني، 30/ 552.
([ lxxiv]) الكشاف، 4/ 774، تفسير البحر المحيط، 8/ 486.
([ lxxv]) التفسير الكبير، 11/ 212، فتح القدير، 5/ 589.
([ lxxvi]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 377 – 378.
([ lxxvii]) الدر المصون، 6/ 543.
([ lxxviii]) روح المعاني، 30/ 552.
([ lxxix]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 378.
([ lxxx]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 378.
([ lxxxi]) روح المعاني، 30/ 552.
([ lxxxii]) تفسير التحرير والتنوير 30/ 377.
([ lxxxiii]) روح المعاني، 30/ 553.
([ lxxxiv]) تفسير التحرير والتنوير، 30/ 379.
([ lxxxv]) روح المعاني، 30/ 553.
([ lxxxvi]) التباين في أقسام القرآن، ابن قيم الجوزيه، 1.
([ lxxxvii]) تصور الألوهية كما تعرضه سورة الأنعام، إبراهيم الكيلاني، 8.
([ lxxxviii]) من أسرار العربية في البيان القرآني، عائشة عبد الرحمن، 59 - 60
([ lxxxix] ) الدلالة الاجتماعية واللغوية للعبارة، عطية سليمان أحمد، 2.
([ xc] ) قانون البلاغة، البغدادي، 61.
([ xci] ) نظرية المعنى، مصطفى ناصف، 66.
([ xcii] ) دراسات في فقه اللغة، صبحي الصالح، 297.
([ xciii] ) الكلمة، حلمي خليل، 117.
([ xciv]) مقال بعنوان: قواعد تشكل النغم في موسيقى القرآن، نعيم السباعي.
([ xcv] ) اللغة العربية معناها ومبناها تمام حسان، 210.
([ xcvi] ) دور الحرف في أداء معنى الجملة، الصادق خليفة راشد، 175.
([ xcvii]) المقاصد العامة للشريعة الإسلامية، يوسف العالم، 46.
([ xcviii] ) الشخصية الإسلامية، دراسة قرآنية، عائشة عبد الرحمن، 29.
([ xcix] ) الفروق اللغوية وآثرها في تفسير القرآن، محمد الصالح، 188.
([ c] ) الشخصية الإسلامية، دراسة قرآنية، عائشة عبد الرحمن، 35.
([ ci]) شرح الطحاوية، أبو العز الحنفي، 37.
([ cii] ) المؤثرات الإيقاعية، ممدوح عبد الرحمن، 32.
([ ciii]) مقال بعنوان: ثلاث قضايا حول الموسيقى في القرآن، نعيم اليافي.
([ civ]) علم الصوتيات، عبد الله ربيع و عبد العزيز علام، 152.
([ cv]) الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، 27.
([ cvi]) في الأصوات اللغوية "دراسة في أصوات المد العربية، د. غالب فاضل المطلبي، 42.
([ cvii]) أشار ابن جني في حديثه عن الزيادة للمد في بعض الكلمات مثل "كتاب" "سراج" "عجوز" "عمود" إلى أن المراد بهذه الزيادة وما أشبهها امتداد الصوت والتكثير بها، انظر المنصف، 1/ 14.
([ cviii]) علم الأصوات اللغوية، مناف مهدي محمد، 67.
([ cix]) السابق، 73.
([ cx]) من بلاغة القرآن، أحمد أحمد بدوي، 89.
([ cxi]) ثلاث رسائل في إعجاز القرآن، الرماني، 97.
([ cxii]) التعبير الفني في القرآن، بكري شيخ أمين، 203.
([ cxiii] ) لغة القرآن الكريم في جزء عم، محمود نحله، ص 367.
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:38 م]ـ
البحث للدكتورة ابتسام عنبري
(*) أستاذ الأدب المساعد في كلية التربية للبنات بجدة
تخصص الأدب العربي القديم
المصدر مجلة المشكاة
العدد 46
وهي استاذة فاضلة درستني في المرحلة الجامعية وشهادتي فيها مجروحة
ارجو من الله ان تستفيدوا من هذا البحث
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 05:57 م]ـ
جزاك الله وأستاذتك كل خير
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك اخي ماهر
وجزاك خيرا على مرورك الجميل
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 09:16 م]ـ
الأخت الفضلى أيام العمر
شكر الله لك هذا النقل الموفق .. وشكر للأستاذة الدكتورة ابتسام العنبري هذا التدبّر القيّم ..
ـ[ايام العمر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 11:11 م]ـ
بارك الله بك أخي لؤي ورفع قدرك
وأعانناعلى خدمة كتابه(/)
استفسار ... أرجو المساعدة
ـ[نور الحق]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 07:03 م]ـ
الأخوة الكرام
أود أن تجيبوني مشكورين على هذا الاستفسار.
قال تعالى في سورة الصافات:
{لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} - الصافات:47
جاء في تفسير الغول أنها كل شيء ذهب بالعقل, كما أنها فسرت بالصداع وكذلك بالسكر.
كذلك جاء في تفسير ينزفون بمعنى تذهب بعقولهم
فما هي السبب في ذكر ينزفون بعد أن ذكر لا (فيها غول) حيث أنهما يعطيان نفس المعنى ظاهريا.
كذلك أود أن استفسر حول:
هل يوجد فرق بين (ولا هم عنها ينزفون) و (لاهم منها ينزفون) أي وجود حرف الجر من بدلا من حرف الجر عن.
شكرا للمساعدة.
ـ[معالي]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 08:16 م]ـ
السلام عليكم
راجع المثل السائر لابن الأثير يرحمه الله، ففيه بيان في فصل خاص بالتقديم والتأخير.
موفق.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 08:55 م]ـ
السلام عليكم ..
وهنا ( http://www.islampress.net/55a/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=537&select_page=9) تجد ما يفيدك إن شاء الله تعالى ..
ـ[نور الحق]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 09:43 م]ـ
أخي لؤي
وعليكم السلام
وفقك الله
شكرا للمساعدة. لكن ماذا حول الشق الثاني
هل يوجد فرق بين (ولا هم عنها ينزفون) و (لاهم منها ينزفون) أي وجود حرف الجر من بدلا من حرف الجر عن.(/)
أفيدونا يا أهل البلاغة
ـ[اللغوي الفصيح]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 10:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف بلاغيا أن الجملة لاتخلو من ان تكون خبرية أو إنشائية
سؤالي: لم سمي الإنشاء بهذا الاسم؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 11:56 م]ـ
لعلّ الكلام حول مفهوم الخبر والإنشاء قد نشأ مع نشأة الجدل في عصر المأمون حول فتنة القول بخلق القرآن. ولا أريد أن أتوسّع في هذه المسألة، ولكنّي أقول: إذا كان الإنشاء هو ما لا ينطبق عليه تعريف الخبر، فيكون هو الكلام الذي يتوقّف تحقُّقُ مدلوله على النطق به، كالأمر، والنهي، والدعاء، والاستفهام، والتحذير، والتمنّي، والترجّي، وإنشاء العقود، وإنشاء المدح والذمّ، وإنشاء القَسَم ... وهذه جميعها من الإبداع والابتداء، وكلّ من ابتدأ شيئاً فقد أنشأه!
ـ[اللغوي الفصيح]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:42 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابراهيم ليلة]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 12:10 ص]ـ
أحسنت وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن الخطاب]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 03:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
بين المسند والمسند إليه
ـ[ديما]ــــــــ[17 - 09 - 2006, 04:08 ص]ـ
في الامثله الاتيه مواضع ذكر فيها المسند والمسند اليه وضحها مع بيان سبب الذكر وما احدثه في المعنى من جمال ........
1 .. قال تعالى (اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصرهم واولئك هم الغفلون) ...
2 .. قال تعالى (الشيطن يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء والله يعدكم مغفره منه وفضلا والله وسع عليم) ...
3 .. متى تسالني عنا تنبي باننا كرام وانا أهل عز مقدم
وانا عرانين صقور مصالت نهز قناه متنها لم يوصم
ونحن اذا لم يبرم الناس أمرهم نكون على أمر من الحق مبرم
ونحن اذا ما الحرب حل صرارها وجادت على الحلاب بالموت والدم
نكون زمام القائدين الى الوغى اذا الفشل الرعديد لم يتقدم ...(/)
مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى على لسان نبيّه نوح عليه السلام: (وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) [هود: 30]. وإنّ النّظم في هذه الآية الكريمة معتبر اعتبار دِلالات الألفاظ فيه، فلا تأتي كلمة إلا لمعنىً لا تؤدّيه غيرها، ولا يقع تقديم أو تأخير إلا وهو النّظم الذي يستحيل أنْ يسدّ مسدّه نظم آخر أو ترتيب آخر.
أمّا من ناحية دِلالات الألفاظ، فتأمّل قول نوح عليه السلام: (مَن يَنصُرُنِي)؟ فليس من كلمة في اللغة تسدّ في هذا الموضع مسدّ (ينصر). فهو يختلف عن قولنا: "مَن يحميني؟ أو مَن يمنعني؟ "، لأنّ "مَن يحميني أو مَن يمنعني" تعني أنّ الحامي أو المانع أعظم من المحميّ أو الممنوع، ونوح عليه السلام بكونه نبيّاً أعظم منهم جميعاً، أعظم عند الله تعالى وأعظم عند نفسه. أمّا (مَن ينصرني؟) فتعني أنّ المنصور هو الأصل، هو الأعظم، وأنّ الناصرين له هم الفرع، هم الذين دونه في العظمة وفي المنزلة. فكأنّ نوحاً عليه السلام يريد أنْ يُفهَمَ من عبارته هذه أنّه ليس في البشر مَن هو أولى منه بأن يكون القائد، وأنْ يكون ما عداه الأتباع.
أما ترى أنّ الله تعالى قال عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف: 157]؟ قال: (ونصروه)، ولم يقل: "وحموه أو ومنعوه"، لأنّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم - ومثله سائر الرسل - هو الأصل، هو القائد، هو الأعظم، أمّا المؤمنون فهم الفرع، والأتباع، والأقلّ عظمة.
ثمّ نلاحظ أنّه قال: (من الله)، وهذا يختلف عن قولنا: "على الله"، لأنّ "على الله" تعني نصرته على مناصبة الله العداء، وتعالى الله على أنْ يكون هدفَ حربٍ من خلقه الضعفاء، وحاشا للأنبياء أنْ يخطر ذلك ببالهم مجرّد خطران. إنّهم أشدّ إعظاماً لربّهم وتيقّناً من عظمته وقدرته التي لا تحدّها حدودٌ في الأرض ولا في السماء، من أنْ يخطر ببالهم مجرّد عصيان ربّهم في القليل بَلْهَ الكثير.
ثمّ نلاحظ أنّه لم يَقُل: "مَن ينصرني من الله (منكم) إنْ طردتهم"، وإنّما أبقى الصيغة عامّة، لأنّهم أهون من أنْ يستنجد بهم، ولأنّه أفضل منهم جميعاً، لأنّ الله تعالى اصطفاه من دونهم لرسالته، ولا شكّ أنّ الرسل أفضل الخلق وأصدقهم وأقربهم إلى العزّة والمروءة والصدق وكلّ مكارم الأخلاق.
ثمّ نلاحظ أنّ قوله: (إنْ طردتهم) يحمل معنى الفرض، أي: افرضوا - من باب الجدل - أنّني طردتهم، فمن يحميني من عقاب الله؟ ومؤدّى هذا الفرض أنّني لن أطردهم ويستحيل أن أفعل ذلك وأنا أراهم رأيَ العين مُفَضّلين عند ربّهم وأنتم أذلاء محتَقَرون عند ربّكم لا تزيدون على أنْ تكونوا أنتم وما تعبدون من دون الله حصب جهنّم.
وأمّا من ناحية التقديم والتأخير في الآية الكريمة، فنلاحظ أنّه قال: (مَن ينصرني من الله إن طردتهم)، وهذا يختلف عن قولنا: "إنْ طردتهم، مَن ينصرني من الله". فالعبارة الأولى تستبعد الطرد وتلغي فكرته إلغاءً، لأنّ الشرط (إن طردتهم) جاء في آخر العبارة، وهذا يُشعر أنّ الشرط جاء كفرض من أجل الجدل. أمّا مجيء الشرط في أوّل العبارة فيوحي بأنّ الشرط قد يؤدّي إلى نتيجة وأنّ عليك أنْ تلتزم بهذه النتيجة، ويوحي بأنّ قائل الشرط إنّما هو "يساوم" وعنده استعداد لقبول نتيجة الشرط، ولو كانت طرد أتباعه المؤمنين. والأنبياء ذوو أخلاق عالية، فلا يخطر ببالهم أنْ ينقلبوا على أتباعهم أبداً.
ثمّ نلاحظ أنّه ختم الآية بقوله: (أفلا تذكّرون)، ولم يقل: "أفلا تعقلون"، لأنّ نوحاً عليه السلام إنّما أراد أن يُذكّرهم بدعوته لهم في أوّل نزول الوحي عليه بقوله: (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ) [هود: 26]، أي: بدعوته إيّاهم إلى الإيمان بالله وحده وترك عبادة الأصنام. هذه الدعوة التي كرّرها عليهم مراراً، ولو أنّهم تذكّروها لأدركوا أنّ نوحاً عليه السلام لا يفعل شيئاً ويدع شيئاً آخر إلا انطلاقاً من تلك الحقيقة الكبرى وهي طاعته الكاملة لله الواحد الأحد.
إذن لا يملك نوحٌ عليه السلام إلا أنْ يذكّرهم بما بدأهم به بأسلوب لا يخلو من ضيقه بعنادهم ومن تبكيت منه لهم عن طريق صيغة الاستفهام التي خاطبهم بها ومؤدّاها الإيجابيّ: تذكّروا أيّها القوم.
والله أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 05:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زادك الله من فضله , وجزاك الله خيراً
ـ[قطرالندى]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 08:45 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 04:11 م]ـ
إضاءات جميلة أخي لؤي الطيبي
جزاك الله خيرا
لدي استفسار
ألا تحمل أيضا عبارة " من ينصرني " دعوة من نوح عليه السلام للخروج
بهم من الظلام إلى النور وترك العناد الذي هم فيه.
هكذا فهمتها " من ينصرني " بمعنى أن يكونوا من جماعتي أو حزبي.
وجزاك الله خيرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 11:30 م]ـ
بارك الله في الجميع ..
وللأخ ماضي شبلي - حفظه الله - أقول: إنّ ما تفضّلت به بارك الله فيك يأباه السياق. إذ إنّ المراد بقوله: (مِن الله)، أي: من انتقامه، بمعنى: مَن يمنعني مِن ذلك إنْ طردتُهم؟ وطيّ الانتقام بهذه الصورة يتبيّن من المعنى وسياق الآية قبلها. ثمّ إنّ تعدية الفعل (ينصرني) بحرف الجرّ (مِن) ضمنته معنى: ينقذني، إشعاراً لهم بأنّ طرد المؤمنين يغضب الله على مَن يطردهم، ومَن غضب عليه الله انتقم منه، وليس في الوجود مَن يمنع ما أراده الله.
والله أعلم.(/)
المتشابه لأبي منصور الثعالبي " كتاب في أسرار البلاغة "
ـ[معاوية]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 01:57 ص]ـ
المتشابه
:::
كتب الشيخ أبو منصور عبد الملك بن محمد ابن إسماعيل الثعالبي رحمه الله إلى الأمير الأجل أبي المظفر نصر بن ناصر الدين أبي منصور أطال الله بقاءه، خدمة مولانا الأمير الأجل السيد العالم صاحب الجيش ـ أدام الله تعالى سلطانه، وحرس عزه ومكانه، ـ تحرك ما سكن من الخواطر في تأليف الكتب، وتصقل ما صدئ من مرآة الأدب.
وقد سنح للعبد كتاب خفيف الحجم، بديع الوضع في " المتشابه " الذي هو من أسرار البلاغة، ومن أحسن أجناس التجنيس فعمله بالاسم العالي ـ ثبّته الله ـ مقدمة لأخوات له في سائر الفنون، ينتظم كانتظام العقود، ويتصل كاتصال السعود، بإذن الله ومشيئته، وهو ـ تعالى ـ المسؤول أن يديم أيام مولانا التي هي مواقيت الفضائل، وتواريخ المحاسن، وأن يؤيد ملكه ويخلد عمره، ويهنيه بعذب العيش وأرغده، ويجعل خير يوميه غده.
ثم إن هذا الكتاب مبني على ثلاثة أقسام:
فالقسم الأول في المتشابه الذي يشبه التصحيف والقسم الثاني في المتشابه من التجنيس الصحيح والقسم الثالث في المتشابه خطًّا ولفظًا.
ـ[معاوية]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 02:04 ص]ـ
باب
ما نطق به القرآن وجاء في الأثر عن الصدر
الأول والسلف الأفضل من ذلك
ـ[معاوية]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 02:09 ص]ـ
في القرآن: وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
ـ[معاوية]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 12:29 م]ـ
وفي الخبر عن النبي:= عليك باليأس من الناس.
ـ[معاوية]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 08:20 م]ـ
ومنه قوله:=: أمن من آمن.
ـ[معاوية]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:47 ص]ـ
ومنه قوله:=: عليكم بالأبكار فإنهن أشد حُبًّا وأقل خِبٍّا.
ـ[معاوية]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:49 ص]ـ
وقال عمر بن الخطاب: r : المروءة الظاهرة هي الثياب الطاهرة.
ـ[معاوية]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:53 ص]ـ
وقال: r : لو كنت تاجرًا ما اخترت شيئًا على العطر إن فاتني ربحه لم يفتني ريحه.
ـ[معاوية]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 09:45 ص]ـ
وقال علي بن أبي طالب: r : المرء يسعى بجده، والسيف يقطع بحده.
ـ[معاوية]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 08:10 م]ـ
ونظر: r : إلى رجل طويل الثياب فقال: يا هذا أقصر من هذا فإنه أنقى وأتقى وأبقى.
ـ[معاوية]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 09:32 م]ـ
وكان الحسن البصري يقول: ما أعطى الله أحدًا الدنيا إلا اختيارًا، ولا زواها عنه إلا اختبارًا.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 10:32 م]ـ
نقل طيب
ـ[معاوية]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 11:14 م]ـ
وأنت يا أبا طارق طيب
ـ[معاوية]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 11:18 م]ـ
باب
فيما صدر عن سائر طبقات البلغاء
ـ[معاوية]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 11:23 م]ـ
قال بعض الحكماء: كأنّ ما لا بد منه قد وكأن ما نزل لم يزل.
ـ[معاوية]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 03:00 م]ـ
ووصف بعض البلغاء اختصار بعض العلماء فقال: يعمد إلى زهرة الألفاظ فيجتنيها، وإلى ثمرة المعاني فيجتبيها.
ـ[معاوية]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 09:09 م]ـ
وذم بعض الأعراب قومًا فقال: ألسنة بالوعد عامرة، وقلوب عن الوفاء غامرة.
ـ[معاوية]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 03:26 ص]ـ
وذكر بعضهم وطنه فقال: سقى الله رملة سقتني أحساؤها، وضمتني أحشاؤها.
ـ[معاوية]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 09:20 م]ـ
وسئل بعضهم عن الشيب فقال: لا الخضاب يخفيه ولا المقراض يحفيه.
ـ[معاوية]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 11:42 ص]ـ
وقال الخليل: ما كتب قرّ، وما حفظ فرّ.
ـ[معاوية]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 10:56 م]ـ
وقال رجل لبهلول: أتعرفني؟ قال: نعم وأنسبك نسب الكمأة لا أصل ثابت ولا فرع نابت.
ـ[معاوية]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 02:30 م]ـ
وكان الحسن بن سهل يقول: الشرف في السَّرف.
ـ[معاوية]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 10:08 م]ـ
ورفع إلى عبد الله بن طاهر في إفساد بعض البيوتات فوقّع: إن أهل البيت إذا كثروا ففيهم الغُرر والعُرر.
ـ[معاوية]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 01:43 م]ـ
وذكر عبد الصمد بن المعذر العافية فقال: أيّ وِطاء وأيّ غطاء وأيّ عطاء.
ـ[معاوية]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 09:15 م]ـ
ووصف الجاحظ الفروج فقال: يخرج كاسيًا كاسبًا. وذكر الحيوانات فقال: سبحان من جعل بعضها لك عاديًا، وبعضها عليك غاديًا.
ـ[معاوية]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 01:24 ص]ـ
وسأل بعض فصحاء السؤال فقال: ارحموا ذا الجلد العريان، والبطن الغرثان.
ـ[معاوية]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 11:49 م]ـ
ووصف بعض البلغاء حاله في الرزاحة فقال: ليس في العصا سير، ولا في العظم مخ، ولا في البيض مح.
ـ[معاوية]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 07:54 ص]ـ
ووصف أبو العساكر كريمًا فقال: يَعِدُ وعد من يخلف، وينجز إنجاز من يحلف.
ـ[معاوية]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 02:28 م]ـ
وذم بعضهم بخيلاً فقال: غناه فقر ومطبخه قفر.
ـ[معاوية]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 05:46 ص]ـ
وذم بعضهم مغنيًا فقال: إذا غنّى عنّى، وإذا أدى آذى.
ووصف آخر غلامًا فقال: غمرات طرفه تخبر عن ظرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاوية]ــــــــ[03 - 11 - 2006, 09:36 م]ـ
باب
في الأمثال وما يجري مجراها
من عيّر غيّر، وما حان مان. ومن أمِن سِربُه أمِن شربه. من لزم القصد. استغنى عن الفصد. ليس من العدل سرعة العذل. المشاورة قبل المساورة. الرأي السديد أجْدى من الأيد الشديد. ما النار للفتيلة بأحرق من التعادي للقبيلة. لا تُعِن على عيبك بسوء غيبك. إذا نزل القضا ضاق الفضا. إن في إصلاح مالك بقاء عزك ونقاء عرضك، لا يغرق في النعيم غرقًا من لا ينصب في الكد عرقًا. إذا ابتليت بالبنات فعليك بالنبات.
ـ[معاوية]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 08:51 م]ـ
باب
في أفعل من كذا
أحسن من أنوار الأشجار وأطيب من أنفاس الأسحار. أحسن من أعتاب الدهر الحائف ومن الأمن عند الخائف. أسرع من الجبان إلى مفرّه. أوقع من الماء عند ذي الغلة ومن الشفاء عند أخي العلة. أمضى من الخناجر في الحناجر، أثقل من خرّاج بلا غلة وحمية بلا علة، أحنى من الشقيق الشفيق.
ـ[معاوية]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 04:16 م]ـ
باب
في فقر وغرر
عمرو بن مسعدة: بعثت إليك بفرس يتصرف بالشاب مع هواه، ويسير تحت الشيخ على رضاه، لا يتعبه شوط ولا يعين عليه سوط.
ـ[معاوية]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 01:51 م]ـ
سليمان بن وهب: لا يجتمع عنزان في عانة ولا ليثان في غابة.
ـ[معاوية]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 02:26 م]ـ
أبو عبد الله الفارسي: نزجي الأيام ونكتسب الآثام.
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 07:34 م]ـ
بوركت يا معاوية
ـ[معاوية]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 04:35 م]ـ
وبارك الله فيك أخي محمد خليل العاني
شمس المعالي: إذا سمح الدهر بالحباء فابشر بالانقضاء، وإذا أعار فاحسبه قد أغار.
ـ[معاوية]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 01:45 م]ـ
أبو بكر الخوارزمي: المحبة ثمن لكل علق وإن غلا، وسلم إلى كل شيء وإن علا.(/)
سؤال مُلِح
ـ[المهندس المسلم]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:03 م]ـ
السلام عليكم:
طرحت هذا الموضوع في المنتدى اللغوي فلم أجد من مجيب ;)
فهلا وجدت مجيبا هنا:
السلام عليكم:
لدي زوج من الألفاظ أرجو تبيين الفرق بين عنصريه
يريد و يشاء
وهل يوجد علاقة بين يشاء وشئ
وهل الشئ هو ثمرة المشيئة أم ماذا؟!
جزاكم الله خيراً
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 02:52 م]ـ
اعطيك نصيحتي اذهب إلى موقع الكلمة واخواتها للدكتور احمد الكبيسي وستجد بغيتك.
www.islamiyyat.com/kalema.htm
ارجو ان تجد مرادك. لاتنسني من الدعاء
اخوكم
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
ـ[المهندس المسلم]ــــــــ[24 - 09 - 2006, 04:02 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي
لقد بحثت في الموقع ولكن لم أجد بغيتي
ـ[ايام العمر]ــــــــ[24 - 09 - 2006, 08:32 م]ـ
137 الفرق بين الارادة والمشيئة: أن الارادة تكون لما يتراخى وقته ولما لا يتراخى، والمشيئة لما لم يتراخ وقته، والشاهد أنك تقول فعلت كذا شاء زيد أو أبى فيقابل بها إباه وذلك انما يكون عند محاولة الفعل وكذلك مشيئته إنما تكون بدلا من ذلك في حاله.
138 الفرق بين الارادة والمشيئة (1): قيل: الارادة هي العزم (2) على الفعل، أو الترك بعد تصور الغاية، المترتبة عليه من خير، أو نفع، أو لذة ونحو ذلك. وهي أخص من المشيئة، لان المشيئة ابتداء العزم على الفعل، فنسبتها إلى الارادة نسبة الضعف إلى القوة، والظن إلى الجزم، فإنك ربما شئت شيئا ولا تريده، لمانع عقلي أو شرعي. وأما الارادة فمتى حصلت صدر الفعل لا محالة. وقد يطلق كل منهما على الآخر توسعا. وإرادته عزوجل للشئ نفس منها ما روي عن صفوان قال: قلت (2) لابي الحسن أخبرني عن الارادة من الله، ومن الخلق، فقال: الارادة من الخلق: الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل. وأما من الله تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك، لانه لا يروي. ولا يهم، ولا يتفكر. فهذه الصفات منفية عنه تعالى. وهي صفات الخلق. فإرادة الله الفعل لا غير، يقول له: كن فيكون، بلا لفظ ولا قول: ولا نطق بلسان، ولا همة ولا تفكر. ولا كيف لذلك، كما أنه لا كيف له. وقال بعض المحققين: الارادة في الحيوان شوق متأكد إلى حصول المراد. وقيل: إنها مغايرة للشوق (3)، فإن الارادة هي الاجماع وتصميم العزم. وقد يشتهي الانسان ما لا يريده كالاطعمة اللذيذة بالنسبة إلى العاقل الذي يعلم ما في أكلها من الضرر. وقد يريد: ما لا يشتهيه كالادوية الشنيعة (4) النافعة التي يريد الانسان تناولها لما فيها من النفع. وفرق بينهما بأن الارادة: ميل اختياري، والشوق: ميل جبلي طبيعي. ولذا (5) يعاقب الانسان المكلف بإرادة المعاصي، ولا يعاقب باشتهائها. وقيل: إرادة الله سبحانه توجب للحق حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه.
3 / ب] وقيل: بل (1) هي علمه بنظام الكل على الوجه الاتم الاكمل، من حيث إنه كاف في وجود الممكنات، ومرجح لطرف وجودها على عدمها، فهي عين ذاته والمحبة فينا ميل النفس أو سكونها بالنسبة إلى ما يوافقها عند تصور كونه موافقا، وملائما لها، وهو مستلزم لارادته إياه. ولما كانت المحبة بهذا المعنى محالا في حقه تعالى، فالمراد بها ذلك اللازم، وهو الارادة. وقال بعض الاعلام (2): المشيئة والارادة قد يخالفان المحبة، كما قد نريد نحن شيئا لا يستلذ، كالحجامة، وشرب الدواء الكريه الطعم. وكذلك ربما انفكت مشيئة الله تعالى وإرادته عن محبته (3) رضاه. انتهى. وعلى هذا فالارادة أعم من المحبة، لان كل محبوب مراد، دون العكس. وقال بعض المحدثين من المتأخرين، في جواب من سأل عن الفرق بين القضاء والقدر، والامضاء والمشيئة، والارادة واخلق: المستفاد من الاخبار أن هذه الاشياء متغايرة في المعنى، مترتبة في الوجود، إلا أن الظاهر أن الامضاء والخلق بمعنى واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمشيئة قبل الارادة، والارادة قبل القدر، والقدر (4) قبل القضاء، والقضاء قبل الامضاء، وهو الخلق، وهو إبراز المعدوم في الوجود، وتأليفه، وتركيبه، فالمشيئة بالنسبة إلينا هي (1) الميل الاول بعد حصول العلم بالشئ. والارادة: هي الميل الثاني القريب بعد أن تنشطت النفس إلى فعله (2)، وصممت على إيجاده. والقدر: هو التقدير بالمقدار طولا وعرضا مثلا. والقضاء: هو التقطيع والتأليف. والامضاء: هو إبراز الصنعة في عالم (3) المصنوع، مثاله في المحسوس: هو أنك إذا أردت أن تخيط ثوبا، فلابد أن تكون عالما بالعلة (4) الغائية التي هي المرتبة الاولى، بيحصل لك ميل إلى لبس الثوب، وهذا هو المشيئة وهي المرتبة الثانية، فيدعوك ذلك الميل إلى لبسه إلى الميل إلى خياطته وتقطيعه، وهذا هو الارادة: وهي المرتبة الثالثة.
فتقدره أولا قبل تقطيعه، لئلا يحصل فيه الزيادة والنقصان، وهذا هو القدر: وهي المرتبة الرابعة، فتقطعه بعد ذلك على حسب وضع الثوب في كيفيته، فيحصل الغرض المقصود منه، وهذا هو القضاء: وهي المرتبة الخامسة، ثم تؤلف تلك الاجزاء، وتضعها في مواضعها. وهذا هو الامضاء: وهو الخلق، وهو الصنع والتصوير. ويدل على ذلك صريحا ما رواه الكلينى (5) قدس سره، قال: سئل العالم عليه السلام: كيف علم الله؟ قال: " علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى فأمضى ما قضى، وقضى ما قدر وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشيئة وبمشيئتة كانت الارادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كانت المشيئة وبمشيئته كانت الارادة، وبأرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الامضاء. والعلم متقدم على المشيئة، والمشيئة ثانية، والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء.
فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء، وفيما أراد من تقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء، فلا بداء. فالعلم بالمعلوم قبل كونه، والمشيئة في المشاء (1) قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه. والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء من المبرم من المفعولات، الحديث. وبه ينحل قول مولانا أمير المؤمنين لمافر من حائط أشرف على الانهدام: " أفر من قضاء الله إلى قدره ". إلا أن نسبة هذه المعاني إليه سبحانه على وجه المجاز لا الحقيقة، إذ المقصود من هذا الكلام: التقريب إلى الافهام. إذا عرفت هذا فاعلم أن إرادته سبحانه على ضربين كمشيئته: أحدهما: حتم: وهي الارادة المتعلقة بالتكوين كالخلق، والرزق والاحياء، والاماتة، وتسخير الافلاك، وبالجملة فكل ما هو ليس من أفعال العباد الاختيارية فهذه لا تختلف عن إرادته، وإليه أشار سبحانه بقوله: " ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا " (2) الثاني (3): إرادة عزم: وهي (4) المتعلقة بأفعال العباد وأعمالهم الاختيارية من الامور التكليفية، وهذه قد تختلف إذ ليس معنى إرادته فيها إلا أمره بها، ومحبته لها، وهذا لا يلزم منه الوقوع، وإلا لزم الجبر والالجاء، وبطل الثوب والعقاب. وفي القول به خروج عن جادة الصواب. انتهى كلامه، زيد إكرامه (1). هذا، وقد استدل بعض الافاضل على أن المشيئة من الله تقتضي وجود الشئ، بما ورد من قوله صلى الله عليه وآله: " ما شاء الله كان " (2) وعلى أن الارادة منه سبحانه لا تقتضي وجود المراد لا محالة بقوله تعالى: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (3) وبقوله سبحانه: " وما الله يريد ظلما للعباد " (4). معلوم أنه قد يحصل العسر والظلم فيما بين الناس (5). أقول: ويمكن المناقشة في الاستدلال بالآيتين بأن المراد بإرادة اليسر وعدم إرادة العسر في الآية الاولى: الرخصة للمريض، والمسافر في الافطار في شهر رمضان، والآية مسوقة لذلك، لقوله تعالى: " فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (6) والمراد: " يريد الله بكم اليسر " في جميع الامور، " ولا يريد بكم العسر " أي التضيق عليكم وتكليفكم ما لا تطيقونه، وعلى التقديرين فإرادته سبحانه لم تتخلف (1) عن وجود المراد لا محالة في هذا الباب. وأما الآية الثانية فالمعنى أنه سبحانه: لا يريد ظلم عباده بأن يحملهم من العقاب مالا يستحقونه (2) أو ينقصهم من الثواب عما استحقوه. وهذا المراد أيضا لا يتخلف عن إرادته سبحانه
الفروق اللغوية لابي هلال العسكري
وفقك الله(/)
أم القرآن الكريم
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 07:24 م]ـ
لماذا سميت الفاتحة أم القرآن؟
لم تعد سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم؟
ما فائدة تكرار (فبأي آلاء ربكما تكذبان)؟
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 01:28 ص]ـ
أنتظر مداخلاتكم
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 02:01 ص]ـ
لماذا سميت الفاتحة أم القرآن؟
لم تعد سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم؟
ما فائدة تكرار (فبأي آلاء ربكما تكذبان)؟
سميت الفاتحة لأنها يفتتح بها المصحف أو لانه تفتتح بها الصلاة (والله أعلم)
تكرار الآية في سورة الرحمن هو للتأكيد والتقرير
فمن عادة العرب أن تكرر الكلام للتأكيد وهذا مستخدم حتى اليوم
في اللهجات!
والله أعلى وأعلم
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 12:56 م]ـ
أخي الكريم (السهيلي)
بارك الله فيك ...
أما السؤال الأخير (ما فائدة التكرار في قوله تعالى: " فبأي آلاء ربكما
تكذبان "؟) فبعد البحث وجدت أن الفائدة من هذا التكرار (التقرير والتوبيخ)
أما السؤال الأول (لماذا سميت الفاتحة أم القرآن الكريم؟)
لم تجب عنه، وإنما أجبت عن سؤال آخر هو (لماذا سميت هذه الآيات
بالفاتحة؟ أو بالسبع المثاني؟ مثلا)
بارك الله فيك، وزادك بسطة في العلم والمعرفة ...
ويبقى السؤال الأول والثاني منتظرين مداخلات الأعزاء
ودمتم في رعاية الله
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 10:58 م]ـ
للرفع
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 12:21 ص]ـ
لماذا سميت الفاتحة أم القرآن؟
لاشتمالها على أهمّ موضوعات القرآن الكريم، فهي جامعة لأمّهات أغراضه.
لم تعد سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم؟
إنّ المطلوب في الدين هو الإيمان، وثمرة صدق الإيمان المتحرّك الفاعل، العمل المعبِّر عنه. والإيمان يتناول ثلاثة أقسام:
- قسم يتعلّق بذات الله، وهذا القسم قد أبانته سورة الإخلاص.
- وقسم يتعلّق بصفات الله تعالى.
- وقسم يتعلّق بأفعال الله تعالى، ومن أفعاله ابتلاء عباده المكلّفين، وبيان مطلوبه منهم.
ولمّا أبانت سورة (الإخلاص) القسم الأول من هذه الأقسام الثلاثة التي أُنزل القرآن الكريم لبيانها وتفصيلها، كانت بهذا الاعتبار بمثابة ثلث القرآن العظيم.
والله أعلم.
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 11:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل اشتملت الفاتحة (أم الكتاب) على الأقسام الثلاثة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 04:11 ص]ـ
الأخ الفاضل ماضي ..
إنّ عبارة: (الحمد لله) تضمّنت إثبات كلّ صفات ذات الله تعالى وأفعاله، وثناءً على الله بها.
وعبارة: (ربّ العالمين) تضمّنت إثبات كلّ صفات ربوبية الله لخلقه، وثناءً على الله بها.
وعبارة: (الرحمن الرحيم) تضمّنت إثبات كلّ صفات رحمته سبحانه وتعالى، وثناءً على الله بها، ومنها أنّه الرزّاق الفتّاح الرؤوف المغني النافع الهادي العفوّ الغفور البرّ التوّاب.
وعبارة: (مالك يوم الدين) أو: (ملك يوم الدين)، ومع أنّها تخصّ الآخرة، إلا أنّها بيّنت أنّه سبحانه يومئذ الملك على كلّ شيء بسلطانه العظيم، لا مشارك له في مُلكه، وأنّه سبحانه يومئذ المالك لكلّ شيء، لا مشارك له في مِلكه.
وكما ترى، فإنّ هذه الآيات الثلاث قد اشتملت على أهمّ الكليات التي تعبّر عن توحيد الربوبية والإلهية لله، وعن حكمة خلق الإنسان في الحياة الدنيا للابتلاء، تمهيداً لمحاسبته وفصل القضاء بشأنه ومجازاته يوم الدين.
والله أعلم.
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 09:50 م]ـ
أخي لؤي الطيبي جزاك الله خيرا
ما رأيك بقول الإمام السيوطي رحمه الله:" أم علوم القرآن ثلاثة: توحيد
وتذكير وأحكام. فالتوحيد يدخل فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق بأسمائه
وصفاته وأفعاله.
والتذكير منه الوعد والوعيد والجنة والنار وتصفية الظاهر والباطن.
والأحكام منها التكاليف كلها وتبيين المنافع والمضار والأمر بالنهي والندب .. "
بناء على كلام الإمام السيوطي سميت الفاتحة أم القرآن لأن فيها الأقسام
الثلاثة: التوحيد والتذكير والأحكام، وسميت صورة الإخلاص ثلثه لأنها
اشتملت على أحد الأقسام الثلاثة ألا وهو التوحيد
هذا والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 12:28 ص]ـ
الأخ الفاضل ماضي - حفظه الله ..
بارك الله فيكم، وشكر لكم نقلكم الموفق لقول الإمام السيوطي - رحمه الله رحمة واسعة ..
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 02:54 ص]ـ
لماذا سميت الفاتحة أم القرآن؟
لم تعد سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم؟
ما فائدة تكرار (فبأي آلاء ربكما تكذبان)؟
سميت أم الكتاب لأنها أوله والذي منها يخرج منه وهو الأصل
الذي يتفرع منه
والدلالة الثانية على وضعها في أو الكتاب كان بالوحي
وهذا يدل على أن ترتيب المصحف كان بالوحي
أما فائدة تكرار (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
فهو رحمة من الله سبحانه له الحمد لأنه تكريم للثقلين
وصيغة الخطاب عتاب والعتاب لايكون إلا لعزيز
والتكرار تأكيد للمعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[متيم]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 12:51 م]ـ
شكرا لمرورك أخي صالح
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 04:24 ص]ـ
شكرا يا متيم
على مرورك الكريم
أوصلك
الله سبحانه له الحمد
لمحبته ومرضاته
و أستميحك عذرا
فقد حصل سقط في السطر الثالث من تعليقي والتصحيح هو:
والدلالة الثانية على وضعها في أول الكتاب كان بالوحي
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 09:23 ص]ـ
شكرا لمرورك أخي صالح
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 04:41 م]ـ
لماذا سميت الفاتحة أم القرآن؟
لم تعد سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم؟
ما فائدة تكرار (فبأي آلاء ربكما تكذبان)؟
السلام عليكم
بالنسبة للسؤال الثاني، فما أعرفه عن سبب عد سورة الإخلاص ثلث القرآن
أن ما جاء في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام:
قسم عن الله عز وجل أسمائه وصفاته (وهو أكثر الأقسام ذكرا في القرآن وأعظمها على الإطلاق)
وقسم عن مخلوقات الله (الكون والأمم السابقة واللاحقة والجنة والنار .... )
وقسم عن أحكام الله (الأوامر والنواهي)
وسورة الإخلاص قد خلصت في القسم الأول فقط ولذلك تعد ثلث القرآن.
وهذا الكلام يوافق ما نقله الأخ الفاضل ماضي شبلي عن الإمام السيوطي.(/)
الريح والرياح في القرآن الكريم
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 10:30 م]ـ
حيثما وردت لفظة الريح (المفردة) في القرآن الكريم، دلت على العذاب.
وحيثما وردت لفظة الرياح (مجموعة) في القرآن الكريم، دلت على الرحمة
قال تعالى: " وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم " الذاريات 41
هذه اللفظة (الريح) أتت مفردة أي دالة على العذاب كما سبق.
وهذه (الريح) أرسلت على قوم عاد، ومعروف أن الله سبحانه عاقبهم بها،
فهي تعقم ما مرت به، وهي لا تلقح ولا خير فيها.
وقال الله تعالى في آية أخرى: " وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء
فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين " الحجر22
لفظة (الرياح) دلت في هذه الآية على الرحمة، فهي لواقح وليست عقيما
أما في سورة يونس 22 قال تعالى: "هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى
إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها .... "
في هذه الآية دلت لفظة (الريح) على الرحمة، والسبب في ذلك أن السفينة
(الفلك) لا تسير إلا بريح واحدة، ولو اختلفت عليها الرياح لتصادمت وتقابلت
وهو سبب الهلاك. فالمطلوب هنا ريح واحدة لا رياح لذلك اقتضى السياق
لفظة (طيبة) لدفع التوهم أن تكون ريحا عاصفة.
ـ[قطرالندى]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 02:20 م]ـ
جميل جدا ..
جزاك الله خيرا
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 03:46 م]ـ
شكرا لمرورك " قطر الندى " وأسأل الله أن يعلمنا وأن ينفعنا بما علمنا
ـ[نور صبري]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 05:41 م]ـ
بارك الله فيك ....
لعل إفراد الريح يدل على شدتها وقوتها وتدميرها. أما الجمع فيدل على تعددها وتنوعها ولينها ورخائها وإلى هذا المعنى أشار القرطبي في تفسيره فقال: «فمن وحد الريح فلأنه اسم للجنس يدل على القليل والكثير. ومن جمع فلاختلاف الجهات التي تهب منها الرياح. ومن جمع مع الرحمة ووحد مع العذاب فإنه فعل ذلك اعتبارا بالأغلب في القرآن نحو (الرياح مبشرات) و (الريح العقيم) فجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب. إلا في يونس في قوله {وّجّرّيًنّ بٌهٌم بٌرٌيحُ طّيٌَبّةُ} وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جزء واحد. وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح. فأفردت مع الفلك في يونس لأن ريح إجراء السفن إنما هي ريح واحدة متصلة ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينهما. وعند أبي داود وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الريح من روح الله» قال سلمة: فروح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإن رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها.
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 05:49 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم، وجزاك الله خيرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 12:00 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ولقد نوقش موضوع الريح والرياح من قبل، ولكي تكتمل الفائدة يُنظر: هنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7950) ..
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 02:36 م]ـ
إن الاطلاع على الشواهد القرآنية التي جاءت فيها لفظتا (الريح والرياح) والاطلاع على أقوال المفسرين فيها، واستقراء ما جاء في الروابط المختلفة في هذا الموقع يمكن أن يخرج منها المرء بما يلي:
لا صحة للتعميم في قولهم (حيثما وردت الريح مفردة فهي للعذاب وحيثما وردت الرياح مجموعة فهي للرحمة)
إن قوله تعالى ( ... وجرين بهم بريح طيبة جاءتها ريح عاصف ... ) لايحتاج إلى كل تلك التأويلات، فالأمر ببساطة: الريح نوعان: ريح طيبة وريح عاصف .. وللمرء أن يستخدم الكلمة بما يلائم السياق الذي يريد، فالريح مجردة لا تدل على الرحمة أو العذاب إلا من خلال السياق ..
وقل مثل ذلك في الرياح .. فقوله تعالى (فأصبح هشيما تذروه الرياح) هذه الرياح لن تكون رياح رحمة؛ لأنها تقضي على آخر أثر من آثار الحياة .. فكلمة الرياح مجردة لا تدل على رحمة ولا على عذاب، والسياق هو الذي يحدد الرحمة أو العذاب في الكلمتين كلتيهما ..
وكذلك (السقيا) ففي الحديث (اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب) فالأمر متروك للسياق، والتعميم من أكثر الأساليب بعدا عن الصواب ..
ـ[حموود زولوو]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 08:37 م]ـ
:::
إخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله:
طلبتكم ...
أبا بحث عن الريح والرياح في القرآن الكريم بس مع الراجع والمصادر الله يخليكم ....
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 12:30 ص]ـ
للاستزادة ينظر من أسرار التعبير في القرآن _صفاء الكلمة_عبدالفتاح لاشين، وقد تناولت في رسالتي الماجستير موضوع الظواهر الجوية في القرآن الكريم وكان للريح والرياح نصيب من التناول(/)
الثنائيات الضدية
ـ[خقايا قلم]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 04:02 م]ـ
:) السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
اول طلب لي في المنتدى واتمنى ما تردووني:)
سؤالي بخصوص الثانئيات الضدية في قصيدة السموؤل .. الذي يذكر في مطلعها
(اذا المر لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل)
طبعا تكثر في قصيدته الثنائيات الضدية ... وحبيت أسألكم عن غرض الشاعر ومغزاه من هذه الطباقات المتكررة
انتظر ردكم باقرب وقت:)(/)
دلاهما
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 08:22 م]ـ
أخوتي،:::،السلام عليكم:
ما المعاني التي وردت في اجتهاد العلماء في تفسير كلمة {دلاهما} في {دلاهما بغرور}؟ ومعانيها البلاغية؟
مشكورين أخوتي بارك الله فيكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 11:49 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [الأعراف: 22].
وفي الآية الكريمة سرد لما وقع من إبليس لآدم وحواء من إغراء وخداع بعد أنْ طرد الله تعالى إبليس من رحمته وأسكن آدم وزوجه الجنة، فوسوس إليهما إبليس وأقسم لهما كذباً أنّ الله تعالى ما حرّم عليهما الشجرة إلا خشية أن يُصبحا مَلَكَيْن أو خالدين لا يموتان. فوقعا في شِراكه وأكلا من الشجرة المحرّمة.
وأما (دلاهما) فمعناها: أنزلهما إلى أسفل، وهو من التدلية بمعنى النزول، أي: ما زال الشيطان يزيّن لهما الأكل من الشجرة المحرّمة حتى استجابا. وفي هذا التعبير (دلاهما) إيماء إلى أنّه أنزلهما من كمال الطاعة، ورفعتها إلى حضيض المعصية ونقصها. وعلى رأي بعض أهل العلم الذي شبّه التدلية هنا بإرسال الدلو في البئر لإزالة العطش بالماء، يكون التعبير من قبيل الاستعارة التمثيلية، حيث شبّهت صورة احتيال إبليس وإغرائه لهما حتى دفعهما إلى المحضور معتقدين أنّ فيه نفعاً لهما بصورة العطشان يدلي بالدلو إلى البئر ليروي عطشه.
وقد نبّه الدكتور السامرائي إلى الفرق بين قوله تعالى في الأعراف: (دلاهما)، وقوله في البقرة: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا) [البقرة: 36]. يقول: "والإزلال غير التّدلية، فإنّ الزلّة قد تكون في الموضع نفسه، وأمّا التدلية فلا تكون إلا إلى أسفل، ذلك أنّها من التدلية في البئر. فإذا دلّيت أحداً فقد أنزلته إلى أسفل، بخلاف الزلّة فقد لا تكون إلى أسفل. ومعنى (دلاهما): أنزلهما من مكان إلى مكان أحطّ منه" أ. هـ.
وخلاصة القول إنّه لمّا أخبر الله تعالى ببعض وسوسة إبليس لآدم وزوجه، سبّب عنهما ترجمتها بأنّها إهباط من أوج شرف إلى حضيض أذى وسرف، ولذلك قال: (فدلاهما)، أي: انزلهما عمّا كانا فيه من علوّ الطاعة مثل ما فعل بنفسه بالمعصية التي أوجبت له الهبوط من دار الكرامة.
والله أعلم
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 01:57 م]ـ
أشكرك أستاذي الكريم لؤي الطيبي على هذا(/)
سر التقديم؟
ـ[أبو رقيّة]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 08:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء ...
ما هو سرّ تقديم أداة التشبه؟ نحو: كأنَّ زيداً الأسد.
ـ[أبو رقيّة]ــــــــ[24 - 09 - 2006, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء ...
ما هو سرّ تقديم أداة التشبيه على المشبة والمشبة به؟ نحو: كأنَّ زيداً الأسد.(/)
أفيدوني نفع الله بعلمكم
ـ[هل غادر الشعراء؟]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 04:31 م]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي بحث بعنوان (التشبيه في ديوان الخنساء , دراسة تحليلية و تطبيقية)
فأرجوا من الإخوة الكرام مساعدتي و تزويدي بأسماء بعض المراجع و مواقع الانترنت التي قد تفيد في ذلك ,,,
و لكم جزيل الشكر,,,(/)
متى نقول هذه زوجتي. ومتى نقول هذه امرأتي
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 03:06 م]ـ
متى نقول هذه زوجتي أو هذه امرأتي: ـ
1ـ اذا كان لديها خلل في العقيدة اي ليست مؤمنه نقول لها امرأة مثل امرأة لوط عليه السلام.
2ـ اذا كانت لا تنجب اي لا ياتيها اولاد نقول لها امرأة مثل امرأة زكريا عليه السلام.
3ـ اذا همت ورغبت في الوقوع في الفاحشة نقول لها امراة. مثل امراة العزيز
ما عدا ذلك نطلق عليها زوجة
الشكر موصول للجميع
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 01:03 ص]ـ
بوركت وهذا موضوع مقال الأستاذ القدير لؤي الطيبي حول هذا الموضوع
الفرق بين المرأة والزوج ( http://www.alfaseeh.net/diffuser/user.php?dept=66&post=156)
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 01:26 ص]ـ
الأستاذ الكريم الغامدي،
لدي سؤالان لحضرتك الكريمة:
أليس من الأقرب أن نقول إن الزوجة هي التي ترتبط بزوجها (وليس بعلها لأن كلمة بعل مهجورة) برباط الزوجية الشرعي، سواء أخلفت له أم لم تخلف؟!
وهل ينبغي للرجل أن يخاطب زوجته التي لم تخلف له ولدا بيا امرأة بدلا من يا زوجة؟!
شكرا لك.
عبدالرحمن.
ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 05:26 م]ـ
هذه الفروق من المتروكات في المعاني, ولقد كانت قديما وذكرها القرآن الكريم.
حتى كلمة \زوجة\ محدثة, فالأصل \زوج\ للرجل والأنثى.
وتطلق كلمة \زوجة\ في العربية الحديثة على كل امرأة عقد عليها بعقد شرعي, وما عدا ذلك فهي ليست زوجة. وكل زوجة امرأة وليست كل امرأة زوجة.
عندي سؤال لطيف: مما اشتقت كلمة \امرأة\؟
أظنها من \مرء\ و\المرء\ وهي كلمة مذكرة ولكنها لا تدل على جنس المذكر خصوصا, فأضيفت إليها تاء التأنيث فصارت تدل على جنس المؤنث. وتجمع على \نساء\ جمعا شاذا, أما كلمة \مرء\ فلا تجمع, وربما تجمع على \ناس\, ولو فرضنا ذلك, للاحظنا التقارب اللفظي بين \نساء\ و\ناس\,
في حين أن كلمتي \رجل\ و\رجال\ قياسيتان.
ما رأي الخبراء؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 05:39 م]ـ
اخي الكريم عبد الرحمن السليمان بارك الله فيك: ـ
اما اجابة السؤال الاول: ـ فانا اقتبست هذا من القران الكريم ولم اجد غير هذه الاسباب بينما (روابط الزوجية الشرعية) امر عظيم اكبر من ان يحصى وجميعنا مقصر فيها فلن نجد من يقول زوجة.
اما اجابة السؤال الثاني: ـ
فنحن نتكلم على الاصح ونحن اهل اللغة العربية لغة القران فيجب علينا ان نطبق هذه اللغة في سائر حياتنا ولا نترك الفاظها تضيع.
والشكر موصول للجميع
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 02:26 ص]ـ
أخي الأستاذ الغامدي،
أعاننا الله على القيام بالواجبات الزوجية كما ينبغي!
سلمك الله،
عبدالرحمن.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 02:56 ص]ـ
أستاذي الكريم ضاد،
سؤالك طريف حقا وأجيب عليه بما أعلم منه.
أجل، /مَرأة/ (امرأة بعد زيادة الألف فيها فيما بعد) مؤنث /مَرء/ الذي يعني تأثيليا /رجل/! وليس ببعيد في القياس بأنها كانت تجمع على /مَرآت/!
أما /نساء/ فهو جمع /إنسانة/ لأنها مشتقة من الجذر العربي/السامي القديم /أ ن س/، ومنه الإنسان والأنس والإنسانية الخ.
و/إنسانة/ هي مؤنث /إنسان/ كما ترى، تماما مثلما تكون /مَرأة/ مؤنث /مرء/، و/رجلة/ مؤنث /رجل/، علما أن رَجُلَة لا تقال إلا لأخوات الرجال في القول والفعل من النساء. وقد أطلقوها قديما على أمنا عائشة رضوان الله عليها، فقالوا: هي رَجُلَةُ العرب!
ولقد اختصت العربية بالجذرين /م رء/ و/ر ج ل/، لأن الكلمات الواردة في اللغات السامية، شقيقات العربية، للدلالة على الرجل والمرأة، مشتقة من الجذر السامي القديم /أ ن س/ (قارن ـ على سبيل المثال ـ العبرية: ???: إيش = رجل، و????: إيشَّة = امرأة).
هذا والحديث طريف بلا شك، خصوصاً مع دعوات النسوان المتحررات لإلغاء الجنسية من اللغة العربية حتى تتم المساواة بين الرجال والنساء في كل شيء، بما في ذلك اللغة. وهذا ليس في صالحنا نحن معشر الرجال ـــ على الإطلاق!
سلمك الله،
عبدالرحمن السليمان.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 01:35 ص]ـ
أما /نساء/ فهو جمع /إنسانة/ لأنها مشتقة من الجذر العربي/السامي القديم /أ ن س/، ومنه الإنسان والأنس والإنسانية الخ. و/إنسانة/ هي مؤنث /إنسان/ كما ترى ...
الأستاذ الفاضل عبد الرحمن السليمان - سلمه الله ..
ألا يمكن أن تكون كلمة (نساء) جمعاً لكلمة (نسيء)، التي تُطلق للتأخير والزيادة؟
حيث نلاحظ أنّ المرأة - كأمّ وزوجة - دورها في الحياة الاجتماعية هو في الخطّ الثاني، وليس في الخطّ الأول، لأنّ الخطّ الأوّل خطّ المشقّة والتعب والنّصب والخطر، فأُبعدت المرأة اجتماعياً واقتصادياً إلى الخطّ الثاني المحميّ من الخطّ الأوّل، وذلك لتقوم بإمداد الخطّ الأول نفسياً ومادياً، وتحافظ على البنية التحتية للخطّ الأول من رعاية للأسرة، وتأمين جوّ الاطمئنان والاستقرار للأطفال ...
وإذ قد لاحظ العرب هذا الفرق الوظيفيّ بين المرأة والرجل، فإنّهم استخدموا كلمة (النساء) جمعاً للمرأة لتُحقّق بجنسها صفة التأخّر عن الخطّ الأوّل إلى الخطّ الثاني في معركة وميدان الحياة الاجتماعية، إضافة إلى قيامها بزيادة وجود الجنس الإنساني من خلال كون كلمة (نسيء) تدلّ على التأخير والزيادة.
بانتظار ما يجود به قلمكم المعطاء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 02:25 م]ـ
الأخ الفاضل لؤي الطيبي يحفظه الله،
السلام عليكم.
على الرغم من أني لم أقرأ تخريجاً "لنساء" مثل تخريجك الذكي وربطك بين "نساء" و"نسيء" فإني أتحفظ بعض الشيء على ذلك من جهة، ولا أستطيع الإجابة المفيدة قبل القراءة المتأنية للجذرين (أنس – نسأ) في معاجم اللغات السامية من جهة، وفي مصادر العربية القديمة من جهة أخرى، وهو ما لا يتيسر لي القيام به اليوم وغداً بسبب الدروس.
من جهة أخرى أخي الفاضل، يميز علم اللغة الحديث بين ثلاثة أنواع من التأثيل والاشتقاق هي:
التأثيل الشعبي: كالقول إن مدينة "حلب" في سورية سميت هكذا لأن سيدنا إبراهيم الخليل، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، "حلبَ شاته" فيها، والقول إن مدينة "بابل" سميت هكذا لأن "بلبلة" الألسن وقعت فيها الخ.
محاولة التأثيل: وهو محاولة رد كلمة ما لا يعرف أصلها، إلى أصل معين، وتخريج ذلك تخريجا ذكيا يكون له ما يسوغه لغويا أو ثقافيا.
والاشتقاق العلمي: كالقول إن مدينة "بابل" تعني "باب الآلهة" لأن اسمها في اللغة البابلية: "باب إليم"، و"إليم" جمع "إلّ"، و"إلّ" يعني "إله" في اللغات السامية، و"باب" هو "الباب" في جميع الساميات.
ولي عودة إلى هذا الموضوع إن شاء الله.
عبدالرحمن.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 03:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الأستاذ الكريم عبد الرحمن السليمان - أدام الله أيامه ..
بارك الله فيك، وشكر لك شرحك الوافي، ونفعنا بعلمك ..
وبانتظار المزيد ..
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 12:06 ص]ـ
أخي الفاضل لؤي يحفظه الله،
السلام عليكم ورحمة الله،
تذكرت وأنا أفكر بالجواب قول بعض الأوائل الذي زعم أن الإنسان مشتق من النسيان لكثرة ما ينسى! ولا شك في أن هذا القول ينطبق على العبد الفقير لأنه نسي أهم جذر سامي يشير إلى المرأة ألا وهو الجذر: /أ ن ث/.
إذاً: الجذر السامي الدال على المرأة هو /أ ن ث/. وهنالك قانون صوتي مطرد في الساميات مفاده أن حرف /الثاء/ في اللغة السامية الأم التي تفرعت عنها كل اللغات السامية، يبقى في العربية /ثاء/، ويصبح في السريانية /تاء/ وفي البابلية والعبرية /شين/.
مثال: /ثوم/ في اللغة السامية، يبقى في العربية /ثوم/، ويصبح في السريانية /توم/، وفي البابلية والعبرية: /شوم/. هذه قاعدة مضطردة لا شواذ لها.
وإذا طبقنا هذه القاعدة على الجذر /أ ن ث/ لوجدنا أن /أنثى/ السامية بقيت /أنثى/ في العربية، وأصبحت في العبرية: و????: إيشَّة ـ بتشديد الشين، وأصلها في العبرية /إنشة/ إلا أن النون في العبرية من حروف العلة فأدغمت بالحرف الذي يليها وظهر التشديد عليه للدلالة على الإدغام.
أما المعنى الأصلي للجذر فله علاقة بالضعف، لأن هنالك فعلاً بابليا مشتقا منه هو /إنِيشُ/ ومعناه ضَعُفَ، وهذا الفعل ينظر إلى أخاه في العربية: أَنُثَ، الذي يعني أصبح مثل الأنثى في الضعف.
وأما /نساء/ و/نسوة/ فأعتقد أن الأصل هو /أنس/ وهو جذر مرادف لـ /أنث/ في الاشتقاق لأن أصل الجذور السامية ثنائي يضاف إليها حرف ثالث لتحديد المعاني. وعليه فإن الاجتهاد يقتضي اعتبار الجذر الثنائي الأصلي لهذين الجذرين هو /أ ن/، فأضيفت الثاء إلى أحدهما للدلالة على الأنثى، والسين إلى ثانيهما للدلالة على /الإنسان/ ذكرا كان أم أنثى! وأميل إلى الاعتقاد أن أصل /نساء/ هو /أنسات/ (قارن: آنسة/آنسات)، فحذفت الألف التي هي فاء الجذر، وقدمت النون لتصبح هي فاء الجذر، وأصبحت السين عين الجذر، وأضيفت الواو التي أصبحت لام الفعل في /نسوة/ إليهما، وهي الواو التي انقلبت همزةً في /نساء/، مثلما انقلبت واو /كان/ همزة في اسم الفاعل منه: /كائن/.
إذاً: الجذر السامي الثاني الدال على الانسان، رجلا كان أم امرأة، هو /أ ن س/. وهنالك قانون صوتي مطرد في الساميات مفاده أن حرف /السين/ في اللغة السامية الأم التي تفرعت عنها كل اللغات السامية، يبقى في العربية /سين/، ويصبح في السريانية /شين/ وفي البابلية والعبرية /شين/ أيضاً.
مثال: /لسان/ في اللغة السامية، يبقى في العربية /لسان/، ويصبح في السريانية /لشونا/ (والألف نهاية الكلمة للتعريف)، وفي البابلية: /لِشان/، والعبرية: /لَشون/. وهذه أيضاً قاعدة مضطردة لا شواذ لها.
وإذا طبقنا هذه القاعدة على الجذر /أ ن س/ لوجدنا أن /أنس/ السامية بقيت /أنس/ في العربية، وأصبحت في العبرية: ???: /أنش/ (ومنه /أناشيم/ أي الناس، الذي يجانسه في العربية: أناس)!
ولكن إذا نظرنا وأمعنا النظر في الكلمة العبرية: /نَشي (م) / = نساء، والسريانية /نَشي (ن) / = نساء أيضا، لاستنتجنا بسهولة أن التطور الصرفي للجذر /أ ن س/ إلى /نسو/ وقع في العربية والعبرية والسريانية، وهذا من عجائب الاتفاق اللغوي!
هذا ما استقر عليه الاجتهاد والله أعلم.
حياك الله وأمتع بك.
عبدالرحمن السليمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 12:22 ص]ـ
بارك الله فيكم. وسلمت أناملكم لجميل طرحكم
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 01:23 ص]ـ
سلمك الله أستاذي الكريم أبا طارق،
وجازاك الله خيرا على ما تفعله من أجل هذا الموقع المفيد،
أنت وسائر الإخوة والأخوات المشرفين،
والأعضاء الأفاضل.
عبدالرحمن.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 02:29 ص]ـ
الأستاذ الفاضل والأخ الكريم عبد الرحمن السليمان - نسأ الله في أجله، وشدّ بالعصمة والتوفيق أزره ..
شكر الله لك اجتهادك الدقيق، وطرحك الأنيق، وجزاك عنا خير الجزاء ..
وأمّا أنّ (نساء) و (نسوة) قد تكون مشتقّة من كلمة (أنس)، فلا أخفيك أنّ النفس تميل إلى هذا التعليل، لا جرم أنّ الهمزة والنون والسين أصل واحد، كما يقول ابن فارس في مقاييسه، وهو ظهور الشيء، وكلّ شيء خالف طريقة التوحّش. وإذا كان الإيناس هو تعبير عن إحساس لما يؤنَس به، ويُشترط فيه ميل النفس واطمئنانها إليه، فكيف لا يكون أصلاً ومصدراً لـ (نسوة) و (نساء) لدى الذكور من الرجال؟؟؟
ولكن! ليتسع صدرك - أستاذي الكريم - لطرح مزيد من النقاط، التي يعلم الله أني أضعها لإثراء الموضوع، ولننهل من بحر علمك الواسع، وحسبي أن أتمثّل بقول المتنبي:
وكثير من السؤال اشتياق ... وكثير من ردّه تعليل
فأقول: جاء في المخصّص لابن سيده أنّ النِّسوة والنُّسوة والنِّسوان جمع المرأة على غير قياس. والنِّسونَ والنِّساءُ جمع نِسوة. ولذلك قال سيبويه في الإضافة إلى النِّساء نِسْوِيٌّ تردّه إلى واحده.
ومن ثمّ، فإنّا إذا احتكمنا إلى المراجع اللغوية، نجد أنّ الجموع لا تخرج عن:
1 - جمع الأسماء الخمسة.
2 - جمع المذكّر السالم.
3 - جمع المؤنّث السالم.
4 - جمع التكسير.
وهذه الجموع لكلّ منها أحكام وموازين، بحيث تنضبط تحتها كلّ المفردات التي يُراد جمعها.
فهل نجد في هذه الجموع ما يسمح بجمع كلمة (نسيء) على (نساء)؟
لنعرضها على أنواع الجموع الأربعة التي ذكرناها آنفاً:
1 - جمع الأسماء الخمسة: واضح أنّ (نسيء) ليس واحداً من هذه الأسماء، فلا حاجة إلى مزيد من الشرح لهذا الجمع.
2 - جمع المذكّر السالم: وفي هذا الجمع لا يُجمع إلا ما كان (اسماً) أو (صفة). في الاسم: يُشترط أنْ يكون علماً (مذكّر عاقل). وفي الصفة: يُشترط أن تكون صفة لـ (مذكر عاقل) وأنْ لا يستوي في الوصف المذكّر والمؤنّث. فلو قلنا إنّ (نسيء) اسم، فهو ليس علماً لـ (مذكّر عاقل) بالضرورة. ولو قلنا إنّ (نسيء) صفة، فيستوي في الوصف بها المذكّر والمؤنّث، حيث يُقال: (رجل نسيء) و (امرأة نسيء)، وليس (نسيئة) ومثله: امرأة عاقر وليس (عاقرة).
وفي كلّ الأحوال فإنّ صفة جمع المذكّر السالم تقتضي أنْ نجمع (نسيء) على (نسيئين) أو (نسيئون) حسب موقعها من الإعراب، لكنّها لا تُجمع على (نساء) أبداً.
3 - جمع المؤنّث السالم: وهذا الجمع يكون بإضافة (الألف والتاء) على المفرد، وفي هذه الحالة فإنّ (نسيء) تُجمع على (نسيئات) لا على (نِساء).
4 - جمع التكسير: في هذا الجمع نجد أنّ (نِساء) هي على وزن (فِعال). وهذا الجمع على وزن (فِعال) يجوز من (فعيل-نسيء) و (فعيله-نسيئه)، إذا كان (فعيل وفعيله) بمعنى (فاعل) و (فاعله) نحو (ظريف وظريفة) و (كريم وكريمة)، لكنّه لا يُجمع فيه (جريح وجريحة) لأنّهما بمعنى (مفعول-مجروح).
و (النسيء-فعيل) بمعنى (مفعول) من قولنا: نسأت الشيء فهو (منسوء) إذا أخّرته ثم تحوّل (منسوء) غلى (نسيء) كما تحوّل (مقتول) إلى (قتيل).
وبعد هذا العرض للجموع والأوزان، يتّضح أنّ (نساء) تعني (عكس الرجال) وهي جمع (نسيء)، كما هي جمع (امرأة)، حيث إنّ (النسيء) بالتثليث هو المرأة المظنون بها الحمل، يُقال: امرأة نسيء كالنّسوء على وزن (فعول) نسمّيه بالمصدر. وفي الحديث الشريف: "كانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي العاص بن الربيع، فلمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أرسلها إلى أبيها وهي نسوء".
والخلاصة: أنّ جمع كلمة (نسيء) يراعى فيه حال الاستخدام من الواقع، فإذا كانت كلمة (نسيء) تُطلق على الأشياء، فجمعها يكون على وزن (فَعلى): (نسأى)، وهي مجموعة الأشياء التي يقوم الإنسان بزيادتها على أصلها. أمّا إذا كانت تُطلق على العاقل رجلاً أو امرأة أو ما يتعلّق بهما، فتُجمع على وزن (فِعال) كونها وصف لحال متلبِّس به الإنسان، وليس فعلاً وقع عليه من غيره حتى يُصبح (منسوء).
فكلمة (نسيء) عندما تأتي كوصف لحال الإنسان الذي تلبّس بهذه الصفة، وهي صحيحة اللام وعلى وزن (فَعيل)، جمعُها يجب أنْ يكون على وزن (فِعال). وراجح من هذا التعليل أنّ كلمة (نساء) هي أيضاً جمعٌ حقيقيٌّ لكلمة (نسيء).
فما صحّة هذا التعليل بنظركم، بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 03:38 ص]ـ
لي عودة بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 12:14 ص]ـ
أستاذي الفاضل لؤي، آنس الله الفصيح ومنتدياته بحضوره الراقي الجميل، ونفع به وبعلمه آمين.
السلام عليكم ورحمة الله،
آسف جدا على التأخير في الجواب الذي سيكون مقتضبا، فلقد حالت مشاغل اليوم الكثيرة حتى بيني وبين الإفطار في الوقت ... ونحن نعيش في بلاد غير مسلمة، وبرامجها مختلفة عن برامج المسلمين في رمضان الكريم.
أخي الفاضل، لا أخفي عنك أني استفدت، فوالله لم أسمع في حياتي بـ نِسُونَ حتى سمعتها منك، وهذا من فضل التواصل الطيب مع حضرتك وسائر الإخوة والأخوات الأفاضل.
قلت بمنتهى علمي بهذه الجذور، ولكني لا أخفي عنك أن معنى /النسء/ بات يثير فضولا اشتقاقيا تأثيليا كبيرا لدي لأن المعنى الدلالي فيه هو هو المعنى الدلالي التأثيلي للجذر /أ ن ث /، وهو الضعف، فالضعف يوجب التأخير، والتأخير يكون نتيجة الضعف، وهذه معاني فيها نظر!
فلنستمر في النظر والتأمل في هذه المعاني حتى نتوصل إلى الحقيقة اللغوية بشأنها. وبانتظار ما يجود به قلمكم المعطاء، وقلم أخينا الفاضل الأستاذ ضاد المعطاء، أحييكم أجمل تحية وأدعو لكم بالخير.
أخوكم: عبدالرحمن.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 11:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الحوار الرائع
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 12:26 ص]ـ
الأخ الكريم ماهر - حفظه الله ..
شكر الله لك كلماتك الطيبة، وأحسن إليك ..
--------
الأستاذ الموقّر عبد الرحمن السليمان - أدام الله توفيقه في كل قول وفعل، وفي كلّ رأي ونظر ..
قد والله تاقت النفس إلى حضور مجالسك للمحادثة والتأنيس، ولنتعرّف منك أشياء كثيرة مختلفة تردّدُ في النفس على مرّ الزمان، لا نحصيها لك في هذا الوقت، لكنّا سننثرها في المجلس بعد المجلس على قدر ما يسنح ويعرض إن شاء الله ..
ثمّ إنّي معك من المنتظرين لتعقيب الأخ ضاد، علّه ينثر علينا من درر هذه المعاني المستجدّة .. وحبّذا لو أنّك تتمّ لنا شرح المسألة بمُلحة من الكلام حتى تكون الفائدة جليّة ظاهرة ..
وبارك الله فيكم ..
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 01:16 ص]ـ
أخي الأكرم الأستاذ لؤي، أيده الله،
السلام عليكم ورحمة الله،
والله إن توقيعك البليغ الصادر عن الإمام الشافعي رضوان الله عليه يجعلني أحجم عن القول وأفكر مليا قبل إبداء الرأي، لأن العربية بحر زاخر، ولأن الإجماع لدى علماء الساميات، على اختلاف مشاربهم وأهوائهم، منعقد على أن اللغة العربية هي أقرب اللغات السامية إلى اللغة السامية الأم التي تفرعت اللغات السامية عنها. فلقد أجمعوا على أنها أغنى اللغات السامية أصواتا، وأتمها صرفها، وأكملها اشتقاقا، وأثراها معجما، لأنها كذلك ـ وما أجدرها بذلك ـ فغدت المرجع الأول والأخير لسائر الساميات.
ولقد طرحت اليوم السؤال في العلاقة بين /نساء/ والجذر /ن س ء/ على أستاذنا الجهبذ، الشاعر والأديب الفلسطيني المعروف، الدكتور فاروق مواسي ـ أطال الله بقاءه ـ فهو عندي من أعلم الناس في اللغة العربية، فضلا عن معرفة متعمقة باللغات السامية، وأدب جم. وسأوافيكم بجواب حضرته الكريمة بمجرد صدوره عنه إن شاء الله.
أخي الحبيب، والله ليس أجمل من المذاكرة والتواصل مع إخوة وأخوات أفاضل يجمعنا بهم الانتماء والعقيدة والمحبة في ظهر الغيب وخدمة هذه اللغة الشريفة. فحيهلا بالمذاكرة وأهلها، فبكم تطيب المذاكرة، ومعكم يحلو التواصل، في ظل هذا الفصيح، جزى الله مؤسسيه والقائمين عليه عن اللغة وأهلها خير الجزاء.
حياك الله، وأمتع بك، وآنس أهل الفصيح بك.
أخوكم: عبدالرحمن.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 01:24 ص]ـ
حياك الله وبياك أخي محمد ماهر، وشكر لك مكرمتك إذ هديتني ذات يوم مبارك إلى هذا الموقع الرائع، الذي تشرفت من خلاله بالتعرف على هذه الكوكبة الرائعة من الأدباء الأفاضل، والإخوة والأخوات الأكارم، أدام الله أيامهم، ونفع بهم.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 10:43 ص]ـ
حياك الله وبياك أخي محمد ماهر، وشكر لك مكرمتك إذ هديتني ذات يوم مبارك إلى هذا الموقع الرائع، الذي تشرفت من خلاله بالتعرف على هذه الكوكبة الرائعة من الأدباء الأفاضل، والإخوة والأخوات الأكارم، أدام الله أيامهم، ونفع بهم.
الأستاذ الفاضل لؤي أكرمكم الله ووفقكم لما يحبه ويرضاه ... وجزاكم الله خيرأ ..
الدكتور الفاضل عبد الرحمن جزاكم الله خيراً وشكر الله لكم كلماتكم الطيبة ... أكرمكم الله ... ولقد أحببتكم في الله عندما التقينا على موقع الجمعية ... وعندما عثرت بالصدفة على الفصيح وجدت إخوة طيبين من أمثالكم ... فأحببت أن يدوم اتصال المحبة الأخوية بين الجمعية والفصيح ... فكان ما أحببت بفضل الله وليس مني ... وأرى انعكاس هذه الملامح الأخوية بوضوح والحمد لله ... ونرجو من الله أن يجمعنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله إخواناً على سرر متقابلين .. كما جمعنا في الدنيا ... وبارك الله بكل الإخوة الأكارم ... ووفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه من القول والعمل الصالح ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 01:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أشكركم والمنتدى على هذا المستوى العلمي الراقي في النقاش والتباحث, بارك الله لكم في علومكم وفي أبدانكم وعقولكم.
ثم إني للعلم لست متخصصا مثل الأخ عبدالرحمن السليمان ولا على علم الأخ لؤي الطبي, غير أني درست التأثيل Ethymology وأعرف آلياته ومن استقرائي واستفادتي مما قلتماه إلى حد الآن أستطيع أن أقول:
اتفقنا إلى حد الآن في حرفين من الاسم \نساء\ ألا وهما \ن\ و\س\, وظل المشكل أالحرف الثالث قبلهما أم بعدهما, فلنأخذ كل حالة على حدة:
إذا قلنا أن الحرف الناقص قبلهما فسيصير عندنا حلان هما \ي ن س\ أو \ء ن س\ إذا أن \و ن س\ مستبعدة لاتفاقها و\ء ن س\, والجذر \ي ن س\ أستبعده كذلك, فيبقى الجذر \ء ن س\ وهو عندي جذر جدير بالوقوف عنده, نظرا إلى كون كلمة \الإنسان\ تبدأ به والأنس صفة مميزة في الإنسان البشري, عكس الوحوش التي بنيت على \و ح ش\ الذي من معانيه القفر والوحدة, عكس الأنس. لذلك أرى تسمية الإنسان بـ\الإنسان\ لهذه الصفة فيه أمرا وارد جدا.
ثم إني قرأت قبل زمن غير قريب أن كلمة \إنسانة\ مثل كلمة \زوجة\ مستحدثة والأصل فيهما \إنسان\ و\زوج\ , لأن \إنسان\ تطلق على الجنس البشري بغض النظر عن جنسه.
ولكون الإنسان سمي بذلك لأنه يتميز بالأنس, فالأولى بهذه الصفة هي المرأة لأن المرأة خلقها المولى تعالى لتؤنس أبانا آدم عليه السلام, ولذلك نلاحظ أن المولى كلما تكلم عن خلق آدم عليه السلام استعمل كلمة \بشر\ وإذا تكلم عن الخلق عامة أو عن البشر عامة أو إليهم استعمل الكلمتين \إنسان\ و\بشر\, فوظيفة المرأة في أنس الرجل أمر فطري جبله المولى فيهن وفينا نحن الرجال.
وأنا لا أستبعد أن يكون الجذران \ء ن س\ و\ء ن ث\ واحد تفرقا مع الزمن, ناهيك أن الصوتين \ث\ و\س\ من أصوات الأبدال في اللغات السامية, ولعل الأستاذ عبدالرحمن السليمان يفيدنا في هذا.
وتجمع \إنسان\ على ناس في حالتي التنكير والتعريف و\أناس\ في حالة التنكير والتقليل فقط وعلى \أناسي\ في الحالتين وعلى \إنس\ في حالة الجنس والتنكير والتعريف, ونرى عودة الهمزة في \أناسي\ و\أناس\ و\إنس\ مما يدل على أصليتها في الكلمة, ولربما اختفت من \الناس\ لكثرة الاستعمال والاندراج على لسان القوم.
وإذا قلنا أن الحرف الناقص يأتي بعد \ن س\ فلدينا احتمالان هما \ن س ء\ و \ن س ي\, وسأخذ كل واحد على حدة.
\ن س ء\: بعد عودتي إلى المعجم وجدت أن من معاني هذا الجذر التأخير والتأخر, غير أن هناك معنيين لقيا اهتمامي وهما من المعجم الوسيط:
نسئت المرأة نسئا تأخر حيضها عن وقته وظن حملها فهي \نسء\ بتثليث النون,
النسء: المعاشر المخالط, يقال هو نسء نساء
هذان المعنيان يصبان في الرأيين:
رأي أن الأصل هو \ء ن س\ وذلك بسبب معنى المخالطة والعشرة المتغصنان من \الأنس\ في المعنى,
ورأي أن معنيي الحيض والحمل معنيان قويان جدا, لاختصاصهما بالنساء, وفيه أن همزة \ن س ء\ ليست حرفا قويا فهي قابلة للاستبدال وللسقوط, ولذلك لا أستبعد سقوط همزة \نسء\ المفردة عند الجمع إلى \نسوة\ أو إضافة مد السين عن الجمع إلى \نساء\ أو الشذوذ في الجمع في \نسوان\.
أما معنى التأخر في جذر \ن س ء\ فأنا لست من أنصاره على أنه معنى من أجله وضعت صفة البشر الأنثى وبه سمي. غير أنه يظل, وفي ظل الحضارة العربية البدوية, معنى جديرا بالاهتمام والدراسة.
\ن س ي\ اللطيف في هذا الجذر أن كلمة \نساء\ وردت تحته في المعجم وفيه الحديث المشهور أن الإنسان سمي بذلك لأن كثير النسيان والحديث الشريف أن النساء ناقصات عقل ودين لأنهن ينسين وفيه آية الشهادة أن شهادة الرجل بشهادة امرأتين, وكلها شواهد قوية جدا, غير أن هناك أمرا يقلقني فيها, وهو أن الكلمة سابقة للحديثين والآية, فهل هذه الشواهد شوهدت في زمن نشأة اللغة؟ يظل هذا أمرا جدير بالبحث. ولكن المهم هو أن حرف \ي\ لا يرد في ولا كلمة من الكلمات المتناولة بالبحث \نساء\ و \نسوة\ و\نسوان\, ولا في \إنسان\ ولا في \إنس\ ولا في \ناس\ ولا في \أناس\ ويرد غير أصلي في \أناسي\, ولذلك فمن الغريب أن لا نجد الحرف الأخير من الجذر \ن س ي\ في كل الكلمات المنسوبة إليه (على حد علمي) وهذا مما يضعف الرأي في علم التأثيل لوجود جذر آخر مقبول المعنى والاشتقاق وهو \ء ن س\.
فإذا كان النسيان صفة فطرية في \الإنسان\ (مع الذكر أن معصية من آدم عليه السلام هي النسيان "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً" [طه: 115]) وصفة مميزة في \النساء\ (مع الذكر أن نَسَّاء صيغة مبالغة لـ\ناس\ اسم الفاعل من نسي) , فإن هذه الصفة, حسب رأيي, غير كافية لتمييز هذا المخلوق البشري, ولكن المولى أعلم, لربما هي الصفة التي وضعها المولى في البشر وجعلها مميزة.
هذا إخوتي ما رأيت, والله تعالى العليم الحكيم.
آمل أن أكون أفدت بطرحي, وأنتظر نقاشكم وبحوثكم.
غير أن هناك أمرا ما زال يقلقني هو لماذا مفرد \نساء\ هو \امرأة\ المشتق من \المرء\؟ لماذا هذا الشذوذ بين المفرد والجمع في كلمة \نساء\؟
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 11:15 م]ـ
أستاذي الكريم عبد الرحمن السليمان - وصل الله قولك بالصواب، وفعلك بالتوفيق ..
لا كلام على كلامك، بارك الله فيك .. فإنّ نظرك بعيد، ولحظك راقي .. ونأمل أنْ ننهل من علمك، وما منّ الله به على الدكتور فاروق مواسي - حفظه الله - عسى أنْ يشرّفنا بانضمامه إلى هذا الحوار البنّاء ..
---------
الأستاذ الكريم ضاد - أدام الله سعادته، وأمتع بعلمه ..
قد ختمتَ مداخلتك - حفظك الله - بنوع من القلق إزاء "الشذوذ" بين المفرد والجمع في كلمة نساء، وقد تزول هذه الحيرة إذا علمنا أنّ الجمع للشيء هو عمليّة لاحقة لوجود المفرد، أوّلاً.
فأنتَ تقول: فِرْقَة، وتجمعها على فِرَق، وكذلك كتاب، تجمعه على كُتُب، وقلم على أقلام، وجبل على جبال، فيكون هذا الجمع من جنس أحرف المفردة، مع بعض التصرّف تقديماً وتأخيراً، أو زيادة، لضرورة تصريف الكلمة.
على أنّ هنالك جموعاً قد استخدمها العرب من غير جنس أحرف المفردة. ومن ذلك كلمة (جيش) مثلاً، فهي جمع لكلمة (جندي) ..
وقد يرجع هذا الاستخدام إلى سببين:
الأول: انتفاء إمكانية إيجاد جمع أحرف المفردة نفسها، نحو كلمة (امريء) في قضيتنا.
والثاني: انتفاء تحقيق المقصد في الواقع لجمع الكلمة التي من جنس المفردة في وضع معيّن، نحو كلمة (جنود)، وهي جمع كلمة (جندي).
وإذ إنّ كلمة (جنود) لا تدلّ في الواقع على الجنود المقاتلين في صفّ واحد، تغلي دماؤهم، وتثور عاطفتهم، وتتأجّج نفوسهم بالغضب، فقد لاحظ العرب هذه الدِّلالة في واقع المقاتلين، فاختاروا من اللغة كلمة تدلّ على جمعهم، وتعبّر عن حالهم، فقالوا: جمعُ الجنديّ المقاتل هو: (الجيش)، وذلك من جيشان نفوس المقاتلين بنار الغضب لتحقيق النصر، مع العلم أنّ كلمة (جيش) لا مفرد لها من جنسها .. ومع ذلك، فهذا لا يعني أنّها دون أصل وُلدت منه لتوظيفها في دلالة معيّنة، فأصل كلمة جيش هي (جَيَش) التي تدلّ على الثوران والغليان.
إذن، لإيجاد جمع كلمة من غير جنسها يُنظر في حال ووظيفة هذا الجمع، فيتمّ البحث عن كلمة تدلّ على حال الجمع، ثمّ نقوم بتصريف الكلمة، وإخراج كلمة منها تدلّ على الجمع الذي نريده، نحو كلمة (جيش)، وكيف تمّ تصريفها، ووضعها جمعاً لكلمة (جندي).
ومن هنا يمكننا أن نلحظ السبب في استخدام العرب كلمة (نساء) جمعاً لكلمة (امرأة)، وهو ما أوردتُه من معانٍ في المشاركات السابقة، وما تفضّل به الأخ الأستاذ عبد الرحمن السليمان في شرحه الوافي ..
ثمّ إنّني أحببتُ أنْ أَضيف هنا سبباً آخر، لما وجدتُ فيه من اللطافة! فمن معاني الزيادة والتأخير ما أشارت إليه زوجي - حفظها الله - وهو أنّ المرأة إمّا أنْ تكون سبباً في تأخّر الأمم، وإمّا أنْ تكون سبباً في الزيادة من تمكّنها وإعلاء شأنها، إنْ هي قامت بدورها الاجتماعي على الوجه الذي يرضي ربّها وخالقها!!!
وبارك الله فيكم ونفع بعلمكم ..
ـ[7218]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 01:16 م]ـ
جزاكم الله الخير على هذا الموضوع المفيد ...
لقد قرأت موضوع الأستاذ لؤي الطيبي وعندي استفسار
لقد بحثت في القرآن ووجدت كلمة امرأته وردت في سورة آل عمران - سورة 3 - آية 35: (اذ قالت امراة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم).
فكيف نفسر ورودها بالآية مع انها لا تنطبق عليها اي من الشروط ولماذا لم تذكر الآية كلمة زوج بدل من امرأة؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 06:01 م]ـ
الأخ الفاضل ..
إذا رجعت إلى كتب التفسير، ستجد أنّ امرأة عمران قالت ما قالته في الآية بعد موت زوجها عمران عليه السلام (انظر: الكشاف للزمخشري مثلاً). وفي هذه الحالة تكون الزوجية قد فقدت من مقوماتها، ممّا يجعل استعمال القرآن الكريم لكلمة (امرأة) في هذه الآية غاية في الدقّة.
والله أعلم ..
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 01:50 م]ـ
بوركتم جميعا احباب قلبي
ـ[محب البلاغة]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: اما بعد فهذا السؤال يقوم على اساس التفرقة بين لفظة المرأة و الزوجة فنقول الفرق هواذا كان بين الانثى و الذكر تقارب اجتماعي و ديني تسمى زوجة واذا كان هناللك تقارب اجتماعي او ديني فتسمى مرأة. وسوف نسوق لكم الادلة على ذلك في المشاركة القادمة انشاء الله و للعلم هذه اول مشاركة لي على الانترنيت والحمد لله
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 03:19 م]ـ
لا أتفق مع الأخ القائل بأن كلمة امراة تطلق على الكافرة أو التي لا تنجب
فقد استعملت الكلمة في القرآن في وصف المرأة المؤمنة
(و امرأة مؤمنة وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها) سورة الأحزاب
كذلك استخدمت مع السيدة التي لديها أبناء (امرأة نوح)
كذلك لا يدل لفظ الزوجة على العلاقة الجيدة بين الزوجين، فقد نصح الرسول صلى عليه وسلم زيد بن ثابت أن يمسك عليه زوجه و لم تكن العلاقة جيدة بينهما
(و أمسك عليك زوجك)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 04:22 م]ـ
ما فهمته من الكلام المتقدم أنه لايشترط اجتماع الصفات كلها , وقد توصف بامرأة حتى لو بصفة واحدة من بين الصفات وليس جميعها.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 06:33 م]ـ
السلام عليكم ..
بداية أشكر أخي الحبيب أبا طارق على تعقيبه القيّم، وأقول للأخ أبي عمرو أنّ هذه المسألة قد نوقشت في موضوع (متى أصبحت امرأة زكريا زوجاً له)، والذي تجده هنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6399) .. ولقد بيّنا هناك المواطن التي يستعمل فيها القرآن الكريم كلاً من كلمتي الزوج والمرأة، والمواطن التي يؤثر فيها إحدى الكلمتين على الأخرى .. ورأينا هناك عدم الردّ على أسئلة بعض الإخوة، لما فيها من روح الجدل العقيم الذي لا يجدي ولا ينفع .. ومع هذا وذاك فإنّا لم ندّع العصمة في قولنا، ولكنّا سقنا أدلّة من القرآن الكريم، ترجّح ما ذهبنا إليه من فروق بين الكلمتين .. ويعجبني في هذا المقام ما جاء في المبدأ الإسلامي الخالد، ذلك الذي يقول: "آية واحدة من القرآن الكريم أوثق من كلام البشر أجمعين" .. وحتى تتّضح المسألة، ويحيط الإخوة بها من جميع جوانبها، فإنّي سأباشر شرحها لغوياً إن شاء الله، لأنّ اللغة هي التي يُتفاوض بها، وتُفهم الأغراض بتصاريفها ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 06:42 م]ـ
أولاً: قال ابن منظور: "الزوج: خلاف الفرد، يُقال: زوج أو فرد، ويُقال: هما زوجان للاثنين وهما زوج، والزوج الفرد الذي له قرين .. وكلّ شيئين مقترنين، شكلين كانا أو نقيضين، فهما زوجان، وكلّ واحد منهما زوج" .. إذن الزوج الفرد لا بدّ له من قرين، ولا يُقال لمن لا قرين له زوج .. وهذا ما أكّده الأصفهاني في المفردات، قال: "يُقال لكلّ واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة: زوج، ولكلّ قرينين فيها وفي غيرها: زوج، كالخفّ والنعل، ولكلّ ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضادٌّ: زوج" ..
فالزوج في اللغة الواحد الذي يكون معه آخر، هذا زوج وهذا زوج، والاثنان زوجان .. ولا يُقال للفرد الذي لا قرين له زوج .. وبهذا المعنى جاء استعمال هذه المادة في القرآن الكريم، قال تعالى: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ... وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ) [الأنعام: 143 - 144] .. ذكر أربعة أشياء، فقال: ثمانية أزواج، أي: ثمانية أفراد كلّ فردين يشكّلان زوجين .. وقال سبحانه: (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) [هود: 40]، فهذا زوج وهذا زوج، وأكّدهما بكلمة "اثنين" ..
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فهناك ثمّة نكتة لغوية أخرى، نذكرها ليتمّ الكلام بها، وهي أنّا إذا قلبنا كلمة "زوج" فتصير "جوز" (الاشتقاق الكبير)، والجوز هو الثمر المعروف، واحدته جوزة، والجمع جوزات .. والجوزة مؤلّفة من فلقتين، كلّ فلقة مماثلة للأخرى .. وبين هذين اللفظين، أعني "زوج" و "جوز"، تناسب في اللفظ والمعنى، يأخذنا إلى الأصل اللغويّ للكلمة، وهو أنّك إذا وصفتَ شيئاً بالزوج فهو ليس أيّ فرد، وإنّما الزوج هو الذي يشكّل مع الآخر زوجين كـ"الفلقتين" .. فلا يمكن تصوّر كلمة "زوج" بمفردها دون أن يتبادر إلى أذهاننا شقّها الآخر .. ولذلك لمّا ماتت أم دُلامة، أنشد الشاعر أبو دُلامة (ت 161هـ):
وكُنّا كزوجٍ مِن قَطَا في مفازةٍ ... لدى خَفضِ عَيْشٍ مُورِقٍ مونقٍ رَغْدِ
فأفردني ريبُ الزمان بِصَرْفِهِ ... وَلَمْ أَرَ شيئاً قَطّ أوْحشَ مِن فردِ
ولكلّ ما سبق قلنا إنّ المرأة التي مات زوجها، لا يُقال لها في اللغة السامية العالية: زوج فلان! لأنّها بانعدام قرينها تصبح فرداً، والفرد من النساء يُقال له امرأة .. ولهذا السبب قال القرآن: (امْرَأَةُ عِمْرَانَ) [آل عمران: 35]، التي انفردت بتسمية مريم عليها السلام، وقالت: (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ) [آل عمران: 36]، وما ذلك إلا لوفاة زوجها عمران، ولا أظنّ أنّ المسألة تحتاج إلى مزيد من البيان، فهذا ما يقوله اللسان، وهذا هو الذي ينطق به القرآن ..
وللحديث بقية ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 11:46 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ الفاضل لؤي
كلامك عين الصواب --فبارك الله بك من مفكّر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 12:42 ص]ـ
حياك الله أستاذ جمال، وشكر لك كلماتك الطيبة ..
وأرحّب بعودتك إلى الفصيح، بعد غيبتك الطويلة ..
فنزلت أهلاً، وحللت سهلاً ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 04:29 م]ـ
مرحبًا بالأستاذ جمال
عودة طيبة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:09 ص]ـ
ثانياً: من رحمة الله تعالى بعباده أنْ خلق لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم، ليحصل بين الذكور والإناث اقتران وائتلاف .. قال ابن فارس في مقاييس اللغة: "الزوج: الزاء والواو والجيم أصل، يدلّ على مقارنة شيء لشيء" .. والاقتران كالازدواج، جاء في اللسان: "قارن الشيء بالشيء مقارنة وقِراناً: اقترنَ به وصاحَبَهُ، وقرنتُ الشيء بالشيء: وصلتُه، والقرين: المصاحِب ... وقرينة الرجل: امرأته لمقارنته إيّاها" .. وقال الراغب في المفردات: "الاقتران: كالازدواج في كونه اجتماع شيئين أو أشياء في معنى من المعاني .. يُقال جمعتُ البعير بالبعير: جمعتُ بينهما ... والقِران: يُستعمل في الجمع بين الشيئين" ..
فمعنى الزوجيّة يقوم على الاقتران .. وفي الاقتران بين الرجل والمرأة تجتمع معاني كثيرة قد ذكرها القرآن، منها: السكن والمودّة والرحمة، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21] .. ومنها: ليحدث بينهما ما يؤدّي إلى التناسل والتكاثر وإنجاب البنين والحفدة، قال تعالى: (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) [النحل: 72] .. ومنها: أن تقرّ العين ويستريح البال فتكون النفس مطمئنة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74] ...
فكلمة "زوج" فيها من معاني الانسجام والمقاربة والتوافق، ما لا يخفى على كلّ ذي بصر وبصيرة .. وشرط الزواج هو السكن والمودّة والرّحمة، وهي مناط الموقف وهي البغية وأمنية الزواج، ولعلّ في قوله تعالى: (من أنفسكم) ما يؤكّد امتزاج الزوج والزوجة لدرجة شديدة، فجعل النفس واحدة للطرفين، كلّ منهما لباس للآخر .. وهذه المعاني لا نجدها متحقّقة في كلمة (امرأة)، التي هي مؤنّث (المرء) الذي هو (الرجل) .. فالمرأة كلمة عامّة تُقال للمتزوّجة ولغير المتزوّجة من النساء، ولا يُشترط فيها الاقتران، ولذلك فهي لا توحي بمعاني الراحة والطمأنينة والاستقرار، التي لا تكون إلا بالاجتماع بين الرجل والمرأة عن طريق الزواج، فيجدان في اجتماعهما السكن والمودّة والاكتفاء والرّحمة ..
ولكلّ ما سبق قلنا إنّه إذا تعطّلت آية من آيات الزوجيّة التي نصّ عليها القرآن الكريم، مِن سَكَن ومودّة ورحمة وطمأنينة وتناسل وتكاثر ... فإنّ الزوجة تصبح امرأة في التعبير القرآني المعجز .. ففرق بين قول الله تعالى: امرأة نوح وامرأة لوط وامرأة فرعون ... وبين قول البشر: زوج نوح وزوج لوط وزوج فرعون ... ؟ ألا ترى أنّه لو قال: زوج نوح، لأوحى بنوع من المقاربة والتوافق بينهما؟ فالزوج – كما ذكرنا - هو الذي يشكّل مع الثاني زوجين، ولو قال: زوج نوح، لأومأ بأنّها شكّلت معه شيئاً واحداً ..
ألا تلحظ الفرق بين هذا، وبين قوله تعالى لآدم: (اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) [البقرة: 35]؟ والمعنى: اسكن أنتَ ولتسكن معك زوجك .. انظر كيف أنّه لم يكرّر الفعل (اسكن) مرّة أخرى، حتى يكون الفعل مشتركاً بين الطرفين .. فالسكنى الحقّة للرجل لا تتمّ إلا في وجود المرأة التي تحقّق له السكون والسكينة والطمأنينة .. ومن هنا جمع القرآن بين آدم وزوجه بحرف العطف إشارة إلى التآلف والتعاطف، والتلاحم والتراحم الذي يجمعهما، فهو بمفرده لا يكون سكنه سكناً، وهي بمفردها لا يكون سكنها سكناً، وإنّما يتحقّق بهما ولهما معاً السكن والسكنى والسكينة .. ولذلك كان التعبير بـ (زوج) بدلاً من الاسم الظاهر (حواء) أو الاسم العامّ (امرأة)، لما توحيه كلمة زوج من دلالات بهيّة وإشارات سنيّة ولمحات قدسية ..
ولا يخفى أنّ مقوّمات السكينة والطمأنينة لم تكن موجودة بين نوح وامرأته، أو بين لوط وامرأته، أو بين فرعون وامرأته! فامرأة نوح وامرأة لوط قد خانتا النبيّين الكريمين، فهما لا تستحقّان أن ترتفعا بحيث تشكّلان مع النبيين زوجين، وهذا يُقال أيضاً عن امرأة فرعون المؤمنة، التي لا تشكّل مع فرعون زوجين ...
صحيح أنّ كلّ واحدة منهنّ امرأة لزوجها بالإطلاق العامّ، ولكن لا يُطلق على الواحدة منهنّ زوجة من حيث اللغة العالية الرفيعة، التي تلحظ مثل هذه المسائل اللطيفة والفروق الدقيقة .. فبهذا التعبير يُبعد القرآن فكرة المقاربة عن الأذهان ..
والشيء نفسه يُقال في معنى التناسل والتكاثر، فإذا تعطّلت هذه الآية، فتصبح الزوجة امرأة في تعبير القرآن .. قال تعالى عن سارة امرأة إبراهيم - عليهما السلام: (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) [هود: 71 - 72] .. وقال تعالى عن زكريا وامرأته - عليهما السلام: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 89 - 90] .. والشاهد هنا أنّ امرأة زكريا حين أصبحت صالحة للإنجاب، آثر القرآن أنْ يُطلق عليها (زوجَه) دون (امرأتَه)، وكانت (امرأة) إذ كانت عاقراً ..
وللحديث بقية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 03:07 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخي و أخي الحبيب
للرفع و التدبر
/////////////////////////////////////////////////
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 05:36 م]ـ
فإنّ نظرك بعيد، ولحظك راقي ..
الأستاذ لؤي، عندي سؤال:
قولك "لحظك راقي" هل هو صحيح عربيا؟؟
وما القاعدة في مثل هذه الحالات؟؟
وشكرا(/)
البلاغة والقران
ـ[احلامم]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 09:45 ص]ـ
::::::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الاعزاء واخواتي الفاضلات:
عندي سؤال محيرني من السنة الماضية ومالقيت له جواب هل يوجد حسن تعليل في القران الكريم؟؟؟
بحثت لقيت في الشعر بس في القران مالقيت ممكن تفيدوني بذي النقطة
وثاني نقطة حابه تساعدوني فيها
عندي بحث والبحث هو اختيار سورة من سور القرآن الكريم والتطبيق عليها الاغراض البلاغية والمعاني البلاغية من بيان وبديع ومعاني
فهل توجد كتب تساعد على ذلك؟
او مواقع وكتب الكترونية؟؟
وبحكم معرفتكم بالبلاغة والسور القرانية وش تنصحوني باختيار سورة تكون ذي صور بلاغية كثيرة وسهلة
مع العلم اني في العام الماضي اخترت سورة يوسف وكانت سورة عظيمة عند الشرح البلاغي
وجزاكم الله الجنان والفرودس
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 05:19 م]ـ
1ـ الاخت الحبيبة احلامم هناك موقع اسمه الاعجاز العلمي في القران يتحدث عن هذه العجائب في القران الكريم.
2ـ الاخت الكريمة انصحك نصيحة اخ اذا اردتي مثل هذا العمل فاختاري سورة اكثرها يدور حول موضوع واحد سواءً فلكية أو بيانية أو طبيعية وهناك سلسلة للدكتور طارق السويدان يتحدث عنها، او الدكتور زغلول النجار.
3ـ انصحك اختي الكريمة باختيار سورة الغاشية لكثرة البلاغة والتاملات فيها مثل: ـ
الفواصل في اول خمس ايات
براعة الاختصار من الاية الثامنة الى الاية السادسة عشرة.
اختلاف الابل عن باقي الكائنات الحية لهذا خص بالذكر
معجزة رفع السماء ونصوب الارض و سطوح الارض
الفرق بين الينا وعليهم
# واخيراً اختي الكريمة ارسلي لي ما درستية في سورة يوسف عليه السلام
والشكر موصول للجميع
ـ[احلامم]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 12:47 ص]ـ
اشكرك اخي محمد الغامدي
فعلا سورة الغاشية سورة كثيرة التاملات لكن تم دراستها في احدى المقرارات الساببقة ولعلي اريد احد السور الطوال حتى ابدع في التاملات(/)
شرح الابيات
ـ[امووله]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 01:35 م]ـ
مين منكم يشرح هالابيات وله منى دعوه
كفي بالعلم في ظلمات نورا ........... يبين في الحياة لنا الامورا
تزيد به العقول هدى ورشدا ............... وتستعلي النفوس به شعورا
إذا ما العلم لابس حسن خلق ................. فرج لأهله اخيرا كثيرا
اأبناء المدارس إن نفسي ....................... تؤمل فيكم الامل الكبيرا
فسقيا للمدارس من رياض ....................... لنا قدانبتت منكم زهورا
ستكتسب البلاد بكم علوا ....................... إذا وجدت لها منكم نصيرا
إذا ارتوت البلاد بفيض علم ................. فعاجز اهلها يمسي قديرا
ويقوي من يكون بها ضعيفا ................. ويغني من يعيش بها فقيرا
ارجو منكم شرحها ادبياااااااا
ولم كان أبناء المدارس هم أمل الامه.؟
متى تكتسب البلاد علوا؟
لم تزيد العقول هدى ورشدا؟
وانتظر مساعدتكم
وجزيتكم خيرا(/)
{ .. وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 01:20 ص]ـ
{يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ.}: آل عمران - 114
سنقف عند: {و يسارعون في الخيرات}
يسارع إلى الشيء أي يرغب في الاستكثار منه. والمسارعة مستعارة للاستكثار من الفعل، والمبادرة إليه.
تأمل قوله تعالى: {يسارع في} حيث لم يقل {يسارع إلى}
يوجد في هذا المقطع جمال بلاغي, فالقرآن الكريم جاء بـ (في) للظرفية المجازية، ليرسم أمام الإنسان مشهدا حركيا يتجلى بتشبيه الخيرات بطريق يسير فيه السائرون، وهم مسرعون كي يقطعوا الطريق رغبة في الوصول إلى الهدف, دون أن يتملكهم شعور بملل وتثاقل, بل ينطلقون بكل خفة, إدراكا منهم بعظم قدر هذه الخيرات التي يسعون إلى تحقيقها.
ويستفاد من قوله تعالى {ويسارعون في الخيرات} ما يمتلكه هؤلاء المؤمنين من حرص شديد ومبادرة على فعل الخيرات كالسائر الذي يود السير إلى هدف ما فيُسرع في سيره شوقا إلى الوصول.
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 11:35 م]ـ
حزاك الله خبرا
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 11:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 12:20 ص]ـ
الأستاذ حجي إبراهيم الزويد - حفظه الله ..
تقبّل الله منا ومنكم الطاعات، وبارك الله فيكم أستاذنا على هذه اللفتة البيانية الماتعة ..
وإنّ في النفس لسؤال، أرجو أن أجد جوابه عندكم.
فقد صوّرتم بارك الله فيكم ذلكم المشهد الحركيّ بأنّه "يتجلى بتشبيه الخيرات بطريق يسير فيه السائرون، وهم مسرعون كي يقطعوا الطريق رغبة في الوصول إلى الهدف".
ولعلّه من الثابت في اللغة أنّ المسارع إلى الشيء قد يحصل له ما سارع إليه وقد لا يحصل، وذلك بخلاف المسابق، فإنّه لا يُقال في الغالب (سبق) إلا فيمن تحصّل له مطلوبه .. هذا هو الأكثر!
وعليه فلمَ عدل القرآن العظيم عن ذكر (المسابقة) وآثر عليها (المسارعة) في الآية؟ أعني لِمَ لَمْ يقل: "وسابقوا في الخيرات" بدلاً من: (وسارعوا في الخيرات)؟
ودمتم بحفظ الله ورعايته ..
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 08:01 م]ـ
الأخ الكريم: ماضي شبلي
شكرا لمتابعتكم واهتمامكم.
رعاكم الله ووفقكم.
----------
الأخ الكريم محمد ماهر:
أشكر لكم متابعتكم وحضوركم.
دمت في رعاية الله.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 08:35 م]ـ
الأستاذ لؤي الطيبي - وفقه الله تعالى إلى كل خير.
يسعدني حضوركم.
أشكر لكم كلماتكم.
هذه الآية متصلة بآيات أخر:
المشهد الأول:
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ
وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {112}
المشهد اللثاني:
لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ {113} يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ {114}
في المشهد الأول يتجلى مبادرة قسم من أهل الكتاب إلى الشر, لعصيانهم الله وكفرهم بآياته, وقتلهم لأنبيائه.
لقد أراد القرآن أن يرسم مشهدا معاكسا لحركة المشهد الأول, فبينما نجد تجلي الكفر والاعتداء على حدود الله فيه, نجد في المشهد الثاني أناسا من أهل الكتاب يؤمنون بالله تعالى و يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات بكل صورها.
فالقرآن يريد أن يبين لنا فرط الرغبة في الخير, التي نستفيدها من {يسارعون في الخيرات} فالمسارعة تفيد المبادرة, مع الرغبة الشديدة, وهي تجسد لنا كمال الرغبة في فعل كل صنوف الخير.
فالمفردة (يسارع) تعريض باليهود لمبادرتهم إلى الشر, وخروجهم على تعاليم الله, حيث عصوه, واستمروا في اعتداءاتهم على أنبيائه. {يسارعون في الخيرات} تضعنا أمام مشهد مغاير للمشهد الأول جملة وتفصيلا.
فالمفردة (يسارع في الخيرات) توضح فرط الرغبة في عمل الخير والمبادرة إليه.
والله أعلم.(/)
ما الفرق بين التصور والتصديق؟؟؟
ـ[اللغوي الفصيح]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 10:45 م]ـ
السلام عليكم
لكوني لست متخصصا في البلاغة قرأت الفرق بين التصور والتصديق في الاستفهام ولكني لم أستوعبه جيدا
أرجو التوضيح.
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 02:47 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تسرني مشاركتك في إنارة القول عن "التصور" و"التصديق" في البلاغة العربية.
مصطلحا: "التصديق"، و"التصوّر". مصطلحان منطقيَّان دخلا إلى علم البلاغة.
أولا: في المنطق:
التصور: هو إدراك الشيء إدراكاً ساذجاً. ويعنون بالإدراك الساذج، الإدراك الخالي من الحكم، بمعنى أنه لا يقترن معه الإيجاب ولا السلب، (الإثبات أو النفي)، ولايصاحبه الإذعان ولا اليقين.
التصديق: هو: الإدراك المشتمل على الحكم. وهو إدراك مشتمل على الإثبات أو النفي، مضافا إلى الإذعان واليقين بثبوت الشيء أو ثبوت شيء لشيء. والحكم بمطابقة النسبة للواقع أو عدم مطابقتها له.
ثانيا: في البلاغة:
- التصوُّر هو: إدراكُ المفرد، أو الجزء من الجملة. والتصديق هو: إدراك النِّسبة، أو الحُكم، أو العلاقة القائمة بين المسنَد والمسنَد إليه. ولذلك قالوا: "التَّصديق" هو: إدراك النسبة بين الشيئيْن، أي: بين المسنَد والمسنَد إليه، ثبوتاً أو نفياً.
وقالوا في تعريف "التَّصور": هو: إدراك أحد أجزاء الجملة. وكلمة "إدراك" يعني: علْم.
التَّصور إذاً: هو إدراك أحد أجزاء الجملة: المسنَد أو المسنَد إليه، أو أحد متعلّقات المسنَد.
ويكون الاستفهام إمّا عن طلب التصديق، وإمّا طلب التصوّر. والتصديق يعني: طلب العلم بثبوت المسنَد للمسنَد إليه أو انتفائه عنه. والتصوّر هو: السؤال الذي يطلب به التصوّر، يكون سؤالاً مطلوباً به إدراك ومعرفة والعلم بأحد أجزاء الجملة.
وأدوات الاستفهام بحسب المستفهَم عنه -سواء أكان تصوّراً أم تصديقاً- تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
* الهمزة: يُطلب بها التصوّر تارةً (طلب المفرد)، ويطلب بها التصديق تارةً أخرى (طلب النسبة). فهي الأداة الوحيدة الصالحة لطلب التَّصوُّر، يعني: للسؤال عن جزء من أجزاء الجملة، وصالحة أيضا لطلب التصديق، أي: طلب معرفة نسبة المسنَد للمسنَد إليه، ثابتة أو منفيّة. فالهمزة لطلب التصور ولطلب التصديق.
* هل: لِطلب التصديق فقط، أي أنَّها يسأل بها عن ثبوت المسنَد للمسنَد إليه أو انتفائه عنه (طلب نسبة الاشيء ألى فاعله أو مفعوله .. ) ومن هنا، تلتقي مع "الهمزة" في التَّصديق، وتنفرد عنها "الهمزة" بأنَّها للتصوّر، أمّا "هل" فهي للتصديق فقط.
* أما بقيّة الأدوات الاستفهامية فهي للتصوّر فقط (طلب المفرد)، وهي: "مَن"، و"ما"، و"كيف"، و"كم"، و"أين"، و"أيّان"، و"متى"، و"أنّى"، و"أيّ".
أمثلة:
لطلب التصديق والتصور في الهمزة:
- أزيد الضارب أم بَكر؟ أراكباً كان زيد أم راجلاً؟ الاستفهام هنا عن المفرد. (زيد أو بَكر في الجملة الأولى. راكب أو راجل في الجملة الثانية) = التصور.
- أجاء زيدٌ؟ أيصدأ الحديد؟ استفهام هنا عن النسبة (نسبة المجيء لزيد، ونسبة الصدأ للحديد) = التصديق.
ثم إن الغالب أن يؤتى للهمزة التي لطلب التصور بمعادل، كما في مثال: أَأَنْتَ مسافر أم زيد؟ بخلاف طلب التصديق فلا يؤتى للهمزة بمعادل، كما تقدم في المثالين السابقين.
وتحية مباركة طيبة من عند الله.(/)
ولم اك بغيا؟؟
ـ[مستبشرة]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 12:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت لكم هذا السؤال:
يقول الحق تبارك اسمه في سورة مريم على لسان زكريا
(ولم أكن بدعائك رب شقيا)
ويقول على لسان مريم فى آية أخرى من نفس السورة
(ولم اك بغيا)
ما الحكمة من حذف النون في الثانية ان أمكن وشكرا
هل من جواب بارك الله بكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 12:48 ص]ـ
الأخت الفضلى مستبشرة ..
يرى علماء البيان أنّ الحذف لا يكون إلا لغرض، فالاقتطاع من الفعل يكون للدلالة على الاقتطاع من حَدَث ما، أو يكون في مقام الإيجاز والاختصار ...
وإذا نظرنا في حذف النون في آية مريم عليها السلام، نجد أنّه يرجع إلى سببين:
الأول: أنّ النون تُحذف من الفعل (يكون) المجزوم بأداة من أدوات الجزم عندما يكثر الكلام الذي تتعلّق به، سواء أكان متقدّماً عليها أم متأخّراً عنها. وقد سبق كلمة (أك) في قصة مريم عليها السلام أكثر من خمس وعشرين كلمة يتّصل سياقها بها، من الآية السابعة عشرة، وهي قوله تعالى: (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا)، وحتى نهاية الآية العشرين.
والثاني: يعود إلى المعنى، وهو أنّ المقام يستدعي الإيجاز والإسراع في الفروغ من المعاني، ففيه تنبيه على صغر مبدأ الشيء المذكور (بغياً)، كما أنّ فيه تخفيفاً لأمر الحدث وتهوينه على مريم عليها السلام.
والله أعلم ..
ـ[مستبشرة]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 07:14 م]ـ
بارك الله بك أخي لؤي على المساعدة، شكرا جزيلا
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 07:54 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
سمعت من الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، وهو أحد أساتذة النحو عندنا في مصر، قولا شبيها لقول الأخ لؤي، حفظه الله، في قوله تعالى: (وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)، إذ يصح في غير القرآن: ولا تكن في ضيق مما يمكرون، وقد قرىء بها، كما أشار إلى ذلك الزمخشري، غفر الله له، ولكن لما كان المقام مقام ضيق ألم بالنبي صلى الله عليه وسلم من جراء هزيمة أحد وتمثيل المشركين بجثث المسلمين، وخاصة جثة عمه، حمزة، رضي الله عنه، ناسب أن يخاطبه الله، عز وجل، بأقل قدر ممكن من الكلمات، لأنه لا يحسن الإثقال على الشخص المكروب بالكلام، فحذف من الكلام ما يصح المعنى بدونه، والكلام يصح بحذف نون "تكن"، كما هو الحال في التخفيف عن مريم عليها السلام في آية: (ولم أك بغيا).
والله أعلى واعلم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 12:30 ص]ـ
أحسنت التعليل أخي الفاضل مهاجر ..
بارك الله فيك، ونفع بعلمك ..
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 01:20 ص]ـ
اذا دخل جازم على مضارع كان اصبح في الاصل لم يكون بضم النون في يكون فعندما تحولت هذه الضمة الى سكون بسبب الجزم التقا الساكنان الواو والنون وبسبب ان الساكن الاول حرف مد وجب حذفه ونص على ذلك قول الامام الحريري في منظومته ملحمة الاعراب فقال: ـ
وان ساكنين التقيا فاكسر ما سبق**** وان يكن ليناً فحذفه استحق
فاصبحت الكلمة لم يكن والاصل الا يحذف بعدهاشيء، ولكن لتخفيف وكثرة الاستعمال قالوا لم يك بشرط الا يتصل النون بساكن بعده ولا بضمير متصل مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب عندما اراد قتل ابن الصياد (ان يكنه فلن تسلط عليه) والله اعلم
الشكر موصول للجميع.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 02:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت لكم هذا السؤال:
يقول الحق تبارك اسمه في سورة مريم على لسان زكريا
(ولم أكن بدعائك رب شقيا)
ويقول على لسان مريم فى آية أخرى من نفس السورة
(ولم اك بغيا)
ما الحكمة من حذف النون في الثانية ان أمكن وشكرا
هل من جواب بارك الله بكم
الحكمة أنها تجمع أختصار لكلمة أكن وأكو وهو أسم أشارة
وهو يستخدم في الخليج العربي للأشارة للشيء أو الإمر
و الحذف من معانيه زيادة الدلالة
فمعنى (ولم اك بغيا) أي لم أكن ولم يشهد أويعرف على
أني بغي
والله سبحانه له الحمد أعلم
ـ[نايف 999]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 03:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مستبشرة]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 11:06 ص]ـ
بارك الله بكم جميعا وشكر لكم المرور
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 08:44 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
سمعت من الدكتور شاكر شنيار - حفظه الله - في الماجستيرللعام الماضي
ان هذا الاقتطاع للدلالة على ان السيدة مريم لم تكن بادنى درجة من البغي فكيف باعلاه ولذا اقتطع الحرف هنا من (اكن) فصارت (اكُ) والله اعلم فهو دليل لعفتها وطهارتها 0000
وحياكم الله كلكم
ـ[الإقليد]ــــــــ[08 - 11 - 2006, 01:00 ص]ـ
أعتقد أنه للتخفيف ليس إلا
مثل وقل ربِّ زدني علما
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو من أهل البلاغة أن يسمحوا لي بالمشاركة فأقول:
زكريا عليه السلام كان يدعو ربه والدعاء يناسبه أن يطول الكلام، فهو من باب: هي عصاي ..
ومريم كان خطابها مع الملك وهي عذراء فكان الإيجاز مناسبا لحيائها وخفرها. والله أعلم.
الأخ مهاجر قلتم حفظكم الله:
سمعت من الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، وهو أحد أساتذة النحو عندنا في مصر، قولا شبيها لقول الأخ لؤي، حفظه الله، في قوله تعالى: (وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)، إذ يصح في غير القرآن: ولا تكن في ضيق مما يمكرون، وقد قرىء بها، كما أشار إلى ذلك الزمخشري، غفر الله له، ولكن لما كان المقام مقام ضيق ألم بالنبي صلى الله عليه وسلم من جراء هزيمة أحد وتمثيل المشركين بجثث المسلمين، وخاصة جثة عمه، حمزة، رضي الله عنه، ناسب أن يخاطبه الله، عز وجل، بأقل قدر ممكن من الكلمات، لأنه لا يحسن الإثقال على الشخص المكروب بالكلام،
هذا يصح حفظكم الله لو كان الحديث من غير الله أما من الله تبارك وتعالى فكلامه سبحانه فيه الشفاء والأمن والطمأنينة فطوله لا يمل ولا يثقل على النفس أبدا ...
ولكن يمكن أن يقال: لا تكن بإثبات النون والسكون مشعر بنهي فيه شدة، والمقام مقام مواساة فخفف اللفظ لتجنب هذه الشدة في اللفظ، وكأن الأمر إخبار لا نهي، كأنه قيل: ولا تكون في ضيق .. والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 09:46 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الأغر وجزاكم كل خير على توجيهكم لهذا المعنى الجليل ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 07:58 ص]ـ
وبارك فيكم أيها الحبيب، ووفقكم وسدد اجتهاداتكم في إظهار أسرار البلاغة في كتابه العزيز، وجعلنا جميعا من خدمة هذه اللغة الشريفة ..
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 09:30 ص]ـ
رأي أ. د/ فاضل السامرائي.
... والآن نستعرض مثالين وردا في القرآن الكريم الأول في سورة النحل (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ {126} وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ {127})، والثاني في سورة النمل (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ {69} وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ {70})
آية سورة النحل نزلت على الرسول:= بعدما مثّل المشركون بحمزة عمّ الرسول في غزوة أُحُد؛ فحزن الرسول:= عليه حزناً شديداً، وقال: لأمثّلن بسبعين رجلاً من المشركين، فنزلت الآية تطلب من الرسول:= أن يعاقب بمثل ما عوقب به، وأراد أن يُذهب الحزن من قلبه، ولا يبقى فيه من الحزن شيء.
وقوله تعالى (ولا تك في ضيق) بمعنى احذف الضيق من نفسك، ولا تبقي شيئاً منه أبدا: أي أن المطلوب ليس فقط عدم الحزن، لكن مسح ونفي أي شيء من الحزن يمكن أن يكون في قلب الرسول:= فحذفت النون من الفعل.
أما في آية سورة النمل فالآيات في دعوة الناس للسير في الأرض والتفكّر، والمقام ليس مقام تصبير هنا؛ فجاء الفعل مكتملاً (ولا تكن في ضيق).
ومن الأمثلة الأخرى على حذف أو عدم حذف النون في فعل (تكن)، قوله تعالى في سورة القيامة: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى {37}) حذفت النون هنا؛ لأن النطفة هي من الذكر، وهي غير مكتملة بعد، وغير مخصّبة، وهي لا تكتمل إلا بعد لقاح البويضة.
إذن حال النطفة الآن غير مكتمل؛ فحذف ما يدل على أن الفعل أصلاً ليس مكتملاً فلزم الاقتطاع؛ لأنها غير كاملة والحدث غير كامل.
وكذلك قوله تعالى: (وإن تك حسنة يضاعفها)، وقوله في سورة مريم (ولم أك بغيّا) حذف النون؛ لأنه ليس في مريم أدنى شيء من البغي، وليس هناك جزء من الحدث مطلقاً أصلاً.
أما في قوله تعالى: (ولم أكن بدعائك رب شقيا) هذا سياق عام يحكمه المقام.
وفي قوله تعالى: (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)، وقوله: (ألم تكن آياتي تتلى عليكم)، لم تحذف النون من الفعل هنا؛ لأن الآيات مكتملة والأرض مكتملة؛ فجاء بالفعل تامّاً؛ لأن المعنى تامّ ولا يحتاج إلى حذف.
وفي قوله تعالى في سورة لقمان: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ {16}) الأولى حذفت منها النون؛ لأنه لم يذكر مكان الحبة، أما الثانية فذكر فيها النون؛ لأنه ذكر المكان وحدده إما الصخرة أو السموات أو الأرض وهي كلها مكتملة.(/)
أرجو التكرم بالرد على موضوعي
ـ[هل غادر الشعراء؟]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 02:11 م]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي بحث بعنوان (التشبيه في ديوان الخنساء , دراسة تحليلية و تطبيقية)
فأرجوا من الإخوة الكرام مساعدتي و تزويدي بأسماء بعض المراجع و مواقع الانترنت التي قد تفيد في ذلك ,,,
و إن وجدت بحوث جاهزة فلا مانع من الإستفادة مما فيها ,,,
و لكم جزيل الشكر,,,(/)
الموجز في تاريخ البلاغة " الفصل الأول " البلاغة عند العرب
ـ[معاوية]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 02:00 م]ـ
رابط تمهيد ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14287)
الفصل الأول
البلاغة عند العرب
سئل العَتَّابي (1): ما البلاغة؟ فقال: كلّ من أفهمك حاجته من غير إعادة ولا حُبسة ولا استعانة فهو بليغ .... فقيل له: قد عرفنا الإعادة والحبسة، فما الاستعانة؟ قال: أما تراه إذا تحدّث قال عند مقاطع كلامه: يا هَناه. ويا هَيه، واسمع مني، واستمع إليَّ، وافهم عني، أوَ لست تفهم، أوَ لست تعقل. فهذا كله وما أشبهه عيٌّ وفساد (2).
وتحدّث الجاحظ غير مرة عن البلاغة إلا أنه قال: قال بعضهم ـ وهو من أحسن ما اجتبيناه ودوناه ـ: لا يكون الكلام بمستحقٍ اسم البلاغة حتى يسابق معناه لفظَه؛ فلا يكون لفظه إلى سمعك أسبق من معناه إلى قلبك (3).
1 ـ هو كلثوم بن عمرو من شعراء العباسيين، وكانت له حظوة عند الرشيد والبرامكة.
2 ـ البيان والتبيين 1/ 113.
3 ـ البيان والتبيين 1/ 115.
ـ[معاوية]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 01:18 ص]ـ
وشرح كلمة العتابي فقال: والعتابي حين زعم أن كل من أفهمك حاجته فهو بليغ، لم يعن أن كل من أفهمنا من معاشر المولَّدين قصده ومعناه بالكلام الملحون والمعدول عن جهته والمصروف عن حقه، أنه محكوم له بالبلاغة كيف كان، بعد أن نكون قد فهمنا عنه، ونحن قد فهمنا عن النبطي الذي قيل له: لم اشتريت هذه الأتان؟ قال: أركبها وتلَد لي (1). وقد علمنا أن معناه كان صحيحًا .... فمن زعم أن البلاغة أن يكون السامع يفهم معنى القائل، جعل الفصاحة واللكنة، والخطأ والصواب، والإغلاق والإبانة، والملحون والمعرب، كله سواءً وكله بيانًا، وكيف يكون ذلك كله بيانًا؟ ولولا طول مخالطة السامع للعجم وسماعه للفاسد من الكلام لما عرفه. ونحن لم نفهم عنه إلا للنقص الذي فينا. وأهل هذه اللغة وأرباب هذا البيان لا يستدلون على معاني هؤلاء بكلامهم، كما لا يعرفون رطانة الرومي والصقلي، وإن كان هذا الاسم إنما يستحقونه بأنا نفهم عنهم كثيرًا من حوائجهم، فنحن قد نفهم بحمحمة الفرس كثيرًا من حاجاته، ونفهم بصغاء السنور كثيرًا من إرادته، وكذلك الكلب والحمار والصبيّ الرضيع.
وإنما عنى العتّابي إفهامك العربَ حاجتَك على مجاري كلام العرب الفصحاء. وأصحاب هذه اللغة لا يفقهون قول القائل منا، " مكرهٌ أخاك لا بطل " و " إذا عزّ أخاك فهُن " ومن لم يفهم هذا لم يفهم قولهم: ذهبت إلى أبو زيد، ورأيت أبي عمرو. ومتى وجد النحويون أعرابيًّا يفهم هذا وأشباهه بهرجوه ولم يسمعوا كلامه؛ لأن ذلك يدلّ على طول إقامته في الدار التي تُفسد اللغة وتنقُص البيان. لأن تلك اللغة إنما انقادت واستوت، واطردت وتكاملت بالخصال التي اجتمعت لها في تلك الجزيرة وفي تلك الجيرة، ولفقد الخلطاء من جميع الأمم (2).
(1) يعني أنه لفظها مفتوحة اللام والصواب كسرها.
(2) البيان والتبيين 1: 161 ـ 163.
ـ[معاوية]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 12:54 م]ـ
وقال ابن المقفع: " لا خير في كلام لا يدلّ على معناك، ولا يشير إلى مغزاك (1) ". وقال بشر بن المعتمر ـ وهو أحد بلغاء المعتزلة ـ: " ... والمعنى ليس يشرف بأن يكون من معاني الخاصّة، وكذلك ليس يتَّضع بأن يكون من معاني العامّة. وإنما مدار الشرف على الصواب وإحراز المنفعة مع موافقة الحال، وما يجب لكل مقام من المقال ... " (2) وقال: " ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني، ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين وبين أقدار الحالات فيجعل لكل طبقة من ذلك كلامًا. ولكل حالة من ذلك مقامًا، حتى يقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني، ويقسم أقدار المقامات، وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات" (3).
وذكر الجاحظ إجماعهم على مذمّة التكلُّف فقال: ومدار اللائمة ومستقر المذمّة حيث رأيت بلاغة يخالطها التكلُّف (4).
(1) البيان والتبيين 1: 116.
(2) البيان والتبيين 1: 136.
(3) البيان والتبيين 1: 138 ـ 139.
(4) البيان والتبيين 1: 13 وانظر أيضا 2: 18.
ـ[معاوية]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 12:05 ص]ـ
ولو رحنا نستقصي أقوالهم في البلاغة لما رأينا فيها ما يخرج عما ذكرناه من الأقوال السابقة، وخلاصتها أنها في الكلام الذي يصيب معناه وضوح وسلامة، مع خلوّه من التكلُّف والفضول، ومراعاته لمقتضى الحال، وقد زاد بعضهم على ذلك شروطًا تتصل باللفظ كأن تكون الألفاظ غير متوعّرة وحشية، ولا ساقطة سوقية، وأن يختار اللفظ الكريم للمعنى الشريف.
فالبلاغة إذاً ـ في نظر البلغاء ـ ليست أمرًا مستقلاً عن اللغة، بل هي الأمر الذي يساعد اللغة على أداء وظيفتها التي هي التعبير أو الإبلاغ، وهي شاملة لعنصري اللغة: المعنى واللفظ.
ـ[معاوية]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 02:32 م]ـ
ولا شك أن في اشتقاق لفظة " البلاغة من مادة " بلغ " ما يشير إلى الوظيفة الأساسية للبلاغة؛ ذلك أن " بلغ الشيئ "، يعني وصل وانتهى، وبلغ الكلام، إذاً يعني أنه وصل إلى المخاطب وانتهى إليه. والإبلاغ هو الإيصال، وكأن الذي يوصل ما في نفسه من الأفكار إلى المخاطب على أتمّ وجه وأكمل صورة هو البليغ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاوية]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 01:24 م]ـ
ويقال: بلُغ الرجل إذا صار بليغًا. وفي اللسان: " رجل بليغ .. حسن الكلام فصيحه يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه ". وما هي وظيفة اللغة إذا لم يستطع صاحبها أن يبلغ بها كنه ما في نفسه، وأن يبلغ بهذا الكنه ـ عن طريقها أيضًا ـ نفس المخاطب. ومن الحق ألاّ نقبل من المتكلم مجرَّد إفهامنا، وإلاّ كان هو وكلُّ من يُفهمنا من الأطفال سواء، ولقد سمعنا الجاحظ يقول: إننا قد نفهم بحمحمة الفرس وصغاء السنور كثيرًا من حاجاته وإرادته. ولذلك لم يكن شرط الإفهام وحده كافيًا لتحقيق البلاغة. بل لا بدّ فيه من أن يكون إفهامًا يعتمد على وضوح المعنى وبيانه وملائمته لمقتضى الحال، وبالطريقة التي تعارف عليها فصحاء العرب في مجاري كلامهم.
ولعل هذا الاتصال الشديد بين معنى البلاغة اللغوي والاصطلاحي هو الذي جعل القدماء يستعملون البلاغة والفصاحة بمعنى واحد. فلقد كانت الكلمتان عندهم مترادفتين حتى القرن الرابع تقريبًا، وفي صحاح الجوهري (393هـ) أن البلاغة هي الفصاحة، وكذلك هي عند الكثيرين ممن تحدثوا عن الفصاحة وشروطها وهم يريدون البلاغة، ذلك أن معنى الكلمتين اللغوي واحد تقريبًا، فالإبلاغ عما في النفس هو الإفصاح، وأفصح عما في نفسه أعرب عما فيها وأبان، وأفصح اللبن إذا انجلت رغوته فظهر ... وهكذا ترجع الكلمتان إلى معنى واحد من قبيل اتفاق المعاني على اختلاف الأصول والمباني.
ـ[معاوية]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 01:35 م]ـ
ويقال: بلُغ الرجل إذا صار بليغًا. وفي اللسان: " رجل بليغ .. حسن الكلام فصيحه يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه ". وما هي وظيفة اللغة إذا لم يستطع صاحبها أن يبلغ بها كنه ما في نفسه، وأن يبلغ بهذا الكنه ـ عن طريقها أيضًا ـ نفس المخاطب. ومن الحق ألاّ نقبل من المتكلم مجرَّد إفهامنا، وإلاّ كان هو وكلُّ من يُفهمنا من الأطفال سواء، ولقد سمعنا الجاحظ يقول: إننا قد نفهم بحمحمة الفرس وصغاء السنور كثيرًا من حاجاته وإرادته. ولذلك لم يكن شرط الإفهام وحده كافيًا لتحقيق البلاغة. بل لا بدّ فيه من أن يكون إفهامًا يعتمد على وضوح المعنى وبيانه وملائمته لمقتضى الحال، وبالطريقة التي تعارف عليها فصحاء العرب في مجاري كلامهم.
ولعل هذا الاتصال الشديد بين معنى البلاغة اللغوي والاصطلاحي هو الذي جعل القدماء يستعملون البلاغة والفصاحة بمعنى واحد. فلقد كانت الكلمتان عندهم مترادفتين حتى القرن الرابع تقريبًا، وفي صحاح الجوهري (393هـ) أن البلاغة هي الفصاحة، وكذلك هي عند الكثيرين ممن تحدثوا عن الفصاحة وشروطها وهم يريدون البلاغة، ذلك أن معنى الكلمتين اللغوي واحد تقريبًا، فالإبلاغ عما في النفس هو الإفصاح، وأفصح عما في نفسه أعرب عما فيها وأبان، وأفصح اللبن إذا انجلت رغوته فظهر ... وهكذا ترجع الكلمتان إلى معنى واحد من قبيل اتفاق المعاني على اختلاف الأصول والمباني.
ـ[معاوية]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 01:52 ص]ـ
وقد لاحظ علماء البلاغة هذه الصلة بين المعنيين اللغوي والاصطلاحي للبلاغة، كما لاحظوا الصلة بين البلاغة والفصاحة. قال أبو هلال العسكري (395هـ): " البلاغة من قولهم: بلغت الغاية إذا انتهيت إليها، وبلَّغتها غيري. ومبلغ الشيء منتهاه. والمبالغة في الشيء الانتهاء إلى غايته، فسميت البلاغة بلاغة لأنها تنهي المعنى إلى قلب السامع فيفهمه (1) ".
(1) كتاب الصناعتين: 6
ـ[معاوية]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 08:39 م]ـ
وقال مشيرًا إلى الصلة بين البلاغة والفصاحة: " فالفصاحة والبلاغة ترجعان إلى معنى واحد. وإن اختلف أصلاهما، لأن كل واحد منهما إنما هو الإبانة عن المعنى والإظهار له (1) ".
(1) كتاب الصناعتين: 7
ـ[معاوية]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 01:30 م]ـ
ونحن لن نستقصي هنا ما قاله العلماء في تعريف البلاغة، فسيمر بنا ذلك مفصّلاً فيما بعد، ولكننا نشير منذ الآن إلى أن البلغاء الذين أ ُخذت البلاغة من كلامهم، وعُرفت في أساليبهم قبل أن تُعرف في حدود المؤلفين وتعريفات المصنّفين، كانوا ينظرون إلى البلاغة على أنها هي الوسيلة إلى الإعراب عما في النفس بصورة تمنع من سوء التعبير وسوء الفهم وتصل بالمعنى إلى القلب. ولا شك أن ذلك يعني أنهم جعلوها في منزلة مساوية لمنزلة اللغة، إن لم تكن هي نفسها منزلتها، لأنه إذا كانت اللغة هي وسيلة التفاهم بين الناس فإن كل ما يؤدي إلى هذه الغاية أو يعين على بلوغها فهو جزء من اللغة متمم لها وقيمته من قيمتها، وكذلك كانت البلاغة عند أصحابها من البلغاء المطبوعين.
لقد كان البليغ المطبوع يعرف للبلاغة أو الفصاحة شروطًا يحس بها فيراعيها في كلامه، وكان العربي المطبوع يسمع الكلام البليغ أو الفصيح فيميزه وينفعل له، وقد يطلق عليه حكمًا من الأحكام ...
وسنرى أن ما أحسه البليغ من الشروط فراعاه، وما رآه العربي في الكلام من جمال فأعجب به واستحسنه، أو من قبح فنفر منه واستقبحه، وما أطلقه إثر استحسانه أو استقباحه، وما وصف به المجيدين من أصحاب البيان، أو ما أخذه عليهم من التقصير أو الزلل.
سنرى أن كل ذلك كان نواة للعلم الذي تطوّر حتى استقلّ وعرف فيما بعد بالبلاغة. ولم ينظر أحد من هؤلاء وأولئك إلى البلاغة ـ كما ينظر معظمنا إليها اليوم ـ على أنها أمر تزيين وزخرفة يلجأ إليها من يحب زخرفة القول أو يسعى وراء تزيين الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاوية]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 10:05 م]ـ
الفصل الثاني
ظواهر بلاغية في العصر الجاهلي
أ ـــ ما تحدث تاريخ أمة من الأمم بما تحدث به تاريخ العرب من حب هؤلاء القوم للغتهم، وعنايتهم بشأنها، واحتفائهم بها.
لقد أحلَّ العرب لغتهم من حياتهم المحل الأول، فكان لا يكون العربي في نظرهم كاملاً ما لم يبلغ من لسانه الغاية، وكان من يبلغ بلغته نثرًا أو نظمًا منزلة رفيعة من الخطابة والشعر تبلغ به لغته منزلة أرفع بين قومه وأبناء عشيرته، وهو بلغته تلك الرفيعة البليغة يبلغ بقومه أو عشيرته مبلغًا عظيمًا بين القبائل والعشائر .. ولذلك كانوا إذا نبغ منهم شاعر أو خطيب أولموا له واحتفوا به وجعلوه عيدًا لهم وفخرًا.
وهذا الاحتفاء العظيم باللسان يفسّر لنا لماذا كان أهل اللسان من خطباء وشعراء ورؤساء الوفود عند العرب وسفراءهم وممثليهم .. وهم عندهم أهل الرأي والشورى.
ـ[معاوية]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 02:07 م]ـ
تابع أ ـــ ولم يكن حب البلاغة مقصورًا على فئة خاصة منهم. وإنما كان طبع العرب كافة. إنه أقرب إلى أن يكون غريزة فيهم أو فطرة فطروا عليها، وهو أعمق وأعم من أن يكون صفة لطائفة معينة منهم، بل لقد شاع حتى بين عامتهم، وشارك فيه نساؤهم وأطفالهم، وما أكثر ما روي عن نسائهم وأطفالهم من أقوال وأجوبة بلغت من البلاغة مبلغًا جعلها تسير حتى يومنا هذا مسير المثل والحكمة.
واستمر ذلك فيهم، وتسلسل في ذراريهم، حتى بدأ اختلاطهم بغيرهم، وبدأت سلائق أهل المدن تضعف وتفسد، فخافوا على سلائق أولادهم، فأخذوا يبعثون بهم إلى البادية ليظلوا في حجر العربية الصرف البعيد عن كل شائبة.
ـ[معاوية]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 01:34 م]ـ
ب ــ إن طبيعة الحياة العربية قبل الإسلام كانت طبيعة ذات صلة خاصة باللغة وبلاغتها وفصاحة بيانها؛ وذلك أنها كانت حياة قائمة على التفاخر والتكاثر بالأنساب والأجداد والمآثر والأيام ... والشعر هو الديوان الذي كانوا يفزعون إليه ليسجلوا فيه كل تلك المفاخر .. ولا بد للشعر والشاعر من لغة تفصح وتبين لترفع أو تحط، وتُعلي أو تضع .. فاللغة إذا سلاح القوم وآلتهم في ميدان الفخر والشرف.(/)
في ظلال الجمال البياني للآية: وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتية.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 03:12 ص]ـ
{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ. سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} - الحاقة: 6 - 8
سنقف قليلا عند الكلمة القرآنية (صرصر).
تكرر مجيء هذه الكلمة ثلاث مرات في بيان ما حل على قوم عاد من عذاب شديد أبدادهم عن بكرة ابيهم بسبب كفرهم بالله وعنادهم.
{كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (. تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ.} القمر: 17 - 19
{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ. فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ.} فصلت: 15 - 16
جرس المفردة صرصر يكشف عن نوع هذه الروح القوية, ففي هذا اللفظ إيحاءات معنوية وإيقاع لفظي متناسق مع المشهد المروع الذي وصفه القرآن الكريم بما يحمل من صور مهولة مروعة.
{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ.}
إننا أمام مشهد مروع حافل بالاستهوال والاستعظام لماهية هذا الحدث العظيم, وجاءت الكلمة صرصر, لتكشف لنا في جرسها اللفظي هذه الصورة المهولة.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 03:17 ص]ـ
للمفردة صرصر معنيان:
الأول: الريح العاصفة التي يكون لها صرصرة, أي دوي في هبوبها من شدة سرعة تنقلها.
الثاني: الريح الباردة, التي كرر فيها البرد وكثر, فهي تحرق بشدة بردها.
وقال صاحب المفردات: " وقوله: {ريحا صرصرا}، لفظه من الصر، وذلك يرجع إلى الشد لما في البرودة من التعقد. " (1)
في اللسان: " ريح صِر وصَرصر: شديدة البرد, وقيل شديدة الصوت. الزجاج في قوله تعالى: {بريح صرصر} قال: الصِّر و الصِّرة شدة البرد. " (2)
قال ابن السكيت: {ريح صرصر} فيه قولان:
يقال أصلها صَرّر من الصِّر, وهو البرد فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل, كما قالوا تجفجف الثوب وكبكبوا, وأصله تجفف و كببوا.
ويقال: هو من صرير الباب ومن الصَّرة وهي الضجة. (3)
عاتية:
عاتية: أي أن الريح شديدة العصف, حيث أنهاعتت على قوم عاد فلم يستطيعوا ردها بأي وسيلة كانت كالاختباء والاختفاء في الجبال أو البناء, حيث كانت الريح من القوة بمكان كبير أنها تنزعهم من أماكنهم, فلم يستطيعوا الوقوف أمام قوتها العاتية.
أصل الكلمة من العتو والعتي وهو شدة التكبر.
في اللسان: عتا يعتو عتوا وعتيا: استكبر وجاوز الحد. العتو: التجبر والتكبر. (4)
تعتبر " عاتية " وصف آخر للريح, ويوجد تناسق محكم بين مجيء هاتين المفردتين - صرصر و عاتية - جنبا إلى جنب, للتعبير عن هول المشهد الموصوف.
في هذا التعبير القرآني استعارة, حيث استعير الشيء المتجاوز الحد المعتاد تشبيها بالتكبر في عدم الطاعة والجري على المعتاد, أي التمرد على القانون المألوف للرياح, فهذه الرياح عاتية من حيث عدم خضوعها للنظام الطبيعي المعروف للريح, ولذا لم تقف أمامها أي قوة.
تلاؤم اللفاظ ومعانيها من أجلى المعاني البلاغية التي ندركها بكل جلاء في هذه الآية الشريفة.
--
هوامش:
(1) المفردات للراغب الأصفهاني.
(2) و (3) اللسان, مادة صرر.
(4) اللسان, مادة عتا.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 11:02 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الدرر الرائعة ونرجو المزيد منها ...
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 12:29 ص]ـ
الأستاذ الفاضل حجّي إبراهيم - حفظه الله ..
شكر الله لكم هذه الدرر ..(/)
&&أفتوني في أمري&&
ـ[قطرالندى]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 10:15 م]ـ
:::
قال الله تعالى في سورة النساء: (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13) ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)
لماذا في الآية الأولى لفظة (خالدين) جاءت بالجمع، بينما في الآية الثانية لفظة (خالدا) جاءت مفردة. مالعلة في ذلك ;) ;)
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 12:32 ص]ـ
جمع في الأولى، وأفرد في الثانية، لأنّ أهل الطاعة هم أهل الشفاعة، فإذا شفع أحدهم في غيره دخلها معه .. أمّا أهل المعاصي فلا يشفعون، ولا يدخل بهم غيرهم فيبقون فرادى ..
وقد يكون الجمع والإفراد للإيذان بأنّ الخلود في دار الثواب إنّما يكون بصفة الاجتماع الذي هو أجلب للأنس، في حين أنّ الخلود في دار العقاب يكون بصفة الانفراد الذي هو أشدّ في استجلاب الوحشة ..
والله أعلم ..
ـ[العاذلة]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 04:23 ص]ـ
أرى والله أعلم أن جميع أهل الجنة خالدين فيها فمحال على من دخل أن يخرج منها لذلك جاءت بالجمع أما بالنسبة لأهل النار فليس كل من في النار خالدا فيها فهناك من يدخل ويستحق المغفرة فيخرج منها لذلك جاءت اللفظة مفردة
ومن لديه العلم فليتحفنا به
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 02:25 ص]ـ
الرحمة عامة والعقاب مخصوص
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
:::
(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13) ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)
الصحيح أن الأخوة لؤي الطيبي، والعاذلة، وصالح المطوي، قد أجادوا وأفادوا، ولكني أحببت أن أزيد على ما قالوا الآتي:
قال الأستاذ لؤي:
جمع في الأولى، وأفرد في الثانية، لأنّ أهل الطاعة هم أهل الشفاعة، فإذا شفع أحدهم في غيره دخلها معه .. أمّا أهل المعاصي فلا يشفعون، ولا يدخل بهم غيرهم فيبقون فرادى ..
وهذا الكلام صحيح من هذا الجانب، ولكن لا ننسى ان كثيراً من أهل النار يدخلون جهنم بسبب اتباعهم لآخرين ساقوهم إلى طريق الضلال من شياطين الإنس والجن.
ثم قال:
وقد يكون الجمع والإفراد للإيذان بأنّ الخلود في دار الثواب إنّما يكون بصفة الاجتماع الذي هو أجلب للأنس، في حين أنّ الخلود في دار العقاب يكون بصفة الانفراد الذي هو أشدّ في استجلاب الوحشة ..
وهذا الوجه يُضعفه أن أهل النار يتحاورون فيما بينهم، وحتى أن يتحدثون مع أهل الجنة ويطلبون منهم أن يُفيضوا عليهم من أنعم الجنة.
ثم قالت الأخت العاذلة:
أرى والله أعلم أن جميع أهل الجنة خالدين فيها فمحال على من دخل أن يخرج منها لذلك جاءت بالجمع أما بالنسبة لأهل النار فليس كل من في النار خالدا فيها فهناك من يدخل ويستحق المغفرة فيخرج منها لذلك جاءت اللفظة مفردة
وهنا يرد السؤال: أليست اللفظة هي عينها (خالدا، خالدين) وهما لنفس المصدر؟ وقد استخدمها القرآن لدلالة على الخلود الذي لا ينقطع.
لذا أُضَعِّفُ هذا الوجه أيضا.
ثم قال الأخ صالح:
الرحمة عامة والعقاب مخصوص
وهو كلام صحيح عموما، ولكن ليس هنا محله.
والسبب الذي أرتئيه هو أن الله عزَّّ وجلَّ جمع [خالدين] حينما أعقبها بـ[جنات]، وأفرد [خالدا] حينما أعقبها بـ[نارا]. وذلك إنما كان عطفا منه سبحانه وتعالى على عباده مرغبا لهم في الخير والصلاح، وضامراً في نفسه أن الأحب إليه هو أن يدخل عباده الجنان والجنات، فذكرهم بصيغة الجمع بـ[الجنات]، ولما وصل الخطاب إلى [النار] والعياذ بالله أفردها كرها منه سبجانه وتعالى لها وكرها لأن يدخلها عباده. ومعنى الكلام هو ترجيح البشرى على العقاب وتكثيرها، حبا في ان يدخلها عباده كلهم، وكثرها تحبيباً لعباده في أن يحبوها، ومن ثم أن يعملوا على دخولها، وذلك أن حينما أوردها بصيغة الجمع، تأخذ العقول حيرة وشغف، وهي أنهم يعلمون أن هناك جنة، فلما اكثرها أخذتهم الحيرة بكنهها، وحالها، وهل كل الجنات كبعض أم أن هناك ثمة اختلاف بينها؟ وهذا بدوره يولّد الشغف لها ولدخولها، ولما كانت النار معروفة، أبقاها على إفرادها، تنفيرا منها، وتقليلا لشأنها في أنها واحدة والجنات عديدة
ولما كان الخلود تابعا للنار جاء مفردا، وفي هذا أيضا حبٌ من الله سبحانه ان يكون عدد العاصين قليل، وعدد المؤمنين الطائعين كثير، ولكن الحقيقة،
وحسب ما ورد في كثير من النصوص القرآنية والسنة النبوية ما يدل على أن أكثر الناس في النار والعياذ بالله.
بانتظاركم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 09:56 ص]ـ
السلام عليكم
من تصلح للمفرد والجمع، وهي مفردة لفظا وجمع معنى، ويجوز استخدامها على الجهتين، ومثلها: كلا، وكلتا، فنقول: كلا الطالبين ناجح وناجحان، فإن قلنا: ناجح فالمقصود اللفظ وإن قلنا: ناجحان، فالمقصود المعنى.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرالندى]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 11:40 م]ـ
أنا سعيدة جدا لهذا التفاعل جزاكم الله خيرا ..
ومن لديه أي إضافات أو تعقيب آخر فاليتفضل مشكورا لا مأمورا ..
وشكرا للجميع ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 11:49 م]ـ
بارك الله في الجميع ..
وأحيّي هذا النفس الطويل عند الإخوة والأخوات في بحثهم الشيّق ..
كما وأغتنم الفرصة لأرحّب بالأستاذ موسى الزغاري - حفظه الله ..
فقد كان له في الفصيح مقالات ونظرات مثرية ..
نسأل الله له وللجميع الإفادة والفائدة ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل والأستاذ الموقّر موسى - حفظه الله ..
أمعنتُ النّظر في تلك المعاني التي استدللتَ بها على الجمع والإفراد بين (خالداً) و (خالدين)، فوجدتُ أنّها جاءت مناسبة لإفراد (النار) وجمع (الجنان) في القرآن. فهي من معاني رحمة الله الواسعة وعدله الشامل سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، ولكنّها لا تتّسق مع دِلالات الآيتين من سورة النساء.
فمن المعلوم أنّ (الجنّة) ترد في الاستعمال القرآني مفردة وجمعاً، بخلاف (النار)، التي لم تَرِدْ في القرآن إلا مُفردة. وهنا يمكن القول إنّ في جمع (الجنّة) إيحاءً بالتنوّع والتعدّد والاختلاف، أو كما أشرتَ بقولك إنّه يأخذ "العقول حيرة وشغف، وهي أنّهم يعلمون أنّ هناك جنّة، فلمّا اكثرها أخذتهم الحيرة بكنهها، وحالها، وهل كلّ الجنّات كبعض أم أنّ هناك ثمّة اختلاف بينها؟ وهذا بدوره يولّد الشغف لها ولدخولها". ولا ريب في أنّ تلك الصفات تستدعي الإيمان بنعم الله ورضاه ورحمته، التي ينشرها على أصحاب الجنّة ممّا يناسب جوّ رحمة الله الواسعة ..
أمّا (النار) - نسأل الله أن يعتق رقابنا ورقاب عامّة المسلمين منها في هذا الشهر الفضيل - فإنّها جاءت دائماً مُفردة في القرآن، وذلك - على ضوء ما ذكرتم بارك الله فيكم: "تنفيراً منها، وتقليلاً لشأنها في أنّها واحدة والجنّات عديدة". وهذا يعني أنْ ليس الفضل في تعذيب أهل النار، وإنّما هو العدل الإلهي الذي قامت عليه السماوات والأرض ..
وهذه المعاني كلّها لا غبار عليها ..
ولكن ثمّة إشكالاً في قبول التعليل الذي توّجتَ به ردّك بارك الله فيك! ذلك أنّ القرآن الكريم قد جمع اسم الفاعل (خالد) في آية أخرى، اقتضى الخطاب فيها اطراد الإفراد، وهي قوله تعالى: (إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) [الجن: 23].
ففي هذه الآية قال تعالى: (خالدين) بالجمع، مع أنّ (من) تحيل في سياق الآية على المفرد، والدليل على ذلك أنّ ضمير (الهاء) المتّصل بجواب الشرط يحيل على المفرد في (له).
ثمّ إنّ القرآن العظيم قد قرن بين أصحاب النار وحالهم بصيغة الجمع (خالدين) في مواطن كثيرة، ومن ذلك قوله تعالى: (وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) [التوبة: 68]، وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا) [النساء: 168 - 169] إلخ ..
وهذا يؤدّي بنا إلى القول بأنّ الاختلاف بين الجمع والإفراد في الآيتين من سورة النساء له دِلالات أخرى، هي أخصّ من ذلكم التعميم ..
وأذكر أنّني قرأتُ يوماً مقالةً في مجلة الوعي الإسلامي (رقم 484) للدكتور محمد إقبال عروي، والتي استنبط فيها جزءاً من المعاني الواردة في آيتي النساء .. ولجمال ما جاء في تلك المقالة من معانٍ قد تكون فاصلة، فإنّي أورد هاهنا الجزء الذي يهمّنا منها لعموم الفائدة:
نقل الدكتور محمد إقبال في مقالته قولاً للإمام المفسّر أبي سعيد الغرناطي (ت 782هـ)، جاء فيه: "سُئِلْتُ عن قوله تعالى في سورة النساء: (ومن يطع الله)، إلى قوله (خالدين)، و (من يعص الله)، إلى قوله: (خالداً)، فجمع أولاً وأفرد ثانياً، وأجبت بأنّ الجنّة لمّا كان لأهلها فيها اجتماعات وليست فيها فرقة، جاء قوله (خالدين) اعتباراً بالمعنى الحاصل في الجنّة من الاجتماع، ولمّا كان أهل النار على الضدّ من هذا، فكلّ واحد منهم في تابوت من نار حتى يقول أحدهم ليس في النار إلا هو، جاء قوله: (خالداً فيها) باعتبار هذا المعنى ..
فمن المعاني المصاحبة لجمع (خالدين) شعور المؤمن بأنّ مِن نِعَمِ الله عليه، فوق نعمة إدخاله الجنة وتمتيعه بنعيمها الدائم والمتنوّع، أنْ جمعه بصفوة المؤمنين، يأنس بهم، ويتمتّع بمجالستهم ومنادمتهم، فلا يشعر المرء فيها بشعور الوحدة والقنوط، بخلاف الكافر، فينضاف إلى العذاب الماديّ البدنيّ عذاب نفسي يتمثّل في شعوره بقسوة الوحدة، وكأنّ النار فارغة إلا منه، وكأنّ لا أحد يلج جهنّم إلى جواره ·.
وهناك معنى نفسي آخر يصاحب تدبّر جمع (خالدين) في سياق امتثال المؤمن لطاعة الله ورسوله، وهو أنّ ذلك الجمع يُشعر بكثرة المطيعين والملتزمين بحدود الشرع، فكثيراً ما يشعر المؤمن أنّه وحيد في ساحة الالتزام والابتلاء، ولكن لفظ (خالدين) يبعث في نفسه الطمأنينة بأنّ هناك من هو، مثله، قابض على دينه، مستحضر لرقابة ربّه، وقد ألمح الإمام البقاعي إلى هذا المعنى بقوله: "وجمع الفائزين بدخول الجنّة في قوله (خالدين فيها)، يشير إلى كثرة الواقفين على الحدود، ولأنّ منادمة الإخوان من أعلى نعيم الجنان" ..
ولا شكّ أنّ هذين المعنيين كفيلان بأنْ يمنحا روح المؤمن قوّة وثقة تجعلانه يسلك طريق الابتلاء في الحياة الدنيا بقلب مطمئن ويقين ثابت" · أ. هـ.
هذا والله تعالى أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم
أخي وأستاذي لؤي الطيبي
أولا أشكرك على مجاملتك اللطيفة
وبعد:
فكما عودتنا فأنت مبدعٌ محلقٌ في في تدبر القرآن الكريم.
أسأل الله أن يُديم نعمته عليك وفضله.
ودمت بخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 12:43 ص]ـ
أخي الفاضل موسى - حفظك الله، وسدّد خطاك ..
إنّ الفضل في هذا كلّه يعود - بعد الله تعالى - إلى أعضاء الفصيح - أمثالكم - والذين يحيون منتدياته بالأسئلة والاستفسارات والإيضاحات الجميلة ..
فهم بهذا يثيرون أشياء تجعل العقل ينشط لالتماس الأجوبة والردود المقنعة من بطون الكتب ..
وبالتالي .. فحيّا الله أعضاء الفصيح .. وجعل ما يقومون به في ميزان حسناتهم ..(/)
ساعدوني ...
ـ[صمت]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 01:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياليت تساعدوني في الإجابه على هذه الأسئله ولكم مني
جزيل الشكر ...
1 - (أنت أكبر أم رسول الله)
في هذه العبارة حذفت أداة الإستفهام .. فما الأداة المحذوفة
الهمزه أم هل ولماذا؟
2 - قال معاوية: أيها الناس إن الله حبا قريشا بثلاث،
فقال لنبيه: {وأنذر عشيرتك الأقربين} ونحن عشيرته
الأقربون، وقال تعالى {وإنه لذكر لك ولقومك} ونحن
قومه، وقال {لإيلاف قريش} ونحن قريش.
فأجابه رجل من الأنصار فقال: على رسلك يا معاوية فإن الله
تعالى يقول {وكذب به قومك وهو الحق} وأنتم
قومه، وقال تعالى {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه
يصدون} وأنتم قومه، وقال تعالى {وقال الرسول
يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} وأنتم قومه
ثلاثة بثلاثة ولو زدتنا لزدناك.
#علام يدل رد الأنصاري على معاويه؟
#مامعنى كلمة (حبا)؟
3 - قال أبوتمام يمدح المعتصم:
لاتنكروا ضربي له من دونه .... مثلا شرودا في الندى والباس
#مامعنى الندى في هذا البيت وعلام يدل النهي في (لاتنكروا)؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 09:47 م]ـ
1ـ اداة الاستفها الهمزة لانها هي التي تتناسب مع أم التي تفيد التخيير.
2ـ اما هل فانها تدعو الى ان تكون الاجابه بنعم أو لا.
3ـ قد يكون هذا استفهام انكاري مثل قوله تعالى (أ راغب أنت عن الهتي يا ابراهيم).
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 11:49 م]ـ
أجيبك عن إثنتين هنا
1 - (أنت أكبر أم رسول الله)
في هذه العبارة حذفت أداة الإستفهام .. فما الأداة المحذوفة
الهمزه أم هل ولماذا؟
الأداة المحذوفة هي (الهمزة)، لسلامة السياق والمقام! فهي من (الاستفهام الاستنكاري) 0
وبخصوص
#مامعنى كلمة (حبا)؟
فهي مرادف (أعطى) و (وهب) و (منح)!
وفي انتظار تفاعل الكرام
دمتم بخير
ـ[صمت]ــــــــ[26 - 10 - 2006, 02:55 م]ـ
أشكركم على ردكم
ولكن إجابتكم أتت متأخره ....
ـ[السدوسي]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 11:37 ص]ـ
عندي جواب الباقي ولكن مادام متأخرا فلا فائدة.(/)
ضحضاح من النار (أعاذنا الله وإياكم منها وجعل الجنان عاقبتنا)
ـ[فتوح]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 03:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى البخارى أن العباس بن عبد المطلب قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: (هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)
وسؤالي لكم حول كلمة ضحضاح من نار والمعاني البلاغية فيها وإن كان العرب استخدمتها من قبل أم أن هذه مما اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن هناك أساليب وتركيبات لغوية لم يُسبق إليها الرسول صلى الله عليه وسلم.
أفيدونا رحمكم الله
ـ[مبارك3]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 04:52 م]ـ
والسؤال الآخر
كلمة (ضحضاح) تستخدم للنار أم للماء؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 10 - 2006, 12:16 ص]ـ
جاء في (النهاية): مادة ضحضح: الضحضاح في الأصل: ما رقّ من الماء على وجه الأرض، وما لم يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار ..
وقال ابن حجر - رحمه الله: الضحضاح: استعارة. فإنّ الضحضاح من الماء ما يبلغ الكعب، ويُقال أيضاً لما قرب من الماء، وهو ضدّ الغمرة. والمعنى أنّه خفّف عنه العذاب.
وقال الشاعر:
إذا صحّ عزم المرء فالبحر ضحضح ... و إن خار، فالنضح اليسير عباب
ـ[أبو سنان]ــــــــ[06 - 10 - 2006, 01:04 ص]ـ
سؤال آخر ممكن يثري الموضوع:
جاء في رواية أخرى للحديث: (وَقَدْ وَجَدْتُ عَمِّي أَبَا طَالِبٍ فِي طَمْطَامٍ مِنَ النَّارِ فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ بِمَكَانِهِ مِنِّي وَإِحْسَانِهِ إِلَيَّ فَجَعَلَهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ).
مالفرق بين طمطام من نار، وضحضاح من نار؟؟
ـ[فتوح]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 01:23 م]ـ
:::
جزاكم الله خيراً جميعاً وأشكر لكم مجهودكم
وإثراءكم للموضوع
وكل عام وأنتم بخير
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 10:04 ص]ـ
قال الزبيدي: (والطمطم بالكسر ضرب من الضأن لها آذان صغار وأغباب كاغباب البقر تكون بناحية اليمن.
والطمطام النار الكبيرة أو وسطها ومنه حديث أبى طالب ولو لاى لكان في الطمطام استعاره لمعظم النار من طمطام البحر وطمت الفتنة اشتدت وذا أطم من ذاك وأمريطم ولا يتم رطم الحصان الفرس وطم عليها إذا نزا عليها وطمطم البحر إذا امتلا ومنه البحر المطمطم)
تاج العروس - الزبيدي ج 8 ص 382
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 10:26 ص]ـ
ما شاء الله فوائد لغوية جمة من حديث قصير ... صلى الله عليك يامن اوتيت جوامع الكلم، وبارك الله الأخوة الذين أثروا الموضوع.(/)
القصر
ـ[ديما]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 08:12 م]ـ
بين في الأمثلة نوع القصر من حيث طرفاه ومن حيث الواقع مبين مافيها من جمال فني وقيمة بلاغية ..
1 .. ((يأيها الذين ءامنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)) ..
2 .. مايكون العيش حلو كله انما العيش سهول وحزون ..
3 .. انما الشاعر في افاقه صيحة الحق وظل الأبد
دوحة سامقة مورقة تتحلى بالجنى والرغد
ومنار يملأالدنيا سنى لؤلؤيا من ضحاه الأسعد ..
4 .. وما هاج هذا الشوق الا حمامة دعت ساق حر ترحة وترنما ..
ـ[ام فهد]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 08:29 م]ـ
::: 1 - المقصور / الخمر00 المقصور عليه / رجس من عمل الشيطان
الطريقة / إنما00 نوعه بحسب طرفيه / موصوف على صفة
نوعه بحسب الحقيقة والواقع / إضافي
2 - المقصور / العيش00 المقصور عليه / سهول وحزون الطريقة / إنما
بحسب طرفيه / موصوف على صفة بحسب الحقيقة / إضافي
3 - المقصور/ الشاعر00 المقصور عليه /صيحة الحق الطريقة / إنما
بحسب طرفيه / موصوف على صفة بحسب الحقيقة / إضافي
4 - المقصور / ماهاج هذا الشوق00 المقصور عليه /حمامة الطريقة / النفي والاستثناء بحسب طرفيه / صفة على موصوف بحسب نوعه /إضافي(/)
القصر
ـ[القصر [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > القصر
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: القصر]ــــــــ[القصر [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > القصر
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: القصر]ـ
القصر [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > القصر
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: القصر(/)
وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 02:02 ص]ـ
قرأتُ قولَ اللهِ عزّ وجلّ في سورة يونس: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الآية 11]، فقلتُ في نفسي إنّ كلمة (لو) تتطلّب أنْ يليها فعل ماضٍ، فلماذا جاء الفعل بعدها ليدلّ على الاستمرارية؟
بحثتُ عن سبب ذلك في التفاسير وكتب الإعجاز البلاغي، فوجدتُ قولاً جميلاً في المسألة للشيخ محمد عبد الله دراز، في كتابه القيّم (النبأ العظيم).
قال الشيخ - رحمه الله:
- إنّ كلمة (لو) بحسب وضعها وطبيعة معناها تتطلّب أنْ يليها فعل ماضٍ. ولكن المطلوب هاهنا ليس هو نفي المضي فحسب، بل بيان أنّ هذا الفعل خلاف سنّة الله التي لن تجد لها تبديلاً. فلو أدّى المعنى على هذا الوضع لطال الكلام، ولقيل: "لو كانت سنّة الله المستمرّة في خلقه أنْ يعجّل إلخ" .. فانظر كيف اختصر الكلام في لفظ واحد بإخراج الفعل في صورة المضارع الدالّ على التكرّر والاستمرار. واكتفى بوضع (لو) قرينة على أنّ ما بعدها ماضٍ في معناه. وهكذا أدّى الغرضين جميعاً في رفق ولين.
- كان مقتضى التطابق بين الشرط والجواب أنْ يُوضَع الجواب عِدْلاً له فيُقال: "لعجّله"، ولكنّه عدل إلى ما هو أفخم وأهول، إذ بيّن أنّه لو عجّل للناس الشرّ لعجّل لهؤلاء منه نوعاً خاصّاً هم له أهل، وهو العذاب المستأصل الذي تُقضى به آجالهم.
- كان مقتضى الظاهر في تقرير النتيجة أنْ يُقال: "فنذرهم" أو "فنذر هؤلاء"، ولكنّه قال (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا) تحصيلاً لغرضين مهمّين، أحدهما التنبيه على أنّ منشأ هذا الاستعجال منهم هو عدم إيمانهم بالبعث، والثاني التنبيه على أنّ قاعدة الإمهال من الله تعالى قاعدة عامّة لهم ولأمثالهم.
قل لنا بربّك: لو ظفرتَ في كلام البشر بواحدة من هذه التصرّفات، ففي أيّ أسلوب غير أسلوب القرآن تظفر بهذه المجموعة أو بما يدانيها، في هذا القدر أو في ضعفيه من الألفاظ؟
ـ[قطرالندى]ــــــــ[09 - 10 - 2006, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
فلا أبلغ ولا أشمل ولا أوجز من كتاب الله ..
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 02:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 12:32 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
يقول أبو السعود رحمه الله:
واختيارُ صيغةِ الاستقبال في الشرط: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ)، وإن كان المعنى على المضيِّ لإفادة أن عدم قضاءِ الأجلِ لاستمرار عدمِ التعجيل. اهـ
وهو نفس مضمون كلام المشرف الكريم: لؤي الطيبي، فسنة الله، عز وجل، مستمرة لا تتبدل، فناسب أن تكون صيغة الشرط صيغة استقبال مضارعة تفيد التجدد والحدوث.
ثم قال:
فإن المضارعَ المنفيَّ الواقعَ موقعَ الماضي ليس بنص في إفادة انتفاءِ استمرارِ الفعل بل قد يفيد استمرارَ انتفائِه أيضاً بحسب المقامِ. اهـ
وما فهمته من هذه الفقرة أن هذا الأسلوب ليس نصا في استمرار الانتفاء في المستقبل بل يفيد الانتفاء في السمتقبل بقرينة، فهل من مزيد شرح؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 01:06 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذ لؤى
لىّ سؤال هنا؟
الحديث القدسى هو كلام منزل من الله سبحانه وتعالى فلماذا لم ينزل فى القرآن الكريم؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 01:17 ص]ـ
ثم قال:
فإن المضارعَ المنفيَّ الواقعَ موقعَ الماضي ليس بنص في إفادة انتفاءِ استمرارِ الفعل بل قد يفيد استمرارَ انتفائِه أيضاً بحسب المقامِ. اهـ
وما فهمته من هذه الفقرة أن هذا الأسلوب ليس نصا في استمرار الانتفاء في المستقبل بل يفيد الانتفاء في المستقبل بقرينة، فهل من مزيد شرح؟
وجزاكم الله خيرا.
الأخ الفاضل مهاجر - حفظه الله ..
أدعوك للرجوع إلى تفسير ابن عاشور - رحمه الله - فإنّ فيه جواب مسألتك إن شاء الله تعالى ..
الحديث القدسى هو كلام منزل من الله سبحانه وتعالى، فلماذا لم ينزل فى القرآن الكريم؟
الأخ الفاضل مدرس عربي ..
ذكر العلماء في بيان ذلك أسباب عديدة، أذكر أهمّها:
- القرآن الكريم كلام الله تعالى لفظاً ومعنىً. أمّا الحديث القدسي فإنّ معناه من عند الله تعالى، ولفظه من عند الرسول صلى الله عليه وسلم ..
- القرآن الكريم تحدّى الله به الإنس والجن على أن ياتوا بمثله، فهو معجزة الله الخالدة. أمّا الحديث القدسي فلم يقع به التحدّي والإعجاز.
- القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر، فهو قطعي الثبوت. أما الأحاديث القدسية فأكثرها أخبار آحاد، فهي ظنية الثبوت.
- القرآن الكريم مُتعبّد بتلاوته. أمّا الحديث القدسي فلا يُتعبّد بتلاوته، ولا يصدق فيه ثواب قراءة القرآن الكريم.(/)
سؤال في البلاغة للمختصين
ـ[كيف الحال؟]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 05:48 ص]ـ
قال ابن الرومي:
في زخرف القول ترجيح لقائله * والحق قد يعتريه بعض تغيير
تقول هذا مجاج النحل تمدحه * وإن تعب قلت ذا قيء الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما * سحر البيان يري الظلماء كالنور
استخرج طرفي التشبيه وبين الغرض منه(/)
بلاغة شاعر أندلسي.
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 08:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بلاغة شاعر أندلسي:
صاحب هذا البيت هو أبو الحكم مالك بن المرحل من مواليد مالقة سنة604هـ. شغل القضاء بغرناطة. غير أن موهبته الشعرية كانت أقوى من أن تحدها مهامه الوظيفية. فكانت تتفجر من حين لآخر .. وفي هذا يقول في قصيدة له بعنوان: "بحار .. بغير سفائن":
بصائرها في الرشد غير ثواقب **** وأبصارها في الغي ذات ثقوب
إذا أمعنا النظر في هذا البيت نجد أربعة ألفاظ تقابلها أربعة أخرى. فبصائرها في مقابلة أبصار، والرشد في مقابلة الغي، وغير في مقابلة ذات، و (غير) ثواقب في مقابلة (ذات) ثقوب.
و هذا ما يسمى في البديع البلاغي بالمقابلة التي يراد بها أن يؤتى بمعنيين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب.
فلله درك يا مرحل و در جرير القائل:
وباسط خير فيكم بيمينه****وقابض شرعنكم بشماله
ودر البحتري القائل:
فإذا حاربوا أذلوا عزيزا ****و إذا سالموا أعزوا ذليلا
رحم الله الجميع فقد توجونا بفرائد شعرية هي زادنا على طريق الأدب والنهل من معينه الأخاذ.
تحية مباركة طيبة من عند الله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 11:58 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الغاني العجان - حفظه الله ..
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم على ما أتحفتمونا به في مقالتكم الراقية الماتعة ..
ولعلّه من المناسب هنا أنْ أذكرَ مقابلة أبي الطيب خمسة بخمسة، في قوله:
أزورُهم وسواد الليل يشفعُ لي ... وأنثني وبَيَاض الصبح يُغري بي
الذي يقول عنه ابن سنان الخفاجي: "هذا البيت مع بُعده عن التكلّف كلّ لفظة من ألفاظه مقابلة بلفظة هي لها من طريق المعنى منزلة الضدّ، وأزورهم وأنثني، وسواد وبياض، والليل والصبح، ويشفع ويغري، ولي وبي".
على أنّ الصفدي اعتبر أنّ أبلغ ما يمكن أنْ ينظم في هذا المعنى، قول الشاعر:
على رأس عبد تاجُ عزّ يَزينه ... وفي رِجلِ حُرّ قَيدُ ذُلّ يَشينه
حيث قابل فيه ستّة بستّة.
ونأمل منكم المزيد إن شاء الله ..
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 07:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا جزيلا لك سيد لؤي الطيبي على مقالتك ذات القيم الجمالية الجمة المضافة.
واعتبر نفسي محظوظا أن قيد لي ربي عز وجل رجالا ينتقون أطايب
الكلام كما ينتقى أطايب التمر.
فهنيئا لي بكم.
تحية مباركة طيبة من عند الله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 12:58 ص]ـ
فهنيئا لي بكم.
بل هنيئاً للفصيح بكم - أدام الله أيامكم ..(/)
ارجو الرد بسرعة للاهمية
ـ[ساندريلا]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 10:17 م]ـ
السلام عليكم
اتمنى انكم تساعدوني وبسرعة
اصطلاح بلاغي، يطلق على الجمع بين معنيين متضادين وسمي التضاد، ماهو؟
ارجو الرد بسرعة للاهمية
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 11:44 م]ـ
للتضادّ عند القدامى معانٍ متعدّدة. فالسيوطي مثلاً عدّه من "الاشتراك اللفظي"، وعرّفه بقوله: هو عبارة عن كلمة واحدة ذات معنيين، يصل الخلاف بينهما إلى حدّ التناقض، كقولهم: باع، بمعنى: باع واشترى.
أمّا القزويني فعدّ التضاد بمعنى "المقابلة أو الطباق". وهو: أنْ يُؤتى بمعنيين متوافقين أو معانٍ متوافقة، ثمَّ بما يقابلها على الترتيب. أو هي: الجمع بين المتضادين، أي معنيين متقابلين في الجملة.
ـ[ساندريلا]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 08:31 ص]ـ
الله يعطيك العافية اخوي لؤي ودمت بكل خير
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 11:12 ص]ـ
المقصود الطباق.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 04:18 ص]ـ
الأستاذ الموقّر أبا ذكرى - أدام الله أيّامه ..
شكر الله لكم التصحيح والترجيح ..
وهل يحلو الليل إذا أصغى القمر؟:)
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 09:12 م]ـ
اسمه الطباق.
الاخ العزيز لؤي المشترك اللفظي ان يوجد اكثر من كلمة لها معنى واحد مثل
خال يطلق للشامة ولاخوالام
الشكر موصول للجميع(/)
عا جل
ـ[زيد العمري]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 10:47 م]ـ
الرجاء المساعدة!!!!!!!!!!!!!
من هم الدعاة الأربعة؟ .........................
ولكم الشكر الجزيل(/)
أي إعجاز في آية الكلالة؟
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[08 - 10 - 2006, 05:38 م]ـ
مر على مسمعي ذات مرة كلام بديع لم أحفظه .. ! جاء فيه بيان الإعجاز الذي أضافته آية الكلالة في آخر النساء. إذ الظاهر ذهاب رونق النص القرآني بعد قطعه عما قبله .. فهل من متفضل علينا؟
إذا لم تستطع شيئا فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع!
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 12:07 م]ـ
هل من مجيب؟!(/)
مهم جدا جدا جدا
ـ[هل غادر الشعراء؟]ــــــــ[09 - 10 - 2006, 02:13 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي بحث بعنوان (التشبيه في ديوان الخنساء , دراسة تحليلية و تطبيقية)
فأرجوا من الإخوة الكرام مساعدتي و تزويدي بأسماء بعض المراجع و مواقع الانترنت التي قد تفيد في ذلك ,,,
و إن وجدت بحوث جاهزة فلا مانع من الإستفادة مما فيها ,,,
و لكم جزيل الشكر,,,
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 05:48 م]ـ
لمسة نقدية في تشبيه الخنساء رضي الله عنها.
مما قاله أحد النقاد في إحدى تشبيهات الخنساء رضي الله عنها:
"التشبيه المفرط: قول الخنساء:
وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار
فجعلت المهتدي يأتم به. وجعلته كنار في رأس علم. والعلم: الجبل."
تحية مباركة طيبة من عند الله(/)
بيت مطبق
ـ[الطباق]ــــــــ[09 - 10 - 2006, 07:15 م]ـ
هل من الممكن شرحكم بيت مطبق؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 09:17 م]ـ
البت المطبق ويطلق عليه البيت المدور وهو ان تكون بعض حروف الكلمة الاخيرة من الشطر الاول في بداية الشطر الثاني مثل
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنز ل بسقط اللواء بين الدخول فحومل
والشكر موصول للجميع
ـ[الطباق]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 06:37 م]ـ
اشكرك يا استاذي الفاضل ...
هل لديك امثال متعلقة به. كل عام و انتم بخير(/)
كهيعص و طه
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 11:01 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
لا شك أن الآيات المذكورة هي على إطلاقها، أي كل آيات القرآن بما فيها الآيات التي هي عبارة عن حروف مقطعة.
اخترت لكم اليوم الفاتحة (كهيعص) و (طه).
أولا: كهيعص.
تدبر الآية (كهيعص) يقتضي ربطها بما قبلها لنعلم مناسبتها مع ما ختمت بها سورة الكهف، ولتتبين لنا الحكمة في وضع الآيات في موضعها الذي ينبغي أن توضع فيه.
ماذا قال الله في ختام سورة الكهف؟
قال سبحانه وتعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110).
هذا ما ختم الله به سورة الكهف، فما هو مدلول الآيات 107، 108، 109، 110 من سورة الكهف؟
الآيتان 107، 108: كلام خبري، والآيتان 109، 110: كلام إنشائي طلبي يحث على الصلاح، فقبل الحث على فعل شيء وجب الإخبار أولا عن مزايا ومحاسن هذا الشيء.
مثلا: قبل أن ينصح الأب ابنه بوجوب مذاكرته لدروسه ليكون من الناجحين فإنه يذكر له أولا مزايا ومحاسن النجاح كأن يقول له: يا بني إن الناجحين هم الذين يكون لهم مستقبلا زاهرا ...
فإذا كان لهذا الأب أبناءا كبارا نجحوا في حياتهم فإنه من الحكمة أن يذكر ابنه الصغير بما آل إليه إخوته من نجاح في حياتهم لتشجيعه وطمأنته وذلك بفضل مساندة أبيهم وتوفيره لهم كل أسباب النجاح ...
كذلك الحال هنا، فبعد ذكر محاسن الصلاح (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) وحثه على الصلاح (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) فإنه من الحكمة أن يذكر نماذج من الصالحين الذين كانت لهم جنات الفردوس نزلا مع ذكر فضل الله عليهم (رحمته)، ورحمة تخلد صاحبها في جنات الفردوس لا تعتبر مجرد (رحمة) بل هي (رحمت) عظمى يجب أن تتميز رسما (بتاء مفتوحة)، والرحمة العظمي هي الأجدر بالذكر.
إذن فالرحمة العظمى التي تستحق الذكر هي الصلاح، والصلاح مبني على العلم (علم الصلاح من الفساد فاختار الصلاح)، والعلم لم يأت به من عند نفسه وإنما هو هدى من الله، و كيف كان هذا الهدى؟ هل هو إلهام من الله أم هو كتاب أنزله الله؟، إنه كتاب أنزله الله.
إذن فالصلاح لا يكون إلا عن علم، والعلم ليس ذاتيا وإنما هو هدى من الله، والهدى كتاب من عندالله.
إذن فالفضل في صلاح الإنسان يعود إلى كتاب الله، فالكتاب هو الأجدر بالذكر أولا فهو الذكر نفسه (حكمة ومنطقا)، أما حكمة فإن الله قال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وأما المنطق فإن خير وسيلة لتذكر أي شيء هي كتابته.
إذن فإن كانت رحمة تستحق الذكر والامتنان بها على الصالحين فينبغي أن تكون هي: الكتاب، ومضمونه (الهدى)، والنتيجة المستفادة منه (العلم والصلاح).
وترتيب هذه الرحمات ينبغي أن يكون كالآتي: 1) الكتاب، 2) الهدى، 3) العلم، 4) الصلاح.
هذا ما توصلنا إليه بتدبرنا للآيات التي ختمت بها سورة الكهف، فهل تلتها سورة أتى الله فيها بنماذج من الصالحين وذكر رحمته عليهم التي هي: الكتاب والهدى والعلم والصلاح؟
نعم، فالسورة التي تلت سورة الكهف هي سورة مريم، وهي سورة ذكر الله فيها أمثلة من عباده الصالحين وفضله عليهم، وهؤلاء الصالحون هم: زكريا ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس عليهم السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
السورة ابتدأت بعد بسم الله الرحمن الرحيم بحروف هي: كهيعص، والآية التي بعدها بينت أن هذه الحروف السابقة هي: ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا.
نلاحظ أن كهيعص ليست مجرد رحمة وإنما هي رحمة عظمى يتجلى ذلك في تميز رسمها (بتاء مفتوحة).
وقلنا إن الرحمة الجديرة بالذكر هي (الكتاب) ومضمونه (الهدى) والمنفعة المستفادة منه (العلم والصلاح)، فهل حرف الكاف من كهيعص هو اختزال ل (الكتاب)؟، وهل الهاء تعني (الهدى) والعين تعني (العلم) والصاد يعني (الصلاح)؟.
إذا كان استنتاجنا صائبا يوافق الحكمة فلا بد أن نجد له ما يؤيده في الكتاب في سورة مريم، إذ ينبغي أن تكون الرحمة الممتن بها على أحد من الأنبياء المذكورين هي نفسها الممتن بهاعلى كل واحد منهم.
بالرجوع إلى سورة مريم وجدنا أن كل الأنبياء الذي ذكرهم الله ارتبط ذكرهم بذكر الكتاب: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ إِبْرَاهِيمَ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ مُوسَى، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ إِسْمَاعِيلَ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إدريس. إذن فمحور السورة يدور حول الكتاب كرحمة عظمى تعتبر مفتاحا لباب الرحمات.
وإذا أخذنا مثلا يحيى عليه السلام فإننا نجد أن أول خطاب من الله ليحيى هو: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا). لو كانت رحمة أعظم من الكتاب لكانت أولى بالذكر قبل ذكر الكتاب.
والمسيح عليه السلام أول ما تكلم في المهد قال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا). لو كانت رحمة أعظم من الكتاب لكانت أولى بالذكر قبل ذكر الكتاب.
هذا ذكر رحمت الله عبده يحيى:
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ = 1) الكتاب.
وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا = 2) ,3) الهدى والعلم (فالحكم بالحق يتطلب الهدى والعلم.
وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا = 4) الصلاح.
وهذا ذكر رحمت الله عبده عيسى:
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ: (1) الكتاب.
وَجَعَلَنِي نَبِيًّا: من لوازم النبوة = الهدى والعلم.
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا: الصلاح.
وبناء على هذه الأدلة ومما سبق ذكره من تدبر بالحكمة فإن نفس الرحمة التي امتن الله بها على الأنبياء هي نفسها التي امتن بها على زكريا، فالكاف من كهيعص هو: الكتاب، والهاء: الهدى، والعين = العلم، والصاد= الصلاح.
أما الياء من كهيعص فإننا لن نستطيع أن نتوصل إلى معرفتها بالتدبر لذلك أتى الله على ذكر ما يفسر الياء = (يحيى) ولم يذكر متعلقات الكاف والهاء والعين والصاد باعتبار أننا يمكننا إدراك معناها بالتدبر بالحكمة وبالكتاب.
يحيى عليه السلام يعتبر رحمة الله لعبده زكريا، فهو رحمة متميزة تستحق الذكر، فليس كل شيخ هرم وعجوز عاقر يلدان إلا من شاء الله لهما ذلك.
إذن فيحى يعتبر رحمة تستحق الذكر والامتنان بها على زكريا، والرحمة هي كل نعمة تنفع الإنسان، ولقد استحق يحيى أن يكون ترتيبه الثالث من بين الرحمات فجاء ذكره بين الكتاب والهدى وبين العلم والصلاح لأنه هو أيضا آتاه الله الكتاب والهدى والعلم والصلاح، ولأنه صالح مع أبيه وصالح مع الله.
وإذا أردت أن أضيف ملحوظة أخرى بخصوص سورة مريم فإننا نجد أن الله ترك لنا آية نستدل بها على أن الرحمة الأولى بالذكر هي الكتاب وذلك بتساوي كلمة (ذكر، أذكر، يذكر) مجموعها = 7 مرات في سورة مريم.
وكلمة (الكتاب) مجموعها = 7 مرات في سورة مريم.
وتكرر اسم (الرحمن) 16 مرة في سورة مريم، فالذي يتصف بكل الرحمات هو الرحمن، والذي يتصف برحمة واحدة يوصف بأنه رحيم.
وحيث أن الكتاب هو الرحمة العظمى ومفتاح كل الرحمات فإن الإسم المناسب الجدير بالذكر هو اسم الرحمان، والله تعالى إذا امتن بالقرآن كرحمة عظيمة فإنه يقول: الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ)،
ويقول: طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
السورة سميت باسم (مريم) لأنها المرأة الوحيدة التي ذكرت ضمن مجموعة من الأبرار الصالحين، فهي أحق أن تسمى السورة باسمها.
وحيث أن سورة مريم تطرقت للكتاب كأعظم رحمة فإن مطلع السورة التي تليها يجب أن يتكلم عن القرآن الكتاب المهيمن، فهو رحمة عظمى يهدي إلى الصلاح.
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
ابتدأت السورة بحرفين هما: طه. فما هو مدلول طه؟
هل يمكننا فهم مدلول طه استنادا إلى الحكمة؟ وهل نجد في القرآن ما يصدق استنتاجنا؟
استنادا إلى ما سبق ذكره عن خواتيم سورة الكهف وسورة مريم يمكننا الخروج بنتيجة نفهم من خلالها الفاتحة (طه).
قلنا إن الله حث المؤمنين على الصلاح لتكون لهم جنات الفردوس نزلا،
وأتى بنماذج من الصالحين فذكر رحمته عليهم؟
ما الحكمة من ذكر الصالحين وذكر رحمة الله عليهم؟
الجواب: لطمأنة المعنيين بالأمر (المؤمنين). فالطمأنينة هي آية الهدى، فهي الاستقرار النفسي الناتج عن الاقتناع، فالشاك لا يقال عنه مطمئن، والمرتبك والخائف لا يقال عنهما مطمئنان.
إذن فالمطمئن هو الذي على بينة من أمره، أي هو الذي على هدى.
مثلا: إذا نصحت صديقي بمزاولة تجارة ما ليحقق من وراءها ربحا فإن صديقي هذا قد يكون خائفا من المجازفة في هذه التجارة خشية من الخسارة، إذن فما دام خائفا فهو ليس مطمئنا، فإذا ذكرت أمثلة من الناس الذي تاجروا ونجحوا وقلت له: إن كل من تاجر في هذه البضاعة حقق أرباحا، فلان صار غنيا وفلان صار مليونيرا ...
فبعد سماعه للأمثلة التي ذكرت اطمأن قلبه لأنه اهتدى (أصبح على بينة من الأمر) أني له ناصح أمين.
كذلك القرآن يحث على الصلاح ويأتي بالبراهين المبينة التي يهتدي بها المؤمنون وتطمئن لها قلوبهم.
وحيث أن سورة طه جاءت بعد سورة ذكر فيها الله نماذج من الصالحين لطمأنة المؤمنين المأمورين بالإيمان بالله وعمل الصالحات فإن أنسب موضع لوصف انطباع المؤمنين بالطمأنينة والهدى هو مطلع السورة التي تلي سورة مريم، وعبر عنها بحرفين تاركا للعقول تدبرها.
إذن ما توصلنا هو أن: طه = الطمأنينة والهدى.
هل نجد ما يصدقه في الكتاب؟
قال تعالى: طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى.
الطاء تفسرها الآية الثالثة.
الهاء تفسرها الآية الثانية.
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، بل لتهتدي، فمن اتبع الهدى لا يضل ولا يشقى.
إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى: الطمأنينة هي التي تزيل الشك والحيرة والخوف والخشية من اتخاذ القرار.
ملاحظة: كنت أودأن ألون بعض الكلمات في النص إلا أنني لم أدر كيف أفعل ذلك.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 11:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 11:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 03:48 ص]ـ
المطلوب معنى
كهيعص و طه
ومعلوم أنها من الحروف المقطعة
فكاف تعني الكينونة والثبات
أرجو لكل من يستطيع الإكمال
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 08:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام: أبو ذكرى ومحمد ماهر وصالح بن سعد بن حسن المطوي.
أسعدكم الله، تشرفت بحضوركم، بارك الله فيكم ووفقكم.
أخي صالح بن سعد، ما هو البرهان الذي اهتديت به أن الكاف من كهيعص يعني الكينونة والثبات؟
أما أنا فالقاعدة التي بنيت عليها تدبري الآية كهيعص والآية طه هي:
{النصيحة والحث على تنفيذ الأمر + الاسشهاد بأمثلة تتعلق بالأمر المنصوح به = الطمأنينة والهدى (طمأنة المعني بالنصيحة)}.
هذه هي القاعدة الحكيمة التي يطبقها كل ذي موعظة أو نصيحة.
كذلك نراها مطبقة هنا في القرآن:
أما النصيحة والحث على تنفيذ الأمر فهي ما ختمت به سورة الكهف.
وأما الاسشهاد بأمثلة تتعلق بالأمر المنصوح به فهو ما جاءت به سورة مريم.
وأما الغرض الذي تحقق فهو الطمأنينة والهدى (طمأنة المعني بالنصيحة) الذي عبرت عنه سورة طه حتى أن السورة سميت ب (طه).
وإذا كنت قد استنتجت أن الرحمة التي تستحق الامتنان بها على الصالحين هي الصلاح نفسه فذلك حق، فلولا فضل الله ورحمته ما صار الصالح صالحا، والصلاح أساسه العلم، والعلم هدى من الله، ومرجع ذلك كله هو كتاب الله.
وإذا كان أرقى ما توصل إليه الإنسان لصيانة صنعته والمحافظة على صلاحهاهي طبع (كتاب) الكاتالوج الذي فيه إرشادات (هدى) (نتعلم) منها كيفية صيانةاالآلة والمحافظة على (صلاحها) فإن ذلك هو المثل الأعلى عند الإنسان، ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 10:24 ص]ـ
أخي الكريم حسن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل يمكن ان تطبق هذا الأمر على بقية الحرف المقطعة في اوائل السور .. ولك جزيل الشكر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 01:19 ص]ـ
الأخ الحسن الهاشمي المختار - حفظه الله ..
جزاكم الله خيراً على ما تثرون به الفصيح من موضوعات ..
وفي انتظار المزيد ممّا منّ الله به عليكم ..
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[25 - 10 - 2006, 07:48 ص]ـ
الإخوة الكرام: أبو ذكرى، محمد ماهر، صالح بن سعد بن حسن المطوي، لؤي الطيبي، وكل القراء الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله.
كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك سعيد.
بخصوص سؤال أخي محمد ماهر فإني أقول:
كهيعص وطه هما أول ما تبين لي من تفسير للفواتح التي تبتدئ بحروف، فكما أنني لم أكن أعلم تأويل كثير من الآيات ثم تبين لي تأويلها في ما بعد، كذلك الحال في فواتح السور.
وأي تفسير جديد يتبين لي فإني سأكتبه هنا وفي ملتقى أهل التفسير.
ودمتم بخير.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 10 - 2006, 05:38 م]ـ
بارك الله فيك، ونفع بعلمك ..(/)
لغز نفيس في التجنيس
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 03:58 ص]ـ
السلام عليكم
التجنيس فنّ من أنواع علم البديع، وإنّما سُمّي جناساً لأنّ التجنيس الكامل أنْ تكون اللفظة تصلح لمعنيين مختلفين .. وهو ينقسم قسمين: التامّ، والناقص. ومن أضرب الناقص ما يُطلِق عليه علماء البيان اسم تجنيس الإشارة، وهو أنْ يُذكر أحد المتجانسين في الكلام ولكن لا يُشار إليه بما يدلّ عليه.
ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر:
حُلِقَتْ لِحْيَةُ مُوسَى باسْمِه ... وَبِهَرُونَ إذا مَا قُلِبَا
تُرى ما الذي أشار إليه الشاعر في قوله: (وَبِهَرُونَ إذا مَا قُلِبَا)؟!
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 05:11 م]ـ
نورهـ .. وهي مادة معروفة عند القدامى تتسبب في تساقط الشعر عندما تأتي عليه وتعرف بالنورة
هذا ماأعرفه أخي لؤي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 09:41 م]ـ
أحسنتَ بارك الله فيك ..(/)
لمحة قرآنية
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 03:02 ص]ـ
:::
السلام عليكم
لمحة قرآنية:
لو أمعنا النظر في القرآن الكريم نجد أنًَّ القرآن الكريم يراعي عند الكلام تعبيرات يقصد منها مراعاة الأدب العالي. فتجد أنه في باب النداء أتى بالنداء من الله تعالى للعباد، ومن العباد لله تعالى، إما حكاية وإما تعليما. فحين أتى بالنداء من قبل الله للعباد جاء بحرف النداء المقتضي للبعد ثابتاً غير محذوف ليشعر العبد ببعده كقوله تعالى (يا عبادي الذين آمنوا أن ارضي واسعة) (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) (يا أيها الناس) (يا أيها الذين آمنوا). هذا بالنسبة لنداء الله للعباد. أما بالنسبة لنداء العباد لله فقد أتى بالنداء مجرداً من الياء كقوله تعالى (ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطانا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان) (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) (قال عيسى بن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء). فهذه كلها مجردة من الياء المشعرة بالبعد ليشعر العبد أن الله قريب منه ولأن الياء تفيد التنبيه فالعبد في حاجة للتنبية عند النداء، والله تعالى ليس كذلك.
وأيضا فان مراعاته التعبيرات التي يقصد منها مراعاة الأدب العالي قد سار فيها القرآن في موضوع إتيان الرجل زوجته باستخدام الكناية بدل التصريح في الأمور التي يستحى من ذكرها والتصريح بها، كما كنى عن الجماع باللباس والمباشرة قال تعالى (هن لباس لكم وانتم لباس لهن) وقال تعالى (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) وكنى عن قضاء الحاجة بقوله (وكانا يأكلان الطعام).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 03:53 ص]ـ
ماذا يمكن أنْ يُقال في حضرة هذا الأدب القرآني العالي؟ فهو بحر لا ضفاف له ..
شكراً أستاذ موسى لحضورك بيننا ..
وشكراً لهذه المعاني التي تساوقت فيها حكمة القرآن العالية ..
وكلّ الشكر لك وأنت تُعلي شأن القرآن العظيم، وتشنّف السمع ببيانه ..
ونأمل بمزيد من هذه الدرر التي تثلج الصدر وتريح الفكر في واحة تحتضن أسمى الحقائق القرآنية ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 07:28 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وأحيانا يقتضي المقام ذكر اللفظ الصريح دون كناية، كأن يكون المقام: مقام استقباح، فيكون من تمام الزجر قرع سمع الفاعل باللفظ الصريح، كما في قوله تعالى: (أحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ)، فكلمة "الرفث" صريحة فيما يحدث بين الرجل وأهله.
وإلى ذلك أشار أبو السعود، رحمه الله، بقوله:
والرفثُ كنايةٌ عن الجماع لأنه لا يكاد يخلو من رفث، وهو الإفصاحُ بما يجب أن يكنَّى عنه، وعُدِّي بإلى لتضمُّنه معنى الإفضاءِ والإنهاء، وإيثارُه ههنا لاستقباح ما ارتكبوه ولذلك سمِّي خيانةً وقرىء الرُفوث.
وللزمخشري، غفر الله له، كلام مشابه.
والأصل كما قال الأخ، موسى، حفظه الله، أن يكنى عما يستقبح ذكره، فالجماع، على سبيل المثال، يكنى عنه بـ:
بألفاظ:
المباشرة، من باشر الرجل أهله، إذا جامعها، كما في المحيط، وتطلق المباشرة، أيضا، على ما دون الجماع مما يكون من مقدماته.
والملامسة: وهي المس برفق، كما في المحيط، وفي التنزيل: (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ)، خلافا للشافعية، رحمهم الله، الذين حملوا الملامسة هنا على مجرد اللمس، فأوجبوا الوضوء من مس النساء، وأجاب شيخ الإسلام، رحمه الله، بأن "الملامسة" من "المفاعلة"، وهي لا تكون إلا من اثنين، خلاف المس الذي يكون من واحد.
والإتيان: وهو من أكثر الألفاظ ورودا في كتب السنة وشروحها، من أتى الرجل أهله إذا جامعها، كما ذكر صاحب اللسان، رحمه الله، وفي البخاري: (لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا)
و"التغشي" من: "تَغَشَّى النَّائِمُ": إذا تَغَطَّى، كما ذكر صاحب اللسان، رحمه الله، فكأن مخالطة الرجل لأهله تشبه تغطي النائم بثوبه، فكل منهما لباس لصاحبه حسا ومعنى، وفي التنزيل: (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا)
و "الملابسة": لما يكون بين الزوجين من المخالطة، كما أشار إلى ذلك أبو السعود بقوله:
وجُعل كلٌّ من الرجل والمرأة لِباساً للآخرَ لاعتناقهما واشتمال كلَ منهما على الآخر بالليل قال:
إذا ما الضجيعُ ثَنَى عِطفَها ******* تثنَّتْ فكانت عليه لِباساً
و "الدجو"، من دجا الليل الكائنات إذا: أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ، و دجا الرجل أهله إذا جامعها.
و "الإفضاء": من أفضى الرجل إلى أهله إذا خلا بها، وفي التنزيل: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَه وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إلىَ بَعْض)، أي: على أي حالٍ أو في أي حالٍ تأخُذونه والحالُ أنه قد جرى بينكم وبينهن أحوالٌ منافيةٌ له من الخَلْوة وتقرُّرِ المَهرِ وثبوتِ حقِّ خِدْمتِهن لكم وغير ذلك. اهـ، من كلام أبي السعود.
فهذه ألفاظ سبعة كني بها عن فعل الجماع استقباحا لذكره، وهي أحد أدلة القائلين بوقوع المجاز في كلام الشارع، عز وجل، وموضوع الكناية عما يستقبح ذكره في نصوص الشريعة من المواضيع الثرية التي تستحق الاهتمام، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 07:55 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومما عثرت عليه من كنايات تتعلق بالمداخلة السابقة:
"أعرس" الرجل بأهله، إذا دخل بها.
وفي حديث أبي طلحة وأم سليم رضي الله عنهما: (أعرستم الليلة)
و "الإصابة"، من أصاب الرجل من أهله، إذا جامعها، وفي الحديث السابق: (فقربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها)
و "النوال"، من نال الرجل من أهله، إذا جامعها، و "النولة": القبلة، ومنه:
فما نوَّلت حتى تضرَّعت عندها
وأَنْبَأْتها ما رخَّص اللَّه في اللَّمَم
ويقال: ما أصبت من خدّها نَوْلةً أي قُبْلَةً.
والله أعلى وأعلم.(/)
من التعبير القرآني
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 09:23 ص]ـ
:::
قال تعالى في سورة الأنعام في الآية 99: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
................
وقال أيضا في الآية 141: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
ما الحكمة انه عبَّر بالاشتباه في الأولى وفي الثانية بالتشابه؟
(هذا السؤال ورد لي واجبتُ عنه والحمد لله ارجو ان تقيموا الموضوع لو سمحتم)
ج/ قوله (مشتبها وغير متشابه) آية 99 وفي الآية الأخرى (متشابها وغير متشابه) آية 141 لأن أكثر ما جاء في القرآن من هاتين الكلمتين جاء بلفظ التشابه نحو قوله تعالى - في سورة البقرة - (وأتوا به متشابها) آية 25 (إن البقر تشابه علينا) آية 70 (تشابهت قلوبهم) آية 118 (وأخر متشابهات) آية 7 آل عمران. فجاء قوله مشتبها وغير متشابه في الآية الأولى و متشابها وغير متشابه في الآية الأخرى على تلك القاعدة ثم كان لقوله تشابه معنيان أحدهما التبس والثاني تساوى وما في البقرة معناه التبس فحسب فبين بقوله متشابها ومعناه ملتبسا لأن ما بعده من باب التساوي والله أعلم جـ1/ 73: أسرار التكرار في القرآن المؤلف: محمود بن حمزة بن نصر الكرماني -
الناشر: دار الاعتصام – القاهرة- الطبعة الثانية، 1396
تح: عبد القادر احمد عطا
(جنات من أعناب أي مع النخل مشتبها وغير متشابه يقال اشتبه الشيئان وتشابها نحو استويا وتساويا والافتعال والتفاعل يشتركان كثيرا أو تقديره والزيتون متشابها وغير متشابه والرمان كذلك يعنى بعضه متشابه وبعضه غير متشابه في القدر واللون والطعم) تفسير النسفي 1/ 337
و قوله تعالى (مشتبها) لأنَّ الآية تتحدث عن الماء الذي قال عنه الله جلَّ جلاله {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} الأنبياء أية 30.
(فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) ثم بدأ بالعام وهو (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا) ثم بدأ نحو الخاص (نُّخْرِجُ مِنْهُ) الأصناف الآتية - لاحظ التخصيص تدريجي – (حَبًّا مُّتَرَاكِبًا) بدا بالحب ِّ – من الأصغر نحو الأكبر-
(وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ) كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} الأنعام آية 95 من الأصغر نحو الأكبر (الْحَبِّ) ثم (وَالنَّوَى) ثم عدد الأصناف (وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ َالرُّمَّانَ) (مُشْتَبِهًا) للمفسرين آراء في ذلك يمكن الرجوع إليها أهمها (الزيتون والرمان الذي يتشابه في ورقه ويختلف في ثمره شكلا وطعمًا وطبعًا) -من التفسير الميسر- (وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (انظروا أيها الناس إلى ثمر هذا النبات إذا أثمر, وإلى نضجه وبلوغه حين يبلغ. إن في ذلكم - أيها الناس - لدلالات على كمال قدرة خالق هذه الأشياء وحكمته ورحمته لقوم يصدقون به تعالى ويعملون بشرعه.) من التفسير الميسر
فالملاحظ أن الآية الكريمة شاملة لكل أنواع النبات حب متراكب والنخل
و جنات من أعناب على كثرة أنواع الأعناب والزيتون وكثرة أنواعه والرمان وأنواعه (انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
أراد الله التفكر منا لعظمة خلقه جل جلاله. والله اعلم
أما في الآية الثانية 141 فالآية تتحدث عن الجنات فأصناف النبات في هذه الآية اقل من أصناف النبات في الآية الأولى والآية الثانية اخص فبدأ بالعام في الآية الأولى ثم انتهى إلى الخاص في الآية الثانية. إنما بدا بالعام باعتباره آية من آيات الله حيث عقّب بقوله تعالى (لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) أما الآية الثانية فالخطاب للخصوص (المسلمين دون غيرهم لأنه طالبهم بالزكاة (وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) ونهاهم عن الإسراف في الصدقة وهو كقوله تعالى {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ* وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً* وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً *} الإسراء26 - 27 - 28 - 29
ولا احد ينكر أن هذا خاص بالمسلمين دون غيرهم من الأديان. والله اعلم واجلّ
اخوكم
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 11:07 م]ـ
الأستاذ الفاضل قصي الدليمي - حفظه الله ..
شكر الله لك هذه الإضاءات القيّمة ..
ولعلّ من عجيب التعبير الذي أشرتَ إليه بارك الله فيك أنْ يكون النصّ الكريم في آيات الأنعام (95 - 99) قد قام كلّه على التغاير (التنوّع) في مادّته ==> مرة متشابه وأخرى مشتبه!
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ فَالِق الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
ففي أوله قال: (يخرج)، وبعدها قال: (مخرج)، فالأولى فعل والثانية اسم فاعل. ثمّ حصل العكس حيث قال: (فالق) وبعدها قال: (وجعل). فالأولى اسم فاعل والثانية فعل ماض. ثمّ قال: (فأخرجنا) وبعدها قال: (نخرج)، فالأولى فعل ماض والثانية فعل مضارع. ثمّ قال بعدها: (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه). ولولا التنوّع لكان التعبير: (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إذا أينع)، أي بزيادة (إذا أينع) لتناظر (إذا أثمر). ممّا يدلّ على أنّ هذا التنوّع كان مقصوداً، ليوقظ الحسّ بنوع من الجمال الذي لا يقوم على التماثل. فالصورة هنا كانت مرة متشابهاً وأخرى مشتبهاً.
في حين أنّ الصورة في الآيات الأخرى من سورة الأنعام كانت مكرّرة دون أن يتغير فيها شيء (متشابه).
قال تعالى: (وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ * وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ * قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ * وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام: 138 - 141].
فمن الواضح أنّ الصورة في هذا النصّ الكريم إنّما قامت على التماثل وليس على التنوّع. ومن ذلك أنّ كلمة (الأنعام) تكرّرت فيه أربع مرات مع أوصاف مختلفة، ولم يقل: النعم، مثلاً. وكُرّرت كلمة (معروشات) مرتين، مرة موجبة ومرة سالبة، أي: (معروشات وغير معروشات)، ولم يقل مرة معروشات ومرة معروشة - مثلاً - مع جواز ذلك من حيث الصحّة اللغوية.
وهكذا نجد أنّ النصّ الكريم قد تجاوب مع صورتين من التنوّع في صيغتي مادة (شبه)، فيهما ألوان من الإعجاز في التعبير.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 04:52 ص]ـ
بوركت يا سيد لؤي
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 11:06 ص]ـ
:::
ويضيف الاستاذ الدكتور العلاّمة فاضل صالح السامرائي: r - حتى لا يتعرض احد -اريد الدعاء اي: اللهم ارض عنه. ما نصه " -ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى في سورة الأنعام (مشتبهاً وغير متشابه) وقوله تعالى (متشابهاً وغير متشابه)؟
قوله تعالى (مشتبهاً وليس متشابه) تفيد لفت النظر إلى قدرة الله تعالى وهذا يفيد اللبس والإلتباس، أما في قوله تعالى (متشابهاً وغير متشابه) فهذا للتشابه وقد وردت الآيات في الإبل عامة ولا داعي للفت النظر إلى القدرة الإلهية هنا. فنفي التشابه ينفي الإشتباه من باب أولى، والتشابه قد يكون في جزئية معينة والإشتباه هو الإلتباس لشدة التشابه" عن برنامج لمسات بيانية
وصلى الله وبارك
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 11:14 ص]ـ
وحياكم الله(/)
أيهما أجمل
ـ[محمد الصالح]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 01:27 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله: عرضنا موضوعا للمناقشة حول إعراب بعض الكلمات في بيت من الشعر في قصيدة من منهج الصف الأول الإعدادي المصري عنوانه: دعاء الشرق
وهو
أيها السائل عن راياتنا ... لم تزل خفاقة في الشهب
تشعل الماضي وتسقي ناره ... عزة الشرق وبأس العرب
وموضع الخلاف هو
أيهما أجمل؟
تسقي نارُه عزةَ الشرق وبأسَ العرب
أم
تسقي نارَه عزةُ الشرق وبأسُ العرب
فهل من باحث في الجماليات والنحو معا؟؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 01:42 م]ـ
كلاهما حسن
وعرضك القصيدة كاملة قد يرجح أحدهما من حيث المعنى.
وإن كنت أمْيل إلى تسقي نارَه عزةُ الشرق وبأسُ العرب
ـ[محمد الصالح]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 11:01 ص]ـ
أخي لا حاجة لباقي القصيدة
فالبيتان الذان نحتاجهما هما ما عرضت
وأرجو من كل مشارك عرض دليله على ما يقول
بالشرح والتحليل(/)
ما رأي الأساتذة حول نهج البلاغة
ـ[اميد]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 04:42 م]ـ
:::
انا ابحث عن اراء حول کتاب نهج البلاغة لمعرفته. هل من اصدقائنا يعرف شيئا من هذاالکتاب.;)
ـ[الاورفلي]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 03:00 ص]ـ
عليك بموفع الوراق ففيه موضوع نقاش حول نهج البلاغة
والرابط هو http://www.alwaraq.net/
وبالمناسبة هذا الموقع رائع جدا لايقل روعة عن موقعنا الفصيح
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 03:03 ص]ـ
ينسب وضع نهج البلاغة إلى الإمام علي بن أبي طالب رحمة الله عليه. ويظن أنه من تأليف الشريف الرضي لأن فيه ألفاظا ما كانت تعرف أيام الإمام علي بن أبي طالب رحمة الله عليه. وللعلماء فيه أقوال كثيرة.
ـ[الاورفلي]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 02:59 ص]ـ
عزيزي .. عبدالرحمن السليمان
كتاب نهج البلاغة لم يضعه علي بن ابي طالب ولكن الشريف الرضي فام بجمع خطبه المتناثرة هنا وهناك بكتاب واحد اسماه نهج البلاغة ......
اما بالنسبة لمصداقية الكتاب فادعوك لتقرأ ماجاء على هذا الرابط ..
http://www.rafed.net/books/turathona/34/03-1.html
واذا شئت وتفضلت بقراءة الموضوع ادناه {انقله بالنص دون تصرف} ولك التقدير كله ............
كلام في سند نهج البلاغة
الشّبهة؛ مجالاتها وبواعثها:
إنّ نهج البلاغة «فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق»، بَيْد أنّ البعض في مريةٍ من صدوره عن أمير المؤمنين عليه السّلام. وهذه الشّبهة المثارة حول هذا الكتاب الجليل كانت في عصر ابن أبي الحديد حين بدأ شرحه له، إذ دسّها عليه «جماعة من أهل الأهواء». يقول ابن أبي الحديد في هذا المجال: (كثير من أرباب الهوى يقولون: إنّ كثيراً من نهج البلاغة كلام مُحدَث صنعه قوم من فصحاء الشّيعة! وربما عَزَوا بعضه إلى الرّضيّ أبي الحسن أو غيره! وهؤلاء أعمت العصبيّة أعينهم فضلّوا عن النهج الواضح، وركبوا بُنيّات الطّريق ضلالاً وقلّة معرفة بأساليب الكلام) (1).
وتبعاً لزيغ هؤلاء الضُلاّل، أُثيرت هذه الدّسيسة أيضاً في العصور اللاحقة، فقد طرحها من المستشرقين: «مسيو ديمومين» و «كارل بروكلمان»، ومن كتّاب العرب: «جرجي زيدان». وساقوا على زعمهم أدلّة باطلة، منها:
1 ـ في نهج البلاغة تعريض بالصّحابة، وهذا لا ينسجم مع شأن الإمام عليه السّلام وخلقه.
2 ـ وردت فيه كلمة «الوصيّ» و «الوصاية»، في حين أنّ هذين المصطلَحين لم يكونا معروفَين عند النّاس يومذاك.
3 ـ طول بعض الخطب أو بعض الكتب، وهو ما لم يتناسب مع الأُسلوب المتعارف آنئذٍ.
4 ـ وجود السَّجْع وغيره من المحسّنات اللفظيّة، الّتي دخلت إلى الأدب العربيّ في العصور المتأخرّة.
5 ـ الوصف الدّقيق لبعض الحيوانات، كوصف: الخفَاش، والطّاووس، والنّملة، وهو يُشابه غالباً ما جاء في ترجمة الكتب اليونانيّة والفارسيّة.
6 ـ تقسيم المعاني والمسائل وتقطيعها، وهو أمر لم يُؤلَف يومئذٍ، وقد أصبح متداولاً بتأثير الترجمة.
7 ـ وجود عبارات يُشَمُّ منها زعم العلم بالغيب، في حين أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لم يكن بالإنسان الّذي يزعم ذلك.
8 ـ وجود كلمات كثيرة في باب الزّهد وذكر الموت، وهو ما يمكن أن يدلّ على التقاء المسلمين بالنّصارى وتأثّرهم بأفكارهم من جهة، ويمثّل تأثّراً بأفكار الصّوفيّة من جهة أُخرى. وهذان كلاهما من الظّواهر المرتبطة بعصر ما بعد الإمام عليه السّلام.
9 ـ إسناد بعض الجمل والعبارات الواردة فيه إلى أشخاص آخرين في بعض الكتب والمصادر القديمة.
10 ـ عدم الاستشهاد بنصوصه الأدبيّة في عدد ملحوظ من كتب اللغة والأدب. من هنا، لعلّ فقدان سند الحديث في نصوصه هو الّذي حدا البعض ـ في أوّل نظرةٍ له ـ ألاّ يخالَ هذا الوهم بعيداً عن الحقيقة فيتورّط في فخّ هذا الخطأ.
ومن الممهّدات الأُخرى لهذه الشّبهة هي أنّ الشّريف الرّضيّ كان شيعيّاً ذا مودّةٍ لآل البيت عليهم السّلام، وكان أديباً مقتدراً وشاعراً مُفلّقاً في آنٍ واحد.
فقد قال الدكتور شفيع السّيّد ـ وهو أحد الممترين في سند النهج: (انتماء الشّريف الرّضيّ إلى البيت العلويّ يسّر الشّكّ في صحّة قوله واحتمال تعصّبه وانحيازه إلى عليّ ... وقال بعض من كتب حوله: كان شاعراً ذَلَّ له قياد الطّبع، وكان له لسان طلق لبق، ومع قدرته في الشّعر كان بليغاً مقتدراً في النثر أيضاً) (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا في الوقت الّذي يستبين فيه وهن هذا الوهم وضعفه بأدنى تأمّل، وتنجلي الحقيقة القائلة بأنّ النّهج الّذي هو «فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق» قد صدر عن مولى المتّقين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.
وقبل الإجابة على هذه الشّبهات، يمكننا بنظرةٍ عامّة أن نوجز الأدلّة على صحّة هذا الكتاب العزيز بما يأتي:
الف ـ سبك الكلام وأُسلوبه:
فكلّ من ذاق حلاوة الأدب العربيّ وخَبَره يسيراً أدرك بعد التأمّل في «نهج البلاغة» أنّ ألفاظه لم تصدر عن شاعر أو خطيب عادي، ولم تتيسّر إلاّ لأمير خطباء العرب وفصحائهم. وهو الّذي قال فيه ابن أبي الحديد: (عليّ إمام الفصحاء، وسيّد البلغاء؛ وفي كلامه قيل: دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين. ومنه تعلّم النّاس الخطابة والكتابة). وإذا شارف الأدباء والخطباء برمّتهم هذا الكتاب نطقوا بالثناء عليه من جهة، واعترفوا بعجزهم عن وصفه وبلوغ شأوه وعمقه من جهة أُخرى، وأكبروه فعدّوه منهل البلاغة والخطابة وأماطوا اللثام عنه من جهة ثالثة، حتّى إنّهم رأوا في كلّ نظرة متجدّدة إليه قبسات بديعة، وأصابوا منه رشفات مُريعة (3).
قال عبدالحميد بن يحيى الكاتب: (حفظتُ سبعين خطبة من خطب الأصلع، ففاضت ثمّ فاضت). وقال ابن نُباتة: (حفظتُ من الخطابة كنزاً لا يزيده الإنفاق إلاّ سعةً وكثرةً. حفظتُ مائة فصلٍ من مواعظ عليّ بن أبي طالب). ونقل ابن أبي الحديد في موضع من شرحه عن ابن الخشّاب حين قيل له: (إنّ كثيراً من النّاس يقولون إنّها [الخطبة الشقشقيّة] من كلام الرّضيّ رحمه الله تعالى. فقال: أنى للرّضيّ ولغير الرّضيّ هذا النَّفَس وهذا الأُسلوب؟! قد وقفنا على رسائل الرّضيّ، وعرفنا طريقته وفنّه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خَلٍّ ولا خَمْر) (4).
ب. الانسجام والتماسك الباطنيّ:
إن الانسجام والتماسك الباطنيّ في مجموعةٍ ما منس أهمّ الأدلّة على أصالتها وعلوّ شأنها. وفنلحظ في القرآن الكريم أنّه عندما أشار إلى شبهة الكافرين في صدور القرآن عن النّبي صلّى الله عليه وآله أجاب: «ولو كانَ مِن عندِ غيرِ الله لَوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» (النساء: 82).
وهذا الّدليل من أهمّ الأدلّة الّتي تَعرَّض لها ابن أبي الحديد، فقال: (لا يخلو إمّا أن يكون كلّ نهج البلاغة مصنوعاً منحولاً، أو بعضه.
والأوّل باطل بالضرورة؛ لأنّا نعلم بالتواتر صحّة إسناد بعضه إلى أمير المؤمنين عليه السّلام؛ وقد نقل المحدّثون ـ كلّهم أوجُلّهم ـ والمؤرّخون كثيراً منه، وليسوا من الشّيعة ليُنسبوا إلى غرض في ذلك.
والثّاني يدلّ على ما قلناه؛ لأنّ من قد أنس بالكلام والخطابة، وشدا طَرَفاً من علم البيان، وصار له ذوق في هذا الباب، لابدّ أن يفرّق بين الكلام الركيك والفصيح، وبين الفصيح والأفصح، وبين الأصيل والمولَّد. وإذا وقف على كرّاس واحد يتضمّن كلاماً لجماعة من الخطباء أو لاثنين منهم فقط، فلابدّ أن يفرّق بين الكلامين، ويميّز بين الطّريقتين؛ ألا ترى أنّا مع معرفتنا بالشّعر ونقده، لو تصفّحنا ديوان أبي تمام فوجدناه قد كتب في أثنائه قصائد أو قصيدة واحدة لغيره لعرفنا بالذّوق مباينتها لشعر أبي تمام نفسه، وطريقته ومذهبه في القريض؟ ألا ترى أنّ العلماء بهذا الشّأن حذفوا من شعره قصائد كثيرة منحولة إليه لمباينتها لمذهبه في الشّعر؟ وكذلك حذفوا من شعر أبي نؤاس كثيراً لما ظهر لهم أنّه ليس من ألفاظه ولا من شعره؛ وكذلك غيرهما من الشّعراء، ولم يعتمدوا في ذلك إلاّ على الذّوق خاصّة.
وأنت إذا تأمّلت نهج البلاغة وجدته كلّه ماءً واحداً، ونَفَساً واحداً، وأسلوباً واحداً، كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهيّة؛ وكالقرآن العزيز: أوّله كوسطه، وأوسطه كآخره، وكلّ سورة منه، وكلّ آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفنّ والطّريق والنَّظْمس لباقي الآيات والسّور.
ولو كان بعض نهج البلاغة منحولاً، وبعضه صحيحاً لم يكن ذلك كذلك؛ فقد ظهر لك بالبرهان الواضح ضلال من زعم أنّ هذا الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنين عليه السّلام.
واعلم أنّ قائل هذا القول يَطرُق على نفسه ما لا قِبَل له به، لأنّا متى فتحنا هذا الباب،
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلّطنا الشّكوك على أنفسنا في هذ النحو، لم نثق بصحّة كلامٍ منقول عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أبداً، وساغ لطاعن أن يطعن ويقول: هذا الخبر منحول، وهذا الكلام مصنوع ... وكلّ أمر جعله هذا الطّاعن مستنَداً له فيما يرويه عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة الراشدين والصحابة والتابعين والشعراء والمترسّلين والخطباء؛ فلناصري أمير المؤمنين عليه السّلام أن يستندوا إلى مثله فيما يروونه عنه من نهج البلاغة وغيره؛ وهذا واضح) (5).
ج ـ انسجام المضمون مع سائر الأحاديث:
إنّ كثيراً ممّا جاء في نهج البلاغة في: الميادين الكلاميّة، والأخلاقيّة، والاجتماعية .. وغيرها ينسجم مع ما أُثِر عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السّلام في هذا المجال. وهذا الانسجام واضح ملموس، وهو دليل آخر على أنّ الوارد فيه يفيض ممّا تفيض منه كلمات المعصومين عليهم السّلام، فنبعهما واحد. ولعلّ في المقطع الأخير من كلام ابن أبي الحديد المذكور إشارةً إلى هذا الدليل.
د ـ الرّصيد التّاريخيّ للرّوايات المذكورة في نهج البلاغة:
المأثور في «نهج البلاغة» ملحوظ أيضاً في المصادر الشّيعيّة والسّنيّة المتقدّمة عليه أو المتأخّرة عنه. وما محاولة الشّريف الرّضيّ في جمع كلمات الإمام عليه السّلام إلاّ نموذج واحد من محاولات عزم عليها مشهورون قبله.
قال محمّد أبو الفضل إبراهيم في مقدّمته على شرح ابن أبي الحديد: ( ... فقد حاول كثير من العلماء والأدباء على مرّ العصور أن يُفردوا لكلامه كتباً خاصّة ودواوين مستقلّة، بقي بعضها وذهب الكثير منها على الأيّام؛ منهم: نصر بن مزاحم صاحب «صِفّين»، وأبو المنذر هشام بن محمّد السّائب الكلبيّ، وأبو مِخْنَف لوط بن يحيى الأزديّ، ومحمّد بن عمر الواقديّ، وأبو الحسن عليّ بن محمّد المدائنيّ، وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وأبو الحسن عليّ بن الحسين المسعوديّ، وأبو عبدالله محمّد بن سلامة القُضاعيّ، وعبدالواحد بن محمّد بن عبدالواحد التّميميّ، ورشيد الدّين محمّد بن محمّد المعروف بالوَطْواط، وعزّ الدّين عبدالحميد بن أبي الحديد، وغيرهم كثيرون) (6).
ونقل ابن أبي الحديد في موضع من شرحه في ذيل الخطبة الشقشقيّة (الخطبة الثّالثة) عن ابن الخشّاب أنّه قال: (والله، لقد وقفتُ على هذه الخطبة في كتب صُنِّفت قبل أن يُخلَق الرّضيّ بمائتي سنة. ولقد وجدتُها مسطورة بخطوطٍ أعرفها، وأعرف خطوط مَنْ هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يُخلَق النقيب أبو أحمد والد الرّضيّ).
ويضيف ابن أبي الحديد قائلاً: (وقد وجدتُ أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البَلْخيّ إمام البغداديّين من المعتزلة ... قبل أن يُخلَق الرّضيّ بمدّة طويلة، ووجدتُ أيضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر بن قبّة أحد متكلّمي الإماميّة، وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب «الإنصاف» ... ومات [ابن قبّة] في ذلك العصر قبل أن يكون الرّضيّ رحمه الله تعالى موجوداً) (7).
واستنبط محمّد أبو الفضل إبراهيم ـ في مقدّمته على الشّرح ـ من تضاعيف نهج البلاغة أنّ الشّريف الرّضيّ استخرج الخطب، والكتب، والحِكمَ من كتبٍ صُنِّفت قبله، منها: «البيان والتّبيين» للجاحظ، و «المقتضب» للمبرّد، و «المغازي» لسعيد بن يحيى الأمويّ؛ و «الجُمَل» للواقديّ، و «المقامات في مناقب أمير المؤمنين» لأبي جعفر الإسكافي، و «تاريخ الطّبريّ»، وحكاية أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام، ورواية اليمانيّ عن أحمد بن قتيبة، وما وُجد بخطّ هشام بن الكلبيّ، ومصادر أخرى من هذا الضّرب.
على أيّ حال، صُنِّفت كتب ورسائل مستقلّة في أسانيد الخطب، والكتب، والكلمات القصار في نهج البلاغة. وذُكر فيها عنوان كلّ رواية في عددٍ من الكتب أو الرّسائل بنحو مستقلّ.
ومراجعة لكتاب «استناد نهج البلاغة» لامتياز علي خان القرشيّ، و «مصادر نهج البلاغة وأسانيده» للسّيّد عبدالزهراء الحسينيّ، و «دراسة في أسناد نهج البلاغة ومداركه» [بالفارسيّة] للسيّد محمّد مهدي الجعفريّ، و «مدارك نهج البلاغة» لرضا أستادي، و «مصادر ومراجع نهج البلاغة» لمحمّد دشتي وكاظم محمّديّ .. هذه المراجعة تُقدّم لنا نماذج من «أسناد نهج البلاغة».
* * *
الشّبهات في مِسْبار النّقد:
الشّبهة الأُولى: التّعريض ببعض الصّحابة
(يُتْبَعُ)
(/)
تتوكّأ هذه الشّبهة على أساس أنّ الصّحابة كلّهم عُدول، فالتّعريض بهم بعد ثبوت عدالتهم عمل غير مستساغ. علماً أنّ نظرية عدالة الصحابة جميعهم من مبتدعات السّياسة الأمويّة، وهذه حقيقة أقرّ بها الباحثون من مختلف المذاهب، خاصّة أنّ أنصار هذه النّظرية يذهبون إلى أنّ كلّ من رأى النّبيّ صلّى الله عليه وآله ولو لحظة، أو عاش في زمانه ولم يَرَه، يُعدّ صحابيّاً. لكن: هل يمكن أن يكون الصّحابي بهذه المواصفات عادلاً بالضّرورة؟
ألا تتضارب هذه النّظريّة مع بعض الآيات القرآنية الصّريحة الّتي تتحدّث عن وجود المنافقين، أو «الّذين يؤذون رسول الله» بين الصّحابة؟
ألم تتعارض مع حقائق التّاريخ وتصطدم بها؟! (8)
يضاف إلى هذا، ألم يستحقّ الذمّ والتقريع من كان صحابيّاً ثمّ خرج على الخليفة الشّرعيّ للمسلمين وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ورفع لواء الحرب ضدّه، وشهر سيفه لقتال المسلمين؟!
ألا يمكننا أن ننتقد عمل من اتّخذ طابع الصّحابي، ثمّ ملك بساتين البصرة والمدينة وخرجت ثروته عن حدّ الإحصاء إبّان الترف النسبيّ للمسلمين بعد الفتوحات؟! ناهيك عن أنّ ما جاء في نهج البلاغة وتُشمّ منه رائحة التّعريض بمثل هؤلاء هو تبيان لحقائق زخر بها التّاريخ الإسلاميّ، مع تعفّف وترفّع عن أسلوب السّبّ والفحش والمساءة. حتّى عندما سمع عليه السّلام قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشّام في صفّين قال: «إنّي أكرهُ لكم أن تكونوا سَبّابين، ولكنّكم لو وَصَفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوَب في القول، وأبلغ في العذر» (9).
الشّبهة الثانية: وجود كلمة «الوصيّ» و «الوصاية» في نهج البلاغة
حسبنا في جواب هذه الشّبهة أن نقول: إنّ هاتين الكلمتين لم تظهرا أو تتبلورا في عصر الشّريف الرّضي، بل كان لهما وجودهما ومدلوهما في عصر الوحي. فمراجعة يسيرة للآيات القرآنيّة (10)، والأحاديث النّبويّة المشتملة عليهما (11)، والشّعر الشّيعيّ وغير الشّيعيّ (12) .. تُغني القارئ عن كلّ تعريف وتعليق بهذا الشّأن.
الشّبهة الثّالثة: طول الخطب
كم حاولوا أن يعدّوا طول الخطب دليلاً على ضعف انتسابها إلى مولى المتّقين! بَيْد أنّ الحقيقة هي أنّ قصر الكلام أو طوله لا يمثّل دليلاً على صحّة انتسابه إلى قائله، ولا دليلاً على سقم انتسابه إليه، لا سيّما أنّ النّاطق به هو أمير الخطباء وفارس ميدان الفصاحة والبلاغة، الّذي يعلم موضع الإيجاز من موضع التّطويل في الكلام.
وليس هذا في خطبه فحسب، بل كان ملحوظاً في خطب غيره من الخطباء المشهورين يومذاك أيضاً. فقد قيل إنّ سُحْبان بن وائل المشهور عند العرب بالفصاحة، حين اقتضى منه المقام قام خطيباً بعد صلاة الظّهر، ولم ينقطع حتّى صلاة العصر، دون أن يَعيبه أحد أو يرى كلامه مخالفاً لقواعد البلاغة وأصول الكلام (13).
يقول الدكتور زكي مبارك في كتاب «النّثر الفنيّ في القرن الرابع عشر» بهذا الشّأن: (ورسائل عليّ بن أبي طالب وخطبه ووصاياه وعهوده إلى ولاته تجري على هذا النّمط، فهو يُطيل حين يكتب عهداً يبيّن فيه ما يجب على الحاكم في سياسة القطر الّذي يرعاه، ويوجز حين يكتب إلى بعض خواصّه في شأن معيّن لا يقتضي التطّويل) (14).
الشّبهة الرّابعة: وجود السَّجْع والمحسّنات اللفظيّة
أمّا الحقيقة، فهي أنّ وجود السّجع أو غيره من المحسّنات اللفظيّة في الكلام لا يعود إلى عصر الشّريف الرّضيّ وليس من بنات ذلك الزّمان! فالمحسّنات اللفظيّة موجودة في القرآن الكريم والحديث النّبويّ، وكلام الخطباء المشهورين في عصر صدر الإسلام. من هنا فهي ليست بِدعاً من الأثر، كما لا تمثّل دليلاً على ضعف السّند في نهج البلاغة.
الشّبهة الخامسة: الأوصاف الدّقيقة
الأوصاف الدّقيقة في نهج البلاغة، على ما قيل في غرابتها وتميّز نصوصها عن نصوص ذلك العصر، لا تمثّل نقطة ضعف، بل إنّها في الواقع تمثّل نقطة قوّةٍ وفضيلة.
يضاف إلى هذا أنّها كانت ملحوظة في النّصوص الأدبيّة لعصر صدر الإسلام. كما زخر الشعر الجاهليّ بالأوصاف الدّقيقة: للفَرَس، والظَّبي، والناقة، والأطلال، ونظائرها. وبلغت من الدّقّة والتّركيز مبلغاً أنّ عدداً من أبيات القصيدة يتناول وصفه عيون الظبي أو الفَرَس فحسب.
الشّبهة السّادسة: وجود ضروب التّقسيم والتقطيع
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه كسابقتها ليست إلاّ مَعْلماً على دقّة الكلام وإحكامه واتّزانه، لا على ضعفه ووهن انتسابه إلى رجلٍ كان أميرَ الخطباء وفارس ميدان البلاغة.
يضاف إليه أنّ التّقسيم والتقطيع لا يعودان إلى عصر الشّريف الرّضي، فقد حفل بهما كلام النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وصحابته. وفيه نماذج جمّه، منها قوله صلّى الله عليه وآله: «أوصاني ربّي بسبعٍ وأنا أوصيكم بها ... »، وقوله: «ثلاثة لا يكاد يسلم منهنّ أحد ... ». وقول عمر: «ثلاث فعلتهنّ ودِدتُ أنّي تركتهنّ، وثلاث تركتهنّ ودِدت أنّي فعلتهنّ ... » (15).
الشّبهة السّابعة: وجود كلمات يُشَمُّ منها علم الغيب
صحيح أنّ في نهج البلاغة أحياناً نبوءات دقيقة وواضحة للمستقبل، حتّى يمكن بنظرة بسيطة أن نخالها مفردات لعلم الإمام عليه السّلام بالغيب. بَيْد أنّ الذي يتبيّن بتأمّل يسير هو أنْ أفراداً يتمتّعون بوعي اجتماعيّ سياسيّ دقيق شامل، وفهم عميق، يتسنّى لهم أن يتنبّأوا بأحداث المستقبل. من هنا، إذا كان أمير المؤمنين عليه السّلام قد تنبّأ بالمستقبل، فليس هذا مؤاخذة بل هو دليل على انطوائه على مكنون علوم جمّة.
وهو عليه السّلام نفسه يرفض أن يُخالَ إخبارُه علماً بالغيب الخاص، كما نجده عندما أخبر عن الفتن الّتي ستنشب في البصرة، وقال له أحد السّامعين: لقد أُعطيتَ يا أمير المؤمنين علم الغيب! ضحك وقال له ـ وكان كلبيّاً: يا أخا كلبٍ، ليس هو بعلم غيب، وإنّما هو تعلّم من ذي علمٍ. وإنّما علم الغيب علم السّاعة، وما عدّد الله سبحانه بقوله: «إنّ الله عنده علم السّاعة» (16) الآية، فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى، وقبيحٍ أو جميل، وسخيّ أو بخيل، وشقيّ أو سعيد، ومن يكون في النار حطباً، أو في الجنان للنبيّين مرافقاً. فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ الله، وما سوى ذلك فعلمٌ علّمه الله نبيَّه فعلَّمنيهِ، ودعا لي بأن يعيَه صدري، وتضطمّ عليه جوانحي (17).
الشّبهة الثّامنة: الاهتمام بالزّهد والتّقوى
إذا كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يوصي في كلامه بالزّهد وذكر الموت، وزمانه السّابق لزمان أمير المؤمنين عليه السّلام زمان عُسرة وشدّة، فلا تبدو التوصية بهما في عصر أمير المؤمنين عليه السّلام مناسبةً لعصره فحسب، بل هي ضروريّة أيضاً، إذ كان عصره عصر رخاءٍ وسرّاء قياساً بعصر النّبيّ صلّى الله عليه وآله. وعندما طابت قلوب الصّحابة ببساتين المدينة ومزارع البصرة والذُّهبان المكنوزة، وحينما كانوا يثيرون الفتن وينسون عهودهم ومواثيقهم لعزلٍ أو نصبٍ أو منصبٍ، وعندما يَلحقون بالأمويّين خوفاً على بساتينهم من الدّمار أو على مزارعهم من المصادرة .. حينها أ لم تكن التّوصية بالزّهد ضروريّة ومناسبة للبلاغة في مثل هذه الحالة؟ وهل توصية الولاة بمداراة النّاس ومواساة المعدِمين واجتناب الإسراف والأمور الترفيّة عمل ذميم في أفياء حكومة أمير المؤمنين عليه السّلام العادلة؟! إنّ ما ورد في نهج البلاغة حول الزّهد والتّقوى هو إمّا: من الوصايا الّتي كان يحتاج إليها المجتمع يومئذٍ، أو من الأوامر والتعلّيمات الّتي كان صدورها إلى الولاة ممّا تتطلّبه عدالته عليه السّلام.
الشّبهة التّاسعة: انتساب بعض الكلمات والخطب إلى الآخرين
هل حصل هذا لخطب أمير المؤمنين عليه السّلام فحسب، أو انّه نقطة ضعف في انتساب الكلام إليه عليه السّلام؟! فهذا ممّا هو مألوف في تاريخ الأدب، إذ تُنسب رواية أو مقطع نثريّ أو كلام إلى اثنين أو أكثر من الشّعراء أو الخطباء، كما في الأحاديث النّبويّة، إذ ربما يُنسب حديث إلى صحابي واحد أو صحابيين.
مضافاً إلى أنّ هذا الأمر لو حصل في عدد من الخطب أو الكتب، فهل يمكن أن نعدّه دليلاً على ضعف نهج البلاغة بأكمله؟!
الشّبهة العاشرة: عدم الاستشهاد بنصوص نهج البلاغة في الكتب السّابقة
ينبثق أصل هذه الشّبهة من الجهل، إذ كما مرّ بنا أنّ كثيراً من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام كان مبثوثاً في كتب أُولي العلم والأدب قبل الشّريف الرّضيّ وقبل محاولته جمعه منها، حتّى عدّ السّيّد عبدالزهراء الحسينيّ في كتاب «مصادر نهج البلاغة وأسانيده» مائة وتسعة من هذه المصادر والمراجع، وقد أشار محمّد أبو الفضل إبراهيم في مقدّمته على شرح ابن أبي الحديد إلى بعضها.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 03:22 ص]ـ
أخي الكريم،
لا أحد يشك في قدرة سيدنا علي بن أبي طالب، رضوان الله عليه، في البلاغة. فهو من أفصح العرب بإجماع العرب. ولكن أردت الإشارة إلى حقيقة لا يمكن إنكارها، هي أن في الكتاب ألفاظا ومعاني لم تكن معروفة أيام علي رضوان الله عليه. ولو اختصرنا الطريق وقلنا إن بعض الخطب الواردة في الكتاب إنما رويت معنىً لا لفظا لكنا خرجنا من المأزق دون خسارة! ونحن نعلم أن بعض الحديث روي عن النبي صلة الله عليه وسلم معنىً لا لفظا. فأين المشكل في نسبة الرواية بالمعاني لا بالألفاظ إلى كتاب نهج البلاغة؟ فهذا ليس بضائر للإمام علي وهو من هو في الشجاعة والفصاحة والفضل، ومحبته لن تنقص في قلوب جميع المسلمين إذا كانت بعض خطب نهج البلاغة مروية عنه بالمعاني لا بالألفاظ.
عبدالرحمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاورفلي]ــــــــ[06 - 11 - 2006, 01:10 ص]ـ
أخي العزيز ...
شكرا لردك الطيب وتفهمك لقصدي ولو كان ردك الثاني مكان الاول لكفيتنا شر القتال ... عموما اود ان اقول ان مقولة {عدم نسبة الكتاب الى علي بن ابي طالب فقط لان فيه كلمات ومعاني لم تكن تعرف في ايامه} قد سمعتها وقرأتها ولكن دون ان ذكر نموذج لهذه الكلمات والمعاني ...... وعلى كل حال لو لم يكن هو صاحب نهج البلاغة فما يضيره ذاللك في شيء فهو هو على ماذكرت من الفصاحة والشجاعة والفضل(/)
اللبس البلاغي (الإيغال والتتميم نموذجا)
ـ[المضري]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 11:32 م]ـ
:::
تقف حدود الإيغال عند بعض البلاغيين في الروي , ولكن البعض منهم كذلك يرى أن الإيغال يأتي في الحشو مقصورا على التشبيه., وهذا ما يحدث اللبس بينه وبين التتميم والذي يفرقون بينه وبين الإيغال بأنه يأتي في المعنى الناقص و يتممه ,وهذا مالا نراه في ما ساقوه للتتميم من أمثلة كقوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) " فقوله " على حبه " هو التتميم.
و كقول الشاعر: من يلق يوماً على علاته هرماً ... يلق السماحة منه والندى خلقا
وغيرها من الأمثلة ,,فالملاحظ في ما استشهدوا به عدم النقص ,بل نجدهم يجعلون النكتة البلاغية في ما ذكر هي المبالغة ,والمبالغة لاتكون بأي حال من الأحول في النقص بل هي درجة بعد التمام!!!
لذا نتمنى من الإخوة الكرام المشاركة في ما طرح
وللجميع تحياتي ..(/)
قال تعالى:"والله ورسوله أحق أن يرضوه"
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 03:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:"والله ورسوله أحق أن يرضوه".
إذا تقدم الضمير أكثرُ من مرجع يصلح للتفسير فالأصل أن يعود الضمير على المرجع القريب وذلك بسبب منزلة المعنى وأهميته بين الضمير ومرجعه، وقد يعود على المرجع البعيد مع القرينة، كقوله تعالى "والله ورسوله أحق أن يرضوه" فالضمير في "يرضوه" عائد على لفظ الجلالة، لأن "أحق"خبر (مبني) على المبتدأ "الله" (المبني عليه) و" أن وصلتها " معمول (مطلوب) للخبر، ومرتبطتان معه، وعلى هذا فأصل الاّية هو الجملة التالية: والله أحق أن يرضوه ورسوله" وهذا يعني أن المعطوف"رسوله" ليس في مكانه الأصلي وإنما تقدم بحسب الأهمية المعنوية عدولا عن الأصل، وفصل بين المبتدأ وخبره من أجل أمن اللبس والهدف المعنوي، لأن مجيء الأصل يعني أن الرسول مطالب بإرضاء الله، أي أن"رسوله "معطوف على ضمير الرفع في "يرضوه" وهذا ليس مقصودا، بل المقصود أن يرضي المؤمنون الله والرسول معا، كما تم العدول من أجل الهدف المعنوي حيث يقرن الله سبحانه وتعالى بين مرضاته ومرضاة نبيه، ولولا هذا التقديم لفهم أن مرضاة الرسول الكريم ليست بهذه الأهمية، ولا نستطيع أن نعيد الضمير على المرجع القريب "الرسول" حتى لا نجعل لفظ الجلالة بلا خبر وهذا يفسد المعنى.
والله أعلم
ـ[أحلام]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 04:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 11:44 م]ـ
الأخ الحبيب عزام - حفظه الله ..
بارك الله فيك أخي الكريم ..
علماً بأنّ هذه المسألة قد نوقشت من قبل من زاوية أخرى مغايرة، على هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9710) ..
ودمتم ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 08:12 ص]ـ
شكرا لأخي الحبيب لؤي ولجميع الأخوة وكل عام وأنتم بخير.
الذي يبدو لي بالنسبة لإفراد الضمير وعدم تثنيته أن الهدف منه عدم التسوية بين رضا الله ورضا رسوله- صلى الله عليه وسلم- لأن رضا الله أهم وأعظم، كما أن رضا الرسول الكريم مرتب على رضا الله، وليس العكس. كما جاء في كتاب "الفصول المفيدة في الواو المزيدة" قوله: جاء في صحيح مسلم أن خطيباً قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى) فأنكر عليه -صلى الله عليه وسلم -إتيانه بالضمير المقتضي للتسوية وهو (هما) فأمره بالعطف، وإفراد اسم الله تعالى تعظيماً له وتقديم اسمه، لأن فيها الترتيب بالرتبة، إذ لا شك أن معصية الرسول مرتبة على معصية الله تعالى، وإن كان كل واحد منها يستلزم الأخرى ".
والله أعلم(/)
إلى بلاغاء الفصيح سؤال منقول ما وجه البلاغه والمبالغة؟
ـ[مستبشرة]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم:
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - يقول الشاعر: وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليفة حين يمتدح
هذا تشبيه مقلوب استدلالا من المشبه والمشبه به فما وجه البلاغة والمبالغة
2 - ويقول: وسارية لا تمل البكا جرى دمعها في خدود الثرى
سرت تقدح الصبح في ليلها ببرق كهندية تنتضي
وهذا مقلوب ايضا فما وجه القوة والضعف فيهما
3 - يقول آخر: رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال
فصرت اذا ما اصابتني سهام تكسرت النصال على النصال
فما وجه البلاغة والمبالغة في التشبيه
وشكرا لكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 04:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
أجيب عن سؤالين، ولك أنْ تجيبي عن الثالث بارك الله فيك ..
1 - يقول الشاعر: وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليفة حين يمتدح
هذا تشبيه مقلوب استدلالا من المشبه والمشبه به فما وجه البلاغة والمبالغة
المُشبَّه هنا هو ضوء الصباح في أول تباشيره، والمُشَبَّه به هو وجه الخليفة عند سماعه المديح. والتشبيه مقلوب لأنّ المألوف أنْ يُشبَّه الشيء دائماً بما هو أقوى وأوضح منه في وجه الشبه، وهو هنا البياض، ليكتسب منه قوّة ووضوحاً. ولكنّ الشاعر تفنّناً منه في التعبير عكس القضية وقلب التشبيه للمبالغة والإغراق بادّعاء أنّ الشّبه أقوى في المشبّه، وذلك ليُشعِر بأنّه يرى وجه الخليفة أكثر إشراقاً وضياءً من غُرّة الصباح.
2 - ويقول: وسارية لا تمل البكا جرى دمعها في خدود الثرى
سرت تقدح الصبح في ليلها ببرق كهندية تنتضي
وهذا مقلوب ايضا فما وجه القوة والضعف فيهما
هنا يصف الشاعر سحابة، ويشبّه البرق بالسيوف المنتضاة.
فالسارية: السحابة تمطر ليلاً، وكهندية تُنتضى: أي مثل سيوف هندية تُسلّ من أغمادها. فأصبحت السيوف أصلاً، والبرق هو الفرع.(/)
ديوان المتنبي صوتيات
ـ[مستبشرة]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 11:16 م]ـ
السلام عليكم أتمنى أن يعجبكم
http://www.dwaihi.com/waha/24mt.htm
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 11:48 م]ـ
بوركت مستبشرة
وأشكر لك ذائقتك الرفيعة!!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 04:07 ص]ـ
أكثر من رائع ..
بارك الله فيك ..
ـ[مستبشرة]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 11:13 ص]ـ
سررت لسروركما أخواي الفاضلين مغربي + لؤي،
الموقع حقيقة به كنوز ثمينة من مثل ديوان الشافعي رحمه الله صوتيا كذلك:
http://www.dwaihi.com/waha/24sh.htm
وأخرغني: http://www.dwaihi.com/waha/listen.htm
لتن تملوا البحث فيه.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 11:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ما أروع ما أتيت
ـ[خفيف الظل]ــــــــ[02 - 02 - 2009, 12:43 م]ـ
موقع كويت نت بالانجليزي بعد!!(/)
أسئلة عن أسرار القرآن البيانية أجاب عنها د/فاضل السامرائي.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 02:33 م]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (هذا بلاغ للناس) سورة ابراهيم آية 52 و (بلاغ) سورة الأحقاف آية 35؟
كلمة بلاغ في سورة الأحقاف، هي خبر لمبتدأ محذوف، وتقديره هذا بلاغ. ففي سورة الأحقاف سياق الآيات التي قبلها، والمقام هو مقام إيجاز لذا اقتضى حذف المبتدأ، فجاءت كلمة بلاغ، ولم يخبرنا الله تعالى هنا الغرض من البلاغ. أما في سورة إبراهيم فإن الآيات التي سبقت الآية (هذا بلاغ للناس) فصّلت البلاغ والغرض منه من الآية (ولا تحسبن الله غافلاً عمّا يفعل الظالمون) آية 42.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 02:37 م]ـ
سؤال: (هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب)، ثم الآية (فقالوا خصمان بغى بعضنا على بعض) وقوله تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم)، لماذا جاءت الخصم مرة مفردة ومرة مثنى وجمع؟
الخصم تأتي للمفرد والجمع (هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب)، مثل كلمة بشر والفلك وضيف وطفل، وربما تأتي للتثنية (هذان خصمان اختصموا في ربهم).
يقول المفسرون هما فريقان كل فريق له جماعة، فلمّا جاءا يختصمان جاء من كل فريق شخص واحد يمثّل الفريق والمتحدثان هما أصحاب المسألة (خصمان). كما في قوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)، فكل طائفة لها جماعة عند الصلح، يأتي من كل طائفة من يفاوض باسمها، لكن إذا وقع القتال بينهما يقتتل كل الأفراد، فإذا اختصم الفريقان يقال اختصموا، وإذا اختصم أفراد الفريقين يقال اختصموا.
وكذلك في كلمة بشر (أبشراً منا واحده نتبعه)، وقوله تعالى: (بل أنتم بشر مما خلق).
وكلمة طفل قد تأتي للمفرد وجمع، وقد يكون لها جمع في اللغة (الأطفال)، وقد استعمل القرآن هاتين الكلمتين.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:17 م]ـ
ما الفرق بين البأساء والضرّاء من حيث المعنى في القرآن الكريم؟
البأساء هي الشدّة عموماً، ولكن أكثر ما تُستعمل في الأموال والأنفس.
أما الضرّاء فتكون في الأبدان.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:20 م]ـ
(إن ربك هو أعلم من يضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) سورة الأنعام، والآية (إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله) سورة النحل، ما الفرق من الناحية البيانية بين (بمن ضلّ) و (من يُضلّ)؟
من استفهامية وهي من باب التعليق ومعلّقة والجملة في محل نصب مفعول به لفعل مقدّر.
بمن: موصولة ومعناها هو أعلم بالذي ضلّ عن سبيله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:21 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذ أبا ذكرى ..
وجزاكم عنا كلّ خير ..
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:24 م]ـ
ما الفرق بين كلمتي عباد وعبيد في القرآن؟
كلمة عباد تضاف إلى لفظ الجلالة، فالذين يعبدون الله يضافون للفظ الجلالة؛ فيزدادون تشريفاً، فيقال عباد الله كما ورد في سورة الفرقان (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63}).
أما كلمة عبيد فهي تُطلق على عبيد الناس والله معاً، وعادة تضاف إلى الناس، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم، كما ورد في سورة ق (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {29}).
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:28 م]ـ
ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة (الله) و (الربّ) في الآيتين: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا) سورة النساء، وقوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم) سورة النساء؟
لفظ الجلالة الله هو اللفظ العامّ لله تعالى، ويُذكر هذا اللفظ دائماً في مقام التخويف الشديد، وفي مقام التكليف والتهديد.
أما كلمة الربّ فتأتي بصفة المالك والسيّد والمربي والهادي والمشد والمعلم، وتأتي عند ذكر فضل الله على الناس جميعاً مؤمنين وغير مؤمنين، فهو سبحانه المتفضّل عليهم، والذي أنشأهم وأوجدهم من عدم وأنعم عليهم.
والخطاب في الآية الثانية للناس جميعاً، وهو سبحانه يذكر النعمة عليهم بأن خلقهم والذين من قبلهم؛ ولذا جاءت كلمة (ربكم) بمعنى الربوبية. وعادة عندما تذكر الهداية في القرآن الكريم تأتي معها لفظ الربوبية (ربّ).
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 10:01 م]ـ
ما الفرق بين الضوء و النور وأيهما أقوى؟
قال تعالى (مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يُبصرون)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 10:27 م]ـ
الأخ الفاضل محمد - حفظه الله ..
قد تجد في هذا النقاش الموسّع ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10600) ما تبحث عنه بارك الله فيك، وأخصّ منه بالذكر المشاركة #26 ..
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 12:48 ص]ـ
ما دلالة كلمة (لنريه) في سورة الإسراء؟
قد يحتمل المعنى أن الرسول:= أُعطي الرؤية الإلهية، وتعطلت الرؤية البشرية، وربما يكون سبحانه وتعالى قد أعطاه رؤية قوية أكثر من قدرة البشر، بدليل أنه رأى القافلة، ورأى موسى وهو يصلي في قبره، ورأى جبريل عليه السلام. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 06:05 ص]ـ
لماذا الاستثناء في قوله تعالى في سورة هود: (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك)؟
قال تعالى في سورة هود (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ {106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ {107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ {108})
أولاً السموات والأرض في هذه الآية هي غير السموات والأرض في الدنيا بدليل قوله تعالى: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات).
أما الإستثناء فلأن الخلود ليس له أمد، والحساب لم ينته بعد، ولم يكن أهل الجنة في الجنة، ولا أهل النار في النّار، فاستثنى منهم من في الحساب.
وقول آخر أن أهل النار قد يُخرج بهم إلى عذاب آخر، أما أهل الجنة فهناك ما هو أكبر من الجنة ونعيمها، وهو رضوان الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم والله أعلم.
- قسم يقولون إن الاستثناء هو في مدة المكث في الحشر (مدته خمسين ألف سنة).
- وقسم من قال هذا حتى يقضي الله تعالى بين الخلائق.
وقسم قال هم من يخرجون من النار من عصاة المسلمين.
وقسم قال الاستثناء من بقائهم في القبر وخروجهم من الدنيا.
وقسم قال هو استثناء من البقاء في الدنيا.
وهذه المعاني كلها قد تكون مرادة وتفيد أنهم خالدين فيها إلا المدة التي قضاها الله تعالى قبل أن يدخلوا الجنة، أو قد تكون عامة، لكن قضى الله تعالى أن يكونوا خالدين.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 12:55 م]ـ
لماذا ذكر (شعيب) في سورة الشعراء بينما ذكر (أخوهم شعيب) في سورة هود؟
شعيب أُرسل إلى قومين هما قوم مدين وهو منهم، فعندما ذهب إليهم قال تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ {84})، وأصحاب الأيكة ولم يكن منهم، وليسوا من أهله؛ فلم يذكر معهم أخوهم شعيب؛ لأنه ليس أخوهم (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ {176} إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ {177}).
وكذلك في القرآن الكريم لم يذكر في قصة عيسى - عليه السلام- أنه خاطب قومه بـ (يا قوم)، وإنما كان يخاطبهم بـ (بني إسرائيل)؛ لأنه ليس له نسب فيهم. أما في قصة موسى فالخطاب على لسان موسى جاء بـ (يا قوم)؛ لأنه منهم.
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 08:48 ص]ـ
أعظم لكم الأجر والمثوبة، وجزاكم خير الجزاء.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 09:03 ص]ـ
ما اللمسة البيانية في استخدام (لا أقسم) في القسم في القرآن الكريم؟
(لا أقسم بيوم القيامة) (لا أقسم بهذا البلد)
لم يرد في القرآن كله كلمة (أقسم) قط، وإنما استخدم لفظ (لا أقسم) بمعنى أقسم، و (لا) لتأكيد القسم.
فقد يكون الشيء من الوضوح بمكان، بحيث لا يحتاج لقسم، وفسر هذا تعظيم للشيء نفسه. وقد تعني (لا أقسم) أحياناً أكثر من القسم (زيادة في القسم).
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 09:06 ص]ـ
ما الفرق البياني بين قوله تعالى: (ما منعك أن تسجد) سورة ص، و (ما منعك ألا تسجد) سورة الأعراف؟
هناك قاعدة:
(لا) يمكن أن تُزاد إذا أُمن اللبس، وسُمّيت حرف صلة، وغرضها التوكيد وليس النفي.
ونلاحظ أن سياق الآيات مختلف في السورتين، ففي سورة الأعراف الآيات التي سبقت هذه الآية كانت توبيخية لإبليس، ومبنية على الشدة، والغضب، والمحاسبة الشديدة، وجو السورة عموماً فيه سجود كثير.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 04:15 م]ـ
ما دلالة تكرار الآية (فبأي آلآء ربكما تكذبان) في سورة الرحمن؟
تكرار الآيات قد يكون للتوكيد، ففي ذكر النار من قوله تعالى: (سنفرغ لكم أيها الثقلان) تكررت الآية 7 مرات على عدد أبواب جهنم، أما في الجنة (من دونهما جنتان) تكررت الآية 8 مرات على عدد أبواب الجنة.
وفي نفس الآية لمن يوجّه الله تعالى خطابه في قوله: (فبأي آلآء ربكما تكذبان)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نلاحظ أول آية في سورة الرحمن ابتدأت فيها هذه الآية، ويقول المفسرون: إن المقصود بهما الثقلان أي الإنس والجنّ.
لكن السؤال لماذا جاءت أول مرة؟ ولمن الخطاب هنا؟
يقول عامة المفسرون: إنه ليس بالضرورة عندما تخاطب واحداً أو جماعة أن يسبقه كلام فمن الممكن مخاطبة جماعة لأول مرة بدون سابق خطاب.
(أين أنتم ذاهبون؟) ومع ذلك فقد ورد قبلها ما يدل على المخاطبين، فقد قال تعالى: (والأرض وضعها للأنام) والأنام من معانيها الثقلان أي الإنس والجنّ.
(وقسم من المفسرون يحصرونها بهذا المعنى)، ومن معانيها البشر، وقسم آخر يقول: إنها تعني كل المخلوقات على الأرض، لكن قطعاً من معانيها الثقلين مما يشمل الإنس والجنّ.
والأمر الثاني هو أنه قبل الآية الأولى فيها خطاب المكلفين، وهما الإنس والجن (أن لا تطغوا في الميزان* وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان)
والمكلفين هما الإنس والجنّ. وإذا أخذنا معنى الأنام المقصور على الثقلين انتهى الأمر، وإذا أخذنا المعنى أنه المخلوقات جميعاً، فالآيات تفيد التخصيص.
ثم قال تعالى (الرحمن * علّم القرآن) والقرآن هو للإنس والجنّ. إذن من الممكن أن يخاطب تعالى الثقلين مباشرة دون أن يسبقه كلام، وإنما الضمير في هذه الآيات سبقه كلام وأوامر ونواهي للثقلين والكتاب الذي أُنزل للإنس والجنّ، إذن هو خطاب عادي للثقلين في قوله تعالى: (فبأي آلآء ربكما تكذبان).
يبقى سؤال آخر: جاء الخطاب في الآية للثقلين (بالمثنّى)، وقال تعالى: (وأقيموا الوزن) بالجمع لماذا؟ الخطاب للثقلين بالمثنى هو للفريقين عموماً، وهما فريقان اثنان: (فريق الإنس وفريق الجنّ) على غرار قوله تعالى: (قالوا خصمان) وقوله: (وإن طائفتان من المؤمنين اققتلوا) وصيغة الجمع تدل على أن الخطاب هو لكل فرد من أفراد هذين الفريقين.
في بداية السورة قال تعالى: (خلق الإنسان * علّمه البيان) الآية تدل على خلق الإنسان مع أن الأنام فيما بعد تدل على المخلوقات عامة، وذلك لأن الإنسان هو الذي أُنزل عليه الكتاب أو القرآن وبيّنه للثقلين.
وعلّمه البيان بمعنى؛ ليبيّن عن نفسه والبيان هو القدرة على التعبير عمّا في النفس، والله أعلم.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 09:31 م]ـ
ما الفرق بين كلمة (المخلَصين) بفتح اللام وكلمة (المخلِصين) بكسر اللام؟
المخلَصين بفتح اللام تعني من أخلصه الله لعبادته وطاعته، أما المخلِصين بكسر اللام فتعني من أخلص نفسه لعبادة الله وطاعته.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 09:33 م]ـ
ما معنى قوله تعالى: (وأُمرت أن أكون أول المسلمين) عن سيدنا محمد:= مع العلم أن الأنبياء قبله كانوا مسلمين؟
الإسلام هو دين الله، وهو الدين من أول الأنبياء إلى يوم الدين، وقد سبق في القرآن الكريم ذكر نوح وإبراهيم ولوط ومن اتبعهم بأنهم من المسلمين، لكن دين الإسلام كإسلام أُطلق على ديننا، وسيدنا محمد:= هو أول من أسلم.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[26 - 10 - 2006, 05:06 ص]ـ
ما اللمسة البيانية في استعمال صيغة المضارع مرة، وصيغة الماضي مرة أخرى، في قوله تعالى: (من كان يريد الآخرة) و (من أراد الآخرة)؟
استعمال الفعل المضارع مع الشرط يكون إذا كان مضمونه أن يتكرر، أما استعمال الفعل الماضي فالمضمون أن لا يتكرر، أو لا ينبغي أن يتكرر.
وكما نلاحظ أيضاً في قوله تعالى: (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد) ينبغي تكرار الشكر؛ لذا جاء بصيغة الفعل المضارع (يشكر)، أما الكفر فيكون مرة واحدة، وهو لا ينبغي أن يتكرر، فجاء بصيغة الماضي في قوله (كفر).
كذلك في قوله تعالى: (من قتل مؤمناً خطأ) المفروض أن القتل وقع خطاً والمفروض أن لا يتكرر، أما في قوله تعالى: (من يقتل مؤمناً متعمداً) هنا تكرار للفعل؛ لأنه قتل عمد.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[26 - 10 - 2006, 05:13 ص]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى: (لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) سورة الإسراء، وقوله تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق)؟
في الآية الأولى في سورة الإسراء الأهل ليسوا فقراء أصلاً، وعندهم ما يكفيهم، وليسوا فقراء، ولكنهم يخشون الفقر في المستقبل إذا أنجبوا؛ بأن يأخذ المولود جزءاً من رزقهم، ويصبح الرزق لا يكفيهم هم وأولادهم، فيصبحوا فقراء؛ فخاطبهم الله تعالى بقوله:" نحن نرزقهم وإياكم"؛ ليطمئنهم على رزقهم أولاً، ثم رزق أولادهم؛ ولهذا قدّم الله تعالى رزقهم على (إياكم)؛ لأنه تعالى يرزق المولود غير رزق الأهل، ولا يأخذ أحد من رزق الآخر.
أما في الآية الثانية فهم فقراء في الأصل، وهمّهم أن يبحثوا عن طعامهم أولاً، ثم طعام من سيأتيهم من أولاد، فالله تعالى يطمئن الأهل أنه سيرزقهم هم أولاً، ثم يرزق أولادهم؛ لأن الأهل لهم رزقهم، والأولاد لهم رزقهم أيضاً.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 06:44 ص]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى: (من عزم الأمور) سورة لقمان، وقوله تعالى: (لمن عزم الأمور) في سورة الشورى؟
لو لاحظنا الآيات قبل هذه لوجدنا أن في سورة لقمان جاءت الآية: (واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) سورة لقمان آية 17، أما في الآية الأخرى في سورة الشورى (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) آية 43، وهنا ورد ذكر أمرين الصبر والغفران وهما أشدّ من الصبر وحده التي وردت في سورة لقمان، فكانت الحاجة لتوكيد الأمر باستخدام لام التوكيد، والقسم في كلمة (لمن)؛ لأنه أشقّ على النفس.
فالصبر قد يقدر عليه كثير من الناس، أما أن يصبر ويغفر هذا بالطبع لا يقدر عليه الكثيرون، ويحتاج إلى مشقة أكبر؛ لذا اقتضى توكيد الأمر بأنه من عزم الأمور مؤكداً بخلاف الصبر وحده الذي ورد في سورة لقمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[30 - 10 - 2006, 12:54 م]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى: (واصبر نفسك) سورة الكهف، وقوله تعالى: (وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) سورة طه؟
اصطبر جاءت في الصلاة؛ لأنها مستمرة كل يوم، وزيادة المبنى تفيد زيادة المعنى، والصلاة كل يوم في أوقاتها، وتأديتها حق أدائها، وإتمامها يحتاج إلى صبر كبير؛ لذا جاءت كلمة (اصطبر) للدلالة على الزيادة في الصبر.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[30 - 10 - 2006, 01:04 م]ـ
ما اللمسة البيانية في استخدام صيغة المذكر مرة، والمؤنث مرة أخرى في قوله تعالى: (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا) سورة الأحزاب آية 31؟
ثم لماذا الخطاب مرة لجماعة الإناث ثم جماعة الذكور؟
القاعدة النحوية أن الفعل يؤنّث ويذّكر، فإذا كان الفعل مؤنثاً ووقع بين الفعل والفاعل فاصلاً، ثم إن الخطاب الموجه لنساء النبي:= في قوله: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء). هذا خطاب خاص بهن؛ فجاء بصيغة خطاب الإناث.
أما في الآية (يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيرا) هذا الخطاب يشمل كل أهل بيت النبوة، وفيهم الإناث والذكور؛ لذا اقتضى أن يكون الخطاب بصيغة المذكر.
وكذلك نلاحظ الفرق بين سورة يوسف: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {30}) وآية سورة الأحزاب، الجمع الذي ليس له مفرد من نوعه يمكن معاملته معاملة المذكر والمؤنث. والتذكير يدلّ على القلة (قال نسوة)، والتأنيث يدل على الكثرة (قالت الأعراب آمنا).
وهكذا في القرآن كله كما في قوله تعالى: (جاءتهم رسلهم) المجتمعات أكثر من (جاءكم رسل منكم).
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[30 - 10 - 2006, 01:07 م]ـ
ما اللمسة البيانية في استعمال كلمة (اليم) في قصة سيدنا موسى مع فرعون؟
اليمّ كلمة عبرانية، وقد وردت في القرآن الكريم 8 مرات في قصة موسى وفرعون فقط؛ لأن قوم موسى كانوا عبرانيين، وكانوا يستعملون هذه الكلمة في لغتهم، ولا يعرفون كلمة البحر؛ ولهذا وردت كلمة اليمّ كما عرفوها في لغتهم آنذاك.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 01:07 ص]ـ
لماذا جاءت كلمة سيّد بدلا من زوج في القرآن الكريم في سورة يوسف: (وألفيا سيدها لدا الباب)؟
أهل مصر كانوا يسمون الزوج سيداً، وقد وردت هذه الكلمة مرة واحدة في سورة يوسف، وفي القرآن كله؛ لأنها كانت معروفة في لغتهم آنذاك.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 01:09 ص]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين كلمتي: (واللآئي) و (اللآتي) في القرآن الكريم؟
لفظ اللآئي هي لفظة متخصصة، وهي مشتقة من اللآء أو التعب، وقد استخدم هذا اللفظ في الآيات التي تفيد التعب للنساء، كما في الحيض في قوله تعالى: (واللآئي يئسن من المحيض).
أما لفظ اللآتي فهو لفظ عام.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 01:41 م]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى في سورة الأنعام: (مشتبهاً وغير متشابه)، وقوله تعالى: (متشابهاً وغير متشابه)؟
قوله تعالى: (مشتبهاً وغير متشابه) تفيد لفت النظر إلى قدرة الله تعالى، وهذا يفيد اللبس والالتباس.
أما في قوله تعالى: (متشابهاً وغير متشابه) فهذا للتشابه، وقد وردت الآيات في الإبل عامة، ولا داعي للفت النظر إلى القدرة الإلهية هنا.
فنفي التشابه ينفي الاشتباه من باب أولى، والتشابه قد يكون في جزئية معينة، والاشتباه هو الالتباس لشدة التشابه.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 01:44 م]ـ
ما الفرق بين قوله تعالى: (رب اجعل هذا بلداً آمناً) سورة البقرة، وقوله تعالى: (رب اجعل هذا البلد آمناً)؟
الآية الأولى هي دعاء سيدنا إبراهيم قبل أن تكون مكة بلداً؛ فجاء بصيغة التنكير (بلداً).
أما الآية الثانية فهي دعاء سيدنا إبراهيم بعد أن أصبحت مكة بلداً معروفاً؛ فجاء بصيغة التعريف في قوله (البلد).
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 01:55 م]ـ
ما الفرق بين هذه الكلمات:
سِخرياً وسُخرياً: سِخرياً (بكسر السين) هي من الاستهزاء والسخرية، أما سُخرياً (بضم السين) فهي من باب الاستغلال والتسخير.
كُرهاً وكَرهاً: كُرهاً (بضم الكاف) هو العمل مع المشقة، أما كَرهاً (بفتح الكاف) فتفيد العمل بالإجبار من آخر.
طوعاً وطائعاً: طوعاً تعني تلقائياً من النفس، وطائعاً تعني طائعاً لإرادة الله سبحانه وتعالى.
ضياء ونور: الضياء هو ضوء وحرارة مثل ضوء الشمس والسراج، أما النور فهو ضوء بدون حرارة كنور القمر.
وعد وأوعد: وعد تأتي دائماً بالخير (وعد الله الذين آمنوا منكم،) وأوعد تأتي بالشرّ.
قِسط وقََسط و قَسَط: القِسط (بكسر القاف) تعني العدل، والقَسط (بفتح القاف) تعني الظلم، والقَسَط (بفتح القاف والسين) تعني الانحراف.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 05:05 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[16 - 11 - 2006, 01:39 م]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى: (وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب) في سورة هود آية 62، وقوله تعالى: (وإن لفي شك مما تدعوننا إليه) في سورة إبراهيم آية 9؟
في آية سورة هود الكلام في قصة صالح؛ فجاء بلفظ (تدعونا)، أما في سورة إبراهيم فالكلام عم مجموعة من الرسل؛ لذا جاء قوله (تدعوننا).
الذي يبدو أنه عندما يأتي (إننّا) هو آكد، إنا تأتي للتوكيد سواء كانت النون مشددة أو مخففة، نون التوكيد قد تأتي في أول الأسماء (إننا)، وفي آخر الأقعال؛ للتوكيد (ولتكوناً) (ليذهبنّ).
وعندما نقول (إننا) تحتمل معنيين: في مقام التفصيل (إننا)، وفي مقام التوكيد (إننا)، فلو قرأنا القصتين في السورتين، لوجدنا أن قصة صالح فصّل تعالى فيها كثيراً؛ فاقتضى النفصيل استخدام (إننا)، وكذلك التكذيب في قوم صالح كان أشدّ؛ فجاء التوكيد بلفظ (إننا). إذن القصة في قصة صالح أطول والتكذيب أشدّ في سورة هود، بينما الكلام في سورة إبراهيم موجز، فاقتضى التوكيد في سورة هود بـ (إننا)، ولم يقتضي التوكيد في سورة ابراهيم (إنا).
ـ[ربحي شكري محمد]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 01:24 م]ـ
جزى الله الدكتور السامرائي خيرا. والشكر موصول لأبي ذكرى.
ـ[أبو أسماء]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 10:26 م]ـ
نشكر أبا ذكرى على جهوده.
ما سر استعمال صيغة (فُعَلَة) في قوله تعالى: "ويل لكل هُمَزَة لُمَزة"؟ ولمَ لمْ يستعمل صيغة (فَعّال) فيقول: هَمّاز لَمّاز مثلما قال في سورة القلم "حَلافٍ مَهين. هَمّاز مَشّاءٍ بنَميم"؟
*لا بد من التطرق هنا إلى صيغ المبالغة ودلالاتها والفروق بينها، فكلمة (هماز) صيغة مبالغة على وزن (فعّال)، وهذه الصيغة ـ كما يقول أهل اللغة تدل على الحِرفة والصنعة، فيقال لمحترف النجارة نجّار، ولمحترف الحِدادة حدّاد، وتشتهر عندهم أسماء المهن على هذا الوزن كالفتال والزراد والخراط والصفار والنحاس والبزاز. فكلمة (كذاب) عندما تطلق على أحد فإنها تدل على أن هذا صار كأن الكذب حرفته التي يحترفها كما أن حرفة ذاك هي النجارة أو الحدادة. وهذه الصيغة تقتضي المزاولة، لأن صاحب الصنعة يداوم على صنعته. ونقرأ في سورة نوح قوله تعالى: " ولا يَلِدوا إلا فاجِرا كفّارا" فكأن الكفر ديدنهم ومهنتهم اللازمة لهم لن يخرجوا عنه، ونقرأ في السورة نفسها قوله تعالى: "فقُلْتُ اسْتَغفِروا رَبّكُم إنّهُ كانَ غَفّارا" فالله تعالى غفار، وكلما أحدث العبد ذنبا أحدث الله له مغفرة
مما تقدم نتبين أن صيغة (فعال) في أصلها تفيد الصنعة والحرفة والمداومة والمزاولة
أما (هُمَزة) فهذه من المبالغة بالتاء. المبالغة بالتاء أكثر من نوع ويمكن أن نجعلها في نوعين، هما:
ـ ما أصله غير مبالغة، ثم بولغ بالتاء، كالراوي، فنقول عند المبالغة (راوية)
ـ ما أصله صيغة مبالغة ثم نأتي بالتاء لتأكيد المبالغة وزيادتها، مثل: (هُمزة) فأصلها (هُمَز) وهي من صيغ المبالغة مثل (حُطَم ـ لُكَع ـ غُدَر ـ فُسق)، فنأتي بالتاء لزيادة المبالغة.
ويقول أهل اللغة: ما بولغ بالتاء يدل على النهاية في الوصف .. الغاية في الوصف
فليس كل (نازل) يسمى (نازلة)، ولا كل (قارع) يسمى (قارعة) حتى يكون مستطيرا عاما قاهرا كالجائحة، ومثلها القيامة والصاخة والطامة
فهذا التأنيث للمبالغة بل الغاية في المبالغة، وهذا ما تدل عليه كلمة (هُمَزة)
إذن نحن أمام صيغتين للمبالغة إحداها تدل على المزاولة، والأخرى على النهاية في الوصف ... ها هو الفرق بينهما
* والسؤال الآن بعد أن عرفنا الفرق بينهما: لماذا اختار وضع هذه هنا وهذه هناك؟
من استقراء سورة القلم نلحظ أنها تتحدث عن التعامل مع الخلق بين الناس، فكل مشاهد السورة أو اغلبها تدور حول هذا الأمر: "وإنك لعلى خلق عظيم"، فهي تتناول السلوكيات ولا تذكر العاقبة إلا قليلا وهي التي وردت في قوله: "سَنَسمُه على الخرطوم" ولكنه لم يذكر شيئا آخر من عاقبة مرتكب هذا الفعل (حلاف مهين هماز مشاء بنميم)
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في سورة الهمزة فقد ذكر النتيجة وتعرض للعاقبة، لذلك ناسب أن يذكر بلوغه النهاية في الاتصاف بهذه الصفة، وناسب أيضا أن يذكر في الجزاء صيغة مماثلة فقال تعالى: "كَلا لَيُنْبَذنّ في الحُطَمَة" والنبذ إذلال، والحُطَمة صيغة مبالغة بالتاء تدل على النهاية في الحطم، وهي تفيد أن الجزاء من جنس العمل فكما أنه يبالغ في الهمز فسيكون مصيره مماثلا في الشدة
ونلاحظ أيضا من السورة أن الخارج والمتعدي يحبس في النار وهكذا في قوانين الدنيا أيضا. أما في سورة القلم التي تركز على التعامل فقد ذكر لهم صفات مثل: مكذبون، حلاف، هماز، كان ذا مال وبنين. وهذه الصفات لا تستوجب الطاعة فلا تطعه بسبب كونه ذا مال وبنين، والبنون كناية عن القوة والمنعة، فالعربي صاحب عزة في عشيرته ببنيه
ولكن المال والقوة هما سبب الخضوع والانقياد في الأفراد والشعوب مهما كانت حقيقة صاحب المال من أخلاق سوء وإثم واعتداء فإن لها القوة لما لها من مال وقوة وهذا مشاهد في واقعنا وهو سبب استعلاء الدول القوية صاحبة هذا المال وتلك القوة على الشعوب المستضعفة. فالملحوظ هنا أن سورة القلم لم تتطرق إلى نهايتهم بل اكتفت بالأمر بعدم طاعتهم، أما الهمزة فقد ذكرت نهايتهم بتفصيل، وهذه هي الآيات الكريمات
"وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ. الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ. يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ. كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ. نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ. الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ. إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ. فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ "
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ. مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ. وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ. وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ. فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ. بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ. وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ. أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ. سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ. إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
ـ[آدم]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 08:35 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أوميد الكوردي]ــــــــ[24 - 11 - 2006, 12:50 ص]ـ
ما الفرق بين (إنّا و إنّنا) في القرآن الكريم
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 11:01 م]ـ
أخي الكريم أوميد الكوردي
ثم قاعدة مفادها زيادة المبنى تفيد زيادة المعنى
عليه تكون إننا آكد من إنا.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 06:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً و جعلنا وإياكم ممن يدّبر القرآن و يدّكرهُ ..
قال تعالى في سورة البقرة:
(قولوا: آمنّا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل وإسحاق
و يعقوب و الأسباط و ما أتي موسى وعيسى و ما أتيَ النبيُّون من ربهم
لا نفرّق بين أحدٍ منهم و نحن له مسلمون)
ثم قال في سورة آل عمران:
(قل: آمنّا بالله و ما أنزل علينا و ما أنزل على إبراهيم و إسماعيل و إسحاق
و يعقوب و الأسباط و ما أتي موسى وعيسى و النبيُّون من ربهم لا نفرّق
بين أحدٍ منهم و نحن له مسلمون)
فسبحانه ذكر في الأولى قولوا آمنّا بما أنزل إلينا ...
وفصل الجملة: ما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيّون ..
بينما في سورة آل عمران قال سبحانه: قل آمنّا بما أنزل علينا ..
وجمع بين: موسى و عيسى و بين: النبيّون ..
فما السرّ في هذا؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 04:21 ص]ـ
الجواب عن الأول:
إنّ قوله تعالى: (قولوا) أمر لجميع المخاطبين المقصودين بهذا، وأما قوله: (قل) فأمر للنبي عليه الصلاة والسلام، فلحق ضمير الجمع أولاً لخطابهم ولم يلحق ضمير في الثاني لإفراد الخطاب، وضمير الخطاب لا يبرز.
والجواب عن الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قوله في البقرة: (وما أنزل إلينا) لما قيل قبله: (قولوا)، وهو أمر للرسول ومن اتبعه على التشريك كالوارد في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ)، ثم قال: (وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) [البقرة: 285]، فشرك بينهم، وأخبر سبحانه أنّ الجميع قالوا ذلك، وكذا أمر جميعهم هنا فقال: (قولوا). وإذا كان الأمر للجميع وجرى على حقيقته فإنما أنزل إليهم لأنّ المنزل عليه حقيقة هو الرسول لا المؤمنون، وإذا قلنا أنزل على المؤمنين فمجاز، كما أنا إذا قلنا أنزل إلى الرسول لم يقع موقع أنزل عليه وإن كان كلّ منهما جائزاً، إلا أنّا إذا أخذنا الكلام على أنْ لا تضمين ولا تقدير فإنّما نقول: أنزل على الرسول، وأنزل إلى المؤمنين، مع فصاحة أنزل إلى الرسول ووروده في القرآن. فلمّا قال في سورة البقرة: (قولوا) وأمر الجميع ناسبه (إلينا) كما ورد في قوله تعالى: (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ) [العنكبوت: 46] حين خوطب الجميع. ولما قال في آل عمران: (قل) وكان الخطاب للرسول ناسبه (علينا) لأنه أنزل عليه، فجاء كل على ما يجب.
والجواب عن الثالث:
أي زيادة قوله في البقرة: (وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ) [البقرة: 136] وسقوط ذلك في السورة الأخرى، ووجه ذلك أنّ الأمر في البقرة لما كان للرسل وللمؤمنين ناسبه تأكيد ذكر الإنزال على النبيّين، لأنّ المؤمنين لا يفرّقون بين أحد منهم وقد فرّق غيرهم، فناسب حالهم وسجّل إيمانهم بالجميع تأكيد مقالهم وتثبيت اعتقادهم فقالوا: (وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ). ولما كان توجه الأمر في السورة الأخرى ببادي الخطاب من قول: (قل) خاصّاً به، وبعد ذلك وقع التعميم ناسبه عدم التأكيد لتنزه الرسول عليه الصلاة والسلام حالاً ومقاماً عن التفريق بين أحد من الرسل.
المصدر:
مِلاك التأويل، لابن الزبير الغرناطي.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 07:34 ص]ـ
جزاك الله الفوز العظيم,,,
===========
سؤال آخر:
في سورة الأعراف في قصة موسى عليه السلام مع فرعون لعنه الله
كان الرد على موسى عليه السلام من قبل الملأ مشورةً إلى فرعون
بينما في سورة الشعراء كان العكس من فرعون الى الملأ
قال تعالى في سورة الأعراف:
(قال الملأ من حوله إن هذا لساحرٌ عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون*)
بينما في سورة الشعراء: (قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون)
و مسألة أخرى قال سبحانه هنا: (يخرجكم من أرضكم بسحره) بينما
كانت الآية التي قبلها في الأعراف: (يخرجكم من أرضكم) فقط ..
فما السر في هذا كلّه؟؟
وجزاكم الله الفردوس الأعلى ...
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 10:46 ص]ـ
بوركت الاخ ابو ذكرى وجزيت خيراً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 05:42 ص]ـ
الأخ الفاضل رؤبة بن العجاج ..
يرى الدكتور السامرائي أنّ القائلين في آية سورة الأعراف هم ملأ فرعون، في حين أنّ الذي قال في آية سورة الشعراء هو فرعون نفسه، وذلك أن المحاجّة كانت معه. ففي الآية الأولى كان فرعون في مقام غطرسة الملك والترفع عن الكلام، وأما في آية الشعراء فإنّ انقطاعه أمام موسى عليه السلام أنساه غطرسة الملك وكبرياءه ودفعه إلى أن يقول هو وأن يتكلّم هو وأن يستعين بملئه. وزاد كلمة (بسحره) في آية سورة الشعراء لمناسبة مقام التفصيل في السورة وللتأكيد على السحر فيها ..
والله أعلم ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 06:25 م]ـ
كثيرٌ ممن لا دراية لهم بالقراءات إذا سمعوا قراءةً غير التي يقرأون بها
ظنوه - وحاشا لله - تحريفاً أو زيادةً,
فكيف يتم توضيح الإعجاز والبيان في اختلاف وتنوّع القراءات؟
،وجزاكم الله الفردوس الأعلى,,
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 07:29 ص]ـ
الأخ الفاضل رؤبة بن العجاج ..
لقد بيّن شيخنا الأستاذ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني - رحمه الله - في كتابه القيّم (قواعد التدبّر الأمثل لكتاب الله عزّ وجلّ) الحكمة من اختلاف القراءات وأثرها على إعجاز القرآن الكريم، فذكر منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: التكامل الفكري، فمن اختلاف القراءات في النصّ الواحد ما الغرض منه تأدية كل قراءة لمعنى لا تؤدّيه القراءة الأخرى، فتقوم القراءتان أو الأكثر مقام تعدّد الآيات، وتؤدّي القراءات المختلفات تكاملاً في المعاني المقصودة جميعاً.
ثانياً: التكامل في الأداء البياني، كأن يراعى في النصّ توجيهه مرّة بأسلوب الحديث عن الغائب، مثل (وما الله بغافل عما يعملون)، وتوجيهه مرّة بأسلوب الخطاب الوجاهيّ المباشر، مثل (وما الله بغافل عما تعملون). وكأن يراعي في النصّ توجيهه بالبناء للمعلوم مرّة، مثل (نغفر لكم خطاياكم)، وتوجيهه مرّة أخرى بالبناء لما لم يُذكر فاعله، مثل (يُغفَر لكم خطاياكم) و (تُغفر لكم خطاياكم).
ثالثاً: التنويع في الأداء الفنّي الجمالي، مع ما قد يتضمّنه من دلالات فكرية وبيانية. مثل جعل فعل الشرط بصيغة الفعل الماضي في قراءة، وجعله بصيغة الفعل المضارع في قراءة أخرى، نحو: (ومن تطوّع خيراً) و (ومن يطوّع خيراً). ففي كل من القراءتين صيغة جمالية قصد التنزيل التنبيه عليها، واستخدامها باعتبارها عنصراً من عناصر الإعجاز الفنّي.
رابعاً: إثبات وجوه عربية متكافئة، فيما قسّمه علماء العربية حين أرادوا ضبط هذه اللغة بعد اختلاط الشعوب، إلى علوم اللغة، والنحو، والتصريف، والبلاغة. وجاء في التنزيل إثبات هذه الوجوه أمثلة يُقاس عليها، وشاهداً دائماً على أنها من الوجوه الجائزة في العربية، وأنه يحسن استمرار استعمالها في وجوه الكلام العربي، مع ما تتضمّنه من تحقيق الأغراض الثلاثة الأول.
وبعد أن بيّن هذه الأغراض وفوائدها، قال رحمه الله: وقد تتداخل الأغراض الأربعة أو بعضها في نصّ واحد، فيكون اختلاف القراءات فيه للتكامل الفكري، وللتكامل في الأداء البياني، وللتنويع في الأداء الفنّي الجمالي، ولإثبات وجوه عربية مكافئة. وهذه الأغراض يمكن اعتبارها إحدى وجوه الإعجاز في القرآن المجيد .. كما أنه أفرد - رحمه الله - في الباب الأخير من كتابه دراسة تحليلية للقراءات التي تشتمل على غرض أو أكثر من هذه الأغراض في سورة البقرة .. فطالعه إن شئت ..
وإليك هذا الكتاب ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=876) من تأليف الأستاذ الدكتور أحمد الخطيب، الذي تناول فيه هذه المسألة بشرح سلس ومبسط .. وفقّك الله وسدّد خطاك ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 01:48 م]ـ
جزاك الله كل خيرٍ على إفادتك و رفادتك,,
وبارك الله عليك وعلى علمك،
والسلام,,
ـ[الطبري]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 05:29 ص]ـ
الحمد لله
اخي الكريم ما قيل في عباد و عبيد لا يطرد
قال تعالى في سورة النور .. وانكحوا الايامى منكم و الصالحين من عبادكم
و الله اعلم
ـ[فيحاء محمد حمودي التحافي]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 01:30 م]ـ
السلام عليكم
الاخ ابو ذكرى ارجو تصحيح الآية في سورة الانعام (مَن يَضِل) الياء مفتوحة ورقم الآية (117)
ـ[عدنان الدوايمه]ــــــــ[09 - 04 - 2007, 03:40 م]ـ
لماذا جاءت كلمة (ودق) في سورة النورولم تاتي مطر
ـ[عدنان الدوايمه]ــــــــ[09 - 04 - 2007, 03:48 م]ـ
السلام عليكم اريد ان اسال مرة اخرى: لماذا جاءت كلمة (ودق) بفتح الواو في سورة النور ولم تاتي بدلا منها كلمة (مطر)
ـ[عدنان الدوايمه]ــــــــ[09 - 04 - 2007, 03:54 م]ـ
السلام عليكم: اريد ان اسال هذا السؤال: ما الحكمة من مجيء كلمة (ودق) بفتح الواو ولم تاتي بدلا منها كلمة مطر
ـ[ابو تمام الحذيفي]ــــــــ[18 - 06 - 2007, 07:56 ص]ـ
ما الفرق بين الضوء و النور وأيهما أقوى؟
الضوء هو اللذي يستمدّ نوره من نفسه والنور هو اللذي يستمد نوره من غيره
قال الله تعالى هو اللذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورا.
والله اعلم
ـ[الجلالي]ــــــــ[03 - 07 - 2007, 05:48 م]ـ
السلام عليكم اناضيف جديدعليكم وارجو مساعدتي في الحصول على بعض الكتب وهي: اقام الكلام العربي /د. فاضل السمرائي (1) اللغه العربيه معناها ومبناها /تمام حسان (2) معاني النحو د/فاضل السامرائي (3) لمسات بيانيه في نصوص من التنزيل /د. فاضل السامرائي (4) التعبير القراني /د. فاضل السامرائي (5) بلاغة الكلمة في التعبير القراني د/فاضل السامرائي (6) اللغه بين المعاير والوصفيه /دتمام (7) الكلمه دراسه لغويه ومعجميه /د/حلمي خليل (8) نحو القران/احمد عبد الستار الجبوري (9) نحو الفعل /احمد عبد الستار (10) نحو المعاني /احمد عبد الستار (11) معاني الابنيه في العربيه /د. فاضل السامرائي (12) علم الدلاله /د. اجمد مختار (13) معاني القران/الفراء (14) معاني القران. النحاس (15) بالضافه الى كتب التفسير
ـ[الجلالي]ــــــــ[03 - 07 - 2007, 06:08 م]ـ
ما الفرق بين الخلاف والختلاف لغتاً هذا واحسنتم على المشاركة
ـ[الجلالي]ــــــــ[04 - 07 - 2007, 07:04 ص]ـ
السلام على اهل اللغة ومتقنيها، السلام على حضن الفصاحة وحامليها، اهد تحيتيى لكم، بشوقٍ حار على اجابتي؛ انا من العراق، بلد الجراح، بلد المليون شهيد، اريد ان اتقدم شوقاً في الحصول على دراسة الماجستير؛ فهل من يعينني على حمل لغة القران، واكون له شاكراً، من خلال المصادر التي بعثتهاء، هل من فصيح فيجيبني، هل من لغوي فيساعدني؛ مع شكري الجزيل لحملة اللغة العربية ومبدعيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[08 - 07 - 2007, 10:29 م]ـ
السلام عليكم
حقا من أراد تذوق اللغة فليتعمق في بحر البلاغة قليلا ...
يارب أصبح مثل د. فاضل السامرائي الذي يخرج الشواهد بكل سهولة ويحظى بالتمتع في قراءة القرآن ... والله أغبطهم العلماء الذين يمضون حياتهم بالعلوم
بارك الله في المؤلف وفي الناقل وفي القارئ
وجزاك الله خير أخي الكريم على طرحك هذا الموضوع
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 07 - 2007, 11:30 م]ـ
يارب أصبح مثل د. فاضل السامرائي
اللهم أجب دعائها، ويسر باب العلم لنا يا أكرم الأكرمين
ـ[سديم2001]ــــــــ[08 - 07 - 2007, 11:49 م]ـ
شكرا لجهدك الكريم أخي أبو ذكرى
لكن بودي أن أسأل ما طريقة التواصل مع الدكتور السامرائي؟ هل له بريد إلكتروني أو هاتف متاح؟ وكيف أحصل على كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القراني) فأنا بحاجة ماسة إليه ..
ولك صادق الدعاء
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 07 - 2007, 05:48 ص]ـ
شكرا لجهدك الكريم أخي أبو ذكرى
لكن بودي أن أسأل ما طريقة التواصل مع الدكتور السامرائي؟ هل له بريد إلكتروني أو هاتف متاح؟ وكيف أحصل على كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القراني) فأنا بحاجة ماسة إليه ..
ولك صادق الدعاء
الكتاب اقتنيته من معرض الكتاب في جدة، وكان موجودا أيضا في المعرض الأخير بالرياض.
كان في دار أردنية إن لم أكن واهمة، وهو ليس بحوزتي الآن وإلا أعطيتك بيانات الناشر لتتواصلي معه.
أعانك الله.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 01:51 م]ـ
اللهم أجب دعائها، ويسر باب العلم لنا يا أكرم الأكرمين
يارب يا رب يا رب ...
والله حلم حياتي أن أحصل على الدكتوراه في البلاغة أو في الأدب ....
يارب يسر أبواب العلم ...
لنا ولجميع طلاب وعشاق العلم ...
بارك الله فيك أخي المحترم ..
وجزاك الله كل خير
ـ[أحلام]ــــــــ[13 - 07 - 2007, 02:54 م]ـ
الاخ الفاضل أبو ذكرى
جزاك الله خيرا
وحعل الله ماكتبته ونقلته في ميزان حسناتكم
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[18 - 07 - 2007, 09:24 ص]ـ
كتب الدكتور فاضل السامرائي ( http://www.islamiyyat.com/dr%20fadel%20books.htm)
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2007, 02:15 م]ـ
عودا حميدا أبا ذكرى أين أنت يا رجل؟
ـ[ابوروان]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 02:06 م]ـ
جهد رائع وبارك الله فيك ...
ـ[الجلالي]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 06:45 م]ـ
لا هنا زائده لتوكيد القسم
ـ[الجلالي]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 06:59 م]ـ
كيف الحصوال عليها
ـ[العربي الجزائري]ــــــــ[07 - 08 - 2007, 10:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف الحال يا أبو ذكرى بارك الله فيك على هذا الجهد العظيم وجزيت كل الخير أسأل الله أن ينفعن وإياك بهذه المواضيع أخي الكريم أريد أن أخذ تقييمك في موضع معين في اللغة العربية فهل من الممكن أن تساعدني أسأل الله ذلك فالموضوع في الدلالة العربية فإذا كانت إجابتك إيجابية فسأعمل على إرسال الموضوع كامل لك على كل حال الموضوع لا يخصني فأنا بعيد عن اللغة العربية
أتمن من الله أن تكون الإجابة بالإجاب وفي الوقت القريب هذا بريدي pam.125************* بارك الله فيك وتالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العربي الجزائري]ــــــــ[07 - 08 - 2007, 10:47 م]ـ
يا جماعة أي شخص يستطيع المساعدة فله ذلك وجزى الله الجميع
ـ[عين الحياة]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 07:31 م]ـ
يعطيك العاااافية
ـ[شمس النهار]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 07:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته ارجو الافاده مالفرق بين انا مسلمون واننا مسلمون هل تختلف الجمل بعد انا واننا؟ ارجو الرد سريعا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين(/)
تذوق حلاوة البلاغة القرآنية و الاعجازية في الآيات ..
ـ[اللبيب]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 02:44 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. تأملوا إخوتي البلاغة القرآنية في هذه الآيات:
1) قوله تعالى"إنهم اناس يتطهرون".
يسمى هذا النوع في علم البديع التعريض بما يوهم الذم، ولذلك قال ابن عباس: عابوهم بما يمدح به.
2) و قوله" ولا تقربا هذه الشجرة".
عبّر عن الأكل (بالقرب) للمبالغة في النهي عن الأكل منها.
3) و قوله:" وقاسمهما إني لكما ".
أكد الخبر بالقسم وبإنَّ واللام لدفع شبهة الكذب، وهو من الضرب الذي يسمى (إنكارياً) لأن السامع متردد.
4) و قوله" ألهم أرجل يمشون بها".
هذا الاسلوب يسمى (الإطناب) وفائدته زيادة التقريع والتوبيخ.
5) و قوله" إن شر الدواب عند الله ".
شبّه الكفار بالبهائم بل جعلهم شراً منها، وذلك منتهى البلاغة والإعجاز، إذ ان الكافر لا يسمع الحق والبهائم لا تسمع، ولا ينطقُ به والبهائم لا تنطق، ويأكل والبهائم تأكل، بقي انه يضر والبهائم لا تضر فكيف لا يكون شراً منها.
6) و قوله"وبشر الذين كفروا بعذاب أليم".
هذا الأسلوب يسمى (الأسلوب التهكمي) لأن البشارة بالعذاب تهكم بهم.
7) و قوله"فإذا انسلخ الأشهر الحرم ".
شبه مضي الأشهر وانقضاءها بالإنسلاخ الواقع بين الحيوان وجلده فهو من باب الإستعارة.
ودمتم ....
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 04:16 ص]ـ
نفع الله بك أخي الكريم
تحياتي
ـ[ايام العمر]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 06:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في علمك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 07:37 م]ـ
شكر الله لك هذه الإضاءات ..(/)
طبق-طبقة
ـ[الطباق]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 06:32 م]ـ
ما الفرق بين طَبَقٌ و طَبَقَة؟ عاجل من فضلكم ...
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 12:45 ص]ـ
طبق: في الاستسقاء: «اللّهمّ اسْقِنا غَيثاً ... طَبَقاً»: 17/ 230. أي مالِئاً للأرض، مُغَطِّياً لها. يقال: غَيثٌ طَبَقٌ؛ أي عامٌّ واسع (النهاية).
* ومنه في اسْتسقاء الحسن بن عليّ عليهما السّلام: «اسْقِنا مطراً ... مُغْدَوْدِقاً مُطْبَوبِقاً»: 88/ 322. مُفْعَوْعِل للمبالغة في تطبيق الأرضِ بالمطر (المجلسي: 88/ 325).
* وعن رسول الله صلّى الله عليه و آله في المعراج: «مررنا بملائكة ... ليس شي ء من أطْبَاق أجْسادِهم إلّا وهو يسبّح الله»: 18/ 324. أي أعْضَائهم مجازاً، أو أغشية أجسادهم من أجنحتهم وريشهم (المجلسي: 18/ 331). الطَّبَق ـ محرّكة ـ: غطاء كلّ شي ء، وعَظْمٌ رقيق يفصل بين كلّ فَقارَين، والطَّابَقُ ـ كهاجَرَ وصاحِب ـ: العُضْو (القاموس المحيط).
* وعن العبّاس:
إذا مضى عالَمٌ بدَا طَبَقُ
: 22/ 286. يقول: إذا مَضَى قَرْنٌ بدا قَرْنٌ. وقيل للقَرْن: طَبَق؛ لأ نّهم طَبَق للأرض، ثمّ ينْقَرضُون ويأتي طَبَق آخَر (النهاية).
* وفي الحديث: «أوحى الله عزّوجلّ إلى السماء أن يَحْبس الغيث، وأوحى إلى الأرض أن كوني طَبَقاً كالفخّار»: 63/ 273. كون الأرض طبقاً كناية عن صلابتها واندماج أجزائها تشبيهاً بالطَبَق المعروف من أمتعة البيت ... الفَخّارة ـ كجبّانة ـ: الجرّة، والجمع الفخّار، أو هو الخزف (المجلسي: 63/ 273).
* وعن الصدوق: «لا تجوز الصلاة في الطابقيّة»: 80/ 194. هي العِمَّة التي لا حَنَك لها (الهامش: 80/ 194).
* وفي كتاب أميرالمؤمنين عليه السّلام إلى ابن العاص: «صار قلبُك لقلبِهِ تَبَعاً، كما وافقَ شَنٌّ طَبَقَة»: 33/ 225. هذا مثلٌ للعَرَب يُضْرب لكلِّ اثنين أو أمْرَين جمعَتهما حالةٌ واحدةٌ اتَّصف بها كلٌّ منهما. وأصلُه - فيما قيل ـ: إنّ شَنّاً قبيلةٌ من عَبْد القَيْس، وطَبَقاً حيٌّ من إياد، اتّفَقُوا على أمْرٍ، فقيل لهما ذلك؛ لأنّ كلَّ واحدٍ منهما وَافقَ شَكله ونَظيره. وقيل: شَنٌّ: رجل من دُهاة العَرب، وطَبقة امرأةٌ من جِنْسه زُوِّجت منه، ولهما قصّة. وقيل: الشَّنّ: وعاء من أدَم تَشَنَّن؛ أي أخْلَق، فجعلوا له طَبَقاً من فَوْقِه فوافقه، فتكون الهاء في الأوّل للتأنيث، وفي الثاني ضمير الشَّنّ (النهاية).
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 12:57 ص]ـ
بورك فيك أخي الكريم
دمت بخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 02:39 ص]ـ
أخي الفاضل عبد الغاني - أسعده الله بطاعته ..
شكر الله لك حرصك وعنايتك وحبّك لنفع إخوانك في الفصيح ..
ولكن لك عليَّ حقٌّ لا بدّ أن أبذله لك، هو حقّ النّصح فيما بيننا ..
أخي الفاضل: لا بدّ أن تعرف عَمَّن تنقل من كلام العلماء أو غيرهم .. حتّى يكون النّقل غيرَ مخلّ بعقيدتنا أولاً، ويكون علميّاً محقّقاً على وجهه ثانياً .. فلا يكفي في النقل أنْ تكون الحاجة إليه فحسب، دون أنْ ننظر في الكلام الذي نريد أنْ ننقله .. وهذا أمرٌ لم ألمسه في نقلك أخي الفاضل .. فإنّ جُلّ ما نقلتَ بارك الله فيك كان عن المجلسيّ، وجاء في هذا النقل من الأحاديث ما لا نعرف أصله من فصله .. ولا ضير عليك، فربّما لم تتنبّه لهذا الأمر، ولكنّه من الأهمية بمكان، حتى يعرف القاريء مأخذ العلم الصحيح، ويستفيد منه ..
وفّقك الله لما فيه الخير والنفع ..
أخوكم
ـ[الطباق]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 07:09 م]ـ
استاذ عبد الغاني
في بداية الامر اشكرك جزيلا ولكني ما استطعت الادراك ما الفرق بينهما بالضبط. و انا لست عربيا مثلكم من جراء ذلك أتوقع شرحا مفصلا.
و السلام ...(/)
في رحاب آية كريمة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)
نلاحظ أن صفة البيع هنا كانت قبل صلاة الجمعة، ولكن بعد صلاة الجمعة تحولت إلى فضل من الله، وهذا يؤكد ما للطاعات من آثار جليلة على الأعمال، فالطاعة تحول العمل من عمل دنيوي يشترك فيه المسلم المؤمن وغير المسلم، إلى عمل يسمو به المؤمن والمؤمن فقط إلى آفاق نورانية يرضى عنها الإله ويباركها حتى يسعد بها هذا المؤمن ويطمئن إلى هبات الله التي ليس لها حدود، والخيط الفاصل رفيع جداً لايحتاج منا إلا لبضع دقائق فقط لننعم بهذه النعم الجليلة من المنعم الكريم.
مع عاطر التحيات،
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 07:35 م]ـ
الأخ الفاضل الشمالي ..
جزاك الله خيراً ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 07:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً أخي الفاضل لؤي، والأخوةَ الأفاضل القائمين على هذا الموقع الذي يتيح لنا كسب الحسنات والتواصل مع جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وإنها لنعمة جليلة جلية.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 09:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت أستاذنا الفاضل الشمالي
وجزاك الله خيراً
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 09:12 م]ـ
بوركت أخي الشمالي
ونفع الله بك
تحياتي
ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 10:40 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه اللفته اللطيفة
ونطمع بالمزيد
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 10:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الفاضلة أحلام، وإن شاء الله يكون لنا لوحات اخرى قريباً.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 10:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نقرأ قول ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز هذه الآية:
"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" (الإسراء: 82).
فنرى أن في هذا القرآن شفاء للناس وزيادة على الشفاء وهي الرحمة من الله العزيز الغفور، ولنفكر قليلاً كيف يكون الشفاء، فلو فرضنا أن مريضاً ما ذهب إلى الطبيب وكشف عليه هذا الطبيب ماذا يفعل بعدها، يصف له الدواء، وهنا يكون دور المريض ان يذهب إلى أقرب صيدلية ويشتري الدواء ويتبع تعليمات الطبيب في تناوله للدواء من أجل أن يحصل الشفاء بإذن الله، فلو فرضنا أن هذا المريض أخذ هذه الوصفة ووضعها على الرف أو جعل لها إطار مزخرف وعلقها في أجمل مكان من البيت فهل يكون هناك الشفاء!!! كما يفعل كثير من الناس هذه الأيام، الجواب طبعاً لا ....
فإذا أردنا أن يكون الشفاء الحقيقي من مرض النفوس ومن مرض الأبدان فلنتبع توصيات منزل القرآن، وهي أن نأتمر بأوامره وننتهي عن ما نهى عنه ولا نكتفي بوضعه للبركة في أجمل مكان من بيوتنا.
مع عاطر التحيات،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 11:11 ص]ـ
من كتاب روائع من أدب الدعوة ... للندوي رحمه الله، تحت عنوان:
الإيجاز والإعجاب في آية الدعوة، سعتها وعمقها.
.كان من إعجاز القرآن أنه لم يتعرض لأحكام تفصيلية في موضوع الدعوة،,إنما وكلها إلى العقل السليم، وإلى الذوق المستقيم، وإلى العقيدة الراسخة، والفكرة المتغلغلة في الأحشاء، ثم حاطها بسياج واسع، وهو السياج الوحيد الذي يستطيع أن يحيط بالدعوة وهو قوله تعالى:
{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة .... } (النحل:125)
تشعرون بمدى أبعاد الإطلاق الذي جاء في الآية، وأبعاد التقييد الذي جاء فيها
فأطلق وقال: {ادع إلى سبيل ربك ... }،ماحدد وما عين شيئاً خاصاً، فمثلاً تدعون الناس إلى الإيمان بالله وحده وإلى العقيدة الصحيحة وتحثون على الصلاة، وتدعون إلى مكارم الأخلاق وإلى الفضيلة، أو تدعون الناس إلى الشعور بالكرامة الإنسانية، {ادع إلى سبيل ربك ... } يحوي كل شيء، إنه يمتد ويسع الآفاق، ليست هذه الآفاق فقط، إنها آفاق الأديان السماويةوآفاق الحاجات البشرية
والحياة الإنسانية، فاستحضروا الإعجاز الكامل في قوله {ادع ... }،والدعوة عامة تشمل هذه المعاني كلها، وهذه الأساليب كلها، ثم قال { ... إلى سبيل ربك ... } وأي كلمة اوسع أفقاً وأعظم إطلاقاً من قوله تعالى { .. سبيل ربك ... }
إن "الحكمة"-الكلمة البليغة العربية التي جاءت في الآية-لاأعتقد انها من الممكن ترجمتها أو نقلها إلى لغة أخرى، وكذلك "الموعظة"كلمة مطلقة، و"الحسنة"أيضاً كلمة مطلقة، وهنا جاء القرآن يحل المشكلة فأطلق وقيد, وأوجز وأعجز، فقال:
{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة .... } (النحل:125)
مع عاطر التحيات،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 09:12 م]ـ
? قال الله تعالي: " حتي إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون؟ “ المؤمنون (99)
? ترى لماذا يطلب العودة إلى الحياة الدنيا؟!!!
? هل لكي يجمع دراهم أكثر؟!!!
? هل لكي يستمتع من ملذات الدنيا أكثر؟!!!
? هل لكي يسكن في قصور أكبر ,أم لماذا ياترى؟!!!
? لننظر لماذا إذاً:
?
? لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ....
? نعم ,حيث لايفيد إلاّ العمل والعمل الصالح فقط!!!
? فماذا يمنعنا من العمل الصالح ونحن مازلنا نعيش في الحياة الدنيا إذاً؟!!!
? هل يجب أن ننتظر فجآءة الموت , أم نبادر ونسرع في ذلك؟!!!
? وهل يمهلنا ربنا لكي نعمل صالحاً في ذلك الظرف وهو قد أعطانا المزيد من العمر من قبل!!!
? لنستمع إلى الآية بعدها إذاً:
? كلا إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون " المؤمنون: 100
لقد أعطانا الوقت الكثير قبل ذلك فأين كانت عقولنا وأرواحنا ,فإذا كنا صادقين حقاً في هذا الطلب فهاهي الفرصة أمامنا, فكل يومٍ هو فرصة جديدة لنا لكي نعمل من الصالحات الكثير الكثير فلا نضيع هذه الفرص.
ولنكن صادقين مع أنفسنا والله بعدها يوفقنا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 01:43 م]ـ
من روائع الأسحار .. يصورها لنا القران الكريم إذ قال تعالى ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون)) المضاجع في الليل تدعو الجنوب للرقاد وللراحة والى لذة النوم ولكنهم هجروا الفرش ... خوفاً وطمعاً.
فيأتي فضل الله وكرمه ... لكن ... ! كما قال بن عباس: (الأمر اجل وأعظم من أن يعرف تفسيره).وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كنهه الأفكار (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) [السجدة:17]، وقد جاء في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) [السجدة:17] (4). ورواه مسلم من عدة طرق عن أبي هريرة وجاء في بعض طرقه: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخراً، بلْه ما أطلعكم الله عليه، ثم قرأ: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين). [السجدة:17] ". ورواه مسلم عن سهل بن سعد الساعدي قال: شهدت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - في آخر حديثه:" فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قرأ هذه الآية: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) [السجدة: 16 - 17.ويقول ابن القيم رحمة الله: (تأمل كيف قابل ما اخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس , وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون إلى صلاة الليل بقرة الأعين بالجنة) نسال الله الكريم من فضلة.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 07:10 م]ـ
بارك الله فيك يا شمالي ُّ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 02:14 م]ـ
تحية للأخ الدليمي وبارك الله فيك، ونحث جميع الأخوة بالمشاركة في هذا الموضوع، حتى تتم الفائدة ويعم الأجر والثواب.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 03:33 م]ـ
ورد لفظ (التنازع) في القرآن الكريم في سبعة مواضع، وورد لفظ (الفشل) في أربعة مواضع، وجاء الربط بين اللفظين في ثلاثة مواضع، قوله تعالى: {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر} (آل عمران:152) في وقعة أُحد؛ وقوله سبحانه: {ولو أراكهم كثيرًا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر} (الأنفال:43) وذلك في غزوة بدر؛ ثم قوله
(يُتْبَعُ)
(/)
: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} (الأنفال:46) ولنا مع هذه الآية الأخيرة وقفة. والتنازع: التخالف والاختلاف والتخاصُمُ. والفشل: الوهن والإعياء والجبن وانحطاط القوة، مادية أو معنوية. ويلاحظ أن الخطاب القرآني قد ربط بين هذه المعاني، ورتب بعضها على بعض؛ رَبْط النتيجة بسببها، وتَرَتُّبَ المعلول على علته؛ وهذا شأن منهج القرآن الكريم في كثير من آياته، التي تقرر قانونًا عامًا، لا يتبدل ولا يتغير، بل يجري على سَنَنٍ ثابت مطرد لا اختلال فيه ولا تبديل {فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا} (فاطر:43). فقوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا} إخبار واضح، ونهي جازم، وسنة ثابتة، يدل على أن الفشل والتراجع - على مستوى الأمة أو الأفراد - إنما مرجعه إلى التنازع والاختلاف؛ إذ العلاقة بين الأمرين علاقة تلازمية، كعلاقة السبب بالمسبَّب تمامًا، لا تتخلف إلا إذا تخلفت سُنَن الحياة الكونية، كأن تصبح قوة الجاذبية إلى السماء لا إلى الأرض! وعلى ما تقدم، فإن النهي عن التنازع يقتضي الأمر بمنع أسباب التنازع وموجباته، من شقاق واختلاف وافتراق؛ والأمر بتحصيل أسباب التفاهم ومحصلاته، من تشاور وتعاون ووفاق. ولما كان التنازع من شأنه أن ينشأ عن اختلاف الآراء والتوجهات، وهو أمر مركوز في الفطرة والجِبِلِّة البشرية، بسط القرآن القول فيه ببيان سيئ آثاره، ومغبة مآله، ورتب عليه في الآية هنا أمرين: الفشل {فتفشلوا} وذهاب القوة {وتذهب ريحكم} والفشل في الآية هنا على حقيقته، إذ يعني الفشل في مواجهة العدو ومدافعته؛ وذهاب الريح في الآية، كناية عن ذهاب القوة، والدخول في حالة الضعف والوهن. وإنما كان التنازع مفضيًا إلى الفشل، لأنه يُثير التباغض والشحناء، ويُزيل التعاون والألفة بين النفوس، ويدفع بها إلى أن يتربص بعضها ببعض، ويمكر كل طرف بالآخر، مما يُطْمِع الأعداء فيها، ويشجعهم على النيل منها، ويجرئهم على خرق حرماتها، واختراق محارمها. وكم أُتيت أمة الإسلام على مر تاريخها - القديم والحديث - من جهة التنازع والتباغض، مع وضوح النص وصراحته في النهي عن هذا. ومن ثَمَّ، جاء صدر الآية آمرًا بطاعة الله ورسوله، إذ بطاعتهما تُتلاشى أسباب التنازع والاختلاف، وبالتزام أمرهما تتجمع أسباب النصر المادي والمعنوي؛ فما يتنازع الناس إلا حين تتعدد جهات القيادة والتوجيه، وحين يكون الهوى المطاع هو الموجِّه الأساس للآراء والأفكار، فإذا استسلم الناس لأمر الله ورسوله، وجعلوا أهواءهم على وَفْق ما يحب الله ورسوله انتفى النزاع والتنازع بينهم، وسارت الأمور على سَنَنِ الشرع الحنيف، وضُبطت بأحكامه وتوجيهاته. على أنَّه من المهم هنا حمل (الفشل) في الآية على معنى أعم وأوسع، بحيث يشمل الفشل في أمور الحياة كافة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بحيث لا يقتصر الفشل على ساحات الوغى والقتال فحسب - كما هو السبب الذي وردت لأجله الآية الكريمة - وهو معنى لا تأباه اللغة، ولا يمنعه الشرع؛ وهذا أولى بفهم الآية، كما يُعلم ذلك مِن تتبُّع مقاصد القرآن، وكلياته الأساسية. وحاصل القول في الآية: أن الاختلاف والتنازع عاقبته الفشل والخسران، وأن التعاون والوفاق سبب للفوز والنجاح في الدنيا والآخرة؛ والقارئ لتاريخ الأمم والشعوب - بما فيها تاريخ أمتنا الإسلامية - لا يعجزه أن يقف على العديد من الأحداث والشواهد والمشاهد - وعلى المستويات كافة - التي تصدق ما أخبر به القرآن الكريم. وصدق الله إذ يقول: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا} (آل عمران:103) فهل يعمل المسلمون بهذا الأمر الإلهي، أم ما زالوا عنه غافلين؟ نسأل الله أن يوفق هذه الأمة لما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 03:20 م]ـ
يقول الله تعالى: " لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار".
(يُتْبَعُ)
(/)
حينما يتسلل الإحباط واليأس إلى نفس المؤمن وهو يرى ماعليه الكفار اليوم من التمكين في الأرض ومايملكونه من القوة والهيمنة، وعندما يرى جيوشهم وعددهم وعتادهم، ويرى صناعاتهم وتقنيتهم فينتابه شعور بالنقص إزاء ماحققه القوم من رقي وتقدم في عالم الحضارة والمدنية ويصبح متأرجح التفكير في حاضر ماثل للعيان يجسد ضعف أمة الإسلام وهوانها بين الأمم، تأتي هذه الآية الحكيمة كالبلسم الشافي تعيد إلى نفس المؤمن توازنها وتشعره بالعزة وتضع الأمور في نصابها في بيان حقيقة ومصير أولئك القوم ومآلهم الذين سيصيرون إليه فتتحقق له الطمأنينة ويستشعرعزة الإسلام ونعمة الإيمان التي أمتن الله بها عليه يوم أن جعله مؤمناً بالله موحداً له ومنزهاً له عن الشرك.
إنهم مهما بلغوا من الرقي ومن التطور ومهما ملكوا من الدنيا فإنه ... متاع قليل .. هكذا سماه رب العالمين العليم الخبير .. متاع وقليل أيضا .. نعم إنه متاع إذا ماقورن بنعيم الآخرة الذي سيحرمون منه. هبهم حازوا الدنيا بأكملها جوها وبرها وبحرها وبسطوا نفوذهم على أقطارها وتنعموا بملذاتها وتمتعوا بشهواتها دونما منغصات أو كوارث، هبهم عمروا فيها مئات السنين! ثم ماذا بعد ذلك؟ جهنم وبئس المهاد! أليس إذن ماكانوا فيه إنما هو مجرد متاع قليل سرعان ماتذهب لذته وتزول شهوته .. لقد خسروا بكفرهم كل شيء ولن يغني عنهم ماهم فيه في الدنيا شيئاً يوم القيامة، يقول تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين) ويقول تعالى: (ولو أن للذين ظلموا مافي الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون). أفبعد هذا يغبطهم عاقل على ماهم فيه من التنعم ورغد العيش وماهم فيه من القوة والسيطرة والتمكين رغم مايشوب ذلك كله من المنغصات والمكدرات؟! وهذا ليس من قبيل الدعوة إلى الركون إلى الكسل والدعة والتخاذل عن السعي للكسب ولعمارة الأرض ولكن القصد منه رفع معنويات المؤمن وتبصيره بحقيقة الأمور وأنه أعز وأكرم عند الله وإن ناله شيء من الذل والهوان والضعف في الحياة الدنيا.
إن الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة وأن النعيم الحقيقي هو نعيم الجنة والفوز الحقيقي هو الفوز بالجنة والنجاة من النار فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. ثم تُختم الآية الكريمة بما تننشرح له نفوس المؤمنين وتسر أفئدتهم له وتزهدهم بمافي أيدي أعدائهم وتزيدهم شوقاُ إلى ماعند الله والدار الآخرة وتحفزهم على العمل من أجل النعيم الحقيقي في الحياة الحقيقية فيقول تعالى: لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار. رضينا ربنا رضينا .. اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة ولاحياة إلا حياة الآخرة. اللهم إجعلنا من أبناء الآخرة ممن لاخوف عليهم ولاهم يحزنون وارزقنا اللهم من العمل ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ماأحييتنا وأجعله الوارث منا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 04:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي الشمالي ونفعنا بعلمك ..
اللهم إجعلنا من أبناء الآخرة ممن لاخوف عليهم ولاهم يحزنون وارزقنا اللهم من العمل ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ماأحييتنا وأجعله الوارث منا.
اللهم آمين ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 10:56 ص]ـ
ونفعنا بك وبعلمك وجهودك أستاذي الفاضل لؤي الطيبي, وبارك الله مرورك اللطيف.
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 07:02 م]ـ
بارك الله فيك الاخ الشمالي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 08:16 م]ـ
تحية طيبة أخي العاني وشكر الله مروك اللطيف.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 01 - 2007, 01:01 م]ـ
لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الله تعالى: " لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار".
حينما يتسلل الإحباط واليأس إلى نفس المؤمن وهو يرى ماعليه الكفار اليوم من التمكين في الأرض ومايملكونه من القوة والهيمنة، وعندما يرى جيوشهم وعددهم وعتادهم، ويرى صناعاتهم وتقنيتهم فينتابه شعور بالنقص إزاء ماحققه القوم من رقي وتقدم في عالم الحضارة والمدنية ويصبح متأرجح التفكير في حاضر ماثل للعيان يجسد ضعف أمة الإسلام وهوانها بين الأمم، تأتي هذه الآية الحكيمة كالبلسم الشافي تعيد إلى نفس المؤمن توازنها وتشعره بالعزة وتضع الأمور في نصابها في بيان حقيقة ومصير أولئك القوم ومآلهم الذين سيصيرون إليه فتتحقق له الطمأنينة ويستشعرعزة الإسلام ونعمة الإيمان التي أمتن الله بها عليه يوم أن جعله مؤمناً بالله موحداً له ومنزهاً له عن الشرك.
إنهم مهما بلغوا من الرقي ومن التطور ومهما ملكوا من الدنيا فإنه ... متاع قليل .. هكذا سماه رب العالمين العليم الخبير .. متاع وقليل أيضا .. نعم إنه متاع إذا ماقورن بنعيم الآخرة الذي سيحرمون منه. هبهم حازوا الدنيا بأكملها جوها وبرها وبحرها وبسطوا نفوذهم على أقطارها وتنعموا بملذاتها وتمتعوا بشهواتها دونما منغصات أو كوارث، هبهم عمروا فيها مئات السنين! ثم ماذا بعد ذلك؟ جهنم وبئس المهاد! أليس إذن ماكانوا فيه إنما هو مجرد متاع قليل سرعان ماتذهب لذته وتزول شهوته .. لقد خسروا بكفرهم كل شيء ولن يغني عنهم ماهم فيه في الدنيا شيئاً يوم القيامة، يقول تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين) ويقول تعالى: (ولو أن للذين ظلموا مافي الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون). أفبعد هذا يغبطهم عاقل على ماهم فيه من التنعم ورغد العيش وماهم فيه من القوة والسيطرة والتمكين رغم مايشوب ذلك كله من المنغصات والمكدرات؟! وهذا ليس من قبيل الدعوة إلى الركون إلى الكسل والدعة والتخاذل عن السعي للكسب ولعمارة الأرض ولكن القصد منه رفع معنويات المؤمن وتبصيره بحقيقة الأمور وأنه أعز وأكرم عند الله وإن ناله شيء من الذل والهوان والضعف في الحياة الدنيا.
إن الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة وأن النعيم الحقيقي هو نعيم الجنة والفوز الحقيقي هو الفوز بالجنة والنجاة من النار فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. ثم تُختم الآية الكريمة بما تننشرح له نفوس المؤمنين وتسر أفئدتهم له وتزهدهم بمافي أيدي أعدائهم وتزيدهم شوقاُ إلى ماعند الله والدار الآخرة وتحفزهم على العمل من أجل النعيم الحقيقي في الحياة الحقيقية فيقول تعالى: لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار. رضينا ربنا رضينا .. اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة ولاحياة إلا حياة الآخرة. اللهم إجعلنا من أبناء الآخرة ممن لاخوف عليهم ولاهم يحزنون وارزقنا اللهم من العمل ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ماأحييتنا وأجعله الوارث منا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 01:51 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الشمالي ..
وحقاً أخي الفاضل .. فإنّ الكفار بكل ما لديهم من قوة وعتاد وصناعة ... إلا أنّهم قوم ضعفاء لا قدرة لهم على شيء، وليس لهم من أنفسهم إلا العجز .. ولو أنّهم عقلوا لعلموا، ولو علموا لعملوا عمل العبيد، وأطاعوا القوي الشديد .. وصدق الله العزيز القائل في كتابه المجيد: (فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الشورى: 36] ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 10:48 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وبارك الله فيك أخي الفاضل لؤي الطيبي، صدقت والله، وهذا يدفعنا إلى العمل بصدق وبتخطيط أدق، ويجب علينا معرفة الثغرات التي عندهم للدخول عليهم من خلالها، والله لن يخذل عباده المؤمنين.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 01 - 2007, 05:17 م]ـ
مشاركات ثمينة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 01 - 2007, 11:02 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل نائل سيد أحمد، وشكر لك مرورك اللطيف ونفعنا وإياك بعلمك وبجهدك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 11:37 ص]ـ
ومن الناس من يشري نفسه
قال الله تعالى:" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد".
نزلت هذه الآية الكريمة في صهيب الرومي رضي الله عنه، حينما تخلى للمشركين في مكة عن كل مايملك مقابل أن يخلون سبيله ليلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، احتجزوه ومنعوه من الهجرة وقال قائلهم ياصهيب جئتنا صعلوكاً لاتملك شيئاً، وأنت اليوم ذو مال كثير! - يساومونه- فقال لهم رضي الله عنه: أرأيتم إن دللتكم على مالي هل تخلون سبيلي؟ قالوا: نعم. فدلهم على ماله بمكة ثم انطلق مهاجراً في سبيل الله لايلوي علىشيء تاركاً كل مايملك خلف ظهره وهاجرا إلى الله ورسوله، فلما وصل المدينة دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه الصلاة والسلام مهنئاً له على حسن صنيعه: "ربح البيع أبا يحيى ربح البيع " فلله در صهيب شرى نفسه طلباً لرضوان الله تعالى. هكذا تكون التضحية وإلا فلا! هذا صهيب وهذا فعله الذي غدا قرآناً يتلى إلى يوم القيامة فماذا قدمت أنا؟ وماذا قدمت أنت أخي الحبيب طلباً لمرضات الله؟ ماذا قدمنا من أموالنا في سبيل الله؟ ماذا قدمنا من أوقاتنا في سبيل الله؟ هل تنازلنا عن شيء ولو يسيرمن شهواتنا وملذاتنا من أجل الله؟ بل كم قد تنازلنا عن إيماننا من أجل دنيانا؟ أنرقع دنيانا بتمزيق ديننا؟! كيف لوخيرنا بين أموالنا وبين ديننا؟ أو بين أهلينا وبين إيماننا؟
اللهم سترك ياستير، اللهم لاتفضحنا؟ ولا تمتحنا في إيماننا وتولنا برحمتك ياأرحم الراحمين. هذا حالنا أيها الأخوة ونحن نرجو الجنة ونطمع في نعيم الآخرة ونطمح إلى الدرجات العلى والمنازل الرفيعة بجوار الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ولانريد أن نقدم ولو جزءً يسيراً من الثمن. يقول الله تعالى: الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
من موقع رسالة الإسلام
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 02:14 م]ـ
أخي الفاضل الشمالي ..
جزاك الله عنا كلّ خير ..
ـ[زينب محمد]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 02:27 ص]ـ
أخي المتألق الشمالي ..
وفقك الله، وحماك، وبارك فيك.
أسأل الله أن يعزك بالإسلام، ويعز الإسلام بك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 04:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل لؤي الطيبي، مرورك يسعدني نفعنا الله بكم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 04:12 م]ـ
وبارك الله فيك أختي الفاضلة زينب محمد -أميرة البيان-إن شاء الله دائماً.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 05 - 2007, 10:16 ص]ـ
عن موقع رسالة الإسلام
ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس
يقول الله تعالى: (ولقد ذرأنا لجنهم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوب لايفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان
لايسمعون بها، أولئك كالأنعام، بل هم أضل أولئك هم الغافلون
تهديد ووعيد للغافلين عن الله، اللاهثين خلف أهوائهم وشهواتهم، الذين آثروا الحياة الدنيا وباعوا آخرتهم الباقية بدنيا فانية الذين جعلوا الآخرة خلف ظهورهم والدنيا نصب أعينهم، هي قبلتهم وغاية آمانيهم، يوالون ويعادون من أجلها، حبها تمكن من قلوبهم وذكرها يجري على ألسنتهم آناء الليل وأطراف النهار ولايذكرون الله إلا قليلاَ. تطرب أسماعهم لسماع أخبارها وإذا ذكر الله اشمأزت قلوبهم، جند بالنهار ركبان بالليل ولكن ليس في سبيل الله، همم عالية وطموحات دونها الثريا ولكن ليس في ذات الله. وإذا أتت وقت الطاعة وساعة العبادة رأيتهم أكسل الخلق. أولئك هم حطب جهنم .. نعوذ بالله من الغفلة
فياعبد الله يامن تنام عن الصلوات المكتوبات يامن تؤخر الظهر إلى العصر والمغرب إلى العشاء والفجر إلى مابعد طلوع الشمس إلى متى الغفلة؟ إلى متى الغفلة؟ أما قرع قلبك وعيد الله: ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون؟
وياعبد الله يامن تظلم الخلق وتأكل حقوق الناس بالباطل إلى متى الغفلة؟ يامن تأكل الربا وتستحل الحرام إلى متى الغفلة؟
ويا من تطلق بصرك في الحرام وتقلب نظرك في وجوه الحسان إلى متى الغفلة؟
يامن أرخيت سمعك للمعازف وتعلق قلبك بالطرب وسماع الغناء إلى متى الغفلة؟
ويامن خلا قلبه من ذكر الله وسماع كلام الله إلى متى الغفلة؟ يامن هجرت كتاب الله متى تعود إليه؟
ويامن تقرأ هذا الكلام وتعترف كما أعترف أنا بالتقصير دعني اسأل نفسي واسألك إلى متى الغفلة؟
اللهم إنا نسألك التوبة والعودة إليك، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً. اللهم أيقظ قلوبنا من غفلتها، اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولامبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا. اللهم حرم جلودنا وأجسادنا على النار
وإلى اللقاء مع وقفة أخرى مع آية من كتاب إلى كتاب الله
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[21 - 05 - 2007, 03:12 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النسمات
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 05 - 2007, 03:36 م]ـ
أخي الكريم أبو أسيد جزاك الله خيراً ونفع بك.(/)
في معاني الحق في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 08:21 م]ـ
الحق يأتي بمعنى الجرم: "ويقتلون النبيين بغير الحق".
وبمعنى البيان: "الآن جئت بالحق".
وبمعنى المال: "وليملل الذي عليه الحق".
وبمعنى القرآن: "بل كذبوا بالحق".
وبمعنى الصدق: "قوله الحق".
وبمعنى العدل: "وبين قومنا بالحق".
وبمعنى الإسلام: "فيحق الحق".
وبمعنى المنجز: "وعداً علينا حقاً".
وبمعنى الحاجة: "ما لنا في بناتك من حق".
وبمعنى لا إله إلا الله: "له دعوة الحق".
ويراد به الله عز وجل: "ولو اتبع الحق أهوائهم".
وبمعنى التوحيد: "وأكثرهم للحق كارهون".
وبمعنى الحظ: "والذين في أموالهم حق معلوم".
منقول للفائدة
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 12:41 ص]ـ
حقا مقالتك فريدة ومفيدة،
بارك الله فيك.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 12:54 ص]ـ
وبورك النقل
تحياتي
ـ[قطرالندى]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 01:42 م]ـ
حفظك الله
ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 10:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا: اخوتي واخواتي الافاضل
وشكرا للمرور(/)
الموجز في تاريخ البلاغة " الفصل الثاني" ظواهر بلاغية في العصر الجاهلي
ـ[معاوية]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 01:30 م]ـ
التمهيد ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14287)
الفصل الأول ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14810)
الفصل الثاني
ظواهر بلاغية في العصر الجاهلي
أ ـــ ما تحدث تاريخ أمة من الأمم بما تحدث به تاريخ العرب من حب هؤلاء القوم للغتهم، وعنايتهم بشأنها، واحتفائهم بها.
لقد أحلَّ العرب لغتهم من حياتهم المحل الأول، فكان لا يكون العربي في نظرهم كاملاً ما لم يبلغ من لسانه الغاية، وكان من يبلغ بلغته نثرًا أو نظمًا منزلة رفيعة من الخطابة والشعر تبلغ به لغته منزلة أرفع بين قومه وأبناء عشيرته، وهو بلغته تلك الرفيعة البليغة يبلغ بقومه أو عشيرته مبلغًا عظيمًا بين القبائل والعشائر .. ولذلك كانوا إذا نبغ منهم شاعر أو خطيب أولموا له واحتفوا به وجعلوه عيدًا لهم وفخرًا.
وهذا الاحتفاء العظيم باللسان يفسّر لنا لماذا كان أهل اللسان من خطباء وشعراء ورؤساء الوفود عند العرب وسفراءهم وممثليهم .. وهم عندهم أهل الرأي والشورى.
ولم يكن حب البلاغة مقصورًا على فئة خاصة منهم. وإنما كان طبع العرب كافة. إنه أقرب إلى أن يكون غريزة فيهم أو فطرة فطروا عليها، وهو أعمق وأعم من أن يكون صفة لطائفة معينة منهم، بل لقد شاع حتى بين عامتهم، وشارك فيه نساؤهم وأطفالهم، وما أكثر ما روي عن نسائهم وأطفالهم من أقوال وأجوبة بلغت من البلاغة مبلغًا جعلها تسير حتى يومنا هذا مسير المثل والحكمة.
واستمر ذلك فيهم، وتسلسل في ذراريهم، حتى بدأ اختلاطهم بغيرهم، وبدأت سلائق أهل المدن تضعف وتفسد، فخافوا على سلائق أولادهم، فأخذوا يبعثون بهم إلى البادية ليظلوا في حجر العربية الصرف البعيد عن كل شائبة.
ب ــ إن طبيعة الحياة العربية قبل الإسلام كانت طبيعة ذات صلة خاصة باللغة وبلاغتها وفصاحة بيانها؛ وذلك أنها كانت حياة قائمة على التفاخر والتكاثر بالأنساب والأجداد والمآثر والأيام ... والشعر هو الديوان الذي كانوا يفزعون إليه ليسجلوا فيه كل تلك المفاخر .. ولا بد للشعر والشاعر من لغة تفصح وتبين لترفع أو تحط، وتُعلي أو تضع .. فاللغة إذا سلاح القوم وآلتهم في ميدان الفخر والشرف.
ـ[معاوية]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 05:55 ص]ـ
ج ــ كانت للعرب أسواقهم الأدبية التي يقيمونها في مواسم معيّنة يستعدّون لها ويتوافدون إليها من كل حدب وصوب، وكانت عدة كل منهم في تلك الأسواق لسانه" يحمل إلى السوق التهامي والحجازي والنجدي والعراقي واليمامي واليمني والعماني كلُّ ألفاظ حيّه ولغة قطره فما تزال عكاظ بهذه اللهجات نخلاً واصطفاء حتى يتبقى الأنسب الأرشق، ويطرح المجفو الثقيل" (1).
(1) أسواق العرب: 242.
ـ[معاوية]ــــــــ[03 - 11 - 2006, 09:21 م]ـ
تابع ــ ج ــ وأسواق العرب تلك أشبه بمؤتمرات أدبية أو معارض لسانية تخرج القبيلة فيها عن عزلتها، ويسود فيها جوّ من فصاحة اللسان ونصاعة البيان، وهي أسواق عرف العرب فيها أولَ نوع من أنواع الوحدة. وهي وحدة اللغة الأدبية التي انمحت أمام جودتها وفصاحتها لغاتُ القبائل المحلية، فلم تظهر فيها كشكشة ولا عنعنة ولا طمطمانينة .. وإنما كانت لغة مختارة منتقاة عرفتها القبائل يوم عرفت قريشًا، وقريش أوسع القبائل نفوذا، وأكثرها نشاطًا؛ فإلى أرضها يحج العرب، وإليهم في بلادهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب تصل قوافلها وتجارتها في رحلتي الشتاء والصيف.
ـ[معاوية]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 01:48 م]ـ
تابع ــ ج ــ وكان للغة قريش أوفى نصيب في اللغة التي اختارها العرب لغةً لأسواقهم الأدبية ولغتهم الموحدة.
يقول الأستاذ سعيد الأفغاني بعد أن يعدد أحداثًا مما يجري في عكاظ من سياسة ومنافرة وحرب وتجارة وأدب: " .. والآن تستطيع أن تفهم لمَ يعدّ مؤرخو الأدب عكاظ في أول ما وحّد لهجات القبائل العربية قبل نزول القرآن الكريم بأكثر من قرن، وهيّأ لقريش خاصة تلك الزعامة والتحكم في اللغة والانتقاء فسلمت من عيوب اللهجات" (1).
(1). أسواق العرب: 290.
ـ[معاوية]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 04:28 م]ـ
د ــ لو لم تكن لغة القرآن هي نفسها اللغة الموحدة التي تعارفوا عليها قبل نزوله، لما كان هناك وجه للتحدي الصارخ الذي واجههم به، أو أن هذا التحدي كان للقبيلة التي نزل بلسانها ... وبذلك كانت كل قبيلة غيرها تستطيع أن تكون بعيدة عن التحدي غير مقصودة به، إذ أنه أُنزل بلغة غير لغتها ولحن غير لحنها ... ولقد سمعنا التحدّي وسمعناه شديدًا معادًا مكررًا ـ على نحو ما سنرى بعد قليل ـ ولم نسمع أن أعرابياً واحداً من أية قبيلة ردَّ على التحدي أو صرفه عنه بمثل هذا القول. إن للتحدي وجهاً واحداً لا يزول عنه، ولا يقوم من دونه، وذلك بأن تكون لغة القرآن التي بها نزل هي لغة العرب التي كانوا بها يتكلمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاوية]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 02:02 م]ـ
هـ ــ إن كثيراً من الشعراء الجاهليين انصرفوا إلى الشعر انصراف عناية وتنقيح، قال الجاحظ " ومن شعراء العرب من كان يدع القصيدة تمكث عنده حولاً كريتاً (1) وزمناً طويلاً، يردد فيها نظره، ويجيل فيها عقله، ويقلب فيها رأيه، اتهاماً لعقله وتتبعاً على نفسه. فيجعل عقله زماماً على رأيه، ورأيه عياراً على شعره؛ إشفاقاً على أدبه، وإحرازاً لما خوله الله تعالى من نعمته. وكانوا يسمون تلك القصائد: الحوليات، والمقلدات والمنقحات، والمحكمات، ليصير قائلها فحلاً خنذيذاً (2) وشاعراً مفلقاً (3) .. " فالانصراف إلى الشعر وتنقيحه عند من عرفنا من أصحاب الحوليات وعبيد الشعر إنما هو في الحقيقة حرص منهم على أن يكونوا من فحول الشعراء وبلغائهم، ورغبة في تنزيه شعرهم مما أُخذ على غيرهم.
(1) سنة كريت: تامة.
(2) البيان والتبيين 2: 9.
(3) شاعر خنذيذ: فحل مجيد.
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 10:49 ص]ـ
بوركت الاخ معاوية وجزيت خيراً
ـ[معاوية]ــــــــ[15 - 12 - 2006, 11:51 م]ـ
وبارك الله فيك أخي محمد خليل العاني،
وجزاك الله خيرا(/)
نافذة للتدبّر - دعوة عامّة لأساتذة الفصيح
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 07:25 م]ـ
إنّ القرآن هو المعجزة الخالدة التي تظلّ مسطورة في ضمير الوجود لتقف على فيض منها أذهان المستبصرين النابهين كلّما عاودوا تلاوته في تدبّر واستبصار ..
وهنا سنفتح بإذن الله نافذة لنطلّ من خلالها على معانٍ متجدّدة ممّا يتفتّق عن أذهان مفكّري وأساتذة الفصيح لآيات من الذكر الحكيم، تحفظ الباحث من الزيغ والانحراف، وتجعله على بيّنة من ربّه ونور من أمره إنْ شاء الله ..
وإنّي لأحمد لأخي الأستاذ أبي عبد الله خالد الشبل الذي تسمّح فطلب منّي أنْ أفتح هذه النافذة للتدبّر، كيما تعمّ الفائدة للجميع ..
وأنا أدعو أساتذة الفصيح النبلاء إلى الوقوف عند الآيات وقوفاً مليّاً، وأنْ يُشبعوا الكلام عليها نُقطة نُقطة ..
والأمل كبير إذا نظر الناظر في أقوالهم، أنّه سيخرج منها بإذن الله قرير العين، رضيّ النفس ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 07:29 م]ـ
يقول الله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 38 - 40].
ما المقصود من قوله تعالى: (وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار)؟
هل هو حقّاً نفي سبق الليل للنهار؟
أم أنّ للسّبق فيها دِلالات أخرى؟
لنلج معاً في رحاب هذه الآية .. وليتكلّم عليها الأساتذة حسبما يتيسّر لهم متضرّعين إلى الله أنْ يزيدنا علماً ويلهمنا رُشداً، وكفى بربّك هادياً ونصيراً.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 08:26 م]ـ
بوركت أستاذ لؤي على هذا المقترح الطيب
وإني لأظنه كذلك، إذ أننا كثيرا ما نمر بآياتٍ كثيرة مرات عديدة ويستوقفنا معنى بالكاد نخرج به أو نتلمسه من خلال قراءة عاجلة 00 أو حتى قراءة مستفيضة متأنية 00 فمثالك للآية الكريمة (ولا الليل سابق النهار)
فدلالة ذلك إن لم تخني الذاكرة بأن الليل في حالة ديمومة وأما النهار فيظل في حالة وقتية راهنة 00 وقد دل العلم الحديث على ذلك خاصة وقد عرج الإنسان إلى الفضاء فوجد هذه الحقيقة ماثلة أمام عينية 00
لذا فالليل لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون في حالة سبق مع النهار لديمومته، ونلاحظ مدلول ذلك في آيات كريمة أخرى من ذلك: (والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها)، فدلالة ذلك بأن الليل في ديمومته ولا يكون النهار إلا مجليا للشمس التي تكون في حالة غير الحالة التي يراها من جاب الفضاء 000
هذا والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 10:21 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الكريم مغربي ..
وفي انتظار المزيد من كلام الأساتذة الكرام على الآية ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 05:14 ص]ـ
جزيت خيرا يا أستاذنا الكريم
قرأت الموضوع ورد الأستاذ مغربي عليه، وتذكرت شيئا له صلة بالموضوع قد يعضد ماذهب إليه الأستاذ مغربي.
يحضرني أنه قبل فترة حينما كنت في الطائرة، رأيت الشمس والأرض معا وشاهدت انقسام الليل والنهار على شقي الأرض بشكل عجيب.
الغريب في الأمر أن الأجواء التي نحن فيها حول الطائرة كانت ليلية رغم أننا نشاهد الشمس وشعاعها منطلق في الفضاء.
بداية لم أعر هذه الأمر كثير اهتمام، وبعد هذا الحدث قرأت كتابا فلكيا أشار فيه المؤلف أن الفضاء برمته يسوده الظلام الدامس، وضوء النهار الذي نشاهده على الأرض ماهو إلا انعكاس لضوء الشمس، ولو أزيلت الأرض من مكانها لانقلب هذا النهار العريض إلى ظلام دامس، هكذا فهمت من كلامه، ولاحت لي تلك الحادثة التي شاهدتها من الطائرة فأدركت هذه الحقيقة، لكني لم أتوسع بفهمها علميا إلى الآن.
قد يكون هذا الكلام لاعلاقة مباشرة له مع موضوع الأستاذ لؤي، لكن ... كما يقال: الشيء بالشيء يذكر.
متشوق إلى تفسير سؤال الأستاذ لؤي وهل له علاقة بما تقدم.
بانتظاركم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 05:24 ص]ـ
وجدت لكم هذا النص للمرزوقي رحمه الله:
قوله تعالى (ولا الليل سابق النهار) محمول على وجهين:
الأول: أن يكون المعنى بالسبق أول إقباله وآخر إدبار الليل.
والثاني: أن يكون المعنى آخر إدبار النهار وأول إقبال الصبح، وسبق الليل النهار بإقباله أن يقبل أول الليل قبل آخر إدبار النهار وهذا مالايكون.
وأما سبقه إياه بإدباره، فإن سبق آخر الليل أول إقبال الصبح قبل كونه، وهذا أيضا لايكون، ولايجوز كونه لأنهما ضدان يتنافيان ويتعاقبان فلذلك لم يجر سبق الليل النهار في شيء من أحواله.
انتهى النقل
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 06:41 ص]ـ
بوركت أبا سارة 00
ذكرتني حادثة طيرانك، حيث مشاهدتك:
انقسام الليل والنهار على شقي الأرض بشكل عجيب بالآية 37 من سورة يس: " وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ " 00 فدلالة الأمر أن أفقنا يغرق في ظلام دامس!! لولا أن الله عز وجل رفق بنا فرزقنا نهارا يؤجج الشمس 0 وإن كان الأمر كذلك فدلالته أن الليل يستبقي النهار في جوفه 00 وعلى ذلك المعطى فلا يمكن أن يكون الليل سابق للنهار
بورك طرحك أخي لؤي، ونفع الله به
تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 09:17 ص]ـ
السلام عليكم
الذي يبدو لي أن المقصود هو نفي سبق الليل للنهار، ومما يدل على ذلك قوله تعالى"لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر "والإدراك يعني: لحاق أو وصول الشيء إلى شيء اّخر وسبقه، وبما أن الجملة الثانية معطوفة على الأولى، فهما بنفس المعنى.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 09:36 ص]ـ
الإخوة الأعزاء أبا سارة، مغربي، عزام ..
بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم ..
وبانتظار المزيد من مشاركات الأساتذة الأفاضل حفظهم الله ..
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 11:20 ص]ـ
يقول الله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 38 - 40].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً إخوتي وأساتذتي الأفاضل ...
لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَالجملة الأولى فعلية، وهي تدل على الحدث زمناً قد يطول وقد يقصر ... أي أنه غير دائمي، ولعل المعنى أن الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر في الوقت الحالي، وقد يحدث ذلك عندما يختل نظام الكون فتندمج الكواكب والنجوم فتصبح كتلة واحدة، وذلك يوم القيامة ... أما الجملة الثانية:
وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار فقد جاءت اسمية، والجملة الاسمية تدل على الثبوت والدوام، وهذا يعني استحالة اجتماع النور والظلام ...
والله أعلم ... هذا اجتهاد من عندي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فأرجو أن لا يلقى له بالاً ...
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 10 - 2006, 06:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد ماهر، وبارك في علمك ..
وإذ إنّ أستاذاً عزيزاً على نفسي قد نصح لي في كتاب كريم بأنْ أضع بياناً لمعنى الآية بالمأثور قبل بحث النحو والبلاغة، فأنا سأفعل ما طالبني به مشكوراً .. فَلَنِعم ما نصح به أعزّه الله وحرس روحه، ولعلّ هذا الذي كان ينبغي لي أنْ أدوّنه في البداية .. فليأذن لي إخواني وأساتذتي الأفاضل بأنْ أجمع ما قيل في الآية أوّلاً .. ثمّ لنباشر إعمال أذهاننا طلباً لأوجه التعليل اللغوية والعلمية الجائزة فيها ..
ـ[عطاء]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 10:03 م]ـ
السلام عليكم أخوتي ..... يسعدني المشاركة معكم في هذا الموضوع
ورد في مختصر تفسير ابن كثير أن المقصود بالآية الكريمة: (لا ينبغي إذا كان الليل أن يكون ليل آخر، حتى يكون النهار، فسلطان الشمس بالنهار، وسلطان القمر بالليل. وقال الضحاك: لا يذهب الليل من هنا حتى يجيء النهار من هنا، وأومأ بيده إلى المشرق. وقال مجاهد: (ولا الليل سابق النهار) يطلبان حثيثين، يسلخ أحدهما من الآخر، والمعنى في هذا أنه لا فترة بين الليل والنهار، بل كل منهما يعقب الآخر بلا مهلة ولا تراخ، لأنهما مسخران دائبين يتطلبان طلبا حثيثا).(/)
لماذا؟
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 10:10 م]ـ
ما سر العدول عن الجمع إلى الإفراد؟ في قوله تعالى: "هو الذي خلقكم من
تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ... " غافر
العدول في كلمة (طفلا) لأنها سبقت بـ (يخرجكم)
ـ[الغامدي]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم
لعلك تجد بُغيتك على هذا الرابط
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=15410
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 02:34 ص]ـ
أخي الغامدي
صحيح أن كلمة (الطفل) يستوي فيها المذكر والمؤنث والمفرد والجمع
لكن هل هناك من لمسة فنية في العدول الي تحدثت عنه؟؟
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 11:52 ص]ـ
للرفع(/)
تحليل قصيدة المتنبي
ـ[455]ــــــــ[30 - 10 - 2006, 10:29 م]ـ
اريد من يجيد التحليل هذة القصيدة الأ يبخل بعلمه علينا
قال أبو الطيب المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم **** وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها **** وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة اليوم همه **** و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم
و يطلب عند الناس ما عند نفسه **** وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يفدي أتم الطير عمرا سلاحه **** نسور الفلا أحداثها و االقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب **** وقد خلقت أسيافه و القوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها **** و تعلم أي الساقيين االغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزولـ ـه **** فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فاعلى و القنا يقرع القنا **** و موج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فاصبحت **** ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهر ساقها فرددتها **** على الدين بالخطي و الدهر راغم
وكيف ترجى الروم و الفرس هدمها **** و ذا الطعن آساس لها و دعائم
وقد حاكموها و المنايا حواكم **** فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنما **** سروا بجياد مالهن قوائم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم **** ثيابهم من مثلها و العمائم
خميس بشرق الأرض و الغرب ****زحفه و في أذن الجوزاءمنه زمازم
تجمَّع فيه كل لِِسْنٍ و أمة **** فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم
فللّه وقت ذوب الغش ناره **** فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطَّع مالا يقطع الدهر و القنا **** و فر من الفرسان من لا يصادم
وقفت و ما في الموت شك لواقف **** كأنك في جفن الردى و هو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة **** و وجهك وضاح و ثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة و النهى **** إلى قول قوم انت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة **** تموت الخوافي تحتها و القوادم
بضرب اتى الهامات و النصر غائب **** و صار إلى اللبات و النصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها **** و حتى كأن السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما **** مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نثرتهم فوق الأُحَيدب كله **** كما نثرت فوق العروس الدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى**** وقد كثرت حول الوكور المطاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها **** بأماتها وهي العتاق الصلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونها **** كما تتمشى في الصعيد الأراقم
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم **** قفاه على الإقام للوجه لائم
يسر بما أعطاك لا عن جهالة **** ولكن مغنوما نجا منك غانم
ولست مليكا هازما لنظيره ***** ولكنك التوحيد للشرك هازم(/)
لماذا قال في الاولى الطفل والثانية الاطفال
ـ[مبحر في اللغة]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 12:53 ص]ـ
الايه رقم 31 من سوره النور
بدايتها (قل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ............ وجه الشاهد (او التابعين غير اولي الاربه من الرجال او) (الطفل) الذين لم يظهرو على عورات النساء
وفي ايه اخرى في نفس السوره قال تعالى (اذا بلغ الاطفال منكم الحلم)
فلماذا قال الطفل في الاولى والاطفال في الثانية؟
لماذا لم يقل اذا بلغ الطفل منكم الحلم كما في الاية الاولى
الايه الثانيه رقم 59
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 07:30 ص]ـ
(الطفل) في الأولى لأنهم لم يبلغوا الحلم وبالتالي لم يجر عليهم القلم، فحكم كل أطفال العالم حكم واحد وهو أنهم غير مكلفين ولا يدخلون النار إذا ماتوا وهم لم يبلغوا الحلم.
أما (الأطفال) في الثانية فلأنهم بلغوا الحلم وجرى عليهم القلم فأصبح منهم المطيع والعاص، والصالح وغير الصالح.
إذن لم يبق حكمهم حكم طفل واحد كما هو حالهم قبل البلوغ.
بالإضافة إلى (الطفل) الذي هو جمع الأطفال قبل البلوغ فقد ورد في القرآن كلمة (ضيف) وأريد بها ضيوف، ووردت كلمة (عدو) وأريد بها
أعداء.
أما (ضيف) فهم ضيوف إبراهيم، وحيث أنه لا يعرفهم فحكمهم كحكم ضيف واحد، لا يميز أحدهم بضيافة خاصة.
وأما (عدو) فهو وصف لعداوة الشياطين، وهل تختلف عداوة شيطان عن عداوة شيطان آخر!!؟
إذن فالشيطان وذريته (عدو) لبني آدم، وذلك أبلغ من أن يوصفوا ب (أعداء).
ـ[الغامدي]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 12:50 م]ـ
قال تعالى: (ثم نخرجكم طفلا)
يستوي فيه المذكر، والمونث، والمفرد، والجمع.
والطفل في آية النور يراد بها الأطفال، وقد وردت (الأطفال) في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه.
ـ[مبحر في اللغة]ــــــــ[03 - 11 - 2006, 10:48 م]ـ
جزاكما الله كل خير على الإجابة
ألف ألف شكر لكما(/)
شعر لشرحكم (1)
ـ[الطباق]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 06:34 م]ـ
وخَيْل تُطابقُ بالدارعين طِباقَ الكِلاب يَطَأْنَ الهَراسا
ماذا يقصد الشاعر في هذا البيت؟
ـ[الغامدي]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 12:38 ص]ـ
وخَيْل تُطابقُ بالدارعين ** طِباقَ الكِلاب يَطَأْنَ الهَراسا
البيت للنابغة الجعدي، يصف فيه ثبات الخيل في الهيجاء، فالمطابقة ضرب من ركض الخيل (حين تصل القدمان من الركض في موضع الذراعين) فهي تركض والدارعون على ظهورها، وشبهها في ثباتها وثقتها بالكلاب حين تتوخى شوك الهراس إذا مشت عليه دون اكتراث أو خوف.
قال آخر:
إنا إذا الخيل عدت أكداسا ** مثل الكلاب تتقي الهراسا
ـ[الطباق]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 11:57 م]ـ
حياك الله(/)
بيت لشرحكم (2)
ـ[الطباق]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 06:36 م]ـ
يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ
ما المراد هنا؟
ـ[الغامدي]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 01:04 ص]ـ
أي يصيب العظم بالسيف تارة، وتارة يصيب المفصل.
فإن بلغ صميم العظم فقد أصمه، وإن بلغ المفصل فقد طبقه.
ـ[الطباق]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 11:52 م]ـ
شكرا جزيلا(/)
بيت للشرح
ـ[الطباق]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 06:40 م]ـ
حتى إِذا ما اسْتَوى طَبِّقَتْ كما طَبَّقَ المِسْحَلُ الأَغْبَرُ
ما فهمت هذا البيت.
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 07:15 م]ـ
أخي الطباق:
لقد اوردت أبياتا وطلبت شرحها، وأنا أرجو منك أن تذكر أصحاب تلك الأبيات، لعلك تجد جوابا.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 07:38 م]ـ
البيت للراعي النميري
من قصيدة مطلعها:
تَغَيَّرَ قَومي وَلا أَسخَرُ ... وَما حُمَّ مِن قَدَرٍ يُقدَرُ
ـ[الغامدي]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 12:55 ص]ـ
حتى إِذا ما اسْتَوى طَبِّقَتْ** كما طَبَّقَ المِسْحَلُ الأَغْبَرُ
لم أقف على القصيدة، ولكن لعلها تحمل أحد معنيين:
إما أن الطباق هو طباق الخيل، أو من التطبيق وهو اكتناز اللحم والشحم.
أما المعنى الأول: فيشبه بيت النابغة الجعدي وقد سبق بيانه في سؤالك السابق.
وأما المعنى الثاني: فيشبه بيت الحطيئة:
فخرت نحوص ذات جحش سمينة ** قد اكتنزت لحما وقد طبقت شحما
وقبله:
فبينا هما عنت على البعد عانة ** قد انتظمت من خلف مسحلها نظما
عطاشا تريد الماء فانساب نحوها ** على أنه منها إلى دمها أظما
والله أعلم
ـ[الطباق]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 11:54 م]ـ
بارك الله فيكم شكرا(/)
دعوة للتأمل في بيت شعري
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أدبنا العربي زاخر بالجمال، مكتسٍ حلل الإبداع، باهر بكلماته وأحرفه وأسراب البلاغة والفصاحة المحلقة في سمائه ..
من هنا .. أدعوكم إخواني الفصحاء للتأمل في بيت شعري جميل كي نستخرج منه لمحات الإبداع منه .. والبيت الذي اخترته اليوم هو بيت المتنبي المشهور:
ما لي أكتّم حباً قد برى جسدي ... وتدّعي حبّ سيف الدولة الأمم
(قد) أسأل عن لفظتين في هذا البيت هما (أكتّم) و (تدّعي) .. هل تسوقان هاتان اللفظتان تضاداً في معناهما؟
في ظني أن استعمال المتنبي لكلمة (أكتّم) أولاً هو في غاية الجمال والإبداع فهو يصوّر نفسه في غاية الكتمان .. كتمان حبه لسيف الدولة، وجاءت اللفظة بصيغة التكثير أو (المبالغة) في الكتمان؛ مما جعل هذه المبالغة تغيّر في جسد الشاعر وهيئته، فقد جعلته أكثر نحولاً ..
واللفظة الثانية أتى بها الشاعر ليذكر موقف أعدائه من سيف الدولة فقال عنهم أنهم يظهرون حبهم له ولكنهم يخفون شيئاً آخر .. بل أنه استخدم لفظة اخرى هي (تدّعي) التي تفيد (البهتان) أو بطلان الحقيقة، ففي نظر الشاعر أن هؤلاء يظهرون حبهم كذباً .. ولفظة (تدّعي) تفيد إظهار المحاسن والصفات حديثاً وقولاً والمباهاة به لأغراض كثيرة ..
أدعوكم للتأمل في هذا البيت .. أو أي بيت آخر ..
ولي عودة ..(/)
عتاب، واعتذار، وسؤال 00
ـ[هل غادر الشعراء؟]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 11:35 ص]ـ
:::
مرحباً بكم يا أعضاء الفصيح , موضوعي معكم مكون من ثلاث نقاط هي:
(عتاب , و اعتذار و سؤال)
أما العتاب: فعتاب عى عدم الرد على موضوعاتي فقد كتبت موضوعين طلبت فيهما المساعده و لم يردعلي إلا شخص واحد.: mad:
و أما الإعتذار: فلعدم مشاركتي في هذا المنتدى المبارك بكثره , فأغلب مشاركاتي عبارة عن أسئلة و ليست موضوعات مفيده فأعتذر لأني لست أهلاً بالإفادة أمام جهابذة المنتدى , فلست أملك الكثير من المعلومات للمشاركة بها و أنا في غاية الحرج من ذلاك. ( ops
أما السؤال: ((و هو المهم طبعاً))
فعندي سبعة أبيات للخنساء لا أدري أين أجد تحليلها البلاغي , فهل من كتاب معين يعينني في ذلك , أو هل من موقع الكتروني أجد مرادي عنده , أو أين أجد ديوان الخنساء مشروحاً شرحاً بلاغياً و ليس أدبياً أو معجمياً فقط (((مهم))) , هل تعرفون من شرح هذه الأبيات بلاغياً يا أعضاء الفصيح؟: D
الأبيات هي:
1 - أغَرُّ، أزْهَرُ، مِثلُ البَدرِ صُورَتُهُ، صافٍ، عَتيقٌ، فما في وَجههِ نَدَبُ
2 - يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ كلؤلؤٍ جالَ في الأسْماطِ مَثقوبِ
3 - وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
4 - وتروي السّنانَ وتردي الكميَّ كَمِرْجَلِ طَبّاخَة ٍ حينَ فارَا
5 - كمِثْلِ اللّيْثِ مُفترِشٍ يَدَيْهِ جريءِ الصَّدرِ رئبالٍ سبطرِ
6 - ردَّاد عارية ٍ فكَّاكُ عانية ٍ كضَيغَمٍ باسِلٍ للقِرْنِ هَصّارِ
7 - و كنت لنا عيشاً و ظل ربابةٍ إذا نحن شئنا بالنوال استهلت
شاكراً لكم حلمكم علي و حسن تعاونكم معتذراً عن الإطاله
ـ[هل غادر الشعراء؟]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 01:59 م]ـ
أين الردود يا فطاحلة الفصيح؟: mad: :mad: :mad: :mad:
ـ[المها]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 12:27 ص]ـ
لي مشاركة لكي اضيف شيئا الى صفحتك الفارغة:
"الله اعلم"
اعانك الله، فقد سألت سؤالا في بداية الشهر ولم اجد اجابته الى اليوم(/)
أصل المقابلة
ـ[الطباق]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 01:10 م]ـ
السلام عليكم
رايت في المعاجم اربعة اصول للمقابلة
ايها اصل المقابلة الحقيحي الثلاثي
اظن انه قبِل _َ قَبَلا
صحيح ام ... ؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 10:31 م]ـ
الأخ الفاضل الطباق ..
لقد بيّنا هذه المسألة هنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13566) ..(/)
ذكر الأمر في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 04:14 م]ـ
الأمر يذكر ويراد به قتل بني قريظة وجلاء النضير: " {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة109".
ويراد به النصر: "هل لنا من الأمر من شيء".
ويراد به استدعاء الفعل: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} النساء".
ويراد به الخصب: " {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} ".
ويراد به الذنب: "كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ".
ويراد به المشورة: " {يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} ".
ويراد به قتل كفار مكة: " {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ} الأنفال".
ويراد به فتح مكة: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة24".
ويراد به الحذر: " {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ} التوبة5".
ويراد به القضاء: " {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} يونس3".
ويراد به القول: " {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} هود40".
ويراد به الغرق: " {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} هود".
ويراد به العذاب: " {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ ".
ويراد به الشان: " {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} هود97".
ويراد به القيامة: " {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} النحل".
منقول عن كتاب المدهش(/)
المقاسمة في البديع
ـ[الطباق]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 02:25 م]ـ
هل سمعتم فنا سميت المقاسمة في البديع؟
هل لديكم المعلومات عنه؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 09:59 م]ـ
الأخ الفاضل الطباق ..
هل تقصد التقسيم؟
ـ[الطباق]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 11:18 ص]ـ
يسمى الطباق بالمطابقة و المقابلة و التطابق و التضاد والمقاسمة!
رايت هذه الجملة في كتاب يشرح فن الطباق.
و اني لا اظن ان المقاسمة ليست اسما من اسماءه.
ما رايكم ...(/)
هل في هذه الآية مراعاة للنظير؟
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 09:32 م]ـ
(حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه قرآنا عربيًا لعلكم تعقلون)
يقال أن هناك مراعاة للنظير فيها: كون القسم (الكتاب) والمقسم عليه (إنا جعلناه قرآنا عربيًا) من واد واحد كقول أبي تمام:
وثناياك إنها إغريض** ولآل توم وبرق وميض
فهل هذا صحيح؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 09:56 م]ـ
الأخ الفاضل أيمن الدوسري - حفظه الله ..
إليك ما قاله ابن عاشور عليه الرحمة: "وفي جَعْلِ المقسَم به القرآن بوصف كونه مبيناً، وجَعْلِ جواب القسم أنّ الله جعله مُبيناً، تنويه خاصّ بالقرآن إذ جُعل المقسَم به هو المقسَم عليه، وهذا ضربٌ عزيزٌ بديع لأنّه يُومىء إلى أنّ المقسم على شأنه بلغ غاية الشرف، فإذا أراد المقسِم أنْ يقسمَ على ثبوت شرف له لم يجد ما هو أوْلى بالقسم به للتناسب بين القَسَم والمقسم عليه. وجعل صاحب «الكشاف» من قبيله قولَ أبي تمام:
وثَنَايَاكِ إِنها اغْرِيضُ وَلآلٍ تُؤْمٌ وبَرقٌ ومَيضُ
إذْ قدّر الزمخشري جملة (إنّها اغريض) جواب القسم وهو الذي تبعه عليه الطيبي والقزويني في شرحيهما «للكشاف»، وهو ما فسّر به التبريزي في شرحه لديوان أبي تمام، ولكن التفتزاني أبطل ذلك في شرح «الكشاف» وجعل جملة (إنّها اغريض) استئنافاً (أي اعتراضاً) لبيان استحقاق ثناياها أن يُقسم بها، وجعل جواب القسم قوله بعد أبيات ثلاثة:
لَتَكَادْنَي غِمارٌ من الأحْـ ــداث لمْ أدْرِ أيَّهُن أخوضُ
والنكت والخصوصيات الأدبية يَكفي فيها الاحتمال المقبول فإن قوله قبله:
وارتكاضِ الكرى بعينيكِ في النـ ــوم فنوناً وما بعيني غموض
يجوز أنْ يكون قَسَماً ثانِياً فيكون البيت جواباً له.". أ. هـ.(/)
ما السر البلاغي في قولنا (الخزانة لا تفتح، &
ـ[موسى 125]ــــــــ[08 - 11 - 2006, 08:55 م]ـ
السلام عليكم
ما السر البلاغي في قولنا (الخزانة لا تفتح، والفقل لا يكسر)؟ ولكم الشكر.
ـ[الأمل الجديد]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 05:36 م]ـ
قد تكون من باب التورية، ويصح أن تكون كناية.
... التورية
ــــــــــــــــــــــــ
في الكلمتين " تفتح " و "يكسر "
فقد استخدم لفظ تفتح وهو لايقصد المعنى القريب " ضد الغلق " بل يعني المعنى البعيد الآخر " فتح الحرف أي وضع الفتحة على الحرف -الخاء -"
واستخدم لفظ يكسر وهو لايقصد المعنى القريب " التحطيم" بل المعنى البعيد " وضع الكسرة تحت الحرف -القاف-"
... الكناية
ـــــــــــــــــــــــ
فليس المقصود أنها لاتفتح وأنه لايكسر بل كناية عن الصفة الملازمة لذلك وهي القوة والمتانة والجودة في الصنع فيستحيل فتحها أو كسره.
تحيتي
الأمل
ـ[موسى 125]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 08:39 م]ـ
شكراً لكِ(/)
في الوسطية (التفريط)
ـ[أحلام]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 04:12 م]ـ
الإفراط
لغة هو: التقدّم ومجاوزة الحدّ.
قال ابن فارس: يُقال: أفرط: إذا تجاوز الحدّ في الأمر، يقولون: إيَّاك والفرط، أي لا تجاوز القدر، وهذا هو القياس، لأنَّه إذا جاوز القدر فقد أزال الشيء عن وجهته ().
وقال الجوهري: وأفرط في الأمر: أي: جاوز فيه الحدّ ().
وفي لسان العرب: وأمر فُرُط، أي: مجاوز فيه الحدّ.
والفُرطة - بالضم -: اسم للخروج والتقدّم، ومنه قول أم سلمة لعائشة: إن رسول الله، نهاك عن الفُرْطَة في البلاد، وفي رواية: نهاك عن الفُرْطَة في الدّين، يعني السّبق والتقدّم ومجاوزة الحدّ.
والإفراط: الإعجال والتقدّم، وأفرط في الأمر: أسرف وتقدَّم.
وكل شيء جاوز قدره فهو مفرط ().
قال - تعالى -: (إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى) (طه: من الآية45).
قال الطبري: وأما الإفراط فهو الإسراف والإشطاط والتعدّي، يقال منه، أفرطت في قولك، إذا أسرف فيه وتعدَّى.
وأمَّا التَّفريط فهو التَّواني، يُقال منه: فرَّطت في هذا الأمر حتى فات، إذا توانى فيه.
قال ابن زيد: (نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا) (طه: من الآية45) قال: نخاف أن يعجل علينا إذ نبلّغه كلامك أو أمرك، يفرط ويعجّل ().
وقال الفرَّاء: (إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا) (طه: من الآية45) قال: يعجّل إلى عقوبتنا ().
ونخلص ممَّا سبق أن معنى الإفراط: تجاوز الحدّ، والتقدّم عن القدر المطلوب، وهو عكس التَّفريط - كما سيأتي-.
ومن خلال ما سبق يتَّضح من تعريفي الغلوّ والإفراط أنَّ كلا منهما يصدق عليه: تجاوز الحدّ، وقد فسَّر الغلوّ بالإفراط كما سبق.
وإن كان كل واحد منهما يحمل معنى أبلغ من الثَّاني في بعض ما يستعمل فيه.
فالذي يُشدّد على نفسه بتحريم بعض الطيِّبات، أو بحرمان نفسه منها وصف الغلوّ ألصق به من الإفراط، والذي يُعاقب من اعتدى عليه عقوبة يتعدَّى بها حدود مثل تلك العقوبة فوصف الإفراط ألصق به من الغلوّ، فنقول: عاقبه وأفرط في عقوبته. وهكذا.
والذي يعنينا في هذا المبحث أن كلا من الغلوّ والإفراط خروج عن "الوسطيَّة" فكل أمر استحقّ وصف (الغلوّ) أو (الإفراط) فليس من الوسطيَّة في شيء.
ثانيًا: التفريط والجفاء
بعد أن عرَّفنا معنى الغلوّ والإفراط، وما يدّل عليه كل منهما، نقف الآن مع ما يقابلهما، وهو: التَّفريط والجفاء. والتَّفريط في اللغة هو التَّضييع كما في لسان العرب.
وقال الزَّجَّاج: (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف: من الآية28). أي كان أمره التَّفريط وهو تقديم العجز.
وفي حديث عليّ لا يرى الجاهل إلا مفْرِطًا أو مفرِّطًا، وهو بالتخفيف: المسرف في العمل، وبالتّشديد المقصِّر فيه.
ومنه الحديث: أنَّه نام عن العشاء حتى تفرّطت أي: فات وقتها قبل أدائها.
وفرّط في الأمر يُفرِّط فرطًا، أي: قصَّر فيه وضيَّعه حتى فات، وكذلك التّفريط
ومنه قول الرسول، أما إنَّه ليس في النوم تفريط وإذن فالتَّفريط هو التَّقصير والتَّضييع والتَّرك.
قال ابن فارس: وكذلك التَّفريط، وهو التَّقصير، لأنَّه إذا قصر فيه فقد قعد به عن رتبته التي هي له
وقال الجوهري: فرَّط في الأمر فرطًا: أي قصَّر فيه، وضيَّعه، حتى فات، وكذلك التَّفريط
وقد وردت مادة (فرط) في القرآن في عدَّة مواضع.
قال - تعالى -: (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا) (الأنعام: من الآية31).
قال الطبري: يقول: يا ندامتنا على ما ضيّعنا فيها.
قال السّدي: أما (يَا حَسْرَتَنَا) (الأنعام: من الآية31) فندامتنا على ما فرَّطنا فيها، فضيَّعنا من عمل الجنة ().
وقال القرطبي: وفرَّطنا معناه ضيَّعنا، وأصله التقدّم، فقولهم: (فَرَّطْنَا) (الأنعام: من الآية31) أي: قدَّمنا العجز.
وقيل: "فرَّطنا" أي: جعلنا غير الفارط السَّابق لنا إلى طاعة الله وتخلّفنا ().
وقال - تعالى - في سورة الأنعام - أيضًا-: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية38).
قال الطبريّ: معناه: ما ضيَّعنا إثبات شيء منه ().
وقال ابن عبَّاس: ما تركنا شيئًا إلا وقد كتبناه في أمّ الكتاب ().
وقال ابن زيد: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية38) قال: لم نغفل، ما من شيء إلا وهو في الكتاب ().
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 04:28 م]ـ
موضوع ممتاز، وجيد، ولكن العنوان يجعل القارئ يظن أن الوسطية هي التفريط. وكما تعلمون أن دين الإسلام هو الوسط، ومعنى الوسط العدل، وكذلك كنت امة الإسلام أمة وسطا. أي خير أمة أخرجت للناس
اختيار موفق للموضوع
وشكرا
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 04:32 م]ـ
بورك في الموضوع وصاحبه والمعلق عليه
تحياتي(/)
ما الفرق؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 08:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أيها الأخوة الأفاضل:
قال تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} هود / 67
وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}. هود / 94.
السؤال، لماذا جاء الفعل أخذ في الآية الأولى مذكرا، ولحقته تاء التأنيث في الثانية؟
الجواب:
لو دققنا النظر في الآيتين الكريمتين لوجدنا أن الفارق بينهما هو: تاء التأنيث التي لحقت الفعل. والتي هي من ناحية إعرابية لا محل لها من الإعراب.
وهذا يدل على أن الصيحة وهي لفظة مؤنثة جاز معها الوجهان تذكير الفعل وتأنيثه. على شرط أن تكون اللفظة وهي الصيحة مؤنثة تأنيثا مجازيا لا حقيقيا.
وهناك تعليلات أخرى منها ان ترك التأنيث للفصل بالمفعول وهو [الذين]. أي فصل بين الفعل والفاعل.
وتعليل ثالث وهو أن الصيحة هي مذكرة بمعنى الصياح، أي أخذهم الصياح.
ودمتم بخير
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 09:21 م]ـ
بوركت
وأهلا بعودتك نافعا منتفعا
تحياتي
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 09:24 م]ـ
بارك الله بكم
أهل بيت كريم
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 10:37 م]ـ
بوركت يا غازي
وأنت
يامغربي لله درُّك، أوكلما دخلت موضوعًا وجدتك سابقًا إليه.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 08:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وجزاك الله خيراً أبا محمد على هذا الطرح .. واسمح لي بتعقيب على ما تفضّلتَ به، وأرجو أن يتسع صدرك له مشكوراً ..
فإنّ الأوجه الثلاثة التي علّلتَ بها حذف التاء وإثباتها، يسهل نقضها .. ذلك أنّ الفصل بين الفعل والفاعل حدث في السورة نفسها في المرتين، ومع ذلك جاء الفعل مرة واحدة وقد اتصلت به تاء التأنيث .. وتأنيث (الصيحة) كان غير حقيقيّ في المرتين .. ثمّ إنّ الحمل على المعنى إنّما هو ترجيح من غير مرجّح .. فلماذا حمل في هذه المرة ولم يحمل في تلك؟
ولعلّك - أخي الكريم - قد حصرتَ همّك في السياق الأول، ولم تلتفت إلى السياق الآخر المماثل الذي وردت فيه (أخذ) وقد اتصلت بها تاء التأنيث .. ولذلك كان رأيك راجعاً إلى نقص في الاستقراء .. لأنّ الأسباب التي ذكرتَها لا تبيّن السبب المرجّح من وراء ذلك كلّه ..
وهذا السبب يمكن توضيحه كما يلي:
الأصل أنْ تتّصل تاء التأنيث بالفعل .. ويجوز - في اللغة - أن يُعرّى الفعل منها لأنّه قد بيّن الفعل والفاعل - المؤنث المجازي - بفاصل، وهو هنا المفعول به .. وهذا التعليل يصحّ على التعميم في كتابة البشر .. إذ يصل الكُتّاب تاء التأنيث بالفعل ويحذفونها اعتماداً على جواز ذلك، ودونما بحث عن علّة أخرى .. أما في القرآن الكريم فإنّ هذه العلّة لا تكفي وحدها .. إذ لا بدّ من علّة مرجّحة لاستعمال دون آخر .. ولولا ذلك لكان ممكناً أنْ تُحذف التاء من الفعل الذي اتصلت به، وأن تُلحق بالفعل الذي حُذفت منه .. وهذا غير جائز على قول الله تعالى .. لأنّ كلّ شيء فيه قد وُضع في مكانه سواء كان فعلاً أو اسماً أو حرفاً، وليس من شيء آخر يسدّ مكانه أو يغني عنه .. فالجواز في كلام البشر هو وجوب عندما يرد في القرآن لعلل تقتضي الوجوب ..
ولذلك يبقى السؤال الملحّ: ما العلّة من وراء حذف التاء في السياق الأول، وإثباتها في الثاني؟
لعلّ العلّة التي جعلت الفعل (أخذ) يُعرّى من التاء في الحالة الأولى هو أنّ الألفاظ التي سبقت الفعل كانت أسماء مذكّرة (إنّ ربّك هو القويّ العزيز) .. فكان النسق والجوار يقتضيان ذلك .. وهما قاعدتان معروفتان في النحو والبلاغة ..
أما في المرة الثانية التي اتصلت فيها تاء التأنيث بالفعل فقد كان ذلك لأنّ الاسم الظاهر الذي سبق الفعل كان اسماً مؤنّثاً (رحمة) .. فكان النسق والجوار هنا يقتضيان أن تثبت معه التاء، كما كان النسق والجوار قبلُ يقتضيان أن تُحذف التاء ..
والله أعلم ..(/)
الجرس والإيقاع .. طلب
ـ[الغاط]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 06:56 م]ـ
:::
لو سمحتوا ابغى أمثلة للجرس والإيقاع من الشعر أو غيره
شكرا
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ممكن النظر من هذه النافذة لبعض الفائدة.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=15721(/)
قصة طريفة لأحد مدرسي مادة البلاغة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 01:40 م]ـ
قصة طريفة لأحد معلمي اللغة العربية
قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية و اسمه بشير (وتحوي القصة بعد انتهاء مادة البلاغة قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة و كعادته ما أن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول ومن ثم السؤال الثاني وهكذا و في بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالا أو سؤالين بدون إجابة و هو أمر معتاد إلا أن الذي أثار استغرابه و أبدى دهشته ورقة إجابة لأحد الطلاب تركها خالية و لم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان:
أ بشير قل لي ما العمل واليأس قد غلب الأمل *قيل امتحان بلاغة فحسبته حان الأجل
و فزعت من صوت المراقب إن تنحنح أو سعل *و أخذ يجول بين صفوفنا و يصول صولات البطل
أ بشير مهلا يا أخي ما كل مسألة تحل *فمن البلاغة نافع ومن البلاغة ما قتل
قد كنت أبلد طالب و أنا و ربي لم أزل*إذا أتتك إجابتي فيها السؤال بدون حل
دعها و صحح غيرها و الصفر ضعه على عجل
فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة و البديعة(/)
المساواة - سؤال
ـ[رتاج الكعبة]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 03:53 م]ـ
السلام عليكم
ارجو المساعدة
انا ادرس الصف الثاني الثانوي ومن بين المقرر في مادة البلاغة " المساواة " وليس في الكتاب المقرر عليهم هذا العام أمثلة كافية. فارجو ان تمدوني بامثلة على اسلوب المساواة.
وشكرا لكم
ـ[رتاج الكعبة]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 08:45 م]ـ
اين انتم يا قوم اريد المساعدة ارجو المساعدة في اقرب وقت
ـ[رتاج الكعبة]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 01:24 م]ـ
لما لم يرد علي احد هل سؤالي صعب ارجو ان تحاولوا ايجاد الاجابة لاني بحاجة لها
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 12:24 م]ـ
في الحقيقة صعب جدا أن يجيب أحد على هذا السؤال
لكني سأخبرك بالسبب
معنى المساواة أن يكون اللفظ على قدر المعنى لا يزيد أحدهما عن الآخر صحيح
إذا المطلوب منا تحديد قدر المعنى أولا ثم نصبه في بوتقة على قدره أو مقاسه صحيح
والسؤال
كيف نقيس اللفظ والمعنى وكيف نعرف أن المعنى قام باللفظ ولم يقصر عنه
ولعلك تشيرن إلى ما قاله ابن طباطبا العلوي أو ابن رشيق على ما أظن حين ثقسم الكلام إلى معنى شريف ألبس ثوبا قبيحا أو العكس أو غير مما ذكره
لكن الصحيح أن مساواة اللفظ للمعنى شيء صعب جدا معرفته
وقد مررت بمثل ذلك أثناء دراستي في الثانوية ولعلك تدرسين نفس النهج الذي درس أعانك الله فهو سهل ويسير إن شاء الله.
لكن عليك أن تحفظي النماذج الموجودة في الكتاب حتى تسجليها في ورقة الإجابة في الامتحان فقط لكني أذهب إلى ما قلت من أن اللفظ والمعنى لا يمكن قياسهما بحيث أقول أن بينهما مساواة.
والله أعلم.
ـ[رتاج الكعبة]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 02:03 م]ـ
شكرا لك اخي الفاضل(/)
الدلالة البلاغية ل (إنْ الزائدة)
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 09:02 م]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهك
نقول عن "إنْ"زائدة للتوكيد، فما الدلائل البلاغية اللغوية التي تحملها مع زيادتها.
، مثل:
ما إنْ يمس الأرض إلا منكب ... منه وحرف الساق طيَّ المحمل.
وغيرها.
جزاكم الله خيراً
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 08:44 م]ـ
ومثل قول النابغة الذبياني:
ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ... إذا فلا رفعت سوطي إلي يدي.
هل "إن" لتوكيد النفي، أم تحمل معان بلاغية أخرى؟،أرجو الاجتهاد ما استطعتم(/)
هل إلى البلاغة من مرشد؟
ـ[أبو غالب]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد واجهت بعض الآيات في القرآن الكريم و استعصى علي اعرابها و لم أحصل علي إجابة شافية بعد فقررت أن أتوجه لأهل العلم في ذلك و هو ان شاء الله من الذكر
سؤالي عن الآية المائدة 5 69 "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"
و الآية 162 ن سورة النساء "لكن الراسخون في العلم منهم و المؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و المقيمين الصلاة ... "
سؤالي عن اعراب الصَّابِئُونَ و المقيمين و عن البلاغة فيهما
دمتم بخير
ـ[معالي]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 01:44 ص]ـ
سؤالي عن اعراب الصَّابِئُونَ
هنا إجابة عن سؤالك:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=15241&highlight
و المقيمين
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14795&highlight
واقرأ هنا:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14541&highlight(/)
اريد كتاباً
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 06:41 م]ـ
اريد كتاباً تتواجد فيها هذه المواضيع (السجع _ الجناس _ الطباق والمقابلة _التورية _التشبيه _الاستعارة _الكناية _الخبر والانشاء) ولكم جزيل الشكر
ـ[هند111]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 07:30 م]ـ
إليك كتاب البلاغة الواضحة
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=15587
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 11:53 م]ـ
بارك الله فيك الاخت هند على هذه المساعدة الطيبة
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 03:40 م]ـ
هناك كتاب الإيضاح لتلخيص المفتاح للقزويني
البديع لابن المعتز
من الكتب الحديثة:
جواهر البلاغة للهاشمي
البديع في الأساليب القرآنية عبد الفتاح لاشين
والمعاني وكذلك البيان لنفس المؤلف
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 04:45 م]ـ
بوركت اخي ابو حاتم وجزاك الله خير الجزاء(/)
سورة الجمعة
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 10:47 ص]ـ
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أليم، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الآيتان 10 و 11 من سورة الصف.
الآيتان وما بعدهما إلى آخر سورة الصف عبارة عن هداية دلالة ترشد المؤمنين إلى شيء فيه خير لهم.
إذا أردنا أن نعرف ماذا سيأتي من كلام لله بعد سورة الصف فإن علينا نحسن التدبر في آيات سورة الصف.
الآية 10 و 11 تماثل النصيحة عند البشر، إذا نصحني إنسان فقال لي: يا فلان هل أدلك على تجارة تكسب منها الملايين؟ تضارب بأموالك في البورصة ذلك خير لك من وظيفتك.
فما هو التصرف الحكيم؟
التصرف الحكيم هو أنه لا بد من ضمانات تطمئن لها نفسي، وأهمها هي: نزاهة الناصح حيث يجب أن يكون ذا علم بهذه التجارة (والعالم بالتجارة هو الذي يحكم إن كانت رابحة أو خاسرة)، وأن يكون منزها عن أن تكون له مصلحة شخصية أو أن يغشني أو يريد لي الخسارة.
وكيف أعلم نزاهته إذا لم أكن قد تعاملت معه من قبل؟!
إذن فخير ما يثبت نزاهته هو أن يكون له فضل علي في تعاملي معه من قبل في قضايا مشابهة تبين لي من خلالها أنه رجل نزيه وحكيم (ذو علم في هذا المجال) وأنه (هو) الذي كان له الفضل في كذا وكذا ...
إذن ف (النزاهة) مبنية على ما سبق من (فضل) للناصح على المنصوح.
لنرى الآن ما جاء في سورة الجمعة:
النزاهة: ((يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)).
الفضل: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ • وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ •
هذا هو الفضل العظيم الجدير بالذكر لذلك أكد عليه بقوله: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
وبما أن الخطاب (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) موجه إلى كل المؤمنين إلى أن تقوم الساعة، فإن من الحكمة ألا يقتصر التذكير بفضل الله على الأولين فقط وإنما يشمل التذكير كل من يعنيه الأمر إلى أن تقوم الساعة (الأولين والآخرين)، فقال تعالى: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم)، وقد يكون نصيب الآخرين من فهم الكتاب والحكمة أكبر من نصيب الأولين لقرب اللفظ (فضل الله) كتابة من (آخرين منهم)، فقد جاء ذكر (فضل الله) مباشرة بعد (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ... ) بينما تفصله عن (الأولين = الأميين) آية تتكون من 8 كلمات.
عرفنا الحكمة من افتتاح سورة الجمعة بالتسبيح (التنزيه) والحكمة من ذكر (الفضل) في الآية 2 و 3، والتأكيد على ذكره في الآية 4.
ما الحكمة من ذكر اليهود بعد ذلك وأنهم كمثل الحمار يحمل أسفارا وأنهم يحبون الحياة ويفرون من الموت؟
الجواب: لأن من كانت هذه أوصافه فإنه بعيد كل البعد عن أن يمتثل لأمر الله في الآية 11 من سورة الصف (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ).
والحكمة تقتضي التحذير من الخاسرين، مثلا:
إذا نصح الأب أبناءه ليسلكوا سبل النجاح وكان له ابن لم يسمع كلامه ولم يلتف إلى نصائح أبيه فإن الأب يحذر أبناءه الآخرين من الحدو حدوه لكي لا يرسبوا مثله في الامتحان، فلو كان هذا الابن صادقا في ادعاءه أنه لا يحتاج إلى مذاكرة دروسه لتمنى الامتحان اليوم قبل الغد، لكن الكسلاء لا يتمنون الامتحان لأنهم سيفشلون في اجتيازه، فكان من الحكمة أن يضرب الله المثل بعد ذلك باليهود: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار ...
وبعد الانتهاء مما يتطلبه مقتضى الكلام من تطمين للمأمور وتذكيره بفضله وتحذيره من الاقتداء بأخيه الذي ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن العمل، بعد هذا كله يدخل في الموضوع ويبين للذين آمنواالوسيلة إلى تلك التجارة التي تنجيهم من عذاب أليم، فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) ,
خطب الجمعة يتعلم منها المسلمون أمور دينهم تذكر الغافلين بقضايا الدين وواجباته فيخرج بانطباع إيماني عن علم بفضل الجهاد بالمال والنفس، وكذلك لأن الله لم يخاطب المؤمنين فرادى، فالجهاد في سبيل الله يفرض لزوم الجماعة، وصلاة الجمعة هي وسيلة الإعلام الأولى في الإسلام.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 01:37 م]ـ
بوركت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد_سليمان2002]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 08:55 م]ـ
اين انتم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 12 - 2006, 12:06 م]ـ
اين انتم
؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أحلام]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 06:15 م]ـ
الاخوة الافاضل جزاكم الله خيرا(/)
أفلا يتدبَّرون القرآن
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[15 - 11 - 2006, 03:17 م]ـ
قال تعالى:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
(محمد:24)
السلام عليكم
إخواني الكرام
إن الله عزَّ وجلَّ يحثّنا على تدبُّر القرآن الكريم، وسأنقل بعض أقوال المفسرين حول هذه الآية بالذات:
* تفسير جامع البيان في تفسير القران/ الطبري (ت 310 هـ):
يقول تعالى ذكره: أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي يعظهم بها في آي القرآن الذي أنزله على نبيه عليه الصلاة والسلام، ويتفكَّرون في حُججه التي بيَّنها لهم في تنزيله فيعلموا بها خطأ ما هم عليه مقيمون {أمْ عَلى قُلُوبٍ أقْفالُهَا} يقول: أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون ما أنزل الله في كتابه من المواعظ والعِبَر. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {أفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أمْ عَلى قُلُوبٍ أقْفالُهَا} إذا والله يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله، لو تدبره القوم فعقلوه، ولكنهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا عند ذلك.
حدثنا إسماعيل بن حفص الأيلي، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعدان، قال: ما من آدميّ إلا وله أربع أعين: عينان في رأسه لدنياه، وما يصلحه من معيشته، وعينان في قلبه لدينه، وما وعد الله من الغيب، فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً أبصرت عيناه اللتان في قلبه، وإذا أراد الله به غير ذلك طَمَس عليهما، فذلك قوله: {أمْ عَلى قُلُوبٍ أقْفالُهَا} ..... .
--------------------------------------------------------------------
* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ):
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ?لْقُرْءانَ} ويتصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر ووعيد العصاة، حتى لا يجسروا على المعاصي، ثم قال: {أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وأم بمعنى بل وهمزة التقرير، للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مقفلة لا يتوصل إليها ذكر. وعن قتادة: إذاً والله يجدوا في القرآن زاجراً عن معصية الله لو تدبروه، ولكنهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا. فإن قلت: لم نكرت القلوب وأضيفت الأقفال إليها؟ قلت: أما التنكير ففيه وجهان: أن يراد على قلوب قاسية مبهم أمرها في ذلك. أو يراد على بعض القلوب: وهي قلوب المنافقين. وأما إضافة الأقفال؛ فلأنه يريد الأقفال المختصة بها، وهي أقفال الكفر التي استغلقت فلا تنفتح. وقرىء: «إقفالها» على المصدر.
-----------------------------------------------------------------
* تفسير مجمع البيان في تفسير القران/ الطبرسي (ت 548 هـ):
{أفلا يتدبرون القرآن} بأن يتفكروا فيه ويعتبروا به. وقيل: أفلا يتدبرون القرآن فيقضوا ما عليهم من الحق عن أبي عبد الله (ع) وأبي الحسن موسى (ع) {أم على قلوب أقفالها} معنى تنكير القلوب إرادة قلوب هؤلاء ومن كان مثلهم من غيرهم وفي هذا دلالة على بطلان قول من قال لا يجوز تفسير شيء من ظاهر القرآن إلا بخبر وسمع وفيه تنبيه أيضاً على فساد قول من يقول إن الحديث ينبغي أن يروى على ما جاء وإن كان مخالفاً لأصول الديانات في المعنى لأنه سبحانه دعا إلى التدبر والتفكر وذلك مناف للتعامي والتجاهل.
-----------------------------------------------------------------
* تفسير مفاتيح الغيب، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ):
ولنذكر تفسيرها في مسائل:
المسألة الأولى: لما قال الله تعالى:
{فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى? أَبْصَـ?رَهُمْ}
[محمد: 23] كيف يمكنهم التدبر في القرآن قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ} وهو كقول القائل للأعمى أبصر وللأصم اسمع؟ فنقول الجواب: عنه من ثلاثة أوجه مترتبة بعضها أحسن من البعض الأول: تكليفه ما لا يطاق جائز والله أمر من علم أنه لا يؤمن بأن يؤمن، فكذلك جاز أن يعميهم ويذمهم على ترك التدبر الثاني: أن قوله {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ} المراد منه الناس الثالث: أن نقول هذه الآية وردت محققة لمعنى الآية المتقدمة، فإنه تعالى قال:
{أَوْلَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ لَعَنَهُمُ ?للَّهُ}
(يُتْبَعُ)
(/)
[محمد: 23] أي أبعدهم عنه أو عن الصدق أو عن الخير أو غير ذلك من الأمور الحسنة {فَأَصَمَّهُمْ} لا يسمعون حقيقة الكلام وأعماهم لا يتبعون طريق الإسلام فإذن هم بين أمرين، إما لا يتدبرون القرآن فيبعدون منه، لأن الله تعالى لعنهم وأبعدهم عن الخير والصدق، والقرآن منهما الصنف الأعلى بل النوع الأشرف، وأما يتدبرون لكن لا تدخل معانيه في قلوبهم لكونها مقفلة، تقديره أفلا يتدبرون القرآن لكونهم ملعونين مبعودين، أم على قلوب أقفال فيتدبرون ولا يفهمون، وعلى هذا لا نحتاج أن نقول أم بمعنى بل، بل هي على حقيقتها للاستفهام واقعة في وسط الكلام والهمزة أخذت مكانها وهو الصدر، وأم دخلت على القلوب التي في وسط الكلام.
المسألة الثانية: قوله {عَلَى? قُلُوبٍ} على التنكير ما الفائدة فيه؟ نقول قال الزمخشري يحتمل وجهين أحدهما: أن يكون للتنبيه على كونه موصوفاً لأن النكرة بالوصف أولى من المعرفة فكأنه قال أم على قلوب قاسية أو مظلمة الثاني: أن يكون للتبعيض كأنه قال أم على بعض القلوب لأن النكرة لا تعم، تقول جاءني رجال فيفهم البعض وجاءني الرجال فيفهم الكل، ونحن نقول التنكير للقلوب للتنبيه على الإنكار الذي في القلوب، وذلك لأن القلب إذا كان عارفاً كان معروفاً لأن القلب خلق للمعرفة، فإذا لم تكن فيه المعرفة فكأنه لا يعرف، وهذا كما يقول القائل في الإنسان المؤذي: هذا ليس بإنسان هذا سبع، ولذلك يقال هذا ليس بقلب هذا حجر. إذا علم هذا فالتعريف إما بالألف واللام وإما بالإضافة، واللام لتعريف الجنس أو للعهد، ولم يمكن إرادة الجنس إذ ليس على قلب قفل، ولا تعريف العهد لأن ذلك القلب ليس ينبغي أن يقال له قلب، وأما بالإضافة بأن نقول على قلوب أقفالها وهي لعدم عود فائدة إليهم، كأنها ليست لهم. فإن قيل فقد قال:
{خَتَمَ ?للَّهُ عَلَى? قُلُوبِهِمْ}
[البقرة: 7] وقال:
{فَوَيْلٌ لّلْقَـ?سِيَةِ قُلُوبُهُمْ}
[الزمر: 22] فنقول الأقفال أبلغ من الختم فترك الإضافة لعدم انتفاعهم رأساً.
المسألة الثالثة: في قوله {أَقْفَالُهَا} بالإضافة ولم يقل أقفال كما قال: {قُلُوبٍ} لأن الأقفال كانت من شأنها فأضافها إليها كأنها ليست إلا لها، وفي الجملة لم يضف القلوب إليهم لعدم نفعها إياهم وأضاف الأقفال إليها لكونها مناسبة لها، ونقول أراد به أقفالاً مخصوصة هي أقفال الكفر والعناد.
----------------------------------------------------------------------
* تفسير الجامع لاحكام القران/ القرطبي (ت 671 هـ):
الثانية ـ قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ?لْقُرْآنَ} أي يتفهمونه فيعلمون ما أعدّ الله للذين لم يتولّوا عن الإسلام. {أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ} أي بل على قلوب أقفال أقفلها الله عز وجل عليهم فهم لا يعقلون. وهذا يردّ على القدرية والإمامية مذهبهم. وفي حديث مرفوع أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " إن عليها أقفالاً كأقفال الحديد حتى يكون الله يفتحها " وأصل القَفْل اليُبْس والصلابة. ويقال لما يبس من الشجر: القَفْل. والقفيل مثله. والقَفِيل أيضاً نبت. والقفِيل: الصوت. قال الراجز:
لما أتاك يابساً قِرْشَباًقمت إليه بالقفِيل ضرباكيف قَرَيْتَ شَيْخَك الأَزَبّا
القِرْشَبُّ (بكسر القاف) المسِنّ؛ عن الأصمعي. وأقفله الصوم أي أيبسه؛ قاله القشيريّ والجوهريّ. فالأقفال هاهنا إشارة إلى ارتتاج القلب وخلوّه عن الإيمان. أي لا يدخل قلوبهم الإيمان ولا يخرج منها الكفر؛ لأن الله تعالى طبع على قلوبهم وقال: «عَلَى قُلُوبٍ» لأنه لو قال على قلوبهم لم يدخل قلب غيرهم في هذه الجملة. والمراد أم على قلوب هؤلاء وقلوب من كانوا بهذه الصفة أقفالها.
------------------------------------------------------------------------
* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ):
(يُتْبَعُ)
(/)
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ?لْقُرْءانَ} يتصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر حتى لا يجسروا على المعاصي. {أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} لا يصل إليها ذكر ولا ينكشف لها أمر، وقيل {أَمْ} منقطعة ومعنى الهمزة فيها التقرير، وتنكير القلوب لأن المراد قلوب بعض منهم أو للإِشعار بأنها لإِبهام أمرها في القساوة، أو لفرط جهالتها ونكرها كأنها مبهمة منكورة وإضافة الأقفال إليها للدلالة على أقفال مناسبة لها مختصة بها لا تجانس الأقفال المعهودة. وقرىء «إقفالها» على المصدر.
--------------------------------------------------------------------------
* تفسير تفسير القران الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ):
يقول تعالى آمراً بتدبر القرآن وتفهمه، وناهياً عن الإعراض عنه، فقال: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ?لْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ} أي بل على قلوب أقفالها، فهي مطبقة، لا يخلص إليها شيء من معانيه، قال ابن جرير: حدثنا بشر، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ?لْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ} فقال شاب من أهل اليمن: بل عليها أقفالها حتى يكون الله تعالى يفتحها أو يفرجها، فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولي فاستعان به.
------------------------------------------------------------------------
* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ/السيوطي 911 هـ):
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ?لْقُرْءَانَ} فيعرفون الحق {أَمْ} بل {عَلَى? قُلُوبٍ} لهم {أَقْفَالُهَآ} فلا يفهمونه؟
--------------------------------------------------------------------------
* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ):
والاستفهام في قوله: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ?لْقُرْءانَ} للإنكار؛ والمعنى: أفلا يتفهمونه، فيعلمون بما اشتمل عليه من المواعظ الزاجرة، والحجج الظاهرة، والبراهين القاطعة التي تكفي من له فهم وعقل، وتزجره عن الكفر بالله، والإشراك به، والعمل بمعاصيه {أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} أم هي المنقطعة، أي: بل أعلى قلوب أقفالها فهم لا يفهمون ولا يعقلون قال مقاتل: يعني الطبع على القلوب والأقفال استعارة لانغلاق القلب عن معرفة الحق، وإضافة الأقفال إلى القلوب؛ للتنبيه على أن المراد بها: ما هو للقلوب بمنزلة الأقفال للأبواب، ومعنى الآية: أنه لا يدخل في قلوبهم الإيمان، ولا يخرج منها الكفر والشرك، لأن الله سبحانه قد طبع عليها، والمراد بهذه القلوب: قلوب هؤلاء المخاطبين. قرأ الجمهور: {أقفالها} بالجمع، وقرىء (إقفالها) بكسر الهمزة على أنه مصدر كالإقبال.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^
سأكتفي هنا بما أوردت، وسنستمع لتعليقاتكم، وبارك الله بكم.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 11 - 2006, 09:38 م]ـ
أحسنت الخيار أخي موسى، وكم سنأسف على قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال، .... نعم العمل تدبر كتاب الله.(/)
نقول (غمد السيف) , فهل نقول (غطاء القلم) , وما هو الأفصح؟.
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[15 - 11 - 2006, 06:55 م]ـ
نقول (غمد السيف) , فهل نقول (غطاء القلم) , وما هو الأفصح؟.
وشكرا
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 11:55 م]ـ
ماذا عندكم؟.
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 02:53 م]ـ
عسى المانع خيرا
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 03:07 م]ـ
لا تعجلنْ أخي "ابن الحسن" وما المانع من أن نقول غطاء القلم، التركيب صحيح إن شاء الله
كما يصح القول: سُداة القلم بضم السين وفتح الدال المهملة.
ملاحظة: أخي "ابن" همزة وصل، ولا يصح أن تكتب "إبن".
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 01:12 ص]ـ
مشكور أخي رائد, على الجواب والإشارة!.(/)
ما اللمسة البيانية؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 06:54 ص]ـ
" وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا " ما اللمسة البيانية في عدم عطف كلمة الله على كلمة الذين كفروا ورفعها على الاستئناف؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 07:24 ص]ـ
السلام عليكم
حتى لا يُفهم أن كلمة الله كانت سفلى ثم صارت عليا، فكلمة الله عليا دائما.
والله أعلم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 10:24 م]ـ
نصبت الآية (كلمةَ الذين كفروا) على أنها مفعول أول للفعل جعل، ورفعت (كلمة الله) على أنها مبتدأ، ولم تنصب كلمة الله بالعطف على كلمة الذين كفروا
لأن العطف على الأول بالنصب غير سليم في المعنى، وكمالُ المعنى وتقرير الواقع يقتضي الرفعَ لأن كلمة الكفار قبل الهجرة كانت متغطرسة متكبرة لضعف شأن المسلمين المادي، وبعد الهجرة هبطت وانحطت لقوة الإسلام والمسلمين وانتصاراتهم، فلو عطفنا (كلمة الله) بالنصب على الأولى لظن القارئ أو السامع أن كلمة الله كانت سفلى فصارت بعد الهجرة هي العليا، وهذا غير صحيح، لأن كلمة الله عليا دائما، والله غالبٌ على أمره.
كما أننا إن عطفنا كلمة الله على كلمة الذين كفروا تكون الجملتان فعليتين، والتقدير (جعل كلمة الذين كفروا السفلى، وجعل كلمةَ الله هي العليا) ولكن مع رفع (كلمة الله) تكون الجملة اسمية، والجملةُ الاسمية تفيد الديمومة والاستمرار بخلاف الفعلية، ولذلك كانت جمل العقيدة بصيغة الجمل الاسمية لا الجمل الفعلية مثل لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومثل: وإلهكم إله واحد، ومثل هو اللهُ أحد.
ـ[المعتصم]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 07:28 ص]ـ
أدامك الله نورا يضيء ظلام الحائرين وأملا يشع في دجا اليائسين وشكرا لك(/)
أرغب أن أكون فصيحا
ـ[سيبويه]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 09:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شباب أنا مبتدأ في اللغة العربية بشكل عام
فأنا أرغب أن أكون فصيحا درجة أولى
فياليت تساعدوني
كيف؟؟
أريدكم تعطوني في كل فن متن
مثلا
في النحو: الآجرومية
لكن لو سمحتوا أريد في فن البلاغة
تعطوني أكثر من متنين
وكيف أحفظ كلمات فصيحة جديدة؟
والسلام
ـ[الغامدي]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 12:45 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك معنا في الفصيح
عليك بالقرآن؛ فهو خير معين لك.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 12:59 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بك في رحاب العربية.
أحبب اللغة، تحببك، وأعطها من وقتك، تفتح لك أبوابها، وابدأ بالنحو وعلمه، فإنه، وكما قال ابن الوردي:
جمل المنطق بالنحو فمن ... (يحرم الإعراب بالنطق اختبلْ)
وعليك بكتب الأدب، وحفظ الشعر العربي، وقبل هذا كله كتاب الله، الذي هو أسّ العربية.
واحتفل للفقه في الدين ولا ... تشتغل عنه بمال وخولْ
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 01:45 م]ـ
أنسيتم أننا أمة إقرأ
فالقراءة
هي مفتاح العلوم
ـ[المبدع]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 10:02 م]ـ
بالأضافة الى ماذكره الأخوة في الأعلى
أنصحك بالأشرطة السمعيه للشيخ علي القرني
فأنه أفصح ُ من سمعته في هذا العصر من حيث البلاغه
وكذلك ان استطعت أن تصل الى اشرطة الدكتور أحمد بن محمد في الجزائر
فأنه قد اوتي َ بلاغة ً وفصاحه
هذا حسب َ علمي القاصر والا فغيرهم كثير
كذلك عليك بقراءة كتب المنفلوطي تشبع بها قدر المستطاع
ولا تنسى مؤلفات علي الطنطاوي فأنها خير ُ معين على ما اردت
وأوصيك بعدم التكلف ِ في الكلام والكتابه فانها أعظم مايفسد أسلوبك البلاغي
ولكن عليك بائيصال مافي نفسك الى المستمع والقارئ بكل عفويه وسلاسه
بعيدا ً عن التقعر المذموم
(وفقك الله)
ـ[المرشد]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 10:44 ص]ـ
تعليق:
من أراد المكنة في (اللسان) فلابد له من شيئين:
-الأول: تعلم اللغة بعلومها. وهي خمسة عشر علما، وأهمها أربعة:
أولها: النحو. ويبدأ فيه عادة ب (الآجرومية) ف (ملحة الإعراب) ف (القطر) ف (الألفية).
وثانيها: الصرف. ويؤخذ فيه (تصريف العزي) و (تصريف الأفعال).
وثالثها: البلاغة. ويؤخذ فيه (الجوهر المكنون) ف (عقود الجمان) ف (التلخيص).
ورابعها: الألفاظ ومعانيها. والعمدة على (القاموس المحيط).
-الثاني: ايجاد الملكة. ويكون ب (التطبيق النطقي والكتابي) و (قراءة الكتب النافعة في ذلك) ...
والسلام
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 03:44 م]ـ
هناك فرق بين مقاصد كل فن ... فالنحو يهتم بصحة العبارة بأدنى حد وهو ما عبّر عنه العوي بمطلق المعنى وأما البلاغة فتهتم بجمال العبارة ورونقتها وتؤخذ من القرآن والسنة والإكثار من قراءة كتب الأدباء والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 06:05 م]ـ
وإليك نصيحة الأستاذ مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله:
((فإذا أوصيتك فإني أوصيك أن تكثر من قراءة القرآن ومراجعة "الكشاف". ثم إدمان النظر في كتاب من كتب الحديث كالـ"البخاري " أو غيره، ثم قطع النفس في قراءة آثار ابن المقفع "كليلة ودمنة" و"اليتيمة و"الأدب الصغير"، ثم "رسائل الجاحظ" وكتاب "البخلاء" ثم "نهج البلاغة" ثم إطالة النظر في كتاب "الصناعتين" و "المثل السائر" لابن الأثير ثم الاكثار من مراجعة "أساس البلاغة" للزمخشري. فإن نالت يدك مع ذلك كتاب "الأغاني" أو أجزاء منه و"العقد الفريد"، و"تاريخ الطبري" فقد تمت لك كتب الأسلوب البليغ.
اقرأ القطعة من الكلام مرارا كثيرة، ثم تدبرها، وقلب تراكيبها، ثم احذف منها عبارة أو كلمة، وضع ما يسد سدها ولا يقصر عنها، واجتهد في ذلك، فإن استقام لك الأمر فترق إلى درجة أخرى.
وهي أن تعارض القطعة نفسها بقطعة تكتبها في معناها، وبمثل أسلوبها، فإن جاءت قطعتك ضعيفة فخذ في غيرها، ثم غيرها، حتى تأتي قريبا من الأصل أو مثله.
اجعل لك كل يوم درسا أو درسين على هذا النحو فتقرأ أولا في كتاب بليغ نحو نصف ساعة، ثم تختار قطعة منه فتقرأها حتى تقتلها قراءة، ثم تأخذ في معارضتها على الوجه الذي تقدم – تغيير العبارة أولا ثم معارضة القطعة كلها ثانيا – واقطع سائر اليوم في القراءة والمراجعة.
ومتى شعرت بالتعب فدع القراءة أو العمل، حتى تستجم ثم ارجع إلى عملك ولا تهمل جانب الفكر والتصوير وحسن التخييل.
هذه هي الطريقة ولا أرى لك خيرا منها)).
ـ[لميس]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 10:52 م]ـ
شكرا لكم وجزاكم الله خيرا على هذه المعلومات المفيدة.
وهل أستطيع أن أجد " تصريف العزي " على الشبكة؟
بحثت عن في الفصيح وبحثت عنه في القوقل والياهو وما وجدته.
إن كان أحد منكم يا إخواني يعرف موقعا للتحميل فيه هذا الكتاب فليساعدني رجاءا
ولكم جزيل الشكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تكون فصيحا؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14623)
ـ[شهرزان]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 11:56 م]ـ
نعم نريد نتعلم
جزاكم الله خيرا
موفقين أن شاء الله
أختكم شهرزان
ـ[كشكول]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم
و يجب عليك ان تتخير افصح الاصدقاء و الرفاق, و ان تكثر من مجالسة العلماء و المشايخ الفصحاء منهم. فان فصحاء العرب في سالف الزمان ما كانت تدرس الالفية ولا القطر. بل كانوا يستمعون لأبائهم و شعرائهم, فاخذوا النحو واللغة والصرف من افواههم.
و اضافة لما ذكره الاخوة من كتب, عليك بكتاب الالفاظ الكتابية لعبد الرحمان الهمذاني. و تستطيع ان تجد جزءا منه هنا:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=16828
و السلام
ـ[منصور بن يونس]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني الكرام ونفعكم بما تقولون
وبما تفيدوننا به-اخوانكم المبتدئين-من هذه النصائح في زمن قل فيه النصح
ـ[أبونسيبة]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 07:29 ص]ـ
السلام عليكم
و يجب عليك ان تتخير افصح الاصدقاء و الرفاق, و ان تكثر من مجالسة العلماء و المشايخ الفصحاء منهم. فان فصحاء العرب في سالف الزمان ما كانت تدرس الالفية ولا القطر. بل كانوا يستمعون لأبائهم و شعرائهم, فاخذوا النحو واللغة والصرف من افواههم.
و اضافة لما ذكره الاخوة من كتب, عليك بكتاب الالفاظ الكتابية لعبد الرحمان الهمذاني. و تستطيع ان تجد جزءا منه هنا:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=16828
و السلام
جزاك الله خيرا كنت ابحث عن كتاب بهذه المواصفات فعثرت عليه بتوفيق الله عن طريقك.
عليك بكتاب الالفاظ الكتابية لعبد الرحمان الهمذاني.
لقد وجدت نسخة ضوئية مشكلة قديمة من ثلاثينات القرن الماضي وهي متوفرة على الشبكة(/)
سؤال حول (جداً)
ـ[ابوصلاح]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم
يُقال في المبالغة:
أنا سعيدٌ جدا ً.
فما المعنى الدقيق لـ (جداً)، وما إعرابها؟
وهل هي نفسها كلمة (جد) في قولنا:
هذا الحدثٌ جدُّ خطير؟
السؤال الثاني:
هل من البلاغة أم نكرر كلمة (جداً) في الجملة
كأن نقول: هذا الرجل قويٌ جداً جداً جداً.
وجزاكم الله كل خير.
ـ[ابوصلاح]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 12:15 ص]ـ
يُرفع، رفع الله قدْركم.
ـ[المرشد]ــــــــ[22 - 11 - 2006, 01:00 ص]ـ
إجابة:
قولهم: أنا سعيد جدا=أي: أنا جد سعيد، نصبوه على المصدر؛ لأنه ليس من اسم ماقبله، ولا هو هو.
كذا قرره (شارح القاموس) وغيره.
وعليه: فالمعنى هو (أنا سعيد متناه السعادة).
والسلام
ـ[ابوصلاح]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 01:12 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المرشد.
ـ[ابوصلاح]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 02:36 م]ـ
بقي السؤال الثاني وهي:
هل من البلاغة أم نكرر كلمة (جداً) في الجملة
كأن نقول: هذا الرجل قويٌ جداً جداً جداً.
وجزاكم الله كل خير
ـ[الجفري]ــــــــ[10 - 04 - 2007, 09:16 م]ـ
أخي المرشد إجابتك غير مرئية
لو تكتبها من جديد دون تكلف جزيت خيرًا
ـ[ايام العمر]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 12:35 ص]ـ
هذه إجابة المرشد أعدتها بدلا منه"بعد إذنك يامرشد" وأسأل الله أن يخلصنا من هذه الصورةالتي تشوه المشاركات:
قولهم: أنا سعيد جدا=أي: أنا جد سعيد، نصبوه على المصدر؛ لأنه ليس من اسم ماقبله، ولا هو هو.
كذا قرره (شارح القاموس) وغيره.
وعليه: فالمعنى هو (أنا سعيد متناه السعادة).
والسلام(/)
ممكن مساعدة ....
ـ[] [~عاشقة الضاد~] []ــــــــ[21 - 11 - 2006, 09:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أنا طالبة بالمرحلة الثانوية ... أردت شرحا عن التشبيه التمثيلي ..
هل بالإمكان أن تساعدوني بما يناسب المرحلة التي أنا فيها؟؟؟؟(/)
اسئلة هامة جدا ارجو المساعدة سريعا بارك الله فيكم
ـ[نمنمة]ــــــــ[25 - 11 - 2006, 07:44 م]ـ
الأخوة الكرام اريد اجابة هذه الأسئلة سريعا جدا بارك الله فيكم:
1 - ما هي القيمة البلاغية للتشبيه وأثره في النفس؟؟
2 - ما هي القيمة البلاغية للإستعارة وأثرها في النفس؟
3 - ما هي القيمة البلاغية للكناية وأثرها في النفس؟
4 - ما هي القيمة البلاغية للمجاز المرسل وما هو أثره في النفس؟
ارجو الاجابات سريعا ممن تتوفر لديهم بارك الله فيكم اخواني الكرام
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 06:12 ص]ـ
تجدين إجابات الأسئلة في كتاب جواهر البلاغة لأحمد الهاشمي فهو يتحدث في نهاية كل موضوع من موضوعات البيان عن بلاغته وأثره.
ـ[نمنمة]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 05:17 ص]ـ
اخي الكريم جزاك الله خيرا لكني لا يوجد لدي الكتاب الان ولم اجده على صفحات الانترنت وانا احتاج الاجابات سريعا وبحثت كثيرا ولم اجدها فإذا كانت تتوفر لديك ارجو منك الاجابة عليها هنا ولك جزيل الشكر
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 09:54 ص]ـ
لاخت نمنمة هذا رابط جواهر البلاغة للسيد احمد الهاشمي
http://www.waqfeya.com/open.php?
cat=18&book=63
مع الشكر والتقدير
اخوك
محمد خليل العاني
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 09:55 ص]ـ
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=18&book=63
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 09:56 ص]ـ
الرابط الاول غير مكتمل عليك بالرابط الثاني فهو يعمل
مع خالص التقدير
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 05:42 م]ـ
بوركت يا استاذ محمد
ـ[نمنمة]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 12:30 ص]ـ
جزاك الله كل خير اخي الكريم بارك الله فيك
ـ[نمنمة]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 11:55 م]ـ
اخواني الكرام لم استطع فتح الكتاب بعد تحميله ارجو ممكن لديه الاجابة او طريقة فتح الكتاب بالرد جزاكم الله خيرا وسريعا لأنني في حاجة إليها سريعا بارك الله فيكم(/)
بلاغة في بلاغة ...
ـ[روائع]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 02:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سلام سليم أرق من النسيم على القلب السقيم ...
يسعدني أن أعرض مشاركتي الأولى في منتدى البلاغة ... راجية من المولى القدير أن يفتح علي بفتح من عنده ...
التشبيه فن عرف من قديم الأزمان. كان ومازال الأقوى في الفنون البلاغية ...
والقرآن الكريم لم يكن إعجازه بعيد عما عرفه العرب وأدركوه من خلال بيئتهم الجاهلية ... ومن روائع التشبيه الواردة في القران الكريم والتي لم يقف عندها الكثير من البلاغيين قوله تعالى: ( ... فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ... ) الأعراف 143 ...
فهل هنالك من يشاركني الشرح والتعليق على هذا النموذج الفريد من أساتذتي الأعزاء؟؟؟
روائع ... :)
ـ[سامي الفيلسوف]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 04:08 م]ـ
هل يمكن أن أحصل على شرح واف للتشبيه الضمني و التشبيه التمثيلي مع اعطاء أمثلة(/)
هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 07:07 ص]ـ
ما اللمسة البيانية في جزم فعل الشرط في آية " إن ينصركم الله فلا غالب لكم"
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 11:43 ص]ـ
ما اللمسة البيانية في جزم فعل الشرط في آية " إن ينصركم الله فلا غالب لكم"
:::
اخي الكريم تعرف ان الجزم هو القطع وان الله يقطع المسألة كليا ان النصر من الله وحده ليس بعدد ولا عدة (فانظر لقوله تعالى " إن ينصركم الله: اي ان النصر من الله وحده ولذا قدم المفعول به (الكاف) وأخر الفاعل " الله " ثم جاء بجواب الشرط فلا غالب لكم " وتعلم ان لا هنا نافية للجنس والنفي بها ابلغ واكثر توكيدا من نفي الفعل المضارع بلا وان الاسم يدل على الثبوت اي انه ثبت لكم انه لا غالب لكم البتة لماذا لأنَّ الذي نصركم هو الله
والله اعلم واجل
اخوك
قصي علي الدليمي
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 09:59 ص]ـ
الاخ قصي بارك الله فيك
ـ[المعتصم]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 02:19 م]ـ
أشكرك أخي الديلمي على إجابتك الرائعة
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 05:40 م]ـ
أشكرك أخي الديلمي على إجابتك الرائعة
:::
الاخ المعتصم المحترم السلام عليكم ورحمة الله
معذرة اخي الكريم انا الدليمي وليس الديلمي مع شكري وتقديري لجنابكم الكريم وارجو الا تنزعج من هذه الملاحظة. واني على يقين انك متفهم وان عقلك راجح.
ولكن جلَّ من لا ينسى
خادمكم
قصي علي الدليمي
ـ[المعتصم]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 07:14 ص]ـ
نعم اخي وقع مني ذلك سهوا وقل في الحياة من لا يخطئ فمعذرة معذرة ودمت بخير والسلام
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 10:25 ص]ـ
بوركت هكذا انت كما توقعتك. شكرا لكل اخي العزيز. ولا حاجة للأعتذار لانك متفهم. وانا ممنون منك
ـ[يوسف شيخو]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 01:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام قبل الكلام إلى حظرتكم:
أرجو منك أخي العزيز ان تبين لي بالامثلة (الكنايات عن الصفة والموصوف) مع شرح لهذه الأمثلة، وشكراً لكم(/)
اليوم اليوم وليس غدا ...
ـ[راحيل]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 02:54 م]ـ
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته
:::
ارجو لمن يعرف الجواب لسؤالي الا يبخل علي به
وسؤالي:
الرسام والبليغ يشتركان في المهنه وضحي ذلك؟؟؟ (والبليغ يقصد به الانسان البليغ)
ارجو منكم جوابا وافيا
وشكرا ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 03:05 م]ـ
سأجيب بعد غد:)
ـ[الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 07:57 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا براحيل في الفصيح .. وأخشى أنك أردت رحيلا لا راحيلا: d ؛ فكثيرا ما يعبر السائلون الفصيح ثم يرتحلون عنه إذا وجدوا ضالتهم، فلا تكوني منهم.
الرسام يعبر عما في نفسه، فالرسم شعر صامت.
ـ[نور صبري]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 08:58 م]ـ
الاثنان يرسمان صور كيف؟
الصورة عند الرسام تجسيد مادي ينقل مخيّلته وافكاره الى اللوحة الفنية، كما عند النَحَّاة عندما يُجسِّد صورة الشخص في التمثال.
اما البليغ فالصورة عنده تَتحوّل إلى تشبيه أو استعارة، وهي التي تُدعى الصورة البيانية، وتعتمد على الخيال والشعور، كما تعتمد على العقل والثقافة.
والصورة الأدبية هي ما ترسمه مخيلة الأديب باستخدام اللفظ، كما ترسمه ريشة الفنان، وتكون متأثرة بحالة الأديب النفسية، إمَّا بهيجة وإمّا كئيبة يبتعثها الأديب من خاطره وذهنه، فتجيء مادية محسوسة، أو معنوية ذهنية، وهي التي يعنى بها علم الجمال الأدبي.
مع الود ...(/)
استخراج أركان التشبيه
ـ[روان ... ]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 10:03 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي بهذا المنتدى أتمنى مساعدتكم في السؤال التالي
وهو الإستخراج من الأمثله التاليه أركان التشبيه مع ذكر نوعه
1 - قال تعالى (وأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كطود العظيم)
2 - أحلامنا تزن الجبال رزانة ... وتخالنا جنا إذا ما نجهل
3 - أبوك لنا غيث نعيش بسيبه ... وأنت جراد ليس تبقى ولا تذر
4 - أنت نجم في رفعة وضياء ... تجتليك العيون شرقا وغربا
5 - أبو الهيجا في الهيجاء ... كيف في الرونق المصنان
6 - أنت جواد وبرق خاطف في السرعه
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 10:31 ص]ـ
عليك بكتاب البلاغة والواضحة ودليله. لعلي الجارم ومصطفى امين وساضع لك الربط للكاتبين ولكن يتم تحميل كل كتاب على حدة
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=18&book=69
مع كل الاحترام
اخوك
قصي علي الدليمي
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 11:10 م]ـ
عليك بكتاب جواهر البلاغة للسيد احمد الهاشمي واليك هذا الرابط
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=18&book=63
ـ[روان ... ]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 12:27 ص]ـ
ألف الف شكر
أخي قصي على ردك لسؤال
ولك الشكر و التحيه
ـ[روان ... ]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 12:29 ص]ـ
أخي محمد لك شكري وأحترامي
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 10:16 ص]ـ
حياك الله يا روان اختا عزيزة(/)
لماذا خص الله التين والزيتون بالقسم من دون الفاكهة؟؟؟؟؟؟ شاركوني الفكر ...
ـ[حبيبة الرسول]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 11:18 م]ـ
:::
الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم-نبيا ورسولا أما بعد:
لماذا خص الله التين والزيتون بالقسم في سورة التين؟
ما علاقة التين والزيتون بطور سيناء؟
ما علاقة طور سيناء بهذا البلد الأمين إشارة إلي البلد الحرام؟
وما علاقة هذه الثلاثة: التين والزيتون وطور سيناء والبلد الأمين بخلق الإنسان في أحسن تقويم؟
وهل هناك إشارة أن الإنسان الذي يكون في أحسن تقويم هو هذا الذي كان مكلما في طور سيناء أو نبينا المكرم صاحب البلد الحرام؟
وهناك إشارة إلي شجرة الزيتون في: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للأكلين ".
وهناك إشارة أيضا في سورة النور إلي شجرة الزيتون (إشارة ضمنية) (يكاد زيتها يضيء).
شاركوني الفكر في سورة التين. وجزاكم الله كل الخير.
ـ[عزدبان]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 02:13 م]ـ
:::
ما علاقة التين والزيتون بطور سيناء؟
ما علاقة طور سيناء بهذا البلد الأمين إشارة إلي البلد الحرام؟
وما علاقة هذه الثلاثة: التين والزيتون وطور سيناء والبلد الأمين بخلق الإنسان في أحسن تقويم؟
السلام عليكم ... تدبر جميل حبيبة الرسول ...
أريد أن أنقل مفاد عن "طور سينين" ذكره الشيخ صلاح الدين أبو عرفة في أحد دراساته ..
{والتين, والزيتون, وطور سينين, وهذا البلد الأمين}. إن أحب القارئ أن يعرف رأي التفاسير في "الطور", فنقول له: إنها على اختلاف, فلم يقطع أحد بقوله, فمنهم من قال: الذي في سيناء مصر, ومنهم من قال الذي في بلاد الشام "الأرض المباركة", والقول الأول من أنه في سيناء مصر, قول مرجوح لا أصل له, وإنما تلبس الفهم فيه من كلمة "سيناء", فمن يقطع أن الله أراد بها "سيناء" مصر, ولو كان كذلك لما قال الله هنا "سينين" إن كانت هي "سيناء"!.
وذكر الرازي في تفسيره أدلة كثيرة تقوي مذهب من قال بأن المراد بطور سينين وطور سيناء إنما هو طور بيت المقدس, ومنها ما ذكر عن المفسرين "قتادة" و"الكلبي" من أن " طور سيناء" تعني الجبل المشجر المثمر, فهل هذا في صحراء سيناء؟ , ولو كانت سيناء مصر بالقطع, لما اختلف فيها أحد.
ثم إن سورة التين نفسها تشي بهذا, فالآية دون تكلف, تذكر بقعتين يقسم الله بهما, الطور, والبلد الأمين, فأما البلد الأمين فعرفناه, وأما الطور, فالذي ببيت المقدس, وهاكم دليلنا!.
هذا دليلنا
الآية 20 من سورة المؤمنون {وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين} , فالآية تعقد وتجمع بقوة بين "طور سيناء" وبين النتاج والنبات بالدهن
-الزيت- للآكلين. وكل من يعرف العربية, يعرف أن "تخرج" و"تنبت" و"الآكلين", كلها صيغ مضارعة مستمرة حاضرة معنا الأن, فلنذهب جميعا إلى "صحراء سيناء" ولتخرجوا لنا شجرة "تخرج" فيها "تنبت" بالدهن وصبغ للآكلين الحاضرين الآن!.
أما {وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين} , فهي بلا تكلف كلها صفات "للجود" والعطاء الحاضر المستمر. فلنذهب جميعا إلى طور الأرض المباركة فلنر كم عليه من شجر الزيتون المنتج المعطاء على مدار السنين, حتى إن أهل بيت المقدس ليسمونه "جبل الزيتون"!.
والله نادى موسى عند "البقعة المباركة" من جانب الطور {فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة} , فها هو الطور وها هي البقعة المباركة وها هي الشجرة مرة أخرى, فمن يقول أن في سيناء مصر من هذا من شيء, ومن يُخرج لنا علما عن الله أن الله بارك سيناء مصر, ومن يُخرج لنا علما عن الله أن الله قدس سيناء مصر, ألم يقرأ الناس {إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى}؟. وإنما القداسة والطهارة لواديين وحسب, وادي مكة, ووادي بيت المقدس.
أما نحن فعندنا من الله علم أن الله بارك حول المسجد الأقصى –والطور حول المسجد الأقصى-, وأن الله قدس الأرض المباركة, {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}. فهي بيت المقدس والقداسة, فلمَ نعدل عنها لغيرها بغير برهان ولا بينة؟!.
ثم لو وجد اليهود في سيناء مصر ما يشير ولو بقليل من بعيد أنهم كانوا هنا يوما ما, لما تركوها!.
وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما حدث به عن فتنة الدجال وعيسى ابن مريم, أن الله يوحي لعيسى بن مريم بعدما يقتل الدجال بباب لد ببيت المقدس, أن حرّز بعبادي إلى "الطور", فلمَ نرى العلماء يقولون ها هنا: إنه طور بيت المقدس لا طور سيناء مصر, فكيف صار الطور طورين؟!.
ثم ليقرأ من شاء تفسير المفسرين لسورة الطور, ليرى أنهم لا يجمعون أبدا على طور سيناء, ومنهم من لا يكلف نفسه عناء الاختلاف, فيقطع من أولها أنه طور بيت المقدس.
إنه هو, طور بيت المقدس, المحاذي للمسجد الأقصى
حيث نادى الله موسى, وحرّز بعيسى!.
وهو هو, "الجودي" بالدهن والصبغ للآكلين
فالجودي الطور, والطور الجودي!.
والتكملة هنا ..
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=57
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 05:41 م]ـ
بوركت
ـ[حبيبة الرسول]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 03:22 ص]ـ
لنرجع الأن إلى سورة المؤمنون {وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين, وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها, ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون, وعليها وعلى الفلك تحملون, ولقد أرسلنا نوحا}!.
فما هذه العلاقة بين الطور وبين الفلك وبين نوح؟!.
قلنا من قبل إن "التنور" ذكر في السورتين, المؤمنون وهود, ولكن "الجودي" لم يذكر إلا في هود, فأين هو في سورة المؤمنون؟.
فإذا قابلنا السورتين معا, وجدنا "التنور" هنا ووجدناه هناك,
وإذا قابلنا السورتين معا, وجدنا "الجودي" في هود ولم نجده في المؤمنون!.
ولكننا نجد في المؤمنون جبلا معطاء جوادا, تماما قبل الشروع في قصة نوح حيث لا يذكر في السورة جبل غيره, فتأتي قصة نوح في سورة هود بين "التنور" و"الجودي", وتأتي القصة نفسها في المؤمنون بين "الطور" و"التنور"!.
وكأن القرآن ذكر القصة في هود مبتدأ من أولها إلى مستقرها, وذكرها في المؤمنون مبتدأ من مستقرها ثم عاد على أولها!.
سورة الإسراء والإشارة الخفية
كنا إذا قرأنا سورة الإسراء, فوصلنا إلى الآية الثالثة منها:
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} ..
{وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل} ..
{ذرية من حملنا مع نوح}.
نتساءل عن العلاقة الظاهرة المباشرة هنا, بين بني إسرائيل ونوح, فنحير جوابا ونقف.
أما الآن, وعلى ما قدمنا, فنحن أمام الفلك الذي استوى على الطور ببيت المقدس, ومن هناك بدأت ذرية الخلق الثانية, ومنهم بنو إسرائيل المتعلقين بالمسرى ببيت المقدس, مبدأهم ومعادهم إلى حشرهم الأخير.
فالآية توحي بجرس خفي, أن نوحا حُمل إلى"المنزل المبارك" حول المسجد الأقصى, كما أسري بالنبي الخاتم إلى المسجد الأقصى مرة أخرى!.
{من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}
ما علاقة نوح بها؟.
محمد عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين, ونوح أول الرسل, فهل يختم محمد عليه الصلاة والسلام بإسرائه هذا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, دورة الرسل والنبيين كلهم, بدليل اجتماعهم له في المسجد الأقصى جما غفيرا, وهل كانت هذه الرحلة سنة الله في الرسل أولي العزم من نوح إلى محمد؟ , لنر!.
حينما بدأنا رحلة بحثنا في هذا الكتاب المجيد, بدأنا من عند "التنور", ووقفنا لحظة نسأل ما "التنور", وأين هو؟.
كتب التفسير, تجمع على أن "التنور" هو الفرن, ففار فرن بيت نوح, أو فار فرن غيره ببيت ما, لا تذكر الكتب!.
ولكن هل هذا هو الصواب, وإليه المنتهى؟.
أولا: لم يجمع أهل العربية أن "التنور" هو الفرن وحسب, فلا تقال لغيره ولا تطلق إلا عليه, بل هي عندهم –كما في لسان العرب- لأكثر من وجه ومعنى, فالفجر التنور, ووجه الأرض تنور, وكل مفجر ماء تنور!.
لنعتمد إذا على عربية القرآن ما لم نجد نصا للنبي يقطع بعلم أو معنى, وما لم نجد أثارة من علم يسند لله أو النبي.
فعجيب هذا "الفرن" الذي يفور, ومتى كان الفرن يفور؟.
أما إذا أخذنا المعنى الأخير في لسان العرب - وكل مفجر ماء تنور- استوى المعنى واللفظ. فأن يفور "مفجر الماء" فهذا معهود معقول, أكثر من فوران الفرن الذي لم يثبت أصلا, أن الذي فار فرن وحسب.
نحن من قبل قلنا بالاعتماد على ظاهر آية الإسراء {من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} وارتباطها بذكر نوح, ملنا أن الرحلة كانت من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, حيث نزلت على البقعة العلم المعلمة, رجعنا نبحث عن علامة بجنب المسجد الحرام, من المعقول أن تفور, وما زلنا نعتمد على "موسوعتنا العلمية" المجيدة عن البقاع والمواقع والمنازل, فلعل هذا البيت الحرام من أول يوم بني فيه, جعل بجانبه الماء, فهذا البئر الملازم أصل الحياة للبيت.
وأيسر لنا وأقوم أن نبدأ بالمعرفات عندنا للبحث والتكوين, فهذه الأرض المباركة تعرف بطورها, ولا يذكر البيت الحرام, إلا ويذكر "زمزم" معه!.
فيظهر لنا الأن أن "الجودي" كانت إشارة "للطور", وأن "التنور" كانت إشارة "لزمزم", ففار مفجر الماء "زمزم" وبدأ الطوفان وبدأ الأمر العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن تكون السكنى بالواد بين جبال مكة, أدعى إلى اجتماع الماء السريع, فتصبح مكة كالجوبة والحوض الكبير, سرعان ما يمتلئ بالماء, ولعل هذا ما يفيد باعتصام ابن نوح بالجبل, فيظهر أن الجبل كان قريبا, وأنها كانت جبالا حولهم, مما يوحي به نص القرآن على لسان ابنه {سآوي إلى جبل} , فهي جبال قريبة, وهو يختار منها أقربها وآمنها, إذ لو كان النص "سآوي إلى الجبل" بالتعريف لتغير المعنى.
ولعله من أجل ذلك أيضا جاء الجرس السريع في سورة المؤمنون {فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين, وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم, ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون}.
ثم ألم نسأل أنفسنا ماذا جرى, حتى يردم البيت العتيق بعد آدم, ثم يُبوّء مكانه لإبراهيم, ويرفع قواعده مرة أخرى؟ , فما الذي جرى, وأين ذهب أهل البيت؟!.
ومن يقرأ التفاسير عن أصنام قوم نوح, يجدها قريبة من مكة وما حولها, فبماذا يوحي هذا, وبماذا توحي آية الأعراف على لسان هود إذ يقول لقومه {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح} , وكلنا يعلم -من حديث النبي- أن عادا كانوا في جزيرة العرب, فكيف يخلفون قوما من خارج أرضهم؟. فالأقرب أن يكونوا بالتتابع, قوما بعد قوم, ويكثر ما يجمع القرآن الأقوام الثلاثة متتابعين {وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود}.
إشارة من سورة القمر
{وحملناه على ذات ألواح ودُسُر, تجري بأعيننا} , فماذا تقول التفاسير عن الألواح والدسر؟.
أما الألواح فمرت معنا, وقلنا ما عندنا فيها. وأما "الدسر" فالتفاسير على أنها "المسامير", كما تقول العرب.
وعندنا ما نضيفه, فـ"الدّسر" في لسان العرب, هو الدفع بقوة وشدة وقهر. وهذا أولى من الفهم الأول, إذ لا يكون فلكا كاملا, إلا باثنتين, الجسم والمحرك الدافع, ومن دون أحدهما لا يكون فلكا. فالأولى فهم النص على هذين المكونين, الألواح, وهي مكون الجسم أو الهيكل, والدسر, وهي مكون المحرك والدوافع {تجري بأعيننا}.
الآن ..
ماذا ينفع المسلمين لو انشق الطور عن السفينة؟!.
أشرنا في أول بحثنا أن السفينة كانت بذاتها آية, {وجعلناها آية للعالمين} , فماذا في هذه الآية, وكيف نزهد بآيات الله ونتغافل عنها؟!.
فيظهر لنا أن في هذه السفينة أول ما فيها مصداق وصف الله للحدث في القرآن, على خلاف الكتب والأساطير كلها, حتى إذا ظهرت, ظهر معها مصداق قول الله.
ثم لا نستطيع أن نعرف كيف تكون هذه الآية آية للعالمين حتى نراها, فتكون لنا وللعالمين آية, ولعل فيها كل أصل الخلائق وكَرّة التكوين الثانية.
إنها على ما يوحي به القرأن, بيضة الخلق التي حوت العالمين, فتنحى بها "نوح" لأمر قضاه أحكم الحاكمين, ولعجب المؤمنين, فلم يرد هذا الوصف لله –أحكم الحاكمين- إلا في سورتي هود والتين, مرة بعد ذكر الجودي مباشرة, ومرة بعد ذكر الطور مباشرة!.
و"نوح" بهذا الفهم, هو من انتدب "ليتنحى" بالقلة المؤمنة الطاهرة ليكونوا هم الباقين {وجعلنا ذريته هم الباقين} , {وتركنا عليه في الآخِرين}. بكسر الخاء
فمن يقول لنا الأن كيف يترك على نوح في الآخِرين؟!.
{لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون}.
قبل أن نختم!.
قد يسأل سائل: إن كانت على "الطور" بجانب المسجد الأقصى, فكيف لا نراها؟.
فنقول: لا يعني كونها استقرت على الطور, أن تكون الآن فوقه, نرى أنها استقرت يومها على الطور, وقد تكون "غُمرت" بجوف الطور!.
وقلت غمرت, لأن هذه الكلمة وردت في القرآن أربع مرات فقط, مرتان منها في سورة "المؤمنون", حيث الطور والتنور, فلعلها إشارة ولعلها مغمورة هناك.
وأرى –والله أعلم- أن تكون قصة نوح وآية الادّكار {ولقد تركناها آية فهل من مدّكر} , مذكروة في سورة القمر, أرى أن هناك ما يفيد النظر! , إذ السورة تبدأ هكذا {اقتربت الساعة وانشق القمر} , فماذا وراء الانشقاق, خاصة إذا علمنا إن معنى "السفينة" مرهون بالشق, فالسفْن هو الشق, فهل ينشق الطور وتظهر الآية للعالمين؟.
هذا ولا ننسى أن الطور قد انخلع من قبل ورفع فوق بني اسرائيل {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة}.
مختصر أخير
كانت الرحلة من "التنور" إلى "الجودي", وهما إسمان علمان, عرفّهما الله, وعقد حكمته على اختيارهما, ولكن الناس نكّروهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما كانت نجاة نوح إلى المنزل المبارك عند المسجد الأقصى, وكان "الجودي" هو الطور الذي بشرقي المسجد الأقصى مباشرة, وكانت النجاة من مكة, وكان "التنور" الذي فار هو "بئر زمزم". والله أعلم وأحكم.
ولنا أن نعجب بعد هذا, ممن يترك بحث القرآن ويستقر على "اراراط"!.
ممن يترك القرآن, ويؤمن بالتوراة؟.
اللهم هذا مبلغنا من العلم, فاغفر لنا خطأنا وزلتنا
ـ[الجعافرة]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 03:54 ص]ـ
شكرا لحبيبة الرسول كاتبة الموضوع
وشكرا لأخي عز ديان
وشكرا لأخي قصي
=====================
سورة التين
مكية وهي ثماني آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) والتين والزيتون قيل خصهما من الثمار بالقسم لان التين فاكهة طيبة لا فضلة له وغذاء لطيف سريع الهضم ودواء كثير النفع فانه يلين الطبع ويحلل البلغم ويطهر الكليتين ويزيل رمل المثانة ويفتح سدة الكبد والطحال ويسمن البدن وفي الحديث إنه يقطع البواسير وينفع من النقرس والزيتون فاكهة وادام ودواء وله دهن لطيف كثير المنافع.
(2) وطور سينين قيل يعني به الجبل الذي ناجى عليه موسى ربه وسينين وسينا اسمان للموضع الذي هو فيه.
(3) وهذا البلد الامين أي الامن يعني مكة.
وفي الخصال والمعاني عن الكاظم عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن الله تبارك وتعالى إختار من البلدان أربعة فقال تعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين فالتين المدينة والزيتون البيت المقدس وطور سينين الكوفة وهذا البلد الامين مكة والقمي قال التين رسول الله صلى الله عليه وآله والزيتون أمير المؤمنين عليه السلام وطور سينين الحسن والحسين عليهما السلام وهذا البلد الامين الائمة عليهم السلام.
وفي المناقب عن الكاظم عليه السلام التين والزيتون الحسن والحسين عليهما السلام وطور سينين علي بن أبي طالب عليه السلام وهذا البلد الامين
--------------------------------------------------------------------------------
(347)
محمد صلى الله عليه وآله.
(4) لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم بأن خص بانتصاب القامة وحسن الصورة واستجماع خواص الكائنات ونظائر سائر الموجودات.
(5) ثم رددناه أسفل سافلين قيل بأن جعلناه من أهل النار القمي نزلت في الاول.
وفي المناقب عن الكاظم عليه السلام قال الانسان الاول ثم رددناه أسفل سافلين ببغضه أمير المؤمنين عليه السلام.
(6) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون قال علي بن أبي طالب عليه السلام.
(7) فما يكذبك بعد فأي شيء يكذبك يا محمد دلالة أو نطقا بعد ظهور هذه الدلائل كذا قيل بالدين في حديث المناقب بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وقيل بالجزاء والقمي إلا الذين آمنوا قال ذاك أمير المؤمنين عليه السلام بالدين قال بأمير المؤمنين عليه السلام فلهم أجر غير ممنون أي لا يمن عليهم به.
(8) أليس الله بأحكم الحاكمين تحقيق لما سبق يعني اليس الذي فعل ذلك من الخلق والرد بأحكم الحاكمين صنعا وتدبيرا ومن كان كذلك كان قادرا على الاعادة والجزاء.
في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله وفي العيون عن الرضا عليه السلام إنهما قالا عند الفراغ منها بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
وفي الخصال مثله عن أمير المؤمنين عليه السلام فيما علم به أصحابه.
في ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ والتين في فرائضه ونوافله اعطي من الجنة حيث يرضى.
ـ[الجعافرة]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 03:56 ص]ـ
تفسير سورة التين (095): لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الكرام:
سورة اليوم هي سورة التين.
بسم الله الرحمن الرحيم
(سورة التين)
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل الحديث عن معاني الآيات الذي تنطوي عليها هذه السورة لا بد من تعريف عام لهذه السورة، سورة التين تؤكد أن الإنسان يستطيع أن يسمو إلى أعلى عليين إذا هو عرف ربه وأطاعه وعمل الصالحات تقرباً له وإذا ضل عنه وعصاه يهوي إلى أسفل سافلين، فحياة الإنسان إما أن تكون في أعلى عليين وإما أن تكون في أسفل سافلين لذلك الإمام علي كرم الله وجهه قال: ركب الملك من عقل بلا شهوة وركب الحيوان من شهوة بلا عقل وركب الإنسان من كليهما فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان.
إما أن تكون في أعلى عليين فوق الملائكة المقربين، وإما أن يكون الإنسان الضال في أسفل سافلين دون أحط الحيوانات قدراً. الله سبحانه وتعالى يقول:
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية
(سورة البينة: آية 7)
أي خير ما برأ الله.
إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية
(سورة البينة: آية 6)
أي شر ما برأ الله، ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين.
(سورة التين)
التين هو التين الذي نأكله والزيتون هو الزيتون الذي نعصره، وقد يأكل الإنسان الطعام ولا يفقه ماذا يأكل، ولا يعرف قيمة ما يأكل ولا يعرف عظمة الله عزوجل من خلال هذا الذي يأكله.
هل نظرت إلى التين؟
إن كل بذرة في التينة يمكن أن تكون شجرة، ما أدق هذه البذرة، فيها رشيم وفي الرشيم حياة، فإذا ذهبت تعد عدد بذرات التينة الواحدة، كل بذرة يمكن أن تكون شجرة، وإذا ذهبت تعد عدد الثمرات التي تحملها الشجرة في العام وتضربها بعدد البذرات، هذا عطاؤنا.
الله سبحانه وتعالى تفضل علينا بنعمة الإيجاد وعن طريق التوالد والبذور، تفضل علينا بنعمة الإمداد، نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد.
" النبي صلى الله عليه وسلم فيما تروي الأحاديث أهدي إليه سل تين، فقال كلوا وأكل منه وقال لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم."
يعني بلا نوى.
انظر إلى التينة وهي خضراء قاسية لو تذوقتها لرأيت لها طعماً حريفاً حاداً انظر إليها وقد اصفر لونها وسال عسلها وعذب طعمها وصار كالعسل ولان ملمسها، ونمت في الجبال بلا عناية ولا سقي ولا شيء من هذا القبيل، فهذه آية من آيات الله سبحانه وتعالى.
ذكر التين وأراد كل فاكهة نأكلها، هل فكرت فيها كيف صممت، العلماء أحياناً يقعون في شيء اسمه كفر مبطن، يقول هذه البذرة مبرمجة.
قال لي رجل من أهل العلم أن هذه البذرة مبرمجة بمعنى كل خلية من خلاياها فيها نواة وفي النواة محفظة فيها تعليمات تسميها كروزومات، تسميها جينات، تسميها مورثات، قال هذا الرجل المتعلم المختص بهذا الموضوع لو أردنا أن نترجم هذه التعليمات إلى لغة لاضطررنا أن نكتب هذه التعليمات في مجلدات تعادل دائرة المعارف، يعني عشرون ثلاثون مجلد وكل مجلد ألف صفحة.
بعض العلماء قال هذه التعليمات تزيد عن خمسة آلاف مليون أمر، هذه التعليمات في محفظة في نواة، هذه النواة في الهيلولة، وهذه الهيلولة في الخلية.
العالم كلما رأى بذرة يقول لك مبرمجة أي عندما تزرعها تنبت تيناً لخشبها شكل، لأغصانها شكل، لأغصانها لون، للأوراق لون خاص، لملمس الأوراق ملمس خاص، ذات طبيعة خاصة وطبع مميز، لها أوقات نضج، تحتمل الحر والقر، تنبت في المرتفعات والمنخفضات، هذا معنى مبرمجة فهذه البذرة تنتج تيناً، وهذه البذرة تنتج زيتوناً، على مستوى الأزهار ترى البصل لونه واحد ومع هذا هذه البصلة تنتج وردة بيضاء، وهذه البصلة زهرتها حمراء قانية، وهذه البصلة زهرتها حمراء غير قانية.
يعني مبرمجة، هذه البذرة فيها تعليمات، تعليقاً على هذا الكلام الذي يقوله العلماء أضرب مثلاً:
لو أردنا أن نبني بناءً واستخدمنا مهندسين من أرقى المستويات وقلنا لهذا المهندس ضع لنا مخططاً للأساسات ولهذا احسب لنا نسب الإسمنت والحديد ولهذا المهندس ارسم لنا شكل البناء ولهذا المهندس هندس المجاري، ولهذا المهندس هندس الكهرباء وجمعنا هذه الخرائط الصحيحة الدقيقة التي بذل فيها أصحابها الساعات الطوال والإبداع الرائع ووضعناها فوق بعضها بعضاً كيف يظهر البناء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أي بناء هذا، هل تكفي البرمجة، هل يكفي أن يكون معك مخطط تفصيلي دقيق جداً فيه آلاف المعلومات عن البناء حتى يبنى البناء، اجمع هذه الخرائط وضعها في أرض خاوية وانتظر هل يبنى هذا البناء يحتاج إلى مواد، ائتي بمئات الأطنان من الإسمنت، والحديد والبلاط والدهان وكل ما يحتاجه البناء وضع هذه المواد وانتظر هل يبنى البناء، إذاً هل يكفي أن تقول بذرة مبرمجة، هل يكفي أن تقول في هذه البذرة معلومات، هل تكفي التعليمات لتنقلب هذه البذرة إلى شجرة، هل تكفي هذه التعليمات لتنقلب البصلة إلى زهر رائع لا تكفي التعليمات، لا بد مع التعليمات من مواد ولا بد مع المواد من بناء، لا بد من تعليمات أي مخطط أي برمجة ولا بد من مواد ولا بد من بناء يقوم به، فإذا رأيت فاكهة وقلت هذه بذرتها مبرمجة فهذا أحد أنواع الكفر المبطن، يعني عزونا الإبداع للمادة.
الله عز وجل إكراماً لنا ورأفة بحالنا ثبت خصائص المواد، إذا زرعت بذر الفجل ينبت فجلاً، لو كان في الكون فوضى لوجدت الفجل ينبت الخيار والخيار ينبت البصل، لكن ربنا عز وجل جعل للبذرة صفات ثابتة، والناس حينما بعدوا عن الله عز وجل ظنوا أن هذه البذرة مبرمجة مع أن الله سبحانه وتعالى حينما أنبت هذا النبات أنبته على طريقة ثابتة كي نطمئن.
حدثني أخ يعمل في حقل الأزهار قال لي في بعض الأنواع من الأزهار الغرام الواحد من بذورها يعد سبعين ألف بذرة، البذرة التي هي جزء من سبعين ألف من الغرام، فيها رشيم ومع الرشيم مواد غذائية تكفي لإنباته وإنبات جذوره.
أحضر حبة فاصولياء وضعها في قطن بعد أيام ينبت برعم، وجذير، أمسك الفاصولياء تراها فارغة، من أين نبت البرعم والجذير؟ ربنا عز وجل حينما خلق البذرة خلق لها رشيماً وخلق مواد غذائية تكفي لإنبات البراعم السويق ولإنبات الجذير إلى أن تستطيع البذرة أن تأخذ غذاءها من التربة يكون هذا المستودع الغذائي قد انتهى ..
في كل بذرة رشيم ومواد ومخطط تفصيلي، أية يد بنت هذا البناء؟ أية يد أنبتت هذا النبات؟
التين له شكل معين وأوراقه لها شكل معين وأغصانه لها شكل معين ولحجم فاكهته حجم معين وله لون معين وله طعم معين وله بذور معينة وله طباع معينة وله وقت نضج معين، ربنا قال:
(سورة التين)
على جبل واحد تينة وزيتونة، هذه تنضج في الصيف وتلك تنضج في أوائل الشتاء، هذه ذات طعم مر وهذه ذات طعم حلو كالعسل.
سبحان الله، بون واسع بين التين والزيتون، قد تزرع تينة إلى جنب زيتونة على أرض واحدة ويسقيها ماء واحد ويعتني بها مزارع واحد ولهذه صفاتها ولتلك خصائصها.
قال بعض المفسرين ما أراد الله عز وجل من هذه الآية التين والزيتون فقط، أراد كل ما تأكله فهذان النوعان والصنفان اللذان ذكرا تأكلهما على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، هل فكرت أيها الإنسان في التين و الزيتون، هل فكرت في المشمش في التفاح في الكمثرى في الدراق في العنب في البلح في الموز في هذا الذي خلقه الله سبحانه وتعالى؟
كل فاكهة لها لون وطعم لها نكهة لها قوام لها قشر، لو أن التين طال ذنبها لسقطت لكن قصر ذنبها يعين على تماسكها على الشجرة وهذه من حكمة الله عز وجل، لو أن هذه التينة بقيت ذات لون أخضر، لا تعرف أنت أي ثمرة قد نضجت، تقطف ثمرة غير ناضجة لا تؤكل، لكن الله سبحانه وتعالى تفضل علينا فجعل الثمرة الناضجة صفراء اللون وأعطاك إشارة أخرى وهي نقطة عسل في مؤخرتها، هذه نضجت اقطف هذه ودع تلك، قال ربنا عز وجل وعلامات.
ما من فاكهة على وجه الأرض إلا ولها علامة نضج وهذه من نعمة الله عز وجل حتى البطيخ، الذي يملك حقل بطيخ يجنيه خلال أشهر ثلاثة، كيف يعرف أن هذه البطيخة قد نضجت؟ هل يحملها وهي على أمها ويتفحصها؟ وإذا قطف البطيخ من دون معرفة قد يأتي كله أبيض اللون لا يباع ربنا عز وجل جلت حكمته جعل على طرف البطيخ حلزوناً إذا كان يابساً فالبطيخة قد نضجت وإذا كان أخضر اللون يدعها على حالها.
ما من فاكهة من الفواكه إلا ولها علامة لذلك قال الله عز وجل:
وعلامات وبالنجم هم يهتدون
(سورة النحل: آية 16)
(يُتْبَعُ)
(/)
كلمة علامات مطلقة، علامة لنضج الثمار و الخضراوات و المحاصيل و الفواكه و الثمار و كل شيء. ربنا عز وجل جعل هذا التين لا ينضج في وقت واحد، مع أنه تلقى شروطاً واحدة، حراً في وقت واحد، قراً في وقت واحد، سقي في وقت واحد، الظروف المحيطة بالشجرة واحدة، يجب في المنطق أن تنضج الثمرات في وقت واحد فلو أن هذه الشجرة نضجت دفعة واحدة الإنتاج كله سوف يباع في الأسواق و الإنسان لن يستطيع أن يستهلكه في يوم واحد، يستهلك واحد من تسعين من حجمه و الباقي يتلف، لكن الله سبحانه و تعالى جلت حكمته جعل نضج التين، والتفاح، والكمثرى، والدراق، و البطيخ بالتدريج.
لولا أن هناك إلهاً عظيماً لجعل القمح ينضج بالطريقة نفسها، هذه مشكلة، تمسك السنبلة واحدة واحدة فترى هل نضجت أم لم تنضج أي يمضي الصيف كله بجني القمح.
فالمحاصيل لحكمة بالغة جعلها الله عز وجل تنضج في وقت واحد.
فربنا يقول جل من قائل:
والتين و الزيتون
أي هل فكرت أيها الإنسان بهاتين الآيتين، يجب على الإنسان ألا يكون كالبهيمة يأكل و يشرب كما تأكل الأنعام، الأنعام تأكل ولا تعرف ماذا تأكل، ولا قيمة ما تأكل، ولا عظمة الخالق فيما تأكل، ولا روعة الخلق، ولا العلم المنطوي بهذه الفاكهة، والتين والزيتون.
أشياء كثيرة يمكن أن نتكلم عنها في موضوع التين والزيتون ولكن المقام لا يتسع لأكثر من ذلك، وعلى الإنسان أن يجول فكره في ملكوت السموات والأرض ربنا سبحانه و تعالى يقول:
إنما يخشى الله من عباده العلماء
(سورة فاطر: آية 28)
أي العلماء وحدهم يخشون الله.
كلما زدت المخلوقات فكراً زادتك معرفة بالله عز وجل، والأصح من ذلك أن الله سبحانه و تعالى إنما خلق الخلق لنعرفه من خلال الخلق. قال تعالى:
الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما
(سورة الطلاق: آية 12)
فهذه اللام لام التعليل لتعلموا.
(سورة التين)
هناك تفسيرات كثيرة لآية و طور سينين، أن التين والزيتون ينبتان في الجبال، الطور هو الجبل وسينين هو الجبل الذي فيه أشجار مثمرة، يعني الجبل الأخضر منظر جميل وعطاء كريم، في بلادنا جبال كثيرة كلها زيتون، هناك إحصاء قديم من عشر سنوات و نيف فيه عدد أشجار الزيتون خمسة عشر مليون زيتونة.
جبال خضراء وفوق جمالها وخضارها تدر على الناس عطاءً كثيراً ومعنى آخر أن هذا الجبل الذي ينبت هاتين الشجرتين من تربة واحدة قد يكون الجبل كلسياً قد يكون يغلب على تربته الحديد ومع ذلك ترى طعم الزيتون يختلف عن طعم التين وبعض المفسرين قالوا الطور من قوله تعالى:
ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا
(سورة نوح: آية 14)
من الطور والطور مرحلة في النمو، مرحلة في التطور، هذه البذرة لتصبح شجرة تمر في مراحل من مرحلة الرشيم لمرحلة إنبات الرشيم لظهور الجذير، لنمو الساق، لنمو الأغصان، لنمو الأوراق، لنمو الأزهار، لانعقاد الثمرة، لنضج الثمرة، لحجم الثمرة وتلوينها، هذه الأطوار طور فوق طور.
لذلك قال بعض الفلاسفة: البذرة شجرة بالقوة، وبذرة بالفعل.
ربنا عز وجل قال والتين والزيتون وطور سينين، هذا التطوير في النبات والحيوان والإنسان، فالطفل ينمو، يمشي، يتكلم، يدرك، يحاكم، يفكر، يتذكر، يكبر، تنبت لحيته ويخشن صوته، يصبح شاباً، يزداد عقله، يقل طيشه، ثم يصبح كهلاً، يعقل، يفكر في مستقبله، يتزن في كلامه، أطوار.
ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا
(سورة نوح: آية 14)
والأشجار المثمرة تبدأ بذرة ثم فسيلة ثم شجيرة لا تثمر بعد ذلك تثمر ثم تنمو ثم تعطي عطاءها، منها من يعمر، هذه تعيش ألف عام، هذه تعيش عشرة أعوام، هذه قصيرة العمر وهذه طويلة العمر، هذه الأطوار طواها الله سبحانه وتعالى في قوله وطور سينين.
إما أن نفهم الطور الجبل المبارك الذي تكسوه الأشجار الخضراء، وإما أن نفهم الطور هذا الإمداد الإلهي الذي يجعل الأشياء تمر من طور إلى طور.
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل يومين رأيت الناس متحلقين في أحد شوارع المدينة اقتربت فإذا إنسان ملقى على الرصيف سألت: ماذا به؟ قالوا: وقع ميتاً، قبل دقائق كان يمشي ويتحرك ويسمع ويرى ويبصر وكان له محاكمة ونطق وكلام وأجهزة متعددة كانت تعمل دفعة واحدة توقفت عن العمل، فإذا هو جثة هامدة.
ماالذي فقد هذا الإنسان، فقد هذا الإمداد الإلهي هذا الإمداد الذي يمد الأجهزة بالحركة والعمل، أضرب مثلاً جهاز معقد جداً يعمل على الكهرباء إذا قطعت عنه الكهرباء يقف، يصبح كتلة من حديد.
الله سبحانه وتعالى يمدنا بالحياة، والموت توقف القوة الممدة بالحياة فإذا الإنسان لحم وعظم يتفسخ بعد حين.
(سورة التين)
البلد الأمين مكة المكرمة، و إذا حملنا هذه الآية على أنها مكة المكرمة، تكون بعيدة عن السياق العام مع أن مكة مكرمة عند الله عز وجل مشرفة وزادها الله شرفاً و تعظيماً، لكن البلد الأمين إذا راعينا السياق العام هذه الأرض التي نحن عليها، اركب طائرة هل تحس بالأمن المطلق لا، لعل جهازاً تعطل فيها لا بد من قلق ولو بالمائة واحد لعل الوقود تسرب من بعض الخزانات لعل الأشخاص المكلفون بتنسيق الحركة في المطارات غافلون، لعل هناك اصطدام بين طائرتين، وهذا حدث.
إنك وأنت على سطح الأرض في طمأنينة بالغة، الأرض لن تصطدم في كوكب آخر قال تعالى:
وكل في فلك يسبحون
(سورة يس: آية 40)
لكل كوكب مسار خاص، الأرض لن يتعطل فيها بعض الأجهزة لن ينفد الوقود لن تختل الجاذبية، هناك أمن.
هناك أمن على بقائها وأمن على استمرارها وعلى حركتها وعلى استمرارها وعلى طاقتها والشمس كل يوم تشرق، أنت مطمئن، لولا أن الله سبحانه وتعالى تفضل علينا وجعل للحديد صفات ثابتة فأحوالنا صعبة بعد أن أشدت البناء طرأ تعديل على بنية الحديد فوقع البناء.
الحديد له صفات ثابتة، الإسمنت له صفات ثابتة، ثبات خصائص المواد هذه نعمة كبرى ولا يعلمها إلا العالمون، أنت في هذا البلد على هذه الأرض تحتاج إلى الماء، الماء موجود في البحار والينابيع وفي الأنهار وفي باطن الأرض والمياه معدنية فيها نسب من الكلور معينة ومن اليود معينة هذه النسب لها علاقة بأجهزة الإنسان الداخلية وبغدده الصماء، حتى أن وحدات التحلية التي صنعها الإنسان لتحلية مياه البحر هكذا بلغني أن المشرفين على هذه الوحدات يضيفون إليها بعض مياه الآبار لأن هذه التحلية تعطينا ماء صرفاً وليس معدنياً وهذا يؤذي بالصحة، تحفر الآبار ويؤخذ منها بعض الماء القليل ويخلط مع مياه التحلية حتى يصبح الماء معدنياً، فأنت إذا شربت كأس الماء من هذا البلد الأمين الذي جعل الله عز وجل كل الحاجات متوافرة فيه.
أنت بحاجة إلى الهواء قد لا تصبر من دون ماء أكثر من أيام، لذلك الماء موزع في المدن والقرى، لكن الهواء لن تستطيع أن تصبر على فقده إلا دقائق إذاً هو في كل مكان، الهواء موجود في كل مكان لا يباع ولا يشترى، ولا يقنن ولا يحتكر ولا يستغل لأن حاجتك للهواء مستمرة فالله سبحانه وتعالى جعله في كل مكان.
أنت بحاجة إلى أن تنام جعل لك الليل أميناً، وجعل المخلوقات كلها تخلد إلى النوم في مثل هذا الوقت أنت بحاجة إلى ثياب تقيك الحر جعل القطن يمتص العرق، بحاجة إلى ثياب تقيك القر جعل الصوف تدفأ به، أنت بحاجة إلى طعام فيه بروتين جعل اللحوم، ونوعها لك فتأكل لحم غنم تارة ولحم سمك تارة ولحم طير تارةً أخرى.
وأنت بحاجة إلى فواكه ذات ألياف سيللوزية من أجل أن تحرك أعضاءك، وإلى شيء تمتع عينيك جعل هذه الأزهار ونوعها وعددها وجعلها متباينة الأشكال والألوان، أنت بحاجة إلى بيت جعل لك مواداً تجبلها تصبح سائلة ثم تجف تصبح قاسية من خلقها لك، من أعطى للإسمنت خواصه، من أعطى الخواص التي صنع منها الإسمنت.
أنت بحاجة إلى طفل يؤنس وحشتك ثم يعينك في كبرك فجعل نظام الزواج، تحتاج إلى إنسان تسعد به قال تعالى:
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
(سورة الروم: آية 21)
وهذا البلد الأمين، يعني كل الحاجات موفرة من طعام وشراب وزينة وكل شيء تريده وكل حاجة تحتاجها، خلقها الله سبحانه وتعالى جعلها لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا البلد الأمين، هنا تجاوزنا التين والزيتون، التين والزيتون نموذجين، وطور سينين هذه الجبال الخضراء الجميلة أو هذه البيئة الواحدة، الأرض كل شيء فيها.
أنت بحاجة إلى ليف لتستحم به، يوجد ليف طبيعي له وجه ناعم وآخر خشن، مهما صنع الإنسان من أشياء لتستحم بها هذا الليف الطبيعي نبات من الداخل خشن ومن الخارج ناعم ويضاين كما يقولون، أنت بحاجة إلى نباتات حدودية للحدود بينك وبين جيرانك، أنت بحاجة إلى نباتات للزينة، أنت بحاجة إلى شجر ليكون لك مظلة أمام بيتك، هناك أشجار مظلات كأنها مظلة، دائمة الخضرة ذات أوراق لطيفة تتحرك مع الهواء حركة جذابة وهذا البلد الأمين كل شيء تريده موفر لديك.
وأنت في النهاية في أحسن تقويم، يعني في أبدع ما يكون، هل تستطيع يا أخي الكريم أن تقترح على الله عز وجل تعديلاً لخلق الإنسان كأن تطول اليدان أو يتغير موضع الإبهام أو الأظافر، هذا الظفر يأتي هنا من أجل أن تمسك الأشياء بقوة، طول المفاصل وكرويتها، العضلات، والأعصاب، والأوردة و الشرايين، لو فتحت اليد ورسمت لرأيت عجباً عجباً، هذا الجذع هذا الرأس كيف يتحرك ويدور من جعل هذا المفصل دائرياً، هذا السطح هو المتحرك، والرأس هو الثابت لو كان العكس.
مكان العينين، الشعر، الأنف، الفم، الشفتان، الأسنان، منها قواطع، ومنها أنياب وأضراس، لو أن هذه الأسنان تنمو باستمرار، ماذا نفعل؟ من هو القابض؟ نمت ونمت ثم توقفت، من أوقفها عند حدها وماذا نفعل لو أن الله سبحانه وتعالى لم يوقف النمو عند حد معين؟
من جعل هذه الجمجمة ذات مفاصل منكسرة من أجل امتصاص الصدمات؟ من جعل بين الدماغ والجمجمة سائلاً من أجل أن يقي الإنسان ارتجاج الدماغ؟ من جعل هذه الأنسجة حول الدماغ؟ من جعل في الدماغ مائة وأربعين مليار خلية استنادية لم تعرف وظيفتها بعد؟ من جعل على سطح الدماغ أربعة عشر مليار خلية سمراء من أجل المحاكمة:
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
من جعل في هذه العين مائة وثلاثين عصية وسبع ملايين مخروط من أجل أن ترى أدق الأشياء وأجملها؟ من جعل العين تفرق بين ثمان مائة ألف درجة من لون واحد؟
من جعل هذا الأنف يعرف الروائح وفي الذاكرة أرشيف للروائح يشم هذه الرائحة يقول انتظر هذه الرائحة كذا.
ماذا حصل في الدماغ أن هذه الرائحة عرضت على قائمة طويلة من الروائح واحدة واحدة فلما وصلت إليها قلت هذه كذا، عندك ذاكرة روائح وذاكرة أصوات وذاكرة طعام، الذاكرة شيء عجيب.
(سورة التين)
الله عز وجل أعفاك من التنفس والدوران، لو أن الله سبحانه وتعالى أوكل إليك التنفس ماذا تعمل هل تنام؟ ينام الإنسان فيموت يجب أن يسهر حتى يتنفس، لو أن الله سبحانه وتعالى أوكل إليك ضربات القلب لا نوم، النوم معناه الموت.
لو أن الله سبحانه وتعالى أوكل إلينا الهضم تحتاج أربع ساعات تضع المواد الهاضمة والعصارات وكلور الماء، البنكرياس والمرارة تتفرغ خمس ساعات بعد الأكل، إذاً خمس عشرة ساعة لهضم الطعام كل يوم.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
جعلك تنام وترتاح في النوم، جعلك تتكلم، كل حرف سبعة عشر عضلة تسهم في صنعه وهناك عضلات معقدة تعمل في الكلام.
الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان
(سورة الرحمن: آية 1ـ4)
جعل الحركة لا إرادية إذا الإنسان شاهد أفعى في بستان يصفر لونه ويدق قلبه ويزداد وجيب رئته تفحص الدم تجد فيه مواداً سكرية زائدة، خلال ثوان ما الذي حدث؟ قال: العين رسمت في شبكيتها صورة الأفعى والعين نقلت هذه الصورة إلى ملك الجملة العصبية الدماغ، والدماغ يملك أرشيف فيقول أفعى هذه، وهذا يسمى الإدراك، العين تحس أما الدماغ يدرك، الدماغ أعطى أمراً إلى ملكة الجهاز الهرموني الغدة النخامية وحجمها كالعدسة، هناك خطر، الغدة النخامية أعطت أمراً إلى الكظر هناك خطر تصرف.
المراكز العليا تعطي أمراً صغيراً موحداً أما الدنيا معها تفصيلات، الكظر أعطى أمراً إلى كل الشرايين بتضيق لمعتها لتوفير الدم، الخائف يصفر أمر ثان إلى القلب ليزداد حتى ينتقل الدم بسرعة، أمر ثالث للرئتين فيزداد خفقانهما حتى تتوافق مع القلب أمر رابع للكبد يفرز مواد سكرية إضافية في الدم خلال ثوان.
(سورة التين)
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عز وجل خلق مثانة، لولا المثانة لضاعت كرامتنا كل عشرون ثانية يوجد نقطتي بول لو كان من الكليتين للخارج مباشرةً يحتاج إلى فوط.
ربنا جعل مثانة جعل حالبين جعل عضلات إخراج البول بإرادتك، عضلات قابضة وهي مشدودة إلى أقصى حد أنت مرتاح، هاتان العضلتان فيهما عظمة لا حدود لها.
(سورة التين)
هذا عن خلق جسمه، انظر إلى إنسان فقد عقله في الطريق، حدثني أخ عنده رجل مسن فقد تفكيره، قال لي: نربط له يديه حتى لا يأكل من نجسه.
ألا نظرت في الطريق إلى إنسان مجنون كيف يتكلم كيف يتصرف، هناك قصص يقشعر لها البدن، تراه صحيح الجسم قوياً و لكنه بلا عقل فإذا فقد الإنسان عقله فقد كل شيء لأن قوام الرجل عقله.
(سورة التين)
تتكلم الكلام المناسب بالوقت المناسب أحياناً تتكلم، أحياناً تسكت، تغضب غضباً مناسباً في وقت مناسب، فعقلك يتحكم في المواقف كلها.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم عقلاً وفطرةً وجسماً، لو أن الله عز وجل وضع في الشعر أعصاباً حسية لاحتاج الإنسان إلى عمل جراحي في المستشفى عملية حلاقة، لأنها تحتاج إلى مخدر. وكذا شأن الأظافر ليس فيها أعصاب حس، قص أظافرك و لا تحتاج إلى مخدر ولا غرفة تخدير.
كل الخلايا في الجلد تتجدد وهذه من نعمة الله على الإنسان، لكن الله حكيم لو أنه طبق هذا على كل شيء وتجدد الدماغ تفقد كل خبراتك ومعلوماتك، كنت طبيباً ونسيت كل شيء لأنه الدماغ تجدد، أما خلايا الدماغ ثابتة، لا تتبدل، خلايا الدماغ الذي ولدت بها هي كما هي حتى آخر ساعة من حياتك، فيها خبرات فيها معارف، فيها الذكريات والمعلومات كيف تنمو خبرة الإنسان، ربنا عز وجل جعل الدماغ لا يتبدل والقلب كذلك وما سوى ذلك كل شيء بجسمك كل خمس سنوات يتجدد وأشياء تتبدل كل أربع سنوات، الشعر يتبدل كله بثلاث سنوات، أطول عمر لشعرة ثلاث سنوات. أما خلايا الأمعاء تتبدل كل ثمان وأربعين ساعة.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
لماذا خلقناه في أحسن تقويم؟
ليكون في أعلى عليين قال تعالى:
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم بالبر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا
(سورة الإسراء: آية 70)
خلقنا الله عز وجل في أحسن تقويم لنكون في أعلى عليين، فإذا ضل الإنسان عن ربه، عصاه، نسي لماذا خلقه، نسي الآخرة قال تعالى:
(سورة التين)
يعني أحقر المخلوقات في الأرض الإنسان العاصي عندما يغفل الإنسان عن الله عز وجل ويعطي لنفسه شهواتها، فيطغى على حقوق الناس ويأخذ ما ليس له ويستعلي عليهم ويبني مجده على أنقاضهم وغناه على فقرهم وأمنه على خوفهم هذا في طريقه إلى مرتبة سفلى، إلى أسفل سافلين هكذا قال الله عز وجل، إذا الإنسان لم يعرف الله عز وجل يرد إلى أسفل سافلين لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
من قرأ القرآن متعه الله بعقله حتى يموت وطوبى لمن طال عمره وحسن عمله.
الذي يقرأ القرآن ويطبقه لا يخرف، هذه ضمانة من الله عز وجل، أنت كمؤمن في صعود إلى أبد الآبدين، الموت نقطة على هذا الخط الصاعد.
المؤمن في صعود دائم مكانة ومعرفة ومحبة ونشاطاً لذلك المؤمن من إكرام الله له قبضه إليه يكون قبضاً يسيراً، يبقى بكامل صحته ثم يتوفاه الله، انتزع من أهله انتزاعاً تألموا له كثيراً، لكن لو تركه الله سبحانه وتعالى في الفراش عشر سنوات أقرب الناس إليه يدعو الله صباح مساء أن يقبضه وأن يخفف عنه فقد مكانته وصار عبئاً على أهله.
لذلك موت الفجاءة للكافر نقمة وللمؤمن نعمة، ثم رددناه أسفل سافلين، لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليسوا كذلك ربنا قال إلا الذين آمنوا هؤلاء خلقوا في أحسن تقويم وهم في أعلى عليين ولن ينزل خطهم البياني أبداً هم سائرون، نحو الأعلى نحو سعادة أشد، وعطاء أكبر وأمن أكثر وسرور، وتوازن وما شاكل ذلك.
(سورة التين)
أجر غير ممنون أي غير مقطوع، الأجر الذي يعطيه الله سبحانه وتعالى للمؤمنين لا يقطع؟
فكل عطاء ينتهي بالموت ليس عطاءً، فالمال الوفير، والمنزل الفخم والمكانة الاجتماعية الرفيعة ليست عطاء.
فلينظر ناظر بعقله أن الله أكرم محمداً أم أهانه حين زوى عنه الدنيا، فإن قال: أهانه فقد كذب وإن قال: أكرمه فقد أهان غيره حيث أعطاه الدنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الله سبحانه وتعالى أعد للمؤمن عطاء لا ينتهي، خالداً فيه إلى الأبد ولا يمكن أن يحد الأبد بحدود لأنه لا نهاية له.
أما الأبد إذا وضعنا رقم الواحد في دمشق وصفار إلى حلب ووضعناها صورة لكسر قيمته لا نهاية القيمة هي الصفر كل عدد مهما كان كبيراً إذا نسب إلى اللانهاية قيمته الصفر.
أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
قال تعالى:
لمثل هذا فليعمل العاملون
(سورة الصافات: آية 61)
ابك على الآخرة ولا تبك على الدنيا، البكاء على الدنيا ضعف في التفكير. لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء.
ليس لها قيمة يعطيها لمن يحب ولمن لا يحب، قال تعالى:
فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
(سورة الأنعام: آية 44)
كلمة غير ممنون، غير مقطوع عطاء سرمدي أبدي، لا خوف ولا مرض ولا شعور بالحزن حياة سعيدة إلى ما شاء الله، هذه الحياة نزهد بها ونطمع في الدنيا هذا هو ضعف التفكير، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
إن أكيسكم أشدكم للموت ذكراً، وأحزنكم أشدكم استعداداً له ألا وإن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والتزود لسكن القبور والتأهب ليوم النشور.
(سورة التين)
ما بمعنى من أو بمعنى ما، ما الشيء الذي يدعو إلى التكذيب بالدين كل هذا الكون ومع ذلك تكذب بالدين، الله عز وجل له شهادات، خلق هذا الكون أعرفه من الكون، أتكذب بوجوده أم بأسمائه الحسنى أم بوعده أم بناره وهذا الكون أمام عينيك، الشمس والقمر والنجوم والمجرات والليل والنهار والجبال والوديان والبحار وخلق الإنسان كل شيء أمامك فما يكذبك بعد بالدين.
(سورة التين)
ما الذي يدعوك أن تكذب بالدين، بما وعد الله به، بالجنة والنار، بالحساب الدقيق بالتوفيق بالدنيا بالتعسير في الدنيا هذه الوعود التي وعد الله بها كيف تكذب بها؟ كيف لا تأخذها مأخذ الجد كيف تستخف بها، هذه معصية رب يقول لك هذا حرام، تفعله أنت؟
(سورة التين)
النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا قرأ هذه السورة قال نعم.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم فيه معنىً جديد هو أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مختاراً وخلقه مفكراً وخلقه متكلماً وخلقه سميعاً وخلقه بصيراً وخلقه حكيماً عاقلاً ومتميزاً ليس هناك إنسان آخر يشبهه وهذه كلها أسماء الله الحسنى.
الله سميع وخلق الإنسان بهذه الصفة مع التفاوت الكبير، الله سميع وجعل للإنسان سمعاً لذلك هذا يفسر قول النبي عليه الصلاة والسلام:
إن الله خلق آدم على صورته. (على صورة آدم)
أنت مخلوق مكرم جداً، أسماء الله الحسنى، الفرد، الله عز وجل جعلك فرداً ليس في الأرض إنسان يشبهك في الشكل ولا في طريقة المشي ولا في طريقة الانتعال ولا في طريقة التكلم ولا في طريقة التفكير نسيج وحدك، تكريم من الله عز وجل، الله يفعل ما يشاء أعطاك حرية الاختيار، الله عز وجل سميع وجعل لك سمعاً تسمع به.
وبصير وجعلك بصيراً، الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته، هذا أعلى تكريم الله سبحانه وتعالى يحكم بين عباده، وكذلك جعل الناس مراتب بعضهم أعلى من بعض ليبلوهم أيهم أحسن عملا، فلذلك أقصى أنواع التكريم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا على صورته.
ولقد كرمنا بني آدم، لذلك كما جاء في الحديث الشريف تخلقوا بأخلاق الله، إذا الله عز وجل أعطانا سمعاً وبصراً، ومحاكمة وبياناً يجب أن تكون أخلاقنا مستمدة من أسماء الله الحسنى، أن نكون رحماء كرماء نعفو.
هذه الأسماء الحسنى يجب أن نتمثلها بسلوكنا لذلك النبي الكريم يعد الإنسان الأول في الكون الذي بلغ قمة الكمال الإنساني.
ما هذا الأدب يا رسول الله؟ قال أدبني ربي فأحسن تأديبي، فما يكذبك بعد بالدين، بعضهم قال: من هذا الإنسان الذي يكذبك وقد ظهر الحق؟ ما الشيء الذي يدعو إلى التكذيب أليس الله بأحكم الحاكمين، بعضهم فسر هذه الآية أن الشمس تحكم الأرض بالجاذبية والأرض تحكم القمر بالجاذبية والشمس تبخر الماء والسحاب تحكمها الرياح، كل مادة لها مادة مضادة ومادة مؤثرة الكون كله هكذا.
الذئب يحكم الغنم لأن الغنم تخاف من الذئب، لخوفها من الذئب تبقى مع القطيع حفظاً لها والهرة تحكم بعض القوارض رحمةً بنا.
من جعل المخلوقات يحكم بعضها بعضاً؟
هو الله عز وجل هو أحكم الحاكمين، هو الذي أعطى كل شيء ليسيطر به على الشيء الآخر، أليس الله بأحكم الحاكمين هذا معنى من معاني أحكم الحاكمين، كل شيء يحكم الشيء الآخر والله تعالى فوق الجميع، حكمته ظاهرة في خلقه وفي تصرفاته وفي إرادته وفي كل ما خلق من مخلوقاته.
(سورة التين)
الملخص أنك أيها الإنسان تستطيع أن تصل إلى أعلى عليين وتسبق الملائكة المقربين إذا عرفت رب العالمين، وإن غفلت عنه تهوي إلى أسفل سافلين. أي مخلوق خلقه الله عز وجل هو فوق الإنسان الكافر.
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعافرة]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 04:07 ص]ـ
قضايا و اراء
42581 السنة 127 - العدد 2003 يوليو 7 7 من جمادى الأولى 1424 هـ الأثنين
من أسرار القرآن
الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
(93) والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد الأمين
بقلم الدكتور: زغلول النجار
هذه الايات المباركات جاءت في مطلع سورة التين , وهي سورة مكية , ومن قصار السور في القرآن الكريم إذ يبلغ عدد اياتها ثماني آيات فقط بعد البسملة.
ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضيتين رئيسيتين: أولاهما هي قضية تكريم الله للإنسان بخلقه في أحسن تقويم , وعلي فطرة مستقيمة مع حقيقة الأخوة الإنسانية التي تنتهي كلها إلي آدم (عليه السلام) , وآدم من تراب كما أخبرنا المصطفي (صلي الله عليه وسلم) , ومستقيمة أيضا مع حقيقة الإيمان بالله ربا , وبالإسلام دينا , وبالنبوة والرسالة السماوية منهجا في التبليغ عن الله الخالق الباريء المصور (سبحانه وتعالي) ومن ثم الإيمان بأنبياء الله ورسله أجمعين وبما أرسلوا به من دين يحوي الإجابات الشافية عن التساؤلات الكلية التي تشغل بال الإنسان طيلة حياته ـ قلت ثقافته أو زادت , وعلا قدره في المجتمع أو انحط ـ من مثل قضايا العقيدة , والعبادة , والأخلاق , والمعاملات التي تشكل صلب الدين , والتي لا يقوي الإنسان علي وضع أية ضوابط صحيحة لنفسه فيها , إما لكونها من صميم الغيب المطلق كقضايا العقيدة , أو الأوامر الإلهية المطلقة كقضايا العبادة , أو لكونها ضوابط للسلوك كقضايا الأخلاق والمعاملات , والإنسان كان دوما عاجزا عن وضع ضوابط لسلوكه من تصوراته وتقديراته الشخصية , ومن هنا كانت ضرورة الدين لاستقامة حياة الإنسان علي الأرض
, ومن هنا أيضا كان لازما للدين كي يكون دينا صحيحا قادرا علي تربية الإنسان تربية صالحة , وعلي ضبط حركة الحياة ضبطا عادلا أن يكون بيانا ربانيا خالصا لا يداخله أدني قدر من التصورات البشرية , وبذلك يتضح الفرق بين دين صحيح ودين غير صحيح ... !! وتتجلي قيمة الإيمان الكامل في حياة الإنسان , ذلك المخلوق المكرم الذي قال ربنا (تبارك وتعالي) في حقه:
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا *.
(الإسراء:70)
وهذا الإنسان المكرم جعله الخالق (سبحانه وتعالي) مخلوقا ذا إرادة حرة , حتي يؤجر علي كل خير يفعله , ويجازي علي كل خطأ يقترفه , وهيأه الله (سبحانه وتعالي) لذلك تهيئة كاملة بالروح والنفس , والعاطفة والعقل , وبمختلف الحواس , وجعل حرية الاختيار عنده من مناطات التكريم ووسائل التقييم لعمله , فكلما التزم الإنسان بالمنهج الذي وضعه الله (سبحانه وتعالي) له , واستقام عليه وصل إلي درجات من الكمال الإنساني الذي لا يقوي كثير من الخلق علي الوصول إليه. وليس أدل علي ذلك من قول الحق (تبارك وتعالي) في الحديث القدسي:
ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه فأكون سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ولسانه الذي ينطق به , وقلبه الذي يعقل به , فإذا دعاني أجبته , وإذا سألني أعطيته , وإذا استنصرني نصرته , وأحب ما تعبدني عبدي به النصح لي. (رواه الطبراني في الكبير عند أبي أمامة)
ويدل علي ذلك أيضا وقوف جبريل (عليه السلام) عند مقام لم يتجاوزه في رحلة المعراج , وتجاوزه المصطفي (صلي الله عليه وسلم) , لقول جبريل له: تقدم أنت فإني لو تقدمت لاحترقت , ولو تقدمت أنت لاخترقت وهو مقام لم ينله أحد من الخلق من قبل ولا من بعد.
وهذا التكريم الذي أعطاه الله (تعالي) للإنسان كلما ارتقي بملكاته البشرية في معراج الله , يمكن أن ينقلب إلي ضده تماما إذا انتكس الإنسان بفطرته , وانحط باختياره وإرادته عن مقامات ذلك التكريم فهوي بنفسه إلي أسفل سافلين , في الدنيا بشقائه فيها , وفي الآخرة بإلقائه إلي الدرك الأسفل من النار , ولذلك قال ربنا (تبارك وتعالي):
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون *.
(التين:4 ـ 6)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الدلالات المستوحاة من هذه الآيات الكريمة أن الله (تعالي) قد خلق الإنسان في أحسن هيئة , وأنسب قامة , وأعدل صورة , وزوده بالعقل والجوارح , والأحاسيس , والمشاعر , وبالقدرة علي اكتساب المعارف والمهارات , كما زوده بالإرادة الحرة , وبغير ذلك من الصفات والمواهب والقدرات التي تعينه علي القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض , وتنمو معه حتي تصل إلي أوجها في مرحلة الشباب , ثم تبدأ في التناقص التدريجي والذبول مع الكبر في السن حتي إذا وصل الإنسان إلي أرذل العمر أدركه الضعف بعد القوة , والعجز بعد القدرة , فإذا كان من الكفار أو المشركين أو العصاة الضالين أوكله الله (تعالي) إلي ضعفه وعجزه البشريين , وإذا كان من المؤمنين الصالحين فإن الله (سبحانه وتعالي) يكرم شيبته , ويجبر تقصيره , ويوفيه حقه كاملا غير منقوص حتي لو لم تمكنه قدراته من أداء عباداته علي الوجه الأمثل , وفي ذلك يروي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قوله أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: إذا بلغ المؤمن من الكبر ما يعجزه عن العمل كتب له ما كان يعمل. كذلك روي البخاري عن أبي موسي الأشعري (رضي الله تعالي عنه) قوله: أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما.
فسواء كان المقصود بالارتداد إلي أسفل السافلين في الآية الكريمة هو الارتداد في الدنيا إلي أرذل العمر وما فيه من ضعف وعجز بعد قوة وقدرة , يتدارك فيه الله (تعالي) برحمته كل مؤمن صالح ويدع كل كافر ومشرك لقدره , أو كان المقصود الارتداد إلي الآخرة وأهوالها وعذابها حيث ينجي الله برحمته المؤمنين الصالحين ويوفيهم أجورهم بغير نقص ولا منة , ويلقي بالكافرين والمشركين والمنافقين الضالين وعتاة المجرمين إلي أسفل دركات النار , فالآيات الكريمة تتسع للمعنيين معا ولما هو فوقهما من معان في نفس السياق , والله (تعالي) أعلي وأعلم.
والقضية الثانية التي يدور حولها محور سورة التين هي قضية الدين الذي أنزله ربنا (تبارك وتعالي) علي فترة من الرسل تجاوز عددهم الثلاثمائة وخمسة عشر رسولا , اختارهم الله (تعالي) من بين مائة وعشرين ألف نبي , بعثوا كلهم بالإسلام , ودعوا إلي توحيد الله الخالق بغير شريك , ولا شبيه , ولا منازع , ولا صاحبة ولا ولد , وإن اختلفت تفاصيل التشريعات من عصر إلي آخر , إلا أن دعوتهم جميعا لأممهم كانت بلا أدني خلاف هي:
.. ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ..
(الأعراف:85,73,65,59, هود:84,61,50)
وقد أكمل ربنا (تبارك وتعالي) رسالته إلي خلقه وأتمها وختمها ببعثة النبي الخاتم والرسول الخاتم , سيد الأولين والآخرين , سيدنا محمد بن عبدالله (صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين). ولكونها الرسالة الخاتمة فقد أنزل ربنا (تبارك وتعالي) البشري بها في الرسالات السابقة علي نزولها , وتعهد (جلت قدرته) بحفظها بنفس لغة وحيها (اللغة العربية) , فحفظت حرفا حرفا , وكلمة كلمة , علي مدي يزيد علي الأربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله (تعالي) الأرض ومن عليها.
وهذا الحفظ بذاته هو ضرب من الاعجاز الذي لم تتمتع به الكتب السماوية الأخري , وقد ترك حفظها لأقوامها فضيعوها بالكامل , أو عرضوها لقدر من التحريف الذي أخرجها عن إطارها الرباني وجعلها عاجزة عن هداية البشرية , وليس أدل علي ذلك من بحار الدم والخراب والدمار الذي تغرق فيه أرض فلسطين اليوم باسم موسي ويعقوب واسحاق وابراهيم (عليهم من الله السلام) وهم من ذلك براء , والذي يغرق أرض كل من العراق وأفغانستان باسم عيسي بن مريم (عليه السلام) , وهو برئ مما يرتكبون من جرائم وآثام وتعديات علي أبسط حقوق الانسان ... , والذي يغرق كثيرا من أهل الأرض المستضعفين باسم الدين , والدين من هؤلاء المعتدين براء ... !!
ولذلك جاء الخطاب في ختام سورة التين موجها إلي كل كافر ومشرك بصيغة من صيغ الاستفهام الاستنكاري التوبيخي التقريعي يقول فيها ربنا (تبارك وتعالي):
فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين *
(التين:8,7)
(يُتْبَعُ)
(/)
أي: فأي شئ يضطرك أيها الكافر أو المشرك إلي الكفر بالله (تعالي) أو الشرك به (سبحانه وتعالي) بعد ما تبينت لك شواهد قدرته المبدعة في الخلق , والدالة دلالة قاطعة علي قدرته (تعالي) علي البعث بعد الموت , وعلي الحساب والجزاء في الآخرة , وهي من الحقائق التي نزلت بها كل رسالات السماء , وأكدتها الرسالة الخاتمة المحفوظة بحفظ الله , مما يضع كل كافر ومشرك وظالم في هذه الحياة في مصاف المكذبين بالدين , المنكرين لحقيقة أن الله (تعالي) هو أحكم الحاكمين , الذي أتقن كل شئ خلقه , وأحكم قضاء كل أمر بالحق , وبالعدل بين الخلق , والاستفهام في ختام هذه السورة المباركة هو من نوع الاستفهام التقريري لما جاء بعد النفي , ولذلك يروي عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قوله الشريف: .. فإذا قرأ أحدكم (والتين والزيتون) فأتي آخرها: (أليس الله بأحكم الحاكمين) فليقل: بلي وأنا علي ذلك من الشاهدين.
وروي مالك عن البراء بن عازب قال: كان النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ في سفره في إحدي الركعتين بالتين والزيتون , فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه.
وسورة التين هي السورة القرآنية الوحيدة التي سميت باسم ثمرة من ثمار الفاكهة , ومن الثمار النباتية علي الإطلاق , وقد ذكر فيها التين مرة واحدة , وهي المرة الوحيدة التي ذكر فيها التين في القرآن الكريم , بينما جاء ذكر كل من الزيتون وزيته في ست آيات قرآنية أخري , وبذلك يكون التين قد ذكر في القرآن الكريم مرة واحدة , بينما ذكر الزيتون وزيته سبع مرات.
وتبدأ السورة بقسم من الله (تعالي) بكل من التين والزيتون , وربنا (تبارك وتعالي) غني عن القسم لعباده , ولكن المقصود من القسم هو التنبيه إلي الأهمية الغذائية الكبري لهاتين الثمرتين المباركتين وإلي بركة منابتهما الأصلية.
فقد روي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قوله: هو تينكم الذي تأكلون , وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت ولكن نظرا للعطف علي هذا القسم بقسم آخر , بمكانين مباركين هما طور سينين , والبلد الأمين في قول ربنا (تبارك وتعالي):
والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين *. (التين:1 ــ 3)
لجأ بعض المفسرين إلي استنتاج الدلالة بالتين والزيتون علي منابتهما الأصلية من الأرض. فطور سينين هو الجبل الذي نودي موسي (عليه السلام) من جانبه في شبه جزيرة سيناء (أو سينا) ومعناها في اللغة المباركة الحسنة , والجبل معروف اليوم باسم جبل موسي (أو جبل المناجاة) , والبلد الأمين هو مكة المكرمة , وحرمها الآمن , وبها الكعبة المشرفة , أول بيت وضع للناس , وعلاقة هذين المكانين المباركين بوحي السماء لاينكرها إلا جاحد للحق.
وعطف القسم بهذين المكانين المباركين علي القسم بكل من التين والزيتون أوحي إلي عدد من المفسرين إلي الاستنتاج بأن القسم بهاتين الثمرتين قد يتضمن من أحد جوانبه الإشارة إلي كرامة منابتهما الأصلية من الأرض , وذلك من مثل كل من بيت المقدس وبجواره طور زيتا , وبه المسجد الأقصي المبارك الذي ندعو الله (تعالي) أن يطهره من دنس اليهود , وأن يحرره ويحرر أرض فلسطين كلها من احتلالهم الجائر البغيض , ويحرر جميع أراضي المسلمين المحتلة والمغصوبة من ربقة المحتلين والغاصبين من الكفار والمشركين , أعداء الله وأعداء الدين (اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين).
ومن أشهر منابت كل من التين والزيتون (بأنواعهما المتميزة) بلاد الشام وجنوب شرقي تركيا , والأولي بها طور تينا بجوار دمشق , وهي أرض المحشر , والثانية بها مرسي سفينة نوح (عليه السلام) وبقايا مسجده علي جبل الجودي.
وعلي الجانب الآخر فإن كلا من طور سيناء , وبيت المقدس , ومكة المكرمة قد بعث الله (سبحانه وتعالي) فيه نبيا من أنبيائه ورسولا من أولي العزم من رسله , فبيت المقدس بعث الله (سبحانه و تعالي) فيه عبده ونبيه ورسوله عيسي بن مريم (عليهما السلام) , وطور سينين كلم الله (جلت قدرته) عنده عبده ونبيه ورسوله موسي بن عمران (عليه السلام) , ومكة المكرمة زارها معظم أنبياء الله ورسله , ومدفون بها عدد كبير منهم , ثم بعث الله (تعالي) فيها خاتم الأنبياء والمرسلين (صلي الله عليه وسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كانت الصياغة القرآنية في مطلع سورة التين واضحة الدلالة علي الثمرتين اللتين تؤكلان باسم التين والزيتون , إلا أن ذلك لاينفي الإشارة إلي منابتهما من الأرض حتي يرتبط السياق بالقسم التالي بمكانين من أشرف أماكن الأرض , وفيها مكة المكرمة أشرفها علي الإطلاق.
وبعد القسم بكل من التين , والزيتون , وطور سينين , والبلد الأمين يأتي جواب القسم بالأمر المقسم عليه وذلك بقول الحق (تبارك وتعالي):
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون *
(التين:4 ــ 6)
ثم ختمت السورة الكريمة باستفهام استنكاري , توبيخي , تقريعي لكل كافر ومشرك وظالم وضال عن الحق يقول فيه ربنا (تبارك وتعالي):
فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين * (التين:8,7)
ولا نملك هنا إلا أن نقول: بلي , وأنا علي ذلك من الشاهدين كما علمنا خاتم الأنبياء والمرسلين (صلي الله عليه وسلم).
من أسس العقيدة في سورة التين
(1) أن الله (تعالي) خلق الإنسان في أحسن تقويم , ثم يرد الكفار والمشركين والظلمة الطاغين المتجبرين علي الخلق , والعصاة الضالين المضلين المفسدين في الأرض إلي أسفل سافلين في الدنيا بضعفهم وهزالهم وأمراضهم عند الكبر خاصة عندما يردون إلي أرذل العمر , وفي الآخرة عندما يدعون إلي الدرك الأسفل من النار دعا , أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيكرمهم الله (تعالي) في الدنيا برعايته وعنايته وفضله وكرمه وجوده ومنه وعطائه وإحسانه , ورحمته , وفي الآخرة بإدخالهم في نعيم جناته ورضوانه , وبإعطائهم أجورهم كاملة غير منقوصة , ولا ممنونة.
(2) أن الدين الوحيد الذي يرتضيه ربنا (تبارك وتعالي) من عباده هو الاسلام الذي أنزله ربنا (تقدست أسماؤه) علي فترة من الرسل , ثم أكمله وأتمه وحفظه بنفس لغة وحيه (اللغة العربية) في رسالته الخاتمة التي بعث بها النبي الخاتم والرسول الخاتم (عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم).
(3) أن الإيمان الصادق يستتبع العمل الصالح.
(4) أن الذي يكذب بالدين الخاتم مطرود من رحمة رب العالمين , محكوم عليه بالشقاء في الدنيا والآخرة , وإن كثر ماله وجاهه وسلطانه.
(5) أن الله (تعالي) هو أحكم الحاكمين.
من الإشارات الكونية في سورة التين
(1) القسم بكل من التين والزيتون إشارة إلي ما فيهما من قيمة غذائية كبيرة وتكامل في المحتوي كغذاء للإنسان. وإشارة كذلك إلي بركة منابتهما الأصلية وهي من الأماكن المقدسة في الإسلام , منذ خلق الله السموات والأرض.
(2) القسم بطور سينين وهو الجبل المكسو بالخضرة الذي كلم الله (سبحانه وتعالي) عبده ونبيه ورسوله موسي بن عمران من جانبه , وهو بالقطع مكان مبارك.
(3) القسم بالبلد الأمين وهو مكة المكرمة , وحرمها الآمن , وبها الكعبة المشرفة , أول بيت وضع للناس والعلوم المكتسبة تثبت شرف المكان وتميزه علي جميع بقاع الأرض.
(4) الإشارة إلي خلق الإنسان في أحسن تقويم.
(5) الإشارة إلي إمكانية ارتداد الإنسان إلي أسفل سافلين في الدنيا والآخرة , وهو أشرف مخلوقات الله إذا كان مؤمنا صالحا , وأحقر هذه المخلوقات وأبغضها إلي الله إذا كان كافرا أو مشركا أو ظالما متجبرا , أوفاسقا فاجرا , والعلوم السلوكية تثبت هذا الارتداد الدنيوي إلي أسفل سافلين عند كثير من البشر في أيامنا هذه.
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة مستقلة , ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي القسم الذي جاء بالآيات الثلاث الأولي من هذه السورة المباركة , ولكن قبل البدء في ذلك لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين في شرح دلالة هذه الآيات الثلاث.
من أقوال المفسرين
في تفسير قوله (تعالي)
والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين *
(التين:1 ــ 3)
* ذكر الطبري (رحمه الله) ما مختصره: (والتين والزيتون) قيل هو التين الذي يؤكل , والزيتون الذي يعصر , أقسم الله بهما , وجاء فيه اختلاف (وطور سينين) جبل معروف , قيل هو جبل موسي عليه السلام ومسجده (وهذا البلد الأمين) الآمن من أعدائه أن يحاربوا أهله أو يغزوهم , عني به مكة المكرمة ....
(يُتْبَعُ)
(/)
* وجاء في مختصر تفسير ابن كثير (رحمه الله) ما نصه: اختلف المفسرون ههنا علي أقوال كثيرة فقيل: المراد بالتين دمشق , وقيل: الجبل الذي عندها , وقال القرطبي: هو مسجد أصحاب الكهف , وروي عن ابن عباس: أنه مسجد نوح (عليه السلام) الذي علي الجودي , وقال مجاهد: هو تينكم هذا , (والزيتون) قال قتادة: هو مسجد بيت المقدس , وقال مجاهد وعكرمة: هو هذا الزيتون الذي تعصرون , (وطور سينين) هو الجبل الذي كلم الله عليه موسي عليه السلام , (وهذا البلد الأمين) يعني مكة , قال ابن عباس ومجاهد , وقال بعض الأئمة: هذه محال ثلاثة , بعث الله في كل واحد منها نبيا مرسلا من أولي العزم , أصحاب الشرائع الكبار. (فالأول) محلة التين والزيتون وهي (بيت المقدس) التي بعث الله فيها عيسي بن مريم ـ عليه السلام ـ و (الثاني) طور سينين وهو (طور سيناء) الذي كلم الله عليه موسي بن عمران , (والثالث) مكة المكرمة وهي (البلد الأمين) الذي من دخلة كان آمنا , وهو الذي أرسل فيه محمدا (صلي الله عليه وسلم) ..
* وجاء في كل من تفسير الجلالين , والظلال , وصفوة البيان , والمنتخب , وصفوة التفاسير كلام مشابه مع التركيز علي رأي دون الآخر ولا أري حاجة إلي تكرار ذلك هنا.
من الدلالات العلمية للآيات القرآنية الكريمة في مطلع سورة التين
أولا: في القسم بالتين:
يبدو ــ والله (تعالي) أعلم ــ أن القسم بالتين جاء لتنبيهنا إلي ما في هذه الثمرة المباركة من إعجاز في خلقها , ومن منافع جمة في تناولها كغذاء.
من إعجاز الخلق في ثمرة التين:
ثمرة التين هي ثمرة غير حقيقية مركبة , تتكون نتيجة لنمو نورة مخروطية الشكل تحوي بداخلها الأزهار المؤنثة التي تبطن جدار النورة من الداخل , والأزهار المذكرة التي تنتشر حول الفتحة الخارجية للنورة , وهي فتحة ضيقة في أعلي النورة , وتنضج الأزهار المؤنثة عادة قبل نضج الأزهار المذكرة , ولذلك يسخر الخالق (سبحانه وتعالي) حشرة خاصة تعرف باسم ذات البلعوم المتفجر ( Blastophaga) تقوم بتلقيح نورات التين من خلال منفعة متبادلة بينهما , تقوم فيها نورات شجرة التين بتهيئة المكان الدافيء الأمين للحشرة تضع فيه بيضها حتي يفقس , ثم تغذي صغارها حتي يكتمل نموها , وعند خروجها من النورة يحتك جسمها بالأزهار المذكرة فيتعفر بحبوب اللقاح التي تحملها إلي الأزهار المؤنثة , فتتم بذلك عملية الإخصاب اللازمة لإثمار شجرة التين.
ويتكون علي شجرة التين سنويا ثلاثة أجيال من النورات , الجيل الأول منها يحمل أزهارا مذكرة وأخري حاضنة للحشرات , وتحمل نورات الجيل الثاني أزهارا مؤنثة فقط تلقحها الحشرات الخارجة من نورات الجيل الأول فتخصبها وبذلك تمثل المحصول الرئيسي لشجرة التين , أما نورات الجيل الثالث فتحوي أزهارا حاضنة للحشرة المتعايشة معها فقط , وفيها تقضي الحشرة فصل الشتاء.
فمن الذي وضع هذا النظام الرتيب لإثمار شجرة التين غير الله الخالق؟ ومن الذي دل تلك الحشرة علي مسكنها في نورة شجرة التين كي تخصبها بحركتها من نورة إلي أخري غير الله الخالق؟ والعلاقة بين نورة التين وهذه الحشرة تعتبر من أعجب العلاقات المعروفة لنا بين النبات والحيوان.
من منافع ثمرة التين:
تحتوي ثمرة التين علي نسبة عالية من الكربوهيدرات تصل الي 53% من وزنها , أغلبها من السكريات الأحادية والمركبات النشوية , بالإضافة إلي نسبة صغيرة من البروتينات في حدود 3.6%, ونسب أقل من أملاح كل من البوتاسيوم , الكالسيوم , المغنيسيوم , الفوسفور , الحديد , النحاس , الزنك , الكبريت , الصوديوم والكلور , كما تحتوي ثمرة التين علي العديد من الفيتامينات , والإنزيمات , والأحماض , والمواد المطهرة , بالإضافة إلي نسبة كبيرة من الألياف (تصل إلي 18.5%) ونسبة أكبر من الماء. وعلي ذلك فهي ثمرة غنية بمواد عديدة وبنسب منضبطة يحتاجها الإنسان في غذائه.
ومن الانزيمات الخاصة بالتين ما يعرف باسم إنزيم التين أو إنزيم فيسين ( Ficin) ثبت أن له دورا مهما في عملية هضم الطعام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تمكن اليابانيون من إثبات وجود مركب كيميائي من نوع الألدهيدات الأروماتية في ثمرة التين يعرف باسم البنزالدهايد ( Benzaldehyde) وتركيبه الكيميائي ( C6H5CHO), وقد تم عزله من ثمار التين , وثبت أن له قدرة علي مقاومة مسببات الأمراض السرطانية.
كذلك اكتشفت في ثمرة التين مجموعة من المركبات النشوية التي تعرف باسم مجموعة السورالينز ثبت أنها تلعب دورا فعالا في حماية الدم من أعداد من الفيروسات والبكتيريا , والطفيليات التي تتسبب في كثير من الأمراض من مثل فيروس الالتهاب الكبدي.
وتوجد هذه المجموعة بوفرة في ثمار التين , وفي الدبس الناتج عنه , وفي كل من عصائره , وأنواع المربات المصنوعة منه.
كذلك ثبت أن للتين فوائد عديدة في إدرار اللبن وفي علاج حالات البواسير , والإمساك المزمن , والنقرس , وأمراض الصدر , واضطراب الحيض , وحالات الصرع , وتقرحات الفم , والتهابات كل من اللثة واللوزتين والحلق , وفي علاج مرض البهاق , وفي إزالة الثآليل , وفي اندمال الجروح والتقرحات المختلفة , ولذلك روي أبو الدرداء (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال:
لو قلت: إن فاكهة نزلت من الجنة قلت التين , لأن فاكهة الجنة بلا عجم , كلوا منه فإنه يقطع البواسير وينفع النقرس.
من هنا كان القسم بالتين في القرآن الكريم وتسمية سورة من سوره باسم سورة التين.
ثانيا: في القسم بالزيتون:
جاء ذكر الزيتون وزيته في سبعة مواضع مختلفة من كتاب الله , منها القسم به مع التين في مطلع سورة التين , وشجرة الزيتون شجرة مباركة وكذلك ثمرتها , فهي شجرة معمرة قد تعيش لأكثر من ألف سنة , وتعتبر من أهم نباتات الزيوت , ويعتبر زيتها من أصح الزيوت لاحتوائه علي نسبة ضئيلة من الأحماض الدهنية , وأن ما به من دهون هي دهون غير مشبعة ولذلك لا تتسبب فيما تتسبب فيه بقية الزيوت من ارتفاع نسبة الدهون الضارة بالدم مما يؤدي إلي تصلب الشرايين وضيقها وانسدادها , وارتفاع ضغط الدم , وغيرها من الأمراض.
وزيت الزيتون سائل أصفر اللون شفاف , غني بالأحماض الزيتية ( Oleicacids) يستخدم في الطبخ وفي الإضافة إلي السلطات ويلعب دورا مهما في منع أكسدة الكوليسترول الذي يفرزه جسم الإنسان وذلك لاحتوائه علي فيتامين هـ , وعلي قدر من المركبات الكيميائية الأخري تعرف باسم مركبات الفينولات العديدة ( PolyphenolicCompounds) التي تمنع التأكسد الذاتي للزيت وتحافظ علي ثباته , وبذلك يقي الجسم من أخطار فوق أكاسيد الشحوم ( LipidPeroxides) وهي من المواد الضارة بجسم الإنسان.
وعلي ذلك فإن تناول زيت الزيتون بانتظام يؤدي إلي خفض المستوي الكلي للكوليسترول في الدم بصفة عامة , وإلي خفض الأنواع الضارة منه بصفة خاصة , وإلي خفض معدل الإصابة بأمراض القلب والسرطان بصفة أخص.
وبالإضافة إلي استخداماته العديدة في الطعام فإن زيت الزيتون يستخدم في إنتاج العديد من الأدوية والدهانات الطبية , وزيوت الشعر , والصابون , وبه كانت توقد المصابيح لصفاء اللهب الناتج عن اشتعاله.
وتثمرة الزيتون القابلة للتخزين بالتمليح تعتبر إداما للطاعمين , وصبغا للآكلين , بالإضافة إلي كونها فاتحة للشهية. وثمرة الزيتون تحوي بين 67%,84% من وزنها زيتا , ويتكون زيت الزيتون من عدد من المركبات الكيميائية الهامة منها مركبات الجلسرين والأحماض الدهنية والتي تعرف باسم الجليسريدات ( Glycerides), ويكون الحمض الدهني نسبة كبيرة من وزن الزيت , ومن أوفر الأحماض الدهنية في الزيتون وزيته ما يعرف باسم حمض زيت الزيتون ( OleicAcid) بالإضافة إلي كميات قليلة من حمض زيت النخيل ( PalmaticAcid), وحمض زيت الكتان LinolicAcid)), وحمض الشمع ( StearicAcid) والحمض الغامض ( MystricAcid).
وبالإضافة إلي ذلك يحتوي الزيتون وزيته علي نسبة متوسطة من البروتينات , ونسب أقل من عناصر البوتاسيوم , والكالسيوم , والمغنيسيوم , والفوسفور , والحديد , والنحاس والكبريت وغيرها مع نسبة من الألياف , وتدخل هذه المكونات في بناء حوالي الألف من المركبات الكيميائية النافعة لجسم الإنسان والضرورية لسلامته.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك كله , ولغيره الكثير مما لا نعلم من أسرار الزيتون يروي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أنه قال:
كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة.
وكذلك يروي عن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) أنه قال: سمعت النبي (صلي الله عليه وسلم) يقول: نعم السواك الزيتون , من الشجرة المباركة , وهي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي.
ومن هنا كان القسم القرآني بالزيتون , وكان ذكره وذكر زيته في سبع مواضع مختلفة من كتاب الله , والزيتون وزينة غنيان بالدهون والبروتينات فقيران في الكربوهيدرات (السكريات والنشويات) , بينما التين غني بالسكريات والمركبات النشوية وفقير في المواد الدهنية والبروتينية ومن هنا كان التين والزيتون معا يكملان حاجة الإنسان من المواد الغذائية , ومن هنا أيضا كان القسم بهما معا في مطلع سورة التين , وهي لفتة علمية معجزة في كتاب أنزل من قبل ألف وأربعمائة من السنين.
ثالثا: القسم بطور سينين:
وهو طور سيناء أو جبل موسي أو جبل المناجاة الذي أنزلت فيه التوراة علي موسي (عليه السلام) , وقد ذكره ربنا تبارك وتعالي في اثنتي عشرة آية من آيات القرآن الكريم (البقرة:93,63, النساء:154, الأعراف:171,143, مريم:52, طه:80, المؤمنون:20, القصص:46,29, الطور:1, التين:2) , وسميت باسمه إحدي سوره (سورة الطور) , وهو بالقطع وسكان مبارك , جدير بالقسم به , ويبقي لعلماء الأرض دراسته لإثبات ما به من معجزات حسية باقية عن عملية دكه , ورفعه ونتقه فوق الحثالات العاصية من بني إسرائيل كما جاء في أكثر من آية من آيات القرآن الحكيم.
رابعا: القسم بالبلد الأمين:
وهو مكة المكرمة , وبها الكعبة المشرفة , أول بيت وضع للناس , وقد روي عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قوله الشريف: كانت الكعبة خشعة علي الماء , فدحيت منها الأرض مما يفيد بأن الأرض تحت الكعبة المشرفة هي أول يابسة ظهرت علي وجه ماء المحيط الغامر الذي بدأت به الأرض , ثم نمت اليابسة من حول هذه البقعة المباركة لتكون قارة واحدة هي القارة الأم المعروفة باسم بانجيا ( Pangaea), والتي تفتتت إلي القارات السبع الحالية. وكانت تلك القارات السبع أقرب إلي بعضها البعض ثم أخذت في الانزياح متباعدة عن بعضها البعض أو التصادم مع بعضها البعض حتي وصلت إلي أوضاعها الحالية , وقد ثبت علميا توسط مكة لليابسة في كل مراحل نمو تلك اليابسة بمعني أننا إذا رسمنا دائرة مركزها مكة المكرمة فإنها تحيط باليابسة تماما , ولذلك قال ربنا (تبارك وتعالي):
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين. (آل عمران:96)
والآيات القرآنية الكريمة التي تقابل الأرض (علي ضآلة حجمها) بالسماء (علي ضخامة أبعادها) تشير إلي مركزية الأرض من الكون , وكذلك الآيات التي تتحدث عن البينية الفاصلة للسماوات عن الأرض , وتلك التي توحد أقطار السماوات والأرض.
وإذا كانت الأرض في مركز الكون , والكعبة المشرفة في مركز الأرض الأولي (اليابسة) , ومن دونها ست أرضين , ومن حولها سبع سماوات فإن الكعبة المشرفة تصبح في مركز / مركز الكون , ولذلك قال المصطفي (صلي الله عليه وسلم): إن الحرم حرم مناء بين السماوات السبع والأرضين السبع).
وأكد ذلك بقوله (صلي الله عليه وسلم): يا معشر قريش , يا أهل مكة إنكم بحذاء وسط السماء وبسؤاله الشريف لصحابته الكرام: أتدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم , فقال (عليه الصلاة والسلام): هو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة تماما حتي لو خر لخر فوقها , يدخله كل يوم سبعون ألف ملك فإذا خرج آخرهم لا يعودون.
هذه الكرامات كلها جعلت من مكة المكرمة قبلة للمسلمين , ومحجا ومعتمرا لهم , وجعلت الصلاة فيها بمائة ألف صلاة , وجعلتها مهوي للأنبياء والمرسلين كما ذكر المصطفي (صلي الله عليه وسلم) فقال: كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة فتعبد فيها النبي ومن معه حتي يموت , فمات بها نوح , وهود , وصالح , وشعيب وقبورهم بين زمزم والحجر (الأزرقي ـ أخبار مكة).
ودفن بها كل من إسماعيل (عليه السلام) وأمه السيدة هاجر (رضي الله عنها) وهما مدفونان في حجر إسماعيل.
واختار الله (تعالي) مكة المكرمة مولدا ومبعثا لخاتم الأنبياء والمرسلين (صلي الله عليه وسلم) , وأقسم بها في كل من سورة التين , وسورة البلد التي سماها باسمها , وأطلق عليها وصف أم القري أي أصل اليابسة , وأم الأرض كلها , ومن هنا كانت جدارتها للقسم بها وبوصف البلد الأمين في سورة التين. وبالإسم المطلق البلد في سورة البلد.
هذه الحقائق العلمية عن كل من التين والزيتون , وعن مكة المكرمة , البلد الأمين , والحقائق التاريخية والدينية عن نداء الله (تعالي) لعبده ونبيه موسي بن عمران (عليه السلام) من جانب الطور الأيمن لم تكن معروفة لأهل الجزيرة العربية , ولا لأحد من الخلق في زمن الوحي من قبل ألف وأربعمائة من السنين , ولا لقرون متطاولة من بعده , والقسم بها في سورة التين مما يقطع بأن القرآن الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية , بل هو كلام الله الخالق (سبحانه وتعالي) , ويجزم بنبوة النبي الخاتم والرسول الخاتم (صلي الله عليه وسلم) , وبأنه كان حتما موصولا بالوحي , ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض , فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين , فالحمد لله علي نعمة القرآن , والحمد لله علي نعمة الإسلام , والحمد لله علي الدوام إلي أن نلقاه وهو راض عنا إن شاء بفضله , وجوده , ومنه , وعطائه , ورحمته , وهو (سبحانه) أرحم الراحمين , وأكرم الأكرمين , وهو (تعالي) يقول الحق ويهدي إلي سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعافرة]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 04:12 ص]ـ
ك - تفسير جزء عم
تفسير سورة التين
أطبع هذه المادة أرسل هذه المادة
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الاَْمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَهُ أَسْفَلَ سَفِلِينَ * إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَكِمِينَ}. البسملة تقدم الكلام عليها. . . . . . . . . . . . .
{والتين والزيتون وطور سينين. وهذا البلد الأمين} إقسام الله تعالى بهذه الأشياء الأربعة: بالتين، والزيتون، وبطور سينين، وهذا البلد الأمين يعني مكة، لأن السورة مكية فالمشار إليه قريب وهو مكة، {والتين} هو الثمر المعروف، {والزيتون} معروف، وأقسم الله بهما لأنهما يكثران في فلسطين، {وطور سينين} أقسم الله به لأنه الجبل الذي كلم الله عنده موسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم. {وهذا البلد الأمين} أقسم الله به أعني مكة لأنها أحب البقاع إلى الله، وأشرف البقاع عند الله عز وجل. قال بعض أهل العلم: أقسم الله بهذه الثلاثة، لأن الأول {والتين والزيتون} أرض فلسطين التي فيها الأنبياء، وآخر أنبياء بني إسرائيل هو عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وبطور سينين لأنه الجبل الذي أوحى الله تعالى إلى موسى حوله، وأما البلد الأمين فهو مكة الذي بعث الله منه محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال العلماء: ومعنى قوله: {وطور سينين} أي طور البركة لأن الله تعالى وصفه أو وصف ما حوله بالوادي المقدس. {لقد خلقناً الإنسان في أحسن تقويم} هذا هو المقسم عليه، أقسم الله تعالى أنه خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهذه الجملة التي فيها المقسم عليه مؤكدة بثلاثة مؤكدات: القسم، واللام، وقد، أقسم الله أنه خلق الإنسان {في أحسن تقويم} في أحسن هيئة وخِلقة و {في أحسن تقويم} فطرة وقصداً، لأنه لا يوجد أحد من المخلوقات أحسن من بني آدم خلقة، فالمخلوقات الأرضية كلها دون بني آدم في الخلقة، لأن الله تعالى قال: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} قوله: {ثم رددناه أسفل سافلين} هذه الردة التي ذكرها الله عز وجل تعني أن الله تعالى يرد الإنسان أسفل سافلين خِلقة كما قال الله تعالى: {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} [النحل: 70]. فكلما ازدادت السن في الإنسان تغير إلى أردأ في القوة الجسدية، وفي الهيئة الجسدية، وفي نضارة الوجه وغير ذلك يرد أسفل سافلين، وإذا قلنا إن أحسن تقويم تشمل حتى الفطرة التي جبل الله الخلق عليها، والعبادة التي تترتب أو تتبنى على هذه الفطرة، فإن هذا إشارة إلى أن من الناس من تعود به حاله ـ والعياذ بالله ـ إلى أن يكون أسفل سافلين بعد أن كان في الأعلى والقمة من الإيمان والعلم، والاية تشمل المعنيين جميعاً ثم قال تعالى: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} هذا استثناء من قوله: {ثم رددناه أسفل سافلين} يعني إلا المؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإنهم لا يردون إلى أسفل السافلين، لأنهم متمسكون بإيمانهم وأعمالهم، فيبقون عليها إلى أن يموتوا. وقوله: {فلهم أجر} أي ثواب {غير ممنون} غير مقطوع، ولا ممنون به أيضاً فكلمه {ممنون} صالحه لمعنى القطع، وصالحة لمعنى المنة، فهم لهم أجر لا ينقطع، ولا يمن عليهم به، يعني أنهم إذا استوفوا هذا الأجر لا يمن عليهم فيقال أعطيناكم وفعلنا وفعلنا، وإن كانت المنة لله عز وجل عليهم بالإيمان والعمل الصالح والثواب، كلها منّة من الله لكن لا يمن عليهم به، أي: لا يؤذون بالمن كما يجري ذلك في أمور الدنيا، إذا أحسن إليك أحد من الناس فربما يؤذيك بمنه عليك، في كل مناسبة يقول: فعلت بك، أعطيتك وما أشبه ذلك. ثم قال الله تبارك وتعالى: {فما يكذبك بعد بالدين} انتقل الله تعالى من الكلام على وجه الغيبة إلى الكلام على وجه المقابلة والخطاب قال: {فما يكذبك بعد بالدين} أي: أي شيء يكذبك أيها الإنسان بعد هذا البيان {بالدين} أي بما أمر الله به من الدين، ولهذا كلما نظر الإنسان إلى نفسه وأصله وخلقته، وأن الله اجتباه وأحسن خلقته، وأحسن فطرته فإنه يزداد إيماناً بالله عز وجل، وتصديقاً بكتابه وبما أخبرت به رسله. ثم قال: {أليس الله بأحكم الحاكمين} وهذا الاستفهام للتقرير يقرر الله عز وجل أنه أحكم الحاكمين، وأحكم هنا اسم تفضيل وهو مأخوذ من الحكمة، ومن الحكم، فالحكم الأكبر الأعظم الذي لا يعارضه شيء هو حكم الله عز وجل، والحكمة العليا البالغة هي حكمة الله عز وجل فهو سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين قدراً وشرعاً، وله الحكم، وإليه يرجع الأمر كله. نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم بكتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إنه على كل شيء قدير.(/)
لا بد من لمسة ...
ـ[المعتصم]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 07:04 ص]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية والتعبيرية (البلاغية) بين استخدام المصدر العادي والميمي في التعبيرين إلى الله مرجعكم وإلى الله رجوعكم؟ دمتم بخير
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 06:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المعتصم المحترم المصدر الميمي في الغالب يحمل معه عنصر "الذات " اي: انه قريب من اسم الفاعل الذي فيه حدث وفيه ذات في نفس الوقت. مثلا كاتب فيه حدث الكتابة وفيه ذات الكاتب. بخلاف المصدر غير الميمي فانه مجرد من كل شيء فقوله تعالى: (إليَّ المصير) لا يطابق الي الصيرورة.
ـ[المعتصم]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 07:27 ص]ـ
الأخ قصي سلام عليك من رب رحيم أشكرك على ما قدمت إلا أنني أشعر أن ثمة لمساتٍ موجودة فيها وننتظر رأيك وآراء الأساتذة ودمت بخير
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 02:46 م]ـ
عليك بكتاب معاني الابنية للدكتور فاضل صالح السامرائي: r
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 08:57 م]ـ
أجل، أخي المعتصم
لا بد من لمسة
بل لا بد من لمسات ولمسات
فإعجاز القرآن الكريم في نظمه لا يقف عند حد، ولا يطيقه البشر
ولعلي أدلي بدلوي في هذا المقام بإشارات عابرة، هي مجرد تساؤلات لعل الله يفتح بها على المشاركين بعدي في استجلاء بعض أسرار النظم تلك.
لا شك أن كل نظم يأتي به القرآن هو النظم الأبلغ
وعليه فإن استعمال المصدر (مرجع) في الآية المذكورة أبلغ من (الرجوع)
لماذا؟
هنا السؤال ...
ويزيد من تشعب القضية: أنّ مصدراً آخر في نفس السياق استعمل مع الفعل رجع، ولم يكن (الرجوع)، ولا (المرجع)؛ بل كان: (الرجعى)، على وزن (فُعلى)، وذلك في قوله تعالى في سورة العلق: (إن إلى ربك الرُّجعى)
ومن المصادر التي استعملت في القرآن مع (رجع) غير الرجوع: (الرَّجْع) كذلك.
وقد اهتديت إلى كلام نفيس للأزهري في (معجم تهذيب اللغة)، لعله يضيء الطريق في استجلاء بعض الأسرار؛ وذلك في معرض تفسيره لقوله تعالى: (قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا).
يقول الأزهري: ( ... وقوله ارجعون واقع ههنا، ويكون لازماً كقوله: (ولما رجع موسى إلى قومه)، ومصدره لازما الرجوع، ومصدره واقعاً الرجع. يقال: رجعتُه رَجْعا فرجع رجوعا، يستوى فيه لفظ اللازم والواقع) انتهى كلام الأزهري
ويبقى التساؤل:
هل يمكننا من خلال فهم كلام الأزهري وتطبيقه على المصدرين: (المرجع) و (الرُّجعى) أن نعتبرهما كذلك مصدرين واقعين لا لازمين؛ فيكون معناهما: أن الله سبحانه وتعالى يُرجعُ الخلق مرجعاً ورجعى، فيرجعون رجوعا.
يساعد على هذا الفهم أن (مرجع) قد تأتي مصدراً من الفعل (أرجع) المتعدى؛ إلا أنها هنا قد جمعت بين الإرجاع والرجوع؛ ومن هنا تظهر قدرة الخالق جل وعلا الذي تنقاد له كل الخلائق يوم القيامة؛ فهو الذي يرجعها سبحانه بالبعث بعد الموت بقدرته سبحانه، فترجع إليه بعد ذلك منقادة خاضعة ذليلة منكسرة.
وبعد، فلعل تلك المعاني السابقة لا تتحقق مع مصدر الرجوع فقط. هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
إن كان هذا بعض الصواب فمن الله وحده، وإن كان مجانبا للصواب فمني ومن الشيطان. والله المستعان.
والحمد لله أولا وآخرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 12 - 2006, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم ..
بارك الله في الأخ المعتصم، وشكر للأستاذين الكريمين قصي وأحمد لفتاتهما الرائعة .. والظاهر حقاً أنّ بين الصيغ المختلفة (الرجع والرجعى والمرجع) فروقاً، ولا يتسنّى تذوّقها إلا عند الرجوع إلى استعمالات القرآن الكريم لها .. وإذ ذاك يتضح لنا الآتي:
أولاً: أشار الأخ أحمد إلى أنّ كلمة (الرجع) آتية من الفعل (رجع) متعدياً، على حين أنّ كلمتي (الرجعى والمرجع) آتيتان من الفعل نفسه لازماً، وهذا ما عليه اللغويون .. ومن هنا فإنّ كلمة (الرجعى) لا تسدّ مسدّ (الرجع والمرجع) في مكانهما، إذ لا يقوم لازم مقام متعدّ ..
ثانياً: وردت كلمة (رجع) في القرآن الكريم ثلاث مرات منها قوله تعالى: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق: 3] ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ووردت كلمة (مرجع) ست عشرة مرة منها قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [آل عمران: 55].
أما صيغة (الرجعى) فلم ترد إلا مرة واحدة في قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) [العلق: 6 - 8].
وعند إمعان النظر في الآيات نجد مثلاً أنّ قول الكافرين في آية سورة ق: (وذلك رجع بعيد) يعني أنّ رجع الله لهم بالبعث بعد الموت أمر بعيد .. فهم يزعمون زوراً أنّ أي قوة لا تستطيع أن ترجعهم إلى حياة أخرى بعد الموت وبعد أن يمسوا عظاماً، إذ هم لا يتصوّرون رجوعاً بغير فاعل خارجي يقوم بذلك .. وتبعاً لمعنى اللزوم والتعدّي فإنّ (الرجعى) لا تسدّ مسدّ (الرجع) في مكانها، إذ لا يقوم لازم مقام متعد ..
ثمّ إنّ صيغة (مرجع) تختلف من حيث السياق عن (رجع)، فقد سبقها في خمس عشرة مرة من ست عشرة كلمة الله أو الرب أو الضمير وقبلها حرف الجر إلى .. أي: إلى الله .. ولم ترد كلمة (رجع) في سياق كهذا السياق ولا مرة واحدة .. كما أنها تختلف عنها من حيث التعريف، فقد وردت صيغة (مرجع) معرفة عن طريق الإضافة .. أما (رجع) فجاءت مختلفة: فمرة نكرة، ومرة معرفة بـ (أل)، ومرة معرفة بالإضافة ..
ثالثاً: جاءت (الرُّجعى) على وزن (فُعلى) وهذا الوزن أصله لصيغة التفضيل، فإذا اتصلت به (أل) كان لأعلى صيغ التفضيل .. ومع أنّ أصل الصيغة أنها للتفضيل، غير أنها إذا صيغ عليها الاسم كـ (الرجعى) فإنّ هذا يدلّ على الأهمية أو التوكيد، فصيغة (الرجعى) فيها من التوكيد على الرجوع أكثر مما في صيغة (مرجعهم) .. ولذلك جاءت (الرجعى) في سياق معنوي يستدعي التوكيد أكثر من ألوان السياق التي ورد فيها (مرجعهم أو مرجعكم) .. فقد جاءت بعد قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) .. وهذا الذي أطغاه الغنى والمال وظنّ أنه مخلّد به لن يرجع إلى ربه .. فكان لا بدّ من أن يؤكّد له أنّ رجوعه إلى ما أترف فيه إنما هو رجوع مؤقت زائل .. أما الرجوع الدائم الخالد الذي لا زوال له فهو الرجوع إلى الله، فإن عمل خيراً تاب الله عليه ورجع إلى الجنة، وإن ظلّ سادراً في غيّه رجع إلى نار جهنم لا يريم منها .. ولهذا جاءت بصيغة التوكيد (الرجعى) لا بصيغة (مرجع) التي لا توكيد فيها ..
رابعاً: ثمّ إن في الصيغتين ملحظاً آخر .. فعبارة (إن إلى ربك الرجعى) وعبارة (إلى الله مرجعهم) وما شابهها .. هما إخبار من الله تعالى .. ولذلك جاءت الصيغة (الرجعى ومرجع) للزوم .. لكي يشير إلى أنّ الرجوع إلى الله تعالى قانون ثابت يتحرّك الإنسان به من غير أن يحرّكه محرك .. لكأنّ المؤمن يرجع إلى جنة ربه في حركة ذاتية، ولكأنّ الكافر يرجع إلى النار في حركة ذاتية .. وذلك من غير أن يحتاج الأمر إلى مفعولية، أي: إلى فعل متعدّ للرجوع .. وهذا أكرم للمؤمن، فكأنّ الرجوع إلى الجنة جزء من قانون حركته الذاتية .. وأذلّ لنفس الكافر، فهو ينقاد إلى النار ذليلاً دون أن يقوده أحد .. ولا يتحرّك لنفسه إلى النار من غير محرّك إلا أحمق مائق ..
أما عبارة (ذلك رجع بعيد) فهي إخبار من الكفار، ولذلك جاء الفعل متعدياً لأنهم لا يدركون ذلك القانون الطبيعي الذي جعله الله تعالى من كينونة الإنسان، وهو رجوعه إلى ربه من غير ما حاجة إلى فاعل خارج عن ذاته .. فهم قد نفوا أن تقدر جهة على إعادتهم بعد أن يصبحوا تراباً وعظاما، ولم يتصوروا لضلالهم ولبعدهم عن الحق أن تتمكن جهة من إعادتهم إلى الحياة .. ولذلك كانوا أبعد عن أن يتصوروا أن ذلك الرجوع يتم بحركة ذاتية ..
والله أعلم ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[07 - 12 - 2006, 01:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا على اجتهادكم في بيان معاني ألفاظ القرآن الكريم
أخي الكريم الأستاذ لؤي
بناء على تحليلك لمعنى صيغة فُعلى إذا جاءت مصدرا ألا يمكن أن نطبق هذا المنهج على صيغة (مفعل) للمصدر الميمي فهي مشتركة بين المصدر الميمي واسم الزمان والمكان، أفلا يمكن أن يقال إن المرجع وإن كان مصدرا دالا على الحدث غير أنه أشرب شيئا من معنى اسم الزمان أي: إلى الله رجوعكم في يوم معلوم ومكان محدود؟
مع التحية الطيبة؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 01:09 ص]ـ
أهلاً ومرحباً بالأستاذ الكريم الأغر ..
بداية أحمد الله على سلامتك أخي الحبيب، وأسأله تبارك وتعالى أن تكون بأحسن صحة وأفضل حال ..
أما فيما يخصّ ملاحظتك بارك الله فيك فهي في محلها .. ولكن الأمر الذي أحببتُ أن أنوه به في التفرقة بين المصدرين (فعلى) و (مفعل) هو أنّ الأخير يحمل معه عنصر الذات بخلاف الأول .. وأن صيغة الأخير فيها من التوكيد أكثر مما في صيغة الأول .. ولذلك يبدو لي والله أعلم أن الأول لا يطابق الآخر في المعنى تماماً وإلا فما اختلفت صيغته ..(/)
نرجو مساعدتها
ـ[عطاء]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 08:33 م]ـ
السلام عليكم أخوتي الأفاضل ....
لي صديقة في مرحلة الدكتوراه وترغب تسجيل موضوع في البلاغة يتناسب مع مرحلتها وتتمنى أن يكون موضوعا طريفا، جديدا، يمكن تطبيقه على الشعر العربي، فهل يمكن لأرباب البلاغة والفصاحة بدلو دلوهم في اقتراح موضوعات لها؟؟ ولكم الشكر الجزيل سلفا.
ـ[سامي الفيلسوف]ــــــــ[07 - 12 - 2006, 02:17 م]ـ
اقترحي عليها أن تسجل الصيغ الصيغ البلا غية التي يكون لها معنى عميقا في القصيدة لا يدرك الا بعد تفحص و تفكير مع أنه يكون بصيغة طريفة تعجب المتلقي و يكون لها أثر جميل على نفسيته(/)
قال تعالى "فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم "
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 10:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:" فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " (التوبة 55).
وقال تعالى:" ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " (التوبة85).
نلاحظ بعض الفروق بين الآيتين ومنها:-
1 - قال تعالى في الأولى " فلا تعجبك " بينما قال في الثانية " ولا تعجبك " لأن الآية الثانية معطوفة على قوله تعالى" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا " فجاءت اللاحقة على غرار السابقة، أما الآية الأولى فلم تعطف على شيء، وإنما جاءت كنتيجة لأعمال المنافقين، كأن نقول مثلا: هذا يعمل كذا وكذا فلا تقربه، ولا نقول: هذا يعمل كذا وكذا ولا تقربه.
2 - قال تعالى في الأولى "أموالهم ولا أولادهم "بينما قال في الثانية "أموالهم وأولادهم" لأن الآية الأولى سبقت بالحديث عن الإنفاق، والإنفاق يختص بالمال، والأولاد غيرمشمولين به، أما الآية الثانية فلم تسبق بذكر الإنفاق، وإنما سبقتت بالحديث عن الجهاد، والجهاد قد يكون بالمال والأولاد المجاهدين، ولهذا فصل بين الأموال والأولاد بواسطة "لا" في الأولى، وحذفها في الثانية لأن السياق المعنوي لا يقتضيها.
3 - قال تعالى في الأولى "ليعذبهم " بينما قال في الثانية " أن يعذبهم "، ويبدو أن العذاب الأول أطول من الثاني حيث يشمل الحاضر والمستقبل، لأنهم طولبوا بالإنفاق فلم ينفقوا، فجاء الجزاء من جنس العمل، أما في الثانية فلم يطالبوا بالإنفاق، ويظهر هذا المعنى من ذكر " أن "، و" أن " دلالتها مستقبلية، قال تعالى "يكاد زيتها يضيء" فحذف أن للدلالة على قرب ضيائه وشدته، كما يظهر من حذف كلمة "الحياة"، وكأن هؤلاء القوم أموات أو في عداد الأموات أو أنهم في أواخر أيامهم.
والله أعلم.(/)
نهج البلاغة
ـ[راحيل]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 11:51 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب نهج البلاغة كتاب مايقارب ال500 صفحه
ولكن اريد عن هذا الكتاب موجز متى جمعت الخطب والرسائل .. فيه؟؟ من جمعه؟؟ موجز عن هذا الكتاب كمقدمة لبحث ..
وكذلك ارجوا ان تساعدوني في اختيار احدى الخطب لكي استخرج الجوانب البلاغية فيها
وقمت بتحميل هذا الكتاب من الانترنت ولكن لم اوفق;) في اختيار خطبة معبرة ويسهل علي استخراج الجوانب البلاغية فيها
فارجوا مساعدتي
لكم مني جزيل الشكر
ـ[مبارك3]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 12:22 ص]ـ
الكتاب جمعه الشريف الرضي
من كلام الإمام علي بن أبي طالب
كله بلاغة وحكمة
خذ خطبة (الجهاد)
( ....... فإن الجهاد باب من أبواب الإيمان فتحه الله لخاصة أوليائه
..... )
إذا أردت معلومات أكثر والخطبة كاملة فإمهلني وقتا.(/)
من معاني الهدى في القرآن
ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 06:15 م]ـ
من معاني الهدى في القرآن
يكون بمعنى الثبات: "اهدنا الصراط المستقيم".
وبمعنى البيان: "على هدى من ربهم".
وبمعنى الرسول: "فإما يأتينكم مني هدى".
وبمعنى السنة: "فبهداهم اقتده".
وبمعنى الإصلاح: "لا يهدي كيد الخائنين".
وبمعنى الدعاء: "ولكل قوم هاد".
وبمعنى القرآن: "إذ جاءهم الهدى".
وبمعنى الإيمان: "وزدناهم هدى".
وبمعنى الإلهام: "ثم هدى".
وبمعنى التوحيد: "أن نتبع الهدى".
وبمعنى التوراة: "ولقد آتينا موسى الهدى".
من كتاب المدهش(/)
أرجو المساعدة ... سؤال ابحث له عن اجابة
ـ[المشتعل ايمانا]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 10:03 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اما بعد
لقد قمت بتصفح هذا النتدى ووجدت فيه ما أثار اعجابي، كما وقد اقتنعت انكم تستطيعون مساعدتي في الاجابة عن سؤال عجزت عن ايجاد اجابته.
السؤال هو كما يلي:
ما هو المقصود فيما يلي:-
"اذا سال الدم والمال هم، وما دام الذم
مثل الهشير بالسم كانت القطعة مثل الذم"
ارجو منكم المساعدة وأعتذر عن كوني مستفيدا لا مفيدا في أول مواضيعي ..
الشكر سلفا لمن يساعدني ولمن لا يساعدني
وبارك الله لي ولكم ووفقنا الى الخير .. اللهم آمين ..(/)
حذف المفعول به
ـ[غيمة عطر]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 07:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واجهتني مشكلى في الحصول على بعض المراجع لموضوع بحث بلاغي
ولذا أرجو الأخوة والأخوات مساعدتي في الحصول على معلومات ومراجع وماتيسر لهم في هذا الموضوع:
وهو حذف المفعول أود الحصول على معلومات عن المفعول به واستقصاء للموضوع من النواحي التالية:
تعريفه
أغراضه
امثلته
نماذج قرآنية وشعرية
تطبيق لهذا المبحث على سورة كاملة من القرآن
وأقوال النقاد والبلاغيين في شأن الحذف عموما وحذف المفعول به خاصة وشرح للموضوع مع جمع أكبر قدر من العناصر من مصادرة عديدة
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 07:55 ص]ـ
المفعول به: تعريفه، حكمه، أنواعه، حذفه ... ( http://www.drmosad.com/index38.htm)(/)
المفعول المطلق و"بصورة" و"بشكل" و"بصفة" ...
ـ[عبد القادر الغنامي]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 07:55 م]ـ
الأساتذة الأفاضل والزملاء الكرام،
متى يمكن استعمال "بصورة" و"بشكل" و"بصفة" بدلا من المفعول المطلق؟
مثال:
"فهم فلان الموضوع بشكل صحيح/بصورة صحيحة"
"فهم فلان الموضوع فهما صحيحا"
فأيهما أبْلَغ؟ ولماذا؟
مع الشكر(/)
متى يصح استعمال "من قِبل" و"من طرف" و"من جانب" ... ؟
ـ[عبد القادر الغنامي]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 07:57 م]ـ
يُكثر البعض بناء الفعل للمجهول مع وجود الفاعل ويستعملون "من قِبل" و"من طرف" و"من جانب"، وبدرجة أقل "من لدن". فما صحة هذا الاستعمال؟
مع الشكر
ـ[المها]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 10:41 م]ـ
السلام عليكم ... انا ايضا ابحث عن اجابة لنفس السؤال .. فدكتورة الترجمة تمنعنا من استخدام "من قبل"،وقالت انها دخيلة على العربية رغم كثرة استخدامها ... فهل من تفصيل؟؟؟؟(/)
ممكن ان اتعلم اللغة بجدية
ـ[الخليفي]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 09:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انا عضو جديد في هذا المنتدي ممكن اطلب من اخواني ان يعلمني اصل اللغة العربية ممكن وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:)(/)
أبحث عن موسوعة في علم البلاغة؟!
ـ[الصراط]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 09:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كنت ولازلت أبحث عن موسوعة كاملة مجموعة في مجلد أو أكثر عن علم البلاغة (كعلم البيان، وعلم البديع، وعلم المعاني) وغيرها ..
فهلا دلني أحد من الأخوة أو الأخوات على ما أبحث عنه؟؟
وشكرا ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 01:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الصراط ..
تقصد موسوعة إلكترونية أم مطبوعة؟
ـ[الصراط]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 06:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الصراط ..
تقصد موسوعة إلكترونية أم مطبوعة؟
شكرا للأخ الكريم لؤي الطيبي على وروده ورده ...
أقصد ـ كما أسلفت ـ موسوعة مطبوعة (ككتاب) ...
ولك الشكر الجزيل
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 04:46 م]ـ
أخي الفاضل إنْ أردتَ الوقوف في علم البلاغة على العجب العجاب، والسحر الأخاذ، فعليك بكتاب: (دلائل الإعجاز) و: (أسرار البلاغة)، كلاهما من مؤلفات الشيخ عبد القاهر الجرجاني ..
وفقك الله ..
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 06:30 م]ـ
عليك بهذه الكتب (البلاغة الواضحة) او (جواهر البلاغة) او (اسرار البلاغة) ولكنها كتب مصورة واليك هذه الروابط
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=18&book=63
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=168
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=168
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 07:08 م]ـ
محمد خليل
الله الله فينا انت
ـ[محب البلاغة]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: أخي السائل أعلم ان لفظة (موسوعة) غير عربية وغير فصيحة و راجع في ذلك معاجم اللغة كافة: اما بغيتك فتجدها في معجم المصطلحات البلاغة للدكتور أحمد مطلوب (حفظه الله)
ـ[الحامدي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 08:49 م]ـ
إليك كتابَ "البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها" للميداني، وهو كتاب رائع يستحق الاقتناء والقراءة.
حمليه من (هنا) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76307)
ـ[الحامدي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 05:50 م]ـ
حمليه من (هنا)
عفوا، لم أنتبه إلى أن السائل ذكر، ولذا جرى التنبيه والاستدراك.(/)
واجب منزلي
ـ[هموووسه]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 09:37 م]ـ
هلا احبابي في الله
:::
انا جيت منتداكم قاصده
ولما سمعت عنه من السمعه الجيده
عندي طلب صغير
معلمه اللغه العربيه طلبت من كل بنت تعمل بحث صغير عن ايه في القران وحددت لكل بنت ايه وانا الايه اللي جات لي هي الايه 35 من سورة مريم
تريد منها استخراج العلوم الثلاثه منها
اي نحللها تحليلا بلاغيا
من جميع النواحي طلبي صغير
ارجوووووووووووووووكم لاتخيبون ضني
دمتم بود للمنتدى(/)
كيف ندرس الاستعارة أسلوبيا؟؟
ـ[منسيون]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 10:01 م]ـ
السلام عليكم أخواني الكرام
نرجو من حضراتكم أن تساعدونا في كيفية دراسة الاستعارة من الناحية الأسلوبية، وهل بالإمكان أن ترشدونا إلى كتب ودراسات تناولت هذا المبحث خاصة الدراسات التي تتعلق بالجوانب الأسلوبية في الشعر الحديث؟
نرجو منكم الفائدة ولا تبخلوا علينا فنحن لا نبتغي من ذلك سوى العلم.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 01:56 م]ـ
السلام عليكم:
يمكن دراسة الاستعارة من جهة الخروج عن المألوف بالجمع بين الأمور المتباعدة وإحداث الصدمة للقارئ، وهذا يسمى الاستعارات القبيحة عند القدماء، أما المحدثون فهم راضون عنها، كاستعارات أبي تمام.
ـ[منسيون]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 06:36 م]ـ
كيف يا عزيزي؟ وما هي الكتب أو الدراسات التي تناولت ذلك الجانب أو دراسات وكتب أخرى شبيهة للموضوع.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم:
انظر كتب د. محمد عبد المطلب: البلاغة العربية والأسلوبية، والبلاغة العربية مرة أخرى، د. الهادي الطرابلسي، د. محمد عياد،،هناك مجلات عالم المعرفة: من البنوية إلى التفكيك، الخروج من التيه، لعلك تجد فيها ضالتك.(/)
قال تعالى"والله خلق كل دابة من ماء " (النور 45)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 10:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى"والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير (النور 45)
تدور هذه الآية حول بيان قدرة الله سبحانه وتعالى في عملية الخلق، وبما أن الأمر كذلك، فقد تقدم ذكر المخلوقات التي تدل على هذا الأمر أكثر من غيرها، وهي المخلوقات التي تمشي على البطن، كالأفعى، تلتها المخلوقات التي تمشي على رجلين كالطير والإنسان، لأنها أدل على قدرة الله من تلك التي تمشي على أربع، وبهذا ترتبت المخلوقات بحسب قوة العلاقة المعنوية مع موضوع الحديث وهوقدرة الله، من الأهم إلى الأقل أهمية.
والله أعلم(/)
" ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ "
ـ[السراج]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 09:46 م]ـ
السلام عليكم وحمة الله وبركاته ..
ما الغرض من تقديم المسند على المسند إليه في الآية الكريمة:
" ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ "
ولكم عاطر التحايا ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 05:08 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
يرى الألوسي رحمه الله أنّ تقديم الخبر على المبتدأ في قوله تعالى: (لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) للتخصيص .. والمعنى أنّ كلاً من كونهم مغلوبين أولاً وغالبين آخراً ليس إلا بأمر الله تعالى ..
ويرى ابن عاشور رحمه الله أنّ الموجب لتقديم الخبر على المبتدأ في قوله تعالى: (لِلَّهِ الْأَمْرُ) إنّما كان لإبطال تطاول المشركين الذين بَهَجَهُم غلب الفرس على الروم، لأنهم عبدة أصنام مثلهم لاستلزامه الاعتقاد بأنّ ذلك الغلب من نصر الأصنام عُبادَها، فبيّن لهم بطلان ذلك، وأنّ التصرف لله وحده في الحالين، كما دلّ عليه التذييل بقوله (يَنصُرُ مَن يَشَاء).
وقد يكون تقديم المجرور في قوله تعالى (ولله الأمر) قد ورد على تقدير الجواب بعد إرغام المكذّب وقهره ووقوع الأمر مطابقاً لأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، وظهور ما كذب الجاحد به، فعند وضوح الأمر وظهور النصر الذي وعد به، كأن قد قيل: لمن الأمر ومن أهله؟ فجاء الجواب على ذلك فقيل: لله الأمر.
نظير هذا قوله تعالى: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)؟ ثمّ قال: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر: 16]. فعند ظهور الأمر للعيان ومشاهدة ما قد كان خبراً، قيل لهم: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ). ونظيره أيضاً قوله تعالى: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ) [الجاثية: 36]، وقد تقدّم فيها قوله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا) [الجاثية: 33]، وإنما ذلك يوم التلاقي والعرض عليه سبحانه، فعند المعاينة وزوال الارتياب كأن قد قيل لهم: لمن الحمد ومن أهله؟ فورد الجواب بقوله: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ) .. فالآية كالآية، والمقدر المدلول عليه كالمنطوق، والإيجاز مستدعٍ لذلك ..
هذا والله تعالى أعلم ..
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 05:52 ص]ـ
بارك الله فيك .. أخي لؤي
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 06:01 م]ـ
المتقدم دائما يكون محل تركيز واهتمام
فانت اذا قلت" الماء عذب" انك تريد ان تلفت الانظار الى الماء بغض النظر عن الحكم عليه اكان عذبا ام غير ذلك
اما لو قلت" عذب الماء" فالحكم لديك اولى
وكذلك في قوله تعالى "لله الامر"فاللام هنا افادت التملك وما دام ان الامر يتعلق
بملكية الامر فقبل ان ياتي المملك جاء الحكم عليه حتى لايظن ظان ان الملك لاحد غيره غز وجل(/)
نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه-الأستاذ فاضل صالح السامرائي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 12:51 م]ـ
العلم يحتاج إلى الصبر
المحاضرة التي ألقاها فضيلة العالم الأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم
عام 1423 ه الموافق 2002 م
لمحات قرآنية تربوية
نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الوصية من قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12 وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13 وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14 وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 15 يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ 16 يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ17 وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ 18 وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ 19
تلك هي الوصية وقد بدأت بذكر إتيان لقمان الحكمة
"وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" 12
* الحكمة
والحكمة هي وضع الشيء في محله قولا وعملا، أو هي توفيق العلم بالعمل، فلا بد من الأمرين معا: القول والعمل، فمن أحسن القول ولم يحسن العمل فليس بحكيم، ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم.
فالحكمة لها جانبان: جانب يتعلق بالقول، وجانب يتعلق بالعمل.
والحكمة خير كثير كما قال الله تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
* الله تعالى مؤتي الحكمة
ولذلك نلاحظ أنه تعالى قال: " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه، ولم يقل: لقد أوتي لقمان الحكمة، بل نسب الإتيان لنفسه. والله تعالى في القرآن الكريم يسند الأمور إلى ذاته العلية في الأمور المهمة وأمور الخير، ولا ينسب الشر والسوء إلى نفسه ألبتة.
قال تعالى: "وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً10" الجن
فعندما ذكر الشر بناه للمجهول، وعندما ذكر الخير ذكر الله تعالى نفسه.
وهذا مطرد في القرآن الكريم، ونجده في نحو: "آتيناهم الكتاب" و "أوتوا الكتاب" فيقول الأولى في مقام الخير، وإن قال الثانية فهو في مقام السوء والذم
وقال تعالى: " وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً 83" الاسراء
فعندما ذكر النعمة قال: (أنعمنا) بإسناد النعمة إلى نفسه تعالى. وعندما ذكر الشر قال: "وإذا مسه الشر" ولم يقل: إذا مسسناه بالشر
ولم ترد في القرآن مطلقا: زينا لهم سوء أعمالهم، وقد نجد: زينا لهم أعمالهم، بدون السوء، لأن الله تعالى لا ينسب السوء إلى نفسه، ولما كانت الحكمة خيرا محضا نسبها إلى نفسه
ـ إن قيل: فقد قال في موضع: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
فالرد أنه عز وجل قد قال قبلها: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
(يُتْبَعُ)
(/)
فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه، ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول
* مقام الشكر
ـ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ
لها دلالتان:
الأولىـ أن الحكمة لما كانت تفضلا ونعمة فعليه أن يشكر النعم، كما تقول: لقد آتاك الله نعمة فاشكره عليها. والله آتاه الحكمة فعليه أن يشكره لأن النعم ينبغي أن تقابل بالشكر لموليها. (آتاك نعمة الحكمة فاشكره عليها)
الثانية ـ أن من الحكمة أن تشكر ربك، فإذا شكرت ربك زادك من نعمه "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ 7) " ابراهيم
ولو قال غير هذا، مثلا (فاشكر لله) لكان فيه ضعف، ولم يؤد هذين المعنيين.
وضعف المعنى يكون لأن الله تعالى آتاه النعمة "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
فإن قال بعدها: (فاشكرلله) فهذا أمر موجه لشخص آخر وهو الرسول، فيصير المعنى: آتى الله لقمان الحكمة فاشكر أنت!!
كيف يكون؟
المفروض أن من أوتي الحكمة يشكر
ولذلك قال: "أن اشكر لله" فجاء بأن التفسيرية
ولو قال أي تعبير آخر لم يؤد هذا المعنى
* الشكر والكفر
وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
"يشكر" قال الشكر بلفظ المضارع، والكفران قاله بالفعل الماضي "ومن كفر"
من الناحية النحوية الشرط يجعل الماضي استقبالا، مثال (إذا جاء نصر الله)، فكلاهما استقبال.
ويبقى السؤال: لماذا اختلف زمن الفعلين فكان الشكر بالمضارع والكفر بالمشي على أن الدلالة هي للاستقبال؟
من تتبعنا للتعبير القرآني وجدنا أنه إذا جاء بعد أداة الشرط بالفعل الماضي فذلك الفعل يُفعل مرة واحدة أو قليلا، وما جاء بالفعل المضارع يتكرر فعله
مثال: " وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا92" النساء
وبعدها قال: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا 93" النساء
فعندما ذكر القتل الخطأ جاء بالفعل الماضي لأن هذا خطأ غير متعمد، إذن هو لا يتكرر
وعندما جاء بالقتل العمد جاء بالفعل المضارع (ومن يقتل) لأنه ما دام يتعمد قتل المؤمن فكلما سنحت له الفرصة فعل. فجاء بالفعل المضارع الذي يدل على التكرار
مثال آخر: "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً 19" الاسراء
فذكر الآخرة وجاء بالفعل الماضي لأن الآخرة واحدة وهي تراد.
لكن عندما تحدث عن الدنيا قال: "وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ 145" آل عمران
لأن إرادة الثواب تتكرر دائما
كل عمل تفعله تريد الثواب، فهو إذن يتكرر والشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر، فالشكر يتكرر لأن النعم لا تنتهي " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ 34" إبراهيم
فالشكر يتكرر، كلما أحدث لك نعمة وجب عليك أن تحدث له شكرا
أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر، فإن كفر الإنسان بأمر ما فقد كفر، إن كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر، لا ينبغي أن يكرر هذا الأمر لأنه إن أنكر شيئا من الدين بالضرورة واعتقد ذلك فقد كفر وانتهى ولا يحتاج إلى تكرار، أما الشكر فيحتاج إلى تكرار لأن النعم لا تنتهي
وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع، فخالف بينهما في التعبير فجاء بأحدهما في الزمن الحاضر الدال على التجدد والاستمرار وجاء بالآخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي
* الله غني حميد
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
جاء بإنما التي تفيد الحصر، أي الشكر لا يفيد إلا صاحبه ولا ينفع الله ولا يفيد إلا صاحبه حصرا
أما الله فلا ينفعه شكر ولا تضره معصية
(يُتْبَعُ)
(/)
(((يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)))
لذلك قال فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
جمع بين هاتين الصفتين الجليلتين الحميد أي المحمود على وجه الدوام والثبوت وهو تعالى غني محمود في غناه
ـ قد يكون الشخص غنيا غير محمود
ـ أو محمودا غير غني
ـ أو محمودا وهو ليس غنيا بعد، فإن اغتنى انقلب لأن المال قد يغير الأشخاص وقد يغير النفوس كما أن الفقر قد يغير النفوس
ـ وقد يكون الشخص غنيا وغير محمود لأنه لا ينفع في غناه، ولا يؤدي حق الله عليه ولا يفيد الآخرين، بل قد يجر المصالح لنفسه على غناه
ـ وقد يكون محمودا غير غني، ولو كان غنيا لما كان محمودا، فإن اجتمع الأمران فكان غنيا محمودا فذلك منتهى الكمال
وفي آية أخرى في السورة نفسها قال: " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
نقول: فلان غني أي هو من جملة الأغنياء، وقد يكون ملكا معه أغنياء
فإذا قلت هو الغني فكأن الآخرين ليسوا شيئا بالنسبة إلى غناه وهو صاحب الغنى وحده
فلماذا قال ها هنا فإن الله غني حميد وهناك في السورة نفسها هو الغني الحميد؟
نلاحظ أن في هذه الآية لم يذكر له ملكا ولا شيئا
وهذا حتى في حياتنا اليومية نستعمله نقول أنا غني عنك
كما قال الخليل أبلغ سليمان أني عنه في جو ** وفي غنى غير أني لست ذا مال
فقد تقول: أنا عني عنك، ولكن ليس بالضرورة أن تكون ذا ثروة ومال
فهنا لم يذكر الله سبحانه لنفسه ملكا
المعنى أن الله غني عن الشكر وعن الكفر لا ينفعه شكر ولا يضره كفر
أما في الآية الأخرى فقد ذكر له ملكا " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
فعندما ذكر له ملك السموات والأرض المتسع، فمن أغنى منه؟ فقال هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
أهمية الحكمة في الوعظ
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
من هنا بدأت الوصية، فلماذا صدر بقوله: "ولقد آتينا .. " وكان يمكن مثلا
أن يحذفها؟
الحكمة لها جانبان: جانب قولي وجانب عملي، وحكمة لقمان ليست فيما ذكره من أحاديث وأقوال وما قاله لابنه من الوصية، وإنما أيضا في العمل الذي فعله وهو تعهده لابنه وعدم تركه بلا وعظ أو إرشاد، وفي هذا توجيه للآباء أن يتعهدوا أبناءهم ولا يتركوهم لمعلمي سوء ولا للطرقات.
وصدر بالحكمة وهي ذات جانبين قولي وعملي لأمر آخر مهم، فعندما وصى ابنه فهل من الحكمة أن يوصي ابنه بشيء ويخالفه؟
هذا ليس من الحكمة ولو فعله فلن تنفع وصيته، لو خالف الوعظ عمل الواعظ والموجه لم تنفع الوصية بل لا بد أن يطبق ذلك على نفسه، فعندما قال آتينا لقمان الحكمة علمنا من هذا أن كل ما قاله لقمان لابنه فقد طبقه على نفسه أولا حتى يكون كلامه مؤثرا لذلك كان لهذا التصدير دور مهم في التربية والتوجيه.
ففي هذا القول ولقد آتينا لقمان الحكمة عدة دروس مهمة: الأول فيما قاله من الحكمة، الثاني في تعهده لابنه وتربيته وتعليمه وعدم تركه لأهل السوء والجهالة يفعلون في نفسه وعقله ما يشاء، الثالث قبل أن يعظ ابنه طبق ذلك على نفسه فرأى الابن في أبيه كل ما يقوله وينصحه به من خير، لذلك كان لهذا التصدير ملمح تربوي مهم وهو توجيه الوعاظ والمرشدين والناصحين والآباء أن يبدؤوا بأنفسهم فإن ذلك من الحكمة وإلا سقطت جميع أقوالهم
التعهد بالنصح مع حسن اختيار الوقت
"وَهُوَ يَعِظُهُ
نحن نعرف أنه يعظه ويتضح أنه وعظ من خلال الآيات والأوامر وسياق الكلام، فلماذا قال وَهُوَ يَعِظُهُ
فيها دلالتان
ـ من حيث اللغة: الحال والاستئناس للدلالة على الاستمرار
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو يعظه اختار الوقت المناسب للوعظ، ليس كلاما طارئا يفعله هكذا، أو في وقت لا يكون الابن فيه مهيأ للتلقي، ولا يلقيه بغير اهتمام فلا تبلغ الوصية عند ذلك مبلغا لكنه جاء به في وقت مناسب للوعظ فيلقي ونفسه مهيأة لقبول الكلام
فهو إذن اختار الوقت المناسب للوعظ والتوجيه
ـ والأمر الثاني وَهُوَ يَعِظُهُ
فهذا من شأن لقمان أن يعظ ابنه، هو لا يتركه، وليست هذه هي المرة الأولى، هو من شأنه ألا يترك ابنه بل يتعاهده دائما، وهكذا ينبغي أن يكون المربي.
فكل كلمة فيها توجيه تربوي للمربين والواعظين والناصحين والآباء
الرفق في الموعظة
يا بني
كلمة تصغير للتحبيب، أي ابدأ بالكلام اللين اللطيف الهين للابن وليس بالتعنيف والزجر. بل بحنان ورقة لأن الكلمة الطيبة الهينة اللينة تفتح القلوب المقفلة وتلين النفوس العصية، عكس الكلمة الشديدة المنفرة التي تقفل النفوس. لذلك قال ربنا لموسى عن فرعون: "فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى 44" طه
وأنت أيها الأب إن أجلست ولدك إلى جانبك ووضعت يدك على رأسه وكتفه، وقلت له يا بني، فتأكد أن هذه الكلمة بل هذه الحركة من المسح تؤثر أضعاف الكلام الذي تقوله، وتؤثر في نفسه أكثر بكثير من كل كلام تقوله وتزيل أي شيء بينك وبينه من حجاب وتفتح قلبه للقبول.
وعندها فهو إن أراد أن يخالفك فهو يخجل أن يخالفك، بهذه الكلمة اللطيفة الشفيقة تزيل ما بينك وبينه من حجاب، ويكون لك كتابا مفتوحا أمامك، وعندها سيقبل كلامك والكلمة الطيبة صدقة
لذلك بدأ بهذه الكلمة مع أنه من الممكن أن يبدأ الأب بالأمر مباشرة ولكن لها أثُرها الذي لا ينكر ولايترك، فأراد ربنا أن يوجهنا إلى الطريقة اللطيفة الصحيحة المنتجة في تربية الأبناء وتوجيههم وإزالة الحجاب بيننا بينهم من دون تعنيف أو قسوة أو شدة، وبذلك تريح نفسه وتزيل كل حجاب بينك وبينه
ونحن في حياتنا اليومية نعلم أن كلمة واحدة قد تؤدي إلى أضعاف ما فيها من السوء، وكلمة أخرى تهون الأمور العظيمة وتجعلها يسيرة
ولقد تعلمت درسا في هذه الحياة قلته لابني مرة وقد اشتد في أمر من الأمور في موقف ما، وأنا أتجاوز الستين بكثير، وكان الموقف شديدا جدا، وقد فعل فعلته في جهة ما وخُبّرت بذلك فجئت به ووضعته إلى جنبي وقلت له: يا فلان تعلمت من الحياة درسا أحب أن تتعلمه وهو أنه بالكلمة الشديدة الناهرة ربما لا أستطيع أن أحصل على حقي ولكن تعلمت أنه بالكلمة الهينة اللينة آخذ أكثر من حقي
أس الوصية
يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لم يبدأ بالعبادة ولم يقل له اعبد الله وإنما بدأ بالنهي عن الشرك، وذلك لما يلي:
أولا التوحيد أس الأمور، ولا تقبل عبادة مع الشرك، فالتوحيد أهم شيء
ثانيا العبادة تلي التوحيد وعدم الشرك فهي أخص منه
التوحيد تعلمه الصغير والكبير، فالمعتقدات تُتعلم في الصغر وما تعلم في الصغر فمن الصعب فيما بعد أن تجتثه من نفسه، ولن يترك ما تعلمه حتى لو كان أستاذا جامعيا في أرقى الجامعات، هذا ما شهدناه وعايناه بأنفسنا
فهذا الأمر يكون للصغير والكبير، تعلمه لابنك وهو صغير، ويحتاجه وهو كيبر، أما العبادة فتكون بعد التكليف
ثالثا ـ أمر آخر أنه أيسر، فالأمر بعدم الشرك (أي بالتوحيد) هو أيسر من التكليف بالعبادة، العبادة ثقيلة ولذلك نرى كثيرا من الناس موحدين ولكنهم يقصرون بالعبادة، فبدأ بما هو أعم وأيسر؛ أعم لأنه يشمل الصغير والكبير، وأيسر في الأداء والتكليف
ثم قال إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لماذا اختار الظلم؟ لماذا لم يختر: إثم عظيم، ولماذا لم يقل كبير؟
لو تقدم شخصان إلى وظيفة أحدهما يعلم أمر الوظيفة ودقائقها وأمورها وحدودها، ويعبر عن ذلك بأسلوب واضح سهل بين، والثاني تقدم معه ولكنه لا يعلم شيئا ولا يحسنها وهو فيه عبء، وعنده قصور فهم وإدراك، فإن سوينا بينهما أفليس ذلك ظلما؟
ولو تقدم اثنان للدراسات العليا وأحدهما يعرف الأمور بدقة ويجيب على كل شيء، وله أسلوب فصيح بليغ لطيف، وآخر لا يعلم شيئا ولا يفقه شيئا ولم يجب عن سؤال ولا يحسن أن يبين عن نفسه، فإن سويت بينهما أفليس ذلك ظلما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين الله وبين المعبود الآخر أكبر بكثير، ليست هناك نسبة بين الخالق والمخلوق، بين مولي النعمة ومن ليس له نعمة، فإن كان ذاك الظلم لا نرضى به في حياتنا اليومية فكيف نرضى فيما هو أعظم منه
فهذا إذن ظلم، وهو ظلم عظيم
والإنسان المشرك يحط من قدر نفسه لأن الآلهة التي يعبدها تكون أحط منه، وقصارى الأمر أن تكون مثله، فهو يعبد من هو أدنى منه، أو بمنزلته، فهذا حط وظلم للنفس بالحط من قدرها، إنه ظلم لأنه يورد نفسه موارد التهلكة ويخلدها في النار وهذا ظلم عظيم
وأمر آخر أن الإنسان بطبيعته يكره الظلم، قد يرتضيه لنفسه لكن لا يرضى أن يقع عليه ظلم، فاختار الأمر الذي تكرهه نفوس البشر (الظلم) وإن كان المرء بنفسه ظالما
وفي هذا القول تعليل، فهو لم يقل له: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ وسكت، وإنما علل له، وهذا توجيه للآباء أن يعللوا لا أن يقتصروا على الأوامر والنواهي بلا تعليل، لا بد من ذكر السبب حتى يفهم لماذا، لا بد أن يعرف حتى يقتنع
فهو بهذه النهاية إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
أفادنا أمورا كثيرة في التوجيه والنصح والتعليم والتربية.
عظم حق الوالدين
وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14
ـ (ووصينا) من قائلها؟
هذه ليست وصية لقمان، هذا كلام الله، لقمان لم ينه وصيته، هذه مداخلة، وستتواصل الوصية فيما بعد.
قبل أن يتم الوصية قال الله وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ، ولم يدع لقمان يتم الوصية، بل تدخل سبحانه بهذا الكلام، وذلك لأسباب:
ـ أولا: أمر الوالدين أمر عظيم، والوصية بهما كذلك، فالله تعالى هو الذي تولى هذا الأمر، ولم يترك لقمان يوصي ابنه به، فلما كان شأن الوالدين عظيما تولى ربنا تعالى أمرهما، لعظم منزلتهما عند الله تعالى.
ثانيا ـ لو ترك لقمان يوصي ابنه يا بني أطع والديك لكان الأمر مختلفا.
لأننا عادة ة في النصح والتوجيه ننظر للشخص الناصح هل له في هذا النصح نفع؟ فإن نصحك شخص ما فأنت تنظر هل في هذا النصح نفع يعود على الناصح؟
فإن كان فيه نفع يعود على الناصح فأنت تتريث وتفكر وتقول: قد يكون نصحني لأمر في نفسه، قد ينفعه، لو لم ينفعه لم ينصحني هذه النصيحة.
لو ترك الله تعالى لقمان يوصي ابنه لكان ممكنا أن يظن الولد أن الوالد ينصحه بهذا لينتفع به، ولكن انتفت المنفعة هنا فالموصي هو الله وليست له فيه مصلحة.
ـ وقال: (ووصينا)، ولم يقل: وأوصينا
والله تعالى يقول (وصّى) بالتشديد إذا كان أمر الوصية شديدا ومهماً، لذلك يستعمل وصى في أمور الدين، وفي الأمور المعنوية
"وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 132" البقرة
"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ 131" النساء
أما (أوصى) فيستعملها الله تعالى في الأمور المادية: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" النساء
لم ترد في القرآن أوصى في أمور الدين إلا في مكان واحد اقترنت بالأمور المادية وهو قول السيد المسيح: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً 31" مريم
في غير هذه الآية لم ترد أوصى في أمور الدين، أما في هذا الموضع الوحيد فقد اقترنت الصلاة بالأمور المادية وقد قالها السيد المسيح في المهد وهو غير مكلف أصلا.
قال وصى وأسند الوصية إلى ضمير التعظيم (ووصينا) والله تعالى ينسب الأمور إلى نفسه في الأمور المهمة وأمور الخير
ـ ولم يقل بأبويه بل اختار بوالديه
الوالدان مثنى الوالد والوالدة، وهو تغليب للمذكر كعادة العرب في التغليب إذ يغلبون المذكر كالشمس والقمر يقولون عنهما (القمران)
والأبوان هما الأب والأم ولكنه أيضا بتغليب المذكر ولو غلب الوالدة لقال الوالدتين، فسواء قال بأبويه أو بوالديه فهو تغليب للمذكر، ولكن لماذا اختار الوالدين ولم يقل الأبوين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لو نظرنا إلى الآية لوجدناه يذكر الأم لا الأب: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
فذكر أولا ا لحمل والفطام من الرضاع (وفصاله) ولم يذكر الأب أصلا
ذكر ما يتعلق بالأم (الحمل والفصال) وبينهما الولادة
والوالدان من الولادة، والولادة تقوم بها الأم
إذن: أولا (المناسبة) فعندما ذكر الحمل والفصال ناسب ذكر الولادة.
ثانيا: ذكره بالولادة وهو عاجز ضعيف، ولولا والداه لهلك فذكره به.
ثالثا إشارة إلى انه ينبغي الإحسان إلى الأم أكثر من الأب، ومصاحبة الأم أكثر من الأب، لأن الولادة من شأن الأم وليست من شأن الأب.
لذلك فعندما قال (بوالديه) ذكر ما يتعلق في الأصل بالأم، ولذلك فهذه الناحية تقول: ينبغي الإحسان إلى الوالدة قبل الأب وأكثر من الأب
ولذلك لا تجد في القرآن الكريم البر أو الدعاء أو التوصية إلا بذكر الوالدين
لا الأبوين
أمثلة:
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً 23" الاسراء
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 36" النساء
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 151" الأنعام
وكذلك البر والدعاء والإحسان
"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ 41" ابراهيم
" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً28" نوح
"وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً 8" العنكبوت
" وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً 15" الاحقاف
لم يرد استعمال (الأبوين) إلا مرة في المواريث، حيث نصيب الأب أكثر من نصيب الأم، أو التساوي في الأنصبة
لكن في البر والتوصية والدعاء لم يأت إلا بلفظ الوالدين إلماحا إلى أن نصيب الأم ينبغي أني كون أكثر من نصيب الأب
كما ان لفظ (الأبوان) قد يأتي للجدين: "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ 6" يوسف
ويأتي لآدم وحواء: "يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ 27" لأعراف
فاختيار الوالدين له دلالات مهمة
ثم هو هنا لم يأت بالأب أصلا بل قال (حملته أمه وهنا .. ) ولم يرد ذكر للأب أبدا، لذلك كان اختيار الوالدين انسب من كل ناحية
قد تقول إن هذا الأمر تخلف في قصة سيدنا يوسف عندما قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100" يوسف فاختار الأبوين
الجواب: لم يتخلف هذا الأمر، فعندما قال رفع أبويه لم يتخلف وإنما هو على الخط نفسه، وذلك لما يلي:
ـ أولا: في قصة يوسف لم يرد ذكر لأم مطلقا
ورد ذكر الأب فهو الحزين وهو الذي ذهب بصره .. الخ
ولم يرد ذكر للام أصلا في قصة يوسف
ـ ثانيا في هذا الاختيار أيضا تكريم للأم لأنه قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100"
فالعادة أن يكرم الابن أبويه، ليس أن يكرم الأبوان الابن
ولكن هنا هم خروا له سجدا
فالتكريم هنا حصل بالعكس من الأبوين للابن
ولذلك جاء بلفظ الأبوين لا الوالدين إكراما للام فلم يقل: ورفع والديه
وفيها إلماح آخر أن العرش ينبغي أن يكون للرجال
فلما قال أبويه هنا ففيه تكريم للأم، ويلمح أن لعرش ينبغي أن يكون للرجال، ويناسب ما ذكر عن الأب إذ القصة كلها مع الأب، فهو الأنسب من كل ناحية
وهنا قد يرد سؤال: إن الأم هي التي تتأثر وتتألم أكثر وتحزن فلماذا لم يرد ذكرها هنا؟ ألم تكن بمنزلة أبيه في اللوعة والحسرة؟
لا .. المسألة أمر آخر، أم يوسف ليست أم بقية الإخوة، هي أم يوسف وأخيه فقط، ولذلك فيكون كلامها حساسا مع إخوته، أما يعقوب عليه السلام فهو أبوهم جميعا، فإذا عاتبهم أو كلمهم فهو أبوهم، أما الأم فليست أمهم، فإذا تكلمت ففي الأمر حساسية، وهذا من حسن تقديرها للأمور فكتمت ما في نفسها وأخفت لوعتها حتى لا تثير هذه الحساسية في نفوسهم
وهذا من حسن التقدير والأدب، فلننظر كيف يختار القرآن التعبيرات في مكانها ويعلمنا كيف نربي ونتكلم مع أبنائنا
--------------------------------------------------------------------------------
نظرا لانتهاء الوقت المخصص للمحاضرة فقد اضطر العالم الفاضل الأستاذ فاضل السامرائي للوقوف عند هذا الحد، ونسأل الله أن ييسر له استكمال الوصية لنعيش في ظلالها ونقتبس من فوائدها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 07:17 م]ـ
بوركت الاخ الفاضل الشمالي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 08:15 م]ـ
بارك الله أخي الكريم العاني وبارك مرورك الكريم، نفعنا الله بك.
ـ[احمد_سليمان2002]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 08:47 م]ـ
بارك الله أخي الكريم العاني وبارك مرورك الكريم، نفعنا الله بك.
::: ارجو الاهتمام بالبلاغة العربية
ـ[احمد_سليمان2002]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 08:48 م]ـ
اين من يتحدثون عن البلاغة
ـ[احمد_سليمان2002]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 08:50 م]ـ
[ COLOR="Yellow"
ارجو التحدث فى البلاغة
ـ[احمد_سليمان2002]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 08:53 م]ـ
اين انتم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 12 - 2006, 12:37 م]ـ
تحية أخي الفاضل سليمان وبارك الله لك غيرتك على البلاغة، والمعذرة على الخطأ الغير مقصود، ومعذرة أخرى على التأخر في الرد بسبب السفر خارج
استانبول وشكر الله لك تنبيهنا على هذا الخطأ. وننتظر منكم مزيد العطاء.(/)
طلب توضيح
ـ[هدوله]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 05:31 م]ـ
طلب توضيح للإستعارة التصريحية والمكنية
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 10:22 م]ـ
الاخت هدوله اليك ما طلبتيه: الاستعارة::وهي تشبيهٌ حذف احد طرفيه، فعلاقتها المشابهة دائماً وهي قسمان:
1_الاستعارة التصريحية: وهي ما صُرِّح فيها بلفظ المشبه به ....
2_الاستعارة المكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشيءٍ من لوازمهِ.
الامثلة:
قال المتنبي يصف دخول رسول الروم على سيف الدولة.
واقبل يمشي في البساط فما درى .. الى البحر يسعى ام الى البدر يرتقى.
هنا استعارة تصريحية، حيث شبه سيف الدولة بالبحر، بجامع العطاء اي وجه الشبه، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو البحر. للمشبه وهو سيف الدولة. والقرينة (فاقبل يمشي في البساط) .....
ثم شبه سيف الدولة بالبدربجامع الرفعة وهو وجه الشبه. ثم استعيراللفظ الدال على المشبه به وهو البدر. للمشبه وهو سيف الدولة ......
اما مثال الاستعارة المكنية:
قال تعالى (رََبِّ إنِّي وهن العظْم مني واشتعل الرَّأس شيباً) ...
حيث هنا شبه الرأس بالوقود ثم حُذف المشبه به ورمز اليه بشيءِ من لوازمه وهو (اشتعل) وهنا استعارة مكنيه والقرينه اثبات الاشتعال للرأس ....
وهذا قدر المستطاع من التوضيح .............
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 04:40 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[الأمير حسين]ــــــــ[19 - 10 - 2008, 07:05 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً ..(/)
طلب شرح عبارة ....
ـ[متعلم2]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواني/ اخواتي اعضاء شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية. هده اول مشاركة لي في منتدياتكم. واطلب من خلالها من المتبحرين في اللغة العربية شرحا لعبارة:
"فتداعى عنيدا وصاغرا"
وشكرا لكم(/)
ما هو السر البلاغي؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 07:11 ص]ـ
جاء في سورة يس " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ... " وجاء في القصص "وجاء رجل من أقصى ... " فما هو السر البلاغي في التقديم والتأخير في الآيتين؟ أقصد كلمة رجل. دمتم بخير.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 04:39 ص]ـ
الأخ الفاضل المعتصم ..
قد أفاض العلماء في هذه المسألة، وإليك خلاصة ما جاء في أقوالهم:
جاء ترتيب النظم في آية سورة القصص على وضعه الأصلي فولّى الفعل فاعله: (رجل). أما في آية سورة يس فقد خولف النظم، وجاء الجار والمجرور (من أقصا المدينة) والياً الفعل فاصلاً بينه وبين فاعله على خلاف الأصل. مع ملاحظة أنّ التشابه بين الموضعين لفظيّ فقط، لأنّ الرجل في سورة القصص هو مؤمن آل فرعون والمدينة هي مصر، في حين أنّ الرجل في آية سورة يس هو حبيب النجار والمدينة هي أنطاكية - كما صرّح بهذا الزمخشري وآخرون ..
ولعلّ السبب في تقدّم الجار والمجرور في آية سورة يس أنّ ما قبل هذه الآية دالّ على سوء معاملة أهل المدينة للرسل، ففيه تبكيتٌ للقوم، إذ جاء الناصح من أقصا مكان فيها وهو لم يحضر ما يحضرون، ولم يشهد ما يشهدون من الآيات والنذر، لذلك قدّم ما يشتمل على المدينة لأنّها أهمّ عند المخاطب. أما تقديم (رجل) على الجار والمجرور في آية سورة القصص فقد جاء على الأصل حيث لا مقتضى للعدول عنه، إذ لم يكن فيها ما يدعو إلى التبكيت ..
والله أعلم ..
ـ[المعتصم]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 02:58 م]ـ
أشكرك أخي لؤي الطيبي ثم حبذا لو أعلمتنا أين تسكن في فلسطين ليتسنى لنا رؤياك.
ـ[المعتصم]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 08:23 ص]ـ
لكن ما هو الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي في هذه المسألة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 12 - 2006, 12:14 م]ـ
لكن ما هو الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي في هذه المسألة
تفضّل ( http://www.islamiyyat.com/lamsat-aya3.htm#201) ..
ـ[المعتصم]ــــــــ[20 - 12 - 2006, 07:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ونفع بك وسلام عليك من رب رحيم.(/)
ثبات الشواهد البلاغية .. قضية تستحق المناقشة
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 01:01 م]ـ
إن ثبات الشواهد البلاغية في الكتب العامة يجعل المرء يقف أمام سؤال كبير عن السبب في ذلك، لا سيما وأن هذه الظاهرة تختفي في البحوث الجزئية التي تتناول فنا ما. فهل يكون أسباب ذلك عدم واقعية الفنون؟ أم ضعف المؤلفين فيها على الرغم من حصولهم على درجات علمية عليا؟ أم ماذا؟
نرجو فتح هذه القضية!
ـ[وهج الحياة]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 11:54 ص]ـ
في انتظار آراء البلاغيين ...
ـ[معالي]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 02:45 م]ـ
كعادتكم في طرح المثير والمميز والمختلف!
أسعدكم الله، وهذا مثبت للتفاعل إلى حين، بعد إذن أستاذنا الطيبي، وفقه الله.
أستاذ فريد
ماذا تعني، بارك الله فيك، بثبات الشواهد البلاغية؟
هل تعني أن الشواهد هي نفسها منذ الجرجاني ثم السكاكي وحتى اليوم؟
إن كان هذا هو مقصودك فلي رأي قاصر، فيما أحسب.
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 04:04 م]ـ
قضية جديرة بالمناقشة والمعالجة.
ولكن هل الأمر مقصور على الشواهد البلاغية فقط أو أنه يشمل فنونًا أخرى كالنحو والتصريف مثلاً؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 12 - 2006, 12:10 م]ـ
أستاذ فريد
ماذا تعني، بارك الله فيك، بثبات الشواهد البلاغية؟
هل تعني أن الشواهد هي نفسها منذ الجرجاني ثم السكاكي وحتى اليوم؟
يُرفع للفائدة ..
ـ[معالي]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 11:04 ص]ـ
طال انتظارنا للشيخ.
ننتظر عودته.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 02:07 م]ـ
الكريمة "وهج الحياة"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بدأ التفاعل بكم، فبوركت!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 02:08 م]ـ
الكريمة "معالي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أيتها المتميزة، وزادك الله تعالى لطفا وتميزا!!
نعم في الجملة وفي النسبة الغالبة!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 02:09 م]ـ
الكريم "ابن النحوية"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أخي الحبيب!!
هي في النحو أبرز وأظهر.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 02:10 م]ـ
الكريم "لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
أسعدت وأكرمت أيها الأخ الحبيب!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 02:12 م]ـ
ونود مبدئيا التحاور على هذه المحاور:
1 - هل هذا الثبات يدل على أستاذية المتقدم وقصر باع اللاحق؟ أم أن ذلك من طبيعة الأمور؟
2 - هل هذا الثبات مفيد للفنون؟ أم يحجرها؟
3 - هل هذا الثبات يكرس ويجذر التعابير الجاهزة، ويقلل الغبداع في التذوق والتناول؟
و ...
ـ[معالي]ــــــــ[08 - 02 - 2007, 01:27 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أستاذنا فريد
شكر الله لكم، وأعتذر لطول غيابي الذي فرضه اشتغالي بالامتحانات.
ثبات الشواهد البلاغية في كتب مدرسة السكاكي سببها نوعية هذه الكتب.
إن مدرسة السكاكي مدرسة تعليمية بالدرجة الأولى، فهي كتب تعلم قارئها كيف يكون بليغا، كما تقول، وعليه فليست تعين القارئ أو المتعلم على التذوّق.
ومن أراد تعلم التذوق فيكفيه كتاب الإيضاح كما يقول أحد أشياخنا، على أن ينكب بعده على كتب الشروح: تفاسير القرآن، وشروح السنة، وشروح الشعر.
أما كتب مدرسة السكاكي فلو قرأتها كلها ولم تقرأ كتاب من كتب الشروح فلن تستفيد شيئا، سوى ما تهبه هذه الكتب من التربية العقلية.
فهي كتب تقف من خلالها على حركة العقل الذي استوعب أصدق استيعاب كتب عبدالقاهر، وعبدالقاهر بدوره كان قد استكن في عقله عقل الجاحظ وسيبويه وابن جني، ثم بعد أن استوعب العقل هذا وجدناه يرتب ذلك النتاج ترتيبا منطقيا في مفتاح العلوم.
والتلخيص والشروح على التلخيص بعدُ هي في نفس الدائرة، بل إنك تجد الخلاف دائرًا حول القضايا لا الشواهد!
مثال ذلك الخلاف الناشب بين السعد التفتازاني والسيد الشريف، والخلاف الناشب بين اليعقوبي والسعد التفتازاني في المعاني الأول والثواني، وقبلهما كان ناشبا بين الخطيب والسعد، وهكذا كل الخلافات في الجملة خلاف حول قضايا لا شواهد!
لذلك
وجدنا الشواهد البلاغية واحدة، لأن نقل القاعدة إلى التطبيق ليست ذات أهمية لهذه المدرسة، بقدر ما كانت الأهمية للقاعدة!
إن وجود هذه المرحلة ربما كان ضرورة لجمع شذرات البلاغة التي كانت متفرقة قبل السكاكي، رغم أن هناك مَنْ يقول إن السكاكي لم يكن سوى مقتبس من الرازي في نهاية الإيجاز.
لكن ما يهمّنا في هذا الصدد ألا تتوقف الحركة البلاغية عند هذه المدرسة، فتجمد وتموت، بل الأصل أن نضيف إلى جهود هؤلاء السابقين.
بمعنى ينبغي أن ننقل هذه الجهود إلى الميدان التطبيقي، إلى الدواوين الشعرية مثلا، فنقرأ الحماسة على هدي من مفتاح العلوم، وحينها نكون قد أضفنا شيئا ذا أثر، وألقينا حجرة ضخمة في بحيرة البلاغة الراكدة.
هذا مع التنبّه إلى المزالق العقدية التي تظهر هنا وهناك، ولا يكاد يسلم منها كتاب من كتب البلاغة إلا ما رحم الله.
هذا رأي قاصر أستاذ فريد، مع مزيد من الاعتذار لتأخري.
وسأنظر في المحاور في زورة أخرى، إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عرفة حامد]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 12:18 م]ـ
هذا الموضوع "الشواهد البلاغية" وأخص القرآنية منها هو مجال بحثي الذي أقوم به؛ ومن ثَم أرجو إفادتي بكل ما تقع عليه أيديكم في هذا المجال.
وجزاكم الله خيرا.(/)
الفنون البلاغية .. والإطار
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 01:02 م]ـ
أمس وعند مراجعة سريعة لفن "الجناس" استحضرت الأقوال التي قيلت على البلاغة العربية من أنها تهتم في النثر بالنصوص الصغيرة في حدود الجملة والجملتين والفقرة على الأكثر، وفي الشعر بالبيت المفرد.
وتساءلت: هل لا تصلح هذه الفنون لدراسة الفنون الحديثة كالقصة والرواية والمقال و ... إلخ؟ وماذا يلزم هذه الفنون؟ هل تلزمها إعادة توظيف الفنون البلاغية؟ أم يلزمها صيغ جديدة لا تنحصر في صيغ إجرائية؟
وهل هي جزئية بطبيعتها؟ أم بطبيعة النصوص؟ أم بطبيعة الرؤية؟
وإذا أردنا إلغاء هذه الجزيئية هل نوفق؟ وكيف؟
إن المتأمل "علم النص" الذي يحاول استقراء جماليات نصوص أكبر من الفقرة لا يجد فنونا إنما يجد وسائل تستثمر ما هو موجود من معطيات اللغة في مختلف مستوياتها، كوسيلة التماسك الذي يستثمر الضمائر ومراجعها. وكذلك فإن الأسلوبية تقدم ما ترصده على النص من ظواهر.
وحتى لا أنفرد بهذا المسار قررت طرح هذا الأمر على هذه الصورة علنا نبدأ حوارا يبلور أشياء تفيد!!(/)
الفنون البلاغية .. أسئلة لغوية
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 01:03 م]ـ
أمس وعند مراجعتي فن "الجناس" ثار في ذهني سؤال: لم لا يتم تناول الفنون البلاغية من خلال أسئلة لغوية تشمل علوم اللغة العربية كلها لإثراء المعنى البلاغي وفهمه بأضواء جديدة لا سيما أن الفن البلاغي يعرض كتعريف وتمثيل فقط دون إثارة كثير من الأسئلة الضرورية؟
وعزمت على البدء في طرح الفكرة معه، أي فن "الجناس"، فأسأل عن الأساس المستمد من "فقه اللغة" والذي انبنى عليه "الجناس التام".
... في انتظار التفاعل للإثراء!!(/)
ما الجمال .. في البلاغة؟!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 01:05 م]ـ
تعتبر البلاغة "جمال اللغة"، ويقال: وسر جمال التشبيه، وسر جمال الاستعارة، و ...
والآن، نريد حوارا حول هذا الجمال المستفاد من البلاغة، ما هو؟ ومن أين ينبع؟ وما صوره؟(/)
لماذا الوصف؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 08:22 ص]ـ
جاء في الآية رقم14 من سورة الفرقان "لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا " وجاء في سورة الانشقاق في الآية رقم 11 "فسوف يدعو ثبورا" ما العبرة في وصف الثبور في الآية الأولى بالواحد والكثرة؟ وسلام من الله عليكم(/)
الضمير في العربية
ـ[الدرعمي]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 09:16 ص]ـ
هل حقا أن الضمير في العربية يعود إلى أقرب مذكور؟
قال تعالى: "الذي رفع السماء بغير عمد ترونها" الهاء في "ترونها" تعود على المذكور الأول"السماء" أم إلى المذكور الأقرب الثاني" عمد"؟
أم يتحمل المعنى الاحتمالين؟ إذن ما حقيقة ما نعلمه من أن الضمير في العربية يعود إلى أقرب مذكور؟
ـ[هند111]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 11:26 ص]ـ
الأصل أن يعود الضمير إلى أقرب مذكور إلا أن يكون هناك قرينة تحدد مرجع الضمير والمقصود به فحينئذ يعود إليه ولو كان بعيدا، والضمير في قوله تعالى "الذي رفع السماء بغير عمد ترونها" قد يعود إلى "عمد" إن أعربت ترونها نعت لـ"عمد"؛أي بغير عمد مرئية، وقد يعود إلى السماء إن أعربت جملة ترونها حالية أي "رفع السماء مرئية بغير عمد"
والله أعلم
ـ[لميس]ــــــــ[15 - 12 - 2006, 02:07 م]ـ
استفدت من السؤال ومن الجواب
شكرا للأخ الدرعمي سؤاله وللأخت هند جوابها(/)
تحليل آية كريمة
ـ[فصيحة ولكن]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 10:43 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مساء الخير للجميع ..
لا أعرف كيف أبدأ؟ ;)
طُلِبَ مني تحليل آية 67 من سورة الزمر (وما قدروا الله حق قدره ... ) بذلت جهدي بحثت في بعض الكتب، والكثير من المواقع، لكني لم أجد ضالتي .. أرجو منكم المساعدة .. وجزاكم الله خيرا.:)
ـ[كشكول]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 05:23 ص]ـ
السلام عليكم
جربي هذا الرابط:
www.altafsir.com
و السلام
ـ[فصيحة ولكن]ــــــــ[18 - 12 - 2006, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيرًا ..
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 06:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اختاه ... الفاضلة السلام عليكم
حددي لي نوع التحليل الذي تريدينه
وساتيك به ان شاء الله
ـ[فصيحة ولكن]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 06:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أعتذر أستاذي الفاضل لتأخري في الرد ..
انتهيت من تحليلها، بذلت جهدي واستعنت بأستاذة، وبعض الكتب ..
أشكر لك تقديمك المساعدة ..
بارك الله فيك ..(/)
ما رأيكم دام فضلكم؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[18 - 12 - 2006, 07:15 ص]ـ
جاء في الآية 85 من سورة النساء "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ... " فلماذا عبر في الأولى بنصيب وفي الثانية بكفل؟ وجزاكم الله كل خير.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 12 - 2006, 12:08 م]ـ
الأخ الفاضل المعتصم ..
قد يفيدك ما جاء على هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3402) ..
ـ[المعتصم]ــــــــ[20 - 12 - 2006, 07:27 ص]ـ
أشكرك أخي لؤي على جهدك وتحية لك من عند الله مباركة طيبة(/)
فصاحة المتكلِّم
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 04:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ أحمد الدمنهوريُّ-رحمه الله-في كتابه حلية اللب المصون؛ في شرحه فصاحة المتكلِّم:" فعُلِمَ أنَّ من تكلَّم بالفصيح, وليس له ملكةٌ غيرُ فصيح, ومن له ملكة فصيحٌ تكلَّم أو لا" اهـ
قوله (فعُلِمَ أنَّ من تكلَّم بالفصيح, وليس له ملكةٌ غيرُ فصيح) كيف نستفيد منه عمليًّا, بمعنى كيف نعرف أنَّ المتكلِّم بالفصيح غير فصيح؟
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 05:05 ص]ـ
هذا إذا تكلف وتقعر, فتحس أن ألفاظه نتاج عمليات ذهنية يجهد فيها نفسه بحثا عن المفردات. أما صاحب الملكة فيتكلم بالفصيح دون تكلف ودون تجهد وتقعر.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 07:43 م]ـ
أخي ضاد ..
هل تعني بالتكلف والتقعر، كثرة استخدام الألفاظ الوعرة والمحسنات البديعية؟؟؟
وكرمًا لا أمراً ..
وضح الفرق بأمثلة بين شعراء أو كتّاب، حتى تتضح الصورة لي جيدًا.
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 07:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي ضاد.
تقصد تكلُّف المتكلِّم في طريقة أدائه الكلام, مع فصاحة ذلك الكلام؟
وهل نحكم بفصاحة المتكلِّم باعتبار وجود الملكة أم باعتبار نضجها واستوائها بنفسه؟
أرجو منك ومن الإخوة المشاركة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 12:16 م]ـ
يبدو أنَّ أسئلتي دون المستوى فلا يؤبه لها!!
ـ[كشكول]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 03:22 م]ـ
السلام عليكم
ألاخ أبو عبيد الله المصري, هذا تعريف بسيط لفصاحة المتكلم نقلا عن كتاب جواهر البلاغة للسيد أحمد الهاشمي:
فصاحة المتكلم سلامته بعد فصاحة مفرداته مما يبهم معناه ويحول دون المراد منه - وتتحقق فصاحته بخلوه من ستة عيوب:
1 - تنافر الكلمات مجتمعة
2 - ضعف التأليف
3 - التعقيد اللفظي
4 - التعقيد المعنوي
5 - كثرة التكرار
6 - تتابع الاضافات
و في الهامش قال المحقق: المراد بفصاحة الكلام ان يكون واضح المعنى, سهل اللفظ, حسن السبك ولذلك يجب ان تكون كل لفظة من الفاظه واضحة الدلالة على المقصود منها جارية على القياس الصرفي عذبة سلسلة. كما يجب ان يكون ترتيب الكلمات جاريا على القواعد النحوية خاليا من تنافر الكلمات مع بعضها ومن التعقيد- فمرجع الفصاحة سواء في اللفظة المفردة أو في الجمل المركبة الى أمرين: مراعاة القواعد والذوق السليم.
انتهى كلام الهاشمي.
والسلام
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 03:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم, وأحسن إليك.
أنا ما سألتُ عن فصاحة الكلام بل سألتُ عن كيفيَّة إسقاط قول الشيخ الدمنهوريِّ (فعلم أنَّ من تكلَّم بالفصيح, وليس له ملكة غير فصيح) على الواقع.
فالمدار على (الملكة) , وهل نحكم على المتكلِّم بالفصاحة باعتبار وجود الملكة, أو باعتبار نضجها فيه.
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 03:39 م]ـ
ثم عدُّ كثرة التَّكرار, وتتابع الإضافات من العيوب المخلَّة بفصاحة الكلام فيه نظر على ما تقدَّم في كتب البلاغيين
وقد قال الإمام السيوطيُّ في عقوده:
قيل وأن لايكثر التَّكرُّرُ****ولا الإضافات وفيه نظرُ
ـ[زينب محمد]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 07:08 م]ـ
أخي أبا عبدالله ..
لا ينفد صبرك ..
وسننتظر، حتى يأذن الله.
ـ[يوسف المنصوري الغماري]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم اخي الكريم يجب ان تعرف اولا معنى الملكة
فاقول هي صفة راسخة في النفس لاتنفك عن الفصيح اما اذا انفكت فتسمى حالة والذي يتكلم بالفصاحة وليست له ملكة فهو كما يقال [رمية من غيررام]
ـ[ضاد]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 10:37 ص]ـ
أعتذر عن التأخر في الرد,
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي فهمته من قول الشيخ رحمه الله هو أن الفرق بين الفصيح وغيره هو الملكة, والملكة المعنية هنا شيء أكبر من الملكة اللغوية, فلنسمها "الملكة الفصيحة", لأن الملكة اللغوية في كل من تكلم لغة ما فأتقنها من حيث ماهيتها, حسب رأيي, أي ليس من الضروري أن يكون هذا المتكلم حافظا لآلاف من الألفاظ ومتمكنا من القواعد النحوية والصرفية المعقدة والتراكيب اللغوية والقوالب التركيبية, بل يكفي أن يكون عنده حاسة لغوية تجعله يتميز عن الأعجمي المتعلم بتمييزه بين دقائق الكلمات والمعاني الخفية لبعضها, وأروي في ذلك أن كثيرا ممن يترجمون إلى العربية من الأعاجم لا يملكون هذه الملكة, وهذه الملكة قابلة للتملك, فيفتحون المعجم لترجمة كلمة ما فيجدون أمامهم لكلمة واحدة, وذلك لغنى العربية, مترادفات كثيرة, فلا يعرفون أيها يستعملون, وصاحب الملكة يعرف ما يختار منها بنظرة واحدة ويعرف الفروق بينها.
أما صاحب الملكة الفصيحة, حسب رأيي, فليس يكفي أن يعرف أي كلمة يترجم بها, أي من لغة أخرى إلى لغته, بل يجب أن يعرف كيف يأخذ من زاده اللغوي إلى كلامه, أي من معجمه اللغوي الخاص إلى منطوقه, فليس أمام لغتين بل أمام لغة واحدة هي لغته التي يتكلم بها, فيعرف أي الألفاظ يختار ويعرف المعاني التي تعبر عنها والدقائق التي تميزها, وكيف تؤدي هذه الألفاظ والعبارات معنى بعينه يتميز عن التعبيرات المماثلة بالفصاحة, فلا يحس السامع تكلفا فيما يقول ولا تقعرا ولا تعقيدا ولا تأتآت, وهذا مطلب عزيز وخاصة في عصرنا هذا, بسبب تعود اللسان على العامية, ولو تلاحظ أن مقدمي نشرات الأخبار مهما يكونوا طلقاء في الكلام ما داموا يقرؤون من ورقة, فما إن يجدوا أنفسهم يتكلمون من دونها حتى تبدأ التأتآت والهمهمات.
والفصيح لا يتميز عن غيره بتعقد التراكيب واستعصائها على السامع, بل يتميز على عكس ذلك بأن السامع, الذي يفترض منه أن يكون عربي اللسان على سبيل المثال, يحس وهو يستمع إليه أن الكلام على نسق واحد لا تكلف فيه ولا تعقيد, سهل الفهم وكل كلمة في محلها تعبر عن معنى بعينه, وهذا نجده في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما نجد. ففي حديثه المشهور حديث ابن عباس يخاطب صلى الله عليه وسلم غلاما صغيرا فيقول له كلاما, وصفه بعض العلماء فيما بعد أنه على بساطته فعقله كاد يطيش لما تأمله, فهو كلام يفهمه الصغير والكبير, بسيط جامع موجه سلس الألفاظ والمعاني يأخذ منه كل حسب ما يستطيع, فتأملوا الحديث حفظكم الله:
كنت خلف رسول الله صلى اللهع ليه وسلم يوما قال يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، (رفعت الأقلام وجفت الصحف)
فهذا كلام فصيح من رسول هو أفصح العرب بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك القرآن الكريم, رغم استعصائه اليوم على المتكلمين بلغته بسبب بعدهم عنها, فإن العارفين بالعربية يعرفون لم هو معجز, لأن السامع لا يرى فيه تعقيدا, يراه سهلا بسيطا, ولكنه لا يستطيع أن يأتي بمثله, شيئا فوق قدرات البشر اللغوية. وهذا الذي ألجم فصحاء قريش والعرب حتى زعموا كفرا أنه سحر.
لنترك المستوى اللغوي في القرآن والسنة لأنهما حالتات خاصتان, ولكن عليهما لنقس, فالفصيح من يتأسى بهما في كلامه فيفعل ذلك دون تكلف ودون تجهد ودون تحامل على اللغة, فتحس أنه يقول ما يقول كشربة ماء يشربها, وقل أن يوجد هذا في الشعر, بسبب أن الشعر تكلف في ذاته, ولكن يوجد في الخطابة وغيرها كثير منه, فبالكلمات القليلة يعبر عن المعاني الجمة الخالدة, كقول عمر "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرار", فهذا قول فصيح توارثته الأجيال لحسنه وفصاحته, حتى بات حكمة يقولها حتى غير المسلم العارف بالعربية.
هذا تصوري لما فهمته من قول الشيخ, واعذروني لأني لا أقدر على الإتيان بأمثلة من التراث كثيرة بسبب عدم توفر ذلك لدي.
وآمل أن تكون الفكرة قد وضحت, وقولي خطأ يحتمل الصواب وأقوالكم صواب تحتمل الخطأ.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 08:27 م]ـ
الحمد لله ..
لقد أذن ربي بالفرج ..
أخي ضاد ..
أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة.
بالنسبة لي فهمت بيت القصيد الذي تريد الوصول إليه، وتبينت الفرق.
جزاك ربي خيرًا ..(/)
سؤال بلاغي
ـ[حفيدة الجرجاني]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 09:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته وبركاته
نلاحظ أن في سورة النبأ كثرة التشبيه البيلغ فماسبب ذلك؟ هل لأن سورة النبأ من السور المكية والسور المكية كما نعرف آياتها قصيرة فناسب ورود التشبيه البليغ في هذه السورة للإيجاز؟
مالسر البلاغي من التشبيه البيلغ؟
أريدكتبا حديثة تتحدث عن بلاغة القرآن
وجزاكم الله خيرا
ـ[الأدباء]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 01:28 م]ـ
التشبيه البليغ يدل علي دقة التشبيه القراني لعظمة خلق الله للسماوات والأرض والجبال وخلق بني ادم ازواجا حيث لايستطيع احد ان ياتي بهذه العظمه لذلك كثر التشبيه البليغ والله اعلم
ـ[هل غادر الشعراء؟]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 02:22 م]ـ
من الكتب الجميلة في هذا المجال كتاب:
(لطائف قرآنية) للدكتور. صلاح الخالدي. *
* (لست متأكداً من اسم المؤلف)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 06:35 م]ـ
من الكتب الجميلة في هذا المجال كتاب:
(لطائف قرآنية) للدكتور. صلاح الخالدي. *
* (لست متأكداً من اسم المؤلف)
هو كذلك أخي الكريم، فكتاب اللطائف لفضيلة الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، وهو من إصدار الدار الشامية للطباعة والنشر والتوزيع ..
ـ[صدام الجوعاني]ــــــــ[14 - 02 - 2007, 04:22 م]ـ
ان التشبيه في القران الكريم يدل على عضمه الخالق الذي خلق كل شئ وقدر خلقه
ـ[أم حمد]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 04:05 ص]ـ
من الكتب
التصوير البياني لأبي موسى --مكتبة وهبة
كتب فاضل اسامرائي
كذلك ارجعي إالى تفسير الطاهر ابن عاشور فهو كثيرا ما يهتم باللمسات البلاغية
ـ[راكان العنزي]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 01:53 ص]ـ
هذا تفسير ابن عاشور
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=636
ـ[عطاف سالم]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 02:05 ص]ـ
اعجاز القرآن للباقلاني
اعجاز القرآن للرافعي
مؤلفات فاضل السمرائي
بديع القرآن وتحرير التحبير لابن أبي الإصبع العدواني
الكشاف للزمخشري
تفسير أبي السعود
وأرجو أن ينفعك الله بها ياحفيدة الجرجاني
لكن لاأدري أي منهما أهو علي أم عبد القاهر؟؟
بارك الله فيك استمري في قراءة مؤلفات عبدالقاهر فهي تغنيك عن كتب كثيرة.(/)
رجاء خاص أوجهه إلى الأخ لؤي الطيبي
ـ[بحر الهموم]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 11:05 ص]ـ
:::
كما يقال عندنا
"داخلة على الله ثم عليك "ان تساعدني في مناقشة هذه الآية بلاغياً يا أخ لؤي
لو تكرمت اليوم اريدها فضلا منك لا أمرا عليك ضروري جدا جدا جدا والله انه شيء مصيري فلقد تعبت واضناني البحث الى ان وصلت مرفأكم فلمست حبال الأمل علني أُنقذ مما أنا فيه من حيرة وعدم استقرار رجاءا ً كل الرجاء لو تسمح جزيت عنا خيرا ًوهذه الآية قال تعالى: ((فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون))
لو سمحت أخي لؤي عجِّل إليَّ بالإجابة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 08:42 م]ـ
الأخت بحر الهموم ..
أسأل الله أن يكشف عنك الهمّ والغمّ وأن يفتح عليك من علمه ..
أولاً: أنبّهك إلى تصحيح الآية الكريمة: (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [يس: 83] ..
ثانياً: عليك بالرجوع إلى كتب التفسير التي تعني بالبلاغة كالكشاف للزمخشري مثلاً .. ابحثي هنا ( http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=0&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=no&LanguageID=1) ..
ثالثاً: عليك أنْ تتفكّري في أسلوب الآية الكريمة، وكيف أنّها قرّرت تفرّده سبحانه وتعالى بالملك والملكوت، والتدبير والتصريف، والعزّة والجبروت .. وهو أسلوب حكيم من أساليب القرآن الحكيم في تقريره لعقيدة الألوهية والربوبية ..
ثمّ لك أن تبيّني معنى الفاء في (فسبحان) .. هل هي فصيحة أم سببية؟
وماذا يقول النحاة في (سبحان)؟ ولماذا استعمل القرآن المصدر (سبحان) الذي لا زمن له؟
وماذا يقول النحاة في (ملكوت) على وزن (فعلوت)؟ ولماذا استعمل القرآن هنا هذه الصيغة للمبالغة؟
وجملة (وإليهِ تُرجعُونَ) عطف على ماذا؟
ولماذا قدّم (إليه) على (تُرْجَعُونَ) ..
وهكذا ...
واعذريني لضيق الوقت .. وفقك الله وسدد خطاك ..(/)
سؤال
ـ[حصه2006]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 04:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد بعض الأمثلة عن بعض أبواب البلاغة وهي كالتالي:
1 - نفي الشيء بالإيجاب
2 - براعة التخلص
3 - تشابه الأطراف
4 - الشماته
5 - التهكم
6 - القول بالموجب
7 - حسن الخاتمة أو الإنتهاء
ولكم مني جزيل الشكر.(/)
يحتاج إلى معرفة************
ـ[المعتصم]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 07:07 ص]ـ
بداية فإن خط القرآن (رسمه) توقيفي من الله عز وجل ولو تأملت خط القرآن جيدا – رفع الله ذكرك- لوجدته فعلا يدل على إيحاءات معينة وإلا فما معنى أن تثبت الألف في سعوا في آية الحج وتحذف في سعو في آية سبأ وهذا مثالا ليس حصرا. إذ احتوى القرآن على غيرها الكثير الكثير ومنها مثلا اختلاف رسمه في كتابة كل من عتو ويعفو وأحيانا كتابة التاء مفتوحة وأحيانا مغلقة ... . الآن ما رأي علماء اللغة والبلاغة في هذه القضية؟ وأحب أن أطلع على رأي العالم الكبير فاضل السامرائي وغيره –إن وجد- وتحية لكم من عند الله مباركة طيبة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 06:11 م]ـ
يقول الدكتور السامرائي في كتابه بلاغة الكلمة في التعبير القرآني:
" ... وهناك أمر مهم جدير بأن أنبّه عليه وما كنت لأذكره لولا أني رأيت جملة من حملة العلم أشاروا إليه. وذلك أنّي في أثناء إلقاء محاضرات من هذا الموضوع على جماعة من أهل العلم، وعلى طلبة الدكتوراة، وفي مواقف أخرى طرح سؤال، وهو أنّ هذه التعليلات قد تكون مقبولة بموجب الرسم القرآني الذي بين أيدينا، فكيف يكون التعليل إذا كان الرسم مختلفاً على قراءات أخرى؟
فمثلاً قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) [القمر: 54]. لقد علّلنا فيه سبب التعبير بـ (نهر) دون الجمع. فكيف إذا كانت هناك قراءة أخرى: (إنّ المتّقين في جنات وأنهار)؟
وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) [النساء: 97] فكيف إذا كانت هناك قراءة أخرى (تتوفاهم)؟
وقوله تعالى: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ) [الكهف: 64] بحذف الياء. فكيف إذا كانت هناك قراءة بإثبات الياء، أي: (ذلك ما كنا نبغي)؟
وقوله تعالى: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ) [النمل: 47]. فكيف إذا كانت هناك قراءة إبدال، أي: (قالوا إنا تطيّرنا بك)؟
وكاستعمال اللاتي واللائي، وذلك كقوله تعالى: (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ) [الأحزاب: 4]. وقوله: (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ) [النساء: 15]. وما إلى ذلك.
والجواب: إنّ أركان القراءة الصحيحة - كما هو مقرّر - ثلاثة:
1 - صِحّة الإسناد.
2 - موافقة خطّ المصحف العثماني.
3 - موافقة العربية.
ومتى اختلّ ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذّة أو باطلة، سواء كانت عن السبعة أم عن العشرة أم عمّن هو أكبر منهم. هذا هو الصحيح عند أئمّة التحقيق من السلف والخلف.
فموافقة الرسم العثماني شرطٌ من شروط القراءة الصحيحة، ومتى اختلّ هذا الشرط، فخالفت القراءة رسم المصحف دخلت في الضّعف أو الشذوذ أو البطلان.
وبهذا يزول الإشكال، فإنّ كلّ قراءة تخالف رسم المصحف لا تدخل في الصحيح. وبهذا يتّضح أنْ ليست هناك قراءة صحيحة (إن المتقين في جنات وأنهار) فإنّ كلمة (أنهار) تخالف رسم المصحف.
وكذلك ما ورد في (توفّاهم) و (تتوفّاهم) فإنّ (توفّاهم) تُكتب بتاء واحدة و (تتوفّاهم) تكتب بتاءين، فلا تكون إحداهما مكان الأخرى لأنّ ذلك مخالف لرسم المصحف.
وكذلك قوله: (ما كنا نبغ) فإنّه ليست هناك قراءة معتمدة بإثبات الياء لأنها رُسمت في المصحف بلا ياء.
ونحو قوله: (اطيرنا) فإنّه لا يصحّ أن تُقرأ في الموضع نفسه (تطيّرنا) لأنّها مخالفة لرسم المصحف.
ونحو (اللائي) و (اللاتي)، فإنّهما في الرسم العثماني مختلفتان. فاللائي تُرسم بلا صورة للهمزة، أما اللاتي فتُرسم فيها للتاء صورة.
وكذلك سائر ما ذكرناه، فإنّه لا يصحّ أن يُقرأ بما يخالف رسم المصحف، فسقطت هذه الشبهة أصلاً.
ـ[المعتصم]ــــــــ[24 - 01 - 2007, 08:00 ص]ـ
أشكرك أخي لؤي على جهدك ولكني لم أجد بغيتي بعد فما لي أرى رجال الفصيح قد توقفوا أو أحجموا عن التعليق على هذا الموضوع ثم أين المشرفون؟؟؟؟! أم تراني أطلب مستحيلا أم عقمت أرحام الأمهات عن إنجاب من يجيب على هذا السؤال. لا عدمتكم أصدقاء ناصحين متفاعلين.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 01 - 2007, 01:12 ص]ـ
أعتذر إليك عن سوء فهمي القاصر للسؤال ..
وبعد أن قرأته مجدّداً، أقول: إنّ القرآن الكريم كما أنّه يراعي في رسمه حكمة لفظية بلاغية ومعنوية تفسيرية، إلا أنّه يراعي فيه كذلك حكمة إحصائية ..
فإذا ذُكر الحرف في آية كان ذكره مقصوداً لتحقيق حكمة مرادة .. وإذا حُذف ذلك الحرف في آية أخرى، كان حذفه مقصوداً ولتحقيق حكمة مرادة أيضاً .. وسأوافيك ببعض الأمثلة على ذلك إن شاء الله تعالى ..
على أمل أن يكشف لنا أحد الإخوة المزيد من خفايا هذه الظاهرة القرآنية العجيبة، التي أثارها شيخ العلامة ابن المبارك الإمام عبد العزيز الدبّاغ - رحمهما الله رحمة واسعة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتصم]ــــــــ[25 - 01 - 2007, 07:45 ص]ـ
أخي لؤي لا ضير عليك البتة فيكفيك أنك أدليت بدلوك في هذا الموضوع الذي طال انتظاري لمن يسد رمقي فيه ولو بكلمة حتى وإن لم تكن الإجابة شافية فالفكرة تولد فكرة وهكذا دواليك حتى نصل إلى المراد إن شاء الله. ولكي أضع قدمك على بداية الطريق لعل الله يسدد خطاك وينفع بك لعلك تلحظ أخي أن الرسم القرآني يرسم كلمة رحمة بالتاء المبسوطة (رحمت) هذا على سبيل المثال لا الحصر. أعتقد أن الأمر ربما صار واضحا. وفقك الله أخي لؤي ولا عدمتك صديقا ونسأل الله العلي القدير أن يجمعني بك في بيت المقدس عما قريب إنه ولي ذلك والقادر عليه.(/)
قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى .. )
ـ[بن طالب]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 10:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أرجو من الأخوة الأفاضل المساعدة فيما يتعلق بموضوع بحثي (أسلوب الطلب في القرآن الكريم) فمن لديه معلومات حول أي كتاب مطبوع أو بحث أو رسالة علمية لها علاقة بالموضوع موافاتي بذلك على بريدي هذا: alfalahi778*************
وجزاكم الله خيراً(/)
نصوص قديمة .. اختلف حولها النقاد
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 01:58 م]ـ
نافذة جديدة أفتحها لأحاول جمع النصوص التي اختلف حولها نقادنا القدامى. وأنتظر المشاركات من الإخوة والأخوات لإثراء هذا الموضوع إن شاء الله تعالى. وهذا له من الفوائد الشيء الكثير، منها:
1 - ربطنا بنقادنا القدامى.
2 - إثراؤنا بآرائهم.
3 - محاولة تكوين رأي يخصنا سواء بالاختيار مما قالوه، أو بالختلاف عما قالوه.(/)
مبحث الفصاحة .. هل ظلم شواهده؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 01:59 م]ـ
في مبحث الفصاحة، وعند الحديث عن فصاحة الكلمة المفردة- تأتي الشروط مع التمثيل. ولأن المجال مجال تقعيد فلم يكن هناك إلا ذكر الكلمة والحكم؛ فهل ظلمت هذه الكلمات بحيث ينبغي إعادة قراءتها في سياقها للتأكد من الحكم الصادر عليه؟ أم لا؟
هذه قضية ينبغي الوقوف معها وقتا لعلنا نفيد ونستفيد؛ فهيا!!(/)
الصيغ الإجرائية للفنون البلاغية .. فلسفة ونقاش
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 02:01 م]ـ
إن قضية الصيغ التعبيرية عن إجراء الفنون البلاغية قضية تستحق الطرح لما لها من الأهمية، وحتى يتم التوصل إلى فلسفتها الموضحة. وأرى أن يتم النقاش حول ذلك من خلال الآتي:
1 - هل تساعد الصيغة على تفهم وتمثل الفنون البلاغية؟ أم هي شرح للفن؟
2 - ما مقوماته؟ وهل هي وسيلة تعليمية؟ أم فنية؟ أم علمية؟
3 - هل هي عملية تحليل وتركيب للفن فتبين طبيعته؟
4 - هل يمكن تثبيتها؟ أم أنها غير قابلة لذلك ومتروكة للمعبر؟
5 - هل نبدأ فيها بالفن؟ أم بالشرح ثم نختم بالفن؟(/)
من أين تبدأ البلاغة؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 02:02 م]ـ
تبدأ البلاغة من الكلمة؟ فهل يمكن أن نعتبر الصوت بدء البلاغة؟ وهل يمكننا تأصيل ذلك؟
... جانب بحثي للنقاش؛ فهيا!!(/)
التشبية الدائري.
ـ[المتيم]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 05:02 م]ـ
:::
التشبية الدائري هل هو من المصطلحات الحديثة؟ ومالمراد منه؟
وهل اجد في ديوان ابي العلاء المعري هذا التشبية؟
أرجو المساعدة.
لكم خالص الشكر والتقدير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 01:00 ص]ـ
إليك هذه الدراسة ( http://www.awu-dam.org/trath/79/trath006.htm) ..
وبالتوفيق ..(/)
اساليب وادوات التوكيد .. احتاج اليها!
ـ[سريع]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 03:27 ص]ـ
السلام عليكم
انا من اصحاب الخطوات الاولى الطموحة في البلاغة
اقف الان على توكيد الخبر واحتاج لمعرفة كل ادوات التوكيد مع امثلة
وايضا احتاج الى اساليب التوكيد حتى اتقنها واقصد بالاساليب مثل:
تنزيل العالم بفائده الخبر وتنزيل خالي الذهن منزلة السائل المتردد وتنزيل غير المنكر منزلة المنكر وغيرها من اساليب التي لم استوعبها جيدا
وشكرا(/)
كيف تحرر؟
ـ[زينب محمد]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 07:20 م]ـ
قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفًا) ..
حنيف في اللغة معناها: الميل ..
سؤالي:
كيف وُسِمَ الدين بالميل وهو صراط الله المستقيم؟
وكذلك ورد في أكثر من آية، أن إبراهيم -عليه السلام- كان حنيفًا مسلمًا،
فكيف تحرر؟؟
جزاكم الله خيرًا ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 08:07 م]ـ
المائل عن الباطل إلى الحق. أو الميل إلى العقيدة الصحيحة
والله أعلم
ـ[زينب محمد]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 11:41 م]ـ
شكرًا لك،،
ولكن لو سمحت، أرغب في شرح أكثر ..
ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 01:09 ص]ـ
وجدت في الوسيط:
الحنيف:
المائل من شر إلى خير
الصحيح الميل إلى الإسلام والثابت عليه
الناسك
كقوله تعالى: (ولكن كان حنيفا مسلما)
وإذا ذكر وحده فهو المسلم كقوله تعالى (فأقم وجهك للدين حنيفا)
جمعه حنفاء
والحنفاء فريق من العرب قبل الإسلام كانوا ينكرون الوثنية منهم أمية بن الصلت
والدين الحنيف هوالمستقيم لا عود فيه وهو الإسلام
واعلمي أن الإسلام صبغ ألفاظا عربية فغير معناها أو أضاف إليها معان أخرى ارتقت فوق المعاني الأولى, ولذلك يعرف الفقهاء المصطلحات دائما بالمعنى اللغوي أولا ثم بالمعنى الشرعي.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 01:16 ص]ـ
بوركتم أحبتي
وجعلنا الله وإياكم ممن يتبعون الحق ويحيدون عن الباطل
ـ[زينب محمد]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 01:20 ص]ـ
أستاذي شكر الله لك ..
الذي فهمته من كلامك:
أن الإسلام كان حنيفًا حين مال عن الباطل واستقام على الحق ..
أليس كذلك؟
ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 01:49 ص]ـ
نعم.(/)
ما هي المنهجية المثلى في دراسة علمي البلاغة و الأدب
ـ[منصور بن يونس]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 05:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني الكرام ما هى المنهجية المثلى في دراسة علمى البلاغة و الأدب وجزاكم الله خيرا
ـ[منصور بن يونس]ــــــــ[13 - 01 - 2007, 03:42 ص]ـ
لا أعرف لما لايجيب أحد الأخوة
فوالله اني محتاج لمعرفة اجابة هذا السؤال
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 01 - 2007, 09:16 م]ـ
- المنهج الأمثل لدراسة البلاغة. ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8081)
- كيف نفهم البلاغة؟ ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8997)
- أرغب أن أكون فصيحاً. ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=15993)
ـ[منصور بن يونس]ــــــــ[15 - 01 - 2007, 05:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم(/)
ما السبب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[01 - 01 - 2007, 02:03 م]ـ
جاء في سورة إبراهيم الآية رقم 6 " ... يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ... " ما نوع الواو في هذه الآية " ويذبحون"؟ وما فائدتها في هذا الموقع تحديدا من كتاب الله عز وجل على الرغم من أن كل الآيات المشابهة جاءت مجردة من الواو؟ وإن كان هناك كلام للدكتور السامرائي وغيره أرجو إيراده هنا. ولا عدمناكم أخوة في الدين.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[01 - 01 - 2007, 09:31 م]ـ
توجد رسالة دكتوراه بعنوان الواو في العربية عليك بها
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 12:48 ص]ـ
يقول الزمخشري في الكشاف:
"فإن قلت: في سورة البقرة (يُذَبّحُونَ) وفي الأعراف (يَقْتُلُونَ) وههنا (وَيُذَبِّحُونَ) مع الواو، فما الفرق؟ قلت: الفرق أنّ التذبيح حيث طرح الواو جعل تفسيراً للعذاب وبياناً له، وحيث أثبت جعل التذبيح لأنّه أوفى على جنس العذاب، وزاد عليه زيادة ظاهرة كأنّه جنس آخر " ..
ـ[أبو تمام]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 03:46 ص]ـ
نعم أخي الكريم
الواو هي واو الحال، والجملة بعدها في محل نصب حال ثانية من (آل فرعون)، فالحال الأولى جملة (يسومونكم)، والثانية (ويذبحون)، أو أنها عاطفة، وقد عطفت الجملة، على جملة الحال (يسومونكم) فهي بحكمها.
أما وأن جاءت هنا بواو (ويذبّحون)، وفي سورة البقرة بغير واو (يذبّحون)، من ناحية الإعراب هناك اختلاف، فالأئمة النحاة ينصون على أنها من غير واو تفسيرٌ لـ (يسومونكم سوء العذاب)، ومعنى التفسير البدل، يعني الفعل (يذبّحون) يعرب بدلا من (يسومونكم)، أي أنه يصح أن يحل محله، فهو كالتفسير للسوم.
ووجود الواو اقتضى المغايرة بين السوم والتذبيح - إن اعتبرتها عاطفة - يقول الإمام الرازي - رحمه الله - في تفسيره:"أما في هذه السورة فقد أدخل الواو فيه، لأن المعنى أنهم يعذبونهم بغير التذبيح وبالتذبيح أيضاً فقوله: {وَيُذَبِّحُونَ} نوع آخر من العذاب لا أنه تفسير لما قبله ".
أي أراد توضيح تنوع العذاب في هذه الآية، لذلك أتى بالواو التي تقتضي المغايرة.
أما بغير وإنها أتت بغير واو (في سورة البقرة 49) فما هو إلا توضيح لمعنى السوم دون ذكر تنوع في العذاب الواقع عليهم.
يقول أبو حيان - رحمه الله - في البحر المحيط:" فحيث لم يؤت بالواو وجعل الفعل تفسيراً لقوله: يسومونكم. وحيث أتى بها دلّ على المغايرة. وأنّ سوم سوء العذاب كان بالتذبيح وبغيره".
وقد نقل البغوي- رحمه الله - في تفسيره قول الفراء - رحمه الله:" العلّة الجالبة لهذه الواو أن الله تعالى أخبرهم أن آل فرعون كانوا يعذبونهم بأنواع العذاب غير التذبيح، وبالتذبيح، وحيث طرح الواو في " يذبِّحون " و " يقتِّلون " أراد تفسير العذاب الذي كانوا يسومونهم".
ويعني بـ (يقتّلون) أتت بدل (يذبّحون) في سورة الأعراف.
هذا التفسير ما يقتضيه الإعراب، أما السبب فأتركه للأخوة، لأنه مرتبط بالسياق بشكل كبير كما هو واضح.
والله أعلم
ـ[المعتصم]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 03:04 م]ـ
بارك الله فيكما ولي أسئلة تنتظر إجاباتكم. دمتم بخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 04:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (أبو تمام) على ما أتحفتنا به من درر ..
وأضيف إلى ما ذكرت أنّ السبب في المغايرة بين (يذبّحون) و (ويذبّحون) قد يكمن في مبنى سورة إبراهيم عليه السلام الذي كان على الإجمال والإيجاز بخلاف سورة البقرة .. فقوله تعالى: (يسومونكم سوء العذاب) في سورة إبراهيم يشير إلى جملة ما امتُحن به بنو إسرائيل من فرعون وآله من استخدامهم وإذلالهم واستحياء نسائهم وتذبيح ذكورهم ...
فلمّا وقعت الإشارة إلى هذه الجملة ممّا كانوا يمتحنونهم به، عيّن بالذكر أشدّها وأعظمها امتحاناً فجيء به معطوفاً (ويذبّحون أبناءكم) .. فخصّ التذبيح بالذكر تعريفاً بمكانه وشدّة الأمر فيه ..
ومثال ذلك قوله تعالى: (مَن كان عدوّاً لله وملائكته) ثم قال سبحانه: (وجبريل وميكائيل)، فخصّهما بالذكر إعلاماً بمكانهما في الملائكة بعد أن شملهم قوله: (وملائكته) ..
والله أعلم ..(/)
يا أهل البلاغة!!!
ـ[الظاعن]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم .................
أريد كتاب (شرح البلاغة) لحفني ناصف.
عليه شرح صوتي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.(/)
ما أنواع التشبيه؟
ـ[فتى حريملاء]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 05:17 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام كنت أريد أن أسأل ما أنواع التشبيه؟!
ولكم الشكر
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته
اسمح لي سيدي بهذا الجواب السريع.
التشبيه ثمانية أنواع، هي:
1. التشبيه المُرْسَل: ما ذكرت فيه الأداة.
2. التشبيه المُؤَكَّد: ما حذفت منه الأداة.
3. التشبيه المُجْمَل: ما حذف منه وجه الشبه.
4. التشبيه المُفَصَّل: ما ذكر فيه وجه الشبه.
5. الشبيه البَلِيغ: ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه.
6. تشبيه التمثيل: وجه الشبه صورة منتزعة من متعدد.
7. التشبيه الضِّمْنِي: لا يصرح بالمشبه ولا بالمشبه به، وإنما يلمحان في التركيب.
8. التشبيه المَقْلُوب: جعل المشبه به مشبها بدعوى أن وجه الشبه أقوى.
تحية مباركة طيبة من عند الله.
ـ[ضاد]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 01:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الغاني.
لو تفضلت وأوضحت بأمثلة. فبالمثال يتضح المقال.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 04:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الأستاذ الفاضل عبدالغاني العجان حفظه الله ..
شكر الله لك صنيعك، وأضمّ صوتي إلى أخي ضاد بإيراد أمثلة على ما ذكرت بارك الله فيك .. ثمّ اسمح لي بسؤال نفع الله بعلمك ..
6. تشبيه التمثيل: وجه الشبه صورة منتزعة من متعدد.
فهل قولك هذا يعني أنّ وجه الشبه في التمثيل يكون مركباً ولا يكون مفرداً؟
ـ[التفتازاني]ــــــــ[25 - 01 - 2007, 10:43 ص]ـ
السلام عليكم ,,
اسمحوا لي أن أصحح بعض الأخطاء ..
الحقيقة أن التشبيه ثلاثة أنواع فقط /
1 - التشبيه المفرد.
2 - التشبيه التمثيلي.
3 - التشبيه الضمني.
أما بقية الأنواع التي ذكرها الأخ فهي تندرج تحت هذه الأنواع ,,
شكرا لكم ,,,
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 05:21 م]ـ
وانا مع الاخ التفتازاني
التشبيه ثلاثة انواع اما البقية فهي من باب التشبيه المفرد(/)
استفسار
ـ[رسمي]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 09:12 م]ـ
ارجومساعدتي وذلك بتوضيح التالي:
1 - التشبيهات في رواية عائشة رضي الله عنها لحادثة الإفك وكذلك المجازات والكنايات في كامل الرواية ولكم مني عظيم الشكروجزيل الامتنان.
ـ[رسمي]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 09:14 م]ـ
الموضوع في غاية الأهمية بالنسبة لي ارجوالجدية في الموضوع كما عهدناكم وشكراً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 12:39 ص]ـ
هل لك أن تورد نصّ الرواية؟ فيكون من السهل أن يساعدك الإخوة!
ـ[رسمي]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 04:17 ص]ـ
ارجوا من المشرفين الأعزاء ان يعذروني على ايراد الرواية كاملة ولكن لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لي وارجوا من الجميع مساعدتي وذلك بتوضيح التالي:
الفنون البلاغية التاليه (التشبيهات، المجازات، الكنايات) الموجوده في الرواية شاكرا لكم جميعا حسن تعاونكم
أخوكم ومحبك / رسمي
الرواية هي:
حدثنا يحيي بن بكير قال نا الليث عن يونس ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا - وكل حدثني طائفة من الحديث، وبعض حديثهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى من بعض - الذي حدثني عروة عن عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه قالت: كان رسول الله صلى الله عليه إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فِأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه معه. قالت: عائشة: فقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه بعد ما نزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه. فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع، فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه. وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون اني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي. فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من ورواء الجيش فأدلج، فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاسيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعتى منه غير استرجاعه، حتى أناخ راحلته فواطئ على يديها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت شهراً، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه فيسلم ثم يقول: (كيف تيكم؟) ثم ينصرف، فذاك الذي يريبني ولا أشعر بالشر، حتى خرجت بعد ما نقهت، فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا وكنا لا نخرج إلا ليلاً الى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط، فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا. فانطلقت أنا وأم مسطح - وهي بنت أبي رهم بن عبد مناف، أمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة - فاقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي قد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلاً شهد بدراً؟ قالت: أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟ قلت: وما قال؟ قالت: فاخبرتني بقول أهل الإفك، قالت: فازددت مرضاً على مرضي. قالت: فلما رجعت إلى بيتي ودخل رسول الله صلى الله عليه علي ثم قال: (كيف تيكم؟) فقلت: أتاذن لي أن
(يُتْبَعُ)
(/)
آتي أبوي قالت: وأنا حيئنذ أريد أن استيقن الخبر من قبلهما قالت: فأذن لي رسول الله صلى الله عليه، فجئت أبوي، فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن عليها. قالت: فقلت: سبحان الله، أو لقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى اصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا اكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي. فدعا رسول الله صلى الله عليه علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله. فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال: يا رسول الله، أهلك، وما نعلم إلا خيرا. وأما علي بن أبي طالب فقال: يارسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه بريرة فقال: (أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك؟) قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. فقام رسول الله صلى الله عليه فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي بن سلول، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وهو على المنبر: (يا معشر المسلمين، من يعذرني في رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟ فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيرا وماكان يدخل على أهلي إلامعي) فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يارسول الله، أنا اعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قال: فقام سعد بن عبادة - وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية - فقال لسعد: كذبت لعمر الله، لا تقتله ولا تقدر على قتله. فقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد - فقال: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه يخفضهم حتى سكنوا وسكت. قالت: فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم. قالت: فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع يظنان أن البكاء فالق كبدي. قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه حين جلس ثم قال: (أما بعد، يا عائشة، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت برية فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه). قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه مقالته قلص دمعي حتى ما أحس قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه فيما قال. قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه. قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه. قالت: قلت - وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن - إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني برية - والله يعلم أني برية - لا تصدقونني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر - والله يعلم أني منه برية - لتصدقنني. والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف، قال: (فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون) قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي قالت: وأنا حيئنذ أعلم أني برية وأن الله مبرئي ببراءة، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى. ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه في النوم رؤيا يبرئني الله بها. قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه سري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: (يا عائشة، أما الله فقد برأك). قالت أمي: قومي إليه قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله. وأنزل الله (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ... ) العشر الآيات كلها. فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة. فأنزل الله: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله) إلى: (رحيم) قال أبو بكر: بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال: والله ما أنزعها منه أبدا. قالت عائشة فكان رسول الله صلى الله عليه يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال: (يا زينب، ماذا علمت أو رأيت؟) فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيرا. قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك.(/)
اريد المساعدة ... الرجاء الدخول .. لا تخيبو ظني
ـ[سما]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 01:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ...
الرجاء من يدخل هنا ويستطيع المساعدة فلا حرمني الله منكم ارجوكم انا اريد الاجابة عاجل جدا ...
عن ماذا يتحدث بيت القصيد التالي:" عجيب الطبيب وأمره في الحادث مريب, عندما يتيسر ويستجيب لدعاء غريب, وجعه به لهيب "
ارجوكم يا عمالقة الفصيح انا بحاجة للمساعدة وبارك الله فيكم اذا استطعتم اليوم المساعدة بارك الله فيكم وجزاكم عني كل خير(/)
أحتاج شرحًا واضحًا لتشبيه التمثيل، وما اسمه الصحيح؟؟
ـ[الكسائى الثانى]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 09:14 م]ـ
:; allh
أحتاج شرحًا واضحًا لتشبيه التمثيل، وما اسمه الصحيح؟؟: تشبيه التمثيل، أو التشبيه التمثيلى؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 02:30 ص]ـ
قسم الإمام عبد القاهر الجرجاني التشبيه من حيث وجه الشبه إلى قسمين:
أحدهما: تشبيه غير تمثيلي ..
وثانيهما: تشبيه تمثيلي ..
وهاك موجزاً معبراً عن رأيه ..
التشبيه غير التمثيلي: يكون من جهة أمر بيّنٍ لا يُحتاج فيه إلى تأوّل وصرف عن الظاهر لأنّ المشبه مشارك للمشبه به في نفس وجه الشبه وحقيقة جنسه لا في مقتضاه ولازمه ..
وذلك يتحقق في أمرين اثنين:
الأول: أن يكون وجه الشبه حسياً أي مدركاً بإحدى الحواس الخمس الظاهرة فيكون من المبصرات أو المسموعات أو المشمومات أو المذوقات أو الملموسات سواء أكان الوجه مفرداً أم مركباً ..
والثاني: أن يكون وجه الشبه من جهة الغريزة والطباع كتشبيه الرجل بالأسد في الشجاعة، والأخلاق كلها تدخل في الغريزة نحو السخاء والكرم والجبن والبخل والصبر والجزع ... وما إلى ذلك من الكيفيات النفسية حينما يكون واحد منها وجه شبه فالتشبيه المعقود عليه يكون كالتشبيه الذي يكون وجه الشبه فيه حسياً سواء بسواء .. فالشبه في هذا كله بيّن لا يجري فيه التأوّل ولا يُفتقر إليه في تحصيله ..
التشبيه التمثيلي: يكون من جهة أمر يُحتاج في تحصيله إلى تأوّل وصرف عن الظاهر لأنّ المشبه غير مشارك للمشبه به في حقيقة وجه الشبه الظاهري وجنسه بل في مقتضاه ولازمه ..
ومثاله كقولك: "هذه حُجّة في الشمس كالظهور"، أو: "ألفاظ فلان كالعسل في الحلاوة" ..
ففي الأول شُبّهت الحُجّة بالشمس من حيث ظهورها، وهذا التشبيه لا يتمّ إلا بتأوّل، وذلك أن تقول: حقيقة ظهور الشمس وغيرها من الأجسام أن لا يكون دونها حجاب ونحوه مما يحول بين العين وبين رؤيتها .. ثم تقول: إنّ الشبهة نظير الحجاب فيما يُدرك بالعقول، فإذا ارتفعت الشبهة وحصل العلم بمعنى الكلام الذي هو الحُجّة على صحّة ما ادّعى من الحكم قيل: هذا ظاهر كالشمس ..
وفي الثاني نرى أنّ الحلاوة وجه شبه ظاهري فقط .. لأنّ المشبه به وهو العسل يوصف بالحلاوة على سبيل الحقيقة بخلاف المشبه وهو الألفاظ، فإنّه لا يوصف بالحلاوة على سبيل الحقيقة .. ولذا يحتاج إلى التأوّل بإرادة ما تستلزمه الحلاوة من قبول النفس للشيء وحسن وقعه فيها ..
والخلاصة أنّ التشبيه التمثيلي محصورٌ في كلّ تشبيه كان وجه الشبه فيه عقلياً غير غريزي سواء أكان مفرداً أم مركباً .. وأنّ التشبيه غير التمثيلي محصور في كل تشبيه كان وجه الشبه فيه حسياً أو غريزياً سواء أكان مفرداً أم مركباً ..
ـ[الأخت الحنونة]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 05:27 م]ـ
شرح واضح وفقك الله(/)
انا بحاجة ماسة للمساعدة الرجاء من الإخ لؤي مساعدتي فكلي امل في شخصكم الكريم
ـ[رسمي]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 12:45 ص]ـ
:::
الأخوة المشرفين المحترمين تحية طيبة ملؤها الِأحترام والتقدير
ارجوا منكم مساعدتي وذلك بأن توضحوا لي ما تستطيعون من الامور التالية:
1 - التشبيهات
2 - المجازات بأنواعها
3 - الكنايات
وذلك في رواية عائشة رضي الله عنها لحادثة الإفك وقد اورد الرواية كاملة في استفسار الذي باسمي (رسمي) في مواضيع المنتدى شاكراً ومقدراً لكم تعاونكم علماً بأنني احتاج الإجابة حاجة ماسة جدا قبل يوم الأحد ولكم تحياتي العطرة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 01:47 ص]ـ
الأخ المحترم رسمي ..
الإنسان يقرأ ويجتهد، فإن أشكل عليه شيء يطلب المساعدة .. وهذا كله لا حرج فيه ولا إشكال .. وليس من أهداف المنتدى أن نقوم بحل الوظائف المدرسية والجامعية .. ولا أظنّ أنّك ترضى لنفسك بهذا ..
فيا أخي ..
انظر في الرواية، واجتهد في فهمها بالرجوع إلى شرح ابن حجر العسقلاني مثلاً .. ثمّ لك إن أشكل عليك أي شيء أن نساعدك ..
واعلم بارك الله فيك أنْ ليس المراد في الحديث أنّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها تروى عن نفسها، بل معنى قوله: ((عن عائشة)) أي عن حديث عن عائشة في قصة الإفك ..
وفقك الله لما يحب ويرضى ..(/)
ما الفرق بين العلاقة الحالية والمحلية؟
ـ[لميس]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 01:40 م]ـ
إخواني وأخواتي
أنا لا أعرف التمييز بين علاقتي المجاز المرسل
(الحالية والمحلية)
بالرغم من قراءاتي ومحاولاتي
لكن عندي إشكال في التمييز بينهما
فلو تكرم أحدكم وأوضح لي الفرق بينهما
وجزاه الله الخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 07:51 م]ـ
للمجاز المرسل عند البلاغيين علاقات شتى، ومنها الحاليّة والمحليّة ..
فالحالية تكون فيما إذا ذُكر لفظ الحالّ وأريد المحلّ لما بينهما من ملازمة .. ومن أمثلة ذلك قول شاعر يرثي معْن بن زائدة:
ألَّما على مَعْنٍ وقولا لقبره
## سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعاً
والمعنى: سقتك الغوادي أربعة أيام متوالية ثم أربعة أخرى متوالية، فهو دعاء بكثرة السقيا للقبر ..
وأما المجاز ففي كلمة "معن" حيث يُراد به قبره .. فقد أطلق الشاعر الحالّ وهو (معن)، وأراد المحلّ الذي حلّ فيه بعد مماته وهو (القبر)، بدليل قوله: وقولا لقبره .. فالمجاز هنا مرسل علاقته الحاليّة ..
وأما العلاقة المحليّة فهي عكس العلاقة السابقة، وذلك فيما إذا ذُكر لفظ المحلّ وأريد الحالّ فيه، نحو قول الحجاج من خطبته المشهورة في أهل العراق: "وإنّ أمير المؤمنين أطال الله بقاءه نثر كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجدني أمرَّها عوداً وأصلبَها مَكْسَراً فرماكم بي" .. فالمجاز هنا في كلمة (كنانته)، والكنانة لغة وعاء تُوضع فيه السهام، والوعاء لا يُنثر وإنّما يُنثر ما حلّ فيه .. فإطلاق المحلّ (الكنانة) وإرادة الحالّ فيها وهو (السهام) مجاز مرسل علاقته المحليّة ..
ـ[لميس]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 03:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع الله بعلمك(/)
أعينوني أعانكم الله
ـ[أبو الفوارس]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 07:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من إشارة جلية أو خفية حول مفهوم البلاغة عند أبي عبيدة؟ أرجو إعانتي في ذلك ولكم كل الشكر والتقدير ..(/)
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً}
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[06 - 01 - 2007, 06:12 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} العنكبوت8
وقال تعالى:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً} الأحقاف 15
وقال تعالى:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} لقمان 14
ما الفرق الملحوظ بين الآيات الثلاث؟
-------------------------
نلاحظ في آية العنكبوت ذِكر الله عز وجل للفظة ((حُسنا)) أي براً ذا حُسن. ونلاحظ في آية الأحقاف ذِكره تعالى للفظة ((إحسانا)) وهي بنفس معنى ((حسناً)) في آية العنكبوت، أما في آية لقمان فلم يذكرها.
ترى لماذا؟
والجواب على ذلك أنه في آية لقمان قال بعدها: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}. وهي بنفس معنى ((حسنا)) في آية العنكبوت، فحسُن الحذف هنا.
أليس القرآن الكريم هو ذروة البلاغة؟
بلى والله
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[06 - 01 - 2007, 08:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بعودة الأخ الزغاري إلى الفصيح وبعد
أقول مع أخي مغربي: بلى والله إن القرآن لذروة البلاغة التي لا تُطال.
أما الحديث عن الحذف فلم أجده في مكانه، ذلك أن الآية الكريمة تختلف عن الآيتين المذكورتين الموصيتين بالإحسان خصوصا، في حين تحدثت هذه الآية عن توصية عامة بالوالدين ثم فسرتها بجملة " ان اشكر لي ولوالديك " فأن تفسيرية كما قال النحاس وإن جوز أن تكون مصدرية بتقدير لام التعليل، وفي كل الحالات لا مسوغ لافتراض الحذف.
فما وجه الحذف أستاذنا موسى؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 01:24 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أكرّر الترحيب بالأخ العزيز موسى الزغاري ..
وأشكر لأخي الكريم محمد الجهالين ردّه القيّم ..
وبانتظار تعقيب الأخ موسى عليه ..
ولي ملاحظة حول آيتي العنكبوت والأحقاف، وهي أنّ الله تعالى اختار كلمة (حُسناً) و (إحساناً) في الأمر ببرّ الوالدين وهما مصدران .. والمصدر يدلّ دلالة عامّة دائمة على الحدث، وهو غير مرتبط بزمن .. أما الاسم المشتقّ فهو مرتبط بزمن قد يتغيّر وقد يزول ..
ولذلك كان برّ الوالدين أمراً دائماً ثابتاً لا يزول، كأنّما هو من ركائز الإيمان في قلب الإنسان ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 12:38 ص]ـ
يبدو أن الأستاذ موسى تأخر في الرد أو مشغول .. ،هل من إتمام لوجه (الحذف) أخي محمد الجهالين.(/)
أرجو المساعدة
ـ[لولة]ــــــــ[06 - 01 - 2007, 11:20 م]ـ
"إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ "
هذه الآية فيها إطناب .. الغرض البلاغي منه التكرار والذي قد أفاد طول الفصل ..
ماذا يعني طول الفصل؟؟
شكرا ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 12:55 ص]ـ
من أغراض الإطناب التكرار ..
والتكرار ذكر الجملة أو الكلمة مرّتين أو ثلاث مرّات فصاعداً ..
وله أغراض، منها أن يحفظ التناسق في الكلام الطويل المفصول بجمل، فتُكرّر الكلمة للتأكيد اللفظي أو الاستئناف البياني، لئلا يضرُّ الكلامَ طولُ الفصلِ ..
وفي قوله تعالى: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) تكرّر الفعل "رأيت" مرتين ليحفظ التناسق في الآية الكريمة .. والفصل وقع بين جملة (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) وجملة (رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) ..
ثمّ إنّ قولك: "هذه الآية فيها إطناب .. الغرض البلاغي منه التكرار والذي قد أفاد طول الفصل .. " لا يستقيم ..
والصحيح أن نقول: إن في الآية الكريمة إطناباً ومن أغراضه البلاغية التكرار لئلا يضرّ الكلام طول الفصل ....
ـ[لولة]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 10:14 ص]ـ
جزيتم خيرا::
لدي سؤال آخر:
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ"
الإنشاء "ياهامان"=إنشاء طلبي نوعه=نداء
لقد نُودي هنا القريب بأداة النداء (يا) =والتي يُنادى بها للبعيد ..
ما الغرض البلاغي؟؟؟؟
وجزاكم الله ألف خير على حسن تعاونكم ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 05:37 ص]ـ
حرف النداء (يا) يُنادى به القريب والبعيد .. وقد أشار سيبويه إلى استعمال حروف النداء القريب للبعيد مرة والبعيد للقريب مرة أخرى؛ وانتهى إلى القول: "فأما الاسم غير المندوب فينبه بخمسة أشياء بـ (يا) و (أيا) و (هيا) و (أي) وبالألف، نحو: (أَحارِ بن عمرو) إلا أنّ الأربعة غير الألف قد يستعملونها إذا أرادوا أن يمدّوا أصواتهم للشيء المتراخي عنهم أو الإنسان المُعْرِض عنهم الذي يرونه أنه لا يقبل عليهم إلا بالاجتهاد، أو النائم المستثقل.
وقد يستعملون هذه التي للمدّ في موضع (الألف) ولا يستعملون (الألف) في هذه المواضع التي يمدّون فيها، وقد يجوز لك أن تستعمل هذه الخمسة غير (وا) إذا كان صاحبك قريباً منك مقبلاً عليك توكيداً؛ وإن شئت حذفتهن كلهن استغناء؛ كقولك: (حارِ بن كعب)، وذلك أن جعلهم بمنزلة من هو مقبل عليه بحضرته يخاطبه. ولا يحسن أن تقول: (هذا)، ولا: (رجل)، وأنت تريد: (يا هذا، يا رجل)، ولا يجوز ذلك في المبهم؛ لأن الحرف الذي ينبّه به لزم المُبْهَم كأنّه صار بدلاً من أيُّ حين حَذَفتَهُ" ..(/)
سؤال إلى الأخوة.
ـ[نور الحق]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 04:34 م]ـ
السلام عليكم أخوتي في الفصيح.
قال الله تعالى {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
ورد ذكر السموات بالجمع في أكثر من آية, بينما ورد ذكر الأرض بصيغة المفرد.
هل يوجد سر بلاغي في ذلك؟
ـ[نور الحق]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 01:36 ص]ـ
ألا من مجيب؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 03:10 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=3401(/)
فصول في البلاغة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 03:45 ص]ـ
من الموضوعات المطروحة في منتدى البلاغة
- مصادر ومراجع تعني بالبلاغة ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10341) .
- البلاغة: بطاقة تعارف ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14138) .
- البلاغة العربية وتحديات العصر ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=12986) .
- كيف نفهم البلاغة ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8997) .
- المنهج الأمثل لدراسة البلاغة ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8081) .
- أرغب أن أكون فصيحا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=15993) ً.
- فصاحة المتكلم ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=16896) .
علم المعاني
- علم المعاني - مقدمة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2086) .
- علم المعاني - الإسناد وأنواع الكلام ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2184) .
- الخبر والإنشاء 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8069) ، 2 (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=712) .
- لِمَ سُمّي الإنشاء إنشاءً ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14418) .
- دور منزلة المعنى في عودة الضميرعلى القريب أو البعيد ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8786) .
- ثمرة تمييز المبتدأ من الفاعل ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9815) .
- تأنيث وتذكير الفعل ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9601) .
- أحوال المسند والمسند إليه ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13944) .
- التقديم والتأخير ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=224) .
- الحذف ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10903) .
- الفصل والوصل 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8011) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8004) ، 3 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6333) ، 4 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11977) .
- القصر 1 ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=585) ، 2 (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=589) ، 3 (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=19357) .
- طرائق القصر ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=602) .
- دور منزلة المعنى في القصر ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8252) .
- الاطناب 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8196) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=50621) .
علم البيان
- علم البيان ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9464) .
- علم البيان في التشبيه ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10608) .
- التشبيه - بعيداً عن التقعيد ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1989) .
- أركان التشبيه ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8057) .
- أنواع التشبيه ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=17295) .
- التشبيه الضمني والتشبيه التمثيلي وغير التمثيلي 1 ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=19983) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10793) ، 3 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=17360) .
- التشبيه المقلوب ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=15215) .
- المجاز المرسل والاستعارة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=19259) .
- المجاز المفرد المرسل ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8130) .
- العلاقة المحلية والحالية في المجاز المرسل ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=17373) .
- الاستعارة ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8264) .
- الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=16592) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=16592) .
- الاستعارة العنادية ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14029) .
- خفايا الكنايات ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11403) .
علم البديع
- المقابلة والطباق ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9577) .
- الخلط والالتباس بين المقابلة والطباق ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13566) .
- التورية 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10202) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3885) .
- المشاكلة 1 ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=18210) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3764) .
- التتميم ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10734) .
- الطيّ (اللف) والنشر ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9605) .
- الاحتباك ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9355) .
- أسلوب الحكيم ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8473) .
- الافتنان ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8325) .
- الاستدراك ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8374) .
- الالتفات 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8085) ، 2 (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=363) .
- الجناس 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=15031) ، 2 (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=295) .
- الإيغال والتتميم ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=15198) .
- الإبهام ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1853) .
- التصريع والترصيع ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=632) .
- أساليب تستعمل في تنبيه المخاطب ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9131) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 11:53 ص]ـ
لله در شيخنا المهندس البلاغي!:)
المتصفح لما في تلكم الصفحات يجد مجالا فسيحا للنقاش الثر، والحوار العلمي الراقي، ولا سيما فيما يتصل بموضوعات الأستاذ فريد البيدق.
ليتنا نتجه حيث المتعة وإعمال الفكر، فثَمّ ثَمّ!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 02:38 م]ـ
حيّاك الله أستاذة معالي ..
وبالفعل فإنّ موضوعات الأستاذ فريد البيدق مميزة، ونأمل أن لا يطول غيابه بعد كلّ مشاركة، لتظلّ همّة النقاش عالية ..
ـ[ابو المكارم]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 06:31 م]ـ
نرجو من الا خوة الكرام ولجنة المنتدى بث دروس صوتية في البلاغة العربية لتكون الا فادة اكمل.
ـ[ابو المكارم]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 06:33 م]ـ
هل من صوتيات بلاغية ......................
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 07:46 م]ـ
الأخ الكريم أبا المكارم ..
بداية نرحّب بك في الفصيح، ونأمل لك النفع والفائدة ..
ونسأل الله أن يتحقق اقتراحك قريباً إن شاء الله ..
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 01:56 م]ـ
السلام عليكم سعدت جدابالانضمام الى ذلك المنتدي ارجو من سيادتكم اعطائى اسم كتاب عن السجع والفاصلة المسجوعة لانى اقوم بعمل بحث
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 11:04 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[30 - 04 - 2007, 04:21 م]ـ
نفع الله بكم الامة وآجركم على هذه الشبكة التي نتمنى ان نبقى دوما في شباكها!!!!! انتم خير الناس لأنكم تنفعون الناس لله دركم
ـ[أبو الأنس]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 12:00 ص]ـ
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــ¤© §¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§ ©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــ¤©§¤°حلوو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــ¤©§¤°حلوو°¤§©
مشكووووووووووووووووووووور
مشكوووووووووووووووور
مشكوووووووووور
ـ[أحمد حافظ]ــــــــ[27 - 05 - 2007, 01:02 ص]ـ
رزقكم الله الفصاحة في القول
والدوام في العمل الصالح
ـ[أحمد حافظ]ــــــــ[27 - 05 - 2007, 01:03 ص]ـ
::::=
رزقكم الله الفصاحة في القول
والدوام في العمل الصالح
ـ[الأخت الحنونة]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 07:57 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الجميعي]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 06:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[همس الحروف]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 09:41 م]ـ
بارك الله في جهودكم ونفع بكم
ووفقكم إلى كل خير
ـ[أسيرة الليل]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 01:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع بك الاسلام
ولكن هل لى من طلب
هل يمكن وضع فصل عن البلاغة الحديثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عدي الخرساني]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 07:16 م]ـ
حيا الله العلم واهل العلم وبارك الله في من علم حرفا نافعا
عدي الخرساني طالب في الدراسات القرانية واللغة العربية
ـ[صهيب العاني]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 08:53 م]ـ
مشكووووووووووووور اخواني
على المجهوووووووووووود
وجزاكم الله الجنة
ـ[اسلام1]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 10:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيرا على هذه النافذة البلاغية المميزة وجعلها الله في ميزان حسناتكم
ـ[أبونسيبة]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 07:32 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
رائع
جزاك الله خيرا
ـ[جيد جدا]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 12:05 ص]ـ
رفع الله قدركم على هذا الجهد ..(/)
ما معايير بلاغية فنون البلاغة؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 03:56 م]ـ
من يتتبع تطور البلاغة يلاحظ التالي:
1 - يأتي العلماء بفنون لا يأتي بها سابقوهم، ولا يرفضون مبدأ إضافة غيرهم غيرها.
2 - يضم بعض العلماء بعض الفنون تحت فن واحد، بينما آخرون يفردون كل فن منهم بعنوان خاص.
3 - يضع بعض العلماء بعض الفنون في أحد علوم البلاغة بينما يضعها آخرون في علم آخر.
وهذا الملاحظ السابق يفرز التساؤلات التالية:
أ- علام اعتمد العلماء في اكتشاف هذه الفنون؟
ب- ما المعايير التي يتم بها تصنيف هذه الفنون بعد اكتشافها؟
ج- وهل هي معايير موضوعية يمكن أن تنقل في صورة خبر تعليمية؟ أم هي معايير ذاتية لا يستشعرها أحد إلا العالم؟
د- وإذا كانت موضوعية فهل يمكن أن نستثمرها في اكتشاف فنون بلاغية جديدة؟
... تساؤلات في العمق أنتظر من يبلور شيئا منها في الحوار الذي قد يدفع إلى المراد!!(/)
عدم شرح معظم أمثلة الفنون .. لم؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 03:57 م]ـ
هناك ملحظ عام على كتب البلاغة يختص بعدم شرح كل شواهد الفنون، بل يتم إيراد معظم الأمثلة غفلا عن الشرح والتوضيح؛ فلماذا؟ هل لوضوحها في ذهن المستشهد الأول؟ أم لعدم وضوحها في ذهن الناقل بعد ذلك؟
قضية تنتظر الطرح!!
ـ[أبوالروس]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 01:38 م]ـ
السبب واضح وهو أن الأمة العربية فى شتى علومها ترتكن إلى التنظير أكثر كثيرا من التطبيق.
والتطبيقات البلاغية تحتاج إلى جهد جهيد لإبرازها بالصورة المطلوبة ولا ينسى أخى فريد البيدق القرون المملوكية والعثمانية التى أودت بالبلاغة العربية إلى الممات الفعلى حتى جاءت المدارس البلاغية الحديثة التى أعادت نظرتها للقديم
وإن صدمت بتيارات الحداثة وما بعدها.
فلا تستعجل جنى الثمار عزيزى فريد البيدق.
شريف أبوالروس
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 04:44 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله في السائل، وجزى الله الأستاذ أبا الروس كل خير على إجابته .. ولعلّ ملحظك أخي فريد لا يفعله إلا كُتّاب الدرجة الأولى الذين يتبنّون نظريّة أو فرضيّة، ويحاولون إثباتها عن طريق مقدرة عالية في التحليل والاستنتاج، ثمّ الاستنباط والانتهاء إلى الأحكام الجديدة التي تدعم نظريّتهم أو فرضيّتهم ..
ولا يخفى عليك أنّ دور الباحث العربي اليوم وفكره غائبان غالباً .. انظر في رسائل الماجستير والدكتوراة وما شابهها تجد أنّ خمساً وتسعين بالمئة منها هي نقل وهوامش ومراجع ليس للباحث منها نصيب، همّه أن يصنّف آلاف الجذاذات ويقسمها على أبواب وفصول، وإذا جاء بشيء فهو لما فرّغه من هذه الجذاذات في جوف كتابه، شرحٌ ليس فيه إضافة وليس فيه تحليل ومناقشة واستنتاج .. فعلامَ يدلّ كلّ هذا؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 01:44 م]ـ
الكريمان "أبو الروس - لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
نعم، نعم!!
بوركتما على تفاعلكما المثري المضيف!!(/)
الفنون البلاغية .. ظواهر تعبير؟ أم طرق تفكير؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 03:58 م]ـ
من يتأمل فن البيان يظن الفنون البلاغية ظواهر تعبير، ومن يتأمل البديع يتخيلها طرق تفكير تنتظم في أساليب قصيرة، ومن يتأمل المعاني يجدها مزيجا بين الاثنين-فما حقيقة الأمر؟
مبحث جدير بالبحث؛ فهيا!!
ـ[أبوالروس]ــــــــ[19 - 01 - 2007, 07:10 م]ـ
الأخ الكريم: فريد البيدق
أسئلتك تثيرنا ولكننا مجرد حفظة مدرسيين لبعض الكتب القديمة 00وعقولنا لا تعمل إلا بمعاونة الوصفات البلاغية الجاهزة0
أما وأنك تطرح أسئلة للإثراء تبتعد عن الأطر التقليدية فنحن نستشف فى أسئلتك كما وافرا من المعرفة فهلم ّ إلى الإجابة ولا تضنّ بعلمك أيها البحر0
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 01:47 م]ـ
الكريم "أبو الروس"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أخي الحبيب، ورزقك الله تعالى التواضع الذي يرفع!!
ـ[رغوده]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنامشتركة جديده اتمنى انا اجد مكاني بينكم وأن أتعلم منكم وتجدون مني مايسركم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 01:46 ص]ـ
مرحباً بك أيتها الأخت الكريمة ..
ونسأل الله لك النفع والفائدة، والسداد والتوفيق ..
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 02:52 م]ـ
أستاذنا فريد
أما أنا فأرى تقسيمًا آخر، إن أذنتَ لي.
الفنون البلاغية كلها عند المدرسة السكاكية طرق تفكير.
وعند غيرها ظواهر تعبير، أو هكذا يُراد لها.
وأراها من واقع معايشة: ظواهر تعبير وطرق تفكير.
هناك تقسيم أجود في نظري:
وهي تقسيم البلاغة جملة إلى: (1) ما يتعلق بتعليم المتعلم البلاغة في التعبير، وهذا هدف المدرسة السكاكية، كما صرّحت به.
وإن كنتُ أرى أن المدرسة السكاكية لم تحقق هذا الهدف، وإنما الناظر في نتاجها إنما يتعلم أصول النظر والتفكير، لا التعبير البليغ.
(2) وتعليم المتعلم كيف يتلقى الكلام البليغ، وهذا تجده (أوضح ما يكون) في كتب الشروح، كتب التفاسير، وشروح السنة، وشروح الشعر.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 10:32 م]ـ
شكر الله لك هذه الدّرر أستاذة معالي ..
وبانتظار إطلالة الأستاذ فريد البيدق، ليتحفنا بشذرات من المعارف البلاغية ..
ـ[رغوده]ــــــــ[08 - 02 - 2007, 08:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد ان اطرح موضوعا وهو هل نرى أن تقسيم علوم البلاغه لى بيان وبديع ومعاني تقسيم صحيح؟
وهل تقسيم علم البيان إلى استعارتصريحةومكنية وتقسيم كل منها إلى أقسام يردنا الى فائده أم نكتفي بتقسيمها لتصريحية ومكنية؟
فأنا أرى أن هذا التقسيم يجعل المتعلم يدخل في شعاب كثيره لايستطيع التفريق بينها بسهولة هذا رأيي وأريد رأيكم جزاكم الله الف خيرا.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 02 - 2007, 11:19 م]ـ
الأخت الكريمة رغودة ..
لقد كانت غاية السكاكي بتقسيماته تعليميّة، وقد حقّق رحمه الله ما أراد، وهذا ليس مأخذاً عليه، لأنّه رسم ما يريد من غاية، ووصل إلى إنفاذها .. أمّا إن كانت هذه التقسيمات لا توافق بعض الدارسين، فالأمر متعلّق بهم لا بمنهج السكاكي الذي أدّى وظيفته بحسب ما أراد .. ولا يخفى أنّ اتّجاهه قد أفاد كثيراً بتحديد المسار، وضبط الفكرة، وتحديد المقصود بشيء من الدقّة والضبط، وتحرير التعريف، وتوضيح المصطلح، وغرس المعالم، وتحديد الزوايا ..
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الاتجاه السكاكي لا يستغني عن الاتجاهين الجاحظي والجرجاني .. فالأول يعلّم تركيب العبارة، وقوّة الائتلاف، وجمال الإنشاء .. وهذه جهة أدبية في إحياء الدرس البلاغي .. والثاني يشجّع على التحليل والتركيب، والاحتجاج، والنتائج المترتّبة على الأسباب .. وذلك خدمة للفكر البلاغي في قوة توصيله، وعلوّ تأثيره في المتلقّي من خلال النظرة الكلية، التي تجمع الأجزاء في شكل تامّ مؤتلف ..
وبالجملة فإنّ البلاغة العربية لا تحيا بمصطلحاتها وقواعدها وشواهدها (الاتجاه السكاكي) من غير الاتصال بالأدب وتراكيبه (الاتجاه الجاحظي)، وبالمراس والتطبيق المعتمد على الاختيار والعدول والخبرة (الاتجاه الجرجاني)، وهي وسائل لا تتسنّى إلا للناقد .. فلا حياة للبلاغة إلا بجناحي الأدب والنقد ..
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 07:20 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بورك كل المارين!
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:31 ص]ـ
أوافق المعالى عسى الله أن يجعلنا من أصحاب المعالي
وأما توضيح الأخ لؤي فهو نعم التوضيح
لكني أقول إن السكاكي جمد البلاغة في حيز التفكير وليس هو وحده من كان صنع ذلك بل شركه الخطيب ومن جاء بعدهم.
والله أعلم
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 04:28 م]ـ
الكريم "الأزهري"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت!
أتحفظ!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 04:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سلمت أستاذ فريد
وحيا الله طلتك البهية
لقد كانت غاية السكاكي بتقسيماته تعليميّة، وقد حقّق رحمه الله ما أراد، وهذا ليس مأخذاً عليه، لأنّه رسم ما يريد من غاية، ووصل إلى إنفاذها .. أمّا إن كانت هذه التقسيمات لا توافق بعض الدارسين، فالأمر متعلّق بهم لا بمنهج السكاكي الذي أدّى وظيفته بحسب ما أراد .. ولا يخفى أنّ اتّجاهه قد أفاد كثيراً بتحديد المسار، وضبط الفكرة، وتحديد المقصود بشيء من الدقّة والضبط، وتحرير التعريف، وتوضيح المصطلح، وغرس المعالم، وتحديد الزوايا ..
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الاتجاه السكاكي لا يستغني عن الاتجاهين الجاحظي والجرجاني .. فالأول يعلّم تركيب العبارة، وقوّة الائتلاف، وجمال الإنشاء .. وهذه جهة أدبية في إحياء الدرس البلاغي .. والثاني يشجّع على التحليل والتركيب، والاحتجاج، والنتائج المترتّبة على الأسباب .. وذلك خدمة للفكر البلاغي في قوة توصيله، وعلوّ تأثيره في المتلقّي من خلال النظرة الكلية، التي تجمع الأجزاء في شكل تامّ مؤتلف ..
وبالجملة فإنّ البلاغة العربية لا تحيا بمصطلحاتها وقواعدها وشواهدها (الاتجاه السكاكي) من غير الاتصال بالأدب وتراكيبه (الاتجاه الجاحظي)، وبالمراس والتطبيق المعتمد على الاختيار والعدول والخبرة (الاتجاه الجرجاني)، وهي وسائل لا تتسنّى إلا للناقد .. فلا حياة للبلاغة إلا بجناحي الأدب والنقد ..
لكم نشتاق إلى هذه الأنامل
ألا عودٌ أستاذ لؤي؟
ألا تجيب نداء محبيك؟
أسأل الله أن يكون المانع خيرًا
ونسأل الله أن تعود إلينا سالمًا معافى(/)
ماهية الفنون البلاغية!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 03:59 م]ـ
هل الفنون البلاغية سمة ذاتية لأي كلام يتم على السليقة، وكان العرب يمارسونها لعدم تكلفهم التحدث؟ وهل إذا تأملنا سليقتنا العامية الآن وجدناها غير خالية من هذه الفنون؟ أم أنها مهارات مكتسبة لا تتم إلا بالتعليم؟
قضية تستحق المدارسة!!(/)
ما القدر المشترك من البلاغة بين آداب اللغات المختلفة؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 03:59 م]ـ
ما القدر المشترك من البلاغة بين آداب اللغات المختلفة؟
سؤال يستحق التباحث؛ فهيا!!(/)
هل البلاغة تاريخية؟ أم مستمرة؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 04:00 م]ـ
معروف أن البلاغة تحمل الخصائص الجمالية للغة؛ فهل تختلف هذه الرؤية من مرحلة زمنية إلى أخرى؟ أم أنها مستمرة؟
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 05:27 م]ـ
البلاغية العربية برأيي .. وبشكل خاص تحمل سمات خاصة بثقافة العرب .. والبلاغه برأيي شيء متحرك ومتغير باعتبار اللغه كائن حيوي ..
هل نحن فقط امة بلاغة؟
وهل قدمت البلاغه شيئا
غير مسألة الجمالية والتلاعب؟
شكرا
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 01:49 م]ـ
الكريم "محمد"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بورك تفاعلك!!
ما المراد بـ"التلاعب"؟
ـ[أبو إياد]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 12:19 ص]ـ
في تصوري الخاص أن البحث البلاغي الذي يعنى بما يظهر على اللسان هو في أساسه بحث في المعرقة العقلية والوجدانية التي يكون اللسان الأداة المبين عنها. لذلك أرى أن البحث البلاغي بحث مستمر طالما بقي الإنسان. ومن المؤكد أن الحديث هنا كما أفهم هو حديث عن كليات العلم لا عن جزئياتٍ قد ينتابها التغير مع استمرار الزمن، ولعل هذا التغير هو الذي قاد إلى اختلاف طرق تقديم العلم البلاغي من جيل إلى آخر فالطريقة التي قدم بها السكاكي تختلف عنها لدى عبدالقاهر الجرجاني. لكن صلب المعرفة واحد والدليل أن كلام عبد القاهر كان حاضرا في كثير مما كتبه السكاكي وشواهد عبدالقاهر كانت هي ذاتها_ في كثير من الأحيان_ شواهد السكاكي. إذا أصول العلم مستمرة لكن آليات تقديمه وطرق عرضه تختلف بحسب اختلاف الجيل الذي يتلقى العلم، لذلك توخى العلماء الطرق الملائمة التي تناسب الجيل عند تقديم العلم. ونظرة فاحصة إلى مسيرة العلم البلاغي تدل على ذلك ... وشكرا لك على هذه الإثارة.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 01:19 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيي المتواضع هو أن البلاغة ليست تاريخية
بدليل أن القرآن الكريم هو أبلغ كتاب على وجه الأرض
و لا نستطيع أن نزعم بأن بلاغته متغيرة حسب التاريخ
المشكلة هي أننا بعدنا عن البلاغة
فلذلك نعتقد بأن البلاغة متغيرة أو أصبحت تاريخية!!!؟؟؟
و الله أعلم
/////////////////////////////////////////////////(/)
من بلاغة القرآن الكريم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 05:45 م]ـ
من التقديم والتأخير
- (وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) و (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5765) .
- ( القول بالحطّة) و (الدخول ساجدين) بين التقديم والتأخير ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=58961#post58961) .
- من أسرار تقديم السمع على البصر في القرآن الكريم ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6519) .
- من أسرار تقديم اللعب على اللهو في القرآن الكريم ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5319) .
- ( الأخ - الصاحبة - الولد) بين التقديم والتأخير ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5374) .
من الفروق اللغوية
- الفرق بين (الرؤيا) و (الحلم) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10188) .
- الفرق بين (التمني) و (الترجي) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10607) .
- الفرق بين الضياء والنور ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10600) .
- الفرق بين المرأة والزوج: 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6399) ، 2 (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14671) .
- الفرق بين (الحمد) و (الشكر) ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6367) .
- الفرق بين (نجّى) و (أنجى) ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8903) .
- الفرق بين (أفل) و (غرب) و (اختفى) ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8925) .
- الفرق بين (القتل) و (الموت) ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8958) .
- الفرق بين (انفجرت) و (انبجست) ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8742) .
- الفرق بين (الإيضاح) و (التفسير) ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8766) .
- الفرق بين (سارعوا) و (سابقوا) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8298) .
- الفرق بين (الريح) و (الرياح) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7950) .
- الفرق بين (الحب) و (المحبة) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7824) .
- الفرق بين (القرية) و (المدينة) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7754) .
- الفرق بين (النِّعمة) و (النَّعمة) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7761) .
- الفرق بين (اسطاعوا) و (استطاعوا) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7749) .
- الفرق بين (البصر) و (النظر) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10728) .
- الفرق بين (الدار) و (الديار) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10715) .
- الفرق بين لفظ الجلالة (الله) و (الرب) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3375) .
- الفرق بين (آتى (و (أعطى) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6357) .
- الفرق بين (سقى) و (أسقى) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5483) .
- الفرق بين (الهمّ) و (الغمّ) و (الحزن) و (الأسى) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4175) .
- الظنّ بين الشكّ واليقين ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5376) .
- الفرق بين (نزّل) و (أنزل) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3928) .
- الفرق بين (لا جُناح عليكم) و (ليس عليكم جناح) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4359) .
- الفرق بين (يغفر لكم ذنوبكم) و (يغفر لكم من ذنوبكم) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7293) .
- الفرق بين (تجري تحتها) و (تجري من تحتها) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7922) .
- الفرق بين (منها تأكلون) و (ومنها تأكلون) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4311) .
ـ[الجديدة]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 10:44 م]ـ
أريد مقالاعن صيغ المبالغة في الربع الاخيرللقرآن الكريم والوجهة البالغية منها
ـ[عماد أبو فارس]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 05:41 ص]ـ
السؤال: هل يوجد لديكم معلومات عن اللغة العربية والبلاغة القرانية
ـ[عماد أبو فارس]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 05:43 ص]ـ
أنا أكتب عن البلاغة وعلاقتها بتفسير القرآن. من يستطيع مساعدتي بهذا الموضوع وجزاه الله خيراً
ـ[عماد أبو فارس]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 05:45 ص]ـ
أنا اريدُ كتابة موضوع جديد في مرحلة الدكتوراة. ارجوا ممن لدية موضوع في البلاغة يصلح أن يكون مشروع بحث في مرحلة الدكتوراة أن يساعدني وجزاة الله خيراً
عماد أبو فارس
ـ[الأدباء]ــــــــ[15 - 01 - 2007, 10:47 م]ـ
شكرا لكم علي المعلومات
ـ[أحلام]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 04:49 م]ـ
الاخ الفاضل عماد
جواب علىسؤالك هناك كتاب جيد يجيب على طلبك
(من بلاغة القرآن الكريم ل. أحمدبدوي أحمد مطبعة دار النهضة -القاهرة سنة 1950)
أرجو من الله أن تجد فيه ضالتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبيض]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 02:43 م]ـ
ماشاء الله .... جهد يشكر عليه الاخوة في هذا الموقع
فائده عظيمة ومعلومات جمه
ـ[أبو الأنس]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 12:01 ص]ـ
©O°يسلموو°O©Oـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــO©O°حلوووو°O©
©O°يسلموو°O©Oـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ O©O°حلوووو°O©
©O°يسلموو°O©OـــــــــــــــــــــــــــــــــO© O°حلوووو°O©
©O°يسلموو°O©OـــــــــــــــــــــO©O°حلوووو°O ©
©O°يسلموو°O©OـــــــــــــO©O°حلوو°O©
©O°يسلموو°O©OــO©O°حلوو°O©
مشكووووووووووووووووووووور
مشكوووووووووووووووور
مشكوووووووووور
ـ[مجدى قطب]ــــــــ[19 - 05 - 2007, 10:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[اويس]ــــــــ[24 - 05 - 2007, 07:53 ص]ـ
أنا أكتب عن البلاغة وعلاقتها بتفسير القرآن. من يستطيع مساعدتي بهذا الموضوع وجزاه الله خيراً
يا عماد انا اساعدك
ـ[اويس]ــــــــ[24 - 05 - 2007, 08:02 ص]ـ
يا عماد انا اساعدك
ـ[أبو صالح الأزهري]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 09:46 م]ـ
الأخ عماد أقترح عليك آيات التوحيد في سورة النمل من الآية (60: 65) فهي تستحق أن يفرد لها بحث مطول قد يستغرق ست سنين من الباحث المجد
بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى
ـ[عمرو عثمان]ــــــــ[12 - 08 - 2007, 01:35 ص]ـ
الأخ عماد بارك الله فى عملك القيّم وهاكم مراجع لهذا البحث القيّم "الفروق اللغوية لأبى هلال العسكرى أسرار البلاغة، جواهر الألفاظ، الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم"(/)
درس في علم البيان
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 11:20 م]ـ
دروس في علم البيان
البيان وعلم البيان:
ثمة بيان وثمة علم البيان: أما البيان لغة فإظهارٌ ووضوحٌ، أي إظهار ما في النفس إلى عالم الحس على شرط وضوح الألفاظ في إفصاحها عن مغزاها أو دلالتها على فحواها، فهي ضد الغموض.
وأما البيان اصطلاحاً فقد عُبِّرَ عنه بطرقٍ شتى، نذكر منها ما يأتي:
1. قول الأصمعي: ((البليغ من طبَّق المِفْصَل، وأغناك عن المُفَسَّرِ)) [1] إنا أراد بالبليغ الإنسان المبين عما في نفسه أو المفصح عن مراده، وجعل شرط بلوغه مراده من كلامه إصابة المفصل من مراده حيث تجتمع جهات المعنى المجسم مجازاً التي تشبه مفاصل الإنسان حيث يجتمع الساق والفخذ فلا يصيب جهة منهما دون الأخرى وقوله: أغناك عن المفسر أي أبلغك المراد من دون غموض أو التباس.
2. وقول جعفر بن يحيى ((قال ثمامة: قلت لجعفر بن يحيى: ما البيان؟ قال: أن يكون الاسم يحيط بمعناك، ويُجلي عن مغزاك، وتخرجه عن الشِّركةِ، ولا تستعين عليه بالفكرة. والذي لا بد منه أن يكون سليماً من التكلف بعيداً من الصنعة، بريئاً من التعقدِ، غنياً عن التأويل)) [2] لابد من الإشارة إلى أنه ذكر الاسم وأراد اللفظ، فاشترط للبيان إحاطة اللفظ بالمعنى تاماً غير منقوص. واشترط جلاء المعنى لناظره أو متأمله، وجعل من شروطه اختيار اللفظ غير المشترَك بين معان عدة مثل العين التي تستخدم للباصرة وللرجل الوجيه في قومه فيقال: هو عين من الأعيان، وللجاسوس ولعين الماء الجارية .. الخ واشترط له الطبع بالبعد عن التكلف والصنعة، والبراءة من التعقيد، والاستغناء عن التأويل.
3. وقول الجاحظ متعقباً الكلام المروي عن ثمامة: ((وهذه الصفات التي ذكرها ثمامة بن أشرس قد انتظمها لنفسه، واستولى عليها دون جميع أهل عصره، وما علمت أنه كان في زمانه قروي ولا بلدي، كان بلغ من حسن الإفهام مع قلة عدد الحروف، ولا من سهولة المخرج مع السلامة من التكلف، ما كان بلغه. وكان لفظه في وزن إشارته، ومعناه في طبقة لفظه، ولم يكن لفظه إلى سمعك بأسرع من معناه إلى قلبك)) [3]
فثمامة أخذ كلام جعفر بن يحيى فجعله منهجاً لبيانه فكان يحسن إفهام الناس على إيجاز كلامه؛ ذلك أن الناس طبقات في الفهم يحتاج من يخاطبهم إلى كثرة الكلام لإفهام أعلاهم طبقة وأدناهم طبقة، وكان ثمامة قد أدرك المفصل أي الحد الأوسط بين الطبقة العليا والدنيا، فجمعهما على ذلك المحز، فكان كلامه وجيزاً من غير إخلال بالمعنى، ولا مخالفة لمقتضى الحال. وكان كلامه موصوفاً بحسن المخارج أي لا تنافر بين حروف الكلمة المفردة، ولا بين الكلمات المتجاورة في نظام الجملة العربية. وكان كلامه سليماً من التكلف في دوافعه كما أنه سليم التكلف في أدائه أو طرائق نطقه، فهو خال من التنطع والتكلف. وكانت ألفاظه في ثقل معانيه أي مناسبة لها، وفي طبقة لفظه، أي أن هناك تشاكلاً بين ألفاظه ومعانيه فهو يجعل اللفظ الشريف للمعنى الشريف، ويضع اللفظ السخيف للمعنى السخيف، ويجعل لكل حال أو موقف ما يناسبه، ومن جهة الإفهام فإن معانيه تسبق ألفاظه إلى قلب مستمعه.
4. وقول الجاحظ: ((البيان: اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير حتى يُفضِيَ السامع دون حقيقته، ويهجمَ على محصوله كائناً ما كان ذلك البيان، ومن أي جنس كان ذلك الدليل؛ لأن مدار الأمر والغاية التي إليها يجري القائل والسامع إنما هو الفهم والإفهام فبأي شيء بلغت الإفهام وأوضحت عن المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع)) [4] أما الجاحظ فقد اعتصر الكلام السابق وجعله في سياق حركة الكلام بين القائل (منبع الكلام) والسامع (متلقي الكلام) والكلام من شروطه البيان والإبانة. فالبيان عند الجاحظ هو اسم لكل لفظ أفصح عن معانيه، ومنع الحواجز بين المعاني ومتلقيها من السامعين على جهة الحاجة إليها، وجعل المسألة بين فهم القائل لمراده ومقصده واختياره وسيلة التبليغ المناسبة وإفهام السامع المراد من اللفظ، فكأنه يقول إن إفهام السامع مربوط بحدود فهم القائل؛ لأن كلامه سيحمل فهمه إلى سامعه أو متلقيه، وسيكون واضحاً لسامعه بحدود وضوحه لقائله. ولو كان الكلام مطلقاً من غير اختيار القائل والسامع لكُسِرتْ مقولة الجاحظ بقولهم: رب سامع أوعى من حامل أي كلامه أو
(يُتْبَعُ)
(/)
كلام غيره، وهذا مدفوع بأن ما زاد في فهم السامع كالذي ينقص من فهمه ليس من مقاصد القائل.
5. وقول الرماني [5]: البيان أربعة أقسام هي: كلام وحال وإشارة وعلامة.
وعلم البيان شقيق علمين آخرين في حقول البلاغة، هما: علم المعاني وعلم البديع. أما علم البيان فيتناول دراسة الحسن والجمال في النص الأدبي (الشعري والنثري) وذلك بدراسة وسائله البيانية، أي: التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية.
التشبيه
لا بد من معرفة خطة دراسة التشبيه المبنية على معرفة حد التشبيه، وأركانه الأصلية التي لا يستغنى عنها، والفرعية التي يجوز الاستغناء عنها مجموعة أو متفرقة، وفي دراسة أركانه الأصلية ينبغي الوقوف على دراستها من جهة ما يدرك منها بالحواس وما يدرك بالنفس، إذ الحواس الخارجية تقدم المادة الجمالية (حسناً أو قبحاً) للنفس من العالم الخارجي، وأن الحواس المعنوية تقدم المادة الجمالية للنفس من العالم الداخلي، وهذا كله لابد له من أن يكون خلف أظلة الآية القرآنية القائلة: {ونَفسٍ وما سَوَّاها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها} [6] فالفجور قبح، والتقوى حسن وجمال، وتزكية النفس حسن (فلاح) وتدسيتها قبح أي (خيبة) وهي أي النفس تطاوع صاحبها لو أراد كبحها أو ضبطها {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء} [7] هذه النفس تقوم بتصدير وسائل البيان: التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية. وبعد دراسة أصول التشبيه الأصلية: المشبه والمشبه به، والفرعية هي: الجامع بينهما (وجه الشبه) وأدوات التشبيه، ومقاصد التشبيه أو أغراضه تعكف الدراسة على أنواع التشبيه، ونتخير منها:
1. تقسيم التشبيه قياساً بمكوناته الخمسة يسمى تام الأركان بوجودها، ويسمى ضمنياً بحذفها.
2. تقسيم التشبيه قياساً بأصلي التشبيه (المشبه والمشبه به): أ – الملفوف ب – المفروق ج- تشبيه التسوية د – تشبيه الجمع هـ - تشبيه القلب أو المقلوب.
3. وتقسيمه قياساً بوجه الشبه: أ- تمثيلي ب – غير تمثيلي جـ- مفصل د- مجمل هـ قريب مبتذل و- بعيد غريب
4. وتقسيمه قياساً بأدوات التشبيه: أ- المرسل ب- المؤكد ج- البليغ.
5. مقاصد التشبيه أو أغراضه، وهي تتعلق في أكثرها بالمشبه: أ – بيان حاله ب- بيان إمكان هذه الحال جـ - بيان مقدار حاله بل صفته قوة وضعفاً، حرارة أو برودة. د- تقرير حاله في نفس السامع هـ- بيان إمكانية وجود أو حصولها و- للمدح تحسين الممدوح: وهو تشبيه الأدنى بالأعلى فيقال: حصى كالياقوت إذا أردنا مدح الحصى ز- للهجاء أو التقبيح وهو تشبيه الأعلى بالأدنى فيقال: ياقوت كالزجاج فالياقوت أعلى من الزجاج هذا أردنا الذم .. ولا شك أن الأغراض متعلقة بالناطق وحاجاته المتجددة فلا حصر لها
6. رتب التشبيه = بلاغته في متلقيه: وهي موصولة بأنواعه وبمقتضى الحال، فمنها الحسن على تنوع درجاته واختلافها شدةً وضعفاً، وعلى موجباتها عند مبدعها ومناسبة ذلك عند مبتغيها ومقاصد ابتغائها عنده. ومنها القبيح .. ذلكم مجمل الخطة، وهذه تفاصيلها:
حد التشبيه:
لدراسة حد التشبيه لا بد من عرض بعض حدوده (تعاريفه) التي اشتقها العلماء لبيان حدود التعريف في قاعة البيان، فإذا جاوزت الحد من جهة دخلت في الاستعارة، وإن جزته من جهة أخرى كنت في المجاز، ولعلم أين تشتبك الاستعارة بالتشبيه؟ وأين يشتبك التشبيه بالمجاز؟ وأين تبرز الكناية؟ ومتى تختفي وراء الاستعارة والمجاز ... ؟!!
ورد التشبيه من غير تعريف عند بعض أهل العلم، وورد بحد يأوي إليه الدارسون والباحثون. أما ما كان من غير حدٍّ فذلك قول سيبويه (-):
((تقول: مررت برجلٍ أسدٍ أبوه، إذا كنت تريد أن تجعله شديداً، ومررت برجلٍ مثل الأسد أبوه، إذا كنت تشبهه)) [8]
(يُتْبَعُ)
(/)
فسيبويه يرى قولك: (برجل أسد أبوه) أمراً مختلفاً عن التشبيه لخلوه من ذكر أداة التشبيه، وملاحظة مجازية الإسناد إسناد صفة الأسدية إلى الأب، فكأنه يذهب به إلى الاستعارة، لكنه يرى في قول العرب (مثل الأسد أبوه) تشبيهاً لا استعارةً لقوة سلطان وسيلة التشبيه (مثل) ولا عبرة بمجازية الإسناد، فكأن أداة التشبيه تعد حدا فاصلاً بين التشبيه والاستعارة من جهة الصناعة، فإثباتها عنده تشبيه، وحذفها بمذهبه استعارة، ولا يأخذ بمقولة العرب: المقدر كالموجود على مذهب غيره من أهل العلم الذين لا يرون في غياب أداة التشبيه مشكلة تضر التشبيه، ولا يرى أن الاستعارة مجاز علاقته التشبيه. وما جئت به هنا هو استنباط من سياق الكلام وفحواه ومغزاه.
ومما كان من غير حد فقول ابن سلام الجمحي (- 231هـ) في امرئ القيس: ((واحتج لامرئ القيس من يقدمه ... وشبَّهَ النساَء بالظِّباء والبَيضِ، وشبه الخيلَ بالعقيان والعِصِيِّ، وقَيَّدَ الأَوَابِدَ، وأجاد التشبيه ... كان أحسن أهل طبقته تشبيهاً، وأحسن الإسلاميين تشبيهاً ذو الرُّمَّةِ .. )) [9]
فابن سلام يذكر أسباب تقديم امرئ القيس على أبناء طبقته الأولى في طبقات الجاهليين عند علماء البصرة [10] ومن يذهب مذهبهم من العرب، فقد جعلوا التشبيه سبباً من أسباب تقديم امرئ القيس على زهير والنابغة والأعشى، من غير أن يقدموا حداً للتشبيه، بل ذهب هؤلاء إلى أن التشبيهات متفاوتة بينهم في الجود والحسن، فجعلوا تشبيهات امرئ القيس تبلغ من الحسن ما لم تبلغه تشبيهات شعراء طبقته الأولى، وجعلت تشبيهاته تزداد درجة في الحسن والجمال على تشبيهاتهم على حسنها، فكانت سبباً من أسباب تقديمه عليهم، وذهبوا إلى تفاوت التشبيهات في الجودة كما تفاوتت في الحسن على إيهام أن الترادف في المعنى بين الحسن والجودة، على أن الجودة شرط غير كافٍ من شروط الحسن، والعكس لا يصح.
فثمة إدراك للتشبيه في أشعار الطبقة، وإدراك لاشتراك أشعارهم بالجودة والحسن وتفاوتها في كل منهما؛ مما يدعو إلى ترتيب شعرائها في طبقتهم بمقياس التشبيه في حسنه وجودته؛ فيعلو الشاعر بعلو تشبيهاته حسناً وجودة، ويدنو بدنوها من هاتين الجهتين. وسنعالج موضوع مقاييس الحسن [11] والجودة [12] من بعد.
وأما ماكان بحدٍ للتشبيه فمنه قول ابن رشيق القيرواني (- 456هـ): ((التشبيه صفة الشيء بما قاربه وشاكله من جهة واحدة أو جهات كثيرة، لا من جميع جهاته؛ لأنه لو ناسبه مناسبة كلية لكان إياه. ألا ترى أن قولهم: خد كالورد إنما أرادوا حمرة أوراق الورد وطراوتها، لا ما سوى ذلك من صفرة وسطه، وخضرة كمائمه .. )) [13]
فالتشبيه عند ابن رشيق مقاربة بين شيئين في صفة أو أكثر، أو مشاكلة (تقاطع على جهة الوفاق بين شيئين في صفة أو أكثر) والتشبيه لا ينبغي له أن يكون من جميع الجهات (لا من جميع جهاته) لأنه لو ناسبه مناسبة كلية كان إياه على نحو ما يقول ابن رشيق.
إن ابن رشيق جعل حذره من المطابقة جزءاً من حد التشبيه، فهو عنده مقاربة بين شيئين ومشاكلة بينهما، ذلك أن القرب يكون بغير تماس، ويكون بالمشاكلة أي التماس، ولو وقف عند لكان خيراً له ولنا، فلما أبرز حذره صراحة (والتشبيه لا ينبغي له أن يكون من جميع الجهات) فقد نبه المتلقين إلى أن يرى فاتحة التشبيه على اشتراك في الصفة نوعاً ومقدار، فخشي أن تتم من جميع الجهات فيكون الجهتان الشيئان المتشابهان شيئاً واحد، وهذا محض وهم ذلك أن التشابه في الصفة ليس في الدرجة والمقدار بل في بعض كل منهما، ولو تشابها من جميع الجهات فلن تلغي ذات ذاتاً؛ لأن المشابهة ليست في الصفة تامة بل في بعضها، وليست في مقدارها كله بل في بعضه دون سائره. ومن تعاريف التشبيه قول الطيبي شرف الدين الحسين بن محمد بن عبد الله (- 743هـ): ((وهو وصف الشيء بمشاركته الآخر في معنى، وهو يستدعي خمسة أشياء: الطرفين ليحصل، والوجه ليجمع، والغرض ليصح، والأحوال ليحسن، والأداة لتوصل.)) [14]
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي تعريف التشبيه هنا رؤية له في سياق غرض المبدع من التشبيه وهو الوصف أي التصوير، وكان المصطلح غائباً، والمعنى حاضراً في سياق الكلام، فجعله وصفاً على أنه صورة توافق غرضاً هو الوصف لإشباع الرغبة في الفن والجمال بالصورة أو التصوير؛ ليستمتع بالتصوير ويمتع غيره بالصورة التي يقدمها منجزة في إبداعه الفني.
ورأى التشبيه بمكوناته الخمسة وهي: طرفاه المشبه والمشبه به، ومن غير اجتماعهما صراحة أو تقديراً لا يسمى تشبيهاً، فحصول التشبيه لا يقع من غير اجتماعهما.
و وجه الشبه ليكشف عن موقع الاجتماع بين المشبه والمشبه به على جهة محسة أو جهة من جهات المعنى فالموقع المحس هو الظاهر المكشوف لحاسة من الحواس الخارجية، والاجتماع على معنى مدرك بحاسة من الحواس الداخلية، وقد يلد المعنى من المحس، وقد يتجسم المعنى فيتحول إلى محس، فكأنها عملية ارتجاعية في مرونتها الحركية من جهة إلى أخرى.
والغرض ليصح التشبيه فلا يكون لغواً إذا أجري لغير سبب ظاهر أو باطن أو مفترض خيالاً أو ذهناً، وينبغي للتشبيه أن يرعى مقتضى الحال التي اجتلبته من عالم النفس بعد الانفعال إلى عالم الحس. وأداة التشبية لتكون جسر الصلة بين ركني التشبيه المشبه والمشبه به. فهو من المتون التعليمية النافعة للطلبة التي تحاول التفصيل من غير إطالة أو إملال.
وأما أحمد الهاشمي فقد قال: ((التشبيه أول طريقة تدل عليها الطبيعة لبيان المعنى، وهو في اللغة التمثيل، وعند علماء البيان: مشاركة أمر لأمر في معنى بأدوات معلومة كقولك: العلم كالنور في الهداية .. فالعلم مشبه، والنور مشبه به، والهداية وجه الشبه، والكاف أداة التشبيه، فحينئذ أركان التشبيه أربعة: مشبه ومشبه به، ويسميان طرفي التشبيه، ووجه الشبه (الهداية)، وأداة التشبيه ملفوظة أو ملحوظة.)) [15]
جمع الهاشمي المعنى اللغوي والاصطلاحي ورؤيته إلى التشبيه على أنه طريقة لا غاية ولا هبة ربانية بل جزء مما هدت الطبيعة الإنسان إليه، والطبيعة هنا بمعنى الحاجة. وبتعريفه ينفتح الباب لدراسة أقسام التشبيه المذكورة في حد الهاشمي قسماً ليتم بذلك تصور تام للشبيه، ولتظهر مقدمات أنواعه المختلفة باختلاف الأقسام التي يوضع النوع في ضوئها، ولكل قسم أنواعه التي أخذت تسميتها من أحوال هذا القسم إثباتاً أو حذفاً.
ركنا التشبيه:
للتشبيه ركنان أساسيان هما المشبه والمشبه به، ومعنى أنهما ركنان يعني أن التشبيه لا يكون إلا بهما معاً، فإن حذف أحدهما صار الكلام استعارة، ودراستهما من جهة المادة والمعنى، أو الحسي والعقلي، فالحسي مادة والعقلي معنى. وهو أنواع منها:
1. أن يكونا حسيين: كل منهما محسوس بحاسة من الحواس الخمسة أو أكثر، من ذلك قول الله – عز وجل-: ? وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهنَّ بَيض مكنونٌ? [16] فأركان التشبيه هي: (هنَّ) مشبه يعود على النساء (قاصرات الطرف) عفة لا عجزاً، واسعات العيون لا ضيقات. والمشبه به (البيض المكنون) وأداة التشبيه (كأنَّ) ووجه الصيانة والحماية والعفة بطواعية وفطرة واضطرار دون اختيار، فهن في هذا كحال البيض المكنون بالقشرة أي المحمي بها، وفي القشرة حماية وبياض ونعومة أي جمال باضطرار دون اختيار. واضح أن المشبه (قاصرات الطرف عين) مما تقع عليه حاسة البصر واللمس، وكذلك المشبه به (بيض مكنون) مما تقع حاسة البصر وحاسة اللمس. ومن ذلك قولك: أنتَ كالشمسِ في الضياءِ، فقد اجمتع المشبه (أنت) والمشبه به (الشمس) وأداة التشبيه (الكاف) ووجه الشبه (الضياء) والغرض إظهار حال البشر التي تظهر في ضياء الوجه حسناً وجمالاً. وفي المشمومات قال التهامي [17]:
لو لم يكنْ أُقحُوَاناً ثَغرُ مَبسَمِهَا
ما كان يزدادُ طيباً ساعة السحرِ
وفي المسموعات كقول أبي الطيب المتنبي [18]:
وَدَعْ كُلَّ صوتٍ بعدَ صوتي فإنني
أنا الصائحُ المحكيُّ والآخَرُ الصدى
وقد يركب بعضها مع بعض، كقول كثير عزة [19]:
وما روضةٌ بالحزن طيِّبةُ الثَّرى
يَمُجُّ الندى جَثجَاثُها وعَرَارُها
بأطيب من أردانِ عزةَ مَوهِنَاً
وَقَد أوقدت بالمَندَل الرطب نارُها
كأنَّ على أنيابها بعد هجعةٍ
إذا ما نجومُ الليلِ حان انحدارُها
مُجاجةَ نَحلٍ صُفِّقَتْ بِمُدَامةٍ
مُقَطَّرَةٍ صَهباءَ طابَ اعتصارها
أُديف عليها المسكُ حتى كأنما
لطيمة داري يُفَتَّقُ فارُها
(يُتْبَعُ)
(/)
2_ وإما حسي وخيالي كقول الشاعر [1]:
وكأنَّ مُحمرَّ الشَّقيقِ إذا تَصَوَّبَ أو تَصَعَّدْ
أعلامُ ياقوتٍ نُشِرْنَ على رماحٍ من زبرجدْ
3 - وإما وهمي وحسي كقول البحتري يصف بركةً [2]:تَنْصَبُّ فيها وفودُ الماءِ مُعجلةً
كالخيلِ خارجةً من حبلِ مُجريها
4 - وإما عكسه كقول امرئ القيس [3]:
أتَقتلني والمُشرفيُّ مضاجعي ... ومسنونةٌ زرقٌ كأنيابِ أغوالِ
5 - وإما عقلي وحسي كقولك:
العلم كالنور، وكقول أبي العلاء [4]:
وكالنار الحياةُ فَمِنْ رَمادٍ ... أواخرها وأولها دُخانُ
6 - وإما عقليان كقولك: الضلال كالعمى، وكقول الشاعر [5]:
أخو العلمِ حَيٌّ خالدٌ بعدَ موتهِ ... صالهُ تحتَ التُّرَابِ رميمُ
وَذُو الجهلِ مَيْتٌ وَهْوَ ماشٍ على الثرى ... ـنُّ مِنَ الأحياءِ وهْوَ عديمُ
وقد صاغها السيوطي [6] في خمسة أنواع هي:
أ - تشبيه ما تقع عليه الحاسة بما لا تقع عليه اعتماداً على معرفة النقيض والضد كقوله تعالى: ?طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ? [7] ما تقع عليه الحاسة هو الحسي أو المادي، وما لا تقع عليه الحاسة هو العقلي أو المعنوي، فقد شبه (طلع شجرة الزقوم) بما لا يشك أنه منكر قبيح (رؤوس الشياطين) وإن لم ترها العيون أو تدركها الحواس، ومنه قول امرئ القيس: / ومسنونة زرق كأنياب أغوال/ فالحراب المسنونة (وهي مما تقع عليه الحاسة) حادة قاطعة كأنياب الأغوال التي لم تقع عليه الحاسة، ولا يشك في أنها قاطعة حادة إلى القسوة.
ب - تشبيه ما لا تقع عليه الحاسة بما تقع عليه: وهي الحال المعاكسة في الترتيب للسابقة، إذ قدم ما لا تقع عليه الحاسة (العقلي أو المعنوي) على ما تقع عليه الحاسة (الحسي أو المادي) وجعل من ذلك قول الله تعالى: ? والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء .. ? [8] فقد جعل إيمانهم كسراب فأخرج ما لا يحس وهو الإيمان (وقد عبر عنه بالعمل) إلى ما يحس وهو السراب، والمعنى الجامع بطلان التوهم مع شدة الحاجة وعظم الفاقة.
ت - إخراج ما لم تجرِ به العادة إلى ما جرت به: ? وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? [9] والجامع بينهما الارتفاع في الصورة. أما نتق الجبل فمعجزة لم تجر بها العادة ذلك أنها خرق للنواميس لا يقدر عليها سوى صاحب الناموس جلت قدرته، فجعل ذلك كالظلة وقد جرت العادة بها، ولو شاء لجعلها مما يجري به العادة، وكسر الناموس لدفع فكرة الحتمية الطبيعية عند وقوع المشيئة الربانية.
ث -إخراج ما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بها: ?سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ? [10] والجامع بينهما العظم، وفائدته التشويق إلى الجنة بحسن الصفة، وإفراط السعة.
ج - إخراج ما لا قوة له في الصفة إلى ما له قوة فيها من ذلك قوله تعالى: ?وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ? [11] والجامع بينهما العظم، وفائدة التشبيه إبانة القدرة على تسخير الأجسام العظام التي ليس فيها صفة الحركة إلى ما له هذه الصفة كالماء
طرفا التشبيه من جهة الإفراد والتركيب:
هما نوعان مفرد (بسيط) ومركب، أما المفرد ما كان الطرف فيه بسيطاً أي ما كان مؤلفاً من عنصر واحد غير قابل للتعدد أي التجزئة، من ذلك: وجهك كالشمس، ففيه المشبه (وجهك) مفرد بسيط، والشمس مفرد بسيط، وهو المشبه به ويسمى المفرد المطلق من القيود، أما المفرد المقيد نحو: الساعي بغير طائل كالراقم على الماء، فالساعي بغير طائل من سعيه، وهو المشبه، يعد عنصراً بسيطاً أو مفرداً بلغة القدماء مقيداً بقوله (بغير طائل)، والراقم وهو الطرف الثاني أي المشبه به عنصر بسيط مقيد بقوله (على الماء). أو مختلفان الأول من غير قيد والآخر مقيد: ثغره كاللؤلؤ المنظوم، فثغره بسيط مفرد مطلق من القيد، واللؤلو منظوم، واللؤلؤ مفرد بسيط لكنه قيد بقوله: المنظوم. والعين الزرقاء كالسنان، فالعين طرف بسيط قيد بوصفها (الزرقاء) و السنان طرف بسيط أطلق من أي قيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
التركيب: ومعناه أن أي الطرفين المشبه والمشبه به، يأتي مركباً من عناصر متعددة غير قابلة للإفراد، كقول الشاعر [12]:
كأنَّ سُهيلاً والنّجومُ وراءهُ ... فُ صلاةٍ قام فيها إمامُها
فلو أفرد سهيلاً لم يحسن التشبيه، فالتشبيه المركب يشير إلى أن الصورة مشهدية ترتبط بصورة أخرى بسيطة أو مركبة مثلها، فهو هنا ربط مشهد نجم سهيل والنجوم وراءه كإمام يتقدم صفوف المصلين يفعلون ما يفعلأو يتحركون بتحركه ويسكنون بسكونه، وجمالية المشهد علاقة التابعية، وحسن التظيم وضبط الإيقاع للحركة والأصوات ..
أو مركبان تركيباً إذا أفردت أجزاؤه زال المقصود من هيئة المشبه به، وذلك كقول الشاعر [13]:
وَكأنَّ أجرامَ النجومِ لوامعاً ... َرٌ نُثِرنَ على بساطٍ أزرق
فإذا قلت: إن النجوم تشبه الدر، وأن السماء تشبه البساط الأزرق، فقد جعلت المشهد الأول المشبه لا يكسب الهيئة المقصودة من تشبيه الصورة المركبة أجرام النجوم في السماء وهي لوامع بهيئة الدر المنثور على بساط أزرق، ولو لم يذكر اللون الأزرق لضاع من المشبه فكرة صفاء الجو من السحب أو الغيوم. والمراد لمعان النجوم في السماء الصافية كلمعان الدر على ذلك البساط الأزرق.
وإما مفرد بمركب كقول الخنساء [14]:
أغرُّ أبلجُ تأتمُّ الهداةُ بهِ ** علمٌ في رأسه نارُ
وإما مركب بمفرد نحو: الماء الملحُ كالسم.
التشبيه بالنظر إلى طرفيه من جهة الترتيب أو تعددهما
وهو أربعة أقسام: ملفوف ومفروق وتسوية وجمع.
- الملفوف: وهو جمع المشبه مع المشبه أولاً ثم الإتيان بالمشبهات بها ثانياً، كقول الشاعر [15]:
ليلٌ وبدرٌ وغصنٌ ... ووجه وقدُّ
- والتشبيه المفروق: وهو توالي التشبيهات باجتماع المشبه والمشبه به معاً في كل منها كقول الشاعر [16]:
النشر مسكٌ والوجوه دنانيرٌ ... افُ الأكفِّ عَنمْ
- وتشبيه التسوية: وهو أن يتعدد المشبه دون المشبه به كقول الشاعر [17]:
صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي
وثغره في صفاءٍ
وأدمعي كاللآلي
- وتشبيه الجمع: وهو يتعدد المشبه به دون المشبه، من ذلك قول الشاعر [18]:
كأنَّما يَبسمُ عن لؤلؤٍ
مُنَضَّدٍ أو بردٍ أو أقاح
تقسيم التشبيه بالنظر إلى وجه الشبه.
وهو أنواع منها:
1 - التشبيه التمثيلي: ويكون وجه الشبه فيه منتزع من متعدد، مثال:
وما المرءُ إلا كالشهابِ وضوئهِ
يوافي تمام الشهر ثم يغيبُ
وجه الشبه سرعة انقضاء العمر ..
2 - وغير تمثيلي: ما كان وجه غير منتزع من متعدد، مثال: وجهك كالبدر، أي في الحسن، وهو غير مشتق من متعدد.
3 - ومفصل: وهو ما ذكر فيه وجه الشبه:
يا شبيهُ البدرِ حُسناً ... وضياءً ومنالا
وشبيه الغصنِ ليناً ... وقواماً واعتدالا
4 - ومجمل: وهو ما حذف منه وجه الشبه، كقول العرب: النحو في الكلام كالملح في الطعام.
5 - القريب المبتذل: كتشبيه: الخد كالورد في الحمرة، زيد كالأسد في الشجاعة. وهو ما يكثر على ألسنة العامة والخاصة، وينتقل العقل بيسر من المشبه إلى المشبه به إلى وجه الشبه من غير إعمال للعقل أو تدبر للأمر.
6 - وبعيد غريب: يحتاج إلى تفكر وتأمل لإدراك مغزاه كقول الشاعر:
والشمس كالمرآة في كف الأشل
التشبيه قياساً بأدواته:
1 - إذا ذكرت أداة التشبيه فهو مرسل: الشنفرى كالطائر في السرعة، فهو مرسل من جهة ذكر الأداة (الكاف) وهو تام من جهة أركانه الأربعة، ومفصل من جهة وجه الشبه ... الخ
2 - وهو مؤكد إذا حذفت أداة التشبيه، أنت حاتم في الكرم أي كحاتم
3 - والتشبيه بليغ إذا اجتمع فيه حذف أداة التشبيه ووجه الشبه معاً، كقولك: زيد بحر، أي كالبحر في العلم أو الكرم.
أغراض التشبيه أو وظائفه:
أ - بيان حال المشبه:
إذا قامتْ لحاجتها تثنَّتْ ... كأنَّ عظامَها مِنْ خَيزرانِ
فغرض التشبيه أن جمال قوامها من لين عظامها لينا مجازياً.
ب – بيان إمكان حاله:
ويلاه إن نظرتْ وإن هي أعرضتْ ... وقعُ السهامِ ونَزعُهنَّ أليمُ
ج – بيان الحال والطريقة: كأنَّ مشيتها من بيتِ جارتها
مَرُّ السحابةِ لا ريثٌ ولا عَجلُ
د – تقرير الحال في نفس المخاطب إذا كان ما أسند إلى المشبه يحتاج إلى التثبيت والإيضاح بالمثال: إن القلوبَ إذا تنافرَ ودُّها ... مثلُ الزجاجةِ كَسْرُها لا يُجبرُ
هـ - بيان إمكان وجوده أو حصوله:
فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنتَ مِنهمْ ... فإنَّ المسكَ بعضُ دمِ الغَزالِ
و – المدح أو التحسين:
كأنَّكَ شمسٌ والملوكُ كواكبٌ ... إذا طلَعتْ لم يبدو منهنَّ كوكبُ
ز – الهجاء والتقبيح:
وإذا أشار مُحدِّثاً فكأنه ... قِردٌ يُقَهقهُ أو عَجُوزٌ تَلطِمُ
ح – طرافة التشبيه: أن يكون المشبه به نادر الحضور كما إذا شبه الفحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب.
ط – الندرة: أي ندرة حضور المشبه به في النفس بحضور المشبه، كقول ابن المعتز يصف الهلال:
انظر إليهِ كزورقٍ من فِضَّةٍ ... قد أثقلتهُ حمولةٌ من عنبرِ
والواقع أن أغراض التشبيه لا حصر لها.
قوة التشبيه وضعفه:
بالنظر إلى الأدوات أو الأركان: البليغ أعلاها رتبة، والمؤكد والمجمل في الرتبة الثانية، وأدناها تام الأركان، ويتقدم التمثيلي وإن كان مجملاً لانتزاع وجه الشبه فيه من متعدد، ويتقدم التشبيه الضمني والمقلوب إلى رتبة متوازية.
وللمزيد من الدرس في علم البيان تجدها على هذا الرابط الرائع
http://arabnaked.blogspot.com/2006/12/blog-post_5549.html
للأستاذ/عبد الكريم حسين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 12:12 ص]ـ
بوركت عمر، ألم تفكر بعد في وضع درس آخر من دروس النحو؟؟!
ننتظرك!!
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 06:40 م]ـ
بوركت عمر، ألم تفكر بعد في وضع درس آخر من دروس النحو؟؟!
ننتظرك!!
أخي (مغربي)
الفكرة موجودة , ولكن احتاج للمزيد من الوقت.
بارك الله فيك ونفع بك.(/)
أتمنى المساعدهـ ... وجزاكم الله خيراً
ـ[فصيحة]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 04:54 ص]ـ
:::
اولاً. أنا حللت ضيفه عليكم
رآجيه من الله ثم منكم المساعدهـ بأسرع وقت .. لآن مصيري قد يكون بهذا البحث
... انا طُلبت بحث من قبل احد الدكاترهـ .. وبحكم تخصصي العلمي
لم اعرف اجب على هذا البحث .. فاتمنى منكم المساعدهـ
ينص البحث على ..
نأتي بقصيدهـ بمدح الرسول
ونظهر ثلاث جمل او اخبار مؤكدهـ وسر توكيدها
وثلاث جمل خاليه من التوكيد وسر ذالك
وثلاث جمل مسند اليه معرف بأسم موصول وسره البلاغي
وثلاث جمل معرف بسم الاشاره وسرها البلاغي
وثلاث جمل معرف بأل التعريف
وجمله للمذكور وجمله للمحذوف في المسند اليه والسر البلاغي
وجمله فيها مسند اليه منّكر (اي نكرهـ)
اتمنى الرد باسرع وقت .. حقيقتاً اخذت الوقت الكثير بالبحث عنها لكن بلا جدوى
سأدعي لمن يسعفني بالاجابه بظهر الغيب
وجزاكم الله الف خير
ـ[الحامدي]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 03:29 ص]ـ
أختي الكريمة فصيحة.
مرحبا بك ضيفة عندنا، وبالنسبة إلى طلبك؛ فليس من سياسة أهل المنتدى ــ كما فهمت ــ أن ينوبوا عن الطلاب في القيام بواجباتهم الدراسية وبحوثهم الجامعية، إذ أن ذلك من الغش المذموم.
ولكن هناك توصيات ونصائح سأسديها إليك، قد تساعدك:
اختاري أنت القصيدة ــ بانت سعاد مثلا ــ، ثم قومي بحل الواجب وعرضه علينا في المنتدى، وحينها سنقوم بالتصحيح وتوجيهك إلى الصواب إن شاء الله.
هذا؛ وعليك استعمال الفصحى في كتابتك، وتجنبُ بعض مناهي الألفاظ والعبارات، كقولك: "مصيري قد يكون بهذا البحث"، فإن مصيرك بيد الله تعالى، لا غيره.
مع تحياتي.
ـ[الحامدي]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 04:11 م]ـ
أحيلك ــ أختاه ــ إلى بعض المواضيع التي قد تفيدك:
http://www.labagrut.net/vb/showthread.php?t=2316
http://www.bh4all.com/forums/index.php?showtopic=10268
والرابطان حول قصيدة "بانت سعاد".
مع تحياتي.(/)
الاحتباك في القران الكريم -دراسة بلاغية- (الحلقة الاولى)
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 05:56 م]ـ
:
::
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى
وبعد /
اخوتي وزملائي في المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساقوم بعون الله ومشيئة بعرض الاحتباك في اللغة والاصطلاح وماأخذه عند العلماء قديما وحديثا فنقول بعد حمد الله وشكره أنَّ هذه الدراسة تقوم على كشف الحجب عن نوعٍ نفيسٍ من أنواع الحذف في اللغة العربية الكريمة ذكره بعض العلماء والمفسرون في كتبهم دون تفصيل وتبيين.
فقامت هذه الدراسة على جمع هذه النتف القليلة التي وردت في كتب أهل البلاغة والتفسير , وفهم الآلية التي يقوم عليها هذا النوع من الحذف , ومن ثمَّ طبقنا هذه الآلية على القران الكريم , فكانت دراستنا (الإحتباك في القرآن الكريم: دراسة بلاغية) وكان اختيارنا للتطبيق في القرآن الكريم عن قصدٍ ليكتمل عقد المنفعة ببركة هذا الكتاب الكريم , وللاحاطة بأنواع هذا النوع من الحذف , حيث عُلِمَ هذا المفهوم من خلال تفسير بعض آيات القران , فهو علمٌ قراني في بداية أمره لذلك فإن اختياره في القران يزده شرفاً وتبياناً ورفعةً وسماءً.
ونبدأ بحد هذا الفن في اللغة والاصطلاح:
الإحتباك لغةً
الإحتباك من الحبك ومعناه ((الشدُّ والإحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب)) (1) , وجاء في اللسان: ((الحبك الشدُّ, واحتبك بإزاره: احتبى به وشدَّه إلى يديه, والحبكة أن ترخي من أثناء حجزتك (2) من بين يديك لتحمل فيه الشيء ما كان , وقيل الحبكة: الحجزة بعينها ومنها اخذ الإحتباك بالباء وهو شدُّ الإزار)) (3).
ومما جاء بهذا المعنى ما روي عن عائشة – رضي الله عنها – إنها كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة , أي تشد الإزار وتحكمه (4) , قال أبو عبيد (ت 226هـ): ((الإحتباك: شد الإزار وإحكامه , يعني أنها كانت لا تصلي إلا مؤتزرة ((…….)) ويروى في قوله تعالى ((والسماء ذات الحبك)) (الذاريات: 7) حسنها واستواؤها)) (5).
قال الجوهري (ت 398هـ): ((الحباك والحبيكة: الطريقة في الرمل ونحوه ……وحبك الثوب يحبكه – بالكسر – حبكاً أي: أجاد نسجه, قال ابن الأعرابي: كل شيءٍ أحكمته وأحسنت صنعه فقد احتبكته)) (6).
وجاء في العين ((حبكته بالسيف حبكا, وهو ضرب في اللحم دون العظم ويقال: هو محبوك العجز والمتن إذا كان فيه استواء مع ارتفاع قال الأعشى:
على كل محبوك السراة كأنه عقاب هوت من مرقب وتعلت (7)
أي ارتفعت , وهوت: انخفضت , والحباك: رباط الحضيرة بقصبات تُعَرَّض ثم تُشَدُّ كما تحبك عروش الكرم بالحبال, واحتبكت إزاري شددته)) (8).
فالإحتباك إذاً هو شَدُّ الإزار, وكل شيءٍ أحكمته وأحسنت صنعه فقد احتبكته.
الإحتباك اصطلاحاً
أما في الاصطلاح البلاغي فقد بَيَّنَ الإمام جلال الدين السيوطي الصلة بينه وبين المعنى اللغوي فقال: ((مأخذ هذه التسمية من الحبك الذي معناه الشد والأحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب فحبك الثوب سد ما بين خيوطه من الفرج وشده وإحكامه بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق وبيان أخذه منه من أن مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفرج بين الخيوط فلما أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه فوضع المحذوف مواضعه كان حابكا له مانعا من خلل يطرقه فسد بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسبه من الحسن والرونق)) (9).
فعند سماع لفظ (احتباك) لأول وهلة يتراءى للذهن تلك الصورة من تداخل خيوط نسج الثوب أو قطع القصب مع بعضها وتفاوتها عن بعضها, كما توحي اللفظة بتراص الخيوط مع بعضها بحيث تندثر بينها الفرج التي تبدو عند عملية النسج البدائية, من خلال سحب هذه الخيوط بأصابع اليد , فهو عملية نسج من غير ترك فروج بين الخيوط او قطع القصب او مما ينسج منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
عُرِفَ الإحتباك عند العلماء بأكثر من اسم , وعرفوه بأكثر من تعريف, فقد عُرِفَ عند الزركشي (ت 794هـ) بالحذف المقابلي وعرفه بقوله: ((هو أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كلِّ واحدٍ منهما مقابله لدلالة الآخر عليه)) (10) , وذكره علي الجرجاني (ت 816هـ) باسم (الإحتباك) وورد عنده بكلام الزركشي نفسه (11) , وكل من جاء بعد الجرجاني سماه (الإحتباك) ,وقال عنه البقاعي–رحمه الله– (ت 855 هـ) في أحد المواضع: ((أن يؤتى بكلامين يحذف منهما شيءٌ إيجازاًَ, يدل ما ذكر على ما حذف من الآخر)) (12) ,وذكره السيوطي (ت 911 هـ) في تعريفه بأنه: ((أن يحذف من الأول ما اثبت نظيره في الثاني , ومن الثاني ما اثبت نظيره في الأول)) (13) , أما من المعاصرين فقد ذكره عبد الفتاح الحموز وقال عنه: ((أن
يحذف من الأول ما اثبت في الثاني, ومن الثاني ما اثبت في الأول)) (14) , وذكر الشيخ الشعراوي -رحمه الله- للإحتباك اسماً أخر وهو (تربيب الفائدة) وقال عنه: ((وهذا ما يسميه العلماء احتباكاً , وهو أن يأتي المتكلم بأمرين كلُّ أمر فيه عنصران المتكلم يريد أن يربي الفائدة بإيجازٍ دقيق فيجيء من العنصر الأول عنصر ويحذف مقابله من العنصر الثاني , ويجيء من العنصر الثاني عنصرٌ ويحذف مقابله في الأول)) (15).
وهذه التعاريف لا نراها شاملة , لأنَّ بعضها قيد الإحتباك بين الجمل المتقابلة , وبعضها قيدها بالتناظر , والآخر بالمثل أو المتشابه, والإحتباك أصلاً يشمل هذه الأنواع كلها , فيقع بين الألفاظ الضدية , وكما يقع بين الألفاظ المتشابهة , أو المتناظرة , أو بين المنفية والمثبتة , وقد يشترك نوعان منها في نصٍ واحد فيكون احتباكاً مشتركاً , وربما عنى العلماء بالتقابل والتناظر والتشابه , التناظر الوزني بين الجملتين لا العلاقات الضدية والمتناظرة ... الخ , أي إذا حذف من الجملة الأولى شيءٌ عوض عنه في الجملة الثانية , وإذا حذف ن الجملة الثانية شيءٌ عوض عنه في الجملة الأولى ما يدل عليه , ولذلك يحصل نوع من التوازن كما هو الحال في كفتي الميزان , ومنه تستنبط دلالة التقابل , أما كلام البقاعي فنراه الاقرب وذلك لأنَّه لم يحده بنوع معين من العلاقة بين الجمل المذكورة والمحذوفة , ولكن مع هذا يحتاج تعريفه إلى التوضيح والتبيين , ولهذا قمنا بوضع تعريف نراه شاملاً وموضحاً للاحتباك إلى حَدٍّ كبير , ونحن عند وضع هذا التعريف لا يعني أننا نأتي بشيءٍ جديد , ولكن هذا التعريف مستسقى من كلام معظم العلماء الذين ذكروا الإحتباك , مع التأليف بين النصوص لوضع صورة كاملة للاحتباك فنقول هو ((أن يؤتى بكلامين في النص في كلٍ منهما متضادان , أو متشابهان , أو متناظران , أو منفيان , أو يشترك نوعان منهما في نصٍ واحد , فيحذف من احد الكلامين كلمة , أو جملة إيجازاً يأتي ما يدل على المحذوف في الثاني , ويحذف من الثاني كلمة أو جملة أيضاً قد أتى ما يدل عليها في الأول , فيكون باقي كلٍّ منهما دليلاً على ما حذف من الأخر , ويكمل كل جزءٍ الجزء الأخر ويتممه ويفيده من غير إخلال في النظم ولا تكلف)).
وانتظرو المزيد عن هذا الفن البلاغي الذي قل من تنبه له او نبه عليه من اهل العلم كما يقول السيوطي.
د. عدنان الاسعد العراقي
جامعة الموصل
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 06:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً دكتور عدنان وبارك الله في جهدك ... أفدنا بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك ...
ـ[ضاد]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 06:14 م]ـ
موضوع سأكون أول القارئين له والمنتظرين لحلقاته.
ولعلي في السياق أذكر كتاب المرحوم سيد قطب: التصوير الفني في القرأن الكريم, وقد ذكر فيه شيئا من أساليب الجمال والقصة في القرآن.
بوركت أستاذي د. عدنان.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 01:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل الدكتور عدنان الأسعد، ونفع بكم وبعلمكم ..
ونحن بانتظار ما يجود به قلمكم، وسنحاول جاهدين أنْ نغوص في بحر علمكم، سائلين المولى أنْ يوفّقكم في طرحكم، وأنْ يفتح أقفال قلوبنا عسى أنْ يعود كلّ واحد منّا بلؤلؤة كريمة أو عقد نظيم من درر هذا الفنّ البديع ..
ـ[أبوالروس]ــــــــ[19 - 01 - 2007, 07:01 م]ـ
الدكتور: عدنان الأسعد
بارك الله فيك وفى تأصيلك لفن الاحتباك
وكنا نرجو منك دراسة أسلوبية فى بعض أمثلة القرآن والشعر قديمه وحديثه
لفن الاحتباك 0
وأنا أعلم بمدى العناء الذى ستتكلفه فى سبيل إبراز القليل من أساليب الاحتباك فى ظل عدم إجماع البلاغيين القدماء على تحديد مفهومه0
ولكـ خالص الشكر والتقدير
ـ[سديم2001]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 08:40 ص]ـ
لعلي لا أستبق الأحداث إذا قلت لك: (بالمثال يتضح البيان).
ـ[منى ضو الحويج]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 02:08 م]ـ
اخي الدكتور عدنان الاسعد لقد افدتنا في توضيحك لفن الاحتباك ونرجو منك ان توضح لنا فن العدول في سورة البقرة
ولك مني خالص الشكر والتقدير ............(/)