- النور شعاع الضياء وسطوعه!!! تأمّل هذا القول لابن منظور في (لسان العرب)، فإنه قول في غاية العجب!!! لأنه يطابق تماماً ما أكّده العلم الحديث (ولو بمصطلحات أخرى)، ويطابق الوصف الذي جاء في موسوعة كوليير: النور هو أشعّة الطيف فقط، أو الأشعّة المرئية. أما الضوء فهو خليط منها جميعاً، أي خليط من الأشعّة المرئية وغير المرئية!!!
- الضياء فيه حرارة + احتراق + طاقة + وهّاج + اشتعال. النور ليس في داخله طاقة ولا احتراق + وهو انعكاس للأشعّة الساقطة على جسم ما.
- الضياء يأتي من الجسم المضيء بذاته. والنور هو انعكاس للضوء على جسم ما.
- استعمل الضياء في وصف الصبر. والنور في وصف الصلاة .. ولك أن تعلم الآن لماذا تكون الصلاة نوراً للمسلم في قبره، ولا تكون ضياءً .. فالضياء فيه حرارة وشدّة كما تقدّم ..
المبحث السابع: الكشف عن سرّ استخدام القرآن للضياء في وصف التوراة:
ما الذي يفرق التوراة عن القرآن الكريم والإنجيل، وغيرهما من الكتب السماوية؟ ولماذا وصف الله تعالى شريعة موسى – عليه السلام - بالضياء؟
للإجابة عن هذا السؤال علينا أن نعرف كيف كان حال بني إسرائيل قبل نزول التوراة، ثم ماذا حلّ بهم عند نزولها، وما الذي جاء بعدها ..
لقد قصّ علينا القرآن الكريم في سورة البقرة ما كان من بني إسرائيل، ثم ختمت السورة الكريمة بآية ملفتة للنظر، جاء فيها قول الحقّ تبارك وتعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286].
لقد جاءت هذه الآية الكريمة بصيغة دعاء لله سبحانه وتعالى بأن لا يحمل على أمّة محمد صلى الله عليه وسلم إصراً كما حمله على الذين من قبلهم. وممّا لا شكّ فيه أن هذا الدعاء يرتبط مباشرة ببني إسرائيل، لأن كلمة (قبلنا) تدلّ دلالة واضحة عليهم خاصّة – فإن السورة خصصت معظم آياتها في الحديث عنهم - وعلى غيرهم من الأقوام بشكل عامّ.
فما هو الإصر الذي تتحدّث عنه الآية؟ وما الذي حمله الله تعالى على بني إسرائيل خاصّة؟ لاسيما أن الإصر في هذا السياق يبرز كمشقة لا يطيقها المرء ولا يقدر عليها، ويشير إلى أن فيه عقوبة، إن لم تكن عقوبات شديدة ..
يقول الراغب الأصفهاني: الإصر: عقد الشيء وحبسه بقهره. قال تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} [الأعراف: 157] أي الأمور التي تثبطهم وتقيّدهم عن الخيرات وعن الوصول إلى الثوابات. وعلى ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} [البقرة: 286]. والإصر العهد المؤكّد الذي يثبط ناقضه عن الثواب والخيرات، قال تعالى: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} [آل عمران: 81].
ويقول الزمخشري: الإصر: العبء الذي يأصر حامله أي يحبسه مكانه لا يستقلّ به لثقله، وقد استعير للتكليف الشاقّ من نحو قتل الأنفس وقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب. ويُطلق الإصر أيضاً على العهد والميثاق لثقلهما كقوله تعالى: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} [آل عمران: 81] أي عهدي وميثاقي. وكقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} أي التكاليف الشاقة. وقوله تعالى {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} المراد به ما كُلف به بنو إسرائيل من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في الزكاة ومن أصاب ذنباً أصبح وذنبه مكتوب على باب داره، ونحو ذلك من الأثقال والآصار التي فُرضت عليهم.
فالله سبحانه وتعالى فرض على بني إسرائيل تكاليف شاقّة، من ذلك قتل أنفسهم، إذا وقعوا في الكبيرة كقتل نفس بغير حق. وقطع اليد أو الرجل أو السراويل، إذا أصابها نجس. وفرض عليهم ربع أموالهم في حالة الزكاة. فكانت هذه الآصار عقوبات لهم لما فعلوه من قتل للأنبياء وخيانة عهد الله وأكلهم الربا وما إلى ذلك، قال تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء: 160 - 161].
وتشير الآية إلى أن الله سبحانه وتعالى كان قد أحلّ لهم الطيّبات، ولكنهم لما ظلموا وتعدّوا حدوده سبحانه حرّم عليهم تلك الطيبات عقاباً لهم. والقرآن الكريم يخبرنا أن هذه الآصار والأغلال لم تكن موجودة قبل نزول التوراة، قال تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93]. وفي هذا دحض لزعم يهود بأن الله تعالى حرّم عليهم الطيبات قبل نزول التوراة.
إذن قبل نزول التوراة كان كل الطعام مباحاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم يعقوب – عليه السلام – على نفسه. وبعد نزول التوراة حرّم الله عليهم كل ما فيه شبهة كبيرة، ككل ذي ظفر وكل ذي مخلب، كما وحرّم عليهم الطيّبات عقاباً لهم، بسبب ظلمهم وبغيهم وفسوقهم. فتكاليف التوراة التي أنزلت مع موسى – عليه السلام - لبني إسرائيل كانت شاقّة وثقيلة ومكبّلة بآصار وأغلال ..
ولمّا أراد الله تعالى أن يخفّف عنهم برحمته ورأفته من تلكم الآصار التي فرضها عليهم من قبل، بعث لهم أنبياء يتتالون لتعليمهم دينهم والأخذ على أيديهم من جهة، ولتخفيف الأثقال عنهم من جهة أخرى، وانتهى عهد أنبياء بني إسرائيل بعيسى - عليه السلام. فلمّا بعث الله تعالى المسيح ابن مريم - عليهما السلام - إلى بني إسرائيل أراد أن يخفف عنهم، فأحلّ لهم بعض اللحوم التي كانت محرّمة عليهم، وقيل حلّل لهم لحم الإبل وبعض الطيور، قال تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 50].
ولمّا بعث الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم – فجاء أيضاً بأمر من الله ليخفّف عنهم، قال تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].
قال عطاء: كان بنو إسرائيل إذا قاموا للصلاة لبسوا المسوح وغلوا أيديهم إلى أعناقهم، وربما ثقب الرجل ترقوته وجعل فيها طرف السلسلة وأوثقها إلى السارية يحبس نفسه على العبادة. وهذه من الآصار التي فرضوها على أنفسهم ظناً منهم أنهم ينفّذون أوامر الله. والواقع أنهم خالفوا أوامر الله وغلوا في دينهم غلواً كبيراً. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخفّف عنهم هذه المشقات وهم يعرفون أنه نبي آخر الزمان.
إذن بنزول التوراة حمل الله تعالى على بني إسرائيل إصراً ثقيلاً وكبّلهم بأغلال شديدة، فكانوا هم الوحيدين من بين القرون الغابرة الذين حملهم ربّ العزّة أموراً في غاية المشقّة والإرهاق، عقاباً لهم على ما قاموا به من قتل للأنبياء وأكلهم السحت والحرام وعدوانيتهم الدائمة على الآخرين وعلى أنفسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد بات الأمر إذن واضحاً وجلياً .. فالتوراة فيها نور، ولكنها في الوقت نفسه ضياء .. لأن شريعة موسى - عليه السلام - فيها آصار وأغلال وتكاليف تحرق .. أما الشرائع الأخرى، ونخصّ بها الشريعة الخاتمة فإنها يسر كلها. فشريعته صلى الله عليه وسلم حنيفية سمحة، أما شريعة موسى عليه السلام فشديدة .. كان اليهودي إذا أذنب يُكتب الذنب على جبينه، فإذا شرب الخمر في الليل خرج في الصباح مكتوب على جبينه شرب الخمر، وكان إذا أصاب البول بشرة أحدهم قطع البشرة. أما نحن فشريعتنا سمحة، قال تعالى {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]. ولله الحمد والشكر ..
يقول أبو الفرج الحنبلي: " لقد وصف الله شريعة موسى بأنها ضياء كما قال عزّ وجلّ {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء: 48]، وإن كان قد ذكر أن في التوراة نوراً كما قال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ} [المائدة: 44]، لكن الغالب على شريعتهم الضياء لما فيها من الآصار والأغلال والأثقال. ووصف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بأنها نور لما فيها من الحنيفية السمحة /19/.
والله تعالى أعلم.
المصادر:
/1/ الأَضداد في اللغة، ابن الأنباري، ص 7.
/2/ الصاحبي: ص 114 - 115. وانظر ص 116 و ص 327. وانظر المزهر: 1/ 405 - 465.
/3/ الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، ص 16.
/4/ الإعجاز البياني للقرآن الكريم، الدكتورة عائشة عبد الرحمن، ص 220.
/5/ الفروق اللغوية، ص 348.
/6/ المفردات، الراغب الأصفهاني، ص 303.
/7/ المفردات، ص 510.
/8/ مفردات اللغة في الفروق، ص 178.
/9/ عمدة الحفاظ، 2/ 450.
/10/ عمدة الحفاظ، 4/ 266.
/11/ بصائر ذوي التمييز، 5/ 133.
/12/ معجم كشاف المصطلحات، ص 1108 - 1110. و ص 1731.
/13/ موسوعة كوليير، 16/ 522.
/14/ مباحث في إعجاز القرآن، ص 181.
/15/ إعجاز القرآني البياني، ص 415.
/16/ جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم، ص 216 - 217.
/17/ المرجع السابق، ص218.
/18/ شرح رياض الصالحين، 1/ 102 - 103.
/19/ جامع العلوم والحكم، ص 218.
يتبع ..
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[23 - 03 - 2006, 11:35 م]ـ
أخي لؤي الطيب
السلام عليكم
كلام رائع فعلا ينم عن علم جم وهو جهد عظيم تشكر عليه، أدعو الله أن يزيدك منه وينفعنا بنوره.
لكن أود قبل أن نناقش ما تفضلت به تفريق بين الضياء والنور، بأن تلقي -أخي لؤي- لنا ضوءا حول اللمسة البيانية في ورود لفظة النور في القرآن مفردة، مقابل ورود لفظة الظلمات التي هي جمع ظلمة أو ظلام كثيرا في القرآن؟
بمعنى آخر ألم يكن من الأولى أن ترد لفظة النور جمعا (أنوار)، مقابل ورود لفظة الظلمات جمعا؟
ولك التحية
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 04:22 ص]ـ
الأخ الفاضل يوسف ..
نضّر الله وجهك، وعصب كل خير بحالك ..
بداية شكر الله لك كلماتك الطيّبة .. وإني أعتذر عن التأخّر في الردّ على مشاركتك .. ولكن للظروف أحكام كما يقولون ..
أما لماذا أفرد القرآن الكريم (النور) وجمع (الظلمات)، فقد يكون لسببين:
الأول: أن النور سواء أكان المراد به كتاباً يهدي إلى الرشد، أو حُجّة تكشف النقاب عن الشبهات، أو رسولاً يدعو الناس إلى الحقّ، أو إيماناً يعمر به قلب المؤمن، أو عملاً يحقّق لصاحبه رضوان الله تعالى .. فكل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى. ولهذه الاعتبارات وُحّد النور في القرآن تبعاً لوحدة مصدره، وهو الله نور السموات والأرض.
أما الكفر والضلالة فقد تعدّدت أسبابها ومصادرها. فالشيطان ضالّ مضلّ، والأهواء مضلّة، وأصدقاء السوء ضالّون مضلّون .. فلهذا تعدّدت الظلمات تبعاً لمصادرها ..
والسبب الثاني قد نستخرجه من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} [النور: 39 - 40].
فالملاحظ هنا أن أعمال الكافرين قد شُبّهت بظلمات بعضها فوق بعض. وهو تشبيه لصورة مخيفة مرعبة .. فالبحر وحده خطر على مَن يركبه، فكيف إذا كان هذا البحر ملفوفاً بظلمات من كل جانب، وهذه الظلمات لا سبيل إلى الخلاص منها، والبحر هائج ثائر، الموج فيه طبقات بعضها فوق بعض، وفوق الموج سحاب يملأ الأفق ويسدّ منافذ النور والضياء!
ولذلك فقد يراد بـ (الظلمات) في هذه الآية الكريمة الظلمة الشديدة، والجمع مستعمل في لازم الكثرة وهو الشدّة. فالجمع هنا كناية، لأن شدّة الظلمة تحصل من تظاهر عدّة ظلمات، فمثلاً ظلمة ما بين العشاءين أشدّ من ظلمة عقب الغروب، وظلمة ما بعد العشاء أشدّ مما قبلها.
وأياً كان السبب في هذه التفرقة، فإن المقصود في النهاية - والله أعلم - هو إعلام الناس بأن النور ليس بالحول ولا بالقوّة، بل بفضل الله، يؤتيه الله من يشاء .. وأن مصدر النور والهداية بيد الله تعالى وحده، ومن أراد أن يتعرّض لهذا النور وأن يسلك سبله فعليه بالإسلام وبنور هدايته ..
نسأل الله أن ينير قلوبنا وبصائرنا بنوره، وأن يهدينا سبيل الرشاد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الفاضل يوسف الساريسي – حفظه الله
بداية أقول منبّهاً لنفسي ولغيري: إنني لست ممّن يريد أن يوقع التباين ويوسّع التأويل .. ولكن المحفّز عندي هو توخّ الحقّ في تضاعيفه وأثنائه، وإبراز الصدق في إثباته وإيضاحه .. ولئن كنت قد أخطأت في نظري القاصر لبعض الأمور .. فإن الغلط من النفس والشيطان، والزلّة من قلّة العلم والنسيان ..
ولا أخفيك - أخي الفاضل - أنه بعد أن تبيّن لي الفرق بين الضياء والنور، واتضح لي أن القرآن الكريم لم يصف أياً من كتب الله تعالى بالضياء إلا التوراة، فإني بدأت أميل أكثر فأكثر إلى ترجيح الزمخشري، بأن يكون (الضياء) حالاً بتقدير: [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وآتينا به ضياءً وذكراً] بمعنى أنه في نفسه ضياء وذكر، أو بتقدير: [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وآتيناهما بما فيه من الشرائع والمواعظ ضياءً وذكراً].
والسبب في ذلك أنني لم أجد في القرآن الكريم أن الكتب تُجعل (ذكراً)، وإنما يؤتى بها ذكر ..
قال تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا} [طه: 99]. وقال تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء: 2]. وقال تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ} [الشعراء: 5] .. وهكذا.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 12:22 م]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي طيب الله أنفاسك وبارك الله في علمك.
مما لا يخفى عليك -أخي لؤي- أن اللغة العربية تنقسم إلى الحقيقة والمجاز من زاوية الألفاظ ومعانيها.
وتقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام هي: الحقيقة اللغوية، والحقيقة العرفية أو الاصطلاحية، والحقيقة الشرعية.
والأولى في التقديم هو الحقيقة الشرعية ثم العرفية الاصطلاحية ثم الحقيقة اللغوية، وأخيرا يلجأ إلى المجاز إذا تعذر الحمل على الحقيقة.
وهناك في اللغة أيضا الترادف والاشتراك، وكلاهما يثري اللغة العربية ولا يعيب هذه اللغة أو ينقص من قدرها وجود كليهما. والقول بنفي الترادف في اللغة قول مرجوح وهذا كمن ينفي الاشتراك وهذا غير ممكن، وأظن أننا لسنا في هذا المقام لحسم الاختلاف حول هذه القضية.
أما بشأن ما تفضلت به في المشاركة رقم (26) حول "الضياء والنور"، فأنا لم أقل أنه لا يوجد فرق بين الضياء والنور، وإنما نقلت لك كلاما من بعض المعاجم التي لا تسند الرأي الذي ذهبت إليه في قولك في المشاركة رقم (20) أن المعاجم لغة العرب تذكر أن هناك فرقا بين الضياء والنور, ولكنك استدركت لاحقا بقولك "لا جرم أن أصحاب المعاجم اللغوية فسروا كثيرا من الكلمات بمعنى واحد، والسبب ما ذكرناه .. ".
وأنا أتفق معك تماما أخي لؤي على وجود فرق بين معنيي لفظتي النور والضياء، لكن الخلاف كان وما زال في تحصيل هذا الفرق بالاستناد إلى دليل قاطع أو يغلب على الظن من الشرع أو اللغة. وقد نقلت لنا الفرق بين معاني اللفظتين من بعض المراجع اللغوية، وخلصت إلى القول أن الضوء أخص من النور، وأنه أثم وأكمل منه، وأن الضياء نور قوي، وأن النور أعم والضياء أخص.
وأوردت معاني للضياء والنور من اصطلاح العلم الحديث، وخلاصة القول فيه أن الضوء ذاتي وأن النور عرضي، أو أن النور هو أشعة الطيف فقط أو الأشعة المرئية، أما الضوء فهو خليط من الأشعة المرئية وغير المرئية. وعندي تعقيبان على هذا الأمر:
1. إن هذا المعنى الاصطلاحي في العلم الحديث يتناقض مع المراجع اللغوية التي نقلت منها بل يقلب المعنى رأسا على عقب، إذ يعتبر أن النور أخص من الضوء، لأن الضوء خليط من الأشعة المرئية وغير المرئية في حين أن النور هو الأشعة المرئية فقط.
2. والأمر الثاني أن اللاحق لا يلزم السابق، والقرآن أسبق من العلم الحديث واصطلاحاته، فلا يجوز أن نعطي القرآن معنى اختاره العلم الحديث ونلزم أفهامنا لألفاظ القرآن بهذا الاصطلاح، ولو كان ذلك مشهور قبل تنزل القرآن لأمكن الأخذ به.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك أخي لؤي فعند البحث والتمحيص لاستنباط واستخلاص معنى محدد للفظة كالنور لا يمكن الاستدلال بآية واحدة هي (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) والاعتماد عليها فقط وترك جميع المعاني الأخرى المستخدمة لهذه اللفظة، لماذا لم تعمل النصوص التي تتحدث عن أن الملائكة من نور، أو أن إضاءة زيت الزيتون هو نور على نور مثلا؟ فأنا قد أقبل هذا القول بالنسبة لنور القمر ولكن ليس لمطلق هذه اللفظة في القرآن والسنة واللغة.
أما القول بأن التوراة ضياء لأن شريعة موسى عليه السلام كانت ثقيلة التكاليف ومشقتها لا يطيقها المرء وأنها مكبّلة بآصار وأغلال، وبالتالي فالتوراة ضياء وفيها نور ولكن الغالب على الشريعة هو الضياء لما فيها من الآصار والأثقال. فعندي على هذا القول تعقيبين:
1. أن هذا الوصف هو للشريعة فقط وليس للتوراة ككتاب وهذا يعني أنك تفسر الضياء بالشريعة وليس التوراة.
2. إن القول بان الضياء فيه حرارة وشدة وهذا يعني المشقة والكلفة يخالف قولك السابق بأن الضياء أتم وأكمل من النور، فكيف هو أتم وأكمل في حين أنه مشقة في حين أن النور هو كالحنيفية السمحة.
خلاصة القول وعودا على بدء، فإنني لم أجد في قولك ما يدل على وجود معنى شرعي لهاتين اللفظتين، وما أوردته من معاني اصطلاحية في العلم الحديث لا يقيد ولا يُلزم المعنى اللغوي في لغة العرب حين تنزُّل القرآن، فلا يبقى لنا إلا أن نأخذ بالمعاني اللغوية. وفي اللغة تطلق هاتين اللفظتين إما بمعناهما الحقيقي أو المجازي حسب سياق النص والقرائن.
وقد وردت كلمة ضياء في القرآن على الحقيقة اللغوية في أربعة مواضع هي:
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) البقرة
(يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) البقرة
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا (5) يونس
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ... (35) النور
ووردت كلمة ضياء في القرآن على المجاز في موضع واحد فقط:
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الأنبياء
ويستنتج من ذلك أن كلمة ضياء وفعل ضاء لم يرد في القرآن إلا بالمعنى الحقيقي في اللغة للضياء، والمرة الوحيدة التي وردت هذه الكلمة على المعنى المجازي هي في سورة الأنبياء والتي محل الخلاف بيننا وهي وردت بمعنى التوراة أو وصفها بأنها نور شديد.
أؤكد هنا على قبول قولك في التفريق بين الضوء والنور وأنهما ليسا مترادفين، وان الضوء هو نور شديد، وأن التوراة هي ضياء بمعنى أنها نور شديد. وأن الأصل العام هو النور. وأن لهذا النور مصدرا واحدا لذلك لم تأت هذه اللفظة في القرآن إلا مفردة في حين وردت لفظة الظلمات مقابل النور جمعا لتعدد مصادره.
وسأعود للتعقيب على المشاركة الأخيرة وقولك الكريم فيها لاحقا إن شاء الله.
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 10:38 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز لؤي
أقدرك فيك حقا نزاهتك ونزولك عند الحق، ووالله هذه تحسب لك.
إذن أخي العزيز لؤي، أنت تقول أن تقدير الآية هو: [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وآتينا به ضياءً وذكراً للمتقين].
وبكلمات أخرى فأنت تقول أن "الفرقان" في الآية هو "التوراة”، وبالتالي فنحن متفقان في هذه النقطة لأن لفظة "فرقان" جاءت معرفة بالـ فهي للعهد، والمعهود في الفرقان إما أن يكون التوراة أو القرآن، والسياق يتحدث عن موسى عليه السلام فيكون المعهود من الفرقان هنا هو التوراة. وهذا ما رجحه غالب المفسرين على كل حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما اعتبار أن لفظة ضياء هي حال للتوراة كما رجحت قول الزمخشري فيها، فيكون مقتضى كلام الزمخشري أن الواو في "وضياء" هي زائدة لا محل لها، وهذا مدار الخلاف في تفسير هذه الآية من بداية النقاش مع الأخ العزيز جمال الشرباتي. فلماذا إذن جاءت الواو بينهما ألم يكن من الأولى وفق هذا القول أن نقول أن لا حاجة للواو كما هو مذكور في أحد النقول عن ابن عباس رضي الله عنهما. إن اعتبار "ضياء" حال للفرقان والذي يقضي بكون الواو زائدة هو غير راجح.
والأولى الأخذ بتفسير أن الفرقان هو التوراة وأن الواو لها محل لأن كل زيادة في المبنى تعني زيادة في المعنى، فما هو المعنى المزيد هنا؟
أما تقديرك للآية بأن فيها مضمرا محذوفا هو "وآتيناه به" يقتضي بأن ينسحب على الذكر أيضا فيكون تقديرك [وآتينا به ذكراً للمتقين]. فإن كان يصح هذا التقدير بالنسبة للضياء فهل يصح هذا بالنسبة للذكر أن تكون حالا! فما قولك أخي لؤي؟
لقد كنت قدرت سابقا أن الآية [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وجعلناه ضياءً وذكراً للمتقين]، واعترضت أخي لؤي على ذلك بالقول "والسبب في ذلك أنني لم أجد في القرآن الكريم أن الكتب تُجعل (ذكراً)، وإنما يؤتى بها ذكر". ولكني وجدت القرآن قد استخدم لفظة "جعل" مع لفظة "ذكر" في قوله: (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) في سورة الواقعة. وبالتالي يجوز اقتران جعلنا مع الذكر.
لقد كنت سابقا في نقاشي مع جمال، قد ذكرت أن أحد الأوجه في التفسير هو أن في الجملة محذوفا تقديره "ليكون". وبالتالي تصبح الجملة وكأنها [ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان، وليكون ضياء وذكرا للمتقين]. ويكون إعراب لفظة ضياء أنها منصوبة على اعتبار كونها خبر كان. ويؤيد هذا قوله تعالى في سورة الفرقان (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)
وخلاصة القول؛ أن التفسير الراجح للفرقان أنه "التوراة" وهي ضياء أي نور شديد. وأن للواو معنى أضافته ولذلك يجب تقدير محذوف كي ينسجم الكلام. وقد نختلف في تقدير المضمر المحذوف هذا فأنا قد قدرته "جعلنا" أو "ليكون" أو غيرها من المحذوفات، والتي تنصب كلمة ضياء وتجعل معنى الكلام أقرب إلى الصواب. فالقضية هي في تقدير المحذوف الذي يجعل الكلام متسقا مع السياق وينصب لفظة "ضياء".
وأكرر شكري لك على نزاهتك وتوخيك الحق وتواضعك، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك، إنه سميع مجيب.
هذا والله أعلم وعليه التكلان
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 11:17 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل يوسف - أطال الله بقاءك
قولك: " أما تقديرك للآية بأن فيها مضمرا محذوفا هو "وآتيناه به" يقتضي بأن ينسحب على الذكر أيضا فيكون تقديرك [وآتينا به ذكراً للمتقين]. فإن كان يصح هذا التقدير بالنسبة للضياء فهل يصح هذا بالنسبة للذكر أن تكون حالا! فما قولك أخي لؤي؟ "
كما في قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا} [طه: 99]، وقوله: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء: 2]، وكذلك في آية الشعراء (5) ...
وأما قولك حفظك الله: " لقد كنت قدرت سابقا أن الآية [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وجعلناه ضياءً وذكراً للمتقين]، واعترضت أخي لؤي على ذلك بالقول "والسبب في ذلك أنني لم أجد في القرآن الكريم أن الكتب تُجعل (ذكراً)، وإنما يؤتى بها ذكر". ولكني وجدت القرآن قد استخدم لفظة "جعل" مع لفظة "ذكر" في قوله: (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) في سورة الواقعة. وبالتالي يجوز اقتران جعلنا مع الذكر."
فإن القرآن الحكيم - أخي الكريم - لم يستخدم لفظة (جعل) مع لفظة (ذكر) ولفظة (ذكرى)، وإنما استخدمها مع لفظة (تذكرة) فقط، وذلك في آية سورة الواقعة، وفي قوله تعالى أيضاً في سورة الحاقة: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} (12). وفرق بين هذه الكلمات الثلاث.
فمع أنها تشترك كلها في معنى عام واحد هو القرآن أو الكتب السماوية، وتدلّ على صفة من صفاتها (التذكير)، إلا أننا نجد بينها فرقاً تحدّده خصوصيات في المعنى أو في السياق.
فالفرق بين (تذكرة) وبين (ذكر) أن تذكرة آتية من فعل متعدٍّ لمفعولين أحدهما صريح والآخر عن طريق الباء، نقول: ذكّره يذكّره - هكذا ..
أما (ذِكر) فهي آتية من فعل متعدٍّ لمفعول به واحد، نقول: ذَكَرَ يَذكُرُ .. ذِكراً، ونقول: ذَكَرَ لهم أخبار القرون الأولى، فلا يكون في الجملة إلا مفعول به واحد.
وعلى هذا .. فإن قوله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} بدل اشتمال من جملة {أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ (72)}، أي أنّ إنشاء النار كان لفوائد وحِكماً، منها أن تكون تذكرة للناس يذكرون بها نار جهنم، ويوازنون بين إحراقها وإحراق جهنم التي يعلمون أنها أشدّ من نارهم.
ولا يصحّ ورود (ذكر) مكان (ذكّر)، ولا صيغة (ذِكر) مكان (تذكرة)، كما لا تصحّ أيضاً كلمة (التذكّر) مكان القرآن الكريم، لأنها من صفات القرآن وليست معنى مطابقاً للقرآن. وهكذا التقدير فيما وردت فيه من مواقع السياق الأخرى.
أما الفرق بين (تذكرة) وبين (ذكرى) فهي أن الأولى مصدر، أما الثانية فهي اسم مصدر. واسم المصدر لا يسدّ في الاستعمال الدقيق مكان المصدر، فكل منهما له سياقه الذي يجيء فيه.
ومن هنا يتضح أن بين هذه الكلمات الثلاث التي وردت صفاتٍ للقرآن الكريم ولغيره من الكتب فروقاً تأتيها إما من الفعل لازماً أو متعدّياً، وإما من نوع المصدرية كأن تكون مصدراً أو اسم مصدر، وإما من السياق الذي وردت فيه.
ولذلك أميل إلى التقدير: [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وآتينا به ضياءً وذكراً للمتقين].
والله تعالى أعلم وردّ الأمر إليه أسلم ..
وبارك الله فيكم وبعلمكم ..
ودمتم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[29 - 03 - 2006, 12:12 ص]ـ
أخي العزيز لؤي
الشكر متواصل لك على ما قدمت وأفدت.
تقديرك للمحذوف في الآية "وآتينا به" أظنه مقبولا وله وجاهة ولا أعارضه.
ولكن هل ترى إضمار "وليكون" -كما اسلفت- له وجاهة أيضا؟
والسلام عليكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 03 - 2006, 05:00 ص]ـ
أخي الفاضل يوسف ..
سلام عليك ..
وبعد:
فإن تقديرك: [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وليكون ضياءً وذكراً للمتقين]، لا يمكن أن يكون معناه: (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ليكون ضياءً وذكراً للمتقين)، وإلا فما ضرورة الواو في الآية؟
وهذا التقدير لا يستقيم - بنظرنا القاصر - إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون قوله تعالى (وليكون ضياءً وذكراً للمتقين) معطوفاً على محذوف آخريدلّ عليه السياق ويناسب لام التعليل، كقولنا مثلاً: [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، لنفرق به بين الحق والباطل، وليكون ضياءً وذكراً للمتقين]!
وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1].
فإنه وإن كان تقدير المحذوف صحيحاً من حيث المعنى، لكن النفس إلى الثاني أميل، لما فيه من زيادة إنعام، لأن الضمير المستتر في (ليكون) يمكن أن يعود على (الفرقان) الذي هو القرآن الكريم، وعلى (عبده)، أي: على الرسول صلى الله عليه وسلم.
فما رأيك - أخي الفاضل؟(/)
التمني والترجي
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:53 م]ـ
أيها الفصحاء البلاغاء
ما هو الفرق بين التمني والترجي؟
بانتظاركم
:)
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 12:57 ص]ـ
ان الترجي إنتظار الخير خاصة ولا يكون إلا مع الشك, ويفيد المستقبل.
واما التمني قد يقع على الماضي والمستقبل.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 08:37 ص]ـ
التمني والترجي
بسم الله الرحمن الرحيم
التمني هو طلب حصول الشيء المحبوب دون أن يكون لك طمع وترقب في حصوله،
ذلك لأن الشيء الذي تحبه إن كان قريب الحصول مترقب الوقوع كان ترجيا، ولا يسمى تمنيا، والترجي ليس من أقسام الإنشاء الذي ليس طلبيا، وإنما لم يعدوا الترجي من الإنشاء الطلبي، مع أنهم جعلوا التمني منه، لأن التمني طلب الشيء، ولكن الترجي ترقب حصول الشيء.
ولهذا إن ما استقر عند بعض الناس من أن التمني هو طلب المستحيل، والترجي طلب الممكن؛ خال من الدقة؛ لأن التمني قد يكون لغير المستحيل. هذا من جهة ومن جهة ثانية، فإن الترجي ليس طلبا، وإنما هو ترقب حصول الشيء. لذلك لم يعدوه من الإنشاء الطلبي.
التمني – إذن – طلب الشيء المحبوب، وقد يكون ممكنا، وقد يكون مستحيلا، فالنفس كثيرا ما تطلب المستحيل، فإذا كان الشيء المتمنى ممكنا، فيجب أن لا يكون ما تتوقعه نفسك؛ لأنك إذا توقعته كان ترجيا، فإذا قلت: ليت لي دارا. فينبغي أن لا تكون متوقعا لما تتمناه؛ لقلة ذات اليد، ولكثرة التكاليف، وغيرهما من الأسباب، وهذا أمر ممكن غير مستحيل، ولكن صعوبة تحققه تجعلك غير متوقع له.
أما إذا كانت الأسباب مهيأة لك، وكن تتوقع الحصول على تكاليف هذه الدار فإنك تستعمل (لعلّ)، فتقول:
لعلّ لي داراً. ولعلك أدركت الفرق بين التمني والترجي.
لعلكم تشاركونا.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 04:09 م]ـ
نتابع
:::
أدوات التمني
والأداة الأمُّ التي وضعت للتمني هي (ليت).ولذلك كثر مجيئها في كتاب الله تعالى، ففي التنزيل: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)} يس.
كما نقرأ قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)}. القصص.
ومن مشاهد يوم القيامة: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)}. الفجر.
وفي الحديث يقول ورقة بن نوفل: (يا ليتني فيها جذعاً إذ يخرجك قومك). صحيح البخاري.
وكذلك كثير من أقول البلغاء:
يقول مالك بن الريب:
ألا ليت شعري هل أبيتَنَّ ليلة ً .... بجنب الغضا أُزجي القلاص النواجيا.
-----------
ويقول المتنبي:
فليت طالعة الشمسين غائبة .... وليت غائبة الشمسين لم تغب
-----------
ويقول المتنبي في مدح كافور:
لحَى الله ذي الدنيا مناخا لراكب ... فكل بعيد الهم فيها معذب
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة ... فلا أشتكي فيها ولا أتعتَّبُ
----------
وإذا تأملت الأمثلة السابقة؛ وجدت أن بعضها كان تمنيا لأمور مستحيلة، وكان بعضها الآخر لأمور ممكنة، ولكنها صعبة التحقق.
المطلوب: بيِّن هذه الأمثلة. وبين أيها مستحيل، وأيها ممكن الحدوث ولكنه صعب.
يتبع ........
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 06:27 م]ـ
الأخ الحبيب موسى
كيف يمكنك أن توجه الآية التالية بحسب مفهومك عن الترجي
("فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون")
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 01:24 ص]ـ
الأخ الحبيب موسى
كيف يمكنك أن توجه الآية التالية بحسب مفهومك عن الترجي
("فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون")
أخي العزيز جمال، لتعلم أن (لولا) هي أصلا مركبة من (هل) و (لو).وأن أصل وضعها لم يكن لا للتمني ولا للترجي.
فهناك أدوات أخرى للتمني خرجوا بها عن أصل وضعها، وهذه الأدوات هي:
لعل
هل
لو
ومن الأخيرتين ركبت هذه الكلمات:
هلا َّ
لولا
لوما
وعليه فلا يحمل على أن كل استخدام لهذه الأدوات هو للترجي او للتمني.
ولولا هنا هي تحضيضية، تفيد الطلب. وهو هنا للوجوب.
وباب آخر أن التمني والترجي يكون من قبل المخلوق للمخلوق أو للخالق، ولا عكس فلا يكون من قبل الخالق للمخلوق، والأمثلة كثيرة:
قال تعالى: {وَإِذَا قُرِىءَ ?لْقُرْآنُ فَ?سْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الأعراف 204
بانتظارك أخي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 07:00 ص]ـ
بانتظارك أخي.
أين؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 04:50 م]ـ
طُرح هذا الموضوع من قبل على هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=4896
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 10:39 م]ـ
الأستاذ العزيز والمشرف الحبيب
لؤي الطيبي
زيادة الخير خير، وحقا أنا لم أرَ ذاك البحث من ذي قبل، وهناك اختلاف.
ولعلك تسمح لنا بالمتابعة.
وشكرا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 10:40 م]ـ
أين؟؟
أستاذي جمال
أنا لم أفهم ما تريد!
وضح هل تريد جوابا غير هذا الجواب؟
لا تطل الغيبة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 11:20 م]ـ
زيادة الخير خير، وحقا أنا لم أرَ ذاك البحث من ذي قبل، وهناك اختلاف.
ولعلك تسمح لنا بالمتابعة.
وشكرا
أخي الحبيب موسى ..
ما أشرت إلى المقالة إلا لزيادة الخير ..
ونحن بانتظار المزيد من مثل هذه اللطائف في الفروق اللغوية ..
سائلين المولى لكم التوفيق والسداد في القول والعمل ..(/)
علم البيان في التشبيه
ـ[ابو محسن]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 01:29 ص]ـ
بما تجود به نفسكم أريد شرحا مفصلا عن تشبيه الجمع مع طرح عدة أمثلة من هذا الجانب وشكرا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 03:22 م]ـ
أخي جاء في كتاب الإيضاح للقزويني نتفة مما أردت وهاكَها:
وإن تعدد طرفه الثاني، أعني المشبه به دون الأول سمي تشبيه الجمع، كقول البحتري:
كأنما يبسم عن لؤلؤ ,,,, منضد أو برد أو أقاح
ومثله قول امرئ القيس:
كأن المدام وصوب الغمام ,,, وريح الخزامى ونشر القطر
يعل به برد أنيابها,,,, إذا طرب الطائر المستحر
إلا أن فيه شوباً من القصد إلى هيئة الاجتماع.(/)
الواحد القهار
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم
الواحد القهار, لقد ورد في القرآن الكريم لفظة "واحد" في تسعة عشر موضعًا, ثلاثة عشر في صيغة النكره, وستة مواضع معرفة وفيها قُرنت بالقهار, وهذه المواضع على الترتيب:
1.الآية 39 من سورة يوسف:"يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ".
2.الآية 16 من سورة الرعد:"قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ".
3.الآية 48 من سورة ابراهيم:"يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ".
4.الآية 65 من سورة ص:"قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ".
5.الآية 4 من سورة الزمر:"لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ".
6.الآية 16 من سورة غافر:"يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ".
معنى الواحد: الفرد الذي لا ينبعث من شيء ولا يتّحد بشيء, والواحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الذات. وقيل: الواحد هو الذي لا يتجزأُ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولا مثل ولا يجمع هذين الوصفين إِلا الله وقال ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى الواحد , قال: هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر.
والقهار: صِيغَةُ فَعَّال لِلْمُبَالَغَةِ من القاهر, والقهر فى اللغة هو الغلبة والتذليل معا، وهو الاستيلاء على الشئ فى الظاهر والباطن .. والقاهر والقهار من صفات الله تعالى وأسمائه، فالله هو الذى يقهر خلقه بسلطانه وقدرته، هو الغالب جميع خلقه رضوا أم كرهوا، قهر الإنسان على النوم واذا أراد المؤمن التخلق بخلق القهار فعليه أن يقهر نفسه حتى تطيع أوامر ربها و يقهر الشيطان و الشهوة و الغضب.
ومن الملاحظ أن اخر الآيات التي ذكرت الواحد القهار من سورة غافر وقد فسرها العلماء ومنهم القرطبي:"وَذَلِكَ عِنْد فَنَاء الْخَلْق. وَقَالَ الْحَسَن: هُوَ السَّائِل تَعَالَى وَهُوَ الْمُجِيب ; لِأَنَّهُ يَقُول ذَلِكَ حِين لَا أَحَد يُجِيبُهُ فَيُجِيبُ نَفْسه سُبْحَانَهُ فَيَقُول: " لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار ". النَّحَّاس: وَأَصَحّ مَا قِيلَ فِيهِ مَا رَوَاهُ أَبُو وَائِل عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ: (يُحْشَر النَّاس عَلَى أَرْض بَيْضَاء مِثْل الْفِضَّة لَمْ يُعْصَ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ عَلَيْهَا , فَيُؤْمَر مُنَادٍ يُنَادِي " لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم " فَيَقُول الْعِبَاد مُؤْمِنهمْ وَكَافِرهمْ " لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار " فَيَقُول الْمُؤْمِنُونَ هَذَا الْجَوَاب " سُرُورًا وَتَلَذُّذًا , وَيَقُولهُ الْكَافِرُونَ غَمًّا وَانْقِيَادًا وَخُضُوعًا. فَأَمَّا أَنْ يَكُون هَذَا وَالْخَلْق غَيْر مَوْجُودِينَ فَبَعِيد ; لِأَنَّهُ لَا فَائِدَة فِيهِ , وَالْقَوْل صَحِيح عَنْ اِبْن مَسْعُود وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا يُؤْخَذ بِالْقِيَاسِ وَلَا بِالتَّأْوِيلِ. قُلْت: وَالْقَوْل الْأَوَّل ظَاهِر جِدًّا ; لِأَنَّ الْمَقْصُود إِظْهَار اِنْفِرَاده تَعَالَى بِالْمُلْكِ عِنْد اِنْقِطَاع دَعَاوَى الْمُدَّعِينَ وَانْتِسَاب الْمُنْتَسِبِينَ ; إِذْ قَدْ ذَهَبَ كُلّ مَلِك وَمُلْكه وَمُتَكَبِّر وَمُلْكه وَانْقَطَعَتْ نِسَبُهُمْ وَدَعَاوِيهمْ , وَدَلَّ عَلَى هَذَا قَوْله الْحَقّ عِنْد قَبْض الْأَرْض وَالْأَرْوَاح وَطَيّ السَّمَاء: " أَنَا الْمَلِك أَيْنَ مُلُوك الْأَرْض " كَمَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة وَفِي حَدِيث اِبْن عُمَر , ثُمَّ يَطْوِي الْأَرْض بِشِمَالِهِ وَالسَّمَوَات بِيَمِينِهِ , ثُمَّ يَقُول: أَنَا الْمَلِك أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ. وَعَنْهُ قَوْله سُبْحَانه: " لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم " هُوَ اِنْقِطَاع زَمَن الدُّنْيَا وَبَعْده يَكُون الْبَعْث وَالنَّشْر. قَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب قَوْله سُبْحَانه: " لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم " يَكُون بَيْن النَّفْخَتَيْنِ حِين فَنِيَ الْخَلَائِق وَبَقِيَ الْخَالِق فَلَا يَرَى غَيْر نَفْسه مَالِكًا وَلَا مَمْلُوكًا فَيَقُول: " لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم " فَلَا يُجِيبُهُ أَحَد ; لِأَنَّ الْخَلْق أَمْوَات فَيُجِيب نَفْسه فَيَقُول: " لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار " لِأَنَّهُ بَقِيَ وَحْده وَقَهَرَ خَلْقه. وَقِيلَ: إِنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُول: " لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم " فَيُجِيبُهُ أَهْل الْجَنَّة: " لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار " فَاَللَّه أَعْلَم. ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيّ.
اقتران القهار بالواحد يدل على ان الله سبحانه وتعالى قد قهر عباده وخلقه بالموت, وقد يكون فيها تقديم وتأخير أي ان الله تعالى قهر خلقه بالموت وبقي وحده فهو الحي الباقي.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 03:44 م]ـ
قلت فأبدعت يا سليم
إلى الأمام.(/)
بلاغة القرآن الكريم
ـ[د محمد علي الشافعي]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 10:45 ص]ـ
جاء القرآن الكريم غاية في البلاغة ليتحدى العرب فيما تفوقوا فيه من ذلك قوله (هذان خصمان اختصما) والسياق يقتضي (اختصموا) و (إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) والسياق (اقتتلا) ومن هذا الكثير والكثير. حقا إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوةوهذه شهادة من الكفارويكفيك الإعجاز في حرف (س) قال تعالى (سيصلى نارا ذات لهب) ماذا لو أسلم أبو لهب؟ إنها معجزة الخالق سبحانه وتعالى هذا قليل من كثير فأقبلوا على القرآن بتدبر نفعني الله وإياكم؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 01:39 م]ـ
حللت اهلا ووطئت سهلا اخي الدكتور
محمد على الشافعي
وبالذات نرحب بك أكثر في منتدى البلاغة.
مشاركة وجيزة ممتعة.
ولكن يا حبذا لو زودتنا أكثر.
أخوك موسى
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 02:26 م]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم الدكتور محمد علي الشافعي مع إخوانكم في الفصيح، وزادك الله بصيرة بكتابه، ونرجو لك التوفيق والسداد فيما تطرح من مشاركات وموضوعات ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 07:46 م]ـ
أرحب بالدكتور محمد في نادي الفصيح، وآمل أن يقضي فيه وقتًا ماتعاً فيه.
لك تحيتي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 07:34 ص]ـ
جاء القرآن الكريم غاية في البلاغة ليتحدى العرب فيما تفوقوا فيه من ذلك قوله (هذان خصمان اختصما) والسياق يقتضي (اختصموا) و (إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) والسياق (اقتتلا) ومن هذا الكثير والكثير. حقا إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوةوهذه شهادة من الكفارويكفيك الإعجاز في حرف (س) قال تعالى (سيصلى نارا ذات لهب) ماذا لو أسلم أبو لهب؟ إنها معجزة الخالق سبحانه وتعالى هذا قليل من كثير فأقبلوا على القرآن بتدبر نفعني الله وإياكم؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أفضّل أن نناقش ما ورد أعلاه
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 09:21 ص]ـ
أفضّل أن نناقش ما ورد أعلاه
لا أتعجل، لقلة بضاعتي في اللغة العربية، لكني مؤيد، لطرح المناقشة التي ذكرها الاستاذجمال.
من باب طلب العلم ما الرد على كلمة لو، والله قادر على كل شيىء، وماذا عن الناسخ والمنسوخ، مع الإعتذار للدكتور محمد علي الشافعي لسرعة بداهة إدراكه أني طالب للعلم أسعى للتقدم، أم الأصل أن لا أخوض في مسائل الكبار؟.
ـ[فصيح ولاكن]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 07:52 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 04:09 م]ـ
السلام عليكم
بالنسبة للفعل (اقتتلوا) فقد أعاد ضمير الجمع على معنى المثنى لأن المقصود هو معنى الطائفة، وهي مكونة من جماعة، فأعاد الضمير على المعنى، أما بالنسبة للفعل (اختصما) فقد أعاد الضمير على اللفظ، كما أن الخصم قد يكون مفردا بعكس الطائفةالتي لا تكون إلا جماعة، ومثل ذلك: كلا الطالبين ناجح وناجحان.
أما بالنسبة لأبي لهب، فعلم الله المستقبلي يكشف كل شيء، والله تعالى يعلم أن أبا لهب لن يسلم أبدا وباختيار أبي لهب.
والله أعلم
ـ[علي العدناني]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 09:42 م]ـ
من أوجه الإعجاز الكثيرة في الكتاب العزير
*إخباره بالمغيبات فتأتي كما أخبر وهذا كثير جدا مثل غلبت الروم وهم من بعد) الآية
*حسن تنسيق الكلمات في الجملة والحروف في الكلمة.
وانظروا-يارعاكم الله- إلى قول المشركين فيه (إن عليه لطلاوة)
*تحدى الله تعالى بهذا الكتاب أفصح الفصحاء بقوله (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)
والتحدى قائم إلى يوم القيامة والنتيجة محسومة (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لاياتون بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيرا) والله أكبر ولله الحمد(/)
قال تعالى: واتخذوا من دونه اّلهة"
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 01:17 م]ـ
تقديم الضر على النفع
قال تعالى: واتخذوا من دونه اّلهة لا يخلقون شيئا وهم يُخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعاولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا* (الفرقان3)
وقال تعالى"ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ..... (الفرقان55)
أولا: في الأية الأولى تأخر المفعول من أجل أن يتصل بصفته الطويلة أو أوصافه المتعدد، وبهذا يترتب الكلام بحسب الحاجة وقوة العلاقةالمعنوية.
ثانيا: في الأية الأولى كذلك، تقدم ذكر الضر على النفع، لأن السياق في تعداد صفات الألهة وبيان عجزهم، فهم لا يخلقون شيئا وهم يخلقون، فهي معبودات عاجزة، وهذا يناسبه تقديم الضر على النفع، لأن الإضرار بالنفس أو الغير أسهل من النفع، وبالتالي فهم غير قادرين على عمل الأسهل ومن عجز عن عمل الأمور السهلة عاجز لا يستحق العبادة، ثم جاء بعد ذلك قوله تعالى"ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا" بتقديم الأسهل على الأصعب، مبالغة في ذمهم، فهم لا يستطيعون حتى مجرد الإماتة، ثم جاء بالأصعب وهو الإحياء ثم الأصعب وهو البعث والنشور، فالسياق يقتضي تقديم الضر على النفع وتقديم الموت على الحياة على البعث والنشور من أجل بيان عجزهم.
أما الأية الثانية فقد جاءت بتقديم النفع على الضر، لأنها تتحدث عن العبادة وأسبابها، والأصل في العبادة أن تكون من أجل المنفعة والفائدة، كعبادة المال أو عبادة ذوي السلطان من أجل الحظوة، كما عبد الكفار الأصنام من أجل أن تكون واسطة بينهم وبين الله تعالى، وفي ديننا الإسلامي فإننا وإن كنا نعبد الله لأنه يستحق العبادة أولا، فإن النفس الإنسانية تفعل الفعل من أجل الثواب ومخافة العقاب، وبهذا تتحقق لها الفائدة، كما قال تعالى"يدعون ربهم خوفا وطمعا".
والله أعلم(/)
الفرق بين الحسّ والقتل
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 02:02 م]ـ
الفرق بين الحسّ والقتل
قال تعالى"ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسّونهم بإذنه .... " (اّل عمران152)
هناك فرق بين القتل والحسّ، فالقتل هو القتل المعروف الذي يأتي نتيجة تعرض الإنسان للأذى على جسده مما يؤدي إلى الموت، أما الحسّ فهو أشد عنفا من القتل، وهو القتل مع جز الرأس واستئصاله،،وقد اختار القراّن الكريم هذه المفردة لأنها تعبر عن المعنى المناسب، والسياق اللغوي المعنوي يساعد على هذا الاختيار، حيث قال تعالى قبل ذلك"بل الله مولاكم وهو خير الناصرين" (150) وقال "سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ..... (151) ثم جاء صدق الله لوعده فقال"ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه" لأنه خيرالناصرين، ومن أجل أن يلقي الرعب في قلوب الكافرين الذين يقاتلهم المؤمنون بأمر من الله.
فالقراّن الكريم يختار المفردات المناسبة ويضعها في المكان الأنسب.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 03:39 م]ـ
أرى أنك قد ابتعدت شيئا ما عن المعنى الصحيح للحسِّ.
جاء في لسان العرب:
مادة حسس: والحَسُّ: القتل الذريع. وحَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلاً.
وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسّاً: قتلهم قتلاً ذريعاً مستأْصلاً. وفي التنزيل العزيز: إِذ تَحُسُّونهم بإِذنه؛ أَي تقتلونهم قتلاً شديداً، والاسم الحُساسُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال أَبو إِسحق: معناه تستأْصلونهم قتلاً. يقال: حَسَّهم القائد يَحُسُّهم حَسّاً إذا قتلهم. وقال الفراء: الحَسُّ القتل والإِفناء ههنا.
ويا أخي عزام هل هناك ما هو اشد من القتل؟ وكلاهما يسبب الموت.
ومعنى الكلام أن المسلمين يستأصلون الكفار. سواءً بالسيف أو الرمح أو خلافه.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 04:40 م]ـ
أخي موسى:
السلام عليكم
اعتمدت على معجم مجمع اللغة العربية -القاهرة-في هذا المعنى.
وما فهمته من كلامك أنك ترى كلمة القتل ككلمة الحسّ، وفي رأيي أنهما مختلفتان من حيث العنف والشدة، وهذا يعني أن كيفية القتل مراتب ومنازل.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 05:07 م]ـ
السلام عليكم
أتعرفون---
كثير من منخفضي الثقافة يتجرأون فيفسرون القرآن بحسب معرفتهم الضحلة فيقولون في الآية (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ)
أي تحسونهم إحساسا بحواسكم من لمس أو رؤية!!
ورأيي هو أنّ الحس هو الإستئصال بالقتل---فقد يكون استئصال بغير القتل(/)
إلى الأخت معالي ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 06:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختنا الكريمة معالي ..
أرجو أن يكون تغيّبكم عن المنتدى خير بإذن الله ..
وأن تكوني بأحسن حال .. وأفضل صحّة ..
فقد ملأت المنتدى بنفائس علمكم الغزير، ومعرفتكم القويمة بفنون اللغة ..
فلا تحرمينا من درركم على صفحات الفصيح ..
ونحن بانتظار عودتكم إلى المنتدى ..
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 10:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختنا الكريمة معالي ..
أرجو أن يكون تغيّبكم عن المنتدى خير بإذن الله ..
وأن تكوني بأحسن حال .. وأفضل صحّة ..
فقد ملأت المنتدى بنفائس علمكم الغزير، ومعرفتكم القويمة بفنون اللغة ..
فلا تحرمينا من درركم على صفحات الفصيح ..
ونحن بانتظار عودتكم إلى المنتدى ..
وجزاكم الله خيراً ..
وأثنّي على كلام مشرفنا الفاضل
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 11:03 م]ـ
نسأل الله أن تعود إلينا سالمة غانمة.
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 11:16 م]ـ
السلام عليكم
أي والله اين انت يا أختاه, لقد قرأت لك بعض المداخلات السريعة ... كلمح البصر.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 12:09 ص]ـ
نعم، أخي لؤي.
فالأخت معالي لها آثارها المنيرة في الفصيح.
وحقا أن للفصيح أعلاماً
نرجو من الله أن يكون المانع خيرا، وأن لا تطول الغيبة.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 01:20 م]ـ
هي بخير ولله الحمد والمنة ..
ولكن لديها ما يمنعها من ظروف الحياة من الدخول في هذه الأيام ..
أسأل الله أن ييسر أمورها، وتعود قريبا لفصيحنا.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 01:37 م]ـ
أسأل الله أن ييسر أمورها، وتعود قريبا لفصيحنا.
آمين ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 03:04 م]ـ
إلى الأستاذة معالي:
نحن في أفضل السرور ولكن **** ليس إلا بكم يتم السرور
عيب ما نحن فيه يا أهل ودي **** أنكم غبتم ونحن حضور
فأجدوا المسير بل إن قدرتم **** أن تطيروا مع الرياح فطيروا
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 05:08 م]ـ
الأستاذة الفاضلة معالي:
أرجو الله أن تعودي لنا سالمة غانمة،
افتقدناك كثيرا.
ـ[معالي]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 09:53 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غفر الله لك أستاذي الكبير لؤي!
أثنيتَ حتى كدتُ ألا أعرف نفسي، وألبستني _كرمًا منك_ ثوبًا فارهًا واسعًا لا يليق بفقر مشاركاتي وقلة زادي ومحدود علمي!
على أنه كان يكفيني منكم حسن الظن _غفر الله لي ولكم_
وما دمتم هنا فلا حاجة إلى أمثالي ممن اعتادوا حشر أنوفهم، رغم بضاعتهم المزجاة! .. فما أنا إلا تلميذة تروم الفائدة وتبتغي علمًا هنا أو نفعًا هناك ..
أكرر شكري وتقديري واعتزازي بكلماتك أستاذي الجليل
وأرجو أن أكون أهلا لها
جزيت خير الجزاء
ـ[معالي]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 09:56 ص]ـ
الأساتذة الفضلاء:
جمال
أبو طارق
سليم
موسى
وضحاء
عزام
شكر الله لكم
وغفر لي ولكم
جزيتم خير الجزاء
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 08:48 م]ـ
ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 04:13 ص]ـ
يا أهلاً ويا مرحباً ..
بالأخت الكريمة معالي ..
وكم نحن فرحون بعودتك إلى الفصيح من جديد ..
فالحمد لله على السلامة ..(/)
من معنى هذه العبرة
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 08:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما معنى هذه العبرة: " لما هنأك العيش طول أيام الدنيا"
جزاكم الله خبرا
ـ[سليم]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 07:44 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابا محمد 25 بارك الله فيك وبك, اظنك تقصد لفظة هنأك, لها معنين الاول اطعمك, والثاني جعلهُ هنيًأ لك مريئا.
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 08:12 م]ـ
الأخ سليم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك على هذه المساعدة
و ما معنى العبرة كاملة؟
جزاك الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 08:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما معنى هذه العبرة: " لما هنأك العيش طول أيام الدنيا"
جزاكم الله خبرا
أخي
أنقل العبارة ضمن سياق لنفهمها
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 11:35 م]ـ
هنأه العيشُ: ساغ له، وصار هنيئًا.
وفي الثقات لابن حبان أن أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت لمعاذ - رضي الله عنه - حين قدم من اليمن بُعَيد وفاة النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد سألها عن حاله - عليه الصلاة والسلام - حين الموت:
"يا معاذ لو رأيت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يَصْفارُّ مرة ويَحْمارُّ أخرى يرفع يدًا، ويضع أخرى، لَمَا هنأك العيشُ طولَ أيام الدنيا فبكى معاذ ... ".
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 08:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ الكريم جمال حسني الشرباتي النص هو كما قال الأخ خالد الشبل جزاه الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 10:36 م]ـ
إذن بعد وضع العبارة في سياقها فإن المعنى للعبارة (لَمَا هنأك العيشُ طولَ أيام الدنيا فبكى معاذ ... ". هو أنّك يا معاذ لو رأيت رسول الله في مرض الموت ومعاناته فيه لما هنأت في حياتك كلها حسرة عليه الصلاة والسلام
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 08:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ الكريم جمال حسني الشرباتي جزاك الله خيرا على هذا التوضيح و بارك الله فيك(/)
تتمة موضوع محبة الله ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[أحلام]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 11:26 م]ـ
مقياس المحبة:
وإذا أردت أن تعرف صدق محبتك لله ولرسوله صلى الله عليه على آله وسلم فانظر في نفسك في تعظيم أمر الله عز وجل وأمرِ رسوله صلى الله عليه على آله وسلم.
ما مدى تعظيمك لله ولرسوله صلى الله عليه على آله وسلم؟؟
وما مدى استجابتك لله ولرسوله صلى الله عليه على آله وسلم؟؟
قال الإمام الشافعي – رحمه الله –:
تعصي الإله وأنت تزعم حُبَّه ... هذا محال في القياس شنيع
لو كان حبُّك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يُحبُّ مطيع
وأبلغ منه وأصدق قوله سبحانه: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
فاتِّباع النبي صلى الله عليه على آله وسلم دليل على محبة الله ورسوله صلى الله عليه على آله وسلم.
ولذا تفانى الصحابة – رضي الله عنهم – في محبة النبي صلى الله عليه على آله وسلم حتى قدّموا أرواحهم رخيصة دون روحه فيقول قائلهم: نحري دون نحرك يا رسول الله، ويقول آخر: نفسي لنفسك الفداء.
وقد وقف عروة بن مسعود مذهولا وهو يرى تفاني الصحابة – رضي الله عنهم – في محبة النبي صلى الله عليه على آله وسلم، وكان عروة بن مسعود آنذاك مُشركا جاء يُفاوض النبي صلى الله عليه على آله وسلم يوم الحديبية، فلما رجع إلى قومه قال: أي قوم. والله لقد وفَدْتُّ على الملوك ووفَدتُّ على قيصر وكسرى والنجاشي والله إنْ رأيتُ ملِكاً قط يعظمْه أصحابُه ما يعظمُ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا. رواه البخاري.
ونحن اليوم نُدعى للتمسّك بِسُنّته صلى الله عليه على آله وسلم لا لتقديم أرواحنا، فنتأخّر ونتوانى ونُتبِع أنفسنا هواها.
وكما أن العبد يدخل الجنة بسبب المحبة فقد يدخل النار بسبب المحبة
كالذي يُحب غير الله كحُبِّ الله.
قال سبحانه: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ)
وعلامة هذه المحبة
أن يُقدّم رضا المحبوب على رضا الله
وتُقدّم طاعته على طاعة الله، ورغبته ومُراده على مُرادِ الله
وتقدم قول ابن القيم: والمحبة الضارة ثلاثة أنواع: المحبة مع الله، ومحبة ما يبغضه الله تعالى، ومحبة ما تقطع محبته عن محبة الله تعالى أو تنقصها. انتهى.
ولذا حرّم الله عز وجل محبة الكفار بل نفى الإيمان عمن وادّ الكفار وأحبّهم، فقال: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
فالكافر يجب أن يُبغض – كما تقدّم – ولا يجتمع حبّ الله وحب رسوله مع حب الكفار في قلب عبد أبدا.
فمن أحب الكفار فقد ضاد الله عز وجل؛ لأن الله يُبغض الكفار ولذا مَقَتهم وأبغضهم.
فكيف يطيب لمسلم أن يُحب ما أبغضه الله ومن أبغضه الله؟؟
وكيف يطيب لمسلم أن يوادّ الذين قالوا على الله قولاً عظيما؟؟ فزعموا له الصاحبة والولد؟
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)
وقد يُشكل على البعض قوله سبحانه: (إنك لا تهدي من أحببت)
وهذه الآية نزلت في أبي طالب فكيف تُثبت محبة النبي صلى الله عليه على آله وسلم لأبي طالب؟
والجواب من وجهين:
الأول: أن هذه محبة فطرية، تكون بين القريب وقريبه، كما تكون بين الرجل وزوجته لو كانت نصرانية أو يهودية، وهي لا تضاد الإيمان.
والثاني: أن النبي صلى الله عليه على آله وسلم كان يُحب الهداية لأبي طالب، ولذا كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يُعيد على أبي طالب ويقول له: يا عم قل " لا إله إلا الله " حتى مات أبو طالب على الكفر – نسأل الله السلامة والعافية –.
وقد قال الله عز وجل في إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام –: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ)
منقول للفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 12:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخت أحلام على هذا الجهد والعمل الدؤوب.
اللهم علمنا حبك وحب من أحبك وحب نبيك محمد وآل بيته وأصحابه، والمؤمنين أجمعين، إنك سميع مجيب الدعاء.
ـ[أحلام]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 01:36 ص]ـ
الاخ الفاضل موسى احمدزغاري
كل الشكر على هذا المرور
-والله لايعرف قدر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا الله عز وجل
اللهم اجمعنا معه في الفردوس الاعلى(/)
حركه السكون
ـ[امووله]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 01:54 ص]ـ
من يشرح لي حركه السكون.
ما اعرف اقراهاااااااا والله يجزاكم الخير(/)
تاريخ مصر مشرق
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 10:01 م]ـ
ما وجه الجمال فى (تاريخ مصر مشرق)؟
هل هو تشيبه حيث شبه تاريخ مصر بالشمس فى الإشراق أم ماذا؟؟
أم استعارة مكنية حيث أتى بالمشبه وحذف المشبه به؟؟
فى انتظار ردكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 11:34 م]ـ
قال السكاكي
(فاعلم أن الاستعارة تنقسم على مصرح بها ومكني عنها، والمراد بالأول هو أن يكون الطرف المذكور من طرفي التشبيه هو المشبه به، والمراد بالثاني أن يكون الطرف المذكور هو المشبه، والمصرح بها تنقسم على تحقيقية وتخييلية، والمراد بالتحقيقية أن يكون المشبه المتروك شيئاً متحققاً إما حسياً وإما عقلياً، والمراد بالتخييلية أن يكون المشبه المتروك شيئاً وهمياً محضاً لا تحقق له إلا في مجرد الوهم، ثم تقسم كل واحدة منهما على قطعية وهي أن يكون المشبه المتروك متعين الحمل على ما له تحقق حسي أو عقلي، أو على ما لا تحقق له البتة إلا في الوهم وعلى احتمالية وهي أن يكون المشبه المتروك صالح الحمل تارة على ما له تحقق، وأخرى على ما لا تحقق له فهذه أقسام أربعة الاستعارة المصرح بها التحقيقية مع القطع الاستعارة المصرح بها التخييلية مع القطع الاستعارة المصرح بها مع الاحتمال للتحقيق والتخييل الاستعارة بالكناية. ثم إن الاستعارة، ربما قسمت على أصلية وتبعية، والمراد بالأصلية أن يكون معنى التشبيه داخلا في المستعار دخولا أوليا، والمراد بالتبعية أن لا يكون داخلا دخولا أوليا، وربما لحقها التجريد فسميت مجردة أو الترشيح فسميت مرشحة فيجب أن نتكلم في هذه الانقسامات وهي ثمانية:)
فقولك (تاريخ مصر مشرق) ---إستعارة مكنّى بها لإخفائك المشبه به(/)
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 06:14 ص]ـ
السلام عليكم
ما سر إسقاط حرف الجر في قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا} [الأعراف:155]؟
فالصناعة النحوية تقتضي تقدير المحذوف، وهو حرف الجرّ (من)، أي: من قومه، ليتّضح المعنى وتستقيم العبارة.
ولكن البلاغة لا تقف عند حدود ما تقتضيه الصناعة النحوية من تقدير للمحذوف. بل تقتضي أن نبحث عن سرّ الحذف في هذا الموطن وغيره في القرآن العظيم.
فهلا بيّنتم لنا الجمال البياني وجلاله في هذه الآية الكريمة؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 07:18 ص]ـ
حلوة منك أخي المشرف أن تمثل دور السائل؟؟:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 09:56 ص]ـ
نتعلم من الأفاضل أمثالكم - أستاذنا جمال .. :)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 03:26 م]ـ
الأستاذان الفاضلان:
السلام عليكما
عند سقوط حرف الجر من المفعول الثاني فيجب تقديمه حتى لا يكون صفة للنكرة التي قبله، فكونه مفعولا ثانيا أقرب من كونه صفه، ولهذا يتقدم نحو الكلمة التي تربطه معها علاقة معنوية أقوى، لأن الكلام يترتب بحسب الأهمية وقوة العلاقة المعنوية.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 03:50 م]ـ
الأستاذان الفاضلان:
السلام عليكما
عند سقوط حرف الجر من المفعول الثاني فيجب تقديمه حتى لا يكون صفة للنكرة التي قبله، فكونه مفعولا ثانيا أقرب من كونه صفه، ولهذا يتقدم نحو الكلمة التي تربطه معها علاقة معنوية أقوى، لأن الكلام يترتب بحسب الأهمية وقوة العلاقة المعنوية.
والله أعلم
وعليك السلام ورحمة الله
حياك الله أخي عزام ..
وهلا عرفتنا بالنكتة البلاغية من وراء هذا الحذف؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 10:50 م]ـ
،لأن الكلام يترتب بحسب الأهمية وقوة العلاقة المعنوية.
والله أعلم
أخي عزام الشريدة أراك تكثر من مثل هذه الجملة في أجوبتك، فهلاَّ وضحت كيف ندرك فهم النكتة البلاغية حسب هذه القاعدة المطردة لديك. وشكرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 11:12 م]ـ
أمهلكم من الوقت حتى يوم الجمعة ..
وبعديها فشّ جائزة:)
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي الطيبي بارك الله وحيّاك ,عدا ما ذكرتَ من الصناعة النحوية في إسقاط حرف الجر (من) هناك ايضًا نكتة بلاغية: ان (من) التي بمعنى التبعيض لا تحدد ولا تعيّن اي السبعين , ولأِنَّ السَّبْعِينَ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ مُوسَى مِنْ قَوْمه إختارهم بعينهم ,وهذا من عادة العرب أن تحذف الذي من حشو الكلام إذا عُرف موضعه ... فهم ليسوا أيّ سبعين وانما هم سبعون بعينهم ... معروفون.
والله أعلم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 01:30 ص]ـ
بوركتم.
سأعيدكم إلى الصناعة مرة أخرى، فأقول:
الفعلُ الذي يتعدى إلى مفعولين ثلاثةُ أقسام:
الأول: أن يكون الأصل فيه أن يتعدى إلى واحد، فيُنقل بالهمزة أو التضعيف فيتعدى إلى اثنين.
الثاني: أن يكون الأصل فيه أن يتعدى إلى واحد بنفسه، وإلى آخر بحرف الجر، ثُمّ يُسقط حرف الجر فيظهر عمل الفعل (1).
الثالث: أن يتعدى إلى اثنين بنفسه. مثال الثاني: سمّيتُ ولدي زيداً. الأصل: سمّيت ولدي بزيدٍ. وتقول: اخترت الرجالَ زيداً. الأصل: اخترت من الرجال زيداً. ومنه قوله تعالى: {واخْتَارَ مُوْسى قَوْمَهُ سَبْعِيْنَ رَجُلاً}. والتقدير: من قومه. وقال بعضهم: يمكن أن يكون (سبعين) بدلاً من (قومه). هذا ملخص في هذه المسألة، وأما التفصيل فأقول:
ذهب أكثر النحويين (2) إلى أن (قومه) من قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوْسَى قَوْمَهُ سَبْعِيْنَ رَجُلاً} منصوب، لأنه حذف حرف الجر، فنفذ الفعل إلى المفعول المحذوف منه حرف الجر (3). وأصله - والله أعلم - مِنْ قومه (4).
فقولهم: اخترت الرجالَ زيداً، أصله: من الرجال، لأن (اختار) فعل يتعدى إلى مفعول واحد بغير حرف الجر، وإلى الثاني بحرف الجر، والمقدم في الرتبة هو المنصوب بغير حرف الجر، فإن قُدِّم المجرور فلنوع من العناية، وهي البيان، وإلا فالنية فيه التأخير (5).
ومما جاء من هذا قول الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنّا الذي اخْتِيْرَ الرِّجالَ سَماحةً ** وَجُوْداً إذا هَبَّ الرياحُ الزَّعازِعُ (6)
أي مِن الرجال.
وقول الآخر:
أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبَاً لَسْتُ مُحْصِيَهُ ** ربَّ العِبادِ إليه الوَجْهُ والعَمَلُ (7)
أي مِنْ ذنبٍ.
قال ابن أبي الربيع في شرح الجمل: "واستدل أبو القاسم، على أن العرب تقول: اخترت الرجالَ زيداً بقوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً} فقال: تأويله: من قومه، وهذا الذي ذكر هو البيّن في الآية .. ورأيت بعض المتأخرين يقول: يمكن أن يكون {سبعين رجلاً} بدلاً من (قومه)، وجعلهم قومه وإن كان قومه أكثر من ذلك، لأنهم عمدة قومه. والبيّن في الآية ما أخذها عليه أبو القاسم، وهو الصواب " (8)
وأجاز بعضهم أن يكون (سبعين) بدلاً من (قومه) (9)، بدل بعض من كل، وجعله ابن أبي الربيع بدل كل من كل، فذكر جواب من قال بذلك إن قيل له: كيف يكون السبعون رجلاً هم قومه، مع أن القوم أكثر من ذلك؟ قال: " وجعلهم قومه، وإن كان قومه أكثر من ذلك، لأنهم عمدة قومه " (10).
والذين ذكروا هذا الرأي إنما ذكروه معتبرين البدل بعضاً من كل، وهو الأولى فيما ذهبوا إليه، لأن قوم موسى - عليه السلام - أكثر من سبعين.
وقد ضُعِّف هذا القول لأمرين:
الأول: أن الاختيار لابد فيه من مُخْتار ومختار منه، وإذا أُعرب بدلاً يكون المختارُ منه محذوفاً، وما هو واحد في نفسه لا يصح اختياره.
الثاني: أنه لابد من رابط بين البدل والمبدل منه، وقد قدروه بـ (منهم) (11).
ففي هذا الإعراب تكلُّفُ حذفٍ في رابط البدل، وفي المختار منه. ويظهر لي أن ما ذهب إليه ابن أبي الربيع متابعاً فيه أكثر النحويين هو الأقرب، لأن حذف حرف الجر ووصول أثر الفعل إلى الاسم جائز في لغة العرب، ولأن الإعراب على أنه بدل يفضي إلى تكلف تقدير محذوف، ولا شك أن إجراء الكلام على ظاهره، وعلى مقتضى لغة العرب أولى من التقدير والتأويل.
وشيء آخر وهو أن قولنا: اخترت الرجال زيداً يجوز فيه تقديم المفعول الأول، فيكون: اخترت زيداً الرجالَ، وفي تقديم المفعول على المجرور بمِنْ دلالة على أنه مفعول ثانٍ، وليس ببدل، إذ البدل لا يسوغ تقديمه (12). والله أعلم.
___________________
(1) قال أبو حيان عن هذه الأفعال: " هي مقصورة على السماع، وهي: اختار، واستغفر، وأمر، وكنى، ودعا، وزوج، وصدق " البحر المحيط 4/ 398. وينظر: الكتاب 1/ 38، وشرحه للسيرافي 1/ 144أ وللصفّار 2/ 675، والأصول 1/ 180، وزاد السمين على هذه الأفعال: حدّث، أنبأ، وأخبر، وخبّر إذا لم تضمّن معنى (أعلم)، الدر المصون 5/ 474، وينظر: شرح شذور الذهب 369 - 376.
(2) ينظر ك مجاز القرآن 1/ 229، ومعاني القرآن للأخفش 1/ 339، والمقتضب 4/ 330، ومعاني القرآن للزجاج 2/ 380، والأصول 1/ 178، والمسائل العضديات 99.
(3) ينظر: شرح عيون كتاب سيبويه 42.
(4) ينظر: المقتضب 4/ 330، والكامل 1/ 47.
(5) ينظر: شرح المفصل 8/ 50.
(6) من الطويل، وهو مطلع قصيدة، للفرزدق في مدح قبيلته. الديوان 1/ 418. والزعازع: جمع زَعْزَع، وهي الريح التي تهب بشدة، يعني بذلك الشتاء حيث يقل فيه الزاد، فيقول: هو جواد في مثل هذا الوقت. ينظر: الخزانة 9/ 124. ورواية الديوان: (وخيراً) بدل (وجوداً). والبيت دخله الخرم، وهو سقوط أو أول الوتد المجموع، فهو أثلم، ويروى: (ومنّا) فلا خرم فيه. ينظر: العيون الغامزة 120 - 121، والمرشد الوافي 32.
والشاهد فيه قوله: اختير الرجالَ، والأصل: من الرجال، فلما حذف حرف الجر وصل أثر الفعل فنصب الاسم.
ينظر: الكتاب 1/ 39، ومعاني الأخفش 1/ 339، والمقتضب 4/ 330، والأصول 1/ 180، والإفصاح للفارقي 287، وشرح نهج البلاغة 1/ 15، وخزانة الأدب 9/ 123 - 125.
(7) من البسيط، وهو من أبيات سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها. وقوله: (ذنباً) اسم جنس بدل قوله: لست محصيه. و: إليه الوجه والعمل أي: التوجه في الدعاء والمسألة والعبادة والعملُ له.
والشاهد فيه قوله: أستغفر الله ذنباً حيث حذف حرف الجر (من) والأصل: أستغفر الله من ذنب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ينظر: الكتاب 1/ 37، ومعاني القرآن للفراء 2/ 314، وتأويل مشكل القرآن 299، والإيضاح للزجاجي 139، وشرح أبيات سيبويه لابن النحاس 43، ولابن السيرافي 1/ 420، والخصائص 3/ 247، والخزانة 3/ 111.
(8) البسيط 1/ 423 - 424.
(9) ينظر: اللباب 1/ 269، والتبيان 1/ 597، والبحر المحيط 4/ 399، والدر المصون 5/ 475، والفتوحات الإلهية 3/ 119. ولم أقف على من نسب هذا القول، وأجازه أبو البقاء على ضعف
(10) ينظر: البسيط 1/ 424.
(11) ينظر: التبيان 1/ 597، والبحر المحيط 4/ 399.
(12) ينظر: شرح المفصل 8/ 51.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 06:28 ص]ـ
لأِنَّ السَّبْعِينَ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ مُوسَى مِنْ قَوْمه إختارهم بعينهم ,وهذا من عادة العرب أن تحذف الذي من حشو الكلام إذا عُرف موضعه ... فهم ليسوا أيّ سبعين وانما هم سبعون بعينهم ... معروفون.
والله أعلم
وجعله ابن أبي الربيع بدل كل من كل، فذكر جواب من قال بذلك إن قيل له: كيف يكون السبعون رجلاً هم قومه، مع أن القوم أكثر من ذلك؟ قال: " وجعلهم قومه، وإن كان قومه أكثر من ذلك، لأنهم عمدة قومه " (10) ..... ويظهر لي أن ما ذهب إليه ابن أبي الربيع متابعاً فيه أكثر النحويين هو الأقرب، لأن حذف حرف الجر ووصول أثر الفعل إلى الاسم جائز في لغة العرب، ولأن الإعراب على أنه بدل يفضي إلى تكلف تقدير محذوف، ولا شك أن إجراء الكلام على ظاهره، وعلى مقتضى لغة العرب أولى من التقدير والتأويل.
بارك الله فيكما ..
أخي سليم .. لقد اقتربت حقّاً من النكتة البلاغية ..
أخي خالد .. لقد أبدعت في تأصيل قواعد المسألة ..
وإليكما السرّ الذي أوشكتما على إظهاره في كلامكما:
نرى - والله تعالى أعلم بما نزّل - أن إسقاط حرف الجرّ القصد منه هو النعي على بني إسرائيل لكثرة تمرّدهم وعصيانهم، ودوام مخالفتهم لنبيّهم، حتى كأنّه لم يجد فيهم خياراً غير هؤلاء السبعين، فهم القوم كل القوم في ميزان الطاعة والصلاح. وفي ذلك ما فيه من التلميح بكثرة العاصين وقلّة الصالحين فيهم.
فموسى عليه السلام بحث ونقّب فلم يجد إلا هؤلاء السبعين، ولو قال (من قومه) لما أفاد هذا المعنى، ولدلّ على أن في بني إسرائيل أخيار غيرهم، وأن موسى عليه السلام إنما اختار منهم الأخْيَر فالأخْيَر، فيكون هذا عذراً لهم. ولذلك فإنه في إسقاط حرف الجر قد حُسم الأمر وانتهى: لا نقيم وزناً لبني إسرائيل كلهم، باستثناء السبعين الذين اختارهم موسى.
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 03:09 م]ـ
السلام عليكم
النكرة تبحث دائما عما يعرفها ويوضحها أو يخصصها، أو كما يقول ابن القيم -رحمه الله-:النكرة تطلب الوصف طلبا حثيثا، كقولنا: طالب في الصف، ففي الصف ليس الخبر وإنما هي صفة للطالب، ولهذا مازال الكلام ناقصا، ونحن بحاجة إلى الخبر من أجل تمام المعنى، وإلا بقي المستمع في انتظار الخبر ولهذا نقول له: طالب في الصف مؤدب. أما إذا أردنا أن تكون شبه الجملة هي الخبر، فيجب أن نقدمه حتى نقطع توهم السامع الذي يظنها صفة، وليعرف أن المتقدم خبر لا صفة، أي من أجل أمن اللبس
ومثله الأية الكريمة "واختارموسى قومه سبعين رجلا "والأصل: سبعين رجلا من قومه، وعند سقوط حرف الجر، يتقدم المفعول الثاني، حتى لا يلتبس بصفة النكرة، أي من أجل أمن اللبس.
قال تعالى أخي موسى: "يؤتي الحكمة من يشاء " والحكمة هي المفعول الثاني لأنها مفعول لفظا ومعنى، والأصل أن يتأخر هكذا: يؤتي من يشاء الحكمة، ولكن تأخيرها يجعلها مفعولا به للفعل يشاء، ولأن هذا المعنى ليس مقصودا، فيجب أن يتقدم المفعول الثاني (الحكمة) نحو الكلمة التي تربطه معها علاقة معنوية أقوى، وهي كلمة"يؤتي" من أجل أمن اللبس، أو لأن بقاءه في مكانه يسبب اللبس، ولهذا نقول أخي موسى: إن الكلام يترتب ويتجاور بحسب قوة العلاقة المعنوية.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 03:33 م]ـ
الأساتذة الكبار:
لؤي
جمال
عزام
خالد
سليم
ما زلت أشعر أمامكم أني صغير جدا.
موسى
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 03:36 م]ـ
متابعة:
أخي لؤي: جملة: اختار موسى سبعين رجلا قومه، تعنى نفس المعنى الذي ذكرته، فلِم لم تبق كلمة (قومه) في مكانها؟
شكرا لكم جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 11:44 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل عزام ..
لم أفهم سؤالك!
هل تقصد أنه لا فرق بين قولي: " اختار موسى قومه سبعين رجلاً "، وقولي: " اختار موسى سبعين رجلاً قومه "؟
فإن كان هذا هو المراد، فهاك الجواب، وأنقله لك من كتاب (بدائع الفوائد):
قال أبو بكر الزرعي - رحمه الله: الاختيار تقديم المجرور في باب (اخترت) وتأخير المفعول المجرّد عن حرف الجرّ، فتقول: اخترت من الرجال زيداً، ويجوز فيه التأخير. فإذا أسقطت الحرف لم يحسن تأخير ما كان مجروراً به في الأصل، فيقبح أن تقول: اخترت زيدا الرجال، واخترت عشرة الرجال، أي: من الرجال، لما يوهم من كون المجرور في موضع النعت للعشرة، وأنه ليس في موضع المفعول الثاني.
ونضيف للفائدة العامّة:
قال أبو بكر: وأيضاً فإن الرجال معرفة فهو أحق بالتقديم للاهتمام به كما لزم في تقديم المجرور الذي هو خبر عن النكرة من قولك: في الدار رجل، لكون المجرور معرفة وكأنه المخبر عنه. فإذا حذفت حرف الجر لم يكن بدّ من التقديم للإسم الذي كان مجروراً نحو اخترت الرجال عشرة. والحكمة في ذلك أن المعنى الداعي الذي من أجله حذف حرف الجر هو معنى غير لفظ، فلم يقو على حذف حرف الجر إلا مع اتصاله به وقربه منه.
ووجه ثانٍ وهو أن القليل الذي اختير من الكثير إذا كان مما يتبعّض ثم ولي الفعل الذي هو اخترت توهّم أنه مختار منه أيضاً، لأن كل ما يتبعّض يجوز فيه أن يختار وأن يختار منه، فألزموه التأخير وقدّموا الاسم المختار منه، وكان أولى بذلك لما سبق من القول. فإن كان مما لا يتبعّض نحو زيد وعمرو، فربما جاز على قلة في الكلام نحو قول الشاعر: ومنا الذي اختير الرجال سماحة. وليس هذا كقولك اخترت فرساً الخيل، لأن الفرس اسم جنس فقد يتبعّض مثله ويختار منه. وزيد من حيث كان جسماً يتبعّض، ومن حيث كان عَلماً على شيء بعينه لا يتبعّض فتأمّل هذا الموضع.
المصدر:
كتاب بدائع الفوائد:
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=64&id=286
أرجو أن يكون هذا التوضيح شافياً كافياً ..
ودمتم ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 01:41 م]ـ
بوركت أستاذي الفاضل
وقد كتب عن ذلك السهيلي في نتائج الفكر في النحو.
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 04:48 م]ـ
يا الله كم يشعر المرء بضآلته وهو يرى هذا العلم الغزير عندكم، بارك الله فيكم جميعا، ولي سؤال بمناسبة هذه الآية، وهو هل نعرب (قومه) منصوب على نزع الخافض فقط؟ أم لها إعراب آخر؟ أرجو التفصيل للأهمية.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 05:33 م]ـ
قال الرازي رحمه الله
(وعندي فيه وجه آخر وهو أن يكون التقدير: واختار موسى قومه لميقاتنا وأراد بقومه المعتبرين منهم إطلاقاً لاسم الجنس على ما هو المقصود منهم وقوله: {سَبْعِينَ رَجُلاً} عطف بيان وعلى هذا الوجه فلا حاجة إلى ما ذكروه من التكلفات.)
وهذا بيان أغنى فعلا عن التكلفات----وهذا الإستخدام منتشر---في كثير من الأحيان نقول --اجتمعت العائلة الفلانية مع العائلة العلّانية مع أنّ المجتمعين قسم معتبر من العائلتين---وإذا أردت عطف البيان قلت--إجتمعت العائلة الفلانية المثقفون منهم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 06:23 م]ـ
ولي سؤال بمناسبة هذه الآية، وهو هل نعرب (قومه) منصوب على نزع الخافض فقط؟ أم لها إعراب آخر؟
الأخ شاعر
السلام عليكم
لقد اتفقت أقوال العلماء على نصب (قومه) في هذه الآية الكريمة بنزع الخافض، والتقدير: اختار موسى من قومه، يقول أبو عبيدة: " مجازه اختار موسى من قومه، ولكن بعض العرب يجتازون فيحذفون (من)، قال العجاج: تحت التي اختار له الله الشجر ".
ويقول الأنباري: " قومه، وسبعين، منصوبان مفعولان باختار، إلا أنه تعدى إلى سبعين من غير تقدير حذف حرف الجر، وتعدّى إلى قومه بتقدير حذف حرف الجر، والتقدير فيه: واختار موسى من قومه سبعين رجلا، فحذف حرف الجر فتعدّى الفعل إليه ".
ويقول الزمخشري: " أي من قومه فحذف الجار وأوصل الفعل كقوله: منا الذي اختير الرجال سماحة ".
ويقول أبو حيان: " اختار افتعل من الخير، وهو التخيّر والانتقاء، واختار من الأفعال التي تعدّت إلى اثنين أحدهما بنفسه والآخر بواسطة حرف الجرّ، وهي مقصورة على السماع، وهي اختار، واستغفر، وأمر، وكنى، ودعا، وزوج، وصدق، ثم يحذف حرف الجر ويتعدّى إليه الفعل، فيقول: اخترت زيدا من الرجال، واخترت زيداً الرجال، قال الشاعر:
اخترتك الناس إذا رثت خلائقهم --- واعتلّ من كان يرجى عنده السؤل ".
ولا شكّ أنّ ما ذكره علماؤنا رحمهم الله لا غبار عليه من حيث الصحّة، لكنه ليس سوى مجرّد تصحيح للمعنى وتعليل للحذف، وهو ما ينبغي علينا أن نتجاوزه للبحث عن أسرار نزع الخافض في هذه الآية الكريمة وغيرها من الآيات.
وكما أشرنا من قبل فإن حذف حرف الجرّ دلّ على أن موسى عليه السلام قد اجتهد في البحث والتنقيب في قومه، فلم يجد فيهم خياراً سوى هؤلاء السبعين، ولو قيل: اختار موسى من قومه سبعين رجلاً، لدلّ على أن في القوم خياراً كثيرين وأن اختيار موسى عليه السلام قد وقع على هؤلاء السبعين رجلاً. ولا عجب أن يقصد القرآن إلى ذلك، بعد آيات تحدّثت عمّا صنعه بنو إسرائيل بموسى عليه السلام، وعبادتهم العجل من دون الله.
وهنالك من الشواهد القرآنية على هذه الظاهرة، مما يشيع في جوانب النصّ كل تلك الدلالات والإيحاءات بما لا تنهض به الكلمات .. وتعجز عنه الجمل الطوال ..
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 07:04 م]ـ
الأخ لؤي
رأي الرازي لا يتعارض مع نظرتك البلاغية للآية من حيث إشارتها إلى قلة الصالحين وأنّهم وصلوا إلى السبعين رجلا بصعوبة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 07:19 م]ـ
الأخ لؤي
رأي الرازي لا يتعارض مع نظرتك البلاغية للآية من حيث إشارتها إلى قلة الصالحين وأنّهم وصلوا إلى السبعين رجلا بصعوبة
ولذلك فلم أعقّب عليه ..
بارك الله فيكم أستاذنا جمال، ونفعنا بعلمكم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 09:25 م]ـ
إذن هلّا عقبت من ناحية لغوية من حيث القول بأنّ "سبعين رجلا" عطف بيان ل "واختار موسى قومه" مستغنيا عن القول بتقدير حذف حرف الجر " من"
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 04:23 ص]ـ
إذن هلّا عقبت من ناحية لغوية من حيث القول بأنّ "سبعين رجلا" عطف بيان لـ "واختار موسى قومه" مستغنيا عن القول بتقدير حذف حرف الجر "من"
أخي الحبيب جمال ..
لو أننا استغنينا عن القول بنزع الخافض، وفرضنا أن قوله تعالى: {سَبْعِينَ رَجُلاً} هو عطف بيان، لما تبيّنت لنا الدلالة التي ذكرناها آنفاً ..
لأن تعريف عطف البيان هو: أنه تابع أشهر من متبوعه، ويأتي لتوضيحه ..
نحو: رحم الله أبا حفص عمر، وكرّم الله أبا تراب عليا.
وهذا يعني أن عطف البيان يمكن الاستغناء به عن المعطوف عليه، كما يمكن الاستقلال بالمعطوف عليه وترك المعطوف.
فإن قلت: رحم الله أبا حفص، اكتمل المعنى، وتمّت الجملة.
وإن قلت: رحم الله عمر، كذلك جائز.
ومن هنا يمكننا القول بأن عطف البيان هو البَدَل، مع فوارق بسيطة لا نريد إثارتها هنا، ومعظم النحاة الذين خاضوا في هذه الفوارق، إنما قالوا في نهاية المطاف: لم يتبيّن لنا فرق بين عطف البيان والبَدَل!
ولذلك فإننا إذا استغنينا عن المعطوف عليه في آية سورة الأعراف، والذي هو (قومه)، وقلنا: (واختار موسى سبعين رجلاً لميقاتنا)، لاكتمل المعنى وتمّت الجملة.
وكذلك الأمر في حالة الاستقلال بالمعطوف عليه وترك المعطوف، فإن قلت: (واختار موسى قومه لميقاتنا)، فهو أيضاً جائز.
ولكن ليس هذا هو مراد القرآن الكريم ..
ولذلك نرى أن قول الرازي رحمه الله، والذي تفرّد به دون غيره، لا يؤدّي المعنى المراد ..
والله أعلم بمراده ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 09:31 م]ـ
ومن الأمثلة على نزع الخافض في القرآن الكريم، قوله تعالى: {وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25].
فللعلماء في إعراب الباب في قوله تعالى {وَاسُتَبَقَا الْبَاب} رأيان:
أحدهما: أنه منصوب على نزع الخافض لأن أصل استبق أن يتعدّى بإلى فحذف اتساعاً.
والثاني: أنه منصوب بتضمين استبقا معنى ابتدرا، وفي هذا الصدد يقول الزمخشري "واستبقا الباب وتسابقا إلى الباب على حذف الجارّ وإيصال الفعل كقوله (واختار موسى قومه)، أو على تضمين استبقا معنى ابتدرا، نفر منها يوسف فأسرع يريد الباب ليخرج، وأسرعت وراءه لتمنعه الخروج".
والتعبير بحذف حرف الجر وإيصال الفعل إلى المفعول في هذه الآية الكريمة يوحي برغبة كل من يوسف عليه السلام وامرأة العزيز في الإسراع إلى الباب، وما هما عليه من سبق كل منهما للآخر في الوصول إلى الباب تحقيقاً لمراده .. فيوسف عليه السلام أسرع إليه ليخرج، وهي لتمنعه من الخروج ..
ولو قيل " واستبقا إلى الباب " لدلّ التعبير على أن غاية سبقهما أن ينتهي إلى الباب .. وليس هذا ما يسعى النظم الكريم إلى إبرازه من حرص كل منهما في سبق الآخر إلى الباب .. حيث أراد يوسف عليه السلام أن يهرب من مراودتها له محاولاً الإسراع إلى الباب قبلها ليخرج منه، وهي تحاول الإسراع إليه قبله لتمنعه من الخروج ..
والله أعلم ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 09:38 م]ـ
هلا أتحفتمونا بمزيد من الأمثلة؟!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 10:08 م]ـ
أخي الحبيب لؤي، زادك الله علما ونورا.
إن إعتبار القول بعطف البيان في قوله تعالى {واختار موسى قومه سبعين رجلا} قول ضعيف.
فإن المعنى يكاد لا يظهر لو قلنا {واختار موسى قومه} ولكان المعنى غير ذا أهمية، أو غير ظاهر.، ولما كان لذكرباقي الآية {سبعين رجلا} أهمية.
ولا يعقل أن موسى إختار غير قومه، فلماذا يختارهم؟ فالمعنى ركيك وضبابي. وأضف على ذلك فإن لذكر العدد (سبعين) دلالة هامة وهي أنه إختيار عدد معين بعينه، وهذا مما يدل دلالة واضحة على أنه إختيار بعض من كل، وفي هذا بيان على حذف (من التبعيضية). و (من) المحذوفة ليست للجنس. فالقول بالنصب على الخافض هو الأولى.
=======================
أما بالنسبة للآية الثانية. قوله تعالى: {وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25].
فالمراد من نزع الخافض توجه آخر وهو، أن القرآن حين يصور قصة ما فأنه يصورها طبق الواقع، وواقع تلك الحادثة هو هرب يوسف عليه السلام بأقصى ما يستطيع، وكذلك لحاق امرأة العزيز به بأقصى سرعتها واستطاعتها، وهذا المشهد لا يحتمل ذكر حرف الجر (إلى) لأن المقام لا يتسع لذكره، من باب إنسجام النص مع المشهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 10:55 م]ـ
الأخ العزيز موسى ..
أدام الله توفيقك في كل قول وعمل، وفي كل رأي ونظر ..
لقد أحسنت في تصويرك للمشهد .. وأجدت فأبدعت ..
ولنكمل حديثنا عن الأسرار البلاغية التي يبرزها نزع الخافض في القرآن العظيم، ولنحاول أن نكشف عن مزيد من فوائده الغرر ومراميه اللطاف ..
يقول تعالى: {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227].
وللعلماء في نصب "الطلاق " وجهان: أحدهما: أنه منصوب بنزع الخافض أو بإسقاط حرف الجر كما قالوا، لأن عزم يتعدّى بـ (على)!
فلماذا اختار التعبير القرآني إسقاط حرف الجر (على) في الآية الكريمة؟
وماذا لو أنه قال: (وإن عزموا على الطلاق)، ألن يفي هذا بالمعنى المراد؟
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي ,بارك الله فيك وحيّاك ,ان الآيات تحمل في طياتها احكام شرعية تتعلق بافعال كان العرب يقومون فيها في الجاهلية (الرجال منهم) والاسلام, حيث كانوا يقسمون ويحلفون بمهاجرو النساء, وكان من الايمان الحائلة بين البر والتقوى والاصلاح (كما قال ابن عاشور).
واختيار التعبير القرآني باسقاط حرف الجر على لأن المقصود من عزم الطلاق هو التصميم عليه, واستقرار الرأي عليه بعد تأمل وتفكير, وهذا لا يحصل لكل مولل من تلقاء نفسه, وخاصة اذا كان غالب القصد في اليمين المغاضبة والمضارة ,لأن معنى الآية: فإن لم يفيئوا فقد وجب عليهم الطلاق.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 04:48 ص]ـ
أحسنت أخي الحبيب سليم ..
بارك الله فيك .. وزادك بصيرة بكتابه المجيد ..
واسمح لي بأن أتوسّع قليلاً في المعنى المراد:
فإن للعلماء في توجيه نصب (عقدة النكاح) آراء عديدة:
أولها: أنه منصوب بنزع الخافض والتقدير: ولا تعزموا على عقدة النكاح، وقد حكى سيبويه أن العرب تقول: ضرب زيد الظهر والبطن أي: على الظهر والبطن. قال الشاعر:
ولقد أبيت على الطوى وأظله ----- حتى أنال به كريم المأكل
وأظل عليه، فحذف (على) ووصل الفعل إلى الضمير فنصبه، إذ أصل هذا الفعل أن يتعدّى بعلى، قال الشاعر:
عزمت على إقامة ذي صباح ----- لأمر ما يسوَّد من يسود.
الثاني: أنه مفعول به على تضمين الفعل (تعزموا) معنى فعل يتعدّى بنفسه حيث ضمن معنى تنووا، أو معنى تصححوا، أو معنى وجبوا، أو معنى تباشروا، أو معنى تقطعوا أي: تبتوا.
الثالث: أنه منصوب على المصدر والمعنى: ولا تعقدوا عقدة النكاح. ومعنى العزم: عقد القلب على إمضاء الأمر. وفي إيثار القرآن التعبير بإيقاع النهي على العزم بقوله تعالى (ولا تعزموا عقدة النكاح) بدلاً من التعبير بالنهي الصريح في قولنا: ولا تنكحوا النساء في العدة، مبالغة في النهي عن عقد النكاح في العدّة لأن العزم على الفعل يتقدّمه، فإذا نهى عنه كان عن الفعل أنهى.
وقبل أن نبحث في بيان السر البلاغي من وراء نزع الخافض في هذه الآية الكريمة يجدر بنا أن نوضّح أن القول بالتضمين ما هو إلا محاولة من العلماء لتصحيح وجه التعدية، كما أن الذهاب إليه في هذه الآية الكريمة يؤدّي إلى ضعف بلاغة المعنى لأن سياق الآية الكريمة لا يقتضيه.
وفي هذا الصدد قال الدكتور شاكر أبو اليزيد الصباغ: " ذلك لأن كثيراً من النحاة وبعض المفسرين يطلقون التضمين على أساليب بعضها لا يحتاج فيه إلى تضمين لوفاء الفعل المذكور بأداء المعنى المطلوب، وبعضها لا يتأتى فيه التضمين لعدم إمكان الجمع بين المعنيين، وبعضها يؤدي القول بالتضمين فيها إلى ضعف بلاغة العبارة.
فالفعل (عزم) يتعدّى بـ (على)، تقول: عزمت على السفر مثلاً، ولما جاء متعدياً بنفسه في قوله تعالى (ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله)، قالوا بتضمين (تعزموا) معنى "تنووا"، فنصب المفعول بنفسه مثله، ومع أن النية مطلق العزم، والعزم خصوص عقد الضمير على الشيء، إذ يقول الزمخشري: وحقيقة العزم القطع. إلا أنه لا داعي - في نظري - لتضمين تعزموا معنى تنووا لأن صدر الآية يؤذن بالعفو عن النية والركون النفسي (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله).
فالآية رفعت الحرج في التعريض والإضمار القلبي، ونهت عن المواعدة والعزم، فليس من المناسب أن نضمن العزم معنى النية ". انتهى.
فما ذكره هذا الباحث مما ينثلج له الصدر وينشرح له الخاطر، لكن يبقى فيما قاله بأن الفعل (عزم) ورد متعدّياً بنفسه في هذه الآية نظراً لأن هذا الفعل لازم ويتعدّى بـ (على)، والاسم بعده منصوب بنزع الخافض. يقول أبو حيان: وقيل انتصب - أي عقدة - على إسقاط حرف الجر وهو على هذا التقدير: ولا تعزموا على عقدة النكاح .... ، إذ أصل هذا الفعل أن يتعدّى بـ (على) قال الشاعر:
عزمت على إقامة ذي صباح ----- لأمر ما يسوَّد من يسود.
ويقول السمين الحلبي: إنه منصوب على إسقاط حرف الجر وهو (على) فإن (عزم) يتعدّى بها.
ولعلك حين تتأمّل ما عليه التعبير القرآني (ولا تعزموا عقدة النكاح) بنزع الخافض، وقولنا (ولا تعزموا على عقدة النكاح)، تجد فرقاً بين تعدية الفعل بحرف الاستعلاء (على) وبين إسقاط حرف الجر وإيصال الفعل إلى المفعول مباشرة، ذلك أن على بما فيها من معنى الاستعلاء تكون آكد في الدلالة على العزم على النكاح لأن زيادة المبنى تؤدّي حتماً إلى زيادة المعنى كما قرر ذلك علماء البلاغة.
أما ما عليه التعبير القرآني فليس فيه هذا التأكيد الذي نحسّ به مع زيادة حرف الاستعلاء، ونحن إذا نُهينا عن عزم النكاح، فنحن أكثر نهياً بالنسبة للعزم على النكاح، ولهذا كان النهي في الآية الكريمة نهياً عن الصيغة الأقل مبالغة.
والله أعلم(/)
الذُريّة في القرآن
ـ[سليم]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 11:38 م]ـ
السلام عليكم
الذُريّة وردت في القرآن الكريم 10 مرات بصيغة النكره ولم ترد مقرونة بال التعريف, والذُرية منسوبة إِلى الذَّرِّ الذي هو صغار النمل, وكان قياسه ذَرِّيَّةٌ، بفتح الذال، لكنه نَسَبٌ شاذ لم يجئ إِلاَّ مضموم الأَول. ومن العلماء من قال: أَصلها ذُرُّورَةٌ، هي فُعْلُولَةٌ، ولكن التضعيف لما كثر أُبدل من الراء الأَخيرة ياء فصارت ذُرُّويَة، ثم أُدغمت الواو في الياء فصارت ذُرِّيَّة، وقول من قال إِنه فُعْلِيَّة أَقيس وأَجود عند النحويين. وَالذُّرِّيَّة تَكُون وَاحِدَة وَتَكُون جَمْعًا ذَكَرًا وَأُنْثَى.
والآيات التي وردت فيها ذرية هي:
1.قال تعالى:"أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " (266) /البقرة.
2.قال عز وجل:"ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (34) /ال عمران.
3.قال الله تعالى:"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء" (38) /ال عمران.
4.قال سبحانه وتعالى:"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا " (9) /النساء.
5.قال الله جل جلاله:"وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ " (133) /الانعام.
6.قال تعالى:"أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ" (173) /الاعراف.
7.قال الله تعالى:"فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ " (83) /يونس.
8.قال الله:"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ " (38) /الرعد.
9.قال تعالى:"ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا" (3) /الاسراء.
10.قال سبحانه وتعالى:"أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا " (58) /مريم.
ومن الملاحظ ان لفظة ذُرية وردت مرتين في آية 58 من سورة مريم ... وذلك لتبيان ان لإدريس شرف القرب من آدم حيث ان القرطبي قال في تفسيره ان المراد من ذُرية آدم هو إدريس, ثم ذكر ذُرية ابراهيم والمراد فيها هم اسماعيل واسحاق ويعقوب.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 10:42 م]ـ
أخي سليم ذا العقل السليم
أرجو منك أن تتحفنا حول هذا الورود بصيغة النكرة للكلمة ذرية.
موسى
ـ[سليم]ــــــــ[20 - 03 - 2006, 01:54 ص]ـ
السلام عليكم
قال الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن",واما التنكير فله اسبابه ,وعدد ستة اسباب ومنها (ارادة النوع) , اي ان المقصود هو نوع من الذريه وهي ذريه آدم.
هذا والله اعلم(/)
لديّ رسالة مخطوطة في الاستعارة بالكناية، هل هي محققة؟
ـ[أبو راسم]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 03:30 م]ـ
:::
إخواني أريد منكم أن تساعدوني ....
لديّ رسالة مخطوطة في الاستعارة بالكناية، وهي تتشكل من 4 أوراق.
لا يوجد فيها أي معلومة عن مؤلفها أو مستنسخها. وعلى ما يسطر في مطلعها نفهم أن اسمها "العناية"، وقد كتبت أو استنسخت سنة سبع وستين وتسعمائة،
الرجاء من الاخوان أن يخبروني هل هي محققة؟ ومن مؤلفها؟
الرسالة تبدأ هكذا:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لوليه ? على خفي لطفه وجليه والصلوة على نبيه ? محمد وآله وذويه. فهذه رسالة موسومة بالعناية ? في تحقيق الاستعارة بالكناية ? وتحقيق ما يلزمها من التخييل ? والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ? فههنا مقامات: المقام الأول في تحقيق الاستعارة بالكناية. لقد عظم اختلاف العلماء في ذلك وسلكوا في تحقيقها ثلاثة مسالك. المسلك الأول: مسلك القدماء وهو أن يترك المستعار ويدل عليه بذكر رادفه، واختاره صاحب الكشاف حيث قال في تفسير قوله تع (تعالى) "الذين ينقضون عهد الله" من اسرار البلاغة ولطائفها أن يسكتوا من ذكر الشيء المستعار ثم يرمزوا إليه بذكر شيء من روادفه فينبهوا بذلك الرمز على مكانه، هذا كلامه. والمستعار على المذهب في قول الهذلي "وإذا المنية أنشبت أظفارها" لفظ السبع المرموز إليه بذكر الألفاظ ...
وتنتهي هكذا:
.... كلام كأيام الشباب نظمته. رقيق أنيق مثل واسط العقد. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد الأمين وعلى آله وصحبه الأكرمين. صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم الدين. حُرّر في ليلة يسفر صباحها عن اليوم الثامن من آخر الربيعين، سنة سبع وستين وتسعمائة.(/)
أرجوكم ساعدوني بسرعة
ـ[هاجر]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 01:32 ص]ـ
:::
اعضاء المنتدى الكرام أحتاج منكم مساعدة
اريد من يشرح لي الفرق بين التشبيه والإستعارة
وماهو المجار وماهي أركانه
وجزاكم الله خيرا
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 01:50 ص]ـ
التشبيه له أربعة أركان
المشبه - أداة التشبيه - المشبه به - وجه الشبه
مثال: الجنود كالأسود فى الشجاعة
هنا المشبه (الجنود) وأداة التشبيه (كـ) المشبه به (الأسود) وجه الشبه (الشجاعة)
التشبيه لابد أن يذكر فيه ركنان أساسيان وهما (المشبه والمشبه به)
فإذا حذف أحد هذين الركنين يصبح استعارة
الاستعارة تنقسم إلى مكنية و تصريحية
الاستعارة المكنية: هى التى يذكر فيها المشبه ويحذف المشبه به
مثال: تاريخ مصر مشرق
هنا أتى بالمشبه (تاريخ مصر) وحذف المشبه به (الشمس)
الاستعارة التصريحية: هى التى يذكر فيها المشبه به ويحذف المشبه
مثال: الأسود هزموا إسرائيل
هنا أتى بالمشبه به (الأسود) وحذف المشبه (الجنود)
حيث شبه الجنود بالأسود
هذه نبذة بسيطة إلى أن يتفضل أحد عمالقة البلاغة ويعطينا تفصيلا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 02:40 ص]ـ
هذا بحث كامل ..
اختاري منه ما ترينه لك مناسباً:
المجاز
المجاز من الوسائل البيانية التي شغف العرب باستعمالها لما هو معروف عنهم ميلهم نحو كل ما فيه الإيجاز والاتساع في الكلام بكثرة المعاني عل قلة الألفاظ، وهذا مما وجدوه في المجاز إلى ما فيه من دقة في التعبير عن المعاني.
والمجاز في اللغة: مصدر على معنى الجواز والتعدية، وفي الاصطلاح: "الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له، باعتبار أنها جائزة ومتعدية مكانها الأصلي".
والمجاز نوعان: لغوي وعقلي، والمجاز اللغوي ضربان: مجاز مرسل واستعارة.
أولاً: المجاز اللغوي
وهو: "اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في اصطلاح التخاطب، لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي"، وهذا المجاز يكون في المفرد كما يكون في التركيب المستعمل في غير ما وضع له.
والمجاز اللغوي باعتبار نوع العلاقة على قسمين: مجاز مرسل، واستعارة.
أ) المجاز المرسل
وهو: "اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي"،وسمي مرسلاً: لتحرره من التقييد بعلاقة المشابهة، وللمجاز المرسل علاقات كثيرة نذكر منها ما يلي:
السببية: نحو قوله تعالى:) وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله أنه لا يحب الظالمين (، فالشاهد في هذه الآية هي كلمة "سيئة"، وقد أوتي بها للدلالة على القصاص لأنها سبب فيه، فالمراد: أن الجزاء على السيئة سيئة مثلها، وهذا مجاز مشهور على ما يقوله "القاضي عبد الجبار".
المسببية: كقوله تعالى:) هو الذي يرزقكم من السماء رزقاً (، الشاهد في الآية: "رزقاً"، والمراد به المطر الذي يتسبب عنه الرزق، لقرينة: "ينزل من السماء"، فالمطر سبب للرزق.
باعتبار ما كان: وهو أن يسمى الشيء باسم ما كان عليه، كقوله تعالى وآتوا اليتامى أموالهم (، والمراد الذين كانوا يتامى، لقرينة: "آتوا"، والإتيان بأموالهم وحقوقهم لا يكون إلاّ تمّ البلوغ.
باعتبار ما سيكون: وهو أن يسمى الشيء باسم ما يؤول إليه، كقوله تعالى:) ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً (، المراد بالخمر: العنب الذي يصير منه الخمر، بقرينة: "أعصر"، لأن الخمر عصير وهو لا يعصر، والتقدير: "والله أعلم" أراني أعصر عنباً ويصير منه الخمر.
فمن الأمثلة المتقدمة نرى ما للمجاز المرسل من منزلة ودرجة بين فنون البيان، وأهم ما يلفت الأنظار في ذلك ما يفيده المجاز المرسل من البلاغة و الإيجاز، ولقد أوجز في عباراته الكثير من المفردات، التي جاءت بمعاني تفهم من سياق الكلام، فلو عمدنا إلى توضيح ذلك، نرى في قوله تعالى:) قد بدت البغضاء من أفواههم (، فالمجاز في كلمة "البغضاء"، تجوز بها عن الكلمة الدالة على الكراهية، بقرينة "بدت"، وعلاقة سببية، والفرق واضح بين الآية وبين قولنا: قد بدت الكلمات الدالة على الكراهية من أفواههم، من جهة روعة الإيجاز وتأكيد المعنى وتقريره.
ب) الاستعارة
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي القسم الثاني من أقسام المجاز اللغوي، والاستعارة في التعريف المصطلح عليه عند البلاغيين هي: "استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة، بين ما وضع له، وما استعمل فيه، مع قرينة صارفة عن إرادة المعنى الأصلي"، ونوع العلاقة بين المجاز المرسل والاستعارة هي نقطة التفرقة بينهما.
والاستعارة في أصلها ما هي إلا تشبيه مختصر، وقد تكون أبغ منه، فأصلها: تشبيه حُذف أحد طرفيه، ووجه شبهه، وأداته، وهي أبلغ من التشبيه لأن منتهى المبالغة في التشبيه مهما يكن لابد في من ذكر المشبه والمشبه به، وهذه نقطة التباين بينما، إضافة إلى أن التشابه والتداني في التشبيه لا تصل إلى حد الاتحاد كما هو الحال مع الاستعارة، التي تتمتع بدعوى الاتحاد والامتزاج، وأن المشبه والمشبه به صارا معنى واحداً.
والخوض في الاستعارة قد يطول بتشعب فروعها، فللاستعارة أقسام تتفرع من اعتبارات لجوانب متعددة فيها، وأما في مقامنا نكتفي بأهم هذه الفروع.
فالاستعارة باعتبار طرفيها تنقسم إلى: تصريحية ومكنية.
1. الاستعارة التصريحية:
وهي الاستعارة التي حذف فيها المشبه، وصرح بلفظ المشبه به فقط، وسميت تصريحية لأنها صّرحت بلفظ المشبه به، كما تسمى أيضاً تحقيقية، ونرى ذلك في نحو قوله تعالى:) كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور (، والمراد من الآية: إخراج الناس من عمياء الجهل وظلام الكفر إلى بصائر العلم وهداية الإيمان، فإن الذي يمشي في الكفر كمن يمشي في الظلام، ويتخبّط فيها فيضل، ومن يمشي في الإيمان كمن يمشي في النور ويهتدي إلى طريقه، ومن ذلك شبه الضلال بالظلمات، بجامع عدم الاهتداء، ثم استعير لفظ "الظلمات" للضلال، كما شبه الهدى بالنور، بجامع الاهتداء، ثم استعير لفظ "النور" للهدى، على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة: "كتاب أنزلناه إليك"، لأن القرآن أنزل ليخرج الناس من الكفر والضلال إلى الهداية، ولم ينزل ليخرجهم من ليل حقيقي إلى نهار حقيقي.
ومثل ذلك قول "المتنبي" وقد قابله ممدوحه وعانقه: فلم أر قبلي من مشى البحر نحوه ولا رجلاً قامت تعانقه الأسْد فلقد استعار البحر والأسد للكرم والشجاعة، للمبالغة فيهما، ويدل على ذلك القرينة: مشى وتعانقه، والمشبه محذوف، والموجود معنا هو المشبه به في كلتا الاستعارتين، لذا تسمى الاستعارة: تصريحية، للتصريح بلفظ المشبه به.
2. الاستعارة المكنية:
وهي التي حذف فيها المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وقرينتها إثبات لازم المشبه به للمشبه، ذلك نحو قوله تعالى:) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة (.
في الآية تشبيه الذل بالطائر، وقد استعير للمشبه لفظ المشبه به، وهو "الطائر"، ثم حذفه ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو "الجناح"، فالاستعارة المكنية في الآية هي لفظ "الطائر" المحذوف، والقرينة إثبات الجناح للذل، وفي خفض الجناح ما يدل على الخضوع والتذلل، ضد العلو والتعزز، وقد بين سبحانه وتعالى أن سبب الذل للوالدين الرأفة والرحمة بهما.
ونحو قول أبي ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع
وقد شبه الشاعر المنية بالسبع في اغتيال النفوس بالقهر والغلبة، من غير تفرقة بينها مهما كانت، واستعار في نفسه لفظ المشبه به وهو: "السبع"، للمشبه وهو: "المنية"، ثم حذف المشبه به واكتفى بالرمز إيه بشيء من لوازمه، وهو: "أظفارها"، والقرينة: إثبات "الأظفار" للمنية، تحقيقاً للمبالغة في التشبيه.
وقد سميت الاستعارة في المثالين السابقين بالاستعارة المكنية، لعدم التصريح بالمشتبه به، والكناية عنه بذكر بعض لوازمه، وقد سميت أيضاً استعارة بالكناية، كما سميت بالتشبيه المضمر، على ما يشير إليه القزويني، لأن التشبيه يضمر في النفس، فلا يصرح بشيء من أركانه سوى المشبه.
3. الاستعارة التمثيلية:
من المجاز اللغوي المركب: الاستعارة التمثيلية، وهي: اللفظ المركب المستعمل في غير ما وضع له، لعلاقة المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتدخل في مثل هذه الاستعارة ما سبق الإشارة إليها من مقولة "الوليد بن يزيد": "فإني أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فإذا أتاك كتابي فاعتمد على أيهما شئت"، فقد شبهت هيئة التردد في المبايعة بهيئة من قام ليذهب في أمر، فتارة يريد الذهاب، فيقدم رجلاً، وتارة لا يريد، فيؤخر أخرى، بجامع الحيرة في كل، ثم استعير باللفظ الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية.
ما تدخل في الاستعارة التمثيلية من الأمثال السائرة، ما شاع استعمالها وبقيت على هيئتها، نحو قولهم: "أحشفاً وسوء كيلة?????"، ويضرب هذا المثل لمن يظلم من وجهين، وأصله: أن رجلاً اشترى من آخر تمراً، فإذا هو رديء وناقص الكيل، فقال المشتري هذه العبارة، فقد شبهت هيئة من يظلم من وجهين، بهيئة رجل باع آخر تمراً رديئاً وناقص الكيل، بجامع الظلم من وجهين في كليهما، ثم استعير اللفظ المركب الموضوع للمشبه به للمشبه، على سبيل الاستعارة التمثيلية.
ومن ذلك وجدنا أن الاستعارة سائدة في كلام العرب، أبرزها كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة الأعراب، لما تتميز بها من إيجاز في مفرداتها وسعة في معانيها، وهذه أهم ما تنشده العرب، أهل البلاغة والفصاحة.
وهكذا كانت وقفتنا مع الاستعارة على أوضح نقاطها وأوجزها، والتي وصلت بنا إلى الوقوف على أبرز معالمها البلاغية، من ذلك أن الاستعارة في أصل بنائها تشبيهاً مختصراً كما أسلفنا، إلا أنها تتناساه في عملها، وتتميز بالمبالغة في أدائها للمعنى، بادعائها أن المشبه فرد من أفراد المشبه به، وهذا من شأنه أن يصور أهم خصائص الاستعارة البلاغية، في "أنها تعطينا الكثير من المعاني باليسير من اللفظ، حتى تخرج الصدفة الواحدة عدة من الدرر، ونجني من الغصن الواحد أنواعاً من الثمر"، كما يصورها شيخ البلاغة "الإمام عبد القاهر"، فالإيجاز أهم ميزة لبلاغة الاستعارة في أغلب صورها.
ثانياً: المجاز العقلي:
وهو: إسناد الفعل أو ما في معناه، من اسم الفاعل أو اسم المفعول أو مصدر، إلى غير ما هو له في الظاهر أو في الحقيقة، لعلاقة مع قرينة تمنع من أن يكون الإسناد إلى ما هو له.
ومن أمثلة المجاز العقلي قوله تعالى أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم (، فأسند الربح للتجارة، مع العلم أن التجارة لا تربح، وإنما الذي يربح هو التاجر، فإسناد الربح إلى التجارة من قبيل المجاز، ويسمى مجازاً عقلياً، لأن العقل هو الذي يتصرف في هذا الإسناد، فإذا تأملنا نجد أن المجاز لا يكون في الكلمة ذاتها كما في كلمة "ربح"، ولكن في الحكم الذي جرى منها، وإسنادها للتجارة.
ومثله قوله تعالى:) بل مكر الليل والنهار (، ولقد أسند المكر إلى الليل والنهار، وكلاهما لا يصح أن يقع منهما المكر، ولكن المراد هو المكر الذي يحدث من قبل بعض الناس في وقت الليل والنهار، من قبيل المجاز العقلي.
المبحث الثاني: التشبيه
من صور البيان وأساليب التعبير عن المعاني، أننا إذا أردنا إثبات صفة ما لموصوف معيّن، نأتي بأمر آخر تكون هذه الصفة واضحة فيه، ثم نعقد مماثلة بينهما تكون وسيلة لتوضيح الصفة والمبالغة في إثباتها، فكان هذا هو فن التشبيه.
والتشبيه في تعريفه اللغوي، هو: "التمثيل"، وفي الاصطلاح، هو: "عقد مماثلة بين أمرين أو أكثر، قصد اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه لفظاً أو تقديراً لغرض يقصده المتكلم".
والتشبيه فن رفيع في البلاغة، لما يضفيه على المعاني من حسن وبهاء، ويكسبها وضوحاً وتأكيداً، وإذا كان لنا حديث عن أساسيات التشبيه، فيجدر أن لا نغفل عن ذكر أركانه، التي هي بمثابة دعائم يقف عليها التشبيه، إذ لابد له منها في كل صوره اللغوية، حتى يطلق على الكلام تشبيه، وأركانه هي: المشبه، والمشبه به، ووجه الشبه، والأداة.
والتشبيه في عموم صوره لا يمكنه الاستغناء عن هذه الأركان، سواء استحضرها جميعاً ظاهراً، نحو: "زيد كالأسد في الشجاعة"، أو اكتفى بإظهار بعضها وإضمار أخرى، فمن هذا المنطلق كان التشبيه فن واسع الخطوات و متشعب الأطراف، وهو إلى جانب ما يحمله من أوجه بلاغية رفيعة لا يسعنا المقام لحصرها، فإنه صورة من صور الإيجاز وبلاغته في اللغة أيضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعض أساليب التشبيه أقوى من بعضها الآخر في المبالغة ووضوح الدلالة، وعلى ذلك فإنه عند العلماء على مراتب، تتعاقب وتتفاوت بذكر أو حذف بعض أركانها، أدناها ما كان محرراً من القيود بتوافر كل أركان التشبيه، علماً بأن العلماء قد أقرّوا بقيمة هذه القيود فيه، والتشبيه يتشعب إلى أقسام، نفرد بذكر بعضها مما يتناسب والمقام حتى لا نتطرق إلى الإطالة.
وللتشبيه أدوات عديدة، منها ما كان من الحروف مثل "الكاف" و"كأن"، ومنها ما كان فعلاًً، نحو: ماثل وحاكى، أو اسماً، نحو: شبه ومثل ومحاك، وباعتبار ذكر هذه الأدوات وحذفها يتفرّع التشبيه إلى فرع من فروعه، فكان معنا التشبيه المؤكد.
أولاً: التشبيه المؤكد
وهو: التشبيه الذي تركت فيه الأداة لفظاً وتقديراً، بمعنى أنه ترك التصريح بالأداة وينوى تقديرها في نظم الكلام، على نحو: "محمد أسد في الشجاعة".ومن حذف الأداة في التشبيه المؤكد ما كانت مقدرة في نظم الكلام، نحو: قوله تعالى:) وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب (، وتقديرها: وهي تمر كمرّ السحاب. وعلى ذلك النحو قول الشاعر:
والريح تعبث بالغصون وقد جرى
ذهب الأصيل غلى لجين الماء
وتقديره: أصيل كالذهب على ماء كاللجين.
ومن حذف الأداة ما لم تكن مقدرة في نظم الكلام، بل جعل المشبه به محمولاً على المشبه، مبالغة كما في التشبيه البليغ الذي سيأتي الكلام عنه، نحو: " زيد أسد"، على معنى: زيد كالأسد.
وهكذا نرى بلاغة التشبيه المؤكد في إيهامه أن المشبه عين المشبه به بحذفه للأداة، وفي هذا إيجاز.
ومن أركان التشبيه نجد وجه الشبه، وهو: الوصف الخاص الذي يقصد اشتراك الطرفين (المشبه والمشبه به) فيه، وباعتبار وجه الشبه الذي قد لا يظهر في صورة التشبيه كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الناس كأسنان المشط"، فوجه الشبه هو الاستواء ولكنه غير مصّرح به، ومع بعض أقسام التشبيه يكون لنا وقفات خاطفة.
ثانياً: التشبيه المجمل
وهو التشبيه الذي لم يذكر فيه وجه الشبه وهو: إما أن يكون ظاهر يفهمه كل أحد حتى العامة، نحو: "زيد كالأسد"، أي في الشجاعة، فهذا وجه شبه ظاهر ومعروف كما هو مفهوم عند العامة.
أو أن يكون خفي لا يدركه إلا الخواص أو من له ذهن يرفع به عن طبقة العامة، لأنه يحتاج إلى فكر وتأمل، وذلك كقول "فاطمة بنت خرشت الأنمارية" عندما سألها "أبو سفيان" حين قدمت عليه: أي بنيك أفضل؟ فقالت: الربيع، لا بل عمارة، لا بل أنس الفوارس، ثم قالت في حيرة: ثكلتهم إن علمت أيهم أفضل "هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها".
فوجه الشبه هو: التناسب الكلي الخالي من التفاوت، ومما دلّ على وجه الشبه ما ذكر بعد المشبه به من قولها: "لا يدرى أين طرفاها"،تريد أنهم متناسبون في الشرف كما أن الحلقة المفرغة متناسبة الأجزاء في الصورة.
ثالثاً: التشبيه البعيد الغريب
وهو التشبيه الذي لا ينتقل الذهن فيه من المشبه إلى المشبه به إلا بعد فكر وتأمل لخفاء وجه الشبه، كقول بشار:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
فإن وجه الشبه في البيت هو: الهيئة الحاصلة من تساقط أجرام مشرقة مستطيلة متناسبة المقادير متناثرة في جانب شيء مظلم، فالذي ينظر إلى هذا المثال يحتاج إلى تأمل وإمعان نظر، ليستنتج الصورة الخافية المختبئة في معاني كلمات البيت وهو وجه الشبه.
رابعاً: التشبيه التمثيلي
وحول هذا النوع من التشبيه تباينت أراء العلماء و جولاتهم فيه إلا أن ما ذهب إليه الجمهور هو الذي نسوقه في مقامنا هذا وهو: "ما كان وجه الشبه فيه وصفاً منتزعاً من متعدد أمرين أو أمور، بمعنى أن يكون وجه الشبه مركباً سواء أكان حسياً أو عقلياً".
وذلك مثل قوله تعالى:) مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً (، فوجه الشبه في هذه الآية هو: حرمان الانتفاع بما هو أبلغ شيء بالانتفاع به، مع الكد والتعب والمعاناة في استصحابه.
ومثل قول الشاعر:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
يوافي تمام الشهر ثم يغيب
فوجه الشبه في هذا البيت هو سرعة الفناء، انتزعه الشاعر من أحوال القمر المتعددة إذ يبدو هلالاً، فيصير بدراً، ثم ينقص، حتى يدركه المحاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنرى أن وجه الشبه في المثالين السابقين أمر غير بيّن بنفسه، بل يحتاج إلى تأول وصرف عن الظاهر، أي عقلياً كما يرمي إليه "عبد القاهر"، ومن حيث أن وجه الشبه في مثل هذا النوع من التشبيه وصفاً منتزعاً من متعدد، فإنه يشكّل صورة فكرية يحتاج إلى مفردات للتعبير عن هيئتها لخفائها وعدم ظهورها، وهي بذلك ضرباً من ضروب الإيجاز.
خامساً: التشبيه البليغ
وهو التشبيه الذي حذف فيه أداة التشبيه و وجه الشبه، كأن نقول: "محمد أسد"، فإن في ترك وجه الشبه ما مفاده: أن المشبه يماثل المشبه به في جميع أوصافه من القوة والإقدام والشجاعة إلى غير ذلك من أوصاف الأسد، بخلاف ما لو ذكرت الوجه وقلنا: "محمد أسد في الشجاعة"، فإن مفاده أن محمداً شبيه بالأسد في الشجاعة فقط، ففي حذف الوجه ما يجعله أشمل وأعم، كما أن في حذف الأداة ما يفيد أن المشبه عين المشبه به ادعاءً بحسب الظاهر، بخلاف ما لو ذكرنا الأداة، على نحو قولنا: "محمد كالأسد"، فإن مفاده أن محمداً غير الأسد، مما يضعف دعوى الاتحاد بين المشبه والمشبه به، وفي حذف الأداتين ما يشير إلى الإيجاز.
سادساً: التشبيه الضمني
وهو التشبيه الذي لا يجري على طريقته المعهودة من التصريح بالطرفين وإشراكهما في وجه شبه معيّن، سواء أظهر أو أخفي، بأداة أو بغير أداة، بل هو تشبيه يلمح من المعنى ويفهم من سياق الكلام، ويؤتى به عادة للدلالة على أن الأمر الذي أسند إلى المشبه ممكن ومعقول.
وعلى ذلك قول أبي فراس الحمداني:
سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
يريد الشاعر: أن قومه سيذكرونه عندما يشتدّ بهم المحن والخطوب، ويطلبونه فلا يجدونه، ولا عجب في الأمر لأن البدر يفتقد ويطلب عند اشتداد الظلام.
فالكلام يوحي بتشبيه ضمني غير مصرّح، فالمشبه: حال الشاعر عندما يذكره قومه ويطلبونه ولا يجدونه عندما يحل بهم المحن، والمشبه به: حال البدر الذي يفتقد عند اشتداد الظلام، ووجه الشبه المقصود: مدى الحاجة في الشدة إلى كل منهما والافتقاد إليهما، والصورة التي جاءت في المشبه به وهي الاحتياج إلى البدر في الليلة الظلماء، تتضمن دلالة على وجه الشبه الذي قصد إشراكه في المشبه للبرهنة على أن هذا الأمر الذي أسند إلى المشبه، وهو حال الشاعر عندما يذكره قومه ويطلبونه ولا يجدونه أمر ممكن ومعقول.
فتلك كانت صور التشبيه مع أقسامه وفروعه، التي لم تكن إلا لتعلن أنها ضرب من ضروب الإيجاز، وبالإتيان بأهم نقاطها استوضحنا ذلك، ورأينا مدى وقعها على النفوس، وتأثيرها في سرد المعاني، وكيف يعمل فيها الخيال ويتوسع، فكلما كانت الصورة أوجز كانت المعاني أغزر، وكان الإيجاز ميزة في التشبيه.
ـ[هاجر]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 11:47 م]ـ
شكرا أخواني مدرس عربي ولؤيالطيب على مساعدتي في فه الدروسوج
وجزاكم الله خيرا(/)
أنجدوني بسرعة
ـ[هاجر]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 01:50 ص]ـ
مثلا رأيت أسدا يرقص
أين هو المستعار والمستعارله وماهي الإستعارة
أرجوكم أريد شرحا مفصلا(/)
كيف أستطيع فهم مغزى أى بيت شعرى؟
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 01:58 ص]ـ
كيف أستطيع فهم مغزى أى بيت شعرى؟
حتى أستطيع أن استخرج ما فيه من مواطن جمال
أرجو الإفادة مع ذكر أمثلة مختلفة
ولكم جزيل الشكر
ـ[المجد]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 02:56 ص]ـ
أخي مدرس عربي ..
حتى يتسنى لنا فهم مغزى أي بيت شعري علينا بداية تفكيك المعاني الصعبة وادراج ما تحتويه من معاني حسب السياق ..
وبعد ذلك نقوم باعادة صياغة البيت بالمعاني الجديدة التي استخرجناها ..
ومن ثم حسب النص الشعري وموقع البيت منه وموضوع القصيدة نحاول ترجمة البيت ليتسنى لنا فهمه ..
والتحليل ليس بالأمر السهل اليسير خاصة في الشعر لأنه يكن البيت مثلا مرتبط بحادث معين أو بالأبيات قبله أو بعده , أي حسب جو النص وموضوعه وتجربة الشاعر ..(/)
إليكم أستنجد وبكم أيقنت أنكم أنتم للخير سابقون ((لاتترددوا في الدخول))
ـ[حسن]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم أستنجد وبكم أيقنت أنكم أنتم للخير سابقون
بين يديكم قصيدة لأحمد شوقي وأنتم في غنى عن التعريف عنه
لما له مكانته بين الشعراء المعاصرين.
وإني من خلال قصيدته أتودد لكم بمساعدتي في تحليلها البلاغي
واستخراج الصور الفنيه في هذه القصيده وجزاكم الله خيرا
علما أنني أرجو منكم الإسراع في إنقاذي لأكمل بحثي
قبل أن سفينتي تغرق
عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ، إلى عذراءَ منزلها خلاءُ
دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ، تعفيها الروامسُ والسماءُ
وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ، خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ
فدعْ هذا، ولكن منْ لطيفٍ، يُؤرّقُني إذا ذَهَبَ العِشاءُ
لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ، فليسَ لقلبهِ منها شفاءُ
كَأنّ سَبِيئَة ً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ، يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ
عَلى أنْيَابهَا، أوْ طَعْمَ غَضٍّ منَ التفاحِ هصرهُ الجناءُ
إذا ما الأسرباتُ ذكرنَ يوماً، فَهُنّ لِطَيّبِ الرَاحِ الفِدَاءُ
نُوَلّيَها المَلامَة َ، إنْ ألِمْنَا، إذا ما كانَ مغثٌ أوْ لحاءُ
ونشربها فتتركنا ملوكاً، وأسداً ما ينهنهنا اللقاءُ
عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ
يُبَارِينَ الأعِنّة َ مُصْعِدَاتٍ، عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ، تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا، وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ، يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 04:36 م]ـ
أخي حسن هذه القصيدة ليست لأحمد شوقي، ارجو ان توضح مقصودك كي أرى كيف سأساعدك.
ـ[حسن]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 05:56 م]ـ
:::
أخي شاعر جزاك الله الف خيرا على تنبيهي لهذه القصيده قبل أن اقدم بحثي
عزيزي انا بحثت في النت معلومات عن الشاعر المعاصر احمد شوقي وقصيدة له لأتمكن من تحليلها الادبي والنحوي الصرفي والبلاغي ووجدت هذه القصيدة منسوبة اليه فكتبتها في بحثي ولكن لم يبقى سوى التحليل فوضعت هذه القصيده بين يديكم وبما انك انبهتني عن هذه القصيده انها لم تكن له اريد منك قصيدة لأحمد شوقي مع التحليل ولاتقل الابيات ولاتزيد عن 15 بيت
هذا وجزاك الله خيرا وسدد خطاك وجعل ممشاك في الاخره الى جنات الفردوس علما انني اريدها قبل اسبوعين من تاريخ هذا اليوم 10.صفر
وكما احب ان تعقب على تلك المعلومات التي جمعتها عن هذا الشاعر لترى اهي صحيحة ام لا
ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.
السفر إلى فرنسا
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.
العودة إلى مصر
عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده،
وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط.
ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:
غمرت القوم إطراءً وحمدًا
وهم غمروك بالنعم الجسام
خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا
أضيف إلى مصائبنا العظام
لهجت بالاحتلال وما أتاه
وجرحك منه لو أحسست دام
وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:
المشرقان عليك ينتحبان
قاصيهما في مأتم والدان
يا خادم الإسلام أجر مجاهد
في الله من خلد ومن رضوان
لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى
في الزائرين وروّع الحرمان
وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول:
أما الخلافة فهي حائط بيتكم
حتى يبين الحشر عن أهواله
لا تسمعوا للمرجفين وجهلهم
فمصيبة الإسلام من جُهّاله
ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1987م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله:
بسيفك يعلو والحق أغلب
وينصر دين الله أيان تضرب
وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله:
سل يلدزا ذات القصور
هل جاءها نبأ البدور
لو تستطيع إجابة
لبكتك بالدمع الغزير
ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة:
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف:
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا
لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة
فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا
لعل على الجمال له عتابًا
كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده.
وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر.
الثعلب و الأرنب و الديك
من أعجب الأخبار أن الأرنبا
لما رأى الديك يسب الثعلبا
و هو على الجدار في أمان
يغلب بالمكان، لا الإمكان
داخله الظن بأن الماكر
أمسى من الضعف يطيق الساخرا
فجاءه يلعن مثل الأول
عداد ما في الأرض من مغفل
فعصف الثعلب بالضعيف
عصف أخيه الذيب بالخروف
و قال: لي في دمك المسفوك
تسلية عن خيبتي في الديك!
فالتفت الديك إلى الذبيح
و قال قول عارف فصيح
ما كلنا ينفعه لسانه
في التاس من ينطقه مكانه
النفي إلى إسبانيا
وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة.
وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته.
وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس
وطني لو شُغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
شهد الله لم يغب عن جفوني
شخصه ساعة ولم يخل حسي
بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد.
وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة".
ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.
منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م
قصيدة نظرة فابتسامة:
خدعوها بقولهم حسناءُ
والغواني يغرهن الثناءُ
أتراها تناسب اسمي لما
كثرت في غرامها الأسماءُ
إن رأني تميل عني كأن لم
تك بيني وبينها أشياءُ
نظرة فابتسامة فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فلاقاءُ
يوم كنا ولا تسل كيف كنا
نتهادى من الهوى ما نشاءُ
وعلينا من العفافِ رقيبٌ
تعبت في مراسه الأهواءُ
جاذبتني ثوبي العصي وقالت
أنتم الناس يهاالشعراءُ
فاتقوا الله في قلوب العذارى
فالعذارى قلوبهن هواءُ
ـ[حسن]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 09:18 ص]ـ
:::
تأكدت من صحة المعلومات والحمدلله
وكما أني أتيت بقصيدة للشاعر أحمد شوقي
وأريد ممن هو سابق للخير تحليلها أدبي
ونحوي صرفي وبلاغي
أو ماتقتدرون به من تحليل هذا ولكم مني
من يتمناه كل عبد مؤمن وهو الدعاء
وجزاكم الله ألف خير
وُلِد الُهدى، فالكائنات ضياء .... وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
________
الروح والملأ الملائك حوله .... للدين والدنيا به بُشراء
_______
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّدرة العصماء
_______
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء
________
يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
_________
يومٌ يتيه على الزمان صباحُه .... ومساؤه بمحمد وضاءُ
________
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت .... وعلت على تيجانهم أصداء
_________
نعم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليتم رزق بعضه و ذكاء
__________
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبراء
__________
لو لم يُقم دينًا، لقامت وحدها .... دينا تضيء بنوره الآناء
___________
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغرى بهن ويُولع الكرماء
__________
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء
__________
وإذا عفوت فقادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجهلاء
_________
وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ .... هذان في الدنيا هما الرحماء
_________
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة .... في الحب، لا ضغن ولا بغضاء
________
((أتمنى عدم إهمالي))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 09:25 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم حسن
شرح الأبيات التي سُقتها متعسّر على أعضاء لهم ارتباطات علمية!
فما بالك بتحليلها النحوي والصرفي والبلاغي و ... و ...
أخي الكريم
أوسع إخوتك عذرًا
واستعن بالله ثم حاول شرحها وتحليلها بنفسك، ثم ما أشكل عليك بعدُ فهلمّ إلى إخوتك لتستفسر منهم، فهذا أدعى لإجابة طلبك بإذن الله ..
تقبلْ ما قلتُ بحسن ظن ورحابة صدر
وفقك الله لكل خير
ـ[حسن]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 07:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذتي معالي
شاكر لك مرورك ولكني
حاولت أن أحللها واستطعت بتحليلها نحويا صرفيا
لكن أدبيا بلاغيا فلم أستطع فكم أتمنى منكم تحليلها
فأنا بحاجه ماسه لها وإن لم تستطيعوا أتمنى على الأقل
إرشادي وتوجيهي بالقوانين الهامه في التحليل الأدبي والبلاغي
حيث أني أجهلها
تكفون لاتهملوووووووووووووووني تكفون
لؤي -معالي -سليم -وغيركم كثييييييييييييييييييير
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم
أتمنى على الأقل
إرشادي وتوجيهي بالقوانين الهامه في التحليل الأدبي والبلاغي
حيث أني أجهلها
حسنًا أخي الكريم
هذه بعض الروابط التي ستنتفع بها كثيرًا بإذن الله:
تحليل القصيدة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1366)
إلى أصحاب التجربة: كيف يحلل النص الأدبي؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=3714)
علاقة حرف الروي بالغرض الشعري ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8138)
كيف تدرس نصاً أدبياً؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=5355)
تحليل النص الأدبي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1418)(/)
لا ابا لكم
ـ[المفصح]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 06:02 م]ـ
ما المقصود بالجملة التالية؟
" لا أبا لكم "
وفيم تستخدم
جزاكم الله خيرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 07:11 م]ـ
الأخ المفصح ..
السلام عليكم ورحمة الله ..
يقول ابن منظور: لا أبا لك: كلام جرى مجرى المثل، وذلك أنك إذا قلت هذا فإنك لا تنفي في الحقيقة أباه، وإنما تخرجه مخرج الدعاء عليه، أي: أنت عندي ممن يستحقّ أن يُدعى عليه بفقد أبيه.
ويقال: لا أب لك ولا أبا لك (أبا: لغة في الأب)، وهو مدح، أي لا كافيَ لك غير نفسك.
وقد يُعرض في معرض الذمّ كما يقال لا أم لك.
وقد يُذكر في معرض التعجّب ودفعاً للعين كقولهم لله درُّك.
وقد يُذكر بمعنى جِدَّ في أمرك وشمِّر لأن من له أب اتّكل عليه في بعض شأنه.
وقد تُحذف اللام فيُقال لا أباك بمعناه.
وقيل: قولهم لا أبا لك كلمة تفصل بها العرب كلامها.
ثم إن (لا أبا لك) من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها، كقولك: لا أبا لزيد، ولا أخا لعمر ..
ومنه قول الشاعر:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم ----- لا يُلقينّكم في سوءة عمر
وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي:
1) لا نافية للجنس، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة، واللام في (لزيد)، أو (لك)، أو (لكم) زائدة، والكاف في محل جرّ بالإضافة، واستدلوا على ذلك بورود (أباك) بغير اللام كقول مسكين الدارمي:
وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد ----- وأي كريم لا أباك يُمتّع
وقول أبي حية النميري:
أبا الموت الذي لا بد أني ----- ملاق لا أباكِ تخوفيني
2) أن (أبا) اسم مبني على الفتح المقدر على الألف لمعاملته معاملة الاسم المقصور، وهي إحدى لهجات القبائل العربية، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي:
إن أباها وأبا أباها ----- قد بلغا في المجد غايتاها
والجار والمجرور في "لا أبا لك" متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر (لا).
3) أب: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والألف زائدة لإشباع الحركة، و (لك)، أو (لكم) جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر (لا)، ويحتمل أن يكون صفة، والخبر محذوف، والوجه الأول أحسن. وهذا الرأي هو أرجح الآراء وأفصحها، وهو بناء (أب) على الفتح.
ـ[المفصح]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 07:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الرد(/)
إلى الأستاذ الفاضل لؤي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 09:21 م]ـ
السلام عليكم أيّها الأستاذ الفاضل لؤي
هل من الممكن أن تلقي نظرة على الآيات
الآية 67 في سورة هود (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
(وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)،94 هود
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 78 الأعراف
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) 91 الأعراف
والآية (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) سورة العنكبوت آية 37.
ثمّ تعطينا نظراتك حول السبب الذي من أجله اقترنت الصيحة بالديار والرجفة بالدار
ـ[سليم]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم
أخي جمال والأخ المشرف لؤي اذا سمحتهما لي أن اقول ما بحوزتي, الدار هي بمعنى البلد والدليل هو ان الله عز وجل قد وحد الدار ولم يجمعها_كما قال الطبري في تفسيره_,واما الديارفهي بمعنى المنازل, وقُرنت الصيحة بالديار والرجفة بالدار لأن الصيحة اثرها اعم واشمل من الرجفة ذلك لأن الصيحة (من الصياح, الصوت) اسرع انتشارًا بينما الرجفة فأثرها مكاني ثم الاقرب فالاقرب تمامًا كما يحدث في الزلازل والهزات الارضية, ومن المفسرين من قال ان الله تعالى أهلك قوم شعيب بالثلاث (الصيحة والرجفة والظلة).
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم أيّها الأستاذ الفاضل لؤي
هل من الممكن أن تلقي نظرة على الآيات
الآية 67 في سورة هود (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
(وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)،94 هود
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 78 الأعراف
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) 91 الأعراف
والآية (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) سورة العنكبوت آية 37.
ثمّ تعطينا نظراتك حول السبب الذي من أجله اقترنت الصيحة بالديار والرجفة بالدار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي الحبيب جمال ..
ظننت في باديء الأمر أنك ستسأل عن سبب اختلاف الفعلين في اتصال علامة التأنيث بأحدهما {وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} [هود: 94]، وسقوطها من الآخر {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} [هود: 67]!
أما بالنسبة لتوحيد كلمة (الدار) في موضع، وجمعها في موضع آخر، فثمّة سبب وجيه لذلك .. ولقد تبادر إلى ذهني في البداية ما ذكره أخونا الحبيب سليم في مداخلته التي جاء فيها:
الدار هي بمعنى البلد والدليل هو أن الله عزّ وجلّ قد وحّد الدار ولم يجمعها - كما قال الطبري في تفسيره - وأما الديار فهي بمعنى المنازل، وقُرنت الصيحة بالديار والرجفة بالدار لأن الصيحة أثرها أعمّ وأشمل من الرجفة ذلك لأن الصيحة (من الصياح، الصوت) أسرع انتشاراً، بينما الرجفة فأثرها مكاني ثم الأقرب فالأقرب تماماً كما يحدث في الزلازل والهزّات الأرضية، ومن المفسرين من قال إن الله تعالى أهلك قوم شعيب بالثلاث (الصيحة والرجفة والظلة). والله أعلم
وهذا القول هو ما انتصر له الكرماني في (البرهان في توجيه متشابه القرآن)، ونسبه الآلوسي في تفسيره إلى النيسابوري، وأيّده الدكتور فاضل السامرائي في (التعبير القرآني) بقوله: " وأنت ترى حيث ذكر الصيحة جمع الدار وحيث ذكر الرجفة وهي الزلزلة الشديدة، وحّد الدار، ذلك لأن الصيحة تبلغ أكثر مما تبلغ الرجفة. فالرجفة تختصّ بجزء من الأرض، أما الصيحة فإنما يبلغ صوتها مساحة أكبر من مساحة الرجفة، فلذلك وحّد مع الرجفة وجمع مع الصيحة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الرازي ضعّفه، لأن الدار والديار عنده " موضع الجثوم، لا موضع الصيحة والرجفة، فهم ما أصبحوا جاثمين إلا في ديارهم .. ولكن خولف بين لفظيهما - وإن كانا بمعنى واحد - للطيفة، وهي: أن الرجفة هائلة في نفسها، فلم يحتج معها إلى مهوِّل، وأما الصيحة فغير هائلة في نفسها؛ لكن تلك الصيحة، لما كانت عظيمة، حتى أحدثت الزلزلة في الأرض، ذكر الديار بلفظ الجمع حتى تعلم هيبتها والرجفة - بمعنى الزلزلة - عظيمة عند كل أحد، فلم يحتج إلى معظم لأمرها ".
وأيّاً كان وجه الصواب في هذين التوجيهين، إلا أننا نجد موضعاً قد اجتمع فيه اللفظان (دار وديار) معاً، واقترنا فيه بالـ (الصيحة)، وذلك في قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ * فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [هود: 64 - 67].
فهل أن قوله تعالى: {تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ}، ثم قوله تعالى: {فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}، يدلّ على أن المراد بدارهم وديارهم هو معنىً واحد؟ ثمّ إذا اقترنت الصيحة بالدار وبالديار، فأين يكمن إذن سرّ التفرقة بين التعبيرين؟
لمّا علمنا أنه لا ترادف في القرآن الكريم، فكان لابدّ من البحث عن السرّ في التفرقة - بين الجمع والتوحيد - في النصّ القرآني نفسه. وإذ ذاك لفت انتباهنا أن القرآن الكريم وحّد الدار في كل مكان ذُكر في ابتدائه (وإلى)! وأنه جمع في كل مكان ذُكر فيه (لما جاء أمرنا)! ولفهم هذا التوجيه الدقيق، أسوق لكم النصّين في كل من سورتي الأعراف وهود.
قال تعالى في قصة صالح في سورة الأعراف: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * ... * فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف: 73 - 78].
وقال تعالى في قصة شعيب في سورة الأعراف: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * ... * وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف: 85 - 91].
أما قصّة صالح في سورة هود، فجاءت هكذا: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ * ... * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ * فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [هود: 61 - 67].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقصّة شعيب في سورة هود جاءت هكذا: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ * ... * وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ * وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [هود: 84 - 94].
فنلاحظ أن الله تعالى وحّد الدار في كل مكان ذكر في ابتدائه (وإلى)، ولم يذكر قبله (لما جاء أمرنا). وهذا يعني أنه لم يذكر في ذلك الموضع إخراج النبي ومن آمن معه من بينهم .. فجعلهم بني أب واحد، وجعلهم كذلك أهل دار واحدة، ورجا أيضاً ان يصيروا بالإيمان فرقة واحدة.
في حين أنه جمع الدار في كل موضع ذكر فيه (لما جاء أمرنا)، وأخبر فيه عن تفريقه بينهم. وهذا يعني أنه ذكر في ذلك الموضع إخراج النبي ومن آمن منهم معه .. فدلّ على تفرّق شملهم، وتشتّت أمرهم، وذهاب المعنى الذي كان يجمعهم لأب واحد ودار واحدة، وأن يصيروا مع المؤمنين فرقة واحدة.
ففي قصّتي صالح وشعيب عليهما السلام في سورة هود قال - قبل أن أخبر أنه نجّاهما ومن آمن معهما من المؤمنين: (لما جاء أمرنا نجّينا ... )، فجمع الدار (ديارهم) في الموضعين. أما في قصتيهما في سورة الأعراف فوحّد الدار لما لم يخبر أنه نجّاهما ومن آمن معهما من المؤمنين، ولم يقل: (لما جاء أمرنا نجّينا ... ) .. فالجمع جاء حيث ذكر إخراج النبيّين عليهما السلام مع الذين آمنوا معهما .. وهذا ما ارتآه الخطيب الإسكافي في (درّة التنزيل) ..
والله تعالى أعلم بمراده .. وأسرار بيانه ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 09:39 م]ـ
الأخ الفاضل لؤي
إليك كلام الفاضل الساريسي
(السلام عليكم
أخي المفضال جمال
لم تعقب على ما قلته أعلاه ولكنك أحلتني على أخ كريم في منتدى آخر وقد كنت أود أن اسمع منك أيضا.
ولكن أود أن اعقب على ما نقله أخونا أسد الإسلام وما قاله الأخ لؤي في منتدى الفصيح بالأسطر التالية:
أما ما نقله أخونا أسد الإسلام عن البقاعي أو من نقل عن الطبري حول اعتبار "الصيحة أثرها أعمّ وأشمل من الرجفة ذلك لأن الصيحة (من الصياح، الصوت) أسرع انتشاراً، بينما الرجفة فأثرها مكاني "، هذا الكلام لا دليل عليه لا شرعا ولا عقلا، فالعذاب الذي وقع على القومين عمهم وشملهم في رجفة الدار وصيحة الديار على السواء، فلا مجال للقول أن أثر الصيحة عمت الديار (بالجمع) وأن أثر الرجفة عمت الدار (بالإفراد). لأن هذا ليس هو المقصود من الإفراد والجمع كما نقلت سابقا من لسان العرب.
وكذلك يجب ملاحظة أن سرعة انتشار الأمواج الزلزالية في الأرض تبلغ أضعاف سرعة انتشار الأمواج الصوتية كما هو معروف من الفيزياء. والقول بأن الصيحة عموما أكبر أثرا وتدميرا من الرجفة كلام في غير محله وهو غير صحيح، لأن ذلك يتعلق بمقدار القوة التدميرية لكل منهما عند الإهلاك، وهذا لم تذكره النصوص. وما نراه من آثار التدمير التي تحصل بسبب الزلازل أعظم بأضعاف من تأثير الصوت والصيحة، لأن أثر الصيحة لا يتعدى إيذاؤها الأحياء إلى أشياء أخرى إلا بآثار بسيطة كتهشيم الزجاج واهتزاز المنشآت.
وأرى أن الرجفة هي الأساس لأن ما يصاحبها وما يرافقها من أشياء تكون كثيرة، ومنها الأصوات كالصيحة. فقد يرافق الرجفة براكين وسقوط أثقال وكسف من السماء (الحمم)، وما ينتج عنها من آثار عموما هو أعظم من الصيحة. ويكفينا تذكر ما حصل من زلزلة بالقرب من اندونيسيا في 26/ 12/2004 وما تبعها من آثار ودمار وموت لعشرات الألوف من الناس للاعتبار. فالصيحة قد تكون من توابع الرجفة أو من آثارها.
ويجدر بالذكر أن محاولة تفسير الآيات أو أي أمر آخر بالربط بين أمرين لا يكون بمجرد اجتماعهما في مكان أو زمان واحد، بل لا بد من توضيح علاقة الربط بينهما بحيث تصلح لأن تكون مؤثرة ومنتجة حتى يكون الربط مناسبا. فربط الأخ لؤي في منتدى الفصيح الموضوع بذكر حرف (إلى) وكذلك بـ (لما جاء أمرنا) هو في غير محله لأن العلاقة بينهما غير مؤثرة. وقد نقبل بهذا التوجيه منه لو ذكرت الآيات أن الصيحة أو الرجفة لم تشمل جميع الدور ونجى الله دور المؤمنين من العذاب.
وقوله أن الله رجا بأن يكونوا بالإيمان دارا واحدة، فهذا يكون جائزا عند بداية دعوة النبي لقومه لا عند الإهلاك، فهذا الكلام غير وارد وليس في محله المتناسب مع الحدث. وقوله أن جمع الدار يعني " تفرّق شملهم، وتشتّت أمرهم، وذهاب المعنى الذي كان يجمعهم لأب واحد ودار واحدة، وأن يصيروا مع المؤمنين فرقة واحدة" كلام لا سند له لا من الشرع ولا من اللغة ولا من العقل، بل هو ظن ولا أراه راجحا.
هذا والله أعلى وأعلم
ولكم التحية والتقدير
بانتظاركم)
أرغب جدا بأن أربط بينكما برابط---فعساك تدعوه للتسجيل في الفصيح فهو مكسب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لله ما أروع حواركم أساتذتنا الأفاضل ..
أتابع باستمتاع كبير بارك الله في علمكم ونفع بكم
ولكن لي تساؤل، وليأذن لي أساتذتي الأفاضل:
قلتَ أستاذنا الفاضل لؤي:
لمّا علمنا أنه لا ترادف في القرآن الكريم
ألم يقلْ ابن تيمية رحمه الله تعالى في مقدمة أصول التفسير:
الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن الكريم: فإما نادر وإما معدوم
وعليه ألا يحتمل أن يكون ما ورد في الآيات أعلاه من قبيل الترادف النادر في القرآن الكريم؟
لا سيما وأن اللفظين قد اجتمعا في آيات هود (65إلى67) مما يدل على أن المراد من الديار والدار واحد، كما أن ثمة قولا ورد عن مجاهد رحمه الله تعالى وغيره بأن الصيحة والرجفة بمعنى واحد!
شكر الله لكم هذه الدرر التي تتحفونا بها
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 05:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل يوسف الساريسي - حفظه الله ..
لم يتّضح لي قولك في الفرق بين الدار والديار ..
ولذلك وقبل أن أردّ على ما جاء في طرحك الكريم .. فيا حبّذا لو أطلعتنا مشكوراً على رأيك في الموضوع ..
ودمتم
الأخت الكريمة معالي - حفظها الله
إن ما قاله شيخ الإسلام - رحمه الله - يعتبر عمدة عند كثير من العلماء والمفسرين القدامى .. في حين أن البحث الجادّ في مسألة الترادف في القرآن الكريم يعتبر من المواضيع الحديثة نسبياً ..
والقرآن الكريم دقيق في وضع ألفاظه ورصفها .. فكل كلمة فيه مختارة اختياراً دقيقاً للدلالة على معنى مقصود بذاته، إن لم يكن من أصل الوضع اللغوي واستعمالات العرب، فبالاختيار والاصطلاح القرآني، ويكشف ذلك سبر دلالات الكلمة في كل المواضع التي استعملت فيها في القرآن الكريم ..
ولذلك يقول الشيخ عبد الرحمن الميداني - رحمه الله: والأصل دائماً أنه لا تكرار ولا ترادف، ولا نلجأ إلى شيء من ذلك إلا عند العجز عن اكتشاف الفروق، مع عدم الجزم بما نفسّر به الكلمة القرآنية.
ومن ثمّ فما رأيك في أن نفرغ بحثاً لهذه المسألة ونتناولها من جميع جوانبها:
معنى الترادف، المعارضون وأدلّتهم، المؤيّدون وأدلّتهم ... ؟؟!
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 09:06 م]ـ
أخي العزيز لؤي
عذرا على عدم نقل جميع رأيي الموضوع إلى هذا المنتدى، وإليك الرأي الأول الذي أجبت به الأخ جمال الشرباتي وهو كما يلي:
" السلام عليكم ورحمة الله
أخي العزيز جمال،
أظنك لا تقصدني وحدي بالسؤال فهي دعوة لجميع الأخوة للنظر والتدبر ببصيرتهم في كتاب الله.
أما بشأن طلبك بإعطاء نظرة حول السبب الذي من أجله اقترنت الصيحة بالديار والرجفة بالدار، فوالله إن ذلك كان من أصعب النظر، ولكن سأبدأ المحاولة الأولى ومن ثم نرى تعقيبك عليها للنظر ونحاول مرة أخرى.
إن كلا من قوم شعيب في مدين وقوم صالح وهم ثمود في الحجر عذبهم الله بعذابي الصيحة والرجفة كليهما. والرجفة هي الزلزلة الشديدة، وقد ضربت الرجفة الدار أي البلد بما فيها الناس والمساكن والأرض. أما الصيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة; وصوت كل شيء في الأرض, وكانت صيحة تقطعت لها قلوبهم وماتوا منها.
أما الفارق بين "الدار" و"الديار" فقد ورد لسان العرب "وأَما الدّارُ فاسم جامع للعرصة والبناء والمَحَلّةِ. وكلُّ موضع حل به قوم، فهو دَارُهُمْ. والكثير دِيَارٌ ودُورٌ أيضا ... الدُّورُ: جمع دار، وهي المنازل المسكونة والمَحَالُّ، وأَراد به ههنا القبائل؛ و الدُّورُ ههنا: قبائل اجتمعت كل قبيلة في مَحَلَّةٍ فسميت المَحَلَّةُ دراً وسمّي ساكنوها بها مجازاً على حذف المضاف، أَي أَهل الدُّورِ.". وهذا يعني أن الدار هي البلد والأرض، وأما الديار أو الدور فهي المنازل المسكونة ويقصد بذلك ساكنوها أي أهلها مجازا.
أما الفرق بين عذاب الصيحة وعذاب الرجفة -أعاذنا الله منهما- هو أن الرجفة هي زلزال يضرب الأرض أي البلد وهذا معنى كون الرجفة كانت للدار. أما الصيحة فهي صوت شديد يؤذي الأحياء خاصة، فكان عذاب الصيحة للأشخاص أي ساكنوها أي تعلقت الصيحة بالديار.
وما يدل على هذا الفهم ما نلاحظه في سورة هود:
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)
(وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)
أن هناك زيادة في هذه السورة وهي "الذين ظلموا" وهذه لم تذكر في سورة الأعراف ولا العنكبوت:
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 78 الأعراف
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 91 الأعراف
(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 37سورة العنكبوت.
لكن لاحظ -أخي جمال- أنه ورد في سورة هود كلا من الدار والديار (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) ... (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)) نلاحظ أن نبي الله صالح عليه السلام قد طلب منهم التمتع في الدار أي في بلدهم، ولكن الصيحة أخذت الظالمين في ديارهم أي في مساكنهم.
فما قولك أعزك الله؟ "
انتهى النقل ....
بانتظاركم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 12:24 ص]ـ
وما رأيك في أن نفرغ بحثاً لهذه المسألة ونتناولها من جميع جوانبها:
معنى الترادف، المعارضون وأدلّتهم، المؤيّدون وأدلّتهم ... ؟؟!
سنكسبُ كثيرًا شيخنا الجليل
بارك الله فيكم وفي علمكم
نحن بالانتظار
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 09:10 م]ـ
نقدم كل الدعم لما هو صواب ويسهل الأمر عل أهل اللغة الأحباب.(/)
هل يوجد تفسير بلاغى لهذه الكلمة؟
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 10:03 م]ـ
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ [الرحمن: 41]
أستفسر عن كلمة (سيماهم) لماذا لم يقال سيماتهم؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 10:36 م]ـ
السلام عليكم
أخي مدرس عربي ,المقصود بسيماهم بعلاماتهم, حيثوالسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ: العلامة, ولكن ليس اي علامات وانما عَلَامَاتٍ تَظْهَر عَلَيْهِمْ يَعْرِفُونَهُمْ بِاسْوِدَادِ الْوُجُوه وَزُرْقَة الْعُيُون كَمَا ويُعْرَف الْمُؤْمِنُونَ بِالْغُرَّةِ وَالتَّحْجِيل مِنْ آثَار الْوُضُوء.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 11:07 م]ـ
أرجو تصليح الخطأ في الآية
هي (يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ) 41 - ------------------(/)
البصر والنظر
ـ[مبارك3]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 01:39 ص]ـ
في قصيدة (غربة الروح) للسياب
هذان البيتان
حتى يلهث البصر و
حتى يلهث النظر
ما الفرق بين التعبيرين؟
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 02:05 ص]ـ
أن النظر طلب الهدى، والشاهد قولهم نظرت فلم أر شيئا، وقال علي بن عيسى: النظر طلب ظهور الشئ، والناظر الطالب لظهور الشئ والله ناظر لعباده بظهور رحمته إياهم، ويكون الناظر الطالب لظهور الشئ بإدراكه من جهة حاسة بصره أو غيرها من حواسه ,وما البصر فهو ادراك الشيئ بحاسة البصرفقط.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 04:15 ص]ـ
السلام عليكم
أما الفرق بين النظر والبصر، فقد بيّنه الأخ سليم مشكوراً ..
ويمكننا أن نضيف إلى ما ذكر، أن من معاني البصر: إدراك العين، بخلاف النظر الذي لا إدراك فيه.
فأنت تنظر، ثم تبصر بقوّة في العين تنقل لك صورة الأشياء، فيدركها العقل، وتلك هي الرؤية، ثم يحصل العلم بالمرئي، ثم يعقب ذلك إما إيناس وإما إيحاش .. فهي إذن مراحل متتابعة تبدأ بوضوح الشيء، فإبصاره، فإدراكه، فالعلم به ..
وأما اللهاث فإنه يخصّ الكلب، يقال: لهث الكلب ويلهث لهاثاً بضمّ اللام وفتحها: إذا أخرج لسانه من الحر والعطش، أو من التعب والاعياء والاجهاد والمرض. واللهثان بفتح الهاء: العطش، وبسكونها: العطشان.
وأما قول الشاعر: حتى يلهث النظر - حتى يلهث البصر:
فأنا لم أقرأ قصيدته، ولكن كأنّي أرى في تعبيره عيناً مسكينة قد تسمّرت من أعراض الحياة الدنيا ..
فهي (تلهث) وراء سراب تحسبه ماءً (=نظر) ===> حتى إذا أدركته (=أبصرته) لم تجده شيئاً ..
إنه لهاث دائم لا ينقطع (لا في نظر ولا في بصر)!
لهاث قلق لا يطمئن أبدا ً! ولا يترك صاحبه! كأنه منطلق فيه أبداً!
اللهم إنا نسألك السلامة ..(/)
التتميم ... هو ايضًا اسلوب من اساليب القرآن البلاغية
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 04:02 م]ـ
السلام عليكم
سبحان الله في عرشه وعزته وجبروته, وتجّلي عظمته في إعجاز اسلوبه البلاغي في حبك سوره وآياته, كلما تعمق الانسان في دراسته كلما ظهرت عظمة الله وضعف الانسان وركاكة الفاظه مع فخامة الفاظ القرآن واسلوبه.
يقول الله تعالى:"وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا " (8) ,الانسان.
في هذه الآية يتجلى مفهوم التتميم ,فقوله تعالى "عَلَى حُبِّهِ " هو تتميم للمبالغة التي تعجز عنها قدرة الانس والجن.
والضمير في قوله تعالى "حُبِّهِ" يمكن ان يعود على الطعام ,اي انهم يطعمون الطعام رغم حبهم واشتهائهم اياه ,ويمكن ان يعود على الله عز وجل ,اي انهم يطعمون الطعام حبًا في الله وبعدًا عن الرياء.
والتتميم لغة: زيادة الناقص ليكون تامًا, وفي عرف اهل البلاغة: اضافة لفظ في الكلام. اذا طرحت نقص حسنه وضعف معناه. وقد عرفه البلاغيون ومنهم أبو هلال العسكري:"وهو ان تفي المعنى حقه, وتعطيه نصيبه من الصحة, ثم لا تغادر معنى فيه تمامه الا تورده, او لفظًا فيه توكيده الا تذكره",وعرفه ابن ابي الاصبع وقال:"ان تأتي في الكلام كلمة اذا طرحت من الكلام نقص معناه في ذاته ,او في صفاته. وان كان من الموزون نقص وزنه في معناه, فيكون الاتيان بها -اي بالكلمة المسماه تتميماً -لتتميم الوزن والمعنى معًا".(/)
طلب مساعدة
ـ[بدوي فصيح]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الأفاضل ..
لدي بحث يختص ببعض الأحاديث الشريفة من ناحية (البلاغة) والنحو و الصرف , بحثت ولم أجد إلا شروح تتعلق بمعاني الكلمات -فقط-
أطلب منكم إن تكرمتم وتيسر لكم ذكر أسماء بعض المراجع التي تتعلق بهذا الجانب .. مع شكري الجزيل
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 05:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم بدوي فصيح - حفظه الله ..
هذا بحث يدرس بعض مسائل علم البيان في البلاغة النبوية:
http://www.al-i3jaz.com/fail015.pdf
وأما ما يخصّ النحو، فعليك بكتاب (إعراب الحديث النبوي) للإمام أبي البقاء العُكبَري، فإن فيه من اللطائف والنكت النفيسة .. وتجده على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.net/twealib/0223.pdf
ودمتم(/)
تفاعل مع آية
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 10:50 م]ـ
أرغب فى إعداد بحث حول كلمة {الراشدون} على النحو الشامل وأنتم يا فرسان الفصيح أدرى بذلك وللتوضيح أطلب الزيادةعن: أولئك هم الراشدون، مستأنفة .. فى إعراب القرآن لـ أ. د محمد الطيب الإبراهيم.
الراشدون خبر، (أولئك هم الراشدون) أي المتصفون بهذه الصفة هم الراشدون الذين قد آتاهم الله رشدهم،.
الرجاء الإعطاء لمادة البحث توجيه يصب فى إكتمال الصورة، رجل رشيد، سبل الرشاد، ..... وبارك الله فيكم.
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 11:02 م]ـ
آلأية في سورة الحجرات ترتيبها 49/آياتها 18.
واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون.-7 - .
للأسف الشديد لم أفهم سؤالك، هل من توضيح.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 07:38 ص]ـ
هذا ما ورد في باب رشد في لسان العرب
(رشد
في أَسماء الله تعالى الرشيدُ: هو الذي أَرْشَد الخلق إِلى مصالحهم أَي هداهم ودلهم عليها، فَعِيل بمعنى مُفْعل؛ وقيل: هو الذي تنساق تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد مُسَدِّد.
الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد: نقيض الغيّ. رَشَد الإِنسان، بالفتح، يَرْشُد رُشْداً، بالضم، ورَشِد، بالكسر، يَرْشَد رَشَداً ورَشاداً، فهو راشِد ورَشيد، وهو نقيض الضلال، إذا أَصاب وجه الأَمر والطريق. وفي الحديث: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي؛ الراشدُ اسم فاعل من رَشَد يَرُشُد رُشْداً، وأَرْشَدته أَنا. يريد بالراشدين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً، رحمة الله عليهم ورضوانه، وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم من الأَئمة. ورَشِدَ أَمرَه، وإِن لم يستعمل هكذا. ونظيره: غَبِنْتَ رأْيَك وأَلِمْتَ بطنَك ووفِقْتَ أَمرَك وبَطِرْتَ عيشك وسَفِهْتَ نفسَك. وأَرشَدَه الله وأَرشَدَه إِلى الأَمر ورشَّده: هداه. واستَرْشَده: طلب منه الرشد. ويقال: استَرْشَد فلان لأَمره إذا اهتدى له، وأَرشَدْتُه فلم يَسْتَرْشِد. وفي الحديث: وإِرشاد الضال أَي هدايته الطريقَ وتعريفه.
والرَّشَدى: اسم للرشاد. إذا أَرشدك إِنسان الطريق فقل: لا يَعْمَ عليك الرُّشْد.
قال أَبو منصور: ومنهم من جعل رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرْشَد بمعنى واحد في الغيّ والضلال. والابرشاد: الهداية والدلالة. والرَّشَدى: من الرشد؛ وأَنشد الأَحمر: لا نَزَلْ كذا أَبدا، ناعِمين في الرَّشَدى
ومثله: امرأَة غَيَرى من الغَيْرَة وحَيَرى من التحير. وقوله تعالى: يا قوم اتبعون أَهدكم سبيل الرشاد، أَي أَهدكم سبيلَ القصدِ سبيلَ الله وأُخْرِجْكم عن سبيل فرعون. والمَراشِدُ: المقاصد؛ قال أُسامة بن حبيب الهذلي: تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ، ومن لم يكن له من الله واقٍ، لم تُصِبْه المَراشِد
وليس له واحد إِنما هو من باب محاسِنَ وملامِحَ. والمراشِدُ: مقاصِدُ الطرق. والطريقُ الأَرْشَد نحو الأَقصد. وهو لِرِشْدَة، وقد يفتح، وهو نقيض زِنْيَة. وفي الحديث: من ادعى ولداً لغير رِشْدَة فلا يرِث ولا يورث.
يقال: هذا وعلى رِشْدَة إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: وَلد زِنْية، بالكسر فيهما، ويقال بالفتح وهو أَفصح اللغتين؛ الفراء في كتاب المصادر: ولد فلان لغير رَشْدَةٍ، وولد لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ، كلها بالفتح؛ وقال الكسائي: يجوز لِرِشْدَة ولِزَنْيةٍ؛ قال: وهو اختيار ثعلب في كتاب الفصيح، فأَما غَيَّة، فهو بالفتح. قال أَبو زيد: قالوا هو لِرَشْدة ولِزِنْية، بفتح الراء والزاي منهما، ونحو ذلك؛ قال الليث وأَنشد: لِذِي غَيَّة من أُمَّهِ ولِرَشْدة، فَيَغْلِبها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ
ويقال: يا رَشْدينُ بمعنى يا راشد؛ وقال ذو الرمة: وكائنْ تَرى من رَشْدة في كريهة، ومن غَيَّةٍ يُلْقَى عليه الشراشرُ
يقول: كم رُشد لقيته فيما تكرهه وكم غَيّ فيما تحبه وتهواه.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 09:03 ص]ـ
السلام عليكم: الأخ ابو حلمي -هك معذرة مني -لا ادري أي توضيح تريد، لكن ملخص الأمر أني بصدد إعداد بحث نحو مادة رشد، يرشد، رشاد، راشد، رُشدَ، .... الرشاد، الراشدون وهكذا.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 09:14 ص]ـ
ماشاء الله وبارك الله لك، لكن هل لي أن أطمع بالمزيد لأجل البحث وإلا لما طلبت لأن العبارة التي ذكرت كان محل إعجاب الشباب فى النقاش -العبارة التي أقصد: يريد بالراشدين أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رضي الله عنهم وإن كان عاماً فى كل من سار سيرتهم من الأئمة .... ،.
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 09:52 م]ـ
آلأية في سورة الحجرات ترتيبها 49/آياتها 18.
واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون.-7 - .
للأسف الشديد لم أفهم سؤالك، هل من توضيح.
مرة أخرى هل لك أن توضح ما تريد، سيد نائل /أخوك ابو حلمي.(/)
وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 11:07 م]ـ
قال الأخ موسى الزغاري
{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25].
فالمراد من نزع الخافض توجه آخر وهو، أن القرآن حين يصور قصة ما فأنه يصورها طبق الواقع، وواقع تلك الحادثة هو هرب يوسف عليه السلام بأقصى ما يستطيع، وكذلك لحاق امرأة العزيز به بأقصى سرعتها واستطاعتها، وهذا المشهد لا يحتمل ذكر حرف الجر (إلى) لأن المقام لا يتسع لذكره، من باب إنسجام النص مع المشهد)
وهو قول لطيف
ولكنّي رأيت أنّ استبق غير المتعدية بحرف الجر تفيد معنى آخر فيما لو عدّيت بحرف الجر
فإن قلت "استبقا إلى الباب " فالمشهد يعني أنّ الباب أمامهما وأنّهما متوجهان نحوه
وإن قلت "استبقا الباب" فإن الباب صار خلفهما وقد تجاوزاه--وهو مقصود القرآن
قال الزبيدي في تاج العروس
(واسْتَبَقا الصِّراطَ: إَذا جاوَزاهُ وخَلّفاهُ وتَرَكاهُ)
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 11:26 م]ـ
استبقا من الاستباق وهو افتعال من السبق وهنا اشارة الى تكلفهما السبق, اي ان كل واحد منهما حاول ان يسبق الآخر الى الباب.
وقال ابن عاشور ان الباب نصب على نزع الخافض. واصله استبقا الى الباب, مثل:"واختار موسى قومَه سبعين رجلاً"الاعراف, والتعريف في الباب تعريف (الجنس) اذ كانت عدة ابواب مغلقة. وذلك ان يوسف عليه السلام اراد ان يفر منها ومراودتها الى الباب يؤيد الخروج وهي تريد ان تسبقى الى الاب لتمنعه من الخروج. وكذلك قال الزمخشري.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 07:53 ص]ـ
قال الأخ موسى الزغاري
{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25].
فالمراد من نزع الخافض توجه آخر وهو، أن القرآن حين يصور قصة ما فأنه يصورها طبق الواقع، وواقع تلك الحادثة هو هرب يوسف عليه السلام بأقصى ما يستطيع، وكذلك لحاق امرأة العزيز به بأقصى سرعتها واستطاعتها، وهذا المشهد لا يحتمل ذكر حرف الجر (إلى) لأن المقام لا يتسع لذكره، من باب إنسجام النص مع المشهد)
وهو قول لطيف
ولكنّي رأيت أنّ استبق غير المتعدية بحرف الجر تفيد معنى آخر فيما لو عدّيت بحرف الجر
فإن قلت "استبقا إلى الباب " فالمشهد يعني أنّ الباب أمامهما وأنّهما متوجهان نحوه
وإن قلت "استبقا الباب" فإن الباب صار خلفهما وقد تجاوزاه--وهو مقصود القرآن
قال الزبيدي في تاج العروس
(واسْتَبَقا الصِّراطَ: إَذا جاوَزاهُ وخَلّفاهُ وتَرَكاهُ)
طيب
ما رأيك أخي سليم في قولي---وخصوصا أنّ الآية (وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) 66 من يس---تؤيد المعنى الذى خلصت إليه من كون الإستباق بدون تعدية بحرف جر هو التجاوز عن المذكور
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 01:41 م]ـ
(واستبقا الباب) فلحقت به، وأمسكته من الخلف، وهو يحاول الهروب منها، ومن أبوابها.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 03:53 م]ـ
أخي جمال: لا أنكر المعنى الذي ذكرته نقلا عن الزبيدي، ولكن (استبقا) في الاّية مدار الحديث تعني أن الباب كان أمامهما بدليل قوله تعالى"وقدت قميصه من دبر"فلا داعي لتمزيق القميص إن كان السباق قد انتهى، بل هي حاولت منعه من الهرب ويقول تعالى"فألفيا سيدها لدى الباب"مما يعني أن الباب كان أمامهما، والسيد واقف عنده.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 04:25 م]ـ
ويقول تعالى"فألفيا سيدها لدى الباب"مما يعني أن الباب كان أمامهما، والسيد واقف عنده.
والله أعلم
بالعكس
قوله تعالى "فألفيا سيدها لدى الباب"
فيه دلالة على تفسيري ---لأنّ التعبير ب " لدى" يعني بقرب الباب من خارج الغرفة---لأن الرؤية المفاجئة للسيّد تعني أنه لم يفتح الأبواب المغلقة --فلو فتح الباب لأحست به---ولمّا لم تحسّ به فهو كان بقرب الباب من الخارج ---ويظهر أنّ عملية فتح الباب قام بها سيدنا يوسف مما أعطاها تأخره في فتحه الفرصة لقدّ قميصه محاولة آيقافه
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 08:41 م]ـ
(الفيا سيدها لدا الباب) أى: وجدا زوجها عند الباب، الذى حاول الهروب منه، والذى تجرى إليه وراءه لتوقفه حتى لا يخرج منه.
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 12:56 ص]ـ
السلام عليكم
أخي جمال ,اولاً الكلام هنا عن المشركين, ووصف حالهم يوم القيامة وكثير من المفسرين ذهبوا في قولهم ان المراد هو ارادتهم في الاستباق الى الطريق الواضح (الصراط) حيث ان الصراط منصوب بنزع الخافض ,والاستباق كما سبق وذكرتُ هو افتعال من السبق ويدل على التكلف والاجتهاد في الفعل.(/)
فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 06:44 ص]ـ
قال تعالى
(فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ) 11 - 16 البلد
ماذا نفهم من هذه الآيات؟؟
هل " لا" في الآية حرف نفي؟؟
وإن كانت كذلك فلماذا لم تتكرر كما في قوله تعالى ({فلاَ صَدَّق ولا صلَّى}
أم هل هي حرف تحضيض بمعنى ألا يقتحم العقبة؟؟
أم هل هي بمعنى الدعاء عليه كقولك "لا وفقك الله"؟؟
قال ابن عطية في المحرر الوجيز
(واختلف الناس في قوله {فلا} فقال جمهور المتأولين: هو تحضيض بمعنى " فألا "، وقال آخرون وهو دعاء بمعنى أنه ممن يستحق أن يدعى عليه بأن لا يفعل خيراً، وقيل هي نفي، أي " فما اقتحم "، وقال أبو عبيدة والزجاج وهذا نحو قوله تعالى:
{فلا صدق ولا صلى}
[القيامة: 31] فهو نفي محض كأنه قال: وهبنا له الجوارح ودللناه على السبيل فما فعل خيراً،)
بالإنتظار
ـ[معالي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 09:19 ص]ـ
السلام عليكم
شكر الله لك أستاذنا جمال
الأمر كما أورد ابن عطية من الخلاف حول (لا) الواردة في الآية المذكورة ..
غير أني أردتُ فقط أن أنقل علة عدم التكرار عند مَنْ قالوا إن (لا) للنفي هنا:
فقد أُفردت (لا) لدلالة آخر الكلام على معنى التكرار الذي كان ينبغي أن يكون في مثل هذا الموضع، فقوله جل وعز: (ثم كان من الذين آمنوا ... الآية) "البلد 17" يقوم مقام التكرار، والتقدير: (فلا اقتحم العقبة ولا آمن) ..
والله تعالى أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 12:38 م]ـ
الأستاذ جمال الشرباتي، هاك جوابي:
الرأي هنا والله أعلم، هو أن المراد بـ {فَلاَ ?قتَحَمَ ?لْعَقَبَةَ} هو التحضيض، بصيغة الاستفهام الإنكاري، وتقديره:: أفلا اقتحم العقبة، أو هلا اقتحم العقبة. أي: أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير، ثم بينها فقال تعالى: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ?لْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ}.
وهنا يستبعد معنى الدعاء. والسؤال، فلماذا لم تكرر الـ (لا) وقلما توجد لا الداخلة على المضي إلا مكررة، تقول: لا جنبني ولا بعدني قال تعالى:
{فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى?}
[القيامة: 31] وفي هذه الآية ما جاء التكرير فما السبب فيه؟: قال الزجاج: إنها متكررة في المعنى لأن معنى {فَلاَ ?قتَحَمَ ?لْعَقَبَةَ} فلا فك رقبة ولا أطعم مسكيناً، ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك، وقوله:
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ?لَّذِينَ ءامَنُواْ}
وهنا أرجح كما قلت سابقا أنها للتحضيض بصيغة الاستفهام الاستنكاري.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 01:19 ص]ـ
هذا تفسير الآيات أخى جمال
فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله, فيأمن. وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة, وما يعين على تجاوزها؟ إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق. أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة, يتيمًا من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم, أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 04:16 ص]ـ
وإليكم رأي الدكتور فاضل السامرائي في الموضوع:
فبعد أن بيّن أبرز ما قيل في (لا) عند النحاة والمفسّرين، قال - حفظه الله: والذي يبدو لي والله أعلم أن هذا التعبير جمع معاني عدّة في آن واحد.
فهو يحتمل المضيّ، أي أن هذا الإنسان الذي يذكر عن نفسه أنه أهلك مالاً كثيراً ويحسب أن لن يقدر عليه أحد، وأنه لم يطّلع أحد عليه فيما يفعل - سواء كان هذا واحداً معيناً أم كان صنفاً هذا وصفه - لم يقتحم العقبة، فهو لم يؤمن ولم يطعم المحتاجين من اليتامى والمساكين ولم يتواص بعمل الخير.
ويحتمل أن هذا الإنسان فرداً كان أم صنفاً لا يقتحم العقبة في المستقبل، لأن من كان هذا وصفه لا يقتحم العقبة، إلا إذا آمن وغيّر من حاله. فهو لم يقتحم العقبة في الماضي ولا يقتحمها في المستقبل، بل هو باقٍ على حاله على وجه الدوام.
ويحتمل أن هذا التعبير دعاء على هذا الصنف أو الشخص بألا يقتحم العقبة كما في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1] وقوله: {قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30]. فإن من كان هذه صفته لا يستحقّ الدعاء له بالخير.
كما يحتمل الاستفهام المراد به التنديم والتوبيخ على ما فرّط والحضّ على الإنفاق بمعنى (أفلا اقتحم العقبة) وقد حذفت منه الهمزة. ونحو هذا وارد في القرآن الكريم والفصيح من كلام العرب، فقد جاء فيه قوله تعالى: {وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [الأعراف: 113 - 114]. بدلالة قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [الشعراء: 41 - 42].
ونحو قول الشاعر:
قالوا: تحبّها؟ قلت: بهراً.
أي: أتحبّها؟
وقول الكميت:
طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ----- ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب
أي: أوَذو الشيب يلعب؟
وهذه المعاني كلها مرادة مطلوبة، فقد جمع هذا التعبير عدّة معانٍ في آن واحد: المضي والاستقبال والتوبيخ والحضّ والدعاء. فهو أخبر أنه لم يقتحم العقبة فيما مضى من عمره، وأنه لا يقتحمها في المستقبل، وأنه وبّخه على ذلك، ودعا عليه بعدم اقتحامها.
فانظر كيف جمع هذا التعبير هذه المعاني، وكلها مرادة مطلوبة وأنه لو جاء بأي حرف آخر غير (لا) لم يُفِدْ هذه المعاني الكثيرة المتعدّدة. فهو لو قال: (ما اقتحم العقبة) أو (لم يقتحم العقبة) لم يُفِدْ إلا الإخبار عنه في الماضي. فانظر كيف وسّعت (لا) المعنى، وجمعت معاني عدّة في تعبير واحد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 11:19 ص]ـ
أنقل ما أجبت به الأخ جمال في منتدى العقاب إلى منتداكم الطيب وهو:
السلام عليكم
الآيات من سورة البلد: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18))
أما بالنسبة لقوله تعالى في سورة البلد (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11))، أي فهلا أنفق ماله الذي يزعم أنه أنفقه في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام, هلا أنفقه لاقتحام العقبة فيأمن. قال ابن زيد وجماعة من المفسرين: معنى الكلام الاستفهام الذي معناه الإنكار; تقديره: أفلا اقتحم العقبة; أو هلا اقتحم العقبة. يقول: هلا أنفق ماله في فك الرقاب, وإطعام السغْبَان, ليجاوز به العقبة, فيكون خيرا له من إنفاقه في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى فلا اقتحم العقبة متعلق بما قبله وهو وهديناه النجدين. والعقبة في الأصل الطريق الوَعْرٌ الذي في الجبل سميت بذلك لصعوبة سلوكها. أما النجدين فقد ورد في فتح القدير للشوكاني "وهديناه النجدين النجد الطريق في ارتفاع قال المفسرون بينا له طريق الخير وطريق الشر وقال الزجاج المعنى ألم نعرفه طريق الخير وطريق الشر مبينتين كتبين الطريقين".
والعلاقة بين النجدين والعقبة هي حث وتحفيز الإنسان على إتباع نجد أو طريق الخير والهدى وإن كان عقبة كؤودا يصعب اقتحامها لمشقة السير فيها تماما كما أن الجنة حفت بالمكاره، والنتيجة المرغوبة لمن يسير في هذا النجد بمجاهدة النفس هي أن يكون من المؤمنين أصحاب الميمنة، فينال الإنسان رضى الرحمن.
جاء في تفسير الطبري: وقوله أولئك أصحاب الميمنة يقول الذين فعلوا هذا الأفعال التي ذكرتها من فك الرقاب وإطعام اليتيم وغير ذلك أصحاب اليمين الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة. وورد كذلك في زاد المسير قوله: "والسابع أن ذكر العقبة هاهنا مثل ضربه الله تعالى لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في أعمال". وجاء في تفسير البحر المحيط: "والعقبة استعارة للعمل الشاق على النفس، من حيث بذل المال، تشبيها لها بعقبة الجبل وهو ما صعب منه وقت الصعود فإنه يلحقه مشقة في سلوكها".
والخلاصة هي أن الفاء في "فلا" تفيد الترتيب والتعقيب أي أن المقصود من إنعام الله عليه بالعينيين واللسان والشفتين وهداية النجدين، هو أن يكون عاقبة ذلك ونتيجته أن يختار الإنسان طريق الخير فيكون من الذين آمنوا. فالفاء أفادت التعقيب لما قبلها من لزوم اختيار طريق الخير، لأنه ما من شيء يمنعه من ذلك بوجود العينيين واللسان والشفتين وهداية النجدين.
فأقول أن الاستفهام هنا معناه الإنكار على من لم يختر طريق الهدى فيصير من أصحاب الميمنة.
هذا والله أعلم
ولكم التحية المباركة الطيبة
ـ[سليم]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 12:26 م]ـ
السلام عليكم
اقْتَحَمَ يَقْتَحِمُ اقْتِحاماً, وتعني الدخول والمجاوزة بجهد وعناء, والعقبة: الطَّرَيق الوعرة فِي الْجَبَل ,والمقصود الصعوبة وهنا في الآية تعني العمل الصالح لما في ذلك من معاناة المشقة ومجاهدة النفس.
والآية "فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ" فالملاحظ ان الفعل اقتحم زمنه الماضي ,وحسب كلام العرب في دخول لا النافية على الماضي يجب ان تتكرر, إلا انها هنا لم تُكرر لفظيًا وانما في المعنى كما قال الزمخشري في تفسيره الكشاف حيث قال:"إن معنى "فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ" فلا فك رقبة, ولا أطعم مسكينًا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 08:56 م]ـ
الأخ يوسف
أنا محتار في قولك
فقد رجحت أخي قولين---أحدهما معنى التحضيض في قولك
"أي فهلا أنفق ماله الذي يزعم أنه أنفقه في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام, هلا أنفقه لاقتحام العقبة فيأمن."
وثانيهما --معنى الإستفهام الإنكاري في قولك"فأقول أن الاستفهام هنا معناه الإنكار على من لم يختر طريق الهدى فيصير من أصحاب الميمنة."
وأقول أنّه عليك إختيار أحدهما
"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 03 - 2006, 03:39 م]ـ
قال ابن عادل
(قوله: {فَلاَ ?قتَحَمَ ?لْعَقَبَةَ}.
قال الفراءُ والزجاجُ: ذكر " لا " مرة واحدة، والعرب لا تكاد تفرد: " لا " مع الفعل الماضي، حتى تعيد " لا "، كقوله تعالى:
{فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى?}
[القيامة: 31] وإنَّما أفردها لدلالة آخر الكلام على معناه، فيجوز أن يكون قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ ?لَّذِينَ آمَنُواْ} قائماً مقام التكرير، فكأنه قال: فلا اقتحم العقبة ولا آمن.
وقال الزمخشريُّ: هي متكررة في المعنى؛ لأن معنى: " فلا اقتحم العقبة: فلا فكَّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً ". ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك؟.
قال أبو حيَّان: ولا يتم له هذا إلا على قراءة: " فكّ " فعلاً ماضياً.
وقال الزجاج والمبردُ وأبو عليٍّ، وذكره البخاري عن مجاهد: أن قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ ?لَّذِينَ آمَنُواْ} يدل على أن " لا " بمعنى: " لم "، ولا يلزم التكرير مع " لم "، فإن كررت " لا " كقوله:
{فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى?}
[القيامة: 31]، فهو كقوله تعالى:
{لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ}
[الفرقان: 67].) ----------------
وقد لفت انتباهي نقد أبي حيّان للزمخشري إذ قال (وقال الزمخشريُّ: هي متكررة في المعنى؛ لأن معنى: " فلا اقتحم العقبة: فلا فكَّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً ". ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك؟.
قال أبو حيَّان: ولا يتم له هذا إلا على قراءة: " فكّ " فعلاً ماضياً.)
---------------------
أمّا ما أراه فهو معنى التحضيض المتضمن للتوبيخ ---
أي هلّا اقتحم العقبة التي هي كذا وكذا وهلّا كان من الذين آمنوا ففعل كذا وكذا--
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[17 - 03 - 2006, 11:17 م]ـ
---------------------
أمّا ما أراه فهو معنى التحضيض المتضمن للتوبيخ ---
أي هلّا اقتحم العقبة التي هي كذا وكذا وهلّا كان من الذين آمنوا ففعل كذا وكذا--
أستاذي جمال أرى أننا التقينا في نقطة واحدة تقريبا.
.
وهنا أرجح كما قلت سابقا أنها للتحضيض بصيغة الاستفهام الاستنكاري.
ولكنك تبقى أستاذي
مع الإحترام
موسى
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 04:56 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 07:35 م]ـ
ما ألطفك يا موسى(/)
ترحيب بالإستاذ يوسف الساريسي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 06:53 ص]ـ
أرحب به بأسلوب يتناسب مع طبيعة منتدى البلاغة وذلك بنقل إحدى مشاركاته إلى هنا
قال
(قال الله تعالى:
(فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) النساء
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (8) المائدة
ورد في تفسير ابن كثير رحمه الله:
وقوله "فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا" أي فلا يحملنكم الهوى والعصبية وبغض الناس إليكم على ترك العدل في أموركم وشئونكم بل الزموا العدل على أي حال كان كما قال تعالى "ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" ومن هذا قول عبد الله بن رواحة لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم يخرص على أهل خيبر ثمارهم وزرعهم فأرادوا أن يرشوه ليرفق بهم فقال: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إلي ولأنتم أبغض إلي من أعدادكم من القردة والخنازير وما يحملني حبي إياه وبغضي لكم على أن لا أعدل فيكم. فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.
والموضوع المراد تبيانه هنا هو قضية وجود حرف النفي "لا" بين حرف (أن) وكلمة (تعدلوا) فما المعنى الذي يضيفه حرف "لا" إذا أضيف بينهما؟ وما المعنى المستفاد الذي يفترق فيه المعنى إذا لم يكن موجودا؟
والمقصود بالمعنى المستفاد في السؤال هنا هو فيما يتعلق بما يضمره الفاعل في نفسه عند قيامه بالفعل.
والسلام عليكم
-----------------------------------
ثم رددنا عليه
(قوله تعالى
(فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) النساء
معناه فلا تتبعوا الهوى لئلا تعدلوا عن الحق---فإن هنا تعليلية بمعنى " لئلا" والعدول هو الترك للحق والإنصراف عنه
وشبيه هذه الآية قوله تعالى "يبين الله لكم أن تضلوا" أي لئلا تضلّوا
بذلك يرتفع الإشكال)
-----------------------------------
ولإكمال الموضوع
http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=4883&hl=
ـ[معالي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 07:58 ص]ـ
السلام عليكم
حيا الله ضيفكم أستاذنا الكريم جمال
وبانتظار مشاركاته النافعة بإذن الله
وإن كنتُ أودّ لو نقلتم تتمة نقاشكم الجميل هذا هنا
فموقع (العقاب) من المواقع المحجوبة عندنا في السعودية
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 10:20 ص]ـ
ترحيب سار بأهل التدبر.
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 10:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي جمال
وأود أن أشكرك والإخوة الأكارم على حفاوة الترحيب في هذا المنتدى المتألق
وأدعو الله أن يجعلنا من عباده المخلَصين وأن نكون عند حسن الظن بنا
والله الموفق وهو الهادي إلى السبيل
واللام عليكم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 12:21 م]ـ
أرحب بالأستاذ الكريم يوسف الساريسي في نادي الفصيح، فأهلاً بك يا أستاذ.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 12:39 م]ـ
نرحب بالأخ الفاضل يوسف الساريسي، أشد الترحيب.
أخوكم
موسى
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 03:59 ص]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم يوسف الساريسي مع إخوانكم في الفصيح ..
ونرجو لك التوفيق والسداد فيما تطرح من مشاركات وموضوعات ..(/)
ما الفرق بينهما؟
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 06:25 م]ـ
ما الفرق بين التشبيه الضمني والتشبيه التمثيلي؟
هل الفرق هو وجود الاداة في التشبيه التمثيلي وعدم وجودها في الضمني؟
ـ[فصيحه]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 06:57 م]ـ
السلام عليكم
أتمنى أن يفيدك هذا الرابط
http://www.zahra1.com/Nah_Em_7att_balagah/B9.html
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 07:02 م]ـ
شكرا لك كثيرا.
ـ[فصيحه]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 07:09 م]ـ
العفو وإليك هذا الرابط القريب منك جدا.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10703
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 08:50 م]ـ
فصيحه
ماذا يعني الاسم لو سمحت؟
أعني هل الهاء ضمير قام مقام مضاف إليه--
أي كقولنا تكلم فلان من الكلام فصيحه؟(/)
أيها الناس، أين المفر؟
ـ[شمس الديار]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 05:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من إخوتي الكرام أن يتفضلوا بتقديم بعض الشرح لأفكار هذه الخطبة العظيمة والمغزى منها، مع الشكر الجزيل لكم.:)
"أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة، وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت."
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 07:45 م]ـ
أنا لا أعرف ما هو مستوى الشرح المطلوب---و فيها الأفكار واضحة من مثل
#فكرة أن لا مفر بسبب وقوعهم بين فكي كماشة العدو والبحر وأنّه ليس أمامهم إلّا قتال العدو للتخلص من أحد فكيّها
#فكرة كون الأقوات التي لديهم قليلة فلا ينفعهم طول مدة القتال فعليهم اقتناص عدوهم بأسرع ما يمكن
#فكرة أن طول مدة القتال يؤدي إلى زوال رهبة العدو منكم وتطاوله عليكم فعليكم باغتنام فرصة التخلص منه بأسرع مايمكن وذلك إن تعشقتم الموت تتمكنون منه(/)
ما معنى هذه العبرة
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 08:41 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- لما أحس أبو بكر بقرب أجله شاور بعض كبار الصحابة سرًّا في أن يولي عمر بن الخطاب الخلافة من بعده فرحبوا جميعًا، غير أن بعضهم اعترض على غلظة عمر فقال أبو بكر: "نعم الوالي عمر، أما إنه لا يقوى عليهم غيره، وما هو بخير له أن يلي أمر أمة محمد، إن عمر رأى لينًا فاشتد، ولو كان واليًا للان لأهل اللين على أهل الريب"، ثم أمر أبو بكر عثمان فكتب كتابًا باستخلاف عمر.
ما معنى: أما إنه لا يقوى عليهم غيره، وما هو بخير له أن يلي أمر أمة محمد، إن عمر رأى لينًا فاشتد، ولو كان واليًا للان لأهل اللين على أهل الريب.
جزاكم الله خيرا
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 10:03 م]ـ
أبا محمد
ما معنى (العبرة)؟ ظننتها في موضوعك الأول سبق قلم، أما أنها تتكرر!
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 10:14 م]ـ
الأخ خالد
سبق قلم و الصحيح "عبارة"(/)
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ, (جعلناهُ).
ـ[سليم]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 11:17 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ",يوسف 2,ويقول سبحانه وتعالى:"إِنَّا جَعلناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ",الزخرف 3.قال الطبري في تفسيره: يَقُول تَعَالَى ذِكْره: إِنَّا أَنْزَلْنَا هَذَا الْكِتَاب الْمُبِين قُرْآنًا عَرَبِيًّا عَلَى الْعَرَب ; لِأَنَّ لِسَانهمْ وَكَلَامهمْ عَرَبِيّ , فَأَنْزَلْنَا هَذَا الْكِتَاب بِلِسَانِهِمْ لِيَعْقِلُوهُ وَيَفْقَهُوا مِنْهُ , وَذَلِكَ قَوْله عَزَّ وَجَلَّ: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.وقال القرطبي في تفسير الآية الثانية:"وَمَعْنَى: " جَعَلْنَاهُ " أَيْ سَمَّيْنَاهُ وَوَصَفْنَاهُ ; وَلِذَلِكَ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى: " مَا جَعَلَ اللَّه مِنْ بَحِيرَة " [الْمَائِدَة: 103]. وَقَالَ السُّدِّيّ: أَيْ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا. مُجَاهِد: قُلْنَاهُ الزَّجَّاج وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ: بَيَّنَّاهُ.
" عَرَبِيًّا " أَيْ أَنْزَلْنَاهُ بِلِسَانِ الْعَرَب ; لِأَنَّ كُلّ نَبِيّ أَنْزَلَ كِتَابه بِلِسَانِ قَوْمه ; قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَغَيْره. وَقَالَ مُقَاتِل: لِأَنَّ لِسَان أَهْل السَّمَاء عَرَبِيّ. وَقِيلَ: الْمُرَاد بِالْكِتَابِ جَمِيع الْكُتُب الْمُنَزَّلَة عَلَى الْأَنْبِيَاء ; لِأَنَّ الْكِتَاب اِسْم جِنْس فَكَأَنَّهُ أَقْسَمَ بِجَمِيعِ مَا أُنْزِلَ مِنْ الْكُتُب أَنَّهُ جَعَلَ الْقُرْآن عَرَبِيًّا.
وَالْكِنَايَة فِي قَوْله: " جَعَلْنَاهُ " تَرْجِع إِلَى الْقُرْآن وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْر فِي هَذِهِ السُّورَة ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى: " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْر ".
الملاحظ ان الاية الاولى فيها اخبار ان الله عز وجل انزل القرآن بلغة العرب, اما الآية الثانية فهي اقوى واشد لهجة وابلغ حيث استعمل لفظة جعلناه من الجعل والمقصود فيها الصيرورة ولأن الجَعْل يأتي ويتضمن التنزيل اذ لا يتأتى ان يُجعل ولم يُنزّل.
والله أعلم(/)
الإنس والجن بين التقديم والتأخير
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[19 - 03 - 2006, 03:14 م]ـ
:)
قال تعالى" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القراّن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"
وقال تعالى" يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان".
في الاّية الأولى تقدم ذكر الإنس على الجن، لأن الحديث منصب على الإتيان بمثل القراّن البليغ الفصيح، وهذا الأمر بحاجة إلى فصاحة وبيان وجزالة ألفاظ، والإنس يتفوقون على الجن في هذا المجال.
أما الاّية الثانية فقد تقدم ذكر الجن على ذكر الإنس، لأن الحديث منصب على اختراق أقطار السموات والأرض ,وهذا الأمر يحتاج إلى القدرة والقوة، والجن يتفوقون على الإنس في هذا المجال.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[19 - 03 - 2006, 06:02 م]ـ
السلام عليكم
أخي عزام الشريدة ,بارك الله فيك, الآيات التي تتحدث عن الانس او الجن كثيرة, ولكن الآيات التي جمعت بينهما معدودة وتبلغ من العدد 12 آية.
ثلاث آيات قُدم فيها الانس على الجن وهي:
1. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) /الانعام.
2. قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) /الاسراء.
3. وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) /الجن.
واما الآيات التي قدمت الجن على الانس هي:
4. يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ (130) /الانعام.
5. قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا (38) /الاعراف.
6. وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) /الاعراف.
7. وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) /النمل
8. وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) /فصلت
9. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) /فصلت
10. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) /الاحقاف
11. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) /الذاريات
12. يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) /الرحمن.
فالآيات الثلاث الاولى والتي قدمت الانس على الجن ,الآية الاولى من سورة الانعام تذكر ان لكل نبي من الانبياء اعداء ,والنبي للانس وعليه فان عداوة الانس وشياطينهم اشد وطأء واعمق اثرًا.
الآية الثانية هي من ايات التحدي والاتيان بمثل هذا القرآن المنزل على الانس.
والآية الثالثة تبين لنا ان هذه النفر من الجن قد انكر ان يكون قد علم ان احدًا يجترئ على الله كذبًا بان له ولداً, وهذا يدل على مدى جحد ونكران بين آدم.
وآيات تقديم الجن على الانس فانها تببين لنا ان الله عز وجل قد خلق الجن ثم الانس فهو تقديم السابق على التالي او تقديم قوة وقدرة على ضعف وعجز الانسان.
هذا والله اعلم.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[20 - 03 - 2006, 03:52 م]ـ
أولا: شكرا لأخي سليم
ثانيا: ما أود قوله هو أنه عندما يكون السياق يتعلق بالإنس يتقدم الإنس، وعندما يتعلق بالجن أو بما يناسب الجن تقدم الجن.
والله أعلم(/)
قروء وليس اقراء!!!
ـ[سليم]ــــــــ[20 - 03 - 2006, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله عزوجل في محكم كتابه:" وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ (228) /البقرة.
لماذا ورد لفظ قروء وليس اقراء مع العلم ان حمع قرء (فعل) اقراء (افعال)؟.
ان قرء تجمع على اقراء وهو جمع قله ,بينما قروء هو جمع كثرة, الوجه البلاغي هنا يكمن في ان المحاطب في الآية هن النساء (صيغة الجمع) ,فلو كان المخاطب امرأة (مفرد) لكان أليق ... ولكن بما انهن نساء كثر فجيئ بجمع الكثرة, اي ان كل امرأة تتربص اقراءها الثلاث.
هذا والله اعلم(/)
كتاب في البلاغة
ـ[طالبة علم]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 03:31 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى ان تكونوا بأحسن حال ان شاءالله
انا عضوه جديده بهذا المنتدى وان شاءالله اكون عند حسن ظنكم
واردت خدمه منكم
طُلِبَ مني كتابة بحث عن أحد كتب البلاغة على حسب اختياري
فما هو الكتاب الأنسب والأسهل من كتب البلاغه والتي استطيع ان اكتب عنه بحثاً وتكون كلماته سهله وواضحة؟؟
أرجوا منكم المساعده
ودعواتي لكم بالتوفيق ان شاءالله والمغفره ..
اختكم // طالبة علم
ـ[معالي]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 04:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك أختي الكريمة
ولكن هل المطلوب الكتابة عن كتاب من كتب القدماء أم المحدثين؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 11:05 م]ـ
نرحّب بالأخت / طالبة علم في الفصيح، ونسأل الله لها التوفيق والسداد فيما تتحفنا به من مشاركات ..
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 12:00 ص]ـ
مع الترحيب بلسان فصيح أهل على أهل هذا المنتدى خلان البلاغة، هذا مقترح سهل ومهم في آن واحد، فالكتاب المقترح هو (الكشف والتنبيه على الوصف والتشبيه) للصفدي: خليل بن أيبك. حققه الدكتور هلال ناجي، و وليد أحمد الحسين. ونشر الكتاب ضمن سلسلة إصدارات مجلة الحكمة، وترتيبه في هذه السلسلة (الرابع)، سنة 1420 هج = 1999 م، والكتاب متوافر في أسواق الكويت لدى مكتبة ذات السلاسل، ومكتبة الربيعان وغيرهما. وأقول عن هذا الكتاب إنه سهل الأسلوب عذب العبارة مشحون بالأشعار الرقيقة وتتخلله أقوال المصنف في فن التشبيه بأرق بيان. وتكمن أهمية الكتاب في أن أحدا من المشتغلين بعوم البلاغة لم يكتب عن هذا الكتاب سوى الفاضلين المحققين، ثم إننا لم نقرأ كتابا عالج قضية التشبيه بأمثل مما كتب الصفدي، وأما كتاب (التشبيهات) لابن أبي عون فقد اكتفى فيه مؤلفه بسرد أبيات سائرة في التشبيه النادر الروعة، ولم يطعم كتابه بشيء من أصول فن التشبيه. وكذلك فعل مؤلف كتاب (التشبيهات من أشعار أهل الأندلس) الذي حققه الدكتور إحسان عباس، وصنيعه نفسه صنعه علي بن ظافر الأزدي في كتابه (غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات)، فيظل كتاب الصفدي رائد هذه المجموعة من المؤلفات في التشبيهات، لذلك فهو جدير بدراسة (طالبة علم) والدعاء لها بالتوفيق والرشاد.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 01:31 ص]ـ
تبارك الله لا قوة إلا بالله!
حضور الأستاذ الفاضل أبي محمد دائمًا ما يكون حافلا بالبديع من الفوائد!
أستاذنا الكريم
أفدتنا أيما فائدة بمشاركاتك الرائعة هنا وهناك
وهذه إحدى دررك في الفصيح!
أبقى الله للفصيح أعضاءه الأفذاذ من أمثالكم وأمثال الأستاذ الفاضل لؤي والقائمة تطول!
تحياتي
ـ[خنساء طيبة]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 02:36 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أختي ...
د. نجاح الظهار لها كتب رائعة في البلاغة؛؛
إذا كنت تريدين كتابا حديثا فاقترح عليك أحد كتبها؛؛
هناك كتاب اسمه -أظن-: نظرية النظم عند الشيخ عبد القاهر الجرجاني،
هذا ما لدي،،،
ـ[طالبة علم]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 09:32 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ..
معالي
لؤي الطيبي
ابو محمد المنصور
خنساء طيبة
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ..
لكم كل تقديري ..(/)
أسئلة وأجوبة بلاغية في القرآن
ـ[نور صبري]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 05:16 م]ـ
أسئلة وأجوبة بلاغية في القرآن
بقلم عالم اللغة العراقي د. فاضل السامرائي
السؤال الأول
ما سر استعمال صيغة (فُعَلَة) في قوله تعالى: "ويل لكل هُمَزَة لُمَزة"؟ ولمَ لمْ يستعمل صيغة (فَعّال) فيقول: هَمّاز لَمّاز مثلما قال في سورة القلم "حَلافٍ مَهين. هَمّاز مَشّاءٍ بنَميم"؟
*لا بد من التطرق هنا إلى صيغ المبالغة ودلالاتها والفروق بينها، فكلمة (هماز) صيغة مبالغة على وزن (فعّال)، وهذه الصيغة ـ كما يقول أهل اللغة تدل على الحِرفة والصنعة، فيقال لمحترف النجارة نجّار، ولمحترف الحِدادة حدّاد، وتشتهر عندهم أسماء المهن على هذا الوزن كالفتال والزراد والخراط والصفار والنحاس والبزاز. فكلمة (كذاب) عندما تطلق على أحد فإنها تدل على أن هذا صار كأن الكذب حرفته التي يحترفها كما أن حرفة ذاك هي النجارة أو الحدادة. وهذه الصيغة تقتضي المزاولة، لأن صاحب الصنعة يداوم على صنعته. ونقرأ في سورة نوح قوله تعالى: " ولا يَلِدوا إلا فاجِرا كفّارا" فكأن الكفر ديدنهم ومهنتهم اللازمة لهم لن يخرجوا عنه، ونقرأ في السورة نفسها قوله تعالى: "فقُلْتُ اسْتَغفِروا رَبّكُم إنّهُ كانَ غَفّارا" فالله تعالى غفار، وكلما أحدث العبد ذنبا أحدث الله له مغفرة
مما تقدم نتبين أن صيغة (فعال) في أصلها تفيد الصنعة والحرفة والمداومة والمزاولة
أما (هُمَزة) فهذه من المبالغة بالتاء. المبالغة بالتاء أكثر من نوع ويمكن أن نجعلها في نوعين، هما:
ـ ما أصله غير مبالغة، ثم بولغ بالتاء، كالراوي، فنقول عند المبالغة (راوية)
ـ ما أصله صيغة مبالغة ثم نأتي بالتاء لتأكيد المبالغة وزيادتها، مثل: (هُمزة) فأصلها (هُمَز) وهي من صيغ المبالغة مثل (حُطَم ـ لُكَع ـ غُدَر ـ فُسق)، فنأتي بالتاء لزيادة المبالغة.
ويقول أهل اللغة: ما بولغ بالتاء يدل على النهاية في الوصف .. الغاية في الوصف
فليس كل (نازل) يسمى (نازلة)، ولا كل (قارع) يسمى (قارعة) حتى يكون مستطيرا عاما قاهرا كالجائحة، ومثلها القيامة والصاخة والطامة
فهذا التأنيث للمبالغة بل الغاية في المبالغة، وهذا ما تدل عليه كلمة (هُمَزة)
إذن نحن أمام صيغتين للمبالغة إحداها تدل على المزاولة، والأخرى على النهاية في الوصف ... ها هو الفرق بينهما
* والسؤال الآن بعد أن عرفنا الفرق بينهما: لماذا اختار وضع هذه هنا وهذه هناك؟
من استقراء سورة القلم نلحظ أنها تتحدث عن التعامل مع الخلق بين الناس، فكل مشاهد السورة أو اغلبها تدور حول هذا الأمر: "وإنك لعلى خلق عظيم"، فهي تتناول السلوكيات ولا تذكر العاقبة إلا قليلا وهي التي وردت في قوله: "سَنَسمُه على الخرطوم" ولكنه لم يذكر شيئا آخر من عاقبة مرتكب هذا الفعل (حلاف مهين هماز مشاء بنميم)
أما في سورة الهمزة فقد ذكر النتيجة وتعرض للعاقبة، لذلك ناسب أن يذكر بلوغه النهاية في الاتصاف بهذه الصفة، وناسب أيضا أن يذكر في الجزاء صيغة مماثلة فقال تعالى: "كَلا لَيُنْبَذنّ في الحُطَمَة" والنبذ إذلال، والحُطَمة صيغة مبالغة بالتاء تدل على النهاية في الحطم، وهي تفيد أن الجزاء من جنس العمل فكما أنه يبالغ في الهمز فسيكون مصيره مماثلا في الشدة
ونلاحظ أيضا من السورة أن الخارج والمتعدي يحبس في النار وهكذا في قوانين الدنيا أيضا. أما في سورة القلم التي تركز على التعامل فقد ذكر لهم صفات مثل: مكذبون، حلاف، هماز، كان ذا مال وبنين. وهذه الصفات لا تستوجب الطاعة فلا تطعه بسبب كونه ذا مال وبنين، والبنون كناية عن القوة والمنعة، فالعربي صاحب عزة في عشيرته ببنيه
ولكن المال والقوة هما سبب الخضوع والانقياد في الأفراد والشعوب مهما كانت حقيقة صاحب المال من أخلاق سوء وإثم واعتداء فإن لها القوة لما لها من مال وقوة وهذا مشاهد في واقعنا وهو سبب استعلاء الدول القوية صاحبة هذا المال وتلك القوة على الشعوب المستضعفة. فالملحوظ هنا أن سورة القلم لم تتطرق إلى نهايتهم بل اكتفت بالأمر بعدم طاعتهم، أما الهمزة فقد ذكرت نهايتهم بتفصيل، وهذه هي الآيات الكريمات
(يُتْبَعُ)
(/)
"وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ. الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ. يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ. كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ. نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ. الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ. إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ. فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ "
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ. مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ. وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ. وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ. فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ. بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ. وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ. أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ. سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ. إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
السؤال الثاني
قال تعالى في سورة الأنعام في الآية 99: "وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"
وقال أيضا في الآية 141: "وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"
فلم عبر في الأولى بالاشتباه وفي الثانية بالتشابه؟
* الاشتباه هو شدة التشابه إلى حد يؤدي للالتباس، أما التشابه فلا يصل إلى حد اللبس، فالاشتباه أدق وأقوى وأكثر دلالة على القدرة
والآية الأولى فيها بيان القدرة وتعداد الأعمال في موضع تدبر ودعوة للنظر (انظروا إلى ثمره) فكان من المناسب أن يأتي بما هو أدل على القدرة
أما الثانية فهي في سياق ذكر الأطعمة وتعدادها وليس التدبر والنظر، وفي نهايتها قال: (كلوا من ثمره) وليس مقام توجيه النظر إلى دلائل القدرة مباشرة وقد نفى التشابه في الحالين (غير متشابه) ولكنه لم ينف الاشتباه، لأن نفي التشابه ينفي الاشتباه، ونفي الاشتباه لا ينفي التشابه، فلو نفى الاشتباه لبقي التشابه، ولو نفي التشابه فمن باب أولى عدم الاشتباه، لأن التشابه أقل درجة من الاشتباه فانتفاء القليل يقتضي انتفاء الشديد.
السؤال الثالث
لماذا جاء الفعل يهدي بالتشديد في قوله تعالى في سورة يونس في الآية 35: " قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ"؟
الفعل يهِدّي أصله هو الفعل (يهتدي) وقد طرأ عليه الإبدال، إذ أبدلت التاء دالا، ومثلها من الأفعال التي وقع فيها الإبدال (ازّين، ادكر) فالإبدال واقع في هذه الكلمة وفق قواعد صرفية معلومة، ولكن لم جاء الفعل بالإبدال (يهِدّي) ولم يأت على صورته الأصلية؟ الفعل (يهدّي) فيه تضعيف الدال، والتضعيف في الغالب يفيد التكثير والمبالغة، ولو تأملنا في سياق هذه الآيات لوجدنا أن هذه المبالغة تناسب المقام هنا دون مكان آخر
فالحديث هنا عن الأصنام (هل من شركائكم) والأصنام ليست كالبشر، فنفى الاهتداء بصيغة تحمل معنى المبالغة لتؤكد عدم قدرة الشركاء (الأصنام) على الهداية
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الآيات الأخرى في القرآن الكريم فقد جاء فيها الفعل (يهتدي) ولم يكن قد سبقه حديث عن مثل هؤلاء الشركاء، بل هذا هو الموقع الوحيد الذي جاءت فيه الهداية مع الأصنام فاستعملت هذه الصيغة إذ ليست الأصنام كالبشر فكيف تهدي أو تهتدي
وإن عدنا إلى الآيات التي قبلها لرأينا قوله تعالى "أمّن يملك السمع والأبصار" وإذا فقد السمع أو فقد البصر يكون الاهتداء قليلا فكيف إن فقدهما معا؟ فصارت هذه الآية وهذا الفعل مبالغة في تأكيد عدم الهداية
وهناك قراءة أخرى للآية بفعل (يهدي) وهي موافقة لرسم المصحف
وهذه أيات أخرى جاء فيها الفعل (يهتدي)
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (يونس:108)
(مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء:15)
(َأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (النمل:92)
(قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ) (النمل:41)
السؤال الرابع
قال تعالى في سورة النساء: "مَن يَشفَعْ شفاعَةً حَسَنةً يكن له نصيبٌ منها ومَن يَشفَعْ شفاعَة سيئة يكن له كِفْلٌ منها وكان الله على كلّ شيء مقيتا" لم قال عن الشفاعة الحسنة (يكن له نصيب منها) وعن الشفاعة السيئة (يكن له كفل منها)؟
من معاني (الكِفل) في اللغة: النصيب المساوي، المثل. والكفيل يضمن بقدر ما كفل ليس أكثر
أما (النصيب) فمطلق غير محدد بشيء معين
لذلك قال الله عز وجل عن السيئة (يكن له كفل منها)؛ لأن السيئة تجازى بقدرها " من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها" غافر 40
أما الحَسَنة فتضاعف كما قال تعالى: " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " الأنعام 160. وقال عز وجل: " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا " القصص 84
فقال عن حامل السيئة أن له الكفل أي المثل، أما صاحب الشفاعة الحسنة فله نصيب منها والنصيب لا تشترط فيه المماثلة وهذا من عظيم فضل الله عز وجل
وورد في الحديث الشريف أنه عليه الصلاة والسلام قال فيما يرويه عن ربه: إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هَمّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة"
السؤال الخامس
قال تعالى في سورة التوبة 62: " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ"
فلمَ لمْ يقل أحق أن يرضوهما؟
إرضاء الله تعالى وإرضاء رسوله عليه الصلاة والسلام أمر واحد وليسا أمرين مختلفين، فمن أرضى الله تعالى فقد أرضى رسوله، ومن أرضى الرسول فقد أرضى الله عز وجل. قال تعالى: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً" ـ النساء:80
لذلك وحد الضمير العائد عليهما للتأكيد على أن إرضاءهما واحد وسيلةً وغاية
السؤال السادس
ترد كلمة الملائكة في القرآن الكريم ومعها الفعل بالتذكير مرة وبالتأنيث مرة أخرى
فما أسباب هذا الاختلاف وهل هو جائز أصلا؟
أما من حيث الجواز فهو جائز طبعا
لأن الملائكة ليست جمعا مذكر سالما فيجوز تذكير الفعل ويجوز التأنيث
وهذا تلخيص سريع لمواضع تأنيث الفعل من حيث الوجوب والجواز
إذا كان الفاعل مؤنثاً أنث فعله بتاء ساكنة في آخر الماضي، وبتاء المضارعة في أول المضارع، نحو: قامت هند، وتقوم هند.
وهذا قد يجب وقد يجوز
فيجب
ـ إذا كان الفاعل ضميراً مستتراً عائداً على مؤنث حقيقي التأنيث، نحو: هند قامت أو هند تقوم
ـ أو مجازيِّ التأنيث، نحو: الشمس طلعت أو الشمس تطلع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ إذا كان الفاعل اسماً ظاهراً متصلاً بعامله مباشرة، حقيقي التانيث، كقوله، تعالى (إذ قالت امرأة عمران)
ويجوز تأنيث الفعل في ثلاثة مواضع:
ـ إذا كان الفاعل أو شبهه (نائب الفاعل، اسم الفعل الناسخ) اسما ظاهرا حقيقي التأنيث مفصول عن الفعل مثل سعى بين الصفا والمروة المؤمنة ويجوز سعت
ـ إذا كان الفاعل أو شبهه جمع تكسير ذبلت الأوراق ويجوز ذبل الأوراق
ـ إذا كان الفاعل أو شبهه اسما ظاهرا مجازي التأنيث اندلعت الحرب ويجوز اندلع الحرب
ولكن السؤال: هل هناك خطة معينة سار عليها القرآن في ترتيب هذه الأفعال؟ ولماذا اختار الله عز وجل بعض المواضع ليكون الفعل معها مذكرا ومواضع أخرى جاء الفعل مؤنثا؟
بعد استقراء الآيات القرآنية التي تحدثت عن الملائكة تم التوصل إلى الملحوظات التالية، التي تبين خطا تعبيريا مميزا سار عليه القرآن في استعمال الفعل مع (الملائكة)، ولها حِكم وأسرار تخص هذا الترتيب البديع في الاستعمال، قد يدرك العلماء بعضها ويغيب عنهم يعضها ولكنه لا ينقص من قدر هذا التميز بل يدفع للتفكير فيه ومحاولة النسج على منواله:
ـ كل فعل أمر يصدر للملائكة يكون بالتذكير: اسجدوا، أنبئوني، فثبتوا
ـ كل فعل للعبادة يأتي بالتذكير: "فسجد الملائكة كلهم أجمعون"، " فقعوا له ساجدين"، "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون"
وقد يكون ذلك لما تتطلبه العبادة من قوة، ولأن المذكر في العبادة أكمل، وقد قال عز وجل: "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم"، وقال عن مريم عليها السلام: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ـ التحريم:12
ـ كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يكون بالتذكير، أي الفعل الذي يتأخر عن الملائكة يكون بالتذكير: "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب"، " وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُون"، "وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ"، "لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين"
ـ كل وصف اسمي للملائكة يكون بالتذكير:
* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ ـ آل عمران:124
* بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ ـ آل عمران125
* وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُون ـ النساء
* والْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ـ الأنعام
* إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ـ لأنفال:9
* وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ـ الزمر:75
* فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِين ـ الزخرف:53
ـ العقوبات تأتي بالتذكير، ولو كانت عقوبة جاءت في موضعين فالأشد منهما بالتذكير
* وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ـ لأنفال:50
* فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ـ محمد:27
من الآية نفسها نلاحظ الشدة في الثانية بذكر عذاب الحريق، وتتبع بقية آيات السورة يرينا أنه تم تشبيههم بآل فرعون، فالسياق جاء بالشدة فذكر الفعل، أما الآية الثانية فكان السياق أخف فجاء بالتأنيث
* وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً ـ الفرقان:25
* إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ـ فصلت:30
الفعل واحد هو النزول، ولكن حالة الشدة جاء الفعل فيها مذكرا، أما جو الطمأنينة فقد استدعى التأنيث
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المقابل لم تأت بشرى من الملائكة بصيغة التذكير، بل كل البشارات بالتأنيث
ولعل ذلك لما في البشارة من رقة وما يتناسب معها من لطف وخفة وذلك من خصائص الإناث
* وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ــ البقرة:248
*إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ـ آل عمران
* وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ـ آل عمران:42
* فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً ـ آل عمران
* إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30)
السؤال السابع
قال تعالى في سورة العنكبوت الآية 63
"وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ"
وجاءت آيات أخرى تقول: (الأرض بعد موتها) بدون الحرف (من) فما الحكمة من ذلك؟
الآية 63 من سورة العنكبوت هي الآية القرآنية الوحيدة التي جاء فيها هذا التعبير: (من بعد موتها)
أما الآيات الأخرى كلها فقد جاءت بدون (من) مثل قوله تعالى:
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"
ـ (البقرة:164)
" وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" (النحل:65)
" يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ" (الروم:19)
"وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الروم:24)
"فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (الروم:50)
"وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ" (فاطر:9)
"وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الجاثية:5)
"اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الحديد:17)
ولا بد لنا من معرفة الفرق بين التعبيرين لنصل إلى سبب اختلافه في الموقفين
(بعد موتها) تعبير احتمالي، يحتمل البعدية القريبة والبعدية البعيدة، فقد يكون إحياء الأرض بعد ساعة أو بعد شهر أو بعد سنة أو أكثر من بدء موتها
أما التعبير (من بعد موتها) فإن (من) فيه لابتداء الغاية، والمعنى أنه يحييها رأسا بعد الموت
فهو دال على البعدية القريبة قطعا، وهو أدل على القدرة لأنه لا يحتاج إلى زمن ليحييها، بل هو قادر على إحياء الميت لحظة موته ولا يحتاج إلى زمن لإعادته
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنعد لننظر إلى سياق المواقف التي وردت فيها الآيات لنتلمس سبب تخصيص كل سياق بتعبير منهما، فنجد أن سورة العنكبوت كان سياقها في محاكمة المشركين من ناحية عقلية: "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ. اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ "
ثم جاء هذا السؤال عن إحياء الأرض، وهم قد أقروا بقدرة الله البالغة في الأسئلة السابقة
وهذا السؤال يقول إنه يحيي الأرض بعد موتها مباشرة بلا مهلة، فهي قدرة بالغة (قل الحمد لله). هل هذا يدعوكم إلى الشرك، لذلك قال: (بل أكثرهم لا يعقلون) فنفى عنهم العقل لأن هذا يُعقَل حتى دون علم، فالعقل المجرد يهديهم إلى أن الله واحد لا شريك له، فنعى عليهم عدم استعمال العقول، وقبل هذا جاء أيضا في السورة نفسها قوله تعالى: "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ "
السؤال الثامن: معدودة ومعدودات
قال تعالى: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80)
وقال سبحانه: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (آل عمران:24)
فلماذا عبّر في الأولى عن مدة مس النار بالأيام المعدودة، وعبر في الثانية بالأيام المعدودات؟
ج: جمع غير العاقل إن كان بالإفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات، فالجارية أكثر من الجاريات، ومثلها شاهقة وشاهقات فالعدد في الأولى أكثر، وجمع السالم قلة
فهذه من المواضع التي يكون فيها المفرد أكثر من الجمع.
قال في آية أخرى عن يوسف عليه السلام: "وشروه بثمن بخس دراهم معدودة" أي أكثر من 11 درهما، ولو قال معدودات لكان ت أقل.
وفي الآيتين المتقدمتين قال في الأولى (أياما معدودة) وفي الثانية (أياما معدودات) لأن الذنوب التي ذُكرت في الأولى أكثر فجاء بمعدودة التي تفيد الكثرة، والتي ذكرت في الثانية أقل فاستعمل (معدودات) مناسبة لمعنى كل منهما.
السؤال التاسع
لماذا قال تعالى في سورة القارعة: "وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ 5"
وقال في المعارج:"وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ9 "
فوصف الجبال في الأولى بالعهن المنفوش، وقصر الوصف على العهن في الآية الثانية؟
ج: الرد من كتاب الدكتور فاضل (لمسات بيانية) في منتصف هذه الصفحة
السؤال العاشر
قال الله تعالى في الوضوء: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ 6" ـ المائدة
فلماذا قال عن الأيدي (إلى المرافق) مع إنهما مرفقان، وقال عن الرجلين (إلى الكعبين) ولم يقل الكعوب على الجمع مثل المرافق ولأن الكعبين هما العظمان الناتئان على طرفي القدم فهي أربعة كعوب؟
ج: كل يد لها مرفق واحد، وكل رجل لها كعبان
فلما خاطب الجميع قال: (إلى المرافق)
وفي الوضوء لا بد أن يستغرق الغسل الكعبين، فلو قال: إلى الكعوب، لم يدل على أن الكعبين كليهما داخلان في الغسل، وإنما كعوب الناس المخاطَبين بقوله: (يا أيها الذين آمنوا)، وعندها فلو غسلوا كعبا واحدا ـ والمخاطبون كثر ولهم كعوب ـ لكفاهم ما ادام المذكور هو (الكعوب)
لذلك قال (إلى الكعبين) حيث المعنى: كل واحد من المخاطبين عليه أن يغسل إلى الكعبين. فلا يصح أن يقول (إلىالكعوب) وإلا لأوقع في اللبس
مسائل في التقديم والتأخير
مبحث التقديم والتأخير كاملا من كتاب الدكتور، وفيه مسائل مهمة
(يُتْبَعُ)
(/)
* ما السر في تقديم ذكر (في سبيل الله) على نوع الجهاد (بالمال والنفس) وتأخيره حينا كقوله تعالى في سورة التوبة 20: " الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" حيث قدم (في سبيل الله) على نوعية الجهاد، وقال عز وجل في الأنفال72 " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" فقدم ذكر الجهاد بالأموال على قوله (في سبيل الله)؟
نلحظ في الآيات القرآنية خطا عاما يوضح لنا سبب هذا التقديم والتأخير في الآيات التي تتحدث عن الجهاد فإذا كان السياق في جمع الأموال وحبا لمال قدم ذكرَ التضحية به، وإذا كان السياق في القتال وليس في الأموال أو القعود عن الجهاد أخّر الأموال، فهذا من باب التناسب بين الكلام ومناسبة المقال للمقام فلو عدنا إلى الآيات السابقة في سورة الأنفال لوجدنا حديثا عن المال والفداء وأخذه من الأسرى والغنائم، وهذه الآية نفسها وردت تعقيبا على قوله تعالى: " وما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا" وعرض الدنيا هو الفداء الذي أخذه من الأسرى وهو المال، فعاتبهم على أخذ المال ثم قال: (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) والذي أخذوه هو المال الذي افتدى الأسرى به أنفسهم، ثم قال: (كلوا مما غنمتم حلالا طيبا) فالسياق أصلا في المعاتبة على أخذ المال من الأسرى لذلك قدم المال لأنه كان مطلوبا لهم فطلب أن يبدؤوا بالتضحية به، فكان التقديم للاهتمام به لأنهم يهتمون به أما لو عدنا إلى سورة التوبة لرأينا ه كله في الجهاد وليس المال "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ" ـ التوبة:14
" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" ـ التوبة:16
"أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" ـ التوبة:19
فالسياق حدد التقديم وما يجب أن يتقدم، فلما كان هناك في أخذ الأموال وكان المال مطلوبا لهم قدم المال على (في سبيل الله) وهنا العكس فأخر المال
* قال تعالى في سورة الأنعام الآية 32: " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ" فقدم اللعب على اللهو في وصف الدنيا، أما في مواضع أخرى مثل سورة العنكبوت 64 فقد قال: " وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"، فما سبب ذلك؟
كل الآيات القرآنية التي تصف الدنيا باللعب واللهو تم تقديم اللعب على اللهو إلا في سورة العنكبوت
أما معرفة السر وراء ذلك فتتجلى لنا بالرجوع إلى السياق القرآني في السورة المقصودة فقبل هذه الآية في العنكبوت جاء قوله تعالى: " اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" العنكبوت 63 و 64
(يُتْبَعُ)
(/)
والرزق من مدعاة الالتهاء بجمعه وليس مدعاة لعب لذلك أيضا قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" المنافقون 9.
فالرزق وطلب الرزق يشغل الإنسان ويلهيه لذلك نهى الله تعالى عن الالتهاء به، والذي بسط عليه الرزق منشغل في جمعه، ومن قُدِر عليه الرزق هو أيضا ملته بطلبه والبحث عنه والفكر به، لذلك قدم اللهو على اللعب في هذه الآية، أما الآيات الأخرى فلم يرد فيها مثل هذا الأمر
* تتقدم صفة الغفور على صفة الرحيم في آيات القرآن الكريم إلا في سورة سبأ حيث قال عز وجل في الآية الثانية: " يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ" فما سر ذلك؟
هذه الآية هي الآية الوحيدة التي قدم فيها صفة الرحيم على صفة الغفور في القرآن كله، فحيث اجتمعا فيما سواها قال (الغفور الرحيم) إلا في هذا الموطن ولنبدأ بمعرفة معاني كل منهما
(فالغفور) صفة متعلقة بالمكلّفين من الثقلين أما (الرحيم) فهي صفة عامة تطلق على المكلف وغير المكلف كالرضع والحيوانات، فالرحمة أوسع وأعم من المغفرة، لأن المغفرة خاصة بالمكلفين المذنبين وكان ما تقدم هذين الاسمين عاما في هذا الموضع: "يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ "
في كل القرآن الكريم حيث اجتمع هذان الاسمان الكريمان تقدم ذكر للإنسان بأي صورة من الصور، أما هنا فلم يتقدم ذكر الإنسان، بل تأخر، فالسورة تبدأ: "الحََمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ. يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ "
ثم قال في الآية الثالثة: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ"
فتأخر ذكر أصناف البشر ولذلك تأخرت المغفرة
* ما سبب تقديم الجار والمجرور في سورة (يس): " وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ 20"
وتأخيره في سورة القصص: " وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ 20"؟
المعنى مختلف قطعا من جيث الدلالة اللغوية، فإن قلنا: (جاء من القرية رجل) فالمجيء من القرية قطعا، وإن قلنا: (جاء رجل من القرية) فهذا تعبير احتمالي، قد يكون جاء من القرية، وقد يكون الرجل قرويا ولكن مجيئه لم يكن من القرية تحديدا، فإنا إن قلنا: (رجل رجل من مصر) فليس المعنى بالضرورة أنه جاء من مصر البلد الآن، وإنما يحتمل أن يكون المعنى أنه رجل أصله من مصر، ولا يشترط أن يكون قادما منها، ولكن إن قلت: (جاءني من مصر رجل) فهذا ييعني أنه قدم من مصر قطعا
قوله تعالى: "وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى" احتمال أنه جاء من أقصى المدينة، واحتمال أنه هو من سكان أقصى المدينة
أما قوله في يس: "وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى"
فهو قد جاء من أقصى المدينة بالفعل، وقد كان مجيئه لإشهار إيمانه وإبلاغ الدعوة
الرسل قالوا: "وما علينا إلا البَلاغُ المبين" والبلاغ المبين يعني الواضح الظاهر الذي يعم الجميع، فإن خفي عن بعض فليس مبينا، فمجيئه من أقصى المدينة يعني أن البلاغ وصل إلى أبعد نقطة فيها. فجاء هذا الرجل وهو يحمل هذا الإيمان لإعلان إيمانه.
أما صاحب موسى في القصص فقد كان مجيئه لإسرار أمر في أذن موسى، فالمجيئان مختلفان، ولا شك أن المجيء للدعوة وتبليغها وإعلان الإيمان أهم في ميزان الله وأثقل وأولى أن يُبدأ بأقصى المدينة
إضافة: يمكن أن نضيف من المعاني إلى ذلك أن هذا الرجل قد جاء منمكان بعيد متجشما عناء الطريق ليؤمن ويدعو إلى الله، أما هؤلاء القريبين من الرسل الذين تصلهم الدعوة بلا عناء فهم ل يبالون بها ولا يحسنون قبولها.
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[23 - 03 - 2006, 11:56 م]ـ
السلام عليكم
أود أن أعقب على الإجابة عن السؤال الخامس وهو
السؤال الخامس
قال تعالى في سورة التوبة 62: " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ"
فلمَ لمْ يقل أحق أن يرضوهما؟
وهنا أود أن أسجل إعجابي الشديد بالأستاذ الفاضل فاضل السامرائي
لكن أليس من الأولى أن نجيب أن الضمير في لفظة "يرضوه" عائد على لفظ الجلالة وحده، وأن الضمير في لفظة "رسوله" يعود على لفظ الجلالة أيضا. بمعنى أن الإرضاء هو لله أولا، وإذا تم إرضاء الله فقد تم إرضاء رسوله ضمنا، وليس الإرضاء لكليهما هو سواء.
وكأن التقدير هو [وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ وَرَسُولُهُ].
ما رأيكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 12:03 ص]ـ
وكذلك أورد دليلا من القرآن على ما ذهبت إليه من تقدير وهو الآية رقم 3 من سورة التوبة في قوله تعالى:
(وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)
والسلام عليكم
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 02:20 ص]ـ
اخي يوسف نوقش هذا الموضوع من قبل على هذا الرابط: http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9710
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 03:53 ص]ـ
وانظر هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=56478#post56478(/)
الحذف ... فن من فنون البلاغة
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 02:43 ص]ـ
الحذف لغة: الاسقاط والقطع من طرفه, واصطلاحاً اسقاط جزء من الكلام او كله لدليل, وقيل انه الاضمار والايجاز, والحقيقة ان الحذف غير الاضمار والايجاز, فالاضمار: أنّ شرط المضمر بقاءُ أثر المقدّر في اللفظ. نحو: {يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَ?لظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [الإنسان: 31] أي وَيُعَذِّبَ الظالمين. والايجاز فإنه عبارة عن اللفظ القليل الجامع للمعاني الجمة بنفسه.
والحذف خلاف الأصل؛ وعليه ينبني فرعان:
أحدهما: إذا دار الأمر بين الحذف وعدمه كان الحمل على عدمه، أوْلَى، لأن الأصل عدم التغيير. والثاني: إذا دار الأمر بين قلة المحذوف وكثرته؛ كان الحمل على قلّته أوْلى.
ويكون الحذف في ثلاثة اشياء:
1.في الاسم
2.في الفعل
3.في الحرف
.الحذف في الاسم
فمنه حذف المبتدأ، كقوله تعالى [{سَيَقُولُونَ] ثَلاثَةٌ} و [{خَمْسَةٌ} و {سَبْعَةٌ} [الكهف: 22]، أي] هم ثلاثة، وهم خمسة، وهم سبعة. وقوله [186/أ]: {بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26]، أ] هم عباد.
ومنه حذف الخبر, نحو: {أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا} [الرعد: 35]، أي [وظلها] دائم, وقوله: {إِنَّ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ بِ?لذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ} [فصلت: 41]؛ الخبر محذوف، أي يعذّبون.
ومنه حذف الفاعل, كقوله تعالى: {كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ?لتَّرَاقِيَ} [القيامة: 26] أي بلغت الروح. وقوله: {حَتَّى? تَوَارَتْ بِ?لْحِجَابِ} [ص: 32] أي الشمس.
ومنه حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه, قال ابن جِنّي: وفي القرآن منه زهاء ألف موضع, كقوله: {وَسْئَلِ ?لْقَرْيَةَ} [يوسف: 82] اي اهل القرية, ومنه قوله تعالى: {لِّمَن كَانَ يَرْجُو ?للَّهَ وَ?لْيَوْمَ ?لآخِرَ} [الأحزاب: 21]، أي رحمة [الله، وقوله: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ} [النحل: 50] أي عذاب ربهم، وقول الله تعالى:"وَمَثَلُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ?لَّذِي يَنْعِقُ" [البقرة: 171]، أي وَمَثَلُ واعظ الذين كفروا كَنَاعق الأنعام.
ملاحظة: أنّ المضاف إذا عُلم جاز حذفه مع الالتفاف إليه؛ فيعامل معاملة الملفوظ به؛ من عَوْد الضمير عليه [وغير ذلك]، ومع اطّراحه يصير الحكم في عَوْد الضمير للقائم مقامه.
فمثال استهلاك حكمه وتناسي أمره قوله تعالى: {وَسْئَلِ ?لْقَرْيَةَ} [يوسف: 82] إذ لو راعى المحذوف لجرّ القرية، وجوزوا أيضاً مراعاة المحذوف بدليل قوله تعالى] {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ} [النور: 40]؛ فإن الضمير في {يغشاه} عائد علىالمضاف المحذوف بتقدير أو كذي ظلمات.
وقوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ} [البقرة: 19] أي كمثل ذوي صيّب؛ ولهذا رجع الضمير إليه مجموعاً في قوله [تعالى]: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ [فِي? آذَانِهِم]} [البقرة: 19]؛ [ولو] لم يراع لأفرده أيضاً.
ومنه حذف المضاف والمضاف إليه, كقوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} [الواقعة: 82] أي بدل شكر رزقكم, وقوله تعالى:"تَدورُ أَعْيُنُهُمْ كَ?لَّذِي يُغْشَى? عَلَيْهِ مِنَ ?لْمَوْتِ" [الأحزاب: 19]، أي كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت.
ومنه حذف الجار والمجرور, كقوله [تعالى]: {خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً} [التوبة: 102]، أي بسيئ {وَآخَرَ سَيِّئاً} [التوبة: 102] أي بصالح. وكذا بعد أفعل التفضيل، كقوله تعالى: {وَلَذِكْرُ ?للَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45]، أي من كلّ شيء.
ومنه حذف الموصوف, يشترط فيه أمران:
أحدهما: كون الصفة خاصة بالموصوف؛ حتى يحصل العلم بالموصوف؛ فمتى كانت الصفة عامة امتنع حذف الموصوف.
والثاني: أن يعتمد على مجرد الصفة [من حيث هي]، لتعلق غرض السياق، كقوله تعالى: {وَ?للَّهُ عَلِيمٌ بِ?لْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 115]، {وَ?للَّهُ عَلِيمٌ بِ?لظَّالِمينَ} [البقرة: 95]؛ فإن الاعتماد في سياق القول على مجرد الصفة لتعلُّق غرض القول من المدح أو الذم بها.
كقوله تعالى: {وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ?لطَّرْفِ} [الصافات: 48]، [أي حور قاصرات].وقوله: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا} [الإنسان: 14]، أي وجنّة دانية.
وقوله: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ?لشَّكُورُ} [سبأ: 13]، أي العبد الشكور.
يتبع ...
ـ[سليم]ــــــــ[23 - 03 - 2006, 03:01 ص]ـ
حذف المعطوف
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} [النمل: 49]، أي ما شهدنا مهلِك أهله ومهلكه، بدليل قوله: {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [النمل: 49]؛ وما رُوي أنهم كانوا عزموا على قتله وقتل أهله؛ وعلى هذا فقولهم: {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [النمل: 49] كذب في الإخبار، وأوهموا قومَهم أنهم [إذا] قتلوه وأهلَه سرّاً ولم يشعر بهم أحد؛ وقالوا تلك المقالة [190/أ] [يوهمون] أنهم صادقون، وهم كاذبون.
ويحتمل أن يكون من حذف المعطوف عليه؛ أي ما شهدنا مهلكه ومهلك أهله.
وقال بعض المتأخرين: أصله ما شهدنا مهلك أهلِك بالخطاب؛ ثم عدل عنه إلى الغيبة، فلا حذف. وقد يحذف المعطوف مع حرف العطف، مثل: {لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ?لْفَتْحِ وَقَاتَلَ} [الحديد: 10].
وقوله تعالى: {وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا [فَفَسَقُواْ فِيهَا} [الإسراء: 16]؛ أي أمرنا مُتْرَفِيهَا]، فخالفوا الأمر، ففسقوا. وبهذا التقدير يزول الإشكال من الآية؛ وأنه ليس الفسق مأموراً به. ويحتمل أن يكون: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الإسراء: 16] صفة للقرية لا جواباً لقوله: {وَإِذَآ أَرَدْنَآ} [الإسراء: 16]، التقدير: وإذا أردنا أن نهلك قرية من صفتها أنا أمرنا مترفيها ففسقوا فيها؛ ويكون إذا على هذا لم يأت لها جواب ظاهر استغناء بالسياق، كما في قوله: [تعالى] {حَتَّى? إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73].
حذف المعطوف عليه
{فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ?لأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ ?فْتَدَى? بِهِ} [آل عمران: 91]، [أي لو مَلَكه ولو افتدى به].
ويجوز حذفه مع حرف العطف، كقوله [تعالى]: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، أي فأفْطَر فعدة.
وقوله: {أَنِ ?ضْرِب بِّعَصَاكَ ?لْبَحْرَ فَ?نفَلَقَ} [الشعراء: 63] التقدير: فضرب فانفلق، فحذف المعطوف عليه، وهو "ضرب"، وحرف العطف وهو الفاء المتصلة بـ "انفلق" فصار: {فانفلق} فالفاء الداخلة، على "انفلق" هي الفاء التي كانت متصلة بـ {ضرب} وأما المتصلة بـ "انفلق" فمحذوفة.
حذف المبدل منه
اختلفوا فيه، وخرّج عليه قوله: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ?لْكَذِبَ [هَـ?ذَا حَلاَلٌ وَهَـ?ذَا حَرَامٌ]} [النحل: 116
حذف الموصول
قوله: {آمَنَّا بِ?لَّذِي? أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ} [العنكبوت: 46]، أي والذي أنزل إليكم؛ لأن "الذي أنزل إلينا" ليس هو الذي أنزل إلى ما قبلنا؛ ولذلك أعيدت "ما" بعد "ما" في قوله: {قُولُو?اْ آمَنَّا بِ?للَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَى? إِبْرَاهِيمَ} [البقرة: 136].
وهو نظير قوله. [{آمِنُواْ بِ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَ?لْكِتَابِ ?لَّذِي نَزَّلَ عَلَى? رَسُولِهِ وَ?لْكِتَابِ ?لَّذِي? أَنزَلَ مِن قَبْلُ} [النساء: 136].
حذف المخصوص في باب نعم ,إذا علم من سياق الكلام:
كقوله تعالى: {نِعْمَ ?لْعَبْدُ [إِنَّهُ أَوَّابٌ]} [ص: 30] التقدير: نعم العبد أيوب، أو نعم العبد هو، لأن القصة في ذكر أيوب؛ فإن قدرت: نعم العبد هو؛ لم يكن "هو" عائداً على العبد بل على أيوب.
وكذلك قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ?لْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23]، أي نحن.
يتبع ...
ـ[السهل الممتنع]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 08:04 م]ـ
أخي سليم جزاك الله خيراً
هل يحذف المفعول
فمثلاً في قوله تعالى (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) القصص/23
هنا حذف المفعول في أربعة مواضع على حد قول أستاذنا لكني لا أصل إليها
هل هي واضحة بالنسبة لك؟(/)
المترادفات .... وبحثي عنها
ـ[ثمان وثلث]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 08:45 م]ـ
احبتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل اطياف السرور
والله لقد اسعدني وجودي لهذا الموقع ايما سعاده
وكلي امل ان اجد ضالتي هنا واريح راحلتي
احبتي
كنت من فتره طويلة نسبيا ابحث عن كتاب شامل في المترادفات
فهل ثمة شيء من هذا القبيل؟
بانتظاركم والله يحفظكم
اخوكم
ثمان وثلث
ـ[الغامدي]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 09:09 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حللت أهلا، ووطئت سهلا.
كل المعاجم اللغوية تخدمك في هذا المجال.
وجميل أن تقرأ كتاب الثعالبي (فقه اللغة وسر العربية) ولو أنه يرى فرقا بين الكلمات .. فهو على رأي ابن فارس.
كتاب قطوف لغوية لعبدالفتاح المصري من أجمل ما قرأت، وستجد المتعة في قراءته إن شاء الله.
أخوك
الغامدي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 11:28 م]ـ
الأخ الفاضل ثمان وثلث ..
أهلاً بكم في الفصيح ونسأل الله لك السداد في القول والعمل ..
أما ما يخصّ الكتب التي تعني بالمترادفات، فأذكر منها ما يلي:
- الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق، محمد نور الدين المنجّد، دار الفكر، دمشق، 1997.
- الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم، د. محمد الشايع، مكتبة العبيكان، الرياض، 1993.
- الألفاظ المترادفة أو المتقاربة المعنى، علي بن عيسى الرماني، المطبعة المحمودية، القاهرة، 1321هـ.
- تذكرة الحفاظ في بعض المترادف من الألفاظ، سعيد الحضرمي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، 1346هـ.
- الترادف في اللغة، حاكم مالك الزيادي، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، العراق، 1980.
- سالة في المترادفات، مصطفى السفطي، المطبعة الأميرية الكبرى، بولاق مصر، 1903.
- فروق اللغات، نور الدين الجزائري، منشورات المستشارية الثقافية الإيرانية، دمشق، 1987.
- الفروق في اللغة، أبو هلال العسكري، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1977.
- فرائد اللغة في الفروق، الأب هنريكوس لامنس اليسوعي، مكتبة الثقافة الدينية، الظاهر، 1999.
- قاموس المترادفات والمتجانسات، الأب رفائيل نخلة اليسوعي، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1957.
- كتاب نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد، إبراهيم اليازجي، مطبعة المعارف، 1904.
- معجم المعاني للمترادف والمتوارد والنقيض من أسماء وأفعال وأدوات وتعابير، نجيب اسكندر، مطبعة الزمان، بغداد، 1971.
ـ[ثمان وثلث]ــــــــ[23 - 03 - 2006, 10:35 ص]ـ
الأخ الغامدي
عظيم امتناني اخي لك على ماقدمته
كنت بعدما كتبت الموضوع اراك مع مجموعة من الاعضاء في المتواجدين الآن
ولكن لا أعلم لم ترسخ في وهلي انك سترد
لا تقل لماذا هذا السؤال محظور في هذا المجال (:
___________________
ألآخ لؤي الطيبي
طيب الله ثرى صلبا قذفك ورحما حملك
اعطيت فأجزلت العطاء
فجزيت عن اخيك خير الجزاء
قبلاتي للجميع(/)
محاور التزيين في عمل الشيطان؟
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 12:13 ص]ـ
يعمل الشيطان في تزيينه العمل لأعدائه على محورين أساسيين هما: تحبيب الباطل إلى النفس، والتنفير من الحق، يقول ابن القيّم: " ومن مكايده أنه يسحر العقل دائماً حتى يكيده ... فيزين له الفعل الذي يضرّه حتى يُخيل إليه أنه أنفع الأشياء، ويُنفِّره من الفعل الذي هو أنفع الأشياء له حتى يُخيل له أنه يضرّه ... فهو الذي سحر العقول حتى ألقى أربابها في الأهواء المختلفة ... وزيّن لهم عبادة الأصنام، وقطيعة الأرحام، ووأد البنات، ونكاح الأمهات، ووعدهم الفوز بالجنات، مع الكفر بصفات الرب تعالى وعلوه وتكلمه بكتبه ووضعهم ذلك في قالب التنزيه، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب التودد إلى الناس، وحسن الخلق معهم، والعمل بقوله ... عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ... والإعراض عما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قالب التقليد، والاكتفاء بقول من هو أعلم منهم، والنفاق والمداهنة في دين الله في قالب العقل المعيشي الذي يندرج به العبد بين الناس "
وقد أورد القرآن كثيراً من تلك الأمثلة التي زيّن فيها الشيطان الكفرَ والباطلَ لأعدائه فاتبعوه على ما أراد، فهؤلاء قوم سبأ يعبدون الشمس من دون الله، فيقرر الحق سبحانه وتعالى أنّ هذه الفعلة الشنعاء إنما هي من تزيين الشيطان يقول تعالى على لسان الهدهد: وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ فالشيطان زيّن لهم ما هم فيه من الكفر، وصدّهم عن طريق التوحيد.
وفي سورة النحل يقسم الحق سبحانه على هذه الحقيقة ليؤكد لكل شاكِّ دور الشيطان في ضلال البشر فيقول: تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " أي حسن لهم الشيطان ما كانوا عليه من الكفر بالله وعبادة الأوثان مقيمين، حتى كذبوا رسلهم، وردّوا عليهم ما جاءوهم به من عند ربهم " ().
وفي خضم هذا التيار الجارف من تزيين الباطل، والذي لا ينفك الشيطان عن إرساله على أعدائه، يحمل إليهم المحور الآخر من التزيين، وهو ليس تزييناً مباشراً للعمل، بل هو لازم ذلك التزيين، وهو المحور الثاني الذي ذكرناها قبيل قليل، ألا وهو التنفير من الحق، فصاحب الهوى وحبّ الدنيا بعيد بالضرورة عن الحق وحبه، بل إن الشيطان يعمد في بعض الأحيان إلى بدأ رحلة الخطوات مع المؤمنين خاصة بالتنفير من اتباع الحق، ومن إظهار الخير في غير اتباعه، أما على وجه العموم فهو يعمد إلى تزيين الباطل أولاً مما يؤدي إلى التنفير من الحق لطائف في تزيين الشيطان:
مرّ بنا قوله تعالى: وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)، في معرض الحديث عن حبّ الدنيا، ولكننا نقف هنا وقفة تأمل وتدبر لفاصلة الآية (مستبصرين) فهي تدل على أن هؤلاء الأقوام كانوا أولي ألباب وبصائر، وقد وهبهم الله دقة النظر والتفكير يقول الفراء: " كانوا عقلاء ذوي بصائر " ()، ويقول الزمخشري: " وكانوا مستبصرين عقلاء متمكنين من النظر والافتكار، ولكنهم لم يفعلوا أو كانوا متبينين أن العذاب نازل بهم لأن الله تعالى قد بين لهم على ألسنة الرسل عليهم السلام، ولكنهم لجوا حتى هلكوا " ()، فهذان قومان من أكبر وأشهر الأقوام البائدة، يمنحهم الله العقل وسداد النظر، فيأتيهم الشيطان من هذا الباب، باب العقل، فيغريهم بعقولهم فيلجِّوا ويجادلوا فيهلكوا، وما أريد أن أقوله أنّ هذا باب كبير واسع من أبواب تزيين الشيطان العمل للإنسان، فكم من علماء ومفكرين وأدباء سقطوا في مراتع عقولهم لما تركوا الاحتكام إلى شرع الله، فالشيطان يأتي لمثل هؤلاء من باب تزيين قوة العقل، ويدعوا إلى الافتتان بها، وما تلك الأفكار الباطلة التي انتشرت في عالمنا اليوم، أمثال الشيوعية، والوجودية، وتحرير المرأة والرأسمالية وغيرها إلا مثال حيّ على فتنة العقل أهلَه بتزيين الشيطان، فكم من مفكر غره عقله حتى أوصله إلى الهلاك والكفر بالله، فهذه فتنة جرفت كثيراً من البشر في غمارها في عصرنا هذا، وإنما كل ذلك من تزيين الشيطان.
منقول للفائدة(/)
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 12:22 ص]ـ
:::
قال تعالى
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ 201) الأعراف
ترى ما هو النزغ الذي قد بحصل للإنسان من الشيطان؟؟
وما هو الطائف من الشيطان الذي قد يمسّ البشر؟
قال الطبري رحمه الله (: يعني جل ثناؤه بقوله: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ)، وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدُّك عن الإعراض عن الجاهلين، ويحملك على مجازاتهم. = (فاستعذ بالله)، يقول: فاستجر بالله من نزغه =) فالنزغ هو الغضب عنده---
وقال أيضا (وأصل " النزغ ": الفساد, يقال: " نزغ الشيطان بين القوم "، إذا أفسد بينهم وحمّل بعضهم على بعض. ويقال منه: " نزغ ينزغ ", و " نغز ينغز ".)
ثم عندما انتقل إلى تفسير الطائف قال (= (إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا)، يقول: إذا ألمَّ بهم لَمَمٌ من الشيطان، من غضب أو غيره مما يصدّ عن واجب حق الله عليهم, تذكروا عقاب الله وثوابه)
وتقريبا عنده المعنيان متقاربان---نزغك الشيطان ---أو مسّك طائف منه---
لا بد على الأقل عندي من وجود فرق دقيق بين نزغ الشيطان للإنسان وبين مسّ طائف من الشيطان للإنسان
ترى ماذا ترون؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 02:05 ص]ـ
ونَزَغَ بين القوم يَنْزَغُ ويَنْزِغُ نَزْغاً: أَغْرَى وأَفْسَدَ وحمل بعضَهم على بعض. والنزْغُ: الكلام الذي يُغْرِي بين الناس. ونَزَغَه: حرَّكه أَدنى حركة. ونزَغ الشيطانُ بينهم يَنزَغُ ويَنزِغُ نَزْغاً أَي أَفسد وأَغرى. وقوله تعالى: وإمّا يَنْزَغَنَّكَ من الشيطان نَزْغٌ فاسْتَعِذْ بالله؛ نَزْغُ الشيطانِ: وسَاوِسُه ونَخْسُه في القلب بما يُسَوِّلُ للإِنسان مِن المَعاصي.
وطافَ الخَيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومطَافاً: أَلَمَّ في النوم؛ قال كعب بن زهير:
أَنَّى أَلمَّ بك الخَيالُ يَطيفُ ... ومطافُه لك ذكْرةٌ وشُعُوفُ
وأَطافَ لغة. والطَّيْفُ والطِّيفُ: الخَيالُ نفسُه؛ الأَخيرة عن كراع.
والطَّيْفُ: المَسّ من الشيطان، وقرئ: إذا مسهم طيف من الشيطان، وطائف من الشيطان، وهما بمعنى؛ وقد أَطاف وتَطَيَّف. وقولهم طَيفٌ من الشيطان كقولهم لَمَم من الشيطان.
أخي جمال وهناك لطيفة في هذه الآيات ,فالآية الاولى جاءت مخاطبة الرسول عليه الصلاة والسلام (وبصيغة المفرد ... ينزغنك) حيث ان الاية نزلت بعد اية " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " (199) /الاعراف, وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: كيف ياربّ بالغضب؟ " فنزلت هذه الآية ,وقال الازهري: سمي الجنون والغضب والوسوسة طيفاً لأنه لمة من الشيطان تشبه لمة الخبال والنزغ أخف من الطيف الذي نزل في الآية الثانية والتي هي بحق الآخرين وذلك لأن حالة الشيطان واثره مع الأنبياء أضعف من حاله واثره مع غيرهم.
هذا والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 04:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لقد قمت منذ سنين مضت بتدوين بعض الملاحظات التي ذكرها الدكتور أحمد الكبيسي حول الأساليب التي يتخذها الشيطان في غواية بني آدم .. وأنا أعيدها ههنا بالقلم، وأرسمها بالخطّ وأقيّدها باللفظ، للفائدة:
قال صلى الله عليه وسلم: " إن للشيطان شأناً في كل شأن ابن آدم "، فهناك مخلوق اسمه الشيطان يتربّص بنا. وقد أعلن هذا المخلوق جهاراً (لأغوينهم أجمعين). فما هي أساليب الشيطان التي يحاول فيها أن يبرّ بيمينه، عندما قال (لأغوينهم أجمعين)؟ الشيطان له عملان: عمل مع المشركين، وعمل مع المؤمنين. وفي العملين يحاول إضلالهم وتضليلهم .. والأساليب التي يتخذها الشيطان مع المشركين ثلاثة: الاحتناك والاستحواذ والأزّ.
الاحتناك:
(يُتْبَعُ)
(/)
مأخوذ من حنك يقال حنك الدابة إذا وضع اللجام في حلقها الأعلى فإذا وضع اللجام أو العنان أو الخطام أو الرسن في حلق الدابة يسيطر الراكب على الدابة سيطرة كاملة وهذا هو الوضع السليم لراكب الدابة الذي يريد أن يسيطر عليها. فهو يجلس على مؤخرة الحيوان ويضع اللجام أو الخطام في حلق البعير، فيقود الدابة ويوجّهها إلى حيث شاء، بحيث تفقد الدابة حركتها في الذهاب حيث تشاء. فالسيطرة الكاملة لراكب الدابة بأن يصبح زمامها في يده لأنه أحكم حنكها. هذا لا يكون إلا إذا صار العبد مشركاً والشرك وحده هو الذي يجعل ابليس أو قبيله وحزبه يسيطر سيطرة كاملة على الإنسان. فإذا أشرك الإنسان يسقط في يد إبليس بالكامل بحيث يحتنكه كأنه دابة. قال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22]، وقال تعالى: {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الاسراء: 62].
الاستحواذ:
عندما يتمّ الاحتناك يأتي الاستحواذ، وهذا من دقّة القرآن في التسلسل. والاستحواذ هو الضرب على حاذي الحيوان، والحاذي هو مؤخرة الفخذين بما يلي الذَنَب. راكب الفرس يجلس على مؤخرة الدابة وبيده الرسن وعندما يريد أن تسرع الدابة يضربها على مؤخرة فخذيها مما يلي الذَنَب، فإذا فعل ذلك أسرعت الدابة لمشيئته وهدفه، وهذا الاستحواذ بسرعة غير اعتيادية.
لما احتنك ابليس العبد فأشرك يحعله يسرع ويسارع في هذا الشرك عن طريق الضرب على مؤخرة عقله وتفكيره، وهذا تعبير مجازي كما لو كان هذا المشرك دابة فعلاً، فيصبح العبد محتنكاً ومسيطراً عليه أولاً وسريعاً جداً في تلبية أوامر الشيطان. حينئذ صار هناك احتناك واستحواذ، أي سيطرة كاملة وسرعة كاملة، قال تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 19].
الأزّ:
الخطوة الأخيرة هي الأزّ. والأزّ هو غليان القدر تحته نار شديدة فيكون له أزيز كأزيز الرصاص. فبعد الاستحواذ الذي هو سرعة السوق، يأتي الأزّ ليجعلهم الشيطان يغلون غلياناً في محاربة الإيمان وأهله، كما فعل المشركون بالمؤمنين على مرّ التاريخ وكما يفعلون الآن، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: 83].
هذه هي أساليب إبليس والشياطين عموماً ومع المشركين خصوصاً: الاحتناك أولاً، ثم الاستحواذ ثانياً، ثم الأزّ، وهو أشدّ أنواع الهزّ الذي هو قمّة الحركة ..
أما أساليب الشيطان مع المؤمنين، فهي:
الوسوسة:
وهي الخاطرة الرديئة، قال تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20]، وقال تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه: 120]. كان المسلمون يُرعَبون عندما تأتيهم بعض الأفكار فأخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فسألهم: أوجدتم ذلك؟ قالوا نعم، فقال صلى الله عليه وسلم: فذلك صلاح الإيمان. فالعبد إذا اكتمل إيمانه يأتيه الشيطان بالوسوسة. فالوسوسة إذن هي خاطرة سريعة ثم تنطفيء.
الطائف:
الطائف من الشيطان هو الذي يطوف حول القلب لتقع فيه وتستقر عليه. فإذا طاف الشيطان بالإنسان وأبعده عن طاعة الله (تذكّر)، وهذا ما يجعله يخرج من حالة الغفلة ويتذكّر موقعه من الله تعالى، وموقفه من الله وحاجته إلى رضاه (فإذا هو مبصر)، لأن الغفلة توجب نوعاً من العمى للإنسان، فالإنسان المؤمن والمتّقي هو الذي يبصر عندما يهجم عليه الشيطان، فيعمي بصره في عقله وفي قلبه.
النزغ:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا استقرّت الوسوسة فإنها تتطوّر لتصبح نزغاً، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200]. والنزغ هو حركة وبداية التحرّك والتحريك نحو الباطل. إخوة يوسف جاءتهم الوسوسة عندما فكّروا بالقضاء على أخيهم يوسف، وعندما بدأوا بتنفيذ ما فكّروا به أصبحت هذه الفكرة نزغاً، قال تعالى: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 100]. فالوسوسة تكون من غير إرادتك، والله تعالى لا يحاسب الناس على ما يحدثون به أنفسهم، أما النزغ فهو بإرادتك. يقال فلان نزغ بين الناس أي أفسد بينهم والنزغ في الغالب هو الإفساد بين الناس، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53]، وقال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36].
استزلّ:
يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]. فكل إنسان عنده شيطان (قرين). وهذا الشيطان ينتظرك ويتحرّى زلاّتك في أي موضوع (زنا، أو غيبة، أو رشوة، أو عقوق ... )، وينتظر زلّتك، فهذا استزلال، وهو عندما يتربّص الشيطان بالإنسان حتى يزلّ. والقاعدة هنا كما في الحديث الشريف: " إن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً "، فعندما تخطيء ينتظر الشيطان ويستزلك حتى تزلّ.
الزلّة:
عند الزلّة يهجم الشيطان على الإنسان لكي يزلّ فعلاً، فيزلّه {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ}. عندما انسحبوا من المعركة (أزلّهم) أي طبّقها فعلاً. استزلّ هي خطوة أخرى بعد وسوس ونزغ، قال تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة: 36]. الشيطان انتظر حتى استزلّ آدم عليه السلام، ثمّ لمّا توجّه آدم نحو الشجرة، وفتح آدم الباب أزلّه الشيطان فأخرجه. فالصغيرة تأتي بك الى الكبيرة، وعندما تُمعِن في الرُخص تفتح باب الزلاّت، ويدخل الشيطان من باب الصغائر حتى تصبح كبائر.
سوّل:
بعد أن يوسوس الشيطان، ثم ينزغ، ثم يستزلّ، ثم يزلّ، فإنه يسوّل أي: يجعله يصرّ على الذنب الذي فعله فيستمر في الذنب ويكرّره ويعود إليه، فالعَوْد شرط مغلظ العقوبة. التسويل إذن هو حرص الشيطان على أن يسهل لك الأمر حتى تعود إليه مرة أخرى {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25].
الإملاء:
يملي عليه: بعد أن يستمرّ بالتسويل ويستمرّ على ضلاله يملي الشيطان عليه ويفتح عليه أفكاره، ولهذا قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52]، وقال تعالى: {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25]. فبعد أن يحرص على الضلالة ويصرّ على المعصية يملي عليه الشيطان بأفكار وفلسفات. وكثير من البِدع تأتي بالنزغ ثم الاستزلال ثم زلة ثم تسويل ثم تصبح فلسفة يتبعها الناس، قال تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3].
التزيين:
والتزيين هو إذا شكّ الضالّ أو المنحرف، فيزيّن له الشيطان عمله حتى يبقى على ضلاله.
الضلال:
بعد أن كان مؤمناً صار ضالاً، وخرج عن الطريق المستقيم {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 60].
الغواية:
ثم يصل المؤمن إلى مرحلة الغواية، وهي الضلال المستمرّ عن جهالة. فقد وقع في براثن الشيطان عبر كل هذا التدرّج وكل هذه المراحل، إلى أن وصل به إلى الغواية، لأنه جاهل لم يستطع أن يقيم الحجة في نفسه. والغواية هي الانحراف عن الطريق المستقيم، وهي أن تفقد مكانك ومكانتك التي كنت عليها عند الله تعالى القائل سبحانه: {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121] والقائل: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115]. وبهذه الفعلة هبطت درجة آدم عند الله تعالى {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء: 55].
الفتنة:
كل ما يجري يصبّ في نهاية الأمر في الفتنة، قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 27] أي لا يوقعكم في مصائب وبلوى. فالشيطان بعد أن يوسوس للإنسان لحدّ الغواية يقول اذهب في جهنم {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16].
هذه هي أساليب الشيطان، والله تعالى يقول: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].
والله أعلم ..(/)
وظل من يحموم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 09:39 م]ـ
:::
يكاد يجمع المفسرون على أنّ الظل من يحموم هو ظل من دخان أسود--
فعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وظل من يحموم} قال: من دخان أسود، وفي لفظ: من دخان جهنم.
وعن مجاهد رضي الله عنه {وظل من يحموم} قال: من دخان جهنم.
ترى لم استخدم السيّاق لفظة يحموم والتي تشير إلى الحرارة والسخونة ثم نفى البرودة عن هذا الظل في قوله "لا بارد ولا كريم"؟
أعيد
طالما أنّ يحموم تشير إلى كون هذا الظلّ حارا وأنّه لا انتفاع منه ولا به لحرارته لأن الإنسان ينتفع بالظل لأنّه أقل حرارة
فما معنى أن يلحقها السياق بنفي البرودة عنه ونفي الكرم عنه في قوله
("لا باردٍ ولا كريمٍ.")
بالإنتظار
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 08:20 م]ـ
السلام عليكم
من المعلوم ان الظل يأوي اليه الانسان لدفع حرارة الشمس والاسترواح, واما نفي البرودة عنه ونفي الكرم عنه في قوله تعالى:"لا باردٍ ولا كريمٍ" فهو من باب التهكم والسخرية من اصحاب الشمال مقابل ما يتمتع به اصحاب اليمين من ظل ممدود.
وهناك من قال: يعني لا بارد شرابهم ولا كريم منقلبهم ثم بين أعمالهم التي استحقوا بها العقوبة بأعمالهم الباطل فقال تعالى:" إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ",الرازي في تفسيره.
وان أرى ما رأه صاحب الرأي الاول _وهو ابن عاشور_,حيث الموضع هنا موضع تهكم وحثًا على تذكير السامعين بما حُرم منه أصحاب الشمال عسى أن يحذروا أسباب الوقوع في الحرمان.
هذا والله اعلم
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 09:48 م]ـ
استاذ جمال ما رأيك أشكر أخي سليم بدل منك لأني سمعت أنك تقول الأخ نائل له مشاركة ثابتة وتقصد بذلك تكراري لـ: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، اسمح لي بكتابة ذلك يا استاذجمال وقد لا أكرر ذلك، لكني متتبع لأقوالك ولا أملك أكثر من ذلك إلا إن كان منكم دعاء لي بسحر والله شاهدٌ عل ذلك وأستغفر الله لي ولكم من كل ذلك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 10:17 م]ـ
أشكر الأخ سليم على تفاعله مع الموضوع--
-والرأي القائل أنّ قوله تعالى " لا بارد ولا كريم"
فيه تقريع للكافرين وتهكم بهم هو رأي الزمخشري إذ قال
("لا باردٍ ولا كريمٍ." نفي لصفتي الظل عنه، يريد: أنه ظل، ولكن لا كسائر الظلال: سماه ظلاً، ثم نفى عنه برد الظل وروحه ونفعه لمن يأوي إليه من أذى الحرّ وذلك كرمه ليمحق ما في مدلول الظل من الاسترواح إليه. والمعنى أنه ظلّ حارّ ضارّ إلا أنّ للنفي في نحو هذا شأنا ليس للإثبات. وفيه تهكم بأصحاب المشأمة، وأنهم لا يستأهلون الظل البارد الكريم الذي هو لأضدادهم في الجنة.)
إذن نفي البرودة والنفع عن هذا الظل غرضه التهكم---
وأود أن أشير أنّ الكثيرين ينقلون عنه(/)
إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 08:46 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27) /الاعراف.
قال كثير من علماء التفسير ان هذا دليل على أن الجنّ لا يُرَوْن؛ لقوله: «مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ». وقيل: جائز أن يُرَوْا؛ لأن الله تعالى إذا أراد أن يُريهم كشف أجسامهم حتى تُرى. قال النحاس: «مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ» يدل على أن الجن لا يُرَون إلا في وقت نبيّ؛ ليكون ذلك دلالة على نبوّته؛ لأن الله جل وعز خلقهم خلقاً لا يُرَون فيه، وإنما يرون إذا نقلوا عن صورهم. وذلك من المعجزات التي لا تكون إلا في وقت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
ومنهم من قال: واقعة موقع التّعليل للنّهي عن الافتتان بفتنة الشّيطان، والتّحذير من كيده، لأنّ شأن الحَذِرِ أن يَرصد الشّيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بَوادره، فأخبر الله النّاس بأنّ الشّياطين تَرى البشر، وأنّ البشر لا يرونها، إظهاراً للتّفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر النّاس منهم، فإنّ جانب كيدهم قويّ متمكّن وجانب حذر النّاس منهم ضعيف، لأنّهم يأتون المكيد من حيث لا يدري.
وهذا هو الرأي الصواب لأن بداية الآية تتحدث عن فتنة الشيطان لبني آدم وإخراجه ابينا آدم من الجنة.
وهناك لطيفة في جعل نزع اللباس بالزمن الحاضر وذلك لاستحضار الصّورة العجيبة من تمكّنه من أن يتركهما عريانين. (ابن عاشور)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 10:21 م]ـ
طيب
الأخ المحترم سليم---
نقلت لنا كلام المفسّر العلامة ابن عاشور والذي رجح رأيا---فهل ترى رأيه---أكتب لنا فهمك أنت للآية فضلا لا أمرا
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 03 - 2006, 10:27 م]ـ
أخي الاستاذ جمال, يبدو انني أخطأت بوضع اسم العلامة ابن عاشور بعد ان عقبت برأيي: (وهذا هو الرأي الصواب لأن بداية الآية تتحدث عن فتنة الشيطان لبني آدم وإخراجه ابينا آدم من الجنة).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 06:53 ص]ـ
لم أفهم
ما هو قولك بالضبط في هذه الآية؟؟
قول ابن عاشور هو
((وجملة: {إنه يراكم هو وقبيله} واقعة موقع التّعليل للنّهي عن الافتتان بفتنة الشّيطان، والتّحذير من كيده، لأنّ شأن الحَذِرِ أن يَرصد الشّيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بَوادره، فأخبر الله النّاس بأنّ الشّياطين تَرى البشر، وأنّ البشر لا يرونها، إظهاراً للتّفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر النّاس منهم، فإنّ جانب كيدهم قويّ متمكّن وجانب حذر النّاس منهم ضعيف، لأنّهم يأتون المكيد من حيث لا يدري.
فليس المقصود من قوله: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس وهي المسمّاة بالمجرّدات في اصطلاح الحكماء ويسمّيها علماؤنا الأرواح السفليّة إذ ليس من أغراض القرآن التّصدّي لتعليم مثل هذا إلاّ ما له أثر في التّزكية النّفسية والموعظة.
والضّمير الذي اتّصلت به (إنّ) عائد إلى الشّيطان وعُطف: {وقبيله} على الضّمير المستتر في قوله: {يراكم} ولذلك فصل بالضّمير المنفصل. وذُكر القبيل، وهو بمعنى القبيلة، للدّلالة على أنّ له أنصاراً ينصرونه على حين غفلة من النّاس، وفي هذا المعنى تقريب حال عداوةِ الشّياطين بما يعهده العرب من شدّة أخذِ العدوّ عدوّه على غرّة من المأخوذ، تقول العرب: أتَاهم العَدوّ وهم غَارّون.
وتأكيد الخبر بحرف التّوكيد لتنزيل المخاطبين في إعراضهم عن الحذر من الشّيطان وفتنته منزلة من يتردّدون في أنّ الشيطان يراهم وفي أنّهم لا يرونه.))
وواضح من قوله أنّه فهم تعبير" يراكم هو وقبيله" على أنّه كناية عن شدة كيدهم وتمكّنهم من الإيقاع في بني آدم
وها هو قوله مرة أخرى
(فليس المقصود من قوله: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس)
فالآية عنده لا تعني أنّهم يروننا حقيقة
فهل أنت مع فهمه؟؟؟
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 12:43 م]ـ
أورد هنا ردي على كلام ابن عاشور كما كتبت ذلك في منتدى العُقاب وذلك لتعم الفائدة.
أخي جمال أعزك الله ورضي عنك
لدي ثلاثة تعقيبات على ما نقلت لنا من كلام ابن عاشور وهي:
الأول: أنه لا يلجأ إلى المجاز والكناية إلا إذا تعذر الحمل على الحقيقة، وكون القرآن قد ذكر أن الشيطان يرى الإنسان فهو يراه، ولا يمنع مانع من أن نحمل المعنى اللغوي على حقيقته.
الثاني: أن المشكلة لدى بعض العلماء الأقدمين المتأثرين بعلم الكلام تجويز البحث في غير المحسوس، فكيف يستطيع أي عالم أن يحكم عقلا بأن الشيطان يرانا هو وقبيله أو لا يرانا؟ أن هذا لعمر الحق بحث في ما لا يجوز البحث فيه وهو من مثالب علم الكلام ولا ريب.
الثالث: أن الآية تذكر "من حيث لا ترونهم"، وهذا التعبير يطلق على المكان فكيف يمكن نفي المكان؟
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 02:24 م]ـ
الأخ يوسف
الحقيقة كنت أرغب أن أعرف إن كنت فهمت إبن عاشور فهما صحيحا---
على أيّة حال---قوله تعالى ({إنه يراكم هو وقبيله} على الحقيقة عندي
وهم يروننا من مكان هم فيه لا نراهم وهم فيه---
قال الرازي (قوله تعالى: {مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} يدل على أن الإنس لا يرون الجن لأن قوله: {مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} يتناول أوقات الاستقبال من غير تخصيص، قال بعض العلماء ولو قدر الجن على تغيير صور أنفسهم بأي صورة شاؤا وأرادوا، لوجب أن ترتفع الثقة عن معرفة الناس، فلعل هذا الذي أشاهده وأحكم عليه بأنه ولدي أو زوجتي جنى صور نفسه بصورة ولدي أو زوجتي)
وبالمناسبة --دعنا نفهم تخصيصك حيث بالمكان إذ قلت
(الثالث: أن الآية تذكر "من حيث لا ترونهم"، وهذا التعبير يطلق على المكان فكيف يمكن نفي المكان؟)
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 03:53 م]ـ
أخي جمال ,واضحة فانء اررى ما رأى ابن عاشور: واقعة موقع التّعليل للنّهي عن الافتتان بفتنة الشّيطان، والتّحذير من كيده، لأنّ شأن الحَذِرِ أن يَرصد الشّيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بَوادره، فأخبر الله النّاس بأنّ الشّياطين تَرى البشر، وأنّ البشر لا يرونها، إظهاراً للتّفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر النّاس منهم، فإنّ جانب كيدهم قويّ متمكّن وجانب حذر النّاس منهم ضعيف، لأنّهم يأتون المكيد من حيث لا يدري.
واعقب واقول بان هذا هو الرأي الصواب لأن بداية الآية تتحدث عن فتنة الشيطان لبني آدم وإخراجه ابينا آدم من الجنة.
والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 03 - 2006, 05:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الأفاضل
أستأذنكم القول بأن الآية الكريمة فيها مسألتين:
الأولى: أنها تثبت لنا إمكان رؤية الجن لنا من حيث لا نراهم، وقدرتهم على التشكل بهذه الحالة غير المرئية لنا. ونضرب لذلك مثلاً بمن يجلس في ظلام دامس وينظر إلى من يجلس في النور أو من يجلس في سيارة ذات زجاج ملوّن، فإن الجالس في الحالتين يرى من في الخارج من حيث لا يرونه، ولا يُفهم من هذا إمكان عدم رؤيته في حالات أخرى.
والثانية: أنها لا تدلّ على عدم إمكان رؤيتهم، إذ لو كان ذلك هو المراد لقال (إنه يراكم هو وقبيله ولا ترونهم)، ولكنه سبحانه قال: (من حيث لا ترونهم)، فدلّ - فيما نرى - على أن عدم رؤيتنا لهم مخصوص في بعض حالاتهم، ذلكم أن الله أعطاهم قدرة على أن يتشكّلوا بأشكال لا نستطيع رؤيتهم بها، وأعطاهم قدرة على أن يتشكّلوا بأشكال نستطيع رؤيتهم بها.
وهم في الحالة الأولى يستطيعون رؤيتنا من حيث لا نراهم، وفي الحالة الثانية يستطيعون رؤيتنا من حيث نراهم.
وإلا فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم قد رآهم واجتمع بهم، ورآهم ابن مسعود رضي الله عنه وهو يخبر عن مشاهده، ورآهم أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث الذي رواه البخاري فيمن كان يسرق تمر الصدقة وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم إياه بأنه شيطان.
والحقّ أنه من الأولى عدم الخوض فيما لم يكن مصدره الوحي الصادق عن أحوالهم، وتفويض علم ذلك إلى الله سبحانه وتعالى، فهو المنهج الأسلم والأعلم والأحكم. والله أعلم.
ودمتم ..
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 03 - 2006, 10:55 م]ـ
السلام عليكم
أخواني في الله ,احب ان انرر انني لم انكر ولن انكر روية الجن لنا وعدم قدرتنا على رؤيتهم, ولكن في هذه الآية فان معرض الحديث عن فتنة الشيطان لبني آدم, والشيطان بحكم رؤيته لنا فمن السهل عليه ان يرى مواطن ضعفنا وان يأتينا من مواضعها.(/)
قال تعالى" لِمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم"
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 06:39 م]ـ
قال تعالى" لِمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم"
في الاّية السابقة حصل العدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي على المحور الرأسي للغة، لأن (قد) مع الماضي تفيد التحقيق، وتفيد التشكيك مع المضارع، ومن غير المعقول أن يلومهم ويوبخهم إلا إذا كان العلم برسالته أكيدا عندهم، هكذا:
" لِمَ تؤذونني وقد علمتم أني رسول الله إليكم" (الأصل)
" لِمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم " (العدول عن الأصل)
ولكن، لِمَ حصل العدول عن الأصل؟ حصل العدول عن الأصل من أجل إفادة التجدد والاستمرارية لحصول العلم عندهم، فالإنسان قد يعرف الشيء وينساه، ولكن إذا كان العلم متجددا صعب نسيانه، وهذه حجة عليهم بتأكيد التبليغ والعلم، واستحقاقهم اللوم والتبويخ بعد ذلك، وحجة للرسول الكريم الذي واصل عملية التبليغ مرة بعد مرة.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 07:21 م]ـ
السلام عليكم
معنى (قد) في قوله " قَدْ تَعْلَمُونَ "؟ قلت: معناه التوكيد كأنه قال: وتعلمون علماً يقيناً لا شبهة لكم فيه.
(وقد) لتحقق العلم، أو لتأكيده، وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار، والمعنى: كيف تؤذونني مع علمكم بأني رسول الله، والرسول يحترم ويعظم، ولم يبق معكم شك في الرسالة لما قد شاهدتم من المعجزات التي توجب عليكم الاعتراف برسالتي، وتفيدكم العلم بها علماً يقينياً._الزمخشري, انتهى.
ولكن السؤال هو لماذا جاء الكلام عن سيدنا موسى (وقد انقضت رسالته) باستمرار تكذيب قومه له؟؟
لأن الإِتيان بعد " قد " بالمضارع هنا للدلالة على أن علمهم بذلك مجدّد بتجدد الآيات والوحي، وذلك أجدى بدوام امتثاله لأنه لو جيء بفعل المضي لما دلّ على أكثر من حصول ذلك العلم فيما مضى. ولعله قد طرأ عليه ما يبطله.
والله اعلم(/)
دليلك إلى شواهد الآيات القرآنية في منتدى البلاغة العربية
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 10:24 م]ـ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السادة زوار منتدى البلاغة العربية
سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأصلّي على خير خلقه وأسلم تسليماً.
أما بعد:
فهذه صفحة خُصّصت لفهرسة جميع الآيات القرآنية التي نُوقشت في منتدى البلاغة. وإذ أقدّم هذا الدليل المفهرس لمتدبّري كتاب الله تعالى، فإنّي أرجو أنْ يجدوا فيه مادّة ينتفعون منها، ثم يضيفون إليها ما يفتح الله به عليهم، أو يعدّلون ويصوّبون.
ولقد منّ الله علينا في هذا المنتدى المبارك بإخوة أفاضل أتحفونا بتدبّرهم لآيات من الذكر الحكيم، وأخصّ بالذكر الأساتذة جمال الشرباتي وأبا سارة وسليم وعزام الشريدة وموسى الزغاري ويوسف الساريسي ود. حجي إبراهيم، والأستاذات الفُضْليات أحلام وأنوار الأمل ومعالي ... واللائحة لا تتّسع - فأحياهم الله لأهل العلم، وأحيى بهم طالبيه ..
ولكي أسهّل على الزائر الوصول إلى المعلومة، فقد قمتُ بجمع الآيات حسب مواضعها في سور القرآن الكريم، ووضعتُ أمام كل آية رقمها في السورة .. كما أنّي سأضيف ما يستجّد من آيات بإذن الله ..
وفي الختام أسأل الله العليّ الوهّاب أنْ يفتح علينا وعلى المتدبّرين لكتابه المجيد، لاستخراج مفاهيمه، واستنباط ما فيه من كنوز معرفة وحكمة، وأنْ يجعلنا من الذين أعدّهم بتوفيقه وتيسيره وفتحه المبين ليحقّق بهم وعده الذي وعده رسوله صلى الله عليه وسلم حول بيانه لقرآنه، إذ قال سبحانه: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) [القيامة: 16 - 19].
فقوله تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) بحرف العطف (ثمّ) الدالّ على التراخي، يفتح أمامنا كلّ زمن يأتي حتى تقوم الساعة، إذ يمكن أنْ يتجدّد فيه كشف معانٍ اشتمل عليها هذا القرآن العزيز، بما تتطوّر إليه المعارف البشرية، وبما تتفتّق عنه أذهان المفكّرين الباحثين المتدبّرين.
وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 10:29 م]ـ
من سورة الفاتحة (1)
[الآية 001]: {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8342) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6450) .
[ الآية 002]: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=356) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=547) .
[ الآية 005]: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7362) .
من سورة البقرة (2)
[الآية 002]: {ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8360) .
[ الآية 019]: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ ?لسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11483) .
[ الآية 020]: {كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11603) .
[ الآية 031]: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6926) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7325) .
[ الآية 034]: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7721) .
[ الآية 048]: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10462) .
[ الآية 054]: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7712) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 062]: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8529) .
[ الآية 072]: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5357) .
[ الآية 074]: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6402) .
[ الآية 083]: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7311) .
[ الآية 096]: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8392) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7170) .
[ الآية 120]: {إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7584) .
[ الآية 124]: {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=634) .
[ الآية 125]: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8353) .
[ الآية 126]: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13788) .
[ الآية 129]: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10031) .
[ الآية 138]: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6914) .
[ الآية 151]: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10031) .
[ الآية 154]: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11406) .
[ الآية 168]: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4992) .
[ الآية 171]: {وَمَثَلُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ?لَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6309) .
[ الآية 177]: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8415) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=44211#post44211) .
[ الآية 185]: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=44448#post44448) .
[ الآية 187]: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8506) .
[ الآية 189]: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5631) .
[ الآية 215]: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8473) .
[ الآية 235]: {وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِراًّ إِلاَّ أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7820) .
[ الآية 249]: {فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5296) .
[ الآية 261]: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4909) .
[ الآية 266]: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=48956#post48956) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 286]: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7485) .
من سورة آل عمران (3)
[الآية 007]: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11688) .
[ الآية 031]: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7293) .
[ الآية 039]: {مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِياًّ مِّنَ الصَّالِحِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6011) .
[ الآية 045]: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5815) .
[ الآية 055]: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8681) .
[ الآية 058]: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7416) .
[ الآية 073]: {إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7584) .
[ الآية 078]: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5535) .
[ الآية 096]: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7371) .
[ الآية 104]: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11586) .
[ الآية 112]: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5646) .
[ الآية 114]: {وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14713) .
[ الآية 123]: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10462) .
[ الآية 135]: {وَ?لَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُو?اْ أَنْفُسَهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5482) .
[ الآية 146]: {وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7787) .
[ الآية 152]: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10617) .
[ الآية 175]: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10105) .
[ الآية 185]: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11303) .
من سورة النساء (4)
[الآية 003]: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7710) .
[ الآية 004]: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8385) .
[ الآية 013]: {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14834) .
[ الآية 017]: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7592) .
[ الآية 020]: {اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9243) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 024]: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8121) .
[ الآية 036]: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7311) .
[ الآية 046]: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9164) .
[ الآية 079]: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10154) .
[ الآية 082]: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6719) .
[ الآية 112]: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8453) .
[ الآية 120]: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6872) .
[ الآية 123]: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6883) .
[ الآية 135]: {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8333) .
[ الآية 157]: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11570) .
[ الآية 160]: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7802) .
[ الآية 162]: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5672) .
[ الآية 171]: {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5379) .
من سورة المائدة (5)
[الآية 006]: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5941) .
[ الآية 013]: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9164) .
[ الآية 041]: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9164) .
[ الآية 044]: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6584) .
[ الآية 054]: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5549) .
[ الآية 054]: {أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7617) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7322) .
[ الآية 067]: {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6529) .
[ الآية 069]: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8529) .
[ الآية 114]: {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9799) .
[ الآية 118]: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5305) .
من سورة الأنعام (6)
[الآية 001]: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7040) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 002]: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5920) .
[ الآية 032]: {وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5319) .
[ الآية 039]: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6149) .
[ الآية 079]: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11619) .
[ الآية 081]: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6110) .
[ الآية 103]: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8129) .
[ الآية 122]: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5953) .
[ الآية 145]: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8313) .
[ الآية 151]: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7311) .
من سورة الأعراف (7)
[الآية 016]: {فَبِما أَغْوَيْتَني لأَقْعُدَنَّ لهُمْ صِراطَك المُسْتَقِيمَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8160) .
[ الآية 017]: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7888) .
[ الآية 022]: {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14550) .
[ الآية 027]: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10975) .
[ الآية 040]: {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8805) .
[ الآية 040]: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7848) .
[ الآية 080]: {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6359) .
[ الآية 088]: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8179) .
[ الآية 111]: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6950) .
[ الآية 154]: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7392) .
[ الآية 155]: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10670) .
[ الآية 158]: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6484) .
[ الآية 188]: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5653) .
[ الآية 200]: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10946) .
[ الآية 203]: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6790) .
من سورة الأنفال (8)
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 014]: {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9050) .
[ الآية 017]: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6111) .
[ الآية 071]: {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5588) .
من سورة التوبة (9)
[الآية 024]: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8048) .
[ الآية 024]: {وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7211) .
[ الآية 036]: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6759) .
[ الآية 040]: {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6321) .
[ الآية 062]: {وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9710) .
[ الآية 074]: {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6332) .
[ الآية 096]: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7922) .
[ الآية 100]: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8056) .
[ الآية 100]: {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7922) .
[ الآية 117]: {مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8611) .
من سورة يونس (10)
[الآية 011]: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14896) .
[ الآية 012]: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6729) .
[ الآية 024]: {أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5284) .
[ الآية 049]: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5653) .
من سورة هود (11)
[الآية 001]: {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6376) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9074) .
[ الآية 013]: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11475) .
[ الآية 030]: {وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14472) .
[ الآية 038]: {قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6198) .
[ الآية 041]: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7812) .
[ الآية 049]: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13849) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 069]: {قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8189) .
[ الآية 072]: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7769) .
[ الآية 087]: {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10008) .
[ الآية 106]: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6624) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5413) .
[ الآية 107]: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7139) .
[ الآية 116]: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6864) .
من سورة يوسف (12)
[الآية 002]: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10835) .
[ الآية 003]: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6396) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7091) .
[ الآية 004]: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7850) .
[ الآية 024]: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6776) .
[ الآية 025]: {وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10744) .
[ الآية 039]: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6676) .
[ الآية 053]: {إنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا ما رَحِمَ رَبِّي} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5034) .
[ الآية 068]: {مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7247) .
من سورة الرعد (13)
[الآية 008]: {اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4392) .
[ الآية 011]: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8370) .
[ الآية 012]: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8096) .
من سورة إبراهيم (14)
[الآية 011]: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5856) .
[ الآية 024]: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5844) .
[ الآية 025]: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13788) .
[ الآية 031]: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7915) .
[ الآية 034]: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9714) .
[ الآية 037]: {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14103) .
من سورة الحجر (15)
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 006]: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6853) .
[ الآية 039]: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8160) .
[ الآية 091]: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5985) .
[ الآية 094]: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6634) .
من سورة النحل (16)
[الآية 001]: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7455) .
[ الآية 002]: {يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7669) .
[ الآية 018]: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9714) .
[ الآية 048]: {سُجَّداً لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7955) .
[ الآية 070]: {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10336) .
[ الآية 091]: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7970) .
[ الآية 112]: {فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6383) .
من سورة الإسراء (17)
[الآية 015]: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11500) .
[ الآية 016]: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6192) .
[ الآية 023]: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7311) .
[ الآية 045]: {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6607) .
[ الآية 050]: {قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11339) .
[ الآية 051]: {أوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5281) .
[ الآية 055]: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8065) .
[ الآية 072]: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5275) .
[ الآية 073]: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6760) .
[ الآية 097]: {مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7740) .
[ الآية 103]: {أَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5942) .
[ الآية 110]: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11707) .
من سورة الكهف (18)
[الآية 001]: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8395) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 018]: {وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6555) .
[ الآية 022]: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7654) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13713) .
[ الآية 078]: {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7749) .
[ الآية 082]: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7749) .
[ الآية 094]: {قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5419) .
[ الآية 097]: {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7749) .
من سورة مريم (19)
[الآية 004]: {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14738) .
[ الآية 017]: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5815) .
[ الآية 020]: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14738) .
[ الآية 039]: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9753) .
[ الآية 046]: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10264) .
[ الآية 050]: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياًّ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7223) .
من سورة طه (20)
[الآية 007]: {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7342) .
[ الآية 039]: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7824) .
[ الآية 049]: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7830) .
[ الآية 063]: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7886) .
[ الآية 070]: {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9713) .
[ الآية 105]: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6960) .
من سورة الأنبياء (21)
[الآية 026]: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9228) .
[ الآية 030]: {أَوَلَمْ يَرَ ?لَّذِينَ كَفَرُو?اْ أَنَّ ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5539) .
[ الآية 048]: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10600) .
[ الآية 079]: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7046) .
[ الآية 090]: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6399) .
[ الآية 091]: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8797) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 105]: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7405) .
من سورة الحج (22)
[الآية 002]: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=48953#post48953) .
[ الآية 011]: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7810) .
[ الآية 012]: {يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6206) .
[ الآية 015]: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=49018#post49018) .
[ الآية 017]: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8529) .
[ الآية 027]: {يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8988) .
[ الآية 028]: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7274) .
[ الآية 031]: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8254) .
من سورة المؤمنون (23)
[الآية 004]: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6723) .
[ الآية 015]: {ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6106) .
[ الآية 098]: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5933) .
[ الآية 101]: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7851) .
من سورة النور (24)
[الآية 003]: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8045) .
[ الآية 010]: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7561) .
[ الآية 030]: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5509) .
[ الآية 031]: {وَقُل للْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11221) .
[ الآية 031]: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6680) .
[ الآية 043]: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8096) .
[ الآية 045]: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9207) .
[ الآية 045]: {فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5441) .
[ الآية 063]: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9103) .
من سورة الفرقان (25)
[الآية 003]: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10615) .
[ الآية 011]: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=58824#post58824) .
[ الآية 024]: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11303) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 043]: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8845) .
[ الآية 055]: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10615) .
[ الآية 068]: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5402) .
من سورة الشعراء (26)
[الآية 009]: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6813) .
[ الآية 020]: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8243) .
[ الآية 029]: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7033) .
[ الآية 109]: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7671) .
[ الآية 155]: {لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9484) .
من سورة النمل (27)
[الآية 088]: {وَتَرَى ?لْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ?لسَّحَابِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5522) .
من سورة القصص (28)
[الآية 008]: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9153) .
[ الآية 020]: {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9697) .
من سورة العنكبوت (29)
[الآية 064]: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=2194) .
من سورة الروم (30)
[الآية 017]: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8305) .
[ الآية 020]: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8306) .
من سورة لقمان (31)
[الآية 018]: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10173) .
[ الآية 019]: {وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6735) .
من سورة الأحزاب (33)
[الآية 059]: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11271) .
[ الآية 069]: {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8645) .
من سورة سبأ (34)
[الآية 002]: {وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8019) .
[ الآية 003]: {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7991) .
[ الآية 007]: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7880) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9210) .
[ الآية 024]: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6345) .
من سورة يس (36)
[الآية 037]: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7044) .
من سورة الصافات (37)
[الآية 024]: {وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7851) .
[ الآية 047]: {لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8360) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 065]: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9125)
[ الآية 125]: {أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخَالِقِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7007) .
[ الآية 175]: {وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11234) .
من سورة ص (38)
[الآية 002]: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9091) .
[ الآية 005]: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7769) .
[ الآية 024]: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4307) .
من سورة الزمر (39)
[الآية 033]: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7472) .
[ الآية 063]: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11546) .
[ الآية 068]: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10370) .
[ الآية 071]: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7663) .
[ الآية 073]: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7663) .
من سورة غافر (40)
[الآية 010]: {لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7972) .
[ الآية 028]: {وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7110) .
من سورة الشورى (42)
[الآية 011]: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8877) .
[ الآية 011]: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=46739#post46739) .
[ الآية 020]: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7637) .
[ الآية 024]: {وَيَمْحُ اللَّهُ البَاطِلَ وَيُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6005) .
[ الآية 033]: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6959) .
من سورة الزخرف (43)
[الآية 003]: {إِنَّا جَعلناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10835) .
[ الآية 018]: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ?لْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ?لْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6571) .
[ الآية 031]: {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا القُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7754) .
من سورة الدخان (44)
[الآية 020]: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5911) .
من سورة الجاثية (45)
[الآية 021]: {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8426) .
من سورة الأحقاف (46)
[الآية 015]: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7311) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 015]: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8033) .
من سورة الحجرات (49)
[الآية 012]: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8811) .
من سورة ق (50)
[الآية 002]: {بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7769) .
[ الآية 011]: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9246) .
[ الآية 029]: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6968) .
[ الآية 037]: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5449) .
من سورة الذاريات (51)
[الآية 056]: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7936) .
[ الآية 057]: {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُريدُ أَن يُطْعِمُونِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5528) .
من سورة الطور (52)
[الآية 025]: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7851) .
من سورة النجم (53)
[الآية 022]: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7073) .
من سورة القمر (54)
[الآية 013]: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7646) .
من سورة الرحمن (55)
[الآية 002]: {عَلَّمَ القُرْآنَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8289) .
[ الآية 013]: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6965) .
[ الآية 029]: {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6419) .
[ الآية 031]: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6436) .
[ الآية 039]: {فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7851) .
[ الآية 068]: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=42226#post42226) .
من سورة الواقعة (56)
[الآية 043]: {وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10958) .
[ الآية 082]: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6261) .
من سورة الحديد (57)
[الآية 020]: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5319) .
[ الآية 023]: {وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6125) .
[ الآية 023]: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10173) .
[ الآية: 025]: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالْمِيزَانَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11423) .
من سورة المجادلة (58)
[الآية 002]: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ القَوْلِ وَزُوراً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5326) .
من سورة الحشر (59)
[الآية 001]: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4308) .
من سورة الممتحنة (60)
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 002]: {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6827) .
[ الآية 012]: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=46183#post46183) .
[ الآية 012]: {وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6491) .
من سورة الصف (61)
[الآية 005]: {يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10986) .
من سورة التحريم (66)
[الآية 012]: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6832) ، 2 (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8797) .
من سورة الملك (67)
[الآية 002]: {الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5387) .
من سورة القلم (68)
[الآية 051]: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6662) .
من سورة الحاقة (69)
[الآية 005]: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِ?لطَّاغِيَةِ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11233) .
[ الآية 006]: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14826) .
[ الآية 012]: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7328) .
من سورة المعارج (70)
[الآية 036]: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9379) .
من سورة نوح (71)
[الآية 028]: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8005) .
من سورة القيامة (75)
[الآية 001]: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11184) .
[ الآية 004]: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6179) .
من سورة النبأ (78)
[الآية 004]: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11388) .
من سورة التكوير (81)
[الآية 007]: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7052) .
[ الآية 018]: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6173) .
من سورة المطففين (83)
[الآية 015]: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8501) .
من سورة الطارق (86)
[الآية 008]: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7968) .
[ الآية 017]: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6677) .
من سورة الغاشية (88)
[الآية 025]: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9204) .
من سورة الفجر (89)
[الآية 013]: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6644) .
[ الآية 028]: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7064) .
من سورة البلد (90)
[الآية 009]: {وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4795) .
(يُتْبَعُ)
(/)
[الآية 011]: {فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10772) .
من سورة الشرح (94)
[الآية 006]: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5430) .
من سورة البينة (98)
[الآية 005]: {وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7879) .
من سورة الزلزلة (99)
[الآية 001]: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11602) .
من سورة العاديات (100)
[الآية 008]: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6043) .
من سورة التكاثر (102)
[الآية 003]: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11388) .
من سورة الفيل (105)
[الآية 005]: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8109) .
من سورة قريش (106)
[الآية 001]: {لإيلافِ قُريْشٍ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9142) .
من سورة الماعون (107)
[الآية 004]: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11266) .
من سورة الكوثر (108)
[الآية 001]: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6357) .
من سورة المسد (111)
[الآية 001]: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6461) .
[ الآية 004]: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6065) .
من سورة الإخلاص (112)
[الآية 001]: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5390) .
[ الآية 004]: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7318) .
من سورة الناس (114)
[الآية 001]: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9564) .
ـ[رحيل2007]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 05:21 ص]ـ
بارك الله فيك موضوع متميز ومفيد.
ـ[رتاج الكعبة]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 02:14 م]ـ
بارك الله فيك وجزيت خير الجزاء في الدنيا والاخرة
ـ[همس الحروف]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 03:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك(/)
بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 03 - 2006, 04:03 ص]ـ
يقول الله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا) [الفرقان: 11].
وقوله سبحانه: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ)، فيه مسائل:
(بَلْ): هي في اللغة على وجهين:
الأول: (بل) الابتدائية، وهي التي تليها جملة، ومعناها الإضراب.
والإضراب: إما أن يكون معناه الإبطال، مثل (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ) [الأنبياء: 26]. أي لم يتخذ الرحمن ولداً، بل الملائكة عباد مكرمون. وإما أن يكون معنى الإضراب الانتقال من غرض إلى آخر، مثل (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) [الأعلى: 14 - 16].
الثاني: (بل) العاطفة، ومعناها الإضراب عن الأول، والإثبات للثاني، ولا تكون حرف عطف إلا بشرطين: أن يكون معطوفها مفرداً لا جملة. وأن تُسبق بإيجاب أو أمرٍ أو نفيٍ أو نهيٍ.
و (بل) في النصّ هنا ابتدائية، لا عاطفة، والإضراب فيها إضراب إبطال لما قبلها وإثبات لما بعدها، لا إضراب انتقال من غرض إلى غرض. والمعنى أن الكافرين المتحدَّث عنهم ليسوا مقتنعين بما قدّموا من تعللات، وتشكيكات، وجدليات، بل اتخذوها ذرائع، وعلتهم الداخلية أنهم كذبوا بالساعة، أي بيوم الدين وما فيه من جزاء بالثواب في جنات النعيم، وبالعقاب الأليم في الجحيم، وبالبعث بعد الموت للحياة الأخرى.
(كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ): جعلوا خبر الساعة خبراً كذباً ليس له مطابق في الواقع الذي سيحدث، وتكذيبهم هذا لا دليل لهم عليه مطلقاً، فهو مجرّد رفض للخبر وتكذيب به. يُقال لغة: كذّب فلانٌ فلاناً تكذيباً وكِذّاباً، إذا نسبه إلى الكذب فيما أخبر به، واتهمه بالكذب. ويُقال: كذّب بالخبر تكذيباً وكذّاباً إذا جعله أو اعتبره خبراً كذباً غير مطابق للواقع.
ولذلك نجد في القرآن الكريم أن فعل التكذيب، إذا كان معموله مبلِّغ الخبر جاء الفعل متعدّياً بنفسه إلى المفعول به، دون حرف الجرّ (الباء)، كما جاء في قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) [الشعراء: 105]، وقوله: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) [الشعراء: 176]، وقوله: (كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ) [ق: 14]، وقوله: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) [الشعراء: 189]، وقوله: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا) [القمر: 9]، وقوله: (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ) [آل عمران: 184] .. وهكذا.
وإذا كان التكذيب للخبر نفسه جاء الفعل متعدّياً بالباء، كما جاء في قوله تعالى: (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا) [غافر: 70]، وقوله: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ) [ق: 5]، وقوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا) [المائدة: 10]، وقوله: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) [القمر: 23] .. وهكذا.
والذي يظهر أن أصل الكلام في هذا: كذّبوا المخبر بما أخبر به، فكذّبوا الرسول بما جاء به عن ربّه، وقد دلّ على هذا التقدير قول الله عزّ وجلّ: (فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ) [الفرقان: 19].
ولدى الاستعمالات الكثيرة نلاحظ أنه قد يحذف من الكلام الباء وما دخلت عليه، وقد يحذف منه المخبِر بالخبر، وفي كلتا الحالتين يحسن بمتدبّر كلام الله تعالى أن يتصوّر لدى تدبّره المحذوف منهما. وقد يحذفان معاً، ويُقتصر في النصّ على ذكر التكذيب فقط، ومنه قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ) [ص: 12]، وقوله: (كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) [يونس: 39]، وقوله: (وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى) [طه: 56].
بعد هذا نقول: إن تكذيب الذين كفروا بنبأ الساعة الذي جاء به رسل الله، هو الذي دفعهم إلى اصطناع جدليّاتهم وتعللاتهم حول الرسول صلى الله عليه وسلم وحول القرآن. والساعة التي كذبوا بها هي بالدرجة الأولى ساعة البعث إلى الحياة بعد الموت للحساب والجزاء، ويجرّ هذا التكذيب إلى التكذيب بساعة إنهاء ظروف هذه الحياة الدنيا، بإماتة الخلائق جميعاً وإفنائهم وتغيير هذا النظام القائم.
والكافرون الذين يؤمنون بالرب الخالق سبحانه يرون أن أعمال خلقه قاصرة على ظروف هذه الحياة الدنيا، فهم لا يرون لأنفسهم بقاءً إلا ما يحيونه في هذه الحياة، فلا شيء بعد ذلك، ومن أجل هذا تكون أعمالهم وتصرفاتهم دائرة في حدود ما يصيبون من خير أو شرّ في هذه الحياة، ولا يتصوّرون لأنفسهم حياة غيرها.
فكل دليل أو آية أو برهان عقلي يتضمّن إخراجهم من هذه الدائرة التي يتصوّرونها يحاولون التشكيك فيه، وإيجاد الذرائع التعلّلية لرفضه والتكذيب به. هذه هي علّتهم الداخلية، وقد كشفها الله عزّ وجلّ بقوله: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ).
والله أعلم.(/)
حلاوة الايمان؟
ـ[أحلام]ــــــــ[29 - 03 - 2006, 06:22 م]ـ
حلاوة الايمان!
*ان من عرف الله سبحانه هو الذي ذاق طعم الايمان, ويقول بعض الصالحين: انه ليمرّ على القلب أوقات أقول فيها: ان كان أهل الجنة في مثل هذا, انهم لفي عيش طيّب, وقال آخر: لوعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجاحدونا عليه بالسيوف .. أما الآخر فقال: انه ليمرّ بالقلب أوقات يهتز فيها طربا بأنسه بالله تعالى.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال:" ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحد نبيّا ورسولا".
ولقد سألأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت بالله مؤمنا, قال:" ان لكل قول حقيقة فما حقيقة ما تقول؟ " قال: ما أصبحت صباحا قط وظننت أني أمسي, وكأني بأهل الجنة فيها يتنعمّون, وبأهل النار فيها يتصايحون, وكأني أرى عرش ربي بارزا لفصل القضاء, فقال صلى الله عليه وسلم:" وقد عرفت فالزم".
*قال بعض السلف: رأيت الجنة والنار حقيقة. فقيل له: كيف؟ قال: رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيتهما بعينيه, ورؤيتي لهما بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم آثر عندي من رؤيتهما بعيني, فان بصري قد يزيغ عند رؤيتهما, اما بصر الرسول صلى الله عليه وسلم فما زاغ وما طغى.
لهذا كانوا سعداء بايمانهم في الدنيا والآخرة.
*وقالوا لأعرابي اشتد مرضه: انك ستموت!
فقال: والى أين يذهب بي بعد موتي ..
قالوا: الى الله.
فقال: ويحكم وكيف أخاف الذهاب الى من لا أرى الخير الا عنده.
*ودخل أحدهم على الامام أحمد فقال له: عظني يا امام. فقال له:
1.ان كان الله قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا؟؟
2.وان كانت النار حقا فالمعصية لماذا؟؟
3.وان كانت الدنيا فانية فالطمأينة لماذا؟؟
4.وان كان الحساب حقا فالجمع لماذا؟؟
5.وان كان كل شيء بقضاء الله وقدره فالخوف لماذا؟؟
6.وان كان سؤال منكر ونكير حقا فالأسى لماذا؟؟
فخرج الرجل من مجلس الامام وعاهد نفسه أن يرضى بقضاء الله وقدره.
*وقال آخر مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها, قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله ومعرفته, وذكره.
من كتاب الى الذي سأل أين الله
عبد الرحمن السيجري
ط البشائر 2002 [/ color]
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 03 - 2006, 06:43 م]ـ
السلام عليكم
أختي الفاضلة أحلام بارك الله فيك على هذه الدرر التي سطرتها اناملك, والله لا شيئ يضاهي حلاوة الايمان مذاقًا وسكينه الاسلام ملاذًا وبهما يبلغ المرء السعادة ,ومنتهى السعادة والتي هي نيل رضوان الله.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[29 - 03 - 2006, 10:34 م]ـ
الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب -الرعد 28.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 04:53 ص]ـ
الأخت الكريمة أحلام ..
تحية لهيامك الفريد .. بارك الله فيك .. وأعلا همّتك ..
ولا تحرمينا من مثل هذه الدرر ..(/)
أرجو مساعدتي ...
ـ[طالب مسكين]ــــــــ[29 - 03 - 2006, 10:42 م]ـ
;) أرجو مساعدتي في اخراج المحسنات البديعية من (طباق ومقابلة وجناس وسجع ... ) وردالعجزعلى الصدر والتقسيم في الأبيات التالية للأهمية999
يأيها الأمي حسبك رتبة ### في العلم أن دانت بك العلماء
الذكر آية ربك الكبرى التي### فيها لباغي المعجزات غناء
صدر البيان له إذا التفت اللغى### وتقدم البلغاء والفصحاء
نسخت به التوراة وهي وضيئة### وتخلف الإنجيل وهو ذكاء
لما تمشى في الحجاز حكيمه### فضَت عكاظ به وقام حراء
أزرى بمنطق أهله وبيانهم### وحي يقصر دونه البلغاء
حسدوا فقالوا شاعرأوساحر### ومن الحسود يكون الاستهزاء
قد نال بالهادي الكريم وبالهدى### ماله تنل من سؤدد سيناء
أمسى كأنك من جلالك أمة### وكأنه من أنسه بيداء(/)
((مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً))
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 07:05 م]ـ
:::
قال تعالى: ((مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما اضائت ما حوله ذهب الله بنوره فتركهم في ظلمات لا يبصرون))
ارجو من الاخوه مساعدتي بقدر المستطاع على شرح الايه وذلك باخراج الصور البيانية من تشبيه وغيره، وصياغتها باسلوب جيد.
شاكره لكم حسن تعاونكم.:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 11:44 م]ـ
الأخت الهنوف إبراهيم - حفظها الله ..
اعلمي أن أساس إعجاز القرآن في بلاغة نظمه. وبلاغة النظم على قسمين: قسم كالحلية وقسم كالحلّة.
فالأول كاللآليء المنثورة والزينة المنشورة والنقش المرصّع، ومعدنه الذي يتحصّل منه هو توخّي المعاني النحوية الحرفية فيما بين الكلم، كإذابة الذهب بين أحجار فضّة، وثمرات هذا النوع هي اللطائف التي تعهّد بيانها فنّ المعاني.
والقسم الثاني هو كلباس عالٍ وحلّة فاخرة قُدّت من أسلوب على مقدار قامات المعاني، وخيطت من قطاعات خيطاً منتظماً، فيلبس على قامة المعنى أو القصّة أو الغرض دفعه، وصناع هذا القسم والمتكفّل به فنّ البيان. ومن أهمّ مسائل هذا القسم التمثيل.
ولقد أكثر القرآن الكريم من التمثيلات إلى أن بلغت الألف .. وممّا يحوِّج الى التمثيل عمق المعنى ودقته ليتظاهر بالتمثيل، أو تفرّق المقصد وانتشاره ليرتبط به.
ثم اعلمي أن مدار النظر في قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة: 17 - 18]: أولاً: نظمها بسابقها، وثانياً: النظم بين جملها، وثالثاً: نظم كيفية جملة جملة.
فمع استحضار ما مضى - اعلمي - أن القرآن الكريم لما صرّح بحقيقة حال المنافقين، ونصّ على جنايتهم عقّبها بالتمثيل لثلاث نكت:
إحداها: تأنيس الخيال الذي هو أطوع للمتخيلات من المعقولات، وتأمين إطاعة الوهم الذي شأنه التشكيكات ومعارضة العقل وانقياده بإظهار الوحشي بصورة المأنوس، وتصوير الغائب بصورة الشاهد.
والثانية: تهييج الوجدان وتحريك نفرته ليتّفق الحسُّ والفكر بتمثيل المعقول بالمحسوس.
والثالثة: ربط المعاني المتفرّقة وإراءة رابطة حقيقية بينها بواسطة التمثيل. وأيضاً الوضع نصب عين الخيال ليجتني بالنظر الدقائق التي أهملها اللسان.
واعلمي - أن مآل جمل هذه الآية كما يناسب مآل مجموع قصة المنافقين؛ كذلك يناسب آية آية منها. ألا ترين أن مآل القصّة أنهم آمنوا صورة للمنافع الدنيوية، ثم تبطنوا الكفر، ثم تحيّروا وتردّدوا، ثم لم يتحرّوا الحق، ثم لم يستطيعوا الرجوع فيعرفوا.
وما أنسب هذا بحال من أوقدوا لهم ناراً أو مصباحاً .. ثم لم يحافظوا عليها .. ثم انطفأت .. ثم اُظلموا .. ثم لا يتراءى لهم شيء حتى يكون كل شيء معدوماً في حقهم. فلسكون الليل كأنهم صمّ، ولتعامي الليل وانطفاء أنواره كأنهم عُميٌ، ولعدم وجود المخاطَب والمغيث لايستغيثون كأنهم بُكم، ولعدم استطاعة الرجوع كأنهم أشباح جامدة لا أرواح لها.
ثم إن في المشبَّه به نقطاً أساسية تناظر النقط الأساسية في المشبَّه. مثلاً: الظلمة تنظر إلى الكفر، والحيرة إلى التذبذب، والنار إلى الفتنة.
فإن قلت: إن في التمثيل نوراً، فأين نور المنافق حتى يتم تطبيق التمثيل؟
قيل لك: إن لم يكن في الشخص نور ففي محيطه يمكن له الاستنارة .. وإن لم، ففي قومه يمكن الاستضاءة .. وإن لم، ففي نوعه يمكن له الاستفادة .. وإن لم، ففي فطرته كان يمكن له الاستفاضة .. وإن لم تقنعي، ففي لسانه بالنظر إلى نظر غيره أو بالنظر إلى نفسه لترتب المنافع الدنيوية .. وإن لم، فباعتبار البعض من الذين آمنوا ثم ارتدوا .. وإن لم، فيجوز أن يكون النور إشارة إلى ما استفادوا كما أن النار إشارة إلى الفتنة. وإن لم تقنعي بهذا أيضاً، فبتنزيل إمكان الهداية منزلة وجودها كما أشار إليه اشتروا الضلالة بالهدى فإنه هو الجار الجنب للتمثيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما وجه النظم بين الجمل: فإن نظم جملة (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً) مناسبتُها للموقع. فإن حال هذا المستوقد على هذه الصورة تطابق مقتضى حال الصفّ الأول من مخاطبي القرآن الكريم وهم ساكنو جزيرة العرب .. إذ ما منهم إلا وقد عرف هذه الحالة بالذات أو بالتسامع وأحسّ بدرجة تأثيرها ومشوشيتها .. إذ بسبب ظلم الشمس يلتجئون إلى ظلمة الليل فيسيرون فيها. وكثيراً ما يغمى عليهم السماء فيصادفون حزن الطرق وقد ينجرّ بهم الطريق إلى الورطة. وأيضاً قد يجولون في معاطف الكهوف المشحونة بالمؤذيات فيضلون الطريق فيحتاجون لإيقاد النار أو اشتعال المصباح ليبصروا رفقاءهم حتى يستأنسوا ويروا أهبتهم وأشياءهم كي يحافظوا عليها، ويعرفوا طريقهم ليذهبوا فيها ويتراءى لهم الضواري والمهالك ليجتنبوا.
فبينما هم استضاؤا بنورهم إذ اختطفتهم آفة سماوية. وبينما هم في ذروة كمال الرجاء وآن الظفر بالمطلوب إذ سقطوا في حضيض اليأس المطلق. فنصّ على هذا الحال بقوله: (فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم).
وإن (الفاء) هنا تشير إلى أنهم أوقدوا النار ليستضيؤا فأضاءت فاطمأنوا بالاستضاءة فتعقبهم الخيبة وسقطوا في أيديهم. وما أشدّ تأثير العدم عليهم في آن انتظار الحصول. ثم إن هذه الشرطية تستلزم استلزام الاضاءة لذهاب النور. وخفاء هذا الاستلزام يشير إلى تقدير ما يظهر به اللزوم هكذا: فلما أضاءت استضاؤا بها فاشتغلوا .. فلم يحافظوا .. فلم يهتمّوا بها، ولم يعرفوا قدر النعمة فيها .. فلم يمدّوها .. فلم يديموها؛ فانطفأت.
لأنه لما كانت الغفلة عن الوسيلة للاشتغال بالنتيجة سبباً لعدم الإدامة المستلزم للانطفاء، كان كأن نفسَ الاضاءة سبب لذهاب النور.
أما قوله (وتركهم في ظلمات)، فبعدما أشار الى خسرانهم بذهاب النعم بزوال النور عقبه بخذلانهم بنزول النقم بالسقوط في الظلمات.
أما قوله (لا يبصرون)، فإن الإنسان إذا أظلم عليه وأضل السبيل فقد يسكن ويتسلى برؤية رفقائه ومرافقه، وإذا لم يبصرهما كان السكون مصيبة عليه كالحركة بل أوحش.
أما قوله (صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون)، فإن الإنسان إذا وقع في مثل هذا البلاء قد يتسلى ويأمل ويرجو النجاة من جهات أربع مترتبة:
فأولاً: يرجو أن يسمع تناجي الخلق من القرى أو أبناء السبيل؛ إن يستمِدْ يَمدّوه. ولما كانت الليلة ساكنة بَكْماءَ استوى هو والأصم، فقال (صمّ) لقطع هذا الرجاء.
وثانياً: يأمل أنه إن نادى أو استغاث يُحتمل أن يسمع أحدٌ فيغيثه، ولما كانت الليلة صمّاء كان ذو اللسان والأبكم سواء فقال (بكم) لإلقامهم الحجر بقطع هذا الرجاء أيضاً.
وثالثاً: يأمل الخلاص برؤية علامة أو نار أو نيّرٍ تشير له إلى هدف المقصد. ولما كانت الليلة طامية رمداء عبوسة عمياء كان ذو البصر والأعمى واحداً فقال (عُميٌ) لإِطفاء هذا الأمل أيضاً.
ورابعاً: لا يبقى له إلا أن يجهد في الرجوع، ولما أحاط به الظلمة كان كمن دخل في وحْلٍ باختياره وامتنع عليه الخروج فقال تعالى: (فهم لا يرجعون) لسدّ هذا الباب عليهم، وقطع آخر الحبل الذي يتمسّكون به، فسقطوا في ظلمات اليأس والتوحّش والسكونة والخوف.
أما الجهة الثالثة، وهي نظم قيودات جملة جملة، فلننظر إلى (مثلهم كمثل الذيِ استوقد ناراً) كيف تتطاير شرارات النكت من قيوداتها:
أما لفظ (المثل)، فإشارة إلى غرابة حال المنافقين وأن قصّتهم أعجوبة؛ اذ المَثَل هو الذي يجول على الألسنة ويتناقله الناس لتضمّنه لغرابة؛ إذ أخصّ صفاته الغرابة. فالمراد بالمثل هنا صفتهم الغريبة وقصّتهم العجيبة وحالهم الشنيعة. ففي التعبير بالمَثل إشارة إلى الغرابة، وفي الإشارة رمز إلى أن من شأن صفتهم أن تدور على لسان النفرة والتلعين كضرب المثل.
وأما (الكاف)، فإن ذكرها في هذا المقام يوقظ الذهن بأن ينظر إلى المثال تبعياً فينتقل عن كل نقطة مهمّة منه إلى نظيرها من المشبَّه. وإلا فقد يتوغّل فيه قصداً فتفوت منه دقائق التطبيق.
وأما (المَثَل) الثاني، فإشارة إلى أن حال المستوقد بغرابته ووجوده في حسّ العموم كان في حكم ضرب المثل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما (الذي)، فإنه أفردَ مع أنهم جماعة، لأنه إذا تساوى الجزء والكل والفرد والجماعة ولم يؤثر الاشتراك في صفة الفرد زيادة ونقصاناً جاز الوجهان، مثل (كمثل الحمار) ففي إفراده إشارة إلى استقلال كل فرد في تمثل الدهشة وتصوير شناعتهم، أو كان (الذي) (الذين) فاختُصر.
وأما (استوقد)، فسينُه إشارة إلى التكلف والتحرّي. وفي إفراده مع جمع الضمير في (نورهم) رمز لطيف إلى أن فرداً يوقدُ لجماعة. ولقد ألطف في الإفراد إيقاداً والجمع استنارة.
وأما (ناراً) بدل (المصباح) أو غيره، فإشارة إلى المشقة في نور التكليف، ورمز إلى أنهم يوقدون تحت النور الظاهري نارَ فتنة. وأما تنكيره فإيماء إلى شدّة احتياجهم حتى أنهم يرضون بأيّة نار كانت.
ثم لننظر الآن إلى جملة (فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم)، لنرى كيف تضيء قيوداتها على ظلمات الدهشة التي هي الغرض الأساسي:
أما (الفاء)، فإيماء إلى أن هجوم اليأس المطلق تعقب كمال الرجاء.
وأما (لما)، فلتضمّنه قياساً استثنائياً مستقيماً مع دلالته على تحقّق المقدم ينتج تحقق التالي وقطع التسلي.
وأما (أضاءت)، فإشارة إلى أن الايقاد للاستنارة لا للاصطلاء، وفيه رمز إلى شدّة الدهشة إذ ما أفاد لهم الاضاءة إلا رؤية المهالك والعلم بوجودها، ولولاها لأمكن مغالطة النفس وتسكينها.
وأما (ما حوله)، فإشارة إلى إحاطة الدهشة من الجهات الأربع، وإلى لزوم التحفظ بالاضاءة عن هجوم الضرر عن الجهات الست.
وأما (ذهب)، فلأنه جزاء الشرط، لابدّ أن يكون لازماً. ولخفاء اللزوم يرمز إلى أنهم لم يتعهّدوها ولم يعرفوا قَدْرَ النعمة فيها فبنفس الاضاءة اُخذوا عن أنفسهم، وأنساهم البطر والفرح تعهّدها فأخذها الله عنهم.
وأما اسناد (ذهب) إلى (الله)، فإشارة إلى قطع رجاءين: رجاء التعمير ورجاء الرحمة؛ لأنه يشير إلى أن الآفة سماوية لا تقبل التعمير، ويرمز إلى أنه جزاءٌ لقصور المرء، ولهذا يأخذه الله تعالى، فينقطع المتمسك به عند انقطاع الأسباب وهو أمل الرحمة، إذ لا يستعان من الحقّ على إبطال الحقّ.
وأما (الباء)، فإشارة إلى اليأس عن العَود؛ إذ لا رادّ لما أخذه الله للفرق البيّن بين ذهب به أي استصحبه، وبين أذهبه أي أرسله، وذهب أي انطلق؛ لإمكان العود في الآخِرَين دون الأول.
وأما (النور)، ففيه إيماء لطيف إلى تذكر حالهم على الصراط.
وأما الاضافة في (هم) المفيدة للاختصاص فإشارة إلى شدّة تأثرهم؛ إذ مَن انطفأت نارُه فقط مع أن نار الناس تلتهب أشدّ تألما.
ولله درّ التنزيل ما ألطفه في فنون البلاغة. أترين كيف توجّهت هيئاتها إلى الغرض الكليّ، أعني الدهشة مع اليأس، كالحوض في ملتقى الأودية؟
ثم أمعني النظر في (وتركهم في ظلمات لا يبصرون): أما (الواو)، فإشارة إلى أنهم جمعوا بين الخسارتين؛ سُلبوا ضياءً وأُلبسوا ظلمة.
أما (تَرَك) بدل (أبقى) أو غيره، فإشارة إلى أنهم صاروا كجسد بلا روح وقشر بلا لبّ، فمن شأنهم أن يُتركوا سدى ويُلقوا ظهرياً.
وأما (في)، فرمز إلى أنه انعدم في نظرهم كل شيء ولم يبق إلا عنوان العدم وهو الظلمة فصارت ظرفاً وقبراً لهم.
وأما جمع (ظلمات)، فإيماء إلى أن سَواد الليل وظلمة السحاب أولَدتا في روحهم ظلمة اليأس والخوف، وفي مكانهم ظلمة التوحّش والدهشة، وفي زمانهم ظلمة السكون والسكوت، فأحاطت بهم ظلمات متنوعة. وأما تنكيرها فإيماء إلى أنها مجهولة لهم لم يسبق لهم الُفْة بمثلها فتكون أشدّ وقعاً.
وأما (لا يبصرون)، فتنصيص على أساس المصائب، إذ مَن لم ير كان أرأى للبلايا، وبفقد البصر يبصر أخفى المصائب. وأما المضارعية فلتصوير وتمثيل حالهم نصب عين الخيال ليرى السامع دهشتهم فيتحسّس بوجدانه أيضاً.
وأما ترك المفعول فللتعميم، أي لا يرون منافعهم ليحافظوها، ولا يبصرون المهالك كي يجتنبوا عنها. ولا يتراءى الرفقاء ليستأنسوا بهم، فكأن كل واحد فرد برأسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انظري إلى قوله (صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون)، لتسمعي ما تتناجى به؛ إذ هذه الأربعة حدٌّ مشترك بين الممثل والممثل به، وبرزخ بينهما ومتوجهة إليهما؛ تتكلم عن حال الطرفين، ومرآة لهما تريك شأنهما، ونتيجة لهما تسمعك قصتهما.
أما الجهة الناظرة إلى الممثل به: فإن من سقط في مثل هذه المصيبة يبقى له رجاء النجاة باستماع نجوى منجٍ، فاستلزمت أبكمية الليلة أصميته. ثم إسماع مغيث فاقتضت أصمية الليل أبكميته. ثم الهدى برؤية نار أو نيّر فأنتج تعامي الليل عميه. ثم العود إلى بدءٍ فأنسد عليه الباب كمن سقط في وحل كلما تحرك انغمس.
وأما الجهة الناظرة إلى الممثل: فإنهم لمّا وقعوا في ظلمات الكفر والنفاق أمكن لهم النجاة عن تلك الظلمات بطرق أربعة مترتبة:
فأولاً: كان عليهم أن يرفعوا رؤسهم ويستمعوا إلى الحقّ ويصغوا إلى إرشاد القرآن، لكن لما صارت غلغلة الهوى مانعة لأن يخلُص صدى القرآن إلى صماخهم، وأخذ التهوّس بآذانهم جاراً لهم عن تلك الطريق، نعى عليهم القرآن بقوله: (صم) إشارة إلى انسداد هذا الباب ورمزاً إلى أن آذانهم كأنها قطعت وبقيت ثقبات مشوهة أو قطعات متدلية في جوانب رؤسهم.
وثانياً: لابدّ لهم أن يخفضوا رؤسهم ويشاوروا وجدانهم فيسألوا عن الحقّ والصراط، لكن لما أخذ العناد على يد لسانهم وجرّه الحقد من خلف إلى الجوف، ألقمهم القرآن الحجر بقوله: (بكم) إشارةً إلى انسداد هذا الباب أيضاً في وجوههم ورمزاً إلى أنهم بالسكوت عن الإقرار بالحقّ كانوا كمن قلع لسانه فبقي الفم ككهف خلا عن ساكنه مشوهاً للوجه.
وثالثاً: لزمهم أن يُرسلوا أنظار العبرة لتجتني لهم الدلائل الآفاقية، لكن وضعَ التغافلُ يدَه على عيونهم وردّ التعامي الأنظار إلى أجفانهم. فقال القرآن: (عميٌ) إشارة إلى أنهم عمهوا عن هذا الطريق أيضاً، ورمزَ بحذف أداة التشبيه إلى أن عيونهم التي هي أنوار الرأس كأنها قلعت فبقيت نُقرات مشوّهة في جباههم.
ورابعاً: لابدّ من أن يعرفوا قبح حالهم القبيح ليتنفروا فيندموا فيتوبوا فيرجعوا. لكن لما زيّنت لهم أنفسُهم تلك القبائح، قال القرآن: (فهم لا يرجعون) إشارة إلى انسداد آخر الطرق عنهم، ورمزاً إلى أنهم وقعوا باختيارهم فيما لا اختيار لهم في الخروج كالمضطرب في بحر الرمل.
والله أعلم ..
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 12:18 ص]ـ
الاخوة الافاضل ممكن ان انقل لكم من بديع ماقرأت في هذا الموضوع:
قال الله تعالى:? مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدير ? (البقرة:17 - 20)
لمَّا أخبر الله تعالى في أوائل سورة البقرة عن أحوال المنافقين مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع القرآن الكريم، وبيَّن حقيقة مواقفهم منهما، وكشف عن مكنون صدورهم، وفضح نفاقهم، أراد سبحانه وتعالى أن يكشفَ عن تلك الأحوال، والمواقف كشفًا تامًّا، ويبرزَها في معرض المحسوس المشاهد؛ فأتبعها بضرب هذين المثلين، زيادة في التوضيح والتقرير، ومبالغة في البيان.
وهما مثلان لكلِّ من آتاه الله ضربًا من الهدى، فأضاعه ولم يتوصلْ به إلى نعيم الأبد، فبقيَ متحيِّرًا متحسِّرًا، يخبط في ظلمات الجهل والضلال. ويدخل في عمومه هؤلاء المنافقون؛ فإنهم أضاعوا ما نطقت به ألسنتهم من الحق، باستبطان الكفر وإظهاره حين خلَوا إلى شياطينهم، وكانوا غالبًا من أحبار اليهود، الذين كانوا يجدون في هؤلاء المنافقين أداة لتمزيق الصف الإسلامي وتفتيته؛ كما أن هؤلاء كانوا يجدون فيهم سندًا لهم وملاذًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
? وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِين ? (البقرة:14 - 16).
هؤلاء المنافقون، الذين اشترَوا الضلالة بالهدى، والكفر بالإيمان، فخسروا كلتا الطلبتين؛ كأغفل ما يكون المتجرون، وفشلوا في تحقيق مآربهم الخبيثة، وأهدافهم الدنيئة، وحرموا أنفسهم من السعادة، التي رسم الله تعالى لهم طريقها، ثم غادروا دنياهم، وهم صفر اليدين من كل خير، مثقلون بأنواع الذنوب والآثام، كانوا- وما زالوا- أشدَّ خطرًا على الإسلام والمسلمين من الكافرين، الذين ? خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ? (البقرة:7).
ولهذا جاءت آيات الله تعالى تنبِّه على صفاتهم، وتفضح نفاقهم، وتكشف عن حقيقتهم، وتحذر من خطرهم على المسلمين وعلى الكافرين؛ لئلا يغترَّ المؤمنون بظاهر أمرهم، فيقع لذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم، ومن اعتقاد إيمانهم، وهم كفار في نفس الأمر. وهذا- كما قال ابن كثير- من المحذورات الكبار أن يظَن لأهل الفجور خير، فقال تعالى:? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ? (البقرة:8). أي: يقولون ذلك قولاً ليس وراءه شيء آخر، فكذبهم الله تعالى، ثم شرع يعدد صفاتهم، ويفضح نفاقهم، ويكشف عن زيغهم، وفساد قلوبهم، ويرد عليهم أقوالهم؛ وهم الذين حذّر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم منهم، بقوله سبحانه:? هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ? (المنافقون:4).
هؤلاء المنافقون هم الذين ضرب الله تعالى لهم هذين المثلين، اللذين يصوران حقيقة أحوالهم، ويكشفان عن مكنون صدورهم، ويفضحان نفاقهم، ويرسمان ما كان يتولَّد في نفوسهم عند سماعهم القرآن من قلق واضطراب، وذعر وخوف، وحسرة وحيرة، وتيه وضلال، نتيجة كذبهم، وخداعهم، وتعاليهم، واستهزائهم، وتآمرهم.
والمنافقون الذين ضُرِب لهم هذان المثلان هم قسم واحد خلافًا لمن ذهب إلى أنهم قسمان، وأن المثل الأول منهما مضروب للقسم الأول، وهم الذين آمنوا، ثم كفروا، وأن الثاني مضروب للقسم الثاني، وهم الذين لا يزالون على نفاقهم، مترددين بين الإيمان والكفر. وخلافًا لمن ذهب إلى أن المثل الأول يخصُّ طائفة الكافرين، الذين قال الله تعالى في حقهم:? خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وّلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ? (البقرة:7). وأن المثل الثاني يخصُّ طائفة المنافقين، الذين قال الله تعالى في حقهم:? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ? (البقرة:8)؛ لأن المنافقين، وإن كانوا- على ما قيل- قسمين: أئمة، وسادة مردوا على النفاق، وأتباع لهم كالبهائم والأنعام، فإن الأوصاف، التي ذكرت في الآيات السابقة من سورة البقرة هي أوصاف رءوس النفاق، لا أوصاف أتباعهم، وإن كانت تشملهم جميعًا؛ وهم المشار إليهم بقوله تعالى:
? أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِين ? (البقرة:14).
المثل الأول: مثل المنافقين مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
? مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ? (البقرة:17 - 18)
وهو مثل يصور حقيقة المنافقين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومواقفهم منه بصورة طائفة من الناس مع الذي استوقد نارًا في ليلة شديدة الظلمة. فلما حصل لهم نور من ضوء تلك النار، ذهب الله بنورهم، وتركهم يخبطون في ظلمات بعضها فوق بعض؛ لأنهم آثروا الظلمة على النور، والضلالة على الهدى .. كذلك كان حال المنافقين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
منقول وهناك تتمة للموضوع
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 08:18 م]ـ
:) اشكركم على تعاونكم
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 10:52 م]ـ
أخي لؤي حفظك الله ورعاك
لقد قرأت ما سطرت يداك حول طلب الأخت الهنوف باستخراج الصور البيانية من الآية 17 من سورة البقرة، ولقد أذهلتني طريقة النظم التي كتبت بها والتي بدت لي وكأنها خارج هذا العصر بحيث ظننت أسلوبها كأسلوب كاتب من القرن الرابع أو الخامس.
وقد بدا لي أن اخص الموضوع ببعض التساؤلات والتعقيبات على ما أوردته فيه، كما يلي:
1. ما هو الحد الفاصل بين التخيلات والأوهام في التمثيل، وخصوصا إذا تم الاستئناس بالتخيلات وتم الابتعاد عن المعقولات التي هي محسوسات في الأصل؟
2. ما تقصد بتحريك نفرة الوجدان؟
3. ما هو الضابط للرابطة الحقيقية بين المعاني في التمثيل؟
4. هل الأمثال تحصر في تضمنها للغرابة فقط، أم أن الأمثال أوسع من ذلك بتضمنها العبرة وخلاصة الحكمة أيضا؟
أما بالنسبة لإشارتك في الآية (فهم لا يرجعون) بأن هؤلاء القوم كالمضطرب في بحر الرمل. فأرى أنه يمكن توجيه المعنى أيضا كما ورد في سورة طه (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) أي لا يستجيب إذا سألوه أو كلموه.
فالرجع هنا بمعنى الاستجابة للمؤثرات الخارجية وهي أحد أوصاف الكائن الحي، وكأن هناك إشارة في وصف من لا يرجع كمن لا يستجيب من الجمادات أو الأموات، كما في سورة الأحقاف (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5). فما قولك سيدي الكريم؟
بانتظارك:)
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 04 - 2006, 06:18 ص]ـ
أخي الحبيب يوسف - حفظك الله ..
بداية أعتذر عن التأخر في الردّ ..
وسأحاول إن شاء الله أن أجيب عن الأسئلة المطروحة بإيجاز قدر المستطاع ..
وبخصوص ما تفضّلت به في قولك: " ولقد أذهلتني طريقة النظم التي كتبت بها والتي بدت لي وكأنها خارج هذا العصر بحيث ظننت أسلوبها كأسلوب كاتب من القرن الرابع أو الخامس ". فهذا لطف منك - أخي الكريم.
على أن كثيراً مما جاء في مداخلتي هو اقتباس من كلام لعلم من أعلام القرن العشرين، وهو الإمام بديع الزمان سعيد النورسي - رحمه الله ..
1. ما هو الحد الفاصل بين التخيلات والأوهام في التمثيل، وخصوصا إذا تم الاستئناس بالتخيلات وتم الابتعاد عن المعقولات التي هي محسوسات في الأصل؟
أخي الفاضل ..
إن في التمثيل سرّاً لطيفاً وحكمة عالية .. إذ به يصير الوهم مغلوباً للعقل، والخيال مجبوراً للانقياد للفكر، وبه يتحوّل الغائب حاضراً، والمعقول محسوساً، والمعنى مجسّماً، وبه يجعل المتفرّق مجموعاً، والمختلط ممتزجاً، والمختلف متحّداً، والمنقطع متّصلاً ...
ولطافة التشبيه إنما تكون بلاغة إذا تأسّست على مناسبة المقصود وارتضى به المطلوب. وعظمة الخيال وجولانه إنما تكون من البلاغة إذا لم تؤلم الحقيقة ولم تثقل عليها، ويكون الخيال مثالاً للحقيقة متسنبلاً عليها. فلابدّ في كل خيال من نواة من الحقيقة، ولابدّ في زجاجة كل مجاز من سراج الحقيقة، وإلا كانت بلاغته خرافة بلا عرق لا تفيد إلا حيرة.
والكلام إذا حذا حذو الواقع، وطابق نظمه نظامه حاز الجزالة بحذافيرها، وإلا بان توجه إلى نظم اللفظ وقع في التصنّع والرياء كأنه يقع في أرض يابسة وسراب خادع.
ثم إن المعاني المجتناة من خريطة الكلام على أنواع مختلفة ومراتب متفاوتة .. فبعضها كالهواء يُحسّ به ولا يُرى .. وبعضها كالبخار يُرى ولا يؤخذ .. وبعضها كالماء يؤخذ ولا ينضبط .. وبعضها كالسبيكة ينضبط ولا يتعيّن .. وبعضها كالدرّ المنتظم والذهب المضروب يتشخّص ..
ولدى تتبّع عناصر الكلام في الأمثال، نجد أن الصورة الواردة في المثل إما أن تكون منتزَعة من الواقع، وإما أن تكون منتزَعة من الخيال. ومثال على الصورة المنتزَعة من الخيال، تمثيل طلع شجرة الزقوم التي تخرج في أصل الجحيم بصورة رؤوس الشياطين، كما قال الله تعالى: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ) [الصافات: 62 - 68].
فما من أحد يعرف صورة رؤوس الشياطين، ولكن في خيالهم صورة قبيحة منفّرة مخيفة للشياطين ورؤوسهم، وهي أقبح وأخوف صورة يتخيّلونها. فهذا المثل ضربه الله تعالى للناس ممثلاً بطلع شجرة الزقزم في جهنم بأقبح صورة وأخوفها يمكن أن يتخيّلها إنسان. فالشياطين أقبح وأخبث موجود، والصورة التي ينسجها خيال الناس لهم هي أقبح وأخبث صورة. فالتمثيل بها تمثيل منتزَع من الخيال، لا من الواقع، وقد يكون الواقع كذلك، لكن المخاطبين خوطبوا على مقدار ما في خيالهم.
وأما الحدّ الفاصل بين التخيّلات والمعقولات، فسأتطرّق إليه في النقطة الثالثة إن شاء الله لأنه متعلّق بها إلى درجة كبيرة.
2. ما تقصد بتحريك نفرة الوجدان؟
كما أن المتكلّم يفيد المعنى ثم يُقنِع العقل بواسطة الدليل، فهو كذلك يلقي إلى الوجدان حسّيات بواسطة صور التمثيل، فيحرّك في القلب الميل أو (النفرة) ويهيّئه للقبول. فالكلام البليغ ما استفاد منه العقل و (الوجدان) معاً، فكما يتداخل إلى العقل يتقطّر إلى (الوجدان) أيضاً. والمتكفل لهذين الوجهين التمثيل، إذ هو يتضمّن قياساً وينعكس به في مرآة الممثَّل القانون المندمج في الممثَّل به. كما تقول في رئيس يكابد البلايا لراحة رعيّته: الجبل العالي يتحمّل مشاقّ الثلج والبَرَد، وتخضرّ من تحته الأودية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن أساس التمثيل هو التشبيه، ومن شأن التشبيه تحريك حسّ (النفرة) أو الرغبة أو الميلان أو الكراهية أو الحيرة أو الهيبة .. فقد يكون للتعظيم أو التحقير أو الترغيب أو (التنفير) أو التشويه أو التزيين أو التلطيف ... فبصورة الأسلوب يوقظ (الوجدان) وينبّه الحسّ بميل أو (نفرة).
3. ما هو الضابط للرابطة الحقيقية بين المعاني في التمثيل؟
إن معاني التمثيل شبيهة بمسائل الحساب المجهول من الجبر والمقابلة. فكما أنك إذا أوردت عليك مسألة من المجهولات تأخذها، وتقلبها ظهراً لبطن، وتنظر إلى أوائلها وأواخرها، وتعتبر أطرافها وأوساطها، وعند ذلك تخرج بك الفكرة إلى معلوم، فكذلك إذا ورد عليك معنى من المعاني، ينبغي لك أن تنظر فيه كنظرك في المجهولات الحسابية.
وإذن فالتشبيه معادلة جبرية تتكوّن من مجهول أو أكثر ومن معلوم أو أكثر من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة حسب تعقيد الصورة، وكثرة المتغيّرات.
والضابط بين المشبَّه والمشبَّه به هو علامة التساوي (=).
فالمشبَّه (س) = المشبَّه به (معلوم).
وكلما كانت الصورة أقرب إلى الواقع، فإن الضابط فيها يكون أوثق وأوكد.
ولا يخفى عليك - أخي الحبيب - أن كلاً من الأديب والشاعر والفنان والمخرج إنما يدّعون الحقيقة فيما أصله التقريب والتمثيل، وحيث يقصدون التلطف والتأويل، ويذهبون بالقول مذهب المبالغة والإغراق في المدح والذمّ والوصف والنعت والفخر والمباهاة وسائر المقاصد والأغراض.
وبهذا يكون التمثيل معتمداً عندهم على الاتساع والتخييل. وكما يقول الإمام عبد القاهر: " وهل تشكّ في أنه يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين حتى يختصر لك ما بين المشرق والمغرب، ويجمع ما بين المُشئم والمُعرق وهو يريك للمعاني الممثلة بالأوهام شبهاً في الأشخاص الماثلة، والأشباح القائمة، ويُنطق لك الأخرس، ويعطيك البيان من الأعجم، ويريك الحياة في الجماد، ويريك التئام عين الأضداد، فيأتيك بالحياة والموت مجموعين، والماء والدار مجتمعين؟ ".
ولذلك فإن الصورة هنا كلما كانت أقرب إلى الواقع، فإننا نمثّلها بالتعبير الرياضي (?) يساوي على وجه التقريب. ولنضرب مثلاً على ذلك من قول أبي تمام:
لا تنكري عَطَلَ الكريم من الغنى ***** فالسيل حربٌ للمكان العالي
ففي هذا البيت تنعقد مشابهة ضمنية بين عَطَل الكريم من الغنى وعَطَل المكان العالي من السيل. أما المشبَّه فهو دعوى غير قائمة في واقع العقل وإنما هي موقف. وأما المشبَّه به فهو قضيّة مسلّم بها، وهي أمر واقع يستطيع كل واحد في كل زمان ومكان أن يتأكّد منه.
وهنا يقيم الشاعر علاقات تخييلية بين الكريم والمكان العالي، وبين الغنى والسيل. وهذه العلاقات غير موجودة في واقع العقل، وإنما أقامها الشاعر من خلال رؤيته الكاشفة للعلاقات بين الأشياء، ومن خلال لمحه لأوجه شبه لا يراها العادي من الناس.
ولو سلّمنا جدلاً أن القضيّة الأولى كانت من حيث البرهان صفراً، وأن القضيّة الثانية كانت من حيث البرهان مئة بالمئة، فواضح أن حشر القضيتين على صعيد واحد سيتيح للقضيّة الأولى أن تكون خمسين بالمئة، وهو مكسب كبير على أي حال.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن قلائل من الناس مَن يدقّقون في هذه الأمور ويزنونها بميزان العقل، وأن الإنسان هو عقل ووجدان معاً، علمنا أن بعض إيحاءات هذه المعاني سيبقى لائطاً بالنفس. أضف إلى ذلك أن القضية الأولى لا تولي نفسها للتجربة والكشف لأنها حالة نفسية وموقف، فإذن تبقى هذه الروابط التخييلية تلحّ على القاريء أو السامع ما اتّصل بهذه المعاني أو وصل إليها.
وليس كذلك القرآن الكريم. إذ أن منهجه في التشبيه والتمثيل لهو كمعادلة الرياضيات سواء بسواء، وطرفي المماثلة لهما في التساوي الحقيقي. وهو ما لم تألفه أساليب العرب في القول التي كانت تنحو منحى المبالغة في الصفة أو اللون أو الحركة حتى لقد اشترط بعضهم أن تكون الصفة في المشبَّه به أقوى منها في المشبَّه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذه الرياضية المطلقة لتجعل التشبيهات في القرآن الكريم أمراً مبرماً وقوانين حتمية. بل إنها تفوق القوانين الحتمية من حيث وضوح الدلالات البعيدة والمقاصد الخفيّة. فالمشبَّه به في القرآن الكريم مكوّن من جملة أو أكثر، وهي بطبيعة الحال لوحات مختلفة نُسق بعضها على بعض بترتيب قد يكون زمانياً أو مكانياً، أو الاثنين معاً، ووجه الشبه حاصل من تكاملها ضمن هذا النسق. إذ الشَّبه منتزَع من مجموعها من غير أن يمكن فصل بعضها عن بعض وإفراد شطر عن شطر، حتى إنك لو حذفت منها جملة واحدة من أي موضع كان أخلّ ذلك بالمغزى من التشبيه.
ولو شئنا التعبير الرياضي لقلنا: إن (س) = ما دخل القوس جميعاً ويعامل كوحدة واحدة وعلى ذات النسق. وبذا فإن الإلزام بهذا المنهج أوكد وأوثق، وهو ما يضيف إلى مبدأ الاقتصاد في اللغة وأسرار الإعجاز.
4. هل الأمثال تحصر في تضمنها للغرابة فقط، أم أن الأمثال أوسع من ذلك بتضمنها العبرة وخلاصة الحكمة أيضا؟
بالطبع لا حصر للأمثال في تضمّنها للغرابة، ولكني آثرت هنا لفظة (الغرابة)، لاندماج قاعدة أساسية في الأمثال يُقال لها: "حكمة العوام" و "فلسفة العموم". أما أن الله تعالى ضرب الأمثال للناس في القرآن الكريم لعلهم يتذكرون، ويتفكرون، ويعتبرون، وجعل في ضرب الأمثلة تربيةً قرانيةً عاليةً لكل إنسان يتقبل الهدى والعلم النافع، فهذا بدهي.
5. أما بالنسبة لإشارتك في الآية (فهم لا يرجعون) بأن هؤلاء القوم كالمضطرب في بحر الرمل. فأرى أنه يمكن توجيه المعنى أيضا كما ورد في سورة طه (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) أي لا يستجيب إذا سألوه أو كلموه.
فالرجع هنا بمعنى الاستجابة للمؤثرات الخارجية وهي أحد أوصاف الكائن الحي، وكأن هناك إشارة في وصف من لا يرجع كمن لا يستجيب من الجمادات أو الأموات، كما في سورة الأحقاف (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5).
وهو عين المقصود لأن من اختار بإرادته الجازمة الواعية مثل ذاك الاختيار، لا يُستجاب له وانسدّ عليه الباب، فهو كمن سقط في وحل كلمّا تحرّك انغمس، ولا يمكنه أن يرجع إلى مواقع النور والهداية وصدق الإسلام (فهم لا يرجعون).
والله تعالى أعلم ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 04 - 2006, 10:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود الإشارة إلى مرجع للتفسير، وهو من أروع ما قرأت حول هذا الموضوع
وهو من خواطر الإمام الشعراوي. والرجاء قراءة التفسير بدءا من الصفحة في الأسفل وما بعدها في الموقع، وأرجوا أن يكون فيها الفائدة
مع عاطر التحيات
http://www.elsharawy.com/books.aspx?mstart=1002008&mend=1002022(/)
السؤال في التعبير البلاغي في القرآن
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 07:36 م]ـ
السلام عليكم
سبحان الله ... سبحان الله ... سبحان الله, واشهد ان هذا القرآن من لدن خبير عليم عزيز حكيم, فرغم عجمة في لساني وضعف في بياني وركاكة في الفاظي فاني اشعر بنشوة في فهم وتذوق بلاغة هذا القرآن.
في هذه الفقرة اود ان اطرح صيغ السؤال في القرآن ,لقد ورد السؤال في عدة صيغ منها اسأل, اسألوا, يسألون, ويسألونك.
قبل أن ابدأ بعرض الآيات التي تذكر صيغة السؤال (يسألونك) ارى من الحسن ان اذكر طبيعة السؤال والجواب في النص القرآني ... كما هو معلوم ان السؤال اما ان يكون بجملة فعلية او بجملة اسمية وعليه فإن الجواب يجب ان يكون من جنس السؤال اي انه اما ان يكون بجملة فعلية او جملة اسمية وهذا يسمى في العرف البلاغي التشاكل, الأصل في الجواب أن يكون مطابقاً للسؤال، إذا كان السؤال متوجّهاً، وقد يُعْدَل في الجواب عما يقتضيه السؤال، تنبيهاً على أنّه كان من حقّ السؤال أن يكون كذلك، ويُسَمّيه السكاكي الأسلوب الحكيم. وقد يجيء الجواب أعمَّ من السؤال للحاجة إليه في السؤال وأغفله المتكلم. وقد يجيء أنقص لضرورة الحال. هذا ما قاله الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن.
لقد ورد لفظ يسألونك 15مرة في القرآن:9 مرات يسألونك, و6 مرات محلاة بالواو (ويسألونك):
1.يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) /البقرة.
2.ويقول عز وجل:"يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) /البقرة.
3.ويقول سبحانه:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) /البقرة.
4.ويقول عزمن قائل:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا (219) /البقرة.
5.ويقول ايضًا:". يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) المائدة.
6.ويقول جل شأنه:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً (187) الاعراف.
7.ويقول الله عز وجل في نفس الآية:"يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (187) الاعراف.
8.ويقول الله:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " (1) الانفال.
9.ويقول سبحانه وتعالى:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا" (42) /النازعات.
واما الآيات الواردة فيها الواو هي:
1.يقول الله تعالى:". وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) /الاسراء.
2.ويقول سبحانه:"وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) /الكهف.
3.ويقول الله عز وجل:". وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) /طه.
4.ويقول الله عز وجل:" وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) /البقرة.
5.ويقول الله:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة.
6.ويقول الله يبحانه وتعالى:" فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220).
نلاحظ ان الجواب يأتي بعد لفظة (يسألونك ,ويسألونك) وبفعل (قل) في نفس الآية إلا آية النازعات فإن الحواب أتى متأخرًا في آية لاحقة: " إلى ربك منتهاها ", (أي قل لهم إلى الله إجراؤها والمنتهى موضع بلوغ الشيء فكأنه قيل إلى أمر ربك ومنتهى أمرها بإقامتها لأن منتهى أمرها بذكرها ووصفها والإقرار بها إلى الرسول ومنتهى أمرها بإقامتها إلى الله لا يقدر عليها إلا هو سبحانه, الطبرسي _مجمع البيان في تفسير القرآن_).
واما ورود يسألونك محلاة بالواو فقد ذهب الزركشي بقوله: لأنّ سؤالهم عن الحوادث؛ ففي حالة عدم الوصل بالواو وقع متفرقاً عن الحوادث، والآخر وقع في وقت واحد، فجيء بحرف الجمع دلالة على ذلك.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 12:11 ص]ـ
الأخ سليم
بارك الله فيك على هذا البيان الماتع حقاً ..
وباستثناء ما ذكرت - أخي الفاضل - بخصوص آية سورة النازعات، نلاحظ أن جميع الآيات بدأت بـ (يسألونك)، فكان الجواب دائماً: (قل)، إلا في آية سورة طه التي جاء فيها الجواب بقوله: (فقل)! قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} [طه: 105].
فما دلالة هذه الفاء؟
ـ[سليم]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي الطيبي طيّب الله ذكراك, هذا ما كنت اود ان اذكره آنفًا ... لكن لا بأس في الرد آنيًا, أخي الحبيب إن سياق الآية يدل على امر عقائدي ويتعلق بالإيمان بيوم الحشروهذا لا يتواطئ التواني والتأخير في الجواب, فلهذا جاء الجواب مقروناً بفاء التعقيب ولأن مقصودهم من هذا السؤال الطعن في الحشر والنشر.
وهذا ما قال به الرازي في تفسيره ايضًا.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 01:50 ص]ـ
أخي العزيز سليم ..
بداية أعتذر إن كنت قد قطعت حبل أفكارك ..
وسأدعك تكمل المقالة، ثم أناقشك ..
ودمتم ..
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 11:39 ص]ـ
السلام عليكم
والصيغة الثانية في السؤال الوارد في القرآن الكريم "لئن سألتهم",والجواب بصيغة "ليقولن",وردت في 7 مواضع في ايآلت القرآن وهي:
1. يقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ" (65) /التوبة.
2.ويقول عزوجل:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" (63) /العنكبوت.
3.ويقول رب العزة:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" (61) /العنكبوت.
4.ويقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25) /لقمان.
5.ويقول ايضًا:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ" (38) /الزمر.
6.ويقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" (9) /الزخرف.
7.ويقول سبحانه وتعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " (87) /الزخرف.
لقد جرت العرب على عادتها في اتمام الجواب اذا قصدوا ذلك ,ويكون تمام الجواب باثبات الفعل فيه كما هو حاصل في الآيات السابق ذكرهن.
ان سياق آية التوبة يدل على ان جواب المنافقين استبراء من النفاق ومن الملاحظ ان صيغة الشرط مستقبلة فالآية نزلت فيما هو أعمّ، ممّا يسألون عنه في المستقبل، إخباراً بما سيجيبون، فهم يسألون عمّا يتحدّثون في مجالسهم ونواديهم، التي ذكرها الله تعالى في قوله:" وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ", [البقرة: 14] لأنّهم كانوا كثيري الإنفراد عن مجالس المسلمين. وحذف متعلّق السؤال لظهوره من قرينة قوله: {إنما كنا نخوض ونلعب}. والتقدير: ولئن سألتهم عن حديثهم في خلواتهم، أعلم الله رسوله بذلك وفيه شيء من دلائل النبوءة. ويجوز أن تكون الآية قد نزلت قبل أن يسألهم الرسول، وأنّه لمَّا سألهم بعدها أجابوا بما أخبرت به الآية.
واما آية 63 من سورة العنكبوت, فان معرض الحديث عن انزال المطر وإحياء الارض من بعد موتها, فقد كان المشركون لا يدَّعُون أن الأصنام تُنزل المطر كما صرحت به الآية فقامت الحجة عليهم ولم ينكروها وهي تقرع أسماعهم, ولما كان سياق الكلام هنا في مساق التقرير كان المقام مقتضياً للتأكيد بزيادة {من} في قوله {من بعد موتها} إلجاء لهم إلى الإقرار بأن فاعل ذلك هو الله دون أصنامهم.
واما الآيات التالية فهي متعلقة في خلق السموات والارض, فإن سألهم سائل عمن خلق السماوات والأرض يعترفوا بأن الله هو خالق ذلك ولا يثبتون لأصنامهم شيئاً من الخلق فكيف يلتقي هذا مع ادعائهم الإِلهية لأصنامهم.
ثم يعقب في بعض الآيات بآية:"قُلِ الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ",وذلك لما اتضحت الحجة على المشركين بأن الله منفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة، ولزم من ذلك أن ليس لأصنامهم شرك في هذه الأفعال التي هي أصول نظام ما على الأرض من الموجودات فكان ذلك موجباً لإِبطال شركهم بما لا يستطيعون إِنكاره ولا تأويله بعد أن قرعت أسماعهم دلائله وهم واجمون لا يبدون تكذيباً فلزم من ذلك صدقُ الرسول عليه الصلاة والسلام فيما دعاهم إليه.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[02 - 04 - 2006, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
والصيغة الثالثة في السؤال هي (يسأل ويسألون) ,وقد وردت في القرآن الكريم في موضعين اثنين ,الاول في سورة الذاريات آية 12,حيث يقول الله تعالى:" يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ",واما الموضع الثاني في سورة القيامة آية6,وحيث يقول الله سبحانه وتعالى:" يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ",وكما هو بيّن ان السؤال كان عن زمن حصول يوم القيامة مستعملاً لفظة أيان ,و {أيان} اسم استفهام عن الزمان البعيد لأن أصلها: أن آن كذا، ولذلك جاء في بعض لغات العرب مضموم النون وإنما فتحوا النون في اللغة الفصحى لأنهم جعلوا الكلمة كلها ظرفاً فصارت {أيان} بمعنى (متَى).
ومن سياق الآيات السابقة واللاحقة لهذه الآيات من نفس السور نستشف مغزى سؤال هؤلاء وهو تهكمي واستهزائي لاعتقادهم استحالَة وقوعه.
ومن بلاغة القرآن في ايراد الجواب على نسق السؤال في التهكم والاستهزاء فقد جاء في جواب السؤال في آية الذاريات في جملة {يوم هم على النار يفتنون} جريًا على الأسلوب الحكيم من تلقي السائل بغير ما يتوقع ,فتُلقِّي كلامُهم بغير مرادهم لأن في الجواب ما يشفي وقع تهكمهم.
واما في آية القيامة فقد عُدل عن أن يجابوا بتعيين وقت ليوم القيامة إلى أن يهدَّدوا بأهواله، لأنهم لم يَكونوا جادِّين في سؤالهم فكان من مقتضى حالهم أن يُنذروا بما يقع من الأهوال عند حلول هذا اليوم مع تضمين تحقيق وقوعه فإن كلام القرآن إرشاد وهدْي ما يترك فُرصَة للهدي والإِرشاد إلاّ انتهزها، وهذا تهديد في ابتدائه جاء في صورة التعيين لوقت يوم القيامة إيهاماً بالجواب عن سؤالهم كأنه حملٌ لكلامهم على خلاف الاستهزاء على طريقة الأسلوب الحكيم. وفيه تعريض بالتوبيخ على أن فرطوا في التوقي من ذلك اليوم واشتغلوا بالسؤال عن وقته. وقريب منه ما روي أن رجلاً من المسلمين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم «متى الساعة؟ فقال له: مَاذا أعددت لها».فإن هذه الأحوال المذكورة في الآية مما يقع عند حلول الساعة وقيام القيامة فكان ذلك شيئاً من تعيين وقته بتعيين أشراطه.
فكان قول الله عزوجل:" فإذا برق البصر *وخسف القمر *وجمع الشمس والقمر *يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر*إلى ربك يومئذ المستقر * مكان الجوابَ.
وصيغة السؤال بلفظ يسأل وردت في سورة الاحزاب " يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا" (63) ,ففي هذه الآية فإن السؤال آت من الناس جميعًا, وهم اي الناس ثلاثة اصناف:
الصنف الاول: المكذبون بها وهم أكثر السائلين وسؤالهم تهكم واستدلال بإبطائها على عدم وجودها في أنظارهم السقيمة, وهؤلاء هم الذين كثر في القرآن إسناد السؤال إليهم معبَّراً عنهم بضمير الغيبة كقوله::" يسألونك عن الساعة ".والصنف الثاني: المؤمنون المصدقون بأنها واقعة لكنهم يسألون عن أحوالها وأهوالها، وهؤلاء هم الذين في قوله تعالى: " والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ".
والصنف الثالث: المؤمنون يسألون عنها محبة لمعرفة المغيبات، وهؤلاء نُهُوا عن الاشتغال بذلك كما في الحديث: " أن رجلاً سأل رسول الله: متى الساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا أعددتَ لها؟ فقال الرجل: والله يا رسول الله ما أعددتُ لها كبير صلاة ولا صوم سوى أنِّي أُحب الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت ".
يتبع ...
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 04 - 2006, 11:12 م]ـ
السلام عليكم
هذه هي صيغ السؤال التي وردت في القرآن وتحمل الجواب, وهناك صيغ آخرى ولكن الجواب فيها محذوف مقدر مثل قوله تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ",186/البقرة, يقول الزركشي: (حذفت-قل- للإشارة إلى أن العبْد في حالة الدعاء مُسْتَغْنٍ عن الواسطة، وهو دليل على أنّه أشرف المقامات، فإن الله سبحانه لم يجعل بينه وبين الداعي واسطة، وفي غير حالة الدعاء تجيء الواسطة.) ,فهذاه نكتة في غاية البلاغة ولطيفة في منتهى الدقة.
كما وان القرآن استعمل صيغ آخرى في السؤال وتحمل الجواب كما في قوله تعالى:"وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ ",116/المائدة.
او كما في قوله عز وجل:"أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـ?ذَا بِآلِهَتِنَا ي?إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـ?ذَا "الأنبياء/ 62 - 63.
ـ[بن طالب]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 07:33 ص]ـ
أخي الكريم سليم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوعك ممتاز ولقد استفدت منه وأرجو إن كان لك اهتمامات في اللطائف اللغوية في القرآن الكريم أن توافيني بها خاصة فيما يتعلق بالسؤال الطلبي في القرآن ونحو على البريد alfalahi778************* وجزاك الله خيراً(/)
الفرق بين أخيرا وآخرا
ـ[المفصح]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 04:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أسمع دائما الجملة التالية " أخيرا وليس آخرا " فما الفرق بين كلمتي أخيرا وآخرا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سليم]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 06:05 م]ـ
السلام عليكم
الأخير: نقيض الأَوَّلِ، أي آخِر واحد ,واما الآخِرُ نقيض المتقدّم ,وأَخِيرًا وَلَيْسَ آخِراً": أيْ أنَّ هُنَاكَ أَشْيَاءَ أُخْرَى يُمْكِنُ ذِكْرُهَا غَيْرَ التي وَرَدَتْ فِي خِتَام الحَدِيثِ.
ـ[المفصح]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 07:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[القيصري]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 11:20 ص]ـ
الأخ سليم
تحية طيبة
شكرا لكم على التفسير والشرح.
وأخيرا وليس آخرا هل يمكن ان نجد شاهدا من الكتب القديمة استعمل هذا التعبير؟
فقد قرأت ان التعبير ’’وأخيرا وليس آخرا’’ من التعابير المستحدثة (من الفاظ الحضارة الجديدة)
وهو ترجمة عن
at least but not at last
ولكنها غدت من العربية ولا ضير من استعمالها بالمعنى الي ذكرتموه. فاللغة العربية مثل اية لغة حية اخرى تتطور فتأخذ وتعطي (تلاقح اللغات).
شكرا لكم
القيصري(/)
"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ
ـ[سليم]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 10:23 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ",هذه الآية نزلت في حق سيدنا داود فالهاء في آتيناه عائدة على النبي داود ,والحكمة: قيل هي النبوة وكمال العلم، وإتقان العمل، والإصابة في الأمور، أو: الزبور وعلم الشرائع, واما فصل الخطاب فقد قيل ان الفصل معناه القطع وقيل انه تمييز الشيء من الشيء وإبانته عنه ,والخَطب والمخاطبة والتخاطب المراجعة في الكلام ,ويصبح معنى الآية: إن الله أخبر أنه آتى داود صلوات الله عليه فصل الخطاب، والفصل: هو القطع، والخطاب هو المخاطبة، ومن قطع مخاطبة الرجل الرجل في حال احتكام أحدهما إلى صاحبه قطع المحتكم إليه الحكم بين المحتكم إليه وخصمه بصواب من الحكم، ومن قطع مخاطبته أيضاً صاحبه إلزام المخاطب في الحكم ما يجب عليه إن كان مدعياً، فإقامة البينة على دعواه وإن كان مدعى عليه فتكليفه اليمين إن طلب ذلك خصمه. ومن قطع الخطاب أيضاً الذي هو خطبة عند انقضاء قصة وابتداء في أخرى الفصل بينهما بأما بعد.
وهناك من قائل يقول: الفصل: التميز بين الشيئين. وقيل للكلام البين: فصل، بمعنى المفصول كضرب الأمير، لأنهم قالوا: كلام ملتبس، وفي كلامه لبس. والملتبس: المختلط، فقيل في نقيضه: فصل، أي: مفصول بعضه من بعض، فمعنى فصل الخطاب البين من الكلام الملخص الذي يتبينه من يخاطب به لا يلتبس عليه ومن فصل الخطاب وملخصه: أن لا يخطىء صاحبه مظانّ الفصل والوصل، فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه، ولا يتلو قوله:" فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ", [الماعون: 4] إلا موصولاً بما بعده.(/)
بسم الله الهادي
ـ[محمد عابد]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 10:34 ص]ـ
أحبابي صباح مشرق على ربوع المعمورة:
عندي لكم سؤال و نرجو منكم الإفادة:
لماذا في سورة الرعد ذكر الله تعالى (((أءذا كنا ترابا" أءنا لفي خلق جديد)))) بينما في آيات أخرى ترابا وعضاما ....
أخوكم الحب الكبير
و:=
ـ[محمد عابد]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 06:00 م]ـ
أحبابي صباح مشرق على ربوع المعمورة:
عندي لكم سؤال و نرجو منكم الإفادة:
لماذا في سورة الرعد ذكر الله تعالى (((أءذا كنا ترابا" أءنا لفي خلق جديد)))) بينما في آيات أخرى ترابا وعضاما ....
أخوكم الحب الكبير
و:=
نرجو منكم عدم اهمال الردود ... نعلم أنكم منشغلون لكن لا تنسونا.
بارك الله فيكم.:=
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 06:27 م]ـ
الأخ الحب الكبير ..
بداية نرحّب بكم في منتديات الفصيح ..
فأهلاً ومرحباً ..
أما ما جاء في سؤالك بخصوص صيغة تكذيب منكري البعث للرسول صلى الله عليه وسلم، فإنها جاءت في القرآن الكريم ثلاث مرات مقترنة بكلمة (تُرَابًا):
- (وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) [الرعد: 5].
- (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ) [النمل: 67].
- (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) (ق: 3].
وجاءت في خمس مواضع مقترنة بعبارة (تُرَابًا وَعِظَامًا):
- (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ) [المؤمنون: 35].
- (قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [المؤمنون: 82].
- (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [الصافات: 16].
- (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ) [الصافات: 53].
- (وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [الواقعة: 47].
وإن سؤالك عن السر من وراء هذا الاختلاف لهو في محلّه ..
ونسأل الله أن نجد له جواباً شافياً في بطون الكتب بإذنه تعالى ..
ولكن لاحظ معي مدى جهل منكري البعث!
حيث نجدهم يقولون في المجموعة الثانية من الآيات: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا)!
وألو كانوا محقّين، لقالوا: (عظاماً وتراباً)!
لكنهم قالوا: (تراباً وعظاماً)!
وهذا بلا شكّ مغاير للترتيب الطبيعي المعهود!
فتأمّل كيف يبيّن الله كذبهم حتى في الأمور البدهية!
ـ[محمد عابد]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 07:49 م]ـ
الأخ الحب الكبير ..
بداية نرحّب بكم في منتديات الفصيح ..
فأهلاً ومرحباً ..
أما ما جاء في سؤالك بخصوص صيغة تكذيب منكري البعث للرسول صلى الله عليه وسلم، فإنها جاءت في القرآن الكريم ثلاث مرات مقترنة بكلمة (تُرَابًا):
- (وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) [الرعد: 5].
- (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ) [النمل: 67].
- (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) (ق: 3].
وجاءت في خمس مواضع مقترنة بعبارة (تُرَابًا وَعِظَامًا):
- (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ) [المؤمنون: 35].
- (قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [المؤمنون: 82].
- (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [الصافات: 16].
- (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ) [الصافات: 53].
- (وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [الواقعة: 47].
وإن سؤالك عن السر من وراء هذا الاختلاف لهو في محلّه ..
ونسأل الله أن نجد له جواباً شافياً في بطون الكتب بإذنه تعالى ..
ولكن لاحظ معي مدى جهل منكري البعث!
حيث نجدهم يقولون في المجموعة الثانية من الآيات: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا)!
وألو كانوا محقّين، لقالوا: (عظاماً وتراباً)!
لكنهم قالوا: (تراباً وعظاماً)!
وهذا بلا شكّ مغاير للترتيب الطبيعي المعهود!
فتأمّل كيف يبيّن الله كذبهم حتى في الأمور البدهية!
الأخ الفاضل يبدو أنكم من فلسطين, وأنا أيضا" فممكن نتعرف ببعضنا. أنا طبيب.
ولي إهتماماتي بالدين .. باحث صغيرتقدر تقول .. أسعدت بدرك.:=
ـ[سليم]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 10:47 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز الحب الكبير, نعم هناك سر في تقديم التراب على العظام وكما تقدم الاخ المشرف لؤي الطيبي (مدى جهل منكري البعث) فان صيرورة العظام تراباً يكون بعد مضي الايام والسنين وكأن القرآن يقول لمن ينكر البعث اننا لقادرون على بعث من اصبح ترابًا وهوابعد في الهلاك والتحلل وعلى بعث من هو حديث ميتة (العظام) ,وهذا ذهب اليه عدد من المفسرين منهم الشوكاني في كتابه" فتح القدير", والالوسي في كتابه "روح المعاني" حيث قال الالوسي:" أي وكان بعض أجزائكم من اللحم ونظائره تراباً وبعضها عظاماً نخرة مجردة عن اللحوم والأعصاب، وتقديم التراب لعراقته في الاستبعاد وانقلابه من الأجزاء البادية أو وكان متقدموكم تراباً صرفاً ومتأخروكم عظاماً، وقوله تعالى: {إِنَّكُمْ} تأكيد لأنكم الأول لطول الفصل بينه وبين خبره الذي هو قوله تعالى: {مُّخْرَجُونَ} وإذا ظرف متعلق به أي أيعدكم أنكم مخرجون من قبوركم أحياء كما كنتم أولاً إذا متم وكنتم تراباً".انتهى.(/)
سؤال؟
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[02 - 04 - 2006, 05:07 م]ـ
السلام عليكم
في الجملية التالية:
محاربة السلبية
ما هو الجمال الفني في الجملة مع الشرح؟
وفقكم الله.
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 04 - 2006, 06:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الكلمة التي وقعت مجازاً هنا (السلبية) ..
استعارة مكنية .. شبه السلبية بالعدو الذي يجب أن يُحارب ويُحشد له السلاح .. فذكر المشبه (السلبية) وحذف المشبه به (العدو) .. وبقى شيئ من لوازمه (محاربة) .. والله أعلم
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[02 - 04 - 2006, 07:48 م]ـ
شكرا كثيرا لك على الاجابة.
وفقك الله.(/)
معنى ناصية كاذبة
ـ[الحجج]ــــــــ[03 - 04 - 2006, 03:55 م]ـ
:::
قال تعالى:
كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)
و الناصية هي مقدمة الرأس، و لكن لا أعرف كيف أشرح ذلك بلاغياً.
هل ناصية هي بدل أم مجاز؟
يعني هل نقول أنه ذكر الجزء و أراد الكل؟
كيف يتم تخريج هذا لغوياً
مع ذكر الأمثلة لو سمحتم
بارك الله فيكم
أخوكم(/)
استفسار
ـ[تقي الدين أبوبكر]ــــــــ[03 - 04 - 2006, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما هي مكانة كل من علم المعاني، والبيان، والبديع من بين العلوم العربية؟ مع ذكر المصادر. وشكرا(/)
هل هناك فرق بين الـ (علة) و الـ (سبب)؟
ـ[في محل نصب مرفوع]ــــــــ[03 - 04 - 2006, 09:00 م]ـ
العنوان يحمل ما اريد ان اعرفه بالضبط:) آرائكم ايها اللغويين (اللغويين منصوبه لانه منادى، صح؟)
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 04 - 2006, 06:42 م]ـ
العلة لغة: المَرَضُ. عَلَّ يَعِلُّ واعتَلَّ أَي مَرِض، فهو عَلِيلٌ، وأَعَلَّه اللهُ، ولا أَعَلَّك اللهُ أَي لا أَصابك بِعِلَّة. واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إذا اعتاقه عن أَمر. واعْتَلَّه تَجَنَّى عليه. والعِلَّةُ: الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته، كأَنَّ تلك العِلَّة صارت شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله الأَول.
السَبَبِ: كُلُّ شَيْءٍ يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى غَيْرِهِ, اوكلُّ شيءٍ يُتَوَسَّل به إِلى شيءٍ غيرِه، وقد تَسَبَّبَ إِليه، والجمعُ أَسْبابٌ؛ وكلُّ شيءٍ يُتَوصّلُ به إِلى الشيءِ، فهو سَبَبٌ.
واما اصطلاحاً فالعلة: الشيئ الذي من احله وجد الحكم, او هي الامر الباعث على الحكم, والسبب: الشيئ المعرف لوجود الحكم وليس الباعث على الحكم, او كما يقول البعض: هو ما يلزم من وجوده وجود ومن عدمه العدم.(/)
التقديم و التأخير
ـ[ميدو]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 04:19 م]ـ
:::
لو سمحتم يا جماعه انا عايز اعرف مواضع التقديم والتأخير في سورة سبأ
او اي حد يجيب اي لنك لكتاب او موقع اعرف اجيب منه المواضع دي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 06:44 م]ـ
مثال:
تتقدّم صفة الغفور على صفة الرحيم في آيات القرآن الكريم إلا في سورة سبأ، حيث قال عزّ وجلّ في الآية الثانية: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ). فما سر ذلك؟
هذه الآية هي الآية الوحيدة التي قدّم فيها صفة الرحيم على صفة الغفور في القرآن كله، فحيث اجتمعا فيما سواها قال (الغفور الرحيم) إلا في هذا الموطن ولنبدأ بمعرفة معاني كل منهما.
(فالغفور) صفة متعلقة بالمكلّفين من الثقلين أما (الرحيم) فهي صفة عامة تطلق على المكلف وغير المكلف كالرضع والحيوانات، فالرحمة أوسع وأعم من المغفرة، لأن المغفرة خاصة بالمكلفين المذنبين وكان ما تقدم هذين الاسمين عاما في هذا الموضع: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)
في كل القرآن الكريم حيث اجتمع هذان الاسمان الكريمان تقدم ذكر للإنسان بأي صورة من الصور، أما هنا فلم يتقدم ذكر الإنسان، بل تأخر، فالسورة تبدأ: (الحََمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ. يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)
ثم قال في الآية الثالثة: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)
فتأخر ذكر أصناف البشر ولذلك تأخرت المغفرة!
المصدر
( http://www.islamiyyat.com/takdeem.htm)(/)
سر التعبير في قوله تعالى " لا أقسم "
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 07:28 م]ـ
يسم الله الرحمن الرحيم
ما سر التعبير في" لا أقسم "
1 - قيل أنها نافية، ومنهم من قال إنها تنفي شيئا تقدم في سورة أخرى، ومنهم من قال إنها تنفي الفعل أقسم.
2 - وقيل هي زائدة.
3 - وقيل هي لام الإبتداء أشبعت فتحتها فتولدت عنها ألف.
4 - وترى بنت الشاطىء أن (لا) هنا جاءت لنفي الحاجة للقسم.
فماذا تقولون أيها الأخوة الأفاضل؟
ـ[سليم]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 08:08 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ" (1) /القيامة, ذهب كثير من العلماء الى ما اشرت اليه, ولكن هناك من يقول ان دخول اللام لتوكيد الكلام, عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر {لَا أُقْسِم} قَالَ: أُقْسِم. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ دَخَلَتْ " لَا " تَوْكِيدًا لِلْكَلَامِ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: - سَمِعْت أَبَا هِشَام الرِّفَاعِيّ يَقُول: سَمِعْت أَبَا بَكْر بْن عَيَّاش يَقُول: قَوْله: {لَا أُقْسِم} تَوْكِيد لِلْقَسَمِ كَقَوْلِهِ: لَا وَاللَّه.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 09:39 م]ـ
أهلاً وسهلاً ومرحباً بالأستاذ الكبير والأديب النحرير ..
الأخ الكريم سمير الجندي ..
يقول تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ). ما دلالة (لا) قبل فعل القسم؟
1 - القول بأنها نافية لكلام محذوف ردّه المحقّقون، لأنه لا دليل على هذا المحذوف. والقول بأنها تنفي القسم نفسه، هو ما ذهب إليه الرازي، حيث يقول: "الاحتمال الثاني: أن (لا) ها هنا لنفي القسم، كأنه قيل: لا أقسم عليكم بذلك اليوم، وتلك النفس، ولكني أسألك غير مقسم: أتحسب أنا لا نجمع عظامك إذا تفرّقت بالموت؟ فإن كنت تحسب ذلك، فاعلم أنا قادرون على أن نفعل ذلك. وهذا القول اختيار أبي مسلم، وهو الأصحّ، ويمكن تقدير هذا القول على وجوه أخر: أحدها: كأنها تعالى يقول: (لا أقسم) بهذه الأِشياء، على إثبات هذا المطلوب، فإن هذا المطلوب أعظم وأجلّ من أن يقسم عليه، وتفخيم شأنه. وثانيها: كأنه تعالى يقول: (لا أقسم) بهذه الأشياء على إثبات هذا المطلوب، فإن إثباته أظهر وأجلى، وأقوى وأحرى، من أن يحاول إثباته بمثل هذا القسم، ثم قال بعده: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ)، أي: كيف خطر بباله هذا الخاطر الفاسد الظهور".
وهذا القول وإن أمكن قبوله في آية سورة القيامة وغيرها، إلا أنه لا يتسق مع آيات أخرى، مثل قوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) [الواقعة: 75] لأنه قد جاء بعدها: (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ). فكيف نرتضي القول بأن (لا) في هذه الآية لنفي القسم، وفي غيرها من الآيات جاءت بهذا التركيب؟
2 - القول بأنها زائدة قاله بعض البصريين والكسائي وعامّة المفسّرين، وذهبوا إلى أنه لا دور لها في معنى التركيب (انظر: الأزهية للهروي: ص162 - 163). وهذا القول ردّه المحقّقون بحُجّة أن مجيئها في الصدارة ينافي زيادتها، ولأنه "لا يبتدأ بجحد ثم يجعله صلة يراد به الطرح لأن هذا الجواز لم يعرف خبر فيه جحد من خبر لا جحد فيه" (انظر: معاني القرآن للفراء: ج3 ص 307). كما ردّ الزمخشري القول بالزيادة، ولم يرتض ما أجاب به القائلون بها لأنه جواب غير سديد.
3 - ولذلك نجد أن القول بأنها لام الابتداء أشبعت فتحتها، هو الأرجح - والله أعلم. وهذا يؤيّده ما ذهب إليه الحسن في قراءته وهو أن اللام لام القسم دخلت على (أقسم)، وروى ذلك أيضاً قنبل محمد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن كثير (انظر: الأزهية للهروي: ص 166. ومعاني الحروف للرماني: ص 84. ومغني اللبيب لابن هشام: ص 328. وشرح المفصل لابن يعيش: ج8 ص 136).
4 - وقول بنت الشاطيء - رحمها الله - يردّه ما جاء في (1).
والله تعالى أعلم ..
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 05:57 م]ـ
الأخ سليم
السلام عليكم، وشكرا لردكم واهتمامكم الكريم، فانني أثني على ما جاء به أخي الكريم لؤي الطيبي في رده ولا أظنك الا موافق عليه أنت أيضا.
مع الاحترام
سمير الجندي
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 06:04 م]ـ
الأخ لؤي الطيبي حفظه الله
أوافق على ما جئت به،
فاذا كان الله تعالى ليس بحاجة للقسم، فكيف يتفق هذا مع قوله " فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم "
مع الاحترام
سمير الجندي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 02:12 ص]ـ
السلام عليكم
أقدّم لكم بحثاً للأستاذة رفاه زيتوني والذي نَشَرَتهُ في ملتقى أهل التفسير، وهو بعنوان (ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية).
وقد انتصرت الأستاذة الكريمة في بحثها لرأي الدكتورة عائشة عبد الرحمن - رحمها الله - والذي مفاده أن (لا) جاءت لنفي الحاجة للقسم.
من الظواهر الأسلوبية في القرآن - ظاهرة القسم المسبوقة بلا النافية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1548)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 07:28 م]ـ
الأخ لؤي
السلام عليكم
لقد رجعت الى الرابط الذي أرسلته لي وتبين لي أن الأستاذة رفاه زيتوني قد استندت على ما جاء في كتاب اعجاز القرأن لبنت الشاطيء، وانني قد ذكرت بعض الملاحظات عند طرح سؤالي عليكم، ما أريده يا أخ لؤي هو تفسيركم وترجيحكم الشخصي لهذا الأمر، وقد بينتم ذلك في ردكم الأول البند الثالث منه.
جزاكم الله خيرا
أخوكم
سمير الجندي
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 11:48 م]ـ
يبدو أن صديقي الجندي قد بدأ حربه البلاغية، فاستعدوا:)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 12:43 ص]ـ
وما المانع يا أخي
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم
أخواني في الله ,إن الله عز وجل يفعل ما يشاء ولا يُسأل عما يفعل, فله أن يقسم بجلالته وعزته وله أن يقسم بأحد مخلوقاته, واما معنى القسم منه سبحانه, فإنه إن كان لأجل المؤمن، فالمؤمن يصدّق مجرّد الإخبار؛ وإن كان لأجل الكافر فلا يفيده.
وقال القشيري أن الله عز وجل أقسم لكمال الحجة وتأكيدها، وذلك أن الحكم يُفْصَل باثنين: إما بالشَّهادة، وإمّا بالقسم، فذكر الله تعالى [في كتابه] النوعين حتى لا يُبقي لهم حُجة", [فقال: {شَهِدَ ?للَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ وَ?لْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ?لْعِلْمِ} [آل عمران: 18] وقال: {قُلْ إِي وَرَبِّي? إِنَّهُ لَحَقٌّ} [يونس: 53]. [وقوله: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72].
وقال الزركشي: وعن بعض الأعراب أنه لما سمع قوله تعالى: {وَفِي ?لسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ ?لسَّمَآءِ وَ?لأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} [الذاريات: 22 - 23] صاح وقال: مَنِ الذي أغضب الجليل حتى ألجأه إلى اليمين، قالها ثلاثا، ثم مات. فإن قيل: كيف أٌسم بمخلوقاته وقد ورد النهيُ علينا ألاّ نقسم بمخلوق؟
قيل: فيه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنّه حذف مضاف، أيْ "ورب الفجر" و "رب التين"، وكذلك الباقي.
والثاني: أن العرب كانت تعظم هذه الأشياء وتُقْسم بها؛ فنزَلَ القرآن على ما يعرفون.
والثالث: أن الأقسام إنما تجب بأن يُقسم الرجلُ بما يعظّمه، أو بمن يجلّه؛ وهو فوقه والله تعالى ليس شيء فوقه؛ فأقسم تارةً بنفسه، وتارة بمصنوعاته، لأنها تدلّ على بارئ وصانع؛ واستحسنه ابن خالويه. وقسَمُه بالنبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {لَعَمْرُكَ} [الحجر: 72] ليعرف الناس عظمته عند الله، ومكانته لديه، فقال الأستاذ أبو القاسم القشيري في "كنز اليواقيت": "والقَسَم بالشيء لا يخرج عن وجهين: إما لفضيلة أو لمنفعة؛ فالفضيلة كقوله تعالى: {وَطُورِ سِينِينَ *وَهَـ?ذَا ?لْبَلَدِ ?لأَمِينِ} [التين: 2 - 3]، والمنفعة نحو: {وَ?لتِّينِ وَ?لزَّيْتُونِ} [التين: 1].(/)
أسرار النظم عند الجرجاني
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 12:14 ص]ـ
النظم هو محور إعجاز القرآن الكريم عند العالم الشهير عبدالقاهر الجرجاني
أسرار النظم عند الجرجاني
ياسر بن صالح الدوسري
كنت أمني نفسي وأنا في بدايات دراستي الجامعية أن ننظر إلى البلاغة والنحو بعقلية تذوقية أكثر مما نحن فيه من السّرد غير المقنع للتعليلات اللغوية، و أن ننظر نظرة تذوقيّة تمكننا من ربط التعليلات بالفن، وتمكننا من الغوص في النصوص والامتزاج معها واكتشاف أسرارها، ولم يتسنّ لي في ذلك الوقت أن أنظر إلى الدراسات المهتمة في هذا المجال، والتي من أبرزها: دراسات عبد القاهر الجرجاني، وبالتحديد نظرية النظم.
ونما عندي هذا الاهتمام حتى كونت مكتبة صغيرة تحوي ما قيل عنها وحرصي بها دفعني أيضاً إلى أن أنقل القارئ الكريم إلى شيء من أسرارها، ولم تكن دراستي لها حصريّة لعلمي أن الموضوع متشعب وطويل، ولكن ما كتبته يمثل مقالاً تطبيقياً ونقاطاً حاولت أن أنقل ما يريد الجرجاني بها، ولأنها تمثل حاجة في نفسي وحبي للتعليل الفني، فلقد حاولت أن استحضر أمثلة من الواقع ومبسطة لغير المتخصص.
ما أريد هو النظم بذاته عند عبقري البلاغة الجرجاني فقط، ونظريته التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وسبقت عصرها، وأحببت أن أوسع مداركي أولاً لأني أهوى الغوص في الدلالات النحوية وهي صلب هذه النظرية.
ومما زاد الطين بلة أنني لم أجد دراسات متخصصة ضافية لما أردت بل القوائم التي استطعت أن أجمعها خليط مقالات سابقة، وما علق في الذهن أثناء دراستي في كلية اللغة العربية، ولا أنسى كتابي الجرجاني الدلائل والأسرار.
أولاً: النظم تعليق الكلم بعضها ببعض وجعل بعضها بسبب بعض (1) قال شوقي ضيف - رحمه الله - أنها توخي المعاني النحوية في الكلام، وربط العربية بعضها ببعض (2)
ثانياً: أول من تكلم بها ربما يكون أرسطو في كتابه فن الشعر (3) كما تحدث عنها الجاحظ وابن المقفع بعد ذلك ولم يتفطن إليها بأبعادها وأسرارها الواسعة آنذاك سوى الجرجاني.
ثالثاً: منشؤها: جاءت لمتطلبات إعجاز القرآن العظيم حتى إن بعض العلماء ربط إعجاز القرآن بالنظم كما فعل الجرجاني.
رابعاً: إنها تتصل اتصالاً وثيقاً بالتقديم والتأخير ودلالاته، وهذا سرّ تميزها، فمثلاً إن جاء زيد من الناس لا يهمك مجيئه فتقول: جاء زيد وإن كان يهمك كالقادم من السفر مثلاً فتبدأ به وتقول: زيد قادم هذا من حيث الأهمية، وربما يُقدم لأغراض أخرى المهم أنه لا يجعل التقديم والتأخير اعتباطياً بل له دلالاته.
خامساً: أنها تهتم بالتصريف فكل تصريف له دلالته فـ (انطلق) غير (منطلق) فالأولى تفيد الاستمرار والثانية تفيد الثبات.
سادساً: لا ينتهي الجرجاني عند هذه النقطة، بل يبحث في المفهوم الدلالي الذي تقتضيه فصاحة المخاطب سابقه أو لاحقه رفعاً ونصباً وجراً فالرفع بعد الفعل يدل على الفاعل، والفاعل يدل على من عمل الفعل، ومن ذلك تستطيع أن تقرّب هذه القواعد إلى أذهاننا (4).
بعد ذلك أتعجب كلما قرأت له وهو يغوص في الآية القرآنية أو البيت من الشعر ثم تحس أنك أمام شخص يدرك لغته، ويدرك ما يقرأ وأبعاد ما يقرأ، ولعلي أقف على مثال واحد وهو قراءته لبيت أبي تمام (5)
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه وأرْي (6) الجنى اشتارته (7) أيد عواسل
يقول - رحمه الله -: (إن لعاب الأفاعي مبتدأ ولعابه خبر كما يوهمه الظاهر، أفسدت عليه كلامه وأبطلت الصورة التي أرادها فيه، وذلك أن الغرض أن يشبه مداده بأرْي الجنى على معنى أنه إذا كتب في العطايا والصلات أوصل به إلى النفوس ما تحلو مذاقه عندها، وأدخل السرور واللذة عليها، وهذا المعنى إنما يكون إذا كان لعابه مبتدأ ولعاب الأفاعي خبراً (8)
هذه الدقة المتناهية في التدقيق الدلالي في القراءة السابقة يوضح عمقاً،
وتقصياً عجيباً، يجعلنا نحترم هذه اللغة من جهة، وهذا العالم من جهة أخرى.
ينتج من كلامي السابق أن النظرية تتعلق تعلقاً وثيقاً بالنحو، بل هي النحو ببعده الأعمق، فعندما يحدّد النحوي الفعل والفاعل يأتي دور البليغ ليحدد الرتبة ودورها في المعاني والسفر وراء الدلالات النحوية والأغراض.
أخيراً لم أكن لأضيف شيئاً في مقالي هذا، بل أردت أن أنقل هذا العمق الدلالي بأسلوب مبسط وأمثلة قريبة من الواقع الحي، ثم لتدرك أخي أن الجرجاني أراد في (النظم) أن ندقق في البنية اللغوية، وأن ندرك أسرارها، ونعي كل حركاتها لندرك سر إعجاز القرآن، و سر عربيتنا وهذا الكلام ثري؛ لأنه سينقلنا إلى لغتنا بأسلوب مبسط نتفهمه ونفهمه أجيالنا، وهذا الكلام أيضاً كما قلت قد سبق عصره لدقته وشموله وثرائه.
----------------------------------------
1 - عبد القاهر الجرجاني بلاغته ونقده للدكتور: أحمد مطلوب
2 - البلاغة تطور وتأريخ للدكتور شوقي ضيف
3 - أرسطو شاعر وناقد يوناني قبل الميلاد وفن الشعر كتابه الذي جمع فيه آراءه
4 - مقالات في الشبكة
5 حبيب بن أوس الطائي شاعر عباسي يهتم بالمعنى وهذا سر اهتمام الجرجاني به.
6 - الأرى العسل
7 - أي لزق فيها
8 - دلائل الأعجاز لعبد القاهر الجرجاني
وأيضاً استفد من:
البحث البلاغي للدكتورة عائشة فريد
أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 12:53 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله في أختنا أنوار الأمل هذه الإشراقة اللطيفة.
ولديّ استفسار عمّا جاء في النقطة الثانية، وهي قول الباحث- حفظه الله:
ثانياً: أول من تكلم بها ربما يكون أرسطو في كتابه فن الشعر كما تحدث عنها الجاحظ وابن المقفع بعد ذلك ولم يتفطن إليها بأبعادها وأسرارها الواسعة آنذاك سوى الجرجاني.
فما دليله حين ينسب نظرية النظم إلى أرسطو؟
أو - لنقل - إلى منطق يونان؟
وبارك الله فيكم ..
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 01:11 ص]ـ
السلام عليكم
شكر الله أستاذتنا الفاضلة أنوارالأمل نقلك لمقال الأستاذ ياسر الذي كان عضوًا في الفصيح _كما علمتُ_ قبل أن نفتقده، مع الأسف!
الأستاذ الفاضل لؤي:
لعل أخانا الأستاذ ياسر نقل ذلك عن افتراءات طه حسين وادّعاءاته!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 01:59 ص]ـ
الأستاذة الكريمة معالي ..
بداية أغتنم الفرصة لأهنئك على انضمامك إلى ركب المشرفين في الفصيح.
وأسأل الله لك السداد والتوفيق.
وإن قولك حفظك الله: "لعل أخانا الأستاذ ياسر نقل ذلك عن افتراءات طه حسين وادّعاءاته"!
لهو عين ما أردت الكشف عنه.
ولعلّ الأستاذ ياسر الدوسري - حفظه الله - يطلعنا بالفعل على مصدر هذه المعلومة!
وبارك الله فيكم.
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 02:24 ص]ـ
السلام عليكم
شكر الله لك شيخنا الفاضل، وأعاننا وإياكم على ما فيه نيل رضوانه وخدمة لغتنا العظيمة.
سؤالي أستاذي الكريم:
هل هناك مَنْ أشار إلى هذه المعلومة عدا طه حسين _ في كتابه (نقد النثر) _ ومَنْ افتتن بآرائه؟
شكر الله لكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 03:04 ص]ـ
هل هناك مَنْ أشار إلى هذه المعلومة عدا طه حسين _ في كتابه (نقد النثر) _ ومَنْ افتتن بآرائه؟
السلام عليكم
الأستاذة الكريمة معالي ..
- وجدت أن الأستاذ خلف الله يؤيّد تأثّر عبد القاهر بالفكر اليوناني، في: (من الوجهة النفسية في دراسة الأدب ونقده، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، 1970، ص113).
- والدكتور كمال أبو ديب، في: (مداخل لدراسة الأدب العربي - في مواطن متفرّقة من الكتاب)، وهو بالإنجليزية بعنوان:
Jurjanis Theory of Poetic Imagery, No. 1 Published In England , by , ARIS and PHILLIPS LTD, Warminster, Wilts, 1979
- وقد سبقهما إلى هذا النهج الدكتور شكري محمد عيّاد، في: (كتاب أرسطوطاليس في الشعر، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1967).
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 06:39 م]ـ
أستاذنا الفاضل
تنبهت لذلك وأنا أقرأ المقال وكان قد أعجبني فيه تلخيص نظرية النظم في نقاط محددة
وفكرت في حذف هذه الجزئية أو عرض نصف المقال لكنني قلت إنهم أهل الفصيح فلا داعي لذلك
أتمنى أن أقرأ قريبا عن بداية ظهور تلك النظرة التي تربط الجرجاني بعلوم اليونان ونظرياتهم
والشكر الجزيل لمعالي الخير
دمتم بخير
دمتم بخير
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 08:54 م]ـ
الأخت أنوار الأمل
لك جزيل الشكر على فتح مثل هذا الموضوع
أما عن ربط النظم بأرسطو فلنا عودة بإذن الله تعالى.
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 12:39 ص]ـ
شكرا للجميع
ولأنوار على طرح مقالي لعل لي عودة بإذن الله
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 12:56 ص]ـ
أهلا وسهلا بك أستاذ ياسر
سعدنا بعودتك بعد طول غياب!
فحياك الله من جديد.
نحن بانتظار عودتك عن قريبٍ بإذن الله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 02:48 ص]ـ
أضمّ صوتي إلى صوت الأستاذة معالي في الترحيب بالأستاذ ياسر الدوسري - حفظه الله ..
فحياك الله أستاذنا الكريم وأكثر نفعك .. ونحن بشوق لقراءة ما يجود به فكرك وقلمك ..
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 02:53 م]ـ
السلام عليكم
وجدته!
كنتُ أذكر أنني قرأته في مكانٍ ما، وها أنا أجده في منتدى النقد!
ها هو ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=5349).
شكر الله لكم جميعا.
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 11:31 م]ـ
وهنا فيه اضافات طفيفة محاولاً ربطها بالأسلوبية الحديثة
والذي دعاني اهتمامكم بالموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت أمني نفسي وأنا في بدايات دراستي الجامعية أن ننظر إلى البلاغة والنحو بعقلية تذوقية أكثر مما نحن فيه من السرد غير المقنع للتعليلات اللغوية بل والمنطقية أحياناً، وأن ننظر نظرة تذوقية تمكننا من ربط التعليلات بالفن، وتمكننا من الغوص في النصوص والامتزاج معها واكتشاف أسرارها ولم يتسن لي في ذلك الوقت أن أنظر إلى الدراسات المهتمة في هذا المجال والتي من أبرزها: دراسات عبدالقاهر الجرجاني وبالتحديد نظرية النظم.
ونما بي هذا الاهتمام حتى كونت مكتبة صغيرة تحوي ما قيل عنها وحرصي بها دفعني أيضاً إلى أن أنقل القارئ الكريم إلى شيء من أسرارها ولم تكن دراستي لها حصرية لعلمي أن الموضوع متشعب وطويل ولكن ما كتبته يمثل مقالاً تطبيقياً ونقاطا حاولت أن أنقل ما يريد الجرجاني بها ولأنها تمثل حاجة في نفسي وحبي للتعليل الفني فلقد حاولت أن أستحضر أمثلة من الواقع ومبسطة لغير المتخصصين.
ما أريد هو النظم بذاته عند عبقري البلاغة الجرجاني فقط، ونظريته التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وسبقت عصرها، وأحببت أن أوسع مداركي أولاً لأني أهوى الغوص في الدلالات النحوية وهي صلب هذه النظرية.
ومما زاد الطين بلة أنني لم أجد دراسات متخصصة ضافية لما أردت بل القوائم التي استطعت أن أجمعها خليط مقالات سابقة، وما علق في الذهن دراستي في كلية اللغة العربية ولا أنسى كتابي الجرجاني الدلائل والأسرار.
أولاً: النظم: تعليق الكلم بعضها ببعض وجعل بعضها بسبب بعض (1) قال شوقي ضيف رحمه الله إنها توخي المعاني النحوية في الكلام وربط العربية بعضها ببعض (2).
ثانياً: أول من تكلم بها ربما يكون أرسطو في كتابه (فن الشعر) (3) كما تحدث عنها الجاحظ وابن المقفع بعد ذلك ولم يتفطن إليها بأبعادها وأسرارها الواسعة آنذاك سوى الجرجاني.
ثالثاً: منشؤها: جاءت لمتطلبات اعجاز القرآن العظيم حتى إن بعض العلماء ربط اعجاز القرآن بالنظم كما فعل الجرجاني.
رابعاً: إنها تتصل اتصالاً وثيقاً بالتقديم والتأخير ودلالاته وهذا سر تميزها فمثلاً إن جاء زيد من الناس لا يهمك مجيئه فتقول: جاء زيد وإن كان يهمك كالقادم من السفر مثلاً فتبدأ به وتقول: زيد قادم، هذا من حيث الأهمية، وربما يقدم لاغراض أخرى المهم أنه لا يجعل التقديم والتأخير اعتباطياً بل له دلالاته.
خامساً: إنها تهتم بالتصريف فكل تصريف له دلالته ف (انطلق) غير (منطلق) فالأولى تفيد الاستمرار والثانية تفيد الثبات.
سادساً: لا ينتهي الجرجاني عند هذه النقطة، بل يبحث في المفهوم الدلالي الذي تقتضيه فصاحة المخاطب سابقة أو لاحقة رفعاً ونصباً وجراً فالرفع بعد الفعل يدل على الفاعل والفاعل يدل على من عمل الفعل ومن ذلك تستطيع أن تقرب هذه القواعد إلى أذهاننا (4).
ولتعرف أيضاً أن عبدالقاهر بنظريته البديعة بذاتها، لم يضف جديداً، وإنما الجديد فيها تطبيقه الرائع على الأمثلة وتقليبها حيث شاء، حتى يدرك المعنى من جميع الزوايا.
وامتداداً لهذه النظرية جاءت الأسلوبية والتي هي صدى بشكل أو بآخر لهذه النظرية وهذا الشيء جعل بعض الباحثين يجعل عبدالقاهر في نظريته الرائعة رائد الأسلوبية في البيان العربي.
بعد ذلك أتعجب كلما قرأت له وهو يغوص في الآية القرآنية أو البيت من الشعر ثم تحس أنك أمام شخص يدرك لغته ويدرك ما يقرأ وأبعاد ما يقرأ ولعلي أقف على مثال واحد وهو قراءته لبيت أبي تمام (5)
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه
وأرى (6) الجنى اشتارته (7) أيد عواسل
يقول رحمه الله: (إن لعاب الأفاعي مبتدأ ولعابه خبر كما يوهمه الظاهر، أفسدت عليه كلامه وأبطلت الصورة التي أرادها فيه، وذلك أن الغرض أن يشبه مداده بأرى الجنى على معنى أنه إذا كتب في العطايا والصلات أوصل به إلى النفوس ما تحلو مذاقه عندها، وأدخل السرور واللذة عليها، وهذا المعنى إنما يكون إذا كان لعابه مبتدأ ولعاب الأفاعي خبراً) (8).
هذه الدقة المتناهية في التدقيق الدلالي في القراءة السابقة توضح عمقاً، وتقصياً عجيباً، يجعلنا نحترم هذه اللغة من جهة، وهذا العالم من جهة أخرى.
ينتج من كلامي السابق أن النظرية تتعلق تعلقاً وثيقاً بالنحو، بل هي النحو ببعده الأعمق، فعندما يحدد النحوي الفعل والفاعل يأتي دور البليغ ليحدد الرتبة ودورها في المعاني والسفر وراء الدلالات النحوية والأغراض.
وفي الوقت الحالي كان علم المعاني بتطبيقاته الكثيرة والعميقة هو امتداد لهذه النظرية الرائعة
أخيراً لم أكن لأضيف شيئاً في مقالي هذا بل أردت أن أنقل هذا العمق الدلالي بأسلوب مبسط وأمثلة قريبة من الواقع الحي ثم لتدرك أخي أن الجرجاني أراد في (النظم) أن ندقق في البنية اللغوية وأن ندرك أسرارها ونعي كل حركاتها لندرك سر اعجاز القرآن وسر عربيتنا وهذا الكلام ثري لأنه سينقلنا إلى لغتنا بأسلوب مبسط نتفهمه وتفهمه أجيالنا وهذا الكلام أيضاً كما قلت قد سبق عصره لدقته وشموله وثرائه.
الحواشي:
1 عبدالقاهر الجرجاني بلاغته ونقده للدكتور أحمد مطلوب.
2 البلاغة تطور وتاريخ للدكتور شوقي ضيف.
3 أرسطو شاعر وناقد يوناني قبل الميلاد وفن الشعر كتابه الذي جمع به آراءه.
4 مقالات في الشبكة.
5 حبيب بن أوس الطائي شاعر عباسي يهتم بالمعنى وهذا سر اهتمام الجرجاني به.
6 الأرى العسل.
7 أي لزق فيها.
8 دلائل الاعجاز لعبدالقاهر الجرجاني.
واستفدت أيضاً من البحث البلاغي للدكتورة عائشة فهد
أسرار البلاغة لعبدالقاهر الجرجاني
ياسر بن صالح الدوسري
عضو نادي القصيم الأدبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 06:51 م]ـ
الأخت أنوار الأمل
الأخ ياسر بن صالح الدوسري
شكرا لكم على هذا العرض المبسط لنظرية النظم، مفيد عرضكم هذا، جعله الله في ميزان حسناتكم.
مع الاحترام
سمير الجندي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 07:32 م]ـ
السلام عليكم
لم يتأثر الجرجاني بأحد أو بشيء من خارج دائرة الثقافة العربية
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 11:36 م]ـ
السلام عليكم
ليت الأستاذ ياسر يتفضل بالإجابة عن استفسار شيخنا لؤي:
ولديّ استفسار عمّا جاء في النقطة الثانية، وهي قول الباحث
-حفظه الله-:
ثانياً: أول من تكلم بها ربما يكون أرسطو في كتابه فن الشعر (3) كما تحدث عنها الجاحظ وابن المقفع بعد ذلك ولم يتفطن إليها بأبعادها وأسرارها الواسعة آنذاك سوى الجرجاني.
فما دليله حين ينسب نظرية النظم إلى أرسطو؟
أو - لنقل - إلى منطق يونان؟
وبارك الله فيكم ..
سلم الله الجميع.(/)
زينة المؤمنات في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 02:01 م]ـ
زينة المؤمنات
قال الله تعالي:
{وَقُل للْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائهن أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي لإِرْبَةِ مِنَ الرجَالِ أَوِ الطفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النساء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المؤمنون لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (49).
هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركين وكان سبب نزول هذه الآية: ما ذكره مقاتل بن حيان قال: بلغنا ـ والله أعلم ـ أن جابر بن عبد الله الأنصاري حدث أن أسماء بنت مرثد كانت في محل لها في بني حارثة، فجعل النساء يدخلن عليها غير متأزرات فيبدو ما في أرجلهن من الخلاخل وتبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء: ما أقبح هذا, فأنزل الله تعالى: {وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ---} الآية.
وهذه الآية الكريمة تعد أكثرالآيا ت القرآنية اشتمالا علي الضمائر.
قال الإمام السيوطي في إتقانه (50) في النوع الثاني والأربعين تحت عنوان: قاعدة في الضمائر:
قال مكي:" ليس في كتاب الله آية اشتملت على ضمائر أكثر منها فإن فيها خمسة وعشرين ضميرا".
وقد خصّ الله- سبحانه وتعالى- الإناث هنا بالخطاب على طريق التأكيد؛ فإن قوله: «قل للمؤمنين» يكفي؛ لأنه قول عام يتناول الذَّكَر والأنثى من المؤمنين، حسب كلّ خطاب عام في القرآن. وظهر التضعيف في «يَغْضُضْنَ» ولم يظهر في «يَغُضُّوا» لأن لام الفعل من الثاني ساكنة ومن الأوّل متحركة، وهما في موضع جزم جواباً. وبدأ بالغَضّ قبل الفرج لأن البصر رائد للقلب؛ كما أن الحُمَّى رائد الموت. وأخذ هذا المعنى بعض الشعراء فقال:
ألم تر أن العين للقلب رائد
ما تألف العينان فالقلب آلف
وفي الخبر: «النظر سَهْم من سهام إبليس مسموم فمن غضّ بصره أورثه الله الحلاوة في قلبه». وقال مجاهد: إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزيّنها لمن ينظر؛ فإذا أدبرت جلس على عَجُزها فزيّنها لمن ينظر. وعن خالد بن أبي عمران قال: لا تُتْبِعنّ النظرة النظرة فربما نظر العبد نظرةً نَغِل منها قلبُه كما يَنْغَل الأديم فلا يُنتفع به.
وإذا كان الله-عزوجل-قدأمرالمؤمنين في الأيةالسابقة بغض الأبصار وحفظ الفروج-كذلك-أمرالؤمنات في هذه الآية الكريمة بمثل ما أمربه المؤمنين تزكية للنفوس وتطهيرا للمجتمع من ادران الفاحشة والتردىفي بؤرة الفساد والتحلل الخلقي، وتجنيبا للنفوس من أسباب الأغراء والغواية، وقد زاد الإسلام المرأة تزكية وطهرا, أن كلفهازيادةعلي الرجل بعدم إبداء الزينة لغير المحارم من الأقرباء وفرض عليها الحجاب الشرعي ليصون لها كرامتها, ويحفظها من النظرات الجارحة, والعيون الخائنة, ويدفع عنها مطامع المغرضين الفجار. ولما كان إبداء الزينة والتعرض بالفتنة من أهم أسباب التحلل الخلقي والفساد الاجتماعي لذلك فقد أكد الباري-جل وعلي-ذلك الأمر للمؤمنات بتجنب إظهار الزينة أمام الأجانب ليسدنوافذ الفتنة ويغلق أبواب الفاحشة ويحول دون وصول ذلك السهم المسموم
فالنظرة بريد الشهوة ورائد الفجورولقدأحسن من قال:
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء مادام ذاعين يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبا بسرور جاء بالضرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
فأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار عما لا يحل؛ فلا يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة، ولا المرأة إلى الرجل؛ فإن علاقتها به كعلاقته بها؛ وقصدها منه كقصده منها. وفي صحيح مسلم (*) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فالعينان تزنيان وزناهما النظر ... » الحديث
منقول عن كتاب الزينة في القرآن الكريم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 08:40 م]ـ
بارك الله فيك أختنا أحلام على هذا الموضوع الطيب
ـ[أحلام]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 09:23 م]ـ
الاخ الفاضل موسى احمد زغاري شكرا للمرور
وجزاك الله خيرا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 09:48 م]ـ
:::
قالت عائشة التيمورية المتوفاة سنة 1320 هـ:
بِيَدِ العَفافِ أَصونُ حجابي = وبِعِصمَتي أَسمو على أترابي
وبفكرة وقادةٍ و قريحةٍ =نقَّادةٍ قد كُمِّلت آدابي
ما ضرني أدبي وحُسنُ تعلمي = إلاَّ بكوني زهرةً الألبابِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 10:21 م]ـ
السلام عليكم
أرغب ببعض المشاكسة---فهل تسمحون لي؟
# المرأة الصلعاء مطلوب منها لبس غطاء الرأس في الحياة العامة مع أنّها لو أظهرت رأسها لا افتتان به
# الأمة الفاتنة الجميلة تظهر شعر رأسها في الحياة العامة مع ما في إظهارها له من فتنة وافتتان؟؟
فما تقولون رحمكم الله؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 10:55 م]ـ
شاكس بعيدا عنا يا أستاذي القدير.:)
هذا أولا
وثانيا الدين نقل وليس عقل.
فهلا اكتفيت؟
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 01:10 ص]ـ
جمال
سأعرج على بعض من مشاكستك!!
هل ورد الحكم في الأية التي ذكرتها الأخت أحلام معللا هنا أم غير معلل؟
بانتظارك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 04:30 ص]ـ
السلام عليكم
أرغب ببعض المشاكسة---فهل تسمحون لي؟
# المرأة الصلعاء مطلوب منها لبس غطاء الرأس في الحياة العامة مع أنّها لو أظهرت رأسها لا افتتان به
# الأمة الفاتنة الجميلة تظهر شعر رأسها في الحياة العامة مع ما في إظهارها له من فتنة وافتتان؟؟
فما تقولون رحمكم الله؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله
علة الحجاب هي حماية المرأة الحرة بتمييزها عن الجارية، وليس لدرئ الفتنة. فالجارية قد تكون جميلة وهي ممنوعة من تغطية شعرها، بينما الحرة قد تكون ذميمة وهي مأمورة بذلك.
ـ[5230]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 08:03 م]ـ
بسمه تعالى والحمد حقه
ان علة الحجاب لا يعلمها الا الله سبحانه ورسوله ومن اذن له تعالى وكل ما يمكن ان يقال في هذا المجال ما هو الا محاولة لفهم حكمة هذا الحكم الشرعي
ولا يخفى على المتأمل في واقع الحجاب الاسلامي والاخوات الملتزمات بالحجاب ظاهراً وباطنا الفائدة منه هذا اولا وثانيا ليس كل الفقهاء يجيزون للإماء خلع حجابهن فالكثير الكثير من فقهاء اهل البيت عليهم السلام لا يرون تمييزاً بين الاماء والحرائر من هذه الجهة وان كانت ثمة احاديث فانهم يناقشوها
والبحث موكول الى محله. وقد اشكل بعضهم على الذين يفرقون بين الاماء والحرائر في هذا الحكم بالاشكال الذي اوردتموه وانا شخصيا لا اعتبر هذا الكلام مشاكسة ابدا فمنطق اخذ الدين بدون تفكر لان السلف قد جاء به منطق هزيل قد اكل عليه الدهر وشرب ناهيك عن ان القرآن يرفضه الم تقرأ قول الله عز وجل (( .. مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفاراً .. )) فلابد من التدبر في الاحكام والتحرر من الجمود على النصوص التي لا يسلم الكثير مهنا على طاولة البحث خاصة من ناحية السند المهم البحث في محله موجود
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 08:27 م]ـ
ترى
من الذين أذن الله لهم بعلم ما خفي على الآخرين حسب قولك (ان علة الحجاب لا يعلمها الا الله سبحانه ورسوله ومن اذن له تعالى)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 05 - 2007, 07:51 م]ـ
كيف لا يعلمها إلا الله، وقد نص القرآن عليها؟
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}
ـ[ابو شذى]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 11:09 م]ـ
اللهم ما اكثر من احلام
http://http://www.melody7.com//up/upload1/1058-1260-2993.gif
ـ[ابو شذى]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 11:10 م]ـ
http://http://www.melody7.com//up/upload1/1058-1260-2993.gif(/)
الأفصح والأملح في جميع القرآن
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 07:05 م]ـ
السلام عليكم
هل اتى القرآن جميعُه بالأفصح والأملح؟؟؟ وكيف؟؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 08:49 م]ـ
أخي سليم
لا و نعم
الأفصح والأملح، بحد ذاته فلا
الأفصح والأملح، من خلال النظم فنعم
أما عن الكيفية
فمثلا كلمة (ضيزى). جاءت في قوله تعالى:
{أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)} النجم
هي هنا من غريب الألفاظ، وهي أقل في الفصاحة من جائرة وظالمة، ولكن لماذا عدل القرآن عن الأفصح للأقل فصاحة. فهنا اتساق من خلال النظم.
وإعرابه هو أن قسمتهم غريبة، وكما ان قسمتهم غريبة، فكان لا بد من استخدام كلمة غريبة وهي (ضيزى) حتى تتنا سب مع الموقف.
وتحاتي يا سليم يا ذا العقل السليم، فاقبلها
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 10:24 م]ـ
السلام عليكم
أخي موسى بارك الله فيك على رفيع سهمك في البلاغة, وكيف لا أقبل من اخي واستاذي ما فيه خيري بازدياد علمي من بحرك البلاغي.
وبالنسبة الى القول بأن القرآن لم يأتِ جميعُه بالأفصح والأملح فقد قال الشيخ عز الدين في كتاب "المجاز":فيه إشكال [يسّر الله] حلّه. قال القاضي صدر الدين موهوب الجزري [رحمه الله]. وقد وقع له حلُّ هذا الإشكال بتوفيق الله تعالى فأقول: البارئ جلت قدرته له أساليب مختلفة على مجارِي تصريف أقداره، فإنّه كان قادراً على إلجاء المشركين إلى الإقرار بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ?لسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4]، ولكنّه سبحانه أرسل رسولَه على أساليب الأسباب والمسببات، وجارِي العوائد الواقعة من أهل الزمان، ولذلك تكون حروب الأنبياء سِجالاً بينهم وبين الكفار، ويبتدئ أمرُ الأنبياء بأسباب خفيفة، ولا تزال تنمى وتشتد، كلّ ذلك يدلّ على أن أساليبهم في الإرسال على ما هو المألوف والمعتاد من أحوال غيرهم.
إذا عُرِف ذلك كان مجيء القرآن [العزيز] بغير الأفصح والأملح جميعه؛ لأنه تحدّاهم بمعارضته على المعتاد فلو وقع على غير المعتاد لكان ذلك نَمَطاً غير النَّمَط الذي أراده الله عز وجلّ في الإعجاز.
ولما كان الأمرُ على ما وصفنا جاء القرآن على نهج إنشائهم الخطب، والأشعار وغيرها، ليحصل لهم التمكن من المعارضة ثم يعجزوا عنها، فيظهر الفَلَج بالحجة، لأنّهم لو لم [95/أ] يتمكنوا لكان لهم أن يقولوا: قد أتيتَ بما لا قدرة لنا عليه؛ فكما لا يصح من أعمى معارضة المبصر في النظر، لا يحسن من البصير أن يقول: غلبتُك أيها الأعمى بنظري؛ فإنّ للأعمى أن يقول: إنما تتمّ لك الغَلبة لو كنتُ أنظر وكان نظرُك أقوى من نظري؛ فأما إذا فقد أصل النظر فكيف تصح [معنى] المعارضة!.
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 10:30 ص]ـ
وماذا عن القسمة الجائرة؟.
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم
أخي ابا حلمي, زادك الله حلمًا وسعة صدر, فالقسمة الجائرة هي زعمهم أن اللات والعزى ومناة بنات الله فيقول الله لهم: أتجعلون له الأنثى وأنتم تبتغون الأبناء الذكور، وتكون جملة {ألكم الذكر} الخ بياناً للإِنكار وارتقاء في إبطال مزاعمهم، أي أتجعلون لله البنات خاصة وتغتبطون لأنفسكم بالبنين الذكور.
و" إذن " حرف جواب أريد به جواب الاستفهام الإِنكاري، أي يترتب على ما زعمتم أن ذلك قسمة ضِيزى، أي قسمتم قسمة جائرة.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 02 - 2007, 11:32 م]ـ
السلام عليكم كانت هذه مشاركة قديمة ولاتصالها بالموضوع الذي وضعته قبل يومين (الفصيح والأفصح في القرآن الكريم).
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=18607
ثم رأيت رفع الموضوع لأهميته.
الأستاذ لؤي، والأخ العزيز، إن قضية الفصيح والأفصح في القرآن يجب النظر لها من زاوية أخرى، وتتمثل هذه النظرة في أن العرب الفصحاء أصحاب هذا اللسان كان يدخل في كلامهم الفصيح والأفصح والوحشي والغريب وما إلى ذلك، وقد استخدم بعض الشعراء جميع أجناس هذا الكلام في شعرهم، ولا حاجة لنا لذكر أمثلة على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكننا حين نتكلم عن القرآن الكريم، وهو كلام رب العالمين الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فإني لم أقل انَّ في القرآن الوحشي والغريب المستنكر، وإنما قصدت الغريب غير المنكر وتفصيل ذلك ما ذكره ابن الأثير في المثل الثائر في أدب الكاتب والشاعر:
فإن أرباب الخطابة والشعر نظروا إلى الألفاظ ونقبوا عنها ثم عدلوا إلى الأحسن منها فاستعملوه وتركوا ما سواه وهو أيضاً يتفاوت في درجات حسنه فالألفاظ إذن تنقسم ثلاثة أقسام: قسمان حسنان وقسم قبيح فالقسمان الحسنان أحدهما: ما تداول استعماله الأول والآخر من الزمن القديم إلى زماننا هذا ولا يطلق عليه أنه وحشي والآخر ما تداول استعماله الأول دون الآخر ويختلف استعماله بالنسبة إلى الزمن وأهله وهذا هو الذي لا يعاب استعماله عند العرب لأنه لم يكن عندهم وحشياً وهو عندنا وحشي وقد تضمن القرآن الكريم منه كلمات معدودة وهي التي تطلق عليها غريب القرآن وكذلك تضمن الحديث النبوي منه شيئاً وهو الذي يطلق عليه غريب الحديث.
وحضر عندي في بعض الأيام رجل متفلسف فجرى ذكر القرآن الكريم فأخذت في وصفه وذكر ما اشتملت عليه ألفاظه ومعانيه من الفصاحة والبلاغة فقال ذلك الرجل: وأي فصاحة هناك وهو يقول: {تلك إذاً قسمةٌ ضيزى} فهل في لفظة ضيزى من الحسن ما يوصف فقلت له: اعلم أن لاستعمال الألفاظ أسراراً لم تقف عليها أنت ولا أئمتك مثل ابن سينا والفارابي ولا من أضلهم مثل أرسطاليس وأفلاطون وهذه اللفظة التي أنكرتها في القرآن وهي لفظة " ضيزى " فإنها لا يسد غيرها مسدها ألا ترى أن السورة كلها التي هي سورة النجم مسجوعة على حرف الياء فقال تعالى " والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى " وكذلك إلى آخر السورة فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد وما كان يزعمه الكفار قال: {ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمةٌ ضيزى} فجاءت اللفظة على الحرف المسجوع الذي جاءت السورة عليه وغيرها لا يسد مسدها في مكانها وإذا نزلنا معك أيها المعاند على ما تريد قلنا: إن غير هذه اللفظة أحسن منها ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها ولا مناسبة لأنها تكون خارجة عن حرف السورة وسأبين ذلك فأقول: إذا جئنا بلفظة في معنى هذه اللفظة قلنا قسمة جائرة أو ظالمة ولا شك أن جائرة أو ظالمة أحسن من ضيزى إلا أنا إذا نظمنا الكلام قلنا: ألكم الذكر وله الأنثى تلك قسمة ظالمة لم يكن النظم كالنظم الأول وصار الكلام كالشيء المعوز الذي يحتاج إلى تمام وهذا لا يخفى على من له ذوق ومعرفة بنظم الكلام فلما سمع الرجل ما أوردته عليه ربا لسانه في فمه إفحاماً ولم يكن عنده في ذلك شيء سوى العناد الذي مستنده تقليد بعض الزنادقة الذين يكفرون تشهياً ويقولون ما يقولونه جهلاً وإذا حوققوا عليه ظهر عجزهم وقصورهم.
انتهى كلام ابن الأثير.
والحقيقة أن الكثير من علماء البلاغة قد أضافوا شيئا غير الفاصلة القرآنية في كلمة ضيزى، وأورد منهم:
جاء في بحث:
الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم
د/ محمد محمد داود
أستاذ الدراسات اللغوية والإسلامية
بكلية التربية جامعة قناة السويس
(1) التناسب بين صفات الصوت ومعنى الكلمة:
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (تلك إذاً قسمة ضيزى) (النجم/22).
و (ضيزى) تعني: جائرة ظالمة، لكن لفظ (ضيزى) جاء هنا ليحقق غرضين هما: رعاية الفاصلة التي غلبت فيها الألف المقصورة، والثاني: الإيحاء ـ بماء في الضاد من تفخيم ـ إلى أن الجور في هذه القسمة لا مزيد عليه.
والآخر:
أ. قاطع جار الله سطام
جامعة السابع من إبريل
حيث قال:
........... إن القارئ لتشدُّه إلى هذا النص القرآني لفظة (ضيزى) شدا لا انفصام له، فقد صنفت ضمن غريب القرآن لأنها لم ترد في التنزيل إلا في هذا الموضع، ولأن العرب قبل الإسلام لم يتداولوها في كلامهم لوجود ما يدل على معناها في لغتهم. وقد اضطرب اللغويون في الأصل الذي أخرجت اللفظة منه. .............
.... وقد تمسك أكثر البلاغيين بسبب واحد عللوا به ورود (ضيزى) في هذا الموضع فقط من التنزيل هو الحفاظ على الفاصلة القرآنية، ..........
.......... وليس من الحكمة أن نركن إلى الفاصلة القرآنية وحدها في تلمس السبب الذي من أجله وردت اللفظة في مكانها الفريد هذا، ولاشك في أن مجيء لفظة ضيزى في هذا الموضع لهو مجيء لا تغني عنه أية لفظة من الألفاظ التي استحضرها العلماء وهم يفسرون (ضيزى) ويقربون معناها إلى الأفهام، وكل ما اقترحوه بعيد كل البعد عنها جرسا ودلالة ونظما وإيحاء. وهذا مستحصل فيها من وجوه:
.......................
انتهى كلامه وسأضيف الرابط لمن شاء المراجعة
http://www.dirasaat.com.ly/seemore.php?moreid=17
وشكراً.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 06:13 ص]ـ
أخي العزيز موسى ..
هل لك أن تطلعنا على كلمة أخرى - غير كلمة ضيزى - جاءت في القرآن الكريم، وجاء في كلام العرب ما هو أفصح منها ..
ودمتم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 09:55 ص]ـ
من الذاكرة أجيبك أخي لؤي ولا تعتبر جوابي هذا نهائياً.
قوله تعالى في سورة يوسف: {فأكله الذئب}. والأفصح فافترسه الذئب.
وعدل النص القرآني عن (افترس) إلى (أكل). لأنها يروي عن السنة أخوة يوسف عليه السلام، حيث لو قالوا أفترسه ــ والافتراس هو دق العنق ــ لطلب منهم أبوهم باقي الجثة من جسد يوسف عليه السلام، ولكنهم قالوا أكله الذئب أي أنه أتى على جميع جسده فلم يتبق منه شيء، وبالتالي لن يُطالبهم أبوهم بباقي جسده، فاستخدام هذه اللفظة من قبلهم هو باب بيان كذبهم والتنبيه عليه؛ لأن أقحاح العرب حينما يسمعون هذا النص القرآني يدركون أن القرآن عدل عن الأفصح إلى الفصيح فيسترعي ذاك انتباههم، فيطلبون السبب حتى يبطل العجب. ومثل هذه الكلمة قوله تعالى {وقال نسوة} حيث كان الفصح ان يقول وقالت نسوة، ولكن النص القرآني عدل عن قالت إلى قال، لتنبيه السامع أن قول النسوة مما لايصح نشره حتى وإن كان قد حدث من إمرأة العزيز. مع أن كلا الاستخدامين جائز في اللغة. قال نسوة وقالت نسوة.
وشكراً.(/)
خمسة وخميسة
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 08:55 م]ـ
:::
السلام عليكم
يقول بعض الناس بالعامية أحيانا: خمسة وخميسة أو خمسة في عين اللي ما يصلي عالنبي.
فما أصلها؟
جاء في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبن عطية الأندلسي:
وهذه السورة خمس آيات فقال بعض الحذاق: وهي مراد الناس بقولهم للحاسد إذا نظر إليهم: الخمس على عينيك، وقد غلطت العامة في هذا فيشيرون في ذلك بالأصابع لكونها خمسة.
وعليه نجد لها أصلا شرعيا.
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 10:28 م]ـ
السلام عليكم
أخي موسى لا ادري ما هو مدى صحة هذا الكلام ,وذلك لأن اليهود ايضًا -حسب ما اعرف-يشيرون الى الاصابع الخمسة ويضعون يدهم مفرجين اصابعهم على الجبين او العين لرفع الحسد.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 11:40 ص]ـ
أخي سليم، لعلك مصيب فيما نقلته عن فعل اليهود، ولكن هل يقصد المسلم في قوله هذا اتباع اليهود؟ والجواب ظاهر، وهو لا.
وما هي إلا نكتة نقلتها.
وشكرا(/)
بالطاغية؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 09:04 م]ـ
:::
قال تعالى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِ?لطَّاغِيَةِ} الحاقة 5
أورد الرازي في تفسيرها ثلاثة آراء
الأول:
فعلى هذا القول: الطاغية نعت محذوف، واختلفوا في ذلك المحذوف، فقال بعضهم: إنها الصيحة المجاوزة في القوة والشدة للصيحات، قال تعالى:
{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً و?حِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ?لْمُحْتَظِرِ}
[القمر: 31] وقال بعضهم: إنها الرجفة، وقال آخرون: إنها الصاعقة.
والقول الثاني: أن الطاغية ههنا الطغيان، فهي مصدر كالكاذبة والباقية والعاقبة والعافية، أي أهلكوا بطغيانهم على الله إذ كذبوا رسله وكفروا به، وهو منقول عن ابن عباس، والمتأخرون طعنوا فيه من وجهين الأول: وهو الذي قاله الزجاج: أنه لما ذكر في الجملة الثانية نوع الشيء الذي وقع به العذاب، وهو قوله تعالى:
{بِرِيحٍ صَرْصَرٍ}
[الحاقة: 6] وجب أن يكون الحال في الجملة الأولى كذلك حتى تكون المناسبة حاصلة والثاني: وهو الذي قاله القاضي: وهو أنه لو كان المراد ما قالوه، لكان من حق الكلام أن يقال: أهلكوا لها ولأجلها.
والقول الثالث: {بِ?لطَّاغِيَةِ} أي بالفرقة التي طغت من جملة ثمود، فتآمروا بعقر الناقة فعقروها، أي أهلكوا بشؤم فرقتهم الطاغية، ويجوز أن يكون المراد بالطاغية ذلك الرجل الواحد الذي أقدم على عقر الناقة وأهلك الجميع، لأنهم رضوا بفعله وقيل له طاغية، كما يقول: فلان راوية الشعر، وداهية وعلامة ونسابة.
----------------------------------------------------
فما هو القول الراجح حفظكم الله؟
ـ[سليم]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
الطاغية: طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ والحد ,وقال ابن منظور في لسان العرب: طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغَلا في الكُفْرِ.
والطاغيَةُ: العظيم الظلم، الكثير الطغيان والتاء للمبالغة.
واما قوله تعالى: " فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية " فأما ثمود فاهلكوا بسبب طغيانهم، ويؤيده قوله تعالى:" كذبت ثمود بطغواها "
والله اعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 11:55 م]ـ
يبدو أخي سليم أنك اعتمدت المعنى اللغوي، وأنا لا أوافقك الرأي.
فمن المناسب أن يتناسب سبب الهلاك مع سبب الهلاك، وأداة الهلاك مع أداة الهلاك. فما رأيك؟
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 01:13 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى هكذا يبدو للوهلة الاولى بأن التفسير اعتمد على المعنى اللغوي, ولكن هذا ما ذهب اليه الالوسي وذكره في تفسيره"روح المعاني"إذ قال: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ} أي أهلكهم الله تعالى وقرأ زيد بن علي فهلكوا بالبناء للفاعل {بِ?لطَّاغِيَةِ} أي الواقعة المجاوزة للحد وهي الصيحة لقوله تعالى في هود
{وأخذ الذين ظلموا الصيحة}
[هود:67] وبها فسرت الصاعقة في حم السجدة أو الرجفة لقوله سبحانه في الأعراف:" فَأَخَذَتْهُمُ ?لرَّجْفَةُ " [الأعراف:78] وفي الزلزلة المسببة عن الصيحة فلا تعارض بين الآيات لأن الإسناد في بعض إلى السبب القريب وفي بعض آخر إلى البعيد والأول مروى عن قتادة قال أي بالصيحة التي خرجت عن حد كل صيحة وقال ابن عباس وأبو عبيدة وابن زيد ما معناه الطاغية مصدر فكأنه قيل بطغيانهم وأيد بقوله تعالى:" كذبت ثمود بطغواها " [الشمس:11] والمعول عليه الأول لمكان قوله تعالى:" وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ ",وإيضاح ذلك أن الآية فيها جمع وتفريق فلو قيل أهلك هؤلاء بالطغيان على أن ذلك سبب جالب وهؤلاء بالريح على أنه سبب آلي لم يكن طباق إذا جاز أن يكون هؤلاء أيضاً هلكوا بسبب الطغيان وهذا معنى قول الزمخشري في تضعيف الثاني لعدم الطباق بينها وبين بريح لا أن ذلك لأن أحدهما عين والآخر حدث وما ذكر من التأييد لا يخفى حاله وكذا يرجح الأول على قول مجاهد وابن زيد أيضاً أي بسبب الفعلة الطاغية التي فعلوها وهي عقر الناقة وعلى ما قيل الطاغية عاقر الناقة والهاء فيها للمبالغة كما في رجل راوية وأهلكوا كلهم بسببه لرضاهم بفعله وما قيل أيضاً بسبب الفئة الطاغية ووجه الرجحان يعلم مما ذكر ومر الكلام في الصرصر فتذكر وهو صفة ريح وكذا قوله تعالى: {عَاتِيَةٍ} أي شديدة العصف أو عتت على عاد فما قدروا على ردها والخلاص منها بحيلة من استتار ببناء أو لياذ بجبل أو اختفاء في حفرة فإنها كانت تنزعهم من مكامنهم وتهلكهم والعتو عليهما استعارة وأصله تجاوز الحد وهو قد يكون بالنسبة إلى الغير وقد لا يكون ومنه يعلم الفرق بين الوجهين وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه أنه قال لم تنزل قطرة إلا بمكيال على يدي ملك إلا يوم نوح فإنه أذن للماء دون الخزان فطغى الماء على الخزان فخرج فذلك قوله تعالى:" إنا لما طغى الماء " [الحاقة:11].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 07:06 ص]ـ
الأخ الحبيب سليم
بكل بساطة، جوابك الأول:
فأما ثمود فاهلكوا بسبب طغيانهم،
جوابك الثاني وعلى طوله:
: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ} أي أهلكهم الله تعالى وقرأ زيد بن علي فهلكوا بالبناء للفاعل {بِ?لطَّاغِيَةِ} أي الواقعة المجاوزة للحد وهي الصيحة
ثم أكدت:
أي بالصيحة التي خرجت عن حد كل صيحة
وبهذا يتضح اخي الحبيب
أن جوابك الأول اعتمد معنى الطاغية كسبب للهلاك.
والثاني اعتمد معنى الطاغية كأداة للهلاك.
والحقيقة، أنه هناك ربط في المعنى، ولكن يأبى القرآن الكريم إلا أن يكون الأفصح والأبلغ.
سعدت بحماسك المتصاعد.
تحياتي لك فاقبلها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 07:25 ص]ـ
الأخ المحترم سليم
يحاول موسى أن يشعرك بأنّك استعجلت في تبنّي الرأي الأول الذي جاء فيه أنّ الطاغية هي الطغيان---
ثم لمّا انتقلت للرأي الثاني والقاضي بأنّ الطاغية هي صيحة عذاب خارجة عن كلّ حد رأيت أنا أنّك لا تميّز بين كلامك وكلام الألوسي--فصرت أظنّ أنّ كلامه هو كلامك
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 09:13 م]ـ
أخي موسى حفظه الله
السلام عليكم
هي الصيحة التي أسكتتهم والزلزلة التي أسكنتهم.
لك احترامي
سمير الجندي(/)
وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 10:11 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة الصافات آية175:"وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ", ويقول عزوجل في نفس السورة آية 179:"وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ",فقد اورد الله عز وجل في كلا الآيتين (سوف) وهي تدل هنا على الوعد والوعيد كما تدل على التأخير والتنفيس ,ومن الملاحظ ان الآية الاولى افصحت عن الضمير في قوله"وَأَبْصِرْهُمْ "بينما في الآية الثانية حذف فما هو السر في هذا؟
يتضح من اقوال المفسرين ان الآية الاولى يدل على انزال العذاب المتمثل في نصر المسلمين على الكفار وكأن حال الآية يقول انظر الى حالهم وتأملْ أحوالهم ترَ كيف ننصرك عليهم، وهذا هو الوعد الذي ناله المسلمون (النصر) والوعيد الذي نزل بالكفار (الهزيمة) في الدنيا والدليل على هذا الآية التالية:"أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين "اي ان إستعجالهم وقولهم: متى هذا الوعد؟ متى هذا الفتح؟ دليلاً على ان المراد ب (ابصرهم) العذاب الدنيوي بالقهر والظفر عليهم. واما الآية الثانية "وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ "فيها الضمير محذوف فان المراد به التهديد بعذاب الآخرة ,فالحذف يشعر بالعموم وأن المراد إبصار ما عليه عامة الناس من الكفر والفسوق ويناسبه التهديد بعذاب يوم القيامة.
وهنا نكتة بلاغية آخرى وهي ذكر لفظة (حين) نكرة في الآيتين, فالحين هو الوقت ونكرت للتحقير المعنوي ليدل على القلة والقرب وهذا ينطبق على الحين (الوقت) في الحصول على الغلبة والنصر للمسلمين ,وفي الآية الثانية ليدل على ان الحين (الوقت) في مجيئ يوم القيامة قريب جدًا, يقول الله تعالى:" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ" (1) /القمر.
هذا والله اعلم
ـ[سليم]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 12:29 م]ـ
السلام عليكم
عذراً فقط ورد خطأ في تعيين موضع لفظة (حين) ,فالذي قصدته هو اقتران كل من الآيتين 175,179بالآيتين: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) , وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) ... فحين وردت في الآيتين اللتين تسبقا 175,و179.
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 10:58 م]ـ
أخي سليم
سلمك الله وسدد سهمك وغفر زلتك وزاد في علمك
ما تتحفنا به رائع فجزيت خيرا
والسلام عليكم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 08:17 ص]ـ
قال تعالى:
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} الصافات.
1) الحين:
كلمة (حين) نكرة تفيد أي حين (أي وقت).
وسنقول هنا أن الحين الأول هو ما قبل يوم الفتح، والحين الثاني يوم الفتح.
2) أبصر، الفعل هنا مطلوب فيه الإبصار وهو التبصير بالعين والإعلام.
3) إثبات الضمير وإسقاطه. له علاقة وثيقة بالحين الأولى والثانية.
لقد أثبت الله سبحانه وتعالى الضمير (هم) في الأولى لآن الضمير يدل على الكفار، وفي ذلك الحين (الحين الأول) كان للكفار بعض قوة، وذلك قبل الفتح.
فذكر الضمير إشارة لبعض آثار قوتهم.
وفي الحين الثاني، وهو يوم الفتح. اُسقط ذكر الضمير، وذلك لأنه لم يتبق لهم قوة بل أفلت شمسهم وخاب فألهم، وخوطب النبي صلى الله عليه وسلم، (أبصر) أنت، أي أبصر ما تريد من شؤونك التي يهمك النظر فيها، وأما هم فصاروا بحيث لا يبالي بهم ولا يفكر في أمرهم ولا يلتفت إليهم، فإنا أبدلنا من عزتهم ذلاًّ، ومن كثرتهم قلاًّ.(/)
ماذا يسمى هذا النوع البلاغي؟
ـ[نور صبري]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 10:57 ص]ـ
السلام عليكم ..
اذا انتهى معنى الشطر الاول من البيت الشعري بأول كلمة من الشطر الثاني فقط
،فماذا يسمى هذا النوع في البلاغة؟
ـ[الغامدي]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 12:42 م]ـ
عليكم السلام
هذا - في نظري القاصر- عيبٌ من عيوب القافية ... ولا يمت للبلاغة بصلة ... يسميه أهل العروض " التضمين " ... لعل أهل العروض يفتونك في ذلك.
ـ[حذام]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 03:34 م]ـ
أختى الغالية ليتك تأتين بمثال على قولك حتى يتضح ما تريدين
أخي الغامدي هي تتحدث داخل البيت الواحد وليس بيتين فيصبح ذاك من التضمين وإنما ألبس الأمر كونها لم تأت بشاهد فيتضح الغرض
ودمتم
حذام
ـ[نور صبري]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 04:22 م]ـ
بعد التحية وجزيل الشكر ..
قال الشاعر:
ما لايكون فلا يكون بحيلةٍ ... ابداً وما هو كائن سيكون
يسعى الذكي فلا ينال بسعيه ... حظاً ويحظى عاجز ومهين
فنلاحظ ان الشطر الاول ينتهي معناه عند اول كلمة من الشطر الثاني، ولا اراه بعيب بلاغي ولا بد له من تسمية بديعية.
مع الشكر.
ـ[الغامدي]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 05:32 م]ـ
السلام عليكم ..
اذا انتهى معنى الشطر الاول من البيت الشعري بأول كلمة من الشطر الثاني فقط
،فماذا يسمى هذا النوع في البلاغة؟
الذي فهمته من هذا الشرح .. أنه كقول الفرزدق:
يجود .. وإلم نرتحل يا ابن غالبٍ ... إليه وإن لاقيته فهو أجودُ
من النيل، إذا عمّ المنارَ غثاؤه ... ومن يأته من راغبٍ فهو أسعدُ
فمعذرةً إن كان فهمي في غير محله!!
ـ[نور صبري]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 10:23 م]ـ
اخي الغامدي انا اشكرك لمتابعتك السؤال، وقصدت في سؤالي؛
الشطرالاول من البيت يتم معناه عند كلمة (ابداً) من الشطر الثاني.
والبيت الثاني ايضاً يتم معنى الشطر الاول عند كلمة (حظاً).اود ان تلاحظ الشاهد الذي ادرجته، كما اطلب بيان النوع البلاغي لأبيات الفرزدق التي وضعتها في ردك.
مع وافر الشكر والتقدير.
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم
معذرة ً أخي الأستاذ نور
تطفلتُ، لكني لا أرى في شاهدك لونًا بديعيًا!!
كما أن الأستاذ الغامدي جاء بشاهده ليبيّن العيب الذي لحق القافية، والذي أسماه بـ (التضمين)، وعليه فليس هناك نوعٌ بلاغي _كما تفضلتَ_ أراد بيانه.
بانتظار بيانك
بارك الله فيك.
ـ[نور صبري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 09:56 م]ـ
من غير الممكن ان لايكون فيه لون بلاغي؟
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 10:01 م]ـ
السلام عليكم
معذرة ً أختي الفاضلة نور، أوسعيني عُذرًا لما وقعتُ فيه من خلط!
أما عن موضوعك، فلعل أحد أساتذتنا يُفيدنا، فهذا ما بدا لي حسب علمي، وما أعلم قليلٌ لا يُعوّل عليه.
بارك الله فيك.
ـ[نور صبري]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 02:26 م]ـ
تحية طيبة للأخت معالي ولعموم اعضاء المنتدى، اهنئكم بعيد المولد النبوي الشريف أعاده الله على الجميع باليمن والخير والمحبة.
تحياتي لك مرة اخرى ولأهل مكة المكرمة.
نور صبري
ـ[معالي]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك غاليتي نور.
لعلك تزورين هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11284)، وفقك الله.
تحياتي لك ولأهل العراق الحبيب.
ـ[نور صبري]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 03:49 م]ـ
شكراً(/)
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 02:27 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله عز وجل:" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) ",فهل هذا يدل على أن المسلم الذي يسهو عن صلاته يستحق الويل أم هناك نكتة بلاغية؟؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 03:00 ص]ـ
الحمد لله الذي لم يقل (فويل للمصلين الذين هم في صلاتهم ساهون)!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 11:38 ص]ـ
أخي سليم هنا استحقاق الويل يكون للمسلم في حالة تهاونه بالصلاة، وذلك لأن شأن الصلاة عظيم جدا، ولا أميل مع الرأي القائل أن الويل هنا للمنافقين، ففي هذا الرأي تكلف ظاهر.
قال قتادة {ساهون}، هو الترك لها وهم الغافلون الذين لا يبالي أحدهم صلى أو لم يصل، وقال عطاء بن يسار: الحمد لله الذي قال {عن صلاتهم} ولم يقل في صلاتهم، وفي قراءة ابن مسعود: " لاهون " بدل {ساهون} وقوله تعالى: {الذين هم يراؤون} بيان أن صلاة هؤلاء ليست لله تعالى بنية إيمان، وإنما هي رياء للبشر فلا قبول لها.
والرياء غير النفاق، وإن كان الرياء من أبواب النفاق.
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 09:18 م]ـ
السلام عليكم
السورة مكية ونزلت بعد سورة التكاثروترتيبها السورة السادسة عشر, وفي مكة لم يكن هنا منافقون بالمعنى الذي نعرفه, فهي اما أن تكون قد نزلت في المسلمين او في الكفار او في منافقي مكة, قال أبن عطية في تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزي:"يروى أن هذه السورة نزلت في بعض المضطرين في الإسلام بمكة الذين لم يحققوا فيه وفتنوا فافتتنوا، وكانوا على هذه الخلق من الغشم وغلظ العشرة والفظاظة على المسلمين، وربما كان بعضهم يصلي أحياناً مع المسلمين مدافعة وحيرة فقال تعالى فيهم: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}. قال ابن جريج: كان أبو سفيان ينحر كل أسبوع جزوراً فجاءه يتيم، فقرعه بعصا فنزلت السورة فيه، وقال سعد بن أبي وقاص: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، فقال: هم الذين يؤخرونها عن وقتها، يريد والله أعلم تأخير ترك وإهمال، وإلى هذا نحا مجاهد، وقال قتادة {ساهون}، هو الترك لها وهم الغافلون الذين لا يبالي أحدهم صلى أو لم يصل، وقال عطاء بن يسار: الحمد لله الذي قال {عن صلاتهم} ولم يقل في صلاتهم".انتهى.
وورد في تفسير القمي في قوله تعالى: " {أرأيت الذي يكذب بالدين} قال: نزلت في أبي جهل وكفار قريش، وفي قوله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون} قال: عنى به تاركين لأن كل إنسان يسهو في الصلاة قال أبو عبد الله عليه السلام: تأخير الصلاة عن أول وقتها لغير عذر".انتهى.
واما من قال أنها نزلت في الكفار فقد ذهب الى القول بأن صفة المصلين ذكرها الله عز وجل من باب التهكم والسخرية.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 11:09 م]ـ
أخي سليم ما الذي ترجحه أنت من هذه الأراء:
فهي اما أن تكون قد نزلت في المسلمين او في الكفار او في منافقي مكة؟
وما هي النكتة البلاغية في رأيك:
أم هناك نكتة بلاغية؟؟؟
؟
وأرجو أن يتسع صدرك لي أخي الحبيب.
ودمت سالما يا سليم.
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 11:37 م]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب موسى ,كيف لا يكون صدري رحبًا واسعاً لأخ مثلك عال في فكره, مرهف في حسه ,لطيف في كلمه, واما قولك عن الرأي الذي أُرجحه ,فإني ارى ان الآية في حق المنافقين بغض النظر عن كونهم منافقي مكة او المدينة (لأنني قرأت بعد ان ارسلتُ ردي السابق أن هناك من يقول ان الآ يات الثلاث الآحيرة هي مدنية) والذي يدعم هذا الأية التي تلي:"الذين هم يراؤون ", فهي صفة المنافقين الذين اذا حضرت الصلاة وهم عند المؤمنين يصلون واذا حضرت وهم عند شياطينهم سهووا عنها.
هذا والله أعلم.(/)
" يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 07:08 ص]ـ
السلام عليكم
هل " من" في آية ""يدنين عليهن من جلابيبهن" للتبعيض كما قال الزمخشري
(يقول الزمخشري في كشافه:
فإن قلت: ما معنى " من " في " من جلابيبهن "؟ قلت: هو للتبعيض.
إلا أن يكون معنى التبعيض محتمل وجهين:
أحدهما: أن يتجلببن ببعض ما لهن من الجلاليب والمراد أن لا تكون الحرة متبذلة في درع وخمار كالأمة والماهنة الخادمة ولها جلبابان فصاعدا في بيتها)
أم هل هي لبيان الجنس كما قال النبهاني (.ويشترط في الجلباب ان يكون مرخيا الى اسفل حتى يغطي القدمين، لان الله يقول في الاية (يدنين عليهن من جلابيبهن) اي يرخين جلابيبهن لان (من) هنا ليس للتبعيض بل للبيان، اي يرخين الملاءة والملحفة الى اسفل، ولانه روى عن ابن عمر انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة، فقالت ام سلمة: فكيف يصنع النساء بذيولهن، فقال يرخين شبرا، فقالت: اذن تنكشف اقدامهن، قال: يرخين ذراعا لا يزدن) فهذا صريح بان الثوب الذي تلبسه فوق الثياب اي الملاءة او الملحفة ان يرخى الى اسفل حتى يستر القدمين فان كانت القدمان مستورتين بجوارب او حذاء فان ذلك لا يغني عن ارخائه الى اسفل بشكل يدل على وجود الارخاء، ولا ضرورة لان يغطي القدمين فهما مستورتان، ولكن لا بد ان يكون هناك ارخاء ان يكون الجلباب نازلا الى اسفل ظاهر يعرف منه انه ثوب الحياة العامة الذي يجب ان تلبسه المرأة في الحياة العامة، ويظهر فيه الارخاء اي يتحقق فيه قوله تعالى (يدنين) اي يرخين.")
أم هل يمكن أن تكون للغاية؟؟
أرجو الإجابة وخصوصا من أخي المشرف لؤي
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 03:29 م]ـ
السلام عليكم
أعتذر لتطفلي!
لكني لم أفهم _أستاذي جمال_ كيف يمكن أن تكون (من) هنا لابتداء الغاية؟
فالجلباب رداء يشتمل على الجسد كاملا، وعليه أليس ماذهب إليه الزمخشري من أن (من) هي للتبعيض فعلا؟
فالله تعالى يأمر النساء أن يجعلن من جلابيبهن ما يغطين به وجوههن.
وقد آزر ما ذهبَ إليه الزمخشري هنا رأيُ المفسرين.
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
ونحن بالانتظار.
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 04:01 م]ـ
السلام عليكم
ألاخت الفاضلة معالي ,الاخ جمال لم يحدد في قوله أن من هنا لإبتداء الغاية حيث قال: (أم هل يمكن أن تكون للغاية؟؟) ,لأن (من) وحسب رأي سيبويه يمكن أن تكون لإبتداء او إنتهاء الغاية وفي بعضها لابتدائها وانتهائها معاً.
وقد ذكر الجني الداني في حروف المعاني اكثر من اربعة عشر استعمالاً ل (من).
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 05:56 م]ـ
السلام عليكم
صدقتَ أستاذي الكريم سليم
غير أني لم أقصد تخطئة شيخنا جمال، إنما كنتُ مستفهمة لا أكثر.
و قد استبعدتُ أن يكون قصد شيخنا جمال من قوله (للغاية): انتهاءها، لبعد المعنى حينئذ، إلا أن يكون معنى لم يبلغه إدراكي المحدود فتلك قضية أخرى!
وعليه، فقد رجحتُ أن يكون المعنى: (ابتداء الغاية المكانية)، باعتبار أن فعل (الإدناء) يبدأ من جلابيبهن. هذا ما هداني إليه فهمي المحدود من حديث أستاذنا جمال.
ولا زلتُ مستفهمة منتظرة بيانه حفظه الله.
أشكرك أستاذ سليم.
وُقيت الشر.
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 08:03 م]ـ
السلام عليكم
مِن تصلح هنا ان تكون للتبعيض او لبيان الجنس, ولكن لكل منهما شروط ففي التبعيض يجب ان يتحقق شرطان اولهما: أنّ يقع البعض موقعها ,واخرهما: أنّ يعم ما قبلها ما بعدها إذا حذفت وهذا ينطبق على الآية "يدنين عليهن من جلابيبهن ",فتصبح الآية يدنين عليهن بعض جلابيبهن, وإن حذفت تصبح الآية يدنين عليهن جلابيبهن.
واما لبيان الجنس فهناك أيضًا شروط لوقوعها اولها: أن يصح وضع "الذي" موضعها وثانيها: أن يصح وقوعها صفة لما قبلها, كما في الآية:"فَ?جْتَنِبُواْ ?لرِّجْسَ مِنَ ?لأَوْثَانِ",الحج/ 30,فالشرط الاول محقق جيث ان الاية تصبح: واجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان، وصفة الرجس لازمة للاوثان.
والذي يحدد معنى الحرف مِن -كما ارى ,والله اعلم-هو تفسير لفظة جلباب فمن قال انه خمار المرأة وهي المقنعة تغطي جبيتها ورأسها إذا خرجت لحاجة ,فيُحمل معنى التبعيض, ومن قال انه الملحفة التي تستر جميع أجسادهن، فيُحمل معنى بيان الجنس كما ذهب اليه الشيخ تقي الدين النبهاني ,على إعتبار ان الجلباب من الثياب.
هذا والله اعلم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 09:30 م]ـ
الأستاذ جمال:
يبدو أن الواو واللام في الآية زيادة غير مقصودة.
سيتم تعديل العنوان.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 09:43 م]ـ
السلام عليكم
الظاهر أن (من) في الآية للتبعيض، والمفعول محذوف تقديره "طرفاً".
أي: يدنين عليهن طرفاً من جلابيبهن.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 09:46 م]ـ
الأستاذ جمال:
يبدو أن الواو واللام في الآية زيادة غير مقصودة.
سيتم تعديل العنوان.
بارك الله في ناظريك أخي خالد.
تمّ بحمد لله!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 10:15 م]ـ
بارك الله بكم جميعا---وأنا متأسف لأنّي لم أحرص على كتابة الآية بطريقة الإقتباس
أنا لا أرى أن تكون من لبيان الجنس إلّا بعد مبهم وليس من مبهم قبلها لتبينه
ولا أرى أن تكون للتبعيض بحسب رأي الزمخشري لأنّه ربط التبعيض بكونها تمتلك عدة جلابيب وقد لا تمتلك إلّا واحدا ومع ذلك يطلب منها الإدناء
وأعتذر لأخي لؤي عن نفوري من فرضية المضمر وكما نعرف جميعا أنّ الإضمار أضعف توجهات التفسير
وأنا شخصيا فرضت مضمرا لأجعلها بيانا للجنس فقلت "يدنين عليهن الثياب من الجلابيب"--ومع ذلك نفرت منه ورأيته مستقبحا
بقي احتمال وهو---هل تكون زائدة؟؟
أي هل يكتمل المعنى إن قلنا " يدنين عليهن جلابيبهن"
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل جمال يمكن ان تكون للتبعيض او البيان ولكن أن تكون زائدة فإني لا ارى هذا وذلك لأن من شروط جعلها زائدة ان تدخل على نكرة، وأن يكون الكلام نفياً, واما هذه الآية لا تحوي ما يدل على وجود النفي.(/)
الحكمة سنة رسول الله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 06:19 ص]ـ
قال تعالى
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) 129 البقرة
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) 151 البقرة
(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِنَ الكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ) 213 البقرة
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) 164 آل عمران
(وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) 113 النساء
(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) 34 الأحزاب
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) الجمعة 2
هذه آيات استقصيتها فوجدت فيها أمرا عجيبا وهو أنّها فيها كلها يذكر عز وجل الحكمة بعد ذكره للكتاب أو آياته--ولم تتقدم الحكمة على الكتاب بل فيها كلها جاءت الحكمة بعد الكتاب-
-لاحظوا قوله عز وجل "يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ "---والرسول عليه الصلاة والسلام علمنا الكتاب والسنة
وهذا يقودنا إلى القول بإطمئنان أنّ الحكمة فيها هي السنّة النبوية---
قال الشافعي "سمعت من أرضي من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله""__________________
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 07:28 ص]ـ
يؤتىِ الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أتِىَ خيراً كثيراً وما يذكرُ إلا أولوا آلألباب.
هل هنا الحكمة هي السنة كذلك أم يختلف الأمر؟.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 08:38 ص]ـ
الأمر مختلف أخي نائل---
الحكمة إذا وردت بعد الكتاب وكان الكلام عن رسالة الإسلام فهي السنّة
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 06:58 م]ـ
السلام عليكم
لقد وردت الحكمة مقترنة بالكتاب في تسع آيات, سبع آيات فسرها العلماء بالسنة, والآياتان الآخر تتكلما عن سيدنا عيسى عليه السلام في سورة المائدة:" إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ", وفي سورة آل عمران:" وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ "ولا أظن ان الحكمة هنا تعني السنة وانما تعني الفقه وعلم الحلال والحرام ـ قاله ابن عباس ـ وقيل: جميع ما علمه من أمور الدين، وقيل: سنن الأنبياء عليهم السلام، وقيل: الصواب في القول والعمل، وقيل: إتقان العلوم العقلية.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 09:22 م]ـ
القاعدة الكليّة هي
"الحكمة إذا وردت بعد الكتاب وكان الكلام عن رسالة الإسلام فهي السنّة"
فهل لدى أخي سليم ما ينقض هذه القاعدة بالذات؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 09:42 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل جمال زادك الله علمًا وحلمًا ... وليس لدي -او لدي غيري على ما أُرجح-ما ينقض هذه القاعدة الكلية:"الحكمة إذا وردت بعد الكتاب وكان الكلام عن رسالة الإسلام فهي السنّة".
وجزاك الله خيرًا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 11:04 م]ـ
أستاذي وشيخي جمال، هناك ملحوظة، وهي
حسب قولك:
"الحكمة إذا وردت بعد الكتاب وكان الكلام عن رسالة الإسلام فهي السنّة".
هل نستطيع القول أن الكتاب ـــ وهو القرآن الكريم ــ أنه لا حكمة فيه، أو أنه ليس حكيم؟
والسؤال الثاني
لماذا لم يُعبر القرآن الكريم عن السنة إلا بهذه اللفظة؛ الحكمة؟
بانتظارك:)
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 01:03 ص]ـ
أخي العزيز جمال
كلام رائع فعلا وأقدر لك وفيك هذه الروعة!!
هذا الموضوع قد حيرني في كثير من الأحيان عند محاولة تفسير المعاني المختلفة للحكمة سواء في القرآن أو السنة.
وقد كنت أميل أحيانا إلى أن معناها في القرآن هو السنة ولكن كان يختلط علي الأمر مع المعاني الأخرى للحكمة
فجزاك الله كل خير
والسلام عليكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 09:14 م]ـ
الأخ يوسف
أن تمدحني وأنت أستاذي أمر يسعدني--ودمت لنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 09:52 م]ـ
استغفر الله العظيم أخي جمال
بل نحن أخَوان في الإسلام
وأدعو الله أن ينير بصائرنا ويعلمنا من لدنه
ولك تحية الإعجاب بنشاطك العالي الوتيرة(/)
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 11:49 ص]ـ
:::
الآية (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) 43 الفرقان---
قال فيها إبن عاشور رحمه الله (فقوله تعالى: {أرأيت من اتخذ إل?هه هواه} إذا أجري على الترتيب كان معناه جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة لا لأن إلهه مستحق للإلهية، فالمعنى: من اتخذ رباً له محبوبه فإن الذين عبدوا الأصنام كانت شهوتهم في أن يعبدوها وليست لهم حجة على استحقاقها العبادة. فإطلاق {إل?هه} على هذا الوجه إطلاق حقيقي. وهذا يناسب قوله قبله
{إن كاد لَيُضِلُّنا عن آلهتنا}
[الفرقان: 42]، ومعناه منقول عن سعيد بن جبير. واختاره ابن عرفة في «تفسيره» وجزم بأنه الصواب دون غيره وليس جزمه بذلك بوجيه وقد بحث معه بعض طلبته.
وإذا أجري على اعتبار تقديم المفعول الثاني كان المعنى: من اتخذ هواه قُدوة له في أعماله لا يأتي عملاً إلا إذا كان وفاقاً لشهوته فكأنَّ هواهُ إلهه. وعلى هذا يكون معنى {إلهه} شبيهاً بإلهه في إطاعته على طريقة التشبيه البليغ.
وهذا المعنى أشمل في الذم لأنه يشمل عبادتهم الأصنام ويشمل غير ذلك من المنكرات والفواحش من أفعالهم. ونحا إليه ابن عباس، وإلى هذا المعنى ذهب صاحب «الكشاف» وابن عطية. وكلا المعنيين ينبغي أن يكون محملاً للآية.)
ومن قراءة قول ابن عاشور يتبين لنا ما يلي
أولا --معنى أن يكون الإله المتخذ بحسب الهوى والرغبة كما قال إبن عاشور
(جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة) ---وهذا المعنى متناسق مع ترتيب الآية
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
ثانيا --معنى أنّ الأنسان أسير لهواه وكأنّ هواه إلها يسيّره فيطيعه--وبكلمات إبن عاشور (من اتخذ هواه قُدوة له في أعماله لا يأتي عملاً إلا إذا كان وفاقاً لشهوته فكأنَّ هواهُ إلهه.)
وهذا المعنى يحتاج إلى افتراض تغيير في ترتيب المفعولين وكأن الترتيب المقصود هو "أرأيت من اتخذ هواه إلها"
وقد رجح إبن عاشور كون المعنيان مقصودين فكان صاحب رأي ثالث هو: وكلا المعنيين ينبغي أن يكون محملاً للآية"
ثالثا --ذم وتبكيت على الذين يعبدون ما يهوون من الآلهة وكذلك على الذين تسيّرهم أهواؤهم فيطيعونها وكأنّ الأهواء آلهة تطاع
---ويلزم أن نقول أنّ من عبد آلهة يهواها لا لكونها تستحق العبادة فهو كافر---أمّا من ترك هواه يسيّره فأطاعه كطاعته للإله المعبود فقد يكفر إن دفعه هواه لإنكار ضروريات وأساسيات الدين كما كفر بورقيبة عندما رغب بإلغاء رمضان فتصدّى له إبن عاشور رحمه الله
__________________
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 10:58 م]ـ
الله ما أجملك يا أستاذ جمال
دررٌ وجواهر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 02:37 م]ـ
الأخ العزيز جمال ..
بارك الله فيك ..
لقد ناقشنا هذا الموضوع من قبل على هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8845
ولهذا السبب وضعت دليلاً مثبتاً للآيات التي نوقشت في منتدى البلاغة اجتناباً للتكرار .. فيا حبّذا لو قام الإخوة بداية بتفحّص الآيات في الدليل، وإن كانت قد نوقشت من قبل، فما عليهم إلا أن يضيفوا إليها ما يستجدّ عليهم من تدبّر .. وأعتقد أننا بهذه الطريقة قد نحقّق ما نصبو إليه من جمع الآيات القرآنية لتكون مرجعاً قيّماً لرواد المنتدى .. وبارك الله فيكم.(/)
نفي عذاب القبر!!!
ـ[سليم]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز:" كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) /آل عمران. قال الشوكاني في فتح القدير: وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ} أجر المؤمن: الثواب، وأجر الكافر: العقاب، أي: أن توفية الأجور، وتكميلها إنما تكون في ذلك اليوم، وما يقع من الأجور في الدنيا، أو في البرزخ، فإنما هو بعض الأجور، وقال أبن عاشور:"والتوفية: إعطاء الشيء وافياً. ويطلقها الفقهاء على مطلق الإعطاء والتسليم، والأجور جمع الأجر بمعنى الثواب، ووجه جمعه مراعاة أنواع الأعمال. ويوم القيامة يومُ الحشر سمّي بذلك لأنّه يقوم فيه الناس من خمود الموت إلى نهوض الحياة.
السؤال: هل يمكن أن نستخلص ان العذاب الواقع على الانسان يكون فقط يوم القيامة ولا عذاب في القبر؟؟؟
أنتظر ردودكم الخلابة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 04:04 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ سليم - حفظه الله من كل سوء
إن الآية لا تتحدّث عن عذاب الكافرين لا في البرزخ ولا في الآخرة. والأجور المذكورة في الآية لا تكون إلا للمؤمنين، لأن الأجر يختصّ دائماً بالنفع دون الضرّ، ولا نطلق على العذاب أو العقاب كلمة (أجر)، وإنما هما (جزاء).
هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الآية مرتبطة بأصل الغرض المسوق له الكلام - كما يقول ابن عاشور - وهو تسلية المؤمنين على ما أصابهم يوم أُحُد.
فبعد أنّ بيّن الله لهم ما يدفع توهّمهم أنّ الإنهزام كان خذلاناً من الله وتعجّبهم منه كيف يلحق قوماً خرجوا لنصر الدين وأن لا سبب للهزيمة، ثم بيّن لهم أنّ في تلك الرزّية فوائد، وأمرهم بالتسليم لله في كلّ حال، ثم بيّن لهم أنّ قتلى المؤمنين الذين حزِنوا لهم إنّما هم أحياء، وأنّ المؤمنين الذين لم يلحقوا بهم لا يضيع الله أجرهم ولا فَضْلَ ثباتهم، ثم بيّن لهم أنّ سلامة الكفّار لا ينبغي أن تُحزن المؤمنين ولا أن تسرّ الكافرين، وأبطل في خلال ذلك مقال المنافقين ... ختم ذلك كلّه بما هو جامع للغرضين في قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
فالآية كما ترى لا علاقة لها بجزاء الكافرين، ومنه عذاب القبر. على أن عذاب القبر ورد فيه أحاديث كثيرة تؤكّده، وسأعتمد هنا نصّاً قرآنياً لبيانه، لما فيه من دلالة لغوية عجيبة تليق بمنتدى البلاغة. وإن لم تخنّي ذاكرتي، فهو من استدلالات الشيخ عبد الرحمن الميداني رحمه الله.
يقول الله تعالى واصفاً حال أصحاب الجنة: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) [الفرقان: 24].
ويقول تعالى واصفاً حال عباده: (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 75 - 76].
ويقول تعالى واصفاً عذاب جهنم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 65 - 66].
وفي هذه الآيات ثلاث كلمات: المستقر، المقام، المقيل. فما معنى كل واحدة منها؟
(المستقر):
هو مكان الاستقرار في معظم الأوقات أو كلها، يُقال: استقرّ في المكان إذا تمكّن فيه، واشتدّ ثبوته فيه. ويأتي مصدراً ميميّاً بمعنى القرار والثبوت.
(المقام):
(يُتْبَعُ)
(/)
تُطلق كلمة المُقام بمعنيين: الأول: معنى الإقامة. والثاني: معنى موضع الإقامة. وقد سمّى الله الجنة (دار المقامة). والمقامة في اللغة مثل الإقامة، قال تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) [فاطر: 33 - 35].
فمن الواضح أن كلمة (مستقراً) تدلّ على المكان، وأن كلمة (مقاماً) تدلّ على الحدث. فكل من الجنة والنار مكان استقرار ومكان إقامة، وكل منهما يحصل فيه استقرار وإقامة. والبيان القرآني جمع بين الكلمتين لتُحمل إحداهما على معنى المكان، ولتُحمل الثانية على معنى الحدث، مع صلاحية كل منهما للمكان والحدث معاً.
(المقيل):
هو المكان الذي ينام الإنسان فيه نومة القيلولة، من قال يقيل إذا نام وسط النهار، ونومة وسط النهار هذه تُسمّى القيلولة. فالمكان الذي ينام فيه وسط النهار يُسمّى المقيل.
وظاهر أن الجنّة هي مستقرّ أهلها، على أن (مستقرّاً) اسم مكان الاستقرار، وأن فيها يكون استقرارهم على أن (مستقرّاً) مصدر ميميّ بمعنى الاستقرار.
وكذلك النار هي مستقرّ لأهلها، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 65 - 66]. فما هو المكان الذي يقيلون فيه؟ وكيف يقيلون؟
مما سبق نفهم أن الجنة لا تكون مقيلاً، فلا تكون مكان نوم مؤقت، أو راحة مؤقتة، بل هي مكان استقرار دائم، وإقامة دائمة.
وكذلك النار لا تكون مكان قيلولة، لأن في القيلولة راحة، ولا قيلولة لأهل النار، ولو كان دخولهم إليها مؤقتاً للتطهير من الذنوب.
فأين يكون المقيل إذن؟
لقد ذكر القرآن الكريم أن النوم والموت كلاهما وفاة. قال تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر: 42].
وذكر القرآن الكريم أن اللبث في القبر بين الموت والبعث هو بمثابة حالة تُشبه حالة الرُّقاد، وهو النوم، فالكافرون حين يُبعثون يقولون: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [يس: 51 - 52].
ويؤكّد القرآن الكريم على أن شعور الناس عن المدّة التي لبثوها بين الموت والبعث يساوي شعور النائم في قيلولته ساعة من نهار، أي أن وضعهم يكون كوضع النائم وقت القيلولة في النهار.
قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ) [الروم: 55].
وقال تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ) [يونس: 45].
وقال تعالى: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ) [الأحقاف: 35].
وقال تعالى: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) [النازعات: 46].
من هذه النظرات يظهر أن المراد من المقيل في قوله تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) [الفرقان: 24]، هو المكان الذي تبقى فيه أجساد الموتى ونفوسهم منذ الموت حتى البعث إلى الحياة الأخرى.
فحال أصحاب الجنة منذ بدء دخولهم عتبة اليوم الآخر بالموت حتى المصير الأخير، خير من حال الذين لا يرجون لقاء الله عزّ وجلّ، منذ بدء دخولهم أيضاً عتبة اليوم الآخر بالموت، حتى المصير الأخير في العذاب.
وهذه الأخيريّة تتناول مستقرّهم الأخير في دار مُقامهم، وتتناول بقائهم في مضاجعهم ومراقدهم في قبورهم بعد الموت.
فمستقرّ أصحاب الجنة الذي هو مكان إقامتهم الخالدة خيرٌ من مستقرّ الذين لا يرجون لقاء الله، الذي هو مكان إقامتهم الخالدة. ومقيل أصحاب الجنة الذي هو مكان بقاء أجسادهم ونفوسهم بين الموت والبعث، أحسن من مقيل الذين لا يرجون لقاء الله، الذي هو مكان بقاء أجسادهم ونفوسهم بين الموت والبعث.
ويكون النصّ بهذا الفهم أحد الأدلّة التي تُثبت ما ينزل من جزاء حسن أو سيّء في مدّة البرزخ بين الموت والبعث، بالمؤمنين والكافرين. وعلى هذا فالقبر بين الموت والبعث، هو بمثابة روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 08:14 ص]ـ
تدبر مدهش أستاذ لؤي، وفوائد رائعة.
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 08:44 ص]ـ
وماذا عن الإستعاذة من عذاب القبر؟.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 04:28 م]ـ
تدبر مدهش أستاذ لؤي، وفوائد رائعة.
بارك الله فيك أخي نائل ..
كيف حالك؟
وماذا عن الإستعاذة من عذاب القبر؟.
بارك الله فيك أخي أبا حلمي ..
وهذا من ضمن ما قصدته في قولي:
على أن عذاب القبر ورد فيه أحاديث كثيرة تؤكّده، وسأعتمد هنا نصّاً قرآنياً لبيانه، لما فيه من دلالة لغوية عجيبة تليق بمنتدى البلاغة.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 07:48 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، أستاذ لؤي، وجزاك خيراً على السؤال عن الحال، والإجابة على المشاركة.
ـ[سليم]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 09:41 م]ـ
السلام عليكم
اخي لؤي الطيبي بارك الله فيك على ما بينت وافصحت ,ولكن اسمح لي أن أعقب على بعض ما ذكرتَ بالنسبة الى معنى مقيلاً:
قال الزمخشري: (المستقرّ: المكان الذي يكونون فيه في أكثر أوقاتهم مستقرّين يتجالسون ويتحادثون. والمقيل: المكان الذي يأوون إليه للاسترواح إلى أزواجهم والتمتع بمغازلتهنّ وملامستهنّ، كما أنّ المترفين في الدنيا يعيشون على ذلك الترتيب.)
وقال الطبرسي: (قال الأزهري: القيلولة عند العرب الاستراحة نصف النهار إذا اشتدَّ الحر وإن لم يكن مع ذلك نوم والدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها. وقال ابن عباس وابن مسعود: لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.)
وقال الرازي: (الآية دلت على أن مستقرهم غير مقيلهم فكيف ذلك؟ والجواب من وجوه: الأول: أن المستقر مكان الاستقرار، والمقيل زمان القيلولة، فهذا إشارة إلى أنهم من المكان في أحسن مكان، ومن الزمان في أطيب زمان الثاني: أن مستقر أهل الجنة غير مقيلهم، فإنهم يقيلون في الفردوس، ثم يعودون إلى مستقرهم الثالث: أن بعد الفراغ من المحاسبة والذهاب إلى الجنة يكون الوقت وقت القيلولة، قال ابن مسعود: " لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار " وقرأ ابن مسعود: (ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم). وقال سعيد بن جبير: إن الله تعالى إذا أخذ في فصل القضاء قضى بينهم بقدر ما بين صلاة الغداة إلى انتصاف النهار، فيقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار.)
وقال الالوسي: (يَوْمَئِذٍ} أي يوم إذ يكون ما ذكر من القدوم إلى أعمالهم وجعلها هباءً منثوراً، أو من هذا وعدم التبشير، وقولهم: حجراً محجوراً {خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً} المستقر المكان الذي يستقر فيه في أكثر الأوقات للتجالس والتحادث {وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} المقيل المكان الذي يؤوى إليه للاسترواح إلى الأزواج والتمتع بمغازلتهن، سمي بذلك لأن التمتع به يكون وقت القيلولة غالباً، وقيل: هو في الأصل مكان القيلولة ـ وهي النوم نصف النهار ـ ونقل من ذلك إلى مكان التمتع بالأزواج لأنه يشبهه في كون كل منهما محل خلوة واستراحة فهو استعارة، وقيل: أريد به مكان الاسترواح مطلقاً استعمالاً للمقيد في المطلق فهو مجاز مرسل، وإنما لم يبق على الأصل لما أنه لا نوم في الجنة أصلاً.)
فكما ترى أخي الحبيب ان معنى مقيلاً هو الموضع في الجنة الذي يؤوى اليه اصحاب الجنة, اي أن المقيل يكون يوم الجزاء وليس قبله.
ـ[الغامدي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 09:59 م]ـ
(وحاق بآل فرعون سوء العذاب .. النار يعرضون عليها غدواً وعشيا .. ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) سورة غافر
(( ... وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس. فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقيلين)) متفق عليه
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 11:34 م]ـ
فكما ترى أخي الحبيب ان معنى مقيلاً هو الموضع في الجنة الذي يؤوى اليه اصحاب الجنة, اي أن المقيل يكون يوم الجزاء وليس قبله.
أخي الحبيب سليم
لقد بيّنتُ أن الجنّة لا يكون فيها (مقيلاً)، كما أن النار لا يكون فيها (مقيلاً).
وإذا كان في الجنة (مقيلاً) كما تقول، فأين وكيف يكون المقيل في النار؟
هلا وضّحت لنا ذلك حفظك الله؟
ودمتم بخير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 11:07 ص]ـ
تواصل رائع
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 05:40 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل لؤي كنت قد قلتَ: لقد بيّنتُ أن الجنّة لا يكون فيها (مقيلاً)، كما أن النار لا يكون فيها (مقيلاً).وإذا كان في الجنة (مقيلاً) كما تقول، فأين وكيف يكون المقيل في النار؟
إن الآية تذكر بوضوح ان الجنة خير مقام واحسن مقيل, وقد ذهب كثير من العلماء الى معنى المقيل: أصحاب الجنة ينقلون إليها (الى الجنة) وقت القيلولة، فقد أخرج ابن جرير عن سعيد الصواف قال: بلغني أن يوم القيامة يقصر على المؤمن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس، وإنهم ليقيلون في رياض حتى يفرغ الناس من الحساب.
هذه واحده واما الثانية وهي قولك: فأين وكيف يكون المقيل في النار؟
هنا رأيت انك قمت بمقارنة بين اصحاب الجنة واصحاب السعير, فكما لأصحاب الجنة مقيل فيجب ان يكون لأصحاب النار ايضًا, من باب المقارنة, ولكن ليس كل آيات المقارنة بين اهل الجنة واهل النار بالتقابل فقد يرد حال لأهل الجنة لا مقابل له عند اهل النار وىلآيات كثيرة, مثلاً يقول اللة تعالى:"َإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) البقرة, ويقول في شأن اهل الجنة:"وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (/البقرة.
ويقول اللة سبحانه:"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) آل عمران, ويقول في امر اصحاب الجنة:"وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (ال عمران).
وهذا التفريق والتمييز بينهم_كما ارى_ لعدة اسباب:
1.ادخال البهجة والمسرة في نفوس المؤمنين
2.حصول الخيرية وزيادة الحسن بحوزتهم ما ليس لدى اهل النار
3.التهكم والسخرية من اهل السعير بتذكيرهم بتلك النعم.
4. اظهار غضب الله على الكافرين, وشدة العذاب الواقع عليهم
5.ترهيب البشر من مصير كل من يسير حذوهم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 08:43 م]ـ
أخي الحبيب سليم
ألا ترى أن "خير" و "شرّ" و "أحسن" في آيات سورة الفرقان هي أسماء تفضيل؟ وأن "أحسن" في قوله تعالى (أحسن مقيلاً) على وزن أفعل، وهي صيغة أفعل التفضيل، وتدلّ على أن شيئين فأكثر اشتركا في شيء، وأن أحدهما أفضل من غيره فيه؟ وأن المعنى هنا أن مقيل أصحاب الجنة "أحسن" من مقيل أصحاب النار، كما أن مستقرّ أصحاب الجنة "خيرٌ" من مستقرّ أصحاب النار؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 07:34 م]ـ
بارك الله فيكم , والله إنني لفي شوقٍ لمواصلتكم الحوار والمناقشة التي أفدتم فيها الكثير والكثير فبارك الله فيكم. وننتظر التواصل
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 09:18 م]ـ
السلام عليكم
أخي الغامدي بارك الله فيك على مداخلتك وحيّاك الله, واشكر أخي ابا طارق على همته في المتابعة وننتظر مشاركتكما.
أخي لؤي الطيبي ,نعم لقد جاء القرآن بافعل التفضيل في المقارنة, ولكنها مقارنة بين مقيلين لنفس الجنس أي مقيلين لأهل الجنة اولهم المقيل في الدنيا والثاني مقيل الآخرة والذي هو احسن وافضل وخير وابقى.
هذا والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 09:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا طارق .. ونحن كذلك بشوق لقراءة ما يجود به فكرك وقلمك حفظك الله ..
أخي لؤي الطيبي ,نعم لقد جاء القرآن بافعل التفضيل في المقارنة, ولكنها مقارنة بين مقيلين لنفس الجنس أي مقيلين لأهل الجنة اولهم المقيل في الدنيا والثاني مقيل الآخرة والذي هو احسن وافضل وخير وابقى.
هذا والله اعلم
أعذرني أخي الفاضل، ولكني لم أفهم ما الذي تقصده في قولك: "أولهم المقيل في الدنيا والثاني مقيل الآخرة"؟! فما هو المقيل في الدنيا؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 10:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا طارق .. ونحن كذلك بشوق لقراءة ما يجود به فكرك وقلمك حفظك الله ..
سلمك الله وعافاك أستاذ لؤي. وآمل ألا أخيب ظنك بإذن الله
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 11:03 م]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي الطيبي الذي قصدته هو ان اهل الجنة كان لهم مقيل في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة احسن مقيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 10:20 م]ـ
أبو حلمي يواصل التشجيع لكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 05:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب سليم وأحسن إليك ..
وأظنّ أنك لا تخالفني الرأي في أن سياق الآيات هو الذي يحدّد المعنى المراد ممّا نحن فيه.
فالخيرية كما جاءت في الآيات هنا إنما هي بين أمرين أحدهما لا خير فيه مطلقاً، والآخر لا شرّ فيه مطلقاً. ولا يخفى عليك أن مثل هذا الأسلوب مستعمل في عبارات الناس، فيقول ذو السلطان لأحد الذي كانوا من المقرّبين لديه، وله مكانة وحظوة، فخرج عليه، فحكم عليه بالسجن والتعذيب، وأمر بتنفيذ الحكم فيه: أترى هذا العذاب خيراً لك، أم ما كنت فيه من نعمة ومكانة لدينا، ومطالب مستجابة؟
ولنتدبّر سياق الآيات:
يقول تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا) [الفرقان: 21]، وبهذا فقد ارتقى الذين لا يترقّبون لقاء الله تعالى ولا يخافونه في مطالبهم التعنتية، فطلبوا إنزال الملائكة عليهم بالوحي المباشر، أو رؤية ربهم وتلقي الدين عنه مباشرة. فأبان الله عزّ وجلّ أن طلبهم هذا مظهر من مظاهر شدّة الكبر الذي في نفوسهم عن اتباع من اصطفاه الله رسولاً، وتلقي وحي الله عنه، وتطاول منهم إلى منزلة يريدون بها أن يكونوا هم بدل النبي الرسول، وجعلوا ذلك شرطاً على الله عزّ وجلّ حتى يؤمنوا ويسلموا، وأبان الله تعالى أن تعنّتهم هذا عتوّ كبير منهم، تجاوزوا به أقصى مدى يبلغه المعاندون المتعنّتون، إذ هم يفرضون شروطهم على بارئهم، مع أن ما يُدعَون إليه هو لسعادتهم، وأن إباءهم سبب لشقائهم وتعاستهم الأبدية.
وكان العلاج القرآني لموقفهم هذا ببيانٍ حول رؤيتهم للملائكة، والذي تضمّن أنهم سيرون الملائكة، ولكن بعد انتهاء ظروف امتحانهم في الحياة الدنيا. إنهم سيرون الملائكة عند أول خطوة يخطونها إلى عتبة الموت، وحينئذ لا تكون لهم بشرى في هذه المشاهدة، بل هم يخافون منها إلى حدّ الذعر الشديد والهلع، حتى يقولوا عندها: حجراً محجوراً، مستعيذين من نزول العذاب فيهم، شأنهم كشأن سائر المجرمين، قال تعالى: (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا) [الفرقان: 22].
وإن كانوا يتصوّرون أن بعض أعمالهم الحسنة، كسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، تنفعهم يومئذ بشيء، فليعلموا أن أعمالهم الحسنة لا تُقبل منهم إلا بعد إيمانهم الكامل بالله وحده، وبرسوله، وبالكتاب الذي أُنزل عليه وبكل ما جاء به، ومن ذلك الإيمان بيوم الدين، ودلّ على هذا الحكم الربّاني المبرم قوله تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا) [الفرقان: 23]، أي: لا قيمة لأي عمل حسن عملوه في الدنيا غير مبنيّ على إيمان صحيح، مع ابتغاء رضوان الله فيه، ولا وزن له حتى يُوضع في موازين أعمالهم الصالحة.
ثم بعد ذلك استدعى بيان حالهم ضمن حال سائر المجرمين، بيان حال فريق المؤمنين أصحاب الجنّة، فهم في حال حسنة خيرٍ من حالهم، سواء في المصير الذي يكون به استقرارهم في جنات النعيم، أو في مدّة البرزخ بين الموت والبعث، وحيث تبقى أجسادهم ونفوسهم في حالة تشبه حالة النائم في قيلولته، وسط النهار، ودلّ على هذا قوله تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) [الفرقان: 24].
وكما ترى - أخي الفاضل - فإن الآيات التي سبقت هذه الآية تبيّن ما يتعلّق بحال المشركين وسائر الكافرين بدءاً من أول لحظات رؤيتهم للملائكة عند الموت، لتعرض بياناً متعلّقاً بالفريق السعيد، وهم أصحاب الجنة، وهذه طريقة القرآن في الجمع بين بياني الإنذار والبشارة في النصوص القرآنية، فإذا سبقت المنذرات تبعتها المبشّرات، وإذا سبقت المبشّرات جاءت بعدها المبشّرات، فقال تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا). فلا يمكن أبداً أن يكون المقصود بـ (أحسن مقيلاً) هنا أن "أهل الجنة كان لهم مقيل في الحياة
(يُتْبَعُ)
(/)
الدنيا ولهم في الآخرة أحسن مقيلاً" كما تقول.
وإنما هو بيان بين حال المجرمين والمؤمنين، والدليل على ذلك أن قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ) المقصود به: يوم إذ يرى الناس الملائكة عند الموت فما بعد ذلك حتى دخول أهل الجنة الجنة، ودخول أهل النار النار، فشمل هذا اليوم كل أحوال اليوم الآخِر، بدءاً من انتهاء رحلة الإنسان منصرفاً عن حياة الابتلاء، وداخلاً في يوم الحساب والجزاء، ودلّ على ذلك أن التنوين في (يَوْمَئِذٍ) هو تنوين العوض عن جملة (يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ).
ثم إن الآيات التي لحقت بهذه الآية تؤكّد ما نذهب إليه. حيث جاء فيها قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا) [الفرقان: 25 - 29].
ففي هذه الآيات بيان لما يحدث يوم القيامة، أي: بعد البعث من القبور، وأن الكافرين سيرون الملائكة يوم القيامة، بعد بعثهم من القبور، وستكون رؤيتهم لهم حينئذ كارثة عليهم، لأن الملائكة ستسوقهم يومئذ إلى موقف الحساب وفصل القضاء، ثم إلى مصيرهم في دار العذاب المعَدّة لهم ....
وخلاصة القول إن المراد بقوله تعالى: (خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) تفضيل بين حالي المجرمين والمؤمنين، الذين هم في حال حسنة خيرٍ من حال المجرمين، سواء في المصير الذي يكون به استقرارهم في جنات النعيم، أو في مدّة البرزخ بين الموت والبعث، وهو تفضيل على معنى التهكم والتوبيخ الضمني، إذ ليس في حال المجرمين خير. ودلّ على ذلك سياق الآيات، كما رأينا.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب لؤي الطيبي بارك الله فيك ونفعنا بعلمك, وجزاك الله كل الخير.(/)
الغموض الدلالي
ـ[محمد سيد محمد علي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 01:30 ص]ـ
أرجو من أساتذتي الكرام بالمنتدى مساعدتي حول هذا الموضوع، ولكم جزيل الشكر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 04:26 ص]ـ
السلام عليكم
قد تجد على الروابط الآتية ما يفيدك:
الأسباب الدلالية لاختيار المفردة القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=8683&postcount=1)
الغموض في الشعر الحديث ( http://www.suhuf.net.sa/2002jaz/may/30/cu12.htm)
المقياس البلاغي ( http://althakerah.net/sub.php?id_auther=1428&loc=&mid=66&level=5)
الغموض والإبهام في الشعر الحديث ( http://www.alriyadh.com/Contents/27-06-2002/Mainpage/Thkafa_577.php)(/)
أولَئِكَ آبائي
ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 01:52 ص]ـ
قال الفرزدق:
أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهم * إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ
استشهد به الدمنهوري على استعمال اسم الإشارة في استجهال المخاطب والتعريض بغباوته حتى إنه لا يتميز له الشيء إلا بالإشارة إليه،
أليس الأنسب أن يكون استعمال الإشارة في البيت للتعظيم، ويكون الاستجهال في قول الفرزدق في القصيدة نفسها يحكي قول هشام بن عبد الملك:
وَلَيسَ قَولُكَ: مَن (هَذا) بِضائِرِهِ * العُربُ تَعرِفُ مَن أَنكَرتَ وَالعَجَمُ
ـ[معالي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 02:25 ص]ـ
السلام عليكم
حياك الله أستاذنا أبا مصعب
أميل إلى ما ذهب إليه الدمنهوري، وقد ذهب إلى ذلك القزويني في إيضاحه حيث قال:
" .... وإما للقصد إلى أن السامع غبي لا يتميز الشيء عنده إلا بالحسن، كقول الفرزدق:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع " ا. هـ
أما سبب ميلي لما ذهبا إليه، فلأنه قد اشتهر عن النقائض أنها جمعت إلى التفاخرِ الهجاءَ، وليس أحدهما بمعزل عن الآخر، وعليه فإن القول بأن الإشارة للتعظيم فحسب فيه إغفال لجانب الهجاء المقذع الذي يرمي إليه البيت.
أما القول بما ذهب إليه القزويني والدمنهوري فقد جمع إلى الفخرِ الظاهر هجاءً خفيًا حملته الإشارة بـ (أولئك).
ما تقدّم _أستاذي الكريم_ وجهة نظر قابلة للنقض.
رعاكم الله ونفع بكم.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 02:50 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم، وأعانكم على مسؤليتكم الجديدة
وما ذهبت إليه هو الصحيح إن شاء الله(/)
استفسار
ـ[تقي الدين أبوبكر]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 02:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما هي الآيات في القرآن الكريم التي تمثل الخبر الابتدائي؟.
وشكرا أفيدوني أفادكم الله. وشكرا .....
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 04:10 م]ـ
الأخ تقي الدين حفظه الله
الأديب إذا أراد أن يخاطب أقواماً لابدّ أن يصوغ كلامه في صورة خاصّة تلائم حالتهم النفسية، وأن يكون على علم تامّ بمدى استعدادهم لتلقي مفاهيم أخباره بالقبول أو الرفض، فيلقي الخبر خالياً من التأكيد، أو مؤكداً تبعاً لحالة الأقوام السامعين، ومدى معرفتهم بالخبر ثبوتاً أو نفياً، فالمخاطب إزاء ما يلقى إليه من أخبار واحد من ثلاثة: ابتدائي، طلبي، إنكاري.
فتختلف صور الكلام باختلاف حال المخاطب، فنراه حيناً مؤكداً بأكثر من تأكيد كقوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ) [المائدة: 82]، وحيناً مؤكداً بتوكيد واحد كقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) [النحل: 90]، وأحياناً مجرداً من التوكيد كما في قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإسراء: 23].
وهذا النوع الأخير هو المقصود به الخبر الابتدائي، وهو ما يلقى للمخاطب الخالي الذهن، ويكون الكلام فيه خالياً من التأكيد، لأن المخاطب خالي الذهن من الحكم الذي تضمّنه.
ففي الآية تلاحظ أن الله تعالى يخاطب قوماً لا يعلمون شيئاً عن الحكم الذي تضمّنه الخبر، فالمخاطب خالي الذهن عن مضمون الخبر، لذلك اقتضى المقام أن يُلقى إليه الخبر خالياً من التأكيد.
ومثله قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ) [النور: 47].
ومثله من الشعر قول المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ***** وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها ***** ويسهر الخلق جراها ويختصم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 05:09 م]ـ
درر أخي لؤي تجعلني أفخر بكوني تلميذا لك أتلقى منك الإرشاد والنصح والتوجيه
ـ[أبو سارة]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 04:00 ص]ـ
أمتع الله بك ونفع بعلمك يا أستاذ لؤي الطيبي
والدعاء موصول للسائل ولأستاذنا جمال جمله الله بحلل الصحة والعافية.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 04:08 ص]ـ
بارك الله في أستاذاي الكريمين ..
ورفع قدرهما، وألْبسَهما تاجَ الحُلل ..(/)
سؤلان من العيار الثقيل.!
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 05:58 م]ـ
لماذا كثرت اعتراضات الخطيب القزويني رحمه الله في كتابة الإيضاح على شيخه السكاكي؟؟
ولماذا ضربت شهرة كتابه السابق ما بين الخافقين؟؟
أرجو التفاعل لعلنا أن نخلق جوا من الحوار بلا من هذا الصمت المطبق ...
ومن كان لديه تساؤلات فل يطرحها كي تتسع دائرة النقاش ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 06:52 م]ـ
أيها المعتمد
عندي إقتراح وهو
أن تقوم بآيراد اعتراضات القزويني على شيخه اعتراضا اعتراضا ومن ثم نتحاور
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 07:21 م]ـ
أرجو التفاعل لعلنا أن نخلق جوا من الحوار بلا من هذا الصمت المطبق ...
الصمت المطبق؟؟؟
تفضّل أخي الكرة في ملعبك:)
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 09:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ جمال حسني الشوباتي ... إلخ:)
لماذا تريدني أن أعدد اعتراضات الخطيب القزويني واحدا واحدا؟!
في الواقع أنني أرى سؤالك هذا غير وجيه من وجهين هما:
1 - ليس في التساؤل الأول ما ينبئ بذلك , ولا في المقام الذي نحن بصدده احتمال له! ــ وهذا الأخيرخاصة لا يتناسب مع كونك بلاغيا تراعي المقام وكونك أيضا تفخر بكون الأستاذ الطيبي شيخك , فمن غير المعقول ألا يكون قد شرح لك هذا!! ــ لأن الغرض ليس الاعتراضات عينها ... و إنما الدوران حولها وتقصي أسباب كثرتها وانشغال العلماء بها على مر العصور ...
2 - أما الأمر الآخر فكيف يمكن أن أورد كل هاتيك الاعتراضات بقضها وقضيضها هنا وأنت من أهل البلاغة أو محسوبا منهم وتعلم مدى ضخامتها وكثرتها , وأحسبك أيضا تعلم أن رجالا قد أفنوا أعمارهم في درسها أحيانا ونقضها أحيانا آخرى ...
ولكن على أي حال فسوف أبدأ بما أراه سببا لكثرة اعتراضات الخطيب رحمه الله
فأقول:
أولا لعل من أسباب كثرة اعتراضات الخطيب على السكاكي رحمهما الله هو ان الخطيب القزويني تأثر بروح البيئة المصرية التي قدم إليها ووجد فيها منهجا عربيا يميل إلى الذوق والحس الفني العربي الخالص والبعيد كل البعد عن جفاف المناطقة وتعقيدات المتكلمين وخاصة في كتابه الإيضاح الذي شرح فيه كتابه التلخيص والذي هو تلخيص للفصل الثالث من كتاب مفتاح العلوم , فأخذ يلاحظ مافيه من كثرة الغموض والتققيد والتقسيم ونجو ذلك مما تميز به الدرس البلاغي في البيئة الأعجمية ...
ثانيا لعل من أسباب كثرة اعتراضات الخطيب على السكاكي رحمهما الله هو ان الخطيب القزويني يختلف عن بقية الشراح من حيث القدرة العلمية الهائلة والإلمام الشامل لأطراف العلوم البلاغية التي جعلت من نظرته نظرة الرجل العالم المميز لكل مافي المفتاح لهذا أخذ في الاعتراض على كل القواعد والأراء والتعليلات التي لم تجد قبولا في ذوقه أو مدخلا إلى عقله. فمن الطبيعي جدا أن نجد هذا الكم الكبير من الاعتراضات ...
أما بالنسبة لشهرة الخطيب وكتابيه التلخيص والمفتاح فأعتقد أن ذلك يعود لأمور هي:
1 - كثرة اعتراضاته على السكاكي خاصة وأنه الملخص الثاني للمفتاح بعد بدر الدين ابن الناظم فكان لتقدمه وكثرة اعتراضاته دور كبير في هذه الشهرة.
2 - دقة الإيضاح ووضوحه ... والذي لا نجده في المفتاح أو المصباح.
3 - الابتعاد أكثر عن الغموض والتعقيد والتطويل والحشو الممل والجاف.
4 - ترك التعريفات الملتوية وإيجاد تعريفات جديدة.
لي عودة إن شاء الله ولكن بعد حين من الدهر .. !
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ جمال حسني الشوباتي ... إلخ:)
لماذا تريدني أن أعدد اعتراضات الخطيب القزويني واحدا واحدا؟!
في الواقع أنني أرى سؤالك هذا غير وجيه من وجهين هما:
1 - ليس في التساؤل الأول ما ينبئ بذلك , ولا في المقام الذي نحن بصدده احتمال له! ــ وهذا الأخيرخاصة لا يتناسب مع كونك بلاغيا تراعي المقام وكونك أيضا تفخر بكون الأستاذ الطيبي شيخك , فمن غير المعقول ألا يكون قد شرح لك هذا!! ــ لأن الغرض ليس الاعتراضات عينها ... و إنما الدوران حولها وتقصي أسباب كثرتها وانشغال العلماء بها على مر العصور ...
2 - أما الأمر الآخر فكيف يمكن أن أورد كل هاتيك الاعتراضات بقضها وقضيضها هنا وأنت من أهل البلاغة أو محسوبا منهم وتعلم مدى ضخامتها وكثرتها , وأحسبك أيضا تعلم أن رجالا قد أفنوا أعمارهم في درسها أحيانا ونقضها أحيانا آخرى ...
.. !
أشكرك على الفائدة التي أفدتني بها---وعلى الإسم الجديد الذي منحتني إيّاه (الأخ جمال حسني الشوباتي ... إلخ)
وأؤكد لك أنّ اقتراحي لك باستعراض تلكم الإعتراضات كان لإثراء المنتدى بأمر جديد ولا علاقة له بسؤالك
ودمت لنا أخا نرغب بإطلالته كلّ حين لا بعد حين(/)
قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 04:01 ص]ـ
يقول الله تعالى: (وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا * يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً) [الإسراء: 49 - 52].
يخبرنا الله تعالى في هذه الآيات أن منكري البعث للحياة بعد الموت ليس لديهم إلا أن يكرّروا تساؤلهم الإنكاري القائم على الاستبعاد والاستغراب والعجّب. فعلم الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: (كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ).
أي أكثر من أن تكونوا عظاماً ورفاتاً، كونوا حجارة، كونوا حديداً، كونوا شيئاً آخر ممّا ترونه كبيراً في صدوركم، فالذي فطركم أول مرة ولم تكونوا شيئاً هو الذي يعيدكم إلى البناء والحياة مرة ثانية.
وسؤالي هو: لماذا اختار القرآن الكريم (الحجارة والحديد) في تعبيره عن تحوّلات أجساد الأحياء بعد الموت؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 07:40 م]ـ
وسؤالي هو: لماذا اختار القرآن الكريم (الحجارة والحديد) في تعبيره عن تحوّلات أجساد الأحياء بعد الموت؟
الأخ لؤي حفظه الله
لا دخل _في رأيي_ للتحولات التي تطرأ على الموتى بعد الموت في ذكره للحديد والحجارة
والحجارة بحد ذاتها كما تعلم قد يدخل الحديد في مكوناتها--فهي كما تعلم مجموعة من المعادن
وما ذكره الله يعتبر من قبيل الإشارة لما هو معروف لديهم من حيث شدة القسوة والصلابة فهذان المذكوران الحديد والحجارة شيئان معروفان للأعراب آنذاك --فلو صارت الأجساد حديدا أو حجارة فإن الله يعيدها طريّة غضّة
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 10:54 م]ـ
السلام عليكم
تخبرنا هذه الآيات كما اشار الأخ الفاضل لؤي أن منكري البعث للحياة بعد الموت ليس لديهم إلا أن يكرّروا تساؤلهم الإنكاري القائم على الاستبعاد والاستغراب والعجّب ,واني مع الأخ الفاضل جمال فيما ذهب اليه انه لا دخل للتحولات التي تطرأ على الموتى بعد الموت في ذكره للحديد والحجارة, فالآيات ذكرت العظام والرفات والحجارة والحديد, العظام كما هو معلوم هي من اقسى واصلد مكونات الحسم البشري وتبقى العظام لسنوات عديدة حتى تتحلل وتصبح رفاتًا ,والرفات في اللغة: ما تكسر وبلي من كل شيء ويكثر بناء فعال في كل ما يحطم ويرضض يقال حطام ودقاق وتراب وقال المبرد كل شيء مدقوق مبالغ في دقه حتى انسحق فهو رفات, والكفار في هذا ابلغ في انكارهم البعث لمن مات حديثًا وما زالت عظامه اومن مات واصبحت عظامه حطامًا دقيقًا مثل التراب, والملاحظ ان آية الكفار في انكار البعث بدأت في قولهم: وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا ,وقد رد الله عز وجل عليهم في صورة أبلغ في الالزام (الزام البعث) فقابل كنا بقول تعالى: كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ,فالحجارة تقابل العظام من حيث القساوة والصلابة والحديد يقابل الرفات من حيث الهشاشة وقابلية التحطم والدق, ويصبح معنى الآية انكم لو كنتم حجارة من شدة القساوة والصلابة وليس عظامًا او حديدًا من شدة الهشاشة وليس رفاتًا ,فالله عز وجل قادر على ان يعيدكم خلقتكم الاولى.
والله اعلم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 06:43 م]ـ
والملاحظ ان آية الكفار في انكار البعث بدأت في قولهم: وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا ,وقد رد الله عز وجل عليهم في صورة أبلغ في الالزام (الزام البعث) فقابل كنا بقول تعالى: كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ,فالحجارة تقابل العظام من حيث القساوة والصلابة والحديد يقابل الرفات من حيث الهشاشة وقابلية التحطم والدق, ويصبح معنى الآية انكم لو كنتم حجارة من شدة القساوة والصلابة وليس عظامًا او حديدًا من شدة الهشاشة وليس رفاتًا ,فالله عز وجل قادر على ان يعيدكم خلقتكم الاولى.
أخي الحبيب سليم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إشارة لطيفة غاية في الحسن والدقّة ..
بارك الله فيك، ونفعنا بعلمك ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 08:36 م]ـ
اللهم لا حسد إلّا في اثنتين---إلخ
وأنا أحسدك يا سليم
------------------------------
لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5025
--------------------------------------------------------------------------------
158847 - لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5026
--------------------------------------------------------------------------------
159507 - لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، وآخر آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7141
--------------------------------------------------------------------------------
159521 - لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، وآخر آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7316
--------------------------------------------------------------------------------
159615 - لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7529
--------------------------------------------------------------------------------
86607 - لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 73
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 09:00 م]ـ
الأخ لؤي حفظه الله
لقد استخدم رب العالمين " الحجارة والحديد " لأنهما أصلب من العظام والرفات "
ولك تحياتي واحترامي
سمير الجندي(/)
معنى" لا أقسم " عند إبن عاشور
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 03:17 م]ـ
قال المفسر الكبير المرحوم ابن عاشور
((({لا أقسم} بمعنى: أقسم، و {لا} مزيدة للتوكيد. وأصلها نافية تدل على أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم.
وبمعنى أنه غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت. ثم كثر هذا الاستعمال فصار مراداً تأكيد الخبر، فساوى القسم بدليل قوله عقبه: {وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم})).
# أولا--يصرح إبن عاشور بأنّ " لا" مزيدة للتوكيد وأنّ "لا أقسم"
بمعنى أقسم بدليل قوله بعدها "وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم "
# ثانيا--يصرح بأنّ أصلها هو لا النافية--وأنّها في الأصل تعني
*لا يقدم القائل على القسم لخشية الكذب
أو
* لا يقدم القائل على القسم لعدم حاجته إليه لظهور دلائل ما يقسم عليه
الآن كونه قال أنّ الأصل في " لا" أنّها نافية لا يعني أنّه فسرها كذلك--فهو قد تبنى أنّها زائدة
هذا مجمل ما يراه شيخنا عسى أن يكون كلامي واضحا لمن يحتاجه(/)
مكررتان لفظا فهل لهما نفس المعنى؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 07:08 م]ـ
:::
قال تعالى
(كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) 3 * 4 النبأ
# هل ياترى في الآيتين تكرار في المعنى كما أنّهما مكررتان لفظا؟؟
# وما هي القراءات الأخرى لهاتين الآيتين؟؟
إبحثوا في تفسيرهما ثمّ نتحاور
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 09:27 م]ـ
ليس لهما نفس المعنى
إذ " كلا سيعلمون " الآولى هي توعد ووعيد للكافرين---" كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ" الثانية وعد وبشرى للمؤمنين الصالحين
وقُرأت الآيتان: كلّا ستعلمون ثمّ كلّا ستعلمون"
وقرأتا " كلّا سيعلمون ثمّ كلا ستعلمون"
أمّا قراءة "كلّا ستعلمون ثمّ كلّا ستعلمون" فلا يمكن توجيهها لنوعين من البشر كأن يقال الآولى وعيد للكافرين والثانية وعد للمؤمنين لأنّ الآيتين في صيغة المخاطب ولا يتصور تعدد المخاطب والكلام واحد
فما هو الحل في نظركم؟؟
أنا منتظر
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 09:56 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل جمال, يمكن ان تأتي مكررة للردع, فهو التكرير الرادع, الغرض من التكرير التأكيد والتشديد، ومعنى ثم الإشعار بأن الوعيد الثاني أبلغ من الوعيد الأول وأشد, هذا ما قال به الزمخشري والرازي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 10:29 م]ـ
أخي الفاضل سليم
هذا ما ورد في تفسير الرازي
(وأما تكرير الردع، ففيه وجهان
الأول: أن الغرض من التكرير التأكيد والتشديد، ومعنى ثم الإشعار بأن الوعيد الثاني أبلغ من الوعيد الأول وأشد
والثاني: أن ذلك ليس بتكرير، ثم ذكروا وجوهاً
أحدها: قال الضحاك الآية الأولى للكفار والثانية للمؤمنين أي سيعلم الكفار عاقبة تكذيبهم وسيعلم المؤمنون عاقبة تصديقهم
وثانيها: قال القاضي: ويحتمل أن يريد بالأول سيعلمون نفس الحشر والمحاسبة، ويريد بالثاني سيعلمون نفس العذاب إذا شاهدوه
وثالثها: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} ما الله فاعل بهم يوم القيامة {ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} أن الأمر ليس كما كانوا يتوهمون من أن الله غير باعث لهم
ورابعها: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} ما يصل إليهم من العذاب في الدنيا وكما جرى على كفار قريش يوم بدر {ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} بما ينالهم في الآخرة)
وكل ما أورده محتمل ولم يتبن إحداها---وسؤالي كان عن قراءة "كلّا ستعلمون ثمّ كلّا ستعلمون" إذ لا يستقيم أن نوجهها لتدل على جهتين مختلفتين(/)
يريد المساعدة!
ـ[طالب مسكين]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 11:16 م]ـ
;) ;) ;) أريد مساعدتي في اخراج التشبيهات والمحسنات البديعية من طباق وجناس بأنواعه ومقابلة ...
من هذي الأبيات أرجو المساعدة ولكم مني جزيل الشكر والعرفان
دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي
من صَبْوَتي، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
يَا لَلضَّعيفَينِ! اسْتَبَدَّا بي، ومَا
في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى،
وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ
في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ
كَدَرِي، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي
...
هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي
مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ، لَوْ أَنْصَفْتِني
لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي
عُمْرَ الفَتَى الفَانِي، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
ببَيَانِهِ، لَوْلاَكِ، في الأَحْيَاءِ
فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ، كَذِي جَهْلٍ، وَلَمْ
أَغْنَمْ، كَذِي عَقْلٍ، ضَمَانَ بَقَائي
...
يَا كَوْكَبَاً مَنْ يَهْتَدِي بضِيَائِهِ
يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
يَا مَوْرِدَاً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ
ظَمَأً إِلَى أَنْ يَهْلِكُوا بظَمَاءِ
يَا زَهْرَةً تُحْيي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا
وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بلاَ إِرْعَاءِ
هَذَا عِتَابُكِ، غَيْرَ أَنِّي مُخْطِىءٌ
أَيُرَامُ سَعْدٌ في هَوَى حَسْنَاءِ؟
حَاشَاكِ، بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الوَرَى
وَالحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي
أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ
نِعْمَ الشّفَاءُ إذَا رَوِيتُ برَشْفَةٍ
مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاءِ
نِعْمَ الحَيَاةُ إذَا قَضَيْتُ بنَشْقَةٍ
مِنْ طِيبِ تِلْكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ
...
إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى
في غُرْبَةٍ قَالُوا: تَكُونُ دَوَائي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ؟
أَوْ يُمْسِكِ الحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامِهَا،
هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ لِلْحَوْبَاءِ؟
عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ، وَعِلَّةٌ
في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي
فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ، وَلَيْتَ لي
قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ!
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي،
وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ
تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ، وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ،
يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ
لِلْمُسْتَهَامِ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي!
أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ، وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ؟
أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ، وَمَبْعَثَاً
لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ؟
أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً،
وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ؟
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا،
وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
...
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ،
وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً
بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً،
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ
مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي
وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً،
فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي
;) ;) ;) ;) ;) ;) ;) ;) ;) ( ops (ops (ops (ops (ops
ـ[ضاد]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 11:41 م]ـ
لعل الإخوة يساعدونك, ولكني أعترض على عنوان الموضوع (إن جاز تسمية ما كتبت عنوانا).(/)
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ /كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ
ـ[سليم]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 12:04 ص]ـ
يقول الله تعالى في سورة النبأ:"كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ",ويقول عزوجل في سورة التكاثر:"كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ",السين
حرف استقبال, وقيل: وتأتي للاستمرار، كقوله تعالى: "سَتَجِدُونَ آخَرِينَ",والسين للمبالغة وقصد تقريب الوقوع، واما سوف فهو حرف يدل على التأخير والتنفيس، وزمانه أبعد من زمان السين؛ لما فيها من إرادة التسويف. ومنه قيل: فلان يسوّف فلاناً، قال تعالى: "وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ" اي يوم القيامة. بينما قوله تعالى: "سَيَقُولُ ?لسُّفَهَآءُ مِنَ ?لنَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ" فقرّب القول لحصوله في الزمن القريب, وفرق ابن بابشاذ أيضاً بينهما، بأن "سوف" تستعمل كثيراً في الوعيد والتهديد، وقد تستعمل في الوعد. مثل الوعيد: "وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ ?لْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً"/ الفرقان: 42، و "كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ"/ التكاثر: 4.
وأمثالها في الوعد: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى?"/الضحى: 5 ,فأمّا قوله تعالى: "فَسَوْفَ يَأْتِي ?للَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ" /المائدة: 54، لتضمّنه الوعد والوعيد جميعاً، فالوعد لأجل المؤمنين المحبين، والوعيد لما تضمنت من جواب المرتدين بكونهم أعزّة عليهم وعلى جميع الكافرين.
والأكثر في السين الوعد، وتأتي للوعيد. مثال الوعد: "إِنَّ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ?لرَّحْمَـ?نُ وُدّاً"/ مريم: 96, ومثال الوعيد: "وَسَيَعْلَمْ ?لَّذِينَ ظَلَمُو?اْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"/ الشعراء: 227.
-الزركشي/البرهان في علوم القرآن
ـ[أبو سارة]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 04:29 ص]ـ
شكرا
للأستاذ جمال الشرباتي موضوع ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11356) خاص بهذه الآية، ليتك ذيلت مداخلتك عليه لتعم الفائدة.
دمت موفقا مسددا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 04:21 م]ـ
السلام عليكم
كلام الزركشي نفيس جدا---
وعندي مشاكسة تتناول تفريقه بين السين من حيث إفادتها لقرب حصول الحدث وبين سوف من حيث إفادتها تأخر حصول الحدث---
ففي قوله تعالى ("وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى?"/الضحى: 5) --فقد أعطاه الله فرضي
أعطاه دولة وجزيرة تدين بالولاء للإسلام --
ولم يتأخر عطاؤه
--فما رأي الأخوة الأفاضل؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 09:07 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل جمال إن الله سبحانه وتعالى اعطى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عطاءًا جمًا منه ما ذكرتَ (دولة وجزيرة تدين بالولاء للإسلام) وقد اجتمعت له عليه السلام نعم الدين كنعمة النبوة والرسالة والشرف على الأَنبياءِ وإِنفاذ أمور الدين ونعم الآخرة بالرسالة والرياسة على أهل المحشر من الأَنبياءِ وغيرهم والوسيلة وشرف أُمته على الأُمم وشهادتهم عليها ورفع درجتهم ,
وقد جيء بفاء التعقيب في "فترضى " لإفادة كون العطاءِ عاجلَ النفع بحيث يحصل به رضى المعطَى عند العطاء فَلا يترقب أن يحصل نفعه بعد تَربص.
ومما يروى عنه انه قال عليه السَّلام لمَّا نزلت هذه الآية: إذن لا أرضى وواحدٌ من أُمَّتي في النَّار. وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال اشفع لأُمتى حتى ينادينى ربى أرضيت يا محمد فأقول نعم يا رب رضيت.
ولا ننسى شهادة الله عز وجل في جزيل عطائه لمحمد عليه الصلاة والسلام في سورة الكوثر:"إنَّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ"
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 05:28 م]ـ
السلام عليكم
أشير هنا إلى بحث شيّق، يعالج الفروق اللغوية بين السين وسوف، وقد استخرج صاحبه فيه القواعد التركيبية التي ينبغي العمل على تحليلها للوصول إلى دلالات توزيع هاتين الأداتين في القرآن الكريم.
دراسة تطبيقية على السين وسوف في القرآن الكريم ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=824)(/)
خفايا الكنايات
ـ[الدجران]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 10:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعزائي رواد هذا المنتدى المبارك مما يميز لغتنا العربية الغراء اختلاف الأساليت ومدلولات المعاني فمرة تجد التعجب ومرة الاستفهام الإنكاري ومره الكناية الجميلة التي يقصد بها معنى خفي ... إلخ
لن أطيل عليكم فأنتم أعلم مني ولا يسعني إلا أن أردد ما قاله الشاعر:
يا باري القوس بريا لست تحسنه / لا تظلم القوس وأعط القوس باريها
ونظرا لأن هناك كنايات كثيرة في لغتنا الجميلة متناثرة في بطون تراثنا الأدبي والبلاغي فإنني أقترح عليكم جمع هذه الكنايات وخاصة ما خفي منها:
فكل شخص قرأ في كتاب أو علم من أي مصدر كناية لطيفه لها معنى جميل وخفي يدونها هنا مما يسهل على الناس قراءتها والاستفاده منها وآمل من مشرف هذا القسم أن يثبت هذا الموضوع حتى يطلع عليه الجميع ويشاركوا فيه:
أبدأ معكم بقول الأمير الصنعاني:
كثير العناد جبان الفؤاد عريض الوساد عريض القفا
فقوله عريض القفا لا يقصد بها لازم المعنى إنما هي كناية عن الحمق.
وكذلك عريض الوساد: أي يدل على عدم الذكاء [إذ أن طول الرقبة يقتضي بعد العقل عن القلب على اختلاف في مكان العقل طبعا فعندما طالت الرقبة ابتعد المخ عن القلب فوصول الدم إليه يكون ضعيفا فيسبب الضعف]
وهذا تأويل الشيخ محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله.
أرجو من الجميع إفادتنا والمشاركة غفر الله للمشاركين غفر الله للمشاركين غفر الله للمشاركين وغفر الله أيضا لغير المشاركين
ويرحم الله عبدا قال آمينا.
ـ[معالي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 02:19 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أستاذ الدجران، فكرة جميلة، وهي فرصة لمراجعة ما قد دَرَس من العلم _بفعل طول العهد_ والله المستعان!!
على أنني تعجبتُ من تأويل الشيخ رحمه الله تعالى، وهو الذي ما فتئ ينكر أن يكون العقل في الرأس، بل مكانه القلب عنده رحمه الله، ويؤيد ذاك بما جاء في الكتاب الكريم.
نعود لموضوعك:
_ طويل النجاد: أي أنه طويل القامة، والنجاد هو حمالة السيف، والمراد هنا الكناية عن طول القامة.
_ بعيدة مهوى القرط: وبُعد مهوى القرط يستلزم طول الرقبة وهو المعنى المراد.
_ نؤوم الضحى: كناية عن الرفاهية وتوفّرِ من يخدمها، لذا فهي ليست بحاجة إلى الاستيقاظ ضحًى _على عادة نساء العرب قديمًا، وعادتي:) _ للقيام بواجبات البيت وتدبير شؤونه.
هذا ما أسعفتني به ذاكرتي الواهنة، ولعلي أعود فيما بعد لأواصل مع أساتذتنا بارك الله فيهم ما أجده لديّ.
شكرًا لك، وبارك الله فيك.
ـ[الدجران]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 06:38 ص]ـ
بارك الله فيك يا معالي ولك من اسمك نصيب وننتظر الأخوان جميعا يدلون بدلوهم في هذه المسألة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 06:57 م]ـ
الأستاذ الدجران حفظه الله
أولاً: أشكر لك فكرتك هذه، وأنا معك بجمع الكنايات وخاصّة ما خفي منها في بطون الكتب، وسنقوم بتثبيت الموضوع إن شاء الله.
ثانياً: أرجو منك أخي الكريم، وقد ذكرتَ ما ذكرت، أن تفيدنا أنت في هذا الموضوع، وأن تحرّر لنا أسراره، وسيعينك عليه الإخوة في الفصيح إن شاء الله، وأنا أولهم.
وبارك الله فيك، ونفعنا بعلمك.
وبانتظار المزيد من النفائس ..
ـ[الدجران]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 11:03 م]ـ
بارك الله فيكم إخواني الأعزاء وإليكم بعض هذه الكنايات:
1 - صغير الرأس: وهي كناية عن الذكاء كما أن الرأس إذا عظم كان ذلك دلالة على الغباوة وفي هذا يقول طرفة بن العبد:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه / خشاس كرأس الحية المتوقد
ورجل ضرب بتسكين الثاني وفتح الأول: خفيف اللحم
وخشاش: ماض في الأمور.
وقد شبه تيقظه وذكاءه بتوقد رأس الحية.
2/جبان الكلب: أي جواد كريم [حيث تعود الكلب على رؤية الناس لكثرتهم للقرى عند صاحبه فلا ينبحهم وعكس ذلك كلب البخيل إذ أنه شرس ينبح الناس من مكان بعيد] يقول الشاعر حاتم الطائي:
فإني جبان الكلب بيتي موطأ / جواد إذا ما النفس شح ضميرها
أما ما اسعفني به عقلي من بعض الكنايات المتداوله بين الناس وقد أصيب في هذا وأخطئ منها:
طويل اللسان: أي أنه بذي الكلام كثير السب
وسيع الصدر: كناية عن الحلم.
قاسي القلب: كناية عن الغلظة
هذا والله ولي التوفيق
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 01:04 ص]ـ
جبان الكلب: أي جواد كريم [حيث تعود الكلب على رؤية الناس لكثرتهم للقرى عند صاحبه فلا ينبحهم وعكس ذلك كلب البخيل إذ أنه شرس ينبح الناس من مكان بعيد] يقول الشاعر حاتم الطائي:
فإني جبان الكلب بيتي موطأ / جواد إذا ما النفس شح ضميرها
ومن ذلك قول الشاعر:
وما يَكُ فيَّ مِن عَيْبٍ فإنِّي ... جبانُ الكلبِ مهزولُ الفصيلِ
فجبن الكلب عن النباح في وجه من يدنو من دار من هو بمرصد، مشعر بكون ساحته مقصد أدانٍ وأقاصٍ، وكونه كذلك مشعر بكمال شهرة صاحب الساحة بحسن قِرى الأضياف.
وكذلك قوله: مهزول الفصيل، فالفصيل: ولد الناقة إذا فُصل عن أمه. وهزال الفصيل يلزم فقد الأم، وفقدها مع كمال عناية العرب بالنوق، يلزم كمال قوّة الداعي إلى نحرها، وهو يلزم المضيافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 01:21 ص]ـ
طويل النجاد: أي أنه طويل القامة، والنجاد هو حمالة السيف، والمراد هنا الكناية عن طول القامة.
بارك الله في الأستاذة معالي ..
ولقد عجبت من بيان السكاكي للفرق بين قولنا: (طويل نجاده)، وقولنا: (طويل النجاد)، وهو: " أن الأول كناية ساذجة، والثاني كناية مشتملة على تصريح "!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 04:12 ص]ـ
يكثر الرماد في ساحة عمرو:
كثرة الرماد تشير إلى كثرة الجمر، وكثرة الجمر إلى كثرة إحراق الحطب تحت القدور، وكثرة إحراق الحطب إلى كثرة الطبائخ، وكثرة الطبائخ إلى كثرة الأكَلَة، وكثرة الأكَلَة إلى كثرة الضيفان، وكثرة الضيفان يتوصّل بها إلى أن عمراً مضيافٌ.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 05:25 ص]ـ
السلام عليكم
أحبذ لو ابتدأتم بتعريف الكناية---
وأنقل لكم ما جاء في الإتقان للسيوطي (وقال الطيبي: ترك التصريح بالشيء إلى ما يساويه في اللزوم فينتقل منه إلى الملزوم)
وأحببت أن نفصل بين نوعين من الكناية من حيث الكتب التي جاءت فيها وهما
# كنايات جاءت في كتاب الله العزيز
# كنايات جاءت في غيره من الكتب أو على ألسن النّاس
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 08:33 م]ـ
السلام عليكم
لي بعض الملحوظات:
قالت الأخت معالي:
طويل النجاد: أي أنه طويل القامة، والنجاد هو حمالة السيف، والمراد هنا الكناية عن طول القامة.
_ بعيدة مهوى القرط: وبُعد مهوى القرط يستلزم طول الرقبة وهو المعنى المراد.
إن المعنى الكنائي في طويل النجاد، دل على المعنى الصريح وهو طول قامته
فلزوم طول نجاده وهو حمالة السيف اقتضى أن يكون طول القامة.
وهو هنا في معرض المدح، حيث كانت العرب تفخر بطول الرجال وتعتبره مفخرة. وهنا يجب لفت النظر ان الكناية دلت على طول القامة وعلى المدح.
أما عن بعيدة مهوى القرط، فهو دلالة على طول رقبتها، وهنا أيضا كان المعرض معرض مدح، وهو ان النساء إن طالت رقابهن فهن الجميلات في نظر العرب.
----------------------------
ولقد عجبت من بيان السكاكي للفرق بين قولنا: (طويل نجاده)، وقولنا: (طويل النجاد)، وهو: " أن الأول كناية ساذجة، والثاني كناية مشتملة على تصريح "!
لعلك أستاذنا الكبير لؤي توضح لنا ما هو الفرق بينهما ولك جزيل الشكر.
ـ[الدجران]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 07:43 م]ـ
أبدأ معكم بقول الأمير الصنعاني:
كثير العناد جبان الفؤاد عريض الوساد عريض القفا
فقوله عريض القفا لا يقصد بها لازم المعنى إنما هي كناية عن الحمق.
وكذلك عريض الوساد: أي يدل على عدم الذكاء [إذ أن طول الرقبة يقتضي بعد العقل عن القلب على اختلاف في مكان العقل طبعا فعندما طالت الرقبة ابتعد المخ عن القلب فوصول الدم إليه يكون ضعيفا فيسبب الضعف]
وهذا تأويل الشيخ محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله
==========================
تنويه
عودة إلى الموضوع الأول وفي قولنا [عريض الوساد] وفي تأويل كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله وبعد العودة لأشرطة الشيخ القديمة في البلاغة وبناءً على ملاحظة أخينا الحبيب معالي أقول:
لم يذكر الشيخ في تأويله العقل وإنما قال: [لأن طول الرقبة يقتضي بعد القلب عن الدماغ مثل السلك إذا طال فإن النور يضعف]
أرجو المعذرة ولكم تحياتي العطرة
أبو أسامة
ـ[الدجران]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 08:41 م]ـ
السلام عليكم:
نعود إليكم ببعض الكنايات الجديدة:
1/ ألقى فلان عصاه: كناية عن الإقامة وترك السفر ومنه قول الشاعر:
حملت العصا لا الضعف أوجب حملها علي == ولا أني تحنيت من كبر
ولكنني ألزمت نفسي حملها == لأعلمها أن المقيم على سفر
2/ ناعمة الكفين: كناية عن الترف والغنى وأنها سيدة مخدومة.
3/ قرع فلان سنه: كناية عن الندم والتحسر لأن النادم يقرع سنه عادةً.
4/يُشار إليه بالبنان: لعلو المكانة والشهرة
5/ [فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها] كناية عن الندم والحزن.
6/ فلان ركب جناحي نعامه: كناية عن السرعة لأن النعامة تُشتهر عن العرب بسرعة عدوها.
7/ لوت الليالي كفه على العصا: الصفة تلزم من لي الليالي كفه على العصا، الشيخوخه والهرم لأن الهرم يمشي على العصا ويعتمد عليها.
8/ فلا ن لا يضع العصا عن عاتقه: كناية عن السفر [راجع رقم 1]
9/ يقول أبو نواس:
ولما شربناها ودب دبيبها == إلى موطن الأسرار قلت لها قفي
موطن الأسرار: القلب أو الدماغ.
10/ قال أبو العلا المعري:
سليلُ النار دق ورق حتى == كأن أباه أورثه السلالا
السليل: الولد السلال: بضم السين هو السل: داء معروف
الكناية في قوله: [سليل النار] حيث كنى بهذا عن السيف لأن للنار شأن كبير في صنع السيف فكأنها ولدته وأنتجته.
11/ سئل أعرابي عن سبب اشتعال رأسه بالشيب فقال: هذه رغوة الشباب.
فرغوة الشباب كناية عن الشيب لأن الشباب إذا بلغ نهايته كان كالشراب الذي طال عليه العهد فاختمر فظهرت عليه الرغوة.
12/ من بدائع الكنايات قول بعض العرب:
ألا يا نخلةً في ذات عِرق == عليك ورحمة الله السلامُ
فقد كنى بالنخلة عن المرأة التي يحبها.
وأخيرا أرجو لكم المتعة والفائدة ونأمل من الجميع المشاركة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 05:35 ص]ـ
ولقد عجبت من بيان السكاكي للفرق بين قولنا: (طويل نجاده)، وقولنا: (طويل النجاد)، وهو: " أن الأول كناية ساذجة، والثاني كناية مشتملة على تصريح "!
لعلك أستاذنا لؤي توضح لنا ما هو الفرق بينهما ولك جزيل الشكر.
الأستاذ موسى - حفظه الله ..
الكناية يُنتقل فيها من اللازم إلى الملزوم .. فقولك: زيد طويل النجاد، المراد منه طول القامة الذي هو ملزوم طول النجاد ..
ولا يُصار إلى جعل النجاد طويلاً أو قصيراً .. كقولك: زيد طويل نجاده، إلا لكون القامة طويلة أو قصيرة ..
ففي قولك: زيد طويل نجاده، تجد أن الوصف المكنى عنه - وهو طول القامة - مضافاً إلى ضمير موصوفه، وهو (الهاء) في نجاده العائد إلى زيد، المطلوب تخصيص طول القامة به.
وفي قولك: زيد طويل النجاد، تجد الوصف المكنى عنه مسنداً إلى ضمير موصوفه، وهو الضمير في طويل العائد إلى الموصوف، أو الوصف المكنى عنه.
فـ (طويل نجاده) بإسناد الطويل إلى النجاد، تصريح بإثبات الطول للنجاد، وطول النجاد - كما تعرف - قائم مقام طول القامة، فإذا صرّح، من بعد، بإثبات النجاد لزيد، كان ذلك تصريحاً بإثبات الطول لزيد.
ـ[أبو جمال]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 09:45 م]ـ
12/ من بدائع الكنايات قول بعض العرب:
ألا يا نخلةً في ذات عِرق == عليك ورحمة الله السلامُ
فقد كنى بالنخلة عن المرأة التي يحبها.
وأخيرا أرجو لكم المتعة والفائدة ونأمل من الجميع المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أظن أن هذه كناية
الرجاء التدقيق!!!!!
ـ[الدجران]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 12:55 ص]ـ
إذا لم تكن كناية فماذا تكون؟ وهل يسلم على النخلة حقيقة. أفدنا جزيت خيرا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 03:31 ص]ـ
أيها الأخوين الفاضلين، أبو جمال والدجران، اسمحا لي بهذا التعقيب:
جاء في:
تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر ابن أبي الأصبع الصفحة: 16
ومن مليح الكناية قول بعض العرب وافر:
ألا يا نخلة من ذات عرق= عليك ورحمة الله السلام
سألت الناس عنك فخبروني = هنا من ذاك يكرهه الكرام
وليس بما أحل الله بأس = إذا هو لم يخالطه الحرام
فإن هذا الشاعر كنى بالنخلة عن المرأة، وبالهناء عن الرفث، فأما الهناءة فمن عادة العرب الكناية بها عن مثل ذلك، وأما الكناية بالنخلة عن المرأة فمن طريف الكناية وغريبها.
ـ[أبو جمال]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 07:53 ص]ـ
إذا لم تكن كناية فماذا تكون؟ وهل يسلم على النخلة حقيقة. أفدنا جزيت خيرا
:::
أخي الكريم دجران
إذا نظرت إلى الأمثلة التي ذكرتها جميعا في مقالتك وجدت بينها وبين هذا المثال فرقا وهذا الفرق هو الفرق بين الكناية والاستعارة.
ذكرت مثلا: ألقى فلان عصاه، كناية عن ترك السفر ومشقته
واللازم هنا مقبول عقلا، فالجملة ليست مجازا، والمعنى الحقيقي للكلام ممكن. وهكذا هي الكناية
وقل مثل ذلك في أمثلتك الأخرى فهي كناية، والمراد منها ليس لازم اللفظ وإنما المعنى الذي يدل عليه المعنى الموجود في اللفظ، أي الملزوم، ولكن إرادة المعنى الأصلى (المعنى الحرفي) هي ممكنة وغير مستحيلة.
ناعمة الكفين، كناية عن الدلال، ويصح كذلك إرادة نعومة الكفين.
قرع فلان سنه، ذكرت في شرحها كيف يمكن للنادم أن يقرع سنه حقا.
..............
نعود الآن إلى موضع الخلاف
ألا يا نخلةً في ذات عِرق == عليك ورحمة الله السلامُ
الشاعر في هذا البيت لا يريد نخلة، وإنما يريد امرأة والدليل على ذلك السياق
إذن فقد عنى شاعرنا بالنخلة شيئا آخر غير الشجرة المعروفة، وبالتالي خالف حقيقة اللفظ
فاستخدام اللفظ على هذه الصورة هو استخدام مجازي، ولا تصح إرادة المعنى الحقيقي للنخلة.
والآن نبحث في المبرر الذي سمح لشاعرنا بهذا التجاوز، أي استخدام اللفظ على غير حقيقته:
ونجده هنا قد أراد أن يصف هذه المرأة بالخير وحسن العطاء، فشبه هذه المرأة بالنخلة لما للنخلة من أفضال وفوائد، فالعلاقة هنا إذن علاقة مشابهة بين النخلة والمرأة، وهي المسوغ الذي سمح لشاعرنا بحذف المشبة والاستعاضة عنه بالمشبه به.
وهذه الكيفية البيانية هي التي يسميها أهل المصطلح استعارة وليس كناية.
نفعني الله وإياكم وغفر لي ولكم
أيها الأخوين الفاضلين، أبو جمال والدجران، اسمحا لي بهذا التعقيب:
جاء في:
تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر ابن أبي الأصبع الصفحة: 16
ومن مليح الكناية قول بعض العرب وافر:
ألا يا نخلة من ذات عرق= عليك ورحمة الله السلام
سألت الناس عنك فخبروني = هنا من ذاك يكرهه الكرام
وليس بما أحل الله بأس = إذا هو لم يخالطه الحرام
فإن هذا الشاعر كنى بالنخلة عن المرأة، وبالهناء عن الرفث، فأما الهناءة فمن عادة العرب الكناية بها عن مثل ذلك، وأما الكناية بالنخلة عن المرأة فمن طريف الكناية وغريبها.
أخي الفاضل،
كل بني آدم خطاء، وجل من لا يسهو لا إله إلا هو
فالعالم الكريم الذي ذكرت قد خرج البيان في هذا البيت على أنه كناية.
فهل من الممكن أن توضح لي كيف؟؟؟
لأن المهم هو أن نفهم وجه الكلام، خاصة وأن كثيرا من العلماء كان يصوب بعضهم بعضا، ويتباحثون ويتناقشون، فجهودهم كلها جهود بشرية، مأجورة إن أرادوا فيها وجه الله تعالى، حتى لو أخطؤوا.
فكلام العالم ليس بحجة في البحث وإن كان يستأنس برأيه ويستعان بفهمه.
وبارك الله فيك وجزاك خيرا
وغفر الله لي ولك ولسائر المسلمين
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 04:36 م]ـ
:::
من لديه كنايات لابن الرومي الرجاء وضعها للضرورة القصوى ( ops
ـ[أبو جمال]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 09:15 م]ـ
من كنايات ابن الرومي قوله يهجو شخصاً:
ما مر من يوم عليه وليلة الا وبعض غلامه في بعضه
نقلا عن رسائل الثعالبي
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 09:41 م]ـ
اشكرك اخي الكريم على المساعدة
ـ[الدجران]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 09:34 ص]ـ
الأخ الفاضل: أبو جمال وفقه الله
البيت الذي ذكرناه هو من باب الكناية كما نص على ذلك أكثر كتب البلاغة ومنها المرجع السابق وكتاب: البلاغة الواضحة ص 122 لمؤلفيه: علي الجارم ومصطفى أمين
إذا فلم أكن بدعا منهم. وأما تأويلك هذا فهو بعيد.
ـ[الدجران]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 01:24 ص]ـ
من الكنايات أيضاً:
قول العرب (جعد القفا) أي: [لئيم الحسب] المرجع: القاموس المحيط
وكلمة الجعد: قد يراد بها المدح من وجهين:
1 - أنه يكون معصوب الجوارح غير مسترخٍ ولا مضطرب بالإضافة إلى خفة الجسم.
2 - أن يكون شعره جعدا غير سبط وهذا مدح لأن الغالب في شعور العرب أن تكون مجعدة، أما سبط الشعر فهي ثفة غالبة على شعور العجم.
وقد تكون من باب الذم من وجهين أيضاً:
1 - إذا كان قصيرا ممتلئاً متردد الخلق.
2 - بخيلا لئيما لا يبضُّ حجره.
[ولا يبض حجره] أيضا كناية عن الشح الشديد.
المرجع في هذا لسان العرب والله ولي التوفيق
ـ[الدجران]ــــــــ[21 - 08 - 2006, 01:32 م]ـ
من الكنايات الخفية: [طويل الأير] أي: كثير الولد
وقد قال شاعرهم:
ولو شاء ربي كان أيرُ أبيكم == طويلاًكأير الحارث بن هشام
والحارث بن هشام هذا كان مشهورا بكثرة ولده.
والولد: في اللغة تطلق على المفرد والجمع.
ـ[الدجران]ــــــــ[31 - 08 - 2006, 03:31 ص]ـ
عفوا: البيت كما في المصدر: كأير الحارث ابن سدوسِ
وقد كان له عشرون ونيف من الولد
ـ[ابن دجلة]ــــــــ[07 - 09 - 2006, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم:
ماشاء الله موضوع رائع والاخوة لم يبقوا لنا شيئا نذكره .. واسمحوا لي بهذه المشاركة ..
تقول العرب: خرساء الاساور_كناية عن فتاة متينة اليدين ...
وشكرا ...
ـ[حااجي]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 06:01 م]ـ
:::
القائل:
ألا يا نخلةً في ذات عِرق == عليك ورحمة الله السلامُ
عبر بالنخلة لأنه يشبه حبيبته بالنخلة لأنها تحاكيها في كثيرة العطاء ولودة ...
وحذف المشبه باعتبارها استعارة تتصريحية: وهي ما صُرِّح فيها بلفظ المشبه به ...
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 03:27 م]ـ
ألاحظ في أسلوب الكناية (الإضافة)
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 01:46 ص]ـ
قال تعالى (أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) الزخرف (18)
فقد كنى القرآن الكريم عن المرأة بهذه الآية
وقد حظيت المرأة في شعرنا القديم بغير قليل من الرموز الكنائية، غير أن معظم هذه الرموز قد انفكت علاقته بها اليوم، وتوارى بوصفه رمزا لها عن عرف الاستعمال، فليس بيننا اليوم من يكني المرأة بالنخلة كما في قول الشاعر:
ألا يانخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام
أو بيض
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 01:56 ص]ـ
بيضات الخدور كما في قول شاعر الحماسة:
فالهم بيضات الخدور هناك لاالنعم المراح
لقد استبدلنا بمثل هذه الرموز في عصرنا الراهن رموزا أخرى للمرأة، فأصبحنا نومئ إليها بمثل قولنا "النصف الآخر"أو "شريكة الحياة"أو "الجنس الناعم"وما إلى ذلك
أما الكناية القرآنية عن المرأة بالتنشئة في الحلية، وعدم الإبانة في مواقف الخصومة والجدل -فليست من قبيل تلك الكنايات الآنية التي تمضي بمضي عصرها، وتفتقد دلالتها بزوال المجتمع أو العرف الذي نشأت في ظلاله، بل هي من قبيل ماجرت به العادة، واستقر عليه العرف في كل المجتمعات وعلى توالي العصور
فالعلاقة بين الحلية والمرأة -إذن-عرف اجتماعي راسخ تؤكده ولا تنقضه ظواهر الشذوذ عنه، ومن ثم كان خلود الصورة القرآنية التي ارتكزت على تلك العلاقة، وبقاؤها محتفظة بدلالتها أو طاقاتها التصويرية على توالي الأزمان
ـ[شهد ياسر]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 09:01 ص]ـ
الرجاء اريدكتاب الإيضاح عند الخطيب والمثل السائر لضياء الدين بن الأثير
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:53 ص]ـ
ما المقصود هل المراد مبحث الكناية في الكتابين أم المراد تحميل الكتابين
أريد أن أساعد
ـ[عبد القادر مالك]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 08:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك ورحمة الله وبركاته
إخواني من الكنايات المتداولة قولهم " مالي أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى "
وهي أظنها كناية عن التردد وعدم الثبات لكن أروع الكنايات إخواني ما ورد في القرآن الكريم مثل قوله تعالى " فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها " كناية عن الندم وسر جمال الكناية يتمثل في كونها تعبر عن المعنى مقرونا بدليله فدليل الندم ضرب الكف بالكف وهي حركة مألوفة في التعبير عن الندم لما يبلغ مداه.
وشكر لكم على هذه النافذة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حااجي]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكنايات القرآن الكريم.
قال الله تعالى:<<لتركبن طبقا عن طبق>> سورة الأنشقاق 18كنى به عن الشدة و الأهوال التي يلقاها الإنسان.
قال الله تعالى:<< وما صاحبكم بمجنون >>من سورة التكوير 21كنى عن محمد (ص) بلفظ صاحبكم ...
قال الله تعالى:<< ثم السبيل يسره>> سورة عيسى 19كنى عن السبيل عن خروجه من فرج الأم.
قال الله تعالى: <<يوم يكشف عن الساق>> من سورة القلم41 كناية عن شدة الهول يوم القيامة.
قال الله تعالى:<< ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن و أرجلهن>>سورة الممتحنة 11 كنى بذلك عن اللقيط
قال الله تعالى:<<ولتنظرنفس ما قدمت لغد>> سورة الحشر 17 كنى عن القيامة بالغد لقربها(/)
أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ!
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ " (154) /سورة البقرة.
لقد استوقفني امران في هذه الآية ,الاول: ورود لفظة اموات مرفوعة ,والثاني: قوله عزوجل "لا تشعرون" بدل لا تعلمون او لا تفقهون او ما شابه ذلك, فاما رفع الاموات فلأنه لا يجوز النصب في الأموات، لأن القول لا يعمل فيهم, لأنه لا تناسب هناك؛ فلا يصح ان اقول مت موتًا كما يصح ان اقول قلت كلاماً.
والشعور: هو ابتداء العلم بالشيء من جهة المشاعر، وهي الحواس، ولذلك لايوصف تعالى بأنه شاعر، ولا أنه يشعر، وإنما يوصف بأنه عالم ويعلم, وقيل
إن الشعور إدراك مادقّ للطف الحسن مأخوذ من الشعر لدقته، ومنه شاعر، لانه يفطن من إقامة الوزن وحسن النظم بالطبع لما لا يفطن له غيره. وسيقت هنا جملة "لا يشعرون" لأنها أبلغ في الذم للبعد عن الفهم بانتفاء بدء العلم بالشيء.
دقة ورونق وبلاغة لا تضاهى ... فسبحان الحي الذي لا يموت.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 05:50 ص]ـ
بارك الله بك يا سليم
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 08:46 ص]ـ
ربما أني غائب، غير متابع، أخي جمال، لا حظ: سليم بالطريق السليم، سليم فصيح مستشار، أم قرائتي متأخرة.
مع الدعاء للأخ سليم بدوام التقدم في سبيل خدمة أمة اقرأ.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 06:37 م]ـ
أخي الحبيب سليم
إن كلمة (أمواتٌ) جاءت هنا بالرفع لأنها خبر لمبتدأ محذوف، أي: لا تقولوا "هم أموات"! وكذلك كلمة (أحياءٌ)، أي: بل هم أحياءٌ.
ومن ثمّ فكيف لا يجوز نصب "الأموات"، والله تعالى يقول: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 28]، ويقول: (ولا تَحسَبَنَّ الَّذين قُتِلوا في سَبيلِ الله أمواتاً بل أحياءٌ عِند ربِّهم يُرزَقونَ) [آل عمران: 169]، ويقول: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا) [المرسلات: 25 - 26]؟
ثم إن قوله تعالى: (وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ) فيه إشارة إلى أن حياة الشهداء غير جسمية ولا مادية، فهي حياة روحية مشتملة على إدراكات التنعّم بلذات الجنة والعوالم العلوية والانكشافات الكاملة. وهل يتسنّى لأحد أن يفقه أو أن يعلم بشيء من هذا القبيل؟
فقولك: "وسيقت هنا جملة (لا يشعرون) لأنها أبلغ في الذمّ للبعد عن الفهم بانتفاء بدء العلم بالشيء" لا محلّ له هنا، وكيف يكون ذلك، والآية نزلت في الصحابة رضي الله عنهم يوم بدر؟ فأيّ ذمّ هذا الذي تقصده؟ هذا كلام لا يصدر إلا عن رافضي يا أخي! فانتبه بارك الله فيك!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 09:00 م]ـ
الأخ لؤي
يظهر أنّ الأخ سليم فاته أن يذكر قول ابن عطيّة كاملا
قال (و {أموات} رفع بإضمار الابتداء والتقدير هم أموات، ولا يجوز إعمال القول فيه لأنه ليس بينه وبينه تناسب كما يصح في قولك قلت كلاماً وحجة.)
وربما من المناسب أن تشرح لنا قول ابن عطية يا أخ لؤي
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 09:11 م]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي الطيبي زادك الله حرصًا على الاسلام ورفعة علمه, ولكن على رِسلك أخي فقد ذهب الى هذا القول كبار مفسريّ القرآن في امهات كتب التفسير, فاسمع رعاك الله ما قال الطبري في تفسيره " جامع البيان في تفسير القران ":"ومعنى ذلك: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله هم أموات. ولا يجوز النصب في الأموات، لأن القول لا يعمل فيهم. وكذلك قوله: «بل أحياء»، رفع بمعنى أنهم أحياء.
وقال القرطبي في كتابه (الجامع لإحكام القرآن):"و?رتفع «أموات» على إضمار مبتدأ، وكذلك «بل أحياء» أي هم أموات وهم أحياء، ولا يصح إعمال القول فيه لأنه ليس بينه وبينه تناسب؛ كما يصح في قولك: قلت كلاماً وحجة.
وقال الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان في تفسير القران):"الإعراب: قوله أموات مرفوع بأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره لا تقولوا هم أموات ولا يجوز فيه النصب كما يجوز قلت حسناً لأن حسناً في موضع المصدر كأنه قال قلت قولاً حسناً فأما قوله ويقولون طاعة فيجوز فيه النصب في العربية على تقدير نطيع طاعة.
هذا من ناحية واما بالنسبة الى ابلغ الذم ,فالذد هو في حق المشركين, قال الطبرسي:"أن المشركين كانوا يقولون إن أصحاب محمد يقتلون نفوسهم في الحروب بغير سبب ثم يموتون فيذهبون فأعلمهم الله أنه ليس الأمر على ما قالوه وأنهم سيُحيون يوم القيامة ويُثابون".
وقال ابن عادل في (تفسير اللباب في علوم الكتاب):"ولا تقولوا للشهداء ما قاله المشركون، ولكن قولوا: هم أحياء في الدين، ولكن لا يشعرون [يعني المشركين لا يعلمون من قتل على دين محمد صلوات الله وسلامه عليه حيٌّ في الدين] وقال الكعبي وأبو مسلم الأصفهاني: إن المشركين كانوا يقولون: إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يقتلون أنفسهم، ويخسرون حياتهم، فيخرجون من الدنيا بلا فائدة، ويضيعون أعمارهم إلى غير شيء. وهؤلاء الذين قالوا ذلك، يحتمل أنهم كانوا دهرية ينكرون المعاد، ويحتمل أنهم كانوا مؤمنين بالمعاد إلا أنهم منكرين لنبوة محمد - عليه الصلاة والسلام - فلذلك قالوا هذا الكلام، فقال الله تعالى ولا تقولوا كما قال المشركون: إنهم أموات لا ينشرون ولا ينتفعون بما تحملوا من الشدائد في الدّنيا، ولكن اعلموا أنهم أحياء، أي: سيحيون فيثابون وينعمون في الجنة",والمؤمنون يعرفون بمجرد إبلاغ الله لهم بأن الشهداء احياءٌ عند ربهم يُرزقون.
هذا والله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 09:38 م]ـ
السلام عليكم
إخواني ما رأيكم بما أورده السمين الحلبي؟
: قوله تعالى: {أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ}: خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ أي: لا تقولوا: هم أمواتٌ، وكذلك "أحياءٌ"خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي: بل هم أحياءٌ، وقد راعى لفظَ "مَنْ" مرةً فأَفْرَدَ في قولِه "يُقْتَلُ"، ومعناها أخرى فَجَمَع في قولِه {أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ} واللامُ هنا للعِلَّة، ولا تكونُ للتبليغ، لأنهم لم يُبَلِّغوا الشهداء قولَهم هذا. والجملةُ من قولِه: "هم أمواتٌ" في محلِّ نصب بالقول لأنها محكيَّة به، وأما {بَلْ هُمْ أَحْيَاءٌ} فيتحمل وجهين، أحدهما ألاَّ يكونَ له محلٌّ مِنَ الإِعرابِ، بل هو إخبارٌ مِنَ الله تعالَى بأنَّهم أحياءٌ، ويُرَجِّحُه قولُه: {وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} إذ المعنى لا شعورَ لكم بحياتِهم. والثاني: أن يكون محلُّه النصبُ بقولٍ محذوفٍ تقديرُه، بل قولوا هم أحياء، ولا يجوزُ أن ينتصِبَ بالقولِ الأولِ لفسادِ المعنى، وحُذِفَ مفعولُ "يشعرون" "لِفَهْمِ المعنى أي: بحياتِهم.
وكما نرى أن السمين يميل مع السليم. أو العكس:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 10:39 م]ـ
أخي الحبيب سليم عطف الله قلبك علينا وحفظك من كل سوء ..
قولك: "ولكن على رِسلك أخي" يوحي بأنك قد استشعرت شدّة في كلامي، وأنا لم أقصد الإساءة إليك مطلقاً، فتقبّل مني اعتذاري.
وقولك: "فلا يصحّ أن أقول متُّ موتاً، كما يصحّ أن أقول قلت كلاماً".
فيا أخي راجع لسان العرب مادة (موت)! وأنا أقتبس لك بعض ما جاء فيه:
المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى ... المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة. والمُواتُ: المَوْتُ ...
ماتَ يَمُوتُ مَوْتاً! ...
وماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها ...
وقال الشاعر: فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً ... فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ.
فلا أدري ما صحّة ما نقلت، وحبّذا لو أفادنا أحد الإخوة المطلعين على هذا الأمر!
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 11:15 م]ـ
السلام عليكم
أخي وأستاذي لؤي الطيبي بارك الله فيك وصانك من كل سوء, فأنت خير مني وعلى خُلق, والعينُ لا تعلو على الحاجب, و معاذ الله ان اكون قد قلتُ ما قلتُ لغرض في نفسي ,ولكن لأن هذه أقوال بعض السلف ... وأنا أسف إن بدت مداخلتي كأنها حادة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 12:34 ص]ـ
الأخ الحبيب سليم ..
حاشا لله أن أكون كذلك .. سامحك الله!
فكل منّا يدلي بدلوه، ولا نسعى إلا لبيان الحقّ لوجهه تعالى ..
فإن أصبنا فمن الله، وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان ..
وإنا دائماً بشوق لقراءة المزيد من لمساتك الماتعة ..
بارك الله فيك ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 05:31 ص]ـ
دعونا من المجاملات
هناك قول يحتاج فعلا إلى توضيح وتفسير وهوقول ابن عطية
(قالولا يجوز إعمال القول فيه لأنه ليس بينه وبينه تناسب كما يصح في قولك قلت كلاماً وحجة.)
وربما من المناسب أن تشرح لنا قول ابن عطية يا أخ لؤي
ـ[سليم]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 02:26 م]ـ
السلام عليكم
حسنًا أخي جمال ,سأحاول أن أشرح قول إبن عطية وغيره من القائلين بعدم إعمال القول في الموت-حسب ما فهمت واشرتُ اليه في تعليقي سابقًا-,وهذا إن سمح لي أخي لؤي الطيبي, إن الجملة قلت كلامًا بينها تناسب ,لماذا وكيف؟
قلت: فعل ,وكلاماً: مفعول به ,فالفاعل أنا والكلام مفعول به لوقوع الفعل عليه, بينما في الجملة مت موتًا او ميتةً او نحوها فإنه لا تناسب بين الفاعل والمفعول به وذلك لأن الاماته هي من عند الله وهو سبحانه وتعالى المميت والانسان يقع عليه فعل الموت ,وكذلك قولك أنا ميت فهي جملة غير حقيقية (ولا تستعمل إلا مجازًا) - لا تناسب بينهما لأن الميت لا يتكلم فهو غير حي.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 09:24 م]ـ
الأخ سليم
الجملة "قال الرجل كلاما" من فعل وفاعل ومفعول به---هذه مفهومة---
أمّا قول ابن عطيّة (("قال ولا يجوز إعمال القول فيه لأنه ليس بينه وبينه تناسب كما يصح في قولك قلت كلاماً وحجة.)) فهو من جنس آخر---هو يتكلم عن عدم صحة أعمال القول في كلمة " أموات" ويحتاج تفسير كلامه إلى دقة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 05:02 ص]ـ
أخي جمال ..
وأنا كذلك لم أفهم قول ابن عطية: لا يجوز إعمال القول في الأموات ..
كما لم يتسنّ لي فهم شرح الأخ سليم له ..
ولا أجد في الحقيقة ما يمنع من إعمال القول في كلمة (أموات)، ثم ما الذي يمنع من نصبها؟
فهل قولي: لا تقولوا أمواتاً؟ لا يجوز من حيث البلاغة، أم الفصاحة، أو الصرف، أم النحو، أم ماذا؟
مسألة تستحقّ النبش!(/)
طلب شرح الاسرار البلاغية في الآيات
ـ[عازف]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 09:17 م]ـ
:::
الرجاء شرح الاسرار البلاغية في الآيات:
قال تعالى: (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة: 250 - 251].
قال تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ * يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) [هود: 74 - 76].
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج: 5].(/)
لماذا؟؟؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[15 - 04 - 2006, 09:55 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحديد؛ 25
ترى ما وجه التناسب بين
* إنزال الكتاب والميزان
* إنزال الحديد
* وعلم الله بمن ينصره على معنى إظهاره لمن لم يعلم
*ووصفه لنفسه بأنّه قوي عزيز؟؟؟؟
والجواب ما أورده الفخر الرازي رحمه الله:
قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِ?لْبَيّنَـ?تِ} وفي تفسير البينات قولان: الأول: وهو قول مقاتل بن سليمان إنها هي المعجزات الظاهرة والدلائل القاهرة والثاني: وهو قول مقاتل بن حيان: أي أرسلناهم بالأعمال التي تدعوهم إلى طاعة الله وإلى الإعراض عن غير الله، والأول هو الوجه الصحيح لأن نبوتهم إنما ثبتت بتلك المعجزات.
ثم قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ?لْكِتَـ?بَ وَ?لْمِيزَانَ لِيَقُومَ ?لنَّاسُ بِ?لْقِسْطِ وَأَنزْلْنَا ?لْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَـ?فِعُ لِلنَّاسِ}.
واعلم أن نظير هذه الآية قوله:
{?للَّهُ ?لَّذِى أَنزَلَ ?لْكِتَـ?بَ بِ?لْحَقّ وَ?لْمِيزَانَ}
[الشورى: 17] وقال:
{وَ?لسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ ?لْمِيزَانَ}
[الرحم?ن: 7] وههنا مسائل:
المسألة الأولى: في وجه المناسبة بين الكتاب والميزان والحديد وجوه. أحدها: وهو الذي أقوله أن مدار التكليف على أمرين: أحدهما: فعل ما ينبغي فعله والثاني: ترك ما ينبغي تركه، والأول هو المقصود بالذات، لأن المقصود بالذات لو كان هو الترك لوجب أن لا يخلق أحد، لأن الترك كان حاصلاً في الأزل، وأما فعل ما ينبغي فعله، فإما أن يكون متعلقاً بالنفس، وهو المعارف، أو بالبدن وهو أعمال الجوارح، فالكتاب هو الذي يتوسل به إلى فعل ما ينبغي من الأفعال النفسانية، لأن يتميز الحق من الباطل، والحجة من الشبهة، والميزان هو الذي يتوسل به إلى فعل ما ينبغي من الأفعال البدنية، فإن معظم التكاليف الشاقة في الأعمال هو ما يرجع إلى معاملة الخلق، والميزان هو الذي يتميز به العدل عن الظلم والزائد عن الناقص، وأما الجديد ففيه بأس شديد، وهو زاجر للخلق عما لا ينبغي، والحاصل أن الكتاب إشارة إلى القوة النظرية، والميزان إلى القوة العملية، والحديد إلى دفع مالا ينبغي، ولما كان أشرف الأقسام رعاية المصالح الروحانية، ثم رعاية المصالح الجسمانية، ثم الزجر عما لا ينبغي، روعي هذا الترتيب في هذه الآية وثانيها: المعاملة إما مع الخالق وطريقها الكتاب أو مع الخلق وهم: إما الأحباب والمعاملة معهم بالسوية وهي بالميزان، أو مع الأعداء والمعاملة معهم بالسيف والحديد وثالثها: الأقوام ثلاثة: أما السابقون وهم يعاملون الخلق بمقتضى الكتاب، فينصفون ولا ينتصفون، ويحترزون عن مواقع الشبهات، وإما مقتصدون وهم الذين ينصفون وينتصفون، فلا بد لهم من الميزان، وإما ظالمون وهم الذين ينتصفون ولا ينصفون ولا بد لهم من الحديد والزجر ورابعها: الإنسان، إما أن يكون في مقام الحقيقة وهو مقام النفس المطمئنة ومقام المقربين، فههنا لا يسكن إلا إلى الله، ولا يعمل إلا بكتاب الله، كما قال:
{أَلاَ بِذِكْرِ ?للَّهِ تَطْمَئِنُّ ?لْقُلُوبُ}
[الرعد: 28] وإما أن يكون في مقام الطريقة وهو مقام النفس اللوامة، ومقام أصحاب اليمين، فلا بد له من الميزان في معرفة الأخلاق حتى يحترز عن طرفي الإفراط والتفريط، ويبقى على الصراط المستقيم وإما أن يكون في مقام الشريعة وهو مقام النفس الأمارة، وههنا لا بد له من حديد المجاهدة والرياضات الشاقة وخامسها: الإنسان إما أن يكون صاحب المكاشفة والوصول فلا أنس له إلا بالكتاب، أو صاحب الطلب والاستدلال فلا بد له من ميزان الدليل والحجة أو صاحب العناد واللجاج، فلا بد وأن ينفى من الأرض بالحديد وسادسها: أن الدين هو إماالأصول وإما الفروع، وبعبارة أخرى: إما المعارف وإما الأعمال، فالأصول من الكتاب، وأما الفروع: فالمقصود الأفعال التي فيها عدلهم ومصلحتهم وذلك بالميزان فإنه إشارة إلى رعاية العدل، والحديد لتأديب من ترك ذينك الطريقين وسابعها: الكتاب إشارة إلى ما ذكر الله في كتابه من الأحكام المقتضية للعدل والإنصاف، والميزان إشارة إلى حمل الناس على تلك الأحكام المبنية على العدل والإنصاف وهو شأن الملوك، والحديد إشارة إلى أنهم لو تمردوا لوجب أن يحملوا عليهما بالسيف، وهذا يدل على أن مرتبة العلماء وهم أرباب الكتاب مقدمة على مرتبة الملوك الذين هم أرباب السيف. انتهى كلام الرازي.
وفي رأيي أنه أبدع في تفسير هذه الآية أيما إبداع، رحمه الله وأحسن إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 04:24 م]ـ
اللهم اجعلنا من أصحاب اليمين، والمسلمين أخي موسى، ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 09:32 م]ـ
لو نظرت في قول إبن عطية لعجبت
قال (قال حذاق من المفسرين: أراد به السلاح، ويترتب معنى الآية بأن الله أخبر أنه أرسل رسله وأنزل كتباً وعدلاً مشروعاً وسلاحاً يحارب به من عند ولم يهتد بهدي الله فلم يبق عذر، وفي الآية على هذا التأويل حض على القتال وترغيب فيه.)
ولنضع الآية مرة أخرى أمام أعينكم
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
رسل أرسلت بمعجزات ومعها كتب منزلة وعدل منزل لتقويم سلوك النّاس ولا بد مع هذه الأمور من السلاح الرادع لكل شاذ والذي بواسطته يميز الله للنّاس المهتدي الذي يسير في طريق الهدى ممن هو في طريق الضلالة--والله الذي هيأ هذا السلاح لحماية شرعه وعدله هو الله القوي العزيز
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 04:41 ص]ـ
بارك الله فيكم أيها الأحبّة ..
ولكن لا تنسوا أن إنزال الحديد لم يكن فقط ليتّخذ منه المؤمنون السلاح، فيردّوا كيد الظالمين المجرمين، ويدفعوا عن أنفسهم وعن دينهم عدوان المعتدين وطغيان المفسدين المتجبّرين ...
بل إن فيه كذلك (منافع للناس) ..
ولولا هاتيك المنافع لما جلسنا وتحاورنا عبر شبكات المِحْساب (معرّبة لأن الحاسوب كلمة فارسية):)(/)
هديـ!! بلاغيه!! ـــــــه ..
ـ[فتاة الشعر]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 08:33 م]ـ
أعضاء وزوار هذا المنتدى " منتدى البلاغة العربية " الأحبة "
فكرت أن أجمع لكم جميع المواضيع التي تعتني بالكتابة و طرقها و أساليبها في موضوع واحد يكون مرجعا لكل من بحث عن نبع الحرف الجميل فقررت أن أضع هذهِ الموسوعة و أجمع بها ذلك.
متمنية أن ينال هذا الموضوع أستحسانكم
كيف تكتب الخاطرة و القصيدة ...
هناك قواعد رئيسة ينبغي مراعاتها عند كتابة الخاطرة أو القصيدة وخاصة للمبتدئين في هذا العالم الحالم
وقد جمعت قصاصات من هنا وهناك واعتمدت فيه على النقل مع بعض التصرف اليسير ونثرتها بينكم علها تكون عونا ومشعلا يضيئ لنا شيئا من تلك الأسس التي يجهلها الكثير
وهي من عوامل الرقي بالقصيدة والخاطرة
1) كيف تتقن كتابة الخاطرة:
تعتبر الخاطرة فن أدبي كغيرها من الفنون الأدبية متشابهة مع القصة والرسالة في مضمونها
والأسلوب الناجح لكتابتها بشكل جيد متقارب إلى حد كبير مع أساليب القصة والرسالة والقصيدة النثرية ....
وما يميز الخاطرة بأنها غير محددة برتم أو وزن موسيقي معين أو قافية 00
بل شلال الشعور الدافئ وفن التعبير الأدبي
هو موهبة وملكه من عند الله ولكن لا يمنع أن ننوه ببعض النقاط التي سوف تعين على معرفتة
أسلوب الخاطرة:
1_ الوضوح في الأسلوب:
من شروط النجاح فيجب أن يكون الأسلوب واضحاً ومصدر هذا هو عقلية الكاتب بشرط أن لا يكون الوضوح تاما لأنه يسلب الإثارة والدهشة والتفاعل مع الخاطرة 00 والوضوح يكون في اختيار الكلمات المؤدية للغرض بحيث تكون دقيقة 0ولايغفل جانب الخيال وانما يبتعد عن المعاني البعيدة التي تذهب بروعة الخاطرة لغرابتها
2_العقدة والمغزى:
عندما تحوي الخاطرة هدف معين وتكون ذات معنى يكون هذا داعيا أكبر لكي تحوي الخاطرة في عمقها أحداث متسلسلة وروح حركية تحركها الحروف وتجعل القارئ ينشد لقراءتها ويعيش أجواءها وهذا يحقق أسلوب التشويق وجذب الانتباه المطلوب تواجده في كل خاطرة0
3_ طريقة السرد:
فمثلا نستخدم ضمير المتكلم عندما نريد البوح والاعتراف ونستخدم أسلوب ضمير الغائب عندما نريد أن نتحدث عن هموم الغير ونشعر بأحاسيسهم فلكل سرد مزايا معينة 0
4_إحياء المواقف:
فعندما تحوي الخاطرة موقف معين يجب على الكاتب أن يجعل في ذهنه
تحويل هذا الموقف عبر مرآة الحروف إلى مشهد يجعلنا نشاهده بأعيننا
وذلك باستخدام الوصف الدقيق الموجز0
5_فصل الخاطرة:
بحيث يجعلها كاتبها مقسمة ومتسلسلة إلى مقدمة يمهد لها وعرض يطرق فيه محوره الرئيسي وخاتمة مؤثرة تحوي لب وخلاصة شعوره المتدفق 00
6_التناسق:
بحيث تكون الخاطرة مرتبة الأفكار وتسير في خط معين لا تحيد عنه ويتم إزالة الكلمات الزائدة التي لا تضيف شيئا للخاطرة 0
7_ الخيال والتصاوير والتشبيهات المجازية:
تجعل للخاطرة رونق ونكهة محببة ومستساغة فمثلا نجعل القمر يبتسم والزهور تتكلم والنسيم يتراقص وهكذا0
8_ العنوان:
ويجب أن يكون معبرا عن الفكرة الرئيسية ويفضل آن يكون مجرد إيحاء
أو عاكس لثوب الخاطرة ولا بأس أن يكون مقتبس من سياق الخاطرة على أن يكون هذا العنوان قوي التعبير وعميق المعنى ومؤثر في النفوس حتى يجذب الأنتباه0
أخيراً:
هذا في ما يخص الخاطره. أتمنى أن أكون قد وفقت في كل مايعود على المنتدى بالفائدة
هل تريد أن تكتب قصيدة؟؟؟ إخواني وأخواتي الكرام ....
لكل من بدأ يمسك القلم وقبل أن يترجم الفرح والألم ... أضع بين أيديكم طريقة مبسطة وسهلة للكتابة والبداية على هذا الطريق .. ولا ننسى أيضاً دور الموهبة الموجودة ..
وإذا لم تكن تملك هذه الموهبة فحاول بهذه الطريقة لعلها تفتح أبواباً كانت مغلقة
كيف تنظم قصيدة موزونة .. كاملة
بدايةً >>>
الحالة النفسية أثناء الكتابة ... أو الحال اللتي تكتب بها ... لابد أن تأخذ طابعاً ..
معيناً .. إما حزن ... وإما قهر ... وإما فرح ... واما شوق .. أو وله ... أو حنان ... أو مواقف معينة أخرى
فمنها تنبثق الأبيات ...
حتى لو ما كنت كاتب للشعر أو الشعر من طبعك ... أنا متأكده أنك قلت بيت في يوم من الأيام
أو خاطرة أو إحساس .. أو حتى أنشودة ... حتى لو كنت طفل يومها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
كل واحد منا بداخله هذا الشي ... ولكي تستقيم الكتابة ... وتكتمل الصورة المطلوبة من القصيدة قلباً ... وقالباً .. أقترح عليك أيها الكاتب .. أن تتبع هذه الأشياء وتراعيها ..
أولاً:- جو المكان ..
وأن يكون ملائماً .. للحالة اللتي أردت أن تكتب بها ... وأنا أفضل الجوالهاديء ..
فهو الجو المثالي للكتابة ... وحاول أن تكون متأكداً .. من أنه لا يوجد أي ارتباط
أو عمل ... وأفضل الأوقات المساء ..
ثانيا:- موضوع القصيدة:
قبل الشروع في كتابة القصيدة يجب أن تكون لديك فكرة معينة وتريد الوصول إليها أو التعبير عنها والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة خارجية وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص , وهذا ليس عيباً .. بل يساعد على جعل القصيدة أقل تكلفاً ..
ثالثاً:- حاول أن تعيش الفكرة اللتي كتبتها ...
بأن تكون شبه مسترخي ... أو كطفل صغير لا يفكر إلى بشيء واحد معين لكي يفعله أطلق العنان لروحك وخيالك لكي تعيش تلك الفكرة ..
رابعا:- لا تحمل هم الوزن أبداً ...
وابدأ بالبيت الأول ... وتخيل نفسك ... وكأنك طفل صغير سوف يلقي بأنشودة أمام أي أحد يحبه بدون رهبة ولا خوف ..
خامساً ... الوزن:- ...
إخترع لحناً .. معيناً .. مهما كانت نبرة اللحن لاتهم ولكن يجب أن يكون اللحن قريباً للقلب مستساغاً .. وسهلاً .. وكأنه أنشودة .. في البداية .. ولا تتخيل أي شيء إسمه بحور الشعر أو غيره .. لأن هذا التخيل قد يقتل الإحساس والإلهام بداخلك ... ويكسر روحك
... والبحور .. أشياء إخترعتها الألحان والقصائد .. ولم تخترع القصائد من البحور ..
سادساً:- القافية:
حاول أن تتناسب القافية مع نفس اللحن .. أي أن تكون حروفها سهلة وأنت في أول الطريق وأن تستعمل الألفاظ الخفيفة حسب المناسبة وحسب الفهم الدارج ... إلى أن تتمكن من الكتابة شيئأً فشيئأً .. بالكلمات الصعبة أو باللهجة
العامية ... أو بأي لهجة أتقنتها ..
سابعاً:- أن تكون حذراً .. بالتنقل بين صور القصيدة .. وأن تكون الصور تدريجية ومتناغمة لكي لا يتبين الخلل بينها وتنقل المستمع من صورة إلى صورة بشكل مزعج ...
وهذه العملية بسيطة وسهلة كل ماعليك ... هو التركيز على الفكرة الأساسية اللتي كتبت بنودها في ورقة خارجية .. ومن ثم تربط الصور وتتنقل من صورة إلى صورة.
ثامنا:-ً لا تلتزم بلحن معين تحبه ..
لأن هذا سوف يلزمك الكتابة والمتابعة على نفس اللحن .. ويحد من كتاباتك ويعيبها لأنه لا يوجد لديك سوى لحن واحد أحببته فحاول .. أن تنوع اللحن من قصيدة لأخرى ..
تاسعا:-
نفس اللحن اللذي لحنت به الشطر الأول من البيت الأول .. طبقه في الثاني .. وأيضاً .. طبقه في الشطر الأول من البيت الثاني .. وفي الشطر الثاني من البيت الثاني وهكذا إلى آخر القصيدة .. فإن إختل معك اللحن أو وجدت نشازاً .. فمعناه أن هذا الموقع فيه كسر ... وان تمت ...
فهنيأً لك أيها الشاعر ما كتبت ..
عاشرا:- حاول أن لا تبدأ قصيدتك بحروف الياء أو الهاء ... وحاول أن يكون الحرف قاسياً في البداية لتطول القصيدة فالحرف المتحرك يلزمك دائماً ويغتال القصيدة من بدايتها ..
... ملاحظة هامة:
وأنت تكتب إن وجدت نفسك قد بدأت بالتكلف فالأفضل أن تبتعد عن إكمال الأبيات إذا كنت في بداية الطريق وتكتفي بما كتبته .. أفضل من أن تدمر ما كتبت ويظهر التكلف في قصيدتك ..
الملاحظة الثانية:
عندما تخطر على بالك أكثر من فكرة جميلة ورائعة .. حاول أنلا تضعها كلها في قصيدة واحدة .. لأنك وبكل بساطة ((لو حطيت الزين مع الزين مابان زينه)) ... وحاول أن تكون فكرة الموضوع واحدة ..
هذه هي الطريقة بكل بساطة وأهم شيء يكون عندك حس وشعور قابل للتكيف وهذا الشي موجود ولله الحمد عند الجميع لأننا بشر ونملك الإحساس وان تفاوتت الدرجات ...............
************************
(منقول للفائده لكي يستفيد منها الجميع)
بالتأكيد ليس فقط الشعراء المبتدئين بل الشعراء بشكل عام
ومن اراد ان يتعلم الكثير فل يعتبر نفسه تلميذاً دائماً
ولا يرى نفسه شاعر كبير او انه تعلم كل شيء
بل يعد نفسه تلميذاً وانه سيظل تلميذاً
ليتعلم الكثير والكثير.
لكم مني كل الحب والتقدير*فتـ! الشعر! ــــــــــاة *
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 09:13 م]ـ
أظنّ أنّ موقع هذه المشاركة ليس منتدى البلاغة--ربما منتدى الإبداع
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 04:57 ص]ـ
شكر الله للأخت فتاة الشعر هذا الجهد الطيّب .. وجعله في ميزان حسناتها ..
وهل تُردّ الهديّة يا أستاذ جمال؟:)
والموضوع فيه فوائد جمّة، قد ينتفع بها رواد منتدى البلاغة ..
بارك الله فيكما ..
ـ[فتاة الشعر]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 09:23 ص]ـ
لك مني يا أستاذ جمال كل الشكر على التنبيه
ربما لأني (فصيح جديد) احترت أين أضع مشاركتي فمنتدى الإبداع إعتقدت
أنه يختص بإبداع الأعضاء
وأنا لم أبدع في شيء مجرد معلومه أهديتها لمنتدى البلاغة العربية
لؤي الطيبي .... لك شكري وإمتناني
*فتـ! الشعر! ــــــــــاة *(/)
الآية 5 من سورة الضحى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 05:51 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) 5 الضحى
قال فيها صاحب الكشّاف (فإن قلت: ما هذه اللام الداخلة على سوف؟ قلت: هي لام الابتداء المؤكدة لمضمون الجملة، والمبتدأ محذوف. تقديره: ولأنت سوف يعطيك، كما ذكرنا في: لا أقسم، أن المعنى: لأنا أقسم؛ وذلك أنها لا تخلو من أن تكون لام قسم أو ابتداء فلام القسم لا تدخل على المضارع إلاّ مع نون التأكيد، فبقي أن تكون لام ابتداء، ولام الابتداء لا تدخل إلاّ على الجملة من المبتدأ والخبر، فلا بد من تقدير مبتدإ وخبر، وأن يكون أصله: ولأنت سوف يعطيك. فإن قلت: ما معنى الجمع بين حرفي التوكيد والتأخير؟ قلت: معناه أن العطاء كائن لا محالة وإن تأخّر، لما في التأخير من المصلحة.)
ولام الإبتداء لا تدخل على سوف وهنا دخلت اللام على سوف فهي ليست لام الإبتداء --وقد احتاج إلى تقدير مبتدأ ليقول أنّها لام ابتداء فصارت الجملة عنده "] ولأنت سوف يعطيك [والتقدير أقل قوة من غيره---فلماذا لا تكون لام قسم أستغني في إستخدامها عن نون التوكيد مع المضارع؟
بالإنتظار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 07:25 م]ـ
قال تعالى في سور ة الليل "وَلَسَوْفَ يَرْضَى"21
وإذا كانت اللام هنا للإبتداء توكيدا للكلام فما هو تقدير المبتدأ هنا---ألا يكون الكلام ممجوجا إذا قلنا و"ولهو سوف يرضى" على تقدير مبتدأ وهو الضمير " هو"
ما رأي الأخوة؟؟
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 09:39 م]ـ
أخي جمال حفظه الله
جملة " ولسوف يعطيك ربك " معطوفة على جواب القسم واللام جواب قسم.
والله أعلم
أخوك
سمير الجندي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 10:14 م]ـ
حيّاك الله أخي سمير(/)
الفرق بين أحد و واحد
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 07:16 م]ـ
أحد؛
قال ابو حاتم في كتابه " الزينة ": هو أسم أكمل من واحد، ألا ترى أنك اذا قلت: فلان لا يقوم له واحد، جاز في المعنى أن يقوم اثنان فأكثر، بخلاف قولك: لا يقوم له أحد. وفي الأحد خصوصية ليست في واحد، فيجوز أن يكون من الدواب والطير والوحش ولإنس، فيعم الناس وغيرهم، بخلاف ليس في الدار أحد، فإنه مخصوص بلأدميين دون غيرهم.
قال: ويأتي الأحد في كلام العرب بمعنى الأول وبمعنى الواحد، فيستعمل في الإثبات وفي النفي، نحو: " قل هو الله أحد " (الأخلاص 1) أي واحد، " فابعثوا أحدكم بورقكم " (الكهف 19) وبخلافهما فلا يستعمل الا في النفي، تقول: ما جاءني من أحد، ومنه " أيحسب أن لن يقدر عليه أحد " (البلد 5)
و " إن لم يره أحد " (البلد 7) " فما منكم من أحد " (الحاقة 47) و " لا تصل على أحد " (التوبة 84) وواحد يستعمل فيها مطلقا.
وأحد يستوي فيه المذكر والمؤنث قال تعالى: " لستن كأحد من النساء " (الأحزاب 32) بخلاف الواحد، فلا يقال كواحد من النساء، بل كواحدة، وأحد يصلح بالأفراد والجمع.
ولهذا وصف قوله تعالى: " فما منكم من أحد عنه حاجزين " (الحاقة 47) بخلاف الواحد.
والأحد له جمع من لفظه، وهو الأحدون، والآحاد، وليس للواحد جمع من لفظه، فلا يقال واحدون، بل اثنان وثلاثة والأحد ممتنع الدخول في الضرب والعدد والقسمة وفي شيء من الحساب بخلاف الواحد.
وفي " أسرار التنزيل " للبارزي في سورة الإخلاص: فإن قيل: المشهور في كلام العرب أن الأحد يستعمل بعد النفي، والواحد بعد الإثبات، فكيف جاء (أحد) هنا بعد الإثبات؟
بماذا تجيبونه أيها الأفاضل؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 07:41 م]ـ
السلام عليكم أخ سمير الجندي
مشكور على هذه المعلومات القيمة، وهناك إضافة إلى ما تفضلت به
وهي فائدة كلمة أحد في إثبات التوحيد، لأن واحد قد يكون له أجزاء، ولكن أحد
غير ممكن أن يكون له ذلك. فمثلاً ممكن أن نقول طاولة واحدة ولكن الطاولة
مكونه من عدة أجزاء، الخشب والمسامير و .... الخ وهذا قد يقود إلى مبدأ التثليث. ولكن لانقول طاولة أحد.
الفكرة مأخوذة عن الإمام الشعراوي رحمه الله
مع عاطر التحيات
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 07:53 م]ـ
أولا-- مرحبا بالأخ سمير
ثانيا--ما هو السؤال بالضبط؟؟
أعني هل تسأل لم قال عزوجل" قل هو الله أحد"؟؟
فإذا كان هذا هو السؤال فإن الجواب عند إبن عاشور إذ قال
(أما {أحد} فاسم بمعنى (وَاحِد). وأصل همزته الواو، فيقال: وحَد كما يقال: أحد، قلبت الواو همزة)
وقال (وهو صفة مشبهة مثل حَسَن، يقال: وَحُد مثل كرُم، ووَحِدَ مثل فرِح.)
وقال (وصيغة الصفة المشبهة تفيد تمكن الوصف في موصوفها بأنه ذاتيٌّ له، فلذلك أوثر {أحد} هنا على (واحد) لأن (واحد) اسم فاعل لا يفيد التمكن.)
وقال (فوصف الله بأنه {أحد} معناه: أنه منفرد بالحقيقة التي لوحظت في اسمه العلَم وهي الإِل?هية المعروفة، فإذا قيل: {اللَّه أحد} فالمراد أنه منفرد بالإِل?هية، وإذا قيل: الله واحد، فالمراد أنه واحد لا متعدد فمَن دونه ليس بإل?ه.)
و"أحد " بعد النفي
في لغة العرب بمعنى " إنسان"
--قال تعالى (" فما منكم من أحد " (الحاقة 47) أي ما منكم من إنسان
وقال تعالى ({لا نفرق بين أحد من رسله} أي لا نفرق بين إنسان من رسله
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 08:36 م]ـ
أخي جمال حفظه الله
ان المشهور في كلام العرب أن تستعمل أحد بعد النفي والواحد بعد الإثبات فكيف جاء أحد في قوله تعالى " قل هو الله أحد " وفي قوله " فابعثوا أحدكم بورقكم " (الكهف 19) بعد الإثبات؟
وبخلاف ذلك لم يأت (أحد) الا بعد نفي.
وفقكم الله جميعا
سمير الجندي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 03:02 ص]ـ
الأستاذ سمير الجندي يزورنا غبّاً، فما نزداد له إلا حبّاً وشوقاً ..
فحياك الله يا أستاذ سمير .. وحبّذا لو أتحفتنا بمزيد من موضوعاتك الثرية ..
ثم أعود إلى موضوعك، فأقول:
قد استعمل العرب كلمة (أحد) بالمعنى العاديّ المألوف بين الناس، وهو: فرد من الخلق. وهذا المعنى واضح في قول النابغة الذبياني في معلقته:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا دار ميّة بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليها سالف الأمد
وقفت فيها طويلاً كي أسائلها ... عيت جواباً وما بالربع من أحد
وفي قوله أيضاً في القصيدة نفسها:
فتلك تبلغني النعمان إن له ... فضلاً على الناس في الأدنى وفي البعد
ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهه ... وما أحاشي من الأقوام من أحد
وإذا تأمّلنا الصيغة المزيدة لهذه الكلمة على وزن (أفعل) أي (أوحد)، وجدنا أنها تحمل في شعرهم معنيين جديدين: أولهما: انفراد المرء بصفة أو عدّة صفات يتميّز بها عن غيره، يُقال: هو أوحد قومه. وثانيهما: بمعنى الأول، ويُفهم هذا المعنى في قول طرفة:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
ويؤيّد هذا أنهم سمّوا يوم الأحد بأنه الأول، أو وصفوه بأنه أول، لأن اسمه الأحد، قال الأعشى:
أآمل أن أعيش وأن يومي ... بأول ما بأهون أو جبار
أو التالي دبار أو فيومي ... بمؤنس أو عروبة أو شيار
وقد عدّ الشاعر في هذين البيتين أيام الأسبوع كما كان يعرفها الناس في العصر الجاهلي.
أما في القرآن الكريم، فقد وردت كلمة (أحد) وأخواتها أربعاً وثمانين مرّة. ومن يتأمّل في آيات القرآن يجد أن هذه الكلمة لم تأت وصفاً لاسم الله عزّ وجلّ إلا في آية واحدة، هي قوله في سورة الإخلاص (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، أما في الآيات الأخرى كلها فقد وردت بالمعنى اللغوي: واحد من الخلق!
ولقد أشرتَ في مقالتك - حفظك الله - إلى أن في الأحد خصوصية ليست في الواحد، وهي أنه يحمل معنيين معاً، هما: الأول والواحد في الوقت نفسه.
وهذه الخصوصية هي عينها التي عناها القرآن في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، بمعنى: أنه هو الأول الذي لا شيء قبله، وهو أحد لا ثاني له، ولا شريك معه.
وأما الخاصية الثانية، وهي أن الأحد اسم بُني لنفي لا يُذكر معه من العدد، كقولك: ما جاءني أحد. وأن الواحد اسم بُني لمفتتح العدد، كقولك: جاءني واحد من الناس، فلا تقول: جاءني أحد. فهي ما نقله المعرّبون عن ثعلب حين فرّق بين الكلمتين، بأن واحداً يدخله العدد، وأحد لا يدخله ذلك، تقول: الله أحد، ولا تقول: زيد أحد، لأن الأحد خصوصية الله تعالى.
وفي هذا يقول الإمام الحرالي: الأحد اسم أعجز الله العقول عن إدراك آيته في الخلق إثباتاً، فلم تستعمله العرب مفرداً قطّ، أي وهو بمعناه الحقيقي لا بمعنى واحد ولا بمعنى أول، إلا في النفي، لما علموا أنه مفصح عن إحاطة جامعة لا يشذ عنها شيء، وذلك ممّا تدركه العقول والحواسّ في النفي ولا تدركه في الإثبات، فيقولون: ما في الدار أحد، نفياً لكل ولا يسوغ في عقولهم أن يقولوا: في الدار أو في الوجود أحد، إذ لا يُعقل عندهم ذات إنسان هي جامعة لكل إنسان.
فالأحد إذن يدلّ على محض الوحدة، ولذلك يأتي معه نافٍ، فإذا قلت: لم يأتني أحد، انتفى الاثنان. ولا تقول: جاءني أحد، كما تقول: جاءني واحد. لأن واحداً تزول عنه الواحدية بضمّ ثانٍ إليه بخلاف الأحدية فإنها لازمة الواحد لا يفارقه حكمها بعد ضمّ الثاني. ولذلك تُعتبر كلمة أحد من النعوت المتوغلة في السلب، وتقع الشركة في التعبير بها في النفي وهو بمعناه الحقيقي، وتقع بها في الإثبات والسلب على حدّ سواء. وإليك بيان ذلك:
- إما أن تكون كلمة أحد بمعنى الأول وبمعنى الواحد، فيجوز أن يتكلم بها في الخبر، تقول: هذا واحد أحد.
- وإما أن تكون بمعنى الأول، فيجوز أن يتكلم بها في الخبر والجحد، تقول في الخبر مثلاً: يوم الأحد.
- وإما أن تكون بمعنى الواحد، فيجوز أن يتكلم بها في الخبر وفي الجحد، قال تعالى: (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ) [الكهف: 19] فهذه من الخبر، وقال تعالى: (وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا) [الحشر: 11] فهذه في الجحد، لأن المقصود بـ (أحداً) هنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو قول المنافقين: لا نطيع محمداً - صلى الله عليه وسلم - فيكم.
- وإما أن لا تكون بمعنى الأول وبمعنى الواحد، فلا يجوز أن يُتكلم بها إلا في الجحد، كقولك: ما جاءني أحد، وكقوله تعالى: (أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) [البلد: 5].
والله أعلم
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 11:02 م]ـ
الأخ لؤي الطيبي حفظه الله،،
السلام عليكم
انني أعتذر عن غيابي القصري، فانني اجلس الى الحاسوب كلما تسن لي ذلك،
ولكنني دائم الشوق للتواصل معكم والنهل من كنوزكم العلمية في مجال البلاغة واللغة، وهذا ما يسعدني ويثلج صدري.
أما فيما يخص موضوعنا فانني أشكرك أخي لؤي على اهتمامك الكريم، وأقول لك ما قاله الراغب في " مفردات القرآن ": أحد يستعمل على ضربين أحدهما في النفي فقط ولآخر في الإثبات.
فالأول لاستغراق جنس الناطقين، ويتناول الكثير والقليل، ولذلك صحّ أن يقال: ما من أحد فاضلين. كقوله تعالى " فما منكم من أحد حاجزين " (الحاقة 47).
والثاني على ثلاثة أوجه:
الأول: المستعمل مع العدد مع العشرات نحو أحد عشر، أحد وعشرين.
والثاني: المستعمل مضافا اليه بمعنى الأول، نحو " أما أحدكما فيسقي ربه خمرا " (يوسف 41)
والثالث: المستعمل وصفا مطلقا، ويختص بوصف الله تعالى , نحو " قل هو الله أحد " (الإخلاص 1) وأصله وحد الا أن وحدا يستعمل في غيره.
وشكرا لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:13 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أيما صحيح من التعبيرين التاليين؟
لعلما يستغرق فكرتي هذه أحد
لعلما يستغرق فكرتي هذه واحد
ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 07:59 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 05:02 ص]ـ
لعلما، ماذا تقصد بها؟
ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 08:10 م]ـ
لعلما، ماذا تقصد بها؟
هذه الكلمة مركبة من كلمة الترجي "لعل" و "ما" الكافة عن العمل.
و يمكننا أن نقول بتعبير آخر:
"قد يستغرق فكرتي هذه أحد"
"قد يستغرق فكرتي هذه واحد"
الغرض بالسؤال أن أعرف هل هذا الموضع ل"واحد" أو "أحد"؟(/)
هاتوا مفتريات!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 12:10 ص]ـ
قال الجاحظ رحمه الله: " بعث الله محمداً:= أكثر ما كانت العرب شاعراً وخطيباً، وأحكمَ ما كانت لغة، وأشدّ ما كانت عُدّة، فدعا أقصاها وأدناها إلى توحيد الله وتصديق رسالته فدعاهم بالحُجّة، فلما قطع العذر وأزال الشبهة، وصار الذي يمنعهم من الإقرار الهوى والحميّة دون الجهل والحيرة، حملهم على حظهم بالسيف، فنصب لهم الحرب ونصبوا، وقتل من عِليتهم وأعلامهم وأعمامهم وبني أعمامهم، وهو في ذلك يحتجّ بالقرآن، ويدعوهم صباحاً ومساء إلى أن يعارضوه - إن كان كاذباً - بسورة واحدة أو بآيات يسيرة.
فكلما ازداد تحدّياً لهم بها، وتقريعاً لعجزهم عنها، تكشف عن نقصهم ما كان مستوراً وظهر منه ما كان خفيّاً. فحين لم يجدوا حيلة ولا حُجّة قالوا له: أنت تعرف من أخبار الأمم ما لا نعرف، فلذلك يمكنك ما لا يمكننا.
قال: هاتوا مفتريات!!!
فلم يرُم ذلك خطيب، ولا طمع فيه شاعر .. ولو تكلفه (أي لو استطاعه) لظهر ذلك، ولو ظهر لوجد من يستجيده ويحامي عليه ويكابر فيه، ويزعم أنه قد عارض وقابل وناقض " أ. هـ.
يشير الجاحظ في كلامه إلى قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [هود: 13].
وفحوى هذا الفهم والتفسير أن القرآن الكريم أعفى العالمين الذين تحدّاهم من الالتزام - فيما يعارضون به القرآن - بأيّ مضمون، فضلاً عن عدم إلزامهم بشيء من العلوم والمعارف.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل إعفاء العالمين الذين تحدّاهم القرآن من الالتزام بأيّ مضمون يعفينا نحن من الحديث عن العلاقة بين مضامين القرآن وأسلوبه وبيانه نفسه؟
وإذا كان مثل هذا البحث والالتماس ضرورياً حتى نستكمل صورة الإعجاز البياني نفسه، فهل يحملنا ذلك أو يصل بنا إلى التسليم بما أسماه كثير من الباحثين: الإعجاز الموضوعي؟
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 09:02 ص]ـ
ما شاء الله أستاذ لؤي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 06:19 م]ـ
هذا الجزء من قول الجاحظ يحتاج إلى بيان---
قال (وهو في ذلك يحتجّ بالقرآن، ويدعوهم صباحاً ومساء إلى أن يعارضوه - إن كان كاذباً - بسورة واحدة أو بآيات يسيرة.)
وخصوصا أنّ أحد المنتدين في منتدى قال (فلو تمكن المسلمون من إثبات إعجاز آية واحدة لم يحتاجوا بعدئذ إلى تتبع الشبهات.)
وقد رأيت في كلامه مغالطة علمية واضحة---فما الإعجاز في آية "الحاقة" مثلا؟؟
على هذا فكلامه ينطوي على تهمة واضحة لعلماء البلاغة الذين لم يقولوا بالفعل بإعجاز مثل هذه الآية بالقصر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 06:30 م]ـ
الأخ جمال - حفظه الله ..
تحدّث الجاحظ هنا - وبعد سطور قليلة - عن السورة الواحدة، وعن الآيات اليسيرة، إشارة فيما يبدو إلى أنه لا يرى التحدّي بآية واحدة، وهو الأمر الذي انطلق منه أو عوّل عليه بعضهم في القول بالصرفة كابن حزم وآخرين.
وإلا فإن العلماء قد أجمعوا على أن القرآن قد تحدّى الثقلين على أن يأتوا بسورة واحدة مثله أو من مثله ..
ـ[أبو جمال]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 10:03 ص]ـ
:::
الرجاء العودة إلى موضوع البحث
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل إعفاء العالمين الذين تحدّاهم القرآن من الالتزام بأيّ مضمون يعفينا نحن من الحديث عن العلاقة بين مضامين القرآن وأسلوبه وبيانه نفسه؟
وإذا كان مثل هذا البحث والالتماس ضرورياً حتى نستكمل صورة الإعجاز البياني نفسه، فهل يحملنا ذلك أو يصل بنا إلى التسليم بما أسماه كثير من الباحثين: الإعجاز الموضوعي؟
وبارك الله فيكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 01:15 م]ـ
الأخ الفاضل أبا جمال ..
اعذرني .. ولكني في ضيق للوقت شديد ..
وسأتفرّغ لمسألتك قريباً إن شاء الله ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 12:48 م]ـ
السلام عليكم
قد أشرنا في أكثر من موضع ومشاركة أنّ الإعجاز الذي وقع به التحدّي إنّما كان بالنظم والبيان. ومدار الحديث هنا عن خصائص الموضوعات التي تناولها القرآن العظيم، وذلك للوقوف على ضروب أخرى من الالتزام التي أُعفي منها الذين تحدّاهم القرآن حين قيل لهم: فهاتوا مفتريات!
وممّا تقرّر لدى المحققين أنّ معاني القرآن انفردت بأمرين:
الأول: رحابتها واتساعها على نحو غير معهود.
والثاني: أنها ليست من جنس موضوعات الأدب من الأصل.
فإنّ العقيدة والاجتماع والاقتصاد والمعاملات ونظام العقوبات والوصايا والميراث والتاريخ والأخلاق وخلق الإنسان والأكوان .. وغيرها من مواضيع القرآن، جميعها ليست من أبواب الأدب والبيان، ولم تجرِ العادة بأنْ تؤدَّى في قالب أدبيّ أو بلاغيّ.
وإنّ آية الآيات أنْ يعرض القرآن هذه الأبواب وسواها في قالب أدبيّ أو بيانيّ، ثمّ أنْ يبلغ بهذا البيان حدّ الإعجاز!
وحين قيل للعرب: هاتوا مفتريات! فإنّ القرآن العظيم ترك لهم الباب مفتوحاً ليختاروا باباً من أبواب الأدب المعهود، أو الذي يستطيعه الأديب أو الناقد ويقدر عليه. فما كان عليهم إلا أنْ يتخيّروا لهم من معاني الوصف أو المدح أو الفخر أو الهجاء، أو موضوعاً يدور حول الطبيعة أو المرأة أو سائر موضوعات الأدب.
والسؤال الآن: إذا كان التحدّي بالمفتريات، أي بغير معاني القرآن، يُعدّ إعفاءً من الالتزام بهاتين السمتين التي اتسمت بهما هذه المعاني والمضامين، فكيف يتجلّى أثر هذه المضامين على الأسلوب أو فنّ العرض القرآني؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 02:10 م]ـ
السلام عليكم
لقد بدأ القرآن يتحدى العرب أن يأتوا بمثله وأمهلهم اياماً وشهوراً وسنينًا وتحداهم باسلوب التدني أي من أعلى الى أدنى من حيث حجم التحدي, فقال لهم اول الامر:" فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ " (34) /الطور, ولم تستطع السنتهم وبلاغتهم أن يأتوا بمثله, فطلب القرآن منهم أن بعشر سور منه في قوله تعالى في سورة هود:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) ,وهنا ايضًا لم تستطع العرب أن تحرك ساكنًا ,وثم انتقل التحدي الى ما هو ادنى وأخف وطأة فتحداهم بسورة واحدة فقط في قوله عز وجل:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (38) /يونس, فتعذر عليهم هذا, وبان عجزهم رغم فصاحتهم وبلاغتهم وكثرة الشعراء والبلغاء فيهم وأعلن القرآن إعجاز القرآن الى أن يرث الله الارض ومن وما عليها حيث يقول الله تعالى:" قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) /الاسراء.
ولما بان عجزهم واصبح القرآن ظاهرًا على ما يقولون من شعروبلاغة قالوا: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره, وهذا زاد عجزهم وضعفهم على عجز في نفي الحجة عليهم.
قال السيوطي في كتابه (الاتقان في علوم القرآن):" لما ثبت كون القرآن معجزة نبياً صل الله عليه وسلم وجب الاهتمام بمعرفة نوع الإعجاز",وفال الرازي في تفسيره:"اختلف الناس في الوجه الذي لأجله كان القرآن معجزاً، فقال بعضهم: هو الفصاحة، وقال بعضهم: هو الأسلوب، وقال ثالث: هو عدم التناقض، وقال رابع: هو اشتماله على العلوم الكثيرة، وقال خامس: هو الصرف، وقال سادس: هو اشتماله على الإخبار عن الغيوب، والمختار عندي وعند الأكثرين أنه معجز بسبب الفصاحة، واحتجوا على صحة قولهم بهذه الآية لأنه لو كان وجه الإعجاز هو كثرة العلوم أو الأخبار عن الغيوب أو عدم التناقض لم يكن لقوله: {مُفْتَرَيَاتٍ} معنى أما إذا كان وجه الإعجاز هو الفصاحة صح ذلك لأن فصاحة الفصيح تظهر بالكلام، سواء كان الكلام صدقاً أو كذباً، وأيضاً لو كان الوجه في كونه معجزاً هو الصرف لكان دلالة الكلام الركيك النازل في الفصاحة على هذا المطلوب أوكد من دلالة الكلام العالي في الفصاحة ثم إنه تعالى لما قرر وجه التحدي قال: (وَ?دْعُواْ مَنِ ?سْتَطَعْتُمْ مّن دُونِ ?للَّهِ إِن كُنتُمْ صَـ?دِقِينَ) والمراد إن كنتم صادقين في ادعاء كونه مفترى كما قال: (أَمْ يَقُولُونَ ?فْتَرَاهُ) ".اه
وقال أبن عاشور:"ومعنى {مفتريات} أنها مفتريات المعاني كما تزعمون على القرآن أي بمثل قصص أهل الجاهلية وتكاذيبهم. وهذا من إرخاء العنان والتسليم الجدلي، فالمماثلة في قوله {مثله} هي المماثلة في بلاغة الكلام وفصاحته لا في سداد معانيه. قال علماؤنا: وفي هذا دليل على أن إعجازه وفصاحته بقطع النظر عن علوّ معانيه وتصديق بعضه بعضاً. وهو كذلك.(/)
جوامع الكلم لسيدنا رسول الله
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 11:46 ص]ـ
السلام عليكم
إليكم بعض جوامع الكلم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما ذلك إلا بيانا لفضل محمد سيد الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين
صلى الله عليه وسلم.
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
"المرء مخبوء تحت لسانه ".
"كفى بالصحة داء ".
"لا يلسع المؤمن من جحرٍ مرتين ".
"الشديد من غلب نفسه ".
"ليس الخبر كالمعاينة ".يتبع بإذن الله تعالى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 06:07 م]ـ
الأستاذ موسى
رجاء مع قليل من التوجيه البلاغي
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 10:15 م]ـ
أخي جمال
ألا يكفينا الإيجاز في قول سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
وكما تعرف فالبلاغة في الإيجاز، ففي كلامه صلى الله عليه وسلم إيجاز، ويحتوي أيضا على مضمون من أعلى المضامين، وكيف لا؟ وهو وحيٌ من رب السماء.
ولعل الله يفتح علينا بالمزيد، إنه على كل شيء قدير.
ـ[أحلام]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 01:10 ص]ـ
الاساتذة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركات
(الاعجاز في الايجاز)
كيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم أوتي مجامع الكلم
عليك صلى الله وسلم ياخير من نطق بالضاد وسلم تسليما كثيرا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 10:39 م]ـ
وقوله صلى الله عليه وسلم:
"المجالس بالأمانة ".
"الغنى غنى النفس ".
"الأعمال بالنيّات".
"سيد القوم خادمهم ".
"حبك الشيء يعمي ويصم ".(/)
هل في قول الزمخشري هذا إعتزال؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 06:02 م]ـ
قال الزمخشري في هذه الآية
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ ?لسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي? آذَانِهِم مِّنَ ?لصَّوَاعِقِ حَذَرَ ?لْمَوْتِ و?للَّهُ مُحِيطٌ بِ?لْكَافِرِينَ)
(ثم ثنى الله سبحانه في شأنهم بتمثيل آخر ليكون كشفاً لحالهم بعد كشف، وإيضاحاً غب إيضاح. وكما يجب على البليغ في مظانّ الإجمال والإيجاز أن يجمل ويوجز؛ فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل والإشباع أن يفصل ويشبع)
تاركا لزميل غيري شرح الناحية البلاغية في قوله تعالى (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي? آذَانِهِم)
ومستفهما الإستفهام التالي:
ترى هل في قوله هذا إعتزال؟
أي هل فيه فكرة عقدية إعتزالية؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 07:06 م]ـ
أستاذ جمال ..
وهل ترى أنتَ اعتزالاً مطموناً في نصّ الزمخشري؟
إذ من الظاهر أنه يصف المثل الثاني الذي ضربه الله تعالى للكفّار، بعد أن ضرب لهم المثل الأول في الذي استوقد ناراً .. أم أنك تلمح إلى شيء آخر؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 07:38 م]ـ
نعم في قوله إعتزال---
ودعنا ننتظر قليلا ليكتشفه البعض---وأنا اعتمدت على مصدر تعرفه هو
البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري
د. محمد محمد أبو موسى
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 10:24 م]ـ
أستاذ جمال لو لَمْ تتعجل بقولك، نعم في قوله إعتزال ... لقلت ذلك لكن لا أستطيع الزيادة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 09:52 م]ـ
الزمخشري المعتزلي يعّرض بقولنا باستحالة الوجوب على الله -- كما قال الإمام أبو علي عمر بن محمد في كتاب
"التمييز لما أودعه الزمخشري من الإعتزال في الكتاب العزيز"
--------------------------
ينظر---ص 101 من كتاب البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري ---د. محمد محمد أبو موسى
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 12:53 ص]ـ
الزمخشري المعتزلي يعّرض بقولنا باستحالة الوجوب على الله -- كما قال الإمام أبو علي عمر بن محمد في كتاب
الأستاذ جمال - حفظه الله ..
ألا تعتقد أن بعضهم قد بالغ في تتبّعه للمسائل الاعتزالية عند أبي القاسم الزمخشري؟ أو أنهم ناقشوها وناقشوا ما يتصل بها من قريب أو بعيد، ليستخرجوا منها اعتزالاً بالمناقيش، كما يروي حاجي خليفة؟
لا نقول هذا دفاعاً عن الزمخشري وعقيدته .. فلا يخفى على ذي بصيرة أن أبا القاسم الزمخشري كان مجاهراً بمذهبه الاعتزالي، وأنه فسّر القرآن والحديث بموجب هذا المذهب، وأنه حاول صرف كثير من التعبيرات من الحقيقة إلى المجاز بوحي مذهبه.
ولكن نقول هذا من باب الإنصاف، ونحن نقرأ للدكتور محمد أبو موسى نفسه، وهو يعقّب على نصّ الزمخشري، أنه لم يجد في قوله شيئاً يتصل بمسألة الاعتزال!!!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 11:12 م]ـ
وكما يجب على البليغ في مظانّ الإجمال والإيجاز أن يجمل ويوجز؛ فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل والإشباع أن يفصل ويشبع)
أخي الأستاذ جمال، يبدو أنك لم تلتفت إلى أن الزمخشري شيخ البلاغيين من بعد شيخه الجرجاني هو أول من طبق النظم الجرجاني إن صح التعبير على القرآن ككل، وهو تطبيق عملي يستند إلى نظرية الجرجاني.
ولعلك لم تنتبه لكلمة البليغ، وهي كلمة لا تُطلق على الحق سبحانه وتعالى، فكيف يطلقها الزمخشري ويقصد بها الله سبحانه وتعالى؟؟
ومن المنصف أن ننصف الزمخشري وحقا إنه علم من أعلام البلاغة، قل نظيره، وكل من بعده كَلٌ عليه.
فلعلنا لا نحمل الأمر ما لا يحمل.
وشكرا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 12:43 ص]ـ
جزيتم خيرا
نعم، الزمخشري فتح أبوابا لم يكن باستطاعة غيره فتحها، وهو بذلك مهّد الطريق وعبّده لمن جاء بعده حتى من مخالفي مذهبه.
كنت في السابق مع من ينسف علم العلماء إذا خالفوا مذهبنا، أما اليوم .. فلاوالله، الإنصاف مطلوب، ولابد أن ننزل الناس منازلهم، نأخذ من علمهم ونذكر فضلهم ونترك وبال بدعتهم – إن وجدت - عليهم، ولابد من استحضار جانب الأدب واللطف في النقاش، والمقارعة إنما تكون بقوة الحجة وصحة الاستدلال لاالتهكم والإقصاء.
أشكر أستاذنا الشرباتي على إتاحة الفرصة لتبيين ما أشرت إليه، وأشكر أستاذنا لؤي على آرائه الثاقبة، والشكر موصول للشيخ نائل والأستاذ الزغاري.
وللجميع أعذب التحايا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 04:03 ص]ـ
شكر الله للأخ الكريم أبي زيد نظرته الوسطية المعتدلة ..
والشكر مزجى للأخ جمال، وللأخ موسى في بيانه لما غفلنا عن ذكره ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 09:38 ص]ـ
أخي أبا سارة، ازددنا شرفا بحضورك لمنتدانا المتواضع.
أستاذي جمال، كن خير آخذ، وكن خير تارك، يا من درجت بقدمي مسالك البلاغة
مشرفنا العزيز، صدقني أحتاج لعمر آخر غير عمري حتى أتعلم منك ما نسيته أنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 12:14 م]ـ
زادك الله تواضع يا أستاذ موسى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 02:15 م]ـ
المشرف أبو سارة
والله قولك هو عين الإنصاف--قلت (كنت في السابق مع من ينسف علم العلماء إذا خالفوا مذهبنا، أما اليوم .. فلاوالله، الإنصاف مطلوب، ولابد أن ننزل الناس منازلهم، نأخذ من علمهم ونذكر فضلهم ونترك وبال بدعتهم – إن وجدت - عليهم، ولابد من استحضار جانب الأدب واللطف في النقاش، والمقارعة إنما تكون بقوة الحجة وصحة الاستدلال لاالتهكم والإقصاء.)
تصوّر يصل الإقصاء حدّ التكفير لدى بعض الأخوة---فلماذا لا نبدأ بتقبل وجهات النظر التي تختلف عن وجهة نظرنا وخصوصا بين فريقي أهل السنة
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 04:03 م]ـ
قال الزمخشري في هذه الآية
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ ?لسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي? آذَانِهِم مِّنَ ?لصَّوَاعِقِ حَذَرَ ?لْمَوْتِ و?للَّهُ مُحِيطٌ بِ?لْكَافِرِينَ)
(ثم ثنى الله سبحانه في شأنهم بتمثيل آخر ليكون كشفاً لحالهم بعد كشف، وإيضاحاً غب إيضاح. وكما يجب على البليغ في مظانّ الإجمال والإيجاز أن يجمل ويوجز؛ فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل والإشباع أن يفصل ويشبع)
تاركا لزميل غيري شرح الناحية البلاغية في قوله تعالى (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي? آذَانِهِم)
ومستفهما الإستفهام التالي:
ترى هل في قوله هذا إعتزال؟
أي هل فيه فكرة عقدية إعتزالية؟
لا أرى فيما قال اعتزالا, لأن جملة "البليغ" جاءت في سياق الحكمة أو المثل ولا تعود على الله في المعنى إنما هي كما نقول دائما بعد ذكر مثل "ولله المثل الأعلى" لأن المثل تقريب للمعنى. وليس على الله تعالى وجوب من أحد ولكنه تعالى كتب على نفسه أشياء وهو تعالى في علاه لا يخلف ما كتب على نفسه ومن ذلك "من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة" البخاري
وللخبراء في الموضوع كلمة.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 06:08 م]ـ
بارك الله في الجميع، ونفعنا بما أوتيتم.
أستاذنا جمال
أردتُ بارك الله فيكم الاستفسار عن قولكم:
وخصوصا بين فريقي أهل السنة
من الفريقان؟
سلمكم الله وجزاكم خيرا.
ـ[صفاء البلور]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 12:19 ص]ـ
قد يكون المقصود الوهابية والصوفية
وإن كثرت فرق السنة ولم تحصر بين فريقين!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 06:53 ص]ـ
صفاء
دعك من هذا
ننتظر منك الصافي والمفيد
ـ[صفاء البلور]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 05:53 ص]ـ
لم نأتي هنا إلا للفائدة
ولاأحد يحدد لي منهاج للردود
إن كنت مقتنعة فيها
غريب ردك كانت المشاركة للتوضيح
وتركت الأمر لك للبت فيه
فالمجال مفتوح لك فـ ادلوا بدلوك إن كان يوجد أصلا
ـ[معالي]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 08:58 م]ـ
السلام عليكم
صفاء!!
ما بك؟؟!!!
لا أصدق أن يخرج مثل هذا منك!
ولاأحد يحدد لي منهاج للردود
غريب ردك
فـ ادلوا بدلوك إن كان يوجد أصلا
فما عرفتك إلا ودودة ذات خلق سامٍ رفيع!!
وشيخنا الشرباتي أحد أقطاب الفصيح وكبار أساتذتنا، وقبل هذا وذاك هو منا بمنزلة الوالد الكريم!
فماذا دهاك؟!
أثق بتراجعك عما قلتِ، واعتذارك لشيخنا؛ فما أراد وفقه الله إلا خيرا، إذ أراد فقط صرف نظرك عن النقاش حول هذه المسألة والتي يعتبر النقاش حولها خروجًا على قوانين الفصيح قد يفضي بنا إلى خارج المنتدى بـ (تجميد الاشتراك)!!
أرأيتِ؟!
استعجلتِ هداك الله.
أستاذنا الشرباتي
مكانتكم محفوظة، ولعل أختنا الكريمة تعجّلت، ولكنني أثق _بإذن الله_ بعودتها واعتذارها، فلننتظر.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 10:29 م]ـ
السلام عليكم
لا إخال أن الزمخشري أراد بالبليغ في قوله:
(ثم ثنى الله سبحانه في شأنهم بتمثيل آخر ليكون كشفاً لحالهم بعد كشف، وإيضاحاً غب إيضاح. وكما يجب على البليغ في مظانّ الإجمال والإيجاز أن يجمل ويوجز؛ فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل والإشباع أن يفصل ويشبع)
لا إخاله أراد به الله تبارك وتعالى، ولكن لما أسند الفعل (ثنّى) لله جل وعز كان قوله فيما بعد: وكما يجب على البليغ، موهما بذلك. وللتنزيه كان الأولى أن يقول: وكما تقتضي البلاغة الإجمال والإيجاز في مظانهما فكذلك تقتضي التفصيل والإشباع في مواردهما.
بقي على أهل البلاغة أن يحدثونا عن إسفار صبحها في قوله سبحانه:
يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي? آذَانِهِم مِّنَ ?لصَّوَاعِقِ حَذَرَ ?لْمَوْتِ
لا أدري لم أعرض الأستاذ جمال عن بيان فريقي أهل السنة، فالسؤال ما زال قائما، والأخت صفاء ذكرت احتمالا معقولا، وأنا أذكر احتمالا آخر وهو أن يكون المراد بالفريقين: الأشاعرة والسلفيين.
مع التحية الطيبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صفاء البلور]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 11:39 م]ـ
لم يكن ردي خارج عن حدود الأدب
وماأدراني أن الكلام له خط سير واحد لانحيد عنه
عذرا أخي ولك العتبى حتى ترضى
وكما ذكرت آنفا كان ردي بعيد كل البعد عن مارأيتم
هو استفسار فقط ولاغير
دمتم بخير
وإلى الملتقى ,,
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 11:41 م]ـ
علمت من نبي الرحمة:= أن الأمة تفترق , ولم أعلم أن أهل السنة فرق. ثم حسب علمي أيضاً أستاذنا الأغر والأخت صفاء أن أهل السنة لا يؤلون الصفات بل يقولون فيها مثلما قال السلف الصالح. لذلك لا أرى أن الأستاذ جمال يقصد هؤلاء. وفي انتظار أستاذنا الفاضل جمال حفظه ورعاه.
دمتم بخير
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم
بقي على أهل البلاغة أن يحدثونا عن إسفار صبحها في قوله سبحانه:
يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي? آذَانِهِم مِّنَ ?لصَّوَاعِقِ حَذَرَ ?لْمَوْتِ
مع التحية الطيبة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل لي في المزاحمة قليلاً ( ops
نقلاً عن الإتقان في علوم القرآن:
إطلاق اسم الكل على الجزء نحو يجعلون أصابعهم في آذانهم أي أناملهم ونكتة التعبير عنها بالأصابع الإشارة إلى إدخالها على غير المعتاد مبالغة من الفرار فكأنهم جعلوا الأصابع
الشبكة الإسلامية ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=20)
وننتظر فيض أهل البلاغة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 04:22 ص]ـ
السلام عليكم
لا إخال أن الزمخشري أراد بالبليغ في قوله:
لا إخاله أراد به الله تبارك وتعالى، ولكن لما أسند الفعل (ثنّى) لله جل وعز كان قوله فيما بعد: وكما يجب على البليغ، موهما بذلك. وللتنزيه كان الأولى أن يقول: وكما تقتضي البلاغة الإجمال والإيجاز في مظانهما فكذلك تقتضي التفصيل والإشباع في مواردهما.
بقي على أهل البلاغة أن يحدثونا عن إسفار صبحها في قوله سبحانه:
يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي? آذَانِهِم مِّنَ ?لصَّوَاعِقِ حَذَرَ ?لْمَوْتِ
لا أدري لم أعرض الأستاذ جمال عن بيان فريقي أهل السنة، فالسؤال ما زال قائما، والأخت صفاء ذكرت احتمالا معقولا، وأنا أذكر احتمالا آخر وهو أن يكون المراد بالفريقين: الأشاعرة والسلفيين.
مع التحية الطيبة.
الأستاذ الفاضل الدكتور أبا محمد - فرج الله عنه كربه، وجعل له من أمره يسرا ومخرجا ..
قد أسعدتنا بإطلالتك في منتدى البلاغة، ولعلّها تكون عودة بانتظام إن شاء الله تعالى ..
أمّا الحديث عن اللفتات البلاغية في قوله تعالى: (يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِِ)، فإنّا بشوق لقراءة ما عوّدتنا عليه من روعة البيان والإبداع العجيب والنظر الثاقب ..
ولعلّ من أجمل ما قرأتُ حول هذه الجملة من الآية الكريمة، ما فصّله الإمام بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله، في قوله: " فاعلم! أنّها جواب لسؤال مقدر واستيناف حسن؛ إذ السامع لما توجه إلى هذه القصة الحسية التمثيلية حصل له ميلان شديد لكشف حال المصيبة. ثم بعد أنْ كمّل التصويرُ التصويرَ وقضى منه الوطر انثنى مجرى الميلان إلى كشف حال المصاب. فكأنّه يقول السائل: كيف حال المصاب حينئذ وبم يتشبث للنجاة؟ فأجاب القرآن بقوله: (يجعلون اصابعهم) .. الخ. أي لا مناص لهم، إنّما هم كالغرقى يتمسكون بغير متمسك فيريدون التحفظ من مجانيق السماويين بسدّ الأسماع. وكونه سبباً محالٌ، فلا سبب.
وأمّا لفظ (يجعلون) بدل "يدخلون" فإيماء إلى أنّهم تحرّوا الأسباب فما صادفوا إلا ما سببيته بجعلهم وظنهم فقط .. وصورة المضارع المستحضرة للحال فرمز إلى أنّ السامع في مثل هذا المقام المهيج للحيرة يحضر بخياله زمان الواقعة ومكان الحادثة. ثم في المضارع استمرار تجدّدي. وفي استمراره إيماء إلى تواتر تقتقة السحاب.
وأمّا (أصابعهم) بدل "أناملهم" فإشارة إلى شدّة الحيرة باستعمال الأصابع موضع الأنامل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمّا في (آذانهم) فإيماء إلى شدّة الخوف من صدى الرعد حتى يخيل إليهم أنّه لو دخل الرعد في شبكة الآذان لطيّر الأرواح من أبواب الأفواه. وفيه رمز لطيف إلى أنّهم لمّا لم يفتحوا آذانهم لنداء الحق والنصيحة عوقبوا من تلك الجهة بنعرات الرعد، فسدّوا هنا ما سدّوا هناك، كمن أخرج كلاما شنيعا مِن ِفيهِ يُضْرَب على فمه فيدخُل يمين الندامة في فيه ويضع يسار الخجالة على عينه.
وأمّا (من الصواعق) فإشارة إلى اتحاد الرعد والبرق على اضراره؛ إذ الصاعقة صوت شديد معه نار محرقة تصرع من صادف.
وأمّا (حذر الموت) فإشارة إلى أنّ البلاء جذّ اللحم إلى العظم، وجاز الأحوال إلى الحياة، فما يعنيهم إلا غمّ الموت وحفظ الحياة. " أ. هـ.
مع التحية الطيبة والتقدير العميق ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 02:35 ص]ـ
الأستاذ الكبير لؤي وفقه الله
شكر الله لكم وباعد بينكم وبين الكروب ويسر لكم كل الأمور وبعد ..
فلا أظنني سأضيف جديدا بعد أن أتحفتمونا بهذا التحليل البلاغي العميق من كتاب إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز للإمام بديع الزمان سعيد الكردي النورسي رحمه الله وتغمده بواسع غفرانه .. هذا الكتاب النفيس الذي لم يستطع الإمام من إكماله ولو كانت الظروف أسعفته لإكماله لرأينا سفرا نادر المثال.
على أني أرجو ألا أحرم الأجر في بيان بلاغة هذه الآية الكريمة، فأنقل لكم خلاصة ما استخلصه القاضي البيضاوي من الكشاف وغيره من التفاسير.
تحدث البيضاوي عن تشبيه حال المنافقين بالذين استوقدوا نارا وبأناس أصابهم صيب فيه ظلمات ورعد وبرق، فأقتصر على التمثيل الثاني، وخلاصة ما قاله أنه إما أن يكون من التمثيلات المؤلفة وهو أن تشبه كيفية منتزعة من مجموع تضامت أجزاؤه وتلاصقت حتى صارت شيئا واحدا بأخرى مثلها كقوله تعالى: مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا.
فقد شبه حال اليهود في جهلهم بالتوراة بحال الحمار في جهله بما يحمل، وكذلك شبه حال المنافقين بحال من أصابهم صيب من السماء في ليلة مظلمة مع رعد قاصف وبرق خاطف.
ويمكن أن يكون هذا التمثيل من التمثيلات المفردة وهو أن تؤخذ أشياء فرادى فتشبه بأمثالها كقول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا**** لدى وكرها العناب والحشف البالي
فشبهت أنفس المنافقين بأصحاب الصيب، وشبه إيمانهم المخالط بالكفر والخداع بصيب فيه ظلمات ورعد وبرق، وشبه نفاقهم الذي ظنوا أنه منجيهم من بأس المؤمنين بجعل الأصابع في الآذان من الصواعق طلبا للنجاة.
وقيل: شبه الإيمان والقرآن وسائر الحقائق التي هي سبب الحياة الأبدية بالصيب الذي به حياة الأرض، وشبه ما ارتكبت بهذه الحقائق من الشبهات والاعتراضات بالظلمات، وشبه ما في هذه الحقائق من الوعد والوعيد بالرعد وما فيها من الآيات الباهرة بالبرق، وشبه تصام المنافقين عما يسمعون من الوعد والوعيد بحال من يهوله الرعد فيخاف من صواعقة فيسد أذنيه بأصابعه، مع أنه لا خلاص لهم.
والله محيط بالكافرين.
مع التحية الطيبة والتقدير العميق.
ـ[النفس]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 04:46 م]ـ
السلام عليكم
فيما يتعلق بمسائل أهل السنة و الفرق و ما أحدثه تناولها من بلبلة كارثية وسوء توظيف و غفلة عن حال من يتلقى ذلك فإنني أنصح الإخوة الأكارم بكتاب الرسائل الشمولية لفضيلة الشيخ الحبيب د. عبدالعزيز الحميدي عميد معهد إعداد الائمة في رابطة العالم الإسلامي و أستاذ العقيدة سابقا في جامعة أم القرى ففيه تحقيق نادر و تبصير باهر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 02:00 م]ـ
الأستاذ الموقر د. أبا محمد ..
بارك الله فيكم وفي علمكم وفي وقتكم ..
ونسأل الله لكم التوفيق والسداد والجنة يوم الميعاد ..
الأخ النفس ..
شكر الله لك حرصك على مسائل العقيدة السليمة ..
ولكن .. وبعد أنْ تقرّر في شبكة الفصيح عدم الخوض في مثل هذه المسائل، فإنا نلتزم بذلك، ونرجو من الإخوة الكرام مراعاة هذا الجانب ..
ودمتم ..
ـ[النفس]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 10:40 م]ـ
الأخ الأستاذ لؤي جزاكم الله خيراً. التزاماً بذلك فإنني اقتصرت على الإحالة فقط
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 01:51 ص]ـ
التزاماً بذلك فإنني اقتصرت على الإحالة فقط
بارك الله فيك أخي الكريم ..(/)
زينة العباد في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 12:52 ص]ـ
قال الله تعالي:
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ التي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هي لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ في الْحَيَوةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (37).
قوله تعالى: {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ}
ورد في سبب نزولها ثلاثة أقوال (38).
أحدها: أن المشركين عيروا المسلمين، إذ لبسوا الثياب في الطواف، وأكلوا الطيبات، فنزلت، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: أنهم كانوا يحرمون أشياء أحلها الله، من الزروع وغيرها، فنزلت هذه الآية. رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثالث: نزلت في طوافهم بالبيت عراة، قاله طاووس، وعطاء.
وفي زينة الله قولان.
أحدهما: أنها ستر العورة، فالمعنى: من حرم أن تلبسوا في طوافكم ما يستركم؟.
والثاني: أنها زينة اللباس.
قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} بيّن أنهم حَرّموا من تلقاء أنفسهم ما لم يحرّمه الله عليهم. والزينة هنا الملبس الحسن، إذا قدر عليه صاحبه. وقيل: جميع الثياب؛ كما روي عن عمر: إذا وسّع الله عليكم فأوسعوا .. وروي عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب شيخِ مالك رضي الله عنهم أنه كان يلبس كساء خَزٍّ بخمسين ديناراً، يلبسه في الشتاء، فإذا كان في الصيف تصدّق به، أو باعه فتصدّق بثمنه، وكان يلبَس في الصيف ثوبين من مَتاع مِصر مُمَشَّقَيْن ويقول: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ للَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}.
وإذا كان هذا فقد دلّت الآية على لباس الرفيع من الثياب، والتجمُّل بها في الجُمَع والأعياد، وعند لقاء الناس ومزاورة الإخوان. قال أبو العالِية: كان المسلمون إذا تزاوَروا تجمّلوا. وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب أنه رأى حُلَّةَ سِيَرَاءَ تباع عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله، لو اشتريتها ليوم الجمعة وللوفود إذا قدِموا عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنما يلبس هذا من لا خلاق له في الآخرة» (39)
. فما أنكر عليه ذكر التجمّل، وإنما أنكر عليه كونها سِيَرَاءَ. وقد اشترى تميم الدّارِي حُلَّة بألف درهم كان يصلي فيها. وكان مالك بن دِينار يلبس الثياب العدَنية الجياد. وكان ثوب أحمد بن حنبل يشترى بنحو الدينار. أين هذا ممن يرغب عنه ويؤثِر لباس الخشن من الكتّان والصوف من الثياب. ويقول: «وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ» هيهات أترى من ذكرنا تركوا لباس التقوى، لا والله بل هم أهل التقوى وأولو المعرفة والنُّهَى، وغيرهم أهل دَعْوَى، وقلوبهم خالية من التقوى.
قال أبو الفرج بن الجوزِي رحمه الله: وأنا أكره لبس الفُوَط والمرقّعات لأربعة أوجه: أحدها: أنه ليس من لبس السلف، وإنما كانوا يرقعون ضرورة. والثاني: أنه يتضمن دعاء الفقر، وقد أمِر الإنسان أن يظهر أثر نِعَم الله عليه. والثالث: إظهار التزهد؛ وقد أمرنا بستره. والرابع: أنه تشبه بهؤلاء المتزحزحين عن الشريعة. ومن تشبه بقوم فهو منهم.
وقال الطبريّ: ولقد أخطأ من آثر لباس الشعر والصوف على لباس القطن والكتان مع وجود السبيل إليه من حلّه. ومَن أكل البقول والعدس واختاره على خبز البر. ومن ترك أكل اللحم خوفاً من عارض شهوة النساء. وسئل بِشْر بن الحارث عن لبس الصوف، فشق عليه وتبينت الكراهة في وجهه ثم قال: لبس الخَزّ والمعَصْفَر أحب إليّ من لبس الصوف في الأمصار. وقال أبو الفرج: وقد كان السلف يلبسون الثياب المتوسطة، لا المترفعة ولا الدّون، ويتخيّرون أجودها للجمعة والعيد وللقاء الإخوان، ولم يكن تخيّر الأجود عندهم قبيحاً. وأما اللباس الذي يزري بصاحبه فإنه يتضمن إظهار الزهد وإظهار الفقر، وكأنه لسان شكوى من الله تعالى، ويوجب احتقار اللابس؛ وكل ذلك مكروه مَنْهِيّ عنه. فإن قال قائل: تجويد اللباس هَوَى النفس وقد أمِرنا بمجاهدتها، وتزيّن للخلق وقد أمِرنا أن تكون أفعالنا لله لا للخلق. فالجواب ليس كل ما تهواه النفس يُذَمّ، وليس كل ما يُتَزَيّن به للناس يُكره، وإنما يُنْهَى عن ذلك إذا كان الشرع قد نهى عنه أو على وجه الرياء في باب الدِّين. فإن الإنسان يجب أن يُرى جميلاً. وذلك حظ للنفس لا يُلام فيه. ولهذا يسرح شعره وينظر في المرآة ويسوّي عمامته ويلبس بطانة الثوب الخشنة إلى داخل وظهارته الحسنة إلى خارج. وليس في شيء من هذا ما يكره ولا يُذَم. وقد روى مَكْحول عن عائشة قالت: كان نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -فقلت: يا رسول الله، وأنت تفعل هذا؟ قال: «نعم إذا خرج الرجل إلى إخوانه فلْيُهَيِّيء من نفسه فإن الله جميل يحب الجمال». وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذَرّة من كِبر»
. فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة. قال:
«إن الله جميل يحب الجمال الكِبر بَطَر الحق وغَمْطُ الناس» (40)
تتمة زينة المؤمنات نفس المرجع (منقول للفائدة إن شاء الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 05:51 ص]ـ
أشكرك على هذا الموضوع الطيب
ولنعد إلى الزينة
ففي قوله تعالى (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ التي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) فهنا الإستفهام إستنكاري فيه تهكم بالمحرّمين بقرينة إضافة الزينة لله تعالى --فكأنّه يعرض بهم متهكما "فإذا كنتم أهل علم -- فمن حرّم هذه الزينة التي هي زينة الله "
وأحبّ أن أستفهم عن وجه استخدام "أخرج"---فإذا كانت الزينة لباسا فكيف تًخرج؟؟(/)
سؤال
ـ[تقي الدين أبوبكر]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 01:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
علم المعاني له مكانته من بين العلوم العربية، فما هي مكانتها اذن؟؟؟
وشكراز(/)
"وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً"
ـ[سليم]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 06:38 م]ـ
يقول الله تعالى:" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" (الاسراء) ,وقد اجمع المفسرون على انه لا عذاب لمن لم يصله من الله خبراً، ويأتيه من الله بيِّنة، ويبعث فيهم رسولاً.
وهذه مقتطفات من اقوال بعضهم:
قال الطبرسي:"معناه وما كنا معذبين قوماً بعذاب الاستئصال إلا بعد الإعذار إليهم والإنذار لهم بأبلغ الوجوه وهو إرسال الرسل إليهم مظاهرة في العدل وإن كان يجوز مؤاخذتهم على ما يتعلق بالعقل ومعجلاً فعلى هذا التأويل تكون الآية عامة في العقليات والشرعيات, وقال الأكثرون من المفسرين وهو الأصح أن المراد بالآية أنه لا يعذب سبحانه في الدنيا ولا في الآخرة إلا بعد البعثة فتكون الآية خاصة فيما يتعلق بالسمع من الشرعيات فأما ما كانت الحجة فيه من جهة العقل وهو الإيمان بالله تعالى فإنه يجوز العقاب بتركه وإن لم يبعث الرسول عند من قال إن التكليف العقلي ينفك من التكليف السمعي على أن المحققين منهم يقولون إنه وإن جاز التعذيب عليه قبل بعثة الرسول فإنه سبحانه لا يفعل ذلك مبالغة في الكرم والفضل والإحسان والطول فقد حصل من هذا أنه سبحانه لا يعاقب أحداً حتى ينفذ إليهم الرسل المنبّهين إلى الحق الهادين إلى الرشد استظهاراً في الحجة لأنه إذا اجتمع داعي العقل وداعي السمع تأكد الأمر وزال الريب فيما يلزم العبد. وقد أخبر سبحانه في هذه الآية عن ذلك وهذا لا يدل على أنه لو لم يبعث رسولاً لم يحسن منه أن يعاقب إذا ارتكب القبائح العقلية إلا أن يفرض في بعثة الرسول لطفاً فإن عند ذلك لا يحسن منه سبحانه أن يعاقب أحداً إلا بعد أن يوجه إليه مما هو لطف له فيزاح بذلك علته.
وقال الزمخشري: وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ} وما صحّ منا صحة تدعو إليها الحكمة أن نعذب قوماً إلا بعد أن {نَبْعَثَ} إليهم {رَسُولاً} فتلزمهم الحجة. فإن قلت: الحجة لازمة لهم قبل بعثة الرسل، لأنّ معهم أدلة العقل التي بها يعرف الله، وقد أغفلوا النظر وهم متمكنون منه، واستيجابهم العذاب لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعمل بها لا يصح إلا بعد الإيمان. قلت: بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر والإيقاظ من رقدة الغفلة، لئلا يقولوا: كنا غافلين فلو لا بعث إلينا رسولاً ينبهنا على النظر في أدلة العقل.
وقال إبن عاشور: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى? نَبْعَثَ رَسُولاً} عطف على آية {من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه} الآية.
وهذا استقصاء في الإعذار لأهل الضلال زيادة على نفي مؤاخذتهم بأجرام غيرهم، ولهذا اقتصر على قوله: {وما كنا معذبين} دون أن يقال ولا مثيبين. لأن المقام مقام إعذار وقطع حجة وليس مقام امتنان بالإرشاد. والعذاب هنا عذاب الدنيا بقرينة السياق وقرينة عطف {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها} [الإسراء: 16] الآية. ودلت على ذلك آيات كثيرة، قال الله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين} [الشعراء: 209] وقال: {فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون} [يونس: 47].
على أن معنى (حتى) يؤذن بأن بعثة الرسول متصلة بالعذاب شأن الغاية، وهذا اتصال عرفي بحسب ما تقتضيه البعثة من مدةٍ للتبليغ والاستمرار على تكذيبهم الرسول والإمهال للمكذبين، ولذلك يظهر أن يكون العذاب هنا عذاب الدنيا وكما يقتضيه الانتقال إلى الآية بعدها.
على أننا إذا اعتبرنا التوسع في الغاية صح حمل التعذيب على ما يعم عذاب الدنيا والآخرة.
ووقوع فعل {معذبين} في سياق النفي يفيد العموم، فبعثة الرسل لتفصيل ما يريده الله من الأمة من الأعمال.
ودلت الآية على أن الله لا يؤاخذ الناس إلا بعد أن يرشدهم رحمة منه لهم. وهي دليل بين على انتفاء مؤاخذة أحد ما لم تبلغه دعوة رسول من الله إلى قوم، فهي حجة للأشعري ناهضة على الماتريدي والمعتزلة الذين اتفقوا على إيصال العقل إلى معرفة وجود الله، وهو ما صرح به صدر الشريعة في التوضيح في المقدمات الأربع. فوجود الله وتوحيده عندهم واجبان بالعقل فلا عذر لمن أشرك بالله وعطل ولا عذر له بعد بعثة رسول.
وتأويل المعتزلة أن يراد بالرسول العقل تطوُّحٌ عن استعمال اللغة وإغماض عن كونه مفعولاً لفعل {نبعث} إذ لا يقال بعث عقلاً بمعنى جعل.
هذه اقوال بعض المفسرين, والسؤال الذي يطرح نفسه الان: هل كفارهذا الزمان ممن تنطبق عليهم هذه الآية ,أي أن الله ليس بمعذبهم لعدم إيصال الاسلام اليهم على نمط يلفت النظر, خاصة بعد ان هدمت الخلافة وتغيّب تطبيق الاحكام الشرعية من قِبل الدولة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 09:37 م]ـ
الأخ الكريم سليم
أنا لا أنصح بعرض أقوال الطبرسي الشيعي أو الزمخشري المعتزلي في بعض الآيات العقدية لما للفريقين من توجه عقدي مخالف لما عليه أهل السنة وممّا قد يخفى على القاريء العادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 02:11 ص]ـ
أنا لا أنصح بعرض أقوال الطبرسي الشيعي أو الزمخشري المعتزلي في بعض الآيات العقدية
رأي سديد .. بل وأقول في جميع مسائل العقيدة ..
ثم إليك أخي الحبيب سليم جواباً شافياً كافياً لكل ما يتعلق بالمسائل المطروحة حول هذه المسألة من كتاب (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطى رحمه الله.
يقول الشيخ رحمه الله: " قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً). هذه الآية الكريمة فيها التصريح بأن الله تعالى لا يعذب أحداً حتى ينذره على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام، ونظيرها قوله تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)، وقوله تعالى: (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ)، إلى غير ذلك من الآيات،
ويؤيده تصريحه تعالى بأن كل أفواج أهل النار جاءتهم الرسل في دار الدنيا في قوله تعالى: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا) الآية. ومعلوم أنّ (كلما) صيغة عموم، ونظيرها قوله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً) إلى قوله تعالى: (قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) فقوله: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعمّ كلّ كافر، لما تقرر في الأصول من أن الموصولات من صيغ العموم، لعمومها كلّما تشمله صلاتها كما أشار له في مراقي السعود بقوله:
وقد تلا الذي التي الفروع ... صيغة كل أو لجميع
ومعنى قوله: (وقد تلا الذي الخ .. ): أن (الذي)، و (التي) وفروعها صيغ عموم ككل وجميع، ونظيره أيضا قوله تعالى: (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا) إلى قوله: (وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) فإنه عام أيضاً؛ لأن أول الكلام (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ) وأمثال هذا كثيرة في القرآن.
مع أنه جاء في بعض الآيات ما يفهم منه أن أهل الفترة في النار، كقوله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)، فإن عمومها يدل على دخول من لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك عموم قوله تعالى: (وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)، وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ). وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الأَرْضِ ذَهَباً) الآية، إلى غير ذلك من الآيات.
اعلم أولا: أن من يأته نذير في دار الدنيا وكان كافرا حتى مات اختلف العلماء فيه هل هو من أهل النار لكفره أو هو معذور لأنه لم يأته نذير؟ كما أشار له في مراقي السعود بقوله: ذو فترة بالفرع لا يراع ... وفي الأصول بينهم نزاع.
وسنذكر إن شاء الله جواب أهل كل واحد من القولين، ونذكر ما يقتضي الدليل رجحانه، فنقول: - وبالله نستعين - قد قال قوم: إن الكافر في النار ولو مات في زمن الفترة وممن جزم بهذا القول النووي في شرح مسلم؛ لدلالة الأحاديث على تعذيب بعض أهل الفترة، وحكى القرافي في (شرح التنقيح) الإجماع على أن موتى أهل الجاهلية في النار لكفرهم كما حكاه عنه صاحب (نشر البنود) وأجاب أهل هذا القول عن آية: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ) وأمثالها من ثلاثة أوجه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: إن التعذيب المنفي في قوله: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ) وأمثالها هو التعذيب الدنيوي فلا ينافي ثبوت التعذيب في الآخرة، وذكر الشوكاني في تفسيره أن اختصاص هذا التعذيب المنفي بالدنيا دون الآخرة ذهب إليه الجمهور، واستظهر هو خلافه، ورد التخصيص بعذاب الدنيا بأنه خلاف الظاهر من الآيات، وبأن الآيات المتقدمة الدالة على اعتراف أهل النار جميعا بأن الرسل أنذروهم في دار الدنيا صريح في نفيه.
الثاني: أن محل العذر بالفترة المنصوص في قوله: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ) الآية وأمثالها في غير الواضح الذي لا يلتبس على عاقل، أما الواضح الذي لا يخفى على من عنده عقل كعبادة الأوثان فلا يعذر فيه أحد؛ لأن جميع الكفار يقرّون بأن الله هو ربهم وهو خالقهم ورازقهم، ويتحققون أن الأوثان لا تقدر على جلب نفع ولا على دفع ضر، لكنهم غالطوا أنفسهم فزعموا أنها تقربهم إلى الله زلفى، وأنها شفعاؤهم عند الله مع أن العقل يقطع بنفي ذلك.
الثالث: أن عندهم بقية إنذار مما جاءت به الرسل الذين أرسلوا قبله - صلى الله عليه وسلم - تقوم عليهم بها الحجة، ومال إليه بعض الميل ابن قاسم في (الآيات البينات) وقد قدمنا في سورة آل عمران أن هذا القول يرده القرآن في آيات كثيرة مصرحة بنفي أصل النذير عنهم كقوله: (لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ) وقوله: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ)، وقوله: (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِك) وقوله: (وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ)، إلي غير ذلك من الآيات.
وأجاب القائلون بأن أهل الفترة معذورون عن مثل قوله (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ) - إلى قوله – (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) من الآيات المتقدمة، بأنهم لا يتبين أنهم من أصحاب الجحيم ولا يحكم لهم بالنار، ولو ماتوا كفارا إلا بعد إنذارهم وامتناعهم من الإيمان كأبي طالب، وحملوا الآيات المذكورة على هذا المعنى.
واعترض هذا الجواب بما ثبت في الصحيح من دخول بعض أهل الفترة النار كحديث "إن أبي وأباك في النار" الثابت في صحيح مسلم وأمثاله من الأحاديث، واعترض هذا الاعتراض بأن الأحاديث - وإن صحت - فهي أخبار آحاد يقدم عليها القاطع كقوله: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)، واعترض هذا الاعتراض أيضا بأنه لا يتعارض عام وخاص فما أخرجه حديث صحيح خرج من العموم وما لم يخرجه نص صحيح بقي داخلا في العموم، واعترض هذا الاعتراض أيضاً بأن هذا التخصيص يبطل علة العام؛ لأن الله تعالى تمدح بكمال الإنصاف.
وصرح بأنه لا يعذب حتى يقطع حجة المعذب بإنذار الرسل في دار الدنيا، وبيّن أن ذلك الإنصاف التام علة لعدم التعذيب، فلو عذب إنسانا واحدا من غير إنذار لاختلت تلك الحكمة ولثبتت لذلك المعذب الحجة التي بعث الله الرسل لقطعها كما صرح به في قوله: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) وهذه الحجة بيّنها في سورة طه بقوله: (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ) الآية، وأشار لها في سورة القصص بقوله: (وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ) إلى قوله: (وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)، وهذا الاعتراض الأخير يجري على الخلاف في النقض هل هو قادح في العلة أو تخصيص لها؟ وهو اختلاف كثير معروف في الأصول عقده في مراقي السعود بقوله: - في تعداد القوادح في الدليل -:
منها وجود الوصف دون الحكم ... سماه بالنقض وعاة العلم
والأكثرون عندهم لا يقدح ... بل هو تخصيص وذا مصحح
وقد روى عن مالك تخصيص ... إن يك الاستنباط لا التنصيص
وعكس هذا قد رآه البعض ... ومنتقى ذي الاختصار النقض
إن لم تكن منصوصة بظاهر ... وليس فيما استنبطت بضائر
إن جاء لفقد الشرط أو لما منع ... والوفق في مثل العرايا قد وقع
(يُتْبَعُ)
(/)
والمحققون من أهل الأصول على أن عدم تأثير العلة إن كان لوجود مانع من التأثير أو انتفاء شرط التأثير فوجودها مع تخلف الحكم لا ينقضها ولا يقدح فيها وخروج بعض أفراد الحكم حينئذ تخصيص للعلة لا تقض لها كالقتل عمدا عدوانا فانه علة القصاص إجماعا ولا يقدح في هذه العلة تخلف الحكم عنها في قتل الوالد لولده لأن تأثيرها منع منه مانع هو الأبوة وأما إن كان عدم تأثيرها لا لوجود مانع أو انتفاء بشرط فانه يكون نقضا لها وقدحا فيها.
ولكن يرد على هذا التحقيق ما ذكره بعض العلماء من أن قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّه) علة منصوصة لقوله: (وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُم) الآية، مع أن هذه العلة قد توجد ولا يوجد ما عذب به بنو النضير من جلاء أو تعذيب دنيوي وهو يؤيد كون النقض تخصيصا مطلقا لا قدحاً. ويجاب عن هذا بأن بعض المحققين من الأصوليين قال: إن التحقيق المذكور محله في العلة المستنبطة دون المنصوصة وهذه منصوصة كما قدمنا ذلك في أبيات مراقي السعود في قوله:
وليس فيما استنبطت بضائر ... إن جاء لفقد الشرط أو لما منع
هذا ملخص كلام العلماء وحججهم في المسألة، والذي يظهر رجحانه بالدليل هو الجمع بين الأدلة؛ لأن الجمع واجب إذا أمكن بلا خلاف كما أشار له في المراقي بقوله: والجمع واجب متى ما أمكنا .. الخ ..
ووجه الجمع بين هذه الأدلة هو عذرهم بالفترة وامتحانهم يوم القيامة بالأمر باقتحام نار فمن اقتحمها دخل الجنة وهو الذي كان يصدق الرسل لو جاءته في الدنيا ومن امتنع عذب بالنار وهو الذي كان يكذب الرسل لو جاءته في الدنيا لان الله يعلم ما كانوا عاملين لو جاءتهم الرسل وبهذا الجمع تتفق الأدلة فيكون أهل الفترة معذورين، وقوم منهم من أهل النار بعد الامتحان، وقوم منهم من أهل الجنة بعده أيضا، ويحمل كل واحد من القولين على بعض منهم علم الله مصيرهم، وأعلم به نبيه صلى الله عليه وسلم، فيزول التعارض.
والدليل على هذا الجمع ورود الأخبار به عنه صلى الله عليه وسلم. قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) بعد أن ساق طرق الأحاديث الدالة على عذرهم وامتحانهم يوم القيامة رادّا على ابن عبد البر تضعيف أحاديث عذرهم وامتحانهم ما نصه: "والجواب عما قال، إن أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح كما قد نص على ذلك كثير من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف يتقوى بالصحيح والحسن، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متصلة متعاضدة على هذا النمط أفادت الحجة عند الناظر فيها" انتهى محل الغرض منه بلفظه.
ثم قال: "إن هذا قال به جماعة من محققي العلماء والحفاظ والنقاد وما احتج به البعض لرد هذه الأحاديث من أن الآخرة دار جزاء لا دار عمل وابتلاء فهو مردود من وجهين: الأول أن ذلك لا ترد به النصوص الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم ولو سلمنا عموم ما قال من أن الآخرة ليست دار عمل لكانت الأحاديث المذكورة مخصصة لذلك العموم. الثاني: أنا لا نسلم انتفاء الامتحان في عر صات المحشر بل نقول دل القاطع عليه؛ لأن الله تعالى صرّح في سورة القلم بأنهم يُدعون إلى السجود في قوله جل وعلا: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) الآية.
ومعلوم أن أمرهم بالسجود تكليف في عرصات المحشر، وثبت في الصحيح أن المؤمنين يسجدون يوم القيامة وأن المنافق لا يستطيع ذلك ويعود ظهره كالصفيحة الواحدة طبقاً واحدا ًكلما أراد السجود خرّ لقفاه، وفي الصحيحين في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجا منها أن الله يأخذ عهوده ومواثيقه أن لا يسأل غير ما هو فيه، ويتكرر ذلك مرارا، ويقول الله تعالى يا ابن آدم ما أغدرك ثم يأذن له في دخول الجنة، ومعلوم أن تلك العهود والمواثيق تكليف في عرصات المحشر والعلم عند الله تعالى ". أ. هـ.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 05:49 ص]ـ
الأستاذ لؤي
لا أدري ما سرّ تمسكك بكلام الشيخ الشنقيطي مع أنّ الجمهور على خلافه وأنّ العذاب هو العذاب في الدنيا في الآية محل الخلاف
((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً).
ولو نظرت نظرة متأنيّة إلى سياق ما قبلها وما بعدها لعلمت أنّ الكلام كله عن العذاب الدنيوي
(مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً# وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً # وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ القُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً)
فلا بد من وجود تناسب بين قوله "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً"
وقوله مباشرة بعدها (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)
والتي بعدها (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ القُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 04:24 ص]ـ
الأخ العزيز جمال - حفظه الله ..
إن تخصيص العذاب المنفيّ في قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ) بعذاب الدنيا، يردّه ما جاء في سياق الآيات المتقدّمة عليه.
قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ... وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء: 9 - 15].
وإذا ذهب جمهور العلماء إلى القول بأن التعذيب المنفيّ هنا دنيوي لما دلّت عليه الآيات اللاحقة، فهذا لا ينافي ثبوت التعذيب في الآخرة لما دلّت عليه الآيات المتقدّمة ..
والأولى الجمع بين العذابين، كما بيّنه الشيخ الشنقيطي رحمه الله، وغيره من العلماء ..
والله أعلم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 06:38 ص]ـ
[ b] الأخ العزيز لؤي
الآية لا تحتاج إلى هذا الجمع الذي قال به الشنقيطي---
# هو يقرّ بأنّ الآية تعني عذاب الدنيا---
# هو بحث بأدلة أخرى تتناول امتحان أهل الفترة في الآخرة وهذا موضوع آخر
فالأمر ليس جمعا بين نصوص لأن الموضوعين مختلفان---موضوع أنّ الله لا يعذب في الدنيا القوم قبل أن يرسل لهم رسولا---وموضوع ما مصير أهل الفترة يوم القيامة
B]
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 07:30 ص]ـ
الأخ جمال ..
أعتذر إليك لأني لم أنقل نصّ الشيخ رحمه الله في تفسير هذه الآية .. ويمكنك الرجوع إليه، والتأكّد من استدلاله في أضواء البيان .. وإني أقتبس إليك ما قاله بالحرف الواحد في بداية تفسيرها:
"قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ظاهر هذه الآية الكريمة: أن الله جلّ وعلا لا يعذب أحداً من خلقه لا في الدنيا ولا في الآخرة، حتى يبعث إليه رسولاً ينذره ويحذره، فيعصي ذلك الرسول، ويستمرّ على الكفر والمعصية بعد الإنذار والإعذار ..... ".
(أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ج3، ص 65).
وكما ترى، فلا علاقة لهذا الذي بيّنه هنا بعذاب الفترة الذي ذكره في كتابه (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب)!
ثم إن الآيات التي تقدّمت هذه الآية لتدلّ بوضوح على أن المقصود هنا العذاب الأخروي!
والله أعلم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 02:10 م]ـ
الأخ جمال ..
ثم إن الآيات التي تقدّمت هذه الآية لتدلّ بوضوح على أن المقصود هنا العذاب الأخروي!
والله أعلم ..
لا أظن ذلك---لأن الآيات التي تلتها تدل بوضوح أكثر على أنّ المقصود التعذيب الأخروي---
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في عمالقة الفصيح
وجل من لا يسهو لا إله إلا هو، فإن الإنسان مهما اتسعت مداركه، يبقى النسيان آفته، والغفلة جرثومته.
فتركيزه على أمر قد ينسيه أمرا آخر.
وفي قوله عز وجل، " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " لا بد من النظر في هذه الصيغة وفي السياق الذي حولها حتى نتبين معناها بدقة.
أما الصيغة نفسها فقد جاءت مطلقة، فقد قال تعالى، وما كنا معذبين، ولم يقيد هذا العذاب بأي قيد، فلم يقل أخرويا ولا دنيويا ولم يقل بالريح ولا بالنار ولا بالصيحة، وإنما قال فقط معذبين.
وأما السياق الذي حولها فإنها آيات منها ما تحدث عن عذاب في الدنيا ومنها ما تحدث عن عذاب في الآخرة، وليس في هذه الآيات كلها ما يقيد العذاب الوارد في هذه الآية بالذات، وإلا فاتوا به إن كان كذلك.
وأقوال علمائنا جميعا على العين والرأس، وجزاهم الله وإياكم عنا خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 07:37 م]ـ
أخواني في الله لقد حسم هذا الامر إبن عاشور حيث قال:"والعذاب هنا عذاب الدنيا بقرينة السياق وقرينة عطف {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها} [الإسراء: 16] الآية. ودلت على ذلك آيات كثيرة، قال الله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين} [الشعراء: 209] وقال: {فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون} [يونس: 47].
على أن معنى (حتى) يؤذن بأن بعثة الرسول متصلة بالعذاب شأن الغاية، وهذا اتصال عرفي بحسب ما تقتضيه البعثة من مدةٍ للتبليغ والاستمرار على تكذيبهم الرسول والإمهال للمكذبين، ولذلك يظهر أن يكون العذاب هنا عذاب الدنيا وكما يقتضيه الانتقال إلى الآية بعدها. على أننا إذا اعتبرنا التوسع في الغاية صح حمل التعذيب على ما يعم عذاب الدنيا والآخرة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جمال]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 09:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم سليم
بارك الله فيك
لدي سؤال؟؟؟
هل معذبين هنا، تعني معذبين حسابا على كفرهم بالرسول أم تعني معذبين بسبب إرسال الرسول؟
" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "
وجزاك الله خيرا
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم
ألاخ الفاضل ابا جمال, حفظك واباك اللهُ ,كما تعلم ان الله سبحانه وتعالى كان ينزل عذابه على كل قوم رسول بعثه _قبل سيدنا محمد علي الصلاة والسلام_
إذا كذبه قومه بالخسف والمسخ والغرق والصيحة وأنه تعالى أخر عذاب من كذب رسولنا إلى الموت أو إلى القيامة قال تعالى:" وَمَا كَانَ ?للَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ",واما الاية التي سطرتها: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ "فمعنى كون الشريعة المحمدية منحصرة في الرحمة أنها أوسع الشرائع رحمة بالناس فإن الشرائع السالفة وإن كانت مملوءة برحمة إلا أن الرحمة فيها غير عامة إمّا لأنها لا تتعلق بجميع أحوال المكلفين، فالحنيفية شريعة إبراهيم - عليه السلام - كانت رحمة خاصة بحالة الشخص في نفسه وليس فيها تشريع عام، وشريعة عيسى - عليه السلام - قريبة منها في ذلك؛ وإما لأنها قد تشتمل في غير القليل من أحكامها على شدّة اقتضتها حكمة الله في سياسة الأمم المشروعة هي لها مثل شريعة التوراة فإنها أوسع الشرائع السالفة لتعلقها بأكثر أحوال الأفراد والجماعات، وأما رحمة الإسلام بالأمم غير المسلمين فإنما نعني به رحمته بالأمم الداخلة تحت سلطانه وهم أهل الذمة. ورحمته بهم عدمُ إكراههم على مفارقة أديانهم، وإجراءُ العدل بينهم في الأحكام بحيث لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم في الحقوق العامة.(/)
أأنت رأيت إنسانا؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 06:42 م]ـ
السلام عليكم
ترى ما الفرق بين قولنا
:أقلت شعرا قط؟
:أرأيت اليوم إنسانا؟
وفي الحالتين كلامك مستقيم
وبين قولنا
:أأنت قلت شعرا قط؟
:أأنت رأيت إنسانا
وفي الحالتين كلامك خاطىء
--------------------
للمزيد--راجع دلائل الإعجاز للجرجاني ص77
ـ[سليم]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 11:56 م]ـ
السلام عليكم
أخي جمال الاستاذ الفاضل, إن هذه الصيغ في الاستفهام بالهمزة وهي هنا دخلت على الفعل تارة وعلى الاسم تارة اخرى, ففي قولك: أرأيت اليوم إنسانا؟ ,فهذا دل على انك تشك في حصول فعل الرؤية وسؤالك عن وجود هذا الفعل, واما قولك: أأنت رأيت إنسانا؟ ,فالواضح ان الشك يحوم حول الفاعل ان يكون قد قام بهذا الفعل, ومع امكانية حصول الفعل من غير الفاعل الذي حوله الشك.
واما قولك"أأنت قلت شعرًا؟ ",و:"أأنت رأيت إنسانًا؟ ,فلا معنى لذلك وذلك لأن السؤال عن الفاعل فارغ المعنى كون الاشارة عن نص معلوم (شعر).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 05:59 ص]ـ
أرجو مراجعة دلائل الإعجاز للجرجاني---فهو يعتبر قولنا
"أأنت رأيت إنسانا " خطأ
فلماذا؟؟
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 12:25 م]ـ
زيادة "أنت" هنا للتوكيد على المخاطب ولاحظ عند اللفظ بالجملة تجد نبرتها على "أنت" لأنها أهم عنصر فيها, ففي العربية يجوز إضمار الفاعل إذا علم وإذا ذكر مع أنه معلوم فذلك توكيد عليه.
وللخبراء في الموضوع كلمة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 02:52 م]ـ
ضاد
الجرجاني يقول الجملة خطأ--وأنت تقول هي للتوكيد---هلّا رجعت لكتابه؟؟
ـ[نور صبري]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 03:12 م]ـ
السلام عليكم
قط: هي ظرف لأستغراق ما مضى، ويشترط فيها أن تسبق بنفي، وقولك (أقلت شعراً قط) غير صحيح، بل يُفترض القول: ما قلت شعراً قط.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 05:26 م]ـ
الأخوة الكرام
الموضوع خاص بكلام شيخنا الجرجاني
قال في الدلائل
(ومن أبين شيء في ذلك الاستفهام بالهمزة فإن موضع الكلام على أنك إذا قلت: أفعلت فبدأت بالفعل كان الشك في الفعل نفسه وكان غرضك من استفهامك أن تعلم وجوده.
وإذا قلت: أأنت فعلت فبدأت بالاسم كان الشك في الفاعل من هو وكان التردد فيه.
ومثال ذلك أنك تقول: أبنيت الدار التي كنت على أن تبنيها؟؟
أقلت الشعر الذي كان في نفسك أن تقوله؟؟
أفرغت من الكتاب الذي كنت تكتبه؟؟
تبدأ في هذا ونحوه بالفعل لأن السؤال عن الفعل نفسه والشك فيه لأنك في جميع ذلك متردد في وجود الفعل وانتفائه مجوز أن يكون قد كان وأن يكون لم يكن.
وتقول: أ أنت بنيت هده الدار؟؟
أ أنت قلت هذا الشعر؟؟
أ أنت كتبت هذا الكتاب؟؟
فتبدأ في ذلك كله بالاسم.
ذلك لأنك لم تشك في الفعل أنه كان وكيف وقد أشرت إلى الدار مبنية والشعر مقولاً والكتاب مكتوباً وإنما شككت في الفاعل من هو.
فهذا من الفرق لا يدفعه دافع ولا يشك فيه شاك.
ولا يخفى فساد أحدهما في موضع الآخر.
فلو قلت: أ أنت بنيت الدار التي كنت على أن تبنيها؟؟
أ أنت قلت الشعر الذي كان في نفسك أن تقوله؟؟
أأنت فرغت من الكتاب الذي كنت تكتبه؟؟
خرجت من كلام الناس.
وكذلك لو قلت: أبنيت هذه الدار؟؟
أقلت هذا الشعر؟؟
أكتبت هذا الكتاب؟؟
قلت ما ليس بقول ----ذاك لفساد أن تقول في الشيء المشاهد الذي هو نصب عينيك: أموجود أم لا
ومما يعلم به ضرورة أنه لا تكون البداية بالفعل كالبداية بالاسم
أنك تقول: أقلت شعراً قط؟؟
أرأيت اليوم إنساناً؟؟
فيكون كلاماً مستقيماً
ولو قلت: أ أنت قلت شعراً قط؟؟
أ أنت رأيت إنساناً؟؟
أخطأت وذاك أنه لا معنى للسؤال عن الفاعل من هو في مثل هذا لأن ذلك إنما يتصور إذا كانت الإشارة إلى فعل مخصوص نحو أن تقول
: من قال هذا الشعر.؟؟
ومن بنى هذه الدار؟؟
ومن أتاك اليوم؟؟
ومن أذن لك في الذي فعلت؟؟
وما أشبه ذلك مما يمكن أن ينص فيه على معين.
فأما قيل شعر على الجملة ورؤية إنسان على الإطلاق فمحال ذلك فيه لأنه ليس مما يختص بهذا دون ذاك حتى يسأل عن عين فاعله.)
تأملوا وتبيّنوا كلامه ---وسبحان الله الذي آتاه علما على تقى(/)
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[أحلام]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 11:31 م]ـ
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأُمتِه
اعلموا أن من اعظم النعم التي انعم الله بها علينا في الدنيا إن لم يكن أعظمها على الإطلاق هي: انه أرسل إلينا رسولا عظيما يخرجنا من الظلمات إلى النور، من طريق الضلال إلى طريق الهداية، من طريق الجهل إلى طريق العلم، من طريق التخلف إلى طريق التقدم والحضارة، من طريق سوء الخلق إلى طريق حسن الخلق، وقد أرسله الله رحمة لنا كما قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وقال تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) فهو بنا رؤوف رحيم. ومن دلائل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه إختبأ دعوته إلى يوم القيامة ليشفع لنا بها عند ربنا سبحانه وتعالى كما في حديث الشفاعة المشهور عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ أنت رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا لِرَبِّي ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالَ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُالنَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ (رواه الترمذي)
تأمل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لك إنه لم يدعُ لنفسه، ولكنه يدعو لأمته، ويظهر ذلك واضحا في الحديث التالي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ (رواه البخاري) وكذلك كما جاء في الحديث التالي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َقَالَ اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ (رواه مسلم) انظر إلى بكاء النبي صلى الله عليه وسلم إنه يبكي من أجلك، وأنت لم تبكِ من أجل نفسك، وغارق في ملذاتك، وهو قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ألا يستحق رسول الله صلى الله عليه وسلم حبك؟ ما أعظم هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 11:50 م]ـ
حفظك الله لأجل هذه الدرر في مقالك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 01:16 ص]ـ
اعلموا أن من اعظم النعم التي انعم الله بها علينا في الدنيا إن لم يكن أعظمها على الإطلاق هي: انه أرسل إلينا رسولا عظيما يخرجنا من الظلمات إلى النور، من طريق الضلال إلى طريق الهداية، من طريق الجهل إلى طريق العلم، من طريق التخلف إلى طريق التقدم والحضارة، من طريق سوء الخلق إلى طريق حسن الخلق، وقد أرسله الله رحمة لنا كما قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
اللهم صلّ على سيدنا وحبيبنا محمد المبعوث رحمة للخلق أجمعين.
ولقد صدق الفيلسوف برنادشو إذ يقول: لو كان محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذا الزمان لحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجاناً من القهوة.
ألا يستحق رسول الله صلى الله عليه وسلم حبك؟ ما أعظم هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم!!
فداك نفسي يا رسول الله.
وهل تدور حلاوة الإيمان في غير محبّة الله تعالى، ومحبّة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
وشكر الله لك أخت أحلام إثراءك المنتدى بمثل هذه المواضيع ..(/)
سؤال في الإعجاز القرآني؟؟؟؟؟؟
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذُكر انه من أوجه إعجاز القرآآن دلائل كثيره نؤمن ببعضها ولا نتفق مع بعضها الآخر فمن المتفق عليه هو بلاغة القرآن بأنه معجز في نظمه .....
فماهي جذور هذا النظم وماهي تطوراته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال يحتاج إلى إجابة ولكم مني جزبل الشكر والعرفااااااااان,,,,,,,
أخوكم / ابو ابراهيم:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 01:27 ص]ـ
الأخ أبا إبراهيم - حفظه الله ..
السلام عليكم ورحمة الله ..
عليك بكتاب (دلائل الإعجاز) لعبد القاهر الجرجاني ..
وأحيلك إلى هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11214) ، فقد ينفعك ما جاء فيه حول نظرية النظم وتطوّرها ..
ودمتم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 05:54 ص]ـ
الأخ لؤي
مع أنّك أرجعته إلى كتاب جوهرة ---إلّا أنّه يريد أن يقرأ شيئا هنا على هذا الرابط---فهلّا فصلت له
ـ[نور صبري]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 02:53 م]ـ
النظم القرآني ... جزالته وتناسقه
بقلم الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم
ويقصد بنظم القرآن طريقة تأليف حروفه، وكلماته، وجمله، وسبكها مع أخواتها في قالب محكم، ثم طريقة استعمال هذه التراكيب في الأغراض مع أخواتها في قالب محكم، ثم طريقة استعمال هذه التراكيب في الأغراض التي يتكلم عنها، للدلالة على المعاني بأوضح عبارة في أعذب سياق وأجمل نظم.
والفرق بين الأسلوب والنظم:
أن دائرة الأسلوب أوسع وأشمل ولا يدرك الأسلوب بالجملة الواحدة، بينما النظم يمكن إدراكه في الجملة الواحدة بل وحتى في الكلمة الواحدة.
إن المتأمل في حروف القرآن الكريم وكلماته لا يجد فيها شيئاً خارجاً عن المألوف المتداول في لغة العرب قديماً وحديثاً، ولكن عندما نتلو آيات الله نشعر أن للعبارة القرآنية كياناً خاصاً بني عليه تراكيبه ورسم معالم صورة نظمه الفريد على هذا الكيان الفريد.
فالكلام كما عهدته العرب شعر ونثر وما هو بين الشعر والنثر وهو السجع، ولو كان للإنسان عربي أن يتكلم أو يكتب أو يعلم أو يشرع أو يلفظ لما خرج في نظم كلامه أو تأليفه عن أخذ هذه الأنواع المعهودة عند ولكن القرآن جاء في ثوب غير تلك الأثواب وفي صورة غير تلك الصور، جاء نسيج وحده، وصورة ذاته، فلا هو شعور ولا هو نثر ولا هو سجع، وإنما هو قرآن، فالآية في النظم القرآني وهي ليست بيت شعر في سورة، ولكن آية مقطع تنتهي به هو الفاصلة، وليست هذه الفاصلة قافية شعر ولا حرف سجع وإنما هي شاهد قرآني لا يوجد إلا فيه، ولا يعتدل في كلامه غيره.
إن النظم القرآن البديع بهر العرب بحسن مبادئ الآي والمقاطع وتماسك الكلمات واتساقها في التراكيب، وقد تأمّلوه آيةً آيةً وعُشراً عُشراً وسورةٌ سورة فلم يجدوا في الجميع كلمة ينبو بها مكانها ولفظة يُنكر شأنها أو يُرى غيرها أصلح هناك أو أشبه أو أحرى، بل وجدوا اتساقاً بهر العقول وأعجز أهل الحكم والبلاغات، ونظاماً والتئاماً وإتقاناً وإحكاماً بهر العقول وأعجز أهل الحكم والبلاغات، ونظاماً والتئاماً وإتقاناً وإحكاماً لم يدع في نفس واحد منهم موضع طمع حتى خرست الألسن أن تدّعي وتتقوّل.
وأقروا في قرارة أنفسهم أن هذا ليس من قول البشر وإن أنكروا ذلك بألسنتهم. ومجئ النظم القرآني على هذا الشكل من الإتقان والإحكام إنما يعود ـ كما يقول ابن عطية ـ إلى أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علماً وأحاط بالكلام كله علماً إذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطة أي لفظة تصلح أن تبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره، والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورةً أن بشراً لم يكن قط محيطاً. فلهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة.
ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يضع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولاً كاملاً ثم تُعطى لأحد نظيره فيأخذها بقريحة خاصة فيبذل فيها وينقّح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل. وكتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد، ونحن تتبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذٍ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيما يلي بعض مزايا النظم القرآني وأمثلة عليها:
التناسق بين العبارة والموضوع الذي يُراد تقريره:
إن الذي يتمعن النظر في النظم القرآني يلاحظ التناسق الكامل والتآلف التام بين العبارة القرآنية والمعنى الذي يُراد بيانه، وتوضيحه، فالألفاظ في النظم يُلائم بعضها بعضاً وهي كلها متوجهة إلى الغرض المنشود بحيث إذا كان المعنى غريباً كانت ألفاظه غريبة وإذا كان المعنى معروفاً مستحدثاً كانت الألفاظ تناسبها.
يقول بديع الزمان: فالكلام إذا حذا حذو الواقع وطابق نظمه نظامه حاز الجزالة بحذافيرها. ويكون ذا قوة وقدرة إذا كان أجزاؤه مصداقاً لما قيل:
عبارتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير
بأن تتجاوب قيودات الكلام ونظمه وهيئته ويمدّ كل بقدره الغرض الكلي مع ثمراته الخصوصية.
وفي الأمثلة التالية نلقي أضواء على هذا الجانب:
أ - لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يصف حالة يعقوب عليه السلام وهو يتأسف على يوسف عليه السلام، وكانت هذه الحالة غريبة في نظر أبنائه لأنهم لم يسدوا مكان يوسف، عبر عن هذه الحالة بكلمات غريبة كلها، فقال سبحانه وتعالى على لسانهم: (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) [سورة يوسف:85].
حيث أتى بأغرب ألفاظ القسم بالنسبة إلى أخواتها، فإن التاء أقل استعمالاً وأبعد عن أفهام العامة، والباء والواو أعرف عند الكافة وهي أكثر دوراناً على الألسنة وأكثر استعمالاً في الكلام، ثم أتى الله سبحانه وتعالى بأغرب صيغ الأفعال التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار بالنسبة إلى أخواتها فإنّ (كان) وما قاربها أعرف عند الكافة من تفتأ.
وهم لـ (كان) وما قاربها أكثر استعمالاً منها وكذلك منها وكذلك لفظ (حرضاً) أغرب من جميع أخواتها من ألفاظ الهلاك فاقتضى حسن الوضع في النظم أن تجاوز كل لفظة بلفظة من جنسها في الغرابة أو الاستعمال توخياً لحسن الجوار ورغبة في ائتلاف المعاني بالألفاظ ولتتعادل الألفاظ في الوضع وتتناسب في النظم.
ب. وفي هذا الباب قوله تعالى: (وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) [الأنبياء: 46]، في سياق بيان الضعف البشري أمام جبروت الخالق تبارك وتعالى فأراد بيان ضعفهم أمام العذاب الخفيف القليل فأتى ب (إن) التي تفيد التشكيك في وقوعه، وأتى بكلمة (المسّ) بدل الإصابة أو الحرق فهو دونها في المرتبة ودون الدخول، وكذلك كلمة (نفحة) مع تنوينها المشعر بضعف العذاب وحقارته و (من) المفيدة للبعضية فلم يأتهم كل العذاب وإنما هي نفحة عابرة يسيرة من جزء صغير من العذاب، ثم العذاب لم يُضف إلى اسم دال على القهر والجبروت بل أضيف إلى أرق اسم دال على الشفقة وهو (رب) ثم أضيف الرب إلى مقرّب محبوب وهو ضمير خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن الكلمات كلها مسوقة إلى هدف واحد وهو وصف هذا العذاب بالقلة والضآلة والحقارة ليبيّن بالتالي أن المذنبين يندمون ويتأسفون على ما عملوا عند تعرضهم لنفحةٍ بسيطة من عذاب الله (وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ).
وهكذا لو ذهبنا نستعرض الآيات القرآنية في موضوع من الموضوعات المذكورة فيه نجد هذا التناسق وهذا الانسجام بين المعاني والألفاظ المختارة لأدائها فلا تعقيد يعثر الفكر في طلب المراد، بل الألفاظ تسابق معانيها، ومعانيها تسابق ألفاظها، كما أن الألفاظ عربيّة مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر بعيدة عن البشاعة عذبة سلسة كالماء في السلاسة والعسل في الحلاوة وكالنسيم في الرقة.
ومن مزايا النظم القرآني اهتمامه بالجملة القرآنية واختيار المكان المناسب فيها للكلمة المعبرة:
بالإضافة إلى ما ذكرنا سابقاً عن التناسق بين العبارة والمعنى الذي يراد توضيحه فإن هنالك نوعاً من التناسق الرائع بين الكلمات في الجملة الواحدة وبين الحروف في الكلمة الواحدة.
فنظرة إلى تلك الحروف تبرز تناسبها لبعضها تناسباً طبيعياً في الهمس والجهر والشدة واللين والتفخيم والترقيق مما يشكل أنغاماً متناسقة متناسبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الخاصية تعود بلا شك إلى طريقة اختيارها وسبكها وتناسب مخارجها. كما أن وضع الكلمة في الآية واختيار موقعها والتئامها مع جارتها له الأثر الكبير في إعطاء هذا الجرس الخاص والإيقاع المؤثر في نفس السامع.
ولا يقتصر وضع الكلمة في الآية على تأثيره في اللحن والنغم وإنما لهذا الموقع والوضع المناسب تأثير على المعنى وإبرازه، لذا نجد أن كثيراً من الباحثين اقتصروا على إبراز هذه الناحية دون الإشارة إلى ناحية اللحن والإيقاع.
والحقيقة أن الكلمات القرآنية لها دور وضرورة في السياق للدلالة على المعنى، كما أن لها دوراً في تناسب الإيقاع دون أن يطغى هذا على ذاك أو يخضع النظم لأحد الأمرين.
وفي الأمثلة التالية نرى اهتمام النظم القرآني في اختيار الكلمة المناسبة ذات الجرس المعين لأداء وظيفتها في الإيقاع كما أنها تؤدي في نفس الوقت دورها في تصوير المعنى وتشخيصه وإيضاحه على أتم صورة.
أ - اختير كلمة (حرث) لتشبيه النساء به دون الأرض أو الحقل أو الزرع وغيرها من المترادفات وذلك في قوله تعالى: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) [سورة البقرة:223].
ولعل أختيار هذه اللفظة دون سواها لما فيها من لطف الكناية في ذلك التشابه بين صلة الزارع بحرثه وصلة الزوج بزوجه في هذا المجال الخاص، وبين ذلك النبت الذي يخرجه الحرث وذلك النبت الذي تخرجه الزوج وما في كليهما من تكثير وعمران وفلاح.
بينما هذه اللطائف لا تستفاد من كلمة (الأرض) إذ قد تكون جدباء لا تصلح لحراثة الزرع وكذلك الحقل فإنه لا يدل على عمل المالك فيه بل تدل الكلمة على شيء جاهز لا دخل فيه لبذر الحارث.
بذلك نلاحظ أن القرآن الكريم يتناول من الكلمات المترادفة أدقها دلالة على المعنى وأتمها تصويراً وتشخيصاً للصورة وأجملها وأحلاها إيقاعاً ووزناً بالنسبة إلى نظائرها.
ب - ومن هذا القبيل كلمة (أغطش) في قوله تعالى: (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) [النازعات: 29].
فهي مساوية من حيث الدلالة اللغوية لأظلم، ولكن (أغطش) تمتاز بدلالة أخرى من وراء اللغة فالكلمة تعبر عن ظلام انتشر فيه الصمت وعمّ الركود وبدت في أنحائه مظاهر الوحشة. ولا يفيد هذا المعنى كلمة (أظلم) إذ تعبر عن السواد الحالك ليس غير.
وحينما يصف القرآن الكريم دعوة امرأة العزيز للنسوة ـ اللاتي تحدثن منتقدات عن مراودتها يوسف عن نفسه ـ إلى جلسة لطيفة في بيتها لتطلعهن فيها على يوسف وجماله فيعذرنها فيما أقدمت عليه، لقد قدمت لهن في ذلك المجلس طعاماً ولا شك. ولقد أوضح القرآن هذا، ولكنه لم يعبر عن ذلك بالطعام فهذه الكلمة إنما تصور شهرة الجوع وتنقل بالفكر إلى المطبخ بكل ما فيه من ألوان الطعام وروائحه وأسبابه، ولكن بماذا يعبّر إذن؟ وأين في اللغة الكلمة التي تؤدي معنى الطعام ولا تمس الصورة بأي تعكير أو تشويه؟ لقد أبدع القرآن لذلك تعبيراً عجيباً رائعاً حيث قال: (لَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) [سورة يوسف:31].
كَرِيمٌ (متكأ) كلمة تصور من الطعام ذلك النوع الذي إنما يقدّم تفكهاً وتبسطاً وتجميلاً للمجلس وتوفيراً لأسباب المتعة فيه، حتى إن الشأن فيه أن يكون الإقبال عليه في حالة من الراحة والأتكاء. ولعلها أدركت بغريزتها النسائية ما سيؤول إليه أمرهن فاختارت هذا المتكأ مما يحتاج فيه إلى سكين (وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا).
وأحياناً يكون الاختيار للكلمة في مكان دون أماكن ويستبدل به غيرها لسرّ لطيف بالرغم من كون الموضوع واحداً، لكن الكلمة المختارة تعطي مدلولاً خاصاً لا يوفيه حقه إلا استعمال الكلمة القرآنية المختارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثلاً: جاءت الملائكة بالبشرى لزكريا عليه إسلام بيحيى، وأيضاً جاءت البشرى للسيدة مريم العذراء بالمسيح عليه السلام. لكن وضع المبشرين مختلف، وتلقّى الخبر منهما يكون له رد فعل يغاير ما في نفس الآخر، واستغراب كلّ منهما يكون لجانب أشد التصاقاً بحالة ووضعه. قال زكريا عليه السلام عندما جاءته البشرى (قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) [سورة آل عمران:40] وقالت مريم عليها السلام عندما جاءتها البشرى (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) [سورة آل عمران:47].
ورد في كلام زكريا عليه السلام لفظ الغلام وهو الموافق والمطابق لحاله لأنه رجل متزوج ومن شأن المتزوجين كما هي العادة أن يولد لهم، ولكن الغريب في الأمر والمعجزة أن يولد له في هذه السن المتأخرة من حياته وامرأته عاقر فكانت التي تؤدي الغرض ووجه الاستغراب هي كلمة (غلام).
أما مريم عليها السلام فالتعجب في جانب آخر إذ أنها عذراء ولم يمسسها بشر ولم تك بغياً، فالغرابة والمعجزة أن تلد وهي عذراء فكانت الكلمة المعبرة التي تؤدي المعنى بدقة وتوضح وجه الاستغراب لها هي كلمة (ولد). فسبحان الذي أحاط علمه بسر اللغة ومكنوناتها (أَلَا
يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).
ت - ومن هذا القبيل استعمال كلمة (قرية) تارة واستعمال كلمة (المدينة) في موضع آخر في سورة الكهف.
فعندما كان الحديث عن بخل ولؤم السكان جاء التعبير بكلمة (أهل قرية) لأن مادة (قرى) تدل على الجمع ومن مستلزماته الإمساك والبخل، بينما عندما جاء الحديث عن الغلامين والخوف من ضياع كنزهما جاء التعبير بـ (المدينة) لأن زحمة المدينة وكثرة الوجوه الغريبة فيها أليق بإضاعة المساكن والضعفاء، كما أن التحايل والغبن يكثر في المدن أكثر منها في القرى. وكل ذلك تجده في قوله تعالى: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا
أَن يُضَيِّفُوهُمَا .... وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ... ) [سورة الكهف:77ـ 82].
ث - وفي قصة يوسف عليه السلام استعمل التعبير القرآني كلمة (فأكله الذئب) ولم يستعمل افترسه الذئب، علماً أن الشائع في الاستعمال إطلاق كلمة الافتراس على مثل هذا النوع، وذلك للطيفة دقيقة وهي أن الافتراس من فعل السبع معناه القتل فحسب، وأصل الفرس: دق العنق، والقوم إنما ادّعوا على الذئب أنه أكله أكلاً، وأتى على جميع أجزائه وأعضائه فلم يترك مفصلاً ولا عظماً. وذلك أنهم خافوا مطالبة أبيهم إيّاهم بأثر باقٍ منه يشهد بصحة ما ذكروه فادّعوا فيه الأكل ليزيلوا عن أنفسهم المطالبة، والفرس لا يعطي تمام هذا المعنى فلم يصلح على هذا أن يعبّر عنه إلا بأكل.
وبالإضافة إلى اختيار الكلمة المناسبة لأداء المعنى المعيّن فإن النظم القرآني يهتم بالإيقاع والانسجام في اللفظ والنغم:
فيؤتى بالكلمة وتوضع في مكان معيّن من العبارة بحيث لو تغيّر وضعها تقديماً أو تأخيراً أو حذفاً لاختل ذاك اللفظي وذاك الوزن الخاص.
ففي قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى {19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى .. ([سورة النجم: 19ـ 20].
لو حذفت كلمة (الأخرى) لاختلت الفاصلة ولتأثر الإيقاع، ولو قيل أفرأيتم اللات والعزى ومناة الأخرى بحذف كلمة (الثالثة) لاختل الوزن أيضاً.
وكذلك قوله تعالى: (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى {21} تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى) [سورة النجم].
فلو قيل ألكم الذكر وله الأنثى تلك قسمة ضيزى، بحذف كلمة (إذن) لاختل الإيقاع المستقيم بكلمة (إذن). فكأن هذه الكلمات والحروف موزونة بميزان شديد الحساسية تميله أخف الحركات والاهتزازات.
ومن هنا يبدو لنا بجلاء سبب إطلاق العرب الأوائل في بداية نزول الوحي اسم الشعر على القرآن الكريم، لأنهم لم يعهدوا هذه الحساسية وهذا الوزن وهذا النغم إلا في الشعر. ولكنهم عندما قاسوه على أوزان الشعر المعهودة لديهم، وجدوا القرآن الكريم ـ بالرغم من اشتماله على روعة الشعر وإيقاعه وحساسيّته وتآلف كلماته واستخدامه التصوير البارع في التعبير، والمنطق الساحر في الإقناع ـ لم يتقيد بقيود الشعر الكثيرة من قافية موحدة وتفعيلة تامة. لذا وجدوا أن القرآن الكريم ملك حرية التعبير الكاملة عن جميع أغراضه العامة كما أنه بفواصله الخاصة به قد أوجد الإيقاع الخاص به فلم يملك قائلهم إلا أن يقول: إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسلفه لمُغدق، وإن أعلاه لمُثْمر، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته.
المصدر: كتاب مباحث في إعجاز القرآن تأليف الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم من ص: 133 إلى ص: 142 طبعة دار القلم.
ـ[ابو ميمونة]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 10:36 م]ـ
بارك اللة فيك وجزاك اللة خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:01 ص]ـ
بارك الله في الأخ نور صبري هذه المعاني الجميلة، والنفائس القيّمة ..
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 02:24 ص]ـ
لؤي - جمال - نور - ابو ميمونة ......
أشكركم جزيل الشكر على مشاركاتكم الرائعة ولكن السؤال الأهم هنا يختص نظرية النظم فهناك أُجه إعجاز كثيرة قالوا بها منها الصرفة والإخبار عن الامور المستقبلة وترك المعرضة مع توفر الدواعي ونقض العادة والقياس بالمعجزات السابقة وغيرها من أُجه الإعجاز القرآني وذكرو من أوجه الإعجاز ايضاً: البلاغة (النظم) ومحور السؤال في هذا .... فمن أول من قال بالنظم وتطورات هذا النظم وإلى اين وصل هذا النظم .....
مع أنني استفدت من أختي / نور ...
جل الإفادة على موضوعها وطرحها الرائع ولكن هذا كله خيوط نحو هذا النظم ....
أتمنى ان لا أكون قد أثقلت عليكم إخواني ألاعزاء ولكم مني جزي الشكر والعرفان ....
وأشكرك أختي نور لأنك تستحقين هذا الثناء وإلى الامام ....
تحياتي /
أبو إبراهيم
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 09:24 ص]ـ
السلام عليكم
أخي أبا إبراهيم
عليك بسلسلة كتب (بلاغتنا ولغتنا) للأستاذ الدكتور فضل عباس، وهي ثلاثة كتب، أوّلها كتاب (بلاغتنا ولغتنا) وهو خاص بعلم المعاني، والثاني كتاب (البلاغة، فنونها وأفنانها) وهو خاص بمباحث البيان والبديع، أما الثالث _وفيه ما يتعلق بمطلبك_ فهو كتاب (البلاغة المفترى عليها، بين الأصالة والتبعية).
وفي البابيْن الثاني والثالث من الكتاب الأخير ما يُجيب عن سؤالك، حيث خُصص الفصل الثاني من الباب الثاني للحديث عن نشأة البلاغة وتطوّرها، وخُصص الفصل الثاني من الباب الثالث لدفع الشبهات الدائرة حول البلاغة، ومنها نسبة منشأ البلاغة العربية إلى منطق اليونان، ونسبة نظرية النظم للجرجاني إلى الهند، وغير ذلك.
الكتاب يُطلعك على الكثير مما قد يكون خافيًا على البعض، بل أحسب أن الكتاب يجرك إلى اقتناء كتب أخرى تطرق إليها أو أشار.
وفقك الله.(/)
لا تقل صوت فلان أنكر من صوت الحمار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 06:18 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى (إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ) 19 لقمان----
# أولا--- لا يوجد صوت أنكر من صوت الحمار
# ثانيا--لا يجوز تجاوز هذا المثل القرآني كما أفاد الزركشي في تعقبه على مقامات الهمذاني---أعني أن تقول صوت فلان أنكر من صوت الحمار
# ثالثا--لم وحّد الصوت وجمع الحمير--؟؟
قال الزمخشري (فإن قلت: لم وحد صوت الحمير ولم يجمع؟ قلت: ليس المراد أن يذكر صوت كل واحد من آحاد هذا الجنس حتى يجمع، وإنما المراد أن كل جنس من الحيوان الناطق له صوت، وأنكر أصوات هذه الأجناس صوت هذا الجنس، فوجب توحيده.)
طيب
ما وجه استخدام الحرف ل في قوله تعالى"لصوت الحمير"؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 08:06 م]ـ
السلام عليكم
إن من اسباب توحيد الصوت وجمع الحمير لأن الاسم معرف بلام الجنس وفي هذه الحالة يستوي مفرده وجمعُه. ولذلك يقال: إن لام الجنس إذا دخلتْ على جَمع أبطلت منه معنى الجَمْعِيَّة. وإنما أوثر لفظ الجمع لأن كلمة الحمير أسعد بالفواصل لأن من محاسن الفواصل والأسجاع أن تجري على أحكام القوافي، والقافية المؤسسة بالواو أو الياء لا يجوز أن يرد معها ألف تأسيس فإن الفواصل المتقدمة من قوله:" ولقد ءاتينا لقمان الحكمة " [لقمان: 12] هي: حميد، عظيم، المصير، خبير، الأمور، فخور، الحمير. وفواصل القرآن تعتمد كثيراً على الحركات والمُدود والصيغ دون تماثل الحروف وبذلك تخالف قوافي القصائد.
واما وجه استخدام الحرف ل في قوله تعالى"لصوت الحمير, فاللام هنا للتوكيد الداخلة على خبر إن, فوجود إن للتأكيد على ما يليها, ودخول اللام على خبر إن لتوكيد خبرها.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 09:00 م]ـ
وأنت لها أخي سليم
مبدع ومتألق
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 10:42 م]ـ
السؤال لأستاذي جمال
لماذا ذُكر اسم (الحمير) في القرآن الكريم؟؟؟؟
هل تعرف؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 06:46 ص]ـ
الأخ موسى
أرجو أن تتحفنا بما عندك تعففا منّي عن ذكرهم على عادة العرب:)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 09:30 ص]ـ
تعففا منّي عن ذكرهم على عادة العرب
أستاذي جمال الجواب في ثنايا قولك المقتبس أعلاه، حيث كان العرب ينفرون من ذكر الحمارـ أجلكم الله ــ فيقولون صاحب الأذنين الطويلتين، فلما ذكر الله الحمير في القرآن؛ ذكرها للزيادة في التنفير من فعلهم وهو رفع الصوت وشبهه بصوت الحمير.
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 10:58 ص]ـ
لكنهم أطول صبراً من البشر.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 11:08 ص]ـ
:) والله لقد أضحكتني يا أبا حلمي:)
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 11:18 ص]ـ
أتعلم منكم يا أسيادي، لكن هل هو ضحك حقيقي، أم هو بكاء على جهلي؟.(/)
أنواع النفس في القرآن
ـ[أحلام]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 11:41 م]ـ
أنواع النفس؟
إن النفس إما أن تكون مطمئنة أو لوامة أو أمارة بالسوء وإما أن تكون راضية أو مرضية وهي ملهمة إما بالخير أو بالشر و قد تكون نفس الإنسان متغيرة على مدار اليوم الواحد فالإيمان يزيد وينقص ولكن نفس المؤمن دائما ملهمة بالخير فيعمل صالحا ولكن قد ينساق إلى هوى نفسه فتأمره بالسوء ثم بعد ذلك يتذكر إيمانه بالله سبحانه وتعالى فتلومه نفسه على ما فعل فيتوب إلى الله ويندم على ما فعل وتطمئن نفسه مرة أخرى بذكر الله تعالى. وإليكم أنواع النفس
أولا – النفس المطمئنة
وهي النفس التي تداوم على فعل الطاعات وترك المنكرات وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهي دائما ملهمة بالخير
النفس المطمئنة لا تأمر صاحبها إلا بالخير دائما ولا تحمل شيئا من أمراض القلوب من حقد أو حسد أو غل أو نفاق بل تجد صاحبها نقي السريرة منشرح الصدر سليم القلب طاهر البدن يحب الخير لكل الناس فإذا رأى بأحد نعمة لا يتمنى زوالها منه بل يدعو الله أن يزيده من فضلة ويبارك له فيها
أدبت نفسي فما وجدت لها من بعد تقوى الإله من أدب
إن كان من فضة كلامك يا نفس فإن السكوت من ذهب
ثانيا – النفس اللوامة
وقد أقسم الله تعالى بها وذلك في قوله" لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة" قال الحسن: هي والله نفس المؤمن، ما يرى المؤمن الا يلوم نفسه قائلا: ما اردت بكلامي؟ ما اردت بأكلي؟ ما اردت بحديث نفسي؟ والفاجر لا يحاسب نفسه. و قال مجاهد هي التي تلوم على ما فات وتندم، فتلوم نفسها على الشر لم فعلته، وعلى الخير لم لا تستكثر منه. تفسير القرطبي جزء 18 سورة القيامة
رأيت الذنوب تميت القلوبَ ويورث الذلَ إدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ وخيرٌ لنفسك عصيانُها
ثالثا – النفس الأمارة بالسوء
وهي النفس الخبيثة التي تشتهي فعل الشر دائما ولا تأمر صاحبها إلا بمعصية فتأمره بفعل كل ما هو سيئ وترك كل ما هو حسن وتأمره بالمنكر وتنهاه عن المعروف وتأمره أيضا بمعصية الخالق وظلم المخلوق فتجد نفسه مملوءة بكل أمراض القلوب من حقد وحسد وغل ونفاق وبغض وتجدها تحمل كل ما هو نجس وسيئ من الأخلاق المذمومة وهي نفس المنافق والكافر والمشرك وقد ورد ذكرها في كتاب الله في قوله تعالى وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم" يوسف 53
ويوم القيامة لا ينجومن النار ولا يدخل الجنة إلا من أتي الله بقلب سليم. سليم من الشرك والنفاق وغيرهما من الخبائث كما قال تعالى (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء:89 وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما تقولون في صاحب لكم إن أنتم أكرمتموه وأطعمتموه وكسوتموه أفضى بكم إلى شر غاية وإن أهنتموه وأعريتموه وأجعتموه أفضى بكم إلى خير غاية قالوا: يا رسول الله! هذا شر صاحب في الأرض. قال: فوالذي نفسي بيده إنها لنفوسكم التي بين جنوبكم قرطبي تفسير القرطبي جزء9 سورة يوسف
أشكو إلى الله نفساً ما تلائمني تبغي هلاكي ولا آلو أناجيها
ما إن تزال تناجيني بمعصية فيها الهلاك وإني لا أواتيها
أخيفها بوعيد الله مجتهداً وليس تنفك يلهيها ترجيها
وقد يسأل سائل كيف أعرف أن نفسي مطمئنة أو لوامة أو أمارة بالسوء؟ أو بمعنى آخر ما صفات كل نفس؟
إذا كان لديك يقينا دائما أن الله معك ولا يخزيك أبدا وأن الله لا يأمر أو يقضي إلا بما هو في صالحك اطمأنت نفسك وتغلبت على صراعات نفسك فاللنفس صراعات بين فعل الخير وارتكاب المعصية فإذا غلبت فعل الخير على الشر كنت من أصحاب النفس المطمئنة وإذا غلبت فعل الشر على الخير في كل أحوالك كنت من أصحاب النفس الأمارة بالسوء وأما إذا غلبت الخيرتارة ولكن قد تضطرك نفسك إلى ارتكاب بعض المعاصي تارة أخرى ولامتك نفسك على فعلها فعدت إلى فعل الخير مرة أخرى كنت من أصحاب النفس اللوامة ??
منقول عن طهارة النفس وأمراض القلوب
ـ[أبو جمال]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 09:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت أحلام
هل هذه الأوصاف للنفس تعني تقسيمها إلى أنواع؟؟؟؟
خاصة وقد ذكر هذه الأنواع غير واحد من كتاب المواعظ وأطلقوا لأنفسهم العنان في تفصيلها وبحثها قصدا منهم إلى بعث الهمم في طاعة الله، ولكن إعجابا كذلك بتلك النتيجة التي توصلوا إليها، والتي يمكن أن لا تكون دقيقة؟؟
وقول الله عز وجل " وما أبريء نفسي، إن النفس لأمارة بالسوء "
أليست هذه الصيغة نفسها صيغة ندم ولوم، وبالتالي هذه النفس تكون نفسا لوامة على حسب التقسيم الذي ذكرتم؟؟
أو ليست الصيغة تفيد أن النفس كل نفس، أمارة بالسوء؟؟؟
فماذا تقولون
بارك الله فيكم(/)
قصيدة القلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 04 - 2006, 10:20 ص]ـ
من قصيدة لأبي تمام، مدح بها محمد بن عبد الملك الزيات.
وأبيات القلم هذه هي أحسن وأفخم من جميع ما قيل في القلم:
لك القلم الأعلى الذي بشباته =ينال من الأمر الكلى والمفاصل
له الخلوات اللاء لولا نجيها = لما احتفلت للملك تلك المحافل
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه=وأري الجنى اشتارته أيد عواسل
له ريقة طل، ولكن وقعها=بآثاره في الشرق والغرب وابل
فصيح، إذا استنطقته وهو راكب=وأعجم، إن ناطقته وهو راجل
إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت=عليه شعاب الفكر وهي حوافل
أطاعته أطراف الرماح وقوضت=لنجواه تقويض الخيام الجحافل
إذا استغزر الذهن الخلي وأقبلت=أعاليه في القرطاس وهي أسافل
وقد رفدته الخنصران وسددت=ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل
رأيت جليلاً شأنه وهو مرهف=ضنى، وسميناً خطبه وهو ناحل
ـ[5413]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 09:01 ص]ـ
تشكر أخي
لكن القصيدة لم تبن لدي(/)
بين علم البلاغة وعلم المعاني
ـ[أبومصعب]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 08:11 م]ـ
قال الأخضري في الجوهر المكنون، في تعريف البلاغة:
وجعلوا بلاغةَ الكلامِ * طِباقَهُ لِمُقتضى المَقامِ
وعند تعريف علم المعاني قال:
عِلْمٌ به لمقتضى الحالِ يُرى * لفظٌ مطابقاً وفيه ذُكرا
أجد أن تعريفي علم البلاغة والمعاني متطابقان، فهل الأمر كما ظننت؟ وما الفاصل بينهما؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 08:48 م]ـ
أمّا علم المعاني فقد عرفه الشريف الجرجاني قائلا "علم المعاني
هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي الذي يطابق مقتضى الحال"
فبحسب هذا التعريف فإنّ علم المعاني يكون جزءا من علم البلاغة الذي هو"] مطابقة الكلام لمقتضى الحال، [/
] "
وعلى هذا--فإنّ قوله في
الجوهر المكنون،" وجعلوا بلاغةَ الكلامِ *
طِباقَهُ لِمُقتضى المَقامِ"منسجم مع قوله عن علم المعاني
عِلْمٌ به لمقتضى الحالِ يُرى
* لفظٌ مطابقاً وفيه ذُكرا
من حيث أنّ البلاغة مطابقة الكلام كله لمقتضى الحال---بينما علم المعاني هو مطابقة اللفظ لمقتضى الحال--فالعلاقة بين التعريفين علاقة خاص وهو اللفظ بعام وهو الكلام
ـ[أبومصعب]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 09:12 م]ـ
هو كما ذكرتم،
قال الأخضري في نظمه في:
الحُكْمُ بالسلبِ أوِ الإيجابِ * إِسْنادُهمْ. وَقَصْدُ ذي الخِطابِ
إفادةَ السامعِ نَفْسَ الحكْمِ * أوْ كَوْنَ مُخْبِرٍ به ذا عِلْم
فأولٌ فائدةٌ والثاني * لازِمُها عِنْدَ ذوي الأذهانِ
فهو يتكلم في علم المعاني عن أحوال الإسناد الخبري وعن الفائدة ولازم الفائدة، ولا أراه إلا متطرقا إلى الكلام - الذي هو اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها - لا إلى اللفظ المفرد
أرجو مزيدا من التوضيح
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 09:39 م]ـ
أظنّ أنّ الأستاذ لؤي خير من أجاب في قضايا البلاغة --فإين أنت يا أخ لؤي(/)
الرجاء --التعقيب على كل مشاركة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 08:52 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
الرجاء التعقيب بعبارات مجاملة على أيّة مشاركة تقرأها---أو بعبارات استشكال على شيء منها---وذلك لزيادة الحركة في منتدانا المبارك
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 09:03 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
الرجاء التعقيب بعبارات مجاملة على أيّة مشاركة تقرأها---أو بعبارات استشكال على شيء منها---وذلك لزيادة الحركة في منتدانا المبارك
شكر الله لك أستاذ جمال
والحقيقة أن بعض المنتديات في شبكة الفصيح بدأ عليها الجمود والركود , وما ذاك إلا لقلة تفاعل الأعضاء. ونأمل من الجميع التفاعل و المشاركة ولو بكلمة ثناء لأساتذتهم على ما أولوه من بذل الجهد في نشر العلم والمعرفة ليس في منتدى البلاغة فحسب بل في جميع منتديات الفصيح.
نسأل الله لهم التوفيق والسداد
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 09:48 م]ـ
صدقني ذلك من الإمكان الممكن لكن أخشى الإثقال عليكم.
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 04 - 2006, 11:49 م]ـ
السلام عليكم
شكر الله للأستاذ الكريم جمال، وللجميع كذلك.
أوافقكم أن التفاعل جميل ويضفي بهاءً على أي مشاركة، ولكننا إن علقنا المشاركة بحجم التفاعل فسنجد أنفسنا مضطرين إلى ترك المنتدى في بعض الأحايين!!
رأيي _والرأي لكم_ أن نفكر في العطاء دون مقابل، ولا أغفل أن الدعم والنقاش مطلوبان، لكن إن أتيا فحيهلا، وإن لمْ فأرجو ألا يفت ذلك في عضد المنتدين الكرام، لاسيما الكبار منهم أمثالكم _بارك الله فيكم_.
على أن قيمة المشاركة لا تتمثل إطلاقا في حجم التفاعل معها، بل أحيانًا تكون حدة النقاش بين بعض المنتدين رافعة لعدد القراءات إلى رقم فلكي!!
أشكر لكم حرصكم واهتمامكم، وأتمنى أن نتفاعل جميعًا مع جميع المشاركات، وإن تعذر ذلك على البعض ففي مَنْ حضر خيرٌ وكفاية بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 03:50 ص]ـ
التشجيع بالمجاملة والأسئلة يدفع إلى مواصلة العطاء، ومواصلة العطاء هو مطلبنا من الباحثين والمحققين، وحقوقهم علينا كُثُر، فلنؤد إليهم بعض حقهم علينا أولا.
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 01:07 م]ـ
أعزائي:
في الرابط أدناه إتمام للموضوع.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9440(/)
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 12:22 ص]ـ
يقول الله تعالى:"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) /النساء.
في هذه الايام يحتفل النصارى بما يسمونه (عيد الفصح) اليوم الذي يدّعوا فيه أن المسيح عليه السلام قُتل وأحياه الله بعدها, واود هنا ان أُذكر النصارى والمسلمين بقصة سيدنا عيسى عليه السلام.
قال إبن عاشور:" إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم، فَمحلّ المؤاخذة عليهم منه: هو أنّهم قصدوا أن يعدّوا هذا الإثم في مفاخر أسلافهم الراجعة إلى الإخلاف بالعهد المبيّن في سبيل نصر الدين.
والمسيح كان لَقباً لعيسى ـــ عليه السلام ـــ لقَّبه به اليهود تهكّماً عليه: لأنّ معنى المسيح في اللغة العبرية بمعنى المَلِك، كما تقدّم في قوله تعالى: {اسمه المسيح عيسى ابن مريم} في سورة آل عمران (45)، وهو لقب قصدوا منه التهكّم، فصار لقباً له بينهم. وقلب الله قصدهم تحقيره فجعله تعظيماً له. ونظيره ما كان يطلق بعض المشركين على النبي محمّد اسم مذمَّم، قالت امرأة أبي لهب: مذمَّماً عصينا، وأمره أبينا. فقال النبي ألا تعجبون كيف يصرف الله عنّي شتم قريش ولعنهم، يشتمون ويلعنون مذمّماً وأنا محمد.
وقوله: {رسول الله} إن كان من الحكاية: فالمقصود منه الثناء عليه والإيمان إلى أنّ الذين يتبجّحون بقتله أحرياء بما رتّب لهم على قولهم ذلك، فيكون نصبُ {رسول الله} على المدح، وإن كان من المحكي: فوصفهم إيّاه مقصود منه التهكّم، كقول المشركين للنبيء صلى الله عليه وسلم {يَا أيّها الذي نُزّل عَلَيْهِ الذكر إنَّكَ لمجْنون} [الحجر: 6] وقول أهل مدين لشعيب
{أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنَّك لأنْتَ الحليمُ الرشيد} [هود: 87] فيكون نصب «رسول الله» على النعت للمسيح. انتهى.
الآية نتفي اولاً القتل "وَمَا قَتَلُوهُ " وبعدها مباشرة تنفي الصلب"وَمَا صَلَبُوهُ " بحرف العطف الواو, وذلك أن نقي القتل قد لا ينفي الصلب ,وكما ان الصلب لا ينفي القتل ,ولكن الآية هنا نفت الفعلين القتل والصلب فهو أبلغ في النفي فيما تباهى به اليهود قتلة الانبياء. واستدرك الكلام بلكن واتصال لكن بواو العطف ونفي ما قبلها يجعل من لكن حرف استداك, والمستدرك هو ما أفاده {وما قتلوه} من كون هذا القول لا شبهة فيه.
ومن الملاحظ ايضًا ان آخر الآية يثبت نفي القتل يقينًا "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ",واليقين: العلم الجازم الذي لا يحتمل الشكّ، وقوله {يقيناً} يجوز أن يكون نصب على النيابة عن المفعول المطلق المؤكِّد لمضمون جملة قبله: لأنّ مضمون: {وما قتلوه يقينا} بعد قوله: {وقولهم إنّا قتلنا المسيح} إلى قوله {وما قتلوه وما صلبوه ولكنّ شبّه لهم} يدلّ على أنّ انتفاء قتلهم إيّاه أمر متيقّن، فصحّ أن يكون يقيناً مؤكّداً لهذا المضمون. ويصحّ أن يكون في موضع الحال من الواو في {قتلوه}، أي ما قتلوه متيقّنين قتْلَه، ويكون النفي منصبّاً على القيد والمقيّد معاً، بقرينة قوله قبله {ومَا قتلوه وما صلبوه}، أي: هم في زعمهم قتْله ليسوا بمُوقنين بذلك للاضطراب الذي حصل في شخصه حينَ إمساك من أمسكوه، وعلى هذا الوجه فالقتل مستعمل في حقيقته.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 03:54 ص]ـ
فوائد ماتعة
أمتعك الله بقواك وصحتك وعلمك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 06:45 ص]ـ
قال إبن عطيّة في المحرر الوجيز
(وقال قوم من أهل اللسان: الكلام تام في قوله {وما قتلوه} و {يقيناً} مصدر مؤكد للنفي في قوله {وما قتلوه} المعنى يخبركم يقيناً، أو يقص عليكم يقيناً، أو أيقنوا بذلك يقيناً،)
وقال أبو حيّان في البحر
(وانتصاب يقيناً على أنه مصدر في موضع الحال من فاعل قتلوه أي: متيقنين أنه عيسى كما ادعوا ذلك في قولهم: إنا قتلنا المسيح قاله: السدي. أو نعت لمصدر محذوف أي: قتلاً يقيناً جوزه الزمخشري. وقال الحسن: وما قتلوه حقاً انتهى. فانتصابه على أنه مؤكد لمضمون الجملة المنفية كقولك: وما قتلوه حقاً أي: حق انتفاء قتله حقاً.)
وقول إبن عاشور في التحرير والتنوير
(وقوله {يقيناً} يجوز أن يكون نصب على النيابة عن المفعول المطلق المؤكِّد لمضمون جملة قبله: لأنّ مضمون: {وما قتلوه يقينا} بعد قوله: {وقولهم إنّا قتلنا المسيح} إلى قوله {وما قتلوه وما صلبوه ولكنّ شبّه لهم} يدلّ على أنّ انتفاء قتلهم إيّاه أمر متيقّن، فصحّ أن يكون يقيناً مؤكّداً لهذا المضمون)
أرغب كثيرا في أن نوازن بين الأقوال فنخرج بنتيجة---
ما رأيكم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 03:01 م]ـ
قال إبن عطيّة في المحرر الوجيز
(وقال قوم من أهل اللسان: الكلام تام في قوله {وما قتلوه} و {يقيناً} مصدر مؤكد للنفي في قوله {وما قتلوه} المعنى يخبركم يقيناً، أو يقص عليكم يقيناً، أو أيقنوا بذلك يقيناً،)
وقال أبو حيّان في البحر
(وانتصاب يقيناً على أنه مصدر في موضع الحال من فاعل قتلوه أي: متيقنين أنه عيسى كما ادعوا ذلك في قولهم: إنا قتلنا المسيح قاله: السدي. أو نعت لمصدر محذوف أي: قتلاً يقيناً جوزه الزمخشري. وقال الحسن: وما قتلوه حقاً انتهى. فانتصابه على أنه مؤكد لمضمون الجملة المنفية كقولك: وما قتلوه حقاً أي: حق انتفاء قتله حقاً.)
وقول إبن عاشور في التحرير والتنوير
(وقوله {يقيناً} يجوز أن يكون نصب على النيابة عن المفعول المطلق المؤكِّد لمضمون جملة قبله: لأنّ مضمون: {وما قتلوه يقينا} بعد قوله: {وقولهم إنّا قتلنا المسيح} إلى قوله {وما قتلوه وما صلبوه ولكنّ شبّه لهم} يدلّ على أنّ انتفاء قتلهم إيّاه أمر متيقّن، فصحّ أن يكون يقيناً مؤكّداً لهذا المضمون)
أرغب كثيرا في أن نوازن بين الأقوال فنخرج بنتيجة---
ما رأيكم؟؟
ين أنتم؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 05:03 م]ـ
السلام عليكم
الاخ والاستاذ جمال إن الآية (157) معطوفة على ما قبلها ,وما قبلها مخاطبة اليهود وذكرجرائمهم وقتلهم للانبياء وغيرها من الصفات الذميمة وتعرضهم الى مريم بالسوء وفحش القول وقولهم البهتان في قتل المسيح عليه السلام, فالقرآن يقص علينا ما حصل منهم بشأن المسيح, فالمخاطب هم الكفار وليس المؤمنون لأن المؤمن لا يحتاج الى كل هذا التوكيد لنفي القتل والصلب فيكفيه أن الله يقول ذلك ,وعليه فإن قول إبن عاشور في "وما قتلوه يقينا " أن يكون نصب على النيابة عن المفعول المطلق المؤكِّد لمضمون جملة قبله أنسب الاقوال, والمفعول المطلق يأتي لتوكيد فعله وهنا يستلزم ذلك لكِبر كفر وجحد اليهود.
وهناك من يقول ان الضمير في " قَتَلُوهُ " يعود على الظن ,ويصبح المعنى (ما قتلوا ظنهم يقيناً) ,ولكن الآية التالية" بَل رَّفَعَهُ ?للَّهُ إِلَيْهِ " -كما اراها- تدل على ان الضمير عائد الى المسيح عيسى إبن مريم لأن الرفع كان لسيدنا عيسى عليه السلام.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 06:53 م]ـ
الأخ سليم
كلامك (فالمخاطب هم الكفار وليس المؤمنون لأن المؤمن لا يحتاج الى كل هذا التوكيد لنفي القتل والصلب فيكفيه أن الله يقول ذلك ,وعليه فإن قول إبن عاشور في "وما قتلوه يقينا " أن يكون نصب على النيابة عن المفعول المطلق المؤكِّد لمضمون جملة قبله أنسب الاقوال, والمفعول المطلق يأتي لتوكيد فعله وهنا يستلزم ذلك لكِبر كفر وجحد اليهود.)
لا دخل له في تحديد أيّ التوجهات النحويّة أولى وأصح
وبيان ذلك
أنّ قوله "] وما قتلوه يقينا] " ليست خطابا لأحد بل هي إخبار للمسلمين
وغير المسلمين عن موضوع القتل
فإمّا أن يكون النحو فيها "] وماقتلوه--وفيها تم الكلام---ثمّ --يقينا مصدر مؤكد للنفي على تقدير وأخبركم يقينا]
وإمّا أن يكون النحو "] يقينا نعت لمصدر محذوف هو قتلا---أي ما قتلوه قتلا يقينا [/
] "
وأمّا أن يكون النحو "يقينا حال أي ما قتلوه وهم متيقنين من قتله"
وإمّا أن يكون النحو فيها "يقينا نائب عن مفعول مطلق مؤكد لمضمون ما فبله من آيات"
هذه هي الأفكار الرئيسية التي قالها المفسرون
وأنا شخصيا رأيت أنّ معنى الحال هو أولى الأقوال بالصحة---لأنّ مضمون ما سبق من الآيات واضح وقاطع من حيث إخبارنا بعدم حصول القتل--ولا حاجة لمؤكد لما قطع به السياق- على هذا فالآية "ما قتلوه يقينا" تخبرنا بأمر جديد علينا وهو عن حال الذين همّوا بقتله فهم قتلوا شخصا ولكنهم كانوا غير متيقنين من كون المقتول عيسى--وقول الله تعالى السابق لهذه الآية فيه دليل على كلامي "وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ "__________________
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 07:07 م]ـ
السلام عليكم
أخي جمال ,الحقيقة أن الكلام ليس خطابًا لأنه غير موجه الى اليهود مباشرة ,وانما هو إخبار عما صدر عنهم في امر مريم والمسيح عليهما السلام, ولكن بما ان الاخبار عن الدّ اعداء الانبياء واكثر الناس إجحاداً ونكرانا للحق جاءت الآية في اخرها مؤكدة نفي القتل عن المسيح ,والناحية النحوية في قوله تعالى:"ما قتلوه يقينا" ... يقينا نعت لمصدر محذوف هو قتلا---أي ما قتلوه قتلا يقينا.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 07:17 م]ـ
السلام عليكم
أخي جمال ,الحقيقة أن الكلام ليس خطابًا لأنه غير موجه الى اليهود مباشرة ,وانما هو إخبار عما صدر عنهم في امر مريم والمسيح عليهما السلام, ولكن بما ان الاخبار عن الدّ اعداء الانبياء واكثر الناس إجحاداً ونكرانا للحق جاءت الآية في اخرها مؤكدة نفي القتل عن المسيح ,والناحية النحوية في قوله تعالى:"ما قتلوه يقينا" ... يقينا نعت لمصدر محذوف هو قتلا---أي ما قتلوه قتلا يقينا.
والله اعلم
وقولك هذا الذي هو قول جوزه الزمخشري غير قول إبن عاشور الذي التزمته سابقا---فما رأيك؟؟(/)
زينة فرعون في القرآن
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 03:22 م]ـ
:زينة فرعون وملأه
قال الله تعالى:
{وَقَالَ مُوسَى ربنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ واشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآن سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (54)
لما بلغ موسى- عليه السلام- في إظهار المعجزات وإقامة الحجج البينات ولم يكن لذلك تأثير في من أرسل إليهم دعا عليهم بعد أن بين سبب إصرارهم على الكفر وتمسكهم بالجحود والعناد فقال مبينا للسبب أولا {ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا}.
الملأ هم: الأشراف, والزينة: اسم لكل ما يتزين به من ملبوس ومركوب وحلية وفراش وسلاح غير ذلك ثم كررا النداء للتأكيد فقال: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} (55)
وأموالا: أنواعا كثيرة من المال كما يشعر به الجمع والتنوين, وذكر ذلك بعد الزينة, من ذكر العام بعد الخاص للشمول وقد يحمل على ما عداه بقرينة المقابلة وفسر بعضهم الزينة بالجمال وصحة البدن وطول القامة ونحوه, والكلام إخبار من موسى- عليه السلام- بأن الله تعالى إنما أمدهم بالزينة والأموال استدراجا ليزدادوا إثما وضلالة كما أخبر سبحانه عن أمثالهم بقوله سبحانه: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} 0
وهذا إخبار من الله تعالى عما دعا به موسى عليه السلام على فرعون وملئه لما أبوا قبول الحق واستمروا على ضلالهم وكفرهم معاندين جاحدين ظلماً وعلواً وتكبراً
وهذه الدعوة كانت من موسى- عليه السلام - غضباً لله ولدينه على فرعون وملئه الذين تبين له أنهم لا خير فيهم ولا يجيء منهم شيء كما دعا نوح- عليه السلام- فقال: {رَّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى الاْرْضِ مِنَ الْكَفِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً} [نوح:62، 72] ولهذا استجاب الله تعالى لموسى عليه السلام فيهم هذه الدعوة التي أمن عليها أخوه هارون فقال تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا} [يونس:98] قال أبو العالية وأبو صالح وعكرمة ومحمد بن كعب القرظي والربيع بن أنس: دعا موسى وأمن هارون أي: قد أجبنا كما فيما سألتما من تدمير آل فرعون، وقد يحتج بهذه الآية من يقول: إن تأمين المأموم على قراءة الفاتحة ينزل منزلة قراءتها لأن موسى دعا وهارون أمن، وقال تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا} [يونس:98] الآية، أي كما أجيبت دعوتكما فاستقيما على أمري قال ابن جريج عن ابن عباس: فاستقيما, فامضيا لأمري, وهي الاستقامة قال ابن جريج يقولون: إِن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة، وقال محمد بن علي بن الحسين أربعين يوماً (56)
فإن قيل: كيف قال: {دَّعْوَتُكُمَا} وهما دعوتان؟ فعنه ثلاثة أجوبة (57).
أحدها: أن الدعوة تقع على دعوتين وعلى دعوات وكلام يطول {أن الكلمة تقع على كلمات، قال الشاعر:
وكان دعا دعوة قومه
هلم إلى أمركم قد صرم
فأوقع «دعوة» على ألفاظ بينها آخر بيته.
والثاني: أن يكون المعنى: قد أجيبت دعواتكما، فاكتفى بالواحد من ذكر الجميع، ذكر الجوابين ابن الأنباري. وقد روى حماد بن سلمة عن عاصم أنه قرأ «دعواتكما» بالألف وفتح العين.
والثالث: أن موسى هو الذي دعا، فالدعوة له، غير أنه لما أمن هارون، أشرك بينهما في الدعوة، لأن التأمين على الدعوة منها.
فإن قيل: كيف جاز أن يدعو موسى على قومه؟
فالجواب: أن بعضهم يقول: كان ذلك بوحي، وهو قول صحيح، لأنه لا يظن بنبي أن يقدم على مثل ذلك إلا عن إذن من الله عز وجل، لأن دعاءه سبب للانتقام.
منقول عن كتاب الزينة في القرآن الكريم دمحمد يوسف
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 06:22 ص]ـ
وأموالا: أنواعا كثيرة من المال كما يشعر به الجمع والتنوين, وذكر ذلك بعد الزينة, من ذكر العام بعد الخاص للشمول وقد يحمل على ما عداه بقرينة المقابلة
الأخت الفاضلة أحلام هلا وضحت لنا ما هو المقصود بهذا الكلام أعلاه.
وشكراً.(/)
زينةالأرض في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 03:26 م]ـ
زينة الأرض
قوله تعالى:
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَآءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَآ أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (60).
معنى الآية-كما يقول العلامة القرطبي (61) -: التشبيه والتمثيل، أي صفة الحياة الدنيا في فنائها وزوالها وقلة خطرها والملاذ بها كماء؛ أي مثل ماء، «أي فاختلط الماء بالأرض، فأخرجت ألواناً من النبات، اختلط النبات بالمطر، أي شرب منه فتندّى وحَسُن واخضرّ. والاختلاط تداخل الشيء بعضه في بعض.
وقوله تعالى: {مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ} أي: من الحبوب والثمار والبقول. {وَالأَنْعَامُ} من الكلأ والتبن والشعير. {حَتَّى إِذَآ أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا} أي حسنها وزينتها. والزخرف كمال حسن الشيء؛ ومنه قيل للذهب: زخرف. {وَازَّيَّنَتْ} أي بالحبوب والثمار والأزهار؛ والأصل تزينت أدغمت التاء في الزاي وجيء بألف الوصل؛ لأن الحرف المد غم مقام حرفين الأوّل منهما ساكن والساكن لا يمكن الابتداء به. وقرأ ابن مسعود وأُبيّ بن كعب ««وتزينت» على الأصل.
وقوله تعالى: {وَظَنَّ أَهْلُهَآ} أي أيقن. {أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ} أي على حصادها والانتفاع بها؛ {أَتَاهَآ أَمْرُنَا} أي عذابنا، أو أمرنا بهلاكها. {فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً} أي محصودة مقطوعة لا شيء فيها. وقال «حَصيداً» ولم يؤنّث لأنه فعيل بمعنى مفعول. قال أبو عبيد: الحصيد المستأصَل. {كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} أي لم تكن عامرة؛ من غَنِي إذا أقام فيهِ وعمرَه. والمغاني في اللغة: المنازل التي يعمرها الناس.
يعني: فكما يهلك هذا الزرع هكذا كذلك الدنيا. {نُفَصِّلُ الآيَاتِ} أي نبيّنُها. {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في آيات الله.
والمعني الإجمالي للآية الكريمة: أن الله-سبحانه وتعالي- شَبَّهَ الحياة الدنيا في أنها تتزيَّنُ في عين الناظر فَتَرُوقه بزينتها وتعجبه فيميل إليها ويَهْوَاها اغتراراً منه بها، حتى إذا ظَنَّ أنه مالك لها قادر عليها سُلِبَهَا بغتةً أحوجَ ما كان إليها، وحِيلَ بينه وبينها، فشبهها بالأرض التي ينزل الغيثُ عليها فتُعْشِبُ ويَحْسُنُ نباتُها ويَرُوق منظرها للناظر، فيغتر به، ويظن أنه قادر عليها، مالك لها، فيأتيها أمر الله فتدرك نباتها الآفة بغتةً، فتصبح كأن لم تكن قبل، فيَخِيبُ ظنه، وتصبح يداه صِفْراً منها: فكذا حال الدنيا والواثق بها سواء؛ وهذا من أبلغ التشبيه والقياس، ولما كانت الدنيا عُرْضَةً لهذه الآفات، والجنة سليمة منها قال: {والله يدعو إلى دار السلام} فسماها هنا دار السلام لسلامتها من هذه الآفات التي ذكرها في الدنيا، فعمَّ بالدعوة إليها، وخص بالهداية مَنْ يشاء، فذاك عَدْله وهذا فَضْله.
قال الله تعالي:
{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلا} (62).
أخبر الله- تعالى-في هذه الآية الكريمة أنه جعل الدنيا داراً فانية مزينة بزينة زائلة، للابتلاء والاختبار, كما أخبر أنه خلق الموت والحياة لذلك, وخلق السماوات والأرض لهذا الابتلاء أيضاً.
والزينة كل ما على وجه الأرض؛ فهو عموم لأنه دال على بارئه. وقال ابن جبير عن ابن عباس: أراد بالزينة الرجال؛ قال مجاهد. وروى عكرمة عن ابن عباس أن الزينة الخلفاء والأمراء. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: «إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها» قال: العلماء زينة الأرض. وقالت فرقة: أراد النّعم والملابس والثمار والخضرة والمياه، ونحو هذا مما فيه زينة؛ ولم يدخل فيه الجبال الصم وكل ما لا زينة فيه كالحيات والعقارب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول بالعموم أولى، وأن كل ما على الأرض فيه زينة من جهة خلقه وصنعه وإحكامه. والآية بسط في التسلية؛ أي لا تهتم يا محمد للدنيا وأهلها فإنا إنما جعلنا ذلك امتحاناً واختباراً لأهلها؛ فمنهم من يتدبّر ويؤمن، ومنهم من يكفر، ثم يوم القيامة بين أيديهم؛ فلا يعظُمنّ عليك كفرهم فإنا نجازيهم.
ومعنى هذه الآية ينظر إلى قول النبيّ صلى الله عليه وسلم:
«إن الدنيا خضرة حلوة والله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون» (63)
. وقوله صلى الله عليه وسلم:
«إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا» قال: وما زهرة الدنيا؟ قال: «بركات الأرض» (64)
والمعنى: أن الدنيا مستطابة في ذوقها معجبة في منظرها كالثمر المستحلى المعجب المرأى؛ فابتلى الله بها عباده لينظر أيّهم أحسن عملاً. أي من أزهد فيها وأترك لها؛ ولا سبيل للعباد إلى بغضة ما زيّنه الله إلا (أن) يعينه وهكذا هو المكثر من الدنيا لا يقنع بما يحصل له منها بل همّته جمعها؛ وذلك لعدم الفهم عن الله تعالى ورسوله؛ فإن الفتنة معها حاصلةٌ وعدم السلامة غالبة، وقد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه. وقال ابن عطية: كان أبي- رضي الله عنه- يقول في قوله: «أحسن عملاً» أحسن العمل أخذٌ بحقّ وإنفاقٌ في حق مع الإيمان، وأداء الفرائض واجتنابُ المحارم والإكثارُ من المندوب إليه.
قلت (65): هذا قول حسن، وجيز في ألفاظه بليغ في معناه، وقد جمعه النبيّ صلى الله عليه وسلم في لفظ واحد وهو قوله لسفيان بن عبد الله الثَّقَفيّ لما قال: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك ـ في رواية: غيرك. قال: «قل آمنت بالله ثم استقم» (*). وقال سفيان الثّوريّ: «أحسن عملاً» أزهدهم فيها. وقد اختلفت عبارات العلماء في الزهد؛ فقال قوم: قصرُ الأمل وليس بأكل الخشن ولبس العباءة؛ قاله سفيان الثّوريّ. قال علماؤنا: وصدق رضي الله عنه فإن من قَصُر أملهُ لم يتأنّق في المطعومات ولا يتفنّن في الملبوسات، وأخذ من الدنيا ما تيسّر، واجتزأ منها بما يبلِّغ. وقال قوم: بغضُ المحمدة وحبِّ الثناء. وهو قول الأوزاعيّ ومن ذهب إليه. وقال قوم: ترك الدنيا كلها هو الزهد؛ أحَبَّ تركها أم كره. وهو قول فضيل. وعن بشر بن الحارث قال: حبُّ الدنيا حبُّ لقاء الناس، والزهد في الدنيا الزهد في لقاء الناس. وعن الفضيل أيضاً: علامة الزهد في الدنيا الزهد في الناس. وقال قوم: لا يكون الزاهد زاهداً حتى يكون ترك الدنيا أحبَّ إليه من أخذها؛ قاله إبراهيم بن أدهم. وقال قوم: الزهد أن تزهد في الدنيا بقلبك؛ قاله ابن المبارك. وقالت فرقة: الزهد حبّ الموت.
والقول الأول يعم هذه الأقوال بالمعنى فهو أولى.
من كتاب الزينة في القرآن
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 06:32 ص]ـ
قال الله تعالى:
{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلا} (62).
كنت قد قرأت تفسيراً حول قوله تعالى: {أَحْسَنُ عَمَلا} حيث قال الله تعالى أحسن ولم يقل أكثر. وذلك لأن أحسن تشمل أمرين اثنين هما: أصوبه واخلصه؛ والمقصود من أصوبه هو أن يكون العمل صواباً أي يكون موافقاً للسنة المطهرة، وأخلصه أن يكون لله جل ثناؤه. فالمطلوب من المسلم أن يجعل عمله موافقاً للسنة، وخالصاً لوجهه الكريم.
والشكر للأخت أحلام على ما تتحفنا به من جواهر القرآن.(/)
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ
ـ[أبو جمال]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 09:31 م]ـ
:::
قال الله عز وجل:"وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ "آل عمران 104
قال الإمام ابن عطية في المحرر الوجيز
"قرأ الحسن والزهري وأبو عبد الرحمن وعيسى بن عمر وأبو حيوة: " ولِتكن " بكسر اللام على الأصل، إذ أصلها الكسر، وكذلك قرؤوا لام الأمر في جميع القرآن، قال الضحاك والطبري وغيرهما: أمر المؤمنون أن تكون منهم جماعة بهذه الصفة، فهم خاصة أصحاب الرسول، وهم خاصة الرواة.
قال القاضي: فعلى هذا القول " من " للتبعيض، وأمر الله الأمة بأن يكون منها علماء يفعلون هذه الأفاعيل على وجوهها ويحفظون قوانينها على الكمال، ويكون سائر الأمة متبعين لأولئك، إذ هذه الأفعال لا تكون إلا بعلم واسع، وقد علم تعالى أن الكل لا يكون عالماً، وذهب الزجّاج وغير واحد من المفسرين، إلى أن المعنى: ولتكونوا كلكم أمة يدعون، " ومن " لبيان الجنس قال: ومثله من كتاب الله،
{فاجتنبوا الرجس من الأوثان} "انتهى كلام ابن عطية
والسؤال الذي أطرحه، هل من هنا للتبعيض أم لبيان الجنس؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 04:36 ص]ـ
أخي العزيز أبو جمال، بادئ ذي بدء أهلا وسهلا بك في الفصيح، فها هي القدس تُهدينا فلذات أكبادها وخيرة شبابها، وأين مثل الفصيح مضياف بشوش؟
أما بعد:
الحقيقة أن الحرف (من) في هذه الآية ( ... منكم ... ) هو للتبعيض، ولا مشاحة في ذلك لأمرين اثنين معا، وهما:
1) أن علامة التفريق بين من البيانية ومن التبعيضية، هو أن البيانية يصلح أن نعبر عنها بقولنا (الذي) كما في قوله تعالى:
{فاجتنبوا الرجس من الأوثان} "
فمعناه: الذي هو أوثان.
وعلامة التبعيضية، صلاح ان يقوم مكانها (بعض) مثل الآية موضع البحث.
أي فيلكن بعضكم أمة؛ أي جماعة قائمة على أمر الله. ولو حاولنا أن نجعلها بيانية لما اتسق القول، ويصبح هكذا: ولتكن .. الذي .. أمة.
وهو غير وارد.
2) أن من غير المعقول ان يكون أفراد الأمة الإسلامية لهم دعاة فهذا غير معقول شرعاً ولا عقلاً؛
إذ هذه الأفعال لا تكون إلا بعلم واسع، وقد علم تعالى أن الكل لا يكون عالماً،.
وتحياتي لك أخي العزيز.
موسى
ـ[أبو جمال]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 08:33 م]ـ
:::
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء إفادتي بالتالي
هل هناك قرائن في كتاب الله عز وجل أو في سنة رسوله:= أو في نص الآية ذاتها ترجح أحد المعنيين؟؟؟؟
أسعفوني بارك الله فيكم.
جزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 04 - 2006, 07:11 م]ـ
السلام عليكم
أخي أبا جمال, بما أن الخطاب في الآية لجميع المؤمنين بدلالة الضمير وبدلالة المخاطب في الآيات السابقة "يَأيها الّذين آمنوا"فإن (من) هنا للتبعيض, ولكن سياق الآية (ما يلي هذا الكلام) يدل ايضًا على أن (من) بيانية بمعنى أن يكونوا هم الأمّة ويكون المراد بكونهم يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، أي انه يجب عليكم أيها الذين امنوا ان يكون من بينكم جماعة او فريق له هذه الصفات, جيث أن المراد بالأمّة الجماعة والفريق، إقامة ذلك فيهم وأن لا يخلُوا عن ذلك على حسب الحاجة ومقدار الكفاءة للقيام بذلك.
والدليل على وجوب هذا الحكم (اي أيجاد جماعة) قول الله تعالى في سورة التوبة:"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم ".ذلك أن من الناس من لايستطيع الدّعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر, فيجب ان تكومن هناك جماعة أو فريق يقوم بتلك المهمة.
وقال العلامة إبن عاشور:"وصيغة (ولتكن منكم أمَّة) صيغة وجوب لأنَّها أصرح في الأمر من صيغة افعلوا لأنَّها أصلها. فإذا كان الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر غير معلوم بينهم من قبل نزوللِ هذه الآية، فالأمرُ لتشريع الوجوب، وإذا كان ذلك حاصلاً بينهم من قبل كما يدلّ عليه قوله تعالى:
" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "
[آل عمران: 110] فالأمر لتأكيد ما كانوا يفعلونه ووجوبه، وفيه زيادة الأمر بالدّعوة إلى الخير وقد كان الوجوب مقرّراً من قبل بآيات أخرىمثل:"وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " [العصر: 3]، أو بأوامر نبويَّة. فالأمر لتأكيد الوجوب أيضا للدلالة على الدّوام والثبات عليه، مثل " يأيها الذين آمنوا آمنوا باللَّه " [النساء: 136].
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 01:36 ص]ـ
:::
الإخوة الكرام:
بارك الله فيكم
ولدي تساؤل
هل يمكن الربط بين قول الله عز وجل:" {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ?لْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ?للَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ?لسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ?لتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ?لإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَ?سْتَغْلَظَ فَ?سْتَوَى? عَلَى? سُوقِهِ يُعْجِبُ ?لزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ?لْكُفَّارَ وَعَدَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} وبين الآية الكريمة؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا(/)
أيهما أبلغ؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 04:43 ص]ـ
:::
السلام عليكم
أخواني سؤال تفاعلي:
أيهما أبلغ ولماذا:
الفصيحُ مكانٌ جدُّ مريح.
أم
الفصيحُ مكانٌ جداً مريح.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 11:10 م]ـ
السلام عليكم
أخي موسى حيّاك الله , العبارة: الفصيحُ مكانٌ جدُّ مريح ,تعني ان الفصيح مكان واسع رحب وهو مريح, جيث أن جدُّ تعني: متناه بالغ النهاية, واما العبارة: الفصيحُ مكانٌ جداً مريح فتعني: ان الفصيح مكان بالغ الغاية في الراحة.
وكما ترى أخي فالعبارة: الفصيحُ مكانٌ جداً مريح ,أبلغ في وصف الفصيح ببلوغ الغاية في الراحة.
وسؤالي الآن اي العبارتين أصح:
1.ان طلعت الشمس اتيك
2.إذا طلعت الشمس اتيك. ولماذا؟؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 05:07 ص]ـ
وسؤالي الآن اي العبارتين أصح:
1.ان طلعت الشمس اتيك
2.إذا طلعت الشمس اتيك. ولماذا؟؟؟
__________________
العبارة الصحيحة هي الثانية.
ذلك أن إذا حرف ظرف زمان يتضمن معنى الشرط وهو يختص بالدخول على الجملة الفعلية، وغالباً ما يكون الفعل بعده ماضيا، وقد يكون مضارعاً، ويحتاج إلى جواب.
أما عن حرف إنْ فهو حرف شرط يجزم فعلين مضارعين، يسمى الأول فعل الشرط والثاني جواب الشرط.
وكما ترى يا أخي سليم فحرف إن يختص بالمضارع دون الماضي.
والفعل: طلعت، فعل ماض ٍ.
===============
أما عن جوابك عن سؤالي فهلاّ زودتنا أكثر وبارك الله فيك.
ـ[سليم]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 07:29 م]ـ
السلام عليكم
أخي موسى, الاجابة صحيحة فالعبارة الثانية هي الاصح لما ذكرتَه من اسباب بالاضافة الى هذا السبب: ان تدخل على المشكوك ,بينما اذا تدخل على اليقين.
ولأنّ طلوع الشمس متيقّن فلا يقال ان طلعت الشمس بل اذا طلعت الشمس.
ـ[أبو جمال]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 09:37 م]ـ
أما عن حرف إنْ فهو حرف شرط يجزم فعلين مضارعين، يسمى الأول فعل الشرط والثاني جواب الشرط.
وكما ترى يا أخي سليم فحرف إن يختص بالمضارع دون الماضي.
والفعل: طلعت، فعل ماض ٍ.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم
بارك الله فيك على ما وضحت من كون حرف إن يجزم فعلين مضارعين، ولكن من أين استنتجت أنه يختص بالمضارع دون الماضي؟؟؟؟
وجزاك الله خيرا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 10:15 م]ـ
أخي الكريم
ولكن من أين استنتجت أنه يختص بالمضارع دون الماضي؟؟؟؟
هلاّ رجعت لكتب النحو عزيزي واطلعت عليها.
ثم لنا لقاء في خدمة لغة القرآن
وشكرا
ـ[أبو جمال]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 10:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى ""لئن أخرجوا لا يخرجون معهم"
وقال الشاعر
قالتْ بناتُ العمِّ: يا سلمى وإنْ ==== كان فقيراً مُعدِماً؟ قالتْ: وإنْ
وقال أَبو زبيد من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان، رضي الله عنه:
يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي زَعَمُوا === حقّاً، وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي؟
إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه أَمَرٌ === كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي
وقال المسيب بن علس ويروى للأَعشى:
أَصَرَمْتَ حبل الوَصْلِ من فَتْرِ==== وهَجَرْتَها ولَجَحْتَ في الهجرِ
وسَمِعْتَ حَلْفتها التي حَلَفَتْ==== إِن كان سَمْعُك غير ذي وَقْر
فها هي إن الشرطية تستخدم مع الماضي يا أخي الكريم، ولكن عملها عندما تستخدم مع المضارع أنها تجزم، وليس ذلك حصرا لاستخدامها في المضارع.
وبارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 01:21 ص]ـ
أخي الكريم
سألتني مستنكرا أن أطلع على كتب النحو
وأنا أطلب منك ناصحا أن تقرأ كتاب الله
قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام " إن كنت قلته فقد علمته "
وليس شرا من كتاب يكذب كتاب الله تعالى.
هدانا الله وإياك إلى الخير
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 10:46 م]ـ
السلام عليكم
أخي أبو جمال
قلت:
سألتني مستنكرا أن أطلع على كتب النحو
إنما سألتك محضضاً، لا مستنكرا، وأداة التحضيض أعلاه (هلاّ).
وقلت:
وليس شرا من كتاب يكذب كتاب الله تعالى ..
أخي اطمأن فليس هناك كتاب نحو أقصده يُكذب القرآن الكريم.
فكلها خدم للقرآن الكريم.
أما عن دخول (إِنْ) الكسورة المخففة، فقد ظهر لي أنها تدخل على الماضي، ولكن لا بد لي من الإستزادة، فعلمي بها كان أنها لا تدخل إلا على المضارع، وهذا ما درسناه في بعض كتب النحو الجامعية والحديثة.
وأخيرا، لعلك تشاركنا، في سؤالنا الأصلي، وهو:
السلام عليكم
أخواني سؤال تفاعلي:
أيهما أبلغ ولماذا:
الفصيحُ مكانٌ جدُّ مريح.
أم
الفصيحُ مكانٌ جداً مريح.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واقبل تحياتي.(/)
نظرات في سورة الزلزلة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 07:21 م]ـ
:::
قال تعالى
(إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا # وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا # وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا# يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا# بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا # يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ # فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ# وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ)
أمّا النظرة الآولى فهي استخدام السياق لأداة الشرط إذا لا أداة الشرط إن ---فمن لديه الجواب؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 08:06 م]ـ
يظهر أنّ إذا في هذا السيّاق ليست أداة شرط--
قال المرادي في الجني الدّاني
(لفظ مشترك؛ يكون اسماً وحرفاً.
فإذا كانت اسماً فلها أقسام: الأول: أن تكون ظرفاً لما يستقبل من الزمان، متضمنة معنى الشرط. ولذلك تجاب بما تجاب به أدوات الشرط، نحو: إذا جاء زيد فقم إليه. وكثر مجيء لماضي بعدها، مراداً به الاستقبال.)
أمّا إستخدام السياق ل "إذا" وعدم استخدامه ل "إن" فالسبب في ذلك هو قطعية حصول الحدث---لأنّ إذا تدخل على ما هو مقطوع بحصوله بينما إن تدخل على ما هو مشكوك بحصوله
قال المرادي
(وذلك لأن إذا لما تيقن وجوده أو رجح، بخلاف إن فإنها للمشكوك فيه،)
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 09:07 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي جمال ,وإنها للطيفة نادرة ماتعة.
واظن ان قول الله تعالى:" إِذَا جَآءَ نَصْرُ ?للَّهِ وَ?لْفَتْحُ /النصر, فهي تجيء ظرف زمان مستحق مستقبلاً.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 06:26 م]ـ
لننتقل خطوة فنسألكم عن جواب الشرط ---
إذا زلزلت الأرض ماذا يحدث؟؟
هل جواب الشرط مقدر وليكن مثلا " تحشرون"
أم هل الجواب على رأي الجمهور "تحدث أخبارها"
أم هل الجواب " يصدر النّاس"
بالإنتظار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 06:37 ص]ـ
جواب الشرط الراجح هو ("تحدث أخبارها"
)
لأنّ إذا زلزلت فيها معنى الظرف فكان من المناسب أن يكون جوابها متضمنا لمعنى الظرف---لذا سبق ب "يومئذ"
قال إبن عاشور
(وجملة: {يومئذ تحدث أخبارها} الخ جواب {إذا} باعتبار ما أبدل منها من قوله: {يومئذ يصدر الناس} فيومئذ بدل من {يومئذ تحدث أخبارها}.)(/)
كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 04 - 2006, 10:25 م]ـ
السلام عليكم
بقول الله تعالى:"كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ",نلاحظ ان لفظ كلما سبقت واقترنت بالضياء و اذا سبقت واقترنت بالظلام ,فما هي اوجه البلاغه في ذلك؟.
1.أن تكرار الإضاءة يستلزم تكرار الإِظلام، فكان تنويع الكلام أعْذَب.
2.أن مراتب الإضاءة مختلفة متنوعة، فذكر "كلّما" تنبيهاً على ظهور التعدد وقوته لوجوده بالصورة والنوعية، والإظلام نوع واحد، فلم يؤتَ بصيغة التكرار لضعف التعدد فيه، بعد ظهوره بالنّوعية، وإن حصل بالصورة.
3.قاله الزمخشريّ، وفيه تكلّف - أنهم لما اشتدّ حرصُهم على الضوء المستفاد من النور، كانوا كلّما حدث لهم نور تجدّد لهم باعث الضوء فيه، لا يمنعهم من ذلك تقدّم فقده واختفاؤه منهم، وأما التوقُّف بالظلام فهو نوع واحد. وهذا قريب من الجواب الثاني، لكنّه بمادة أخرى. ويفترقان بأن جواب الزمخشريّ يرجع التكرار فيه إلى جواب "كلّما" لا إلى مشروطها الذي يليها ويباشرها، فطلب تكراره - وهو الأولى في مدلول التكرار، والجواب المتقدم يرجع إلى تكرار مشروطها، [الذي] يتبعه الجواب من حيث هو ملزومه، وتكرره فرع تكرر الأول.
4.أن إضاءة البرق منسوبة إليه وإظلامه ليس منسوباً إليه، لأن إضاءته هي لمعانه، والظلام [أمرٌ] يحدث عن اختفائه؛ فتظلم الأماكن كظلام الأجرام الكثائف، فأتى بأداة التكرار عند الفعل المتكرر من البرق، وبالأداة التي لا تقتضي التكرار عند الفعل الذي ليس متكرّراً منه، ولا صادراً عنه.
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا خير الجزاء
أخبرنا بارك الله فيك، أي الآراء التي ذكرت أرجح، وجزيت عنا خيرا لما تبذله من جهود، رزقك الله إحسان العمل وإخلاص النية وتقبل منك وغفر لك.
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:18 ص]ـ
في قول ربنا عز وجل: (كلما أضاء لهم مشوا فيه) إفادة أن الحركة الهادفة تكون في وجود الضوء، وسواء أكانت الحركة مادية أم معنوية فإنها تُؤدى في الضوء وليس على الضوء. وهذا يوجه بأن قول الناس: (وعلى ضوء هذا يكون كذا وكذا) هو من الخطإ المحض، وصوابه أن نقول: (وفي ضوء هذا يكون كذا وكذا) لأن الاستعلاء المستفاد من الحرف (على) ليس له معنى في هذا المقام، وهذه الفائدة وجدتها عند غير واحد من أهل العربية، والله أعلم.
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 03:21 ص]ـ
السلام عليكم
ما أجمل ما أفضتم به علينا من بديع علمكم وجليل عطائكم!
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.(/)
الاستعارة والكناية عند ابن الرومي
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[26 - 04 - 2006, 12:40 ص]ـ
:::
ارجو المساعدة في الحصول على استعارات وكنايات من شعر ابن الرومي.
ضروري جداً.
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[26 - 04 - 2006, 07:14 م]ـ
رجوكم اعينوني فأنا في امس الحاجه الى المساعدة
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم
من مكان آخر:
ولكن هل يجوز شرعًا أن نقدّم تحليلا (مستعارًا) لنصٍ ما على أنه جهدنا نحن؟
وهل حصلنا بذلك على الدرجة بطريقة مشروعة؟
فكر أخي الكريم كثيرًا قبل أن تُقدم!
فإني لك ناصحة:
لا تشتر دنياك بأخراك!
حاول بنفسك متكلا على الله تعالى، ثم استعن بموضوعات عديدة موجودة هنا في الفصيح وفي غيره تتحدث عن التحليل الأدبي وأساليبه وكيفيته، ثم اعرض ما توصلت إليه على الأساتذة هنا لنقده وتوجيهك إلى الأفضل، وصدقني _إذا أخلصت النية_ سيوفقك الله بإذنه، وما عند الله خيرٌ وأبقى!
دعواتي لك بالتوفيق.
وفقك الله.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 06:43 ص]ـ
قال تعالى: {وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ?للَّهُ وَ?للَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} البقرة 282.
استعن بالله وتوكل عليه وشمر عن ساعد الجد، ولن تخيب بإذن الله تعالى.
دعواتنا لك في ظهر الغيب بالتوفيق.
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 05:10 م]ـ
اشكرك على الرد
فاني بذلت كل مافي وسعي للبحث عن كنايات لابن الرومي، لكني لم استطع الخروج بشيء.
ـ[أبو جمال]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 10:51 م]ـ
قال ابن الرومي:
لوكنت عين المجد كنت سوادها === أو كنت أنف الجود كنت المارنا
وقال:
يا حر صدري على ثلاثة أم === واه أريقت في الترب والمدر
ماءي شباب ونعمة مزجا ==== بماء ذاك الحياء والخفر
وقال:
أيا برد الشباب لكنت عندي === من الحسنات والقسم الرغاب
لبستك برهة لبس ابتذال === على علمي بفضلك في الثياب
ولو ملكت صونك فاعلمنه === لصنتك في الجديد من العياب
ولم ألبسك إلا يوم فخر ==== ويوم زيارة الملك اللباب
وحياك الله أخي فيما أستطيعه
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 01:00 م]ـ
اشكرك اخي الكريم على المساعدة
ـ[خالد القناوي]ــــــــ[31 - 08 - 2006, 02:02 م]ـ
الذي ساعدك لايستحق الشكر بل اللوم ولعله يعاقب بذلك في دنياه وأخرا وعليك أن تقرأ وتجتهد لاأن تطلب من غيرك أن يقوم بعملك ثم تحصل على الدرجات وأنت لم تصنع سوى اللعب إذا كنت لا تسطيع فدع الدراسة وابحث عن عمل تستطيعه، التعليم الجامعي ليس للكسالى والهلكى متى تخافون الله تعالى وتخشون عاقبة السرقة والتزوير والغش والخداع
اتقوا الله تعالى(/)
لغز صعب الحل
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 04 - 2006, 08:41 م]ـ
:::
السلام عليكم، هذا لغز يصعب حله، فمن منكم عنده الجواب:
ولي خالة وأنا خالها = ولي عمة وأنا عمها
فأما التي انا عم لها = فإن أبي إمه أمها
أبوها أخي وأخوها أبي = ولي خالة هكذا حكمها
؟
بانتظاركم:)
ـ[سليم]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 10:49 م]ـ
السلام عليكم
أخي موسى ,انه للغز صعب:
لي خالة وانا خالها وهي ان يتزوج رجل من امراتين لنفرض ان اسم الاولى (سارة) واسم الثانية (عبلى). سارة انجبت بنتا لنسميها (مها) واماعبلى فانجبت ولدا اسمه (حسن) , ثم قام الرجل بتزويج بنته (مها) من ابي زوجته عبلى (حماه) , فولدت بنتا (فاطمة) ,ففاطمة هي خالة ابنه وهو خالها لانه اخو امها.
- ولي عمة وانا عمها:
رجل له ولد , وهذا الولد له اخ من امه (الاخ فقط من طرف الام وليس من طرف الاب) , قام هذا الولد بتزويج هذا الاخ الذي من طرف امه فقط من ام ابيه فانجب بنتا. فتلك البنت هي عمته لانها اخت ابيه وهو عمها لانه اخو ابيها.
- واما قوله (ولي خالة هكذا حكمها) فهو ان تكون امها اخته واختها امه. كما قال (ابوها اخي واخوها ابي):
وذلك ان رجلا له ولد وهذا الولد له اخت من طرف امه فقط فزوجها من ابي امه فانجبت بنتا فاختها امه وامها اخته.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:05 ص]ـ
ما هذا يا أستاذ سليم؟
بدلاً من أن تبسّط لنا المسألة، نراك قد زدت في تعقيدها:)
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 03:50 ص]ـ
ما هذا يا أستاذ سليم؟
بدلاً من أن تبسّط لنا المسألة، نراك قد زدت في تعقيدها:)
أظنه لغزًا آخر من الأستاذ سليم!:)
على كل حال
قد يكون الجواب معي، وقد يكون هو ما ذكره الأستاذ سليم وقد يكون غيره، وفي كل الأحوال ما كنتُ لأجيب بحضرة أساتذة كبار هم أولى مني بالإجابة وأجدر!:)
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 10:19 ص]ـ
عين الله ترعاك يا موسى.
ـ[الكاتب1]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 04:31 م]ـ
جاء في فصل " النوع الحادي والعشرون في الأحاجي في كتاب " المثل الثائر في أدب الكاتب والشاعر، للمؤلف " عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثيرما نصه:
ومن الألغاز ما يرد على حكم المسائل الفقهية كالذي أورده الحريري في مقاماته وكنت سئلت عن مسألة منه وهي:
ولي خالة وأنا خالها ولي عمة وأنا عمها
فأما التي أنا عم لها فإن أبي أمه أمها
أبوها أخي وأخوها أبي ولي خالة هكذا حكمها
فأين الفقيه الذي عنده فنون الدراية أو علمها
يبين لنا نسبا خالصا ويكشف للنفس ما همها
وهذه المسألة كتبت إلى فتأملتها تأمل غير ملجلج في الفكر ولم ألبث أن أنكشف لي ما تحتها من اللغز وهو أن الخالة التي الرجل خالها تصور على هذه الصورة وذاك أن رجلا تزوج امرأتين: اسم إحداهما عائشة واسم الأخرى فاطمة فأولد عائشة بنتا وأولد فاطمة ابنا ثم زوج بنته من أبي امرأته فاطمة فجاءت ببنت فتلك البنت هي خالة ابنه وهو خالها لأنه أخو أمها.
وأما العمة التي هو عمها فصورتها أن رجلا له ولد ولولده أخ من أمه فزوج أخاه من أمه أم أبيه فجاء بنت فتلك البنت هي عمته لأنها أخت أبيه وهو عمها لأنه أخو أبيها
وأما قوله: " ولي خالة هكذا حكمها " فهو أن تكون أمها أخته وأختها أمه كما قال: " أبوها أخي وأخوها أبي " وصورتها أن رجلا له ولد ولولده أخت من أمه فزوجها من أبي أمه فجاءت ببنت فأختها أمه وأمها أخته.
والله أعلم.
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[06 - 05 - 2010, 01:08 م]ـ
والله أعلم.
بارك الله فيكم
وجاء في نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري:
مسائل العويص
فمن ذلك: امرأتان التقتا برجلين قالتا لهما: مرحبا بابنينا وزوجينا وابني زوجينا، وذلك
أن كل واحد منهما تزوج بأم الآخر فهما ابناهما وزوجاهما وابنا زوجيهما.
رجلان كل واحد منهما عم الآخر وابن أخيه، وذلك: أن كل واحد من أبويهما تزوج بأم
الآخر، فرزق كل واحد منهما ولدا فكل من الولدين عم الآخر وابن أخيه.
رجلان كل واحد منهما خال الآخر وابن أخته، وذلك: أن كل واحد من أبويهما تزوج
بابنة الآخر، فرزق كل واحد منها ولدا فكل من ولديهما خال الآخر وابن أخته.
رجل وامرأتان هو خال أحديهما، وهي خالته وعم الأخرى، وهي عمته، وذلك: أن جدته
أم أبيه تزوجت بأخيه لأمه وأخته لأبيه تزوجت بأب أمه، فولدتا بنتين فبنت أخته خالته
وهو خالها، وبنت جدته عمته وهو عمها، وهذا أصل الأبيات المنظومة في ذلك:
ولي خالة وأنا خالها ولي عمة وأنا عمها
رجلان كل واحد منهما ابن خال الآخر وابن عمته، وذلك: أن كل واحد من أبويهما تزوج بأخت الآخر، فرزق كل واحد منهما ولدا، فكل من ولديهما ابن خال الآخر وابن عمته.
رجلان كل واحد منهما عم والد الآخر، وذلك: أن كل واحد من أبويهما تزوج بأم أب
الآخر، فكل من أولادهما عم أب الآخر.
رجلان كل واحد منهما عم أم الآخر، وذلك: أن كل واحد من أبويهما تزوج بابنة ابن
الآخر، فكل من أولادها عم أم الآخر.
رجلان كل واحد منهما خال أم الآخر، وذلك: أن كل واحد من أبويهما تزوج بابنة بنت
الآخر، فكل من أولادهما خال أم الآخر.
رجلان أحدهما عم الآخر والآخر خاله، وذلك: أن رجلين تزوج أحدهما امرأةً يتزوج
الآخر ابنة ابنها، فولد لكل منهما ولد فابن الأب عم ابن الابن، وابن الابن من أم امرأة الأب، هو أخوها وخال ابنها.
رجلان أحدهما عم الآخر وخاله، والآخر ابن أخيه وابن أخته، وذلك: أن رجلاً له أخ
لأب وأخت لأم فزوج أخاه لأبيه بأخته لأمه فأولدها ولدا فهما كذلك.(/)
الأنعام 79
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 05:14 ص]ـ
:::
أعجبني قول الرازي رحمه الله في قوله تعالى:
{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام 79)
وأما قوله: {لِلَّذِى فَطَرَ ?لسَّمَـ?وَاتِ وَ?لأَرْضَ} ففيه دقيقة: وهي أنه لم يقل وجهت وجهي إلى الذي فطر السموات والأرض. بل ترك هذا اللفظ وذكر قوله: {وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى} والمعنى: أن توجيه وجه القلب ليس إليه، لأنه متعال عن الحيز والجهة، بل توجيه وجه القلب إلى خدمته وطاعته لأجل عبوديته، فترك كلمة «إلى» هنا والاكتفاء بحرف اللام دليل ظاهر على كون المعبود متعالياً عن الحيز والجهة.
--------------
رحمه الله تعالى.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 02:14 م]ـ
ما زلت انتظر الرد، مشكورين.
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 09:55 م]ـ
السلاك عليكم
أخي موسى ,أسعد الله اوقاتك وبارك فيك, وانا شخصيًا أسف تأخري في الرد عليك ...
يقول الله تعالى:"إنّي وجَّهْت وَجْهِي ",فقوله إني توكيد قيامه بالتوجه ,واما فعل التوجه فهو متعدي بالى فتقول وجهت وجهي الى البيت, ووقد يتعدّى باللام إذا أريد أنَّه انصرف لأجل ذلك الشيء، فيحسن ذلك إذا كان الشيء المقصود مراعى إرضاؤه وطاعته كما تقول: توجّهت للحبيب، ولذلك اختير تعدّيه هنا باللام، لأنّ في هذا التوجّه إرضاء وطاعة.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 10:37 م]ـ
سلمك الله يا أخي سليم، ما تزال رديفي في الخير وعوني على الأيام الحوالك.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 01:11 م]ـ
أيّها الأحبّة ..
عليكم بالأثر وإيّاكم وذات الله ..(/)
كيف نعرف القول الكذب؟
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 04:50 م]ـ
:::
اختلفت أنا وزميل لي في تعريف القول الكذب التعريف اللغوي المعنوي, فقلت أنا: "الكذب هو كل قول تحقيق مناف للحقيقة"
لماذا "تحقيق"؟ كي أخرج من التعريف الأقوال القائمة على الافتراض أو الأقوال التي يعني قائلها عكس مجموع معاني كلماتها وغيرهما. (مثل محل السخرية إذا قال أحدهم لرجل سمين "أنت خفيف كالريشة" فهذا قول يفهم عكس مجموع معناه, على الرغم من أني لست متحمسا لإخراجه من مسمى الكذب)
والقول التحقيق هو القول المعني معناه في محل الجد. وإذا نافى هذا القول الحقيقة صار قولا كذبا.
ولكن اعترضتني حالات غيرت من هذا المفهوم عندي مثل:
عمرو لا يعلم أن زيدا تعرض لحادث وتوفي فيقول: زيد أعز أصدقائي وفي طريقه لزيارتي ويصل بعد قليل.
وهذه الحالات مبنية على جهل القائل الكلي أو الجزئي بالحقيقة فيتكلم حسب ما لديه من علم عنها فهو لا يكذب لأن جزءا من الحقيقة غائب عنه, على الرغم من أن القول مناف لها, وهو قول تحقيق لأن قائله يعني ما يقول حقيقة.
ما رأي الإخوة والأخوات في الموضوع؟
أرجوكم المشاركة لأهمية الموضوع عندي, وهو داخل في باب المعنوية semantics وعلاقة القول بالحقيقة, والباب شاسع ومتشعب ولكن دعنا نتطرقه قليلا قليلا.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:03 ص]ـ
الأخ الفاضل ضاد حفظه الله ..
من أسدّ كلام وأحسنه في تعريف الكاذب، أنّه يَحكُمُ بالوجود فيما ليس بموجود، وبالعدم فيما ليس بمعدوم ..
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:26 ص]ـ
:::
أخي الكريم
لدي تعليقان على موضوع تعريف الكذب، أحدهما جريا على تعريف الكذب لأنه يمكن أن يكون تعريفا صحيحا، وثانيهما هو رفض تعريف الكذب أصلا وليس رفض تعريفك أنت بالذات.
أخي الكريم، عند التدقيق في تعريفك للكذب فإن المثال الذي ضربت لا يتناقض معه.
لأن التعريف لم يتحدث عن كون الشخص كاذبا وإنما تحدث عن القول بأنه كذب، فالمسألة ليست في تعريف فعل الكذب وإنما هي في تعريف القول الكذب، فقدوم زيد بعد قليل كذب، ولكن عمرو ليس كاذبا.
ويمكن أن يحصل مثل ذلك في عدم الفهم كما حصل في عدم العلم فقد يقول لك زيد قولا فتفهمه أنت على وجه ما وتنقله إلى عمرو كما فهمته، وعندما يعاتب عمرو زيدا بما نقلت له، يقول زيد: هذا كذب، ولكني لا أظن أخي كاذبا وإنما فهم من قولي كذا أني أريد كذا، مع أنني أريد شيئا آخر.
ومثل ذلك مثلا أن يقول القائل: الاشتراكية من الإسلام، أو الديمقراطية من الإسلام، على غير فهم لمعنى أي من هذه الثلاثة، فكلامه كذب، ولكنه قد لا يكون كاذبا.
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:48 ص]ـ
:::
أخي الكريم،
أما تعليقي الثاني فهو ما يتعلق بالعنوان الذي عنونت به ردي
أخي الكريم
التعريف لأي شيء هو وصف جامع مانع لذلك الشيء
والتعريف وضع من أجل وضع حدود معينة لألفاظ فهمها صعب بدون تعريفها
فمثلا لا يفهم معنى الفقه بالشكل الصحيح إلا بعد تعريفه فصار التعريف ضروريا لفهم المعنى خاصة وأن هذه الألفاظ نقلت من معانيها اللغوية إلى معان اصطلاحية خاصة بفن معين أو بعلم خاص
فأهل الصرف يهمهم تعريف إسم الفاعل واسم المفعول الذي قد يختلط فهمه بالفاعل والمفعول به عند أهل النحو، فاقتضى الأمر ترسيم الحدود بين هذه المصطلحات حتى يكون فهمها دقيقا سليما عند الدارسين.
وأهل البيان يهمهم تعريف الاستعارة كما يهمهم تعريف الكناية حتى لا يحصل الخلط بينهما وبدون التعريف يصعب فهم كل منهما.
وللمحدثين معان في قولهم صحيح أو حسن أو ضعيف تختلف عن المعاني التي تتبادر إلى أذهانا إذا استخدمنا هذه الألفاظ في غير هذا البحث، فلزمهم كذلك تعريفها.
والفقهاء يفرقون بين الحرام والمكروه، وبين السبب والشرط، وبين الدليل وشبهة الدليل، وكل ذلك يحتاج إلى تعاريف حتى يتوضح المعنى.
إلا أنه لا ينبغي تعريف كل شيء، لأن الأصل هو الفهم الطبيعي للألفاظ، أي الفهم الآلي التلقائي، وإنما وضعت التعاريف لخصوصيات معينة ولتشعبات دقيقة يصعب معها إن لم يستحل أحيانا فهم المعنى بدون التعريف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو سألتك مثلا عن المسجد في حيك، فلن تطلب مني أن أعرف لك المسجد، ولو حاولت تعريف المسجد لصعب علي ذلك، مع أن فهمي للمسجد هكذا بشكل آلي أسرع وأبسط.
وكذلك تلك المعاني، مثل الخيانة والأمانة والصدق والكذب والشبع والجوع وغيرها كثير، تفهمها بشكل سلس ميسور، وإذا حاولت تعريفها فسيصعب عليك ذلك وستدخل في متاهات طويلة، ولن تخرج منها إلا بنتيجة واحدة، هي انك كنت تدرك المعنى قبل خوضك في هذا البحث بشكل أفضل.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولك، وسامحني إن تطاولت في إجابتي على غير قصد مني.
" أشداء على الكفار، رحماء بينهم "
جزاك الله خيرا
ـ[ضاد]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 01:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المشاركة المفيدة.
سأبدأ بآخر نقطة في الردود:
أخي الكريم, أبا جمال, أنت على حق فيما قلت في مسألة التعريفات. ولكن الموضوع هنا مختلف, لأني وضعت سؤالي عمدا وذلك لأني أدرس اللسانيات وأحد المواضيع المطروحة عليّ بالدرس هو علاقة القول بالحقيقة وهو موضوع صعب جدا جدا وقديم جدا جدا, وكل الطروح التي وردت في المحاضرات هي طروح لغويين ولسانيين غربيين, وكان مما ورد متى يكون القول كذبا, وورد تفريق دقيق بين الكذب والقول المنافي للحقيقة (أطرحه لاحقا في هذه المشاركة) ومسائل أخرى عن علاقة المعنى بالمعرفة أو التجربة ( meaning & experience) وغيره من الطروحات المعقدة (هي مسائل لا بد أن أدرسها لأني أعد لبحث دكتوراه في اللسانيات بإذن الله) , فلا تتعجل أخي بالحكم على أسئلتي وأنا لست بغضبان مما قلت أبدا.
طرحتما أنت والأخ لؤي مسألة دقيقة وهي الفرق بين الكذب والقول المنافي للحقيقة, ويبدو أن الكذب يدخل فيه عامل هام جدا وهو نية الكذب, فكل كذب هو قول مناف للحقيقة ولكن ليس كل قول مناف للحقيقة كذبا, لأن المتكلم إذا قال شيئا من مدى علمه الجزئي به وكان هذا القول منافيا للحقيقة فهو ليس قولا كذبا, بل هو مناف للحقيقة فقط. هذا ما استقرأته من خلال مشاركاتكما فهل تشاطرانني الرأي؟
فيصير التعريف: القول الكذب هو كل قول تحقيق مناف للحقيقة يعلم قائله أنه مناف للحقيقة.
ومثال ذلك, قوله تعالى: "ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ" [الدخان: 49] , لأن "أنت العزيز الكريم" جاءت في سياق المراد هو عكس مجموع معاني القول, وهذا يفهمه المتكلم للعربية دون صعوبة. فيصير شرط "التحقيق" هنا هاما جدا, لأن التحقيق يعني أن لا يعني القائل مجموع معاني الألفاظ, بل معنى خارج تركيب القول اللفظي المعنوي يفهمه السامع دون صعوبة, مثل سياق الافتراضات وغيرها.
ماذا ترون إخوتي الكرام؟ صبرا معي فإن الموضوع هام جدا!
بارك الله فيكم جميعا!
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:41 ص]ـ
حياك الله يا أخي
وأعانك الله على دراسة هذه المادة الصعبة كما ذكرت، وتحسب بالله على من فرض علينا أن تضطر للدراسة في أوروبا، بعد أن كانت بلادنا منارة العالم، بما فيها من علوم حقيقية مفيدة مبحوثة بشكل فكري صحيح يبحث الواقع دون الغوص في الخيال، الذي ليس منه مطال.
ـ[أبو جمال]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:43 ص]ـ
أخي الكريم
وفقك الله في مسعاك وأنالك ما تبغي، وآتاك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقاك عذاب النار(/)
اية احتاج الى فهمها
ـ[اشرف]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 10:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله عندى سؤال فى سورة الانعام يقول تعالى
(قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا .. الآية) [الأنعام: 151].
السؤال نحن نعلم ان المحرم هو الاشراك ولكن الاية بها الاتشركوا
اتمنى ان اجد عندكم باذن الله تعالى اجابة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو جمال]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 11:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الآية تؤول هكذا:" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم، أتل أن لا تشركوا به شيئا "
والله أعلى وأعلم
وارجع أخي إلى كتب التفسير إن شئت ففيها الجواب الشافي بإذنه تعالى
وبارك الله فيك
ـ[أبو جمال]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 11:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أشرف
ها قد وجدت لك شيئا مما تبحث عنه في تفسير القرطبي
"الثانية ـ قوله تعالى: {مَا حَرَّمَ} الوجه في «ما» أن تكون خبرية في موضع نصب بـ «أَتْلُ» والمعنى: تعالوا أتل الذي حرّم ربكم عليكم؛ فإن علّقت «عليكم» بـ «حرّم» فهو الوجه؛ لأنه الأقرب وهو اختيار البصريين. وإن علقته بـ «أتل» فجيّد لأنه الأسبق؛ وهو اختيار الكوفيين؛ فالتقدير في هذا القول أتل عليكم الذي حرم ربكم. {أَلاَّ تُشْرِكُواْ} في موضع نصب بتقدير فعل من لفظ الأوّل، أي أتل عليكم ألا تشركوا؛ أي أتل عليكم تحريم الإشراك، ويحتمل أن يكون منصوباً بما في «عليكم» من الإغراء، وتكون «عليكم» منقطعة مما قبلها؛ أي عليكم ترك الإشراك، وعليكم إحساناً بالوالدين، وألاّ تقتلوا أولادكم وألا تَقْرَبوا الفواحش. كما تقول: عليك شأنكَ؛ أي ?لزم شأنك. وكما قال:
{عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}
[المائدة: 105] قال جميعَه ابن الشَّجَرِيّ. وقال النحاس: يجوز أن تكون «أن» في موضع نصب بدلاً من «ما»؛ أي أتل عليكم تحريم الإشراك. واختار الفرّاء أن تكون «لا» للنهي؛ لأن بعده «ولا»."
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 10:28 ص]ـ
رائع يا أبو جمال، واصل العطاء من كنوز البدائع.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:15 م]ـ
أرغب في بعض الشرح
فإمّا أن يكون المعنى
"قل تعالوا أتل ماحرم الله عليكم--أتل عليكم ألّا تشركوا" وهو رأي الكوفيين
وإمّا أن يكون--"قل تعالوا أتل ماحرم الله ----عليكم ألّا تشركوا"
وهو رأي البصريين
وواضح أنّ إمامنا القرطبي مؤيد للبصريين فيه (فإن علّقت «عليكم» بـ «حرّم» فهو الوجه؛ لأنه الأقرب وهو اختيار البصريين. وإن علقته بـ «أتل» فجيّد لأنه الأسبق؛ وهو اختيار الكوفيين)
ـ[اشرف]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 07:55 م]ـ
السلام عليكم ومع شكرى الجزيل للجميع الا انى ارغب فى المزيد اذ ان كلمة
حرم 0000ثم وبالوالدين تحتاج الى توضيح اكثر وليعذرنى الجميع فانا استاذ
فى مادة الرياضيات ولكنى من عشاق اللغة العربية وقد زاد شغفى بها بعد
مشاهدة برنامج للدكتور حسام النعيمى على قناة الشارقة0000000
ثم هل لى ان اطلب اسم كتاب يتحدث عن البلاغة فى القران ولكم جميعا موفور الشكر
ـ[نور صبري]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 08:22 م]ـ
السلام عليكم
من الكتب التي درست البلاغة في القرآن الكريم (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني) وكتاب (لمسات بيانية في نصوص من التنزيل) للدكتور فاضل صالح السامرائي، الذي شرح المفردات القرآنية شرحاً وافياً مبيناً وجوه الاعجاز اللغوي والبياني للقرآن الكريم.
وهناك كتاب آخر (التعبير القرآني) للدكتور حاتم صالح الضامن.(/)
من يجرؤ على نقد بيت للبحتري؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 11:00 ص]ـ
السلام عليكم
قال البحتري
فكأن مجلسه المحجب محفلٌ
وكأن خلوته الخفية مشهد
فمن يجرؤ على نقد هذا البيت من حيث المعاني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 01:43 م]ـ
السلام عليكم
قال البحتري
فكأن مجلسه المحجب محفلٌ
وكأن خلوته الخفية مشهد
فمن يجرؤ على نقد هذا البيت من حيث المعاني
طيب
أليس الشطر الأول مساو للثاني من حيث المعنى؟؟
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:08 م]ـ
أراد البحتري أن يصف ذلك الرجل (وهو: أبو أيوب، أحمد بن محمد بن شجاع المعروف بابن أخت أبي الوزير - ديوان البحتري ج1 ص 627 وما بعدها - طبعة الصيرفي) بأنه كريم السريرة شديد التصوُّن لا يفعل في مجلسه المحجَّب إلا ما يفعله في المحفل، ولا يفعل في خلوته الخفية إلا ما يفعله مع من يشاهده، لأن المشهد يتحقق بوجود واحدٍ أو أكثر، أما المحفل فلا يتحقق إلا بوجود العدد الكثير. (انظر: الموازنة بتحقيق السيد أحمد صقر ج1 ص 372، دار المعارف بمصر).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:17 م]ـ
أخي المنصور
هلّا نقلت لنا ما في الموازنة لتكتمل الصورة
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 06:39 م]ـ
السلام عليكم
حتى يوافينا شيخنا أبو محمد بما ورد في الموازنة، لعلكم تسمحون لي بإبداء وجهة نظري في البيت:
البيت بنظري بليغ في تحقيق مراد الشاعر من نعت الممدوح بكرم السريرة في الخلوة وفي غيرها، فكأنه قال:
هو في مجلسه الخاص (الذي قد يكون يقصد بكونه محجّبا أنه محجوب عن العامة، فليس فيه إلا خاصته من أهل بيته) كأنه في محفل يضم خلقا كثيرًا، وهو في خلوته ليس معه من أحد وكأن ثمة أحدًا بحضرته.
رأي قاصر قابل للنقض.
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 06:47 م]ـ
الأخت الفاضلة معالي
المجلس المحجب هو الخلوة الخفية ولا كلام---
---كما أنّ البيت ينتقد من وجه آخر وهو كون المجلس لا يسمّى مجلسا إلّا وفيه قوم صاحبه
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 08:27 م]ـ
(ومما نسبوا فيه البحتري إلى سوء القسمة قوله: فكأن مجلسه .... البيت، وقالوا: إنه ليس في المصراع الثاني من الفائدة إلا ما في الأول؛ لأن مجلسه المحجّب هي خلوته الخفية، وقوله: محفل، كقوله: مشهد. والمعنى عندي صحيح؛ لأن المجلس المحجّب قد يكون فيه الجماعة الذين يخصهم، وفي الأكثر الأعم لا يسمى مجلسا إلا وفيه قوم، ألا ترى إلى قول مهلهل: * واستب بعدك يا كليب المجلس * أي: أهل المجلس، على الاستعارة؟. فجعل البحتري مجلسَه الذي احتجب فيه مع ما يخصه كالمحفل، والمحفل: هو المجمع الكثير، والخلوة الخفية قد يكون فيها منفردا، وقد يكون معه محبوب فيها، وبين المجلس والمحفل فرق؛ فكأنه إذا خلا خلوة خفية ففيها معه مَن يشاهده - ومن يشاهده يجوز أن يكون واحدا أو اثنين - والمحفل لا يكون إلا عددا كثيرا، فهذا أيضا فرق صحيح بين المحفل والمشهد. وإنما أراد البحتري أنه لا يفعل في مجلسه المحجَّب إلا ما يفعله في المحفل، ولا يفعل في خلوته الخفية إلا ما يفعله مع مَنْ يشاهده، ينسبه إلى شدة الصوُّن وكرم السريرة).
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 08:51 م]ـ
هل تراني وافقتُ صاحب الموازنة رحمه الله؟!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 09:10 م]ـ
بارك الله في علمكما(/)
من صفات الشيطان المعنوية
ـ[أحلام]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 10:30 م]ـ
اللعن والرجم:
صفتان اكتسبهما أبو الشياطين إبليس لما عصى ربه استكباراً وكفراً بعدم السجود لآدم، وهما متلاصقتان في المعنى فكلاهما تعني الطرد والرمي والإبعاد.
أما اللعين " فأصل اللعن: الإبعاد، وهو في العرف إبعاد مقترن بسخط وغضب " ()، وأما الرجم والرجيم: " فأصل الرجم: الرمي بقول كان أو بفعل ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم صلوات الله عليه: ? لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ () وقد يجوز أن يكون قيل للشيطان: رجيم، لأن الله جل ثناؤه طرده من سماواته، ورجمه بالشهب الثواقب " ()، " والرجيم: المرجوم، صُرِف من مفعول إلى فعيل، وهو: المشتوم، كذلك قال جماعة من أهل التأويل " ().
وقد وردت هاتان الصفتان في مواضع كثيرة بلفظيهما وبألفاظ مقاربة كلها تدل على العيب والنقص والنفي والطرد من رحمة الله، ومن تلك الألفاظ المتقاربة: الذأم، والدحر، يقول تعالى: قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً ... () " ومذءوماً أي: مذوماً، والذأم: العيب بتخفيف الميم، قال ابن زيد: مذؤوماً ومذوماً سواء، يقال ذأمته وذممته وذُمْته بمعنى واحد، وقال مجاهد: المذؤوم المنعي، والمعنيان متقاربان، والمدحور: المبعد المطرود، وأصله: " الدفع " ().
وقد ركزت الآيات القرآنية على بيان لعنة ورجم إبليس وطرده من رحمة الله، بتلك الألفاظ المختلفة التي ذكرنا، أما لعنة ورجم أتباعه فبديهيٌّ بالاتباع له وإن كان قد ورد لعن الشيطان بشكل عام في آيات قلائل أمثال قوله تعالى فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (.
بعض اللطائف حول الآيات:
ورد لعن إبليس في آيتين متشابهتين باختلاف حرف واحد وذلك في سورتي الحجر و ص، ففي الحجر قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ()، وفي سورة ص يقول: وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ () ففي آية الحجر جاء اللعن مطلقاً دون تقييد، وفي ص جاء مضافاً إلى رب العزة سبحانه وتعالى وفي ذلك يقول أبو السعود: " وتقييدها بالإضافة مع إطلاقها في قوله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ لما أن لعنة اللاعنين من الملائكة والثقلين أيضاً من جهته تعالى، وأنهم يدعون عليه بلعنة الله تعالى وإبعاده من الرحمة إلى يوم الدين " ().
الطغيان ومجاوزة الحد:
ونتيجة لهذا الطرد الرباني للمستكبرين المتعالين، زاد بعض المعاندين في عِنْدِهِم، وجاوز بعض المستكبرين في غيّهم، وطغى أتباع إبليس في الأرض، وتجبروا بغير الحق كفراً وعناداً وتحدياً سخيفاً لرب العزة ? لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلاً) فكانت النتيجة أن سمى الله طغاتهم بالطاغوت، أي: المتجاوز للحد في العصيان والضلال والإضلال لغيره، يقول تعالى: كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى " أي لَيتجاوز الحد في المعصية واتباع هوى النفس ويستكبر عن ربه عز وجل " () وهذا في حق شياطين الإنس الذين تفوقوا على شياطين الجن في هذه الصفة بالذات دون غيرها.
ولذلك ترى القرآن حين يتحدث عن الطغيان يورده في معرض الحديث عن الإنس، فهذا عليه لعنة الله يصفه الحق سبحانه وتعالى بالطغيان ? اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى () " وطغى: معناه عصى وتكبر وكفر وتجبر وجاوز الحد " (.
وفي معرض الحديث عن بني إسرائيل يحذرهم الله من الطغيان وتجاوز الحد يقول تعالى: كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى () " أي لا تحملنكم السعة والعافية أن تعصوا، لأن الطغيان هو التجاوز إلى ما لا يجوز. وقيل: المعنى: أي لا تكفروا النعمة ولا تنسوا شكر المنعم بها عليكم " ().
وقد توعد الله سبحانه وتعالى الطغاة بالعذاب الشديد في الآخرة بالخلود في جنهم: فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى () "أي عتا عن أمر ربه فعصاه ولم يطعه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه
منقول عن كتاب من خطوات الشيطان رسالة ماجستير 0وائل عمر بشير(/)
إذا لم تستطع شيئا، فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 11:34 ص]ـ
سلام الله تعالى عليكم ..
بعد أن ابتلاني الله بحب العربية .. أبت نفسي اليوم إلا أن تبوح بحديثها، وسؤالي هو اليوم في المعاني، جاء في منقولهم: أن العرب تُؤخر الأفضل على المفضول في سياق المدح .. فهل هذا صحيح؟ أرجو التوثيق في النقل ما أمكن ذلك.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 02:13 م]ـ
بدون توثيق لضيق الوقت، العرب تقول:
فلان عالم نحرير، فنحرير أفضل من عالم.
واقبل تحياتي.
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 08:13 م]ـ
مشكور ... أرجو المزيد(/)
"وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ "
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 07:18 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ"آل عمران/ (7).
لقد اختلف العلماء في الصيغة النحوية للراسخين في العلم فمنهم من قال: الراسخون معطوف على اسم الجلالة (الله)، بمعنى إيجاب العلم لهم بتأويل المتشابه, ومنهم من قال هم مستأنف ذكرهم بمعنى الخبر عنهم أنهم يقولون آمنا بالمتشابه، وصدّقنا أن علم ذلك لا يعلمه إلا الله؟ فقال بعضهم: معنى ذلك: وما يعلم تأويل ذلك إلا الله وحده منفرداً بعلمه. وأما الراسخون في العلم فإنهم ابتدىء الخبر عنهم بأنهم يقولون: آمنا بالمتشابه والمحكم، وأن جميع ذلك من عند الله. والذي اراه هو القول الاول القائل بعطف الراسخين في العلم على اسم الجلالة ,وذلك لعدة اسباب ,اولها: ان القرآن لم يعطف العالم (اي عالم) على اسم الجلالة بل الراسخ في العلم ومعنى الراسخ كما ورد في لسان العرب: (رَسَخَ الشيءُ يَرْسَخُ رُسُوخاً: ثبت في موضعه، والرسوخ في كلام العرب: الثبات والتمكن في المكان، واستعير الرسوخ لكمال العقل والعلم بحيث لا تضلّله الشبه، ولا تتطرّقه الأخطاء غالباً، وشاعت هذه الاستعارة حتى صارت كالحقيقة) ,وثانيها: ان العطف حصل على العلماء (بصيغة الجمع) فلم يقل القرآن (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُ فِي الْعِلْمِ) وذلك ان العالم قد يخطئ وقد يزل وقد ينسى ولا يمكن للعالِم بحفرده ان يلم بكل شاردة وواردة, وما يغفل عنه احدهم يتنبه له الآخر, وثالها: ان اصل العطف يحصل في عطف المفردات دون عطف الجمل، فيكون الراسخون معطوفاً على اسم الجلالة فيدخلون في أنّهم يعلمون تأويله.
وكما حصل اختلاف في الصيغة النحوية للراسخين حصل ايضًا في معنى (تأويله) ,فمنهم من قال ان المقصود هو الأجل الذي أرادت اليهود أن تعرفه من انقضاء مدة أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأمر أمته من قِبَل الحروف المقطعة من حساب الجمل كـ «الم»، و «المص»، و «الر»، و «المر» وما أشبه ذلك من الآجال, وقال آخرون: بل معنى ذلك: عواقب القرآن. وقالوا: إنما أرادوا أن يعلموا متى يجيء ناسخ الأحكام التي كان الله جل ثناؤه شرعها لأهل الإسلام قبل مجيئه، فنسخ ما قد كان شرعه قبل ذلك, ومنهم من قال ان معناه: مَتَى يكون أَمْرُ البعث وما يؤول إِليه الأَمرُ عند قيام الساعة, وفريق آحر قال ان المقصود هو العلم بتأويل المتشابه الذي يخالف ظاهره دلائل العقول فيعلمون أن ذلك المتشابه لا بد وأن يكون له معنى صحيح عند الله تعالى.
والذي ارجحه هو ان القول الاخير ولأن سياق الآية يدل على هذا ومعرض الاية هو صميم هذا الامر ,فالآية تعرضت لآيات القرآن المحكمة والمتشابه وذم ابتعاء التأويل من اجل الفنتة ومدح العلماء الراسخين في بذل جهدهم في تأويل ما تشابه من آياته.
والحق ان علماء المسلمين قد اختلفوا في هذه المسألة وذهب كل فريق الى مذهبه في الفهم, وقد اعجبني ما قاله إبن عاشور في هذا الامر واستحسنته فقد قال: فكان رأي فريق منهم الإيمانَ بها، على إبهامها وإجمالها، وتفويضَ العلم بكنه المراد منها إلى الله تعالى، وهذه طريقة سلَف علمائنا، قبل ظهور شكوك الملحدين أو المتعلِّمين، وذلك في عصر الصحابة والتابعين وبعض عصر تابعيهم، ويُعبّر عنها بطريقة السلف، ويقولون: طريقة السلف أسْلَمُ، أي أشدُّ سلامة لهم من أن يَتأوّلوا تأويلات لا يدرَى مدى ما تفضِي إليه من أمور لا تليق بجلال الله تعالى ولا تتّسق مع ما شرعه للناس من الشرائع، مع ما رأوا من اقتناع أهل عصرهم بطريقتهم، وانصرافهم عن التعمّق في طلب التأويل.
وكان رأي جمهور من جاء بعد عصر السلف تأويلها بمعانٍ من طرائق استعمال الكلام العربي البليغ من مجاز، واستعارة، وتمثيل، مع وجود الدّاعي إلى التأويل، وهو تعطّش العلماء الذين اعتادوا التفكر والنظر وفهم الجمع بين أدلّة القرآن والسنة، ويعبّر عن هذه الطريقة بطريقة الخلف، ويقولون: طريقة الخلف أعلم، أي أنسب بقواعد العلم وأقوى في تحصيل العلم القاطع لِجدال الملحدين، والمقنع لمن يتطلّبون الحقائق من المتعلّمين، وقد يصفونها بأنّها أحْكَمُ أي أشدّ إحكاماً؛ لأنّها تقنع أصحاب الأغراض كلّهم. وقد وقع هذان الوصفان في كلام المفسّرين وعلماءِ الأصول، ولم أقف على تعيين أوّلِ من صدَرا عنه، وقد تعرّض الشيخ ابن تيمية - في «العقيدة الحموية» - إلى ردّ هذين الوصفين ولم ينسبهما إلى قائل. والموصوف بأسْلَم وبأعلَم الطريقةُ لا أهلُها؛ فإنّ أهل الطريقتين من أئمة العلم، وممّن سلموا في دينهم من الفِتن.
وليس في وصف هذه الطريقة، بأنّها أعْلَمُ أوْ أحْكَمُ، غضاضة من الطريقة الأولى؛ لأنّ العصور الذين درجوا على الطريقة الأولى، فيهم من لا تخفى عليهم محاملها بسبب ذوقهم العربي، وهديهم النبوي، وفيهم من لا يُعير البحثَ عنها جانباً من همّته، مثل سائر العامة. فلا جرم كان طَيّ البحث عن تفصيلها أسلم للعموم، وكان تفصيلها بعد ذلك أعْلَم لمن جاء بعدهم، بحيث لو لم يؤوِّلوها به لأوسعوا، للمتطلّعين إلى بيانها، مجالاً للشك أو الإلحاد، أو ضيقِ الصدر في الاعتقاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 10:55 م]ـ
أخي سليم
السلام عليك ورحمة الله
إن هذه الآية من الآيات التي تشدني، وأهتم لها كثيرا، وبحث فيها ممتاز،
ولكني وأنا اقرأ، بعد نقلك لقول الطاهر عاشور، وقعت في حيرة، وهي هنا تماما:
وقد وقع هذان الوصفان في كلام المفسّرين وعلماءِ الأصول، ولم أقف على تعيين أوّلِ من صدَرا عنه، وقد تعرّض الشيخ ابن تيمية - في «العقيدة الحموية» - إلى ردّ هذين الوصفين ولم ينسبهما إلى قائل. والموصوف بأسْلَم وبأعلَم الطريقةُ لا أهلُها؛ فإنّ أهل الطريقتين من أئمة العلم، وممّن سلموا في دينهم من الفِتن. وليس في وصف هذه الطريقة، بأنّها أعْلَمُ أوْ أحْكَمُ، غضاضة من الطريقة الأولى؛ لأنّ العصور الذين درجوا على الطريقة الأولى، فيهم من لا تخفى عليهم محاملها بسبب ذوقهم العربي، وهديهم النبوي، وفيهم من لا يُعير البحثَ عنها جانباً من همّته، مثل سائر العامة. فلا جرم كان طَيّ البحث عن تفصيلها أسلم للعموم، وكان تفصيلها بعد ذلك أعْلَم لمن جاء بعدهم، بحيث لو لم يؤوِّلوها به لأوسعوا، للمتطلّعين إلى بيانها، مجالاً للشك أو الإلحاد، أو ضيقِ الصدر في الاعتقاد.
أفهذا الكلام كلامك ام كلام الطاهر عاشور أم كلام أبن تيمية.
الرجاء التحديد مع الشكر.
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 11:23 م]ـ
السلام عليكم
اخي الحبيب موسى ما نقلتَه انت والذي اوردتُه هو قول الطاهر ,والذي دعاني الى نقله هو قوله:"وليس في وصف هذه الطريقة، بأنّها أعْلَمُ أوْ أحْكَمُ، غضاضة من الطريقة الأولى؛ لأنّ العصور الذين درجوا على الطريقة الأولى، فيهم من لا تخفى عليهم محاملها بسبب ذوقهم العربي، وهديهم النبوي، وفيهم من لا يُعير البحثَ عنها جانباً من همّته، مثل سائر العامة. فلا جرم كان طَيّ البحث عن تفصيلها أسلم للعموم، وكان تفصيلها بعد ذلك أعْلَم لمن جاء بعدهم، بحيث لو لم يؤوِّلوها به لأوسعوا، للمتطلّعين إلى بيانها، مجالاً للشك أو الإلحاد، أو ضيقِ الصدر في الاعتقاد".
وحيّاك الله.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 06:20 ص]ـ
أحسنت وبينت أخي سليم، لا فُض فوك.(/)
قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 10:16 م]ـ
يقول عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز: ((إنّ مَن نَظرَ في قوله تعالى: (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) [الإسراء: 110]، ثمّ لم يعلم أنْ ليس المعنى في "ادعوا" الدّعاء، ولكن الذكر بالاسم، كقولك: "هو يُدعى زيداً"، و "يُدعى الأمير"، وأنّ في الكلام محذوفاً، وأنّ التقدير: قل ادعوه الله، أو ادعوه الرحمن، أيّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، كان بعَرَضِ أنْ يقع في الشِّرك، من حيث أنّه إنْ جرى في خاطره أنّ الكلام على ظاهره، خرج ذلك به، والعياذ بالله تعالى، إلى إثبات مدعُوَّين، تعالى الله عن أنْ يكون له شريك.
وذلك من حيث كان محالاً أنْ تَعمد إلى اسمين كلاهما اسم شيء واحد، فتعطف أحدهما على الآخر، فتقول مثلاً: "ادعُ لي زيداً أو الأمير"، و "الأمير" هو زيد. وكذلك محال أنْ تقول: "أيّاً ما تدعوا" وليس هناك إلا مدعوٌّ واحد، لأنّ مِن شأن "أيّ" أنْ تكون أبداً واحداً من اثنين أو جماعة، ومِن ثمّ لم يكن له بدّ مِن الإضافة، إمّا لفظاً وإمّا تقديراً)).
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 10:50 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ لؤي ونفع الله بعلمك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 03:31 م]ـ
السلام عليكم
إن العيون التي في طرفها حورٌ ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
لا أجده على مستوى ما قيل عنه من أنّه أغزل بيت قالته العرب!
فالإستعارة فيه سخيفة--والإضافة التي في الشطر الثاني "ثم لم يحيين قتلانا
" بدهية لأن المقتول لا تحييه العيون القاتلة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 03:42 م]ـ
السلام عليكم
إن العيون التي في طرفها حورٌ ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
لا أجده على مستوى ما قيل عنه من أنّه أغزل بيت قالته العرب!
فالإستعارة فيه سخيفة--والإضافة التي في الشطر الثاني "ثم لم يحيين قتلانا
" بدهية لأن المقتول لا تحييه العيون القاتلة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل جمال. ما المقصود بـ (قتلننا) في البيت؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 05:41 م]ـ
الأخ المحترم أبو طارق
في البيت استعارة مزدوجة أو مركبة ---فكما تقتل السيوف البشر فإنّ العيون التي في طرفها حور تقتلهم- والقتل مستعار للعيون--- ---فلما أن حذف المشبه به وهو السيوف قلنا بالإستعارة---وهي استعارة سخيفة ---فالعيون التي في طرفها حور لا تقتل--أي لا تثير في نفس الناظر إليها دواعي الحزن والأسى كما يثير القتل---بل تثير في نفس الناظر إليها السرور والبهجة للجمال الذي فيها
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 05:59 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ جمال.
أحببت أن أشير إلى شيئ ولكوني مفتقراً جداً للمفاهيم البلاغية آثرت مشاركتك هنا علَي أتعلم منك بإذن المولى.
المراد بالقتل هنا حسب ظني ليس هو القتل المعروف لدينا بل شيئ آخر عبر عنه الشاعر بالقتل. فرؤيته لتلك العيون الحوراء الجميلة أوقعته مغرماً كلفاً بها ووجد منها من تباريح الحب والوجد ما جعله كالمصروع. غاب وعيه , وشرد تفكيره. وليتها بادلته ما يجد منها؛ بل تركته وما يجد من الوجد والحب.
فلا أرى - ولست أرى جيداً - أن ثم سخافة في البيت.
يقول جميل ابن معمر:
إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي ... مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ
وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ ... تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ
ألم يعبر جميل عن شدة الحب بالقتل؟
دمت بخير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 06:10 م]ـ
في رأيي----أفضل لو نزعته من توقيعك
وبوركت
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 06:45 م]ـ
في رأيي----أفضل لو نزعته من توقيعك
وبوركت
عُلِمَ وسيُنَفَذ. مع اقتناعي بوجهت نظري.
دمت بخير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 07:31 م]ـ
أبا طارق
لله درّك ما أرقى نفسيتك:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيكم ورعاكم .. وسدّد إلى الخير خطاكم ..(/)
فائدة بلاغية من شرح شذور الذهب
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 12:04 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
من المعلوم أن من مواضع تأنيث الفعل تأنيثا راجحا مع جواز التذكير جوازا مرجوحا:
أن يكون الفاعل ظاهرا متصلا مجازي التأنيث، كقولك: طلعت الشمس، وطلع الشمس فـ "الشمس": مؤنث مجازي.
وقد ورد العدول عن الراجح إلى المرجوح في عدة مواضع في القرآن الكريم، لنكت بلاغية، فمن ذلك:
قوله تعالى: (وما كان صلاتهم عند البيت)، فالراجح في غير القرآن: وما كانت صلاتهم، لأن الصلاة مؤنث مجازي، وسبب العدول عن الراجح إلى المرجوح هنا أن صلاتهم في حقيقتها: مكاء وتصدية، والمكاء والتصدية من اللهو، فكأن صلاتهم في حقيقتها لهو و "اللهو" لفظ مذكر، فيكون تقدير الكلام: وما كان لهوهم الذي يزعمون أنه صلاة عند البيت إلا مكاء وتصدية.
وقوله تعالى: (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم)، فالراجح في غير القرآن: فانظر كيف كانت عاقبة مكرهم، وسبب العدول هنا: أن عاقبة المكر هنا هي التدمير، والتدمير لفظ مذكر، فتقدير الكلام: فانظر كيف كان تدميرهم.
وقوله تعالى: (وجمع الشمس والقمر)، فالراجح في غير القرآن: وجمعت الشمس مع القمر، وسبب العدول هنا: هو تغليب القمر المذكر على الشمس المؤنثة، كما يغلب عليها عند الجمع بينهما فتقول: القمران.
وفي قوله تعالى: (قالت الأعراب): أنث الفعل على معنى الجماعة، فتقدير الكلام: وقالت جماعة الأعراب. وأما في قوله تعالى: (وقال نسوة): ذكر الفعل على معنى الجمع، فتقدير الكلام: وقال جمع من النساء.
ومعنى الجماعة في الآية الأولى أرجح، لأن الجماعة تدل على نوع اتحاد على رأي أو منهج، كأي جماعة دينية أو سياسية فإنها تجتمع على عقيدة أو رأي واحد، ولذا أنث الفعل تبعا لهذا المعنى.
وأما في الآية الثانية: فمعنى الجمع هو الراجح، لأن الجمع يدل على مجرد الاجتماع ولو كان بلا هدف، كما هو حال غالب اجتماعات النساء التي يغلب عليها فضول الكلام، إلا من عصم الله، فكذا كان اجتماع النسوة في بيت العزيز فهن نساء مترفات لا هم لهن سوى قيل وقال، ولذا ذكر الفعل تبعا لهذا المعنى، والله أعلم.
بتصرف من شرح الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، لمتن شذور الذهب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 12:34 م]ـ
سلمت على هذا النقل الطيّب
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 12:57 ص]ـ
نقل موفق ..
بارك الله فيك، ونفعنا بعلمك ..(/)
رسالة من القلب الى القلب
ـ[نور اليقين]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 12:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
الأخ الفاضل لؤي الطيبي .. أنا أخوك الصيدلي محمد عابد الذي كان اسمي المستعار الحب الكبير .. ولكن غلبتوني حتى أنني في النهاية اضطررت لتغيير الإيميل كله وعمل واحد جديد ..
ولكن لابس فكل أمر مقدر خير ..
أردت سؤآلك عن الفرق بين المعاني التالية على الترتيب
أخي لؤي هذه مراتب العبادة .. أرجو منكم الشرح الوفير لكل معنا" منها
معرفة - رغبة - ميل - هوى - حب - عشق - هيام - وجد- وله - عبادة.
هذا و:=
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم ..
قد تجد هنا ( http://www.islamiyyat.com/kalima_letterh.htm# منظومة_الحب_من_الجانب_العقلي_) ما ينفعك بإذن الله ..
وشكراً ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 08:33 ص]ـ
ما شاء الله.
ـ[نور اليقين]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 09:41 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
الأخ الفاضل لؤي الطيبي .. أنا أخوك الصيدلي محمد عابد الذي كان اسمي المستعار الحب الكبير .. ولكن غلبتوني حتى أنني في النهاية اضطررت لتغيير الإيميل كله وعمل واحد جديد ..
ولكن لابس فكل أمر مقدر خير ..
أردت سؤآلك عن الفرق بين المعاني التالية على الترتيب
أخي لؤي هذه مراتب العبادة .. أرجو منكم الشرح الوفير لكل معنا" منها
معرفة - رغبة - ميل - هوى - حب - عشق - هيام - وجد- وله - عبادة.
هذا و:=
:::
لأجل الله .. الأخ الفاضل لؤي الموقع الذي أهديتني إياه كنت قد توصلت غليه سابقا" لكن المشكلة أن هذا الشرح الذي يقدمه إلينا الدكتور أحمد الكبيسي أجلّه الله وفتح الله عليه أكثر .. فهو أجلّه الله يتكلم عن منظومات من ضمنها الحب من الناحية العاطفية ..
الذي أريده أنا كيف يتسنى للمرء منا قياس حاله من أي مرتبة هو .. ومن ثم كيفية الإجتهاد للرقي ..
وأضرب مثالا .. إيمان رابعة العدوية .. لا أدري إلى أي مرحلة هي توصلت .. ولكن أريد التعرف على عبادتها لربها .. وكيف توصلت لذلك ..
أفيدونا .. لأجل الله.
هذا و:=
ـ[نور اليقين]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 06:43 م]ـ
يا إخوتي نرجو إفادتنا في الموضوع الذي طرحته
حتى أعرف على أي مفترق طرق أنا.
ربما كنت مخطئا في الطرح.(/)
مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 05:47 م]ـ
أرغب ببعض التدبر في
الجملة
(مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ) من الآية
(وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ المُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المُحْصَنَاتِ مِنَ العَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ العَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) 25النساء
وفي الجملة (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ)
من الآية
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ) 5 المائدة
من حيث
# الفرق الدقيق بين عدم الإحصان والسفاح واتخاذ الأخدان
# الفرق بين خطاب القرآن للنساء في آية النساء وخطابه للرجال في آية المائدة من حيث المفاهيم الثلاثة
بالإنتظار
ـ[سليم]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 08:46 م]ـ
السلام عليكم
اولاً سوف اورد المعاني اللغوية لتلك الالفاظ ,المُحْصَنةُ: التي أَحصنها زوجها، وهن المُحْصَنات، فالمعنى أَنهن أُحْصِنَّ بأَزْواجِهنَّ. والمُحْصَنات: العَفائِفُ من النساء.
وأَصل الإحْصانِ المنعُ، والمرأَة تكون مُحْصَنة بالإسلام والعَفافِ والحريّة والتزويج. يقال: أَحْصَنَت المرأَة، فهي مُحْصَنة ومُحْصِنَة، وكذلك الرجل.
والتَّسافُحُ والسِّفاح والمُسافحة: الزنا والفجور؛ وفي التنزيل: مُحْصِنينَ غيرَ مُسافِحين؛ وأَصل ذلك من الصبِّ، تقول: سافَحْته مُسافَحة وسِفاحاً، وهو أَن تقيم امرأَةٌ مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح؛ ويقال لابن البَغيِّ: ابنُ المُسافِحةِ؛ وفي الحديث: أَوّلُه سِفاحٌ وآخرُه نِكاح، وهي المرأَة تُسافِحُ رجلاً مدة، فيكون بينهما اجتماع على فجور. وقال أَبو إِسحق: المُسافِحة التي لا تمتنع عن الزنا؛ قال: وسمي الزنا سِفاحاً لأَنه كان عن غير عقد، كأَنه بمنزلة الماء المَسْفوح الذي لا يحبسه شيء.
والأخدان: مفردها خدن وهوالصاحب والحبيب والرفيق والصديق ومن يخادنك في كل أمر ظاهرٍ وباطنٍ. ومنهُ خِدْن الجارية أي خليلها. يقع على الذكر والأنثى (وفي لغتنا اليوم هو العشيق والعشيقة).
وقال الاصفهاني في كتابه "مفردات الفاظ القرآن":المصاحب، وأكثر ذلك يستعمل فيمن يصاحب بشهوة، يقال: خدن المرأة وخدينها.
والآيتان من سورة النساء والمائدة هما خطاب للرجال ,ففي الاولى حث الرجل المسلم على نكاح الامة المسلمة إن لم يكن في طاقة الرجل (المهر) ان ينكح الحرة العفيفة _ومن هنا ذكر بعضهم ان المقصود بالمحصنه هنا الحرة_على ان يكون هذا النكاح زواجاً محصناً من غير زنا ولاإقتران بغير عقد شرعي وان لا يكون ارتباط عشيق وعشيقة (حيث ان العشيقة لا تألف غير عشيقها).
وفي الآية الثانية (من سورة المائدة) فقد اباح الله تعالى لنا التمتع بالكتابية على جهة الاحصان وهو الزواج وليس السفاح وهو الزنا على سبيل الإعلان، واتخاذ الخدن وهو الزنا في السر. (كما قال الرازي).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 09:58 م]ـ
الأخ سليم
زادك الله علما على علم
أودّ منك أن تلاحظ في آية النساء (فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ) ما يلي
# الخطا ب فيها للذكور الذين لم يستطيعوا نكاح الحرائر
# ما الموقف البلاغي النحوي من قوله "محصنات" وهن لم يحصن بعد؟
قال إبن عاشور (وقوله: {محصنات} حال من ضمير الإماء، والإحصان التزوّج الصحيح، فهي حال مقدّرة، أي ليصرن محصنات.)
# ما معنى قوله " "؟ -
-قال إبن عاشور "وقوله: {غير مسافحات} صفة للحال، وكذلك {ولا متخذات أخدان} "
# طيب لم ذكر السياق هذين الوصفين للحال المقدرة وهو صيرورتهن محصنات-؟
قال إبن عاشور
(قصد منها تفظيع ما كانت ترتكبه الإماء في الجاهلية بإذن مواليهنّ لاكتساب المَال بالبغاء ونحوه،)
وكما تعرف كان الزنا على نوعين
# الزنا العلني وهو السفاح
# الزنا السري وهو اتخاذ الأخدان
__________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 10:51 م]ـ
قال إبن عاشور (وقوله: {محصنات} حال من ضمير الإماء، والإحصان التزوّج الصحيح، فهي حال مقدّرة، أي ليصرن محصنات.)
# ما معنى قوله ""؟ -
-قال إبن عاشور "وقوله: {غير مسافحات} صفة للحال، وكذلك {ولا متخذات أخدان} "
# طيب لم ذكر السياق هذين الوصفين للحال المقدرة وهو صيرورتهن محصنات-؟
أستاذي القدير جمال، أجيبك برغم التعب.
قد يكون ذكر هذه الصفة للحال، كتعبير مجازي على اعتبار ما سيكون.
وشكرا.
ـ[سليم]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 11:41 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكما على هذه الدرر النادرة الثمينة, وزادكما علمًا على علم.(/)
"الحمد لله" عند الطبري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 07:38 م]ـ
:::
في قوله تعالى "الحمد لله رب العالمين"
فسر إمامنا الطبري الحمد فقال
(معنى: {الحَمْدُ لِلَّهِ}: الشكر خالصاً لله جل ثناؤه دون سائر ما يُعْبَد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحد، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق وغذاهم به من نعيم العيش من غير استحقاق منهم لذلك عليه، ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم. فلربنا الحمد على ذلك كله أولاً وآخراً.)
فهل من معقب على تفسيره؟؟
بانتظاركم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 10:57 م]ـ
السؤال هنا أستاذي:
هل الحمد له مسبِب، وهو الإنعام؟
ثم، السؤال الآخر قد يبتلي الله عبدا ببلوى، فكيف يشكره عليها؟
هل من تفصيل، إذ أن معظم كلام الرازي قد علق الحمد وسماه الشكر على الإنعام. وهو بحاجة لأمعان نظر.
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم
"الحمد لله"_هذه الجملة اسمية ,والجملة الاسمية ابلغ واثبت.
قال الزمخشري:"وأصله النصب بإضمار فعله على أنه من المصادر التي ينصبها العرب بأفعال مضمرة في معنى الإخبار كقولهم شكراً، وكفراً، وعجباً، ينزلونها منزلة أفعالها ويسدون بها مسدها، ولذلك لا يستعملونها معها والعدول بها عن النصب إلى الرفع على الابتداء للدلالة على ثبات المعنى.
وقال إبن عاشور:"ومن شأن بلغاء العرب أنهم لا يعدلون عن الأصل إلا وهم يرمون إلى غرض عدلوا لأجله، والعدول عن النصب هنا إلى الرفع ليتأتى لهم الدلالةُ على الدوام والثبات بمصير الجملة اسمية؛ والدلالةُ على العموم المستفاد في المقام من أل الجنسية، والدلالةُ على الاهتمام المستفاد من التقديم. وليس واحد من هذه الثلاثة بممكن الاستفادة لو بقي المصدر منصوباً إذ النصب يدل على الفعل المقدر والمقدر كالملفوظ فلا تكون الجملة اسمية إذ الاسم فيها نائب عن الفعل فهو ينادي على تقدير الفعل فلا يحصل الدوام.
ومن بلاغة الكلام تقديم اسم الله عز وجل على الحمد لأن الله اسمى واعز من كل شيئ ,وبهذا اجاب إبن عاشور:"ولكن لما كان المقام هنا مقام الحمد إذ هو ابتداء أَوْلى النعم بالحمد وهي نعمة تنزيل القرآن الذي فيه نجاح الدارين، فتلك المنة من أكبر ما يحمد الله عليه من جلائل صفات الكمال لا سيما وقد اشتمل القرآن على كمال المعنى واللفظ والغاية فكان خطوره عند ابتداء سماع إنزاله وابتداء تلاوته مذكراً بما لمنزِّله تعالى من الصفات الجميلة، وذلك يذكِّر بوجوب حمده وأن لا يُغفل عنه فكان المقام مقام الحمد لا محالة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 12:53 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ..
وعلى هذه الروابط تجدون المزيد ..
الحمد لله .. أسرار وإعجاز - 1 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=356) .
الحمد لله .. أسرار وإعجاز - 2 ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=547) .
ما الفرق بين الحمد والشكر؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6367) .
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 08:31 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أستاذ لؤي موسوعة الفصيح، ومعذرة على " المدح ".
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 10:23 ص]ـ
قال شيخنا إبن عطيّة (في المحرر الوجيز) متعقبا الطبري
({الحمد} معناه الثناء الكامل، والألف واللام فيه لاستغراق الجنس من المحامد، وهو أعم من الشكر، لأن الشكر إنما يكون على فعل جميل يسدى إلى الشاكر، وشكره حمد ما، والحمد المجرد هو ثناء بصفات المحمود من غير أن يسدي شيئاً، فالحامد من الناس قسمان: الشاكر والمثني بالصفات.
وذهب الطبري إلى أن الحمد والشكر بمعنى واحد، وذلك غير مرضي.
وحكي عن بعض الناس أنه قال: " الشكر ثناء على الله بأفعاله وأنعامه، والحمدُ ثناء بأوصافِه ".
قال القاضي أبو محمد: وهذا أصح معنى من أنهما بمعنى واحد. واستدل الطبري على أنهما بمعنى بصحة قولك الحمد لله شكراً. وهو في الحقيقة دليل على خلاف ما ذهب إليه. لأن قولك شكراً إنما خصصت به الحمد أنه على نعمة من النعم.)
فيا لك من حاذق ماهر يا ابن عطيّة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 03:31 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ولدي استفساران:
الأول للأخ جمال: ما معنى (العالَمين) في قوله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ هل هي جمع عالَم (بفتح اللام)؟ فإنْ كانت كذلك، فلِمَ جُمِعَت جمع مذكّر سالماً؟
والثاني للأخ سليم: تقول حفظك الله: ((ومن بلاغة الكلام تقديم اسم الله عز وجل على الحمد لأن الله أسمى وأعزّ من كل شيء , وبهذا أجاب ابن عاشور:" ولكن لما كان المقام هنا مقام الحمد إذ هو ابتداء أَوْلى النعم بالحمد وهي نعمة تنزيل القرآن الذي فيه نجاح الدارين، فتلك المنة من أكبر ما يحمد الله عليه من جلائل صفات الكمال لا سيما وقد اشتمل القرآن على كمال المعنى واللفظ والغاية فكان خطوره عند ابتداء سماع إنزاله وابتداء تلاوته مذكراً بما لمنزِّله تعالى من الصفات الجميلة، وذلك يذكِّر بوجوب حمده وأن لا يُغفل عنه فكان المقام مقام الحمد لا محالة)).
وسؤالي هو: إذا كان كذلك، فما الذي دعا إلى تقديم لفظ الجلالة (الله) على الحمد في قوله تعالى: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الجاثية: 36]؟
ودمتم بخير وعافية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 09:25 ص]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة الكرام
أود أن أضيف إلى ما تقضلتم به ما يلي
الحمد هو الثناء المطلق، أية كلمة طيبة تعتبر ثناء (حمدا).
والحمد إما أن يكون شكرا أو مدحا، ولا يحمد (يمدح) إلا الحق (الصواب)، ولا يذم إلا الباطل (الخطأ).
فكل عمل متقن بإحكام يستحق المدح (الحمد)، وكذلك يمدح (يحمد) أي تصرف صائب.
فوضع الشيء في موضعه الذي ينبغي أن يكون عليه هو الذي يمدح (يحمد)، والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، إذن فالحكيم ممدوح (محمود) = حكيم حميد، قال تعالى: لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
وحيث أن القرآن كتاب أحكمت آياته أنزله الله العزيز الحكيم فإن من الحكمة أن تكون سورة الحمد هي فاتحة الكتاب، فأول ما نقرأ فيها بعد البسملة هو (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وحق أن يبدأ الله كتابه بالحمد لأنه لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ.
إذن فالحمد يعبر عن الكمال في الحسن والإتقان، فهو تنزيه عن النقص، فإذا قرأت قوله تعالى: فسبح بحمد ربك، فذلك يعني: سبح ربك حمدا له، وتعني أيضا: إحمد ربك تسبيحا له.
نحن نحمد الله على نعمه حمد (امتنان) وحمد (ثناء = مدح) لأن الله هو الحق فعله صواب وحكمه عدل، ونحمده (نثني عليه) إذا أصابنا مكروه لأن كل أمر من الله سواء كان سارا أو محزنا فهو صائب.
هذه بعض الأمثلة من القرآن لحمد (الثناء = المدح):
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ... : الحمد هنا حمد مدح على ما سبق ذكره (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ).
وقال تعالى: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الحمد هنا حمد مدح لما فعله الله بالظالمين، فالظالم هو الذي يفعل السوء مع العلم به أنه سوء، أي أنه اختار الباطل من بعد ما تبين له الحق، وحيث أن الحق نور والباطل ظلام فإن الظالم اشتق اسمه من الظلام لأنه اختاره على النور.
وقال تعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
الحمد هنا حمد مدح لقضاء الله العادل بالحق.
أكتفي بهذا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 09:30 ص]ـ
:::
أخي الحسن الهاشمي المختار، نوّرت المنتدى، أهلا وسهلا بك.
جهد مشكور، وحضور يأتي بالسرور.
موسى
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 09:55 ص]ـ
أخي الحبيب موسى أحمد زغاري، باركك الرحمن وزادك نورا وعلما.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 04:05 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ولدي استفساران:
الأول للأخ جمال: ما معنى (العالَمين) في قوله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ هل هي جمع عالَم (بفتح اللام)؟ فإنْ كانت كذلك، فلِمَ جُمِعَت جمع مذكّر سالماً؟
أظنّ والله العالم أنّها ليست بجمع مذكر سالم إذ لم تأت في كافة النصوص إلاّ في هذه الصورة--أي صورة " العالمين"---فتكون بمعنى كلّ ما سوى الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 04:12 م]ـ
أظنّ والله العالم أنّها ليست بجمع مذكر سالم [/ b]
هي ملحقة به وليس منه.
ومن لسان العرب:
ولا واحد للعالَم من لفظه لأن عالَماً جمع أَشياء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ اسماً منها صار جمعاً لأشياء متفقة، والجمع عالَمُون، ولا يجمع شيء على فاعَلٍ بالواو والنون إلا هذا، وقيل: جمع العالَم الخَلقِ العَوالِم. وفي التنزيل: الحمد لله ربِّ العالمين؛ قال ابن عباس: رَبِّ الجن والإنس، وقال قتادة: رب الخلق كلهم.
قال الأزهري: الدليل على صحة قول ابن عباس قوله عز وجل: تبارك الذي نَزَّلَ الفُرْقانَ على عبده ليكون للعالمينَ نذيراً؛ وليس النبي، صلى الله عليه وسلم، نذيراً للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خَلق الله، وإنما بُعث محمد، صلى الله عليه وسلم، نذيراً للجن والإنس. وروي عن وهب بن منبه أنه قال: لله تعالى ثمانية عشر ألفَ عالَم، الدنيا منها عالَمٌ واحد، وما العُمران في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في صحراء؛ وقال الزجاج: معنى العالمِينَ كل ما خَلق الله، كما قال: وهو ربُّ كل شيء، وهو جمع عالَمٍ، قال: ولا واحد لعالَمٍ من لفظه لأن عالَماً جمع أشياء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعاً لأَشياء متفقة. قال الأزهري: فهذه جملة ما قيل في تفسير العالَم، وهو اسم بني على مثال فاعَلٍ كما قالوا خاتَمٌ وطابَعٌ ودانَقٌ.
دمتم بخير
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 08:25 ص]ـ
أتابع الكلام عن الحمد والشكر.
الحمد هو الثناء على الله قولا، والشكر هو الثناء على الله فعلا. فالعمل هو قول وفعل.
أما الثناء على الله فعلا فذلك بطاعة أوامره، فأوامر الدين عمادها الصبر لأنها ضد هوى النفس، فالذي يصبر ويطيع أمر ربه وينهى النفس عن الهوى هو الأجدر أن يوصف بالشاكر، فالله تعالى يعرف لنا الشكور بأنه هو الصبار، قال تعالى: إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور.
والصبر يقاس بطول المدة وبقوة التحمل، فمن صبر 10 سنوات هو الأحق أن يوصف بالشكور إذا قورن بمن صبر سنة أو 5 سنوات، فكل نبي شكور إلا أن أطولهم مدة هو نوح عليه السلام إذ قضى ألف سنة إلا خمسين عامافي الدعوة إلى الله كلها صبر، فهو جدير بأن يخلد إسمه في الذكر الحكيم كعبد شكور. قال تعالى: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 04:57 م]ـ
:::
مسألة الحمد يتعلق بها مسائل كثيرة، وهي:
الأولى: معنى الحمد في اللغة والعرف.
الثانية: الفرق بينه وبين الشكر اللغوي والعرفي، والمدح.
الثالثة: أل في (الحمد) هي هي للجنس أو الاستغراق، وهل قول الزمخشري فيها ينطلق من اعتزاليته.
ولولا ضيق الوقت لحبرت لكم الكلام في هذه المسألة، وسأكتفي لكم من القلادة بما أحاط بالعنق، وذلك بذكر بعض المصنفات المفيدة في هذا الباب، فمن ذلك
1. مقدمة لزكريا الأنصاري في الحمدلة والبسملة، وعليها شرح يكاد سنا برقه يذهب بلب ذوي التحقيق، وهو شرح ابن عبد الحق، وعلى الشرح حاشية وضعت الشرح على طرف الثمام لمن أراد محاكاة الأعلام في الإيراد والنقض وفهم ما دق في المقام.
2. حاشية الكشاف للسعد والشريف. وحاشية الأنوار للشهاب وزاده.
3. حواشي الكتب البلاغية، كحواشي مختصر السعد، ومن ذلك تقرير الأنبابي عليه.
4. حواشي كتب علم الوضع، كحواشي الرسالة العضدية، والعصامية.
5. حواشي مقدمات الكتب الكلامية، والحذر كل الحذر منها، ففيها من المخالفات العقدية لأهل السنة من أتباع المذهب الحق الكثيرمما قد يخفى على غير المكثرين من مطالعة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في هذا الباب.
6. وواسطة عقد الجميع، ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى في هذه المسألة.
هذا بعض ما يحضرني الآن، وثمة في الزوايا خبايا، وأسأل الحق سبحانه أن يقينا الزلل وأن يجنبنا عمى الفكر وقصور الأفهام عن فهم معتقد الأعلام من أتباع مذهب الأئمة، كمالك والشافعي وأحمد، ومن سار على طريقهم كابن تيمية وغيره، والله الموفق.(/)
من لها؟؟؟؟؟؟؟
ـ[هل غادر الشعراء؟]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 10:15 م]ـ
:::
أوقفتني آيتان في سورة الرحمن و ذلك عندما ذكر الله الجنتان في قوله (و لمن خاف مقام ربه جنتان) تم ذكر صفاتهما في الايات التي تليها و كل صفة تكون بلفظ المثنى مثل: (ذواتا أفنان , فبهما عينان , فيهما من كل فاكهة , .... ) وكذلك وصف الجنتان الاخريتان في قوله: (و من دونهما جنتان , مدهامتان , فيهما عينان)
و الؤال هو: عندم ذكر الحور العين جاء بلفظ جمع المؤنث السالم (فيهن قاصرات الطرف) و قوله (فيهن خيرات حسان)
فلماذا عبر بلفظ المثنى تارة و لفظ جمع المؤنث تارة أخرى؟
أرجو منكم الإجابة على ذلك و شكرا ,,,,,,,,,,,
:):):)
ـ[نور صبري]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 11:10 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
كيف يُعقل أن يُعبَّر عن الحور العين بالمثنى؟ أو عن الجنتين بجمع المؤنث،
اليك تفسير الايات:
(سورة الرحمن الاية 62 - 65)
قوله تعالى (ومن دونهما جنتان) أي وله من دون الجنتين الأوليين جنتان أخريان قال بن عباس ومن دونهما في الدرج بن زيد ومن دونهما في الفضل بن عباس والجنات لمن خاف مقام ربه فيكون في الأوليين النخل والشجر وفي الأخريين الزرع والنبات وما انبسط الماوردي ويحتمل أن يكون (ومن دونهما جنتان) لإتباعه لقصور منزلتهم عن منزلته أحداهما للحور العين والأخرى للولدان المخلدين ليتميز بهما الذكور عن الأناث وقال بن جريج هي أربع جنتان منها للسابقين المقربين (فيهما من كل فاكهة زوجان) و (عينان تجريان) وجنتان لأصحاب اليمين (فيهما فاكهة ونخل ورمان) و (فيهما عينان نضاختان) وقال بن زيد إن الأوليين من ذهب للمقربين والأخريين من ورق لأصحاب اليمين قلت إلى هذا ذهب الحليمي أبو عبد الله الحسن بن الحسين في كتاب منهاج الدين له واحتج بما رواه سعيد بن جبير عن بن عباس (ولمن خاف مقام ربه جنتان) إلى قوله (مدهامتان) قال تانك للمقربين وهاتان لأصحاب اليمين وعن أبي موسى الأشعري نحوه ولما وصف الله الجنتين أشار إلى الفرق بينهما فقال في الأوليين (فيهما عينان تجريان) وفي الأخريين (فيهما عينان نضاختان) أي فوارتان ولكنهما ليستا كالجاريتين لأن النضخ دون الجري وقال في الأوليين (فيهما من كل فاكهة زوجان) فعم ولم يخص وفي الأخريين (فيهما فاكهة ونخل ورمان) ولم يقل من كل فاكهة وقال
في الأوليين (متكئين على فرش بطائنها من إستبرق) وهو الديباج وفي الأخريين (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) والعبقري الوشي ولا شك أن الديباج أعلى من الوشي والرفرف كسر الخباء ولا شك أن الفرش المعدة للاتكاء عليها أفضل من فضل الخباء وقال في الأوليين في صفة الحور (كأنهن الياقوت والمرجان) وفي الأخريين (فيهن خيرات حسان) وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان وقال في الأوليين (ذواتا أفنان) وفي ألاخريين (مدهامتان) أي خضراوان كأنهما من شدة خضرتهما سوداوان ووصف الأوليين بكثرة الأغصان والأخريين بالخضرة وحدها وفي هذا كله تحقيق للمعنى الذي قصدنا بقوله (ومن دونهما جنتان) ولعل ما لم يذكر من تفاوت ما بينهما أكثر مما ذكر فإن قيل كيف لم يذكر أهل هاتين الجنتين كما ذكر أهل الجنتين الأوليين قيل الجنان الأربع لمن خاف مقام ربه إلا أن الخائفين لهم مراتب فالجنتان الأوليان لأعلى العباد رتبة في الخوف من الله تعالى والجنتان الأخريان لمن قصرت حاله في الخوف من الله تعالى ومذهب الضحاك أن الجنتين الأوليين من ذهب وفضة والأخريين من ياقوت وزمرد وهما أفضل من الأوليين وقوله (ومن دونهما جنتان أي ومن أمامهما ومن قبلهما وإلى هذا القول ذهب أبو عبد الله الترمذي الحكيم في نوادر الأصول فقال ومعنى (ومن دونهما جنتان) أي دون هذا إلى العرش أي أقرب وأدنى إلى العرش وأخذ يفضلهما على الأوليين بما سنذكره عنه وقال مقاتل الجنتان الأوليان جنة عدن وجنة النعيم والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى قوله تعالى (مدهامتان) أي خضراوان من الري قاله بن عباس وغيره وقال مجاهد مسودتان والدهمة في اللغة السواد يقال فرس أدهم وبعير أدهم وناقة دهماء أي اشتدت زرقته حتى ذهب البياض الذي فيه فإن زاد على ذلك حتى اشتد السواد فهو جون وأدهم الفرس ادهماما أي صار أدهم وادهام الشيء ادهماما أي اسواد قال
(يُتْبَعُ)
(/)
الله
تعالى (مدهامتان) أي سوداوان من شدة الخضرة من الري والعرب تقول لكل أخضر أسود وقال لبيد يرثي قتلى هوازن وجاءوا به في هودج ووراءه كتائب خضر في نسيج السنور السنور لبوس من قد كالدرع وسميت قرى العراق سوادا لكثرة خضرتها ويقال لليل المظلم أخضر ويقال أباد الله خضراءهم أي سوادهم
قوله تعالى (فيهما عينان نضاختان) أي فوارتان بالماء عن بن عباس والنضخ بالخاء أكثر من النضح بالحاء وعنه أن المعنى نضاختان بالخير والبركة وقاله الحسن ومجاهد بن مسعود وبن عباس أيضا وأنس تنضخ على أولياء الله بالمسك والعنبر والكافور في دور أهل الجنة كما ينضخ رش المطر وقال سعيد بن جبير بأنواع الفواكه والماء الترمذي قالوا بأنواع الفواكه والنعم والجواري المزينات والدواب المسرجات والثياب الملونات قال الترمذي وهذا يدل على أن النضخ أكثر من الجري وقيل تنبعان ثم تجريان قوله تعالى (فيهما فاكهة ونخل ورمان) فيه مسألتان الأولى قال بعض العلماء ليس الرمان والنخل من الفاكهة لأن الشيء لا يعطف على نفسه إنما يعطف على غيره وهذا ظاهر الكلام وقال الجمهور هما من الفاكهة وإنما أعاد ذكر النخل والرمان لفضلهما وحسن موقعهما على الفاكهة كقوله تعالى
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى البقرة وقوله من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال وقد تقدم وقيل إنما كررها لأن النخل والرمان كانا عندهم في ذلك الوقت بمنزلة البر عندنا لأن النخل عامة قوتهم والرمان كالثمرات فكان يكثر غرسهما عندهم لحاجتهم إليهما وكانت الفواكه عندهم من ألوان الثمار التي يعجبون بها فإنما ذكر الفاكهة ثم ذكر النخل والرمان لعمومهما وكثرتهما عندهم من المدينة إلى مكة إلى ما والاها من أرض اليمن فأخرجهما في الذكر من الفواكه وأفرد الفواكه على حدتها وقيل أفردا بالذكر لأن النخل ثمره فاكهة وطعام والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكه ومنه قال أبو حنيفة رحمه الله وهي المسألة الثانية إذا حلف أن لا يأكل فاكهة فأكل رمانا أو رطبا لم يحنث وخالفه صاحباه والناس قال بن عباس الرمانة في الجنة مثل البعير المقتب وذكر بن المبارك قال أخبرنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر وكرانيفها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ليس فيه عجم قال وحدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال نخل الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها وثمرها أمثال القلال كلما نزعت ثمرة عادت مكانها أخرى وإن ماءها ليجري في غير أخدود والعنقود اثنا عشر ذراعا
(الرحمن 70 - 71)
الأولى قوله تعالى (فيهن خيرات حسان) يعني النساء الواحدة خيرة على معنى ذوات خير وقيل (خيرات) بمعنى خيرات فخفف كهين ولين بن المبارك حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد بن عامر قال لو أن خيرة من (خيرات حسان) أطلعت من السماء لأضاءت لها ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر ولنصيف تكساه خيرة خير من الدنيا وما فيها (حسان) أي حسان الخلق وإذا قال الله تعالى (حسان) فمن ذا الذي يقدر أن يصف حسنهن وقال الزهري وقتادة (خيرات) الأخلاق (حسان) الوجوه وروي ذلك عن النبي (ص) من حديث أم سلمة وقال أبو صالح لأنهن عذارى أبكار وقرأ قتادة وبن السميقع وأبو رجاء العطاردي وبكر بن حبيب السهمي (خيرات) بالتشديد على الأصل وقد قيل إن خيرات جمع خير والمعنى ذوات خير وقيل مختارات قال الترمذي فالخيرات ما اختارهن الله فابدع خلقهن باختياره فاختيار الله لا يشبه اختيار الآدميين ثم قال (حسان) فوصفهن بالحسن فإذا وصف خالق الحسن شيئا بالحسن فانظر ما هناك وفي الأوليين ذكر بأنهن (قاصرات الطرف) الرحمن وكأنهن الياقوت والمرجان) فانظر كم بين الخيرة وهي مختارة الله وبين قاصرات الطرف وفي الحديث (إن الحور العين يأخذ بعضهن بأيدي بعض ويتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بأحسن منها ولا بمثلها نحن الراضيات فلا نسخط أبدا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ونحن الخالدات فلا نموت أبدا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدا ونحن خيرات حسان حبيبات لأزواج كرام (خرجه الترمذي بمعناه من حديث علي رضي الله عنه وقالت عائشة رضي الله عنها إن الحور العين إذا قلن هذه المقالة أجابهن المؤمنات من نساء أهل الدنيا نحن المصليات وما صليتن ونحن الصائمات وما صمتن ونحن المتوضئات وما توضأتن ونحن المتصدقات وما تصدقتن فقالت عائشة رضي الله عنها فغلبنهن والله الثانية واختلف أيهما أكثر حسنا وأبهر جمالا الحور أو الآدميات فقيل الحور لما ذكر من وصفهن في القرآن والسنة.
---------------------------------
تفسير القرطبي ج:17 ص:183 - 187
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم ..
يرى الدكتور إبراهيم السامرائي أنّ في قوله تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) إشارة إلى الجمع بدلالة قوله: (فيهنّ). وأنّ هذه الإشارة قد دلت على الحقيقة التي أريدت في عامّة سورة الرحمة التي برزت فيها التثنية. فالمراد في قوله: (جنّتان) و (عينان) و (زوجان)، والخطاب الذي تكرّر في قوله: (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) وغير هذا كلٌّ أريد به الجمع، ولم تكن التثنية إلا شيئاً جيء به لإحسان النّظم في بديع القرآن.
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هل غادر الشعراء؟]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 12:01 م]ـ
جزاكم الله خيراً فقد شفيتم غليلي(/)
إنْ سألكَ سائلٌ؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 05:19 ص]ـ
السلام عليكم ..
إن سألك سائل: أيّهما جاز لكَ أنْ تقول: "زيدٌ أفضل الإخوة" أمْ "زيدٌ أفضل إخوته"؟
فبمَ تجيب؟
ـ[معالي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 03:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
دعني أجتهد أستاذي الكريم:
على عجل سأختار: زيدٌ أفضل الإخوة.
وذاك لأن لفظ (الإخوة) حينئذ يحمل _في تقديري_ معنى الأخوّة بالنسب والأخوة الإسلامية بل والأخوة الإنسانية.
أما لفظ (إخوته) فيحمل معنى أخوّة النسب فحسب.
وعليه كانت العبارة الأولى أبلغ في الثناء.
نودي للصلاة، ومضطرة إلى ترك تمحيص رأيي العَجِل لكم بارك الله في علمكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 06:25 م]ـ
لا أدري ما الذي حلّ بمشاركات الإخوة أبي سارة، وابن النحوية، وجمال، وكذلك تعقيبي عليها!
على أيّة حال، فإنّي أرى أنْ يعيد الإخوة كتابة مداخلاتهم من جديد ..
وإن لم يخنّي ظني فإنّ الأخ أبا سارة قد رجّح في البداية القول الثاني، والأخ ابن النحوية أجاز القولين، والأخ جمال رجّح القول الأول، ثم رجّح الأخ أبو سارة القول الأول ..
وأنا قمت بمساءلة الأخ ابن النحوية إن كان يجيز القول الثاني بحُجّة ما ذهب إليه الكوفيون، فماذا يقول إذا سأله سائل: من إخوة زيد؟ هل يجوز أن يقول: زيد وبكر وعمرو وخالد، فيدخل زيداً في جملتهم؟
وبارك الله في الأستاذة معالي!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 06:38 م]ـ
السلام عليكم
لا تُجهدوا أنفسكم ..
فقد وجدت جميع مشاركاتكم، وأنا أدرجها ها هنا بحسب الترتيب ..
وعليكم السلام
في رأيي المتهالك: الثانية.
والله أعلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والجواب كما يأتي:
أما (زيدٌ أفضل الإخوة) فجائزٌ لا إشكال فيه، وأما (زيدٌ أفضل إخوته) فقد اختلف فيه على النحو الآتي:
1 - ذهب البصريون وعلى رأسهم المبرد والزجاج إلى منع: (زيدٌ أفضل إخوته)؛ وقالوا: هذا محالٌ وباطلٌ، وعلة ذلك: أن اسم التفضيل إذا أضيف فلا يكون المفضَّل إلا جزءًا من المضاف إليه، فلا يجوز: (زيدٌ أفضل إخوته)؛ وذلك أنك إذا أضفت الإخوة إلى ضمير (زيد) فقد خرج من جملتهم، وإذا كان خارجًا منهم صار غيرهم، وإذا صار غيرهم لم يجز أن تقول: (زيدٌ أفضل إخوته)، كما يلزم منه إضافة الشيء إلى نفسه، وذلك أنا إذا قلنا: إن زيدًا من جملة الإخوة نظرًا إلى مقتضى إضافة اسم التفضيل ثم أضفت الإخوة إلى ضمير (زيد)، وهو من جملتهم كنت قد أضفته إلى نفسه بإضافتك إياه إلى ضميره، وذلك فاسد.
2 - ذهب الكوفيون وتبعهم ابن خالويه إلى صحة هذا الأسلوب على تقدير أن الإضافة بمعنى (من) فنحو: (زيدٌ أفضل إخوته) مقدَّرٌ بـ (زيدٌ أفضل من إخوته)، أو على تقدير (أفضل الإخوة).
والراجح جوازه؛ لورود السماع به فقد قال الفرزدق عندما سئل عن (نصيب): هو أشعر أهل جلدته.
كما يجوز على تأويل (زيدٌ أفضل الإخوة)، ويقوي ذلك قوله تعالى: {يتلونه حق تلاوته}، أي: حق التلاوة، وقول دريد بن الصمة القشيري:
قتلت بعبد الله خير لداته ذُؤابًا فلم أفخر بذاك وأجزعا
أي: أفضل لداته، ومثله قول زيادة بن زيد بن مالك:
ولم أرَ قومًا مثلَنا خيرَ قومهم أقلَّ به منا على قومهم فخرًا
وقول أبي عبد الرحمن العتبي يرثي علي بن سهل:
يا خير إخوانه وأعطفَهم عليهم راضيًا وغضبانًا
الأخ الفاضل أبو سارة
لقد صدقت في وصف رأيك بالمتهالك
قال إبن جنّي في الخصائص
(ومن المحال قولك: زيد أفضل إخوته، ونحو ذلك. وذلك أن أفضل: أفعل، وأفعل هذه التي معناها المبالغة والمفاضلة، متى أضيفت إلى شيء فهى بعضه؛ كقولك: زيد أفضل الناس، فهذا جائز؛ لأنه منهم، والياقوت أنفس الأحجار؛ لأنه بعضها. ولا تقول: زيد أفضل الحمير، ولا الياقوت أنفس الطعام؛ لأنهما ليسا منهما. وهذا مفاد هذا. فعلى ذلك لم يجيزوا: زيد أفضل إخوته؛ لأنه ليس واحد من إخوته، وإنما هو واحد من بنى أبيه؛ ألا ترى أنه لو كان له إخوة بالبصرة وهو ببغداد، وكان بعضهم وهم بالبصرة، لوجب من هذا أن يكون من ببغداد البتة في حال كونه بها، مقيما بالبصرة البتة في تلك الحال.
وأيضا، فإن الإخوة مضافون إلى ضمير زيد، وهي الهاء في إخوته، فلو كان واحدا منهم وهم مضافون إلى ضميره كما ترى، لوجب أيضا أن يكون داخلا معهم في إضافته إلى ضميره، وضمير الشيء هو الشيء البتة، والشيء لا يضاف إلى نفسه.)
حتّى أنّه يعتبر عبارة "زيد أفضل أخوته" من المحال
أستاذي جمال سلمه الله
حاول توجيه كلامي:)
أليس مفهومه أن رأيي غير المتهالك بأن الجواب: الأولى:)
الأخ المشرف الفاضل أبو سارة
على قواعدنا توجيهك صحيح---فإذا قلت رأيي المتهالك "زيد أفضل أخوته" فهو رأي غير مرضي عندك لوصفك إيّاه بالمتهالك---
وكلامك الأخير مرضي عندي حتّى أنني سأذكره في مجالسي ---فقد أحسنت التخلص:)
الأستاذ الحبيب أبو زيد ..
أراك قد سلكتَ مسلك المناطقة في التعليل:)
فأقمتَ لتعليلكَ حُجّة ما بعدها حُجّة:)
الأستاذ ابن النحوية سلمه الله ..
لو كان قولنا: "زيد أفضل إخوته" جائزاً، كما رجّحتَ أنتَ جوازه ..
فبمَ تجيب السائل إذا سألك: من إخوة زيد؟
هل يجوز لك أن تقول: زيد وعمرو وبكر وخالد، فتُدخل زيداً في جملتهم؟
أخي العزيز جمال ..
لو سمحت .. ألا يكون استعمالك لهذا "التعليل" في مجالسنا:)
ودمتم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 06:50 م]ـ
سلمك الله أستاذ لؤي. ولو أنك جعلت قول كل واحد منهم على شكل اقتباس لكان أوضح.
دمتم بخير. وجزاكم الله الخير في الدارين.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 07:03 م]ـ
سلمك الله أستاذ لؤي. ولو أنك جعلت قول كل واحد منهم على شكل اقتباس لكان أوضح.
دمتم بخير. وجزاكم الله الخير في الدارين.
تمّ بحمد الله ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 07:10 م]ـ
نُفذ ..
وبارك الله فيك ..
سلمك الله وعافاك ( ops
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 12:20 ص]ـ
إنْ سَألكَ سَائلٌ:
أين أخطأ المتنبي في قوله:
عجباً له! حَفِظَ العِنانَ بأَنْمُلٍ ... مَا حِفْظُهَا الأَشْيَاءَ مِنْ عَادَاتِها
فبِمَ تجيب؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 06:20 ص]ـ
أستاذي القدير لؤي، حفظك الله وشفاك.
يبدو أن الجرجاني بكتابه دلائل الإعجاز قد ملك عليك لبك.:)
الجواب:
أنه كان ينبغي أن يقول: ما حفظ الأشياء من عاداتها فيضيف المصدر إلى المفعول، فلا يذكر الفاعل، ذاك لأن المعنى على أنه ينفي الحفظ عن أنامله جملة، وأنه يزعم أنه لا يكون منها أصلاً، (وهذا هو الصواب).
وإضافته الحفظ إلى ضميرها في قوله: ما حفظها الأشياء، يقتضي أن يكون قد أثبت لها حفظاً. (وهو الخطأ).
--------------------------
قصد العالم الكبير الجرجاني أن الشاعر حينما أضاف المصدر (حفظ) إلى الضمير الهاء، وهو في محل رفع الفاعل، قد أثبت أن الأنامل قد حفظت فعلا، وهو عين ما ينفيه.
وكان عليه أن لا يضيف المصدر (حفظ) إلى الفاعل. بل أن يضيفه إلى المفعول به، وهو (الأشياء). وفي هذه الحالة يتفق اللفظ مع المعنى، وتنسبك الجملة في نظمها.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 08:19 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 11:43 م]ـ
أستاذي القدير لؤي، حفظك الله وشفاك.
يبدو أن الجرجاني بكتابه دلائل الإعجاز قد ملك عليك لبك.:)
الجواب:
أنه كان ينبغي أن يقول: ما حفظ الأشياء من عاداتها فيضيف المصدر إلى المفعول، فلا يذكر الفاعل، ذاك لأن المعنى على أنه ينفي الحفظ عن أنامله جملة، وأنه يزعم أنه لا يكون منها أصلاً، (وهذا هو الصواب).
وإضافته الحفظ إلى ضميرها في قوله: ما حفظها الأشياء، يقتضي أن يكون قد أثبت لها حفظاً. (وهو الخطأ).
--------------------------
قصد العالم الكبير الجرجاني أن الشاعر حينما أضاف المصدر (حفظ) إلى الضمير الهاء، وهو في محل رفع الفاعل، قد أثبت أن الأنامل قد حفظت فعلا، وهو عين ما ينفيه.
وكان عليه أن لا يضيف المصدر (حفظ) إلى الفاعل. بل أن يضيفه إلى المفعول به، وهو (الأشياء). وفي هذه الحالة يتفق اللفظ مع المعنى، وتنسبك الجملة في نظمها.
أجَدْتَ .. لا يَفضض الله فاك يا موسى ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 01 - 2007, 05:37 ص]ـ
إنْ سألَكَ سائلٌ:
أين أخطأ المتنبّي في قوله:
ولا تَشَكَّ إلى خَلْقٍ فَتُشْمِتَهُ ... شَكْوَى الجَّرِيحِ إلى الغِرْبَانِ وَالرَّخَمِ
فَبِمَ تُجيب؟(/)
سؤال عن تقديم اللهو على اللعب والعكس في القرآن العظيم.
ـ[ابن الحجاز]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 09:06 م]ـ
الأخوة والأخوات في الفصيح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإجابة على هذا السؤال.
لماذا قدم اللهو على اللعب في هذه الآية:
«و ما هذه الحياة الدنيا إلا لهو و لعب و إن الدار الآخرة لهي الحيوان» العنكبوت - 64
وقدم اللعب على اللهو في هذه الآية:
" إنما الحياة الدنيا لعب ولهو " محمد 36
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 09:52 م]ـ
الأخ الفاضل ابن الحجاز ..
نرحب بك في منتديات الفصيح ..
ونسأل الله لك التوفيق والسداد في القول والعمل ..
وبخصوص سؤالك، فإنّك قد تجد على هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5319) ما يشفي غليلك بإذن الله ..
ودمتم ..
ـ[ابن الحجاز]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 12:43 م]ـ
شكرا أخ لؤي على هذه إرشادي إلى الرابط.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 08:49 م]ـ
الأخ الفاضل ابن الحجاز ..
نرحب بك في منتديات الفصيح ..
ونسأل الله لك التوفيق والسداد في القول والعمل ..
وبخصوص سؤالك، فإنّك قد تجد على هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5319) ما يشفي غليلك بإذن الله ..
ودمتم ..
وهل يسعى للإنتقام لتوفر له ما يشفي غليله؟؟:)
قال الخليل في العين
(والغَليل: حر الجوف لوحاً وامتعاضاً، قال
: إلى الغَليلِ ولم يقصعنه نُغَبُ)
------------------------
ملاحظة--من يفسر لنا الشاهد
إلى الغَليلِ ولم يقصعنه نُغَبُ
ـ[القيصري]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 09:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن لسان العرب
نغب: نَغَبَ الإِنسانُ الرِّيقَ يَنْغَبُه ويَنْغُبه نَغْباً: ابْتلعه.
ونَغَبَ الطائرُ يَنْغَبُ نَغْباً: حَسا من الماءِ؛ ولا يقال شَرِبَ.
الليث: نَغَبَ الإِنسانُ يَنْغَبُ ويَنْغُب نَغْباً: وهو الابْتِلاعُ للريق والماءِ نَغْبةً بعد نَغْبةٍ. قال ابن السكيت: نَغِبْتُ من الإِناءِ، بالكسر، نَغْباً أَي جَرَعْتُ منه جَرْعاً.
ونَغَبَ الإِنسانُ في الشُّرْب، يَنْغُبُ نَغْباً: جَرَعَ؛ وكذلك الحمار.
والنَّغْبة والنُّغْبة، بالضم: الجَرْعة، وجمعها نُغَبٌ؛
قال ذو الرمة:
حتى إِذا زلَجَتْ عن كلِّ حَنجَرَةٍ * إِلى الغَليلِ، ولم يَقْصَعْنَه، نُغَبُ
وقيل: النَّغْبة المَرَّة الواحدةُ.
والنُّغْبة: الاسمُ، كما فُرِقَ بين الجَرْعةِ والجُرْعة،
وسائِر أَخواتها بمثل هذا؛
وقوله:
فَبادَرَتْ شِرْبَها عَجْلى مُثابِرةً، * حتى اسْتَقَتْ، دُونَ مَحْنى جِيدِها، نُغَما
إِنما أَراد نُغَباً، فأَبدل الميم من الباءِ لاقترابهما. والنَّغْبة: الجَوْعةُ، وإِقْفارُ الحَيِّ. وقولهم: ما جُرِّبَتْ عليه نُغْبةٌ قَطُّ أَي فَعْلة قبيحةٌ.(/)
طلب: كتب تهتم بالبلاغة.
ـ[ابن الحجاز]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 01:02 م]ـ
أرجو من الأخوة الأعزاء إرشادي إلى بعض الكتب التي تهتم ببلاغة القرآن الكريم, شاكرا للجميع مساعدتهم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 06:42 م]ـ
كتاب الزركشي
(البرهان في علوم القرآن)
تكسب فيه الحسنيين---الآولى --تدبر القرآن
--والثانية--البلاغة
ـ[أبو نهى]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 10:24 م]ـ
كتاب السيوطي: الإتقان في علوم القرآن
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 11:39 م]ـ
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10341
ـ[ابن الحجاز]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 01:10 ص]ـ
شكرا للأخوة جمال , أبو نهى, ولؤي على هذه الاستجابة.
ـ[ابن نفطويه]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 10:36 م]ـ
هناك كتب عديدة تهتم ببلاغة القرآن الكريم ومنها:
في ظلال القرآن للسيد قطب،،،و الجدول في إعراب القرآن وصرفه لمحمود صافي. وكتب أخرى سؤضيفها لاحقاً إن شاء الله.
ـ[معالي]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم
في ظلال القرآن للسيد قطب
وقع سيد رحمه الله تعالى في أخطاء نبّه عليها بعض العلماء، فيحسن الاطلاع عليها، وكلٌ يؤخذ من قوله ويُردّ إلا صاحب هذا القبر كما قال الإمام مالك رحمه الله.
فالرجل أديب وليس بعالم شرعي، وعليه فقد يؤخذ الطالب بروعة بيانه وبديع عباراته رحمه الله فلا يتبيّن الخطأ من الصواب.
رحم الله موتى المسلمين.
ووفقنا لما يحبه ويرضاه جل وعلا.
ـ[ابن الحجاز]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 08:30 م]ـ
الأخ ابن نفطويه
الأخت معالي
شكرا لكما(/)
في عيون المتشابه في القرآن
ـ[أحلام]ــــــــ[04 - 05 - 2006, 03:15 م]ـ
في عيون المتشابه
في الحروف المبدلات
في البقرة: "فسواهن سبع سموات". وفي حم السجدة: "فقضاهن".
في البقرة: "وقلنا يا آدم اسكن". وفي الأعراف: "يا آدم اسكن".
وفي البقرة: "وظللنا عليكم الغمام". وفي الأعراف: "وظللنا عليهم الغمام".
في البقرة: "فانفجرت منه". وفي الأعراف: "فانبجست".
في البقرة: "بعد الذي جاءك من العلم". وفي الرعد: "بعدما جاءك من العلم".
في البقرة: "للطائفين والعاكفين". وفي الحجر: "والقائمين".
في البقرة: "وما أنزل إلينا". وفي آل عمران: "علينا".
في البقرة: "أو لو كان آباؤكم لا يعقلون شيئاً". وفي المائدة: "لا يعلمون".
في آل عمران: "لكيلا تحزنوا". وفي الحديد: "لكيلا تأسوا".
في سورة النساء: "وخلق منها زوجها". وفي الأعراف: "وجعل".
في سورة النساء: "إن تبدوا خيراً". وفي الأحزاب: "شيئاً".
في الأنعام: "من إملاق"، وفي بني إسرائيل: "خشية إملاق".
في الأعراف: "فأرسل معي بني إسرائيل"، وفي طه: "معنا".
في الأعراف: "وأرسل في المدائن حاشرين"، وفي الشعراء: "وابعث".
في الأعراف: "ثم لأصلبنكم"، وفي طه: "ولأصلبنكم".
في التوبة: "يريدون أن يطفئوا"، وفي الصف: "ليطفئوا".
في يونس: "فأتبعهم فرعون وجنوده"، وفي طه: "بجنوده".
في هود: "وأمطرنا عليهم"، وفي الحجر: "عليهم".
في الحجر: "وما يأتيهم من رسول"، وفي الزخرف: "من نبي".
في الحجر: "كذلك نسلكه"، وفي الشعراء: "سلكناه".
في الكهف: "ولئن رددت"، وفي حم السجدة: "ولئن رجعت".
في الكهف: "فأعرض عنها"، وفي السجدة: "ثم أعرض عنها".
في طه: "وسلك لكم فيها سبلاً"، وفي الزخرف: "وجعل لكم".
في الأنبياء: "وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين"، وفي الصافات: "فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين".
في الأنبياء: "وتقطعوا أمرهم بينهم"، وفي المؤمنون: "فتقطعوا".
في النمل: "ففزع من في السموات"، وفي الزمر: "فصعق".
في القصص: "وما أوتيتم"، وفي عسق: "فما أوتيتم".
في العنكبوت: "ولقد تركنا منها آية"، وفي القمر: "وقد تركناها آية".
في حم السجدة: "ثم كفرتم به"، وفي الأحقاف: "وكفرتم به".
في المدثر: "كلا إنه تذكرة"، وفي عبس: "كلا إنها تذكرة".
من كتاب المدهش للجوزي رحمه الله(/)
لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 12:01 م]ـ
قال الطبرسي الشيعي في قوله تعالى
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة
(فإن قيل إنما نفى أن يناله ظالم في حال ظلمه فإذا تاب لا يسمى ظالماً فيصح أن يناله فالجواب أن الظالم وإن تاب فلا يخرج من أن تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالماً فإذا نفى أن يناله فقد حكم عليه بأنه لا ينالها والآية مطلقة غير مقيدة بوقت دون وقت فيجب أن تكون محمولة على الأوقات كلها فلا ينالها الظالم وإن تاب فيما بعد.)
وهو قول خبيث يعنون فيه أنّ الشيخين وعثمان كانوا على الكفر فآمنوا---أي كانوا ظالمين في الزمن السابق لقبولهم الدعوة--والآية مطلقة غير مقيدة فلا يحوزون على عهد الله بعد آيمانهم---فإمامتهم باطلة
وعندي عدة نقاط
# في قراءة أخرى "لا ينال عهدي الظالمون" وهذا الأمر يقتضي منّا تسليط الضوء على الفعل "ينال"
# في فهم آحر فهم أنّ المقصود بالعهد النبوة لا الإمامة فما المعنى الأرجح
# ما الرد الأمثل على كلام الشيعة؟
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 01:56 م]ـ
أولا: قراءة (لا ينال عهدي الظالمون) - بالرفع - قرأ بها أبو رجاء، وقتادة، و الأعمش، وابن مسعود، وطلحة بن مصرّف وقراءتهم ليست متواترة ولا مشهورة، وقد قال الزجاج عنها: " قراءة جيدة بالغة إلا أني لا أقرأ بها، ولا ينبغي أن يُقْرَأَ بها لأنها خلاف المصحف ". انظر معجم القراءات، لعبد اللطيف الخطيب ج 1 ص 189؛ وعلى هذه القراءة يكون التعليل أن العهدَ لا يُنال بظلم بل بالطاعة، أويكون المعنى: لا يصل إليه الظالمون. قلت: فتكون دلالة الفعل (ينال) على كسب العباد أقرب وأوضح، فمن شاء أن ينال عهد الله فلا يظلم، ولْيجتهدْ في الطاعة وصنائع المعروف حتى يفوز بها، فالعهدُ مرهون بالطاعة يكون إذا كانت وينتفي إذا انتفت. والله أعلم. ثانيا: ذكر المفسرون للعهد عدة معانٍ؛ منها هذا المعنى يعني (النبوة) استنادا إلى دعوة إبراهيم (وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك) البقرة / 129، ومنها عهد الإمامة المستفاد من رجاء إبراهيم عليه السلام أن يكون مِن ذريته مَن يدعو إلى التوحيد الذي دعا إليه إبراهيم، ومنها توجيه ربنا عز وجل لنبيه إبراهيم ألا يطيع ظالما ولا يدخل في عهدٍ معه أبدا، ومنها أن العهد معناه الدين فدين الله الذي جعل فيه الهداية للناس لا ينبغي أن يكون فيه ظلم، فمن ظلم خرج عن نطاق الرحمة والهداية إلى نطاق العقوبة - وهي حدود الله في الدنيا والآخرة - بقدر ما اقترف من الإثم، ومن تاب يتوب الله عليه. ومع أن ظاهر الكلام إخبار فلا يخلو من الإعلام لإبراهيم أن يكون من ولده الطائعون كما يكون منهم الجائرون عن قصد السبيل. راجع تفسير الطبري لهذه الآية. هذا، وبالله التوفيق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 07:01 م]ـ
بارك الله بك يا منصور يامنصور
ـ[صلاح]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 06:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة
أخي السائل الكريم:
الله سبحانه وتعالى صرح في هذه الآية المباركة أنه أبتلى النبي إبراهيم عليه السلام ببلاء (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) ونعلم أن البلاء هو الإمتحان والإختبار من الله جل وعلا فلكل فرد مرتبة من الإيمان بالله فيمتحنه الله على مقدار هذه المرتبة الإيمانية التي وصل لها حتى يصل إلى المرتبة الأعلى من المرتبة السابقة مثل الإختبار في المدرسة فكلما أختبر الفرد وحصل ونجح في الإختبار تجده في صفوف الأوائل من التلاميذ المتفوقين.
نعم فكذلك النبي إبراهيم إبتلي من الله جل وعلا فكان من الناجحين في الإبتلاء أوالإختبار (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) حتى وصل إلى مرتبة ومقام الإمامة الذي هو مقام أعلى وأسمى من النبوة. بصريح النص القرآني (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) يعني بعد هذا النجاح يا نبي الله يا إبراهيم في الإبتلاء قلِّدت مقام الإمامة. فمقام الإمام منح لإبراهيم عليه السلام بعد مقام النبوة ولهذا فإن مقام الإمامة أعلى من مقام النبوة.
وهذا المقام لا يمنح لكل من هب ودب وإنما للشخص الذي هو في هذا المقام بمعنى الله أعلم حيث يضع رسالته يعني هو مقام يمنحه الله لعباده لنَّاس هي التي تمنح هذا المقام ولايمكن لفرد غير معصوم عن الخطاء كالأنبياء والأوصياء أن يكون إماماً بالمفهوم القرآني السابق لأن غير المعصوم قد يخطىء أو يعصي
(قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة
والحمد لله رب العالمين(/)
ما ألوان البلاغة في هذا المقطع الأدبي
ـ[النفس]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 09:42 م]ـ
(من أدلى بدلاء المجاهدة في غيابة النفس فربما استوحش قبل الأنس! غير أنه لا يلبث حتى يسمع يا بشرى ... هذا خفي أعمالنا قد كشفناه ... فارفع الغطاء , ولا تستوحش من قلة أصحاب الدلاء ... من كشف غطاء نفسه في الدنيا لم يرعه كشف الغطاء في الآخرة .. ! فأرسل وارد التبيين , يأتك بخبر ما في الغيابة من آلات الشياطين ... من دأبوا على التزيين و التسويغ والإسقاط و الإنكار و التلوين ... دأبوا على إخفاء حقائق النفس وبواعث الأعمال حتى على المخلصين ... فإن عجزت فجدد ............. جدد " إياك نعبد و إياك نستعين " عبودية تحرق بها الغشاوات .. واستعانة تتقوى بها على المجاهدات ,فلا تلبث حتى يأتيك البشير بقول الحكيم الخبير " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " يلقيه على قلبك فيرتد بصيراً ... تخرج به عن بادية الإسلام إلى حاضرة الإيمان , و من ظلمات الحيران إلى طمأنينة الاستيقان.)(/)
قصايد في البلاغة
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 09:51 م]ـ
السلام عليكم والرحمة
أخواني الأعضاء اريد منكم مساعدة واتمنى أن تساعدوني، أريد تحليلا في البلاغة لأي قصيدة تخص اللغة العربية واذا أمكن بأن تساعدوني في اسرع وقت لأنني في أشد الحاجة إليها هذا الأسبوع وشاكرة لكم جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم.
أختكم ليلى العامري(/)
ما الخطأ في قول أبي تمام؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 03:09 م]ـ
السلام عليكم
قسم الزمان ربوعها بين الصبا
وقبولها ودبورها أثلاثا
في البيت خطأ فكري واضح
ماهو؟؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 03:31 م]ـ
لعل الخطأ في التقسيم الثلاثي. حيث قسم إلى الصبا والقبول والدبور. وفساد المعنى يكمن في لفظتي الصبا والقبول لأن القبول من معانيها الصبا فقد وقع في التكرار. أي أن الصبا والقبول شيئ واحد لذلك فالتقسيم كان ثنائياً وليس ثلاثياً.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 05:29 م]ـ
ما أجمل كلامك أخي
هلّا كلفت نفسك بنقل نقد الآمدي لهذا البيت من كتابه الموازنة؟؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 05:40 م]ـ
هلّا كلفت نفسك بنقل نقد الآمدي لهذا البيت من كتابه الموازنة؟؟
حفظك الله ورعاك
الحقيقة أنا مفتقر إلى الكثير من المراجع , ولكني أحببت المشاركة. ولا أخفيك أمراً:). فقد بحثت عن البيت في الشبكة فوجدت هذا المعنى في موقع نداء الإيمان ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=210&CID=3) .
فهل أخطأت التعليل؟ ( ops
حفظك الله ورعاك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 05:47 م]ـ
الأخ المحترم أبو طارق
لقد أحسنت التعليل
وكتاب الموازنة موجود في موقع الورّاق
فهلّا نقلت لنا شذرات منه؟؟
http://www.alwaraq.net/
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 06:34 م]ـ
نعلم أن أبا تمام (طائي) ومنازل طيئ في الشمال نسبيا من جزيرة العرب، ومن موروثها الثقافي - حتى لو كان الطائي يعيش في الحواضر فإن موروثه معه، وهذه تلاحظ في أدب العرب بعامة إلى نهاية العصر العباسي - يأتي تحديد اتجاه الرياح في منطقتها؛ إذ ليست الرياح على درجة واحدة من الوصف في جميع أنحاء الجزيرة، مثلا أهل اليمن يتغنون برياح الجنوب لأنها تحمل رطوبة البحر الجنوبي وبلادهم جبلية في الغالب فتأتي هذه الرياح بالأمطار وهي من فضل الله مصدر المياه حيث لا أنهار ولا ينابيع متدفقة، بينما رياح الجنوب وبال على ساكني نجد لانها تأتي محملة بالرمال الحارة، ومن هنا ورد عن رواة اللغة عدة تحديدات لرياح (القبول) فقيل: هي بين الصبا والجنوب وهذا قول النضر بن شميل، وقيل: هي كل ريح لينة طيبة المس تقبلها النفس وهذا قول ابن الأعرابي؛ هذا مع القول السائد أنها هي الصبا عينها، ويبدو لي أن اختلاف التحديد نشأ عن اختلاف مواطن أهل هذه اللغات؛ مما يقلل من قوة الاعتراض على أبي تمام ويضعف اتهام الرجل بالخطأ الفكري - انظر ديوان أبي تمام بشرح التبريزي ج1 ص 315 بتحقيق محمد عبده عزام، دار المعارف بمصر. قلت: والواجب على دارس الشعر ونقده أن يورد كل ما قيل فيه، و لعل قرئا واسع الاطلاع يستقصي اتجاهات الرياح في لغات القبائل ويخرج بفائدة تثري الدلالات ولا تتوقف عند مشهور الروايات دون مغمورها، ويحضرني في هذا المقام كتاب لابن خالويه في الرياح مفيد جدا وأنا بعيد العهد به ولم تهتدِ إليه عيني في مكتبتي فاكتفيت بهذا القول، وبالله التوفيق.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 06:59 م]ـ
فهلّا نقلت لنا شذرات منه؟؟
/
لك ذلك أستاذي الفاضل:
يقول الآمديَُ في كتابه الموازنة:
ومما أخطأ فيه الطائي أقبح خطأ قوله:
قسم الزمان ربوعها بين الصبا ... وقبولها ودبورها أثلاثا لأن الصبا هي القبول، وليس بين أهل اللغة وغيرهم في ذلك خلافٌ.
فإن قيل: إنما سميت الصبا قبولا؛ لأنها تقابل الدبور؛ فلعله استعار هذا الاسم للدبور، فقال "بين الصبا وقبولها" يريد الدبور لأنها تقابل الصبا ومقابلتها أي الريح المقابلة لها.
قيل: هذا غلط من وجوه: منها: أنه قد ذكر الدبور في البيت مرة؛ فلا يجوز أن يأتى بها مرة ثانية.
ومنها: أنه ما سمع من العرب "زيدٌ قبولك" أي: مقابلك، ولا "دار زيد قبول دار عمرو" بمعنى مقابلتها؛ فإنما خصت الصبا وحدها بهذا الاسم؛ لأنها تأتي من الموضع الذي يقبل منه النهار، وهو مطلع الشمس، وقيل لها "دبور" لأنها ضدها، أخذه من أقبل وأدبر، ولو جاز هذا في كلامهم وساغ في لغتهم أو كان مثله مسموعا منهم لساغ أن تسمى الشمال أيضاً قبولا؛ لأنها تقابل الجنوب، وأن تسمى الجنوب قبولا؛ لأنها تقابل الشمال. وما أظن أحداً يدعى هذا، ولا يستجيز أن يعارض بمثل هذه المعارضة، ولا أن يحد لغةً غير معروفة، وينسب إلى العرب ما لم تعلمه ولم تنطق به.
ومنها - وهي أولاها في فساد هذا التأويل -: أنه قال: "بين الصبا وقبولها ودبورها أثلاثا" وقوله "أثلاثا" يدلك أنه أراد ثلاث رياحٍ، وأنه توهم أ، القبول ريحٌ غير الصبا، وهذا واضح.
والجيد قول البحتري:
متروكةٌ للريح بين شمالها ... وجنوبها ودبورها وقبولها
فجاء بالرياح الأربع.
وقال البحتري أيضاً:
شنئت الصبا إذ قيل وجهن قصدها ... وعاديت من بين الرياح قبولها
فقوله "وجهن" يعني الحمول، والهاء في "قبولها" راجعةٌ إلى الرياح.
وهذا مما يوهمك أنه أراد ريحين، وإنما أراد ريحاً واحدة، وسماها باسميها، فقال: شنئت الصبا، وعاديت القبول: أي أبغضت هذين الاسمين؛ لأن حمول الظاعنين توجهت نحوها، ولم يقل إن الحمول توجهن إلى وجهتين مختلفين.
وحكى ابن الأعرابي - أو حكى عنه - أنه قال: القبول كل ريحٍ طيبة المس لينة، لا أذى فيها، سميت قبولا لأن النفس تقبلها
دمتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 07:13 م]ـ
دمت لنا أخا
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 05 - 2006, 07:34 م]ـ
دمت لنا أخا
ودمت لنا أستاذاً
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 01:49 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله في شيخنا الشرباتي الذي يتحفنا بين الفينة وأختها بمثل هذه الوقفات البديعة، ألا فليجزه الله خير الجزاء.
والشكر وافٍ غير منقوص للأستاذ أبي طارق الجندي المجهول:) الذي نراه هنا وهناك يحمل ما لذ وطاب:)، فبارك الله فيه، وشكر له.
ولكن
ما رأيكم في ما ذهب إليه أستاذنا الكبير أبي محمد وفقه الله، من توهين الاعتراض على بيت أبي تمام؟
أُصْدِقُكُم لقد وقع مني رأيُه موقعًا حسنًا!
فماذا ترون؟
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 06:41 ص]ـ
الأخ المنصور أستاذ في فهم النصوص وتمحيصها بلا خلاف---
وأرغب أن أعرف تعليقه على عبارة الآمدي
(فإنما خصت الصبا وحدها بهذا الاسم؛ لأنها تأتي من الموضع الذي يقبل منه النهار، وهو مطلع الشمس،)
ولا يقصد من هذا الإسم إلّا ما ذكر---فلا هو بمعنى المقابل ولا هو بمعنى المقبول
فما رأي أخي المنصور؟؟
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 07:30 ص]ـ
آسف، فقد حدث خطأ فني فأعدت كتابة التعليق.
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 07:33 ص]ـ
معذرة إليكم لأني جعلت جوابي في هذه المسألة رسالة عامة إلى أبناء أمتي فلعلي ألقى الله في لحظة ما ويكون وعي الأمة هو أول ما أُسأل عنه، فأقول: كلام الآمدي قال به بعض اللغويين بعد أن أوردوا سائر الأقوال، وهذا هو مقصدي تماما؛ أن أسوق جميع الأقوال ليرى النقادُ الصورة عن بعدٍ حيث تحيط النظرة بدقائق يمكن أن يرى فيها أحدهم ما لا يراه الناظر عن قربٍ، ثم إن المعاني المتعددة لم يقل بها عوامّ الناس بل وردت على ألسنة أئمة لا يستهان برأيهم، لذلك سرت في تحليل كلام العرب سيرة التوسع في المعاني في كل الأنحاء بما يحتمله اللفظ من أداء المعجمات وأدء السياقات، ولعلكم ترون ذلك واضحا في التعليق السابق فلم أخطئ أحدا ولم أحجر واسعا، وإنما تركت المجال طلقا لعل ناقدا بصيرا يخرج علينا بفهم كان غائبا عنا، وأذكركم بأن مذهبي في المعاني عليه شاهد ضخم هو كثرة الشروح والنقدات - بجميع اتجاهاتها - على الشعر خاصة، وكنت أمس في ندوة حول السرقات الأدبية وسررت كثيرا من أحد المشاركين وهو باحث لغوي قدير يعلل تعدد أقوال الشعراء في الصورة الواحدة بأنه من ثراء العربية، فقلت: وإن أي محاولة لرد الكلمة إلى القائل الأول لهي إهدار لقيمة الثروة الشعرية، وإذا تأملنا كتابا مثل (الإبانة عن سرقات المتنبي) نرى فيه ثورة عارمة على المتنبي هي في حقيقتها للنيل من شخصه وليس من شعره، فها هي ذي أمتنا لا تزال تستمتع بشعر المتنبي ولم يتوقف التأليف في أدبه إلى الساعة، بينما حاسدوه يتضاءلون، وما ينبغي أن نلغي هذا الجانب من درسنا فهو الدليل الناصع على نمو أساليب العربية بسبب تعدد معاني ألفاظها، ولقد عجبت من رجل أعجمي يجمع في لغتنا كتابا مثل كتاب (تكملة المعاجم العربية) ولم نستطع أن ننكر ما فيه من معانٍ لم تذكرها المعجمات القديمة، ولم نستطع ردها لأنها مسطورة في أعمال علمائنا وقد وجدنا فيها - أي: في هذه المعاني - ما أضاء لنا فهما لأمور كان ناسٌ قبلنا يعيبون على قائلها كالذين عابوا على أبي تمام قوله في (القبول) مثلا، فنحن اليوم أمام تيار جارف من العلوم والمعارف ولا بد من استغلال ثروة اللغة لإحيائها في وجه الألفاظ الأجنبية الغازية، ولا ندع هذه الثروة محنطة بأثمال الجمود فما حفظها آباؤنا ولا أفنوا أعمارهم في كتبها لتكون آثارا كالآثار الحجرية، بل لأجل أن يأتي مِن ذرياتهم مَن يجد فيها عونا على كشف مكنوناتها في الحياة وعمارة الأرض. وقل مثل هذا في مجالات العلوم الأخرى فهل اكتفت الأمة بتفسير واحد مهما كان اتساعه؟ عكس ذلك نرى؛ فمسيرة التفسير بدأت مع نزول القرآن الكريم وبحمد الله لم تتوقف إذ كان كل جيل ينظر في القرآن ومعه قنديل من كل عصر حتى صارت عشرات القناديل واستحال البصيص ضياء ساطعا من فكر الأمة وثقافات العصور، ومع ذلك لم يغنِ فيها قول عن قول لأن القرآن لا تنقضي عجائبه، وهذا سر من أسراره في قوة اللغة وخلودها لخدمته ولارتقاء البشر تحت لوائه. وبالله التوفيق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 07:15 م]ـ
درر والله
بارك الله بك(/)
نقد لنص جبران خليل جبران
ـ[صفاء البلور]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 06:28 م]ـ
الشاعر ..
أنا غريب في هذا العالم
أنا غريب وقد جبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد مسقط رأسي
ولالقيت من يعرفني ولامن يسمع بي.
أستيقظ في الصباح فأجدني مسجونا في كهف مظلم تتدلى منه الأفاعي
من سقفه وتدب الحشرات في جنباته ثم أخرج للنور فيتبعني خيال جسدي
أما خيالات نفسي فتسير أمامي إلى حيث لاأدري
باحثة عن أمور لاأفهمها قابضة على أشياء لاحاجة لي بها
وعندما يجيء المساء أعود وأضطجع على فراشي المصنوع من ريش النعام
وشوك القتاد فتراودني أفكار غريبة وتنتابني ميول مزعجة مفرحة موجعة لذيذة
وعندما ينتصف الليل تدخل علي من شقوق الكهف أشباح الأزمنة الغابرة وأرواح
الأمم المنسية فأحدق إليها وتحدق إلي وأخاطبها مستفهما فتجيبني مبتسمة
ثم أحاول القبض عليها فتتوارى مضمحلة كالدخان
..
أرجو تحليل ونقد هذا النص لجبران خليل جبران للضرورة القصوى
ولكم دعوات لاتنتهي بالأجر والخير.(/)
مع العشماوي
ـ[الجفري]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 06:38 م]ـ
مامعنى قول العشماوي:
أنى تغيب ونور وجهك ساطع
وضباء حبك في الفؤاد رواجع
مامعنى الشطر الثاني؟ وماالصورة البلاغية فيه؟
وهل ظباء بالظاء جمع ظبي أم ضباء بالضاد ولها معنى آخر؟ أنا وجدتها في النت بالضاد أفيدوني جزيتم خيرا(/)
البلاغة في الآيات
ـ[نور اليقين]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 05:38 م]ـ
::: .. وبعد
وردت الآيات الكريمات في سورة الأعراف آية رقم: 14 (قال أنظرني) بينما في سورة الحجر آية 36 (قال رب أنظرني) فلماذا في الثانية أتى بإضافة رب ..
وسؤال آخر أين أجد كتاب طب القلوب لابن تيمية رحمه الله.
هذا و:=
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم
وسؤال آخر أين أجد كتاب طب القلوب لابن تيمية رحمه الله.
أمراض القلوب وشفاؤها لشيخ الإسلام رحمه الله. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11827)
حياك الله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 02:21 ص]ـ
وردت الآيات الكريمات في سورة الأعراف آية رقم: 14 (قال أنظرني) بينما في سورة الحجر آية 36 (قال رب أنظرني) فلماذا في الثانية أتى بإضافة رب ..
لأنه سبحانه لما اقتصر في السؤال على الخطاب دون صريح الاسم في الأعراف، اقتصر في الجواب أيضاً على الخطاب دون ذكر المنادى. وأما في الحجر، فإنه جاء بـ (رب)، لأنه موافق لما قبله في مطابقة النداء.
قال تعالى في الأعراف: (مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ) [الآية: 12].
وقال سبحانه في الحجر: (يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) [الآية: 32].
ولذلك قال في الأعراف أيضاً: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) [الآية: 16]، في حين أنه قال في الحجر: (قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي) [الآية: 39].
والله أعلم.
ـ[نور اليقين]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 10:47 ص]ـ
::: .. وبعد:
جزاك الله كل الخير ..
أخي لؤي بالنسبة لوضوع مراتب عبادة .. هل عندكم أي فكرة عنه أقصد هل هناك في الإسلام مراتب العبادة التي ذكرتها لكم في اول طرح لي ..
الرجاء الإفادة.
هذا و:=
ـ[نور اليقين]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 01:20 م]ـ
::: .. وبعد:
سورة التوبة آية رقم 55 (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم, إنما يريد ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون)
بينما في نفس السورة الكريمة آية رقم 85 (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم, إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون)
في الأولى أتي بأولا: (فلا) بينما في الثانية أتى ب (ولا)
وثانيا: في الأولى أتى ب (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم)
بينما في الثانية أتى بولا تعجبك أموالهم وأولادهم وحذف (ولا)
في الأولى ذكرليعذبهم بها .. بينما في الثانية ذكر (أن يعذبهم بها)
في الأولى ذكر (في الحياة الدنيا) .. بينما في الثانية ذكر (في الدنيا)
وبارك الله فيكم .. أخي لؤي بالنسبة لؤآلي عن مراتب العبادات هل فيه خطأ فأحذر منه .. أم أن القسم الذي نحن فيه لا يسأل فيه هذه الأسئلة .. وأين يمكن طرح هذا السؤال .. وشكرا".
هذا و:=
:)
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 07:20 م]ـ
::: .. وبعد:
سورة التوبة آية رقم 55 (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم, إنما يريد ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون)
بينما في نفس السورة الكريمة آية رقم 85 (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم, إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون)
في الأولى أتي بأولا: (فلا) بينما في الثانية أتى ب (ولا)
وثانيا: في الأولى أتى ب (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم)
بينما في الثانية أتى بولا تعجبك أموالهم وأولادهم وحذف (ولا)
في الأولى ذكرليعذبهم بها .. بينما في الثانية ذكر (أن يعذبهم بها)
في الأولى ذكر (في الحياة الدنيا) .. بينما في الثانية ذكر (في الدنيا)
وبارك الله فيكم .. أخي لؤي بالنسبة لؤآلي عن مراتب العبادات هل فيه خطأ فأحذر منه .. أم أن القسم الذي نحن فيه لا يسأل فيه هذه الأسئلة .. وأين يمكن طرح هذا السؤال .. وشكرا".
هذا و:=
:)
.
بسم الله ..
قال الإمام " ابن جماعة ":
مسألة: قوله تعالى: " فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذّبهم بها في الحياة الدنيا "
وقال بعد ذلك: " ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذّبهم
بها في الدنيا "
فالآية الأولى بالفاء وتكرار لا , واللام في ليعذّبهم , وبلفظ الحياة
والآية الثانية بالواو , وسقوط لا وأن موضع اللام
جوابه: أن الآية الأولى ظاهرة في قوم أحياء , ةوالثانية في قوم أموات
وأما الفاء في الأولى فلأن ما قبلها أفعال مضارعة تتضمّن معنى الشرط كأنه قال: إن اتّصفوا بهذه الصفات من الكسل في الصلاة وكراهية النفقات " فلا تعجبك أموالهم "
والآية الثانية: تقدّمها أفعال ماضية وبعد موتهم فلا تصلح للشرط فناسب مجيئها بالواو.
وأما قوله تعالى: " ولا أولادهم " فلمّا تقدّم منالتوكيد في قوله:
" إلا وهم " في قوله " ولايأتون " إلى " ولا ينفقون إلا "فناسب التوكيد في قوله تعالى: " ولا أولادهم " بخلاف الآية الثانية , وأما اللام في الأولى و (أن) في الثانية فلأن مفعول الإرادة في الأول محذوف , واللام للتعليل تقديره: (إنما يريد الله ماهم فيه من الأموال والأولاد لأجل تعذيبهم في حياتهم بما يصيبهم من فقد ذلك) , ولذلك قال: (وتزهق أنفسهم وهم كافرون)
ومفعول الإرادة في الآية الثانية أن يعذبهم لأن الأفعال المتقدّمة عليه ماضية ولا تصلح للشرط , ولذلك قال: " وماتوا وهم فاسقون "
وأما الدنيا في الثانية فلأنها صفة للحياة فاكتفى بذكر الموصوف أولاً عن إعادته ثانياً.
انتهى ,
قلت: كلّ ما تسألين عنه أختي الكريمة موجود في كتاب سيفيدك كثيراً
بإذن الله وهو كتاب: (كشف المعاني في المتشابه والمثاني)
تأليف الإمام شيخ الإسلام: بدر الدين بن جماعة
المتوفّى سنة 733 هـ ..
والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 07:44 م]ـ
بارك الله بك أيّها السهيّلي
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 07:08 م]ـ
يبدو أننا قد حظينا ببليغ جديد، فيا مرحبا بالأخ السهيلي، من مملكة اللغة العربية.
استمر بالعطاء ولا تفتر.
موسى(/)
هل توجد استعارة قبيحة في هذين البيتين؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 08:59 م]ـ
هل توجد استعارة قبيحة في هذين البيتين؟
قال أبو تمام
به أسلم المعروف بالشام بعدما
ثوى منذ أودى خالدٌ وهو مرتد
أما وأبي أحداثه إن حادثاً
حدا بي عنك العيس للحادث الوغد
---------------------
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 10:42 م]ـ
تجاوز الله عن أبي تمام وستر سقطتيه مما هنا في البيتين، فكيف يطيق قبح هذين المعنيين، وهو المعروف بالتأنق في اختيار الألفاظ وإسباغ مسحة الجمال عليها، ولكن خانه هاهنا الأداء فأتى بصورتين قبَّحَهُمَا مساسهما بدين الله، ولو شردت هذه الصور عن حمى الدين لهان الخطب، ولكن نسأل الله أن يعفوَ عنه فلا نعلم له سقطة في العقيدة جهر بها ذات يوم فلعل الله يطلع على نية خلصت من الشرك فيخفف عنه المؤاخذة يوم لا ينفع مال ولا بنون. هذا، وإن البيت الأول هنا هو الثلاثون في عد أبيات القصيدة، والتالي هنا هو السادس عشر أي قبل ذاك ببون شاسع، والذي يعنينا منهما كما وردا في سؤال الأستاذ الأديب جمال حسني الشرباتي؛ أن البيت الأول حوى استعارة بالغة القبح يوم شبه الشاعرُ المعروفَ بمسلم ارتدَّ عن دينه، وحذف المشبه به وأبقى من صنيعه الرِّدة بموت (خالد)، ويحسبون أن خالدا هذا هو ابن يحيى البرمكي، ولكن المعروف المرتد عاد إلى حظيرة الإسلام بفضل ممدوحه (محمد بن الهيثم بن شُبَانة)، فعسى الله يتقبل من هذا (المعروف) إسلامه الجديد فيجُبُّ ما قبله من ردةٍ. فإذا التفتنا إلى البيت الثاني وجدنا الخطبَ فيه هينا؛ فصنف من الناس يقولون: وأبيك لأفعلنَّ كذا. ولا يقولون: وأبي الأحداث؛ لأن الأحداث لا تكرم في عين هذا الصنف حتى يُقسموا بها، وهذا إسقاط لمكانة أبي الممدوح فهو ذمٌّ لا محالة، وإذا كان الشاعر يريد بقوله (أبي أحداثه): الدهرَ، فقد أساء وبالغ في الإساءة؛ لأن الشعراء مولعون بذم الدهر وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر، فيا رَحِمَكَ الله يا أبا تمام كيف أرداك الشعر المتهافت وأنت الناقد الفذ؟ نسأل الله لنا ولك المغفرة والإحسان.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 04:05 ص]ـ
درر والله أخي
أمّا بالنسبة للبيت الثاني فقد وضعه الآمدي تاليا للأول فهي سقطة له أو سقطة لمن رتب كتاب الآمدي على النت
بقيت نقطة تنتقد على أبي تمّام في البيت الثاني---علّك تذكرها أخي فيستفيد النّاس من طريقة شرحك الماتعة
وحتّى تحصل الفائدة العظيمة ---أقترح على الأخ لؤي أن يضع هذه المشاركات تحت عنوان واحد مثبت
هو "نقاشات في كتاب الموازنة"
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 05 - 2006, 07:12 ص]ـ
شكر الله لشيخنا الشرباتي استخراجه البديع من الموازنة!!
والشكر موصولٌ لشيخنا المنصور واهبِ الدرر هبة ً نحسبه لا يبتغي من ورائها سوى ما عند الذي لا ينفد ما عنده جل في علاه!
بارك الله فيكما، ونفع بعلمكما، وجزاكما خير الجزاء.(/)
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 06:44 ص]ـ
:::
قال تعالى
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) 15 النّور
ترى ما معنى تلقونه بألسنتكم؟؟
لنقرأ لكم شيئا ثمّ نتحاور
ـ[أحمد ... ]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 01:35 م]ـ
السلام عليكم ..
جزاك الله خيراً أخانا الفاضل جمال على المشاركة الطيبة ..
ومعنى تلقونه: أي يرويه بعضكم عن بعض (تتناقلونه بأفواهكم) وحذفت إحدى التاءين من الفعل (لغرض التخفيف).
والله تعالى أعلم.
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 02:56 م]ـ
.
مرحبا أخي جمال:
أصل الفعل: تتلقّونه .. ثم حذفت منه إحدى التاءين ..
والمعنى: يتلقّاه بعضكم من بعض بالقول ..
وقيل: قرأت عائشة رضي الله عنها " تِلْقُونه "
من لَقى: إذا استمر على الشيء ...
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 04:23 م]ـ
أهلا بالأخوة
طيب أليس في قوله تعالى (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) --معنى الخفّة والتسارع--فكروا في أصل الكلمة ثم عودوا
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 04:37 م]ـ
أهلا بالأخوة
طيب أليس في قوله تعالى (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) --معنى الخفّة والتسارع--فكروا في أصل الكلمة ثم عودوا
.
هل تقصد أخي جمال: أن حذف التاء من الكلمة أدّى إلى
اختصارها وسرعة نطقها بما يتناسب مع طريقة تعاملهم مع
خبر الإفك .. على عكس لو قلنا: تتلقّونه ..
أعتقد أن هذا المعنى ممكن ..
تحياتي ..
.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 06:45 م]ـ
:::
أستاذي جمال بعد طواف يسير في جنان التفاسير وجدت ما يلي:
الكشاف للزمخشري:
{تَلَقَّوْنَهُ} يأخذه بعضكم من بعض. يقال: تلقى القول وتلقنه وتلقفه. ومنه قوله تعالى:
{فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ}
[البقرة: 37] وقرىء على الأصل: «تتلقونه» [إذ تلقونه] بإدغام الذال في التاء. و «تلقونه» من لقيه بمعنى لقفه، و «تلقونه»، من إلقائه بعضهم على بعض. و «تلقونه» و «تأْلِقُونه»، من الولق والألق: وهو الكذب، و «تلقونه»: محكية عن عائشة رضي الله عنها، وعن سفيان: سمعت أمي تقرأ: إذ تثقفونه، وكان أبوها يقرأ بحرف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. فإن قلت: ما معنى قوله: {بِأَفْو?هِكُمْ} والقول لا يكون إلاّ بالفم؟ قلت: معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب، فيترجم عنه اللسان. وهذا الإفك ليس إلاّ قولاً يجري على ألسنتكم ويدور في أفواهكم من غير ترجمة عن علم به في القلب، كقوله تعالى:
{يَقُولُونَ بِأَفْو?هِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ}
[آل عمران: 167]
مفاتيح الغيب للرازي:
قال صاحب «الكشاف» إذ ظرف لمسكم أو لأفضتم ومعنى تلقونه يأخذه بعضكم من بعض يقال تلقى القول وتلقنه وتلقفه ومنه قوله تعالى:
{فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ}
[البقرة: 37] وقرىء على الأصل تتلقونه وإتلقونه بإدغام الذال في التاء وتلقونه من لقيه بمعنى لفقه وتلقونه من إلقائه بعضهم على بعض وتلقونه، وتألقونه من الولق والألف وهو الكذب، وتلقونه محكية عن عائشة، وعن سفيان: سمعت أمي تقرأ إذ تثقفونه، وكان أبوها يقرأ بحرف عبدالله بن مسعود، واعلم أن الله تعالى وصفهم بارتكاب ثلاثة آثام وعلق مس العذاب العظيم بها أحدها: تلقي الإفك بألسنتهم وذلك أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول له ما وراءك؟ فيحدثه بحديث الإفك حتى شاع واشتهر فلم يبق بيت ولا ناد إلا طار فيه، فكأنهم سعوا في إشاعة الفاحشة وذلك من العظائم وثانيها: أنهم كانوا يتكلمون بما لا علم لهم به، وذلك يدل على أنه لا يجوز الإخبار إلا مع العلم فأما الذي لا يعلم صدقه فالإخبار عنه كالإخبار عما علم كذبه في الحرمة، ونظيره قوله:
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
[الإسراء: 36] فإن قيل ما معنى قوله: {بِأَفْو?هِكُمْ} والقول لا يكون إلا بالفم؟ قلنا معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب فيترجم عنه باللسان وهذا الإفك ليس إلا قولاً يجري على ألسنتكم من غير أن يحصل في القلب علم به، كقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
{يَقُولُونَ بِأَفْو?هِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ}
[آل عمران: 167].
لاحظوا هنا ان الرازي يتابع الزمخشري في جميع تفسيره لهذه الآية إلا في ما خططته باللون الأحمر فإنه يخرج بحكم شرعي وهو: وذلك يدل على أنه لا يجوز الإخبار إلا مع العلم فأما الذي لا يعلم صدقه فالإخبار عنه كالإخبار عما علم كذبه في الحرمة.
النكت والعيون للماوردي:
قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: هو أن تتحدث به وتلقيه بين الناس حتى ينتشر.
الثاني: أن يتلقاه بالقبول إذا حدث به ولا ينكره. وحكى ابن أبي مليكة أنه سمع عائشة تقرأ إذ تلِقونه بكسر اللام مخففة وفي تأويل هذه القراءة وجهان:
أحدهما: ترددونه، قاله اليزيدي.
الثاني: تسرعون في الكذب وغيره، ومنه قول الراجز: ............... جَاءَتْ به عنسٌ من الشام تَلِقْ
أي تسرع.
لاحظوا معي أن هناك معنى آخر اضافه الماوردي، وهو الأخذ وعدم الإنكار.
التحرير والتنوير للطاهر عاشور:
{إذ} ظرف متعلق بـ
{أفضتم}
[النور: 14] والمقصود منه ومن الجملة المضاف هو إليها استحضار صورة حديثهم في الإفك وبتفظيعها. وأصل {تلقونه} تتلقونه بتاءين حذفت إحداهما. وأصل التلقي أنه التكلف للقاء الغير، وتقدم في قوله تعالى:
{فتلقى آدم من ربه كلمات}
[البقرة: 37] أي علمها ولقنها، ثم يطلق التلقي على أخذ شيء باليد من يد الغير كما قال الشماخ:
إذا ما راية رُفعت لمجد تلقاها عَرابة باليمين
وفي الحديث: " من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً تلقاها الرحم?ن بيمينه .. " الحديث، وذلك بتشبيه التهيُؤ لأخذ المعطى بالتهيؤ للقاء الغير وذلك هو إطلاقه في قوله: {إذ تلقونه بألسنتكم}. ففي قوله: {بألسنتكم} تشبيه الخبر بشخص وتشبيه الراوي للخبر بمن يتهيأ ويستعد للقائه استعارة مكنية فجعلت الألسن آلة للتلقي على طريقة تخييلية بتشبيه الألسن في رواية الخبر بالأيدي في تناول الشيء. وإنما جعلت الألسن آلة للتلقي مع أن تلقي الأخبار بالأسماع لأنه لما كان هذا التلقي غايته التحدث بالخبر جعلت الألسن مكان الأسماع مجازاً بعلاقة الأيلولة. وفيه تعريض بحرصهم على تلقي هذا الخبر فهم حين يتلقونه يبادرون بالإخبار به بلا ترو ولا تريث. وهذا تعريض بالتوبيخ أيضاً. (وفي كلامه هذا رحمه الله نلحظ استعراضه للإستعارة، إذ شبه المتلقي بفيه كالمتلقي بيده آلت إلى استعارة مكنية. واستعراضه المجاز وهو هنا بادٍ، بحيث جعل الألسن مكان التلقي بدل الآذان، مجازاً بعلاقة ما ستؤول إليه.).
وأما قوله: {وتقولون بأفواهكم} فوجه ذكر {بأفواهكم} مع أن القول لا يكون بغير الأفواه أنه أريد التمهيد لقوله: {ما ليس لكم به علم}، أي هو قول غير موافق لما في العلم ولكنه عن مجرد تصور لأن أدلة العلم قائمة بنقيض مدلول هذا القول فصار الكلام مجرد ألفاظ تجري على الأفواه.
وفي هذا من الأدب الأخلاقي أن المرء لا يقول بلسانه إلا ما يعلمه ويتحققه وإلا فهو أحد رجلين: أفن الرأي يقول الشيء قبل أن يتبين له الأمر فيوشك أن يقول الكذب فيحسبه الناس كذاباً. وفي الحديث: بـ " حسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع " أو رجل مموه مُراء يقول ما يعتقد خلافه قال تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}
[البقرة: 204] وقال:
{كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}
[الصف: 3].
ويجب أن نلاحظ أن الطاهر عاشور رحمه الله قد تكلم عن البلاغة بشيء من التفصيل، فيه نسمات بلاغية راقية المستوى، وهو ما فقدناه في تفاسير أمهات التفاسير في هذه الآية تحديدا.
وفي الخصائص لابن جني هذا القول، وهو تشبيه حال المتلقين لحديث الأفك وتداوله بسرعة مما توافق مع رأي ابن جني في أصل هذه اللفظة.
جاء في الخصائص:
((الرابع "و ل ق" قالوا: ولق يلق: إذا أسرع.
قال: جاءت به عنس من الشام تلق
أي تخف وتسرع. وقرىء "إذ تلقونه بألسنتكم" أي تخفون وتسرعون.))
ومع تبين معنى الولق وهو الإسراع، وقراءة من قرأ بكسر اللام ((تلِقونه)) فتنسجم الصورة التخييلية للموقف مع معنى الكلمة، وهو حرصهم على الإسراع في نقل هذه الحديث، حتى أنهم تلقوه بألسنتهم قبل آذانهم وفي هذا النقل في الآلة المختصة للسمع إلى الآلة المختصة بالنطق، لإشارة إلى سرعة سماع الخبر ونقله بأسرع ما يمكن دون التبين من صحته.
والله أعلم.
ـ[سليم]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 08:33 م]ـ
السلام عليكم
لقد اجاب اخي موسى واجاد, والذي اميل اليه هو تفسير الآية على قراءة العامة:" تَلَقَّوْنَهُ " حيث أن المعنى: يَتَلَقَّاهُ بعضكُمْ من بعضٍ. وقال الكلبي:"وذلك أن الرجل منهم يلقى الرجل فيقول: بلغني كذا وكذا، يتلقونه تلقياً".
ولأن قراءة اللفظ بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف (تَلِقُونه) من ولق الرجل: إذا كذب ليس من سياق الآية ,حيث ان السياق بيّن ثلاثة اثام فيمن تكلم بهذا الحديث:
1.السعي في إشاعة الفاحشة، وذلك من العظائم
2.تكلمهم بما لا علم لهم به، وذلك يدل على أنه لا يجوز الإخبار إلا مع العلم،.
3.استصغارهم للامر وهو عظيمة من العظائم.
وقد دلت الآية على ان القذف من الكبائر لقوله:" وَهُوَ عِندَ ?للَّهِ عَظِيمٌ "، وتدل على أن الواجب على المكلف في كل محرم أن يستعظم الإقدام عليه. كما قال إبن عادل في تفسيره"اللباب في علوم الكتاب".
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 08:55 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمك. والشكر للأستاذ جمال بارك الله فيه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 11:14 م]ـ
السلام عليكم
لقد أجاد الأخوة جميعا --موسى --سليم --السهيلي---وأنا مسرور جدا من الهمّة العالية لدى هؤلاء الشباب
بارك الله بكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 12:05 م]ـ
جاء عند إبن عطيّة في المحرر الوجيز
(وقرأ محمد بن السميفع " إذ تُلْقُونه " بضم التاء وسكون اللام وضم القاف من لإلقاء، وهذه قراءة بينة
وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود " إذ تتلقونه " بضم التاء من التلقي بتاءين،
وقرأ جمهور السبعة " إذ تلقونه " بحذف التاء الواحدة وإظهار الذال دون إدغام وهو ايضاً من التلقي،
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي " أتلقونه " بإدغام الذال في التاء،
وقرأ ابن كثير " إذ تلقونه " بإظهار الذال وإدغام التاء في التاء وهذه قراءة قلقة لأنها تقتضي اجتماع ساكنين وليس كالإدغام في قراءة من قرأ فلا " تناجوا ولا تنابزوا " لأن لدونة الألف الساكنة وكونها حرف لين حسنت هنالك ما لا يحسن مع سكون الدال،
وقرأ ابن يعمر وعائشة رضي الله عنها وهي أعلم الناس بهذا الأمر " إذ تَلِقُونه " بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف، ومعنى هذه القراءة من قول العرب ولق الرجل ولقاً إذا كذب قال ابن سيده في المحكم قرىء " إذ تلقونه " وحكى أَهل اللغة أَنها من ولق إذا كذب فجاؤوا بالمتعدي شاهداً على غير المتعدي
وعندي أنه أراد إذ تلقون فيه فحذف حرف الجر ووصل بالضمير،
وحكى الطبري وغيره أَن هذه اللفظة مأخوذة من الولق الذي هو إسراعك بالشيء بعد الشيء كعدو في إثر عدو وكلام في إثر كلام يقال ولق في سيره إذا أسرع ومنه قول الشاعر:
" جاءت به عنس من الشام تلق ")
ولم أجد هذا الكلام (وحكى الطبري وغيره أَن هذه اللفظة مأخوذة من الولق الذي هو إسراعك بالشيء بعد الشيء كعدو في إثر عدو وكلام في إثر كلام) عند الطبري(/)
بلاغة الالتفات .. عااجل
ـ[طموح مجنونه]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 06:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلااام عليكم ورحمة الله وبركاته
مابلاغة الالتفات في قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين*فيها يفرق كل أمر حكيم*أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة*من ربك إنه هو السميع العليم)
وجزااكم الله خيراً
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 10:40 م]ـ
المقصود هو الانتقال من ضمير إلى ضمير
فقد قال تعالى: " إنا أنزلنه " بضمير المتكلم
ثم قال بعد ذلك مباشرة:
" رحمةً من ربك " ولم يقل منا .. بل انتقل إلى ضمير
المخاطب .. ثم قال: " إنه هو السميع العليم "
بضمير الغائب ..
والله أعلم
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 10:46 ص]ـ
أخي السهيلي، لعلها تسأل عن بلاغة الالتفات، وليس عن موضع الالتفات، فجمال هذا الالتفات يظهر حين تحليق النفس والفكر مع عالم المتكلم والغائب المتمثل في (ضمير"نا") من (إنا)، و (ضمير الغائب) (الهاء من أنزلناه)، فهو حديث بعيد عن المخاطب، يتجلى فيه عظمة المتكلم (الله)، ومنزلة المتكلم عنه (القرآن)، والليلة المباركة، فتسبح النفس في ذلك الفضاء وتتجول في تلك المعالم، حتى يغيب المستمع والقارئ في ذلك العالم الآخر، وفجأة يعود الخطاب بقوة للمخاطب في قوله" ربك" بتذكيره بمقام الربوبية وصفة الرحمة التي يتصف بها المتكلم (الله) (سبحانه وتعالى)، ثم يعود به مرة أخرى إلى ذلك العالم (إنه هو)، وهذا الانتقال من ذلك العالم، إلى عالم الذات، ثم إلى العالم الآخر، يحرك النفس ويوقظها ويهزها، وهو ما يعرف بالحركة النفسية انقباضا وارتدادا، والتي تُشعر الذات بلذة الخطاب، وأهمية الالتفات له ولمحتواه، ويذكر النفس بالعودة إلى عالمها الأول وبالبعث والنشور، "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"، فهو تنقل من عالم إلى عالم آخر، والنفس تأنس بالتغيير، وتمل من الرتابة. والله أعلم.(/)
"لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ "
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 07:52 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:"لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ",فالملاحظ ان الله تعالى قدّم (لم يلد) على (لم يولد) ... لم يلد هي بمثابة نفي الاُبوة اي نفي كونه اب, ولم يولد هي نفي البنوة اي نفي كونه ابن, إن الولادة تعني احتياجه لغيره لحصول الولادة ,وعجزه لإحتياجه الابن, والولادة هي انفصال جزء من الوالد, ونفي الولادة هو نفي للتجزئة والانقسام واثبات الكمال والوحدة لله, ومن كانت هذه ذاته فهو كامل بها, ومن كان لايقبل الجزء والانقسام فهو اولى ان لا يكون جزءًا او قسمًا من غيره ,فهو لم يولد.
ويمكن ان ايضًا لنفي وجود شبيه له ,لأن هناك من لم يولد_آدم عليه السلام_ ولكنه وَلَدَ.
هذا والله اعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 08:22 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ سليم.
ـ[خفيف الظل]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 05:46 م]ـ
جزاك الله خيرا ,,,.(/)
الإبدال: (بكة) و (مكة)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أحب أن أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ سليم على جميل صنعه معي في تعريفي على مواقع تهتم بالبلاغة في القرآن فجزاه الله خير الجزاء. وما هذه المشاركة إلا إحدى جمائله علي فبارك الله فيه.
أحببت هنا أن أنقل لكم فقرة من كتاب ((بلاغة الكلمة في التعبير القرآني)) للدكتور فاضل السامرائي حفظه ورعاه.
يقول الدكتور:
قد يستعمل كلمة في موطن ثم يستعملها في موطن آخر مُبدلاً فيها حرف، وذلك نحو مكّة وبكّة واللاتي واللائي وبصطة وبسطة ونحوها وكل ذلك لغرض.
فقد قال تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران)
وقال (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) الفتح)
فقال في آية آل عمران (بكّة) وقال في الفتح (مكّة) وسبب إيرادها بالباء في آل عمران أن الآية في سياق الحج (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) فجاء بالاسم (بكّة) من لفظ (البكّ) الدّال على الزحام لأنه في الحج يبكُّ الناس بعضهم بعضاً أي يزحم بعضهم بعضاً، وسُميت (بكّة) لأنهم يزدحمون فيها انظر "مفردات الراغب 57".
وليس السياق كذلك في آية الفتح بالاسم المشهور لها – أعني (مكة) بالميم – فوضع كل لفظ في السياق الذي يقتضيه والله أعلم (التعبير القرآني 156).
ولتمام الفائدة إليكم المرجع:
إسلاميات ( http://www.islamiyyat.com/balaghat%20alkalima%20book.htm)
ولعلي بعد القبول أورد بين الحين والآخر بعضاً مما كتب الدكتور.
دمتم بخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 03:25 ص]ـ
ولعلي بعد القبول أورد بين الحين والآخر بعضاً مما كتب الدكتور.
بارك الله فيك أخي أبا طارق، وشكر لك هذا النقل الموفق ..
وجزى الله الفاضل السامرائي عنا خير الجزاء ..
ونشكر لك لو أتحفتنا بين الفينة والأخرى بمثل هذه البدائع ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 10:00 ص]ـ
شكر الله لك أستاذ لؤي وبارك الله فيك
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 03:16 م]ـ
بارك الله فيك أخانا أبا طارق
لا تحرمنا من الفوائد.
نحن بانتظارك
المحب لك في الله
موسى
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 03:24 م]ـ
السلام عليكم
أخي أبا طارق بارك الله فيك ,ولا داعي للشكر وإنما الشكر لله فقط فهو المعطي وهو المانع ... وهذا أقل ما يمكن ان ينصرالمسلم ُ أخاه المسلم وأن يتعانوا على البر والتقوى.
وبارك الله فيك على هذه اللمسات البلاغية وأكْثِر:)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 03:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل موسى: أحبك الذي أحببتني فيه , وأشكر لك مرورك الطيب ,
وجزاك الله خير الجزاء.
أستاذي الفاضل سليم. الشكر لله أولاً ثم لمن منحني شرف الكتابة في منتدى البلاغة. فجزاك الله خيراً.(/)
سؤال يا أهل البلاغة
ـ[الأخطل]ــــــــ[12 - 05 - 2006, 11:40 م]ـ
كالطفل مبتهجا في حضن والده فإن لي نسبا في الشعر للبحر
الشاعر قرَنَ النسب في البحر
فمالمعنى الحقيقي للبحر
ولكم مني أعطر التحايا
أخوكم الأخطل
ـ[أبو إياد]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 01:13 م]ـ
أظن أن المقصود بالبحر الذي المقترن بالشعر هو البحر العروضي الذي تنسب إليه القصيدة كالطويل والبسيط والكامل ... والله أعلم.(/)
سؤال بلاغي ...
ـ[ممنوع من الصرف]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 12:50 ص]ـ
سلامٌ عليكم ورحمة من الله وبركات
يرد في كتب البلاغة عبارات الأعلام وهي:
بالجملة/في الجملة/على الجملة.
فما الفرق بين العبارات الثلاث؟؟
ـ[ممنوع من الصرف]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 12:21 ص]ـ
للرفع والتذكير:)
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 12:47 ص]ـ
سلامٌ عليكم ورحمة من الله وبركات
يرد في كتب البلاغة عبارات الأعلام وهي:
بالجملة/في الجملة/على الجملة.
فما الفرق بين العبارات الثلاث؟؟
أخي ممنوع من الصرف ..
أعتقد أنه لافرق بينها. فكلها تعني " في مجمل الكلام "
وقد وجدتها مستخدمه كثيراً في كتب الأقدمين .. البلاغية
والنحوية والفقهية ... وغيرها ..
والله أعلم بالصواب
ـ[ممنوع من الصرف]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 05:39 م]ـ
الأخ السُّهيلي
السلام عليكم
واحدة منها تعني المجمل من الكلام أو إجمال الكلام .. أما البواقي فيبدو والله العالم لها استخدامات قريبة ..
نأمل من الأخوة المشاركة.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 05:08 ص]ـ
تفسر بحسب السياق، فحرف الجر معناه في غيره، فلا بد من ذكر متعلقه، ومن ثم يتبين المراد من الجملة. فمن ذلك:
قال في "الإيضاح": "ومما يتصل بهذا الباب القول في الجملة إذا وقعت حالا منتقلة". وكذا قوله: " وودوا لو تكفرون عطفا على الجملة الشرطية". وكذا قوله: "بتجويز أن يكون المطلوب بالجملة الخبرية نفس الخبر". فالمراد بالجملة هنا الجملة النحوية.
وقد تأتي الجملة لتشير إلى أن المذكور قد ذكر من غير تفصيل، أو إلى أن الحال، هو الغالب والظاهر على المذكور، وهذا ظاهر. ومن ذلك قول الجاحظ في البيان: "وانما نقول في كل باب بالجملة من ذلك المذهب ... "، وقوله: "ويقولون أصاب الهدف اذا أصاب الحق في الجملة"، وقول صاحب سر الفصاحة: "وبالجملة إن مؤلف الكلام لو عرف حقيقة كل علم". وقول ابن حجة الحموي في بعض الشعراء: " وهو في الجملة خبيث الإعتقاد وكان في صغره وقع إلى واحدٍ يكنى أبا الفضل بالكوفة من المتفلسفة فهوسه وأضله كما ضل".(/)
النفس, الروح, والجسم في القرآن الكريم
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم
النفس بصيغة المفرد وردت في القرآن الكريم في بضع وستين آية اذكر منها:
1." وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"المائدة/45.
2." قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"الانعام/151.
3." وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ"/يوسف/53.
4." وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا "/الاسراء/33.
5." وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا"/الفرقان/68.
6." وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ"القيامة/2.
7." وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى"النازعات/40.
8." يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ "الفجر/27.
وقد وردت بصيغة الجمع (أنفس) في ستة مواطن, وبصيغة الجمع (نفوس) في موضع واحد في سورة التكوير:" وَإِذَا ?لنُّفُوسُ زُوِّجَتْ"
والنفس من الالفاظ المشتركة اي ان لها اكثر من معنى فقد تجيئ بمعنى الروح والدم, و الأَخ, و بمعنى عِنْد, والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة. فاما النفس بمعنى الروح قول الله تعالى:" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها", وكل الآيات المتضمنة النفس و التي تتعرض وتذكر الموت والتوفي فإن المفصود بانفس الروح. ومن الادلة على ان الروح من معني النفس قول الشاعر:
نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِه ... ِ ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا
وكذلك قول الشاعر:
كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ ... إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ
وام النفس بمعنى الدم ففي الحديث: "ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه ",واما النفس بمعنى الاخ فشاهده قوله سبحانه وتعالى: "فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ",والتي بمعنى عند قول الله سبحانه وتعالى:" تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ".
والروح وردت في القرآن في خمسة عشر آية بمعان شتى منها:
1. جبريل عليه السلام في قوله تعالى:" نَزَلَ بِهِ ?لرُّوحُ ?لأَمِينُ" الشعراء/193,وقوله تعالى:" تَنَزَّلُ ?لْمَلاَئِكَةُ وَ?لرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" القدر/4 ....
2. النفخة حيث يقول الله تعالى:" وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى? مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِ?للَّهِ وَرُسُلِهِ"/النساء/171
3. الرحمة في قوله سبحانه:" وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ?للَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ?للَّهِ إِلاَّ ?لْقَوْمُ ?لْكَافِرُونَ"يوسف/87
4. الوحي في قوله تعالى:" يُلْقِي ?لرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى? مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ" غافر/15
5. الفرح في قول الله تعالى:" فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ"ووقيل ان معناها هنا الرحمة.
6. سر الحياة في قوله سبحانه وتعالى:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لرُّوحِ قُلِ ?لرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ?لْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" الاسراء/85.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. سر الحياة في قوله عز وجل:" ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ?لسَّمْع َ وَ?لأَبْصَارَ وَ?لأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ"/سجدة9.
8. سر الحياة في قوله تعالى:" فإذا سَوّيتُه ونفختُ فيه من روحي فَقَعُوا له ساجدين "ص/72.
واما الجسم فقد ورد في القرآن في موضع واحد في سورة البقرة, حيث يقول الله تعالى:" قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" /247,وقد قال ابن عاشور في معنى البسطة في الجسم انها قوة البدن.
والذي انا بصدده هنا معنى النفس وارتباطها بالروح والجسد ..... الحقيقة ان هناك فرق بين النفس والروح _التي بمعنى سر الحياة_ وإن جاءت النفس بمعنى الروح فلكونها من الالفاظ المشتركة.
المدقق في الآيات القرآنية التي تذكر التوفي او انتهاء الاجل او غيرها من الالفاظ الدالة على الموت قرنته بالنفس ,يقول الله تعالى:"كل نفسٍ ذائقة الموت",ويقول الحي الباقي:" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها",ويقول سبحانه:"." وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ",ولم يذكر اللهُ في القرآن الموت مقرونًا بالروح.
وهذا يدل على النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح أي أن النفس هي عبارة عن الروح والجسد معًا ,ويمكن ان تطلق النفس ويراد بها الروح ,ولكن لا تطلق الروح (مجردة) حيث يراد بها النفس ,لأن الروح وهي سر الحياة لا يدرك كنهها وماهيتها إلا الله عز وجل, وذكرت الروح مجردة في عدة أيات منها:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لرُّوحِ"" الاسراء/85,و" فإذا سَوّيتُه ونفختُ فيه من روحي فَقَعُوا له ساجدين"ص/72 ,ففي الآية اولى فإن اليهود هم الذين سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الروح ,وكانت غايتهم من السؤال تعجيزه وإظهار انه ليس نبي او رسول الله ,او أنهم ارادوا معرفة ماهية الروح لعلمهم علم اليقين انه رسول مبعث ولكنهم جحدوا و كفروا عنادًا وتعنتًا, وقد جاء الرد على قدر من البلاغة في تبيان امرها واستئثار الله بعلمها, قال إبن عاشور في هذه المسألة:" وإذ قد كانت عقول الناس قاصرة عن فهم حقيقة الروح وكيفية اتصالها بالبدن وكيفية انتزاعها منه وفي مصيرها بعد ذلك الانتزاع، أجيبوا بأن الروح من أمر الله، أي أنه كائن عظيم من الكائنات المشرفة عند الله ولكنه مما استأثر الله بعلمه".والآية الثانية تبين لنا ان الله عز وجل بعد ان خلق آدم من طين نفخ فيه من روحه, وقال إبن عاشور:" وإضافة الروح إلى ضمير الجلالة للتنويه بذلك السر العجيب الذي لا يعلم تكوينه إلا هو تعالى، فالإضافة تفيد أنه من أشد المخلوقات اختصاصاً بالله تعالى وإلا فالمخلوقات كلها لله.
والدليل على ان النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح قوله تعالى:" وَإِذَا ?لنُّفُوسُ زُوِّجَتْ",حيث ان معنى زوجت هنا قُرنت بأعمالها فالصالح له الجنة والطالح مثواه جهنم ويتنعم الصالح بطيبات الفردوس بجسده وروحه وكذلك الطالح ينال العذاب بجسده وروحه.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 05 - 2006, 04:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التحقيق المفيد أخي سليم
عني العلماء بمدلول النفس والروح كثيرا، وقد بحثت هذا الأمر منذ أكثر من عشر سنوات، وانتهيت إلى ما انتهى إليه ابن تيمية رحمه الله من أن النفس هي الروح، أما كيفية تعلق الروح أو النفس بالجسد فمما لا نعلم عنه شيئا، فالله يتوفي الأنفس في المنام ثم يرسلها أو يبقيها فيمسكها فيموت صاحبها.
وأقوى دليل على أن النفس هي الروح أن الله عز وجل يقول: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والتي لم تمت في منامها", فعبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى في حديث أداء صلاة الفجر بعد الشروق: إن اللّه قبض أرواحنا حيث شاء، وردها حيث شاء.
الخلاصة أن الإنسان نفس أو روح وجسد حي يأتمر بأمر النفس، والحياة في الجسد مختلفة عن الروح أو النفس، فالجنين قبل الأربعين جسم حي ولكن بدون روح، وجسم الإنسان بعد الموت تبقى فيه الحياة مدة أي: تبقى خلايا جسمه حية لذلك يتمكن الأطباء من نقل بعض أعضاء الميت إلى إنسان آخر فتستمر في الحياة بعد موت صاحبها الأول. قتبارك الله أحسن الخالقين.
مع التحية الطيبة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 01:28 ص]ـ
بارك الله في الأستاذين الكريمين سليم والأغرّ ..
وإذا كانت النفس هي الروح، أو هي الروح والجسد معاً، فما هو ترجيحكم للأنفس في قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53]، وقوله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 20 - 21]؟ ثم، ما الفرق بين الجمعين: الأنفس والنفوس؟
ودمتم ..(/)
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 04:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأساتذة الأفاضل كما وعدتكم بالاستمرار في عرض بعض مما كتبه الدكتور فاضل السامرائي حفظه الله , ولله الحمد أن القبول قد تم ولكم الشكر الجزيل. ولا داعي لورود المصدر في كل مشاركة لوروده في المشاركة الأولى. وأعرض لكم اليوم فقرة من كتاب اللمسات البيانية في نصوص من التنزيل. فأرجو أن تحصل منها الفائدة بإذن الله.
يقول الدكتور الفاضل:
اللمسة البيانية الأولى:
من سورتي الطور والقلم. (ص 168 - 169)
قال تعالى في سورة الطور: (فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29)).
وقال في سورة القلم: (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)).
فزاد قوله: (بكاهن) على ما في سورة القلم، فما سبب ذاك؟
والجواب: أن هناك أكثر من سبب دعا إلى هذه الزيادة.
1 - منها أنه فصل في سورة الطور في ذكر أقوال الكفرة في الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ذكروا أنه كاهن، وذكروا أنه مجنون، وذكروا أنه شاعر. (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون). وقالوا إنه كاذب: (أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون).
في حين لم يذكر غير قولهم إنه مجنون في سورة القلم: (ويقولون إنه لمجنون) فناسب ذكر هذه الزيادة في سورة الطور.
2 - ومنها أنه ذكر في سورة الطور قوله: (أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين) والاستماع مما تدعيه الكهنة لتابعيهم من الجنِّ، فناسب ذلك ذكر الكهنة فيها.
3 - ومنها أنه ذكر السحر في سورة الطور فقال: (أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون). فناسب ذكر السحر ذكرَ الكهنة.
4 - ومما حسن ذلك أيضاً أنه توسع في القَسَم في أول سورة الطور بخلاف سورة القلم، فقد قال: (والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع* والبحر المسجور).
في حين لم يقسم في سورة القلم إلا بالقلم وما يسطرون. فناسب التوسع في الطور هذه الزيادة.
5 - ذكر في سورة القلم في آخر السورة قول الكفرة، إنه لمجنون ولم يزد على هذا القول، فقال: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) فرد عليهم في أول السورة بنفي الجنون عنه فقال: (ما أنت بنعمة ربك بمجنون). فناسب آخر السورة أولها.
ثم انظر من ناحية أخرى كيف ناسب التأكيد بالباء الزائدة في النفي (بمجنون) التوكيد باللام في الإثبات (لمجنون) لأن الباء لتوكيد النفي واللام لتوكيد الإثبات. والله أعلم.
اللمسة البيانية الثانية
من سورتي المعارج والقارعة (ص 198 - 200)
قال تعالى في سورة المعارج: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)).
وقال في سورة القارعة: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)).
فزاد كلمة (المنفوش) في سورة القارعة على ما في المعارج، فما سبب ذاك؟
والجواب - والله أعلم:
1 - أنه لما ذكر القارعة في أول السورة، والقارعة من (القَرْعِ)، وهو الضرب بالعصا، ناسب ذلك ذكر النفش؛ لأن من طرائق نفش الصوف أن يُقرعَ بالمقرعة. كما ناسب ذلك من ناحية أخرى وهي أن الجبال تهشم بالمقراع - وهو من القَرْع – وهو فأس عظيم تحطم به الحجارة، فناسب ذلك ذكر النفش أيضاً.
فلفظ القارعة أنسب شيء لهذا التعبير. كما ناسب ذكر القراعة ذكر (الفراش المبثوث) في قوله: (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) أيضاً؛ لأنك إذاقرعت طار الفراش وانتشر. ولم يحسن ذكر (الفراش) وحده كما لم يحسن ذكر (العهن) وحده.
2 - إن ما تقدم من ذكر اليوم الآخر في سورة القارعة، أهول وأشد مما ذكر في سورة المعارج. فقد قال في سورة المعارج: (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة * فاصبر صبراً جميلاً * إنهم يرونه بعيداً* ونراه قريباً). وليس متفقاً على تفسير أن المراد بهذا اليوم، هو اليوم الآخر. وإذا كان المقصود به اليوم الآخر فإنه لم يذكر إلا طول ذلك اليوم، وأنه تعرج الملائكة والروح فيه. في حين قال في سورة القارعة: (القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة) فكرر ذكرها وعَظَّمها وهوَّلها. فناسب هذا التعظيم والتهويل أن يذكر أن الجبال تكون فيه كالعهن المنفوش. وكونها كالعهن المنفوش أعظم وأهول من أن تكون كالعهن من غير نفش كما هو ظاهر.
3 - ذكر في سورة المعارج أن العذاب (واقع) وأنه ليس له دافع (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع) ووقوع الثقل على الصوف، من غير دفع له لا ينفشه بخلاف ما في القارعة، فإنه ذكر القرع وكرره، والقرع ينفشه وخاصة إذا تكرر، فناسب ذلك ذكر النفش فيها أيضاً.
4 - التوسع والتفصيل في ذكر القارعة حسَّن ذكر الزيادة والتفصيل فيها، بخلاف الإجمال في سورة المعارج، فإنه لم يزد على أن يقول: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
5 - إن الفواصل في السورتين تقتضي أن يكون كل تعبير في مكانه، ففي سورة القارعة، قال تعالى: (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش). فناسبت كلمة (المنفوش) كلمةَ (المبثوث).
وفي سورة المعارج، قال: (يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن*). فناسب (العهن) (المهل).
6 - ناسب ذكر العهن المنفوش أيضاً قوله في آخر السورة: (نار حامية) لأن النار الحامية هي التي تذيب الجبال، وتجعلها كالعهن المنفوش، وذلك من شدة الحرارة، في حين ذكر صفة النار في المعارج بقوله: (كلا إنها لظى * نزاعة للشوى). والشوى هو جلد الإنسان. والحرارة التي تستدعي نزع جلد الإنسان أقل من التي تذيب الجبال، وتجعلها كالعهن المنفوش، فناسب زيادة (المنفوش) في القارعة من كل ناحية. والله أعلم.
7 - كما أن ذكر النار الحامية مناسب للقارعة من ناحية أخرى، ذلك أن (القَرَّاعة) – وهي من لفظ القارعة – هي القداحة التي تقدح بها النار.
فناسب ذكر القارعة، ذكر الصوف المنفوش، وذكر النار الحامية، فناسب آخر السورة أولها.
وبهذا نرى أن ذكر القارعة حسَّنَ ذكر (المبثوث) مع الفراش، وذكر (المنفوش) مع الصوف، وذكر النار الحامية في آخر السورة. والله أعلم.
أرجو أن أكون قد وفقت في النقل.
دمتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 04:46 م]ـ
الأخ أبو طارق المحترم
نحمد الله على وجودك بيننا أيّها الحبيب
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 04:58 م]ـ
الأستاذ الفاضل جمال: سلمك الله وعافاك , وجعل الله الجنة مثوانا ومثواك.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 03:46 م]ـ
أتحفنا الأخ أبو طارق ببعض اللمسات البيانية للدكتور فاضل السامرائي أمد الله في عمره .. ولقد خطر لي أن أسأله سؤالا، فمنعني من ذلك مهابته، وما يزال السؤال يدور في ذهني، ولعل الأخ العزيز أبا طارق يسمح لي بتوجيه السؤال إليه لأنني وإياه دون الدكتور السامرائي على أية حال ..
برنامج الدكتور كان اسمه ولا يزال (لمسات بيانية) والسؤال: إذا كانت علوم البلاغة تقسم إلى: علم البيان وعلم البديع وعلم المعاني، ولكل علم منها فروعه، وعلم البيان يختص تحديدا بالتشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل حصرا، وإذا كانت لمسات الدكتور تشمل علم المعاني أكثر مما تلمس علم البيان، فأنا لا أطلب أن يكون اسم البرنامج لمسات معنوية، لأن العنوان ليس شاعريا ولا إذاعيا ولا تلفزيونيا .. ولكنني أقول: لم لا يكون اسم البرنامج (لمسات بلاغية) ونستريح؟.أليس سؤالي مشروعا؟.
ـ[أبو بشر]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 04:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف أن علم البلاغة قد يطلق عليه اسم "علم البيان" وعلماء البلاغة كثيراما يقال لهم "علماء البيان" أو "البيانيون"، فلذلك لا غبار على الدكتور فاضل السامرائي حفظه الله ورعاه في تسمية البرنامج "اللمسات البيانية"، وقد وجدت مصداقاً لما أقول في تلخيص المفتاح للخطيب القزويني وشرحه المختصر للتفتازاني، وهذا نص ما يقولان:
[ ... فعلم ان مرجع البلاغة بعضه مبين في العلوم المذكورة وبعضها مدرك بالحس وبقى الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد والاحتراز عن التعقيد المعنوي. فمست الحاجة إلى وضع علمين مفيدين لذلك، فوضعوا علم المعاني للاول وعلم البيان للثاني. واليه اشار بقوله (وما يحترز به عن الاول) أي الخطاء في تأدية المعنى المراد (علم المعاني وما يحترز به عن التعقيد المعنوي علم البيان). وسموا هذين العلمين علم البلاغة لمكان مزيد اختصاص لهما بالبلاغة، وان كان البلاغة تتوقف على غيرهما من العلوم. ثم احتاجوا لمعرفة توابع البلاغة إلى علم آخر، فوضعوا لذلك علم البديع واليه اشار بقوله (وما يعرف به وجوه التحسين علم البديع). ولما كان هذا المختصر في علم البلاغة وتوابعها انحصر مقصوده في ثلاثة فنون (وكثير) من الناس (يسمى الجميع علم البيان وبعضهم يسمى الاول علم المعاني و) يسمى (الاخيرين) يعنى البيان والبديع (علم البيان والثلاثة علم البديع) ولا يخفى وجوه المناسبة والله اعلم.]
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أشكر لك أستاذي الفاضل مرورك الطيب وبارك الله فيك.
الحقيقة أنا سمعت أن الدكتور الفاضل يقدم حلقات تهتم بالبلاغة في قناة الشارقة؛ ولكن للأسف لم أتمكن من مشاهدتها لظروفٍ خاصة. أما عن اقتراحك فسوف ننظر في الأمر:).
ما أشرت به صحيح؛ ولكن قد يكون الغرض من العنوان غير ما نظن. فلست ضليعاً في البلاغة ولكني أحببت أن أقول رأيي. أليس البيان يعني الوضوح؟ لعله أخذ من البيان هذه الدلالة. ولم يقصد علم البيان بعينه بدليل موضوعاته التي لا تتحدث لا عن التشبيه ولا الاستعارة ولا فرع من فروع البيان. وإنما يقصد حسب ظني لمسات توضيحية أو إيضاحية في نصوص التنزيل.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 03:37 م]ـ
الأخ الفاضل داود أبا زيد - حفظه الله ..
إنّ الكلام و"البيان" هو ما امتاز به الإنسان .. فجاءت معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "بيانية" للإشارة إلى أنّ هذه هي رسالة الإنسان .. حيث كان الإنسان وفي أيّ زمان وُجد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بل جُعل دليل هذه المعجزة الناطقة شيئاً زائداً في هذا "البيان"، بلغ حدّ التحدّي أنْ يأتي أحد بسورة منه، فلم يستطع ذلك أحد، ولن يستطيع ذلك أحد، إشارة أيضاً إلى فضيلة "البيان" التي قد يتفاضل بها الناطقون على قدر تفاوتهم في رقة المشاعر، ورهافة الحسّ، وحساسية الوجدان .. ما دامت هذه الرسالة الإنسانية ستخاطب في الإنسان جميع ملكاته وإحساساته ومشاعره ..
ولعلّ في ابتداء نزول القرآن الكريم بقوله تعالى: (اقْرَأْ) ما يشير إلى هذه الطبيعة الإنسانية لآخر رسالات الله تعالى إلى الإنسان: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1 - 5].
بل لعلّ في تخصيص الإنسان بـ"البيان" في قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1 - 4] ما يؤكد جميع هذه المعاني، ويوحي بها كذلك. فـ"البيان" يمتاز الإنسان من سائر المخلوقات، وبميزة "البيان" امتازت معجزة القرآن عن باقي المعجزات ..
ولم يكن "البيان" وقفاً على لغة من اللغات، أو أمّة من الأمم، ولكن اختيار لغة العرب لينزل بها القرآن، وليُحمل بها إلى العالم، يشير إلى فضيلة "بيانية" جامعة امتاز بها اللسان العربي على كل لسان.
ولأمرٍ ما أسلم مَن أسلم مِن العرب بهذا "البيان" المعجز، وقال فيه فصحاء العرب المشركين ما قال ..
فحُقّ للدكتور السامرائي أن يسمّي حلقاته بـ"لمسات بيانية"!
وأذكّرك - أخي الفاضل - بكتابه (لمسات بيانية في نصوص من التنزيل)، ولعلّك لو قرأت مقدمّته لعرفتَ السبب الذي دعاه إلى اختيار هذا العنوان، وأنا أنقل لك ههنا بعض ما جاء فيها:
يقول حفظه الله: "إنّ هذا الكتاب - وكذلك الكتاب الذي قبله أعني كتاب (التعبير القرآني) - ليس في بيان الإعجاز القرآني، وليس هو خطوة واحدة في هذا الطريق، وإنما هو خطوة في طريق قد يوصل السالك إلى طريق الإعجاز أو شيء من الإعجاز.
إنّ إعجاز القرآن أمرٌ متعدّد النواحي متشعّب الاتجاهات ومن المتعذر أن ينهض لبيان الإعجاز القرآني شخص واحد ولا حتى جماعة في زمن ما مهما كانت سَعة علمهم واطلاعهم وتعدّد اختصاصاتهم إنما هم يستطيعون بيان شيء من أسرار القرآن في نواحٍ متعدّدة حتى زمانهم هم، ويبقى القرآن مفتوحاً للنظر، لمن يأتي بعدنا في المستقبل ولما يجدّ من جديد.
وأضرب مثلاً لتعدّد نواحي الإعجاز، فإني سمعت وقرأت لأشخاص مختصّين بالتشريع والقانون، يبيّنون إعجاز التشريع القرآني، ويبيّنون اختيارات الألفاظ التشريعية في القرآن ودقتها في الدلالة على دقة التشريع ورفعته ما لا يصحّ استبدال غيرها بها، وإن اختيار هذه الألفاظ في بابها أدقّ وأعلى ممّا نبيّن نحن من اختيارات لغوية وفنية وجمالية.
وقرأت وسمعت لأشخاص متخصّصين بعلم التشريح والطبّ في بيان شيء من أسرار التعبير القرآني من الناحية الطبية التشريحية ودقتها يفوق ما نذكره في علم البلاغة. فألفاظه مختارة في منتهى الدقة العلمية ...
وعلى هذا فالإعجاز القرآني متعدّد النواحي، متعدّد الاتجاهات ...
إنّ التعبير الواحد قد ترى فيه إعجازاً لغوياً جمالياً، وترى فيه في الوقت نفسه إعجازاً علمياً، أو إعجازاً تاريخياً، أو إعجازاً نفسيّاً، أو إعجازاً تربوياً، أو إعجازاً تشريعياً، أو غير ذلك.
فيأتي اللغوي ليبيّن مظاهر إعجازه اللغوي، وأنه لا يمكن استبدال كلمة بأخرى ولا تقديم ما أخر أو تأخير ما قدّم، أو توكيد ما نزع منه التوكيد، أو عدم توكيد ما أكّد ...
إننا ندلّ على شيء من مواطن الفنّ والجمال في هذا التعبير الفني الرفيع، ونضع أيدينا على شيء من سموّ هذا التعبير، ونبيّن أنّ هذا التعبير لا يقدر على مجاراته بشر، بل ولا البشر كلهم أجمعون ... ".
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 07:28 م]ـ
أستاذي الفاضل داوود: هل وصلك الجواب؟:)
ـ[نور صبري]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 08:18 م]ـ
السلام عليكم
إن من يُؤلف مثل هذه المؤلفات أو يقدمها ببرنامج هل يا تُرى يُخطئ في تسميتها؟ ربما، ولكن مع الدكتور فاضل السامرائي فلاتظن ذلك.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 08:22 م]ـ
يعلم الله وحده كم سررت لرؤية ذلك أخي أبو طارق، رائعة الروائع منك أخي أبو طارق، ماذا: لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، أهٍ ثم اه، وهل يوجد أفضل من تدبر الكتاب في زمن الهجر.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 08:43 م]ـ
السلام عليكم
إن من يُؤلف مثل هذه المؤلفات أو يقدمها ببرنامج هل يا تُرى يُخطئ في تسميتها؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أستاذتي الفاضلة.
ولكن مع الدكتور فاضل السامرائي فلاتظن ذلك
أليس بشراً؟:)
ومع ذلك فقد كان موفقاً حفظه الله ورعاه.
جزاكِ الله خيراً أستاذتي على مرورك الطيب.
يعلم الله وحده كم سررت لرؤية ذلك أخي أبو طارق، رائعة الروائع منك أخي أبو طارق، ماذا: لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، أهٍ ثم اه، وهل يوجد أفضل من تدبر الكتاب في زمن الهجر.
نعم أخي الحبيب نائل نحتاج بين الفينة والآخرى أن نجدد فيها إيماننا بالله سبحانه , ولكي نتعرف منها على معجزة الخالق سبحانه وتعالى , في وقت نسأل الله السلامة فيه. جزى الله الدكتور خير الجزاء.
بارك الله فيك أخي الحبيب.(/)
ما الحكمة أيها البلاغيون؟
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 05:35 م]ـ
حكى القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح الذي قابله, وهو الخضر عليه السلام، ومن ذلك قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً}.
فقد تكررت كلمة أهل، وكان مقتضى الظاهر أن يقال: حتى إذا أتيا أهل قرية استطعماهم، فما السر يا تُرَى؟
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 06:02 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابن النحوية إن من عادة القرآن أن يكرر بعض الالفاظ للتأكيد, وهنا جاء التكرار للتأكيد اولاً وللتشنيع ثانيًا, للتأكيد على طلبهم الطعام (هذا معنى الاستطعام) _هي العادة في الأمم من عهد إبراهيم عليه السلام _ وللتشنيع بأهل القرية لرفضهم الضيافة بإظهار لؤمهم لأن الرفض يدل على لؤم تلك القرية.
والله اعلم
ـ[الغامدي]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 07:33 م]ـ
قال أبو حيان التوحيدي:" وتكرر لفظ (أهل) على سبيل التوكيد، وقد يظهر له فائدةعن التوكيد، وهو أنهما حين أتيا أهل القرية إنما أتيا بعضهم، فلما قال: (استطعما) احتمل أنهما لم يستطعما إلا ذلك البعض الذي أتياه، فجيء بلفظ أهلها ليعم جميعهم ... "
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 05:18 ص]ـ
الأخوان العزيزان: سليم والغامدي، شكر الله لكما، ونفع بعلمكما.
أهو إذن إظهار في موضع الإضمار، أم أن الموضع موضع إظهار أصلا؟(/)
اريد استخراج مظاهر الجمال من قصيد لبيد العامرى
ـ[778899]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 10:16 م]ـ
اريد استخراج مظاهر الجمال من صور ومحسنات وغيرها من قصيدة لبيد العامرى التى تبدأ ب (اقوى وعرى واسط فبرام) حتى البيت السابع عشر (انى اكاثر فى الندى اخوانه واعف عرضى ان الم لمام)
ـ[خالد القناوي]ــــــــ[31 - 08 - 2006, 01:55 م]ـ
استخرجها بنفسك يارجل، وكفانا اعتمادا على الآخرين فيما نكلف به من أعمال في الجامعة، فالمكتبات القرطاسية تتولى في بلادنا دورا إفساديا ببيع البحوث، والآن تتولى صفحات الأنترنت ذلك اتقوا الله فيما تكلفون به وأحسنوا إلى أنفسكم أولا وأوطانكم ثانيا ومن قبل إلى دينكم(/)
فرجوا كربتي يفرج الله كربكم يوم الحساب 0 0 عاجل جدا جدا جدا
ـ[جلمود صخر]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 03:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوني في الله أنا عضوه جديدة في منتدى الفصيح وهذا أول مشاركة لي وفي الحقيقة هي ليست بمشاركة ولكنه طلب أريد منكم أن تساعدوني في حل هذه القطع والمطلوب هو:
محسنات بديعية – الأساليب البلاغية – أسلوب تشبيه أسلوب قسم الأوزان – المشتقات – الصور الفنية في هذه القطع يعني بالمختصر المفيد شرح وافي
إِذَا السَّمَاءُ انفطرت (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)
عن أبي هريرة رضي الله عنة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرض او شي فليتحلله منه اليوم قبل ان لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقد مظلمته وان لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل علية))
وعن أبي هريرة رضي الله عنة قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون من المفلس؟)) قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: ((إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما علية أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار))
ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحه وعلى الأبواب ستور مرخاة وعند راس الصراط داع يقول استقيموا على الصراط ولا تعوجوا وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ثم فسره فاخبر أن الصراط هو الإسلام وان الأبواب المفتحة محارم الله وان الستور المرخاة حدود الله وان الداعي على راس الصراط هو القران وان الداعي من فوقه واعظ الله في قلب كل مؤمن
ملاحظة: مساعدتكم لي سوف لن تفيدني وحدي ولكن سوف تفيد 200 طالبة وقد تكون سببا لنجاحهن بعد مشيئة الله وقدرته فقد وجهتنا صعوبات في هذا النصف من العام والسبب انقطاع الدائرة التلفزيونية فأصبحنا نأخذ محاضرات بصوت فقط وأحيانا يكون الصوت غير واضح
كلي رجاء بعد الله عزوجل فيكم وارجوا ان تردوا عي قريبا فنحن في حاجة ماسة لها لان الاختبارات على الابواب
ولكم جزيل الشكر(/)
الفصل والوصل .. تدريب وتطبيق
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 04:46 م]ـ
"الفصل والوصل" فن يحتاج إلى معالجة من خلال النصوص الكثيرة حتى تتضح علاقاته وأبعاده. وهنا سنفتح له هذه النافذة -إن شاء الله تعالى.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 04:47 م]ـ
النص الأول:
بين أسرار الفصل والوصل في الآتي:
لم تمت أنت إنما ماتَ من لمْ
يُبْقِ في المجدِ والمحامِدِ ذِكرا
لستُ مُستسقياً لقبركَ غيثاً
كيف يظمى وقد تضَمَّنَ بحرا؟؟؟!
ـ[الغامدي]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 05:42 م]ـ
أستاذي الفاضل / فريد البيدق
السلام عليكم
لعلك تسمعنا رأيك في واو الثمانية .. فإن كنت ممن لا يراه؛ فما رأيك في واو سورة الزمر (حتى إذا جاؤها و فتحت أبوابها) وواو سورة الكهف (سبعةٌ و ثامنهم كلبهم)؟
محبك
الغامدي
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 12:52 م]ـ
الكريم "الغامدي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
هناك قضايا كلية أو جزئية تثار ويثار حولها الرأي فينقسم، ويسند ويحيث كل اتجاه رأيه، ولا يبقى للآتي سوى تحديد مكان وجوده؛ لأن طبيعة هذه القضايا عدم الحسم.
ومن هذا النوع "واو الثمانية"، وأنا في معسكر المقرين.
ـ[الغامدي]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 08:34 م]ـ
الكريم "الغامدي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
هناك قضايا كلية أو جزئية تثار ويثار حولها الرأي فينقسم، ويسند ويحيث كل اتجاه رأيه، ولا يبقى للآتي سوى تحديد مكان وجوده؛ لأن طبيعة هذه القضايا عدم الحسم.
ومن هذا النوع "واو الثمانية"، وأنا في معسكر المقرين.
أستاذي فريد البيدق؛ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلي أفرد مشاركةً عن واو الثمانية ما دمنا في معسكر واحد:)، وأما الفصل والوصل فهو مبحث لا يستغني طالب العلم عنه، ولا يستقيم كلام الفصيح إلا به. ولله در معاوية إذ يقول: (يا أشدق! قم عند قروم العرب وجحاجحها، فسل لسانك، وجل في ميادين البلاغة، وليكن لمقاطع الكلام منك على بال، فإني شهدت رسول الله -:= - أملى على علي بن أبي طالب -: r - كتاباً، وكان يتفقد مقاطع الكلام كتفقد المصرم صريمه).
ولعلنا - يا أستاذي البيدق - نتجاذب أطراف الحديث في التعريف بالفصل والوصل، ثم نعرج على النص الذي اخترته للنقاش؛ حتى يكون النقاش أكثر متعة .. وربما كنتُ من أحوج الأعضاء للتعرف على هذا المبحث؛ فلعلك تكشف لنا أسراره.
أخوك
الغامدي
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[07 - 06 - 2006, 04:49 م]ـ
الكريم "الغامدي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
تواضعك يعليك ويرفعك!!
... إن شاء الله تعالى!!(/)
لمسات بيانية في سورة الفاتحة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 07:24 م]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
الأساتذة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الدكتور فاضل حفظه ورعاه في حديثه ((لمسات بيانية في سورة الفاتحة)):
الحمد لله:
معنى الحمد: الثناء على الجميل من النعمة أو غيرها مع المحبة والإجلال، فالحمد أن تذكر محاسن الغير سواء كان ذلك الثناء على صفة من صفاته الذاتية كالعلم والصبر والرحمة أم على عطائه وتفضله على الآخرين. ولا يكون الحمد إلا للحي العاقل.
وهذا أشهر ما فرق بينه وبين المدح فقد تمدح جمادا ولكن لا تحمده؛ وقد ثبت أن المدح أعم من الحمد. فالمدح قد يكون قبل الإحسان وبعده؛ أما الحمد فلا يكون إلا بعد الإحسان، فالحمد يكون لما هو حاصل من المحاسن في الصفات أو الفعل فلا يحمد من ليس في صفاته ما يستحق الحمد؛ أما المدح فقد يكون قبل ذلك فقد تمدح إنساناً ولم يفعل شيئا من المحاسن والجميل ولذا كان المدح منهياً عنه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"احثوا التراب في وجه المداحين" بخلاف الحمد فإنه مأمور به فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لم يحمد الناس لم يحمد الله".
وبذا علمنا من قوله: الحمد لله" أن الله حي له الصفات الحسنى والفعل الجميل فحمدناه على صفاته وعلى فعله وإنعامه ولو قال المدح لله لم يفد شيئا من ذلك، فكان اختيار الحمد أولى من اختيار المدح.
ولم يقل سبحانه الشكر لله لأن الشكر لا يكون إلا على النعمة ولا يكون على صفاته الذاتية فانك لا تشكر الشخص على علمه أو قدرته وقد تحمده على ذلك وقد جاء في لسان العرب "والحمد والشكر متقاربان والحمد أعمهما لأنك تحمد الإنسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته. فكان اختيار الحمد أولى أيضاً من الشكر لأنه أعم فانك تثني عليه بنعمه الواصلة إليك والى الخلق جميعا وتثني عليه بصفاته الحسنى الذاتية وان لم يتعلق شيء منها بك. فكان اختيار الحمد أولى من المدح والشكر.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنه قال: الحمد لله ولم يقل أحمد الله أو نحمد الله وما قاله أولى من وجوه عدة:
إن القول " أحمد الله " أو " نحمد الله " مختص بفاعل معين ففاعل أحمد هو المتكلم وفاعل
نحمد هم المتكلمون في حين أن عبارة "الحمد لله" مطلقة لا تختص بفاعل معين وهذا أولى فإنك إذا قلت " أحمد الله " أخبرت عن حمدك أنت وحدك ولم تفد أن غيرك حمده وإذا قلت " نحمد الله " أخبرت عن المتكلمين ولم تفد أن غيركم حمده في حين أن عبارة "الحمد لله" لا تختص بفاعل معين فهو المحمود على وجه الإطلاق منك ومن غيرك.
وقول " أحمد الله " تخبر عن فعلك أنت ولا يعني ذلك أن من تحمده يستحق الحمد؛ في حين إذا قلت " الحمد لله" أفاد ذلك استحقاق الحمد لله وليس مرتبط بفاعل معين.
وقول " أحمد الله " أو " نحمد الله " مرتبط بزمن معين لأن الفعل له دلالة زمنية معينة، فالفعل المضارع يدل على الحال أو الاستقبال ومعنى ذلك أن الحمد لا يحدث في غير الزمان الذي تحمده فيه، ولا شك أن الزمن الذي يستطيع الشخص أو الأشخاص الحمد فيه محدود وهكذا كل فعل يقوم به الشخص محدود الزمن فإن أقصى ما يستطيع أن يفعله أن يكون مرتبطا بعمره ولا يكون قبل ذلك وبعده فعل فيكون الحمد أقل مما ينبغي فإن حمد الله لا ينبغي أن ينقطع ولا يحد بفاعل أو بزمان في حين أن عبارة "الحمد لله" مطلقة غير مقيدة بزمن معين ولا بفاعل معين فالحمد فيها مستمر غير منقطع.
جاء في تفسير الرازي أنه لو قال " احمد الله " أفاد ذلك كون القائل قادرا على حمده، أما لما قال "الحمد لله" فقد أفاد ذلك، أنه كان محمودا قبل حمد الحامدين وقبل شكر الشاكرين فهؤلاء سواء حمدوا أم لم يحمدوا فهو تعالى محمود من الأزل إلى الأبد بحمده القديم وكلامه القديم.
وقول "أحمد الله" جملة فعلية و"الحمد لله" جملة اسمية والجملة الفعلية تدل على الحدوث والتجدد في حين أن الجملة الاسمية دالة على الثبوت وهي أقوى وأدوم من الجملة الفعلية. فاختيار الجملة الاسمية أولى من اختيار الجملة الفعلية ههنا إذ هو أدل على ثبات الحمد واستمراره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول "الحمد لله" معناه أن الحمد والثناء حق لله وملكه فانه تعالى هو المستحق للحمد بسبب كثرة أياديه وأنواع آلائه على العباد. فقولنا "الحمد لله" معناه أن الحمد لله حق يستحقه لذاته ولو قال "احمد الله" لم يدل ذلك على كونه مستحقا للحمد بذاته ومعلوم أن اللفظ الدال على كونه مستحقاً للحمد أولى من اللفظ الدال على أن شخصاً واحداً حمده.
والحمد: عبارة عن صفة القلب وهي اعتقاد كون ذلك المحمود متفضلا منعما مستحقا للتعظيم والإجلال. فإذا تلفظ الإنسان بقوله: "أحمد الله" مع أنه كان قلبه غافلا عن معنى التعظيم اللائق بجلال الله كان كاذبا لأنه أخبر عن نفسه بكونه حامدا مع انه ليس كذلك. أما إذا قال "الحمد لله" سواء كان غافلاً أو مستحضراً لمعنى التعظيم فإنه يكون صادقاً لأن معناه: أن الحمد حق لله وملكه وهذا المعنى حاصل سواء كان العبد مشتغلاً بمعنى التعظيم والإجلال أو لم يكن. فثبت أن قوله "الحمد لله" أولى من قوله أحمد الله أو من نحمد الله. ونظيره قولنا "لا اله إلا الله" فانه لا يدخل في التكذيب بخلاف قولنا "اشهد أن لا اله إلا الله" لأنه قد يكون كاذبا في قوله "أشهد" ولهذا قال تعالى في تكذيب المنافقين: "والله يشهد إن المنافقين لكاذبون" (المنافقون، آية 1)
فلماذا لم يقل " الحمدَ لله " بالنصب؟
الجواب أن قراءة الرفع أولى من قراءة النصب ذلك أن قراءة الرفع تدل على أن الجملة اسمية في حين أن قراءة النصب تدل على أن الجملة فعلية بتقدير نحمد أو احمد أو احمدوا بالأمر. والجملة الاسمية أقوى وأثبت من الجملة الفعلية لأنها دالة على الثبوت.
وقد يقال أليس تقدير فعل الأمر في قراءة النصب أقوى من الرفع بمعنى "احمدوا الحمد لله" كما تقول "الإسراع في الأمر" بمعنى أسرعوا؟ والجواب لا فإن قراءة الرفع أولى أيضاً ذلك لان الأمر بالشيء لا يعني أن المأمور به مستحق للفعل. وقد يكون المأمور غير مقتنع بما أمر به فكان الحمد لله أولى من الحمد لله بالنصب في الأخبار والأمر.
ولماذا لم يقل " حمداً لله "؟ الحمد لله معرفة بأل و" حمداً " نكرة؛ والتعريف هنا يفيد ما لا يفيده التنكير ذلك أن "أل" قد تكون لتعريف العهد فيكون المعنى: أن الحمد المعروف بينكم هو لله، وقد يكون لتعريف الجنس على سبيل الاستغراق فيدل على استغراق الأحمدة كلها. ورجح بعضهم المعنى الأول ورجح بعضهم المعنى الثاني بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم لك الحمد كله" فدل على استغراق الحمد كله فعلى هذا يكون المعنى: أن الحمد المعروف بينكم هو لله على سبيل الاستغراق والإحاطة فلا يخرج عنه شيء من أفراد الحمد ولا أجناسه.
"الحمد لله" أهي خبر أم إنشاء؟ الخبر هو ما يحتمل الصدق أو الكذب والإنشاء هو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب.
قال أكثر النحاة والمفسرين: أن الحمد لله إخبار كأنه يخبر أن الحمد لله سبحانه وتعالى، وقسم قال: أنها إنشاء لأن فيها استشعار المحبة وقسم قال: أنها خبر يتضمن إنشاء.
أحيانا يحتمل أن تكون التعبيرات خبرا أو إنشاء بحسب ما يقتضيه المقام الذي يقال فيه. فعلى سبيل المثال قد نقول (رزقك الله) ونقصد بها الدعاء وهذا إنشاء وقد نقول (رزقك الله وعافاك) والقصد منها أفلا تشكره على ذلك؟ وهذا خبر.
والحمد لله هي من العبارات التي يمكن أن تستعمل خبرا وإنشاء بمعنى الحمد لله خبر ونستشعر نعمة الله علينا ونستشعر التقدير كان نقولها عندما نستشعر عظمة الله سبحانه في أمر ما فنقول الحمد لله.
فلماذا لم يقل سبحانه " إن الحمد لله "؟ لا شك أن الحمد لله لكن هناك فرق بين التعبيرين أن نجعل الجملة خبراً محضا في قول الحمد لله (ستعمل للخبر أو الإنشاء) ولكن عندما تدخل عليه " إن " لا يمكن إلا أن يكون إنشاء، لذا فقول " الحمد لله " أولى لما فيه من الإجلال والتعظيم والشعور بذلك. لذا جمعت الحمد لله بين الخبر والإنشاء ومعناهما، مثلا نقول رحمة الله عليك (هذا دعاء) وعندما نقول إن رحمة الله عليك فهذا خبر وليس دعاء
من المعلوم انه في اللغة قد تدخل بعض الأدوات على عبارات فتغير معناها مثال: رحمه الله (دعاء)، قد رحمه الله (إخبار)، رزقك الله (دعاء)، قد رزقك الله (إخبار).
لماذا لم يقل سبحانه " لله الحمد "؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد الله تقال إذا كان هناك كلام يراد تخصيصه (مثال: لفلان الكتاب) تقال للتخصيص والحصر فإذا قدم الجار والمجرور على اسم العلم يكون بقصد الاختصاص والحصر (لإزالة الشك أن الحمد سيكون لغير الله)
الحمد لله في الدنيا ليست مختصة لله سبحانه وتعالى، الحمد في الدنيا قد تقال لأستاذ أو سلطان عادل، أما العبادة فهي قاصرة على الله سبحانه وتعالى، المقام في الفاتحة ليس مقام اختصاص أصلاً وليست مثل (إياك نعبد) أو (إياك نستعين). فقد وردت في القران الكريم (فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين) الجاثية (لآية 36)
لا أحد يمنع التقديم لكن التقديم والتأخير في القرآن الكريم يكون حسب ما يقتضيه السياق، المقام في سورة الفاتحة هو مقام مؤمنين يقرون بالعبادة ويطلبون الاستعانة والهداية؛ أما في سورة الجاثية فالمقام في الكافرين وعقائدهم وقد نسبوا الحياة والموت لغير الله سبحانه لذا اقتضى ذكر تفضله سبحانه بأنه خلق السموات والأرض وأثبت لهم أن الحمد الأول لله سبحانه على كل ما خلق لنا فهو المحمود الأول لذا جاءت فلله الحمد مقدمة حسب ما اقتضاه السياق العام للآيات في السورة.
فلماذا التفصيل في الجاثية (رب السموات والأرض) ولم ترد في الفاتحة؟ في الجاثية تردد ذكر السموات والأرض وما فيهن وذكر ربوبية الله تعالى لهما فقد جاء في أول السورة (إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين) فلو نظرنا في جو سورة الجاثية نلاحظ ربوبية الله تعالى للسموات والأرض والخلق والعالمين مستمرة في السورة كلها. (ولله ملك السموات والأرض) يعني هو ربهما (ويوم تقوم الساعة يخسر المبطلون) إذن هو رب العالمين (وخلق الله السموات والأرض بالحق) فهو ربهما (لتجزى كل نفس .. ) فهو رب العالمين. (فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين) جمع الربوبية في السموات والأرض والعالمين في آية واحدة، أما في الكلام في الفاتحة فهو عن العالمين فقط وذكر أصناف الخلق من العالمين (المؤمنين، الضالين .. ) لذا ناسب التخصيص في الجاثية وليس في الفاتحة.
(وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) (الجاثية الآية 37) ولم يذكرالكبرياء في الفاتحة لأنه جاء في الجاثية ذكر المستكبرين بغير حق (ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم. وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) (الجاثية الآيات 7 - 9) دل على مظهر من مظاهر الاستكبار لذا ناسب أن يرد ذكر الكبرياء في السموات والأرض. فسبحانه وتعالى يضع الكلام بميزان دقيق بما يتناسب مع السياق العام للآيات.
الحمد لله: جاء سبحانه وتعالى باسمه العلم (الله)،لم يقل الحمد للخالق أو القدير أو أي اسم آخر من أسمائه الحسنى فلماذا جاء باسمه العلم؟ لأنه إذا جاء بأي اسم آخر غير العلم لدل على انه تعالى استحق الحمد فقط بالنسبة لهذا الاسم خاصة فلو قال الحمد للقادر لفهمت على انه يستحق الحمد للقدرة فقط لكن عند ذكر الذات (الله) فإنها تعني انه سبحانه يستحق الحمد لذاته لا لوصفه.
من ناحية أخرى " الحمد لله " مناسبة لما جاء بعدها (إياك نعبد) لأن العبادة كثيرا ما تختلط بلفظ الله. فلفظ الجلالة (الله) يعنى الإله المعبود مأخوذة من أله (بكسر اللام) ومعناها عبد ولفظ الله مناسب للعبادة وأكثر اسم اقترن بالعبادة هو لفظ الله تعالى (أكثر من 50 مرة اقترن لفظ الله بالعبادة في القرآن) لذا فالحمد لله مناسب لأكثر من جهة.
" الحمدُ لله "أولى من قول الحمد للسميع أو العليم أو غيرها من أسماء الله الحسنى. وقول الحمد لله أولى من قول أحمد الله أو الحمدَ لله أو حمداً لله أو إن الحمد لله أو الحمد للحي أو القادر أو السميع أو البصير. جلت حكمة الله سبحانه وتعالى وجل قوله العزيز.
يتبع
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 08:50 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في الكاتب والناقل, أتحفتنا أخي أبا طارق في هذه اللمسات.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 09:15 م]ـ
وفيك بارك أستاذي الفاضل. وجزاك الله خيراً على مرورك العاطر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 01:48 ص]ـ
الأخ أبا طارق - سلمه الله ..
شكر الله لك ما أتحفتنا به من لمسات بيانية رائعة ماتعة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
واسمح لي - أخي الفاضل - بأن أنبّه إلى بعض الأمور المتعلقة بقوله تعالى ((الحمد لله)) ..
فأقول: إنّ هذه الجملة (الحمدُ لله) قد جاءت خمس مرات في أوائل خمس سور قرآنية، هي:
قوله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 2].
وقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ) [الأنعام: 1].
وقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) [الكهف: 1].
وقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [سبأ: 1].
وقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [فاطر: 1].
ومن عجيب أمر القرآن العظيم أنّها جاءت أيضاً لتختم خمس سور قرآنية أخرى، هي:
قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء: 111].
وقوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
وقوله تعالى: (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 181 - 182].
وقوله تعالى: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الزمر: 75].
وقوله علت كلمته: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الجاثية: 36 - 37].
وإذا تأمّلنا هذه الآيات ومواقعها في السور الكريمات، يلفت انتبهانا أمران اثنان:
الأول: أن الحمدلة الأولى جاءت ضمن السور التي افتتحت بها في الآية بعد الآولى (أي في الآية الثانية من سورة الفاتحة).
والثاني: أنّ الحمدلة الأخيرة جاءت ضمن السور التي اختتمت بها في الآية قبل الأخيرة من سورة الجاثية.
وقد يكون في هذا النسق العجيب دليل لمن ذهب إلى القول بأنّ البسملة في فاتحة الكتاب هي آية من آياتها - والله أعلم. وذاك أنّ الحمدلة الأولى جاءت في الفاتحة بعد الآية الأولى، كما أنّ الحمدلة الأخيرة جاءت في الآية قبل الأخيرة في سورة الجاثية:
الفاتحة: الآية بعد الأولى-------------------
الأنعام: الآية الأولى ----- الإسراء: الآية الأخيرة
الكهف: الآية الأولى ----- النمل: الآية الأخيرة
سبأ: الآية الأولى ----- الصافات: الآية الأخيرة
فاطر: الآية الأولى ----- الزمر: الآية الأخيرة
------------------الجاثية: الآية قبل الأخيرة
وثمّة أمراً آخر، وهو أنّ الحمدلة في سورة الجاثية فيها من الإشارات اللطيفة على إحاطته تعالى المطلقة بكلّ شيء علماً، وعلمه سبحانه بدقائق الأمور.
فـ ((الحمد لله)) مبتدأ وخبر، وكذلك قوله تعالى في الجاثية: ((فلله الحمد))، وتأخّر في هذه الثانية المبتدأ، والحاصل في الموضعين معنًى واحد، وهو حمده تعالى بما هو أهله. ولكن ما الموجب لتقديم الخبر على المبتدأ في سورة الجاثية؟
جاء في (مِلاك التأويل): "إنّ قوله تعالى: ((فلله الحمد)) ورد على تقدير الجواب، بعد إرغام المكذّب وقهره ووقوع الأمر مطابقاً لأخبار الرسل عليهم السلام، وظهور ما كذب الجاحد به، فعند وضوح الأمر كأنْ قد قيل: لمن الحمد ومن أهله؟ فجاء الجواب على ذلك، فقيل: فلله الحمد. نظير هذا قوله سبحانه وتعالى: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) [غافر: 16]، ثمّ قال: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ترى تلاقي الآيتين فيما تقدّمهما، فالمتقدّم في سورة غافر قوله تعالى: (لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [الآيتان: 15 - 16]، فعند ظهور الأمر للعيان، ومشاهدة ما قد كان خبراً، قيل لهم: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ). وتقدّم في سورة الجاثية قوله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون) [الآية: 33]. وإنّما ذلك يوم التلاقي والعرض عليه سبحانه، فعند المعاينة وزوال الارتياب والشكوك كأنْ قيل لهم: لمن الحمد ومن أهله؟ فورد الجواب بقوله: ((فلله الحمد)). فالآية كالآية، والمقدّر المدلول عليه كالمنطوق، والإيجاز مستدعٍ لذلك.
ولمّا تقدّم ذكر المُلك في آية غافر منطوقاً به لَمْ يحتج إلى إعادة ذكره، فقيل: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)، وَلَمْ يَقُلْ: فلله المُلك لتقدّم ذكره. ولمّا كان الحمد في سورة الجاثية لم يتقدّم ذكره، وإنّما هو مقدّر يدلّ عليه السياق، لَمْ يَكُنْ بدّ من الإفصاح به في الجواب، فقيل: ((فلله الحمد)) ".
وجملة الأمر أنّ السور التي افتتحت أو اختتمت بـ ((الحمدُ لله)) دعت إلى حمده تعالى على نعمه التي أنعمها على الإنسان، ومع تماثل الاستفتاح بالحمد لله، فإنّ كلّ سورة تذكّر بالله الذي ينبغي حمده في صورة خاصّة تتميّز بها عن الأخرى. فالفاتحة ابتدئت بقوله تعالى: ((الحمد لله رب العالمين))، فوصف بأنّه مالك جميع المخلوقين، وفي الأنعام والكهف وسبأ وفاطر لم يُوصَف بذلك، بل بفرد من أفراد صفاته، وهو خلق السموات والأرض والظلمات والنور في «الأنعام»، وإنزال الكتاب في «الكهف»، وملك ما في السموات وما في الأرض في «سبأ»، وخلقهما في «فاطر». لأنّ «الفاتحة» أُمّ القرآن ومطلعه، فناسب الإتيان فيها بأبلغ الصفات وأعمّها وأشملها.
فبعد أنْ ذكر الله تعالى في سور الحمد جزءاً من نعمه التي لا تُحصى على الإنسان، جاء في نهاية المطاف قوله تعالى في سورة الجاثية: ((فلله الحمد))، كأنْ قد قيل في السور السابقة: الحمد لله على نعمة كذا وكذا، والحمد لله على نعمة كذا وكذا، والحمد لله على نعمة كذا وكذا .. وهكذا، إلى أنْ انتهى الأمر بنظم دقيق في سورة الجاثية التي ختمت السور التي افتتحت بالحمد، والسور التي اختتمت بالحمد، ليقول: لمن الحمد ومن أهله؟ فيرد الجواب المطلق بقوله تعالى: ((فلله الحمد))!
والله أعلم ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 04:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذ لؤي , ونفعنا الله بغزير علمك , ونحن في شوق لما جادت به أقلامكم حول الإعجاز الرقمي؛ ولكن بشيئ من اليسر إن أمكن:)
نعود لما بدأناه.
يقول الدكتور حفظه ورعاه:
رب العالمين:
الرب هو المالك والسيد والمربي والمنعم والقيِّم، فإذن رب العالمين هو ربهم ومالكهم وسيدهم ومربيهم والمنعم عليهم وقيُمهم لذا فهو أولى بالحمد من غيره وذكر (رب العالمين) هي أنسب ما يمكن وضعه بعد (الحمد لله)
رب العالمين يقتضي كل صفات الله تعالى ويشمل كل أسماء الله الحسنى، العالمين: جمع عالم والعالم هو كل موجود سوى الله تعالى؛ والعالم يجمع على العوالم وعلى العالمين لكن اختيار العالمين على العوالم أمر بلاغي يعني ذلك أن العالمين خاص للمكلفين وأولي العقل (لا تشمل غير العقلاء) بدليل قوله تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) (الفرقان آية 1) ومن المؤكد انه ليس نذيرا للبهائم والجماد. وبهذا استدلوا على أن المقصود بالعالمين أولي العقل وأولي العلم أو المكلفون.
والعالمين جمع العالم بكل أصنافه لكن يغلُب العقلاء على غيرهم فيقال لهم العالمين لا يقال لعالم الحشرات أو الجماد أو البهائم العالمين وعليه فلا تستعمل كلمة العالمين إلا إذا اجتمع العقلاء مع غيرهم وغلبوا عليهم.
أما العوالم قد يطلق على أصناف من الموجودات ليس منهم البشر أو العقلاء أو المكلفون (تقال للحيوانات والحشرات والجمادات)
(يُتْبَعُ)
(/)
اختيار كلمة العالمين له سببه في سورة الفاتحة فالعالمين تشمل جيلا واحدا وقد تشمل كل المكلفين أو قسما من جيل (قالوا أولم ننهك عن العالمين) (الحجر آية 70) في قصة سيدنا لوط جاءت هنا بمعنى قسم من الرجال.
واختيار " العالمين " أيضاً لأن السورة كلها في المكلفين وفيها طلب الهداية وإظهار العبودية لله وتقسيم الخلق كله خاص بأولي العقل والعلم لذا كان من المناسب اختيار " العالمين " على غيرها من المفردات أو الكلمات. وقد ورد في آخر الفاتحة ذكر المغضوب عليهم وهم اليهود، والعالمين رد على اليهود الذين ادعوا أن الله تعالى هو رب اليهود فقط فجاءت رب العالمين لتشمل كل العالمين لا بعضهم.
أما اختيار كلمة رب فلأنها تناسب ما بعدها (اهدنا الصراط المستقيم) لأن من معاني الرب المربي وهي أشهر معانيه وأولى مهام الرب الهداية لذا اقترنت الهداية كثيراً بلفظ الرب كما اقترنت العبادة بلفظ الله تعالى (قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) (طه آية 49 - 50) (فاجتباه ربه فتاب عليه وهدى) (طه آية 122) (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى) (الأعلى آية 1 - 3) (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) (الأنعام آية 161) (وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) (الكهف آية 24) (قال كلا إن معي ربي سيهدين) (الشعراء آية 62) (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين) (الصافات آية 99) (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) (القصص آية 22) لذا ناسب لفظ " رب " مع " اهدنا الصراط المستقيم " وفيها طلب الهداية.
الرحمن الرحيم:
الرحمن على وزن فعلان والرحيم على وزن فعيل ومن المقرر في علم التصريف في اللغة العربية أن الصفة فعلان تمثل الحدوث والتجدد والامتلاء والاتصاف بالوصف إلى حده الأقصى فيقال غضبان بمعنى امتلأ غضبا (فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا) لكن الغضب زال (فلما سكت عن موسى الغضب) ومثل ذلك عطشان، ريان، جوعان، يكون عطشان فيشرب فيذهب العطش
أما صيغة فعيل فهي تدل على الثبوت سواء كان خلقة ويسمى تحول في الصفات مثل طويل، جميل، قبيح فلا يقال خطيب لمن ألقى خطبة واحدة وإنما تقال لمن يمارس الخطابة وكذلك الفقيه.
هذا الإحساس اللغوي بصفات فعلان وفعيل لا يزال في لغتنا الدارجة إلى الآن فنقول بدا عليه الطول (طولان) فيرد هو طويل (صفة ثابتة) فلان ضعفان (حدث فيه شيء جديد لم يكن) فيرد هو ضعيف (هذه صفته الثابتة فهو أصلاً ضعيف).
ولذا جاء سبحانه وتعالى بصفتين تدلان على التجدد والثبوت معا فلو قال الرحمن فقط لتوهم السامع أن هذه الصفة طارئة قد تزول كما يزول الجوع من الجوعان والغضب من الغضبان وغيره. ولو قال رحيم وحدها لفهم منها أن صفة رحيم مع أنها ثابتة لكنها ليست بالضرورة على الدوام ظاهرة إنما قد تنفك مثلا عندما يقال فلان كريم فهذا لا يعني انه لا ينفك عن الكرم لحظة واحدة إنما الصفة الغالبة عليه هي الكرم.
وجاء سبحانه بالصفتين مجتمعتين ليدل على أن صفاته الثابتة والمتجددة هي الرحمة ويدل على أن رحمته لا تنقطع وهذا يأتي من باب الاحتياط للمعنى وجاء بالصفتين الثابتة والمتجددة لا ينفك عن إحداهما، إنما هذه الصفات مستمرة ثابتة لا تنفك البتة غير منقطعة.
فلماذا إذاً قدم سبحانه الرحمن على الرحيم؟
قدم صيغة الرحمن والتي هي الصفة المتجددة وفيها الامتلاء بالرحمة لأبعد حدودها لأن الإنسان في طبيعته عجول وكثيراً ما يؤثر الإنسان الشيء الآتي السريع وان قل على الشيء الذي سيأتي لاحقاً وإن كثر (بل تحبون العاجلة) لذا جاء سبحانه بالصفة المتجددة ورحمته قريبة ومتجددة وحادثة إليه ولا تنفك لأن رحمته ثابتة. ووقوع كلمة " الرحيم " بعد كلمة الرب يدلنا على أن الرحمة هي من صفات الله تعالى العليا وفيها إشارة إلى أن المربي يجب أن يتحلى بالرحمة وتكون من أبرز صفاته وليست القسوة والرب بكل معانيه ينبغي أن يتصف بالرحمة سواء كان مربياً أو سيداً أو قيما وقد وصف الله تعالى رسوله بالرحمة.
يتبع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 05:11 ص]ـ
هل نطمع ببعض التعليقات من الأساتذة الكرام على بعض مما قال الدكتور السامرائي
والشكر موصول لأبي طارق
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 10:30 ص]ـ
شكر الله لك أستاذ جمال. وفي انتظار التعليق قبل المواصلة.
دمت بخير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 12:21 م]ـ
السلام عليكم
لي رأي أحب أن نتداوله وهو---أنّ قوله تعالى "الحمد لله رب العالمين" فيه معنى العليّة أو السببية أي الحمد لله لانّه رب العالمين
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 03:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل جمال بارك الله فيك على مرورك العاطر. وقد كنت منتظراً الأساتذة أن يدلوا بدلوهم حتى نكمل ما بدأناه لأن رِشاء دلوي قصير جداً قد لا يفي بالغرض:).
في انتظار الأساتذة حفظهم الله.
دمتم بخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم
لي رأي أحب أن نتداوله وهو---أنّ قوله تعالى "الحمد لله رب العالمين" فيه معنى العليّة أو السببية أي الحمد لله لانّه رب العالمين
وعليكم السلام ورحمة الله ..
أخي العزيز جمال ..
هلا تكرّمت علينا بمزيد من التوضيح، وبيان ما ذهبتَ إليه؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 07:39 م]ـ
الأخ الأكرم لؤي
هو معنى قال به أحد الأئمة ---ولا أذكر قوله تماما ---ولكن أذكر مفاده وهو "قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين) جعل قوله (رب العالمين) كالدليل على وجوب (الحمد لله)، فكأن الحمد لله خبرية لفظا إنشائية معنى، ففيها طلب الحمد، ودليل وجوب الحمد هو كونه ربا للعالمين. "
فالحمد لله لكونه ربا للعالمين ---ولكونه الرحمان الرحيم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 10:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله للأستاذين الفاضلين لؤي وجمال. جزاكما الله خيراً , وبارك الله فيكما.
نعود لنكمل بإذن الله. يقول الدكتور حفظه الله ورعاه:
مالك يوم الدين:
هناك قراءة متواترة (ملك يوم الدين) بعض المفسرين يحاولون تحديد أي القراءتين أولى وتحديد صفة كل منهما لكن في الحقيقة ليس هناك قراءة أولى من قراءة فكلتا القراءتين متواترة نزل بهما الروح الأمين ليجمع بين معنى المالك والملك.
المالك من التملك والملك بكسر الميم (بمعنى الذي يملك الملك)
وملك بكسر اللام من الملك بضم الميم والحكم (أليس لي ملك مصر) الملك هنا بمعنى الحكم والحاكم الأعلى هو الله تعالى.
المالك قد يكون ملكا وقد لا يكون والملك قد يكون مالكا وقد لا يكون. المالك يتصرف في ملكه كما لا يتصرف الملك (بكسر اللام) والمالك عليه أن يتولى أمر مملوكه من الكسوة والطعام والملك ينظر للحكم والعدل والإنصاف. المالك أوسع لشموله العقلاء وغيرهم والملك هو المتصرف الأكبر وله الأمر والإدارة العامة في المصلحة العامة فنزلت القراءتين لتجمع بين معنى المالك والملك وتدل على انه سبحانه هو المالك وهو الملك (قل اللهم مالك الملك) الملك ملكه سبحانه وتعالى فجمع بين معنى الملكية والملك
مالك يوم الدين، لِمَ لمْ يذكر الدنيا؟ سواء كان مالكا أو ملكا فلماذا لم يقل مالك يوم الدين والدنيا؟
أولا قال " الحمد لله رب العالمين " فهو مالكهم وملكهم في الدنيا وهذا شمل الدنيا. مالك يوم الدين هو مالك يوم الجزاء يعني ملك ما قبله من أيام العمل والعمل يكون في الدنيا فقد جمع في التعبير يوم الدين والدنيا وبقوله " يوم الدين " شمل فيه الدنيا أيضاً.
لم قال يوم الدين ولم يقل يوم القيامة؟
الدين بمعنى الجزاء وهو يشمل جميع أنواع القيامة من أولها إلى آخرها ويشمل الجزاء والحساب والطاعة والقهر وكلها من معاني الدين وكلمة الدين انسب للفظ رب العالمين وانسب للمكلفين (الدين يكون لهؤلاء المكلفين) فهو أنسب من يوم القيامة لأن القيامة فيها أشياء لا تتعلق بالجزاء أما الدين فمعناه الجزاء وكل معانيه تتعلق بالمكلفين لان الكلام من أوله لآخره عن المكلفين لذا ناسب اختيار كلمة الدين عن القيامة.
لماذا قال مالك يوم واليوم لا يملك إنما ما فيه يملك؟ والسبب لقصد العموم ومالك اليوم هو ملك لكل ما فيه وكل من فيه فهو أوسع وهو ملكية كل ما يجري وما يحدث في اليوم وكل ما فيه ومن فيه فهي إضافة عامة شاملة جمع فيها ما في ذلك اليوم ومن فيه وإحداثه وكل ما فيه من باب الملكية (بكسر الميم) والملكية (بضم الميم)
اقتران الحمد بهذه الصفات أحسن وأجمل اقتران. الحمد لله فالله محمود بذاته وصفاته على العموم والله هو الاسم العلم) ثم محمود بكل معاني الربوبية (رب العالمين) لان من الأرباب من لا تحمد عبوديته وهو محمود في كونه رحمن رحيم، محمود في رحمته لان الرحمة لو وضعت في غير موضعها تكون غير محمودة فالرحمة إذا لم توضع في موضعها لم تكن مدحا لصاحبها، محمود في رحمته يضعها حيث يجب أن توضع وهو محمود يوم الدين محمود في تملكه وفي مالكيته (مالك يوم الدين) محمود في ملكه ذلك اليوم (في قراءة ملك يوم الدين)
استغرق الحمد كل الأزمنة، لم يترك سبحانه زمناً لم يدخل فيه الحمد أبداً من الأزل إلى الأبد فهو حمده قبل الخلق (الحمد لله) حين كان تعالى ولم يكن معه شيء قبل حمد الحامدين وقبل وجود الخلق والكائنات استغرق الحمد هنا الزمن الأول وعند خلق العالم (رب العالمين) واستغرق الحمد وقت كانت الرحمة تنزل ولا تنقطع (الرحمن الرحيم) واستغرق الحمد يوم الجزاء كله ويوم الجزاء لا ينتهي لأن الجزاء لا ينتهي فأهل النار خالدين فيها وأهل الجنة خالدين فيها لا ينقضي جزاؤهم فاستغرق الحمد كل الأزمنة من الأزل إلى الأبد كقوله تعالى له الحمد في الأولى والآخرة هذه الآيات جمعت أعجب الوصف
فلا تحرمونا من تعليقاتكم.
دمتم بخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 08:07 م]ـ
بارك الله في الأخ أبي طارق نقله لنا هذه اللمسات الماتعة .. لما فيها من نشوة لا تقاوَم وبيانٌ ساحرٌ يفيض في الجسد برداً وسلاماً ويقيناً ومتعة لا توصَف ..
الأخ الأكرم لؤي
هو معنى قال به أحد الأئمة ---ولا أذكر قوله تماما ---ولكن أذكر مفاده وهو "قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين) جعل قوله (رب العالمين) كالدليل على وجوب (الحمد لله)، فكأن الحمد لله خبرية لفظا إنشائية معنى، ففيها طلب الحمد، ودليل وجوب الحمد هو كونه ربا للعالمين. "
فالحمد لله لكونه ربا للعالمين --- ولكونه الرحمان الرحيم
الأخ الحبيب جمال ..
أولاً: ألا ترى أنّك في هذا التعليل قد حدّدت دلالات (الحمد) التي لا تُحصى؟
ثانياً: إنّ كلمة (الحمد) في الآية الكريمة (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) مبتدأ وخبره محذوف يدلّ عليه الجارّ والمجرور (لله). وحذف الخبر الحقيقي وإبقاء ما يتعلق به وهو الجارّ والمجرور (لله) يجعل المرء يذهب بتقدير الخبر كلّ مذهب، ويقدّر له التقدير المناسب.
فالحمد دائمٌ لله، والحمد كائنٌ لله وحده ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 10:45 م]ـ
بارك الله في الأخ أبي طارق نقله لنا هذه اللمسات الماتعة .. لما فيها من نشوة لا تقاوَم وبيانٌ ساحرٌ يفيض في الجسد برداً وسلاماً ويقيناً ومتعة لا توصَف .. [/ right]
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل وجزاك الله عنا خير الجزاء.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[24 - 05 - 2006, 01:16 م]ـ
الأخ أبو طارق .. ذكرتَ قراءة (ملك يوم الدين) من دون ضبط، والضبط مفيد هنا، وعلى الأخص لمن لا دراية له بالقراءات، ومن منا يعرف قدرا كافيا منها عفا الله عنا؟. فقراءة (مَلِكِ يوم ِ الدين) مشهورة، وكأنني لمست قراءة ضبطها (مَلَكَ يومَ الدين)، فهل هي قراءة من السبع أو العشر أو غيرها؟. وهل لمستها اللمسات؟.
وفي النفس شيء من تسمية برنامج الدكتور فاضل حفظه الله، وبعض البرامج الأخرى، وأرجو أن أكتب حولها مداخلة مختصرة قريبا إن شاء الله ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 05 - 2006, 02:50 م]ـ
أستاذي الفاضل داوود: أشكر لم مرورك العاطر , وجزاك الله خيراً. أما عن عدم الضبط لعلمي بالقراءة الأولى وهي: ((مَلِكِ يوم ِ الدين)) ولم أسمع بالثانية المفتوحة اللام , لذلك لم أرَ جدوى من التشكي؛ إذ إن المقصود معروف لجهلي بالثانية. فجزاك الله خير الجزاء.
وأنا في شوق لرؤية مداخلتك حول العنوان الذي لم يبلعه ريقك إلى الآن:).
دمت بخير
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 12:39 م]ـ
أستاذي الفاضل داوود: أشكر لك مرورك العاطر , وجزاك الله خيراً. . فجزاك الله خير الجزاء. وأنا في شوق لرؤية مداخلتك حول العنوان الذي لم يبلعه ريقك إلى الآن:).دمت بخير
أشكرك وأرجو أن تكون المداخلة عند حسن الظن بها ..
لمسات بيانية .. يقول علماء البلاغة: (البلاغة والفصاحة والبيان، كلمات يقصد بها الإيضاح) .. ولكنها عند المصطلح تختلف .. فمعلوم أن علم البلاغة يقسم إلى: علم البيان، وعلم البديع، وعلم المعاني .. فإن كان الدكتور يرمي إلى المعنى العام من التوضيح، فلا شيء فيه، وإن كان يرمي إلى علم البيان، فهنا التساؤل: مادام علم البيان علما محددا بالتشبيه والاستعارة والكناية حصرا، وربما بالمجاز المرسل .. ومادامت معظم الأسئلة والإجابات بعيدة كل البعد عن هذا المنحى، وهي في أغلبها من باب علم المعاني، فلم سميت اللمسات بالبيانية؟. أنا أدرك أن من شروط العنوان الجيد جمال الصياغة، وقولنا لمسات معنوية أو لمسات المعاني أو لمسات الفصاحة أو لمسات بديعية .. كل ذلك لا يصلح للعنوان، فلماذا لم يسم البرنامج (لمسات بلاغية) مثلا؟ .. إن عبارة (البيان القرآني، أو البيان الإلهي) تحتمل المعنى العام للبيان بشكل واضح، أما اللمسات البيانية فأراها أقرب إلى المعنى الاصطلاحي، هذا إحساس شخصي، قد لا يكون سليما .. والسليم فيه أنني أكبرت الأستاذ الفاضل أن أحاوره فيه حين كان على رأس عمله في الشارقة، إكبارا واحتراما له، واليوم أنا أكثر احتراما له من ذي قبل ولو لم يتغير اسم البرنامج .. وللحديث صلة عن برنامج آخر إن شاء الله .. والحمد لله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 12:51 م]ـ
سلمك الله وعافاك أستاذي الكريم. ورزقنا الله حب أساتذتنا الافاضل.
فإن كان الدكتور يرمي إلى المعنى العام من التوضيح، فلا شيء فيه
ولعلي قلت بهذا القول من قبل. فبارك الله فيك , وجزاك الله خيراً.
وفي انتظار ما تخبئه جعبتكَ ويبدو لي أنه أكثر مما أفصحت عنه:)
دمت بخير
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 05:35 م]ـ
كان علي أن ألتفت إلى ما قاله الأخ أبو طارق، ولكنني لم أقل إلا خيرا إن شاء الله ..
أما البرنامج الآخر فهو (أحسن القصص) للدكتور الكبيسي حفظه الله، في قناة دبي الفضائية .. لم أشأ أن أسأل الدكتور الكبيسي لأن عندي إحساسا بأن أسلوبه في الرد لن يكون مرضيا، كما لمست في كثير من إجاباته، وعندي قناعة خاصة بأنه لن يستجيب .. لقد قال الله تعالى (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن) فقد اختص الله تعالى قصصه بأنها أحسن القصص، فلا يحق لأحد أن يصف قصصه الشخصية بهذا الوصف، ولا أن يصف بذلك شرحه وتفسيره لقصص القرآن الكريم، فمن ذا الذي يزعم بأن قصصه أحسن القصص جنبا إلى جنب مع قصص الله تعالى؟. ..
وإليك هذا الموقف الرائع .. الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق سابقا، الذي نال جائزة الشيخ محمد بن راشد المكتوم لتحفيظ القرآن الكريم عن شخصية العام الإسلامية في السنة الماضية .. هذا الدكتور كتب لطلابه في جامعة دمشق كتابا يشرح لهم فيه بـ (لمسات بيانية) بعض الإعجاز القرآني، وسمى كتابه (أحسن الحديث) وفي العام الدراسي القادم وجدنا الكتاب نفسه مطبوعا باسم آخر هو (من روائع القرآن) وسألنا الدكتور عن السبب فقال، لقد ذكرني أحد الطلبة بقوله تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ... ) وقال: لو أردت جداله لما أعيتني الحيلة، ولكن الحق أحق أن يتبع .. الله أكبر، أهذا هذا؟. وإنك اليوم لوفتشت عن كتاب أحسن الحديث للبوطي فلن تجد له أثرا البتة، حتى موقع الدكتور البوطي الذي عرض فيه مؤلفاته كلها لم يذكر فيه هذا الكتاب .. قلت بأنني على قناعة بعدم استجابة الشيخ الكبيسي، ولم يكن لدي الدليل، والآن إليك الدليل: لقد بدأ الدكتور الجليل يقدم برنامجا آخر باسم (أحسن الحديث) فأنى يستجيب؟. أم كان الدكتور البوطي مخطئا؟. انتهى .. لم يعد في جعبتي شيء .. في المدى المنظور .. والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 04:05 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل داوود. ووفقك لكل خير. ومادام لا معقب , وتصريحك بـ
لم يعد في جعبتي شيء .. في المدى المنظور فقد آن الأوان لأن نكمل ما بدأناه إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 04:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا لنكمل إن شاء الله اللمسات البيانية في سورة الفاتحة. نسأل الله القبول.
يقول الدكتور حفظه الله ورعاه:
- قوله (إياك نعبد وإياك نستعين):
قدم المفعولين لنعبد ونستعين وهذا التقديم للاختصاص لأنه سبحانه وتعالى وحده له العبادة لذا لم يقل نعبدك ونستعينك لأنها لا تدل على التخصيص بالعبادة لله تعالى، أما قول (إياك نعبد) فتعني تخصيص العبادة لله تعالى وحده وكذلك في الاستعانة (إياك نستعين) تكون بالله حصرا (ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير) (الممتحنة آية 4) كلها مخصوصة لله وحده حصرا فالتوكل والإنابة والمرجع كله إليه سبحانه (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) (إبراهيم 12)
(قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا) (الملك آية 29) تقديم الإيمان على الجار والمجرور هنا لأن الإيمان ليس محصورا بالله وحده فقط بل علينا الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقضاء والقدر لذا لم تأت به آمنا. أما في التوكل فجاءت وعليه توكلنا لا توكلنا عليه لان التوكل محصور بالله تعالى.
الآن لماذا كررت إياك مع فعل الاستعانة ولم يقل إياك نعبد ونستعين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
التكرار يفيد التنصيص على حصر المستعان به؛ لو اقتصرنا على ضمير واحد (إياك نعبد ونستعين) لم يعني المستعان إنما عني المعبود فقط ولو اقتصرنا على ضمير واحد لفهم من ذلك انه لا يتقرب إليه إلا بالجمع بين العبادة والاستعانة بمعنى انه لا يُعبد بدون استعانة ولا يُستعان به بدون عبادة. يفهم من الاستعانة مع العبادة مجموعة تربط الاستعانة بالعبادة وهذا غير وارد وإنما هو سبحانه نعبده على وجه الاستقلال ونستعين به على وجه الاستقلال وقد يجتمعان لذا وجب التكرار في الضمير إياك نعبد وإياك نستعين. التكرار توكيد في اللغة، في التكرار من القوة والتوكيد للاستعانة فيما ليس في الحذف.
إياك نعبد وإياك نستعين: أطلق سبحانه فعل الاستعانة ولم يحدد نستعين على شيء أو نستعين على طاعة أو غيره، إنما أطلقها لتشمل كل شيء وليست محددة بأمر واحد من أمور الدنيا. وتشمل كل شيء يريد الإنسان أن يستعين بربه لان الاستعانة غير مقيدة بأمر محدد. وقد عبر سبحانه عن الاستعانة والعبادة بلفظ ضمير الجمع (نعبد ونستعين) وليس بالتعبير المفرد أعبد وأستعين وفي هذا إشارة إلى أهمية الجماعة في الإسلام لذا تلزم قراءة هذه السورة في الصلاة وتلزم أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة، وفيها دليل على أهمية الجماعة عامة في الإسلام مثل الحج وصلاة الجماعة، الزكاة، الجهاد، الأعياد والصيام. إضافة إلى أن المؤمنين إخوة فلو قال إياك اعبد لأغفل عبادة إخوته المؤمنين وإنما عندما نقول (إياك نعبد) نذكر كل المؤمنين ويدخل القائل في زمرة المؤمنين أيضاً.
لماذا قرن العبادة بالاستعانة؟
أولاً ليدل على أن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بعبادة الله إلا بإعانة الله له وتوفيقه فهو إذن شعار وإعلان أن الإنسان لا يستطيع أن يعمل شيئاً إلا بعون الله وهو إقرار بعجز الإنسان عن القيام بالعبادات وعن حمل الأمانة الثقيلة إذا لم يعنه الله تعالى على ذلك، الاستعانة بالله علاج لغرور الإنسان وكبريائه عن الاستعانة بالله واعتراف الإنسان بضعفه.
لماذا قدم العبادة على الاستعانة؟
العبادة هي علة خلق الإنس والجن (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات 56) والاستعانة إنما هي وسيلة للعبادة فالعبادة أولى بالتقديم.
العبادة هي حق الله والاستعانة هي مطلب من مطالبه وحق الله أولى من مطالبه.
تبدأ السورة بالحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين وهذه كلها من أسلوب الغيبة أي كلها للغائب ثم انتقل إلى الخطاب المباشر بقوله (إياك نعبد وإياك نستعين). فلو قسنا على سياق الآيات الأولى لكان أولى القول إياه نعبد وإياه نستعين. فلماذا لم يقل سبحانه هذا؟
في البلاغة يسمى هذا الانتقال من الغائب للمخاطب أو المتكلم أو العكس " الإلتفات ". للإلتفات فائدة عامة وفائدة في المقام، أما الفائدة العامة فهي تطرية لنشاط السامع وتحريك الذهن للإصغاء والانتباه. أما الفائدة التي يقتضيها المقام فهي إذا التفت المتكلم البليغ يكون لهذه الالتفاتة فائدة غير العامة مثال: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم) (يونس آية 22) لم يقل وجرين بكم فيها التفات لأنهم عندما ركبوا في البحر وجرت بهم الفلك أصبحوا غائبين وليسوا مخاطبين.
وعندما قال سبحانه الحمد لله رب العالمين فهو حاضر دائما فنودي بنداء الحاضر المخاطب الكلام من أول الفاتحة إلى مالك يوم الدين كله ثناء على الله تعالى والثناء يكون في الحضور والغيبة والثناء في الغيبة أصدق وأولى أما (إياك نعبد وإياك نستعين) فهو دعاء والدعاء في الحضور أولى وأجدى؛ إذن الثناء في الغيبة أولى والدعاء في الحضور أولى والعبادة تؤدى في الحاضر وهي أولى.
يتبع
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 07:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الدكتور حفظه الله:
)
قوله (اهدنا الصراط المستقيم)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا دعاء ولا دعاء مفروض على المسلم قوله غير هذا الدعاء فيتوجب على المسلم قوله عدة مرات في اليوم وهذا بدوره يدل على أهمية الطلب وهذا الدعاء لان له أثره في الدنيا والآخرة ويدل على أن الإنسان لا يمكن أن يهتدي للصراط المستقيم بنفسه إلا إذا هداه الله تعالى لذلك. إذا ترك الناس لأنفسهم لذهب كل إلى مذهبه ولم يهتدوا إلى الصراط المستقيم وبما أن هذا الدعاء في الفاتحة ولا صلاة بدون فاتحة فلذا يجب الدعاء به في الصلاة الفريضة وهذا غير دعاء السنة في (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) (البقرة آية 201)
والهداية: هي الإلهام والدلالة. وفعل الهداية هدى يهدي في العربية قد يتعدى بنفسه دون حرف جر مثل " اهدنا الصراط المستقيم " (تعدى الفعل بنفسه) وقد يتعدى بإلى (وانك لتهدي إلى صراط مستقيم) (الشورى آية 52) (وأهديك إلى ربك فتخشى) (النازعات آية 19) وقد يتعدى باللام (الحمد لله الذي هدانا لهذا) (الأعراف 43) (بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) (الحجرات آية 17)
ذكر أهل اللغة أن الفرق بين التعدية بالحرف والتعدية بالفعل نفسه أن التعدية بالحرف تستعمل عندما لا تكون الهداية فيه بمعنى أن المهدي كان خارج الصراط فهداه الله له فيصل بالهداية إليه. والتعدية بدون حرف تقال لمن يكون فيه ولمن لا يكون فيه كقولنا " هديته الطريق " قد يكون هو في الطريق فنعرفه به وقد لا يكون في الطريق فنوصله إليه. (فاتبعني أهدك صراطا سويا) (مريم آية 43) أبو سيدنا إبراهيم لم يكن في الطريق، (ولهديناهم صراطا مستقيما) (النساء آية 68) والمنافقون ليسوا في الطريق. واستعملت لمن هم في الصراط (وقد هدانا سبلنا) (إبراهيم آية 12) قيلت في رسل الله تعالى وقال تعالى مخاطبا رسوله (ويهديك صراطا مستقيما) (الفتح آية 2) والرسول مالك للصراط. استعمل الفعل المعدى بنفسه في الحالتين.
التعدية باللام وإلى لمن لم يكن في الصراط (فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط) (ص آية 22) (هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) (يونس آية 35)
وتستعمل هداه له بمعنى بينه له والهداية على مراحل وليست هداية واحدة فالبعيد عن الطريق، الضال، يحتاج من يوصله إليه ويدله عليه (نستعمل هداه إليه) والذي يصل إلى الطريق يحتاج إلى هاد يعرفه بأحوال الطريق وأماكن الأمن والنجاة والهلاك للثقة بالنفس ثم إذا سلك الطريق في الأخير يحتاج إلى من يريه غايته واستعمل سبحانه اللام (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (الأعراف آية 43) وهذه خاتمة الهدايات.
ونلخص ما سبق على النحو التالي:
-إنسان بعيد يحتاج من يوصله إلى الطريق نستعمل الفعل المتعدي بإلى.
-إذا وصل ويحتاج من يعرفه بالطريق وأحواله نستعمل الفعل المتعدي بنفسه.
-إذا سلك الطريق ويحتاج إلى من يبلغه مراده نستعمل الفعل المتعدي باللام.
الهداية مع اللام لم تستعمل مع السبيل أو الصراط أبدا في القرآن لان الصراط ليست غاية إنما وسيلة توصل للغاية واللام إنما تستعمل عند الغاية. وقد اختص سبحانه الهداية باللام له وحده أو للقرآن لأنها خاتمة الهدايات كقوله (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (الإسراء آية 9) وقوله (يهدي الله لنوره من يشاء) (النور آية 35).
قد نقول جاءت الهدايات كلها بمعنى واحد مع اختلاف الحروف.
- (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع امن لا يهدي إلا أن يهدى) (يونس آية 35).
جاءت يهدي للحق المقترنة بالله تعالى لان معنى الآيات تفيد هل من شركائكم من يوصل إلى الحق قل الله يهدي للحق الله وحده يرشدك ويوصلك إلى خاتمة الهدايات، يعني أن الشركاء لا يعرفون أين الحق ولا كيف يرشدون إليه ويدلون عليه.
- (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) (المائدة آية 16)
استعمل الهداية معداة بنفسها بدون حرف واستعملها في سياق واحد مع الفعل المعدى بإلى ومعنى الآيات انه من اتبع رضوان الله وليس بعيدا ولا ضالا استعمل له الفعل المعدى بنفسه والذي في الظلمات هو بعيد عن الصراط ويحتاج إلى من يوصله إلى الصراط لذا قال يهديهم إلى صراط مستقيم (استعمل الفعل المعدى بإلى).
(يُتْبَعُ)
(/)
نعود إلى الآية " اهدنا الصراط المستقيم " (الفعل معدى بنفسه) وهنا استعمل هذا الفعل المعدى بنفسه لجمع عدة معاني فالذي انحرف عن الطريق نطلب من الله تعالى أن يوصله إليه والذي في الطريق نطلب من الله تعالى أن يبصره بأحوال الطريق والثبات والتثبيت على الطريق.
وهنا يبرز تساؤل آخر ونقول كما سبق وقدم سبحانه مفعولي العبادة والاستعانة في (إياك نعبد وإياك نستعين) فلماذا لم يقل سبحانه إيانا اهدي؟ هذا المعنى لا يصح فالتقديم بـ (إياك نعبد وإياك نستعين) تقيد الاختصاص ولا يجوز أن نقول إيانا اهدي بمعنى خصنا بالهداية ولا تهدي أحداً غيرنا فهذا لا يجوز لذلك لا يصح التقديم هنا. المعنى تطلب التقديم في المعونة والاستعانة ولم يتطلبه في الهداية لذا قال (اهدنا الصراط المستقيم).
فلم قال (اهدنا) ولم يقل اهدني؟
لأنه مناسب لسياق الآيات السابقة وكما في آيات الاستعانة والعبادة اقتضى الجمع في الهداية أيضاً.
فيه إشاعة لروح الجماعة وقتل لروح الأثرة والأنانية وفيه نزع الأثرة والاستئثار من النفس بان ندعو للآخرين بما ندعو به لأنفسنا.
الاجتماع على الهدى وسير المجموعة على الصراط دليل قوة فإذا كثر السالكون يزيد الأنس ويقوى الثبات فالسالك وحده قد يضعف وقد يمل أو يسقط أو تأكله الذئاب، فكلما كثر السالكون كان ادعى للاطمئنان والاستئناس.
والاجتماع رحمة والفرقة عذاب يشير لله تعالى إلى أمر الاجتماع والأنس بالاجتماع وطبيعة حب النفس للاجتماع كما ورد في قوله الكريم (ومن يطع الله ورسوله ندخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) (النساء آية 13) خالدين جاءت بصيغة الجمع لان المؤمنين في الجنة يستمتعون بالأنس ببعضهم وقوله (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) (النساء آية 14) في العذاب فيزيد على عذاب الكافر عذاب الوحدة فكأنما عذبه الله تعالى بشيئين النار والوحدة.
لذا فعندما قال سبحانه وتعالى (اهدنا الصراط المستقيم) فيه شيء من التثبيت والاستئناس، هذا الدعاء ارتبط بأول السورة وبوسطها وآخرها. الحمد لله رب العالمين مهمة الرب هي الهداية وكثيرا ما اقترنت الهداية باسم الرب فهو مرتبط برب العالمين وارتبط بقوله الرحمن الرحيم لان من هداه الله فقد رحمه وأنت الآن تطلب من الرحمن الرحيم الهداية أي تطلب من الرحمن الرحيم أن لا يتركك ضالا غير مهتد ثم قال (إياك نعبد وإياك نستعين) فلا تتحقق العبادة إلا بسلوك الطريق المستقيم وكذلك الاستعانة ومن الاستعانة طلب الهداية للصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم أي صراط الذين سلكوا الصراط المستقيم، ولا الضالين، والضالون هم الذين سلكوا غير الصراط المستقيم فالهداية والضلال نقيضان والضالين نقيض الذين سلكوا الصراط المستقيم.
لماذا اختار كلمة الصراط بدلا من الطريق أو السبيل؟ لو لاحظنا البناء اللغوي للصراط هو على وزن (فعال بكسر الفاء) وهو من الأوزان الدالة على الاشتمال كالحزام والشداد والسداد والخمار والغطاء والفراش، هذه الصيغة تدل على الاشتمال بخلاف كلمة الطريق التي لا تدل على نفس المعنى. الصراط يدل على انه واسع رحب يتسع لكل السالكين، أما كلمة طريق فهي على وزن فعيل بمعنى مطروق أي مسلوك والسبيل على وزن فعيل ونقول أسبلت الطريق إذا كثر السالكين فيها لكن ليس في صيغتها ما يدل على الاشتمال. فكلمة " الصراط " تدل على الاشتمال والوسع هذا في أصل البناء اللغوي (قال الزمخشري في كتابه الكشاف: الصراط من صرط كأنه يبتلع السبل كلما سلك فيه السالكون وكأنه يبتلعهم من سعته).
- قوله (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
لماذا جاءت كلمة الصراط معرفة بأل مرة ومضافة مرة أخرى (صراط الذين أنعمت عليهم)؟ جاءت كلمة الصراط مفردة ومعرفة بتعريفين: بالألف واللام والإضافة وموصوفا بالاستقامة مما يدل على انه صراط واحد (موصوف بالاستقامة لأنه ليس بين نقطتين إلا طريق مستقيم واحد والمستقيم هو أقصر الطرق وأقربها وصولا إلى الله) وأي طريق آخر غير هذا الصراط المستقيم لا يوصل إلى المطلوب ولا يوصل إلى الله تعالى. والمقصود بالوصول إلى الله تعالى هو الوصول إلى مرضاته فكلنا واصل إلى الله وليس هناك من طريق غير الصراط المستقيم. (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه
(يُتْبَعُ)
(/)
سبيلا) (المزمل آية 19) (الإنسان آية 29) (إن ربي على صراط مستقيم) (هود آية 56) (قال هذا صراط علي مستقيم) (الحجر آية 41)
وردت كلمة الصراط في القرآن مفردة ولم ترد مجتمعة أبداً بخلاف السبيل فقد وردت مفردة ووردت جمعا (سبل) لان الصراط هو الأوسع وهو الذي تفضي إليه كل السبل (فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) (الأنعام 153) (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) (المائدة 16) (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (العنكبوت 69) (هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة) (يوسف آية 108) الصراط هو صراط واحد مفرد لأنه هو طريق الإسلام الرحب الواسع الذي تفضي إليه كل السبل وأتباع غير هذا الصراط ينأى بنا عن المقصود [1].
ثم زاد هذا الصراط توضيحا وبيانا بعد وصفه بالاستقامة وتعريفه بأل بقول (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) جمعت هذه الآية كل أصناف الخلق المكلفين ولم تستثني منهم أحداً فذكر:
الذين انعم الله عليهم هم الذين سلكوا الصراط المستقيم وعرفوا الحق وعملوا بمقتضاه.
الذين عرفوا الحق وخالفوه (المغضوب عليهم) ويقول قسم من المفسرين أنهم العصاة.
الذين لم يعرفوا الحق وهم الضالين (قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (الكهف آية 103 - 104) هذا الحسبان لا ينفعهم إنما هم من الأخسرين.
ولا يخرج المكلفون عن هذه الأصناف الثلاثة فكل الخلق ينتمي لواحد من هذه الأصناف.
وقال تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) ولم يقل تنعم عليهم فلماذا ذكر الفعل الماضي؟
اختار الفعل الماضي على المضارع أولاً: ليتعين زمانه ليبين صراط الذين تحققت عليهم النعمة (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) (النساء آية 69) صراط الذين أنعمت عليهم يدخل في هؤلاء. وإذا قال تنعم عليهم لأغفل كل من انعم عليهم سابقا من رسل الله والصالحين ولو قال تنعم عليهم لم يدل في النص على انه سبحانه انعم على احد ولأحتمل أن يكون صراط الأولين غير الآخرين ولا يفيد التواصل بين زمر المؤمنين من آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة. مثال: اذا قلنا أعطني ما أعطيت أمثالي فمعناه أعطني مثل ما أعطيت سابقا، ولو قلنا أعطني ما تعطي أمثالي فهي لا تدل على أنه أعطى أحداً قبلي.
ولو قال " تنعم عليهم " لكان صراط هؤلاء اقل شأنا من صراط الذين أنعم عليهم فصراط الذين انعم عليهم من أولي العزم من الرسل والأنبياء والصديقين أما الذين تنعم عليهم لا تشمل هؤلاء. فالإتيان بالفعل الماضي يدل على انه بمرور الزمن يكثر عدد الذين انعم الله عليهم فمن ينعم عليهم الآن يلتحق بالسابقين من الذين انعم الله عليهم فيشمل كل من سبق وانعم الله عليهم فهم زمرة كبيرة من أولي العزم والرسل وأتباعهم والصديقين وغيرهم وهكذا تتسع دائرة المنعم عليهم، أما الذين تنعم عليهم تختص بوقت دون وقت ويكون عدد المنعم عليهم قليل لذا كان قوله سبحانه أنعمت عليهم أوسع وأشمل واعم من الذين تنعم عليهم.
لماذا قال صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين؟
أي لماذا عبر عن الذين أنعم عليهم باستخدام الفعل (أنعمت) والمغضوب عليهم والضالين بالاسم؟
الاسم يدل على الشمول ويشمل سائر الأزمنة من المغضوب عليهم والدلالة على الثبوت. أما الفعل فيدل على التجدد والحدوث فوصفه أنهم مغضوب عليهم وضالون دليل على الثبوت والدوام.
إذن فلماذا لم يقل المنعم عليهم للدلالة على الثبوت؟
لو قال صراط المنعم عليهم بالاسم لم يتبين المعنى أي من الذي أنعم إنما بين المنعِم (بكسر العين) في قوله (أنعمت عليهم) لأن معرفة المنعِم مهمة فالنعم تقدر بمقدار المنعِم (بكسر العين) لذا أراد سبحانه وتعالى أن يبين المنعم ليبين قدرة النعمة وعظيمها ومن عادة القرآن أن ينسب الخير إلى الله تعالى وكذلك النعم والتفضل وينزه نسبة السوء إليه سبحانه (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) (الجن آية 10) والله سبحانه لا ينسب السوء لنفسه فقد يقول (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون) (النمل آية 4) لكن لا يقول زينا لهم سوء أعمالهم (زين لهم سوء أعمالهم) (التوبة آية 37) (زين للناس حب
(يُتْبَعُ)
(/)
الشهوات) (آل عمران آية 14) (وزين لفرعون سوء عمله). (غافر آية 37) (أفمن زين له سوء عمله) (فاطر آية 8) (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم) (الأنفال آية 48) أما النعمة فينسبها الله تعالى إلى نفسه لأن النعمة كلها خير (ربي بما أنعمت علي) (القصص آية 17) (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه) (الزخرف آية 59) (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا) (الإسراء آية 83) ولم ينسب سبحانه النعمة لغيره إلا في آية واحدة (وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك) (الأحزاب آية 37) فهي نعمة خاصة بعد نعمة الله تعالى عليه.
لماذا قال " المغضوب عليهم " ولم يقل أغضبت عليهم؟ جاء باسم المفعول وأسنده للمجهول ولذا ليعم الغضب عليهم من الله والملائكة وكل الناس حتى أصدقاؤهم يتبرأ بعضهم من بعض حتى جلودهم تتبرأ منهم ولذا جاءت المغضوب عليهم لتشمل غضب الله وغضب الغاضبين.
غير المغضوب عليهم ولا الضالين: لم كرر لا؟ وقال غير المغضوب عليهم والضالين؟ إذا حذفت (لا) يمكن أن يُفهم أن المباينة والابتعاد هو فقط للذين جمعوا الغضب والضلالة فقط، أما من لم يجمعها (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فلا يدخل في الاستثناء، فإذا قلنا مثلا: لا تشرب الحليب واللبن الرائب (أي لا تجمعهما) أما إذا قلنا: لا تشرب الحليب ولا تشرب اللبن الرائب كان النهي عن كليهما إن اجتمعا أو انفردا.
فلماذا قدم إذن المغضوب عليهم على الضالين؟ المغضوب عليهم: الذين عرفوا ربهم ثم انحرفوا عن الحق وهم اشد بعدا لان ليس من علم كمن جهل لذا بدأ بالمغضوب عليهم وفي الحديث الصحيح أن المغضوب عليهم هم اليهود وأما النصارى فهم الضالون. واليهود أسبق من النصارى ولذا بدأ بهم واقتضى التقديم.
وصفة المغضوب عليهم هي أول معصية ظهرت في الوجود وهي صفة إبليس عندما أُمر بالسجود لآدم عليه السلام وهو يعرف الحق ومع ذلك عصى الله تعالى وهي أول معصية ظهرت على الأرض أيضاً عندما قتل ابن آدم أخاه فهي إذن أول معصية في الملأ الأعلى وعلى الأرض (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه) (النساء آية 93) ولذا بدأ بها.
أما جعل المغضوب عليهم بجانب المنعم عليهم فلأن المغضوب عليهم مناقض للمنعم عليهم والغضب مناقض للنعم.
خاتمة سورة الفاتحة هي مناسبة لكل ما ورد في السورة من أولها إلى آخرها فمن لم يحمد الله تعالى فهو مغضوب عليه وضال ومن لم يؤمن بيوم الدين وأن الله سبحانه وتعالى مالك يوم الدين وملكه ومن لم يخص الله تعالى بالعبادة والاستعانة ومن لم يهتد إلى الصراط المستقيم فهم جميعاً مغضوب عليهم وضالون.
ولقد تضمنت السورة الإيمان والعمل الصالح، الإيمان بالله (الحمد لله رب العالمين) واليوم الآخر (مالك يوم الدين) والملائكة والرسل والكتب (اهدنا الصراط المستقيم) لما تقتضيه من إرسال الرسل والكتب. وقد جمعت هذه السورة توحيد الربوبية (رب العالمين) وتوحيد الألوهية (إياك نعبد وإياك نستعين) ولذا فهي حقاً أم الكتاب.
3) يقول الدكتور أحمد الكبيسي في كلمة الصراط وأخواتها في القرآن الكريم في برنامجه الكلمة وأخواتها في القرآن الكريم على قناة دبي الفضائية في شرح كلمة الصراط وأخواتها في القرآن الكريم وكيف أن كل كلمة منها وردت في القرآن في مكانها المناسب والمعنى الذي تأتي به كل كلمة لا يمكن أن يكون إلا من عند العلي العظيم الذي وضع كل كلمة بميزانها وبمكانها الذي لا يمكن لكلمة أخرى أن تأتي بنفس معناها:
مرادفات كلمة الطريق تأتي على النحو التالي: إمام – صراط – طريق - سبيل – نهج – فج - جدد (جمع جادة) – نفق
وجاء معنى كل منها العام على النحو التالي:
إمام: وهو الطريق العام الرئيسي الدولي الذي يربط بين الدول وليس له مثيل وتتميز أحكامه في الإسلام بتميز تخومه. وقدسية علامات المرور فيه هي من أهم صفاته وهو بتعبيرنا الحاضر الطريق السريع بين المدن ( Highway). وقد استعير هذا اللفظ في القرآن الكريم ليدل على الشرائع (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) (الإسراء آية 71) أي كل ما عندهم من شرائع وجاء أيضا بمعنى كتاب الله (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) (يس آية 12)
(يُتْبَعُ)
(/)
صراط: هو كل ممر بين نقطتين متناقضتين كضفتي نهر أو قمتي جبلين أو الحق والباطل والضلالة والهداية في الإسلام أو الكفر والإيمان. والصراط واحد لا يتكرر في مكان واحد ولا يثنى ولا يجمع. وقد استعير في القرآن الكريم للتوحيد فلا إله إلا الله تنقل من الكفر إلى الإيمان (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) (الأنعام آية 161) (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) (الأنعام آية 39) (اهدنا الصراط المستقيم) (الفاتحة آية 7) (فاتبعني أهدك صراطا سويا) (مريم آية 43) (وان الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) (المؤمنون آية 74)
والصراط عموما هو العدل المطلق لله تعالى وما عداه فهو نسبي. (إن ربي على صراط مستقيم) (هود آية 56) والتوحيد هو العدل المطلق وما عداه فهو نسبي.
سبيل: الطريق الذي يأتي بعد الصراط وهو ممتد طويل آمن سهل لكنه متعدد (سبل جمع سبيل) (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (العنكبوت آية 69) السبل متعددة ولكن شرطها أن تبدأ من نقطة واحدة وتصب في نقطة واحدة عند الهدف. وفيه عناصر ثلاث: ممتد، متحرك ويأخذ إلى غاية.
و المذاهب في الإسلام من السبل كلها تنطلق من نقطة واحدة وتصل إلى غاية واحدة. وسبل السلام تأتي بعد الإيمان والتوحيد بعد عبور الصراط المستقيم. ولتقريب الصورة إلى الأذهان فيمكن اعتبار السبل في عصرنا الحاضر وسائل النقل المتعددة فقد ينطلق الكثيرون من نقطة واحدة قاصدين غاية واحدة لكن منهم من يستقل الطائرة ومنهم السيارة ومنهم الدراجة ومنهم الدواب وغيرها.
واستخدمت كلمة السبيل في القرآن بمعنى حقوق في قوله (ليس علينا في الأميين سبيل) (آل عمران آية 75) وابن السبيل في القرآن هو من انقطع عن أهله انقطاعا بعيدا وهدفه واضح ومشروع كالمسافر في تجارة أو للدعوة فلا تعطى الزكاة لمن انقطع عن أهله بسبب غير مشروع كالخارج في معصية أو ما شابه.
طريق: الطريق يكون داخل المدينة وللطرق حقوق خاصة بها وقد سميت طرقا لأنها تطرق كثيرا بالذهاب والإياب المتكرر من البيت إلى العمل والعكس. والطريق هي العبادات التي نفعلها بشكل دائم كالصلاة والزكاة والصوم والحج والذكر. (يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم) (الأحقاف آية 30)
نهج: وهو عبارة عن ممرات خاصة لا يمر بها إلا مجموعة خاصة من الناس وهي كالعبادات التي يختص بها قوم دون قوم مثل نهج القائمين بالليل ونهج المجاهدين في سبيل الله ونهج المحسنين وأولي الألباب وعباد الرحمن فكل منهم يعبد الله تعالى بمنهج معين وعلى كل مسلم أن يتخذ لنفسه نهجا معينا خاصا به يعرف به عند الله تعالى كبر الوالدين والذكر والجهاد والدعاء والقرآن والإحسان وغيرها (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) (المائدة آية 48) وإذا لاحظنا وصفها في القرآن وجدنا لها ثلاثة صفات والإنفاق فيها صفة مشتركة.
1 - نهج المستغفرين بالأسحار: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) (الذاريات آية 17 - 19)
2 - ونهج أهل التهجد: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) (السجدة آية 16)
3 - ونهج المحسنين: (الذين ينفقون بالسراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) (آل عمران آية 134).
فج: وهو الطريق بين جبلين (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) (الحج آية 27)
جادة: وتجمع على جدد كما وردت في القرآن الكريم (ومن الجبال جدد بيض وحمر) (فاطر آية 27) والجادة هي الطريق الذي يرسم في الصحراء أو الجبال من شدة الأثر ومن كثرة سلوكه.
نفق: وهو الطريق تحت الأرض (فان استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض) (الأنعام آية 35
وهكذا نكون قد أتينا على ختام نقلنا للمسات البيانية في سورة الفاتحة.
ولا يسعني هنا إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من شارك معنا , ومن مر ولم يسعفه وقته للمشاركة. فأقول جزاكم الله خيراً ورزقنا الله حب كتابه والعمل به , ونسأل الله العلي القدير أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا , ونور صدورنا , وجلاء همومنا وغمومنا. وأن يكون شفيعاً لنا يوم نلقاه.
دمتم بخير.(/)
"قل هو اللَّه أحد "
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 08:30 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة الاخلاص او المقشقشة:"قل هو اللَّه أحد ",قبل الخوض في تفسيرها سوف اعرض اسباب نزولها:
قرأ عمر بن الخطاب وابن مسعود والربيع بن خيثم: " قل هو الله أحد الواحد الصمد "، وروى أبي بن كعب أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب ربه تعالى عما يقول الجاهلون فنزلت هذه السورة، وروى ابن عباس أن اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد صف لنا ربك وانسبه فإنه وصف نفسه في التوراة ونسبها، فارتعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشياً عليه ونزل عليه جبريل بهذه السورة، وقال أبو العالية قال قتادة: الأحزاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأتاه الوحي بهذه السورة.
الاعراب: وهو ابتداء و {الله} ابتداء ثان و {أحد} خبره، والجملة خبر الأول.
معناها: المعبود بالحق، الواجب الوجود، المستحق للكمالات {أحَدٌ} لا شريك له في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، لا يتبعّض ولا يتجزّأ, ولا يُحد، ولا يُحصَى، أول بلا بداية، وآخر بلا نهاية، ظاهر بالتعريف لكل أحد، باطن في ظهوره عن كل أحد.
وقال ابن سينا في تفسير له لهذه السورة: إن {أحد} دالّ على أنه تعالى واحد من جميع الوجوه وأنه لا كثرة هناك أصلاً لا كثرةً معنوية وهي كثرة المقومات والأجناس والفصول، ولا كثرة حسيّة وهي كثرة الأجزاء الخارجية المتمايزة عقلاً كما في المادة والصورة. والكثرة الحسية بالقوة أو بالفعل كما في الجسم، وذلك متضمن لكونه سبحانه منزهاً عن الجنس والفصل، والمادة والصورة، والأعراض والأبعَاض، والأعضاء، والأشكال، والألوان، وسائر ما يُثلم الوحدة الكاملة والبَساطة الحَقَّة اللائقة بكرم وجهه عز وجل عن أن يشبهه شيء أو يساويه سبحانه شيء. وتبيينُه: أما الواحد فمقول على ما تحته بالتشكيك، والذي لا ينقسم بوجه أصلاً أولى بالوحدانيَّة مما ينقسم من بعض الوجوه، والذي لا ينقسم انقساماً عقليّاً أوْلَى بالوحدانية من الذي ينقسم انقساماً بالحسّ بالقوة ثم بالفعل، فـ {أحد} جامع للدلالة على الوحدانية من جميع الوجوه وأنه لا كثرة في موصوفه اهـ.
واما قوله تعالى:"قل" قيدل على امرين, اولهما: إِظهار العناية بما بعد فعل القول كما علمت ذلك عند قوله تعالى:
" قل يا أيها الكافرون " [الكافرون: 1] ,ثانيهما: انها جواب سؤال المشركين, حيث قالوا: انْسُبْ لنا ربك، فكانت جواباً عن سؤالهم فلذلك قيل له: " قل " كما قال تعالى:" قل الروح من أمر ربي " [الإسراء: 85]_وهذا قول إبن عاشور_.
واما "هو الله أحد" فهو الشأن العظيم الذي اراد رب العزة ان يظهره جوابًا على اسئلة الكفار والمشركين,"هو" ضمير عائد الى رب العزة عندما سألوه عليه الصلاةوالسلام أن ينسب لهم ربه, و"الله" اسم الجلاله اي انه هو من تسألونني عنه, و"أحد" اسم بمعنى (وَاحِد). وأصل همزته الواو، فيقال: وحَد كما يقال: أحد، قلبت الواو همزة على غير قياس لأنها مفتوحة (بخلاف قلب واو وُجوه) ومعناه منفرد, واما سبب اختيار لفظة أحد بدل واحد ففيه وجهان:
أحدهما: أن الأحد لا يدخل العدد، والواحد يدخل في العدد، لأنك تجعل للواحد ثانياً، ولا تجعل للأحد ثانياً.
الثاني: أن الأحد يستوعب جنسه، والواحد لا يستوعب، لأنك لو قلت فلان لا يقاومه أحد، لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر، فصار الأحد أبلغ من الواحد.
وكذلك إن صيغة الصفة المشبهة تفيد تمكن الوصف في موصوفها بأنه ذاتيٌّ له، فلذلك أوثر {أحد} هنا على (واحد) لأن (واحد) اسم فاعل لا يفيد التمكن. (قول إبن عاشور). ثم إن الأحدية تقتضي الوجود لا محالة.
ومن الملاحظ أن لفظة أحد جاءت نكرة وذلك لوجهين: الاول: حذف لام التعريف على نية إضمارها والتقدير قل: هو الله الأحد ,الثاني: أن المراد هو التنكير على سبيل التعظيم, واقول _كما ارى_ يمكن ان تكون على وجه الخصوصية وذلك ان "أحد" لا تطلق إلا على الله عز وجل ,فلا يصح أن نقول (رجل أحد) , او (قلم أحد).والله اعلم.
وهناك تفسير لطيف للامام الرازي زفيه نفحة صوفية حيث قال:" اعلم أن قوله: {هُوَ ?للَّهُ أَحَدٌ} ألفاظ ثلاثة وكل واحد منها إشارة إلى مقام من مقامات الطالبين فالمقام الأول: مقام المقربين وهو أعلى مقامات السائرين إلى الله وهؤلاء هم الذين نظروا إلى ماهيات الأشياء وحقائقها من حيث هي هي، فلا جرم ما رأوا موجوداً سوى الله لأن الحق هو الذي لذاته يجب وجوده، وأما ما عداه فممكن لذاته والممكن لذاته إذا نظر إليه من حيث هو هو كان معدوماً، فهؤلاء لم يروا موجوداً سوى الحق سبحانه، وقوله: {هُوَ} إشارة مطلقة والإشارة وإن كانت مطلقة إلا أن المشار إليه لما كان معيناً انصرف ذلك المطلق إلى ذلك المعين، فلا جرم كان قولنا: هو إشارة من هؤلاء المقربين إلى الحق سبحانه فلم يفتقروا في تلك الإشارة إلى مميز، لأن الافتقار إلى المميز إنما يحصل حين حصل هناك موجودان، وقد بينا أن هؤلاء ما شاهدوا بعيون عقولهم إلا الواحد فقط، فلهذا السبب كانت لفظة: {هُوَ} كافية في حصول العرفان التام لهؤلاء، المقام الثاني: وهو مقام أصحاب اليمين وهو دون المقام الأول، وذلك لأن هؤلاء شاهدوا الحق موجوداً وشاهدوا الخلق أيضاً موجوداً، فحصلت كثرة في الموجودات فلا جرم لم يكن هو كافياً في الإشارة إلى الحق، بل لا بد هناك من مميز به يتميز الحق عن الخلق: فهؤلاء احتاجوا إلى أن يقرنوا لفظة هو، فقيل: لأجلهم هو الله، لأن الله هو الموجود الذي يفتقر إليه ما عداه، ويستغني هو عن كل ما عداه والمقام الثالث: وهو مقام أصحاب الشمال وهو أخس المقامات وأدونها، وهم الذين يجوزون أن يكون واجب الوجود أكثر من واحد وأن يكون الإله أكثر من واحد فقرن لفظ الأحد بما تقدم رداً على هؤلاء وإبطال لمقالاتهم فقيل: "قُلْ هُوَ ?للَّهُ أَحَدٌ "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 09:05 م]ـ
بارك الله فيك وسدد خطاك.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 01:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز سليم ..
وهنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11459) المزيد حول الفرق بين واحد وأحد ..(/)
سؤال هام
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المعلوم أنّ طريقة إلقاء الكلام و أدائه عليه معوّل كبير فى فهم مراد المتكلم منه , فمثلاً قول المتكلم مستفهماً (قام زيد؟) , يكون بطريقة يُفهم منها أنّه يريد السؤال عن ذلك , وقول المخاطب مجيباً (قام زيد) يكون بطريقة يُفهم منها أنّه يجيب عن هذا السؤال.
و بالنظر فى بعض الأدوات فى القرآن ك (هل) فقد تأتى للتمنّى كقوله تعالى حكاية عن الكفار ((فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)).
وقد تأتى بمعنى (قد) كقوله تعالى ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً)).
وقد تأتى بمعنى النفى كقوله تعالى حكاية عن الكفار ((هل هذا إلا بشر مثلكم)).
وقد تخرج (هل) الاستفهاميّة عن أصلها لأغراض بلاغيّة أخرى كالأمر مثلاً فى قوله تعالى ((فهل أنتم مسلمون)) , ((فهل أنتم منتهون))
فكيف تُقرأ هاتان الآيتان الأخيرتان , هل بطريقة الاستفهام باعتبار أصل (هل) , أم بطريقة الأمر باعتبار المعنى الذى خرجت له؟
وكذا فى قوله تعالى ((هل أتى على الإنسان ... )) الآية هل تقرأ بالاستفهام أم بطريقة الإخبار لتضمنها معنى (قد) , وذلك كما فى (متى) الاستفهاميّة عند تضمنها الشرط تخرج عن الاستفهام فى (متى أضع العمامة تعرفونى)
وكذا قوله تعالى ((هل يستويان مثلاً)) بطريقة الاستفهام المراد منه النفى و الإنكار , أم بطريقة الإخبار الذى هو النفى و الإنكار كقولنا (ما يستويان مثلاً)؟
وما دعانى إلى هذا السؤال هو ما قاله الخطيب القزوينىّ فى الإيضاح:" و (هل) لطلب التصديق فحسب كقولك (هل قام زيد؟) , (هل عمرو قاعد؟).
وقوله:"والتصديق حكم بالثبوت أو الانتفاء ".
وقول د. محمد عبد المنعم خفاجى فى تعليقه على الإيضاح ,فى الفرق بين الاستفهام عن التصديق , والاستفهام عن التصور:" الأول _يعنى الاستفهام عن التصديق_ يكون عن نسبة ترددَ الذهنُ بين ثبوتها و انتفائها ".
ف (هل) على ذلك لاتجوز فى حق الله العليم الحكيم.
أرجو إفادتى جزاكم الله خيراً.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 05:08 ص]ـ
السلام عليكم
تقرأ كما قرأها القرّاء--أمّا عندما تريد التفسير وكنت تتبنى أنّ المراد هو الإستفهام فيمكنك أن تأتي بنبرة المستفهم--وإن أردت الإخبار تأتي بنبرة المخبر--وإن أردت الأمر تأتي بنبرة الأمر في صوتك(/)
بيان دوران الأرض بأسلوب اللف والنشر
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 09:25 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الآية 86 من سورة النمل.
عظمة حكمة الله تتجلى في التفكر في الكيفية التي أعطت النتيجة، فإبراهيم عليه السلام لما أراه الله كيفية إحياء الموتى تجلت له عظمة حكمة الله: (واعلم أن الله عزيز حكيم). والله تعالى إذ يلوم هؤلاء فهو يلومهم على رؤيتهم للكيفية المحكمة بإتقان التي جعل الله بها الليل سكنا والنهار مبصرا، فإذا لم تكن كيفية تعاقب الليل والنهار هي ما كان يعتقده كل الناس في عهد نزول القرآن في أن الشمس هي التي تدور حول الأرض فإنه يلزم أن يريهم الله تلك الكيفية ليحق عليهم اللوم والتقريع.
هذا ما تقتضيه الحكمة، فالملومون ب (ألم يروا) يجب أن (يروا)
ويلزم أن يري الله المؤمنين تلك الكيفية لأنهم شهداء على الناس،
القاعدة المنطقية تقول: الإنكار على غائب ب (ألم ير) أو (ألم يعلم) لا يخاطب به إلا شاهد (رأى و علم)، مثلا:
يخاطب الرجل زوجه مستنكرا على ابنه (الغائب) عدم مذاكرته لدروسه وقد اقترب موعد الامتحانات: ألم يعلم ابنك أن الامتحانات قد اقتربت ... !!.
لم يخاطب الأب الأم مستنكرا ومتعجبا إلا لأن الأم تعلم باقتراب الامتحانات، لو لم تكن تعلم لألقى إليها الكلام خبرا.
كذلك هنا في سورة النمل ينكر الله على الكافرين عدم الالتفات إلى عظمة حكمة الله في رؤيتهم لكيفية جعل الليل سكنا والنهار مبصرا،
وحيث أن المخاطب بالقرآن هم المؤمنون فإنهم يجب أن يكونوا هم أيضا قد رأوا كيف جعل الله الليل سكنا والنهار مبصرا.
وبما أن الناس وقت نزول القرآن لم يكونوا قد رأوا كيفية تعاقب الليل والنهار، فإن الآية: (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ... ) تتكلم عن المستقبل، وسيري الله الذين كفروا آياته في الآفاق المتعلقة بتعاقب الليل والنهار، وسيري الله
المؤمنين أيضا تلك الآيات، لذلك قال الله بعد 7 آيات من هذه وبها ختم السورة: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) الآية 93 النمل.
إذن فلا بد أن الله قد أرانا آياته في جعل الليل سكنا والنهار مبصرا في نفس السورة التي ختمها بقوله: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ... )، وينبغي أن تكون بعد الآية 86 (ألم يروا ... )
كيف أراناالله تلك الآية (الكيفية) بطريقة حكيمة لا تتصادم مع إدراك العقول المعاصرة لنزول القرآن؟
بين الله لنا ذلك بأسلوب لطيف هو أسلوب اللف والنشر بحيث أتى بآية تتكلم عن الحياة الدنيا وعطف عليها آية تتكلم عن الحياة الآخرة ثم أتى بعد ذلك بآيتين ترجع كل آية إلى الآية المتقدمة (الأولى ترجع إلى الأولى، والثانية ترجع إلى الثانية) كما يلي:
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87).
ثم جاء بآيتين ترجع كل واحدة منها على آية متقدمة، فقال:
وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ89.
فالآية 88 ترجع إلى الآية 86، والآية 89 ترجع إلى الآية 87، هكذا:
1) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) = (1) وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88).
(يُتْبَعُ)
(/)
2) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) = 2) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ89.
إذن فالآية التي تبين لنا كيفية جعل الليل سكنا والنهار مبصرا هي الآية 87 حيث يقول تعالى: وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ... )
يشبه الله تعالى مرور الجبال بمرور السحاب، والسحاب يرى للمشاهد وهو يتحرك في جو السماء، لو كانت الجبال ستنتق من جذورها وتسير في السماء مثل السحاب فكيف يحسب المشاهد أن الجبال جامدة (لم تتحرك من مكانها)!!
إذن فالتشبيه في هذه الحالة لم يتحقق لأنه تشبيه حركة الجبال (التي لا تدرك للمشاهد) بحركة السحاب (المدركة للمشاهد) وليس تشبيه مرور الجبال بمرور السحاب.
إذا أردنا معرفة وجه الشبه بين مرور السحاب ومرور الجبال فإن للمرور اتجاه، ووحدة الاتجاه هي التي تحقق التشبيه،
فوجه الشبه بين مرور الجبال ومرور السحاب ينبغي أن يكون متمثلا في وحدة الاتجاه، فإذا كان السحاب في عمومه يمر من الغرب إلى الشرق فإن تشبيه مرور الجبال لا يتحقق إلا إذا كانت الجبال تسلك نفس الاتجاه: تمر من الغرب إلى الشرق.
ولا يحسب المشاهد الجبال جامدة (ثابتة في مكانها) إلا إذا كانت الأرض هي التي تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق.
واختيار فعل (تمر) يفيد الاستمرار والتكرار، وهذا هو حال الأرض دائمة (مستمرة) الدوران. أما عن الجبال يوم تقوم الساعة فإن الله تعالى لم يقل (تمر الجبال مرورا) وإنما قال: تسير الجبال سيرا.
إذن فالآية 88 من سورة النمل تتكلم عن دوران الأرض حول نفسها، فهي الكيفية التي جعل الله بها الليل سكنا والنهار مبصرا، لقدأراهم الله تلك الآية وأراها لنا في القرآن، وهي آية في الآفاق تتجلى فيها عظمة حكمة الله وإتقانه لصنعته، فالشيء المتقن بإحكام لا يمكن إلا أن يكون من تدبير عزيز حكيم، ومهما كانت صنعة الإنسان متقنة إلا أنها لا تصل إلى درجة الكمال، فالساعة التي اخترعها الإنسان لضبط الوقت لا بد أن تخطئ بعد سنة أو بعد عشرات السنين بزيادة أو بتأخير، أما ساعة الله فإنها منذ ملايين السنين لا يأتيها الخطأ: نسبة الخطأ تساوي صفرا، فالأرض تدور حول نفسها دورة كاملة كل 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان، فلو تباطأ دورانها بمقدار ثانية واحدة في اليوم (أي بنسبة 0.001 %) لأصبح طول اليوم بعد 10 سنين 25 ساعة، وبعد 100 سنة يصبح طول اليوم 34 ساعة تقريبا، وبعد1000 سنة يصير طول اليوم 124 ساعة.
إذن فحق أن ينبه الله على ذلك بقوله: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ).
وإذا كنت قد ضربت الساعة البشرية التي صنعها الإنسان مثلا لضبط سرعة دوران الأرض بإتقان فلأن ذلك هو المثل الأعلى لحساب الزمن عند الإنسان، والله تعالى ضرب للناس في القرآن من كل شيء مثلا،
وحياتنا الدنيا فعلا هي عبارة عن ساعة مركزها الشمس، وقوة التجاذب بين الشمس من جهة وبين الأرض والقمر من جهة أخرى مثل عقربي الساعة المثبتين في المركز (الشمس)، وكما أن أحد عقارب الساعة لحساب الساعات والآخر لحساب الدقائق، كذلك فإن دوران الأرض حول الشمس لحساب السنين، ودوران القمر حول الأرض لحساب الشهور.
السنة هي دورة واحدة للأرض حول الشمس تقطعها في 12 شهرا، كما يدور عقرب الساعة دورة كاملة مرورا بالأرقام من 1 إلى 12 في ساعة اليد أو ساعة الحائط.
إذن فنظام حياتنا الدنيا على الأرض أشبه ما يكون بالساعة، إنها ساعة تجري لأجل مسمى، فنحن كالعمال الذين يكدحون إلى أن تدق الساعة معلنة انتهاء الدوام.
إذن فمن الحكمة أن يعبر عن انتهاء الحياة الدنيا ب (إتيان الساعة)، ثم يوم تبدأ الحياة الآخرة سيخلق الله ساعة أخرى أبدية ليست الشمس مركزا لها.
ماذا عن قول الله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).؟
هل جريان الشمس لمستقر لها يعني أنها تسير في الفضاء إلى أن تستقر في مكان هو منتهاها ومستقرها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الشمس بحكم أنها كرة فإن دورانها حول نفسها يعتبر جريا، فعجلة السيارة تجري فتسير السيارة، ويمكن أن تجري العجلة في مكانها إذا رفعت السيارة بآلة ثم أدرت المحرك، والمروحة الكهربائية تجري (تدور) إذا وصلت بالكهرباء، كذلك كل شيء دائري أو كروي ينتج نفس الحركة (الجري) سواء دحرجته على الأرض أو دار في مكانه.
ماذا عن المستقر؟
المستقر هو المنتهى، وقد يراد به المكان أو يراد به الزمان، مثلا إذا أريد به المكان: انطلق الصاروخ من قاعدته لضرب سفينة في البحر، فضرب الصاروخ هدفه وكان مستقره هو السفينة.
ويطلق المستقر ويراد به زمن معلوم، مثلا: تبرمج مروحة كهربائية فتؤقتها لتشتغل مدة 60 دقيقة ثم تتوقف أوتوماتيكيا، في هذه الحالة يقال عن المروحة الكهربائية: إنها تجري لمستقر لها، أي تجري لأجل مسمى.
لنأخذ أمثلة لكلمة (مستقر) من القرآن الكريم.
قال تعالى: لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).
المستقر هنا أريد به الزمان، أي أن لكل نبإ أجل مسمى = زمن معلوم يتحقق فيه واقعا.
إذن فالمستقر في قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) هو مستقر زمني معلوم فسرته آية أخرى بأنه أجل مسمى وذلك في قوله تعالى: وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ.
وهكذا نستخلص أن: تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا = يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى.
وأود أن أختم المقال بملاحظة هامة جديرة بالتدبر وهي ما ختم الله بها سورة النمل بقوله: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
لو كان تفسير السلف الذين عاصروا التنزيل للآية 88 من سورة النمل هو التأويل وأن الجبال التي تمر مر السحاب سيكون ذلك عند قيام الساعة لقال الله (كذلك يريكم الله آياته) بدلا من (سيريكم)، لكن الله أتى بفعل (سيريكم) لنستدل به أن تأويل هذه الآية 88 وكل آيات سورة النمل التي ضربها الله أمثالا لأحداث المستقبل سيضل تأويلها غيبا إلى أجل مسمى.
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب الحسن الهاشمي المختار, بارك الله فيك ونِعم ما ذكرت من بيان ... حقًا إنك لمُجيد.
زد بيانًا تزدد عِيَاناً.
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 09:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي الحبيب سليم على التعليق. بارك الله فيك.
وسنرى إن شاء الله آيات أخرى في الآفاق وفي الأنفس، ولي عودة للكلام عن آيات سورة النمل.
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 09:21 ص]ـ
قال تعالى: طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2).
نلاحظ أن السورة ابتدأت بحرفين مقطعين هما (طس)، وهما المشار إليهما باسم الإشارة (تلك) وأنها آيات القرآن وكتاب مبين وهي هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ.
من هم هؤلاء المؤمنون الموعودون بالهدى والبشرى؟
هل هم المؤمنون الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لا يمكن أن يكون المعاصرون لرسول الله هم الموعودون بالهدى والبشرى لأنهم كانوا في عصر الهدى، لو كانوا هم الموعودين لعرفها الله لهم لا أن يجعلها مرموزة بحرفي (طس).
إذن فهي آيات لم يعرفها الأولون لأنهم لم يرونها وإنما هي آيات سيراها الآخرون فيعرفونها، لذلك قال الله في آخر سورة النمل: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. هؤلاء المؤمنون وصفهم الله بقوله: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
قد يتسائل البعض فيقول: لماذا يتكرر الضمير (هم) مرتين إذ يكفي أن يقول: وهم بالآخرة يوقنون. أو يقول: وبالآخرة هم يوقنون.
لكن الله أكد بالضمير (هم) مرتين فقال: وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
ما الحكمة من ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الحكمة من ذلك هوأن هؤلاء سيروا الآيات فيصبح إيمانهم إيمانا بالشهادة بعد أن كان إيمانا بالغيب، والرؤية بالأبصار هي التي يتحقق بها كمال اليقين لذلك أكد الله بالضمير (هم) مرتين: وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
وأكد الله مرة أخرى في كلامه عن الكافرين مرتين بالضمير (هم) حيث قال: أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ).
الآية هنا تتكلم على الذين يريهم الآيات فتستيقنها أنفسهم ومع ذلك يجحدونها ظلما وعلوا، فهؤلاء يؤكد لهم بالضمير (هم) الأخسرون، فالكافر المشاهد للآيات أظلم من الكافر الذي لم يشاهد الآيات.
ماهي تلك الآيات التي سيرينها الله فنعرفها؟
إنها هي تلك الآيات المشار إليها في بداية السورة في قوله تعالى: تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ).
أين هي تلك الآيات في سورة النمل؟
قبل أن يتكلم الله عن تلك الآيات نبهنا بقوله: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)، لكي نتدبر كلام الله بحكمة فلا نستقبل ما يأتي من كلام الله على أنه قصص الأمم السابقة يقصها الله علينا لنعلم كيف كانت عواقبهم وإنما لنربط بين كل قصة وبين قوله تعالى (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ).
أول القصص ذكرا في سورة النمل هي قصة موسى وتكليم الله له وإرساله إلى فرعون ... ونحن نعلم أن قصة موسى حدثت قبل نزول القرآن بحوالي 20 قرنا، فكيف تكون قصة موسى آية من آيات القرآن، والقرآن لم ينزل إلا من بعده!!
القصة التي يصح أن يقال عنها (آية من آيات القرآن) هي التي يتنبأ بها القرآن ثم تتحقق أحداثها بعد ذلك، أما القصص التي ذكرها الله في سورة النمل فهي قصص حدثت قبل نزول القرآن بآلاف السنين فكيف يقول الله عنها (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ)!!!
لقد آتانا الله حكمة نعلم بها مراده وذلك في قوله (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)، والحكمة تفقه بضرب الأمثال.
وبالحكمة نعلم أن قصة موسى وقصة داود وسليمان وقصة صالح وقصة لوط ما هي إلا أمثال ضربها الله لمستقبل الإسلام.
قصة موسى ضربها الله مثلا لنصر الله لدينه وإظهار البينة التي سيستيقنها الناس جميعا وسيجحدها الظالمون، فرسالة الإسلام عنوانها (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) والله تعالى يخاطب موسى هنا بقوله: يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الحكيم).
وقصة داود وسليمان ضربت مثلا لتمكين الله للمؤمنين واستخلافهم في الأرض.
وتمكين الله للمؤمنين سيترتب عنه إصلاح في الأرض وقضاء على الفساد،
ولقد ضرب الله المثل لإصلاح الأرض بقصة صالح، وضرب المثل للقضاء على الفساد بقصة لوط وقومه الذين دمرهم الله.
إذن فسورة النمل تتضمن نبوءات مستقبلية ضربت لها أمثال من قصص سابقة.
نبوءات عن إظهار البينة والنصر والتمكين وإصلاح في الأرض وقضاء على المفسدين.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 10:45 م]ـ
الأخ الحسن - أسعده الله ..
ما أكثر رونق هذا الكلام وما أعلى رتبته! إنّه تدبُّر جميل لكتاب الله ..
بارك الله فيك .. وبانتظار المزيد ..
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل عام وأنتم بخير، ومبارك عليكم رمضان الشهر الفضيل.
آسف على غيابي، وها أنا أعود، وأشكرأخي الفاضل لؤي الطيبي الذي شرفني حضوره.
وتتمة للموضوع أضيف ما يلي:
قلت من قبل في موضوع آخر: إن مثلنا في هذه الحياة الدنيا كمثل تلاميذ في مدرسة، والرسل هم المعلمون، والمنهج الدراسي هو الكتاب الذي آتاه الله رسله.
وكما أن التلاميذ لا يمتحنون إلا بعد أن يشرح لهم المعلمون الدروس ويستيقنون فهمها جيدا كذلك لا يمتحن الله المرسل إليهم إلا بعد أن يستيقنوا الحق بالبينات التي جاء بها رسولهم (معلمهم) وبعد أن يبين الله لهم ما يتقون به الرسوب في الاختبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا نجد أن كل ملة اختبرت اختبارا يناسب موضوع رسالة الله إليهم. فاليهود بعدما أراهم الله البينات وأنجاهم من آل فرعون إذا بهم لم يقدروا الله حق قدره فاتخذوا العجل الذهبي إلها لحبهم للذهب. والنصارى اختبروا اختبارا يناسب الآيات التي جاء بها المسيح عليه السلام حيث وسوس لهم الشيطان أن عيسى ما فعل تلك الآيات العجيبة إلا لأنه هو الله تجسد في إنسان أو هو ابن الله، وهكذا سقطوا في الإختبار مع أن الله بين لهم ما يتقون به الرسوب في الامتحان إذ توفى الله المسيح أمام أعينهم، فكيف يكون إلها أو ابن إله ولا يملك حياته فيموت كما يموت المخلوق!!
أما رسالة الإسلام فهي رسالة عالمية للناس كافة، جاءت لتصحح الفتنة التي سقط فيها قوم عيسى عليه السلام ولتبين الدين الحق للعالم.
والفتنة تصحح بالبينة، فهل جاءت البينة واستيقنها الناس جميعا؟
كلا، لو أتتهم البينة لانفك النصارى عن تأليههم للمسيح، ولانفك المشركون عن شركهم والوثنيون عن وثنيتهم والضالون عن ضلالهم.
ولو أتت البينة واستيقنها الناس لجاء بعدها الاختبار العالمي ليعلم الله بالحجة الذين صدقوا في إيمانهم ويعلم الكاذبين.
حينما أتكلم عن مجيء البينة فإنما أتكلم عن إدراك الناس لها، أما البينة فقد جاءت قبل أكثر من 14 قرن، وأما لماذا لم تستيقنها أنفس الناس، فلأنها من جنس الحكمة، والحكمة تدرك بالعلم، والعلم يستغرق زمنا.
إذن فإن من الحكمة أن يؤتي الله الإنسان الوسيلة التي يدرك بها البينة، والوسيلة هي العلم، لذلك كان أول ما أنزل من قرآن هو (الوسيلة): اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.).
والغاية التي تتحقق بالوسيلة هي إدراك البينة التي يظهر بها الله دينه الحق على الدين كله، وذلك هو نصر الله للإسلام والفتح، وهكذا نفهم أن أول ما أنزل الله من قرآن هو الوسيلة، وآخر ما أنزل من قرآن هو الغاية: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا).
إذن لا تقوم الساعة حتى يبين الله آياته للناس فيعرفونها ويستيقنون
أن الإسلام هو الدين الحق، وعندئذ ينقسم الناس إلى قسمين:
قسم استيقن الآيات فآمن.
وقسم استيقن الآيات فكفر.
ما الذي يجعل الإنسان يكفر وقد استيقنت نفسه الآيات؟
إنه الهوى، والهوى له سببان لا ثالث لهما، وهما: هوى النفوذ والسلطان، وهوى المال. فصاحب النفوذ يخشى أن يحد الدين من نفوذه وسلطانه، والمنتفع من الفساد الذي يدر عليه الأموال يخاف أن يسد عليه الدين منابع رزقه.
إذن فطبيعي أن ينقسم الناس إلى قسمين حين يريهم الله آياته ويعرفونها، ولذلك بعد أن ختم الله سورة النمل بقوله وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
تلاها بسورة تتكلم عن القسم الذي استيقن الحق فكفر، أولائك الذين استحبوا هوى النفوذ والسلطان وهوى المال، فأتى بفرعون كمثل للذين غرهم هوى النفوذ والسلطان، وأتى بقارون كمثل للذين غرهم هوى المال، وفي ذكر قصة هؤلاء عبرة للظالمين، وهكذا نعلم الحكمة من تسمية السورة بالقصص، فالقصص عبر للتذكير.
ثم تلت سورة القصص سورة العنكبوت وهي سورة تتكلم عن القسم الآخر من الناس الذين استيقنوا الآيات فآمنوا، فهل يكفي أن يقول الناس آمنا أم من الحكمة أن يمتحن الله هؤلاء ليعلم بالحجة الذين صدقوا ويعلم الكاذبين؟
هل يكفي أن يقول التلاميذ لمعلمهم فهمنا الدرس ياأستاذ أم من الحكمة أن يمتحنهم ليعطي كل واحد الدرجة التي يستحقها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك يمتحن الله الذين آمنوا بالفتن ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، وخير زاد في الفتن هو الصبر، والصبر يقاس بطول المدة وقوة التحمل، فضرب الله المثل لمن يشتكي من طول مدة الصبر على البلاء بمدة لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما في قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا عليه السلام إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ، وضرب الله إبراهيم عليه السلام مثلا لقوة تحمل شدة البلاء، فهو فضل أن يلقى في النار التي أضرمها له قومه على أن يجبن و يتراجع عن عقيدته.
وضرب الله المثل لمن يدعي أنه ضعيف لا يستطيع الصبر بشعيب الذي قال فيه قومه إنا نراك فينا ضعيفا، والذي يدعي أنه ضعيف ووحيد مغترب في أرض الكفار ضرب الله له المثل بلوط الذي كان وحيدا مغتربا في قرية الشواذ جنسيا.
إذن فالقصص التي وردت في سورة العنكبوت ضربت أمثالا للصابرين لتحفز المؤمنين على الصبر على الفتن المشار إليها في أول السورة: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ.
هل يمكننا أن نتنبأ بنوع الفتنة التي سيمتحن الله بها الناس؟
بما أن ظهور البينة سيصحح عقيدة الذين قالوا اتخذ الله ولدا وسيتبين لهم أنهم كانوا مخدوعين هم وآباءهم في تأليه المسيح فإن الفتنة ستكون مناسبة للحدث، فالتلميذ إذا أخطأ في مسألة فإن معلمه يصحح له الخطأ ويريه الصواب ثم بعد ذلك يمتحنه في نفس المسألة ليعلم هل فعلا فهم المسألة التي شرحها وصححها له أم لا. كذلك سيصحح الله القضية التي أزل الشيطان بها أكثر أهل الأرض ألا وهي تأليه المسيح فيتبين لهم أن الإسلام هو الحق ثم يمتحنهم في نفس المسألة التي صححت وذلك بظهور رجل يدعي أنه هو المسيح وأنه هو الإله الذي صلب قبل حوالي 2000 سنة، وأنه عاد إلى الأرض ووو ... وسيكون معه من الخدع ما يفتن بهاالناس فيظنون أنه هو المسيح الحقيقي، وهكذا سيفتري هذا الكذاب على الله منتحلا زورا وبهتانا اسم عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام، وكان حقا أن ينزل عيسى ليرفع عنه هذا البهتان والافتراء الذي يرتكبه هذا الدجال باسمه ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله التي يجب أن تكون هي العليا في هذا الموقف هي عيسى المسيح فهو كلمة من الله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 12:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخانا الهاشمي المختار - حفظك الله ورعاك ..
كل عام وأنتم بخير .. وتقبّل الله منا ومنكم الطاعات ..
وحيا الله عودتك في الفصيح من جديد ..
وفي انتظار المزيد من رونق هذا الكلام الخلاب والبيان الرفيع ..
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 07:32 ص]ـ
أخي الكريم لؤي الطيبي حفظك الله وبارك فيك.
يسرني حضورك المشرف.
تحياتي لك.(/)
من بلاغة القرآن .. تناسب موضوعات السورة
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 12:49 م]ـ
إن تعدد موضوعات السورة في القرآن حقيقة، لكن هذه الحقيقة لا تعني عدم وجود تناسب بين هذه الموضوعات مما يبشر بالوحدة.
وفي هذه النافذة أرجو أن يتم التفاعل بين كرام "الفصيح البلاغي" لإجلاء ذلك الجانب؛ فهيا!!(/)
من بلاغة القرآن .. تناسب ترتيب سوره
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 12:52 م]ـ
إن ترتيب سور القرآن لم يكن توقيفا لكنه احتوى في شكله الموجود بين دفتي المصحف الشريف تناسبا يظهر في تتالي السور الكريمة.
وهذه النافذة معقودة لإجلاء ذلك الجانب بالتفاعل بين كرام الفصيح البلاغي؛ فهيا!!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 08:34 ص]ـ
الأخ الفاضل فريد ..
كيف لا يكون ترتيب السور توقيفي، والله تعالى يقول: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 01:27 م]ـ
الكريم "لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
وهل الجمع يعني ترتيب السور؟
... دام لك الفضل، ودام لي هذا التفاعل الكريم!!
ـ[سليم]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 02:16 م]ـ
السلام عليكم
الذي ذهب إليه المحققون من أهل العلم، أن ترتيب آيات القرآن الكريم أمر توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم، لا مدخل للاجتهاد فيه، ومن أهم الأدلة على ذلك، قوله تعالى: " إن علينا جمعه وقرآنه " (القيامة:17) والجمع في الآية - كما قال المفسرون - على معنيين، الأول: جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم؛ والثاني: جمعه بمعنى تأليفه وترتيب سوره وآياته.
وذكر الزركشي في كتابه (البرهان في أحكام القرآن):لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تُطلِع على أنه توقيفيّ صادر عن حكيم: (أحدها) بحسب الحروف، كما في الحواميم، (وثانيها) لموافقة أول السورة لآخر ما قبلها، كآخرا لحمد في المعنى وأول البقرة. (وثالثها) للوزن في اللفظ، كآخر "تبت" وأوّل الإِخلاص. (ورابعها) لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى مثل {والضحى} و {ألم نشرح}.
وفي حديث عثمان رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا أنزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده يقول: ضعوا هذا في السورة التي يُذكر فيها كذا وكذا) رواه أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وغيرهم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 01:38 ص]ـ
الأخ العزيز سليم
قد بيّنت المراد .. بارك الله فيك ..
وإنّه إذا كان ترتيب الآيات توقيفي كما جاء في كثير من صحيح الآثار، فإنّ ما جرى في ترتيب السور لا يختلف عما جرى في ترتيب الآيات، وما حصل هنا إلا ما حصل هناك.
فكما أنّ الآيات وُضعت في المصحف في مواضعها في أم الكتاب، فكذلك السور أيضاً ما وُضعت إلا في مواضعها منه.
وكان جبريل عليه السلام هو الذي يحدّد للنبي صلى الله عليه وسلم مواضعها، ثم كان هو عليه الصلاة والسلام يحدّدها للصحابة.
فهذا الترتيب من عند الله تعالى، وليس من عند الناس، كما أنّ هذا القرآن من عند الله تعالى وليس من عند الناس.
وأورد ههنا بعض الروايات التي تقطع بأنّ ترتيب السور في المصحف إنما هو على النسق الذي تلقاه الصحابة رضي الله عنهم عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام، عن ربّ العزّة سبحانه وتعالى.
- عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: " إنهن من العِتاق الأول وهن من تِلادي " (صحيح البخاري مع فتح الباري: 9\ 37، باب تأليف القرآن).
- عن أوس بن أبي أوس حذيفة الثقفي قال: كنتُ في الوفد الذين أسلموا من ثقيف. فذكر الحديث وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طرأ عليِّ حزبي من القرآن فأردت ألا أخرج حتى أقضيه". قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: كيف تحزّبون القرآن؟ قالوا: "نحزّبه ثلاثَ سور وخمسَ سور وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصّل من (ق) حتى نختم" (رواه أبو داوود في باب تحزيب القرآن رقم 1393، وأخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة باب في كم يستحب أن يختم القرآن رقم 1345).
(يُتْبَعُ)
(/)
- عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة. كانوا يقرؤون قراءة العامّة. وهي القراءة التي قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قُبض فيه. وكان على طول أيامه يقرأ مصحف عثمان رضي الله عنه ويتّخذه إماماً. ثم قال: وقرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفّاه الله فيه مرتين. وإنما سُمّيت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقريء الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتبة المصاحف رضي الله عنهم أجمعين (شرح السُنّة: 4\ 525 - 526).
- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما ينزل عليه من السور يذكر فيها كذا وكذا فإذا أنزلت عليه يقول: ضعوا هذه الآيات في موضع كذا وكذا. فإذا نزلت عليه السورة يقول: ضعوا هذه في موضع كذا وكذا (السنن الكبرى للبيهقي: 2\ 42).
فهذه الروايات صريحة وجازمة بأنّ السور في مصاحفنا اليوم على نفس الترتيب الذي كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّه عليه الصلاة والسلام هو الذي حدّد لكل سورة مكانها في المصحف حسبما أمره جبريل عليه السلام.
فرواية ابن مسعود رضي الله عنه، وجه الدلالة فيها أنّ السور جاءت فيها نسقاً كما هي في المصحف الآن.
ورواية أوس أيضاً واضحة في دلالتها .. فإنّ عدد السور من البقرة إلى الحجرات ثمانية وأربعون. ومجموع عدد السور المحزّبة في الرواية أيضاً ثمانية وأربعون. فهذه دلالة حاسمة على أنّ ترتيب السور لم يختلف شيئاً عما كان عليه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ورواية أبي عبد الرحمن السلمي، تفيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع جبريل عليه السلام في كل رمضان وكان يقرأ عليه كل ما نزل عليه من القرآن، فلما كان عامه الأخير عرض عليه القرآن كله مرتين، وكانت العرضة الأخيرة تضمّ معهما زيدَ بن ثابت رضي الله عنه. فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض السور على جبريل عليه السلام بدون ترتيب، وكان يسردها سرداً كيفما اتفق؟ أم كان هناك ترتيب محكم وحكيم يلتزمه في كل مرة؟ ثم إذا كان معهما زيد في العرضة الأخيرة، وسمع القرآن كله من رسول الله صلى الله عليه وسلم بترتيب خاصّ ونسق معيّن في سوره وآيه، فهل يتصوّر عنه أنْ يعدل عن ذلك الترتيب حين وُكّل إليه جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟
وأما الرواية الأخيرة وهي رواية عثمان رضي الله عنه، فهي أيضاً صريحة في هذا المعنى، فإنها تفيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يبيّن موضع كل سورة في المصحف بَعْدَما كان ينجلي عنه الوحي، وكان يبيّن حسبما كان يعلّمه شديد القوى عليه السلام.
وهذا كله يلزمنا أنْ نقول - وبكل طمأنينة: لم يكن في الأمة قط قرآن غير هذا القرآن، ولم يُعرف للقرآن العظيم ترتيب غير هذا الترتيب، فإنّ هذا الترتيب من عند الله، كما أنّ هذا القرآن من عند الله ..
والله أعلم ..
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 12:46 م]ـ
الكريم "سليم"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
توقيف ترتيب السور هل هو رأي واحد؟ أم هناك آراء؟
... دام هذا التفاعل المثمر!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 12:47 م]ـ
الكريم "لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
دام هذا الاتصال!!
... إذا كان الترتيب توقيفيا؛ فهل هذا ينفي البلاغة ودراستها بخصوصه؟
ـ[سليم]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم فريد البيدق هذا ليس رأي واحد من العلماء ,بل هو رأي كثيرين منهم السيوطي وقد خلف كتابًا رائعًا في هذه المضمار "أسرار ترتيب القرآن" ذكر فيه_رحمه الله _ فوائد جمة ولطائف عدة ... أذكرمنها:
سورة البقرة:
قال بعض الأئمة: تضمنت سورة الفاتحة: الإقرار بالربوبية، والالتجاء إليها في دين الإسلام، والصيانة عن دين اليهود والنصارى، وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين، وآل عمران مكملة لمقصودها فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم، وآل عمران بمنزلة الجواب عن شبهات الخصوم.
سورة النساء:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما وجه اعتلاقها بآل عمران فمن وجوه: منها: أن آل عمران ختمت بالأمر بالتقوى، وافتتحت هذه السورة به وهذا من أكبر وجوه المناسبات في ترتيب السور، وهو نوع من البديع يسمى: تشابه الأطراف.
....
سورة الاخلاص
قال بعضهم: وضعت ههنا للوزان في اللفظ بين فواصلها ومقطع سورة تَّبت وأقول: ظهر لي هنا غير الوزان في اللفظ: أن هذه السورة متصلة بقل يا أيها الكافرون في المعنى ولهذا قيل: من أسمائها أيضاً الإخلاص وقد قالوا: إنها اشتملت على التوحيد، وهذه أيضاً مشتملة عليه ولهذا قرن بينهما في القراءة في الفجر، والطواف، والضحى، وسنة المغرب، وصبح المسافر، ومغرب ليلة الجمعة وذلك أنه لما نفى عبادة ما يعبدون، صرح هنا بلازم ذلك، وهو أن معبوده أحد، وأقام الدليل عليه بأنه صمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ولا يستحق العبادة إلا من كان كذلك، وليس في معبوداتهم ما هو كذلك وإنما فصل بين النظيرتين بالسورتين لما تقدم من الحكمة، وكأن إيلاءها سورة تبت ورد عليه بخصوصه.
سورة الفلق والناس
أقول: هاتان السورتان نزلنا معاً، كما في الدلائل للبيهقي فلذلك قُرنتا، مع ما اشتركتا فيه من التسمية بالمعوذتين، ومن الافتتاح بقل أعوذ، وعقب بهما سورة الإخلاص، لأن الثلاثة سميت في الحديث بالمعوذات، وبالقوافل وقدمت الفلق على الناس - وإن كانت أقصر منها - لمناسبة مقطعها في الوزان لفواصل الإخلاص مع مقطع تبت وهذا آخر ما من الله به على من استخراج مناسبات ترتيب السور، وكله من مستنبطاتي، ولم أعثر فيه على شيء لغيري إلا النزر اليسير الذي صرحت بعزوى له، فلله الحمد على ما ألهم، والشكر على ما من به وأنعم، سبحانك لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ثم رأيت الإمام فخر الدين ذكر في تفسيره كلاماً لطيفاً في مناسبات هذه السور، فقال في سورة الكوثر: أعلم أن هذه السورة كالمتممة لما قبلها من السور، وكالأصل لما بعدها أما الأول، فلأنه تعالى جعل سورة الضحى في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وتفصيل أحواله، فذكر في أولها ثلاثة أشياء تتعلق بنبوته (ما ودعكَ ربُكَ وما قلى وللآخرةُ خيرٌ لكَ من الأولى ولسوفَ يُعطيكَ رَبُكَ فترضى) ثم ختمها بثلاثة أحوال من أحواله فيما يتعلق بالدنيا: (أَلم يجِدكَ يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدكَ عائلاً فأغنى) ثم ذكر في سورة ألم نشرح أنه شرفه بثلاثة أشياء: شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر ثم شرفه في سورة التين بثلاثة أشياء أنواع: أقسم ببلده، وأخبر بخلاص أمته من الناس بقوله: (إلا الذين آمنوا) ووصولهم إلى الثواب بقوله: (فلهم أَجرٌ غيرُ ممنون) وشرَّفه في سورة اقرأ بثلاثة أنواع: (اقرأ باسم ربِكَ) وقهر خصمه بقوله: (فليدع ناديه سندع الزبانية) وتخصيصه بالقرب في قوله: (واسجد واقترب) وشرفه في سورة القدر بليلة القدر، وفيها ثلاثة أنواع من الفضيلة: كونها خيراً من ألف شهر، وتنزل الملائكة والروح فيها، وكونها سلاماً حتى مطلع الفجر وشرفه في (لم يكُن) بثلاثة أشياء: أنهم خير البرية، وجزاؤهم جنات، ورضى عنهم وشرفه في الزلزلة بثلاثة أنواع: إخبار الأرض بطاعة أمته، ورؤيتهم أعمالهم، ووصولهم إلى ثوابها حتى وزن الذرة وشرفه في العاديات بإقسامه بخيل الغزاة من أمته، ووصفها بثلاث صفات وشرفه في القارعة بثقل موازين أمته، وكونهم في عيشة راضية، ورؤيتهم أعداءهم في نار حامية وفي ألهاكم التكاثر، هدد المعرضين عن دينه بثلاثة: يرون الجحيم، ثم يرونها عين اليقين، ويسألون عن النعيم وشرفه في سورة العصر بمدح أمته بثلاث: الإيمان، والعمل الصالح، وإرشاد الخلق إليه، وهو: التواصي بالحق والصبر وشرفه في سورة الهمزة بوعيد عدوه بثلاثة أشياء: ألا ينتفع بدنياه، ويعذبه في الحطمة، ويغلق عليه وشرفه في سورة الفيل بأن رد كيد عدوه بثلاث: بأن جعله في تضليل، وأرسل عليهم طيراً أبابيل، وجعلهم كعصف مأكول وشرفه في سورة قريش بثلاث: تألف قومه، وإطعامهم، وأمنهم وشرف في الماعون بذم عدوه بثلاث: الدناءة، واللؤم في قوله (فذلكَ الذي يدعُ اليَتيم ولا يَحضُ عَلى طعامِ المسكين) وترك تعظيم الخالق في قوله: (فَويلٌ للمُصلين الذينَ هُم عَن صلاتِهِم ساهون الذينَ هُم يُراءونَ) وترك نفع الخلق في قوله: (ويمنَعونَ الماعون) فلما شرفه في هذه السور بهذه الوجوه العظيمة قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِنّا أَعطيناكَ الكوثر) أي: هذه الفضائل المتكاثرة المذكورة في هذه السور، التي كل واحدة منها أعظم من ملك الدنيا بحذافيرها، فاشتغل أنت بعبادة ربك، إما بالنفس، وهو قوله (فصل لربك) وإما بالمال، وهو قوله (وانحر) وإما بإرشاد العباد إلى الأصلح، وهو قوله: (قُل يا أَيُها الكافرون لا أَعبدُ ما تعبدون) فثبت أن هذه السورة كالمتممة لما قبلها وأما كونها كالأصل لما بعدها فهو: أنه تعالى يأمره بعد هذه أن يكف عن أهل الدنيا جميعاً بقوله: (قُل يا أَيُها الكافرون) إلى آخر السورة ويبطل أذاهم، وذلك يقتضى نصرهم على أعدائهم، لأن الطعن على الإنسان في دينه أشد عليه من الطعن في نفسه وزوجه، وذلك مما يجبن عنه كل أحد من الخلق، فإن موسى وهارون أرسلا إلى فرعون واحد فقالا: (إِنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى) ومحمد صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الخلق جميعاً، فكان كل واحد من الخلق كفرعون بالنسبة إليه فدبر الله في إزالة الخوف الشديد تدبيراً لطيفاً، بأن قدم هذه السورة، وأخبر فيها بإعطائه الخير الكثير، ومن جملته أيضاً: الرئاسة، ومفاتيح الدنيا، فلا يلتفت إلى ما بأيديهم من زهرة الدنيا، وذلك أدعى إلى مجاهدتهم بالعداوة، والصلح بالحق، لعدم تطلعه إلى ما بأيديهم ثم ذكر بعد سورة الكافرين سورة النصر، فكأنه تعالى يقول: وعدتك بالخير الكثير، وإتمام أمرك، وأمرتك بإبطال أديانهم، والبراءة من معبوداتهم، فلما امتثلت أمري أنجزت لك الوعد بالفتح والنصر، وكثرة الأتباع، بدخول الناس في دين الله أفواجاً ولما تم أمر الدعوة والشريعة، شرع في بيان ما يتعلق بأحوال القلب والباطن وذلك أن الطالب إما أن يكون طلبه مقصوراً على الدنيا، فليس له إلا الذل والخسارة والهوان، والمصير إلى النار، وهو المراد من سورة تبت وإما أن يكون طالباً للآخرة، فأعظم أحواله أن تصير نفسه كالمرآة التي تنتقش فيها صور الموجودات وقد ثبت أن طريق الخلق في معرفة الصانع على وجهين: منهم من قال: أعرف الصانع، ثم أتوسل بمعرفته إلى معرفة مخلوقاته، وهذا هو الطريق الأشرف، ومنهم من عكس، وهو طريق الجمهور ثم إنه سبحانه ختم كتابه المكرم بتلك الطريقة التي هي أشرف فبدأ بذكر صفات الله، وشرح جلاله، في سورة الإخلاص ثم أتبعه بذكر مراتب مخلوقاته في الفلق، ثم ختم بذكر مراتب النفس الإنسانية في الناس، وعند ذلك ختم الكتاب فسبحان من أرشد العقول إلى معرفة هذه الأسرار الشريفة في كتابه المكرم هذا كلام الإمام ثم قال في سورة الفلق: سمعت بعض العارفين يقول: لما شرح الله سبحانه أمر الإلهية في سورة الإخلاص، ذكر هاتين السورتين عقبها في شرح مراتب الخلق على ما قال: (ألا له الخلق والأمر) فعالم الأمر كله خيرات محضة، بريئة عن الشرور والآفات، أما عالم الخلق فهو الأجسام الكثيفة، والجثمانيات فلا جرم قال في المطلع: (قُل أَعوذُ برَبِ الفَلق مِن شَرِ ما خَلق) ....
وهكذا أخي فريد فإن ترتيب السور كما ترى توقيفي ,وكونه توقيفي لاينفي البلاغة, بل على النقيض فإن هذا مما يؤكد ثبوت البلاغة ويحفز دراستها والوقوف على بدائعها.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 12:49 م]ـ
الكريم "سليم"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
إذن هيا للإثراء!!(/)
من بلاغة القرآن .. تناسب بدء السورة ومنتهاها
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 12:53 م]ـ
إذا تأملنا العلاقة بين بدء السور القرآنية وخواتيمها نجد تناسبا، وهذه النافذة تفتح لذلك؛ فأرجو التفاعل!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 12:54 م]ـ
سورة البقرة.
بدأت السورة ببيان صفات المتقين فقال الله تعالى: "الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون".
ويحمل ذلك أسئلة هي:
1 - كيف يؤمنون بالغيب؟
2 - ما أركان الإيمان بالغيب؟
3 - كيف يؤمنون بما أنزل من قبله؟
4 - ما وسائل الإيمان؟
وتأتي آخر السورة لتحمل الجواب، وذلك في قوله تعالى:"آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير".
... وهكذا يتم التناسب بين بدئها ونهايتها.
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 09:02 م]ـ
.
أخي فريد البيدق ..
بارك الله فيك على ما تقدّم من فوائد ..
يجدر بي أن أشير إلى أنني قرأت كتاباً عن تناسب
بداية السور وخواتيمها للعلامة الحافظ " جلال الدين السيوطي " رحمه الله
ولكنني نسيت اسم الكتاب ولعلي إن تذكرته آتي بمقتطفاتٍ منه ..
.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 08:31 ص]ـ
السلام عليكم
شكر الله للأخ فريد طرحه لمثل هذه المواضيع ..
وإن كنتُ لا أرى أنّ تناسب بدء السورة ومنتهاها من أوجه البلاغة في القرآن، إذ أنّه يدلّ على إحكام السور والآيات ..
وأما كتاب السيوطي رحمه الله، فهو بعنوان (تناسق الدرر في تناسب السور).
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 01:29 م]ـ
الكريم "السهيلي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
أتاح لك أخونا الكريم "لؤي" اسم الكتاب؛ فهيا، ونحن في الانتظار!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 01:30 م]ـ
الكريم "لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
وهل تخلو آيات الأحكام من البلاغة؟
... في انتظار التفاعل!!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 10:50 ص]ـ
الأخ الفاضل فريد - سلمه الله ..
قال تعالى (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. والمعنى أنّ آيات القرآن الكريم نُظمت نظماً مُحكماً لا يلحقها تناقض ولا خلل بوجه من الوجوه، أو أنها جُعلت حكيمة لانطوائها على جلائل الحِكم البالغة ودقائقها. قال قتادة: أحكمها الله فليس فيها اختلاف ولا تناقض.
واعلم حفظك الله أنّ هناك فرقاً بين (أحكام) و (إحكام). فالأولى مشتقة من الحُكم بضم الحاء، والثانية من الحِكمة بكسر الحاء.
ودمتم ..
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 12:43 م]ـ
الكريم "لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
عذرا فقد سبقتني عيني فتخيلتها همزة فوقية لا تحتية، على أية حال لم يختلف الأمر، وكلامك يؤكد البلاغة في التناسب المذكور.
... جوزيت الخير على هذا التفاعل الكريم!!
ـ[سليم]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم
إن هذا اللون البلاغي يعد من اللطائف الماتعة وقد جمعها السيوطي في مقالة له اسماها"مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع",ولم اعثر عليها بعد ,ولكن وحدت بعضها في بطون الكتب اذكرمنها الآتي:
1.في سورة المؤمنون افتتح السورة بقوله تعالى:"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ" وأَورد في خاتمتها "إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ?لْكَافِرُونَ" ... فقد ذكر الفلاح للمؤمنين في البداية والخسران للكافرين في النهاية.
2.وفيسورة "ن" بدأها بقوله تعالى: "مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ".وختمها بقوله "إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ".
3.وفي سورة "ص" إذ يقول الله تعالى في فاتحتها:" ص وَ?لْقُرْءانِ ذِى الذكر" وختمها في قوله عز وجل: "إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ".
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 05:21 م]ـ
الأخ لؤي .. تحية وبعد .. قرأت أن الشافعي رضي الله عنه قال: لا يحيط باللغة إلا نبي .. ولكنني أنسيت المصدر، فهل لك في أن تتأكد من اللفظ؟. وأنا الملوم على نسياني .. مع جزيل الشكر ..
ـ[أبو بشر]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للسيوطي رحمه الله كتاب في هذا الموضوع بعنوان "تناسق الدرر في تناسب السور"
ولبرهان الدين البقاعي رحمه الله كتاب ضخم (ثمانية مجلدات) بعنوان "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" فكتابه هذا كما لا يخفى من عنوانه يتناول بالإضافة إلى تناسب السور تناسب ترتيب الآيات.
هذا وقد ذكر السيوطي في كتابه المذكور أعلاه ما مفاده أن المالكية لا يرون أن بين السور القرآنية تناسباً بناءً على قولهم إن ترتيب السور غير توقيفي فلذلك لا يشترط في الصلاة قراءة السور مرتبة ترتيبها في القرآن (هل هذا صحيح؟)، كما أننا نجد ابن عاشور رحمه الله في تفسيره (على ما أذكر) لا يعالج موضوع تناسب السور في حين أنه يتحدث عن نتاسب الآيات وحكمة ترتيبها بشيء من الإسهاب إذا سنحت له الفرصة، وأظنه مالكي المذهب، هل ما انتهيت إليه فيما يخص ابن عاشور صحيح؟ أرجو الإفادة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 09:50 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابا بشر, بالنسبة الى امر إبن عاشور ... فانظر في هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=68086#post68086
ـ[أبو بشر]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 08:29 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير الجزاء أخي العزيز(/)
"كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ "
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 06:38 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة المطففين:"كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى? قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ " ...
كلا هي للردع، والزجر او حرف ردع وزجر كما قال سيبوية وتأتي بمعنى (حقًا) وخاصة أذا كانت في بداية الكلام لتأكيد ما بعدها، فتكون في موضع المصدر، ويكون موضعها نصباً على المصدر، والعامل محذوف، أي أحقّ ذلك حقاً.
ورَانَ يَرِين رِن رَيْناً ورُيُونا ً [رين]:- الشيْءُ فلانًا وعليه وبه: غلب عليه, والمعنى: ان الذي حملهم على قولهم بأن القرآن أساطير الأوّلين هو غلبت عليهم حب المعاصي بالانهماك فيها حتى صار ذلك صَدَأً ودَنَسًا على قلوبهم فعَمَّى عليهم معرفة الحقِّ من الباطل.
ثم كرّر سبحانه وتعالى الردع، والزجر فقال: " كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ " ... واليكم اقوال المفسرين لهذه الآية:
قال مقاتل: يعني: أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إليه نظر المؤمنين إلى ربهم.
قال الحسين بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته.
قال الزجاج: في هذه الآية دليل على أنّ الله عزّ وجلّ يرى في القيامة، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة. وقال جلّ ثناؤه:
" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى? رَبّهَا نَاظِرَةٌ " [القيامة: 22، 23] فأعلم جلّ ثناؤه أن المؤمنين ينظرون، وأعلم أن الكفار محجوبون عنه. وقيل: هو تمثيل لإهانتهم بإهانة من يحجب عن الدخول على الملوك.
وقال إبن عطية في تفسيره:"والضمير في قوله: "إنهم عن ربهم " هو للكفار، قال بالرؤية وهو قول أهل السنة، قال إن هؤلاء لا يرون ربهم فهم محجوبون عنه، واحتج بهذه الآية مالك بن أنس عن مسألة الرؤية من جهة دليل الخطاب وإلا فلو حجب الكل لما أغنى هذا التخصص، وقال الشافعي: لما حجب قوم بالسخط دل على أن قوماً يرونه بالرضى".
وفال إبن عادل:"قال أكثر المفسرين: محجوبون عن رؤيته، وهذا يدل على أن المؤمنين يرون ربهم - سبحانه وتعالى - ولولا ذلك لم يكن للتخصيص فائدة.
وأيضاً فإنه - تعالى - ذكر هذا الحجاب في معرض الوعيد، والتهديد للكفار، وما يكون وعيداً وتهديداً للكفَّار لا يجوز حصوله للمؤمنين، وأجاب المعتزلة عن هذا بوجوه:
أحدها: قال الجبائي: المراد أنهم محجوبون عن رحمة ربهم أي: ممنوعون كما تحجب الأم بالإخوة من الثُّلث إلى السُّدس، ومن ذلك يقال لمن منع من الدخول: حاجب.
وثانيها: قال أبو مسلم: " لمحجوبون " غير مقربِّين، والحجاب: الرَّدُ، وهو ضد القبول، فالمعنى: أنهم غير مقبولين عند الرؤية، فإنه يقال: حُجِبَ عن الأمير، وإن كان قد رآه عن بعدٍ، بل يجب أن يحمل على المنع من رحمته.
قال الزمخشريُّ: كونهم محجوبين عنه تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم؛ لأنه لا يرد على الملوك إلا المكرَّمين لديهم، ولا يُحجب عنهم إلا المبانون عنهم.
وقال إبن عاشور:"جملة: " إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون " وما عطف عليها ابتدائية وقد اشتملت الجملة ومعطوفاها على أنواع ثلاثة من الويل وهي الإهانة، والعذاب، والتقريع مع التأييس من الخلاص من العذاب.
فأما الإهانة فحجْبُهم عن ربهم، والحجب هو الستر، ويستعمل في المنع من الحضور لدى الملك ولدى سيد القوم، قال الشاعر الذي لم يسمّ وهو من شواهد «الكشاف»:إذا اعتروا باب ذي عُبِّيَّه رجِبوا والناسُ من بين مَرجوب ومَحْجوب
وكلا المعنيين مراد هنا لأن المكذبين بيوم الدين لا يرون الله يوم القيامة حين يراه أهل الإيمان.
ويوضح هذا المعنى قوله في حكاية أحوال الأبرار:" على الأرائك ينظرون ".
ومن هذا يتضح ان معنى (محجوبون) ممنوعون عن رؤيته سبحانه وتعالى وذلك لما يلي:
1.إثبات الحجب عن الله للكفار تنفي الحجب عن المؤمنين ... والمؤمن بطبيعة الحال غير محجوب عن الله بمعنى رحمته وهذا يؤكد ان القصد هو إثبات رؤية الله.
2.بما ان الحجب إهانة للكافر ونفيه عن المؤمن تشريف له ,وهذا التشريف في الفردوس هو شرف رؤية الله سبحانه وتعالى.
3.ومن قول الزمخشري:"لأنه لا يرد على الملوك إلا المكرَّمين لديهم، ولا يُحجب عنهم إلا المبانون عنهم",فإن معنى الورود اي الإتيان وهذا لا يتأتى إلا برؤية بعضهم البعض ... أي ان المؤمن يرى الله كما ان الله عز وجل يرى المؤمن. والله اعلم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 07:31 م]ـ
أحسنت
نفع الله بك وبعلمك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 08:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخي سليم ..
ونسأل الله العظيم أنْ نكون ممّن أنعم الله عليهم برؤية وجهه الكريم ..(/)
الفصل والوصل .. تدريب وتطبيق.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 01:33 م]ـ
"الفصل والوصل" فن يحتاج إلى معالجة من خلال النصوص الكثيرة حتى تتضح علاقاته وأبعاده. وهنا سنفتح له هذه النافذة -إن شاء الله تعالى.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 01:34 م]ـ
النص الأول.
---
بين أسرار الفصل والوصل في الآتي:
لم تمت أنت إنما ماتَ من لمْ
يُبْقِ في المجدِ والمحامِدِ ذِكرا
لستُ مُستسقياً لقبركَ غيثاً
كيف يظمى وقد تضَمَّنَ بحرا؟؟؟!(/)
التشبيه في قصيدة الأنباري.
ـ[العطاء]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 05:52 م]ـ
:::
مناسبة القصيدة:
قالها أبو الحسن الأنباري يرثي بها أبا طاهر بن بقيه وزير عز الدولة، وذلك عندما استمرت الحرب بين عز الدولة وابن عمه عضد الدولة فظفر عضد الدولة بوزير عز الدولة أبي طاهر محمد بن بقيه فطرحه للفيلة فقتله، ثم صلبه عند داره بباب الطرق، وعمره نيف وخمسون سنة، ولما صُلب رثاه أبو الحسن محمد بن عمران بن يعقوب الأنباري أحد العدول ببغداد بهذه القصيدة، والتي تعتبر من أعظم المراثي حيث لم يسمع بمثلها في مصلوب حتى أن عضد الدولة الذي صلبه تمنى أن يكون هو المصلوب، وقيلت فيه. ( ops
قال الأنباري:
كأن الناس حولك حين قاموا & وفود نداك أيام الصلات
هنا يشبه الشاعر الناس الواقفين حول الوزير أثناء صلبه كأنهم الوفود في كثرتهم، فذكر هنا المشبه (الوزير) والمشبه به (الناس وهم على شكل وفود) والأداة وهي (كأن) فهو تشبيه مرسل. ;)
كأنك قائم فيهم خطيبًا & وكلهم قيام للصلاة
ويشبه الشاعر أيضا الوزير في قوله كأنك (كاف الخطاب) بالخطيب القائم أي أنك يا أبا طاهر أثناء صلبك كنت كالخطيب القائم بين الناس تخطب فيهم لأن الخطيب عادًة يكون واقف على منبر أو ما شابه، والناس في حالة جلوس.
وأيضا شبه الوزير وذلك بحرف العطف بأنه قائم فيهم إمامًا، والناس كلهم قيام للصلاة لأن الإمام هو الذي يؤم الناس في الصلاة، فذكر المشبه (كاف الخطاب) والمشبه به (قائم فيهم خطيبًا وكلهم قيام للصلاة) والأداة (كأن) فهو تشبيه مرسل.:)
مدت يديك نحوهم احتفاء & كمدهما إليهم بالهبات
يشبه الشاعر اليدين الممدودة (يدين الوزير) حالة الصلب بالذي يمد يديه للناس بالعطايا لأن الوزير كان يمد يديه للناس ويكثر لهم الهبات حال حياته. فكأنه أثناء صلبه يداه ممدودتان في حفاوة وإكرام للناس. تشبيه مرسل.
أصاروا قبرك واستعاضوا & عن الأكفان ثوب السافيات
يشبه الشاعر ويقول بأنهم جعلوا قبر الوزير الجو وأن نسيج الرياح هي الأكفان (وهو الذي يوضع على الميت إذا وضع في القبر). فالجو كالقبر الرياح هي الأكفان. ذكر المشبه (الجو) والمشبه به (القبر) والأداة (أصاروا) فهو تشبيه مرسل.
وتوقد حولك النيران ليلاً & كذلك كنت أيام الحياة
يشبه الشاعر إيقاد النيران حول الوزير ليلاً وهو ميت بإيقادها أيام حياته لأنه كان كريم في حياته وحتى مماته والنيران ليست لتشهير به ميتا. فالنار كانت توقد في حياته من قبل الخدم، وفي الممات من قبل الحراس ليلا لعدم وجود الإنارة، وفي حياته كانت توقد لجذب الضيوف وتدل على أنه بيت كرم وعطاء. تشبيه مرسل.
لقد كان الشاعر ذكي في استخدام التشبيه، وذلك في جعل من كان في حالة لا يحسد عليها (الصلب كما حدث مع الوزير) إلى حال شخص عظيم وكريم ويتصف بصفات حميدة، فالشاعر شبه كل جزء كان بعيدًا كل البعد عن ذهن المتلقي، ولهذا نجد كيف كان عضد الدولة يتمنى أن يكون هو المصلوب وليس الوزير.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم: العطاء.: p
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 10:23 م]ـ
:::
أختنا العطاء
جهد مشكور وحضور كريم.
تحدثت عن هذه الأبيات، وهي من مرثية الأنباري وهي مشهورة جدا.
وتكلمت عن التشبيه، وقلت:
والأداة (أصاروا) فهو تشبيه مرسل.
فكيف تكون كلمة أصاروا أداة، فالحقيقة أنني لم أفهم هذه النقطة، فلعلك تزيدنا في شرحها.
وشكرا.(/)
المساعدة
ـ[الحازبي]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 10:14 م]ـ
اولاً وقبل كل شئ أحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسئلة انهالت على رأسي وبدأت تؤرقني .. وعندما رأيت هذا الصرح الجليل استبشرت وهللت .. راجياً ان أجد اربي هنا.
السؤال الأول: هل علم البلاغة علم محدود؟!
السؤال الثاني: بعض الكتب التي يمكن ان نتعلم من خلالها هذا الفن؟
السؤال الثالث: كيف يمكن ان نتعلم هذا العلم البديع؟
وجل الأحترام والتقدير الى كل من ساهم في بروز هذا الجبل الشامخ
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 10:35 م]ـ
الحازبي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
السؤال الأول: هل علم البلاغة علم محدود؟!
الجواب: علم البلاغة من أوسع العلوم، وأجملها، وفي رأيي المتواضع لا حدَّ له.
السؤال الثاني: بعض الكتب التي يمكن ان نتعلم من خلالها هذا الفن؟
الجواب: ادخل إلى هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10341
السؤال الثالث: كيف يمكن ان نتعلم هذا العلم البديع؟
الجواب: عليك بدراسة الكتب الموجودة في الرابط، وعليك بمتابعة منتدى البلاغة في الفصيح. أي هنا. وعليك بالسؤال في ما أشكل عليك.
وأول درس في البلاغة، هو:
في بروز هذا الجبل الشامخ
فلو قلت الصرح الشامخ لكان أجمل.:)
واقبل بفائق الإحترام.
ـ[الحازبي]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 09:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً وشكراً على الرد اخي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 03:29 م]ـ
نرحب بالأخ الحازبي في شبكة الفصيح ..
ونسأل الله له التوفيق والسداد ..
كيف يمكن أن نتعلم هذا العلم البديع؟
الجواب: عليك بدراسة الكتب الموجودة في الرابط، وعليك بمتابعة منتدى البلاغة في الفصيح. أي هنا. وعليك بالسؤال في ما أشكل عليك.
أضيف إلى ما ذكره الأستاذ الفاضل موسى ما يلي:
ندرس البلاغة العربية في إطارين:
1 - البلاغة القاعدية: وهي التي تشكل المادة البلاغية في علوم البلاغة الثلاثة: البيان والمعاني والبديع، وما يسبق ذلك من مقدّمة في الفصاحة والبلاغة، وما يتلو ويتبع من خاتمة في السرقات الشعرية.
2 - البلاغة القيمية: التي تهتمّ بالتفسير العامّ للمادّة البلاغية، ثمّ الغاية المستفادة من المادّة البلاغية، وأثر ذلك على المتفنن شخصيّاً، وما حرّكت فيه هذه المادّة من ذكريات وهموم وطموح وآمال وآلام، وغير ذلك مما يشكل النفس الإنسانية مجتمعة ومنفردة.
ولا غنى لدارس البلاغة العربية عن معرفة القواعد (البلاغة القاعدية)، والتي تتحدّث عن:
1 - تعيين الشاهد البلاغي.
2 - ثم تخصيص الموطن البلاغي في داخل الشاهد.
3 - خطوات الإجراء.
4 - تعيين نوع المصطلح.
ومثال ذلك: قوله تعالى: (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 146].
1 - الشاهد البلاغي: نصّ الآية الكريمة.
2 - موطن بلاغي من داخل الشاهد (واعتصموا بالله).
3 - خطوات الإجراء:
أ - شبّهنا الملاذ بالله بالاعتصام
ب - بجامع القوة والالتفاف في كل من المشبّه والمشبّه به.
ج - وحذفنا المشبّه وهو (الملاذ والقوة).
د - وصرّحنا بالمشبّه به وهو (الاعتصام).
4 - النوع: وذلك على سبيل الاستعارة التصريحية.
هذا إجمال للبلاغة القاعدية. أمّا البلاغة القيميّة فتتحدّث عن:
1 - القيمة العامّة: وهو الاعتصام بالله وحده دون غيره، والاعتماد عليه سبحانه في أمورنا جميعها.
2 - القيمة الخاصّة: أنْ ننصح الناس وأنفسنا بهذا المعنى الإيماني الرباني.
3 - قيمة القيمة: ما تركت في نفسي هذه الاستعارة من معاني التوحيد، والاعتماد على الله تعالى دون غيره، وبذلك أتقوّى وأصبح على يقين من أنّ الأمور مآلها إليه وحده لا إله إلا هو.
وكما ترى - أخي الفاضل - فإنّ هناك ثمّة وحدة بين المادّة البلاغية (البلاغة القاعدية) وبين أسلوب عرضها (البلاغة القيمية). وإنْ أردتَ أنْ تلج في هذا الصرح العظيم، فعليك أنْ تسلك إليه الطريق الصحيح، وأنا أضع لك ههنا بعض الإشارات التي قد تضيء لك هذا الطريق:
- أنْ تعرف عَلماً من أعلام البلاغة البارزين، والاهتمام بالمغمورين من الأعلام لاكتمال الصورة البلاغية.
- أنْ تتعرّف إلى معالم كتاب من كتب البلاغة الأصول، لتترسّم خطاها، وتتعرّف على مزاياها العالية.
- أنْ تعرف قضيّة من قضايا البلاغة القديمة، لوصل الحاضر بالماضي والاستفادة بالصالح منهما.
- أنْ تلمّ بالإطار التاريخي لأبرز الظواهر البلاغية.
- أنْ تشتغل بالمكتبة البلاغية في القديم والحديث.
- أنْ تعرف الصلة بين البلاغة العربية، وفروع فنّ القول العربي، والانتفاع بالوافد من التيارات الأجنبية، وطرائق التفكير الإنسانية العالمية.
- أنْ تقف على التجديد البلاغي في عصوره المختلفة، وكيف كانت تجارب العلماء في هذا المجال.
- من خلال التجريب والتطبيق.
وبالتوفيق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 10:59 م]ـ
مشرفنا العزيز هلا رفقت بالرجل:):):)
ـ[الحازبي]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 11:49 ص]ـ
جزا الله كل الخير الاخ لؤي على مساعدته وتعاونه معي وبأذن لله سأشق الطريق الى القمة(/)
لو سمحتم ما معنى هذه العبارة
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 10:33 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما معنى هذه العبارة
" فإن تقوى الله خلف من كل شيء، وليس من تقوى الله خلف "
و جزاكم الله خيرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 03:35 م]ـ
الأخ الفاضل أبا محمد - سلمه الله ..
إنّ أصل التقوى أنْ يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويخشاه من ربّه من العذاب وقاية تقيه منه، وذلك بفعل طاعته وترك معصيته. وإنّ العبارة التي استشهدتَ بها من خطبة خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما ولي الخلافة، إنما تعزّز هذا المعنى وتثبته.
وذاك أنّ معناها: تقوى الله خلف لكل شيء يفقده الإنسان، فإنّ كل شيء يفقده الإنسان في هذه الحياة الدنيا، إنْ كانت عنده التقوى فإنّه عند الخلف والتعويض عن كل شيء. أمّا إذا فقد الإنسان التقوى، فلا خلف ولا تعويض له في أيّ شيء من الأشياء، وإنْ حقّق نجاحاً في بعض الأمور، فإنّ هذا "النجاح" منقوص ويوشك أنْ يكون منقوضاً.
وختاماً أوصيك ونفسي بتقوى الله، فإنّها أكرم ما أسررت وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت، أعاننا الله وإياك عليها، وأوجب لنا ولك ثوابها ..
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 08:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم لؤي الطيبي و بارك الله فيك
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 10:44 ص]ـ
بارك الله فيك أخي لؤي، وللدكتور/ محمد أديب الصالح، كتاب في مجلدين عنونه بـ"التقوى في هدي الكتاب والسنة وسير الصالحين". وقد ذكر هذا النص في (2/ 234).
وخطبة عمر بن عبد العزيز أخرجها أبو نعيم في الحلية.(/)
في التشبية!!!!!!!!
ـ[حميدي2005]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 12:54 ص]ـ
:::
التشبيه
التشبيه: والتشبيه لغة الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر في معنى.
واصطلاحا: إلحاق المشبه بالمشبه به بأداة تشبيه.
اركان التشبيه (لمشبه، المشبه به وهو طرفي التشبيه، أداة التشبيه، وجه الشبه).
طرفا التشبيه: للتشبيه باعتبار الطرفين ثلاث تقسيمات:
1/ التشبيه باعتبار حسية الطرفين.
2/ التشبيه باعتبار أفراد الطرفين وتركيبهما.
3/ التشبيه باعتبار تعدد الطرفين أو أحدهما.
أولاً: التشبيه باعتبار حسية الطرفين، وينقسم هذا التشبيه إلى أربعة أقسام:
1/ أن يكون الطرفان حسّيّين: كما في تشبيه القد بالغصن والخد بالورد.
2/ أن يكون الطرفان عقليين: كما في تشبيه العلم بالحياة, والجهل بالموت.
3/ أن يكون المشبه عقلياً والمشبه به حسياً: كتشبيه العلم بالنور في الهداية.
4/ أن يكون المشبه حسياً والمشبه به عقلياً: كتشبيه النهار بالأمل.
ثانياً: التشبيه باعتبار أفراد الطرفين وتركيبهما، وينقسم إلى أربعة أقسام:
- 1 أن يكون الطرفين مفردين مطلقين.
2 - أن يكون الطرفين مركبين. كقول الشاعر:
والبدر يستر بالغيوم وينجلي ... كتنفس الحسناء في مرآتها
3 - أن يكون المشبه مفرداً والمشبه به مركباً.
كما في قول الشاعر:
كأن الأقحوان وقد تبدت ... محاسنه فراقت كل عين
عماد زبرجد وقباب تبر ... تحف بها شرفات اللجين
4 - أن يكون المشبه مركباً والمشبه به مفرداً:
كقول الشاعر: لا تعجبوا من خالة في خده ... كل الشقيق بنقطة سوداء
ثالثاُ: التشبيه باعتبار تعدد الطرفين أو أحدهما، وينقسم إلى أربعة أقسام:
1 - التشبيه الملفوف: وهو ما تعدد طرفاه وأتى بالمشبهات في جانب على طريق
العطف أو غيره مما يقتضي الانفصال, ثم يأتي بالمشبهات بها في الجانب الآخر
كقول الشاعر:
ليل وبدر وغصن ... شعر ووجه وقد
خمر ودر وورد ... ريق وثغر وخد
-2 التشبيه المفروق: هو ما أتى به بمشبه ومشبه به ثم بمشبه ومشبه به وهكذا.
كقول الشاعر: فإذا شكا فالقلب برق خافق ... وإذا بكى فدموعه الأمطار / تشبيه التسوية: هو ما تعدد فيه 3 - المشبه دون المشبه به كقول الشاعر:
صدغ الحبيب وحالي ... كلاهما كالليالي
وثغره في صفاء ... وأدمعي كالآلي
- 4 تشبيه الجمع: هو ما تعدد فيه المشبه به دون المشبه.
كقول الشاعر: كم نعمة مرت بنا وكأنها ... فرس يهرول أو نسيم ساري
تقسيمات في التشبيه باعتبار وجه الشبه:
أولاً: ينقسم التشبيه إلى مفرد ومركب ومتعدد ..
1 - المفرد: هو ما كان وجه الشبه منتزعاً من أمر واحد أو كان وجه الشبه لفظا مفرداً.
2 - المركب: هو ما كان وجه الشبه منتزعاً من أمرين أو أكثر. بعد مزج لتتكون الهيئة التي قصد منها وجه الشبه من دون النظر إلى الأجزاء التي تكونت منها الهيئة.
3 - المتعدد: هو ما كان وجهه اكثر من أمر واحد من غير تركيب ولا انتزاع هيئه بل أخذت كل صفة على وجه الاستقلال.
ثانياً: وجه الشبه يكون حسياً أو عقلياً أو مختلفاً:
1 - الواحد الحسي: ولا يكون طرفاه إلا حسيين.
- 2 المركب الحسي: ولا يكون طرفاه إلا مركبين أو مقيدين ولو تقييدا
اعتبارياً ليتأتى انتزاع الهيئة التي قصد أن تكون وجه الشبه.
-3 الواحد العقلي: وطرفاه يكونان عقليين وحسيين ومختلفين لأن
الصفات العقلية كالكرم والشجاعة تقوم بالأمور الحسية.
- 4 المركب العقلي: وهو ما كان منتزعاً من أمور عقلية أو بعضها حسي وبعضها عقلي.
- 5المتعدد الحسي. - 6 المتعدد العقلي. - 7 المتعدد المختلف.
التشبيه المجمل والمفصل:
المجمل: ما لم يذكر وجه الشبه، وهو نوعين:
1/ ظاهر: يفهمه الجميع كقول: فلان بحر أي المراد تشبيهه
بالبحر بغزارة العلم أو الدين.
2/ خفي: لا يدركه إلا الخاصة.
المفصل: ما صرح فيه بوجه الشبه على أن يكون منصوباً على
التمييز أو مجروراً بفي
كقول الشاعر: يا شبيه البدر ... حسناً وضياءً ومثالاً
وشبيه الغصن ... ليناً وقواماً واعتدالاً
التشبيه المؤكد والتشبيه المرسل:
التشبيه المؤكد: ما حذفت منه الأداة كقوله تعالى (وهي تمر مر السحاب) أي الجبال.
التشبيه المرسل: ما ذكرت أداته كقول الشاعر:
أنا كالماء إن رضيت صفاء ... وإذا ما سخطت كنت لهيباً
التشبيه البليغ: هو ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كقول الشاعر: النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم
التشبيه الضمني: تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من
صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب، كما في قول المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه ... ما الجرح بميت إيلام
التشبيه المقلوب: هو جعل المشبه مشبهاً به بإدعاء أن وجه الشبه فيه أقوى واظهر.
ويؤتى به لبيان الاهتمام به وإظهاراً لشانه، كقول الشاعر:
وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح
قال تعالى:" مَثَلَهمْ كمثل الذي أستوقد نارا فلما أضآت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون. صم بكم عمي فهم لايرجعون. اوكصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في أذآنهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين. "
تتحدث الآية عن المنافقين حيث تشبههم بالمستوقد النار، واللفظ الدال على المنافقين هو الضمير " هم " ويلاحظ أداة التشبيه الكاف، دخلت على كلمة " مثل " وهي تدخل على كلمة المشبه به مباشرة، ويكثر هذا في أسلوب القرآن الكريم.
قال الزمخشري: المثل بمعنى المِثل وهو النظير.
فإن قلت مامعنى ومثلهم كمثل الذي أ ستوقد نار – وما مثل المنافقين، ومثل الذي أستوقد نارا حتى شبه أحد المثلين بصاحبه؟
قلت: قد أستعير المثل استعارة الأسد للمقدام للحال أو الصفة أو للقصة إذا كان لها شأن وفيها غرابة كأنه قيل: حالهم العجيبة الشأن كحال الذي أستوقد نارا، وكذالك قوله: مثل الجنة التي وعد المتقون – أي وفيما قصصنا عليك من العجائب.
ولله المثل الأعلى أي الوصف الذي له شأن من العظمة – ومثلاهم في التوراة – أي صفتهم وشأنهم المتعجب - ولما في المثل من معنى الغربة. فإن قلت كيف مثلوا الجماعة بالواحد؟ قلت وضعوا الذي موضع الذين. والذي سوغ ذلك أن الذي لكونه وصلة على وصف كل معرفة بجملة وتكاثر وقوعه في كلامهم، والثاني أن جمعه ليس بمنزلة جمع غيره بالواو والنون. أن سائر الموصولات لفظ الجمع فيهن واحد، اوقصد جنس المستوقدين وأريد الجمع، أو الفوج الذي استوقد نارا على المنافقين وذواتهم لم يشبهوا بذات المستوقد حتى يلزم منه الجماعه بالواحد، وإنما شبهت قصتهم بقصة المستوقد ونحوه.
ومن المفسرين من يعد هذا النوع من التشبيه.
والمثل كما يراه الزمخشري في أصل كلامهم بمعنى المثيل فضربوه بمورده.
وهو عند المتقدمين غيره عند المتأخرين، فشرطه عند المتأخرين مبني على الاستعارة التمثيلية، وهنا نجده عند المتقدمين يدخل على التشبيه، هذه أمور اصطلاحيه ولامشاحة في الاصطلاح.
التشبيه في الآية أن يكون من التشبيه المركب والمفرد.
وقد ذكر الزمخشري الوجهين في التشبيه واستعرض لهما يقول الزمخشري: فيم شبهت حالهم بحال المستوقد؟. قلت: في أنهم غب الإضاءة خبطوا في ظلمة وتورطوا في حيرة. فإن قلت: وأين الإضاءة في حال المنافق؟ وهل هو ابد إلا حائر خابط في ظلماء الكفر؟. قلت المراد مااستضاءوا به قليلاً من الانتفاع بالكلمة المجراة على ألسنتهم وراء استضاءتهم بنور الكلمة ظلمة النفاق التي ترمي بهم على ظلمة سخط الله، وظلمة العقاب السرمدي ويجوز أن يشبه بذهاب نور الله بنور المستوقد اطلاع الله على أسرارهم وما افتضحوا به بين المؤمنين وتسموا به من سمة النفاق، والوجه ا ن يراد الطبع لقوله: (صم بكم عمي) وفي الآية تفسير آخر، وهو أنهم لما وصفوا بأنهم اشتروا الضلالة بالهدى عقب ذلك بهذا التمثيل ليمثل هداهم الذي باعوه بالنار المضيئة ما حول المستوقد والضلالة التي اشتروها، وطبع بها على قلوبهم بذهاب الله بنورهم وتركه إياهم في ظلمات. وتنكير النار للتعظيم.
وعند السيد الشريف (قوله فيم شبهت) ص202 هذا السؤال عن وجه الشبه في أي معنى قصد اشتراك طرفي التشبيه، أعني حال النافقين وحال المستوقد، وقيل السؤال عن تعيين حال المشبه: أي في حال من الأحوال الكثيرة للمنافقين وقع التشبيه بحال المستوقد. ووجه الشبه مركب في نفسه ملتئم من عدة معاني على وجه يؤذن بتركيب طرفيه. وفيه إشارة إلى تركيب وجه الشبه وانه منتزع من أمور متعددة في المشبه.
وان قصد تشبيه كل واحد من تلك المعاني المتعددة بما يناظره كان تشبيهاً مفرقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويذكر الدكتور أبو موسى: فان قلت: قد شبه المنافق في التمثيل الأول بالمستوقد النار، فلماذ شبه بالتمثيل الثاني بالصيب وبالظلمات وبالرعد والبرق وبالصواعق؟.
ويشير الزمخشري إلى قضية مهمة وهي التفريق بين الاستعارة والتشبيه .. وهل الآية من الاستعارة؟
مختلف فيه والمحققون على تسميته تشبيهاً بليغاً لااستعارة، لأن المستعار له مذكور وهم المنافقون، والاستعارة إنما تطلق حيث تطوى ذكر المستعار له ويجعل الكلام خلوا عنه صالحا لأن يراد به.
والملاحظ أن الزمخشري يشيرالى التشبيه المقرن، كما يوضح الدكتور محمد أبو موسى.
والزمخشري يحاول أن يجد شبها بين جزئيات الصورة وأحوال في المشبه، ثم يعد عن هذا إلى المذهب الجزل الذي عليه العلماء لايتخطونه. وهذا لايعني ذكره للوجه المقرن أن يختار على المركب فهو يشير إلى مذهب الجزل للعلماء.
وفي الآية الثانية صورة أخرى لحال المنافقين أنفسهم وقد ورد التشبيه في سياق بدأ بعطف التشبيه على ماقبله (أو) حيث شبه حالهم بحال من أصابهم المطر في ظلام دامس يتخلله رعد قوي وبرق شديد الإضاءة وتنكيرهما للتهويل. وتواصل السورة وصف حال المشبه به حينما يرعبهم البرق والرعد في ذلك الظلام المرعب، فيعمدون إلى إغلاق آذانهم بأصابعهم كيلا يسمعوا الرعد فيصعقهم.
والزمخشري يصق وقوع المنافقين في ضلالتهم وما خبطوا فيه من الحيرة والدهشة شبهت حيرتهم وشدة المر عليهم بما يكابد من طفئت ناره بعد أقادها في ظلمة الليل، وكذلك من أخذته السماء في الليلة المظلمة مع رعد وبرق وخوف من الصواعق. فان قلت الذي كنت تقدره في المفرق من التشبيه من حذف المضاف وهو قولك اوكمثل ذوي صيب هل تقدر مثله في المركب منه؟
والمراد كمثل قوم أخذتهم السماء على هذه الصفة فلقوا منها مالقوا. فان قلت: هذا تشبيه أشياء بأشياء فأين ذكر المشبهات؟ وهلا صرح به كما في قوله – وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات.
ق لت: كما جاء ذلك صريحاً فقد جاء مطوياً ذكره على سنن الاستعارة. والصحيح الذي عليه علماء البيان لايتخطونه أن التمثيليين جميعاً من حملة التمثيلات المركبة دون المفرقة لايتكلف لواحد واحد شيء يقدر شبهه به، وهو القول الفحل والمذهب الجزل.
ويظهر من كلام الزمخشري مايلي:
1 - إنه يذهب إلى مايذهب إليه علماء البيان
2 - إنه يراعي الكيفية المنتزعة من مجموع الكلام، فلا على أولى حروف التشبيه مفرد يتأتى التشبيه به أم لم
يليه
ونعود إلى طريقة تقدير الزمخشري للتشبيه في الوجهين حيث يوضحه السيد الشريف:
إلى انه إما أن يقدر قوله: " كمثل ذوي صيب " أو " كذوي صيب " أما تقدير ذوي صيب لان تمسكه بطلب الضمير مرجوعا إليه لايقضي الابتقديره أو في تأدية هذا المعنى وأشده ملائمة مع المعطوف عليه وهو كمثل الذي استوقد نار ومع المشبه وهو مثلهم، وان صح ان يقال او كذوي صيب على طريقة قوله تعالى – انما مثل الحياة الدنيا كماء ومنهم من جعله تقديره المثل امر مسلما يقتضيه العطف على السابق، ثم بنى على تقدير ذوى لأن اضافة القصة الى كل واحد من الاجزاء التي لها مدخل فيها صحيحة. لكن اضافتها الى اصحابها حقيقة والى الباقي مجاز.
والسيد الشريف يؤيد ان الزمخشري يريد " كمثل ذوى صيب) لأنه هو الذي على الكيفية المنتزعة. و الزمخشري لاينظر على مابعد حرف التشبيه مفرداً أكان او غيره.
المراجع:
1 - القرآن الكريم
2 - الزمخشري. أبي القاسم جار الله عمر. (467 - 538) تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل. الجزء الأول. مطبعة مصطفى الباني. مصر.
3 - ابوموسى محمد محمد. البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية. مكتبة وهبه القاهرة. مصر.
4 - البغدادي الألوسي. تفسير روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني. الجزء الأول. دار إحياء التراث العربي. بيروت.
:p(/)
سؤال عن كتاب
ـ[عناد الهيتي]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 05:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ارجوكم اين اجد كتاب ((غريب القرآن)) لابن قتيبة الدينوري، اتمنى بوقت قريب جداً على شكل رابط أو وورد
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 07:14 م]ـ
غريب القرآن لابن قتيبة ( http://www.qurancomplex.com/TafGhreeb.asp?SecOrder=1&SubSecOrder=5)(/)
اريد استخراج مظاهر الجمال من معلقة امرؤ القيس من خلال ثلاثة لوح فى المعلقة
ـ[778899]ــــــــ[24 - 05 - 2006, 11:04 م]ـ
السلام عليكم يأهل اللغة اغيثونى اغاثكم الله وبارك فيكم وأفادكم اريد الرد على هذا السؤال سريعا من أى ثلاثة لوح من معلقة امرؤ القيس قبل يوم 3 - 6 - 2006(/)
حديث السحابة
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 01:37 م]ـ
بلغ بي الجهد ذات مرة في البحث عن حديث مشتهر عند البلغاء والأدباء، يستدلون به على فصاحة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حديث السحابة .. ولم أدخر جهدا يومئذ في البحث عن تخريجه، فكان مما وصلت إليه، ذكره في كنز العمال .. أرجو ثبت النسبة، لو سمحتم .. حتى لا أكون من المتقولين على نبينا ما لم يقله!
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 01:43 م]ـ
تذكير: ورد ذكره، بطوله في أمالي الفالي، ولم يخرجه محققه!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 02:59 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز، يمكنك البحث في هذا الموقع.
وهذا ما وجدته لك.
http://www.dorar.net/mhadith.asp
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 06:20 ص]ـ
هذا نص الحديث من كتاب العظمة (4/ 1240): قال أبو الشيخ:
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا يحيى بن معين حدثنا عباد بن العوام حدثني موسى بن محمد بن الحارث التيمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم دجن: كيف ترون بواسقها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تراكمها، قال: كيف ترون قواعدها، قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها، قال: كيف ترون جونها، قالوا: ما أحسنه وأشد سواده، قال: كيف ترون رحاها استدارت؟ قالوا: نعم، ما أحسنها وأشد استدارتها، قال: ما أحسن برقها أخفوا أم وميضا أم يشق شقا، قال: بل يشق شقا قال الحيا، فقال أعرابي: يا رسول الله ما أفصحك أو ما رأينا من هو أعرب منك قال حق لي وإنما نزل القرآن على لساني بلسان عربي مبين".
قال عنقود: وممن أخرج الحديث: ابن دريد في كتابه وصف المطر والسحاب، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد"، والقالي في الأمالي، والرامهرمزي في الأمثال. وفي أسانيد هذه الطرق مقال، ففي بعضها" موسى بن محمد التيمي"، وهو منكر الحديث، وفي بعض الطرق: " إسحاق بن سنان"، في عداد المجهولين.
والحديث روي معضلا ومعلقا في كتاب الأزمنة والأمكنة للمرزوقي، وهو ضعيف جدا من هذا الوجه. ولولا ضيق المقام لفصلت لك القول تخريجا ودراسة لأسانيده ولكن يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق، وبارك الله في حرصك على الحديث الصحيح.
ـ[معالي]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 06:40 ص]ـ
بارك الله في الجميع، وجزاكم خير الجزاء.
الأستاذ عبير:
شكر الله لكم حرصكم واهتمامكم، ولا عجب أن يكون هذا من مثلكم، بارك الله فيكم.
الأستاذ عنقود الزواهر:
يسعد الفصيح بأمثالكم من أهل العلم والفضل، فبارك الله فيكم على ما تفضلتم به.
وجزى الله الأستاذ موسى خير الجزاء.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 10:27 ص]ـ
بارك الله فيك أختي معالي، وزادك علما وحرصا وسدادا وتوفيقا.
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 11:46 ص]ـ
والله، إننا لنحبكم فيه!!!!!!!
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 04:44 م]ـ
بارك الله فيكم، والحب في الله والبغض فيه أوثق عرى الإيمان، وهم المؤمن هم أمته، وما أجمل قول القائل، وهي يحكي ذلك الهم:
من أين تبدأ هذا البوح يا قلم بل كيف تصمت والأحداث تزدحم
هذا النزيف على جنبيك منبثق وفي فؤادك من فرط الأسى ندم
أكتب فأنت يد التاريخ ما بقيت محابر أو تبقّى في الوريد دم
آمنت بالله لن تنسى فإن تسمُ يذيع ما نطقوا يوما وما رقموا
جرب لسانك فالآذان صاغية والحق أكبر عند الله والذمم
سألتك الله لا تكتم وإن عصفت بك المنون وأنت الحكم والخصم
انظر إلى قمم الشيشان كم حملت من الأسى وربا الصومال تضطرم
واسأل يد البوسنة المقهور ما فعلت يد المنون ومن بادوا ومن سلم
وأرض كشمير كم ناحت نوائحها وكم أضر بها الإملاق والسقم
اكتب فديتك هذا الخزي نحمله وليس تقبله الأخلاق والشيم
اكتب بأنا عرفنا كل نازلة فلم نبال ولم تنهض بنا همم
اكتب فأموال قومي في خزائنها والجوع يهتك بالأحرار والعدم
كم هامة سجدت لله ضارعة يسومها الذل من جاروا ومن ظلموا
كم حرة صرخت يوما بمعتصم وليس في الأرض وآذلاه معتصم
كم طفلة خطفت من كف عائلها كم بائس حقه المشروع يهتضم
فابذل لنفسك فالأرزاق جارية فضل ربك حبل ليس ينفصم
وابسط يديك فإن العمر منتقص يبق الجميل وتفنى دونه الأمم
والمال لله كم عشنا نثمره لاخير في المال ضاعت عنده القيم
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 01:20 م]ـ
ما أشد ما تجود يا عنقود! وما أصغر ك يا عنقود!!! أفلا تكون عثكولا؟ .. هذا أحسن(/)
زوج بهيج .. وزوج كريم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 02:24 ص]ـ
إنّ الزوجية إحدى السنن الكونية الشاملة لجميع الخلق ولكلّ شيء. وقد بثها الخالق المبدع سبحانه وتعالى في كلّ الموجودات المعلومة (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) [الذاريات: 49] وغير المعلومة (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس: 36].
وقد نبّه القرآن العظيم إلى حسن هذه الحقيقة الجمالية في مجالات عدّة: منها في زوجية الإنسان (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى) [القيامة: 38 - 39]. ومنها في زوجية النبات (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى) [طه: 53]. ومنها فيما نعلم وما لا نعلم من كلّ شيء في الأرض وبطون البحار وأجواء السماء من أصغر الموجودات إلى أضخمها، ومن أكثرها تألقاً وسنى إلى أدناها حسناً وجمالاً.
والزوجية تعني جمالياً: التناسب بين اثنين من الموجودات والمخلوقات، تناسباً يشي بقرب صفات الأول للثاني، وتمازج سماتهما بحيث يثمران أو يتوازنان وينسجمان.
وقد أعلن القرآن الكريم جمالية النبات في أزواجها، ووصف ثنائيتها بالبهجة مرة، وبالكرم مرة أخرى.
فقال تعالى في الأولى: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج: 5]، وقال تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق: 6 - 7].
وقال تعالى في الثانية: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [الشعراء: 7]، وقال سبحانه: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [لقمان: 10].
فما الفرق بين التعبيرين؟
قد يبدو للوهلة الأولى أنّ الزوج البهيج ذو خاصيّة جمالية مقصودة لذاتها، وأنّ الزوج الكريم ذو خاصيّة معطاءة مقصودة لذاتها قبل كلّ شيء. ولكن تتبّع سياق النوعين من الأزواج متقارب ودقيق، وربّما تفترق الأزواج عن بعضها بفارق واحد هو في الاستدلال الفكري القائم على الجانب الجماليّ فيه.
فالزوج البهيج: مشهد جماليّ لتحقيق الإيمان بالبعث يوم القيامة.
والزوج الكريم: مشهد جماليّ لتحقيق الإيمان بالله تعالى وقدرته.
فالله تعالى يقول: (فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) ويعقّب عليها بقوله سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ) [الحج: 6 - 7].
وكذلك في الآية الثانية: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق: 6 - 7] فقد تقدّمتها آية البعث وموقف الكافرين منه: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق: 3]. وإذن فإنّ الزوجية البهيجة في كلتا الآيتين والمشهدين مرتبطة بعقيدة البعث والقدرة على الإحياء يوم القيامة.
أما الزوجية الكريمة فهي على جمالها قد أشارت الآية الأولى منها إلى الإيمان بالله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء: 7 - 9]. فالزوجية الكريمة هنا متسقة مع العبرة الفكرية التي تعلن كفر أكثر الناس بالله العزيز الرحيم. والزوجية الكريمة الثانية أصرح في الدلالة على هذه القضيّة الفكرية، حيث جاء فيها: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [لقمان: 10 - 11]، فالزوجية الكريمة هنا مرتبطة فكرياً بالتحدّي القرآني في استحالة الشرك لله ..
فسبحان الله الذي زيّن السماء وبرّأها من العيوب ..
ومدّ الأرض وأرساها بالجبال ..
وأنبت فيها من كلّ زوج بهيج .. ومن كلّ زوج كريم ..
وأنشأ الجنّات والحبّ والنخيل الباسقات ..
آمنا به وببعثه يوم المعاد ..
فهو وحده الخالق العزيز الرحيم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 09:59 م]ـ
أخي لؤي بارك الله على هذه اللفتات الماتعة اللطيفة ,كلام جميل وجميل وجميل ,وملاحظة لطيفة دقيقة رقيقة ... نفعنا وإياك الله بعلمك وزادك علمًا ونورًا.
وأود أن أضيف شيئًا إن سمحت لي ....
إن الآية التي ذكرت الزوج البهيج من سورة الحج فقد بدأها الله عز وجل بقوله:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ" ... ثم ذكر الارض وإنباتها الزوج البهيج ,وهذه لفتة آخرى وهي ان هذه الارض (التراب) الذي منه خلقكم الله ومنه يُخرج الزوج البهيج, والبهجة حسن الشيء ونضارته، والبهيج بمعنى المبهج قال المبرد وهو الشيء المشرق الجميل.
قال إبن عادل في اللباب:"ويحتمل أن خلقة الإنسان من المني ودم الطمث وهما إنما يتولدان من الأغذية، والأغذية إما حيوان أو نبات، وغذاء الحيوان ينتهي إلى النبات قطعاً للتسلسل والنبات إنما يتولد من الأرض والماء فصحّ قوله: {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ}.
واما في الايات التي تذكر الزوج الكريم فإن سياقها يبين البشر بنوعيه المؤمن والمشرك فالكريم من الناس هو النافع المحمود مثل النبات الكريم النافع
والناس هم نبات الأرض كما قال تعالى: " وَاللَّهُ أَنَبتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتا"ً [نوح: 17] فمن دخل الجنة فهو كريم، ومن دخل النار فهو لئيم. (كما اشار الماوردي في كتابه"النكت والعيون").
والله أعلم(/)
في الحروف الزوائد والنواقص
ـ[أحلام]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 11:45 م]ـ
في الحروف الزوائد والنواقص
في البقرة: "فأتوا بسورة من مثله"، وفي يونس: "بسورة مثله".
في البقرة: "إلا إبليس أبى واستكبر"، وفي ص: "إلا إبليس استكبر".
في البقرة: "فمن تبع هداي"، وفي طه: "فمن اتبع".
في البقرة: "وإذ نجيناكم"، وفي الأعراف: "وإذ أنجيناكم".
في البقرة: "يذبحون أبناءكم"، وفي إبراهيم: "ويذبحون".
في البقرة: "حيث شئتم رغداً"، وفي الأعراف: "حيث شئتم".
في البقرة: "وسنزيد المحسنين"، وفي الأعراف: "سنزيد".
في البقرة: "فبدل الذي ظلموا قولاً"، وفي الأعراف: "منهم قولاً".
في البقرة: "وذي القربى"، وفي النساء: "وبذي القربى".
في البقرة: "وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون"، وفي آل عمران: "والنبيون".
في البقرة: "ويكون الدين لله"، وفي الأنفال: "كله لله".
في آل عمران: "من آمن تبغونها عوجاً"، وفي الأعراف: "من آمن به وتبغونها".
في آل عمران: "إلا بشرى لكم ولتطمئن"، وفي الأنفال: "إلا بشرى ولتطمئن به".
في سورة النساء: "فاحشةً ومقتاً وساء سبيلاً"، وفي بني إسرائيل: "فاحشةً وساء سبيلاً".
في الأنعام: "ما لم ينزل به عليكم سلطاناً"، وفي باقي القرآن: "ما لم ينزل به سلطاناً".
في الأنعام: "ولا أقول لكم إني ملك". وفي هود: "ولا أقول إني ملك".
في الأحزاب: "يريد أن يخرجكم من أرضكم"، وفي الشعراء: "بسحره".
في الأعراف: "وإنكم لمن المقربين"، وفي الشعراء: "وإنكم إذاً".
في الأعراف: "قال ابن أمّ"، وفي طه: "قال يا ابن أمّ".
في التوبة: "ولا تضروه"، وفي هود: "ولا تضرونه".
في هود: "ولما جاءت رسلنا"، وفي العنكبوت: "ولما أن جاءت رسلنا".
في يوسف: "ولما بلغ أشده آتيناه حكماً"، وفي القصص: "واستوى".
في النحل: "لكيلا يعلم بعد علم شيئاً"، وفي الحج: "من بعد علم".
في النحل: "وبنعمة الله هم يكفرون"، وفي العنكبوت: "وبنعمة الله يكفرون".
في النحل: "ولا تك في ضيق مما يمكرون"، وفي النمل: "ولا تكن".
في الحج: "كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها"، وفي ألم السجدة: "أن يخرجوا منها أعيدوا فيها".
في الحج: "وإنما يدعون من دونه هو الباطل". وفي لقمان: "من دونه الباطل".
في الشعراء: "ما تعبدون"، وفي الصافات: "ماذا تعبدون".
في النمل: "ومن شكر"، وفي لقمان: "ومن يشكر".
في القصص: "ويقدر"، وفي العنكبوت: "ويقدر له".
في النازعات: "يوم يتذكر الإنسان"، وفي الفجر: "يومئذٍ يتذكر".
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 02:52 ص]ـ
الأخت الفضلى أحلام ..
بارك الله فيكم إطلاعنا بين الفينة وأختها على جماليات القرآن العظيم ..
ولكن هلا أطلعتمونا على السرّ في تسميتكم لهذه الفروق بـ"الزوائد والنواقص"؟
إذ من المتعارف عليه بين أهل العلم أنّ هذه الفروق من المتشابه اللفظي في القرآن الكريم. وفيها ألّف أبو الحسن الكسائي كتابه (مشتبِهات القرآن)، وأبو يحيى الأنصاري كتابه (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن).
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 11:13 ص]ـ
شكرا للأخت أحلام وللأخ المشرف العزيز:
لي اعتراض على تسمية ما ورد "بالزوائد والنواقص" فالقراّن الكريم ليس فيه زائد وناقص، وكل كلمة في القراّن الكريم تُختاربعناية وبحسب أهميتها وتوضع في المكان الأنسب، ويبقى أن نبحث عن سر الذكر هنا والحذف هناك أو تفسير ذلك وبيان الفرق في المعنى نتيجة اختلاف الصيغة، أو ... إلخ.
والله أعلم
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 07:37 ص]ـ
الإخوة الكرام ..
أؤيد الأخ الشريدة بأنها ليست من قبيل الزوائد والنواقص .. وإنما هي الآيات التي وردت بألفاظ متماثلة مع تغييرات طفيفة من تقديم وتغيير وحذف أو إضافة .. لأسباب بلاغية يعرفها المختصون .. مثل (وما أهل به لغير الله) في البقرة ... (وما أهل لغير الله به) في المائدة .. وثمة كتب تجمع ذلك أتذكر كتابا اسمه (تذكرة الحفاظ .... ) لا أذكر الاسم بالضبط ولا المؤلف؛ حيث فقدت الكتاب .. مع تحياتي ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 10:19 م]ـ
مما كتب في المسألة: " زيادة الحروف بين التأييد والمنع، وأسرارها البلاغية في القرآن الكريم"،لـ (د/ هيفاء عثمان).
والقول بعدم الزيادة هو الذي تقتضيه البلاغة، وإنما يذكر هذا في النحو من جهة الصناعة الإعرابية فقط.(/)
آية الكرسي
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 09:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن نتدبر آية الكرسي علينا أن نتفكر في ما قبلها ثم نرى ما يتطلبه سياق كلام الله الذي جاء في صيغة أمر في قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون).
هذا أمر للمؤمنين بالإنفاق، فما الذي يتطلبه هذا الأمر لجعل المأمور ينفذه؟
الأمر بالإنفاق يحتاج إلى شيئين أساسيين لجعل المنفق يقبل على تنفيذ أمر ربه وهما:
1) التطمين
2) التذكير
الأنفس تستحضر الشح ساعة الإنفاق فهي محتاجة إلى اطمئنان يشجعها على تنفيذ الأمر، أو تحتاج إلى تذكير يشعر الأنفس بأن الإنفاق حق واجب.
فإذا رأينا في القرآن آيتين (متشابهتين تقريبا) تأمران المؤمنين بالإنفاق فليس في ذلك تكرار وإنما ننظر إلى ما بعدهما، فلا بد أن إحداهما جاء بعدها تطمين وأن الثانية جاء بعدها تذكير، ومن الحكمة أن تأتي الآية التي يصحبها التطمين أولا، ثم بعد ذلك من الحكمة أن تأتي آية أخرى ومعها التذكير.
وبالرجوع إلى القرآن وجدنا آية أخرى شبيهة بهذه الآية ألا وهي قوله تعالى في سورة إبراهيم: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال).
وحيث أن آية سورة البقرة سبقت هذه فإن التطمين كان هناك في سورة البقرة أما هذه التي في سورة إبراهيم فينبغي أن يتبعها تذكير بنعم الله، وهي كذلك فالله تعالى يذكر المؤمنين بما أنعم عليهم فقال:
الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار. وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم اليل والنهار، وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار).
فحينما يذكر الإنسان بهذه النعم يستحي ويعلم أن ماله ومال أبيه وكل ما يملك هو في الأصل مال الله استخلفه فيه فيقبل على الإنفاق راضيا.
ونعود إلى أمر الله في آية سورة البقرة التي قلت إنه يجب أن يصحبها تطمين يشجع المأمور على الإنفاق بنفس راضية مطمئنة، فأين هو التطمين؟
الجواب: هو قوله تعالى: الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض) ,
فكأن الله يقول ياعبدي أنفق أنفق عليك، فإن كان الذي يمددك بالمال من أهل الأغيار تخاف أن يغير رأيه فيقطع عنك الإمداد فأنا الله لا تتناولني الأغيار ولا إله يمنعني من إمدادك فاطمئن، وإن كان الذي يمددك بالمال تخاف أن ينقطع عنك مدده بموته فأنا الحي الذي لا يموت، وإن كنت تخاف ألا يدري من يمددك بالمال بحاجتك فأنا قيوم، وقد يغفل عنك من يمددك بحاجياتك لانشغاله عنك بأمور أخرى، أما الله فلا تأخذه سنة ولا نوم ولا يشغله شأن عن شأن، له ما في السموات والأرض وعلى الله تدبير أمر كل شيء في ملكه ورزق كل دابة.
يتبع
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 09:30 ص]ـ
بعد أن طمأن الله المؤمنين المأمورين بالإنفاق يوضح الله لنا مسألة الشفاعة التي وردت في الآية في قوله ( .. من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ... ) فيأتي الرد: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.
فإذا كان الشفيع يأتي كمحام عن المتهمين ويبرز أدلة غابت عن القضية ليلتمس البراءة لموكليه فالله تعالى محيط بعلمه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يستدرك أحد على العزيز العليم، فلو أن هذا الشفيع ادعى أن موكليه لم يفقهوا الإسلام ولذلك لم يهتدوا، فهذا ليس بعذر، لأن الله وعد بالهدى من كان معه إيمان الفطرة (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
فلو كان موقنا بإيمان الفطرة الذي أودعه الله في الأنفس لحدثته نفس باستطلاع أمر الرسول لمعرفة حقيقة ما يدعو إليه، ولكنه لم يهتم بالأمر، فلو أحب العلم لاهتدى إلى الذهاب إلى المدرسة.
بقي خاطر واحد ربما قد يخطر على بال هذا الشفيع (إن وجد هذا الشفيع) وهو أن يحتج بأن الهدى إذا جاء من عند العزيز الحكيم فإنه يلزمه بيانه وإقناع المعنيين بالهدى حتى تستيقنه أنفسهم، وهل يستدرك أحد على الله العزيز العليم بمثل هذه الحجة!!! سبحانه لا يسبقونه بالقول ولا يعزب عنه أي شيء فيجيب عن هذا بقوله (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)، إذن سيبين الله لهم آياته فيستيقنوها متى وصل الناس إلى المستوى العلمي الذي يؤهلهم لإدراك معناها، فمعجزة الإسلام فيها شيء من علم الله أبرزه فيها، فيها حكمة العزيز الحكيم.
إذن فالقضية لا توجد فيها ثغرات يمكن أن يستدرك من خلالها شفيع،
ولكن تبقى شفاعة أخرى أذن بها الله ألا وهي شفاعة الرسل لأممهم،
ولا يشفع رسول من الرسل لجميع أفراد أمته وإنما يشفع لمن كان مؤمنا ولكن لم يحصل على المعدل الذي يدخله الجنة، فإذا كان حسن السيرة والسلوك ويحب الله ورسوله فإن رسوله يأذن له الله أن يشفع له فيدخل الجنة
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 09:33 ص]ـ
آية الكرسي هي أعظم آية، فما الذي يجعلها كذلك؟
كل شيء يوصف بالعظمة في مجال مهمته. فماهو عمل أو مهمة الآية؟
الآية هي وسيلة هدى، فهي تحمل يقينا يدركه الإنسان فيهتدي به.
إذن فمهمة الآية أنها تحمل يقينا، وإذا وصفت آية الكرسي بأعظم آية في القرآن فلابد أنها تحمل أعلى وأتم يقين بدليل أنه جاء بعدها (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، فالإكراه في الدين يكون مع من ليس عنده يقين، أما إذا أتى اليقين فإنه يتبين به الرشد من الغي وبالتالي لا إكراه في الدين.
ذلك اليقين الذي في آية الكرسي هو قوله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء).
وإذا ظهرت البينة واستيقنها الناس فإن الامتحان على أثرها وتلك سنة الله في خلقه منذ الخلق الأول، فآدم امتحنه الله بعدما علمه الأسماء كلها وبعد أن تبين له الحق من الضلال، كذلك ذريته تمتحن إذا جاءتهم البينةالتي يتبين بها الرشد من الغي، فبعد أن يخرج الله الناس من الظلمات إلى النور سيظهر على إثرها طاغوت يريد أن يخرج الناس من النور ليعيدهم إلى الظلمات، فمن يكفر بهذا الطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأدهان هو: ما هو هذا اليقين الذي تضمنته آية الكرسي والذي سيكون بسببه ما يكون؟
لا شك أنه يقين أعظم من اليقين الذي جاءت به بينات عيسى عليه السلام لأن الله لا يأتي بآيات جديدة بعد المسيح إلا لأنها خير منها يقينا أو على الأقل مثلها. فإذا أراد الله أن يتكلم على ذلك اليقين فإنه يضرب له المثل بما نعلمه كمثل أعلى لليقين، وحيث أن معجزة إحياء الموتى هي المثل الأعلى لليقين عند الناس فإن الله ضرب المثل لذلك اليقين بذلك فأتى بثلاث حالات لإحياء الموتى لنفهم منها أنهاهي ردود أفعال الناس حينما يأتيهم اليقين.
المثل الأول: ضرب لردود أفعال الظالمين الذين سيجحدون البينة بعد أن تستيقنها أنفسهم: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم رب الذي (يحيي ويميت) ....
المثل الثاني: ضرب للناس الذي يكونون في ضلال ولكن سيهتدون إلى الحق بعد أن يتبين لهم الرشد من الغي: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى (يحيي) هذه الله بعد (موتها) .....
المثل الثالث: ضرب للمسلمين فهم مؤمنون أن الله عزيز حكيم وبعد أن يبين الله اليقين سيعلمون حق اليقين أن الله عزيز حكيم لأنهم سيدركون ذلك بأنفسهم، فبعد أن كان علم يقين صار حق يقين.: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف (تحيي الموتى) .....
إذن فهذه الأمثلة الثلاثة لإحياء الموتى ضربها الله لما سيكون من الناس بعد أن تأتيهم الآية الكبرى التي شبهت لما فيها من اليقين بآية إحياء الموتى التي هي في نظر الناس أعظم البينات.
ونفهم من هذه الأمثلة أن الناس سينقسمون إلى فسطاطين،
فسطاط استيقن البينة فكفر وجحد بها ظلما.
وفسطاط مؤمن: منهم من استيقن البينة فآمن، ومنهم من كان مؤمنا قبل مجيء البينة، هؤلاء هم المسلمون الذين ستزيدهم تلك البينة إيمانا ويتحقق ما آمنوا به أن الله عزيز حكيم.
وهكذا نرى أن آية الكرسي والآيات المتعلقة بها قد جاءت بين الأمر بالإنفاق وبين بيان الجزاء على ذلك (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة ماءة حبة ... )
يتبع
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 09:36 ص]ـ
هذا ما أراه في علاقة السورة الثانية في القرآن باسم (البقرة) وهي علاقة (مماثلة)، ضربت قصة البقرة وما حقق الله بها من يقين اهتدى به بنو إسرائيل إلى الحق باليقين الذي تتضمنه السورة، وإذا كان الله قد جعل بعضا من لحم البقرة سببا أحيى به ميتا فإن بعضا من آيات السورة هي أعظم آية في القرآن، والآية تقاس عظمتها بنسبة اليقين الذي تحمله، وحيث أن الإجابة تأتي بعد السؤال فإن أمر الله بذبح البقرة جاء بعد أن سأل بنوا إسرائيل رسولهم موسى عليه السلام أن يدعو الله أن يبين لهم الحق ليهتدوا به في تلك القضية كذلك فإن السورة تعتبر إجابة بالهدى لسورة الفاتحة التي هي في مضمونها دعاء نسأل فيه الله الهدى (إهدنا الصراط المستقيم ... ).
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 09:30 م]ـ
فذكر بالقرآن من يخاف وعيد.(/)
التناسب بين النعمة والأمر
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 09:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:"ألم يجدك يتيما فاّوى*ووجدك ضالا فهدى*ووجدك عائلا فأغنى*فأما اليتيم فلا تقهر*وأما السائل فلا تنهر*وأما بنعمة ربك فحدث* (الضحى6 - 11).
أنعم الله على نبيه بنعم ثلاث، أولها: أنه اّواه من بعد يتم، وثانيها: أنه هداه من بعد ضلال، وثالثها: أنه أغناه مع كثرة العيال.
وبعد تعداد هذه النعم، أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بعض الأوامر، وقد جاءت الأوامر مرتبة بحسب القرب والانسجام المعنوي مع النعم السابقة، فأمره أولا بأن لا يقهر اليتيم، والأمر الأول يتناسب مع النعمة الأولى، ثم أمره ثانيا بأن لا ينهر السائل، أو طالب الحاجة المادية أو المعنوية، كالطعام والعلم والهداية، وهذا الأمر يتناسب مع النعمة الثانية، ثم أمره ثالثا بأن يظهر النعمة ويشهرها ويتصدق بها على الناس، وهذا الأمر يتناسب مع النعمة الثالثة.
وبهذا يكون قد ربط بين الأمر الأول والنعمة الأولى، وبين الأمر الثاني والنعمة الثانية، وبين الأمر الثالث والنعمة الثالثة، بناء على الأهمية المعنوية، والتقارب والانسجام المعنوي بين النعم والأوامر.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 10:39 ص]ـ
:::
عودا محمودا أخي عزام، وبارك الله فيما سطرت لنا.
موسى
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 10:38 م]ـ
الأخ الفاضل عزام ..
عوداً محموداً بإذن الله ..
نوّرت المنتدى بعد غياب طويل ..
نسأل الله أنْ تكون بأفضل صحّة وأحسن حال ..
وبارك الله فيك هذا البيان ..
وفي انتظار المزيد ..
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 11:24 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل عزام حمدًا لله على عودتك ,وإننا لفي شوق الى لمساتك اللطيفة ...
وأما بالنسبة الى الآية "وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فهَدَى" ... فهذا لا يجوز في حق الرسول عليه الصلاة والسلام لا عقلاً ولا نقلاً, وقد أجمع العلماء على أنه عليه السلام ما كفر بالله لحظة واحدة، وأما عقلاً فإن الله عز وجل قد حفظ انبياءه وصانهم عن الكفر والضلال وهم معصومون من الإِشراك قبل النبوءة , وهذا واضح وجلي في امر كل الانبياء وبلا إستثناء, وأما نقلاً فقول الله تعالى:"مَا ضَلَّ صَـ?حِبُكُمْ وَمَا غَوَى? ",فهنا بيّن بصراحة نفي الضلال عن الرسول عليه الصلاة والسلام, والضلال الوارد في هذه الآية هو الحيرة التي في نفسه الكريمة من حال أهل الشرك من قومه وتنفير اللهُ نفسَ الرسول من شركهم ,وإلهامه أن ما هم عليه شرك وخطأ.
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 09:53 ص]ـ
شكرا للأخوة الكرام: موسى ولؤي وسليم، بورك فيكم وجزيتم خيرا.
أخي سليم: المقصود بقوله تعالى: ووجدك ضالا فهدى" هو أنك لم تكن تدري ما القراّن ولا النبوة، فأنزل عليك القراّن وصرت نبيا تعلم الناس الهداية، وليس المقصود هو الكفر.
والله تعالى أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 07:54 م]ـ
السلام عليكم
أخي عزام ,بارك الله فيك على ما قدمتَ ,وأعرف أنك تعرف هذا حق المعرفة, ولكنني أحببت أن ازيل شكًا قد يدخل قلب أحدٍ في أن الرسول كان يومًا ما ضالاً_معاذ الله_,ومن معاني الضلال والتي قال بها العلماء:
1.ما روي عن ابن عباس والحسن والضحاك وشهر بن حوشب: ووجدك ضالاًّ عن معالم النعمة وأحكام الشريعة غافلاً عنها فهداك إليها، وهو المراد من قوله تعالى: {مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ?لْكِتَـ?بُ وَلاَ ?لإِيمَـ?نُ} [الشورى: 52] وقوله تعالى: {وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ?لْغَـ?فِلِينَ} [يوسف: 3].
2. ضل عن مرضعته حليمة حين أرادت أن ترده إلى جده حتى دخلت إلى هبل وشكت ذلك إليه فتساقطت الأصنام، وسمعت صوتاً يقول: إنما هلاكنا بيد هذا الصبي.
3.ما روي مرفوعاً أنه عليه الصلاة والسلام قال: " ضللت عن جدي عبد المطلب وأنا صبي ضائع، كاد الجوع يقتلني، فهداني الله " ذكره الضحاك.
والرأي الآصوب _كما أرى_هو ما سقته أنتَ وهو: أنك لم تكن تدري ما القراّن ولا النبوة، فأنزل عليك القرآن وصرت نبيا تعلم الناس الهداية.
والله اعلم(/)
ملامح الوسطيَّة في هذه الأمة الخيرة
ـ[أحلام]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 05:25 م]ـ
ملامح الوسطيَّة
للوسطيَّة ملامح وسمات تحفّ بها، وتُميِّزها عن غيرها، بمجموع تلك الملامح لا بآحادها.
وقد توصّلت إلى تحديد أهمّ تلك السّمات والملامح، باستقراء القرآن الكريم، وما ورد في وسطيَّة هذه الأمَّة بين الأمم، وكذلك ما كتبه بعض الذين بحثوا في الوسطيَّة.
إنَّ تحديد هذه الملامح مهمّة أساسيَّة في مثل هذا البحث، حتى لا تكون الوسطيَّة مجالا لأصحاب الأهواء وأرباب الشّهوات.
ذلك أنَّ الوسطيَّة مرتبة عزيزة المنال، غالية الثَّمن، كيف لا وهي سمة هذه الأمَّة، ومحور تميّزها بين الأمم؟! جعلها الله خاصيَّة من خصائصها، تكرّمًا منه وفضلا (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد: من الآية21).
إنَّ أهمّ سمات الوسطيَّة ما يلي:
(أ) الخيريَّة.
(ب) الاستقامة.
(جـ) اليسر ورفع الحرج.
(د) البينيَّة.
(هـ) العدل والحكمة.
وكل سمة من هذه السّمات يندرج تحتها عدد من آحادها.
وسأعرض لكل سمة بما يُناسب المقام، ويفي بالغرض، والله الموفّق والمعين.
وأحسب أنَّ هذه الملامح بمجموعها تصلح ضابطًا لتحديد الوسطيَّة ومعرفتها، بما يجيب عن السّؤال الذي لا بدّ أن يرد في أذهان الكثيرين:
أين ضابط الوسطيَّة؟ وكيف نميزّها عن غيرها؟
أولا: الخيريَّة
قال الله - تعالى - في سورة البقرة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (البقرة: من الآية143) وقال في سورة آل عمران: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (آل عمران: من الآية110) وقد ذكرت أن من معاني الوسطيَّة الخيريَّة، قال ابن كثير - رحمه الله -: والوسط هنا: الخيار والأجود، كما يقال لقريش أوسط العرب نسبًا ودارًا، أي خيرها ().
وفي تفسيره لقوله - تعالى -: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (آل عمران: من الآية110) قال: يعني خير النَّاس للنّاس، والمعنى: أنَّهم خير الأمم وأنفع النَّاس للنَّاس، إلى أن قال: كما في الآية الأخرى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (البقرة: من الآية143) أي خيارًا ().
وقال الطبري: مقرّرًا خيريَّة هذه الأمَّة (أمَّة الوسط): فإن سأل سائل فقال: وكيف قيل: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) (آل عمران: من الآية110)؟ وقد زعمت أن تأويل هذه الآية أن هذه الأمَّة خير الأمم التي مضت، وإنَّما يقال: كنتم خير أمَّة لقوم كانوا خيارًا فتغيّروا عمّا كانوا عليه؟!
قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما ذهبت إليه، وإنَّما معناه أنتم خير أمَّة، كما قيل: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) (الأنفال: من الآية26) وقد قال في موضع آخر: (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) (الأعراف: من الآية86) فإدخال كان في مثل هذا وإسقاطها بمعنى واحد، لأنّ الكلام معروف معناه.
ولو قال - أيضًا - في ذلك قائل: (كُنْتُمْ) (الأعراف: من الآية86) بمعنى التَّمام، كان تأويله: خلقتم خير أمَّة، أو وجدتم خير أمَّة، كان معنى صحيحًا ().
وفي تفسيره لقوله - تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (البقرة: من الآية143) قال: وأمّا التّأويل فإنَّه جاء بأن الوسط العدل، وذلك معنى الخيار، لأنَّ الخيار من النَّاس عدولهم ....
وللبحث بقية
عن كتاب الوسطية في ضوء القرآن الكريم ---ناصر العمر(/)
تتمة: الوسطية في هذه الامة الخيرية
ـ[أحلام]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 05:41 م]ـ
قال الطبري في تفسير آية الخيريَّة:
وقال آخرون: معنى ذلك: كنتم خير أمَّة أُخرجت للنَّاس، إذ كنتم بهذه الشّروط التي وصفهم - جلّ ثناؤه - بها، فكان تأويل ذلك عندهم: كنتم خير أمَّة تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتُؤمنون بالله، أخرجوا للنَّاس في زمانكم ().
قال رشيد رضا:
والحق أقول: إنّ هذه الأمَّة ما فتئت خير أمَّة أُخرجت للنَّاس، حتَّى تركت الأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر.
ثم قال: وقد بيَّن الفخر الرازي كون وصف الأمَّة هنا بالأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر، والإيمان علّة لكونها خير أمَّة أُخرجت للنّاس، فقال:
واعلم أنَّ هذا الكلام مستأنف والمقصود منه بيان علّة تلك الخيريَّة، كما تقول: زيد كريم، يطعم النَّاس ويكسوهم، ويقوم بما يصلحهم.
وتحقيق الكلام أنَّه ثبت في أصول الفقه أن ذكر الحكم مقرونًا بالوصف المناسب له يدلّ على كون ذلك الحكم معلّلا بذلك الوصف.
فهنا حكم - تعالى - بثبوت وصف الخيريَّة لهذه الأمَّة، ثم ذكر عقيبه هذا الحكم وهذه الطّاعات، أعني الأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر، والإيمان، فوجب كون تلك الخيريَّة معلّلة بهذه العبادات
وقال القاسمي:
ثم بيّن وجه الخيريَّة بما لم يحصل مجموعه لغيرهم، بقوله: (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (آل عمران: من الآية110) فبهذه الصفات فضّلوا على غيرهم ممن قال - تعالى - فيهم: (كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:79) (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) (النساء: من الآية150).
قال أبو السّعود:
(وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (آل عمران: من الآية110) أي إيمانًا متعلّقًا بكلّ ما يجب أن يؤمن به من رسول وكتاب وحساب وجزاء، وإنّما لم يُصرّح به تفصيلا لظهور أنّه الذي يؤمن به المؤمنون، وللإيذان بأنَّه هو الإيمان بالله - تعالى - حقيقة ().
وقد وردت بعض الأحاديث التي تدلّ على خيريَّة هذه الأمَّة منها:
1 - روى الترمذي في تفسيره لهذه الآية أن رسول الله، قال: إنَّكم تتّمون سبعين أمَّة أنتم خيرها وأكرمها على الله
2 - وقال أُعطيت ما لم يُعط أحد من الأنبياء، فقلنا: يا رسول الله ما هو؟ فقال: نصرُ بالرّعب، وأُعطيت مفاتيح الأرض، وسمّيت أحمدَ، وجعل التّراب لي طهورًا، وجعلت أمّتي خير الأمم).
فهذه الأحاديث مع آية آل عمران تبيّن خيريَّة هذه الأمَّة، التي جعلها الله أمَّة وسطًا، وقد جمع المفسّرون بين معنيي الخيريَّة والوسطيَّة، حتى جاء أحدهما تفسيرًا للآخر، كما مرَّ معنا.
ولأهمّيَّة بيان معنى الخيريَّة، فسأذكر أبرز أوجه هذه الخيريَّة، ليتَّضح لنا معنى الوسطيَّة.
أبرز أوجه خيرية هذه الأمَّة
قال الأستاذ سيد قطب:
فهي خير أمَّة أخرجت للنَّاس، لا عن مجاملة، ولا عن محاباة، ولا عن مصادفة أو جزاف، - تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا - وليس توزيع الاختصاصات والكرامات كما كان أهل الكتاب يقولون: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) (المائدة: من الآية18). كلا إنّما هو العمل الإيجابي لحفظ الحياة البشريَّة من المنكر، وإقامتها على المعروف، مع الإيمان الذي يُحدّد المعروف والمنكر ().
إنَّ هذه الخيريَّة لها أسباب، ولها حقيقة، حقيقة لا بدّ أن توجد في الواقع، وأن ترى في الحياة، وليست مجرّد تصوّر ذهني، وفلسفة غائبة.
إنَّ هذه الخيريَّة مسألة نسبيَّة بالنسبة للأمَّة، فقد ترتفع لتبلغ الذّروة، كما كانت الحال في جيل الصّحابة والقرون المفضّلة، وقد تنحسر في مجموعات وأفراد، كما هي في القرون المتأخرة، وذلك تبعًا لوجود مقومات الخيريَّة وصيانتها.
1 - الإيمان بالله: قال - سبحانه -: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (آل عمران: من الآية110). فقرن الله - جلّ وعلا - بين خيريَّة هذه الأمَّة والإيمان به - تعالى -، بل جعل الإيمان هو سبب الخيريَّة، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر فرع عن الإيمان، وأثر من آثاره.
وهل يمكن أن نتصوّر خيريَّة دون إيمان بالله - تعالى -؟ والإيمان بالله - تعالى - يشمل جميع أبواب الإيمان والإسلام، لأنَّ العلماء ذكروا أن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، وهنا جاء ذكر الإيمان وحده، فهو يشمل الإيمان والإسلام.
وعند التّأمل في معنى الإيمان كما ورد في حديث جبريل المشهور، قال: ? أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه). نجد الشّمول والتكامل، كما قال - سبحانه-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (البقرة: من الآية285).
للبحث بقية(/)
أحسن ما قيل في التورية ....
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 10:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي الأفاضل،
مارأيكم بموضوع عن التورية، ولكن يفضل كل فرد أن يأتي بأحسن ماقيل في هذا الموضوع نثرأ كان أم شعراً. طبعاً بعد إذن المشرفين على هذا المنتدى الموقر.
وأبدأ بهذا الموضوع:
دخل عمر بن الخطاب يوما على أبى حذيفة ابن اليمان فسأله كيف أصبحت يا أبا حذيفة قال أصبحت أحب الفتنة،، وأكره الحق،، وأصلى من غير وضوء،، ولى فى الأرض ما ليس لله فى السماء،،
فتعجب عمر بن الخطاب من هذه الإجابة وذهب إلى على بن أبى طالب وقص عليه هذا الحوار
وقال له على: أن أبا حذيفة صادق فيما حدثك به ...
قال: وكيف ذلك يا على ...
قال: يقول لك أنه يحب الفتنة يعنى يحب المال والمال فتنة أما قرأت قول الله تعالى "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" ...
ويكره الحق أى الموت والموت حق ...
ويصلى من غير وضوء يصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل الصلاة على رسول الله تحتاج إلى وضوء ...
وله فى الارض ما ليس لله فى السماء له فى الارض زوجة وولد وليس لله زوجة ولا ولد ...
مع عاطر التحيات
ـ[غريب الديار]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 02:57 ص]ـ
قال الشاعر
طرقت الباب حتى كلمتني ... فلما كلمتني كلمتني
وقالت أيا اسماعيل صبرا ... فقلت أيا اسما عيل صبري
كلمتني ... أي كلّ متني ... تعب ظهري
و هذا الشاعر اسمه اسماعيل و له بنت اسمها اسما فقال أيا .. اسما (نفذ) عيل صبري
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 05:35 م]ـ
أهلاً يا غريب الديار ويا عابد الواحد القهار.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 09:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بيتي شعر في هذا الموضوع لابراهيم السواق: مولى ال المهلب وكان مقدما فى الشعر له قوله:
هبيني يامعذبتي أسأت**********وبالهجر قبلك بدأتُ
فأين الفضل منك فدتك نفسى ... علي إذا أسأتِ كما أسأت
مع عاطر التحيات
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 10:54 م]ـ
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - كان يلاطف جلساءه أحيانا فيقول:
(يا فلان أأنت معدد أم أنت من الخائفين؟!)
وهي تورية لها معنيان قريب أراد به الشيخ الخوف ممن تحتك،
وبعيد أراد به قوله تعالى: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} [النساء: 3]
ـ[أبو اليسر]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لعله من المناسب إخوتي الأفاضل أن أنقل للمنتدى هذا الموضوع،،
فمع ما فيه من الفائدة الشرعية،
فهو يتضمن بعض الأمثلة التوضيحية لبعض المواقف التي استخدمت فيها التورية
(وهذا ما جعلني أعتقد بمناسبة ما نقلته لموضوع المشاركة)
وأرجو ألا أكون قد أخطأت في القصد، والله المستعان.
سؤال:
متى تصح التورية؟ وإذا كانت للضرورة فقط فما المعتبر في الضرورة؟.
الجواب:
الحمد لله،
التورية لغةً هي: إخفاء الشيء.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: {فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} المائدة / 31.
و قال عَزَّ من قائل: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} الأعراف / 26.
وأما معناها الاصطلاحي فهو أن يقول القائل كلاماً يظهر منه معنى يفهمه السامع ولكن القائل يريد معنى آخر يحتمله الكلام، كأن يقول له ليس معي درهم في جيبي فيُفهم منه أنّه ليس معه أي مال أبداً، ويكون مراده أنه لا يملك درهماً لكن يملك ديناراً مثلاً، ويسمى هذا الكلام تعريضاً أو تورية.
وتُعد التورية من الحلول الشرعية لتَجَنُّب حالات الحرج التي قد يقع الإنسان فيها عندما يسأله أحدٌ عن أمرٍ وهو لا يريد إخباره بالواقع من جهة، ولا يريد أن يكذب عليه من جهة أخرى.
وتصح التورية من القائل إذا دعت الحاجة أو المصلحة الشرعية لها، ولا ينبغي أن يكثر منها بحيث تكون ديدناً له، ولا أن يستعملها لأخذ باطل أو دفع حق.
قال النووي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلماء: فإن دعَت إلى ذلك مصلحة شرعيَّة راجحة على خداع المخاطب، أو دعت إليه حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب: فلا بأس بالتعريض، فإن لم تدع إليه مصلحة ولا حاجة: فهو مكروه وليس بحرام، فإن توصل به إلى أخذ باطل أو دفع حق فيصير حينئذ حراماً، وهذا ضابط الباب.
" الأذكار " (ص 380).
وذهب بعض العلماء إلى تحريم التعريض لغير حاجة أو مصلحة، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. انظر الاختيارات ص 563.
وهناك حالات أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيها إلى استخدام التورية، فعلى سبيل المثال:
إذا أحدث الرجل في صلاة الجماعة فماذا يفعل في هذا الموقف المحرج؟.
الجواب: عليه أن يأخذ بأنفه فيضع يده عليه ثم يخرج.
والدليل: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف " - سنن أبي داود (1114)، وهو في " صحيح سنن أبي داود " (985).
قال الطيبي: أمر بالأخذ ليخيل أنه مرعوف (والرعاف هو النزيف من الأنف)، وليس هذا من الكذب، بل من المعاريض بالفعل، ورُخِّص له في ذلك لئلا يسوِّل له الشيطان عدم المضي استحياء من الناس ا. هـ " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (3/ 18).
وهذا من التورية الجائزة والإيهام المحمود رفعاً للحرج عنه، فيظن من يراه خارجاً بأنه أصيب برعاف في أنفه ...
وكذلك إذا واجه المرء المسلم ظروفاً صعبة محرجة يحتاج فيها أن يتكلم بخلاف الحقيقة لينقذ نفسه، أو ينقذ معصوماً، أو يخرج من حرج عظيم، أو يتخلص من موقف عصيب.
فهناك طريقة شرعية ومخرجٌ مباح يستطيع أن يستخدمه عند الحاجة ألا وهو " التورية " أو " المعاريض "، وقد بوَّب البخاري - رحمه الله - في صحيحه " باب المعاريض مندوحة عن الكذب " - صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب (116) -.
وفيما يلي التوضيح بأمثلة من المعاريض التي استخدمها السلف والأئمة أوردها العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه " إغاثة اللهفان ":
ذُكر عن حماد رحمه الله أنه إذا أتاه من لا يريد الجلوس معه قال متوجعاً: ضرسي، ضرسي، فيتركه الثقيل الذي ليس بصحبته خير.
وأحضر سفيان الثوري إلى مجلس الخليفة المهدي فاستحسنه، فأراد الخروج فقال الخليفة لا بد أن تجلس فحلف الثوري على أنه يعود فخرج وترك نعله عند الباب، وبعد قليل عاد فأخذ نعله وانصرف فسأل عنه الخليفة فقيل له إنه حلف أن يعود فعاد وأخذ نعله.
وكان الإمام أحمد في داره ومعه بعض طلابه منهم المروذي فأتى سائل من خارج الدار يسأل عن المروذي والإمام أحمد يكره خروجه فقال الإمام أحمد: ليس المروذي هنا وما يصنع المروذي ها هنا وهو يضع إصبعه في كفه ويتحدث لأن السائل لا يراه.
ومن أمثلة التورية أيضاً:
لو سألك شخص هل رأيت فلاناً وأنت تخشى لو أخبرته أن يبطش به فتقول ما رأيته وأنت تقصد أنك لم تقطع رئته وهذا صحيح في اللغة العربية أو تنفي رؤيته وتقصد بقلبك زماناً أو مكاناً معيناً لم تره فيه، وكذلك لو استحلفك أن لا تكلم فلاناً: فقلت: والله لن أكلمه، وأنت تعني أي لا أجرحه لأن الكلم يأتي في اللغة بمعنى الجرح. وكذلك لو أرغم شخص على الكفر وقيل له اكفر بالله، فيجوز أن يقول كفرت باللاهي. يعني اللاعب. إغاثة اللهفان: ابن القيم 1/ 381 وما بعدها 2/ 106 - 107، وانظر بحثاً في المعاريض في الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 14. هذا مع التنبيه هنا أن لا يستخدم المسلم التورية إلا في حالات الحرج البالغ وذلك لأمور منها:
1 - أن الإكثار منها يؤدي إلى الوقوع في الكذب.
2 - فقدان الإخوان الثقة بكلام بعضهم بعضاً لأن الواحد منهم سيشك في كلام أخيه هل هو على ظاهره أم لا؟.
3 - أن المستمع إذا اطلع على حقيقة الأمر المخالف لظاهر كلام الموري ولم يدرك تورية المتكلم يكون الموري عنده كذاباً وهذا مخالف لاستبراء العرض المأمور به شرعاً.
4 - أنه سبيل لدخول العجب في نفس صاحب التورية لإحساسه بقدرته على استغفال الآخرين.
انتهى من كتاب " ماذا تفعل في الحالات الآتية؟ ".
والله أعلم.
منقول من موقع:
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 03:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبو اليسر
جزاك الله خيراً على هذه المعلومات القيمة بالنسبة لموضوع التورية.
وبارك الله لك.
مع عاطر تحيات أخوكم،
الشمالي
ـ[لست في الظل]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 11:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل ورائع .. وأحب المشاركة بما لدي ..
وهذه القصة سمعتها من " مدرسة اللغة العربية " لما كنت طالبة في المدرسة
تقول القصة:
كان أحدهم يحب فتاة تبيع السواك، والمعروف أن السواك يصنع من شجر الآراك.
فذهب إليها قائلا لها: (أريد أراك)، وهو يقصد أنه يريد رؤيتها،
ففهمتها الفتاة أنه يريد " سواكا " .. فأخرجت له سِواكاً ..
فقال لها: (لا أريد سِواك)، وهو يعني أنه لا يريد سواها .. !!
والواضح من الجملة أنه لا يريد " السواك " ..
وإليكم بيتا الشعر بهذا الخصوص:
حظيت يا عود الآراك بثغرها * ما خفت مني يا آراك أراك
لو كان غيرك يا سواك قتلته * ما فاز منها يا سِواك سِواك.
والسلام،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 02:55 ص]ـ
قال الشاعر
طرقت الباب حتى كلمتني ... فلما كلمتني كلمتني
وقالت أيا اسماعيل صبرا ... فقلت أيا اسما عيل صبري
كلمتني ... أي كلّ متني ... تعب ظهري
و هذا الشاعر اسمه اسماعيل و له بنت اسمها اسما فقال أيا .. اسما (نفذ) عيل صبري
كلمتني: الأولى من الكَلَل أي أن متنه و المتن (الكتف) تعب من كثرة طرق الباب.
وكلمتني الثانية من الكلام أي كلمته بعد فتحها للباب.
وكلمتني الثالثة من الكلم وهو التجريح، أي عندما حدثتني جرحتني.
والله أعلم
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 11:08 ص]ـ
رمتنا بالدواهي ..... والدواهي
مالنا حال بلاهي ..... والبلاهي
تأمل يا رعاك الله ....
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 12:23 م]ـ
http://www.albeed.com/vb/showthread.php?t=73737
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التورية والتورية هي كلمتي المستعملة أثناء البحث عبر الباحث فكان إجابات كثيرة ومنها ـ أنواع التورية ـ ومن أراد المزيد فعليه بما سبق.
ـ[حسّان بن ثابت]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 12:31 م]ـ
ما شاء الله تعالى
موضوووووع شيّق وجميل
والتورية من أجمل الأشياء التي تجعلني أعشق العربيّة لأنّها تعطيني نبذة عن جمال وروعة معاني اللّغة العربيّة وما لها من جمال معنى وعظيم لطف وبليغ إبداع
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 12:45 م]ـ
أخي حسان أعتذر منك، ولكن نقول موضوع شائق، قال المتنبي:
وقفنا ومما زاد بثا وقوفنا ... فريقي هوى منا مشوق وشائق
ومن التورية:
لقاء اكثر من تلقاه (أوزار) ذنوب ... فلا تبالي أصدوا عنك (أوزاروا) من الزيارة
لهم عليك إذا جاؤوك (أوطار) حاجة ... فإن قضوها تنحوا عنك (أوطاروا) حلقوا
أفعالهم حين تبلوهن (أوعار) صعبة ... وقولهم مأثم للمرء أوعار
ـ[أنا لغتي]ــــــــ[24 - 01 - 2010, 11:53 ص]ـ
أيها المعرض عنا حسبك الله تعالى
تعالى لها معنين:
قريب: أي الله تعالى
معنى بعيد وهو المقصود: ويقصد به عكس الإعراض اي اقبل
ـ[وليد]ــــــــ[24 - 01 - 2010, 08:34 م]ـ
سألوا عن عاشق في ... قمر بادٍ سناه
أسقمته مقلتاه ... قلت لا بل شفتاه
ـ[الأمل الموعود]ــــــــ[24 - 01 - 2010, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الأعزاء، لدي سؤال إذا تكرمتم، ألا تعتقدون أن أكثر ما نقل هو من الجناس وليس من التورية؟؟ ومنها قول الشاعر:
طرقت الباب حتى كل متني ... فلما كلمتني كلمتني
كلَّ متني: تعب متنه من طرق الباب، والمتن: الظهر، كلمتني: من الكلام.
وقالت أيا اسماعيل صبرا ... فقلت أيا اسما عيل صبري
اسماعيل (الشاعرالمصري المعروف إسماعيل صبري)،صبرا: إصبر، أسما=أسماء: اسم الامرأة المخاطبة، عيل صبري: فقدت صبري.
ـ[الأمل الموعود]ــــــــ[24 - 01 - 2010, 09:00 م]ـ
أخي حسان أعتذر منك، ولكن نقول موضوع شائق، قال المتنبي:
وقفنا ومما زاد بثا وقوفنا ... فريقي هوى منا مشوق وشائق
ومن التورية:
لقاء اكثر من تلقاه (أوزار) ذنوب ... فلا تبالي أصدوا عنك (أوزاروا) من الزيارة
لهم عليك إذا جاؤوك (أوطار) حاجة ... فإن قضوها تنحوا عنك (أوطاروا) حلقوا
أفعالهم حين تبلوهن (أوعار) صعبة ... وقولهم مأثم للمرء أوعار
وهذا من الجناس أيضا.
ـ[الأمل الموعود]ــــــــ[24 - 01 - 2010, 09:14 م]ـ
التورية: ما المقصود بالتورية في اللغة؟
التورية لغة: مصدر ورَّيت الخبر تورية: إذا سترته، وأظهرت غيره.
وتعني في الاصطلاح: أن يطلق لفظ له معنيان: أحدهما قريب غير مراد، والآخر بعيد هو المراد، ويدل عليه بقرينة يغلب أن تكون خفية فيتوهم السامع أنه يريد المعنى القريب، وهو يريد المعنى البعيد.
مثال قول الله تعالى:
(وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتُم بالنهار)، أراد بقوله: " جرحتم" معناه البعيد وهو ارتكاب الذنوب، لا القريب الذي يعني الجرح، ولأجل هذا سميت التورية.
ومثل آخر: قال سراج الدين الوراق:
أصون أديم وجهي عن أناس
لقاء الموت عندهم الأديب
وربُّ الشعر عندهم بغيض
ولو وافى به لهم " حبيب"
القريب غير المقصود هو " الحبيب" والبعيد المقصود" حبيب بن أوس " أبو تمام".
ومن التورية قول نصير الدين الحمامي:
أبيات شعرك كالقصور
ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها
حرٌ ومعناها "رقيق"
فلكلمة (رقيق) معنيان: الاول قريب متبادر وهو" العبد المملوك" وسبب تبادره إلى الذهن ما سبقه من كلمة" حر" والثاني: بعيد وهو "اللطيف السهل" أو الشفاف، وهذا هو المعنى الذي يريده الشاعر بعد أن ستره في ظل المعنى القريب.
وأنت تلحظ أن التورية تضفي على المعنى غموضاً لا يصل حدَّ الإبهام؛ إذ فيها ظاهرة الخفاء والتجلي التي تثير ذهنية المتلقي للنص الأدبي.
منقول للفائدة
ـ[أبوعرابي]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 10:11 ص]ـ
قال القاضي عياض في سنة كان فيها شهر كانون معتدلا فأزهرت فيه الأرض:
كأن نيسان أهدى من ملابسه
لشهر كانون أنواعا من الحلل
أو الغزالة من طول المدى خرفت
فما تفرق بين الجدي والحمل
فالتورية في الغزالة والجدي والحمل, فالغزالة هي الشمس
والجدي والحمل هما مداران.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 10:36 ص]ـ
أنكر حبي مدمعي ... وقال هذا من هوى
فقلت لا بل من فتى ... أصاب عيني بنوى
ـ[وليد]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 10:39 ص]ـ
ومعتقدٍ أن الرياسة في الكبر ... فأصبح ممقوتا به وهو لا يدري
يجرد ذيول الفخر طالب رفعة ... ألا فاعجبوا من طالب الرفع بالجر
ـ[الأمل الموعود]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 02:05 م]ـ
يقول الشاعر:
يا ساكنا قلبي المعنَّى=وليس فيه سواك ثاني
لأي معنى كسرت قلبي=وما التقى فيه ساكنان
ـ[الأمل الموعود]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 02:07 م]ـ
قال ابن دانيال، وهو يوري عن مهنته (طب العيون):
يا سائلي عن حرفتي في الورى=واضيعتي فيهم وإفلاسي
ما حال مَنْ درهم إنفاقه=يأخذه من أعين الناس؟
ـ[المهتم]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 10:59 م]ـ
قال سراج الدين الورّاق مورّيا عن مهنته:
يا خجلتي وصحائفي سودٌ غدَتْ ... وصحائفُ الأبرار في إشراقِ
ومؤنّبٍ لي في القيامة قال لي ... أكذا تكونُ صحائفُ الورّاقِ؟
ـ[الأمل الموعود]ــــــــ[26 - 01 - 2010, 07:56 م]ـ
ولابن سناء الملك تورية جميلة، في قوله مادحا:
ومن نحو شعري جاءه باب نعته=لعلي أقرأ بعده باب عطفه
فالذي يتبادر إلى ذهن المتلقي المعنى القريب، وهوأن الشاعر يريد بالنحو (علم النحو) بدليل اللوازم (باب، ونعت، وعطف)،ولكن الشاعر ورَّى بالنحو عن الجهة، وورَّى بالنعت عن الصفة (صفة الممدوح)،وبالعطف عن (عطف الممدوح وحدبه، ورحمته، ورأفته بالشاعر)،فهي صورة بديعية تعتمد مصطلحات النحو لتأسيس التورية.
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 08:34 م]ـ
بداية .. أشكر الأخ:
(أحمد الغنام)
على جَمال وفائدة الموضوع الأدبي الرّائع
والشكرُ موصولٌ للأخ (الأمل الموعود) على التنبيه، والشكر للأخ (أبو اليسر) على الإضافات المفيدة.
كما أشكر كل مَن أتانا بمعلومةٍ نافِعة تتعلّق بالموضوع.
لاحِظوا كيفَ هجا المُتنبّي كافوراً (محمود العبد):
ما كُنتُ أحسَبُني أحيا إلى زمَنٍ ... يُسئُ فيهِ كلْبٌ وهوَ محمودُ!!
(توريَه .. على اعتِقاد السّامِع أو القارئ بأنَّ الشخص المعني .. محمودَ السُّلوك.
في حينِ أنَّ الشاعِرُ يقصِد سبَّ هذا الشخص -كافور- ونعتِه بِالكلْب " أجلُّكُم الله ")!
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 08:39 م]ـ
تصحيح:
الأخ (أبو سارة) أراد أن يوضّح كلمات البيتين اللذين أردفهُما الأخ (غريب الدار)
بغض النظر أنهما جناسٌ وليسا توريَة.
أرى أنّ شرحَ المُفرَدات:
------------------------
كلَّ متني: أي تعِبَت يدي
كلّمتني: أي حادثتني
أسما: اسمها أسماء
عِيلَ: أي نفذ صبري مِن الإنتظار
اسماعيل صبري: اسم الشاعر وكذلك تريد أن تقولُ له صبْراً
حتى أفتحُ الباب.
هذا ما أعرفهُ واللهُ أعلم
ـ[المهتم]ــــــــ[14 - 02 - 2010, 03:26 م]ـ
سلام عليكم:
الشطر الثاني من بيت المتنبي من بحر البسيط يستقيم هكذا:
..... * يُسيءُ بي فيهِ كلبٌ وهْوَ محمودُ
بداية .. أشكر الأخ:
(أحمد الغنام)
على جَمال وفائدة الموضوع الأدبي الرّائع
والشكرُ موصولٌ للأخ (الأمل الموعود) على التنبيه، والشكر للأخ (أبو اليسر) على الإضافات المفيدة.
كما أشكر كل مَن أتانا بمعلومةٍ نافِعة تتعلّق بالموضوع.
لاحِظوا كيفَ هجا المُتنبّي كافوراً (محمود العبد):
ما كُنتُ أحسَبُني أحيا إلى زمَنٍ ... يُسئُ فيهِ كلْبٌ وهوَ محمودُ!!
(توريَه .. على اعتِقاد السّامِع أو القارئ بأنَّ الشخص المعني .. محمودَ السُّلوك.
في حينِ أنَّ الشاعِرُ يقصِد سبَّ هذا الشخص -كافور- ونعتِه بِالكلْب " أجلُّكُم الله ")!
ـ[المهتم]ــــــــ[14 - 02 - 2010, 03:44 م]ـ
يقول المتنبي واصفا ما حلّ ببني كلاب من سيف الدولة:
فمسّاهُمْ وبُسْطُهُمُ حريرٌ ... وصبّحهم وبسطهُمُ ترابُ
كنى عن غناهم وعزهم: بكون فراشهم من الحرير
وكنى عن فقرهم وذلهم: بعد الواقعة بكون فراشهم التراب
وكلّ متني: المتن هو الظهر وليس اليد!!
والله أعلم
ـ[المحاربة الشجاعة]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 08:33 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ... , وبعد:
موضوع رائع ....
قرأت ابيات أعجبتني ... وأحببت أن أضعها هنا ليقرأها الجميع
قال الشاعر
وصاحب لما أتاه الغنى ********** تاه ونفس المرء طماحه
وقيل هل أبصرت منه يداً ********* تشكرها قلت ولا راحة
وقال آخر:
قل لمن يبالغ في الفخر بما ********* قد حواه من حطام تيسَّر
أنت فخَّار بدنياك ولا ******** بد للفخَّار أن يتكسر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الياسين]ــــــــ[18 - 11 - 2010, 05:15 م]ـ
هل تجتمع التورية والجناس؟(/)
بانت سعاد ...
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 01:47 م]ـ
سلام الله تعالى عليكم جميعا ..
أشكر المتفضلين علي وعلينا جميعا ببيان مشكَل، ذكره استانبولي في الزواج الإسلامي السعيد .. وهو تعليقه على قصيدة بانت سعاد لكعب رضي الله تعالى عنه، فقال ما معناه، إن نسبة تلك القصيدة الذائعة بين الناس، لكعب ومناسبتها لا تصح، سندا! ولأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، يتعالى سمعه عن قصائد الغزل .. فما قول المحققين في ذلك؟!
ـ[معالي]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 02:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أستاذ عبير
جرى نقاش حول هذا تجدونه هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11883).
بارك الله فيكم ووفقكم.
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 11:31 ص]ـ
والله، لقد أفدت من رابطك يا معالى، ربط الله بيننا بالخير والصلاح!!!
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 05:18 م]ـ
سلام الله تعالى عليكم جميعا ..
أشكر المتفضلين علي وعلينا جميعا ببيان مشكَل، ذكره استانبولي في الزواج الإسلامي السعيد .. وهو تعليقه على قصيدة بانت سعاد لكعب رضي الله تعالى عنه، فقال ما معناه، إن نسبة تلك القصيدة الذائعة بين الناس، لكعب ومناسبتها لا تصح، سندا! ولأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، يتعالى سمعه عن قصائد الغزل .. فما قول المحققين في ذلك؟!
تحية وبعد ..
السيد محمود مهدي استانبولي من أشد تلاميذ المرحوم الألباني تمسكا بنهجه .. وأعرف كتابه ولم أقرأه، وأظنه لا ينفي وجود القصيدة نفسها، ولكنه ينفي أن يكون كعب قد أنشدها للرسول صلى الله عليه وسلم أو بحضرته .. وهذا ما قلته قبل قليل تعقيبا على ذكر الأخت معالي للرابط .. فرقوا بين وجود النص، وبين أن يكون النبي الكريم قد استمع إليه .. وشكرا ..
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 08:48 م]ـ
السلام عليكم
أحسن الله إليكم أستاذ داوود
ما أعنيه هو عين ما أردتم، ولكني أسأتُ التعبير، فعفوكم.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[إكليل]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 10:39 م]ـ
الأخ/ت: عبير نور اليقين ..
اطلعتُ على الرابط الذي أوردته الأستاذة معالي .. وقرأت ما فيه قراءة عابرة ..
ولكني أستغرب فيمن يضعّف سند القصيدة ونسبتها لكعب بن زهير .. ومرد استغرابي يعود إلى:
أولاً .. ما قصة البردة التي توراثتها الخلافات الإسلامية المتعاقبة واستقرت في استانبول .. والكل يعترف بأن أول من لبسها بعد الرسول الكريم هو كعب بن زهير .. تلك البردة رد شاف وافٍ على من يضعّف سندها وأنها قيلت في حضرة الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم.
ثانياً .. الغزل .. ؟ من الذي حرمه؟ الغزل النظيف لا أراه معيباً فهو مندرج تحت القيم المطلقة (الحق والخير والجمال) وكل ما اندرج تحت هذه الخطوط العريضة لا أراه معيباً قط.
ثالثاً .. الرسول الكريم رحمة للعالمين .. فحين أهدى البردة لكعب كان ذلك من قبيل الحكمة في ترغيب كعب إلى الإسلام ..
رابعاً .. كعب بن زهير نشأ في وسط شعري .. وكان الشعر قديماً له أصول متعارف عليها بين الشعراء .. فكانت القصيدة الجاهلية تمتاز بديباجة في مطلعها .. إذ يذكر النسيب والغزل في مطلع أغلب القصائد حتى عهد كعب وما بعده .. ومعنى ذلك أن (كعب) لم يكن يقصد ب (سعاد) امرأة بعينها في الغالب .. بل كانت رمزاً أو جرياً على عادة الشعراء ..
وسلام الله عليكم
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 08:04 ص]ـ
ولكني أستغرب فيمن يضعّف سند القصيدة ونسبتها لكعب بن زهير ...
ألا ترى يا أخ إكليل أنك تدخل في الأمر ما ليس منه؟. من أنكر رواية القصيدة؟ من قال إنها غير موجودة أو أنها ليست لكعب؟. لقد أنكرت فقط صحة أن كعبا رواها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وخير من مناقشة الرأي أن تخرج لنا حديثا شريفا مسندا صحيحا يثبت ذلك .. تقول (الكل الذي يعترف) فمن هم؟ وأين وجدت ذلك؟. في كتب الأدب؟ نعم. في كتب الحديث؟. لا شيء من هذا .. تروي كتب الأدب أن معاوية رضي الله عنه اشترى البردة من أبناء كعب بعشرين ألف درهم، ولكتب الأدب أن تقول ما تقول، فلا تحقيق في رواياتها. والله لو كانت عندي شعرة من حذاء النبي عليه الصلاة والسلام لما بعتها بأموال الدنيا! أفيفعلها صحابي أو تابعي؟!.أما الآراء الأخرى كالغزل ونشأة كعب، فلم نتطرق لها بخير ولا شر .. لا تخرجوا عن الموضوع .. وشكرا ..(/)
وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذ?لِكَ خَلَقَهُمْ
ـ[سليم]ــــــــ[02 - 06 - 2006, 09:38 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة هود:"وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذ?لِكَ خَلَقَهُمْ " ...
لقد اختلف المفسرون في هذه الآية فمهنم من ذهب الى القول بأن المقصود في الاختلاف بين الناس هو الاختلاف في الأديان. فتأويل ذلك على مذهب هؤلاء ولا يزال الناس مختلفين على أديان شتّى من بين يهودي ونصراني ومجوسي، ونحو ذلك, وهو قول اكثرهم. ومنهم من قال ولا يزالون مختلفين في الرزق، فهذا فقير وهذا غنّى, وقال بعضهم: مختلفين في المغفرة والرحمة.
الطبري والزمخشري والقرطبي والرازي قالوا بهذا, ولكن الملاحظ أن الكلام في سياقه دلل على الناس إذ يقول الله تعالى:"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لجَعَلَ ?لنَّاسَ أُمَّةً و?حدَةً ",والناس منهم المسلمين وقد يختلف المسلمون في الفروع وهذا واضح وبيّن ,فهل لا تقع رحمة ربي عليهم؟؟ والجواب على هذا السؤال اورده المفسر العلامة إبن عاشورحيث قال:" وفهم من هذا أنّ الاختلاف المذموم المحذّر منه هو الاختلاف في أصول الدّين الذي يترتّب عليه اعتبار المخالف خارجاً عن الدين وإن كان يزعم أنّه من مُتّبعيه، فإذا طرأ هذا الاختلاف وجب على الأمّة قصمه وبذل الوسع في إزالته من بينهم بكلّ وسيلة من وسائل الحقّ والعدل بالإرشاد والمجادلة الحسنة والمناظرة، فإنْ لم ينجع ذلك فبالقتال كما فعل أبو بكر في قتال العرب الذين جحدوا وجوب الزكاة، وكما فعل عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ في قتال الحروريّة الذين كفّروا المسلمين. وهذه الآية تحذير شديد من ذلك الاختلاف".
وسؤالي هو ما هي فائدة اللام في قوله تعالى:"وَلِذ?لِكَ خَلَقَهُمْ ,هل تفيد العلية وما تعارضها او تضافرهامع قوله تعالى:"وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون"؟؟؟
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[02 - 06 - 2006, 11:51 م]ـ
.
"سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا , إنك أنت العليم الحكيم "
اللهم إنا نعوذ بك أن نقول بغير علم ..
شكراً لك أخي الكريم ..
.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 09:42 م]ـ
سئل شيخ الإسلام عن قوله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فقال رحمه الله: قال السائل قوله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، إن كانت هذه اللام للصيرورة في عاقبة الأمر فما صار ذلك وإن كانت اللام للغرض لزم أن لا يتخلف أحد من المخلوقين عن عبادته وليس الأمر كذلك فما التخلص من هذا المضيق؟
فيقال: هذه اللام ليست هي اللام التي يسميها النحاة لام العاقبة والصيرورة ولم، يقل ذلك أحد هنا كما ذكره السائل من أن ذلك لم يصر إلى على قول من يفسر "يعبدون" بمعنى يعرفون يعني المعرفة التي أمر بها المؤمن والكافر، لكن هذا قول ضعيف، وإنما زعم بعض الناس ذلك في قوله: " ولذلك خلقهم"، التي في آخر سورة هود، فإن بعض القدرية زعم أن تلك اللام لام العاقبة والصيرورة أي صارت عاقبتهم إلى الرحمة وإلى الاختلاف وإن لم يقصد ذلك الخالق وجعلوا ذلك كقوله: "فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا".
وقول الشاعر: لدوا للموت وابنوا للخراب
وهذا -أيضا- ضعيف هنا؛ لأن لام العاقبة إنما تجيء في حق من لا يكون عالما بعواقب الأمور ومصايرها فيفعل الفعل الذي له عاقبة لا يعلمها، كآل فرعون، فأما من يكون عالما بعواقب الأفعال ومصايرها فلا يتصور منه أن يفعل فعلا له عاقبة لا يعلم عاقبته، وإذا علم أن فعله له عاقبة، فلا يقصد بفعله ما يعلم أنه لا يكون، فإن ذلك تمن وليس بإرادة. وأما اللام فهي اللام المعروفة وهي لام كي ولام التعليل التي إذا حذفت انتصب المصدر المجرور بها على المفعول له وتسمى العلة الغائية وهي متقدمة في العلم والإرادة متأخرة في الوجود والحصول وهذه العلة هي المراد المطلوب المقصود من الفعل. لكن ينبغي أن يعرف أن الإرادة في كتاب الله على نوعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: الإرادة الكونية وهي الإرادة المستلزمة لوقوع المراد التي يقال فيها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذه الإرادة في مثل قوله: " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا". وقوله: " ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم"، وقال تعالى: " ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد"، وقال تعالى: " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، وأمثال ذلك، وهذه الإرادة هي مدلول اللام في قوله: " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم".
قال السلف: خلق فريقا للاختلاف وفريقا للرحمة، ولما كانت الرحمة هنا الإرادة، وهناك كونية، وقع المراد بها فقوم اختلفوا وقوم رحموا.
وأما النوع الثاني، فهو الإرادة الدينية الشرعية وهي محبة المراد ورضاه ومحبة أهله والرضا عنهم وجزاهم بالحسنى كما قال تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وقوله تعالى: " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم"، وقوله: " يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا".
فهذه الإرادة لا تستلزم وقوع المراد إلا أن يتعلق به النوع الأول من الإرادة ولهذا كانت الأقسام أربعة:
أحدها: ما تعلقت به الإرادتان وهو ما وقع في الوجود من الأعمال الصالحة فإن الله أرادة إرادة دين وشرع فأمر به وأحبه ورضيه وأراده إرادة كون فوقع ولولا ذلك لما كان.
والثاني: ما تعلقت به الإرادة الدينية فقط وهو ما أمر الله به من الأعمال الصالحة فعصى ذلك الأمر الكفار والفجار فتلك كلها إرادة دين وهو يحبها ويرضاها لو وقعت ولو لم تقع.
والثالث: ما تعلقت به الإرادة الكونية فقط وهو ما قدره وشاءه من الحوادث التي لم يأمر بها كالمباحات والمعاصي فإنه لم يأمر بها ولم يرضها ولم يحبها إذ هو لا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولولا مشيئته وقدرته وخلقه لها لما كانت ولما وجدت فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
والرابع: ما لم تتعلق به هذه الإرادة ولا هذه فهذا ما لم يكن من أنواع المباحات والمعاصي وإذا كان كذلك فمقتضى اللام في قوله وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون هذه الإرادة الدينية الشرعية وهذه قد يقع مرادها وقد لا يقع فهو العمل الذي خلق العباد له أي هو الذي يحصل كمالهم وصلاحهم الذي به يكونون مرضيين محبوبين فمن لم تحصل منه هذه الغاية كان عادما لما يحب ويرضى ويراد له الإرادة الدينية التي فيها سعادته ونجاته وعادما لكماله وصلاحه العدم المستلزم فساده وعذابه وقول من قال العبادة هي العزيمة أو الفطرية فقولان ضعيفان فاسدان يظهر فسادهما من وجوه متعددة. انتهى كلامه رحمه الله.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 - 07 - 2007, 11:06 م]ـ
ولا يزالون مختلفين: ليسوا أمة واحدة بل أمم مختلفة وليس أديان مختلفة حيث أن أهل الدين الواحد قد يكونوا أمم مختلفة "ولتكن منكم أمة " و"منهم أمة ... "ولم يرد فى الآيه ذكر للأديان.
واذا كان القول هذا أصح فعندئذ يكون "الا مارحم ربك "هم أمة الاسلام كلها "ان هذه أمتكم أمة واحدة"."ولذلك خلقهم "تكون: ليسلموا أى هى فى الحقيقة"وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"(/)
لو سمحتم ما معنى هذه العبارة
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 11:02 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جاء في صفة الصفوة أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب إلى عمر بن الوليد: السلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين أما بعد فانه بلغني كتابك وسأجيبك بنحو منه أما أول شأنك ابن الوليد كما زعم فأمك بنانة أمة السكون كانت تطوف في سوق حمص وتدخل وتدور في حوانيتها ثم الله اعلم بها اشتراها ذبيان من فيء المسلمين فأهداها لأبيك فحملت بك فبئس المحمول وبئس المولود ثم نشأت فكنت جبارا عنيدا تزعم أني من الظالمين لم حرمتك وأهل بيتك فيء الله عز وجل الذي فيه حق القرابة والمساكين والأرامل ...
ما معنى هنا قوله: ثم الله اعلم بها
جزاكم الله خيرا
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 09:55 م]ـ
أي الله أعلم بحالها فيما قد يكون وقع لها، وليس في هذه الجملة إلا نسبة علم ذلك لله، فلا يفهم منه قذف ولا غيبة، بل فيه تعريض بكبر عمر بن الوليد، كما يدل له قول عمر رضي الله عنه: " ثم نشأت فكنت جبارا عنيدا تزعم أني من الظالمين إذ حرمتك وأهل بيتك مال الله الذي فيه حق القرابة والمساكين والأرامل وإن أظلم مني وأترك لعهد الله من استعملك صبيا سفيها على جند المسلمين تحكم فيهم".
وسبب قول عمر هذا، هو قول عمر بن الوليد له: " إنك قد أزريت على من كان قبلك من الخلفاء وعبت عليهم فعلهم وسرت بغير سيرتهم بغضا لهم وشينا لمن بعدهم من أولادهم قطعت ما أمر الله به أن يوصل إذ عمدت إلى أموال قريش ومواريثهم وأدخلتها بيت المال جورا وعدوانا ولن تترك على هذا الحال". والله أعلم.(/)
الصلاة وارتباطها بالرزق في القرآن الكريم
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 09:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
من خلال التدبر في بعض آي كتاب الله الحكيم نلاحظ ارتباطا بليغا بين الصلاة والرزق وكأن الله عز وجل يريد أن ينبهنا إلى أن الصلاة من أعظم أسباب الرزق ويرجى تدبر الآيات الآتية وإبلاغي بالملاحظات والشكر موصول للناصحين بارك الله فيكم:
- في قصة شعيب في سورة هود. اصلاتك تأمرك ..... ورزقني منه رزقا حسنا. ثم إن مشكلة شعيب مع قومه بعد الشرك بالله كانت في طلب الرزق وسبله المشروعة فكان التنبيه إلى أثر الصلاة في تحقيق الأرزاق.
- في سورة إبراهيم. ربنا ليقيموا الصلاة ... وارزقهم من الثمرات.
-في سورة البقرة. قوله عز وجل: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى.
حيث جاءت بين آيات الطلاق والنفقة وكأن الله يريد أن يقول لنا أدوا ما أمر الله عليكم من حقوق المطلقات وسأرزقكم ما دمتم مقيمي للصلاة. خاصة وأنه قال في نفس الموضوع في آية أخرى: وأحضرت الأنفس الشح.
- في سورة آل عمران:
قوله: كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا.
وقوله: فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في الحراب."تبشير برزقه بالولد"
-في سورة مريم: قوله: ولهم فيها رزقهم بكرة وعشيا جاءت بعد قوله فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات .... إلا من تاب وآمن. أي التائب من ترك الصلاة مبشر بالرزق في الآخرة بالنص ومبشر بالرزق في الدنيا بالمفهوم حيث أن الجنة ليس فيها البكرة والعشي وإنما جيء باللفظ للإشارة إلى الدنيا.
- في سورة طه: قوله ورزق ربك خير وأبقى ... وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا.
- أن الصلاة جاءت في أغلب الآيات مقرونة بالزكاة للإشارة إلى أنها من أعظم أسباب زكاة الأموال ونمائها.
أرجوا التكرم علي بالنصيحة والملاحظة حيث أنني وجدت أغلب من كتب في مفاتيح الرزق لم يتطرق إلى الموضوع واكتفى بلزوم التقوى عموما.
كما أرجو منكم مسامحتي لعدم إعطاء الموضوع حقه لأني في عجلة من أمري
ولي أمور كثيرة من هدا القبيل أسأل الله أن ييسر كتابتها بشكل منظم ومنسق.
كما أرجومن الإخوة ممن عنده أمور مثلها أن لا يبخلوا علينا بها.
وبارك الله فيكم والسلام عليكم
أخوكم كمال الجزائري.
ـ[ربيع الضايوي]ــــــــ[07 - 06 - 2006, 03:02 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله على هذا الاستنباط والفائدة لكن نرجوا ذكر من استنبط هذه الفائدة من العلماء المعتبرين.
ـ[أبو سلمى]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 12:36 م]ـ
السلام عليكم
عندي شريط قديم - من بداية التسعينات - لفضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري - وهو المقيم الآن في الحجاز -، في شرحه لجامع الترمذي باب من فاتته صلاة العصر، ذكر فيه نفس الكلام(/)
سؤال عن بلاغة عبارة ومعنى كلمة حلوان
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 09:58 م]ـ
عندنا شريط فيه دفاع عن الألباني: فهل نسميه:
دفاع عن الألباني. أي تكون كلمة دفاع خبر لمبتدأ تقديره: هدا.
أم
دفاعا عن الألباني وتكون كلمة دفاعا: مفعولا لأجله.
أرجو النصح وبارك الله فيكم.
.وما معنى كلمة حلوان في اللغة الواردة في الحديث نهى النبي:= عن حلوان الكاهن و مهر البغي ...
أرجو التكرم وبارك الله فيكم.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 09:45 ص]ـ
الأخ كمال: تحية وبعد ..
إذا كنت أنت المتكلم فيجوز لك الوجهان كما ذكرت، وإن كنت تقرأ مكتوبا أو تسمع منطوقا، فأنت مقيد بالوجه الذي جاء في النص، ولا يحق لنا تغيير النص إلى الوجه الذي نريد.
أما الحلوان فهو ما يسمى (الإكرامية) .. والله أعلم ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 03:21 م]ـ
أحسنت أخي داود، وأضيف قول ابن الأثير في النهاية: " حلوان الكاهن هو ما يعطاه من الأجر والرشوة على كهانته يقال حلوته أحلوه حلوانا والحلوان مصدر كالغفران ونونه زائدة وأصله من الحلاوة وإنما ذكرناه هاهنا حملا على لفظه: حلا ".
ملاحظة: كتب غريب الحديث من الكتب المهمة التي نحتاج لها في تفسير غريب الحديث، ومن أجمع الكتب كتاب ابن الأثير السابق، واسمه: النهاية في غريب الحديث والأثر.(/)
أنا ضعيف في البلاغة جدًا جدًا!
ـ[أبو مهند]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 01:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ...
أسعد الله مساء الجميع بكل خير، طبعاً الجميع قرأ عنوان الموضوع
أنا مدرس لغة عربية، ولكني للأسف ضعيف في البلاغة إلى حد كبير
طلبي للجميع مشكورين كيف أًَُطورمستواي في علم البلاغة، وهل هناك دروس لعلماء في هذا العلم ممكن أستفيد منها. أخوكم/أبو مهند.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 02:26 م]ـ
فرصتك في الإجازة، لكن احذر التسويف.
أخي ابدأ بكتب الفن السهلة، ولا بأس بكتب وزارة التربية والتعليم، ابدأ بالبديع، ثم انتقل إلى البيان، وأخيرا علم المعاني.
لا تترك بابا منتقلا إلى غيره قبل فهمه والتمكن منه.
ثم عليك بمنتدى البلاغة العربية لتوضيح ما أشكل.
كما أن هناك أشرطة للشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين في شرح البلاغة تأخذ بيدك، وفيها خير كثير.(/)
ما معنى هذه العبارة
ـ[أبو محمد 25]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 06:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جاء في صفة الصفوة من حديث لقمان بن عامر عن أبي الدرداء قال: معاتبة الأخ خير له من فقده ومن لك بأخيك كله
فما معنى كلام أبي الدرداء رضي الله عنه؟
جزاكم الله خبرا
ـ[أحمد ... ]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 08:48 ص]ـ
أن تعاتب أخاً فهذا لمصلحته وخيرٌ من فقده؛ أي أن تفقده ويفقدك، وذلك يضره؛ لأنه لن يجد أخاً له معاتباً وناصحاً بالخير.
أرجو أن اكون قد وفقت في فهم العبارة ... والله تعالى أعلم.
ولك التحية أخي الكريم أبا محمد.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 11:50 ص]ـ
هذا الأثر أخرجه عبد الله بن وهب المصري في الجامع، فقال: أخبرني إسماعيل بن عياش أن أبا الدرداء كان يقول: " معاتبة الأخ أهون من فقده، ومن لك بأخيك كله، وأعط أخاك وهب له ولا تطع به كاشحاً فتكون مثله غداً يأتيه الموت فيكفيك قبله كيف تبكيه في الممات وفي الحياة تركت وصله".
وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق لقمان بن عامر على الوجه الذي ذكره السائل. وكتاب الحلية هو معتمد ابن الجوزي في الصفوة.
فقول أبي الدرداء: " معاتبة ... " فسره الميداني بقوله: " أي لأن تعاتبه؛ ليرجع إلى ما تحب خير من أن تقطعه، فتفقده". وقال موسى بن جعفر: "من لك بأخيك كله، لا تستقص عليه؛ فتبقى بلا أخ".
وتتبع عثرات الإخوان ليس من المرؤة، قيل لبعض العارفين: " ما المرؤة؟ قال: التغافل عن زلة الإخوان".
قال عنقود: فالعتاب قد يكون محمودا وقد يكون مذموما، فمن المذموم، ما يشير إليه قول كثير عزة:
ومن لم يُغمّض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عائب
ومن يتتبع جاهدا كل عثرة يجدها ولم يسلم له الدهر صاحب
وقال بشار:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
وقول بعض العقلاء: " إن المعاتبة تبعث التجني والتجني يبعث المخاصمة، والمخاصمة تبعث العداوة، ولا خير في شيء ثمرته العداوة".
وعلى مثل هذا يحمل قول الشاعر:
فدع ذكر العتاب فرب شر طويل هاج أوله العتاب
فإذى كان الإنسان كثير التتبع لعيوب صديقه، ومن ثم عتابه على كل صغيرة وكبيرة، فهذا من العتاب المذموم، ومثل ذلك عدم الحكمة في العتاب.
وأما إذا كان المقصد من العتاب طلب الخير للصديق، فالعتابُ، مع توخي الزمان والمكان، والحكمة في ذلك، محمودُ العواقب، وذلك العتاب من النصح الذي يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " والنصح لكل مسلم". والمسلم العاقل يتلقى مثل هذا العتاب بقبول حسن؛ لما فيه من مصلحته، وما أجمل قول عمر: " رحم الله من أهدى إلي عيوبي".
قال الشاعر:
خليلي لو كان الزمان مساعدي وعاتبتماني لم يضق عنكما صدري
فأما إذا كان الزمان محاربي فلا تجمعا أن تؤذياني مع الدهر
وما أجمل قول الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفراد ..... الخ.
قال ابن قدامة: " فإن كانت زلته في دينه، فتلطف في نصحه مهما أمكن، ولا تترك زجره ووعظه، فإن أبى فالمصارمة".(/)
عاجل، البلاغة النبوية ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 11:55 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سؤالي يخص سيد البلاغة العربية صلى الله عليه وسلم
عندما نسال السؤال التالي:
(ادرس حديثا من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم دراسة:
1 - ادبية وافية 2 - اسلوبية 3 - تعبيرية وتصويرية
فالسؤال الاهم كيف نفرق بين كل منها في الدراسة واسس كل واحد منها
فكيف نتصرف وماذا نكتب وعلى ماذا ندقق في كل من الطلبات السابقة
للتمييز وعدم الالتباس- كل منها منفردا - مع الشرح والتبسيط - والاختصار للتسهيل ..
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
اخوكم
:; allh
ـ[الايهم1]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 06:36 م]ـ
:::
والله يا اخي كل واحدة لها تصنيفها واضعين ارتباطها في نفس الوقت بأمور اخرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اترك الجواب لاساتذة التعبير
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 10:01 ص]ـ
اشكرك اخي الايهم:
واترك الابواب مشرعة لكل من له علم بهذه الناحية من اساتذتنا ولو كانت بشكل عام وعن التفريق بين هذه الانواع ولو بشكل مبسط(/)
كتاب المفتاح!!
ـ[ترتيل]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 07:39 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم ..
سؤالي ..
كتاب المفتاح (وأظنه في فنون البلاغة) لمن؟ وأين أجده؟ وما هي أفضل طبعاته؟ وشروحه؟ وتلخيصاته؟ وهل هو للمبتدئين؟
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو بشر]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عنوان الكتاب الكامل: مفتاح العلوم، بتأليف يوسف السكاكي، وفنون البلاغة من ضمن ما يحتوي عليه، فإنه يتناول فيه أيضاً الصرف والنحو والعروض والقافية والمنطق إلخ. ولا شك أن كتابه اشتهر بسبب آرائه البيانية التي ضمّنها فيه حتى نسب إليه مدرسة خاصة في البلاغة، وممن لخّص الجزء البلاغي من كتابه الخطيب القزويني وسمّاه "تلخيص المفتاح" ثم أتبعه بشرح سمّاه "الإيضاح في علوم البلاغة"، فـ"التلخيص" أشهر من "الإيضاح"، وعليه شروح عديدة بين مختصر ومطوَّل، وممن عُني بشرح التلخيص سعد الدين التفتازاني فقد ألف شرحاً مختصراً سماه "مختصر المعاني" (وعليه حاشية الدسوقي) وشرحاً مطوَّلاً سماه "المطوَّل"، ولعبد المتعالي الصعيدي شرح مفيد على "الإيضاح" والذي شنَّ في مقدمته هجوماً عنيفاً على شرّاح التلخيص ولقبوهم - وعلى رأسهم - التفتازاني بعلماء العجم لعدم إتقانهم اللغة العربية وطريقتهم التقريرية في التعامل مع النصوص العربية الأصيلة، ففي نظر الصعيدي الإيضاح يفوق التلخيص فهو أقرب إلى الأصالة العربية فهو ذوقي وجمالي أكثر منه علمي، والله أعلم
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[15 - 06 - 2006, 01:42 م]ـ
أخشى أن يكون سبب هجوم الصعيدي عليه، هو صعوبة أسلوب من يسميهم بعلماء العجم، وأخشى -أيضا- أن يكون منطلقه في ذلك تقديس القومية العربية، والسعد وغيره من المحققين عند كثير من علماء الأزهر، وقد اعترف بفضله الدسوقي والأنبابي والبناني وغيرهم من علماء الأزهر، وقد قيل قديما: " الناس أعداء ما جهلوا"، وصاحب الكتاب (سيبويه) عجمي، وما ضره ذلك، وصاحب صحيح البخاري عجمي وما ضره ذلك، وكثير من علماء الأصول من العجم وما ضرهم ذلك، وصاحب الكشاف عجمي وما ضره ذلك، وأنا لم أقف على سبب هجوم الصعيدي على علماء العجم، فآمل منك أخي أبا بشر أن تزودنا بما يجلي أو يقرب إلى السبب الحقيقي وراء هجوم الصعيدي عليهم.
وتعليله ذلك بـ: "عدم إتقانهم اللغة العربية" غريب من مثل الصعيدي، فالرجل (السعد) قضى جل وقته في قراءة كتب اللغة، وألف في التصريف والنحو والبلاغة.
وأخيرا فموقفي هذا من صاحب الهجوم ليس مدحا مطلقا لجميع علماء العجم، ولكن العدل في القول واجب، والاعتراف بفضل ذوي الفضل محتم، فللقوم محاسن وعلى كثير منهم مآخذ جلية في العقيدة والفقه، والمعصوم من عصمه الله.(/)
"تَحِيَّتُهُم يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ"
ـ[سليم]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 08:47 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:" تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا " (44) /الاحزاب.
في هذه الآية بيّن الله سبحانه وتعالى لنا اننا لا بد ان نلقاه وسوف يسلم علينا بتحية الاسلام, وفي هذا قال المفسرون:
النسفي:"قال أبو بكر: ما خصك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أشركنا فيه فنزلت {تَحِيَّتُهُمْ} من إضافة المصدر إلى المفعول أي تحية الله لهم {يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} يرونه {سَلَـ?مٌ} يقول الله تبارك وتعالى السلام عليكم {وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً} يعني الجنة.
وقال إبن عادل:" المعنى تحيةُ المؤمنين يَوْمَ يلقونه أي يرون الله سلام أي يسلم اللَّهُ عليهم ويسلمهم من جميع الآفات".
وقال القشيري في "لطائف الاشارات": التحيةُ إذا قُرِنَتْ بالرؤية، واللقاءُ إذا قُرِنَ بالتحية فلا يكون ذلك إلا بمعنى رؤية البَصَر.
والسلام خطاب يفاتح به الملوك إِخباراً عن عُلُوِّ شأنهم ورتبتهم، فإلقاؤه حاصِلٌ وخطابُه مسموعٌ، ولا يكون ذلك إلا برؤية البصر.
وقال إبن عجيبة:" (تحيتُهم) أي: تحية الله لهم، فهو من إضافة المصدر إلى مفعوله، {يوم يَلْقونه} عند الموت. قال ابن مسعود: إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن، قال: ربك يُقرئك السلام. أو: يوم الخروج من القبور، تُسلِّم عليهم الملائكة وتُبشرهم. أو: يوم يرونه في الجنة، {سلامٌ} يقول الله تبارك وتعالى: " السلام عليكم يا عبادي، هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيت ما لم تُعط أحداً من العالمين. فيقول لهم: أعطيكم أفضل من ذلك، أُحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم أبداً " كما في البخاري. وفي رواية غيره: يقول تعالى: " السلام عليكم، مرحباً بعبادي الذين أرضوني باتباع أمري " هو إشارة إلى قوله: {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} [الزمر: 73].
وقال إبن عاشور:" والتحية: الكلام الذي يخاطب به عندَ ابتداء الملاقاة إعراباً عن السرور باللقاء من دعاء ونحوه. وهذا الاسم في الأصل مصدر حيّاه، إذا قال له: أحْياك الله، أي أطال حياتك. فسمى به الكلام المعرب عن ابتغاء الخير للملاقَى أو الثناء عليه لأنه غلب أن يقولوا: أحياك الله عند ابتداء الملاقاة فأطلق اسمها على كل دعاء وثناء يقال عند الملاقاة وتحية الإِسلام: سَلامٌ عليك أو السلامُ عليكم، دعاء بالسلامة والأمن، أي من المكروه لأن السلامة أحسن ما يُبتغى في الحياة. فإذا أحياه الله ولم يُسلِّمه كانت الحياة أَلَما وشراً، ولذلك كانت تحيةُ المؤمنين يوم القيامة السلامَ بشارة بالسلامة مما يشاهده الناس من الأهوال المنتظرة. وكذلك تحية أهل الجنة فيما بينهم تلذّذاً باسم ما هم فيه من السلامة من أهوال أهل الناركما في قوله: {وتحيتهم فيها سلام} في سورة يونس (10).اهـ
ومن ألطف هذه اللطائف التفسيرية هو قول القشيري ,وذلك انه لا معنى للتحية بدون رؤية ,ولا عبرة ولا شأن للرؤية بدون تحية, فالتحية من الله عز وجل هنا لعظيم شأن وامر المؤمنين وتقديرًا لهم على حسن ايمانهم وإسلامهم وتبجيلاً للموقف بين يدي الواحد القهار
ـ[لخالد]ــــــــ[15 - 06 - 2006, 02:04 ص]ـ
اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
جزاك الله خيرا
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[15 - 06 - 2006, 01:56 م]ـ
وقال ابن كثير: "الظاهر أن المراد والله أعلم: تحيتهم، أي من الله تعالى، يوم يلقونه سلام، أي يوم يسلم عليهم، كما قال الله عز وجل: [سلام قولا من رب رحيم]، وزعم قتادة: أن المراد أنهم يحيون بعضهم بعضا بالسلام يوم يلقون الله في الدار الآخرة، واختاره بن جرير. قلت: وقد يستدل له بقوله تعالى: [دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين] ".
ويؤيد ما استظهره ابن كثير الحديث، الذي ذكره ابن عجيبة: "يقول الله تبارك وتعالى: " السلام عليكم يا عبادي، هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيت ما لم تُعط أحداً من العالمين. فيقول لهم: أعطيكم أفضل من ذلك، أُحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم أبداً "، وهذا دليل صريح على أن الله يتكلم على الحقيقة خلافا لما ذهبت إليه بعض الفرق.(/)
لمناقشة غلق منتدى البلاغة
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[17 - 06 - 2006, 04:16 ص]ـ
لمناقشة غلق منتدى البلاغة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=12620(/)
منع جواز المجاز ببيان الأساليب والإطلاقات العربية
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[23 - 06 - 2006, 11:24 ص]ـ
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
أما بعد ...
فهذه رسالة قد قمت فيها بتجميع الأساليب والإطلاقات العربية التي ذكرها الشنقيطي – رحمه الله - في تفسيره.
إن قضية تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز هو المشهور عند أكثر المتأخرين في القرآن وغيره، وقال بعض أهل العلم: لا مجاز في القرآن دون اللغة، وأنكر آخرون وقوع المجاز مطلقاً سواء أكان في القرآن أو اللغة، وبه قال أبو إسحاق الإسفرائيني، ونصره من المتأخرين محمد الأمين الشنقيطي، وقد بَيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، أنه اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة، ونصراه من وجوه عديدة بأدلة قوية، وهذا الأخير هو الذي أراه صواباً (1).
__________
(1) - أنظر مجموع الفتاوى (7//88) وما بعدها، ومختصر الصواعق المرسلة، كسر الطاغوت الثالث وهو المجاز (ص/271) وما بعدها، ورسالة منع جواز المجاز للشنقيطي.
--------------------------------------------------------------------------------
ومن الدعائم الرئيسية التي كان يستخدمها الشنقيطي – رحمه الله - في الرد على القائلين بالمجاز النافين لصفات الله – عز وجل – هذه الأساليب والإطلاقات العربية، وقد بيَّن – رحمه الله - أهمية هذه الأساليب والإطلاقات العربية في الرد على القائلين بالمجاز النافين لصفات الله – عز وجل -، وبين أيضاً أنها حقائق تكلم بها العرب وأنه لا يجوز نفيها.
وإليك جملاً من أقواله يتضح بها المقام، والله المستعان.
قال العلامة الشنقيطي: [كل ما يسميه القائلون بالمجاز (1)
__________
(1) - قال سامي بن العربي في مقدمة رسالة منع جواز المجاز (ص/6) وما بعدها: [قسم علماء البيان المتأخرون الكلمة إلى حقيقة ومجاز. والحقيقة عندهم: هي الكلمة المستعملة فيما وضع له في اصطلاح التخاطب. والمجاز: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة. قلت: ومن تعريفهم للمجاز يظهر بطلان هذا التقسيم، فالمجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له. فهم بهذا يقررون أن اللغة اصطلاحية! فهل اتفق علماء اللغة والبلاغة والأصول على هذا؟!!، ثم ساق من كلام الشوكاني الخلاف في هذه المسألة ثم قال: قلت: فانظر – رحمني الله وإياك – كيف اختلفوا في أصل اللغات على عدة أقوال، ولم يتفقوا من هو واضع اللغة!!! ... فإذا قال قائل: المجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له مع وجود قرينة. قلنا ومن الواضع الذي وضعها؟!!
ثم يقال لهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: (هذا التقسيم لا حقيقة له وليس لمن فرق بينهما حد صحيح يميز به بين هذا وهذا. فعلم أن هذا التقسيم باطل وهو تقسيم من لم يتصور ما يقول، بل يتكلم بلا علم فهم مبتدعة في الشرع مخالفون للعقل وذلك أنهم قالوا: الحقيقة اللفظ المستعمل فيما وضع له و المجاز هو المستعمل في غير ما وضع له فاحتاجوا إلى إثبات الوضع السابق على الاستعمال وهذا يتعذر)].
--------------------------------------------------------------------------------
مجازاً فهو – عند من يقول بنفي المجاز – أسلوب من أساليب اللغة العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على ال***** المفترس المعروف، وأنه ينصرف إليه عند الإطلاق، وعدم التقييد بما يدل على أن المراد غيره.
ومن أساليبها إطلاقه على الرجل الشجاع إذا اقترن بما يدل على ذلك. ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد، والثاني يحتاج إليه؛ لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فلا يحتاج إلى قيد، وبعضها لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه، وكل منهما حقيقة في محله. وقس على هذا جميع أنواع المجازات.
وعلى هذا، فلا يمكن إثبات مجاز في اللغة العربية أصلاً، كما حققه العلامة ابن القيم – رحمه الله – في الصواعق. وإنما هي أساليب متنوعة بعضها لا يحتاج إلى دليل، وبعضها يحتاج إلى دليل يدل عليه، ومع الاقتران بالدليل يقوم مقام الظاهر المستغني عن الدليل، فقولك: " رأيت أسداً يرمي " يدل على الرجل الشجاع، كما أن لفظ الأسد عند الإطلاق على ال***** المفترس. ثم إن القائلين بالمجاز في اللغة العربية اختلفوا في جواز إطلاقه في القرآن ... والذي ندين به، ويلزم قبوله كل منصف محقق أنه لا يجوز إطلاق المجاز مطلقاً على كلا القولين.
أما على القول بأنه لا مجاز في اللغة أصلاً – وهو الحق – فعدم المجاز في القرآن واضح، وأما على القول بوقوع المجاز في اللغة العربية فلا يجوز القول به في القرآن. وأوضح دليل على منعه في القرآن إجماع القائلين بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نفيه، ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر، فتقول لمن قال: رأيت أسداً يرمي، ليس هو بأسد، وإنما هو رجل شجاع، فيلزم على القول بأن في القرآن مجاز أن في القرآن ما يجوز نفيه.
ولا شك أنه لا يجوز نفي شئ من القرآن، وهذا اللزوم اليقيني الواقع بين القول بالمجاز في القرآن وبين جواز نفي بعض القرآن قد شوهد في الخارج صحته، وأنه كان ذريعة إلى نفي كثير من صفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن العظيم.
وعن طريق القول بالمجاز توصل المعطلون انفي ذلك فقالوا: لا يد ولا استواء ولا نزول، ونحو ذلك في كثير من آيات الصفات، لأن هذه الصفات لم ترد حقائقها، بل هي عندهم مجازات، فاليد مستعملة – عندهم – في النعمة أو القدرة، والاستواء في الاستيلاء، والنزول نزول أمره، ونحو ذلك، فنفوا هذه الصفات الثابتة بالوحي عن طريق القول بالمجاز ... ] (1).
ثم قال – رحمه الله: [فإن قالوا: هذا الذي نسميه مجازاً وتسمونه أسلوباً آخر من أساليب اللغة يجوز نفيه على قولكم، كما جاز نفيه على قولنا. فيلزم المحذور قولكم كما لزم قولنا.
فالجواب: أنه على قولنا بكونه حقيقة لا يجوز نفيه. فإن قولنا: رأيت أسداً يرمي – مثلاً – لا نسلم جواز نفيه؛ لأن هذا الأسد المقيد بكونه يرمي ليس حقيقة المفترس حتى تقول: وهو ليس بأسد. فلو قلتم: فهو ليس بأسد. قلنا: نحن ما زعمنا أنه حقيقة الأسد المتبادر عند الإطلاق حتى تكذبونا، وإنما قلنا بأنه أسد يرمي، وهو كذلك هو أسد يرمي.
__________
(1) - انظر رسالة " منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز " (ص 35: 38).
--------------------------------------------------------------------------------
يتبع بإذن الله =
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[23 - 06 - 2006, 11:28 ص]ـ
الحلقة الثانية:
تابع المقدمة:
قال ابن القيم – رحمه الله – في مختصر الصواعق ما نصه: (الوجه السادس عشر): أن يقال: ما تعنون بصحة النفي؟ نفي المسمى عند التقييد؟ أم القدر المشترك؟ أم أمراً رابعاً؟ فإن أردتم الأول كان حاصله أن اللفظ له دلالتان، دلالة عند الإطلاق ودلالة عند التقييد، بل المقيد مستعمل في موضعه، وكل منهما منفي عن الآخر. وإن أردتم الثاني لم يصح نفيه فإن المفهوم منه هو المعنى المقيد فكيف يصح نفيه. وإن أردتم القدر المشترك
بين ما سميتموه حقيقة ومجازاً لم يصح نفيه أيضاً. وإن أردتم أمراً رابعاً فبينوه لنا لنحكم عليه بصحة النفي أو عدمها. وهذا ظاهر جداً لا جواب عنه كما ترى. اهـ كلام ابن القيم – رحمه الله – بلفظه. وهو موضح غاية لما ذكرنا مصرح بأنه ظاهر جداً لا جواب عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل: هذا الذي قررتم يدل على عدم صحة نفي المجاز، لأن ابن القيم ساق الكلام المذكور ليبين عدم صحة نفي المجاز وإذا يرتفع المحذور الناشئ عن القول بصحة نفيه.
فالجواب: أنكم أيها القائلون بالمجاز أنتم الذين أطبقتم على جواز نفيه وتوصلتم بذلك إلى نفي كثير من صفات الله الثابتة بالكتاب والسنة الصحيحة، زعماً منكم أنها مجاز وأن المجاز يجوز نفيه - فلو أقررتم بأنه لا يجوز نفيه لوقفتم على أنه أسلوب من أساليب اللغة العربية وهو حقيقة في محله، وسلمتم من نفي صفات الكمال والجلال الثابتة في القرآن ... ] (1)
وبعد، فسوف أضرب مثالاً جامعاً حوى عدة أساليب عربية، حتى يتضح المقام تمام الاتضاح.
قال الشنقيطي: [قوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة «المائدة»، في
__________
(1) - انظر الرسالة السابقة (ص/70 – 71).
--------------------------------------------------------------------------------
الكلام على قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}، وفي «الحجر»، في الكلام على قوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}، وقد وعدنا في سورة «بني إسرائيل»، في الكلام على قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً}، بأن نوضح معنى خفض الجناح، وإضافته إلى الذل في سورة «الشعراء»، في هذا الموضع، وهذا وفاؤنا بذلك الوعد، ويكفينا في الوفاء به أن ننقل كلامنا في رسالتنا المسمّاة: «منع جواز المجاز في المنزل للتعبّد والإعجاز».
فقد قلنا فيها، ما نصّه: والجواب عن قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلّ}، أن الجناح هنا مستعمل في حقيقته؛ لأن الجناح يطلق لغة حقيقة على يدّ الإنسان وعضده وإبطه. قال تعالى: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ}، والخفض مستعمل في معناه الحقيقي، الذي هو ضدّ الرفع؛ لأن مريد البطش يرفع جناحيه، ومظهر الذل والتواضع يخفض جناحيه، فالأمر بخفض الجناح للوالدين كناية عن لين الجانب لهما، والتواضع لهما؛ كما قال لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ
لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}،وإطلاق العرب خفض الجناح كناية عن التواضع، ولين الجانب أسلوب معروف، ومنه قول الشاعر
وأنت الشهير بخفض الجناح فلا تكُ في رفعه أجدلا
وأما إضافة الجناح إلى الذلّ، فلا تستلزم المجاز كما يظنّه كثير؛ لأن الإضافة فيه كالإضافة في قولك: حاتم الجود.
فيكون المعنى: واخفض لهما الجناح الذليل من الرحمة، أو الذلول على قراءة الذل بالكسر، وما يذكر عن أبي تمام من أنه لما قال:
لا تسقني ماء الملام فإنني صب قد استعذبت ماء بكائي
جاءه رجل فقال له: صب لي في هذا الإناء شيئًا من ماء الملام، فقال له: إن أتيتني بريشة من جناح الذل صببت لك شيئًا من ماء الملام، فلا حجّة فيه؛ لأن الآية لا يراد بها أن للذلّ جناحًا، وإنما يراد بها خفض الجناح المتّصف بالذل للوالدين من الرحمة بهما، وغاية ما في ذلك إضافة الموصوف إلى صفته كحاتم الجود، ونظيره في القرءان الإضافة في قوله: {مَطَرَ السَّوْء}، و {عَذَابَ الْهُونِ}، أي: مطر حجارة السجيل الموصوف بسوئه من وقع عليه، وعذاب أهل النار الموصوف بهون من وقع عليه، والمسوغ لإضافة خصوص الجناح إلى الذلّ مع أن الذل من صفة الإنسان لا من صفة خصوص الجناح، أن خفض الجناح كني به عن ذلّ الإنسان، وتواضعه ولين جانبه لوالديه رحمة بهما، وإسناد صفات الذات لبعض أجزائها من أساليب اللغة العربية، كإسناد الكذب والخطيئة إلى الناصية في قوله تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}، وكإسناد الخشوع والعمل والنصب إلى الوجوه في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ}، وأمثال ذلك كثيرة في القرءان، وفي كلام العرب. وهذا هو الظاهر في معنى الآية، ويدلّ عليه كلام السلف من المفسّرين.
وقال ابن القيّم في «الصواعق»: إن معنى إضافة الجناح إلى الذلّ أن للذلّ جناحًا معنويًّا يناسبه لا جناح ريش، واللَّه تعالى أعلم، انتهى. وفيه إيضاح معنى خفض الجناح.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتحقيق أن إضافة الجناح إلى الذل من إضافة الموصوف إلى صفته؛ كما أوضحنا، والعلم عند اللَّه تعالى.] (1)
وبهذا يتبين لك أهمية جمع هذه الأساليب والإطلاقات العربية مع ذكر شواهدها من القرآن، واللغة، حتى يتضح لك الجواب عما زعموا أنه من المجاز قاصدين من وراء ذلك نفي الصفات، وهو في
__________
(1) - أضواء البيان (6/ 385 – 387) (الشعراء/215)، ومنع جواز المجاز (ص 67: 69).
--------------------------------------------------------------------------------
الحقيقة حقيقة في محله، وأسلوب عربي، تكلمت به العرب.
وقد تتبعت حسب الطاقة كل ما ذكر الشنقيطي في تفسيره " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " أنه من الأساليب أو الإطلاقات العربية، محاولاً الإستيعاب (1)، ورتبته حسب وروده في الكتاب، ليكون متمماً لرسالته – رحمه الله – " منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ".
__________
(1) - ولعلي قد توسعت بعض الشيء، وذلك بإيراد ما ليس له علاقة مباشرة بالرد على القائلين بالمجاز، وعذري في ذلك أني لست أهلاً للكتابة في هذا الموضوع، فأرجو ممن وجد شيئاً من ذلك أن يحسن الظن، ويقوم بالنصح.
--------------------------------------------------------------------------------
وأرجو بذلك أن أكون قد أضفت شيئاً مفيداً يعين في فهم معاني القرآن، وفي الرد على المشبهة والمعطلة (1).
ورحم الله العلامة الشنقيطي، ورفع درجته في عليين، وألحقنا به والصالحين. اللهم آمين.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
أبو المنذر المنياوي.
غفر الله له، ولوالديه، ولجميع المسلمين.
__________
(1) - وهذه الرسالة - حسب علمي - هي بادرة لتجميع مثل هذه الأساليب والإطلاقات وتتبعها من بطون الكتب لتصبح موسوعة شاملة لمثل هذه الأساليب والإطلاقات، فلله – عز وجل - الفضل والمنة.
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[23 - 06 - 2006, 11:31 ص]ـ
الحلقة الثالثة:
الأساليب والإطلاقات العربية (1)
1 - النفس تطلق على الذكر والأنثى.
[قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً} الآية – فإن النفس تطلق على الذكر والأنثى] (2).
2 - العرب تسمي التقدير خلقاً.
__________
(1) - وقد رتبتها حسب ورودها في تفسير " أضواء البيان "، وقد يرد الأسلوب أو الإطلاق في أكثر من موضع، فيكون ترتيبه على حسب أول وروده، والمنقول على حسب شموله. وقد وصل عدد هذه الأساليب والاطلاقات إلى ما يزيد على (160) أسلوب أو إطلاق، وما ذكرته هنا هو بعضها.
(2) - هذا نص كلام الشنقيطي كما ذكره في (1/ 21) وسوف أضعه دائما بين معكوفتين لتمييز بعضه من بعض.
--------------------------------------------------------------------------------
[المراد بخلق ما في الأرض جميعا قبل خلق السماء الخلق اللغوي الذي هو التقدير لا الخلق بالفعل الذي هو الإبراز من العدم إلى الوجود، والعرب تسمي التقدير خلقا ومنه قول زهير:
ولأنت تَفْري ما خلقت وبعض القوم يخلُقَ ثم لا يَفْري
والدليل على أن المراد بهذا الخلق التقدير أنه تعالى نصّ على ذلك في سورة فصلت حيث قال: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} الآية.] (1).
__________
(1) - (1/ 48) (البقرة/29) – (7/ 118 – 120) (فصلت/10).
--------------------------------------------------------------------------------
وقال أيضاً: [وقوله في هذه الآية {أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} أي المقدرين والعرب تطلق الخلق وتريد التقدير. ومنه قول زهير:
ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
فقوله: يخلق ثم لا يفري: أي يقدر الأمر، ثم لا ينفذه لعجزه عنه كما هو معلوم.] (1)
3 - المفرد إذا كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مراداً به الجمع - مع تنكيره، أو تعريفه بالألف واللام أو بالإضافة -.
__________
(1) - (5/ 781) (المؤمنون/12: 14).
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
[قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي من استقراء اللغة العربية التي نزل بها القرآن، هو أن من أساليبها أن المفرد إذا كان اسم جنس يكثر إطلاقه مراداً به الجمع مع تنكيره كما في هذه الآية، وتعريفه بالألف واللام، وبالإضافة فمن أمثلته في القرآن مع التنكير قوله تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} أي وأنهار بدليل قوله تعالى {فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ} وقوله {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} أي أئمة وقوله تعالى {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَىْءٍ مِّنْهُ نَفْساً} أي أنفساً وقوله تعالى
{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} أي سامرين وقوله تعالى {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ} أي بينهم وقوله تعالى {وَحَسُنَ أولئك رَفِيقاً} أي رفقاء وقوله تعالى {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} أي جنبين أو أجناباً وقوله تعالى {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِيرٌ} أي مظاهرون ومن أمثلة ذلك مع التنكير في كلام العرب قول عقيل بن علفة المري:
وكان بنو فزارة شرَّ عم وكنتُ لهم كشر بني الأَخينا
يعني شر أَعمام. وقول قعنب ابن أم صاحب:
ما بال قوم صديق ثم ليس لهم دين وليس لهم عقل إذا ائتمنوا
يعني ما بال قوم أصدقاء. وقول جرير:
نصبن الهوى ثم ارتمين قلوبنا بأعين أعداء وهن صديق
يعني صديقات. وقول الآخر:
لعمري لئن كنتم على النأي والنوى بكم مثل ما بي إنكم لصديق
وقول الآخر.
يا عاذلاتي لا تزدن ملامة إن العواذل ليس لي بأمير
أي لسن لي بأمراء.
ومن أمثلته في القرآن واللفظ مضاف قوله تعالى {أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} أي أصدقائكم: وقوله {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي أوامره: وقوله {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} أَي نعم الله: وقوله {إِنَّ هؤلاء ضَيْفِى}: أي أضيافي، ونظير ذلك من كلام العرب قول علقمة بن عبدة التميمي:
بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصليب
أي وأما جلودها فصليبة.
وقول الآخر:
كلوا في بعض بطنكم تعفوا فإن زمانكم زمن خميص
أي بطونكم. وهذا البيت والذي قبله أنشدهما سيبويه في كتابه مستشهداً بهما لما ذكرنا.
ومن أمثلة ذلك قول العباس بن مرادس السلمي:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم وقد سلمت من الإحن الصدور
أي إنا إخوانكم. وقول جرير:
إذا آباؤنا وأبوك عدوا أبان المقرفات من العراب
أي إذا آباؤنا وآباؤك عدواً، وهذا البيت، والذي قبله يحتمل أن يراد بهما جمع التصحيح للأب وللأخ، فيكون الأصل: أبون وأخون فحذفت النون للإضافة، فصار كلفظ المفرد.
ومن أمثلته جمع التصحيح في جمع الأخ بيت عقيل بن علفة المذكور آنفاً، حيث قال فيه: كشر بني الأخينا.
ومن أمثلة تصحيح جمع الأب قول الآخر:
فلما تبين أصواتنا بكين وفديننا بالأبينا
ومن أمثلة ذلك في القرآن: واللفظ معرف بالألف واللام قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا} أي بالكتب كلها، بدليل قوله {كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ} الآية، وقوله {وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ} وقوله تعالى {أولئك يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ} أي الغرف بدليل قوله {لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ} وقوله {وَهُمْ فِى الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ}: وقوله تعالى {وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً}: أي الملائكة بدليل قوله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}: وقوله تعالى {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}: أي الأدبار بدليل قوله تعالى: {فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} وقوله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ}: أي الأطفال: وقوله تعالى {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} أي الأعداء، ونحو هذا كثير في القرآن، وفي كلام العرب: وهو في النعت بالمصدر مطرد، كما تقدم مراراً.
ومن أمثلة ذلك قول زهير:
متى يَشْتَجِر قومٌ يقل سرواتهم هم بيننا هم رضى وهم عدل
أي عدول مرضيون.] (1)
__________
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) - (5/ 29 – 32) (الحج/5)، وانظر أيضاً المواضع التالية: (1/ 48) (البقرة/30)، (5/ 782) (المؤمنون/12: 14)، (7/ 183) (الشورى/17)، (7/ 251) (الزخرف/33:35)، (7/ 661) (الذاريات / 1:6)، (7/ 699 – 700) (النجم / 1: 4)، (7/ 714) (النجم/53)، (7/ 730) (القمر/54).
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[23 - 06 - 2006, 11:41 ص]ـ
الحلقة الرابعة:
4 - يضاف الشيء إلى نفسه، مع اختلاف لفظ المضاف، والمضاف إليه -؛ لأن تغاير اللفظين ربما نزل منزلة التغاير المعنوي -.
[قوله تعالى: {وَإِذْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} الظاهر في معناه: أن الفرقان هو الكتاب الذي أوتيه موسى، وإنما عطف على نفسه؛ تنزيلاً لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات؛ لأن ذلك الكتاب الذي هو التوراة موصوف بأمرين:
أحدهما: أنه مكتوب كتبه اللَّه لنبيه موسى عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام.
والثاني: أنه فرقان أي فارق بين الحق والباطل، فعطف الفرقان على الكتاب، مع أنه هو نفسه نظرًا لتغاير الصفتين، كقول الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
بل ربما عطفت العرب الشىء على نفسه مع اختلاف اللفظ فقط، فاكتفوا بالمغايرة في اللفظ. كقول الشاعر:
إني لأعظم في صدر الكميِّ على ما كان فيّ من التجدير والقصر
القصر: هو التجدير بعينه. وقول الآخر:
وقددت الأديم لراهشيه وألفى قولها كذبًا ومينًا
والمين: هو الكذب بعينه. وقول الآخر:
ألا حبذا هند وأرض بها هند وهند أتى من دونها النأْي والبعد
والبعد: هو النأي بعينه. وقول عنترة في معلّقته:
حييت من طلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
والإقفار: هو الإقواء بعينه.] (1)
__________
(1) - (1/ 66) (البقرة/53).
--------------------------------------------------------------------------------
وقال أيضاً: [قوله: {فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ الَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} … الوجه الثاني من التفسير أن الآية الكريمة ليس فيها مضاف محذوف، وأن المراد بالآيتين نفس الليل والنهار، لا الشمس والقمر.
وعلى هذا القول فإضافة الآية إلى الليل والنهار من إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظ، تنزيلاً لاختلاف اللفظ منزلة الاختلاف في المعنى. وإضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظ كثيرة في القرآن وفي كلام العرب. فمنه في القرآن قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ}، ورمضان هو نفس الشهر بعينه على التحقيق، وقوله: {وَلَدَارُ الاٌّخِرَةِ}، والدار هي الآخرة بعينها. بدليل قوله في موضع آخر: {وَلَلدَّارُ الاٌّخِرَةُ} بالتعريف، والآخرة نعت للدار. وقوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} والحبل هو الوريد، وقوله: {وَمَكْرَ السَّيِّىءِ}، والمكر هو السيء بدليل قوله {وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ}.
ومن أمثلته في كلام العرب قول امرىء القيس:
كبكر المقاناة البياض بصفرة غذاها نمير الماء غير المحلل
لأن المقاناة هي البكر بعينها، وقول عنترة في معلقته:
ومشك سابغة هتكت فروجها بالسيف عن حامي الحقيقة معلم لأن مراده بالمشك: السابغة بعينها. بدليل قوله: هتكت فروجها. لأن الضمير عائد إلى السابغة التي عبر عنها بالمشك.
وقد أوضحنا هذه المسألة في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في سورة فاطر. وبينا أن الذي يظهر لنا: أن إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف لفظ المضاف والمضاف إليه أسلوب من أساليب اللغة العربية. لأن تغاير اللفظين ربما نزل منزلة التغاير المعنوي. لكثرة الإضافة المذكورة في القرآن وفي كلام العرب. وجزم بذلك ابن جرير في بعض مواضعه في القرآن. وعليه فلا حاجة إلى التأويل المشار إليه بقوله في الخلاصة:
ولا يضاف اسم لما به اتحد معنى وأول موهماً إذا ورد
ومما يدل على ضعف التأويل المذكور قوله:
وإن يكونا مفردين فأضف حتما وإلا أتبع الذي ردف
لأن إيجاب إضافة العلم إلى اللقب مع اتحادهما في المعنى إن كانا مفردين المستلزم للتأويل،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنع الإتباع الذي لا يحتاج إلى تأويل دليل على أن ذلك من أساليب اللغة العربية، ولو لم يكن من أساليبها لوجب تقديم ما لا يحتاج إلى تأويل على المحتاج إلى تأويل كما ترى. وعلى هذا الوجه من التفسير فالمعنى: فمحونا الآية التي هي الليل، وجعلنا الآية التي هي النهار مبصرة. أي جعلنا الليل مَمْحُو الضوء مطموسه، مظلماً لا تستبان فيه الأشياء كما لا يستبان ما في اللوح الممحو. وجعلنا النهار مبصراً. أي تبصر فيه الأشياء وتستبان.] (1).
5 - حذف جواب " لو" مع دلالة المقام عليه.
[حذف جواب {لَوْ} مع دلالة المقام عليه واقع في القرءان، وفي كلام العرب فمنه في القرءان. قوله تعالى: {كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ}، أي: لو تعلمون علم اليقين لما {أَلْهَاكُمُ التَّكَّاثُرُ}. وقوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْءاناً
__________
(1) - (3/ 421) (بني إسرائيل/11)، وانظر أيضاً: (3/ 241) (النحل/30)، (7/ 812) (الحديد/16)، (7/ 798) (الواقعة/95 – 96).
--------------------------------------------------------------------------------
سُيّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ}، أي: لكان هذا القرءان أو لكفرتم بالرحمن. ومنه في كلام العرب قول الشاعر:
فأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
أي لو شيء أتانا رسوله سواك لدفعناه.] (1).
6 - كل ما علا على وجه الماء ولم يرسب فيه يسمى طافيًا.
[كل ما علا على وجه الماء ولم يرسب فيه تسميه العرب طافيًا. ومن ذلك قول عبد اللَّه بن رواحة رضي اللَّه عنه:
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمين
__________
(1) - (1/ 70) (البقرة/96).
--------------------------------------------------------------------------------
ويحكى في نوادر المجانين أن مجنونًا مرّ به جماعة من بني راسب، وجماعة من بني طفاوة يختصمون في غلام، فقال لهم المجنون: القوا الغلام في البحر فإن رسب فيه فهو من بني راسب، وإن طفا على وجهه فهو من بني طفاوة.] (1).
7 - يسمى ضوء الصبح خيطًا، وظلام الليل المختلط به خيطًا.
[العرب تسمى ضوء الصبح خيطًا، وظلام الليل المختلط به خيطًا، ومنه قول أبي دواد الإيادي:
فلما أضاءت لنا سدفة ولاح من الصبح خيط أنارا
وقول الآخر:
__________
(1) - (1/ 84) (البقرة / 173).
--------------------------------------------------------------------------------
الخيط الابيض ضوء الصبح منفلق والخيط الاسود جنح الليل مكتوم] (1).
8 - الأمن إذا أطلق انصرف إلى الأمن من الخوف.
[الأمن إذا أطلق في لغة العرب انصرف إلى الأمن من الخوف لا إلى الشفاء من المرض، ونحو ذلك] (2).
9 - ربما أطلقت العرب لفظ النعم على خصوص الإبل.
[ربما أطلقت العرب لفظ النعم على خصوص الإبل، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «من حمر النعم» (3)
__________
(1) - (1/ 105) (البقرة/187).
(2) - (1/ 106) (البقرة/196).
(3) - جزء من حديث أخرجه البخاري (3/ 1077) (2783)، ومسلم (4/ 1872) (1406) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم - لعلي رضي الله عنه: (فو الله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم).
--------------------------------------------------------------------------------
يعني: الإبل. وقول حسان رضي اللَّه عنه:
وكانت لا يزال بها أنيس خلال مروجها نعم وشاء
أي: إبل وشاء.] (1).
10 - إطلاق الخوف بمعنى العلم.
[ومن إطلاق الخوف بمعنى العلم. قول أبي محجن الثقفي:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروي عظامي في الممات عروقها
ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت ألا أذوقها
فقوله أخاف: يعني أعلم.] (2)
__________
(1) - (1/ 243) (آل عمران/14).
(2) - (1/ 269 – 270) (النساء/3).
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[23 - 06 - 2006, 11:44 ص]ـ
الحلقة الخامسة:
11 - إسلام الوجه يطلق، ويراد به الإذعان والانقياد التامّ.
[العرب تطلق إسلام الوجه، وتريد به الإذعان والانقياد التامّ، ومنه قول زيد بن نفيل العدويّ:
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبًا زلالا
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرًا ثقالا] (1).
12 - عال يعول إذا جار ومال، وهو عائل.
[العرب تقول: عال يعول إذا جار ومال، وهو عائل، ومنه قول أبي طالب:
بميزان قسط لا يخيس شعيرة له شاهد من نفسه غير عائل
أي: غير مائل ولا جائر، ومنه قول الآخر:
قالوا تبعنا رسول اللَّه واطرحوا قول الرسول وعالوا في الموازين
أي: جاروا، وقول الآخر:
__________
(1) - (1/ 371) (النساء/125).
--------------------------------------------------------------------------------
ثلاثة أنفس وثلاث ذود لقد عال الزمان على عيالي
أي: جار ومال، أما قول أحيحة بن الجلاح الأنصاريّ:
وما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل
وقول جرير:
اللَّه نزل في الكتاب فريضة لابن السبيل وللفقير العائل
وقوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}، فكل ذلك من العيلة، وهي الفقر، ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً}، فعال التي بمعنى جار واوية العين، والتي بمعنى افتقر يائية العين.
وقال الشافعي رحمه اللَّه: معنى قوله: {أَلاَّ تَعُولُواْ}، أي: يكثر عيالكم من عال الرجل يعول إذا كثر عياله، وقول بعضهم: إنّ هذا لا يصح وإنّ المسموع أعال الرجل بصيغة الرباعي على وزن أفعل، فهو معيل إذا كثر عياله فلا وجه له؛ لأنّ الشافعي من أدرى الناس باللغة العربية؛ ولأنّ عال بمعنى كثر عياله لغة حمير، ومنه قول الشاعر:
وأن الموت يأخذ كل حي بلا شك وإن أمشى وعالا
يعني: وإن كثرت ماشيته وعياله، وقرأ الآية طلحة بن مصرف {ألا تعيلوا} بضم التاء من أعال إذا كثر عياله على اللغة المشهورة.] (1)
__________
(1) - (1/ 375 – 376) (النساء/129).
--------------------------------------------------------------------------------
13 - من عزَّ بزَّ.
[من كلام العرب من عزَّ بزَّ يعنون من غلب استلب، ومنه قول الخنساء:
كأن لم يكونوا حمى يختشى إذ الناس إذ ذاك من عز بزا] (1).
14 – يسمى النفخ روحًا.
[العرب تسمي النفخ روحًا؛ لأنه ريح تخرج من الروح، ومنه قول ذي الرمة:
فقلت له: ارفعها إليك وأحيها بروحك واقتته لها قيتة قدرا] (2).
15 - الخفض بالمجاورة.
[أن الخفض بالمجاورة أسلوب من أساليب اللغة العربية، وأنه جاء في القرآن لأنه بلسان عربي مبين.
فمنه في النعت قول امرىء القيس:
__________
(1) - (1/ 377) (النساء/139).
(2) - (1/ 382) (النساء/171).
--------------------------------------------------------------------------------
كأن ثبيرا في عرانين ودقه كبير أناس في بجاد مزمل
بخفض «مزمل» بالمجاورة، مع أنه نعت «كبير» المرفوع بأنه خبر «كأن» وقول ذي الرمة:
تريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب
إذ الرواية بخفض «غير»، كما قاله غير واحد للمجاورة، مع أنه نعت «سنة» المنصوب بالمفعولية.
ومنه في العطف قول النابغة:
لم يبق إلا أسير غير منفلت وموثق في حبال القد مجنوب
بخفض «موثق» لمجاورته المخفوض، مع أنه معطوف على «أسير» المرفوع بالفاعلية.
وقول امرىء القيس:
وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواءٍ أو قدير معجل
بجر «قدير» لمجاورته للمخفوض، مع أنه عطف على «صفيف» المنصوب بأنه مفعول اسم الفاعل الذي هو «منضج» والصفيف: فعيل بمعنى مفعول وهو المصفوف من اللحم على الجمر لينشوي، والقدير: كذلك فعيل بمعنى مفعول، وهو المجعول في القدر من اللحم لينضج بالطبخ.
وهذا الإعراب الذي ذكرناه هو الحق، لأن الإنضاج واقع على كل من الصفيف والقدير، فما زعمه «الصبان» في حاشيته على «الأشموني» من أن قوله «أو قدير» معطوف على «منضج» بتقدير المضاف أي وطابخ قدير الخ ظاهر السقوط، لأن المنضج شامل لشاوي الصفيف، وطابخ القدير. فلا حاجة إلى عطف الطابخ على المنضج
لشموله له، ولا داعي لتقدير «طابخ» محذوف.
وما ذكره العيني من أنه معطوف على «شواء»، فهو ظاهر السقوط أيضاً. وقد رده عليه «الصبان»، لأن المعنى يصير بذلك: وصفيف قدير، والقدير لا يكون صفيفاً.
والتحقيق: هو ما ذكرنا من الخفض بالمجاورة، وبه جزم ابن قدامة في المغني.
ومن الخفض بالمجاورة في العطف قول زهير:
لعب الزمان بها وغيرها بعدي سوافي المور والقطر
(يُتْبَعُ)
(/)
بجر «القطر» لمجاورته للمخفوض مع أنه معطوف على «سوافي» المرفوع، بأنه فاعل غير.
ومنه في التوكيد قول الشاعر:
يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب
بجر «كلهم» على ما حكاه الفراء، لمجاورة المخفوض، مع أنه توكيد «ذوي» المنصوب بالمفعولية.
ومن أمثلته في القرآن العظيم في العطف كالآية التي نحن بصددها قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}، على قراءة حمزة، والكسائي.
ورواية المفضل عن عاصم بالجر لمجاورته لأكواب وأباريق، إلى قوله: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ} مع أن قوله: {وَحُورٌ عِينٌ} حكمه الرفع: فقيل، إنه معطوف على فاعل «يطوف» الذي هو {وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}.
وقيل: هو مرفوع على أنه مبتدأ خبره محذوف دل المقام عليه.
أي: وفيها حور عين، أو لهم حور عين. وإذن فهو من العطف بحسب المعنى.
وقد أنشد سيبويه للعطف على المعنى قول الشماخ، أو ذي الرمة:
بادت وغير آيهن مع البلا إلا رواكد جمرهن هباء
ومشجَّج أما سواء قذاله فبدا وغيب ساره المعزاء
لأن الرواية بنصب «رواكد» على الاستثناء، ورفع مشجج عطفاً عليه، لأن المعنى لم يبق منها إلا رواكد ومشجج، ومراده بالرواكد أثافي القدر، وبالمشجج وتد الخباء، وبه تعلم أن وجه الخفض في قراءة حمزة، والكسائي هو المجاورة للمخفوض، كما ذكرنا خلافاً لمن قال في قراءة الجر: إن العطف على أكواب، أي يطاف عليهم بأكواب، وبحور عين، ولمن قال: إنه معطوف على جنات النعيم، أي هم في جنات النعيم، وفي حورٍ على تقدير حذف مضاف أي في معاشرة حور.
ولا يخفى ما في هذين الوجهين، لأن الأول يرد، بأن الحور العين لا يطاف بهن مع الشراب، لقوله تعالى: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِى الْخِيَامِ}.
والثاني فيه أن كونهم في جنات النعيم، وفي حور ظاهر السقوط كما ترى، وتقدير ما لا دليل عليه لا وجه له.
وأجيب عن الأول بجوابين، الأول: أن العطف فيه بحسب المعنى، لأن المعنى: يتنعمون بأكواب وفاكهة ولحم وحور. قاله الزجاج وغيره.
الجواب الثاني: أن الحور قسمان: حور مقصورات في الخيام،: وحور يطاف بهن عليهم، قاله الفخر الرازي وغيره، وهو تقسيم لا دليل عليه، ولا يعرف من صفات الحور العين كونهن يطاف بهن كالشراب، فأظهرها الخفض بالمجاورة، كما ذكرنا.
وكلام الفراء وقطرب، يدل عليه، وما رد به القول بالعطف على أكواب من كون الحور لا يطاف بهن يرد به القول بالعطف على {وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}، في قراءة الرفع، لأنه يقتضي أن الحور يطفن عليهم كالولدان، والقصر في الخيام ينافي ذلك.
وممن جزم بأن خفض {وَأَرْجُلَكُمْ} لمجاورة المخفوض البيهقي في (السنن الكبرى)، فإنه قال ما نصه: باب قراءة من قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} نصباً، وأن الأمر رجع إلى الغسل وأن من قرأها خفضاً، فإنما هو للمجاورة، ثم ساق أسانيده إلى ابن عباس، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعروة بن الزبير، ومجاهد وعطاء والأعرج وعبد الله بن عمرو بن غيلان، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارىء، وأبي محمد يعقوب بن إسحاق بن يزيد الحضرمي أنهم قرأوها كلهم: {وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب.
قال: وبلغني عن إبراهيم بن يزيد التيمي أنه كان يقرؤها نصباً، وعن عبد الله بن عامر اليحصبي، وعن عاصم برواية حفص، وعن أبي بكر بن عياش من رواية الأعشى، وعن الكسائي، كل هؤلاء نصبوها.
ومن خفضها فإنما هو للمجاورة، قال الأعمش: كانوا يقرأونها بالخفض، وكانوا يغسلون، اه كلام البيهقي.
ومن أمثلة الخفض بالمجاورة في القرآن في النعت قوله تعالى {عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ} بخفض {مُحِيطٌ} مع أنه نعت للعذاب. وقوله تعالى: {عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ}، ومما يدل أن النعت للعذاب، وقد خفض للمجاورة، كثرة ورود الألم في القرآن نعتاً للعذاب. وقوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} على قراءة من قرأ بخفض {مَّحْفُوظٍ} كما قاله القرطبي ومن كلام العرب «هذا جحر ضب خرب» بخفض خرب لمجاورة المخفوض مع أنه نعت خبر المبتدأ. وبهذا تعلم أن دعوى كون الخفض بالمجاورة لحناً لا يتحمل إلا لضرورة الشعر باطلة.] (1).
16 - يطلق المسح على الغسل.
(يُتْبَعُ)
(/)