ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:14 م]ـ
نريد من السيد المشرف لؤي الطيبي ان يتحفنا بامثلة شعرية إن وجدت تقلد الاسلوب القرآني في المشترك اللفظي فتضع كل لفظ مراعاة للسياق الإجمالي
وبكل ود
ـ[محمد بن خضر]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 04:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو معتز]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 07:26 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:36 م]ـ
بوركتم.
ـ[زايد بن فايد]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 08:15 م]ـ
بداية جميل هذا المنتدى .. فكم وكم فيه من بارعٍ متقن .. ومتفننٍ مبحر .. لا نجد أنفسنا شعرنا أم لم نشعر وإلا ونحن قد سرنا في ركاب هؤلاء النجباء .. فقط لنتزود من جميل ما يِكنون .. ! ونلقط أروع ما ينثرون .. ! فلا غُمّ عليكم نفيس .. !! ولا شاكلكم تعيس .. !! فشكراً من قلبي .. هذا أولاً.
أما ثانياً: فقولي على مقال اخي المفضال ما يأتي: وهو عند التأمل يُستحسن القول بأن الانفجار والإنبجاس من مشكاة واحدة وبينهما معنى دقيق وهذا مما هو معلوم مفهوم .. ولمَا كان الأمر هكذا جاء لفظ الانفجار في سورة البقرة وهي ابتداء ولفظ الأنبجاس بعده .. والحال في هذا عند ترتيب السور فالبقرة ثم .... وثم الأعراف ... فناسب أن اللفظ الأول يكون ذو صيغة مهولة لكي يشتد السامع فيتبادر إلى ذهنه قوة القدير المقتدر وما قد أكرم فيه وأنعم .. على أولئك القوم!!، كما أن آية البقرة حملت الشدة والغلظة والأمر والنهي فقال جل شأنه " كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ " فناسب لفظا كلفظ الانفجار أن يكون هنا وهو قد لا يخفى على بليغِ فطن.!
وفي تأمل الآية الثانية من سورة الأعراف .. ترى أن القصة هي القصة والحدث هو الحدث. لكن إن كان تنوع في السرد والإتيان على زيادة لم تكن في الأولى هو: أدعى للتشويق، وأبقى في النفس، وأكثر للعلم .. ؛ فحيث أن الآية الثانية ذكر فيه ماذكر من التلطف والمنة والفضل بقوله تعالي "وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" ناسب أن يكون معنى أخر يحاكي تلك الأوصاف من تظليل الله لهم وإنزاله عليهم المن والسلوى .. وإباحة التمتع بما طاب ولذا من رزق الله .. . فجاء لفظ الإنبجاس في محله ومكانه .. وهذا صنع الله الذي أبدع كل شئ خلقه .. وسبحان الله العلي العظيم .. هذا ما أضفته وقد أخطي وقد أصيب .. لكن حسبي تصويب معلم راسخ وأستاذ فاضل .. فما أنا هنا إلا طالب زيادة وفضل .. فمنكم نستفيد .. !
ـ[نون النسوة]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 08:33 م]ـ
أتذكر أن الدكتور فاضل السامرائي له تعليق في ذلك منذ سنوات سمعته على قناة الشارقة
للأسف نسيت ماقال
تسجيل حضور ومتابعة لعلي أستفيد
ـ[أنوار]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:34 م]ـ
يقول الدكتور فاضل السامرائي في كتابه: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ..
" انفجرت أولاً بالماء الكثير - كما قيل - ثم قلّ بمعاصيهم، فأخذ ينبجس .. فذكر حالة الانفجار في موطن وحالة الانبجاس في موطن آخر ناسب كل منهما سياقه ... "
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:52 م]ـ
المكرم /قمرلبنان/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالك الذي تقول فيه: وهل من تناقض بين الآيتين؟؟
أحب أن أقول: إنّ صياغة السؤال بهذا الأسلوب فيها جفاء مع القرآن الكريم فحبذا لوتتغيرالصياغة مثلاإلى: مالجمع بين اللفظين. أوالتعبيرين, أومالفرق بين قوله تعالى في سورة كذاوقوله في تعالى في سورةكذا.
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 09:18 ص]ـ
الانبجاس مرحلة سابقة للانفجار، والانفجار المرحلة التي تليها، للمزيد من التفصيل ارجع لمعجم لسان العرب.(/)
صوره من صور البلاغة في القرآن
ـ[سليم]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 10:39 م]ـ
السلام عليكم
إن القرآن الكريم لا ينضب من صور البلاغة وحسن إختياره للألفاظ او تقديم لقظ على آخر.
فانظر مثلاً عندما يتحدث عن السرقة, فإنه يُقدم السارق (مذكر) على السارقة (مؤنث) لأن الرجل اجرأ من المرآة في اقدامه من المرآه على السرقة, فيقول الله عزوجل في محكم كتابه:"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
ونراه عندما يتحدث عن الزنا يقدم المرآة على الرجل لأنها (أي المرآة) تملك مؤهلات ومحفزات الاغراء اكثر من الرجل وبيدها مفتاح الاقدام او الاحجام غلى فعل هذه العملية, فيقول الله عزوجل في كتابه العزيز:"لزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ المُؤْمِنِينَ".
ويؤيد هذه الاية اية اخرى من سورة يوسف:"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ".ونلاحظ هنا ان المرآة (امرآة العزيز) هي التي همت به (اي بيوسف) وهي التي بدأت في تسهيل وإغراء يوسف عليه السلام, وتأتي اية اخرى من نفس السورة حيث يشهدن نساء ذلك العصر ان زوجة العزيز هي التي شرعت في الهم بالنبي يوسف عليه السلام وراودته, فيقول الله:"وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي المَدِينَةِ امْرَأَةُ العَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُباًّ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ".
فهذا يدل على ان المرآة أجرأ من الرجل في هذه القضية.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 12:36 ص]ـ
الأخ سليم ..
ما الحكمة إذن من تقديم السرقة على الزنا في آية مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (الممتحنة: 12)؟ فلماذا لم يقل: ولا يزنين ولا يسرقن - بارك الله فيك؟
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 03:12 ص]ـ
السلام عليكم
الاية 12 من سورة الممتحنه (وليس النحريم):" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب عَنْ مَرْثَد بْن عَبْد اللَّه الْيَزَنِيّ عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه عَبْد الرَّحْمَن بْن عُسَيْلَة الصُّنَابَحِيّ عَنْ عُبَادَة بْن الصَّامِت قَالَ: كُنْت فِيمَنْ حَضَرَ الْعَقَبَة الْأُولَى وَكُنَّا اِثْنَيْ عَشَر رَجُلًا فَبَايَعْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَة النِّسَاء وَذَلِكَ قَبْل أَنْ يُفْرَض الْحَرْب عَلَى أَنْ لَا نُشْرِك بِاَللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِق وَلَا نَزْنِي وَلَا نَقْتُل أَوْلَادنَا وَلَا نَأْتِي بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيه بَيْن أَيْدِينَا وَأَرْجُلنَا وَلَا نَعْصِيه فِي مَعْرُوف وَقَالَ " فَإِنْ وَفَّيْتُمْ فَلَكُمْ الْجَنَّة " رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَقَدْ رَوَى اِبْن جَرِير مِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ عُمَر بْن الْخَطَّاب فَقَالَ " قُلْ لَهُنَّ إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُبَايِعكُنَّ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاَللَّهِ شَيْئًا " وَكَانَتْ هِنْد بِنْت عُتْبَة بْن رَبِيعَة الَّتِي شَقَّتْ بَطْن حَمْزَة مُتَنَكِّرَة فِي النِّسَاء فَقَالَتْ إِنِّي إِنْ أَتَكَلَّم يَعْرِفنِي وَإِنْ عَرَفَنِي قَتَلَنِي وَإِنَّمَا تَنَكَّرْت فَرَقًا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَكَتَ النِّسْوَة اللَّاتِي مَعَ هِنْد وَأَبَيْنَ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ فَقَالَتْ هِنْد وَهِيَ مُتَنَكِّرَة كَيْفَ تَقْبَل مِنْ النِّسَاء شَيْئًا لَمْ تَقْبَلهُ مِنْ الرِّجَال؟ فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِعُمَر " قُلْ لَهُنَّ وَلَا يَسْرِقْنَ" قَالَتْ هِنْد وَاَللَّه إِنِّي لَأُصِيبُ مِنْ أَبِي سُفْيَان الْهِنَّات مَا أَدْرِي أَيُحِلُّهُنَّ لِي أَمْ لَا؟ قَالَ أَبُو سُفْيَان مَا أَصَبْت مِنْ شَيْء مَضَى أَوْ قَدْ بَقِيَ فَهُوَ لَك حَلَال فَضَحِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَرَفَهَا فَدَعَاهَا فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَعَاذَتْ بِهِ فَقَالَ " أَنْتِ هِنْد " قَالَتْ عَفَا اللَّه عَمَّا سَلَفَ فَصَرَفَ عَنْهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " وَلَا يَزْنِينَ " فَقَالَتْ يَا رَسُول اللَّه وَهَلْ تَزْنِي اِمْرَأَة حُرَّة؟ قَالَ " لَا وَاَللَّه مَا تَزْنِي الْحُرَّة - قَالَ - وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادهنَّ " قَالَتْ هِنْد أَنْتَ قَتَلْتهمْ يَوْم بَدْر فَأَنْتَ وَهُمْ أَبْصَر قَالَ" وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْن أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ" قَالَ " وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف " قَالَ مَنَعَهُنَّ أَنْ يَنُحْنَ وَكَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يُمَزِّقْنَ الثِّيَاب وَيَخْدِشْنَ الْوُجُوه وَيَقْطَعْنَ الشُّعُور وَيَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور.
فكما نرى ان صيغة المبايعة كانت موجه للرجال قبل النساء ,ولهذا السبب جاءت على هذه الوتيره (تقديم السرقة على الزنا)
والله اعلم
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم
الاية 12 من سورة الممتحنه (وليس النحريم):" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب عَنْ مَرْثَد بْن عَبْد اللَّه الْيَزَنِيّ عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه عَبْد الرَّحْمَن بْن عُسَيْلَة الصُّنَابَحِيّ عَنْ عُبَادَة بْن الصَّامِت قَالَ: كُنْت فِيمَنْ حَضَرَ الْعَقَبَة الْأُولَى وَكُنَّا اِثْنَيْ عَشَر رَجُلًا فَبَايَعْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَة النِّسَاء وَذَلِكَ قَبْل أَنْ يُفْرَض الْحَرْب عَلَى أَنْ لَا نُشْرِك بِاَللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِق وَلَا نَزْنِي وَلَا نَقْتُل أَوْلَادنَا وَلَا نَأْتِي بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيه بَيْن أَيْدِينَا وَأَرْجُلنَا وَلَا نَعْصِيه فِي مَعْرُوف وَقَالَ " فَإِنْ وَفَّيْتُمْ فَلَكُمْ الْجَنَّة " رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَقَدْ رَوَى اِبْن جَرِير مِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ عُمَر بْن الْخَطَّاب فَقَالَ " قُلْ لَهُنَّ إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعكُنَّ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاَللَّهِ شَيْئًا " وَكَانَتْ هِنْد بِنْت عُتْبَة بْن رَبِيعَة الَّتِي شَقَّتْ بَطْن حَمْزَة مُتَنَكِّرَة فِي النِّسَاء فَقَالَتْ إِنِّي إِنْ أَتَكَلَّم يَعْرِفنِي وَإِنْ عَرَفَنِي قَتَلَنِي وَإِنَّمَا تَنَكَّرْت فَرَقًا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَكَتَ النِّسْوَة اللَّاتِي مَعَ هِنْد وَأَبَيْنَ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ فَقَالَتْ هِنْد وَهِيَ مُتَنَكِّرَة كَيْفَ تَقْبَل مِنْ النِّسَاء شَيْئًا لَمْ تَقْبَلهُ مِنْ الرِّجَال؟ فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِعُمَر " قُلْ لَهُنَّ وَلَا يَسْرِقْنَ" قَالَتْ هِنْد وَاَللَّه إِنِّي لَأُصِيبُ مِنْ أَبِي سُفْيَان الْهِنَّات مَا أَدْرِي أَيُحِلُّهُنَّ لِي أَمْ لَا؟ قَالَ أَبُو سُفْيَان مَا أَصَبْت مِنْ شَيْء مَضَى أَوْ قَدْ بَقِيَ فَهُوَ لَك حَلَال فَضَحِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَرَفَهَا فَدَعَاهَا فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَعَاذَتْ بِهِ فَقَالَ " أَنْتِ هِنْد " قَالَتْ عَفَا اللَّه عَمَّا سَلَفَ فَصَرَفَ عَنْهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " وَلَا يَزْنِينَ " فَقَالَتْ يَا رَسُول اللَّه وَهَلْ تَزْنِي اِمْرَأَة حُرَّة؟ قَالَ " لَا وَاَللَّه مَا تَزْنِي الْحُرَّة - قَالَ - وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادهنَّ " قَالَتْ هِنْد أَنْتَ قَتَلْتهمْ يَوْم بَدْر فَأَنْتَ وَهُمْ أَبْصَر قَالَ" وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْن أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ" قَالَ " وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف " قَالَ مَنَعَهُنَّ أَنْ يَنُحْنَ وَكَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يُمَزِّقْنَ الثِّيَاب وَيَخْدِشْنَ الْوُجُوه وَيَقْطَعْنَ الشُّعُور وَيَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور.
فكما نرى ان صيغة المبايعة كانت موجه للرجال قبل النساء ,ولهذا السبب جاءت على هذه الوتيره (تقديم السرقة على الزنا)
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 04:15 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الأخ سليم ..
أشكرك أولاً على تصحيحك لاسم السورة، فالآية حقاً من سورة الممتحنة.
وأما ثانياً، فإن ما ذكرته - حفظك الله - لا يزيل الإشكال، لأنه من الملاحظ أن في الآية خطاب مباشر للمؤمنات: (الْمُؤْمِنَاتُ .. يُبَايِعْنَكَ .. أَن لَّا يُشْرِكْنَ .. وَلَا يَسْرِقْنَ .. وَلَا يَزْنِينَ .. وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ .. وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وليس للرجال فيها حظّ يُذكر .. وكفى بقوله تعالى: " وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ " على ما ذهبنا إليه دليلاً!
ودمت لنا سالماً ..
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 02:12 م]ـ
السلام عليكم
لقد ورد في كتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي /باب مقدمه ومؤخره, والحالات التي يُستعمل فيهى التقديم والتاخير:
الثامن: الكثرة كقوله (فمنكم كافر ومنكم مؤمن لأن الكفار أكثر فمنهم ظالم لنفسه) الآية، قدم الظالم لكثرته، ثم المقتصد ثم السابق، ولهذا قدم السارق على السارقة لأن السرقة في الذكور أكثر، والزانية على الزاني لأن الزنى فيهن أكثر، ومنه تقديم الرحمة على العذاب حيث وقع في القرآن غالباً، ولهذا ورد إن رحمتي غلبت غضبي.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 06:46 م]ـ
لعل الأخ سليم الذي نسينا أن نهنئه على سلامة العودة لم يفطن إلى أنّ آية المبايعة قدمت ما هو أكثر انتشارا بينهنّ فقط---أعني أنّ السرقة من الأزواج أكثر انتشارا من الزنا بينهن لذلك قال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ")
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 07:25 م]ـ
السلام عليكم
شكراً للاخ جمال على تهنئة العودة, وبالنسبه الى ردك ,لم انسى ما اشرتَ اليه ولكني اردت ان اسيق دليلاً من ادلة السلف على صحة ما ذكرتُ.
وشكراً(/)
عاجل جزاكم الله خيرًا
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 11:32 م]ـ
(قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا وإياكم لعلى هدًى أو في ضلال مبين)
(وإنا وإياكم لعلى هدًى أو في ضلال مبين)
ماذا يسمى هذا الأسلوب في هذا الجزء بالتحديد من الآية؟ وتحت أي علم يندرج؟
جزاكم الله خيرًا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 11:52 م]ـ
يسمّى "الكلام المنصف"
ومثلها الآية التي خلفها مباشرة (قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرًا
لكن ماذا عن الشق الثاني من السؤال
(وتحت أي علم يندرج؟)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 06:59 ص]ـ
لا بد أن يكون في باب المحسنات المعنويّة من علم البديع(/)
تعارض.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 01:00 ص]ـ
فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) الصافات
لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) القلم
توهم البعض أن في هاتين الآيتين تعارضاً وهو أنه قال في الأولى فنبذناه وقال في الثانية لنبذ، وظاهرهما التعارض، فما جوابكم أدام الله فضلكم؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 02:20 ص]ـ
أنقل ردّ الشيخ أمين الشنقيطي لهذا الإيهام من كتابه (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب).
يقول - رحمه الله: قوله تعالى: " فنبذناه بالعراء وهو سقيم " .. هذه الآية الكريمة فيها التصريح بنبذ يونس بالعراء عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد جاءت آية أخرى يتوهم منها خلاف ذلك وهي قوله تعالى: " لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء ". والجواب: أن الإمتناع المدلول عليه بحرف الإمتناع الذي هو (لولا) منصب على الجملة الحالية لا على جواب (لولا)، وتقرير المعنى: لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء في حال كونه مذموما لكنه تداركته نعمة ربه فنبذ بالعراء غير مذموم. فهذه الحال عمدة لا فضلة .. أو أن المراد بالفضلة ما ليس ركنا في الإسناد وإن توقفت صحة المعنى عليه. ونظيرها قوله تعالى: " وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين " (الدخان 38)، وقوله: " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا " (ص 27)، لأن النفي فيهما منصب على الحال لا على ما قبلها.
وهذا ما حكاه أيضاً الإمام القرطبي عن النحاس، قال: والجواب: أن الله عز وجل خبر ههنا أنه نبذه بالعراء وهو غير مذموم ولولا رحمة الله عز وجل لنبذ بالعراء وهو مذموم.
فمعنى ذلك إذن أنه لولا أنا رحمناه باجابة دعائه، لنبذناه حين نبذناه بالعراء مذموما، وقد كان نبذه في حالته الاولى سقيما يدل عليه قوله: " فاجتبيه ربه فجعله من الصالحين "، لكن تداركه الله بنعمة من عنده فطرح بالفضاء وهو غير مذموم، واختاره الله وبعثه نبيا، ولا تناقض بين الايتين، وإن كان في موضع نبذناه مطلقا وهو سقيم: ولم يكن في هذه الحالة بمليم، وفي موضع آخر نبذ مشروطا ومعناه لولا أن رحمنا يونس عليه السلام لنبذناه ملوما، وكان لوم عتاب لا لوم عقاب لانه بترك الاولى.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 11:15 م]ـ
أخي لؤي، مااااااااااااااااااااااااااا أجملك.
تلميذك موسى.(/)
ماالفرق بين الإيضاح والتفسير؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 08:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفرق بين التفسير والإيضاح في علم البلاغة؟ أرجو ممن يجيب أن يفصل وأن يسوق الأمثلة.
وشكراً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 11:23 م]ـ
الأخ موسى ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الإيضاح: عبارة عن أن يُرى في كلامك لبساً يكون موجّهاً، أو خفي الحكم فتردفه بكلام يوضح توجيهه ويظهر المراد منه، فهذان وجهان: الأول: أن يكون الذي يؤتى به من الكلام موضّحاً لتوجيهه. والثاني: أن يكون الذي يؤتى به من الكلام موضحاً لحكم خفي.
أما الوجه الأول فمثاله قول الشاعر:
يذكرنيك الخير والشر كله --- وفيك الحيا والعلم والحلم والجهل
فألفاك عن مكروهها متنزّهاً --- وألقاك في محبوبها ولك الفضل
فالبيت الأول دالّ على التوجيه بمعنى أنه يحتمل أن يريد مدحه وأن لا يريد ذمّه لأنه صرّح بأن فيه الخير والشر وفيه الحلم والجهل. فيحتمل أن يكون المراد مدحه، ويحتمل أن يريد ذمّه. فإذا قال بعد ذلك في البيت الثاني إنه بريء عن مكروهها ومنزّه عنه وأنه في محبوبها له الزيادة على غيره في الصفات المحمودة، أزال ما يحتمله الأول من الذمّ وأزال توجيهه الذي يحتمله.
وأما الوجه الثاني فمثاله قول الشاعر:
ومقرطق يغنى النديم بوجهه --- عن كأسه المُملى وعن إبريقه
فعل المُدام ولونها ومذاقها --- في مقلتيه ووجنتيه وريقه
فالبيت الأول حكمه خفي لإيراد القصد فيه، لأنه لم يفصح بمقصوده عن كون النديم يغني بوجهه، وما الذي أغناه عن حمل الكأس والإبريق. فلمّا قال البيت الثاني أراد به أن المقلتين يسكران من نظر إليهما ويخجلانه كما تسكر الخمر العقول وتحيّرها وتدهشها وحمرة المُدام تشبهها حمرة خدّيه، ومذاق المدام يشبه ريقه .. فصار البيت موضّحاً لهذه الأمور الثلاثة مبيّناً لها ولحكمها.
هذا بالنسبة للإيضاح ..
وأما التفسير: فهو عبارة عن أن يقع في مفردات كلامك لفظ مبهم أو عدد مجمل أو غير ذلك مما يفتقر إلى بيان، فتأتي بما يقرّر ذلك ويكون شرحاً له من بيان وكشف. ووقوع التفسير أيضاً على وجهين: الأول: أن يكون الإبهام واقعاً في أحد ركني الإسناد، فيكون بيانه بالركن الآخر. والثاني: أن يأتي على خلاف الأول، وهو أن يكون الثاني مفسّراً للأول بالصفة.
أما الوجه الأول فمثاله قول الشاعر:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها --- شمس الضحى وأبو إسحق والقمر
يحكي أفاعيله في كل نائبة --- الغيث والليث والصمصامة الذَّكَر
فالإبهام إنما وقع في قوله ثلاثة تشرق الدنيا، وهو واقع في موقع المبتدأ وبيانه إنما وقع بركنه الثاني وهو خبر المبتدأ، وهكذا قوله (يحكي أفاعيله) فإن الإبهام واقع فيه، وقد فسّره بقوله الغيث والليث والصمصامة الذكر. فهذه الأمور كلها فاعلة لقوله يحكي أفاعيله، ولأجل هذا كان الركن الثاني وهو الفاعل يفسّر الركن الأول.
أما الوجه الثاني فمثاله قول الشاعر:
لقد جئتَ قوماً لو لجأت إليهم --- طريد دم أو حاملاً ثقل مغرم
لألفيت منهم معطياً أو مطاعناً --- وراءك شزراً بالوشيج المقوّم
فلما عدّد هذين الأمرين المجحفين بالإنسان الطرد وحمل الثقل الذي يغرم لأجله عقّبه بأمرين كل واحد منهما مفسّر لما قاله على جهة المقابلة بما يصلح له، فقابل الطرد بالنصرة بالطعان حوله حتى يستنصر من حقه، وقابل قوله حمل ثقل المعدوم بقوله معطياً ليَجبُر فقره. فهكذا حال التفسير يأتي على هذين الوجهين وما أشبههما، فإذا حصل على الصفة التي يكون فيها بيان لما سبقه فهو تفسير، وإن اختلفت فيه الأمثلة.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحم الرحيم
أخي العزيز الحقيقة أنك لا تترك لمزيد زيادة، والحق انك كلامك كالدرر، ومن باب المشاركة أورد الآتي:
الإيضاح:
وهو أن يذكر المتكلم كلاماً في ظاهره لبس، ثم يوضحه في بقية كلامه، وقد يكون الإيضاح في الوصف الذي لا يتعلق به مدح ولا هجاء، وذلك أن يخبر المتكلم بخبر واحد عن شيء واحد يقع التعجب منه، ويشكل الأمر فيه، ثم يوضح ذلك الإشكال بأن يخبر عنه بما يفهم منه كشف اللبس عن الجزء الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين الإيضاح والتفسير أن التفسير تفصيل الإجمال، والإيضاح رفع الإشكال،
لأن المفسر من الكلام لا يكون فيه إشكال ألبتة،
وقد جاء من الإيضاح في الكتاب العزيز قوله تعالى "كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل" فإنه لو قدر الاقتصار على هذا المقدار لالتبس الأمر على المخاطب لكونه لا يدري هل أراد الله تعالى بقوله حكاية عنهم "هذا الذي رزقنا من قبل" الإشارة إلى صنف الثمرة، أو مقدار اللبس بقوله "وأتوا به متشابهاً" يعني والله أعلم أشياء يشبه بعضها بعضاً، وهي متغايرة الأصناف، لأن الوجه الثاني يوجب اللبس الذي وقع الفرار منه، لأنه لا يدري هل قولهم: "هذا الذي رزقنا من قبل" أي غير ما رزقنا، وحقيقته أو غيره، لكنه هو في المقدار مثله، فلما قال سبحانه: "وأتوا به متشابهاً" ارتفع هذا اللبس أيضاً لكون البلاغة تقتضيه، وإنما اقتضته البلاغة لكونه من المعلوم، إذ المداومة على مأكول واحد توجب السأم والملل، وإن كمال التنعم وتمام التفكه التلون في المطاعم، والتفنن في المآكل، فعلم من فحوى الخطاب أنه أراد سبحانه وهو أعلم الصنف لا المقدار ومن الإيضاح قوله تعالى: "ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم" وقال في غير هذا الموضع "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم" ثم قال سبحانه في الأولى: "نحن نرزقكم"، وفي الثانية: "نحن نرزقهم"، وإيضاح هذا الإشكال أن يقال: إنه سبحانه لما قال في الأولى "ولا تقتلوا أولادكم من إملاق" دل هذا اللفظ على أن الفقر كان حاصلاً بقتلهم الأولاد بسبب وجوده، فلا جرم أنه سبحانه وتعالى قال: "نحن نرزقكم" أي ما يغني فقركم، ولما قال في الثانية "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق"، دل على أنهم أغنياء وإنما هم يخشون الفقر فلا جرم أنه قال: نحن نرزقهم، أي لا تظنوا أنكم ترزقون الأولاد من رزقكم فتفتقرون، نحن نرزقهم.
ومثل هذه الآية قوله تعالى: "إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي" فلقائل أن يقول: لم قدم التمدح بذكر الحب قبل النوى؟ ولم قال سبحانه: يخرج الحي من الميت، بلفظ الفعل؟، ثم قال: "ومخرج الميت من الحي" بلفظ الفاعل، والجواب أن يقال: تقديم الحب على النوى من المهم، والبلاغة تقديم المهم، كما قيل: إن المهم المقدم فإن ما كان مهماً فتقديم التمدح به أولى، لأنه قوت المخاطب وقوت دوابه، وذكر ذلك إنما هو في معرض الاعتداد بالنعم عليه، فكان تقديمه أولى، والنوى إنما ذكر لتتميم المعنى، ليكمل التمدح فإنه في ذكره إشارة إلى الاعتداد على المخاطب بما يتفكه به، وطريق التهذيب والترتيب أن يكون ذكر ما يتفكه به بعد ذكر الأقوات التي لا غنى عنها، ولا بد للحيوان منها.
وأما قوله: "يخرج الحي" بلفظ الفعل عند تقديم إخراج الحي لما في الحي من الحركة التي تعينه عند الخروج، فخروجه أسهل على مخرجه من خروج الميت من الحين فاقتضت البلاغة تقديمه بلفظ الفعل المقتضى للحال والاستقبال ليكون ذكر خروج الميت بعده انتقالاً من الأدنى إلى الأعلى، وجعل خروج الميت مستنداً إلى لفظ الفاعل المضاف الدال على المضي ليكون خروج الأصعب مفروغاً من وقوعه، ليكون أدل على القدرة وأبلغ في التمدح، والله أعلم.
ومن الإيضاح نوع يتقدم الإيضاح فيه على الإشكال كقوله تعالى: "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" إذ لو لم تتقدم تسمية النساء بالحرث، وهو موضع الزرع لوهم متوهم من قوله "أنى شئتم" إباحة الوطء في غير المكان المشروع، والله أعلم.(/)
من يعرف؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 08:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قالت سكينة (*): ما لبست بنتي الدُّرَ إلا لتفضَحَهُ.
من يعرف ما هو الوجه البلاغي في هذه العبارة؟
(*): سيكنة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ــ عليهم من الله سلام ــ: نبيلة شاعرة. كانت سيدة نساء عصرها تجالس
الأجلة من قريش، وتجمع إليها الشعراء تسمع كلامهم فتفاضل بينهم وتجيزهم.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 08:17 ص]ـ
تصحيح إملائي بسيط:
ما لبست ابنتي الدُرَّ إلا لتَفضَحَهُ من يعرف؟
اين الفصحاء؟
أين أساتذتي جمال ولؤي وعزام؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 09:17 ص]ـ
معنى الكلام هو --أنّ حسنها وجمالها سيفضح الدرّ لأن جمالها أرقى من جمال الدرّ وأحلى منه---وهذا من المحسنات البديعية وهو أيضا من باب "حسن التعليل"
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 03:35 ص]ـ
معنى الكلام هو --أنّ حسنها وجمالها سيفضح الدرّ لأن جمالها أرقى من جمال الدرّ وأحلى منه---وهذا من المحسنات البديعية وهو أيضا من باب "حسن التعليل"
أخي جمال تفسيرك ممتاز، ولكنك تصنيفك له من باب حُسن التعليل، عليل.
والصحيح أنه من باب المبالغة
ومنه قول بعض العرب:
لو وقع فلان في ضحضاحي لغرق.
وتحياتي فاقبلها.(/)
قد أوتيت سؤلك يا موسى
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 01:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
من يعرف ما هو الوجه البلاغي في هذا البيت؟
أوجهك في هذا الضياء أم البدر = وكفك في هذا العطاء أم البحر؟
شنفوا آذاننا.(/)
من القائل؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 01:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني من القائل:
ما به قتل أعاديه ولكنه = يتقي إخلاف ما ترجو الذئاب
الجواب المتنبي. ولكن ليس هذا هو السؤال.
السؤال أين البلاغة في هذا البيت من الشعر؟
نسونا همومنا.
موسى
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 03:14 ص]ـ
من أقاصي الذاكرة أستدعي ما قد مررتُ به في دراستي في مرحلة البكالوريوس فأقول:
إن هذا البيت ينطوي على (حسن تعليل)
لعل الإخوة يصوبوننا إن أخطأنا
فيض تحية
ـ[ابن يعيش]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 03:23 ص]ـ
وأنا كذلك أشاركك الرأي أخي معالي لقد درست هذا البيت في المرحلة الجامعية وهو يندرج تحت المحسنات البدبعية، و المحسن هنا هو: " حسن التعليل "
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 08:15 ص]ـ
أخويَّ العزيزين.
حقا ما قلتما وأجدتما. وعند سؤال ملحق لكما:
هل حُسن التعليل من المحسنات اللفظية أم من المعنوية؟
ولكما مني ألف سلام.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 09:09 ص]ـ
معنى البيت طريف جدا---
وهو (ما به قتل أعاديه ولكنه = يتقي إخلاف ما ترجو الذئاب)
أي أنه لا يقتل أعاديه إلّا بسبب خاصية الكرم عنده التي تدفعه للقتل لتوفير الغذاء للذئاب من جثث من يقتل(/)
للخبراء فقط
ـ[رفيع الشان]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم
ارجو المساعدة في حل هذا السؤال
1 - حلل الأبيات بالوقوف عند:
الصيغ الصرفية، صيغ الأفعال، الضمائر. مع توضيح دلالة كل منها
حضروا السماط فكلما راموا القرى * مالت بأيديهم عقول ذهل
تهوي أكفُّهمُ إلى أفواههم * فتحيد عن قصد السبيل وتعدل
متحيّرون فباهت متعجّب * مما رأى أو ناظر متأمّل
ولكم مني الدعاء الخالص
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 01:00 م]ـ
الحمد لله على أنني لست من الخبراء
ـ[رفيع الشان]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 12:10 ص]ـ
الاستاذ جمال حسني الشرباتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..... اعرف انك لست من الخبراء ولكن عندي يقين بأنك اكبر من ذلك ارجوا مساعدتي في حل هذا السؤال لانة ظروري في تقديم واجبي للجامعة ...... ولكم مني جزيل الشكر
ـ[نوف]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 03:16 ص]ـ
يوضع هذا السؤال عند أهل النحو(/)
حضروا السماط فكلما راموا القرى * مالت بأيديهم عقول ذهل .. اين هي الصورة البلاغية
ـ[رفيع الشان]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 11:37 ص]ـ
استخرج من النص صورة بلاغية، ووضحها
1 - ورأيت وفد الروم بعد عنادهم * عرفوا فضائلك التي لا تُجهل
2 - لحظوك أول لحظة فاستصغروا * من كان يعظم عندهم ويُبجل
3 - حضروا السماط فكلما راموا القرى * مالت بأيديهم عقول ذهل
4 - تهوي أكفُّهمُ إلى أفواههم * فتحيد عن قصد السبيل وتعدل
5 - متحيّرون فباهت متعجّب * مما رأى أو ناظر متأمّل
6 - ويود قومهم الأولى بعثوا بهم * لو ضمّهم بالأمس ذاك المحفل
7 - قد نافس الغيبُ الحضور على الذي * شهدوا وقد حسد الرسول َالمرسِل
والله يجعله في ميزان حسناتكم(/)
دور منزلة المعنى في عودة الضميرعلى القريب أوالبعيد
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 02:45 م]ـ
دور منزلة المعنى في عودة الضميرعلى القريب أوالبعيد
الأصل في الضمير أن يعود على المرجع القريب وذلك بحسب منزلة المعنى وقوة العلاقة المعنوية بين الضمير ومرجعه، ولأن الكلام يترتب بحسب قوة العلاقة المعنوية، كما في قوله تعالى" واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"* (البقرة45) وقوله تعالى"يا أيها الذين اّمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون"* (الأنفال20).
ولكن قال تعالى" وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما .... " (الجمعة11) فقد أعاد الضمير في (إليها) على البعيد (التجارة) وليس على القريب (اللهو) بسبب عطف اللهو على التجارة، حيث تقدم المعطوف (اللهو) نحو المعطوف عليه (التجارة) بسبب منزلة المعنى بين المتعاطفين، كما تأخر الضمير لأن التجارة كانت سبب الانفضاض وسبب ترك الرسول –صلى الله عليه وسلم- قائما على المنبر، وليس اللهو، فقد تم العدول عن الأصل من أجل الغرض المعنوي وأمن اللبس، فربط بين السبب والمسبب.
وإن كان في الكلام مضاف ومضاف إليه، فإن المتكلم يعيد الضمير على أيهما شاء وذلك بحسب السياق المعنوي والمعنى الذي يريده المتكلم، فقد قال تعالى"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" (ابراهيم34) وقال تعالى" واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون" (النحل 114) فالمتكلم يعيد الضمير على المرجع الذي يريده، وذلك بحسب المعنى والأهمية المعنوية عند المتكلم، ويمكن أن أقول: احرص على محاضرة الضيف إن أردت الاستفادة منه.
وكذلك: احرص على محاضرة الضيف إن أردت الاستفادة منها.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 04:37 ص]ـ
الأخ عزام ..
كل عام وأنت بخير ..
وبارك الله فيك على ما تتحفنا به من نكات بلاغية قيّمة ..
قلت حفظك الله: .. حيث تقدم المعطوف (اللهو) نحو المعطوف عليه (التجارة) بسبب منزلة المعنى بين المتعاطفين، كما تأخر الضمير لأن التجارة كانت سبب الانفضاض وسبب ترك الرسول – صلى الله عليه وسلم - قائما على المنبر، وليس اللهو ..
وسؤالي هو: لماذا قدّم القرآن التجارة على اللهو في أول الآية: " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً "، ثم قدّم اللهو على التجارة في نهايتها: " قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ "؟
قال تعالى: " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ".
ودمت لنا سالماً ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 12:16 م]ـ
أخي لؤي:
كل عام وأنتم بخير
قدم اللهو قي نهاية الأية، لأن اللهو تأخر عن التجارةأولا، هكذا (تجارة-لهو)،فمن أجل إيجاد الرابطة المعنوية بين الألفاظ، قدم اللهو على التجارة، ليلتقي مع اللهو السابق الذكر، فقال (لهو-تجارة) وهذا يسبب التناسب المعنوي بين الألفاظ، كما أن الأية اختتمت بقوله: والله خير الرازقين"فتأخرت التجارة لتلتقي مع هذا القول، لأن التجارة تتناسب مع الرزق، فالرزق يأتي من التجارة وليس من اللهو، كما أراد الله من هذا أن يؤكد للمنفضين عن رسول الله أن الرزق يأتي من عنده وليس من التجارة التي انفضوا إليها.
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 01:28 م]ـ
متابعة:
أخي لؤي:
ومن أسباب تقدم اللهو كذلك قوله تعالى: قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ "وما عند الله هوخير من اللهو والتجارة كليهما، ولكنه أشد وأعظم خيرة من اللهو، فبدأ بالخاص أو الأهم، وانتهى بالأقل أهمية، وإن كان ما عند الله خيرا منهما كليهما، وبهذا يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 06:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي عزام ..
بيان في غاية الدقّة ..(/)
أبو تمام تحت المجهر
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 09:55 م]ـ
:::
عيب على أبي تمام قوله:
لا والذي هو عالم أن النوى= صبر وأن أبا الحسين كريم
من يعرف ما هو العيب في قول أبي تمام؟
ولكم ألف ألف تحية.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 11:15 م]ـ
حياك الله أخي موسى .. وكل عام وأنت بخير ..
أما بالنسبة لمقالة أبي تمام، فالعيب فيها أنه عطف على الأول شيئاً ليس منه بسبب، ولا هو مما يذكر بذكره، ويتصل حديثه بحديثه، فلم يستقم معناها ..
فلا مناسبة أصلاً بين كرم أبي الحسين ومرارة النوى، ولا تعلق لأحدهما بالآخر، وليس يقتضي الحديث بهذا الحديث بذاك ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 08:43 ص]ـ
السلام عليكم أخي لؤي، وكل عام وأنت بخير.
أما بالنسبة لجوابك فهاك جوابي:
:):):)
:):):)
:):)
:)
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 12:17 م]ـ
حُييت أخي موسى
نفضت الغبار عن ذاكرتي الواهنة بإثارتكـ لهكذا موضوعات!
بوركـ جهدكـ الدؤوب
وفقك الله
فيض تحية
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 09:03 م]ـ
حياك الله وبياك أخي معالي، يا ذا الذوق العالي.
:; allh ولله الحمد.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 11:18 ص]ـ
السلام عليكم:
هل يعني هذا أن الكلام يترتب بحسب الحاجة والأهمية المعنوية؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:59 م]ـ
هنا أخي وأستاذي عزام، القضية حصراً في العلاقة بين الأمرين، وهنا لا علاقة بين المتعاطفين عند خاتم الشعراء أبي تمام.
ولك كل تحياتي.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 01:33 م]ـ
أخي موسى:
سبب العيب على أبي تمام أنه جمع بين أمرين لا توجد بينهما علاقة معنوية، أليس كذلك؟ فالأمر الثاني لا يلتقي مع الأمر الأول.
تحيتي لك
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 10:51 م]ـ
السلام عليكم:
هل يعني هذا أن الكلام يترتب بحسب الحاجة والأهمية المعنوية؟
أستاذي عزام، القول لك أعلاه يشير إلى أنك تتكلم عن * (الترتيب) *، بحسب أمرين هما:
1) الحاجة.
2) الأهمية المعنوية.
وفي كلام اللاحق قلت ما نصه:
********************************
سبب العيب على أبي تمام أنه جمع بين أمرين لا توجد بينهما علاقة معنوية، أليس كذلك؟ فالأمر الثاني لا يلتقي مع الأمر الأول.
******************************
ولا يخفاك أخي أن قولك الثاني ينصب على * (الجمع) *، لا على
* (الترتيب) *. وهنا مربط الفرس.
فليست الأهمية هنا مصبوبة في التقديم والتأخير ولا في الترتيب، وإنما محور العيب، هو العطف، أو الجمع بين أمرين لا علاقة بينهما في المعنى.
والله الموفق.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 01:24 م]ـ
أخي موسى:
ألا يعني الترتيب نظمَ الكلام على هيئة مخصوصة؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 12:00 ص]ـ
أخي موسى:
ألا يعني الترتيب نظمَ الكلام على هيئة مخصوصة؟
أخي عزام، هذا حق، ولكن النقاد عابوا على أبي تمام، بيته هذا لأنه، أخل بشروط البلاغة والفصاحة حيث جمع بين أمرين لا علاقة بينهما، وهذا مما يتنافى مع بلاغة البليغ، فالأمر ليس مقصوراً على اللفظ، بل يجب أن يكون للمعنى حقه أيضاً، ثم يأتي دور النظم، يعني نظم الكلام على هيئة مخصوصة، كما تُنظم حبات اللؤلؤ في العقد، فلا ترى جمالها وهي منفردة كما تراه وهي منتظمة إلى أخواتها.(/)
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 02:48 ص]ـ
قال تعالى في سورة الأنبياء: " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ " (91).
وقال سبحانه في سورة التحريم: " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " (12).
وسؤالي هو: ما الحكمة من اختلاف التعبير القرآني في وصف "النفخ" في الآيتين، حيث جاء في الأولى: (فنفخنا فيها)، وجاء في الثانية: (فنفخنا فيه)؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 06:44 ص]ـ
الأخ لؤي
كل عام وأنت بخير--
أنا أعرف أنّ عندك أشياء تريد أن تقولها---وقبل أن تقول أودّ أن أشارك بنقطة قد تجعلك تغيّر قولك --عندي أنّ الفرج هنا هو فتحة الثوب لا عضو التناسل
وأضع بين يدي القرّاء إجابة الدكتور فاضل السامرائي حول نفس الموضوع --وقد نتحاور حولها
-------------------------------------------
قال تعالى في سورة الأنبياء (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ {91}) وقال في سورة التحريم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12})
بين هاتين الآيتين أكثر من نقطة يجب الإلتفات إليها وهي كما يلي:
1. في سورة الأنبياء لم يذكر اسم مريم عليها السلام بينما ذكره في سورة التحريم. والسبب في ذلك هو أنه أولاً في سورة الأنبياء كان السياق في ذكر الأنبياء (ابراهيم، لوط، موسى، وزكريا ويحيى) ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها في سورة الأنبياء لأن السياق في ذكر الأنبياء وهي ليست نبيّة أما في سورة التحريم فذكر اسمها لأن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون، امرأة لوط وامرأة نوح) فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء. والتصريح بالإسم يكون أمدح إذا كان في المدح وأذمّ إذا كان في الذّم. ونلاحظ في سورة التحريم أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح. أما في سورة الأنبياء فهي أقلّ المذكورين في السورة منزلة أي الأنبياء فلم يذكر اسمها وهذا من باب المدح أيضاً.
2. ذكر ابنها في سورة الأنبياء ولم يذكره في سورة التحريم. وهذا لأن سياق سورة الأنبياء في ذكر الأنبياء وابنها (عيسى u) نبيّ أيضاً فناسب ذكره في السورة وكذلك لأن سورة الأنبياء ورد فيها ذكر ابني ابراهيم وويحيى ابن زكريا فناسب ذكر ابنها أيضاً في الآية ولم يذكره في التحريم لأن السياق في ذكر النساء ولا يناسب أن يذكر اسم ابنها مع ذكر النساء.
3. لم يذكر أنها من القانتين في الأنبياء وذكرها من القانتين في سورة التحريم. ونسأل لماذا لم تأتي (القانتات) القانتات بدل القانتين؟ لأنه في القاعدة العامة عند العرب أنهم يغلّبون الذكور على الإناث وكذلك في القرآن الكريم عندما يذكر المؤمنون والمسلمون يغلّب الذكور إلا إذا احتاج السياق ذكر النساء ومخاطبتهن. وكذلك عندما يذكر جماعة الذكور يقصد بها العموم. وإضافة إلى التغليب وجماعة الذكور فهناك سبب آخر أنه ذكرها من القانتين وهو أن آباءها كانوا قانتين فهي إذن تنحدر من سلالة قانتين فكان هذا أمدح لها وكذلك أن الذين كملوا من الرجال كثير وأعلى أي هي مع الجماعة الذين هم أعلى فمدحها أيضاً بأنها من القانتين ومدحها بآبائها وجماعة الذكور والتغليب أيضاً.
ونعود إلى الآيتين ونقول لماذا جاء لفظ (فيه) مرة و (فيها) مرة أخرى؟ فنقول أن الآية في سورة الأنبياء (فنفخنا فيها من روحنا) أعمّ وأمدح:
دليل أنها أعمّ: ونسأل أيهما أخصّ في التعبير (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) سورة التحريم أو (والتي أحصنت فرجها) سورة الأنبياء. فنقول أن الأخصّ مريم ابنت عمران وقوله تعالى (ونفخنا فيها من روحنا) أعمّ من (نفخنا فيه) وأمدح. إذن مريم ابنت عمران أخصّ من التي أحصنت فرجها فذكر الأخصّ مع الأخصّ (فنفخنا فيه) وجعل العام مع العام (ونفخنا فيها). وكذلك في قوله تعالى (وجعلناها وابنها) في سورة الأنبياء أعمّ فجاء بـ (فيها) ليجعل الأعمّ مع الأعمّ. وسياق الآيات في سورة الأنبياء تدل على الأعمّ.
عرفنا الآن لماذا هي أعم ويبقى أن نعرف لماذا هي أمدح؟ أيهما أمدح الآية (وجعلناها وابنها آية) أو (صدّقت يكلمات ربها)؟ الآية الأولى أمدح لأن أي كان ممكن أن يصدق بكلمات ربها لكن لا يكون أي كان آية، والأمر الثاني أن ذكرها مع الأنبياء في سورة الأنياء لا شك أنه أمدح من ذكرها مع النساء في سورة التحريم فالآية في سورة الأنبياء إذن هي أمدح لها.
ومن الملاحظ في قصة مريم عليها السلام وعيسى u أن الله تعالى جاء بضمير التعظيم في قوله تعالى (فنفخنا فيها) أي عن طريق جبريل u وهذا الضمير للتعظيم يأتي دائماً مع ذكر قصة مريم وعيسى عليهما السلام أما في قصة آدم u يأتي الخطاب (فنفخت فيه من روحي) لأن الله تعالى قد نفخ في آدم الروح بعد خلقه مباشرة أما في مريم فالنفخ عن عن طريق جبريل u.
-----------------------------------------(/)
لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 06:12 ص]ـ
:::
(إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ) 40 الأعراف
قوله"لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ " كناية عن عدم قبول الصالح من أعمالهم لكفرهم--ومفهوم ضمنا أن فتح الباب دالٌ على القبول--ولا أجد نفسي مع التفسير القائل بأنّ معناها لا يسمح لأرواح الكافرين بدخول السماء--فالأرواح كلها في مستقر ومستودع كانت لكفرة أم لمسلمين
إنّ تتمة الآية "وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ " فيه دلالة قوية على أنّ موضوعها يوم القيامة حيث الأرواح داخل الأجساد فلا صعود ولا أبواب تفتح لاستقبالها
قال إبن كثير
(قَوْله " لَا تُفَتَّح لَهُمْ أَبْوَاب السَّمَاء " قِيلَ الْمُرَاد لَا يُرْفَع لَهُمْ مِنْهَا عَمَل صَالِح وَلَا دُعَاء قَالَهُ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَرَوَاهُ الْعَوْفِيّ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس)
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 01:42 م]ـ
أستاذنا الكبير جمال
تتحفنا دائمًا بحضوركـ المتوهج متعةً وفائدةً ..
أتابع بحرصٍ شديد كل ما يسطره يراعك الفذ ويجود به علمك الغزير ..
تحية تليق بقامتكـ السامقة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 06:35 م]ـ
أخجلتني يا معالي بكلامك العالي فشكرا
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 09:24 ص]ـ
السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير.
هذه أمثلة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت فيها أن أرواح الكافرين لا تفتح لها أبواب السماء.
روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحا، قال: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد في الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب راض غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقول: مرحبا بالنفس بالطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تبارك وتعالى [ليس المقصود أن السماء تحوي الله وتحصره، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، بل الله فوق سماواته]، فإذا كان الرجل السوء: قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها، فيقال، من هذا؟ فيقال: فلان، فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة، فإنها لا تفتح لك أبواب، فترسل من السماء، ثم تصير إلى القبر ..... ) رواه ابن ماجه في سننه، وقال عنه الشيخ الألباني صحيح.
ومن كتاب عذاب القبر للبيهقي ;
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنا عبد الوهاب بن عطاء نا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال إن المؤمن إذا احتضر حضره ملكان يقبضان روحه في حريره فيصعدان به إلى السماء فتقول الملائكة روح طيبة جاءت من الأرض فيصعدان به فيقال أبشر بروح وريحان ورب غير غضبان ثم يقال ردوه إلى آ خر الأجلين وإن كان كافرا يقبضان روحه في مسح ثم يصعدان به إلى السماء فتأخذ الملائكة على أنفها ويقولون ريح خبيثة جاءت من الأرض فيصعدان به فيقال أبشر بعذاب الله وهوانه ثم يقال ردوه إلى آخر الأجل أو الأجلين وأخبرنا أبو عبد الله وأبو سعيد قالا ثنا أبو العباس ثنا محمد بن إسحاق ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا محمد بن عبد الرحمن يعني ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس المطمئنة كانت في الجسد اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فما يزال يقال له ذلك حتى تخرج فيعرج بها حتى ينتهي بها إلى السماء
(يُتْبَعُ)
(/)
فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان بن فلان فيقال مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب أدخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء أظنه أراد السماء السابعة قال وإذا كان الرجل السوء قالوا أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال له ذلك حتى تخرج فينتهى بها إلى السماء فيقال من هذا فيقال فلان بن فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث إرجعي ذميمة فإنه لا تفتح لك أبواب السماء فترسل إلى الأرض ثم تصير إلى القبر.
عن البراء رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر، ثلاث مرات، - أو مرتين - ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس حتى يجلسون منه مد البصر معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة يجيء ملك الموت فيقعد عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فإذا أخذوها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: هذا فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فيفتح لهم فيستقبله من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، قال: فيقول الله: اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيُجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقولان: ما عملك؟ فيقول: قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت به فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: ومن أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح حتى يجلسون منه مد البصر ثم قال: ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه قال: فتفرق في جسده، قال: فتخرج فينقطع معها العروق والعصب كما تنزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك المُسوح فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى سماء الدنيا فيستفتحون فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} (الأعراف / 40)، قال: فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتطرح روحه طرحا وقال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} (الحج / 31)، قال: فيعاد روحه في جسده ويأتيه الملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: وما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، قال: فينادي مناد من السماء أفرشوا له من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار. قال: فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة رب لا تقم الساعة ".
رواه أبو داود (4753) وأحمد – واللفظ له – (18063).
صححه الألباني في " صحيح الجامع " (1676).(/)
بيعٌ رابح
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 06:55 ص]ـ
قال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111)
التوبة
قال تعالى:
{{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}} (111) التوبة.
هيا بنا إخواني نتدبر هذه الآية الكريمة:
{إن الله اشترى}
من المشتري؟ الله سبحانه وتعالى.
من البائع؟ العبد المؤمن.
أي صفقة من هذه؟ ومع من تتعامل؟
إذن التفاصيل مثيرة تستدعي الإهتمام وإصاخة السمع، وفتح العقول والصدور.
ثم قال الله تعالى:
{أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}
ثم إن الله عز وجل قدم النفس على المال، لأن التضحية بالنفس أصعب من التضحية بالمال، فكان هذا التقديم والتأخير موافقاً للترتيب المعنوي حسب الأصعب فالأسهل. ولو اختلف لما كان صحيحاً، لأن النفس أعز من المال، وأدْعَى للمحافظة عليها. وجعل لذلك خير جزاء وهو الجنة.
ولكن البلاغة في الآية جاءت باستعارة البيع والشراء لهذه التضحية، وهذا الجزاء، فالله العزيز لم يقل من يضحي بدمه وماله أعطيه الجنة، او أدخله الجنة، وإنما استعار البيع والشراء لهما. أي للتضحية وفي المقابل الجزاء.
وقوله {بأن لهم الجنة} متعلق {باشترى}، ودخلت الباء هنا على المتروك على بابها، وسماها أبو البقاء (باء المقابلة)، كقولهم (باء العوض)، وكقولهم (باء الثمنية).
وقال الحسن ومجاهد ومقاتل: ثامنهم فأغلى ثمنهم.
وفيه لطيفةٌ، وهي أن المشتري لا بدَّ وأن يغاير البائع، وههنا البائعُ هو اللهُ تعالى، والمشتري هو الله، وهذا إنما يصحُّ في حقِّ القيم بأمر الطفل الذي لا يمكُنُه رعاية المصالح في البيع والشراء وصحَّة هذا البيع مشروطة برعاية الغبطة؛ فهذا جارٍ مجرى التَّنبيه على كون العبد كالطِّفلِ الذي لا يهتدي إلى رعاية مصالح نفسه؛ وأنَّهُ تعالى هو الرَّاعي لمصالحه بشرط الغبطةِ.
ثم قوله تعالى {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
عبر عن القتال بصيغة المضارع، وبصيغة الإخبار، ولم تأتي بصيغة الأمر. لماذا؟
عبر سبحانه بصيغة الإخبار وفيها معنى الأمر، كما في قوله تعالى:
{وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} (11) الصف.
وبصيغة المضارع، لدلالة على أن استمرار الجهاد في سبيله سبحانه، وفي هذه الصيغة دلالة إشارة على أن الجهاد مستمر إلى يوم القيامة، ويعضده ما جاء في الحديث الشريف ((الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة لا يبطله عدل عادل أو جور جائر)).
وقوله تعالى: {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} بيانٌ لكون القتالِ في سبيل الله بذلاً للنفس وأن المقاتِلَ في سبيله باذلٌ لها وإن كانت سالمةً غانمة، فإن الإسنادَ في الفعلين ليس بطريق اشتراطِ الجمعِ بينهما ولا اشتراطِ الاتصافِ بأحدهما البتةَ بل بطريق وصفِ الكلِّ بحال البعضِ فإنه يتحقق القتالُ من الكل سواءٌ وجد الفعلان أو أحدَهما منهم أو من بعضهم بل يتحقق ذلك وإن لم يصدُرْ منهم أحدُهما أيضاً كما إذا وُجدت المضاربةُ ولم يوجد القتلُ من أحد الجانبين أو لم توجد المضاربةُ أيضاً فإنه يتحقق للجهادُ بمجرد العزيمة والنفير وتكثيرِ السواد، وتقديمُ حالةِ القاتلية على حالة المقتوليةِ للإيذان بعدم الفرقِ بينهما في كونهما مصداقاً لكون القتالِ بذلاً للنفس وقرىء بتقديم المبنيِّ للمفعول رعايةً لكون الشهادة عريقةً في الباب وإيذاناً بعدم مبالاتِهم بالموت في سبيل الله تعالى بل بكونه أحبَّ إليهم من السلامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال تعالى: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ?لتَّوْرَاةِ وَ?لإِنجِيلِ وَ?لْقُرْءانِ} قال الزجاج: نصب {وَعْداً} على المعنى، لأن معنى قوله: {بِأَنَّ لَهُمُ ?لّجَنَّةَ} أنه وعدهم الجنة، فكان وعداً مصدراً مؤكداً. واختلفوا في أن هذا الذي حصل في الكتب الثلاثة، ما هو؟
فالقول الأول: أن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيل الله وعد ثابت، فقد أثبته الله في التوراة والإنجيل كما أثبته في القرآن.
والقول الثاني: المراد أن الله تعالى بين في التوراة والإنجيل أنه اشترى من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، كما بين في القرآن.
والقول الثالث: أن الأمر بالقتال والجهاد هو موجود في جميع الشرائع.
ثم قال تعالى: {وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ مِنَ ?للَّهِ} والمعنى: أن نقض العهد كذب. وأيضاً أنه مكر وخديعة، وكل ذلك من القبائح، وهي قبيحة من الإنسان مع احتياجه إليها، فالغني عن كل الحاجات أولى أن يكون منزهاً عنها. وقوله: {وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ} استفهام بمعنى الإنكار، أي لا أحد أوفى بما وعد من الله.
والجملة تذييل مقرر لمضمون الأمر السابق، و التذييل هو أن تأتي في الكلام جملة تحقق ما قبلها. وهنا قال الله في مطلع الآية {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}، ثم تحقق الكلام بقوله {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}
ثم قال: {فَ?سْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ?لَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَذ?لِكَ هُوَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ} {فَ?سْتَبْشِرُواْ} التفات إلى خطابهم لزيادة التشريف والاستبشار إظهاراً لسرورهم، والألتفات أسلوب بديعي، وهو أن تتغير صيغة الخطاب بين فقرات الجملة الواحدة من مخاطب إلى غائب إلى متكلم.
وليست السين فيه للطلب، والفاء لترتيبه أو ترتيب الأمر به على ما قبله أي فإذا كان كذلك فاظهروا السرور بما فزتم به من الجنة، وإنما قال سبحانه: {بِبَيْعِكُمُ} مع أن الابتهاج به باعتبار أدائه إلى الجنة لأن المراد ترغيبهم في الجهاد الذي عبر عنه بالبيع، ولم يذكر العقد بعنوان الشراء لأن ذلك من قبله سبحانه لا من قبلهم والترغيب على ما قيل إنما يتم فيها هو من قبلهم، وقوله تعالى: {?لَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ} لزيادة تقرير بيعهم وللاشعار بتميزه على غيره فإنه بيع الفاني بالباقي ولأن كلا البدلين له سبحانه وتعالى، ومن هنا كان الحسن إذا قرأ الآية يقول: أنفس هو خلفها وأموال هو رزقها {وَذَلِكَ} أي البيع الذي أمرتم به {هُوَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ} الذي لا فوز أعظم منه، وما في ذلك من البعد إشارة إلى بعد منزلة المشار إليه وسمو رتبته في الكمال. والأشارة إلى الجنة التي جعلت ثمناً بمقابلة ما بذلوا من أنفسهم وأموالهم، وفي ذلك إعظام للثمن ومنه يعلم حال المثمن.
واعلم أن هذه الآية مشتملة على أنواع من التأكيدات: فأولها: قوله: {إِنَّ ?للَّهَ ?شْتَرَى? مِنَ ?لْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْو?لَهُمْ} فيكون المشتري هو الله المقدس عن الكذب والخيانة، وذلك من أدل الدلائل على تأكيد هذا العهد. والثاني: أنه عبر عن إيصال هذا الثواب بالبيع والشراء، وذلك حق مؤكد. وثالثها: قوله: {وَعْداً} ووعد الله حق. ورابعها: قوله: {عَلَيْهِ} وكلمة «على» للوجوب. وخامسها: قوله: {حَقّاً} وهو التأكيد للتحقيق. وسادسها: قوله: {فِي ?لتَّوْرَاةِ وَ?لإِنجِيلِ وَ?لْقُرْءانِ} وذلك يجري مجرى إشهاد جميع الكتب الإلهية وجميع الأنبياء والرسل على هذه المبايعة. وسابعها: قوله: {وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ مِنَ ?للَّهِ} وهو غاية في التأكيد. وثامنها: قوله: {فَ?سْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ?لَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ} وهو أيضاً مبالغة في التأكيد. وتاسعها: قوله: {وَذ?لِكَ هُوَ ?لْفَوْزُ} وعاشرها: قوله: {?لْعَظِيمُ} فثبت اشتمال هذه الآية على هذه الوجوه العشرة في التأكيد والتقرير والتحقيق.
والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 07:41 ص]ـ
لقد أحسنت والله
ولكن عليك أن تتبنى قولا واحدا لأنّ قولك (ثم قال تعالى: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ?لتَّوْرَاةِ وَ?لإِنجِيلِ وَ?لْقُرْءانِ} قال الزجاج: نصب {وَعْداً} على المعنى، لأن معنى قوله: {بِأَنَّ لَهُمُ ?لّجَنَّةَ} أنه وعدهم الجنة، فكان وعداً مصدراً مؤكداً. واختلفوا في أن هذا الذي حصل في الكتب الثلاثة، ما هو؟
فالقول الأول: أن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيل الله وعد ثابت، فقد أثبته الله في التوراة والإنجيل كما أثبته في القرآن.
والقول الثاني: المراد أن الله تعالى بين في التوراة والإنجيل أنه اشترى من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، كما بين في القرآن.
والقول الثالث: أن الأمر بالقتال والجهاد هو موجود في جميع الشرائع.)
مربك للقارىء الذي يرغب في الإطلاع على رأي واحد
ولو ترك لي الأمر لقلت "وعد الله المقاتلين وعدا حقا عليه في التوراة والإنجيل والقرآن بأنّ لهم الجنّة"
ثمّ أي جزم على المعنى يجعلك تقول "لم تأتي": D "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 08:06 ص]ـ
أساذي العزيز جمال الشرباتي:
أسعدتني مداخلتك
يبدو أن المعنى الراجح في تفسير قوله تعالى:
{وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ}.
ما جاء عند: ابن كثير حيث قال:
قَوْله " وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن " تَأْكِيد لِهَذَا الْوَعْد وَإِخْبَار بِأَنَّهُ قَدْ كَتَبَهُ عَلَى نَفْسه الْكَرِيمَة وَأَنْزَلَهُ عَلَى رُسُله فِي كُتُبه الْكِبَار وَهِيَ التَّوْرَاة الْمُنَزَّلَة عَلَى مُوسَى وَالْإِنْجِيل الْمُنَزَّل عَلَى عِيسَى وَالْقُرْآن الْمُنَزَّل عَلَى مُحَمَّد صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
وما جاء هند القرطبي:
{وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ}
إِخْبَار مِنْ اللَّه تَعَالَى أَنَّ هَذَا كَانَ فِي هَذِهِ الْكُتُب , وَأَنَّ الْجِهَاد وَمُقَاوَمَة الْأَعْدَاء أَصْله مِنْ عَهْد مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام. و " وَعْدًا " و " حَقًّا " مَصْدَرَانِ مُوَكِّدَانِ.
وهما يحتملان القول الأول والثالث ولا يحتملان القول الثاني.
هذا أولاً
أما بالنسبة لخطئي حيث جزم بـ لم ولم اجزم الفعل يأتي
فهو بسبب السرعة وعدم الإنتباه.
وحقها أن نقول: لم يأت.(/)
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 12:13 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات12
سمعت على لسان أحد الخطباء بأن معنى قوله (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) هو: هل يحب أحدكم أن يكون كلبا! وعلل الخطيب هذا المعنى بقوله: لأنه لايوجد على البسيطة من يفعل ذلك من المخلوقات إلا الكلب! (أجلكم الله).
والسؤال: ماحقيقة هذا التوجيه، وهل له أصل صريح عند أحد من المفسرين؟
ودمتم سالمين
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 12:27 ص]ـ
شيخنا أبا سارة، السلام عليكم، وكل عام وأنتم إلى طاعة الله أقرب.
{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}
في هذه الآية الكريمة، وفي هذا الجزء بالذات، توجد مقارنة، والمقارنة معقودة بين، أكل لحم الميت، وهو لا يُحس طبعاً بذلك، أي الميت، وفيها تشبيه لحال المُغتَابِ، حيث لا يُحس بالغيبة، ثم السؤال الإستفساري عن من يُحب أكل لحم الإنسان الميت، وفي هذا تقزيز، حيث أن أيٍ منا لا يقوى على ذلك. طبعاً لا أحد.
ثم قوله تعالى فكرهتموه تبياناً للجبلة المفطور عليها الناس حيث أنهم يكرهون بالجبلة من يفعل ذلك.
أما تشبيه من يفعل ذلك بالكلب.
فلم اجدها لدى المفسرين الذين طَوفتُ بعقولهم، لم أجد هذا التشبيه بالكلب.
ومن ناحية أخرى، فإن الكلب يأكل الجيفة، وكثير من الحيوانات الأخرى، ولكن الكلب قد يكون أشهرها. فلا يصح المثال.
ومن ناحية أخرى، فالكلب أجلكم الله، يستلذ على أكل الجيفة، وهذا من جبلته خِلافاً للإنسان.
وعليه فلا يصح التشبيه.
وأزيدك أخي من الشعر بيت:
وهو أن تشبيه الإنسان بالكلب فيه حطٌ من قدره، ولم يعمد إليه القرآن إلا في حالة الكفار، حيث وصفهم الله فقال {إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا}.
والله أعلم(/)
"وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"
ـ[سليم]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 11:08 م]ـ
السلام عليكم
من المعلوم ان التقديم والتأخير من بلاغة القرآن ,ويستعمل القرآن هذا النوع من البلاغة لعدة اسباب منها الترتيب الزمني للاحداث او الاختصاص, فيقول الله عزوجل:"وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ " (27) الحجر, فالأية تدل على ان الله خلق الجن ثم خلق الانس, وكذلك في سورة الذاريات يقول الله:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (56) ,واما في سورة الانسان وقال تعالى "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " (2) ,وقال ايضاً في سورة الفرقان"وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا" (73) ,هذا يدل على ان السمع اهم واخص من البصر ولآن الاعمى يمكن ان يفهم ويعي الرسالة ومن السهولة ايصال التبليغ اليه على عكس الاصم. الى هنا الامرو يبدو هيناً ولكن ما هي صورة البلاغة في تقديم السمع على البصر عند الحديث عن الله عزوجل حيث يقول في سورة الشورى:"وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (11) وفي سورة غافر"إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (20) هنا قدم السمع على البصرلأنه يوحي بالقرب إذ الذي يسمعك يكون في العادة قريباً منك بخلاف الذي يراك فإنه قد يكون بعيداً وإن كان الله لا يند عن سمعه شيء, وهو للدلالة على ان الله عز وجل قريب جداً من الانسان.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 12:46 ص]ـ
ما هي صورة البلاغة في تقديم السمع على البصر عند الحديث عن الله عزوجل حيث يقول في سورة الشورى:"وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (11) وفي سورة غافر"إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (20) هنا قدم السمع على البصرلأنه يوحي بالقرب إذ الذي يسمعك يكون في العادة قريباً منك بخلاف الذي يراك فإنه قد يكون بعيداً وإن كان الله لا يند عن سمعه شيء, وهو للدلالة على ان الله عز وجل قريب جداً من الانسان.
أخي سليم، أليس في قولك المرقوم أعلاه تشبيه لله سبحانه بالبشر، من حيث أن الذي يسمعك يكون في العادة قريب منك بخلاف المبصر الذي يراك من بعيد؟
وهذه النقطة لا تنطبق على الله سبحانه وتعالى، فسمعه وبصره من صفاته التي يحير العقل عن إدراكها، وادراك كنهها. وهي لا تخضع للمقاييس البشرية ولا تشبه بها.
فهل عندك تصريف ثانٍ للتقديم والتأخير في الآية؟
انتظر الجواب.
أخوك موسى.
ـ[سليم]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 05:38 م]ـ
السلام عليكم
اخي موسى ان التقديم والتأخير في القرآن له اسبابه وقد ورد في كتبا الاتقان في علوم القرآن ان احد هذه الاسباب هو التشريف: كتقديم الذكر على الأنثى نحو إن المسلمين والمسلمات) الآية، والحر في قوله (والحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى والحي في قوله (يخرج الحي من الميت) الآية وما يستوي الأحياء ولا الأموات والخيل في قوله (والخيل والبغال والحمير لتركبوها والسمع في قوله وعلى سمعهم وعلى أبصارهم وقوله (إن السمع والبصر والفؤاد وقوله (إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم حكى ابن عطية عن النقاش أنه استدل بها على تفضيل السمع على البصر، ولذا وقع في وصفه تعالى سميع بصير بتقديم السمع.
والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 06:29 م]ـ
الأخ سليم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن حاصل كلامك في تقديم السمع على البصر يُشعر بأن ذلك مطرد في الذكر الحكيم، وليس كذلك ..
فقد جاء البصر قبل السمع في مواضع عديدة، نذكر منها:
قوله تعالى في سورة الكهف: " قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا " (26).
وقوله في الأعراف: " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " (179).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله في الكهف أيضاً: " الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا " (101).
وقوله في سورة الإسراء: " وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا " (97).
فهذه أمثلة تقدّم فيها البصر على السمع!!
ولو كان تقديم السمع على البصر لشرف السمع على البصر دون اعتبار آخر لاقتضى ذلك تقديمه في كل موضع اجتمعا فيه، ولما تخلّف منها موضع واحد لعدم تخلّف العلّة في التقديم ..
فما تقول في تقديم البصر على السمع في هذه المواضع؟
هذا من ناحية.
وأما بالنسبة إلى الله عزّ وجلّ فالأمر فيه على خلاف البشر لا ترتيب ولا تفاوت عنده بين المسموعات والمبصرات، فإذا جاء البصر متقدّماً على السمع - كما في سورة الكهف - أو جاء السمع مقدّماً على الرؤية - كما في الأمثلة التي أوردتها أنت - فلا غضاضة في ذلك لا سيما إذا كان كل واقعاً موقعه لمناسبات لفظية ومعنوية تقضي بذلك ..
ثم إن قولك بأن الجن تقدّم على الإنس في القرآن الكريم، فإن هذا خطأ أيضاً ..
لأن تقديم الجن على الإنس كان في اثنتي عشرة آية ..
في حين أن القرآن الكريم أورد ست آيات قدّم فيها الإنس على الجن، منها:
قوله تعالى في سورة الرحمن: " فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ " (39).
وقوله تعالى في سورة الرحمن أيضاً: " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " (56).
وقوله تعالى في سورة الرحمن: " لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " (74).
وقوله تعالى في سورة الأنعام: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " (112).
وقوله تعالى في سورة الإسراء: " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " (88).
وقوله تعالى في سورة الجن: " وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا " (5).
ثم أي تشريف يعود على الإنس حين قُدّم في قوله تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ "؟
إن تحرير القول في هذه المواضع أن يدار فيها من حيث التقديم والتأخير على غير الوجه الذي ذهبت إليه ..
وإنا بانتظار تبيينك للسبب من وراء تقديم البصر على السمع في الآيات المذكورة أعلاه ..
ودمت لنا سالماً ..
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي الطيبي, بالنسبه الى الآيات الآولى التي تتعلق في تقديم الجن على الانس فهو تقديم اوليه في الخلق وليس في التشريف ومع هذا فإن الانسان اشرف من الجن ,وكفى الانسان تشريفاً ان بعث النبي الامي وهو من البشر ونزل عليه اشرف كتاب وهو القرآن الكريم واما بالنسبة الى الايات التي اوردتها في تقديم الانس على الجن فلكل حدث حديث فالآية 39 من سورة الرحمن:" فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ " فإن سياق الآية يدل على الحساب يوم القيامة الحساب يعني التكليف والمكلف باحكام الاسلام هو الانسان قبل الجان ولأنه نزل على بني البشر والانسان اولى بالتكليف وإن استمع اليه نفر من الجن!! واما بالنسبة الى الآيتين 56,74 من سورة الرحمن ايضاً فإنهما متعلقتين بالطمث, والطمث: طَمَثَها: يَطْمِثُها وَيطْمُثُها افْتَضَّها (وطَمَثَتْ) كنَصَرَ وسَمِعَ حاضَتْ فهي طامِثٌ, (والطَّمْثُ) المَسُّ والدَّنَسُ والفَسادُ, وقيل هو كنايه على النكاح, والمعنى لهما يصبح ان هؤلاء النسوه في الجنه _قاصرات الطرف_ هن طاهرات عفيفات لم يفض اغلاق ختامهن احد من خلقك انسان كان او جان.
(يُتْبَعُ)
(/)
واما الآية 88,من سورة الاسراء:"قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " فهو موضع تحدي حيث تحداهم الله عز وجل (الانس والجان) بان يأتوا بمثل هذا القرآن, وبما ان القرآن نزل على البشر اولاً فمن باب اولى ان يكون التحدي مبتدئاً بهم.
اما بالنسبة الى تشريف السمع على البصر فأنا على قولي هذا لأنه قول السلف فيما يتعلق في التقديم والايات التي سقتها في تقديم البصر على السمع او الاعين على الآذان فهو ايضاً من سر بلاغة وفصاحة القرآن في انتقائه الالفاظ في موضعها المناسب, خذ مثلاً اية 26 من سورة الكهف:" قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ",حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ) قال: يرى أعمالهم، ويسمع ذلك منهم سميعا بصيرا, فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع، تبارك وتعالى!. والاية 101 من نفس السورة:"الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ",يُفهم من الاية من والتي تسبقها ان الله سبحانه وتعالى عرض جهنم على الكفار والعرض يحتاج الى رؤيه اي بصر ,ولهذا قدم البصر على السمع هنا.
والاية 179 من سورة الاعراف:" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " يعني: ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله (سببا للهداية) كما قال تعالى: " وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "الأحقاف, هنا نرى ادراج الحجة على الكفار في عدم ايمانهم لأن الايمان موضعه القلب, فالانسان يهتدي الى الله من حاجته الى التقديس وبعدها يرى ايات الله او يسمع بها.
والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 08:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الأخ سليم ..
بارك الله فيك على هذه اللفتات ..
على أني ما زلت أخالفك الرأي في التشبيه .. وفي بعض ما جاء في مقالتك الكريمة ..
تقول - حفظك الله: أما بالنسبة إلى تشريف السمع على البصر فأنا على قولي هذا لأنه قول السلف فيما يتعلق في التقديم ..
فأقول: وهل أن كل مَن سَلَف قال بتشريف السمع على البصر؟ وهل تريد بقولك هذا إخراجنا من دائرة الآخذين بأقوال السلف - رحمهم الله؟
ثم تقول: والآيات التي سقتها في تقديم البصر على السمع أو الأعين على الآذان فهو أيضاً من سرّ بلاغة وفصاحة القرآن في انتقائه الألفاظ في موضعها المناسب ..
فأقول: وهذا ما لا خلاف حوله .. إذ هو عين المقصود من إثارة مثل هذه المواضيع في هذا المنتدى المبارك ..
ثم تقول: خذ مثلاً آية 26 من سورة الكهف: " قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا " ... قال: قال ابن زيد، في قوله: (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ) قال: يرى أعمالهم، ويسمع ذلك منهم سميعا بصيرا، فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع، تبارك وتعالى!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول: إن ما نقلته من تفسير الطبري - رحمه الله - لا يكشف عن سرّ تقديم البصر على السمع في هذه الآية الكريمة. ذلك أن قوله تعالى: " أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ " قد تقدّم عليه قوله عزّ وجلّ: " لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "، ومن المعلموم أن الغيب شامل للمبصرات والمرئيات والمسموعات وغيرها. لكن ما غاب من المخاطب من مبصرات السموات والأرض - إذ هو الكون كله وما وقع عليه بصر المخاطب من حيّز ضيّق محدود - أكثر بهذا الاعتبار مما غاب عنه من مسموعات .. لذلك اقتضى المقام الإتيان بالبصر مقدّماً على السمع.
ثم تقول: والآية 101 من نفس السورة: " الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا "، يُفهم من الآية والتي تسبقها أن الله سبحانه وتعالى عرض جهنم على الكفار، والعرض يحتاج إلى رؤيه، أي: بصر، ولهذا قدم البصر على السمع هنا.
فأقول: رأي موفق إن شاء الله ..
ثم تقول: والاية 179 من سورة الاعراف: " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ "، يعني: ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله (سببا للهداية) كما قال تعالى: " وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " الأحقاف. هنا نرى إدراج الحجة على الكفار في عدم إيمانهم لأن الإيمان موضعه القلب، فالإنسان يهتدي إلى الله من حاجته إلى التقديس وبعدها يرى آيات الله أو يسمع بها.
فأقول: إنما قدّم هنا الأعين على الآذان لأنه سبحانه شبّههم بالأنعام فأخّر السمع ليكون مجاوراً لتشبيههم بها. لأن الأنعام لا تختلف رؤيتها للأشياء عن رؤية الإنسان لها. وإنما يقع التخالف في السمع إذ لا يميز الحيوان بين النصح وغيره من الأقوال ولا تثمر فيه النذر.
بقي تقديم البصر على السمع في سورة الإسراء في قوله تعالى: " وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا "، حيث قدّم العمى الذي هو ضدّ الإبصار وأخّر الصمّ الذي هو ضدّ السمع. فذلك لمناسبة الحشر على الوجوه لأن مَن ألقي على وجهه ثم سُحب عليه لم يبصر شيئاً ولو يستطع أن يتكلم بكلام مسموع فتأخذه دهشة الهول فلا يكاد يسمع مما حوله شيئاً.
وأما بالنسبة لتقديم الإنس على الجن في قوله تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ "، فالسرّ فيه - والله أعلم - أن عداوة الإنس للرسل أمرها ظاهر، وعنادهم لهم لا يحتاج إلى دليل. فبنو إسرائيل - مثلاً - وهم من الإنس تمرّدوا على الرسل وقتلوهم، ولم تقتل الجن رسولاً أو نبياً. وهذا الظهور في عداوة الإنس للرسل جعلهم أصلاء في هذا المقام جديرين بالتقديم فيه. أما عداوة الجن للرسل فهي مساعٍ وحيل متخفية، يدركها العقل ولا تدركها الحواس ..
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:00 م]ـ
صدر كتاب للأخ لؤي الطيبي بعنوان
(البرهان في الأعداد والأرقام على إعجاز القرآن)
ولا أدّعي أنني انتهيت من دراسته إلّا أنني أقطع بأنّه جهد متميز في مجاله
ودعني أنقل منه هذه اللفتة
("قل هل يستوي الأعمى والبصير" فمن المعلوم أنّ الأعمى لا يستوي مع البصير. ولكن الأمر الذي يهمّنا هو عدم التساوي المطلق بين هاتين الصفتين. وللتحقق من عدم التساوي نقوم أولا بالبحث عن الآيات التي وردت فيها كل من الكلمتين في النص القرآني. وإذ ذاك نجد أن الأعمى والبصير لا يستويان وذلك ليس بالمفهوم التشريعي والبيولوجي فحسب وإنما كذلك بالمفهوم المنطقي "ثم وضع جدولا"
إذ يتبين لنا من الجدول أن كلمة الأعمى جاء ذكرها في القرآن 8 مرات في حين أن كلمة البصير وردت فيه 9 مرات فيتضح من النتائج أن الأعمى بالفعل لا يستوي مع البصير)
أبارك له وأترك له أن يعقب شارحا عن كتابه CC3366
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:44 م]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي ,بارك الله فيك على هذه البيان, ووفقك الله العلي القدير في كتابك الجديد, وأمل ان احصل على نسخة منه, (هذا اولاً).
وثانياً استغفر الله ان أُخرجك أو غيرك من دائرة الآخذين بقول السلف.
والله الموفق
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:50 م]ـ
سليم
إلحق حالك واطلب كتابك في رابط الكتاب هناك---
ـ[موالية]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 07:40 م]ـ
السلام عليكم،،،
أنا أبحث منذ فترة عن الاطناب (تذييل جارى مجرى المثل، وتذييل غير جارى مجرى المثل) والايجاز في سورة الكهف.
أرجو منكم المساعدة في هذا الموضوع،،،، مع جزيل الشكر(/)
الحسن الهاشمي--ماذا حمّلك الرسول إلينا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 09:21 م]ـ
السلام عليكم
قلت (نعم أراه صلى الله عليه وسلم، رأيته مرات عديدة، و كان هو أول من رأيت من الأنبياء. وأرى إبراهيم الخليل عليه السلام.)
وطالما أنّك تراه--فماذا طلب منك أن تبلغنا؟
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 08:36 ص]ـ
السلام عليكم
لم يحملني رسول الله عليه الصلاة والسلام شيئا، والكذب في الرؤيا كذب على الله.
أول مرة رأيته كان عمري ما بين 6 و 7 سنين، لم أكن قد تعلمت اللغة العربية الفصحى بعد. رأيت نفسي في صحراء أما خيمة واقفا مع رسول الله، وضع سبابة يده اليمنى على أسنانه فقال لي باللغة الفصحى
: هذه سنتي. (بضم السين)، وبعد الرؤيا تساءلت في نفسي: لماذا قال سنتي (بضم السين) = جمع سنن ولم يقل سنتي (بكسر السين) =
جمع أسنان!!
هذه الرؤيا مثبتة في ذاكرتي كما لو أنني رأيته بالأمس، هو رجل جميل، ليس بالطويل ولا بالقصير، وليس نحيفا ولا سمينا، عربي الملامح، أبيض البشرة، ذو لحية سوداء ليست طويلة وإنما هي كلحية طارق السويدان في طولها.
كان يلبس جلباب كالجلباب المغربي الذي يلبس في فصل الشتاء، يعتم
بعمامة خضراء.
وصورته هي نفسها في رؤى أخرى رأيتها واللباس فقط هو الذي يتغير، لم أره قط عاري الرأس، ولم أره قط لابسا بنطلون.
رأيته في رؤيا يخرج من المسجد راكبا سيارة بيضاء بجانب خالي المتوفي الذي كان يسوق السيارة. وكان لباسه أبيضا مثل لباس خالي.
ورأيته في رؤيا أن تلفزيونات العالم ووكالات الأنباء تتحدث عن عودة
النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا به عندي في البيت وكان معه شبان لا تتجاوز أعمارها سبعة عشر سنة (تقريبا)، وبدأ يحدثنا.
ورأيته مرة أخرى مع نفس الشبان، ورأيته مرة أخرى والمسيح بن مريم عليهم السلام ونحن في صراع مع الدجال.
ـ[معالي]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 08:06 ص]ـ
شيخنا جمال ...
لو أفصحتم .. فقلتم ما أردتم قوله!!
بارك الله فيكم
فيض تحية
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 09:24 م]ـ
الأخ الحسن الهاشمي المختار، السلام عيك ورحمة الله وبركاته.
أما بعد.
فيا أخي العزيز، الله عزّ وجل قد يكرم بعض عباده ممن يشاء، ببعض الكرامات، وذاك تفضلاً منه سبحانه على المتقين من عباده المقربين، فمثلاً قد يرى بعض المقربين، رسول الله صلى الله عليه وسلم، في منامه، وقد يشعر عبدٌ آخر بالسكينة والإطمئنان، ولكن الضابط في الأمر، أن يكون نوع الكرامة بما له اصلٌ في الدين. فمثلاً رؤية سيدي محمد صلى الله عليه وسلم تكون، لإنها مما ورد لها أصل في الشرع، فقد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: من رآني فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي.
وبالنسبة للسكينة والطمأنينة، ففيها نص من القرآن، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (4) الفتح
وقال تعالى في نفس السورة {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (18).
وعليه أرى أن تكون الكرامة مما له أصل في الشرع. فلا يصح لأحدٍ أن يقول لإنني من أهل الخطوة؛ أمشي من القدس إلى المغرب بلحظة من زمن، أو أن يقول أنني أمشي على الماء، أو أن الأنبياء عليهم السلام يأتون لزيلرتي في الصحوة لا في المنام.
ولا أن يقول شخص آخر إنني أرى الأنبياء جميعاً في منامي، وهلم جرا.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العبد المُكرم لا بد له أن يلتزم جانب الصمت وأن لا يُحَدث بما يرىحتى لا يُصرف قوله إلى ادعاء اكرامة وتصنع التقوى، ووصفه بأنه يُرائي.
وعليه أخي الحسن الهاشمي المختار، الزم جانب الصمت، لعلك تسعد بما ترى إن كنت صادقاً فيما تقول.
ولنلتزم جميعاً بموضوع هذا القسم وهو البلاغة والإعجاز.
دمتم ذخراً للإسلام والمسلمين.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 10:13 م]ـ
الضابط في صحة الرؤيا هو تحميل الرائي رسالة تتناسق تماما مع مقاصد الشريعة---كأن يقول له الرسول صلّى الله عليه وسلم "عليكم بإخراج الكفّار من العراق"
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 12:03 ص]ـ
الإخوة الأعزاء: جمال حسن، موسى أحمد زغاري، معالي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا لا أدعي كرامة ولا أقول أني من أهل الخطوة ولا غير ذلك ...
ولو لم يسأل أخي موسى: لماذا لا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لما قلت إني أرى رسول الله.
ولو لم يسأل أخي جمال: ماذا حملك رسول الله؟ لما قصصت الرؤى.
والسبب في هذا هو موضوع (إني متوفيك ... ) وباعتباري كتبت مقالات كثيرة عن المسيح أحببت أن أعرف إن كان لها علاقة برؤيا المسيح عليه السلام، (وتطور الكلام بسبب الجدال إلى أن قلت ما لم يكن علي أن أقوله.
فمعذرة على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 12:09 ص]ـ
بارك الله فيك أيها الحسن الهاشمي المختار، فقد جلوت الفكرة، واعتذر منك عما سبق، ولك من القدس سلام
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 11:10 ص]ـ
الأخ الكريم موسى أحمد زغاري وفقك الله وباركك، أتفهمك وأقدرك وهنيئا لكم إقامتكم بالأرض المباركة ومجاورة المسجد الأقصى الشريف.
وسلام لك من أهل المغرب.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهل المغرب الكرام.(/)
ماذا يعني الزمخشري بقوله هنا؟!
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 09:56 م]ـ
(ولقائل أن يقول: هي صفات وإنما حذفت الألف واللام من شديد ليزاوج ماقبله ومابعده لفظًا فقد غيروا كثيرًا من كلامهم عن قوانينه لأجل الازدواج، فقالوا: " مايعرف سحادليه من عبادليه " فثنوا ماهو وتر لأجل ماهو شفع ")
في قوله تعالى: غافر الذنب قبل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير) غافر3
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 08:37 م]ـ
"وما يَعْرِفُ سُحَادِلَيْهِ من عُنَادِلَيْهِ أي خُصيْيَهْ من ذَكَرِه"
السحادل وهو ذكر الرجل وتر أمّا العنادلان و هما الخصيتان فهما شفع لأنّهما إثنتان
ـ[الهذلي]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 12:58 م]ـ
مُلَح وليست فصاحة.(/)
أغيثوني يا أهل البلاغة والإعجاز؟
ـ[أحمد عمر]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 01:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي وأساتذتي لقد تعثرت في إجابة ثلاثون سؤالاً ولقد ظننت أني قد ملاقي إجاباتهم لديكم فهل صح ظني؟
أرجوكم أنتم لا تدرون مدى أهمية إجابتكم لي فلا تتجاهلوني ولا تبخلوا عني بالإجابة كما أعرف عنكم أهل الفصيح أنكم أهل ثقة وعلم ولهذا سألتكم؟
1. ما الآية التي ذكر الله فيها أمران ونهيان وبشارتان وفي أي سورة؟
2. من هو النبي الذي لقب بـ (شيخ المرسلين)؟
3. من هو خطيب الأنبياء؟
4. ما الآيه الوحيدة التي بدأت بحرف الظاء؟
5. ما أسم السورة التي تخلو من حرف (الراء)؟
6. ما الآية الوحيدة التي بدأت بحرف (الدال)؟
7. من هي التي قال عنها النبي (أمي بعد أمي)؟
8. ما المدة التي عاشها النبي مع السيدة خديجة؟
9. من هي أصغر بنات النبي؟
10. من هم الأولاد الذين رزق بهم النبي بعد بعثته؟
11. من هي ثاني إمرأة تزوجها النبي؟
12. من هو أكبر أبناء سيدنا علي؟
13. متى وقعت غزوة خيبر؟
14. من هي اليهودية الوحيدة التي أسلمت وتزوجها النبي؟
15. من هو الصحابي الذي كتب صلح الحديبية؟
16. من هي المرأة التي تزوجت إثنين من الخلفاء الراشدين؟
17. متى بدأت خلافة سيدنا عثمان؟
18. من هم القادة الثلاثة الذين قتلوا في غزوة مؤتة؟
19. من الذي لقب بـ (آرطبون) العرب؟
20. متى قتل سيدنا علي؟
21. من هي أكبر بنات أبو بكر الصديق؟
22. من هو صاحب فكرة التقويم الهجري؟
23. من هو الخليفة الذي لقب بـ (المثمن)؟
24. من هو فاتح المدن الفلسطينية الآتية (غزة , نابلس , يافا , اللد)؟
25. من كان قائد المسلمين في معركة (بلاط الشهداء)؟
26. من هو مؤلف كتاب (الجامع لأحكام القرآن)؟
27. ما هي أول معركة بحرية في الإسلام؟
28. ما هي ديانة أهل الكهف؟
29. من هو قائد المسلمين في غزوة اليرموك؟
30. من هو صاحب الدعاء (وأغفر لأبي إنه كان من الضالين)؟
ـ[أحمد عمر]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 01:21 م]ـ
لا يشترط أن تعرف جميع الإجابات ولكن كلما أسرعت بالإجابة قد تكون تصدقت عليا بها
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 01:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي وأساتذتي لقد تعثرت في إجابة ثلاثون سؤالاً ولقد ظننت أني قد ملاقي إجاباتهم لديكم فهل صح ظني؟
أرجوكم أنتم لا تدرون مدى أهمية إجابتكم لي فلا تتجاهلوني ولا تبخلوا عني بالإجابة كما أعرف عنكم أهل الفصيح أنكم أهل ثقة وعلم ولهذا سألتكم؟
1. ما الآية التي ذكر الله فيها أمرين ونهيين وبشارتين وفي أي سورة؟
الآية 7 سورة القصص
2. من هو النبي الذي لقب بـ (شيخ المرسلين)؟
3. من هو خطيب الأنبياء؟ = شعيب عليه السلام
4. ما الآيه الوحيدة التي بدأت بحرف الظاء؟
41 الروم
5. ما أسم السورة التي تخلو من حرف (الراء)؟ = الإخلاص
6. ما الآية الوحيدة التي بدأت بحرف (الدال)؟
9 الصافات
7. من هي التي قال عنها النبي (أمي بعد أمي)؟
8. ما المدة التي عاشها النبي مع السيدة خديجة؟
9. من هي أصغر بنات النبي؟
10. من هم الأولاد الذين رزق بهم النبي بعد بعثته؟
إبراهيم ..
11. من هي ثاني إمرأة تزوجها النبي؟
12. من هو أكبر أبناء سيدنا علي؟
الحسين
13. متى وقعت غزوة خيبر؟
7هـ
14. من هي اليهودية الوحيدة التي أسلمت وتزوجها النبي؟
صفية بنت حيي
15. من هو الصحابي الذي كتب صلح الحديبية؟
علي بن أبي طالب
16. من هي المرأة التي تزوجت إثنين من الخلفاء الراشدين؟
أسماء بنت عميس
17. متى بدأت خلافة سيدنا عثمان؟
18. من هم القادة الثلاثة الذين قتلوا في غزوة مؤتة؟
عبدالله بن رواحة - جعفر بن أبي طالب - زيد بن حارثة
19. من الذي لقب بـ (آرطبون) العرب؟
عمرو بن العاص رضي الله عنه
20. متى قتل سيدنا علي؟
40هـ
21. من هي أكبر بنات أبو بكر الصديق؟
أسماء بنت أبي بكر
22. من هو صاحب فكرة التقويم الهجري؟
عمر بن الخطاب
23. من هو الخليفة الذي لقب بـ (المثمن)؟
المعتصم
24. من هو فاتح المدن الفلسطينية الآتية (غزة , نابلس , يافا , اللد)؟
25. من كان قائد المسلمين في معركة (بلاط الشهداء)؟
عبد الرحمن الغافقي
26. من هو مؤلف كتاب (الجامع لأحكام القرآن)؟
الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
27. ما هي أول معركة بحرية في الإسلام؟
ذات الصواري
28. ما هي ديانة أهل الكهف؟
التوحيد
29. من هو قائد المسلمين في غزوة اليرموك؟
خالد بن الوليد
30. من هو صاحب الدعاء (وأغفر لأبي إنه كان من الضالين)؟ الخليل إبراهيم عليه السلام
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 01:57 م]ـ
علما أن الموضوع لا يختص به منتدى البلاغة.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 02:30 م]ـ
8. ما المدة التي عاشها النبي مع السيدة خديجة؟
25سنة
11. من هي ثاني إمرأة تزوجها النبي؟
سودة بنت زمعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد عمر]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 07:53 م]ـ
أولا دعني أطلب منك أن تغفر لي هفوتي وإن كانت عن قصد فلأهمية الموضوع وأهميه السرعة في إجابته أضطررت أن أكتبه هنا بالتحديد وكما تجد أيضا نفس الموضوع في المنتدى اللغوي وقلت أغيثوني حتى أجد من ينجدني ويجيبني فقد قررت أن أختار أسم ومكان معين كي أتوصل لشد إنتباهكم
ثانيا دعني أشكرك من صميم قلبي فوالله لقد أوجدت لنفسك في قلبي مكانة عالية ليس بسبب إجابتك فقط وإنما حباً في الله وأرجو أن تشاطرني نفس الشعور
ثالثا قد أختلف معك في بعض الإجابات ولقد سهرت بالأمس على الإنترنت حريصاً على إجابتهم ووجدت بعض الإجابات ولكن منها ما هو مختلف معك فأرجوك تناقش معي سبب الإختلاف حتى نتوصل للحل الأمثل
أوجة الإختلاف: ــ
ثاني إمرأة تزوجها الرسول؟ هي مارية القبطية
خطيب الأنبياء؟ سيدنا إبراهيم
أول من خطب على المنبر من الأنبياء هو إبراهيم عليه السلام
فهل المقصود هنا أنه خطيب الأنبياء أم أنه كان أول من خطب وحسب؟
هذا ولك مني كل شكري وتقديري وإحترامي البالغ
ـ[أحمد عمر]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 07:58 م]ـ
ولقد وضعت موضوعي في منتدى البلاغة لحكمة أن القرآن الكريم يحوي البلاغة وكل من يدرس أو يهتم بالبلاغة وإذا سألت أحدكم أكن متأكداً أنه يملك إجابتي في هذه الأسئلة التي تحوي العديد من جوانب القرآن الكريم
وشكرا لكم أهل البلاغة والفصيح
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 12:02 ص]ـ
أسأل الله أن يحبك كما أحببتني فيه.
زواج النبي من سودة رضي الله عنها:
بعد وفاة السيدة خديجة بثلاث سنين قالت خولة بنت حكيم للرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة: (ألا تتزوج؟) 000فقال: (ومن؟) 000فقالت: (إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً!؟) 000قال: (من البكر؟) 000 قالت: (ابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة بنت أبي بكر؟) 000قال: (ومن الثيب؟) 000قالت: (سودة بنت زمعة بن قيس، قد آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه) 000قال: (فاذهبي فاذكريهما عليّ) 000
فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، ثم خرجت فدخلت على سودة فقالت: (أي سودة! ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة؟!) 000قالت: (وما ذاك؟) 000قالت: (أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطبك عليه؟!) 000فقالت: (وددتُ، ادخلي على أبي فاذكري له ذلك) 000وكان والدها شيخ كبير، فدخلت عليه فحيته بتحية أهل الجاهلية ثم قالت: (إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسلني أخطب عليه سودة؟) 000 قال: (كفء كريم، فماذا تقول صاحبته؟) 000قالت: (تحب ذلك) 000قال: (ادعيها إليّ) 000فدُعيَت له000فقال: (أيْ سودة، زعمت هذه أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسل يخطبك، وهو كفء كريم، أفتحبين أن أزوِّجْكِهِ؟) 000قالت: (نعم) 000فقال: (فادعيه لي) 000فدعته وجاء فزوّجه.
أما عن خطيب الأنبياء:
فكان بعض السلف يسمي شعيباً خطيب الأنبياء يعني لفصاحته وعلو عبارته وبلاغته في دعاية قومه إلى الإيمان برسالته.
وقد روى ابن إسحاق بن بشر عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيباً قال: (ذاك خطيب الأنبياء)
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 07:49 ص]ـ
قال رسول الله " أم أيمن أمي، بعد أمي "
وأصغر بنات النبي – صلى الله عليه وسلم – رقية
قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: فماتت خديجة بنت خويلد قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، لم يتزوج عليها امرأة حتى ماتت هي وأبو طالب في سنة، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة سودة بنت زمعة، ثم تزوج بعد سودة عائشة بنت أبي بكر لم يتزوج بكرا غيرها، ولم يصب منها ولدا حتى مات ثم تزوج بعد عائشة حفصة بنت عمر، ثم تزوج بعد حفصة زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين، ثم تزوج بعدها أم حبيبة بنت أبي سفيان، ثم تزوج بعدها أم سلمة هند بنت أبي أمية، ثم تزوج بعدها زينب بنت جحش، ثم تزوج بعدها جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار. قال: ثم تزوج بعد جويرية صفية بنت حيي بن أخطب، ثم تزوج بعدها ميمونة بنت الحارث الهلالية.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 10:12 م]ـ
6. ما الآية الوحيدة التي بدأت بحرف (الدال)؟
(النساء) ( o 96 o)( دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
(يونس) ( o 10 o)( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
(الصافات) ( o 9 o)( دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ)(/)
قال تعالى"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"*
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 02:04 م]ـ
قال تعالى"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"* (الفرقان43)
يجوز للإنسان أن يتخذ إلهه هواه، ولا يجوز له أن يتخذ هواه إلهه، ولكن ما دام الأمر كذلك، فلماذا يستنكر الله تعالى ويتعجب ممن يتخذ إلهه هواه؟؟
في الاّية تقديم وتأخير، والذي يدل على ذلك هو الاستفهام الاستنكاري التعجبي، والأصل فيها الجملة التالية" أرأيت من اتخذ هواه إلهه"
وعند إعراب هذه الاّية نقول: إلهه: مفعول به ثان رغم تقدمها، وهواه: مفعول به أول، رغم تأخرها، وهذا الإعراب نابع من منزلة المعنى بين الفعل والمفعولين، فالهوى: مفعول به أول لأنها في الأصل مبتدأ، وإلهه: مفعول به ثان لأنها في الأصل خبر عن المبتدأ.
ولكن لم جاء هذا العدول؟ تم العدول عن الأصل للهدف المعنوي، لأن الله تعالى يستنكر ويتعجب من الصفة التي اتُّخِذ عليها هذا الهوى، وهي صفة الألوهية، لأن الله أكبر من أن يكون هوى، والهوى أقل شأنا من أن يكون إلها، ولا يتعجب من الشيء المتَّخَذ،،ولو أن هذا الإنسان اتخذ هواه شيئا اّخرغير الإله فقد يكون مقبولا، أما أن يتخذه إلها فهذا هو العجب بعينه، ولو أن الله سبحانه أراد أن يتعجب من اتخاذ الهوى لقال: أرأيت من اتخذ هواه إلهه!.
وهذا مثل قولنا: اتخذ قدوة زيدا! أي أن صفة القدوة ليست هي الصفة الملائمة التي يمكن اتخاذ زيد عليها، فالتعجب انصب على كونه قدوة أو على الصفة التي اتُّخذ عليها، ولو أنه اتُّخذ على غير هذه الصفة لما كان هناك عجب، ولهذا تقدمت الصفة التي تم اتخاذ زيد عليها والتي هي مثار العجب نحو الفعل والهمزة التي تفيد التعجب والاستنكار،،وإن أردنا التعجب من المتخَذ لقلنا: اتخذ زيدا قدوة! وهذا يعني أن زيدا ليس بالشخص الملائم ليكون قدوة.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 08:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ عزام ..
قلت - حفظك الله: في الآية تقديم وتأخير، والذي يدل على ذلك هو الاستفهام الاستنكاري التعجبي، والأصل فيها الجملة التالية: " أرأيت من اتخذ هواه إلهه " .. ثم بيّنت أن العدول عن هذا الأصل جاء لحكمة، وهي الهدف المعنوي: " لأن الله تعالى يستنكر ويتعجب من الصفة التي اتُّخِذ عليها هذا الهوى، وهي صفة الألوهية، لأن الله أكبر من أن يكون هوى، والهوى أقل شأنا من أن يكون إلها، ولا يتعجب من الشيء المتَّخَذ، ولو أن هذا الإنسان اتخذ هواه شيئا آخرغير الإله فقد يكون مقبولا، أما أن يتخذه إلها فهذا هو العجب بعينه ".
وسؤالي هو: هل يمكننا اعتبار تقديم (إلهه) على (هواه) لإفادة القصر؟ أي: لم يتخذ إلهاً إلا هواه بقصر صفة الألوهية على الهوى؟
لأنا لا نرى في العبارة تشبيهاً للهوى بالإله، بل إن هذا - الكافر - عبد هواه لا على معنى تشبيهه بالإله، بل على أنه الإله نفسه ..
ولو سلمنا أن في العبارة تشبيهاً للزم أن هذا الكافر يؤمن بالله .. وكل ما في الأمر أنه يشرك هواه مع الله في الألوهية، وهذا لا يساعد عليه المقام، وبخاصّة عندما نحمل التركيب على القصر؟!
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 11:04 ص]ـ
أخي لؤي:
الكفار يعترفون بوجود الله ولكنهم يشركون معه غيره في الألوهية، فهم معترفون بوجود الله ولكنهم لا يعترفون بإمكانية حصول علاقة مباشرة بينهم وبين الله تعالى، ولهذا عبدوا الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى، ومن هنا، فهم لا يقصرون الألوهية على الأصنام والهوى.
كما قال تعالى قبل هذه الاّية "إن كاد ليضلنا عن اّلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من هو أضل سبيلا" وهذا يعني أنهم في ضلال، فالرسول يقول لهم: هذا أصنام وليست باّلهة ولكنهم مصرون على كونها اّلهة، فهم صنعوا من هواهم اّلهة، وهي لا تستحق أن تكون اّلهة، ولهذا وصفهم الله تعالى بالأنعام بل هم أضل سبيلا، وضلال سبيلهم ليس من قصر الألوهية على الهوى ولكن من اتخاذهم إلها ما لا يستحق أن يكون إلها.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 02:02 م]ـ
ليس التعجب والإستنكار في قوله تعالى (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"* (الفرقان43) منصبا على من يتخذ الهوى إلها---فليس من عاقل يتخذ الهوى إلها
إنما الموضوع إستنكار على من يكون إلهه بحسب الهوى--أي يعبد إلها ليس لكونه يستحق أن يعبد--بل لأنّ هواه دعاه إلى عبادته
إذن
ليس في الآية تقديم وتأخير--إنّما فيها حذف جار وهو الباء لأن المعنى
(أرأيت من اتخذ إلهه بهواه) أو " بحسب هواه"
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:15 م]ـ
أخي جمال: أولا: كل شيء جائز مع التقدير، ولكن ما لا يحتاج إلى تقدير أولى مما يحتاج إلى تقدير.
ثانيا: الهوى هو المحبوب، ويمكن للإنسان أن يعبد محبوبه أيا كان هذا المحبوب، مالا أو صنما ....... إلخ.
ثالثا: قولنا: اتخذ إلهه بحسب هواه، يشير إلى الكيفية وليس إلى المتَّخذ، والإنسان قد يتخذ الله إلها بحسب هواه، لأنه يهوى الله، وعندها، لن يكون هناك مجال للتعجب أو الاستنكار.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 06:29 م]ـ
قد يتخذ الله إلها بحسب هواه، لأنه يهوى الله، وعندها، لن يكون هناك مجال للتعجب أو الاستنكار.
والله أعلم
لا أوافق
فالله يتخذ إلها قناعة لا هوى
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 10:34 م]ـ
أخي عزام ..
مرة أخرى .. أخالفك الرأي وأخي جمال ..
فلا أرى داعياً أصلاً من القلب في اللفظ على اعتبار أن أصل الكلام (اتخذ هواه إلهه) ..
فالتعبير القرآني هو الذي ينبغي أن يكون عليه البيان ..
وإذا عدنا إلى تحليل الآية الكريمة من جديد، نجد أن (اتخذ): بمعنى "جعل" وينصب مفعولين.
والمفعولان هنا أصلهما مبتدأ وخبر كما يلي: "معبودُهُ هواهُ"، وكل منهما معرفة صالح لأن يكون هو المبتدأ.
أما أيهما أحق بأن يكون هو المبتدأ فهذا يرجع إلى تحديد الأكثر منهما معرفة بالنسبة إلى المتحدَّث عنه ..
فإن كان الأكثر معرفة هو المعبود كان هو الأحقّ بالابتداء به وكان هو الأحقّ بالتقديم ..
وإن كان الأكثر معرفة هو هواه كان هو المبتدأ وكان هو الأحقّ بالتقديم ..
فإذا نظرنا إلى المشرك وجدنا معبودَهُ (=إلهَهُ) هو الأكثر معرفة، ووجدنا (هواهُ) الأمر الخفيّ هو المطلوب التعرّف عليه بأنه المعبود.
وعلى هذا فالتعبير قد جاء موافقاً تماماً للترتيب المنطقي الذي يقرّره علماء المعاني حينما يكون المبتدأ والخبر معرفتين ..
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 01:22 م]ـ
أخي لؤي
أخي جمال:
إن كانت: إلهه: هي المفعول الأول، فلا يجوز التعجب والاستنكار لأنه يجوز للإنسان أن يتخذ إلهه هواه، أليس كذلك؟ وهذا يتنافى كذلك مع قوله تعالى: أفأنت تكون عليه وكيلا"،فعندما قال تعالى هذا القول فهذا يعني أن هذا الإنسان قد أخطأ، فكيف يقول الله تعالى هذا القول إذا كان الإنسان لم يخطئ؟(/)
باركوا للأخ لؤي كتابه الجديد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:05 م]ـ
صدر كتاب للأخ لؤي الطيبي بعنوان
(البرهان في الأعداد والأرقام على إعجاز القرآن)
ولا أدّعي أنني انتهيت من دراسته إلّا أنني أقطع بأنّه جهد متميز في مجاله
ودعني أنقل منه هذه اللفتة
("قل هل يستوي الأعمى والبصير" فمن المعلوم أنّ الأعمى لا يستوي مع البصير. ولكن الأمر الذي يهمّنا هو عدم التساوي المطلق بين هاتين الصفتين. وللتحقق من عدم التساوي نقوم أولا بالبحث عن الآيات التي وردت فيها كل من الكلمتين في النص القرآني. وإذ ذاك نجد أن الأعمى والبصير لا يستويان وذلك ليس بالمفهوم التشريعي والبيولوجي فحسب وإنما كذلك بالمفهوم المنطقي "ثم وضع جدولا"
إذ يتبين لنا من الجدول أن كلمة الأعمى جاء ذكرها في القرآن 8 مرات في حين أن كلمة البصير وردت فيه 9 مرات فيتضح من النتائج أن الأعمى بالفعل لا يستوي مع البصير)
أبارك له وأترك له أن يعقب شارحا عن كتابه
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:25 م]ـ
الأستاذ الضخم لؤي الطيبي
رجل عرفناه وعرفه الفصيح معطاء متدفقًا غزير النفع والفائدة ..
نبارك له هذا الجهد الجليل ..
وآمل أن نوفق لاقتناء هذا السفر الذي أجزم أنه متميز بإذن الله!!
أستاذنا جمال ..
عن أي دار نشر صدر الكتاب؟!
وهل وزع في السعودية؟!!
تحية تليق بدلالتك على الخير
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:29 م]ـ
وأي جهد أجدى وأنفع من الاشتغال بكتاب الله - سيد الأدلة بالطبع -؟
أسأل الله أن ينفعك بما كتبت ويثيبك عنه جنات النعيم، وينفع به عموم المسلمين.
ولدي سؤال:
نسختي من الكتاب من سيوفرها أستاذي لؤي أم شيخي جمال؟؟
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:41 م]ـ
مشرفنا أبا ذكرى ..
يارجل
أليس حقًا لكل عضو في الفصيح أن تهدى إليه نسخة؟!!
وليكن ذلك على شيخك وشيخنا جمال!!
أليس هو من دل على الكتاب؟؟!!!
فيض تحية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:46 م]ـ
الأخت الفاضلة معالي--
الأخ الفاضل المشرف
لقد تحدثت معه الآن بواسطة الهاتف--وهو خارج البيت --وحال عودته واطلاعه على مداخلاتكم سيقرر كيفية إرسال كتابه لمحبيه
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 09:59 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك على هذا الجهد وجعله الله ذخراً لك في الدنيا والآخرة ولمن قرأه.
(انتظر نسخة إذا سمحت).
وشكراً
ـ[الأحمر]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 10:27 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في صاحب الكتاب وفي الدال إليه
أنتظر نسختي
ـ[الضاد1]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 11:18 م]ـ
"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"
نفع الله بك امة الإسلام، ونفعك الله بأمة الإسلام
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 11:26 م]ـ
بالتوفيق والسداد
نبارك لأستاذنا لؤي هذا الإصدار، بارك الله في جهده ووقته.
وجزى الله الأستاذ جمال عنا كل خير.
أنتظر نسختي:)
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 11:42 م]ـ
لو كنت مكانه سيكون آخر كتاب أصدره في حياتي.
1600 نسخة على الأستاذ جمال
1600 نسخة على الأستاذ لؤي
لتوزع على 3200عضو.
وإذا أحد يريد نسخة لأخ أو صديق، يتقدم بطلب.
والمهم أنا أول من طلب النسخة.
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 11:44 م]ـ
لأخذ العلم فقط ..
أعضاء الفصيح 3,183 عضوًا
أعانكم الله
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 12:57 ص]ـ
جزيل الشكر للأخ جمال على ما قدّم .. فإني عهدته وفياً كريم السجايا، ناصحاً أميناً، سباقاً إلى الخيرات ..
وبارك الله فيكم جميعاً .. فقد والله سُعدت بكلماتكم الطيبة ..
ولئن كان بمتسع الأيدي، لزرت كل واحد منكم مع نسخة خاصّة به من الكتاب ..
على أني أبشركم بأن الكتاب سيُنشر كاملاً على صفحات الإنترنت قريباً لتعمّ الفائدة للجميع - إن شاء الله تعالى ..
وإني أسأله عزّ وجلّ أن يجعل أعمالنا جميعها خالصة لوجهه الكريم .. وأن يجازينا بها الجنة .. وأن يجمعني وإياكم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ..
ودمتم سالمين ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 02:05 ص]ـ
الأخ لؤي الطيبي، حفظك الله وجعل لك من طيب الجنة طيب.
فرحت لكتابك، وأحببت أن أهنئك على صفحات الفصيح، ولكن الفضل لمن سبق، وهو شيخنا الأستاذ جمال، ومن تبعه، وكوني أحب أكثر ما أحب فيك، هو التواضع، والعلم لا يملكه الله إلا لمن خفض جناح الذل من الرحمة والتواضع للمسلمين، ونحسبك عند الله كذلك، والله حسيبك.
ولا نزكي على الله أحداً، أقول بعد التطويل الممل أحببت أن أصف كتابك بما يلي، علّني أبلغ شأوى مقامه:
كتاب أوجب من الاعتداد، أوفر الأعداد، وأودع بياض الوداد، سواد الفؤاد. كتاب الظفر به نعيم، والنظر فيه فتح عظيم. كتاب ارتحت لعيانه، واهتززت لعنوانه. كتاب هو من كتب الميامين، التي تأتي من قبل اليمين. كتاب عددته من حجول العمر وغرره، واعتددته من فرص العيش وغرره. كتاب آنس مسموعاً وملحوظاً، وكاد مودعه يكون مدروساً ومحفوظاً. كتاب هو أنفس طالع، وأكرم متطلع، وأحسن واقع. كتاب لو قرئ على الحجارة لانفجرت، أو على الكواكب لانتثرت. كتاب كدت أبليه طياً ونشرا، وقبلته ألفاً ويد حامله عشرا. كتاب نسيت لحسنه الروض والزهر، وغفرت للزمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر. كتاب قد أملته مزية المجد على بنانك، ونطق به لسان الفضل على لسانك، أما النقط على كل حرف نذيرة أناملك بحقه، وآخذ من كل سطر تتجشم تخطيطه نزهة. كذا إذا قرأت من خطك حرفا، وجدت على قلبي خفا، وإذا تأملت من كلامك لفظا، ازددت من أنسي حظا.
كتاب هو تعلة المسافر، وأنسة المستوحش، وزبدة الوصال، وعقلة المستوفز. كتاب هو رقية القلب السليم، وغرة العيش البهيم. كتاب هو سمر بلا سهر، وصفو بلا كدر. كتاب تمتعت منه بالنعيم الأبيض، والعيش الأخضر، وكلت طرفي من سطوره بوشي مهلل، وتاج مكلل، وأودعت سمعي من بدائعه ما أنساني سماع الأغاني، من مطربات الغواني.
أخوك الأصغر
موسى.
ملحوظة: أشكرك أخي لؤي على نسختك التي أهديتنيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 06:51 ص]ـ
أستاذنا لؤي
بارك الله جهدكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين ..
لو نبهتمونا_حفظكم الله_ حال نشر الكتاب على صفحات الانترنت!!
ولكم دعاء صادق أن يجعل الله ما قدمتم في موازين أعمالكم يوم تلقونه خيرًا وبرًا ..
فيض تحية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 07:34 ص]ـ
الأخ لؤي
# أرجو أن تبدأ على هذا الرابط تعريفنا بالكتاب وعلى حلقات
# من الممكن أن ترسل نسخة مع المعتمرين إلى بلاد الحرمين وهناك يتسلمّها أحد أعضاء الفصيح فيعمل اللازم لطباعته هناك
# أين تعقيب أخينا القاسم مؤسس المنتدى---؟؟
هل يمكن لأخينا القاسم أن يتبنى طباعته كأحد منشورات المنتدى؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 05:06 م]ـ
الأخ الحبيب موسى ..
بارك الله فيك على ما سطرت أناملكم الكريمة .. على أن كتابي لا يفي بما وصفت - أخي الكريم .. بل إن ما فيه من علم لا يساوي عشر معشار مما في مؤلفات علمائنا الأفذاذ .. وهذه حقيقة!
الأخت الكريمة معالي ..
أشكر كلماتك الطيبة .. وسأوافيكم بالنشر حين اكتماله إن شاء الله تعالى ..
ودمت سالمة معززة مكرمة ..
الأخ العزيز جمال ..
سأحاول أن ألخص فكرة الكتاب - مع الأمثلة - على هذا الرابط قريباً إن شاء الله تعالى ..
وبارك الله فيكم جميعاً ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 08:16 ص]ـ
إذا سمح لي المشرفون الكرام ..
فسأقوم - إن شاء الله - بتدوين بعض ما يسّر الله لي استنباطه من كتابه العزيز على هذا الرابط ..
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 11:57 م]ـ
السلام عليكم
نبارك لكم هذا الجهد الذي نسأل الله أن يبارك فيه ويغفر لكم ويعلي درجتكم
لا مشكلة في بيان ما تريد أستاذي الفاضل لؤي
وأعتذر عن التأخر في رد الرسالة لانشغالي ببعض الأمور الخاصة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 02:39 ص]ـ
الأستاذ الفاضل القاسم ..
شكر الله لكم كلماتكم الطيبة .. وحسن ظنكم بي ..
وأما بالنسبة للرسالة، فلم أتلقّ عليها ردّاً منكم ..
ودمتم لنا سالمين ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 07:46 ص]ـ
أبارك للأستاذ الكريم لؤي نتاجه العلمي، وأرجو أن ينفع الله به من قرأه، وأن يكون ذخرًا له يوم الدين.
بانتظار النسخة الالكترونية.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 01:01 م]ـ
مبروك أخي لؤي، وبالتوفيق والسداد.
ـ[خالد بووليد]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 03:44 م]ـ
مبارك عليك يا أستاذ لؤي،،،
ـ[أنا البحر]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 04:08 م]ـ
بارك الله لك أستاذ الفاضل لؤي و نفع بما خط يراعك ...
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 06:45 م]ـ
بارك الله لكم في كتابكم ..
وبارك الله لطلاب البلاغة هذا المصنف الجديد.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 07:39 م]ـ
الاخوة الأفاضل ..
خالد الشبل ..
عزام ..
خالد بووليد ..
أنا البحر ..
وضحاء ..
شكر الله لكم جميعاً ..
وأسأل الله أن ينفع به ..(/)
آية كريمة
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 12:35 ص]ـ
قال تعالى في سورة الشورى
{فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (11).
فما رأيكم في هذا الجزء من الآية:
{لَيْس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
علام َ تدل؟
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم
"ليس كمثله شيء" أي ليس مثله شيء، فالكاف زائدة للتأكيد ,وهذه العباره ابلغ من قوله ليس مثله شيئ.
وبما ان الحديث في الآية عن خلق الازواج يصبح معناها اي ليس كخالق الازواج كلها شيئ لأنه الفرد الصمد الذي لا نظير له.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 09:44 ص]ـ
سليم
قولك (فالكاف زائدة للتأكيد) -- فيه بعض الإشكال فالزائد لا قيمة له--لأنّ في إزالته لا يختلف المعنى--
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:32 م]ـ
أخي جمال: قولنا: الكاف زائدة، لا يعني أنها بلا فائدة بل هي زائدة لتوكيد الكلام، وبإزالتها يختلف المعنى بين التوكيد وعدمه، والقراّن الكريم ليس فيه زائد وناقص، أما قول النحاة: إن الكاف زائدة فيعني: أن الكلام يمكن أن ينعقد بدونها.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 02:49 م]ـ
أخي سليم سلمه الله. لا زيادة في القرآن الكريم.
وعليه؛ ليس: فعل ماض ٍ ناقص لا يتصرف (جامد).
ينفي الحال والمستقبل.
كمثله.
الكاف: كـ: اسمٌ للتشبيه.
المٍثل: مِثلـ: اسمٌ للتشبييه.
وهذان الأسمان هما الوحيدان اللذان يصلحان للتشبيه.
والهاء: ــه: ضمير متصل عائدعلى الله.
إذن النفي دخل على اسمي التشبيه (الكاف والمِثل) فنفاهما، وهذا تأكيد للنفي، ونحن قد نقول من ناحية إعرابية أن الكاف للزيادة، ولكننا في موضع البلاغة، وخاصة في كتاب الله عز وجل نرى، أن الله عز وجل نفى عن نفسه باستخدام ليس، اسمي التشبيه، أو قل جميع أوجه التشبيه، وهذا تأكيد للنفي، عما لا يليق بجلاله سبحانه.
وبارك الله لك أستاذي جمال تنبيهك، وجزاك الله خيرا يا سليم على مشاركتك.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 04:53 م]ـ
الاخوة الأعزاء ..
أنا أوافق الأخ جمال على ما ذهب إليه ..
والكلام في هذه الآية لا يمكن أن ينعقد بدون الكاف، كما رجّح أخونا عزام ..
ألا ترى - أخي الكريم - أنك إذا أردت أن تنفي عن امريء نقيصة في خُلُقه فقلت: " فلان لا يكذب ولا يبخل "، أخرجت كلامك عنه مخرج الدعوى المجرّدة عن دليلها؟
فإذا زدت فيه كلمة، فقلت: " مثل فلان لا يكذب ولا يبخل "، لم تكن بذلك مشيراً إلى شخص آخر يماثله مبرأ من تلك النقائص، بل كان هذا تبرئة له هو ببرهان كلي، وهو أن من يكون على مثل صفاته وشِيَمِه الكريمة لا يكون كذلك، لوجود التنافي بين طبيعة هذه الصفات وبين ذلك النقص الموهوم.
وعلى هذا المنهج البليغ وُضعت الآية الحكيمة، قائلة: " مِثله تعالى لا يكون له مِثل ". تعني أن من كانت له تلك الصفات الحسنى وذلك المثل الأعلى لا يمكن أن يكون له شبيه ولا يتسع الوجود لاثنين من جنسه.
فلا جَرَم جيء في الآية بلفظين كل واحد منهما يؤدّي معنى المماثلة، ليقوم أحدهما ركناً في الدعوى، والآخر دعامة لها وبرهاناً. فالتشبيه المدلول عليه بالـ (كاف) لمّا تصوب إليه النفي تأدّى به أصل التوحيد المطلوب، ولفظ (المثل) المصرّح به في مقام لفظ الجلالة أو ضميره نبّه على برهان ذلك المطلوب.
وعلى هذا فإن المقصود الأولي من هذه الجملة وهو نفي الشبيه وإن كان يكفي لأدائه أن يُقال: " ليس كالله شيء "، أو " ليس مثلَه شيء ". لكن هذا القدر ليس هو كل ما ترمي إليه الآية الكريمة، بل إنها كما تريد أن تعطيك هذا الحكم تريد في الوقت نفسه أن تلفتك إلى وجه حجته وطريق برهانه العقلي.
فآية الشورى فيها برهان طريف في إثبات وحدة الصانع، حيث نجدها ناظرة إلى معنى ينقض فرض تعدّد الآلهة من أساسه، ويقرّر استحالته الذاتية في نفسه بقطع النظر عن تلك الآثار.
فكأننا بها تقول لنا: إن حقيقة الإله ليست من تلك الحقائق التي تقبل التعدّد والاشتراك والتماثل في مفهومها. كلا، فإن الذي يقبل ذلك إنما هو الكمال الإضافي الناقص. أما الكمال التام المطلق الذي هو قوام معنى الإلهية فإن حقيقته تأبى على العقل أن يقبل فيها المشابهة والاثنينية.
لأنك مهما حقّقت معنى الإلهية حقّقت تقدّماً على كل شيء وإنشاءً لكل شيء: (فاطر السموات والأرض)، وحقّقت سلطاناً على كل شيء وعلوّاً فوق كل شيء: (له مقاليد السموات والأرض).
فلو ذهبت تفرض اثنين يشتركان في هذه الصفات لتناقضت، إذ تجعل كل واحد منهما سابقاً مسبوقاً، ومنشِئاً منشَئاً، ومستعلِياً مستعلًى عليه. أو لأحلت الكمال المطلق إلى كمال مقيّد فيهما، إذ تجعل كل واحد منهما بالإضافة إلى صاحبه ليس سابقاً ولا مستعلياً. فأنّى يكون كل منهما إلهاً وللإله المثل الأعلى؟
أرأيت كم أفدنا من هذه الـ (كاف) وجوهاً من المعاني كلّها شاف كاف؟
وهذا في الحقيقة من أجمل ما قرأت في تأويل هذه الآية الكريم .. في كتاب " النبأ العظيم " للدكتور محمد عبد الله الدراز - رحمه الله ..
أنه لو قيل " ليس مثله شيء " لكان ذلك نفياً للمثل المكافيء، وهو المثل التام المماثلة فحسب. إذ إن هذا المعنى هو الذي ينسلق إليه الفهم من لفظ المثل عند إطلاقه.
وإذاً لدبّ إلى النفس دبيب الوساوس والأوهام: أن لعلّ هنالك رتبة لا تضارع رتبة الألوهية ولكنها تليها، وأن عسى أن تكون هذه المنزلة للملائكة والأنبياء، أو للكواكب وقوى الطبيعة، أو للجن والأوثان والكهان. فيكون لهم بالإله الحقّ شبهٌ ما في قدرته أو علمه، وشركٌ ما في خلقه أو أمره ..
فكان وضع هذا الحرف في الكلام إقصاء للعالم كله عن المماثلة وعمّا يشبه المماثلة وما يدنو منها. كأنه قيل: ليس هناك شيء يشبه أن يكون مثلاً لله، فضلاً عن أن يكون مثلاً له على الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 11:45 م]ـ
الاخوة الأعزاء ..
. فالتشبيه المدلول عليه بالـ (كاف) لمّا تصوب إليه النفي تأدّى به أصل التوحيد المطلوب، ولفظ (المثل) المصرّح به في مقام لفظ الجلالة أو ضميره نبّه على برهان ذلك المطلوب.
وعلى هذا فإن المقصود الأولي من هذه الجملة وهو نفي الشبيه وإن كان يكفي لأدائه أن يُقال: " ليس كالله شيء "، أو " ليس مثلَه شيء ". لكن هذا القدر ليس هو كل ما ترمي إليه الآية الكريمة، بل إنها كما تريد أن تعطيك هذا الحكم تريد في الوقت نفسه أن تلفتك إلى وجه حجته وطريق برهانه العقلي.
فآية الشورى فيها برهان طريف في إثبات وحدة الصانع، حيث نجدها ناظرة إلى معنى ينقض فرض تعدّد الآلهة من أساسه، ويقرّر استحالته الذاتية في نفسه بقطع النظر عن تلك الآثار.
فكأننا بها تقول لنا: إن حقيقة الإله ليست من تلك الحقائق التي تقبل التعدّد والاشتراك والتماثل في مفهومها. كلا، فإن الذي يقبل ذلك إنما هو الكمال الإضافي الناقص. أما الكمال التام المطلق الذي هو قوام معنى الإلهية فإن حقيقته تأبى على العقل أن يقبل فيها المشابهة والاثنينية.
لأنك مهما حقّقت معنى الإلهية حقّقت تقدّماً على كل شيء وإنشاءً لكل شيء: (فاطر السموات والأرض)، وحقّقت سلطاناً على كل شيء وعلوّاً فوق كل شيء: (له مقاليد السموات والأرض).
فلو ذهبت تفرض اثنين يشتركان في هذه الصفات لتناقضت، إذ تجعل كل واحد منهما سابقاً مسبوقاً، ومنشِئاً منشَئاً، ومستعلِياً مستعلًى عليه. أو لأحلت الكمال المطلق إلى كمال مقيّد فيهما، إذ تجعل كل واحد منهما بالإضافة إلى صاحبه ليس سابقاً ولا مستعلياً. فأنّى يكون كل منهما إلهاً وللإله المثل الأعلى؟
أرأيت كم أفدنا من هذه الـ (كاف) وجوهاً من المعاني كلّها شاف كاف؟
.
أخي لؤي، ايها الخريت
بسط الكلام المقتبس أعلاه لو سمحت، ولك من الله الجزاء الأوفى.
116 116 116
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 01:16 م]ـ
أخي موسى:
نقول: ليس مثل علم موسى علم.
ونقول: ليس كمثل علم موسى علم (أو)
:ليس مثل مثل علم موسى علم، فهذا يعني أن علم موسى عصي عن التقليد، وهو بعيد عن المشابهة، فإن كنا لا نجد مثيلا أو شبيها لمثل مثله (أي مشابهه) فنحن عن إيجاد مثيل له أبعد. فالله لا يشبهه شيء، وهو عصي عن المشابهة، وهذا من المبالغة.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 04:47 م]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي الطيبي لدي تعليق على كا ذكرت:
(وإن كان يكفي لأدائه أن يُقال: " ليس كالله شيء "، أو " ليس مثلَه شيء ") ,اظن والله اعلم ان "ليس كالله شيئ " غير صحيحة لأن التشبيه على هذه الصيغة يكون عند معرفة المشبه (الله) ولكن عقولنا لا تستطيع ان تعرف الله كما هو وانما من تمثيله لنا مما ورد في القرآن من صفات واسماء وصف بها نفسه او اسم سمى به نفسه.
وشكراً(/)
مصدقا بكلمة من الله
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 11:28 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
ولادة طفل من غير أب لم تحدث قبل عيسى عليه السلام، فهي ميلاد معجز على غيرما عرفه البشر، فخبر مثل هذا إذا ألقي على السامع فإنه يقابل بالتكذيب وقد يوصف الخبر على أنه إشاعة، فكان من الحكمة أن تسبق ولادة المسيح آية تعبر عن حالة قريبة الشبه بحالة ميلاد عيسى عليه السلام حتى إذا ولد المسيح لن يقابل السامع الخبر باستغراب.
فمن الحكمة أن تتحقق هذه الآية في قريب للمسيح وفي نفس البيت الذي نشأت فيه أمه مريم عليها السلام، وأشبه حالة لحالة ولادة المسيح هي أن تلد العاقر وبعد سن اليأس وتكون بلغت من العمر عتيا وزوجها كذلك يجب أن يكون بلغ من العمر عتيا، فهذه هي أنسب وأحكم حالة ولادة لحالة ولادة عيسى عليه السلام.
فإذا تحققت هذه الآية قبل ميلاد المسيح فإن من يسمع خبر ولادة المسيح بعد ذلك ستجعله الآية الأولى يصدق ولادة المسيح من عذراء دون أب، فالسامع إن أحال خبر حالة ولادة المسيح إلى عقله فسيستنتج أن بركة الله قد حلت في هذا البيت وأن الله قد اصطفى أهله لإبراز قدرته.
إذن فولادة يحيى عليه السلام آية تجعل من يسمع آية ولادة عيسى يصدقها، وهذا يفسر لنا قوله تعالى عن يحيى: (مصدقا بكلمة من الله).
وتعالوا نتفكر في المثل الذي ضربه الله في بيت زكريا.
زكريا كفل مريم عليهما السلام، فإذا أراد الله أن ينعم على أهل ذلك البيت فمن الحكمة أن ينعم أولا على من هو أحوج لتلك النعمة، وزكريا أحوج إلى الولد أكثرمن مريم لأنه شيخ كبير، فليس من الحكمة أن يهب الله الولد لمن لم يخطر على باله الولد قبل المحتاج للولد.
فكيف يسأل زكريا ربه الولد وهو شيخ كبير وامرأته كذلك وعاقر؟
زكريا يعلم أن الله على كل شيء قدير ويعلم أن سنن الله لا تتبدل،
ومن ضمن هذه السنن التي لا تتبدل مسألة عدم إنجاب الولد إذا بلغ الوالدان الشيخوخة وعدم ولادة العاقر.
لكن الله تعالى قد يخرق الناموس لمن شاء من عباده لحكمة يريدها الله. فزكريا عليه السلام رأى آية أيقن منها أن الله أذن له أن يسأله أن يرزقه ولدا.
ما هي الآية التي رآها زكريا؟
لقد دخل على مريم عليها السلام فوجد عندها رزقا، لقد رآى فاكهة الصيف عند مريم في فصل الشتاء، فإذا كانت شجرة التين تنتج التين في فصل الصيف وها هي قد أنتجت تينا بعد أن فات أوان الإنتاج، فإن الله قادر أن يجعل الإنسان ينجب بعد أن فات أوان الإنجاب، فوجد زكريا أنه هو ذلك الإنسان الذي فات أوان إنجابه الولد،
فدعا ربه فاستجاب له.
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 11:31 ص]ـ
علمنا أن قوله تعالى عن يحيى: (مصدقا بكلمة من الله) لا تعني فقط أن يحيى عليه السلام كان يعظ الناس و يدعوهم لتصديق المسيح عليه السلام وإنما الحدث نفسه (ميلاد يحيى) مصدق بكلمة من الله (المسيح عليه السلام)، ولكي يكون كذلك فإن الحكمة تتطلب أن يكون فيهما تشابه وأن يضرب الله يحيى مثلا لتفسير المثل الذي ضرب به المسيح.
فأما التشابه: فهما ولدا ميلادا لم يسبقهما فيه أحد من العالمين.
وصف عيسى في القرآن ب (غلاما زكيا)، ووصف يحيى ب (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا)، إذن لقد زكاهما الله فعصمهما من الذنوب،
ومن يعصم من الذنوب فإنه يعيش حياة أمن وسلام، فالذي يقترف الذنوب لا يعيش حياة سلام بل يعيش في قلق وعذاب الضمير فلا ينام قرير العين،، فهل الذي يعيش في عذاب ذهني يقال عنه إنه يعيش حياة سلام وأمن؟ كلا. أما الذي لم يقترف ذنبا فضميره مرتاح ينام قرير العين يحيى حياة سلام وأمن مع نفسه ومع مجتمعه والأهم من ذلك مع الله، فإذا جاءه الموت وهو لم يذنب قط ذنبا يندم عليه فإنه سيموت بضمير مرتاح راض عن نفسه أما الذي أذنب فإن المعصية ستفزعه عند الموت ويندم أشد الندم على ما اقترفت يداه فيواجه الموت وهو في رعب وعذاب نفسي، فمثل هذا لا يقال عنه (سلام عليه يوم يموت).
والمؤمن الذي لم يذنب قط يوم يبعث فإنه سيكون في سلام وطمأنينة مع نفسه لا يجد معصية تقلق باله وتفزعه من لقاء الله فهذا يصح أن يقال عنه (السلام عليه يوم يبعث حيا) أما الكافر فسيقول يا ليتني كنت ترابا.
إذن فقوله تعالى (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا)
يعتبر نتيجة طبيعية لمن قال الله فيه ((وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا)، أي أن نتيجة (التزكية والتقوى) هي الأمن والسلام).
أية حالة تستحق أن تسمى حياة؟ هل هي حالة الخوف والرعب أم هي حالة الأمن والسلام؟
لا شك أن الذي يعيش في سلام هو الأحق أن يقال عنه أنه (يحيى) حياة طيبة كلها سلام وأمن، وابن زكريا عليه السلام أحق أن يسمى (يحيى) فهو ذرية طيبة يحيى حياة سلام في الدنيا والآخرة.
وسمي ب (يحيى) لأن الله أحيى خاصية الإنجاب في والديه.
وهل لإسم (يحيى) علاقة بالمثل الذي ضربه الله في المسيح؟
نعم، فالله ضرب المسيح مثلا للإيمان بالحياة الأخرى، و (يحيى) إسم وفعل ضرب مثلا وطبق تصديقا ب (الحياة الأخرى).
والمسيح عليه السلام (روح)، وبالروح (يحيى) المخلوق.(/)
السؤال مرةَ أخرى
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 03:01 م]ـ
أوجهك في هذا الضياء أم البدر = وكفك في هذا العطاء أم البحر.
ما هي البلاغة في ثنايا هذا البيت؟
هيا أيها البلاغاء الكرماء الحكماء الأوفياء.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 06:27 م]ـ
متى وضعت سؤالك؟
لم أقرأه
القول (أوجهك في هذا الضياء أم البدر = وكفك في هذا العطاء أم البحر.)) معناه هو أن الشاعر يتسائل إن كان هذا الضياء المنتشر سببه وجهها أم البدر الحقيقي
ويتسائل إن كان هذا العطاء المنتشر سببه كفّها المفتوح أم البحر---
فهل في هذا الكلام مبالغة لطيفة؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 11:38 م]ـ
هاتتتتتتتتتت غيرها. لو سمحت.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 02:22 م]ـ
هل تفسيري غير مقبول أيضا؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 04:13 م]ـ
السلام عليكم
إن كان تفسير الاخ جمال لا يرضيك لعلي اوفق في بيان تفسير آخر:
لقد ذكر الضياء وعزاه الى البدر والوجه, وذكر العطاء وعزاه الى البحر والكف, وكأن حاله يقول إن ضياء وجهك كضياء البدر وعطاءك كعطاء البحر.
ولكن لوجود الالف في بدايه البيت (استفهامية) فيصبح المعنى: إن ضياء وجهك اشد وعطاء كفك اجزل.
والله اعلم(/)
الاعجاز العددي في القرآن الكريم!!!
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 10:15 م]ـ
السلام عليكم
السلام عليكم
كثر الحديث عن الاعجاز العددي في القرآن ,واشتد حدة في ايامنا هذه لتطور علم الكمبيوتر وانقسم المسلمون بين معارض معارضه شديده ومؤيد ومستغل هذا النوع الجديد من الاعجاز ,حتى وصل الامر ان يشط البعض عن الحقيقه مثل الكاتب المصري رشاد خليفه الذي بلغ به الامر ان يدعي النبوة.
الحقيقه ان القرآن يفيض في شتى انواع البلاغة من فصاحة ومجاز وعلم وعدد, فالقرآن الكريم لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها, يقول الله عزوجل:
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)،
ويقول ايضاً:
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)
اهتم المسلمون، ومنذ القرون الأولى، بمسألة العدد القرآني. وقد ذكر الدكتور غانم الحمد، محقق كتاب: " البيان في عد آي القرآن"، لأبي عمرو الدّاني، ذكر 36 كتاباً في علم العدد القرآني، ابتداء من (كتاب العدد)، لعطاء بن يسار، المتوفى 103 هـ، وانتهاء بكتاب (زهر الغرر في عدد آيات السّور)، لأحمد السلمي الأندلسي، المتوفى عام 747 هـ. ويجد الباحث أنّ هذا الاهتمام استمر على مدى القرون؛ فهذا مجد الدين الفيروز آبادي، المتوفى سنة 817 هـ، يحرص في كتابه (بصائر ذوي التمييز) على ذكر عدد آيات كل سورة، وعدد كلماتها، وعدد حروفها. واليكم بعض نتائج العد للآيات والحروف:
عدد السور القرآنيه=114,و السور المكية=87,واما السور المدنية=27,عدد الآيات=6236,وعدد الكلمات=77934,واما عدد الآحرف=323670,لفظ الجلالة ورد في القرآن-2707 مرة.
والعرب في القديم اهتموا في نوع من الاعجاز العددي واسسوا حساباً في اللغة العربيه يسمى حساب الجمل.
يُعتبر هذا النوع من الحساب الأقدم بين ما هو معروف في الإعجاز العددي. ويعتمد على إبدال كل حرف برقم، فحرف الألف يأخذ الرقم 1، وحرف الباء 2، وحرف الجيم 3، وهكذا وفق قاعدة "أبجد هوّز".
فتجد أحدهم يقول إن جُمَّل كلمة (البيِّنة) هو 98، أي لو أعطينا لكل حرف من حروف هذه الكلمة رقماً يساوي قيمته في حساب الجمل وجمعنا الأرقام نجد العدد 98 وهذا هو رقم سورة البيِّنة في المصحف. وينطبق هذا الحساب على كلمة الحديد التي مجموع حروفها في حساب الجمَّل هو 57 وهذا هو رقم سورة (الحديد) في القرآن.
وحتى تكون أبحاث الإعجاز العددي صحيحة ويطمئن القلب إليها، يجب أن توافق الشرع اولا واخراً ,اي ان لا يٌيدل حرف او يٌزاد كي يصل الى حقيقة عددية معينة, او ان تٌحذف آية او ان تٌزاد كي يُتَوصل الى حقيقة عددية اخرى.
أما نتائج البحث القرآني فيجب أن تمثّل حقيقيّة عددية لا مجال للمصادفة فيها. وينبغي على الباحث في هذا المجال إثبات أن نتائجه لم تأت عن طريق المصادفة، وانما حسب معادلات وثوابت رياضيه لا تقبل الشك.
كما يجب أن يتنبه من يبحث في الإعجاز العددي إلى أن الأرقام هي وسيلة لرؤية البناء العددي القرآني، وليست هي الهدف, ويجب أن يبقى بعيداً عن منْزلقات التنبُّؤ بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. وأن يبتعد عن الاستدلال بهذه الأرقام على تواريخ أو أحداث سياسية او مصالح شخصية.
والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 10:40 م]ـ
الأخ الحبيب سليم ..
بارك الله فيك على هذا الموضوع ..
على أن لفظ الجلالة " الله " جاء في القرآن الكريم 2698 مرة ..
وليس (2707) مرة كما أشرت - حفظك الله ..
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 11:21 م]ـ
السلام عليكم
شكراً اخي الحبيب لؤي على مرورك السخي وتصحيحك المعلومة الخاطئة.
(وهذا لا يعني انك سوف تفر من بعث نسخة من كتابك القيم ان شاء الله_مزحه).
والله الموفق
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 11:20 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخوين؛ سليم، ولؤي الطيبي، لا يوجد ما يسمى الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وما يصدقُ من توافق بعض الحسابات مع بعض الأيات فهذا غير مطرد، ومن بابٍ آخر فالتحدي القرآني كان على أن يأتوا البشر بمثله ولم يقل بعدده ولا بحساباته، وأسجل موقفي: أنا من المعارضين لما يُسمى بالإعجاز العددي في القرآن الكريم، وكما لا يخفى عليكم أن ما يُسمى بالأعجاز العددي ليس مطرداً في جميع آيات القرآن الكريم، وسوره، شأنه شأن باقي الشبيهات بالأعجاز الأُخَر.
فهلا بيتنما لي، وأخص أستاذي لؤي الموقر، بما يفيض من فكره العذب السلس في هذا الموضوع الحساس، والأساس.
116 116 116
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 02:22 ص]ـ
أستاذي الحبيب موسى - زادك الله علماً ونوراً ..
أما قولك: لا يوجد ما يسمى الإعجاز العددي في القرآن الكريم ..
فلا يمكن إطلاقه .. لأن من قال: لا يوجد في كتاب الله كذا وكذا .. مع أن كتاب الله يحوي كذا وكذا .. فكأنه يغمض عينيه عمّا في هذا الكتاب العظيم من حجج وبيّنات .. وهو كمن يجعل بينه وبين كتاب الله حجاباً لن ينكشف ستاره إلا إذا أدرك أن غاية علوم القرآن بحر قعره لا يُدرك، ونهايتها طود شامخ لا يُستطاع إلى ذروته أن يُسلك .. فالإعجاز القرآني - أخي الكريم - لا يقتصر على فهم أحد، ولا يتحدّد بعلم أحد .. لأن ساحة المعاني التي تحملها كلمات الله تعالى في الكتاب العزيز لن يتسنى لي ولك ولا لأي أحد الإحاطة بها .. ولذلك يُفتح لعالِم بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرّق إليه من المتقدّمين الأسباب .. وهذا أمر متفق عليه بين العلماء ..
وقولك: وما يصدقُ من توافق بعض الحسابات مع بعض الأيات فهذا غير مطرد ..
فيا حبّذا لو تكرّمت علينا ببعض الأمثلة على تلك الحسابات لنرى مدى تماسك الحُجّة فيها ..
وقولك: ومن بابٍ آخر فالتحدّي القرآني كان على أن يأتي البشر بمثله ولم يقل بعدده ولا بحساباته ..
فاعلم - أخي الحبيب - أن القرآن الكريم تحدّى البشر أيضاً على الإتيان بـ" سورة (من) مثله "، وقد ذهب بعض العلماء إلى القول بأن (من) هنا تبعيضية، أي: بشيء من مثل ما في القرآن الكريم من علوم .. وبما أن في القرآن حساب وأعداد وأرقام .. فهي مما فيه (من) علوم ..
وقولك: وأسجل موقفي: أنا من المعارضين لما يُسمى بالإعجاز العددي في القرآن الكريم ..
فيا أخي العزيز .. أنا أعلم أنك من الذين لا يجيزون وجهاً آخر غير الإعجاز البياني للقرآن .. وهذا حقّك فيما ذهبت إليه .. ولكن هذا لا يعني أن إعجاز القرآن محدّد ببيانه فقط .. فإن كل من تبحّر في القرآن وعلومه يرى أن فيه من أوجه الإعجاز ما لا تحدّه حدود ولا تحصيه العقول ..
وقولك: وكما لا يخفى عليكم أن ما يُسمى بالأعجاز العددي ليس مطرداً في جميع آيات القرآن الكريم، وسوره، شأنه شأن باقي الشبيهات بالأعجاز الأُخَر ..
وهذه المقولة تحتاج أيضاً إلى مزيد من البيان مع بعض الشواهد والأمثلة إن أمكن ..
والله الموفق ..
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 06:17 م]ـ
السلام عليكم
أَعْجَزَ -[ع ج ز]. (ف: ربا. لازمتع. م. بحرف). أَعْجَزْتُ، أُعْجِزُْ، مص. إِعْجازٌ. 1."أَعْجَزَهُ عَنِ الفَهْمِ": جَعَلَهُ عاجِزاً غَيْرَ قادِرٍ عَلَيْهِ. 2."أَعْجَزَهُ السَّيْرُ": فاتَهُ وَلَمْ يَقْوَ عَلَيْهِ. 3."أَعْجَزَ في الكَلامِ": أَتَى بِإِعْجازٍ في التَّعْبيرِ، بِأَبْلَغِ أُسْلوبٍ. ومنها اشتقت المعجزة وهي اللامر الخارق للطبيعة الذي لا يستطيع احد من البشر او الجن ان يأتي بمثلة ولو كانوا بعضهم لبعض ظهيراً.
عند كتابة النصوص على تنوعاتها يُراعى فقط الموضوع بحد ذاته ادبياً كان او اجتماعيا او تشريعيا او علمياً لو غيره من العلوم, لأن هذه هي طبيعة البشر عدم الالمام الكامل التام بكل شيئ ,والقرآن الكريم وهومعجز ببلاغته فهو معجز ايضاً بتشريعه وضبطه للالفاظ ودقتها وعلمه وحتى عدده, ولا اظن ان هناك احد من البشر يستطيع ان يأتي بنص ادبي ويراعي فيه عدد كلماته وعروفه وان يُسيقها على نمط معين من التكرار وحسب قواعد رياضيه.
والله اعلم
ـ[الصدر]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 01:23 ص]ـ
أحسن الله إليكم جميعا نظير ما أتحفتمونا به
ـ[خالد بووليد]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 03:37 م]ـ
جزاكم الله كل خير،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 12:16 ص]ـ
البسؤال لأهل الإعتداد بالأعداد:
هل من الممكن لأحد ٍ أن يأتي بنص ٍ فيه لفتات عددية؟
فإن كان الجواب نفياً فلم؟ ومع الأمثلة.
وإن كان الجواب إيجاباً ولم؟ مع الأمثلة.
أخوكم الباحث عن الحق موسى.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 12:10 ص]ـ
أستاذنا الفاضل موسى ..
حياك الله .. وجعلك من أهل الحق بإذنه ..
أما بالنسبة لمداخلتك الكريمة - أخي العزيز .. فإن السؤال لا يُردّ عليه بسؤال ..
ولقد طالبناك أولاً بأن توضّح لنا بالأمثلة بعض ما ذهبت إليه في مشاركتك الأولى .. علّنا نصل إلى نتيجة مرضية إن شاء الله تعالى ..
واعلم أستاذي الكريم أننا على يقين بأن القرآن لم ينزل ليسجّل ضوابط علمية، أو ليضع نظريات نفسية، أو ليناقش قضايا فلسفية، أو ليثبت معادلات رياضية، وإنما جاء مرشداً وهادياً إلى صراط الله، وداعياً إلى الحقّ والخير وإلى أن يعيش الإنسان على هذا الكوكب الأرضي عيشة راضية، يسودها الخلق الفاضل، ويسيرها العقل الكامل، ويكملها العلم النافع ..
كما أننا لا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدّى العرب بالدقائق العلمية، ولا بالقضايا الاجتماعية والنفسية والفلسفية والرياضية .. فلم يكونوا علماء بهذه ولا بتلك .. على أن هذه الدقائق أصبحت اليوم في متناول العلماء، وشرط المعجزة ألا يقدر عليها البشر ..
ونحن إنما نجاري الباحثين في تسمياتهم الإعجاز العلمي والإعجاز النفسي والإعجاز التشريعي والإعجاز الغيبي والإعجاز العددي .. ونبحثها معهم لأنها - وإن لم نسمها معجزات على الحقيقة - تؤيّد تأييداً قوياً ما ثبت من أن القرآن الحكيم ليس من صنع البشر ..
فهذه الدقائق وإن لم تكن معجزات بالمعنى الاصطلاحي للمعجزة .. إلا أنها أسرار عالمية جاءت على لسان نبي لم يكن هو ولا أحد من رجال عصره ليهتدوا إليها ..
والقرآن الكريم يقول في ردّه على المشركين الذين زعموا أنه أساطير الأولين: " قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ". وفي هذا إشارة إلى أن في القرآن أسراراً وخفايا لا يستطيع أن يخبر بها أي عالم مهما بلغ علمه، فضلاً عن رجل لم يكن يقرأ ولا يكتب ..
وسنعرض لأمثلة على ذلك في رابط الكتاب إن شاء الله تعالى ..
ويا حبّذا لو تكرّمت علينا بأمثلة على ما ذهبت إليه في مداخلتك الأولى ..
ودمت لنا سالماً ..
ـ[سليم]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 03:25 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي لؤي الطيبي ,وانا في اتنظار شدوك الرخيم, ويراعك الثمين, وعقلك المستنير.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 11:40 م]ـ
أرى أن العرب قد رمتني عن قوس ٍ واحدة.
وأنا عُذيقها المُرَجَب.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 11:41 م]ـ
صبراً أهل الأعداد حتى أجمع العتاد.
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 11 - 2005, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى يبدو انك شحذت حسامك البتار في وجه الآخذين بالاعداد والارقام, لا بأس فانا ايضاً ابحث عن الحقيقة اينما تكون وفي إنتظار حججك وبراهينك الدامغة على ما تنصر.
ولكن لي سؤالين, اولهما: ألم يُحْكم الله كل شيئ, وكل شيئ تحوي الاعداد, واما ثانيهما: اليست الاعداد من مخلوقات الله ويُسييرها حيثما وكيفما شاء؟؟؟.
وشكراً
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[17 - 11 - 2005, 08:39 م]ـ
الأخوة الكرام
سنفتح نافذة جديدة للموضوع:
بعنوان
لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة(/)
الاسراء ليلاً؟؟؟!!!
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 11:41 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله عزوجل في محكم كتابه:"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم".
سرَى الرجل يسرِي سُرًى وسُرْيَةً وسُرْيةً وسِرَايةً وسَرَيانًا ومَسْرًى (يائيٌّ) سار عامَّة الليل. وأسرى الرجل إِسراءً بمعنى سَرَى, وقيل أسرى لأول الليل وسرى لآخرهِ.
وأسراه وأسرى بهِ سيَّرهُ بالليل. هذه هي معاني الاسراء وهي بجملتها تعني السير ليلاً, ولكن لماذا اضاف ليلاً بعد ان ذكر الله انه اسراه؟؟؟.
هناك اجابتين:
1.التأكيد على صحة الحادثة بأن الله عزوجل قد اسرى فعلاً بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ولم يبرد فراشه.
2.نلاحظ ان لفظة ليلاً جاءت نكره لتقليل مدة الإسراء، وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى بيت المقدس مسيرة أربعين ليلة، وذلك. أن التنكير فيه قد دل على معنى البعضية, اي جزء من الليل وليس كل الليل. وهنا تكمن معجزة الاسراء.
والله اعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 11:36 م]ـ
أخي سليم، ولكننا نعرف أن التنكير يفيد التعدد، فمثلا نقول أعطني كتاب فهذا يعني ضمنا وجود عدد ٍ من الكتب، وليس فيه تحديد لأي كتاب. وهذا خلاف لو قلت أعطني الكتاب فهذا يعني أن هناك كتاباً واحداً بيعينه، عُينَ وليس سواه.
وعلى اساس هذا الفهم للتنكير والتعريف اقول، أنه قد يُفهم من قولك، أنه قد لا تكون ليلة الإسراء هي الليلة بعينها التي أسري بها الرسول، وفي هذا الكلام تضعيف لحكاية الإسراء. هذا من باب، ومن باب آخر:
إن الله حينما قال::"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. يفهم منه صراحة أن الإسراء قد تم ليلاً، وهو في هذه الحالة ليس في حاجة إلى ذكر (ليلاً)، لأنه ذكر كلمة أسرى سابقةً لها، وكما قلت أنت سابقاً في منظومتك المعجمية؛ ان الإسراء لا يكون إلا ليلاً.
وباب آخر، وهو قولك ليلاً نكرة لتدل على بعض الليل، فهذا قد يُدفع بقولنا كون الخطاب قد حدد مسار الرحلة من وإلى فهذا من شأنه أن يُبعد عن الأذهان، أن يكون ذلك في جزءٍ من الليلة أوفي كل الليلة، بل المهم أن ذلك لا يمكن أن يكون في هذه المدة الزمنية القصيرة جدا، وهي ليلة واحدة.
واعذرني اخي سليم على التفصيل الممل.
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 04:35 م]ـ
السلام عليكم
لا بأس عليك أخي في التفصيل وانه ليس ممل, ورد في احد التفاسير ان الاسراء كان في جنح الليل وقول آخر انه كان في اول الليل, ولهذا السبب ذُكر لفظ ليلاً بعد الاسراء, وإلا ما الداعي لذكرها مع العلم ان الاسراء لا يتم إلا ليلاً؟؟؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 01:06 م]ـ
قد يكون من الإطناب للتنبيه عل عِظم الحادثة.
والله أعلم(/)
ما الفرق بين (نجّى) و (أنجى)؟
ـ[ابن خاطر]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 01:00 ص]ـ
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ... (البقرة- الجزء الأول)
قوله تعالى: وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون
وإذ أنجيناكم من آل فرعون
لكم كل التقدير والتحية وكل عام أنتم بخير
ابن خاطر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 02:46 ص]ـ
يرى الدكتور فاضل السامرائي أن القرآن الكريم كثيراً ما يستعمل (نجّى) للتلبّث والتمهّل في التنجية، ويستعمل (أنجى) للإسراع فيها. فـ (أنجى) أسرع من (نجّى) في التخليص من الشدّة والكرب ..
وبناءً على هذا فإنه لمّا كانت النجاة من البحر لم تستغرق وقتاً طويلاً ولا مكثاً استعمل في آية البقرة الأولى (أنجى) بخلاف البقاء مع فرعون في الثانية، فإنه استغرق وقتاً طويلاً ومكثاً فاستعمل (نجَّى) ..
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 12:52 م]ـ
السلام عليكم:
بالإضافة إل ما ذكره أخي لؤي أقول:
من معاني فعّل هو التكثير والسلب والإزالة، وفي الاّية الأول نجد الله يعدد نعمه عل بني إسرائيل، وأنه خلصهم مرة بعد مرة وباستمرار من اّل فرعون، وأن التخليص لم يتم دفعة واحدة، بل عل فترات، والواحد تلو الاّخر.
بينما من معاني أفعل هي الصيرورة والدخول في المكان والزمان، ونلاحظ أن الأية الثانية تتحدث عن التحول والصيرورة، حيث فرق الله البحر فأدخل المؤمنين في منطقة النجاة أو النجوة، عندما تجمد الماء، وأدخل ال فرعون في البحر عندما عاد البحر إل حالة السيولة.
والله أعلم
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 08:54 ص]ـ
بالإضافة إلى ما قالها الأخ لؤي وعزام أقول:
نجى: صيغة المبالغة لفعل أنجى. مثلا:
قد تنقذ شخصا من محنة قبل أن يتعرض لها، هنا يستعمل فعل (أنجى).
وقد تنقذه وهو في المحنة فتخلصه منها. هنا يستعمل فعل (نجى).
إذا أنقذت إنسانا فأبعدته عن طريق الخطر فقد (أنجيته).
وإذا أنقذته بعد أن وقع في الخطر فخلصته من بين يدي قاطع الطريق فقد (نجيته).
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 09:11 م]ـ
تفصيل رأي السامرائي في الفرق بين نجى وأنجى
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=3545
ـ[ابن خاطر]ــــــــ[17 - 11 - 2005, 12:52 ص]ـ
أحبتنا الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتم وبورك جهدكم وجزاكم الله خيرا
ويبقى اللفظ القرآني معين لا ينضب حتى يوم النشور
ابن خاطر(/)
لم قال الجاهليون إن القرآن شعر والنبي عليه السلام شاعر؟؟!!!
ـ[معالي]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 08:50 ص]ـ
ليلة البارحة توقفت عند قوله تعالى: (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) الطور"30"
وتساءلتُ:
إن كان أهل الجاهلية الذين بُعث فيهم النبي _صلى الله عليه وعلى آله وسلم_ لم يعرفوا الأشكال الشعرية التي عُرفت بعد هلاكهم بقرون من شعر حر، وقصيدة نثر، وشعر تفعيلة، و .. و .. إلخ .. إذْ لم يعرفوا إلا شكلا وحيدًا يقوم على الوزن والتقفية ويجري على البحور التي قعّد لها الخليل رحمه الله فيما بعد!
إذا كان الشأن كذلك والقرآن لم يأت على تلك الصورة التي ألفوها عن الشعر .. فلم قالوا عنه: (شعر)؟ ولم قالوا عن النبي_صلى الله عليه وعلى آله وسلم_: (شاعر)؟!!!!
فيض تحية
ـ[أبو ليث]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 02:14 م]ـ
السلام عليكم
لعلي قرأت مرة أو سمعت ولا اذكر أين ومن أين؟
أن العرب في الجاهلية لم يكن لشاعر فيها منزلة ولا شأن بل كان منبوذا بينهم لا قيمة له, لذا لا عجب عندما نرى امتناع اشراف قريش عن قول الشعر وسبر بحوره
ولا عجب في نفي والد امرؤالقيس لامرئ القيس وطرده بسب قوله للشعر.
فهل يستطيع أحدكم أن يذكر شاعر من اشراف قريش كان يقول الشعر قبل الدعوة الإسلامية , الجواب "لم يكن في قريش قبل دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شاعران هما نبيه ومسافر " من غلمان قريش"". والشعراء الذين تذكرهم المصادر إنما هم من القبائل المجاورة لقريش وليسوا من قريش ذاتها. ولكنهم كانوا يضعون الاعتبار الأكبر للشعر الذي يقوله الشاعر فهم يخافون من كل شاعر لكي لا يهجوهم وينزل من شرفهم لأن الشعر سريع الانتشار بين القبائل وكان اهتمامهم به نفاقا حذرا منه وطمعا في مدحه , ولكن الحاجة إليهم زادت في النقائض التي دارت بينهم وبين المسلمين. فاتهامهم لرسول الله بالشعر قد يكون نابع من كون الشعر والشاعر لديهم صفرا على الشمال والله أعلم
""""أعتذر قد يكون هذا الرأي باطلا و هناك آراء أصح فنرجو تصويبكم """""
ـ[معالي]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 10:25 م]ـ
أخي الفاضل
أنت تقرر أن الشعر له منزلة، بينما الشاعر ليس له منزلة لديهم!! -> هكذا فهمتُ!
ولكن سؤالي كان عن النص القرآني نفسه!
لم قالوا عنه: (شعر) .. مع أنهم لا يجهلون صورة الشعر الحقيقية المعروفة لديهم، والتي لم يأت القرآن_قطعًا_ على صورتها؟؟!!
وعليه
لم قالوا عن النبي_صلى الله عليه وعلى آله وسلم_: (شاعر)،مع أنه لم يكن ما جاء به شعرًا _كما عرفوا صورة الشعر_؟!!
فيض تحية
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 11:10 م]ـ
الموضوع بحاجة إلى تفصيل ولا أجد الوقت الآن، وسأعود إليه لاحقا.
ولكن لا بأس من بضع كلمات.
1 - لا أظن أن ما نقلع الأخ أبو ليث دقيقا، فمن المعروف أن القبائل كانت تحتفل بمولد شاعر فيها، كما كان الشاعر يحتل منزلة رفيعة في ذاك المجتمع، كيف لا وقد قال الفاروق عمر (رضي الله عنه): " كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصلح منه"
ثم كان العرب في تلك الفترة، يحرصون على إرضاء الشعراء وإكرامهم؛ حرصا على سمعتهم وكرامتهم، وقصة حسان مع قبيلة أنف الناقة أشهر من أن تذكر.
ولو لم يكن للشعر مكانته ما حرص العرب على حفظه وروايته حتى شغفت به نفوسهم.
أما الشاعر الماجن والملك الضليل امرؤ القيس، فلم يطرد لكونه شاعرا، بل لسلوكياته الاجتماعية المنحرفة.
ولعلي أتذكر بعض أشراف العرب ممن كان ينشد الشعر:
عمرو بن كلثوم زعيم تغلب وسيدها، وما أدراك ما تغلب.
عمرو بن الورد أبو الصعاليك.
زهير بن أبي سلمى.
النابغة الذبياني.
أمية بن أبي الصلت.
أما عن سؤالك فأنت محق في طرحه.
العرب لم يكونوا قليلي معرفة بفنهم الذي أظهروا من خلاله براعتهم وتفوقهم في الفصاحة، وكما قال سيدنا عمر: " كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصلح منه"، ومعلوم كم أسرت فنونه عقولهم وعمل في نفوسهم ومشاعرهم، فشاعر ببيت شعر يشعل حربا، وبآخر يطفئها، وشاعر ببيت يرفع قوم وبآخر يحط من قدرهم، فلما رأوا أن الواحد منهم يذهب ليقتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو يسفهه، وما إن بسمع إلى آيات من القرآن حتى يرق قلبه وترتعش جوانحه، ويعود إليهم غير الذي ذهب، وما إن رأوا عظيم أثره حتى اتهموه بالشعر تهربا من الاعتراف بإعجازه، وقدسيته وأنه ليس من كلام الإنس أو الجن، وقصة سماع الوليد بن المغيرة للقرآن أكبر شاهد ..
وأتذكر حين كنت أدرس مقرر النصوص القرآنية في جامعة الكويت على يد أ. د نعيم محمد حسن اليافي.
تعرضنا لهذا السؤال.
لما كان العرب على دراية وعلم بفنون شعرهم، فلماذا اتهموا القرآن بأنه شعر؟
والقرآن قد نزل بلغة العرب التي انقسم فن حديثها والتعبير بها إلى شعر ونثر، فمن أي الفنين كان القرآن؟
ومما أتذكر من الإجابة وأنا بعيد عهد بها:
أن القرآن قد أخذ من خصائص الفنين وقدمها في ثوب من الإعجاز، لم يسمع مثله قط، ويعجز عن الاتيان بمثله جماهير والإنس والجن وخواصهم.
فالقرآن لم يكن شعرا بل كان حالة شعرية، وأذكر مما ذكره أن القرآن به الأبحر العروضية جميعا، بل وحتى قانون الشعر الحر.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 10:20 ص]ـ
فالقرآن لم يكن شعرا بل كان حالة شعرية
القرآن به الأبحر العروضية جميعا، بل وحتى قانون الشعر الحر.
قصرت قدراتي أستاذنا الفاضل عن التوفيق بين القولين أعلاه!
لعلكم تبينون أكثر حال عودتكم التي وعدتم بها بإذن الله
جزيل شكر لمروركم الكريم
فيض تحية
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 02:10 ص]ـ
الأخت الفاضلة معالي ..
إن مَن تتبّع أنواع المجادلات التي حكاها القرآن الكريم عن الطاعنين فيه، يرى أن نسبتهم القرآن إلى نفس صاحبه كانت هي أكثر الكلمات دوراناً على ألسنتهم، وأن أقلها وروداً في جدلهم كانت نسبته إلى تعليم البشر ..
ووصفهم القرآن بالشعر ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر، جاء في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، هي:
قوله تعالى: " بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ " (الأنبياء: 5)
وقوله تعالى: " وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ " (الصافات: 36)
وقوله تعالى: " أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ " (الطور: 30)
كما أن دفع الاعتراض والتهمة السابقة عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء أيضاً في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، هي:
قوله تعالى: " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ " (يس: 69)
وقوله تعالى: " وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ " (الحاقة: 41)
وقوله تعالى: " وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ " (الشعراء: 224)
ثلاث آيات جاءت في معرض إبراز الشبهة التي اعترض بها الطاعنون على دعوة النبي، وهي اتهامه بأنه شاعر وأن الكتاب الذي جاء به شعر. وثلاث آيات جاءت لدفع هذه الشبهة عن النبي صلى الله عليه وسلم!!
والأمر الذي يهمنا - في الحقيقة - أن اضطراب الطاعنين في تحديد تلك الحالة النفسية التي صدر عنها القرآن: أشعر هي، أم سحر، أم جنون، أم كهانة، أم أضغاث أحلام، أم .. ؟ هو لمن أوضح الأدلّة على أنهم لم يكونوا يشيرون بهذا الوجه أو ذاك إلى تهمة محقّقة لها مثار في الخارج أو في اعتقادهم، وإنما أرادوا أن يدلوا بكل الفروض والتقادير مغمضين على ما فيها من محال، ليثيروا بها غباراً من الأوهام في عيون المتطلّعين إلى ضوء الحقيقة، وليلقوا بها أشواكاً من الشكّ في طريق السائرين إلى روض اليقين ..
ولقد نعلم أنهم كانوا في قرارة أنفسهم غير مطمئنين إلى رأي صالح يرضونه من بين تلك الآراء .. وقد وصف القرآن الكريم هذه البلبلة الجدلية المضحكة في قوله: " بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ ".
فهذه الآية - على قصرها - تبيّن لنا مقدار ما أصابهم من الحيرة والاضطراب في رأيهم، وإنها لترينا صورة شاهد الزور إذا شعر بحرج موقفه كيف يتقلّب ذات اليمين وذات الشمال، وكيف تتفرّق به السبل في تصحيح ما يحاوله من محال ..
فإن الطاعنين ليعرفون أن القرآن ليس بقول بشر، وأنه ليس بسحر يؤثر، وأنه ليس أضغاث أحلام، وأنه ليس بكهانة .. وأنه ليس بشعر من شعرهم، ولا هو في أوزانه وأعاريضه وفنونه وطرقه ..
وعلى هذا فإن وصفهم له بالشعر قد يكون نابعاً عن أحد أمرين:
الأول: كونهم تجوّزوا إلى ذلك ببراعة العبارة، وسموّ التركيب، وتصوير الإحساس اللغوي بألوان من المجاز والاستعارة والكناية وغيرها مما يكون القليل من جيّده خاصّاً بالفحل من شعرائهم، ويكون مع ذلك حقيقة الإحساس اللغوي في شعره .. وبرأيي - فإن هذا الوجه بعيد ولا يستقيم إلا بعد التحمّل له والتجوّز فيه .. خاصّة وأن لفظ الشاعر عندهم متعيّن المعنى متحقّق الدلالة ليس فيه لبس ولا إبهام ولا تجوّز. وإنهم ليعلمون علم اليقين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن شاعراً وما ينبغي له الشعر ولا يلتئم على لسانه .. وكيف يكون كذلك وهو - عليه الصلاة والسلام - لم يصنع بيت شعر واحد؟
والثاني: أن تهمة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر لم تكن ابتداءً إلا من قبل أحبار يهود ورؤسائهم وأهل العلم فيهم .. ثم تعلّق بها بعض العرب مكابرة .. وهذا ما ذهب إليه مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - وهو ما ما نميل إليه ونرجّحه.
والله أعلم
ـ[معالي]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 08:14 ص]ـ
أستاذنا الجليل لؤي
أفضتم بارك الله فيكم وأصلتم واستقصيتم فما تركتم لسواكم شيئًا!!
ولكن
قلتم بارك الله فيكم:
إن تهمة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر لم تكن ابتداءً إلا من قبل أحبار يهود ورؤسائهم وأهل العلم فيهم .. ثم تعلّق بها بعض العرب مكابرة
فهل كان أحبار يهود ورؤساؤهم على غير علم بسنن العرب وطريقتهم في قول الشعر؟!! أم ماالذي دعاهم لقول ما قالوه؟
ثم
ماالذي جعل بعض العرب يتابعونهم في ما قالوا ويتعلقون به؟! أهو جهلٌ منهم (وهذا مالاأظنه!)؟ أم ماذا؟!
إن رأيتم أن ذلك منهم كان مكابرةً!!
فكيف قالوا بذلك رغم علمهم أنه لا يخفى على من يستمع إليهم أن ذلك ليس بحق .. هل كان ذلك استغفالا منهم لأتباعهم وعدم اعتبار لعقولهم؟!
ألم يخشوا أن يفارقهم أتباعهم إلى دين محمد_صلى الله عليه وعلى آله وسلم_ جرّاء هذه البلبلة المضحكة؟!!
جزاكم الله خيرًا
ونفع بعلمكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 03:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الأخت الفاضلة معالي - حفظها الله ..
قولكم: فهل كان أحبار يهود ورؤساؤهم على غير علم بسنن العرب وطريقتهم في قول الشعر؟!! أم ما الذي دعاهم لقول ما قالوه؟
بلى .. ولقد نعلم كثيراً من شعرائهم من الذين نكثوا عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم في حسن الجوار، مثل كعب بن الاشرف والربيع بن الحقيق ومرحب اليهودي .. ولكن اتهامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر وأن القرآن شعر، كان الغرض منه ادعاء أن القرآن الكريم من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لا حقيقة له، بل هو مجرّد تخيّلات وأوهام - كما هو الحال في الشعر الجاهلي ..
فمن طبيعة الشعراء المغالاة والعاطفية وأنهم يقولون ما لا يفعلون، إذ هم يتصفون بالغلو والمبالغة ومجانبة الصواب في أكثر شعرهم .. وقد قيل بأن أعذب الشعر أكذبه، والكذب صفة ذميمة برأ الله رسوله الأمين الصادق منها .. ولو كان الرسول شاعراً كما ادعوا لنسب العرب بلاغته الكبيرة في تبليغ الدعوة إلى ملكة الشعر أو شيطانه، ولأصبحوا مصيبين باتهامهم محمداً صلى الله عليه وسلم بالشعر ..
وهذا هو دأب يهود في بثّ الشكوك بقصد زعزعة ثقة المسلمين الناشئين بالإسلام .. ولا يُستغرب ذلك منهم .. فهم قوم بهت وأهل غدر وخيانة .. والمؤامرات التي حبكها يهود ضدّ الإسلام منفردين أو بالتعاون مع المشركين أو بالاتفاق مع المنافقين كثيرة ..
قولكم: ثم ما الذي جعل بعض العرب يتابعونهم في ما قالوا ويتعلقون به؟! أهو جهلٌ منهم (وهذا ما لا أظنه!)؟ أم ماذا؟!
يقول تعالى جدّه في سورة الطور: " فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ * أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ".
فنلاحظ من هذه الآيات أن القرآن الكريم يسجّل على مشركي العرب جُرماً بعد جُرم في تساؤله: ما الذي دعاهم إلى تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ والجواب على هذا التساؤل جاء في ثلاثة استفهامات:
(أم تأمرهم أحلامهم)؟ (أم هم قوم طاغون)؟ (أم يقولون تقوّله)؟
فعرضت هذه الآيات ثلاث علل بصدور هذا القول منهم على ما بينه من تناقض. فقد وصفوا الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث أوصاف: الكهانة - الجنون - الشاعرية. وهي أوصاف لا تجتمع في موصوف واحد، لأن الكاهن والشاعر لا يكونان مجنونين، والمجنون لا يكون كاهناً ولا شاعراً، والشاعر لا يكون كاهناً، والكاهن لا يكون شاعراً. فكيف ساغ لهم أن يصفوا الرسول الكريم بهذه الأوصاف؟
ويجيب القرآن نفسه قائلاً: إن السبب في ذلك هو طغيانهم وكرههم، ولو كانوا عدولاً مؤمنين لحماهم الإيمان ومقتضياته من التورط في هذه الورطة التي إنما تدلّ على جهلهم المركب ..
فقد أسند الأمر أولاً إلى الأحلام، وأياً كان التصوير البلاغي في هذا التعبير فسرّه تهويل شدّة التأثير عليهم. ثم انتقل ثانياً إلى تقرير طغيانهم ومجاورتهم الحد في الظلم لأنفسهم. ثم انتقل مما تقدّم إلى تقرير أن سبب كفرهم التولّي، وهذيان الذاهب عقله، وهو عدم إيمانهم القلبي ..
قولكم: إن رأيتم أن ذلك منهم كان مكابرةً!! فكيف قالوا بذلك رغم علمهم أنه لا يخفى على من يستمع إليهم أن ذلك ليس بحق .. هل كان ذلك استغفالا منهم لأتباعهم وعدم اعتبار لعقولهم؟! ألم يخشوا أن يفارقهم أتباعهم إلى دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم جرّاء هذه البلبلة المضحكة؟!!
يقول تعالى: " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ". فالله تعالى يخبر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن المشركين لا ينسبون الكذب إليه، ولكنهم جاحدون مكابرون. فهم يعاندون الحقّ ويدفعونه بصدورهم، كما قال سفيان الثوري عن ناجية بن كعب بن علي، قال: قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به فأنزل الله " فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ".
وقد اعترف بذلك العدو الألدّ أبو جهل، فقد سأله الأخنس: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس هاهنا من قريش غيري وغيرك يسمع كلامنا؟ فقال أبو جهل: ويحك والله إن محمداً لصادق وما كذب محمد قطّ، ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش؟ فهل بعد هذا عناد ومكابرة؟
ومن ثم - أختي الكريمة - فإن حيرة العرب في اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالشعر أولاً، وتسليمهم بإعجاز القرآن ثانياً أمر معروف .. ولا أظن أن خبر الوليد بن المغيرة عليك ببعيد .. فحين اجتمع إليه نفر من قريش ليجمعوا على رأي واحد يصدرون عنه يقولونه للناس في الموسم، فقال بعضهم كاهن وقال بعضهم ساحر وقال بعضهم مجنون وقال بعضهم شاعر .. فكان يردّ هذه الأقوال ويفندها، ثم قال: والله إن قوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليعلو وما يعلى عليه، وما أنتم بقائلين شيئاً من هذا إلا عرف أنه باطل وأن أقرب القول فيه لأن تقولوا: ساحر جاء بقول هو سحر يفرق بين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته .. فتفرّقوا عنه بذلك .. فكانت مقولتهم التي أجمعوا عليها: (سحر يؤثر)! وقد علموا أن وصفهم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالساحر والكاهن والشاعر لا يغنيهم من الحق شيئاً ..
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 07:12 ص]ـ
أستاذنا الجهبذ لؤي
شكر الله تفضلكم وتجشمكم عناء الرد على مثلي!
أفدتموني أيما فائدة!
أسأل الله ألا يحرمكم الأجر والمثوبة، وأن يجعل ما قدمتم في موازين حسناتكم يوم تلقونه، هو ولي ذلك والقادر عليه ..
جزاكم الله خيرًا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 02:05 ص]ـ
وإليكم هذه المشاركة:
القرآن الكريم طراز خاصٌ من التعبير، ونظمه ليس على منهاج الشعر المقفّى، ولا هو على منهاج النثر المرسل، ولا هو منهاج النثر المزدوج أو المنثر المسجوع، وإنما هو منهاج قائم بذاته لم يكن للعرب عهد به ولا معرفة من قبل.
وكان العرب لفرط تأثرهم بالقرآن لا يدرون من أي ناحية وصل إلى هذا الإعجاز.
وكون القرآن طراز خاص ونسيج منفرد فيه كل الوضوح فبينما تجده يقول: {وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14)} التوبة.
ويقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (92)} آل عمران.
مما هو نثرٌ قريب من الشعر، إذ لو نظمته الآيتان لكانتا بيتين من الشعر هكذا:
ويخزهم وينصركم عليهم = ويشق صدور قوم مؤمنين
لن تنالوا البر حتى = تنفقوا مما تحبون
ولكنهما ليس شعراً وإنما هو نوع من النثر فريد.
وإليكم ما أورده السيوطي في كتاب الإتقان حول هذا البحث:
الإتقان للسيوطي
النوع الثامن والخمسون
في بدائع القرآن
أفرده بالتصنيف ابن أبي الأصبع، فأورد فيه نحومائة نوع، وهي المجاز والاستعارة والكناية والإرداف والتمثيل والتشبيه والإيجاز والاتساع والإشارة والمساواة والبسط والإيغال والتشريع والتتميم والأتضاح ونقي الشيء بإيجابه والتكميل والاحتراس والاستقصاء والتذييل والزيادة والترديد والتكرار والتفسير والمذهب الكلامي والقول بالموجب والمناقضة والانتقال والإسجال والتسليم والتمكين والتوشيح والتسهيم ورد العجز على الصدر وتشابه الأطراف ولزوم ما لا يلزم والتخيير والإبهام وهوالتورية والاستخدام والالتفات والاستطراد والاطراد والانسجام والإدماج والافتنان والاقتدار وائتلاف اللفظ مع اللفظ وائتلاف اللفظ مع المعنى والاستدراك والاستثناء والاقتصاص والإبدال وتأكيد المدح بما يشبه الذم والتجويف والتغاير والتقسيم والتدبيج والتنكيت والتجريد والتعديد والترتيب والترقي والتدلي والتضمين والجناس والجمع والتفريق والجمع والتقسيم والجمع مع التفريق والتقسيم وجمع المؤتلف والمختلف وحسن النسق وعتاب المرء نفسه والعكس والعنوان والفرائد والقسم واللف والنشر والمشاكلة والمزاوجة والمواربة والمراجعة والنزاهة والإبداع والمقارنة وحسن الابتداء وحسن الختام وحسن التخلص والاستطراد.
إلى أن قال:
وها أنا أورد الباقي مع زوائده ونفائس لا توجد مجموعة في غير هذا الكتاب
ثم شرع يشرحها، إلى أن وصل باب الإنسجام:
الانسجام: هوأن كون الكلام لخلوه من العقادة متحدراً كتحدر الماء المنسجم، ويكاد لسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه أن يسهل رقة، والقرآن كله كذلك. قال أهل البديع: وإذا قوي الانسجام في النثر جاءت قراءته موزونة بلا قصد لقوة انسجامه، ومن ذلك ما وقع في القرآن موزوناً، فمنه من بحر الطويل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ومن المديد واصنع الفلك بأعيننا. ومن البسيط فأصبحوا لا نرى إلا مساكنهم ومن الوافر ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ومن الكامل والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. ومن الهزج فالقوة على وجه أبي يأت بصيراً. ومن الرجز ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلاً. ومن الرمل وجفان كالجوابي وقدور راسيات. ومن السريع أوكالذي مر على قرية ومن المنشرح إنا خلقنا الإنسان من نطفة. ومن الخفيف لا يكادون يفقهون حديثاً. ومن المضارع يوم التناد يوم تولون مدبرين. ومن المقتضب في قلوبهم مرض. ومن المجتث نبأ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ومن المتقارب وأملي لهم أن كيدي متين. انتهى كلام السيوطي.
وعليه فليس في القرآن شعرٌ وإن اشتبه بالشعر بعض الآيات، وإنما ذلك للإنسجام الذي تعلل به بعض العلماء.
والله أعلم.
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 06:33 ص]ـ
الأستاذ الفاضل موسى
جهدٌ متميز اعتدنا عليه ..
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 10:35 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم
معذرة من الاخوة الافاضل على تعقيبي في هذا الموضوع ولم افتح موضوعاً جديداً لصلة بينهما, يقول الله تعالى:"والشَعَراءُ يَتبِعُهم الغَاوون. آَلمْ تَرَ أَنّهم في كُلِّ وادٍ يَهيمون. وأَنّهم يَقُولون ما لا يفعلونْ. إلا الذين آمنوا وعَمِلُوا الصَّالحات وذَكَرُوا الله كَثيراً وانتصروا مِن بَعد ما ظُلموا وسَيَعْلَم الذين ظَلَموا أيَّ مُنْقَلب يَنْقَلبون",وقد خرج بعض العلماء برخصة قول الشعر على هذا الوجه, اي التعرض لهجاء من يهجو الرسول عليه الصلاة والسلام او اي احد من المسلمين, وان الرسول لم يقل الشعر قط, فقد ورد أنَّ رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال. يا رسول اللّه، إن أبا سفيان يهجوك. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللّهم إنه هَجاني وإني لا أقول الشعر، فاهجُه عني. وتنافس المسلمون على ايهم يهجو نيابة عن الرسول عليه الصلاة والسلام, فقام إليه عبد الله بن رَواحة فقال: يا رسول اللّه، إيذن لي فيه. قال: أنت القائل: قثبّت الله ما آتاك من حسن.
قال: نعم. قال: وإياك فثبت اللّه. ثم قام إليه كعب بن مالك فقال: يا رسول اللّه، إيذن لي فيه. فقال: أنت القائل هممت؟ قال: نعم. قال: لستَ له. ثم قام حسَّان بن ثابت فقال: يا رسول اللّه، إيذن لي فيه، وأخرج لسانه فضَرب به أَرْنبة أنفه، وقال: والله يا رسول الله إنه ليخيَّل لي أني لو وضعتُه على حجر لفَلقه، أو على شَعر لحَلقه. فقال: أنت له، اذهب إلى أبي بكر يُخبرك بمثالب القوم ثم اهجهم وجبريل معك. فقال يرد على أبي سفيان:
ألا أبلِغ أبا سفيان عَنِّي= مغلغَلةً فقد برح الخَفاءُ
هجوت محمداً وأجبتُ عنه= وعند الله في ذاك الجَزاء
أتهجوه ولست له بندٍّ = فشركما لخير كما الفداء
أمن يهجو رسوله الله منكم= ويطريه ويمدحه سواء
لنا في كُل يوم من مَعدٍّ = سِباب أو قِتال أو هِجَاء
لساني صارمٌ لا عيبَ فيه= وبَحْري لا تُكدِّره الدِّلاء
فإنّ أبي ووالدَه وعِرْضى= لِعْرض محمد منكم وِقَاء
ومن الصحابة من قال شعراً, ومنهم من كان يحب سماعه, فمن الصحابة حسّان بن ثابت، وكَعب بن مالك، وعبدَ الله بن رواحة. وقال سعيد بن المُسيِّب: كان أبو بكر شاعراً، وعُمر شاعراً، وعليُّ أشعرَ الثلاثة. ومن قول عليّ كرّم الله وجهه بصِفين:
لمَن رايةٌ سَوداء يخْفِق ظلُّها= إذا قِيل قَدِّمها حُضين تَقدَّما
يُقدِّمها في الصَّف حتى يزِيرها= حِياضَ المَنايا تَقْطُر السّمّ والدَما
جَزى الله عنِّي والجَزاء بكَفِّه= رَبيعة خيراً ما أَعف وأكَرما
قال النبي صلى الله عليه وسلم في عمرو بن الأهتم لمّا أعجبه كلامُه: إنَّ مِنِ البيان لَسِحْراً.
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ من الشعر لحِكْمة.
ومن شعر ابي بكرالصديق:
كُلّ امرئ مُصَبّح في أهله= والموتُ أَدْنى من شرِاك نَعْلِهِ
والله اعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 10:56 م]ـ
إضافة بسيطة
مما قرأت في بعض مراجع اللغة، أن هجاء حسان لكفار قريش كان أشد على الكفار من هجاء عبد الله بن رَواحة وكعب بن مالك. والسبب في ذلك أن هجاء عبدالله وكعب كان يعتمد على الطرح العقائدي بوصف القرشيين بالكفر وهذا مما كان لا يهتم له الكفار، أما حسان فإن أمر الرسول له بهجاءهم، سبقه أمر ألا وهو إتيان أبي بكر حتى يخبرهم معائب القوم اي أهل قريش، وعليه إعتمد هجاء حسان على هذه النقطة. وبالتالي كان تأثيره أشد عليهم وهم كفار، فما أسلموا تبينوا أن هجاء عبدالله وكعب هو أشد وأقسى. لأنهم اخذوا يفهمون المفاهيم العقدية ومعاني الإسلام.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 09:19 ص]ـ
جميل أستاذنا سليم ..
إضافة رائعة بارك الله فيك
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 09:20 ص]ـ
أضفتَ جليلا أستاذنا موسى ..
جزيت خيرًا(/)
مراعاة التسلسل الزمني المنطقي لأحداث الطوفان
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 12:59 م]ـ
مراعاة التسلسل الزمني المنطقي لأحداث الطوفان
قص علينا الله سبحانه وتعالى قصة سيدنا نوح في سورة هود، قصا متسلسلا، يراعي فيه التسلسل الزمني والمنطقي للأحداث، من لحظة تيئيسه من إيمان قومه، وصدور الأمر الإلهي بالإغراق إلى لحظة الهبوط بسلام، وهذا التسلسل أدى إلى خرق معيار القاعدة النحوية مرتين: المرة الأولى، عندما قال" ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه" والأصل هو تأخير جملة الحال"ويصنع الفلك" لتكون كالتالي" كلما مر عليه ملأ من قومه و (هو) يصنع الفلك سخروا منه" وقد جاء هذا العدول من أجل الترابط المعنوي والإيحاء بسرعة الامتثال للأمر الإلهي، ومن أجل مراعاة التسلسل الزمني والمنطقي للأحداث، ورصدها لحظة بلحظة، حيث قال تعالى أولا"واصنع الفلك" فجاءت الاّية التي تليها تقدم ذكر الاستجابة للأمر الإلهي، فقال تعالى"ويصنع الفلك".
المرة الثانية: عندما قال تعالى" وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه" حيث قام بتقديم جملة الحال" وهي تجري بهم في موج كالجبال" والأصل فيها هو تأخير جملة الحال كالتالي" ونادى نوح ابنه وهي تجري بهم في موج كالجبال "وقد جاء هذا العدول من أجل الترابط المعنوي ومراعاة تسلسل الأحداث، حيث قال تعالى قبلها "بسم الله مجراها ومرساها " فجاءت الاّية التي تليهاتقدم ذكر الهيئة التي كانت تجري عليها، والحالة التي نادى فيها نوح ابنه"كما تأخر قوله تعالى"و نادى نوح ابنه"ليتصل مع الحالة التي كان ابنه عليها عندما نودي، ومع النداء الذي وجهه سيدنا نوح إلى ابنه حيث قال تعالى"وكان في معزل يا بني اركب معنا".
وبهذا يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية، فالمتقدم في الرتبة متقدم في المنزلة والموقع معا، والمتأخر في الرتبة متأخر في المنزلة والموقع معا كذلك.
والله أعلم(/)
ما الفرق ............ ؟
ـ[أبو ليث]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 02:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مالفرق في اللغة والاستخدام بين الكلمات " أفل ,غرب ,أختفى "
وجزاكم الله كل الخير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 03:41 ص]ـ
أفل: غاب الشيء وراء الشيء، ولا يكون إلا في الأجرام السماوية كالقمر والكواكب والنجوم ..
غاب: يكون في الأجرام وفي غيرها، فتقول: غاب الرجل إذا ذهب عن البصر.
اختفى: من (خفي) وهي كلمة متضادة، تدلّ على الستر والاظهار. فاختفاء الشيء يدلّ على أنه يصير لا هو ظاهر تماماً، ولا هو مستور تماماً، فهو بين بين. تقول مثلاً: اختفى القمر في الغيوم. ففعل (اختفى) يدلّ على بدء دخول القمر في الغيوم، بحيث يصير لا هو ظاهر تماماً، ولا هو مستور تماماً. وعندما يكون الأمر كذلك فهو قابل لأن يستمرّ في عملية الخفاء إلى جهة الستر، فيصير مستوراً، أو يستمر في عملية الظهور فيصير ظاهراً.
والله أعلم(/)
مساعدة.
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 10:59 م]ـ
يقول عدد من الباحثين إن الدكتور بدوي طبانة له رأي تفرد به حول الشيخ عبد القاهر الجرجاني ولم يتبعه فيه أحد فقال " إن عبد القاهر الجرجاني ليس بلاغيا بل هو ناقد فقط "
وقد رد عليه الدكتور أحمد مطلوب في كتابه البيان العربي.
المطلوب هو:
1 - نقل النص الذي قاله بدوي طبانة وتوثيقه.
2 - نقل النص الذي رد به الدكتور أحمد مطلوب وتوثيقه.
وشكرا للجميع.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 12:19 ص]ـ
أنصحك أخي بالرجوع إلى المكتبات العامة، ففيها الكثير حول هذه الأبحاث.
والله الموفق.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 06:49 م]ـ
السلام عليكم ..
وجدت في مكتبتي كتاب الدكتور بدوي طبانة، وسأنزل جزءا من حديثه الذي ينكر فيه أن الجرجاني بلاغي، وإنما ناقد. وإن أردت أن أكمله لك فلا مانع لدي ..
البيان العربي (دراسة في تطور الفكرة البلاغية عند العرب، ومناهجها، ومصادرها الكبرى)
د. بدوي طبانة. دار المنارة-جدة، دار الرفاعي-الرياض/ ط7 1408هـ.
ص 232
وبعد فأين عبد القاهر من البلاغة؟ وما مكانه بين البلاغيين؟
لقد ذهبت شهرة عبد القاهر بين علماء البلاغة على أنه قطب من أقطابهم وعلم من أعلامهم، وعدّ عند أكثر الباحثين أحد المؤسسين لهذا العلم ورواده عند العرب. وذلك صحيح إذا أريد بالبلاغة معناها الواسع، أو نظر إلى صلتها الوثيقة بالأدب والنقد الأدبي. أما أن يعتبر عبد القاهر بلاغياً لأنه استخرج فنوناً جديدة من فنون البلاغة لم يوفق إلى استخراجها أحد من الذين سبقوه، أو لأنه نهج منهج البلاغيين في التماس الحد الجامع المانع لكل فن من فنونها والعناية باستخراج الأقسام واستيفائها، وطلب الشواهد لكل فن منها، وكل قسم من أقسامها، كما هي طبيعة عمل أولئك الذين يعدون بلاغيين، فإن ذلك أبعد الآراء عن الصحة والصدق إذا طبقنا هذه المقاييس على كتابة عبد القاهر.
_______________________
يبقى صفحة تقريبا من حديثه إن أردت طبعتها هنا لك.
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 12:09 ص]ـ
الأخت الغالية: وضخاء
شكر الله لك هذا المجهود الرائع .... وأتمنى عليك أن تكملي وتذكري كل ما يتعلق بهذا الموضوع في هذا الكتاب لأني في حاجة قوية إليه.
وأرجو من الإخوة الكرام مشاركتنا الحديث وإكمال الفقرة الثانية.
الأخ الغالي: موسى أحمد غازي ....
شكرا لمرورك ولدي سؤال خاص بك ــ على سبيل الدعابة ــ.
مال الفرق بين ردك ورد الأخت وضحاء؟؟؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 07:13 ص]ـ
البيان العربي (دراسة في تطور الفكرة البلاغية عند العرب، ومناهجها، ومصادرها الكبرى)
د. بدوي طبانة. دار المنارة-جدة، دار الرفاعي-الرياض/ ط7 1408هـ.
ص 232
وبعد فأين عبد القاهر من البلاغة؟ وما مكانه بين البلاغيين؟
لقد ذهبت شهرة عبد القاهر بين علماء البلاغة على أنه قطب من أقطابهم وعلم من أعلامهم، وعدّ عند أكثر الباحثين أحد المؤسسين لهذا العلم ورواده عند العرب. وذلك صحيح إذا أريد بالبلاغة معناها الواسع، أو نظر إلى صلتها الوثيقة بالأدب والنقد الأدبي. أما أن يعتبر عبد القاهر بلاغياً لأنه استخرج فنوناً جديدة من فنون البلاغة لم يوفق إلى استخراجها أحد من الذين سبقوه، أو لأنه نهج منهج البلاغيين في التماس الحد الجامع المانع لكل فن من فنونها والعناية باستخراج الأقسام واستيفائها، وطلب الشواهد لكل فن منها، وكل قسم من أقسامها، كما هي طبيعة عمل أولئك الذين يعدون بلاغيين، فإن ذلك أبعد الآراء عن الصحة والصدق إذا طبقنا هذه المقاييس على كتابة عبد القاهر.
ذلك أن تلك الفنون التي درسها عبد القاهر في كتابه لم يكن هو مخترعاً لفن ما، بل إنها عرفت قبله، وقد استخرجها وأبان عن معالمها كثير من العلماء والأدباء والنقاد في القرنين اللذين سبقاه، وهما القرن الثالث والقرن الرابع الهجريان، وجاء عبد القاهر فوجد تلك الفنون بين يديه، ووجد كثيرا من الآراء المروية والمكتوبة في كتب يعرفها الناس، واعتنق عبد القاهر فكرة المعنى، وآمن بسلطان العقل، وبعد أثره في الأدب كبعد أثره في الحياة وفي تقدير صاحبه بين الناس، وهذه الفكرة كما أسلفنا كانت رد فعل لفكرة الجاحظ في نصرة اللفظ وتقدير الصورة، وجعلها مجال الافتتان ومجال التفاوت بين الأدباء. وقد كان صنيع عبد القاهر أن يجمع فنون البلاغة حول فكرته، ويجعلها تنقاد لرأيه بعد أن رأى طغيان فكرة الجاحظ في بيئات الأدب النقد، وبعد أن رأى سيل الصناعة يطغى على الأعمال الأدبية، ورأى النقاد قد جعلوا هذه الصناعة من أهم المقاييس التي يقيسون بها جودة تلك الأعمال.
وإذا كانت البلاغة تعنى قبل كل شيء بالأسلوب، وهو مجال تلك الصناعة فإن عبد القاهر على هذا من الذين يناوئون ذلك الرأي، ويسيرون في اتجاه مضاد لاتجاه سير البلاغة، ذلك أن البلاغة، تفرض أن الأديب لديه
ص 233
ما يقول ثم توقفه على الوسائل الجيدة التي تمكنه من القول على وجه معجب بديع يستطيع به الإبانة والتأثير.
ولكن موضع عبد القاهر الحقيقي يجب أن يكون بين نقاد الأدب، وأن يكون في طليعة النقاد العرب، لأن نقده يطوف بأكثر جهات الفن الأدبي، كما يبدو من الدراسة السابقة، ويتسم نقده بالموضوعية في ذلك التحليل المستقصي الذي يتناول فيه الكليات والجزئيات، ويستثير مكامن الشعور، ويحرك الذوق والحاسة الفنية، ويفحص عن الآثار النفسية في الأعمال الأدبية، ومواطن الإبداع في الاستعمال اللغوي وفي نظم الأساليب مع الاستعانة بمعارفه اللغوية والنحوية وشوبهما بالمنطق والذوق، مما لا يتسع نطاق هذا البحث لاستقصائه، بل إن كل ناحية من نواحيه، وكل اتجاه من اتجاهاته جدير بأن تفرد له دراسة خاصة.
و كل ذلك يظهر في نقده لفنون البلاغة التي عرفها عمن سبقوه من العلماء والنقاد ووقوفه على سر تأثيرها، أو سبب إخفاقها في تحقيق الأغراض الفنية التي يرمي إليها الأدباء.
*******************
انتهى كلامه
أرجو أن تجد فيه مبتغاك.(/)
الفرق بين القتل والموت
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 10:32 ص]ـ
الفرق بين القتل والموت
قال تعالى" ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون*ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون* (اّل عمران 157 - 158).
نلاحظ في هاتين الاّيتين أن القراّن الكريم يستخدم كلمة"القتل" لمن يقتل في سبيل الله، ولا يستخدم كلمة"الموت"، وفرق بينهما، فالموت خروج الروح ثم تلف الجسد، بينما القتل تلف الجسد ثم خروج الروح، وهو ما يسمى: إزهاق الروح، أي: إجبارها على الخروج من الجسد نتبجة إتلافه، ولعل هذا هو السبب في أن من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا، كما أن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم، لأنه اعتداء على حق الله وسلب للحياة.
كما نلاحظ أن القراّن الكريم يستخدم الفعل بصيغة المبني للمجهول، وهذا يعني أن عملية القتل تتم بيد الأعداء وفي ساحة المعركة. ونلاحظ أيضا أن الاّية الأولى في الحديث عن الجهاد والمجاهدين، ولهذا قدم القتل على الموت، لأن القتل في الجهاد أخص من الموت ميتة طبيعية، كما نلاحظ اختيار كلمة "القتل" مع"الجهاد " أما في الاّية الثانية فقد قدم الموت على القتل، لأن الاّية حديث عن الموت والحياة في الأحوال العادية، ولا يوجد ذكر للجهاد، والموت في الأحوال العادية ميتة طبيعية أخص من القتل.
ومن هنا فالكلام اختيار وتأليف بحسب الأهمية المعنوية
والله أعلم(/)
بشرى بعودة برنامج لمسات بيانية
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 09:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمحبي القرآن الكريم
ولمحبي برنامج (لمسات بيانية) ومنتظريه
يعود إليكم البرنامج مع الدكتور حسام سعيد النعيمي
عبر فضائية الشارقة
الحلقة الأولى كانت عن تدبر القرآن
عرضت السبت الماضي وتعاد الاثنين الثانية عشرة والنصف ظهرا
وتعرض حلقتان في كل أسبوع
تابعوا مواعيد العرض عبر موقع لمسات بيانية
بتوقيت الإمارات
http://lamasaat.8m.com/
ـ[معالي]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 12:08 ص]ـ
حياك الله أستاذتنا الفاضلة ..
طال كثيرًا غيابك!!
ما يهمنا أنك عُدت ..
وبصدق
كان العود أحمد!
نرجو النفع والفائدة لمن سيظفرون بمشاهدة البرنامج ..
ولكن
أليس لنا حق_نحن الذين ليس بمقدورهم مشاهدته_ أن تفيضوا علينا من الماء؟!!
أعني ..
لو تفضل أحد المتابعين_أو المتابعات_ فأتحفنا بموجز لما عُرض .. لاتسع نطاق الفائدة_بلاشك_!!
ألا توافقيني؟
بانتظارك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 03:44 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا التنبيه - أختنا الكريمة أنوار الأمل ..
وجعله الله في ميزان حسناتك ..
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 12:00 ص]ـ
معالي والمشرف الجديد
أشكر لكما حضوركما المشرق
وسأحاول أن أنقل شيئا مما يقدم في البرنامج .. دعواتك
وتهنئة من القلب للأستاذ الفاضل لؤي أعانك الله
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 02:59 ص]ـ
شكر الله للأستاذة الجليلة أنوار الأمل ..
ولا تنسونا من دعواتكم .. بارك الله فيكم ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 09:07 ص]ـ
أستاذتنا أنوارالأمل
بشرى عودتك إلينا أسعد، وحاجتنا إلى لمساتك البيانية أوكد.
شكرا لك.
وتحياتي للأستاذ الجهبذ لؤي والأستاذة المتألقة معالي.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 02:13 م]ـ
وحياك الله أستاذي المفضال أبا سارة ..
وجعل أحوالك كلها منظومة بالصلاح ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 10:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي أنوار الأمل أنت دائماً سباقة للخير فقد دخلت الموقع على أمل أن ابشر الاخوة والاخوات بعودة برنامج لمسات فوجدت مشاركتك والحمد الله على كل حال.
لكن يبقى لدي بشارة أخرى وهي أن حلقات البرنامج أقوم بطباعتها أولاً بأول وموجودة في موقعي على هذا الرابط
http://www.islamiyyat.com/lamasat-new.htm
وفيه الى الآن حلقتان وأنا الآن بصدد كتابة الحلقة الثالثة التي اذيعت بالأمس للفائدة
هكذا تكون بشارة لك وبشارة لي ونسأل الله تعالى الأجر والثواب والانتفاع بما يعلمنا.
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 10:37 ص]ـ
الأخت الفاضلة سمر
حيا الله بزوغك من جديد بعد طول تواري!!
الحق أن بشارتك كانت هدية لا تُقدر بثمن ..
فليجزك الله خير الجزاء ويثبك خير الثواب!
موقعك في مفضلتي ..
أنا هناك أتابع!
كبير امتنان ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 01:35 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذتنا الفاضلة معالي على ردك وتشجيعك والحمد لله أن وفقني لجمع هذه الحلقات ووضعها بين أيدي المهتمين بهذا الموضوع. وغيابي يا أختي عن المنتدى ليس إلا بسبب انشغالي الدائم بالموقع فأنا اعمل عليه لوحدي وأحياناً أتمنى لو كان اليوم 100 ساعة لا 24 فقط.
المهم أن الحلقات تكون جاهزة أولاً بأول وأريد رأيك في أمر ترتيب الحلقات فلقد أعدت ترتيبها لا من حيث رقم الحلقة وإنما من حيث موضوعها فما رأيك وأيها أفضل؟ ووضعت صفحة لأسئلة المشاهدين ورد الدكتور حسام النعيمي عليها لسهولة الوصول له وأنا بانتظار رأيك ولك جزيل الشكر على تشجيعك بارك الله تعالى فيك.
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 07:56 م]ـ
أهلا سمر ..
جزاك الله خيراً أستاذتنا الفاضلة معالي
وإياك عزيزتي ..
ولكني لستُ بأستاذة!! ذاك كبيرٌ عليّ أستاذتي!!
فأنا اعمل عليه لوحدي
بعض الناس يكون فردًا بأمة!!
والعظماء_عزيزتي_يوم أحدهم كعمر أحدكم!!
أحسبك ولا أزكيك ..
أتمنى لو كان اليوم 100 ساعة لا 24 فقط.
همةٌ يقصر دونها الوقت ..
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
بارك الله لك في وقتك وجهدك ..
فلقد أعدت ترتيبها لا من حيث رقم الحلقة وإنما من حيث موضوعها فما رأيك وأيها أفضل؟
الحق عزيزتي
أنني تعرفت على موقعك الجليل من خلال ردّك السابق ..
ولذلك أحتاج لوقت_يسير_بإذن الله_ قبل أن أوافيك برأيي القاصر على الخاص_بإذن الله_ ..
علمًا بأني لاأعرف الفرق بين طريقتي الترتيب اللتين ذكرتيهما .. إذ ْ لم أكن أعرف _مع الأسف_ الموقع من قبل!!
ووضعت صفحة لأسئلة المشاهدين ورد الدكتور حسام النعيمي عليها لسهولة الوصول له
جزاك الله خيرًا ..
جهد جليل!
أسأل الله أن يرزقك الإخلاص وصواب العمل ..
ويجعل ما قدمتِ في ميزان أعمالكِ خيرًا وبرًا ..
إجلالي لجهدك الكبير ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 12:29 ص]ـ
الأستاذة الجليلة سمر الأرناؤوط - حفظها الله ..
أحسن الله إليك .. وبارك عليك .. وجزاك خيراً .. ووفقك في جميع أحوالك .. وكان لك في كل مقالك وفعالك .. وجعل ما تقدّمين للإسلام والمسلمين من علم نافع في ميزان حسناتك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 09:31 ص]ـ
الله بكما أختي الفاضلة معالي وأخي الفاضل لؤي وجزاكما الله خيرا الجزاء على تشجيعكما ودعائكما ولكما بالمثل ان شاء الله ولا أقول ألا ما قال الصديق ابو بكر اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون.
أسأل الله تعالى أن يعينني على تقديم المفيد النافع للمسلمين عبر شبكة الانترنت التي هي لغة العصر الحديث.
وللتوضيح أختي معالي الفرق بين العرضين هو اني في السابق وضعت كل حلقة بمفردها من حيث عددها وتاريخ عرضها ثم وجدت أن اضع الحلقات بحسب موضوعها حتى يتسنى للقارئ ان يطلع على محتوى الصفحات هذا كل ما في الأمر.
أتمنى للجميع قراءة طيبة ونافعة بإذن الله وجزاكما الله خيراً مرة ثانية على التعقيب الطيب والتشجيع الذي أعتز به من اساتذة أفاضل امثالكما.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 10:26 ص]ـ
وفقكم الله جميعًا لخدمة هذا الدين العظيم، ولغته الشريفة، وأعانكم طرًّا على عملكم الجبار.(/)
الاعجاز العلمي في القران الكريم
ـ[محمد زلوم]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 03:32 م]ـ
ذهب ميض يعاني من الم في راسه الى الطبيب ولما عاينعه الطبيب قال له يحتمل وجود ورم في المخ: صرخ المريض قائلا: الله اكبر ومن اين جاءني المخ؟(/)
الاعجاز العلمي في القران الكريم
ـ[محمد زلوم]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 03:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الله تعالى ايد نبيه محمد صلى الله عليه بالمعجزات ومن هذه المعجزات القران الكريم المعجزة الخالدة حيث يقول تعالى في سورة الروم
غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين
والمعنى ان الروم سيغلبون الفرس بعد بضع سنين اي بين 1 - 9 سنوات
وفعلا تم بعد ان هزم الفرس الروم عام 619 هزيمة الفرس على يد الروم عام 622م في ادنى الارض وهي منطقة البحر الميت وقد اثبت العلم والمسح للارض عبر الاقمار الصناعية ان هذه المنطقة ادنى منطقة على سطح الكرة الارضية مما ياكد على اعجاز القران الكريم فد انتصر الروم على الفرس وهو
نبأ غيبي تحقق بعد سبع سنوات من الهزيمة الاولى واظهر ان اخفض بقعة على الكرة الارضية هي منطقة المعركة وهي منطقة البحر الميت وهذا من
اعجاز القران الكيم وصدق رسالة الاسلام فكيف ليتسنى معرفة سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يكن عندة تلسكوبات او اقمار صناعية
والقران الكريم لا تخلو اية من اياته من الاعجاز العلمي فعليان اخوتي
المسلمين ان نرجع الى كتاب الله عز وجل ليكون لنا دستورا في حياتنا
والسلام عليكم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 11:45 م]ـ
طيب يا أخي انتظر حتى ننتهي من جماعة الأعداد
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 01:33 ص]ـ
الفرق بين المعجزة والابتكار العلمي:
هناك فرق شاسع بين المعجزة والإبتكار العلمي, فالمعجزة: كل امر خارق للطبيعة وقوانينها.
واما الابتكار العلمي: معرفه القوانين الطبيعية وتسخيرها من اجل الوصول الى نتيجة معينة عن طريق التجربة، وهو ليس تحدياً للقانون، وانما تطبيق للقانون الطبيعي، وقد يتحدى عالم بذلك زملاءه الذين عجزوا عن اكتشاف القانون قبله.
وعلية فلا يمكننا أن نطلق صفة الاعجاز على الاكتشافات والابتكارات العلمية, ولا على ما يسمى بالاعجاز العددي!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 01:42 ص]ـ
هناك فرق شاسع بين المعجزة والإبتكار العلمي , فالمعجزة: كل امر خارق للطبيعة وقوانينها.
بل المعجزة هي كل أمر خارق للعادة ..
وهل كان العلم بأسرار الكون من عادات العرب؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 03:05 ص]ـ
وقد اثبت العلم والمسح للارض عبر الاقمار الصناعية ان هذه المنطقة ادنى منطقة على سطح الكرة الارضية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ محمد زلوم سلمه الله
ماهو المقصود بقولك أن العلم أثبت أن هذه المنطقة هي أدنى منطقة في الأرض، أعني ماهو وجه الدنو المقصود؟
أرجو أن توضح لي ما قصرعنه فهمي بهذا الجانب، والأمر الآخر هو تحديد هذه المنطقة بالبحر الميت، إذ القول الراجح - حسب علمي- أنها منطقة مابين النهرين!
قبل سنوات قرأت لأحد الكتاب أن مكة تقع في سرة الأرض -أي وسطها- وسألت أحد المتخصصين في هذا المجال فبين لي أن هذه المقولة غير صحيحة ولم تثبت علميا!
ورأيي أنه لو صح قول هذا الكاتب بل ولو بطل جواب العالم الجيولوجي فإن شرف مكة غير مقيد بتوسطها من الأرض من عدمه، لأن روافد شرفها أرقى وأثبت من هذه الأقاويل بأشياء كثيرة.
والله أعلم
وتقبل مني خالص التحايا.
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل لؤي الطيبي, معنى المعجزة كما وردت في المعاجم:
مُعْجِزَةٌ - ج: ات. [ع ج ز]. 1."كَانَ النَّبِيُّ (يَأْتِي بِالْمُعْجِزَاتِ": أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ غَيْرُ مَأْلُوفٍ حُدُوثُهُ أَوْ رُؤْيَتُهُ.
والعادة: عَادَةٌ - ج: اتٌ، عَوَائِدُ. [ع و د]. 1."مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَزُورَ أَهْلَهُ": مِنَ الْمَأْلُوفِ، مَا يَعْتَادُهُ الْمَرْءُ وَيُكَرِّرُهُ. 2."هَذَا مَا جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ": هَذَا مَا جَرَى بِهِ التَّقْلِيدُ.
والمعجزة هي امر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجزوا عن الاتيان بمثله وعند ظهورها يحصل التصديق وبأنها لا تحصل من البشر.
وهناك فرق بين معجزات الرسل ومعجزة سيجنا محمد عليه الصلاة والسلام, وذلك أن معجزاتهم آنيه وصالحة في عصرهم فقط ,وامامعجزة الاسلام فهي باقية آبد الدهر لأنها معجزة بلاغية.
اما العلم وإكتشافاته قد اتت من انسان وهي كما اتت منه يمكن ان تأتي من غيره, إذن هي ليست معجزه.
والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 03:13 م]ـ
الأخ سليم - حفظه الله ورعاه برعايته وأحياه لأهل العلم وأحيى به طالبيه ..
أخي الكريم .. حدّثنا عن الإعجاز العلمي - ما تعني به؟
فإنا إذا فهمنا مرادك فيه كان كلامنا معك في قبول صوابه وردّ خطئه على سَنَن مرضيّ وطريقة معروفة ..
أما أن نحوم في دائرة لا نعرف بدايتها من نهايتها، فيكون كلامنا مجرّد صدّ عن الطريق، ووضع الشوك فيه، فهذا لن يؤدي بنا إلى نتيجة ..
وإن كنت تنكر هذا الوجه من أوجه الإعجاز، فآتنا بدليل من كتاب الله على بطلانه .. ذلك أن الله تعالى وعد بأنه سيكشف للناس وللعلماء خاصّة حقيقة ما في هذا القرآن من آيات بيّنة لتكون دليلاً لهم على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (فصلت: 53).
وقال تعالى: " وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ " (سبأ: 6).
وقال تعالى: " كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " (الأعراف: 32).
وقبل أن تبيّن لنا مرادك .. ولكي لا نعيد ونكرّر ما بان فساده واتّضح بطلانه ..
نرجو منك أن تقرأ في إيغال وتوءدة ما جاء في المشاركة رقم (4) على هذا الرابط: لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9005)
ودمت لنا سالماً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 05:13 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل لؤي الطيبي ,بارك الله فيك وحفظك.
قال تعالى: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (فصلت: 53).
وقول الله تعالى: "هُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لكم مِنهُ شَرابٌ وَمِنهُ شَجَرٌ فِيهِ تُِسيمُون* يُنبِتُ لكم بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعنَابَ وَمِن كُلِّ الَّثمَراتِ إِنَّ في ذلِكَ لآيةً لِقَوم يَتَفَكَّرُون* وَسَخَّرَ لكم اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمسَ وَالقمرَ وَالنُّجومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمرِهِ إِنَّ في ذلِكَ لآيات لِقَوم يَعقِلُون* وَمَا ذَرَأَ لَكُم فيِ الأرضِ مِختَلِفاً أَلوانُهُ إِنَّ في ذلِكَ لآيةً لِقَوم يَذِّكَّرُون" (الآيات 10 ـ 13).
وقوله تعالى:"إنَّ في خَلقِ السَّمواتِ وَالأرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ وَالفُلكِ الَّتِي تَجري في البَحرِ بِما يَنفَعُ الناسَ وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماء فَأحيا بِهِ الأرضَ بَعدَ مَوتِها وَبَثَّ فِيها مِن كُلِّ دابَّة وَتَصرِيفِ الرِيّاحِ وَالسَّحابِ المُسَخَّرِ بَينَ السَّماءِ وَالأرضِ لآيات لِقَوم يَعْقِلون" (الآية 164).
الآية في اللغة: العلامة الدالّة على الشيء بحيث إذا ظهرت العلامة اتضح وجود ذلك الشيء. ما آتى الله الأنبياءَ من سلطة على النظام الكونَّي بحيث إذا اقتضت مشيئة الله أن يغيرِّ النبيُّ شيئاً يسيراً من النظام الذي جعله الله للكون استطاع أن يفعله بإذن الله تعالى، كما حكى الله تعالى ذلك في وصف عيسى (ع) في سورة آل عمران، وقال:
"وَرَسولا إلى بَني إسرائيلَ أنِّي قَد جِئتُكُم بِآية مِن ربِّكُم أنّي أخلُقُ لَكُم مِنَ الطِّين كَهَيئَةِ الطَّيْر ... " (الآية 49).
ويسمَّى هذا النوع من آيات الله في العرف الإسلامي بالمعجزة، لأنَّ سائر البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها، وهي خارقة للنظام الطبيعي للخلق، مثل خلق عيسى (ع) من الطين طيراً بإذن الله لتكون دليلا أوَّلا على أنَّ الله الربَّ هو الذي أعطى الأشياء خواصَّها ونظامَها الطبيعي، ومتى اقتضت حكمته أن يسلب أيَّ شيء خواصه، إستطاع أن يفعل ذلك; مثل أن يسلب النار خاصة الإحراق لإبراهيم (ع) حين اُلقِيَ فيها، ومتى اقتضت حكمته أن يغيّر النظام الطبيعي الذي جعله لبعض خلقه، استطاع أن يفعل ذلك; مثل خلق الطير من الطين بيد عيسى (ع) بدل إنشائه من أُنثى الطير بعد اللِّقاح من الطير الذكر وفقاً للنظام الطبيعي الذي جعله في تسلسل خلق ذوات الأرواح.
ومعجزات الأنبياء: خرقٌ للنظامِ الطبيعي وليست طيّاً لمراحل انتقال المادة من حال إلى حال وصورة بعد صورة حتى تستقرَّ في الصورة الأخيرة، أي ان خلق الطير من الطين يتحقق ضمن سلسلة مراحل يكون قريباً من سير النور، يطويها الله لنبيّه بأسرع من زمانه الطبيعي وتدرُّجه في الإنتقال.
واما آيات التحدي لم تظهر الا في معجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام,
وإن كُنتُم في رَيب مِمّا نَزَّلْنا على عَبدِنا فَأْتوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وِادعُوا شُهداءَكُم مِن دونِ اللهِ إنْ كُنتُم صادِقين* فَإنْ لَمْ تَفعَلوا وَلَن تَفعَلوُا فَاتَّقُوُا النّارَ الّتي وَقوُدُها النّاسُ وَالحِجارَةُ أُعِدتَّ لِلكافِرين) (الآيتان 23 ـ 24).
وقد أخبر الله تعالى في سورة الإسراء عن أنواع تعنُّتِهم وقال:
(قُلْ لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الإنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعض ظَهيراً* وَلَقَد صَرَّفنا لِلنّاس في هذا القُرآنِ مِن كُلِّ مَثَل فَأَبى أَكثَرُ النّاسِ إلاّ كُفُوراً* وَقالُوا لَن نُّؤمِنَ لَكَ حَتى تَفجُرَ لَنا مِنَ الأرضِ يَنبُوعاً* أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نخِيل وعِنَب فَتُفَجِّرَ الأنهارَ خِلالَها تَفجِيراً* أو تُسقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً أو تَأْتَيِ بِاللهِ وَالمَلائِكَةِ قَبِيلا* أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُف أَوْ تَرقى في السَّماءِ وَلَن نؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَينا كتاباً نَقرَؤهُ قُل سُبحانَ رَبِّي هَل كُنَتُ إلاّ بَشَراً رسُولا*
(يُتْبَعُ)
(/)
وَما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدى إلاّ أَن قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رسُولا * قُل لَو كانَ في الأرضِ مَلائِكَةٌ يَمشُونَ مُطمَئِنِّينَ لَنَزِّلنا عَلَيهم مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسولا* قُل كَفى بِاللهِ شَهيداً بَيني وَبَينَكُم إِنّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (الآيات 88 ـ 96).
فأتمّ اللهُ الربُّ عليهم الحجّة، وقال: (إن كُنتُم في رَيب ممّا نَزلنا عَلى عَبدِنا فَأتوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وَادعوا شُهَداءَكُم)، وَأَخْبَرَ أَنَّ الإنس والجنّ لو اجتمعوا لَمَا استطاعوا أن يأتوا بمثله وإنْ كان بعضهم لبعض ظهيراً، وأكَّد ذلك وقال: لَنْ تستطيعوا أن تأتوا بمثله، وحتى عصرنا الحاضر لم يستطع خصوم الإسلام ـ على كثرتهم وما يملكون من قوى ضخمة ومتنوعة ـ أن يأتوا بسورة من مثل القرآن. بعد هذا التحدِّي الصارخ وإتيان الأمر المعجز للإنس والجنّ، وعجز قريش عن الإتيان بمثله، طلبوا من الرسول (ص) أن يغيِّر مناخ مكّة وأن يكون له بيتٌ من ذهب، أو يأتي بالله والملائكة قبيلا، أو يرقى في السماء ولا يؤمنون لِرقيِّه حتى ينزِّل عليهم كتاباً يقرؤونه، وكان في ما طلبوا الأمرُ المحالُ وهو أن يأتيَ باللهِ وَالمَلائِكَةِ قَبيلا تَعالى اللهُ عمّا قالَه الظّالِمونَ عُلُوّاً ... وكان فيه ما يخالف سنن الله في إرسال الأنبياء بأن يرقى أمامهم إلى السماء ويأتي لهم بكتاب وهو ما خصَّ اللهُ رسله من الملائكة وليس من شأن البشر، واستنكروا أنْ يبعث الله لهم بشراً رسولا، في حين أنّ الحكمة تقتضي أن يكون الرسل من جنس البشر ليكونوا في عملهم قدوةً وأُسوةً لقومهم، ولم تكن سائر طلباتهم موافقة لمقتضى الحكمة، مثل طلبهم أن ينزِّل عليهم العذاب، ولذلك أمر أن يُجيبهم ويقول: (سُبحانَ رَبِّي هَل كُنتُ إلاّ بَشَراً رَسُولا).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 06:37 م]ـ
الأستاذ الفاضل سليم ..
بارك الله فيكم ..
ونفع بعلمكم ..
ـ[الهذلي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 08:53 م]ـ
إذا كان المقصود تأملات الزنداني وزغلول النجار ومؤتمراتهم فلي وقفات قد تؤدي إلى مشاكل أنا -الان- في غنى عنها.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 03:59 م]ـ
الأخ الكريم الهذلي ..
ما تقصد - حفظك الله - بتأملات الزنداني وزغلول النجار؟
وإلى أية مشاكل قد تؤدي - بنظرك - هذه التأملات؟
شاركنا بما فتح الله عليك لتعمّ الفائدة للجميع ..
ودمت لنا سالماً ..
ـ[الهذلي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 09:44 م]ـ
والشأن لا يُعترض المثالُ=إذ قد كفى الفرضُ والإحتمال
من "التأملات" ...
تفسير الآية الكريمة،
"ناصية كاذبةٍ خاطئة" بأنها دلالة على أنّ مركز الكذب في الدماغ هو (تحت) الناصية.
فمن جُزّت ناصيته أصبح بلا عقل (هذي من كيسي)
تعسّف يصيبني بالإحباط.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 01:08 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فالحديث ذو شجوووون ولدي سؤال لجميع أخوتي وهو سؤال افتراضي:
لو جاء الدكتور الزغلول أو الشيخ الزنداني بحقيقة علمية واثبتوها من القران ثم بعد فترة تغيرة هذه الحقيقة؟؟؟ ماذا يفعل الشيخان؟؟؟؟
أو بالاصح هل هذا ليس سبب في طعن أعداء المسلمين بالإسلام وبخاصة القران الذي هو كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ليس معنى أن يصيب الشيخان في تأكيد اكتشاف ظاهره من الظواهر جاء ذكرها بالقران الكريم أن القران يجب أن يجيب عن كل مساءل العصر وإذا لم نجد في القران مثلا علاج للسرطان أو حل لإنفلونزا الطيور نشك في فهمنا للقرآن.
بل إذا ثبت في الواقع من الأمور العلمية فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته. ونبحث ونمحصص القران بل قد نلوي عنق الآيات لاثبات ذلك.
فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم.
فالقران منهج حياة وكتاب تعبد وليس كتاب اكتشافات ونظريات قابله للصواب والخطا فما نتفق عليه من نظريه في عصرنا هذا قد تتبدل بعد مائة سنة.
أرجوا من الاخوة ان يفهموا قصدي.
وآسف على الأطالة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 04:08 ص]ـ
:::
لو جاء الدكتور الزغلول أو الشيخ الزنداني بحقيقة علمية
السلام عليكم
فيما أعلم أن الحقيقة العلمية لاتتغير بل هي ثابتة ونهائية، وقول الأستاذ الهذلي "تأملات" هو أصح من قول "حقيقة علمية"، وليس هناك من يقول بأن تأملات الزنداني والنجار حقائق علمية ثابتة، بل هي اجتهاد منهم في التوفيق بين حقائق علمية ومفاهيم قرآنية، وليس كل مجتهد مصيب.
يقول الدكتور صالح العجيري حفظه الله- مامعناه-: لاتعارض بين العلم والشرع، وإذا تعارض نص شرعي مع حقيقة علمية، فلا جدل في تقديم النص الشرعي.
وعلى هذا فلابأس أن نستمتع بتلك التأملات مالم تعارض نصا شرعيا ثابتا.
والله تعالى أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سنان]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 01:10 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
أخي الحبيب أبا سارة بارك الله فيك
كنت متأكد من أن هناك من لا يفهم ما اريد أن أصل إليه ولا تاخذك الحمية دون فهم ما أريد فكلنا يحب الشيخين ويقدرهما.
كل ما أريد أن أصل إليه أن القرآن ليس فيه مجال لكي نطبق عليه نظريات بشرية قابل للصحة في
زمن ثم يأتي من يغيير هذه الحقيقة أو يصل لحقيقة أخرى.
ومن قال لك أخي الكريم أن الحقيقة العلمية غير قابلة للتغيير والتبديل بل قد يأتي من يثبت عدم صحتها الحقيقة العلمية لا تكون ثابتة إلا عندما تصل لحد القطع الجازم بصحتها وإلا فهي عرضة للتغيير والتبديل.
أن الحقيقة العلمية قد لا تكتسب الإجماع من أهل الاختصاص بكونها حقيقة، بل وربما اشتهر كونها حقيقة وذهب إليه الكثيرون، ولكن يبقى ثم خلاف في وصفها بذلك، وحينئذ فيبقى احتمال تغيرها، وإذا تغيرت وقد فسر النص بها قبل التغير أنتج ذلك زعزعة النص عن دلالته وإعجازه والشك فيه.
أن وصف الشيء بأنه حقيقة يمكن القول بأنه وصف نسبي قد لا يعني القطع بكل حال، ولدى كل من أطلق هذا المصطلح على نظرية ما، ومهما يكن فهي حقيقة ترجع إلى علم البشر القاصر فقد قال سبحانه: (وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) (الإسراء:85).
أن القطع في هذا الأمر لا حاجة له، إذ يكفي إيراد احتماله للإعجاز، فكما أن الوجه من أوجه الإعجاز البلاغي لا يمكن القطع به لاحتمال إدارة ما هو أبلغ منه مما يخفى على المفسر، فكذلك الأمر هنا.
أن الحقيقة العلمية مهما كانت قطعيتها فهي قابلة للتطور، وقد لوحظ ذلك في تاريخ العلوم:
وإليك أخي بعض الأمثلة على ذلك:
(1) فنظرية (أينشتاين) في الجاذبية ربما كانت في زمنها وإلى حين تعديلها تعتبر حقيقة قطعية. ==== (حقيقة علمية)
حتى جاء العالم البلجيكي (لومتر) فأجرى عليها التعديل المعروف.
(2) كانت هناك حقيقة فلكية تقول بثبوت الشمس تمامًا.
ثم تغيرت فحلت محلها حقيقة حركة الشمس.
(3) كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ((حقيقة علمية))
ولكن في عام 1929 اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التى نراها حولنا في ابتعاد مستمر عنا. هل تغيرت الحقيقة لك أن تقرر.
وثَم أمثلة أخرى يمكن تتبعها وليس هذا موضع استقرائها.
أخي الكريم أبا ساره:
بعض أهل العلم وضعوا ضوابط لا بد منها عند كي لا يكون هذا التفسير قولاً في كتاب الله بغير علم، ومن أجل أن يحقق الغاية منه دون مساس بمصداقية الوحي وثبوته وقدسيته.
ومنها:
1 - من أهم الضوابط أن يقتصر الإعجاز على الحقائق العلمية التي وصلت إلى حد القطع بها، بخلاف ما دون الحقائق من النظريات أو حتى ما قد يعتبره البعض حقيقة علمية ويخالفه آخرون.
فلا حاجة إلى التسرع في الاكتشافات العلمية لربطها بنصوص الوحي قبل أن تستقر في تلك الاكتشافات وتكتسب مصطلح الحقيقة العلمية المقطوع بصحتها.
2 - ألا يكون التفسير العلمي أو الوجه من أوجه الإعجاز العلمي مجزومًا به عند تفسير الآية أو الحديث، بل ينبغي أن يساق على أنه قول في تفسير الآية أو شرح الحديث.
ولكن الملاحظ أن بعض من يذهب إلى التفسير العلمي للآيات أو الأحاديث يقطع بذلك، وقد يسوق أقوال المتقدمين في تفسيرها ثم يجعل التفسير العلمي هو القاطع لتلك الأقوال، والمرجح لواحد منها.
3 - من الضوابط ألا يقتضي التفسير العلمي للآية نقض ما جاء عن السلف فيها، فإن كانوا قد أجمعوا على معنى فلا يكون مستلزمًا نقضه، وإن يجمعوا واختلفوا فلا يكون أيضًا مستلزمًا لنقض جميع ما ورد عنهم، بخلاف ما لو وافق البعض واستلزم نقض البعض الآخر، فذلك لا يمنع التفسير به.
4 - ألا ينطلق التفسير العلمي التجريبي من منطلق الانبهار بالحضارة والمكتشفات المعاصرة، ومن ثم تسليم المطلق بها لما له من الأثر على التعسف في حمل النص على وجوه بعيدة، كما ينعكس ذلك على الصياغة التي يساق بها هذا التفسير من حيث يشعر القارئ له بالهرولة بالنص وراء ما اكتشفه المعاصرون.
ألا يعارض اللغة وقواعد النحو.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - ألا يكون مستلزمًا لمخالفة البلاغة القرآنية.
7 - ألا يترتب عليه تحويل الاستشعار التعبدي إلى تمسك بالمادي، أو بمعنى آخر كتحويل العبادة إلى عادة أو استفادة مادية.
مثال ذلك: التفصيل في فوائد الصلاة المادية (سواء كانت فوائد صحية أو غيرها).
8 - يلاحظ أن يكون وجه الإعجاز واضحًا وليست مجرد إشارة بعيدة، حيث يلاحظ من بعض الكتّاب في هذا المجال أنه يورد النص المشتمل على لفظة (كالشهب، مثلاً) ثم يسترسل في التفاصيل العلمية للشهب دون أن يكون هناك علاقة واضحة بين النص وبين هذه التفاصيل إلا مجرد ورودها في النص، وهذا ليس من منهج الإعجاز العلمي الذي يقصد به أن النص من القرآن أو السنة قد ذكر أمرًا لم يكتشف إلا فيما بعد.
9 ـ عدم الخوض في الآخرة وما يتصل بها كالبرزخ والقيامة، فالنظريات التي تتحدث عن نهاية الكون ـ مع كونها لا تصل إلى الحقائق ولا يمكن ذلك لأنه أمر مستقبلي ـ لا يمكن بأي حال القطع به من جهة العلم التجريبي، مع هذا وحتى على فرض كونها حقائق فلا ينبغي تفسير القيامة بها لأمور من أهمها:
أنه تفسير لأمر غيبي مستقبل من علم الله تعالى، بل ومن أعظم الحوادث التي تحدث عنها القرآن، وبمجرد عقل الإنسان وعلمه القاصر، فيخشى أن يكون لمن تكلم به نصيب من:
قوله تعالى: (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) (سبأ:53)
وقوله: (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) (الذاريات:10 ـ 12).
وقوله: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) (الإسراء:36).
وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْىَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33).
10 - عدم الخوض فيما يتعلق بصفات الله تعالى، مما قد يفهم منه نوع من التأويل، كمثل من فسَّر الكرسي والعرش ببعض الأجرام السماوية، ونحو ذلك.
11 - من ضوابط الإعجاز ـ أيضًا ـ عدم التأويل المتكلف، وأن الأصل ظاهر اللفظ ولا يعدل عن ظاهره إلا بقرينة قوية.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 04:12 ص]ـ
أحسنت وجزاك الله عنا كل خير.
أخي الكريم
إذا كان كلامهما ليس فيه إشارة إلى أنه تفسير قطعي، أليس من المفيد الاستئناس بأقوالهما كما نستأنس بالروايات الإسرائيلية والأحاديث الضعيفة؟
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك.
ـ[الهذلي]ــــــــ[09 - 12 - 2005, 08:11 ص]ـ
رأيي بلا مواربة أنّه اشتغال بالمفضول عن الفاضل.
ـ[الهذلي]ــــــــ[09 - 12 - 2005, 08:32 ص]ـ
ثم لماذا لم يُستسغ تأمّل عبدالصبور شاهين ونسقه أكثر وضوحا ومنطقيّة من نسقهما وتساؤله ...
هل كان هناك بشر قبل آدم وحواء؟ وهل كان الاصطفاء من بين بشر؟
http://www.islamiyyat.com/hedaya9.htm
أرجو ألا أُحمّل ما لم أقل ...
وإذا أُحيل أحدكم على مليٍّ، فليتبع.
تحياتي.(/)
ما العبرة من ترتيب سورة الاسراء؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 05:26 م]ـ
السلام عليكم
إن الآية الآولى من سورة الاسراء:" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ".ثم ينتقل الى الحديث عن سيدنا موسى:" وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا يتخذوا من دوني وكيلاً ".
ما هي العبرة في هذا الانتقال من الحديث عن الاسراء الى الحديث عن التوراة؟.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 12:51 ص]ـ
يقول البقاعي - رحمه الله - في نظم الدرر: ولما ثبت بهذه الخارقة (أي: الإسراء) ما أخبر به عن نفسه المقدسة من عظيم القدرة على كل ما يريد، وما حباه صلى الله عليه وعلى آله وسلم به من الآيات البيّنات في هذا الوقت اليسير، أتبعه ما منح في المسير من مصر إلى الأرض المقدسة من الآيات في مدد طوال جداً موسى عليه السلام الذي كان أعظم الأنبياء بركة على هذه الأمة ليلة الإسراء، لما أرشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه من مراجعة الله تعالى في تخفيف الصلاة حتى رجعت من خمسين إلى خمس مع أجر خمسين. والذي كان أنهى العروج به إذ ناجاه الله وقربه رأس جبل الطور بعد الأمر بالرياضة بالصوم والتخلي أربعين يوماً.
والذي تقدم في آخر النحل أن قومه اختلفوا عليه في السبت، تنفيراً من مثل حالهم، وتسلية عمن تبعهم في تكذيبهم وضلالهم، وذلك في سياق محذر للمكذبين عظائم البلاء، فقال تعالى - عاطفاً على ما تقديره، فآتينا عبدنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم الكتاب المفصل المعجز، وجعلناه هدى للخلق كافة، وتولّينا حفظه فكان آية باقية حافظاً لدينه دائماً: " وءاتينا " أي بعظمتنا " موسى الكتاب " أي الجامع لخيري الدارين لتقواه وإحسانه، معظماً له بنون العظمة، فساوى بين النبيين في تعظيم الإراءة والإيتاء وخص محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإضافة آياته إلى مظهر العظمة.
وكان إيتاء موسى عليه السلام الكتاب في نيف وأربعين سنة بعد أن أخرج معه بني أسرائيل من حبائل فرعون وجنوده الذين كانوا لا يحصون كثرة بتلك الآيات الهائلة التي لا يشك عاقل أن من قدر عليها لا يمتنع عليه شيء أراده، وفي هذه المدة الطويلة - بل بزيادة - كان وصول بني إسرائيل من مصر إلى هذا المسجد الذي أوصلنا عبدنا إليه ورددناه إليكم في بعض ليلة راكباً البراق الذي كان يركبه الأنبياء قبله، يضع حافره في منتهى طرفه.
وبنو إسرائيل كانوا يسيرون جميع النهار مجتهدين ثم يبيتون في الموضع الذي أدلجوه منه في التيه لا يقدرون أن يجوزوه أربعين سنة - على ما قال كثير من العلماء، أو أنهم كانوا في هذه المدة يدورون حول جبل أدوم كما في التوراة، فثبت أنا إنما نفعل بالاختيار على حسب ما نراه من الحكم.
ولما كان هذا التنوين يمكن أن يكون للتعظيم يستغرق الهدى، بين الحال بقوله: " لبني إسرائيل " بالحمل على العدل في التوحيد والأحكام، وأسرينا بموسى عليه السلام وبقومه من مصر إلى بلاد المسجد الأقصى، فأقاموا سائرين إليها أربعين سنة ولم يصلوا، ومات كل من خرج منهم من مصر إلا " النقيبين الموفيين " بالعهد.
فقد بان الفصل بين الإسرائين كما بان الفصل بين الكتابين، فذكر الإسراء أولاً دليل على حذف مثله لموسى عليه السلام ثانياً، وذكر إيتاء الكتاب ثانياً دليل على حذف مثله أولاً، فالآية من الاحتباك.
والله أعلم ..(/)
من كل فج عميق ... وليس بعيد, لماذا؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 11 - 2005, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:"وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " [الحج: 27] ,ورد في المعاجم معنى بعيد:
بَعيدٌ، ةٌ - ج: بُعَداء، ـات [ب ع د]. 1."يَسْكُنُ بَعيداً عَنِ الْمَدْرَسَةِ": مَكانٌ ناءٍ. وتدل على المسافه, واما عميق: عَمِيقٌ، ةٌ -[ع م ق]. (صِيغَة فَعِيل). 1. "رَمَاهُ فِي بِئْرٍ عَمِيقٍ": غَائِرٍ، لاَ حَدَّ لَهُ. وهي تدل ايضاً على المسافه ولكن القرآن استعمل لفظ عميق لتبيان العمق وهو البعد الثالث ,حيث ان الاجسام المصمته يُعبر عنها بثلاثة ابعاد وهذا يدل على ان الارض مصمته ولها ثلاثة ابعاد وليس منبسطه ولها بعدين.
والله اعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 02:43 ص]ـ
جاء في أكثر التفاسير، في تفسير هذه الآية الكريمة (الحج27) ما نصه:
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)
الطبري
{يَأْتِينَ مِنْ كُلّ فَجّ عَمِيقٍ} يقول: تأتي هذه الضوامر من كلّ فجّ عميق يقول: من كلّ طريق ومكان ومسلك بعيد.
**********************8
الكشاف للزمخشري
والعميق: البعيد، وقرأ ابن مسعود: «معيق». يقال: بئر بعيدة العمق والمعق.
***********************
الطبرسي الشيعي
والعميق البعيد. قال الراجز:
يقطعن بعد النازح العميق
الرازي التفسير الكبير
والفج الطريق بين الجبلين، ثم يستعمل في سائر الطرق اتساعاً، والعميق البعيد قرأ ابن مسعود معيق يقال بئر بعيدة العمق والمعق.
القرطبي
{يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ} أي أثّر فيها طول السفر.
البيضاوي
{مِن كُلّ فَجٍّ} طريق. {عَميِقٍ} بعيد،
ابن كثير
وقوله: {يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ} يعني: طريق، كما قال:
{وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً}
[الأنبياء: 31] وقوله: {عَميِقٍ} أي: بعيد، قاله مجاهد وعطاء والسدي وقتادة ومقاتل بن حيان والثوري وغير واحد، وهذه الآية كقوله تعالى إخباراً عن إبراهيم حيث قال في دعائه:
{فَ?جْعَلْ أَفْئِدَةً مَّنَ ?لنَّاسِ تَهْوِى? إِلَيْهِمْ}
[إبراهيم: 37] فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة والطواف، فالناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار.
الشوكاني
والفجّ: الطريق الواسع، الجمع فجاج، والعميق: البعيد.
تفسير ابن عباس
{مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ} طريق وأرض بعيد.
بحر العلوم للسمرقندي
{يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ} أي: من نواحي الأرض عميق يعني: بعيد. وقال مجاهد: الفج الطريق والعميق البعيد.
النكت والعيون للماوردي
يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} أي بعيد، ومنه قول الشاعر:
تلعب لديهن بالحريق مدى نياط بارح عميق
معالم التنزيل للبغوي
{يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ} أي: من كل طريق بعيد
المحرر الوجيز لابن عطية
و " الفج " الطريق الواسعة، و " العميق " معناه البعيد. وقال الشاعر: [الطويل]
إذا الخيل جاءت من فجاج عميقة يمد بها في السير أشعث شاحب
زاد المسير في علم التفسير
قوله تعالى: {من كل فج عميق} أي: طريق بعيد. وقد ذكرنا تفسير الفجِّ عند قوله تعالى:
{وجعلنا فيها فجاجاً}
[الانبياء: 31].
قوله تعالى: {وجعلنا فيها} أي: في الرواسي {فِجَاجاً}، قال أبو عبيدة: هي المسالك. قال الزجاج: الفِجَاج جمع فَجّ، وهو كل منخَرق بين جبلين، ومعنى {سُبُلاً} طرقاً. قال ابن عباس: جعلنا من الجبال طُرُقاً كي تهتدوا إِلى مقاصدكم في الأسفار. قال المفسرون: وقوله: «سبلاً» تفسير للفِجَاج، وبيان أن تلك الفِجَاج نافذة مسلوكة، فقد يكون الفَجُّ غير نافذ. {وجعلنا السماء سقفاً} أي: هي للأرض كالسقف.
وفي معالم التنزيل للبغوي
{وَجَعَلْنَا فِى ?لأَرْضِ رَوَاسِىَ}، جبالاً ثوابت، {أَن تَمِيدَ بِهِمْ}؛ يعني كي لا تميد بهم، {وَجَعَلْنَا فِيهَا}، في الرواسي، {فِجَاجاً}، طرقاً ومسالك، والفج: الطريق الواسع بين الجبلين، أي جعلنا بين الجبال طرقاً حتى يهتدوا إلى مقاصدهم، {سُبُلاً}، تفسير للفجاج، {لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}.
فما رأيك أخي أتستقيم على رأيك المسطور بيدك أم تعود لرأي المفسرين، بأن الفج العميق هو الطريق العميق بين جبلين، أو ما في معناه.
وهذا أخي العزيز من تحميل النص ما لا يحتمل.
أرجو المعذرة، فهذا رأيي. واستغفر الله لي ولك.
أخوك موسى.(/)
كيف نفهم البلاغة؟
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[17 - 11 - 2005, 11:18 ص]ـ
كيف نستطيع أن نفهم البلاغة لقد صار عندي يقين بأننا لا نستطيع أن نفهمها؟
ـ[# معاوية #]ــــــــ[17 - 11 - 2005, 11:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الجاحظ رحمه الله:
((سياسة البلاغة أشد من البلاغة))
أخي بفهمي القاصر ومجمل الكلام، أن البلاغة تتغير بتغير اللغة، وتغير اللغة يعتمد أساسا على التغيرات التي تطرأ على المجتمع في سجل الزمن، وتعدد اللهجات والطرائق والثقافات يعتبر نوع ولو جزئي ضئيل من تغير اللغة الأم، فإن ثبت المجتمع على لغته وحافظ عليها - وهذا صعب - لم يتغير في البلاغة شئ، وإن انساب مع التغيرات فقد يتغير من البلاغة تشكيلاتها الفنية وفصاحة مفرداتها، وهذا أمر طبيعي وسنة من سنن الله تعالى ..
ـ[# معاوية #]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 07:28 م]ـ
منقول من محاضرات الأستاذ عبد الخالق الششتاوي
البلاغة ومفهومها ووظيفتها
الأديب يعيش في المجتمع يعبر عن ماضيه وحاضره، كما يتطلع إلى المستقبل، ويستشف منه بشائره ونذره، ثم يعبر عن ذلك في صور أدبية شعرية أو نثرية، مستعيناً باللغة التي هي وسيلة الاتصال بينه وبين أفراد مجتمعه الذي يعيش فيه، مستخدمها بطريقة خاصة مما يجعلها قادرة على التأثير والإمتاع مما يدعوك إلى أن تسائل نفسك عن السر في جمال التعبير، وعن المتعة التي تستشفها من خلال النصوص أو الموضوعات التي بين يديك.
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 07:54 م]ـ
شكرا لك على حسن اجابتك يا أخي
ـ[# معاوية #]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 10:19 م]ـ
تابع منقول من محاضرات الأستاذ عبد الخالق الششتاوي
اللغة وسيلة الأديب في إمتاع القارئ والسامع:
الأديب يبني عبارته المعبرة عن مشاعره وأحاسيسه وخواطره فتارة يستعمل ألفاظ اللغة في معانيها الحقيقية، وقد يلجأ إلى التعبير الخيالي فيشبه بعض الأشياء ببعض متخذ ًا الموهبة الفنية التي حباه الله بها لتعينه على أن يحقق قدرته على الإمتاع في أسلوبه الذي يضعه بين يدي القارئ والسامع.
وتارة يعتمد الشاعر في تعبيره على بناء عبارته على غير المألوف في الكلام فيقدم ويؤخر، ويضيف ويحذف، ويوجز ويطنب، وتارة يعتمد على الربط بين الجمل برباط خاص، أويفصل بينهما، أو يؤكد بعض الكلام ببعض ليحقق تأثيرًا خاصًا، أو وقعًا خاصًا في النفس، وسبب ذلك أن الأديب يعتمد على انتقالاته الفكرية والشعورية، وبهذا البناء يعرض شعوره واهتماماته، ويعطي قيمًا جمالية لا تعطيها العبارة إذا وردت على صورة عادية مألوفة.
ـ[# معاوية #]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 02:11 م]ـ
تابع منقول من محاضرات الأستاذ عبد الخالق الششتاوي
أثر ذلك في استمتاع القارئ بالأعمال الأدبية:
لوقوف القارئ على ما في العمل الأدبي من جمال في الألفاظ، ومعان توحي بها العبارات لابد وأن يكون مزودًا بقدر كاف من الوسائل التي تعينه على تفهم ما ورد في العمل الأدبي من متعة وجمال، وبالتالي معرفة الوسائل التي هيأت للأديب وسيلته في إيصال وتحقيق ما يسعى إليه، ومن هذه الوسائل البلاغة.
ـ[# معاوية #]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 09:46 ص]ـ
تابع المنقول من محاضرات الأستاذ عبد الخالق الششتاوي
مفهوم البلاغة:
البلاغة هي: حسن استخدام ألفاظ اللغة، والقدرة على صياغة العبارة الجميلة، كما تساعد القارئ على التعرف على الأسلوب الأدبي، وتعينه على فهم الفروق بينه وبين غيره من أساليب الكلام، وأثر ذلك في بناء العمل الأدبي نجاحًا وقصورًا.
وظيفتها:
البلاغة هي التي تعرف القارئ والسامع بالأسلوب الأدبي وملامحه، وما يوحي به من أفكار، كما تمكن الأديب من التعبير عما يدور حوله من مظاهر الطبيعة والحياة والمجتمع، متدبرًا عبر التاريخ من عصوره المختلفة، ومتطلعًا إلى المستقبل مستلهمًا منه بشائره ونذره، معبرًا عنها تعبيرًا أدبيًّا مؤثرًا في نفس السامع والقارئ حاملا بين ألفاظه وعباراته المتعة وجمال الأداء.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 11:22 ص]ـ
شكر الله للأخ عاشق اللغة العربية إثارته لهذا الموضوع ..
وشكر الله للأخ معاوية اجتهاده ودأَبه الباديَيْن في ما فعل وفي ما كتب .. ونرجو أن يكمل ما أتحفنا به من محاضرات لفضيلة الدكتور عبد الخالق الششتاوي - حفظه الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أقول لأخي الكريم عاشق اللغة العربية .. إن الدراسات البلاغية على كثرتها وتنوّعها سهلة صعبة في آن واحد ..
هي سهلة بوجود هذا الكمّ الهائل من الكتب والمؤلفات والدراسات التي عرضت إلى الناحية النظرية والناحية التطبيقية في مفهوم المنهج البلاغي.
وهي صعبة بالنسبة للدارس في العصر الراهن لأنه يحتاج مع تلك الدراسات إلى أن يقف على أصولها وصورتها العامّة، على أقلّ تقدير، حتى يتبيّن الخطوة التي يزيدها على من تقدّمه.
ومع هذا وذاك إلا أن البلاغة - كغيرها من العلوم - بحاجة إلى أدوات لإتقانها وفهمها نظرياً وتطبيقياً ..
فالفيزيائي - مثلاً - لا يمكنه أن يفهم الفيزياء ويمارسها دون أن يتقن أسس الرياضيات وقوانينها، فهي من أدواته .. وكذلك الطبيب فهو لا يمكنه أن يفهم الطب ويمارسه دون أن يتقن أسس التشريح، التي هي من أدواته .. وهكذا .. إذ إن كل صاحب مهنة بحاجة إلى أدوات تتيح له ممارسة عمله بدقة وإتقان ..
ولعلّ الذي يفرق البلاغة عن غيرها من العلوم أن فهمها وإتقانها منوط إلى حدّ كبير بتربية القدرة على الإحساس بعناصر الجمال في الكلام .. وما من شكّ أن هذه القدرة تتطلّب معرفة الفصيح والأفصح، والرشيق والأرشق، والجليّ والأجلى، والعليّ والأعلى من الكلام ..
وهذا أمر قد لا يُدرك إلا بالذوق .. والذوق طعمه لا ينحصر .. والفكرة فيه غير الحقائق العلمية الثابتة .. بل هو معانٍ وليدة الإحساس والشعور والعاطفة .. وهذه تشكّل بدورها قِبلة التعبير الأدبي الرفيع ..
ومن هنا يتجلّى مفهوم البلاغة من حيث اللغة، وهو أن يُقال: بلغت المكان إذا أشرفت عليه وإن لم تدخله .. لاحظ عبارة: "وإن لم تدخله"! فالبلاغة ميدان لا يُقطع إلا بسوابق الأذهان، ولا يُسلك إلا ببصائر البيان ..
فهي بحاجة إلى ملكة، ثم إلى معلّم تتلقّى عنه .. قال الشافعي رحمه الله:
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ --- سأنبيك عن تفصيلها ببيانِ
ذكاءٍ وحرصٍ واجتهادٍ وبلغةٍ --- وصحبة أستاذٍ وطول زمانِ
فصحبة الأستاذ قضيّة لا مفرّ منها لطالب أي علم.
ولعلّنا نستغلّ هذا الرابط فنضع فيه أسس علم البلاغة وفنونها وضروبها .. وأقترح أن نركّز أسبوعياً على فنّ مختار نقدّم له بإيجاز ونشرحه بضرب أمثلة من القرآن والأدب ..
ـ[# معاوية #]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 02:54 م]ـ
شكر الله لأستاذنا لؤي الطيبي ..
ويالله ما أجمل العلم من أستاذ! ألتمس منك عودة برجاء.
تابع المنقول من محاضرات فضيلة الدكتورعبد الخالق الششتاوي- حفظه الله ..
مباحث علوم البلاغة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - قسم خاص بدراسة الصور الخيالية التي تعبر عن المعنى، مع عقد صلة بين شيئين، مع ما تثيره في الذهن من ذكريات تجارب محسوسة، وهذا خاص بعلم البيان.
2 - دراسة خصائص التراكيب اللغوية من حيث دلالتها على المعنى ويدخل تحت هذا المفهوم كل ما يتعلق بحالة الكاتب أو المتكلم وموقفهما من القارئ والسامع، والعكس. وأخيرًا موقف جميع هؤلاء من الموضوع الذي يساق فيه الحديث. وهذا هو المقصود من كلام البلاغيين: مراعاة مقتضى الحال، وموافقة التركيب لمقتضى الحال- وهذا النوع خاص بعلم المعاني.
3 - دراسة خصائص الألفاظ من حيث التناسق بين الصوت والمعنى، وهذا يرجع إلى التضاد تارة، والتماثل تارة أخرى- وهذا النوع خاص بعلم البديع.
وعلم البديع يعلمنا التعرف على الوجوه والمزايا التي تكسب الكلام رونقًا.
وتكسوه حسنًا وجمالا، بعد مطابقته لمقتضى الحال، ووضوح دلالته.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 10:03 م]ـ
:::
السلام عليكم، وحيث أن أستاذنا لؤي قد ثبت هذا الموضوع المهم والحساس في آنٍ واحد، رأيت ان في المشاركة خير عميم، وبارك الله لأخينا عاشق اللغة العربية، ولأخينا معاوية. جهودهما في هذا الموضوع.
بادئ ذي بدء ليس من الصواب ان نُهَوِلَ من صعوبة البلاغة وفهم البلاغة، فإنما العلم بالتعلم، وكل علم له من الصعوبة والإغلاق على الأفهام حظه ونصيبه، وعلى الإنسان أن يشمر عن ساعد الجد، وان يجتهد لكي يصيب، ويستفيد.
وحيث أن البحث هو حول البلاغة، وفهمها، فإنني سأضرب صفحاً عن تعريف البلاغة، وكنهها، وغير ذلك من التعريفات وتوضيحات التعريفات، بسبب أنها قد تميل بالفهم عن جادة الصواب، وتضيف تعقيدات أُخرَ نحن في غنىً عنها، وكثرتها قد تكون إمارةً أخرى لدى البعض على صعوبة هذا العلم.
ودعونا لا نطيل، فالبلاغة في الأيجاز. إن نصوص البلاغة هي نصوص أدبية، فهي ليست نصوصاً فكرية أو سياسية أو فقهية، وعليه ينبغي لفهمها أسلوب خاص.
إنَّ النصوص الأدبية؛ نصوص موضوعة للذة وهزِّ المشاعر، وإن حوت معارف يستفيد منها العقل، ولذلك هي تُعنى بالألفاظ والتراكيب أكثر من عنايتها بالمعاني. والمعاني وإن كانت لا بد أن تكون مقصودة للشاعر والأديب، ولكن القصد الأول هو الألفاظ والتراكيب.
صحيح أن الألفاظ تدل على معانٍ، ولكن الشاعر والأديب يصبُّ جهده على الألفاظ والتراكيب لأداء هذه المعاني.
صحيحٌ أنهم يقولون أن البلاغة هي: المعنى الجميل في اللفظ الجميل والتركيب الجميل. ولكن الشاعر والأديب وإن عنى نفسه بتصيد المعاني، ولكنه يتصيدها من أجل أن يصوغها في لفظ جميل وتركيب جميل. فاللفظ والتركيب أو صياغة المعاني إنما هي في الصورة التي يخرج بها هذا المعنى، في ذلك اللفظ أو التركيب.
يتبع ...............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 02:10 ص]ـ
إنَّ النصوص الأدبية نصوص موضوعة للذة وهزِّ المشاعر، وإن حوت معارف يستفيد منها العقل، ولذلك هي تُعنى بالألفاظ والتراكيب أكثر من عنايتها بالمعاني. والمعاني وإن كانت لا بد أن تكون مقصودة للشاعر والأديب، ولكن القصد الأول هو الألفاظ والتراكيب.
صحيح أن الألفاظ تدل على معانٍ، ولكن الشاعر والأديب يصبُّ جهده على الألفاظ والتراكيب لأداء هذه المعاني.
صحيحٌ أنهم يقولون أن هي: المعنى الجميل في اللفظ الجميل والتركيب الجميل. ولكن الشاعر والأديب وإن عنى نفسه بتصيد المعاني، ولكنه يتصيدها من أجل أن يصوغها في لفظ جميل وتركيب جميل. فاللفظ والتركيب أو صياغة المعاني إنما هي في الصورة التي يخرج بها هذا المعنى، في ذلك اللفظ أو التركيب.
الأستاذ الجليل موسى ..
شكر الله لك إثراءك القيّم ..
وإني لأراك ممن يقولون: إن الأدب عبارة جميلة وكفى .. وذلك باعتبار تقديم اللفظ على المعنى - كما بان هذا من كلامك ..
وليس من اليسير معالجة هذه القضية بهذه البساطة. فإنا نعلم أن قضية اللفظ والمعنى انقسم حولها النقاد ثلاثة أقسام:
1) فريق قدّم اللفظ على المعنى في الصناعة الأدبية، ومن هؤلاء: الجاحظ، وقدامة بن جعفر، وابن خلدون، والمرزوقي، والأصمعي، الذي بعد أن سئل: من أشعر الناس؟ قال: من يأتي إلى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيراً، أو إلى المعنى الكبير فيجعله بلفظه خسيساً.
ولا يُنكر أن لهذا المذهب خطره في الأدب ونقده، وإنْ تطرّف بعض دعاته كابن خلدون وقدامة. ذلك لأن الأسلوب أو الأداء اللفظي هو دليل المعنى وآلة البيان. ولولا الأسلوب ما وقفنا على ما يجول في نفس الأديب من معانٍ وأخيلة وعواطف وصور أدبية، فليس الأديب تمثالاً صامتاً وإنما هو طائر يغرّد، وتغريده هو الذي يكشف لنا عن عالمه الفسيح. والطعام الطيب إذا قدّم في أوانٍ نفيسة كان أشهى للنفس وأمتع للذوق.
2) فريق قدّم المعنى على اللفظ في الصناعة الأدبية، ومن أنصار هذا الفريق: ابن الرومي، والمتنبي، والآمدي، وأبو عمرو الشيباني، وابن رشيق، وابن الأثير ...
وهؤلاء تعصّبوا لناحية المعنى لما رأوه من جودة السبك دون العناية بجمال المعنى عند أصحاب التصنّع الذين اتخذوا الأدب صناعة. ولم يروا فيه إلا وصف الألفاظ وجودة السبك، دون العناية بخطر الموضوع وأهمية الموقف، وصدق المعنى وحسن الدلالة .. وهذا أمر ضاق به كثيرون من النقاد ..
3) وفريق يرى ألا تفرقة في الصناعة الأدبية بين المعاني والألفاظ، ومن أنصار هذا الفريق: بِِشر بن المعتمر، وابن قتيبة، والبحتري، وعبد القاهر الجرجاني ...
فهؤلاء يرون أن لكل من اللفظ والمعنى وظيفة يؤدّيها، لكن ليس منفرداً بل باعتبار ارتباطه بالآخر. فإذا توفّرت لهما أوصاف الجمال قدّما نموذجاً رائعاً من الأدب يمتع من أي جهة نظر إليه سواء من جهة لفظه، أو من جهة معناه، مثل سلكي الكهرباء السالب والموجب عندما يتماسّان ينطلق منهما الشعاع الذي يبدّد طبقات الظلام وإن كان كثيفاً. وإن أزيل اتصالهما فلا نحسّ لأي منهما أثراً. فالمعنى بدون اللفظ جنين في ضمير الغيب، واللفظ بدون معنى لا يُعتبر.
وأنا أرى أن الفريقين الأول والثاني متقابلان، فهما يصنعان مشكلة ..
أما رأي الفريق الثالث ففيه نظرة معتدلة حرية بالاعتبار ..
ـ[# معاوية #]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 01:47 م]ـ
تابع المنقول من محاضرات فضيلة الدكتورعبد الخالق الششتاوي- حفظه الله ..
مباحث علوم البلاغة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
((المعاني والبيان والبديع))
1 - دراسة خصائص التراكيب اللغوية من حيث دلالتها على المعنى ويدخل تحت هذا المفهوم كل ما يتعلق بحالة الكاتب أو المتكلم وموقفهما من القارئ والسامع، والعكس. وأخيرًا موقف جميع هؤلاء من الموضوع الذي يساق فيه الحديث، وهذا هو المقصود من كلام البلاغيين: مراعاة مقتضى الحال، وموافقة التركيب لمقتضى الحال- وهذا النوع خاص بعلم المعاني.
وعلم المعاني يعلمنا اختيار التركيب اللغوي المناسب للموقف، أو ما يسمونه مقتضى الحال، وبذلك تتحقق لنا إصابة المعنى. (سقط سهوًا مما سبق كتابته)
2 - - قسم خاص بدراسة الصور الخيالية التي تعبر عن المعنى، مع عقد صلة بين شيئين، مع ما تثيره في الذهن من ذكريات تجارب محسوسة، وهذا خاص بعلم البيان.
3 - دراسة خصائص الألفاظ من حيث التناسق بين الصوت والمعنى، وهذا يرجع إلى التضاد تارة، والتماثل تارة أخرى- وهذا النوع خاص بعلم البديع.
وعلم البديع يعلمنا التعرف على الوجوه والمزايا التي تكسب الكلام رونقًا.
وتكسوه حسنًا وجمالا، بعد مطابقته لمقتضى الحال، ووضوح دلالته.
ـ[# معاوية #]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 02:02 م]ـ
قبل متابعة ما نقلت عن محاضرات الدكتور عبد الخالق الششتاوي حفظه الله،
أحببت أن أضيف قول أبي منصور الثعالبي في كتابه" روضة الفصاحة ":
في معنى الفصاحة، والبلاغة، والوجَازَة، والبيان والفرق بين هذه الألفاظ الأربعة:
اعلم أن أكثر البُلغاء لا يُفَرّقون بين البلاغة والفصاحة، بل يستعملونهما استعمالَ الاسمين المترادفين على معنىً واحد.
ومنهم الجوهريّ؛ فإنه سَوّى في الصّحاح بين البلاغة والفصاحَة والبيان، وجعل الوجيز هو البليغ.
وقال بعضُ البلغاء:
البلاغة ُ: حُسْنُ معاني الكلام.
والفصاحة: حسن ألفاظه وعذوبتُها.
وللعلماء في الفرق بين هذه الألفاظ الأربعة كلام طويل لا يحتمله هذا المختصر.
وأحسن ما قيل فيه:
* أن الفصاحة: خُلوصُ الكلام من التعقيد، ومنه قولهم فَصُحَ الّلبنُ: إذا أخذتَ عنه الرغوة.
وقال الشاعر:
* وتحتَ الرّغْوَةِ الّلبنُ الفصيحُ *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 02:41 ص]ـ
والغاية من النصوص الأدبية في الأصل هو إثارة القارئ والسامع، وليس إعطاءه المعنى فحسب، فالإثارة هي المقصود في الدرجة الأولى. ولذلك يختار الشاعر والأديب الألفاظ والتراكيب اختياراً، ويقصد فيها أن تتصف عبارته بالتفخيم والتعميم، والوقوف عند مواطن الجمال والتأثير، وإثارة العواطف وإيجاد الإنفعالات. ولذلك تجد النصوص الأدبية تتميز بالعبارات التي تصاغ بها الأفكار وتخرج بها الصور. ثم العناية بالصور، ثم باختيار الأفكار. فَهَمُّهُ من الأفكار أن يستطيع صوغها وإخراجها في صورة مثيرة ومؤثرة. فالأصل هو التعبير. وهو التصوير أو إخراج الصورة، والأفكار أداةٌ أو وسيلة. فالتصوير، والصورة. هما ما يعني الشاعر والأديب نفسه بهما. ويعني نفسه بالأفكار من حيث صلاحيتها للتصوير، والصورة التي تخرج بها. لا من حيث صحتها وصدقها بل من حيث صلاحيتها للتصوير. لأن الغاية من النص ليس تعليم الناس للأفكار بل إثارة مشاعرهم. ولذلك تُصَبُّ العناية فيها على التصوير أي التعبير، ولهذا فإن عنايتها بما يجري فيه هذا التعبير وهو الألفاظ والتراكيب لا بما يحويه هذا التعبير إلا من حيث صلاحيته للتصوير؛ أي لأخراج هذه الصورة الرائعة المثيرة.
يتبع ...............
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 03:24 م]ـ
السلام عليكم ..
أخي الحبيب موسى ..
يا حبّذا لو قمت بالتنسيق مع أخينا معاوية في اختيار المواضيع .. لئلا نتشتّت في المادة إلى أبواب متباينة ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 08:44 م]ـ
أخي لؤي لقد حسبت أن لكل منا أن يُدلي بدلوه، وأنا أتناول الموضوع من زاوية أخرى.
وبعد هذا وذاك أنا رهن اشارتك.
فأنا أول من أطاع وآخر من عصى:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 09:28 م]ـ
أخي الحبيب موسى ..
وهل نحن في غنىً عن علم أستاذ البلاغة بيننا؟
ولكني قصدت أنه لو كان ما يمرّ من هذه الفوائد الغُرَر والمراري اللِّطاف منسّقاً بينك وبين الأخ معاوية، لقرب العلم من المتناول بلطف .. ولغنمنا منه أعظم منفعة ..
قال بعض الحكماء: إذا ازدحم الجواب خفي الصواب.:)
ـ[# معاوية #]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 11:59 م]ـ
شكرًا لك يا موسى ففي ما كتبت فائدة لنا، وأستاذنا لؤي يعني بالتنسيق أن نتكلم عن جزئية من البلاغة ونتبادل الآراء ونستنطق من أفهامنا المعنى لتتضح الرؤية بطريقة الحوار، هذا ما فهمته من كلامه.
حسنًا، ما رأيكم أن نتكلم عن تعريف البلاغة في اللغة والاصطلاح ولا نخرج عن إطار التعريف حتى يفهمه من لا يفهمه منا، ونهيئ للبلاغة فهمها ومكانها في عقولنا.
في اللغة البلاغة: الوصول والانتهاء، يقال بلغ المسافر المدينة أي وصل إليها.
وفي الاصطلاح: هي مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال. فالكلام البليغ هو الكلام الواضح المعنى، الفصيح العبارة، الملائم للموضع الذي يطلق فيه، وللأشخاص الذين يخاطبون. والبلاغة في المتكلم: ملكة وقدرة يُستطاع بواسطتها تأليف كلام بليغ.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 02:23 م]ـ
وإياكم أخي معاوية، وأنت تبلي بلاءً حسناً
وسأشارك من ها هنا
مبلغ الشيء، منتهاه.
والبلاغة هي البلوغ.
والبلاغ، الأنتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكاناً كان أو زماناً أو أمراً من الأمور المقدرة.
وربما يُعبر به أيضاً عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه، يقال: الدنيا بلاغ؛ لأنها تُؤديك إلى الأخرة.
ورجلٌ بَلْغٌ وِبلْغٌ وبليغٌ: حسن الكلام فصيحه، يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه، والجمع بُلغاء.
وسمي الكلام بليغاً؛ لأنه يكون قد بلغ الأوصاف اللفظية والمعنوية وانتهى إليها.
وينتهي معنى البلاغة في اللغة إلى معنيين:
الأول: الوصول والإنتهاء.
الثاني: الحُسن والجودة.
أما البلاغة في اصطلاح البلاغيين:
البلاغة: مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
ويعنون بالمقتضى: الإعتبار الملائم، أو ما يتطلبه الواقع، أو ما يستدعيه الأمر، وهوـ المقتضى ــ الهيئة المخصوصة التي نُصدرُ عليها كلامنا، والصورة المحددة التي تَحْكُمُ نُطقَنا. ويقصدون بالحال ــ ها هنا ــ واقع المخاطب أو السامع، أو متلقي الكلام.
ـ[# معاوية #]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 10:37 م]ـ
ويعنون بالمقتضى: الإعتبار الملائم، أو ما يتطلبه الواقع، أو ما يستدعيه الأمر، وهوـ المقتضى ــ الهيئة المخصوصة التي نُصدرُ عليها كلامنا، والصورة المحددة التي تَحْكُمُ نُطقَنا. ويقصدون بالحال ــ ها هنا ــ واقع المخاطب أو السامع، أو متلقي الكلام.
أخي الكريم موسى ..
..
إذا كانت البلاغة هي مطابقة الكلام للحال كما في التعريف ....
هل يُعتبر الشاعر الشعبي أو شاعر العامية بليغًا حين يراعي مقام السامعين والقارئين العوام بالرغم من عدم فصاحة كلماته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 10:55 م]ـ
ألا ترى أخي العزيز أن الرسول:= قد قال ((خاطبوا الناس على قدر عقولهم))، فلو سقت لك مثلاً شعبياً ((اللي إله عينين وراس بسوي زيه زي الناس))، فلا أخفي عليك ان في هذا الكلام العاميّ مِسحةٌ من البلاغة. من ناحية بلوغ الغاية من الكلام المُساق، ولو سيق هذا الكلام بالفصحى لما بلغ غايته كما هو عليه. ولكن لا يعني هذا أن هذا الكلام بليغٌ من الناحية الإصطلاحية. هذا أولاً.
ثانياً: لا يُفهم من التعريف أن نخاطب الناس بالعامية لأن في ذلك إخلال بالعربية وفصاحتها. وفصاحة الكلام مسوقةٌ ضمناً.
ثالثاً: ما فائدة الكلام الفصيح، إذا لم يصب الغرض المنشود منه.
فلا بد من توافر الكلمة الفصيحة مع مطابقتها لمقتضى الحال.
فما رأيك أيها العزيز معاوية.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 12 - 2005, 07:12 م]ـ
أين أنت يا معاوية، أتحفنا.
ـ[# معاوية #]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 09:00 م]ـ
ألا ترى أخي العزيز أن الرسول:= قد قال ((خاطبوا الناس على قدر عقولهم))، فلو سقت لك مثلاً شعبياً ((اللي إله عينين وراس بسوي زيه زي الناس))، فلا أخفي عليك ان في هذا الكلام العاميّ مِسحةٌ من البلاغة. من ناحية بلوغ الغاية من الكلام المُساق، ولو سيق هذا الكلام بالفصحى لما بلغ غايته كما هو عليه. ولكن لا يعني هذا أن هذا الكلام بليغٌ من الناحية الإصطلاحية. هذا أولاً.
ثانياً: لا يُفهم من التعريف أن نخاطب الناس بالعامية لأن في ذلك إخلال بالعربية وفصاحتها. وفصاحة الكلام مسوقةٌ ضمناً.
ثالثاً: ما فائدة الكلام الفصيح، إذا لم يصب الغرض المنشود منه.
فلا بد من توافر الكلمة الفصيحة مع مطابقتها لمقتضى الحال.
فما رأيك أيها العزيز معاوية.
رأيي يا أستاذي ويا أخي العزيز موسى أنك قد جئت لي بالفائدة في أبهى توضيح، فقد كنت أعرف أن البلاغة حسن المعاني، والفصاحة حسن الألفاظ، وأنت يا أخي الكريم قد هذبت هذه المعرفة في عقلي وصغتها علما وفهما، فبارك الله فيك.
وهذه الفائدة جاءت بسبب الحوار والتساؤل، وإني الآن معك ولكن لا أريد أن أكتب جل ما لدي لأن التنسيق والترتيب والتدرج في علم البلاغة أجدر بنا وأولى، وسأختار أو اختر أنت ما يناسب مقام تعريف البلاغة أوالتدرج بعده ...
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 12 - 2005, 12:28 ص]ـ
أخي معاوية، أنا من بعدك وشكرا لك.
ثم أرجوا منك مراسلتي بشكل خاص، وبارك الله فيك.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[17 - 12 - 2005, 10:36 ص]ـ
السلام عليكم
عُدنا.:)
:::
البلاغة: تشتمل على ثلاثة علوم، وهي؛ المعاني، والبيان، والبديع.
ونشرع في تعريف علم المعاني:
هو علم يدلنا على أنَّ الكلام يكون بليغاً حين يكون مطابقاً لحال السامعين، وملائماً للمقام الذي يُساق فيه.
ومعنى ذلك:
أنَّ المُخاطَب الذي يُلقى إليه خبر من الأخبار، يكون على ثلاث حالات:
1) خُلو ذهن المخاطَب من الحُكم الذي هو مضمون الخبر.
ملحوظة: إبقاء الخبر بدون تأكيد.
2) عِلمُ المخاطَب بالخبر، ولكنه يُخالطه الشك.
ملحوظة: توكيد الخبر.
3) عِلمُ المخاطَب بالخبر، ولكنه منكر له، ومتحلل من تصديقه.
ملحوظة: يُعزز بمؤكد أو أكثر تبعاً لحال إنكاره قوة وضعفاً.
يتبع .............
ـ[# معاوية #]ــــــــ[17 - 12 - 2005, 07:43 م]ـ
وعليكم السلام
عُدنا عودًا حميدا.:)
علمُ المَعاني
هو علمٌ يُعرفُ به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مُقتضى الحال؛ أي المقام.
فتختلف صُوَرُ الكلام لاختلافِ الأحوال، مثالُ ذلك قولُهُ تعالى:
http://www.alazhr.org/quran/image/72_010.gif
فإنَّ ما قبل (أم) صورةٌ من الكلام تخالف صورة ما بعدها؛ لأن الأولى فيها: فعلُ الإرادةِ مبنيٌّ للمجهولِ، والثانية فيها: فعلُ الإرادةِ مبنيٌّ للمعلوم، والحال الدَّاعي لذلك نسبة الخير إليه سبحانه وتعالى في الثانية، ومنعُ نسبة الشر إليه في الأولى.
وموضوع هذا العلم: اللفظ العربي من حيثُ إفادَتُهُ المعانيَ الثواني؛ أي: الأغراض التي يُساق لها الكلام من جعلِ الكلام مشتملاً على تلك الخصوصيات.
الثواني
أي: والمعاني الأُوَل، التي هيَ مدلولاتُ الألفاظِ والتراكيبِ التي تُسمَّى في علم النحو: أصلَ المعنى.
أمَّا المعاني الثَّواني فهيَ: الأغراضُ التي يُساق لها الكلام، ولذا قيلَ: مُقتضى الحالِ هو المعنى الثاني؛ كردِّ الإنكارِ ودفعِ الشَّكِّ.
مثلا: إن قُلنا: إنَّ زيدًا قائمٌ، فالمعنى الأول: هوالقيامُ المؤكَّدُ.
والمعنى الثاني: ردُّ الإنكارِ ودفعُ الشَّكِّ بالتَّوكيدِ.
من كتاب البلاغة، تأليف العلامة النحوي:
عمر بن عَلَوي بن أبي بكر الكاف رحمه الله رحمة الأبرار
ـ[# معاوية #]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 08:40 م]ـ
علمُ المَعاني
هو علمٌ يُعرفُ به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مُقتضى الحال؛ أي المقام.
فتختلف صُوَرُ الكلام لاختلافِ الأحوال، مثالُ ذلك قولُهُ تعالى:
http://www.alazhr.org/quran/image/72_010.gif
فإنَّ ما قبل (أم) صورةٌ من صُوَر الكلام تُخالفُ صورة َما بعدها؛ لأنَّ الأولى فيها: فِعلُ الإرادةِ مَبْنِيٌّ للمجهولِ، والثانية فيها: فِعلُ الإرادةِ مَبْنِيٌّ للمعلوم، والحال الدَّاعي لذلك نِسْبَة ُ الخير إليه سبحانه وتعالى في الثانية، ومَنْعُ نِسْبَةِ الشر إليه في الأولى.
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح ذلك:
هذا من البلاغة: http://www.alazhr.org/quran/image/72_010.gif
هذا يقوله الجِنُّ، ولم يقولوا: " أشر أرادَ الله بمن في الأرض "، مع أن الإرادة إرادة الله، لكن تحاشيا لإضافة إرادة الشر إلى الله عز وجل قالوا: أُريدَ بمن في الأرض، فبنوا الفعل للمجهول.
أشَرٌّ أُريدَ بمن في الأرض هذه الجملة مطابقة لِمُقْتَضَى الحال؛ لأن مُقْتَضَى الحال ألا نُضيف الشر إلى الله، كما قال النبي:= " والشر ليس إليك، أما الخير فيُضاف إلى الله لأنه خير، ولهذا قالوا: أم أرادَ بهم ربهم رشدا ولم يقولوا: أم أراد الله؛ لأن الرب أخص فيما يتعلق بأفعال الرب من الإله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[27 - 01 - 2006, 07:48 م]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة:
من منكم يأتينا بشرح مفصل للمجاز اللغوي والعقلي مع توضيح علاقاتهما (أقصد العلاقة السببية والزمانيه والمكانيه ...... الخ)؟ ولكم تحياتي
ـ[الجزائرية]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 06:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد شرحًا مفصلا عن تعريف البلاغة العربية من فضلكم
ـ[عبد الله بن عباس]ــــــــ[17 - 02 - 2007, 08:01 م]ـ
:::
للبلاغة تعريفات عدة لعلماء بارزين لنبدأ بالجاحظ- توفي 255 هـ- أنقل ما ذكره باختصار ومن أراد التوسع فعليه بالرجوع إلى كتابه البيان والتبيين:
كان يحمل البلاغة في مصنفه أكثر من معنى فهي عنده مقابلة للعي، وتأتي بمعنى الخطابة، كما تأتي بمعنى النثر واتصل بالبلاغة كذلك اللسان والقلم والشعر، وأيضا وصفا للكلام واللفظ والمتكلم وجاءت البلاغة أيضا لدى الجاحظ بمعنى فنون القول.
ـ[عبد الله بن عباس]ــــــــ[23 - 02 - 2007, 06:47 م]ـ
2 - المبرد (توفي:285هـ) هو أول من أطلق لفظ البلاغة على بعض رسائله فقال في رسالته المسماة بهذا الإسم: << إن حق البلاغة إحاطة القول بالمعنى واختيار الكلام وحسن النظام، حتى تكون الكلمة مقاربة أختها ومعاضدة شكلها، وأن يقرب بها البعيد ويحذف منها الفضول>>.
مثل ما كان لحسان بن ثابت وزهير بن أبي سلمى أو ما يسمون بمدرسة عبيد الشعر حيث كانوا لا يخرجون شعرهم إلا بعد مرور سنة ولذلك يطلق عليها أيضا الحوليات، حتى تخرج في ثوب جميل تستسيغه الآذان ..
ـ[ماجدعبدالخالق]ــــــــ[16 - 12 - 2010, 01:02 م]ـ
إنتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الأستاذ الدكتور عبدالخالق الششتاوي في رمضان 1431هـ أرجو الدعاء له بالرحمة والمغفرة وجزاه الله خير الجزاء عما قدمه للجميع من علم ينتفع به
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 12:37 ص]ـ
رحمه الله وغفر له وجزاه خيراً على ماقدمه من علم، وجعلك خلفاً صالحاً وممن ينتفع به المرء بعد موته
ـ[السراج]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 06:48 ص]ـ
رحمه الله وغفر له وأنار قلبكَ بالعلم والإيمان.
ـ[أنوار]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 09:20 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ..
هذا هو العلم يخلد أهله، ويرفع ذكرهم.
فاللهم اجعل علمه في موازين حسناته.
ـ[تيما]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 02:17 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
أسأل الله جل وعلا أن يجعل علمه في ميزان حسناته
.
.
ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 08:29 م]ـ
إذا كانت البلاغة هي مطابقة الكلام للحال كما في التعريف ....
هل يُعتبر الشاعر الشعبي أو شاعر العامية بليغًا حين يراعي مقام السامعين والقارئين العوام بالرغم من عدم فصاحة كلماته؟
صحيح أن مطابقة الكلام للحال تعريف للبلاغة لكن هناك ادوات لها إطناب وإيجاز وقصر وحذف وغيرها فلا تأخذ بنصف العلم وتترك جله هل ما أتى به العرب قديما عندما ارادوا تحدي العربية يعد من البلاغة الإجابة هي لا. اتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت لك أخي الكريم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 10:14 م]ـ
رحمه الله، وغفر له.
أعظم الله أجركم أستاذ ماجد.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 12 - 2010, 02:52 ص]ـ
.
رحمه الله وغفر له.(/)
لا إعجاز للقران إلا بالبلاغة
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 12:52 ص]ـ
:::
الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
استثارني موضوع القرآن وإعجازه، وقد انصرف كل منصرف إلى ما يرتئي من أوجه لأعجاز القرآن ومنها:
الوجه العلمي
الوجه التاريخي الماضي (أخبار السابقين)
الوجه الغيبي (المستقبلي)
الوجه العددي
الوجه اللوني (الألوان في القرآن)
الوجه النفسي (التأثير النفسي)
وفي كل يوم جديد قد يخرج الجديد من هذه الأوجه، ومنها أُوجس خيفة، ويتطرق الشك إلى عقلي، وتداهمني الأسئلة المتلاحقة؛ هل يحتاج القرآن إلى كل هذا الكم الهائل من الأوجه التي تسمى إعجازية؟ ولم كل هذا التهافت على هذه الأمور ولحاقها بشكل مستمر؟ وهل يجب البحث عنها واستظهارها؟ ألا يكفينا ما عندنا من إعجاز القرآن ببلاغته وفصاحته بأسلوبه الآخاذ؟ وبما يتمثل في هذا الأسلوب من القوة والوضوح والجمال؟
وللإجابة على هذه الأسئلة إمتطيت جواد الجَد، وشمرت عن ساعد الجِد، علَّنِي استطيع ان أواجه كل هذه التيارات المتدفقة، والتي تكاد تكون مجتمعة على جعل هذه الأوجه مظهر إعجاز للقرآن الكريم، والله الكريم أستعين، وبه أستجير، وأسأله التوفيق، وأن يُرِينَا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه. والله يُعين ويوفق سبحانه ما أوسع رحمته.
أقول وبالله المستعان:
القرآن هو معجزة للنبي محمد:=، وأنه وإن كانت هنالك معجزات اخرى للنبي:=. قد جرت على يده غير القرآن، كما ورد ذلك في القرآن وفي صحاح السنة، فإن النبي:= لم يتحدَّ بها، بل كان التحدي بالقرآن وحده.
ولذا نقول أن القرآن هو معجزة النبي محمد:= التي بها ثبتت رسالته منذ نزول القرآن عليه إلى يوم القيامة.
وقد أعجز القرآن العرب عن أن ياتوا بمثله وتحداهم أن يأتوا بمثله،
آيات التحدي:
قال تعالى في تحديه لهم: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} البقرة. (23) وقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. يونس (38).وقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} هود (13).وقد بلغ من تحديه لهم أنه قال لهم لا تستطيعون أن تأتوا بمثله:
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} الإسراء (88) وقال:
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} الطور (34).فعجز الذين خوطبوا بالقرآن عن أن يأتوا بمثله، وعجزهم هذا ثابت بطريق التواتر ولم يعرف التاريخ ولا روى أحد أنهم أتوا بمثله.
وهذا التحدي ليس خاصاً بالذين خوطبوا بل هو تحد ٍ عام ٍ إلى يوم القيامة. لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فالقرآن متحد ٍ للبشر كلهم منذ نزوله إلى يوم القيامة أن يأتوا بمثله. ولذلك ليس القرآن معجزاً للعرب الذين كانوا في أيام الرسول:= فقط، ولا العرب وحدهم في كل زمان ومكان، بل هو معجز للناس أجمعين، لا فرق بين قبيل وقبيل، لأن الخطاب به للناس أجمعين. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سبأ (28).، ولأن آيات التحدي عامة تقول: {وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} هود (13).، وهو يشمل الناس جميعاً، ولأن القرآن أخبر عن عجز الأنسان والجن قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} الإسراء 88.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا ينبغي أن نقف وقفة تأمل ونبحث فيها أمراً مهماً وهو:
قوله تعالى مثله أو بمثل، فما هو المثل يا ترى؟
ولكي نعرف المِثْلَ المطلوب ونأتي به يجب أن نعرف القرآن أولاً ما هو، ثم نأتي بمثله.
والقرآن يتحدث عن نفسه بنفسه:
قال تعالى:
{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} يوسف.
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)} النحل.
{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)} طه.
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)} الشعراء.
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)} الزمر.
{حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} فصلت.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)} الشورى.
{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)} الزخرف.
{وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)} الأحقاف.
إذن القرأن كما بينت الأيات أعلاه، هو نصٌ عربي، وهو كتاب هداية، وهو منزلٌ من عند الله، والمطلوب من العرب والناس أجمعين أن ياتوا بمثله، أي بنص ٍ عربي على غراره، أو أعلى منه، وهذا لم يكن ولن يكون، والبحث هنا لا يدور عن البحث في كنهه واستنباط ما فيه من أسرار وعجائب إذ هذا الأمر لا علاقة له هنا، وهنا ليس محل بحثها، فالبحث في هذه الأيات منصبٌ على كونه عربياً ليس غير. ومن ثم ليست آيات التحدي السابقة هذا موضوعها بل الموضوع أن ياتوا بمثله وقد بان لنا (مثله)، وهو نصٌ عربيٌ مبين، صفته الإبانة وليس فيه شيء من العُجمة.
لذا فإن القول بأن القرآن معجزٌ بتشريعه، أو بإخباره عن السابقين، أو بالأمور المستقبلية، أو بمظاهر الأعداد وغيرها، كل هذه لا تظهر في آيات التحدي، ولا تظهر في آيات التي تُبين ماهية القرآن من حيث كونه عربياً، ولا يُفهم منها دلالة ولا استنباطاً ولا إشارةً أن التحدي كان بأوجه الإعجازـ تجاوزاً ــ الأخرى. ولا أدري كيف فهم الفاهمون أو المقلدون أن الإعجاز كان مطلوباً بهذه الأوجه الأخرى.
وأما ما يظهر على أن القرآن فيه أوجه إعجاز ٍ أُخرَ، فله تفصيلٌ مهم، وهو أن هذه الأوجه، ومنها الحقائق، نعم الحقائق، تدل على:
1) أن الذي يقول هذا الكلام ليس محمداً. وليس من البشر.
2) أن هذه الحقائق يجب أن تكون حقائق وذلك أن قائل هذا الكلام هو الله، ويستحيل على الله الخطأ والنقص والعجز. فتحصيل حاصل أن تكون في القرآن كل هذه الحقائق والأمور الغيبية، والتشريعية، وغيرها مما يصعب حصرها.
3) أن من أتو بمثل هذه الأمور لم يُفرقوا بين أن القرآن من عند الله، وبناءً عليه ففيه ما فيه من الحق، ومن الأمور المختلفة. وبين أن الإعجاز هو الإتيان بمثل هذا القرآن، ولو كان يخلو من مثل هذه الأمور الأخرى.
وبعبارةٍ أخرى، أن الله عزّ وجلّ طلب في التحدي أن يأتوا بمثل هذا القرآن سواءً اشتمل على هذه الأمور أم لم يشتمل، والإتيان يكون بنص عربي ٍ مبين على غرار القرآن أو يفوقه، لأن هذا مما يستطيعه الإنسان، وهو عين العدل من الله تعالى، وليس من العدل ان يطلب الله منهم أن يأتوا بما لا يستطيعون من حقائق علمية أو غيبية أو تشريعية، أو غيرها مما لا يستطيع البشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما لماذا لم يستطيع العرب أو غيرهم أو منجاءوا بعدهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن؟
فالجواب بسيط وهو ان قائل هذا الكلام هو الله، والتحدي مطروح ومستمر، والقرآن هو من جنس كلام العرب وفنونهم، ومما يتداولونه كما البضاعة أخذاً وإعطاءً، ولكن ثبت عجز العرب. ومن الملاحظ عَجْزُ العرب عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وعَجْزُ الناس جميعاً عن أن يأتوا بمثله، إنما لأمر ذاتي في القرآن نفسه. فإن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن أقبلوا عليه مأخوذين بسحر بلاغته، حتى أن الوليد بن المعيرة ليقول للناس وقد سمع النبي:= يقرأ القرآن ((والله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني ولا أعلم برجزه وقصيده مني. والله ما يشبه الذي يقوله شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمورقٌ أعلاه مغدقٌ أسفله، وإنه ليعلوا ولا يُعلى عليه)). مع أن الوليد هذا لم يؤمن وأصرَّ على كفره. فالإعجاز آت ٍ من ذات القرآن، لأن الذين سمعوه والذين يسمعونه إلى يوم القيامة يُشدهون ويتحيرون من قوة تأثيره وقوة بلاغته، بمجرد سماعهم له ولو جملة واحدة.
قال تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} غافر (16). وقوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الزمر (67). وقوله {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} الأنفال (58). وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} الحج (2). وهكذا تُتلى آية من القرآن أو آيات، فإن ألفاظها وأسلوبها ومراميها تستغرق أحاسيس الإنسان وتستولي عليه.
وإعجاز القرآن أظهر ما يظهر في فصاحته وبلاغته وارتفاعه إلى درجة مدهشة. ويتجلى ذلك في اسلوب القرآن المعجز، فإن ما في اسلوبه من:
الوضوح
والقوة
والجمال
ما يعجز البشر عن أن يصلوا إليه.
والأسلوب: هو معاني مرتبة في ألفاظ منسقة. أو هو كيفية التعبير لتصوير المعاني بالعبارات اللغوية.
ووضوح الأسلوب يكون ببروز المعاني المراد اداؤها في التعبير الذي أُديت به قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فصلت (26).
وقوة الأسلوب تكون باختيار الألفاظ التي تؤدي المعنى بما يتلائم مع المعنى. فالمعنى الرقيق يؤدى باللفظ الرقيق، قال تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} الإنسان (18). والمعنى الجزل يؤدى باللفظ الجزل، قال تعالى: {وإِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} النبأ (23). والمعنى المستنكر يؤدى باللفظ المستنكر، قال تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} النجم (22). وقال تعالى: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} لقمان (19).
أما جمال الأسلوب فيكون باختيار أصفى العبارات وأليقها بالمعنى الذي أدته، وبالألفاظ والمعاني التي معها في الجملة والجمل، قال تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} الحجر (3).
والمتتبع للقرآن الكريم يجد الإرتفاع الشامخ الذي يتصف به اسلوبه وضوحاً وقوة وجمالاً. اسمع هذا الوضوح والقوة والجمال قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} الحج (9). وقال تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)} الحج. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)} الحج.
أقول قولي هذا واستغفر الله العلي العظيم.
:; allh
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى بارك الله فيك على هذا الابداع ,الحقيقة ان معجزة القرآن البلاغية هي المعجزة الوحيدة الباقية الخالدة الى ان يرث الله الارض ومن عليها, لأن فصاحة وبلاغة القرآن التي لا يُعلى عليها شيئ هي افصح واقوى بلاغة في كلام العرب الذي تحداهم فيه الله عزوجل, واما عدا ذلك من ابداعات في القرآن لا تبلغ مفهوم الاعجاز الي ارادة الله في كتابه الا وهو البلاغي, والابداعات الاخرى احرى ان نسميها ملاحظات دقيقة علمية كانت او عددية اوغير ذلك بان او لم يبن بعد, وفيما يخص الملاحظات العددية فقد حاولت ان اطبقها (حساب الجمل) على غير ما ذُكر من سور وايات فلم احظى على نفس النتائج ونظرت بعد ذلك في طرق استعمال الاخذين بالاعجاز العددي (رياضياً) الاعداد المتكرره في القرآن مثل 7,14,فلاحظت التلاعب في انتقاء العمليات الحسابيه من جمع وطرح وضرب او قسمة وعدم اعتمادهم على الغورتم معين.
واستغفر الله العلي العظيم واتوب اليه.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 03:03 ص]ـ
الأستاذ الفاضل موسى ..
لقد والله ندّيت أكباداً وأقررت عيوناً، وحكت طرازاً لا يبليه الزمان، ولا يتطرّق إليه الحدثان .. وما أحوجنا اليوم إلى النظر فيما ذكرت والاستمتاع به والاستفادة منه .. ولولا الإبقاء على حرمة العلم، لكان القلم يجري بما هو خافٍ ويخبر بما هو مجَمجَم ..
أما وصفك لإعجاز القرآن من جهة البلاغة والفصاحة – أستاذي الكريم – فكما أنه من المسلّمات عندكم، فإنه كذلك من المسلّمات عندنا .. ولولا كونه من المسلّمات عندنا، لَمَا رأيتَ لنا أثراً يُذكر في هذا المنتدى المبارك ..
فيبقى الخلاف بيننا في اعتبار القرآن الكريم معجزاً في غير ذلك من مختلف الوجوه .. وسنباشر منقاشتكم فيما ذهبتم إليه قريباً إن شاء الله تعالى .. حتى يتّضح أن ليس بمستنكَرٍ ما كان منا، ولا بمستكثَرٍ ما كان منكم .. فإن مال الفيء لا يصحّ في بيت المال إلا بين مستخرِج وجهبذ، والكتّاب جهابذة الكلام، والعلماء مستخرجوه .. وعلى كل حال لا أخلانا الله وإياكم من فائدة ..
ودمتم لنا سالمين ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 02:26 م]ـ
الأستاذ الفاضل موسى – حفظه الله ..
قولكم: هل يحتاج القرآن إلى كل هذا الكم الهائل من الأوجه التي تسمى إعجازية؟ ولم كل هذا التهافت على هذه الأمور ولحاقها بشكل مستمر؟ وهل يجب البحث عنها واستظهارها؟ ألا يكفينا ما عندنا من إعجاز القرآن ببلاغته وفصاحته بأسلوبه الأخاذ؟ وبما يتمثل في هذا الأسلوب من القوة والوضوح والجمال؟
نقول: القرآن لا يحتاج إلى شيء .. فإنه القادم من الملأ الأعلى وكفى ..
إنما الذي يدعو إلى البحث في هذا كله هو واجب التدبّر. قال تعالى: " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "، وقال سبحانه: " أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ * أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ * أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ "، وقال عزّ وجلّ: " أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا "، وقال تعالى جدّه: " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ".
فالقرآن العظيم أنزله رب العالمين على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لنتدبّره .. والتدبّر معناه التفكّر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة .. وهو كتاب مبارك لا تنضب فيوض معانيه، ويغترف من بحره مغترفون كثيرون، وكل منهم يغترف على مقدار وعائه .. وقد يصيب مصيبون في فهم دلالات القرآن، وقد يخطيء مخطئون، وقد يتجنّى مغرضون.
(يُتْبَعُ)
(/)
قولكم: فعجز الذين خوطبوا بالقرآن عن أن يأتوا بمثله، وعجزهم هذا ثابت بطريق التواتر ولم يعرف التاريخ ولا روى أحد أنهم أتوا بمثله. وهذا التحدي ليس خاصاً بالذين خوطبوا بل هو تحدٍٍّ عامٍّ إلى يوم القيامة. لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فالقرآن متحدٍّ للبشر كلهم منذ نزوله إلى يوم القيامة أن يأتوا بمثله. ولذلك ليس القرآن معجزاً للعرب الذين كانوا في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، ولا العرب وحدهم في كل زمان ومكان، بل هو معجز للناس أجمعين، لا فرق بين قبيل وقبيل، لأن الخطاب به للناس أجمعين.
فنقول: إنك لم تبيّن الفروق التنزلية والأسلوبية والسياقية في مراحل آيات التحدّي. ولا يخفى على أحد أن لهذه الفروق دلالاتها في تعيين وجوه الإعجاز، وفيما يلي بيان ذلك: لقد تحدّى القرآن العرب في أكثر من آية على مراحل متعدّدة:
أولاً: تحدّاهم أن يأتوا بمثله من غير تعيين قدر، قال تعالى: " فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ " (الطور: 34).
ثانياً: لما عجزوا عن الإتيان بمثله أرخى لهم القرآن العنان، فقال: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " (هود: 13).
ثالثاً: فلما عجزوا ولم يستطيعوا خفّف عنهم القرآن، فقال: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " (يونس: 38).
رابعاً: ولكن القوم عجزوا كذلك، فتحدّاهم القرآن للمرة الأخيرة، فقال: " وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة: 23).
والمتتبع لهذه المراحل يلاحظ عدّة أمور:
أولاً: أن المراحل الثلاث الأولى كلها مكية التنزّل، فالطور وهود ويونس سور مكية باتفاق، أما الآية الرابعة فهي مدنية باتفاق.
ثانياً: أن المراحل الثلاث الأولى خوطب بها العرب لأنهم هم المتحدّون فيها. أما المرحلة الرابعة فقد خوطب بها الناس جميعاً، يدلّ لذلك سياق الآيات " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " (البقرة: 21 - 23).
ثالثاً: أن المراحل الثلاث الأولى مختلفة من حيث الأسلوب عن المرحلة الرابعة: ففي المرحلة الأولى قال: (فليأتوا بحديث مثله)، وفي الثانية قال: (قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات)، وفي الثالثة قال: (فأتوا بسورة مثله)، أما المرحلة الرابعة فجاء الأسلوب فيها مختلفاً، حيث قال: (فأتوا بسورة من مثله). فكلمة (من) لم تذكر إلا في المرحلة الرابعة.
إذن هناك اختلاف بين المراحل الثلاث والمرحلة الرابعة من حيث التنزّل ومن حيث السياق ومن حيث الأسلوب. ولهذه الفروق دلالاتها في تعيين وجوه الإعجاز – كما أشرنا ..
فإذا كان التحدّي في المراحل الثلاث المخاطب به العرب، والعرب كان البيان بضاعتهم والبلاغة سجيّتهم، فإن المرحلة الرابعة المخاطب بها الناس جميعاً عربهم وعجمهم. وإذا كانت المراحل الثلاث الأولى خالية من كلمة (من)، فلقد جاءت المرحلة الرابعة مشتملة على هذا الحرف الدالّ على التبعيض.
ومعنى هذا أن المرحلة الأخيرة كان التحدّي فيها للناس جميعاً، ولا يعقل أن يتحدّى الناس جميعاً بالبيان وحده، إنما هو تحدّ عام عموم المخاطبين به. ولذلك نقرّر أن وجوه الإعجاز متعدّدة، وأن القرآن الكريم معجز من حيث بيانه، ومن حيث تشريعه، ومن حيث ما فيه من حقائق علمية، ومن حيث ما فيه من أخبار غيبية، إلى ما هنالك من وجوه أخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قولكم: إذن القرآن كما بينت الآيات أعلاه، هو نصٌ عربي، وهو كتاب هداية، وهو منزلٌ من عند الله، والمطلوب من العرب والناس أجمعين أن يأتوا بمثله، أي بنص ٍ عربي على غراره، أو أعلى منه، وهذا لم يكن ولن يكون، والبحث هنا لا يدور عن البحث في كنهه واستنباط ما فيه من أسرار وعجائب إذ هذا الأمر لا علاقة له هنا، وهنا ليس محل بحثها، فالبحث في هذه الآيات منصبٌ على كونه عربياً ليس غير. ومن ثم ليست آيات التحدي السابقة هذا موضوعها بل الموضوع أن يأتوا بمثله وقد بان لنا (مثله)، وهو نصٌ عربيٌ مبين، صفته الإبانة وليس فيه شيء من العُجمة.
فنقول كما قال الشاعر: يا باريَ القوسِ برياً ليس يصلحه --- لا تظلم القوس، أعطِ القوسَ باريها ..
فهل أن الرائدين في أوجه الإعجاز القرآني ينهلون من علمه بلغات الأعاجم، أم أن ألفاظ القرآن العربية المبينة هي التي تحتمل المعاني التي يستنبطونها؟ ولنضرب مثلاً لتوضيح ما نرمي إليه. فانظر – أعانني الله وإياك على تدبّر كتابه - إلى قوله تعالى: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ "، ثم ارجع إلى لسان العرب، تجد أنه أدرج فيه ثلاثين معنىً مختلفاً لكلمة (علق). ولقد انتقى الدكتور إبراهيم خليل جميع الصفات الشاملة لهذه الكلمة وصنّفها حسب المعاني التي تؤدّيها، فكانت النتيجة ما يلي:
• مراحل تكوين وتطوّر ونموّ الجنين (السائل المنوي – حدوث الحمل – الجنين داخل الرحم)
• المواد الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان لاستمرارية حياته، مثل: الماء، اللبن، الطعام، الدم ..
• أنشب في الشيء وتشبّث به كالجبل والأرض وما شابه .. فهو ينشب في رحم أمه عندما كان جنيناً، ثم عندما يكبر فإنه ينشب ويتشبّث بالأشياء كالأرض والممتلكات ..
• حبّ التملّك والأثرة وحبّ الاستيلاء على الأشياء والرغبة في ألا تفلت منه (دائماً متعلق بالدنيا)
• حبّ الإغارة والعدوان وأخذ كل شيء يصيبه
• التعوّد والتعلّق بالأشياء وملازمتها (العرف والعادات والتقاليد)
• الحرص وحبّ المال
• التعلّم من الغير والأخذ منه، وأحياناً إنكار مَن أسدى لك معروفاً
• التسرّع والعجلة والالتواء في المعاملة
• الحبّ والعشق والعواطف وما يقابلها من التباعد والكره والتنافر
• شدّة الخصومة وقوة البلاغة وحبّ الجدل
• حبّ التفاخر والتفوّق والشغف بالألقاب
• الحياة التجارية بين الناس (البضائع)
• الجزء النفيس الغالي في أي إنسان وهو الروح
• كما أحاطت اللفظة بمرحلتي ما قبل حياة الإنسان وما بعدها، وهو الموت، فأي إنسان قد نشأ من العدم (الموت) ثم إنه صار لا محالة إلى العدم (الموت).
وكما ترى فإن هذه المعاني المختلفة التي تؤدّيها كلمة (علق) قد شملت كل إنسان على وجه الأرض من حيث أصله وفصله ونوعه وطباعه وسلوكه .. إذ إنها حوت جميع ما في الإنسان من صفات تشريحية ووظائفية ونفسية وعاطفية وسلوكية .. وذلك منذ بدأ يتخلّق في بطن أمه حتى صار رجلاً يحبّ ويكره ويجادل ويخاصم ويتعلق ويلتوي ويتعوّد ويتعلم ..
فكل هذه المعاني تجدها مجتمعة في هذه الكلمة العربية الفصيحة المبينة .. كلمة واحدة مكوّنة من ثلاثة أحرف .. ولكن فيها من الإعجاز ما يمكن شرحه في مؤلفات ضخمة ..
فيأتي اللغوي ليبيّن لك دلالة هذه الكلمة في اختيارها ومظهر إعجازها بتعلقها بحرف (من) وأنه لا يمكن استبدالها بكلمة أخرى .. ويأتي العالم في الطب ليقول فيها من وجهة نظر الطب، ويأتي العالم في التشريع ليقول مثل ذلك من وجهة نظر التشريع، ويأتي العالم في النفس ليقول فيها من وجهة نظر الطباع، ويأتي العالم في الاجتماع ليقول فيها من وجهة نظر السلوكيات، ويأتي العالم في الأجنة والتشريح ليقول فيها ألطف وأدقّ مما قاله سابقيه .. وهكذا ..
هذا هو إعجاز القرآن. وهكذا تتجلّى معانيه المعجزة .. فهو كتاب مفتوح للنظر .. عجيب كله .. فكما أن اللغوي يرى القرآن معجزاً، يراه الأديب معجزاً ويراه أرباب القانون والتشريع معجزاً ويراه علماء الاقتصاد معجزاً ويراه المربّون معجزاً ويراه علماء النفس معجزاً ويراه علماء الاجتماع معجزاً ويراه الأطباء معجزاً ويراه الفلكيون معجزاً ويراه كل راسخ في علمه معجزاً ..
وكون القرآن يحوي الحقيقة النسبية التي يفهمها العالِم الباحث بحسب المناخ الثقافي الذي يعيش فيه، وكونه يحوي الحقيقة المطلقة في آن .. فهذا يدلّ على إحكام ما بعده إحكام، ولا يمكن لأي من إنس أن يأتي بمثله ولا جان، وهو لعمري الإعجاز بعينه ..
فالقرآن ينتقي من الكلمات ما هو أغناها بالدلالة، ويختار من أدوات التعبير ما يعطيك من المعنى ما هو دائماً متجدّد متدفّق، بحيث يسع وجهات النظر المختلفة .. ولذلك تجد أن كل من غاص في لُجج هذا الكتاب العجيب، قد عاد بلؤلؤة كريمة أو عقد نظيم ..
قولكم: ولا أدري كيف فهم الفاهمون أو المقلدون أن الإعجاز كان مطلوباً بهذه الأوجه الأخرى.
فنقول: لا أظنّ أننا من المقلدين - أخي الكريم .. ولعلّ ما بيّنه الدكتور محمد عبد الله دراز في إعجاز الكلمة القرآنية كفاية، قال - رحمه الله: وهكذا يخيّل إليك أنك أحطت خُبراً به، ووقفت على معناه محدوداً، ولو رجعت إليه كرّة أخرى لرأيتَك منه بإزاء معنى جديد غير الذي سبق إلى فهمك أول مرة، وكذلك حتى ترى للجملة الواحدة أو الكلمة الواحدة وجوهاً عدّة، كلها صحيح أو محتمل للصحّة، كأنما هي فصّ من الماس يعطيك كل ضلع فيه شعاعاً، فإذا نظرت إلى أضلاعه جملة بهرتك بألوان الطيف كلها فلا تدري ما تأخذ عينك وما تدع، ولعلك لو وكلت النظر فيها إلى غيرك رأى فيها أكثر مما رأيت. وهكذا تجد كتاباً مفتوحاً مع الزمان يأخذ كل منه ما يُسّر له، بل ترى محيطاً مترامي الأطراف لا تحدّه عقول الأفراد والأجيال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ..
والحمد لله من قبل ومن بعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم
يروي هشام تلميذ الإمام الصادق: (اجتمع في بيت الله الحرام أربعة من مشاهير الدهرية وأعاظم الأدباء وكبار الزنادقة وهم عبد الكريم بن أبي العوجاء وأبو شاكر ميمون بن ديصان وعبد الله بن المقفع وعبد الملك البصري فخاضوا في الحج ونبي الإسلام وما يجدونه من الضغط على أنفسهم من قوة أهل الدين ثم استقرت آراؤهم على معارضة القرآن الذي هو أساس الدين ومحوره. . فتعهد كل واحد منهم أن ينقض ربعاً من القرآن إلى السنة الآتية ... ولما اجتمعوا في الحج القابل وتساءلوا عما فعلوا اعتذر ابن أبي العوجاء قائلاً أنه أدهشته آية: (قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) فأشغلته بلاغتها وحجتها البالغة.
وأعتذر الثاني قائلاً أنه أدهشته آية: (ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب). [سورة الحج: آية 73]. فأشغلته عن عمله ...
وقال ثالثهم أدهشتني آية نوح: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين). [سورة هود: الآية 44]. فأشغلتني الفكرة عن غيرها. وقال رابعهم أدهشتني آية يوسف: (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا). [سورة يوسف: الآية 80]. فأشغلتني بلاغتها الموجزة عن التفكير في غيرها.
قال هشام وإذا بأبي عبد الله الصادق يمر عليهم ويومئ إليهم قائلاً: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) [سورة الإسراء: الآية 88]
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 01:36 ص]ـ
أخي سليم ..
سلّمك الله ..
وما تقول في الأعرابي الذي عندما سمع قول الحقّ تبارك وتعالى: " فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ "، خرّ ساجداً ..
فلمّا سُئل: أأسلمت؟ قال: لا، بل أسجد لبلاغة هذا الكلام!!!
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي الطيبي, بارك الله فيك على هذه اللآلئ المنثوره, والتي تعبق المنتدى عطرًا, ومسكاً وعنبرًا.
وأقول في هذا الاعرابي أن به شفافية لغوية وحس عربي ,ويفتقر الى شفافية الروح والخوف من الله. (وكيف لا وهو أعرابي, يفهم العربية على السليقة ,وأشد كفرًا ونفاقًا)(/)
أستاذنا الفاضل لؤي الطيبي
ـ[معالي]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 08:07 ص]ـ
:::
أستاذنا الكريم
تهنئة بحجم هطولكم النافع دائمًا ..
تهنئة تحاكي قامتكم السامقة في مربع الفصيح بين تلامذتكم ..
مبارك هذا الارتقاء الذي أنتم له أهل_ولاشك_
وأمنيات صادقة بأن يعينكم الله على حمل الأمانة وأداء المهمة على الوجه الذي يرضيه جل وعلا ...
كل تقدير وإجلال
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 12:29 م]ـ
مبارك أخي لؤي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 02:07 م]ـ
الأخت الكريمة معالي ..
أطال الله بقاءك، وحرس نفسك، وصان نعمتك، وكبّ كل عدوّ لك ..
شكر الله لك كلماتك الطيبة ..
وما رجائي إلا أن لا يخيب الأمل، ولا يبور العمل، وإن كان ذلك لا يخلو من بعض الخلل والزلل ..
وبارك الله فيك - أخي الكريم - عزام .. وأبقاك ما تمنّيت البقاء ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 05:43 م]ـ
الأخ لؤي مشرف؟؟
أكيد فيها إنَّ:):):):):):):)
والله لقد فرحت لك يا أخي وأستاذي لؤي
أعانك الله على ما حُمِّلتَ وحَملتَ، إنها أمانة فتذكر ذلك أخي.
وأنت حقاً على قدر هذا المنصب.
لكن إياك أن تشطب لي مقال أو موضوع، وإلا أقمت عليك انقلاب:):):): p :p :p
ـ[سليم]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 05:50 م]ـ
السلام عليكم
الف الف الف مبروك على السورة الجديدة التي تربعتها ,واسأل الله ان يعينك عليها (وعلينا)!!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 07:40 م]ـ
تهنئة خالصة من الأعماق
وأبايعك أيّها المشرف الفاضل على ما ترغب بأن نبايعك عليه
ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 09:01 م]ـ
أهنئ أستاذي المفضال لؤي وأعانه الله على حمل الأمانة.
أستاذنا جمال الشرباتي
أفتقدك منذ أيام، وكنت صباح هذا اليوم أتساءل وتريثتُ بكتابة رسالة لك، عسى المانع خير إن شاء الله.
أسأل الله أن يمتعك بحلل الرضا والعافية.
وتحياتي الخالصة إلى كل من الأساتذة: معالي .. سليم .. موسى .. عزام
أسأل الله أن يجمعنا وإياهم على طاعته ورضاه.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 11:12 م]ـ
أستاذنا أبا سارة وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. نحن نفتقد لمساتك في هذه الحِياض.
أستاذنا جمال حرمتنا من جميل الكلام.
أختنا معالي. دوماً إلى الخير سبَّاقة.
لؤي الطيبي كما قال الأخ جمال نبايعك على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم.
ولا أجمل من أن نكون ممن قال الله فيهم:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (35) الأحزاب. ويقول رسـ الله ـــ صلى ـــ الله ـــ عليه ـــ وسلم ـــول:
إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. أو كما قال. ومنتدى البلاغة إن شاء الله من رياض الجنة.
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 09:12 ص]ـ
وما رجائي إلا أن لا يخيب الأمل، ولا يبور العمل، وإن كان ذلك لا يخلو من بعض الخلل والزلل ..
بل أنتم لها _أستاذنا_بإذن الله_
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 05:52 م]ـ
أخي المشرف الفاضل أبو سارة
السلام عليكم
أتذكر يوم كنت أنا وأنت مع عضو أو عضوين قبل نحو عام في هذا المنتدى الطيب
كنت أشعر بمسؤولية تجاهه فأقوم بتحضير موضوعا كلّ ليلة؟؟
اليوم أنا مطمأن لوضع المنتدى لوجود أخوة كثر يقومون بالواجب فانخفض مستوى الشعور بالمسؤولية
وشكرا على الإستفسار
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 11:34 م]ـ
لقد ازدحم الكلام في صدري فوقف "قلمي" لأتخيّره ..
فالحقّ - أنّي ما رأيت في هذا المنتدى إلا أنه ظريف النواحي، رقيق الحواشي .. قد رعدت مواضيعه وبرقت، وحنّت وارجحنّت .. وما رأيت في رواده إلا أنهم قطب السرور، ونظام الأمور .. فلا تفردونا منكم، فنقلّ .. ولا تنفردوا عنا، فنملّ .. فإن المرء بإخوانه كثير، وبمساعدتهم جدير ..
أخي موسى ..
أعزّ الله نصرك .. وأطاب ذكرك .. وأطار صيتك .. وشكر لك حسن ظنك ..
أما بالنسبة لشطب المواضيع والمقالات .. فدير بالك .. :):):)
أخي سليم ..
أباد الله عِداك .. وحقّق مُناك .. وبارك عليك ..
ونسأله تعالى أن يكون لنا عوناً في جميع الأوقات ..
أخي جمال ..
حفظك الله وأبقاك وأمتع بك .. فقد عهدنا العذب من موردك .. والعجب من شهدك .. والظنّ الجميل بك، يعدنا - بإذن الله - بالحسنى منك .. فإن فنونك كثيرة، وخواطرك واقدة، وناظرك ناقد، وروضك ناضر، وسراجك زاهر .. فلا تحرمنا من طلاتك ..
أخي أبو سارة ..
أحلّك الله من الشرف أعلى ذروته .. وبلّغك من الفضل أبعد غايته .. ووصلك فيما وصلتنا .. وأراك الإحسان في مقاصدك .. فقد بذلت لنا من نفسك أعزّ مبذول وأنفسه ..
الأخت معالي ..
أصلح الله أمرك .. وجمع شملك .. وعلّمك الخير .. وجعلك من أهله ..
قد يسع العذر مَن ضاقت عليه الحُجّة .. ولعلّ الله أن يهبَ لنا نَفَساً في المدّة نتلافى به ما سيحلّ من خلل وزلل ..
وألا واعلموا - إخواني - أن الثقة بكم قد سهّلت السبيل إليكم ..
ولله الحمد ..
ودمتم سالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 04:05 ص]ـ
أخي المشرف الفاضل أبو سارة
السلام عليكم
أتذكر يوم كنت أنا وأنت مع عضو أو عضوين قبل نحو عام في هذا المنتدى الطيب
كنت أشعر بمسؤولية تجاهه فأقوم بتحضير موضوعا كلّ ليلة؟؟
اليوم أنا مطمأن لوضع المنتدى لوجود أخوة كثر يقومون بالواجب فانخفض مستوى الشعور بالمسؤولية
وشكرا على الإستفسار
أستاذي الفاضل البليغ الأديب الأريب جمال الشرباتي
نعم أذكر – وهل يخفى القمر! - ولن أنس تلك الفوائد والفرائد التي كنا نتعلمها من بحر علمك الزاخر.
الحق يا أستاذ جمال أنك قطب في هذا المنتدى، ونحن نحفظ لك هذه المكانة ونرعاها.
حفظك الله ورعاك ووقاك.
- - - - - - - - - -
أستاذنا /لؤي الطيبي
أحبك لشيئين!
أقوى أواصر المحبة ماكانت لله تعالى، وأنا أحبك في الله، وأحبك حب التلميذ لأستاذه، وأنت من الأخيار الذين نجلهم.
زادك الله علما وتوفيقا.
- - - - - - -
والحق الذي لاريب فيه أن مرتادي هذا النادي فيهم خير كثير، ولطالما نهلنا منهم المعارف والعلوم، وأخذنا عنهم الأدب وحسن التعامل، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيهم عنا كل خير من خيري الدنيا والآخرة.
والحمد لله من قبل ومن بعد.(/)
ضروب البلاغة وما حلّ بها
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 06:54 م]ـ
البلاغة ضروب: فمنها بلاغة الشعر، ومنها بلاغة الخَطابة، ومنها بلاغة النثر، ومنها بلاغة المَثَل، ومنها بلاغة العقل، ومنها بلاغة البديهة، ومنها بلاغة التأويل ..
وأمثلة هذه الأبواب موجودة في الكتب، ولولا ذلك لرسمت في هذا المكان لكل فن مثالاً وشكلت شكلاً، ولو فعلت ذلك لكنت مكرّراً لما قد سُبق إليه، ومتكلّفاً ما قد لُقّن. على أني آثرت التعريف بكل صنف منها، لما ارتأيته في أقوال العلماء.
فأما بلاغة الشعر فأن يكون نحوه مقبولاً، والمعنى من كل ناحية مكشوفاً، واللفظ من الغريب بريئاً، والكناية لطيفة، والتصريح احتجاجاً، والمؤاخاة موجودة، والمواءمة ظاهرة.
وأما بلاغة الخَطابة فأن يكون اللفظ قريباً، والإشارة فيها غالبة، والسّجع عليها مستولياً، والوهم في أضعافها سابحاً، وتكون فِقَرُها قصاراً، ويكون رِكابُها شواردَ إبل.
وأما بلاغة النثر فأن يكون اللفظ متناولاً، والمعنى مشهوراً، والتهذيب مستعملاً، والتأليف سهلاً، والمراد سليماً، والرونق عالياً، والحواشي رقيقة، والصفائح مصقولة، والأمثلة خفيفة المأخذ، والهوادي متّصلة، والأعجاز مفصّلة.
وأما بلاغة المَثَل فأن يكون اللفظ مقتضباً، والحذف محتملاً، والصورة محفوظة، والمرمى لطيفاً، والتلويح كافياً، والإشارة مُغنِية، والعبارة سائرة.
وأما بلاغة العقل فأن يكون نصيب المفهوم من الكلام أسبق إلى النفس من مسموعه إلى الأذن، وتكون الفائدة من طريق المعنى أبلغ من ترصيع اللفظ وتقفية الحروف، وتكون البَساطة فيه أغلبَ من التركيب، ويكون المقصود ملحوظاً في عُرض السَّنَن، والمرمى يُتلقّى بالوهم لحسن الترتيب.
وأما بلاغة البديهة فأن يكون انحياش اللفظ للفظ في وزن انحياش المعنى للمعنى، وهناك يقع التعجّب للسامع، لأنه يهجُم بفهمه على ما لا يُظنّ أنه يظفر به كمن يعثر بمأموله على غفلة من تأميله، والبديهة قدرة روحانية في جِبِلّة بشرية، كما أن الرَوِيّة صورة بشرية في جبلّة روحانية.
وأما بلاغة التأويل فهي التي تحوج لغموضها إلى التدبّر والتصفّح، وهذان يفيدان من المسموع وجوهاً مختلفة كثيرة نافعة، وبهذه البلاغة يُتسع في أسرار معاني الدين والدنيا، وهي التي تأوّلها العلماء بالاستنباط من كلام الله عزّ وجلّ وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم - في الحرام والحلال، والحظر والإباحة، والأمر والنهي، وغير ذلك مما يكثر - وبهذا تفاضلوا، وعليها تجادلوا، وفيها تنافسوا، ومنها استَمْلَوْا، وبها اشتغلوا.
ولقد فُقدت هذه البلاغة لفقد الروح كله، وبطل الاستنباط أوله وآخره، وجولان النفس واعتصار الفكر إنما يكونان بهذا النمط في أعماق هذا الفن. وههنا تنثال الفوائد، وتكثر العجائب، وتتلاقح الخواطر، وتتلاحق الهمم، ومن أجلها يُستعان بقوى البلاغات المتقدّمة بالصفات الممثّلة، حتى تكون معينة ورافدة في إثارة المعنى المدفون، وإنارة المُراد المخزون.
وقد كان هذا الباب يُتنافس فيه أوان كان للخلافة بهجة، وللنيابة عنها بهاء، وللديانة معتقد، وللمروءة عاشق، وللخير منتهِز، وللصدق مؤثِر، وللأدب شُرَاة، وللبيان سوق، وللصواب طالب، وفي العلم راغب. فأما اليوم واليد عنه مقبوضة، والذيل دونه مشمِّر، والمتحلِّي بجماله مطرود، والمباهي بشرفه مبعَد، فما يُصنع به، ولله أمرٌ هو بالغه.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 10:35 م]ـ
أخي واستاذي لؤي لقد أسمع كلامك هذا من به صمم
وبصَّرَ من للفهم نَهمُ
أخوكم
موسى(/)
إعجاز وأي إعجاز: " ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ "
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 07:02 م]ـ
ورد الفعل (ذاق) ومشتقاته أكثر من ستين مرة في القرآن الكريم. ونلاحظ أنه حيثما جاء هذا الفعل فإنه يعني ذوق العذاب الأليم والبأس الشديد والموت والحميم والغسّاق وعذاب الخلد وعذاب النار وعذاب السعير والعذاب الشديد والعذاب الأكبر والعذاب الأدنى والعذاب الغليظ وعذاب الحريق وعذاب الخزي - أعاذنا الله وإياكم منه - وهو في كل هذه الآيات التي ورد فيها يدلّ على أن الإنسان يذوق وبال أمره وشرّ عمله ويجني ما كسبت يداه.
اللهم إلا في كلمة (أذقنا)، فإنها تعني ذوق الرحمة والنعماء، والفاعل في (أذقنا) هو الله الرحيم والمنعم. فعندما يكون هو جلّ شأنه الذي يذيق يكون الشيء المذوق هو الرحمة والخير، قال تعالى: " وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ " (يونس: 21)، وقال تعالى: " فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ " (الشورى: 48).
إذن فإن الإنسان الذي تصيبه سيئة فهي من صنع يده، وإذا وقع في العذاب والضراء والبأس الشديد فهو المسؤول عن ذلك، قال سبحانه: " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ " (آل عمران: 106)، وقال أيضاً: " فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " (السجدة: 14).
فإذا علمنا هذا فلنعد إلى الآية الكريمة التي كانت هدفنا الأول في هذه الكلمة، وهي قوله تعالى: " ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ " (الأنفال: 14)!
وقد حكى أهل التفسير أن هذه الآية نزلت في الكفار الذين أخزاهم الله عزّ وجلّ في معركة بدر. والأمر الذي يهمنا في الآية هو أسلوب الالتفات، وهو أسلوب بلاغي، ويكون عندما يتغيّر الضمير في الكلام والمخاطب أو المتحدّث عنه واحد. كأن تحدّث صديقك فتقول له: أنت كذا وأنت فعلت كذا، ثم تقول عنه فجأة: لم يعجبه الكلام. فالضمير في (يعجبه) هو نفس الضمير في (أنت)، ولكنك التفت لغرض بلاغي، لتنبيهه أو لإثارة مشاعره.
وهكذا كان الالتفات في هذه الآية الكريمة، فبعد أن كان الضمير هو ضمير الخطاب " ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ "، قال الله عزّ وجلّ: " وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ "، ولم يقل: وإن لكم عذاب النار. فما هو الأمر الذي دعا إلى الالتفات ههنا؟ إنه من إعجاز هذا الكتاب الحكيم!
ذلك أن الله عزّ وجلّ يعلم أن ممن كانوا كافرين في أثناء معركة بدر سوف يسلمون ويحسن إسلامهم، ومنهم: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبو سفيان، وعكرمة بن أبي جهل، وغيرهم .. فلو قال جلّ جلاله: وإن لكم عذاب النار، لدخل هؤلاء في هذا الحكم، ولكنه جلّت حكمته قال: " وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ "، أي: مَن يبقى منهم على كفره، ومن يدخل في دائرة الكافرين إلى يوم الدين ..
فسبحان منزل القرآن العظيم ..
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 08:47 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي لؤي على هذا الاداء, والآية فيها من الاعجاز ما يعجز عنه القلم واليراع, اُنظر ماذا يقول الطبري: ولفتح " أن " من قوله: (وأن للكافرين)، من الإعراب وجهان:
أحدهما الرفع, والآخر: النصبُ.
فأما الرفع، فبمعنى: ذلكم فذوقوه, ذلكم وأن للكافرين عذاب النار= بنية تكرير " ذلكم ", كأنه قيل: ذلكم الأمر، وهذا.
وأما النصب: فمن وجهين: أحدهما: ذلكم فذوقوه, واعلموا, أو: وأيقنوا أن للكافرين= فيكون نصبه بنية فعل مضمر, قال الشاعر:
وَرَأَيْتِ زَوْجَكِ فِي الوَغَى
مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحَا
بمعنى: وحاملا رمحًا.
والآخر: بمعنى: ذلكم فذوقوه, وبأن للكافرين عذاب النار= ثم حذفت " الباء "، فنصبت.(/)
أين أنت يا أستاذنا جمال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 10:45 م]ـ
أين أنت يا أستاذنا جمال الشرباتي؟
إنني أطالبك بالتواجد بالمنتدى، فالمنتدى في وجودك يكون له طعم طيب، وكلام طيب، أليس هكذا يا رواد منتدى البلاغة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
:):):):):):):):):):):):):):):):):)
أنت أستاذنا الكبير وشيخنا الجليل وعالمنا الخِريت.
أتحفنا وأسعدنا.
تلميذك:
موسى.
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 11:06 م]ـ
السلام عليكم
اي والله ,وإني اًُضم صوتي الى صوتك أخي موسى, أين أنت يا أخي جمال, فإن اول صفحة افتحها في هذا المنتدى هي البلاغة كي أرى جديد ما اتيت, وبديع ما اثمرت, وبليغ ما نبست.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 11:32 م]ـ
كثر السباقون إلى الخير في المنتدى .. ولله الحمد ..
فقد هممت أن أضع رابطاً للاستفسار عن أخينا العزيز جمال ..
وأضم صوتي إلى أخوي سليم وموسى: فأين أنت أستاذنا الفاضل؟
لقد أحييت هذا المنتدى بكتاباتك الماتعة ..
ونرجو أن تكمل المشوار وأن تتحفنا بمقالاتك الواقدة ..
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 08:46 ص]ـ
بحتَ أستاذنا موسى بمااعتلج في خواطرنا ..
فعلا ..
أستاذنا جمال ..
هل تسمعنا؟!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 07:26 م]ـ
أنتم مزعجون
لا تتركون شيخا هرما في بداية الخمسين من عمره في هدوئه--وتقطعون عليه خلوته--:)
على كلّ حال أشكركم وأشكر الله على نشر ه المحبّة بيننا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 12:50 ص]ـ
نِعم الإزعاج إن كان لشيخ نجلّه .. ونلتمس من سهمه الوافي في زمرة البلغاء ..
يا حيا الله ويا مرحبا ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 03:51 ص]ـ
أستاذنا جمال
اعتدنا على قربك، ولطالما أفدتنا بعلمك، ويعز علينا فراقك.
لاتشهر سيف الهجر على محبيك!،ألا ترى أحرف الشوق تناديك؟
نسأل الله أن يمتعك بحلل الرضا والعافية.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 07:10 م]ـ
أشكر جميع من سأل عنّي ولكم عندي منزلة الأخوة(/)
نظرات كشافية في سورة طه.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 11:39 م]ـ
تفسير الكشاف
عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التنزيل
تعريف بالكتاب:
من أوسع كتب التفسير حظاً وأكثرها رواجاً. لم يصنف مثله قبله كما قال ابن خلكان. قال السيوطي في (نواهد الأبكار) عند حديثه عن أصحاب النظر في وجوه إعجاز القرآن: (وصاحب الكشاف هو سلطان هذه الطريقة، فلذا طار كتابه في أقصى المشرق والمغرب). ألفه في مكة سنة (526هـ) لأميرها: ابن وهاس الحسني، ونعت هذه النسخة بالنسخة الحرمية المباركة المتمسح بها، المحقوقة أن تستنزل بها بركات السماء، ويستمطر بها في السنة الشهباء. انظر (منهج الزمخشري في تفسير القرآن، ص76) د. مصطفى الصاوي الجويني، وفيه (ص261) حول ما أثاره الكشاف من نشاط فكري. وقد تعصب فيه للمعتزلة غاية التعصب، ولم يتورع في توجيه القرآن إلى تأصيل مبادئ المعتزلة عند كل مناسبة، كما لم يتورع في سبيل نصرة مذهبه للبحث عن مختلف القراآت للآية، والطعن فيما تواتر منها، كطعنه في قراءة ابن عامر للآية (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) انظر تفصيل ذلك في كشكول العاملي. قال ابن المنير في (الانتصاف): (نتبرأ إلى الله ونبرأ من جملة كلامه عما رماهم به، فقد ركب عمياء، وتخيل القراءة اجتهادا واختيارا، لا نقلا وإسناداً .... وجعلها موكولة إلى الآراء، ولم يقل بقوله أحد من المسلمين). وقال المقري في (أزهار الرياض): (ولابد من الإلمام ببعض أحوال هذا الرجل الذي اختلفت في أمره الآراء، وآنس من جانب البيان والنحو ناراً، وأنكر الحق وقد وضح النهار، وذكر بعضهم أنه تاب، ويأبى ذلك تصريحه في كشافه بما خالف السنة جهارا .. إلخ). ومن أهم الكتب المؤلفة على (الكشاف) كتاب (الانتصاف) لابن المنير الاسكندري (ت 683هـ) وهو مطبوع على هامش الكشاف في معظم طبعاته، وعليه وضع علم الدين العراقي (ت 704) كتابه (الإنصاف بين الكشاف والانتصاف). ومن أجل حواشي الكشاف (حاشية الطيبي) وهو الحسن بن محمد الطيبي (ت 713هـ) وسماها (فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب) في ست مجلدات. وهي الحاشية التي أثنى عليها ابن خلدون. وله مختصرات كثيرة أشهرها: تفسير البيضاوي (ت 692هـ). ولابن حجر كتاب أسماه (الكاف الشاف في تحرير أحاديث الكشاف). قال شمس الدين الأصبهاني في تفسيره (الجامع بين التفسير الكبير والكشاف): (تتبعت الكشاف فوجدت أن كل ما أخذه أخذه من الزجاج). وانظر مآخذ العلماء على الزمخشر في كتاب (الزمخشري: لغويا ومفسرا، ص399) مرتضى الشيرازي. وقيمة الكشاف وأثره في كتاب (الزمخشري) د. الحوفي.
******************************
تعريف بالزمخشري مؤلف الكتاب:
اسمه:
محمود بن عمر بن محمد بن عمر.
كنيته:
أبو القاسم
لقبه:
جار الله. ولقب بهذا اللقب؛ لأنه لما سافر إلى مكة ــ حرسها الله تعالى ــ وجاور بها زماناً، فصار يقال له جار الله لذلكك، وكان هذا السم علماً عليه.
نسبته:
الخوارزمي الزمخشري.
وخوارزم بلدة في العراق.
وزمخشر قرية من قرى خوارزم القريبة منها، وقيل: إن العمارة لما وصلت إليها شملتها، فصارت من جملة محالّها.
مولده ووفاته:
ولد رحمه الله وعفا عنه بزمخشر يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربع مئة للهجرة النبوية الشريفة.
وتوفي: ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة من الهجرة النبوية الشريفة بجرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة رحمه الله تعالى وعفا عنه، آمين.
اعتقاده:
لقد أشارت كل التراجم بلا استثناء أن الزمخشري كان معتزلي الاعتقاد، متظاهراً باعتزاله، متشدداً بآرائه، حتى نقل عنه انه إذا قصد صاحباً له واستأذن عليه
في الدخول يقول لمن يأخذ له الأذن: قل له أبو القاسم المعتزلي بالباب.
والظاهر انه كان يتفاخر ويتباهى باعتزاله، كيف لا، وقد وصفه احدهم بأنه كان كبير المعتزلة، المتحقق به.
سورة طه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} (2)
من أساليب البديع في اللغة العربية أسلوب الالتفات هو أن يكون المتكلم آخذاً في معنى فيعترضه إما شك فيه، أو ظن أن راداً يرده عليه، أو سائلاً يسأله عن سببه، فيلتفت إليه بعد فراغه منه فإما أن يجلي الشك فيه أو يؤكده، أو يذكر سببه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الزمخشري في هذه الآية:
فإن قلت ما فائدة هذه النقلة من لفظ المتكلم إلى لفظ الغائب؟ قلت: غير واحدة.
منها عادةُ الإفتنان في الكلام وما يعطيه من الحسن والروعة، ومنها أن هذه الصفات إنما تسردت مع لفظ الغيبة. ومنها أنه قال أولاً: أنزلنا ففخم الأسناد إلى ضمير الواحد المطاع، ثم ثنى بالنسبة إلى المختص بصفات العظمة والتمجيد فضوعفت الفخامة من طريقين، ويجوز أن يكون أنزلنا حكاية لكلام جبريل والملائكة النازلين معه.
ووصف السموات بالعلى دلالة على عظمة قدرة من يخلق مثلها في علوها وبعد مرتقاها.
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (5)
هنا تظهر عقيدة الإعتزال لدى الزمخشري فيعمد إلى تفسير استوى بالمعنى الكنائي.
والكناية لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة معناه حينئذ.
يقول:
لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك، جعلوه كناية** عن الملك فقالوا: استوى فلان على العرش يريدون ملك وان لم يقعد على السرير البتة، وقالوه أيضاً لشهرته في ذلك المعنى ومساواته ملك في مؤداه وان كان أشرح وأبسط وأدل على صورة الأمر. ونحوه قولك: يد فلان مبسوطة، ويد فلان مغلولة، بمعنى أنه جواد أو بخيل، لا فرق بين العبارتين إلا فيما قلت. حتى أن من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم تكن له يد رأساً قيل فيه يده مبسوطة لمساواته عندهم قولهم: هو جواد. ومنه قول الله عز وجل: "وقالت اليهود يد الله مغلولة" أي هو بخيل،" بل يداه مبسوطتان" أي هو جواد، من غير تصور يد ولا غل ولا بسط.
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} في هذه الآية يسأل الله عز وجل موسى عمّا في يده وهو سبحانه وتعالى أعلم. فما القصد من السؤال؟ لعل في السؤال المعلوم إجابته، لفتة لطيفة. وهي أن الله سبجانه أراد أن لا يُفاجأ موسى بتحويل العصا إلى حيى دون سابق إنذار وإعلام.
وقد يكون غير هذا يقول الزمخشري:
إنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عز وعلا في الخشبة اليابسة من قلبها حية نضناضة وليقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه، وينبهه على قدرته الباهرة. ونظيره أن يريك الزراد زبرة من حديد ويقول لك: ما هي. فتقول: زبرة حديد، ثم يريك بعد أيام لبوساً مسرداً فيقول لك: هي تلك الزبرة صيرتها إلى ما ترى من عجيب الصنعة وأنيق السرد.**
وفي معرض إطنابه في إيراد المعاني اللغوية في تفسير (الحية) يقول:
فإن قلت: كيف ذكرت بألفاظ مختلفة: بالحية، والجان، والثعبان؟ قلت: أما الحية فاسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير. وأما الثعبان والجان فبينهما تناف لأن الثعبان العظيم من الحيات، والجان الدقيق. وفي ذلك وجهان: أحدهما أنها كانت وقت انقلابها حية تنقلب حية صفراء دقيقة، ثم تتورم ويتزايد جرمها حتى تصير ثعباناً، فأريد بالجان، أول حالها، وبالثعبان مآلها. الثاني: أنها كانت في شخص الثعبان وسرعة حركة الجان. والدليل عليه قوله تعالى: "فلما رآها تهتز كأنها جان" النمل:10 وقيل: كان لها عرف كعرف الفرس. وقيل: كان بين لحييها أربعون ذراعاً.
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)} في هذه الآية يظهر أسلوب الإطناب، والإطناب هو بسط الكلام بفائدة. وهو خلاف الإسهاب حيث هو بسط الكلام لغير فائدة. لذلك يقال الإسهاب عِي والإطناب بلاغة ..
يقول الزمخشري:
لما أمره بالذهاب إلى فرعون الطاغي لعنه اللّه عرف أنه كلف أمراً عظيماً وخطباً جسيماً يحتاج معه إلى احتمال ما لا يحتمله إلا ذو جأش رابط وصدر فسيح، فاستوهب ربه أن يشرح صدره ويفسح قلبه، ويجعله حليماً حمولاً يستقبل ما عسى يرد عليه من الشدائد التي يذهب معها صبر الصابر بجميل الصبر وحسن الثبات، وأن يسهل عليه في الجملة أمره الذي هو خلافة الله في أرضه وما يصحبها من مزاولة معاظم الشؤون ومقاساة جلائل الخطوب. فإن قلت: "لِى" في قوله: "اشرح لي صدري، ويسر لي أمري" ما جدواه والكلام بدونه مستتب؟ قلت: قد أبهم الكلام أولاً فقيل: اشرح لي ويسر لي، فعلم أن ثم مشروحاً وميسراً، ثم بين ورفع الإبهام بذكرهما، فكان آكد لطلب الشرح والتيسير لصدره وأمره، من أن يقول: اشرح صدري ويسر أمري على الإيضاح الساذج، لأنه تكرير للمعنى الواحد من
(يُتْبَعُ)
(/)
طريقي الإجمال والتفصيل.
وجاء في كتاب إيضاح المعاني للحسن بن عثمان بن الحسين المفتي في معرض شرح الإطناب وأقسامه ما يلي:
فإيضاح نحو قوله تعالى {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} هذا يفيد طلب شرح شيء ما للطالب وهو موسى عليه السلام، يعني أنه لم ذلك إلا أنه يطلب شرح ما عنده، ولم يعلم أن ذلك الشيء الذي يطلب شرحه ما هو؟
فقوله {صَدْرِي} يفيد إيضاح ذلك الشيء، أي فكان هذا ألذ به لطلب الشرح من أن يقال: أشرح صدري على الإيضاح الصرف بدون الإجمال أولاً والتفصيل ثانياً، والمقام مقام تأكيد الطلب؛ لأن هذا الطلب منه عليه الصلاة والسلام، إنما كان وقت إرساله المقرون بمقاساة المكارم، المقتضي بأن يسأل ربه على أبلغ الوجوه، أن يشرح صدره، ويجعله حليماً حمولاً يستقبل ما يرد عليه من الشدائد، وعلى هذا كان التأكيد بقوله تعالى {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} فإنه يسأل عن أبلغ الوجوه أن يسهل عليه أمره، الذي هو خلافة الله تعالى في أرضه، وما يصاحبها من مزاولة جلائل الخطوب، والأنسب أن يكون هذا الإيضاح للتفخيم، كما لا يخفى، يعني بالإيضاح الذي بعد الإبهام أنه يحتمل للأغراض الثلاثة المذكورة. (تقسيمه للإطناب كالتالي:
بيان بعد إيهام، تكميل لذة العلم بالمعنى، تفخيم الشيء المبين وتعظيمه.).
{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)}
ويعود الزمخشري ويتفنن في إظهار المعاني وربطها بالمدلولات اللغوية.
يقول:
إيجاس الخوف: إضمار شيء منه، وكذلك توجس الصوت: تسمع نبأة يسيرة منه، وكان ذلك لطبع الجبلة البشرية، وأنه لا يكاد يمكن الخلو من مثله. وقيل: خاف أن يخالج الناس شك فلا يتبعوه "إنَكَ أَنتَ الأَعلى" فيه تقرير لغلبته وقهره، وتوكيد بالاستئناف وبكلمة التشديد وبتكرير الضمير وبلام التعريف وبلفظ العلو وهو الغلبة الظاهرة وبالتفضيل. وقوله "مَا فِى يَمينك" ولم يقل عصاك: جائز أن يكون تصغيراً لها، أي: لا تبال بكثرة حبالهم وعصيهم، وألق العويد الفرد الصغير الجرم الذي في يمينك، فإنه بقدرة اللّه يتلقفها على وحدته وكثرتها، وصغره وعظمها، وجائز أن يكون تعظيماً لها أي: لا تحتفل بهذه الأجرام الكبيرة الكثيرة، فإن في يمينك شيئاً أعظم منها كلها، وهذه على كثرتها أقل شيء وأنزره عنده، فألقه يتلقفها بإذن الله ويمحقها. وقرىء "تلقف" بالرفع على الاستئناف أو على الحال، أي: ألقها متلقفة وقرىء "تلقف" بالتخفيف. "صنعوا" ههنا بمعنى زوروا وافتعلوا كقوله تعالى: "تلقف ما يأفكون" الأعراف: 117، قرىء "كَيدُ سَحِر" بالرفع والنصب. فمن رفع فعلى أن ما موصولة. ومن نصب فعلى أنها كافة. وقرىء: "كيد سحر" بمعنى: في سحر، أو ذوي سحر. أو هم لتوغلهم في سحرهم كأنهم السحر بعينه وبذاته. أو بين الكيد، لأنه يكون سحراً وغير سحر، كما تبين المائة بدرهم. ونحوه: علم فقه، وعلم نحو. فإن قلت: لم وحد ساحر ولم يجمع. قلت: لأن القصد في هذا الكلام إلى معنى الجنسية، لا إلى معنى العدد، فلو جمع، لخيل أن المقصود هو العدد. ألا ترى إلى قوله: "وَلا يُفلِحُ الساحر" أي هذا الجنس. فإن قلت: فلم نكر أولاً وعرف ثانياً. قلت: إنما نكر من أجل تنكير المضاف، لا من أجل تنكيره في نفسه كقول العَجاج:
في سَعي دُنيَا طَالَمَا قَد مَدت
وفي حديث عمر رضي الله عنه: لا في أمر دنيا ولا في أمر آخرة المراد تنكير الأمر، كأنه قيل: إن ما صنعوا كيد سحري. وفي سعي دنيوي. وأمر دنيوي وأخروي "حَيث أَتَى" كقولهم: حيث سير، وأية سلك، وأينما كان.
"فألقى السحرة سجداً قالوا ءامنا برب هرون وموسى".
سبحان الله ما أعجب أمرهم. قد ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود ثم ألقوا رؤوسهم بعد ساعة للشكر والسجود، فما أعظم الفرق بين الإلقاءين وروي: أنهم لم يرفعوا رؤوسهم حتى رأو الجنة والنار ورأوا ثواب أهلها. وعن عكرمة: لما خروا سجداً أراهم الله في سجودهم منازلهم التي يصيرون إليها في الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)}
في هذه الآية يأخذ الزمخشري في عقد مقارنة لغوية بين استخدام للفظين في القرآن.
فإن قلت: كيف عدّى وسوس تارة باللام في قوله: "فوسوس لهما الشيطان" الأعراف: 20 وأخرى بإلى؟ قلت: وسوسة الشيطان كولولة الثكلى ووعوعة الذئب ووقوقة الدجاجة، في أنها حكايات للأصوات وحكمها حكم صوت وأجرس. ومنه: وسوس المبرسم، وهو موسوس بالكسر. والفتح لحن. وأنشد ابن الأعرابي:
وسوَسَ يَدعُو مُخلِصاً رَبَّ الفلق
فإذا قلت: وسوس له، فمعناه لأجله، كقوله:
أَجرِس لَهَا يَا ابن أَبي كِبَاشِ
ومعنى وسوس إليه أنهى إليه الوسوسة، كقولك: حدّث إليه وأسرّ إليه. أضاف الشجرة إلى الخلد وهو الخلود، لأن من أكل منها خلد بزعمه، كما قيل لحيزوم: فرس الحياة، لأن من باشر أثره حيي "وَملكَ لا يبلى" دليل على قراءة الحسن بن عليّ وابن عباس رضي الله عنهم: "إلا أن تكونا ملكين" الأعراف: 20، بالكسر.
"فأكلا منها فبدت لهما سوأتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى" طفق يفعل كذا مثل: جعل يفعل، وأخذ، وأنشأ. وحكمها حكم كاد في وقوع الخبر فعلاً مضارعاً، وبينها وبينه مسافة قصيرة هي للشروع في أوّل الأمر. وكاد لمشارفته والدنوّ منه. قرىء "يخصفان" للتكثير والتكرير، من خصف النعل وهو أن يخرز عليها الخصاف، أي: يلزقان الورق بسوآتهما للتستر وهو ورق التين. وقيل: كان مدوراً فصار على هذا الشكل من تحت أصابعهما. وقيل: كان لباسهما الظفر، فلما أصابا الخطيئة نزع عنهما وتركت هذه البقايا في أطراف الأصابع، عن ابن عباس: لا شبهة في أن آدم لم يمتثل ما رسم اللّه له، وتخطى فيه ساحة الطاعة، وذلك هو العصيان. ولما عصى خرج فعله من أن يكون فعلاً رشداً وخيراً، فكان غياً لا محالة؛ لأن الغيّ خلاف الرشد، ولكن قوله: "وَعَصَى آدَمُ ربه فَغَوَى" بهذا الإطلاق وبهذا التصريح، وحيث لم يقل: وزل آدم وأخطأ وما أشبه ذلك، مما يعبر به عن الزلات والفرطات: فيه لطف بالمكلفين ومزجرة بليغة وموعظة كافة، وكأنه قيل لهم: انظروا واعتبروا كيف نعيت على النبي المعصوم حبيب اللّه الذي لا يجوز عليه إلا اقتراف الصغيرة غير المنفرة زلته بهذه الغلطة وبهذا اللفظ الشنيع، فلا تتهاونوا بما يفرط منكم من السيئات والصغائر، فضلاً أن تجسروا على التورط في الكبائر. وعن بعضهم فغوى فبشم من كثرة الأكل، وهذا- وإن صح على لغة من يقلب الياء المكسور ما قبلها ألفاً فيقول في "فني، وبقي ": فنا، وبقا وهم بنوطيّ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(/)
ما هو؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 03:47 م]ـ
ما هو الفصل والوصل في علم البلاغة؟
أيها البلاغاء الفصحاء، مع التمثيل والشرح إن سمحتم.
قال رسول الله:=:
((أنا أفصح العرب بَيْدَ أني من قريش))
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 03:03 ص]ـ
يُراد بالوصل الربط بين أجزاء الكلام بحرف عطف.
ويُراد بالفصل عدم ربط أجزاء الكلام بحرف عطف.
وأما الأمثلة على ذلك فننتظر بيانها وشرحها من الفصحاء!(/)
" كتاب احكمت آياته "!!!
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 11:39 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: " كتاب احكمت آياته ",اي انزلت القرآن محكماً آياته ولم يقل متقناً آياته, لأن هناك فرق بين الاتقان والاحكام, فالاتقان يعني اصلاح الشيئ, فتقول اتقنت الباب اي اصلحته, واصل اللفظ من التقن الترنوق وهو الطين المختلط بالحمأ ويستعمل في اصلاح الخلل الطارئ في البناء, واما الاحكام هو ايجاد الفعل ابتداءاً بدون خلل.
والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 01:30 ص]ـ
الأخ سليم - حفظه الله ..
إذا كان الإتقان هو إصلاح الشيء، أو إصلاح ما فيه خلل، فما تقول في قوله تعالى جدّه: " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ " (النمل: 88)؟
ـ[سليم]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 02:09 ص]ـ
السلام عليكم
إن معنى الصنع: ترتيب العمل وإحكامه, اي ان الإحكام سبق الإتقان الذي جاء في آخر الآية, يصبح المعنى أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيئ واحكم خلقه.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 06:36 ص]ـ
قول الأخ الفاضل سليم (فالاتقان يعني اصلاح الشيئ, فتقول اتقنت الباب اي اصلحته) ---لم يوافق عليه جهابذة الكلام
قال إبن سيده ((ت ق ن)
التقن: ترنوق البئر والدمن، وهو الطين الرقيق يخالطه حمأة.
وقد تتقنت، واستعمله بعض الاوائل في تكدر الدم ومتكدره.
والتقنة: رسابة الماء وخثارته.
وتقنوا أرضهم: أرسلوا فيها الماء الخاثر لتجود.
والتقن: الطبيعة.
والفصاحة من تقنه: أي من سوسه.
واتقن الشيء أحكمه. وفي التنزيل: (صنع الله الذي اتقن كل شيء) ورجل تقن وتقن: متقن للاشياء حاذق بها.
وابن تقن: رجل، قال: يرمى بها أرمى من ابن تقن)
فهذا الذهبي يقول عن شخص ترجم له (وكان إماماً بارعاً حافظاً متقناً اتقن علوماً شتى)
وهذا الثعالبي يقول في رسائله (ولا اتقن معلوماً)
وهذا العسقلاني يستخدمها دون أن يعدّيها (وفيها أرخه البرزالي وتبعه ابن حبيب والأول اتقن)
كل هذا يشير أن الإتقان هو الإحكام---والمفسر السيوطي عندما سمّى كتابه الإتقان في علوم القرآن لم يدر بخلده ما ترمي إليه وإلّا لكان كتابا لتصليح ما قيل في علوم القرآن وهو ليس كذلك(/)
أسئلة حول رسالة بيان إعجاز القران للخطابي.
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 11:49 م]ـ
أولا: أين تباع هذه الرسالة، لقد بحثت عنها في الرياض دون جدوى، وقال لي أحد الإخوة إنها مدموجة في كتاب واحد مع رسالة الرماني ورسالة الباقلاني هل هذا صحيح؟
ثانبا:
ما هو اسم المؤلف كاملا وتاريخ وفاته وهل هناك خلاف في عنوان الرسالة؟
اذكر كل ما تعرف عن التحقيق، وعن النسخة المعتمدة.
سنة التأليف.
ارجو المساعدة للأهمية القصوى.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 12:44 ص]ـ
الخطابي: هو أبو سليمان أحمد بن إبراهيم الخطابي المتوفى عام 388هـ.
كتابه (بيان إعجاز القرآن) طُبع ضمن "ثلاث رسائل في إعجاز القرآن"، دار المعارف بالقاهرة - مصر، سنة 1968م. وظهر بطبعة جديدة سنة 1998م. بتحقيق محمد خلف الله والدكتور محمد زغلول سلام.
الرسائل الثلاث هي:
النكت في إعجاز القرآن لعلي بن عيسى الرماني (ت 386هـ)
بيان إعجاز القرآن للخطابي (ت 388هـ)
الرسالة الشافية لعبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)
أما كتاب (إعجاز القرآن) للباقلاني، فهو منشور مع هذه الرسائل في طبعة الذخائر بتحقيق السيد أحمد صقر سنة 1953.
ولشراء الكتاب يمكنك الاستفسار هنا ( http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb33829-33835&search=books)
أو قم بمراسلة الدار مباشرة على هذا العنوان:
دار المعارف
القاهرة - مصر
1119 شارع كورنيش النيل
هاتف: 5777077 - 5798300
فاكس: 5744999
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 09:57 م]ـ
لؤي الطيبي
ممتن لك كثيرا على هذه الاستجابة.
ولكن هل لديك معلومات أكثر عن التحقيق، ومن هو أول محقق لها، وماهي المخطوطة المعتمدة؟؟؟
وأين من يبيعها في الرياض.
...............................
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 12:01 ص]ـ
الأخ المعتمد - حفظه الله ..
هذا كل ما لدي من معلومات ..
وكما ذكرت لك فإن أول من حقق الكتاب على حدّ علمي هما محمد خلف الله والدكتور محمد زغلول سلام.
أما أين يمكنك شراء الكتاب في السعودية، فلا علم لدي ..
وقد يفيدك أحد الإخوة المنتدين هنا والمقيم هناك ..(/)
هل في هذه الآية محسن معنوي؟
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 04:54 م]ـ
{فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام}(/)
سؤال خفيف.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 09:34 م]ـ
ما معنى قولنا: فلانة نؤوم الضحى، بعيدة مهوى القرط؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 10:16 م]ـ
ربما لأنّك ترهق التي لديك بالأعمال المنزليّة فلا تنام الضحى كالمرفهات بنات الغنى والدلال---لذلك لم تعرف أنّ نؤوم الضحى كناية عن الرفاهيّة--فالمرأة المرفهة المدللة لا تحتاج للنهوض مع صياح الديكة لتجهز أفراد عائلتها
أمّا الثانية (فلانة بعيدة مهوى القرط) فهي جملة تقال كناية عن صفة جمالية في المرأة وهي طول الرقبة--فالمرأة ذات الوجه الملاصق للأكتاف ليست جميلة عند العرب
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 10:41 م]ـ
... فهي جملة تقال كناية عن صفة جمالية في المرأة وهي طول الرقبة -- فالمرأة ذات الوجه الملاصق للأكتاف ليست جميلة عند العرب
وفي يقول الشاعر:
هيفاء فيها إذا استقبلتها صلفٌ --- عيطاء غامضة الكعبين معطار
خودٌ من الخفرات البيض لم يرها --- بساحة الدار لا بعلٌ ولا جار
هيفاء: دقة الخصر وضمر البطن.
عيطاء: طويلة العنق، جمع عيط.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 12:01 ص]ـ
والله حافظون لدرسكم.
أساتذة عمالقة.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 04:02 ص]ـ
أستاذنا جمال سلمه الله
هل يوجد وجه ملاصق للأكتاف:)(/)
"ص وَالْقُرْءَانِ ذِى الذِّكْرِ "
ـ[سليم]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 11:58 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في محكم كتابه:
"ص وَالْقُرْءَانِ ذِى الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ ",السؤال هو ما هي اوجه تفسير الكلمتين اللتين تحتهما خط؟؟؟
وشكرًا.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 12:47 ص]ـ
قوله سبحانه وتعالى:
((بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ))
أي أن في هذا القران لذكرى لمن يتذكر وعبرة لمن يعتبر، وإنما لم ينتفع به الكافرون لأنهم (فِي عِزَّةٍ) في استكبار عنه وحميه (وَشِقَاقٍ) أي ومخالفة له ومعانده ومفارقه.
لذلك خوفهم الله في الآية التالية بما أهلك به الأمم المكذبة للرسل.
أما قوله سبحانه وتعالى:
((كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ))
أي حين جاءهم العذاب استغاثوا وجأروا إلى الله تعالى وليس ذلك بمجد عنهم شيئا كما قال عز وجل {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ} الأنبياء12
((فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ))
قال ابن عباس: ليس بحين نداء ولا نزو ولا فرار.
قال مجاهد: ليس بحين فرار ولا إجابة.
وهذه الكلمة ((لات)) هي (لا) التي للنفي زيدت معها التاء كما تزاد في ثم فيقولون ثمت ورب فيقولون ربت.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 01:26 ص]ـ
لات كما تفضل أخونا أبو سنان بمعنى ليس والعاملة عملهاوهي مكونة من (لا+ت للتأنيث) وقالوا في لات أن اسمها يدل على الحين محذوف دائما ويكون معرفة (ليس الحين حين مناص) عن سيبويه.
لك التحية(/)
سؤال ثقيل:
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 12:19 ص]ـ
سؤال ثقيل:
قال تعالى:
"وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى" وقول الرسول عليه السلام وقد سئل عن البحر في حديث أوله: إنا نركب البحر، فحواه السؤال عن ماء البحر هلا تجوز به الطهارة؟ فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
ما هو الوجه البلاغي في هذين النصين؟
ـ[أبو سنان]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 01:02 ص]ـ
هذا يسمى ((جواب الحكيم))
ويُعرف جواب الحكيم عند العلماء بـ:
" أن يزيد المفتي في الجواب على سؤال السائل حتى يستفيد السائل – أي: لا تتم الفائدة إلا بالزيادة في الجواب "
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 05:52 ص]ـ
هذا يسمى ((جواب الحكيم))
ويُعرف جواب الحكيم عند العلماء بـ:
" أن يزيد المفتي في الجواب على سؤال السائل حتى يستفيد السائل – أي: لا تتم الفائدة إلا بالزيادة في الجواب "
أخي العزيز أبا سنان، كان السؤال في الآية:
وما تلك بيمينك يا موسى؟
وكان الجواب: قال هي عصاي. وهنا تمت الفائدة. ولكن الزيادة
* أتوكأ عليها.
** وأهش بها على غنمي.
... ولي فيها مآرب أخرى.
في أي باب بلاغي نصنفها؟ وهو طبعاً ليس جواب الحكيم.
وكذلك الحديث:
كان السؤال حول طهارة مائه.
وكان الجواب:
* هو الطهور ماؤه. وهنا تمت الفائدة.
** الحل ميتته، وهذا الجواب الثاني، في أي باب بلاغي نصنفها؟
طبعاً سؤالي حول الأسلوب كله وليس حول الإجابة الإضافية.
وإنما كان التفصيل للتقريب.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 12:56 ص]ـ
يُرفع للفائدة ..
ونضيف إليه مسألة أخرى:
قال تعالى: " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى " (طه: 17 - 18)
وقال تعالى في آية أخرى لاحقة: " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ " (طه: 69)
فانظر إلى كلمة "بيمينك" في الآية الأولى وتأمّل في حرف الباء، ثم وازن بينه وبين "في يمينك" في الآية الثانية .. فما ترى؟
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى أظن أن هذا نوع من الاطناب, لأنه زيادة مع فائدة.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 12:38 ص]ـ
الجواب على ما قمته سابقاً كالآتي:
الفن البلاغي هنا هو ما يسمى (التلفيف)، ومعناه أن يسأل السائل عن شيء محدد فيجيب المسؤول عن الشيء المحدد، ثم يضيف أمور أخرى لا علاقة لها بالسؤال، وهي زائدة عليه.
انتهى.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 05:56 ص]ـ
الجواب على ما قمته سابقاً كالآتي:
الفن البلاغي هنا هو ما يسمى (التلفيف)، ومعناه أن يسأل السائل عن شيء محدد فيجيب المسؤول عن الشيء المحدد، ثم يضيف أمور أخرى لا علاقة لها بالسؤال، وهي زائدة عليه.
انتهى.
وكأن هذه الزيادة جاءت لتبيّن أن موسى عليه السلام كأنه استأنس بالسؤال، واستمتع بالنداء: " يَا مُوسَى "، وبالقرب، فأراد أن يحظى بطول المناجاة ولذّة المودّة والقرب، فأطال الجواب حتى تجاوز حدود الجواب المباشر إلى أشياء أخرى: " قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ".
وهذه في الحقيقة هي حدود علم موسى عليه السلام، قال هذه الإجابة الأنيسة وهو لا يدري أن الله عزّ وجلّ يخبيء له في هذه العصا معجزة نبوية ستظلّ مرتبطة باسمه عليه الصلاة والسلام إلى يوم يُبعثون.
وإذا ما قارنا بين قوله تعالى: " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى "، وقوله سبحانه في موضع آخر من السورة: " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ "، لوجدنا أن حرف (في) في الثانية يدلّ على الظرفية المكانية حتى كأن الشيء في قبضة اليد، في كفّ المرء. وليست العصا كذلك في الأولى، إنها بيمينه، أي: في ناحية اليمين. فقوله تعالى: " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ " سؤال تقريري عن شيء ظاهر على يمين موسى عليه السلام.
وأما في قوله: " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ " فقد ذكر (في) هنا ليتناسب مع الفعل (ألقِ)، وهو فعل أمر، ولا بدّ لتنفيذ الأمر من الإمساك بالعصا بقبضة اليد بقوة، لإلقائها أمام السحرة المحتشدين أمام فرعون.
والله أعلم ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 08:00 ص]ـ
لا فض فوك أيه الفصيح المليح. لؤي الطيبي الطيب.
هذا عهدنا بك.(/)
ما اللفتة البلاغية من استخدام (قد) في هذه الآية .....
ـ[موسى 125]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 12:00 م]ـ
الأساتذة الكرام ... السلام عليكم
ما اللفتة البلاغية من استخدام (قد) في هذه الآية ((?63 لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) سورة النور آية 63 ....
إذ نعلم أن قد مع الفعل المضارع تفيد الاحتمال والتقليل، وهذا يتنافى مع العقيدة الإسلامية، فما هي اللفتة البلاغية هنا؟ ولكم الشكر.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 01:53 م]ـ
أخي موسى:
هذا من العدول عن أصل الاختيار للهدف المعنوي، وذلك من أجل التنبيه على الاستمرارية، والأصل هو: قد علم، ولكنه اختار:
قد يعلم، لإفادة استمرارية العلم.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 08:26 م]ـ
"قد" لها أربعة معانٍ، وذلك أنها تكون حرف تحقيق، وتقريب، وتقليل، وتوقّع.
فالتي للتحقيق تدخل على الفعل المضارع، نحو الآية التي استشهدت بها من قوله تعالى: " قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا " (النور: 63)، أي: يعلم ما هم عليه حقاً، وهي بذلك تفيد تحقيق الخبر. لأنهم يظنون أنهم إذا تسلّلوا متستّرين لم يطّلع عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأعلمهم الله تعالى أنه علمهم، وأعلم رسوله بذلك.
وهذه الصيغة تأتي كثيراً في لسان العرب، كما أنها جاءت كثيراً في الذكر الحكيم، ومن ذلك قوله تعالى في سورة النور نفسها: " قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ " (النور: 64)، أي: يعلم ما أنتم عليه حقاً. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء " (البقرة: 144)، وقوله تعالى: " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ " (الأنعام: 33).
للمزيد انظر:
مغني اللبيب، ج1، ص174.
شذور الذهب في معرفة كلام العرب، ص38.
ـ[موسى 125]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 08:33 م]ـ
الأساتذة الكرام .. السلام عليكم
هل أفهم من كلامكم أن (قد) في هذا الآية تفيد الاستمراية وكذلك التحقيق؟ ولكم الشكر.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 09:32 م]ـ
الأخ لؤي
ما تعليقكم على هذا الكلام
(الثالث: التقليل. وترد للدلالة عليه، مع المضارع. نحو: إن البخيل قد يجود. وقال ابن إياز: يفيد، مع المستقبل، التقليل في وقوعه، أو في متعلقه. فالأول كقولك: قد يفعل زيد كذا، أي: ليس ذلك منه بالكثير. والثاني كقوله تعالى "قد يعلم ما أنتم عليه"، والمعنى، والله عز اسمه أعلم: أقل معلوماته ما أنتم عليه. قلت: والظاهر أن قد في هذه الآية للتحقيق، كما ذكره غيره.) وصاحب الكلام الزمخشري والمعلق عليه المرادي
-------------------------------------------------
المصدر
الجنى الداني في حروف المعاني ابن أُمّ قَاسِم المرادي الصفحة: 43
الكتاب الألكتروني
موقع الورّاق
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 11:57 م]ـ
الأخ الحبيب جمال ..
أن يُدخل "قد" ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق وارد، فيكون مرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد، ذلك أن "قد" إذا دخلت على المضارع كانت للتقليل أو بمعنى "ربما".
ولكن الظاهر من الآية أن "قد" هنا حرف تحقيق على الرغم من دخوله على فعل مضارع، لأن المعنى: قد علم. وهذا ما ذهب إليه أيضاً صاحبك في قوله: (قلت: والظاهر أن قد في هذه الآية للتحقيق، كما ذكره غيره.)
والله أعلم ..(/)
التفسير البياني لآيات النور في سورة الحديد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 12:05 م]ـ
آيات النور
تفسير بياني للدكتور فاضل صالح السامرائي
من كتاب (على طريق التفسير البياني) الجزء الأول
من سورة الحديد (الآيات من 15 إلى الآية 17)
... "فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" (15)
ذكر الفدية لأنه تكرر في السورة ذكر الإنفاق والدعوة إليه وذكر القرض الحسن والبخل والذين يأمرون به فقال: "فاليوم لا يؤخذ منكم فدية" وقد كان بإمكانكم أن تفدوا أنفسكم في الدنيا بالإنفاق في سبيل الله فلم تفعلوا، والظاهر أن الفدية ههنا تعني المال وإن كانت الفدية عامة في كل ما يفتدى به فقد قال تعالى: "ففدية من صيام أو صدقة أو نسك" البقرة 196
غير أن الذي يرجح معنى المال قوله "لا يؤخذ" ولم يقل (ولا تقبل) والذي يؤخذ هو المال وهو المناسب لجو السورة وما شاع فيها من ذكر للإنفاق والقرض الحسن والله أعلم.
وقال "لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا" مع أن المنافقين من الذين كفروا، ذلك أن المقصود بـ "الذين كفروا" هم الكافرون من غير المنافقين وهم الذين أظهروا كفرهم ولم يستروه [1]، فلا تؤخذ الفدية لا من المنافقين ولا من سائر الكافرين الآخرين.
"مأواكم النار" أي هي دار إقامتكم والمأوى الذي تأوون إليه، والمأوى يعني الملجأ والمكان الذي يحتمى به، فالنار ملجؤهم الذي يأوون إليه.
... "هي مولاكم"
أي هي التي تتولى أمركم فذكر المأوى والمولى، ذلك أن الشر إنما يأتيهم من جهتين: المأوى والمولى. فقد يكون المأوى سيئا غير أن المولى حسن، وقد يكطون العكس، أما هؤلاء فالنار مأواهم ومولاهم.
وقيل إن معنى "هي مولاكم": "هي أولى بكم ... وحقيقة مولاكم محراكم ومقمنكم أي مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم .. ويجوز أن يراد هي ناصركم أي لا ناصر لكم غيرها، والمراد نفي الناصر على الثبات، ونحوه قولهم (أصيب فلان بكذا فاستنصر الجزع) ومن قوله تعالى "يغاثوا بماء كالمهل". وقيل: تتولاكم كما توليتم في الدنيا أعمال أهل النار" [2]
ويجوز أن يكون اشتقاق (المولى) من الولْي وهو القرب، فيكون معنى مولاكم أي مكانكم عن قرب [3].
والمعنيان مرادان فهي تتولى أمرهم، وهي مكانهم عن قرب، ولم يرد في جهنم (هي مولاكم) إلا في هذا الموطن، وذلك لسببين والله أعلم: السبب الأول أنه ذكر في آية الحديد هذه أن المنافقين تربصوا وغرتهم الأماني حتى الموت فبعد طول الأمل والتربص الطويل كانت النار أقرب إليهم فهم كانوا يستبعدونها وهي أقرب إليهم وأدنى من آمالهم.
والسبب الآخر أن كل الآيات الأخرى التي ورد فيها "مأواه جهنم وبئس المصير" ونحوها إنما قيلت وهم في الدنيا، والدنيا لا تزال غير منقضية، وأما هذا القول فإنه قيل وهم في الآخرة وقد ضرب السور بينهم وبين المؤمنين، وأتاهم العذاب من قبله فالنار قريبة منهم فقال: "هي مولاكم".
... "وبئس المصير"
وهذه أنسب خاتمة لهم، فقد كانوا في ترقبهم وأمانيهم ينتظرون المصير الحسن والمستقبل المشرق، فكانت لهم الظلمة والمصير الأسوأ.
إن هذه الآيات يتجلى فيها إكرام المؤمنين وإبعاد النصَب عنهم بخلاف المنافقين فإنما يتجلى فيها إرهاقهم وإهانتهم والتهكم بهم.
فقد قال في المؤمنين
1 ـ (يسعى نورهم): ولم يقل (يمشي نورهم) للدلالة على الإسراع بهم إلى الجنة، وهذا إكرام فإن الإبطاء إلى السعادة ليس كالإسراع إليها، وفي الإسراع ما فيه من الإكرام.
2 ـ أنه تعالى أسند السعي إلى النور ولم يسنده إليهم فلم يقل (يسعون) لأن السعي قد يجهدهم، فأسنده إلى النور فدل على أنه يسعى بهم، فهو لم يقل إنهم يمشون، لأن المشي قد يكون فيه إبطاء، ولم يقل يسعون، لأن سعيهم قد يكون فيه إجهاد، ولكنه أفاد السعي من ذكر سعي النور.
3 ـ قال يسعى نورهم، فذكر الفاعل ولم يقل (يُسعى بهم) بالبناء للمجهول وحذف الفاعل فلا يُدرى أيسعون في ظلمة أم في نور، فذكر أن لهم نورا يسعى.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ أضاف النور إليهم، وهذا فيه أمران: الأول الدلالة على أن هذا النور إنما هو نور المؤمن، وهو يدل على قدر عمله. فهو إهابة بالمؤمن ليعظم نوره ويكثره. ومن ناحية أخرى لم يقل (يسعى النور) فيجعله عاما يستضيء به المنافقون، فجعل لكل مؤمن نوره الذي يستضيء به فلا يشاركه فيه غيره، وهذا إكرام للمؤمنين وحسرة على المنافقين.
5 ـ قال (بين أيديهم) ومعنى (بين أيديهم) أمامهم، غير أنه لم يقل (أمامهم) لأن الأمام قد يكون بعيدا عن الشخص، فقد تسأل عن قرية فيقال: هي أمامك، وقد يكون النور أمامك و لا تتمكن من الاستضاءة به لبعده فقال (بين أيديهم).
6 ـ وقال (وبأيمانهم) ولم يقل (عن أيمانهم) لأن معنى بأيمانهم أنه ملتصق بالأيمان وليس مبتعدا عنها كما قال تعالى: "وما تلك بيمينك يا موسى17" طه، ولو قال (عن أيمانهم) لدل أنه متراخٍ عن أيمانهم أو منحرف عنها لأن (عن) تفيد المجاوزة، والباء تفيد الإلصاق.
7 ـ قال (بشراكم)، ولم يقل (يقال لهم بشراكم) لأنه أراد ن يجعل المشهد حاضرا ليس غائبا، يُسمع فيه التبشير ولا يُنقل.
8 ـ وأضاف البشرى إلى ضمير المخاطبين لتنال البشرى كل واحد، ولم يقل (البشرى جنات) وهو إكرام آخر.
9 ـ وقال (اليوم) للدلالة على قرب البشرى، وأنها ليست من الوعد البعيد الوقوع، والبشرى كلما كانت أقرب كانت أحب وأدعى إلى المسرة.
10 ـ وقال (جنات) ولم يقل (جنة) للدلالة على أن لكل منهم جنة أو أكثر كما قال تعالى: "ولمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" النازعات.
11 ـ قال: "تجري من تحتها الأنهار" ولم يقل (فيها أنهار) وذلك للدلالة على أنها جارية وليست راكدة، والركود مظنة الأسون، هذا إضافة إلى التمتع بمشهد الجري، ولذلك عندما لم يذكر الجري في قوله: "فيها أنهار من ماء15" محمد. قال (غير آسن) لينفي عنها صفة الأسون، ولما ذكر الجري لم يذكر ذلك لأنه لا حاجة إليه.
12 ـ وقال (الأنهار) ولم يقل (نهر) للدلالة على كثرة الأنهار.
13 ـ قال (خالدين) وهي بشرى أخرى، وقال (فيها) للدلالة على أن الخلود في الجنات وليست الجنة مرحلة أو مكانا ينتقلون منه إلى ما هو أقل سعادة.
14 ـ قال (ذلك هو الفوز العظيم) ولم يقل (ذلك فوز عظيم) وإنما عرف الفوز بأل للدلالة على القصر وعلى أنه لا فوز أعظم منه، ثم جاء بضمير الفصل للزيادة في التوكيد.
ثم إن الأمر يعظم ويكبر بعظم قائله فإن الفوز الذي يذكره طفل أو رجل من ضعفة الناس يختلف عن الفوز الذي يذكره قائد أو ملك. فكيف وقد ذكره ملك الملوك ووصفه بالعظمة وقصره وأكده؟
15 ـ ذكر أن المنافقين يقولون (انظرونا) ولم يقولوا (انتظرونا) فإنهم يدركون أنهم لا يسعهم الانتظار، وإنما طلبوا منهم مهلة قصيرة لينظروهم أي ينتظروهم. وفي هذا دلالة على الإسراع بهم إلى الخير والسعادة، فإن الذي يسرع به إلى الخير والسعادة أكرم من الذي يبطأ به.
16 ـ ثم قال (نقتبس) ولم يقل (نقبس) والاقتباس أكثر من القبس، وذلك يدل على عظم النور الذي عندهم.
17 ـ قال (من نوركم) ولم يقل (من النور) وهذا تكريم آخر فإن النور نورهم.
18 ـ قال (قيل ارجعوا) ولم يقل (قالوا) لأنه أراد ألا ينشغلوا بما لا فائدة فيه من الكلام فتكلم الملائكة أو غيرهم بالنيابة عنهم ولم يشغلوهم بالكلام هما هو أهم، ولم يرهقوهم بكثرة القيل.
19 ـ قال (فضرب بينهم بسور) فحجزوهم عن أولئك السائلين المنافقين.
20 ـ ثم قال (له باب) للدلالة على أنهم غير محتجزين فيه، وإنما ينفذون منه إلى مرادهم.
21 ـ ثم قال (باطنه فيه الرحمة) وهو تكريم آخر وكيف لا وهم في رحمة الله؟
أما دلالتها على إهانة المنافقين وإرهاقهم فهو أو ضح ما يكون:
1ـ فقد ذكر أن المنافقين والمنافقات يطلبون من المؤمنين أن ينظروهم للاقتباس من نورهم، وهذا يدل على أنهم في ظلمة، وقد قيل إنهم أعطي لهم نور ثم انطفأ [4]
من باب إهانتهم وخديعتهم والاستهزاء بهم كما كانوا يخادعون ويستهزئون في الدنيا. قال تعالى: "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم " النساء 142
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في تفسير ابن كثير: "ويقول المنافقون للذين آمنوا "انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا" وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال "يخادعون الله وهو خادعهم" فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور له باب" [5]
2 ـ وقال (قيل ارجعوا) ولم يذكر أن المؤمنين ردوا عليهم، فبنى الفعل لمجهول، وقيل إن القائل هم الملائكة، فهم الذين تولوا الرد عليهم، أما المؤمنون فلا يعنيهم هذا الطلب وإنما هم مشغولون بما هو أهم، وهذا إهانة للمنافقين أن يطلبوا من المؤمنين فلا يجيبوهم وإنما يجيبهم آخرون.
3 ـ وقال (ارجعوا) وهو إهانة أخرى.
4 ـ وقال (وراؤكم) وهو إما أن يكون ظرفا مؤكدا أو يكون اسم فعل بمعنى (ارجعوا) فيكون كأنه قيل لهم: ارجعوا ارجعوا، وهو إهانة ظاهرة.
5 ـ قال (فالتمسوا نورا) وهم يعلمون أن ليس ثمة نور، وهو من باب الاستهزاء بهم.
6 ـ وقال (فضرب بينهم بسور له باب) فحجزوهم عن اللحاق بالمؤمنين وهو إهانة ظاهرة.
7 ـ وقال (وظاهره من قبله العذاب) وهي جهتهم.
8 ـ وقال (ينادونهم ألم نكن معكم) فذكر أنه يرفعون أصواتهم من وراء السور ينادون المؤمنين ليلتحقوا بهم، ولكن حيل بينهم وبين ما يريدون.
9 ـ وفي رد المؤمنين عليهم إهانات متعددة، فقولهم لهم: إنكم فتنتم أنفسكم، وتربصتم، وارتبتم، وغرتكم الأماني، وغركم بالله الغرور، كل خصلة منهن إهانة وتبكيت.
10 ـ قوله تعالى: "فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا"و "مأواكم النار" "هي مولاكم" "وبئس المصير" كله إهانات وإخبار لهم بما سيلاقونه من سوء العاقبة والمنقلب، نعوذ بالله.
" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)
... "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"
(يأني) مضارع (أنى) ومعنى (أنى) حان ونضج، و (ألم يأن للذين آمنوا) معناه ألم يحن لهم ذلك؟
"أن تخشع قلوبهم"
أسند الخشوع إلى القلب، والخشوع أمر مشترك بين القلب والجوارح، فهو يسند إلى الأبصار وإلى الوجوه وإلى الأصوات فيقال: بصر خاشع ووجه خاشع وصوت خاشع، كما يسند إلى الشخص كله فيقال: رجل خاشع، أي خاضع، كما قال تعالى: "وكانوا لنا خاشعين90" الأنبياء، وقال "وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل45" الشورى.
والخشوع هو الخضوع والخشية والذل، فخشوع القلب خضوعه وخشيته ووجله وتذلله، فطلب من المؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، وذكر الله عام، وما نزل من الحق هو القرآن، وكل منهما مدعاة إلى الخشوع والخشية.
فذكر الله مدعاة إلى الخشوع والخشية كما قال تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم2" الأنفال، وقال: "وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" الحج.
والقرآن مدعاة إلى الخشية والوجل كما قال تعالى: "إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا" الإسراء، وقال: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله" الحشر، وقال "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله" الزمر.
والقرآن ذكر وقد سماه الله ذكرا، فقد حكى عن الكفار قولهم: "أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري10" الطلاق، وقال: "وهذ ذكر مبارك أنزلناه" الأنبياء.
فإذا كان علماء أهل الكتاب يزيدهم القرآن خشوعا، وإذا كان الجبل يتصدع منه خاشعا لله فكيف لا يخشع قلب المؤمن له؟
لقد ذكر ثلاثة أمور كل منها يستدعي الخشية:
1 ـ كون المخاطبين مؤمنين وهذا يستدعي الخشية.
2 ـ ذكر الله وهو مدعاة إلى الخشية.
3 ـ ما نزل من الحق أي القرآن وهو مدعاة إلى الخشية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الآية نظير قوله تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون" فقد ذكر فيها ذكر الله وذكر آياته.
وقد تقول: إذا كان المراد خشوع القلب فلم لم يقل مثلا: (ألم يأن لقلوب المؤمنين أن تخشع لذكر الله) أو (ألم يأن تخشع قلوب المؤمنين لذكر الله) ونحو ذاك وقال "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"؟
والجواب أن ذلك لجملة أسباب منها: أنه حذرهم من أن يكونوا كالذين أوتوا الكتاب وليس كقلوب الذين أوتوا الكتاب، فقال "ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب" فناسب أن يكون الكلام على المؤمنين بمقابل الذين أوتوا الكتاب.
ومنها أنه قال "وكثير منهم فاسقون" وهذا وصف للأشخاص لا للقلوب فأراد أن يحذرهم من أن يكونوا كالذين أوتوا الكتاب في قسوة القلوب وفسق كثير منهم، فناسب قوله "ألم يأن للذين آمنوا" أن يكون بمقابل الذين أوتوا الكتاب.
ومها أنه ذكر المؤمنين وقلوبهم، وذكر أهل الكتاب وقلوبهم فناسب ذلك ألطف مناسبة. وقال (أوتوا الكتاب) ولم يقل آتيناهم الكتاب لأنه في مقام الذم لهم، ومن سمة التعبير القرآني أنه إذا ذم أهل الكتاب بنى الفعل للمجهول فقال (أوتوا الكتاب) وإذا مدحهم أسند الفعل إلى نفسه تعالى فقال "آتيناهم الكتاب".
... "فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ"
بين أن طول الأمد يقسي القلوب فحذرنا من أن نكون كذلك فإنه ينبغي أن نتعهد قلوبنا وألا ندع للقسوة سبيلا إليها، وفي ذكر الله وما نزل من الحق غناء وكفاية لحياة القلوب وخشوعها.
وأسند القسوة إلى القلوب وذلك بمقابل إسناد الخشوع إلى القلوب أيضا، وهذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنه لم يسند القسوة في القرآن الكريم إلا للقلوب ولم يسندها إلى غيرها، قال تعالى: "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة" البقرة، وقال: "ولكن قست قلوبهم" الأنعام، وقال: "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية" المائدة، وقال: "فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله" الزمر، وغيرها، وذلك أنه إذا قسا القلب قسا صاحبه وإذا خشع القلب خشعت الجوارح.
وقد تقول: ولم قال "كالذين أوتوا الكتاب من قبل" فذكر (من قبل) ولم يقل (كالذين أوتوا الكتاب فطال عليهم الأمد) من دون أن يذكر "من قبل"؟
والجواب أنه لو قال ذلك لم يدل على أن الأولين قست قلوبهم، بل لربما دل على أن المعنيين هم المعاصرون لزمن الرسول، فلما قال "من قبل" دل على أن آباءهم الأولين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فما بالك بهؤلاء وقد تطاول عليهم الزمن؟ فذمهم وذم أسلافهم بخلاف ما لو حذف "من قبل"
ثم إنه حذرهم من أن يكونوا كأولئك الأولين فما بالك بالآخرين؟ فيكون التحذير عن التشبه بهؤلاء أشد وأشد.
... "وكثير منهم فاسقون"
ذكر أن كثيرا منهم فاسقون خارجون عن طاعة الله، ومجيء هذا القول بعد قوله "فقست قلوبهم" يدل على أن قسوة القلب من أيباب الفسوق ودواعيه، وبالمقابل يكون خشوع القلب من أسبابا لطاعة ودواعيها.
وقد تقول: لقد قال في أكثر من موطن إن أكثرهم فاسقون بصيغة اسم التفضيل، وقال ههنا "كثير منهم فاسقون" فما حقيقة الأمر؟ أإن كثيرا منهم فاسقون أم إن أكثرهم فاسقون؟ وما السبب في هذا الاختلاف في التعبير؟
والجواب أنه لا تناقض بين قوله "إن كثيرا منهم فاسقون" وقوله "إن أكثرهم فاسقون" فقوله "إن أكثرهم فاسقون" يعني أن كثيرا منهم فاسقون، وإنما التناقض يكون لو قال (إن قليلا منهم فاسقون) أو (إن أقلهم فاسقون). فقولك (محمد أفضل الناس) لا يناقض قولك (إنه فاضل) وقولك (هو أعلم الناس) لا يناقض قولك (هو عالم) ولكنه يناقض قولك (هو أجهل الناس) أو هو جاهل.
أما لماذا عبر عن ذلك مرة بقوله (كثير) ومرة بـ (أكثر) فهذا ما يقتضيه سياق كل تعبير، فإنه يعبر بـ (أكثر) إذا كان السياق في تعداد أسوأ صفاتهم والإطالة في ذكرها بخلاف الوصف بـ (كثير) فإنه لا يبلغ ذلك المبلغ، وإليك إيضاح ذلك
لقد جاء الوصف بـ (أكثر) في موضعين وهما قوله (وإن أكثركم فاسقون59) المائدة، وقوله (وأكثرهم الفاسقون110) آل عمران، وبالنظر في سياق كل من الآيتين يتضح ما ذكرته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد جاء في سورة المائدة: " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) " المائدة
ويستمر في تعداد مساوئهم إلى الآية الخامسة والستين (57 ـ 65) فناسب قوله (وإن أكثركم فاسقون)
وكذلك الأمر في آل عمران فقد ذكر أهل الكتاب ومساوئهم وأعاد ذكرهم وذكرها أكثر من مرة، من ذلك ما ذكره من الآية الخامسة والستين إلى الآية الثامنة والسبعين، من الآية الثامنة والتسعين إلى الآية الواحدة بعد المائة، عدا المواطن الأخرى المنتشرة في السورة، فناسب أن يذكر ذلك بقوله "وأكثرهم الفاسقون" والله أعلم.
... اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)
أمرنا بأن نعلم هذا الأمر أي أن الله هو الذي يحيي الأرض بعد موتها وأنه ما كانت لتحيا لولا أن الله يحييها، فهي لا تحيا من الماء بنفسها ولا أن ذاتا أخرى دونه أو معه قادرة على ذلك فالله هو الذي يحيي الأرض بعد موتها.
ووجه ارتباط الآية بما قبلها ظاهر من جهتين؛ ذلك أنها تمثيل لأثر الذكر والقرآن في القلوب فإنه يحييها كما يحيي الغيث الأرض [6]
جاء في (روح المعاني) أن قوله "اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها" "تمثيل ذكر استطرادا لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة بإحياء الأرض الميتة بالغيث للترغيب في الخشوع والتحذير من القساوة" [7]
ومن جهة أخرى إن هذه الآية تدل على بعض الأموات وأن الله سيحييهم ويبعثهم كما يحيي الأرض. وقد مر قبل هذه الآية ذكر الآخرة وجملة من مشاهدها. وهي كما ترتبط بما قبلها من جهتين ترتبط بما بعدها من جهتين أيضا.
فإنه ذكر بعد هذه الآية أن المصّدقين والمصّدقات يضاعف لهم، وذلك شأن الأرض التي تحيا بالغيث فإنها تضاعف ما يزرع فيها، وقد ذكر الله ذلك في مكان آخر فقال: "مثل واسع عليم
كما إنه ذكر الآخرة بعدها وطرفا من أحوالها، فارتبطت الآية بما قبلها وما بعدها، والله أعلم.
جاء في (تفسير الرازي) أن قوله هذا "تمثيل والمعنى أن القلوب التي ماتت بسبب القساوة فالمواظبة على الذكر سبب لعود حياة الخشوع إليها كما يحيي الله الأرض بالغيث، والثاني أن المراد من قوله "يحيي الأرض بعد موتها" بعث الأموات فذكر ذلك ترغيبا في الخشوع والخضوع وزجرا عن القساوة" [8].
-----------------------------------
[1]ـ انظر نظم الدرر 7/ 446
[2]ـ الكشاف 4/ 64
[3]ـ انظر فتح القدير 5/ 242
[4]ـ انظر تفسير ابن كثير 4/ 364 ـ 365
[5]ـ تفسير ابن كثير 4/ 365
[6]ـ انظر الكشاف 4/ 64
[7]ـ روح المعاني 27/ 278
[8]ـ تفسير الرازي 29/ 231
http://www.lamasaat.8m.com/aayaat-annoor.htm
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 08:30 م]ـ
بارك الله فيك أستاذتنا الكريمة أنوار الأمل ..
وبانتظار المزيد من هذه اللمسات الرائعة ..
ويا حبّذا لو أطلعتينا على كيفية شراء هذا الكتاب القيم ..
فقد بحثت عنه في فلسطين، ولكن دون جدوى ..
وأخبرني قريب لي أنه من مطبوعات جامعة الشارقة، ولم يتم تسويقه بعد ..
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 06:38 م]ـ
ستاذي الفاضل هو بالفعل من إصدارات جامعة الشارقة فلا تجده إلا عندنا
ولكن يمكن طلبه بالبريد عن طريق قسم الدرساات والأبحاث في الجامعة
وقد صدر الجزء الثاني أيضا وسيكونا في معرض الشارقة بعد أيام قلائل بإذن الله
هذا رقم قسم الدراسات لمن شاء الحصول عليه بريديا
0097165050550
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 09:04 م]ـ
مشكورة أستاذتنا الفاضلة أنوار الأمل ..
وسأقوم بمراسلتهم قريباً إن شاء الله ..
ـ[أبو التومات]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 10:47 م]ـ
جزاك الله عنا كل خير(/)
" شَجَرَةُ الزَّقُّومِ "وروؤس الشياطين"
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 11:34 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:"أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ*إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ".
في هذه الايات بين لنا الله عزوجل أن طعام اهل النارهو شجر الزقوم, ووصف هذه الشجرة بروؤس الشياطين, ورغم انهم لا يعرفون شكل الشياطين ,لماذا انتهج هذا الوصف وتحت اي اسلوب يندرج؟؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 03:09 ص]ـ
أخي الكريم سليم ..
حسبتك ستسأل عن كيف يكون في النار نبت وشجر، والنار تأكلهما؟
ذلك أن بعض الملاحدة الطاعنين في القرآن العظيم قالوا في الآية: كيف يكون في النار شجرة، والنار تأكل الشجر؟
أما بالنسبة لمسألتك فإنها بسيطة إن شاء الله ..
ففي قوله تعالى: " طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ " استعير الطلع - وهي النخلة - لما تحمله شجرة الزقوم وشبّهه برؤوس الشياطين. وذلك في تناهي الكراهة وقبح المنظر.
والعرب من عادتهم تشبيه قبيح الصورة بالشيطان، فيقولون: كأنه وجه شيطان أو رأس شيطان. وذلك لاعتقادهم أن الشيطان شرّ محض فهو مرتسم في خيالهم على أشنع صورة.
فمصطلح الشيطان معروف مشهور قبل نزول القرآن الكريم. حتى إن العرب قالوا لكل منفرد بقوته وجلده، قوي مستقل بنفسه، منهمك في أمره - شيطان. وقد سمّوا بعض رجالهم المعروفين بهذه الصفات شيطاناً، منهم شيطان بن مدلج من بني جشم، وشيطان بن الحكم، والشيطان بن بكر بن عوف من أجداد علقمة، وبنو شيطان من كندة.
وقد وردت هذه الصيغة ذاتها في أشعارهم، ومن ذلك قول ضابيء بن الحارث يصف ناقته:
كأن بها شيطانة من نجائها --- إذا واكف الذفرى على الليث شُلشلا
وأنشدوا لرجل يذمّ امرأته:
عنجرد تحلف حين أحلف --- كمثل شيطان الحماط أعرف
وقال شاعر آخر يصف ناقته:
تلاعب مثنى حضرمي كأنه --- تمعُجُّ شيطان بذي خِروع قفر(/)
أساليب التنبيه ...
ـ[أنا البحر]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...
أحبتي في الفصيح ...
أود جمع الأساليب و التراكيب التي يراد منها تنبيه المخاطب و لفت انتباهه لأمر معين ...
و إليكم بعض ما استطعت التوصل إليه منتظرةً نقدكم البناء و إضافتكم ...
- أسلوب الالتفات
- التقديم و التأخير كما في قول احد الصحابة للرسول صلى الله عليه و سلم: "و لي, فاستغفر"
- هناك أدوات نحوية تفيد تنبيه المخاطب و هي ها التنبيه و ألا و أمَا و يا النداء ...
هل هناك أساليب أخرى تتجلى لكم يا أهل البلاغة ...
بورك فيكم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 05:28 م]ـ
الأخت العزيزة، انا البحر.
قد يكون هناك فرق بين الأساليب والتركيب من جهة، وبين الحروف
المستعملة للتنبيه، وهذا موضوع بحاجة إلى تدقيق.
وبسرعة من الذاكرة، الحروف المقطعة في بداية السور القرآنية، مثل
ألم، المص، المر ـ كهيعص، إلخ.
وهذا أسلوب انفرد به القرآن الكريم عن غيره.
هذا بالنسبة للحروف.
أما بالنسبة للأساليب فأذكرأسلوب وهو، استخدام اللفظ الأقل فصاحةً وترك اللفظ الأفصح، أو العدول عن الأفصح إلى الأقل فصاحةً. للفت النظر إلى شيء ٍ ما.
مثاله، قوله تعالى ((وقال نسوة في المدينة)) فإن لفظ نسوة جائز في الإستعمال، ولكن لو قال ((وقالت نسوة)) لكان أفصح، ولكن هذا العدول كان لغاية وهي بيان واقع النسوة، وأنهن يتناولن مثل هذه الأحاديث، وهو للتنبيه
على أن مثل هذه الأعمال لا تصح.
وكما قلت هذا من بقايا الذاكرة، وغير موثق.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 02:13 ص]ـ
إضافة إلى ما تفضلتما به - أيها الكريمان - أذكر معانٍ أخرى تستعمل في التنبيه، منها:
صيغة الأمر:
ومن الأمثلة على ذلك: قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا " (الفرقان: 45 - 46)
فقوله: " أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ "؟: أي: انظر وتفكّر وتنبّه إلى هذه الآية من آيات الله.
وقوله تعالى: " وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ " (التكوير: 25 - 27)
فقوله: " فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ "؟: أي: انتبهوا، ولا تذهبوا بعيداً منصرفين عن إدراك الحقيقة.
وقول الشاعر:
أَلَمْ تَسْمَعِي أيْ عَبْدَ في رَوْنَقِ الضُّحى --- بُكاءَ حَماماتٍ لَهُنَّ هَديرُ؟
أي: انتبهي لبكائهن، فإنك عندئذ تذكرين بكاء عاشقك.
الكناية:
ومن فوائدها: التنبيه على عظم القدرة، نحو قوله تعالى: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ " (الأعراف: 189)، كناية عن آدم.
ومنها: التنبيه على المصير، نحو قوله تعالى: " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ " (المسد: 1)، أي: جهنمي مصيره الى اللهب، " حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ "، أي: نمامة مصيرها إلى أن تكون حطبًا لجهنم في جيدها حبل.
إيجاز الحذف:
ومن فوائده: التنبيه على أن الزمان يتقاصر عن الإتيان بالمحذوف وأن الإشتغال بذكره يفضي إلى تفويت المهم. وهذه هي فائدة باب التحذير والإغراء، وقد اجتمعتا في قوله تعالى: " نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا " (الشمس: 13)، فناقة الله تحذير بتقدير ذروا، وسقياها إغراء بتقدير الزموا.
التكرير:
ومن فوائده: زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول، ومنه قوله تعالى: " وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ " (غافر: 38 - 39)، فإنه كرّر فيه النداء لذلك.
عطف الخاص على العام:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن فوائده: التنبيه على فضله حتى كأنه ليس من جنس العام تنزيلاً للتغاير في الوصف منزلة التغاير في الذات. ومن أمثلته قوله تعالى: " حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى " (البقرة: 238)، وقوله تعالى: " مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ " (البقرة: 98)، وقوله تعالى: " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ " (آل عمران: 104)، وقوله تعالى: " وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ " (الأعراف: 170)، فإن إقامتها من جملة التمسك بالكتاب وخصت بالذكر إظهاراً لرتبتها لكونها عماد الدين. وخُصّ جبريل وميكائيل بالذكر ردًا على اليهود في دعوى عداوته وضمّ إليه ميكائيل لأنه ملك الرزق الذي هو حياة الأجساد كما أن جبريل ملك الوحي الذي هو حياة القلوب والأرواح.
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: " وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ " (النساء: 110)، وقوله تعالى: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ " (الأنعام: 96)، حيث خصّ المعطوف في الثانية بالذكر تنبيهًا على زيادة قبحه.
وضع الظاهر موضع المضمر:
ومن فوائده: التنبيه على علية الحكم، نحو قوله تعالى: " فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً " (البقرة: 59)، وقوله تعالى: " فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ " (البقرة: 98)، لم يقل لهم إعلامًا بأن من عادى هؤلاء فهو كافر وأن الله إنما عاداه لكفره.
ومن أدوات التنبيه أيضاً:
أداة الاستفهام " هل " التي لا تحتاج للجواب:
" هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا "؟ فقد جاء الجواب بعد ذلك مباشرة: " الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " (الكهف: 103)
" قل ":
فهي تقرع الأسماع، وتنشط الذاكرة، نحو قوله تعالى: " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا " (الكهف: 103)، وقوله تعالى: " قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا " (الكهف: 109)، وقوله تعالى: " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " (الكهف: 110).
ومن عناصر التنبيه في الكلام أيضاً لفت النظر إلى معانٍ دقيقة، لا يتنبّه لها الذهن العادي من أول وهلة، لكنه إذا لُفت نظره إليها، أو انتبه لها بنفسه أُعجب بها، وربما أحسّ أنه امتلك أمراً طريفاً لم يكن يخطر على باله.
ومن أمثلة هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ومَن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه "، وقوله عليه الصلاة والسلام: " ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "، وقوله صلى الله عليه وسلم: " انصر أخاك ضالماً أو مظلوماً " قيل: كيف أنصره ظالماً؟ قال: " تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره ".
فنبّه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الأقوال على أفكار طريفة قلّما يتنبّه لها الذهن العادي، وقلّما تخطر على البال، لا سيّما ما جاء في بيان نصر الظالم، فمن المثير للاستغراب دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى نصرة إخواننا الظالمين، لكن من المريح والمثير للإعجاب تفسير ذلك بحجزهم عن الظلم، وكفّهم عن ممارسته والقيام به، لئلا يوقعهم في المهالك.
ومن الأمثلة أيضاً قول المتنبي:
يا من يعزّ علينا أن نفارقهم --- وجِدانُنا كل شيء بعدهم عدم
فإن صدر هذا البيت يشتمل على معنى مبذول، لكن لمّا جاء عجز البيت ارتقى الكلام ارتقاءً عالياً، إذ جعل حيازته لكل شيء بعد مفارقة ممدوحة عدماً أو بمثابة العدم. وهذا معنى دقيققلّما يخطر على البال، فندرة خطوره على البال لدى معظم الناس نبّه إلى قيمته الأدبية وأغلاها.
ـ[أنا البحر]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 09:33 ص]ـ
بارك الله فيكما أستاذي الكريمين
و جزيتما
الخير على ما أفدتماني ...(/)
الروح والعلم!
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 08:21 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً " [الإسراء: 85].
يقول الطبري في تفسيره: حدثنا محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) .... الآية: " وذلك أن اليهود قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم: أخبرنا ما الروح، وكيف تعذّب الروح التي في الجسد، وإنما الروح من الله عزّ وجلّ، ولم يكن نزل عليه فيه شيء، فلم يُحِر إليهم شيئا، فأتاه جَبرائيل عليه السلام، فقال له (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) فأخبرهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك، قالوا له: من جاءك بهذا؟ فقال لهم النبيّ صلى الله عليه وسلم: " جاءنِي بِهِ جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ الله، فقالوا: والله ما قاله لك إلا عدوّ لنا، فأنزل الله تبارك اسمه قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ... الآية. وذكر ايضًا: وأما قوله (مِنْ أَمْرِ رَبِّي) فإنه يعني: أنه من الأمر الذي يعلمه الله عزّ وجلّ دونكم، فلا تعلمونه ويعلم ما هو.
وذكر البغوي: وأولى الأقاويل: أن يوكل علمه إلى الله عز وجل وهو قول أهل السنة. قال عبد الله بن بريدة: إن الله لم يطلع على الروح ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا.
وقوله عز وجل: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) قيل من علم ربي.
وقال ابن كثير في تتقسيره: وقوله: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) أي: من شأنه، ومما استأثر بعلمه دونكم؛ ولهذا قال: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) أي: وما أطلعكم من علمه إلا على القليل، فإنه لا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء تبارك وتعالى.
والمعنى: أن علمكم في علم الله قليل، وهذا الذي تسألون عنه من أمر الروح مما استأثر به تعالى، ولم يطلعكم عليه، كما أنه لم يطلعكم إلا على القليل من علمه تعالى.
هذه هي التفاسير التي وردت في آية الروح.
وفي المقابل إسمع آخر شطحات وتقليعات التفسير العلمي للروح (الدكتور أحمد شوقي الفنجري): (وتعرف الروح في نظر العالم أنها عبارة عن موجات ذات تردد عالي وأنها موجودة بيننا في كل مكان وفي العالم الأثيري ... ولكننا لا نراها ولا نسمع صوتها بسبب عجز العين البشرية والأذن عن ذلك ... ) ,والروح تنتقل في عالم البرزخ بسرعة قدرها أحد علماء المسلمين المعاصرين بأنها خمسون مرة سرعة الضوء. وقال في تفسيرالبرزخ: والعلم الحديث يتفق مع القرآن في وجود البرزخ ولكنه يطلق عليه اسم (العالم الأثيري) وتصفه كتب العلم الحديث بأنه عبارة عن الفراغ الموجود بين الأرض وجميع السماوات المحيطة بنا ... بما فيها الشمس والكواكب السيارة وبعد الاكتشافات المبهرة في عالم الذرة أضيف إليه الفراغ الموجود في داخل جميع الأجسام الصلبة وداخل الذرة نفسها ... أي: بين البروتون والإلكترون، فالأرواح تعيش حرة طليقة في هذه الفراغات الهائلة لا يمنعها أي حاجز عادي وتستطيع أن تنفذ من داخل فراغات الذرة ولو كانت حائطاً من الصلب.
فما رأيكم حل شأنكم؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 09:01 م]ـ
والروح تنتقل في عالم البرزخ بسرعة قدرها أحد علماء المسلمين المعاصرين بأنها خمسون مرة سرعة الضوء.
أمر عجيب! ومن هو ذلك العالم الذي قدّر سرعتها يا ترى؟
والعلم الحديث يتفق مع القرآن في وجود البرزخ ولكنه يطلق عليه اسم (العالم الأثيري)
على حدّ علمي مصطلح "الأثير" كان دارجاً في الفيزياء قبل نظرية آينشتاين النسبية، وهو اعتقاد حديث قديم كان يعتقده الفلاسفة اليونانيون في القرون الغابرة، وروّج له بعض علماء الغرب في بداية القرن العشرين، ولا يعتدّ به اليوم عاقل. وقد ينيرنا أخونا الفيزيائي جمال بإبراز ملامح هذا المعتقد - مشكوراً.
فالأرواح تعيش حرة طليقة في هذه الفراغات الهائلة لا يمنعها أي حاجز عادي وتستطيع أن تنفذ من داخل فراغات الذرة ولو كانت حائطاً من الصلب.
لا نريد أن نظلم هذا الدكتور حتى تتاح لنا قراءة مقالته .. فهلا وضعت لنا رابط المصدر أخي سليم ..
فما رأيكم جل شأنكم؟
" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً "
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 09:26 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله اخي لؤي الطيبي, واليك بالرابط: www.55a.net/firas/arabic/index.php
والسلام
ـ[أبو سنان]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 09:27 م]ـ
موضوع رائع أخي سليم
وهذه المشكلة يعانى منها الكثير الذين يعتقدون أن بإمكانهم أن يعلموا كثير من الأشياء التي لا يستطيع عقلهم القاصر أن يدركها أو يعرف كنهها.
ولا يلتفتون إلى ما جاء في القران الكريم من آيات تتحدث عن الغيب وأن علمه عائد إلى الله سبحانه وتعاالى أو من يختصهم من عباده ويعلمهم منه سواء كانوا من الأنبياء أو من عباد الله الصالحين.
قال تعالى:
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} الأنعام59
وقال تعالى:
{تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} هود49
وقال تعالى:
(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً {26} إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً {27} لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {28})
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 12:47 ص]ـ
والله يا سليم لكنك تؤيد رأيي في مسألة إعجاز القرآن.
وانه ينبغي بنا الألتزام عند حد النص وعدم (الشعبطة) على اسوار النص وإنما الدخول من الباب.
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى إن الإعجاز البلاغي في القرآن هو محور تحدي البشر, ونحن أصبحنا بعد ان تعجم لساننا أبعد أن نفهم عربيته.
والله المستعان(/)
مع الأمام الغزالي.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 01:06 ص]ـ
ما البلاغة في قول الغزالي رحمه الله:
يقول:
الإمام الغزالي من أبيات أوردها في منهاج العابدين:
ظفر الطالبون واتصل الوصل = وفاز الأحباب بالأحباب
وبقينا مذبذبين حيارى = بين حد الوصال والإجتناب
فاسقنا منك شربة تذهب الغم = وتهدي إلى طريق الثواب
ـ[فارس الفلسطيني]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 01:53 ص]ـ
بارك الله بك ومنك
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى هذا يبدو انه من العشق الالهي, فالوصل والاتصال أظن انه مبالغ فيها لأنه يقصد به الله تنزه اسمه, وكذلك فوزه بالحبيب وهو الله عزوجل.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 06:44 ص]ـ
أخي الفارس الفلسطيني لقد أخجلتني، فبارك الله لك وعليك وحواليك، وجعلنا الله ممن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم {ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا فيه} أو كما قال.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 06:46 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى هذا يبدو انه من العشق الالهي, فالوصل والاتصال أظن انه مبالغ فيها لأنه يقصد به الله تنزه اسمه, وكذلك فوزه بالحبيب وهو الله عزوجل.
أخي سليم ذا العقل السليم هل تقصد المبالغة؟ الجواب: لا.
فالباب بابٌ آخر.
بانتظارك.
: rolleyes:
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 11:20 م]ـ
الجواب اخواني هو: التشبيه وحسن التعليل.
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 01:26 ص]ـ
بارك الله فيك أخي موسى.(/)
لإيلافِ قُريْشٍ!
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 02:06 ص]ـ
يقول الله تعالى:" لإيلافِ قُريْشٍ* إيلافِهِم رِحْلَة الشتاءِ والصَّيْف* فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ "
ما نوع اللام في بداية السورة؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 02:42 ص]ـ
اختلف علماء اللغة في "لإيلاف"
فالفراء وسفيان بن عيينة اعتبراها متعلّقة بالسورة التي قبلها (سورة الفيل). فيكون التقدير: " فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش "، فعلى هذا تكون اللام لا م الخفض متصلة بـ"ألم تر".
وقال الخليل والبصريون: اللام لا م الإضافة متصلة بـ"فليعبدوا"، والتقدير: فليعبدوا رب هذا البيت لأن الله منّ عليهم بإيلاف قريش وصرف عنهم شرّ أصحاب الفيل.
وقال الفراء أيضاً: يجوز أن تكون اللام لام التعجّب، كأنه قال: اعجب يا محمد - صلى الله عليه وسلم - لإيلاف قريش.
ثم إن في هذه السورة الكريمة مسألة:
ففي قوله تعالى: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ "، يلفت انتباهنا أنه قال: " هَذَا الْبَيْتِ ". وكلمة (هذا) اسم إشارة للقريب، نقوله للشيء الذي أمامنا.
تقول قرأت هذا الكتاب، وأعرف هذا الرجل، وصليت في هذا المسجد. فإذا صحّ أن يقرأ ساكن مكة - شرّفها الله - قوله عزّ وجلّ: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ " لأن البيت أمامه أو قريب منه، فكيف يقرؤها ساكن فلسطين ومصر والشام والمغرب وأمريكا والصين .. وغير تلك الديار من بلاد الله؟
ألا يمكن أن تكون الآية: فليعبدوا ربّ البيت؟ فالبيت معروف لكل إنسان في الدنيا في كل زمن؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 09:12 ص]ـ
أخي سليم:
اللام: ما يترجح لدي انها للتعجب، وهي للتعجب من صنيع أهل قريش، وكيف أنعم الله عليهم بكل هذه النعم فلم يرعو حق الله في عبادته.
ومعنى الكلام: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف، وتركهم عبادة ربّ هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، فليعبدوا ربّ هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف.
والعرب إذا جاءت بهذه اللام، فأدخلوها في الكلام للتعجب اكتفوا بها دليلاً على التعجب من إظهار الفعل الذي يجلبها،
كما قال الشاعر:
أغَرَّكَ أنْ قالُوا لِقُرَّةَ شاعِراً = فيالأباهُ مِنْ عَرِيفٍ وَشاعِرِفاكتفى باللام دليلاً على التعجب من إظهار الفعل وإنما الكلام: أغرّك أن قالوا: اعجبوا لقرّة شاعراً فكذلك قوله: {لإـ يلافِ}.
وأما القول أنه من صلة قوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مأْكُولٍ} فإن ذلك لو كان كذلك، لوجب أن يكون «لإيلاف» بعض «ألم تر»، وأن لا تكون سورة منفصلة من «ألم تر» وفي إجماع جميع المسلمين على أنهما سورتان تامَّتان كلّ واحدة منهما منفصلة عن الأخرى، ما يبين عن فساد القول الذي قاله من قال ذلك. ولو كان قوله: {لإيلافِ قُرَيْشٍ} من صلة قوله:
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مأكُولٍ}
لم تكن «ألم تر» تامَّة حتى توصلَ بقوله: {لإيلافِ قُرَيْشٍ} لأن الكلام لا يتمّ إلاَّ بانقضاء الخبر الذي ذ ُكر.
والمشهور أن هذه السّورة منفصلة عن سورة الفيل وأنه لا تعلق بينهما وأجيب عن مذهب أبي بن كعب في جعل هذه السّورة، والسورة التي قبلها سورة واحدة بأن القرآن كالسورة الواحدة يصدق بعضه بعضاً ويبين بعضه معنى بعض وهو معارض أيضاً بإطباق الصّحابة، وغيرهم على الفصل بينهما، وأنهما سورتان.
هذا بالنسبة لسؤال أخي سليم.
[ line]
وأما بالنسبة لما سأل مشرفنا لؤي:)
***********
ثم إن في هذه السورة الكريمة مسألة:
ففي قوله تعالى: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ "، يلفت انتباهنا أنه قال: " هَذَا الْبَيْتِ ". وكلمة (هذا) اسم إشارة للقريب، نقوله للشيء الذي أمامنا.
**************************************
إن استخدام اسم الأشارة هو هنا للدلالة على تعظيم المشار إليه وهو البيت.
فالمراد به الكعبة، عبر عنها بالإشارة تعظيماً؛ إشارة إلى أن ما تقدم في السورة الماضية من المدافعة عنهم معروف أنه بسببه لا يحتاج إلى تصريح، وأن ذلك جعله متصوراً في كل ذهن حاضراً مشاهداً لكل مخاطب، وفي هذا التلويح من التعظيم ما ليس للتصريح.
وهناك مسألة أخرى، وهي تعريفه نفسه سبحانه لأهل مكة بأنه رب هذا البيت
ففي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان:
أحدهما: لأنه كانت لهم أوثان، فميز نفسه عنها.
الثاني: أنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب، فذكر لهم ذلك تذكيراً بنعمته.
وقوله تعالى: {فليعبدوا ربَّ هذا البيت} أي: ليوحِّدوه. أي ليعبدوا رب البيت وهو الله وليست الأصنام.
ولعل في تخصيص لفظ الرب إشارة إلى ما قالوه لأبرهة " إن للبيت رباً سيحفظه " ولم يعولوا في ذلك على الأصنام فلزمهم لإقرارهم أن لا يعبدوا سواه كأنه يقول: لما عولتم في الحفظ عليّ فاصرفوا العبادة إليّ.
================================
وأخيراً لي سؤالان:
1) لماذا كُررت إيلفهم في قوله تعالى {لإيلافِ قُريْشٍ* إيلافِهِم}
2) لماذا نُكرت لفظتي جوع، وخوف في قوله {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}.^^^^^^^^^^^^^^^^
أحب سماع صرير أقلامكم على أرواق منتدى الفصيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 01:40 م]ـ
أعتقد انها لام التعليل
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 07:31 م]ـ
أعتقد انها لام التعليل
طيب أخي ولماذا هي للتعليل، وما وجه ترجيحك لهذا الرأي؟
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 08:30 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم ايها الاخوة ,لقد اصبتم ,زادكم الله علماً ونوّر بصيرتكم وبصائركم, واللام هي للتعجب , وكرر «لإيلاف» للتوكيد، كما تقول: أعطيتك المال لصيانة وجهك صيانة عن كل الناس, ونُكرت لفظتي الجوع والخوف: لأن القصد من الآية أن الله أطعمهم بعد الجوع، كما تقول: كسوتك من عري.
واحب أن أضيف السبب في تسميتهم قريشًا: سموا قريشا لتجارتهم وجمعهم المال. والقرش:
الكسب. يقال: هو يقرش لعياله، ويقترش، أي: يكتسب وقد سأل معاوية ابن عباس رضي الله عنهم: لم سميت قريش قريشا؟ فقال ابن عباس: بدابة تكون في البحر يقال لها القريش لا تمر بشيء من الغث والمسين إلا أكلته. وأنشد:
وقريش هي التي تسكن البح = ر بها سميت قريش قريشا
وقال ابن الأنباري: قال قوم: سموا قريشا بالأقتراش، وهو وقوع الرماح بعضها على بعض قال الشاعر:
ولما دنا الرايات واقترش القنا = وطار مع القوم القلوب الرواجف
وشكرًا
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 08:55 م]ـ
بمعنى أن بسبب اعتياد قريش على رحلة الشتاء والصيف وتسهيل الله لهم هذه الرحلة لابد أن يعبدوه
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 09:21 م]ـ
وجه يُحتمل اخي عاشق اللغة، بارك الله فيك
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 09:24 م]ـ
[ QUOTE= سليم] السلام عليكم
بارك الله فيكم ايها الاخوة ,لقد اصبتم ,زادكم الله علماً ونوّر بصيرتكم وبصائركم, واللام هي للتعجب ,
وكرر «لإيلاف» للتوكيد، كما تقول: أعطيتك المال لصيانة وجهك صيانة عن كل الناس,
السؤال هنا لماذا ترك اللعطف بينهما بالواو؟
ونُكرت لفظتي الجوع والخوف: لأن القصد من الآية أن الله أطعمهم بعد الجوع، كما تقول: كسوتك من عري.
وهنا تدبر الآية مرة أخرى.
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 10:28 م]ـ
السلام عليكم
إن كنت تقصد عطف الخوف على الجوع, فهناك تعليل أظنه في محله: بعض العلماء ربط سورة القيل مع هذه السورة ويصبح المعنى: أن قريش كانت بالحرم آمنة من الأعداء. والحرم واد جديب لا زرع فيه ولا شجر، وإنما كانت قريش تعيش فيه بالتجارة وكانت لهم رحلتان في كل سنة، رحلة في الشتاء، ورحلة في الصيف، إلى الشام ولولا هاتان الرحلتان لم يكن به مقام، ولولا أنهم بمجاورة البيت لم يقدروا على التصرف، فلما قصد أصحاب الفيل هدم الكعبة أهلكهم الله لتقيم قريش بالحرم، فذكرهم الله نعمته بالسورتين. والمعنى: أنه أهلك أولئك ليؤلف قريشا هاتين الرحلتين اللتين بهما معاشهم ومقامهم بمكة.
والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 10:37 م]ـ
وأما بالنسبة لما سأل مشرفنا لؤي:)
***********
ثم إن في هذه السورة الكريمة مسألة:
ففي قوله تعالى: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ "، يلفت انتباهنا أنه قال: " هَذَا الْبَيْتِ ". وكلمة (هذا) اسم إشارة للقريب، نقوله للشيء الذي أمامنا.
**************************************
إن استخدام اسم الأشارة هو هنا للدلالة على تعظيم المشار إليه وهو البيت.
فالمراد به الكعبة، عبر عنها بالإشارة تعظيماً؛ إشارة إلى أن ما تقدم في السورة الماضية من المدافعة عنهم معروف أنه بسببه لا يحتاج إلى تصريح، وأن ذلك جعله متصوراً في كل ذهن حاضراً مشاهداً لكل مخاطب، وفي هذا التلويح من التعظيم ما ليس للتصريح.
وهناك مسألة أخرى، وهي تعريفه نفسه سبحانه لأهل مكة بأنه رب هذا البيت
ففي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان:
أحدهما: لأنه كانت لهم أوثان، فميز نفسه عنها.
الثاني: أنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب، فذكر لهم ذلك تذكيراً بنعمته.
وقوله تعالى: {فليعبدوا ربَّ هذا البيت} أي: ليوحِّدوه. أي ليعبدوا رب البيت وهو الله وليست الأصنام.
ولعل في تخصيص لفظ الرب إشارة إلى ما قالوه لأبرهة " إن للبيت رباً سيحفظه " ولم يعولوا في ذلك على الأصنام فلزمهم لإقرارهم أن لا يعبدوا سواه كأنه يقول: لما عولتم في الحفظ عليّ فاصرفوا العبادة إليّ.
بارك الله بك أخي الكريم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن ما تفضّلت به قد يكون سبباً لذلك ..
على أني سأذكر وجهاً آخر:
فإن في هذا التعبير دلالة عميقة من معاني القرآن العظيم، وسرّاً من أسرار القول .. ذلك أن البيت الحرام مائل أمام المصلّي حيثما كان في سجوده وصلاته. والمرء يتوجّه إلى قبلته في الصلاة. والمسجد الحرام - وهو البيت المقصود في الآية الكريمة - قبلة المسلمين، يتوجه المسلمون بوجوههم وقلوبهم إليه في أي مكان في الدنيا.
ومن الناس مَن يصلّي جنوباً، ومنهم مَن يصلي شرقاً، ومنهم من يصلي غرباً، ومنهم مَن يصلي شمالاً. والمؤمن في الصلاة يتوجه بوجهه وبقلبه وهو يضع عينه موضع سجوده وهو يرسل قلبه إلى حيث يتوجّه، والمرء في صلاته يكون خاشعاً لربه، مدركاً لموقفه الجليل بين يدي ربه.
ولذا فإن البيت الذي يتوجه إليه يكون حاضراً أمامه، فكأنه يقف في فنائه، ولعلّ الله عزّ وجلّ يريد أن يثبت هذا المعنى في قلوب عباده، فقال سبحانه: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ "، حتى يعتاد المصلّون الخشوع والتدبّر فيما يقرأون أثناء الصلاة.
كما أن في هذه الآية الكريمة من المعاني والدلالات على إعجاز هذا الكتاب العظيم الدائم المستمر. فهذا البيت قائم دائم ما دامت الدنيا، وهو ما زال، وسيظلّ قبلة المسلمين إلى يوم الدين.
ولو كان القرآن العظيم من عند غير الله تعالى لما قرأنا فيه هذه الآية، لأن البشر لا يستطيعون توكيد هذه الحقيقة على مرّ الأيام. فمن يدري من أهل الأرض أن (هذا البيت) سيظلّ ماثلاً قائماً عامراً مشرفاً يتوجه إليه الناس بعبادتهم حيثما كانوا في أقطار الدنيا؟ هذا هو كتاب الله عزّ وجلّ ..
وأخيراً لي سؤالان:
1) لماذا كُررت إيلفهم في قوله تعالى {لإيلافِ قُريْشٍ* إيلافِهِم}
2) لماذا نُكرت لفظتي جوع، وخوف في قوله {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}.^^^^^^^^^^^^^^^^
أحب سماع صرير أقلامكم على أرواق منتدى الفصيح.
أخي موسى .. زادك الله بصيرة وعلماً ..
قوله: " لإيلافِ قُريْشٍ* إيلافِهِم "، كرّر لأن الثاني بدل من الأول، أفاد بيان المفعول، وهو " رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ ".
فـ" إيلافِهِم " بدل من الأولى مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة، و"هم" ضمير متصل في محل جرّ مضاف إليه.
أما بالنسبة لتنكير كلمتي "جوع" و "خوف"، فلشدّتهما.(/)
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 11:02 م]ـ
قوله تعالى
(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُواًّ وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) 8 القصص
فهل اللام في هذه الآية للتعليل؟
أي هل التقطوه لعلة أن يكون لهم عدوا؟
أعني هل ما دعاهم لإلتقاطه أن يكون لهم عدوا وحزنا؟؟
بانتظاركم
ـ[أبو سنان]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 12:00 ص]ـ
:::
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} القصص
اللام هنا لام العاقبة بمعنى الصيرورة وليست للتعليل أي أن معنى التعليل فيها وارد على طريق المجاز دون الحقيقة لأنه لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدواً وحزناً ولكن المحبة والتبني.
هذا ما ذكره الزمخشري في الكشاف.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 07:27 ص]ـ
نعم هي كذلك
فاللام في آية (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُواًّ وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ)
هي لام العاقبة---كاللام في قوله (وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون) --ولام العاقبة أو الصيرورة أو المآل هي اللام التي يظهر وكانها للتعليل مع أنّها ليست للتعليل--أي يكون ما بعدها مرتبا على ما قبلها ترتيبا لا يقصد منه التعليل لتخلف ما بعدها وعدم حصوله في حالات
قال أبو البقاء: [وما يترتب على فعل الفاعل المختار إن كان ترتبه عليه بطريق الاتفاق والإمضاء، من غير أن يكون اقتضاء وسببيّة يسمّى اللام الداخلة عليه لام الصيرورة، وهي العاقبة والمآل. كقوله تعالى: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزنا)، وكقوله تعالى: (فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضلّ الناس) أي عاقبة كذبه ومصيره إلى الضلال)
لاحظوا هذا الكلام (لدوا للموت وابنوا للخراب) --فالموت ليس علة للولد--والخراب ليس علة للبناء--بل المعنى توالدوا فإن مآلكم إلى الموت وابنوا فإن مصير ما تبنون الخراب
بقيت نقطة
قوله تعالى (?إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ? والذي جاء بعد
(?فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُواًّ وَحَزَناً ?
فهل خطئهم نابع من تربيتهم لعدوهم؟؟
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 08:02 ص]ـ
هي لام العاقبة---كاللام في قوله (وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون) --
شيخنا جمال ..
هنا ..
لم لا تكون اللام للتعليل؟!!
أليست عبادة الله تعالى هي علة الخلق؟!!
بانتظار إفادتكم
بارك الله فيكم
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 08:18 ص]ـ
بقيت نقطة
قوله تعالى (?إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ? والذي جاء بعد
(?فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُواًّ وَحَزَناً ?
فهل خطؤهم نابع من تربيتهم لعدوهم؟؟
بل من ظلمهم وكفرهم بالله تعالى حتى عاقبهم الله جل وعزّ بأن جعل موسى _وهو ربيبهم_ عدوّا وحزنًا لهم ..
بارك الله فيكم
وجزاكم خيرًا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 05:20 م]ـ
معالي
لقد صلّحت لي قولي (بقيت نقطة
قوله تعالى (?إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ? والذي جاء بعد
(?فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُواًّ وَحَزَناً ?
فهل خطؤهم نابع من تربيتهم لعدوهم؟؟)
مع أنني لونتها سابقا عمدا عندما قلت "خطئهم"
وكان لي هدف أن أشير إلى الخطيئة لا إلى الخطأ---ففي الآية قال تعالى (كَانُوا خَاطِئِينَ? ولم يقل" كانوا مخطئين"---فالخاطىء هو المذنب عمدا-- والمخطىء هو غير العامد---فتربيتهم لعدوهم هو فعل منهم لما لا ينبغي بدون تعمّد--فقوله إذن "كَانُوا خَاطِئِينَ? لا يشير إلى فعل التربية إنّما إلى إجرامهم
على هذا فلست مع الزمخشري في قوله (كانوا خاطئين" في كل شيء، فليس خطؤهم في تربية عدوهم ببدع منهم. أو كانوا مذنبين مجرمين، فعاقبهم الله بأن ربي عدوهم- ومن هو سبب هلاكهم- على أيديهم.)
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 09:37 م]ـ
مع أنني لونتها سابقا عمدا عندما قلت "خطئهم"
وكان لي هدف أن أشير إلى الخطيئة لا إلى الخطأ
إذًا لعلك أردتَ شيخنا (خطيئتهم) لا (خطئهم) ..
بارك الله فيكم ونفع بكم
ولكن ماذا عن الردّ الذي يحمل رقم (4)؟
باتظار إفادتكم شيخنا الفاضل
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 11:12 م]ـ
قوله تعالى (?إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ? والذي جاء بعد
(?فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُواًّ وَحَزَناً ?
وكان لي هدف أن أشير إلى الخطيئة لا إلى الخطأ---ففي الآية قال تعالى (كَانُوا خَاطِئِينَ? ولم يقل" كانوا مخطئين"---فالخاطىء هو المذنب عمدا-- والمخطىء هو غير العامد---فتربيتهم لعدوهم هو فعل منهم لما لا ينبغي بدون تعمّد--فقوله إذن "كَانُوا خَاطِئِينَ? لا يشير إلى فعل التربية إنّما إلى إجرامهم
على هذا فلست مع الزمخشري في قوله (كانوا خاطئين" في كل شيء، فليس خطؤهم في تربية عدوهم ببدع منهم. أو كانوا مذنبين مجرمين، فعاقبهم الله بأن ربي عدوهم- ومن هو سبب هلاكهم- على أيديهم.)
أستاذي جمال، هل تقصد إلى قوله تعالى: {كانوا خاطئين} لا يترتب عليه، تربية موسى {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُواًّ وَحَزَناً}؟ وعليه لا علاقة بين جزئي الآية من حيث السبب والمسبب عنه؟.
ومن ناحية أخرى في قوله تعالى {وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون}
ألا تظهر الناحية التعليلية؟ حيث تم ايتخدام اسلوب الحصر < النفي بما والأستثناء بإلا > وهو ما يصرف الذهن إلى معنى واحد وهو حصر علة الخلق في العبادة أو من اجل العبادة.
تلميذك موسى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 06:57 ص]ـ
الأخ موسى
القول في آية ({وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون}) اللام أيضا فيها لام العاقبة أو الصيرورة لا لام التعليل---أي خلقهم بكيفية تؤهلهم للعبادة--كيفية يتوقع منهم أن يمارسوا العبادة--والدليل على ذلك أنّ الملايين غير عابدين--ولو كانت اللام للتعليل لما تخلف أحد
------------------------------------
أمّا بالنسبة لآية ((?إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ? فلا علاقة لها مع الجزء الذي سبقها من حيث التربية
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 10:35 ص]ـ
والدليل على ذلك أنّ الملايين غير عابدين--ولو كانت اللام للتعليل لما تخلف أحد
ولكن أستاذنا الفاضل تخلف الملايين غير العابدين لاأرى أنه كافٍ لننفي عن اللام هنا أن تكون للتعليل، إذ أن تخلف أولئك لم يكن إلا عصيان منهم وتمرد!!
مع عدم إغفال أن الوجه الذي ذكرتَ من كونهم خُلقوا بكيفية تؤهلهم للعبادة وجه لاغبار على صوابه ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 12:29 ص]ـ
[ QUOTE= جمال حسني الشرباتي] [ B] الأخ موسى
القول في آية ({وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون}) اللام أيضا فيها لام العاقبة أو الصيرورة لا لام التعليل---أي خلقهم بكيفية تؤهلهم للعبادة--كيفية يتوقع منهم أن يمارسوا العبادة--والدليل على ذلك أنّ الملايين غير عابدين--ولو كانت اللام للتعليل لما تخلف أحد
------------------------------------
أستاذي ومعلمي، أبا بكر لا ادري كيف ربطت بين نفي التعليل عن هذه اللام، وبين انها تؤدي إلى وجوب أن يكون الناس عبادً لله.
صحيح أنه في التخريج الأصولي: العلة تدور مع المعلول وجوداً وعدماً.
ولكن هنا يدخل في هذه الآية أن النتيجة، وهي عين المعلول، قد لا تتحقق وقد تتحقق، والذي ابطل هنا القاعدة الأصولية (العلة) هو مجموع الأدلة العقدية، وهي تفيد قطعاً أن الأنسان مخير في عبادته لله، وأن الله لا يجبره على الطاعة والعبادة إجبار قسر مادي، وإنما معنوي، وهو بالوعيد وبنده الوعد.
فعلة خلق الخلق تكون للعبادة، والله أعلم.
وإن كنت أؤثر الوقوف عند حدي وسماع كلامك السلس الرقراق.
تلميذك موسى.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 12:32 ص]ـ
ولكن أستاذنا الفاضل تخلف الملايين غير العابدين لاأرى أنه كافٍ لننفي عن اللام هنا أن تكون للتعليل، إذ أن تخلف أولئك لم يكن إلا عصيان منهم وتمرد!!
مع عدم إغفال أن الوجه الذي ذكرتَ من كونهم خُلقوا بكيفية تؤهلهم للعبادة وجه لاغبار على صوابه ..
أختنا معالي: ما يقصده شيخنا جمال:
هو القاعدة الأصولية والتي تقول: أن العلة تدور مع المعلول وجوداً وعدماً. وعليه وحسب رأيه يجب عدم تخلف الخلق عن العبادة. إن كانت اللام تعليلية.
وما زلت بانتظار رده الشافي.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 04:47 ص]ـ
حواركم ماتع، أمتعكم الله بحلل الرضا والعافية.
وربي إنها لدرر فرائد تستحق النظر والنظر والنظر.
جزيتم عنا كل خير
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 09:53 ص]ـ
حواركم ماتع، أمتعكم الله بحلل الرضا والعافية.
وربي إنها لدرر فرائد تستحق النظر والنظر والنظر.
جزيتم عنا كل خير
وإياكم أخانا واستاذنا الكبير أبا سارة.
:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 10:59 م]ـ
السلام عليكم جميعا
# ما بال الأخ لؤي لا يتدخل في هذا الموضوع مع ما عهدناه منه من دقة في التوجيه
# أشكر الأخ أبا سارة على نفشه إيانا فظننا في أنفسنا ما ليس فينا
# الأخ موسى ---على مهلك---فكلنا هنا طلاب علم
# الأخت معالي----وليس مجرد حلم أن تكوني فوق المعالي
------------------------
الآن--
لو قلت " ما تركت طلابي في المكتبة إلّا ليدرسوا"---أدرسوا هذا المثال جيدا---
# هل اللام فيه للعاقبة أو للمآل --بمعنى أن عاقبة تركي إيّاهم في المكتبة هي دراستهم لموادّهم وقد لا تتحقق؟؟
# أم هل هي للتعليل بمعني أنني تركتهم لأجل أن يدرسوا؟؟
--------------------------------------
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 09:05 ص]ـ
السلام عليكم جميعا
الآن--
لو قلت " ما تركت طلابي في المكتبة إلّا ليدرسوا"---أدرسوا هذا المثال جيدا---
# هل اللام فيه للعاقبة أو للمآل --بمعنى أن عاقبة تركي إيّاهم في المكتبة هي دراستهم لموادّهم وقد لا تتحقق؟؟
# أم هل هي للتعليل بمعني أنني تركتهم لأجل أن يدرسوا؟؟
--------------------------------------
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
ما تركت طلابي في المكتبة إلّا ليدرسوا.
هنا في هذا المثال كما في الآية يتضح المقال؛ فمعنى تركهم في المكتبة ليدرسوا، هي إن جاز التعبير علة حصرية، لا تؤدي حتماً إلى المعلول، اي إلى النتيجة.
كما في الآية، وعلة خلق الخلق هي من أجل العبادة، وقد يتحقق هذا الهدف وقد لا يتحقق. وإن شئت أخي جمال فقل عنها حكمة، وهو الصواب
أي أن الحكمة من خلق الخلق هي العبادة، وهذا مثيل قوله تعالى عن الحج {
ليشهدوا منافع لهم}.
وعلى كل حال يا أبا بكر لا تضنَّ علينا بالجواهر النفاس، ولا بكريم الأنفاس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 02:26 م]ـ
ما بال الأخ لؤي لا يتدخل في هذا الموضوع
أخي جمال ..
أدام الله توفيقك في كل قول وفعل .. وفي كل رأي ونظر ..
فإني - كحال أخينا الغالي أبي سارة - من المستمتعين بأدب حواركم .. وبما تخطّه أناملكم ..
ولقد لفت انتباهي اختلافكم في اللامات .. فأقول مبتدئاً باللام في قوله تعالى: " فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ": إنها - وكما بيّنتم - لام العاقبة، وهي التي يسميها الكوفيون لام الصيرورة.
فإن آل فرعون لم يلتقطوا موسى عليه السلام ليكون لهم عدوّاً وحزناً، إنما التقطوه ليكون لهم فرحاً وسروراً. فلمّا كان عاقبة أمره إلى أن صار لهم عدواً وحزناً جاز أن يُقال ذلك، فدلّت اللام على عاقبة الأمر.
ومن مثل ذلك، قولك: أعددت هذه الخشبة ليميل الحائط فأدعمه بها. فإنه يفيد أنك لم ترد ميل الحائط، ولا أعددتها للميل، لأنه ليس من بغيتك وإرادتك. ولكن أعددتها خوفاً من أن يميل فتدعمه بها. والعرب قد تسمّي الشيء باسم عاقبته كما قال تعالى: " إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا " (يوسف: 36) .. فهو إنما كان يعصر عنباً، تؤول عاقبته إلى أن يكون خمراً فسمّاها بذلك.
وأما اللام في قوله تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "، فإن الذي عليه الجمهور أنها لام التعليل، بمعنى: ما خلقتهم إلا لأمرهم بعبادتي.
إذ إن الغاية من خلق العباد أن يعرفوا الله تعالى وصفات كماله عزّ وجلّ وأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، فيكون هو وحده إلههم ومعبودهم ومطاعهم ومحبوبهم. فهذه الغاية هي المرادة من العباد، ولأجلها وُضع الثواب والعقاب، وأنزلت الكتب، وأرسلت الرسل ..
قال نوح عليه السلام لقومه: " اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " (الأعراف: 59).
وقال هود عليه السلام لقومه: " اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " (الأعراف: 65).
وقال صالح عليه السلام لقومه: " اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " (الأعراف: 73).
وقال شعيب عليه السلام لقومه: " اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " (الأعراف: 85).
وقال تعالى: " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ " (النحل: 36).
وقال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ " (الأنبياء: 25).
وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (البقرة: 21).
فالتعبّد هو مدار الأمر، وهو علّة الخلق، فمن أطاع فقد اهتدى، ومن فسق عن أمر ربّه ضلّ وغوى.
أما أن تكون اللام "لام العاقبة" فلا يجوز لأمرين: الأول: لحصول العلم بأن كثيراً من الخلق لا يعبدون الله أصلاً، والثاني: لأن الله تعالى يقول في موضع آخر: " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " (الأعراف: 179).
فقوله: (ذرأنا)، أي: خلقنا. واللام في (لجهنم) لام العاقبة دون خلاف. فكيف تكون - إذن - صيرورة الجن والإنس إلى العبادة مرة، وصيرورة كثير منهم إلى جهنم مرة؟ هذا محال!
والله أعلم ..(/)
تحريف الكلام
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 12:40 م]ـ
تحريف الكلام
قال تعالى"يحرفون الكلم عن مواضعه ........ "* (النساء46) و (المائدة13)
وقال تعالى" يحرفون الكلم من بعد مواضعه ....... "* (المائدة41)
فما الفرق في المعنى بين الاّيتين؟
التحريف: تغيير الكلام وصرفه عن معانيه.
وقوله تعالى" يحرفون الكلم عن مواضعه"يعني أنهم يستبدلون كلمة بكلمة أخرى، أويتأولونه على غير تأويله ومقاصده، فيقولون مثلا: سمعنا وعصينا، بدل: سمعنا وأطعنا، أو يقولون: اسمع غير مسمع، والقصد منها الدعاء بعدم السمع، أو اسمع لا سمعت، وليس كما تستخدمها العرب ويقصدون بها: اسمع غير مسمع ذمّا.
أما قوله تعالى" يحرفون الكلم من بعد مواضعه"ففيه محذوف وتقديره: من بعد (معرفة أو تثبيت) مواضعه، وهذا يعني أنهم يجرون عملية تبادلية بين الكلمات فيضعون كلمة مكان كلمة أخرى، أو يستبدلون حكما مكان حكم اّخر، كما فعل اليهود، ووضعوا حكم الجلد مكان حكم الرجم، فبدلوا أماكن الأحكام على هواهم، من أجل التخفيف.
والله أعلم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 11 - 2005, 01:38 ص]ـ
الأخ عزام - حفظه الله ..
شكر الله لك الفوائد الجمّة التي تعلّمنا إياها ..
فإن فيها الخير الكثير ..
واسمح لي - أخي الكريم - أن أضيف سبباً آخر قد يكون موجباً لاختلاف التعبير في الآيتين .. وهو يرجع - في الحقيقة - إلى الفرق بين الموضعين ..
فالآية الأولى تضمّنت إخبار الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ما ارتكبه مَن تقدّم من كفار بني إسرائيل حين أخذ عليهم الميثاق فيما عرّفه سبحانه في قوله: " وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ " (المائدة: 12).
فبعد أن أخذ الله تعالى عليهم الميثاق، نقضوا العهود، وقتلوا الأنبياء، وحرّفوا كلام الله، فجعل الله قلوبهم قاسية ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم عليهم السلام. فهذا كله تعريف بمرتكب سلف المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإخبار بحالهم من تحريفهم وتبديلهم.
أما الآية الثانية فهي تعريف للرسول صلى الله عليه وسلم بأحوال معاصريه منهم، ليعلم أن ذلك من بعدهم جار على ما قدر عليهم في الأزل، قد تبع في ذلك الخلف السلف. فهي نزلت في قوم من اليهود أخبر الله تعالى عنهم أنهم "سمّاعون" لما يقوله الرسول، ليكذبوا عليه، ويخبروا بخلاف ما يقوله، وينقلوا كلامه إلى قوم آخرين لم يأتوه.
فمعنى " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ " يحتمل أن يكون المراد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أو من بعد موته، ليجعلوه على خلاف ما سمعوه منه. وهذا موضع (بعد) لا موضع (عن). لأنه ليس يعدوه إلى المحرف إليه فينفصل عما جاء عليه إلى الكذب مقارناً له، وإنما ذلك بعده بأزمنة كثيرة يتوقّعون مضيّها ليسهل كذبهم بعدها.
فلما كان هنا الإخبار بحال خلفهم، والأول إخبار بحال سلفهم، ناسب حال الأولين ذكر ما تناولوه بأنفسهم وباشروه بالتحريف والتبديل، فقيل: " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ "، فهم المزيلون لما خوطبوا به عمّا أريد به لم يتقدّمهم في ذلك غيرهم.
وأما المعاصرون فقد حرّفوا أيضاً بعد الاستقرار، فأنكروا صفته صلى الله عليه وسلم بعد مشاهدته ورؤيته، وهذا ممّا اختصّ به الخلف دون السلف، إذ لم يباشر أمره عليه الصلاة والسلام هؤلاء بعد أن كان سلفهم يعترفون بذلك.
فكانت البعدية لمن بعد، والحالية المحكية لمن قبل - على ما يناسب.
والله أعلم ..
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 06:57 م]ـ
السلام عليكم
الحرف في كلام العرب يراد به حد الشيء وحدته. ومن ذلك حرف السيف إنما هو حده وناحيته. وطعام حريف: يراد به الحدة. ورجل محارف أي محدود عن الكسب.
وسميت الحروف حروفاً لأن الحرف حد منقطع الصوت, وقد قيل: انها سميت بذلك لأنها جهات للكلام ونواح كحروف الشيء وجهاته.
واما التحريف في الكلام الميل والانحراف, قال الله تعالى: " يحرفون الكلم عن مواضعه ". (سر الفصاحة للخفاجي)
وقولهم: انحرف فلان عن فلان أي جعل بينه وبينه حدا بالبعد(/)
قال بدل قالت
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 01:36 م]ـ
لماذا جاء الفعل (قال) بصيغة المذكر والسياق يقتضي التأنيث (نسوة)
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} يوسف30
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 08:36 م]ـ
لماذا جاء الفعل (قال) بصيغة المذكر والسياق يقتضي التأنيث (نسوة)
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} يوسف30
وكأن ذكر المؤنث أغناهم عن ذكر علامة التأنيث " التاء"
قال سيبويه في الكتاب (وإنما حذفوا التاء لأنهم صار عندهم إظهار المؤنث يكفيهم عن ذكرهم التاء،)
وهذا رأي --أمّا الرأي الآخر فإنّ الجمع هنا "نسوة" ليس مؤنثا حقيقيا--صحيح أن المرأة مؤنث ولكن الجمع "نسوة" ليس مؤنثا--وفي هذه الحال يجوز التذكير والتأنيث
قال المبرد في المقتضب
(ولو كان مؤنث الاسم، لا معنى لتأنيث، ولا تذكير تحته، كالدار والنار وما كان غير ذلك مما ليست له حقيقة التأنيث لجاز أن تذكر الفعل إن شئت فتقول: أطفئ نارك. وجئ نساؤك؛ لأن هذا إنما هو تأنيث الجمع؛ كما قال الله جل ثناؤه: "وقال نسوة في المدينة" وقال "فمن جاءه موعظة من ربه"، "أخذ الذين ظلموا الصيحة".
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 10:53 م]ـ
[ QUOTE= جمال حسني الشرباتي] [ B]
ليس مؤنثا حقيقيا--صحيح أن المرأة مؤنث ولكن الجمع "نسوة" ليس مؤنثا--وفي هذه الحال يجوز التذكير والتأنيث
***************************
الحق أنه لا يجوز لي أن أعقب على كلام أستاذي الكبير (والكهل ذي الخمسين)
، ولكن وحيث أن المقام مقام بلاغة فلا بد من الإفادة.
صحيح ما قال أستاذي جمال (أبو بكر)، وهو أن التأنيث، وهو (نسوة) ليس تأنيثاً حقيقياً، ولا ننسى أن نسوة جاءت جمع قلة، وجاءت جمع تكسير، وفي هذه الحالة يجوز إستخدام الفعل بصيغة التذكير أو التانيث، فنقول قال نسوة وقالت نسوة. ولكن السؤال الحقيقي هو لماذا استخدم القرآن قال مع انه من الأفصح استخدام قالت مع نسوة للتوافق بين التأنيث في الفعل والتأنيث ــــ وإن كان غير حقيقي ــ في نسوة. والجواب: هو أن العدول من الأفصح إلى الأقل فصاحةً هو للفت نظر القارىء والسامع إلى فعل النسوة وهو فعل غير صحيح ومذموم، وأنه شغلهن الشاغل.
وشكراً.(/)
المبهمات في القرآن!!!
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 02:24 ص]ـ
السلان عليكم
المبهم هو الذي لم يُفصح عنه القرآن ولم يُعينه, منه ما أبهم من رجل أوامرأة أوملك أوجني أومثنى أومجموع عرف أسماء كلهم أوالذي إذا لم يرد به العموم, مثل قوله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة", هو آدم وزوجته حواء, (وإذ قتلتم نفساً) اسمه عاميل (وابعث فيهم رسولاً منهم) هو النبي صلى الله عليه وسلم (ووصي بها إبراهيم بنيه) هم إسماعيل وإسحاق ومان وزمران وسرح ونفش ونفشان وأميم وكيسان وسورح ولوطان ونافش. الأصباط: أولاد يعقوب اثنا عشر رجلاً: يوسف وروبيل وشمعون ولاوى ويهوذا وداني وتفتاني بفاء ومثناة وكاد ويأشير وإيشاجر ورايلون وبنيامين (ومن الناس من يعجبك قوله) هو الأخنس بن شريق (ومن الناس من يشرى نفسه) هو صحيب (إذ قالوا لنبي لهم) هو شمويل، وقيل شمعون، وقيل يوشع منهم من كلم الله. قال مجاهد: موسى. (ورفع بعضهم درجات) قال محمد: الذي حاج إبراهيم في ربه نمروذ بن كنعان (أو كالذي مر على قرية) عزيز، وقيل أرمياء، وقيل حزقيل (امرأة عمران) حنة بنت فاقوذ (وامرأتي عاقر) هي أشياع أو أشيع بنت فاقوذ (منادياً ينادي للإيمان) هو محمد صلى الله عليه وسلم.
وسؤالي هو هل هناك أدله على هذا؟؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
وسؤالي هو هل هناك أدله على هذا؟؟؟
وأرد على السؤال بسؤال آخر، لماذا الإبهام في القرآن؟
وسؤال آخر مهمٌ ودقيق؛ لماذا لم يُفسر رسولنا:= القرآن الكريم؟
ألم يأتي رسولنا الكريم ليبين لنا كل ما أبهم علينا؟
ـ[سليم]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 02:27 ص]ـ
السلام عليكم
الابهام في القرآن يكون لعدة اسباب:
1 - الاستغناء ببيانه ,وذلك لورود بيانه في موضع آخر, مثل قوله تعالى:"صراط الذين أنعمت عليهم",حيث ورد تعريف الصراط في موضع آخر في القرآن:"صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".
2 - الاشتهار, أي اشتهار المبهم مثل قوله تعالى:"وقلنا يادم أسكن أنت وزوجك الجنة",ولم يذكر اسمها لأنه لا يوجد غيرها (حواء).
3 - الستر على المبهم, كقوله تعالى:"ومن الناس من يعجبك قوله في حياة الدنيا",وهو الاخنس بن شريق، حيث أنه أسلم وحسن إسلامه.
4 - عدم وجود فائدة كبيره في تعيينه, مثل قوله تعالى:"فقلنا اضربوه ببعضها",زكذلك قوله تعالى:" وأسألهم عن القرية".
5 - التنبيه على العموم، وانه المقصود وليس الخاص, كقوله تعالى:"ومن يخرج من بيته مهاجرا".
6 - التعظيم وشرف المكانة, يقول الله تعالى:"والذي جاء بالصدق وصدق به", ويقول ايضًا:"إذ يقول لصاحبه لا تحزن",والمعني هنا هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
7 - التحقير, وذلك بالوصف الناقص, نحو قوله تعال:" إن شانئك هو الآبتر",والمقصود هو ابو جهل, ومهنم من قال انه العاص بن وائل.
والله أعلم
ـ[أبو سنان]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 08:11 م]ـ
:::
في القرآن محكم ومتشابه، وقد ورد الإحكام في آيات عديدة منها:
قوله تعالى: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} الآية الأولى من سورة هود.
وورد المتشابه في مثل قوله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني} الآية الثالثة والعشرون من سورة الزمر.
أما الإحكام والتشابه معاً فقد وردا في الآية السابعة من سورة آل عمران في قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب، منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب}.
أما المبهم فلم أجد له في القرآن أي إشارة ونظري أن استخدام لفظة مبهم في القران استخدام خاطئ إذ كيف يطلب منا الله أن نتعبده بكتاب فيه ابهام وغموض.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 09:11 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابو سنان, بارك الله فيك وزادك ايماناً وعلمًا, ليس المقصود في المبهم هو الغموض او الطلاسم ,كما وأن ابهامه وعدم تبيانه لا يؤثر على القرآن من حيث التفسير والبلاغة, وقد اهتم السلف ايضًا فيه ,فيقول عكرمة: طلبت الذي خرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم أدركه الموت أربع عشرة سنة. هذا ما ذكره السيوطي في كتابه الإتقان في احكام القرآن وقد ذكر ايضاً:"اعلم أن علم المبهمات مرجعة النقل المحض لا مجال للرأي فيه، ولما كانت الكتب المؤلفة فيه وسائر التفاسير تذكر فيها أسماء المبهمات والخلاف فيها دون بيان مستند يرجع إليه أوعزوا يعتمد عليه، ألفت الكتاب الذي ألفته مذكوراً فيه عزوكل قول إلى قائله من الصحابة والتابعين وغيرهم معزواً إلى أصحاب الكتب الذين خرجوا ذلك بأسانيدهم، مبيناً فيه ما صح سنده وما ضعف، فجاء لذلك كتاباً حافلاً لا نظير له في نوعه. وقد رتبته على ترتيب القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سنان]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 09:23 م]ـ
:::
بارك الله فيك أخي سليم على ايضاحك ولكن إذا فقد النقل أوضعف في المبهم ماذا تسميه؟؟؟
وكيف تصفه؟؟؟؟
أعرف ما تريد أن تصل إليه
وهو أن هناك مجموعة من الآيات لم يفصح القران فيمن نزلت أو سبب نزولها أو ذكر تفاصيل الأمم السابقة ولكن هذا لا ضير في معرفته من عدم معرفته ولكن كل ما أخشى أن نأتي لآيات واضحة ومفهومة ونجعلها في باب المبهمات
وأين نذهب من قول الله تعالى في أكثر من موضع في القران حيث قال الله تعالى:
{الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} هود1
وقال سبحانه: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فصلت3
وقال: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} فصلت44
ـ[سليم]ــــــــ[19 - 12 - 2005, 09:38 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابا سنان ,حياك الله وبياك, وهل يُخفى عليك مثل هذا, فالمحكم والمتشابه قد فصلهما جل العلماء, واما المبهم فهو كما ترى لا يقع الا في الاسماء والاعلام أو الاشخاص, وتبيانه يكون للإستئناس وإحكام التفسير واتمامه ويُطلب بدليل نقلي.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 - 12 - 2005, 10:38 م]ـ
السلام عليكم
السؤال ما زال مطروحاً.
لماذا لم يفسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن
لعلك تتحفنا يا سليم أنت وأبو سنان.
أخوكما موسى
ـ[أبو سنان]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 02:06 ص]ـ
:::
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذنا الحبيب موسى
طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا
أعذرني أستاذي الحبيب بانني لم أعر سؤالك في المرة الاولى أنتباهي لأنني في الحقيقة كنت ابحث عن الباعث له وسببه في هذا الموضوع ولكن بما أنك كررته فأظنه لحاجة في نفس يعقوب ..... ولكن سوف اجتهد ويصوبني الأخوة
اللهم ما كان من خير فمنك و حدك .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان
فاعلم اخي أن الله سبحانه وتعالى أنزل القران ليكون هدى للناس وشفاء لما في الصدور قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة/2)
وقال: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء/9)
فكلنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى يريد من عباده أن يعبدوه حق عبادته وأن يعرفوا طوايا هذا الكتاب من المعاني القيمة، والأسرار المعجزة إذ لا يمكنهم بدون ذلك أن يهتدوا بهداه ولا أن يستنيروا بنوره ولا أن يستشفوا بشفائه.
وكلنا يعلم أن أعلم إنسان بكتاب الله هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأنه هو المتلقي من الله والمتعلم منه والمبلغ عنه وما علم شيء ينفع أمته إلا وأرشد هم إليه قال تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} التوبة128
وقال تعالى مخاطباً نبيه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} المائدة67
لهذا فإن النبي عليه الصلاة والسلام لم يترك لأمته أمراً فيه خيرهم إلا وقد أرشدهم إليه وبلغهم إياه، ولا أمراً فيه شرهم إلا وحذرهم منه.
لذا كان النبي عليه الصلاة والسلام مسؤولاً عن بيان هذا القران وتعليمه للناس قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل44
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم المبيّن الأول للقرآن، والمرجع الأساس لفهم القران
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسبق الناس إلى الخير، فقد كانوا سباقين في دراسة القرآن وتفهم معانيه والعمل بما فيه وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه (أنهم كانوا يتعلمون من القرآن عشر آيات لا يغادرونهن إلى غيرهن إلا بعد أن يتقنوا ما فيها من العلم والعمل).
وقد أعانهم على فهم معاني القرآن توقد أذهانهم وصفاء سرائرهم وطهارة وجدانهم وعمق فهمهم مع ما يتصفون به من ملكة في البيان تعينهم على الفهم.
وقد كان يترك لهم النبي عليه الصلاة والسلام حرية فهم الآية بعد أن وضع لهم القواعد والأسس التي يسيرون عليها في فهم الآيات.
و النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم يرجعون إليه فيما أشكل عليهم من ألفاظ الكتاب فيفصل لهم المجملات التي يقتضي الحال تفصيلها ويضع بين أيديهم القواعد التي تمكنهم من فهم سائر القرآن بالرجوع إليها فلذلك كان أصحابه رضي الله عنهم أعلم الناس بمعاني القرآن وبمجمله ومفصله وناسخه ومنسوخة ومطلقه ومقيدة وخاصة وعامه.
ومع هذه الميزة التي يمتازون بها فإن كثيرا وقفوا هيابين أمام القرآن ولم يتجرأوا على الخوض في معانيه ولم يكد يذكر عنهم شئ من تفسيره ‘لا النزر اليسير، لأنهم يحذرون التقول على الله بغير علم خشية الدخول في الوعيد الشديد الذي جاء به قول الله تعالى
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف\33)
ومن هؤلاء الخلفاءالراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم آجمعين - فقد ذكر عن الصديق أنه سأله سائل عن "الأب " في قوله تعالى:
(وفاكهة وأبا) (عبس/31)
فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني وأين أذهب وماذا أصنع أن قلت في كتاب الله بغير ما أراد الله.
ولكن علماء المسلمين قد وقعوا في أختلاف من حيث القدر الذي فسر به النبي عليه الصلاة والسلام القران:
ـ فمنهم من ذهب إلى أنه صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه كلّ معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه وهو رأي ابن تيمية في مقدمة أصول التفسير صـ 35
ـ ومنهم من ذهب إلى أنه صلى الله عليه وسلم لم يبين لأصحابه من معاني القرآن إلا القليل وهو رأي الخويبي، نقله السيوطي في الإتقان 2/ 174
ـ ومنهم من ذهب إلى أنه صلى الله عليه وسلم بين الكثير من معاني القرآن لأصحابه، ولم يبين كل المعاني؛ لأن من القرآن ما استأثر الله بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء، ومنه ما يعلمه العرب من لغاتهم، ومنه ما لا يعذر أحد في جهالته
وهذا رأي الذهبي في (التفسير والمفسرون 1/ 53)
ولكنهم متفقون جميعا في أن النبي عليه الصلاة والسلام بين القرآن ولكن أختلافهم في القدر الذي بينه.
هذا والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم
اخرج البزاز عن عائشة , قالت:" ما كان رسول اللّه (ص) يفسر شيئا من القرآن الا آيا بعدد, علمه اياهن جبريل "
فهذا يدل على انه (عليه الصلاة والسلام) لم يبين سوى البعض القليل , و سكت عن البعض الاخر.
وكما تقدم أخي ابو سنان بان: (منهم من ذهب إلى أنه صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه كلّ معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه وهو رأي ابن تيمية في مقدمة أصول التفسير صـ 3).
ما اجسر على القول في القرآن بما ليس حق (معاذ الله) ,ولا في حق الرسول الكريم, ولكن كما ذكر أخي ابو سنان بأن الله عزوجل قد قال في كتابه العزيز:"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "النحل44
,فهذا يدل على انه عليه الصلاة والسلام قد بين للمسلمين القرآن الكريم, ولكن لم يصلنا الى النذر القليل, وذلك لعدة اسباب اهمها انهم كانوا (أي الصحابة) على قدر عالي من معرفة اللغة العربية واساليب بلاغتها, وكانوا يكتفون بما يفسر لهم النبي ولا يسألونه الا فيما استعصى عليهم من أخبار ومبهمات, وهذا واضح من طريقة تطبيقهم لأحكام الاسلام وتعلم ايات القرآن فلا ينتقلون من اية الى غيرها حتى يفهمونها حق الفهم والتطبيق, وكذلك وجود كثير من اهل بيته وأصحابه ممن أشتهر بتفسيره للقرآن (مثل ابن عباس, الذي لُقب بترجمان القرآن) ,فهم اسمى من أن يفسروا برأيهم, فتفاسيرهم نُقلت عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وماالسنة الا تفسيرًا للقرآن, فقد كان قوله عليه الصلاة والسلام: ((صلوا كما رايتموني اصلي)) شرحا و بيانا لما جا في القرآن , من قوله تعالى: (اقيمواالصلاة) و لقوله: (ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) و كذا قوله (ص): ((خذوا عني مناسككم)) بيان و تفسير لقوله تعالى: (و للّه على الناس حج البيت) , و هكذا فكل ماجا في الشريعة من فروع احكام العبادات و السنن و الفرائض , و احكام المعاملات , و الانظمة و السياسات ,كل ذلك تفصيل لما اجمل في القرآن من تشريع و تكليف.
قال علي رضي الله عنه: و ليس كل اصحاب رسول اللّه كان يساله و يستفهمه , حتى كانوا ليحبون ان يجي الاعرابى او الطارئ فيساله حتى يسمعوا قال: و كان لا يمر من ذلك شي الا سالت عنه وحفظته.
و عن حسان بن عطية قال: كان الوحي ينزل على رسول اللّه (ص) ويحضره جبرئيل بالسنة التي تفسر ذلك وعن مكحول قال: ((القرآن احوج الى السنة من السنة الى القرآن)) , و قال يحيى بن ابي كثير: ((السنة قاضية على الكتاب و ليس الكتاب بقاض على السنة)) , قال الفضل بن زياد: سمعت احمد بن حنبل ـ و سئل عن هذاالحديث الذي روي ان ((السنة قاضية على الكتاب)) ـ فقال: ما اجسر على هذا ان اقوله , و لكني اقول: ان السنة تفسر الكتاب و تبينه.
والله اعلم, واللهم غفرانك إن ضللت!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سنان]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 03:13 ص]ـ
:::
زادك الله علماً أخي سليم ولكن لدي تعليق بسيط على الأثر الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها حيث أن هذا الأثر الذي ذكرته أورده ابن جرير الطبري في مقدمة تفسيره،
في باب: ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن
وهذا نص كلامه:
ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القران
فإن قال لنا قائل: فما أنت قائل فيما:
- حدثكم به العباس بن عبد العظيم قال ك حدثنا محمد بن خالد ابن عثمة قال: حدثني جعفر بن محمد الزبيري قال: حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئاً من القرآن إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل).
ثم ذكر آثاراً أخرى في التحذير من القول في التفسير، ثم أجاب عنها بقوله:
قيل له: " أن من تأويل القرآن ما لا يدرك علمه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك تفصيل جمل ما في آيه من أمر الله ونهيه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وسائر معاني شرائع دينه، الذي هو مجمل في ظاهر التنزيل ولا يدرك علم تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن آي القرآن ما قد استأثر الله بعلم تأويله فلم يطلع على علمه ملكا مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولكنهم يؤمنون بأنه من عنده وأنه لا يعلم تأويله إلا الله.
فإما الذي لا بد للعباد من علم تأويله فقد بين لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ببيان الله ذلك له مع جبريل وهذا
وذلك هو المعنى الذي أمره الله ببيانه لهم فقال له جل ذكره:
(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)
ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان لا يفسر من القران شيئاً إلا بعدد – هو ما يسبق إليه أوهام أهل الغياء من أنه لم يكن يفسر من القران إلا القليل من آيه واليسير من حروفه وكان إنما أنزل إليه صلى الله عليه وسلم الذكر ليترك للناس بيان ما أنزل إليهم لا ليبين لهم ما أنزل"
انتهى كلامه
وعند القرطبي
باب ما جاء من الوعيد في تفسير القرآن بالرأي والجرأة على ذلك و مراتب المفسرين
(روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد وعلمه إياهن جبريل)
قال ابن عطية: "ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله مما لا سبيل إليه إلا بتوفيق من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يُعلِم الله به أحد كوقت قيام الساعة ونحوها مما يستقرى من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والارض"
(هذا مع ما في الخبر الذي روي عن عائشة من العلة التي في إسناده التي لا يجوز معها الاحتجاج به لأحد ممن علم صحيح سند الآثار وفاسدها في الدين لأن راويه ممن لا يعرف في أهل الآثار وهو: جعفر بن محمد الزبيري)
وقد قال أحمد شاكرمحقق تفسير الطبري في تعليقه على الأثر: هو بإسنادين ونقلهما ابن كثير في التفسير عن الطبري وقال حديث منكر غريب
وجعفر هذا هو ابن محمد بن خالد بن الزبير العوام القرشي الزبيري قال عنه البخاري: لا يتابع حديثه
وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
ما وجه البلاغة؟
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 09:57 م]ـ
السلام عليكم
ما هو وجه البلاغة في هذه الايات:
يقول الله تعالى: "إن إلينا إيابهم. ثم إن علينا حسابهم" وكقوله تعالى: "إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم".
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 11:00 م]ـ
السلام عليكم
ما هو وجه البلاغة في هذه الايات:
يقول الله تعالى: "إن إلينا إيابهم. ثم إن علينا حسابهم" وكقوله تعالى: "إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم".
"إن إلينا إيابهم. ثم إن علينا حسابهم"
جناس ناقص؛ بين إياب وحساب.
"إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم"جناس ناقص بين نعيم وجحيم من جهة، وطباق بين نعيم وجحيم من جهة ثانية. وهذا ينطبق على الأبرار والفجار.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 11:16 م]ـ
قال القزويني في الآيضاح
(أما المعنوي فمنه المطابقة وتسمى الطباق والتضاد أيضاً، وهي الجمع بين المتضادين أي معنيين متقابلين في الجملة، ويكون ذلك إما بلفظين من نوع واحد: اسمين كقوله تعالى: " وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود " أو فعلين، كقوله تعالى " تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء " وقول النبي عليه السلام للأنصار " إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع ")
هذا لتأييد قول أخي موسى في الطباق الموجود بين الأبرار والفجّار
و يمكننا أن نقول أنّ في قوله تعالى (إن إلينا إيابهم. ثم إن علينا حسابهم)
جناس ناقص بين " إلينا و علينا"
وكذلك يتجلّى فنّ المقابلة بين المعنيين "إلينا الإياب وعلينا الحساب" فالأياب معنى متوافق مع معنى الحساب
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 11 - 2005, 11:23 م]ـ
السلام عليكم
أهلاً وسهلاً بكما, أين كنتما, لقد وضعت سؤالي هذا لإيقاعكما, فأتحفوننا بالله عليكم.
جزاكما الله خيرًا, وأكثر من ردكما!
هناك من يسمي هذا الاسلوب بالترصيع, وهو: السجع الذي في إحدى القرينتين، أو أكثر، مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن، والتوافق على الحرف الآخر المراد من القرينتين هما المتوافقتان في الوزن والتقفية.
فما رأيكما به؟؟؟!!!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 12:04 ص]ـ
بتمون أخي سليم.:)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 12:52 ص]ـ
:::
الأصل في الترصيع أنه الزينة برصف الجواهر وفي العُرف البلاغي، هو ضرب من المحسنات اللفظية؛ يكون بتوازن الألفاظ مع توافق الأعجاز أو تقاربها. ففي الترصيع رُكنان:
الأول: توازن الألفاظ.
الثاني: توافق الأعجاز أو تقاربها.
ومثاله الآية: {إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم}.
وفي الشاهد المذكور توفَّر:
توازن الألفاظ: إنَّ الأبرار، الفجار، لفي (2)، نعيم، جحيم.
توافق الأعجاز: نعيم، جحيم.
فهذا ترصيع بليغ من محسنات اللفظ القرآني.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
ولا يُستبعد الترصيع إذا كان التوازن والتوافق على مستوى متقارب؛ كقوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118)}.الصافات.
فبالنسبة لتوافق الأعجاز:
مُستبين ــ مستقيم، لفظتان تنتهيان بنون وميم وهما حرفان متقاربان نُطقاً.
وفي توازن الألفاظ عندنا هذا التقارب:
آتيناهما، هديناهما.
الكتاب، الصراط.
المستبين، المستقيم.
وهذا التقارب يُبقي الآيتين في إطار الترصيع البديعي.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
سؤالي: ما الفرق بين الترصيع والترصيع؟
وأين يكون محل كل واحد ٍ منهما؟
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 01:07 ص]ـ
أحسنت ,هات ما عندك!!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 07:56 ص]ـ
عفواً، السؤال مرة أخرى:
سؤالي: ما الفرق بين التصريع والترصيع؟
وأين يكون محل كل واحد ٍ منهما؟
وأحب أن أسمع منك يا سليم: D
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 01:52 ص]ـ
السلام عليكم
الترصيع: من رصع: زين وجمل, وهو كما مر آنفًا من البديع.
التصريع: من الصَرْعُ: الطَّرْحُ بالأَرض, وهو من فنون الشعر ويكون في الشعر, والمقصود به: مساواة العروض مع الضرب, وحسب ما فهمت أن القصد مغايرة التفعيلة الاصلية في العروض بأُخرى.
والله اعلم(/)
لماذا قال:"منهم"في الآية؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم
يقول جل ثناؤه: "والله خَلق كل دابة من ماء: فمنهم من يمشي عَلَى بطنه، ومنهم مَن يمشي عَلَى رجليْن، ومنهم مَنْ يمشي عَلَى أربع".
لماذا قال:"منهم"في الآية, وقد قصد الانسان؟؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم
يقول جل ثناؤه: "والله خَلق كل دابة من ماء: فمنهم من يمشي عَلَى بطنه، ومنهم مَن يمشي عَلَى رجليْن، ومنهم مَنْ يمشي عَلَى أربع".
لماذا قال:"منهم"في الآية, وقد قصد الانسان؟؟؟
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
:::
الجواب أخي سليم ذا العقل السليم:
الدابة هي كل ما يدب على الأرض من حيوانات (بما فيها الإنسان).
فلا أفهم كيف خصصت أنت الإنسان قصرا دون غيره من الحيوانات؟
إلا إذا كنت تقصد أنه قصد الإنسان من بينها فلماذا شمله بـ (منهم)، وجعله كالواحد منهم، أي من الحيوانات.
الآية الكريمة هي مثل قوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} الأنبياء (30) ومعنى هذه الآية الكريمة ليس كما يفهم البعض هو أن كل شيء مخلوق من الماء، بل المعنى ان كل حي ٍ لا يستطيع الحياة بدون ماء. والإنسان شأنه شأن باقي الحيوانات في هذا الأمر.
وعلى هذا ينسبك وينسكب فهم الآية السابقة؛ فنقول ان الله قال: {ومنهم مَن يمشي عَلَى رجليْن،} أستخدمت من في: فـ (من) ــهم، لغير العاقل، وكانت مِنْ كما قلت لغير العاقل في هذا الجزء من الآية؛ لأنه اقترن (الإنسان) بها، أي مع من لا يعقل في عموم الحاجة إلى الماء.
و مِنْ
هذه هنا فيما لا يعقل مجازٌ مرسل علاقته المجاورة.
أي أن الله عز وجل قرنه بالحيوانات الأخرى بسبب اشتراكه وإياها في الحاجة إلى الماء. لا بسبب كونه إحداها.
هذا على وجه، وعلى وجه آخر.
قد يكون المراد هو أشتراكه وإياها، في جِبلة المشي، وهنا قد يعترض معترضٌ فيقول، وأنَّى لهذا الزاحف على بطنه أن يمشي كما ذو الرجلين وذو الأربع، والجواب على ذلك، هو أن قوله تعالى {فمنهم من يمشي عَلَى بطنه}
قد جاءت تسمية الزحف فيه مشياً من باب الإستعارة والعلاقة المتشابهة
كما نقول في الأمر المستمر؛ قد مشى الأمر.
:; allh(/)
مرضع، ومرضعة.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:18 ص]ـ
:::
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)} الحج.
إنَّ لفظ مرضع جائز، وكذلك مرضعة.
ولفظ ذات حمل جائز وكذلك حامل.
فلماذا قال الله مرضعة، ولم يقل مرضع؟
ولماذا قال ذات حمل ٍ، ولم يقل حامل؟
وماذا يسمى هذا اللاستخدام في البلاغة؟
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 05:40 م]ـ
السلام عليكم
في قوله عزوجل مرضعه وليس مرضع ,لآن المرضعه (بوجود تاء التأنيث تدل على ان شده هول يوم القيامة يجعل المرأة تذهل حتى عن رضيعها الذي قد وصل سن الفصال, لذكره عزوجل "ارضعت" بصسغة الماضي.
ولأن المرضع: لَهَا وَلَدٌ تَقُومُ بِإِرْضَاعِهِ.
وقال: كل ذات حمل حملها, لأن المرأة قد يظهر عليها الحمل اذا كان الحمل كبيرًا, واما إن كان الحمل في طوره الاول أي في ايامة الاولى لا يظهر ,فحتى هذة الحامل تجهض وتضع حملها.
والله اعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:40 م]ـ
أبعدت النجعة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:44 م]ـ
المرضعة: التي تكون في حال الإرضاع.
والمرضع: التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في الحال.
فقيل: (مرضعة)، ليدلّ على أن التي ترضع رضيعها، تنزع ثديها من فيه في حال قيام الساعة، لما يلحقها من الدهشة.
وقوله: " تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ " فيه كناية عن صفة هي الفزع من شدّة الهول وانشغال كل امريء بما كسب. وإجمالاً فإن الآيتين فيهما تشبيه بأهوال تسلم مَن شاهدها إلى ما يشبه السكر من الذهول والهذيان وفقد الإدراك.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:48 م]ـ
أخي لؤي اصبت في الأولى أيُّما إصابة.
وما بالك سكتَّ عن الثانية؟
موسى.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 12:08 ص]ـ
أخي لؤي اصبت في الأولى أيُّما إصابة.
وما بالك سكتَّ عن الثانية؟
أخي موسى ..
ظننت أنها لا تحتاج إلى إبانة ..
فإن الحمل ما كان في بطن من جنين، أو على رأس شجرة من ثمر ..
فلو قال: (وتضع كل حامل حملها)، لما أفاد هذا المعنى ..
ـ[أبو سنان]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 12:09 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى:
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} الحج2
قال الأخفَشُ: أَدْخَلَ الهاءَ في المَرْضِعَةِ لأنّه أرادَ - واللهُ أَعْلَم - الفِعلَ، ولو أرادَ الصِّفةَ لقال: مُرْضِعٌ.
وقال أبو زَيْدٍ: المُرْضِعة: التي تُرْضِعُ وثَدْيُها في فَمِ ولَدِها، وعليه قَوْله تَعالى: "تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ" قال: والمُرضِع: التي دنا لها أن تُرْضِعَ ولم تُرْضِع بعد.
وقال الخليل: امرأةٌ مُرضِعٌ: ذاتُ رَضيع، كما يقال: امرأةٌ مُطْفِلٌ: ذاتُ طِفلٍ، بلا هاءٍ، لأنّك تَصِفُها بفِعلٍ منها واقِعٍ أو لازمٍ، فإذا وَصَفْتَها بفِعلٍ هي تَفْعَلُه قلتَ: مُفْعِلَةٌ، كقولِه تعالى: "تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ عمّا أَرْضَعَتْ" وَصَفَها بالفِعلِ فأدخلَ الهاءَ في نَعْتِها، ولو وَصَفَها بأنّ مَعَهَا رَضيعاً قال: كلُّ مُرضِعٍ.
قال الزمخشري في تفسير هذه الآية الكريمة: فإن قلت: لم قيل: مرضعة دون مرضع؟
قلت: المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي.
والمرضع: التي شأنها أن ترضع، وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به،
فقيل: مرضعة، ليدل على أن ذلك الهول، إذا فوجئت به هذه، وقد ألقمت الرضيع ثديها: نزعته عن فيه، لما يلحقها من الدهشة.
وقيل لأن المرضع ترضع الحول او السنتين اما المرضعة هي التي ولدها الان يرضع، يعني فمه على الثدي يمص اللبن.
وتخصيص المرضعة للمبالغة، لأن المرضعة أشفق على ولدها لمعرفتها بحاجته إليها، وأشغف به لقربه منها ولزومها له.
وفي الآية الثانية (كل ذات حمل) للدلالة علىكل أنثى حتى قيل كل من تحمل تضع حملها.
وهو يعتبر من التعبير المجازي والله أعلم.
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم
أخي موسى, إن العرب تعطي الصفات للمرأة بإسقاط تاء التأنيث لأنها خاصة بها’مثل: حامل, طامث, طالق, ومرضع, لأنه لا يعقل ان نقول رجل مرضع.
واماإذا أُثبتت فحينها يُراد الفعل. وعليه قوله: تذهل كلّ مرضعة، المرضعة التي تُرْضِع وثَدْيُها في ولدها، والمرضع التي دنا لها أَن تُرْضِع ولم تُرْضِع بعد.
والله اعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 10:22 م]ـ
أرحب بأبي سنان أولاً، وأشيد بمشاركاته.
الأخوة سليم، ولؤي، وأبا سنان.
أريد توضيحاً أكثر حو ذات حملٍ.
ولقد أبدعتم في تفسير مرضعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 11:41 م]ـ
أخي موسى ..
أرجو أن لا يكون هذا امتحاناً تُوزع فيه العلامات:)
أما قوله تعالى: " وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا "، فقد أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن كل أحد يقوم بعد البعث على ما مات عليه. وإذا كان كذلك، فإن التعبير في الآية الكريمة يدلّ على أن المرأة التي ماتت وهي حامل، ستسقط حملها وتضعه قبل التمام رعباً وفزعاً من أهوال يوم القيامة ..
والله أعلم ..(/)
من سورة سبأ!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:25 ص]ـ
:::
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)} سبأ.
هذا ما قاله القرآن حكاية على لسان عن سيد الخلق محمد:=، وعبروا عنه بلفظ رجل. فما هو السر وراء هذا التعبير بهذه الصيغة (المُنكرة)؟
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 06:00 م]ـ
القائلون هم كفار قريش قالوه على جهة التعجب والاستهزاء، كما يقول الرجل لمن يريد أن يعجبه: هل أدلك على قصة غريبة نادرة؟ ولما كان البعث عندهم من المحال جعلوا من يخبر عن وقوعه في حيز من يتعجب منه، ونكّروا اسمه عليه {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ} بطريق الاستهزاء مع أن اسمه أشهر علم في قريش.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:39 م]ـ
طيب ولكن وضح أكثر أخي العزيز.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 12:36 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} سبأ7
فالكفارفي هذه الآية يعجبون من محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول لهم: إنكم بعد الموت وتمزّقِ أجسادِكم وأكْل الدّود لها، وتفرُّقِ بقايا الجسم في التراب، ستُبعثون في خلْق جديد.
الكفار يتعجبون من ذلك، ويعجّبون غيرهم، {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ}، وكأنهم لا يعرفونه.
والتنكير هنا لغرض التجاهل، والتجاهل هو: التظاهر بالجهل، وليس الجهل.
فرْق بين الجهل والتجاهل: الجهل يكون عن عدم معرفة، وإنما التجاهل يكون عن معرفة لكن مع إنكار المعرفة، أو التظاهر بأنك لا تعرف.
{هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ}، هنا التنكير في {رَجُل} لغرض التجاهل من السياق، لأنهم يعجبون منه، يعني: كأنهم يقولون إنه رجل لا نعرفه، ويقول كلاماً لا نعرفه، والسياق هو الذي أعطى معنى التجاهل.
هذا والله أعلم،،،
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 10:24 م]ـ
اخي أبا سنان كلامك جميل وصحيح. ويسمى هذا الأسلوب في البلاغة
تجاهل العارف
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم
على ذكر "سبأ",أود أن أذكر بعض المعاني لهذه اللفظة:
سَبَأٌ: اسم رجل ولَدَ عشرة بَنِينَ، فسميت القَرْية باسم أَبِيهم.
سَبَأَ الخَمْرَ: يَسْبَؤُها سَبْأً وسِباءً ومَسْبَأً واستَبَأَها: شَراها, ومنه سميت الخمر سَبِيئةً. قال حَسَّانُ بن ثابِتٍ رضي اللّه تعالى عنه:
كأَنَّ سَبِيئةً من بَيْتِ رأس= يكونُ مِزاجَها عسلٌ وماءُ
وسَبَأَتْه السِّياطُ والنارُ سَبْأً: لَذَعَتْه، وقيل غَيَّرتْه ولَوَّحَتْه، وكذلك الشمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى كلهن يَسْبَأُ الإنسانَ أَي يُغَيِّره.
وسَبَأْتُ الرجلَ سَبْأً جَلَدْتُه. وسَبَأَ جِلْدَه سَبْأً: أَحْرَقَه، وقيل سلَخَه.(/)
بديع القرآن.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:48 ص]ـ
:::
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} آل عمران 191.
ويقول تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} يونس 12.
إنَّ في الآية الكريمة الأولى تبيان لهيئات حال الذاكر.
وفي الآية الثانية تبيان لهيئات حال المضرور الداعي.
فلماذا اختلف الترتيب في الآيتين، وماذا يوجد من ضروب البلاغة في الآيتين؟
فمن منكم ايها الفصحاء البلاغاء يُحب ان يُعلِّق بما فتح الله عليه؟
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 05:26 م]ـ
في الاية الاولى: صفة المؤمنين (اولي الالباب) ,فهم لا يغفلون عن ذكر الله في جميع حالاتهم, في القوة وفي الضعف, وفي القيام والقعود وحتى في الاضطجاع.
واما في الاية الثانية: صفة الانسان بشكل عام والعاصي بشكل خاص, فيصيبة ضر (من جوع او فقر او غيره) فحينها يذكر الله وحتى عند استلقائه واضطجاعة, فهو هنا لا ينسى أن هناك رب يكشف عنة هذا الضر.
وهنا نوع من انواع البديع الا وهو الطباق والمقابلة:
مس الضر-كشف الضر
قائم-قاعد-مضطجع, وهذة من الطباق الايجابي, ودعانا-لم يدعنا, فهي من الطباق السلبي.
والله اعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:29 م]ـ
أخي سليم حاول مرة أخرى.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 08:57 م]ـ
:::
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} آل عمران 191.
ويقول تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} يونس 12.
إنَّ في الآية الكريمة الأولى تبيان لهيئات حال الذاكر.
وفي الآية الثانية تبيان لهيئات حال المضرور الداعي.
فلماذا اختلف الترتيب في الآيتين، وماذا يوجد من ضروب البلاغة في الآيتين؟
فمن منكم ايها الفصحاء البلاغاء يُحب ان يُعلِّق بما فتح الله عليه؟
***************************************
الآية الأولى:
تذكر حال الذاكرين وهم اصحاء أقوياء، فهم يذكرون الله وهم قيامٌ فقعودٌ فعلى جنوبهم.
وفي الآية الثانية:
تبين الآية حال الذاكرين وهم في حالة المرض والإعياء، وتترتب الرخصة في ذكرالمريض لله ابتداءً على جنبه، فإذا قوي قليلاً فقاعداً فإذا قوي وتماثل للشفاء فقائماً.
وهذا ما يسمى في علم البديع بصحة الأقسام.
وهو أن يستوفي النص جميع أقسام الشيء المُتحدث عنه بحيث لا يترك قسماً إلا وذكره. وهنا لم يترك سبحانه قسماً من اقسام الهيئات حتى أتى به.
وقد وقعت ــ كما ذكرنا آنفاً ـــ بين ترتيب الآيتين مغايرة أوجبتها البلاغة، فتضمن الكلام بها الإئتلاف، وذلك أن الذكر تجب فيه تقديم القيام لأن المراد به الصلاة ــ والله أعلم ــ والقيام فيها للمستطيع، والقعود بعده عند العجز عن القيام، والاضطجاع عند العجز عن القعود.
والضر يجب فيه تقديم الاضطجاع، وإذا زال بعد الضر قعد المضجع، وإذا زال كل الضر قام القاعد فدعا، لتتم الصحة، وتكتمل القوة، ويحصل التصرف.
فحصل حُسن الترتيب، وائتلاف الألفاظ بمعانيها، وترجح مجيء (أو) على مجيء (الواو)، لما تدل عليه من تعدد المضطرين دون الواو.
ـ[أحلام]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 12:13 ص]ـ
بارك الله بعلمكم - اساتذتنا الافاضل
نأمل منكم المزيد
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 05:39 م]ـ
بارك الله بعلمكم - اساتذتنا الافاضل
نأمل منكم المزيد
أ ُخيتي احلام نحن طلاب علم، وسنبقى طلاب علم وكفانا هذا فخراً.(/)
البقرة 266
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:54 ص]ـ
:::
قال تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة/266].
السؤال: ما هو المُحسن البديعي في هذه الآية؟
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 01:30 م]ـ
هنا يضرب الله لنا مثلا حسنًا، وكل أمثاله حسن، قال: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) يقول: ضيّعَه في شيبته (وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ) وولده وذريته ضعاف عند آخر عمره، فجاءه إعصار فيه نار فأحرق بستانه، فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله، ولم يكن عند نسله خير يعودون به عليه، وكذلك الكافر يوم القيامة، إذ ردّ إلى الله عز وجل، ليس له خير فيُسْتَعْتَب، كما ليس لهذا قوة فيغرس مثل بستانه، ولا يجده قدم لنفسه خيرا يعود عليه، كما لم يُغْن عن هذا ولدُه، وحُرم أجره عند أفقر ما كان إليه، كما حرم هذا جنة الله عند أفقر ما كان إليها عند كبره وضعف ذريته.
كما قال تعالى: وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ [العنكبوت:43].
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 02:08 م]ـ
لعله التتميم، وهو من المحسنات المعنوية.
ولي عودة إلى الموضوع، إن شاء الله.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 10:30 م]ـ
أخي خالد الشبل ما زلت انتظر عودتك، فمرحباً بك،
أخي سليم، لا ليس المثل هنا هو المقصود.
وأحب أن أمتع عيني بمداد كلماتك الذهبي.
وأين شيخنا الكهل ذو الخمسين جمال. أم أنه احتجب عنا (إن السماء لترجى حين تحتجب)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 11:21 م]ـ
السلام عليكم
فقوله تعالى ({أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
فقوله فيها (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) إحتراس من ظنّ يظنّه ظانّ بأنّها تروى بماء المطر---
وقوله (وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ) إحتراس من ظنّ يظنّه ظانّ بأنّه مع كبره له أولاد أقوياء يحمونه من العاتيات
وقوله (فِيهِ نَارٌ) إحتراس عن ظنّ يظنّه ظانّ بأن الإحتراق ناجم عن سبب غير الإعصار
------------------
ولنقرب مفهوم الإحتراس ندرس قوله تعالى (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء)
فقوله من (من غير سوء) إحتراس من ظنّ يظنّه ظانّ بأن اليد تخرج بيضاء لبرص أصابها
--------------------
ولأنّ الأخ الحبيب موسى نقل المنتدى إلى ما يشبه المدرسة فإننا نعيد عليه السؤال قائلين
ما المحسن البديعي في هذا البيت
فسقى ديارَك غير مفسدها
صوْبُ الربيع وديمة تهمي
-------------------------------------
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
فقوله تعالى ({أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
فقوله فيها (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) إحتراس من ظنّ يظنّه ظانّ بأنّها تروى بماء المطر---
وقوله (وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ) إحتراس من ظنّ يظنّه ظانّ بأنّه مع كبره له أولاد أقوياء يحمونه من العاتيات
وقوله (فِيهِ نَارٌ) إحتراس عن ظنّ يظنّه ظانّ بأن الإحتراق ناجم عن سبب غير الإعصار
------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنقرب مفهوم الإحتراس ندرس قوله تعالى (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء)
فقوله من (من غير سوء) إحتراس من ظنّ يظنّه ظانّ بأن اليد تخرج بيضاء لبرص أصابها
--------------------
ولأنّ الأخ الحبيب موسى نقل المنتدى إلى ما يشبه المدرسة فإننا نعيد عليه السؤال قائلين
ما المحسن البديعي في هذا البيت
فسقى ديارَك غير مفسدها
صوْبُ الربيع وديمة تهمي
-------------------------------------
أبدأ من حيث انتهى الأستاذ جمال:
فسقى ديارَك غير مفسدها = صوْبُ الربيع وديمة تهمي
المحسن البديعي في هذا البيت هو الإحتراس.
احترس في هذا البيت بقوله (غير مفسدها) لأن مدوامة الأمطار سبب لخراب الديار.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أما ما أجبي به عن الآية فليس في محله فالمحسن البديعي ليس الإحتراس، وإنما هو (الإستقصاء).
ففي هذه الآية:
قال تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} البقرة266
في هذه الآية ترى أن المعنى قد استقصى حتى لم يبق فيه لأحد، وذلك بعد قوله: {جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} قال: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} وكمل الوصف بقوله: {لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} فأتى بكل ما في الجنان ليشتد الأسف على إفسادها، ثم قال: {وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ}، ثم استقصى المعنى الذي يوجب تعظيم المصاب، بقوله بعد وصفه بالكبر {وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ}، ولم يقتصر على كونه له ذرية حتى قال: {ضُعَفَاءُ}، ثم ذكر استئصالها بالهلاك في أسرع وقت حيث قال: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ}، فلو اقتصر على ذكر الإعصار لكان كافياً، لكن لما علم الله سبحانه أن مجرد الإعصار لا تحصل فيه سرعة الهلاك كما يحصل إذا كان فيه نار، فقال سبحانه: {فِيهِ نَارٌ}
، ثم أخبر باحتراقها، لاحتمال أن تكون النار ضعيفة لا يقوم إحراقها بإطفاء أنهارها، وتجفيف كل أوراقها وثمارها، فأخبر بإحراقها احتراساً من ذلك.
(وهذا استاذي جمال هو موضع الإحتراس فقط).
وهذا أحسن استقصاء وأتمه، بحيث لم يبق في المعنى موضع استدراك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 05:48 ص]ـ
# أرجو أن تبتعد عن المحسن المطباعي فإنّه لا يحسّن في قراءتنا
# أقترح أن نجري تصويتا حول نوع المحسّنات في الآيات المتعلقة بالجنّة المحروقة---ومن حاز على أصوات أكثر فهو صاحب الرأي الأرجح:)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[11 - 12 - 2005, 04:46 م]ـ
شكرًا لكم، وأعتذر عن تأخري.
التتميم: أنْ يأتي المتكلم في كلامه بكلمات لو طرحت لنقص معناه، مع بقاء الكلام سليمًا. وقال ابن رشيق في العمدة2/ 50 وهو التمام، وبعضهم يسمّي ضربًا منه احتراسًا واحتياطًا. ومعنى التتميم: أن يحاول الشاعر معنى فلا يدع شيئًا يتم به إلا حُسْنُه إلا أورده وأتى به، إمّا مبالغة، وإمّا احتياطًا واحتراسًا من التقصير.
وقال ابن المعتز في البديع 59:" اعتراض كلام في كلام لم يُتَمِّمْ معناه ثم يعود إليه فيتممه" وذكر أبياتًا، منها قول كثيّر:
لو انَّ الباخلِينَ، وأنتِ منهم، ** رأوكِ تعلّموا منكِ المِطالاوفي الآية التي ساقها الأستاذ موسى ذَكَرَ اللهُ - تعالى - الجنة.
وفي اللغة تطلق الجنة على البستان الذي فيه شجر كثير ملتفّ، ومن هذا الشجر شجر كثير النفع، كالنخل والعنب، ومنه شجر لا يصلح إلا حطبًا، كالأثل، مثلاً. ولم يقتصر في الآية على ذكر الجنة دون قيد، فتمم المعنى بذكر النخيل والأعناب، فيكون احتراق هذه الجنة ذات الأشجار النافعة أشدَّ على صاحبها من جنة ذات شجر دون ذلك، وتمم، أيضًا، بذكر أنها لا تقتصر على النخيل والأعناب فقط بل فيها من كل الثمرات، وكذلك ذكر الأنهار الجارية للدلالة على دوام خصبها، فالحسرة على احتراقها أعظم.
ثم وصف ما يتلفها ويهلكها، وهو الأعصار، وتمم النقص الوارد من أنّ الإهلاك قد يقلّ بقوله: (فيه نار) وبقوله: (فاحترقت).(/)
الاستحالة.
ـ[ن والقلم]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 01:42 م]ـ
قال تعالى ((مَنْ كانَ يَظنُّ أنْ لَنْ يَنْصُرَهُ الله في الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إلى السّماء، ثُمَّ لْيَقْطَعْ…))
هذه الآية الكريمة تؤكد ان الله تعالى ينصر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم واستحالة الوقوف امام ذلك .. وانه اذا كان باستطاعة احد ان يمنع نصرته تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم فليمدد بحبل الى السماء ثم ليقطع -اذا استطاع - هذه النصرة.
فالصورة الفنية والبلاغية في هذه الاية هي الاستحالة او التعجيز. فأعداء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم مثلاً وهم ممتلئون غيظاً منه صلّى الله عليه وآله سلم فيما يشاهدونه من الموقع الاجتماعي الذي حظي به، عندئذ يكيدون له ما بوسعهم من الكيد تعبيراً عن نزعتهم الحاقدة… لذلك، فإنّ الإجابة المناسبة للحاقد هي أن ترسم له صورة ساخرة تزيد من غيظه، وهي أن يصعد إلى السماء ـ وهو أمر ممتنع ـ وأن يصنع له حبلاً ويتسلقه ليمنع نصرته تعالى عن محمّد صلّى الله عليه وآله…
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 02:30 م]ـ
بارك الله فيكم - أخي الكريم - على هذا التصوير البلاغي الراقي ..
وننتظر منكم المزيد ..
ـ[ن والقلم]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 11:55 م]ـ
شكراَ على تعقيبك الطيب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى ((إنّكَ لَنْ تَخْرقَ الأرْضَ، وَلنْ تَبْلُعَ الجِبَالَ طُولاً))
هذه الآية ايضاً صورتها البلاغية (الأستحالة أو التعجيز) فعدم القدرة على خرق الارض وبلوغ الجبال طولا من الاستحالة ان تتحقق ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 12:10 ص]ـ
يطيب لي أن أرحب بك في بستان البلاغة أخانا (ن والقلم)، فنحن بامس الحاجة إلى البلاغاء الفصحاء، ليثروا منتدانا، (ولكني لا أدري ما نوع اللام هنا هل هي عاقبة أو تعليلية؟)
وعلى الرحب والسعة. حللت اهلاً ووطئت سهلاُ، ولقيت حُباً.
أخوك موسى.
ـ[ن والقلم]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 10:52 ص]ـ
اللام في الآية الكريمة هي (لام العاقبة) , كأن الاية تقول اذا اردت ان تقطع نصرة الله فامدد بحبل الى السماء , اي من بعد ما تصعد الى السماء اقطع ان استطعت , فهي عاقبة الصعود.
اوضح لك الصورة اكثر ..
قال تعالى ((فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا))
اللام هنا ليست لام تعليلية بل هي لام العاقبة أي عاقبة التقاطهم له كان لهم عدوا وحزنا .. فلو انها تعليلية اي سبب التقاطهم له ليكون لهم عدوا وحزنا , من باب اولى عدم التقاطه , كيف يلتقطوه وهو لهم عدو؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 08:16 م]ـ
فلو انها تعليلية اي سبب التقاطهم له ليكون لهم عدوا وحزنا , من باب اولى عدم التقاطه , كيف يلتقطوه وهو لهم عدو؟
أخي العزيز (ن والقلم) إنَّ تساؤلك كيف يلتقطوه وهو عدوٌ لهم. الإجابة عليها يسيرة، وهي أنهم كانوا لا يعلمون، فكيف سيعلمون أنَّ طفلاً رضيعاً سيكون لهم عدواً؟
فما رأيك؟
ـ[ن والقلم]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 10:24 ص]ـ
نعم وهذا يدل على ان اللام في الآية الكريمة هي لام العاقبة.(/)
الإستدراك
ـ[ن والقلم]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 11:07 ص]ـ
قال تعالى ((وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل عباد مكرمون))
في هذه الآية صورة بلاغية هي الإستدراك حيث ان المشركون توهموا ان لله ولد , فدفع الله عنهم هذا التوهم من خلال الإستدراك المتمثلة في اداته وهي (بل)
فالاستدراك يقوم بدفع التوهم الحاصل للانسان وإزالته ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 10:07 م]ـ
قال تعالى ((وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل عباد مكرمون))
في هذه الآية صورة بلاغية هي الإستدراك حيث ان المشركون توهموا ان لله ولد , فدفع الله عنهم هذا التوهم من خلال الإستدراك المتمثلة في اداته وهي (بل)
فالاستدراك يقوم بدفع التوهم الحاصل للانسان وإزالته ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أخي العزيز ن والقلم، قلت أن الصورة البلاغية هي الإستدراك وهذا صحيح، ولكن السؤال هو، لماذا جاء قوله تعالى {عبادٌ مكرمون} بالرفع، مع أن معنى الآية يفيد أن الله اتخذا عباداً مكرمين. والأصل أن يكون على النصب لا على الرفع؟ والفعل (اتخذ) يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، ولقد ظهر المفعول الأول فأين المفعول الثاني والثالث؟ ومن هم المقصودون بقوله تعالى {عبادٌ مكرمون}؟(/)
اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:07 ص]ـ
إن العهد بكلمة (استبدال) أن يتبعها اسم متصل بالباء، كأن يكون القول استبدلت قلماً بكتاب. فالكتاب هو الذاهب عني والقلم هو الذي أخذته. وعملية الاستبدال هذه تعني أن شيئاً ذهب وشيئاً جاء، والذي ذهب يكون عادة متصلاً بباء الجر.
وعليه ورد قوله تعالى: " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ " (البقرة: 61). فالذي هو خير هو الذي ذهب، وما تنبت الأرض من النباتات المذكورة في السورة هو الذي جاء، وبدليل قوله عزّ وجلّ أيضاً: " فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا "، فهم أرادوا شيئاً لم يوجد بعد.
وفي آية أخرى قال الله عزّ وجلّ: " وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ " (النساء: 2)، فالطيّب ذهب والخبيث هو الذي يريدونه، والحديث عن بني إسرائيل في الآية الأولى، وعن عامّة الناس في الثانية.
ومن هذا الفهم عومل الفعل (اشترى) والفعل (باع). تقول: اشتريت قلماً بدينار، فالدينار ذهب مني والقلم أتى إليّ.
ولكن في القرآن الكريم تلفت انتباهنا آية جاء فيها الاستبدال مقروناً بكلمة (مكان)، وهي قوله تبارك وتعالى: " وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً " (النساء: 20). والسؤال هو: لماذا لم تقل الآية: استبدال زوج بزوج؟
نلاحظ أن العدول عن اتصال الزوج بالباء قد جاء لأسباب، أهمها أن الأمور التي ترد معها الباء أمور تذهب، أي: شيء يحلّ مكان شيء، فهما لا يبقيان مع المرء بعد عملية استبدال.
أما في حال الزوجة، فليس شرطاً أن تذهب زوجة وتأتي زوجة بدلاً منها، بل يمكن أن يتزوّج رجل زوجة أخرى وتبقى الأولى عنده. وهذا يبيّن دلالة كلمة (مكان) في الآية. فكأن المكان الذي كان للأولى قد تغيّر وحلّت ثانية فيه.
ثم إن المكان فيه دلالة كبيرة على المكانة أيضاً. إذ إن فيه دلالة اجتماعية عميقة، ذلك أن الزوجة الثانية حلّت مكان الأولى، وإن ظلّت الأولى زوجاً له أيضاً، ولكن مكانها، وبالتالي مكانتها قد تغيّرت. وهذا أمر متأصّل في نفوس الناس، يصعب على أي امريء أن يدّعي خلاف ذلك، وإن ادّعى فهيهات أن تصدّقه امرأة في الوجود.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:26 ص]ـ
لكأنك تنادي أخي لؤي بعدم العدل في الزواج بأكثر من واحدة.:)
أم أنك ترسل إشارة خفية بتفضيل الجديد على القديم.:)
ـ[أبو سنان]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:34 ص]ـ
:::
بارك الله فيك
أحسنت أخي لؤي الطيب على هذا الاستدلال الرائع والجميل
ولكن لدي سؤال
قال تعالى:
((لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً)) الأحزاب52
لماذا ذكرت كلمة (تبدل) في هذه الآية ولم تاتي (تستبدل)؟؟
وبالنسبة لما ذكرته في آخر الموضوع فأنا أوافقك فيه مائة بالمائة
قال تعالى:
{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} النساء129
تحياتي لك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 12:51 ص]ـ
أم أنك ترسل إشارة خفية بتفضيل الجديد على القديم.:)
يُحكى أن رجلاً تزوّج امرأة جديدة على امرأة قديمة، فكانت جارية الجديدة تمرّ على بيت القديمة فتقول:
وما تستوي الرجلان رجل صحيحة --- وأخرى رمى فيها الزمان فشُلّت
ثم تعود وتقول:
وما يستوي الثوبان ثوب به البلى --- وثوب بأيدي البائعين جديد
فمرّت جارية القديمة على باب الجديدة يوماً وقالت:
نقل فؤادك ما استطعت من الهوى --- ما الحبّ إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى --- وحنينه أبداً لأوّل منزل؟
ـ[سليم]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 01:07 ص]ـ
ورد في لسان العرب:
وتبديل الشيء: تغييره وإِن لم تأْت ببدل. واستبدل الشيء بغيره وتبدَّله به إذا أَخذه مكانه.
لأن الاية التي ذكرتها ,قول الله تعالى:" وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً " (النساء: 20).يُفهم منها أن الرجل قد يُطلق زوجته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 01:16 ص]ـ
أخي لؤي:
المراد بالاستبدال طلاق المرأة السابقة وتزوّج امرأة أخرى.
والاستبدال: التبديل. وهو كما في قوله تعالى:
{قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}
والاستبدال استفعال بمعنى طلب البدل, وكأنه بمعنى إقامة زوج مقام زوج أو هو من قبيل التضمين بمعنى إقامة امرأة مقام أُخرى بالاستبدال, ولذلك جمع بين قوله: {أردتم} وبين قوله: {استبدال} الخ. مع كون الاستبدال مشتملاً على معنى الإرادة والطلب, وعلى هذا فالمعنى: وإن أردتم أن تقيموا زوجاً مقام أُخرى بالاستبدال.
وعليه لا يكون استخدام كلمة (مكان) معناه المشاركة مع الزوجة الأولى، وإن ورد ذلك في قول بعض المفسرين، لأن الذي يرجح هذا المعنى وهو الإستبدال هو سياق الآية وهو دفع الصداق للزوجة الأولى المطلقة.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 01:26 ص]ـ
بارك الله فيك اخي سليم
وجميع الاخوة
على هذا التوضيح بين معنى الإبدال والاستبدال.
لو أنَّ الريحَ تحملني إليكم علقت ببعض أذيال الرياح
وكدت أطيرمن شوقي إليكم وكيف يطيرمقصوص الجناح
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 02:37 ص]ـ
هذه مسائل المتحكّمين، وطلبات المُدِلِّين، واقتراحات المقتدِرين، ومُنْيَةُ العارفين الدارسين.
فبارك الله فيكم، وأصلحكم وأصلح على أياديكم، وجعلنا وإياكم ممن يقول بالحق ويعمل به، ويؤثره ويحتمل ما فيه مما قد يصدّه عنه.
ومع أن الليل قد ولّى، والنعاس قد طرق العين عابثاً، إلا أنكم وُفقتم في جعل ليلتي هذه ليلة تدبّر ونظر، فقد وصلتم مقالتي ببيان ناصع، ولا بدّ من البحث فيها عن جواب قاطع ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 11:09 م]ـ
نحن بانتظارك:)
موسى(/)
"فأحيينا به بلدة مَيْتاً"
ـ[سليم]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله جلّ ثناؤه:"فأحيينا به بلدة مَيْتاً",البلدة مؤنث, وميت مذكر, فكيف نوفق بينهما؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 05:52 ص]ـ
سليم
لا بد أنّ عدوى الإمتحانات انتقلت إليك من موسى:) --فأنت تعرف أنّ البلدة ليست مؤنثّا حقيقيا --والباقي عندك
ـ[أبو سنان]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 02:42 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله الأخوة جميعا
سبق طرح هذه السؤال في هذه الصفحة وفيه إجابة شافية وافية
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=4156&goto=nextnewest(/)
هل هناك تناقض؟
ـ[محمود محمد]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 09:07 ص]ـ
السلام عليكم
من أهم الأدلة التي نستدل بها على أن القرآن كلام الله، وليس من صنع محمد، صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله كان أميا، فكيف يمكن له أن يكتب ذلك القرآن مع ما فيه من فصاحة وبلاغة؟ ولكننا عندما نتحدث عن الحديث النبوي الشريف نقول: إن الرسول هو أفصح العرب، لهذا فأحاديثه تحتل مرتبة عالية من مراتب الفصاحة والبلاغة. وسؤالي، الذي سألني إياه أحد غير المسلمين، هو: أليس هناك تناقض بين القولين؟
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم
والسلام عليكم
ـ[أبو سنان]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 04:40 م]ـ
أخي الحبيب محمود محمد
وأسال الله سبحانه وتعالى أن تكون محمود النبي محمد عليه الصلاة والسلام يوم القيامة أولا أعتب عليك أنك ذكرت في سؤلك (محمد) عليه الصلاة والسلام بدون أن تصلي عليه فأنت بإذن الله لست من البخلاء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي" صحيح، وفي رواية: "من ذكرت عنده فلم يصل علي فذلك أبخل الناس".
فلذا أردت أن أذكرك فأن الذكرى تنفع المؤمنين.
ثانيا: بالنسبة لما ذكرت في سؤالك حول التناقض الذي راه صديقك المسيحي هو عار عن الصحة فبلاغة القران ليست في لفظه فقط بل في شكله وعباراته وحروفه وكذلك في إحاطته بعلوم ومعارف وأسرار وأخبار ما سبقننا وما سوف ياتي وكذلك الدقة اللغوية والبلاغية وهو مما لا يدخل فى قدرة بشر أن يؤلفه.
فإذا أضفنا الى ذلك أن محمدا عليه الصلاة والسلام كان أميا، لا يقرأ ولا يكتب ولم يتعلم فى مدرسة ولم يختلط بحضارة، ولم يبرح شبه الجزيرة العربية، فإن احتمال الشك واحتمال إلقاء هذا السؤال يغدو مستحيلا.
وإذا نظرنا إلى القرآن في حياد وموضوعية فسوف نستبعد تماما أن يكون محمد عليه الصلاة والسلام هو مؤلفه.
أولا: لأنه لو كان مؤلفه لبث فيه همومه وأشجانه، ونحن نراه فى عام واحد يفقد زوجه خديجة وعمه أبا طالب ولا سند له فى الحياة غيرهما .. وفجيعته فيهما لا تقدر .. ومع ذلك لا يأتي لهما ذكر فى القرآن ولا بكلمة .. وكذلك يموت ابنه إبراهيم ويبكيه، ولا يأقى لذلك خبر فى القرآن .. القرآن معزول تماما عن الذات المحمدية.
بل إن الاية لتأتى مناقضة لما يفعله محمد وما يفكر فيه .. وأحيانا تنزل الاية معاتبة له كما حدث بصدد الأعمى الذى انصرف عنه النبى إلى أشراف قريش:
"عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى، 1 - 4 عبس
وأحيانا تنزل الاية فتنقض عملا من أعمال النبى:
" ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم" 67 - 68 - الأنفال
وأحيانا يأمر القرآن محمد بأن يقول لأتباعه ما لا يمكن أن يقوله لو أنه كان يؤلف الكلام تأليفا:
" قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم" 9 - الأحقاف
لا يوجد نبى يتطوع من تلقاء نفسه ليقول لأتباعه لا أدرى ما يفعل ب ولا بكم .. لا أملك لنفسى ضرا ولا نفعا .. ولا أملك لكم ضرا ولا نفعا. فإن هذا يؤدى إلى أن ينفض عنه أتباعه.
ثانيا: ان الله ذكر ان لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
و لا يوجد تناقض او اختلاف فى القرآن بل تكامل و تناغم جميل لكتاب كانت اياته تترى طوال 23 سنة فكانت أول آية فى جمال و قوة آخر آية.
ثالثا: فالقرآن أخبر بأمور غيبية ستحدث مستقبلا فمنها ما تحقق فى حياة الرسول و منها ما تحقق بعد وفاته صلى الله عليه و سلم و منها ما نحن فى انتظار تحقيقه.
وأنظر اخي الكريم ماذا قال عنه الحبيب عليه أفصل الصلاة والسلام قال: " كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله تعالى ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله تعالى وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذى لا تزيع به الاهواء ولا تلتبس به الالسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه " أخرجه الترمذي
وأخيرا أخي العزيز أنصحك بقراءة كتاب ((حوار مع صديقي الملحد))
لمصطفى محمود.
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم (أبو سنان) , بارك الله فيك على إجابتك, وتصديك للموضوع, وأقول للأخ محمود محمد, إن الشق الاول من السؤال هو أكبر دليل على أن القرآن من عند الله عزوجل, لأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان أُميًا لا يعرف كتابةً ولا قراءة ,قد جاء القرآن متحديًا العرب قاطبة أن يأتوا ولو بسورة من مثله, وهذا التحدي جارٍ الى يوم القيامة وينطبق على كل العرب قديمًا وحديثًا ,ولم يأت أحد ويزعم أنه قد جاء بما يضاهي به القرآن.
وأما قول صاحبك بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال فصيح الحديث وبليغه, فذلك لأن العادة جرت عند العرب أن يرسلوا ابناءهم الى البادية ليكتسبوا قوة بنيانية وفصاحة لسان وبلاغة بيان. كما وأن جل الشعراء الفحل والذين يُعتد بلغتهم كانوا أُميين لا يعرفون الكتابة ولا القراءة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 03:59 ص]ـ
بسم الله والحمد لله. . .
بلغ القرآن الكريم ذروة البلاغة والفصاحة بيد أنه لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بسورة من مثله لعجزوا عن ذلك، أما فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعجز جمع من الفصحاء أن يأتوا بمثلها .. وهذا هو الفرق والله أعلم.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 02:52 م]ـ
السلام عليكم، القرآن للكريم كلام الله عز وجل.
أولاً: إن الشق الأول من السؤال فيه مغالطة من حيث المعلومة الواردة في السؤال.
قال الكاتب: فكيف يمكن له أن يكتب ذلك القرآن.
وفي هذا القول مجافاة ٌ للحقيقة، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكتب القرآن، ولم يخطه بيمينه، قال تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ?لْمُبْطِلُونَ} العنكبوت 48. فأكد القرآن على أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. لم يكتب القرآن. هذا من الناحية الأولى.
ثانيا: أن القول إن القرآن من قول محمد صلى الله عليه وسلم هو افتراء، وذلك أن من يكتب شيئا يحب أن يفتخر به، ولم يفعل، وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم. واحد من العرب، ومهما سما العبقري في عمل من الأعمال، فلا بد أن يأتي من بعده من يحاكيه في عمله أو حتى يتفوق عليه، وهذا لم يحصل. وأدعى آخرون أن القرآن من قول أعجمي. فقلا تعالى مفنداً: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ ?لَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـ?ذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}. النحل 103.
ولا يبقى إلا انه من عند الله العلي العظيم.
ثالثاً: بالنسبة لكون الحديث يحتل مرتبة عالية من الفصاحة. فهذا الكلام صحيح، ولكنه لا يضاهي بلاغة القرآن الكريم، وذلك لأن القرآن الكريم هو كلام الله، وهو وحي من الله لفظا ومعنى، أما الحديث الشريف فهو وحي من الله، ولكن معنى فقط لا لفظا، وأما اللفظ فكان من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الجدير بالذكر أن العلماء أجازوا رواية الحديث بالمعنى أحيانا، وتم تدوين الحديث في القرن الثالث الهجري، في وقت كانت الشعوبية قد أخذت تنتشر في أوساط المسلمين.
ولا يُفهم من كلامي أن الحديث ليس فيه بلاغة، وبكن كما أسلفت بلاغته هي دون القرآن الكريم.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الآية والحديث في مجلس واحد، ولو كانا من عنده صلى الله عليه وسلم، لتشابه القرآن مع الحديث، ومما لا شك فيه أن كل الناس يعلمون أن أسلوب القرآن يختلف تماما عن أسلوب الحديث، مما دل وجوبا على أن اختلاف المصدرين من ناحية اللفظ لا الوحي.(/)
اسرد من القرآن وصفا من أوصاف الوجه
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 11:24 م]ـ
من سورة القيامة
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22)
مِنْ النَّضَارَة أَيْ حَسَنَة بَهِيَّة مُشْرِقَة مَسْرُورَة.
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)
أي أنها ترى الله سبحانه تعالى
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسرة
باسرة أي كالحة عابسة
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 11:43 م]ـ
من سورة الغاشية
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2)
عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3)
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ (8)
ـ[أبو سنان]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 12:00 ص]ـ
من سورة عبس
(1) {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ} عبس38
وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة
(2) {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} عبس40
ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودَّة,
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 12:54 ص]ـ
قال تعالى: " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (آل عمران: 106 - 107).
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 04:43 ص]ـ
من سورة النحل
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58)(/)
لسان عربي ... لغة عربية
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 01:38 ص]ـ
االسلام عليكم
أعود الى هذا الموضوع لأكمل ما بدأت وأبين لماذا ورد في القرآن بلسان عربي مبين, وليس لغة عربية مبينة؟
لسان: لَسِنَ لسَناً فهو لَسِنٌ. وقوله عز وجل: وهذا كتابٌ مُصَدِّقٌ لساناً عربيّاً؛ أَي مُصَدِّقٌ للتوراة، وعربيّاً منصوب على الحال، المعنى مُصَدِّقٌ عربيّاً، وذكَرَ لساناً توكيداً كما تقول جاءني زيد رجلاً صالحاً، ويجوز أَن يكون لساناً مفعولاً بمصدق، المعنى مصدّق النبي، صلى الله عليه وسلم، أَي مصدق ذا لسان عربي. واللَّسِنُ والمُلَسَّنُ: ما جُعِلَ طَرَفُه كطرف اللسان. اللِّسانُ: جارحة الكلام، وقد يُكْنَى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ.
واللغة: لَغِيَ يَلغَى، لُغةٌ، ولَغا يَلْغُو لَغْواً: تكلم. واللُّغة: اللِّسْنُ، وحَدُّها أَنها أَصوات يُعبِّر بها كل قوم عن أَغراضِهم، وهي فُعْلةٌ من لَغَوْت أَي تكلَّمت.
والفرق بين اللغة واللسان ,اللسان عام ,واللغة خاصة, فاللسان قد يضم اكثر من لغة واحدة, كاللسان العربي فهو يضم لغات القبائل الغربية كلها.
عن ابن عباس قال: نزل القرآن عَلَى سبعة أحرُف أَوْ قال بسبعِ لغات، منها خمسٌ بلغة العَجْزِ من هَوازن وهم الذين يقال لهم علُيا هَوازن وهي خمس قبائل أَوْ أربع، منها سَعدُ بن بكر وجُشَمُ بن بكر ونَصْر بن مُعاوية وثَقيف.
قال أبو عُبيد: وأحسب أفصَحَ هؤلاء بني سعد بن بكر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصَح العَرَب مَيْد أني من قريش وأني نشأت فِي بني سعد بن بكر" وَكَانَ مُسْتَرْضَعاً فيهم، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العَلاء: أفصح العرب عُليا هَوازِن وسُفْلى تميم.
وعن عبد الله بن مسعود أنه كَانَ يَستَحبُّ أن يكون الذين يكتبون المَصاحف من مُضر.
وقال عمر: لا يُمْلِيَنَّ فِي مَصاحِفِنا إِلاَّ غلمان قريش وثَقيف.
وقال عثمان: اجعلوا المُمليَ من هُذَيل والكاتبَ من ثقيف.
قال أبو عبيد: فهذا مَا جاءَ فِي لغات مُضر وَقَدْ جاءت لغاتٌ لأهل اليَمن فِي القرآن معروفةٌ.
وتقع فِي الكلمات ثلاث لُغات. نحو: "الزُّجاج" و "الزِّجاج" و "الزَّجاج" و "وَشْكانَ ذا" و "وُشْكانَ ذا" و "وِشْكان ذا".
وبما أن القرآن فيه من كلام كل العرب على إختلاف قبائلها وقد اعزى إبن فارس في كنابه الصاحبي في فقة اللغة إختلاف اللغات بين العرب في وجوه: اختلاف لغات العرب من وجوه: أحدها: الاختلاف فِي الحركات كقولنا: "نَستعين" و "نِستعين" بفتح النون وكسرها. قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
والوجه الآخر: الاختلاف فِي الحركة والسكون مثل قولهم: "معَكم" و "معْكم" أنشد الفرّاء: ومَنْ يتَّقْ فإنّ الله معْهُ ورزق الله مُؤْتابٌ وغادِ
ووجه أخر: وهو الاختلاف فِي إبدال الحروف نحو: "أولئك" و "أُولالِكَ". أنشد الفرّاء: أُلا لِك قومي لَمْ يكونوا أُشابَةً وهل يعِظُّ الضِّلّيلَ إلا أُلالكا
ومنها قولهم: "أنّ زيداً" و "عَنّ زيداً".
ومن ذَلِكَ: الاختلاف فِي الهمز والتليين نحو "مستهزؤن" و "مستهزُوْن".
ومنه: الاختلاف فِي التقديم والتأخير نحو "صاعقة" و "صاقعة".
ومنها: الاختلاف فِي الحذف والإثبات نحو "استحيَيْت" و "استحْيت" و "وصدَدْت" و "أَصْدَدْت".
ومنها: الاختلاف فِي الحرف الصحيح يبدلُ حرفاً معتلاً محو "أما زيد" و "أَيْما زيد".
ومنها: الاختلاف فِي الإمالة والتفخيم فِي مثل "قضى" و "رمى" فبعضهم بفخّم وبعضهم يُميل.
ومنها: الاختلاف فِي الحرف الساكن يستقبله مثله، فمنهم من يكسر الأول ومنهم من يضمّ، فيقولون: "اشتَرَوُ الضلالة" و "اشتَرَوِ الضلالة".
ومنها: الاختلاف فِي التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول "هَذِهِ البقر" ومنهم من يقول "هَذَا البقر" و "هَذَا النخيل" و "هَذَا النخيل".
ومنها: الاختلاف فِي الإدغام نحو "مهتدون" و "مُهَدُّون".
ومنها: الاختلاف فِي الإعراب نحو "مَا زيدٌ قائماً" و "مَا زيدٌ قائم" و "إنّ هذين" و "إنّ هذان" وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب يقولون لكلّ ياء ساكنة انفتح مَا قبلها ذَلِكَ. وكلّ هَذِهِ اللغات مسماة منسوبة إِلَى أصحابها، لكن هَذَا موضع اختصار، وهي وإن كَانَتْ لقوم دون قوم فإنها لما انتشرت تَعاوَرَها كلٌّ.
وقد أختار الله عزوجل لغة اهل قريش على غيرهم لأنهم أفصح العرب على الاطلاق," حدثنا إسماعيل بن أبي عُبَيد الله قال: أجمَعَ علماؤنا بكلام العرب، والرُّواةُ لأشعارهم، والعلماءُ بلُغاتهم وأيامهم ومَحالّهم أن قُرَيشاً أفصحُ العرب ألْسنةً وأصْفاهم لغةً. وذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب واصطفاهم واختار منهم نبيَّ الرحمة محمداً صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم. فجعل قُريشاً قُطَّان حَرَمِه، وجيران بيته الحرام، ووُلاتَهُ. فكانت وُفود العرب من حُجاجها وغيرهم يَفِدون إِلَى مكة للحج، ويتحاكمون إِلَى قريش فِي أُمورهم. وَكَانَتْ قريش نعلّمهم مَناسكَهم وتحكُمُ بَيْنَهم. ولن تزل العرب تَعرِف لقريش فضلها عليهم وتسمّيها أهل الله لأنهم الصَّريح من ولد إسماعيل عَلَيْهِ السلام، لَمْ تَشُبْهم شائبة، وَلَمْ تنقُلْهم عن مناسبهم ناقِلَة، فضيلةً من الله - جلّ ثناؤه - لهم وتشريفاً. إذ جعلهم رَهط نبيّه الأذْنَيْنَ، وعِتْرته الصالحين(/)
من التصوير الفني في القرآن الكريم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 06:32 م]ـ
إن للمفردات القرآنية دلالة عظيمة على جمالياته .. ومن ذلك أنها موضوعة في الأصل اللغوي تعبيراً عن روائها وحسنها ..
فالقرآن العظيم اتخذ بعضها في صورة فنية، أو تشبيه رائع، أو كناية بديعة، أو إسناد بليغ ..
ومن الجوانب التي يُنظر فيها إلى جماليات المفردات القرآنية أن يستقلّ لفظ واحد برسم صورة شاخصة .. تارة بجرسه الذي يلقيه في الأذن .. وتارة بظله الذي يلقيه في الخيال .. وتارة بالجرس والظلّ جميعاً ..
تقرأ قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ" (التوبة: 38)، فتسمع الأذن كلمة (اثّاقلتم)، فيتصوّر الخيال ذلك الجسم المثّاقل، يرفعه الرافعون في جهد، فيسقط من أيديهم في ثِقَل. إن في هذه الكلمة طنّاً على الأقلّ من الأثقال. ولو أنك قلت: تثاقلتم، لخفّ الجرس، ولضاع الأثر المنشود، ولتوارت الصورة المطلوبة التي رسمها هذا اللفظ، واستقلّ برسمها ..
وتقرأ قوله تعالى: " وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ " (النساء: 72)، فترتسم صورة التبطئة في جرس العبارة كلها، وفي جرس (ليبطئنّ) خاصّة. وإن اللسان ليكاد يتعثّر وهو يتخبّط فيها، حتى يصل ببطء إلى نهايتها ..
وتقرأ قوله تعالى: " قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ " (هود: 28)، فتحسّ أن كلمة (أنلزمكموها) تصوّر جوّ الإكراه بإدماج كل هذه الضمائر في النطق، وشدّ بعضها إلى بعض، كما يدمج الكارهون مع ما يكرهون، ويشدّون إليه وهم منه نافرون ..
وتقرأ قوله تعالى: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ " (فاطر: 36 - 37)، فيخيِّل إليك الجرس الغليظ لكلمة (يصطرخون) غِلَظ الصراخ المختلط المتجاوب من كل مكان، المنبعث من حناجر مكتظّة بالأصوات الخشنة .. كما تلقي إليك ظلّ الإهمال لهذا الاصطراخ الذي لا يجد من يهتم به أو يلبّيه .. وتلمح من وراء ذلك كله صورة ذلك العذاب الغليظ الذي هم فيه يصطرخون ..(/)
كشف الكشاف.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 10:41 م]ـ
إخواني تعالوا نتبصر في سورة طه من كتاب الكشاف للزمخشري، والزمخشري أشهر من أن يُعَرَّف.
سورة طه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} (2)
من أساليب البديع في اللغة العربية أسلوب الالتفات هو أن يكون المتكلم آخذاً في معنى فيعترضه إما شك فيه، أو ظن أن راداً يرده عليه، أو سائلاً يسأله عن سببه، فيلتفت إليه بعد فراغه منه فإما أن يجلي الشك فيه أو يؤكده، أو يذكر سببه.
يقول الزمخشري في هذه الآية:
فإن قلت ما فائدة هذه النقلة من لفظ المتكلم إلى لفظ الغائب؟ قلت: غير واحدة.
منها عادةُ الإفتنان في الكلام وما يعطيه من الحسن والروعة، ومنها أن هذه الصفات إنما تسردت مع لفظ الغيبة. ومنها أنه قال أولاً: أنزلنا ففخم الأسناد إلى ضمير الواحد المطاع، ثم ثنى بالنسبة إلى المختص بصفات العظمة والتمجيد فضوعفت الفخامة من طريقين، ويجوز أن يكون أنزلنا حكاية لكلام جبريل والملائكة النازلين معه.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 11:35 م]ـ
:::
بارك الله فيك أخي موسى
لا أقول سوى
أوجزت فابدعت
دروسك تغني عن مراجعة بطون الكتب.
فاستمر في العطاء ولا تبخل علينا.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 12:34 ص]ـ
وإياكم أبا سنان، والله إني أقتات على كتب العلماء الفاضل رحمهم الله وجعله في ميزان حسناتهم.
أما أنت أبا سنان فأنت للخير عنوان ولسفينة الحق ربان.
أخوك موسى
ـ[أحلام]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 08:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك بعلمكم وجهودكم
ونرجو الاستمرار- اخوتنا الافاضل- لمافيه خدمة ديننا الحنيف(/)
حقيقة نواة الأرض 1
ـ[ميهوب]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 10:28 م]ـ
حقيقة نواة الأرض 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد ...
اخوتي الأعزاء جرت العادة أن يتوصل الباحثون الغربيون إلى نتيجة علمية ما ثم يأتي
أحد من اخوتنا المختصين في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فيقول هذا نصت
عليه الآية الكريمة الفولانية أو الحديث الشريف الفولاني وهذه دعوة إلى الله جل
وعلا لا يستهان بها أما في هذه المرة فسأبين بإذن الواسع العليم أخطاء عظيمة
وقع فيه العلم التجريبي والأعظم في هذا أن هذه الأخطاء وقعت في بعض
القواعد المعتمد عليها في بعض العلوم وما توفيقي إلا بالله عز وجل.
بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل في الأولى والآخرة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
المقدمة
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب
ولم يجعل له عوجا، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله، الحمد لله الذي بنعمته تتم
الصالحات والحمد لله على كل حال، لا إله إلا الله محمد رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين،
أما بعد …
سأحاول بإذن ربي الواسع العليم ذي الفضل العظيم من خلال هذه الدراسة (*) المتواضعة للقرآن العظيم تبيان
أعظم إعجاز علمي فيه (على الأقل بالنسبة لزمننا) ولا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل في الأولى والآخرة.
(*) في الحقيقة ليس هذا ببحث ولا بدراسة وإنما هي نفحة من نفحات الله عز وجل يصيب بها من يشاء من
عباده ولم أتبع هذه النفحة إلا ببحث متواضع الذي هو عبارة عن جمع لأدلة من القرآن العظيم والحديث الشريف.
... الفيصل العظيم ...
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى والله عز وجل أعلم بما خلق وأعلم بما أنزل وهو علام الغيوب
وكفى، إن أعظم حادث ذُكِر في القرآن العظيم هو الرجم الذي تعرضت له الأرض قبل أن يُخلق آدم عليه السلام،
ويتمثل ذلك الرجم في نجم ( Star ) عظيم ونيزكين ( Meteorites ) عملاقين:
ـ أما النجم فضرب في منطقة مثلث برمودا ( Bermuda Triangle ) وثقب أي خرق الأرض وولج فيها
واستقر في جوفها وأصبح بذلك نجما داخليا ( INNER STAR ) يسمى خطأ نواة الأرض.
ـ وأما النيزكان فأحدهما ضرب في شبه جزيرة يوكاتان ( Yucatan Peninsula ) المكسيكية وأما الآخر
فضرب في البحر الأحمر.
تذكير:
من المعلوم أن المختصين يقولون الأرض تكونت منذ أربعة ملايير سنة تقريبا وكانت في البداية عبارة على
خليط من الصخور والمعادن الذائبة فأما الصخور فطفت على السطح لخفتها وأما المعادن الثقيلة فتوجهت إلى المركز
وكونت نواة الأرض.
ما الذي حصل للأرض بالضبط؟
قبل أن يخلق الإنسان أي آدم عليه السلام كان يعمر الأرض الجن على اليابسة [ Lands ] والحيوانات المائية في
المحيط [ Ocean] وكانت اليابسة آنذاك تتكون من كتلتين فقط (1)، الأولى تمثل القطب الجنوبي [ Antarctic] والثانية تشمل
كل من أفريقيا وآسيا وأوربا والأمريكتين وأستراليا إضافة إلى بعض الجزر غير البركانية [ Non-volcanic Islands ]
وكانت الأرض كروية الشكل تماما [ Perfectly Spherical ] وكانت مستوية أي لم تكن مائلة وكانت تدور على
الشمس ولم تكن تدور على نفسها ولم يكن موجودا فيها لا الماء العذب، لا البراكين [ Volcanoes ]، لا الجبال ولا
الجاذبية [ Earth Attraction ] ، إضافة إلى كل هذا لم يكن الغلاف الجوي [ Atmosphere ] موجودا وكان نصف
الكرة الأرضية المقابل للشمس (الذي كان فيه المحيط) فيه نهار سرمد وكانت الحرارة فيه تفوق 100 درجة مئوية
وكان في النصف الآخر (الذي كانت فيه اليابسة) ليل سرمد وكانت البرودة فيه أدنى من – 100 درجة مئوية.
فبعد ما كانت الأرض على الحالة التي وصفت رجمت بنجم [ Star ] جد عظيم جاء من الشمس وهذا
معنى " والنجم إذا هوى " (النجم:1) وقبل وصوله إلى الأرض انفصل منه كوكبان صغيران أو نيزكان [ Meteorites]
قد يبلغ قطر كل واحد منهما 300 كلم فاصطدموا كلهم (أي النجم والنيزكان) بالأرض:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ فأما النيزكان فأحدهما ضرب في " قرية تشكسلوب " [ Puerto Chicxulub ] في " شبه جزيرة يوكاتان "
[ Yucatan Peninsula ] بالمكسيك وتم العثور عليه صدفة عام 1991 إثر عملية تنقيب عن البترول وتم أخذ
عينات منه وحدد المختصون عمره (أي تاريخ نزوله) ب 65 مليون سنة ومن المختصين من قال أنه بركان كان
وراء انفصال أفريقيا عن أمريكا الجنوبية ومنهم من قال أنه أثر لاصطدام نيزك عملاق بالأرض والصواب هو أنه
نيزك دخل في الأرض ولا يزال فيها وكان وراء انفصال جزر الكرايب عن أمريكا الوسطى.
وأما الآخر فضرب في قعر عدن اليمنية أي في " باب المندب " [ Bab El Mandab ] ولم يعثر عليه بعد وكان وراء
انفصال أستراليا وزيلندا الجديدة وبورنيو وسوماترا وما جاورهم من الجزر غير البركانية عن أفريقيا وآسيا، ويسمي
الله عز وجل هذين النيزكين " الرواسي" ولو لا هما لمالت الأرض كلية إثر الاصطدام العنيف [ Collision ] للنجم
بها وهذا معنى " و ألقى في الأرض رواسبي أن تميد بكم …" (النحل:15).
ـ وأما النجم فاصطدم بالأرض في منطقة مثلث برمودا (2) [ Bermuda Triangle ] وكان يتكون من " طبقة من
الصخور " [ Rocky Sheet ] ثم " طبقة من المعادن الذائبة " [ Molten Metals Sheet ] ثم " النواة " [ Core ]
ثم " الحبة " [ Graine ] [ انظر مقطع النجم]) وهذا معنى "… الطارق " (الطارق:1)
[" الطارق " اسم فاعل من طرق يطرق بمعنى الضرب بوقع وشدة يسمع له صوت ومنه المطرقة والطريق]
[“ The Hammering Star ” of : “ To Hammer “ _ “ The Hammer “ ]
ملاحظات: ـ إثر دخول النجم في الأرض انفلقت الأرض وتصدعت وأصبح فيها شقوق كثيرة وعظيمة
وأهمها الأخاديد التي في قعار البحار والمحيطات ( Ridges) وكان وراء انفصال الأمريكتين
عن كتلة اليابسة الثانية التي ذكرت آنفا (انظر الرسم البياني).
ـ من المعلوم أنه جاء في التفاسير أن الطارق النجم الذي يرى بالليل ويختفي بالنهار فإن النجم
الطارق نزل في الظلام وذلك لأنه نزل على اليابسة التي كانت في الظلام (ظل الشمس).
ـ أما الجزء الذي يتكون من الحبة والمعادن فخرق الأرض ودخل فيها وكان بمثابة صاروخ حراري
نووي [ Thermonuclear ] عظيم فأحدث فيها نفقا الذي زاد الأرض اتساعا وهذا معنى "و الأرض
مددناها…" (ق:7) ثم استقر في جوفها يعني في الفلق الذي هو سجن النجم وأصبح بذلك يسمى خطأ
" نواة الأرض " [ Core Of Earth ] واسمه الحقيقي "النجم الداخلي" [ The Inner Star ] إذن " النجم
الثاقب" (الطارق:3) [ The Perforating Star ] يعني النجم الذي خرق الأرض وأحدث فيها ثقبا في
منطقة مثلث برمودا وولج فيها.
وبعد ما استقر في الفلق ظهرت البراكين [ Volcanoes ] وبدأت الحياة تظهر شيئا فشيئا في الأرض وهذا
معنى " والناشرات نشرا " وإثر الاصطدام العنيف مالت الأرض بزاوية قدرها 27،23 درجة وبدأت تدور
على نفسها نحو الشرق وبدأ بذلك العصر الذي أقسم به الله عز وجل في سورة العصر العظيمة.
ـ وأما الطبقة الصخرية (للنجم) فتحطمت إثر الاصطدام وتطايرت أجزاؤها في الفضاء ثم تجمعت تحت
تأثير القوة الجاذبة للأرض [ Attractive Force ] الناتجة عن دورانها على نفسها [ Earth Rotation ]
( للعلم أن سرعة دوران الأرض على نفسها كانت أسرع مما هي عليه اليوم لأن الغلاف الجوي لم
يكن موجودا أي أن قوة الاحتكاك [ The Rubbing Force ] كانت منعدمة) ثم التحمت بعضها
ببعض وكوّنت بذلك كتلة واحدة التي تعرف ب " القمر " [ The Moon ] (3).
ملاحظة هامة
ـ يقول المختصون أن تصلب نواة الأرض والنيازك حصل في وقت واحد وكان ذلك بعد خلق
الأرض والمجموعة الشمسية ب 150 مليون سنة.
ـ لم أشبه النجم الثاقب بالصاروخ الحراري ـ النووي من باب المقارنة وإنما للشرح فقط.
إن نزول النجم والنيزكين على الأرض ودخولهم فيها كان السبب في بداية الحياة على وجه الأرض وخروجهم منها
يوم القيامة وعودتهم إلى من حيث جاءوا يكون السبب في قيام الساعة ولا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل. في الأولى والآخرة.
ملاحظة: تم حذف الرسومات البيانية تقليصا للحجم
ملاحظة هامة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن أعظم حادث نص عليه القرآن العظيم هو الرجم الذي تعرضت له الأرض حين لم يكن يعمرها إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
الجن على اليابسة والحيوانات المائية في المحيط البدائي ويتمثل ذلك الرجم في نجم عظيم انفصل عن الشمس ونزل
على الأرض وقبل أن يصل إليها انفصل منه نيزكان عظيمان فاصطدموا كلهم (النجم والنيزكان) بالأرض وكان
هذا درسا وعذابا للجن المفسد الذي كان يعمر الأرض وتذكرة وعبرة للإنسان الذي سيعمرها من بعده.
يسمي الله عز وجل كلا من النجم والنيزكين " الخنس الجوار الكنس ", " النازعات " , " المرسلات ",
" الذاريات " و " العاديات " ويقسم بهم وأفتح هنا قوسا لأقول أن الأمثال في القرآن العظيم ليست كالقسم:
ـ فأما الأمثال فقد ضرب الله عز وجل أمثالا كثيرة، تارة بمخلوقات عظيمة وتارة أخرى بمخلوقات
ضعيفة مهينة.
ـ وأما القسم فإنه سبحانه وتعالى لم يقسم إلا بأشياء وبمخلوقات عظيمة بل جد عظيمة.
1 ـ الأمثال:
ا ـ من الأمثال التي ضربها الله عز وجل بمخلوقات عظيمة:
يقول الله عز و جل: " ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء و من رزقناه منا رزقا حسنا … " (النحل:75)
يقول الله عز و جل: " و اضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين … " (الكهف:32)
يقول الله عز و جل: " و اضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " (يس:13)
يقول الله عز و جل: " … أنزل من السماء ماءا فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا … كذلك يضرب
الله الأمثال " (الرعد:17)
يقول الله عز و جل: " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح … و يضرب الله الأمثال
للناس …" (النور:35)
ب ـ من الأمثال التي ضربها الله عز وجل بمخلوقات مهينة:
ضرب الله عز وجل مثلا بالكلب قائلا: "… فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه
يلهث … " (الأعراف:176)
وضرب مثلا بالعنكبوت قائلا: " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت
بيتا … " (العنكبوت:41)
وضرب مثلا بالحمار قائلا: " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا … " (الجمعة:5)
وذكر الذباب في مثل قائلا: " يا أيها الناس ضرب مثلا فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو
اجتمعوا له و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه " (الحج:73)
كما ذكر عز وجل النحل قائلا: " و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا … " (النحل:68)
والنمل قائلا: " حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم … " (النمل:18)
ويشير الله عز وجل إلى هذا في قوله الكريم: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها …" (البقرة:26).
2 ـ القسم:
إن الله عز وجل لم يقسم إلا بأشياء أو مخلوقات عظيمة وتقريبا كل الأشياء المقسوم بها هي إما النجم وإما النجم
والنيزكان وإما النتائج أو المخلفات المباشرة لنزولهم على الأرض ودخولهم فيها وإما النتائج التي يخلفونها يوم القيامة
إثر خروجهم من الأرض وعودتهم إلى الشمس التي جاءوا منها:
ا ـ القسم المباشر بالنجم أو بالنجم والنيزكين:
يقسم الله عز وجل بالنجم قائلا: " و النجم إذا هوى " (النجم:1).
و: " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " (الحاقة:38ـ39).
يقسم الله عز وجل بالنجم والنيزكين قائلا: " و الذاريات ذروا " (الذاريات:1).
و: " و المرسلات عرفا " (المرسلات:1).
و: " و النازعات غرقا " (النازعات:1).
و: " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " (التكوير:15ـ16)
و: " العاديات ضبحا " (العاديات:1)
ب ـ القسم بالنتائج المباشرة لنزول النجم والنيزكين على الأرض:
يقسم الله عز وجل بالنتائج المباشرة لنزول النجم والنيزكين على الأرض (الرجم) قائلا:
ـ " كلا و القمر و الليل إذ أدبر و الصبح إذا أسفر " (المدثر:32ـ33ـ34)
ـ " فلا أقسم بالشفق و الليل وما وسق و القمر إذا اتسق " (الانشقاق:16ـ17ـ18)
ـ " و الشمس و ضحاها و القمر إذا تلاها " (الشمس:1ـ2)
ـ " و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى " (الليل:1ـ2)
ـ " و الضحى و الليل إذا سجى " (الضحى:1ـ2)
ـ " و العصر " (العصر:1)
ـ " و الفجر و ليال عشر " (الفجر:1ـ2)
ج ـ القسم بالنتائج المباشرة لخروج النجم والنيزكين من الأرض يوم القيامة:
يقسم الله عز وجل بالنتائج المباشرة لخروج النجم والنيزكين من الأرض يوم القيامة قائلا:
ـ " و السماء ذات الرجع و الأرض ذات الصدع " (الطارق:11ـ12)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ " لا أقسم بيوم القيامة" (القيامة:1) (انظر"السر في الأشياء التي أقسم بها الله عز وجل")
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل أن أدخل في صميم الموضوع أقول إن معنى " النازعات "و" المرسلات" و"الذاريات "و"الجوار الكنس "
و " والعاديات " هو نفس المعنى وهم النجم الذي هوى والنيزكان وأبيّن هذا بفضل الله تعالى.
يقول الله عز و جل في سورة الذاريات العظيمة:
" و الذاريات ذروا، فالحاملات وقرا ": يقسم الله سبحانه وتعالى بالنجم والنيزكين الذين جاءوا بالمعادن من الشمس
إلى الأرض.
" الذاريات " من ذرا بمعنى فرق وبدد ما رفعه عن مكانه أي أنهم (النجم والنيزكين) رفعوا
(إن صح القول) المعادن وأهمها الحديد من الشمس وجاءوا بها إلى الأرض وذروها
أي شتتوها وبددوها وفرقوها في مختلف مناطقها التي أصبحت تعرف حاليا بالمناجم.
كما أنهم (أي النجم والنيزكان) ذروا التراب المتمثل في غبار الكربون والسيليسيوم إثر
اصطدامهم بالأرض وإشعالهم للنار والاشتعال كان بفضل أكسجين اليابسة التي كانت
تتكون آنذاك من هيدروكسيد الكلسيوم [ Ca (OH)2] وكربونات الكلسيوم [ CaCO3]
وأكسيد السيليسيوم [ SiO2 ].
للعلم أن من الصحابة (رض) من قرأها " وَقْرًا " (بفتح الواو).
" وِقْرًا " (بكسر الواو) له نفس معنى " وَقْرًا " (بفتح الواو) ومعناه أثقالا ومعناها هنا المعادن
الذائبة وأهمها الحديد [ Iron ] .
[ فسر السيوطي كلتي الكلمتين " وَقْرٌ " (بفتح الواو) و " وِقْرٌ " (بكسر الواو) ب" ثقل "].
" فالجاريات يسرا ": أي الذاريات العاديات يعني النجم والنيزكان الذين يجرون أو يسبحون بسهولة وهذا دليل على
عدم وجود الغلاف الجوي [ Atmosphere ] أي انعدام قوة الاحتكاك [ Rubbing Force ].
" فالمقسمات أمرا ": أي تقاسمت أمرا واحدا واشتركت فيه وهو عذاب الجن وإهلاكه كما أنها قسمت أمر الأرض
يعني قطعتها أي أحدثت فيها القارات والجزر غير البركانية وكلا الأمرين حصلا.
يقول الله عز و جل في سورة المرسلات العظيمة:
" و المرسلات عرفا ": يقسم الله عز وجل بالنجم والنيزكين الذين أرسلوا أو بعثوا وكان يتبع بعضهم بعضا وهذا
هو معنى " فالسابقات سبقا ".
" فالعاصفات عصفا ": أي النجم والنيزكان أحدثوا صوتا كالصوت الذي تحدثه الريح الشديدة الهبوب وذلك لشدة
سرعتهم.
" و الناشرات نشرا ": أي النجم والنيزكان (وخاصة النجم) الذين جعلوا بعد زمن ما الحياة ممكنة على الأرض
وحرف " الواو " يفيد أن هناك فارق زمني بين نزول النجم والنيزكين وبداية الحياة على
وجه الأرض ومن المعلوم أن البراكين [ Volcanoes ] هي السبب في وجود الحياة في الأرض
(كما يقول المختصون): والنجم الداخلي [ Inner Star ] الذي نسميه خطأ " نواة الأرض "
[ Core Of Earth ] هو السبب في وجود البراكين بل هو أم البراكين.
" فالفارقات فرقا ": أي النجم والنيزكان فرقوا الأرض أي أحدثوا فيها القارات والجزر [ Continents & Islands ]
وكان ذلك فوريا أي ليس كما يقول المختصون (أي أن القارات عبارة عن كتل مصفحة تسبح
على الماغما [ Magma ] وكان الانفصال مع الزمن وببطأ [ Tectonic ] ) وحرف " الفاء " الذي
تبدأ به الآية الكريمة يفيد أن الانفصال كان فوريا وكان النجم وراء انفصال الأمريكتين كما كان
نيزك المكسيك وراء انفصال جزر الكرايب ونيزك البحر الأحمر وراء انفصال كلا من أستراليا
وزيلندا وسوماترا وبرنيو وما جاورهم من الجزر غير البركانية.
ملاحظة: لا الغي العملية التكتونية كلية وإنما أقول وأؤكد أن تأثيرها في ابتعاد القارات فيما بينها جد ضئيل.
" فالملقيات ... ": ...
" عذرا أو نذرا ": " عذرا " أي إعذارا للذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا من الجن أي " هذا مصيركم لو لم
تستقيموا ".
" نذرا " أي إنذارا للصالحين من الجن أي " هذا مصيركم لو تحيدوا عن الطريق المستقيم ".
" و إذا الرسل أقتت ": أي وإذا النجم والنيزكان أجلوا أي خرجوا من الأرض ورجعوا إلى الشمس التي جاءوا منها
وهذا يوم القيامة وليس المعنى الرسل من البشر عليهم السلام لأن الله عز وجل ينشرهم
مع كل الخلائق إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من ينشق عنه القبر.
يقول الله عز و جل في سورة النازعات العظيمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
" و النازعات غرقا ": يقسم الله عز وجل دائما بالنجم والنيزكين الذين ينتقلون من أفق إلى أفق والذين قضوا على
الجن وغرقوا في البحر [قال قتادة (رض) في تفسيره لهذه الآية الكريمة هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق].
" و الناشطات نشطا ": أي النجم والنيزكان ينتقلون من أفق إلى أفق أثناء نزولهم من الشمس إلى وعلى الأرض [قال
قتادة (رض) في تفسيره لهذه الآية الكريمة هي النجوم تنشط من أفق إلى أفق (تفسير الطبري)].
" فالسابحات سبحا ": أي دائما النجم والنيزكان الذين يتنقلون في الفضاء بسهولة وبسرعة فائقة.
" فالسابقات سبقا ": أي دائما النجم والنيزكان يسبق بعضهم بعضا ويتبع بعضهم بعضا أثناء نزولهم وهذا
معنى " و المرسلات عرفا ".
" فالمدبرات أمرا ": يعني دائما النجم والنيزكان الذين اشتركوا في أمر واحد وهو إهلاك الجن فأطاعوا أمر ربهم.
يقول الله عز و جل في سورة العاديات العظيمة:
" و العاديات ضبحا ": يقسم الله عز وجل بالنجم والنيزكين الجواري بسرعة شديدة أثناء نزولها إلى الأرض وكأنها
حجارة قداحة محترقة سوداء, كلما ابتعدت عن الشمس واقتربت من الأرض ازدادت برودة
وتصلبا وسوادا.
جاء في لسان العرب:
ضبح: ضبح العود بالنار يضبحه ضبحا: احرق شيئا من أعاليه وكذلك اللحم وغيره.
الأزهري: وكذلك حجارة القداحة إذا طلعت كأنها محترقة مضبوحة. وضبح القدح بالنار: لوحه.
وقدح ضبيح ومضبوح: ملوح والمضبوحة: حجارة القداحة التي كأنها محترقة.
قال رؤبة بن العجاج يصف أنثى وفحلها:
يدعن ترب الأرض مجنون الصيق والمرو ذا القداح مضبوح الفلق
والصيق: الغبار. وجنونه: تطايره. والمضبوح: حجر الحرة لسوداء.
جاء في تفسير فتح القدير:
الضبح هو نوع من السير ونوع من العدو، يقال ضبح الفرس إذا عدا بشدة مأخوذ من الضبع وهو الدفع.
" فالموريات قدحا ": التي (العاديات) أشعلت نارا إثر اصطدامها بالأرض وهذا دليل على عدم وجود الغلاف الجوي
أي الأكسجين والاشتعال كان بفضل أكسجين اليابسة التي كانت تتكون من هيدروكسيد
الكلسيوم [ Ca(OH)2] والجبس أي كربونات الكلسيوم [ CaCO3] وأكسيد السليسيوم [ SiO2].
ملاحظة: لو كان الغلاف الجوي موجودا آنذاك لبدأ الاشتعال في الجو.
" ... ... ... ": ...
تابع ...
ـــــــــــــــــــــــــــ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 12 - 2005, 12:22 ص]ـ
الأخ الفاضل ميهوب ..
أولاً أرحب بك في منتدى الفصيح ..
وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد في القول والعمل.
ثم أما بعد:
فقد قرأت جزءاً من بحثك، ولم أكمله حتى النهاية .. لأني وجدت فيه كثيراً من المغالطات العلمية .. واعذرني إن قلت: إنما هي أشبه بالخيال المجرّد من العلم ..
وأرجو أن يتسع صدرك لبعض ما جال في خاطري من تساؤلات حول ما جاء في مقالتك:
تقول: إن نجماً ونيزكين قد ضربا الأرض قبل تخلّقها التام، وأن النجم هنا قد دلّ عليه قوله تعالى (والنجم إذا هوى)، وأما النيزكين فدلّ عليهما قوله تعالى (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) ..
ولا أدري كيف تجزم هذا الجزم القاطع، ثم تصرّ إصراراً بأن ما ذكرتَه هو الحقّ الدامغ؟
فهل أن هذا القول عبارة عن حقيقة علمية ثابتة، لا خلاف عليها بين العلماء؟
وإني لأشك في ذلك .. كما أني أشك في أن أحداً من العلماء يمكنه أن يدّعي مثل هذا الإدعاء ..
إذ كيف لنجم أن يهوي على كوكب كالأرض؟
وحتى لو افترضنا ذلك نظرياً، وإذا علمنا أن أصغر نجم في مجموعتنا الشمسية هو شمسنا، وإذا علمنا أيضاً أن حجم هذه الشمس أكبر من حجم الأرض بمليون مرة تقريباً .. فكيف يمكن لهذا النجم أن يصطدم بالأرض؟
أخي الكريم:
أتدري ما الذي كان سيحلّ بالأرض لو أن نجماً اصطدم بها؟
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
لا أدري إن كنتَ فلكياً أو فيزيائياً - وأشك في ذلك أيضاً ..
لأنه يستحيل حدوث ما جئتنا به وفق أبسط القوانين الفيزيائية ..
فما هو مصدر المعلومات الذي اعتمدته في بحثك - أصلحك الله؟
ثم ما هي قضية الرواسي التي جئتنا بها؟
فالرواسي هي كل الجبال التي تحيط بسطح الأرض كالاسورة حول المعصم ..
فمن أين أتيتنا بتعريفك الجديد؟
ولو كان المقصود بها النيزكين - على حد تعبيرك - لوصفها القرآن بالتثنية وليس بالجمع، أي لقال: وألقى في الأرض جبلين راسيين أن تميد بكم، أو: وألقى في الأرض راسيين أن تميد بكم .. لأن كلمة " رواسي " تفيد الكثرة ..
فيا أخي الفاضل:
لا تحمّل النصوص القرآنية ما لا تحتمله ..
وحتى إن كان هدفك من البحث هو دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، أو ليزداد الذين آمنوا إيماناً .. فإن حرمة القرآن أعظم من أن يسلم أهل الأرض جميعاً ..
ودمت لنا سالماً ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 12 - 2005, 12:43 ص]ـ
لؤي،
نضحت عني بالنبل سهاما ً= تقر لها عيني اياماً
واهلا بالأخ ميهوب بليغا بيننا. وفوق رؤوسنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[09 - 12 - 2005, 06:53 ص]ـ
السلام عليكم
بداية أرحب بالأخ ميهوب معنا في منتديات الفصيح، فأهلا وسهلا وعلى الرحب والسعة.
أما هذا الموضوع فهو أشبه بأفلام "الخيال العلمي"!
الموضوع به أخطاء وخلط كثير، سأقف على بعضها في هذه العجالة ولعلي أعود إليه لاحقا.
- أول هذه الأخطاء هو ما أشار إليه أستاذنا المفضال لؤي بقوله: وإذا علمنا أيضاً أن حجم هذه الشمس أكبر من حجم الأرض بمليون مرة تقريباً .. فكيف يمكن لهذا النجم أن يصطدم بالأرض؟
- ومنها أن نواة كل شيء إنما هي لبه وأول خلقه وتكوينه، فلا بد أن تكون أول مايبدأ به التكوين لا آخره!
- هناك ظاهرة تسمى "ظاهرة انزياح القارات " هي السبب بتحرك القارات لاكما ذكرت.
- النجم الذي أشرتَ أنه اصطدم بالأرض في مثلث برمودا، هي نظرية من نظريتين قالهما بعض العلماء كنظريات محتملة لنشوء القمر، والنظرية الأخرى أنه كان هائما في الفضاء فمر قرب الأرض والتصق بجاذبيتها فأصبح تابعا لها.
- تفسيرك للآيات "والنجم إذا هوى " و "العاديات" والآيات الأخرى لم يقل به أحد، ولم تشر – حفظك الله – إلى أقوال المفسرين في هذه الآيات، والمقصود في "والنجم إذا هوى" هو نجم الثريا، وإذا أطلق النجم عند العرب قاطبة، فالمقصود به الثريا لاغير، وقيل هو المرزم.
قلتَ: والنجم الداخلي [ Inner Star ] الذي نسميه خطأ " نواة الأرض "
يا أخي النجوم هي شموس بعيدة جدا، وعلى سبيل المثال فنجم "قلب العقرب" هو أكبر من شمسنا بـ 290 مرة!
ولو تم وضعه مكان الشمس فإن الأرض بل والمريخ سيدخلان داخل كرة النجم! ومن النجوم ماهو أكبر منه بمئات بل بآلاف المرات.
والشاعر الذي يقول:
ولدت بحادي النجم يحدو قرينه ... وفي القلب قلب العقرب المتوقد
لو علم بهذه المعلومة لترك الشعر ولتبرأ من هذا البيت!
- أما قولك: " فالموريات قدحا ": التي (العاديات) أشعلت نارا إثر اصطدامها بالأرض وهذا دليل على عدم وجود الغلاف الجوي
أقول: ماهذا!! هل قررت وانتهى الأمر بأنه دليل على هذه الصورة!!
وضح لنا الدليل في هذا؟ وماالموريات وما العاديات عند المفسرين؟
أخي الفاضل، يقول العلماء أن الناس لما وجدوا بعض الأشياء التي لم يجدوا لها تفسيرا مقنعا، نسجوا حولها بعض الخيالات لتسد فراغ عجزهم عن ملكية تفسيرها الحقيقي، وهذه التفسيرات الخيالية تسمى "الأساطير" وهي لاحقيقة لها في الأصل، وما أقوالك التي حشدتها لنا إلا نسج من تلك الأساطير، بل إنها تفوق الأساطير عجبا لأنك تفردت بهذه الأقوال ولم ترجع إلى أقوال المفسرين، وخالفت حقائق العلم الحديث! تحدثنا وكأنها معلومات ندت عن العلماء، وليس الأمر كذلك، يبدو أنك تنقل كلامك عن مجهولين دون تحقيق أوتمحيص، إن صح هذا فأنت معذور، وإلا فلا.
ولنا عودة إن شاء الله.
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 12 - 2005, 10:06 م]ـ
السلام عليكم
اخواني في الله ,كل كا ذُكر عن نشأة الارض وتكونها ماهي إلا فرضيات علمية hypothesizes), وضعها العلماء محاولين تفسير بعض االظواهر, ولا تنتقل الى حيز الحقيقة العلمية ,ناهيك عن تحميل النص فوق ما يتحمل من تفسير وتأويل.
ـ[ميهوب]ــــــــ[11 - 12 - 2005, 06:40 م]ـ
تعقيب على رد الأخوين العزيزين لؤي الطيبي وأبو سارة فيما يخص كتاباتي
" حقيقة نواة الأرض "
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...
أخي الكريم تعقيبا على ردك فيما يخص كتاباتي " حقيقة نواة الأرض " أقول
لك رحمك الله تعالى لا تظن أنك أشد احتراما لكتاب الله عز وجل مني ...
أخي الكريم ردك كان جزافيا خال من كل موضوعية ولا يستند
إلى أي أسس لغوية.
أخي الكريم فيما يخص " الخيال العلمي " لسنا في هوليوود.
وفيما يخص " كأنه نزل عليك وحي " هذا ما لا يقال لمسلم قط ...
أخي الحبيب كل من جاء بشيء جديد ينافي ما كان عليه الناس
حتى لو كان الحقيقة يتهم بالخيال والجنون ولنا أمثلة عديدة عبر
التاريخ وما نظرية الفلكي الإيطالي " غاليلي " منا ببعيد.
أخي الكريم لما استبقت الأحداث وحكمت على كتاباتي أنها أشبه بالخيال المجرد
من العلم قبل أن تقرأها كلها (قولك " فقد قرأت جزءاً من بحثك، ولم أكمله
حتى النهاية ... .. لأني وجدت فيه كثيراً من المغالطات العلمية .. واعذرني إن
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: إنما هي أشبه بالخيال المجرّد من العلم .. ") ولو قرأتها كلها لأصبحت
بإذن الله تعالى من أعلم الناس بكتاب الله عز وجل ...
اعلم أخي الكريم رحمك الله تعالى أن عدم اقتناعك بما كتبت كان منتظرا وهذا
راجع إلى أن ما قلت جد غريب وعجيب , أتدري لماذا؟
بكل بساطة لأنه يفوق المستوى العلمي لكل البشرية في نطاقه طبعا ..
يقول الله عز وجل: " فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من
لدنا علما " (الكهف:65)
أخي الكريم هذا الذي كتبت يعتبر من " العلم اللدّني " إن صح التعبير وهذا لا
علاقة له بما تقول به الرافضة ومعاذ الله تعالى أن افتري على الله تعالى الكذب ولم
يوح إلي كما قلت في ردك (قولك " أما أن تسطر علينا هذه الأقوال وكأنه نزل
عليك وحي ") يقول الله عز وجل: " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال
أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ... " (الأنعام:93) أشرح حتى لا تقوّلني ما لم أقل:
كما قلت في بداية الكتاب أن هذا ليس بحثا وإنما هي نفحة من نفحات الله عز
وجل يصيب بها من يشاء من عباده أي أن نزول النجم واصطدامه بالأرض وخرقها
والولوج فيها والاستقرار في جوفها من الأسرار العظام في القرآن وشاء الله عز وجل
أن اطلع عليه فاطلعت عليه والله عز وجل غني عني وعن الملايير من أمثالي وغني
عن العالمين.
أما الشرح فهو شرح لغوي أعلم جيدا أنه يخالف كل التفاسير المعروفة إلا أنه ليس
بإمكانك إنكاره أو تفنيده لأن كل الشروح اللغوية مستمدة من مختلف التفاسير
المعروفة أو من " لسان العرب " ولم أغفل عن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم
" من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار " (رواه الترمذي) كما أعلم أن
الله عز وجل سيسألني عما أقول وأكتب يوم القيامة ..
فيما يخص عدم استنادي للتفاسير المعروفة أقول أخي الكريم تعلم جيدا أن
القرآن العظيم يصلح لكل زمان ومكان وأن العلوم في تطور مستمر ولكل
زمان تفسير ما عدا الثوابت في الجانب الشرعي فيه إذن لم يبق إلا الاعتماد
على الشرح اللغوي لكلمات الآيات الكريمة.
ليكن في علمك أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لم يفسر إلا القليل من
القرآن العظيم قد لا يتجاوز الجزء من المائة (1/ 100) وأن كل التفاسير
من دون تفسيره صلى له عليه وسلم يؤخذ منها ويرد ... مع أن الصحابة
رضي الله تعالى عنهم أعلم الناس بالقرآن العظيم إلا أنهم ليسوا بمعصومين.
أخي الكريم هل ذكرت في كتاباتي حجم النجوم أو شيئا من ذلك؟
أخي الكريم لم أذكر إلا النجم الذي جاء من الشمس واصطدم بالأرض وخرقها
وولج فيها والذي حجمه يقارب حجم القمر.
أخي الكريم كيف تسلم بقول بعض المختصين والذي ما هو إلا افتراضا أن القمر
تكون إثر اصطدام كوكب بالأرض وأن حجم هذا الكوكب يقارب حجم الأرض
وتنكر ما كتبت مع كل الأدلة على الأقل اللغوية التي أسردت؟
أخي الكريم هل تعلم أن النظرية هي الحقيقة إلي أن يثبت العكس وأنها ليست
الحقيقة المطلقة؟
وكم من نظرية تم إلغاؤها بعد حين من الدهر ...
أخي الكريم من قال لك بأن ما يقوله الأمريكان هو الحقيقة المطلقة حتى ولو كانت
افتراضات وأراء وأن ما يقوله الذين من دونهم خيال حتى ولو كان حقيقة؟
والأمثلة في هذا كثيرة أذكر لك اثنين:
ـ أخي الكريم ألا يدعي المختصون أن الشمس خلقت قبل الأرض والله عز وجل
يبين لنا بكل وضوح في سورة فصلت العظيمة أن الأرض خلقت قبل الشمس
بل خلقت والسماء كانت لا تزال غازات وغبارا وبخارا ودخانا؟
ـ أخي الكريم ألا يدعي المختصون أن الدينصور خلق قبل الإنسان وأن قامة
الإنسان البدائي تقارب قامة الإنسان المعاصر ونحن نعلم أن قامة آدم عليه
السلام تقارب 30 مترا: عن أبي هريرة (رض) أن النبي (ص) قال: " خلق
الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة
فاستمع ما يحيّونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام
عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم
فلم يزل الخلق ينقص حتّى الآن " (صحيح البخاري)؟
أخي الكريم كيف بك لو قلت لك أن الكواكب السيارة اصطدمت بالأرض
بطريقة تماسية ( tangential) وأدى هذا الاصطدام إلى نزول اليابسة
التي في القطب الجنوبي للأرض أي أن هذه اليابسة كانت في القطب الشمالي
للأرض؟ (مع إعطاء الأدلة من القرآن العظيم)
وهذا يخالف أقوال المختصين.
أخي الكريم كيف بك لو قلت لك أن نظرية كوبرنيغ ( Copernic )
خاطئة وأن جاذبية الأرض هي الجاذبية الكونية أي أن الشمس هي التي تدور
حول الأرض وليس كما يدعون؟ (مع إعطاء الأدلة من القرآن العظيم)
أخي الكريم كيف بك لو قلت لك أن القرآن العظيم له معنيان متوازيان
ولا علاقة لهذا بقول الباطنية؟ (مع إعطاء الأدلة من القرآن العظيم)
أخي الكريم لم تذكر أي خطأ لغوي ولكن علقت على" فالق: جاعل في الفلق "
أخي الكريم الاسم "فلق" واسم الفاعل "فالق" مثله كمثل"سجن"و"ساجن".
أخي الكريم لو ركزت على الشروح اللغوية وعلى الأشياء التي أقسم الله
عز وجل بها لتبين لك أن الذي كتبت متماسكا ومتناسقا بصفة يستحيل
أن يكون هذا من نسج الخيال كما ادعيت ظلما وصدق ربي حيث
يقول: " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا " (النساء:82).
أخي الكريم كنت انتظر أن يتم إثراء ما كتبت في منتداكم الكريم بما أنه
منتدى الفصاحة والبلاغة ولكن للأسف شديد تلقيت هذه الردود الغير
موضوعية وهذا لأن هذه الكتابات صدرت عن جزائري مجهول ولم تصدر
عن أمريكي أو دكتور من الدكاترة المشهورين والله عز وجل يقول:
" وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ... " (الأنعام:53).
أخيرا أرجو أن لا يضيق صدرك لهذا التعقيب وهداني الله تعالى وإياك
لما يحبه ويرضاه وجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه والسلام
عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لخالد]ــــــــ[11 - 12 - 2005, 08:36 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يا أخي كتبت كلاما قلبت فيه ثوابت الفيزياء, و تريد أن يصدقك الجميع دون دليل واحد أو مرجع أو رابط ,فالأعداء ينتظرون مثل هذه الهفوات من الغيورين على الإسلام حتى يشككوا الباقين و يشمتوا فينا.
فتريث بارك الله فيك
ـ[سليم]ــــــــ[11 - 12 - 2005, 09:39 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم مهيوب, على ذكر الحقيقة, فالحقيقة هو ما طابق الواقع ,والنظريات العلمية ليست حقائق مطلقة, وكما ذكرتَ انت في مقالك ان نظرية كوبرنيغ ( Copernic ),
خاطئة وأن جاذبية الأرض هي الجاذبية الكونية أي أن الشمس هي التي تدور
حول الأرض وليس كما يدعون؟ (مع إعطاء الأدلة من القرآن العظيم).
فهذا دليل على عدم صحة النظريات العلمية ولا تخرج عن كونها ( hypothesizes).
والله الموفق
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 02:35 ص]ـ
الأخ الفاضل ميهوب - هدانا الله وإياك لما فيه رضاه ..
لقد رأينا منك كلاماً على طريق الجدل، لا على طريق البحث عن العلل ..
وبذلك بان عليك انقطاعك في المنطق الذي تنصره، والحقّ الذي لا تريد أن تبصره ..
فإن مقالتك فيها خرافات وكنايات وتلفيقات وتلزيقات، لدرجة أن الصواب قد غرق فيها لغلبة الخطأ عليها ..
وما كان هذا شأنه فلا ننسبه إلى القرآن العظيم، كما أننا لا نقبل الادعاء بأنه قد جاءك من طريق نفحة من نفحات الله العظيم ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 03:15 ص]ـ
أخي الكريم لم أذكر إلا النجم الذي جاء من الشمس واصطدم بالأرض وخرقها
وولج فيها والذي حجمه يقارب حجم القمر.
يا أستاذ ميهوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا ماهو هذا النجم الذي أتى من الشمس؟ ومتى؟ وكيف؟ ومن ذكر ذلك من العلماء؟
ثم حدثنا عن هذا الاصطدام والخرق والولوج، ماهي صورته وكيفيته؟
وما أدراك بأن حجمه يقارب حجم القمر؟
أخي الفاضل
في الحقيقة أتمنى أن يستفيد الكل من موضوعك، ولكن! ... حدث العاقل بما يعقل!
حركة المنظومة الشمسية لم تعد مجالا لنسج الخيال وابتداع التصورات، إذ بإمكان أي إنسان مشاهدة ذلك عبر تلسكوبات متخصصة مرتبطة بأقمار صناعية.
ومركزية الشمس للكون بات أمرا معروفا عند عوام الناس فضلا عن المتخصصين من العلماء الذين أثبتوا ذلك بالأدلة القاطعة التي لاتقبل الشك أو الجدل.
واعلم أخي الفاضل أن قبول هذه الحقائق أو نفيها ليس هو الإشكال، إنما الإشكال هو أن تتفرد بهذه الأقاويل ثم تحمل نصوص القرآن مالاتحتمل، هذا هو الخلاف وهذا هو سبب رفض أحاديثك المرسلة.
هل ابتكرتَ هذه الحقائق أم نقلتها من مصادر معتبرة يصح التعويل عليها.
إذا كان الأول فأثبت، وإذا كان الثاني فأسند.
وبما أن هذا الموضوع خارج عن موضوعات البلاغة في هذا المنتدى، وحتى نصل معك إلى نقطة نفترق عليها بسلامة، مارأيك أن نعرض موضوعك على أحد المراكز الفلكية المتخصصة ونعطي القوس لباريها؟(/)
حقيقة نواة الأرض 2
ـ[ميهوب]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 10:33 م]ـ
حقيقة نواة الأرض 2
يقول الله عز وجل في سورة الفلق العظيمة:
" قل أعوذ برب الفلق ": إن " الفلق " هو سجن النجم الداخلي (نواة الأرض) أي جوف الأرض [" الفلق جب في
جهنم مغطى " (حديث غريب) (سورة الفلق: تفسير ابن كثير)].
مما جاء في لسان العرب:
الجهنام: القعر البعيد. وبئر جهنم وجهنام بكسر الجيم والهاء: بعيدة القعر وبه سميت جهنم لبعد قعرها ...
مما جاء في تفسير " فتح القدير " فيما يخص الفلق:
قيل هو سجن في جهنم، وقيل هو اسم من أسماء جهنم، وقيل شجرة في النار، وقيل هو الجبال والصخور،
وقيل هو التفليق بين الجبال، وقيل الرحم تنفلق بالحيوان، وقيل هو كل ما انفلق عن جميع ما خلق الله من
الحيوان والصبح والحب والنوى وكل شيء من نبات وغيره ..
" و من شر غاسق إذا وقب ": " غاسق " اسم فاعل والفعل " غَسَقَ " أو " أَغْسَقَ " والاسم " غَسَقٌ " وهو الظلمة.
إن معنى " غاسق " هو النجم الطارق الثاقب الداخلي ويذكر الله عز وجل هذا الظلام في
قوله الكريم " و ليال عشر " (الفجر:2) و " والليل و ما وسق " (الانشقاق:17):
إذن " غاسق " اسم فاعل ومعناه الذي أحدث ظلاما، والمعنى هو ما قاله النبي (ص) " من
شر غاسق إذا وقب " " النجم الغاسق " (حديث لا يصح رفعه) (تفسير ابن كثير: سورة الفلق)].
" وقب ": قال الألوسي أصل الوقب النقرة والحفرة ثم استعمل في الدخول وكذا في المغيب
لما أن ذلك كالدخول في الوقب أي النقرة والحفرة.
إذن " غاسق إذا وقب " يعني النجم الذي نقر الأرض فأحدث ظلاما ودخل في الأرض وغاب فيها
واختفى أي النجم الذي اصطدم بالأرض فأثار الغبار وخرق الأرض أي أحدث فيها ثقبا وولج فيها.
ـــــــــــــ الدليل على أن الحبة ( ... ) توجد في النجم الداخلي ـــــــــــــ
يقول الله عز و جل: " إن الله فالق الحب و النوى يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي ... " (الأنعام:95)
" فالق ": أي جاعل في الفلق أي جاعل في جوف الأرض (وهذا على وزن: سجن ـ ساجن).
" الحب و النوى ": إن معنى هذا القول الكريم الحبة والنواة ... اللتان بداخل النجم ولست أدري
لماذا ذكرهما سبحانه وتعالى في الجمع ولم يذكرهما في المفرد.
و يقول الله عز و جل:" فالق الإصباح ... " (الأنعام:93): إن معنى " الإصباح " المصباح أي الكوكب الدري الذي في الفلق
أي النجم الداخلي أي جاعل المصباح الذي هو النجم في الفلق.
ويقول الله عز و جل: " ... ولا حبة في ظلمات الأرض ... " (الأنعام:59) إن معنى " حبة " ( ... ) التي في النجم الداخلي
و " الظلمات " ظلمة المحيط الأطلنطي وظلمة البحر اللجي الذي تحت المحيط الأطلنطي وظلمة
النفق وظلمة الفلق ولا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل.
و يقول الله عز وجل: " يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض ... " (لقمان:16)
إن معنى كلمة "حبة " ( ... ) الحبة التي في النجم لأنه من المعلوم أن الصخور توجد في الأرض
ومعنى " صخرة " النجم.
و يقول الله عز و جل: " النجم و الشجر يسجدان " (الرحمان:6): إن معنى" النجم" النجم الداخلي
و ب " الشجر " " ... " ومن المحتمل جدا أن يكون معنى هذا القول الكريم انقلاب
" نواة الأرض " وهذا معروف عند الجيولوجيين حيث أن " نواة الأرض " قد انقلبت
مرارا عبر العصور أي أصبح الشمال المغنطيسي [ Magnetic North] في القطب الجنوبي
[ South Pole ] للأرض والعكس وتسمى هذه الظاهرة " الانقلاب المغنطيسي ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم " (الواقعة:75)
إن كل النجوم مواقعها في السماء إلا النجم الداخلي فهو في الفلق أي جوف الأرض.
يقول الله عز و جل: " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس و الليل إذا عسعس و الصبح إذا تنفس " (التكوير:15ـ16ـ17ـ18)
" الجوار ": أي الجواري أو " العاديات " وهم النجم والنيزكان.
" الخنس ": الذين (النجم والنيزكان) يعودون من حيث جاءوا أي إلى الشمس وهذا يوم القيامة.
" الكنس ": الذين (النجم والنيزكان) غابوا: النجم في الفلق والنيزكان في التراب وتحت
البحر (البحر الأحمر وخليج المكسيك).
(يُتْبَعُ)
(/)
" و الليل إذا عسعس ": أي والليل إذا زال أو ذهب تدريجيا وهذا عند بداية دوران الأرض على
نفسها إثر اصطدام النجم والنيزكين بها.
" و الصبح إذا تنفس ": أي والصبح إذا أنشئ أو خلق أي ظهر لأول مرة وهذا عند بداية دوران
الأرض على نفسها وهذا أول صبح على الإطلاق ويشبهه الله عز وجل بالمولود
الجديد من بني آدم أو الحيوانات البرية لأن الجنين لا يتنفس في رحم أمه وإذا قلنا
عنه " تنفس " معناه " ولد ".
يقول الله عز و جل: " وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات
وبالنجم هم يهتدون " (النحل:15ـ16)
"وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم" أي قذف ورمى في الأرض بنيزكي البحر الأحمر والمكسيك
ولو لا هما لمالت الأرض كلية ولتدحرجت وليس معناها
الجبال: مع أن للجبال دورا كبيرا وأساسيا في توازن الأرض
إلا أنها لم يلق بها وإنما أُنبتت إن صح القول.
" و بالنجم هم يهتدون ": إن معنى " النجم " النجم الداخلي (نواة الأرض) و معنى " يهتدون "
يتوجهون بفضل الحقل المغنطيسي [ Magnetic Field ] الذي يحدثه النجم
الداخلي [ Inner Star ] أي بما يعرف بالشمال المغنطيسي [ Magnetic North ]
أي التوجه بواسطة البوصلة [ Compass ] والدليل على هذا تغيير صيغة الحوار
إن صح القول من المخاطب " تميد بكم " و " لعلكم تهتدون " إلى الغائب
" هم يهتدون " والغائب هنا يفيد المستقبل والسر في هذا التغيير هو أن
الشمال المغنطيسي لم يكن معروفا عند البشر زمان النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم، إن الضمير " هم " يعود على الصينيين [ Chineses ] ( لأنهم أول من
اكتشف الشمال المغنطيسي) أو على العرب [ Arabs ] ( لأنهم أول من استعمل
البوصلة في الملاحة البحرية) والذين من بعدهم إلى يوم القيامة إلا أن تترك هذه
الوسيلة لصالح التوجه بفضل الأقمار الصناعية [ G.P.S.] أو وسيلة أخرى
ستخترع في المستقبل.
ملاحظة: اختلِف في من اكتشف البوصلة فمن المؤرخين من يقول هم العرب ومنهم من يقول
هم الصينيون.
يقول الله عز وجل: " والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل
تقيكم بأسكم … " (النحل:81)
إن هذا القول الكريم له نفس المعنى مع:
ـ والله جعل لكم مما خلق ظلالا.
ـ وجعل لكم مما خلق جبالا التي جعل لكم منها أكنانا.
ـ وجعل لكم مما خلق سرابيل تقيكم الحر.
ـ وجعل لكم مما خلق سرابيل تقيكم بأسكم.
" مما خلق ": إن الاسم الموصول " ما " يعود على النجم الداخلي (نواة الأرض) أي أن الله عز وجل
جعل أو خلق لنا بالنجم الداخلي ...
" ظلالا ": أي أشجارا والنجم الداخلي هو السبب في التكوين الأولي لكل الحياة ما عدا المائية منها
وهو السبب في تكوين الغلاف الجوي وإنشاء المطر ونزوله وذلك بفضل البراكين.
تفصيل طفيف:
في البداية كانت الغازات [أهمها ثاني أكسيد الكربون ( CO2) الناتج عن تنفس الحيوانات
البحرية والأكسجين ( O2) الذي كانت تفرزه البكتيريا الخضراء ( Cyanobacterias) ] تضيع
في الفضاء لأن الأرض لم تكن تدور على نفسها واصطدام النجم والنيزكين بها جعلها تدور على
نفسها مما أدى إلى إحداث قوة جاذبة وهذا جعل الغازات تتراكم في حجم كروي الشكل حول
الأرض (الغلاف الجوي) ودخول النجم في الأرض أحدث شقوقا عظيمة في الأرض وكذا البراكين
التي أفرزت مختلف الغازات أهمها ثاني أكسيد الكربون ( CO2) وثاني أكسيد الكبريت ( SO2)
وغاز النترات ( N2) وكونت هذه الغازات احتباسا حراريا مما أدى إلى توفير جو ومحيط ملائمين
لبداية الحياة البرية النباتية منها وأهمها الأشجار ثم الحيوانية.
كان لهذه الأشجار النصيب الأوفر في إفراز الأكسجين ...
" ومن الجبال أكنانا ": أي الله عز وجل أنشأ أو خلق لنا بواسطة النجم الداخلي الجبال: بفضل البراكين
بالنسبة للبركانية منها [ Volcanic Mountains ] وبفضل المطر بالنسبة للرسوبية
منها [ Sedimentary Mountains ] إضافة إلى هذا الجبال الناتجة عن الضغط الناتج
عن اصطدام كتل اليابسة بعضها ببعض إثر فرق النجم للأرض التي أي الجبال نتخذ
منها كهوفا وحصونا.
" الأكنان " هي الكهوف والمغارات والبروج والحصون.
" سرابيل تقيكم الحر ": أي أن الله عز وجل جعل لنا بواسطة النجم الداخلي الأغطية الواقية
المختلفة الآتية:
(يُتْبَعُ)
(/)
ا ـ مختلف طبقات الغلاف الجوي [ Atmosphere ] التي كانت وراء تكوينها البراكين
ولو لا هي لفاقت الحرارة 100 + درجة مئوية بالنهار ولكانت درجة الحرارة أدنى
من 100 - بالليل ولاستحالت بذلك حياة الإنسان الضعيف على الأرض:
إذن معنى " الحر " هنا حر الحرارة وحر البرد الشديد.
ب ـ طبقة الأوزون [ Ozon (O3) ] التي تحمي الكائنات الحية من الأشعة فوق
البنفسجية [ U.V. Ray ] وكذا إحراق النيازك كلية أو جزئيا (حسب أحجامها).
ج ـ الكرة المغنطيسية التي تحيط بالأرض [ Magnetosphere ] والتي تحدثها الحبة التي في
النجم الداخلي ولو لا هي لاستحالت الحياة على وجه الأرض ومهمتها صد وإبعاد
الجزيئات [ Particules ] الناتجة عن تحويل الهيدروجين إلى هليوم الذي يحدث في
الشمس والتي تسمى الريح الشمسية [ Solar Wind ] عن الأرض.
إذن السرابيل هي: الغلاف الجوي [ Atmosphere ] وطبقة الأوزون [ Ozon ]
والكرة المغنطيسية [ Magnetosphere ].
والحر هو: الاحتراق والتجمد والأشعة فوق البنفسجية وكذا الجزيئات [ Particules ]
الناتجة عن التفاعلات النووية التي تحدث في الشمس والتي تسمى الريح
الشمسية.
إن قوله عز وجل " و الله جعل لكم مما خلق ... و جعل لكم سرابيل تقيكم الحر " له
نفس المعنى مع قوله عز وجل " إن كل نفس لما عليها حافظ " (الطارق:4).
" و سرابيل تقيكم بأسكم ": أي أن الله عز وجل جعل لنا من الحديد الذي جاء به النجم إلى الأرض
دروعا وألبسة واقية من الرصاص ومصفحات نستعملها في الحروب لتقينا بأس بعضنا بعض
وهذا يؤكده قوله عز وجل " و أنزلنا الحديد " أي أن (نواة الأرض) حق دخيلة على الأرض
لأن تكوين عنصر الحديد يتطلب درجة حرارة جد عالية قد تفوق 12مليون درحة مئوية
ولا توجد هذه الحرارة في الأرض أما في الشمس فتقارب 20 مليون درجة مئوية.
يقول الله عز و جل: " الله نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة
كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو
لم تمسسه نار نور على نور ... " (النور:35)
[" المشكاة " هي الكوة التي لا منفذ فيها].
إنه عز وجل يقصد بهذا القول الكريم وبطريقة غير مباشرة مكونات النجم الداخلي:
" كمشكاة فيها مصباح " يقابلها ً كالفلق فيه حبة ً
" المصباح في زجاجة "،، ً الحبة في نجم ً
" الزجاجة كأنها كوكب دري "،، ً النجم كوكب دري ً
" يوقد من شجرة مباركة زيتونة "،، ً ... ً.
يقول الله عز وجل: " والسماء ذات الرجع و الأرض ذات الصدع " (الطارق:11ـ12)
إن هذا القول الكريم له نفس المعنى مع " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " و " يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج
منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ":
والمعنى: يوم القيامة تنشق الأرض وتتصدع إثر خروج النجم والنيزكين منها [(وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها و تخلت)
(والأرض ذات الصدع) (ما يخرج منها) (الخنس)] فيصعدون أي النجم والنيزكان إلى القمر (للتذكير: النجم الذي
هوى = النجم الداخلي + النيزكان + القمر) الذي يكون منشقا يومئذ (مع أنه انشق في عهد النبي صلى الله عليه
وسلم) وأثناء ارتقائهم في السماء يحجبون القمر عن الأرض وهذا معنى " و خسف القمر " ثم يجمعون مع القمر ثم
يذهبون كلهم إلى الشمس التي جاءوا منها أول مرة وهذا معنى "و جمع الشمس والقمر " ثم يلقى بهم كلهم في
جهنم والعياذ بالله تعالى منها وهذا معنى " إذا الشمس كورت " ويكون هذا الرجوع تحقيقا لوعده عز وجل " كما
بدأنا أول خلق نعيده " وهذا معنى [(ما يعرج فيها) (الخنس) (و السماء ذات الرجع)].
يقول الله عز وجل: " والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع " (الطارق:11ـ12) " السماء ذات الرجع ": معنى السماء الشمس والمعنى إرجاع الشمس للأرض الحبة التي أخذتها منها في البداية بفضل القوة المغنطيسية العظيمة (4) كما أن النجم الداخلي والنيزكين سيعودون يوم القيامة إلى السماء أي إلى الشمس التي جاءوا منها. " الأرض ذات الصدع ": أي انفلاق الأرض وتقطعها (القارات) إثر دخول النجم الداخلي والنيزكين فيها كما أنها ستتصدع يوم القيامة إثر خروجهم منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الله عز وجل: " والله جعل لكم مما خلق…" (النحل:81) و: " له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما و ماتحت الثرى " (طه:6) و: " يعلم ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها …" (الحديد:4) و: " إن كل نفس لما عليها حافظ " (الطارق:4) و: " و ما لا تبصرون " (الحاقة: 39) و: "وإذا الأرض مدت وألقت مافيها و تخلت " (الانشقاق:3 - 4).إن معنى كلمة " ما " في كل هذه الأقوال الكريمة الستة النجم الداخلي (نواة الأرض).
** ****** المراحل المختلفة التي مر بها النجم ********
إن القرآن العظيم نص بصراحة وبطريقة مرتبة على كل المراحل التي مر بها النجم ولو قارنا ما قاله السادة الكرام
فيما يخص النجم والذي قلت للاحظنا ما يلي:
نزول النجم من الشمس إلى أو على الأرض:
يقول الله عز وجل: " والنجم إذا هوى " (النجم:1) جاء في تفسير النجم أقوال كثيرة أهمها:
الثريا إذا سقط مع الفجر [مجاهد، ابن عباس وسفيان الثوري (رض)]، الزهرة [السدي (رض)]، النجم
إذا رمي به الشيطان [الضحاك (رض)]، القرآن إذا نزل [مجاهد (رض)]، وقيل الرسول (ص)، وقيل النجوم
إذا تناثرت يوم القيامة، وقيل النجوم كلها إذا غابت، وقيل النبت الذي لا ساق له، إنه الرجوم من النجوم يعني
ما ترمى به الشياطين عند استراقهم السمع [ابن عباس].
" هوى ": أي نزل من أعلى إلى أسفل أي سقط.
اصطدام النجم بالأرض:
يقول الله عز وجل: " والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق " (الطارق:1 - 2)
" الطارق " هو النجم الذي اصطدم بالأرض.
جاء في التفاسير أن المراد بالطارق النجم الذي يظهر بالليل ويختفي بالنهار ومن المعلوم أن الطرق في الأصل
يعني الضرب بقوة وشدة يسمع له صوت ثم صار يستعمل في الحلول بالليل أي أصبح كل شيء يحل ليلا
يسمى طارقا.
قال الألوسي: الطارق اسم فاعل من طرق بمعنى الضرب بوقع وشدة يسمع له صوت ومنه المطرقة والطريق.
خرق الأرض وثقبها من طرف النجم:
يقول الله عز وجل: " النجم الثاقب " (الطارق:3) أي النجم الذي ثقب الأرض وخرقها.
الثاقب معناه في الأصل الذي أحدث ثقبا أي الخارق ثم استعمل في وصف الكواكب الشديدة الضياء
كأن ضوءها يثقب الظلام.
بعض ما جاء في التفاسير:
المضيء [ابن عباس (رض)]، يرى بالليل ويختفي بالنهار [قتادة (رض)]، الذي يتوهج
[مجاهد (رض)]، الذي يثقب [عكرمة (رض)]، يثقب الشياطين إذا أرسل عليها.
يقول الله عز وجل: " ومن شر غاسق إذا وقب " (الفلق:3) هو النجم الثاقب الداخلي.
" وقب ": قال الألوسي أصل الوقب النقرة والحفرة ثم استعمل في الدخول وكذا في المغيب لما أن ذلك
كالدخول في الوقب أي النقرة والحفرة.
إذن " غاسق إذا وقب " يعني النجم الذي نقر الأرض فأحدث ظلاما ودخل في الأرض وغاب
فيها واختفى أي النجم الذي اصطدم بالأرض فأثار الغبار وخرق الأرض
أي أحدث فيها ثقبا وولج فيها.
استقرار النجم في جوف الأرض:
يقول الله عز و جل: " وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات وبالنجم
هم يهتدون " (النحل:15ـ16)
" و بالنجم هم يهتدون ": كما سبق وأن بينت أن معنى " النجم " النجم الداخلي (نواة الأرض) و " يهتدون "
يتوجهون بفضل الحقل المغنطيسي الذي يحدثه النجم الداخلي أي بما يعرف بالشمال
المغنطيسي أي التوجه بواسطة البوصلة.
ملاحظة:
لو رتبنا سور القرآن العظيم حسب التنزيل لتبين لنا أن هذه المراحل التي مر بها النجم جاءت مرتبة ومتسلسلة:
1 ـ تحتل سورة النجم العظيمة المرتبة 23 وفيها ذكر نزول النجم من الشمس إلى وعلى الأرض " والنجم إذا هوى".
2 ـ تحتل سورة الطارق العظيمة المرتبة 36 وفيها ذكر اصطدام النجم بالأرض وخرقه لها " … والطارق وما أدراك
ما الطارق النجم الثاقب ".
3 ـ تحتل سورة النحل العظيمة المرتبة 70 وفيها ذكر التوجه بفضل الحقل المغنطيسي الذي يولده أو يحدثه النجم
الداخلي أي التوجه بفضل البوصلة " وبالنجم هم يهتدون ".
تابع ...
ـ[أبو سارة]ــــــــ[09 - 12 - 2005, 07:24 ص]ـ
السلام عليكم
لتسمح لي أخي الكريم بإبداء رأيي حول كتاباتك الغريبة!
يفترض عليك كباحث أن تسند أقوالك إلى مصادر معتبرة تسندها، أما أن تطلق العنان لقلمك بهذه الآراء التي لم ينزل الله بها من سلطان، فهذا شيء لايسكت عليه، ولو كان الموضوع في أمر لايختص بالقرآن الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى فربما كان أمرا هينا نتغاضى عنه ونتجاوزه، أما أن تسطر علينا هذه الأقوال وكأنه نزل عليك وحي، فأنت مطالب بأن تعيد النظر فيما تكتب، انظر إلى قولك: يقول الله عز و جل: " إن الله فالق الحب و النوى يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي ... " (الأنعام:95 (
" فالق ": أي جاعل في الفلق أي جاعل في جوف الأرض
وقولك: قوله عز وجل " و أنزلنا الحديد " أي أن (نواة الأرض) حق دخيلة على الأرض ...
وغيرهما كثير، يا أخي الأمر خطير وإني لك لناصح، فاتق الله فيما تكتب.(/)
حقيقة نواة الأرض 3
ـ[ميهوب]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 10:41 م]ـ
حقيقة نواة الأرض 3
تنبيه
للعلم أن أغلب المفسرين (رض) فسروا قوله عز وجل: " وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب "
معتمدين على " المعنى المجازي (المعنوي) " [ The figurative meaning ] لكلمتي " الطارق "و" الثاقب ":
الطارق: ـ معناه الحقيقي [ The proper meaning ] الضارب بقوة وشدة مع إحداث صوت.
ـ معناه المجازي أو المعنوي الذي يحل أو يظهر ليلا.
الطارق اسم فاعل من طرق وهو الضرب بوقع وشدة يسمع له صوت ومنه مطرقة وطريق (تفسير الألوسي).
الثاقب: ـ معناه الحقيقي الخارق أي الذي يحدث ثقبا.
ـ معناه المجازي الشديد الضياء أي الذي يخترق الظلام.
للعلم أن بعض الصحابة (رض) أعطوا للكلمتين المعنى الحقيقي إلا أنه تم ترجيح المعنى المجازي.
للتذكير أن كلمة " نجم " في صيغة المفرد جاءت في أربع مواطن في القرآن العظيم ومعناها نفس النجم:
" وبالنجم هم يهتدون ": المعنى هنا التوجه بفضل النجم الداخلي أي الحقل المغنطيسي الذي تحدثه "نواة الأرض"
أي التوجه بفضل البوصلة.
" والنجم إذا هوى ": المعنى نزول النجم من الشمس إلى وعلى الأرض.
" والنجم والشجر يسجدان ": من المحتمل جدا أن يكون معناه الانقلاب المغنطيسي الذي ينتج عن الانقلاب
الكلي لنواة الأرض (حصل هذا مرارا عبر الزمن).
" … الطارق النجم الثاقب ": المعنى النجم الذي طرق الأرض أي اصطدم بها وخرقها.
لماذا الذي قلته لم يكن معروفا من قبل؟
أولا: هناك مشيئة الله جل وعلا وكل شيء يمشي في نطاقها.
ثانيا: تم ترجيح المعنى المجازي على المعنى الحقيقي لكلمتي " الطارق " و " الثاقب ".
ثالثا: لم يعتبر النجم المذكور في صيغة المفرد في أربعة مواطن في القرآن الكريم نجما واحدا.
الأدلة على أن " نواة الأرض" شيء دخيل على الأرض ـ معلوم أن الحديد [ Iron ] من أهم المعادن الموجودة في نواة الأرض. ـ معلوم في فيزياء المادة أن التكوين الأولي لعنصر الحديد [ Fe ] يتطلب طاقة تقارب 12 مليون درجة مئوية. ـ معلوم أن أقصى درجة حرارة في الأرض هي في نواتها ولا تتجاوز هذه الحرارة 8000 درجة مئوية. ـ معلوم أن في الشمس حرارة تقارب 20 مليون درجة مئوية. ـ معلوم أن الله عز وجل قال " وأنزلنا الحديد " ولم يقل " وخلقنا الحديد ". إذن الحديد تكون في مكان ما (الشمس) ثم جاء أو نزل إلى الأرض.
ــــــــــــ ... بعض أقوال المختصين ... ــــــــــــــــــــ
1 ـ فيما يخص النجم الداخلي (نواة الأرض) [ The Inner Star ]:
يقول المختصون أن نواة الأرض تتكون من:
1ـ طبقة من المعادن الذائبة [أهمها الحديد والنايكل ( Iron & Nickel )] وتقارب كثافتها [ Density ] 10
والتي يفوق سمكها 2000 كلم.
2ـ الحبة التي هي عبارة عن معادن تصلبت تحت تأثير الضغط الكبير للغازات تدور نحو الشرق بسرعة 1،1 درجة
في السنة وكثافتها يقارب 13 قطرها 1200 كلم.
التعقيب:
مكونات النجم الداخلي:
إن النجم الداخلي يتكون من:
1ـ طبقة تتكون من المعادن الذائبة: أهمها الحديد [ Iron ] ملتفة وملتصقة بالحبة بفضل قوة مغنطيسية عظيمة.
2ـ الحبة: التي تحدث الجاذبية الأرضية تنقسم بدورها إلى:
ا ـ النواة: التي هي قشرة جد صلبة تغلف الحبة وتسجنها و تحميها.
ب ـ الحبة: ذاتها ...
سرعة دوران النجم الداخلي:
إن سرعة النجم الداخلي أكبر من 1،1 درجة في السنة وذلك لأن النجم الداخلي هو السبب في استمرار دوران
الأرض على نفسها منذ الرجم إلى يوم القيامة (أي طول العصر):
للتذكير أن النجم الثاقب أحدث بداخل الأرض نفقا ثم استقر في الفلق واستمر في الدوران نحو الشرق ونظرا لوزنه
العظيم فهو يسحب الأرض أي يجعلها تدور معه.
- 2فيما يخص ثقب أريزونا اللعين [ Arizona Cursed Crater ] :
قالت مختصة أمريكية لم أذكر اسمها أن النيزك الذي اصطدم بالأرض قبل 65 مليون سنة وخلف ثقب أريزونا اللعين
تحطم وتطايرت أجزاؤه في الفضاء وكونت القمر بعد ما تجمعت تحت تأثير القوة الجاذبة للأرض الناتجة عن دورانها
على نفسها وهذا النيزك هو الذي جاء بالحديد والكلسيوم إلى الأرض.
التعقيب:
إن ثقب أريزونا اللعين ما هو إلا أثر لجزء صغير من النجم الطارق الذي تحطمت طبقته الصخرية إثر اصطدامه
(يُتْبَعُ)
(/)
بالأرض وتطايرت أجزاؤها في الفضاء ثم تجمعت والتحمت بعضها ببعض وكونت بذلك كتلة واحدة التي هي
القمر والنجم الطارق ونيزكا باب المندب والمكسيك هم الذين جاءوا بالحديد إلى الأرض (والنجم الطارق هو
الذي جاء بالكبريت وأما الكلسيوم فهو من المكونات الأصلية للأرض).
- 3فيما يخص نيزك المكسيك [ Mexico Meteorite ] :
يقول المختصون أن النيزك العملاق الذي ضرب الأرض في قرية " تشكسلوب " بشبه جزيرة " يوكاتان " المكسيكية
يبلغ قطره بعض الكيلومترات فقط وخلف حفرا قطره 300 كلم وتحطم وصار غبارا مما أدى إلى حدوث ظلام حجب
الأرض عن الشمس لمدة شهور ومنهم من قال لمدة سنين وأدى ذلك الظلام إلى برد شديد هلكت على إثره كثير من
المخلوقات وخاصة الدينصورات [ Dinosaurs ] ( لا تزال دراسة هذا النيزك متواصلة منذ 1991 إلى يومنا هذا).
التعقيب:
إن النيزك العظيم الذي اصطدم بالأرض في " قرية تشكسلوب " [ Puerto Chicxulub ] في شبه جزيرة " يوكتن "
[ Yucatan Peninsula ] بالمكسيك قد يفوق قطره 300 كلم وكان وراء انفصال جزر الكرايب عن أمريكا
الوسطى ولم يتحطم وإنما هو الآن في الأرض تحت طبقة من الرواسب يفوق سمكها الكيلومتر (1 كلم) والذي أوقع
المختصين في الخطأ عند أخذهم للعينات هو وجود صخرة بركانية تسمى " الأندسيت " [ Andesite ] فظنوا أن مصدرها
بركاني وفي الحقيقة هذه الصخرة هي التي يتكون منها النيزك [كما سبق وأن قلت أن النجم والنيزكين جاءوا من الشمس
وأن الشمس ما هي إلا صخرة من صخور جهنم وستعود إليها يوم القيامة (" إذا الشمس كورت " (التكوير:1)) والله عز
وجل يقول"…فاتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة…" (البقرة:24) والبركان أليس وقوده الحجارة (الماغما، الحمم)؟]
(هذا للشرح فقط وليس للتدليل أو المقارنة).
فيما يخص الظلام وهلاك الكائنات الحية فإنه حق حصل هناك ظلام ("و من شر غاسق إذا وقب ") ولكنه لم يدم إلا
عشرة (10) أيام بلياليها ("و ليال عشر " (الفجر:2)) وكان ذلك الظلام يتكون من غبار الكربون والسليسيوم اللذين
كانا في اليابسة وليس غبار من النجم ولم يكن موجودا آنذاك على الأرض إلا الجن على اليابسة والحيوانات المائية
في المحيط فكيف تهلك كائنات لم تكن موجودة أصلا.
للعلم أنه في عام 1994 تم تصوير اصطدام مذنب " شوماخر و ليفي" [ Schumacher & Levy Comet ] بكوكب
المشتري [ Jupiter ] الذي ارتفع إثره غبار أسود كوّن سحابا لم ينقشع إلا بعد شهرين أو ثلاثة أشهر.
4 – فيما يخص القمر [ The Moon ] :
أقرب أقوال المختصين إلى الصواب هو أن القمر تكون إثر اصطدام نيزك عظيم بالأرض:
إثر اصطدام النيزك بالأرض تطايرت أجزاء من يابسة الأرض وكذا من نواتها فكونوا حزاما حول الأرض قبل أن تتجمع
تحت تأثير جاذبية الأرض وكونوا بذلك كتلة واحدة التي هي القمر.
التعقيب:
إن القمر تكون إثر اصطدام النجم الطارق بالأرض أي أن النجم الذي هوى عندما اصطدم بالأرض تحطمت طبقته
الخارجية الصخرية وتطايرت أجزاؤها في الفضاء ثم تجمعت تحت تأثير القوة الجاذبة الناتجة عن بداية دوران الأرض
على نفسها ثم التحمت بعضها ببعض وذلك لأنها كانت لا تزال مشتعلة وكونت بذلك كتلة واحدة التي هي القمر
والماء الذي عثر عليه على سطحه في عام 1999 أصله الأرض أي المحيط (الأطلسي).
ــــــــ ... السر في الأشياء التي أقسم بها الله عز و جل ... ـــــــــ
إن أغلبية لكي لا أقول كل الأشياء التي أقسم بها الله عز وجل في القرآن العظيم هي إما النجم وإما النجم
والنيزكان وإما المخلفات المباشرة لنزولهم على الأرض أو لرجوعهم إلى الشمس يوم القيامة.
إضافة إلى الأشياء المقسوم بها التي ذكرتها آنفا هذه بعض الأمثلة:
يقول الله عز و جل: " كلا و القمر و الليل إذ أدبر و الصبح إذا أسفر " (المدثر:32ـ33ـ34).
" القمر ": ما هو إلا جزء من النجم الطارق كما سبق وأن قلت (انظر مقطع النجم الطارق).
" و الليل إذ أدبر ": أي والليل إذا ذهب تدريجيا أي " و الليل إذا عسعس " (التكوير:17) و " و الليل إذا
يسر " (الفجر:3) وهذا عند بداية دوران الأرض على نفسها.
" و الصبح إذا أسفر ": وهذا أول صبح على الإطلاق وله نفس المعنى مع " و الصبح إذا تنفس " (التكوير:18)
وهذا كذلك عند بداية دوران الأرض على نفسها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس النجم والنيزكان هم الذين جعلوا الأرض تدور على نفسها إثر اصطدامهم بها؟
يقول الله عز و جل: " فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق " (الانشقاق:16ـ17ـ18)
" الشفق ": هو احمرار الأفق عند غروب الشمس وأما المقصود به هنا فهو احمرار الأفق في
مغرب الأرض عندما كانت الأرض لا تدور على نفسها ومعناه الأفق الذي جاء منه
النجم الذي هوى.
" و الليل و ما وسق ": أي الليل الذي أحدثه النجم الطارق بإثارته لغبار الكربون والسليسيوم
والذي دام 10 أيام ومعنى الآية الكريمة: والليل وما جمع وغشى أي ما حصل فيه.
" و القمر إذا اتسق ": أي والقمر إذا التحمت أجزاؤه بعضها ببعض وأصبحت كتلة واحدة
أي " والقمر إذا تكون " أو بكل بساطة " والقمر إذا خُلِقَ ".
أليس النجم والنيزكان جاءوا من جهة الغرب؟
أليس النجم الطارق هو الذي أثار الغبار الذي أحدث ظلاما دام 10 أيام ("وليال عشر ")؟
أليس القمر جزء من النجم الطارق؟
يقول الله عز و جل: " و الفجر و ليال عشر " (الفجر:1ـ2)
" و الفجر ": أي الفجر الذي نزل فيه النجم والنيزكان وهذا أول فجر منذ خلق السماوات والأرض.
" و ليال عشر ": أي الظلام الذي أحدثه النجم الطارق (" ... غاسق إذا وقب ") بإثارته لغبار الكربون والسليسيوم
والذي دام 10 أيام.
يقول الله عز و جل: " و العصر " (العصر:1) يقسم الله البر الرحيم هنا بالوقت أي الدهر أي الزمن الذي بدأ مع بداية
دوران الأرض على نفسها ولو لا دوران الأرض على نفسها لتعذر علينا الحساب (التاريخ) " وجعلنا
الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد
السنين والحساب ... " (الإسراء:12) أما الأيام المذكورة في قوله عز وجل: " وهو الذي خلق السماوات
والأرض في ستة أيام ... " (هود:7) فمدتها لا يعلمها إلا الله عز وجل, ذلك حساب يختلف عن حسابنا تماما.
يقول الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم " (الواقعة:75):
" لا ": هنا أداة نفي أو صلة.
" مواقع النجوم ": أي منازلها أو أماكنها أو مواضعها: السماء هو موقع كل النجوم ما عدا النجم
الداخلي (نواة الأرض) الذي موقعه الفلق (أي سجن النجم الداخلي الذي في المركز
الداخلي للأرض) ومعنى القسم " والسماء والفلق ".
يقول الله عز و جل: " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " (الحاقة:38ـ39)
" ما تبصرون ": معناه الجزء الظاهر (الذي يرى) من النجم الذي هوى وهو القمر.
و " ما لا تبصرون ": معناه الأجزاء المحجوبة (التي لا ترى) من النجم الذي هوى وهم النجم
الداخلي (نواة الأرض) ونيزكا البحر الأحمر والمكسيك.
[عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال " يا عائشة استعيذي
بالله من هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب " (رواه الترمذي).]
يقول الله عز وجل: " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " (التكوير:15ـ16)
" الخنس ": الرواجع أي التي تعود وترجع.
" الكنس ": التي غابت.
هنا يقسم الله عز وجل بأجزاء النجم الذي هوى أي النجم الداخلي (نواة الأرض) ونيزكي البحر الأحمر والمكسيك
أي يقسم سبحانه وتعالى بالعاديات التي هي الذاريات والتي هي المرسلات والتي هي النازعات التي ولجت في الأرض
وغابت فيها (أي كنست فيها) والتي ستعود أو ترجع (أي تخنس) يوم القيامة إلى من حيث جاءت أي إلى الشمس.
يقول الله عز وجل: " والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع " (الطارق:11ـ12)
" السماء ذات الرجع ": معنى السماء الشمس والمعنى أن الشمس تعيد للأرض الحبة
التي أخذتها منها في البداية بفضل قوة مغنطيسية عظيمة كما أن النجم الداخلي
والنيزكين سيعودون يوم القيامة إلى السماء أي إلى الشمس التي جاءوا منها.
" الأرض ذات الصدع ": أي انفلاق الأرض [ Ridges] وتقطعها (القارات) إثر دخول
النجم الداخلي والنيزكين فيها كما أنها ستتصدع يوم القيامة إثر خروجهم منها.
ــــــــــــــــــــ ملاحظة هامة ـــــــــــــــــــــ
كما سبق وأن قلت في البداية أن الله عز وجل لم يقسم إلا بأشياء جد عظيمة وأن أغلب الأشياء المقسوم بها هي إما
النجم الداخلي وإما النجم الداخلي والنيزكان وإما المخلفات المباشرة لنزولهم على الأرض ودخولهم فيها أو لخروجهم
(يُتْبَعُ)
(/)
منها يوم القيامة والملاحظ أن المقسوم عليه في هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هو القرآن العظيم:
1 ــ " فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم " (الواقعة:75ـ76ـ77)
هنا يبيّن الله عز وجل أن هذا القسم عظيم " وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " كما بيّنه بطريقة
تثير التعجب في قوله عز وجل " هل في ذلك قسم لذي حجر " (الفجر:5) بعد أن أقسم بالفجر
الذي رجمت فيه الأرض والغبار الذي تطاير إثر ذلك والذي أحدث ظلاما "والفجر وليال عشر"،
أقسم بالنجم الطارق " والشفع والوتر " ثم أقسم بالذهاب التدريجي لليل " والليل إذا يسر " أي
ببداية دوران الأرض على نفسها.
2 ــ " فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم " (الحاقة:38ـ39ـ40)
" إنه لقول رسول كريم " معناه القرآن العظيم.
3 ــ " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول
كريم " (التكوير:16ـ17ـ18ـ19)
" والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس " معناه: الليل إذا ذهب تدريجيا والصبح إذا أنشئ أو
خلق أي بكل بساطة بداية دوران الأرض على نفسها إثر اصطدام الجوار الكنس بها.
" إنه لقول رسول كريم " معناه القرآن العظيم.
هنا بعد ما أقسم الله عز وجل بالأجزاء الثلاثة للنجم الذي هوى " الخنس الجوار الكنس "
أقسم بالمخلفات المباشرة لنزولها على الأرض وهي بداية دوران الأرض على نفسها " والليل
إذا عسعس والصبح إذا تنفس ".
4 ــ " والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع إنه لقول فصل " (الطارق:11ـ12ـ13)
" إنه لقول فصل " معناه القرآن العظيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الله عز و جل: " و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى " (الليل:1ـ2)
و: " و الضحى و الليل إذا سجى " (الضحى:1ـ2) [" سجى " قال الألوسي يكون في
الغالب بين طرفي الليل أو بعد برهة من أوله].
و: " و الشمس و ضحاها و القمر إذا تلاها " (الشمس:1ـ2)
لو تأملنا قليلا في هذه الأقوال الكريمة الثلاثة لوجدنا أن الآية الكريمة رقم 2 هي عكس الآية الكريمة رقم 1، أشرح:
ـ أليس النهار بعكس الليل؟
ـ أليس الليل التام ظلامه بعكس الضحى؟
ـ أليس القمر بعكس الشمس؟
ولو تأملنا قليلا في سور الشمس، الليل والضحى العظيمة لتبين لنا أن بعد هذه الأقوال الكريمة (المذكورة أعلاه) كلما
ذكر الله جل وعلا شيئا إلا وذكر ضده أو عكسه:
سورة الليل العظيمة:
الذكر # الأنثى / أعطى، اتقى، صدق بالحسنى، اليسرى # بخل، استغنى، كذب بالحسنى، العسرى /
/ الآخرة # الأولى / الأشقى # الأتقى.
سورة الضحى العظيمة:
الآخرة # الأولى / يتيما # فأوى / ضالا # فهدى / عائلا # فأغنى.
سورة الشمس العظيمة:
الليل # النهار / السماء # الأرض / فجورها # تقواها / أفلح من زكاها # خاب من دساها.
إن معنى هذا القسم في هذه السور العظيمة الثلاث هو تعاقب الليل والنهار يعني دوران الأرض على نفسها أي
إذا كان في نصف الكرة الأرضية الليل كان في النصف الآخر النهار وإذا كان فيه الضحى كان في النصف الآخر
الليل الذي تم ظلامه وإذا كان فيه نهار مضيء " الشمس وضحاها أي النهار يتلوه أو يتبعه القمر أي الليل.
سؤال بسيط: من منا رأى الليل والنهار أو الضحى والليل التام ظلامه أو الشمس والقمر في آن واحد؟
إنه سبحانه وتعالى من وراء هذه الأقوال الكريمة يقسم باختلاف الليل والنهار أي بدوران الأرض على نفسها.
ملاحظة:
أ ـ لو نظرنا إلى ترتيب السور في المصحف الشريف لوجدنا أن هذه السور الثلاث العظيمة جاءت متتالية:
1ـ تحتل سورة الشمس العظيمة المرتبة 91.
2ـ تحتل سورة الليل العظيمة المرتبة 92.
3ـ تحتل سورة الضحى العظيمة المرتبة 93.
ب ـ لو نظرنا إلى ترتيب السور حسب التنزيل لوجدنا:
1ـ سورة الليل العظيمة تحتل المرتبة 9.
2ـ سورة الفجر العظيمة تختل المرتبة 10.
3ـ سورة الضحى العظيمة تحتل المرتبة 11.
كما سبق وأن قلت أن قبل الرجم لم تكن الأرض تدور على نفسها وكان نصفها الذي كان مستقبلا
الشمس (الذي فيه المحيط الأولي) فيه نهار سرمد والنصف الآخر (الذي فيه اليابسة) فيه ليل سرمد وإثر الرجم
بدأت تدور على نفسها نحو الشرق:
1ـ الفجر: هو الوقت الذي رجمت فيه الأرض ومن المعلوم أن الفجر هو نهاية الليل أي الظلام
الذي يسبق الصبح [" والفجر ": يقسم الله عز وجل بأول فجر وهو الذي نزل
فيه النجم والنيزكان إلى وعلى الأرض ـ " واليل إذا يسر " أي والليل إذا ذهب
تدريجيا وكان هذا عند بداية دوران الأرض على نفسها إثر الرجم وهنا المقسوم
به هو دوران الأرض على نفسها].
2ـ الضحى: إثر الرجم بدأت الأرض تدور على نفسها نحو الشرق وبدأ بذلك نور الشمس
يغشى أقصى شرق اليابسة (شرق قارة آسيا حاليا) وكان ذلك أول ضحى.
3ـ الليل: إثر الرجم دائما وعند بداية دوران الأرض على نفسها نحو الشرق بدأ ظلام الليل
يغشى أقصى غرب اليابسة (الأمريكتين) وكان ذلك أول ليل.
تابع ...(/)
حقيقة نواة الأرض 4
ـ[ميهوب]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 10:45 م]ـ
حقيقة نواة الأرض 4
ملاحظات
(2) كل ما قيل إلى حد الآن فيما يخص مثلث برمودا الغريب لا يتجاوز أراء وافتراضات.
منهم من أرجع الأحداث الغريبة التي تحصل هناك إلى وجود فقاعات من الغاز ومنهم من
أرجعها إلى شدة عمق المحيط في تلك المنطقة ومنهم من أنكر وجود أي شيء هناك.
أين يقع مثلث برمودا؟
يقع مثلث برمودا بين مدينة ملبورن [ Melbourne ] بفلوريدا [ Florida ]، بورتو ريكو [ Porto Rico ]
وجزر برمودا [ Bermuda Islands ].
ما الذي في مثلث برمودا؟
يوجد في المنطقة ثقب يبلغ قطره 1200كلم على الأقل الذي هو مدخل النفق الذي خلفه النجم الثاقب
عند دخوله في الأرض ويوجد على ذلك الثقب سد [ Plug ] يتكون من المعادن أهمها الحديد [ Iron ] وأكثرها
النحاس [ Copper ] والتراب أي الصخور وأهم دليل على هذا اضطراب وارتباك البوصلة [ Compas ] في
تلك المنطقة أي وجود حقل مغنطيسي كبير وغريب.
ما الذي تحت السد؟
يوجد تحت السد مباشرة " بحر جد عميق " ثم " نفق " فيه ...
ما السر في الحوادث و لماذا لا يعثر على الأشياء المفقودة؟
يحدث النجم الداخلي (نواة الأرض) من حين لآخر قوة مغنطيسية عظيمة (لا يعلم وقت حدوثها إلا الله عز وجل)
مما يؤدي إلى جذب السد [ Plug ] ( الذي هو في وضعية توازن في حالته العادية) فينخفض من جهة ويرتفع من
الجهة الأخرى مما يؤدي إلى فتح الأرض وجذب كل الأشياء التي فيها الحديد كالبواخر والغواصات والطائرات إلى
البحر العميق الذي تحت السد وبعد الزوال التدريجي لتلك القوة يعود السد إلى الحالة العادية التي كان عليها مما
يؤدي تلقائيا إلى إغلاق الأرض بلطف وبالتالي يتعذر العثور على الأشياء المفقودة.
ملاحظة: ليس من المستحيل أن تكون القوة الجاذبة التي يحدثها النجم الداخلي غير مغنطيسية لأن النجم الداخلي
له القدرة على أن يحدث قوة مغنطيسية كما له القدرة على أن يحدث قوة جاذبة غير مغنطيسية بفضل
الحبة التي بداخله.
للعلم أن أناسا عاينوا الحوادث من قريب نوعا ما وأدلوا بالشهادة الآتية:
ـ وجود ظلام في المنطقة.
ـ وجود سحاب على المنطقة.
ـ هيجان البحر.
وهذه شهادة صادقة لقوله عز وجل: " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات
بعضها فوق بعض ... " (النور:40)
" بحر لجي " أي بحر جد عميق وهذا البحر الذي تحت السد أو الغطاء.
" يغشاه موج " هذا موج البحر اللجي أي هيجان البحر الذي تحت السد.
" من فوقه موج " هذا موج المحيط الأطلسي أي هيجان المحيط في تلك المنطقة.
" من فوقه سحاب " أي الغيوم التي تغشى تلك المنطقة أثناء وقوع الحوادث.
" ظلمات بعضها فوق بعض " ظلام البحر اللجي وظلام المحيط الأطلسي وظلام السحاب.
ملاحظة:
ـ لونظرنا إلى مثلث برمودا أي المثلث الذي تكونه النقاط الثلاث ملبورن، برتو ريكو وجزر برمودا
لوجدنا أن أضلاع هذا المثلث تقارب 1400 كلم وهذا يتماشى مع قطر الحبة.
ـ فأما النفق والبحر اللجي والسّد فموجودون حقا وأما كيفية وقوع الحوادث فمجرد تصوّر.
(3) الحديث عن القمر أي أنه تكون من الطبقة الصخرية للنجم الذي اصطدم بالأرض يتطلب الذهاب بعيدا
مع هذا البحث المتواضع.
ملاحظة:
إن سورة القمر العظيمة تحتل المرتبة 37 أي بعد سورة الطارق العظيمة التي تحتل المرتبة 36 هذا فيما يخص
الترتيب حسب النزول وأما فيما يخص الترتيب في المصحف الشريف فإنها تحتل المرتبة 54 بعد سورة النجم العظيمة التي
تحتل المرتبة 53 وكما بينت أن النجم الذي هوى هو النجم الطارق وأن القمر تكون من الطبقة الصخرية للنجم.
(4) الحديث على أن الحبة كانت في الأرض وجذبتها الشمس ثم رجعت إلى الأرض بداخل النجم يتطلب بحثا
آخرا جد طويل وغريب شبه مستقل.
كيف تقوم الساعة بالضبط؟
يقول الله عز وجل عز وجل " كما بدأنا أول خلق نعيده " (الأنبياء:) هذا القول الكريم صالح لكل الخلق أي
أن الله عز وجل سيعيد يوم القيامة كل شيء خلقه إلى الحالة التي فطره عليها ثم يزيله.
كما سبق وأن قلت أن نزول النجم والنيزكين على الأرض ودخولهم فيها كان السبب في بداية الحياة على وجه الأرض
وأن خروجهم منها يوم القيامة وعودتهم إلى من حيث جاءوا (أي الشمس) يكون السبب في قيام الساعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إثر خروج النجم الداخلي تزداد الأرض اتساعا وبعد خروج النجم والنيزكين تتوقف الأرض عن دورانها على نفسها
وتفقد جاذبيتها وتستوي وتعتدل وهنا يتلاشى الكون كله (للتذكير أن الأرض مائلة بزاوية قدرها 27،23 درجة)
"و إذا الأرض مدت و ألقت ما فيها و تخلت و أذنت لربها و حقت " (الانشقاق:3ـ4ـ5) [" وإذا الأرض مدت " أي
زاد اتساعها وهذا إثر خروج النجم الداخلي منها ـ " وألقت ما فيها و تخلت "، " ألقت ما فيها " أي أخرجت النجم
الداخلي (نواة الأرض) والنيزكين " و تخلت " أي تخلت عن الدوران على نفسها وفقدت جاذبيتها وأصبحت خاوية
جوفاء، " وأذنت لربها و حقت " أي أطاعت أمر ربها واستوت واعتدلت بعد ما كانت مائلة].
عند النفخة الأولى يحدث زلزال عظيم "…إن زلزلة الساعة شيء عظيم ", " إذا زلزلت الأرض زلزالها ", " إذا رجت
الأرض رجا ", و" يوم ترجف الراجفة ".
يقول الله عز وجل: " إن الساعة لآتية أكاد أخفيها …" (طه:15)
معنى " أكاد أخفيها " هي الكيفية التي تقوم عليها الساعة وليس الوقت لأن الوقت مخفي ولا يكاد يخفى ولا يعلمه
إلا الله سبحانه وتعالى.
يقول الله عز وجل:
1 ـ " يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها …" كما سبق وأن قلت أن الاسم الموصول " ما " يعود
على النجم الذي اصطدم بالأرض فخرقها وولج فيها والذي سيخرج منها يوم القيامة [كما بدأنا أول خلق نعيده].
2 ـ " والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع " أي أن الأرض ستتصدع يوم القيامة إثر خروج النجم منها
وعودته إلى السماء أي إلى الشمس التي جاء منها.
3 ـ " إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها " أي إذا رجت الأرض وألقت بالمعادن أي النجم الداخلي
ولها نفس معنى " وألقت ما فيها وتخلت ".
4 ـ " يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة " أي يوم تهتز الأرض ويتبع أو يعقب أو يردف الزلزالَ خروج النجم.
ولو تأملنا جيدا في هذه الأقوال الكريمة الأربعة وقارنا معانيها بما يحصل أثناء ثوران البركان لتوصلنا بفضل الله تعالى إلى معرفة
الكيفية التي ستقوم عليها الساعة والذي سيحصل يوم القيامة شبيه بالذي يحصل عند ثوران البركان ولكن بكيفية أعم وأعظم.
*************************************************************************
ثوران البركان
اهتزاز الأرض في المنطقة المجاورة للبركان
يتبع أو يردف الزلزال خروج الحمم
قيام الساعة
اهتزاز الأرض برمتها:
" إذا زلزلت الأرض زلزالها " و " يوم ترجف الراجفة "
يتبع أو يردف الزلزال خروج النجم الداخلي (نواة الأرض) أو ما سيبقى منه
" وأخرجت الأرض أثقالها " و " تتبعها الرادفة " و " ألفت ما فيها وتخلت "
و" إنها ترمي بشرر كالقصر "
***********************************************************************
يقول الله عز وجل: " إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر " (المرسلات:32ـ33)
" إنها " أي الأرض " ترمي بشرر " تلقي بالمعادن الذائبة [ Molten Metals ] الملتهبة كحمم البراكين [ Volcanic Lava ]،
" كالقصر " كالبناء العظيم أي القصور، " جمالة صفر " المعادن التي في النجم أكثرها النحاس ومن المعلوم أنه لو مزجنا معادن
ذائبة مع كثير من النحاس الذائب لتحصلنا على خليط له لون الذهب أي الأصفر إذن " جمالة صفر " يعني الحلي المصنوعة
من الذهب التي تلبسها النساء وتتخذها زينة.
للعلم أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فسر " جمالة صفر " ب" قطع نحاس الكبار " (تفسير الألوسي).
الدليل على أن خليط المعادن الذي في النجم يطغى عليه عنصر النحاس:
كما سبق وأن قلت أن النجم هو رجم للجن والله عز وجل يقول: " يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران " (الرحمان:25).
ـ عذاب الجن
قبل الحديث عن عذاب الجن نعود قليلا إلى الوراء لنتكلم عن التسلسل في الخلق:
بعد ما خلق الله عز وجل السماوات والأرض وقبل أن يخلق الشمس والكواكب والنجوم خلق الملائكة عليهم
السلام ويشير تعالى إلى هذا بطريقة غير مباشرة في قوله الكريم " الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة
أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء …" (فاطر:1) [" فاطر السماوات والأرض " أي خالق
السماوات والأرض على الصفة الأولى أي السماء بدون الشمس والقمر والكواكب والنجوم والأرض بدون الماء
(يُتْبَعُ)
(/)
والجبال] ثم خلق الشمس ثم الكواكب التي ما هي إلا قطع انفصلت عن الشمس ثم خلق الجن ثم النجوم وهذا
معنى " أنا لمسنا السماء فوجدناها ملأت حرسا شديدا و شهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع … " (الجن:8ـ9)
[" حرسا " أي الملائكة عليهم السلام ـ " شهبا " يعني النجوم ـ " مقاعد " يعني الكواكب].
إذن بعد ما خلق الله عز وجل الجن تكاثروا وعمروا الأرض ومثلهم كمثل الإنس تماما أي أن منهم المؤمنون
الصالحون ومنهم المؤمنون الضعاف الإيمان ومنهم المفسدون وهذا معنى " وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا
طرائق قددا "و " وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون …" (الجن:11 و 14) [لو تأملنا جيدا في الآيتين الكريمتين لوجدنا
أن الجن كان منهم مسلمون صالحون (" منا الصالحون ") ومنهم مسلمون غير صالحين أي الذين خلطوا عملا
صالحا وآخر سيئا (" و منا دون ذلك ") ومنهم غير هذين الصنفين أي المفسدون (" ومنا القاسطون ") ومثل هذه
الأصناف قي هاتين الآيتين الكريمتين كمثلهم في قوله عز وجل "… فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات… " (فاطر:32)، " طرائق " يعني أصناف و جماعات].
فبعد ما تكاثر الجن في الأرض شاء الله عز وجل أن يسمع ويستمع نفر من الجن إلى الملائكة عليهم السلام وهي
تتلو القرآن الكريم ("فالتاليات ذكرى " (الصافات:3)) فولوا إلى قومهم منذرين مما سمعوا من الحق وهذا معنى " قل
أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا " (الجن:1) [كان هذا قبل أن يخلق آدم عليه السلام
والذي تلا عليهم القرآن الكريم ليس النبي (ص) كما في قوله عز وجل " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون
القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا …" (الأحقاف:29) وإنما الملائكة عليهم السلام وهذا معنى " والصافات صفا
فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا " (الصافات:1,2و 3)] وهذا هو السر في قوله عز وجل " ولقد كتبنا في الزبور
من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " (الأنبياء:105) ومن المعلوم أن الزبور الذي أوتي داوود (ص)
أنزل قبل القرآن الكريم وبعد إنذار النفر لقومهم فمنهم من آمن وأصلح ومنهم من عتى عن أمر ربه وبعد
طغيانهم عذبهم الله عز وجل فرجمهم بنجم ونيزكين والذين يسميهم الله عز وجل " الذاريات "، " المرسلات "،
" النازعات "، " الخنس الجوار الكنس " و " العاديات " و كان هذا العذاب إعذارا للذين خلطوا عملا صالحا
وآخر سيئا أي أنه هذا هو مصيرهم لو يتمادوا في ذنوبهم ولم يستقيموا وإنذارا للصالحين أي هذا هو مصيرهم
لو يحيدوا عن الطريق المستقيم وهذا معنى قوله عز وجل " عذرا أو نذرا " (المرسلات:6) وهذا بعد ما زجرهتم
الملائكة عليهم السلام طبعا (فالزاجرات زجرا).
يقول الله عز و جل: " و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها
و يسفك الدماء ... " (البقرة:30)
بما أن الملائكة عليهم السلام خلق من خلق الله عز وجل لا يعلمون الغيب [" قل لا يعلم من في السماوات
و الأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون " (النمل:65)] قالت الملائكة " من يفسد فيها ويسفك الدماء "
لأنها شاهدت الجن الذي كان يعيش في الأرض قبل أن يخلق آدم عليه السلام الذي كان كثير الفساد.
إن المراد من " خليفة " هو أن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام ليجعله هو وذريته خليفة للجن الذي كان
يعمر الأرض قبل الرجم العظيم وليس خليفة لله عز وجل , فكيف يخلف المنافق أو الكافر الله عز وجل وهذا
يؤيده قوله عز وجل: " ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون " (الزخرف:60)
يقول الله عز وجل: " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " (البقرة:21)
" الناس " هم البشرية جمعاء أي بنو آدم و " الذين من فبلكم " هم الجن.
يقول الله عز وجل: "ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين " (الحجر:24): " المستقدمين " هم
الجن و " المستأخرين " هم الإنس.
يشير الله عز وجل إلى ذلك العذاب بقوله:
ـ " قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب
من حيث لا يشعرون " (النحل:26) [" الذين من قبلهم" أي قبل الناس أي الجن، " فأتى الله بنيانهم من القواعد" أي
(يُتْبَعُ)
(/)
من الأصل والمراد هنا اليابسة، "فخر عليهم السقف من فوقهم" أي رجموا أي نزل عليهم من السماء نجم ونيزكان].
ـ " أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ـ ولقد كذب الذين من قبلهم
فكيف كان نكير" (الملك:18 - 19) ["حاصبا " أي حجرا،" الذين من قبلهم "أي الجن].
يقول الله عز وجل: " أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم
قوة و أثاروا لأرض " (الروم:9)
المقصود ب" الذين من قبلهم " الجن الذي كان يعمر الأرض قبل الإنسان على الخصوص والأقوام التي خلت
من قبل على العموم.
" أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم" أي آثار العذاب:
ـ بقايا بعض مساكن، كهوف، أشياء وأمتعة بالنسبة لآثار عذاب بعض الأمم إضافة إلى أشياء أخرى كالبحر الميت
أثر لعذاب قوم لوط…
ـ القارات والجزر [" كنا طرائق قددا " أي جماعات أو مجموعات متفرقة (الجماعات المفسدة كانت تعيش
في المناطق التي أصبحت تعرف ب الأمريكتين وأستراليا على الخصوص)] بالنسبة لآثار عذاب الجن وهذا
قبل خلق الإنسان.
" كانوا أشد منهم قوة ":
فيما يخص الأقوام التي خلت: القوة الجسدية أي أن هذه الأقوام أشد بنية وبسطة في الجسم من الأقوام الحديثة
وهذا معروف كما جاء في الحديث الشريف أن الخلق لا يزال في تناقص منذ خلق الله عز وجل آدم عليه السلام
(الذي طوله 60 ذراعا) إلى يومنا هذا [عن أبي هريرة (رض) أن النبي (ص) قال: " خلق الله آدم وطوله ستون
ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيّونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم
فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص
حتّى الآن " (صحيح البخاري)]
فيما يخص الجن: إن من قوة الجن (الذي كان يعمر الأرض قبل الإنسان) عدم تأثره بانعدام الجاذبية الأرضية،
انعدام الماء العذب أي أنه كان يعيش على ماء البحر المالح (يعيش بمعنى يشرب) وانعدام السرابيل التي تقي الحر
أي الغلاف الجوي [ Atmosphere ] والحقل المغنطيسي [ Magnetosphere ] وطبقة الأوزون [ Ozon ].
ويبن الله عز وجل هذا في قوله الكريم " فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب " (الصافات:11)
وهذا بعد أن ذكر الجن الذي كان يعمر الأرض قبل أن يخلق آدم عليه السلام وعذابه بالنجم الثاقب " وحفظا من كل
شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة
فأتبعه شهاب ثاقب " (الصافات:7،8،9،10):
والمعنى: فاسأل يا محمد البشر الذي خلقناهم من طين أهم أشد وأعظم خلقا من الجن، من وراء هذا القول الكريم
يبين الله عز وجل أنه قضى على الجن الذي هو أشد قوة فكيف يعجزه الإنسان الضعيف.
يقول الله عز وجل: " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " (الأنبياء:105)
" الزبور " هو الكتاب الذي أنزل على داوود عليه الصلاة والسلام.
" الذكر " هو القرآن الكريم.
ويقول الله عز وجل: " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس
وأنزل الفرقان ... " (آل عمران:3و4)
" الكتاب " هو القرآن الكريم.
" التوراة " هو الكتاب الذي أنزل على موسى عليه الصلاة والسلام.
" الإنجيل " هو الكتاب الذي أنزل على عيسى عليه الصلاة والسلام.
" الفرقان " هو النجم الذي نزل على الأرض وسمي " فرقانا " لأنه:
ـ فرق يابسة الأرض بفصل الأمريكتين عن أوراسيا ( Eurasia ) وأفريقيا ( Africa ).
ـ فرق اليابسة فأحدث المحيط الأطلنطي ( Atlantic Ocean ) .
ـ فرق المحيط البدائي ( Primitive Ocean ) بفصل الأمريكتين فجعله محيطين الهادي ( Pacific)
والأطلنطي بعد أن كان واحدا.
ـ فرق مقاييس الزمن بجعل الأرض تدور على نفسها بعد ما كانت ثابتة:
ا ـ القياس الزمني قبل الاصطدام لا يعرفه البشر حتى الآن كمثل في قوله عز وجل: " إن
ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام …" (يونس:3) هذه الأيام المذكورة
مدتها ليست كمدة أيامنا قد تكون مدة اليوم الواحد منها ملايير السنين.
ب ـ القياس الزمني بعد الرجم هو على العموم القياس الحالي (تعاقب الليل والنهار).
معنى " الفرقان " هو نفس معنى " الفارقات فرقا "
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود ب " الفرقان " إما النجم حين انفصل عن الشمس وقبل أن ينفصل منه النيزكان وإما النجم الطارق
والمقصود ب " الفارقات فرقا " النجم الطارق والنيزكان.
في آيتي آل عمران الكريمة يذكر الله عز وجل نزول القرآن العظيم " أنزل عليك الكتاب " ثم يذكر نزول
التوراة والإنجيل والفرقان ويربط هذه المنزلات الثلاث بكلمة " من قبل " والترتيب الزمني للنزول كان
الفرقان أي النجم ثم التوراة ثم الإنجيل ثم القرآن.
ملاحظة: عن أبي هريرة (ر) عن النبي (ص) أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه اللهم رب السماوات
السبع ورب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك
من شر كل ذي شر ... (رواه أحمد).
أما في آية الأنبياء فقال سبحانه وتعالى " ولقد كتبنا " ولم يقل " ولقد نزلنا " لأن الزبور الذي أوتي داود
عليه السلام أنزل قبل القرآن: نستنتج من هذا القول الكريم أن القرآن كان موجودا قبل الزبور وأن الله
عز وجل لم يرسل للجن الذي كان يعمر الأرض قبل الإنسان رسولا لا من الجن ولا من الملائكة وإنما شاء
الله عز وجل أن يستمع الجن للملائكة وهي تتلو القرآن العظيم وهذا ما يؤيده قوله عز وجل "والصافات
صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا " (الصافات:1,2و 3) "و" قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا
إنا سمعنا قرآنا عجبا " (الجن:1) [كان هذا قبل أن يخلق آدم عليه السلام والذي تلا عليهم القرآن الكريم
ليس النبي (ص) كما في قوله عز وجل " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه
قالوا أنصتوا …" (الأحقاف:29)].
إن نزول النجم والنيزكين على الأرض ودخولهم فيها كان السبب في بداية الحياة على
وجه الأرض وخروجهم منها يوم القيامة وعودتهم إلى من حيث جاءوا يكون السبب في قيام الساعة ولا
حول ولا قوة إلا بالله عز وجل. في الأولى والآخرة.
تابع ...(/)
التوازن البيئي في ضوء القرآن العظيم ( Ecosystem )
ـ[ميهوب]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 10:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى في الأولى والآخرة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يقول الله عز و جل: " و السماء رفعها و وضع الميزان - ألا تطغوا في الميزان –
- و أقيموا الوزن بالقسط و لا تخسروا الميزان " (الرحمان:9 - 10 - 11)
---------------------------------------------
1 - " و السماء رفعها و وضع الميزان " (الرحمان:9)
إن المراد بكلمة " الميزان " هنا الجاذبية الكونية [ Universe Attraction ].
من المعلوم أن جاذبية الأرض تتكون من قوتين جاذبتين الأولى ناتجة
عن دوران على نفسها والثانية تولدها " نواة الأرض "
وكلمة " الميزان " في هذا القول الكريم لها نفس المعنى مع كلمة " الميزان " في
هذين القولين الكريمين: " الله الذي أنزل الكتاب بالحق و الميزان " (الشورى:17)
و: " و لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان
ليقوم الناس بالقسط و أنزلنا الحديد ... " (الحديد:25)
وهذا يصدق قولي فيما يخص حقيقة نواة الأرض.
يقول الله عز و جل: " الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ... " (الرعد:2)
" بغير عمد ترونها " أي " بأعمدة لكن لا ترونها " يعني " الميزان " أي الجاذبية
الكونية [ Universe Attraction ].
سؤال بسيط: من منا يرى الجاذبية؟ ومن منا ينكر وجودها؟
لنا حديث طويل وعجيب عن الجاذبية في المستقبل إن كان في العمر بقية
وهذا الموضوع تتمة للمواضيع الأربعة تحت عنوان " حقيقة نواة الأرض "
التي شاركت بها في منتداكم الموقر.
---------------------------------------
2 - " ألا تطغوا في الميزان " (الرحمان:10)
إن المراد بكلمة " الميزان " هنا التوازن البيئي [ Ecosystem ] .
وهذا حديثنا في هذه المرة.
------------------------------------------
3 - " و أقيموا الوزن بالقسط و لا تخسروا الميزان " (الرحمان:11)
إن المراد بكلمة " الميزان " هنا الميزان ذو الكفتين [ Balance ].
والحديث عن هذا الموضوع كفتنا عنه سورة " المطففين " العظيمة.
التوازن البيئي في ضوء القرآن العظيم
يقول الله عز و جل:"…أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها…" (الأنبياء:44)
لا أجد لهذا القول الكريم معنى إلا الذي يلي والذي يؤدي بنا إلى الحديث عن الثقب
الذي في طبقة الأوزون:
" نأتي ننقص " معناه ننقص شيئا فشيئا أي تدريجيا.
" أطرافها " أطراف الأرض هي السواحل [ Coasts ] إذن المقصود ب" الأرض "
اليابسة [ Lands ] وليس الأرض كلية لأن الأرض لا تنقص وإنما
يزيد اتساعها إثر خروج النجم الداخلي (نواة الأرض) منها يوم القيامة
" وإذا الأرض مدت و ألقت ما فيها و تخلت " (الانشقاق:3ـ4).
معنى هذا القول الكريم:
من المعلوم أنه في البداية أي قبل خلق الإنسان معظم سطح الأرض كان مغطى
بالغابات والهدف منها تكوين الغلاف الجوي وبعدما اكتمل الغلاف الجوي
قضى الله عز وجل على الفائض من الغابات بفضل الزلازل والانزلاقات
الأرضية وغيرها وأبقى على كمية ضرورية منها أي الكمية اللازمة للمحافظة
على التوازن البيئي " ... وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " (الحجر:19) فجاء
الإنسان المفسد إلا من رحم ربي فبدأ في إبادة الغابات بالتقطيع المفرط والحرائق
المتعمدة إما للتخريب وإما لاستصلاح الأراضي كما يزعم وخاصة بالنسبة
لغابة الأمزون التي هي رئة الأرض وكذا إفراطه في إنتاج بعض الغازات
وخاصة التي تستعمل في التبريد والتي تسمى " الفليو ـ كلوروـ كربون "
[ C.F.C. ] إضافة إلى مختلف الغازات التي تلقي بها البراكين كأكسيد
الكبريت وغيره والله عز وجل حذرنا من هذا قائلا " ألا تطغوا في الميزان " (الرحمان:8)
[كما سبق وأن قلت أن المقصود ب" الميزان " في هذا الموضع التوازن البيئي].
من المعلوم أن هذه الغازات تعمل على إتلاف طبقة الأوزون أي تحويل
الأكسجين الثقيل [ O3 ] إلى أكسجين خفيف [ O2 ] إضافة إلى بعض
الأكاسيد [ oxyds ] وتعرض بذلك الأرض إلى الأشعة فوق البنفسجية
الضارة وتقليل احتراق النيازك التي تخترق الغلاف الجوي، وأخطر من
هذا فإن هذه الغازات تكوّن حاجزا أمام صعود حرارة الشمس التي يعكسها
سطح الأرض فترتفع درجة الحرارة في الأرض بما يعرف بالاحتباس الحراري
أي يصبح الجو يشبه البيوت البلاستيكية [ Greenhouse ] وسيؤدي
هذا الارتفاع الطفيف والتدريجي إلى الذوبان التدريجي للجليد الذي في قمم
الجبال الشامخة ثم الجليد الذي في القطبين مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه
في البحار والمحيطات فتطغى هذه المياه على اليابسة وتبدأ تغرق أو تغطي
السواحل (التي هي أطراف اليابسة) أو تأكل منها (إن صح القول) تدريجيا
وهذا معنى قوله عز وجل " نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ".
ملاحظة:
ـ للعلم أن الأشجار تمتص الحرارة (التركبة الضوئية) [ Photosynthesis ]).
وثاني أكسيد الكربون [ CO2 ]
ـ للعلم أن جليد القطب الجنوبي ضيع 40 ÷ من سمكه و 10÷ من مساحته
في الـ 50 سنة الأخيرة.
ـ للعلم أن مستوى مياه المحيطات يزيد بـ 2 مم في كل عام.
ـ لتذكير أن هذا الثقب لم يتم اكتشافه إلا في عام 1984 ولكنه في الحقيقة جد قديم.
ملاحظة جد هامة:
في المواضيع الأربعة " حقيقة نواة الأرض " أخفيت أشياء عظيمة عندما كنت أضع ثلاث
نقاط " ... " وأعد اخوتي الأعزاء رواد المنتدى المبارك أني سأقوم إن الله تعالى في المستقبل
القريب بنشر كل الحقيقة مهما كانت عظيمة وغريبة على المندى واعتبر هذا واجب علي
سأسأل عنه يوم القيامة والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله والسلام عليكم
ورحمة الله تعالى وبركاته ...(/)
عدلنا مسمى المنتدى ... أرجو الالتزام بما يقتضيه المسمى
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 03:21 م]ـ
السلام عليكم
المنتدى أصبح اسمه منتدى البلاغة العربية
وكل موضوع خارج هذا الإطار مخالف لنظام المنتدى.
شكرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 04:06 م]ـ
ونعم المسمّى .. أخي القاسم ..
فقد ضاق المنتدى ذرعاً بمقالات عجيبة غريبة كان لباسها العلم المجرّد عن تصاريف اللغة والبلاغة العربية ..
وما جاءنا أصحابها إلا بتأويلات أساءت إلى حرمة القرآن العظيم ..
ونرجو من الإخوة والأخوات الالتزام بهذا المسمّى الجديد ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 09:24 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 11:24 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
دُمت حكيما، جزاك الله خيرا
ـ[أحلام]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 07:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بديع هذا الاسم
وجزاكم الله خير اساتذتنا الافاضل
ـ[سليم]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 10:57 م]ـ
السلام عليكم
أخواني الأفاضل ,لقد ترددت في كتابه هذه السطور خوفًا من تأويله غير مقصده, وحرصًا من أخذه على غير محمله, فتغيير مسمى المنتدى (قد) يكون سببًا في عدول كثير من القراء عنه, وجنوحهم الى غيره, إتقاء الوقوع في رفض الموضوع ومخالفه مضمون المنتدى (البلاغه) ,واقترح أعادة مسماه مع الاحتفاظ بحققكم في حذف ما يناقض مرامه.
وشكرًا
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[07 - 02 - 2006, 11:25 م]ـ
وفق الله القائمين على شبكة الفصيح الى ما يحب ويرضى(/)
الاحتباك .. ما هو؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 06:40 م]ـ
الاحتباك: هو أن يُحذف من الأوائل ما جاء نظيره أو مقابله في الأواخر، ويُحذف من الأواخر ما جاء نظيره أو مقابله في الأوائل.
ومأخذ هذه التسمية من الحَبْك، وهو الشدّ والإحكام، وتحسين أثر الصنعة في الثوب، فحبك الثوب هو سدّ ما بين خيوطه من الفُرج وشدّه وإحكامه إحكاماً يمنع عنه الخلل، مع الحسن والرونق.
وبيان أخذ هذه التسمية من حَبْكِ الثوب أن مواضع الحذف من الكلام شُبّهت بالفُرَج بين الخيوط، فلمّا أدركها المتدبّر البصير بصياغة الكلام، الماهر بإحكام روابطه، وأدرك مقابلاتها، تنبّه إلى ملء الفُرَج بأمثال مقابلاتها، كما يفعل الحائل حينما يُجري حبكاً محكماً في الثوب الذي ينسجه.
ومثال على ذلك من قول الله عزّ وجلّ: " قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ " (آل عمران: 13).
حيث نلاحظ في الآية الكريمة حذفاً من الأوائل لدلالة ما في الأواخر، وحذفاً من الأواخر لدلالة ما في الأوائل، وهذا من بدائع القرآن وإيجازه الرائع.
إن إبراز المحاذيف يتطلّب منا أن نقول: " قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ " مُؤْمِنَةٌ " تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ " فِئَة " أُخْرَى كَافِرَةٌ " تقاتل في سبيل الطاغوت " يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ "
فتحقّق الاحتباك بدلالة ما في الأوائل على المحذوف من الأواخر، ودلالة ما في الأواخر على المحذوف من الأوائل.
هل من أمثلة أخرى؟
ـ[أبو سنان]ــــــــ[10 - 12 - 2005, 09:27 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت أخي لؤي الطيبي وللإضافة فهو يعتبر من ألطف أنواع البديع وأبدعها وسماه بعض أهل فن البلاغة (الحذف المقابلي)
قال الأندلسي في شرح البديعية: من انواع البديع الاحتباك وهونوع عزيز وهوأن يحذف من الأول ما اثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما اثبت نظيره في الأول كقوله تعالى {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق} الآية التقدير: ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذي ينعق عليه ومن الثاني الذي ينعق به لدلالة الذين كفروا عليه.
وقوله {وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء} التقدير تدخل غير بيضاء واخرجها تخرج بيضاء فحذف من الأول تدخل غير بيضاء ومن الثاني واخرجها.
وقال الزركشي: وهوان يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى ام يقولون افتراه قل ان افتريته فعلى اجرامي وانا بريء مما تجرمون التقدير: ان افتريته فعلى اجرامي وانتم براء منه وعليكم اجرامكم وانا بريء مما تجرمون. وقوله {ويعذب المنافقين ان شاء او يتوب عليهم} فلا يعذبهم.
وقوله {فلا تقربوهن حتى يطهرن}.
{فاذا تطهرن فاتوهن} اي حتى يطهرن من الدم ويتطهرن بالماء فاذا طهرن وتطهرن فاتوهن.
وقوله {خلطوا عملًا صالحًا واخر سيئًا} اي عملًا صالحًا بسيء واخر سيئًا بصالح.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 12 - 2005, 02:18 م]ـ
الأخ الفاضل أبا سنان ..
جوزيت خيراً على هذا البيان ..
ثم ما تقول - حفظك الله - في قوله تعالى: " لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " (يس: 40)؟ فهل هذه الآية الكريمة من الاحتباك؟
ـ[أبو سنان]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 12:00 ص]ـ
:::
بارك الله فيك أخي لؤي
أنا لا أرى في هذه الآية أسلوب الاحتباك
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 02:38 ص]ـ
أخي العزيز أبا سنان ..
ألا ترى أنه نفى أولاً إدراك الشمس لقوتها دليلاً على ما حذف من الثانية من نفي إدراك القمر للشمس، وذكر ثانياً سبق الليل النهار لما له من القوة بما يعرض من النهار فيغشيه دليلاً على حذف سبق النهار الليل أولاً؟
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني ساحاول في هذه المنتديات عرض بعض التفاصي حول موضوع الاحتباك عله يفيد الدارسين في مجال البلاغة القرانية ونبدا بالمدخل:
تقوم هذه الدراسة على كشف الحجب عن نوعٍ نفيسٍ من أنواع الحذف في اللغة العربية الكريمة ذكره بعض العلماء والمفسرون في كتبهم دون تفصيل وتبيين.
ج
فقامت هذه الدراسة على جمع هذه النتف القليلة التي وردت في كتب أهل البلاغة والتفسير , وفهم الآلية التي يقوم عليها هذا النوع من الحذف , ومن ثمَّ طبقنا هذه الآلية على القران الكريم , فكانت دراستنا (الإحتباك في القرآن الكريم: رؤية بلاغية) وكان اختيارنا للتطبيق في القرآن الكريم عن قصدٍ ليكتمل عقد المنفعة ببركة هذا الكتاب الكريم , وللاحاطة بأنواع هذا النوع من الحذف , حيث عُلِمَ هذا المفهوم من خلال تفسير بعض آيات القران , فهو علمٌ قراني في بداية أمره لذلك فإن اختياره في القران يزده شرفاً وتبياناً ورفعةً وسماءً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 05:57 م]ـ
الإحتباك لغةً
الإحتباك من الحبك ومعناه ((الشدُّ والإحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب)) (1) , وجاء في اللسان: ((الحبك الشدُّ, واحتبك بإزاره: احتبى به وشدَّه إلى يديه, والحبكة أن ترخي من أثناء حجزتك (2) من بين يديك لتحمل فيه الشيء ما كان , وقيل الحبكة: الحجزة بعينها ومنها اخذ الإحتباك بالباء وهو شدُّ الإزار)) (3).
ومما جاء بهذا المعنى ما روي عن عائشة – رضي الله عنها – إنها كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة , أي تشد الإزار وتحكمه (4) , قال أبو عبيد (ت 226هـ): ((الإحتباك: شد الإزار وإحكامه , يعني أنها كانت لا تصلي إلا مؤتزرة ((…….)) ويروى في قوله تعالى ((والسماء ذات الحبك)) (الذاريات: 7) حسنها واستواؤها)) (5).
قال الجوهري (ت 398هـ): ((الحباك والحبيكة: الطريقة في الرمل ونحوه ……وحبك الثوب يحبكه – بالكسر – حبكاً أي: أجاد نسجه, قال ابن الأعرابي: كل شيءٍ أحكمته وأحسنت صنعه فقد احتبكته)) (6).
وجاء في العين ((حبكته بالسيف حبكا, وهو ضرب في اللحم دون العظم ويقال: هو محبوك العجز والمتن إذا كان فيه استواء مع ارتفاع قال الأعشى:
على كل محبوك السراة كأنه عقاب هوت من مرقب وتعلت (7)
أي ارتفعت , وهوت: انخفضت , والحباك: رباط الحضيرة بقصبات تُعَرَّض ثم تُشَدُّ كما تحبك عروش الكرم بالحبال, واحتبكت إزاري شددته)) (8).
فالإحتباك إذاً هو شَدُّ الإزار, وكل شيءٍ أحكمته وأحسنت صنعه فقد احتبكته.
الإحتباك اصطلاحاً
أما في الاصطلاح البلاغي فقد بَيَّنَ الإمام جلال الدين السيوطي الصلة بينه وبين المعنى اللغوي فقال: ((مأخذ هذه التسمية من الحبك الذي معناه الشد والأحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب فحبك الثوب سد ما بين خيوطه من الفرج وشده وإحكامه بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق وبيان أخذه منه من أن مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفرج بين الخيوط فلما أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه فوضع المحذوف مواضعه كان حابكا له مانعا من خلل يطرقه فسد بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسبه من الحسن والرونق)) (9).
فعند سماع لفظ (احتباك) لأول وهلة يتراءى للذهن تلك الصورة من تداخل خيوط نسج الثوب أو قطع القصب مع بعضها وتفاوتها عن بعضها, كما توحي اللفظة بتراص الخيوط مع بعضها بحيث تندثر بينها الفرج التي تبدو عند عملية النسج البدائية, من خلال سحب هذه الخيوط بأصابع اليد , فهو عملية نسج من غير ترك فروج بين الخيوط او قطع القصب او مما ينسج منه.
عُرِفَ الإحتباك عند العلماء بأكثر من اسم , وعرفوه بأكثر من تعريف, فقد عُرِفَ عند الزركشي (ت 794هـ) بالحذف المقابلي وعرفه بقوله: ((هو أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كلِّ واحدٍ منهما مقابله لدلالة الآخر عليه)) (10) , وذكره علي الجرجاني (ت 816هـ) باسم (الإحتباك) وورد عنده بكلام الزركشي نفسه (11) , وكل من جاء بعد الجرجاني سماه (الإحتباك) ,وقال عنه البقاعي–رحمه الله– (ت 855 هـ) في أحد المواضع: ((أن يؤتى بكلامين يحذف منهما شيءٌ إيجازاًَ, يدل ما ذكر على ما حذف من الآخر)) (12) ,وذكره السيوطي (ت 911 هـ) في تعريفه بأنه: ((أن يحذف من الأول ما اثبت نظيره في الثاني , ومن الثاني ما اثبت نظيره في الأول)) (13) , أما من المعاصرين فقد ذكره عبد الفتاح الحموز وقال عنه: ((أن
يحذف من الأول ما اثبت في الثاني, ومن الثاني ما اثبت في الأول)) (14) , وذكر الشيخ الشعراوي -رحمه الله- للإحتباك اسماً أخر وهو (تربيب الفائدة) وقال عنه: ((وهذا ما يسميه العلماء احتباكاً , وهو أن يأتي المتكلم بأمرين كلُّ أمر فيه عنصران المتكلم يريد أن يربي الفائدة بإيجازٍ دقيق فيجيء من العنصر الأول عنصر ويحذف مقابله من العنصر الثاني , ويجيء من العنصر الثاني عنصرٌ ويحذف مقابله في الأول)) (15).
وهذه التعاريف لا نراها شاملة , لأنَّ بعضها قيد الإحتباك بين الجمل المتقابلة , وبعضها قيدها بالتناظر , والآخر بالمثل أو المتشابه, والإحتباك أصلاً يشمل هذه الأنواع كلها , فيقع بين الألفاظ الضدية , وكما يقع بين الألفاظ المتشابهة , أو المتناظرة , أو بين المنفية والمثبتة , وقد يشترك نوعان منها في نصٍ واحد فيكون احتباكاً مشتركاً , وربما عنى العلماء بالتقابل والتناظر والتشابه , التناظر الوزني بين الجملتين لا العلاقات الضدية والمتناظرة ... الخ , أي إذا حذف من الجملة الأولى شيءٌ عوض عنه في الجملة الثانية , وإذا حذف ن الجملة الثانية شيءٌ عوض عنه في الجملة الأولى ما يدل عليه , ولذلك يحصل نوع من التوازن كما هو الحال في كفتي الميزان , ومنه تستنبط دلالة التقابل , أما كلام البقاعي فنراه الاقرب وذلك لأنَّه لم يحده بنوع معين من العلاقة بين الجمل المذكورة والمحذوفة , ولكن مع هذا يحتاج تعريفه إلى التوضيح والتبيين , ولهذا قمنا بوضع تعريف نراه شاملاً وموضحاً للاحتباك إلى حَدٍّ كبير , ونحن عند وضع هذا التعريف لا يعني أننا نأتي بشيءٍ جديد , ولكن هذا التعريف مستسقى من كلام معظم العلماء الذين ذكروا الإحتباك , مع التأليف بين النصوص لوضع صورة كاملة للاحتباك فنقول هو ((أن يؤتى بكلامين في النص في كلٍ منهما متضادان , أو متشابهان , أو متناظران , أو منفيان , أو يشترك نوعان منهما في نصٍ واحد , فيحذف من احد الكلامين كلمة , أو جملة إيجازاً يأتي ما يدل على المحذوف في الثاني , ويحذف من الثاني كلمة أو جملة أيضاً قد أتى ما يدل عليها في الأول , فيكون باقي كلٍّ منهما دليلاً على ما حذف من الأخر , ويكمل كل جزءٍ الجزء الأخر ويتممه ويفيده من غير إخلال في النظم ولا تكلف)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 06:03 م]ـ
الإحتباك عند العلماء قديماً وحديثاً
تناول علماء البلاغة المتأخرون هذا الفن بشيءٍ من التفصيل والاهتمام لا سيّما في كتب التفسير كالبقاعي (855هـ) والالوسي (ت 1025هـ) وغيرهما, إلاّ أن هناك من أشار إليه من طرفٍ خفي, ربما كان له بهذه الإشارة الفضل في التنويه به والتنبيه عليه, ويمكن أن نتابع ذلك عبر التسلسل التاريخي ونستطيع أن نعدّ سيبويه (180هـ) أول من أشار إليه إشارة عابرة من غير تنظير أو استفاضة عند وقوفه على قوله تعالى: ? وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ? (البقرة:171) إذ قال: ((لم يشبهوا بما ينعق إنما شبهوا بالمنعوق به, وإنما المعنى: ومثلكم ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به الذي لا يسمع, ولكنه جاء على سعة الكلام والإيجاز لعلم المخاطب بالمعنى)) (16) , وهذا هو الإحتباك بعينه حيث حذف من الأول (داعي الكافرين) لدلالة (الذي ينعق) عليه في الثاني , وحذف من الثاني (المنعوق به) لدلالة الأول عليه وهو (الذين كفروا).
ثم ذكر المفسرون تباعاً بعد سيبويه إشارات لا يمكن أن ترقى إلى مستوى التنظير, منها ما ذكره الطبري (310هـ) عند تفسيره لقوله تعالى: ? وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? (البقرة/ 135) ما في معناه وهذا يعني قالت اليهود كونوا هوداً تهتدوا , وقالت النصارى كونوا نصارى تهتدوا (17) , وهذا من الإحتباك أيضاً لأنه حذف من الأول (تهتدوا) لدلالة (تهتدوا) الثانية عليه , وحذف من الثاني (كونوا) لدلالة (كونوا) في الأول عليه , إذ المعلوم أن اليهودية تكفر النصرانية ولا تجوزها والنصرانية تكفر اليهودية ولا تجوزها , فلا يجوز أن يراد به التخيير (18).
أما أبن عطية (ت 478 هـ) فقد وردت عنده إشارة واضحة إلى الإحتباك في قوله تعالى: ?لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً? (الأحزاب/24) إذ قال: ((تعذيب المنافقين ثمرة إدامتهم الإقامة على النفاق إلى موتهم, والتوبة موازية لتلك الإدامة , وثمرة التوبة تركهم دون عذاب , فهما درجتان إقامةٌ على نفاق أو توبة منه , وعنهما ثمرتان تعذيبٌ أو رحمة , فذكر تعالى على جهة الإيجاز واحدة من هذين ودل ما ذكر على ما ترك ذكره)) (19) , وبهذا القول تصبح الآية من الإحتباك لأنَّ الحذف وقع من الطرفين فذكر (العذاب) أولاً يدل على (الرحمة) والنعيم ثانياً, وذكر (التوبة) ثانياً يدل على (عدم التوبة) أولاً.
وجاء بعده الزمخشري (ت 538هـ) فقد وردت عنده إشارة واضحة إلى الإحتباك في تفسيره الكشاف عند وقوفه على قوله تعالى: ? وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ? (يونس /107) بقوله: ((فإن قلت: لم ذكر المس في أحدهما والإرادة في الثاني قلت: كأنه أراد أن يذكر الأمرين جميعاً: الإرادة والإصابة في كل واحد من الضر والخير وأنه لا راد لما يريده منهما ولا مزيل لما يصيب به منهما فأوجز الكلام بأن ذكر المس وهو الإصابة في أحدهما والإرادة في الآخر ليدل بما ذكر على ما ترك)) (20) , وهذا من أول واهم الإشارات الواضحة على الإحتباك وذلك لأنَّه حذف من الأول (الإرادة) لدلالة الثاني عليه (يردك) , وحذف من الثاني (المس) لدلالة الأول عليه (يمسسك).
وجاء بعد صاحب الكشاف الرازي (ت 606هـ) وذكر عند تفسيره قوله تعالى: ? وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ? (غافر/ 41) أن معناها: ((أنا ادعوكم إلى الإيمان الذي يوجب النجاة وتدعونني إلى الكفر الذي يوجب النار)) (21) , وهذه الآية من الإحتباك لأنَّه ذكر النجاة الملازمة للإيمان أولا دليلاً على حذف الهلاك الملازم للكفران ثانياً , والنار ثانياً دليلاً على حذف الجنة أولاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما القرطبي (ت 671هـ) فقد ذكر إشارة أخرى عندما قال معلقاً على قوله تعالى: ? وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ? (البقرة / 228): ((أي لهن من الحقوق الزوجية على الرجال مثل ما للرجال عليهن)) (22) , وهذا مما عُدَّ من الإحتباك أيضاً لأنَّه حذف من الأول (على الرجال) لدلالة (عليهن) في الثاني عليه وحذف من الثاني (للرجال) لدلالة (لهن) في الأول عليه.
أما النسفي (ت710هـ) فقد ذكر عند وقوفه على قوله تعالى?:وَكَم مِّن قَرْيَةٍأَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ? (الأعراف / 4) أنَّه ((إذا قيل بياتاً: ليلاً , أي ليلاً وهم نائمون أو نهاراً وهم قائلون)) (23) , وعلى هذا تكون الآية من الإحتباك أيضاً وذلك لأنَّه حذف من الأول (نائمون) لدلالة الثاني عليه (قائلون) , وحذف من الثاني (نهاراً) لدلالة الأول عليه وهو (بياتاً أي ليلاً).
هذه ابرز الإشارات التي وردت عند علمائنا الأوائل والتي كانت الأساس والنواة في تأسيس الإحتباك.
ثم بعد ذلك نضجت الفكرة من خلال هذه الإشارات ونمت حتى أن أبا حيان الأندلسي (ت745هـ) الذي يعد من أوائل الذين بينوا الإحتباك ووضحوه بياناً مفصلاً إلا أنَّه لم يسمه بالإحتباك, فعندما فسر الآية التي مرت أنفاً عند القرطبي وهي قوله تعالى: ? وَلَهنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ? قال معلقاً عليها: ((هذا من بديع الكلام، إذ حذف شيئاً من الأول أثبت نظيره في الآخر، وأثبت شيئاً في الأول حذف نظيره في الآخر، وأصل التركيب ولهنّ على أزواجهنّ مثل الذي لأزواجهنّ عليهنّ، فحذفت على أزواجهنّ لإثبات: عليهنّ، وحذف لأزواجهنّ لإثبات لهنّ)) (24) وهذا هو الإحتباك المتناظر الذي يحذف من كلٍّ من الطرفين ما اثبت نظيره من الآخر, وقال في قوله تعالى: ? لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً ? (الأحزاب / 8): ((ويجوز أن يكون حذف من الأول ما أثيب به الصادقون، وهم المؤمنون، وذكرت العلة؛ وحذف من الثاني العلة، وذكر ما عوقبوا به. وكان التقدير: ليسأل الصادقين عن صدقهم، فأثابهم؛ ويسأل الكافرين عما أجابوا به رسلهم)) (25) وهذا من الإحتباك الضدي الذي يحذف من كلٍّ من الطرفين ضد الاخر, وغيرها من الآيات التي سوف نتناولها في هذا البحث , ومن هذا الكلام نستنتج ان أبا حيان فرق بين الألفاظ المحذوفة , وهو أول من ذكر الإحتباك ونظر له من غير أن يسميه , وعده من الفصاحة والبيان , ومن بديع الحذف والكلام , فكل من جاء بعده نقل عنه وأخذ الفكرة ولم يذكر انه نقل عنه , وبهذا يعد أبو حيان هو المنظر الأول – إذا صح التعبير – لمفهوم الإحتباك إلاّ أنه لم يطلق عليه مصطلحاً , والذين جاءوا من بعده أخذوا الفكرة منه كما قلنا ثمَّ وضعوا له مصطلحات أشهرها الإحتباك.
وهذا ابن القيم (ت751 هـ) -رحمه الله تعالى- جعله من الإيجاز الحسن من غير أن يسميه عند تعليقه على عدد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى: ?… .. إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ? (الأعراف/56) فقال: ((إنَّ هذا من باب الاستغناء بأحد المذكورين عن الاخر , لكونه تبعاً له , ومعنىً من معانيه , فإنَّه ذكرٌ أغنى عن ذكره لأنَّه يفهم منه , فعلى هذا يكون الأصل في الآية: إنَّ الله قريبٌ من المحسنين, وإنَّ رحمة الله قريبة من المحسنين)) (26). وعند قوله تعالى: ? … وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ? (المزمل / 8) قال: ((ومصدر بتل إليه (تبتلاً) كالتعلم والتفهم, ولكن جاء على (التفعيل) مصدر (فَعَّلَ) لسرٍ لطيف فإنَّ في هذا الفعل إيذاناً بالتدريج والتكلف والتعمل والتكثر والمبالغة, فأتى بالفعل الدال على أحدهما , وبالمصدر الدال على الآخر فكأنة قيل: بتل نفسك إلى الله تبتيلا وتبتل إليه تبتلا, ففهم المعنيان من الفعل ومصدره. وهذا كثير في القرآن, وهو من حسن الاختصار والإيجاز)) (27).
فابن القيم في هذين الموضعين يبين المحذوف والمذكور ويدل عليهما ويجعله من الإيجاز الحسن.
وجاء بعد ابن القيم الزركشي (ت 794هـ) فذكره بالبرهان وأطلق عليه اسم (الحذف المقابلي) وقال عنه: ((هو أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كلِّ واحدٍ منهما مقابله لدلالة الآخر عليه)) (28).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بعد الزركشي فقد اخذ العلماء يسمونه بالإحتباك وأول من ورد عنده هذا الاسم علي الجرجاني المعروف بالشريف الجرجاني (ت 816هـ) في كتابه التعريفات وأورد له نفس كلام الزركشي (29).
ومن بعد علي الجرجاني جاء الإمام برهان الدين البقاعي (ت855هـ) – رحمه الله – الذي اهتم به كثيراً , حتى إنَّ تفسيره (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) ورد فيه الإحتباك بكثرة , ونظر له أيضاً فقال في احد المواضع: ((هو أن يحذف من جملةٍ شيءٌ إيجازاً ويذكر في الجملة الأخرى ما يدل عليه)) (30) , ولم يكتف بذكره في تفسيره بل صنف له كتاباً خاصاً
وسماه (الإدراك لفن الإحتباك) كما يقول هو: ((وقد جمعت فيه كتاباً حسناً ذكرت فيه تعريفه ومأخذه من اللغة وما حضرني من أمثلته من الكتاب العزيز وكلام الفقهاء وسميته (الإدراك لفن الإحتباك))) (31) , وبعد البحث عن هذا الكتاب لم نعثر عليه ولعله من كتبه المفقودة , وينسب بعض العلماء هذا الفن إليه (32) بسبب اهتمامه به , فهو كثيراً ما يقف على الآيات الكريمات التي فيها احتباك ويذكر ويبين ما حذف وما ذكر من الأخر من حيث التضاد والتشابه والنفي ... الخ.
وكل من جاء بعد الجرجاني والبقاعي اخذ يذكره باسمه ولكن بحدودٍ مختلفة , فبعد البقاعي ذكره الإمام السيوطي (911هـ) باسمه وجعله واحداً من أقسام الحذف في كتبه (33) , ونظر له وعده من أجمل أنواع الحذف والإيجاز وعزاه إلى البقاعي فقال عنه: ((هو من ألطف الأنواع وأبدعها وقل من تنبه له أو نبه عليه من أهل فن البلاغة ولم أره إلا في شرح بديعية الأعمى لرفيقه الأندلسي وذكره الزركشي في البرهان ولم يسمه هذا الاسم بل سماه الحذف المقابلي وأفرده في التصنيف من أهل العصر العلامة برهان الدين البقاعي. قال الأندلسي في شرح البديعية: من أنواع البديع الإحتباك وهو نوع عزيز وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول كقوله تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق} الآية التقدير: ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذي ينعق عليه ومن الثاني الذي ينعق به لدلالة الذين كفروا عليه. وقوله: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء} التقدير تدخل غير بيضاء وأخرجها تخرج بيضاء فحذف من الأول تدخل غير بيضاء ومن الثاني وأخرجها. وقال الزركشي: وهو أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى: ((أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون)) التقدير: ((إن افتريته فعليّ إجرامي وأنتم برآء منه وعليكم إجرامكم وأنا بريء مما تجرمون)) (34).
أما من جاء بعد السيوطي فلم يضيفوا شيئاً على ما ذكره العلماء آنفاً في الإحتباك مكتفين غالباً بالأمثلة التي أوردها الذين من قبلهم, منهم الالوسي (35) والقاسمي (36) , والقِنوجي (37) , والعلامة الجمل (38) , والشيخ الصاوي (39) ,,ابن عاشور (40) والشنقيطي (41) ,والصابوني (42) , وعبد الفتاح الحموز (43)، أما الشعراوي فقد ذكر له اسماً أخر مع الإحتباك وهو (تربيب الفائدة) فقال: ((وهذا ما يسميه العلماء احتباك , وهو أن يأتي المتكلم بأمرين كلُّ أمر فيه عنصران المتكلم يريد أن يربي الفائدة بإيجازٍ دقيق فيجيء من العنصر الأول عنصر ويحذف مقابله من العنصر الثاني, ويجيء من العنصر الثاني عنصرٌ ويحذف مقابله في الأول)) (44).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 02:51 ص]ـ
الأستاذ الدكتور عدنان الأسعد - أستاذ البلاغة في جامعة الموصل ..
مرحباً بك بين إخوانك في هذا المنتدى المبارك، وكلنا شوق لنتاجك العلمي نراه مسطراً على هذه الصفحات .. فحياك الله وأكثر نفعك ونحن بشوق لقراءة ما يجود به فكرك وقلمك ..(/)
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[11 - 12 - 2005, 11:58 م]ـ
قال الله سبحانه وتعالى في سورة المعارج
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)
السؤال: ما معنى مهطعين, وما هو مفرده مؤنثه
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم
مهطعين اي شاخصي البصر بذل وخنوع, ومفردها مهطع, ومؤنثها مهطعة, وهي من الإهطاع.
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخ الإسلام ونفعا الله بك يا سليم الدرب وجزآك الله خيرا(/)
ما معنى دُرْدِيُّ الزيت
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 12:10 ص]ـ
كَدُرْدِيِّ الزَّيْت: ما معناها؟
ـ[أبو سنان]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 12:38 ص]ـ
:::
الدردي: ما يركد في أسفل كل مائع كالشراب والأدهان والفضة في السبك، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها، فتارة حمراء وصفراء وزرقاء وخضراء.
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 03:51 ص]ـ
أبو سنان جزآك الله عني خير الجزاء, وأثابك الله على هذا المجهود القيم, ولكن ما أصل هذه الكلمة , وما كيف يكون المذكر منها و المؤنث, وهل من مقدروك ضبط كليهما بالشكل. شكرا لك أخي, وبارك الله لك في علمك
ـ[أحلام]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 06:48 م]ـ
:; allh
غالبا مايوصف به عكر الزيت اكثر من غيره
وشكرا
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 04:19 ص]ـ
شكرا لك يا أحلام وبارك الله لك في علمك
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 12 - 2005, 09:55 م]ـ
السلام عليكم
أخي أنامل الرجاء, أصل الكلمة كما ورد في لسان العرب: الدَّرَد: ذهاب الأَسنان، دَرِدَ دَرَداً, وفي الحديث:"لزمت السواك حتى خشيت أَن يُدْرِدَني", أَي يذهب بأَسناني. ودُرْدِيُّ الزيت وغيره: ما يبقى في أَسفله, وأَصله ما يركد في أَسفل كل مائع كالأَشربة والأَدهان.
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 06:20 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع الله بك وشكرا على مشاركتك وجزآك الله عني خير الجزاء
ـ[العسجر]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 01:19 م]ـ
نعم صحيح ...
شكرا لكم
ـ[المكي]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 02:46 ص]ـ
الدُّرْدِيُّ: ما رسب أسفل العسَل والزَّيت ونحوهما وفيه خُثورة؛(/)
أدب المشي في القرآن
ـ[أحلام]ــــــــ[12 - 12 - 2005, 11:55 م]ـ
أدب المشي في القرآن:
في القرآن الكريم فقد جاء ذكر أدب المشي في القرآن الكريم في عدد من السور مثل سورة " لقمان " وسورة " الفرقان ". قال الله سبحانه وتعالى عن وصية لقمان لولده: (ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختاالٍ فخور. واقصد في مشيك واغضض من صوتك. إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير) [لقمان:18،19].
ومعنى قول الله سبحانه وتعالى: (ولا تمش في الأرض مرحا) [لقمان: 18] يعني مشية الخيلاء، أي لاتمش متكبّراً جبّاراً عنيداً، فإن فعلت ذلك أبغضكَ الله. ولهذا قال عزّ من قائل: 9إن الله لا يحب كل مختال ٍ فخور. والمختال: المُعْجب في نفسه، والفخور: أي على غيره.
وأوصى لقمان ولده بقوله) واقصد في مشيك **ي إمش مشياً مقتصداً ليس بالبطئ المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلاً وسطاً بين بين. هذا ماذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله.
وقال العلامه الآلوسي - رحمه الله - في شرحه " روح المعاني" قال: ولا تمش في الأرض التي هي أحط الأماكن منزلة، مرحاً: أي فرحاً وبطرا. (إن الله لا يحب كل مختال فخور) هذا هو التعليل للنهي. والمختال: من الخُيلاء، وهو التبختر في المشي كِبْراً. ولذلك قيل أن إشتقاق إسم الخيل من الخُيلاء، لأنه ماركبها أحد إلا وجد في نفسه نخوة .. فسمّيت الخيل خيلاً من هذا. وفي قوله تعالى: 0واقصد في مشيك - قال رحمه الله: بعد الإجتناب عن المرح فيه، أي التوسط فيه بين الدبيب والإسراع، من القصد وهو الإعتدال، قال ابن مسعود: كانوا يُنهون عن خبب اليهود، ودبيب النصارى، ولكن مشياً بين ذلك. وفي النهاية أن عائشة نظرت إلى رجلٍ كاد يموت تخافتاً، فقالت: مال هذا؟ فقيل: إنه من القُرّاء قالت: كان عمر رضي الله عنه سيّد القرّاء وكان إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع. فالمراد إذاً بالإسراع هنا: مافوق دبيب التماوت. وعلّق في الحاشية: ورأى عمر - رضي الله عنه - رجلاً متماوتاً. فقال له: لأتُمْت علينا ديننا أماتك الله تعالى، ورأى رجلاً مطئطئاً فقال إرفع رأسك فإن الإسلام ليس بمريض.
فإذاً مشي التماوت الذي يخفى فيه الصوت، وتقل الحركات، ويتزيى صاحبه بزيّ العُبّاد، وكأنه يتكلف في إتصافه بما يقربه من صفات الأموات، ليوهم أنه ضَعُف من كثرة العبادة، وكأن هذا الذي يمشي مشية التماوت يريد أن يقول للناس: أن من كُثْر عبادتي وصيامي فإنني متعب في المشي، وهذا من أنواع الرياء، لأن المسلم مطالب بإخفاء عمله، والسلف رحمهم الله كان بعضهم من كثرة الصيام يصفرُّ لونه، فكانوا يدّهنون بالدهن حتى لا يظهر جفاف الشفاه ولصوق الجلد من كثرة الصيام، ليكون صيامهم خفيّاً، وهو أقرب إلى الله عزوجل. فمشية التماوت التي يُظهر صاحبها بها أنّه مُتعب من شدّة العبادة فهذا أمر مذموم، وورد في صفته صلى الله عليه وسلم (أنّه إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وأنه يمشي بشيء من الإسراع، وأنه يتقلّع تقلُّعاً) وهذا لا يتنافي مع قوله تعالى ? واقصد في مشيك ?، ولايتنافى مع قوله تعالى?وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ? [لقمان:63] قال الآلوسي رحمه الله: إذ ليس الهون فيه المشي كدبيب النمل. وذكر بعض الأفاضل: أن المذموم إعتياد الإسراع بالإفراط فيه. وقال البخاري: محل ذم الإسراع، مالم يُخش من بُطء السير تفويت أمر ديني، والإسراع المذهب للخشوع لإدراك الركعة مع الإمام مما لا ينبغي. وعن مجاهد: أن القصد في المشي التواضع فيه. وقيل: جعل البصر موضع القدم. فإنّ من عيوب المشي أن يتلفت الإنسان وهو يمشي يميناً وشمالاً ويتفرّج، فلربما وقعت عيناه على إمرأه أو نظر محرّم أو نحو ذلك، وقد ذكروا في مواضع في مسألة غض البصر عن رجل كان يمشي وينظر إلى امرأه وهو يمشي بجانب الطريق فارتطم بعمود فسال دمه من هذه الصدمة، وقيل جعل البصرموضع القدم.
و قال: "واقصد في مشيك": أن القصد من أقصد الرامي إذا سددّ سهمه نحو الرميّة و وجّهه إليها ليصيبها. أي سدد في مشيك، والمراد إمشى مشياً حسناً، وكأنه أريد التوسط به بين المشيين السريع والبطيء.
وذكر الشنقيطي رحمه الله في " أضواء البيان " في تفسير سورة لإسراء: ?إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا? والنهي عن المشي مرحاً قال: أصل المرح: ? ولا تمش في الأرض مرحاء إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا? [الإسراء:37]. قال الشنقيطي - رحمه الله: نهي الله جل وعلا الناس في هذه الآية الكريمة عن التجبّر والتبختر في المشية. وقُريء "مَرَحا " و "مَرِحا " أي لا تمش في الأرض حال كونك متبختراً متمايلاً مشي الجبارين. قال وأصل المرح في اللغة: شدة الفرح والنشاط. واطلاقه على مشي الإنسان متبختراً مشي المتكبرين، لأن ذلك من لوازم شدة الفرح والنشاط عادة. ولا شك أن الذي يمشي مشية الخيلاء والتبختر والتفاخر عرضةٌ لعذاب الله. والدليل على ذلك ماجاء في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره عن بشربن جحاشن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يقول الله تعالي: (ياابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا. حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بُردين وللأرض منك وئيد - يعني هذا مشي الجبّارين المتغطرسين - فجمعت ومنعت - أي جمعت الأموال ومنعت الفقراء - حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنّى أوان الصدقه)؟! ". لأنّه إذا بلغت الروح التراقي فلاتوبة ولا تنفذ التصرفات المالية في تلك اللحظة. وكذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (في قصة الرجل الذي كان يمشي متبختراً فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة). فتلك عقوبة الله للمتجبرين في مشيتهم، الذين يمشون مشية الخيلاء والتغطرس، فهم مهددون بعقوبة من الله في الدنيا، ويوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يُحشر المتكبرون كأمثال الذر على صور الرجال، يطاهم الناس باقدامهم).
منقول للفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سنان]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 12:18 ص]ـ
وفي الشعر كيف يكون المشي؟!؟!؟!
ودع هريرة ان الركب مرتحل = وهل تطيق وداعا أيها الرجل
غراء فرعاء مصقول عوارضها = تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها = مر السحابة لا ريث ولا عجل
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 07:58 ص]ـ
أختي أحلام، كلام غاية في التمام.
سدد الله خطاك وإلى الأمام.
ـ[أحلام]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 04:35 م]ـ
الاخ الفاضل ابوسنان جميلة هذه الابيات وشكرا للمرور
الاخ الفاضل موسى احمدزغاري شكرا للمرور(/)
يا أهل الفصاحة أرشدوني
ـ[الزجاج]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 01:38 ص]ـ
أريد منكم أن ترشدوني عن السور القرآنية التي بها مواطن الإيجاز.
تكروما منكم وليس أمراً
وشكرا
ـ[أبوالإبداع]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 01:07 ص]ـ
مرحبا أخي الزجاج مما أذكره من السور سورة يوسف فبها مواطن للإيجاز كثيرة(/)
تجربة
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 02:32 م]ـ
:::
الخبر
الخبر ما احتمل الصدق والكذب لذاته. قولنا لذاته؛ ليدخل فيه الأخبار الواجبة الصدق كأخبار وأخبار رسله، والواجبة الكذب كأخبار المتنبئين في دعوى النبوة، والبديهيات المقطوع بصدقها أو كذبها ــ فكل هذه إذا نظر إليها لذاتها دون اعتبارات أخرى احتملت أحد الأمرين، أما إذا نظر فيها إلى خصوصية في المُخبر أو في الخبر تكون متعينة لأحدهما. وإن شئت قلت: الخبر ما لا يتوقف تحقق مدلوله على النطق به نحو: الصدق فضيلة، وانفاق المال في سبيل الخير محمود.
الغرض من إلقاء الخبر
الأصل في الخبر أن يُلقى لأحد غرضين:
1) إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة، ويسمى ذلك فائدة الخبر، نحو: حروب المستقبل جوية.
2) إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم ويسمى ذلك لازم الفائدة، كما تقول لشخص أخفى عليك سفره، فعلمته من طريق آخر: أنت سافرت أمس.
------------------------------------------
وربما لا يظهر من إلقاء الخبر ذينك الغرضين، بل يُلقى لأغراض اخرى تستفاد من سياق الكلام ــ اهمها:
1) إظهار الأسف والحسرة على فائت:
ذهب الذين يُعاشُ في أكنافهم **** وبقيتَ في خلْفٍ كجلد الأجرب.
------
2) إظهار الضعف نحو:
قد كنتَ عِدتيَ التي أسطو بها **** ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي.
--------
3) الاسترحام والاستعطاف نحو:
ربِّ إني لا استطيع اصطباراً **** فاعف عني يا من يُقيل العثارا.
--------
4) التوبيخ.
كما تقول للطالب المهمل الذي رسب في الامتحان:
أنت رسبت في الامتحان.
--------
5) إظهار الفرح.
كما يقول من نجح في الامتحان لمن يعرف ذلك:
فزت في الامتحان.
----
6) التنشيط وتحريك الهمة لنيل ما يلزم تحصيله نحو
الناس يشكرون المحسن.
-----------
7) التذكير بما بين المراتب من التفاوت نحو
لا يستوي كسلان ونشيط.
-----------
8) الوعظ والإرشاد نحو
(كل من عليها فان).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 10:11 م]ـ
الأخ الفاضل أبا البركات ..
نرحب بكم في منتديات الفصيح، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد في القول والعمل ..
وجوزيتم خيراً على هذه اللمسات العطرة، وبانتظار المزيد مما منّ الله به عليكم ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 12 - 2005, 12:26 ص]ـ
أهلا وسهلا بضيفنا
وعلى الرحب والسعة بيننا
جميل ما سطرت، وبارك الله جهودك
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 11:47 م]ـ
الأخوة الأكارم
لؤي وموسى، بكلماتكم هذه أشعر أني في بيتي.
شكر لكم(/)
للمتمكنين أريد مساعدتكم
ـ[متدرب]ــــــــ[14 - 12 - 2005, 09:46 م]ـ
اخواني أعضاء منتديات شبكة فصيح الكرام:
أتمنى ممن هو متمكن من اللغة العربية أن يقرأ هذه الجمل العشوائية ويصحح إن كان بها أخطاء لغوية أو نحوية وذلك لحاجتي لها , وجزى الله الجميع خيرا.
1 - ورغم طول هذه المدة إلا أن هذان الزوجان ,,,,,,.
2 - ورزقهما الله بطفل أسموه سعيداً , كم فرحا الزوجان ,,,,.
3 - وكم حمدا الله على نعمته , وبالرغم من أن سعيداً لم يكن كباقي الأطفال ,,,,,,.
4 - بدل الزوجان الصالحان جهداً مضاعفاً في تربية الطفل ,,,,,.
5 - إسماعيل وفاطمة لهما من الأبناء ستة , أربعة أولاد وبنتان ,,,,.
6 - سعيد لا يرى إلا أباه وأمه وأختاه البنتان , أختيه اللتين لم تبخلا عليه بأي شيء كان يرغبه ويطلبه , إلا أنهما لا تستطيعن أن تعلماه كيف يتعامل مع العالم الخارجي ,,,,,.
7 - فهو لايقابل من البشر إلا والداه وأختاه ,,,,.
8 - تأزمت حالة الوالدين والأختين من حال إبنهم ,,,,.
9 - أما سعيد فهو الآن وبعد وفاة والديه , والداه اللذان ربياه فأحسنا تربيته ,,,,,,.
الرجاء المساعدة وشكرا للجميع.
ـ[معالي]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 08:18 ص]ـ
حياك الله أخي الكريم بين إخوتك ..
1 - ورغم طول هذه المدة إلا أن هذان الزوجان ,,,,,,.
أن هذين الزوجين
2 - ورزقهما الله بطفل أسموه سعيداً , كم فرحا الزوجان ,,,,.
وكم فرح الزوجان
3 - وكم حمدا الله على نعمته , وبالرغم من أن سعيداً لم يكن كباقي الأطفال ,,,,,,.
لم يظهر لعلمي القاصر أن فيها شيئًا!
4 - بدل الزوجان الصالحان جهداً مضاعفاً في تربية الطفل ,,,,,.
بذل
5 - إسماعيل وفاطمة لهما من الأبناء ستة , أربعة أولاد وبنتان ,,,,.
لم يظهر لي فيها شيء!
6 - سعيد لا يرى إلا أباه وأمه وأختاه البنتان , أختيه اللتين لم تبخلا عليه بأي شيء كان يرغبه ويطلبه , إلا أنهما لا تستطيعن أن تعلماه كيف يتعامل مع العالم الخارجي ,,,,,.
أختيه البنتين (لا أدري ما الغرض من وجود"البنتين" .. فهل تكون الأختان إلا بنتين؟!)
تستطيعان
7 - فهو لايقابل من البشر إلا والداه وأختاه ,,,,.
والديه وأختيه
8 - تأزمت حالة الوالدين والأختين من حال إبنهم ,,,,.
ابنهم (الهمزة همزة وصل)
9 - أما سعيد فهو الآن وبعد وفاة والديه , والداه اللذان ربياه فأحسنا تربيته ,,,,,,.
والديه
وفقك الله وبارك فيك
ـ[الأحمر]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 10:34 ص]ـ
السلام عليكم
الفقرة الخامسة
إسماعيل وفاطمة لهما من الأبناء ستة , أربعة أولاد وبنتان ,,,,.
الصواب
الأولاد ستة
أربعة أبناء(/)
شعراء العصر العباسي المحدثون والبديع.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 10:28 م]ـ
يقول بشار بن برد: (ما زلتُ أروي في بيت امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبًا ويابسًا ** لدى وكرها العناب والحشف البالي
إذ شبه شيئين بشئين، حتى صنعت:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ** وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه)
فهل هذا هو أسلوب المولدين في جميع أشعارهم؟ التقليد للشعر القديم فقط والنسج على منواله.(/)
أدب الأنبياء والصالحين مع الله عزّ و جلّ في القرآن:
ـ[أحلام]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 11:51 م]ـ
أدب الأنبياء والصالحين مع الله عزّ و جلّ في القرآن:
لقد كان أدب الأنبياء والصالحين مع الله عزوجل كثيراً وعظيماً، ومن تأمل أحوالهم عرف ذلك. ألم ترى أن المسيح عليه السلام عندما يسأله الله سبحانه وتعالى يوم القيامة: أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين فلم يكن جواب عيسى عليه السلام " لم أُقل ذلك "، وإنما قال: إن كنت ولا اُعلم ما في نفسك إنك أنت علاّم الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا قلته فقد علمته، فذلك من كمال أدبه مع ربه، ثم قال: تعلم ما في نفسيالله ربي وربكم .. إلى آخر الآيات [المائدة:116].
وكذلك أدب إبراهيم مع ربه لما قال: الذي خلقني فهو يهدين، والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين [الشعراء:79] .. ، ما قال والذي يمرضني ويشفين، وإنما قال وإذا مرضتُ فنسب المرض إليه، ونسب الهداية والطعام والسِّقا والشفاء إلى الله رب العالمين، مع أن الله هو الذي يمرض ولا شك، وهو الذي يشفي، لكن لم يرد أن ينسب المرض إليه عزوجل، أدباً مع الله سبحانه وتعالى، وهذا من كمال أدب الخليل عليه السلام.
وكذلك الخضر عليه السلام - على الراجح لأنه كان نبياً - إذ يقول: وما فعلته عن أمري [الكهف:82] أي كان يفعل ذلك بالوحي من الله عزّ وجلّ، فإنه لماذكر السفينة قال: فأردت أن أعيبها [الكهف:79] ولما ذكر الجدار قال: فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما [الكهف:82] ولم يقل فأرادربك أن أعيبها، وإنما قال فأرد تُ أن أعيبها، فإن من كمال أدبه أنه لمّا صارت المسألة عيباً نسبه لنفسه ولم ينسبه لله عزّ و جلّ مع أن كل ذلك بأمر الله وحكمته.
وكذلك الصالحون من الجن قالوا: وإنا لاندري أشرٌ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربٌّهم رشداً [الجنّ:10]، قالوا: " أشراً أريد بمن في الأرض " ما قالوا: "أشر أراده ربهم بهم، أم أرادبهم ربهم رشداً" .. فجعلوا الفعل مبنياً للمجهول تأد بّاً مع الله عزّ و جلّ.
وكذلك موسى عليه السلام لما نزل مدين قال: ربِّ إني لما أنزلت إلي من خير فقير [القصص:24] والمعنى أنا فقيرإلى خيرك يارب ومحتاج إلى فضلك ولم يقل: أطعمني .. مثلاً.
وآدم عليه السلام لمّا أٌهبط من الجنة إلى الأرض قال: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين [الأعراف:23] ولم يقل: ربِّ قدرت علي هذه المعصية وقضيت علي بها .. ونحو ذلك، بل نسب الظلم إلى نفسه: " ظلمتُ نفسي فاغفرلي".
وكذلك قول أيوب عليه السلام: إني مسني الضُّر وأنت أرحمُ الرحمين [الأنبياء:83] وهذا أعظم أدباً من أن يقول فعافني واشفني، ثم قال: وأنت أرحم الرحمين والأدب عند أنبياء الله طويل لاينتهي ..
ونذكر هنا جانباً من أدب الأنبياء مع المخلوقين، كان من أدب يوسف عليه السلام مع أبيه وإخوتِه حين قال لأبيه: قال هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا. وقدأحسن بي إذ أخرجني من السجن [يوسف:100] فلم يقل أخرجني من الجبِّ مع أنه أخرجه من الجبِّ! لأنه لا يريد أن يجرح مشاعر إخوانه تأدبًا معهم.
وكذلك فإنه لما جاء بإخوته وأهله، قال: وجاء بكم من البدو ما قال مثلاً: رفع عنكم الجهل والجوع والحاجه .. أوأنني فعلت ذلك لكم أوأنني أنقذتكم من الجوع .. والجهل. ثم قال: من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي فنسب الفعل إلى الشيطان، ولم يقل من بعد أن فعل بي إخواني ما فعلوا وظلموني ونحوذلك ..
وكذلك من الأدب مع الله سبحانه وتعالى أن يستر الرجل عورته وإن كان خالياً ..
أما نبينا صلى الله عليه وسلم فقد ضرب المثل العظيم في الأدب مع ربه عزّ و جلّ. ومن أمثلة ذلك ما يذكره المفسرون عند قوله سبحانه وتعالى: مازاغ البصرُ وما طغى [النجم:17] أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ارتفع إلى السماء لم يزغ بصرهُ ولم يطغ، أي لم يزغ يميناً أو شمالاً، ولا طغى فنظر أمام المنظور، إنما كان مطرقًا خاشعًا .. "مازاغ البصروما طغى" فهذا صفة مقدمه صلى الله عليه وسلم على ربّه، و يتجلّى في ذلك كمال أدبه عليه الصلاة والسلام.
منقول للفائدة
ـ[أبو سنان]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 02:35 ص]ـ
:::
(يُتْبَعُ)
(/)
الله أكبر وكيف لا يكون لهم ذلك!!! وهم خير البشر وهم صفوة الخلق هم اللذين أختصهم الله برسالته وأدبهم وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون وبعثهم رسل رحمة للبشر يخرجونهم من الظلمات إلى النور ومن تيه الدنيا إلى نعيم الآخرة.
بل أن أدبهم كان من رب العالمين حيث أدبهم فأحسن تأديبيهم و ذكر ذلك القرآن في مواطن كثيرة.
وقال تعالى في آدم عليه السلام: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} البقرة31
والعلم يتضمن الأدب.
قال الله تعالى في موسى عليه السلام: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه39
(وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) {41}
وقال تعالى في عيسى عليه السلام: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} المائدة46
وقال الله تعالى واصفاً نبيه واللذين آمنوا معه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الفتح29
وقال الله تعالى إكراما لنبيه {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56
وغيره من الآيات التي تدل على أن الأنبياء استمدوا هذا الادب وهذه التربية من الله سبحانه وتعالى.
قال الشاعر:
إلا يكن نسب يؤلف بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذب تحدر من غمام واحد
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 07:33 ص]ـ
شكر الله للأخت أحلام وللأخ أبي سنان هذه اللفتات الجليلة من أدب الأنبياء مع ربّهم سبحانه وتعالى ..
وما أحوجنا اليوم إلى أن نتأدّب بأدب الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام .. فإن أجمل شيء في الإنسان الأدب، لو أنه تحلّى به ..
وأذكّر هنا بموقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأنصار بعد غزوة حنين .. وذلك بعد أن بلغه - صلى الله عليه وسلم - أن الأنصار وجدوا عليه في أنفسهم، فسأل زعيمهم سعد بن عبادة، قال: ما القضية؟ قال: إن قومي وجدوا عليك في أنفسهم، متألمين لهذا الفيء الذي أعطيته للعرب، ولم تعطهم منه شيئاً.
النبي صلى الله عليه وسلم أراد - بحكمته البالغة - أن يعرف إن كان هذا موقف سعد، أم أنه ناقل أمين؟ قال له: يا سعد أين أنت منهم؟ قال: ما أنا إلا من قومي، أيضاً أنا حزين، فقال: اجمع لي قومك، فجمع له الأنصار ..
والآن تصوّروا معي هذا الموقف .. النبي صلى الله عليه وسلم في أقوى مركز بعد أن انتهى من حنين، ودانت له الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها، وما اجتمعت الجزيرة في يوم سابق على إنسان واحد كما اجتمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلمته نافذة في أي مكان .. فبإمكانه أن ينهي وجودَ هؤلاء الذين انتقدوه، كما يفعل الطغاة، وبإمكانه أن يهملهم، وبإمكانه أن يهدر كرامتهم، وبإمكانه أن يعاتبهم لصالحه، وبإمكانه أن ينساهم .. فما الذي فعله عليه الصلاة والسلام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ((لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ، حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمْ الْقَالَةُ، حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ، وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ، قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي، وَمَا أَنَا، قَالَ: فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ، فقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ؟ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمْ اللَّهُ؟ - أرأيت إلى هذا الأدب الرفيع، لم يقل: فهديتكم! وإنما قال (فهداكم الله) لأنه هو الأصل ـ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ؟ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ، قَالَ: أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ؟ قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ، وَالْفَضْلُ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ، فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلًا فَأَغْنَيْنَاكَ، أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ؟ أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ؟ فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَفَرَّقْنَا)).
كما أني بعد هذا أطلب من الإخوة جميعاً - تأدّباً مع الله تعالى - أن ننسخ آيات القرآن الكريم برسمها اللائق من أحد المواقع المترامية على الشبكة .. وهي كثيرة ولله الحمد ..
وشكراً ..
ـ[أحلام]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 02:58 م]ـ
الاخوة الافاضل شكرا على المرورأولا ثم على التعقيب الرائع لكل من أبوسنان و لؤي الطيبي وادعو الله ان يزدكم علما وفقها وبارك الله بعلمكم(/)
كلمة (درست) وردت في القرآن
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 12 - 2005, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ", (105) الانعام
يقول الطبري في تفسيره "قال أبو جعفر: (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ)، قرأتَ وتعلمت; لأن المشركين كذلك كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر الله عن قيلهم ذلك بقوله: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [سورة النحل: 103]. فهذا خبرٌ من الله ينبئ عنهم أنهم كانوا يقولون: إنما يتعلم محمد ما يأتيكم به من غيره. فإذ كان ذلك كذلك, فقراءة: (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ)، يا محمد, بمعنى: تعلمت من أهل الكتاب, أشبهُ < 12 - 27 > بالحق، وأولى بالصواب من قراءة من قرأه: " دارسْتَ"، بمعنى: قارأتهم وخاصمتهم, وغير ذلك من القراءات.
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 02:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي سليم بارك الله فيك ونفعنا بعلمك وأثابك الله على مجهودك
هذه الآية من سورة القلم
أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37)(/)
علم البيان
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 12 - 2005, 03:32 م]ـ
السلام عليكم
وهو فن يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه ودلالة اللفظ إما على ما وضع له أو على غيره، والثاني إما داخل في الأول دخول السقف في مفهوم البيت، أو الحيوان في مفهوم الإنسان، أو خارج عنه خروج الحائط عن مفهوم السقف، أو الضاحك عن مفهوم الإنسان، وتسمى الأولى دلالة وضعية، وكل واحدة من الأخيرتين دلالة عقلية، وتختص الأولى بدلالة المطابقة والثانية بالتضمن، والثالثة بدلالة الالتزام، وشرط الثالثة اللزوم الذهني، أعني أن يكون حصول ما وضع اللفظ له في الذهن ملزوماً لحصول الخارج فيه، لئلا يلزم ترجيح أحد المتساويين على الآخر لكونه نسبة الخارج إليه حينئذ كنسبة سائر المعاني الخارجة، ولا يشترط في هذا اللزوم أن يكون مما يثبته العقل، بل يكفي أن يكون مما يثبته اعتقاد المخاطب، إما لعرف أو لغيرك لإمكان الانتقال حينئذ من المفهوم الأصلي الخارجي، وقد وقع في كلام بعض العلماء ما يشعر بالخلاف في اشتراط اللزوم الذهني في دلالة الالتزام وهو بعيد جداً وإن صح فلعل السبب فيه توهم أن المراد باللزوم الذهني اللزوم العقلي لإمكان الفهم بدون اللزوم الذهني لهذا المعنى حينئذ كما سبق، ثم إيراد المعنى الواحد على الوجه المذكور لا يتأتى بالدلالة الوضعية، لأن السامع إن كان عليماً بوضع الألفاظ لم يكن بعضها أوضح دلالة من بعض، وإلا لم يكن كل واحد منها دالاً، وإنما يتأتى بالدلالات العقلية لجواز أن يكون للشيء لوازم، بعضها أوضح لزوماً من بعض ثم اللفظ المراد به لازم ما وضع له إن قامت قرينة على عدم إرادة ما وضع له فهو مجاز وإلا فهو كناية، ثم المجاز منه الاستعارة وهي ما تبتنى على التشبيه فيتعين التعرض له فانحصر المقصود في التشبيه والمجاز والكناية وقدم التشبيه على المجاز لما ذكرنا من أبناء الاستعارة التي هي مجاز على التشبيه، وقدم المجاز على الكناية لنزول معناه من معناها منزلة الجزء من الكل.
ومنهم من يقول ان البيان هوالتعقيد المعنوي ,وان علم البديع هو ما يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال وفصاحته, ومنهم من يطلق على التعقيد المعنوي وتحسين الكلام وفصاحته علم البيان, ومنهم من يقول ان علم البيان والفصاحة وتحسين الكلام هو علم البديع.(/)
{لها شِرب ولكم شِرب} .. {فشاربون شُرب (أو شَرب) الهيم} .. فما الفرق؟؟
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 06:15 م]ـ
{لها شِرب ولكم شِرب} .. {فشاربون شُرب (أو شَرب) الهيم} .. فما الفرق؟؟
شِرب و شُرب و شَرب -قراءة متواترة- فما الفرق بينها؟؟.
ممكن تكون (شِرب) إشارة إلى الكَمّ والحصة؟؟.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 07:52 م]ـ
:::
في نظري أن استخدام لفظة (شِرب) في هذه الأية للدلالة على وقت الشرب حيث لها يوم تشرب فيه ولهم يوم يشربون فيه.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 09:44 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابا سنان بارك الله فيك وجزاك خيرًا ,أخي ابن الحسن لتعلم أنه هناك فرق بين اللفظين, فشرب الوارده في سورة الشعراء (155) ,معناها: الحظ او النصيب, ويصبح معنى الآيه "لها شِرب ولكم شِرب" ان لها حظ ونصيب من الماء ولكم حظ ونصيب منه ايضًا, واما المقصود في الاية"فشاربون شرب الهيم"
من سورة الواقعةهو تناول كل مائع، ماء كان أو غيره.
والله اعلم
ـ[أبو سنان]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 10:18 م]ـ
:::
أحسنت أخي سليم
لذا أخي لزاما عليك أن تفسر هذه الأية بنفس المعنى
قال تعالى {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} الواقعة55
جاءت (شرب) على ثلاثة أحوال:
شُرْب - شَرْب - شِرْب
وجميعها قراءات متواترة كما ذكر أخي أبا الحسن
لذا نفهم من قولك أن (شِرْب) على من يقرؤها بهذه اللفظة في الآية السابقة تفهم بمعنى (نصيب) ليتك تزيل لبسي حول الموضوع
وجزاك الله ألف خير
ولا عدمناك
ـ[سليم]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 10:52 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابا سنان ,لم اجد في قراءة الاية 55 من سورة الواقعة الا شكلين بالضم والفتح ,فيقول البغوي في تفسيره: (شُرْبَ) بضم الشين. وقرأ الباقون بفتحها وهما لغتان، فالفتح على المصدر، والضم اسم بمعنى المصدر كالضَّعف والضُّعف و (الْهِيمِ) الإبل العطاش، قال عكرمة وقتادة: الهيام: داء يصيب الإبل لا تروى معه، ولا تزال تشرب حتى تهلك. يقال: جمل أهيم، وناقة هيماء، والإبل هيم. وقال الضحاك وابن عيينة: (الْهِيمِ) الأرض السهلة ذات الرمل. وهذا يعني أن القراءة الثالثة بالكسر (شِرب) بمعنى الحظ والنصيب ى محل لها في هذه الاية.
والله أعلم
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[19 - 12 - 2005, 01:53 م]ـ
الأخ سنان .... مشكور ولكن انا لم اقل انها قراءات ثلاث في الآية الواحدة. فالتي في الواقعة هي التي بالقراءتنين اللتين ساقهما الاخ سليم , والتي في القمر بوجه واحد فقط وهو الكسر.
وشكرا للأخ سليم.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[19 - 12 - 2005, 07:20 م]ـ
:::
هذا ما وجدته في كتاب الصحاح للجوهري وأترك لكما التعليق!!!!
شرب:
شَرِبَ الماءَ وغيره شُرْباً وشَرْباً وشِرْباً.
وقرئ: "فَشارِبونَ شَُِرْبَ الهِيمِ" بالوجوه الثلاثة.
قال أبو عبيدة: الشَرْبُ بالفتح مصدرٌ، وبالخفض والرفع اسمانِ من شَرِبت. والتَشْرابُ: الشُرْبُ. والشَرْبَةُ من الماء: ما يُشْرَبُ مرة. والشَرْبَةُ أيضاً: المَرَّةُ الواحدة من الشرب. والشِرْبُ بالكسر: الحظُّ من الماء.
الصحاح للجوهري
ـ[سليم]ــــــــ[19 - 12 - 2005, 07:45 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابا سنان بارك الله فيك وجزاك خيرًا على هذه المعلومات, ودمت في خدمةالاسلام ورفعته (بالخفض).(/)
كشف الكشاف 2
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 09:29 م]ـ
:::
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} في هذه الآية يسأل الله عز وجل موسى عمّا في يده وهو سبحانه وتعالى أعلم. فما القصد من السؤال؟ لعل في السؤال المعلوم إجابته، لفتة لطيفة. وهي أن الله سبجانه أراد أن لا يُفاجأ موسى بتحويل العصا إلى حيى دون سابق إنذار وإعلام.
وقد يكون غير هذا يقول الزمخشري:
إنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عز وعلا في الخشبة اليابسة من قلبها حية نضناضة وليقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه، وينبهه على قدرته الباهرة. ونظيره أن يريك الزراد زبرة من حديد ويقول لك: ما هي. فتقول: زبرة حديد، ثم يريك بعد أيام لبوساً مسرداً فيقول لك: هي تلك الزبرة صيرتها إلى ما ترى من عجيب الصنعة وأنيق السرد.**
وفي معرض إطنابه في إيراد المعاني اللغوية في تفسير (الحية) يقول:
فإن قلت: كيف ذكرت بألفاظ مختلفة: بالحية، والجان، والثعبان؟ قلت: أما الحية فاسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير. وأما الثعبان والجان فبينهما تناف لأن الثعبان العظيم من الحيات، والجان الدقيق. وفي ذلك وجهان: أحدهما أنها كانت وقت انقلابها حية تنقلب حية صفراء دقيقة، ثم تتورم ويتزايد جرمها حتى تصير ثعباناً، فأريد بالجان، أول حالها، وبالثعبان مآلها. الثاني: أنها كانت في شخص الثعبان وسرعة حركة الجان. والدليل عليه قوله تعالى: "فلما رآها تهتز كأنها جان" النمل:10 وقيل: كان لها عرف كعرف الفرس. وقيل: كان بين لحييها أربعون ذراعاً.(/)
خاص لمنتدى البلاغة العربية.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 11:36 م]ـ
السلام عليكم
طرقتْ آذاني لطيفة من اللطائف فأحببت أن أخص بها منتدايَ دون غير، وذاك ليس بخلاً مني وإنما جرياً على قاعدة (الأقربون أولى بالمعروف)
روى لي أحدهم، أن الدكتورفضل حسن عباس وهو من أساطين اللغة، ومن أعلامها، في الأردن الشقيق، وهو شخص بصير (أي ضريرٌ لا يُبصر).
قد دخل يوماً على قاعة لمحاضرة غير محاضرته، وقد كان معروفاً عنه الهيبة والحزم والوقار، وأنه قلما يُخطئ، فتعالى صوت الطلبة: آه يا دكتور (فضل) أخطأت العنوان هذه المرة. فماذا كان رده؟
أجابهم والإبتسامة تعلو محياه:
لا تؤاخذوني؛ إنَّ البقر تشابه علينا.
:):):):):):):):)
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي موسى ,والله لقد أضحكتني:)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 12:12 ص]ـ
وبارك الله فيك ولا أرضى منك إلا بأحلى وأطرف منها
موسى
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 09:59 م]ـ
بارك الله في ناقل هذا الخبر الظريف ..
وحفظ الله أستاذنا الجليل فضل حسن عباس ..
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 10:36 م]ـ
السلام عليكم
اخي موسى لا يحضرني الان سوى هذه اللطيفة وامل أن تحظى بإعجابكم,
الأعرابي والإمام
صلّى أعرابي خلف إمام، فقرأ الإمام: (ألم نُهلِكِ الأولين) 1 وكان في الصف الأول، فتأخر إلى الصف الآخر، فقرأ: (ثم نُتْبِعُهُم الآخرين) 2، فتأخر، فقرأ: (كذلك نفعل بالمجرمين) 3 وكان اسم البدوي مجرماً، فترك الصلاة وخرج هارباً وهو يقول: والله ما المطلوب غيري. فلقيه بعض الأعراب فقالوا له: ما لك يا مجرم؟ فقال: إن الإمام أهْلَكَ الأولين والآخرين، وأراد أن يُهلِكني في الجُملة، ولله ما رأيتُه بعد اليوم!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 10:59 م]ـ
بارك الله في ناقل هذا الخبر الظريف ..
وحفظ الله أستاذنا الجليل فضل حسن عباس ..
مشرفنا الفاضل أبا غازي
حضوركم سبب بهجتنا. فلا تحرمنا هذه البهجة.: d
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 11:00 م]ـ
السلام عليكم
اخي موسى لا يحضرني الان سوى هذه اللطيفة وامل أن تحظى بإعجابكم,
الأعرابي والإمام
صلّى أعرابي خلف إمام، فقرأ الإمام: (ألم نُهلِكِ الأولين) 1 وكان في الصف الأول، فتأخر إلى الصف الآخر، فقرأ: (ثم نُتْبِعُهُم الآخرين) 2، فتأخر، فقرأ: (كذلك نفعل بالمجرمين) 3 وكان اسم البدوي مجرماً، فترك الصلاة وخرج هارباً وهو يقول: والله ما المطلوب غيري. فلقيه بعض الأعراب فقالوا له: ما لك يا مجرم؟ فقال: إن الإمام أهْلَكَ الأولين والآخرين، وأراد أن يُهلِكني في الجُملة، ولله ما رأيتُه بعد اليوم!
قديمة: rolleyes:
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 11:22 م]ـ
السلام عليكم
أخي موسى أعزك الله, يبدو أني لا اطولك ظرافة ولا ابلغك بلاغة.
حماك الله!
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 06:23 م]ـ
أخي سليم أنت للفضل أهلٌ وللخير سبقٌ، ولا نلحق بك أبداً ولو كنا على اظهر الجياد ممتطين ولظهورها بالسوط مُلهبين.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 06:28 م]ـ
أخي سليم إليك هذه الطرفة البلاغية.
أورد الأصمعي أنه ذات مرة كان يتجول في أحياء العرب، فسمع غلاما ً يصيح، وهو يحاول منع قربة ماءٍ من السقوط عن ظهر الفرس: يا أبتِ أدرك فاها، لقد غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها.
بانتظارك يا سليم.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 06:55 م]ـ
سأل أحد أصدقاء الشاعر حافظ إبراهيم عن رأيه في شعر أحد أدعياء الأدب فأجابه: إن شعره يجب أن ينسى عن ظهر قلب!
قال شاب للكاتب كامل الشناوي: ما رأيك يا أستاذ كامل، هل أكتب شعراً أم أكتب قصة؟
قال: اكتب قصة. فقال الشاب: لا بد أنك قرأت لي قصصاً؟ قال لا بل قرأت لك شعراً (1)
(1) باقة من الأوراق / سمير حبيب بخش. ـ جدة: 1413هـ ص 44.(/)
الإطناب
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم
:::
الإطناب
هو أن يذكر المنشئ كلاماً ثم يَعْقبُهُ بلفظ ٍ مدلوله حقيقة المدلول عليه بالكلام الأول تضميناً بذلك على زيادة وقع هذه المعنى في النفوس وشدة الإعتناء به.
وجاء في قوله تعالى:
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} (15) سورة النور.
فقوله {بأفواهكم} إطناب، فأنه دلَّ على حقيقة ما دل عليه قوله {وتقولون} لأن القول لا يكون إلا بالفم (الأفواه)، ولكن نبه بهذا الإطناب على تعظيم هذا الأمر المرتكب وشدة وقعه.
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 12:53 ص]ـ
السلام عليكم
ذكر جلال الدين القزويني في كتابه" الإيضاح في علوم البلاغة" ,أن الاطناب
هو إما بالإيضاح بعد الإيهام ليرى المعنى في صورتين مختلفتين أو ليتمكن في النفس فضل تمكن، فإن المعنى إذا ألقي على سبيل الإجمال والإبهام تشوقت نفس السامع إلى معرفته على سبيل التفضيل والإيضاح فتتوجه إلى ما يرد بعد ذلك، فإذا ألقى كذلك تمكن فيها فضل تمكن وكان شعورها به أتم، أو لتكمل اللذة بالعلم به فإن الشيء إذا حصل كمال العلم به دفعة لم يتقدم حصول اللذة به ألم، وإذا حصل الشعور به من دون وجه تشوقت النفس إلى العلم بالمجهول فيحصل لها بسبب المعلوم لذة وبسبب حرمانها عن الباقي ألم، ثم إذا حصل لها العلم به حصلت لها لذة أخرى، واللذة عقيب الألم أقوى من اللذة التي لم يتقدمها ألم أو لتفخيم الأمر وتعظيمه كقوله تعالى " قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري " فإن قوله " اشرح لي " يفيد طلب شرح لشيء ما له، وقوله " صدري " يفيد تفسيره وبيانه، وكذلك قول " ويسر لي أمري " والمقام مقتض للتأكيد للإرسال المؤذن بتلقي المكاره والشدائد.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 01:14 ص]ـ
:::
جزاك الله خير أخي موسى على هذا الايضاح وزادك الله علماً وعملاً.
وهذا مثال آخر لتأكيد المعنى وهو قوله الله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ
مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ
فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} النحل26
فقوله (فوقهم) إطناب.
حيث أن السقف لا يكون إلا فوق.
ولكن الفائدة من ذكره في هذا المقام هو الترهيب والتخويف.
فالتالي لهذه الآية يخيل اليه أن سقفاً خرَّ على أولئك القوم من فوقهم وحصل في نفسه من الرعب والخوف ما لا يحصل بدونها.(/)
إلى معلمي البلاغة: أرجو الدخول
ـ[الطالبة المجتهدة]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 03:13 م]ـ
اسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد تحليل نفسي وفني واجتماعي لهذا الشعر
يقول زهير بن ابي سلمى يمدح حذيفة بن بدر الفزاري:
وأبيضَ فياضٍ يداهُ غمامةٌ على معتفيه ما تُغِبُّ فواضِلُهْ
بكرت عليه غدوة فرأيته قعوداً لديه بالصريم عواذله
يفدينه طوراً وطوراً يلمنه وأعيا، فما يدرين أين مختاله
فأقصرن منه عن كريم مرزأٍ عزوم على الأمر الذي هو فاعله
أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائله
تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ـ[مرام]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 10:06 ص]ـ
التفسير النفسي: ظهرت تأثير العوامل الاجتماعية في نفسية الشاعر فهو حكيم يكره العبث والإسراف بالمال نافرا منه دل عليه البيت الخامس (لا تتلف الخمر ماله) على الرغم من أن الجاهليين لاينظرون إلى هدر المال في الخمر على أنه إتلاف لكنه بطبيعته المتدينة أيد العطاء والكرم وأبغض اللهو والعبث , محب للمثاليات من كرم وحلم 0
التفسير الاجتماعي: نشأ الشاعر في بيئة بدوية بما فيها من قسوة الحياة وتناحربين القبائل مما حدا به إلى الميل نحو الكرماء ومدحهم بعطاياه
التي تضفي السعادة على من حولهم 0
تحياتي لكِ
ـ[الطالبة المجتهدة]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 01:07 م]ـ
اشكرك جداً يا مرام على تكرمك والنظر غلى ماطلبته
ولكن إذا استطعتي ان تجدي لي التفسير الفني اكون لك شاكرة
ـ[مرام]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 02:59 م]ـ
ابشري ياطالبتي المجتهدة وعلى فكرة حلوة الابتسامه عليك دوم يارب
: p
آسفة أختي كان ينقص إجابتي التفسير الفني لأنه يحتاج إلى تفسيرا من حيث الألفاظ
والموسيقي والبناء عموما والإجابة تحتاج جمع من خلال المطروح في المرشد الخاص بنا 0
التفسير الفني:-
معاني الشاعر جاءت صادقة بعيدة عن المبالغات في تصوير كرم الممدوح
والدليل استخدم كلمة (لو) التي تفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط , فهو يرمي إلى وصف الممدوح بأعلى الصفات في حدود البشر دون أن يغلو , لذا لجأ إلى تصدير البيت بـ (لو)
تكرار الشاعر المد بالألف في البيت (فياض , يداه , غمامة , ما , فواضله)
ليدل على كثرة كرم الممدوح دون انقطاع
استخدم الشاعر التشبيهات في بيت واحد فقط (يداه غمامة) ليدل على مقدار الكرم في ممدوحه 0 لأنه حريص على وصول المعنى بشكل مباشر وأن صفات الممدوح أمر مسلم به 0
حرص الشاعر على السلاسة لعنايته بسرعة وصول المعاني إلى السامع دون إجهاد 0
واعتمد في مدحته إلى طريقة الجد فقد أبرز محاسن الممدوح وأظهر فضائله وصفاته المحببة لدى الناس باقتصاد
دون إسراف
وتندرج أبياته تحت المعاني الجزئية التي تخاطب الأفكار والميول مباشرة فتؤثر في النفس بمجرد صدقها وتشعر السامع
بإعجاب شديد بصفات الممدوح 0
ـ[الطالبة المجتهدة]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 12:18 م]ـ
اشكرك جدا على الحلو الرائعة
وجزاك الله الف خير(/)
هل التفسير توقيف؟
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 08:45 م]ـ
السلام عليكم
بناءًا على ما تقدم في موضوع المبهمات في القرآن ,وبحثي عنه وجدت من يقول في أن التفسير توقيف, وهذا يعني أن القرآن لا يمكن أن يُفسر إلا من خلال ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام, ومنهم الصحابه ,فأبو بكر الصديق: r يقول:"اي ارض تقلني و اى سماء تظلني اذا قلت في القرآن ما لا اعلم ", و في رواية اخرى ايضا عنه: "اذا قلت في القرآن برأيي ".
و عن عبيد اللّه بن عمر قال: لقد ادركت فقهاء المدينة , و انهم ليعظمون القول في التفسير, منهم سالم بن عبداللّه , و القاسم بن محمد, و سعيد بن المسيب , و نافع و عن يحيى بن سعيد, قال: سمعت رجلا يسال سعيد بن المسيب عن آية من القرآن , فقال: لا اقول في القرآن شيئا و في رواية اخرى: انه كان اذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال: انا لا اقول في القرآن شيئا, و كان لا يتكلم الا في المعلوم من القرآن قال يزيد: و اذا سالنا سعيداعن تفسير آية من القرآن , سكت كأن لم يسمع.
و عن ابن سيرين , قال: سالت عبيدة السلماني عن آية , قال: عليك بالسداد, فقد ذهب الذين علموا فيم انزل القرآن.
و جاء طلق بن حبيب الى جندب بن عبد اللّه , فسأله عن آية من القرآن , فقال له: احرج عليك ان كنت مسلما, لما قمت عني , او قال: ان تجالسني.
اذا كان الامر كذلك ,فما هو رأيكم في تفاسير السلف من امثال الطبري وابن كثيروغيرهم؟؟؟
ـ[أبو سنان]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 09:10 م]ـ
:::
أخي سليم هذه الآية بها جواب على سؤالك لو تمعنت بها
قال تعالى:
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن [تَقُولُواْ] عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} الأعراف33
وكل هذه الأقوال التي ذكرتها هي في النهي عن القول في التفسير بما لا يعلم لغة ولا شرعاً، أما من كان عنده علم ففسر كلام الله فلا حرج.
والله أعلم
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 11:21 م]ـ
السلام عليكما
اما بعد:
فالقرآن كلام الله عز وجل، نزل بكلام عربي مبين، لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، من لدن عزيز حكيم.
وكونه من الله؛ فهو خطاب من الله للناس أجمعين، فعلى كل إنسان أن يفهم القرآن وهو خطاب من الله للناس، أن يفهمه بنفسه. ولكن لما تعذر ذلك بسبب فساد اللسان وبُعد الزمان عن مهابط الوحي فكان لا بُد من الرجوع إلى من قبلنا وأسياد رأيِنَا في تفسير القرآن.
أما بالنسبة لبعض الصحابة والتابعين من الإمتناع عن تفسير القرآن فذلك من باب الورع. ولكن لا يُعدَ ذلك تشريعاً نتقيد به.
واما عن تفسير السابقين من الأجلاء كالطبري والقرطبي ومن جاء بعدهم فهو من قبيل الإجتهاد على أسس علمية راسخة القدم في علوم التفسير، ومنها على سبيل المثال العلم بعلوم القرآن من ناسخ ومنسوخ ومتقدم ومتأخر ومقيد ومخصص وعام وخاص، .... وغيرها كثير من مثل تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالحديث. ويأتي العلم الثاني الضروري لتفسير القرآن وهو العلم بالعربية.
فالفرق يا أخويَّ بين التفسير والقول بالرأي شاسع البون، فمن كان عنده العلم الكافي للتفسير فليفسر وإلا فالحذر الحذر.
أما أن نقول ان التفسير توقيفي فذاك مما لا سبيل لأثباته. ويخالفه الواقع التفسيري للقرآن. ويبين شدة اختلافه مما يدل على عدم توقيفه.
وأما الآية الكريمة التي سُقتها أبا سنان فإنها والله أعلم تأتي في باب الذي يُكذب على الله. ويقول عليه غير الحق، وأما التفسير المُقُقعد على أصوله فلا يكون تَقَولاً على الله سبحانه.
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 11:36 م]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير: فهذه الاثار الصحيحة و ما شاكلها عن ائمة السلف , محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسيربما لا علم لهم فيه فاما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة و شرعا فلا حرج عليه , و لهذا روي عن هؤلا و غيرهم اقوال في التفسير, و لا منافاة , لانهم تكلموا فيما علموه و سكتوا عما جهلوه و هذا هو الواجب على كل واحد, فانه كما يجب السكوت عما لا علم به , فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه , لقوله تعالى: (لتبيننه للناس و لا تكتمونه).
و بعين ذلك ذكر ابن تيمية في مقدمته.
و قال ابن جرير الطبري: ان معنى ((احجام)) من احجم عن القيل في تاويل القرآن وتفسيره من علماء السلف , انما كان احجامه عنه حذرا ان لا يبلغ ادا ما كلف من اصابة صواب القول فيه , لاعلى ان تاويل ذلك محجوب عن علماء الامة , غير موجود بين اظهرهم.
ان من تحرج من القول في معاني القرآن من السلف , كانوا هم القلة القليلة من الاصحاب و التابعين , اما الاكثرية الساحقة من علماء الامة ومنهاالصحابة فقد عنوا بتفسير القرآن و تاويله عناية بالغة , كانت الوفرة الوفيرة من رصيدنا اليوم في التفسير.
قال ابن عطية: و كان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه , و هم ابقى على المسلمين في ذلك.
فاما صدر المفسرين و المؤيد فيهم فعلي بن ابي طالب: r, و يتلوه عبد اللّه ابن عباس , و هو تجرد للامر وكمله , و تبعه العلما عليه , كمجاهد, و سعيد بن جبير, و غيرهما و المحفوظ عنه في ذلك اكثر من المحفوظ عن على بن ابي طالب.
و قال ابن عباس: ما اخذت من تفسير القرآن فعن على بن ابي طالب.
و كان على بن ابي طالب: r يثني على تفسير ابن عباس , و يحض على الاخذ عنه و كان عبد اللّه بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد اللّه بن عباس.
و هو الذي قال فيه رسول اللّه:=: "اللهم فقهه في الدين ", و حسبك بهذه الدعوة و قال عنه على بن ابي طالب: r : " ابن عباس كأنما ينظر الى الغيب من ستر رقيق ".
و يتلوه عبد اللّه بن مسعود, و ابى بن كعب , و زيد بن ثابت , و عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
قال: و كل ما اخذ عن الصحابة فحسن متقدم.
وهذا ما اقول فيه ايضًا ,والا ما الفائدة من تعلم اللغة واقسامها والكتاب والسنة وانواعها, وكما ذكر أخي ابو البركات الانباري قول الله عزوجل:"الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) "(/)
الهدية في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 12:15 ص]ـ
الهديّة في القرآن:
قد جاء في القرآن الكريم ذكر الهدية .. فقالت ملكة سبأ " بلقيس " لمّا خافت من سليمان عليه السلام قالت للملأ من حولها: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ. فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} النمل36لما جاءه رسول بلقيس بالهدية قال سليمان عليه السلام: أتمدونني بمال، فأرادت إستمالة قلب سليمان لدفع الضرر عنها بمصانعته لتثنيه عن دعوته لها ولقومها وتهديده لهم. فلم يقبل الهديه لأنها لم تكن لوجه الله، ولم يكن فيها معروف، وإنما أرادت بها اسكاته و صدّه عن جهادها وجهاد هذه البلدة وهي أهل اليمن ليدخلوا في دين الله طائعين. فلما رأى سليمان عليه السلام أن هذه الهدية ما فيها خير .. ولم يرد بها وجه الله .. ردّها .. وقال: بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} النمل36 {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} النمل37 ليعلموا أننا نريد الجهاد وإقامة الدين وليست القضية مجاملات .. وهدايا ودنيويات .. كما هي العادة بين الملوك. فلا ينخدعوا بحطام هذه الدنيا أويظنوا أنا نغتر بالهدايا التسكيتية، أو أننا سنترك الجهاد لأجل هديتهم ..
ومما يدخل أيضاً في الهدية .. مثل العطيه والهبه .. أو مما يقرب من معناها ماجاء في قوله تعالى {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً} النساء4 [النساء:4] الله عزوجل أمر بايتاء النساء المهور .. (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) .. ، نسلمهن إياها عن طيب نفس .. ونحلة يعني عطية عن طيب نفس، فإن طبن لكم عن شيء: أي وهبنه لكم وتنازلن عنه لكم، فكلوه هنيئاً مريئا، فإذا تنازلت المرأة عن جزء من الصداق لزوجها أو أعطته إياه بعدما إستلمته منه دون ضغط ولا إكراه، وإنما عن طيب نفس منها ورضى .. فذلك من الحلال الذي يؤكل .. وأعظم الحلال الذي يؤكل المغانم، كما قال تعالى: {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الأنفال69
وهي أعظم أنواع المال الحلال بل هي أشد الأموال حلاًّ .. لكن هذا فاتنا بسبب ترك الجهاد. ومن الأموال الحلال الطيبة ماتتنازل به المرأة من مهرها لزوجها .. ولذلك قال الله تعالى: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً} النساء4. ولذلك جاء عن بعضهم أنه قال إذا أردت أن تستشفي فاستوهب درهماً من زوجتك عن طيب نفس منها ثم إشتري به عسلاً وهات إناءً، ثم إجمع فيه من ماء المطرثم اقرأ القرآن وأذب العسل فيه واشربه قال: أما المطر فإنه ماء مبارك، والعسل فيه شفاء للناس، والقرآن أيضاً شفاء، ودرهم الزوجة (هنيئاً مريئاً). فإنك تبرأ بإذن الله. منقول للفائدة
ـ[أبو سنان]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 12:21 ص]ـ
:::
الله يغنينا عن درهم المرأة، ليس بعده غير المنه.
هههههههه
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 12:35 ص]ـ
أستاذنا أبا سنان ..
ألم تر في المشاركة سوى مهر المرأة؟!:)
أحذركم غضبتنا المضرية نحن معشر النساء!! .. :)
ـ[أبو سنان]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 01:03 ص]ـ
اذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 12 - 2005, 12:20 ص]ـ
الاخوة الافاضل أبوسنان ومعالي
شكرا على المرور والتعليق اللطيف
وقدذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله بأن أحل المال (لاشبهة حرام فيه) هو صداق المرأة ...(/)
"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ".
هذه السورة تعتبر من قصار السور, ولكنها عظيمة في بيانها وبلاغتها, فنلاحظ أن الله عزوجل قد أضاف اسمه الى الناس على الترتيب: (رب, ملك, اله) وفيه بلاغة فائقة فهو ترتيب في العموم والخصوص, جيث ان ليس كل رب ملك وليس كل ملك اله, وهذه كلها تجتمع في الله سبحانه وتعالى, فهو رب وملك واله, واضافة اسمه الى الانسان لأنه من مخلوقاته ومن اشرف المخلوقات.
الذي يُوَسوِسُ ,فالوسوسه في الأَصلِ: الحَرَكَةُ والاضْطِرابُ ,وسوسة الشيطان هي حركة روحانية خفية, يلقيها في نفس الانسان بواسطة جريانه منه مجرى الدم, والخناس من الخنس وهو السكوت والسكون, فالشيطان يتحرك ويسكن ,وفي الحديث:" إنَّ اِلشَّيطانَ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمٍ، فإذا غَفَلَ عَن الذِّكرِ وَسوَسَ الشَّيطانُ، وإِذا ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَنَسَ ".والوسوسه إما أن تكون من الشيطان وإما أن تكون من الانسان.
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 05:18 ص]ـ
بارك الله فيك أيها الفاضل , ونفع الله بك , وبعلمك من علم له ومن لا علم له, وأسأله سبحانه وتعالى أن يزيدك من العلم أضعافا مضاعفة ومن العلوم الشرعية علوما, ومن الفهم فهما ثاقبا, ومن الخير صفوا لينا وئيدا.
أخي سليم إننا نحبكم في الله, والله شاهد على ما نقول.
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 03:45 م]ـ
وبارك الله فيك, وزادك ادباً وعلمًا, وظرافة لسانًا وبيانًا, وفصاحة كلمة وغزارة معنى, وأُحبك فيمن تحبني فيه.
وحياك الله.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 07:28 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ".
هذه السورة تعتبر من قصار السور, ولكنها عظيمة في بيانها وبلاغتها, فنلاحظ أن الله عزوجل قد أضاف اسمه الى الناس على الترتيب: (رب, ملك, اله) وفيه بلاغة فائقة فهو ترتيب في العموم والخصوص,
حيث ان ليس كل رب ملك وليس كل ملك اله, وهذه كلها تجتمع في الله سبحانه وتعالى, فهو رب وملك واله,
والوسوسه إما أن تكون من الشيطان وإما أن تكون من الانسان.
أولاً: كيف ترتب العموم والخصوص هنا يا أخي سليم فأنك لم توضح؟
ثانياً: ماذا يسمى هذا الذكر رب الناس، ملك الناس، اله الناس في البلاغة؟
ثالثاً: الوسواس، معرفة بأل التعريف، وهي تفيد وسواساً بعينه، وهو الشيطان، ومن هم من ابناء جنسه فقط، فأل التعريف للجنس، أي من جنسه، وهم الشياطين فكيف تضيف الوسوسة للإنسان (اي تكون من الإنسان كما قلت)؟
فما رأيك يا سليم؟
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 08:44 م]ـ
السلام عليكم
أهلاً أخي الحبيب ,قال الزمخشري في تفسيره الكشاف: فكأنه قيل: أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم الذي تملك عليهم أمورهم، وهو إلاههم ومعبودهم، كما يستغيث بعض الموالي إذا اعتراهم خطب بسيدهم ومخدومهم ووالي أمرهم. فإن قلت: ملك الناس، إله الناس، ما هما من رب الناس؟ قلت: هما عطف بيان، كقولك: سيرة أبي حفص عمر الفاروق: بين بملك الناس، ثم زيد بياناً بإله الناس، لأنه يقال لغيره: رب الناس، كقوله: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله" التوبة 31 وقد يقال: ملك الناس. وأما إله الناس فخاص لا شركة فيه، فجعل غاية للبيان. فإن قلت: فهلا اكتفى بإظهار المضاف إليه الذي هو الناس مرة واحدة؟ قلت: لأن عطف البيان للبيان، فكان مظنة للإظهار دون الإضمار الوسواس اسم بمعنى الوسوسة، كالزلزال بمعنى الزلزلة. وأما المصدر فوسواس بالكسر كزلزال. والمراد به الشيطان، سمي بالمصدر كأنه وسوس في نفسه، لأنها صنعته وشغله الذي هو عاكف عليه: أو أريد ذو الوسواس. والوسوسة: الصوت الخفي. ومنه: وسواس الحلي. والخناس الذي عادته أن يخنس، منسوب إلى الخنوس وهو التأخسر كالعواج والبتات، لما روي عن سعيد بن جبير: إذا ذكر الإنسان ربه خنس الشيطان وولي، فإذا غفل وسوس إليه. الذي ويوسوس يجوز في محله الحركات الثلاث، بالجر على الصفة، والرفع والنصب على الشتم، ويحسن أن يقف القارئ على، الخناس وبيتدئ الذي يوسوس على أحد هذين الوجهين. من الجنة والناس بيان للذي يوسوس، على أن الشيطان ضربان: جنى وإنسي، كما قال: "شياطين الإنس والجن" الأنعام 112 وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال لرجل: هل تعوذت بالله من شيطان الإنس؟ ويجوز أن يكون من متعلقاً بيوسوس، ومعناه: ابتداء الغاية، أي: يوسوس في صدورهم من جهة الجن ومن جهة الناس، وقيل: من الجنة والناس بيان للناس، وأن اسم الناس ينطلق على الجنة، واستدلوا بنفر ورجال في سورة الجن. وما أحقه؛ لأن الجن سموا جنا لاجتنانهم، والناس ناساً لظهورهم، من الإيناس وهو الإبصار، كما سموا بشراً؛ ولو كان يقع الناس على القبليلين، وصح ذلك وثبت: لم يكن مناسباً لفصاحة القرآن وبعده من التصنع. وأجود منه أن يراد بالناس: الناسي، كقوله: "يوم يدع الداع" القمر 6 وكما قرئ: "من حيث أفاض الناس" البقرة 199 ثم يبين بالجنة والناس؛ لأن الثقلين هما النوعان الموصوفان بنسيان حق الله عز وجل.
ولك الحكم الان ,الذي يوسوس إما أن يكون جنيًا وإما أن إنسيًا.(/)
المعاظله في الادب
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 07:15 م]ـ
السلام عليكم
المعاظلة هي وضع الالفاظ في مكانها اللائق على ان لا تحدث مداخلة شديدة ويركب الكلام بعضه, وقد وصف عمر بن الخطاب رضى الله عنه زهير بن أبي سلمى بتجنبها.
فقال: كان لا يعاظل بين الكلام لأن المعاظلة المداخلة ومن ذلك يقال معاظلة الكلاب وغيرها مما يتعلق بعضه ببعض عند السفاد وقد غلط في تمثيل هذا أبو الفرج قدامة ابن جعفر الكاتب وبين خطأه فيه أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي رحمه الله.
لأن أبا الفرج قال: إن المداخلة التي تكره ووصف عمر رضي الله عنه زهيراً بتجنبها أن يدخل بعض الكلام فيما ليس من جنسه قال وما أعرف ذلك ألا فاحش الاستعارة مثل قول أوس بن حجر: وذات هدم عار نواشرها ... تصمت بالماء تولباً جدعا, فسمي الصبي تولباً والتولب ولد الحمار.
ومثل قول الآخر: وما رقد الولدان حتى رأيته على ... البكر يمريه بساق وحافر, فسمى رجل الإنسان حافراً وهذا ليس من المعاظلة التي هي ركوب بعض الكلام بعضاً ومداخلة بعضه في بعض والصحيح من تمثيل ذلك ما ذكره أبو القاسم الآمدي وهو قول أبي تمام: خان الصفاء أخ خان الزمان أخاً عنه ... فلم يتخون جسمه الكمد ,لأن ألفاظ هذا البيت تيشبث بعضها ببعض وتدخل الكلمة من أجل كلمة أخرى تجانسها وتشبهها مثل خان وخان ويتخون وأخ وأخ فهذا هو حقيقة المعاظلة.
ـ[العسجر]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 01:24 م]ـ
أخي الكريم
هل تقصد بالمعاظلة أي: هي طريقة ربط مفاهيم الكلمات ببعضها البعض أو الألفاظ ببعضها البعض لتشكل قالبا ً لمعنى ً واحد ...
أرجوا الإيضاح أكثر من ذلك لا هان شأنك(/)
هل هي مقابلة أم هو طباق؟
ـ[السراج]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 09:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما نوع المحسن البديعي في الجملة الآتية ..
(أحبُ الصدقَ، وأكرهُ النميمةَ)
ولكم وافر التحايا ..
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 10:41 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز, ان هذا النوع من المحسنات اللغوية المعنوية يسمى طباقًا وذلك لوجود متضادين (الحب والكراهية) ,ولا يكون مقابلة لأن النميمة ليست ضد الصدق. فلو قلت: (أحب الصدق, وأكره الكذب) لكان مقابله.
والله اعلم
ـ[السراج]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 05:37 م]ـ
تحية لأخية العزيز سليم ولكل الأعضاء ..
في تعريف المقابلة: في كتاب البلاغة الواضحة ..
أن يؤتى بمعنيين أو أكثر، ثم يُؤتَى بما يُقَابلُ ذلكَ على الترتيب ..
هل يُشترط أن أن تكون الكلمتان متضادتين .. ألا نستطيع أن نقدرذلك في المعنى: (أن الصدق معنى جميل .. والنميمة معنى قبيح)؟
ولكم الشكر ..
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 12 - 2005, 03:45 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز السراج, يقول الخفاجي في كتابه سر الفصاحة: وسمى تقابل المعاني والتوفيق بين بعضها وبعض حتى تأتي في الموافق بما يوافق وفي المخالف بما يخالف على الصحة: المقابلة. وعلى هذا فإن ما ذكرتَه في مثالك يكون مقابلة.
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 12 - 2005, 10:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحية لك أخي سليم ..(/)
إنما العلم بالتعلم فهل يا سادةُ من معين
ـ[عبد الملك113]ــــــــ[26 - 12 - 2005, 09:09 ص]ـ
السلام عليكم
الأمر باختصار أنى لم التفت إلى علوم العربية غير الآن فجمع الله همتى بفضله على النحو وظننت أن البلاغة لا يظفر طالبها ولا تدرك شواردها
ورفع الظن رتبةً ما أطرب سمعى به المثبطون من ان مريدها محروم وطريقها مشئوم
فسألتكم المعونة بأى الكتب أبدأ وعلى أى منهج أسير فما قرأت فى البلاغة قط وما ملكت لدروبها ضبط.
ولا تنسوا النية قبل الرد ..........
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 04:19 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الملك ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
وهل يحتاج كاتب هذه المداخلة إلى مقدمة في البلاغة؟
فإن تأليف كلامك في غاية الجمال ..
على كل ..
أنا أنصح بكتاب (البلاغة العربية) للأستاذ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني .. فهو - بنظري - كتاب قيم جداً، ويبحث في أسس البلاغة وعلومها وفنونها .. مع صور من تطبيقاتها " بهيكل جديد من طريف وتليد " ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 05:45 م]ـ
أخي العلم بحر لا يدرك، ولكنا نستطيع السباحة فيه، أليس كذلك. فشمر عن ساعد الجد، واقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ. فالقراءة زاد ليس بعده زاد.
وعتاد ليس بعده عتاد.
وومن اجمل ما قرأت قول أحدهم وأظنه المأمون: أحب الأمور إلي التجول في عقول الرجال، وقصده قراءة ما كتبوا.
ونحن معك ومن حولك. نزكي علمنا بنشره للجميع.
ـ[عبد الملك113]ــــــــ[28 - 12 - 2005, 05:33 م]ـ
أخوي العزيزان شكراً لكما فوالذى برئنا ما قرأت فى علوم البلاغة غير صفيحات قليلة العدد.
فإنى إن شاء الله آخذ بنصيحة أخى لوئ ولعل من ورد على ذهنه الجديد أن يوردنا معه المعين كى نستبين.
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[28 - 12 - 2005, 11:29 م]ـ
السلام عليكم: اسمحوا لي بهذه المداخلة الجانبية
اخي موسى غازي ,, قلت في ردك على اخي عبدالملك اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ ,, ومع هذا نسمع بعبارة تردد بكثرة وهي (من كان شيخه او استاذه كتابه فاق خطاءه
صوابه) فهل بهذه الطريقة يكون للقراءة الفائدة المرجوة؟؟
فالمفائدة ان فاق الخطاء الصواب؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[28 - 12 - 2005, 11:37 م]ـ
أخي، الكتاب خير جليس، ومن كان له شيخ فذاك من فضل الله عليه. ولكن أخي، أيكون الشيخ موجودا معك كل لحظة، الجواب لا، ولكن الكتاب متواجد في حلك وترحالك.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن هذه المقولة ليست بالضرورة أن تكون صحيحة. وخلاصة هذه الكتب أن ما فيها هو قول المشايخ والعلماء. و أخيرا نقول اللهم إجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، سواء أكان من الشيخ مباشرة أو من الشيخ مكتوبا.
والله الموفق.
ـ[لغتنا هويتنا]ــــــــ[29 - 12 - 2005, 09:17 م]ـ
مع قراءتي لما كتبه الأخ السائل عبدالملك قلت في نفسي ما قاله الأخ الفاضل لؤي، فحديث أخينا عبدالملك يعني أنه يملك ما يعينه على بلاغتنا العربية
يعجبني كتاب الدكتور فضل عباس: البلاغة فنونها وأفنانها، بقسميه: البيان والبديع + المعاني .. من إصدار دار الفرقان بالأردن
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[08 - 01 - 2006, 08:07 م]ـ
سدد الله خطاك اخي الفاضل موسى وجزاك الله خير الجزاء
ـ[محمد الفصيح]ــــــــ[12 - 01 - 2006, 07:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي العزيز ان المقدمة التي كتبتها تنم عن تذوق لمعالم البلاغة العربية وعلومها وانصحك بالاطلاع على كتابي اسرار البلاغة ودلائل الاعجاز لعبد القاهر الجرجاني وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وغيرها من الكتب المثرية للفكر والحاوية في طياتها على روعة التعبير العربي السليم والمفصح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...(/)
تأنيث و تذكير الفعل
ـ[أسعد]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 01:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يا أهل المنتدى الكرام ..
أنا عضو جديد في هذا المنتدى راغبا في التعلم و الإستفادة من كنوز العلم و المعرفة الخاصة بلغتنا العربية الجميلة ...
فهل أجد من يوضح لي توضيحا شافيا متى يجب أو يجوز تذكير أو تأنيث الفعل؟ .. و لكم مني جزيل الشكر.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 03:58 م]ـ
:::
هذا شرح بسيط أخي العزيز لقاعدة تأنيث وتذكير الفعل أرجو أن أكون قد وفقت في تقديمها لك.
تأنيث الفعل وتذكيره:
أولا: تأنيث الفعل
1. يؤنث الفعل إذا كان الفاعل اسماً ظاهراً حقيقي التأنيث أو مجازي
حقيقي الثأنيث مثال:
قال تعالى:
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} آل عمران35
وقال تعالى:
{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} يوسف51
أو مجازي التأنيث.
مثال:
{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} التوبة
3.أو كان ضميراً يعود على مؤنث حقيقي مثال: (الأم المثالية تجعل من أبنائها قادة)
أو مجازي مثال (الجامعات ازدحمت بالطالبات)
4.أو كان جمع مؤنث سالماً.
مثال: (تسهر الأمهات على راحة الأبناء)
5.أو علماً لمؤنث مفصولاً من الفعل بفاصل غير (إلا ّ).
مثال: (حضرت اليوم فاطمة)
ثانياً: تذكير الفعل.
1. يذكر الفعل إذا كان الفاعل مفرداً مذكراً أو جمع مذكر سالم:
مثال: (يفرح الأب بنجاح أبنائه)
مثال: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} الروم4
2.أو كان علماً لمؤنث مفصولاً من الفعل بـ (إلا) أو (غير) أو (سوى)
مثال: (ما نجح إلا سعاد، وما حضر غير زينب، وما سافر سوى هند)
3.أو كان جمع مؤنث سالماً مفصولاً من الفعل.
مثال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} الممتحنة10
4. أو كان نون نسوة للغائبات.
مثال: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ} البقرة233
يجوز تذكير الفعل وتأنيثه إذا كان الفاعل اسم جمع أو جمع تكسير.
الامثلة:
(بكى النساء / بكت النساء)
(سار الثُّكالى / سارت الثُّكالى)
(جاء الجنود / جاءت الجنود)
ملاحظة /
1. تأنيث الفعل يكون بالتاء الساكنة في آخره إن كان ماضياً، وبالتاء في أوله أن كان مضارعاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 04:22 م]ـ
الأخ الفاضل أسعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نرحب بكم في منتديات الفصيح ..
ونسأل الله لكم التسديد في الأقوال والأفعال ..
وشكر الله للأخ العزيز أبي سنان هذا التوضيح والبيان الجميل ..
ـ[أسعد]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 08:48 م]ـ
شكراً أخي أبو سنان على التوضيح .. و شكراً يا أخي لؤي على الترحيب
وإذا تكرمتم عندي سؤال آخر عن إفراد و تثنية وجمع الفعل فهل بينتم لي الأمر .. و تقبلوا فائق تحياتي.
ـ[أحلام]ــــــــ[29 - 12 - 2005, 11:22 م]ـ
الاخ الفاضل ابوسنان
الاعجاز في الايجاز
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح الرائع
بارك الله في علمك(/)
الطيّ
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 06:04 م]ـ
الطيّ: هو أن يُذكر جمع ثم يؤتى ببعضه ويُسكت عن ذكر باقيه لغرض للمتكلم
مثال
قول الرسول لى الله عليه وسلم: (حُبِب إليّ من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء .. ) وطوى ذكر الثالثة ولم يذكرها
على هذا فلأي علم من علوم البلاغة ينتمي (الطي)؟
جزاكم الله خيرًا أجيبونا
وارحموا تلميذكم البليد http://www.alfaseeh.net/vb/images/icons/icon9.gif
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 08:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطي (أو اللف) والنشر لون بديعي
ولا يذكر الطي وحده، وإنما يذكر مقرونًا بالنشر دائما ..
ولكن
لا أذكر أنني درست الطي والنشر على هذه الصورة التي ذكرتَ أستاذي الكريم ..
إنما أذكر أنه عبارة عن ذكر لأمور متعددة، ثم بعد ذلك تذكر أوصاف لهذه الأمور ولكن من غير تعيين اتكالا على فطنة السامع وقدرته على نسبة كل صفة إلى موصوفها ..
وهذه الصفات إنما سيقت لغرض في نفس المتكلم ..
فمثلا في قوله تعالى:
(ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله)
فجاء بـ (الليل والنهار) ثم أتى بـ (لتسكنوا فيه_ويعني الليل_، ولتبتغوا من فضله _وذلك في النهار) ..
هذا ما عرفته أيام دراستي البديعية ..
وفقنا الله وإياك
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيرًا أختنا الفاضلة
لكن هناك من العلماء ذكره وعرفه بهذا الشكل
(أن يُذكر جمع ثم يؤتى ببعضه ويُسكت عن ذكر باقيه لغرض للمتكلم) ومثل له بالمثال المذكور
فهل نقول أنه يتبع باب الذكر والحذف في علم المعاني؟
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 09:36 م]ـ
أصدقك أخي الكريم
لا أعرف هذا اللون البديعي إلا كما أوردتُه لك أعلاه ..
أما التعريف الوارد في مشاركتك فلا علم لي به، ولعل الإخوة يفيدونك بما لديهم ..
بارك الله فيك(/)
فضل الصلاة على النبي الامي_صلى الله عليه وسلم_
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 12 - 2005, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم
ورد أكثر من أربيعين حديثًا في فضل الصلاه على رسول الله أذكر بعضها:
الحديث الأول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله " من صلى علي صلت عليه الملائكة ومن صلت عليه الملائكة صلى الله عليه ومن صلى الله عليه لم يبق شيءفي السموات ولا في الأرض إلا صلى عليه " الحديث الثاني قال رسول الله " من صلى علي صلاة واحدة أمر الله حافظيه أن لا يكتبا عليه ذنبا ثلاثة أيام " الحديث الثالث قال رسول الله " من صلى علي مرة خلق الله من قوله ملكا له جناحان جناح بالمشرق وجناح بالمغرب رأسه وعنقه تحت العرش وهو يقول اللهم صل على عبدك ما دام يصلي على نبيك " الحديث الرابع قال رسول الله " من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه بها مائة ومن صلى علي مائة صلى الله عليه بها ألفا ومن صلى على الفا لم يعذبه الله بالنار " الحديث الخامس قال رسول الله " من صلى علي مرة كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات " الحديث السادس قال رسول الله " أتاني جبريل يوما وقال يا محمد جئتك ببشارة لم آت بها أحدا من قبلك وهي أن الله تعالى يقول لك من صلى عليك من أمتك ثلاث مرات غفر الله له إن كان قائما قبل أن يقعد وإن كان قاعدا غفر له قبل أن يقوم فعند ذلك خر ساجدا لله شاكرا " الحديث السابع قال رسول الله " من صلى علي في الصباح عشرا محيت عنه ذنوب أربعين سنة " الحديث الثامن قال رسول الله " من صلى علي ليلة الجمعة أو يوم الجمعة مائة مرة غفر الله له خطئيته ثمانين سنة " الحديث التاسع قال رسول الله " من صلى علي ليلة الجمعة أو يوم الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ووكل الله به ملكا حين يدفن في قبره يبشره كما يدخل أحدكم على أخيه بالهدية " الحديث العاشر قال رسول الله " من صلى علي في يوم مائة مرة قضيت له في ذلك اليوم مائة حاجة " الحديث الحادي عشر قال رسول الله " أقربكم مني مجلسا أكثركم علي صلاة " الحديث الثاني عشر قال رسول الله " من صلى علي ألف مرة بشر بالجنة قبل موته " الحديث الثالث عشر قال رسول الله " جاءني جبريل عليه السلام وقال لي يا رسول الله لا يصلي عليك أحد إلا ويصلى عليه سبعون ألفا من الملائكة " الحديث الرابع عشر قال رسول الله " الدعاء بعد الصلاة علي لا يرد " الحديث الخامس عشر قال رسول الله " الصلاة علي نور على الصراط وقال لا يلج النار من يصلي علي " الحديث السادس عشر قال رسول الله " من جعل عبادته الصلاة علي قضى الله له حاجة الدنيا والآخرة "
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[29 - 12 - 2005, 08:34 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 12 - 2005, 10:42 م]ـ
اللهم صل على سيد الأولين والآخرين، وخاتَم وخاتِم الأنبياء والمرسلين.
نور الهدى وشفاء قلب العاشقين. محمد بن عبدالله النبي الأمي الأمين.
ـ[عمر داوودي]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 01:48 ص]ـ
اللهم صلي على النبي الأمي ...
اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة تكون لك رضاء ولحقه آداء ..
لكن حبذا أخي الحبيب سليم أن تذكر توثيق هذه الأحاديث ..
وشكراً لك ..
:=
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 07:52 م]ـ
اللهم صلي على النبي الأمي ...
اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة تكون لك رضاء ولحقه آداء ..
لكن حبذا أخي الحبيب سليم أن تذكر توثيق هذه الأحاديث ..
وشكراً لك ..
:=
أظن أنّها " اللهم صل"
ـ[المبتدأ]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 08:38 م]ـ
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
نعم كما قال الأخ
أظن أنّها " اللهم صل"
هي (صل) وليست صلي وهذا للأسف خطأ كبيرجدا يقع فيه الكثيرون لجهلهم بلغتهم. ففعل الأمر الناقص (معتل الآخر) يبنى بحذف آخره
مثل يدعو أمره: ادعُ , ويعفو: اعفُ , ويرمي: ارم , ويشتري أمره اشتر , وارضَ أمر الفعل يرضى .... وهكذا
والقول: (صلي) بالياء يجعل المخاطب مؤنثا حيث تكون الياء هنا للمخاطبة!! تماما كقولك اعملي , اذهبي , قولي ........ وهو ما لايجوز مخاطبة الله جل وعلا به.
أرجو التنبه لذلك ولله يرعاكم(/)
دعاء الانبياء في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 12:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم00
يلهج الأنبياء عليهم السلام ألسناً بالدعاء ويكسر القلوب منهم الرجاء، وتشرئب الأعناق وترتفع الأكف ضارعة إلى خالقها ومولاها، تستمطر رحمته، وتستنزل نصرته، إنه الدعاء باب الذل والخضوع إذا أغلقت الأبواب، ومعقد الأفئدة والأبصار إذا أوصدت الدروب،
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} النمل62
ومع أن الأنبياء عليهم السلام صفوة البشر وخيرة الخلق إلا أنهم كانوا يرجون من الله غفران ذنوبهم ومحو خطيئاتهم. فها هو آدم وحواء عليهما السلام:
{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الأعراف23
وكذا نوح أول الرسل عليهم السلام {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} هود47
أما موسى عليه الصلاة والسلام {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} القصص16
وبين يدي الركوع والإنابة يستغفر داود عليه السلام ربه (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ} ص24
أما أكرم الخلق وأحبهم إلى الله، المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكان يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، ومن دعائه: ((اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطئي وعمدي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير)).
فأما نوح وصالح عليهما السلام فقد دعوا ربهما بدعاء واحد على تباعد ما بينهما من الزمن:
{قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} المؤمنون26
{قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} المؤمنون39
فأخذت هؤلاء الصيحة وحل بأولئك الطوفان والغرق.
أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يدعو هو ومن آمن معه
{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الممتحنة5
ويونس عليه السلام عندما كان في الظلمات كان يدعو 00
{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} الأنبياء87
ويتواضع الأنبياء عليهم السلام في دعائهم ولا يمنون على الله جهادهم ودعوتهم وابتلاءهم وهم من هم في علو الإيمان وذروة اليقين.
منقول
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 02:25 ص]ـ
السلام عليكم
أُختاه بارك الله فيك على أدبك وحسن اختيارك, وزادك الله رفعة وشأناً في دينك.
وكيف لا يكون هذا من الانبياء ومنهم من جعله الله خليلًا, ومنهم من كلّمه تكليمًا, ومنهم من كان كلمته ,ومنهم من اصطفاه لذاته.
وقد أحسن الله خَلقَهم وخُلُقهم, وادبهم تأديباً.
ـ[أحلام]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 11:52 م]ـ
الأخ الفاضل سليم
شكرا للمروركم
وجزاك الله خيرا وكل من كتب اوشارك في هذا المنتدى(/)
من فضل البلاغة
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 02:13 ص]ـ
السلام عليكم
حكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره يتفرج فلاحت منه التفاتة فرأى امرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤن أحسن منها فالتفت إلى بعض جواريه فقال لها لمن هذه فقالت يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز قال فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها فاستدعى بفيروز وقال له يا فيروز قال لبيك يا مولاي قال خذ هذا الكتاب وامض به إلى البلد الفلانية وائتني بالجواب فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه وجهز أمره وبات ليلته فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك وأما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعا وتوجه متخفيا إلى دار فيروز فقرع الباب قرعا خفيفا فقالت امرأة فيروز من بالباب قال أنا الملك سيد زوجك ففتحت له فدخل وجلس فقالت له أرى مولانا اليوم عندنا فقال زائر فقالت أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيرا فقال لها ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني فقالت بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل في قولهم
سأترك ماءكم من غير ورد = وذاك لكثرة الوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعام = رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء = إذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن = ولا يرضى مساهمة السفيه
وما أحسن يا مولاي قول الشاعر
قل للذي شفه الغرام بنا = وصاحب الغدر غير مصحوب
والله لا قال قائل أبدا = قد أكل الليث فضلة الذيب
ثم قالت أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه قال فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها فنسي نعله في الدار هذا ما كان من الملك وأما ما كان من فيروز فانه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه فتذكر أنه نسيه تحت فراشه فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد نعل الملك في الدار فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله فسكت ولم يبد كلاما وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار فمضى فيروز إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء وهيأ هدية حسنة وأتى إلى زوجته فسلم عليها وقال لها قومي إلى زيارة بيت أبيك قالت وما ذاك قال إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك قالت حبا وكرامة ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها فأقامت عند أهلها شهر فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها فأتى إليه أخوها وقال له يا فيروز إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك فقال إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقا فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه فقال أخو الصبية أيد الله مولانا قاضي القضاة أني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره فالتفت القاضي إلى فيروز وقال له ما تقول يا غلام فقال فيروز أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ما كان فقال القاضي هل سلم إليك البستان كما كان قال نعم ولكن أريد منه السبب لرده قال القاضي ما قولك قال والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت دخول البستان إكراما للأسد قال وكان الملك متكئا فاستوى جالسا وقال يا فيروزارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا فوالله ان الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره قال فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك. والله أعلم
(المستطرف في كل فن مستظرف)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 10:54 م]ـ
عبر ودرر يا سليم، يا صاحب العقل السليم.(/)
الفززززززززززعة طالب في الجامعة يطلبكم ...
ـ[الفان الأحمر]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 05:00 م]ـ
الفزززززززززززززززززززعة يالربع أنا طالب في الجامعة و الدكتور طالب مني بحث عبارة عن (((استخراج المسند و المسند إليه و معمولهما في سورة آل عمران من آية 91 إلى 120))) تكفووووووون سٍاعدوني اليوم ضروري أو بكرة بالكثير ... تراني أنتظر ردكم ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 10:50 م]ـ
ما حك جلدك مثل ظفرك.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 03:39 م]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
ـ[عمر داوودي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 03:31 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 09:34 م]ـ
أيها الأخوين الكريمين.
حقا لقد ما قلت: ما حك جلدك مثل ظفرك. وعلى كل حال.
قدما المساعدة له، وقوما بتدمير ما تبقى من بقايا قدرته على التفكير، والإعتماد على النفس. وأنا أدعو الله لكما.
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 09:28 ص]ـ
يبدو أن الأخ موسى أحمد زغاري. قد نسي أو تناسى أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. فلا بأس أخي لو ساعدته بجزء مما يريد، وكذلك الأخوة الآخرين، وبذاك يتم الأمر بالتعاون على الخير.
أما بالنسبة لصاحبنا الطالب للعون والموقع الفان الأحمر. فكان حرياً به أن يختار اسماً يليق بهذا المنتدى العملاق، وأن يكون من زواره دائما، لا أن تكون أول زيارته طلب استغاثة.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 06:06 ص]ـ
الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه
أرجو أن أكون أعنته حينما بينت له استنكاري لهذا الطلب.
وهذا الطالب –في نظري- أضاع فرصتين، الأولى عدم فهمه لدرس الدكتور، والثانية أنه لم يجهد نفسه في حل المسألة.
ولو حل المسألة وطالبنا بالتصويب فلا بأس! لكنه لم يفعل ذلك.
وفوق هذا، فصاحب السؤال لم يسأل ليستزيد في العلم!، بل يصرح بقوله: أنا طالب في الجامعة و الدكتور طالب مني ...
هذا الفعل لا يليق بطالب جامعي سيتبوأ مكانا قياديا في أمته.
لا نداهن المخطئ على خطئه، لأننا في هذه الحالة نشاركه بضياعه، ولو ربطنا هذه الحالة بالتسول فلا شك أن منح المتسول وظيفة تحفظ له كرامته خير من عطاء ينفد ثم يعود السائل إلى السؤال.
أخشى أن تكون المساعدة في مثل هذه الحالات ضربا من ضروب الغش.
والله تعالى أعلم وعليه التكلان.(/)
الآيات القرآنية والامثال السائرة
ـ[سليم]ــــــــ[31 - 12 - 2005, 02:34 ص]ـ
السلام عليكم
أن الأمثال من أشرف ما وصل به اللبيب خطابه وحلى بجواهره كتابه وقد نطق كتاب الله تعالى وهو أشرف الكتب المنزلة بكثير منها ولم يخل كلام سيدنا رسول الله عنها وهو أفصح العرب لسانا وأكملهم بيانا.
"الآن حصحص الحق",ويقال عندما يظهر الحق جليًا واضحًا.
"أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم",ويقال لمن يدعو الى الخير ولا يقوم هو به.
" قل كل يعمل على شاكلته",وهو يماثل "كل أناء بما فيه ينضح"
" كل نفس ذائقة الموت",ويقال للتذكير بأن كل انسان على موعد مع الموت.
"كل نفس بما كسبت رهينة",ويقال لمن يرجو أن يحصد أكثر مما زرع.
-يتبع-
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 12 - 2005, 09:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي سليم ..
وبانتظار المزيد من الأمثال القيمة ..
ـ[الخنفشاري]ــــــــ[31 - 12 - 2005, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم
سلمك الله ياسليم على هذه اللمحات الجوهرية , والإشارات الفذه
وننتظر جديدك.
اخووك: الخنفشاري
ـ[سليم]ــــــــ[31 - 12 - 2005, 03:24 م]ـ
السلام عليكم
قال علي بن ابي طالب: r" إن القلوب تمل كما تمل الابدان, فابتغوا لها طرائف الحكم".
" أليس الصبح بقريب ",ويقال في الصبر وإقتراب الفرج
" وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ",ويقال لمن يصيبه مصاب ويغتم له.
"ما على الرسول إلا البلاغ",ويقال لمن ينقل الخبر بما يحمل في طياته من خير اوشر.
"هل جزاء الإحسان إلا الاحسان ",ويقال لمن يلقى شرًا بعد خيراو سيئة بعد إحسان.
"فاعتبروا يا أولي الأبصار",ويقال للمرء عند عدم إتعاظه وأخذه العبر.
يتبع
ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 11:58 م]ـ
الاخوة الافاضل كنت كتبت عن هذا الموضوع منذ فترة في هذا المنتدى وهو منقول عن كتاب من بلاغة القرآن للاستاذأحمد بدوى
الأمثال وما يقابلها في القرآن
- كم من كلمة تدور على الألسن مثلا جاء القرآن بالخص منها واحسن (فمن ذلك قولهم):
-[القتل أنفى للقتل قصاصا * مذكور في قوله {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
- (وقولهم) ليس المخبر كالمعاين * مذكور في قوله تعالى {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}.
- (وقولهم) ماتزرع تحصد مذكور في قوله تعالى {مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ْْ}
- (وقولهم) للحيطان آذان * مذكور في قوله تعالى {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}
- (وقولهم) الحمية راس الدواء * مذكور في قولة تعالى {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}
- (وقولهم) أحذر شر من أحسنت إليه * مذكور في قوله تعالى {وما نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ}
- (وقولهم) من جهل شيئا عاداه * مذكور في قوله تعالى {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه}
- * {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ}
- (وقولهم) خير الأمور أوساطها مذكور في قوله {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً}} ا
- (وقولهم) من أعان ظالما سلطة الله عليه مذكور في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِي} ر
- (وقولهم) لما انضج رمّد * (أي جعله في الرماد) مذكور في قوله تعالى {وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى}
- (وقولهم) لا تلد الحية إلا حية: مذكور في قوله تعالى {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّارا
ـ[سليم]ــــــــ[02 - 01 - 2006, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم
ألاخت الفاضلة أحلام جزاك الله خير الجزاءعلى سبقك في هذا الموضوع, وأما ما سُقتُه في مقالي هذا مستخلص من كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف) للعلامة الشيخ شهاب الدين أحمد الأبشيهي, حيث أنه اورد الآيات التي ذهبت مثلاً وقمت بتبيان الموطن الذي يُضرب فيه.
ولك حسن السبق.(/)
تساؤل؟؟؟؟؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 07:16 ص]ـ
السلام عليكم جميعاً.
الأخوة والأخوات الكرام، أين أنتم يا اهل البلاغة والفصاحة في منتدى البلاغة؟
وما الذي قد جرى يا ترى؟ أين العمالقة الذين لا أستطيع أن أكتب إلا بوجودهم؟
أين الشيخ جمال الشرباتي؟
أين عزام الشريدة؟
أين لؤي الطيبي؟
أين أنت يا سليم وأبداعك البلاغي (حيث أني لاحظت تشتت العطاء لديك على جميع منتديات الفصيح)؟
أين أنت يا أبا سارة؟
أين انت يا أبا ذكرى؟
أين أنتن أيتها الأخوات كل واحدة باسمها؟
أين الذين تفيض أقلامهم من مداد عقولهم، وأحاسيس أفكارهم؟
ما الذي قد جرى؟
أين منتدى البلاغة؟
أين البلاغة؟
أسئلة بحاجة للإجابة.
أول المقصرين (موسى).:)
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 09:59 ص]ـ
يبدو أنه قد فاتني لقاء الكثير من العلماء الأفاضل، وأرجو ان يعودوا حتى نسعد بلقياهم.
أبو البركات.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 03:37 م]ـ
السلام عليكم
أشكرك أخي موسى على مشاعرك الطيبة تجاه إخوانك، وبالفعل نحن نفتقد تلك الأقلام المعطاءة، وقد طال الوقت ولم نقرأ لهم ما يبهج النفس، غاب نجمهم وأفل طالعهم، ونضم صوتنا إلى صوتك ونحن نتطلع إلى أهازيج الفرح بمقدمهم.
يبدو أن "الملعونة" شغلتهم
نسأل الله لهم حسن الإياب.
وإني عاتب عليك بأن جلعتني معهم، وما أنا إلا قارئ أقرأ كتاباتهم واستفسر منهم عما يجلو ظلام جهلي، لاغير.
حفظك الله وإياهم في الحل والترحال.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 03:46 م]ـ
الحبيب أبا محمد ..
الظاهر أن لكل واحد من الأعضاء التزاماته الخاصّة به .. وأنا أولهم!
ومن الظاهر للعيان أيضاً أن نجوماً قد أفلت عنا، وأشرقت على كواكب أخرى في الشبكة ..
ولقد راسلت بعض الأعضاء مستفسراً، ولكن دون ردّ فعل يُذكر ..
وإذا كان هذا - وللأسف - هو الوضع القائم ..
فأرى أن نتعاون جميعاً على إيجاد طريقة فعّالة لإعادة هذا المنتدى لما كان عليه من حيوية في إثارته المتميّزة في المواضيع المطروحة ..
ولكم جزيل الشكر لإثاركم هذا التساؤل الموضوعي ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 07:05 م]ـ
أخي المعطاء أبا سارة، عتبك مقبول، وما ضممتك إليهم إلا لأني أعلم أنك تدفن بين جنبيك علماً، فلا تبخل به علينا.
أخي المعطاء لؤي الكرة في ملعبك.
أخي الحديث العهد أبو البركات لتكن من شارقة أمل.
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 08:19 م]ـ
السلام عليكم
أخي موسى نحن طوع يديك ورهن إشارتك, وما عليك إلا أن تومئ!
على فكرة انا لم اقطع ايصالي بالحبيب, وإن كان الحبيب عليّ سيفًا وحسامًا.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 08:26 م]ـ
إذن ليمسك كلاً منا بناحية من العباءة.
أنا من جهتي سأعمل على اكمال (إعجاز القرآن دراسة استطلاعية) ولكن بحلة جديدة وإضافات.
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 01 - 2006, 11:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بالفعل
غياب أساتذتنا الخمسة: جمال، لؤي، سليم، موسى، عزام _بالإضافة إلى من شارك وتابع_ قضى على وهج منتدى البلاغة!!!
سيعود المنتدى إلى سابق عهده بإذن الله حين يعودون جميعًا سالمين غانمين إن شاء الله ..
وها قد عاد شيخنا لؤي وأستاذنا موسى وأستاذنا سليم (وإن لم يكونوا على سيرتهم الأولى نشاطا وعطاء)، ولكن:
قليل منك يكفيني ولكن
قليلك لا يُقال له قليلُ
أما الأستاذ جمال والأستاذ عزام ..
فردهما الله إلى حمى فصيحنا عاجلا غير آجل ..
شكر الله لك أستاذ موسى وبارك فيك ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 01 - 2006, 11:45 م]ـ
أختنا معالي، دائما في الوقت المناسب متواجدة، أرجو منك أن تكوني حلقة الوصل مع الأخوات المبدعات ليشاركن، وأنت في المقدمة.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 01 - 2006, 11:48 م]ـ
نداء خاص للأستاذين الكبيرين:
جمال الشرباتي
عزام الشريدة
أنتما أعمدة منتدى البلاغة، فلا تكونا أول الهادمين له.
فوالله يا استاذ جمال ما وضعني على أول الطريق إلا انت، ومن علمني حرفاً، ما نسيت له وداً.
تلميذكما، موسى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 12:04 ص]ـ
الأخ موسى
وأنا معكم---ولست مفارقكم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 02:37 ص]ـ
شكرا للإخوة الأكارم على ماجادت به أقلامهم الفذة.
وأهلا وسهلا بالأستاذ جمال الشرباتي
افتقدناك، وها أنت ترى أقوال الإخوة في غيابك، وأعاننا الله وإياك وإخواننا على مشاغل الدنيا، ولا نطالبك بالكثير ولكن ....
عليك بأوساط الأمور فإنها ... نجاة ولاتركب ذلولا ولاصعبا
ودمتم سالمين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 06:07 ص]ـ
الأخ أبو سارة
يصدق عليك المثل القائل (رب أخ لك لم تلده أمّك) --فدمت لنا يا أخي
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 09:45 م]ـ
السلام عليكم: سيراً على قاعدة خير الكلام ما قل ودل , أقول اللهم بارك لنا في جمعنا , فقد أعلن القران رفع شأن الكتابة في سورة * ن والقلم وما يسطرون *.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,
حياك الله وبارك فيك على هذه التذكره, فالله سبحانه وتعالى قد اقسم بالقلم وما يسطرلبيان شأن الكتابة واهميتها.
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 09:31 ص]ـ
يبدو حقا أن موس أحمد زغاري قد نجح في تحريك الهمم، ولكنه حتى هذه اللحظة، لم يورد أي شيء حول موضوعه ((إعجاز القرآن دراسة استطلاعية)). فيا حبذا لو بدأ به.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 12:39 م]ـ
السلام عليكم أهل الفصيح ورحمة الله وبركاته:-
تقبل الله طاعاتكم وغفر زلاتكم وكل عام وأنتم بخير.
أرجوالمعذرة، فقد شغلتني عنكم ظروف خاصة، تحيتي لكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 02:08 م]ـ
أهلاً وسهلاً ومرحباً بالأخ العزيز عزام ..
تقبل الله منا ومنكم الطاعات .. وأعاد الله العيد علينا وعليكم بالمنى والمسرّات ..
ونرحّب بك من جديد بين إخوانك في الفصيح ..
ـ[معالي]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 05:52 م]ـ
حيا الله أستاذنا عزام
وبانتظار حضوره الرائع كما عودنا ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 06:32 م]ـ
وبانتظار مشاركاتك القيّمة - أستاذتنا الفاضلة معالي ..
فقد افتقدناك لبعض الوقت ..
فأهلاً ومرحباً بك من جديد ..
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 01 - 2006, 01:34 ص]ـ
أستاذنا الفاضل لؤي
شكر الله لكم لطفكم
وجزاكم خير الجزاء وأوفاه وأكمله ..(/)
وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 12:00 ص]ـ
قال تعالى
(وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) القصص 20
وقال أيضا
(وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)
يس 20
والملاحظ أنّ الآيتين- وهما في نفس الترتيب في السورتين من حيث رقم الآية- تتحدثان عن نفس الموضوع باختلاف في الصياغة
ترى لماذا كان هذا الإختلاف؟
____________
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم,
رغم ان ترتيب الايتين في السورتين المختلفتين (من حيث رقم الاية) هو نفسه, إلا انهما تختلفان في الخبر, فالآيه 20 من سورة القصص تتحدث عن سيدنا موسى عليه السلام وقتله المصري والرجل الذي حذر موسى عليه السلام (وهو من شيعته) ,وإما الآية 20 من سورة يس فتتحدث عن رسل او حواري سيدنا علسى عليه السلام والرجل الذي امن بهؤلاء الرسل.
ووجه الاختلاف بينهما ان الرجل في قصه سيدنا موسى_ويقال انه سمعان او مؤمن آل فرعون_ كان صحيح غير سقيم قادرًا على السعي دون عوائق, واما الرجل في الآية الثانية _ويقال انه حبيب النجار كان يقطن في آخر المدينة وكان مريضًا عليلاً ويجد صعوبة في السعي, ولهذا اظهر القرآن بعد المسافة والمشقة في سبيل ان يصل الى الرسل وقومه.
والله أعلم
ـ[أبو سنان]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 01:14 ص]ـ
:::
أخي جمال إن هاتيين الآيتين رغم التشابه الشديد في صياغتهما إلا أن القصة تختلف في كل منهما فالأية الأولى التي جاءت في سورة القصص تتحدث عن الرجل الذى جاء موسى عليه السلام ليحذره من مكر قومه به.
أما الآية الثانية في سورة يس فهي تتحدث عن قصة أصحاب القرية التي جاءها الرسل الثلاثة لدعوتهم لعبادة الله. هذا أولا
ثانياً: الأية الأولى جاءت على المعتاد عن أهل اللغة حيث جاء الفاعل بعد الفعل في الغالب.
أم الأية الثانية فهي التي تستحق البحث والدراسة ومعرفة السبب في تأخير الفاعل وتقديم الجار والمجرور عليه وما الدلالة من هذا التقديم.
ولمعرفة المعنى الذي تشير إليه كل من الآيتين يجب علينا أن نعرف سياقهما:
قال تعالى في صورة القصص:
((وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {14} وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ {15} قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {16} قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ {17} فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ {18} فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ {19} وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ {20} فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {21}))
لاحظ أخي أن في الآية الأولى جيء بالفاعل في مكانه المعروف عند أهل اللغة وهذا فيه إشارة إلى موقف الرجل الذي وقفه من موسى عليه السلام ونصحه له.
لذا كانت صياغة الأية على هذا الشكل فالفاعل هو المهم وعمله وصنيعه وليس للمكان أي أهمية في هذه الاية فلا داعي لتقديمه.
وقال تعالى في سورة يس:
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ {14} قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ {15} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {16} وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {17} قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {18} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ {19} وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ {20} اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ {21} وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {22} أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ))
وأما في قصة أصحاب القرية في سورة يس فإن فالمهم هو المكان الذي قدم منه الرجل أولاً وسرعة استجابته لها، وكذلك الدلالة على وصول الدعوة أقصى المدينة واستجابة الرجل لها من هذا المكان البعيد فكيف بهؤلاء الذين هم أقرب لها وهم معرضون عنها لهذا قدم المكان على الفاعل.
وهذا والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 05:41 ص]ـ
أهلاً ومرحباً بالأخ جمال الشرباتي كريماً معطاءً ..
وبارك الله في الأخ أبي سنان على هذا الجواب الكافي الشافي ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 06:04 ص]ـ
الأخوة الكرام
لم أقل أن القصتين قصة واحدة--ومع ذلك فأنا معكم أن قولي بتشابه الموضوعين موهم--وما قصدت إلّا التشابه من حيث مجيء رجل
أمّا بالنسبة لآية القصص فقد كانت بحسب معهود كلامهم من الإبتداء بالفاعل (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)
فليست بحاجة لبحث ولا توجيه
أمّا آية سورة يس (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)
فهي التي بحاجة إلى بحث وتوجيه لأن تقديم الجار والمجرور على الفاعل خارج عن معهود الكلام
وقد كان أن أجاب السكاكي في المفتاح جوابا مفاده أنّ السياق السابق بيّن حال أهل المدينة وكفرهم وعصيانهم--وخوفا من أن ينتج وهم لدى سائل ما بأنّ حال الكفر هو حال كلّ المدينة قدّم السياق الجار والمجرور "من أقصى المدينة" ليدلل في تقديمه أنّ حال أقصى المدينة مختلف من حيث الكفر عن بقية أرجائها
أمّا جواب الخطيب الإسكافي في درة التنزيل فقد اختلف عن جواب السكاكي --وجوابيهما يتصفان باللطافة والدقة توجيها وفهما---
-فمن ينقل لنا جوابه؟؟؟
-------------------
أشكر المشرف الفاضل على ترحيبه بي--كما أشكر الأخ سليم وأبا سنان على مشاركتهما القيّمة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 06:12 ص]ـ
يرى الإسكافي أن تقديم الجار والمجرور في سورة (يس) لأن فيه تبكيتاً للقوم إذ جاء الناصح من أقصا مكان فيها وهو لم يحضر ما يحضرون، ولم يشهد ما يشهدون من الآيات والنذر!
وبارك الله فيك ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:35 م]ـ
وأليكم أيها الأساتذة هذه الإضافة البسيطة:
قال البقاعي: ولما كان السياق لأن الأمر بيد الله، فلا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى، فهو يهدي البعيد في البقعة والنسب إذا أراد، ويضل القريب فيهما إن شاء، وكان بعد الدار ملزوماً في الغالب لبعد النسب، قدم مكان المجيء على فاعله بياناً لأن الدعاء نفع الأقصى ولم ينفع الأدنى فقال: {وجاء من أقصا} أي أبعد - بخلاف ما مر في سورة القصص؛ ولأجل هذا الغرض عدل عن التعبير بالقرية كما تقدم وقال: {المدينة} لأنها أدل على الكبر المستلزم لبعد الأطراف وجمع الأخلاط. ولما بين الفاعل بقوله: {رجل} بين اهتمامه بالنهي عن المنكر ومسابقته إلى إزالته كما هو الواجب بقوله: {يسعى} أي يسرع في مشيه فوق المشي ودون العدو حرصاً على نصيحة قومه.
جاء في اللباب في علوم الكتاب لأبن عادل:
قوله: {وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى ?لْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى?} في تعلقه بما قبله وجهان:
أحدهما: أنه بيان لكونهم أتوا بالبلاغ المبين حيث أمن بهم الرجل الساعي. وعلى هذا فقوله: {مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ} فيه بلاغة باهرة لأنه لما جاء من أقصى المدينة رجل و (هو) قد آمن دل على (أن) إنذارهم وإبلاغهم بلغ إلى أقصى المدينة.
والثاني: أن ضرب المثل لما كان لتسلية قلب محمد - عليه (الصلاة و) السلام - ذكر بعد الفراغ من ذكر الرسل سعي المؤمنين في تصديق أنبيائهم، وصبرهم على ما أوذوا، ووصول الجزاء الأوفر إليهم ليكون ذلك تسليةً لقلب أصحاب محمد - عليه الصلاة والسلام -.
قوله: " رجل يسعى " في تنكير " الرجل " مع أنه كان معروفاً معلوماً عند الله فائدتان:
الأولى: أن يكون تعظيماً (لشأنه) أي رجل كامل في الرجولية.
الثانية: أن يكون مفيداً ليظهر من جانب المرسلين أمر رجل من الرجال لا معرفة لهم به، فلا يقال: إنهم تواطئوا. والرجل هو حبيب النَّجار كان ينحت الأصنام. وقال السدي: كان قصاراً. وقال وهب: كان يعمل الحرير وكان سقياً قد أسرع فيه الجُذَامُ. وكان منزله عند أقصى باب المدينة وكان مؤمناً آمن بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - قبل وجوده حين صار من العلماء بكتاب الله، ورأى فيه نعت محمد وبعثته وقوله: " يسعى " تبصيرٌ للمسلمين وهداية لهم ليبذلوا جَهْدَهم في النُّصْحِ.
____________
ـ[خليليّ]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 09:46 م]ـ
أرشدك يا أخي الكريم إلى كتاب عظيم هو ملاك التأويل للغرناطي ففيه مبتغاك ولكل السور كذلك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 04:07 ص]ـ
السلام عليكم
هل كتاب ملاك التأويل على النت؟؟
ـ[سمير الجندي]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 08:46 م]ـ
الأخ جمال
السلام عليكم
فانني أضم صوتي الى الأخ ابي سنان فقد أعطانا اجابة شافية عن السؤال، بتقديم الفاعل مرة والمكان مرة أخرى حسب الأهمية.
مع الاحترام
سمير الجندي(/)
تأملات في سورة النّاس
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 12:07 ص]ـ
:::
سورة النّاس هي السورة الأخيرة في ترتيب سور المصحف--ها هي أمامكم---
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
أمّا قوله تعالى "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "--فقد أضاف السياق لفظة ربّ للنّاس مع أنّه عز وجل ربّ النّاس وغير النّاس وذلك لأنّ السياق استعاذ من الموسوس في صدور النّاس فناسب ذلك قوله "رَبِّ النَّاسِ "---أي كأن القول قل أعوذ برب الموسوس في صدورهم----أي النّاس
أمّا قوله " مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ " فهما عطف بيان على "رَبِّ النَّاسِ "---أي هو ربّ النّاس الذي هو ملك النّاس الذي هو إله النّاس
وقد يكون رب ما لبعض النّاس وقد يكون ملك لبعض النّاس ولكن لا يكون إله أبدا لبعض النّاس فإله النّاس وصف مخصوص لله عز وجل
طيب
كررت النّاس ثلاث مرّات في (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ) --فلم كان هذا التكرار؟
ولم لم يكتف بذكر النّاس مرة واحدة؟
أي لم لم يقل (قل أعوذ برب النّاس وملكهم وآلههم)؟؟
والجواب هو أنّ الجملتين (* مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ) عطف بيان لرب النّاس والأظهار أنسب من الإضمار إن كان المقصود البيان
ونكمل بعد الحوار
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 12:15 ص]ـ
أخي واستاذي جمال، إليك الجواب على هذه الصفحة.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9564
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 06:08 ص]ـ
بالإضافة إلى ما ذكره الاخوة الكرام، نجد حكمة أخرى لهذا الترتيب بهذا النسق ..
فكلمة (ربّ) فيها إشارة إلى المرحلة الأولى من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الطفولة التي يحتاج فيها الإنسان الطفل إلى مربّ رحيم ودود .. والتي يكون فيها الوالدين مجرّد واسطة لتربية الطفل ..
وكلمة (ملك) فيها إشارة إلى المرحلة الثانية من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الشباب التي يحتاج فيها الناس إلى حاكم وملك يحفظ حقوقهم ويقضي بينهم بالحق .. والله تعالى هو الحاكم الحقيقي والملك الحقيقي ..
وكلمة (إله) فيها إشارة إلى المرحلة الثالثة من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الكهولة التي يتطلّع فيها الإنسان إلى الكائن الأعظم متجهاً لينقذه من آلامه، والله تعالى هو وحده الإله الحق الذي ينبغي التوجّه إليه ..
فكأن المؤمن - بعد هذا - حين يتلو هذه السورة يستعيذ بالله جلّ جلاله قائلاً:
اللهم يا من ترحم الطفل الضعيف الذي لا يعرفك، يا رب الجنين الذي ترحمه وهو في بطن أمه دون دعاء منه ولا طلب، وتحفظه بفضل إحسانك وكرمك من شتى الأخطار، احفظني من وساوس الشيطان ..
اللهم يا ملك الأمم جميعها، يا أحكم الحاكمين، يا من تحفظ الأمم من أهواء الشبان وتقمع شهواتهم ونزواتهم وعدوانهم، أسألك أن تقمع وساوس الشيطان من قلبي، وأن تقمع عدوانه عليّ، وأن تقمع من قلبي أهوائي ونزواتي التي يستغلّها الشيطان لإضلالي وإيقاعي في معصيتك ..
اللهم إنك تحسن إلى الطفل الذي لا يعرفك ولا يدعوك، فكيف لا تحسن إلى من اتخذك إلهاً، واتجه إليك خاشعاً متضرّعاً يسألك أن تحفظه من أعظم شرّ، وهو وسوسة الشيطان التي أخرجت أبانا آدم من الجنة الأولى، والتي نحن معرضون - إن لم ترحمنا - إلى أن نُحرم بها من جنة الآخرة التي لا ينتهي نعيمها، وإلى أن نقع بتأثيرها في عذاب جهنم التي لا ينتهي شقاؤها ..
والله أعلم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 06:11 ص]ـ
من أين كل هذه الجواهر يا أخ لؤي؟؟
الظاهر أنّ مكان السكن له تأثير على عقلية المرء--فأنت في ومن البلد المسمّى الطيبة--ولا يخرج منها إلّا الطيّب
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 06:26 ص]ـ
سلامٌ على القدس الشريف ومن به
على جامع الأضداد في إرث حبه
على البلد الطهر الذي تحت تربه
قلوبٌ غدت حبّاتها بعض تربه
به مبعث للحب في كل موطئ
لأقدام فادي الناس من فرط حبّه
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 02:55 م]ـ
بالإضافة إلى ما ذكره الاخوة الكرام، نجد حكمة أخرى لهذا الترتيب بهذا النسق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فكلمة (ربّ) فيها إشارة إلى المرحلة الأولى من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الطفولة التي يحتاج فيها الإنسان الطفل إلى مربّ رحيم ودود .. والتي يكون فيها الوالدين مجرّد واسطة لتربية الطفل ..
وكلمة (ملك) فيها إشارة إلى المرحلة الثانية من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الشباب التي يحتاج فيها الناس إلى حاكم وملك يحفظ حقوقهم ويقضي بينهم بالحق .. والله تعالى هو الحاكم الحقيقي والملك الحقيقي ..
وكلمة (إله) فيها إشارة إلى المرحلة الثالثة من مراحل حياة الإنسان: مرحلة الكهولة التي يتطلّع فيها الإنسان إلى الكائن الأعظم متجهاً لينقذه من آلامه، والله تعالى هو وحده الإله الحق الذي ينبغي التوجّه إليه ..
فكأن المؤمن - بعد هذا - حين يتلو هذه السورة يستعيذ بالله جلّ جلاله قائلاً:
اللهم يا من ترحم الطفل الضعيف الذي لا يعرفك، يا رب الجنين الذي ترحمه وهو في بطن أمه دون دعاء منه ولا طلب، وتحفظه بفضل إحسانك وكرمك من شتى الأخطار، احفظني من وساوس الشيطان ..
اللهم يا ملك الأمم جميعها، يا أحكم الحاكمين، يا من تحفظ الأمم من أهواء الشبان وتقمع شهواتهم ونزواتهم وعدوانهم، أسألك أن تقمع وساوس الشيطان من قلبي، وأن تقمع عدوانه عليّ، وأن تقمع من قلبي أهوائي ونزواتي التي يستغلّها الشيطان لإضلالي وإيقاعي في معصيتك ..
اللهم إنك تحسن إلى الطفل الذي لا يعرفك ولا يدعوك، فكيف لا تحسن إلى من اتخذك إلهاً، واتجه إليك خاشعاً متضرّعاً يسألك أن تحفظه من أعظم شرّ، وهو وسوسة الشيطان التي أخرجت أبانا آدم من الجنة الأولى، والتي نحن معرضون - إن لم ترحمنا - إلى أن نُحرم بها من جنة الآخرة التي لا ينتهي نعيمها، وإلى أن نقع بتأثيرها في عذاب جهنم التي لا ينتهي شقاؤها ..
والله أعلم ..
الأخ لؤي الطيبي، مع الإحترام، فلقد حمَّلتَ النص القرآني ما لا يحتمل، وارى أخي أن طرحك بحاجة إلى مراجعة وتبصر، ولنقم بذلك معا.
قلت:
أن كلمة (رب) تختص بمرحلة الطفولة.
وكلمة (ملك) تختص بمرحلة الشباب.
وكلمة (اله) تختص بمرحلة الشيخوخة.
أولاً لا دليل من عيون اللغة، على ما أوردت، ولا يوافق الإستدلال اللغوي.
ثانياً: صُدرت السورة، بفعل أمر، وهو (قُل) والأمر واتلنهي لا يكون إلا للعاقل المكلف،، ولا يكون للطفل. فلا وجه علاقة بين مرحلة الطفولة والتكليف، ولا بوجه من الوجوه.
ثالثاً: قلت أن الشاب يحتاج حاكما يرعى أمره ويعطيه حقوقه، ألا يحتاج ذلك الطفل والشيخ من باب أولى.
رابعاً: أليس الشاب بحاجة للإستعاذة أكثر من الشيخ الفاني.
خامساً: الرب هو الخالق هنا وليس المربي , وبطريق الموافقة الجدلية على مضمون رأيك. أيتأتى ذلك بمعنى أن يربي الله الطفل الصغير.
وأكتفي بهذا التوضيح لك.
الأخ جمال الشرباتي، ما كان عليك أن تمدح أخاك على الإيغال في الخطأ، بل كان عليك أن تسلك به طريق النصح والسداد , وقد قرات لك الكثير، فمثلك لا يخفى عليه الخطأ.
وأرجو ان تكونوا من الذين قال الله فيهم (اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 06:27 م]ـ
الأخ الدكتور الأنباري
دعنا نترك الأخ لؤي ليدافع عن كلامه
أمّا أنا فأرغب في متابعة التأمل فأقول في ---
قوله تعالى *مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ *
ما الوسواس؟
وما الخنّاس؟
الوسواس إسم بمعنى الوسوسة وهي الصوت الخفي غير المسموع ومصدرها وسواس بالكسر--- وليس المراد به الشيطان وحده
جاء في لسان العرب (قال: والزِّلْزال، بالكسر، المصدر، والزَّلزال، بالفتح، الاسم، وكذلك الوِسواس المصدر، والوَسْواس الاسم)
فأنت ترى تفريقهم بين المصدر والإسم---
قال الخليل بن أحمد في العين (وسوس:
الوسوسة: حديث النّفس. والوسواس: الصوت الخفي من ريحٍ تهزّ قصباً ونحوه، وبه يُشَبّه صوتُ الحلي، قال الأَعْشَى: تسمعُ للحَلْيِ وَسواساً إذا انصرفت كما استعان بريحٍ عِشْرِقٌ زَجِلُ
وتقول: وسوس إليّ، ووسوس في صدري، وفلان موسوس، أي: غلبت عليه الوسوسة.
والوَسواس: اسم الشّيطان، في قوله تعالى: "من شرّ الوَسواس".
والوَسْواسُ في بيت ذي الرُّمّة: فباتَ يُشْئِزُهُ ثأدٌ ويُسهِرُهُ تذاؤب الرِّيح والوَسواس والهَضَبُ:
همسُ الصّائدِ وكلامه.)
فلم لم يقل " الموسوس" أي الذي يمارس الوسوسة وقال "الوسواس"؟
قيل لأن الوسوسة شغلته فكأنّه صار هو والوسوسة شيئا واحدا
أمّا الخنّاس فهو الذي يخنس---أي الذي يسكت و يختفي ويتوارى حين المواجهة ولا يأتيك إلّا عن غفلة منك مثل الشيطان
قال الطبري ({الْخَنَّاس} الَّذِي يَخْنِس مَرَّة وَيُوَسْوِس أُخْرَى , وَإِنَّمَا يَخْنِس فِيمَا ذُكِرَ عِنْد ذِكْر الْعَبْد رَبّه.)
أمّا ما هو جديد في كلامي فإن الوسواس الخنّاس ليس هو الشيطان وحده أي ليس إبليس وحده ---إنّما هو أحدهم--لذلك أل التعريف هنا للجنس لا للعهد
____________(/)
أريد فزعتكم يا أهل البلاغة.
ـ[الزجاج]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 03:47 ص]ـ
ما هى أوجه الخلاف عند البلاغيين في هذين المصطلحين: (من جميع النواحي)
1/ الإطناب 2/ التكرير
ـ[معالي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 04:44 ص]ـ
الأستاذ الفاضل الزجاج ..
باختصارشديد جدا، _واسمح لي فلعلي أعود فيما بعد بإذن الله_:
الإِطناب هو: "زيادة اللفظ على المعنى لفائدة جديدة من غير ترديد"
أما التكرير فإنه: "دلالة على المعنى مرددا".
وهو إما محمود: وذلك إذا كان ذا فائدة في الكلام، وإما مذموم: وذلك إذا كان مستغنى عنه غير مستفاد منه ..
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 09:20 ص]ـ
الإطناب: هو خلاف الإسهاب.
فالإطناب هو بسط الكلام لفائدة.
الإسهاب: هو بسط الكلام لغير فائدة.
أما التكرير: فهو معودة الكلام نفسه مراراً، دون فائدة، وهو مما ترغب العرب عنه.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 11:35 ص]ـ
:::
الإطناب في اللغة مأخوذ من اطنب في الشيء إذا بالغ فيه ويقال: اطنبت الريح إذا اشتدت في هبوبها واطنب السير إذا اشتد فيه وعلى هذا كان معناه المبالغة في إيراد المعاني.
وهو يعد من ضروب التأكيد التي يؤتى بها في الكلام قصداً للمبالغة.
وشرطه الذي يميزه عن غيره هو الفائدة لذا يقال: هو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة فهذا حده الذي يميزه عن التطويل إذ التطويل هو: زيادة اللفظ عن المعنى لغير فائدة.
وأما التكرير فانه: دلالة على المعنى مرددا كقولك لمن تستدعيه: أسرع أسرع فان المعنى مردد واللفظ واحد.
كل تكرير يأتي لفائدة فهو إطناب وليس كل إطناب تكريرا.
ـ[الزجاج]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 02:15 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
ولكن أريد خلاف البلاغيين أي: ماذا قال الخطيب؟ ماذا قال السكاكي؟ ماذا قال عبدالقاهر الجرجاني؟ ماذا قال السعد؟ وغيرهم .....
أهم متفقون على ما قلتم؟! إن كانوا كذلك أفيدوني ...
وشكرا.(/)
آية استوقفتني: " وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ "!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 10:31 م]ـ
يقول تعالى: " يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ " (التوبة: 62).
من الملاحظ في الآية الكريمة ذكر الله سبحانه وتعالى، ثم ذكر رسوله - صلى الله عليه وسلم - معطوفاً عليه، ثم إيقاع الفعل "يُرضى" على الضمير المفرد، وهو "الهاء" فى "يُرضوه".
وسؤالي هو: لماذا لم يثنِّ الضمير العائد على الاثنين، اسم الجلالة ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيقول: أن يُرضوهما؟!
يقول الزمخشري: إنما وحّد الضمير لأنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، فكانا في حكم مرضيّ واحد، كقولك: إحسان زيد وإجماله نعشني وجبر مني. أو والله أحقّ أن يرضوه، ورسوله كذلك.
فهل من تعليق على هذا القول؟
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:36 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز المشرف لؤي الطيبي, بحثت في التفاسير ولم أجد شيئًا غير ما ذكَرتَ في عدم تثنية الضمير, وهو أنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، فكانا في حكم مرضيّ واحد.
ولكن هناك شيئ لاحظته عند قراءتي التفاسير وفيمن نزلت: حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (يحلفون بالله لكم ليرضوكم)، الآية, ذكر لنا أن رجلا من المنافقين قال: والله إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا, وإن كان ما يقول محمد حقًّا, لهم شَرٌّ من الحمير! قال: فسمعها رجل من المسلمين فقال: والله إن ما يقول محمد حق, ولأنت شر من الحمار! فسعى بها الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم, فأرسل إلى الرجل فدعاه فقال له: ما حملك على الذي قلت؟ فجعل يلتَعنُ، ويحلف بالله ما قال ذلك. قال: وجعل الرجل المسلم يقول: اللهم صدِّق الصادق، وكذِّب الكاذب! فأنزل الله في ذلك: (يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين).
والملاحظه في كون الرجل الكافر حلف امام الرسول:= ليرضي الرسول ,وعليه فإن الضمير المفرد، وهو "الهاء" فى "يُرضوه" يعود لرب العزة سبحانه وتعالى.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:53 م]ـ
" يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ " (التوبة: 62).
قوله:
{والله} مذهب سيبويه أنهما جملتان حذفت الأولى لدلالة الثانية عليها، والتقدير عنده والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه وهذا كقول الشاعر: [المنسرح]
نحن بما عندنا وأنت بما عنـ = ـدك راضٍ والرأي مختلفُ
أي نحن راضون .....
ومذهب المبرد أن في الكلام تقديماً وتأخيراً، وتقديره والله أحق أن يرضوه ورسوله قال وكانوا يكرهون أن يجمع الرسول مع الله في ضمير، حكاه النقاش عنه، وليس هذا بشيء.
وقيل الضمير في {يرضوه} عائد على المذكور كما قال رؤبة: [الرجز].
فيها خطوطٌ من سوادٍ وبلقْ = كأنَّه في الجلد توليعُ البهقْ
ـ[أبو سنان]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 12:06 ص]ـ
:::
أخي العزيز لؤي أحب أن أشارك أخوي سليم وموسى بارك الله فيهما وأقول إن هذا من الأساليب المستخدمة عند العرب فهي تعيد الضمير للأقرب اختصاراً إذا كان المعنى فيه معروفا وواضحا، والالتباس عنه مرتفعا، فتكتفي بلفظ الواحد عن الاثنين للاختصار ولأمانها من وقوع الشبهة والارتياب، فأما إذا لم يكن الشيء معروفا وكان الالتباس عند أفراده متوهما لم يستعمل ذلك.
ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} التوبة34
فالله عز وجل أرادهما معا مع ما قدمه من كراهة كنزهما.
فلما عم الشيئين بذكر ينتظمهما في ظاهر المقال بما يدل على معنى ما أخره من ذكر الإنفاق اكتفى بذكر أحدهما للاختصار.
ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} الجمعة11
فالرؤية وقعت على كلايهما وكانت سبباً للأنشغال عن الجمعة فكتفي بالإشارة إلى أحدهما لبعد الالتباس.
ومنه قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5
وقوله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة40
والأمثلة كثيرة في ذلك من القرآن الكريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم
وعليه فإن الضمير المفرد، وهو "الهاء" فى "يُرضوه" يعود لرب العزة سبحانه وتعالى. والله أعلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أحسنت أخي سليم ..
زادك الله علماً ونوراً ..
ففي نظم هذه الآية الكريمة لمحة قرآنية عظيمة ترتبط بعقيدة التوحيد ..
ولنسأل: متى يُثنَّى المعدود، ومتى يجمع، ومتى يظلّ مفرداً؟
الشرط في تثنية المعدود وجمعه هو التجانس بين الأفراد فى الواقع ..
فـ (قَلَم) يثنى، فيقال: قلمان .. ويجمع، فيقال: أقلام.
لكن الرجل - مثلاً - لا يُثنّى مع القلم ولا يُجمع، لأنك لو ثنيت القلم والرجل، فقلت قلمان، أو رجلان، وأنت تريد قلماً ورجلاً لم يفهم أحدٌ من العقلاء ما تريد.
وحتى الرجل والمرأة، وهما فردان بينهما تجانس من جهة، واختلاف من جهة أخرى، فإنك لا تستطيع أن تثنيهما فتقول: رجلان، أو تقول: امرأتان، وأنت تريد رجلاً وامرأة. فهذا لا يجوز لا عند العقلاء، ولا في الواقع الملموس ..
ومن هنا يمكننا أن نفهم السبب الذي من أجله جاء فى القرآن "أن يُرضوه" دون أن يُرضوهما .. وذلك لأنه ليس بين الله تعالى، وبين رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا بين الله تعالى، وبين أىِّ شىء من مخلوقاته تجانس من أى نوع من الأنواع ..
فالله هو الفرد الصمد، الواحد الأحد، الذى لم يلد ولم يولد، هو الخالق البارئ المصوِّر، ليس له كفواً أحد، وليس كمثله شىء .. فى الوجود وغيره ..
من أجل هذا، فإن الله تعالى لا يُجمَع ولا يُثنَّى، لا فى ذاته ولا مع أحدٍ من خلقه .. وعلى هذا جرى بيان القرآن المعجز .. فلم يقل: والله ورسوله أحق أن يُرضوهما، لأن الله ليس فرداً من جنس الأفراد الذين ينتمى إليهم رسوله صلى الله عليه وسلم ..
بل هو فرد لا مثيل له فى الوجود أبداً، فلا يكون مع غيره ثاني اثنين، أو ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقول المشركون علوّاً كبيراً.
والتوحيد فى القرآن الكريم عقيدة متمكنة فى الواقع الخارجى مستقرة كل الاستقرار فى قلوب المؤمنين .. وهو - كذلك - عقيدة فى البيان القرآنى، فلم يأتِ الله تعالى فى لغة القرآن إلا واحداً أحداً ..
ونظير هذه الآية في القرآن الكريم، قوله تعالى في السورة نفسها: " أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ " (3) ..
فلم يقل: إن الله ورسوله بريئان من المشركين، لأن وصف الله تعالى بالبراءة من المشركين، وصف توحيدى تابع للواحد الأحد، الذى ليس كمثله شيء .. ولذلك قال: " أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ "، أي: ورسوله برئ منهم.
والذى دلّ على هذا، ما ذكره فى جانب الله أولاً. كما تقول: محمد - صلى الله عليه وسلم - (من أُولى العزم من الرسل، وموسى عليه السلام، أى: وموسى من أُولى العزم من الرسل .. فتثبت الوصف المحذوف لموسى عليه السلام، استناداً إلى ذكر ذلك الوصف خبراً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وفى سورة التوبة نفسها ورد كذلك قوله تعالى: " وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ " (59).
وفي هذه الآية الشريفة روعيت عقيدة التوحيد فى النظم القرآنى المعجز فى ثلاثة مواطن:
الأول: " مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ "، حيث عطف رسوله على اسم الجلالة الله، دون عود ضمير مثنى.
الثانى: " حَسْبُنَا اللّهُ "، دون عطف رسوله على اسم الجلالة. لأن الحسب لا يكون إلا لله تعالى.
الثالث: " سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ "، دون أن يثَنّي فيقول: من فضلهما.
فعُطِف " رسوله " بعد تمام الجملة الأولى. ثم حذف من جملة " ورسوله " ما دلّ عليه الكلام السابق، أى: وسيؤتينا رسوله من فضله.
وهذا هو التوحيد فى القرآن، دقة وإحكام، ومبالغة فى تنزيه الله عن المساوى والمثيل والكفء .. حتى فى اللفظ توحيد خالص نقي، مبرأ عن الشبهات المعنوية، ومبرأ عن الشبهات اللفظية.
ولم يرد فى القرآن الحكيم اسم يكون ثانياً لله، ولا اسم يكون ثالثاً لله، لا فى المعانى، ولا فى الألفاظ، وذلك هو التوحيد الخالص .. رسالة كل الرسل والأنبياء.
والخلاصة: أن فى الآية أسلوب الإيجاز البليغ لأن معناها هو: "والله أحق أن يُرضوه ورسوله أحق أن يرضوه" .. فحُذف "أحق أن يرضوه" من الأول، لدلالة الثانى "ورسوله أحق أن يرضوه" عليه.
وهذا فن من فنون البلاغة يُسمّى (الاحتباك) ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 12:09 ص]ـ
والتقدير عنده والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه
وهو المطلوب ..
بارك الله فيك - أخي موسى ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 12:13 ص]ـ
إن هذا من الأساليب المستخدمة عند العرب فهي تعيد الضمير للأقرب اختصاراً إذا كان المعنى فيه معروفا وواضحا، والالتباس عنه مرتفعا، فتكتفي بلفظ الواحد عن الاثنين للاختصار ولأمانها من وقوع الشبهة والارتياب، فأما إذا لم يكن الشيء معروفا وكان الالتباس عند أفراده متوهما لم يستعمل ذلك.
الأخ الفاضل أبا سنان ..
شكر الله لك مداخلتك القيّمة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 03:16 ص]ـ
ماشاء الله
اللهم زد وبارك
بارك الله بكم وبعلمكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 07:48 ص]ـ
كلامك أخ لؤي (من أجل هذا، فإن الله تعالى لا يُجمَع ولا يُثنَّى، لا فى ذاته ولا مع أحدٍ من خلقه .. وعلى هذا جرى بيان القرآن المعجز .. فلم يقل: والله ورسوله أحق أن يُرضوهما، لأن الله ليس فرداً من جنس الأفراد الذين ينتمى إليهم رسوله صلى الله عليه وسلم .. ) وجيه جدا
وهو يعني أنّ رضا الله مختلف عن رضا رسوله فيكون كلام الزمخشري (إنما وحّد الضمير لأنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، فكانا في حكم مرضيّ واحد، كقولك: إحسان زيد وإجماله نعشني وجبر مني. أو والله أحقّ أن يرضوه، ورسوله كذلك)
خاطىء إذ وحد الرضا ولم يجعل بينهما تفاوت وبينهما تفاوت واختلاف(/)
الفاصلة: برب موسى وهارون، وبرب هارون وموسى
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:11 م]ـ
((من مواضع الفاصلة القرآنية التي كثر السؤال عنها آية (آمنا برب هارون وموسى) و (آمنا برب موسى وهارون)
اقترن موسى وهارون عليهما السلام في القرآن الكريم عشر مرات: تسع منها يتقدم ذكر موسى على هارون، أربع منها في غير الفاصلة، وخمس في الفاصلة
وتقدم ذكر هارون على موسى في موضع واحد وهو في الفاصلة.
نذكر بعض المواضع:
ـ على لسان السحرة: "قالوا آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون" الأعراف والشعراء
ـ "فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى" طه 70
ولا مجال للقول بتغيير التعبير من أجل الفاصلة فقط، فالقارئ لسورة طه التي فيها الآية يرى أنها وإن كانت تسير على فاصلة واحدة إلا أنها قد تغير وسطها بفاصلة مختلفة حسب المعنى، فالفاصلة تأتي متسقة إن كان المعنى مناسبا معها ولكن لا يتغير المعنى من أجلها
وهذا مثال من سورة طه نفسها حيث تنتهي الفاصلة بالميم وسط فاصلة أخرى متصلة
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)
فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79)
قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)
وهذا بعض ما ذكره العلماء في الرد على من سأل عن ذلك
ــالباقلاني في إعجاز القرآن: إعادة ذكر القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدي معنى واحدا من الأمرا لصعب الذي تظهر به الفصاحة وتتبين به البلاغة
ــ د. محمد أحمد الغمراوي
هارون أفصح من موسى عليهماا لسلام، وأكبر منه بثلاث سنوات، وهما ميزتان تسوغان تقدمه في أحد المواضع حين يذكران
أحمد مصطفى المراغي:: وإنما قالوا برب هارون وموسى، ولم يقتصروا على قولهم (رب العالمين) لأن فرعون كان ادعى البوبية فقال: أنا ربكم الأعلى. والألوهية إذ قال: ما علمت لكم من إله غيري
فلو قالوا ذلك فحسب لقال فرعون: آمنوا بي.
وإنما لم يقتصروا على ذكر موسى بل ذكروا هارون وقدموه عليه خوفا من هذه الشبهة أيضا إذ ان فرعون كان يدعي ربوبيته لموسى لأنه رباه في صغره كما قال (ألم نربك فينا وليدا)
ــ عبدالكريم الخطيب في كتاب إعجاز القرآن: والأمر ـ عندنا ـ أهون من هذا وأقرب متناولا، فهذه المقولات الثلاث التي حكاها القرآن علىلسان السحرة هي جميعها من مقولاتهم في تلك الحال، فقال بعضهم: رب هارون وموسى، وقال بعض آخر: رب موسى وهارون، وقال بعض ثالث: رب العالمين، وقال بعض رابع وخامس وسادس وهكذا .. قالوا جميعا مقولات تدل على الإ‘يمان بالله .. قالوها بأساليب مختلفة وبصور متباينة .. جهر بها بعضهم وخافت بها بعض .. ومحال أن يكونوا جميعا قالوا قولا واحدا على صورة واحدة .. فذلك ما لايتفق لهذاا لجمع الكثير، ولا يشهد له واقع الحياة. وكان الذي حكاه القرآن من مقولاتهم هو الوجه الغالب فيها .. وهذا ما يتفق وصدق القرآن وإعجازه.
ــ ويرى محمد الحسناوي في كتابه الفاصلة في القرآن ـ ومنه المنقولات السابقة ـ
أن هناك وجها بيانيا يصور الحالة النفسية التي كان عليها السحرة لما ظهرت معجزة موسى، فألقوا سجدا يتلعثمون بالشهادة كحال العبد الذي فرح بلقاء راحلته بعد ضياعها
للحديث صلة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:11 م]ـ
أما الرد على السؤال الذي يقول إنه موقف واحد ... فما الصواب الذي قيل؟ فالرد فيه يسير، فالقرآن الكريم لم يحك ما قاله أولئك حرفيا، وإلا لكانوا جميعا من العرب، فهل نطق فرعون وسحرته وبنو إسرائيل بلغة العرب التي نزل بها القرآن؟
إن لكل لغته، ولكن القرآن يحكي الموقف العام الذي حدث، وينقل لنا الحالة النفسية والموقف الواقعي بلغته هو، لذلك فلا غضاضة في تغيير بعض الألفاظ ما دامت تحمل المعنى نفسه، وكل تعبير منها يناسب السياق الذي جاء فيه، وهذا هو إعجاز القرآن، فهو يأخذ المعنى المراد بدون أن يؤثر فيه، ثم يعرضه بصور متنوعة من القول ـ وهذا هو البيان ـ وفي كل منها المعنى نفسه، مع تفنن في القول، ومع وصف لحالات مختلفة أحيانا لموقف واحد، وفي كل مرة يأتي به في سياق خاص ويجلب له ما يناسبه من تعبيرات وألفاظ بدون أن يخل بالمعنى
وهذا الشيء عام في قصص القرآن كقصة موسى وقصة نوح وقصة مريم وغيرها من قصص القرآن
ثم إن في قصة السحرة بالتحديد مجالا لاختلاف التعبير لأنهم جماعة من الناس وليسوا فردا واحدا، فلو كنا في قصة مريم مثلا حين قالت: أنى يكون لي ولد، وأنى يكون لي غلام
فهو موقف واحد والقائل إنسان واحد، والرد فيه مشابه وهو أنها قالت قولا فيه ذلك المعنى العام من تعجبها من منحها مخلوقا أو إنجابها مولودا دون زوج. ثم صرّف القرآن ذلك المعنى في تعبيرات متشابهة تحمل المراد وتناسب السياق الذي يريد أن يضعنا في جوه والمعاني التي يريد جمعها فيه.
ويمكن لمن أراد المزيد عن هذا قراءة مقدمة الدكتور فاضل صالح السامرائي في الجزء الأول من كتابه: على طريق التفسير البياني
وسأنقل لكم نصه بعد قليل بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:14 م]ـ
http://www.lamasaat.8m.com/K-tafseerbayani.htm
التشابه والاختلاف في التعبير القرآني
أثير سؤال في أكثر من مناسبة وأنا ألقي دروسا في التعبير القرآني على طلبة الدراسات العليا وفي مناسبات أخرى وهو أننا نجد أحيانا في القصة الواحدة أو المسألة الواحدة التي يذكرها القرآن في أكثر من موضع اختلافا في ذكر المواقف والعبارات، أفلا يعد ذلك تناقضا؟ فإذا كان أحد الموطنين صحيحا فلا شك أن الآخر غير صحيح، فكيف نعلل ذلك؟
وما كنت أظن أن هذا الأمر سيكون شبهة تحتاج إلى إيضاح، ولكنه ظهر لي أنه شبهة تنبغي معالجتها، ولا يحسن أن تبقى في النفس من غير أن يجد لها صاحبها جوابا شافيا يطمئن له قلبه.
فأقول: ليس في القرآن قصة ذكرت في أكثر من موطن تناقض إحداها الأخرى، ولا مسألة تردد ذكرها اختلفت في فحواها وحقيقتها عنها في موطن آخر مهما اختلفا في التعبير أو في ذكر ما وقع فيهما.
فإن قصة موسى مثلا على كثرة ترددها واختلافها في التعبير وفي ذكر جزئياتها لا يختلف بعضها عن بعض، ولا يناقض يعضها بعضا، وكذلك قصة إبراهيم أو قصة صالح أو قصة آدم أو غيرها.
وكذلك كل مسألة تكرر ذكرها.
ولكن قد يذكر جانب من القصة في موطن بحسب السياق الذي ترد فيه والغرض الذي يراد منها، ويذكر جانب آخر في موطن آخر بحسب ما يراد من الغرض وموطن العبرة، وقد أرت إلى شيء من ذلك في كتاب التعبير القرآني، والآن أريد أن أوضح هذا الأمر بأمثلة أوردها لذلك.
فقد ورد في قصة موسى في سورة البقرة مثلا قوله تعالى: "وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (البقرة:60)
وورد في سورة الأعراف قوله تعالى: "وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (الأعراف:160)
فإنه قال في سورة البقرة (فانفجرت) وقال في سورة الأعراف (فانبجست) والانفجار غير الانبجاس، فإن الانفجار هو لانفجار بالماء الكثير، والانبجاس هو الماء القليل، فأي الأمرين صحيح؟ أكان ثمة انفجار أم انبجاس؟
والجواب: كلاهما صحيح، فإنه على ما يذكر أنه أول ما انفجر الماء انفجر بالماء الغزير، ثم قل بعد ذلك بسبب عصيانهم، فأخذ ينبجس، فذكر حالة في سياق التكريم وحالة أخرى في سياق الذم، وكلاهما واقع، وكلاهما صحيح إلا أنه اختار كل تعبير بحسب السياق الذي ورد فيه، وهو ما تقتضيه البلاغة.
ثم إنه من المشاهد كثيرا أن العيون والآبار لا تبقى على حالة واحدة فقد يظهر الماء بادئ ذي بدء كثيرا ثم يقل بمرور الزمن، وقد يكون العكس، فلا غرابة أن يذكر كل حالة في مكانها اللائق بها، فإن كلا الأمرين واقع وكلاهما صحيح.
ومثل ذلك ما ورد في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام حين جاءته الملائكة فقد قال في سورة الذاريات: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ 24 إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ 25 فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ 26"الذاريات، وقال في سورة الحجر: "وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ 51 إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ 52" الحجر،
فذكر في سورة الذاريات أنهم حيوه فرد عليهم التحية: فقالوا سلاما قال سلام، وذكر في سورة الحجر أنهم حيوه ولكنه لم يذكر أنه رد التحية: دخلوا
وذكر في سورة الذاريات أنه جاءهم بعجل سمين ولم يذكر ذلك في سورة الحجر، فما حقيقة الأمر؟ أهو رد التحية أم لم يردها؟ وهل جاءهم بعجل؟ ولم لم يذكر ذلك إذن في الحجر؟
والجواب أن كل تفصيل ذكره القرآن إنما هو قد حصل، وربما حصل غيره مما لم يذكره القرآن لأنه لا داعي لذكره، ولكنه ذكر في كل موطن ما يقتضيه السياق والغرض من ذكر القصة.
وقد تقول: ولكنه قال في الذاريات أنه رد عليهم السلام، ولفي الحجر لم يرد السلام. فنقول ليس الأمر كما توهمت فإنه لم يقل في الحجر إنهم حيوه فلام يرد عليهم السلام ولو قال ذلك لكان تناقضا.
وإنما قال (فقالوا سلاما) فذكر تحيتهم ولم يذكر تحيته كما لم يذكر أنه جاء لهم بالعجل ولم يقل إنه لم يقدم لهم شيئا، فطوى ذكر قسم من الأحداث بحسب المقام، وذلك أنه لما وصف الضيف في الذاريات بأنهم مكرمون ناسب ذكر ما أكرمهم به إبراهيم من رد التحية بخير منها ومن تقديم العجل المشوي.
ولما لم يصفه في الحجر بذلك طوى ذكر مظاهر التكريم والاحتفاء، وهذا نظير مات نرويه نحن من أحداث، فقد تقع لنا أحداث متعددة في رحلة، نذكر في كل مناسبة طرفا منها، بل ربما نرويها بألفاظ مختلفة لكنها غير متناقضة بحسب الموقف والمقام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:17 م]ـ
رابط موضوع قديم عن الفاصلة القرآنية يبين بلاغة الفاصلة ومعاني الاختلاف والتشابه فيها
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7831
ومن يتذكر موضوعا آخر فليضع رابطه
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 01 - 2006, 11:43 م]ـ
الدكتور عبد البديع أبو هاشم أثناء شرحه لسورة طه في دروس الأكاديمية
وهذا نص قوله بارك الله فيه في معرض تفسيره لقوله تعالى (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) ?70?
........
هنا قد يتساءل البعض لماذا قدم هارون على موسى في هذا المقام، وفي آية آخرى ? قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ?47? رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ?48? ? [الشعراء: 47، 48]، يقول المفسرون عن مثل هذا: إنه مراعاة للفاصلة، ربما نجد هذه العبارة في بعض الكتب المطولة، تأخر ذكر موسى مراعاة للفاصلة، الفاصلة: هي آخر جملة في الآية وآخر حرف في هذه الجملة تسمى أيضاً الفاصلة، فاصلة الآية فتطلق على الجملة وعلى الحرف فاصلة هذه السورة سورة طه، ? طه ?1? مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ?2? إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَّخْشَى ?3? ? ? فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ? فلو قال: برب موسى وهارون اختل الوزن وزن الكلام ونسقه الجميل لم يكن على نفس الوتيرة فأجمل في الإيقاع على الأذن أن تكون هكذا- هارون وموسى
- وفيما أرى -والله أعلم- أن هذا يعني أمر ظاهر ولكن في القرآن ما هو أبعد من ذلك فالله ? عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? [الملك: 1]، قادر على أن يوفق الفاصلة دون تأخير ولا تقديم فيقدم موسى لأنه هو الرسول الأصلي ويؤخر ذكر هارون لأنه هو النبي التابع دون أن يحتاج إلى مراعاة فاصلة
فالفاصلة يمكنه - سبحانه وتعالى- ? وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? [الملك: 1] أن يأتي بها منتظمة متناسقة، ولكن أقول دائماً: إن في مثل هذا التقديم والتأخير سرًا ينبغي أن يتدبر وينبغي أن يلتفت إليه مع القول بمراعاة الفاصلة، تقديرًا لقول
علمائنا- رحمهم الله تعالى-.
وذلك في هذا الموقف كأن السحرة يعاندون فرعون بإيمانهم أو يريدون أن يخبروا بخبرٍ
مبالغ فيه عن إيمانهم، قالوا: ? قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ? موسى رسول نعم، وهارون هذا هو الأمر الطبعي التلقائي لكن نحن آمنا برب هارون قبل موسى، فهارون ليس رسولاً، ليس مؤيدًا بالمعجزات، إنما ذلك لموسى، فآمنا بالنبي التابع، ومن باب الأولى، آمنا بالنبي الأصلي وبالرسول صاحب الرسالة فكان في تقديم هارون هنا تنبيه على تمكنهم من الإيمان وعلى إيمانهم الكامل بموسى وهارون ولذلك نقدم هارون أولاً، على ذكر موسى -عليه السلام- والله أعلم بالحكمة البالغة هذا ما يبدو والله أعلم بحقيقة الأمر، لكن لله حكمة في مثل هذا التقديم والتأخير دائماً.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 12:27 ص]ـ
بارك الله في كاتبة هذه اللمسات البيانية الماتعة ..
وبانتظار المزيد ..
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 09:16 ص]ـ
نشكر الأخت أنوار الأمل على هذا الزخم، والعبق البلاغي.
فسعيكِ مشكور. وبارك الله في جهودكِ.
ـ[أحلام]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 11:27 م]ـ
جزيت خيرا أختنا الفاضلة أنوار الامل
وبارك الله في وقتك وزادك علما وفقها(/)
"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:" وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ" (34) سورة ابراهيم.
ويقول الله تعالى في سورة النحل:" وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)
قال الطبري في تفسيره للآية من سورة ابراهيم:
يقول تعالى ذكره: وإن تعدّوا أيها الناس نعمة الله التي أنعمها عليكم لا تطيقوا إحصاء عددها والقيام بشكرها إلا بعون الله لكم عليها. (إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) يقول: إن الإنسان الذي بدل نعمة الله كفرا لظلوم: يقول: لشاكر غير من أنعم عليه، فهو بذلك من فعله واضع الشكر في غير موضعه، وذلك أن الله هو الذي أنعم عليه بما أنعم واستحق عليه إخلاص العبادة له، فعبد غيره وجعل له أندادا ليضلّ عن سبيله، وذلك هو ظلمه، وقوله (كَفَّارٌ) يقول: هو جحود نعمة الله التي أنعم بها عليه لصرفه العبادة إلى غير من أنعم عليه، وتركه طاعة من أنعم عليه.
وقال في تفسير للآية من سورة النحل:
وقوله (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) لا تطيقوا أداء شكرها، (إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) يقول جلّ ثناؤه: إن الله لغفور لما كان منكم من تقصير في شكر بعض ذلك إذا تبتم وأنبتم إلى طاعته واتباع مرضاته، رحيم بكم أن يعذبكم عليه بعد الإنابة إليه والتوبة.
قال القاضى ناصر الدين بن المنير فى تفسيره الكبير كأنه يقول إذا حصلت النعم الكثيرة فأنت آخذها وأنا معطيها فحصل لك عند أخذها وصفان كونك ظلوما وكونك كفارا ولى عند إعطائها وصفان وهما أنى غفور رحيم أقابل ظلمك بغفرانى وكفرك برحمتى فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوفير ولا أجازى جفاءك إلا بالوفاء.
ولكن ما هو وجه البلاغة في ذكر صفات الانسان في الاية الاولى بعد تعداد نَعم الله, وذكر صفات الله عزوجل في الاية الثانية؟
والجواب أن سياق الآية فى سورة إبراهيم فى وصف الإنسان وما جبل عليه فناسب ذكر ذلك عقيب أوصافه وأما آية النحل فسيقت فى وصف الله تعالى وإثبات ألوهيته وتحقيق صفاته فناسب ذكر وصفه سبحانه فتأمل هذه التراكيب ما أرقاها فى درجة البلاغة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 12:25 ص]ـ
ويقول ابن الزبير - رحمه الله: إن آية إبراهيم تقدّمها قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ "، ثم قوله: " وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ "، ثم ذكر إنعامه على عباده في قوله: " اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ " إلى قوله: " وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " ..
فناسب ما ذركه تعالى من توالي إنعامه ودرور إحسانه ومقابلة ذلك من العبيد بالتبديل وجعل الأنداد وصف الإنسان بأنه ظلوم كفار.
أما آية النحل فلم يتقدّمها غير ما نبّه سبحانه عباده المؤمنين من متوالي آلائه وإحسانه، وما ابتدأهم به من نعمه من لدن قوله: " خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ "، ثم توالت آيات الامتنان والإحسان، فذكر تعالى بضعاً وعشرين من أمهات النعم إلى قوله منبهاً وموقظاً من الغفلة والنسيان: " أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ " ..
ثم أتبع بقوله سبحانه " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا "، فناسب ختام هذا قوله: " إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ "، فجاء كل على ما يناسب. والله أعلم.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 12:46 م]ـ
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
وقليل من عباديَّ الشكور.
ولأجل عدم هجر الفصيح، وللرفع والعتاب المليح.(/)
يا حبذا لو.
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 09:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
:::
أيها الأخوة الكرام، لفت نظري وأنا أتجول في منتدى البلاغة، أموراً كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
1) أن بعض أصحاب الموضيع يجعلونها طويلة وهذا يسبب الملل للقارئ.
2) أن كثيرا من أصحاب الآراء والكتابات لا يشيرون إلى المصدر والمرجع الذي أخذوا منه، وفي هذا غمط لأصحابها.
3) أن كثيرا من الكتاب نجدهم يميلون إلى التعقيد في كتاباتهم، أو يتركون المعقد من أقوال العماء السابقين كما هو وفي هذا تنفير غير مباشر من البلاغة.
4) لم ألحظ وجود منهجية متبعة في الطرح البلاغي عندكم، وفي هذا هدر لهذه الطاقات الجبارة التي لديكم، والتي لم أجدها في منتديات أُخَر. فنرى السائل يسأل والبعض يجيب. أو البعض يطرح موضوعا في البديع، ومرة ثانية في البيان، وثالثة في المعاني هكذا كيفما اتفق. بل إن البعض يبحث عن تفسير بعض الآيات ويسوقها ليملأ فراغا، أو ليدلل على أنه يشارك، وفي هذا خروج بالمنتدى عن موضوعه المخصص له.
أخيراً بينكم مشاركا، وناقدا. وشكر لكم.
أبو البركات الأنباري
عميد اللغة العربية في جامعة الضاد.:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 02:01 م]ـ
مشاركة قيّمة أخي الأستاذ الأنباري---#
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 03:23 م]ـ
حياك الله أستاذنا الفاضل
ملحوظات رائعة
ورؤية محل إجلال وتقدير
عن النقطة الرابعة:
أوافقك في أن هنا طاقات جبارة تبارك الله قلّ أن تجد لها نظيرًا في منتديات أخربفضل الله،
لذا لو تفضلتَ أستاذنا الفاضل فطرحتَ منهجية مقترحة للمشاركة في منتدى البلاغة، وأجزم _بإذن الله_ أنك ستجد آذانًا صاغية وتجاوبًا جميلا من الجميع، وعلى رأس أولئك مشرفنا الكريم الأستاذ لؤي بارك الله فيه ..
بانتظار رؤيتك متكاملة
ولك صادق الدعاء
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 01:57 م]ـ
الأخ الكريم أبا البركات الأنباري ..
شكر الله لك حرصك على منهجية أو طريقة نوحّد فيها جهود الاخوة الأكابر المشاركين في هذا المنتدى المبارك ..
وإن النقاط التي أشرت إليها - لا سيما النقطتين الأولى والثانية - حقاً قيمة ومهمة جداً .. أما بالنسبة للنقطتين الثالثة والرابعة، فإني أذكّر بأننا في منتدى، ولسنا في خضمّ مجلة إلكترونية تصدر شهرياً وتعالج قضايا بلاغية صرفة ..
والمنتديات - بشكل عام - يكتب فيها كل منتدٍ بالقدر الذي يسّره الله له من العلم والمعرفة، وكذلك في الأسلوب والطريقة التي يراها هو - أو تراها هي - مناسبة .. فلكل واحد منا ذوق، كما أن لكل واحد منا وجهة نظر ..
وهذا لا يعني أننا لسنا بحاجة إلى منهجية معتبرة تهدف إلى تقدّم وتحسّن نوعي في الطريقة التي تُعالَج فيها المواضيع المطروحة ..
وأجزم _بإذن الله_ أنك ستجد آذانًا صاغية وتجاوبًا جميلا من الجميع
الأخت الكريمة معالي ..
كلنا آذان صاغية بإذن الله تعالى ..(/)
اللطف في خطاب الرسول
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 07:19 م]ـ
الخطاب القرآني يخاطب الرسول:= بلطف واضح--حتّى في لحظات العتاب
أنظروا إلى قوله عز وجل (عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ) 43 التوبة
فقد قدّم العفو على العتاب إظهارا للطف في خطاب الرسول:=
والسؤال هو
هل لديكم نماذج أخرى؟؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 10:11 م]ـ
أنا شخصياً جعبتي فارغة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 07:15 ص]ـ
طيب
قوله تعالى (عبس وتولّى # أن جاءه الأعمى #) --تلاحظون فيه أول آيتين على اسلوب الغائب---وهذا لطف --إذا تخيّلوا لو كان القول (عبست وتوليت) ففيه عنف وشدة
أنتظر مزيدكم
ـ[أبو سنان]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 03:33 م]ـ
:::
بارك الله فيك أخي جمال
على ما قدمت من إيضاح نفع الله بك.
وهناك آيات أخرى خاطب بها الله النبي صلى الله عليه وسلم بألطف العبارة وكل من يقرؤها يعتقد أن بها زجر للنبي وحاشا أن يكون له ذلك فهو خير الخلق وصفوتهم.
من هذه الآيات:
قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال67
تأمل أخي لهذه الأية فالناظر إليها يظن بأن النبي عليه الصلاة والسلام قد أخطأ في أمر الأسرى. ولكن في الحقيقة كان فعل النبي عليه الصلاة والسلام تطبيقاً لما نزل به الله فالحكم كان مشروعاً ولكن الأولى في هذا الوقت هو ما نزلت به الآية من الإثخان في الأسرى.
كذلك أنظر أخي لخاطب الله في هذه الأية (ما كان لنبي) ولم يقل (لما فعلت هذا يا محمد) أو (ما كان لك أن تفعل) كذلك في نهاية الأية جاء الفعل بصيغة الجمع (تريدون) ولم يقل (تريد).
لأنه ليس من صفات النبي صلى الله عليه إرادة عرض الدينا.
كذلك قوله تعالى: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} الإسراء74
فالذي يتأمل هذه الأية يقول للوهلة الاولى أن النبي كاد أن يركن لما يأمره به المشركين ويزل عن ما أمره الله به.
ولكن الله تعالى ذكر منته على نبته، بالتثبيت له والعصمة والتأييد، وأنه لو لم يفعل ذلك به لركن إلى المشركين ركونا يستحق به العقاب.
" وَلَو " هنا حرف امتناع أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثبت من الله.
ومن هنا فإن كل ما يأتي بعد ذلك في هذه الآية ممتنع بحرف لو إذن فالله سبحانه وتعالى يقول أنك مثبت منا يا محمد.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 04:03 م]ـ
:::
[ B] كذلك أنظر أخي لخاطب الله في هذه الأية (ما كان لنبي) ولم يقل (لما فعلت هذا يا محمد) أو (ما كان لك أن تفعل) كذلك في نهاية الأية جاء الفعل بصيغة الجمع (تريدون) ولم يقل (تريد).
لأنه ليس من صفات النبي صلى الله عليه إرادة عرض الدينا.
[[/ glint] [/glow]
وما ذكرته أخي أبو سنان دليل على الأسلوب اللطيف الذي استخدمه القرآن في مخاطبة الرسول وذلك باستخدام الله عز وجل كما تفضلت أسلوب الغائب في قوله (ما كان لنبي) فأسلوب الغائب فيه لين وأسلوب المخاطب فيه شدة حين يكون في الكلام عتاب--فلو قيل له:= (ما كان لك أن تفعل) لكان القول شديدا عنيفا
ونقطة أخرى رأيتها في قوله (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وأنت الذي لفت انتباهي لها---هل يمكن لك توقعها؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 09:26 م]ـ
السلام عليكم
أخي جمال ,جعل الله هذا في ميزان حسناتك, وزادك إيمانًا وعلمًا.
ومما قرأت من لطيف خطاب الله عزوجل للرسول:= أن الله سبحانه وتعالى ذكر الرسل وناداهم بأسمائهم ,فقال: يا آدم, يا ابراهيم, يا موسى, يا عيسى .... ,وان الله لم يذكر ولم يناد محمدًا باسمه الا في اربعة مواطن كما ذكرالأبشيهي في كتابه" المستطرف في كل فن مستظرف". 1. قول الله عز وجل:" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ", 2.قول الله عز وجل" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ",3.قوله عز وجل" الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد ",4. قول رب العزة:" محمد رسول الله ",وذلك لما اقتضته الحكمة في كل آية من الآيات السابقة وهي بالإجمال إظهار وتبيان ان الرسول المقصود هو محمد بن عبد الله.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 09:37 م]ـ
لم أ فهم
كيف يكون لطفا أن يقتصر المولى على مناداة الرسول:= في أربعة مواطن باسمه فقط في كتابه العزيز؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سنان]ــــــــ[06 - 01 - 2006, 01:09 ص]ـ
:::
هناك أخي أمران في هذه الأية لا أدري مالذي تقصده ولكن سوف أذكرهما لعلي أوفق في استنباطهما:
الأول: هي أن الله سبحانة وتعالى يريد لهذه الأمة الخير والهداية والفوز بالجنة وهذا واضحا من قوله (والله يريد الآخرة) وإرادة الله نافذة بإذنه تعالى.
الثانية: تكرار لفظ الجلالة (الله) حيث أن الله سبحانة وتعالى قرن اسمه (الله) بالذي اختاره لهذه الأمة من الفوز بالآخرة وذلك في قوله (والله يريد الآخرة) وكذلك قرن اسمه في نهاية الله (والله عزيز حكيم).
هذا والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 01 - 2006, 06:29 ص]ـ
ونقطة أخرى رأيتها في قوله (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وأنت الذي لفت انتباهي لها---هل يمكن لك توقعها؟؟
الأخ الفاضل أبو سنان
لك الفضل فيها كل الفضل وهي قوله " تريدون" فيها إشارة إلى أن الرسول:= قد سمح بأخذ أسرى بناء على إلحاح وضغط من المسلمين لأمور دنيوية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 01 - 2006, 08:21 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو سنان
لك الفضل فيها كل الفضل وهي قوله " تريدون" فيه إشارة إلى أن الرسول:= قد سمح بأخذ أسرى بناء على إلحاح وضغط من المسلمين لأمور دنيوية
هل توافقني
ـ[أبو سنان]ــــــــ[06 - 01 - 2006, 03:08 م]ـ
:::
لا أخي جمال لا أوافق أبداً في ما تقول من أن الرسول أخذ أسرى من المشركين بناءاً على إلحاح وضغط من المسلمين.
ولماذا أخلافك أخي الكريم؟؟؟
كلنا يعلم أنه عندما يكون هناك حرب وهناك منتصر فلابد من وجود أسرى.
والإسلام يثبت وجود هذه الحالة ويرشدنا إلى الطريقة الصحيحة للتعامل في مثل هذه الحالة.
الأسر مشروعٌ، ويدلّ على مشروعيّته النّصوص الواردة في ذلك، ومنها قول اللّه سبحانه:
{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} محمد4
ولا يتنافى ذلك مع قول اللّه تعالى:
{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال67
لأنّها لم ترد في منع الأسر مطلقاً، وإنّما جاءت في الحثّ على القتال، وأنّه ما كان ينبغي أن يكون للمسلمين أسرى قبل الإثخان في الأرض، أي المبالغة في قتل الكفّار.
الحكمة من مشروعيّة الأسر:
هي كسر شوكة العدوّ، ودفع شرّه، وإبعاده عن ساحة القتال، لمنع فاعليّته وأذاه، وليمكن افتكاك أسرى المسلمين به.
مبادئ الإسلام تدعو إلى الرّفق بالأسرى، وتوفير الطّعام والشّراب والكساء لهم، واحترام آدميّتهم، لقوله تعالى:
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الإنسان8
وروي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في أسرى بني قريظة بعدما احترق النّهار في يومٍ صائفٍ: « أحسنوا إسارهم، وقيّلوهم، واسقوهم » وقال: « لا تجمعوا عليهم حرّ هذا اليوم وحرّ السّلاح »
ولا يمكن أن نقول أن الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام قد رضخ لما طلب منه الصحابة من التصرف بهم بل عليه السلام قدم لنا أجمل صورة من صور الشورى أو ما يسمى في وقتنا الحاضر بالديمقراطية عندما استشار أصحابة في أمرهم وكلنا يعلم القصة في ذلك ثم اختيار الرسول عليه السلام بفدائهم. كما أشار إليه الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم نزل القرآن تأيدن لقول عمر رضي الله عنه ولم يكون نزول الوحي على النبي الأكرم تخطئة لفعله بل فعله صحيح ومطابق لما نزل به الله من حكم الأسير ولكن الأولى والأكمل والأفضل في هذه الفترة وهذا الوقت هو ما أشار به الفاروق من قتلهم لكي تعلم القبائل عزة الإسلام وقوته.
وما أشرت إليه أخي الكريم من أن لفظة (تريدون) جاءت في هذه الآية بصيغة الجمع فذلك لأن الأمر كان فيه مشاورة وتعدد أراء وشارك جميع المسلمين فيه
وكذلك لأن الفداء يقتضي دفع مال لمن يريدون أن يفتكوا أسره فهو بمثابة عرض دنيا، ويمكن أن تميل أنفسهم إليه لهذا أمرهم الله أن يعفُّوا أنفسهم عنه وأن يفكروا في الآخرة. وما أعده الله لهم فيها.
أرجو أن تكون فكرتي وصلت أخي الكريم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 01 - 2006, 04:30 م]ـ
الأخ الكريم الفاضل أبو سنان
لسنا في محل مناقشة حكم الأسرى ولا مناقشة أحكام معاملتهم----النقطة بلاغيّة بحتة --
في قوله
{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال67
الجملة القرآنيّة (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا) تحمل معنى التبكيت --أي يلوم الله المسلمين على إرادتهم عرض الحياة الدنيا بسبب أخذهم أسرى لأسباب دنيوية بحتة كأن لا يقتل المسلم من كان صهرا له من المشركين فيتخذه أسيرا---فالتعبير بلفظ الجمع فيه إشارة إلى أن اتخاذ الأسرى كان بضغط منهم فوافق بسبب إلحاحهم على اتخاذ الأسرى
وأنا أعتبر اللوم موجها إليهم لا إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[06 - 01 - 2006, 09:50 م]ـ
السلام عليكم
أخي جمال ومن معاني اللطف (عدا الرفق واللين والعلم بدقائق الامور) البر والتَّكْرمة والتحَفِّي, واني أرى من صور التكريم والاحتفاء بالنبي الأمّي أن الله سبحانه وتعالى قرن اسمَه باسمِه:"ولكن رسول الله وخاتم النبيين ","محمد رسول الله ",وخاطبه بخاص الخاص حيث أن خطاب الله لرسله عامة هو خطاب خاص ,وخطابه للنبي محمد:= هو خاص هذا الخطاب الخاص.
وهذا ايضأ من التوقير والتعظيم للنبي الامي.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 10:23 ص]ـ
نقطة لطيفة أخي سليم
بارك الله بك(/)
هل هي "احترم المشرفين"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 07:56 م]ـ
:::
في المربع الذي يتلألأ فيه اسم مشرفنا الفاضل لؤي عنوان المربع هو"المشرفين"
وقد فكرت لماذا كتبوها هكذا بالياء والنون---فخلصت إلى إضمار فعل هو " إحذروا المشرفين" ( ops
هل لديكم غير هذا الرأي؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 10:09 م]ـ
حلوة قوي:)
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 10:16 م]ـ
ههههههههههههههههههه إصابة موفقة، والله لقد أضحكتني ولكن إذا كان الأمر كما خمنتَ (فاحذر المشرفين).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 11:26 م]ـ
جميل أخي جمال:)
والحمد لله أنها جاءت منصوبة بتقدير جملة فعلية ( ops
ولو كانت مرفوعة بتقدير جملة اسمية لوجب الحذر دائماً على الجميع ودون استثناء: mad:
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 11:32 م]ـ
السلام عليكم
ولهذا لم أُعلق ولم أنبس ببنت شفاة, وإني أتوقى الحذر.!!!
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 11:43 م]ـ
الله يكفينا شرهم:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 06:50 ص]ـ
بناء على طلب الأخ المشرف لؤي----المضمر هو --حذار من
أي حذار من المشرفين---ليصير الحذر دائما وثابتا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم
في منتدى (الأدب العربي) ذكر أحد الإخوة هذه الطرفة:
قال أحد النحويين:
رأيت رجلا ضريرا يسأل الناس يقول:
ضعيفا مسكينا فقيرا ضريرا ...
فقلت له: يا هذا ... علام نصبت (ضعيفا مسكينا فقيرا ضريرا)؟
فقال الرجل: بإضمار ارحموا ....
قال النحوي: فأخرجت كل ما معي من نقود وأعطيته أياها فرحا ً بما قال.
وعلى هذاالقياس يكون المضمر: ارحموا المشرفين:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 01 - 2006, 04:07 م]ـ
ترى
هل خفة دمّ المنتدين مما يتناقض مع مسمّى المنتدى؟؟
أنا أشعر أنّ هذا الكلام على هذا الرابط محصنّ ضد الحذف
أتعرفون لماذا؟؟(/)
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 01 - 2006, 04:40 م]ـ
:::
قال تعالى (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)
39 مريم
دعونا نقرأ لكم شيئا عن التعبير القرآني "إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ "---ثم نتحاور
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 01 - 2006, 09:28 م]ـ
لنزداد وضوحا وتوضيحا
ما هو الأمر الذي قضي؟؟
أهو الموت إذ يؤتى به فيذبح؟
أهو حساب النّاس فعلم أهل النّار مثواهم وعلم أهل الجنّة ثوابهم؟
أهو فناء الأرض والسماء؟؟
قال الرازي في مفاتيح الغيب
(أما قوله تعالى: {إِذْ قُضِىَ ?لأَمْرُ} ففيه وجوه
: أحدها: إذ قضى الأمر ببيان الدلائل وشرح أمرالثواب والعقاب.
وثانيها: إذ قضى الأمر يوم الحسرة بفناء الدنيا وزوال التكليف والأول أقرب لقوله: {وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} فكأنه تعالى بين أنه ظهرت الحجج والبينات وهم في غفلة وهم لا يؤمنون.
وثالثها: روي أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: قضى الأمر: " فقال حين يجاء بالموت في صورة كبش أملح فيذبح والفريقان ينظران فيزداد أهل الجنة فرحاً على فرح وأهل النار غماً على غم " واعلم أن الموت عرض فلا يجوز أن يصير جسماً حيوانياً بل المراد أنه لا موت ألبتة بعد ذلك)
ويوم الحسرة هو يوم القيامة والذي لا تكون فيه حسرة بل حسرات للكافرين
والمنذرون هم كفار مكة ---وحالهم حال الغافلين --و"لا يؤمنون" أي مستمرون في كفرهم لأنّ الفعل المضارع يفيد الإستمرار
ويظل السؤال قائما عن معنى " قضي الأمر"--وعن الدلالة البلاغية لاستخدام صيغة البناء للمجهول---(/)
السلام عليكم
ـ[عبد الله كنون]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 12:03 ص]ـ
ما المراد بالفصاحة وما الفرق بينها وبين البلاغة ?
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 01:04 ص]ـ
سؤال جميل وهاك الجواب
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 01:06 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8997
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 06:14 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8320
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 06:32 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8887(/)
منتهى البلاغة في اوئل السور!
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 09:06 م]ـ
السلام عليكم
1.البقرة: " الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ".
2.ال عمران:" الم *اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ*نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ".
3.الاعراف:" المص*كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ".
4.يونس:" الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ".
5.هود:" الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ".
6.يوسف:" الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
7.الرعد:" المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ".
8.ابراهيم:" الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ".
9.الحجر:" الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ".
10.مريم:" كهيعص*ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا" ...... "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا".
11.طه:" طه*مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى".
12.الشعراء:" طسم*تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ".
13.النمل:" طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ*هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِين".َ
14.القصص:" طسم*تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ".
15.العنكبوت: " الم*أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ".
16.الروم:" الم*غُلِبَتِ الرُّومُ".
17.لقمان:" الم*تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ*هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ".
18.السجدة:" الم*تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ".
19.يس:" يس*وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ*إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ".
20.ص:" ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ".
21.غافر:" حم*تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".
22.فصلت:"حم*تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ".
23.الشورى:"حم*عسق*كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
24.الزخرف:"حم*وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ*إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
25.الدخان:"حم*وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ*إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ".
26.الحاثية:"حم*تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ*.
27.الاحقاف:"حم*تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ".
28.ق:" ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ".
29.القلم:" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ.
والحروف العربية هي:
أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص
ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
عددها تسعة وعشرون حرفا. ً. (وقيل ثمانية وعشرون حرفاً بناء على الاختلاف بين العلماء في الهمزة والألف)
وعدد السور التي افتتح فيها بذكر الحروف تسع وعشرون سورة, والحروف التي هي في اوائل السور: ا, ل, م, ر, ك, ه, ي, ع, ص, ط, س, ح, ق, ن, وعددها اربعة عشر حرفًا.
وهي تمثل نصف الحروف العربية.
وقد قسمت العرب حروفها الى حروف مهموسة، وأخرى مجهورة, والمهموسة في عددها عشرة وهي ح، ه، خ، ك، ش، ث، ف، ت، ص، س, والمجهورة ما بقي من الحروف, ونصف هذه الحروف: ح, ه, ك, ص, س قد وردت في اوائل السور.
ومنهم من قسمها الى حروف شديدة وغير شديدة, والحروف الشديدة هي: ا, ق, ك, ج, ظ, ذ, ط, ب, ومن هذا الحروف الواردة في اوائل السور: ا, ق, ك, ط ,وهي نصف الحروف الشديدة, وما تبقى يُمثل النصف الآخر.
ومن لطائف ما لاحظت عند عد وإحصاء هذه السور:
1.
الحروف المذكورة ترتيب السوره في المصحف السورة الرقم
الم 2 البقرة 1
الم 3 آل عمران 2
المص 7 الاعراف 3
الر 10 يونس 4
الر 11 هود 5
الر 12 يوسف 6
(يُتْبَعُ)
(/)
المر 13 الرعد 7
الر 14 ابراهيم 8
الر 15 الحجر 9
كهيعص 19 مريم 10
طه 20 طه 11
طسم 26 الشعراء 12
طس 27 النمل 13
طسم 28 القصص 14
الم 29 العنكبوت 15
الم 30 الروم 16
الم 31 لقمان 17
الم 32 السجدة 18
يس 36 يس 19
ص 28 ص 20
حم 40 غافر 21
حم 41 فصلت 22
حم 42 الشورى 23
حم 43 الزخرف 24
حم 44 الدخان 25
حم 45 الجاثية 26
حم 46 الاحقاف 27
ق 50 ق 28
ن 68 القلم 29
نلاحظ ان السور المتعاقبة تتشابه فيها الحروف المذكورة, مثلاً: الم ,وردت في السورتين المتتاليتين (البقرة وسورة آل عمران) ,الر, وردت في السور التعاقبة وهي: يونس, هود, يوسف, الرعد (+م) ,ابراهيم, الحجر .... وهكذا الى ان نصل الى السور التي تحوي في اوائلها حرفين (حم) وهي: غافر, فصلت, الشورى, الزخرف, الدخان, الجاثية, الاحقاف.
ومن اللطائف ايضًا أن كل السور التي في اوائلها حروف تلت هذه الحروف آيات مباشرة تذكر الكتاب والتنزيل إلا أربعة سور ورد فيها ذكر الكتاب في مواضع متأخرة في السورة, مثلاً, سورة مريم ورد ذكر المتاب في آية رقم 11:" يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا",وسورة العنكبوت ورد ذكر المتاب في الآية رقم 45:" اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ",وسورة الروم ورد ذكر القرأن في آخر السورة:" وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ",وسورة القلم:" وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ"
ومن اللطائف ايضًا ان السور التي ورد قيها ذكر الحروف الدالة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثل: طه, ورد ذكر القرآن:" طه*مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى",ويس:":" يس*وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ*إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ".
وهناك لطائف اخرى وإن شاء الله سوف اذكرها لاحقًا.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 10:27 م]ـ
الأخ الحبيب سليم ..
بعد أن أحصيت خصائص الحروف النورانية المتعلقة بالسور المقطعة، قلت:
نلاحظ أن السور المتعاقبة تتشابه فيها الحروف المذكورة, مثلاً: الم , وردت في السورتين المتتاليتين (البقرة وسورة آل عمران) ,الر, وردت في السور التعاقبة وهي: يونس, هود, يوسف, الرعد (+م) ,ابراهيم, الحجر .... وهكذا الى ان نصل الى السور التي تحوي في اوائلها حرفين (حم) وهي: غافر, فصلت, الشورى, الزخرف, الدخان, الجاثية, الاحقاف.
واعتبرت أن هذا التخصيص من لطائف القرآن ..
وسؤالي هو: إذا كان ذلك كذلك .. فلماذا لم توضع (ألم) الروم، و (ألم) لقمان، و (ألم) السجدة مباشرة بعد (ألم) البقرة، و (ألم) آل عمران .. حتى تكون القاعدة التي أشرت إليها مطردة؟
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 01 - 2006, 11:27 م]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب المشرف لؤي الطيبي وكما تعرف أن ترتيب السور على هذا النمط انما هو توقيفي ,وبعد ان درست اوائل السور وحسب هذا الترتيب التوقيفي وجدت ما ذكرته لكم آنفًا, والعبرة في تكرار الحروف تعاقبًا وإن كانت هناك فجوات, وهذا حد علمي "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً",وبالتأكيد أن هناك دوافع واسباب لهذا التكرار والفجوات بين السور التي تحوي هذا الحروف.
وفي هذا الترتيب اعجاز, وخير ما قيل في هذا قول الرافعي:"وبالجملة فإن هذا الإعجاز في معاني القرآن وارتباطها أمر لا ريب فيه وهو أبلغ في معناه الإلهي إذا انتبهت إلى أن السور لم تنزل على هذا الترتيب. فكان الأحرى أن لا تلتئم وأن لا يناسب بعضها بعضًا وأن تذهب آياتها في الخلاف كل مذهب. ولكنه روح من أمر الله: تفرّق معجزًا، فلمّا اجتمع اجتمع له إعجاز آخر ليتذكّر أولو الألباب".
وعسى أن يفتح الله علينا ويعلمنا ما لم نعلم.
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 01 - 2006, 11:06 م]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب المشرف لؤي الطيبي, لقد بحثتُ بعد أن ذكرتَ سؤالك "لماذا لم توضع (ألم) الروم، و (ألم) لقمان، و (ألم) السجدة مباشرة بعد (ألم) البقرة، و (ألم) آل عمران",وأظن أن الاجابة على هذا السؤال يكمن في علم يُسمى (علم المناسبات) ,وقد تنبَّه له علماء الأمة، فكثيرًا ما كانوا يشيرون في تفاسيرهم إلى مقاصد السور وأوردوا الكثير من اللطائف في هذا المقام، من هذه التفاسير تفسير الفخر الرازي "ت:606 هـ" المسمى بـ "مفاتيح الغيب"، وقال رحمه الله:
"علم المناسبات علمٌ عظيمٌ أُودِعت فيه أكثر لطائف القرآن وروائعه وهو أمرٌ معقولٌ إذا عُرض على العقول تلقته بالقبول".
وكذلك السيوطي في كتابه "أسرار ترتيب القرآن"، الذي كان اسمه نتائج الفكر في تناسب السور) ثم عدَّل تسميته إلى (تناسق الدرر في تناسب السور). وفي "معترك الأقران في إعجاز القرآن" للسيوطي يقول: "إذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم به السورة قبلها، ثم هو يخفى تارةً ويظهر أخرى".
وخير من كتب فيه العالم العلامة برهان الدين البقاعي "ت 885 هـ" في كتابه "نظم الدرر في تناسب الآي والسور"، وهو كتابٌ مطبوعٌ متداولٌ في الأسواق، وأيضا كتاب "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور"؛ ويقول الشيخ البقاعي مبيِّنًا علم المناسبات القرآنيَّة رابطًا بين علم المناسبات وعلم البلاغة فيقول: "فعلم مناسبات القرآن علمٌ تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المقال لمقتضى الحال، وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها".
والله أعلم.(/)
يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت
ـ[علي الرميثاوي]ــــــــ[08 - 01 - 2006, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم
في السورة الكريمة الحج الآية 2:
لمَ قيل (ما أرضعت) لا (من أرضعت) مع أن الحديث عن العاقل؟؟
وشكراً لكم.
ـ[سليم]ــــــــ[08 - 01 - 2006, 02:24 ص]ـ
السلام عليكم
قيل عما أرضعت وكما فسرها الْمُبَرِّد: " مَا " بِمَعْنَى الْمَصْدَر ; أَيْ تَذْهَل عَنْ الْإِرْضَاع.
ـ[علي الرميثاوي]ــــــــ[09 - 01 - 2006, 12:40 ص]ـ
أشكرك أخي سليم على حسن إجابتك.
ولكن ليت جنابكم، إذا لم يكن بها تكلفة على جنابكم، أن تذكروا لي المصدر إذا شئتم؟
وشكراً لك من جديد أخي.(/)
تَكُونُ لَنَا عِيداً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 01 - 2006, 12:33 ص]ـ
مرة واحدة فقط، وفي آية واحدة من آيات القرآن الكريم وردت كلمة (عيد)، لكأن ذلك يدلّ دلالة كاشفة على دلالتها. فالعيد يأتي في العام مرة أو مرتين. ولعل ذلك يستشف أيضاً من أنها وردت منفردة، ولم ترد على صيغة الجمع.
لقد وردت كلمة (عيد) في القرآن الكريم بالمعنى الذي كانت تحمله في العصر الجاهلي. والعيد ما يحتاج المرء من شوق ومرح أو من همّ وحزن. وكلتا الدلالتين وردت في الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي.
قال تأبط شراً:
يا عيد ما لك من شوق وإيراق
ومرّ طيف على الأهوال طرّاق
وهو هنا يتحدّث عمّا يعتاده من الهمّ والشوق.
وقال يزيد بن الحكم:
أمسى بأسماءَ هذا القلبُ معموداً
إذا أقول صحا يعتاده عيداً
وهو هنا يمدح سليمان بن عبد الملك.
ومرور العيد على المرء يجعله عادة في حياته، وقد استعمل العرب العيد بمعنى العادة، قال أحد الشعراء: عاد قلبي من الطويلة عيد.
ثم صار العيد - لكثرة استعماله في السرور والمرح - يعني اليوم السعيد الذي يمرّ على الناس كل عام في وقت محدّد أو في مناسبة معروفة.
قال المتنبي:
عيد بأيّة حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الآية القرآنية التي ذكرت كلمة (العيد)، فهي تشعر بأن العيد مناسبة سعيدة تستمرّ من عصر إلى عصر، من الأولين الذين صنعوها إلى الآخرين الذين يتابعونها.
قال عزّ وجلّ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ".
وعندما يرتبط العيد بمعنى قرآني فينبغي ألا يغفل الناس عن معناه ودلالته، فالعيد في الآية الكريمة مرتبط بآية من آيات الله ..
فإذا كان العيد يوماً من أيام الله، وإذا كان في حياة المسلمين يوماً يتجدّد في قلب المسلم، ويجدّد فيه إشراقة الإيمان وصفاء اليقين، فينبغي على المرء ألا يقضي العيد إلا بما يرضي الله عزّ وجلّ من طاعة وعبادة وصلة رحم ..
وكل عام وأنتم بخير ..
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 01 - 2006, 10:44 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي لؤي على هذه اللفتة وبمناسبة عيد الاضحى المبارك, أعاده الله علينا باليمن والخير والبركة والنصر المؤزر.(/)
سؤال.
ـ[الزجاج]ــــــــ[10 - 01 - 2006, 01:52 ص]ـ
:::
0000 ff
ماذا قال كل من:1/ عبدالقاهر 2/ الخطيب 3/السعد 4/السكاكي ... وغيرهم في (المجاز العقلي وأقسامه)
ـ[أحمد داود]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:24 ص]ـ
هذا أمر يمكن أن ثرجع فيه لأمهان كتب التراث التى خلفوها(/)
هل للحروف في أوائل السور محل للإعراب؟
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 01 - 2006, 10:48 م]ـ
السلام عليكم
ما لاحظته في كتب التفسير أن الحروف في اوائل السور لا تعرب, لماذا؟؟؟
ـ[بدوي فصيح]ــــــــ[14 - 01 - 2006, 10:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قالوا أن [ألم] أسماء للسور المبتدأة بها على الأرجح.
فتعرب على أنها كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف
أي: هذه ألم.
ـ[سليم]ــــــــ[19 - 02 - 2006, 07:09 م]ـ
السلام عليكم
هناك فريق قال انه لا محل لها من الاعراب, وفريق قال انها تعرب ومنهم الكبري فقال: موضعها ثلاثة أوجه _ (فقال في الم) _: أحدها الجر على القسم، وحرف القسم محذوف وبقى عمله بعد الحذف لانه مراد، فهو كالملفوظ به كما قالوا الله ليفعلن في لغة من جر، والثانى: موضعها نصب، وفيه وجهان: أحدهما هو على تقدير حذف القسم كما تقول الله لافعلن والناصب فعل محذوف تقديره: التزمت الله، أى اليمين به، والثانى هى مفعول بها تقديره اتل الم. والوجه الثالث: موضع رفع بأنها مبتدأ وما بعدها الخبر.(/)
ما هى الفوائد أو ثمرة تمييز المبتدأ من الفاعل
ـ[عبدالملك113]ــــــــ[12 - 01 - 2006, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم
إخوتى
ما هى الفوائد أو ثمرة تمييز المبتدأ من الفاعل
أعرف واحدة أفادنيها الشيخ بن عثيمين رحمه الله وهى أن المبتدأ يعود عليه الفعل بأمرين أحدهما الاسناد والثانى الضمير المسستتر فى الفعل الواقع هو والضمير المستتر خبراً للمبتدأ فهو اسناد مزدوج أما الفاعل فهو يسند الفعل لفاعله من جهه واحدة وهى جهه فعل الفعل لان الفعل حينئذ لا يتحمل ضميراً
وعليه يكون الاسناد فى المبتدأ ثنائى فهو أشد وأقوى
أرجو الافادة إخوتى.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[12 - 01 - 2006, 08:22 م]ـ
أهلاً بأهل مصر، وبعد:
أكلوني البراغيث.
والباقي عندك.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[12 - 01 - 2006, 10:25 م]ـ
أخي موسى أو يا استاذي , قرأت ردك على عبد الملك ولم أفهم شيىء وترددت في كتابة هذا الرد , لكن قلت ليكن ما يكون , لإ ستدراكي مقولة العلم بالتعلم , وضاع العلم بين الحياء والكبر ... الخ لكي لا أطيل كا لعادة , ويسروني رؤية الرد وتصويب الرد ولن أحرد ومعذرة من القراء الكرام إن كانت الكلمة _ أحرد _ غير منا سبة لموقعنا الفصيح والصريح وسأتحمل الرد لكن دون تحدي لأني طالب علم وزاحف نحو الحق.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[12 - 01 - 2006, 11:30 م]ـ
أخي وشيخي نائل، حقا لقد كان جوابي في غاية الأختصار في ما كان عليه الكلام مُدار. وسائل السؤال ولا شك سيفهم ردي. ولك لأنك سألتني فلا بد لي أن أجيب على استفسارك طوعا لا كرها.
أكلوني البراغيث
أو
سألوني الناس
في هذين المثالين لا بد من التشريح لهما حتى نفهم ونقف على أرضية صلبة.
أكلوني. أصلها
أكل و ن ي البراغيث
أكلـ ــو نـ ــي البراغيث
أين الفعل هنا؟
الفعل: أكل.
أين الفاعل؟
الفاعل: الواو: ـو.
أين المفعول به؟
المفعول به: الياء: ـي.
والنون للوقاية.
طيب ما إعراب البراغيث؟
إنها حتماً فاعل.
طيب لقد تجمع عندنا فعلان لفعل واحد وهو (أكل).
وهذا لا يصح في اللغة العربية.
وهذا عين ما نقله الأخ عن ابن عثيمين رحمه الله.
حيث قال:
" أما الفاعل فهو يسند الفعل لفاعله من جهه واحدة وهى جهه فعل الفعل لان الفعل حينئذ لا يتحمل ضميراً ".
وهذا شرح اللشق الثاني من المسألة. وعلى إخواني المساهمة بالجزء الأول.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 01 - 2006, 08:11 م]ـ
جميل جداً الرد يا موسى وأين أنت يا عبد الملك
وماذا لو سئلت عن العبارة بالشكل التالي:
اكلتني البراغيث / بدل أكلوني كم فعل فيها / وهل يجوز أم لا يجوز؟
والباقي عند أهل اللغة والعلم.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 01 - 2006, 10:26 ص]ـ
جميل جداً الرد يا موسى وأين أنت يا عبد الملك
وماذا لو سئلت عن العبارة بالشكل التالي:
اكلتني البراغيث / بدل أكلوني كم فعل فيها / وهل يجوز أم لا يجوز؟
والباقي عند أهل اللغة والعلم.
أخي نائل، هنا في:
أكلتني البراغيث. لا يوجد مشكلة.
أكلتني
أكلـ: فعل ماضٍ.
ـتـ: التاء تاء التأنيث. لا محل لها من الإعراب.
ـنـ: النون نون الوقاية. لا محل لها من الإعراب.
ـي: الياء: مفعول به، مقدم.
البراغيث: فاعل مؤخر.
****************
أخي نائل، نكتفي بهذا القدر من هذا الجواب.
ونرجو من باقي الأخوة التركيز على المبتدأ من ناحية الإسناد.
ففي ذلك البحث أساس بحث البلاغة.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[14 - 01 - 2006, 11:05 ص]ـ
ثمة كتيب للدكتور فاضل السامرائي بعنوان: " تحقيقات لغوية"
أفاد في هذا الموضوع وأجاد.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 01:35 م]ـ
الأخوة الأفاضل:
ألا يجوز أن تكون الجملية اسمية على التقديم والتأخير، ومثلها قاما أخواك، وقمن نسوتك؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 02:02 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً لهذا العطاء ..
ثمة كتيب للدكتور فاضل السامرائي بعنوان: " تحقيقات لغوية"
أفاد في هذا الموضوع وأجاد.
وحقاً إن كتاب (تحقيقات نحوية) للدكتور فاضل السامرائي - الذي أشار إليه أخونا الحبيب أبو ذكرى - فيه ما يشفي الغليل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقتبس منه تعقيباً لفضيلته على قول الدكتور مهدي المخزومي، الذي يقول: " إن المبتدأ لا يتميّز عن الفاعل بمكانه وإنما يتميّز بما هو أعمق من هذا وأدقّ. يتميّز بأنه يتّصف بالمسند اتصافاً ثابتاً ولا يتحقّق هذا إلا إذا كان المسند اسماً جامداً أو وصفاً دالاً على الدوام. وأن الفاعل وهو مسند إليه أيضاً إنما يتّصف بالمسند اتصافاً متجدّداً ولا يتحقّق هذا إلا بكون المسند فعلاً أو وصفاً دالاً على التجدّد ".
فيعقّب الدكتور السامرائي على هذه الفكرة قائلاً:
إذا أردنا تلخيص هذا القول بنقاط فإنه يكون على النحو الآتي:
1 - إن المبتدأ يتّصف بالمسند اتصافاً ثابتاً.
2 - ينبغي أن يكون خبر المبتدأ (المسند) اسماً جامداً أو وصفاً دالاً على الدوام.
3 - إن الفاعل يتّصف بالمسند اتصافاً متجدّداً.
4 - مسند الفاعل ينبغي أن يكون فعلاً أو وصفاً دالاً على التجدّد.
ونقول تعقيباً على هذا القول - والكلام للسامرائي:
ماذا يرى الدكتور في نحو (محمد أقبل أخوه) أكلمة (محمد) هي مبتدأ أو فاعل؟ ولا شكّ أنه لا يستطيع القول بأنها فاعل لأن الذي أقبل هو الأخ لا محمد، وإذن لا مناص من إعرابها مبتدأ.
ثم نقول له - والكلام ما زال للسامرائي: هل اتصف المبتدأ بالمسند اتصافاً ثابتاً؟ وهل المسند اسم جامد أو وصف؟ والجواب عن كل ذلك:
المبتدأ لم يتصف بالمسند اتصافاً ثابتاً لأن الخبر جملة مسندها فعل، والفعل يفيد الجدوث، ثم ان المسند ليس اسماً جامداً ولا وصفاً. ومع ذلك كانت كلمة (محمد) مبتدأ لا فاعلاً. وبهذا انخرمت قاعدة المبتدأ التي وضعها.
ثم نأتي إلى الشقّ الثاني من القاعدة وهو مسألة اتصاف الفاعل بالمسند اتصافاً متجدّداً فنقول له: كيف تعرب كلمة (يداه) في هذا المثال (محمد طويلةٌ يداه)؟
ولا مناص من إعرابها فاعلاً للصفة المشبّهة لأنه لا يمكن إعرابها خبراً لمحمد كما هو معلوم ولا لطويلة لأن (يداه) مثنى و (طويلة) مفرد.
فالفاعل يتّصف بالمسند اتّصافاً متجدّداً كما أن مسنده ليس فعلاً ولا وصفاً دالاً على التجدّد. وبهذا انخرمت قاعدة الفاعل التي وضعها أيضاً.
وبعد هذا التفصيل ..
فما إعراب (محمد سافر)؟
هل نعرب (محمد) مبتدأ أو فاعل؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[16 - 01 - 2006, 11:37 م]ـ
محمدٌ سافر.
هيا بنا أخي لؤي نشرح هذه الجملة. ونقدم ونؤخر بها.
فنقول:
محمدٌ سافر. هنا حصل تقديم وتأخير. لماذا؟ لأن الأصل في هذه الجملة؛ أن يكون حالها، كالتالي:
سافر محمدٌ. ولكن وكأن سياق الحديث في معرض إجابة عن سؤال مضمر، وهو من الذي سافر؟ ولما كانت الأهمية تنصب على من هو المسافر الذي وقع منه السفر، لا على الفعل، ولو كان على الفعل لكان فيه هذر، حيث أن واقع السفر مثبت بدليل التقديم للاسم في موقع كان تقديمه أوجب وأولى. ولما كان سياق الكلام يدل على هذا السؤال وهو عمن هو المسافر؟ كان الجواب: محمدٌ سافر. وهناك قرينة أخرى، تدل على أن في الجملة تقديم وتأخير، وهو شبه نقص المعنى في الجملة، فأنت حين تقول محمد سافر، لتكاد تلمس ان في الإخبار عن محمد وهو بفرض أنه مبتدأ لتكاد تلمس إبهاما يُظلل الخبر. فلو كان الإخبار (الخبر) كما يلي: محمد سافر إلى الشام. لاستحسن الجواب وتم الخبر والمعنى.
وعليه يكون. الإعراب لهذه الجملة:
محمدٌ: فاعل مقدم على فعله، لسبب الإبهام الواقع في الخبر لو كان إعتبار محمدٍ مبتدأ الكلام.
سافر: فعل ماضٍ مؤخر لما دل عليه سياق الكلام.
والأصل في الجملة انه جواب سؤال. وأصلها على الترتيب الأصيل سافر محمد ٌ.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 01:19 ص]ـ
محمدٌ سافر.
محمدٌ: فاعل مقدم على فعله، لسبب الإبهام الواقع في الخبر لو كان اعتبار محمدٍ مبتدأ الكلام.
سافر: فعل ماضٍ مؤخر لما دل عليه سياق الكلام.
والأصل في الجملة انه جواب سؤال. وأصلها على الترتيب الأصيل سافر محمد ٌ.
الأستاذ الفاضل موسى ..
يورد الدكتور فاضل السامرائي سبعة أمور تجعل الباحث يتردّد في القطع بصحّة هذه النظرة، أي أن (محمداً) فاعل مقدّم على فعله، نسردها واحداً تلو الآخر - بانتظار ملاحظاتك عليها:
أولاً:
إذا أعربنا (محمد) في (محمد سافر) فاعلاً أفيكون الفعل فارغاً من الضمير أم متحمّلاً لضمير مستتر؟ أظن ان أقرب جواب هو كون الفعل فارغاً وليس فيه ضمير مستتر، لأن تقدير الضمير سيوقع في إشكالات متعدّدة، منها البحث عن إعراب لهذا الضمير وعن الموجب لهذا التقدير وغير ذلك، فنقول:
إذا كان الفعل خالياً من الضمير اقتضى ذلك خلوّه حيث تقدّم الفاعل فينبغي أن نقول على هذا (الرجلان سافر) و (الرجال سافر). ولكن اللغة تأبى مثل هذا التعبير، فهي تقول (الرجلان سافرا) و (الرجال سافروا)، فتأتي بالضمير المطابق للاسم المتقدّم ولا تفرغ الفعل من الضمير، ممّا يدلّ على عدم خلو الفعل من الضمير.
ثم كيف نعرب نحو (الرجلان سافرا) و (الرجال سافروا)؟ أنعرب الاسم المتقدّم فاعلاً ونعرب الضمير المتأخّر فاعلاً أيضاً؟ أم نعرب الاسم المتقدّم مبتدأ والضمير المتأخّر فاعلاً؟ أم نعرب الاسم المتقدّم فاعلاً وهذه اللواحق حروفاً دالّة على التثنية والجمع؟ .. هل نجعل لحالة الإفراد إعراباً خاصّاً ولغيرها إعراباً آخر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 04:28 ص]ـ
موضوع مهم هذا الذي طرحتموه ذلك لأن الجملة العربية فعلية البناء أو من الصنف VSO (Verb + Subject + Object), الذي هو قليل بين اللغات وينتشر في اللغات السامية خاصة, ويبدو تقدم الفعل غريبا لأن ترتيب المعلومات في الجملة الطبيعية هو الفاعل ثم ماذا فعل ثم إن لزم بماذا, وهذا هو النظام في أغلب لغات العالم, فنقول "أحمد + كتب + الرسالة", ولكن مع وجود نظير هذا الترتيب في العربية إلا أن تقسيمها ليس من صنف "فاعل + فعل + مفعول به", بل من صنف "مبتدأ + خبر (مركب إسنادي فعلي) " وهذا التقسيم الأخير لم يعد حكرا على العربية مع سبقنا إليه ذلك لأن اللسانيات الحديثة أدرجت تقسيما جديدا يعمل على التقسيم
المعنوي.
يقسم التقسيم المعنوي الجملة إلى Thema و Rhema, الأول هو الموضوع أو المتحدَث عنه والثاني هو الخبر عن الموضوع أو عن المتحدث عنه, مثال:
أحمد: موضوع أو متحدث عنه ----- مبتدأ
كتب الرسالة: خبر عن المتحدث عنه ----- خبر
والملاحظ في هذا التقسيم أنه في العربية أصل وليس تصنيفا فرعيا, غير أن هذه الطريقة تقتصر على الجملة المسماة اسمية لابتدائها باسم. ففي الجملة الاسمية تعمل العربية على المعنى وفي الجملة الفعلية على التقسيم اللفظي. ومن هنا الجمل الإنشائية والخبرية. نلاحظ انتشار الجمل الاسمية عند إعطاء معلومة نحسبها مهمة لدى السامع مثل الأخبار وعناوينها (رئيس الدولة يزور مستشفى الأطفال) ثم عندما يتكلم في الخبر بالتفاصيل يقال (زار رئيس الدولة مستشفى الأطفال) ذلك لأنه لم يعد جديدا. وهذا من باب الاختلاف المعنوي بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية.
ولكم الكلمة أيها الخبراء.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 01 - 2006, 07:15 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ضاد ..
والظاهر من مداخلتك القيّمة أنك درست ( Germanistik) ؟
الإشكال الثاني في إعراب المتقدّم فاعلاً:
أنك إذا أعربت (محمداً) فاعلاً في (محمد سافر) فإنك قد تدخل على الجملة (ان) فتنصب محمداً فتقول (ان محمداً سافر)، فماذا تعرب محمداً؟ أتعربه فاعلاً منصوباً أم تعربه اسم ان؟ وإذا أعربته اسم ان فأين فاعل سافر؟ انك ستضطر إلى تقدير ضمير يعود على محمد فتقع فيما فررت منه.
وتقول أيضاً (رأيت محمداً يشتغل) فماذا تعرب (محمداً) أتعربه مفعولاً لرأيت وفاعلاً ليشتغل؟ ويا ترى ماذا سيكون الفاعل أيكون مرفوعاً أم منصوباً؟ أيكون فضلة أم عمدة؟ وإذا أعربته مفعولاً لرأيت - وهو كذلك - فأين يكون فاعل يشتغل؟ لا بدّ أنك ستلجأ أيضاً إلى تقدير ضمير في الفعل ليكون فاعلاً له فتعود إلى رأي الجمهور.
وتقول أيضاً (نظرت إلى عبد الله يشتغل) و (مررت بعبد الله يشتغل) فكيف تعرب (عبد الله) أتعربه مجروراً بحرف الجر أم فاعلاً؟ وعلى هذا ماذا سيكون حكم الفاعل في الإعراب أهو الرفع أم النصب أم الجر؟ وماذا سوف يكون موقعه في الجملة أعمدة هو أم فضلة؟ أم كل ذاك؟
وتقول أيضاً (جاء عبد الله يركض) فيا ترى أيكون عبد الله فاعلاً للفعلين معاً أم لواحد منهما؟ إلى غير ذلك من الإشكالات والمخلص من هذا كله أن تقول برأي الجمهور ..
ـ[ضاد]ــــــــ[18 - 01 - 2006, 04:03 م]ـ
أخي لؤي, نعم درستها ضمن اللسانيات.
قبل أن أعطي الحلول الممكنة لما تفضلت وطرحته, أود أن أسأل أتعرف شيئا عن Minimalistic Linguistics. وذلك لأن الطرح معقد ولا أريد أن أقول كلاما قليل من يفهمونه.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 01 - 2006, 09:13 م]ـ
أخي لؤي, نعم درستها ضمن اللسانيات.
قبل أن أعطي الحلول الممكنة لما تفضلت وطرحته, أود أن أسأل أتعرف شيئا عن Minimalistic Linguistics. وذلك لأن الطرح معقد ولا أريد أن أقول كلاما قليل من يفهمونه.
أولاً: يسعدني حضورك بيننا - أخي الكريم ضاد ..
وإن شاء الله ستنتفع بما منّ الله على روّاد هذا المنتدى المبارك .. وسننتفع بما منّ الله عليكم من علم ..
ثانياً: بالنسبة لموضوع ( Minimalistic Linguistics) .. فقد تعرّضت له خلال الدراسة الجامعية حيث بحثنا علاقته بالـ ( Flexible Boolean Semantics) ..
ثالثاً: كل طرح يمكن تبسيطه ..
وكما قيل فإن خير الكلام ما لم يُحتج معه كلام!
إلا إذا أتيتنا بكلام لم تعهده العرب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قيل إن أعرابياً وقف على مجلس الأخفش فسمع كلام أهله في النحو وما يدخل معه، فحار وعجب، وأطرق ووسوس، فقال له الأخفش: ما تسمع يا أخا العرب؟ قال: أراكم تتكلّمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا:)
وأخيراً: توكل على الله أخي الكريم ..
فإن كثيرين في الفصيح من ذوي الاختصاص ..
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 04:16 ص]ـ
أشكرك على الرد.
أود قبل كل شيء أن أقول شيئا هو أني من المشغوفين بالعربية على الرغم من أني لا أدرسها, ولذلك ما أنا بصدد تقديمه ليس من أهدافه المس من هذه اللغة بشيء, بل كل محاولاتي هي إعادة "وصف اللغة", لأن الوصف متواضع عليه وليس ينقص من الأصل في شيء, أي أن الكتلة اللغوية في ذاتها هي ذاتها, وما أضيفه أو أقترحه هو وصف لها فحسب. بالمثال يتضح المقال: ستظل الجملة "أحمد كتب الرسالة" في العربية سليمة ولكن لن أقول بأن أحمد هو المبتدأ, وهذا هو الوصف المتواضع عليه, بل هو الفاعل, والمتواضع عليه من سبيل العلم قابل للتطور والتطوير, كما أن العلماء تواضعوا يوما أن في العربية ثلاثة أقسام للكلام ثم زادوا لما اكتشفوا منقصة هذه النظرية. لذلك أرجو أن لا يأتي أحد ويتهمنا بالهرطقة أو المس من العربية بشيء, وهذا أملي في رواد هذا المنتدى العلمي.
في البدء علينا أن ندع كل الأوصاف النحوية ولا نستعملها إلا بمعناها اللغوي, ومن ثمة نصف الجملة العربية وتركيباتها من جديد دون اللجوء إلى الوصف المتوارث إلا في الأسماء والمصطلحات.
نبدأ على بركة الله في نقاشنا وطروحنا وأرجو أن يكونوا على قدر من الثراء.
أحب قبل كل نقاش أن أضع المنطلقات التي إليها نرجع:
1 - في العربية جمل فيها فعل --- نسميها ابتداءا الجمل الفعلية
2 - في العربية جمل ليس فيها فعل --- نسميها ابتداءا الجمل الاسمية
الجمل التي ليس فيها فعل هي من قبيل "السماء زرقاء", إذ هي تامة المعنى. والجمل التي فيها فعل هي الجمل التي أحد مكوناتها فعل سواء جاء في أولها أم أوسطها أم آخرها.
ميز القدماء بين الجمل التي أولها فعل والتي ليس أولها فعلا (لست أعني هنا المتقدمات من غير الفاعل كالظروف وما شابه) , فقالوا عن الأولى جملة فعلية وعن الثانية جملة اسمية وذلك لأنها تبدأ باسم (ثم أضافوا إليها الحروف والنواقص, ولهذا حديث آت) , ولكن قبل أن تقدم علينا أن نعرف الفاعل من حيث "الفاعلية", لا من حيث "الإعراب أو الوظيفة". الفاعل هو من قام بالفعل في الجملة. في الجملة "كتب أحمد الرسالة" فالكاتب أحمد, وفي الجملة "أحمد كتب الرسالة" فالكاتب أحمد. في كلتا الحالتين "الفاعل" أو الآتي بالفعل هو "أحمد". وفي جملتينا بغض النظر عن الترتيب
"فعل + فاعل + مفعول به".
مذهب القدماء في الإعراب:
كتب أحمد الرسالة: فعل + فاعل + مفعول به
أحمد كتب الرسالة: مبتدأ + خبر (مركب إسنادي فعلي متكون من فعل + فاعل مقدر + مفعول به)
والذي أوقعهم في هذا التعقيد في إعراب الجملة الثانية افتراضهم أن الجملة الفعلية هي التي تبدأ لا محالة بفعل, لو افترضوا أن الجملة الفعلية هي التي تحوي بين مكوناتها فعلا لسهل الأمر. فهم تجاهلوا في الحالة الثانية الفاعل المعنوي وبحثوا عن فاعل إعرابي فاصطدموا به متقدما عن فعله فما كان منهم إلا أن قالوا هذه جملة اسمية وهذا الفاعل مبتدأ والباقي خبر وعقدوا المسألة لما قالوا عن هذا الأخير "مركبا", ثم اضطروا لأن يقترحوا الإضمار في المسألة حتى يقيموا إعرابهم على ساقيه فصار عندنا خبر مركب إسنادي فعلي فيه فعل وفاعل مضمر ومفعول به.
ألستم معي في رأي أن الجملتين الآتيتين ليستا سواءا:
السماء زرقاء
أحمد كتب الرسالة
ما يميز العربية هو التخلي عن فعل الكينونة في الحاضر. لهذا نقول "السماء زرقاء" ولا نقول "السماء تكون زرقاء" (إلا في حالات مثل "تكون السماء الزرقاء عندما لا يكون فيها غيوم") , وهذه الخاصة تنعدم في الماضي والمستقبل, ولهذا جاء فعل الكينونة والأفعال الأخرى الداخلة على الجملة ولهذا حديث آت. ولذلك نستطيع أن نقول أن التقسيم "مبتدأ وخبر" صواب جدا إذ أن الجملة إخبار عن لون السماء, لا يمكن إضمار فعل الكينونة لعدم وروده أصلا.
الجملة الثانية حسب القدماء جملتان في جملة, فالجملة الكبرى هي الجملة في ذاتها والجملة الصغرى هي التي في الخبر. والمنطق اللغوي يقول أن الجملة جملة واحدة تأخر فعلها وتقدم فاعلها, وهذا أسهل في الفهم والمنطق.
هذه مقدمة وأرجو أن نناقش ما فيها قبل أن نمر إلى مشكلة الحروف والنواقص.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:19 م]ـ
الأخ الكريم ضاد ..
لو تكرّمت بإكمال وجهة نظرك ..
بارك الله فيك ..
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 03:03 ص]ـ
أمن الصائب مواصلة الطرح؟ أنا على كل حال مستعد ومعتذر عن الغياب الطويل!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 11:34 م]ـ
نرحّب بك أخي ضاد من جديد ..
فيا أهلاً ويا مرحباً ..
وأما بخصوص الطرح ..
فإن مسيرة العلم لا تتوقّف أبداً ..
ونسأل الله لك السداد والتوفيق في طرحك ..
وبالانتظار ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هشام]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على المعلومة، وأتمنى أن تتحفنا بمثل هذه الفروق وخصوصا مما حصلت عليه من الشيخ رحمه الله.
ولك جزيل الشكر(/)
مالفرق بين ....
ـ[بوحمد]ــــــــ[14 - 01 - 2006, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مالفرق بين "بالشئ" و "في الشئ"؟
وبين "أو" و "أم"؟
وكل عام وأنتم بخير
بوحمد
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 09:19 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز بوحمد الباء و (في) من حروف المعاني ,لكل منهما حالات عند دخولهما على الاسم, وقولك (بالشئ) أظهر ما يكون الاستعانة, مثل القول أكتب بالقلم, واما قولك (في الشئ) أظهر ما فيه معنى الالتصاق كقولك عيوب في البيت, اي به عيوب.
والله أعلم.
ـ[المبتدأ]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 10:48 م]ـ
عفوا .....
أخي لعل الصواب هكذا: ما الفرق؟
والشيء وليست: الشئ.
ـ[الكاتب1]ــــــــ[16 - 01 - 2006, 02:50 ص]ـ
أخي " بوحمد "
1 - لاأدري، هل تقصد الفرق في استخدام حرف الجر؟
إن كان هذا ما تقصده، فأجيبك بأنه لافرق بين الاستخدامين ولكن الذي يحدد صحة استخدام الحرف معه، هو المتعلَق به " واقصد بالمتعلَق به " إمّا الفعل، أو المشتق " فإن كان المتعلق به يتعدى بحرف الجر " في " فليس لك إلاّ أن تستخدم " في الشيء "، وإن كان المتعلق يتعدى بحرف " الباء " فلك الثاني، وإن كان يجوز أن يتعدى بالحرفين، فأي حرف تشاء منهما.
2 - الفرق بين "أو" و "أم"؟
لكل حرف معناه، واستخدامه:
أو: وتفيد مع العطف عدة معاني.
أ ـ التخيير، نحو: " أكتب قصة أو قصيدة".
ب - التقسيم، نحو:" الكلمة اسم أو فعل أو حرف "
ج - الشك إذا لم تعلم القادم، نحو: " حضر زيد أو عمر "
د- التشكيك إذا علمت القادم في قولك، نحو: " القادم زيد أو عمر "
هـ - الإضراب، نحو: ".كانوا ثلاثين أو زادوا ثلاثة ".
أمّا " أم "
فتفيد العطف وطلب التعين بعد الهمزة، سواء أكانت الهمزة للاستفهام، أم للتسوية. فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام: أقرأت القصة أم المقال؟
ومثال مجيئها بعد همزة التسوية: سأنتظرك سواء أحضرت أم لم تحضر.
وتسمى: " أم " بالمتصلة لوقوعها بعد همزة التسوية
ومنه قوله تعالى: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}
وإذا وقعت: " أم " بعد هل الاستفهامية سميت بالمنقطعة، لأنها تفيد الإضراب نحو قوله تعالى: {هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور}.
والفرق بينهما أن " أم " المتصلة، يعطف بها مفرد على مفرد، وجملة على جملة، أمَّا " أم " المنقطعة فلا يعطف بها إلا جملة على جملة كما هو واضح.
ـ[بوحمد]ــــــــ[16 - 01 - 2006, 09:29 ص]ـ
لكم الشكر وجزيتم خيراً
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 01:44 ص]ـ
لا أدري، هل تقصد الفرق في استخدام حرف الجر؟ إن كان هذا ما تقصده، فأجيبك بأنه لا فرق بين الاستخدامين ولكن الذي يحدد صحة استخدام الحرف معه، هو المتعلَق به " واقصد بالمتعلَق به " إمّا الفعل، أو المشتق " فإن كان المتعلق به يتعدى بحرف الجر " في " فليس لك إلاّ أن تستخدم " في الشيء "، وإن كان المتعلق يتعدى بحرف " الباء " فلك الثاني، وإن كان يجوز أن يتعدى بالحرفين، فأي حرف تشاء منهما.
إذا كان ذلك كذلك - أخي النحوي الصغير ..
فلماذا عُدّي الفعل (ألقى) في قوله تعالى: " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " (البقرة: 195) بالباء .. في حين أنه عُدّي في قوله سبحانه: " وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ " بـ (في)؟
وهل يستقيم المعنى إذا جاءت الآية الأولى بهذا الشكل: (ولا تلقوا في أيديكم إلى التهلكة)، أو إذا جاءت الثانية على هذا النحو: (وألقى بالأرض رواسي)؟
وبارك الله فيكم .. ونفع بعلمكم ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 01:45 م]ـ
القراّن كلام الله، وكل حرف اختير بعناية ووضع في مكانه الأنسب، ولا يحل حرف مكان حرف اّخرإلا إذا كانا لغتين، أو بمعنى واحد تقريبا.
والله أعلم
ـ[علي الرميثاوي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 11:37 م]ـ
شكراً للجميع على هذه الإفاضات الطيبة.
ولكن هل تأتي (أو) في الجمل الإستفهامية، أم لا يجوز ذلك؟؟
ـ[علي الرميثاوي]ــــــــ[29 - 01 - 2006, 11:23 ص]ـ
إذا كان فطاحلة الفصيح ما جاوبوا على هذا السؤال، فأين أجد جوابه يا ترى؟!!
مثلاً، أيهما الصحيح:
هل لديك تفاح أم رمان؟
هل لديك تفاح او رمان؟
:)
ـ[علي الرميثاوي]ــــــــ[29 - 01 - 2006, 11:39 ص]ـ
سبب الإشكال عندي هو ما ورد في هذا الكتاب الذي ينقد طه حسين رحمه الله، حيث جاء فيه قبل خاتمته:
جاء بالكتاب ص 198 (منسوبا إلى فتحي غانم):
هل طه حسين ملحد أم مؤمن.
وصوابها: ملحد أو مؤمن.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=53973#post53973
في حين اني قرأت لأحد الكتاب العراقيين، ما يفيد عكس ذلك، وهو أن (أم) تأتي للإستفهام، و (أو) لا تاتي في جملة الاستفهام!(/)
استثناء من الإسراء أم استثناء من الالتفات؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[14 - 01 - 2006, 03:53 م]ـ
قال تعالى: قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب" (هود81) هناك استثناء في الأية الكريمة (إلا امرأتك) فهل هذا الاستثناء من الإسراء أم من الالتفات؟
الذي يبدو لي أن الاستثناء يقع على الإسراء، لأن الأصل في الأية هو الجملة التالية: فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك ولا يلتفت منكم أحد إنه مصيبها ما أصابهم ........ "ولكن تأخرت (إلا امرأتك) بسبب قوة العلاقة المعنوية بين الضمير في (مصيبها) ومرجعه في (امرأتك) كما تقدم قوله تعالى (ولا يلتفت منكم أحد) فاصلا بين أجزاء الاستثناء بسبب قوة العلاقة المعنوية مع ما قبله، وهو قوله تعالى (فأسر بأهلك بقطع من الليل) كما أن مجيء الأية على الأصل يفصل كثيرا بين الضمير ومرجعه ويسبب للبس.
ومما يدل على ذلك قوله تعالى"إنه مصيبها ما أصابهم"وهذا يعني أن العذاب سيحل عليها وهي مع قومها، كما أنه ليس من المعقول أن يسرى بها ثم تلتفت فتلطم على وجهها، وما الحكمة من هذا العمل؟ بالإضافة إلى أن قوله تعالى"ولا يلتفت منكم أحد" يعني أن لا ينشغل أحد بأمور المتاع حتى لا تصحو الزوجةمن النوم وذلك حفاظا على السرية، كما أن إعلام الزوجة يتنافي مع السرية لأن الزوجةقد تعلم قومها وهذا يتنافى مع عنصر المفاجأة في عذاب الله للكافرين.
وهذا يعني أن الكلام يترتب بحسب الأهمية والحاجة المعنوية.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[14 - 01 - 2006, 05:06 م]ـ
السلام عليكم
مرحبًا بك أخي عزام بعد غياب طال, هناك من قرأ الاية على النصب وهي الاشهر ,ومنهم من قراءها على الرفع, والقراءة على النصب:"",يظهر منها ان استثناء على الاسراء, واما الرفع:" وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتُكَ" فيكون الاستثناء على الالتفات. الا ان سياق الاية يدل على ان الله عزوجل قد أمر النبي لوط أن يسري بأهله سوى زوجته، فإنه نهي أن يسري بها، وأمر بتخليفها مع قومها.
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 12:41 م]ـ
شكرا لك أخي سليم(/)
الفصل بين أجزاء الخبر
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 01:14 م]ـ
الفصل بين أجزاء الخبر
يقول ابن السراج وهو بصدد الحديث عن تقديم خبر كان عدولا عن الأصل"والتقديم والتأخير في الأخبار المجملة (الجملة) بمنزلتها في الأخبار المفردة ما لم تفرقها" (1) أي أنه يجوز تقديم خبر كان عليها وعلى اسمها إذا كان جملة بشرط أن لا نفصل بين أجزاء الخبر، فيجب تقديم الخبر كاملا كما هو، وبهيئته التي كان عليها، مثال ذلك: أبو منطلق كان زيد، تريد، كان زيد أبوه منطلق، وقائمة جارية يحبها كان زيد، تريد، كان زيد قائمة جارية يحبها (2)
وهذا كلام سليم، فيجب المحافظة على قوة العلاقات المعنوية بين الكلمات داخل التركيب، ويجب نقل الخبر من مكانه كتلة واحدة ووضعه في المكان الذي نريده، وهذا يعني أن الكلام في الأصل يتجاور ويترتب بحسب الحاجة والأهمية المعنوية.
ولكن تم العدول عن الأصل وتم تقديم خبر كان، ولكن مع خرق معيار القاعدة النحوية في قوله تعالى" وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا" (الجن 4) ففي الأية السابقة حدث أمران: أولهما: تم الفصل بين أجزاء الخبر الذي تقدم عدولا عن الأصل حيث تقدم جزء منه وهو (يقول) ثم جاء الاسم (سفيهنا) ثم بقية الخبر
وكان الأصل أن يتقدم الخبر برمته وهيئته التي كان عليها كما قال ابن السراج، كما في الجملة التالية: وأنه كان يقول على الله شططا سفيهنا"إلا أن مجيء هذا التركيب يجعل الفاصل طويلا بين كان وبين اسمها، وبما أن (كان) تحتاج إلى الاسم حاجة قوية جدا فيجب تقديم الاسم حتى ولو فصل بين أجزاء الخبر، كما أن تأخير الاسم يجعل التركيب ملبسا قلقا، ومن هنا تم العدول عن الأصل وتم خرق معيار القاعدة النحوية من أجل أن يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.
ثانيهما: دخول الفعل على الفعل، مع أن القاعدة النحوية تنص على أنه: لا يجوز دخول الفعل على الفعل بسبب التنافر المعنوي وعدم الحاجة المعنوية، ولكن وربما أن الذي يسر دخول الفعل على الفعل هنا هو أن الفعل (كان) يدل على الزمن فقط وقد تم دخول الفعل على الفعل في أية أخرى وهو قوله تعالى"من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم " ولكن مهما يكن من أمر فقد تم تقديم الفعل الثاني نحو الفعل الأول بسبب قوة العلاقة المعنوية بين الفعلين.
والله أعلم
========
(1) ابن السراج- الأصول في النحو-ج 1 - ص 88
(2) السابق-نفس الصفحة.(/)
سؤال له الفوارس!!!!!!!!!!!!!!
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[16 - 01 - 2006, 05:35 م]ـ
سؤال له الفوارس!!!!!!!!!!!!!!
--------------------------------------------------------------------------------
ورد في سورة الشمس {والأرض وما طحاها} .. وورد في سورة النازعات {والأرض بعد ذلك دحاها} ...
فما الفرق بين (طحاها) و (دحاها)؟.
علما أن المفسرين لا يقولون بفرق ... بل يفسرون الواحدة بالأخرى .. وهذا بعيد .. فالطاء ليست دالا!.
فمن لها؟.
ـ[الفيفي]ــــــــ[16 - 01 - 2006, 11:40 م]ـ
يا ابن الحسن:
ليس في الآيتين إشكال البتةَ
لأن الدحو والطحو بمعنى البسط
وإبدال الطاء من الدال جائز في لغة العرب وهو من الابدال اللغوي لا الصرفي
انظر معنى الكلمتين في (لسان العرب لابن منظور) مفصلا
في مادة (دحا) و (طحا) تجد كلاما نفيسا.
ولك شكري وتقديري
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 02:43 ص]ـ
دحاها: بسطها ومهّدها ..
طحاها: وسّعها من جوانبها ..
وللكلام بقية إن شاء الله تعالى ..
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 09:12 م]ـ
الأخ لؤي ..
أين نجد مرجعا لما تفضلت به؟
وللأخ فيفي .. لكن .. ما زلت لا أتصور أن عظمة القرآن تقف عند مجرد إبدال حرف بحرف .. فمن باب توقيرنا للكتاب, نقول: إن الله حين قال: {طحاها} لم يُرد {دحاها} , والعكس صحيح, فلا يصح أن نقول بعدها إنه أراد بالأولى الثانية وأراد بالثانية الأولى ...
بل إن من معاني العظمة لهذا الكتاب أن تختلف الصور والمؤديات والدلالات بتغير حرف واحد متشابه , وإن هذا من البديع ما تنزل على مثله {مشتبها وغير متشابه}!.
وإن من بعض المشاركين جزاهم الله خيرا من وصل ونحا إلى فرق ما, ولعل هذا هو الأصل .. ولا حاجة للحديث عن "إشكال", فليس ثمة إشكال, بل هو إعظام إن يكون الله كأحدنا, يقول القول ويصلح غيره محله!.
فما زال البحث قائما.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 05:26 م]ـ
أظن أن لي مشاركة في هذا الموضوع. و لا أدري أحذفت أم أن الأمر قد التبس علي؟ أرجو من المشرف الرد مشكورا
ـ[الفيفي]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 11:03 م]ـ
ياابن الحسين:
إليك ما قال الشيخ ابن عثمين فلعه يضيف شيئا فيه فائدة
ولا أكتمك سرا فإنني قد جهزت أقوالا لعدد من المفسرين في تفسيرالآيتن تزيد عن العشرة.
وأردت أن يطلع عليها الجميع ولكني خشيت أن يؤول مصيرها إلى ما آلت إليه بعض المشاركات في هذا الموضوع وبخاصة أنها مشاركة طويلة فاكتفيت بقول شيخنا رحمه الله:
من تفسير ابن عثمين الفاتحة مع جزء (عم)
{والأرض وما طحاها} يعني: الأرض وما سواها حتى كانت مستوية، وحتى كانت ليست لينة جداً، وليست قوية صلبة جداً، بل هي مناسبة للخلق على حسب ما تقوم به حوائجهم، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده أن سوى لهم الأرض وجعلها بين اللين والخشونة إلا في مواضع لكن هذا القليل لا يحكم به على الكثير.
ــــــــ
{والأرض بعد ذلك} أي بعد خلق السماوات والأرض {دحاها} بين سبحانه هذا الدحو بقوله: {أخرج منها ماءها ومرعاها} وكانت الأرض مخلوقة قبل السماء كما قال الله تعالى: {قل أئِنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين. ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سماوات في يومين} [فصلت: 9 ـ 12]. فالأرض مخلوقة من قبل السماء لكن دحوها وإخراج الماء منها والمرعى كان بعد خلق السماوات.
ـ[الفيفي]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 11:42 م]ـ
ملحوظة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لي أولا:
ولأبي طارق ثانيا:
ما ظنناه من حذف بعض المشاركات ليس صحيحا، فهي قابعة في مكانها في (منتدى النحو والصرف) لأن الموضوع مكرر هنا وهناك
فلو يتكرم المشرف - مع الاعتذار له - بنقل الموضوع هنا برمته ليتحد المكان والردود ويزول سوء الظن.(/)
قصة إعجاز
ـ[بدوي فصيح]ــــــــ[16 - 01 - 2006, 11:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكروا أن الفيلسوف الكِنْدي قال له أصحابه: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن.
فقال: نعم أعمل مثل بعضه. فاحتجب أيامًا كثيرة ثم خرج إليهم
فقال: والله ما أقدر ولا يطيق هذا أحد,
إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة, فنظرت فإذا هو نطق بالوفاء ونهى عن النكث, وحَلل تحليلاً عاماً, ثم استثنى استثناءًا
ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين, لا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في أجلاد. أي: مجلدات كثيرة.
قال تعالى {يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم
غير محلى الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم مايريد}
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيكم - أخي بدوي فصيح!
وجوزيتم خيراً على هذه اللفتة البيانية الماتعة ..
وصدق من قال إن غالب الفلاسفة مشوّشين .. يعني: مرضى قلوب ..
ولهذا يقول ابن تيمية - رحمه الله: هم في منزلة المنافقين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ..
فالفلسفة تبدأ أولاً بترك القرآن .. بعدين بترك صلاة الفجر .. بعدين بترك صحيحي البخاري ومسلم .. بعدين يبدأ يحدّثك عمّا وراء الطبيعة .. وكذا عن العَرَض والجوهر .. ثم ينتقل بك من داخِل العالَم إلى خارج العالَم .. إلى أن يخرج عقله من رأسه!
وبالنسبة لآية المائدة الكريمة فلقد شملت حقاً أحكاماً عدّة، منها الوفاء بالعقود، ومنها تحليل بهيمة الأنعام، ومنها استثناء ما سيُتلى ممّا لا يحلّ، ومنها تحريم الصيد على المحرِم، ومنها إباحة الصيد لمن ليس بمحرِم ..
يقول الشوكاني - رحمه الله: هذه الآية التي افتتح الله بها هذه السورة إلى قوله تعالى: "إن الله يحكم ما يريد"، فيها من البلاغة ما تتقاصر عنده القوى البشرية ..
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:53 م]ـ
السلام عليكم
حقًا أخي لؤي الطيبي إن الفلاسفة غير مأموني العواقب فاسمع الفيلسوف (ابن عربي) ماذا يقول:
وقد صار قلبي قابلاً كل صورة = فمرعىً لغزلان ودَير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف = وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت= ركائبه فالحب ديني وإيماني
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 08:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب سليم ..
ولو أن هذا الصنف من الفلاسفة عرفوا تصرّف علمائنا وفقهائنا في مسائلهم، ووقفوا على غَورهم في نظرهم وغوصهم في استنباطهم، وحسن تأويلهم لِمَا يَرِد عليهم، وسَعة تشقيقهم للوجوه المحتملة والكنايات المفيدة والجهات القريبة والبعيدة، لحقّروا أنفسهم، وازدرَوْا أصحابهم، ولكان ما ذهبوا إليه وتابعوا عليه أقلّ في أعينهم من السُّها عند القمر، ومن الحصا عند الجبل.
والكِنديُّ - الذي يُعتبر علماً عند الفلاسفة - قالوا له يوماً: أخبرنا عن اصطكاك الأجرام وتضاغط الأركان؟ هل يدخل في باب وجوب الإمكان؟ أو يخرج من باب الفقدان إلى ما يخفى عن الأذهان؟
وقالوا له أيضاً: ما نسبة الحركات الطبيعية إلى الصور الهيولانية؟ وهل هي ملابِسة للكيان في حدود النظر والبيان، أو مزايلة له مزايلة على غاية الإحكام؟
وقالوا له: ما تأثير فقدان الوجدان في عدم الإمكان عند امتناع الواجب من وجوبه في ظاهر ما لا وجوب له لاستحالته في إمكان أصله؟
ولقد قرأت جوابه عن جميع هذا، فما كان إلا على غاية الرّكاكة والضعف والفساد والفسالة والسُّخف. ولولا التوقّي من التطويل لسردت ذلك كله ..
ولقد مرّ بي في أحد كتبه: التفاوت في تلاشي الأشياء غير محاط به، لأنه يلاقي الاختلاف في الأصول والاتفاق في الفروع، وكل ما يكون على هذا النهج فالنكرة تزاحم عليه المعرفة، والمعرفة تناقض النكرة، على أن النكرة والمعرفة من باب الألبسة العارية من ملابس الأسرار الإلهية، لا من باب الإلهية العارضة في الأحوال البشرية.
وإن هذا القول المفبرك ليُضحك الثكلى ويشمت العَدوَ ويغرّ الصديق ..
وما ورث هذا كله - هو وأصحابه - إلا من بركات يونان، وفوائد الفلسفة والمنطق ..
ونسأل الله عصمة وتوفيقاً نهتدي بهما إلى القول الراجع إلى التحصيل، والفعل الجاري على التعديل، إنه سميع مجيب.
ـ[بدوي فصيح]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 01:28 م]ـ
اشكركما على هذه التعليقات الرائعة وعلى إثراء الموضوع.(/)
إبلاغ المتكلم غايته بحسن إفهام السامع ...
ـ[فؤاد البابلي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:43 ص]ـ
غرض كل فرد من الناس إذا تكلم أو كتب، أن يوصل ما يريد أن يتحدث عنه إلى السامع والقارىء وهذا الذي يريده المتكلم قد يكون فكرة يريد من المرء أن يفهمها أو قد يكون شعوراً يريد منه أن يحس به، وقد يكون عاطفة يريد منه أن يشاركه التأثر بها، وقد يكون ذلك كله مجتمعاً في وحده متكامله. وتختلف قدرة الأفراد على التعبير عما في نفوسهم بحسب اختلاف ظروفهم الثقافية والنفسية والصحية والاجتماعية. وتختلف أيضاً أهداف الأفراد من الكلام، أو الكتابة فإذا أراد المتكلم أن يوصل فكرة ما إلى السامع دون أي هدف فإنه يقول ما يريد بصورة مباشرة وبكلمات لأغراض له منها سوى أداء المعنى، وهذا هو الكلام العادي الذي يتعامل به الناس في شؤون حياتهم اليومية في كل مجالات الحياة، سواء في البيت أو في المدرسة أو في الجامعة أو في الوظيفة أو في المصنع وما إلى ذلك من مرافق الحياة. وإذا كان غرض الكلام، أو الكتابة توضيح الحقائق العلمية وشرحها فإن ذلك يدعو إلى استخدام الأسلوب العلمي القائم على عرض الفكرة وتحليلها والتدليل عليها والاقتناع بها بمثل ما هو معروف من خصائص الأسلوب العلمي وموضوعاته، وهناك شروط لا بد أن تتوافرتتحقق كي يتمكن الأديب من نقل أفكاره إلى الآخرين بأسلوب جميل مؤثر وهي شروط يسيره يتوصل إليها الأديب بطبعه قبل أن يتعرفها في كتب النقد والبلاغه. فكل أدبي هو في الحقيقة مجموعة من الكلمات يؤلف الأديب فيما بينهما لتصبح جملاً وعبارات وفقرات، وتتوالى الفقرات لتؤلف موضوعاً أدبياً متكاملاً. قصة أو مقالاً أو بحثاً أو خاطرة أوغير ذلك من فنون النثر أو بيتاً من الشعر أو قصيدة أو مسرحية شعرية أو غير ذلك من فنون الشعر، وليس في اللغة كلمات غير أدبية أو كلمات للنثر وأخرى تصلح للشعر ...
أما الكلمة تظل وحدة لغوية صغيرة إلى أن يأخذها الأديب فيؤلف منها ومن غيرها موضوعاً معيناً والسياق اللغوي هو الذي يحدد ما إذا كان الموضوع علمياً أو أدبياً وما إذا كان الأديب موفقاً ومؤثراً في عمله الأدبي أم لا. وتختص البلاغة بالبحث في طرائق تقديم المعنى ولها في ذلك فروع ثلاثة: البيان والمعاني والبديع.
فالبلاغة: تأدية المعنى الجليل واضحًا بعبارة صحيحة فصيحة لها في النفس أثر خلاب، مع ملائمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه والأشخاص الذين يخاطبون. فالبلاغة هي إبلاغ المتكلم غايته بحسن إفهام السامع.
تنقسم البلاغة إلى ثلاثة علوم:
علم المعاني: هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال، ومنه الخبر والإنشاء والتقديم والتأخير والقصر وغيرها.
علم البيان: هو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه، ومنه التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية وغيرها.
البديع: علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية الكلام لمقتضى الحال ورعايته ووضوح الدلالة ومنه الجناس والطباق والسجع وغيرها.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:07 م]ـ
الأخ الكريم فؤاد البابلي ..
نرحب بك في منتديات الفصيح ..
ونسأل الله لك السداد في القول والأفعال ..
ولدي سؤال:
ماذا تقصد في قولك:
وليس في اللغة كلمات غير أدبية أو كلمات للنثر وأخرى تصلح للشعر ... ؟(/)
من أسرار البلاغة للجرجاني
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 06:54 م]ـ
(1)
اللفظ والمعنى
اعلم أن الكلام هو الذي يُعطي العلومَ منازلها، ويبيّن مراتبها، ويكشفُ عن صُوَرها، ويجني صنوفَ ثَمَرها، ويدلُّ على سرائرها، ويُبْرِزُ مكنون ضمائرها، وبه أبان اللّه تعالى الإنسان من سائر الحيوان، ونبّه فيه على عِظَم الامتنان، فقال عزّ من قائل: "الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ، خَلَقَ الإنْسَانَ، عَلَّمَهُ البَيَانَ" "الرحمن1 - 4"، فلولاه لم تكن لتتعدَّى فوائدُ العلمِ عالِمَه، ولا صحَّ من العاقل أن يَفْتُق عن أزاهير العقلِ كمائمه، ولتعطَّلَت قُوَى الخواطر والأفكار من معانيها، واستوَتِ القضيّة في مَوْجُودَها وفانيها، نَعمْ، ولوقع الحيُّ الحسَّاس في مرتبةِ الجماد، ولكان الإدراك كالذي ينافيه من الأضداد، ولبقيتِ القلوب مُقْفَلةً تَتَصَوَّنُ على ودائعها، والمعاني مَسْجُونَةً في مواضعها، ولصارت القرائح عن تصرُّفها معقولةً، والأذْهان عن سلطانها معزولةً، ولما عُرف كفرٌ من إيمان، وإساءة من إحسان، ولما ظهر فرقٌ بين مدح وتزيين، وذمّ وتهجين، ثم إنّ الوصف الخاصَّ به، والمعنى المثبِتَ لنسبه، أنه يريك المعلومات بأوصافها التي وجدها العلم عليها، ويقرِّر كيفياتها التي تتناولها المعرفةُ إذا سَمَتْ إليها، وإذا كان هذا الوصفُ مقوِّمَ ذاته وأخصَّ صِفاته، كان أشرف أنواعه ما كان فيه أجلى وأظهر، وبه أولى وأجدر، ومن ها هنا يبيّن للمحصل، ويتقرّر في نفس المتأمِّل، كيف ينبغي أن يَحْكُمْ في تفاضُل الأقوال إذا أراد أن يقسّم بينها حظوظها من الاستحسان، ويعدّل القسمةَ بصائب القِسطاس والميزان، ومن البيّن الجليّ أن التبايُنَ في هذه الفضيلة، والتباعد عنها إلى ما ينافيها من الرذيلة، ليس بمجرَّد اللفظ، كيف والألفاظ لا تُفيد حتى تُؤلَّف ضرباً خاصّاً من التأليف، ويُعْمَد بها إلى وجه دونِ وجهٍ من التركيب والترتيب، فلو أنك عَمَدت إلى بيت شعرٍ أو فَصْل نثرٍ فعددت كلماته عَدّاً كيف جاء واتَّفق، وأبطلت نضدَهُ ونظامه الذي عليه بني، وفيه أفرغ المعنى وأجري، وغيّرت ترتيبه الذي بخصوصيته أفاد ما أفاد، وبنَسَقِه المخصوص أبان المراد، نحو أن تقول في: "من الطويل قِفا نَبْكِ من ذِكْرَى حَبيبٍ ومنزل" منزل قفا ذكرى من نبك حبيب، أخرجته من كمال البيان، إلى مجال الهَذَيان، نعم وأسقطت نسبتَهُ من صاحبه، وقطعت الرَّحمِ بينه وبين مُنْشِئه، بل أحَلْت أن يكون له إضافةٌ إلى قائل، ونَسَبٌ يَخْتَصّ بمتكلم، وفي ثبوت هذا الأصل ما تَعْلم به أنّ المعنى الذي له كان هذه الكلم بيتَ شعرٍ أو فصلَ خطابٍ، هو ترتيبها على طريقة معلومة، وحصولها على صورة من التأليف مخصوصة، وهذا الحُكْمُ - أعني الاختصاص في الترتيب - يقع في الألفاظ مرتَّباً على المعاني المرتَّبَة في النفس، المنتظمةِ فيها على قضيّة العقل، ولا يُتّصوَّر في الألفاظ وُجُوبُ تقديم وتأخير، وتخصُّصٍ في ترتيب وتنزيل، وعلى ذلك وُضِعَت المراتبُ والمنازلُ في الجمل المركَّبة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:00 م]ـ
الأخ الكريم المكي - حفظك الله ونفع بك ..
اقتباس موفّق وفي غاية البيان ..
وبانتظار المزيد ..
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:03 م]ـ
(2)
وأقسام الكلم المدونة
فقيل: من حق هذا أن يَسبق ذلك، ومن حقِّ ما هاهنا أن يقع هنالك، كما قيل في المبتدأ والخبر والمفعول والفاعل، حتى حُظِر في جنس من الكلم بعينه أن يقع إلاّ سابقاً، وفي آخَرَ أن يوجد إلا مبنيَّاً على غيره وبه لاحقاً، كقولنا: إن الاستفهام له صدر الكلام، وإن الصفة لا تتقدم على الموصوف إلا أنْ تُزال عن الوصفية إلى غيرها من الأحكام، فإذا رأيت البصير بجواهر الكلام يستحسن شعراً أو يستجيد نثْراً، ثم يجْعَلُ الثناءَ عليه من حيث اللّفظ فيقول: حُلْوٌ رشيق، وحَسَنٌ أَنيقٌ، وعذبٌ سائغٌ، وخَلُوبٌ رائعٌ، فاعلم أنه ليس يُنبئك عن أحوالٍ ترجعُ إلى أجْراس الحروف، وإلى ظاهر الوضعِ اللغويّ، بل إلى أمرٍ يقع من المرء في فؤاده، وفضلٍ يَقْتدحُه العقلُ من زِناده، وأمَّا رجوع الاستحسان إلى اللفظ من غير شِرْكٍ من المعنى فيه، وكونِه من أسبابهِ ودواعيه، فلا يكاد يَعْدُو نمطاً واحداً، وهو أن تكون اللفظة مما يتعارفه الناس في استعمالهم، ويتداولُونه في زمانهم، ولا يكون وَحْشِياً غريباً، أو عامّياً سخيفاً، سُخْفُهُ بإزالته عن موضوع اللغة، وإخراجه عما فرضتْه من الحكم والصفة، كقول العامة أشْغَلتَ وانفسد، وإنما شرطتُ هذا الشرط، فإنه ربما استُسخف اللفظ بأمر يرجعُ إلى المعنى دون مجرَّد اللفظ، كما يحكى من قول عبيد اللّه بن زياد لما دُهش: افتحوا لي سيفي، وذلك أن الفتح خلاف الإغلاق، فحقُّه أن يتناول شيئاً هو في حكم المُغلقَ والمسدود، وليس السَّيف بمسدود، وأقصى أحوالِهِ أن يكون كونُه في الغِمْد بمنزله كَوْنِ الثوب في العِكْمِ، والدرهم في الكيس، والمتاعِ في الصندوق، والفتح في هذا الجنس يتعدَّى أبداً إلى الوِعاء المسدود على الشيء الحاوي له لا إلى ما فيه، فلا يقال: افتحِ الثوبَ، وإنما يقال: افتحِ العِكْمَ وأخرجِ الثوب و افتحِ الكيس، وها هنا أقسام قد يُتَوهَّمُ في بَدْءِ الفكْرة، وقبلَ إتمام العِبرة، أنَّ الحُسْنَ والقبحَ فيها لا يتعدَّى اللفظَ والجَرَسَ، إلى ما يُناجِي فيه العقلُ النفسَ، ولها إذا حُقّق النظر مَرجِعٌ إلى ذلك، ومُنْصَرَفٌ فيما هنالك، منها: التجنيس والحشو.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:07 م]ـ
(3)
القول في التجنيس
أما التجنيس فإنك لا تستحسن تجانُس اللفظتين إلا إذا كان وقع معنييهما من العقل موقعاً حميداً، ولم يكن مَرْمَى الجامع بينهما مَرْمًى بعيداً، أتراك استضعفتَ تجنيس أبي تمام في قوله: من الكامل ذَهَبَت بمُذْهَبَهِ السَّمَاحَةُ فَالْتَوتفِيهِ الظُّنُونُ: أَمَذْهَبٌ أم مُذْهَبُ
واستحسنتَ تجنيس القائل: "حتى نَجَا من خَوفِهِ وَمَا نَجا" وقول المحدَث: ناظِراه فيما جَنَى ناظِراه أوْ دَعانِي أمُتْ بما أَودعَانِي
لأمرٍ يرجع إلى اللفظ؟ أم لأنك رأيتَ الفائدة ضَعُفَت عن الأوّل وقويتَ في الثاني؟ ورأيْتَك لم يزدك بمَذْهب ومُذهب على أن أَسْمَعَكَ حروفاً مكررةً، تروم فائدة فلا تجدُها إلا مجهولةً منكرةً، ورأيتَ الآخر قد أعَادَ عليك اللفظةَ كأنه يخدعُك عن الفائدة وقد أعطاها، ويوهمك كأنه لم يَزِدْك وقد أحسن الزيادة ووفَّاها، فبهذه السريرة صار التجنيس - وخصوصاً المستوفَى منه المُتَّفَقَ في الصورة - من حُلَى الشّعر، ومذكوراً في أقسام البديع. فقد تبين لك أن ما يُعطي التجنيس من الفضيلة، أمرٌ لم يتمَّ إلا بنُصْرةِ المعنى، إذ لو كان باللفظ وَحْدَهُ لما كان فيه مستحسنٌ، ولما وُجد فيه معيبٌ مُسْتهجَن، ولذلك ذُمَّ الاستكثار منه والوَلُوعُ به، وذلك أن المعاني لا تَدِين في كل موضع لما يَجْذبها التجنيس إليه، إذ الألفاظ خَدَمُ المعاني والمُصرَّفةُ في حكمها، وكانت المعاني هي المالكة سياستهَا، المستحقَّةَ طاعتها، فمن نَصَرَ اللفظ على المعنى كان كمن أزال الشيء عن جِهَته، وأحاله عن طبيعته، وذلك مظنّة الاستكراه، وفيه فَتْح أبواب العيب، والتَّعرُّضُ للشَّيْن، ولهذه الحالة كان كلامُ المتقدِّمين الذين تركوا فَضْل العناية بالسجع، ولَزِموا سجِيَّةَ الطبع، أمكنَ في العقول، وأَبْعَد من القَلَقِ، وأَوضحَ للمراد، وأفضل عند ذوي التَّحصيِل، وأسلمَ من التفاوتِ، وأَكْشَفَ عن الأغراض، وأَنْصَرَ للجهة التي تَنحو نَحْوَ العقل، وأَبعدَ من التَّعمُّلِ الذي هو ضربٌ من الخِداعِ بالتزويق، والرضَى بأن تَقَع النقيصةُ في نفس الصُّورة، وإنّ الخِلْقَةَ، إذا أكثر فيها من الوَشْم والنقش، وأُثْقل صاحِبُها بالحَلْي والوَشْي، قياسُ الحَلْي على السيف الدَّدَان، والتَوسُّعِ في الدعوى بغير بُرْهان، كما قال: إذا لم تُشاهِدْ غَيْرَ حُسْن شِيَاتِهَا وَأَعْضَائها فالحُسْنُ عنك مُغَيَّبُ
وقد تجد في كلام المتأخرين الآنَ كلاماً حَمَل صاحبَه فرطُ شَغَفِه بأمورٍ ترجع إلى ما له اسم في البديع، إلى أن ينسى أنَّه يتكلم ليُفهِم، ويقول ليُبين، ويُخيَّل إليه أنه إذا جَمَعَ بين أقسام البديع في بيت فلا ضير أن يقع ما عَنَاهُ في عمياء، وأنْ يُوقع السامعَ من طَلَبه في خَبْطِ عَشْوَاءِ، وربَّمَا طَمَسَ بكثرة ما يتكلَّفه على المعنى وأفسده، كمن ثقَّل العروسَ بأصناف الحَلْي حتى ينالها من ذلك مكرُوهٌ في نفسها. فإن أردت أن تعرف مِثالاً فيما ذكرتُ لك، من أن العارفين بجواهر الكلام لا يعرِّجون على هذا الفنّ إلا بعد الثقة بسلامة المعنى وصحَّته، وإلا حيثُ يأمَنون جنايةً منه عليه، وانتقاصاً له وتعويقاً دونه، فانظر إلى خُطَب الجاحظ في أوائل كتبه هذا - والخُطبُ من شأنها أن يُعْتَمَد فيها الأوزانُ والأسجاعُ، فإنها تُرْوَى وتُتناقل تَنَاقُلَ الأشعار، ومحلُّها محلُّ النسيب والتشبيب من الشعر الذي هو كأنه لا يُرَادُ منه إلاّ الاحتفالُ في الصنعة، والدَّلالةُ على مقدار شَوْطِ القَرِيحَة، والإخبارُ عن فَضْل القوة، والاقتدار على التفنُّن في الصنعة - قال في أول كتاب الحيوان: "جَنَّبك اللّه الشُّبْهة، وعَصَمَك من الحَيْرِةِ، وجعل بينك وبين المعرفة سبَباً، وبين الصدق نسبَاً، وحبَّب إليك التثُّبت، وزَيَّنَ في عينك الإنصاف، وأذاقك حلاوة التقوى، وأشعر قلبك عِزَّ الحق، وأوْدِع صدرَك بَرْدَ اليقين وطَرَد عنك ذُلَّ اليأس، وعرَّفك ما في الباطل من الذلّة، وما في الجهل من القِلّة". فقد ترك أوَّلاً أن يوفِّق بين الشبهة و الحيرة في الإعراب، ولم يَرَ أن يَقْرن الخلاف إلى الإنصاف، ويَشْفَعَ الحق بالصدق، ولم يُعْنَ بأن يَطْلُب لليأس قرينةً تصل جناحَه، وشيئاً يكون رَدِيفاً له، لأنه رأى التوفيق بين المعاني أحقُّ،
(يُتْبَعُ)
(/)
والموازنة فيها أحسنَ، ورأى العناية بها حتى تكونَ إخوةً من أبٍ وأمٍّ؛ ويذَرَها على ذلك تَتَّفقُ بالوداد، على حسب اتّفاقها بالميلاد، أَوْلى من أن يَدَعها، لنُصْرَة السجع وطلب الوزن، أولادَ عِلَّة، عسى أن لا يوجد بينها وفاق إلا في الظواهر، فأما أنْ يَتَعَدَّى ذلك إلى الضمائر، ويُخْلص إلى العقائِد والسَّرائر، ففي الأقلِّ النادر. وعلى الجملة فإنك لا تجد تجنيساً مقبولاً، ولا سَجَعاً حَسَنَاً، حتى يكون المعنى هو الذي طلبه واستدعاه وسَاق نحوَه، وحتى تَجِده لا تبتغي به بدَلاً، ولا تجِد عنه حِوَلاً، ومن ها هنا كان أَحْلَى تجنيس تسمَعُه وأعلاه، وأحقُّه بالحُسْن وأولاهُ، ما وقع من غير قصدٍ من المتكلم إلى اجتلابه، وتأهُّب لطلبه، أو مَا هو - لحسن مُلاءمته، وإن كان مطلوباً - بهذه المنزلة وفي هذه الصورة، وذلك كما يمثّلون به أبداً من قول الشافعي رحمه اللّه تعالى وقد سئل عن النَّبيذ فقال: "أجمع أهلُ الحرمين على تحريمه"، ومما تجده كذلك قولُ البحتري:
يَعْشَى عَنْ المجد الغبيّ؛ ُ ولَنْ تَرَى في سُؤدَدٍ أَرَباً لغير أريبِ
وقوله: فقد أصبحتَ أَغْلبَ تَغْلَبِيّاً على أيدي العَشِيرةِ والقلوب
ومما هو شبيه به قوله: وهوًى هَوَى بدُموعه فتَبَادَرَت نَسَقَاً يَطأنَْ تجلُّداً مغلوبا
وقوله: ما زِلْتَ تقرَعُ بَابَ بابَلَ بالقَنا وتزوره في غارةٍ شعواءِ
وقوله: ذَهَبَ والأعالِي حيثُ تَذْهَبُ مُقْلَةٌ فيه بنَاظِرِهَا حَدِيدُ الأسفلِ
ومثال ما جاء من السجع هذا المجيءَ وجرى هذا المجرى في لِين مقَادته، وحلَ هذا المحلِّ من القَبُولِ قولُ القائل: اللّهم هَبْ لي حمداً، وهَبْ لِي مجداً، فلا مجدَ إلا بِفَعالٍ، ولا فَعَال إلاّ بمال، وقولُ ابن العميد: فإن الإبقاء على خَدَم السلطان عِدْلُ الإبقاء على ماله، والإشفاق على حاشيته وحَشَمه، عِدْلُ الإشفاق على ديناره ودِرْهَمه. ولستَ تجد هذا الضرب يكثُر في شيءٍ، ويستمرُّ كَثْرَته واستمرارَه في كلام القدماء، كقول خالد: ما الإنسان، لولا اللسان، إلا صورة ممثلة، وبهيمة مُهْمَلة، وقول الفضل بن عيسى الرقاشي: سَلِ الأرض فقل: مَنْ شَقَّ أنهارك، وغرسَ أشجارك، وجنى ثمارك، فإن لم تُجبك حِواراً، أجابتك اعتباراً. وإن أنتَ تتبِّعته من الأثر وكلام النبي صلى الله عليه وسلم تَثِقْ كلَّ الثقة بوجودك له على الصِّفة التي قَدمتُ، وذلك كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الظُّلْم ظُلُماتٌ يوم القيامة"، وقوله صلوت اللّه عليه: "لا تزالُ أُمَّتِي بخيرٍ ما لم ترَ الغنى مَغْنَمَاً، والصدقةَ مَغْرَماً"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيُّهَا الناس؛ أَفْشُوا السلام، وأَطْعِمُوا الطعام، وصِلُواْ الأرحامَ، وصَلُّوا بالليلِ، والناسُ نِيامٌ، تدخلُوا الجنَّةَ بِسَلامٍ"، فأنت لا تجد في جميع ما ذكرتُ لفظاً اجتُلِب من أجل السجع، وتُرك له ما هو أحقُّ بالمعنى منه وأبرُّ به، وأهدَى إلى مَذْهبه، ولذلك أنكرَ الأعرابي حين شكا إلى عامل ألماً بقوله: حُلِّئَتْ رِكَابِي، وشُقِّقَتْ ثيابي، وضُرِبَتْ صِحابِي، فقال له العامل: أَوَتَسْجَعْ أيضاً إنكارَ العامل السجع حتى قال: فكيف أقول؟، وذاك أنّه لم يعلم أصلح لما أراد من هذه الألفاظ ولم يَرَهُ بالسجع مُخِلاًّ بمعنى، أو مُحْدِثاً في الكلام استكراهاً، أو خارجاً إلى تكلُّفٍ واستعمال لما ليس بمُعَتادٍ في غَرضه، وقال الجاحظ: لأنه لو قال: حُلِّئَتْ إبلي أو جمالي أو نوقي أو بُعْرَانِي أو صِرْمَتِي لكان لم يعبِّر عن حقّ معناه، وإنما حُلِّئَتْ ركابه، فكيف يدع الركابَ إلى غير الرَكّاب؟ وكذلك قولُه: وشُقِّقَتْ ثيابي، وضُرِبت صحَابِي، فقد تبين من هذه الجملة أن المعنى المقتضى اختصاصَ هذا النَّحو بالقَبُول: هو أنَّ المتكلم لم يَقُدِ المعنى نحوَ التجنيس والسَّجع، بل قادَه المعنى إليهما، وعَبر به الفرق عليهما، حتى إنه لو رَامَ تَركَهُما إلى خلافهما مما لا تجنيسَ فيه ولا سجعَ، لدخَل من عُقُوق المعنى وإدخال الوَحْشَة عليه، في شبيهٍ بما يُنسَب إليه المتكلف للتَّجنيس المستكْرَهِ، والسجع النَّافر، ولن تجد أيمنَ طائراً، وأحسنَ أوّلاً وآخراً، وأهدى إلى الإحسان، وأجلبَ للاستحسان، من أن تُرسل المعاني على سجيّتها، وتَدَعها تطلب لأنفسها الألفاظَ، فإنها إذا تُركت وما تريد لم
(يُتْبَعُ)
(/)
تكتسِ إلا ما يليق بها، ولم تَلْبَسْ من المعارض إلا ما يَزِينها، فأمّا أن تَضَع في نفسك أنه لا بُدَّ من أن تجنس أو تَسْجَعْ بلفظين مخصوصين، فهو الذي أنْتَ منه بِعَرَض الاستكراه، وعلى خَطَرٍ من الخطأ والوقوع في الذَّمّ، فإنْ ساعَدَك الجَدّ كما ساعد في قوله: أو دعاني أمُت بما أودعاني، وكما ساعد أبا تمام في نحو قوله: وَأنجدتمُ من بَعْدِ إتهام دَارِكُمْ فيا دَمعُ أَنْجِدْنِي عَلى سَاكِنِي نَجْدِ
وقوله: هُنَّ الحَمَامُ، فإنْ كَسَرتَ عِيافةً من حَائِهنٌ فإنهنَّ حِمَامُ
فذاك، وإلاّ أطلقت ألسنة العيب، وأفضى بك طلبُ الإحسانُ من حيث لم يَحْسُنِ الطلبِ، إلى أفحش الإساءة وأكبر الذنب، ووقعت فيمِا تَرَى من ينصرك، لا يرى أحسن من أن لا يَرْويه لك، ويَوَدُّ لو قَدَر على نَفْيه عنك، وذلك كما تجده لأبي تمام إذا أسلم نفسه للتكلف، ويرى أنه إن مرَّ على اسم موضع يحتاج إلى ذكره أو يتصل بقصة يذكرها في شعره، مِنْ دُونَ أن يشتقّ منه تجنيساً، أو يعمل فيه بديعاًَ، فقد باء بإثم، وأخلّ بفَرْضِ حَتْمٍ، من نحو قوله: سيف الإمامِ الذي سمّتْهُ هَبَّتُهُ لمّا تَخَرَّمَ أهلَ الكُفْرِ مُخْتَرِمَا
إنّ الخليفةَ لمَّا صَالَ كنتَ له خَلِيفةَ الموتِ فيمن جَارَ أَوْ ظَلَمَا
قَرَّت بقُرَّانَ عينُ الدين وَاشْتترَت بالأشتَرَينِ عُيونِ الشِّرْكِ فَاصطُلما
وكقول بعض المتأخرين: اِلبسْ جلابيبَ القنَا عةِ إنّها أوقَى رِداءْ
يُنْجيكَ من دَاءِ الحري ص معاً ومن أوقارِ داءْ
وكقول أبي الفتح البُستي: جَفُّوا فما في طينهم للذي يَعْصِرُه من بِلَّةِ بِلَّهْ
وقوله: أخٌ لي لفظُه دُرُّ وكلُّ فِعاله بِرُّ
تلقّانِي فحيّاني بوجهٍ بَشْرُهُ بِشْرُ
لم يساعدهما حُسن التوفيق كما ساعد في نحو قوله: وكُلُّ غِنًى يَتيهُ به غنيٌّ فمرتجَعٌ بموتٍ أو زوال
وهَبْ جَدِّي طَوَى لي الأرض طُرّاً أليسَ الموتُ يَزْوِي ما زَوَى لي
ونحوه: منزلتي يحفظُها منزلي وباحتي تُكرِمُ ديباجتي
واعلم أنّ النكتة التي ذكرتها في التجنيس، وجعلتُها العّلةَ في استيجابه الفضيلة وهي حُسْن الإفادة، مع أنّ الصورة صورةُ التكرير والإعادة وإن كانت لا تظهر الظهورَ التامَّ الذي لا يمكن دَفْعُه، إلا في المستوفَى المتفق الصورة منه كقوله: ما مات من كَرَم الزمانِ فإنه يَحْيَى لدَى يَحْيَى بن عبد اللّه
أو المرفُوِّ الجاري هذا المَجْرَى كقوله: "أودَعانِي أمتْ بما أوْدَعاني"، فقد يُتَصَوَّر في غير ذلك من أقسامه أيضاً، فمما يظهر ذاك فيه ما كان نحو قول أبي تمام: يَمُدُّون من أيدٍ عَواصٍ عَواصِمٍ تَصُولُ بأسْيافٍ قَوَاضٍ قَواضِبِ
وقول البحتري: لئن صَدَفتْ عنَّا فرُبَّتَ أنفُس صَوادٍ إلى تِلك الوجُوه الصَّوادف
وذلك أنك تَتَوهم قبل أن يردَ عليك آخرُ الكلمة كالميم من عواصم والباء من قواضب، أنها هي التي مَضَت، وقد أرادتْ أن تجيئَك ثانيةً، وتعودَ إليكَ مؤكِّدَةً، حتى إذا تمكن في نفسك تمامُها، ووعى سمعُك آخرَها، انصرفتَ عن ظنّك الأول، وزُلْتَ عن الذي سبق من التخيُّل، وفي ذلك ما ذكرتُ لك من طلوع الفائدة بعد أنْ يخالطك اليأس منها، وحصول الربح بعد أن تُغالَطَ فيه حتى ترى أنه رأس المال. فأما ما يقع التجانس فيه على العكس من هذا وذلك أن تختلف الكلمات من أوّلها كقول البحتري: بسيوفٍ إيماضُها أوجالُ للأعادي ووقعُها آجال
وكذا قول المتأخر: وكم سبقَتْ منه إلَيَّ عوارفٌ ثنائَي من تلك العَوارف وَارِف
وكم غُررٍ من بِرّه ولطائفٍ لَشُكْرِي على تلك اللَّطائِف طائفُ
وذلك أنّ زيادة عوَارِف على وارف بحرف اختلاف من مبدأ الكلمة في الجملة، فإنه لا يبعد كلَّ البعد عن اعتراض طرفٍ من هذا التخيُّل فيه، وإن كان لا يقوى تلك القوةَ، كأنك ترى أن اللفظة أعيدت عليك مُبْدَلاً من بعض حروفها غيرُه أو محذوفاً منها، ويبقى في تتبّع هذا الموضع كلامٌ حقُّه غير هذا الفصل وذلك حيث يوضع.
(البقية ستأتي إن شاء الله)
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:18 م]ـ
(4)
قسمة التجنيس وتنويعه
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي يجب عليه الاعتماد في هذا الفنّ، أن التوهُّم على ضربين: ضربٍ يستحكم حتى يبلُغ أن يصيرَ اعتقاداً، وضربٍ لا يبلغ ذلك المبلغ، ولكنه شيءٌ يجري في الخاطر، وأنت تعرف ذلك وتتصور وَزْنه إذا نظرت إلى الفرق بين الشيئين يشتبهان الشَبَهَ التامَّ؛ والشيئين يشبه أحدُهما بالآخر على ضرب من التقريب، فاعرفه، وأما الحشو فإنما كُرِهَ وذُمَّ وأُنْكر ورُدَّ، لأنه خلا من الفائدة، ولم يَحْلَ منه بعائدةٍ، ولو أفاد لم يكن حشواً، ولم يُدْعَ لغْواً، وقد تراه مع إطلاق هذا الاسم عليه واقعاً من القَبُول أحسنَ موقعَ، ومُدْركاً من الرّضَى أجزلَ حظّ، وذاك لإفادته إيَّاك، على مجيئه مجيءَ ما لا يعوّلَ في الإفادة عليه، ولا طائل للسامع لديه، فيكون مَثَلُه مَثَلَ الحَسَنةِ تَأتيك من حيث لم ترقبها، والنافعةِ أتتك ولم تحتسبها، وربّمَا رُزِقَ الطُّفَيْليُّ ظَرْفَاً يحظَى به حتى يحلَّ محلّ الأضياف الذين وقعَ الاحتشاد لهم، والأحباب الذين وُثِقَ بالأُنس منهم وبهم، وأما التطبيق والاستعارة وسائر أقسام البديع، فلا شبهة أنَّ الحُسْن والقُبْح لا يعترض الكلامَ بهما إلاّ من جهة المعاني خاصّةً، من غير أن يكون للألفاظ في ذلك نصيبٌ، أو يكون لها في التحسين أو خلاف التحسين تصعيدٌ وتصويب، أما الاستعارة، فهي ضربٌ من التشبيه، ونَمَطٌ من التمثيل، والتشبيه قياس، والقياس يجري فيما تعيه القلوب، وتُدركه العقول، وتُسْتَفتَى فيه الأفهامُ والأذهان، لا الأسماع والآذان، وأما التطبيق، فأمره أبينُ، وكونه معنوياً أجْلَى وأظهر، فهو مقابلة الشيء بضدِه، والتضادّ بين الألفاظ المركَّبة مُحال، وليس لأحكام المقابلة ثَمَّ مَجَال، فخذ إليكَ الآن بيت الفرزدق الذي يُضْرَب به المثل في تَعَسُّفِ اللفظ: ومَا مِثْلُهُ في الناسِ إلا مُمَلَّكَاً أبُو أمِّهِ حيٌّ أبوه يُقاربه
فانظر أتتَصَوَّر أن يكون ذلك للفظهِ من حيث إنّك أنكرتَ شيئاً، من حروفه، أو صادفتَ وحشيّاً غريباً، أو سُوقيّاً ضعيفاً؟ أم ليس إلاّ لأنه لم يُرَتَّب الألفاظ في الذكر، على مُوجب ترتيب المعاني في الفكر، فكدَّ وكَدَّر، ومنع السامع أن يفهم الغرضَ إلاّ بأنْ يُقدِّم ويؤخّر، ثم أسرفَ في إبطال النِّظام، وإبعاد المرَام، وصار كمن رَمَى بأجزاء تتألّف منها صورةٌ، ولكن بعد أن يُراجَعَ فيها باباً من الهندسة، لفرط ما عادَى بين أشكالها، وشدّةِ ما خَالف بين أوضاعها، وإذا وجدت ذلك أمراً بيِّنَاً لا يُعارضك فيه شكٌّ، ولا يملكك معه امتراءٌ، فانظر إلى الأشعار التي أَثنوا عليها من جهة الألفاظ، ووصفوها بالسلامة، ونسبوها إلى الدَّماثة، وقالوا: كأنَّها الماءُ جَرَياناً، والهواءُ لُطفاً، والرياضُ حُسْناً، وكأنها النَّسِيم، وكأنها الرَّحيقُ مِزاجها التَّسْنِيم، وكأنها الديباج الخُسْرُوانيّ في مَرامي الأبصار، ووَشْيُ اليمَن منشوراً على أذْرُع التِّجَار، كقوله: ولَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجةٍ ومَسَّح بالأركان مَنْ هو ماسحُ
وشُدَّت على دُهْم المهَارَى رِحَالُنا ولم يَنْظُر الغادي الَّذِي هو رائحُ
أخذْنا بأطراف الأحاديث بَيْنَنا وسَالَتْ بأعناق المطيِّ الأباطحُ
ثم راجعْ فكرتَك، واشْحَذْ بصيرتَك، وأحسِنِ التأمُّل، ودع عنك التجوُّز في الرأي، ثم انظر هل تجدُ لاستحسانهم وحَمْدهم وثَنائهم ومَدحهم مُنْصَرَفاً، إلاّ إلى استعارةٍ وقعت موقعَها، وأصابت غَرَضها، أو حُسن ترتيب تكاملَ معه البيانُ حتى وصلَ المعنى إلى القلب مع وصول اللفظ إلى السمع، واستقرَّ في الفهم مع وقوع العبارة في الأذن، وإلا إلى سلامة الكلام من الحشو غير المفيد، والفضل الذي هو كالزيادة في التحديد، وشيءٍ داخَلَ المعاني المقصودَة مداخلةَ الطفيليّ الذي يستثقل مكانهُ، والأجنبيّ الذي يُكره حُضوره، وسلامتهِ من التقصير الذي يَفْتَقِر معه السامِعُ إلى تَطَلُّب زيادةٍ بقيت في نفس المتكلم، فلم يدلَّ عليها بلفظها الخاصّ بها، واعتمد دليلَ حالِ غير مُفْصِح، أو نيابةَ مذكورِ ليس لتلك النِّيابة بمُسْتَصْلَح، وذلك أن أوّل ما يتلقَّاك من محاسن هذا الشعر أنه قال: "ولمَّا قضينا من مِنًى كلَّ حاجة" فعبّر عن قضاء المناسك بأجمعها والخروج من فُروضِها وسُنَنِها، من طريقٍ أمكنه أن يُقصِّر معه اللفظ، وهو طريقة العموم، ثم نبّه بقوله: "ومسّح
(يُتْبَعُ)
(/)
بالأركان من هو ماسحُ" على طواف الوداع الذي هو آخر الأمر، ودليل المسيرِ الذي هو مقصوده من الشعر، ثم قال: "أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا" فوصل بذكر مسح الأركان، ما وليه من زَمِّ الركاب وركوب الرُّكبان، ثم دلّ بلفظة الأطراف على الصّفة التي يختصّ بها الرِّفاق في السَّفر، من التصرف في فنون القولِ وشجون الحديث، أو ما هو عادة المتظرِّفين، من الإشارة والتلويح والرَّمْز والإيماء، وأنبأ بذلك عن طِيب النفوس، وقُوَّة النشاط، وفَضْلِ الاغتباط، كما تُوجبُه ألفة الأصحاب وأُنسةُ الأحباب، وكما يليق بحال من وُفَّق لقضاء العبادة الشريفة ورجا حُسن الإياب، وتنسَّمَ روائح الأحبّة والأوطان، واستماع التهاني والتَّحايا من الخُلاَّن والإخوان، ثم زانَ ذلك كلَّه باستعارة لطيفةٍ طَبَّق فيها مَفْصِل التشبيه، وأفاد كثيراً من الفوائد بلُطْف الوَحْي والتنبيه، فصرحّ أوّلاً بما أومأ إليه في الأخذ بأطراف الأحاديث، من أنهم تَنَازعوا أحاديثهم على ظهور الرَّواحل، وفي حال التوجُّه إلى المنازل، وأخبر بعدُ بسرعة السير، ووَطَاءة الظَّهر، إذ جَعَل سلاسة سَيْرها بهم كالماء تسيل به الأباطح، وكان في ذلك ما يؤكّد ما قبْله، لأن الظُّهور إذا كانت وَطِيئةً وكان سيرها السَّيْرَ السهلَ السريع، زاد ذلك في نشاط الرُّكبان، ومع ازدياد النشاط يزداد الحديث طِيباً، ثم قال: بأعناق المطيّ، ولم يقل بالمطيّ، لأن السرعة والبُطءَ يظهران غالباًفي أعناقها، ويَبِين أمرهما من هَواديها وصدورِها، وسائِرُ أجزائها تستند إليها في الحركة، وتَتبعها في الثِّقَل والخفَّة، ويُعبِّر عن المَرَح والنشاط، إذا كانا في أنفسها، بأفاعيلَ لها خاصّة في العنق والرأس، وتَدُلّ عليهما بشمائل مخصوصةٍ في المقاديم، فقل الآن: هل بقيتْ عليك حسنة تُحِيل فيها على لفظة من ألفاظها حتى إنّ فَضْلَ تلك الحسنة يبقى لتلك اللفظة لو ذُكرتْ على الانفراد، وأزيلت عن موقعها من نظم الشاعر ونسجه وتأليفه وترصيفه، وحتى تكون في ذلك كالجوهرة التي هي، وإن ازدادت حُسناً بمصاحبة أخواتها، واكتست بهاءً بمُضَامَّة أترابها، فإنها إذا جُلِيتْ للعين فَرْدةً، وتُركت في الخيط فَذَّة، لم تعدم الفضيلة الذاتية، والبهجة التي في نفسها مَطويَّة والشَّذْرةِ من الذهب تراها بصُحْبة الجواهر لها في القلادة، واكتنافها لها في عنق الغَادة، ووَصْلها بريقَ جَمرتها والتهاب جَوْهَرها، بأنوار تلك الدُّرَر التي تجاورها، ولألاء اللآلئ التي تُناظرها تزداد جمالاً في العين، ولُطْف موقِع من حقيقة الزين، ثم هي إن حُرِمت صُحبة تلك العقائل، وفَرَّقَ الدهرُ الخؤُون بينها وبين هاتيك النفائس، لم تَعْرَ من بَهْجتها الأصيلة، ولم تذهب عنها فضيلة الذَّهبية، كلاَّ، ليس هذا بِقياس الشعر الموصوفِ بحسن اللفظ، وإن كان لا يبعد أن يتخيّله مَنْ لا يُنعم النظر، ولا يُتمّ التدبُّر، بل حقُّ هذا المثل أن يوضع في نصرة بعض المعاني الحكمية والتشبيهية بعضاً، وازدياد الحسن منها بأن يجامِعَ شكلٌ منها شكلاً، وأن يصل الذِّكرُ بين متدانيات في ولادة العقول إياها، ومتجاوراتٍ في تنزيل الأفهام لها. واعلم أن هذه الفصول التي قدَّمتها وإن كانت قضايَا لا يكاد يخالف فيها مَنْ به طِرْقٌ، فإنه قد يُذكر الأمر المتّفَقّ عليه، ليُبنَى عليه المختلَفُ فيه، هذا وربّ وِفاقِ من مُوافِقٍ قد بقيتْ عليه زياداتٌ أغفلَ النظرَ فيها، وضروبٌ من التلخيص والتهذيب لم يبحث عن أوائلها وثوانيها، وطريقةٌ في العبارة عن المغزى في تلك الموافقة لم يمهّدها، ودقيقةٌ في الكشف عن الحجة على مخالف لو عرض من المتكلفين لم يجدها، حتى تراه يطلق في عُرْض كلامه ما يبرز به وِفاقاً في مَعْرِض خلاف، ويعطيك إنكاراً وقد همَ باعتراف، وربّ صديق والاك قلبهُ، وعاداك فِعلهُ، فتركك مكدوداً لا تشتفي من دائك بعلاج، وتبقى منه في سوء مزاج،
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:21 م]ـ
(5)
المقصد
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أن غرضي في هذا الكلام الذي ابتدأته، والأساس الذي وضعته، أن أتوصّل إلى بيان أمر المعاني كيف تختلف وتتفق، ومن أين تجتمع وتفترق، وأفصل أجناسها وأنْواعها، وأتتبّع خاصّها ومُشَاعَها، وأبين أحوالها في كرم مَنْصبها من العقل، وتمكُّنَها في نِصَابه، وقُرْب رَحِمِها منه، أو بُعدها حين تُنسب عنه، وكَوْنِها كالحَلِيف الجارِي مجرى النَّسَبَ، أو الزَّنيم الملصَق بالقوم لا يقبلونه، ولا يمتعضون له ولا يَذُبُّون دونه، وإنّ من الكلام ما هو كما هو شريف في جوهره كالذهب الإبريز الذي تختلف عليه الصُوَر وتتعاقب عليه الصناعات، وجُلَّ المعَوَّل في شرفه على ذاتهِ، وإن كان التصويرُ قد يزِيد في قيمته ويرفع من قدره، ومنه ما هو كالمصنوعات العجيبة من موادَّ غير شريفة، فلها، ما دامت الصورة محفوظةً عليها لم تنتقض، وأثَر الصنعة باقيّاً معها لم يبطل قيمةٌ تغلو، ومنزلة تعلو، وللرغبة إليها انْصبابٌ، وللنفوس بها إعجاب، حتى إذا خانت الأيام فيها أصحابَها، وضامَت الحادثاتُ أربابها، وفجعتهم فيها بما يسلُب حُسْنها المكتسب بالصَّنعة، وجمالَها المستفادَ من طريق العَرضِ، فلم يبق إلا المادّة العارية من التصوير، والطِّينة الخالية من التشكيل سقطت قيمتها، وانحطت رتبتها، وعادت الرَّغبات التي كانت فيها زُهداً، وأوسعتها عيونٌ كانت تطمح إليها إعراضاً دونها، وصدّاً، وصارت كمن أحظاه الجدُّ بغير فضلٍ كان يرجع إليه في نفسه، وقدَّمه البخت من غير معنًى يقضي بتقدّمه، ثم أفاق فيه الدهر عن رقدته، وتنبّه لغلطته، فأعاده إلى دِقّة أصله، وقلّة فضله، وهذا غرضٌ لا يُنال على وجهه، وطَلِبةٌ لا تُدرَك كما ينبغي، إلا بعد مقدّماتٍ تُقدَّم، وأصولٍ تُمهَّد، وأشياءَ هي كالأدوات فيه حقُّها أن تُجمع، وضروبٍ من القول هي كالمسافات دونه، يجب أن يُسَار فيها بالفكر وتُقْطَع، وأوَّلُ ذلك وأوْلاه، وأحقّهُ بأن يستوفِيَهُ النظر ويتَقَصَّاه، القولُ على التشبيه و التمثيل و الاستعارة، فإن هذه أصولٌ كبيرة، كأنَّ جُلَّ محاسن الكلام إن لم نقل: كُلَّها متفرّعة عنها، وراجعة إليها، وكأنها أقطابٌ تدور عليها المعاني في مُتصرَّفَاتها، وأقطارٌ تُحيط بها من جهاتها، ولا يَقْنع طالب التحقيق أن يقتصر فيها على أمثلة تُذكر، ونظائرَ تُعدُّ، نحو أن يقال: الاستعارة مثل قولهم الفكرة فخُّ العمل، وقوله: "وعُرّىَ أفراسُ الصِّبَا وَرَوَاحِلُهْ" وقوله: "السفَرُ ميزان القوم"، وقول الأعرابي: "كانوا إذا اصطفُّوا سَفَرتْ بينهم السهام، وإذا تصافحوا بالسيوف قَفَز الحِمَام"، و التمثيل كقوله: "فإنك كَاللَّيْلِ الَّذِي هُو مُدْرِكِي" ويؤتى بأمثلة إذا حُقّق النَّظَر في الأشياء يجمعها الاسم الأعمّ، وينفرد كل منها بخاصّةٍ، مَنْ لم يقف عليها كان قصيرَ الهمّة في طلب الحقائق، ضعيفَ المُنّة في البَحْث عن الدقائق، قليلَ التَّوْقِ إلى معرفة اللطائف، يرضى بالجُمَل والظواهر، ويَرَى أن لا يُطيل سَفَر الخاطر، ولعمري إنّ ذلك أروَحُ للنفس، وأقلُّ للشُّغْل، إلا أنّ مِنْ طلب الراحة ما يُعْقب تعباً، ومِنَ اختيارِ ما تقلُّ معه الكُلفة ما يُفْضِي إلى أشدّ الكُلفة، وذلك أن الأمور التي تلتقي عند الجُملة وتتَباين لَدَى التفصيل، وتجتمع في جِذْمٍ ثم يذهب بها التشعُّب ويقسمها قَبِيلاً بعدَ قبيل، إذا لم تُعْرَف حقيقة الحال في تلاقيها حيث التقت، وافتراقها حيث افترقت، كان قياسُ مَنْ يحكم فيها، إذا توسَّط الأمرَ قياسَ من أرادَ الحكم بين رجلين في شرفهما وكرَم أصلهما وذهاب عِرْقهما في الفضل، ليعلم أيُّهما أقعد في السؤدد، وأحقُّ بالفخر، وأرسخ في أُرُومة المجد، وهو لا يعرف من نسبتهما أكثرَ من ولادة الأب الأعلى والجد الأكبر، لجواز أنّ يكون واحد منهما قُرشياً أو تَمِيمياً، فيكون في العجز عن أن يُبْرِم قضيةً في معناهما، ويبيّن فضلاً أو نقصاً في منتماهما في حكم من لا يعلم أكثر من أن كل واحد منهما آدميٌّ، ذَكَر، أو خَلْقٌ مصوَّر. واعلم أن الذي يوجبُه ظاهر الأمر، وما يَسْبِق إلى الفكر، أن يُبْدَأ بجملةٍ من القول في الحقيقة و المجاز ويُتْبَعَ ذلك القولَ في التشبيه و التمثيل، ثم يُنسَّق ذِكْرُ الاستعارة عليهما، ويُؤْتَى بها في أثرهما، وذلك أن المجاز أعمُّ من الاستعارة، والواجب في قضايا المراتب أن يُبدأ بالعامّ قبل الخاصّ، و التشبيه كالأصل في الاستعارة، وهي شَبِيهٌ بالفرع له، أو صورة مقتضبة من صُوَره إلاّ أنّ ها هنا أموراً اقتضت أن تقع البِدَاية بالاستعارة، وبيان صَدْرٍ منها، والتنبيهِ على طريق الانقسام فيها، حتى إذا عُرِف بعض ما يكشف عن حالها، ويقف على سَعَة مجالها، عُطف عِنان الشرح إلى الفصلين الآخرين، فَوُفِّيَا حقوقَها، وبُيِّنَ فروقُهما، ثم يُنْصَرَف إلى استقصاء الكلام في الاستعارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:21 م]ـ
(6)
تعريف الاستعارة
اعلم أن الاستعارة في الجملة أن يكون للَّفظ أصلٌ في الوضع اللغوي معروفٌ تدلُّ الشواهد على أنه اخْتُصَّ به حين وُضع، ثم يستعمله الشاعر أو غير الشاعر في غير ذلك الأصل، وينقله إليه نقلاً غيرَ لازمٍ، فيكون هناك كالعارِيَّة.
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:24 م]ـ
(7)
تقسيم الاستعارة
ثم إنها تنقسم أوّلاً قسمين، أحدهُما: أن يكون لنقله فائدة، والثاني: أن لا يكون له فائدة، وأنا أبداً بذكر غير المفيد، فإنه قصيرُ الباع، قليل الاتساع، ثم أَتَكلم على المُفيَد الذي هو المقصود، وموضع هذا الذي لا يفيد نقله، حيث يكون اختصاصُ الاسم بما وُضع له من طريق أريدَ به التوسُّع في أوضاع اللغة، والتنوُّق في مراعاة دقائق في الفروق في المعاني المدلول عليها، كوضعهم للعضو الواحد أساميَ كثيرةً بحسب اختلاف أجناس الحيوان، نحوَ وضع الشفة للإنسان و المشْفَر للبعير و الجحفلة للفرس، وما شاكل ذلك من فروقٍ ربما وجُدت في غير لغة العرب وربما لم توجد، فإذا استعمل الشاعر شيئاً منها في غير الجنس الذي وُضِع له، فقد استعاره منه ونقله عن أصله وجَازَ به موضعَه، كقول العجّاج "وفَاحماً، ومَرْسِناً مُسَرَّجَا" يعني أنْفاً يَبْرُق كالسِّراج، و المَرْسِنُ في الأصل للحيوان، لأنه الموضع الذي يقع عليه الرسن وقال آخر: يصف إبلاً: تسمعُ للماءِ كصوتِ المِسْحَلِ بين وَريدَيها وبَين الجَحْفَلِ
فجعل للإبل جحافل، وهي لذوات الحوافر، وقال آخر: "وَالحَشْوُ من حَفَّانها كالحَنظلِ" فأجرَى الحَفَّان على صغار الإبل، وهو موضوع لصغار النعام، وقال الآخر: فبِتْنَا جُلوساً لَدَى مُهرِنَا نُنَزِّعُ من شَفَتيه الصَّفَارَا
فاستعمل الشفة في الفرس، وهي موضوعة للإنسان، فهذا ونَحْوه لا يفيدك شيئاً، لو لزمتَ الأصليّ لم يحصل لك، فلا فرق من جهة المعنى بين قوله من شفتَيه وقوله من جَحْفلتيه لو قاله، إنما يُعْطِيك كِلا الاسمين العضوَ المعلومَ فحسب، بل الاستعارة ها هنا بأن تنقصك جزءاً من الفائدة أشبهُ، وذلك أنّ الاسم في هذا النحو، إذا نفيتَ عن نفسك دخولَ الاشتراك عليه بالاستعارة، دَلَّ ذكره على العضو وما هو منه، فإذا قلت الشفة دلَّ على الإنسان، أعني يدلّ على أنك قصدت هذا العضو من الإنسان دون غيره، فإذا توهمت جَرْيَ الاستعارة في الاسم، زالت عنها هذه الدلالة بانقلاب اختصاصها إلى الاشتراك، فإذا قلت الشفة في موضع قد جرى فيه ذكرُ الإنسان والفرس، دخل على السامع بعض الشبهة، لتجويزه أن تكون استعرتَ الاسم للفرس، ولو فرضنا أن تُعدَم هذه الاستعارة من أصلها وتُحظَر، لمَا كان لهذه الشُبهة طريق على المخاطب فاعرفه. وأمَّا المفيد فقد بانَ لك باستعارته فائدةٌ ومعنًى من المعاني وغَرَضٌ من الأغراض، لولا مكان تلك الاستعارة لم يحصل لك، وجملة تلك الفائدة وذلك الغرض التشبيه، إلا أنَّ طُرُقه تختلف حتى تفوت النهايةَ، ومذاهبه تتشعب حتى لا غاية، ولا يمكن الانفصال منه إلا بفصول جمّة، وقسمة بعدَ قسمة، وأنا أرى أن أقتصر الآن على إشارة تُعرِّفُ صورته على الجملة بقدر ما تراه، وقد قَابَلَ خلافَهُ الذي هو غير المفيد، فيتمّ تصوُّرك للغرض والمراد، فإن الأشياء تزداد بياناً بالأضداد، ومثاله قولنا: رأيت أسداً، وأنت تعني رجلاً شجاعاً، و بحراً، تريد رجلاً جواداً و بدراً و شمساً، تريد إنساناً مضيء الوَجْه متهَلّلاً و سللتُ سيفاً على العدوّ تريد رجلاً ماضياً في نصرتك، أو رأياً نافذاً وما شاكل ذلك، فقد استعرت اسم الأسد للرجل، ومعلومٌ أنك أفدت بهذه الاستعارة ما لولاها لم يحصل لك، وهو المبالغة في وصف المقصود بالشجاعة، وإيقاعُك منه في نفس السامع صورة الأسد في بطشه وإقدامه وبأسه وشدّته، وسائر المعاني المركوزة في طبيعته، مما يعود إلى الجرأة، وهكذا أفدت باستعارة البحر سَعَته في الجود وفَيْضَ الكفّ، و بالشمس والبدر ما لهما من الجمال والبهاء والحسن المالئ للعيون الباهر للنواظر، وإذْ قد عرفت المثالَ في كون الاستعارة مفيدة على الجملة، وتبيّن لك مخالفةُ هذا الضرب للضرب الأوّل الذي هو غير المفيد، فإني أذكر بقية قولٍ مما يتعلق به، أعني بغير المفيد، ثم أعطف على أقسام المفيد وأنواعه، وما يتصل به ويدخل في جملته من فنون القول
(يُتْبَعُ)
(/)
بتوفيق اللّه عز وجل، وأسأله عز اسمه المعونة، وأبرأ إليه من الحول والقوة، وأرغب إليه في أن يجعل كل ما نتصّرف فيه منصرِفاً إلى ما يتصل برضاه، ومصروفاً عمَّا يؤدّي إلى سَخَطِه. اعلم أنه إذا ثبت أن اختصاص المَرْسِن بغير الآدمي لا يفيد أكثر مما يفيد الأنف في الآدمي وهو فَصْل هذا العضو من غيره ولم تكن باستعارته للآدميّ مفيداً ما لا تفيده بالأنف لم يتُصوّر أن يكون استعارة من جهة المعنى، وإذا كان مدَار أمره على اللفظ لم يتصور أن يكون في غير لغة العرب، بَلَى، إن وُجد في لغة الفُرْس مراعاةُ نحو هذه الفروق، ثم نقلوا الشيءَ من الجنس المخصوص به إلى جنس آخر، كانوا قد سلكوا في لُغتهم مسلك العَرَب في لغتها، وليس كذلك المفيدُ، فإن الكثير منه تراه في عِداد ما يشترك فيه أجيال الناس، ويجري به العُرْف في جميع اللغات، فقولك رأيت أسداً، تريد وصفَ رجل بالشجاعة وتشبيههُ بالأسد على المبالغة، أمرٌ يَستوي فيه العربيُّ والعجميُّ، وتجِده في كل جِيل، وتسمعه من كل قبيل، كما أن قولنا زيد كالأسد على التصريح بالتشبيه كذلك، فلا يمكن أن يُدَّعَى أنا إذا استعملنا هذا النحو من الاستعارة، فقد عمدنا إلى طريقةٍ في المعقولات لا يعرفها غير العرب، أو لم تتفق لمن سواهم، لأن ذلك بمنزلة أن تقول: إن تركيبَ الكلام من الاسمين، أو من الفعل والاسم، يختصّ بلغة العرب، وإنّ الحقائق التي تُذكر في أقسام الخبر ونحوه، مما لا نعقله إلاّ من لغة العرب، وذلك مما لا يخفَى فسادُه، فإذا ذُكر المجاز، وأُريد أن يُعَدَّ هذا النحو من الاستعارة فيه، فالوجه أن يضاف إلى العقلاء جملةً، ولا تُستعمل لفظةٌ تُوهمُُ أنه مِنْ عُرْفِ هذه اللغة وطُرُقِها الخاصة بها، كما تقول مثلاً فيما يختصُّ باللغة العربية من الأحكام، نحو الإعراب بالحركات، والصَّرْف ومنع الصَّرف، ووضعِ المصدر مثلاً مواضع اسم الفاعل نحو رجلٌ صَوْمٌ و ضَيْفٌ، وجمعِ الاسم الواحد في التكسير عِدّة أمثلة نحو فَرْخ و أفُرخ و فِراخ و فُروخ، وكالفرق بين المذّكر والمؤنَّث في الخطاب وجملةِ الضمائر وما شاكل ذلك، ولإغفال هذا الموضع والتجوّز في العبارة عنه، دخل الغلط على مَنْ جَعَل الشيءَ من هذا الباب سَرِقةً وَأخْذاً حتى نُعِي عليه، وبَيَّنَ أنه من المعاني العاميَّة والأمور المشتركة التي لا فضل فيها للعربيّ على العجميّ، ولا اختصاص له بجيل دون جيل، على ما ترى القول فيه، إن شاء اللّه تعالى في موضعه، وهو تعالى وليّ المنّ بالتوفيق له بفضله وجوده، ولو أن مترجماً ترجم قوله: "وإلاّ النَّعامَ وحَفّانَهُ" ففسّر الحفّان باللفظ المشترك الذي هو كالأولاد والصغار، لأنه لا يجد في اللغة التي بها يترجم لفظاً خاصّاً، لكان مصيباً ومؤديّاً للكلام كما هو، ولو أنه ترجم قولنا: رأيت أسداً، تريد رجلاً شجاعاً، فذكر ما معناه معنى قولك: شجاعاً شديداً، وترك أن يذكر الاسم الخاص في تلك اللغة بالأسد على هذه الصورة، لم يكن مترجماً للكلام، بل كان مستأنِفاً من عند نفسه كلاماً، وهذا بابٌ من الاعتبار يُحتاج إليه، فحقُّه أن يُحفَظ، وعسى أن يجيءَ له زيادةُ بسطٍ فيما يُستقبَل، فاعلم أنك قد تجد الشيء يُخلَط بالضَّرب الأول الذي استعارة من طريق اللفظ ويُعدُّ في قبيله، وهو إذا حقَّقت ناظِرٌ إلى الضرب الآخَر الذي هو مستعار من جهة المعنى وجارٍ في سبيله، فمن ذلك قولهم: إنه لغليظ الجَحافل، وغليظُ المشافر، وذلك أنه كلام يصدر عنهم في مواضع الذّمّ، فصار بمنزلة أن يقال: كأنَّ شفته في الغِلَظ مِشفَر البعير وجَحْفَلة الفرس، وعلى ذلك قول الفرزدق: فلو كنتَ ضَبّيّاً عرفتَ قَرابتي ولكنَّ زنجيّاً غليظَ المشافِر
فهذا يتضمّن معنى قولك: ولكن زنجياً كأنه جمل لا يعرفُني ولا يهتدي لَشَرفي، وهكذا ينبغي أن يكون القول في قولهم: أنْشبَ فيه مخالبه، لأنَّ المعنى على أن يجعل له التعلُّق بالشيء والاستيلاء عليه، حالةً كحالة الأسد مع فريسته، والبازي مع صيده، وكذا قول الحُطَيئة: قَرَوْا جارَك العَيمْانَ لمَّا جَفَوْتَهُ وقَلَّصَ عن بَرْدِ الشَّرابِ مَشَافرهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
حَقُّه، إذا حقّقت، أن يكون في القبيل المعنويّ، وذلك أنه وإن كان عَنَى نفسَهُ بالجار، فقد يجوزُ أن يقصد إلى وصْفِ نفسه بنوع من سُوء الحال، ويعطيها صفةً من صفات النقص، ليزيد بذلك في التهكم بالزِّبرقان، ويؤكّد ما قصده من رميه بإضاعة الضيف واطراحه وإسلامه للضُرّ والبؤس، وليس ببعيد من هذه الطريقة من ابتدأ شعراً في ذمِّ نفسه، ولم يرضَ في وصف وجهه بالتقبيح والتشويه إلا بالتصريح الصريح دون الإشارة والتنبيه.
وأما قولٌُ مُزَرِّد: فما رَقَد الوِلْدانُ حتى رأيتُهُ عَلَى البَكْرِ يَمْرِيهِ بِسَاقٍ وحَافِر
فقد قالوا إنه أراد أن يقول: بساقِ وقَدَمٍ، فلما لم تطاوعه القافية وضع الحافرَ موضع القدم، وهو وإن كان قد قال بعد هذا البيت ما يدلُّ على قَصْدِه أن يُحسنَ القولََ في الضيف، ويُباعده من أن يكون قَصَدَ الزراية عليه، أو يَحولَ حول الهزء به والاحتقار له، وذلك قوله: فقلتُ له أهْلاً وسَهلاً ومَرْحباً بهذا المُحيّا من مُحَيٍّ وزائرِ
فليس بالبعيد أن يكون فيه شوبٌ مما مضى، وأن يكون الذي أفضى به إلى ذكر الحافر، قَصْدُه أن يصفه بسوء الحال في مسيره، وتقاذُفِ نواحي الأرض به، وأن يُبالغ في ذكره بشدّة الحرص على تحريك بَكْره، واستفراغ مجْهودهِ في سيره، ويُؤنِس بذلك أن تنظر إلى قوله قبل: وأشْعَثَ مُسْتَرخِي العَلاَبِي طوَّحَتْ به الأرضُ من بَادٍ عَريضٍ وحاضر
فأَبْصَرَ نارِي وهي شقْراءُ أوقِدتْ بعَلْيَاءِ نَشْزٍ للعُيونِ النَّواظِرِ
وبعده فما رَقد الوِلْدان، فإذا جعله أشْعَثَ مسترخِي العَلاَبيّ، فقد قَرُبَت المسافة بينه وبين أن يجعل قدمه حافِراً، ليعطيه، من الصلابة وشدة الوَقع على جَنْب البكر حظّاً وافراً، وهكذا قول الآخر: سأمنَعُها أو سوفَ أجعَلُ أمْرَها إلى مَلِكٍ أظْلافُهُ لم تَشَقَّق
هو في حد التشبيه والاستعارة، لأن المعنى على أن الأظلاف لمن يُربَأ بالمَلِك عن مشابهته، كأنه قال: أجعلُ أمرها إلى ملكٍ، لا إلى عبدٍ جافٍ مُتَشقق الأظلاف، ويدلُّ على ذلك أن أبا بكر بن دريد قال في أول الباب الذي وضعه للاستعارة: يقولون للرجل إذا عابوه: جاءَنا حافياً مُتَشقِّق الأظلاف ثم أنشد البيت، فإذا كان من شَرْط هذه الاستعارة أن يُؤْتَى بها في موضع العَيب والنقص، فلا شك في أنها معنوية وكذا قوله: وذات هِدْم عارٍ نَوَاشِرُها تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعا
فأجرى التَولب على ولد المرأة، وهو لولد الحمار في الأصل، وذلك لأنه يصف حال ضُرّ وبؤس، ويذكر امرأةً بائسةً فقيرةً، والعادة في مثل ذلك الصفة بأوْصاف البهائم، ليكون أبلغ في سوء الحال وشدّة الاختلال، ومثله سواء قول الآخر: وذكرتُ أهليَ بالعَرا قِ وحَاجةَ الشُعْثِ التَّوَالبْ
كأنه قال: الشُعث التي لو رأيتَها حسبتها تَوالب، لما بها من الغُبرة وبذاذة الهيئة، والجدِع في البيت بالدال غير معجمة، حكى شيخنا رحمه اللّه قال: أنشد المفضَّل تُصمِتُ بالماء تَولباً جَذَعاً بالذال المعجمة، فأنكره الأصمعي وقال: إنما هو تصمت بالماء تولباً جَدِعاً وهو السيّئ الغذاء، قال: فجعل المفضَّل يصيح، فقال الأصمعي: لو نفخت في الشَّبُّور ما نفعك، تَكلَّمْ بكلام الحُكْل وأصب. وأما قول الأعرابي: كيف الطَّلا وأُمُّه؟ فمن جنس المفيد أيضاً، لأنه أشار إلى شيء من تشبيه المولود بولد الظبي، ألا تراه قال ذاك بعد أن انصرف عن السُخط إلى الرضَى، وبعد أن سَكَن عنه فَورةُ الجوع الذي دعاه إلى أن قال: مَا أصنع به؟ آكُلُهُ أم أشرَبُه حتى قالت المرأة "غَرثانُ فارْبُكُوا له"، وأمَّا قوله: إذْ أشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعُو بعضَ أسْرَتِهِ عندَ الصَّباح، وهُمْ قومٌ مَعَازِيلُ
فاستعارةُ القوم ها هنا، وإن كانت في الظاهر لا تفيد أكثر من معنى الجمع، فإنها مفيدة من حيث أراد أن يعطيها شَبَهاً مما يعقل، على أن هذا إذا حقّقنا في غير ما نحن فيه وبصدده في هذا الفصل، وذلك أنه لم يجتلب الاسمَ المخصوصَ بالآدميين حتى قدَّم تنزيلها منزلتَهم فقال "هم"، فأتى بضمير مَنْ يعقل، وإذا كان الأمر كذلك، كان القوم جارياً مجرى الحقيقة، ونظيره أنك تقول: أين الأسودُ الضّارِية؟ وأنت تعني قوماً من الشجعان، فيلزم في الصفة حكم ما لا يعقل، فتقول: الضارية، ولا تقول الضارون ألبتة، لأنك وضعتَ كلامك على أنك كأنك تحدِّث عن الأسود في الحقيقة. وعلى هذه الطريقة ينبغي أن يُجْرى بيت المتنبي: زُحَلٌ، عَلَى أنّ الكواكب قومُه لو كان منكَ لكان أكرمَ مَعْشَرا
وإن لم يكن معنا اسمٌ آخر سابقٌ حكمَ ما يعقل للكواكب، كالضمير في قوله وهم قوم، وذلك أنّ ما يُفْصِح به الحال من قَصْده أنْ يَدّعِي للكواكب هذه المنزلة يجري مجرى التصريح بذلك، ألا ترى أنه لا يتّضح وجه المدح فيه إلا بدَعْوَى أحوال الآدميين ومَعارفهم للكواكب، لأنه يفاضل بينه وبينها في الأوصاف العقلية بدلالة قوله "لكان أكرمَ مَعْشَراً"، ولن يُتحَصَّل ثبوتُ وصفٍ شَرِيف معقولٍ لها ولا الكرمِ على الوجه الذي يُتعارَف في الناس حتى تُجعَل كأنها تعقل وتُميز، ولو كانت المفاضلةُ في النور والبهاء وعلوِّ المحلِّ وما شاكل ذلك، لكان لا يلزم حينئذ ما ذكرتُ، وحقُّ القول في هذا القبيل أعني ما يُدَّعَى فيه لما لا يعقل العقل فصلٌ يُفرَد به، ولعله يجيءُ في موضعه بمشيئة اللّه وتوفيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:26 م]ـ
(8)
القول في الاستعارة المفيدة
اعلم أنّ الاستعارة في الحقيقة هي هذا الضرب دون الأول، وهي أمَدُّ ميداناً، وأشدُّ افتناناً، وأكثر جرياناً، وأعجب حسناً وإحساناً، وأوسعُ سعَةً وأبعد غَوْراً، وأذهبُ نَجْداً في الصِّناعة وغَوْراً، من أن تُجمعَ شُعَبها وشُعُوبها، وتُحصَر فنونها وضروبها، نعم، وأسحَرُ سِحْراً، وأملأ بكل ما يملأ صَدْراً، ويُمتع عقلاً، ويُؤْنِس نفساً، ويوفر أُنْساً، وأهدَى إلى أن تُهدِي إليك أبداً عَذَارَى قد تُخُيِّرَ لها الجمال، وعُنِيَ بها الكمال وأن تُخرج لك من بَحْرها جواهرَ إن باهَتْها الجواهرُ مَدَّت في الشرف والفضيلة باعاً لا يقصرُ، وأبدت من الأوصاف الجليلة محاسنَ لا تُنكَر، وردَّت تلك بصُفرة الخجل، ووَكَلتها إلى نِسْبتها من الحَجَر وأن تُثير من مَعْدِنها تِبْراً لم ترَ مثلَه، ثم تصوغ فيها صياغاتٍ تُعطّل الحُلِيَّ، وتُريك الحَلْيَ الحقيقي وأن تأتيك على الجُملة بعقائل يأْنس إليها الدين والدنيا، وفضائل لها من الشرف الرُّتْبة العليا، وهي أجلُّ من أن تأتيَ الصفةُ على حقيقة حالها، وتستوفيَ جملةَ جمالها، ومن الفضيلة الجامعة فيها أنها تُبرز هذا البيان أبداً في صورة مُستجَدَّةٍ تزيد قَدرَه نُبْلاً، وتوجب له بعد الفضلِ فضلاً، وإنَّكَ لَتِجِدُ اللفظة الواحدة قد اكتسبتَ بها فوائد حتى تراها مكرّرة في مواضعَ، ولها في كل واحد من تلك المواضع شأنٌ مفردٌ، وشرفٌ منفردٌ، وفضيلةٌ مرموقة، وخِلاَبةٌ موموقة، ومن خصائصها التي تُذكرَ بها، وهي عنوان مناقبها، أنَّها تُعطيك الكثير من المعاني باليسير من اللفظ، حتى تُخرجَ من الصدَفة الواحدة عِدّةً من الدُّرَر، وتَجْنِيَ من الغُصْن الواحد أنواعاً من الثَّمر، وإذا تأمَّلتَ أقسام الصَّنعة التي بها يكون الكلام في حَدَّ البلاغة، ومعها يستحِق وصفَ البراعة، وجدتَها تفتقر إلى أن تُعيرها حُلاها، وتَقصُرُ عن أن تُنازعها مداها وصادفتها نجوماً هي بدرها، ورَوضاً هي زَهْرها، وعرائسَ ما لم تُعِرْها حَلْيها فهي عواطل، وكواعبَ ما لم تُحَسِّنها فليس لها في الحسن حظٌّ كامل، فإنك لترى بها الجمادَ حيّاً ناطقاً، والأعجمَ فصيحاً، والأجسامَ الخُرسَ مُبينةً، والمعاني الخفيّةَ باديةً جليّةً، وإذا نظرتَ في أمر المقاييس وجدتَها ولا ناصر لها أعزُّ منها، ولا رَوْنَق لها ما لم تَزِنْها، وتجدُ التشبيهات على الجملة غير مُعْجِبَةٍ ما لم تكُنْها، إن شئت أرتك المعانيَ اللطيفةَ التي هي من خبايا العقل، كأنها قد جُسِّمت حتى رأتها العيون، وإن شئتَ لطَّفتِ الأوصاف الجسمانية حتى تعود رُوحانية لا تنالها إلاّ الظنون، وهذه إشارات وتلويحات في بدائعها، وإنما ينجلي الغرض منها ويَبين، إذا تُكُلِّم على هذه التفاصيل، وأُفرِدَ كُلُّ فن بالتمثيل، وسترى ذلك إن شاء اللّه، وإليه الرغبة في أن تُوفَّق للبلوغ إليه والتُوَفُّر عليه، وإذ قد عرَّفتكُ أن لها هذا المجال الفسيحَ، والشَّأوَ البعيد، فإني أضَعُ لك فصلاً، بعد فَصلٍ، وأجتهد بقدر الطاقة في الكَشف والبحث.
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:28 م]ـ
(9)
فصل
وهذا فصلٌ قسَّمْتُها فيه قسمة عامية ومعنى العامية، أنك لا تجد في هذه الاستعارة قسمةً إلا أخصَّ من هذه القسمة، وأنها قسيمةُ الاستعارة من حيث المعقول المتعارف في طبقات الناس وأصناف اللغات، وما تجدُ وتسمعُ أبداً نظيرَه من عوامِّ الناس كما تسمع من خواصهم، اعلم أن كل لفظة دخلتها الاستعارة المفيدة، فإنها لا تخلو من أن تكونَ اسماً أو فعلاً، فإذا كانت اسماً فإنه يقع مستعاراً على قسمين "أحدهما" أن تنقلَه عن مسمَّاه الأصلي إلى شيء آخر ثابتٍ معلومٍ فتُجريَه عليه، وتجعلَه متناولاً له تناوُلَ الصفةِ مثلاً للموصوف، وذلك قولك رأيت أسداً وأنت تعني رجلاً شجاعا و عَنَّت لنا ظَبية وأنت تعني امرأة و أبديتُ نوراً وأنت تعني هُدًى وبياناً وحُجّةً وما شاكل ذلك، فالاسم في هذا كله كما تراه متناولٌ شيئاً معلوماً يمكن أن يُنصَّ عليه فيقالَ: إنه عُنِيَ بالاسم وكُنِيَ به عنه ونُقل عن مسمَّاه الأصلي فجُعل اسماً له على سبيل الإعارة والمبالغة في التشبيه، والثاني: أن يؤخذ الاسم على حقيقته، ويُوضَع موضعاً لا يبينُ فيه شيء يشارُ إليه فيقالَ: هذا هو
(يُتْبَعُ)
(/)
المراد بالاسم والذي استعير له، وجُعل خليفةً لاسمه الأصلي ونائباً مَنَابه، ومثالهُ قول لبيد: وغدَاةَ ريحٍ قد كَشَفْتُ وقِرَّةٍ إذ أصبحَتْ بيَدِ الشَّمالِ زِمَامها
وذلك أنه جعل للشمال يداً، ومعلوم أنه ليس هناك مُشار إليه يمكن أن تُجْرَى اليد عليه، كإجراء الأسد و السيف على الرجل في قولك انْبَرَى لي أسدٌ يَزْئِرُ و سللتُ سيفاً على العدوّ لا يُفَلُّ، و الظباء على النساء في قوله "الظباء الغِيدِ" و النور على الهُدَى والبيان في قولك أبديتُ نوراً ساطعاً وكإجراء اليد نفسها على من يعزُّ مكانه كقولك أتنازعني في يدٍ بها أبطِشُ، وعين بها أبصرُ تريد إنساناً له حُكْم اليد وفعلها، وغناؤها ودَفْعُها، وخاصّةُ العين وفائدتُها، وعزّة موقعها، ولطف موضعها لأنّ معك في هذا كله ذاتاً يُنَصُّ عليها، تَرَى مكانَها في النفس، إذَا لم تجد ذكرها في اللفظ، وليس لك شيءٌ من ذلك في بيت لبيد، بل ليس أكثر من أن تُخَيّل إلى نفسك أن الشَّمال في تصريف الغَداة على حكم طبيعتها، كالمدبّر المصرِّفِ لما زمامُه بيده، ومَقادتُهُ في كفّه، وذلك كلُّه لا يتعدَّى التخيُّلُ والوَهْم والتقدير في النفس، من غير أن يكون هناك شيء يُحَسُّ، وذاتٌ تتحصَّل، ولا سبيل لك أن تقول: كَنَى باليد عن كذا، وأراد باليد هذا الشيء، أو جَعَل الشيءَ الفُلاَنيَّ يداً كما تقول: كَنَى بالأسد عن زيد، وعَنَى به زَيداً، وجعل زيداً أسداً، وإنما غايتُك التي لا مُطَّلعَ وراءها أن تقول: أراد أن يُثبت للشمال في الغداة تصرُّفاً كتصرُّف الإنسان في الشيء يقلّبهُ، فاستعار لها اليد حتى يبالغ في تحقيق الشبَهِ، وحُكْمُ الزمام في استعاراته للغداة حكم اليد في استعارتها للشمال، إذ ليس هناك مشارٌ إليه يكون الزمامُ كنايةً عنه، ولكنه وفَّى المبالغةَ شَرْطها من الطرفين، فجعل على الغداة زماماً، ليكون أتمَّ في إثباتها مصرَّفةً، كاجعل للشمال يداً، ليكون أبلغ في تصييرها مُصَرِّفة، ويفصل بين القسمين أنك إذا رجعت في القسم الأول إلى التشبيه الذي هو المغزَى من كل استعارة تُفيد، وجدتَه يأتيك عفواً، كقولك في رأيت أسداً رأيت رجلاً كالأسد أو رأيت مثل الأسد أو شبيهاً بالأسد وإن رُمْتَهُ في القسم الثاني وجدته لا يؤاتيك تلك المؤاتاة، إذ لا وجه لأن تقول: إذا أصبح شيء مثل اليد للشمال أو حصل شبيه باليد للشَّمال، وإنما يتراءى لك التشبيه بعد أن تَخْرِق إليه ستراً، وتُعمل تأمّلاً وفكرْاً، وبعد أن تُغيِّر الطريقةَ، وتخرج على الحذْوِ الأول، كقولك: إذ أصبحت الشَّمال ولها في قوة تأثيرها في الغداة شَبَهُ المالكِ تصريف الشيء بيده، وإجراءَه على موافقته، وجَذْبَه نحو الجهة التي تقتضيها طبيعته، وتنحوها إرادته، فأنت كما ترى تجدُ الشَّبه المنتَزع ها هنا إذا رجعتَ إلى الحقيقة، ووضعت الاسم المستعارَ في موضعه الأصلي لا يلقاكَ من المستعار نَفْسه، بل مما يضاف إليه، ألا ترى أنك لم تُرِدْ أن تجعلَ الشَّمال كاليد ومشبهةً باليد، كما جعلت الرجلَ كالأسد ومشبَّهاً بالأسد، ولكنك أردت أن تجعل الشمال كذي اليد من الأحياء، فأنت تجعل في هذا الضرب المستعارَ له وهو نحو الشمال ذا شيءٍ، وغرضُك أن تُثبت له حكم من يكون له ذلك الشيء في فعل أو غيره، لا نفسَ ذلك الشيء فاعرفه. وهكذا قول زهير: "وَعُرّيَ أفْراسُ الصّبا ورَوَاحِلُه"
لا تستطيع أن تُثبت ذواتاً أو شِبهَ الذوات تتناولُها الأفراسُ والرَّواحل في البيت، على حدّ تناوُل الأسدِ الرجلَ الموصوفَ بالشجاعة، والبدرِ الموصوفَ بالحسن أو البهاء، والسحاب المذكورَ بالسخاء والسماحة، والنورِ العلمَ، والهُدَى والبيان، وليس إلاّ أنك أردت أن الصِّبا قد تُرك وأهمل، وفُقِد نِزاعُ النفس إليه وبَطَل، فصار كالأمر يُنْصَرفُ عنه فتُعطَّل آلاته، وتُطرح أداته كالجهة من جهات المسير نحو الحج أو الغزو أو التجارة يُقضى منها الوطَرُ، فتُحَطُّ عن الخيل التي كانت تُركب إليها لبُودُها، وتُلقَى عن الإبل التي كانت تُحمَّل لها قتودُها، وقد يجيء وإن كان كالتكلّف أن تقول إن الأفراس عبارة عن دواعي النفوس وشهواتها، وقواها في لذَّاتها، أو الأسبَابِ التي تَفْتِل في حَبْل الصِبا، وتنصر جانبَ الهوى، وتُلهِب أريحيّة النشاط، وتُحرّك مَرَح الشَّباب، كما قال "ونعم مَطيّةُ الجهلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الشبابُ" وقال "كان الشبابُ مَطِيّةَ الجَهْل" وليس من حقّك أن تتكلّف هذا في كل موضع، فإنه ربّما خرجَ بك إلى ما يضُرُّ المعنى وينْبو عنه طَبْعُ الشعر، وقد يتعاطاه من يخالطه شيء من طباع التعمُّق، فتجدُ ما يُفسد أكثر مما يُصلح، ولو أنك تطلبت للمطية في بيت الفرزدق: لَعَمْرِي لئن قَيّدْتُ نفسي لطالما سَعَيْتُ وأوضعتُ المَطّيةَ في الجهلِ
مِثْلَ هذا التأوّل، تباعدتَ عن الصواب، وعدلت عما يسبق إلى القلب، وذلك أن المعنى على قولك: لطالما سعيتُ في الباطل، وقديماً كنت في الإسراع إلى الجهل بصُورة من يُوضع المطيّة في سفره، وسِرُّ هذا الموضع يتجلَّى تمامَ التجلِّي إذا تُكُلِّم على الفَرْق بين التشبيه والتمثيل، وسيأتيك ذلك إن شاء اللّه تعالى، وكذا قولهم: هو مُرْخَى العِنان، ومُلْقَى الزِّمام، لا وجهَ لأن تروم شيئاً تُجري العِنان عليه ويتناوله، بل المعنى على انتزاع الشبه من الفرس في حال ما يُرْخَى عِنانُه، وأن يُنظَر إلى الصورة التي تُوجَد من حاله تلك في العقل، ثم يُجاء بها فيُعَارُها الرجُل، ويُتصوَّر بمقتضاها في النفس ويُتمثّل، ولو قلت: إن العنان ها هنا بمعنى النهي، وأن المراد أن النهي قد أُبعد عنه ونحو ذلك، دخلت في ظاهرٍ من التكلُّف، وأتعبت نفسك في غير جدوَى، وعادت زيادتك نقصاناً، وطَلبُك الإحسانَ إساءة. واعلم أن إغفال هذا الأصل الذي عرّفتك من أن الاستعارة تكون على هذا الوجه الثاني كما تكون على الأوّل مما يعدو إلى مثل هذا التعمّق، فإنه نفسَهُ قد يصير سبباً إلى أن يقع قوم في التشبيه، وذلك أنهم إذا وضعوا في أنفسهم أن كل اسم يستعار فلا بد من أن يكون هناك شيء يمكن الإشارة إليه يتناوله في حال المجاز، كا يتناول مسمّاه في حال الحقيقة، ثم نظروا في نحو قوله تعالى: "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" "طه:93" و"وأصْنَع الفُلْكَ بِأَعْيُنِنا" "هود:73"، فلما لم يجدوا للفظة العين ما يتناوله على حدًّ تناول النُّور مثلاً للهدى والبيان ارتبكوا في الشكّ وحاموا حول الظاهر، وحملوا أنفسهم على لزومه، حتى يُفضي بهم إلى الضلال البعيد، وارتكاب ما يقدح في التوحيد، ونعوذ باللّه من الخذلان. وطريقة أخرى، في بيان الفرق بين القسمين، وهو أن الشبَهَ في القسم الأول الذي هو نحو رأيت أسداً - تريد رجلاً شجاعاً - وَصفٌ موجودٌ في الشيء الذي استعرت اسمه وهو الأسد، وأما قولك إذا أصبحت بيد الشمال زمامها فالشبه الذي له استعرتَ اليد، ليس بوصفٍ في اليد، ولكنه صفته تُكسبها اليدُ صاحبَها، وتَحصُلُ له بها، وهي التصرف على وجه مخصوص وكذا قولك أفراس الصِّبا، ليس الشبه الذي له استعرت الأفراس موجوداً في الأفراس، بل هو شبه يحصل لما يضاف إليه الأفراس، حيث يراد الحقيقة نحو قولنا "عُرّي أفراس الغزو، و أجِمَّت خيل الجهاد"، وذلك ما يوجبه الفعل الواقع على الأفراس، نحو أنّ وقوع الفعل الذي هو عُرّيَ على أفراس الغزو، يوجب الإمساك عن الغزو والترك له وعلى هذا القياس. وإذ قد تقرر أمر الاسم في كون استعارته على هذين القسمين، فمن حقّنا أن ننظر في الفعل هل يحتمل هذا الانقسام، والذي يجب العملُ عليه أن الفعل لا يُتصوَّر فيه أن يتناول ذات شيء، كما يتصور في الاسم، ولكن شأن الفعل أن يُثبت المعنى الذي اشتُقَّ منه للشيء في الزمان الذي تدل صيغته عليه، فإذا قلت: ضرَبَ زيدٌ، أثبتَّ الضرب لزيد في زمان ماضٍ، وإذا كان كذلك، فإذا استعير الفعل لما ليس له في الأصل، فإنه يُثبتُ باستعارته له وصفاً هو شبيه بالمعنى الذي ذلك الفعل مشتق منه. بيان ذلك أن تقول: نطقَت الحال بكذا، و أخبرتني أساريرُ وجهه بما في ضميره، وكلّمتني عيناه بما يحوي قلبه، فتجد الحال وصفاً هو شبيه بالنطق من الإنسان، وذلك أن الحال تدلّ على الأمر ويكون فيها أَمَاراتٌ يعرف بها الشيء، كما أن النطق كذلك، وكذلك العين فيها وصف شبيه بالكلام، وهو دلالتها بالعلامات التي تظهرُ فيها وفي نظرها وخواصّ أوصافٍ يُحْدَس بها على ما في القلوب من الإنكار والقبول، ألا ترى إلى حديث الجمحي؟ حُكِي عن بعضهم أنه قال: أتيتُ الجمحي أستشيره في امرأة أردت التزوج بها فقال: أقصيرة هي أم غير قصيرة؟ قال: فلم أفهم ذلك، فقال لي: كأنك لم تفهم ما قلتُ، إنّي لأعرف في عين الرَّجل إذا عرف، وأعرفُ فيها إذا أنكر، وأعرفُ
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا لم يعرف ولم ينكر، أمَّا إذا عرف، فإنها تخَاوَصُ، وإذا لم يعرف ولم ينكر فإنها تَسْجُو، وإذا أنكر فإنها تجحظُ، أردت بقولي قصيرة، أي هي قصيرة النسب تُعَرف بأبيها أو جَدّها. قال الشيخ أبو الحسن: وهذا من قول النسّابة البكري لرؤبة بن العجاج لما أتاه فقال له من أنت؟ قال رؤبة بن العجاج فقال قَصُرتَ وعُرِفتَ. قال: وعلى هذا المعنى قول
رؤبة: ؤبة: قد رَفَعَ العجَّاج ذكري فادعُنِي باسْمٍ إذا الأنساب طالت يَكْفِنِي
وأمر العين أظهر من أن تحتاج فيه إلى دليل، ولكن إذا جرى الشيء في الكلام هو دعوى في الجملة، كان الآنس للقارئ أن يقترن به ما هو شاهد فيه، فلم يُرَ شيءٌ أحسنَ من إيصال دعوى ببرهان. وإذا كان أمرُ الفعل في الاستعارة على هذه الجملة، رجَع بنا التحقيق إلى أنّ وصف الفعل بأنه مستعارٌ، حكمٌ يرجع إلى مَصْدره الذي اشتُقّ منه، فإذا قلنا في قولهم: نطقت الحال، أن نَطَقَ مستعار، فالحكم بمعنى أن النُّطق مستعار، وإذا كانت الاستعارة تنصرف إلى المصدر كان الكلام فيه على ما مضى، ومما تجب مراعاته أن الفعل يكون استعارة مرّةً من جهة فاعله الذي رُفع به، ومثاله ما مضى ويكون أُخرى استعارةً من جهة مفعوله، وذلك نحو قول ابن المعتزّ: جُمعَ الحقُّ لنا في إمامٍ قَتَلَ البُخْلَ وأحيى السَّمَاحَا
فَقَتَلَ و أحيى إنّما صارَا مستعارينَ بأن عُدّيا إلى البخل والسماح، ولو قال: قتل الأعداء وأحيى، لم يكن قَتَلَ استعارةً بوجه، ولم يكن أحيى استعارة على هذا الوجه وكذا قوله: وأَقْرِي الهمومَ الطارقاتِ حَزامةً
هو استعارة من جهة المفعولين جميعاً، فأما من جهة الفاعل فهو محتمل للحقيقة، وذلك أن تقول: أقري الأضياف النازلين اللحمَ العبيطَ ومثله قوله: "قَرَى الهمَّ إذْ ضافَ الزَّماعَ" وقد يكون الذي يعطيه حكمَ الاستعارة أحدُ المفعولين دون الآخر كقوله: نقريهمُ لَهْذَمِيَّاتٍ نَقُدُّ بها مَا كَانَ خَاطَ عليهم كُلُّ زَرَّادِ
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:34 م]ـ
(10)
فصل
اعلم أن الاستعارة كما علمت تعتمد التشبيهَ أبداً، وقد قلت: إنّ طُرُقه تختلف، ووعدتُك الكلام فيه، وهذا الفصل يعطي بعضَ القول في ذلك بإذن اللّه تعالى، وأنا أريد أن أُدرِّجها من الضَّعف إلى القوة، وأبدأ في تنزيلها بالأدنى، ثم بما يزيد في الارتفاع، لأن التقسيم إذا أُريغَ في خارج من الأصل، فالواجب أن يُبدَأ بما كان أقلَّ خروجاً منه، وأدنى مدًى في مفارقته، وإذا كان الأمر كذلك، فالذي يستحِقُّ بحكم هذه الجملة أن يكون أوّلاً من ضروب الاستعارة، أن يُرَى معنى الكلمة المستعارة موجوداً في المستعار له من حيث عموم جنسه على الحقيقة، إلا أنّ لذلك الجنس خصائص ومراتبَ في الفضيلة والنقص والقوّة والضعف، فأنت تستعير لفظ الأفضل لما هو دونه، ومثاله استعارةُ الطيران لغير ذي الجناح، إذا أردت السرعة، و انقضاض الكواكب للفرس إذا أسرع في حركته من علوّ، و السباحة له إذا عدَا عدواً كان حاله فيه شبيهاً بحالة السابح في الماء، ومعلومٌ أن الطيران والانقضاضَ والسباحةَ والعدوَ كلها جنس واحد من حيث الحركة على الإطلاق، إلا أنهم نظروا إلى خصائص الأجسام في حركتها، فأفردوا حركةَ كل نوع منها باسم، ثم إنهم إذا وجدوا في الشيء في بعض الأحوال شبهاً من حركةِ غير جنسه، استعاروا له العبارة من ذلك الجنس، فقالوا في غير ذي الجناح طار كقوله: وطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ
وكما جاء في الخبر: كُلّما سمع هَيْعَةً طار إليها، وكما قال: لَوْ يَشَا طَارَ بهِ ذُو مَيْعةٍ لاَحِقُ الآطال نَهْدٌ ذو خُصَلْ
ومن ذلك أن فاض موضوع لحركة الماء على وجه مخصوص، وذلك أن يفارق مكانهُ دَفْعَةً فينبسط، ثم إنه استعير للفجر، كقوله: كالفَجْرِ فَاضَ على نُجُوم الغَيْهبِ
لأن للفجر انبساطاً وحالةً شبيهة بانبساط الماء وحركته في فَيْضِهِ، فأما استعارة فاض بمعنى الجُود، فنوع آخر غير ما هو المقصود ها هنا، لأن ألقصد الآن إلى المستعار الذي تُوجد حقيقة معناه من حيث الجنس في المستعار له، وكذلك قول أبي تمام: وقَدَ نَثَرَتْهُمْ رَوْعَةٌ ثُمّ أَحْدَقُواْبِهِ مِثْلَمَا أَلَّفَتْ عِقْدَاً مُنْظَّمَا
وقول المتنبي: نَثَرَتْهُمْ فَوقَ الأُحْيَدِبِ نَثْرَةً كما نُثِرَتْ فوق العَرُوسِ الدَّراهِمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
استعارة، لأن النثر في الأصل للأجسام الصغار، كالدراهم والدنانير والجواهر والحبوب ونحوها، لأن لها هيئةً مخصوصةً في التفرق لا تَأْتِي في الأجسام الكبار، ولأن القصد بالنثر أن تُجمَعُ أشياء في كفّ أو وِعاء، ثم يقع فعلٌ تتفرّق معه دَفْعَةً واحدةً، والأجسام الكبار لا يكون فيها ذلك، لكنه لمّا اتَّفق في الحرب تساقُطُ المنهزمين على غيرترتيب ونظام، كما يكون في الشيء المنثور، عبَّر عنه بالنثر، ونسب ذلك الفعل إلى الممدوح، إذْ كان هو سبب ذلك الانتثار، فالتفرُّق الذي هو حقيقة النثر من حيث جنس المعنى وعمومِه، موجودُ في المستعار له بلا شبهة، ويبيّنه أن النَّظم في الأصل لجمع الجواهر وما كان مثلها في السلوك، ثم لمّا حصل في الشَّخْصَين من الرجال أن يجمعهما الحاذِق المبدعُ في الطعن في رُمْحٍ واحد ذلك الضربَ من الجمع، عبَّر عنه بالنَّظم، كقولهم: انتظمها برمحه، وكقوله: قالوا وينظمُ فَارِسَيْن بطَعْنَةٍ
وكان ذلك استعارةً، لأن اللفظة وقعت في الأصل لما يُجْمع في السُّلوك من الحبوب والأجسام الصغار، إذ كانت تلك الهيئة في الجمع تَخُصُّها في الغالب، وكان حصولها في أشخاص الرجال من النادر الذي لا يكاد يقع، وإلا فلو فرضنا أن يكثرَ وجودُه في الأشخاص الكبيرة، لكان لفظ النظم أصلاً وحقيقة فيها، كما يكون حقيقةً في نحو الحبوب، وهذا النحو لشدة الشَّبه فيه، يكاد يلحقُ بالحَقيقة، ومن هذا الحدِّ قوله: وفي يَدِكَ السَّيْف الَّذِي امتنعَتْ به صَفَاةُ الهُدَى من أَنْ تَرِقَّ فتُخْرَقَا
وذلك أن أصل الخَرْق أن يكون في الثوب، وهو في الصفاة استعارة، لأنه لمّا قال تَرِقَّ، قربت حالها من حالِ الثوب، وعلى ذلك فإنَّا نعلم أن الشق والصدع حقيقة في الصَّفاة، ونعلم أن الخرق يجامعهما في الجنس، لأن الكلَّ تفريقٌ وقطعٌ، ولو لم يكن الخرق والشق واحداً، لما قلت: شققتُ الثوبَ، والشَّق عيبٌ في الثوب، و تَشَقََّقَ الثوبُ قول من لا يستعير، ولكن لو قلتَ "خرق الحِشمة"، لم يكن من الحقيقة في شيء، وكان خارجاً من هذا الفن الذي نحن فيه، لأنه ليس هناك شق، ولو جاءَ شَقَّ الحِشمة أو صَدَعَ مثلاً، كان كذلك أعني لا يكون له أصلٌ في الحقيقة ولا شَبهٌ بها. ومن هذا الضرب قوله تعالى: "وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ" "سبأ:91" يُعَدُّ استعارةٌ من حيث إن التمزيق للثوب في أصل اللغة، إلا أنه على ذاك راجع إلى الحقيقة، من حيث إنه تفريق على كل حال، وليس بجنس غيره، إلاّ أنهم خصّوا ما كان مثل الثوب بالتمزيق، كما خصُّوه بالخرق، وإلا فأنت تعلم أن تمزيق الثوب تفريقُ بعضه من بعض، ومثله أن القطع إذا أطلق، فهو لإزالة الاتصال من الأجسام التي تلتزق أجزاؤها، وإذا جاء في تفريق الجماعة وإبعاد بعضه عن بعض، كقوله تعالى: "وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً" "الأعراف:861"، كان شِبْهَ الاستعارة، وإن كان المعنى في الموضعين على إزالة الاجتماع ونَفْيهِ. فإن قلت: قطع عليه كلامَهُ، أو قلت: نَقْطَع الوقت بكذا، كان نوعاً آخر، ومن الاستعارة القريبة في الحقيقة قولهم: أَثْرَى فلانٌ من المجد، وَ أفلس من المروءة، وكقوله: إنْ كانَ أغْنَاها السلُوُّ، فإنَّني أَمْسَيْتُ من كَبِدِي ومِنْهَا مُعْدِمَا
وذلك أن حقيقة الإثراء من الشيء، كثرته عندك، ووصفُ الرجل بأنه كثير المجْد أو قليل المروءَة، كوصفه بأنه كثير العلم أو قليل المعرفة، في كونه حقيقة، وكذلك إذا قلت: أَثْرَى من الشوق أو الحُزْن كما قال: قَدْ وَقَفْنَا على الدِّيارِ وفي الرَّكْ بِ خَرِيبٌ من الغَرامِ ومُثْرِي
فهو كقولك: كَثُر شَوقُه وحزنُه وغرامُه، وإذا كان كذلك، فهو في أنه نُقل إلى شيء جِنْسُه جِنْسُ الذي هو حقيقةٌ فيه، بمنزلة طار، أو أظهرُ أمراً منه، وكذا معنى أعدَم من المال، أنه خلا منه، وأن المال يزول عنه فإذا أخبر أن كَبِدَه قد ذهبت عنه، فهو في حقيقةِ مَنْ ذهب ماله وعدِمَه، والعُدْم في المال وفي غير المال بمنزلة واحدة لا تتغيَّر له فائدة، و المُعْدَم موضوع لمن عَدِم ما يحتاج إليه، فالكبد مما يحتاج إليه، وكذلك المحبوبة، فإنما تقع هذه العبارة في نفسك موقع الغريب من حيث أن العُرف جَرَى في الإعدام بأن يُطلَق على من عَدِم ما جنسُهُ جنسُ المال، ويؤنّسك بما قلتُ، أنك لو قلت: عدم كبدَه، لم يكن مجازاً،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم تجد بينه وبين خلا من كبده وزالت عنه كبده كبيرَ فَرْقٍ، ألا تراك تقول: الفَرَسُ عَادِمٌ للطِّحَال تريد: ليس له طحال، وهذا كلام لا استعارة فيه، كما أنك لو قلت: الطحال معدوم في الفرس كان كذلك، ومن اللائق بهذا الباب البَيِّن أمرُه، ما أنشده أبو العباس في الكامل من قول الشاعر: لم تَلقَ قَوْمَاً همُُ شَرٌّ لإخْوَتِهِمْ مِنَّا عَشِيَّةَ يَجْرِي بالدَّمِ الوادي
تَقْريِهِمُ لَهْذَمِيَّاتٍ نَقُدُّ بها ما كَانَ خاط عَلَيْهِم كُلُّ زَرَّادِ
قال: لأن الخياطة، تضمُُّ خِرَقَ القميص والسَّرْدُ يضُمُّ حَلَقَ الدِرْع، أفلا تراهُ بَيَّنَ أن جنسهما واحدٌ، وأن كلاًّ منهما ضَمٌّ ووَصْلٌ وإنما يَقَعُ الفرقُ من حيث أن الخياطة ضَمُّ أطراف الخِرقَ بِخَيْطِ يُسْلَك فيها على الوجه المعلوم، و الزَّرْدُ ضّم حَلَق الدرع بمداخلةٍ توجد بينها، إلاّ أن الشِّكال الذي يُلزِم أحدَ طرفَي الحَلْقةِ الآخرَ بدخوله في ثُقبتيهما، في صورة الخيط الذي يذهب في منافذ الإبرة، واستقصاءُ القول في هذا الضرب، والبحث عن أسراره، لا يمكن إلا بعد أن تُقَرَّر الضروب المخالفةُ له من الاستعارة، فأقْتصر منه على القدرالمذكور، وأعود إلى القسمة، ضربٌ ثانٍ يُشبه هذا الضرب الذي مضى، وإن لم يكن إياه، وذلك أن يكون الشبهُ مأخوذاً من صِفةٍ هي موجودٌ في كل واحدٍ من المستعَار له والمُستعارِ منه على الحقيقة، وذلك قولُك: رأيت شمساً، تريد إنساناً يتهلَّل وجهه كالشمس، فهذا له شَبَهٌ باستعارة طارلغيرذي الجناح وذلك أن الشبه مُراعَى في التلألؤ، وهو كما تعلم موجودٌ في نفس الإنسان المتهلل، لأنّ رَوْنقَ الوجه الحسن من حيث حسنُ البصر، مجانسٌ لضوء الأجسام النيّرة، وكذلك إذا قلت: رأيت أسداً تريد رجلاً، فالوصف الجامعُ بينهما هو الشجاعة، وهي على حقيقتها موجودة في الإنسان، وإنما يقع الفرقُ بينه وبين السَّبع الذي استعرتَ اسمه له فيها، من جهةً القُوَّة والضعفِ والزيادة والنقصان، وربما ادُّعي لبعض الكُماةِ والبُهَم مساواةُ الأسد في حقيقة الشجاعة التي عمود صورتها انتفاءُ المخافة عن القلب حتى لا تخامرَه، وتُفرِّقَ خواطرَه وتُحَلِّلَ عزيمته في الإقدام على الذي يباطشه ويريد قَهْرَه، وربما كفّ الشُّجاع عن الإقدام على العدوّ لا لخوف يملك قلبه ويَسْلُبه قواه، ولكن كما يكُفُّ المنهيُّ عن الفعل، لا تخونه في تعاطيه قوّةٌ، وذلك أن العاقل من حيث الشرع منهيٌّ عن أن يُهلك نفسه، أتَرَى أنّ البطلَ الكميَّ إذا عَدِمَ سلاحاً يقاتل به، فلم ينهَض إلى العدوّ، كان فاقداً شجاعته وبأسَه، ومتبرّئاً من النَّجْدةِ التي يُعْرَفُ بها، ثم إن الفرق بين هذا الضرب وبين الأول أن الاشتراك ها هنا في صفة توجد في جنسين مختلفين، مثلُ أنّ جنس الإنسان غير جنس الشمس، وكذلك جنسهُ غيرُ جنس الأسد، وليس كذلك الطيران و جريُ الفرس، فإنهما جنس واحد بلا شبهة، وكلاهما مُرورٌ وقطعٌ للمسافة، وإنما يقع الاختلاف بالسرعة، وحقيقة السرعة قلّة تخلُّلِ السكون للحركات، وذلك لا يوجب اختلافاً في الجنس،
فإن قلت: فإذَنْ لا فرق بين استعارة طَار للفرس وبين استعارة الشَفَة للفرس، فهّلا عددتَ هذا في القسم اللَّفْظِيّ غير المفيد؟ ثم إنك إن اعتذرت بأنّ في طار خصوصَ وصفٍ ليس في عَدَا و جَرَى، فكذلك في الشفة خصوصُ وصفٍ ليس في الجحفلة، فالجواب إنِّي لم أعُدَّه في ذلك القسم، لأجل أنّ خصوص الوصف الكائن في طَارَ مُرَاعًى في استعارته للفرس، ألا ترَاك لا تقوله في كل حال، بل في حالٍ مخصوصة وكذا السباحة، لأنك لا تستعيرها للفرس في كل أحوال حَرْبه، نعم، وتأبى أن تعطيَها كُلّ فرس، فالقَطُوف البليدُ لا يوصف بأنه سابح، وأما استعارة اسمٍ لعضو نحو الشفة والأنف فلم يُراعَ فيه خصوص الوصف، ألا ترى أن العجّاج لم يرد بقوله "ومَرْسِنَاً مُسرَّجَاً"، أن يشبّه أنف المرأة بأنف نوع من الحيوان، لأن هذا العضو من غير الإنسان لا يوصف بالحسن، كما يكون ذلك في العين والجيد، وهكذا استعارة الفِرْسِن للشاة في قول عائشة رضي اللّه عنها: ولَوْ فِرْسِنَ شاةٍ، وهو للبعير في الأصل ليس لأن يشبَّه هذا العضو من الشاة به من البعير، كيف ولا شَبَه هناك، وليس إذَنْ في مجيءُ الفِرْسِن بَدَل الظِلْف أمرٌ أكثر من العضو نفسه، ضرب ثالثٌ، وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
الصَّميم الخالص من الاستعارة، وحدُّه أن يكون الشبَهُ مأخوذاً من الصُّور العقلية، وذلك كاستعارة النُّور للبيان والحجة الكاشفة عن الحق، المزِيلة للشكّ النافية للرَّيْب، كما جاء في التَّنزيل من نحو قوله عزّ وجلّ: "واتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ" "الأعراف:751" وكاستعارة الصراط للدِّين في قوله تعالى: "اهْدِنَا الصِرَاطَ المُسْتَقِيمَ" "الفاتحة:5"، و "وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" "الشورى:25" فإنك لا تشُكُّ في أنه ليس بين النور والحجة ما بين طيران الطائرو جرى الفرس من الاشتراك في عموم الجنس، لأن النور صفة من صفات الأجسام محسوسةٌ، والحجة كلامٌ وكذا ليس بينهما ما بين الرجل والأسد من الاشتراك في طبيعةٍ معلومةٍ تكون في الحيوان كالشجاعة، فليس الشبه الحاصل من النور في البيان والحجة ونحوهما، إلاّ أنّ القلب إذا وردت عليه الحجَّة صار في حالة شبيهة بحال البصر إذا صادف النور، ووُجِّهت طلائعُه نحوه، وجال في مَصَارفه وانتشر، وانبَتَّ في المسافة التي يسافر طَرْفُ الإنسان فيها، وهذا كما تعلم شَبهٌ لستَ تحصل منه على جنس ولا على طبيعة وغريزة، ولا على هيئة وصورة تدخل في الخِلقة، وإنما هو صورة عقلية. واعلم أن هذا الضرب هو المنزلةُ التي تبلغ عِندها الاستعارة غاية شرفها، ويتسع لها كيف شاءت المجال في تفنُّنها وتصرُّفها، وها هنا تَخْلُص لطيفةً روحانية، فلا يبصرها إلا ذوو الأذهان الصافية، والعقول النافذة، والطباع السليمة، والنفوس المستعدَّة لأن تَعِيَ الحكمةَ، وتعرف فَصْل الخطاب، ولَهَا ها هنا أساليبُ كثيرة، ومسالك دقيقة مختلفةٌ، والقول الذي يجري مَجْرَى القانون والقسمةِ يغمضُ فيها، إلا أنّ ما يجب أن تعلم في معنى التقسيم لها أنها على أصول أحدها: أن يؤخذ الشَّبه من الأشياء المشاهدة والمدركة بالحواسّ على الجملة للمعاني المعقولة، والثاني: أن يؤخذ الشبه من الأشياء المحسوسة لمثلها، إلا أن الشّبه مع ذلك عقليٌّ، والأصل الثالث: أن يؤخذ الشَّبه من المعقول للمعقول، فمثال ما جرى على "الأصل الأول" ما ذكرتُ لك من استعارة النور للبيان والحجّة، فهذا شَبَهٌ أُخِذ من محسوس لمعقول، ألا ترى أن النور مشاهَدٌ محسوس بالبصر، والبيانُ والحجّةُ مما يؤدّيه إليك العقل من غير واسطة من العين أو غيرها من الحواس، وذلك أن الشَّبه ينصرف إلى المفهوم من الحروف والأصوات، ومدلولُ الألفاظ هو الذي ينوِّر القلب لا الألفاظ، هذا و النور يستعار للعلم نفسه أيضاً والإيمان، وكذلك حكم الظلمة، إذا استعيرت للشُّبهة والجهل والكفر، لأنه لا شُبْهةَ في أن الشَّبهَ والشكوك من المعقول، ووجه التشبيه أن القلب يحصُل بالشبهة والجهلِ، في صفة البصر إذا قَيّده دُجَى الليل فلم يجدْ منصرَفاً وإن استعيرت للضلالة والكفر، فلأنّ صاحبهما كمن يسعى في الظلمة فيذهَب في غير الطريق، وربما دُفِع إلى هُلْك وتردَّى في أُهْوِيَّة، ومن ذلك استعارة القِسْطاس للعدل ونحو ذلك من المعاني المعقولة التي تُعْطَى غيرَها صِفةَ الاستقامة والسَّداد، كما استعاره الجاحظ في فصلٍ يذكر فيه علم الكلام، فقال: هو العِيار على كل صِنَاعة، والزِّمام على كل عبارة، والقِسْطاسُ الذي به يُسْتَبان كل شيء ورُجْحَانه والراووق الذي به ىُعْرْف صفاء كل شيء وكَدَره، وهكذا إذا قيل في النَّحو: إنه ميزان الكلام ومِعْياره، فهو أخذُ شبهٍ من شيء هو جسمٌ يُحَسُّ ويشاهَد، لمعنًى يُعْلَم ويُعْقَل ولا يدخل في الحاسّة، وذلك أظهر وأبين من أن يُحتاج فيه إلى فضل بيان، وأما تفنُّنه وسَعته وتصرُّفه من مَرْضِيٍّ ومسخوطٍ، ومقبول ومرذُول، فحقُّ الكلام فيه بعدَ أن يقع الفراغُ من
(يُتْبَعُ)
(/)
تقرير الأصول، ومثال "الأصل الثاني"، وهو أخذ الشَّبه من المحسوس للمحسوس، ثم الشبهُ عَقليٌّ، قولُ النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إياكم وخَضْراء الدِمَن"، الشبه مأخوذ للمرأة من النبات كما لا يخفى وكلاهما جسمٌ، إلا أنه لم يُقصَد بالتشبيه لونُ النبات وخُضرته، ولا طعمه ولا رائحته، ولا شكله وصورته ولا ما شاكل ذلك ولا ما يسمَّى طبعاً كالحرارة والبرودة المنسوبتين في العادة إلى العقاقير وغيرها مما يُسَخَّن بدن الحيوان ويَبْرُدُ بحصوله فيها، ولا شيءٌ من هذا الباب بل القصدُ شَبَهٌ عقليٌّ بين المرأة الحسناءِ في المنبت السوء، وبين تلك النابتة على الدِِّمنة، وهو حُسْنُ الظاهر في رأى العين مع فساد الباطن، وطيبُ الفَرع مع خبث الأصل، وكما أنهم إذا قالوا: هو عَسَلٌ إذا ياسرتَه، وإن عاسَرتَه فهو صَاب، كما قال: عَسَلُ الأخلاقِ ما يَاسرتَهُ فإذا عَاسرتَ ذُقْتَ السَّلَعا
فالتشبيه عقليٌّ، إذ ليس الغرض الحلاوةَ والمرارةَ اللتين تصفهما لك المَذاقة ويُحسُّهما الفم واللسان، وإنما المعنى أنك تجد منه في حالة الرِّضى والموافقة ما يملَؤُك سروراً وبهجةً، حسب ما يجد ذائق العسل من لذَّة الحلاوة ويهجمُ عليك في حالة السُّخط والإباء ما يشدِّد كراهتَكَ ويَكْسِبك كَرْباً، ويجعلك في حال من يذوق المُرَّ الشديد المرارة، وهذا أظهر من أن يخفى، ومن هذا الأصل استعارة الشمس للرجل تصفُه بالنباهة والرُّفعة والشَّرف والشهرة وما شاكل ذلك من الأوصاف العقلية المحضة التي لا تلابسها إلاّ بغريزة العقل، ولا تعقلها إلا بنظر القلب، ويظهر من هاهنا "أصل آخر" وهو أنّ اللفظة الواحدة تستعار على طريقين مختلفين، ويُذْهَب بها في القياس والتشبيه مذهبين، أحدهما يُفضِي إلى ما تناله العيون، والآخر يُومِئُ إلى ما تُمثِّله الظنون، ومثال ذلك قولك: نجوم الهُدَى، تعني أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، فإنه استعارةٌ توجب شَبَهاً عقليّاً، لأن المعنى أنّ الخلق بعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم اهتدوا بهم في الدين كما يهتدي السارون بالنجوم، وهذا الشبه باقٍ لهم إلى يوم القيامة، فبالرجوع إلى علومهم وآثارِهم وفِعالهم وهَدْيهم تُنال النجاة من الضلالة، ومن لم يطلب الهُدَى من جهتهم فقد حُرم الهدَى ووقع في الضلال، كما أنّ من لم ينظر إلى النجوم في ظلام اللّيل ولم يتلقَّ عنها دلالتها على المسالك التي تُفضي إلى العِمارة ومعادن السلامة وخالفَها، وقع في غير الطريق، وصار بَترْكِهِ الاهتداء بها إلى الضلال البعيد، والهُلْك المُبيد، فالقياس على النجوم في هذا ليس على حدِّ تشبيه المصابيح بالنجوم، أو النيران في الأماكن المتفرقة، لأن الشَّبَه هناك من حيث الحسُ والمشاهدة، لأن القصد إلى نفس الضوء واللَّمعان، والشَّبه ها هنا من حيث العَقْل، لأن القصد إلى مقتضَى ضَوْء النجوم وحُكْمه وعائدته، ثم ما فيها من الدلالة على المنهاج، والأمن من الزيغ عنه والاعوجاج، والوصول بهذه الجُملة منها إلى دار القرار ومحل الكرامة نسأل اللّه تعالى أن يرزقنا ذلك، ويُديم توفيقنا للزوم ذلك الاهتداء، والتصرف في هذا الضياء، إنه عزّ وجلّ وليُّ ذلك والقادر عليه، ومما لا يكون الشبه فيه إلا عقلياً، قولُنا في أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مِلْحُ الأنام، وهو مأخوذ من قوله عليه السلام: "مَثَلُ أصحابي كمثل الملح في الطَّعام، لا يصْلح الطَّعام إلا بالملح"، قالوا: فكان الحسن رحمة اللّه عليه يقول: فقد ذهب مِلْحُنا، فكيف نصنع؟، فأنت تعلم أنْ لا وجه ها هنا للتشبيه إلا من طريق الصُّورة العقلية، وهو أن الناس يصلُحُونَ بهم كما يصلُح الطعام بالملح، والشَّبهُ بين صلاح العامّة بالخاصّة وبين صلاح الطعام بالملح، لا يُتصوَّر أن يكون محسوساً، وينطوي هذا التشبيهُ على وجوب موالاةِ الصحابة رضي اللّه عنهم، وأن تُمْزَج محبَّتُهم بالقلوب والأرواح، كما يُمزَج الملح بالطعام، فباتِّحاده به ومداخلته لأجزائه يَطِيبُ طعمه، وتَذهب عنه وَخَامته، ويصير نافعاً مغذياً، كذلك بمحبّة الصحابة رضي اللّه عنهم تصلح الاعتقادات، وتنتفى عنها الأوصاف المذمومة، وتطيب وتغذو القلوب، وتُنَمَّى حياتُها، وتُحفَظ صحتها وسلامتها، وتَقيها الزَّيغَ والضلالَ والشك والشبهة والحيرة، وما حُكْمُه في حال القلب من حيث
(يُتْبَعُ)
(/)
العقل، حُكْمُ الفساد الذي يعرض لمزاج البدن من أكل الطعام الذي لم يُصْلح بالملح، ولم تنتفِ عنه المضار التي من شَأْنِ الملح أن يُزيلها، وعلى ذلك جاء في صفتهم أنّ: حُبَّهم إيمان وبغضهم نفاقٍ، هذا ولا معنى لصلاح الرجل بالرجل إلاّ صلاح نِيَّتهُ واعتقاده، ومحالٌ أن تصلُح نِيَّتك واعتقادك بصاحبك وأَنْتَ لا تراه مَعْدِن الخير ومَعَانَهْ، وموضع الرُّشد ومكانه ومن علمتَه كذلك، مازَجَتْك محبّتُه لا محالة، وسِيط وُدُّه بلحمك ودمك، وهل تحصل من المحبّة إلاّ على الطاعة والموافقة في الإرادة والاعتقاد، قياسُه قِياس الممازجة بين الأجسام، ألا تراك تقول: فلانٌ قريبٌ من قلبي، تريد الوِفاق والمحبَّة، وعلى هذه الطريقة جرى تمثيل النحو في قولهم: النحو في الكلام، كالملح في الطعام، إذ المعنى أن الكلام لا يستقيمُ ولا تحصل منافعه التي هي الدلالات على المقاصد، إلاّ بمراعاة
أحكام النحو فيه، من الإعراب والترتيب الخاصّ، كما لا يُجْدِي الطعامُ ولا تحصُلُ المنفعة المطلوبةُ منه، وهي التغذية، ما لم يُصْلح بالملح، فأمَّا ما يتخيّلونه من أن معنى ذلك: أن القليلَ من النحو يُغني، وأن الكثيرَ منه يُفسد الكلام كما يُفسد الملحُ الطعامَ إذا كثر فيه تحريفٌ، وقولٌ بما لا يتحصَّل على البَحْث، وذلك أنه لا يُتَصَوّر الزيادةُ والنقصانُ في جريان أحكام النحو في الكلام، ألا ترَى أنه إذا كان من حكمه في قولنا: كان زيدٌ ذاهباً، أن يُرفَع الاسم ويُنصَب الخبر، لم يخلُ هذا الحكم من أن يوجد أو لا يوجد، فإن وُجد فقد حصل النحوُ في الكلام، وعَدَلَ مِزاجَهُ به، ونُفِي عنه الفسادُ، وأنْ يكون كالطعام الذي لا يَغْذُو البدن وإن لم يوجد فيه فَهُو فاسدٌ كائن بمنزلة طعام لم يُصلح بالملح، فسامعه لا ينتفع به بل يستضرُّ، لوقوعه في عمياء وهجوم الوحشة عليه، كما يوجبه الكلام الفاسد العاري من الفائدة، وليس بين هاتين المنزلتين واسطةٌ يكون استعمالُ النحو فيها مذموماً وهكذا القول في كلِّ كلام، وذلك أن إصلاح الكلامِ الأول بإجرائه عل حكم النحو، لا يُغْني عنه في الكلام الثاني والثالث، حتى يُتوَّهم أن حصولَ النحوِ في جملة واحدة من قصيدة أو رسالة يُصلح سائر الجمل، وحتى يكون إفراد كل جُملة بحكمها منه تكريراً له وتكثيراً لأجزائه، فيكون مَثَلُهُ مَثَل زيادة أجزَاء الملح على قدر الكفاية. وكذلك لا يُتصور في قولنا: كان زيد منطلقاً، أن يتكرَّرَ هذا الحكم ويتكثّر على هذا الكلام، فيصير النحو كذلك موصوفاً بأن لَهُ كثيراً هو مذمومٌ، وأن المحمودَ منه القليلُ، وإنما وَزَانه في الكلام وِزَانُ وقوف لسان الميزان حتى يُنبئ عن مساواة ما في إحدى الكفتين ما في الأخرى، فكما لا يُتصور في تلك الصفة زيادةٌ ونقصان، حتى يكون كثيرُها مذموماً وقليلها محموداً، كذلك الحكم في الصِّفة التي تحصل للكلام بإجرائه على حكم النحو ووَزْنِهِ بميزان، فقول أبي بكر الخوارزمي: "والبُغْضُ عِنْدِي كثرةُ الإعراب" كلامٌ لا يُحصَل منه على طائل، لأنّ الإعراب لا يقع فيه قلة وكثرة، إن اعتبرنا الكلام الواحد والجملة الواحدة، وإن اعتبرنا الجُمُل الكثيرةَ وجعلنا إعراب هذه الجملة مضموماً إلى إعراب تلك، فهي الكثرة التي لا بدّ منها، ولا صلاح مع تركها، والخليقُ بالبُغْض مَنْ ذَمَّها وإن كان أراد نحو قول الفرزدق:
وَمَا مِثْلُه في النّاس إلاَّ مملَّكاً أبو أمِّه حيٌّ أبُوه يُقَارِبُهُ
وما كان من الكلام معقَّداً موضوعاً على التأويلات المتكلَّفة، فليس ذلك بكثرةٍ وزيادة في الإعراب، بل هو بأن يكون نَقْصاً له ونقضاً أولى، لأن الإعراب هو أن يُعرب المتكلم عما في نفسهُ ويبيّنه ويوضِّح الغرض ويكشفَ اللَّبْسَ، والواضعُ كلامه على المجازفة في التقديم والتأخير زائلٌ عن الإعراب، زائغٌ عن الصواب، متعرّض للتلبيس والتعمية، فكيف يكون ذلك كثرةً في الإعراب؟ إنما هو كثرة عناءٍ على من رام أن يردَّه إلى الإعراب، لا كثرة الإعراب، وهذا هو كالاعتراض على طريق شجون الحديث، ويُحتاج إليه في أصل كبير، وهو أن من حق العاقل أن لا يتعدَّى بالتشبيه الجهةَ المقصودةَ، ولا سيما في العقليات، وأرجع إلى النَّسَق، مثال "الأصل الثالث"، وهو أخذ الشبه من المعقول للمعقول، أوَّل ذلك وأعمُّه تشبيهُ الوجودِ من الشيءٍ مرةً بالعدمَ،
(يُتْبَعُ)
(/)
والعدمِ مرةً بالوجود، أمّا الأول: فعلى معنى أنه لما قَلَّ في المعاني التي بها يظهر للشيء قَدْرٌ، ويصير له ذِكْرٌ، صار وُجوده كلا وجود، وأمّا الثاني فعلى معنى أن الفاني كان موجوداً ثم فُقِد وعُدم، إلا أنه لما خلّف آثاراً جميلةً تُحيي ذكرَه، وتُديم في الناس اسمه، صار لذلك كأنه لم يُعدَم، وأما ما عدَاهما من الأوصاف فيجيء فيها طريقان: أحدهما: هذا وذلك في كلّ موضع كان موضوع التشبيه فيه على ترك الاعتداد بالصفة، وإن كانت موجودة، لخلوِّها مما هو ثمرتها والمقصودُ منها، والذي إذا خَلَتْ منه لم تستحق الشَّرَف والفضلَ. تفسير هذا: أنك إذا وصفت الجاهل بأنه مّيت، وجعلت الجهل كأنه موتٌ، على معنى أن فائدة الحياة والمقصود منها هو العلم و الإحساس، فمتى عَدِمَهما الحيُّ فكأنه قد خرج عن حُكمْ الحيّ، ولذلك جُعل النَّوم موتاً، إذ كان النائم لا يشعر بما بحضرته، كما لا يشعر الميِّت،
والدرجة الأولى في هذا أن يقال: فلان لا يعقل و هو بهيمة و حمار وما أشبه ذلك، مما يحطُّه عن معاني المعرفة الشريفة، ثم أن يقال: فلان لا يعلم ولا يَفْقَهُ ولا يحسُّ، فيُنفَى عنه العلم والإحساس جملةً لضعف أمره فيه، وغلبة الجهل عليه، ثم يُجعَل التعريضُ تصريحاً فيقال: هو ميّتٌ خارجٌ من الحياة و هو جماد، توكيداً وتناهياً في إبعاده عن العلم والمعرفة، وتشدُّداً في الحكم بأنْ لا مطمع في انحسار غَيَاية الجهل عنه، وإفاقته مما به من سَكْرة الغيّ والغَفْلة وأن يُؤثِّر فيه الوعظ والتنبيهُ، ثم لما كان هذا مستقراً في العادة، أعني جَعْلَ الجاهِل ميِّتاً، خرج منه أن يكون المستحقُّ لصفة الحياة هو العالمَ المتيقظ لوَجْه الرُّشد، ثم لمّا لم يكن علمٌ أشرف وأعلى من العِلم بوحدانية اللّه تعالى، وبما نزّله على النبيّ صلى الله عليه وسلم، جُعل من حصل له هذا العلم بعد أن لم يكن، كأنه وَجَد الحياة وصارت صفةً له، مع وجود نور الإيمان في قلبه، وجُعل حالته السابقةُ التي خلا فيها من الإيمان كحالة الموت التي تُعدَم معه الحياة، وذلك قوله تعالى: "أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتَاً فَأَحْيَيْنَاهُ" "الأنعام:221"، وأشباه ذلك، من هذا الباب قولهم: فلان حيٌّ و حيُّ القلب يريدون أنه ثاقبُ الفهم جيِّد النظر، مستعدٌّ لتمييز الحق من الباطل فيما يَرِد عليه، بعيدٌ من الغفلة التي كالموت ويذهبون به في وجه آخر، وهو أنه حَرِكٌ نافذٌ في الأمورِ غيرُ بطيءِ النهوض وذلك أن هذه الأوصاف من أمارات الصحة واعتدال المزاج وتوقُّد نار الحياة، وهذا يصلح في الإنسان والبهيمة، لأنه تعريض بالقدرة والقوة، والمذهب الأول إشارة في العلم والعقل، وكلتا الصفتين أعني القدرة والعلم مما يشرف به الحيُّ، ومما يضادُّه الموتُ وينافيه، ولما كان الأمْرُ كذلك صار إطلاق الحياة مرة عبارةً عن العلم، وأخرى عن القدرة وإطلاقُ الموت إشارةً إلى عدم القدرة وضعفها تارةً، وإلى عدم العلم وضعفه أخرى، والقول الجامع في هذا: أنّ تنزيلَ الوُجود منزلة العدَم إذا أريد المبالغة في حطّ الشيء والوَضْع منه وخروجِه عن أن يُعتدَّ به، كقولهم: هو والعدم سواء معروفٌ متمكن في العادات، وربما دعاهم الإيغال وحُبُّ السَّرَف إلى أن يطلبوا بعد العدم منزلةً هي أدْوَن منه، حتى يقعُوا في ضرب من التهوّس، كقول أبي تمام: وأنت أنْزَرُ من لا شيءَ في العددِ
وقال ابن نُبَاتَةَ: مازِلْتُ أعطِفُ أيَّامِي فتمنَحُني نَيلاً أدَقَّ من المعدومِ في العدَمِ
ويتفرع على هذا إثبات الفضيلة للمذكور بإثبات اسم الشيء له، ويكون ذلك على وجهين:
أحدهما: أن تريد المدحَ وإثباتَ المَزِيَّة والفضل على غاية المبالغة، حتى لا تحصل عليه مزيداً، فإذا أردتَ ذلك جعلتَ الإثبات كأنه مقصور عليه لا يُشارَك فيه، وذلك قولك: هذا هو الشيء وما عداه فليس بشيءٍ، أي: إن ما عداه إذا قيس إليه صَغُر وحَقُر حتى لا يدخل في اعتداد، وحتى يكونَ وِجْدَانه كفِقْدَانهُ، فقد نزّلت الوجود فيمن عدا المذكور منزلةَ العدم، وأما أن يكون التفضيل على توسُّط، ويكون القصدُ الإخبار بأنه غير ناقص على الجملة، ولا مُلْغًى منزَّل منزلةَ المعدوم، وذلك قولك: هذا شيءٌ، أي: داخل في الاعتداد، وفي هذه الطريقة أيضاً تفاوُتٌ، فإنك تقول مرةً: هذا إمَّا لا، شيءٌ، تريد أن تقول: إن الآخر ليس بشىء ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتداد به أصلاً، وتقول أخرى: هذا شيء، تريد: شيءٌ له قَدْرٌ وخَطَر، وتجرِي لك هذه الوجوه في أسماء الأجناس كلها تقول: هذا هو الرجل ومَنْ عَداه فليس من الرجولية في شيء، و هذا هو الشعر فحسب، تبالغ في التفضيل، وتجعل حقيقة الجنسية مقصورةً على المذكور، وتقول: هذا رجلٌ تريد: كاملٌ من الرجال، لا أن مَنْ عَدَاه فليس برجل على الكمال، وقد تقول: هذا إمّا لا، رَجلٌ، تريد: يَستحقّ أن يُعَدَّ في الرجال، ويكون قصدُك أن تشير إلى أنّ هناك واحداً آخرَ لا يدخل في الاعتداد أصلاً ولا يستحق اسم الرجل، وإذا كان هذا هو الطريقَ المَهْيَع في الوَضْع من الشيء وتركِ الاعتداد به، والتفضيل له والمبالغة في الاعتداد به، فكل صفتين تضادّتا، ثم أُريد نَقص الفاضلة منهما، عبّر عن نقصها باسم ضدّها، فجُعلت الحياة العارية من فضيلة العلم والقدرة موتاً، والبصر والسمعُ إذا لم ينتفع صاحبهما بما يَسْمَع ويُبْصِر فلم يَفْهم معنى المسموع ولم يعتبر بالمُبصر أو لم يعرف حقيقته عمًى وصَمَمَاً، وقيل للرجل: هو أعمى أصمُّ، يراد أنه لا يستفيد شيئاً مما يسمع ويُبصر، فكأنه لم يسمع ولم يبصر، وسواءٌ عبّرت عن نقص الصفة بوجود ضدّها، أو وصفِها بمجرَّد العدم، وذلك أنّ في إثبات أحد الضدّين وصفاً للشيء، نفياً للضدّ الآخر، لاستحالة أن يوجدا معاً فيه، فيكون الشَّخص حيّاً ميّتاً معاً، أصمَّ سمعياً في حالة واحدة، فقولك في الجاهل: هو ميّت، بمنزلة قولك: ليس بحيّ، وأن الوجود في حياته بمنزلة العَدم. هذا هو ظاهر المذهب في الأمر والحكم إذا أُطلق القولُ، فأما إذا قُيِّد كقوله: "أَصَمُّ عَمَّا سَاءَه سَمِيعُ" فَتُثْبَتُ له الصفتان معاً على الجملة، إلاّ أن مرجع ذلك إلى أن يقال إنه كان يفقد السمع في حال ويعود إليه في حال أو أنه في حقّ هذا الجنس فاقد الإدراك مسلوبه، وفيما عداه كائن على حكم السميع، فلم يثبت له الصمم على الجملة، إلاّ للحكم بأن وجود سَمْعه كالعدم، إلا أن ذلك في شيء دون شيء، وعلى التقييد دون الإطلاق، فقد تبيَّن أن أصل هذا الباب تنزيل الموجود منزلة المعدوم، لكونه بحيث لا يعتدُّ به وخلِّوه من الفضيلة، والطريق الثاني في شَبَه المعقول من المعقول: أن لا يكون على تنزيل الوُجود منزلة العدم، ولكن على اعتبار صفة معقولةٍ يُتصوَّر وُجودها مع ضِدّ ما استعرتَ اسمه، فمن ذلك أن يراد وَصْفُ الأمر بالشدة والصعوبة، وبالبلوغِ في كونه مكروهاً إلى الغاية القُصْوَى، فيقال: لَقِيَ الموت، يريدون لَقَي الأمر الأشدَّ الصعب الذي هو في كراهة النَّفس له كالموت، ومعلومٌ أنَّ كون الشيء شديداً صعباً مكروهاً صفةٌ معلومةٌ لا تُنافي الحياة، ولا يُمْنَع وجودها معه، كما يُمنَع وجود المَوت مع الحياة ألا ترى أن كراهة الوتِ موجودةٌ في الإنسان قبل حصوله، كيف وأكرهُ ما يكون الموت إذا صَفَتْ مشاعر الحياة، وخَصِبتْ مسارح اللذّات، فكلما كانت الحياةُ أمكن وأتمّ، كانت الكراهة للموت أقوى وأشدّ، ولم تخفَّ كراهته على العارفين إلا لرغبتهم في الحياة الدائمة الصافية من الشوائب، بعد أن تزول عنه هذه الحياة الفانية ويُدركهم الموت فيها، فتصوُّرُهم لذّة الأمْن منه، قلَّل كراهتهم له، كما أن ثقةَ العالم بما يُعْقِبه الدواءُ من الصحة، تُهوّن عليه مَرَارَته، فقد عبْرت ها هنا عن شدّة الأمر بالموت، واستعرته له من أجلها، والشّدةُ ومحصُولُها الكراهة، موجودة في كل واحد من المستعار له والمستعار منه فليس التشبيه إذَنْ من طريق الحُكْم على الوجود بالعدم، وتنزيل ما هو موجود كأنه قد خَلَعَ صفة الوجود، وذلك أن هذا الحكم إنما جرى في تشبيه الجهل بالموتِ، وجعل الجاهل ميّتاً من حيث كان للجهل ضدٌُّ يُنافي الموت ويضادُّه وهو العلم، فلما أردتَ أن تبالغ في نفي العلم الذي يجب مع نفيه الجهلُ، وجعلتَ الجهلَ موتاً لتُؤْيس من حصول العلم للمذكور، وليس لك هذا في وصف الأمر الشديد المكروه بأنه موت، ألا ترى أن قوله: لا تحسَبَنَّ المَوْتَ مَوْتَ البِلَى وإنما الموتُ سُؤالُ الرجالْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يفيد أنّ للسُّؤَال ضدّاً ينافي الموت أو يضادّه على الحقيقة، وأن هذا القائل قصد بجعل السؤال موتاً نَفْىَ ذلك الضدّ، وأن يُؤْيِس من وجوده وحصوله، بل أراد أن في السؤال كراهة ومرارةً مثل ما في الموت، وأن نفس الحرّ تنفِرُ عنه كما تنفر نفوسُ الحيوان جملةً من الموت، وتطلبُ الحياةَ ما أمكن في الخلاص منه، فإن قلتَ: المعنى فيه أن السؤال يَكْسِب الذُلَّ ويَنْفي العِزَّ، والذليلُ كالميت لفقد القدرة والتصرّف، فصار كتسميتهم خُمول الذكر موتاً، والذكرَ بعد الموت حياةً، كما قال أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه: مات خُزَّان المالِ، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مَفْقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، قلتُ: إني آنَسُ أنهم لم يقصدوا هذا المعنى في السؤال، وإنما أرادوا الكراهة، ولذلك قال بعد البيت الذي كتبته: كِلاَهما موتٌ، ولكنَّ ذَا أشدُّ مِنْ ذاك لذُلّ السُّؤالْ
هذا وليس كل ما يعبِّر عنه بالموت لأنه يُكْرَه ويَصْعُب ولا يستسلم له العاقل إلاّ بعدَ أن تُعْوِزَه الحِيَلُ فإنه يُحْمل هذا المَحْمَل، وينقادُ لهذا التأويل، أترى المتنبي في قوله: وقد مُتّ أمْسِ بها مَوْتَةً ولا يَشْتَهِي الموتَ مَنْ ذَاقَهُ
أراد شيئاً غير أنه لقي شِدّةً، وأمَّا العبارة عن خمول الذكر بالموت، فإنه وإن كان يدخل في تنزيل الوجود منزلة العدم، من حيث يقال: إن الخامل لمّا لم يُذكَر ولم يَبِنْ منه ما يُتحدَّث به، صار كالميت الذي لا يكون منه قولٌ، بل ولا فعل يدلُّ على وجوده فليس دخوله فيه ذلك الدخولَ، وذلك أن الجهل يُنافي العلم ويضادُّه كما لا يخفى، والعلم إذا وُجد فَقَدْ وُجدت الحياةُ حَتْمَاً واجباً، وليس كذلك خمولُ الذكر والذكرُ، لأنه ليس إذا وُجد الذكرُ فقد وُجدت الحياة، لأنك تُحدِّث عن الميت بأفعاله التي كانت منه في حال الحياة، فيَتَصَوَّر الذكرُ ولا حياة على الحقيقة، ولا يُتَصَوَّر العلم ولا حياة على الحقيقة. وهكذا القول في الطرف الآخر، وهو تسميةُ مَنْ لا يَعلم ميّتاً، وذلك أن الموت ها هنا عبارة عن عَدَم العلم وانتفائه، وعدم العلم على الإطلاق، حتى لا يوجد منه شيء أصلاً، وحتى لا يصحّ وجوده، يقتضي وجود الموت على الحقيقة ولا يمكن أن يقال إنّ خمولَ الذكر يوجب الموت على الحقيقة، فأنت إذن في هذا تُنزّل الوجود منزلةَ العدم على وجهٍ لا ينصرف إلى الحقيقة ولا يصير إليها،، وإنما يُمثَّل ويُخيَّل، وأما في الضرب الأول وهو جعلُ من لا يعلم ميِّتاً ومن يعَلم هو الحيّ فإنك تلاحظ الحقيقة وتشير إليها وتحطِب في حَبْلها فاعرفه. وأمَّا قولهم في الغنيّ إذا كان بخيلاً لا ينتفع بماله: إنّ غناه فقر، فهو في الضرب الأول أعني تنزيلَ الوجود منزلة العدم لتعرّى الوجود مما هو المقصود منه، وذلك أن المال لا يُراد لذاته، وإنما يُراد للانتفاع به في الوجوه التي تعدُّها العقلاء انتفاعاً، فإذا حُرم مالكه هذه الجدوى وهذه الفائدة، فملْكُه له وعدم الملك سواء، والغِنَي إذا صُرف إلى المال، فلا معنى له سوى مِلْك الإنسان الشيء الكثير منه، ألا تراه يُذكَر مع الثروة فيقال: غنيٌّ مُثْرٍ مُكثر؟ فإذا تبين بالعلة التي مضت أنه لا يستفيد بمِلْكه هذا المالَ معنًى، وأن لا طائل له فيه، فقد ثبت أن غِناه والفقرَ سواء، لأن الفقر أن لا يملك المال الكثير، وأمّا قول اللُؤَماء: إن انتفاعه في اعتقاده أنَّه متى شاء انتفع به، وما يجد في نفسه من عزّة الاستظهار، وأنه يُهاب ويُكْرم من أجله، فمن أضاليل المُنَى، وقد يُهان ويُذَّلُّ ويُعَذَّب بسببه حتى تُنْزَع الروح دونه، ثم إن هذا كلامٌ وضعه العقلاء الذين عرفوا ما الانتفاع، وهذا المخالفُ لا يُنكر أن الانتفاع لو عُدم كان مِلكه الآن لمالٍ وعَدَمُ ملكه سواءٌ، وإنما جاء يتطلّب عُذْراً، ويُرخِي دون لُؤْمه سِتْراً، ونظير هذا أنك ترى الظالم المجترئ على الأفعال القبيحة، يدّعي لنفسه الفضيلة بأنه مَدِيد الباع طويلُ اليد، وأنه قادرٌ على أن يُلجئ غيره إلى التَّطامن له، ثم لا يزيده احتجاجُه إلا خِزْياً وذُلاً عند اللّه وعند الناس، وترى المصدِّق له في دعواه أذَمَّ له وأهجى من المكذِّب، لأن الذي صدّقه أيِسَ من أن ينزع إلى الإنسانية بحالٍ، والذي كذَّب رجَا أن ينزع عند التنبيه والكشف عن صورة القبيح، وأما قولهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
القناعة إنها الغِنَى كقوله: إنَّ القُنوعَ الغِنَى لا كثرةُ المال
يريد القناعة، وكما قال الآخر: إنّ القَنَاعةَ فاعلمنَّ غِنَى والحِرْصُ يُورِث أهلَهُ الفَقْرَا
وجعلُهم الكثيرَ المال، إذا كان شَرِهاً حريصاً على الازدياد، فقيراً، فمِمَّا يرجع إلى الحقيقة المحضة، وإن كان في ظاهر الكلام كالتشبيه والتمثيل، وذلك أن حقيقة الغِنَى هو انتفاء الحاجة والحاجة أن تريد الشيء ولا تجدُه، والكثير المال إذا كان الحِرْصُ عليه غالباً، والشَّرَهُ له أبداً صاحباً، كان حاله كحال من به كَلَبُ الجوع يأكل ولا يشبع، أو من به البَغَرُ يشرب ولا يروَى، فكما إنّ إصابته من الطعام والشراب القدرَ الذي يُشبع ويُروى، إذا كان المزاج معتدلاً والصّحة صحيحةً، لا تنفي عنه صفة الجائع والظمآنِ لوجود الشهوة ودَوامِ مُطالبة النفس وَبَقَاء لهيب الظمأِ وجهْدِ العطش، كذلك الكثيرُ المال لا تحصل له صفة الغِنى ولا تزول عنه صفة الفقر، مع بقاء حرصه الذي يُديم له القَرَم والشَّره والحاجة والطلَب والضَجَر حين يفقِد الزيادة التي يريدها، وحين يفوته بعض الرِّبح من تجاراته وسائر متصرَّفاته، وحتى لا يكاد يفصِل بين حاله وقد فاته ما طلب، وبينها وقد أُخذ بعض مالِهِ وغُصب، ومن أين تحصُل حقيقة الغِنَى لذي المال الكثير؟ وقد تراه من بُخله وشُّحِّه كالمقيَّد دون ما ملكه، والمغلول اليدِ يموت صبراً ويُعاني بؤساً، ولا تمتّد يدُه إلى ما يزعمُ أنه يملكه فيُنفقه في لذَّة نفسٍ، أو فيما يَكْسِب حمداً اليوم وأجراً غداً، ذاك لأنه عَدِم كرماً يبسُط أناملَه، وجُوداً ينصر أمَلَهُ، وعقلاً يبصّره، وهمّةً تمكنّه مما لديه، وتُسلِّطه عليه، كما قال البحتري: ووَاجِدُ مالٍ أعوزَتْهُ سَجِيّةٌ تُسلّطه يوماً على ذلك الوُجْد
فقولهم إذَنْ: إن القناعة هي الغِنَى لا كثرة المال، إخبار عن حقيقةِ نفّذتها قضايا العقول، وصحّحتها الخِبرة والعِبرة، ولكن رُبّ قضيةٍ من العقل نافذةٍ قد صارت كأنها من الأمور المتجوَّز فيها، أو دون ذلك في الصحة، لغلبة الجهل والسَفَه على الطباع، وذهاب من يعمل بالعقل ويُذعن له، ويطرح الهوى، ويصبُو إلى الجميل، ويأنَف من القبيح، ولذهاب الحياء وبُطلانه، وخروج الناس من سُلْطانه، ويأس العاقل من أن يُصادف عندهم، إن نَبَّهَ أو ذَكَّر، سمعاً يعي، وعقلاً يراعي، فجَرْيُ الغنى على كثرة المال، والفقر على قلّته، مما يُزيله العُرف عن حقيقته في اللغة، ولما كان الظاهرُ من حال الكثير المال أنه لا يَعْجِز عن شيء يريده من لذّاته وسائر مطالبه، سُمّي المال الكثير غِنًى، وكذلك لمَّا مَن كان قَلَّ ماله، عَجَز عن إرادته، سُمّي قلّة المال فقراً، فهو من جنس تسمية السبب باسم المسَبَّب، وإلا فحقيقة الغنى انتفاء الاحتياج، وحقيقة الفقر الاحتياج، واللّه تعالى الغنيُّ على الحقيقة، لاستحالة الاحتياج عليه جلّ وتعالى عن صفات المخلوقين، على ذاك ما جاء في الخبر من أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "أَتَدْرُون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول اللّه من لا دِرْهمَ له ولا مَتَاع، قال: المفلس من أُمَّتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وزكاته وصيامه، فيأتي وقد شتم هذا وأكل مال هذا وقَذَف هذا وضرب هذا وسفك دمَ هذا فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتُ حسناته قبل أن يفنى ما عليه من الخطايا، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار"، ذاك أنه صلى الله عليه وسلم بيَّن الحكم في الآخرة، فلما كان الإنسان إنما يُعَدُّ غنيّاً في الدنيا بماله، لأنه يجتلب به المسرّة ويدفع المضرّة، وكان هذا الحكم في الآخرة، للعمل الصالح، ثبتَ لا محالة أن يكون الخاليِ، نعوذ باللّه، من ذلك، هو المفلس، إذ قد عَرِيَ مما لأجله يسمّى الخالي من المال في الدنيا مفلساً، وهو عدم ما يوصله إلى الخير والنعيم، ويقيه الشرَّ والعذابَ، نسأل اللّه التوفيق لما يُؤْمِنُ من عقابه. وإذا كان البَحْثُ والنظر يقتضي أن الغنى و الفقر في هذا الوجه دالاّن على حقيقة هذا التركيب في اللغة، كقولك: غَنِيتُ عن الشيء و استغنيتُ عنه، إذا لم تحتج إليه و افتقرتُ إلى كذا، إذا احتجتَ إليه وجب أن لا يعدواها ها هنا في المستعار والمنقول عن أصله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 07:40 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي شوية شوية علينا ..
فمن ذا الذي سيقرأ هذا الكمّ الهائل من المواد التي تحتاج إلى توءدة وإمعان نظر؟
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 09:22 م]ـ
آسف أخي لؤي ......
لك التوءة والإمعان الآن
ـ[المكي]ــــــــ[17 - 01 - 2006, 11:20 م]ـ
حدث خطأ (نسيت حرف الدال)
وللفائدة: تَوَأَّدَ يَتَوَأَّدُ توَؤُّداً [وأد] اتَّأدَ، أي تأنَّى وتمهل؛ اضْطر أن يتوأد في مشيه بسبب مرضه.-
ـ[المكي]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 03:26 م]ـ
(11)
فصل
إن قال قائل: إنّ تنزيل الوجود منزلةَ العدم، أو العدِم منزلةَ الوجود، ليس من حديث التشبيه في شيء، لأن التشبيه أن تثبت لهذا معنًى من معاني ذاك، أو حُكماً من أحكامه، كإثباتك للرجل شجاعة الأسد، وللحُجة حكم النُّور، في أنك تفصل بها بين الحق والباطل، كما يُفصل بالنور بين الأشياء، وإذا قلت في الرجل القليل المعاني: هو معدوم، أو قلت: هو و العدم سواء، فلست تأخذ له شبهاً من شيء، ولكنك تنفيه وتُبطل وجوده، كما أنك إذا قلت: ليس هو بشيء أو ليس برجل، كان كذلك، وكما لا يسمّى أحدٌ نحوَ قولنا: ليس بشيء تشبيهاً، كذلك ينبغي أن لا يكون قولك: وأنت تقلِّل الشيءَ أُخبرت عنه معدومٌ تشبيهاً، وكذلك إذا جعلت المعدوم موجوداً كقولك مثلاً للمال يذهب ويفنَى ويُثمر صاحبهُ ذكراً جميلاً وثناءً حسناً: إنه باقٍ لك موجود، لم يكن ذلك تشبيهاً، بل إنكاراً لقول من نفى عنه الوجود، حتى كأنك تقول: عينُه باقية كما كانت، وإنما استَبْدَل بصورة صورةً فصار جمالاً، بعد ما كان مالاً، ومكارمَ، بعد أن كان دراهم، وإذا ثبت هذا في نفس الوُجود والعدم، ثبت في كل ما كان على طريق تنزيل الصفة الموجودة كأنها غير موجودة، نحو ما ذكرت من جعل الموت عبارةً عن الجهل، فلم يكن ذلك تشبيهاً، لأنه إذا كان لا يُرَاد بجعل الجاهل ميّتاً إلا نفْي الحياة عنه مبالغةً، ونفيُ العلم والتمييز والإحساس الذي لا يكون إلا مع الحياة، كان محصوله أنك لم تعتدُّ بحياته، وتركُ الاعتداد بالصفة لا يكون تشبيهاً، إنما نفيٌ لها وإنكارٌ لقول من أثبتها، فالجواب: إن الأمر كما ذكرتَ، ولكنّي تتبّعتُ فيما وضعتُه ظاهرَ الحال، ونظرتُ إلى قولهم: موجود كالمعدوم، وشيءٌ كلا شيء، ووجود شبيه بالعدم، فإن أبيتَ أن تعمل على هذا الظاهر لم أضايق فيه، إلا أن من حَقّك أن تعلم أنه لا غِنَى بك عن حفظ الترتيب الذي رتَّبْتُه في إعطاء المعقول اسم معقول آخر أعني لا بدّ من أن تعلم أنه يجيء على طريقين: أحدهما: تنزيل الوجود منزلة العدم، كما مضى من أنّ جعل الموت عبارةً عن الجهل، وإيقاعُ اسمه عليه يرجع إلى تنزيل حياته الموجودة كأنها معدومة، والثاني: أن لا يكون هذا المعنى، ولكن على أنّ لأحد المعنيين شَبَهَاً من الآخر، نحو أن السؤال يُشبه، في كراهته وصُعوبته على نفس الحُرّ، الموتَ. واعلم أني ذكرت لك في تمثيل هذه الأصول الواضحَ الظاهرَ القريبَ المتناوَلِ الكائنَ من قَبِيل المتعارف في كل لسان، وما تجد اعترافاً به وموافقةً عليه من كل إنسان، أو ما يشابه هذا الحدَّ ويشاكله، ويداخل هذا الضَّرب ويشاركه، ولم أذكر ما يدِقُّ ويغمُض، ويلطُف ويَغْرُب، وما هو من الأسرار التي أثارتْها الصنعة، وغاصت عليها فكرة الأفراد من ذوي البراعة في الشِّعر، لأن القصد إذا كان لتمهيد الأساس، ووضع قواعد القياس، كان الأوْلى أن أعمدَ إلى ما هو أظهر وأجلى من الأمثلة، لتكون الحجةُ بها عامّة لا يصرف وجهها بحال، والشهادةُ تامةً لا تجد من السامعين غير قبول وإقبال، حتى إذا تمّهدَت القواعد، وأُحكمت العُرَى والمَعَاقد، أُخِذ حينئذ في تتبُّع ما اخترعته القرائح، وعُمِد إلى حل المشكلات عن ثقةٍ بأنْ هُيّئَت المفاتح، هذا وفي الاستعارة بعدُ من جهة القوانين والأصول، شغلٌ للفكر، ومذهب للقول، وخفايا ولطائفُ تُبْرَز من حُجُبِها بالرِّفْق والتدريج والتلطُّف والتأنِّي، ولكني أظنُّ أنَّ الصوابَ أن أنْقُلَ الكلام إلى القول على التشبيه والتمثيل وحقيقتهما والمراد منهما، خصوصاً في كلام من يتكلم على الشعر، ونتعرّف أهما متساويان في المعنى، أو مختلفان، أم جنسهما واحدٌ، إلا أن أحدهما أخصُّ من الآخر؟
ـ[المكي]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 09:31 م]ـ
(12)
أقسام التشبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم أن الشيئين إذا شُبّه أحدهما بالآخر كان ذلك على ضربين أحدهما أن يكون من جهة أمرٍ بيّنٍ لا يحتاج إلى تأوّل، والآخر أن يكون الشبه محصّلاً بضرب من التأوّل، فمثال الأول: تشبيهُ الشيّ بالشيء من جهة الصُّورة والشكل، نحو أن يشبَّه الشيء إذا استدار بالكرة في وجه، وبالحلقة في وجه آخر وكالتشبيه من جهة اللّون، كتشبيه الخدود بالورد، والشَعر بالليل، والوجه بالنهار، وتشبيه سِقْط النار بعين الديك، وما جرى في هذا الطريق أو جمع الصُّورة واللون معاً، كتشبيه الثُّريّا بعنقود الكَرْم المنوَّر، والنرجس بمَدَاهن دُرٍّ حشُوهن عقيق، وكذلك التشبيه من جهة الهيئة نحو: أنه مستوٍ منتصبٌ مديدٌ، كتشبيه قامة الرَّجل بالرمح، والقَدِّ اللطيفِ بالغصن ويدخل في الهيئةِ حالُ الحركات في أجسامها، كتشبيه الذاهب على الاستقامة بالسَّهم السديد، ومَنْ تأخذه الأريحيّةُ فَيهتزُّ بالغصن تحت البارح، ونحو ذلك وكذلك كل تشبيهٍ جَمَعَ بين شيئين فيما يدخل تحت الحواسّ، نحو تشبيهك صوتَ بعض الأشياء بصوت غيره، كتشبيه أطيطِ الرحل بأصوات الفراريج، كما قال: كأنّ أصواتَ، من إيغالهنّ بنا أواخرِ المَيْس إنقاضُ الفَرَاريج
تقدير البيت كأن أصوات أواخر الميس أصواتَ الفراريج من إيغالهن بنا ثم فصل بين المضاف والمضاف إليه بقوله: من إيغالهن وكتشبيه صَرِيف أنياب البعير بصياح البوازي، كما قال: كأنَّ عَلَى أنيابها سُحْرَةٍ صِياحَ البَوازي من صَرِيف اللَّوَائِك
وأشباه ذلك من الأصوات المشبهة له وكتشبيه بعض الفواكه الحلوة بالعسَل والسُكَّر وتشبيهِ اللِّين الناعم بالخزِّ، والخشن بالمِسْحِ، أو رائحةِ بعض الرياحين برائحة الكافور أو رائحة بعضها ببعضٍ كما لا يخفى، وهكذا التشبيه من جهة الغريزة والطباع، كتشبيه الرجل بالأسد في الشجاعة، وبالذئب في النُكْر، والأخلاقُ كلُّها تدخُل في الغريزةُ نحو السَّخاء والكرمَ واللؤم، وكذلك تشبيه الرجل بالرجل في الشدة والقوة وما يتصل بهما، فالشبه في هذا كلّه بَيّنٌ لا يجري فيه التأوُّل، ولا يُفتقَر إليه في تحصيله، وأيُّ تأوُّل يجري في مشابهة الخدّ للورد في الحمرة، وأنت تراها ها هنا كما تراها هناك؟ وكذلك تعلم الشَّجاعة في الأسد كا تعلمها في الرجل، ومثالُ الثاني: وهو أشبه الذي يَحْصُل بضرب من التأوُّل، كقولك: هذه حُجّةٌ كالشمس في الظهور، وقد شبّهت الحجةَ بالشمس من جهة ظهورها، كما شبَّهتَ فيما مَضَى الشيء بالشيء من جهة ما أردت من لون أو صورة أو غيرهما، إلا أنك تعلمَ أن هذا التشبيه لا يتمّ لكَ إلا بتأوُّل، وذلك أن تقول: حقيقة ظُهور الشمس وغيرها من الأجسام أنْ لا يكون دونها حجابٌ ونحوُه، مما يحول بين العين وبين رؤيتها، ولذلك يظهر الشيءُ لك إذا لم يكن بينك وبينه حجابٌ، ولا يظهر لك إذا كنت من وراء حجاب، ثم تقول: إن الشُبهة نظير الحجاب فيما يُدرَك بالعقول، لأنها تمنع القلب رؤيةَ ما هي شُبهة فيه، كما يمنع الحجاب العين أن ترى ما هو من ورائه، ولذلك تُوصف الشُبهة بأنها اعترضت دون الذي يروم القلبُ إدراكه، ويَصْرف فكرَه للوصول إليه من صحّةِ حكمِ أو فساده، فإذا ارتفعت الشبهة وحصل العلم بمعنى الكلام الذي هو الحجّة على صحّة ما ادُّعي من الحكم قيل: هذا ظاهرٌ كالشمس، أي ليس ها هنا مانعٌ عن العلم به، لا للتوقف والشكّ فيه مَسَاغٌ، وأنَّ المنكرَ له إمَّا مدخولٌ في عقله أو جاحدٌ مُباهتٌ، ومُسرف في العناد، كما أن الشمس الطالعة لا يَشكُّ فيها ذو بصرٍ، ولا ينكرها إلاّ مَنْ لا عذر له في إنكاره، فقد احتجتَ في تحصيل الشبه الذي أَثبته بين الحجّة والشمس إلى مثل هذا التأوّل كما ترى. ثم إنّ ما طريقُه التأوُّل يتفاوت تفاوتاً شديداً، فمنه ما يقربُ مأخذُه ويسهُل الوصول إليه، ويُعطَى المَقَادةَ طوعاً، حتى إنه يكاد يداخل الضرب الأول الذي ليس من التأول في شيء، وهو ما ذكرته لك ومنه ما يُحتاج فيه إلى قدر من التأمّل، ومنه ما يدقُّ ويغمُض حتى يُحتاج في استخراجه إلى فضل رويّةٍ ولُطْفِ فكرةٍ. فمما يُشبه الذي بدأتُ به في قُرب المأخذ وسهولة المأتى، قوله في صفة الكلام: ألفاظه كالماء في السلاسة، وكالنسيم في الرٍّقة، وكالعسل في الحلاوة، يريدون أن اللفظ لا يستغلِق ولا يشتبه معناه ولا يصعُب الوُقوف عليه، وليس هو بغريب وَحْشيّ يُستكرَه، لكونه غيرَ مألوف، أو ليس في حروفه تكريرٌ وتنافرٌ يُكَدُّ اللسانُ من أجلهما، فصارت لذلك كالماء الذي يسوغُ في الحلق، والنسيم يسري في البدن، ويتخلَّل المسالك اللطيفة منه، ويُهدي إلى القلب رَوْحاً، ويُوجد في الصدر انشراحاً، ويُفيد النفس نشاطاً، وكالعسل الذي يَلَذُّ طعمه، وتَهِشُّ النفس له، ويميل الطبع إليه، ويُحَبُّ ورودُه عليه، فهذا كله تأوّلٌ، وردُّ شيء إلى شيء بِضربٍ من التلطف، وهو أدخل قليلاً في حقيقة التأوّل، وأقوى حالاً في الحاجة إليه، من تشبيه الحجّة بالشمس، وأما ما تقوَى فيه الحاجة إلى التأوُّل حتى لا يُعرَف المقصود من التشبيه فيه ببديهة السماع، فنحو قول كَعْبٍ الأشقريّّ، وقد أوفده المهَلَّب على الحجّاج، فوصف له بنيه وذكر مكانهم من الفضل والبأس، فسأله في آخر القصّة قال: فكيف كان بنو المهلب فيهم؟ قال: كانوا حُماة السَرْح نهاراً، فإذا أليَْلُوا ففرسان البَيَات، قال: فأيُّهم كان أنجد؟ قال: كانوا كالحلْقة المفرغة لا يُدرَى أين طَرَفاها، فهذا كما ترى ظاهر الأمر في فَقْره إلى فضل الرِّفق به والنظر، ألا ترى أنه لا يفهمه حقَّ فَهْمه إلا من له ذهن ونَظَرٌ يرتفع به عن طبقة العامّة؛ وليس كذلك تشبيه الحجّة بالشمس، فإنه كالمشتركِ البَيّن الاشتراك، حتى يستوي في معرفته، اللبيبُ واليقِظُ والمضعوفُ المغفَّل، وهكذا تشبيه الألفاظ بما ذكرت، قد تجده في كلام العامي. فأمَّا ما كان مذهبه في اللُّطف مذهبَ
قوله: هم كالحلقة، فلا تراه إلا في الآداب والحِكَم المأثورة عن الفضلاء وذوِي العقول الكاملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 09:32 م]ـ
(13)
الفرق بين التشبيه والتمثيل
وإذ قد عرفتَ الفَرْقَ بينن الضَّربين، فاعلم أن التشبيه عامٌّ والتمثيل أخصّ منه، فكل تمثيلٍ تشبيهٌ، وليس كلّ تشبيهٍ تمثيلاً، فأنت تقول في قول قيس بن الخطيم: وقد لاَحَ في الصُّبح الثريَّا لمن رَأَى كَعُنْقُودِ مُلاَّحِيَّةٍ حِينَ نَوَّرا
إنه تشبيه حسن، ولا تقول: هو تمثيل، وكذلك تقول: ابنُ المعتزّ حَسَنُ التشبيهات بديعُها، لأنك تعني تشبيهه المبصَرات بعضَهَا ببعض، وكلَّ ما لا يوجد الشبه فيه من طريق التأوّل، كقوله: كأنَّ عُيونَ النَّرْجِسِ الغضِّ حَوْلها مَدَاهِنُ دُرٍّ حَشْوُهنَّ عقيقُ
وقوله: وأرَى الثُّريّا في السَّماء كأنَّها قَدْ تَبَدَّت من ثِيابِ حِدَادِ
وقوله: وترومُ الثُّريا في الغُرُوبِ مَرَاما
كانكباب طِمِرِّ كادَ يُلقَى اللِّجَامَا
وقوله: قد انْقَضَتْ دَولَةُ الصيام وَقَد بَشَّرَ سُقْم الهِلالِ بِالعِيدِ
يتلو الثريا كفاغرٍ شَرِهٍ يفتح فاه لأكلِ عنقودِ
وقوله: لَمَّا تَعَرَّى أُفُقُ الضِّياءِ مثلَ ابتسام الشَّفَة اللَّمْياءِ
وَشمِطَتْ ذَوائِبُ الظَّلماءِ قُدْنا لِعين الوَحْش والظِّباء
داهيةً مَحذُورةَ اللِّقاءِ وَيَعْرِفُ الزَّجْر من الدُّعاءِ
بأُذُنِ ساقطةِ الأرجاءِ كوَرْدِةِ السَّوْسَنة الشَّهباءِ
ذَا بُرْثُن كمِثْقَبِ الحذَّاءِ ومُقْلةٍ قليلةِ الأقذاءِ
صافية كقطرةٍ من ماءِ
وما كان من هذا الجنس ولا تُريد نحو قوله: اصبر على مضَض الحسو دِ فإنّ صَبْرَك قاتِلُهْ
فالنَّارُ تأكلُ نَفْسَهَا إن لَمْ تَجِدْ ما تأكلُهْ
وذلك أن إحسانه في النوع الأول أكثر، وهو به أشهر. وكل ما لا يصحّ أن يسمَّى تمثيلاً فلفظ المثل لا يُستعمل فيه أيضاً، فلا يقال: ابن المعتزّ حسن الأمثال، تريد به نحو الأبيات التي قدّمتُها، وإنما يقال: صالح بن عبد القدُّوس كثير الأمثال في شعره، يراد نحو قوله: وإنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ في الصِّبا كالعُودِ يُسقَى الماءَ في غَرْسِهِ
حتَّى تراهُ مُورقَاً ناضراً بَعْد الذي أبصرتَ مِنْ يُبْسِه
وما أشبهه، مما الشبه فيه من قبيل ما يجري في التأوّل، ولكن إن قلت في قول ابن المعتز: فالنار تأكُلُ نَفْسها إن لم تجد ما تأْكُلُهْ
إنه تمثيل، فمثل الذي قلتُ ينبغي أن يُقال، لأن تشبيه الحسود إذا صُبِر وسُكِتَ عنه، وتُرك غيظُه يتردّد فيه بالنار التي لا تُمَدُّ بالحطب حتى يأكُلَ بعضها بعضاً، مما حاجتهُ إلى التأوُّل ظاهرة بيّنة. فقد تبيّن بهذه الجُملة وجهُ الفرق بين التشبيه و التمثيل، وفي تتبّع ما أجملتُ من أمرهما، وسلوكِ طريقِ التحقيق فيهما، ضربٌ من القول ينشَط له من يأْنَسُ بالحقائق
ـ[المكي]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 09:34 م]ـ
(14)
فصل
اعلم أن الذي أوجب أن يكون في التشبيه هذا الانقسام، أنّ الاشتراك في الصفة يقع مرّةً في نفسها وحقيقة جنسها، ومرةً في حُكْمٍ لها ومقتضًى، فالخدُّ يشارك الورد في الحمرة نفسها وتجدها في الموضعين بحقيقتها واللفظ يشارك العسل في الحلاوة، لا من حيث جنسه، بل من جهة حكمٍ وأمرٍ يقتضيه، وهو ما يجده الذائق في نفسه من اللَّذَّة، والحالة التي تحصل في النفس إذا صادفت بحاسّة الذَّوق ما يميل إليه الطبع وَيَقَعُ منه بالموافقة، فلمَّا كان كذلك، احتيج لا محالة إذا شُبّه بالعسل في الحلاوة أن يبيَّن أنَّ هذا التشبيه ليس من جهة الحلاوة نفسها وجنسها، ولكن من مقتضًى لها، وصفةٍ تتجدَّد في النفس بسببها، وأنَّ القصد أن يُخبَر بأنَّ السامع يجد عندَ وقوع هذا اللفظ في سمعه حالةً في نفسه، شبيهةً بالحالة التي يجدها الذائق للحلاوة من العسل، حتى لو تمثَّلت الحالتان للعيون، لكانتا تُرَيان على صورة واحدة، ولَوُجدتا من التناسب على حدّ الحمرة من الخدّ، والحمرة من الورد، وليس ها هنا عبارة أخصّ بهذا البيان من التأوّل، لأن حقيقة قولنا: تأوّلتُ الشيء، أنك تطلّبت ما يؤُول إليه من الحقيقة، أو الموضعَ الذي يؤول إليه من العقل، لأن أوَّلتُ وتأوَّلتُ فَعَّلتُ وتَفَعّلتُ من آل الأمر إلى كذا يؤُول، إذا انتهى إليه، والمآل، المرجع وليس قولُ من جعل أوَّلتُ وتأَوَّلتُ من أَوَّل بشيء، لأن ما فاؤه وعينه من وضع واحد ككوكب ودَدَن لا يُصرَّف منه فعلٌ، وأوّل أفعلُ بدلالة قولنا: أوّلُ منه، كقولنا: أسبق منه وأقدم،
(يُتْبَعُ)
(/)
فالواو الأولى فاءٌ والثانية عينٌ وليس هذا موضع الكلام في ذلك فيستقصَى، وأما الضرب الأول، فإذا كان المثْبَت من الشَبَه في الفرع من جنس المثْبَت في الأصل، كان أصلاً بنفسه، وكان ظاهرُ أمره وباطنُهُ واحداً، وكان حاصل جمعك بين الورد والخد، أنك وجدت في هذا وذاك حمرةً، والجنس لا تتغير حقيقته بأن يوجد في شيئان، وإنما يُتصوَّر فيه التفاوت بالكثرة والقلّة والضعف والقوة، نحوَ أن حمرةَ هذا الشيء أكثر وأشد من حمرة ذاك، وإذا تقرَّرتْ هذه الجملة، حصل من العلم بها أن التشبيه الحقيقي الأصلي هو الضرب الأول، وأن هذا الضرب فرع له ومرتَّب عليه، ويزيد ذلك بياناً: أنّ مدار التشبيه على أنه يقتضي ضرباً من الاشتراك، ومعلوم أن الاشتراك في نفس الصفة، أسبقُ في التصوُّر من الاشتراك في مقتضَى الصفة كما أن الصفة نفسها مقدَّمة في الوهم على مقتضاها، فالحلاوة أوّلاً، ثم إنها تقتضي اللذّة في نفس الذائق لها، وإذا تأملنا متصرَّف تركيبه، وجدناه يقتضي أن يكون الشيئان من الاتفاق والاشتراك في الوصف، بحيث يجوز أن يُتَوهَّم أن أحدَهما الآخرُ، وهكذا تراه في العرف والمعقول، فإنّ العقلاء يؤكّدون أبداً أمر المشابهة بأن يقولوا: لا يمكنك أن تفرق بينهما، ولو رأيت هذا بعد أنْ رأيت ذاك لم تعلم أنك رأيت شيئاً غير الأوّل، حتى تستدلَّ بأمر خارج عن الصُّورة، ومعلومٌ أن هذه القضية إنما توجد على الإطلاق والوجودِ الحقيقيِ في الضرب الأول وأمَّا الضربُ الثاني، فإنما يجيء فيه على سبيل التقدير والتنزيل، فأما أن لا تجد فصلاً بين ما يقتضيه العَسل في نفس الذائق، وما يحصل باللفظ المرضيّ والكلام المقبول في نفس السامع، فما لا يمكن ادّعاؤه إلاّ على نوع من المُقاربة أو المجازفة، فأمَّا على التحقيق والقطع فَلاَ، فالمشابهاتُ المتأوَّلة التي ينتزعها العقل من الشيء للشيء، لا تكون في حدّ المشابهات الأصلية الظاهرة، بل الشبه العقلي كأنَّ الشيء به يكون شبيهاً بالمشبّه.
ـ[المكي]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 09:35 م]ـ
(15)
فصلثم إن هذا الشبه العقلي ربما انتُزع من شيء واحد، كما مضى انتزاع الشَّبه للفظ من حلاوة العسل وربما انتزع من عِدَّة أمورِ يُجْمَع بعضها إلى بعض، ثم يُستخرَج من مجموعها الشَبَهُ، فيكون سبيلهُ سبيلَ الشيئين يُمزَج أحدهما بالآخر، حتى تحدُث صورة غير ما كان لهما في حال الإفراد، لا سبيل الشيئين يَجمَع بينهما وتُحفَظ صورتهما، ومثالُ ذلك قوله عزّ وجلّ: "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُواْ التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَار يَحْمِلُ أسْفَارَاً" "الجمعة:5"، الشبهُ منتزع من أحوال الحمار، وهو أنه يحمل الأسفار التي هي أوعية العلوم ومستودَعُ ثَمَر العقول، ثم لا يُحسّ بما فيها ولا يشعر بمضمونها، ولا يفرِّق بينها وبين سائر الأحمال التي ليست من العلم في شيء، ولا من الدَّلالة عليه بسبيل، فليس له مما يحمل حظٌّ سوى أنه يثقُلُ عليه، ويكُدُّ جنبيه فهو كما ترَى مُقْتضَى أمورٍ مجموعةٍ، ونتيجةٌ لأشياءَ أُلّفت وقُرن بعضها إلى بعض، بيانُ ذلك: أنه احتيج إلى أن يراعَى من الحمار فعلٌ مخصوص، وهو الحمل، وأن يكون المحمول شيئاً مخصوصاً، وهو الأسفار التي فيها أماراتٌ تدلّ على العلوم، وأن يُثلَّثَ ذلك بجهل الحمار ما فيها، حتى يحصل الشبه المقصود، ثم إنه لا يحصلُ من كل واحدٍ من هذه الأمور على الانفراد، ولا يُتصوّر أن يقال إنه تشبيه بعد تشبيه، من غير أن يقف الأول على الثّاني، ويدخل الثاني في الأول، لأن الشَّبه لا يتعلق بالحمل حتى يكون من الحمار، ثم لا يتعلق أيضاً بحَمْلِ الحمار حتى يكون المحمول الأسفار، ثم لا يتعلق بهذا كله حتى يقترن به جَهْل الحمار بالأسفار المحمولة على ظهره فما لم تجعله كالخيط الممدود، ولم يُمزَج حتى يكون القياسُ قياسَ أشياءَ يُبالغ في مِزاجها حتى تَتَحد وتخرُجَ عن أن تُعرَف صُورةُ كلِّ واحد منها على الانفراد، بل تبطُل صُوَرها المفردةُ التي كانت قبل المِزاج، وتحدُث صورةٌ خاصة غير اللواتي عهِدتَ، وتحصُلُ مَذَاقَةٌ لو فرضتَ حصولها لك في تلك الأشياء من غير امتزاج، فرضتَ ما لا يكون لم يتمَّ المقصود، ولم تحصل النتيجة المطلوبةُ، وهي الذمُّ بالشقاء في شيء يتعلق به غرضٌ جليلٌ وفائدةٌ شريفةٌ، مع حِرمان ذلك الغرض وعدمِ الوصول إلى تلك الفائدة، واستصحاب ما يتضمن المنافع العظيمة والنعم الخطيرة، من غير أن يكون ذلك الاستصحاب سبباً إلى نَيْلِ شيء من تلك المنافع والنِّعم، ومثال ما يجيء فيه التشبيه معقوداً على أمرين إلا أنهما لا يتشابكان هذا التشابك قولُهم: هو يَصْفُو ويكدر ويَمُرُّ ويحلُو ويشُجُّ وَيأْسُو، ويُسرِحُ ويُلجم، لأنك وإن كنت أردت أن تجمع له الصِّفتين، فليست إحداهما ممتزجة بالأخرى، لأنك لو قلت: هو يصفو، ولم تتعرض لذكر الكدر أو قلت: يحلو، ولم يسبق ذكر يَمُرُّ، وجدت المعنى في تشبيهك له بالماء في الصَّفاء وبالعسل في الحلاوة بحاله وعلى حقيقته، وليس كذلك الأمر في الآية لأنك لو قلت: كالحِمار يَحْمِل أسفاراً، ولم تعتبر أن يكون جهل الحمار مقروناً بحمله، وأن يكون متعدِّياً إلى ما تَعدَّى إليه الحمل، لم يتحصل لك المغَزَى منه، وكذلك لو قلت: هُمْ كالحمار في أنه يجهل الأسفار، ولم تشرط أن يكون حمله الأسفارَ مقروناً بجهله لها لكان كذلك، وكذلك لو ذكرت الحمل والجهل مطلقين، ولم تجعل لهما المفعول المخصوص الذي هو الأسفار، فقلتَ: هو كالحمار في أنه يحمل ويجهل، وقعتَ من التشبيه المقصود في الآية بأبعد البُعد، والنكتةُ أن التشبيه بالحمل للأسفار، إنما كان بشَرْط أن يقترن به الجهل، ولم يكن الوصف بالصَّفاء والتشبيه بالماء فيه بشرط أن يقترن به الكدر، ولذلك لو قلتَ: يصفو ولا يكدر لم تزد في صميم التشبيه وحقيقته شيئاً، وإنما استدمتَ الصِّفة كقولك: يصفو أبداً وعلى كل حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:23 م]ـ
مواقع التمثيل وتأثيره
واعلم أنّ مما اتفق العقلاءُ عليه، أن التمثيل إذا جاءَ في أعقاب المعاني، أو بَرَزَتْ هي باختصار في مَعرِضه، ونُقِلت عن صُوَرها الأصلية إلى صورته، كساها أُبَّهةً، وكَسَبها مَنْقَبةً، ورفع من أقدارها، وشَبَّ من نارها، وضاعف قُواها في تحريك النُّفوس لها، ودعا القُلوب إليها، واستثار لها من أقاصي الأفئدة صبابةً وكلَفاً، وقَسَر الطِّباع على أن تُعطيها محبّة وشَغَفاً، فإن كان مدحاً، كان أبْهَى وأفخم، وأنبلَ في النفوسَ وأعظم، وأهزَّ للعِطْف، وأسْرع للإلف، وأجلب للفَرح، وأغلب على المُمْتَدَح، وأوجب شفاعة للمادح، وأقضى له بغُرِّ المواهب المنائح، وأسْيَر على الألسن وأذكرَ، وأولى بأن تَعْلَقه القلوب وأجدر، وإن كان ذمّاً، كان مسُّهُ أوجعَ، ومِيسَمُه ألذع، ووقعُه أشده، وَحدُّه أحَدّ، وإن كان حِجاباً، كان بُرهانه أنور، وسلطانه أقهر، وبَيَانه أبْهر، وإن كان افتخاراً، كان شَأْوُه أمدّ، وشَرَفه أجَدّ، ولسانه أَلَدّ، وإن كان اعتذاراً، كان إلى القَبُول أقرب، وللقلوب أخْلَب، وللسَّخائم أسلّ، ولغَرْب الغَضَبْ أفلَّ، وفي عُقَد العُقود أَنْفَث، وعلى حُسن الرجوع أَبْعث، وإن كان وعظاً، كان أشْفَى للصدر، وأدعى إلى الفكر، وأبلغ في التنبيه والزَّجر، وأجدر بأن يُجلِّيَ الغَيَاية، ويُبصِّر الغاية، ويُبرئ العليل، ويَشْفِي الغليل، وهكذا الحُكْم إذا استقريتَ فنُونَ القول وضروبَهُ، وتتبّعت أبوابَهُ وشُعوبه، وإن أردت أن تعرف ذلك وإن كان تِقِلّ الحاجة فيه إلى التعريف، ويُستغنَى في الوقوف عليه عن التوقيف فانظر إلى نحو قول البحتري: دانِ على أيدي العُفاةِ وشَاسِعٌ --عن كل نِدٍّ في النَّدَى وَضَرِيبِ
كالبدرِ أفرط في العلوِّ وضَوْءُه -- لِلْعُصْبة السَّارينَ جِدُّ قَريبِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:24 م]ـ
وفكِّر في حالك وحالِ المعنى معك، وأنت في البيت الأول لم تَنْتَهِ إلى الثاني ولم تتدبّر نُصرته إيّاه، وتمثيله له فيما يُملي على الإنسان عيناه، ويؤَدِّي إليه ناظراه، ثم قِسْهُما على الحال وقد وقفتَ عليه، وتأمّلتَ طَرَفَيْه، فإنك تعلم بُعْد ما بين حالتيك، وشدَّة تَفَاوتهما في تمكُّن المعنى لديك، وتحبُّبِه إليك، ونُبْلِه في نفسك، وتوفيرِه لأُنْسِك، وتحكُم لي بالصدق فيما قلت، والحقِّ فيما ادَّعيتُ وكذلك فتعهَّدِ الفرقَ بين أن تقول: فلان يكُدُّ نفسه في قراءَة الكتب ولا يفهم منها شيئاً وتسكت، وبين أن تتلوا الآية، وتُنشد نحو قول الشاعر: زَوَامِلُ للأَشْعارِ لاَ عِلْمَ عندهُمْ بِجَيِّدها إلاّ كَعِلْمِ الأَبَاعِرِ
لَعَمْرُك مَا يَدْرى البَعِيرُ إذا غَدَا بأَوْسَاقه أو راحَ مَا فِي الغَرائِر
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:24 م]ـ
والفصل بين أن تقول أرى قوماً لهم بَهاء ومنظر، وليس هناك مَخْبَرٌ، بل في الأخلاق دِقّة، وفي الكرم ضَعْفٌ وقلّة وتقطع الكلام، وبين أن تُتبعه نحوَ قول الحكيم أما البيتُ فحسنٌ، وأما السَّاكن فرديء، وقولَ ابن لَنكك: في شجَر السَرْوِ منهمُ مَثَلٌ لَهُ رَواءٌ ومَا لَهُ ثَمَرُ
وقول ابن الرُّومي: فغَدا كالخِلاف يُورِقُ للعَي ن ويَأْبَى الإثمارَ كُلَّ الإباءِ
وقول الآخر: فَإنْ طُرَّةٌ رَاقَتْكَ فانظُرْ فرُبَّمَا أمَرَّ مَذاقُ العُودِ والعُودُ أَخْضَرُ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:25 م]ـ
وانظر إلى المعنى في الحالة الثانية كيف يُورق شجَرهُ ويُثمر، ويفترُّ ثغرُه ويبسِم، وكيف تَشْتار الأرْيَ من مذاقته، كما ترى الحسن في شارته، وأنشِدْ قولَ ابن لنكك: إذَا أخو الحُسْنِ أَضْحَى فِعْلُهُ سَمِجاً رأيتَ صُورتَهُ من أقبحِ الصُوَر
وتبيَّن المعنى واعرف مقدراه، ثم أنشِد البيت بعده: وهَبْكَ كالشَّمْسِ في حُسنِ ألم تَرَنَا نَفِرُّ منها إذا مَالَتْ إلى الضَّرَرِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:26 م]ـ
وانظر إلى المعنى في الحالة الثانية كيف يُورق شجَرهُ ويُثمر، ويفترُّ ثغرُه ويبسِم، وكيف تَشْتار الأرْيَ من مذاقته، كما ترى الحسن في شارته، وأنشِدْ قولَ ابن لنكك: إذَا أخو الحُسْنِ أَضْحَى فِعْلُهُ سَمِجاً رأيتَ صُورتَهُ من أقبحِ الصُوَر
وتبيَّن المعنى واعرف مقدراه، ثم أنشِد البيت بعده: وهَبْكَ كالشَّمْسِ في حُسنِ ألم تَرَنَا نَفِرُّ منها إذا مَالَتْ إلى الضَّرَرِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:27 م]ـ
وانظر كيف يزيد شرفه عندك، وهكذا فتأمّل بيت أبي تمام: وإذا أراد اللّهُ نَشْرَ فَضِيلةٍ طُوِيَتْ أتاحَ لها لِسانَ حَسُودِ
مقطوعاً عن البيت الذي يليه، والتَّمثيل الذي يؤدّيه، واستقص في تعرُّف قيمته، على وضوح معناه وحُسن بِزّته، ثم أتبِعه إياه: لَوْلاَ اشتِعَالُ النَّارِ فيما جاورَتْ مَا كان يُعرَف طِيبُ عَرْفِ العُودِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:28 م]ـ
وانظر هل نَشَر المعنى تمام حُلّته، وأظهر المكنون من حُسنه، وزِينته، وعَطَّرك بعَرْف عوده، وأراك النضرة في عوده، وطلع عليك من طلع سُعوده، واستكمل فَضْلَه في النفس ونُبْلَه، واستحقّ التقديم كُلّه، إلا بالبيت الأخير، وما فيه من التمثيل والتصوير، وكذلك فرَق في بيت المتنبي: ومَنْ يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ يَجِدْ مُرّاً به الماءَ الزُّلالاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:29 م]ـ
لو كان سلك بالمعنى الظاهر من العبارة كقولك: إن الجاهل الفاسد الطبع يتصوّر المعنى بغير صورته، ويُخيَّل إليه في الصواب أنه خطأ، هل كنت تجد هذه الرَوعة، وهل كان يبلغ من وَقْم الجاهل ووَقْذه، وقمعه ورَدْعه والتهجين له والكشف عن نَقْصه، ما بَلغ التمثيلُ في البيت، وينتهي إلى حيث انتهى، وإن أردت اعتبارَ ذلك في الفنّ الذي هو أكرم وأشرف، فقابلْ بين أن تقول: إن الذي يعظ ولا يَتَّعظ يُضِرُّ بنفسه من حيث ينفع غيره، وتقتصرَ عليه وبَين أن تذكر المَثَل فيه على ما جاء في الخبر من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ الّذي يعلِّم الخيرَ ولا يَعْمَلُ به، مثلُ السِّراج الذي يضيء للناس ويُحرق نفسه"، ويروي: مَثَلُ الفتيلة تُضيء للناس وتُحرق نفسها. وكذا فوازنْ بين قولك للرجلِ تعِظُه إنك لا تُجْزَى السيئة حسنةً، فلا تَغُرَّ نفسك وتُمسِك، وبين أن تقول في أثره إنكَ لا تجني من الشَّوك العِنَب، وإنما تحصُدُ ما تزرع، وأشباه ذلك. وكذا بين أن تقول لا تُكلِّمِ الجاهل بما لا يعرفه ونحوه، وبين أن تقول لا تنثُر الدُّرَّ قُدَّام الخنازير أو لا تجعلِ الدُّرَّ في أفواه الكلاب
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:30 م]ـ
وتُنشد نحو قول الشافعي رحمه أأنثُر دُرّاً بين سَارِحَة الغَنَمْ" وكذا بين أن تقول: الدنيا لا تدوم ولا تبقى، وبين أن تقول: هي ظلٌّ زائل، وعارِيَّةٌ تُستردُّ، ووديعة تُسترجَع، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنَْ في الدنيا ضيفٌ وما في يديه عاريَّة، والضيفُ مرتحِلٌ، والعاريَّة مُؤَدّاة"، وتُنشد قولَ لبيد: ومَا المَال والأهْلُونَ إلاّ وَدِيعةٌ-- وَلاَ بُدَّ يوماً أن تُرَدَّ الوَدَائعُ
وقول الآخر: إنَّما نِعمةُ قومٍ مُتْعةٌ -- وحَياةُ المَرءِ ثَوبٌ مُسْتَعار
اللّه
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:31 م]ـ
فهذه جملة من القول تُخبر عن صِيَغ التمثيل وتُخبر عن حال المعنى معه، فأما القولُ في العِلّة والسبب، لِمَ كان للتمثيل هذا التأثير؛ وبيانِ جهته ومأتاه، وما الذي أوجبه واقتضاه، فغيرها، وإذا بحثنا عن ذلك، وجدنا له أسباباً وعِلَلاً، كلٌّ منها يقتضي أن يَفخُمَ المعنى بالتمثيل، وينبُلَ ويَشرُفَ ويكمل، فأَوَّلُ ذلك وأظهره، أنّ أُنْس النفوس موقوفٌ على أن تُخرجها من خفيٍّ إلى جليٍّ، وتأتيها بصريح بعد مكنىٍّ، وأن تردَّها في الشيء تُعلِّمها إياه إلى شيء آخر هي بشأنه أعلم، وثقتُها به في المعرفة أحكم نحو أن تنقُلها عن العقل إلى الإحساس وعما يُعلَم بالفكر إلى ما يُعلم بالاضطرار والطبع، لأن العلم المستفادَ من طرق الحواسِّ أو المركوز فيها من جهة الطبع وعلى حدِّ الضرورة، يفضلُ المستفاد من جهة النَّظر والفكر في القوة والاستحكام، وبلوغ الثقة فيه غاية التمام، كما قالوا: ليس الخَبرُ كالمُعاينة، ولا الظنُّ كاليقين، فلهذا يحصل بها العِلم هذا الأُنْسُ أعني الأُنس من جهة الاستحكام والقوة، وضربٌ آخر من الأُنس، وهو ما يوجبه تقدُّمُ الإلْف، كما قيل: مَا الحُبُّ إلاّ للحبيب الأوَّلِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:32 م]ـ
ومعلومٌ أن العلم الأوّل أتى النفسَ أوّلاً من طريق الحواسّ والطباع، ثم من جهة النظر والرَّويَّة، فهو إذَنْ أمسُّ بها رَحِماً، وأقوى لديها ذِمَماً، وأقدم لها صُحْبة، وآكدُ عندها حُرمة وإذْ نقلتَها في الشيء بمَثَله عن المُدرَك بالعقل المحض وبالفكرة في القلب، إلى ما يُدرَك بالحواسّ أو يُعلَم بالطَّبع، وعلى حدّ الضرورة، فأنت إذن مع الشاعر وغير الشاعر إذا وقع المعنى في نفسك غيرَ ممثَّلٍ ثم مَثَّلَه كمن يُخبر عن شيء من وراء حجاب، ثم يكشف عنه الحجاب ويقول: ها هو ذا، فأبصِر تجده على ما وصفتُ. فإن قلت إن الأُنْس بالمشاهدة بعد الصفة والخبر، إنما يكون لزَوال الرَّيْب والشكّ في الأكثر، أفتقول إن التمثيل إنما أُنِسَ به، لأنه يصحّح المعنى المذكور والصفة السابقة، ويُثبت أن كونَها جائزٌ ووجودَها صحيحٌ غيرُ مستحيل، حتى لا يكون تمثيلٌ إلا كذلك، فالجواب إن المعاني التي يجيء التمثيل في عَقِبها على ضربين غريب بديع يمكن أن يخالَف فيه، ويُدَّعَى امتناعُه واستحالُة وجوده
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:33 م]ـ
وذلك نحو قوله: فإن تَفُقِ الأنَامَ وأنت منهم فَإنَّ المِسكَ بعضُ دَمِ الغَزَالِ
وذلك أنه أراد أنه فاق الأنام وفاتهم إلى حدٍّ بَطَل معه أن يكون بينه وبينهم مشابهةٌ ومقاربةٌ، بل صار كأنه أصلٌ بنفسه وجنسٌ برأسه، وهذا أمرٌ غريب، وهو أن يتناهى بعض أجزاء الجنس في الفضائل الخاصّة به إلى أن يصير كأنه ليس من ذلك الجنس، وبالمدَّعِي له حاجة إلى أن يصحّح دعواه في جواز وجوده على الجملة إلى أن يجيء إلى وجوده في الممدوح، فإذا قال: فإن المسك بعض دم الغزال، فقد احتجّ لدعواه، وأبان أن لما ادّعاه أصلاً في الوجود، وبرّأ نفسه من ضَعَة الكذب، وباعَدها من سَفَه المُقدِم على غير بصيرة، والمتوسِّع في الدعوى من غير بيّنة، وذلك أن المسك قد خرج عن صفة الدم وحقيقته، حتى لايُعَدُّ في جنسه، إذ لا يوجد في الدم شيء من أوصافه الشريفة الخاصة بوجه من الوجوه، لا ما قلّ ولا ما كثُر، ولا في المسك شيء من الأوصاف التي كان لها الدم دماً البتة. والضرب الثاني أن لا يكون المعنى الممثَّل غريباً نادراً يُحتاج في دعوى كونه على الجملة إلى بيّنة وحُجّة وإثبات، نظير ذلك أن تنفيَ عن فعل من الأفعال التي يفعلها الإنسان الفائدة،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:34 م]ـ
وتدَّعِيَ أنه لا يحصل منه على طائل، ثم تمثّله في ذلك بالقابض على الماء والرَّاقم فيه، فالذي مثّلتَ ليس بمنكرٍ مستبعَدٍ، إذ لا يُنكَر خطأ الإنسان في فعله أو ظنّه وأمله وطَلَبه، ألا ترى أن المَغْزَى من قوله: فأصبحتُ من لَيْلَى الغداةَ كقابضٍ على الماءِ خَانَتْهُ فُروجُ الأصابِعِ
أنَّه قد خاب في ظنّه أن يتمتّع بها ويَسْعَد بوصلها، وليس بمنكر ولا عجيب ولا ممتنع في الوجود، خارج من المعروف المعهود، أن يخيب ظنُّ الإنسان في أشباه هذا من الأمور، حتى يُستشهَدَ على إمكانه، وتُقام البيّنة على صدق المدَّعِي لوِجْدَانه، وإذا ثبت أن المعاني الممثَّلة تكون على هذين الضربين، فإن فائدة التمثيل وسببَ الأُنس في الضرب الأول بَيّنٌ لائح، لأنه يُفيد فيه الصِّحة وينفي الرَّيْب والشكَّ، ويُؤْمِن صاحبه من تكذيب المخالِف، وتهجُّم المنكرِ، وتَهَكُّم المعترض، وموازنتُه بحالة كَشْفِ الحجاب عن الموصوف المُخبَرِ عنه حتى يُرَى ويُبصرَ، ويُعلَم كونهُ على ما أثبتته الصِّفة عليه موازنةٌ ظاهرة صحيحة، وأمّا الضرب الثاني فإن التمثيل وإن كان لا يفيد فيه هذا الضرب من الفائدة، فهو يفيد أمراً آخَرَ يجري مجراه، وذلك أن الوصفَ كما يحتاج إلى إقامة الحجة على صحة وجوده في نفسه، وزيادةِ التثبيتِ والتقرير في ذاته وأصله، فقد يحتاج إلى بيانِ المقدار فيه، ووضعِ قياس من غيره يكشِف عن حَدّه ومبلغِه في القوة والضعفِ والزيادةِ والنقصانِ، وإذا أردت أن تعرفَ ذلك، فانظر أوّلاً إلى التشبيه الصريح الذي ليس بتمثيل، كقياس الشيء على الشيء في اللون مثلاً: كحنَك الغراب، تريد أن تُعرِّف مقدار الشدة، لا أن تُعرِّف نفس السواد على الإطلاق، وإذا تقرر هذا الأصل، فإن الأوصاف التي يُرَدُّ السامع فيها بالتمثيل من العقل إلى العيان والحسّ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:35 م]ـ
وهي في أنفسها معروفةٌ مشهورة صحيحة لا تحتاج إلى الدلالة على أنها هل هي ممكنة موجودةٌ أم لا فإنّها وإن غَنِيَتْ من هذه الجهة عن التمثيل بالمشاهدات والمحسوسات، فإنها تفتقر إليه من جهة المقدارِ، لأن مقاديرَها في العقل تختلف وتتفاوت،
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:36 م]ـ
فقد يقال في الفعل: إنه من حال الفائدة عل حدودٍ مختلفة في المبالغة والتوسط، فإذا رجعتَ إلى ما تُبصِرُ وتُحسّ عرفتَ ذلك بحقيقته، وكما يوزن بالقسطاس، فالشاعر لمّا قال: "كقابض على الماء خانته فروج الأصابع"؛ أراك رؤيةً لا تشكُّ معها ولا ترتاب أنه بلغ في خَيبة ظنّه وَبَوار سَعْيه إلى أقصى المبالغ، وانتهى فيه إلى أبعد الغايات، حتى لم يَحْظَ لا بما قلَّ ولا ما كثر، فهذا هو الجواب، ونحن بنوع من التسهُّل والتسامح، نقع على أن الأُنس الحاصل بانتقالك في الشىء عن الصفة والخبر إلى العيان ورؤية البصر، ليس له سببٌ سوى زَوَال الشكّ والرَّيْب،
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:37 م]ـ
فأما إذا رجعنا إلى التحقيق فإنَّا نعلم أن المشاهدة تُؤثِّر في النفوس مع العلم بصدق الخبر، كما أخبر اللّه تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في قوله: "قَالَ بَلَى ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي" "سورة البقرة: 62"، والشواهد في ذلك كثيرة، والأمر فيه ظاهرٌ، ولولا أن الأمر كذلك، لما كان لنحو قول أبي تمام:
وطُولُ مُقَامِ الَمَرْءِ في الحيِّ مُخْلِقٌ لِدِيبَاجتَيْهِ فاغْتَرِبْ تتجدَّدِ
فإنِّي رَأَيتُ الشَّمْسَ زِيدَتْ محبّةً إلى النّاس أنْ لَيْسَتْ عليهم بسَرْمَدِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:37 م]ـ
معنى، وذلك أنَّ هذا التجدُّد لا معنى له، إذا كانت الرؤية لا تفيد أُنْساً من حيث هي رؤية، وكان الأنس لنَفْيها الشَّكَّ والرَّيب، أو لوقوع العلم بأمر زائدٍ لم يُعْلَمْ من قبل، وإذا كان الأمر كذلك، فأنت إذا قلت للرجل أنت مُضيعٌ للحَزْم في سعيك، ومخطئٌ وجهَ الرشاد، وطالبٌ لما لا تناله، إذا كان الطَّلب على هذه الصفة ومن هذه الجهة، ثم عقّبْتَهُ بقولك وهل يحصل في كفِّ القابض على الماء شيء مما يقبض عليه؟
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:38 م]ـ
فلو تركنا حديث تعريف المقدارِ في الشدة والمبالغة ونَفْي الفائدة من أصلها جانباً بقي لنا ما تَقْتَضيه الرُّؤية للموصوف على ما وُصف عليه من الحالة المتجدِّدة، مع العلم بصدق الصفة يُبيّن ذلك، أنه لو كان الرجل مثلاً على طرفِ نَهَرٍ في وقتِ مخاطبةِ صاحبهِ وإخباره له بأنه لا يحصل من سعيه على شيء، فأدْخل يده في الماء وقال: انظر هل حَصَل في كفيّ من الماء شيء؟ فكذلك أنت في أمرك، كان لذلك ضرب من التأثير زائد على القول والنطق بذلك دون الفعل، ولو أن رجلاً أراد أن يضرب لك مثلاً في تنافي الشيئين فقال: هذا وذاك هَلْ يجتمعان؟،
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:39 م]ـ
وأشار إلى ماء ونارٍ حاضرَين، وجدتَ لتمثيله من التأثير ما لا تجده إذا أخبرك بالقول فقال: هل يجتمع الماءُ والنار؟، وذلك الذي تفعل المشاهدةُ من التحريك للنفس، والذي يجب بها من تمكُّن المعنى في القلب إذا كان مستفادهُ من العيان، ومتصرَّفهُ حيث تتصرَّف العينان وإلاّ فلا حاجة بنا في معرفة أن الماء والنار لا يجتمعان إلى ما يؤكده من رجوع إلى مشاهدة واستيثاق تَجْربة، وممّا يدلُّك على أن التمثيل بالمشاهدة يزيدك أُنْساً، وإن لم يكن بك حاجةٌ إلى تصحيح المعنى، أو بيان لمقدار المبالغة فيه، أنك قد تعبّر عن المعنى بالعبارة التي تؤدِّيه، وتبالغ وتجتهد حتى لا تدع في النفوس مَنْزَعاً، نحو أن تقولَ وأنت تصفُ اليوم بالطول: يومٌ كأطْول ما يُتوهَّم و كأنّه لا آخرَ له، وما شاكل ذلك من نحو قوله: في لَيْلِ صُولٍ تَنَاهَى العَرْضُ والطُّولُ كأنَّمَا ليلُهُ باللَّيْل مَوْصُولُ
فلا تجد له من الأُنس ما تجده لقوله: ويَومٍ كَظِلِّ الرُّمْح قَصَّر طُولَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:39 م]ـ
على أن عبارتك الأولى أشدُّ وأقوى في المبالغة من هذا فظِلّ الرُّمح على كل حال متناهٍ تُدرك العينُ نهايته، وأنت قد أخبرت عن اليوم بأنه كأنه لا آخرَ له، وكذلك تقول: يومٌ كأقصر ما يُتصوّر وكأنَّه ساعةٌ وكَلَمْحِ البَصَرِ وكلا ولاَ، فتجد هذا مع كونه تمثيلاً، لا يُؤْنسك إيناسَ قولهم: أيامٌ كأباهيم القَطَا، وقول ابن المعتزّ: بُدِّلتُ من ليلٍ كظِلِّ حصاةِ لَيْلاً كَظلِّ الرُمح غيرَ مُوَاتِ
وقول آخر: ظَلِلْنَا عند بابِ أبي نُعَيْمِ بيومٍ مِثْلِ سَالِفةِ الذُّبابِ
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:40 م]ـ
وكذا تقول: فلانٌ إذا همَّ بالشيء لم يُزل ذاك عن ذكره وقلبه، وقَصَرَ خواطره على إمضاء عزمه، ولم يشغَله شيء عنه، فتحتاط للمعنى بأبلغ ما يمكن، ثم لا ترى في نفسك له هِزَّة، ولا تُصادف لما تسمع أرْيحيّةً، وإنما تسمَعُ حديثاً سَاذجاً وخبراً غُفْلاً
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:41 م]ـ
حتى إذا قلت: إذا هَمَّ أَلْقَى بَيْنَ عَيْنيه عَزْمَهُ
امتلأت نفسك سروراً وأدركتك طرْبَة كما يقول القاضي أبو الحسن لا تملك دفعها عنك، ولا تَقُلْ إن ذلك لمكان الإيجاز، فإنه وإن كان يوجب شيئاً منه، فليس الأصْلَ له، بل لأنْ أراك العزمَ واقعا ًبين العينين، وفَتَحَ إلى مكان المعقول من قلبك باباً من العين
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:41 م]ـ
وها هنا إذا تأمّلنا مذهبٌ آخر في بيان السبَب المُوجِب لذلك، هو ألطفُ مأخذاً، وأمكنُ في التحقيق وأولى بأن يُحيط بأطراف الباب، وهو أنَّ لتصوير الشبه من الشيء في غير جنسه وشكله، والتقاط ذلك له من غير مَحِلّته، واجتلابه إليه من الشِّقِّ البعيد، باباً آخر من الظَّرف واللُّطف، ومذهباً من مذاهب الإحسان لا يخفى موضعه من العقل، وأُحْضِرُ شاهداً لك على هذا: أن تنظر إلى تشبيه المشاهدات بعضها ببعض،
ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:42 م]ـ
فإن التشبيهات سواءٌ كانت عامّية مشتركَة، أم خاصّية مقصورةً على قائلٍ دون قائِل تراها لا يقع بها اعتدادٌ، ولا يكون لها موقع من السامعين، ولا تهُزُّ ولا تُحرِّك حتى يكون الشبه مُقَرَّراً بين شيئين مختلفين في الجنس، فتشبيه العين بالنَّرجِس، عامّيٌّ مشترَكٌ معروف في أجيال الناس، جارٍ في جميع العادات، وأنت ترى بُعدَ ما بين العينين وبينه من حيث الجنس وتشبيهُ الثريّا بما شُبّهَت به من عُنقود الكرم المنوِّر، واللجام المفضَّض، والوِشاح المفصَّل، وأشباه ذلك، خاصّيٌّ، والتبايُن بين المشبَّه والمشبَّه به في الجنس على ما لا يَخْفَى، وهكذا إذا استقريت التشبيهات، وجدتَ التباعدُ بين الشيئين كلما كان أشدَّ، كانت إلى النفوس أعجب، وكانت النفوسُ لها أطرب، وكان مكانُها إلى أن تُحِدث الأريحيّة أقرب، وذلك أن موضعَ الاستحسان، ومكانَ الاستظراف، والمُثيرَ للدفين من الارتياح، والمتألِّفَ للنافر من المَسرة، والمؤلِّفَ لأطراف البَهْجة أنك ترى بها الشيئين مِثْلَيْن متباينين، ومؤتلفين مختلفين، وترى الصورة الواحدة في السماء والأرض، وفي خِلقة الإنسان وخِلال الروض، وهكذا، طرائفَ تنثالُ عليك إذا فصّلتَ هذه الجملة، وتتبّعت هذه اللَّحمة
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:35 ص]ـ
ولذلك تجد تشبيهَ البَنَفْسَج في قوله: ولازَوَرْدِيّةٌ تزهُو بزُرقتها بين الرّياض على حُمْرِ اليواقيت
كأنّها فوق قاماتٍ ضَعُفنَ بها أوائلُ النار في أطراف كبريت
أغربَ وأعجبَ وأحقَّ بالوَلُوع وأجدرَ من تشبيه النرجس: بمداهن دُرّ حشوهن عقيق، لأنه أراك شبهاً لنباتِ غَضٍّ يَرِفُّ، وأوراقٍ رطبةٍ ترى الماءَ منها يشِفُّ، بلهَب نارٍ في جسمٍ مُسْتَوْلٍ عليه اليبسُ، وبَادٍ فيه الكَلَف. ومَبْنَى الطباع وموضوعُ الجِبِلَّة، على أن الشيء إذا ظهر من مكان لم يُعْهَد ظهوره منه، وخرج من موضعٍ ليس بمعدِنٍ له، كانت صَبَابةُ النفوسِ به أكثر، وكان بالشَّغَف منها أجدر، فسواءٌ في إثارة التعجُّب، وإخراجك إلى روعة المستغربِ، وُجودُك الشيءَ من مكان ليس من أمكنته، ووجودُ شيءٍ لم يُوجَد ولم يُعرَف من أصله في ذاته وصفته، ولو أنه شَبَّه البنفسج ببعض النبات، أو صادف له شبهاً في شيء من المتلوّنات، لم تجد له هذه الغرابة، ولم ينل من الحسن هذا الحظ، وإذا ثبت هذا الأصل، وهو أنَّ تصويرَ الشَّبه بين المختلفين في الجنس، مما يحرِّك قُوَى الاستحسان، ويُثير الكامن من الاستظراف، فإن التمثيل أخَصُّ شيء بهذا الشأن، وأسبقُ جارٍ في هذا الرهان، وهذا الصَّنيع صناعته التي هو الإمام فيها، والبادئ لها والهادي إلى كيفيتها، وأمرُه في ذلك أنك إذا قصدت ذكر ظرائفه، وعَدَّ محاسِنه في هذا المعنى، والبِدَعِ التي يخترعها بحِذْقِه، والتأليفاتِ التي يصل إليها برفقِه، ازدحمتْ عليك، وغمرتْ جانبيك، فلم تدرِ أيَّها تذكر، ولا عن أيِّها تعبِّر، كما قال: إذا أتاها طالبٌ يَسْتَامُها تَكاثرتْ في عينه كِرَامُها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:35 ص]ـ
وهل تشكُّ في أنه يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين حتى يختصر لك بُعْدَ ما بين المشرق والمغرب، ويجمع ما بين المُشئِمِ والمُعْرِق، وهو يُرِيكَ للمعاني الممثَّلة بالأوهام شَبَهاً في الأشخاص الماثلة، والأشباح القائمة، ويُنطق لك الأخرس، ويُعطيك البيان من الأعجم، ويُريك الحياةَ في الجماد، ويريك التئامَ عين الأضداد، فيأتيك بالحياة والموت مجموعين، والماءِ والنارِ مجتمعين، كما يقال في الممدوحِ هو حياة لأوليائه، موت لأعدائه، ويجعل الشيء من جهةٍ ماءً، ومن أخرى ناراً، كما يقال: أنا نارٌ في مُرْتَقَى نَظَرِ الحا سِدِ، ماءٌ جارٍ مع الإخوان
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:36 ص]ـ
وكما يجعل الشيء حُلواً مُرّاً، وصاباً عسلاً وقبيحاً حسَنَاً، كما قال: حَسَنٌ في وجوه أعدائه أَقْ بحُ من ضَيْفه رأتْه السوامُ
ويجعل الشيء أسود أبيضَ في حال، كنحو قوله: له منظَرٌ في العين أبيضُ ناصعٌ ولكنّه في القلب أسودُ أسفعُ
ويجعل الشيء كالمقلوب إلى حقيقة ضدّه، كما قال: غُرَّةٌ بُهْمَةٌ ألا إنما كُنْ تُ أغَرَّ أيَّام كنتُ بَهِيمَا
ويجعل الشيء قريباً بعيداً معاً، كقوله: "دانٍ على أيدي العُفاةِ وشَاسِعٌ" وحاضراً وغائباً، كما قال: أيا غائباً حاضراً في الفؤادِ سَلامٌ على الحَاضرِ الغائبِ
ومشرّقاً مغرّباً، كقوله: لَهُ إليكم نفسٌ مُشرِّقةٌ أن غابَ عنكم مُغَرِّباً بَدَنُهْ
وسائراً مقيماً، كما يجيء في وصف الشعر الحسن الذي يتداوله الرواة وتتهاداه الألسن، كما قال القاضي أبو الحسن: وجوّابةِ الأُفْقِ موقوفةٍ تسيرُ ولَمْ تَبرحِ الحَضْرَةْ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:37 ص]ـ
وهل يخفى تقريبه المتباعدين، وتوقيفه بين المختلفين، وأنت تجد إصابة الرجل في الحجّة، وحُسن تخليصه للكلام، وقد مُثِّلت تارةً بالهناء ومعالجة الإبل الجَرْبَى به، وأُخرَى بحزِّ القصّاب اللحم وإعماله السكّين في تقطيعه وتفريقه في قولهم "يَضَع الهِنَاء مَوَاضِع النُقْبِ ويصيب الحزَّ وويطبِّق المَفْصِل"، فانظر هل ترى مزيداً في التناكر والتنافر على ما بين طِلاَء القطران، وجنس القول والبيان ثم كرِّرِ النظر وتأمَّلْ كيف حصل الائتلاف، وكيف جاء من جمع أحدهما إلى الآخر، ما يأْنَس إليه العقل ويحمَده الطبع؟ حتى إنّك لربما وجدتَ لهذا المَثَل إذا وردَ عليك في أثناء الفصول، وحين تبيّن الفاضل في البيان من المفضول قبولاً، ولا ما تجدُ عند فَوْحِ المسك ونشْرِ الغَالية، وقد وقع ذكرُ الحزّ والتطبيق منك موقعَ ما ينفى الحزازات عن القلب، ويُزيل أطباقَ الوحشة عن النفس، وتكلُّفُ القول في أن للتمثيل في هذا المعنى الذي لا يُجارَى إليه، والباعَ الذي لا يُطاوَل فيه، كالاحتجاج للضَّرورات، وكفى دليلاً على تصرُفه فيه باليد الصَّنَاع، وإيفائه على غايات الابتداع، أنه يُريك العدمَ وجوداً والوجودَ عدماً، والميّت حيّاً والحيَّ ميّتاً أعني جَعْلَهم الرجلَ إذا بقي له ذكر جميلٌ وثناءٌ حَسَنٌ بعد موته، كأنه لم يمت، وجَعَلَ الذكرِ حياةٌ له، كما قال: "ذِكْرُ الفتَى عُمْرُه الثَّانِي"؛ وحُكْمَهُمْ على الخامِل الساقطِ القدرِ الجاهل الدنيء بالموتِ، وتصييرَهُمْ إياه حين لم يكن ما يؤثَر عنه ويُعْرَف به، كأنه خارجٌ عن الوجود إلى العدم، أو كأنه لم يدخل في الوجود، ولطيفةٌ أخرى له في هذا المعنى، هي، إذا نظرتَ، أعجبُ، والتعجُّب بها أحقُّ ومنها أوجب، وذلك جعلُ الموت نفسِه حياةً مستأنفة حتى يقال: إنه بالموت استكمل الحياة في قولهم فلان عاش حين مات، يُراد الرجل تحمله الأبيّةُ وكرم النفس والأنَفَة من العار، على أن يسخو بنفسه في الجود والبأس، فيفعل ما فعل كعب بن مامة في الإيثار على نفسه، أو ما يفعله الشجاع المذكور من القتال دون حَرِيمه، والصبر في مواطن الإباء، والتصميم في قتال الأعداء، حتى يكون له يومٌ لا يزال يُذكَر، وحديثٌ يعاد على مَرِّ الدهور ويُشْهَر، كما قال ابن نباتة: بأَبِي وأمّي كُلُّ ذِي نَفْسٍ تَعافُ الضَّيْمَ مُرَّةْ
تَرْضَى بأن تَرِد الرَّدَى فَيُمِيتها ويُعيش ذِكْرَهْ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:38 ص]ـ
وإنه لَيأتيك من الشيء الواحد بأشباهِ عِدة، ويشتقّ من الأصل الواحد أغصاناً في كل غصن ثَمَرٌ على حِدَة، نحو أن الزَّند بإيرائه يُعطيك شَبَه الجواد، والذكيِّ الفَطِنِ، وشَبَه النُجح في الأمور والظفر بالمراد وبإصلادِه شَبَه البخيل لا يعطيك شيئاً، والبليد الذي لا يكون له خاطر يُنتج فائدةً ويُخرج معنًى وشَبَه من يخيب سَعْيُه، ونحو ذلك ويعطيك من القمر الشهرة في الرجل والنباهة والعِزَّ والرفعة، ويعطيك الكمال عن النقصان، والنقصان بعد الكمال، كقولهم هلا نَمَا فعاد بدراً، يراد بلوغ النَجْل الكريم المبلغَ الذي يُشبِه أصلَه من الفضل والعقل وسائر معاني الشرفِ، كما قال أبو تمام: لَهَفِي على تلك الشواهد مِنْهُما لو أُمْهلَتْ حتى تَصِيرَ شمائلاَ
لَغدا سكونهما حجًى وصِباهما كَرَماً وتلك الأريحيّة نائلاَ
إنّ الهلالَ إذا رأيتَ نُمُوَّهُ أَيقنتَ أن سيصيرُ بدراً كاملاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:38 ص]ـ
وعلى هذا المثل بعينه، يُضرَب مثلاً في ارتفاع الرجل في الشرف والعزّ من طبقة إلى أعلى منها، كما قال البحتري: شَرَفٌ تزيَّدَ بالعراق إلى الذي عهِدُوه بالبَيْضاء أو بِبَلَنْجَرَا
مِثْلَ الهلال بدَا فلم يَبْرَحْ به صَوْغُ اللَّيالي فيه حتى أقمَرا
ويعطيك شَبَه الإنسان في نَشْئِه ونَمائه إلى أن يبلغ حدَّ التمام، ثم تراجُعِه إذا انقضت مُدَّة الشباب، كما قال: المرءُ مِثْلُ هلالٍ حين تُبصرهُ يبدو ضئيلاً ضعيفاً ثم يَتَّسِقُ
يَزدادُ حتّى إذا ما تَمَّ أعْقَبه كَرُّ الجديدين نقصاً ثم يَنْمَحِقُ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:39 ص]ـ
وكذلك يتفرَّع من حالتي تمامه ونُقصانه فروعٌ لطيفة، فمن غريب ذلك قولُ ابن بابك: وأعَرْتَ شَطْرَ المُلك ثَوْبَ كماله والبدرُ في شَطْر المَسافَةِ يكمُلُ
قاله في الأستاذ أبي علي، وقد استوزره فخرُ الدولة بعد وفاة الصاحب وأبا العباس الضبيّ وخلع عليهما وقولُ أبي بكر الخوارزمي: أراك إذا أيسرتَ خَيَّمتَ عندنا مقيماً وإن أعسرتَ زُرتَ لِمَامَا
فما أنت إلا البدرُ إن قَلَّ ضَوءهُ أَغَبَّ وإن زَادَ الضياءُ أقَامَا
المعنى لطيف، وإن كانت العبارة لم تساعده على الوجه الذي يجب، فإن الإغباب أن يتخلل وقتَي الحضور وقتٌ يخلو منه، وإنما يصلح لأن يراد أن القمر إذا نقص نورُه، لم يُوال الطلوع كل ليلة، بل يظهر في بعض الليالي، ويمتنع من الظهور في بعض، وليس الأمر كذلك، لأنه على نقصانه يطلع كل ليلة حتى يكون السِّرارُ، وقال ابن بابك في نحوه: كذا البدرُ يُسْفِرُ في تِمِّه فإن خاف نَقْص المَحَاقِ انْتَقَبْ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:40 ص]ـ
وهكذا يُنظر إلى مقابلته الشَّمسَ واستمداده من نورها، وإلى كون ذلك سببَ زيادته ونقصه وامتلائه من النور والائتلاق، وحصولهِ في المُِحَاق، وتفاوُتِ حاله في ذلك، فتُصاغ منه أمثَالٌ، وتُبَيَّن أشباهٌ ومقاييس، فمن لطيف ذلك قول ابن نباتة: قد سَمِعْنا بالعِزِّ من آلِ ساسا نَ ويُونانَ في العُصور الخوالِي
والملوكِ الأُلَى إذا ضاع ذِكْرٌ وُجِدُوا في سوائر الأمثالِ
مَكْرُماتٌ إذا البليغُ تعاطَى وَصْفَها لم يجدْهُ في الأقوال
وإذا نحن لم نُضِفْه إلى مد حِكَ كانت نهايةً في الكمال
إن جمعنَاهُمَا أضرَّ بها الجم عُ وضاعت فيه ضَياعَ المُحال
فهو كالشمس بُعْدُها يملأ البَدْ ر وفي قُرْبها ُمحاقُ الهلالِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:40 ص]ـ
وغير ذلك من أحواله كنحو ما خرج من الشَّبَه من بُعده وارتفاعه، وقُرب ضَوئِه وشُعاعه، في نحو ما مضى من قول البحتري: "دانٍ على أيدي العفاة" البيتين. ومن ظهوره بكل مكان، ورؤيته في كل موضع، كقوله: كالبدرِ من حيثُ التَفَتَّ رَأَيتَه يُهدَي إلى عينيك نوراً ثاقبَا
في أمثال لذلك تكثر، ولم أعرِضْ لما يُشبَّه به من حيث المنظر، وما تُدركه العين، نحو تشبيهِ الشيء بتقويس الهلالِ ودقّته، والوجه بنوره وَبَهْجته، فإنّا في ذكر ما كان تمثيلاً، وكان الشَّبه فيه معنويّاً.
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:41 ص]ـ
فصلٌ آخر
وإن كان مِمَّا مَضَى، إلا أن الأسلوب غيره، وهو أن المعنى إذا أتاك ممثَّلاً، في الأكثر ينجلي لك بعد أن يُحْوِجك إلى غير طلبه بالفكرة وتحريك الخاطرِ له والهِمَّة في طلبه، وما كان منه ألطف، كانت امتناعه عليك أكثر، وإباؤه أظهر، واحتجابُه أشدُّ، ومن المركوز في الطبع أن الشيء إذا نيل بعد الطلب له أو الاشتياق إليه، ومعاناة الحنين نحوه، كان نَيله أحلَى، وبالمزِيَّة أولى، فكان موقعه من النفس أجلّ وألطف، وكانت به أضَنَّ وأَشْغَف، ولذلك ضُرب المثل لكل ما لَطُف موقعه ببرد الماء على الظمأ، كما قال: وهُنَّ يَنْبِذْنَ من قَوْلٍ يُصِبْنَ بِهِمَوَاقِعَ الماءِ مِنْ ذِي الغُلَّةِ الصَّادِي
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:42 ص]ـ
وأشباه ذلك مما يُنال بعد مكابدة الحاجة إليه، وتقدُّم المطالبة من النفس به، فإن قلت فيجب على هذا أن يكون التعقيد والتعمية وتعمُّد ما يَكْسِب المعنى غمُوضاً، مشرِّفاً له وزائداً في فضله، وهذا خلافُ ما عليه الناس، ألا تراهم قالوا إن خَيْر الكلام ما كان معناه إلى قلبك أسبق من لفظه إلى سمعك، فالجواب إني لم أُرد هذا الحدَّ من الفِكْرِ والتعب، وإنما أردت القدر الذي يحتاج إليه في نحو قوله: فإن المِسْكَ بعضُ دمِ الغَزَالِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:44 ص]ـ
وأشباه ذلك مما يُنال بعد مكابدة الحاجة إليه، وتقدُّم المطالبة من النفس به، فإن قلت فيجب على هذا أن يكون التعقيد والتعمية وتعمُّد ما يَكْسِب المعنى غمُوضاً، مشرِّفاً له وزائداً في فضله، وهذا خلافُ ما عليه الناس، ألا تراهم قالوا إن خَيْر الكلام ما كان معناه إلى قلبك أسبق من لفظه إلى سمعك، فالجواب إني لم أُرد هذا الحدَّ من الفِكْرِ والتعب، وإنما أردت القدر الذي يحتاج إليه في نحو قوله: فإن المِسْكَ بعضُ دمِ الغَزَالِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:44 ص]ـ
وقوله:
ومَا التأنيثُ لاِسْمِ الشمسِ عَيْبٌ ولا التذكيرُ فَخْرٌ للهلالِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:45 ص]ـ
وقوله:
رأيتُك في الذين أَرَى مُلُوكاً كأنَّك مُسْتَقيمٌ في مُحالِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:46 ص]ـ
وقوله:
فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ إذَا طَلَعتْ لم يَبْدُ منهنّ كَوْكَبُ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:46 ص]ـ
وقول البحتري:
ضَحوكٌ إلى الأبطال وهو يَرُوعهم وللسيف حدٌّ حين يَسْطُو وَرَوْنَقُ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:47 ص]ـ
وقول امرئ القيس:
"بمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأوابد هَيْكَلِ" وقوله: ثم انصرفتُ وقد أَصَبْتُ ولم أُصَبْ جَذَعَ البَصِيرةِ قَارِحَ الإقدامِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:47 ص]ـ
فإنك تعلم على كل حالٍ أن هذا الضرب من المعاني، كالجوهر في الصَدَف لا يبرز لكَ إلاّ أن تشُقَّه عنه، وكالعزيز المُحْتجب لا يُريك وجهه حتى تستأذِن عليه، ثم ما كلُ فكر يهتدي إلى وجهِ الكَشْفِ عمَّا اشتمل عليه، ولا كُلّ خاطر يؤذَن له في الوصول إليه، فما كل أحد يفلح في شقّ الصَدَفة، ويكون في ذلك من أهل المعرفة، كما ليس كلُّ من دنا من أبواب الملوك، فُتحت له وكان: مِنَ النَّفَرِ البِيضِ الَّذِينَ إذَا اعتَزَوْاوهابَ رجالٌ حَلْقَةَ البَابِ قَعْقَعُوا
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:48 ص]ـ
أو كما قال:
تَفَتَّحُ أبوابُ الملوك لِوجهه بغير حِجَابٍ دُونَهُ أو تَملُّقِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 12:49 ص]ـ
وأما التعقيد، فإنما كان مذموماً لأجل أن اللفظ لم يرتَّب الترتيبَ الذي بمثله تحصُل الدَّلالة على الغرض، حتى احتاج السامع إلى أن يطلبَ المعنى بالحِيلة، ويسعى إليه من غير الطريق كقوله: ولذا اسمُ أغطية العيون جفونُها من أنّها عَمَلَ السيوفِ عواملُ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:17 م]ـ
وإنما ذُمَّ هذا الجنس، لأنه أحوجك إلى فكر زائد على المقدار الذي يجب في مثله، وكَدَّكَ بسُوء الدَّلالة وأودع لك في قالب غير مستوٍ ولا مُمَلَّس، بل خشِنٍ مُضرّس حتى إذا رُمْتَ إخراجَه منه عَسُر عليك، وإذا خرج خرج مُشوَّه الصورة ناقصَ الحُسن،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:17 م]ـ
هذا وإنما يزيدك الطلبُ فرحاً بالمعنى وأُنْساً به وسروراً بالوقوف عليه إذا كان لذلك أهلاً، فأمّا إذا كنتَ معه كالغائص في البحر، يحتمل المشقّة العظيمة، ويخاطر بالروح، ثم يُخرج الخرَزَ، فالأمرُ بالضدّ مما بدأتُ به،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:18 م]ـ
ولذلك كان أحقَّ أصناف التعقُّد بالذم ما يُتعبك، ثم لا يُجدي عليك، ويؤرِّقك ثم لا يُورق لك، وما سبيله سبيلُ البخيل الذي يدعوه لؤمٌ في نفسه، وفساد في حسّه، إلى أن لا يرضى بضَعَته في بُخْله، وحِرمان فضله، حتّى يَأْبَى التواضع ولين القول، فيتيه ويشمخ بأنفه، ويسوم المتعرِّض له باباً ثانياً من الاحتمال تناهياً في سُخفه أو كالذي لا يُؤيسك من خيره في أول الأمْرِ فتستريحَ إلى اليأس، ولكنه يُطمِعُك ويَسْحَب على المواعيد الكاذبة، حتى إذا طال العناء وكثر الجهد، تكشَّف عن غير طائل، وحصلتَ منه على نَدَمٍ لتَعبك في غير حاصل،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:19 م]ـ
وذلك مثل ما تجده لأبي تمام من تعسُّفه في اللفظ، وذهابه به في نحوٍ من التركيب لا يهتَدِي النحو إلى إصلاحه، وإغراب في الترتيب يعمَي الإعرابُ في طريقه، ويَضِلُّ في تعريفه، كقوله: ثَانِيه في كَبِد السَّمَاء ولم يكن لاثنين ثانٍ إذ هُما فِي الغَارِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:19 م]ـ
ولو كان الجنس الذي يوصف من المعاني باللطافة ويُعَدّ في وسائط العُقود، لا يُحوِجك إلى الفكر، ولا يحرِّك من حِرصك على طلبه، بمنعِ جانبه وببعض الإدلال عليك وإعطائك الوصل بعد الصدّ، والقرب بعد البعُد، لكان باقلَّي حارٌ وبيتُ معنًى هو عين القلادة وواسطة العقد واحداً، ولَسقط تفاضُلُ السامعين في الفهم والتصوّر والتبيين، وكان كلُّ من روى الشعر عالماً به، وكلُّ من حَفِظه إذا كان يعرف اللغة على الجملة ناقداً في تمييز جيّده من رديئه،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:20 م]ـ
"هذا فن آخر من القول يجمع التشبيه والتمثيل جميعاً"؛ اعلم أن معرفة الشيء من طريق الجملة، غيرُ معرفته من طريق التفصيل، فنحن وإن كنّا لا يُشكل علينا الفَرْقُ بين التشبيه الغريب وغير الغريب إذا سمعنا بهما،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:21 م]ـ
فإنّ لوضع القوانين وبيانِ التَّقسيم في كل شيء، وتهيئةِ العبارة في الفروق، فائدةً لا يُنكرها المميز، ولا يخفَى أن ذلك أتَمُّ للغرض وأشفى للنفس، والمعنى الجامع في سبب الغرابة أن يكون الشَّبَهُ المقصودُ من الشيء مما لا يتسرّّع إليه الخاطر، ولا يقع في الوهم عند بديهة النظر إلى نظيره الذي يُشبَّه به، بل بعد تثبُّتٍ وتذكر وفَلِْي للنفس عن الصور التي تعرفها، وتحريكٍ للوهم في استعراض ذلك واستحضار ما غاب منه، بيان ذلك أنك كما تَرى الشمس ويجري في خاطرك استداراتُها ونورُها، تقع في قلبك المرآة المجلّوة، ويتراءَى لك الشَّبه منها فيها،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:21 م]ـ
وكذلك إذا نظرتَ إلى الوشي منشوراً وتطلّبتَ لحسنه ونَقْشه واختلاف الأصباغ فيه شبهاً، حَضَرَك ذكرُ الرَّوض ممطوراً مُفْترّاً عن أزهاره، متبسّماً عن أنواره، وكذلك إذا نظرت إلى السيف الصَّقيل عند سَلّه وبريق مَتْنِهِ، لم يتباعد عنك أن تذكر انعقاق البرق، وإن كان هذا أقلَّ ظهوراً من الأوّل، وعلى هذا القياس،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:22 م]ـ
ولكنَّك تعلمُ أن خاطرَك لا يُسْرعُ إلى تشبيه الشَّمس بالمرآة في كفّ الأشلّ، كقوله "والشَّمس كالمرآة في كفّ الأشلْ"؛ هذا الإسراعَ ولا قريباً منه، ولا إلى تشبيه البرق بإصْبع السّارق، كقول كشاجِم: أَرِقْتَ أم نِمْت لضَوءِ بارقِ مُؤْتِلقَاً مِثلَ الفُؤَادِ الخَافقِ
كَأنَّه إصْبعُ كف السَّارقِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:23 م]ـ
وكقول ابن بابك: ونَضْنَضَ في حِضْنَي سَمَائِكَ بارقٌ له جِذْوةٌ من زِبْرج اللاَّذِ لامِعَهْ
تَعوَّجُ في أعلى السحابِ كأنَّها بَنَانُ يدٍ من كِلَّة اللاَّذِ ضَارِعَهْ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:23 م]ـ
ولا إلى تشبيه البرق في انبساطه وانقباضه والتماعه وائتلافه، بانفتاح المُصْحف وانطباقه، فيما مضى من قول ابن المعتز: وكأنَّ البرقَ مُصحَف قارٍ فانطباقاً مرَّةً وانفتاحَا
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:24 م]ـ
ولا إلى تشبيه سطور الكتاب بأغصان الشوك في قوله: بشَكْلٍ يأخُذُ الحَرْفَ المحَلَّى كأن سُطورَهُ أغصانُ شَوكِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:24 م]ـ
ولا إلى تشبيه الشَّقيق بأعلام يَاقوت على رِماح زَبَرجِد، كقول الصَّنَوبريّ: وكأنّ مُحمرَّ الشقي قِ إذا تصوَّب أو تصعَّدْ
أعلامُ ياقوتٍ نُشِرْ نَ على رماحٍ من زَبَرْجَدْ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:25 م]ـ
ولا إلى تشبيه النجوم طالعات في السماء مفترقات مؤتلفات في أديمها، وقد مازجت زُرقةُ لونها بياضَ نورها، بدُرٍّ منثورٍ على بساطٍ أزرق، كقول أبي طالب الرَّقّي: وكأنّ أجرامَ النُّجومِ لَوامعَاً دُرَرٌ نُثِرْنَ على بِساطٍ أزرقِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:26 م]ـ
ولا ما جرى في هذا السبيل، وكان من هذا القبيل، بل تعلم أن الذي سبَقَك إلى أشباهِ هذه التشبيهات لم يَسْبِق إلى مَدًى قريب، بل أحرز غايةً لا ينالها غير الجواد، وقَرْطَسَ في هدفِ لا يُصابُ إلاّ بعد الاحتفال والاجتهاد.
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:26 م]ـ
واعلم أنك إنْ أردت أن تبحث بحثاً ثانياً حتى تعلم لم وَجَبَ أن يكون بعضُ الشَّبه على الذكر أبداً، وبعضه كالغائب عنه، وبعضُه كالبعيد عن الحضرةِ لا يُنال إلا بعد قطع مسافةٍ إليه، وفَضْل تعطُّفٍ بالفكر عليه فإنّ ها هنا ضربين من العِبرة يجب أن تضبطهما أوّلاً، ثم ترجع في أمر التشبيه،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:27 م]ـ
فإنّك حينئذ تعلم السَّبب في سرعة بعضه إلى الفكر، وإباءِ بعض أن يكون له ذلك الإسراع. فإحدَى العِبْرَتين أنّا نعلم أن الجملة أبداً أسبق إلى النفوس من التفصيل، وأنت تجد الرؤية نفسها لا تصل بالبديهة إلى التفصيل، لكنك ترى بالنَّظَر الأوَّل الوصفَ على الجملة، ثم ترى التفصيل عند إعادة النظر، ولذلك قالوا: النظرة الأولى حمقاء، وقالوا لم يُنعِم النَّظَر ولم يَسْتَقْصِ التأمّل،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:27 م]ـ
وهكذا الحكم في السمع وغيره، من الحواس، فإنك تتبيّن من تفاصيل الصَّوت بأن يعاد عليك حتى يسمعه مرّةً ثانيةً، ما لم تتبيّنه بالسماع الأول، وتُدرك من تَفْصيل طعم المَذُوق بأن تعيده إلى اللِّسان ما لم تعرفه في الذَّوْقَةِ الأولى، وبإدراك التَّفصيل يقع التفاضُل بين راءٍ وراءٍ، وسامع وسامع، وهكذا،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:28 م]ـ
فأمَّا الجُمَل فتستوي فيها الأقدام، ثُمَّ تَعلم أنّك في إدراك تفصيل مَا تراه وتسمعه أو تذوقه، كمن ينتَقي الشيء من بين جُمْلة، وكمن يميِّز الشيء مما قد اختلط به، فإنك حين لا يهمُّك التفصيل، كمن يأخذ الشيء جُزَافاً وجَرْفاً.
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:30 م]ـ
وإذا كانت هذه العبرة ثابتةً في المشاهدة وما يجري مجراها مما تناله الحاسّة، فالأمرُ في القلب كذلك تجدُ الجُمل أبداً هي التي تسبق إلى الأوهام وتقع في الخاطر أوّلاً، وتجد التفاصيل مغمُورة فيما بينها، وتراها لا تحضر إلا بعد إعمال للرؤية وإستعانةٍ بالتذكّر.
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:31 م]ـ
ويتفاوت الحال في الحاجة إلى الفكر بحسب مكان الوصف ومرتبته من حدّ الجملة وحدّ التفصيل، وكلّماكان أوغل في التفصيل، كانت الحاجةُ إلى التوقُّف والتذكُّر أكثر، والفقرُ إلى التأمّل والتمهُّل أشدّ،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:31 م]ـ
وإذْ قد عرفتَ هذه العِبرة، فالاشتراك في الصفة إذا كان من جهة الجملة على الإطلاق، بحيث لا يشوبه شيء من التفصيل نحو أن كِلا الشيئين أسود أو أحمر فهو يقلّ عن أن تحتاج فيه إلى قياس وتشبيهٍ،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:32 م]ـ
فإن دخل في التفصيل شيئاً نحو أن هذا السوادَ صَافٍ برَّاقٌ، والحمرةَ رقيقةٌ ناصعةٌ احتجتَ بقدر ذلك إلى إدارة الفكر، وذلك مثل تشبيه حمرة الخدِّ بحمرة التُفّاح والوَرْد،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:32 م]ـ
فإن زاد تفصيلُه بخصوصٍ تَدِقُّ العبارة عنه، ويُتعرَّف بفضل تأمُّل، ازداد الأمر قوّةً في اقتضاء الفكر، وذلك نَحْو تشبيه سِقْط النار بعين الديك في قوله: وسِقْطٍ كَعَيْن الدِّيكِ عَاوَرْتُ صُحْبَتِي
وذلك أنّ ما في لون عينه من تفصيل وخصوصٍ، يزيد على كون الحمرةِ رقيقةً ناصعةً والسوادِ صافيّاً برَّاقاً،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:33 م]ـ
وعلى هذا تجد هذا الحدَّ من المرتبة التي لا يستوي فيها البليد والذكيُّ، والمهمِل نفسَه والمتيقّظ المستعدّ للفكر والتصوّر، فقوله: كأنَّ عَلَى أنْيابِهَا كُلَّ سُحْرَةٍ صِياح البَوازِي من صَرِيفِ اللَّوائكِ
أرفعُ طبقةً من قوله: كأن صَلِيلَ المَرْوِ حين تُشِذُّه صَلِيلُ زُيوفٍ يُنْتَقَدْنَ بَعَبْقَرا
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:33 م]ـ
لأن التفصيلَ والخصوص في صوت البازي، أَبْينُ وأظهر منه في صَلِيل الزيوف، وكما أن قولَه يصفُ الفَرس: وللفؤاد وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرهِ لَدْمَ الغُلامِ ورَاء الغَيبِ بِالحَجَرِ
لا يُسوَّى بتشبيهِ وقْع الحوافر بهَزْمة الرعد، وتشبيه الصَّوت الذي يكون لغليان القِدْر بنحو ذلك، كقوله: لها لَغْطٌ جُنْحَ الظَّلامِ كأنّه عَجَارِفُ غَيْثٍ رَائِحٍ مُتَهزِّمِ
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:34 م]ـ
فصل
اعلم أن مما يزدادُ به التشبيهُ دقّةً وسِحْرَاً، أن يجيء في الهيئات التي تقع على الحركات، والهيئةُ المقصودة في التَّشبيه على وجهين أحدهما أن تقترن بغيرها من الأوصاف كالشكل واللون ونحوهما، والثاني أن تُجرَّدَ هيئةُ الحركة حتى لا يُراد غيرها،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:35 م]ـ
فمن الأوّل قوله: والشمسُ كالمرآةِ في كفِّ الأشل
أراد أن يُريك مع الشَّكل الذي هو الاستدارة، ومع الإشراق والتلألؤ على الجملة، الحركةَ التي تراها للشمس إذا أنعمتَ التأمُّل، ثم ما يحصُل في نُورها من أجل تلك الحركة، وذلك أن للشمس حركةً متصلةً دائمةً في غاية السرعة، ولنُورها بسبب تلك الحركة تموُّجٌ واضطرابٌْ عَجَبٌ، ولا يتحصل هذا الشبهُ إلا بأن تكون المرآة في يد الأشَلِّ، لأن حركتها تدور وتتصل ويكون فيها سرعة وقلقٌ شديد، حتى ترى المرآة، ويقع الاضطراب الذي كأنه يَسْحَرُ الطَّرْف،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:37 م]ـ
في التشبيه المتعدِّد والفرق بينه وبينوهو على الحقيقة لا يستحق صفة التركيب، ولا يشارك الذي مَضَى ذكرُه في الوصف الذي له كان تشبيهاً مركّباً، وذلك أن يكون الكلام معقوداً على تشبيه شيئين بشيئين ضربةً واحدةً، إلاّ أن أحدهما لا يداخل الآخر في الشَّبه، ومثاله في قول امرئ القيس: كأنَّ قُلُوبَ الطَّير رَطْباً ويابساً لَدَى وَكْرِهَا العُنّابُ والحشَفُ البَالي
المركّب
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:38 م]ـ
وذلك أنه لم يقصِد إلى أن يجعل بين الشيئين اتصالاً، وإنما أراد اجتماعاً في مكانٍ فقط، كيف ولا يكون لمضامَّة الرَّطْب من القلوب اليابسَ هيئةٌ يُقصَد ذِكْرُها، أو يُعنَى بأمرها،
ـ[المكي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:39 م]ـ
كما يكون ذلك لتباشيرِ الصُّبح في أثناء الظلماء، وكون الشَّقِيقة على قَامتها الخضراء، فيودِّيَ ذلك الشبهَ الحاصلَ من مُداخلة أحد المذكورين الآخرَ واتّصاله به، اجتماعُ الحشَف البالي والعُنّاب، كيف ولا فائدة لأن ترى العُنّاب مع الحشَف، أكثر من كونهما في مكان واحد، ولو أن اليابسة من القُلوب كانت مجموعةً ناحيةً، والرطبة كذلك في ناحية أخرى، لكان التشبيه بحاله، وكذلك لو فرَّقت التشبيه فقلت: كأنّ الرَّطب من القلوب عُنّابٌ، وكأنّ اليابس حَشَفٌ بالٍ، لم تر أحدَ التشبيهين موقوفاً في الفائدة على الآخر، وليس كذلك الحكم في المرَكَّبات التي تقدَّمتْ، وقد يكون في التشبيه المركَّب ما إذا فضضتَ تركيبَهُ وجدت أحد طرفيه يخرُج عن أن يصلح تشبيهاً لِما كان جاء في مقابتله مع التركيب بيانُ ذلك أن الجِلال في قوله "كَطِرْفٍ أشهبٍ مُلْقَى الجِلال". في مقابلة الليل، وأنت لو قلت كأن الليل جِلال وسَكَتَّ لم يكن شيئاً، وقد يكون الشيء منه إذا فُضَّ تركيبه استوى التشبيه في طَرَفيه، إلا أن الحال تتغير، ومثال ذلك قوله: وكأن أجرامَ النُّجومِ لوامعاً دُرَرٌ نُثِرْنَ على بِسَاطٍ أزرقِ
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 05:33 م]ـ
الأستاذ المكي:
أشكرك على جهدك، وأحب أن أنبهك إلى أنّ كتاب (أسرار البلاغة) للإمام عبد القاهر الجرجاني موجود ضمن منتدى الكتاب، هنا في الفصيح
(أسرار البلاغة) ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=4988)
فإنْ أردتَ شرح الكتاب أو جزء منه فحيهلاً، وإلا فإنّ تحميل الكتاب أرغبُ للأعضاء من نثره هنا، ونثرُه يرهق الموقع بكثرة الصفحات التي يمكن الاستغناء عنها.
ننتظر رأيك أيها الأستاذ الفاضل.(/)
بأي الكتب تنصحون؟
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 02:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أتعلم البلاغة ولكنني أريد أن تعطوني أسماء للكتب التي تنصحون بها لذلك, أعني كتب المبتدئين.
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 05:50 ص]ـ
أخي الكريم
إن كنت من أهل السعودية، فإن كتاب البلاغة الذي يدرسه طلاب الثانوية يفيدك في وضع اللبنات الأولى لعلم البلاغة في ذهنك ..
هناك كتاب ميسر ورائع عنوانه: (جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع) للسيد أحمد الهاشمي
وللكتاب تحقيق رائع للدكتور محمد التونجي أضاف إلى الكتاب الكثير، فقد أهديت إليّ نسخة غير محققة، وأجد فرقًا بيّنا بين الكتابين!!
وذكر المحقق في مقدمته أن ثمة كتابًا سبق كتاب الهاشمي هو كتاب (البلاغة الواضحة) لمؤلفيْه علي الجارم ومصطفى أمين، ويذكر المحقق أن هذا الكتاب غاية في الدقة واليسر، وأنه وُضع موجزًا للمرحلة الثانوية، في حين وُضع كتاب الهاشمي للثانوية والجامعية والأزهرية!
بعد ذلك تستطيع الانتقال إلى كتاب الإيضاح للقزويني ثم إلى ما علاه ..
ولا أنسى إحالتك إلى رابط سيفيدك الاطلاع عليه كثيرًا بإذن الله
ستجد فيه دررًا لشيخنا لؤي وأخرى للأستاذين موسى ومعاوية ..
كيف نفهم البلاغة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8997)
نفعنا الله وإياك بما نقرأ ونسمع
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 07:38 م]ـ
كفيت ووفيت يا معالي!
لله درك!(/)
الفرار قبل الخوف .. ؟؟
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 02:18 م]ـ
قال تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} الكهف18
أليس الرعب يحدث أولا ثم يكون الهرب؟؟
لم ورد الفرار ثم الرعب .. ؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 11:59 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز عمر تهامي ,المنطق يؤدي الى ما قلت به من تقديم الخوف على الفرار, إلا انه لشدة الهيبة وعظيم الذعر الذين القاهما الله في اصحاب الكهف لحكمة الله البالغة في رقادهم يفر المرء من نظرته اليهم ,وبعد تيقنه من هول ما رأى يتملكه الخوف والرعب.
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 01:36 م]ـ
شكرا للسائل والمسؤول، ولكن أرجو أن تسمحا لي بإضافة وهي: إن الفاعل في (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً) هو التاء، بينما التاء في (وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) هي نائب عن الفاعل، فقدم وأخر من أجل الانسجام المعنوي بين الجمل ذات الفاعل الواحد، وهناك سبب اّخر وهو الانسجام الموسيقي، فمعظم الاّيات في سورة الكهف تنتهي على هذا الوزن.
والله أعلم.
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[30 - 01 - 2006, 12:19 م]ـ
شكرا لكما(/)
الاعجاز في الإيجاز!
ـ[أحلام]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 12:01 ص]ـ
حكي أن حاتم الأصم, كان تلميذا لشقيق البلخي رحمهما الله:
قال له يوما: منذ كم صحبتني؟
قال: منذ ثلاث وثلاثين سنة, قال فما تعلمت مني في هذه الفترة؟
قال: ثماني مسائل:
قال شقيق: "انا لله وانا إليه راجعون"ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثمان مسائل:
فما هي؟ قال:
- الأولى: نظرت إلى الخلق, فرأيت كل واحد يحب شيئا, فلا يزال محبوبه معه فإذا ذهب
ذهب إلى قبره فارقه محبوبه. فجعلت حسناتي محبوبي, فإذا دخلت قبري دخل محبوبي معي.
قال: أحسنت فما الثانية؟
- نظرت في قوله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى {40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {41} فعلمت أن قوله تعالى حقا فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى. أحسنت فما الثالثة؟
- أنى نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل من معه شئ له قيمة وله عنده مقدار يحفظه ثم نظرت في ق وله تعالى عز وجل:" {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} النحل96"وكلما وقع لي شئ له قيمة ومقدار وجهته إلى الله تعالى يبقى لي عنده.
أحسنت فما الرابعة؟
-نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال والحسب والشرف والنسب, فنظرت فإذا هي لا شئ, ثم نظرت إلى قوله تعالى:
" {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات13"فعمدت إلى التقوى حتى أكون عند الله كريما.
أحسنت فما الخامسة؟
- نظرت إلى الخلق فوجدت بعضهم يطعن في بعض ويلعن بعضهم بعضا فعلمت
أن اصل ذلك كله الحسد فنظرت إلى قوله تعالى:" {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} الزخرف32"
فتركت الحسد وعداوة الخلق وعلمت أن الذي قسم لي كائن لا بد منه,
أحسنت فما السادسة؟
- نظرت إلى هذا الخلق يبغي بعضهم على بعض؛ يعادي بعضهم بعض فنظرت الي عدوي في الحقيقة فإذا هو الشيطان و قد قال الله تعالى:" {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6"ً فعاديته و أحببت الناس جميعا. أحسنت فماالسلبعة؟
- نظرت إلى الخلق فوجدتهم يطلبون الكثرة , يذلون أنفسهم بسببها ثم نظرت قوله تعالى:" {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} هود6" فعلمت أني من حملة المرزوقين ,فاشتغلت بالله عز وجل وتركت ما سواه. أحسنت فما الثامنة؟
- نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم يتوكل بعضهم على بعض.
ويتوكل هذا على تجارته وهذا على صدقته وهذا على صحته وكل مخلوق يتوكل على مخلوق فرجعت إلى قوله عز وجل:" وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} الطلاق3 " فتوكلت على الله.
فقال شقيق: وفقك الله يا حاتم, فلقد جمعت الأمور كلها.
منقولة من كتاب للشيخ محمد الحجار
بارك الله في عمره
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 12:29 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أُختاه على ما اتحفتِ به ابصارنا وامتعتِ به قلوبنا.
فنعم الكَلَم ونعم العبر.
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 03:59 ص]ـ
بارك الله فيك يا أحلام, فالمشاركة ممتعة ومفيدة إن شاء لله.(/)
نعمة الأمن
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 02:19 م]ـ
نعمة الأمن
نعمة الأمن من أهم النعم التي أنعم الله بها علينا، إن لم تكن أهمها، ولهذا يقول تعالى في كتابه العزيز (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدااّمنا وارزق أهله من الثمرات) (البقرة126) فقد طلب الأمان أولا ثم الثمر والرزق، لأن الأمن أهم من المأكل والمشرب، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش حياة طبيعية إذا فقد الأمن والاستقرار، ولهذا قال تعالى كذلك (ولنبلونّكم بشئ من الخوف والجوع ...... (البقرة155) فقدم سلب الأمن على سلب المأكل والمشرب لأن الاّية مبنية على الابتلاء، وسلب الأمن له تأثير على حياة الإنسان أشد وأقوى من سلب المأكل والمشرب.
ولكن الله سبحانه وتعالى يقول كذلك (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع واّمنهم من خوف) فقدم الإطعام على الأمان عدولا عن الأصل، من أجل الهدف المعنوي وترابط الأيات، فقد قال تعالى قبل هذه الاية (لإيلاف قريش إيلافهم *رحلة الشتاء والصيف*ورحلتا الشتاء والصيف كانتا من أجل التجارة وجلب الأرزاق من الشام واليمن، فقدم الطعام ليتصل ويتلاقى مع الطعام والرزق الذي كان يأتي من الشام واليمن.
ويربط المفسرون بين هذه السورة والسورة التي قبلها، وهو قوله تعالى (فجعلهم كعصف مأكول) أي أنه جعل أصحاب الفيل كعصف مأكول -لأنهم كانوا يهددون طرق التجارة - من أجل إيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف، التي تأتي بالطعام والرزق.
وهناك سبب أخر للتقديم وهو السبب اللفظي، فقد انتهت الاية السابقة بكلمة
الصيف، فجاءت الأية التي بعدها تؤخر ذكر الخوف من أجل الانسجام الموسيقي.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 06:34 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز عزام ,ذكر الاصفهاني في كتابه مفردات القرآن:
الأمن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسما للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسما لما يؤمن عليه الإنسان، نحو قوله تعالى:"وتخونوا أماناتكم" [الأنفال/27]، أي: ما ائتمنتم عليه.
وورد في القرآن ايات أخرى في معنى الامان والاطمئنان, يقول الله عزوجل:"أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا",وقوله جل شأنه:"وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا".ويُلاحظ أن الامن يطلق على المكان الذي يكون فيه الامن والامان.(/)
طلب لو سمحت
ـ[احمدرجب]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 04:46 م]ـ
::: ممكن أطلب من حضرتكم كتاب البلاغة الواضحة (على الجارم .. ) وشكرا .......... :)(/)
الريح والرياح في القرآن
ـ[سليم]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 11:12 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله عزوجل في سورة الذاريات:" وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ " ,ويقول عز شأنه في سورة القمر:" كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ".
في الآيتين ورد ذكر الريح بصيغة المفرد, الرِّيحُ: نَسِيم الهواء، وكذلك نَسيم كل شيء، وهي مؤنثة.
وقال عزوجل في سورة الاعراف:" وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ",وكذلك في سورة الروم:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ",هنا ذكر الرياح بصيغة الجمع, فهذا من بلاغة القرأن وحسن اختياره الالفاظ ,ففي صيغة المفرد قرن الريح بالعقم والصرصر, وفي صيغة الجمع قرنها بالبشرة والرحمة.
وفي القرآن كل لفظ الريح (مفرد) يدل على الشر, والرياح (جمع) يدل على الخير.
وعن عبد الله بن عمر:"الرياح ثمان, فأربع رحمة وأربع عذاب فاما التي للرحمة: المبشرات والمرسلات والذاريات والناشرات ,واما التي في العذاب الصرصر والعقيم وهما في البر, والعاصف والقاصف في البحر.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 02:44 م]ـ
بورك فيك أخي سليم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:16 م]ـ
وفي القرآن كل لفظ الريح (مفرد) يدل على الشر, والرياح (جمع) يدل على الخير.
بارك الله فيك أخي سليم ..
وفي واقع الأمر أنه لا يوجد اطراد في القرآن الكريم بالنسبة للفظ الريح مفرداً وجمعاً ..
وقد تمت مناقشة هذا الموضوع من قبل على هذين الرابطين:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7950
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3815(/)
اريد شرح هذا البيت
ـ[احمدالعربي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:12 ص]ـ
:::
اريد تفسير بيت الي الشاعر احمد شوقي يقول فيه
(طرقت الباب حتي كلمتني ........ ولما كلمتني كلمتني)
اريد تفسير هذا البيت
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 03:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أصل البيت هكذا:
طرقتُ الباب حتى كلّ متني
فلما كلّ متني كلمتني
كلّ متني: أي تعبت أكتافي من طرق الباب
والله أعلم
ـ[الأحمر]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم
أحسنت وبارك الله فيك
أظن له تكملة
فقلت لها أيا اسماعيل صبري # ........... اسماعيل صبري
لا أذكر بداية الشطر الثاني
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 04:46 م]ـ
ولكن التكلمة لا تتوافق مع البيت الأول؟
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:28 م]ـ
ذاكرتي الواهنة تحمل البيت الثاني مكسورًا، لعل هنا من يأتي بالصواب:
فقالت لي: أيا إسماعيل صبرًا
فقلتُ لها: أيا أسما عيل صبري
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 08:11 م]ـ
السلام عليكم
شكرًا للاخت معالي وحفظك الله, و أظن أن عجز البيت ... ولما كلمتني كلمتني
يعني انه لما كلمتني: من الكلام ,اي خاطبتني .. وكلمتني الثانية: جرحتني, من الكَلَم: الجرح.
ـ[احمدالعربي]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 12:32 ص]ـ
مشكور معالى على المرور
ـ[احمدالعربي]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 12:36 ص]ـ
مشكور اخى الاخفش على المرور
ـ[احمدالعربي]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 12:37 ص]ـ
مشكور ابو طارق على التعقيب
ـ[احمدالعربي]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 12:39 ص]ـ
مشكور سليم على المرور
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 05:01 ص]ـ
السلام عليكم
أستاذي سليم
ولكن ألا ترى أن الوزن سيُكسر إن قلنا:
وكلمتني الثانية: جرحتني, من الكَلَم: الجرح.
لأن اللام حينها ستفقد تشديدها، وعليه سينقص حرف من الكلمة يؤثر على وزن البيت ..
ما رأيك؟(/)
قال تعالى: قالوا يا شعيب ........ "
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 02:30 م]ـ
قال تعالى: قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد اّباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد " (هود87).
في هذه الأية الكريمة عدة مسائل:
المسألة الأولى: للوهلة الأولى يظن القارئ أن (أن نفعل) معطوف على أن نترك، وهو محال، لأن المعنى يصبح هكذا: أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا ما نشاء، والصحيح أن الجملة (المصدر المؤول) معطوفة على المفعول (ما) أي: أصلاتك تأمرك أن نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء.
المسألة الثانية: عطف الجملة (المصدر المؤول) على المفرد، والنحاة يشترطون لمثل هذا العطف أن يكون هناك تشابه بين المعطوف والمعطوف عليه من ناحية المعنى كقوله تعالى"فالمغيرات صبحا*فأثرن " وكقوله"صافات ويقبضن"ولكن الأية القراّنية تخرق القاعدة النحوية.
المسألة الثالثة: تقديم شبه الجملة (في أموالنا) على المفعول (ما) عدولا عن الأصل وجوبا من أجل أمن اللبس، لأن شبه الجملة متعلق بالفعل (نفعل) وتأخيره يجعله متعلقا بالفعل (نشاء) مما يؤدي إلى اللبس، وبهذا يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:21 م]ـ
بارك الله فيك .. أخي عزام ..(/)
قال تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولا ...... "
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 02:18 م]ـ
قال تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اّياتك ويعلمهم الكتاب والحكمةويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم" (البقرة129) وقال تعالى في نفس السورة، وفي الاّية151"كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اّياتناويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون"
في هاتين الاّيتين أمران: أولهما: تقدم نعت شبه الجملة (منهم، منكم) على نعت الجملة (يتلو عليكم) لأن نعت شبه الجملةله قوة علاقة معنوية مع المنعوت أشد من نعت الجملة.
ثانيهما: في الأية الأولى تقدم تعليم الكتاب على التزكية، وهو الترتيب الأصلي، حيث يقوم الرسول _صلى الله عليه وسلم_بتلاوة القراّن وتعليم الكتاب وأحكامه فتحصل لهم التزكية والتطهير من الشرك والمعاصي، ويكون هذا من تقديم السبب على المسبب، أما في الأية الثانية فقد تقدمت التزكية وتأخر التعليم عدولا عن الأصل من أجل أن يلتقي تعليم الكتاب مع تعليم غيره من المعارف التي يجهلونها، وبهذا يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية.
والله أعلم.(/)
تأريخ "علوم القرآن"
ـ[سليم]ــــــــ[27 - 01 - 2006, 06:43 م]ـ
السلام عليكم
القرآن العظيم .... هذا الكتاب الذي تسعد به افئدة المؤمنين وتطرب آذاناهم لسماعه وتطمئن قلوبهم لتلاوته وينزل السكينه في نفوسهم ... هذا الكتاب الذي يرتعب منه الكفار وترتعد منه فرائصهم وتضيق به انفاسهم وتشخص ابصارهم من هوله ... هذا الكتاب الكريم انقسم الناس فيه الى فريقين ,الفريق الاول هم فريق المؤمنين الفائزين ,والفريق الثاني هم فريق الكفار الحابطين أعمالاً ... فالفريق الاول أخذ على عاتقه إظهار عظمة القرآن وعلّوه,,إعجازه وتشريعه, بلاغته وبيانه, واما الفريق الثاني بذل جهده في نقضه ومحاولة إظهار ركاكته وضعف اسلوبه, وعجزه وعدم صلاحيته ,هذه الجهود وتلك المحاولات كلها باءت وكُللت بالفشل الذريع ابتداءًا بابي لهب ومسيلمة الكذاب وانتهاءًا بالدوله المارقة المتعجرفة صاحبة مبدأ الحريات والديمقراطية الشوهاء بنشرها قرآنًا امريكيًا.
لقد اهتم الفريق الاول (المسلمون) بالقرآن وحفظه ودراسته تمعنًا باياته وتأملاً بفصاحة كلامه ورفيع شأنه وإستقراءًا لآحكامه منذ حداثة الاسلام.
قبل الخوض في علوم القرآن ونشأته وتاريخه, اود اولاً أن أُعرف القرآن تعريفًا جامعًا مانعًا, فالقرآن الكريم: ((هو كلام الله عزوجل المنزّل وحيًا لفظًا ومعنى ومنجمًا بواسطة الروح الامين جبريل عليه السلام على النبي الامي العربي القرشي محمد بن عبد الله بلسان عربي مبين, المحكم آياته ,المعجز في بلاغته والمتعبد بتلاوته, المحفوظ في اللوح وقلوب المؤمنين, شفاءًا للعالمين, مبشرًا ونذيرًا, ناسخ الشرائع السابقة وخاتم الرسالات, والصالح احكامه للآولين والآخرين)).
وللقرآن اسماء كثيرة اوجز منها: الكتاب, قال تعالى:" تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين" ,كلام الله, قال الله عزوجل:" فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّه, الروح, قال الله تعالى:" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا",النتزيل, قال الله سبحانه وتعالى:" وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين",الامر, وقال الله:"َذَلِكَأَمْرُاللَّه",القول ,قال الله:" وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ",الوحي, قال الله:" إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ",وهناك اسماء اخرى للقرآن.
علوم القرآن: هي العلوم التي تبحث وتدرس كل ما يرتبط بالقرآن الكريم, مثل تأريخ نزوله، وترتيبه، واختلاف القراءات، ووجه الإعجاز فيه، واقسامه من الاوامروالنواهي, العموم والخصوص, المطلق والمقيد, المجمل والبيان والمبين, والناسخ والمنسوخ.
أوّل من دوّن في علوم القرآن الخليفه علي رضي الله عنه فقد أثبت له الشريف المرتضى كتاب "المحكم والمتشابه في القرآن",كما وينسب له كتاب "ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه",وجاء من بعده يحيى بن يعمر أحد تلاميذ أبي الأسود الدؤلي في كتابه "القراءة".
واما في القرن الثاني صنّف الحسن بن أبي الحسن يسار البصري كتابه في "عدد آي القرآن",
وعبدالله بن عامر اليحصبي ألف كتابه "المقطوع والموصول". وشيبة بن نصاح المدني (ت 135هـ) كتاب "الوقوف"، وأبان بن تغلب صنّف كتاباً في القراءات، وله كتاب "معاني القرآن".
ومحمد بن السائب الكلبي أوّل من صنّف في "أحكام القرآن" ومقاتل بن سليمان له كتاب "الآيات المتشابهات". وأبو عمرو بن العلاء زبان بن عمّار التميمي ألّف كتاب "الوقف والابتداء"، وله كتاب "القراءات".
واما الابحاث والدراسات حسب مفهومنا الحالي لعلوم القرآن والكتب التي أُلفت فيه بدأت في القرن السادس للهجرة, حيث ألّف ابن الجوزي (ت 597) كتابين أحدهما بعنوان: "فنون الأفنان في علوم القرآن" والثاني بعنوان: "المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن".
ثم توالت الكتب القيمة في علوم القرآن فكان القرن الثامن والعلامة بدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي حيث ألف كتاب "البرهان في علوم القرآن",وهّل القرن العاشر بعلامته المعروف جلال الدين السيوطي وكتابه المتميز "الإتقان في علوم القرآن".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن علوم القرآن علم المناسبات, ومع أن علم المناسبات علم شريف - كما يقول الإمام السيوطي - بَيْدَ أن القليل من أهل العلم من اهتم به؛ وذلك لدقة هذا العلم، وحاجته لغير قليل من النظر والتأمل؛ ومن أشهر من اعتنى بهذا العلم وألف به، الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفى سنة (885هـ) إذ ألف كتابًا سماه (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) وهذا الكتاب عمدة في هذا الباب؛ فقد ذكر فيه مؤلِّفه وجوه المناسبات بين السور والآيات، وغير ذلك من وجوه المناسبات، بشكل موسع ومفصل.
ومن الذين تعرضوا لهذا الموضوع الإمام الزركشي رحمه الله في كتابه (البرهان) وكذلك فعل الإمام السيوطي رحمه الله، في كتابه (قطف الأزهار في كشف الأسرار).
ومن علوم القرآن ايضًا علم أسباب النزول التي اعتنى بها علماء المسلمين قديماً وحديثاً، وقد دلَّ على مدى اهتمامهم بهذا العلم كثرة الجهود المبذولة في سبيل تدوينه، وإفرادهم له بالعديد من المؤلفات الخاصة.
ويُقصد بعلم أسباب النزول ذِكْرُ كل ما يتصل بنزول الآيات القرآنية من القضايا والحوادث، سواء في ذلك قضايا المكان أو حوادث الزمان، التي صاحبت نزول القرآن الكريم.
وقد تحدث العلماء عن الطرق التي تثبت بها أسباب النزول، وحصروها في أخبار وروايات الصحابة، الذين شاهدوا الوحي وعاصروا نزوله، وعاشوا الوقائع والحوادث وظروفها. وأيضاً فإن الأخبار التي نقلها التابعون، الذين تلقوا العلم عن الصحابة، تعتبر مرجعاً مهماً في معرفة أسباب النزول.
وكان من هدي السلف الصالح رضي الله عنهم التحرز عن القول في أسباب النزول من غير خبر صريح أو علم صحيح.
أما عن فوائد هذا العلم - كما ذكرها العلماء - فهي كثيرة، منها أن معرفة أسباب النزول تُعين القارئ لكتاب الله على فهمه فهماً صحيحاً سلمياً، وذلك أن العلم بالسبب يُورث العلم بالمسبَّب. ومنها أنها تُيسِّرُ حفظ كتاب الله وتُثَبِّتُ معناه، لأن ربط الأحكام بالحوادث والأشخاص والأزمنة والأمكنة يساعد على استقرار المعلومة وتركيزها. وقالوا أيضا في فوائد هذا العلم إنه يمكِّن من معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم، ومن المعلوم أن هناك من الآيات ما يصعب فهم المراد منها، ويقع الخطأ في تفسيرها في حال الجهل بأسباب نزولها. ومن اشهر من كتب فيه الواحدي في كتابه "اسباب التنزيل"و جلال الدين السيوطي في كتابه اسباب ترتيب القرآن.
(إن أصبت فمن الله عزوجل, وإن أخطأت فمن الشيطان ومني)(/)
مقامة " طالب العلم وإبليس"
ـ[عبدالملك113]ــــــــ[28 - 01 - 2006, 03:03 ص]ـ
هاك نبأ وخبر
فعلى الفطن أن يعتبر
جالدت إبليس اللعين على المعاصى ففٌقتٌه
وكل ما مهد الطريقَ سلكتٌه
فتحدث الطالح بفجرى وغبط، وتأسى الصالح على حالى وحمد.
حتى إذا ما سلكت كل فج وزرت كل منكر تارة زائر وأخرى مقيم وفقت كل حد واستهوتنى الشياطين، فإذا بى ونفسى كالمَبكونَةُ فتقبل القلب المعونة وأبَ على العدو وبذل
وآوى إلى جميل العمل
و عمدت لزاويةِ الحياةِ متقيأً هول الحساب، وجمعت أمرى على العلوم والكتاب.
وبدا لى العلم منقذاُ من الضلال وجُنة من سوء المآل فما ان بدت آثاره وبدا صلاحة وأينعت ثمارة وركنت إليه ولى ركن واستكثرت منه وبى لَجِنَ. انتهى
اخوانى عذراً فهى الأولى فإن وجدتموها مقبولة أكملتها وإلا كنت كفيتكم قبحها باقتصارى على جزئها.(/)
المجاز
ـ[المكي]ــــــــ[28 - 01 - 2006, 02:09 م]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة: سبق وأن سألت ولكن تأخر الرد والسؤال هو:
نريد شرح مفصل للمجاز اللغوي والعقلي مع توضيح علاقاتهما (أقصد العلاقة السببية والزمانيه والمكانيه ...... الخ)؟ أرجو أن أجد عندكم ماأريد
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 01 - 2006, 11:10 ص]ـ
السلام عليكم
الأستاذ الفاضل المكي
لو استعنتَ بكتب البلاغة (علم البيان) ابتداء، فما أشكل عليك سألتَ عنه، لوجدتَ بإذن الله تجاوبًا من الأساتذة الفضلاء ..
الشرح المفصّل يستنزف الوقت والجهد، وغير خافٍ عليك أن جل الأعضاء ممن لهم ارتباطات علمية قد تحول دون الإجابة على بعض أسئلتنا، فلنوسعهم عذرا أيها الكريم ..
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء(/)
قال تعالى (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) -اّل عمران
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 03:53 م]ـ
قال تعالى: إنما ذلكم الشيطان يخوِّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين" (اّل عمران175).
الشيطان لا يخوف أولياءه بل يطمئنهم ويزرع الأمن في نفوسهم، ولكنه يخوف الناس أولياءه أو من أوليائه، ففي الاّية إيجاز حذف، فقد حذف المفعول الأول من الاّيةوالأصل في الاّية الكريمة هو الجملة التالية: إنما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه أو من أوليائه، ودليل ذلك قوله تعالى"فلا تخافوهم وخافون" أي: لا تخافوا أولياء الشيطان، بل خافون أنا إن كنتم مؤمنين.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 10:13 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي عزام على هذه الاشارة اللطيفة, وتأكيداً لما قلتَ_ان اولياء الشيطان يخوفون المسلمين _ما ورد في الآية 183 من نفس سورة آل عمران:" قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ",وقد ورد في تفسير الزمخشري أن المقصود في اولياء الشيطان هو ابو سفيان واصحابة ومنهم نعيم بن مسعود الأشجعي.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 08:49 م]ـ
قال تعالى: إنما ذلكم الشيطان يخوِّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين" (اّل عمران175).
الشيطان لا يخوف أولياءه بل يطمئنهم ويزرع الأمن في نفوسهم، ولكنه يخوف الناس أولياءه أو من أوليائه، ففي الاّية إيجاز حذف، فقد حذف المفعول الأول من الاّيةوالأصل في الاّية الكريمة هو الجملة التالية: إنما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه أو من أوليائه، ودليل ذلك قوله تعالى"فلا تخافوهم وخافون" أي: لا تخافوا أولياء الشيطان، بل خافون أنا إن كنتم مؤمنين.
والله أعلم
أخي سليم، ألا يجوز أن يكون المعنى: يخوف أولياءه المنافقين ليقعدوا عن قتال المشركين وأولياء الشيطان هم الكفار والمنافقون الذين يطيعونه ويؤثرون أمره، وهنا ينسبك المعنى على اللفظ دون زيادة ولا نقصان. وإن شئت فارجع للآيات السابقة فالموضوع عن الخروج للقتال.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 02 - 2006, 12:42 م]ـ
أخي موسى: أرجو أن تلاحظ قوله تعالى بعد ذلك"فلا تحافوهم وخافون" فالخطاب للمؤمنين. والله أعلم
ـ[همس الجراح]ــــــــ[07 - 02 - 2006, 10:37 م]ـ
قال ابن عباس: يخوفكم أولياءه، أو يخوفكم بأوليائه، أو يخوفكم من أوليائه، فحذف حرف الجر، ووصل الفعل إلى الاسم.
فهو يخوف المسلمين من أتباع الشيطان. ولا ينبغي للمسلم أن يخاف الشيطان ولا أولياء الشيطان.(/)
شفاك الله يا مشرفنا العزيز؛ الأستاذ لؤي الطيبي
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 09:12 م]ـ
:::
الأخوة الكرام لعلكم تتساءلون عن سبب غياب الأستاذ لؤي الطيبي، مشرف منتدى البلاغة، والسبب إخواني الكرام، هو حادث قد وقع لأستاذنا حيث كانت مشيئة الله أن تكسر قدمه. والحمد لله على كل حال وإنا لله وإنا إليه راجعون. فنسأل الله العلي العظيم الشافي الكريم أن يشفيك يا لؤي الحبيب شفاءً لا يغادر سقما. ونسألكم الدعاء له، وبارك الله فيكم.
ـ[سليم]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 09:21 م]ـ
السلام عليكم
اللهم اشف اخانا ومشرفنا الغالي لؤي الطيبي وألبسه حلل الصحة والعافية, وأشكرُ الاخ الحبيب موسى أحمد على ما وافانا به من أخبار.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 09:35 م]ـ
سبقتماني في الدعاء لمشرفنا الفاضل لؤي
فأجر وعافية لك أخي لؤي
و الحادث الذي أصبت به أرجعك نظيفا من الذنوب كالثوب الأبيض--فعافاك الله أخي
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 09:55 م]ـ
سلامتك أستاذ لؤي
{كلام الله دواء القلب}.
ـ[راجية الفردوس]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 10:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
الأخ الفاضل: لؤي الطيبي ..
لا بأس طهور إن شاء الله ...
نسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك و يعافيك و من كل شر ينجيك ...
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 10:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعكم.
شفاك الله وعافاك وجعل الجنة مأواك.
أخوكم موسى
ـ[معالي]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 10:56 م]ـ
الحمدلله على كل حال ..
لابأس أستاذنا لؤي
طهور إن شاء الله
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك
ويجعل ما نالك سببًا في تكفير خطاياك وتحصيل الأجر والثواب بإذن الله
ننتظر عودتك سالمًا معافى قريبًا بإذن الله
أستاذ موسى
شكر الله لك نقلك الخبر إلينا
وحيا الله عودتك وعودة الأستاذ جمال
ـ[المكي]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 12:02 ص]ـ
أخي لؤي
لا بأس طهور إن شاء الله
ـ[الكاتب1]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 01:35 ص]ـ
أخي " لؤي الطيبي"
لقد آلمنا خبر إصابتك بالكسر، فلابأس طهور إن شاء الله ...
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك و يعافيك.
آمين
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 07:27 ص]ـ
الأستاذ الكريم لؤي
الحمد لله على السلامة. طهور لا بأس، أسأل الله أن يشفيك و يعافيك.
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 01:48 م]ـ
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، وأسأله سبحانه أن يجعلها في ميزان حسناتك يا أخ لؤي.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 02:01 م]ـ
أخي العزيز:
ألبسك الله ثياب الصحة والعافية، وأعادك إلى ربوع الفصيح سليما معافى.
تحيتي لك.
ـ[ابن يعيش]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 03:16 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ...
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 06:04 م]ـ
أخي العزيز لؤي
لا بأس عليك. طهور إن شاء الله.
أسأل الله أن يجعل ما أصابك تثقيلا لحسناتك يوم القيامة وأن يجمع لك بين الأجر والشفاء.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 04:49 ص]ـ
أجر وعافية يا أستاذ لؤي
لابأس، طهور إن شاء الله.
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 06:45 ص]ـ
أجر وعافية يا أستاذ لؤي
لابأس، طهور إن شاء الله.
ـ[أبو البركات الأنباري]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 09:28 م]ـ
الحمد لله دفع ما كان اعظم نسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيك أيها الأخ العزيز، وأن يجعلها كفارة لذنوبك، وأن يعجل بشفائك.
أبو البركات الأنباري.(/)
الحسن والقبح ... الخير والشر!!!
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 09:23 م]ـ
الحُسْنُ: ضدُّ القُبْح ونقيضه. قال الأَزهري: الحُسْن نَعْت لما حَسُن؛ حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً فيهما، فهو حاسِنٌ وحَسَن.
القُبْحُ: ضد الحُسْنِ , قال الأَزهري: هو نقيض الحُسْنِ، عامّ في كل شيء.
هذه هي المعاني اللغوية لهذين المصطلحين, وهما يطلقان على الافعال فيقال فعل حسن وفعل قبيح, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من هو الذي يحدد ويقرر صفة الفعل من حيث الحسن والقبح؟ وما هو المقصود من تحديد الحسن والقبح؟ هناك من يقول ان الانسان (العقل) يملك القدرة على هذا, وهناك من يقول ان الله عزوجل هو وحده له الحق والقدرة على ذلك.
إن المقصود من تحديد الحسن والقبح هو تعيين موقف الانسان ازاء الفعل هل يُقدم عليه او يحجم أو يُخير بين الفعل والترك.
واما الاجابه على السؤال الاول تتطلب معرفة واقع الفعل وملاءمته لفطرة الانسان ومنافرته له .. ومعرفة ناحية المدح او الذم على القام بالفعل او ترك القيام به, وبعبارة آُخرى معرفة ناحية الثواب والعقاب. ومن الطبيعي أن يكون الحكم على الافعال من حيث معرفة واقعها وملاءمتها لفطرة الانسان للعقل اي للانسان ولا دخل للشرع فيهما ,مثال ذلك الغنى والفقر, فالانسان يحكم على الغنى بالحسن وعلى الفقر بالقبح وكذلك العلم والجهل فواقع العلم حسن واما واقع الجهل قبيح ,اغاثة الملهوف حسن والظلم قبيح لمنافرته فطرة الانسان. واما الحكم على الافعال من حيث العقاب والثواب فهو بلا شك لله وحده القهار, فالله عزوجل يحكم ويقرر ان هذا الفعل يُثاب عليه او يعاقب عليه ,فالايمان حسن ويثاب المرء عليه, والكفر قبيح ويعاقب عليه.
هذا من حيث الحسن والقبح ... واما الخير والشر فهما نتائج للافعال, فالايمان حسن ونتيجة الايمان خير على الانسان وعلى من حوله, والكفر قبيح ونتيجته شر للانسان ومن حوله.
والله اعلم
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 11:44 م]ـ
السلام عليك أخي سليم:
حتماً في الإستعجال ندامة
الحسن ما حسنه الشرع
والقبيح ما قبحه الشرع
الخير: هو الإسلام
والخيرة فيما اختاره الله.
الشر من عند أنفسنا , وبما كسبت ايّديكم , ويعفو عن كثير , ولا يظلم ُ ربك أحد. , ... وكفى لكي لا أطيل.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 08:28 م]ـ
أخي سليم، السلام عليكم
إن هذا البحث قيمٌ جدا ولكن ألا ترى معي ان موضعه ليس في باب البلاغة، بل هو في باب الأصول والعقائد؟ فهو بحثٌ أساسي في أصول الفقه، وعلم الكلام، والعقيدة.
موسى.
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 02 - 2006, 08:57 م]ـ
السلام عليكم
أخي موسى أحمد ,معك كل الحق في أن هذا البحث يتبع العقيدة وعلم الكلام, وهدفي كان إظهار حقيقة ان الله عزوجل وضع احكاماً شرعية تحث على القتل واحكاماً أخرى تنهى عن القتل ,وذلك ان الفعل من حيث هو لا يظهر حسنه او قبحه خيره اوشره إلا من خارجه (الا وهو الله) ,يقول الله تعالى:" وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ",وقال الرسول عليه الصلاة والسلام:"مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْل الذِّمَّة لَمْ يَجِد رِيح الْجَنَّة وَإِنَّ رِيحهَا لَيُوجَد مِنْ مَسِيرَة سَبْعِينَ عَامًا ",ويقول الله تعالى:" وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ",فالقتل في الحالة الاولى هو نفس فعل القتل قي الحالى الثانية, ولكن في الحالة الاولى فإن فعل القتل قبيح ونتيجته شر ,ويعاقب عليه المرء, واما فعل القتل في الحالة الثانية فإنه حسن ونتيجته خير ويثاب عليه المرء ومصيره الجنة.(/)
هل من كتاب في البلاغة؟؟؟؟
ـ[زيد العمري]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 09:36 م]ـ
هل من كتاب في البلاغة أستطيع تصفحه أو تحميله من الشبكة؟
ولكم الشكر الكثير البثير
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 10:27 م]ـ
السلام عليكم
أخي زيد العمري عليك بهذا الرابط ,فإن فيه من الكتب القيمة ما تريد وتشتهي:
http://www.alwaraq.net/, ففيه: أسرار البلاغة للجرجاني وأساس البلاغة للزمخشري, وغيرها كثير ...
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 10:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البديع لابن المعتز ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=208&CID=1)
دلائل الإعجاز للجرجاني ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=209&CID=1)
سحر البلاغة وسر البراعة للثعالبي ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=1158)
أساس البلاغة للزمخشري المعتزلي ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=1089)
سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=1068)
أسرار البلاغة للجرجاني ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=1458)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 03:38 م]ـ
أخي أنصحك باقتناء كتاب علوم البلاغة لأحمد مصطفى المراغي، وحينما تنتهي منه أعطيك الذي بعده وهكذا دواليك.
اقرأ كتاب واحدا فقط ليس اكثر(/)
معنى"كأنَّ" بين الظن والتشبيه
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 01:20 م]ـ
معنى"كأنَّ" بين الظن والتشبيه
يقول البلاغيون: إن الحرف"كأنَّ" له معنيان: أولهما، معنى الظن، وثانيهما: معنى التشبيه، وهذا الأمر يعتمد على نوع الخبر، فإن كان الخبر مشتقا فهي للظن، وإن كان الخبر جامدا فهي للتشبيه، وذلك كما في المثالين التاليين:
كأنَّ زيدا منطلقٌ (معنى الظن)
كأنَّ زيدا أسدٌ (معنى التشبيه)
فالمتكلم يختار الخبر الذي يحمل المعنى المراد إيصاله إلى السامع، فإن أراد معنى الظن اختار الخبر مشتقا، وإن أراد معنى التشبيه اختار الخبر جامدا.
والله أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 03:27 م]ـ
أخي عزام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وما معنى كأن في قوله تعالى:
{أَصْبَحَ ?لَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِ?لأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ?للَّهَ يَبْسُطُ ?لرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا? أَن مَّنَّ ?للَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ?لْكَافِرُونَ} سورة القصص 82
فما هو رأيك هل هنالك فرق بين (كأن) و (ويكأن)؟
أخوكم موسى
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 02 - 2006, 12:45 م]ـ
السلام عليكم:
معناهما الظن، فهم ليسوا متأكدين، بل يخمنون ذلك تخمينا، أما بالنسبة ل"وَي"فأظن أن معناها التعجب.
والله أعلم(/)
حول لون البقرة في الآية
ـ[المكي]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 02:55 م]ـ
اختلف الفقهاء حول لون البقرة في الآية (صفراء فاقع لونها) فمنهم من يرى إن لون البقرة كان أسودا. وأخذ في الشناع على ذلك والاستدلال على أن اللون أصفر.
لكن الصفدي يرجح في كتابه نصرة الثائر أن اللون كان أصفرا لكونه مؤكدا بفاقع كما هو الحال في التأكيد بحالك وحانك للأسود ويقق وبهق للأبيض والأحمربقان وهذا كما يقول إن أمكن ترجيحه رجح وإلا إذا ورد التفسير وثبت النقل بشيء، فما يمكن غير قبوله والعمل به في موضعه من غير أن يتعدى به ذلك الموضع.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 03:31 م]ـ
أخي المكي
ليتك توضح لنا أكثر.
وبارك الله فيك.
موسى(/)
مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْس
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 02 - 2006, 09:27 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:"أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) ,سورة النساء,
ويقول الله تعالى في الاية 79,من نفس السورة:" مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا " (79) ,ففي الاية الاولى يبين لنا الله ان الحسنة والسيئة من عند الله ,واما في الاية الثانية يبين لنا ان الحسنة من عند الله واما السيئة من الانسان, فكيف يكون هذا؟؟؟
ورد في تفسير الطبري للآية الاولى: وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله "، وإن ينلهم رخاء وظفر وفتح ويصيبوا غنيمة ," يقولوا هذه من عند الله "، يعني: من قبل الله ومن تقديره ," وإن تصبهم سيئة "، يقول: وإن تنلهم شدة من عيش وهزيمة من عدو وجراح وألم، يقولوا لك يا محمد: " هذه من عندك "، بخطئك التدبير.
وورد في تفسير الاية الثانية: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "، ما يصيبك، يا محمد، من رخاء ونعمة وعافية وسلامة، فمن فضل الله عليك، يتفضل به عليك إحسانًا منه إليك , وأما قوله: " وما أصابك من سيئة فمن نفسك ", يعني: وما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه " فمن نفسك "، يعني: بذنب استوجبتها به، اكتسبته نفسك.
الآية الاولى تبين لنا ان الافعال التي تقع على الانسان ولا دخل له فيها من موت وحياة ورزق كلها من عند الله وقدره, واما الافعال التي يتحكم فيها الانسان من ايمان وكفر وظلم وسرقة وزنى كلها من عند الانسان ويحاسب عليها.
والله أعلم
ـ[الخنفشاري]ــــــــ[04 - 02 - 2006, 12:55 م]ـ
السلام عليكم
سلمك الله ياسليم على مابينته لنا من اللبس في الآيتين , وجعل ذلك في موازين حساناتك.
أخوك: الخنفشاري(/)
ارجو افادتي
ـ[نجاة]ــــــــ[04 - 02 - 2006, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على سيد الخلق خاتم الانبياء والمرسلين واله وصحبه اجمعين, وبعد: ارجو ان تقبلوني صديقة لكم فانا مشتركة جديدة ,كما ارجو ان اعرف اسباب الفصل والوصل بين المسند والمسند اليه, مع ارفاق الاسباب بمثال إثنين إن امكنكم ذلك, ولكم مني جزيل الشكر والامتنان بعد الله سبحانه وتعالى.
ـ[نجاة]ــــــــ[05 - 02 - 2006, 02:11 م]ـ
ارجو ان تفيدوني لاني بحاجة لذلك في اسرع وقت ممكن, ولكم مني جزيل الشكر
ـ[الخنفشاري]ــــــــ[07 - 02 - 2006, 02:06 م]ـ
السلام عليكم
لا أريد أن أطيل , هل المقصود من (أسباب الفصل والوصل بين المسند والمسندإليه) هي مواضع الفصل والوصل عموما؟؟
أريد أن أعرف حتى يتسنى لي المساعدة.
أخوك: الخنفشاري
ـ[نجاة]ــــــــ[08 - 02 - 2006, 12:43 م]ـ
اشكرك اخي الخنفشاوي
واريد ان اسوي خطأ فيما كتبته في سؤالي ,لاني عنيت الفصل والوصل بين الجمل وليس بين المسند والمسند اليه.
واشكرك مرة اخرى
ـ[الخنفشاري]ــــــــ[08 - 02 - 2006, 07:00 م]ـ
:::
أولا- ياأختي أنا انقل من كتاب: (البلاغة فنونها وأفنانها) الخاص بعلم المعاني , للدكتور: فضل حسن عباس.
ثانيا- سأنقل لكي مادرسته في هذا الموضوع.
نأتي إلى مواضع الفصل أولها مايسمى (كمال الاتصال) ولذاك لان الجمل متصلة ببعض اتصالا تاما ومنه
1_ أن تكون الجملة الثانية مؤكدة للأولى تاكيدا لفظيا ,أما المعنوي فقد يكون منه.
مثاله (فمهل الكافرين أمهلهم) نرى التاكيد واضح هنا وهو تاكيد لفظي بين
(فمهل) و (امهلهم)
فجملة فمهل الكافرين وجملة أمهلهم بينها فصل
ومثال آخر (فإن مع العسر يسرى إن مع العسر يسرى) فالجملتين بينهما فصل واضح فجملة إن مع العسر يسرى الثانية مؤكدة للأولى.
أما المعنوي فمنه (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين).
فجملة ذلك الكتاب معناها: أي الكتاب في علو الشان ورفعة المنزلة والسمو
فلا ينبغي أن يكون فيه ريب , فتكون جملة (لا ريب فيه) جملة مؤكدة لجملة
(ذلك الكتاب) وجملة (هدى للمتقين) تأكيد للجملة الثانية (لاريب فيه) لان الغرض الاسمى من الكتب السماوية الهداية , فهناك فصل بين جملة (ذلك الكتاب) وجملة (لاريب فيه) وايضا فصل بين جملة (هدى للمتقين) وجملة (لاريب فيه) وأرجو أن يكون هذا واضحا
2 - ومنه أن تقع الجملة الثانية بدلا من الجملة الأولى:
ومنه (وتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين)
فإن جملة (أمدكم بأنعام وبنين) بدل من جملة (أمدكم بما تعلمون) لأن الانعام والبنين من جملة مانعلم وخصهما بالذكر للعناية بشأنهما.
ومنه (يدبر الامر يفصل الآيات) فالجملة الثانية بدل (يفصل الآيات) بدل من الجملة الأولى (يدبر الامر) لأن تفصيل الآيات جزء من تدبير الأمر , فهو بدل بعض من كل وكذالك الاية السابقة.
نأتي إلى ثاني موجبات الفصل ويسمى شبه كمال اتصال:
وهو أن تأتي الجملة الثانية جوابا عن سؤال فُهِمَ من الجملة الأولى.
ومنه قوله تعالى: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) فإن قوله سبحانه
(أن النفس لاأمارة بالسوء) إنما جاءت عن سؤال فهم من الجملة الأولى (وما أبرئ نفسي) فكأنه قيل: لم لا تبرئ نفسك؟؟ ثم يأتي الجواب في الجملة الثانية , فبين الآيات فصل
ومنه قوله تعالى: (بل قالوا مثل ماقال الأولون قالوا أء ذا متنا وكنا ترابا وعظاما أء نا لمبعوثون) فالجملة الثانية (قالوا أء ذا متنا وكنا ترابا ---
جاءت جوابا لسؤال فهم من الجملة الأولى (بل قالوا مثل ماقال الاولون)
فكأنه قيل: وماذا قال الأولون؟؟ فجاءت الجملة الثانية جوبا للسؤال
فالجملتين بينهما فصل , هذا يسمى الاستئناف البياني.
أما الاستئناف النحوي فهو الاستئناف المعروف اي ماكان مبتدأ به ومنه:
(الحمد الله رب العالمين) بعد قوله (بسم الله الرحمن الرحيم).
تأني إلى ثالث موجبات الفصل, ويسمى كمال الانقطاع , وهو له صورتان:
1 - أن تختلف الجملتان خبراً وإنشاء , فتكون احدهما خبر والأخرى انشاء والعكس.
منه قوله تعالى: (يسألك الناس عن الساعة قل علمها عند ربي)
فالجملة الأولى (يسألك الناس عن الساعة) جملة خبرية , أما الجملة الثانية (قل علمها عند ربي) جملة إنشائية
ومنه قول الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رائدهم أرسوا نزولها فكل حتف امرئٍ يجري بمقدار
فجملة (أرسوا) إنشائية وجملة (نزولها) خبرية
2 - الصورة الثانية: وهي اتفاق الجملتين خبراً او إنشاء , ولكن دون أن يكون بينهما جامع ,وهذا النوع يكثر في غير القرآن
منه قول الشاعر:
إنما المرء بأصغريهِ كل امرئٍ رهنٌ بما لديه
فالجملتان خبريتان.
ومنه قولك: احترس من عدوك , كل مما يليك. فالجملتان إنشائيتان.
الرابع: شبه كمال الانقطاع
وهو أن يكون بين الجملتين شبه كمال انقطاع , وذلك أن تكون هناك جملة مسبوقة بجملتين ,يجوز عطفها على الأولى منهما ,ولايجوز عطفها على الثانية
فتترك العطف؛ حتى لايتوهم عطفها علىالجملةالقريبة منها
ومنه قولك: أتحسب أنني انسى وطني؟! أؤكد أنك مخطئ ,فإن جملة أؤكد يمكن أن تعطف على الأولى ,فتصير: أتحسب أنني أنسى وطني وأؤكد انك مخطئ , ولكن الذي لايجوز عطفها علىالجملة الثانية لأن المعني سيكون
:أتحسب أنني أنسى وأؤكد فيكون التأكيد داخلا ضمن الحسبان وهذا غير صحيح
تعقيب: هذا النوع لم أدرسه ,وقد رده بعض البلاغيين.
الخامس: التوسط بين الكمالين
وهوأن يكون الوصل مخلا بالمعنى, ومنه قوله تعالى: (وإذا خلو ألى شياطينهم
قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون الله يستهزئ بهم).
فإنه لو عطف جملة (الله يستهزئ بهم) لكان هذا قول المنافقين ويصير المعنى
إن المنافقين إذاخلو إلى شياطينهم قالوا: إنا معكم إنما نحن مستهزءون وقالوا:
إن الله يستهزئ بالمؤمنين كذلك ,لذلك وجب الفصل هنا.
وبذلك نكون قد انتهينا من الفصل. ونشرع الآن بالوصل
مواضع الفصل اثنان:
1 - اتفاق الجملتين خبراً وإنشاء.
ومنه قوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم)
هنا جملتان خبريتان, ونلحظ حرف الواو بين الجملتين. فهنا وصل , ولاابد في الوصل من الجامع والجامع هنا هو (التضاد) نرى التضاد بين الابرار والفجار
ونعيم وجحيم ,فالجامع هنا التضاد
زمنه قوله تعالى: (وكلوا وشربوا ولاتسرفوا)
الجمل هنا إنشائية ,والواو تدل على الوصل , والجامع (اتحاد المسند إليه)
لان الجمل الثلاث المسند إليه واحد وهو (واو الجماعه) فالمخاطب واحد.
2 - كون الفصل مخلا بالمعنى:
ومنه إذا سألك سائل: هل خرج صاحبك من المستشفى؟ ويسألك صاحبك: هل تريدمني شيئا؟
فتقول للأول: لا, وعافاه الله. وتقول للثاني: لا, وبارك الله فيك , فقولك (لا)
جملة خبريه لأن التقدير: لاأريد شيئا ,ولم يخرج من المستشفى ووقولك: عافاك الله , وبارك الله فيك جملتان إنشائيتان لان المقصود بهما الدعاء ,وقد علمنا أنه إذا اختلفت الجملتان وجب الفصل ,لكنك لو قلت: لا, عافاه الله. لا, بارك الله فيك
لأوهم الدعاء أنه دعاء عليه , وأنت لم تقصد ذالك, ونفيا لهذا الوجه جيء بالواو
فتقول: لا, وعافاه الله. لا, وبارك الله فيك.
وهكذا نكون قد انتهينا من الوصل , وأرجو أن يكون ماقلته واضحا مفيدا
وأرجو المعذرة ياأخواني على مافيه من ملحوظات من ترك لعلامات الترفيم وغيرها (فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه)
والحمد الله أولا وآخرا
أخوكم: الخنفشاري(/)
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2006, 08:04 م]ـ
قوله تعالى
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) 18 لقمان
فهل معنى هذه الآية أنّ الله لا يحبهم كلهم ولكن يحب البعض منهم؟؟
ومثله قوله
(لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد 23فهل معناها أنّه يحب بعض المختالين الفخورين؟؟
بانتظاركم
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 02 - 2006, 08:35 م]ـ
السلام عليكم
أخي جمال الشرباتي ,نعم إن الله عزوجل يحب بعض المختالين الفخورين, وهؤلاء هم الذين يختالون ويفخرون في ساحات الوغى وعلى ارض القتال, واذكر أن احدهم وأظنه ابى دجانة كان قد اخذ سيفه وجعل يختال ويفخر ,والرسول عليه الصلاة والسلام ينظر فضحك وقال (بما معناه): (إن الله يكره هذا إلا في هذا الموطن) ,اي ان التكبر والخيلاء لا يحبها الله الا في القتال وابراز قوة المسلمين.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2006, 10:54 م]ـ
طيب
هلّا تمعنت في إجابتك بعد أن تقرأ الآية الثالثة
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) 36 النساء
ففيها عموم ما بعده عموم
ـ[سليم]ــــــــ[05 - 02 - 2006, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم
أخي جمال ,نعم تمعنت في الاجابة وقرأت الآية كاملة والآية التي تليها,
يقول الله تعالى:"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا " (36) ,
والآية التالية:"الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا" (37) ,واليك التعليق:
1.العموم على ثلاثة انواع (كما ذكر السيوطي في الاتقان في علوم القرآن):
الاول: العموم الباقي على عمومه, وهو عزيز لندرته ,مثال قوله تعالى: "حرمت عليكم أمهاتكم" الآية، فإنه لا خصوص فيها.
الثاني: العام المراد به الخصوص ,ومثال ذلك قوله تعالى:"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ",والقائل هو واحد نعيم بن مسعود الاشجعي.
والثالث: العام المخصوص, فأمثلته في القرآن كثيرة جداً, إذ ما من عام إلا وقد خص، ثم المخصص له إما متصل وإما منفصل, والمتصل يكون على خمسة انواع, منها الاستثناء, الوصف, الغاية, الشرط وبدل البعض.
والآن نعود الى الآيتين السبق ذكرهما من سورة النساء, فقد ورد في تفسير الزمخشري ما نصه:"الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً" "الذين يبخلون" بدل من قوله: "من كان مختالاً فخوراً" أو نصب على الذم. ويجوز أن يكون رفعاً عليه، وأن يكون مبتدأ خبره محذوف، كأنه قيل: الذين يبخلون ويفعلون ويصنعون، أحقاء بكل ملامة. وقرئ بالبخل بضم الباء وفتحها. وبفتحتين. وبضمتين: أي يبخلون بذات أيديهم، وبما في أيدي غيرهم. فيأمرونهم بأن يبخلوا به مقتاً للسخاء ممن وجد.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 02 - 2006, 06:44 ص]ـ
الأخ سليم
قوله تعالى ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) 36 النساء
عموم يجعلنا نفهم الآيتين الأخريين على أساسه----فالله لا يحب المختال الفخور وهذه حقيقة
فما معنى الآية ((إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) 18 لقمان؟؟
لا بد أنّها لا تعني سلب العموم لأنّ العموم متحقق في آية النساء.
إذن هي تعني عموم السلب
وكيف ذلك؟
نقول أنّ الله قد عدل عن استخدام صيغة عموم السلب إلى صيغة سلب العموم تعريضا بالمخاطبين
أي يكون معنى الآية
إن محبة الله لا تعم المختالين الفخورين حتّى تشمل هؤلاء فهم شر المختالين الفخورين---
وقد كانت هذه الآية محل نقاش محتدم بين علماء البلاغة وخصوصا أنّهم انتقدوا في نقاشهم قولا للجرجاني فيها
-----------------------------
ولمتابعة المزيد يمكن الرجوع إلى كتاب
خصائص التعبير القرآني للدكتور عبد العظيم المطعني صفحة 94
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[05 - 02 - 2006, 10:34 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله(/)
الرؤيا والحلم في القرآن
ـ[سليم]ــــــــ[05 - 02 - 2006, 04:03 م]ـ
السلام عليكم
وقع تحت نظري مقتطفات من كتاب"الإِعجاز البياني للقرآن" للكاتبة بنت الشاطئ تعرضت فيه الى قوة دلالة الالفاظ القرآنية ,هذه الالفاظ التي افصحت عن عظمة وقدرة الله عز وجل ,وقد استوقفتني بعضها:
الرؤيا والحلم, الحلم ورد في الايات القرآنية بصيغة الجمع "أحلام" في ثلاثة مواضع, يقول الله تعالى:"بَلْ قَالُوا أضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ، بَلْ هُوَ شَاعِرٌ، فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأوَّلُونَ " (الانبياء) , وقال عزوجل:"قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (يوسف) ,وقال تعالى:" أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ" (الطور) ,فهي أضغاث مشوّشة وهواجس مختلطة. وتأتي في المواضع الثلاثة بصيغة الجمع، دلالةً على الخلط والتشويش لا يتميز فيه حلم عن آخر.
واما الرؤيا فجاءت في القرآن سبع مرّات، كلها في "الرؤيا" الصادقة، وهو لا يستعملها إلا بصيغة المفرد، دلالة على التمييز والوضوح والصفاء ,خمس مرات للأنبياء، فهي من صدق الإلهام ,يقول الله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا" (الاسراء) ,ويقول تعالى:"قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" (الصافات) ,وقوله تعالى:"لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا " (الفتح) ,
وقوله تعالى:"قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (يوسف) ,وقوله تعالى في سورة يوسف:"وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ",ومرتين لغير الانبياء , فرعون في قوله تعالى:"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (يوسف).(/)
التورية من اساليب البلاغة ... هل استخدمه القرآن؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[06 - 02 - 2006, 09:34 م]ـ
التَّوْرِيةُ لغة: تغطية القَصْد بإِظهار غيره؛ يميل في كلامه إلى الغمز والتورية.
واما اصطلاحًا: وهي أن يطلق لفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد به البعيد منهما, وقد استعملها ابو بكر ا لصديق اثناء خروجه مع الرسول عليه الصلاة والسلام, وتعقبهم اهل مكة للقبض عليهما ,وحين سأله رجل من انت ومن هذا الذي معم, فقال: رجل يهديني السبيل, وقد فهم الرجل انه يدله الطريق, ولكن ابو بكر قصد انه يهديه الاسلام, وهناك من ينفي وجود التورية قي الفرآن, وفريق أخر يقر وجوده ويطلقون علية الابهام ومنهم جلال الدين السيوطي وجلال الدين القزويني, وقال القزويني: ان التورية ضربان: مجردة ومرشحة؛ أما المجردة فهي التي لا تجامع شيئاً مما يلائم المورى به أعني المعنى القريب، كقوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " وأما المرشحة فهي التي قرن بها ما يلائم المروى به إما قبلها كقوله تعالى " والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون " ,والسيوطي قال في التورية أن يذكر لفظ له معنيان، إما بالاشتراك أوالتواطؤ أوالحقيقة والمجاز، أحدها قريب والآخر بعيد، ويقصد بالبعيد ويوري عنه بالقريب فيتوهمه السامع من أول وهلة. قال الزمخشري: لا ترى باباً في البيان أدق ولا ألطف من التورية، ولا أنفع ولا أعون على تعاطي تأويل المتشابهات في كلام الله ورسوله. قال: ومن أمثلتها الرحمن على العرش استوى فإن الاستواء على معنيين: الاستقرار في المكان وهوالمعنى القريب المورى به الذي هوغير مقصود لتنزيهه تعالى عنه. والثاني الاستيلاء والملك وهوالمعنى البعيد المقصود الذي ورى به عنه بالقريب المذكور انتهى. وهذه التورية تسمى مجردة لأنها لم يذكر فيها شيء من لوازم المورى به ولا المورى عنه. ومنها: ما يسمى مرشحة وهي التي ذكر فيها شيء من لوازم هذا أوهذا كقوله تعالى والسماء بميناها بأيد فإنه يحتمل الجارحة وهوالمورى به، وقد ذكر من لوازمه على جهة الترشيح البنيان ويحتمل القوة والقدرة وهوالبعيد المقصود. قال ابن أبي الأصبع في كتابه الإعجاز: ومنها قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم فالضلال يحتمل الحب وضد الهدى، فاستعمل أولاد يعقوب ضد الهدى تورية عن الحب فاليوم ننجيك ببدنك على تفسيره بالدرع، فإن البدن يطلق عليه وعلى الجسد والمراد البعيد وهوالجسد. قال: ومن ذلك قوله عد ذكر أل الكتاب من اليهود والنصارى حيث قال ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم ولما كان الخطاب لموسى من الجانب الغربي وتوجهت إليه اليهود وتوجهت النصارى إلى المشرق كانت قبلة الإسلام وسطاً بين القبلتين، قال تعالى وكذلك جعلناهم أمة وسطاً أي خياراً، وظاهر اللفظ يوهم التوسط مع ما يعضده من توسط قبلة المسلمين صدق على لفظه وسط ها هنا أ، يسمى تعالى به لاحتمالها المعنيين، ولما كان المراد أبعدهما وهوالخيار صلحت أن تكون من أمثلة التورية. قلت: وهي مرشحة تلازم المورى عنه وهوقوله (لتكونوا شهداء على الناس فإنه من لوازم كونهم خياراً: أي عدولاً، والإتيان قبلهم من قسم المجردة ومن ذلك قوله (والنجم والشجر يسجدان فإن النجم يطلق على الكوكب ويرشحه له ذكر الشمس والقمر، وعلى ما لا ساق له من النبات وهوالمعنى البعيد له وهوالمقصود في الآية. ونقلت من خط شيخ الإسلام بن حجر أن من التورية في القرآن قوله تعالى وما أرسلناك إلا كافة للناس فإن كافة بمعنى مانع .. أي تكفهم عن الكفر والمعصية، والهاء للمبالغة وهومعنى بعيد، والمعنى القريب المتبادر أن المراد جامعة بمعنى جميعاً، لكن منع من حمله على ذلك أن التأكيد يتراخى عن المؤكد، فكما لا تقول رأيت جميعاً الناس لا تقول رأيت كافة الناس.(/)
سؤال لو سمحتم
ـ[نجاة]ــــــــ[08 - 02 - 2006, 12:02 م]ـ
عمتم صباحا اخوتي
ما سبب الفصل بين الجمل في الابيات التالية:
أعلمت من حملوا على الاعواد؟ أعلمت كيف خبا ضياء النادي؟
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو الاول وهي المحل الثاني
حسب الخليلين بان الارض بينهما هذا عليها وهذا تحتها بالي
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المالي
يامن يقتَل من اراد بسيفه أصبحت من قتلاك بالاحسان
بعيد عن الخلان في كل بلدة اذا عظم المطلوب قل المساعد
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
لا تسأل المرء عن خلائقه في وجهه شاهد من الخير(/)
الاتّفاق في الأَخْذ والسَّرقة
ـ[المكي]ــــــــ[10 - 02 - 2006, 12:33 ص]ـ
الاتّفاق في الأَخْذ والسَّرقة
والاستمداد والاستعانَة
اعلم أنّ الشاعرين إذَا اتفقَا، لم يخلُ ذلك من أن يكون في الغَرَض على الجملة والعموم، أو في وجه الدلالة على ذلك الغَرض، والاشتراك في الغَرَض على العموم أن يقصد كلُّ واحد منهما وصفَ ممدوحه بالشجاعة والسخاء، أو حُسن الوجه والبهاء، أو وصفَ فرسه بالسرعة، أو ما جرى هذا المجرى. وأمّا وجه الدِّلاَلة على الغرض، فهو أن يَذْكر ما يُستدلّ به على إثباته له الشجاعةَ والسخاء مثلاً، وذلك ينقسم أقساماً: منها التشبيهُ بما يوجَد هذا الوصف فيه على الوجهِ البليغ والغاية البعيدةِ، كالتشبيه بالأسد، وبالبحر في البأس والجود، والبَدْر والشَّمسِ في الحسن والبهاء والإنارة والإشراق، ومنها ذكر هَيْئاتٍ تدلّ على الصِّفة من حيث كانت لا تكون إلا فيمن له الصِّفة، كوصف الرَّجل في حال الحرب بالابتسام وسكون الجوارح وقلَّة الفكر، كقوله: كأنّ دَنَانِيراً عَلى قَسماتِهم -- وإنْ كان قَدْ شفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ
وكذلك الجوادُ يوصف بالتَّهَلُّل عند وُرود العُفاة، والارتياح لرؤية المُجتَدين، والبخيلُ بالعبوس والقُطوب وقلّة البشر، مع سَعَة ذات اليد ومُساعدة الدهر. فأما الاتفاق في عموم الغَرض، فما لا يكون الاشتراك فيه داخلاً في الأَخذ والسرقة والاستمداد والاستعانة، لا ترى مَنْ به حِسٌّ يدَّعي ذلك، ويأبَى الحكمَ بأنه لا يدخل في باب الأخذ، وإنما يقع الغلط من بعض مَن لا يُحسن التحصيل، ولا يُنْعم التأمُّل، فيما يؤدِّي إلى ذلك، حتى يُدّعَى عليه في المُحَاجّة أنه بما قاله قد دخل في حكم من يجعل أحد الشاعرَين عِيالاً على الآخر في تصوُّر معنى الشجاعة، وأنّها مما يُمدَح به، وأن الجهل مما يُذَمُّ به، فأمّا أن يقوله صريحاً ويرتكبه قَصْداً فلا، وأمَّا الاتفاق في وجه الدِّلالة على الغرض، فيجب أنْ يُنظَر، فإن كان مما اشترك الناس في معرفته، وكان مستقرّاً في العقول والعادات، فإنَّ حُكْمَ ذلك، وإن كان خصوصاً في المعنى، حُكْمُ العموم الذي تقدَّم ذكره. من ذلك التشبيه بالأسد في الشجاعة، وبالبحر في السخاء، وبالبدر في النور والبهاء، وبالصبح في الظهور والجلاء ونَفْي الالتباسِ عنه والخفاء، وكذلك قياس الواحدِ في خَصْلة من الخِصال على المذكور بذلك والمشهورِ به والمشار إليه، سواءٌ كان ذلك ممن حضرك في زمانِك، أو كان ممن سَبق في الأزمنة الماضية والقرون الخالية، لأن هذا مما لا يُخْتَص بمعرفته قومٌ دون قوم، ولا يحتاج في العلم به إلى رَوِيّةٍ واستنباط وتدبُّر وتأمُّل، وإنما هو في حكم الغرائز المركوزَةِ في النفوس، والقضايا التي وُضع العلم بها في القلوب، وإن كان مما ينتهي إليه المُتَكلِّم بنظرٍ وتدبُّر، وَيَنَالُه بطلبٍ واجتهاد، ولم يكن كالأوّل في حضوره إياه، وكونه في حكم ما يقابله الذي لا معاناةَ عليه فيه، ولا حاجةً به إلى المحاولة والمزاولةِ والقياس والمباحثة والاستنباط والاستثارة، بل كان من دُونه حجابٌ يحتاج إلى خَرْقِه بالنظر، وعليه كِمٌّ يفتقر إلى شَقَّه بالتفكير، وكان دُرّاً في قَعر بحر لا بدّ لهُ من تكلُّف الغَوَص عليه، وممتنعاً في شاهقٍ لا ينالُه إلاّ بتجشّم الصعود إليه وكامناً كالنار في الزَّند، لا يظهر حتى تقتدحه، ومُشابكاً لغيره كعُرُوق الذهب التي لا تُبدِي صَفْحتها بالهُوَيْنَا، بل تُنال بالحَفْرِ عنها وتعرِيقِ الجبين في طلب التمكن منها. نعم إذا كان هذا شأنُه، وهاهنا مكانه وبهذا الشرط يكون إمكانه، فهو الذي يجوز أن يُدَّعى فيه الاختصاصُ والسَّبق والتقدُّم والأوَّلية، وأن يُجعَل فيه سَلَفٌ وخَلَفٌ، ومُفيد ومستفيد، وأَن يُقضَى بين القائلَين فيه بالتفاضُل والتبايُن، وأنّ أحدَهما فيه أكملُ من الآخر، وأنّ الثاني زاد على الأوَّل أو نَقَص عنه، وترقَّى إلى غايةٍ أبعد من غايته، أو انحطّ إلى منزلةٍ هي دون منزلته. واعلم أن ذلك الأوّل الذي هو المشتَرك العاميّ، والظاهر الجليّ، والذي قلتُ إنّ التفاضلَ لا يدخله، والتفاوتَ لا يصحّ فيه، إنما يكون كذلك ما كان صريحاً ظاهراً لم تلحقه صنعة، وساذَجاً لم يُعمَل فيه نقش فأَمَّا إذا رُكِّب عليه معنًى، ووُصل به لطيفة، ودُخل إليه من باب الكناية والتعريض، والرَّمز والتلويح، فقد صار بماغَُيّر من طريقته، واستُؤْنِف من صورته، واستُجدَّ له من المِعرَض، وكُسي من دَلّ التعرض، داخلاً في قبيل الخاصّ الذي يُتملَّك بالفكرة والتعمُّل، ويُتوصَّل إليه بالتدبُّر والتأمُّل، وذلك كقولهم، وهم يريدون التشبيه: سلبْن الظِّباء العيونَ، كقول بعض العَرَب: سَلَبْنَ ظباءَ ذي نَفَرٍ طُلاها == ونُجْلَ الأَعيُن البَقَرَ الصِّوارا
(اقتباس من اسرار البلاغة للجرجاني)(/)
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 02 - 2006, 10:07 م]ـ
قال تعالى
(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِياًّ) 46 مريم
جاء هذا القول على لسان أبيه--- مستنكرا على إبراهيم رغبته عن آلهتهم
ووجه البلاغة فيه هو تقديم الخبر--"أراغب" وفصله عن معموله "عن آلهتي"---
والأصل أن يقال "أأنت راغب عن آلهتي يا إبراهيم"
وقد عدل سبحانه وتعالى عن الأصل لغرض بلاغي محمود
ترى من منكم يدلنا عليه؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 02 - 2006, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز جمال ,هذا من اسلوب تقديم الخبر على المبتدأ ,ويستعمل للدلالة على عظمة وأهمية ما يُخبر عنه ,وفي هذه الآية الكريمة بيّن لنا الله عزوجل استنكار وتعجب ابى ابراهيم عليه السلام من رغبة ولده عن دين وآلهة ابائه, وكأن الامر في غاية الكفر (بالنسبة الى آزر).
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[11 - 02 - 2006, 12:59 م]ـ
شكرا للسائل والمسؤول:
تقدم الخبر لأن الاستنكار منصب على الخبر وهو ابتعاد سيدنا إبراهيم عن اّلهتهم، فأبوه يستنكر عليه الرغبة عن الاّلهة، ولهذا تقدم الخبر بحسب الأهمية المعنوية بين حرف الاستفهام الذي يفيد الاستنكار والشيء المستنكر.
وكلمة (راغب) لها إعرابان أخي جمال: الأول ما ذكرتَه، والثاني: راغب: مبتدأ، وأنت: فاعل اسم الفاعل سد مسد الخبر.
والله أعلم(/)
كاف الخطاب في القرآن الكريم, كلها للرسول عليه الصلاة والسلام
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 02 - 2006, 11:58 م]ـ
السلام عليكم
لقد استوقفتني اية "وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ",وبعد أن قرأت تفسيرها وتبين لي ان المقصود من قوله تعالى "وَلاَ تُعْجِبْكَ" هو الرسول عليه الصلاة والسلام ,تتبعت باقي الآيات التي تحوي كاف الخطاب من اول آية نزلت على النبي:= وهي قوله تعالى:"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ",ووجدت ان كل الآيات التي فيها كاف الخطاب ولم تذكر المخاطب فالمقصود هو الرسول:= واما باقي الآيات فتذطر المخاطب.
يقول الله تعالى:"الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ",البقرة /147) ,وقوله تعالى:"وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) /البقرة) ,وقوله عزوجل:"الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60) /آل عمران) ,وقول الله العظيم:"فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) /النساء, وهكذا حتى قصار السور, يقول الله:"إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) /الفتح, وقوله تعالى:"أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) /الشرح, وقول الله عزوجل:"إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) /الكوثر.
ويقول رب العرش العظيم:"فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) /النصر.
واما الآيات الآخرى وكاف الخطاب, فقد ذُكر المخاطب, مثلاً قوله تعالى:"قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) /المائدة, فالمقصود هنا هو النبي موسى عليه السلام, وهذا _كما ويبدو لي أنه_وجه من وجوه البلاغة حيث ان الله عز وجل قد بدأ تنزيل القرآن الكريم على سيدنا محمد مخاطبًا اياه (كاف الخطاب) وسيقت باقي الآيات على نفس الوتيرة.
وهذا ايضًا دليل على ان القرآن نزل على سيدنا محمد:= من عند الله.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 02 - 2006, 03:09 م]ـ
السلام عليكم
اين انتم يا جهابذة الفصيح, ألا من معقب, وألا من مفند لعلي أخطأتُ, الرجاء المشاركة .....(/)
إلى الراسخين في العلم
ـ[فصيحه]ــــــــ[13 - 02 - 2006, 12:19 م]ـ
السلام عليكم
أرجوا أن تسمحوا لي بطلب مساعدة ممن له القدرة على تبرير ورود الجملة الاسمية ومركباتها في سورة الأنفال، أي تعليل الكثرة والقلة وربط ذلك بمعاني الآيات في السورة، لأني بصراحة لا أملك الجرأة على ذلك، جزاكم الله ألف خير(/)
استفسار
ـ[محمد العراقي]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 02:35 م]ـ
كيف يمكن ان احصل على الكتب والدراسات الحديثة التي تتحدث عن الاسرار البلاغية في القران الكريم؟ ارجو من اخوتي ارشادي الى المواقع التي تهتم بهذا الجانب مع اعتزازي بعشاق العربية.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 11:47 ص]ـ
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
http://www.islamiyyat.com/dr%20fadel%20books.htm
http://www.islamiyyat.com/lamasat-new.htm
http://lamasaat.8m.com/
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10341
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 11:30 م]ـ
لقد كفاك لؤي مؤونة الناس وسؤالهم.
أبحر ولا تخف.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 02:15 م]ـ
بارك الله فيك، يا أستاذ لؤي.
لا زلتَ نبراسًا يهتدي به السالكون.(/)
وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 08:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يقول الله تعالى:"وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ",ويقول عزوجل في موضع اخر:"ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ".
المعلوم ان الانسان يمر في عمره في مراحل متعددة, وينتهي به الامر الى الشيخوخة ... اي ان الشيخوخة تكون متأخرة ولاحقة وليست سابقة, فما هو الوجه البلاغي في وصف بلوغ الانسان الشيخوخة بالرد والاعادة _وكأنه قد مر بها سابقًا_؟؟؟
ـ[الإقليد]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 08:53 م]ـ
أتوقع أن المقصود الردة من أولى مراحل الحياة إلى آخرها
يعني هناك حذف يرد من ........ إلى أرذل العمر
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[16 - 02 - 2006, 10:20 ص]ـ
شكرا لكما
يقال: إن بعض كبار السن يعود صغيرا، علما وجسما وعاطفة، وكلما تقدم به العمر انحدرت ذاكرته ووزنه ........ إلخ وبهذا يرد إلى أرذل العمر، ولهذا يجب أن تزداد العناية بالشيوخ باطراد مع تقدم عمرهم.
والله أعلم(/)
ادخل وأضف مصدرًا أو مرجعًا للبلاغة العربية؟
ـ[محمد الفصيح]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 10:41 م]ـ
السلام عليكم
الى الاخوة الكرام
احاول جمع مصادر للبلاغة العربية فارجو من كل من يدخل ان يقوم بادراج المصادر البلاغية التي يعرفها
وجزاكم الله خير جزاء المحسنين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
@@@@@@@@@@@
ـ[محمد الفصيح]ــــــــ[16 - 02 - 2006, 09:11 م]ـ
اين الردود التي كنت اتوقعها من اخواني؟؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[16 - 02 - 2006, 09:33 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز هناك العديد من كتب البلاغة منها:
1.اسرار البلاغة للجرجاني
2.الاتقان في علوم القرآن للسيوطي
3.اساس البلاغة للزمخشري
4.اعجاز القرآن للباقلاني ...
(هذه مسحة زور)
ـ[التفتازاني]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 05:15 ص]ـ
السلام عليكم ,,,
مرحبا بكم إخواني الأعزاء في هذا المنتدى الرائع , أرجو أن أكون فيه دوماً ضيفاً خفيفاً وفعالاً ...
أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني وله أيضاً دلائل الإعجاز
نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز لفخر الدين الرازي
مفتاح العلوم للسكاكي
الإيضاح للخطيب القزويني وله أيضاً التلخيص
بديع القرآن لابن أبي الإصبع المصري وله أيضاً تحرير التحبير
الصناعتين: الكتابة والشعر لأبي هلال العسكري
الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ليحيى بن حمزة العلوي
المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير
هذا غيض من فيض , وإن أردت المزيد فلدي أضعاف أضعافها , لكن لا أعلم هل يدخل من ضمن ما تطلبه ما يختص بالبلاغة القرآنية؟ , وهل يدخل في ذلك الكتب الحديثة؟ ...
شكرا لكم ,,,
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 04:29 م]ـ
السلام عليكم
(جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع) للسيد أحمد الهاشمي
(علوم البلاغة) لأحمد مصطفى المراغي
(البلاغة الواضحة) لعلي الجارم ومصطفى أمين ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10433)
كتب أخرى ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10121)
ـ[الجابري]ــــــــ[27 - 02 - 2006, 01:04 ص]ـ
كذلك كتاب البرهان في علوم القران للزركشي فهو من الكتب الرائعة في اجزائه الثلاثة الغنية بالفوائد البلاغية والوجوه النادرة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 02 - 2006, 02:08 ص]ـ
التبيان في البيان - الإمام شرف الدين الطيبي
معالم المنهج البلاغي - د. محمد أبو علي
البلاغة العربية - عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
البلاغة تطوّر وتاريخ - د. شوقي ضيف
البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري - د. محمد أبو موسى
المباحث البيانية في تفسير الفخر الرازي - د. أحمد هنداوي هلال
التفسير البلاغي للاستفهام - د. عبد العظيم المطعني
خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية - د. عبد العظيم المطعني
إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز - بديع الزمان سعيد النورسي
علم المعاني البيان البديع - د. عبد العزيز عتيق
إعجاز القرآن - مصطفى صادق الرافعي
الإعجاز البياني للقرآن - د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء)
النبأ العظيم - د. محمد عبد الله دراز
ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 08:00 ص]ـ
التبيان في البيان - الإمام شرف الدين الطيبي
معالم المنهج البلاغي - د. محمد أبو علي
البلاغة العربية - عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
البلاغة تطوّر وتاريخ - د. شوقي ضيف
البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري - د. محمد أبو موسى
المباحث البيانية في تفسير الفخر الرازي - د. أحمد هنداوي هلال
التفسير البلاغي للاستفهام - د. عبد العظيم المطعني
خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية - د. عبد العظيم المطعني
إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز - بديع الزمان سعيد النورسي
علم المعاني البيان البديع - د. عبد العزيز عتيق
إعجاز القرآن - مصطفى صادق الرافعي
الإعجاز البياني للقرآن - د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء)
النبأ العظيم - د. محمد عبد الله دراز
عروس الأَفراح ـ بهاء الدين السبكي
الحذف البلاغي في القرآن الكريم ـ مصطفى عبد السلام أَبو شادي (إصدار مكتبة القرآن)
:; allh
ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 08:05 ص]ـ
رسائل جامعية في البلاغة من الجامعة الأردنية
مسائل البيان من اساس البلاغة للزمخشري
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: حسام مصطفى عبدالفتاح اللحام رقم التصنيف:2ر3ع4 سنة النشر:1990
اسلوب الاستثناء في القرآن الكريم بين النحو والبلاغة
المؤلف: عزام عمر قاسم الشجراوي رقم التصنيف:5ع4 سنة النشر:1991
الكناية في البلاغة العربية بين النظرية والتطبيق
المؤلف: هيفاء عربية رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:1991
اثر التدريس بطريقة النصوص المتكاملة على تحصيل طلاب الصف الاول الثانوي في مادة البلاغة
المؤلف: عبدالمجيد العداربة رقم التصنيف:26409565ر371 سنة النشر:1992
البلاغة عن التفتازاني في كتابه المطول
المؤلف: ثناء نجاتي محمود عياش رقم التصنيف:09ر4ع4 سنة النشر:1992
مفهوم الذوق في البلاغة العربية من عبدالقاهر الجرجاني الى السكاكي
المؤلف: ابراهيم احمد حسن سليمان رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:1994
النزعة النفسية في النقد والبلاغة عند حازم القرطاجني
المؤلف: ابراهيم عبدالمنعم ابراهيم رقم التصنيف:905ر0ع8 سنة النشر:1991
مفهوم البلاغة عند ابن قيم الجوزية (691 - 751ه)
المؤلف: حسين احمد حسين كتانة رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:1995
قضايا النقد الادبي والبلاغة بالاندلس في عصر المرابطين والموحدين 479 - 646ه
المؤلف: شريف راغب شريف علاونة رقم التصنيف:905ر0ع8 سنة النشر:1996
البلاغة عند المعتزلة
المؤلف: محمد هيثم غرة رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:1993
منهج الزمخشري في اساس البلاغة
المؤلف: زعل الغزالي رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:1997
الحقيقة والمجاز بين اللغة والبلاغة حتى نهاية القرن السادس الهجري
المؤلف: ميسون شوا رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:1997
الموضوعات التي تحدثت عنها الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الواردة في كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
المؤلف: اسماعيل عناد قطيش رقم التصنيف:3ر8ع8 سنة النشر:1998
اسلوب التقديم والتأخير بين النحو والبلاغة: شعر الهذليين نموذجا
المؤلف: مها علي محمد الشطناوي رقم التصنيف:5ع4 سنة النشر:1998
غريب الحديث وأثره في علوم اللغة والبلاغة وعلوم الحديث
المؤلف: محمد ماجد العطائي رقم التصنيف:1ر0ع4 سنة النشر:1998
البلاغة في التفسير القرآني الاندلسي في القرنين السابع والثامن
المؤلف: خلدون سعيد صبح رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:-199
دراسة تقويمية لكتاب البلاغة والعروض للصف الأول الثانوي (الأدبي والتجاري) من وجهة نظر المعلمين والطلبة في فلسطين
المؤلف: نادية فهد سليمان عامر رقم التصنيف:09564ع4ر375 سنة النشر:2000
الأخطاء المتعلقة بمفهوم البيان في مادة البلاغة لدى طالبات الصف الأول الثانوي الأدبي في محافظة عجلون
المؤلف: ثمينة جميل فرحان الشجاعية رقم التصنيف:3ر371 سنة النشر:2000
أثر إستخدام طريقة التعلم التعاوني في التحصيل الفوري والمؤجل لدى طلبة الصف الأول الثانوي في تدريس البلاغة العربية مقارنة بالطريقة التقليدية
المؤلف: محمد احمد ابراهيم ابوعيشة رقم التصنيف:26409565ر371 سنة النشر:2001
البلاغة القرآنية عند العز بن عبدالسلام
المؤلف: حسين احمد حسين كتانة رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:2001
ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 08:10 ص]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز هناك العديد من كتب البلاغة منها:
1.اسرار البلاغة للجرجاني
2.الاتقان في علوم القرآن للسيوطي
3.اساس البلاغة للزمخشري
4.اعجاز القرآن للباقلاني ...
(هذه مسحة زور)
أَخي العزيز: كتاب "أَسرار البلاغة "لجار الله الزمخشري ليس كتابًا في البلاغة، وإنَّما هو من المعاجم العربية الذي يسير وفق ترتيب الحرف الأَول، ويوضح فيه المعنى الحقيقي والمعنى المجازي .... ولك تحياتي وتقديري على هذه القائمة من الكتب النافعة
ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 08:18 ص]ـ
كتاب أَساس البلاغة للعلامة جار الله الزمخسري يعد من المعاجم، وليس من كتب البلاغة، وإنْ كان يستفادُ منه في بيان المعنى الحقيقي أَو المعنى المجازي للكلمة.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 10:15 ص]ـ
في منتدى الكتاب -شبكة الفصيح -قد تجد، وفي الروابط المتعلقة لأبحاث بلاغية.
كما قام الزملاء بذكر عددلا بأس به؟
ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
ـ[خنساء طيبة]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 02:49 ص]ـ
للدكتورة نجاح بنت أحمد الظهار كتب لا بأس فيها في البلاغة ...
منها: نظرية النظم عند الشيخ عبد القاهر
ـ[ابنة اللغة العربية]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 04:16 ص]ـ
البديع لابن المعتز
فى نقد الشعر لقدامة بن جعفر
العمدة لابن الرشيق القيروانىدلائل الإعجاز للجرجانى
ـ[وثبة الفجر]ــــــــ[30 - 03 - 2007, 03:48 م]ـ
البلاغة فنونها وأفنانها .. علم المعاني والبيان والبديع ...
د. فضل حسن عباس ...
ـ[7746]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 07:43 م]ـ
:::
القرآن العظيم، هدايته وإعجازه في أقوال المفسرين:
محمد الصادق إبراهيم عرجون.
،،،،،،،،
النظم القرآني في سورة الرعد: محمد الدبل.
،،،،،،،،
بلاغة المجاز المرسل في القرآن: محمد حسنين إبراهيم الهايج
،،،،،،،،
الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم: محمد حسين سلامة
،،،،،،،،،
مجاز القرآن: خصائصه الفنية وبلاغته العربية: محمد حسين علي الصغير
،،،،،،،،،
علاقة المطالع بالمقاصد في القرآن الكريم: دراسة بلاغية: إبراهيم صلاح السيد هدهد
،،،،،،،،
الفصاحة اللغوية والبلاغية في القرن الثالث الهجري: أبو بكر حفيظي
،،،،،،،
الخصائص البلاغية في كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أحمد أحمد علي عطوان
،،،،،،،،
جهود المفسرين البلاغية: أحمد السيد أحمد حجازي
،،،،،،
المباحث البلاغية في ضوء قضية الإعجاز القرآني: أحمد جمال الدين هاشم العمري
،،،،،،
النفي في القرآن الكريم: دراسة بلاغية: أحمد السديس
،،،،،،،
المباحث البلاغية في سورة الأنعام: أحمد عبد العزيز يوسف
،،،،،،
أساليب بلاغية: الفصاحة - البلاغة - المعاني: أحمد مطلوب
،،،،،،،،،
معجم المصطلحات البلاغية وتطورها: أحمد مطلوب
،،،،،،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدان الفطاني]ــــــــ[16 - 04 - 2007, 02:03 م]ـ
ولا تنس كتاب (من بلاغة القرآن) لفضيلة الدكتور محمد بدوي .. فإنه كتاب جيد في البلاغة ..
ـ[أبوأنس]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 10:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في أول مشاركة لي في هذا المنتدى الطيب دخلت على هذا الموضوع لمحبتي علم البلاغة وقد اطلعت على ما كتبه الأعضاء قبلي، وأحببت أن أضيف ما يحضرني الآن من كتب مما لم يذكروه، وهي:
معجم البلاغة العربية د. بدوي طبانة.
سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي.
فن التشبيه / لعلي الجندي.
الصبغ البديعي في اللغة العربية / د. أحمد موسى ابراهيم.
معاهد التنصيص على شواهد التلخيص / عبد الرحيم العباسي.
وغيرها.
ـ[ابورعد]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 11:21 ص]ـ
:::
الأخوة الكرام هذا مصدر مهم للبلاغة والأسلوبية (البلاغة والاسلوبية محمدعبد المطلب)
ـ[نادر الفالح]ــــــــ[30 - 04 - 2007, 07:45 م]ـ
خصائص التراكيب للدكتور محمد أبو موسى
أثر النحاة في البحث البلاغي للدكتور عبد القاهر حسين
الأصول البلاغية في كتاب سيبويه وأثرها في البحث البلاغي للدكتور أحمد سعد محمد
ـ[أبو الأنس]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 12:05 ص]ـ
علم المعاني والبديع والبيان للدكتور بسيوني عبدالفتاح
ـ[أبو صالح الأزهري]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 10:03 م]ـ
بارك الله جهدكم
أحاول أن أضيف لكن هل يظهر ماء دلو إن أضيف على ماء بحر
شروح كتاب الإيضاح الأربعة
كتاب البديع لابن المعتز
نقد الشعر لقدامة بن الشعر لقدامة بن جعفر
تحرير التحبير لابن أبي الإصبع
بديع القرآن لابن أبي الإصبع
المثل السائر لابن الأثير
نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز لفخر الدين الرازي
وفي وقت لاحق أذكر لكم المزيد
بارك الله جهودكم وجزاكم الله خيرا
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 06:10 ص]ـ
مجموعة: شروح التلخيص، ومنها مواهب الفتاح وعروس الأفراح.
الجوهر المكنون، وهو نظم في البلاغة للأخضري، وشرحه حلية اللب المصون.
وفي كتب التفسير، مثل كشاف الزمخشري، بحوث بلاغية تطبيقية رائعة.
ـ[خالد القصاص]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 01:25 م]ـ
اخى الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليك بعض المراجع البلاغيه 00
الكشاف للزمخشرىتفسير الظلال سيدقطب 00
التصوير البيانى للدكتور محمد ابوموسى مكتبة وهبه0
خصائص التراكيب للدكتور محمد ابوموسىمكتبة وهبه
0 0
ـ[شهد ياسر]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 09:21 ص]ـ
رجاء اين اجد
الكناية في البلاغة العربية بين النظرية والتطبيق
المؤلف: هيفاء عربية رقم التصنيف:4ع4 سنة النشر:1991
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:50 ص]ـ
بارك الله جهودكم
ـ[(الفارس المترجل)]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 07:05 م]ـ
كذلك: من الكتب النافعة، للتأسيس: كتب د. بسيوني عبد الفتاح فيود، شرحه رائع، وتحليله جميل مقنع، له في البلاغة في علومها الثلاثة،
ومنها، علم المعاني، دراسة بلاغية ونقدية لمسائل المعاني.(/)
قصيدة علباء بن أرقم
ـ[اماراتية]ــــــــ[16 - 02 - 2006, 07:45 م]ـ
مرحبا
بكم جميعا ....
بداية لي الشرف في الانتاب والمشاركة في مثل هذه المنتديات (منتدى الفصيح)
ثانيا أود مساعدتكم ...... فأنا طالبة فالجماعة تخصصي اللغة العربية ... لقد وقع على الاختيار .... فقد فقد وقع قلم الدكتور على اسمي ولدي شرح (عرض) قصيدة علباء بن أرقم ... ولا توجد لدية أي معلومات عن هذه القصيدة سى أبات القصيدة ...... فهل أجد عندكم ما يخرجني من هذا المأزق ولكم مني الدعاء بالخير جزاكم الله خيرا .....
هذه هي القصيدة
ألا تِلْكُمَا عِرسِي تَصُدُّ بوجهِها وتَزْعَمُ في جاراتِها أنَّ من ظَلَمْ
أبُونَا ولمْ أظلِمْ بشيءٍ عَلِمْتُهُ سِوَى ما تَرَيْنَ في القَذالِ مِنْ القِدَمْ
فيَوماً تُوافينَا بوجهٍ مُقسَّمٍ كَانْ ظبيَةٌ تَعطُو إلي ناضِرِ السَلَمْ
وَيَوْماً تُريدُ مَالَنَا معَ مالِهَا فإنْ لَمْ نُنِلْهَا لمْ تُنِمْنَا وَلمْ تَنَمْ
نَبِيتُ كأنَّا في خُصُومٍ غَرامَةٌ وتَسْمَعُ جاراتِي التَأَلِّي والقَسَمْ
فقُلْتُ لهَا إلاّ تَنَاهَى فَإنَّني أخُو النكرِ حتَّى تَقْرعِي السِنَّ مِنْ نَدَمْ
ليجتَنِبَنْكِ العِيسُ حِبْساً عُكُومُها وَذُو مِرَّةٍ في العُسْرِ واليُسُرِ والعَدَمْ
وأيُّ مليكٍ من مَعَدٍّ علِمْتُمُ يُعَذِّبُ عَبْداً ذِي جَلالٍ وذَي كَرَمْ
أمِنْ أجلِ كَبشٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ قَريَةٍ ولَا عندَ أذوادٍ رِتاعٍ وَلا غَنَمْ
يُمَشِّيْ كأنّ لا حيَّ بالجِزعِ غَيْرَهُ ويَعْلُو جرَاثيمَ المَخارمِ والَأَكَمْ
فوَ اللهِ مَا أدري وإنِّي لَصادِقٌ أمِنْ خَمَرٍ يَأتِي الضَلالَ أمِ أتَّخَمْ
بَصُرْتُ بهِ يَوْماً وقَدْ كانَ صُحْبَتي مِنْ الجُوعِ إلا يَبْلُغوا الرجمَ مِلءِ جَمْ
بذِي حَطَبٍ جَزْلٍ وسهلٍ لِفائِدٍ وَمبراةِ غَزّاءٍ يُقالُ لهَا هُذَمْ
وزندَي عَقارٍ في السلاحِ وقادِحٍ إذَا شِئْتَ أورَى قبلَ أنْ يَبْلُغَ السَأمْ
وقالَ صِحَابي إِنَّكَ اليومَ كائِنٌ عَلَيْنَا كَمَا عَفَّا قُدَارٌ عَلَى إرَمْ
مع خالص تحياتي لكم:
اختكم اماراتية
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 02 - 2006, 09:15 م]ـ
لك مراجعة الأصمعيات تحقيق: أحمد شاكر وعبد السلام هارون. ط دار المعارف. ص157 - 160
وغرض القصيدة أمران:
أولهما: بيان حاله مع زوجته الأبيات (1 - 7). وثانيهما: اعتذارمن النعمان بن المنذر، لأنه ذبح كبشًا جعله النعمان حِمى.
وسأبين على عجل أبيات الأمر الأول، لأترك لأحد الأساتذة الكرام إكمال الشق الثاني.
والعرس الزوجة. وهو يشتكي زوجته التي تصد بوجهها وتغاضبه، وكانت قد فركته.
ولكنها ترضى حينًا.
وتظهر عند جاراتها أن الظالم منهما هو زوجها. ولكنه نفى هذا، إلا أنه أظهر كبر السن. والقذال: جِماع مؤخر الرأس.
والبيت الثالث مشروح في كتب النحو.
ويومًا تطالبه بالمال، فإن لم يقبل صاحت وأزعجته ولم ينما. ويبيتان في خصومة لا تنقصها الشراسة والأذى، ويظهر صوتهما، حتى يعي الجيران حَلِفَه وقَسَمَه.
ثم حذّرها بأن تنتهي عن ذلك وإلا فإنه لا تعييه الفطنة ولا الذكاء أن يجعلها تقرع سنها من الندم، بأن يفارقها هو وخيره.
ـ[اماراتية]ــــــــ[17 - 02 - 2006, 03:24 م]ـ
مشكور أخوي خالد الشبل
وأسأل الله في جبروته أن يرزقك اليوم من الرزق أكمله ........ ومن العافية أتمها ........ ومن الرحمة أوسعها ومن التوكل عليه مايغنيك به عن سؤال غيره ....... الله يبشرك بما يسرك ويكف عنك مايضرك .......... ويثبت يقينك ويرزقك حلالا يكفيك ........ ويبعد عنك كل شي يؤذيك ويسترك فوق الارض ......... ويرحمك تحت الارض ويغفر لك ولوالديك يوم العرض ....
اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
والله ماتعرف كيف انقذتني بهذه المعلومة البسيطه!!!!!!!!
مشكوووووووووووووووووووووووووور وااااااااااايد
اختك:
اماراتية
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 02 - 2006, 03:33 م]ـ
آمين، ولمَن كتبَ وقرأ.
جزاك الله خيرًا.(/)
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا ...
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 02 - 2006, 08:39 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في محكم كتابه:" وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ",و فسروها علماؤنا من السلف: ماتوا من الفزع وهي النفخة الأولى, انتهى. لاحظ أخي ان هناك استثناء بإلا (لمن) , ومن تستعمل للعاقل ,اذاً استثنى الله عز وجل احدأً من خلقه أي ان الصعقة في النفخة الاولى لم تقضي على كل بني آدم, فمن هذا المستثنى؟ ,ومن اقوال العلماء ان المستثنى هو موسى عليه السلام لقول الرسول عليه الصلاة والسلام, (عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , قَالَ: قَالَ يَهُودِيّ بِسُوقِ الْمَدِينَة: وَاَلَّذِي اِصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَر , قَالَ: فَرَفَعَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار يَده , فَصَكَّ بِهَا وَجْهه , فَقَالَ: تَقُول هَذَا وَفِينَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَنُفِخَ فِي الصُّور فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَات وَمَنْ فِي الْأَرْض إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّه , ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَام يَنْظُرُونَ , فَأَكُون أَنَا أَوَّل مَنْ يَرْفَع رَأْسه , فَإِذَا مُوسَى آخِذ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِم الْعَرْش فَلَا أَدْرِي أَرَفَعَ رَأْسه قَبْلِي , أَوْ كَانَ مِمَّنْ اِسْتَثْنَى اللَّه).
ومن العلماء من قال ان المستثنى هو جبرائيل وميكائيل , (عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ: قَرَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَنُفِخَ فِي الصُّور فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَات وَمَنْ فِي الْأَرْض إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّه} فَقِيلَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اِسْتَثْنَى اللَّه يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: " جَبْرَائِيل وَمِيكَائِيل , وَمَلَك الْمَوْت , فَإِذَا قَبَضَ أَرْوَاح الْخَلَائِق قَالَ: يَا مَلَك الْمَوْت مَنْ بَقِيَ؟ وَهُوَ أَعْلَم ; قَالَ: يَقُول: سُبْحَانك تَبَارَكْت رَبِّي ذَا الْجَلَال وَالْإِكْرَام , بَقِيَ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَمَلَك الْمَوْت ; قَالَ: يَقُول يَا مَلَك الْمَوْت خُذْ نَفْس مِيكَائِيل ; قَالَ: فَيَقَع كَالطَّوْدِ الْعَظِيم , قَالَ: ثُمَّ يَقُول: يَا مَلَك الْمَوْت مَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُول: سُبْحَانك رَبِّي يَا ذَا الْجَلَال وَالْإِكْرَام , بَقِيَ جِبْرِيل وَمَلَك الْمَوْت , قَالَ: فَيَقُول: يَا مَلَك الْمَوْت مُتّ , قَالَ: فَيَمُوت ; قَالَ: ثُمَّ يَقُول: يَا جِبْرِيل مَنْ بَقِيَ؟ قَالَ: فَيَقُول جِبْرِيل: سُبْحَانك رَبِّي يَا ذَا الْجَلَال وَالْإِكْرَام , بَقِيَ جِبْرِيل , وَهُوَ مِنْ اللَّه بِالْمَكَانِ الَّذِي هُوَ بِهِ ; قَالَ: فَيَقُول يَا جِبْرِيل لَا بُدّ مِنْ مَوْتَة ; قَالَ: فَيَقَع سَاجِدًا يَخْفِق بِجَنَاحَيْهِ يَقُول: سُبْحَانك رَبِّي تَبَارَكْت وَتَعَالَيْت يَا ذَا الْجَلَال وَالْإِكْرَام , أَنْتَ الْبَاقِي وَجِبْرِيل الْمَيِّت الْفَانِي: قَالَ: وَيَأْخُذ رُوحه فِي الْحَلْقَة الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا).
وأخرون قالوا ان الاستثناء يضم الشهداء ومنهم كعب, فروي عن كعب أَنه قال: الشُّهداء ثَنِيَّةُ الله في الأَرض , يعني مَن اسْتَثْناه من الصَّعْقة الأُولى , تأوَّل قول الله تعالى: ونفخ في الصور فصَعِق من في السموات ومن في الأَرض إلا من شاء الله؛ فالذين استَثْناهم الله عند كعب من الصَّعْق الشهداء لأَنهم " أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" فإذا نُفِخ في الصور وصَعِقَ الخَلْقُ عند النفخة الأُولى لم يُصْعَقوا , فكأَنهم مُسْتَثْنَوْنَ من الصَّعِقين , وهذا معنى كلام كعب , وهذا الحديث يرويه إبراهيم النخعي أَيضاً).
فاللهم اجعلنا من الذين استثنيتهم من الصعقة الاولى.(/)
أريد كتاب البلاغة الواضحة
ـ[احمدرجب]ــــــــ[22 - 02 - 2006, 06:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد الرابط لتحميل كتاب البلاغة الواضحة لعلى الجارم ومصطفى أمين وأشكركم على هذا المنتدى المفيد .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سليم]ــــــــ[23 - 02 - 2006, 09:39 م]ـ
السلام عليكم
اليك أخي هذا الرابط لما طلبت: http://www.waqfeya.com/pdf/books/index3.htm(/)
أين يكمن إعجاز القرآن؟
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 02 - 2006, 08:52 م]ـ
السلام عليكم
يعلم الجميع ان إعجاز القرآن في بلاغته الى أن يرث الله الارض ومن عليها, ويعلم الجميع أن الله تحدى الانس والجن على ان يأتوا بمثله, والجميع يدرك ان الانبياء والرسل من قبل ايّدهم الله بمعجزات مادية, والسؤال هو لما احتص الله عزو جل الاسلام بهذا المعجزة؟
الجواب, قال السيوطي في كتابه:" قال ابن العربي: ولم يصنف مثل كتابه. اعلم أن المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة، وهي إما حسية وإما عقلية. وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لبلادتهم وقلة بصيرتهم، وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم، ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها ذووا البصائر كما قال صلى الله عليه وسلم ما من الأنبياء نبي إلا أعطى ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أحاه الله إليّ، فأرجوأن أكون أكثرهم تابعاً أخرجه البخاري. قيل إن معناه: إن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم، فلم يشهدها إلا من حضرها ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه. وقيل: المعنى أن المعجزات الواضحة الماضية كانت حسية تشاهد بالأبصار كناقة صالح وعصا موسى، ومعجزات القرآن تشاهد بالبصيرة فيكون من يتبعه لأجلها أكثر، لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده، والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمراً. قال في فتح الباري: ويمكن لنظم القولين في كلام واحد، فإن محصلهما لا ينافي بعضه بعضاً، ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله تعالى معجز لم يقدر أحد على معارضته بعد تحديهم بذلك، قال تعالى وإن أحد من لمشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله فلولا أن سماعه حجة عليه لم يقف أمره على سماعه، ولا يكون حجة إلا وهومعجزة. وقال تعالى وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم فأخبر أن الكتاب آيات من آياته كاف في الدلالة قائم مقام معجزات غيره وآيات من سواه من الأنبياء، ولما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وكانوا أفصح الفصحاء ومصاقع الخطباء، وتحداهم على أن يأتوا بمثله وأمهلهم طول السنين فلم يقدروا كما قال تعالى فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ثم تحداهم بعشر سور منه في قوله تعالى أم يقولون افتراه قل فائتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا إنما أنزل بعلم الله ثم تحداهم بسورة في قوله (أم يقولون افتراه قل فائتوا بسورة مثله) الآية، ثم كرر في قوله (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فائتوا بسورة من مثله) الآية، فلما عجزوا عن معارضته والإتيان بسورة تشبهه على كثرة الخطباء فيهم والبلغاء نادى عليهم بإظهار العجز وإعجاز القرآن قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيراً فهذا وهم الفصحاء اللد وقد كانوا أحرص شيء على إطفاء نوره وإخفاء أمره، فلوكان في مقدرتهم معارضته لعدلوا إليها قطعاً للحجة، ولم ينقل عن أحد منهم أنه حدث نفسه بشيء من ذلك ولا رامه، بل عدلوا إلى العناد تارة وإلى الاستهزاء أخرى، فتارة قالوا سحر، وتارة قالوا شعر، وتارة قالوا أساطير الأولين، كل ذلك من التحير والانقطاع، ثم رضوا بتحكيم السيف في أعناقهم وسبي ذراريهم وحرمهم واستباحة أموالهم، وقد كانوا آنف شيء وأشده حمية، فلوعلموا أن الإتيان بمثله في قدرتهم لبادروا إليه لأنه أهون عليهم. كيف وقد أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوكه لئلا تأتي محمداً لتعرض لما قاله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا بزجره ولا بقصيده ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي تقول شيئاً من هذا، ووالله إن لقوله يقول حلاوة، وغ، عليه لطلاوة، وإنه لمثمر، أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلوولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره. قال الجاحظ: بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم أكثر ما كانت العرب شاعراً وخطيباً وأحكم ما كانت لغة وأشد ما كانت عدة، فدعا أقصاها وأدناها إلى توحيد الله وتصديق رسالته، فدعاهم بالحجة، فلما قطع العذر وأزال الشبهة وصار الذي يمنعهم من الإقرار الهوى والحمية دون الجهل والحيرة حملهم على حظهم بالسيف، فنصب لهم الحرب ونصبوا له، وقيل من عليتهم وأعلامهم وبني أعمامهم، وهوفي ذلك يحتج عليهم بالقرآن، ويدعوهم صباحاً ومساء إلى أن يعارضوه إن كان كاذباً بسورة واحدة أوبآيات يسيرة، فلكما ازداد تحدياً لهم بها وتقريعاً لعجزهم عنها تكشف عن نقصهم ما كان مستوراً وظهر منه ما كان خفياً، فحين لم يجدوا حيلة ولا حجة قالوا له: أنت تعرف من أخبار الأمم مالا نعرف فلذلك يمكنك مالا يمكننا، قال: فهاتوها مفتريات، فلم يرم ذلك خطيب ولا طمع فيه شاعر ولا طبع فيه لتكلفه، ولوتكلفه لظهر ذلك، ولوظهر لوجد من يستجيده ويحامي عليه ويكابر فيه ويزعم أنه قد عارض وقابل وناقض، فدل ذلك العاقل على عجز القوم مع كثرة كلامهم واستحالة لغتهم وسهولة ذلك عليهم وكثرة شعرائهم وكثرة من هجاه منهم، وعارض شعراء أصحابه وخطباء أمتي، لأن سورة واحدة وآيات يسيرة كانت أنقض لقوله وأفسد لأمره وأبلغ في تكذيبه وأسرع في تفريق أتباعه من بذل النفوس والخروج من الأوطان وإنفاق الأموال، وهذا من جليل التدبير الذي لا يخفى على من هودون قريش والعرب في الرأي والعقل بطبقات، ولهم القصيد العجيب والرجز الفاخر والخطب الطوال البليغة والقصار الموجزة، ولهم الأسجاع والمزدوج واللفظ المنثور، ثم يتحدى به أقصاهم بعد أن أظهر عجز أدناهم، فمحال أكرمك الله أن يجتمع هؤلاء كلهم على الغلط في الأمر الظاهر والخطأ المكشوف البين مع التقريع بالنقص والتوقيف على العجز وهم أشد الخلق أنفة وأكثرهم مفاخرة، والكلام سيد عملهم وقد احتاجوا إليه، والحاجة تبعث على الحيلة في الأمر الغامض، فكيف بالظاهر الجليل المنفعة، وكما أنه محال أن يطبقوه ثلاثاً وعشرين سنة على الغلط في الأمر الجليل المنفعة فكذلك محال أن يتركوه وهم يعرفونه ويجدون السبيل إليه وهم يبذلون أكثر منه ".
أرأيت أخي لماذا الاعجاز البلاغي في القرآن ... لأن المسلمين احد ذكاءًا وأكمل فهمًا ... فأتعظوا يا اولي الالباب!
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[23 - 02 - 2006, 12:43 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
قد أكتفي بهذا الرد .. لكن وعي أخي سليم شجعني على الزيادة في الرد مع الرجاء في الصبر على فهمي البسيط .. ، لا تعليق على الإعجاز البلاغي في القرآن .. لكن السؤال عن المسلمين في وصفك السليم والصواب -احد ذكاءً
وأكمل فهماً - من هم وأين هم دعني أخطىء في إستفساري وليكن سيأتي الجواب ممن سيشارك او منك أخي سليم، مع ادراكنا للقول او الحديث من قال هلك الناس فهو أهلكهم - لكني لم أقول ذلك بل اريد الفهم - وماذا عن الآية الكريمة (في سورة الجمعة ترتيبها 62/آياتها 11/ مثل الذين حملوا التوراته
ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا .... ).من هم، هل هم مجموع العلماء المتفرقين في الأرض هنا وهناك، هل هم الطائفة المنصورة، وهل شرط الإجتماع في كتلة، هل نعيش مرحلة الإجتهاد أم إقّفال.(/)
تقديم الشفاعة والعدل في ايات البقرة ... لماذا؟
ـ[سليم]ــــــــ[23 - 02 - 2006, 11:20 م]ـ
السلام عليكم
ورد في الآية 48 من سورة البقرة تقديم الشفاعة على العدل, يقول الله تعالى:"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (48) ",وفي نفس السورة وفي الآية 123يقدم العدل على الشفاعة حيث يقول الله عز وجل:"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123) ",ورغم ان الايتين سابقتي اية الشفاعة والعدل تذكران بني اسرائيل ونعم الله عليهم.
لقد بحثت في كتب التفسير ولم اجد ضالتي ... فهل من منقذ؟ وجزاكم الله كل الخير.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 12:37 م]ـ
السلام عليكم أخي سليم
الضمير في (منها) وفي (منها) في الاّية الأولى يعود على النفس الأولى، التي تحاول تخليص غيرها، فهي تحاول أن تشفع أولا، لأن الأمر لا يهمها كثيرا، ثم تأتي مسألة الفداء ثانيا، فالمرحلة الثانية أغلى ثمنا من الأولى، ولهذا فهي تقدم الأرخص ثمنا.
أما الضميرفي (منها) وفي (تنفعها) في الأية الثانية فيعود على النفس الثانية التي ستذوق العذاب، والتي تحاول أن تفتدي نفسها بالأغلى عندها مقابل الخلاص مما هي فيه،
فكل نفس تقدم ما هو أهم عندها.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 07:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي عزام, وبارك الله فيك على ردك ,واسأل الله ان لاتقطعنا انت كما فعل الآخرون ... ودمت
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[27 - 02 - 2006, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك أخي عزام على هذه اللفتة ..
ولا قطع الله أحداً من خير أخي سليم ..
على العموم قد يكون لتقديم قبول الشفاعة على أخذ الفدية في الأولى، وتأخيره في الثانية سبب آخر:
وهو أنه لمّا تقدّم في الآية الأولى قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ} [البقرة: 44]، والمأمور بالبرّ قد يأخذ به ويتمسّك بموجبه، فيسلم من العصيان، وتكون في ذلك نجاته. وإذا أمكن هذا فقد وقع الاهتداء بأمر هؤلاء الذين قيل لهم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ}.
فهو مظنّة عندهم لرجائهم أن ينفع عند مشاهدة الجزاء الإحساني للمأمورين بالبرّ، حين قبلوا وامتثلوا أخذاً بظاهر حال الأمرين، وإن كانوا يبطنون خلاف ما يظهرون، وهذا جارٍ على مألوف طمع يهود. وقد ورد في ذكر المنافقين تعلّقهم في القيامة بقولهم للمؤمنين: {أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ} [الحديد: 14]، فطمع من زاد على كونه مع المتعلّق به أنه أمره فاقتدى بأمره، واهتدى المأمور لما بخلوصه أخذاً بظاهر ما صدر عن الآمر، وإن كان الأمر يبطن خلاف ما أمر به غيره.
وإذا تعلّق هؤلاء بمجرّد كونهم كانوا مع المؤمنين، فتعلّق من أمر بالبرّ زائد إلى كونه مع المأمورين، وإن كان أمره تظاهراً ورياء أمكن، إلا أن كل ذلك لا ينفع ما لم يكن إيمان مخلص.
فلتوهّم هؤلاء إمكان شفاعة من أمرهم بالبرّ وطمّعهم في ذلك كان آكد شيء نفي الشفاعة لهم لإمكان توهّمها.
أما في الآية الأخرى، فلم يتقدّم ما يستدعي هذا، فقدّم فيها ذكر الفئة التي هي أولى وأحرى في كمال التخلّص على ما عهد في الدنيا لو أمكنت.
والله أعلم بمراده
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[27 - 02 - 2006, 03:58 م]ـ
أخي لؤي:
حمدا لله على سلامتك، وجزاك الله خيرا.(/)
من يشرح الابيات
ـ[امووله]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 03:16 ص]ـ
أطع الإله كما أمر ...... واملأ فؤداك بالحذر
الدين حق واجب ...... نور البصيرة والبصر
حافظ عليه فإنه ...... نعم السعاده تدخر
وأطع أباك فإنه ...... ربك من عهد الصغر
واخضع لأمك أرضها ...... فعقوقها إحدى الكبر
حملتك تسعة أشهر ....... بين التألم والضجر
فإذا مرضت فإنها ...... تبكي بدمع كالمطر
فأطعهما ,وقرهما ...... كيلا تعذب في سفر
ارجو شرحها وبارك الله فيكم
ـ[فصيح ولاكن]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 01:46 ص]ـ
ما تحتاج شرح
وشكراً
ـ[امووله]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 07:43 ص]ـ
ياليت احد يشرحها لي
ـ[كشكول]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 08:07 ص]ـ
السلام عليكم
أطع الله كما أمرك أن تطيعه ...... وكن حذرا من الشيطان
إتباع الدين حق واجب ...... فالدين نور البصر وضياء البصيرة
حافظ على دينك وعض عليه بالنواجذ ...... فسعادة المرء كامنة في دينه
وأطع أباك ولا تعصه ...... فهو الذين قام بتربيتك حين كنت صغيرا
وكن ذليلا لأمك وقم بما يرضها ...... فإن عقوقها من الذنوب الكبيرة
لقد أمضيت تسعة أشهر في بطنها ....... وهي تتألم وتتوجع من هذا الحمل
وإن مرض أحد أولادها ... ستبكي عليه كما تبكي السحابة
فأطع أباك وأمك وقر أعينهما وأسعدهما ... حتى لا يعذبك الله بالنار
والقصيدة لا تحتاج إلى شرح أصلا.
والسلام(/)
هل من مساعدة؟ ضرورى جدا
ـ[الروش]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 02:38 ص]ـ
:::
اريد احدى هؤلاء الكتب الثلاثة للضرورة (الايضاح فى علوم البلاغة - الصناعتين لابى الهلال العسكرى- المصباح فى المعانى والبيان البديع لبدر الدين مالك)
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 02:37 م]ـ
http://www.alwaraq.net/index4.htm?c=http://www.alwaraq.net/Core/Library.jsp&m=http://www.alwaraq.net/Core/waraq/subjecttoc
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 07:45 م]ـ
وأنا أيضاَ أريد كتاب الإيضاح للإمام الخطيب القزوينى
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 09:14 م]ـ
http://www.alwaraq.net/index4.htm?c=http://www.alwaraq.net/Core/Library.jsp&m=http://www.alwaraq.net/Core/waraq/subjecttoc
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 09:45 م]ـ
شكراً أخى سليم وجدت الكتاب بالفعل ولكن لا يمكننى تحميله
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 09:59 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز كي تستطيع تحميله عليك بالاشتراك في موقع الوراق ... وهي عملية سهلة للغاية ... وبالتوفيق إن شاء الله
ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[17 - 03 - 2006, 09:51 ص]ـ
:::
اريد احدى هؤلاء الكتب الثلاثة للضرورة (الايضاح فى علوم البلاغة - الصناعتين لابى الهلال العسكرى- المصباح فى المعانى والبيان البديع لبدر الدين مالك)
كتاب: المصباح فى المعانى والبيان البديع لبدر الدين مالك (ت 686هـ) مطبوع، تحقيق: حسني عبد الجليل يوسف، مكتبة الآداب ومطبعتهاـ القاهرة.(/)
محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء وخاتمهم.
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 09:55 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:"مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " (40) الاحزاب.
قال الزمخشري في تفسيره الكشاف:"وخاتم بفتح التاء بمعنى الطابع، وبكسرها بمعنى الطابع وفاعل الختم. وتقويه قراءة ابن مسعود: ولكن نبياً ختم النبيين. فإن قلت: كيف كان آخر الأنبياء وعيسى ينزل في آخر الزمان؟ قلت: معنى كونه آخر الأنبياء أنه لا ينبأ أحد بعده، وعيسى ممن نبئ قبله، وحين ينزل عاملاً على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، مصلياً إلى قبلته، كأنه بعض أمته. انتهى.
وقد ورد في لسان العرب ان خاتم: خَتَمَه يَخْتِمُه خَتْماً وخِتاماً؛ الأَخيرة عن اللحياني: طَبَعَه، فهو مَختوم ومُخَتَّمٌ، شُدِّد للمبالغة، والخاتِمُ الفاعِلُ، والخَتْم على القَلْب: أَن لا يَفهَم شيئاً ولا يَخرُج منه شيء كأَنه طبع. وفي التنزيل العزيز: خَتَم اللهُ على قلوبهم؛ هو كقوله: طَبَعَ الله على قلوبهم، فلا تَعْقِلُ ولا تَعِي شيئاً؛ وفي التنزيل العزيز: خِتامُه مسك، أَي آخرُه لأَن آخر ما يَجدونه رائحة المسك، وخِتامُ الوادي: أَقصاه. وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم: آخرُهم؛ عن اللحياني؛ ومحمد، صلى الله عليه وسلم، خاتِمُ الأَنبياء، عليه وعليهم الصلاة والسلام. التهذيب: والخاتِم والخاتَم من أَسماء النبي، صلى الله عليه وسلم, ومن اسمائه العاقب أَيضاً ومعناه آخر الأَنبياء.
واما حديث عائشة:"حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُولُوا: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَلَا تَقُولُوا: لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ", لئلا يفهم منها خطأ نفي نزول عيسى في آخر الزمان كما سبق ذكره.
وبوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام انقطع الوحي عن أهل الارض, وكل من يقول ان هناك نبي بعده فقد زاغ عن الحق وأعرض عن الصواب.
والله أعلم
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 11:32 م]ـ
ما شاء الله , لا قوة إلا بالله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 02 - 2006, 05:59 م]ـ
القاديانية فئة كافرة---ولا تحل أنكحتهم ولا أطعمتهم
والنقطة المفصلية في كفرهم هي قولهم بنبوة ميرزا غلام محمد مؤسس نحلتهم--
وهم يقولون أنّ نبوته نبوة تابعة لمحمد عليه الصلاة والسلام
وهم يتواجدون في قرية الكبابير في فلسطين قضاء حيفا
---المهم--
إستنادهم لحديث
(حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُولُوا: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَلَا تَقُولُوا: لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ)
فمجمله أنّ عائشة أمّ المؤمنين طلبت منهم الإكتفاء بقولهم " خَاتَمُ النَّبِيِّينَ " وأن لا يعقب المرء شارحا العبارة بقوله "لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ " لئلا يفهم منها خطأ نفي نزول عيسى في آخر الزمان---- وهو نبي ولكنه ليس محدثا بعد محمد
إذن لا يفهم من كلامها نفي أنّ محمدا آخر النبيين---بل يفهم فقط رغبتها بالإقتصار على مقالة "خَاتَمُ النَّبِيِّينَ " وأن لا يردفها المرء بعبارة "لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ "
جاء في كتاب المصنف
((219) مَنْ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ: لَا نَبِيَّ بَعْدَ النَّبِيِّ (1) حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُولُوا: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَلَا تَقُولُوا: لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ. (2) حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مَجَالِدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَامِرٌ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: حَسْبُك إذَا قُلْت: خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ عِيسَى خَارِجٌ، فَإِنْ هُوَ خَرَجَ فَقَدْ كَانَ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ.(/)
المجاز المرسل
ـ[فتى اللغة العربية]ــــــــ[28 - 02 - 2006, 01:08 م]ـ
في إحدى المحاضرات العلمية يوجد طالب يسمى (أحمد عبد الفتاح) ونادى عليه المحاضر (يا أبا عبد الفتاح) هنا أبا عبد الفتاح مجاز مرسل علاقته النسب أم ماذا؟
ـ[الأحمر]ــــــــ[28 - 02 - 2006, 01:21 م]ـ
السلام عليكم
باعتبار ما سيكون إذا لم يكن له ولد اسمه (عبد الفتاح)(/)
التوحيد في البيان القرآني
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ..
أشرنا في مقالة سابقة إلى أن التوحيد فى القرآن الكريم عقيدة متمكّنة ليس فى الواقع الخارجى أو في قلوب المؤمنين فحسب، وإنما هو كذلك فى البيان القرآنى ..
فلم يأت لفظ الجلالة الله فى لغة القرآن إلا واحداً أحداً، ومثّلنا بشاهد على ذلك على الرابط التالي:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9710
ونلاحظ كذلك أن القرآن الكريم لا يوجد فيه موضع ذكر فيه ضمير التعظيم، إلا سبقه أو تبعه إفراد بما يفيد وحدانية الله تعالى ..
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [البقرة: 155 - 156].
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]. ولم يقل: واشكروا لنا!
وقال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 1 - 8]. ولم يقل وإلينا فارغب!
وهذه قاعدة مطردة في القرآن العظيم .. فلم يُذكر فيه ضمير التعظيم إلا سبقه أو تبعه ما يدلّ على الإفراد تجنّباً للشرك ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 07:45 ص]ـ
السلام عليكم مشرفنا الفاضل
ربما لا أسلّم لك باطراد القاعدة التي قلت بها
لاحظ في مثالك المبني على الآية (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
فلا يمكن من ناحية تركيبية أن يكون غير القول الذي في الآية
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 02:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أستاذنا الفاضل جمال ..
نرحّب بكم من جديد في الفصيح ..
فيا أهلاً ومرحباً وأهلاً وسهلاً ..
أما بالنسبة لاطراد القاعدة المذكورة .. أخي الكريم ..
فإن قولك - حفظك الله: " فلا يمكن من ناحية تركيبية أن يكون غير القول الذي في الآية "، لهو التوحيد بعينه!!! وما جاء قوله تعالى: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} إلا ليبيّنه، بعد أن ذُكر اسمه تعالى بضمير التعظيم .. ولو أننا افترضنا جدلاً أن الجملة لا تحتمل تركيباً آخر، فتأمل معي ما جاء في السورة نفسها ..
فقد سبق هذه الآية قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة: 151 - 152] ولم يقل: فاذكرونا .. واشكروا لنا!
وقوله أيضاً: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 146 - 147] ولم يقل: الحق من عندنا!
وقوله أيضاً: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 143] ولم يقل: هدينا وما كنا لنضيع إيمانكم!
ثم انظر إلى قوله تعالى بعدها: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159 - 160] ولم يقل: نلعنهم .. نتوب عليهم!
وقوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].
وقوله بعدها أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172] ولم يقل: واشكروا لنا إن كنتم إيانا تعبدون!
وهكذا ..
فهذا النوع من البيان لا تكاد تخلو منه سورة قرآنية، بل ولقد جاء متحقّقاً في أقصر سورة قرآنية على الإطلاق .. قال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1 - 3]. فلاحظ أنه لم يقل: إنا أعطيناك الكوثر، فصلِّ لنا وانحر!!!
والأمثلة على ذلك لا حصر لها ..
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 06:40 م]ـ
مشرفنا الفاضل
الحقيقة --كلامك متين
ودمت لنا(/)
هل من مساعدة يا أهل البلاغة؟
ـ[المستكاوي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة المشرفون، الأخوة القراء
أتمنى منكم مساعدتي في البحث عن موضوع يدور حول أسلوب الاستعارة في كتاب العمدةفي محاسن الشعر لابن رشيق القيرواني.
ولكم من جزيل الشكر
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 01:54 ص]ـ
http://www.alwaraq.net/index2.htm?i=389&page=1(/)
اسلوب
ـ[الفصيح المجاهد]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 11:20 م]ـ
:::
اطلب منكم مساعدة في اخباري بأسلوب امير الشعراء (احمد شوقي) في الكتابة اواي شاعر او كاتب اخر.
وجزاكم الله خيرا
ـ[الفصيح المجاهد]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 04:49 م]ـ
الا يوجد من يستطيع المساعدة هنا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 05:07 م]ـ
ما حك جلدك مثل ظُفرك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:02 م]ـ
فتش هنا
http://www.awu-dam.org/trath/89/turath89-006.htm(/)
الكوثر
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 11:51 م]ـ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
سورة الكوثر أقصر سورة في القرآن الكريم، وقد تحدى الله العرب وهم أهل البلاغة والفصاحة أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو حتى بسورة من مثله، قال الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ ?فْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَ?دْعُواْ مَنِ ?سْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ?للَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} يونس 38
نعم كان التحدي من الله ولا زال. للإنس والجن، فتعاول نتبصر في سورة الكوثر وندقق النظر فيها، ولتدبرها كما أمر الله.
إن في هذه السورة من المعاني البديعة والفصاحة التي تسدّ بها عن معارضته الذريعة، وسورة الكوثر فيها من الألفاظ البديعة الرائقة التي اقتضت بها أن تكون مبهجة، والمعاني المنيعة الفائقة التي اقتضت بها أن تكون معجزة. ولقد وجد بها أحد وعشرون موقعا دل كل الدلالة على إعجازها وهي مقسمة كما يلي:
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1): ثمانية فوائد.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2): ثمانية فوائد.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3): خمسة فوائد.
أما الثمانية الأولى في قوله: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1):
1) إن قوله: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ؛ دلَّ على عطيةٍ كثيرة مُسندة إلى مُعطٍ كبير، ومن كان كذلك كانت النعمة عظيمة عنده، وأراد بالكوثر الخير الكثير، ومن ذلك الخير الكثير ينال أولاده إلى يوم القيامة من أمته. جاء في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه _ النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وهو أب لهم وأزواجه امهاتهم _ "" ونص الآية في حفص: {?لنَّبِيُّ أَوْلَى? بِ?لْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو ?لأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ?للَّهِ مِنَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَ?لْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُو?اْ إِلَى? أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي ?لْكِتَابِ مَسْطُوراً} "".
ومن الخير الذي وعد به ما أعطاه الله في الدارين من مزايا التعظيم والتقديم والثواب ما لم يعرفه إلا الله. وقيل أن الكوثر ما اختص به من النهر الذي ماؤه أحلى من كل شيء وعلى حافاته أواني الذهب والفضة كالنجوم أو كعدد النجوم.
2) أنه جمع ضمير المتكلم وهو يُشعر بعظم الربوبية "" يعني قال: إنَّا ولم يقل أنَا.
3) أنه بنى الفعل على المبتدأ فدل على خصوصية، بناء على التقديم تبعاً للأهمية "" يعني جعل الفعل أعطيناك خبرا لمبتدأ هو إنَّا.
4) أنه صدر الجملة بحرف التوكيد الجاري مجرى القسم، وهو إنَّـ ـا.
5) أنه أورد الفعل بلفظ الماضي دلالة على أن الكوثر لم يتناول عطاء العاجلة دون عطاء الآجلة. ودلالة على أن المتوقع من سيب الكريم في حكم الواقع.
و السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.
6) جاء بالكوثر محذوف الموصوف. لأن المثبت ليس فيه ما في من المحذوف من فرط الإيهام والشياع والتناول عن طريق الاتساع.
7) اختيار الصفة المؤذنة بالكثرة " وهي الكوثر ".
8) أتى بهذه الصفة مُصدرة باللام المعروف بالاستغراق لتكون لما يوصف بها شاملة، وفي إعطاء معنى الكثرة كاملة.
************************************
أما الثمانية في قوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2):
1) فاء التعقيب ها هنا مستفادة من معنى التسبب لمعنيين؛ أحدهما، جعل الأنعام الكثيرة سببا للقيام بشكر المنعم وعبادته.
2) والثانية، جَعُْلهُ لترك المبالاة بقول العدو فإن سبب نزول هذه السورة أن العاص بن وائل قال ان محمدا صنبور _ والصنبور _ الذي لا عقب له، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى السورة.
3) قصده بالأمر التعريض بذكر العاص وأشباهه ممن كانت عبادته ونحره لغير الله، وتثبيت قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصراط المستقيم وإخلاصه العبادة لوجهه الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
4) أشار بهاتين العبادتين إلى نوعي العبادات، أعني الأعمال البدنية التي الصلاة قوامه، والمالية التي نحر الإبل سنامها للتنبيه على ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختصاص في الصلاة التي جُعلت فيها قرة عينه ونحر الإبل التي همته فيه قوية
5) حذف اللام الأُخرى لدلالة الأولى عليها.
6) مراعاة حق السجع الذي هو من جملة صنعة البديع إذا ساقه قائله مساقا مطبوعا ولم يكن متكلفا.
7) قوله: لربك. فيه حُسنان؛ وروده على طريق الالتفات التي هي امٌ من الأُمهات. وصرف الكلام عن لفظ المضمر إلى لفظ المُظهر، وفيه إظهار لكبرياء شأنه وإثباته لعز سلطانه، ومنه أخذ الخلفاء فمثلا يقولون: (يأمرك أمير المؤمنين بكذا _ وعن عمر رضي الله عنه حين خطب الأزدية إلى أهلها فقال: إليكم سيد قريش مروان بن الحكم).
8) علَّم بهذا أن من حقوق الله تبارك وتعالى التي تعبد العباد بها أنه ربهم ومالكهم وعرّض بترك التماس العطاء من عبد مربوب ترك عبادة ربه.
*******************************************
أما الخمسة في قوله: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3):
1) أنه علل الأمر بالإقبال على شأنه وترك الاحتفال بشانيه (بشانئه) على سبيل الإستئناف الذي هو حسنٌ حُسنُ الموقع، وقد كثرت في التنزيل مواقعه.
2) ويتجه أن نجعلها جملة الإعتراض مرسلة إرسال الحكمة الخاتمة الأغراض؛ كقوله تعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين) وعنى بالشانئ العاص بن وائل.
3) إنما لم يسمه باسمه ليتناول كل من كان في حاله.
4) صدّر الجملة بحرف التوكيد الجاري مجرى القسم، وعبر عنه بالاسم الذي فيه دلالة على أنه لم يتوجه بقلبه إلى الصدق ولم يقصد بلسانه الإفصاح عن الحق بل نطق بالشنآن الذي هو قرين البغي والحسد وعين البغضاء والحرد، ولذلك وسمه بما ينبئ عن الحقد.
5) جعل الخبر معرفة وهو الأبتر والشانئ حتى كأنه الجمهور الذي يقال له الصنبور.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 01:30 ص]ـ
لفتات ماتعة باهرة ..
بارك الله فيك أخي موسى .. وجعلها في ميزان حسناتك ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 09:23 ص]ـ
بارك الله بك يا موسى
---
وعندي ملاحظة قد تكون سهوت عنها وهي في قوله تعالى
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)
ففي " إنّا" توكيد للعطاء لا يكون فيما لو قال الباري "أعطيناك الكوثر" بدون " إنّا"
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:08 ص]ـ
بارك الله بك يا موسى
---
وعندي ملاحظة قد تكون سهوت عنها وهي في قوله تعالى
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)
ففي " إنّا" توكيد للعطاء لا يكون فيما لو قال الباري "أعطيناك الكوثر" بدون " إنّا"
وفيك أخي،
صحيح أخي ما أوردت
وكلامك جميل يا جمال.
وهذا ما لم أُفصل به في الفائدة الرابعة في هذه الآية الأولى.
ودمتم للحق عنوانا:)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:10 ص]ـ
لفتات ماتعة باهرة ..
بارك الله فيك أخي موسى .. وجعلها في ميزان حسناتك ..
أخي لؤي
أنا مهما سموت فأنت أستاذي
لك مني أعطر الأماني.
ملحوظة، أرجو ان تزودنا بما كتبت أنت حول سورة الكوثر:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 06:59 م]ـ
ملحوظة، أرجو ان تزودنا بما كتبت أنت حول سورة الكوثر:)
أخي الحبيب ..
حين يكتمل البحث .. إن شاء الله تعالى ..
وها أنت قد فتحت لي آفاقاً جديدة ..
فبارك الله بك ..
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 08:43 م]ـ
السلام عليكم
حيّاكم الله وبارك فيكم على هذا العطاء والحضور ايها العمالقة في هذا المنتدى ... وجزاكم الله كل االخير.
موسى الذي افادنا بفوائد اقصر السور, ولؤي الطيبي مشرفنا الغالي بعبراته الرقيقة, وجمال الشرباتي بلمساته الجمالية.
وننتظر منكم المزيد:)
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 12:56 م]ـ
وماذا بعد أين أنتم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 11:54 م]ـ
نرحّب بك أخانا أبا حلمي في الفصيح ..
فأهلاً ومرحباً ..
أما عن الإخوة .. فلكل عذره وأشغاله ..
ولا تحرمنا مما منّ الله به عليك من علم نافع ..
وبالانتظار
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 09:11 ص]ـ
ترددت هل أكتبها على الفصيح أم عبر الرسائل الخاصة، أخي لؤي الطيبي، الطيبة ذلك البلد الطيب، أيها المُشرف الشريف المشَرّف والله إنه لشرف لنا تشريفك وإشرافك، لكن حق القول وليس تواضع -أقصد عن شخصي - صدقني لا أجيد ولا أتقن غير ذلك المدح - ولا علم عندي - ولا أستطيع أن أفرّق بين (أ وكوز الذُرة وليس الذّره) ومع وضع (ّ) في الثانية و (ُ) الأولى لا يظر حرف (ذ) كما يجب، فالكل عذره وأشغاله .. هنا الإيجاز والبلاغة، وليس المط، الشط، ومن الحبة قبة، سامحني يا أبو غازي فاقلّت المغازي غزت عقلي وقلبي، وفاتني أن أسئل عن قدم السير نحو الكتاب ويد القلم نحو الكتابة، ودعائي لك بمزيد من التقدم مع تكرار طلب السماح ولك أن تضحك على البساطة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القيصري]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 09:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
بارك الله بك يا موسى أحمد كباري
عذرا وشكرا لكم
القيصري(/)
محبة الله ورسولِه صلى الله عليه على آله وسلم
ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 02:46 م]ـ
المحبّة عمل من أعمال القلوب
وقد يدخل العبد الجنة بسبب هذه المحبة، وقد يدخل النار بسبب المحبة!
وقد يستغرب من يسمع هذا الكلام لأول مرة، وسوف يتبيّن المقصود من ذلك.
أنواع المحبة:
قال ابن القيم – رحمه الله –:
فالمحبة النافعة ثلاثة أنواع:
محبة الله، ومحبة في الله، ومحبة ما يعين على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته.
والمحبة الضارة ثلاثة أنواع: المحبة مع الله، ومحبة ما يبغضه الله تعالى، ومحبة ما تقطع محبته عن محبة الله تعالى أو تنقصها.
فهذه ستة أنواع عليها مدار محابِّ الخلق، فمحبة الله عز وجل أصل المحابِّ المحمودة وأصل الإيمان والتوحيد، والنوعان الآخران تبع لها.
والمحبة مع الله أصل الشرك والمحاب المذمومة والنوعان الآخران تبع لها.
ومحبة الصور المحرمة وعشقُها من موجبات الشرك.
وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد.
وكلما كان أكثر إخلاصا وأشد توحيداً كان أبعد من عشق الصور، ولهذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها، ونجا منه يوسف الصديق عليه السلام بإخلاصه قال تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلَصين) فالسوء العشق، والفحشاء الزنا، فالمخلَص قد خلص حبه لله فخلّصه الله من فتنة عشق الصور، والمشرك قلبه متعلق بغير الله لم يخلص توحيده وحبه لله عز وجل.
وقال – رحمه الله – في قوله صلى الله عليه على آله وسلم: لا يؤمن احدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. رواه البخاري ومسلم.
قال: فذكر في هذا الحديث أنواع المحبة الثلاثة، فإذاً المحبة إما:
محبة إجلال وتعظيم، كمحبة الوالد.
وإما محبة تحنن وود ولطف، كمحبة الولد.
وإما محبة لأجل الاحسان وصفات الكمال، كمحبة الناس بعضهم بعضا، ولا يؤمن العبد حتى يكون حبّ الرسول عنده اشد من هذه المحاب كلها.
وقال: فلا عَيْبَ على الرجل في محبته لأهله وعشقه لها إلا إذا شغله ذلك عن محبة ما هو أنفع له من محبة الله ورسوله، وزاحم حبه وحب رسوله، فإن كل محبة زاحمت محبة الله ورسوله بحيث تضعفها وتنقصها فهي مذمومة، وإن أعانت على محبة الله ورسوله وكانت من أسباب قوتها فهي محمودة. انتهى
ولذا لما سُئل – عليه الصلاة والسلام – عن أحب الناس إليه قال: عائشة. كما عند الترمذي.
وكان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يقول: حُبب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة. رواه الإمام أحمد وغيره.
ومحبةُ الله عز وجل ومحبّةُ رسوله صلى الله عليه على آله وسلم أعلى مراتب المحبة.
وكل إنسان يستطيع أن يقول: إنه يُحب الله ورسوله، ولكن ما مدى صحة هذا القول؟ ورصيده في القلب
ولذا كان بعض السلف يقول: ليس الشأن أن تُحب الله، ولكن الشأن أن يُحبّك الله.
لأن الله عز وجل يُحب من كل وجه لعميم إحسانه وجوده، ومزيد كرمه وإنعامه على العباد.
قال ابن القيم – رحمه الله –:
ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته، مع حاجته وفقره اليه، إنما العجب من مالك يتحبب الى مملوكه بصنوف إنعامه ويتودد اليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.
كفى بك عزاً أنك له عبد ... وكفى بك فخراً أنه لك رب ... انتهى.
ولله در القائل:
ومما زادني شرفاً وفخراً ... وكِدت بأخمصي أطاُ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صيّرت أحمد لي نبيّا
والله عز وجل يُحِب ويُحَب، وقد أثبت ذلك سبحانه فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
والله عز وجل يُحَب من كل وجه لعميم جوده وإحسانه، وسابق فضله وامتنانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنبي صلى الله عليه على آله وسلم يُحَب لما هدانا الله عز وجل به، ولِحرصه صلى الله عليه على آله وسلم على أمته، حتى يقف في أشد المواقف يوم يفر المرء من أخيه وصاحبته وبنيه وأمه وأخيه وهو – عليه الصلاة والسلام – يقول: أمتي أمتي.
ومحبة الله عز وجل ومحبةُ رسوله صلى الله عليه على آله وسلم من أفضل القربات وأجل الطاعات
ولذا لما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: وما أعددتَّ للساعة؟ قال: حب الله ورسوله. قال: فإنك مع من أحببت.
قال أنس بن مالك – رضي الله عنه –: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: فإنك مع من أحببت.
قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم. متفق عليه.
ومحبة الله ورسولِه صلى الله عليه على آله وسلم شافعة للعبد
روى البخاري عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا، وكان يُضحك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشَّراب، فأُتِيَ به يوما فأمر به فجُلد فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحبُّ الله ورسوله.
ومحبةُ الله ورسوله أعلى واشرف أنواع المحبة، ولذا تطلّع لها الصحابة – رضي الله عنهم –
ففي الصحيحين عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله علي يديه يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكى عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأُتيَ به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية.
ولذا قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. كما عند مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه –.
لا لأجل الإمارة ولكن لأجل هذه المنزلة العالية الرفيعة (يحبّ الله ورسوله ويُحبُّه الله ورسوله)
وبالمحبة يتبوأ المتحابُّون أعلى المراتب
قال – عليه الصلاة والسلام –: إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي. رواه مسلم.
وقال – عليه الصلاة والسلام –: قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي وصححه.
وحدّث أبو مسلم الخولاني فقال: دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا ساكت فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل. فوقع له في نفسي حبّ، فكنت معهم حتى تفرقوا، ثم هجّرت إلى المسجد، فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية فسكتُّ لا يكلمنى، فصليت ثم جلست فاحتبيت برداء لي، ثم جلس فسكت لا يكلمنى وسكت لا أكلمه، ثم قلت: والله انى لأحبك. قال: فيم تحبني؟ قال: قلت: في الله تبارك وتعالى. فأخذ بحبوتي فجرّني إليه هنية، ثم قال: أبشر ان كنت صادقا. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. قال أبو مسلم: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: يا أبا الوليد ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين؟ قال: فأنا أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم يرفعه إلى الرب عز وجل قال: حقّتْ محبتي للمتحابين فيّ، وحقّتْ محبتي للمتزاورين فيّ، وحقّتْ محبتي للمتباذلين فيّ، وحقّتْ محبتي للمتواصلين فيّ. رواه الإمام أحمد.
وضمن السبعة الذين يُظلّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.
يعني جمعتهم المحبة في الله فاجتمعوا عليها ولم يُفرّقهم ولم يقطع هذه المحبة إلا الموت، أو انقطاع سببها.
ومن المحبة النافعة الحب في الله، فتكون العلاقات بين الناس والحب لا لأجل القرابة فحسب، ولا لأجل توافق الطباع وارتياح كل شخص للآخر.
فالمؤمن يُحب لأجل إيمانه، لا لجنس ولا لِلون ولا لبلد مُعيّن، وإنما يُحب في الله ولله.
حتى نسمع عن الرجل الصالح أو المرأة الصالحة فتحبّهم قلوبنا وإن لم نعرف أشخاصهم.
ويجب أن تكون المحبة بين المتحابين خالصة لله، ولذا قال – عليه الصلاة والسلام –: لا تُصاحب إلا مؤمناً. رواه أبو داود والترمذي
فإن المحبة إذا كانت خالصة لله عز وجل نفعت صاحبها وحُشِر مع من أحبّ.
وأما المؤمن العاصي فإنه يُحب بقدر ما عنده من إيمان ويُبغض بقدر ما عنده من مُنكرات وعصيان
فيجتمع فيه حبٌّ وبغض في آن واحد.
وأما الكافر فيُبغض ويجب أن يُبغض، ولو أحسن إلينا فإن التعامل شيء، وكون المحبة في القلب شيء آخر.
وعلامتها:
علامة المحبة التي تكون لله أنها لا تزيد بالإحسان، ولا تنقص بالإساءة
منقول للأهمية
وجزى الله خيرا كاتب المقال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 07:06 م]ـ
الأخت أحلام - حفظها الله ..
شكر الله لك هذه المقالة الهامّة فعلاً ..
وعسى أن ينتفع بها مَن كان همّه الدنيا وما فيها ..
ففي زماننا أصبحت الدنيا كالعروس المجلوّة، التي تشوّفت لخطّابها، وفتنت بغرورها ..
فتجد عيون كثير من شبابنا إليها ناظرة، وقلوبهم عليها والعة، ونفوسهم لها عاشقة ..
ولو علموا أنها لأزواجها قاتلة .. لطلّقوها .. ورجعوا إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد، وإن كنت اختي العزيزة أرى، أن الإختصار اولى من الإطالة، فهذه وجبة روحية دسمة، فيا حبذا لو اختصرت لكان انفع.
وشكرا(/)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الفُرْقَانَ وَضِيَاءً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 07:30 م]ـ
في قوله تعالى
"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ" 48 الأنبياء
نقطة أحب أن نجلّيها معا وهي---ما لزوم حرف العطف الواو في قوله " وَضِيَاءً"
هل المعنى " آتينا موسى وهارون التوراة ضياء" ---أي أنّ الضياء صفة للتوراة؟
فإذا كان المعنى كذلك --فما جدوى زيادة الواو؟
وهل من المناسب أن يقول الخليل بن أحمد رحمه الله عن زيادة الواو ""لا موضع للواو ههنا إلا أنها أدخلت حشواً"
بالإنتظار
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:25 م]ـ
السلام عليكم
أخي جمال ,هناك من فسر الفرقان بالفتح او االنصر على الاعداء, وبذلك قال الثعلبي: وَهَذَا الْقَوْل أَشْبَه بِظَاهِرِ الْآيَة ; لِدُخُولِ الْوَاو فِي الضِّيَاء ; فَيَكُون مَعْنَى الْآيَة: وَلَقَدْ أَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُون النَّصْر وَالتَّوْرَاة الَّتِي هِيَ الضِّيَاء وَالذِّكْر.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم
أخي جمال، هناك من فسّر الفرقان بالفتح أو النصر على الأعداء، وبذلك قال الثعلبي: وَهَذَا الْقَوْل أَشْبَه بِظَاهِرِ الْآيَة ; لِدُخُولِ الْوَاو فِي الضِّيَاء ; فَيَكُون مَعْنَى الْآيَة: وَلَقَدْ أَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُون النَّصْر وَالتَّوْرَاة الَّتِي هِيَ الضِّيَاء وَالذِّكْر.
ورجّح هذا القول إمام المفسّرين الطبري، قال: " ولو كان الفرقان هو التوراة، كما قال من قال ذلك، لكان التنزيل: ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء؛ لأن الضياء الذي آتى الله موسى وهارون هو التوراة التي أضاءت لهما، ولمن اتبعهما أمر دينهم فبصرهم الحلال والحرام، ولم يقصد بذلك في هذا الموضع ضياء الإبصار. وفي دخول الواو في ذلك دليل على أن الفرقان غير التوراة التي هي ضياء ".
فالتوراة أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام، ليبيّن لبني إسرائيل سبيل الحقّ من سُبُل الباطل، وليوضّح لهم الخير من الشرّ، مثلما يكشف الضوء طريق السلامة من طريق الندامة ..
وقد وصفها الله تعالى بالضياء، لأن الضوء ها هنا يصدر من مصدره مباشرة، وذلك لأن الله تعالى كلّم موسى عليه السلام تكليماً بدون واسطة (ملك الوحي) .. وبالتالي فالتوراة ضياء مباشر ..
أما وصف الله تعالى التوراة بالنور في قوله: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، فإنه يوضّح خصائص التوراة بعد قيام موسى عليه السلام بتبليغها للناس .. وكما هو معلوم عند أهل اللغة فإن الضياء أخصّ من النور ..
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 10:46 م]ـ
كلامكم متين
بوركتم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 09:02 م]ـ
:::
في قوله تعالى
"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ" 48 الأنبياء
هل يمكن أن يكون معنى الفرقان هو إتيانهما الحجج الباهرة يوم أن عرض السحرة سحرهم فلقفت آيات الله ما صنعوا فخرّ السحرة ساجدين مؤمنين بدين موسى؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم
أخي جمال ,ممكن ان يكون معنى الفرقان هو إتيانهما الحجج الباهرة يوم أن عرض السحرة سحرهم فلقفت آيات الله ما صنعوا فخرّ السحرة ساجدين مؤمنين بدين موسى, وقد المح الطبري في تفسيره حيث قال: (حَدَّثَنِي بِهِ يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُون الْفُرْقَان " قَالَ: الْفُرْقَان: الْحَقّ آتَاهُ اللَّه مُوسَى وَهَارُون , فَرَّقَ بَيْنهمَا وَبَيْن فِرْعَوْن , فَقَضَى بَيْنهمْ بِالْحَقِّ).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 06:05 ص]ـ
تعقيب على ما جاء في الضوء والنور
قال تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة: 17 - 18].
فَلَمَّا أَضَاءتْ ===> ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ!
وسؤالي هو: لِمَ لَمْ يقل (ذهب الله بضوئهم)، لقوله تعالى: (فَلَمَّا أَضَاءتْ)؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 06:42 ص]ـ
الأخ المشرف الفاضل
بدون الرجوع لأي مصدر
ذهب بنورهم---أي ذهب بقدرتهم على الرؤية--أي جعلهم عميانا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 11:57 ص]ـ
يقول الرازي: ذكر النور أبلغ لأن الضوء فيه دلالة على الزيادة، فلو قيل (ذهب الله بضوئهم) لأوهم ذهاب الكمال، وبقاء ما يسمى نوراً، والغرض إزالة النور عنهم بالكلية. ألا ترى كيف ذكر عقيبه (وتركهم في ظلمات لا يبصرون)، والظلمة عبارة عن عدم النور، وكيف جمعها؟ وكيف نكرها؟ وكيف اتبعها ما يدل على أنها ظلمة خالصة؟ وهو قوله: (لا يبصرون) ..
وبنحو هذا قال النيسابوري (في غرائب القرآن): وإنما لم يقل (ذهب الله بضوئهم) على سياق (فلما أضاءت)، لأن ذكر النور أبلغ في الغرض، وإزالة عنهم رأساً وطمسه أصلاً. فإن الضوء شدّة النور وزيادته، وذهاب الأصل يوجب زوال الزيادة عليه دون العكس .. وفي جمع الظلمة وتنكيرها وإتباعها ما يدلّ على أنها ظلمة لا يتراءى فيها شبحان، وفي قوله (لا يبصرون) دلالة على أن الظلمة بلغت مبلغاً يبهت معها الواصفون.
والله أعلم
ـ[سليم]ــــــــ[09 - 03 - 2006, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم
هناك فرق في المعنى اللغوي لكل من النور والضوء, فالضوء هو ما يكون من ذاته واما النور ما يُكتسب من غيره فيقال ضوء الشمس ونور القمر ... وفي الآية الكريمة ذكر الله عز وجل ان النار التي اسْتَوْقدَت أضاءت ما حوله فذهب الله بنورهم ,قال أبن كثير في تفسيره:" أَنَّ اللَّه سُبْحَانه شَبَّهَهُمْ فِي اِشْتِرَائِهِمْ الضَّلَالَة بِالْهُدَى وَصَيْرُورَتهمْ بَعْد الْبَصِيرَة إِلَى الْعَمَى بِمَنْ اِسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْله وَانْتَفَعَ بِهَا وَأَبْصَرَ بِهَا مَا عَنْ يَمِينه وَشِمَاله وَتَأَنَّسَ بِهَا فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ طُفِئَتْ نَاره وَصَارَ فِي ظَلَام شَدِيد لَا يُبْصِر وَلَا يَهْتَدِي وَهُوَ مَعَ هَذَا أَصَمّ لَا يَسْمَع أَبْكَم لَا يَنْطِق أَعْمَى لَوْ كَانَ ضِيَاء لَمَا أَبْصَرَ فَلِهَذَا لَا يَرْجِع إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْل ذَلِكَ فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ فِي اِسْتِبْدَالهمْ عِوَضًا عَنْ الْهُدَى وَاسْتِحْبَابهمْ الْغَيّ عَلَى الرُّشْد. وَفِي هَذَا الْمَثَل دَلَالَة عَلَى أَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا كَمَا أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْهُمْ فِي غَيْر هَذَا الْمَوْضِع وَاَللَّه أَعْلَم. وَقَدْ حَكَى هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ الرَّازِيّ فِي تَفْسِيره عَنْ السُّدِّيّ ثُمَّ قَالَ وَالتَّشْبِيه هَاهُنَا فِي غَايَة الصِّحَّة لِأَنَّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ اِكْتَسَبُوا أَوَّلًا نُورًا ثُمَّ بِنِفَاقِهِمْ ثَانِيًا أَبْطَلُوا ذَلِكَ فَوَقَعُوا فِي حِيرَة عَظِيمَة فَإِنَّهُ لَا حِيرَة أَعْظَم مِنْ حِيرَة الدِّين.
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 03 - 2006, 11:46 م]ـ
وهناك فرق آخر بين الضياء والنور: الضياء هو ضوء وحرارة مثل ضوء الشمس والسراج (والنار) أما النور فهو ضوء بدون حرارة كنور القمر.
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 11:30 م]ـ
أيها الإخوة الكرام
اسمحوا لي ابتداء بأن أحييكم بتحية الإسلام فأقول السلام عليكم. وأنا عضو جديد دعيت للاشتراك في منتداكم من قبل أخي العزيز جمال الشرباتي بعد حوار بيني وبينه في "منتدى العقاب" وقد لبيت طلبه.
وأود أن أقدم مداخلة هنا حول الآية من سورة الأنبياء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48))
إن ما نقله القرطبي عن ابن زيد بقوله: ("الفرقان" هنا هو النصر على الأعداء; دليله قول تعالى: "وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان" [الأنفال: 41] يعني يوم بدر)، فالقرطبي رحمه الله إنما نقل جميع الآراء فيها ومنها رأي ابن عباس والزجاج والثعلبي أيضا، ولكنه لم يرجح فيها رأيا.
وغالب المفسرين إما أنهم يعتبرون الواو زائدة ولا تضيف شيئا، وإما أن لها معنى. أما الفريق الثاني فيعتبرونها ليست بزائدة، لكنهم يفسرون الفرقان بأنه النصر الذي يفرق فيه بين الحق والباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمناقشة رأي الفريق الثاني وعمدته رأي ابن زيد، فإن لفظة الفرقان هي من الألفاظ المشتركة التي لها عدة معانٍ، منها الفارق بين الحق والباطل ومن معانيها التوراة ومن معانيها ايضا القرآن. ويجب لفت النظر إلى الفارق بين لفظتي "الفرقان" و"يوم الفرقان"، فيوم الفرقان هو اسم مضاف يقصد به يوم بدر وهذا معنى شرعي سمى الله به معركة بدر فقط، ولم يسمي الله جميع انتصارات النبي عليه السلام أو انتصارات الأنبياء من قبله بأنها أيام فرقان. أما لفظة "الفرقان" فليست هي معركة بدر، وإنما أطلقت في المعاني الشرعية على كتاب التوراة أو على كتاب القرآن بشكل مخصوص.
ولفظة الفرقان هي من الألفاظ المشتركة، والألفاظ المشتركة -كما نعلم – يتحدد المعنى المقصود بها إما من السياق أو من القرائن. وبالرجوع إلى الآية موضع البحث وما قبلها وما بعدها في سورة الأنبياء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (50)) نجد أن السياق يتحدث عن الكتاب المنزل على موسى وهارون عليهما السلام وهو التوراة ثم الكتاب المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام وهو القرآن، ولا يتحدث عن نصر الله لموسى وهارون ومحمد عليهم السلام. وكذلك فإن الآية لا تذكر الاسم المضاف "يوم الفرقان" حتى يكون المقصود بهذه اللفظة المعنى الشرعي وهو يوم النصر في بدر والذي فرق الله فيه بين الحق والباطل، حتى يكون من الجائز لابن زيد أن يشبه يوم بدر بيوم نصر الله لموسى وهارون على فرعون.
وبهذا يكون رأي ابن زيد ومن تبعه من المفسرين مرجوحا والله أعلم ويكون الرأي الراجح أن الفرقان يقصد به هنا التوراة، كما في قوله تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)) ويسمى هذا عطف تفسير أو عطف الصفات بعضها على بعض. وأما رأي المفسرين الذين يعتبرون أن الواو زائدة ليست لها معنى فهو رأي مرجوح أيضا لأن كل زيادة في المبنى تعني زيادة في المعنى.
فالفريق الذي يأخذ بأن لحرف الواو معنى، يهرب من الوقوع في اعتبار لا معنى للواو ليقع في هفوة اعتبار تفسير لفظة الفرقان بأنها النصر، والفريق الآخر الذي يفسر لفظة الفرقان بأنها التوراة يهرب من إعطاء الواو معنى إضافيا. والأولى والله أعلم بأن يؤخذ بكلا الأمرين الراجحين معا ويعمل بهما، بأن تعتبر لفظة "الفرقان" هي التوراة، وأن الواو لها معنى أضافته.
ما أود قوله حول تفسير هذه الآية من سورة الأنبياء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48)) أن التوراة هي الفرقان. فالفرقان هو أحد أوصاف التوراة وإذا اجتمع اللفظان افترقا وإذا افترقا اجتمعا. بمعنى أن اجتماعهما في سورة البقرة (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) يعطي للفظة الفرقان معنى إضافيا للتوراة فيصفها ويفسرها. وهذا من قبيل عطف الصفات على بعضها البعض. أما إذا وردت لفظة الفرقان وحدها فإنها تدل على التوراة أو القرآن من قبيل دلالة الالتزامية بذكر الصفة وإرادة الموصوف. وهنا ذكرت لفظة الفرقان منفردة فهي بذلك تعني وتدل على التوراة بوصفها فرقانا يفرق بين الحق والباطل.
ولكني لم أجد –حسب ما اطلعت- من حاول من المفسرين الجمع بين الأمرين، لذلك فقد حاولت الجمع بينها بالقول بوجود مضمر محذوف تقديره ""جعلناه" وهذا يؤيده القرآن في آيات متعددة. وذلك لما ورد في الآيات التالية:
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) الإسراء
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) السجدة
فيكون التقدير [ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان، وجعلناه ضياء وذكرا للمتقين].
فما قولكم أيها الإخوة
أدعو الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يؤتينا من لدنه علما
ولكم التحية
ـ[أبو سارة]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 12:26 ص]ـ
الأساتذة الأفذاذ
جمال حسني الشرباتي
لؤي الطيبي
سليم
جزيتم خيرا على هذه الإشارات الملاح
زادكم الله علما وتوفيقا.
ولايفوتني أن أرحب بالأستاذ يوسف الساريسي، ونثني له بجزوى الخير على ما قدم، ونكرر الترحيب به معنا في منتديات الفصيح ونقول له: حللت أهلا ونزلت سهلا، على الرحب والسعة.
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 11:18 ص]ـ
الأساتذة الأفذاذ
جمال حسني الشرباتي
لؤي الطيبي
سليم
جزيتم خيرا على هذه الإشارات الملاح
زادكم الله علما وتوفيقا.
ولايفوتني أن أرحب بالأستاذ يوسف الساريسي، ونثني له بجزوى الخير على ما قدم، ونكرر الترحيب به معنا في منتديات الفصيح ونقول له: حللت أهلا ونزلت سهلا، على الرحب والسعة.
في الفصيح وفي العقاب ـ أنت على ثغرة من ثغر الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 07:22 م]ـ
أرحب بك يا أخ يوسف---
ولا شك أنّك ستتحفنا بإضافات ماتعة في مجال التدبر
ـ[سليم]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم
أهلاُ وسهلاً في الاخ العزيز يوسف الساريسي بين اخوانه في الفصيح.
وننتظر منك جميل اللفتات البلاغية.
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 11:00 ص]ـ
باركم الله فيكم جميعا
إني بانتظار تعقيباتكم ومداخلاتكم على ما أوردته آنفا وخصوصا من الأخ لؤي
ولكم التحية
والسلام عليكم
ـ[سليم]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم
أخي يوسف الساريسي حيّاك الله وبارك الله فيك على هذا التصميم في تفسير الفرقان بالتوراة, وقد راجعت العديد من التفاسير واكثرهم يقول ما تقدمتَ به. ومن المفسرين الطبا طبائي في كتابه "الميزان في تفسير القرآن" حيث قال:"والآية التالية تشهد ان المراد بالفرقان والضياء والذكر التوراة اتاها الله موسى وأخاه هارون شريكه في النبوة. والفرقان مصدر الفرق ولكنه ابلغ من الفرق, وتسمية التوراة الفرقان لكونها فارقة او لكونها لفرق بها بين الحق والباطل في الاعتقاد والعمل, والآية نظيرة قوله تعالى:"ولقد أتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون".
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 03:56 ص]ـ
أيها الإخوة الكرام
اسمحوا لي ابتداء بأن أحييكم بتحية الإسلام فأقول السلام عليكم. وأنا عضو جديد دعيت للاشتراك في منتداكم من قبل أخي العزيز جمال الشرباتي بعد حوار بيني وبينه في "منتدى العقاب" وقد لبيت طلبه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الكريم يوسف الساريسي - وفقه الله ..
مرحباً بك بين إخوانك في الفصيح الذي يفخر بانضمام أمثالك ..
وإن مشاركتك لقيّمة، وتلوح عليها علامات التتبّع والتدقيق ..
وسأعقّب عليها بعد قراءتها كاملة بإذن الله ..
جزاك الله خيراً على ما أبديت، وزادك علماً وبصيرة بكتابه ..
ودمتم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 03 - 2006, 12:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكريم الجواد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفصح من نطق بالضاد.
أما بعد:
فحيّاك الله أخي الكريم يوسف الساريسي، وأرحّب بك من جديد بين إخوانك في الفصيح ..
والذي فهمته من مقالتك - أخي الفاضل - أنك ذهبت إلى ترجيح القول بأن الفرقان في آية سورة الأنبياء إنما يُقصد به التوراة، وأن الواو جاءت عاطفة لتفسّر التوراة بأنها ضياء وذكر للمتّقين.
وأرجو أن يتّسع صدرك لبعض الملاحظات التي سأبديها مستفسراً عن أمور سطرتها أناملكم ..
وأبدأ حيث انتهيت - أدام الله توفيقك - إلى القول: فيكون التقدير [ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان، وجعلناه ضياء وذكراً للمتقين].
إذ ها هنا يكمن الإشكال أصلاً!
فأنت قد قضيت بمقولتك هذه أن المصدر يمكن أن يكون هو المتلقي نفسه! وهذا ما جعلني أتريّث في قبول ما طرحت، لأنه لا يستقيم مع المعنى اللغوي المراد في الآية - والله أعلم بمراده! لماذا؟
لأن ألفاظ القرآن الكريم موضوعة بدقّة بالغة، ولا يمكننا البحث في نظم القرآن دون معرفة دلالة معاني الكلمات فيه.
ولقد دلّ القرآن المجيد ومعاجم لغة العرب على أن هناك فرقاً بين الضوء والنور. ولو أن الآية قالت (ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان ونوراً وذكراً للمتّقين)، بتقدير: [ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان، وجعلناه نوراً وذكراً للمتّقين] لأمكن البتّ فيها .. أما استعمال كلمة (ضياء) في هذا الموطن بالذات فله دلالات عميقة ودقيقة .. واسمح لي ببيانها:
(الضياء) ينبعث من مصدر .. وبعد سقوطه على الأجسام (المتلقّين) وانعكاسه عنها، فحينها يُسمّى (نوراً). قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس: 5]. وقال تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 16]. وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا} [الفرقان: 61].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا ندرك وصف الله تعالى لرسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - بأنه سراج منير، قال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} [الأحزاب: 46] لأنه يُستضاء به في ظلم الضلالة، كما يستضاء بالمصباح في الظلمة. يقول ابن كثير: (وَسِرَاجاً مُّنِيراً) أي: وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحقّ كالشمس في إشراقها وإضاءتها، لا يجحدها إلا معاند.
ولذلك أجاز الفراء أن يكون قوله تعالى (سراجاً منيراً) نصباً على معنى وتالياً سراجاً منيراً، وعليهما السراج المنير: القرآن. وقال الزمخشري: ويجوز على هذا التفسير أن يُعطف على كاف (أَرْسَلْنَـ?كَ)، على معنى أرسلناك والقرآن إما على سبيل التبعية وإما من باب متقلداً سيفاً ورمحاً. وهذا ما بيّنه الرازي أيضاً في تفسيره للسراج.
فالقرآن الكريم والكتب السماوية هي (أسرجة) لأنها مصدر الضياء .. وأما ما يُقتبس منها فيكون نوراً يهدي الله به مَن يشاء مِن الناس.
والذي أريد توضيحه هو أن خطاب الله تعالى للرسل والأنبياء يختلف عن خطابه الموجّه للناس. فإنزال الكتب على الأنبياء يكون (ضياء) بذاته، أما ما يتبعه الناس من هذه الكتب ويهتدون به، فهو (نور). قال تعالى: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ} [الأنعام: 91]. وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 44]. وقال تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 46]. وقال تعالى: {آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ} [الأعراف: 157].
ولذلك نجد أن القرآن الكريم يصف ما أوتيه الأنبياء من الكتب بأنه منير، قال تعالى: {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} [آل عمران: 184]. وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} [الحج: 8]. وقال تعالى: {جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} [فاطر: 35].
أما ما يؤتى الناس فهو (نور)، قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} [النساء: 174]. وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} [المائدة: 15 - 16]. وقال تعالى: {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الحديد: 28]. وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا} [التغابن: 8].
ومن هنا يمكننا القول بأن وجود مضمر محذوف في الآية تقديره (جعلنا)، فهذا قول يأباه السياق، ولا يستقيم مع معنى كلمة (ضياء)، لأنها بهذا التقدير تكون موجّهة للمتّقين، ولو أنه قال (نوراً) لكان ممكناً البتّ فيها. وكذلك استدلالك بقوله تعالى: {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا} [الإسراء: 2]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [السجدة: 23] لا يستقيم أيضاًً مع معنى كلمة ضياء، ولا يمكن للقرآن أن يقول (وجعلناه ضياءً لبني إسرائيل) أو (وجعلناه ضياءً وذكراً للمتقين) للأسباب التي ذكرتها أعلاه!
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمناقشة رأي الفريق الثاني وعمدته رأي ابن زيد، فإن لفظة الفرقان هي من الألفاظ المشتركة التي لها عدة معانٍ، منها الفارق بين الحق والباطل ومن معانيها التوراة ومن معانيها ايضا القرآن. ويجب لفت النظر إلى الفارق بين لفظتي "الفرقان" و"يوم الفرقان"، فيوم الفرقان هو اسم مضاف يقصد به يوم بدر وهذا معنى شرعي سمى الله به معركة بدر فقط، ولم يسمي الله جميع انتصارات النبي عليه السلام أو انتصارات الأنبياء من قبله بأنها أيام فرقان. أما لفظة "الفرقان" فليست هي معركة بدر، وإنما أطلقت في المعاني الشرعية على كتاب التوراة أو على كتاب القرآن بشكل مخصوص.
أخي الفاضل:
صحيح أن لـ (يوم الفرقان) معنى شرعي سمّى الله به معركة بدر، ومع ذلك فإن كلمة (فرقان) لم تُطلق فقط على القرآن والتوراة بشكل مخصوص في كتاب الله العزيز. يقول الطبري: (الفرْقان) إنما هو (الفعلان) من قولهم: فرق الله بين الحقّ والباطل أي: فصل بينهما بنصره الحقَّ على الباطل، ((إما بالحجّة البالغة، وإما بالقهر والغلبة بالأيدِ والقوة)).
بل إن اختيار كلمة (فرقاناً) في قوله تعالى: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29] قُصد به شمولها وما يصلح للمقام من معانيها ..
فالمجيء بها نكرة أفاد الاستغراق، وقوله: (لَّكُمْ)، أشعر بأن هذا الفرقان إنما هو شيء نافع لهم .. ولذلك جاء في معناها أقوال عديدة:
قال ابن زيد وابن اسحاق: يجعل هداية في قلوبكم تفرّقون بها بين الحق والباطل.
وقال مجاهد: معناه يجعل لكم مخرجاً في الدنيا والآخرة.
وقال السدي: معناه يجعل لكم نجاة.
وقال الفراء: يجعل لكم فتحاً ونصراً وعزاً.
والظاهر أن المراد منه كل ما فيه مخرج للمؤمنين، ونجاة من التباس الأحوال وارتباك الأمور وانبهام المقاصد، فيؤول إلى استقامة أحوال الحياة، حتى يكونوا مطمئنّي البالِ منشرحي الخاطر ..
وذلك يستدعي - كما يقول ابن عاشور - أن يكونوا منصورين، غالبين، بُصراء بالأمور، كَمَلة الأخلاق سائرين في طريق الحقّ والرشد، وذلك هو ملاك استقامة الأمم ..
وإنما جاز أن تطلق كلمة (فرقان) على النصر أو النجاة أيضاً، لأنهما يفرقان بين حالين كانا محتملين قبل ظهورهما ..
والله أعلم.
ولفظة الفرقان هي من الألفاظ المشتركة، والألفاظ المشتركة -كما نعلم – يتحدد المعنى المقصود بها إما من السياق أو من القرائن. وبالرجوع إلى الآية موضع البحث وما قبلها وما بعدها في سورة الأنبياء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (50)) نجد أن السياق يتحدث عن الكتاب المنزل على موسى وهارون عليهما السلام وهو التوراة ثم الكتاب المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام وهو القرآن، ولا يتحدث عن نصر الله لموسى وهارون ومحمد عليهم السلام.
أخي الفاضل:
إن أردنا الاستدلال بسياق الآيات، فنجد فيها كذلك من أوجه المناسبات ما قد يؤكّد على أن المقصود بـ (الفرقان) إنما هو نجاة موسى وهارون - عليهما السلام - ومن آمن معهما من فرعون وجنوده بتأييد من الله تعالى ونصره المؤزّر .. ولا بأس بأن نعرّج إلى وجوه المناسبة والنظام في آيات السورة حتى يتبلور الموضوع تماماً ..
فقد استهلّت السورة بالتنبيه على خطورة الغفلة وأهميّة الذكر، وبيّنت دور الأنبياء في تذكير الغافلين بخطورة غفلتهم، ودعوتهم للذكر والتذكر .. وأتبعت مواعظ وتنبيهات، تحرّك الغافلين من العباد إلى الاعتبار بها ..
ثم أخبر الله تعالى عن تعنّت الكفار وإلحادهم واختلافهم فيما يصفون به القرآن الكريم، وحيرتهم فيه، وضلالهم عنه، فتارة يجعلونه سحراً، وتارة شعراً، وتارة أضغاث أحلام .. ولذلك طالبوا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بآية، كناقة صالح وآيات موسى وعيسى {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ?لاَْوَّلُونَ} [الأنبياء: 5].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الله العليم الخبير أخبرهم أنه ما آتى قرية، من القرى التي بعث فيهم الرسل، آية على يدي نبيّها، فآمنوا بها، بل كذّبوا، فحقّت عليهم سنّة الله بإهلاك من لم يكن منه الإيمان من متقدّمي القرون وسالفي الأمم {مَآ ءَامَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَـ?هَآ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 6].
ثم جاء القول الفصل: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ ... ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ} [الأنبياء: 7 - 9]، كمقدّمة لما سيجمله في النصف الأخير من السورة، من تخليص الأنبياء والرسل - عليهم السلام - من أقوامهم، وإهلاك من أسرف وأفك ولم يؤمن .. {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الآية: 11].
ثم قال الله تعالى مسليّاً لرسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - عمّا آذاه به المشركون من الاستهزاء والتكذيب: {وَلَقَدِ ?سْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِ?لَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} [الأنبياء: 41] مؤكّداً له مساواته - عليه الصلاة والسلام - بإخوانه من الرسل ومخبراً له بالعذاب الذي كانت أقوامهم يستبعدون وقوعه ..
ثم جاء التفسير الإجمالي لقوله تعالى في بداية السورة: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ ... ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ} [الأنبياء: 7 - 9].
ونلاحظ من سياق الآيات أن الحديث عن الأنبياء والرسل قد بدأ بثلاثة من أولي العزم منهم، وهم موسى وإبراهيم ونوح - عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام ..
وإن سياق الآيات في قصّة إبراهيم ونوح وقصة لوط من قبله يشير إلى نجاة هؤلاء الأنبياء من أقوامهم بتأييد من الله تعالى لهم بنصره المؤزّر.
فقد أخبر تعالى عن نجاة نبيّه إبراهيم - عليه السلام - قائلاً: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ * ... * قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 51 - 71].
وأخبر عن نجاة نبيّه لوط - عليه السلام - قائلاً: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [الأنبياء: 74 - 75].
وأخبر عن نجاة نبيّه نوح - عليه السلام - قائلاً: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنبياء: 76 - 77].
وهذه الإشارات الجليّة تتسق أيضاً مع ما جاء قبلها في بلاغ من الله تعالى بالـ (الفرقان) - النصر - الذي آتاه الله تعالى موسى وهارون، فنجّاهما من فرعون وجنوده في قوله سبحانه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء: 48] وقوله تقديماً لهذه الأحداث في بداية السورة: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ ... ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ} [الأنبياء: 7 - 9].
والله أعلم.
وكذلك فإن الآية لا تذكر الاسم المضاف "يوم الفرقان" حتى يكون المقصود بهذه اللفظة المعنى الشرعي وهو يوم النصر في بدر والذي فرق الله فيه بين الحق والباطل، حتى يكون من الجائز لابن زيد أن يشبه يوم بدر بيوم نصر الله لموسى وهارون على فرعون.
أخي الفاضل:
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يكن استدلال ابن زيد وغيره على النصر من (يوم الفرقان) فقط، وإنما استدلّوا على ذلك من قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [البقرة: 50] حيث روى الشوكاني عن ابن زيد أنه قال: الفرقان: انفراق البحر .. فيكون (الفرقان) هو النصر، لأنه فرق بين العدوّ والولي في الغرق والنجاة، وهذا القول نُسب إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
ولا أدري ما المانع من أن يكون النصر من معاني (الفرقان) في آية الأنبياء، أي النصر الذي فرق بين حال موسى وهارون ومن آمن معهما وحال آل فرعون بالنجاة والغرق .. والله تعالى يقول في موضع آخر: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} [الصافات: 114 - 117]؟ فقد منّ الله تعالى على موسى وهارون بالنبوّة، ومنّ عليهما بالنجاة من الكرب العظيم، ومنّ عليهما بالنصر المؤزّر، كما أنه سبحانه وتعالى منّ عليهما بالتوراة .. وهذا يناسب مجريات الأحداث في آية سورة الأنبياء.
والله أعلم.
وبهذا يكون رأي ابن زيد ومن تبعه من المفسرين مرجوحا والله أعلم ويكون الرأي الراجح أن الفرقان يقصد به هنا التوراة، كما في قوله تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)) ويسمى هذا عطف تفسير أو عطف الصفات بعضها على بعض. وأما رأي المفسرين الذين يعتبرون أن الواو زائدة ليست لها معنى فهو رأي مرجوح أيضا لأن كل زيادة في المبنى تعني زيادة في المعنى.
أخي الفاضل:
من المعلوم أن العطف يكون من قبيل عطف الصفات التي يُشترط فيها اختلاف المعاني .. ولذلك فإن كون التوراة كتاباً يختلف عن كونها فرقاناً .. ولذلك اختلف النحاة والمفسرون في معنى (الفرقان) في آية سورة البقرة.
قال الزجاج: هو التوراة، ومعناه أنه آتاه جامعاً بين كونه كتاباً وفرقاناً بين الحق والباطل، ويكون من عطف الصفات، لأن الكتاب في الحقيقة معناه: المكتوب .. واختار هذا القول الزمخشري، وبدأ بذكره ابن عطية قال: كرّر المعنى لاختلاف اللفظ، ولأنه زاد معنى التفرقة بين الحق والباطل، ولفظة كتاب لا تعطي ذلك.
وقال الكسائي: الواو مقحمة، أي زائدة، و (الفرقان) نعت للكتاب، واستشهد بقول الشاعر: إلى الملك القرم وابن الهمام ----- وليث الكتيبة في المزدحم،
أراد إلى الملك القرم ?بن الهمام ليث الكتيبة ..
وقد ضعّفه أبو حيان، قال: إنما قوله: وابن الهمام وليث: من باب عطف الصفات بعضها على بعض، ولذلك شرط، وهو أن تكون الصفات مختلفة المعاني.
وهذا الذي رجّحه ابن عاشور، قال: والظاهر أن المراد به هنا المعجزة أو الحجّة لئلا يلزم عطف الصفة على موصوفها إن أريد بالفرقان الكتاب الفارق بين الحق والباطل، والصفة لا يجوز أن تتبع موصوفها بالعطف، كما نبّه عليه أبو حيان.
وهذا الذي ذهب إليه أيضاً الدكتور فضل حسن عباس في (لطائف المنّان وروائع البيان)، قال: " فالعطف إما أن يكون من قبيل عطف الصفات التي يُشترط فيها اختلاف المعاني، لأن كونه كتاباً يختلف عن كونه فرقاناً. هذا ما ذكره المفسّرون ولا مانع عندي أن يكون من عطف الذوات، وأن يُقصد بالفرقان ما أوتيه الكليم - عليه السلام - من المعجزات التي من شأنها أن تفرق بين الصادق والكاذب ".
وهذا أمر واضح وجليّ، فإن قولك: رأيت زيداً والعالم، فيه عطف الصفة التي للذات على الذات. فإذا كان العالم صفة لزيد، فالعطف مشعر بالتغاير، ولا يحسن مثل هذا التخريج في كلام الله، وثم حمله على ما تقتضيه الفصاحة والبلاغة.
والله تعالى أعلى وأعلم ..
أدعو الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يؤتينا من لدنه علما
آمين
بارك الله فيك وجزاك خيراً على هذا الجهد العظيم ..
وبانتظار تعقيبكم إن شاء الله تعالى
ودمتم
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 03 - 2006, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم
الفرقان ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم في ست ايات ,الاولى والثانيه في سورة البقرة:1. "وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) ,
2." شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185).
3. "مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4) /آل عمران.
4." وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) /الانفال.
5." وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48) /الانبياء.
6." تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) /الفرقان.
والملاحظ ان ايتين فقط قُرنت فيهما التوراة باقترانهما بموسى وهارون عليهما السلام ,وثلاث آيات قُصد به القرآن ,والآية من سورة الانفال تدل دلالة واضحة على ان المقصود هو يوم النصر (يوم بدر) ,حيث ذُكر الفرقان مضافًا ليوم (يوم الفرقان) ,وهذا بدوره يدل ايضًا على ان الفرقان فيما عدا آية الانفال هو التوراة او القرآن الكريم.
وهذه هنا لطيفة حيث ان الله عز وجل وصف القرآن الكريم بالفرقان والضياء والذكر كما وصف التوراة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[17 - 03 - 2006, 11:49 م]ـ
أخي الطيب لؤي
سامحك الله كيف لا يتسع صدري لمن هو في مثل علمك! فما زلت في شوق للقاء من منَّ الله عليهم بعلم من لدنه.
فما سطرته هو بحق أكثر من رائع وأهنئك عليه، أمهلني قليلا فأجيب بإذن الله
أدعو الله أن يرشدنا الله لحسن الفهم والعلم
ولكم التحية
ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[19 - 03 - 2006, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الطيب لؤي، أدامك الله
:::
بشأن تعقيباتك على ما ذكرت من محاولة تفسيري للآية (48) من سورة الأنبياء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ). فإنك قد بنيت عدم قبول ما طرحت على أساس الناحية اللغوية ومعرفة دلالة معاني الكلمات، وذكرت أن هناك فرقا بين الضوء والنور بالاستناد إلى القرآن ومعاجم لغة العرب.
وقد راجعت بعض معاجم لغة العرب فوجدت التالي:
1 - مختار الصحاح: النُّورُ: الضياء والجمع أَنْوَارٌ و أَنَارَ الشيء و اسْتَنَارَ بمعنى أي أضاء.
2 - وفي لسان العرب: ضاءَتْ و أَضاءَتْ بمعنى أَي اسْتَنَارَتْ، وصارَت مُضِيئةً .... وفي حديث علي كرَّم الله وجهه: لم يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلم ولم يَلْجَؤُوا إلى رُكْنٍ وثِيقٍ.
والنُّورُ: الضياء. و النور: ضد الظلمة. وفي المحكم: النُّور الضَّوْءُ، أَيَّا كان، وقيل: هو شعاعه وسطوعه، والجمع أَنْوارٌ و نِيرانٌ؛ عن ثعلب. وقد نارَ نَوْراً و اسْتَنارَ و نَوَّرَ؛ الأَخيرة عن اللحياني، بمعنى واحد، أَي أَضاء،
وكذلك السِّرَاجُ الشمس وفي التنزيل وجعلْنا سِراجاً وَهَّاجاً" وقوله عزّ وجلّ وداعياً إِلى اللَّه بإِذنه سِراجاً مُنِيراً" إِنما يريد مثل السراج الذي يستضاء به أَو مثل الشمس في النور والظهور" ا. هـ.
والنتيجة أنني لم أجد فيما رأيت من معاجم، من يذكر التفريق بين الضياء والنور وفق ما ذكرته أخي لؤي بقولك "الضياء ينبعث من مصدر، وبعد سقوطه على الأجسام وانعكاسه عنها، فحينها يُسمّى نورا"
ولكني وجدت عكس ذلك في القرآن حيث يذكر في سورة الأحزاب (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)) وفي سورة الفرقان (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)) فالآيتين تدلان على أن السراج منير وأن القمر منير. أي أنهما تشتركان في صفة "النور" فالإضاءة الآتية من الشمس والقمر هي إنارة ونور بلا فرق. وقد يكون الفرق هو في شدة الإضاءة بين شعاع الشمس ونور القمر. ولكن كلا من ضوء الشمس والقمر يشتركان في أنهما نور.
وقد ذكر القرطبي في تفسير الآية (35) من سورة النور (زَيْتُونِةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ). نور على نور أي اجتمع في المشكاة ضوء المصباح إلى ضوء الزجاجة وإلى ضوء الزيت فصار لذلك نور على نور. واعتقلت هذه الأنوار في المشكاة فصارت كأنور ما يكون. وذكر أيضا: قال ابن عباس: هذا مثل نور الله وهداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار, فإن مسته النار زاد ضوءه".
وورد في تفسير القرطبي لقوله تعالى في سورة البقرة: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)) ما نصه "قوله: "نارا" النار مؤنثة وهي من النور وهو أيضا الإشراق. وهي من الواو; لأنك تقول في التصغير: نويرة, وفي الجمع نور وأنوار ونيران, انقلبت الواو ياء لكسر ما قبلها. وضاءت وأضاءت لغتان; يقال: ضاء القمر يضوء ضوءا وأضاء يضيء."
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما ذكرت من تفريق بين ما أوتيه الأنبياء بأنه منير وما يؤتى الناس فهو نور، فقد وجدت أن القرآن يذكر أيضا أن ما أوتيه الأنبياء بأنه نور أنظر قوله تعالى في سورة الأعراف (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (157) فالنور هنا هو القرآن. وكذلك في سورة التغابن: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) فالنور الذي نزل على محمد عليه السلام والذي أوتيه هو القرآن. لذلك لا أرى وجها للتفريق الذي ذكرته بأن ما أوتيه الأنبياء بأنه منير وما يؤتى الناس فهو نور لأن كلاهما نور.
لذلك أرى أنه يجوز أن يكون ما يؤتى الناس من آيات كتاب الله هو نور وضياء ولا أرى ما يمنع من ذلك. ورأيك الذي أحترمه بشأن التفريق بين الضياء والنور لا تسنده اللغة ولا الشرع ولا يصلح لأن يكون دليلا على عدم جواز تفسير الفرقان بأنه التوراة وأن الضياء هو كالنور وهو ما ينتفع به المؤمنون بالتوراة والقرآن. حتى انظر إلى ما نقلته أخي لؤي عن ابن كثير في تفسير (وسراجا منيرا) أته فال كالشمس في إشراقها وإضاءتها فقد فسر المنير بأنه الإضاءة.
أخي لؤي، إني استشعر مما ذكرت في قولك "الضياء ينبعث من مصدر، وبعد سقوطه على الأجسام وانعكاسه عنها، فحينها يُسمّى نورا" وخصوصا تعبير سقوط الضوء وانعكاسه، التأثر بالمعاني العلمية للموضوع ومحاولة التأويل العلمي، وليس اللجوء إلى الدلالات اللغوية أو الشرعية للألفاظ والتراكيب. فأنا أقبل إذا تم التفريق بين الضياء والنور من ناحية الشدة أو من ناحية بعض الصفات كاللون، استنباطا من آيات الكتاب فيكون معنى الضياء والنور متقاربا وليس مترادفا، ولكن ليس من ناحية الانعكاس. فهذا قول مستحدث لا دليل عليه من اللغة ولا الشرع وأنا أفهمه حسب علوم اليوم وليس وفق علو اللغة والشرع.
أما أن يكون معنى الفرقان هو التوراة أو القرآن فهذا يؤيده القرآن في آيات كثيرة، ولم يرد معنى الفرقان في القرآن بمعنى النصر أو المعجزات. كذلك وبتتبع جميع الآيات في القرآن والتي ذكرت لفظة آتينا وجدتها اقترنت بألفاظ كثيرة تزيد عن 23 لفظة لم أجد ولو لمرة واحدة أنها اقترنت بلفظة النصر بتقدير [آتينا النصر] , لذلك لا أرى أن من المستساغ أن يقال أن معنى الفرقان هو النصر ليكون التقدير [وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ النصر وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ].
وألفت النظر إلى أن هناك فرق بين ورود لفظة "فرقان" نكرة أو معرَّفة، فما ذكرته من إفادة لفظة "فرقان" للاستغراق هو صحيح، فاللفظة عندما تأتي نكرة تفيد الاستغراق ولكن علينا أن ننتبه أنها يجب أن تكون نكرة أما عندما تأتي معرفة فإنها تكون للعهد. فورود لفظة فرقان نكرة يختلف عن ورودها معرفة بألـ، فعندما تأتي نكرة فهي تستغرق جميع المعاني المحتملة في اللغة ومنها النصر الحاسم والحجة الفارقة. أما عند سماع لفظة "الفرقان" وهي معرفة بألـ، فينصرف الذهن مباشرة إلى المعنى المعهود للفرقان وهذا ينحصر في معنيين وهما القرآن أو التوراة ليس غير.
وكون لفظة الفرقان في هذه الآية وردت معرفة بألـ وذكرت موسى فهي لا تحتمل أن تفيد أي معنى آخر غير المعنى المعهود لهذه اللفظة وهو التوراة، فلا يمكن القول بأنها تفيد أي معنى آخر غير التوراة. وذلك كقول الأستاذ لتلميذه في الصف المدرسي: أعطني الكتاب. فلا يمكن أن ينصرف المعنى هنا إلا للكتاب المعهود المقرر في المدرسة ويعرفه الطالب والأستاذ كليهما ولا يقصد به مطلق كتاب. والعربي الذي كان يسمع هذه الآية من سورة الأنبياء وهذا التركيب فلا يُتَصوَّر أن ينصرف ذهنه إلى معاني بعيدة عن المعنى المعهود وهو التوراة حتى يذهب إلى القول بمعاني لغوية محتملة يأباها السياق كالنصر والحجة!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولك بأن "في سياق الآيات من سورة الأنبياء من أوجه المناسبات ما قد يؤكد على أن المقصود بـ (الفرقان) إنما هو نجاة موسى وهارون ونصر الله لهما". فأقول أن السورة رغم أن اسمها سورة الأنبياء وذكرت قصص الكثير من الأنبياء ولكنها لم تذكر مطلقا قصة سيدنا موسى عليه السلام، وعادة القرآن أنه لا يعطي عبرة معينة ألا بعد ذكر قصتها، ولا يذكر منَّ الله على قوم إلا بعد ذكر النعمة، فكيف يستقيم أن يكون معنى الفرقان في هذه الآية بمعنى المن على موسى بالنصر في حين لم تذكر قصة موسى عليه السلام في السورة أصلا!
كذلك انظر إلى قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (50)) وركز على الآية الأخيرة "وهذا ذكر" وكأن السياق يشير إلى مقارنة بين التوراة والقرآن، بأن ذاك أي التوراة فرقان وضياء وذكر، وهذا القرآن ذكر مبارك. ويستنكر على الكفار إنكار القرآن من خلال هذه المقارنة. لذلك لا أرى انسجاما في السياق القرآني إلا بأن يكون معنى الفرقان هو التوراة.
أما قولك أن ابن زيد يفسر الآية 50 من سورة البقرة بأن الفرقان هو انفراق البحر فإني ألفت النظر إلى ما ورد في سورة الشعراء: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) فقد سمى الله انفراق البحر بـ "فِرْق" وليس "فرقان" كما يحب ابن زيد رحمه الله أن يفسره. ورد في لسان العرب: و انْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَقَ، قال: وهو الفَرَقَ والفَلَقُ للصبح. أما "الفرقان" فهو من الفُرْق بضم الفاء وتسكين الراء والفُرْقان على وزن فعلان: كالخُسْر والخُسْران. لذلك لا يصح أن يسمى انفراق الشيء أي انفلاقه فرقانا بل يسمى فِرْق بكسر الفاء وسكون الراء. أما بين شيئين فيسمى فَرَقْتُ بينهما فَرْقةً و فُرْقاناً.
وخلاصة ما أراه والله أعلم أن معنى الفرقان هو التوراة فقط، وسامحني بأن أقول لك بأن الاعتماد على التفريق بين الضياء والنور من ناحية العلم والذي على أساسه رفضت أن يكون الفرقان هو التوراة لا تسنده لا اللغة ولا المعاني الشرعية وإنما هو تفسير علمي قد يصح وقد لا يصح، ولكنه على فرض صحته لا يلزم تفسير نص القرآن بهذا التأويل العلمي، لأن ذلك من قبيل الظن بأن يكون معنى النور هو سقوط الضياء على الأجسام وانعكاسه عنها.
وأنا ما زلت عند رأيي بأن الفرقان هو التوراة وأن التقدير للآية هو [ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان، وجعلناه ضياء وذكرا للمتقين] لما ذكرت لك أعلاه وما ذكرته في المداخلات والإجابات السابقة مع الأخ جمال.
أرجو أن يكون ما أجبت به منيرا لبصائر الجميع وضياء لأبصارهم وأبصارنا.
بارك الله فيكم جميعا وزادكم وزادنا من لدنه علما.
هذا والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 03 - 2006, 10:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ يوسف - رفع اللهُ قدرَه، وألْبسَه تاجَ الحُلل ..
لقد والله أمتعتنا بمائدة شهيّة من المعارف ..
ولا أخفيك - أخي الفاضل - أن شمس سعادتي قد أشرقت بوجود أهل العلم من أمثالك بيننا ..
والله الكريم المنّان أسأل أن يبارك فيك أينما كنت، وأن ينفعنا بعلمك ..
والذي يبدو لي من ردّكم الكريم - أخي الفاضل - أنني لم أحسن صياغة الموضوع، فظننتَ أن التفريق بين الضياء والنور لا تسنده اللغة ولا الشرع، حتى استشعرتَ أنه مجرّد قول مستحدث من تفاسير علمية مجرّدة ..
فأمهلني بعض الوقت حتى أعيد صياغة الموضوع من جديد ..
عسى الله أن ينفع بتدبّرنا ..
مع كل الودّ والتقدير
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[20 - 03 - 2006, 10:06 م]ـ
لكم كل تشجيع وتقدير.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 10:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أسأل الله العظيم أن لا نكون من الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان مبين .. وأن يجعل تدبّرنا خالصاً لوجهه الكريم ..
وحتى يكون الكلام متّسقاً والبحث متكاملاً، أعددت خطّة للبحث تقوم على المباحث الآتية:
المبحث الأول: مقدمة لابدّ منها.
المبحث الثاني: الفروق اللغوية بين الضياء والنور.
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الثالث: الضياء والنور في اصطلاح العلم الحديث.
المبحث الرابع: الضياء والنور في مباحث وكتب الإعجاز.
المبحث الخامس: الضياء والنور في الحديث النبوي الشريف.
المبحث السادس: خلاصة القول في الضياء والنور.
المبحث السابع: الكشف عن سرّ استخدام القرآن للضياء في وصف التوراة.
المبحث الثامن (يتبع)، وفيه: تعليق على ما جاء في كلام الأخ يوسف الساريسي.
المبحث الأول: مقدّمة لابدّ منها:
قبل أن أعلّق على ما جاء في كلام الأخ يوسف – حفظه الله – رأيت أن أبيّن أموراً لابدّ من الوقوف عندها وتوضيحها، وأوجزها في اقتباسات من أقوال بعض أهل العلم:
يقول ابن الأعرابي (ت 231هـ): " كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه، ربما عرفناه فأخبرنا عنه، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله " /1/.
وتابعه إلى هذا القول أبو العباس ثعلب (ت 291هـ) وابن الأنباري (ت 328هـ) وابن فارس (ت 395هـ). يقول الأخير: " ويُسمّى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو السيف والمهند والحسام، والذي نقوله في هذا: إن الاسم واحد، وهو السيف، وما بعده من الألقاب صفات. ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى ... قالوا: ففي (قعد) معنى ليس في (جلس)، وكذا القول فيما سواه، وبهذا نقول، وهو مذهب شيخنا أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب " /2/.
وهذا ما ذهب إليه أيضاً أبو هلال العسكري (ت 400هـ)، يقول: " لعلّ قائلاً يقول إن امتناعك من أن يكون للفظين المختلفين معنى واحد ردّ على جميع أهل اللغة، لأنهم إذا أرادوا أن يفسّروا اللب، قالوا هو العقل ... قلنا ونحن كذلك نقول: إلا أنا نذهب إلى أن قولنا اللبّ وإن كان هو العقل، فإنه يفيد خلاف ما يفيد قولنا العقل " /3/.
ولقد وقف علماؤنا الأفاضل – رحمهم الله – عند مسائل كثيرة في الفروق اللغوية بين معاني الكلمات المتقاربة، وسجّلوا رأيهم في كثير منها، ومع هذا فإنهم لم يقفوا عند الجزئيات الدقيقة، فكان فيما بيّنوه تقريباً وليس تحقيقاً مدقّقاً.
وهذا ما أشار إليه لغويون وبلاغيون معاصرون، منهم الدكتورة عائشة عبد الرحمن – بنت الشاطيء – في كتابها (الإعجاز البياني للقرآن الكريم)، والدكتور محمد عبد الرحمن الشايع في كتابه (الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم)، ومحمد نور الدين المنجد في كتابه (الترادف في القرآن بين النظرية والتطبيق)، والدكتور عبد الفتاح لاشين في كتابه (صفاء الكلمة في التعبير القرآني)، والدكتور فضل عباس في كتابه (إعجاز القرآن الكريم) وغيرهم.
حتى إن الدكتورة عائشة عبد الرحمن رأت نفسها ملزمة بالاعتراف في نهاية بحثها بقصورها عن لمح فروق الدلالة لبعض ألفاظ قرآنية تبدو مترادفة، فقالت: " ليس لي إلا أن أقرّ بالعجز والجهل وأنا أتمثّل بكلمة ابن الأعرابي: كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى ليس في صاحبه، ربما عرفناه فأخبرنا به، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله " /4/.
ومن هذه الأقوال يتّضح لنا أنه لا يوجد في القرآن الكريم لفظان معناهما واحد، ولا نلجأ إلى مثل هذا القول إلا عند العجز عن اكتشاف الفروق، مع عدم الجزم بما نفسّر به اللفظة القرآنية.
ولذلك أقول لأخي الفاضل يوسف إن استشهادك بأقوال بعض اللغويين للتدليل على أنه لا فرق بين الضياء والنور ليس بمحلّه، ولا يُعتبر حُجّة لك .. ولابدّ من البحث والتنقيب عن الفروق الدقيقة بين هذين اللفظين، حتى وإن عجز عن إدراكها السابقون ..
لا جرم أن أصحاب المعاجم اللغوية فسّروا كثيراً من الكلمات بمعنى واحد، والسبب في ذلك ما ذكرناه .. على أن كتب اللغة وكثيراً من كتب التفسير لم يكن من همّها أصلاً العناية بمثل هذه المقارنات، ولم يتنبّه أصحابها لهذه الظاهرة إلا في مواطن قليلة ..
وفيما يلي أورد بعض الفروق التي رأيتها مناسبة بين الضياء والنور من الناحية اللغوية أولاً، ثم فيما توصّل إليه العلم الحديث ثانياً، وكما جاء على لسان أشرف خلق الله أجمعين – صلى الله عليه وسلم - ثالثاً.
المبحث الثاني: الفروق اللغوية بين الضياء والنور:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول أبو هلال العسكري (ت 400هـ): " الضياء ما يتخلّل الهواء من أجزاء النور فيبيض بذلك، والشاهد أنهم يقولون: ضياء النهار، ولا يقولون: نور النهار إلا أن يعنوا الشمس. فالنور الجملة التي يتشعّب منها، والضوء مصدر ضاء يضوء ضوءاً، يقال: ضاءَ وأضاءَ أي ضاء هو وأضاء غيره " /5/.
ويقول الراغب الأصفهاني (ت 502هـ): " الضَّوْءُ ما انتشر من الأجسام النيِّرة ويقال ضاءت النار وأضاءت وأضاءها غيرها " /6/. " أما النور فهو الضَّوء المنتشر الذي يعين على الإبصار ... وتخصيص الشمس بالضوء والقمر بالنور - في قوله تعالى (جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) - من حيث إن الضَّوْء أخصّ من النور، وقال (وقمراً منيراً)، أي ذا نور " /7/.
وجاء في (مفردات اللغة في الفروق): " الضوء ما كان من ذات الشيء المضيء، والنور ما كان مستعاراً من غيره، وعليه يدلّ القرآن: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً)، فالضياء أتمّ وأكمل من النور، والنور أعمّ منه " /8/.
ويقول السمين الحلبي (ت 756هـ): " الضَّوْء ما انتشر من الأجسام النيّرة، يقال ضاءت النار وأضاءت غيرها ... وسمّى الله كتبه المنزلة ضياء من حيث إنها تنير وتبصر من اهتدى بها. قال تعالى: (ذهب الله بنورهم) ولم يقل بضيائهم وإن كان أخصّ، إذ لا يلزم من نفي الأخصّ نفي الأعمّ، فكان نفي الأعمّ أبلغ " /9/. ويقول عن النور: " في الأصل هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار. وفي قوله تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) جعلت الشمس ضياء لأن الضياء أخصّ من النور، إذ الضوء نور قوي. ولهذا قيل: لم قال تعالى (وذهب الله بنورهم) ولم يقل بضيائهم؟ فلم ينف عنهم ما هو أقوى. وجوابه أنه لا يلزم من نفي الأخصّ نفي الأعمّ، إذ لو نُفي عنهم الضوء لجاز أن يُتوهّم بقاء نور. فإذا نُفي عنهم النور الذي هو أعمّ لزم منه نفي الضوء الذي هو أخصّ " /10/.
ويقول الفيروزآبادي (ت 817هـ): " النور: الضياء والسناء الذي يعين على الإبصار .. والضوء: أخصّ من النور " /11/.
المبحث الثالث: الضياء والنور في اصطلاح العلم الحديث:
جاء في معجم كشاف المصطلحات: " الضوء كيفية لا يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر، وعكسه اللون، فهو كيفية يتوقف إبصارها على إبصار شيء آخر، فإن اللون ما لم يصر مستنيراً لا يكون مرئياً ...
والضوء قسمان: ذاتي: وهو القائم بالمضيء لذاته كما للشمس فإنها مضيئة لذاتها غير مستفيدة ضوءها من مضيء آخر. وعرضي: وهو القائم بالمضيء لغيره كما للقمر ويُسمّى نوراً إذا كان ذلك الغير مضيئاً لذاته من قوله تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً)، أي جعل الشمس ذات ضياء، والقمر ذا نور. وقوله تعالى (جعل الشمس سراجاً والقمر نوراً) فيه إشارة للفرق بين الضياء والنور، فالشمس مضيئة والقمر اكتسب نوره من الشمس ... وقد يقال النور يختصّ بالمنير بالواسطة كالقمر، والضوء بالمضيء بالذات كالشمس " /12/.
وجاء في موسوعة (كوليير): " تنقسم أشعّة الشمس إلى نوعين: موجات أشعّة مرئية وتتكوّن من ألوان الطيف (البرتقالي، الأحمر، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي). وموجات أشعّة غير مرئيّة للعين المجرّدة (أشعة كونية، جاما، سينية، فوق بنفسجية، تحت حمراء، راديو). فالنور هو أشعّة الطيف فقط، أو الأشعّة المرئية. أما الضوء فهو خليط منها جميعاً، أي خليط من الأشعّة المرئية وغير المرئية " /13/.
المبحث الرابع: الضياء والنور في مباحث وكتب الإعجاز:
يعقب الدكتور مصطفى مسلم على قوله تعالى (وجعل الشمس ضياء والقمر نوراً) قائلاً: " الشمس سراج وهّاج يعطي الضوء من ذاته. والقمر كالمرآة التي تعكس الضوء الساقط على سطحها نوراً يبدّد به الظلام " /14/.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الدكتور صلاح الخالدي: " القمر في آيات القرآن نور ومنير، والشمس سراج وهاج، ولم يأت الفرق بينهما مصادفة، وإنما هو مقصود مراد. فالشمس سراج وهاج تعطي الضوء والحرارة من ذاتها، وهي تتوهج وتحترق من داخلها، فيها الاشتعال والنار والاحتراق والطاقة. والقمر نور ليس في داخله طاقة ولا احتراق، وإنما هو كالمرآة تعكس الأشعة الساقطة عليها، ونور القمر الذي يبدو في الليل ما هو إلا انعكاس لأشعة الشمس الساقطة عليه، مع أنه في نفسه مظلم بارد. هذا ما يوحي به تفريق القرآن بين وصف الشمس ووصف القمر " /15/.
المبحث الخامس: الضياء والنور في الحديث الشريف:
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ".
الحديث رواه مسلم، وأحمد، والترمذي، والدارمي، والنسائي في عمل اليوم والليلة، وابن ماجة، والبيهقي في كتاب السنن، والطبراني، وابن حبان، وابن مندة في كتاب الإيمان.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: ما هو السرّ الذي من أجله خصّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصلاة بالنور، والصبر بالضياء؟
يقول أبو الفرج الحنبلي رحمه الله (ت 795هـ): " قوله صلى الله عليه وسلم: " الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء "، هذه الأنواع الثلاثة من الأعمال أنوار كلها، لكن منها ما يُختصّ بنوع من أنواع النور، فالصلاة نور مطلق. فهي للمؤمنين في الدنيا نور في قلوبهم وبصائرهم تشرق بها قلوبهم وتستنير بصائرهم ولهذا كانت قرّة عين المتّقين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: جعلت قرّة عيني في الصلاة، خرّجه أحمد والنسائي ... وهي نور للمؤمنين لاسيّما صلاة الليل كما قال أبو الدرداء: صلّوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور ... وهي في الآخرة نور للمؤمنين في ظلمات القيامة وعلى الصراط، فإن الأنوار تقسم لهم على حسب أعمالهم. وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه ذكر الصلاة فقال: من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة " /16/.
ويقول – رحمه الله: " وأما الصبر فإنه ضياء، والضياء هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق كضياء الشمس بخلاف القمر فإنه نور محض فيه إشراق بغير إحراق، قال الله عزّ وجلّ: (هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً) .. ولمّا كان الصبر شاقّاً على النفوس يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفّها عمّا تهواه كان ضياءً، فإن معنى الصبر في اللغة: الحبس " /17/.
ويقول ابن عثيمين - رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم " والصلاة نور ": فالصلاة نور للعبد في قلبه وفي وجهه وفي قبره وفي حشره .. وكذلك تكون نوراً للإنسان في قلبه تفتح عليه باب المعرفة لله عزّ وجلّ، وهي نور في قبر الإنسان لأن الصلاة عمود الإسلام إذا قام العمود قام البناء وإذا لم يقم العمود فلا بناء ... وأما الصبر فقال إنه ضياء، أي فيه نور لكن نور مع حرارة .. فالضوء لابدّ فيه من حرارة، وهكذا الصبر لابدّ فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقّة كبيرة ولهذا كان أجره بغير حساب. فالفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر، أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني /18/.
المبحث السادس: خلاصة القول في الضياء والنور:
- الضياء ما انتشر من الأجسام النيّرة. والنور هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار.
- الضياء خاصّ. والنور عامّ. وهذا يعني أن كل ضياء نور، وليس كل نور ضياء.
- الضياء من ذات الشيء المضيء. والنور مستعار من غيره.
- الضياء أتمّ وأكمل وأقوى من النور.
- الضياء ما يضيء هو ويضيء غيره.
- النور يختصّ بالمنير بالواسطة كالقمر. والضوء بالمضيء بالذات كالشمس.
(يُتْبَعُ)
(/)