? يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين أتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء? المائدة/57
إذن فحينما يقول? الذين أوتوا الكتاب? و ? الذين آتيناهم ? بغير ? من قبلكم? فهم من الملل الثلاثة جميعا
فهنيئا للأمة جميعا التي أخفت علوم القرآن أربعة عشر قرنا وهنيئا لهم على هذا العلم (الجمّ) الذي جعل الأولياء والكفار سواء وجعل محرفي الكتاب الأول بدلا من محرفي القرآن تغطية على تحريف هذه الأمة!
وكل ذلك ما هو إلا قطرة من بحر حقائق هذه الآيات ولا نريد أن ننبئكم بما هو (شر من ذلك)! "
ـ[عالم آخر]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 07:54 ص]ـ
"التناقض في شروح العلماء لحيثيات التناقض
لقد رأيت من التمهيد السابق ثلاثة أمور:
الأول: إن الاختلاف في الكتاب الإلهي شقاق، عن علم وقصد لأن الكتاب الإلهي غايته إزالة الاختلاف فلا يمكن أن يقع فيه اختلاف، فإن قلت فماذا نسمي اختلاف العارف به المؤمن مع أهل الشقاق، أليس هو أختلاف ايضا؟
ولماذا لا تشمله لفظة الذين اختلفوا، إذا قلت ذلك ذكرناك أن هؤلاء مع أهل الشقاق ولم يختلفوا في الكتاب نفسه.
أما الذين اختلفوا من غير هؤلاء ومن غير أهل العلم فمنهم من آمن ومنهم من كفر، فالذي سلّم الأمر للذين?آتيناهم الكتاب ?، ولو لم يعرف تأويله آمن ومن سلّم للذين ? أوتوا الكتاب? ولو كان جاهلا بحقيقة تحريفه فقد كفر. لماذا لأن معرفة حقيقة إتباع هؤلاء أو هؤلاء ممكنة بأيسر السبل من غير حاجة لمعرفة تأويله، فلا يتبع قوم ما إلا لتشابه قلوبهم ونواياهم وهو ما يحتمه النظام اللفظي للقرآن مما يطول إيضاحه ويخرج بنا عن غاية هذا الفصل.
الثاني: أن المقارنة اللفظية بين تلك الآيات تحتم النتائج التي أعلن عنها المنهج من أول صفحاته وهي: وجود النظام القرآني الصارم الذي يكشف نفسه بنفسه، وفداحة الخطأ في تصور وجود المرادفات في القرآن، فإذا جعلت الذين أوتوا الكتاب والذين آتيناهم الكتاب وأهل الكتاب وأهل الإنجيل (اليهود والنصارى) والذين هادوا وقوم موسى .... الخ إذا جعلت هذه الألفاظ متساوية ومترادفة كما فعل عامة المفسرين فقد وضعت قدما راسخة في الاختلاف في الكتاب منذ تلك اللحظة.
فالنظام القرآني نظام دقيق بما يكفي للإجابة عن أي سؤال من غير اختلاف أو تناقض مع آية أخرى في أي موضع آخر من القرآن الكريم.
فلو قلت مثلا كيف الفرق بين اليهودي والنصراني في نفس المركب ? أوتوا الكتاب من قبلكم?، فنقول هناك مركبان للفرز يحلان محل مركب?من قبلكم? للإشارة إلى أحدهم وهما ? الذين أوتوا حظاً من الكتاب?،
? الذين أوتوا نصيبا من الكتاب?، وكذلك فإن ? الذين قالوا إنا نصارى? هم غير (النصارى) .... وهكذا فالاختلاف في الكتاب مردة إلى انكار النظام الداخلي فيه لا إلى أي شيء آخر ومعلوم إن هذا الإنكار سببه إنكار أن يكون من عند اله، لأنه لم يوافق أهواءهم ويود كل امرى منهم أن يؤتى صحفا منشرة على هواه وحسب طلبه فلما لم يذعن لهم بإجابة هذا المطلب
? أتت بقرآن غير هذا أو بدله? (يونس 15)
لم يكن أمامهم طريق سوى ? ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله?، من خلال محاولة هدم هذا النظام الداخلي بإخضاعه للقواعد تارة ولأساليب العرب أخرى وإثبات احتوائه على سبعين نوعا من الإبهام، وتفسير المفردة بغيرها وتساوي معاني المفردات واحتوائه التمثيل الإستعاري والكناية والمجاز .... إلى آخر القائمة المدفوعة الحساب من أجل أن يكون بديلا (للصحف المنشرة)، فيلائم الساحر والكاهن واللغوي والعربي والأعجمي وكل عقيدة صحيحة أو فاسدة ويأخذ منه القدري والمرجئي والمعتزلي والخارجي والباطني كلّهم على حد سواء وهو لجميعهم ينتصر ويؤيد.
وسارت في هذا الطريق أمة كبيرة جدا بعلمائها ونحوييها، يدفعها خصمها وعدوها إلى هذا الهدف وهي تجري أمامه فرحة بما تفعل من غير أن تنتبه إلى أنها تجري إلى سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجد شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض إذا
أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: أنك عرفت أن (الاختلاف في الكتاب) شيء والاختلاف في الأشياء الأخرى هو أمر غيره، فلو تذكرت أن (المختلفين في الكتاب) مجموعة ةالمؤمنين مجموعة أخرى فالمجموعة الأولى مختلفة فيه لأنها تعلم النظام الداخلي للكتاب فلماذا تختلف فيه؟ وهي لا تجادل المجموعة الأولى ولا تناقشهم قط
? فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً ولا تستفت فيهم منهم أحداً? (الكهف 22)، لأنها تعلم أن الأخرى منكرة للنظام عن معرفة وقصد.
إن للمجوعة الأولى قواعدها وللأخرى قواعدها وهما على طرفي نقيض، فلا شيء مشترك بينهما لحدوث محاورة من أي نوع ولذلك بالمجموعة الثانية لا تخالف ولا تختلف ... بل صامتة محتسبة منتظرة
? يوم يأتي تأويله? (الاعراف 53). أن المنهج اللفظي يحاور الذين انطلت عليهم أساليب المجموعة الأولى وهم في الحقيقة يجب أن يكونوا مع المجموعة الأولى نفسها. وهو لذلك يهدم أسس بنائها كلّه بما يمكنه له النظام القرآني من قدرات غير محدودة.
التناقض بين تعريف التناقض وتطبيقاته
إن الذين تصدّوا للدفاع عن القرآن ضد المتهمين له بالتناقض لم يتمكنوا من فهم معطيات موضوع التناقض، لذلك وقعوا في شباكه بينما كانوا يحاولون التخلص منه، وسبب ذلك كما أوضحنا لك انهم شاركوا الخصم في نظرته للقرآن المنكرة لوجود النظام القرآني فكيف يمكنهم الخلاص من التناقض وهم يشاركون الخصم بقواعده التي أخضعوا لها القرآن؟
فذلك أول تناقض وقعوا به، وأما الخطوة الثانية فهي تعريف التناقض حيث قالوا: إن موضوع التناقض هو التضاد بين النفي والإثبات بحيث أن أحد الكلامين يثبت شيئا والآخر ينفيه.
وبناءا على التعريف فإنهم لايحسبون أن الوجوه المتعددة للتفسير والمتضادة مع بعضها البعض من التناقض.
بينما الحقيقة أن تلك الوجوه المتعددة إنما هي للخلاص من التناقض بإثبات تناقض مع آية أخرى، وقليل جدا من الوجوه ما يسلم من هذا القدح وهو ما روى عمن (آتيناهم الكتاب) بيد أن هذا حسبوه من الوجوه الغريبة فإما يترك أو يؤتى به آخر الوجوه، وهذا ما يفعله (متبَّعهم) حيث يجد حرجا ظاهراًَ في إدخاله ضمن التفسير فيحاول جاهدا تأويل النص المفسر للقرآن بتفسير من عنده يطابق قواعدهم فكأنه لم يكفه القرآن موضوعا للرأي فهاجم ألسنة أيضا وجعلها مسرحا لآرائه.
أما غير هؤلاء فيأتي بالنص إن جاء به لإثبات غرابته وغرابة قائلة لا غير. وقد فعلوا ذلك مع سوق عدد من الوجوه التي لم يقل بها سوى الذين? أوتوا الكتاب? بالمعنى الذي رأيته في النظام القرآني، فالوجوه المتعددة والمتضاربة هي من الاختلاف ومعلوم أن كل اختلاف تناقض لكنهم لم يحسبوا الوجوه من التناقض لأمر واضح وهو عدم إعطاء الخصم إشارة إلى الوجوه المتعددة من التناقض فيضطرهم ذلك إلى ترك التفسير بالمرة. لاستحالة التفسير إلا بوجوه متعددة خلاصا من التناقضات.
ومعنى هذا الكلام أن نظام القرآن يوقع المفسر في التناقض حتى وأن كان من أهل المحبة للقرآن والرغبة في الدفاع عنه مادام يتحرك بقواعد مخالفة للنظام القرآني فالنظام لا يقبل خطئا لا من الصديق ولا من العدو
وهنا نسوق مثالين:
الاول: قوله تعالى? كذلك نسلكه في قلوب المجرمين? (الحجر 12)
قالوا نسلك القرآن أو نسلك الشرك أو نسلك العصيان والاستهزاء.
فهذه الأوجه الثلاثة تناقض بناء على التعريف نفسه، علاوة على كونها من الاختلاف قطعا، لأن القرآن والشرك أو القرآن والعصيان متضادان وليسا (مترادفان)، ولو مع التسليم بالمترادفات فإثبات أحدهما نفي للآخر فهو إذن تناقض.
والثاني: قوله تعالى: ? فقال إني سقيم? (الصافات89) قالوا سقيم بمعنى محموم أو مريض أو إني سأمرض مما عرفت من نجمي الذي في السماء. أو لم يكن إبراهيم عليه السلام كذلك ولكنه أراد الفرار منهم، ثم تناقشوا في (جواز كذب الأنبياء لما فيه مصلحة الدين) مما يعد مخزية من مخازي التفسير لو أردنا التطويل، ولو كان ميكفلي هو المملي عليهم لما جاء بعبارة احسن تمثيل جوهر عقيدته، فهذا اللفظ (سقيم) له سبعة اوجه عند إحصاء الجميع وإثبات بعضها نفي للآخر، بل نفي لحقائق دينية ثابتة فهو تناقض. ولا تتسع المجلدات لو أردنا الإتيان بشواهد أخرى، فكل تركيب قرآني وكل لفظ له وجوه التفسير ورد بعضهم على بعض هو تناقض انتبه له الخصوم أم لم ينتبهوا وشاء (العلماء) أم أبوا.
قال المستشرق (كولد تسيهر):
(من العسير أن نستخلص من القرآن نفسه مذهباً عقيدياً موحداً ومتجانساً وخالياً من التناقضات).
والعلماء المعاصرون شتموه على جرأته على القرآن، لكنه لم يقل (من المحال أن نستخلص ... ) ليشتموه بل قال من العسير! وأي أمرؤ يقرأ تفاسير المسلمين قبل هذا المنهج يحق له القول من (المحال .... ) إذا كان لا يدرك النظام القرآني.
فإذا كان المستشرق كاذبا فأين هو المذهب العقيدي الموحد المتجانس وكيف يشتموه على أمر هم فاعلوه وجاعلوه بالصورة التي هو عليها؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 10:16 م]ـ
الأخ عالم آخر
اشرح لي هذه العبارة خصةصا ما تحته خط لأني أرى هذا الكلام خطيرا.
فهنيئا للأمة جميعا التي أخفت علوم القرآن أربعة عشر قرنا وهنيئا لهم على هذا العلم (الجمّ) الذي جعل الأولياء والكفار سواء وجعل محرفي الكتاب الأول بدلا من محرفي القرآن تغطية على تحريف هذه الأمة!
ـ[عالم آخر]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 07:37 ص]ـ
السلام عليكم أخي القاسم
المقصود هو تحريف الكلم عن مواضعه وليس ما خطر على ذهنك!
أي في المعنى وتضييع مشخصات المفردات والاعتباطية في التفسير. راجع موضوعي الأساسي لطفاً.
سدد الله خطاك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 08:19 ص]ـ
ما شرحته أخطر من العبارة نفسها
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم
اخي عالم آخر, لقد انتظرت بفارغ الصبر هذه المقتطفات, لأقف عليها واستمتع بفحواها وارى منهج الفهم الجديد لكلام رب العزه, فاذا بي ارى كلاما ينافي حقائق قرآنيه ... لا يا اخي هذا لن نقيل به لقرآننا ولن نسمح به في اسلامنا, القرآن اسمى من ان يوصف بالتناقض او ختى التعارض ... اما الاختلاف في الفهم لمعانيه والفاظه فهذا وارد لعلل قد سبق ذكرها.
على فكره الايه رقم 26 من سوره الرعد غير التي ذكرتها ,والايه 36: (وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ) ,
واما بالنسبه الى الايه الثانيه التي سقتها كدليل ,فقد سبق الطبري في تفسيرها ما ذهبتم اليه وان المقصود هم المسلمين.
وعليه لا ارى نتناقضا في ايات القرآن الكريم.
ـ[عالم آخر]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 07:17 ص]ـ
السلام عليكم
أخي سليم أمهلني قليلاً من الوقت لأبين لك مقصودي من التناقض.
سلمك الله
ـ[عالم آخر]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الأخ سليم .. فقط ملاحظة: حسناً الآن تأملت قليلاً في كلامك وكلام الأخ باوزير فأقول: بالطبع لا يوجد تناقض في القرآن بالمعنى الذي فهمتماه والذي يقول أن في القرآن تناقض فهو كافر عندي بلا شك. مقصودي هو التناقض المزعوم من قبل معارضي القرآن.
مثلاً خذ الآيات هذه الآيات من سورة هود: لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ {105} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ {106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ {107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ {108} يتناقض (ظاهرياً - أكرر ظاهرياً) مع الآيات الكثيرة الأخرى التي تتحدث عن دمار النظام الكوني الحالي في يوم القيامة حيث لا سماوات ولا أرض!! وأنت ولا مفسر في العالم يستطيع حل هذا الاشكال بدون أن يستعين بالمنهج اللفظي وذلك بتتبع الشبكة اللفظية للألفاظ القرآنية وهي هنا مثلاً: الأرض- السماوات والفرق بينهما وبين الأرضين والسماء مثلاً والنار والجنة وهل هناك فرق بين جنات عدن والحنة و متى استخدم القرآن لفظ الآخرة وهل الآخرة هي القيامة أم هي آخر أيام هذه الدنيا وهي ستتحقق هنا في هذه الأرض و في هذا النظام وصدقني لو تتبعت كل مفردة ستتكتشف نظاماً قرآنياً محكماً دقيقاً وستعرف ما هي معجزة القرآن .. ستراها بأم عينيك
وسوف آتي بالمزيد من الأمثلة انشاء الله.
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 09:41 م]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
اخي عالم آخر هداك واياي الله ,تعال نفكر سويا ونقرأ التفسير لهذا الايات, ولكن قبل كل شيئ لنتفق على معتى التناقض وهوكما عرفوه ونعرفه بانه اثبات حقيقتين منضادتين في آن واحد, ونعزد الان الى التفسير ونأخذ ايه ايه,: «يَوْمَ يَأْتِ لا تُكَلّمُ نَفْسٌ إلاّ بإذْنِهِ». (اي اته عندما يأتي يوم القيامه لا تتكلم اي تفس الا بعد ان يسمح الله لها بذلك) ,: "فَمِنْهُمْ شَقِيّ وَسَعِيدٌ فأمّا الّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ ". (و هذه النفوس اما ان تكون شقيه واما ان تكون سعيده, والتفوس الشقيه مصيرها التار ومن شده العذاب تسمع لهذه التقوس زفيرا وهو اول تهاق الحمار فشبههم بالحمير من آلمهم ويخرجون صوتاً من حلوقهم وشهيقا_اي صوتا من صدورهم_."خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ " (اي انهم خالدين لابثين فيها دائماُ, ويعني بقوله: ما دَامَتِ السّماوَاتُ والأرْضُ أبدا وذلك أن العرب إذا أرادت أنُ تصف الشيء بالدوام أبدا, قالت: هذا دائم دوام السموات والأرض بمعنى أنه دائم أبدا, وكذلك يقولون: هو باق ما اختلف الليل والنهار, وما سمر لنا سمير, وما لألأت العفر بأذنابها يعنون بذلك كله أبدا. فخاطبهم جلّ ثناؤه بما يتعارفون به بينهم, فقال: خالِدِينَ فِيها ما دَامَتِ السمَواتُ والأرْضُ. والمعنى في ذلك: خالدين فيها أبدا, وقوله "إلاّ ما شاءَ رَبّكَ قال: وذُكر لنا أن ناسا يصيبهم سَفَع من النار بذنوب أصابوها, ثم يدخلهم الجنة).
واماقوله تعالى:" وأمّا الّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنّةِ خَالدِينَ فِيها ما دَامَتِ السّمَاوَاتُ والأرْضُ إلاّ ما شاءَ رَبّكَ قال: ومشيئته خلودهم فيها, ثم أتبعها فقال: عطاءً غيرَ مَجْذُوذٍ, أن العرب إذا استثنت شيئا كثيرا مع مثله ومع ما هو أكثر منه كان معنى إلا ومعنى الواو «سوى» فمن ذلك قوله: خَالدِينَ فِيها ما دَامَتِ السّمَاوَاتُ والأرْضُ سوى ما شاء الله من زيادة الخلود, فيجعل «إلا» مكان «سوى» فيصلح, وكأنه قال: خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض سوى ما زادهم من الخلود والأبد. ومثله في الكلام أن تقول: لي عليك ألف إلا الألفين اللذين قبله. قال: وهذا أحبّ الوجهين إليّ لأن الله لا يخلف وعده. وقد وصل الاستثناء بقوله: عَطاءً غيرَ مَجْذُوذٍ فدلّ على أن الاستثناء لهم بقوله في الخلود غير منقطع عنهم.
فانظر اخي عالم آخر في المعنيين ولا تجد اختلافاُ ولا تناقضاُ.
والله اعلم
ـ[عالم آخر]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 04:19 م]ـ
السلام عليكم
لقد بين لك ماذا كنت أقصده من موضوع التناقض لإارجو أن لا نضيع الوقت عليه.
سلمك الله أخي ولكن أرجوك أنت أيضاً أن تفكر معي قليلاً وبجرأة .. وسأقوم هنا بعرض التنائج وأطلب منك التتبع حيث لا يسعني أن أشرح الموضوع بالتفصيل حالياً:
(الآخرة) في المفهوم القرآني واللغوي والمنطقي الصحيح ليست موقعاً جغرافياً منعزلاً عن موقع (الدنيا) - بل هي مرحلة زمنية تتحقق بتغيير النظام الطبيعي لا غير.
ولذلك فهي ليست بعد الغاء النظام الطبيعي كما زعمه وادعاه علماء الأمة الاسلامية ورسخوه في أذهان العامة. لقد حدث خلط ياباه العقل السليم والعلم بين القيامة والساعة ويوم الدين ويوم الفصل واليام الأخرى المذكورة في القرآن ولم يميز المفسرون بين تلك الأيام وخصائصها وأحوالها اذ زعموا أنها أوصاف متعددة ليوم القيامة.
وبصدد مفردة الآخرة فالآيتان في سورة هود تدلان دلالة قاطعة على أن الآخرة والجنة والنار - هما في مرحلة التجول للنظام الطبيعي الحالي وليستا بعد الغاء النظامو الذي تؤكده آيات أخرى تتحدث عن يوم القيامة مما يؤكد أن الآخرة خيار انساني مرتبط بارادة الهية- على عكس يوم القيامة الذي هو أمر الهي وكوني محض لا علاقة للارادة الانسانية به حيث تحدث الوقائع المذهلة في النظام الطبيعي.
ان المنهج اللفظي يتمكن من اعادة النظر في ألايات المتلقة بوصف النظام الطبيعي لا باعتبارها آيات تتحدث عن محاسن هذا النظام, بل باعتبارها آيات تتحدث عن الظاهر الطبيعية المشحونة بالقوة الكامنة فيها للتحول الى النظام الأحسن.
الخلق ابطئوا كثيراً في معرفة هذه الغاية والوصول اليها ولذلك أمر بالاسراع (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض).
وأما كون الغاية من (آيات الطبيعة) للدلالة على قدرته تعالى في يوم القيامة فهو يدل على أن المفسرين ينظرون للتاريخ القادم للكون على أنع تاريخ لا يتضمن سوى استمرار هذا النظام كما هو حتى يأتي يوم القيامة فيتم الغاءه بطي السماء وتسجير البحار ودك الأرض وتناثر النجوم والحوادث الأخرى التي هي مقدمات يوم القيامة.
هذا التصور بالذات هو تصور (الذين كفروا) عن التاريخ المستقبلي للعالم حيث ستكون النتيجة الواضحة ان هذا النظام الكوني قد خلق باطلاً ما دام يبقى على حاله حتى يلغى وما دام لا يتحقق اي شيء من العدل والقسط الا بعد الغاءه. فوجوده اذن ليس الا عبثاً اذ لا يرتبط بوجوده اي هدف معلوم.
وانت لو نظرت يا أخي بدقة واحكام الى ألايتين في سورة هود كما قلت لك ستجد ان وجود الجنة والنار مقترن (بديمومة) السموات والأرض وليس بعد الغاءهما. واذا كانوا معذورين في تصور نظام آخر في كون ىخر عند تشبيه الجنة وعرضها بالسماء والأرض في قوله تعالى: (وجنة عرضها كعرض السماء والأرض) , فانهم غير معذورين في الأية الأخرى التي جاءت بالجمع (السموات) مع غياب كاف التشبيه وهي قوله تعالى: (وجنة عرضها السموات والأرض) اذا أصبح عرض الجنة هو السموات والأرض نفسها مما يعني أن الجنة هي قبل الغاء النظام الكوني-لأن النظام الكوني هو عرضها فكيف تبقى الجنة مع الغاء مساحتها؟!
وعليه فالجنة والنار طور من أطوار هذا النظام وهو طوره الأحسن خلال تاريخ تكوينه, وبذلك يكون للنظام الكوني غاية وهدف محدد هو الوصول الى هذه المرحلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 12:49 ص]ـ
السلام عليكم
اخي عالم آخر, صلي على التبي ,منذ نعومه اظافري وليونه اسناني وانا اتعلم اللغه العربيه وارغبها, وقد مضى اكثر من 15 حجه وانا احاول ان انهل من اللغه العربيه والفقه وإياه, واظن نفسي فقهت وثقفت والتفت يميناً وشمالاً ,واذا انا خالي الوفاض صفر اليدين ,فالنصيحه النصيحه ان تفكر وتفكرونفكر وتتمعن وتتمعن وتتمعن ... ثم نحكم.
وهيا بنا الان نصول ونجول قي عالم الالفاظ:
العلوم اللفظية: تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه
وليس نافعا في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهموإليها مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم.
يقول الله تعالى:"أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيزحكيم" [لقمان/27].وهذا يعني ان الانسان مهما بلغ من العبقريه وسعه الحيله والفكر الفذ لا يستطيع ان يكافئ القرآن سحره وبيانه ومعجز بلاغته حتى ولو استنفذ القلم والدواه.
يقول الله تعالى: "ما فرطنا في الكتاب من شيء" [الأنعام/38].واظنك تعي ما يقصد المولى بهذه الكلمات, والقرآن كما قال المتنبي:
كالبدر من حيث التفت رأيته ... يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا
كالشمس في كبد السماء وضوءها ... يغشى البلاد مشارقا ومغاربا
يقول الله تعالى:"يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة" [البينة/2 - 3]، اي وجعل من معجزة هذا الكتاب أنه - مع قلة الحجم - متضمن للمعنى الجم، وبحيث تقصر الألباب البشرية عن إحصائه، والآلات الدنيوية عن استيفائه.
ويقول الله تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" [المائدة/3]،
أن الله تعالى كما جعل النبوة بنبوة نبينا مختتمة، وجعل شرائعهم بشريعته من وجه منتسخة، ومن وجه مكملة متممة
وبقوله تعالى: "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين" [الفتح/4]، وبقوله:"أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه" [المجادلة/22] ,والمقصود هو ان الله عزوجل قد اتم على بني آدم نعمته بإكماله الدين الاسلامي وارتضائه له, فتحصل السكينه وتسكن قلوب المؤمنين بكتابه الايمان في افئدتهم.
اللهم اسْكِن الايمان فلوبنا وانزل السكينه فيها.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 07:26 ص]ـ
تم غلق الموضوع
لأني لا أرغب في نشر مفاهيم جديدة على صفحات المنتدى لا أعلم عن صحتها شيئا ولم تعرض على العلماء ليقولوا كلمتهم فيها.(/)
السكينة التي في التابوت
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 10:06 ص]ـ
:::
قوله تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ? (البقرة:248) (
ما السكينة؟
هل هي بمعنى الطمأنينة والهدوء؟
أم هل هي شيء محسوس ملموس كجسم له أبعاد؟؟
قال إبن عاشور فيها
((والسكينة فعيلة بمعنى الاطمئنان والهدوء، وفي حديث السعي إلى الصلاة «عليكم بالسكينة» وذلك أن من بركة التابوت أنه إذا كان بينهم في حرب أو سلم كانت نفوسهم واثقة بحسن المنقلب، وفيه أيضاً كتب موسى عليه السلام، وهي مما تسكن لرؤيتها نفوس الأمة وتطمئن لأحكامها، فالظرفية على الأول مجازية، وعلى الثاني حقيقية،))
وما لفت نظري أنه ضرب صفحا عن أقوال من فسرها بالجسمية
الذين نقل أقوالهم الطبري
(عن علي بن أبي طالب: هي ريح خجوج هفافة، لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان .. وعن مجاهد: هي شيء، يشبه الهرة، له جناحان .. وعن ابن عباس: هي طشت من ذهب الجنة، كان يُغسل فيه قلوب الأنبياء)
فلله درّك يا ابن عاشور إذ لم تترك مجالا لمجدد بعدك
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 10:51 م]ـ
غفر الله لك يا جمال ..
كيف تمدح ابن عاشور وقد ضرب برأي السلف والاكابر عرض الحائط, ثم يا ليته اكتفى, بل قال بالقرآن برأيه, والعياذ بالله.
صحيح, أننا لا نعلم من أين أتى علي رضي الله عنه بقوله, أو مجاهد أو ابن عباس, وصحيح أنهم مختلفون .... ولكن هذا لا يبرر لابن عاشور ولا غيره القول ولا النظر, فنعوذ بالله من التفكير إن كان سيخالف السلف, وإن اختلف السلف فيما بينهم!.
ألا يعلم ابن عاشور أننا أعشار الرجال بجانبهم؟؟
سامحني, ولكن ما كان لك أن تنصره على السلف الصالح!.
ـ[الامين]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 03:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مهلا مهلا يا أخونا محمد بن عبد الله! ما كل أحمر تفاحا. . . فليس كل ما قاله ابن عاشور قد ضرب برأي السلف والاكابر عرض الحائط، بل قد ظلمته بقولك قال بالقرآن برأيه!
فدعني أفيدك حرفا وهو متى يصدق (التفسير بالرأي) الذي يكون موضوعا للنهي الوراد (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) هو فيما يفسر الانسان النص القرآني اعتمادا على رأيه وذوقه الشخصي، في مقابل الفهم العام للقرآن المتمثل بالظهور العرفي والذي يعتمد على القرائن السابقة. وتوضيح ذلك: أن العلماء يذكرون أن ظهور الكلام يمكن ان يكون على نحوين: أحدهما: (الظهور النوعي): وهو ان يكون ظهور الكلام ظهورا قائما لدى العرف العام ويفهمه (نوع الناس) وعامة الناس.
والاخر: (الظهور الشخصي): وهو الفهم الذي يختص به شخص ما من الناس والذي يعتمد عادة على الظروف الذهنية والنفسية والذوقية لذاك الانسان، حيث تجعله تحت تأثيرات معينة بحيث يفهم من الكلام معنى خاصا لا يفهمه غيره من الناس. وهذا النحو من الفهم للقرآن الكريم وهو الفهم الشخصي له والمعتمد على الظهور الشخصي لدى المفسر هو تفسير للقرآن بالرأي وهو التفسير المنهي عنه، مثل تفسير المتصوفة أو بعض أصحاب العقائد الفاسدة الذين لهم ذهنيات ومصطلحات خاصة تكونت ضمن ثقافتهم، ويفسرون القرآن على أساس تلك التصورات والمصطلحات.
واما التفسير الذي يتم من خلال الرجوع الى مجموعة القرائن والادلة والشواهد الموجودة في الكتاب والسنة الشريفة. فهو ليس من التفسير المنهي عنه.
وهنا ما قاله ابن عاشور ليس مخالفاً للقران نفسه فضلا لما ذهب اليه السلف وذلك:
فان قوله (والسكينة فعيلة بمعنى الاطمئنان والهدوء .... ) يظهر من كلامه ان السكينة هي سكينة القلب واستقرار النفس وربط الجأش.
وهذا كما ترى قريب الانطباق على قوله تعالى: " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما " الفتح – 4.
وكذلك يقرب من قوله تعالى: " فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها " الفتح - 26، وكذا قوله تعالى: " فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها " التوبة - 40.
فهو فسر القران بالقران وليس بالرأي.
واما ما ورد عن علي بن أبي طالب (عليه السلام): من انها ريح خجوج هفافة، لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان .. وعن مجاهد: هي شيء، يشبه الهرة، له جناحان .. وعن ابن عباس: هي طشت من ذهب الجنة، كان يُغسل فيه قلوب الأنبياء.
فهو لا يتنافى مع ما ذكره ابن عاشور لانها سواء كانت ريحا او ما يشبه الهرة او طشت من ذهب الجنة .... فان كلها مصاديق واشارات الى ما يوجب السكون.
وعلى أي حال من مجموع كلمات السلف يستفاد ان هذه السكينة امر معنوي من عالم الغيب مؤيد من قبل الله تعالى فيه ادراك وشعور ولا ينافي ذلك تصويرها بصور مختلفة.
ولي بعد هذا كله وقفه وعتاب أخوي مع الأخ محمد بن عبد الله حاصله: إنه من خلال تتبعي لمقالتك وردودك اجد انك شديد الوطأة قاسي الكلمات بعيد عن الحوار وأسلوب النقاش الهادئ. فياخي نرجوا ونأمل منك ومن غيرك في هذا المنتدى الاصيل بان يكون الحوار هادئ ورصين بكل مفرداته وأساليبه وأن يكون لدينا من سعة الصدر ما لدى الجامعات الغربية الذين يأنس بعضهم بالنقد الفكري. . بل آمل أن يكون عندنا سعة صدر علماء السلف الصالح، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.
مع كل محبتنا وإخلاصنا لك ولجميع الاخوة الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 12:17 م]ـ
هو يقصد التعريض بنا
أعني كيف نجيز لأنفسنا أن نؤيد رأيا قاله إبن عاشور مع العلم أن عليا قال بخلافه؟
فكتب كلامه على سبيل السخرية لا على سبيل النكير
وقلت لهم ولكل مجموعتهم مرارا وتكرارا
لدينا منهج يحترم العلماء السابقين أيما احترام---مع مناقشة ما يقولون--وعزو الأقوال إلى أهلها--ولا ننكر فضلهم وعلمهم وسبقهم إيانا في كافة المجالات--أمّا هم فيتعالون عليهم ويعطون الإنطباع بأنهم على خطأ--وأنّ ما جاء به شيخهم هو الصواب--ونحن لا نرى ذلك--ونقدّر رأيه--ولا يمنع ذلك من تقدير آراء الأوائل
ـ[صوت الحق]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 01:00 م]ـ
ونحن كذلك كما قلت
((لدينا منهج يحترم العلماء السابقين أيما احترام---مع مناقشة ما يقولون))
إذن فالمنهج واحد في نقاش مسائلهم واستخدام عقولنا فإن كان هناك خطأ واضح فلا نستحيي من الحق نقول فلان أخطأ في المسألة الفلانية بالدليل وكوننا قلنا أنه أخطأ فلا يعني أنه قل احترامه عندنا
وتأكد لو كان بيننا وعلم أنه أخطأ لاستغفر وتاب لأنه أصلح منا لا يتبع هواه
أنا لا أعلم ما بقلب غيري لكن أعيد ما قاله أخي محمد
ما كان لك أن تنصره على السلف الصالح (كما هو منهجكم) أليس كذلك!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 02:27 م]ـ
واضح جدا لكل إنسان منهجكم---!!!
ـ[صوت الحق]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 02:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي ولحسن ظنك بأخوك المسلم!
أنهي معك الحديث إلى هذا الحد فلا أحب الجدال
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 04:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي ولحسن ظنك بأخوك المسلم!
أنهي معك الحديث إلى هذا الحد فلا أحب الجدال
الحمد لله أولا وأخيرا
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 11:30 م]ـ
أصبت أخي جمال ..
كنت اُعرّض ........................ بذلك المنهج "المتضارب"!.
فإن صح عن علي وعن ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهم ما رويتم .......... فتلك هي الطامة الكبرى!.
إذ كيف نجمع بين مختلف في واحد؟؟.
وليس هناك سبيل إلى التوفيق والجمع ... فإما هرة وإما طست من ذهب؟؟
وكيف يقول مجاهد بخلاف إستاذه (واستاذنا) إبن عباس رضي الله عنهما؟؟
إما أنه علم وخالف, وتلك طامة ....
وإما أنه لم يعلم, وتلك طامة أخرى ...... فكيف يقول بالقرآن بما لا يعلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم حال ابن عباس رضي الله عنهما, وحال مجاهد سواء مع الخليفة المهدي الرابع ...
يعني ... ألم يعلم ابن عباس ما قال الإمام؟.
وإن علم فلماذا خالف؟؟؟
أو أنه قال بما لا يعلم؟؟؟؟
نعم ............
يا إخواني ............... يا أحبتي
كنت اُعرّض واُذكّر, لعلنا نفيق ونصحو!.
{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}!.
هنيئا له (المشرك) بما له من الحق بأن يسمع ((((((((((((كلام الله))))))))))) دون تدخل من أحد!.
هنيئا له على حق ما عدنا نملكه!.
وللعلم أخي وحبيبي أمين .... الحديث:"من قال بالقرآن برأيه ............... " لم تصح له طريق, ولم يثبت له سند, فهو ليس بحجة!.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 09:56 ص]ـ
واما التفسير الذي يتم من خلال الرجوع الى مجموعة القرائن والادلة والشواهد الموجودة في الكتاب والسنة الشريفة. فهو ليس من التفسير المنهي عنه
أحسنت أخي أمين،
ففي قولك هذا منهجية علمية شرعية أتفق معك عليها ..
ولكن أرني بالله عليك! كيف يكون قول مجاهد أو علي أو ابن عباس رضي الله عنهم صحيحاً بالاحتكام إلى ما ذكرت آنفاً؟؟!
ثمّ كيف تكون السكينة معنوية وحسب، فتحتاج الى تابوت يحويها وملائكة تحملها، و تُعطف على مجهول آخر وهو بقية مما ترك آل موسى و آل هارون؟
والسكينة لو كانت مقصودةً بذاتها فهي تُنزل إنزالاً من الله مباشرة إلى قلب العبد!! ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا))
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 09:52 م]ـ
إنتقاص من مقام أخيارنا لمجرد الإنتقاص --ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 11:56 م]ـ
يا حبيبي جمال ...
ولكن إصرارك هذا -مع ما عليه خالد من المنهجية والأدب- إصرارك هذا على "التعظيم لمجرد التعظيم" يدخلنا في "الإفراط" خوفا مما تراه "تفريطا"!
وأنا معك -شهد الله- لو علمت فيما يقوله خالد وغيره انتقاصا وإساءة, لما سكت عنها, بل ولصددتهم وبكّتهم, فالعلماء فوق العوام, شئنا أم أبينا, ولكن عليهم من الاستدالال والتبيان فوق ما على العوام {بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء}.
فلا يصبحن اعتراضك لمجرد الاعتراض, فإن كنتُ نصرت الشيخ أبو عرفة, فما كنت لأدعك من غير ناصر "ظالما أو مظلوما"!.
هداك الله وأصلح بالك .... فإن الإصرار على التعظيم, يجرنا إلى "أعلوا هُبل"!.
أعاذنا الله وإياك .......... فالله أعلى وأجل.
واسمع ما "أعظم" قيل الإمام العلم أبو حنيفة عليه الرضوان لصاحبه أبي يوسف إذ رآه يكتب عنه كل ما يقول, قال: "ويلك لا تكتب, فإنما أنا بشر أقول القول اليوم وأرجع عنه غدا"!.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان .... إن لم يقلها "أهل القرآن" فلا خير فيهم ..
وإن قالوها ولم نقبلها منهم, فلا خير فينا!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 03:55 ص]ـ
إفتعلتم معارك وهمية مع شخص لا نكن له أيّ مكنون----فهلأ هدأتم وركزتم على الأفكار---نحن ليس في بالنا شخصكم---إنما نكتب متدبرين مدافعين عن أخيارنا الذين تمدحونهم قولا وتتعرضون لهم غمزا ولمزا--بل وفعلا---الأمة لا تقبل بين أظهرها من همّه تسفيه أخيارنا----ولا أحجر واسعا
ـ[الامين]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 11:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعتذر من الاخوة الكرام عن تاخر الرد والمناقشة بسب ضيق المجال واختلال البال ووقوع العوائق وهجوم العلائق، ونسال من الجواد الكريم المسامحة عند الهفوة والعفو عن الزلة فيما طغى فيه القلم أو يزل فيه الفكر انه غفور رحيم.
وتحية طيبة مقرونة بأسمى معاني التقدير والاحترام الى كل من اخونا جمال حسني و اخونا محمد بن عبد الله واخونا خالد عبد الرحمن بارك الله فيهم جميعاً.
وابدأ مع الاخ الكريم محمد بن عبد الله حيث قال: فإن صح عن علي وعن ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهم ما رويتم .......... فتلك هي الطامة الكبرى!.
إذ كيف نجمع بين مختلف في واحد؟؟.
وليس هناك سبيل إلى التوفيق والجمع ... فإما هرة وإما طست من ذهب؟؟.
وقبل الجواب على ما ذكره لابد من بيان مقدمة:
وهي ان مرجع المعارضة بين الدليلين _ اذا تمت مقومات حجيتهما بمعنى ان كلا منهما لو خلي ونفسه ولم يحصل ما يعارضه لكان حجة يجب العمل بموجبه ـ هو في الحقيقة التكاذب بينهما بحيث كل منهما يكذب الاخر ولا يجتمعان على الصدق كما لو ورد خبر يقول صلي ثم ورد خبر اخر يقول لا تصل، فهنا لا يمكن الجمع بين الخبرين فاذا لم يوجد مرجح في البين تصل النوبة الى التساقط في كلا الدليلين ونرجع الى العمومات الفوقانية او الاصول المؤمنة ونحو ذلك.
وهذا النحو من التعارض يكون مستحكما فيما اذا لم يكن للعرف نظر فيهما والا اذا كان له نظر بحيث لو عرضا عليه لجمع بينهما كما هو الحال في العام والخاص فان العرف يرى الخاص قرينة مفسرة للمراد من العام، ولئن كان بينهما تعارض فهو تعارض غير مستقر بنظره. وكذلك الحال في المطلق والمقيد.
وجميع ذلك راجع إلى تحكيم العرف في فهم الادلة بمجموعها، كما يكون هو المحكم في فهم كل دليل بنفسه مع قطع النظر عن غيره.
واذا تبين ذلك فنقول تارة: نلاحظ النسبة بين ما صح عن علي مع ما صح عن ابن عباس مع ما صح عن مجاهد رضي الله عنهم بالنظرة السطحية البدوية نرى انها متعارضة ولا سبيل إلى التوفيق والجمع بينها فإما هرة وإما طشت من ذهب.
وهذا النظر السطحي غير صحيح ولا يمكن الاعتماد عليه وهو الذي وقع فيه اخونا محمد وذلك لما سيأتي ان كونها هرة أو طشت من ذهب أو من انها ريح خجوج لا خصوصية فيه كي يكون ملحوظا على وجه الصفتية والموضوعية بما هو هو، بل الملحوظ في الرواية هي هرة مع ما اودع الله سبحانه وتعالى فيها ما يسكن النفس ويطمئن به القلب وكذلك الطشت والريح فليس الملحوظ فيهما الريح بما هي او الطشت بما هو بل بما هما سبب لسكون النفس واطمئنانها.
وأخرى: نلحظ النسبة بين الادلة بمجموعها أي من الاية الكريمة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ ... ) مع بقية الايات كما في قوله تعالى (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما) وقوله تعالى (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها) وقوله تعالى: " لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو ابناؤهم أو إخوانهم أو عشيرتهم. أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه " المجادلة - 22، أفاد سبحانه في هذه الاية ان هذه الحياة إنما هي بروح منه، وتلازم لزوم الايمان واستقراره في القلب فهؤلاء المؤمنون مؤيدون بروح من الله تستتبع استقرار الايمان في قلوبهم، والحياة الجديدة في قوالبهم، والنور المضئ قدامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فييعلم من هذا كله ان السكينة الورادة في قوله تعالى (يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ) هي روح الهي او تستلزم روحا الهي من امر الله توجب سكون القلب واستقرار النفس وربط الجاش. وهذا الفهم للاية الكريمة انما استفدناه ببركة الجمع بينها وبين الايات الكريمة المتقدمة.
واما هذه السكينة هل هي على شكل ريح خجوج هفافة، لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان .. او هي شيء، يشبه الهرة، له جناحان .. أو هي طشت من ذهب الجنة، كان يُغسل فيه قلوب الأنبياء فهذا لا يمكن استفاده لا من الاية الكريمة وحدها ولا مع غيرها بل لابد من ان نرجع به الى الروايات الواصلة الينا وبما ان هذه الروايات هي متساوية الحجية بمعنى انها كلها صحاح ولا يوجد مرجح لاحدها على الاخر
فلا مانع من الاخذ بهذه الروايات الثلاث وتكون كلها مصاديق للاية الكريمة
بحيث ان المعنى الكلي الماخوذ ـ وهو ما يوجب سكينة القلب واستقرار النفس وربط الجأش ـ في الاية الكريمة قابل للانطباق على كل واحد من هذه الروايات الثلاث. وهذا لا محذور فيه عند العرف وتكون هذه الروايات الثلاث كلها مصاديق واشارات الى ما يوجب السكون. وهذا من قبيل
عباراتنا شتى وحسنك واحد * وكل إلى ذاك الجمال يشير
ومن هذا يتضح الجواب عما ذكره اخونا خالد بالنسبة الى الشق الاول من اشكاله واما الشق الثاني هو: ثمّ كيف تكون السكينة معنوية وحسب، فتحتاج الى تابوت يحويها وملائكة تحملها، و تُعطف على مجهول آخر وهو بقية مما ترك آل موسى و آل هارون؟
فجوابه من قال انها معنوية وحسب بل فيها ادراك وشعور وهذا يتضح مما كتبته سابقا ولعل الاخ لم يمعن القرائه فيه جيدا.
واما ما ذكره اخونا محمد من الحديث:"من قال بالقرآن برأيه ..... " لم تصح له طريق, ولم يثبت له سند, فهو ليس بحجة!.
فهو كلام صحيح لورود سفيان بن وكيع فيه الذي قال عنه أبو زرعة: متهم بالكذب.
وكذلك لورود أحمد عبد الأعلى الثعلبي الذي ضعفه أحمد وأبو زرعة.
ولكن ضعف سنده لا ينافي الجزم بصحة مضمونه، لأنه مؤيد بالعقل والنقل.
ولم اسمع عن احد من علمائنا قاطبة يقول بجواز واباحة التفسير بالرأي بل حرمته من القطعيات الواضحة. وان وجدت من يقول بالجواز فأتحفني به واكون لك من الشاكرين.
ـ[الامين]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعتذر من الاخوة الكرام عن تاخر الرد والمناقشة بسب ضيق المجال واختلال البال ووقوع العوائق وهجوم العلائق، ونسال من الجواد الكريم المسامحة عند الهفوة والعفو عن الزلة فيما طغى فيه القلم أو يزل فيه الفكر انه غفور رحيم.
وتحية طيبة مقرونة بأسمى معاني التقدير والاحترام الى كل من اخونا جمال حسني و اخونا محمد بن عبد الله واخونا خالد عبد الرحمن بارك الله فيهم جميعاً.
وابدأ مع الاخ الكريم محمد بن عبد الله حيث قال: فإن صح عن علي وعن ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهم ما رويتم .......... فتلك هي الطامة الكبرى!.
إذ كيف نجمع بين مختلف في واحد؟؟.
وليس هناك سبيل إلى التوفيق والجمع ... فإما هرة وإما طست من ذهب؟؟.
وقبل الجواب على ما ذكره لابد من بيان مقدمة:
وهي ان مرجع المعارضة بين الدليلين _ اذا تمت مقومات حجيتهما بمعنى ان كلا منهما لو خلي ونفسه ولم يحصل ما يعارضه لكان حجة يجب العمل بموجبه ـ هو في الحقيقة التكاذب بينهما بحيث كل منهما يكذب الاخر ولا يجتمعان على الصدق كما لو ورد خبر يقول صلي ثم ورد خبر اخر يقول لا تصل، فهنا لا يمكن الجمع بين الخبرين فاذا لم يوجد مرجح في البين تصل النوبة الى التساقط في كلا الدليلين ونرجع الى العمومات الفوقانية او الاصول المؤمنة ونحو ذلك.
وهذا النحو من التعارض يكون مستحكما فيما اذا لم يكن للعرف نظر فيهما والا اذا كان له نظر بحيث لو عرضا عليه لجمع بينهما كما هو الحال في العام والخاص فان العرف يرى الخاص قرينة مفسرة للمراد من العام، ولئن كان بينهما تعارض فهو تعارض غير مستقر بنظره. وكذلك الحال في المطلق والمقيد.
وجميع ذلك راجع إلى تحكيم العرف في فهم الادلة بمجموعها، كما يكون هو المحكم في فهم كل دليل بنفسه مع قطع النظر عن غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
واذا تبين ذلك فنقول تارة: نلاحظ النسبة بين ما صح عن علي مع ما صح عن ابن عباس مع ما صح عن مجاهد رضي الله عنهم بالنظرة السطحية البدوية نرى انها متعارضة ولا سبيل إلى التوفيق والجمع بينها فإما هرة وإما طشت من ذهب.
وهذا النظر السطحي غير صحيح ولا يمكن الاعتماد عليه وهو الذي وقع فيه اخونا محمد وذلك لما سيأتي ان كونها هرة أو طشت من ذهب أو من انها ريح خجوج لا خصوصية فيه كي يكون ملحوظا على وجه الصفتية والموضوعية بما هو هو، بل الملحوظ في الرواية هي هرة مع ما اودع الله سبحانه وتعالى فيها ما يسكن النفس ويطمئن به القلب وكذلك الطشت والريح فليس الملحوظ فيهما الريح بما هي او الطشت بما هو بل بما هما سبب لسكون النفس واطمئنانها.
وأخرى: نلحظ النسبة بين الادلة بمجموعها أي من الاية الكريمة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ ... ) مع بقية الايات كما في قوله تعالى (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما) وقوله تعالى (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها) وقوله تعالى: " لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو ابناؤهم أو إخوانهم أو عشيرتهم. أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه " المجادلة - 22، أفاد سبحانه في هذه الاية ان هذه الحياة إنما هي بروح منه، وتلازم لزوم الايمان واستقراره في القلب فهؤلاء المؤمنون مؤيدون بروح من الله تستتبع استقرار الايمان في قلوبهم، والحياة الجديدة في قوالبهم، والنور المضئ قدامهم.
فيعلم من هذا كله ان السكينة الورادة في قوله تعالى (يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ) هي روح الهي او تستلزم روحا الهي من امر الله توجب سكون القلب واستقرار النفس وربط الجاش. وهذا الفهم للاية الكريمة انما استفدناه ببركة الجمع بينها وبين الايات الكريمة المتقدمة.
واما هذه السكينة هل هي على شكل ريح خجوج هفافة، لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان .. او هي شيء، يشبه الهرة، له جناحان .. أو هي طشت من ذهب الجنة، كان يُغسل فيه قلوب الأنبياء فهذا لا يمكن استفاده لا من الاية الكريمة وحدها ولا مع غيرها بل لابد من ان نرجع به الى الروايات الواصلة الينا وبما ان هذه الروايات هي متساوية الحجية بمعنى انها كلها صحاح ولا يوجد مرجح لاحدها على الاخر
فلا مانع من الاخذ بهذه الروايات الثلاث وتكون كلها مصاديق للاية الكريمة
بحيث ان المعنى الكلي الماخوذ ـ وهو ما يوجب سكينة القلب واستقرار النفس وربط الجأش ـ في الاية الكريمة قابل للانطباق على كل واحد من هذه الروايات الثلاث. وهذا لا محذور فيه عند العرف وتكون هذه الروايات الثلاث كلها مصاديق واشارات الى ما يوجب السكون. وهذا من قبيل
عباراتنا شتى وحسنك واحد * وكل إلى ذاك الجمال يشير
ومن هذا يتضح الجواب عما ذكره اخونا خالد بالنسبة الى الشق الاول من اشكاله واما الشق الثاني هو: ثمّ كيف تكون السكينة معنوية وحسب، فتحتاج الى تابوت يحويها وملائكة تحملها، و تُعطف على مجهول آخر وهو بقية مما ترك آل موسى و آل هارون؟
فجوابه من قال انها معنوية وحسب بل فيها ادراك وشعور وهذا يتضح مما كتبته سابقا ولعل الاخ لم يمعن القرائه فيه جيدا.
واما ما ذكره اخونا محمد من الحديث:"من قال بالقرآن برأيه ..... " لم تصح له طريق, ولم يثبت له سند, فهو ليس بحجة!.
فهو كلام صحيح لورود سفيان بن وكيع فيه الذي قال عنه أبو زرعة: متهم بالكذب.
وكذلك لورود أحمد عبد الأعلى الثعلبي الذي ضعفه أحمد وأبو زرعة.
ولكن ضعف سنده لا ينافي الجزم بصحة مضمونه، لأنه مؤيد بالعقل والنقل.
ولم اسمع عن احد من علمائنا قاطبة يقول بجواز واباحة التفسير بالرأي بل حرمته من القطعيات الواضحة. وان وجدت من يقول بالجواز فأتحفني به واكون لك من الشاكرين.(/)
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءَايَـ?تُهُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 04:42 م]ـ
قوله تعالى
(الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (1) هود)
وقوله تعالى
(منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات) 7 آل عمران
ففي سورة آل عمران ينص السياق أن معظم آيات الكتاب محكمات
وفي سورة هود نصت الآية أن كافة أيات الكتاب قد أحكمت
فما الفرق في المعنى بين الآيتين؟؟
لاحظوا آية هود (كتاب احكمت اياته ثم فصلت) --فالإحكام غير التفصيل---الإحكام يكون بالصياغة اللغويةالبلاغية المحكمة--والتفصيل هو بالمعاني الصحيحة الزاخرة الدقيقة الجلية
أمّا آية ال عمران (منه ايات محكمات هن ام الكتاب) فالمقصود هو المعاني --فالآيات المحكمات من ناحية المعنى تشكل جلّ الكتاب ---والمحكم هنا هو الآية التي لا تحتمل إلّا معنى واحدا
هذا هو الفرق بين الآيتين
قال الإمام الرازي ((إعلم أن القرآن دل على أنه بكليته محكم، ودل على أنه بكليته متشابه، ودل على أن بعضه محكم، وبعضه متشابه.
أما ما دل على أنه بكليته محكم، فهو قوله
{الر تِلْكَ ءَايَـ?تُ ?لْكِتَـ?بِ ?لْحَكِيمِ}
[يونس: 1]
{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءَايَـ?تُهُ}
[هود: 1] فذكر في هاتين الآيتين أن جميعه محكم، والمراد من المحكم بهذا المعنى كونه كلاماً حقاً فصيح الألفاظ صحيح المعاني وكل قول وكلام يوجد كان القرآن أفضل منه في فصاحة اللفظ وقوة المعنى ولا يتمكن أحد من إتيان كلام يساوي القرآن في هذين الوصفين، والعرب تقول في البناء الوثيق والعقد الوثيق الذي لا يمكن حله: محكم، فهذا معنى وصف جميعه بأنه محكم.))(/)
مسيلمة النجار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[زيد العمري]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 03:58 ص]ـ
أسمعتم بالمسمى الدكتور كامل النجار ........... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فله مقالات افتراها ولا أريد هنا ذكر ما قاله، ولكنه طعن بلغته العربية شبه العامية وشبه الأجنبية في صميم رسالة نبينا محمد عليه أفضل الصلوات
وفي الخلفاء، وعائشة، وفي قرآننا
http://www.metransparent.com/texts/kamel_el_najjar_unfailing_prophets.htm
http://kitabat.com/kamel_alnajar_2_2.htm
http://kitabat.com/kamel_alnajar.htm
والعياذ بالله(/)
أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخَالِقِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 09:56 ص]ـ
قوله تعالى
(أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخَالِقِينَ) 125 الصافات
لماذا لم يذكر السياق بدلا من " تذرون" لفظة " تدعون" بمعنى تتركون
--------------------------------------------------------------------
قال الألوسي
(وهاهنا سؤال مشهور وهو ما وجه العدول عن تدعون بفتح التاء والدال مضارع ودع بمعنى ترك إلى {*تذرون} مع مناسبته ومجانسته لتدعون قبله دون تذرون وأجيب عن ذلك بأجوبة
-----------------------------------------------
.
الأول
أن في ذلك نوع تكلف والجناس المتكلف غير ممدوح عند البلغاء ولا يمدح عندهم ما لم يجىء عفوا بطريق الاقتضاء ولذا ذموا متكلفه فقيل فيه: طبع المجنس فيه نوع قيادة أو ما ترى تأليفه للأحرف
قاله الخفاجي، وفي كون هذا البيت في خصوص المتكلف نظر وبعد فيه ما فيه،
-------------------------------------------------------------
الثاني
أن في تدعون إلباساً على من يقرأ من المصحف دون حفظ من العوام بأن يقرأه كتدعون الأول ويظن أن المراد إنكار بين دعاء بعل ودعاء احسن الخالقين، وليس بالوجه إذ ليس من سنة الكتاب ترك ما يلبس على العوام كما لا يخفى على الخواص.
والصحابة أيضاً لم يراعوهم وإلا لما كتبوا المصحف غير منقوط ولا ذا شكل كما هو المعروف اليوم، وفي بقاء الرسم العثماني معتبراً إلى انقضاء الصحابة ما يؤيد ما قلنا،
------------------------------------------------
والثالث
أن التجنيس تحسين وإنما يستعمل في مقام الرضا والإحسان لا في مقام الغضب والتهويل،
----------------------------------------------
الرابع
ما نقل عن الإمام فإنه سئل عن سبب ترك تدعون إلى {*تذرون} فقال: ترك لأنهم اتخذوا الأصنام آلهة وتركوا الله تعالى بعدما علموا أن الله سبحانه ربهم ورب ?بائهم الأولين استكباراً فلذلك قيل: {بَعْلاً وَتَذَرُونَ} ولم يقل وتدعون، وفيه القول بأن دع أمر بالترك قبل العلم وذر أمر بالترك بعده ولا تساعده اللغة والاشتقاق،
---------------------------------------------
الخامس
أن لانكار كل من فعلى دعاء بعل وترك احسن الخالقين علة غير علة إنكار الآخر فترك التجنيس رمزاً إلى شدة المغايرة بين الفعلين،
--------------------------------
السادس
أنه لما لم يكن مجانسة بين المفعولين بوجه من الوجوه ترك التجنيس في الفعلين المتعلقين بهما وإن كانت المجانسة المنفية بين المفعولين شيئاً والمجانسة التي نحن بصددها بين الفعلين شيئاً آخر، وكلا الجوابين كما ترى،
-----------------------------------------------
السابع
أن يدع إنما استعملته العرب في الترك الذي لا يذم مرتكبه لأنه من الدعة بمعنى الراحة ويذر بخلافه لأنه يتضمن إهانة وعدم اعتداد لأنه من الوذر قطعة اللحم الحقيرة التي لا يعتد بها. واعترض بأن المتبادر من قوله بخلافه أن يذر إنما استعملته العرب في الترك الذي يذم مرتكبه فيرد عليه قوله تعالى:
{فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}
[الأنعام:112،137] وقوله سبحانه:
{وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ ?لرّبَو?اْ}
[البقرة: 278] إلى غير ذلك وفيه تأمل.
--------------------------------------------------------
الثامن
أن يدع أخص من يذر لأنه بمعنى ترك الشيء مع اعتناء به بشهادة الاشتقاق نحو الإيداع فإنه ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها ولهذا يختار لها من هو مؤتمن عليها ونحوه موادعة الأحباب وأما يذر فمعناه الترك مطلقاً أو مع الأعراض والرفض الكلي، قال الراغب: يقال فلأن يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به ومنه الوذر وهو ما سمعت آنفاً، ولا شك أن السياق إنما يناسب هذا دون الأول إذ المراد تبشيع حالهم في الاعراض عن ربهم وهو قريب من سابقه لكنه سالم عن بعض ما فيه،
-----------------------------------------------------
التاسع
أن في تدعون بفتح التاء والتدال ثقلاً ما لا يخفى على ذي الذوق السليم والطبع المستقيم {وَتَذَرُونَ} سالم عنه فلذا اختير عليه فتأمل والله تعالى أعلم،))
--------------------------------------------------
والحقيقة أن الألوسي قد نقد كل من الأقوال السابقة عدا القول الثامن
((الثامن
أن يدع أخص من يذر لأنه بمعنى ترك الشيء مع اعتناء به بشهادة الاشتقاق نحو الإيداع فإنه ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها ولهذا يختار لها من هو مؤتمن عليها ونحوه موادعة الأحباب وأما يذر فمعناه الترك مطلقاً أو مع الأعراض والرفض الكلي، قال الراغب: يقال فلأن يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به ومنه الوذر وهو ما سمعت آنفاً، ولا شك أن السياق إنما يناسب هذا دون الأول إذ المراد تبشيع حالهم في الاعراض عن ربهم وهو قريب من سابقه لكنه سالم عن بعض ما فيه،))
وأنا اقتنعت به
المهم هو ماذا ترون أنتم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطائي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 10:17 ص]ـ
وهل نملك إلا أن نقتنع؟!
بل اقتنعنا واقتنعنا!!
بارك الله فيك أيها الشيخ الكريم، سِرْ في هذه الطريق المباركة، تمرّ عليك الثواني - إن شاء الله - حسناتٍ وحسنات، وليعضّ أصابعَ الندم من يتسمّر أمام المراقص الفضائية؛ فتمرّ عليه الثواني حسراتٍ وحسرات.
لا حرمك الله الأجر أيها المشتغل بأعظم عظيم ...
هل تتفضّل بإيضاح هذه العبارة التي وردت آنفاً:
"طبع المجنس فيه نوع قيادة"
فقد وقف أمامها حائراً فهمي الهزيل!!
لك التحية ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 10:39 ص]ـ
أخي الطائي
هو بيت شعر فهم منه البعض النكير على تكلف الجناس في الكلام
والبيت هو للخفاجي
طبع المجنس فيه نوع قيادة أو ما ترى تأليفه للأحرف
والألوسي استبعد هذا المعنى فقال
(وفي كون هذا البيت في خصوص المتكلف نظر وبعد فيه ما فيه،)
ومع جلال قدر الألوسي ودقة فهمه إلّا أنّ البيت يتعلق في متكلف الجناس---فطبع " المجنس"قائل الجناس يقود تسلسل الأحرف والكلمات---أي أنه يتخذ قرارات فيما يتعلق بالجناس المصاغ بحسب ما ترتئيه طبيعة قائل الجناس--وهذا هو التكلف بذاته
ـ[الطائي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 11:15 ص]ـ
بارك الله في علمك يا شيخنا ...
ـ[عبدالله]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 10:02 م]ـ
أخي الكريم جمال حسني الشرباتي
هلا ذكرت المصدر الذي استقيت منه ان البيت للخفاجي
فقد قرأت في الجزء الأول لديوان ابن سناء الملك تحقيق محمد ابراهيم نصر
أن البيت للأسعد بن مماتي
و لك الشكر
ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 10:40 م]ـ
جزيت الجنَة ونفعنا الله بعلمك إن شاء الله.
ـ[باتل]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة الوافية.
ـ[رسالة]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 11:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
بصفتي من العوام سأختار القول الثاني
الثاني
أن في تدعون إلباساً على من يقرأ من المصحف دون حفظ من العوام بأن يقرأه كتدعون الأول ويظن أن المراد إنكار بين دعاء بعل ودعاء احسن الخالقين، وليس بالوجه إذ ليس من سنة الكتاب ترك ما يلبس على العوام كما لا يخفى على الخواص.
والصحابة أيضاً لم يراعوهم وإلا لما كتبوا المصحف غير منقوط ولا ذا شكل كما هو المعروف اليوم، وفي بقاء الرسم العثماني معتبراً إلى انقضاء الصحابة ما يؤيد ما قلنا،
وسبحان الله هذا هو الإعجاز في القرآن كل يفهمه بحسب مستواه العلمي.
بارك الله فيك وفيما كتبت(/)
اللف والنشر
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 11:03 ص]ـ
اللف والنشر
المقصود باللف والنشر هو أن تلف شيئين أو أكثر ثم ترى بتفسيرهما جملة، ثقة بأن السامع يرد إلى كل واحد ما له. مثال ذلك: قوله تعالى"ومن اّياته جعل لكم الليل والنهارلتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله".
وقال امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي
واللف هو قلوب الطير في حالتي الرطب واليبس والنشر هو العناب والحشف البالي، وقد أعطى الشاعر الأول من الأشياء المنشورة للأول من الأشياء الملفوفة، وأعطي الثاني من الأشياء المنشورة للثاني من الأشياء الملفوفة ,وذلك على أساس منزلة المعنى.
ومثل ذلك المقابلة، قال تعالى: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى" فقد قابل بين الإعطاء والبخل وبين اتقى واستغنى وصدق وكذب واليسرى والعسرى"
وهذا يدل على أن الكلام يترتب بحسب قوة العلاقة المعنوية،،والمتقدم في الرتبة متقدم في الموقع والمنزلة والمتأخر في الرتبة متأخر في الموقع والمنزلة.
والله أعلم
ـ[الطائي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 12:40 م]ـ
ما زلنا نتفيأ ظلالك أيها الأستاذ الفاضل، ونلتقط ما تنثر من درّ، وندعو لك بالخير ...
همسة: أليس الصواب (قال امرؤ القيس)؟!
لك التحية ...
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 11:32 ص]ـ
يبدو أن عدوى التوهم قد انتقلت إلى الإملاء
شكرا لك أستاذي الفاضل
ـ[وليد المعمري]ــــــــ[17 - 07 - 2009, 08:23 م]ـ
بارك الله فيك
معلومة مختصرة وفيدة
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 12:47 م]ـ
شكرا للفاضل على المعلومة القيمة ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 05:40 م]ـ
أخي الشريدة
جزاك الله خيرا على المعلومة المفيدة
لكن: أرجو أن تتثبّت أكثر عند نقل الآيات، فالآية الصحيحة ليستْ كما ذكرتَ، وإنما هي
{ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} القصص 73
وشكر الله لك
ـ[أبو منة]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 10:27 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذ عزام علي هذ
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 12:28 ص]ـ
فجاء قوله: (إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور) على مقابلة قوله: (وما يستوي الأحياء ولا الأموات) مقابلة اللفِّ بالنشر المرتب.(/)
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 12:18 م]ـ
:::
قوله تعالى (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِينَ) 20 المؤمنون
# الشجرة هي شجرة الزيتون على أساس أنها شجرة تنتج الدهن وهو الزيت
# فإذا كانت الشجرة هي الزيتون فهل " طور سيناء" هو جبل الطور في القدس؟
قال الشوكاني (قال الواحدي: المفسرون كلهم يقولون: إن المراد بهذه الشجرة: شجرة الزيتون، وخصت بالذكر، لأنه لا يتعاهدها أحد بالسقي، وهي التي يخرج الدهن منها، فذكرها الله سبحانه امتناناً منه على عباده بها؛ ولأنها أكرم الشجر وأعمها نفعاً وأكثرها بركة، ثم وصف سبحانه هذه الشجرة بأنها {تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء} وهو جبل ببيت المقدّس، والطور الجبل في كلام العرب))
وبالفعل فإن صحراء سيناء بلا شجر زيتون مما يجعلنا نرجح أن صحراء سيناء ليست هي المقصودة في هذه الآية---
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 12:09 ص]ـ
ونحيل الإخوة إلى البحث ((القرآني)) "المقوى بالدلائل" للأخ الباحث صلاح الدين, بعنوان
"سفينة نوح استوت بجانب المسجد الاقصى"
www.alassrar.com
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 05:29 ص]ـ
حبذا لو علق الأخ محمد على موضوعي
فما أحالنا إليه لا علاقة له في موضوعي
يمكن له أن يفتح مشاركة جديدة حول خواطر صاحبه
ـ[صوت الحق]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 01:13 م]ـ
أخي الكريم محمد أحالك إلى دراسة تشرح أين هو طور سيناء!!!
ألم تقرأهها؟!!
يا حبذا لو يحترم كل منا الآخر ويقرأ ما عنده قبل مهاجمته
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 01:18 م]ـ
لست أدري من يهاجم من هنا؟؟
قلنا لصاحبك لا علاقة بين موضوعنا وما أحالنا عليه
وإن أراد فليفتتح رابطا حول موضوع سفينة نوح--ولقد قرأناه ولم نجد فيه ما يقنع---
ـ[صوت الحق]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 02:15 م]ـ
إقرأه جيداً قبل ألا تقتنع فهو يتحدث عن طور سيناء الجودي طور بيت المقدس كما تسائلت
(فإذا كانت الشجرة هي الزيتون فهل " طور سيناء" هو جبل الطور في القدس؟)
****** المهم الرابط على علاقة مباشرة مع موضوعك!
لكن هل تعلم أرى أن ***** من يسأل هذا السؤال التدبري أولى بالإقتناع http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=57
أخي الكريم يجب عليك احترام مخالفيك في هذا المنتدى
القاسم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 02:25 م]ـ
والله أنا منزعج من طريقة مخاطبتك للأخرين
قولك (******* المهم الرابط على علاقة مباشرة مع موضوعك)
فيه استخفاف بنا----وليس غريبا عنكم فأنتم تستخفون بآراء عظمائنا الأوائل فكيف لا تستخفون بنا؟؟
تم حذف النص لحذف ما يقابله
القاسم
ـ[صوت الحق]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 02:36 م]ـ
يا أخي لماذا تخرج عن الموضوع؟
إقتنعت أن ما في الرابط على علاقة مباشرة أم لا؟
أما قولك أننا نستخف أخي الكريم اتقي الله ولن أزيد!
إقرأ جيداً قبل أن تهاجم أخوك المسلم
وأنهي معك الحديث إلى هذا الحد لأني لا أحب الجدال
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 04:09 م]ـ
يا أخي لماذا تخرج عن الموضوع؟
إقتنعت أن ما في الرابط على علاقة مباشرة أم لا؟
أما قولك أننا نستخف أخي الكريم اتقي الله ولن أزيد!
إقرأ جيداً قبل أن تهاجم أخوك المسلم
وأنهي معك الحديث إلى هذا الحد لأني لا أحب الجدال
الحمد لله أولا وأخيرا
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 10:19 ص]ـ
انه مما يُحسب لأخينا الأستاذ الشرباتي، سعة إطلاعه، وتلك الأسئلة الجميلة والدقيقة التي يُتحفنا بطرحها هنا ..
وان اختلفنا في طريقة البحث، والاستدلال. لكنه يثير شهيتنا للبحث ويدفعنا لاستثارة العقول في تدبر كتاب الله عز و جل.
فان وقف بعد بداية مشرقة، فنحن من سنكمل الطريق في تعظيم كلام ربنا ولا نقف عند سلف ولا خلف، فما وسعهم يسعنا، ومن أعطاهم الأفهام لم يحرمنا بفضله.
يقول الشوكاني ان (الطور هو جبل بيت المقدس)، وقد نتفق معه،
وقد نختلف أيضاً!!
ولكن منهج الهدى يُلزمنا بتوضيح حجتنا حين الاتفاق أو الاختلاف. ويُلزمه هو أيضاً-رحمه الله- بتوضيح طريقته في الوصول إلى ما وصل إليه.
و سأسرد هنا- إن شاء الله- ما أراه حجة في هذا الموضوع، والله أعلم ..
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 01:59 م]ـ
الله الله يا خالد!.
هنيئا لأهل القرآن بك!.
أما مثل صوت الحق, فمثل أبي ذر!.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 07:05 م]ـ
هذا الموضوع ملاحظ(/)
أين أنت يا لؤي الطيبي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 07:14 م]ـ
قوله تعالى
(قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) 65 النمل
هذه الآية التي أمامكم فيها لفظ الجلالة مرفوع بالضمة---وهو بدل من "أحد" لأن " من في السماوات والأرض " تقدر ب"أحد"
معنى الآية يؤول إلى مايلي "لا يعلم أحد ممن في السماوات والأرض الغيب إلا الله" وعلى هذا يكون الله ممن يتواجدون في السماوات والأرض وهذا باطل والعياذ بالله
ولقد اضطر الرازي لسلوك مسلك شائك في تفسير هذه الآية فقال
(هذه الآية متروكة الظاهر لأن من قال إنه تعالى في المكان زعم أنه فوق السموات، ومن قال إنه
ليس في مكان فقد نزهه عن كل الأمكنة، فثبت بالإجماع أنه تعالى ليس في السموات والأرض فإذن
وجب تأويله فنقول إنه تعالى ممن في السموات والأرض كما يقول المتكلمون: الله تعالى في كل مكان
على معنى أن علمه في الأماكن كلها، لا يقال إن كونه في السموات والأرض مجاز وكونهم فيهن
حقيقة وإرادة المتكلم بعبارة واحدة ومجازاً غير جائزة، لأنا نقول كونهم في السموات والأرض، كما
أنه حاصل حقيقة وهو حصول ذواتهم في الأحياز فكذلك حاصل مجازاً، وهو كونهم عالمين بتلك
الأمكنة فإذا حملنا هذه الغيبة على المعنى المجازي وهو الكون فيها بمعنى العلم دخل الرب سبحانه
وتعالى والعبيد فيه فصح الاستثناء.))
فما رأيكم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 05:55 ص]ـ
لاحظوا أنّ التحليل السابق قائم على أن الإستثناء من النوع المتصل---
ربما لو بدأنا في التفكير على أنّه من النوع المنقطع لتوصلنا إلى تحليل آخر
ما رأي الأخوة كلهم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 06:46 ص]ـ
وعلى أساس القول أنّ الإستثناء منقطع فإن البيضاوي فسر الآية بما يلي
({قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ?لسَّمَـ?وَاتِ وَ?لأَرْضِ ?لْغَيْبَ إِلاَّ ?للَّهُ} لما بين اختصاصه تعالى بالقدرة التامة الفائقة العامة أتبعه ما هو كاللازم له، وهو التفرد بعلم الغيب والاستثناء منقطع، ورفع المستثنى على اللغة التميمية للدلالة على أنه تعالى إن كان ممن في السموات والأرض ففيها من يعلم الغيب مبالغة في نفيه عنهم،))
إذ علق علمهم بالغيب بوجود ذات الله في السماوات والأرض---ولأن ذات الله يستحيل أن تكون في السماوات والأرض يستحيل أن يعلم أحد الغيب
والبيضاوي في هذا التفسير تابع للزمخشري الذي قال
(فإن قلت: لم رفع اسم الله، والله يتعالى أن يكون ممن في السموات والأرض؟ قلت: جاء على لغة بني تميم، حيث يقولون: ما في الدار أحد إلا حمار، يريدون: ما فيها إلا حمار، كأن أحداً لم يذكر. ومنه قوله: عَشِيَّةَ مَا تُغنِي الرِّماحُ مَكَانَهَا وَلاَ النَّبْلُ إلاَّ الْمَشْرَفِيُّ الْمُصَمّمُ
وقولهم: ما أتاني زيد إلا عمرو، وما أعانه إخوانكم إلا إخوانه. فإِن قلت: ما الداعي إلى اختيار المذهب التميمي على الحجازي؟ قلت: دعت إليه نكتة سَرية. حيث أخرج المستثنى مخرج قوله: إلا اليعافير، بعد قوله: ليس بها أنيس، ليؤول المعنى إلى قولك: إن كان الله ممن في السموات والأرض، فهم يعلمون الغيب، يعني: أنّ علمهم الغيب في استحالته كاستحالة أن يكون الله منهم،)
وما زلت أسعى وراء تفسير آخر---أو أن ييأسني أحدكم---فما رأيكم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 12:35 م]ـ
طيب ما رأيكم فيما يلي
(قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
إذا قدرت الجملة (مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)
بلفظة " أحد"
صار معنى الآية مصاغا مع التقدير
"لا يعلم الغيب أحد إلا الله يعلمه"
وبهذا يرتفع الإشكال
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وهذا - والله أعلم بأسرار كتابه - هو الصحيح. وبهذا يُعرف سر كونه لم يقل: " لا يعلم أحد الغيب إلا هو "، كما بين ذلك البقاعي في تفسيره .. وهو التنبيه على المظروفية والحاجة، وأن الظرف حجاب، لا يرتاب فيه مرتاب ..
وقد يزيل اللبس في الموضوع من الرواية التي أوردها القرطبي في تفسيره عن الحجاج، وملخصها: أنه دخل منجِّم على الحجاج فاعتقله .. ثم أخذ حصيات فعدّهن، ثم قال: كم في يدي من حصاة؟ فحسب المنجِّم ثم قال: كذا؛ فأصاب. ثم اعتقله فأخذ حصيات لم يعدّهن، فقال: كم في يدي؟ فحسب فأخطأ، ثم حسب فأخطأ؛ ثم قال: أيها الأمير أظنك لا تعرف عددها؛ قال: لا. قال: فإني لا أصيب. قال: فما الفرق؟ قال: إن ذلك أحصيته فخرج عن حدّ الغيب، وهذا لم تحصه فهو غيب و {لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ?لسَّمَاواتِ و?لأَرْضِ ?لْغَيْبَ إِلاَّ ?للَّهُ}.
هذا والله أعلم(/)
لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 04:27 م]ـ
:::
قوله تعالى
(قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ) 29 الشعراء
لم ذكر السياق على لسان صاحب مصر لموسى عليه السلام (لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ) ولو قال له "لأسجننّك" لكان أكثر اختصارا؟
قال الزمخشري (فإن قلت: ألم يكن: لأسجننك، أخصر من {لاجْعَلَنَّكَ مِنَ
?لْمَسْجُونِينَ} ومؤدياً مؤداه؟ قلت: أما أخصر فنعم. وأما مؤدّ مؤدّاه فلا؛ لأن معناه: لأجعلنك واحداً
ممن عرفت حالهم في سجوني. وكان من عادته أن يأخذ من يريد سجنه فيطرحه في هوّة ذاهبة في
الأرض بعيدة العمق فرداً لا يبصر فيها ولا يسمع، فكأن ذلك أشدّ من القتل وأشدّ.))
والحقيقة التي أرغب في تبيانها أن العديد من المفسرين يعتمد على عبارة الزمخشري ويكررها كما هي
أنظروا قول الرازي ((فإن قيل لم قال: {لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ?لْمَسْجُونِينَ} ولم يقل لأسجننك مع أنه
أخصر؟ جوابه: لأنه لو قال لأسجننك لا يفيد إلا صيرورته مسجوناًأما قوله: {لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ
?لْمَسْجُونِينَ} فمعناه أني أجعلك واحداً ممن عرفت حالهم في سجوني، وكان من عادته أن يأخذ من
يريد أن يسجنه فيطرحه في بئر عميقة فرداً لا يبصر فيها ولا يسمع فكان ذلك أشد من القتل))
أما إبن عاشورفقال (ومعنى: {لأجعلنك من المسجونين} لأسجننك، فسلك فيه طريقة الإطناب لأنه أنسب بمقام التهديد لأنه يفيد معنى لأجعلنك واحداً ممن عرفتَ أنهم في سِجني، فالمقصود تذكير موسى بهول السجن))
فهو وإن كانت عبارته مختلفة عن عبارة صاحب الكشاف إلا أنه أشار إلى
نفس المعنى تقريبا وهو تذكير موسى بهول السجن وما يلاقيه أهله.
إن ما يسعى إليه البعض من جعل الناس يزهدون في تفسير الزمخشري لكونه وافق المعتزلة في بعض الآراء لهو نهج مخرب وغير مفيد
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 09:54 ص]ـ
قلت ـ أخي جمال ـ: إن ما يسعى إليه البعض من جعل الناس يزهدون في تفسير الزمخشري لكونه وافق المعتزلة في بعض الآراء لهو نهج مخرب وغير مفيد ...
وصدقت فهو نهج مخرب وغير مفيد على رأيك وما يوافق هوى نفسك، والدليل عندك فقط، هو أن من نحا نحوه لم يخرجوا عن عبارته، فهل هذا دليل على إمامته، ووجوب اعتماد تفسيره؟!
لا أظن ذلك كذلك.
وأما نحن فما زلنا نحذر من تفسير الزمخشري، لا من لغته وجودة بلاغته، ولكن مما دسه فيه من عقيدته التي لا توافق معتقد أهل السنة والجماعة، وسنظل نحذر منه ما بقينا، نصحًا للأمة، وتحذيرًا لها من الوقوع في عقيدة المعتزلة، التي يعد الزمخشري من أئمتها.
وليس ذلك فقط، بل نحذر من بعض اللفتات البلاغية التي تنقلها لنا ـ هداك الله ـ من هنا وهناك، وغالبها من كتب المعتزلة، أو من كتب من نقل عباراتهم ـ كما أشرت في مشاركتك ـ
والظاهر أن أكثر من كتب في البلاغة هم المعتزلة، ولذا فنحذر بوجه عام من قبول أي لفتة أو تخريج بلاغي لآية من كتاب الله دون إنعام النظر في ذلك التخريج، وعرضه على آيات الكتاب وأحاديث الحبيب، فما وافق أخذنا به؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها، وما خالف ضربنا به عرض الحائط، ولا كرامة له ولا لصاحبه ... ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا، ويقينا شر أنفسنا، إنه سميع مجيب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 03:14 م]ـ
الأخ البصري لا مانع شرعي من دراسة علم الصواريخ من الروس الشيوعيين
ولا مانع من دراسة علم البلاغة من عند الكشاف أو اللغة من عند إبن جنّي مع المحافظة على نقاء التوجه
وأحذرك وأحذر نفسي من الإقصاء فهو داء يجعل الأقلية ترى الحقّ معها فتضطهد الأكثرية(/)
نظرات بلاغية (أولى الأنعام)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 11:31 م]ـ
وقفات مع آيات الله تعالى لنتذوق بلاغتها جملة وكلمة وحرفاً وتركيباً.
الآية الأولى من سورة الأنعام
قال تعالى: “الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. ” (الأنعام 1).
هذه الآيات من سورة الأنعام، وهذه السورة ليس لها إلا هذا الاسم. وقد نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة واحدة، وشيّعها سبعون ألف ملك بالتسبيح والتحميد. وسميت سورة الأنعام لما تكرر فيها من لفظ “الأنعام” ست مرات. وهي سورة مكية بالاتفاق.
* بين الحمد والشكر
وقد ابتدأت السورة بالحمد في قوله سبحانه: “الحمد لله” للإشعار بأن حق الحمد ليس إلا لله، لأنه الخالق المبدع. وجملة “الحمد لله” تفيد استحقاق الله تعالى الحمد وحده دون غيره، لأنها تدل على التخصيص أو القصر. واللام في كلمة “الحمد” للجنس، فدّلت على انحصار استحقاق هذا الجنس أي الحمد أو قل تخصيص مطلق الحمد لله تعالى.
والفرق بين الشكر والحمد ان الشكر هو الاعتراف بالنعمة والإقرار بها على جهة التقدير والتعظيم للمنعم والواهب، والحمد هو الاعتراف بالجميل أيضاً على جهة التعظيم، ويصح على النعمة وغير النعمة، والشكر لا يصح إلا على النعمة. والاعتماد في الشكر على ما توجبه النعمة وفي الحمد على ما توجبه الحكمة. ويجوز للانسان ان يحمد نفسه لأمور أو أفعال جليلة يفعلها، ولا يجوز ان يشكر نفسه، لأن الشكر بمثابة دَيْن يجب أداؤه، ولا يجوز ان يكون للانسان على نفسه دين.
وقد أفاد الاسم الموصول (الذي) مع صلته في قوله: “الذي خلق السماوات والأرض ... ” التذكير بعظيم صفة الخلق الذي عم السماوات والأرض وما فيهن. وفي هذا اشارة الى عظمة قدرة الله تعالى.
ومما يلحظ في الآية اختيار لفظ “الخلق” للسماوات والأرض ولفظ “الجعل” للظمات والنور، لأن في الخلق ملاحظة معنى التقدير، وفي الجعل ملاحظة معنى الانتساب، يعني كون الشيء مجعولاً مخلوقاً لأجل غيره أو منتسباً الى غيره، بعبارة أوضح نستطيع ان نقول: ان الجعل تابع للخلق أو الجعل فرع والخلق أصل. ففِعل “خَلَق” أليق بإيجاد الذوات، والفعل “جَعَل” أنسب لإيجاد أحوال الذوات ونظامها. والتفرقة بين الفعلين تعد من فصاحة الكلمات، وان لكل كلمة مع صاحبتها مقاماً.
وخصّت الظلمات والنور بالذكر قوله تعالى: “وجعل الظلمات والنور”، لاستواء جميع الناس في إدراكهما والشعور بهما. وفيهما إشارة الى ان الكفر يشبه الظلمة، لأنه انغماس في الجهالة والحيرة والضلال، والإيمان يشبه النور، لأن فيه هداية ورشاداً.
* إفراد وجمع
ومما يلحظ في هذه الآية أيضاً جمع السماوات والظلمات وإفراد الأرض والنور، فما السر في ذلك؟
تجدر الإشارة أولاً الى ان كلمتي “الأرض والنور” لم تردا في القرآن الكريم إلا مفردتين، وبيان ذلك بالتفصيل ان كلمة “الأرض” ذُكرت في القرآن احدى وستين وثلاثمائة مرة، وجاءت في مائة وستة وسبعين موضعاً في مقابلة لفظ “السماوات” مجموعة، بمعنى انه إذا جاءت “السماء” مجموعة جيء بالأرض مفردة معها في كل موضع من القرآن الكريم، ولما أريد جمع الأرض قيل: “الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن” ولعل السر في هذا هو ان إيثار المفرد في هذا الموضع انما كان لخفته وسهولة نطقه وحسن جرسه وسلاسته وهذا من ضروب الفصاحة. وهذه نفسها نعلل بها جمع لفظ “الظلمات” حيث لم يرد في القرآن إلا جمعاً، وكذلك لفظ “النور” فإنه لم يرد في لغة القرآن إلا مفرداً وذلك لخفتهما على السمع وعذوبتهما.
ولو حاولت النطق بجمع هاتين الكلمتين “الأراضي أو الأرضون، والأنوار” لتبين لك الفرق في الخفة. وعطِف قوله: “ثم الذين كفروا بربهم يعدلون” على جملة “الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض” وقد دلت “ثم” في قوله “ثم الذين كفروا” على الاستبعاد والتعجب من هؤلاء المشركين الذين عدلوا عن عبادة الله تعالى مع علمهم بأنه سبحانه هو خالق ومدبر هذا الكون. وهذا المعنى مستمد أيضاً من السياق مع ما دل عليه حرف التراخي “ثم” من ان هؤلاء الكفار على الرغم من طول مشاهدتهم لعظم قدرة الله وبديع خلقه مما ينطق بعظمته ووحدانيته وقدرته إلا انهم أشركوا به وهذا ما يتعجب منه.
والتعبير بالفعل المضارع في قوله “يعدلون” دل على استمرار كفر هؤلاء وتجدده، ومعنى “يعدلون” يسوّون.
منقول ..
يبدو أنني سأغير اسمي لأنه ثقيل:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 05:07 ص]ـ
ما أجمل هذا الكلام
واصلي يا أخت أنوار إمتاعنا بما تكتبين
ثم---ما المشكلة في إسمك؟؟
بالعكس فقد أوحى إلي بإسم لإبنتي المقبلة(/)
من روائع الاستعاره في لغه القرآن
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 01:57 ص]ـ
قال تعالى: (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) (يّس:37)
استعير في الآية الكريمة: " السلخ " وهو كشط الجلد عن الشاة ونحوها لإزالة ضوء النهار عن الكون قليلاً قليلاً، بجامع ما يترتب على كل منهما من ظهور شيء كان خافياً، فبكشط الجلد يظهر لحم الشاة، وبغروب الشمس تظهر الظلمة التي هي الأصل والنور طاريء عليها، يسترها بضوئه. و هذا التعبير الفني يسميه علماء البلاغة " الاستعارة التصريحية التبعية ".
استعارة رائعة وجملية، إنها بنظمها الفريد وبإيحائها وظلها وجرسها قد رسمت منظر بديعاً للضوء وهو ينحسر عن الكون قليلاً قليلاً وللظلام وهو يدب إليه في بطء.
إنها قد خلعت على الضوء والظلام الحياة، حتى صارا كأنهما جيشان يقتتلان، قد أنهزم أحدهما فولى هارباً، وترك مكانه للآخر.
تأمل اللفظة المستعارة وهي " نسلخ " إن هذه الكلمة هي التي قد استقلت بالتصوير والتعبير داخل نظم الآية المعجز فهل يصلح مكانها غيرها؟
قال تعالى: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) (التكوير:18) استعير في الآية الكريمة خروج النفس شيئاً فشيئاً لخروج النور من المشرق عند انشقاق الفجر قليلاً قليلاً بمعنى النفس، تنفس بمعنى خرج النور من المشرق عند انشقاق الفجر.
استعارة قد بلغت من الحسن أقصاه، وتربعت على عرش الجمال بنظمها الفريد، إنها قد خلعت على الصبح الحياة حتى لقد صار كائنا حيا يتنفس، بل إنساناً ذا عواطف وخلجات نفسية، تشرق الحياة بإشراق من ثغره المنفرج عن ابتسامة وديعة، وهو يتنفس بهدوء، فتتنفس معه الحياة، ويدب النشاط في الأحياء على وجه الأرض والسماء، أرأيت أعجب من هذا التصوير، ولا أمتع من هذا التعبير؟
ثم تأمل اللفظة المستعارة وهي " تنفس " أنها بصوتها الجميل وظلها الظليل، وجرسها الساحر قد رسمت هذه الصورة البديعة في إطار نظم الآية المعجزة، فهل من ألفاظ اللغة العربية على كثرتها يؤدي ما أدته، ويصور ما صورته؟
(وسبحان الله عما يصفون)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 05:03 ص]ـ
ما هذا الأداء المتميز يا سليم
واصل أرجوك الكتابة وفي شتى مواضيع البلاغة
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 02:30 م]ـ
السلام عليكم
الاستعارة: هي ان تستعير للشيئ ما يليق به من لفط, ووضع الكلمه مستعاره له من موضع آخر, وهي من سنن العرب وكبد لسانهم الفصيح ومحل فخرهم وإعتزازهم لأن الاستعارة تزيد من الصور والتشبيه ,وتُحدث وقعاً في أذان السامعين, وتترك اثاراً أبلغ في النفوس, وتبلغ المرام بيسر وإغداق, وتذهب بالسامع اي مذهب, ولا يكاد موضع قي اللغة إلا واستعار, وحتى العامة تستعيرفيقولون: طار عقله, وأجر الطابق العلوي, وغيرها .... ,والعرب ابدعوا فيه ايما إبداع حيث كان لهم في كل مناسبه استعارة,
كقولهم في استعارة الآعضاء لما ليس من الحيوان: رأس الامر, رأس المال, وجه النار, لسان النار, يد الدهر, ساق الشجرة, وغيرها ...
وكقولهم في التفرق: انشقت عصاهم, شالت نعامتهم, فسا بينهم الظبيان.
وكقولهم في اشتداد الامر: كشفت الحرب عن ساقها, ابدى الشر عن ناجذيه, حمي الوطيس, وغيرها ...
زكقولهم في محاسن الادب: الادب غذاء الروح, النار فاكهة الشتاء, الصبر مفتاح الفرج, وغيرها كثير.
يتبع_
ـ[عالم آخر]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 07:56 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ القاسم لقد وعدتك بانتظار فتوى العلماء ولكني أتجرأ هنا لأني متأكد من حلمك وكرمك وقبولك لي بأن أكتب هذه السطور فقط .. وشكراً لك مقدماً.
كيف حالك أخي سليم؟ انشاء الله بخير. حسناً ما ذكرته جميل جداً ولكن عندي سؤال: لماذا يستخدم الله تراكيب يضطر فيها الى استعارة ألفاظ لبيان المعنى وكأنه يقول يا عبدي أنت لا تجد ما تفصح به عن معناك الذي في وجدانك فتستعير وأنا أيضاً لا أجد فأستعير؟ هل الله غير قادر على الافصاح؟ أم يستحي من الحق؟ أم لا توجد كلمات فقد انتهت كل مفردات اللسان العربي؟ أم هو غير عالم بالحقائق؟
ولو تسمح لي أسألك سؤال آخر: لماذا لا تحلق بتفكيرك قليلاً وتفكر في امكانية أن يكون هذا التشبيه للصبح بالتنفس حقيقياً!! وأن مفردة (تنفس) في اللغة تعني: انتشار تدريجي للجزيئات في مكان مكبوس من أجل الحفاظ على بقاء نظامٍ ما. حيث أن التنفس هو انتشار تدريجي لجزيئات الهواء في الرئة للمحافظة على نظام الحياة في الجسم وكذلك الصبح حيث تنتشر جزيئات النور تدريجياً على في حيز مكبوس (الضغط الجوي في السماء وسطح الأرض) ألا ترى بأن هذا تشبيه حقيقي؟؟ وكم من حقائق وبحوث حكمت عليها بالقفل من جراء قولك؟ أنت بارع في اللغة العربية وربما تكون أستاذاً فيها كما يبدو ولكن مشكلتك كلها شيء واحد يا أخي .. وهي أنك تريد أن تصف قطعة الماس فتقول أنها زجاج عالي الجودة وتتفنن في اظهار مميزاتها من الملمس الأملس الخارق والصلابة وزواياها الحادة ولكنك لا تراها شيئاً آخر .. شيئاً يسمى الماس وأن لا زجاج يمكن أن يضاهيه لأنه ليس من جنسه!! اذا فهمت ما أقول فاعتبرها هدية من الله وليس مني أنا العبد الفقير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 11:57 م]ـ
السلام عليكم
شكراً أخي عالم آخر على سؤالك عني ,وأسأل الله أن تكون أنت ايضاً بصحة جيدة وعافية.
رغم أنني لم أنهي بعد الموضوع ,سوف أحاول أن أُجيبك على تساؤلاتك, واما قولك" لماذا يستخدم الله تراكيب يضطر فيها الى استعارة ألفاظ لبيان المعنى",فأقول إن الله عزوجل أنزل القرآن بلغة العرب وهي اصطلاحيه ومن وضعهم وكي تصل المعاني الى أذهانهم يجب أن تكون الألفاظ من نفس الفاظهم ومن نفس أُسلوبهم, ولأنه لو أنزله بلغة آخرى أو باسلوب آخر لدعوا عدم فهمه وبرأوا أنفسهم من تكليف القرآن لهم, وكما لو قلت لك أن الله أنزل القرآن باللغة الرومانيه_والعياذ بالله_ويقول:" spune ca exista un singur dumnezeu", فسوف تضحك وتستهزء وتقول أنت بواد ونحن بواد آخر, واما قولك:" وكأنه يقول يا عبدي أنت لا تجد ما تفصح به عن معناك الذي في وجدانك فتستعير وأنا أيضاً لا أجد فأستعير؟ هل الله غير قادر على الافصاح؟ أم يستحي من الحق؟ أم لا توجد كلمات فقد انتهت كل مفردات اللسان العربي؟ أم هو غير عالم بالحقائق؟ ",فاقول هذا ضرب من ضروب الغيب وهو عز وجل لم يُشهد أحداً عند خلقه الإنسان وغيره من المخلوقات ولا أحد يعلم قصده وحكمته من أعماله
او لماذا إختار العربية عن سواها من اللغات وهذا الاسلوب عن غيره ,ولأن العبره في المعاني والاسلوب وليس فقط مجرد مفردات اللسان العربي.
واما بالنسبه لسؤالك الآخير:" لماذا لا تحلق بتفكيرك قليلاً وتفكر في امكانية أن يكون هذا التشبيه للصبح بالتنفس حقيقياً",فاقول كلامك يدل على منهج علمي في التفسير, أخي الحبيب إن العلم أثره أني وكم من نظرية كانت في ألاوج واتضح بعد ذلك فسادها, خذ مثلاً الذره كانت أصغر جسم إستطاع الإنسان أن يصل اليه حتى عقدين او ثلاثة مضت, وأول الكثير من المسلمين الآية:"فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره" على أن ما يفعله الانسان من عمل مهما صغر حتى ولو كان قدر ذرة سوف يراه, على إعتبار أن الذرة أصغر جزء, ولكن وبعد أختراع المجهر الالكتروني إتضح أن الذرة ليست أصغر جسم بل هناك الالكترون والبروتون والنيوترون, ووُجد بعد ذلك أجسام أصغر من الالكترون والبروتون ووو ... ,وخذ ايضاً البنان عندما أُكتشف أنه خاص لكل إنسان ,فطبل وزمر المسلمون وقالوا: القرآن ذكر هذا قبل 14 قرناً حيث أثبت الله عز وجل انه يستطيع أن يسوي بنان الانسان, وجاء العلم وقال إن كل أنسان له جينات خاصه به لا يشاركه أحد فيها ( DNA), وكل خلية من خلاياه من رأسه حتى أخمص قدمه خاصه به.
وهنا كأنك ترى المسلمين حاملين القرآن ويهرعون وراء العلماء والنظريات ويقولون هذا ما قاله القرآن منذ زمن, وأن أُحبطت نظرية ما يقولون ليس هذا ما قصدناه!!!
واما قولك بالنسبه الى الصبح إذا تنفس وأن التنفس حقيقة وليس مجاز آخذاً بظاهر الآية فهذا يجعل الصبح كائن حي ودليل على وجود الحياة فيه لأن التنفس من دلائل وجود الحياة ومنه يُعرف الانسان أحياً او ميتاً, وهذا مناف للواقع لأن مجرد ألانتشار التدريجي لجزيئات الهواء لا يدل على الحياة, خذ مثلاً أنبوبة مطاطيه وأدخل الهواء بها تدريجياً فسوف تتحرك صعوداً وهبوطاً فهل هذا يدل على أن الاتبوبة فيها حياة, لا والف لا, ولا أظنك تقول غير هذا.
ولنفرض جدلاً أن الصبح يتنفس فما قولك في قول الله عز وجل:" أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ " وكيف تفسر الاية دون استعارة وتشبيه وتصوير. اما السلف فقد فسروها:" شبه أكل لحمه ميتًا، المكروه للنفوس [غاية الكراهة]، باغتيابه، فكما أنكم تكرهون أكل لحمه، وخصوصًا إذا كان ميتًا، فاقد الروح، فكذلك، [فلتكرهوا] غيبته، وأكل لحمه حيًا. (السعدي).
والسلام عليك ورحمة الله وبركاتة
ـ[عالم آخر]ــــــــ[13 - 07 - 2005, 11:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أخي سليم. الحمد لله أنا بصحة وعافية وكيف لا أكون وها أنذا اعيش يوماً جديداً في متجر التزود للآخرة بعد أن لم أمت في منامي البارحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله الذي خلق الأشياء كلها. والحمد لله الذي خلق السماء والأرض وأمرهما فأتيا طوعاً. والحمد لله الذي تسبح له الجبال والكائنات كلها. والحمد لله الذي خلق الليل والنهار وأمرهما أن يتعاقبا ولا يسبق أحدهما الآخر فطاعتاه. والحمد لله الذي خلق الصبح وجعله كائناً يتنفس! سبحان الله! الصبح مخلوق مطيع لله! الصبح عند الماديين الحمقى هو أول النهار ولكن ليس عندك يا سليم! أنه يفهم أيضاً وهو موحد لله!
,أعود لموضوع كلام العرب لاقول بأن القواعد العربية لا شأن لها والقرآن فهي لا أساس لها أصلاً! نعم انها حقيقة مؤلمة! فلو بحثت عن أصل هذا العلم لم تجده. استمع الى معركة البصريين والكوفيين حتى تفقه ما أقول! وان الفضيحة الكبرى التي هزت أركان اللغة العربية هي ... القرآن! فقط تأمل في قوله تعالى: (قرآناً عربياً غير ذي عوج) وارجع الى لغة العرب حتى تعرف ان كان فيها عوج أو لا وساترك الأمر لك بعد أن تعرف ما هو العوج!
بالنسبة الى قولك: ان الله عز وجل أنزل القرآن بلغة العرب. أقول: هذا غير صحيح فالقرآن نزل بلسان العرب (لسان عربي مبين).
قولك: وهي اصطلاحية ومن وضعهم. أقول: انهم اختلفوا كثيراً في الاصطلاح ووضعها والدليل بكل بساطة افتح أي معجم لتجد للمفردة الواحدة عدة معاني قريبة أحياناً ومتناقضة أحياناً وبعيدة بعد السماء والأرض عن بعضها أحياناً!
وبالنسبة لأساليب القرآن وأساليب لغة العرب فأقول مرة أخرى بأنه ان كان في القرآن أساليب العرب لأتوا بمثله. أخي .. العرب آمنوا بالقرآن لأنه وجدوه ليس كلام بشر وأنه يحطم كلامهم ويعلو عليه علواً كبيرا فعرفوا أنه آية وبينة على صدق قول النبي (ص) و أنه مرسل من الله. وأنت بقولك هذا تنكر الهية القرآن من حيث لا تشعر وتقول كلا انه يشبه كلام البشر (العرب)!
أخي افتح قلبك واسمع هذا السؤال الذي ستجد الاجابة فيه: اذا كانت مسألة التحدي بالاتيان بمثل القرآن مسألة أساليب ضد أساليب فقل لي من هو الحكم؟ وما هو المعيار؟ وهل القضية مسألة فنية بحتة؟
أنا أقول لك ان في القرآن نظام محكم خاص به وتراكيب يستحيل معها أن يكون من صنع بشر .. نظام يزلزل السموات والأرض ويثبت لكل مخلوق حتى ولو لم يعرف العربية أنه من عند الله. اخي ان حجة الله هي تأتي لتزلزل العقل الانساني وتهدم أركان العناد فيه وتُفلسه من القدرة على المعارضة كيف لا وهو الذي سيحاسب الخلق ان لم يؤمنوا؟!
ان كلمة معجزة التي تطلق على القرآن غير دقيقة أولا: لأن الله لم يقلها! وثانياً: ان المعجزة قد تكون معجزة لشخص ولكن ليس لشخص آخر. فمثلاً: صنع جهاز كمبيوتر لبدوي أمي في الصحراء هو معجزة ولا يستطيع فعلها أبداً ولكن الأمر ليس كذلك مع مهندس ياباني. ان القرآن هو آية فهو بينة أي بمعنى أنه من عند الله وما آيات التحدي الا لاثبات ذلك وصدق النبي (ص) المرسل.
وبالنسبة الى كلامك حول العلوم والاكتشافات فأوافقك 100% وقولك هو قولي. فبدون تعليق.
وبالنسبة لآية الغيبة وأكل لحم الأخ (ليس أنت بالطبع) فهذا في عالم الملكوت وهو حقيقة ولكننا لا نرى ذلك وهو كأكل مال اليتيم الذي هو دخول النار في البطن والعياذ بالله. ألم تقرأ قوله تعالى: (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) ولا أحسبك تفسر يره بغير رؤيةالعمل فلو قلت بأن أكل لحم الأخ استعرة فقل لي هل تستطيع رؤية الاستعارة؟؟.واذا كان كذلك فالغيبة كيف شكلها؟ الجواب: هي أكل لحم ميت والعياذ بالله وسنرى هذا العمل في القيامة ولكنه يحدث الآن وكذلك أكل مال اليتيم.
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 02:44 م]ـ
الأخ عالم آخر ....
راسلتك على الخاص .......
فهلا راجعتني!.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 02:51 م]ـ
أمين هشام
من أي مكان منالوادي المقدس طوى أنت يا أخي
ـ[أمين هشام]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 03:08 م]ـ
قريب من حيث نادى الله موسى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 04:58 م]ـ
غموض في غموض(/)
الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 08:00 ص]ـ
:::
قوله تعالى (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ) 79 الأنبياء
ما الداعي إلى تقدم الكلام عن تسبيح الجبال على الكلام عن تسبيح الطير؟؟
والجواب لأن تسبيح الجبال أغرب لدى السامع من تسبيح الطير وهذا أدعى للفت الإنتباه لما أعطاه الله لسليمان---وتسبيح الجبال والطير معه تسبيح حقيقي كمعجزة له
قال السعدي فيها (وذلك أنه كان من أعبد الناس وأكثرهم لله ذكرا وتسبيحا وتمجيدا، وكان قد أعطاه [الله] من حسن الصوت ورقته ورخامته، ما لم يؤته أحدا من الخلق، فكان إذا سبح وأثنى على الله، جاوبته الجبال الصم والطيور البهم،))!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 03:18 م]ـ
عندي كلام حول تقديم الحكم على العلم في الآية السابقة
(فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ) 79 الأنبياء
هل يمكن لأحدكم أن يتوقع ما أريد قوله؟؟
ـ[الامين]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 10:10 م]ـ
سلام عليكم اخونا جمال حسني
لعل الوجه في تقديم الحكم على العلم هنا لأنّ الإِنسان إِذا لم يهذب نفسه ويبنيها بناءً صحيحاً لا يصل الى العلم الصحيح.
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 11:09 م]ـ
السلام عليكم
الحكم وان قُصد به النبوه ,فالنبوه افضل من العلم, والانبياء اعلى مرتبه من العلماء, وإن قُصد به الفوه والسلطان ,فالعلم بدون قوه وسلطان يجريه فهو كحالنا اليوم نحن المسلمون.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 10:04 ص]ـ
سليم
لا يمكن أن يقصد بالحكم النبوة لأن قوله ((ولما بلغ اشده واستوى اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين (14) القصص))
فيه أن الحكمة كانت جزاء للمحسنين والنبوة لا تعطى كجزاء للمحسن وليس كل محسن نبيا
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 11:23 ص]ـ
السلام عليكم
اخي جمال انظر في تفسير اضواء البيان: قال القرطبي في تفسير هذه الآية: الحكم: النبوة. والعلم: المعرفة بأمر الدين، وما يقع به الحكم بين الخصوم. وقيل: علماً فهماً. وقال الزمخشري: حكماً: حكمة، وهو ما يجب فعله، أو فصلاً بين الخصوم، وقيل: هو النبوة.
فعلى هذا اعتمدت.
والله الموفق
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 11:32 ص]ـ
بارك الله بك(/)
رسم شجري يساعد الدارس على تصور علم البلاغة
ـ[المضري]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 02:26 م]ـ
:::
الإخوة الكرام هل هناك رسم شجري يساعد الدارس على تصور علم البلاغة وفهمه بسهولة ومراجعته بين الحين والآخر؟ فالرسم الشجري كما لا يخفى عليكم مهم وقد اعتنى به علماءنا الأوائل خصوصا في علم النسب لكثرة الأسماء ,وكان ذلك مما سهل التصور لدارسيه والحفظ مع كثرة الأسماء والتفريعات.
لذا أطمح من الإخوة السعي لوضع مشجرة لهذا العلم مع التعليقات الميسرة وتثبيتها في منتدى البلاغة خدمة لعلم مهم من علوم القران واللغة الفصحى ,,,, والله الموفق(/)
واذا النفوس زوجت ..
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 03:55 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى:"واذا النفوس زوجت"
الزواج لغه يعني الاقتران, وزواج الرجل من المرأه يعني اقترانه بها وارتباطه, ومعنى الايه: ان الله سبحانه وتعالى يقرن العبد باعماله صالحه كانت ام طالحه, والسؤال هنا لماذا لم يقل الله عزوجل واذا النفوس التصقت او ارتبطت او حتى نيطت, وقال زوجت والمعروف ان الزواج وارد عليه الانفصال والطلاق, فهناك لطيفه وهي ان الله سبحانه وتعالى يزوج (يقرن) العبد باعماله حتى موعد الحساب ,فاذا امال العبد طالحه هلك ودخل النار, ولكن الله "غفور رحيم",اي انه يغفر ويرحم وينجي العبد من النار ويدخله الجنه, فالزواج هنا عارض وليس دائم.
والله ورسوله اعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 05:15 م]ـ
(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) 7التكوير
قال الزجاج: (قرنت النفوس بأعمالها-) ---وهو نفس قولك---إلا أنّ هناك بعض الأقوال الأخرى---مثل
(قرنت الأرواح بالأجساد) ---وهذا عندي أرجح---لأن الأعمال مقترنة بالنفوس أصلا لا تنفك عنها---
وليس الزواج هنا بمعنى الزواج الشرعي الذي يقبل الطلاق(/)
بلسان عربي مبين .. وليس بلغه عربيه مبينه .. لماذا؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 09:23 م]ـ
السلام عليكم
الذي لفت انتباهي الى هذه المسأله هو موضوع (رفض المجاز لإبن تيميه) لكاتبه الاستاذ ابو عبد المعز, ولاشك انه قيم ويدل على براعه الكاتب وحذقه في سياق الحجج والبراهين, وقد استحوذ الموضوع على تفكيري ثم قرأته مثنى وثلاث الى ان انتهى بي المطاف الى عزمي على الرد وتقضه لأن قبوله يؤدي الى تعطيل جزءٍ ولو يسير من اعجاز القرأن.
وفعلاً بدأت في جمع المعلومات مبتدءاً بتعريف اللغه, وقبل ان اخوض في الرد استوقفني ما وصلت اليه من تعريف اللغه.
ان لفظه لغه في اللسان العربي هي الوحيده من بين كل السنه العالم "الشاذه" والمستعمله للدلاله على كلام العرب, حيث ان الالفاظ المستعمله للدلاله على الكلام في (اللغات) الغير عربيه تعني اللسان, وهو ذلك العضو البشري والموجود بين فكي الانسان, حتى في كلام اليهود فإن معنى (لغه) _ليشين_يدل على اللسان.
والقرأن الكريم عند ذكره وصف اللغه التي اُتزل بها يقول:"بلسان عربي مبين",او"فرأناً عربياً",وغيرها من الايات, ولم يذكر القرأن لفظه لغه على الاطلاق .... لماذا؟؟؟؟
اللغه (لغه):لَغَا -[ل غ و]. (مص. لَغِيَ). 1."تَرَدَّدَ اللَّغَا": الصَّوْتُ. 2."تَكَلَّمَ بِاللَّغَا": أَيْ مَا لاَ يُعْتَدُّ بِهِ وَلاَ يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ مِنْ كَلاَمٍ.
وكذلك: (لَغَا) في القول-ُ لَغْوًا: أَخطأ وقال باطلا. ويقال: لغا فلانٌ لَعْوًا: تكلَّم باللَّغو. ولغا بكذا: تكلَّمَ به. و- عن الصواب، وعن الطريق: مال عنه. و- الشَّيْء: بَطَلَ.
(لَغِيَ) في القول-َ لَغًا: لَغَا. و- بالأمر: أُولِع به. و- بالشيء: لزِمه فلم يفارقْه. و- بالماء والشَّرَاب: أَكثر منه وهو مع ذلك لا يَرْوَى. و- الطائرُ بصوته: نَغَمَ.
وفي لسان العرب: اللُّغَة أصوات يعبّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم. وقيل ما جرى على لسان كلّ قومٍ. وقيل الكلام المصطلح عليهِ بين كل قبيلة. وقيل اللفظ الموضوع للمعنى
قيل اشتقاق اللغة من لَغِيَ بالشيءِ أي لهج بهِ
وأصلها لُغْيٌ أو لَغْوٌ (لا لُغْوَة كغُرْفَة خلافًا للمصباح) فحُذِفت لامها وعُوِّض عنها بالتاءِ كما في ثُبَة وبُرَة ولا يبعد أن تكون مأخوذة من لوغوس باليونانية ومعناها كلمة.
وكما ترون فإن الفرأن لم يستحدمها لأن فيها لغط وخلل وبطلان.
وبناءً على ما تقدم اقترح ان نستعيض عن لفظه لغه بلفظه لسان.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 07:37 ص]ـ
الجوهري في كتاب الصحاح قال
((واللِسْنُ، بكسر اللام: اللغة. يقال: لكل قومٍ لِسْنٌ، أي لغة يتكلَّمون بها))
وهو جواب مختصر مفيد لاستفسارك
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 10:58 ص]ـ
أخي سليم،
بارك الله فيك ...
دوماً نصل إلى عظمة كتاب الله، و دقة وصفه.
و هذا مثال جليل آخر ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 11:11 ص]ـ
الجوهري في كتاب الصحاح قال
((واللِسْنُ، بكسر اللام: اللغة. يقال: لكل قومٍ لِسْنٌ، أي لغة يتكلَّمون بها))
وهو جواب مختصر مفيد لاستفسارك
ربما لم تطلع على جوابي يا أخ سليم
فالجوهري من عظام أهل اللغة وقوله حجة---وعادة ما يرجع إليه صاحب اللسان----يمكن استخدام كلمة اللغة أو كلمة اللسان أو اللسن بكسر اللام
قال الزمخشري في الأساس (ولكل قوم لسن: لغة))
والزمخشري لا ينكر فضله في علم اللغة إلا ضال
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 09:28 م]ـ
بلغني من قريب أن الأخ الباحث صلاح الدين, يثير هذا, ويقول إنه لا يصح أن يقال: "لغة القرآن"!.
فهو يرى أن اللغة من لَغَو, بل هو يقول إن القرآن ما استخدمها إلا في السلب: {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}.
ولم ترد في الحديث الصحيح إلا في السلب كذلك: "فقد لغوت"!.
وانتبهت إلى "إصراره" أن يقال: ((((اللسان))))!.
فهذا متفق بينكما يا جمال!!.
فهل نتابعكما -بما معكما من الدليل- أم نتابع الأولين بلا دليل؟؟.
يعني إن أصاب أحدكما فقد أخطأ عامة (((((((((((((الجهابذة))))))))))))!.
فانظرا لنا سبيلا ومخرجا!.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 09:46 م]ـ
سبحان الله
وهل هناك دليل يلزمك باستخدام مصطلحات القرآن فقط؟؟
لا أظن ذلك
وإلا لحكمنا على كافة علماء أصول الدين وأصول الفقه والحديث واللغة بأحكام خنفشارية---لأنهم كلهم وضعوا مصطلحات واستخدموها ولم يستخدمها القرآن
ولا عجب أن يصلك من قريب أن فلانا لا يستخدم اصطلاح الحديث المتواتر فتلزمنا بتركه---ولا يستخدم إصطلاح الجناس فتلزمنا بتركه وهكذا
منهج خاطىء فعودوا إلى حضن الأمة أولى وأفضل
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 10:54 م]ـ
السلام عليكم
اخي جمال لا فض فوك, وبارك الله بك, فما زلت ابحث, والله ان نيتي وقصدي ازاله اي لبس او ابهام عن القرآن واقصاء اي شبه عن بيان وبلاغه قرآننا العظيم.
واشكركم على اهتمامكم جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 09:05 ص]ـ
أحبتي في الله جزاكم الله خيراً، وجعلكم من أهل الحق.
و بارك الله جهد السيخ "صلاح الدين أبوعرفة".
ما أحب لفت الانتباه إليه هنا، هو ما للمصطلح القرآني من دقة، وأحقية في التقديم.
فحيثما أعطانا القرآن مصطلحاً كان هو الأولى في الاستخدام في كل مناحي الحياة، وبالضرورة في كل ما يتعلق به من كلام.
ويعرف المطلع على جدال الفلاسفة وأهل الكلام ومن تبعهم، يعرف خطورة "المصطلح" و نقصانه في الدلالة في غالب الأحيان.
وهذا ما لا يكون مع المصطلح القرآني، لكمال قول الله ووصفه ودقته.
فأيهما تُقدم أخي؟ و أيهما تؤخر؟ وصف الله أم وصف البشر؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 11:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الأخ محمد ..
أنت تقول:
فهو يرى أن اللغة من لَغَو, بل هو يقول إن القرآن ما استخدمها إلا في السلب: {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}.
ولم ترد في الحديث الصحيح إلا في السلب كذلك: "فقد لغوت"!.
وانتبهت إلى "إصراره" أن يقال: ((((اللسان))))!.
وأنا أسأل: وهل أن لفظة "لسان" وردت دائماً بالمعنى الإيجابي في القرآن الكريم؟
ألم يقل الله سبحانه وتعالى: " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ "
وقال تعالى: " لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ "
وقال تعالى: " فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا "
وقال تعالى: " وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي "
وقال تعالى: " وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي "
وقال تعالى: " فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ "
وقال تعالى: " وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ "
وقال تعالى: " وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ "
وقال تعالى: " وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ "
وقال تعالى: " وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى "
وقال تعالى: " يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ "
وقال تعالى: " وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ "
وأخيراً أذكّرك بقول الله تبارك وتعالى: " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ "
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 01:04 م]ـ
بسيطة يا شيخ لؤي وما بدها تعقيد ..
أصل (لغو) أصل سلب ......... وأصل (لسن) ما فيها عيب!.
و
ثم ارجع لكل الآيات التي استدرجتها, فأخرج لنا آية فيها "لسان" بسياق سلبي, دون أن يتبع الله "اللسان" بوصف يعيبه!!
يعني يا شيخ "اللسان" ما فيها ما يعيبها, إلا أن توصف بذلك!
كاليد والعين والقلب!.
يعني نقول: رجل, ثم نتبعها بما نريد, فنقول: بخيل أو سخي, أما الرجل من ذاتها فهي صفة لا عيب فيها, وهذا مثل اللسان
ونقول: خنزير, فلا يلزم أن نقول بعدها جميل طيب عطر وديع, وهذا مثل "اللغو"!.
وأتمنى على الإخوة القريبين من الشيخ أبو عرفة - فتح الله عليه وسدده- أن يوافونا إن كا فصل في هذا شيئا!.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 09:46 م]ـ
الموضوع خرج عن إطاره العلمي
فلا تنشغل أخي لؤي عن إتمام موضوعك العلمي القيم عن "علم آدم الأسماء"
بصراحة
نريد أن تتحفنا بمساهمات جادة, ومقامك معروف ومحفوظ
ـ[عروبي]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 09:28 م]ـ
أن اللغة يمكن بأن تعرف بأنها تلك الظاهرة الإنسانية العامة والتي من خلالها يتواصل بنو البشر بغض النظر عن ماهيتها. أما اللسان فهو نوعية اللغة التي تتكلمها كل فئة اجتماعية على حدة. فالعربية والانجليزية والاسبانية والفرنسية والصينية كلها ألسنة ويجمعها لفظة لغة. و الدليل هلى ذلك قوله تعالى: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}. فاللسان العربي والاعجمي هنا يشتركان في كونهما لغة ويفترقان بكونهما لسانين مختلفين ...
والله أعلم ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 09:48 م]ـ
لطيف
ـ[عروبي]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 11:17 ص]ـ
لم أفهم تعليقكم بكلمة "لطيف" فيااحبذا لو أسفرت عن وجهة نظرك إثراءً للنقاش.
وشكرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 11:23 ص]ـ
هو كلام له قيمته واعتباره
ثم أنا أقصد أيضا أن نكتفي من بحث الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليم]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم
أعود الى هذا الموضوع لأكمل ما بدأت وأبين لماذا ورد في القرآن بلسان عربي مبين, وليس لغة عربية مبينة؟
لسان: لَسِنَ لسَناً فهو لَسِنٌ. وقوله عز وجل: وهذا كتابٌ مُصَدِّقٌ لساناً عربيّاً؛ أَي مُصَدِّقٌ للتوراة، وعربيّاً منصوب على الحال، المعنى مُصَدِّقٌ عربيّاً، وذكَرَ لساناً توكيداً كما تقول جاءني زيد رجلاً صالحاً، ويجوز أَن يكون لساناً مفعولاً بمصدق، المعنى مصدّق النبي، صلى الله عليه وسلم، أَي مصدق ذا لسان عربي. واللَّسِنُ والمُلَسَّنُ: ما جُعِلَ طَرَفُه كطرف اللسان. اللِّسانُ: جارحة الكلام، وقد يُكْنَى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ.
واللغة: لَغِيَ يَلغَى، لُغةٌ، ولَغا يَلْغُو لَغْواً: تكلم. واللُّغة: اللِّسْنُ، وحَدُّها أَنها أَصوات يُعبِّر بها كل قوم عن أَغراضِهم، وهي فُعْلةٌ من لَغَوْت أَي تكلَّمت.
والفرق بين اللغة واللسان ,اللسان عام ,واللغة خاصة, فاللسان قد يضم اكثر من لغة واحدة, كاللسان العربي فهو يضم لغات القبائل العربية كلها.
عن ابن عباس قال: نزل القرآن عَلَى سبعة أحرُف أَوْ قال بسبعِ لغات، منها خمسٌ بلغة العَجْزِ من هَوازن وهم الذين يقال لهم علُيا هَوازن وهي خمس قبائل أَوْ أربع، منها سَعدُ بن بكر وجُشَمُ بن بكر ونَصْر بن مُعاوية وثَقيف.
قال أبو عُبيد: وأحسب أفصَحَ هؤلاء بني سعد بن بكر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصَح العَرَب مَيْد أني من قريش وأني نشأت فِي بني سعد بن بكر" وَكَانَ مُسْتَرْضَعاً فيهم، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العَلاء: أفصح العرب عُليا هَوازِن وسُفْلى تميم.
وعن عبد الله بن مسعود أنه كَانَ يَستَحبُّ أن يكون الذين يكتبون المَصاحف من مُضر.
وقال عمر: لا يُمْلِيَنَّ فِي مَصاحِفِنا إِلاَّ غلمان قريش وثَقيف.
وقال عثمان: اجعلوا المُمليَ من هُذَيل والكاتبَ من ثقيف.
قال أبو عبيد: فهذا مَا جاءَ فِي لغات مُضر وَقَدْ جاءت لغاتٌ لأهل اليَمن فِي القرآن معروفةٌ.
وتقع فِي الكلمات ثلاث لُغات. نحو: "الزُّجاج" و "الزِّجاج" و "الزَّجاج" و "وَشْكانَ ذا" و "وُشْكانَ ذا" و "وِشْكان ذا".
وبما أن القرآن فيه من كلام كل العرب على إختلاف قبائلها وقد اعزى إبن فارس في كنابه الصاحبي في فقة اللغة إختلاف اللغات بين العرب في وجوه: اختلاف لغات العرب من وجوه: أحدها: الاختلاف فِي الحركات كقولنا: "نَستعين" و "نِستعين" بفتح النون وكسرها. قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
والوجه الآخر: الاختلاف فِي الحركة والسكون مثل قولهم: "معَكم" و "معْكم" أنشد الفرّاء: ومَنْ يتَّقْ فإنّ الله معْهُ ورزق الله مُؤْتابٌ وغادِ
ووجه أخر: وهو الاختلاف فِي إبدال الحروف نحو: "أولئك" و "أُولالِكَ". أنشد الفرّاء: أُلا لِك قومي لَمْ يكونوا أُشابَةً وهل يعِظُّ الضِّلّيلَ إلا أُلالكا
ومنها قولهم: "أنّ زيداً" و "عَنّ زيداً".
ومن ذَلِكَ: الاختلاف فِي الهمز والتليين نحو "مستهزؤن" و "مستهزُوْن".
ومنه: الاختلاف فِي التقديم والتأخير نحو "صاعقة" و "صاقعة".
ومنها: الاختلاف فِي الحذف والإثبات نحو "استحيَيْت" و "استحْيت" و "وصدَدْت" و "أَصْدَدْت".
ومنها: الاختلاف فِي الحرف الصحيح يبدلُ حرفاً معتلاً محو "أما زيد" و "أَيْما زيد".
ومنها: الاختلاف فِي الإمالة والتفخيم فِي مثل "قضى" و "رمى" فبعضهم بفخّم وبعضهم يُميل.
ومنها: الاختلاف فِي الحرف الساكن يستقبله مثله، فمنهم من يكسر الأول ومنهم من يضمّ، فيقولون: "اشتَرَوُ الضلالة" و "اشتَرَوِ الضلالة".
ومنها: الاختلاف فِي التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول "هَذِهِ البقر" ومنهم من يقول "هَذَا البقر" و "هَذَا النخيل" و "هَذَا النخيل".
ومنها: الاختلاف فِي الإدغام نحو "مهتدون" و "مُهَدُّون".
ومنها: الاختلاف فِي الإعراب نحو "مَا زيدٌ قائماً" و "مَا زيدٌ قائم" و "إنّ هذين" و "إنّ هذان" وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب يقولون لكلّ ياء ساكنة انفتح مَا قبلها ذَلِكَ. وكلّ هَذِهِ اللغات مسماة منسوبة إِلَى أصحابها، لكن هَذَا موضع اختصار، وهي وإن كَانَتْ لقوم دون قوم فإنها لما انتشرت تَعاوَرَها كلٌّ.
وقد أختار الله عزوجل لغة اهل قريش على غيرهم لأنهم أفصح العرب على الاطلاق," حدثنا إسماعيل بن أبي عُبَيد الله قال: أجمَعَ علماؤنا بكلام العرب، والرُّواةُ لأشعارهم، والعلماءُ بلُغاتهم وأيامهم ومَحالّهم أن قُرَيشاً أفصحُ العرب ألْسنةً وأصْفاهم لغةً. وذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب واصطفاهم واختار منهم نبيَّ الرحمة محمداً صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم. فجعل قُريشاً قُطَّان حَرَمِه، وجيران بيته الحرام، ووُلاتَهُ. فكانت وُفود العرب من حُجاجها وغيرهم يَفِدون إِلَى مكة للحج، ويتحاكمون إِلَى قريش فِي أُمورهم. وَكَانَتْ قريش نعلّمهم مَناسكَهم وتحكُمُ بَيْنَهم. ولن تزل العرب تَعرِف لقريش فضلها عليهم وتسمّيها أهل الله لأنهم الصَّريح من ولد إسماعيل عَلَيْهِ السلام، لَمْ تَشُبْهم شائبة، وَلَمْ تنقُلْهم عن مناسبهم ناقِلَة، فضيلةً من الله - جلّ ثناؤه - لهم وتشريفاً. إذ جعلهم رَهط نبيّه الأذْنَيْنَ، وعِتْرته الصالحين".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأندلسى]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 07:41 ص]ـ
ان لفظه لغه في اللسان العربي هي الوحيده من بين كل السنه العالم "الشاذه" والمستعمله للدلاله على كلام العرب, حيث ان الالفاظ المستعمله للدلاله على الكلام في (اللغات) الغير عربيه تعني اللسان, وهو ذلك العضو البشري والموجود بين فكي الانسان, حتى في كلام اليهود فإن معنى (لغه) _ليشين_يدل على اللسان.
والقرأن الكريم عند ذكره وصف اللغه التي اُتزل بها يقول:"بلسان عربي مبين",او"فرأناً عربياً",وغيرها من الايات, ولم يذكر القرأن لفظه لغه على الاطلاق .... لماذا؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله ...
أود أن أضيف نقطة بسيطة لدواعى استخدام لفظة (لسان) بدلا من (لغة) ... وهى أن كلمة لغة كلمة معربة أصلا عن لفظ (لوغوس) اليونانى والذى يعنى الكلمة أو الكلام .. أعتقد أنها ليست عربية الأصل والله أعلم ...
ـ[السوسني]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:15 ص]ـ
قال الأخ خالد عبد الرحمن:
(فأيهما تُقدم أخي؟ و أيهما تؤخر؟ وصف الله أم وصف البشر؟)
لو أعملنا هذا التقعيد على (الإعجاز)، فهل يرى لنا أن نغيره إلى مصطلح القرآن (آية وبرهان وسلطان وحجة)؟!
ونحن نعلم علم اليقين أن مصطلح المعجزة إنما ظهر بين المعتزلة، كما ذكر ذلك جمع من المحققين، منهم الأستاذ المحقق الكبير محمود شاكر رجمه الله تعالى.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 08:53 م]ـ
....
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 01:54 ص]ـ
أيها الإخوة والأخوات،
السلام عليكم،
قال "بلسان عربي مبين" وليس "بلغه عربيه مبينة" لأن كلمة "لسان" عربية قحة وكلمة "لغة" دخيلة من اليونانية "لوغوس" (?????) كما أشار إلى ذلك الأستاذ سليم في مقدمته. و"اللوغوس" هو أيضا عيسى عليه السلام في عقيدة التثليلث النصرانية التي ترى فيه "كلمة قديمة" (راجع الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا). وفي عدم ذكر القرآن كلمة "لغة" للدلالة على "اللسان" حكمة ربانية لا تخفى على كل ذي لب. ومن ثمة اجتهاد المعتزلة في اعتبار كلام الله حادثا والتوكيد على ذلك لتفادي اعتبار المسلمين القرآن قديما مثلما فعل النصارى، وما تلى ذلك من المحنة أيام المأمون.
فاللسان عربية أصيلة، واللغة دخيلة، وهذا هو السبب والله أعلم.
عبدالرحمن السليمان.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 01:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله جهود الأخوة في هذا الموضوع وهناك مشاركة متواضعة نقلاً عن أحد المواقع لعلها تفيد في ذلك:
وحفظ لنا التاريخ شهادات لعدد من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تؤكد أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش، منها رسالة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى عبد الله بن مسعود حين بلغه أنه يعلِّم الناس القرآن في الكوفة بلغة قومه هذيل، ونصها: " أما بعد فإن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فأقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل" ().
ومنها قول عثمان بن عفان – رضي الله عنه - للثلاثة القرشيين الذين نسخوا الصحف في المصاحف مع زيد بن ثابت: " إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم " ().
ولم نسمع أن عمر وعثمان رضي الله عنهما اختلفا هل لسان أم لغة وبارك الله في الجميع.
وهذا رابط الرجوع إلى موضوع لغة القرآن وكل مايخص من علومه:
http://www.saaid.net/leqa/41.doc(/)
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 08:03 ص]ـ
:::
قوله تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ # ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً) 27 - 28 الفجر
واضح أنّ النفس المطمئنة هي المؤمنة---وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما
ولم يكن واضحا عندي المقصود ب (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً) فقد كانت تكتب على شواهد القبور عندنا---فكان المعنى الذي ارتسم في ذهني هو رجوع النفس إلى الله الخالق
فلما قرأت قول ابن عباس فيها (إلى جسدك عند البعث في القيامة،)
أكبرت قول من قال عنه أنّه ترجمان القرآن
ولو سألتكم عن قرينة تدعم هذا القول لقلتم تتمة الآيات (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) فالفاء ترتيب وتعقيب على رجوع النفس إلى جسدها ومن ثم دخولها بجسدها إلى الجنة
أي أن هذه التتمة لا تتناسب مع معنى موت الإنسان في الدنيا المنتشر لدى العامة لآية (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً) ---لأن الموت بعده فترة طويلة لا يناسبه استخدام الفاء التي تفيد سرعة الحدث
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 10:38 ص]ـ
سؤال!
قول ابن عباس يقودنا إلى اعتبار النفس هي الروح!
فأيهما الذي يُفارق الجسد؟
ثمّ هل الجسد رب النفس؟ "ارجعي إلى ربك" ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 10:50 ص]ـ
أرجو أن تدلي بدلوك وكلنا آذان صاغية---أم هي الرغبة في نقد الأجلاء السابقين؟؟(/)
الإلهاب والتهييج
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 04:06 م]ـ
قوله تعالى ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ)) 65 الزمر
وهل يمكن أن يشرك:= وهو أول داع للتوحيد؟؟
طبعا لا وألف لا وألف ألف لا
يقول علماء البلاغة عن هذا إلهابا وتهييجا
قال العلوي عن الإلهاب والتهييج (كلام دال على الحث على الفعل لمن لا يتصور منه تركه وعل ترك الفعل لمن لا يتصور منه فعله)
إذن هل فهمتم تماما توجيه الكلام في هذه الآية الكريمة؟؟
هل يمكن لأحدكم أن يأتيني بمثال آخر
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 09:14 م]ـ
{ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم}. سورة الأنبياء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 09:25 م]ـ
طيب
ما رأيك في أن تحاول تفسيرها طبقا لفكرة التهييج؟؟(/)
قسمة ضيزى ... صفه على وزن فِعلى؟؟!!
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 03:38 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى: تلك إذا قسمة ضيزى [النجم/22]، أي: ناقصة. أصله: فعلى، فكسرت الضاد للياء، وقيل: ليس في كلامهم فعلى (في النعوت لا مطلقا. قال ابن خالويه: ليس في كلام العرب صفة على فِعلى.
بقول الطبري في تفسيره:"يقول جلّ ثناؤه: قسمتكم هذه قسمة جائرة غير مستوية, ناقصة غير تامة, لأنكم جعلتم لربكم من الولد ما تكرهون لأنفسكم, وآثرتم أنفسكم بما ترضونه, والعرب تقول: ضِزته حقه بكسر الضاد, وضُزته بضمها فأنا أضيزه وأضوزه, وذلك إذا نقصته حقه ومنعته وحُدثت عن معمر بن المثنى قال: أنشدني الأخفش:
فإنْ تَنْأَ عَنّا نَنْتَقِصْكَ وَإنْ تَغِبْفَسَهْمُكَ مَضْئُوزٌ وأنْفُكَ رَاغِمُ
ومن العرب من يقول: ضَيْزى بفتح الضاد وترك الهمز فيها ومنهم من يقول: ضأزى بالفتح والهمز, وضُؤزى بالضم والهمز, ولم يقرأ أحد بشيء من هذه اللغات. وأما الضّيزى بالكسر فإنها فُعلى بضم الفاء, وإنما كُسرت الضاد منها كما كسرت من قولهم: قوم بيض وعِين, وهي «فُعْل» لأن واحدها: بيضاء وعيناء ليؤلفوا بين الجمع والاثنين والواحد, وكذلك كرهوا ضمّ الضاد من ضِيزَى, فتقول: ضُوزَى, مخافةِ أن تصير بالواو وهي من الياء. وقال الفرّاء: إنما قضيت على أوّلها بالضمّ, لأن النعوت للمؤنث تأتي إما بفتح, وإما بضمّ فالمفتوح: سكْرَى وعَطشى والمضموم: الأنثى والحُبلى فإذَا كان اسما ليس بنعت كسر أوّله, كقوله: وَذَكّرْ فإنّ الذّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ كسر أوّلها, لأنها اسم ليس بنعت, وكذلك الشّعَرى كسر أوّلها, لأنها اسم ليس بنعت. وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: قِسْمَةٌ ضِيزَى قال أهل التأويل, وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنها, فقال بعضهم: قِسْمة عَوْجاء.
فانظر رعاك الله الى سحر بيان القرأن ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 07:28 ص]ـ
أليست " ضيزى" صيغة تفضيل ككبرى ومثلى بالتالي فالمعنى في الآية (: تلك إذا قسمة ضيزى)
يؤول إلى أنّ تلك القسمة التي نسبتم فيها الإناث اللواتي تكرهوهن لله قسمة شديدة الظلم والجور
ـ[نجمة الجدي]ــــــــ[10 - 06 - 2010, 06:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
بارك الله على الموضوع(/)
الباطنية في " منهج لإعادة فهم القرآن"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 08:20 ص]ـ
إنها الباطنية في ثوب جديد---باطنية تحت دعوى عريضة أساسها التحلل من آراء علمائنا السابقين---الذين لم يتركوا حرفا إلا وفهموه أحسن فهم---ثمّ يأتينا أصحاب توجهات ما أنزل الله بها من سلطان يريدون أن يفهموا عكس ما فهمه فضلاؤنا الأوائل---الا بئس ما يفعلون وما يقولون---ولا علاج إلا الإهمال
ـ[الطائي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 09:56 ص]ـ
السلام عليكم أستاذنا جمال ...
أرى - من وجهة نظري القاصرة - أنّ من يطالب بالتوقّف عند فهم السلف للقرآن العظيم قد حجّر واسعاً، وجعل إعجاز القرآن محصوراً في القرون الأولى، ونحن نعلم أن معجزة هذا الكتاب العظيم باقية إلى يوم القيامة.
وأرى أنّ ما لم يرد في تفسيره نصّ نبويّ صحيح من الآيات الكريمة؛ فللعلماء - للعلماء وليس العامة - الحرية في أن يستنبطوا منه ما يفتح الله عليهم به.
ما رأيك يا شيخنا الفاضل؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 10:35 ص]ـ
السلام عليكم أستاذنا جمال ...
أرى - من وجهة نظري القاصرة - أنّ من يطالب بالتوقّف عند فهم السلف للقرآن العظيم قد حجّر واسعاً، وجعل إعجاز القرآن محصوراً في القرون الأولى، ونحن نعلم أن معجزة هذا الكتاب العظيم باقية إلى يوم القيامة.
وأرى أنّ ما لم يرد في تفسيره نصّ نبويّ صحيح من الآيات الكريمة؛ فللعلماء - للعلماء وليس العامة - الحرية في أن يستنبطوا منه ما يفتح الله عليهم به.
ما رأيك يا شيخنا الفاضل؟
# أين أنت يا أخي وأين إطلالتك البهية---أتمنى لو أن لي قلمك البارع الدقيق
# أوافقك 100%
# مقصود مشاركتي هو توجه فئة من الناس للتحلل من فهم أخيارنا الذين سبقونا بإحسان والذين لهم الفضل علينا ---إنهم يتجهون للهجوم على كافة من سبقنا من مفسرين---سواء من جيل السلف أو ممن جاء بعدهم---إنه نهج خطر جدا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أضم صوتي إليكما ..
أطال الله بقاءكما .. وجازاكما عنا وعن المسلمين كل خير ..
ووالله إنها لفتنة العصر ..
ومن عادة الناس أنهم يُمتحنون بالجديد في كل عصر .. فيهرع إليه فريق بحماسة يدعون له ويبشّرون به .. عازفين عن كل قديم .. واصفين ما كان عندهم منه بـ (السقيم البالي).
وربما ذهبوا إلى أبعد من هذا فنعتوا ما كان من (القديم) ولوازمه أسوأ النعوت، وأنه غير (عقلاني)، وأنه كيت وكيت، وأن (الجديد) هو العقل، وهو الواقع، وهو (الموضوعية)، وهو خير عميم ..
ولو أنهم رجعوا الى تراجم العلماء، ودرسوا أسباب نبوغهم في العلم، ودقّقوا النظر فيما كان منهم، لما سمحوا لأنفسهم بالتطاول عليهم ..
فها هو حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما، يدعو له الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، فيقول: " اللهم علّمه الكتاب والحكمة "، وفي رواية أخرى: " اللهم فقّه في الدين، وعلّمه التأويل " .. وهل تُرَدّ دعوة نبي؟
وها هو سيد القراء أُبَي بن كعب رضي الله عنه، يقول له النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي بسنده الى أنس بن مالك رضي الله عنه: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا)، قال: آلله سمّاني لك؟ قال: نعم. فجعل أُبَي يبكي ". صحابي يسمّيه الله لرسوله في الملك الأعلى .. الله أكبر!
وهذا ابن مسعود رضي الله عنه، روى عنه مسروق قال: " قال عبد الله - يعني ابن مسعود -: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته " ..
ثم أتى أناس من بعدهم يقولون: هؤلاء لم يفهموا معاني القرآن ومدلولاته .. ونحن آتانا الله من الفهم والعقل والعلوم أكثر مما آتاهم ..
فهل بعد هذا الضلال ضلال؟
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 12:48 م]ـ
{وإذا قلتم فاعدلوا}
أراك يا جمال تقول: "إنهم يتجهون للهجوم على كافة من سبقنا من مفسرين"!.
فأتمنى عليك أن تأتينا بمثل محدد فيه ما (يتفق) الناس على تسميته بـ ((((((((التهجم))))))))!.
وأقول للاخ الطيبي: إن الظاهرة المرضية الخطيرة التي تتخوف منها وتخوف منها ((((((((التجديد)))))))))
إنما هي ظاهرية ((((محمدية)))) بالنص الصريح
"إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من ((((((((يجدد)))))))))) لهذه الامة أمر دينها"!.فكأنه يبشرنا بالتجديد دائما ويحثنا عليه صلى الله عليه وسلم!.
فلم تخوفنا مما يبشرنا به (((((((((((النبي))))))))؟؟؟؟.
ولهم -هؤلاء الباطنيين- أن يقولوا بقولك: فيقولوا: إن في الناس من يستمسك بكل قديم, وهذه هي علة الذين قاتلوا الرسل {حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا}.
فاكتبوا عني بكبير واضح:
إن كان منهج هذا الرجل (صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة) هو المنهج الباطني, فأنا على دينه وملته!.
فأشكر لك أخي جمال أكثر مما أشكر لمن يعين هذا الباطني, فلولاك ما عرفته ولا سمعت به!!.
فإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان كل ((خلوق)))!.
لله در الحسد ما أعدله!.
أرى -والله حسيب هذا الرجل- أن لا تمر بضع سنين, إلا والناس تبع لما يقول!.ولو كنت ثمة لنصرته {قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} ْ!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 01:01 م]ـ
الأخ محمد!!!
هل يا ترى عندك مشكلة في الاستيعاب أو في فهم المقروء؟
مقالة الأخ جمال كانت بعنوان: الباطنية في "منهج لإعادة فهم القرآن" .. وهي رد على مقالة الرافضي التي جاءت في إحدى المشاركات في هذا المنتدى المبارك بعنوان: " منهج لاعادة فهم القرآن ... أين مشمرو السواعد؟؟ "
والردود التي جاءت من الاخوة كانت موجهة لتلك المقالة ..
فما علاقة أبي عرفة بالموضوع؟
هل ستحيلنا الى ابي عرفة في كل نقد أو انتقاد نراه لازماً؟
والله لم أر في حياتي منهجاً حوارياً كهذا الذي أتيتنا به ..
إتق الله يا أخي!!
وليكن في كلامك - ولو جزء يسير - من المنطق المتعارف عليه بين الناس ..
ـ[صوت الحق]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 01:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ جمال الشرباتي والأخوة الكرام
أشهد الله أني كنت من بين الستة اللذين كانوا مع الشيخ صلاح الدين إبراهيم أبوعرفة الذي تلطف وتكرم بزيارة الأستاذ جمال في بيته وأستغرب من هذا التحول الكبير في الأفكار والوجهة في مهاجمة هذا المنهج الذي أنت بنفسك قلت للشيخ (أنك بحاجة لمن يعاونك ويكون حولك لأنك وحدك لا تستطيع)
وليس هذا فقط ولا أقصد من كلامي المديح بل لأجل الشهادة على ما دار من حديث
كان الشيخ بمنتهى الأدب والقوة في الحديث ولم نسمع من الأستاذ جمال ما يُبطل من قول الشيخ شيئا
وفي نهاية الجلسة قدم الأستاذ جمال الشيخ صلاح الدين الباطني! للإمامة ليصلي بنا المغرب في بيته!
فهل علينا إعادة للصلاة؟!
هذه البداية التي أشهد الله وأقسم بالله العظيم عليها أنها حصلت ليعلم الجميع مَن المشاركون هنا
أما موضوعك الباطنية!!!
أبدأ من عند لم يتركوا حرفاً إلا فهموه رضي الله عنهم جميعا فأنت بذلك تخالف قول الحبيب عليه الصلاة والسلام في حديثه الصحيح
(نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع)
فارجع ولا تصر عليها واطلب من الله المغفرة
أما هذه الباطنية التي تتحدث عنها فلك أن تقول لي ماذا تسمي منهج
من قالوا بالسكينة أنها قطة بأجنحة
ومن قال عن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف عليه الصلاة والسلام أنه افترش امرأة العزيز ونام بين شعبها الأربع
ومن جعل سليمان الملك الذي ملك الأرض مراهقاً يتصبب على سيقان النساء
ومن قال بأن الأسماء التي علمها الله لآدم إلى الفسوة والفسية والضرطة والضريطة
فهل تعتبر هذا فهم وتعتبر ما جاء به الشيخ من دلائل من الكتاب والحديث باطنية!!!
هذه الأقوال ليست من عندي فارجعوا إلى أمهات الكتب تجدونها فيها
* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعملون *
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 01:20 م]ـ
نعم أخي لؤي .. عندي مشكلة في الفهم والاستيعاب, وأشكو من ضعف في التركيز والاستيعاب, والله المعين!.
ولكن ليس عندي شيء من الخفة ..
فمشاركة الشيخ جمال تصيب العصفورين
طبعا بنظر من كان له عينان, أما العين الواحدة فلا ترى إلا زاويتها!.
ومشكور على ذوقك وأدبك ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 04:34 م]ـ
أخي محمد بن عبدالله
الدين النصيحة
قلت عن نفسك بأنك: عندك مشكلة في الفهم والاستيعاب, وتشكو من ضعف في التركيز والاستيعاب!
إذا كنت كذلك فليس للعينين فائدة، والأستاذ الطيبي أراد أن يوضح لك ماخفي عنك لأن الأصل بناء المسلم على حسن النية، ولكنك واجهت نصيحته بـ "خفة" لانقبلها لأحد من أعضاء الفصيح، وحبذا لو هجرت هذا النهج في تحاورك مع الآخرين، ولاتفسد على إخوانك القراء فائدة هذا التحاور0
والحجة إنما تقارع بالحجة
أرجو أن يتسع صدرك لهذه الكلمات لأن "المؤمن مرآة أخية "
وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى "0
أساتذتي الأكارم
سئل أحد الأئمة (وأظنه ابن تيمية رحمه الله) عن مناظرة الروافض فقال مامعناه أن المناظرة معهم باطلة لأن المتناظرين لايجتمعون على أصل واحد!
وقد يحتج البعض بأن الفريقين يرجعون إلى الكتاب والسنة، وماهذه بحجة! إذ أن فهم السلف الصالح هو الفيصل وهو طريق "المحجة البيضاء" التي لايزيغ عنها إلا هالك 0
وما أعنيه من هذا أن دعوى "منهج إعادة فهم القرآن" إنما هي طعن صريح بفهم أولئك السلف الصالح، وهو منهج مردود بل منبوذ إن لم يكن مسلكه وفق فهم السلف الصالح0
وليس كل سلف سلف، وإنما نعني عقيدة إمام أهل السنة والجماعة أحمد ابن حنبل رضي الله عنه، وعقيدة الطبري و ابن تيمية والألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله جميعا بل وهي عقيدة الأئمة المعقود عليهم الإعتبارمن سلفنا الصالح، والسير على خطاهم هو: طريق الرشاد الهادي إلى رب العباد 0
والله من وراء القصد،،،
وللجميع أطيب التحايا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باوزير]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 04:51 م]ـ
أستاذنا الكبير أبا سارة حفظك الله.
لا فض فوك.
لقد أحسنت أيما إحسان.
وكلامك يكتب بماء الذهب.
جمعت ببراعتك المعهودة بين النصيحة والتأصيل العلمي بإيجاز عجيب (وإنما البلاغة الإيجاز).
ويشهد لكلامك الكتاب العزيز والسنة المطهرة ونقولات الأئمة سلفا وخلفا.
ولو ذهب أحدنا يشرح كلامك لاحتجنا إلى صفحات.
لله درك.
أيدك الله بنصره وحفظك من كل سوء.
وآمل من الإخوة جميعا الرجوع لكلام الأستاذ الجليل أبي سارة (في نصيحته وتأصيله).
ألهمنا الله رشدنا وجزاكم الله خيرا.
ـ[صوت الحق]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 05:28 م]ـ
* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعملون *
أرجوا من المشرفين الكرام أن يكونوا على مستوى عال من العدل لأن الموضوع منذ بدايته أشار للمنهجين مع فارق التشبيه بل وأنه مال لمنهج الشيخ بحيث لم يذكر الأستاذ جمال في موضوعه ولا في رده أي كلمة تشير للرافضة
فالذي لاحظ في الآونة الأخيرة مواضيع الأستاذ جمال بهجومه على منهج ودراسات الشيخ صلاح الدين أبو عرفة يعلم تماماً أنه يشير إليها في موضوعه
وقبل أن تُوَجَه النصيحة إلى أخونا محمد أليس من الواجب أن توجه بداية إلى الطيبي لما حمل سؤاله من الإستخفاف بعقل أخوه المسلم
(ما شاء الله تبارك الله) عقل تغبط عليه
وانظروا بماذا ختم كلامه أخونا محمد (ومشكور على ذوقك وأدبك) ألا يشير (((لسؤال الطيبي اللا أخلاقي)))
أعيد ما قاله أخي محمد
(ليس عندي شيء من الخفة ..
فمشاركة الشيخ جمال تصيب العصفورين
طبعا بنظر من كان له عينان, أما العين الواحدة فلا ترى إلا زاويتها!)
ننتظر تعليق الأستاذ جمال الشرباتي صاحب الموضوع
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 06:42 م]ـ
السلام عليكم
انا في حيره من الامر, هل هذه الدعوه الى فهم جديد للقرآن يعتمدعلى معان جديده لألفاظ القرآن وطرق جديده لسحره وبيانه
ومعجزه ومجازه ... فإن كان الامر كذلك ... فأنا معكم, ولكن يجب ان لا ننسى ان القرآن لسانه عربي واللغه العربيه لها واضع وهم العرب واليهم يرجع في فهم القرآن وعلى قواعدهم نسير, وهذا حال كل دارسي اللغات (عربا وعجما) ,فانهم يرجعون الى اسلافهم في فهم اللغه وتراكيبها, فأنظر الى الانجليز فإنهم يفتخرون بشكسبير في كل محافلهم اللغويه ويرجعون اليه عند نقدهم للغه الانجليزيه ... ونحن المسلمون العرب حري بنا ان نرجع الى اجدادنا واسلافنا في فهم ما غاب عنا من اللغه العربيه فهم واضعيها وهم اعلم منا بها وبلطائفها, ولربما قائل اننا في عصرنا هذا نعقل ونفهم اكثر من السلف, فنقول له اخي الكريم ان العقل لا محل له من اللغه من حيث الوضع وددور العقل هنا ينحصر فقط في فهم ما قد سلف. والله الموفق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 08:50 م]ـ
أنا لا أعرف لم ينشر الشباب أشياء شخصية عن صلاة وإمامة----ولم يواصلون تقويلنا ما لم نقل---
أقول وقولي واضح تماما
# أنا أحترم وأجل وأقدّر أقوال ومساهمات مفسرينا الذين سبقونا بإحسان
# أنا أفكر بأقوالهم وأنسب الأقوال لأصحابها وليس لي إلا الصياغة الأسلوبية الأقل منزلة من صياغتهم
# أنتقد من يضع نفسه في مصافهم ويعرض عنهم ويترك لنفسه العنان فينتقدهم على أنهم أخطأوا طوال أربعة عشر قرنا وهو الذي أصاب
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 12:03 ص]ـ
اللهم اهدني إليك وجمال ولؤي
اللهم إن كان الهدى عندهم فخذ بي إليهم
أو خذ بي إلى حيث هو
{إني ذاهب إلى ربي سيهدين}!.
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 12:04 ص]ـ
اللهم اهدني إليك وجمال ولؤي
اللهم إن كان الهدى عندهم فخذ بي إليهم
أو خذ بي إلى حيث هو
{إني ذاهب إلى ربي سيهدين}!.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 09:26 ص]ـ
هذه باطنية
(أما الذين اختلفوا من غير هؤلاء ومن غير أهل العلم فمنهم من آمن ومنهم من كفر، فالذي سلّم الأمر للذين?آتيناهم الكتاب ?، ولو لم يعرف تأويله آمن ومن سلّم للذين ? أوتوا الكتاب? ولو كان جاهلا بحقيقة تحريفه فقد كفر))
كيف الذي يسلّم للذين آتيناهم الكتاب يكون مؤمنا؟؟
كيف؟
كيف؟
ـ[عالم آخر]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 10:05 ص]ـ
السلام عليكم
هكذا
هكذا
الأول: لاحظ أدوات الحصر: ما اختلف فيه إلا الذين أوتوه. أي الذين لم يؤتوه لم يختلفوا.
الثاني: ما اختلفوا إلا بعد مجيء البينات والعلم، إذن لم يكونوا جاهلين به!
الثالث: لماذا اختلفوا؟ لانهم بغوا
الرابع: هل هم جميعا بغاة؟ نعم لأنه قال ? ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا?
الخامس: هل يعني أن المؤمنين حقا لا يختلفون في الكتاب؟ نعم المؤمنون لا يختلفون في الكتاب.
ما هو موضع الذين اختلفوا؟ أهل شقاق ونفاق: ?وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد?
(البقرة 176)
لكن من (الذين اختلفوا)، من هو مؤمن، لقوله تعالى ? ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر?
(البقرة 253)
فكيف قلنا أن جميعهم بغاة؟ هنا تظهر وحدة من دقائق النظام القرآني فالذين اختلفوا في الكتاب هم جميعاً بغاة أهل الشقاق عن قصد ومعرفة! أما الذين في هذه الآية فليسوا أولئك! إنهم الذين جاءوا من بعدهم فلم يقل أنهم اختلفوا في الكتاب، بل اختلفوا وحسب فمنهم المؤمن ومنهم الكافر، أما الذين اختلفوا في الكتاب نفسه فهم جميعاً من أهل الشقاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 10:45 ص]ـ
باطنية أخرى
ومع ذلك لم نتلق تفسيرا للعبارة الأولى
(أما الذين اختلفوا من غير هؤلاء ومن غير أهل العلم فمنهم من آمن ومنهم من كفر، فالذي سلّم الأمر للذين?آتيناهم الكتاب ?، ولو لم يعرف تأويله آمن ومن سلّم للذين ? أوتوا الكتاب? ولو كان جاهلا بحقيقة تحريفه فقد كفر))
كيف الذي يسلم الأمر للنصارى واليهود يكون مؤمنا؟؟
ـ[عالم آخر]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم
يا حبيبي يا جمال يا جمااال ... يا جماااااااااااااال رجاءً اقرأ موضوعي جيداً.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 11:49 ص]ـ
إن ما يقوله صاحبك السري أسوأ مما قاله القرامطة الباطنية
قال (إنّ دعوى التناقض بين آيات القرآن ليست جديدة، بل يظهر من بعض النصوص أنها رافقت نزول القرآن زمنياً،))
قال (أو قولهم بوجود التناقض هو أمر عادي وليس أسوأ ممن قال هو من (قول البشر)، فبعض تلك المجادلات كانت لغاية فهم القرآن لا اتهامه، وإذن فإنكار البعض من العلماء بوقوع الجدال بين السلف لا علاقة بإثبات أو نفي أن القرآن نفسه متناقض)
قال (فهنيئا للأمة جميعا التي أخفت علوم القرآن أربعة عشر قرنا وهنيئا لهم على هذا العلم (الجمّ) الذي جعل الأولياء والكفار سواء وجعل محرفي الكتاب الأول بدلا من محرفي القرآن تغطية على تحريف هذه الأمة!
قال (فالذي سلّم الأمر للذين?آتيناهم الكتاب ?، ولو لم يعرف تأويله آمن ومن سلّم للذين ? أوتوا الكتاب? ولو كان جاهلا بحقيقة تحريفه فقد كفر) ---"الذين آتيناهم الكتاب" هم اليهود والنصارى--ولا نسلم لكم بتحريفكم لمعناها
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 10:08 م]ـ
أنا استوقفتني هذه العبارة كثيرا
قال (فهنيئا للأمة جميعا التي أخفت علوم القرآن أربعة عشر قرنا وهنيئا لهم على هذا العلم (الجمّ) الذي جعل الأولياء والكفار سواء وجعل محرفي الكتاب الأول بدلا من محرفي القرآن تغطية على تحريف هذه الأمة
ما تحته خط كلام خطير للغاية فهل من موضح لنا؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 03:02 ص]ـ
هذا هراء تفوح منه رائحة طلاسم الرافضة، ولاعجب!
فهذا ديدنهم، بل هذا دينهم!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "منهاج السنة ": (ليس في الطوائف أكثر تكذيبا بالصدق، وتصديقا بالكذب من الرافضة) 0
ـ[عالم آخر]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 08:03 ص]ـ
السلام عليكم
الفرق واضح جداً بين الذين آتيناهم الكتاب و الذين آوتوا الكتاب فقط نزه نفسك من القيود لكي ترى ويا أخي لا تقدس أي شخص مهما كان فانت تفتأ تذكر العلماء وأنهم درسوا وتعبوا ولا يمكن أن يكونوا غفلوا أو تعاموا ووو ... فما الفرق بين قولك هذا وقول نصراني أو يهودي يمدح علماءه ويصفهم بالتعب وغزارة العلم ... الخ!!! يا أخي أنا لا أدعو الى أي منهج جديد لاني لا أؤمن بالجديد وهذا المنهج ينسف الجديد أصلاً ويعيدنا الى القديم فلاحظ!
الأخ أبوسارة لا أدري هل تتوقع أن العالم سيقبل قول شيخ الاسلام بل لقبه أصلاً؟ ما قيمة كلامه؟ أدعوك لترك التعصب وعدم التسرع ومراجعة نفسك واعلم أن النقاش هنا نقاش علمي! واعلم اني أعتبرك أخي فلا أغضب منك ابداً ولا تغضب مني كذلك!
ـ[عالم آخر]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 08:04 ص]ـ
السلام عليكم
الفرق واضح جداً بين الذين آتيناهم الكتاب و الذين آوتوا الكتاب فقط نزه نفسك من القيود لكي ترى ويا أخي لا تقدس أي شخص مهما كان فانت تفتأ تذكر العلماء وأنهم درسوا وتعبوا ولا يمكن أن يكونوا غفلوا أو تعاموا ووو ... فما الفرق بين قولك هذا وقول نصراني أو يهودي يمدح علماءه ويصفهم بالتعب وغزارة العلم ... الخ!!! يا أخي أنا لا أدعو الى أي منهج جديد لاني لا أؤمن بالجديد وهذا المنهج ينسف الجديد أصلاً ويعيدنا الى القديم فلاحظ!
الأخ أبوسارة لا أدري هل تتوقع أن العالم سيقبل قول شيخ الاسلام بل لقبه أصلاً؟ ما قيمة كلامه؟ أدعوك لترك التعصب وعدم التسرع ومراجعة نفسك واعلم أن النقاش هنا نقاش علمي! واعلم اني أعتبرك أخي فلا تغضب مني بسبب كلامي هذا!
ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 09:20 ص]ـ
يا أستاذ عالم آخر
ماهو العالم الذي تعنيه في قولك: هل تتوقع أن العالم سيقبل قول شيخ الاسلام بل لقبه أصلاً؟ ما قيمة كلامه؟
هل تعني بالعالم سكان الكرة الأرضية أم العالم الإسلامي؟
إذا كانت الأولى فلا وإلا فنعم0
من المسلمات التي نعرفها عن الأئمة والعلماء أنه إذا أطلق " قال شيخ الإسلام" فالمقصود به ابن تيمية لاغير 0
وإذا أطلق "النجم " فالمقصود به الثريا دون سائر النجوم، وبه فُسّر قوله تعالى: (والنجم إذا هوى) 0
أما قبول لقبه، فدونك هذا الرابط لمبحث قصيرحول لقب (شيخ الإسلام) عند السنة والشيعة ( http://www.ansar.org/arabic/laqab.htm)
أما قيمة كلامه فتجدها مبسوطة على هذا الرابط بدلائلها وشواهدها ( http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=365&id=3134)
أما ترجمته فتجدها في جميع كتب تراجم وسير وتواريخ الإسلام، لا يكاد يخلو منها كتاب أو مصنف، وهو إمام مجتهد له تصانيف قيل أنها تبلغ خمسمائة مجلد، و يبلغ عدد شيوخه أكثر من مائتي شيخ، أَمَّا تلاميذه فلا يحصون، وبلغ عدد المعروف من المؤلفات المستقلة في سيرته وأعماله ثمانية وستين مؤلفاً0
إنه عالم رباني جليل ثقة ثبت تخضع له العلماء وتتلقى أقواله بالقبول، تجله الخاصة و تحبه العامة، فماذا تريد يا عالم آخر؟
الرافضة قدحوا بالصحابة، والصحابة هم شهود الإسلام، والقدح في الشاهد إنما هو إسقاط للمشهود من أجله!
وها أنت تقدح في شيخ من شيوخ الإسلام المعول عليهم في مسائل الدين وأدق مسائل عقائد الإسلام!
ما أشبه الليلة بالبارحة0
أما الفرق بين قولي وقول نصراني أو يهودي يمدح علماءه ويصفهم بالتعب وغزارة العلم!
أقول: الفرق هو أن اليهود و النصارى نعلم حالهم في تفسير قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) من سورة الفاتحة0
أما علماؤنا رحمهم الله فيقولون: اعرضوا أقوالنا على القرآن والسنة، وما خالف القرآن والسنة من أقوالنا فاضربوا به عرض الحائط!
والحمد لله من قبل ومن بعد،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 03:44 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابو سارة أنا لم أقدح في ابن تيميه ولكني لا أحب لك التقوقع والتعصب و تقديس الأشخاص.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 07:27 ص]ـ
تم إغلاق الموضوع لإغلاق ما يقابله(/)
مشاركة وداع ومودة!.
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 12:23 ص]ـ
ابتداء, فهذه الشبكة المحوسبة لهي من نعم الله وآياته وتسخيره ..
فحقه فيها أن نشكره حق شكره, فنصلح فيها في غير ما فساد!.
ولعلي في زياراتي السريعة قد خدشت جانبا لمؤمن, أو فرطت في جنبٍ عزيز ..
فأعتذر إلى الله وإلى المؤمنين وإلى الملا الصالح في الأرض وإلى الملأ الأعلى, عند سيدنا ومولانا المجيد.
واخص في استسماحي أخوي, جمال ولؤي, بيض الله صفحتيهما ووجهيهما.
وأخص خالدا بالإعجاب والغبطة.
وأكِل صوت الحق إلى قربته من الشيخ, فهو أولى به.
وأختص الموقع والمشرفين بالدعاء الصالح والثناء الصادق.
وأرطب ما بيني وبين جمال ولؤي بدعابة مودة ..
أقول: تقول العرب "الأسودان" وتقول: "الاصفران" و"الأبيضان" ........... وأضيف للعرب "الفصيحان" .. لؤي وجمال" ................... (كما يعرفنا الموقع تذييلا لكل اسم)
{ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة, ولكن ليبلوكم فيما آتاكم
فاستبقوا الخيرات}!.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 03:46 ص]ـ
نرغب في بقائك فلا تتركنا
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 05:24 ص]ـ
وأنا كذلك أخي الكريم ويزعجنا جدا هجرك(/)
لطيفة----قصة يوسف ليست أحسن قصص القرآن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 04:09 ص]ـ
:::
لطيف قول المرحوم الشيخ إبن تيمية
((فقوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص} يتناول كلَّ ما قصه في كتابه، فهو أحسن مما لم يقصه، ليس المراد أن قصة يوسف أحسن ما قُصَّ في القرآن))
ولقد وجدت نفس المعنى لدى إبن عاشور أيضا إذ قال
((وقصص القرآن أحسن من قصص غيره من جهة حسن نظمه وإعجاز أسلوبه وبما يتضمّنه من العبر والحكم، فكلّ قصص في القرآن هو أحسن القصص في بابه، وكلّ قصة في القرآن هي أحسن من كلّ ما يقصّه القاصّ في غير القرآن. وليس المراد أحسن قصص القرآن حتى تكون قصّة يوسف عليه السّلام أحسن من بقيّة قصص القرآن كما دلّ عليه قوله: بما أوحينا إليك هذا القرآن}.
وأغلب المفسرين يعرجون على معنى أحسنية قصة يوسف بعد أن يذكروا المعنى الأول الذي رجحه إبن تيمية وإبن عاشور
ما عدا إبن عاشور فلم يتطرق إلى مميزات قصة يوسف ولا إلى الحديث عن أحسنيتها على غيرها
__________________
____________(/)
لا باطنية في "منهج لاعادة فهم القرآن"
ـ[عالم آخر]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 08:18 ص]ـ
السلام عليكم
لا أدري لماذا عندما يتحاور علماء الجيولوجيا مثلاً أو خبراء الاقتصاد لا نسمع عندهم هذه الضوضاء ولا نحس بتشنج الأجواء بل نسمع عبارات مثل: أحسنت يا صديقي ولكن ألا تظن بأنه كذا وكذا ...
المهم أقول وامري الى الله .. أن من يقرأ الموضوع المذكور يجده في وادٍ ويجد التعليقات في واد!
بالنسبة الى فهم ابن عباس ومالك وغيرهم أنا لم اطعن في تفاسيرهم بل في التراث المروي عنهم واحاول أن اقول بان المنهج اللفظي سبيل الى الوصول الى الصحيح منها والملفق وأرجو أن ينتبه الأخوة الى هذا الأمر نعم وان كنت لا أرى صحة كل ما فسروه. ولا ادري ان كان دعاء النبي له بالفهم (أقصد فهم القرآن) يساوي العصمة في القول أم لا؟ فهذا الموضوع جديد علي وسأبحث فيه انشاء الله مع الشكر الى الأخ الذي أثار هذه النقطة.
وبالنسبة الى الكلام المنقول فأطلب من كل شخص هنا في المنتدى أن يأتي بخلل واحد فقط فيه.
ـ[باوزير]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 03:45 م]ـ
لا بد من التقيد بما جاء عن سلف هذه الأمة وعدم الخروج عما كانوا عليه من العلم والعمل، وعلى هذا مشى العلماء الربانيون ونصحوا به بل قد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع.
من الكتاب قوله تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
وفي هذه الآية دليل على حجية الإجماع وأن الإجماع هو ما كان عليه السلف الأولون.
وقد جاء عن الصحابة والتابعين التحذير من الإتيان بشيء جديد يتعلق بالدين وبالشرع ليس للمرء فيه سلف فقد قال عبدالله بن مسعود (عليكم بالعتيق، اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم) وقال بعض الصحابة لا أذكر اسمه الآن ولعله ابن مسعود نفسه (فما لم يكن في عهدهم دينا فليس هو اليوم دين)
وعلى هذا سار السلف ومن تبعهم فعد إجماعا ومن لم يعمل به عد من المبتدعة.
ومن المعلوم أن القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى ومن لازم ذلك أن يكون ما فيه معلوما عند صدر هذه الأمة وإن خفي على بعضهم فلا يخفى على كلهم، ومن هنا أخذ العلماء القول (إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها سلف)
قال الإمام الشافعي (كل من تكلم في شيء من هذه الأهواء ليس فيه إمام متقدم من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد أحدث في الإسلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من أحدث أو آوى كحدثا في اٌسلام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)
وقال الإمام أحمد لبعض أصحابه (إياك أن تتكلم في مسألة لك فيها إمام)
وقال (من تكلم في شيء ليس له فيها إمام أخاف عليه الخطأ)
ثم إن زعم التجديد في الدين يؤدي إلى الشذوذ في الفكر والرأي وقد حذر منه الأولون:
قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى (لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ في العلم)
وقال الإمام مالك (شر العلم الغريب وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس)
وقال النضر بن محمد (أفضل العلم المشهور)
وقال الإمام مالك (شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها)
وأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يبعث على رأس كل سنة من يجدد لها دينها فليس المراد به الإتيان بالجديد بل هو إحياء ما اندرس من العلوم والفهوم.
فهذا كلام أهل السنة فإن كان المرء منهم فلا بد من التقيد به وإن لم يكن منهم فليكف عنا شره
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 06:36 م]ـ
إنهم فئة جديدة يدعون للتحرر من أفهام كافة العلماء إبتداء من الصحابة مرورا بالتابعين مرورا بأئمة المذاهب مرورا بعظام العلماء الأخيار كالقرطبي والغزالي والآمدي والرازيوالنسفي والبيضاوي والجويني والعز والألوسي --------وإبن عاشور
وأنا أقدرهم بمجموعهم ولا يحتمل مطلقا أن حرفا من الكتاب لم يبحثوه---وأنا في كل ما أكتب أقتات من موائدهم
ـ[عالم آخر]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 08:30 ص]ـ
السلام عليكم
أخي باوزير. شكراً لك على هذا الكلام الطيب ولكن لتعلم يا أخي ان كلامك هذا انشائي وبينه وبين واقعنا الحاضر الذي نعيشه مع القرآن البون الشاسع! نعم اقولها بكل ألم وبكل ما للألم من معنى ربما أتحداك أن تحس يألمٍ نفس ألمي!
المشكلة هي الاعتباطية في الفهم والتفسير لا غير! والموضوع ليس كما يتصوره أخي جمال وآخرون في هذا المنتدى! فقط راجع الموضوع الأصلي بدون أن تتشوش بالردود لربما .. !
أخوك
ـ[باوزير]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 12:06 م]ـ
إن كان كلامي السابق طيبا فهل توافقني عليه؟
دعك من الخلاف الموجود على الساحة فهذا لن يغيره حتى منهجكم الجديد ولو زعمته.
ثم اعلم أن كلامي السابق الذي استحسنته مشى عليه أهل التفسير بالأثر وهم كثر والاختلاف الذي بينهم ليس من باب اختلاف التضاد بل هو اختلاف تنوع ومرده لأصل واحد لكنه يحتاج إلى فهم سليم.
إن الارتباط بفهم من نزل القرآن عليهم هو حبل النجاة. وهو الذي يميز أهل الحق من غيرهم.
ثم إني لم أر للسنة في منهجك ذكرا، ومن المعلوم لدى الصغير قبل الكبير أن القرآن يفسر بالقرآن والسنة أولا وقبل كل شيء، إلا إذا كنت من غير أهل السنة.
أرجو أن تجيب على سؤالي السابق وأيضا أخبرني هل أنت من أهل السنة أم لا؟
أرجو أن تكون صادقا في إجاباتك لأنك ستوفر علينا وعليك أشياء كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 07:28 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ الكريم باوزير نعم كلامك طيب كما ذكرت لك ولكن ليس بالمعنى الذي تتبناه أنت أقصد التسليم المطلق لهؤلاء الأئمة.
وبالنسبة للمنهج الذي طرحته لا أرى أن نسميه منهج جديد فهو قد أتى لينسف الجديد والخطأ فهو عندي عتيق بل ليس الا نور كاشف للظلمات.
أمهلني قليلاً من الوقت رجاءً حيث سأبين بعض الأمور في مشاركتي القادمة.
وشكراً
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 07:29 ص]ـ
تم إغلاق الموضوع لإغلاق ما يقابله(/)
نكتة (يفسرون " الذين آتيناهم الكتاب" بغير اليهود والنصارى)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 12:26 م]ـ
قال الباطني السري الذي جاءنا من عالم آخر
((وأما الذين (آتيناهم الكتاب) فإنهم أصفياء الله الممدوحين في كل القرآن الكريم وبجميع السور، أتدري لماذا؟ لأن الله آتاهم الكتاب ... أما الذين (أوتوا) بالبناء للمجهول فهم (علماء)، سلمت لهم جهة ما غير الله مسئولية تبيان الكتاب!))
وقال (إذن فالذين أوتوا والذين أتيناهم ليسوا سواء كما زعم المفسرون وليسوا اليهود والنصارى خصوصا بل كل من تعامل مع كتاب إلهي))
وانظروا إلى آيات القرآن لتروا بما لا يدع مجالا للشك أنهم اليهود والنصارى
(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يُؤْمِنُونُ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الكَافِرُونَ) 47العنكبوت
هل يقول عاقل أن الكتاب في (أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ) وهو القرأن هو نفسه الكتاب في (فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ) وهو التوراة والإنجيل؟؟
إنها واضحة بأن الذين أوتوا الكتاب أي فئة من اليهود والنصارى يؤمنون به والهاء راجعة إلى الكتاب المذكور أولا وهو القرآن الكريم
أي فهم أعوج للغة العربية تجعله يصرف معنى (فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ) إلى غير اليهود والنصارى ويأتينا بالمعنى القرمطي الجديد؟؟
ألم أقل لكم إنها الباطنية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 12:57 م]ـ
قال العلامة إبن عاشور
(فالمعنى: ومثلَ ذلك التنزيل البديع أنزلنا إليك الكتاب، فهو بديع في فصاحته، وشرف معانيه، وعذوبة تراكيبه،
وارتفاعه على كل كلام من كلام البلغاء، وفي تنجيمه، وغير ذلك.
وقد تفرع على بداعة تنزيله الإخبارُ بأن الذين علمهم الله الكتاب يؤمنون به أي يصدقون أنه من عند الله لأنهم
أدرى بأساليب الكتب المنزَّلة على الرسل والأنبياء وأعلم بسمات الرسل وشمائلهم. وإنما قال:
فالذين ءاتيناهم الكتاب} دون أن يقول: فأهل الكتاب، لأن في {آتيناهم الكتاب} تذكيراً لهم بأنهم أمناء
عليه كما قال تعالى:
{بما استحفظوا من كتاب الله}
[المائدة: 44].
ـ[عالم آخر]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 02:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
هناك فرق بين أنزلنا وآتينا .... بل وحتى أنزلنا اليك تختلف في الاستخدام القرآني من أنزلنا عليك.
أما قولك فهل يقول عاقل بأن الكتاب في (أنزلنااليك الكتاب) وهو القرآن هو نفسه الكتاب في (فالذين آتيناهم الكتاب) وهو التوراة والانجيل .. فأقول: (أنزلنا اليك الكتاب - القرآن- فالذين آتيناهم الكتاب- جماعة تنتمي الى أمة محمد (ص) و ربماالباقين من الأمم السابقة الذين وكلوا بحفظ وبيان كتابهم السماوي (ان وجدوا) - ومن هؤلاء من يؤمن به- المؤمنين الذين عاصروا النبي. وهذا الذي هو واضح يا أخي وليس كلامك الذي يبتني على التفسير الاعتباطي ... فقط هكذا تلصق فئات بمفردات وياتي غيرك ويكمل المسير ثم نضع الأقفال على المفردات القرآنية فيصبح-على سبيل المثال- عذاب أليم = عذاب غليظ = عذاب مهين = عذاب ويصبح يوم التغابن = يوم الخروج= يوم الفصل= يوم القيامة = الآخرة!
واعلم يا أخي بأني أحترم ابن عاشور (رحمه الله) وأراه عالماً بارعاً وقد سبق كثير من المفسرين باكتشاف المبتكرات القرآنية وهذا الاكتشاف عندي هو مفتاح معرفة ما هو القرآن وأنه ليس في كلام العرب ولا العالم شيء يشبهه فهو شيء آخر هو قرآن!
وأرى قوله (رحمه الله) الذي نقلته أنت: وقد تفرع على بداعة تنزيله الاخبار بأن الذين علمهم الله الكتاب يؤمنون به أي يصدقون أنه من عند الله موافق للتفسير الذي أتيتك به للآية حيث فسر الذين آتيناهم الكتاب = الذين علمهم الله الكتاب.
ولكنه تسرع وحكم عليهم بأنهم أهل الكتاب وهذا من التفسير الاعتباطي كما أخبرتك.
والحمد لله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 02:48 م]ـ
قال الباطني السري الذي جاءنا من عالم آخر
((وأما الذين (آتيناهم الكتاب) فإنهم أصفياء الله الممدوحين في كل القرآن الكريم وبجميع السور، أتدري لماذا؟ لأن الله آتاهم الكتاب ... أما الذين (أوتوا) بالبناء للمجهول فهم (علماء)، سلمت لهم جهة ما غير الله مسئولية تبيان الكتاب!))
وقال (إذن فالذين أوتوا والذين أتيناهم ليسوا سواء كما زعم المفسرون وليسوا اليهود والنصارى خصوصا بل كل من تعامل مع كتاب إلهي))
وانظروا إلى آيات القرآن لتروا بما لا يدع مجالا للشك أنهم اليهود والنصارى
(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يُؤْمِنُونُ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الكَافِرُونَ) 47العنكبوت
هل يقول عاقل أن الكتاب في (أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ) وهو القرأن هو نفسه الكتاب في (فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ) وهو التوراة والإنجيل؟؟
إنها واضحة بأن الذين أوتوا الكتاب أي فئة من اليهود والنصارى يؤمنون به والهاء راجعة إلى الكتاب المذكور أولا وهو القرآن الكريم
أي فهم أعوج للغة العربية تجعله يصرف معنى (فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ) إلى غير اليهود والنصارى ويأتينا بالمعنى القرمطي الجديد؟؟
ألم أقل لكم إنها الباطنية
نحن في واد وأنتم في واد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 07:32 ص]ـ
السلام عليكم
هل يمكنك التوضيح؟
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 07:34 ص]ـ
تم إغلاق الموضوع لإغلاق ما يقابله(/)
وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 09:35 م]ـ
:::
في قوله تعالى
(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) غافر 28
أسلوب حوار فريد----يسميه أهل البلاغة "الكلام المنصف" وفيه يوحي المتكلم للآخرين أنه ليس بعيدا في موقفه عنهم ملاطفة لهم
فإن قلت لمحاورك مثلا "أحدنا صادق" فلا شك أنّه لن ينفر منك ولن يعاديك معاندا
قال الشاعر حسان
أتهجوه ولست له بكفء
فشركما لخيركما الفداء
فلم يحدد الشاعر من الشرير منهما---ولم يحدد أيضا من أعلى منزلة من الآخر---فماذا سيكون موقف السامع أمام هذه اللطافة
فراقبوا قول الرجل المؤمن "وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ"--لاحظوا اللطف--لم يقل لهم متعنترا "ليس بكاذب"
وراقبوا منتهى المداراة في قوله "وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ " مع أن هذا الشخص المؤمن مؤمن بأنه سيصيبهم كل ما وعدهم به النبي--إلا أن استخدام السياق ل "بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ " فيه تنزل لموقفهم يجلبهم نحو الدعوة فقد أشعرهم أنه هاضم لبعض حق النبي موسى في كلامه
هل تأتونا بمثال آخر؟؟(/)
سجود العبد والاراب ...
ـ[سليم]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 10:44 م]ـ
السلام عليكم
قال عليه الصلاة والسلام: (إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه) , (الحديث أخرجه مسلم في صحيحه) ,والاراب مفردها آرب وهي الأعضاء التي تشتد الحاجة إليها.
وذلك أن الأعضاء ضربان:
- ضرب أوجد لحاجة الحيوان إليه، كاليد والرجل والعين.
- وضرب للزينة، كالحاجب واللحية.
ثم التي للحاجة ضربان:
- ضرب لا تشتد الحاجة إليه.
- وضرب تشتد الحاجة إليه، حتى لو توهم مرتفعا لاختل البدن به اختلالا عظيما، وهي التي تسمى آرابا.
فإن هذا جزء يسير من بلاغه السته وبيان لسان الرسول (ص)(/)
مريم ... المرآه الوحيده التي ذكرها القرآن بإسمها .. لماذا؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 02:27 ص]ـ
السلام عليكم
اذا تتبعت ايات القرآن وجدت ان مريم ذُكرت في القرآن بإسمها في نحو ثلاثين موضعا (مريم: اسم أعجمي، اسم أم عيسى عليه السلام) ,واما الحكمه فيه أن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائر زوجاتهم بأسمائهن، بل يكنون عنهم بالأهل والعيال ونحوه، فإذا ذكروا الإماء لم يكنوا، ولم يحتشموا عن التصريح، فلذا صرح باسمها إشارة إلى أنها أمة من إماء الله، وابنها عبد من عبيد الله، ردا على اليهود الذين قالوا في عيسى عليه السلام وأمه ما قالوا.
قهذه لطيفه وسر من اسرار القرآن لا تتأتى الا من عند الله ,وسبحان الله عما يصقون.(/)
منتهى السخط
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 02:17 م]ـ
:::
قوله تعالى
(لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) 66 العنكبوت
هل في قوله تعالى أمر لهم بالكفر؟؟
هل في قوله أمر لهم بالتمتع؟؟
هل هذا مقصود الآية مع ما نعرف بداهة من كونه تعالى لا يأمر إلا بالآيمان وصالح الأعمال؟؟
يقول العلماء إن معاني صيغة الأمر في القرآن الكريم كثيرة
منها معنى وصول الآمر إلى منتهى السخط على المأمور
أنظر ما يكون منك عندما تنهى ولدك عن مصاحبة أقران السوء مرة
ثم مرة أخرى
ثم مرة أخرى
ثم ماذا يكون منك---
أكيد تقول له---إذهب وصاحب من تشاء من رفاق السوء
وهذا معنى الآية تماما(/)
مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 05:55 م]ـ
قوله تعالى
(خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) 107 هود
لا يتناقض ظاهريا ولا حقيقيا مع أيّ من آيات الكتاب إنما يتوهم ذلك ضحيلو الثقافة
أمّا معناها فهو طول أمد خلود الأشقياء إلى دهور لا نحصيها----فعندما تعلق شرطا على مشروط فإن انعدام الشرط لا يعني انعدام المشروط وكيف ذلك؟
إذا قلت لا أدخل القدس ما دام فيها يهود---فإن زوال اليهود لا يستلزم دخولك القدس---
وكذلك الآية
خلود الأشقياء في النار ما دامت السماوات والأرض---فإن زوالهما لا يستلزم خروجهم منها
طيب
ما المقصود إذن من ضرب السياق لهذا المثال؟؟
المقصود بيان وتفهيم طول مدة مكث الكفار في جهنم لأن مدة دوام السماوات والأرض مدة لا يحصرها العقل لفرط طولها
قال الرازي (أنه يدل على نفاذ ذلك العذاب دهراً دهراً، وزماناً لا يحيط العقل بطوله وامتداده، فأما أنه هل يحصل له آخر أم لا فذلك يستفاد من دلائل أخر)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 08:30 م]ـ
الحمد لله(/)
وأخطأ أبو تمام من حيث لا يقصد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 09:01 م]ـ
قال أبو تمام
رضيت وهل أرضى إذا كان مسخطي
من الأمر ما فيه رضى من له الأمر
أمّا "وهل أرضى " فإن معناها " لست أرضى"
فما هو الخطأ اللفظي الذي أنتج معنى غير مقصود للبيت؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 07:23 ص]ـ
طيب
قوله
رضيت وهل أرضى إذا كان مسخطي
من الأمر ما فيه رضى من له الأمر
فإن صيغة الكلام تدل على أنّه نفى الرضا عن نفسه
أنظر إلى قول الشاعر
(وهل يصلح العطّار ما أفسد الدهر) ---معناه لا يصلح العطّار ما أفسد الدهر
إذن ما هو المعنى بالكامل حسب ألفاظ أبي تمام؟
المعنى هو "ولست أرضى إذا كان الذي يسخطني ما فيه رضا الله تعالى---من له الأمر هو الله"
يعني لا يكون راضيا عن أمر إذا كان هذا الأمر يسخطه ولو كان في هذا الأمر رضا الله---وهذا معنى لا يقبل شرعا
إذن ما التعديل اللفظي على الكلام ليقبل شرعا؟؟
ما زلت بالإنتظار
ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 07:40 ص]ـ
أخي جمال سلمه الله
أليس البيت:
رضيت ولا أرضى إذا كان مسخطي ... من الأمر ما فيه رضا صاحب الأمر
؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 09:39 ص]ـ
المصدر الذي عندي ذكره كما قلت في مداخلتي
وسأعود الآن إلى الجرجاني في دلائل الإعجاز لأتأكد---فهو الناقد لبيت الشعر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 10:26 ص]ـ
عذرا فلقد تبين لي أن الناقد لبيت أبي تمام الطائي هو الآمدي في كتابه (الموازنة) وليس الجرجاني كما ظننت
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 03:24 م]ـ
إذن
ما هو التعديل الذي أجراه الآمدي على بيت الشعر ليستقيم فكريا؟؟
قال (فكان وجه الكلام أن يقول "رضيت وكيف لا أرضى إذا كان مسخطي ما فيه رضا الله تعالى")(/)
الموجز في الكتاب والسنه وكلام العرب ... تترا
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 10:39 م]ـ
السلام عليكم
حدثناالمفضل بن محمد الضبي يرفعه إلى عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قدم نافع بن الأزرق الحروري إلى ابن عباس يسأله عن القرآن، فقال ابن عباس: يا نافع! القرآن كلام الله عز وجل؛ خاطب به العرب بلفظها، على لسان أفصحها؛ فمن زعم أن القرآن غير العربية فقد افترى، قال الله تعالى: "قرآناً عربياً غير ذي عوج" وقال تعالى: "بلسانٍ عربيٍ مبين" وقد علمنا أن اللسان لسان محمد، صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: "وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم" وقد علمنا أن العجم ليسوا قومه، وأن قومه هذا الحي من العرب.
وقد استعمل الفرآن الموجز في اياته وابدع ايما ابداع وكيف لا وهو الله خالق الانسان والابداع والبيان وسحر الكلام والاتقان, وكذلك النبي الامي (ص) استعمله واتقنه وشعراء العرب وفحولها ... والقرآن جرى على ما جرت عليه عاده العرب. وسوف أحاول إن شاء الله أن اتي من كل صنف ما استطيع وارجو منكم المشاركه وبارك الله بكم اجمعين.
في بعض ما نطق به القرآن من الكلام الموجز المعجز:
يقول الله تعالى:"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا",فكلمه استقامه واحده ولكنها تدل على كل الطاعات من ائتمار وانزجار وامى ونهي وحلال وحرام,. وذلك لو أن إنساناً أطاع الله سبحانه مائة سنة ثم سرق حبة واحدة لخرج بسرقتها عن حد الاستقامة.
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 09:33 ص]ـ
السلام عليكم
قوله عز وجل: "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" فقد أدرج فيه ذكر إقبال كل محبوب عليهم وزوال كل مكروه عنهم ولا شيء أضر بالإنسان من الحزن والخوف لأن الحزن يتولد من مكروه ماض أو حاضر والخوف يتولد من مكروه مستقبل فإذا اجتمعا على امرئ لم ينتفع بعيشه بل يتبرم بحياته والحزن والخوف أقوى أسباب مرض النفس كما أن السرور والأمن أقوى أسباب صحتها فالحزن والخوف موضوعان بإزاء كل محنة وبلية. والسرور والأمن موضوعان بإزاء كل صحة ونعمة هنية. ومن ذلك قوله عز اسمه: "ولهم الأمن وهم مهتدون" فالأمن كلمو واحدة تنبئ عن خلوص سرورهم من الشوائب كلها لأن الأمن إنما هو السلامة من الخوف. والحزن المكروه الأعظم كما تقدم ذكره. فإذا نالوا الأمن بالإطلاق ارتفع الخوف عنهم وارتفع بارتفاعه المكروه وحصل السرور المحبوب.
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 09:09 م]ـ
السلام عليكم
. ومن ذلك قوله عزوجل: "وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء" فلو أراد أحد الأعيان الإعلام في البلاغة أن يعبر عنه لم يستطع أن يأتي بهذه الألفاظ مؤدية عن المعنى الذي يتضمنها حتى يبس مجموعها ويصل مقطوعها ويظهر مستوردها فيقول إن كان بينكم وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة أو نقضاً فاعلمهم أنك نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء.
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 07 - 2005, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "جنة الرجل داره" ,وهذا ايضاً نوع من الاستعارة, فالجنة في معناها الشرعي هي الفردوس الذي وعدة الله عباده الصالحين ,والدار هنا هي بيت الرجل, وبيته يكون جنة أذا كان فيه سكينة وود وتفاهم وإستقرار وزوجة صالحة تسره عند لقاه وتزيل غمه وهمه في عسره ومحنته وتحفظه في غيبته, هذا تشبيه بليغ حيث أن الإنسان يتوق الى الجنه التي وعد بها الله عز وجل ,وكذلك الرجل يشتاق أن يصل بيته ويسعد بجنته.
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 07 - 2005, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "جنة الرجل داره" ,وهذا ايضاً نوع من الاستعارة, فالجنة في معناها الشرعي هي الفردوس الذي وعدة الله عباده الصالحين ,والدار هنا هي بيت الرجل, وبيته يكون جنة إذا كان فيه سكينة وود وتفاهم وإستقرار وزوجة صالحة تسره عند لقاه وتزيل غمه وهمه في عسره ومحنته وتحفظه في غيبته, هذا تشبيه بليغ حيث أن الإنسان يتوق الى الجنه التي وعد بها الله عز وجل ,وكذلك الرجل يشتاق أن يصل بيته ويسعد بجنته.
وقوله عليه الصلاة والسلام:" "إن للقلوب صدا كصدا الحديد وجلاؤها الاستغفار",هنا شبه القلوب بالمعادن التي تصدئ, والمعروف أن الحديد يصيبه الصدأ إذا أُهمل وتراكمت عليه العوامل الخارجيه من أتريه وغبار أو عدم إستعمال ويمكن إزالة الصدأ هذا بالعناية والنظافة وإبعاده عن هذه العوامل, وكذلك القلوب تذبل وتموت ولكنها تنتعش وتحيا بطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى.(/)
مارأيكم بهذا الكتاب؟ أدامكم الله
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 02:06 م]ـ
البديع في القرآن ... تأليف د. ابراهيم علان
وهل يُعتمد عليه في دراسة البديع؟؟(/)
لطيفه .... الحرص على حياه (الحياه)
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى: "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة" [البقرة/96]،السؤال: لماذا لم يقل احرص الناس على الحياه, بل تركها نكره؟؟ طبعاً نزلت هذه الايه في اليهود وكافه التفاسير جاءت بذلك:" يعني بقوله جل ثناؤه: وَلَتَجِدَنّهُمْ أحْرَصَ النّاسِ على حَياةٍ اليهود يقول: يا محمد لتجدن أشدّ الناس حرصا على الحياة في الدنيا وأشدّهم كراهة للموت اليهود. كما:
1180ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلمة, قال: حدثني محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد فيما يروي أبو جعفر عن سعيد بن جبير أو عكرمة, عن ابن عباس: وَلَتَجِدَنّهُمْ أحْرَصَ النّاسِ على حَياةٍ يعني اليهود.
1181ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا آدم, قال: حدثنا أبو جعفر, عن أبي العالية: وَلَتَجِدَنّهُمْ أحْرَصَ النّاسِ على حَياةٍ يعني اليهود.
1182ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع, مثله.
1183ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.
وإنما كراهتهم الموت لعلمهم بما لهم في الاَخرة من الخزي والهوان الطويل.
القول في تأويل قوله تعالى: وَمِنَ الّذِينَ أشْرَكُوا.
يعني جل ثناؤه بقوله: وَمِنَ الّذِينَ أشْرَكُوا وأحرص من الذين أشركوا على الحياة, كما يقال: هو أشجع الناس ومن عنترة, بمعنى: هو أشجع من الناس ومن عنترة, فكذلك قوله: وَمِنَ الّذِينَ أشْرَكُوا لأن معنى الكلام: ولتجدنّ يا محمد اليهود من بني إسرائيل أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا. فلما أضيف «أحرص» إلى «الناس» , وفيه تأويل «من» أظهرت بعد حرف العطف ردّا على التأويل الذي ذكرناه.
وإنما وصف الله جل ثناؤه اليهود بأنهم أحرص الناس على الحياة لعلمهم بما قد أعدّ لهم في الاَخرة على كفرهم بما لا يقرّ به أهل الشرك, فهم للموت أكره من أهل الشرك الذين لا يؤمنون بالبعث لأنهم يؤمنون بالبعث, ويعلمون ما لهم هنالك من العذاب, وأن المشركين لا يصدّقون بالبعث, ولا العقاب. فاليهود أحرص منهم على الحياة وأكره للموت. (الطيري)
واللطيفه هي ان اليهود هم فعلاً احرص الناس على (حياه) اي حياه أكانت بعز او بذل ومسكنه وخنوع, المهم ان يبقى على قيد الحياه, فاليهودي يحرص على حياته بأي شكل من الاشكال كانت.
والله اعلم
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 10:45 ص]ـ
السلام عليكم
لقد نزل خطأً كلمه حياه والحياه, والصحيح هو حياة والحياة, وشكراً لمن نبهني الى هذا, وادامكم الله حرصاً للاسلام ولغه القرآن.(/)
كلمة يفضح حريشك ماذا يسمى أسلوبها؟
ـ[الواثق]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 03:50 ص]ـ
:::
إخواني الأعزاء عندما أريد أن أقول كلمةً أتقي بها كلاماً آخر لكي لا اقع في حرام أو مكروه
كأن أقول يفضح حريشك اتقيت بها كلمة يفضح حريمك.
المطلوب هذا الأسلوب ماذا يسمى في البلاغة وهل هناك أمثلة اخرى غير مثالي هذا؟
أتمنى أن نجد من يشرح لنا شرحاً كافياً لكي تعم الفائدة.
لأن الأمر قد التبس علي.
تحيتي وخالص شكري لمن قام على هذا المنتدى الرائع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 07:29 ص]ـ
إلى الواثق
معذرة فإن استخدام العوام لهذه العبارة لا معنى له في معاجم اللغة
قال الجوهري (حرش
حَرَشَ الضَبَّ يَحْرُشُهُ حَرْشاً صادَهُ، فَهُوَ حارِشٌ للضَبابِ؛ وَهُوَ أَنْ يثحَرِّكَ يَدَهُ عَلى جُحْرِهِ لِيَظُنَّهُ حَيَّةً، فَيُخْرِجُ ذَنَبَهُ لِيَضْرِبَها فَيأْخُذُه. وَحَيَّةٌ حَرْشاءُ، بَيِّنَةُ الحَرَشِ، إذَا كَانَتْ خَشِنَةَ الجِلدِ. قال الشاعِرُ: بِحَرْشاءَ مِطْحانٍ كأنَّ فَحيحَها إذَا فَزِعَتْ ماءٌ هرِيق عَلى جَمْرِ
وَدينارٌ أَحْرَشُ، أَيْ فِيهِ خَشونَةٌ. والضبٌّ أَحْرَشُ. وَنُقْبَةٌ حَرْشاءُ، وهيَ البائِرَةُ التي لَمْ تُطْل. قال الشاعر: وَحَتَّى كَأَنِّي يُتَّقى بي مُعَبَّدٌ بِهِ نُقْبَةٌ حَرشاءُ لَمْ تَلْقَ طالِيا
والتَحْريشُ: الإغْرَاءُ بَيْنَ القومِ، وكذَلكَ بَيْنَ الكِلابِ. والحَرْشُ: الأثَرُ، والجمْعُ حِراش. وحَرَشَه بالحاء والخاء جميعاً حَرْشاً، أي خَدَشَه.)
ولا أظن بوجود أسلوب له إسم محدد في البلاغة ويعني استبدال كلمة بأخرى ذات معنى مختلف تماما عنها ولا هي من لوازمها
هناك أسلوب الكناية في الأمور التي يخجل الإنسان من التصريح بها ---مثل قولك "سأذهب إلى بيت الراحة" ومقصود كلامك "المكان الذي يخرج الإنسان فيه فضلاته" فهو بيت راحة من حيث التخلص من الفضلات--
وما عليك إلا أن تلجأ لكتاب الزركشي "البرهان في علوم القرآن" فتجد فيه أمثلة كثيرة
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 02:17 م]ـ
السلام عليكم
اخي جمال وكلمه حريش لها معان عده في المعاجم العربيه:
الحَرِيشُ: ـ: المتدلِّع الشفتيْن من خرط القتاد. ـ: دابّة كثيرة الأرجل الشفويّة تسميها العامة (أُمُّ أربعة وأربعين).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 02:24 م]ـ
هم يقصدون كلمة بديلة لحريمك
وحريشك لا تمت لها بصلة(/)
علم البلاغة .. بين العربية والانجليزية
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 12:41 م]ـ
بسمه تعالى ..
اساتذتي الكرام .. ارجو ايراد تعريف شامل ووافي لمفهوم علم البلاغة في اللغة العربية وهل هو مختلف عن المفهوم الانجليزي لعلم البلاغة .. وهل ان مصدرهما واحد وهو علم البلاغة الذي اوجده الاغريق والرومان؟ وهل ان الفروقات بين العلمين كبيرة ام لا توجد ثمة فروقات تذكر من حيث استخدامهما وعناصرهما والغرض منهما؟
هذا ونتمنى ان تعم الفائدة الجميع نظرا لما لهذه الشبكة وهي شبكة الفصيح لعلوم اللغة من اهمية كبرى في رفد القارئ العربي بكل ما هو جيد وجديد ومفيد من علوم اللغة وازاهير العربية وغيرها ..
وفقكم الله وسددكم
مع التقدير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 02:21 م]ـ
لا بد أنك تعرف ما قاله الشريف الجرجاني عن البلاغة
أورده هنا فقط لتحريك النقاش ليس إلا
قال
(البلاغة
في المتكلم: ملكة يقتدر بها إلى تأليف كلام بليغ، فعلم أن كل بليغ، كلاماً كان، أو متكلماً، فصيح، لأن الفصاحة مأخوذة في تعريف البلاغة، وليس فصيح بليغاً. وفي الكلام: مطابقته لمقتضى الحال. والمراد بالحال: الأمر الداعي إلى التكلم على وجه مخصوص مع فصاحته، أي فصاحة الكلام.
وقيل: البلاغة: تنبؤ عن الوصول والانتهاء، يوصف بها الكلام والمتكلم فقط، دون المفرد.)
وكلامه هذا عن البلاغة وليس عن علم البلاغة(/)
مقصرٌ خطوات البث في بدني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 02:13 م]ـ
إنتقد الآمدي في كتاب الموازنة أبا تمام الطائي على قبيح استعارته في هذا البيت
-------------------------------------------------------------
مقصرٌ خطوات البث في بدني
علماً بأني ما قصرت في الطلب
------------------------------------------------------------
مع العلم أنّ البث هو شدة الحزن
فما هو وجه النقد لهذا البيت لو سمحتم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 10:31 م]ـ
لاحظوا وجه الإنتقاد
إذا كانت خطوان الحزن الشديد في البدن قصيرة فمن الممكن أن تدوس على أعضاء هامة كالقلب باحتمالية (علم الإحتمالات) أعلى فيما لو كانت الخطوات طويلة
قال الآمدي
(فجعل للبث - وهو أشد الحزن - خطواتٍ في بدنه، وأنه قد قصرها؛ لأنه ما قصر في الطلب، وهذا من وساوسه المحكمة، وإنما أراد به قد سهل أمر الحزن عليه أنه ما قصر في الطلب؛ لأنه لو قصر كان يأسف ويشتد حزنه، فجعل للحزن خطى في بدنه قصيرةً لما جعله سهلا خفيفاً، وهذا ضد المعنى الذي أراد؛ لأن الخطى إذا طالت أخذت من الشيء الذي تمر عليه أقل مما تأخذه الخطى القصيرة؛ فعلى هذا يجوز أن يقع قلبه أو كبده بين تلك الخطى الطويلة فلا يمسها من البث - وهو الحزن - قليلٌ ولا كثير.
فإن قيل: إنما أراد أن الحزن هو في قلبه خاصة، وأن قوله "في بدني" أي في قلبي؛ لأن قلبه في بدنه.
قيل: الأمر واحد في أن الخطى إذا طالت على الشيء - قلبه كان أو ما سواه - أخذت منه أقل مما تأخذ إذا قصرت.
فإن قيل: أراد بطول الخطى الكثرة وبقصرها القلة.
قيل: هذا غلط من التأويل، وليس العمل على إرادته، وإنما العمل على توجيه معاني ألفاظه.
وبعد، فإن من أعجب الوسواس خطوات البث في البدن)(/)
أين أخي لؤي الطيبي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 07:47 ص]ـ
السلام عليكم
يحق لي أن أسأل عنه
فقد كان لنا أخا صديقا واسع المعرفة دقيق العبارة نشد به أزرنا عندما يعجزنا أمر فيكون هو السّباق لحل الإشكال وتوضيح ما ادلهم علينا
أنا أسأل عنه وأفتقده
فهلا شاركني أخي مؤسس المنتدى بالسؤال عنه(/)
لماذا يا القاسم؟
ـ[عالم آخر]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 09:38 ص]ـ
السلام عليكم
أخي القاسم .. لا أرى أي سبب لاغلاق مواضيعي فالاخوة سليم وباوزير وغيرهم لا أراهم الا ممن يعي ما أقول.
حسناً .. الأمر يرجع اليك ولكن هل تسمح لي بتلخيص كل ما لدي في ستة قواعد (ستة فقط) هي كل ما في جعبتي من الألف الى الياء وهي قواعد تتعلق بالنظام القرآني وهي مستمدة منه وبعدها أغادر الى عالمي.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 09:56 ص]ـ
أرجو من أستاذنا وشيخنا القاسم الموافقة لنطلع على ماسيكتبه الأستاذ عالم آخر0
وفي حال الموافقة:
أرجو من الأستاذ عالم آخر تجنب المواضيع التي تمس ثوابت الدين والعقيدة0
وأسأل الله أن يعفو عنا وأن يغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين0
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[03 - 07 - 2005, 05:25 ص]ـ
السلام عليك
لا بأس بأن تطلعنا على قواعدك الست.
واعلم أخي , أنا لم أغلق المواضيع إلا بعد أن رأيت أن ما تورده لم يفتنا فيه عالم فاعرضه على العلماء وليفتونا فيه وسأعيد فتح المواضيع أما نشر ما لا نعلم رأي الشرع فيه فأظنني غير قادر على تقبل هذا.
وتأكد أن الأمر ليس موجها ضدك فنحن لا نريدك أن تغادر بسبب غلق مواضيع هذا المنهج كما أريدك أن تعذرني على ذلك.
ـ[عالم آخر]ــــــــ[03 - 07 - 2005, 10:55 ص]ـ
السلام عليكم
تأكد يا أخي القاسم بأني اوافقك في رأيك الآن بعد أن وضحته لي وأشكرك الشكر الجزيل وبارك الله فيك على اخلاقك وكذلك الأخ أبو سارة.(/)
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 04:24 م]ـ
السلام عليكم
قوله تعالى
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا
حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ) ---24 التوبة
عندي تفكير معكوس لترتيب الأمور التي يتعلق بها الإنسان--والتي طالبته الآية أن يوازن بينها وبين حب الله ورسوله والجهاد في سبيله
الآية شديدة الزجر على من يتعلق بالأمور التالية أكثر من تعلقه بالله ورسوله وجهاد في سبيله
# العشيرة وهم الأقربون الأدنون ويشمل ذلك-الآباء-الأبناء-الزوجات--الأخوان---ولقد ذكرتهم الآية بالتفصيل وذكرتهم بلفظ مجمل وهو العشيرة
# الأموال التي يملكونها
# الأموال التي يرغبون بتملكها بالتجارة وغيرها
# المساكن التي يسكنونها ويألفونها
فإذا كانت هذه الأمور أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا عاقبة تفضيلكم أن يأتيكم بعذاب من عنده
قال أبو حيان في "البحر المحيط"
(وهذه الدواعي الأربعة سبب لمخالطة الكفار حب الأقارب، والأموال، والتجارة، والمساكن. فذكر تعالى أن مراعاة الدين خير من مراعاة هذه الأمور. وفي الكلام حذف أي: أحب إليكم من امتثال أمر الله تعالى ورسوله في الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام.)
والترتيب الذي في هذه الآية هو من الأدنى تعلقا إلى الأعظم تعلقا
لاحظوا تقارب المساكن مع حب الله ورسوله في السياق (وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) فكأنه أراد للذهن أن يقارن بين أمرين على أعلى مستوى من الأهمية فذكرهما متلاصقين--فالذهن يذكر بدرجة أعلى ما ذكر آخرا
وهذا الذي دعاني للقول بأن الترتيب من حيث الأهمية يبدأ مع آخر مذكور من المتعلقات الأربعة
ما رأيكم؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 07 - 2005, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم
اخي جمال ,اللطيفه التي ذكرتها قيمه وهي الانتقال من دار الكفر الى دار الاسلام إلا أن الترتيب كما ورد في الايه ابلغ من عكسه, لأن المال والبنون اكثر فتنه من التحول من دار الى اُخرى, فالإنسان قد يسكن دار الكفر ويكون الله ورسوله احب اليه من ماله وبنيه وآخر يقطن دار الاسلام ويُفتن بماله وبتيه.
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 07 - 2005, 05:35 ص]ـ
المسكن غير الدار بمعناها الشرعي يا سليم
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 07 - 2005, 07:06 م]ـ
السلام عليكم
اخي جمال اعرف ان المسكن هو غير الدار بمعناها الشرعي, ولكن هذه المساكن والتي تقع في دار الكفر وإن اعجبتكم فخيرلكم ان تتحولوا منها الى دار الاسلام, وتعليقي كان على اللطيفه التي ذكرتها انت وهي ان الاصل هو التحول من دار الكفر الى دار الاسلام, وتعقيبي بعد ذلك على التواجد في دار الكفر ودار الاسلام.(/)
بلاغه الرسول عليه الصلاة والسلام .. نبي بغير همز
ـ[سليم]ــــــــ[03 - 07 - 2005, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم
الرسول كان نبياً بغير الهمز
نبي
- النبي بغير همز، فقد قال النحويون: أصله الهمز فترك همزه، واستدلوا بقولهم: مسيلمة نبييء سوء. وقال بعض العلماء: هو من النبوة، أي: الرفعة، وسمي نبيا لرفعه محله عن سائر الناس المدلول عليه بقوله: "ورفعناه مكانا عليا" [مريم/57]. فالنبي بغير الهمز أبلع من النبيء بالهمز؛ لأنه ليس كل منبإ رفيع القدر والمحل، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لمن قال: يا نبيء الله فقال: (لست بنبيء الله ولكن نبي الله) (الحديث عن أبي ذر قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيء الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لست بنبيء الله، ولكني نبي الله) أخرجه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: بل منكر لم يصح، وفيه حمران بن أعين ليس بثقة، وهو واه. .
وقال ابن عمر: ما همز رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا الخلفاء، وإنما الهمز بدعة ابتدعوها من بعدهم) لما رأى أن الرجل خاطبة بالهمز ليغض منه. والنبوة والنباوة: الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، كقولهم: قض عليه مضجعة، ونبا السيف عن الضريبة: إذا ارتد عنه ولم يمض فيه، ونبا بصره عن كذا تشبيها بذلك.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 12:41 م]ـ
أخي سليم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد ذكرت فروقاً بين النبيء والنبي ..
و قدمت أحدهما على الآخر، و استندت إلى ما يقوله النحويون!
لكن!!
الحديث -وكما ذكرت- هو ضعيف يسقط الاحتجاج به كلية.
و أما النقض الأكبر لمثل هذا التفضيل فهو من عند الله سبحانه!
فقراءة النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها ورش عن نافع تهمز كل كلمة نبي وتصريفاتها أيضاً!! فنبيء و أنبئاء!
و ليست قراءة أبلغ من قراءة!
فكلها وحي من الله سبحانه، قرأ بها محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بينها تفاضل!
ـ[أمين هشام]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 02:57 م]ـ
وأكثر من هذا أخانا خالد .. أن قراءة نافع المدني من أعلى القراءات سندا وتواترا .. حتى قال نافع رحمه الله: قرأت على سبعين من التابعين!.
والقرآن فوق الحديث وفوق العربية كلها .. وما تواتر منه بلغت حجته!.
فما ذهبت إليه صحيح ..
ولكن الناس يقدمون الشعر والأنثار ويؤخرون القرآن .. من أجل ذلك استشكلوا متواتره!.(/)
لِسَانَ صِدْقٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 07 - 2005, 05:55 ص]ـ
:::
قال تعالى
(وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياًّ) 50 مريم
ما هو لسان الصدق؟؟
هو حسن الثناء على يعقوب واسحق وابراهيم كلما ذكرهم ذاكر
قال تعالى على لسان إبراهيم
(وَ?جْعَل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى ?لأَخِرِينَ) الشعراء 84
وأرغب أن تقارنوا بين ثلاثة أقوال
# قول الزمخشري (وعبر باللسان عما يوجد باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية. قال: إنِّي أتَتْنِي لِسَانٌ لاَ أُسَرُّ بِهَا
يريد الرسالة. ولسان العرب: لغتهم وكلامهم.)
# قول ابن عطية (و " لسان الصدق " هو الثناء الباقي عليهم أخر الأبد، قاله ابن عباس. واللسان في كلام العرب المقالة الذائعة كانت في خير أو شر ومنه قول الشاعر: [البسيط].
إني أتتني لسان لا أسر بها من علو لا كذب فيها ولا سخر)
# قول ابن عاشور (واللسان: مجاز في الذكر والثناء.
ووصف لسان بصدق وصفاً بالمصدر.
الصدق: بلوغ كمال نوعه، كما تقدم آنفاً، فلسان الصدق ثناء الخير والتبجيل، ووصف بالعلوّ مجازاً لشرف ذلك الثناء.)
فمن منها الأكثر توافقا مع قوة النص من حيث البلاغة؟؟(/)
القواعد الستة
ـ[عالم آخر]ــــــــ[03 - 07 - 2005, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حسناً .. هذا هو توضيح لكل ما سبق
ان المنهج اللفظي ما كان يحتاج الى قواعد أصلاً لولا أن أهل اللغة قد حكموا القرآن بقواعدهم النحوية والبلاغية واللغوية العامة, فهذا وحده الذي يضطره الى وضع قواعد خاصة به مستخرجة من النظام القرآني.
القاعدة الأولى (في ابطال المترادفات):
(لا يجوز تفسير أو شرح (مفردة) أو لفظ بمفردة أو لفظ آخر بحجة التقارب في المعنى بينهما) وفيها فروع:
الفرع الأول: قيد اللفظ والمعنى
(لا يمكن أن يؤدي المعنى المحدد المقصود للقائل الا لفظ واحد أو ترتيب واحد).
الفرع الثاني: قيود صيغ الحروف
(جميع الحروف في هذا المنهج هي ألفاظ تنطبق عليها جميع قواعد المنهج).
الفرع الثالث: قيود صيغ الأفعال
(يجب التقيد بصيغة اللفظ اذا كان من الأفعال مثل الماضي للماضي والحاضر للحاضر - ولا يجوز تقدير غيره كما يجب التقيد بترابط الفعل مع موضوعه ويشمل ذلك الأفعال الناقصة بلا فرق).
الفرع الرابع: قيود صيغ الأسماء والصفات
(يجب التقيد بصيغة الاسم والصفة أينما وردت في القرآن من التعريف بأنواعه والتنكير, والجمع والافراد والتثنية ويشمل ذلك أسماء الاشارة بل فرق).
الفرع الخامس: قيود الصيغ الأخرى
(يجب التقيد بصيغة اللفظ ان لم يكن فعلاً ولا اسماً ولا حرفاً مما اصطلح عليه النحويون بنفس القيود)
القاعدة الثانية (في ابطال تعدد المعاني للفظ الواحد"قيود المعنى في التراكيب")
(لا يجوز تغيير معنى اللفظ عند تغير موقعه في التراكيب التي يرد فيها ذلك اللفظ)
القاعة الثالثة (في ابطال التقديرات المتنوعة للمركبات والألفاظ في التراكيب "قيود مواقع المركبات والألفاظ في التراكيب") (لا يجوز تقدير مركب أو لفظ لا وجود له بحجة أنه محذوف جوازاً كما لا يجوز حذف مركب أو لفظ بحجة أنه زائد أو مزيد أو مقحم ويعد هذا العمل لتحصيل المعنى التام للتركيب باطلاً في هذا المنهج)
القاعدة الرابعة: (في ابطال التقديرات العشوائية للترتيب العام للجملة "قيود ترتيب الألفاظ والمركبات في التراكيب")
(لا يجوز تقدير ترتيب آخر للمركبات في التراكيب ولا للألفاظ فيهما بديلاً عن الترتيب القرآني لتحصيل المعنى العام, ويعد المعنى المتحصل من الترتيب المفترض باطلاً وفق هذا المنهج)
القاعدة الخامسة: (في ابطال المجازات)
(لا يجوز للباحث الاعتقاد بوجود مجاز في القرآن بكافة أقسامه ويعد شرح التراكيب بهذه الطريقة باطلاً) ولها فروع:
الفرع الأول: في ابطال التشبيه الاستعاري:
(لا يجوز للباحث في هذا المنهج الاعتقاد بوجود تشبيه استعاري في القرآن)
الفرع الثاني: في ابطال الكناية:
(لا يجوز الاعتقاد بوجود كناية في القرآن ويتوجب على الباحث معرفة حقيقة معنى اللفظ المستعمل في الكناية المزعومة)
الفرع الثالث: في ابطال الايجاز والاطناب:
(لا يجوز في هذا المنهج الاعتقاد بوجود موارد فيها ايجاز وأخرى فيها اطناب في القرآن في أي موضع منه)
القاعدة السادسة: (في ابطال تعدد القراءات)
(لا يجوز للباحث في هذا المنهج الاعتقاد بصحة جميع القراءات للُفظ الواحد ويتوجب عليه الأخذ بالقراءة التي تطابق النظام القرآني ولو كانت شاذة. وعند غياب القراءة المطابقة للنظام يجب التوقف والمرور من طريق آخر أو الترك).
والحمد لله
بانتظار المناقشات
ـ[الامين]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 04:07 ص]ـ
بسم لله الرحمن الرحيم
وما أدري كيف يجرؤ متعلم فضلا عن عالم على إنكار وجود المجاز في القرآن، أي في اللغة العربية، التي نزل بها القرآن،
مع انه شاع الاستعمال المجازي في لغة العرب، وذاع أمره في كثير من أنحاء الاستعمال كالإسناد المجازي، والمجاز في الكلمة، ويعتبر ذلك من لطائف هذه اللغة ومحاسنها، وفي القرآن الكريم طائفة كبيرة من الآيات كان الاستعمال فيها مجازيا والقرآن إنما جاء بهذه اللغة واستعمل ألفاظه حسب قواعدها
فلا ريب أن آياته المباركة مشتملة على الكنايات، التي هي من أهم شؤون الفصاحة والبلاغة ويعدّ ذلك من أدب القرآن، مثل قوله تعالى: (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) فإنه كناية عن الجماع.
وكذلك قوله تعالى: (غلت أيديهم) فان أيدي اليهود المحسوسة لم تغل بأغلال محسوسة، وإنما ذلك منه كناية عن خزي وعار لحقا بهم.
وقوله تعالى: (ونفخت فيه من روحي) فلا يسع الاخ (عالم آخر) أن يجمد على ألفاظ (نفخت فيه من روحي) دون أن يتاول المجاز فيها، لان النفخ الشائع بالهواء إن جوزوه على الالات أو من الالات فلن يجوزه على الروح.
وقوله تعالى: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا) فهل تقول إن كل أعمى البصر يكون في الاخرة أعمى وأضل سبيلا؟! إلى غير ذلك من الايات الشريفة
وقد اثبت علماء الاصول قاعدة وهي ان المدار في المحاورات على الظهورات العرفيه ولو كانت مجازية.
ومن هذا كله يظهر فساد ما ذكرته في القاعدة الخامسة وللكلام تتمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 10:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أخي الأمين
بالنسبة لموضوع المجاز دعني أخبرك بأنك ابتداءً من اليوم يجب أن تعيد غربلة ثقافتك القرآنية ولا أقولها متغطرساً بل ناصحاً!! وبعد: يجب ان يعرف الجميع بأن القرآن لا يجري على قواعد اللغة العربية وأنه يخالف العرب في أساليبهم, هذه هي المقدمة التي غفل عنها العلماء حيث للقرآن قواعده الخاصة به وهذا هو جوهر تميزه عن بقية الكلام, وهو الذي يفتح باب معرفة الاعجاز .. أي الذي تراه هو آيات وتراكيب لا تخضع لقواعد كلام العرب.
يتلخص جواب العلماء بالنص الآتي الذي يمثل مجموع آرائهم والمكتوب من قبل حجة من حججهم وهو:
(لو كان في القرآن ما يخالف كلام العرب وبلاغتهم واساليبهم لأخذوه حجة عليه واستراحوا به من معارضتهم وفيهم البلغاء العارفين بأساليب اللغة ثم أن القواعد وضعت بعد القرآن وهو أحد مصادرها فاذا خالف القواعد فالنقص على القواعد لا على القرآن وهو لا يتم الا فيما اتفقت عليه القراءات).
وأضاف النص قائلاً: (ولو كان قد وقع شيء من نقد العرب عليه لاحتفظ به التاريخ ونقله أعداء الاسلام)
ويقول المنهج أن الشاك لا يرضى بهذه الاجابات لأن المخالفة لأساليب العرب لا تعني بالضرورة أن يكون أوطأ منها ليأخذوه حجة عليه بل اقروا أنه (يعلو ولا يعلى عليه وانه يحطم ما تحته) وهذا هو اعتراف احد عتاة قريش وأبلغهم بلسان العرب يومها. فقوله بتحطيم ما تحته له مدلولان الأول: انه يخالف أساليبهم علواً ورفعة والثاني: ان هذا العلو لا يعلى عليه وبالتالي يكون معنى العبارة أن لغتهم خاطئة وأساليبهم اللغوية واهية وأن هذا الكلام هو الوحيد الصحيح صحة مطلقة بحيث أنه يحطم كل ما هو سواه فلماذا تجيء العلماء تترى بعد ذلك والى هذا القرآن ليقولوا أشياء لم يقل مثلها حتى عتاة قريش ويجعلونه خاضعاً لقواعد اللغة العربية وأساليبها؟ أم بلغ بهم الأمر في الانحراف حداً تجاوز فيه حتى المشركين وهم مع ذلك يرفعون لواء الحماية عن القرآن والدين؟
اذن فقول النص المدافع عن القرآن: لأخذوه حجة عليه واستراحوا- جوابه: انه مخالف لأساليبهم لدرجة أنهم عجزوا أن يأخذوه حجةً عليه لعلوه في المخالفة لا لدنوه فيها .. فلم يستريحوا ولن يستريحوا.
نعم ان المصيبة أن عتل قريش استراح من معارضته لأنه علم انه (يعلو ولا يعلى عليه ويحطم ما تحته) .. ولكن الذي لم يسترح الى الآن علماء الاسلام اذ لا زالوا يبحثون عن مخارج لمخالفته لقواعدهم (كما سيمر عليك ان شاء الله).
وقبل ان تحكم علي بالجنون (ربما) خذ هذه النماذج:
يقول ابن خالويه في كتابه (ليس في كلام العرب) - ص158:
(ليس في كلام العرب فاعل بمعنى مفعول الا قولهم ريح ساف وانما هو مسفي ومثله "عيشة راضية" وانما هي مرضية و "ماء دافق" وهو مدفوق وسر كاتم وليل نائم وأنشد: فنام ليلي وتجلى همي .. الخ).
وقد يجيء مفعول بمعنى فاعل كما في قوله تعالى (حجاباً مستورا) بمعنى ساتراً وقوله (فما ربحت تجارتهم) والتجارة لا تربح وانما يربح فيها وكذلك (فاذا عزم الأمر) تأويله اذا عزمتم أنتم على الأمر ومثله (اشتعل الرأس شيبا) وانما اشتعل الشيب في الرأس.
وأضاف الشارح: ومنه (وحرمنا عليه المراضع) , (يوم يعرض الذين كفروا على النار) قال وهو كثير في الأساليب العربية. انتهى.
وتلاحظ هنا بجلاء كيف حشر التراكيب القرآنية مع الأمثال والأقوال العامة وأبيات الشعر, فلو قال النحوي أنه يومن أن القرآن كلام الله وأنه معجز فهو لا ينفع لاثبات صحة الدعوى بعد اعتباره عملياً مثل كلام البشر.
وستقول لي فكيف يفهم القرآن وهو مخالف لأساليب العرب. فاقول: ان هذا ليس بسؤال وجيه ونحن نتحدث عن منهج النظام القرآني. وستقول فكيف ذكر الله أنه كتاب عربي فأقول: أنه ما قال أنه كتاب عربي بل قال قرآن عربي وقال كتاب الهي بلسان عربي واللسان شيء غير القواعد والأساليب.
اذن فالقرآن كتاب معجز لا يمكن الاتيان (بمثله) وحشر تراكيبه اسوة باقوال المخلوقين في تلك القواعد معناه ان كلام هؤلاء (مثله)!! فماذا تعني بالمثلية ان لم تعن ذلك؟! بل القواعد هي فلسفة الكلام ونظمه واعرابه فماذا يبقى من الاعجاز؟! اليست تلك الجمل والأبيات الشعرية الفاظاً منتظمة بصورة معينة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا اتذكر قصة قرأتها وأنا طفل وهي قصة الملك الذي خاط له احد الدجالين ثياباً من صوف قال أن الذي لا يراه فهو أحمق ولم يره الملك فسكت وكذلك الوزير وخرج الملك الى شعبه عارياً والناس يقولوم ما أجمل ثياب الملك!! وفجأة صرخ طفل صغير: ان الملك عاري!! وهنا استيقظ الجميع وضحكوا!! وها أنذا أصرخ وأقول أيها الأمين: القرآن غير وكلام الخلق غير!!!!!!!
ودعني اعود للتراكيب القرآنية التي زعموا أنها بالمقلوب:
1. قوله تعالى: (ماء دافق): حيث زعموا أنها صيغة فاعل بمعنى مفعول, أي ماء مدفوق.
فلماذا زعم ذلك والدافق اسم فاعل يأتي كصفة للفاعل مثله مثل أي اسم فاعل يعمل كصفة مثل (رجل تاجر) و (سيف ضارب) و (زورق غارق) فاذا كان يزعم أن الماء ليست له قدرة على التدفق بمفرده فلذلك يكون (مدفوق) بدل دافق فلماذا لا يغير اللغة كلها .. فهناك آلاف الاستعمالات من هذا النوع فهل يجوز أن يقول (سيف مضروب) و (زورق مغرق) باعتبار أن السيف والزورق لا يفعلان ذلك من تلقاء أنفسهم؟ أم أن ذهنه ارتبط بالجماع فظن أن الماء الدافق ماء الرجل وهو لا يتدفق من تلقاء نفسه. فان كان كذلك فقد عكس الأمر, فهذا اللفظ مطابق لحالة غياب الارادة الكاملة كما في (الاحتلام) أو جزئياً كما في الجماع, ويكون التدفق من فعل الماء نفسه, لكن ما أدراه اي ماء خلق منه الانسان, وكل ماء هو دافق, فالنظرة العابرة للماء الطبيعي وحركته في الطبيعة ودخوله في تراكيب الحياة جميعاً والأرض والصخور (وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء) , واعتماد الكائنات الحية عليه شرباً ومصاً وكرعاً باختلاف أنواعها وحركته الدائبة من الأرض الى السماء الى الأرض والبحار وتياراته الجارفة في الوديان والروافد وتفجره من الأرض كاف لتبيين معنى فعله الذاتي في التدفق.
2. قوله تعالى: (حجابا مستورا): حيث قال هو مستور بمعنى ساتر مع أن الحجاب لفظ يفيد الستر فلا يكرر الصفة نفسها (القاعدة الأولى) فيقول حجاباً ساتراً لأن المعنى سيكون حجاباً حاجباً أو ستاراً ساتراً.
وانما أراد الله سبحانه وصف الحجاب من أنه لا يرى ليقطع الطريق على منكر وجوده فقال (مستورا) فالحجاب نفسه محجوب عن رؤيتهم. (واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجاباً مستوراً) فلماذا ان صيغة المفعول هنا بمعنى فاعل بينما جعلوا في (الماء الدافق) صيغة الفاعل بمعنى المفعول!
3. قوله تعالى: (عيشة راضية) قال وهو فاعل بمعنى مفعول اي عيشة مرضية.
لقد تخيل أن العيشة اسم لشيء لا حقيقة له أو منفصل عن العائش أو جماد فلا يمكن أن تكون (راضية) لأنها غير عاقلة وعليه فهية مرضية من قبل العائش.
لكن هذا المفردة تتضمن العائش لانها مرتبطة به فهي ليست كأي لفظ آخر مثل (بستان) يموت صاحبه ويبقى البستان لأن العيشة تنتهي بالعائش فهي اسم لحياة الكائن الحي العاقل, وقد اقترنت قرآنياً بالخلق ذوي العقول والشعور والتمييز فيمكن أن تقول عاش الرجل عيشة مرضية وعيشة راضية. والتعبير الأول معناه أن العائش راص عن العيشة, ولكن ليس بمقدوره عدم الاهتمام بها-لانك فصلته عن العيشة, فعيشته صارت مقابلةً له واذن فهو ينظر لها ويهتم بها- وان كان راضياً بها!
ولكن حينما تقول عاش الرجل عيشةً راضيةَ صارت العيشة هي الراضية فخرج بذلك عن الاهتمام بها خروجاً كاملاً وصارت هي المهتمة به!
ولا يوجد في الحقيقة عيشة على هذا النحو الا تلك التي يعطيها الرب العظيم لعباده الذين رضي عنهم.
فانظر ماذا فعل حينما قال: راضية بمعنى مرضية فقد جعلها نكداً علينا تارة أخرى وانظر كم هو الفرق بين قول الله تعالى وقوله.
المجاز وما أدراك ما المجاز .. اسمع تعريفهم: (ما أُريد به غير المعنى الموضوع له في أصل اللغة) - المثل السائر ابن الأثير 1 - 58. (المجاز مفصل من جاز الشيء يجوزه اذا تعداه, واذا أعدل باللفظ عما يوحيه أصل اللغة وصف بأنه مجاز على معنى أنهم جازوا به موضعه الأصلي أو جاز هو مكانه الذي وضع فيه أولاً) (أسرار البلاغة-الجرجاني ظ365)
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعنى من كل التعريفين واحد. فاذا كان للفظ عندهم معنى أصلياً واستعمل لغير هذا المعنى للتشابه أو للتمثيل أو للاستعارة أو للكناية فهو مجاز ونلاحظ هنا تناقضاً شديداً ما بين التعريف والواقع العملي اذ لا تجد أحداً منهم وضع ل (اللفظ الواحد) معنى أصلياً. بل أن اللفظ عملياً عندهم له معان متعددة. ولكن حينما يبحثون عن (مجازات) يجعلون المعنى الاصطلاحي أصلاً!
والأمر الآخر الأكثر سوءاً أنهم خالفوا التعريف وفي جميع (المجازات المزعومة) فحيناً جعلوا المعنى الاصطلاحي هو الأصل- قاسوا عليه فما خالفه صار مجازاً وما طابقه صار هو الحقيقي- بينما المعنى الاصطلاحي وفق التعريف هو أول المجازات!
انظر الى هذا المثال الغريب: قوله تعالى: (والله محيط بالكافرين) -قال الزمخشري في الكشاف: (والمعنى أنهم لا يفوتونه كما لا يفوت المُحاط به حقيقة) الكشاف 1 - 785.
وهذا يعني ان لفظ (محيط) عنده مجاز لأنه لم يستعمل وفق الأصل فاسأله ما هو الأصل؟
الأصل بالطبع عنده هو (الاحاطة الجغرافية المادية الأبعاد) أو كما عبر عنه البعض (احاطة السوار بالمعصم).
بينما يكشف المرء مهما كان قليل المعرفة باللغة ان (الاحاطة) في الأصل أوسع من هذا بكثير والمعنى الأصلي هو معنى عام يتضمن الاحتواء والسيطرة.
زأن الاحاطة المادية الأبعاد هي وضع 0اصطلاحي) وجزء من المعنى الواسع وهكذا نسوا قوله تعالى على لسان الهدهد مخاطباً سليمان (ع): (أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين) فلم يقل احد أن اللفظ هنا لفظ مجازي مع أن الهدهد لا يمكنه الاحاطة بالمملكة احاطة السوار بالمعصم! وهو الذي زعموا أنه (المعنى الأصلي) كما نسوا عدداً كبيراً من الآيات التي ورد فيها اللفظ (أحاط) وهيأته مخالفاً (للأصل المزعوم):
1 - (ولا يحيطون به علماً) فالاحتطة هما (علمية) لا جغرافية- ومع ذلك فهو ليس مجاز!
2 - (بل كذبوا بما لم يُحيطوا بعلمه): في هذا التركيب هم يحيطون بالعلم وليس يحيطون باحد علماً فهي بعكس حركة التركيب الأول ومخالفة للأصل المزعوم ومع ذلك .. فلا مجاز!
3 - (وأحيط بثمره) , لا مجاز مع انه لا يعلم احد كيف أحيط بثمره.
4 - (وان جهنم لمحيطة بالكافرين) ولم يرى أحد جهنم وهي محيطة بالكافرين فأين الأصل المزعوم وأين المجاز الموهو ولماذا لا تكون معاني اللفظ في جميع هذه الآيات هي الأصل .. اذ لا توجد احاطة بالمعنى الذي ذكروه في كل القرآن والخطأ لا ينحصر بالقاعدة وحدها لأنهم يضعون قاعدة خاطئة ويطبقون عليها الشواهد تطبيقاً خاطئاً ويقلبون الأشياء خلافاً للقاعدة الموضوعة .. فهي أخطاء تتلوها أخطاء.
ناهيك عن قوله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء) فسبحان الله عما يصفون.
وفي النهاية أقول: المجاز المزعوم عندهم نوعان: المجاز اللغوي والمجاز العقلي وجرى على هذا التقسيم السكاكي والزركشي والجرجاني -الا أن الأخير سماه (المجاز الحكمي) بدل العقلي- وعامة من جاء بعدهم. والمجاز العقلي عندهم هو ما وراء المجاز اللغوي من حكمة أو تعقل للأشياء التي استعمل معها المجاز اللغوي فالمجازان يصحان في كل تركيب قرآني استعمل في المجاز.
ان المنهج يرفض الاقرار بوجود أي مجاز في القرآن من أي نوع كان ويرى أن القرآن ليس فيه سوى الحقائق المجردة عن أي ايهام أو توهم أو ابهام. ويعتبر المنهج استعمال المجاز (بمعناه عند اللغويين) في المأثور الأدبي أما أشياء توهموها أو ابهام ينبيء عن عجز صاحب النص في ايصال الحقيقة.
والأغلب هو ما توهموا في المجاز لأنهم خلطوا بين الأصل والاصطلاح من جهة وخلطوا بين تعريف المجاز وتطبيقات التعريف من جهة أخرى ووضعوا أقسام الكلام والقواعد النحوية وحكموا القرآن بها من جهة ثالثة.
أما المجاز الذي حفل) به القرآن حسب تعبيرهم فجميعه من الأوهام التي لا وجود لها الا في أذهان اللغويين. وان شئت سآتيك بأمثلة عامة على المجاز المزعوم ان شاء الله!
والحمد لله
ـ[عالم آخر]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 07:36 ص]ـ
ودعني اشرح هذا المثال البسيط لك وللاخوة ..
لو نظرنا في معجزة النبي موسى (ع) عندما تحولت العصا التي كانت في يده الى حية نجد بأن المعجزة هي في تحويل العصا (التي غالباً كانت مصنوعة من الخشب) الى شيء آخر وهي حية لها جسم وروح وخلايا ولحم ودم فلهذا آمن السحرة وصُعقوا بهذا الأمر لأنه لا يشبه السحر ولو هو من أساليبهم فعرفوا بل تيقنوا ان هذه آية وأن موسى (ع) صادق وأن هذا الشيء حدث بسبب امر خالق هذا الكون وهو الله!
ونفس الشيء حدث مع القرآن يا اخوتي الكرام حيث آمن العرب به لأنه رآوه ليس كلاماً ككلامهم ولا يدرون ما هو أصلاً ولكن قد حطم كل ما عندهم من الأساليب والفصاحة وغيرها .. فقل لي بالله عليك لو كان في القرآن كناية واستعارة وايجاز ووو .. اذن لم يختلف جنسه عن جنس كلام العرب واذن لكانوا استطاعوا أن ياتو بمثله! لا تقل لي كلا ان هذا لايمكن لأن الذي سياتون به سيكون ركيكاً وضعيفاً أقول: كلا يا أخي انظر الى أشعار الجاهلية والمعلقات وغيرها لتحدها ليست كذلك! ستقول ربما: كلا ان كلام القرآن أجمل أقول لك وهل مناط الاعجاز هو الحمال والمهارة في الطرح! يا أخي افتح قلبك ولا أقول عقلك فعقلك مفتوح والحمد لله ولكن أقول افتح قلبك وكن من السحرة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القيصري]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 09:56 ص]ـ
السلام عليكم
عالم اخر
نقول القواعد الستة ام الصواب ان نقول القواعد الست
العدد يخالف المعدود ومفرد القاعدة مؤنثة لذا يكون الست مذكرا
شكرا لكم
القيصري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 11:09 ص]ـ
السلام عليكم
عالم اخر
نقول القواعد الستة ام الصواب ان نقول القواعد الست
العدد يخالف المعدود ومفرد القاعدة مؤنثة لذا يكون الست مذكرا
شكرا لكم
القيصري
أنت غلطان يا قيصري
بحسب منهج القواعد الستة فالصواب هو القواعد الستة
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 12:45 م]ـ
أخي القيصري
كنتُ قد سألتُ:
في المثال التالي:
مرت الأشهرُ الأربعُ.
سؤالي عن النعت (الأربع) هل يجب مخالفة المعدود (الأشهر)؟ ذلك أنني لست متأكدا من ذاكرة تقول كلاهما جائز
أن يقال:
مرت الأشهرُ الأربعُ.
و أن يقال:
مرت الأشهرُ الأربعةُ.
أجاب الأستاذ برقش:
كلاهما جائز، إذ يجوز أن يوافق أو يخالف العدد معدوده إذا أتى آخرا.
ورد في أحد قرارات مجمع اللغة العربية في مصر: "من أراد في الكتابة العلمية أن يتلافى الصعوبة في مراعاة قواعد العدد، من ناحية مخالفة العدد لمعدوده تذكيراً وتأنيثاً، جاز له استعمال كلتا الصورتين، إذا قُدّم المعدود على العدد، وكان اسم العدد صفة".
وعليه يجوز " القواعد الست " ويجوز " القواعد الستة" على منهج النحاة.
مع التحية
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 10:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواننا هل تأملتم هذا:
القاعدة السادسة: (في ابطال تعدد القراءات)
(لا يجوز للباحث في هذا المنهج الاعتقاد بصحة جميع القراءات للُفظ الواحد ويتوجب عليه الأخذ بالقراءة التي تطابق النظام القرآني ولو كانت شاذة. وعند غياب القراءة المطابقة للنظام يجب التوقف والمرور من طريق آخر أو الترك).
إن كان الأمر كما فهمت فهذه ردة عن دين الإسلام!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 10:12 م]ـ
سلمت أخي فيصل
ـ[القصدي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 10:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الكرام
كنتُ قد دخلتُ في هذا المنتدى على حين غرّةٍ ومن دون قصدٍ مني .. وبعد قراءتي السريعة لبعض المواضيع فيه فوجئت بالمدى الذي وصلت اليه مواقف ذوي الحجا من الطروحات الرائدة للأخ الاستاذ (عالم آخر) وضيق هؤلاء منه ..
وأكثر ما أثارني أنَّ المنع من تعدَّد القراءات هو ردة عن الاسلام!!
أجل .. والله
هو ردَّة .. ولكنها مباركةٌ يا سادةُ!!
لأنه إسلامكم أنتم ورجالكم المكرمين عباداً عند ربّكم الذي لا نعرفه ولا نريد أن نعرفه!!
إنه دينكم الجهنمي أنتم وما هو بدين محمّدٍ (ص) ولا أتباع محمّد الخلص
فأنتم وأمتكم العجفاء المرتدون .. لا غيركم وإن امتلأت بكم وبتعديكم الطاغوتي مفاوز هذه الارض!!
وطوبى لعالمٍ جدعَ أنوفكم .. ولا طوبى لكم
وبؤساً لموقعٍ فيه أناسٌ بهذه العقيرة التي تعالت على نكر الحمير بما لا يقاس ..
وطرداً لنا .. يا حنتمة!!
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 03:26 ص]ـ
لن تحذف مشاركتك
ليراها الكل
فبئس ما صنعت
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 08:05 ص]ـ
هذه هي أخلاق وشيم الروافض، ولاعجب.
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة:
دع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا، فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشرّ وإيقاع الفساد بين الأمة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 08:18 ص]ـ
إسمح لي أن أخالفكم
فإن إطلاع الناس على الكفر الذي في كلامه دون أن يصاحبه نقد له قد يستهوي منخفض الثقافة--فيتعشق كلامه
وكلكم نظر
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 09:44 ص]ـ
أستاذنا المفضال جمال
بطلان كلامه معروف، والمعروف لايُعرّف!
أما منخفض الثقافة فلاعبرة بتعشقه
ـ[الامين]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 10:26 ص]ـ
اخي ابو سارة ها أنت تعيد الكره و تسمعنا شيئا من هذه الكلمات التي بها تجرح عواطفنا وتثير الفرقة والفتنة والفساد بها بين المسلمين.
فهل من أدب الحوار أن تتهم نسبة كبيرة المسلمين بالكذب بدون حجة وبدون دليل!!
اسالك بالله كيفت عرفت انه رافضي!!!!!!!!!!!!!!!
ولحيطك علما اننا نختلف مع ما ذكره عالم آخر في كل ما ذكره
اتقي الله ياخي. . ليس بين الله، وبين أحد قرابة. . ولسنا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة.
فكف عن هذا الاسلوب فانه لايلق بك كمشرف يحتذي به رواد هذا المنتدى.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 11:32 م]ـ
أخي الأمين سلمه الله
أنا آسف لجرح عواطفك، وأطلب منك العذر، ومن كان مثل أخلاقك فحقيق أن يُعتذر منه، وإن شئت حذف المشاركة فلك ذلك حفظك الله.
- - - - -
القصدي
تركنا الأولى لأجل شيخنا القاسم
وإذا كانت لديك مشاركة هادفة "مؤدبة" فعلى الرحب والسعة، أما سفاهتك فليس لها مكان هنا ولن نجاريها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القصدي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 06:49 ص]ـ
وما عليك يا مشرفُ لو حذفتَ مشاركتك أنت التي ملئتها بسفاهة شيخك الظلامي المعتوه عن الرافضة الذين ما شرّ أشدّ عليهم مِن من هو مثلكم يا عشقة النفاق؟!!
ما عليك لو فعلت هذا بدلاً من أن تترك القرار بيد من أسأتَ إليه فجئته بالاعتذار الذي هو أقبح من الذنب البغيض!!
نفاقٌ ولا أفضح منه!!
على أنَّك حذفت سفاهتي التي هانت دون سفاهتك .. فأعدل كيلك يا ولد!
وتريدني أن أكون مؤدباً!!
كأنَّ أمَّك ولدتك لتبقى رضيعاً بريئاً من الشين!
اسمع يا هذا ..
إمَّا أن تردّوا على الطروحات بالنقد العلمي الموضوعي الشريف
إمَّا أن تتموا الحجة على من نازعكم أمراً بالتي هي أحسن
إمَّا أن تتركوا الناس لتتلقّى بحريّةٍ فصيحةٍ دون وصايةٍ منكم مكفِّرَةٍ
أو فلتدفعوا عن دينكم القميء بالتوهين والتكفير والارتداد ..
وعندها .. فكما منكم علينا الغيظ فإن عليكم منّا ألف غيظ ..
على أنَّكم ممّن لا يستحق الحوار أبداً .. فقد فضحكم أحد أروع المرتدين بحسب موازينكم وهو الاستاذ (عالم آخر) فحيث غمَّت عليكم الحجة أزاءه طردتموه ..
تركت الأولى لأجل شيخك القاسم يا رائعة المشرفين؟!!
أقول: بل تركتها لجبنٍ فيك بديعٍ!!
قد تركت الاولى لأجل أن لا تقع الطامة عليك بالمباهلة .. لكنها ستقع لا عليك فحسب بل على كل مشايخك عن قريبٍ بعون الله .. ستقع الطامة ولو من دون مباهلةٍ فلستم أشرف من نصارى نجران!
ولن أشارك مؤدباً بعدما حكمتم بكفري وارتدادي ولماذا التأدب .. إذ لستُ هناك .. فاطرد يا صفي حنتمة .. الطرد هي شيمة الابطال!!
ولكن هاك صفقة ..
دلني على هذا العالم الآخر .. ولو كان في قعر الجحيم .. فهو أشرف من رأيت مع بعضٍ قليلٍ في موقعكم هذا ..
والله لجهنم بعذابها خلية منكم أسعد عندي من جنةٍ بحورها مليئة بأمثالكم ..
ولا سلام على من بدأ ظالماً .. ولا على من لم يرد السلام!!
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 07:13 ص]ـ
الحمد لله
كل إناء بما فيه ينضح!
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 09:10 ص]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله
الأخ عالم آخر يسهر مع القرآن ويفسره على هواه، وليس له في أقوال السابقين مثل، فجاء تفسيره للقرآن "تفسير شخصي" (لاب توب)، ومع هذا تُرك لأنه مؤدب في أقواله ومهذب في تعامله مع المنتدين.
والأخ الأمين يستحق الاعتذار لأني أراه على حق وأنا أخطأت عليه، عفا الله عني وعنه، ولامانع لدي من أن أطبق معه مثل أهل الشام العامي: "من أجل عين تكرم ألف عين".
وهاهو الأمين يقرأ نتاج أدبك!
أما أنت!
الحق، لا أدري كيف أوفق بين من يطلب: النقد العلمي الموضوعي الشريف!!
بينما هو منغمس في سوء الخلق وقلة الأدب وبذاءة اللسان 0
ولن أحذف كلامك هذا بل سأتركه ليكون سمة على وضاعة شخصك، ودليلا على انحطاط تربيتك، وبرهانا على انعدام ديانتك، وفراغ تقواك من ربك0
وإذا كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في نظرك: شيخ سفيه ظلامي معتوه!
فالكلام معك ضائع، لأنك تفردت بقول شنيع!
وبيننا وبينك كتب وتراجم الإسلام قاطبة، فاختر منها ماتشاء لتعرف ترجمة من تجهل، وما أنت بجاهل!، لكنه الحقد الدفين الذي رضعته من ثدي "طويل الأمد" مطعّم بالجهل الفاضح وممزوج بالكذب الكالح، كنتم وماتزالون على "قارعة الطريق" تهتفون بـ "أحلام الراعي والجرة"، وتنسجون من بيوت العنكبوت دينا جديدا، فحذارى من سقوط الجرة!
أنا أجزم بأنك لو قضيت عمرك المتهالك في عد أوراق مصنفاته فضلا عن كلماته فربما هلكت قبل أن تحصيها!
يأتي في طريقه من الحج فيطلب منه أهل حماة كلمة في العقيدة فيجلس ليمليها على الكتاب، ويذهب ليكمل طريقه، وفي زماننا يتقدم رجال لنيل درجة الدكتوارة في "العقيدة الحموية " فيرسبون، ثم تأتي أنت يا فاكهة الزمان لتقيمه وأنت خارج نطاق القيم!
ماهكذا تورد الإبل ياساكن جنة عدن، ولكن .... تنعّم بما تقول ... ويحق لك التنعّم ... لارب يتقى ... ولاأخلاق يخشى عليها، وصدقت في قولك: لماذا التأدب!
فلو أني بُليت بهاشمي ... خؤلته بنو عبد المدان
لهان عليّّّّّّ ما ألقى ولكن ... تعالوا فانظروا من ابتلاني
ـ[القصدي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 01:36 م]ـ
هذه المرة قد أحسنت القول يا كويتي!!
فلا مرحباً بك في جواري بمدرسة سوء الأدب!!
وترى بما ينضح إناءك أنت يا قاسم بالسوية!!
وأيم الله .. إنها لسوءة ابن العاص تطلُّ .. فهلاَّ بها!!
ولكن تالله ما أبغضها الى سيف الأحرار فلتهنأ بالعافية عبر العصور ولا خوف عليها من ركلٍ بالقفا!! .. حتى يأتي يوم!
فمزيداً .. مزيداً من نباح الكلاب .. يا حناتمة!!
ولكن هل حقاً أنكم تركتم العضو (عالم آخر) أم قد طردتموه يا كذبة؟!!
إذا كان لا زال موجوداً .. فلا بأس .. فسوف أكون مؤدباً كما تحبون وترضون .. ولن أكسر لكم جرةً يا رعاة!!
وعاشت حنتمة الجميلة .. عاشت صهاك!!
وحذار من حذف كلامي يا فاكهة يبست بعد طول امتهان!! ..
ولا زلتم خلف الأكمة في أحد كما أسلافكم الرعاديد .. أفأجبن منكم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 04:40 م]ـ
طيب
لن أحذف حرفا واحدا مما كتبتَ، وأذكرك في أول سطر كتبتَه: كنتُ قد دخلتُ في هذا المنتدى على حين غرّةٍ ومن دون قصدٍ مني ...
ونحن نعلم أن هذه هي صفة وسنة الطفيليات عندما تبحث عن مكان يليق بحياتها النتنة ...
قلت ماقلت في ابن تيمية رحمه الله، وها أنت توقع نفسك لتنال من عمرو بن العاص رضي الله
أما ابن حنتمة! فهنيئا له بشارته بالجنة، رضي الله عنه وأرضاه، فهو من المبشرين بالجنة بإجماع أهل الإسلام رغم أنوف المارقين ...
والذي أعرفه أن صحبة الأشرار، تورث سوء الظن بالأخيار ...
ولا غرابة، فهذا ديدنكم، وهذه بضاعتكم، لا حول ولاقوة إلا بالله.
وسيقفل هذا الموضوع، لأنه خارج عن شروط المنتدى، فنحن إلى الأدب والتأدب مع أنفسنا وغيرنا أحوج مانكون ...(/)
ما المقصود بالآيات المحكمة والمتشابهة؟
ـ[الامين]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 12:45 ص]ـ
المحكم والمتشابه يحصل من الاستعدادات المكنونة في الانسان المختلفة غاية الاختلاف فإذا اُلقي خطاب في مجمع أو اُلقي درس في جامعة، أو ألقينا مثلاً سائراً بين الناس، فمنهم من لا يتجاوز فهمه الصريح المحض، ومنهم من يتجاوز ذهنه إلى اللوازم القريبة منه، ومنهم من يتعدى إلى الأكثر عمقاً ويتجاوز إلى اللوازم والملزومات البعيدة أيضاً، خصوصاً إذا كان الدرس من العلم الذي هو فوق المادة والمحسوس.
والخلاصة الكلام أن المحكم والمتشابه هما من الامور الفطرية المستندة الى الاستعداد ـ أو الدرك ـ الذي هو أمر غير اختياري، فهما يرجعان إلى الاستعدادت المتفاوته في الانسان ومن ذلك ينشأ الاختلاف في مراتب الاستفادة وتحصيل العلوم ولذا ورد عن النبي صلى الله عليه واله وصحبه أنه قال: إنا معاشر الأنبياء اُمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
وكيف كان ..... فالذي يهمنا لآن هو ما المقصود بالآيات المحكمة والمتشابهة؟
«المحكم» من «الإحكام» وهو المنع. ولهذا يقال للمواضيع الثابتة القويّة «محكمة» أي أنّها تمنع عن نفسها عوامل الزوال. كما أنّ كلّ قول واضح وصريح لا يعتوره أيّ احتمال للخلاف يقال له «قول محكم».
وعليه فإنّ الآيات المحكمات هي الآيات ذات المفاهيم الواضحة التي لا مجال للجدل والخلاف بشأنها، كآية: (قل هو الله أحد) و (ليس كمثله شيء) و (الله خالق كلّ شيء) و (للذكر مثل حظّ الأُنثيين) وآلاف أُخرى مثلها ممّا تتعلّق بالعقائد والأحكام والمواعظ والتواريخ، فهي كلّها من «المحكمات».
هذه الآيات المحكمات تسمّى في القرآن «أُمّ الكتاب» أي هي الأصل والمرجع والمفسّرة والموضّحة للآيات الأُخرى.
و «المتشابه» هو ما تتشابه أجزاؤه المختلفة، أو ما لا يعرف المراد منه الا بالقرينة. فالجمل والكلمات التي تكون معانيها معقّدة وتنطوي على احتمالات مختلفة، توصف بأنّها «متشابهة». وهذا هو المقصود من وصف بعض آيات القرآن بأنها «متشابهات»، أي الآيات التي تبدو معانيها لأوّل وهلة معقّدة وذات احتمالات متعدّدة، ولكنّها تتّضح معانيها بعرضها على الآيات المحكمات.
مثل قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) لا يعرف بدواً المراد منه إلا بالرجوع إلى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) فيعرف أن المراد منها ـ أي من لفظ اليد ـ القوة والاحاطة، أو القدرة.
وكذا قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) يعرف المراد منه بالرجوع إلى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) بان معناه جاء امر الله أو عذاب الله أو جاء قضاء الله أو جاء رحمة الله وغفرانه .....
ولابدّ من الإشارة إلى أنّ كلمتي «المحكم والمتشابه» قد وردتا في القرآن بمعنى آخر. ففي أوّل سورة هود نقرأ: (كتابٌ أُحكمت آياته) فهنا أُشير إلى أنّ جميع آيات القرآن محكمات، والقصد هو قوّة الترابط والتماسك بينها. وانها احكمت في النظم والاتقان، وانها جميعاً فصيحة اللفظ، صحيحة المعنى.
وفي الآية 23 من سورة الزمر نقرأ: (كتاباً متشابهاً) أي الكتاب الذي كلّ آياته متشابهات، وهي هنا بمعنى التماثل من حيث صحّتها وحقيقتها، وان بعضه يشبه بعضاً في البلاغة والهداية وبديع الاُسلوب قال الامام علي (عليه السلام): القرآن ينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض. فلا تهافت بين الايات الثلاث بعد اختلاف الجهة.
فيتّضح ممّا قلنا بشأن المحكم والمتشابه أنّ الإنسان الواقعيّ الباحث عن الحقيقة لابدّ له لفهم كلام الله أن يضع الآيات جنباً إلى جنب ثمّ يستخرج منها الحقيقة. فإذا لاحظ في ظاهر بعض الآيات إبهاماً وتعقيداً، فعليه أن يرجع إلى آيات أُخر لرفع ذلك الإبهام والتعقيد ليصل إلى كنهها.
ونستطيع أن نشبه الآيات المحكمات في الواقع أشبه بالشارع الرئيسي، والمتشابهات أشبه بالشوارع الفرعية، ولا شكّ أنّ المرء إذا تاه في شارع فرعي سعى للوصول إلى الشارع الرئيسي ليتبيّن طريقه الصحيح فيسلكه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنّ التعبير عن المحكمات بأُم الكتاب يؤيّد هذه الحقيقة أيضاً، إذ أنّ لفظة «أُم» في اللغة تعني الأصل والأساس، وإطلاق الكلمة على «الأُم» أي الوالدة لأنّها أصل الأُسرة والعائلة والملجأ الذي يفزغ إليه أبناؤها لحلّ مشاكلهم. وعلى هذا فالمحكمات هي الأساس والجذر والأُم بالنسبة للآيات الأُخرى.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 08:03 ص]ـ
أخي الأمين
أخطأت، وجانبك الصواب، والأمر ليس كما تريد، وكلامك مردود بنص القرآن والحديث وأقوال السلف ...
قلتَ: مثل قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) لا يعرف بدواً المراد منه إلا بالرجوع إلى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) فيعرف أن المراد منها ـ أي من لفظ اليد ـ القوة والاحاطة، أو القدرة.!
وقولكَ: وكذا قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) يعرف المراد منه بالرجوع إلى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) بان معناه جاء امر الله أو عذاب الله أو جاء قضاء الله أو جاء رحمة الله وغفرانه .....
يقول تعالى: (يد) وتقول: الله لايقصد (اليد) بل يقصد (القدرة)!
ويقول تعالى: "وجاء ربك"، وأنت تقول: لايقصد ذلك وإنما يعني أمره ... أو عذابه ... !
يا أخي لو صرح وزير أو مدير بكلام، فجاء رجل وقال: الوزير لايقصد كذا وإنما يقصد كذا وكذا! فربما استنكرنا قول الرجل وأغلظنا له القول، فما بالك برجل يقول ذلك في حق الله تعالى؟ (ولله المثل الأعلى)
كلامك اللي تهذي به هو هروب لنفي التجسيم عن الله ولكنه أوقعك في التأويل، بل هو تقوّل على الله سبحانه!
ويا أخي الكريم، ليس هذا الطريق بطريق غفل، بل هو موسوم بأقوال العلماء الأثبات الثقات، وليس أفسد من هذا القول إلا قولك: أنّ الإنسان الواقعيّ الباحث عن الحقيقة لابدّ له لفهم كلام الله أن يضع الآيات جنباً إلى جنب ثمّ يستخرج منها الحقيقة!
وهل كل إنسان واقعي يضع الآيات جنبا إلى جنب يفهم كلام الله؟
نحن أمام طريق معبّد عبّده جمع من العلماء المشهود لهم بالعلم والتوثيق، ولسنا بحاجة إلى مغامر يبتكر لنا طريقا جديدا لم نكن نعرفه، وإليك هذه القواعد التي كتبها العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
قواعد في صفات الله تعالى
القاعدة الأولى: صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (50). والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى.
وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. إما صفة كمال، وإما صفة نقص. والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة؛ ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (51). وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (52). وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً) (53)، وعلى قومه: (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (54).
ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به.
وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز، والعمى، والصمم ونحوها؛ لقوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) (55). وقوله عن موسى: (فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى) (56). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) (57). وقوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (58).وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال:"إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور" (59). وقال: " أيها الناس، اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ، ولا غائباً" (60).
وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) (61). وقوله: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (62).
ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (63). وقال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (64).
وإذا كانت الصفة كمالاً في حال، ونقصاً في حال، لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق، فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً، ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها. فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها؛ لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصاً في غير هذه الحال، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها، كقوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (65). وقوله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً) (66). وقوله: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (67).وقوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) (68). وقوله: (قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (69).
ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (70). فقال: (فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ)، ولم يقل: فخانهم؛ لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقاً.
وبذا عرف أن قول بعض العوام: "خان الله من يخون" منكر فاحش، يجب النهي عنه.
القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء:
وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى، وأفعاله لا منتهى لها، كما أن أقواله لا منتهى لها، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (71).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلة ذلك: أن من صفات الله تعالى المجيء، والإتيان، والأخذ والإمساك، والبطش، إلى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى كما قال تعالى: (وَجَاءَ رَبُّك) (72). وقال: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ) (73). وقال: (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ) (74). وقال: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (75). وقال: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (76). وقال: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (77). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" (78).
فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولا نسميه بها، فلا نقول إن من أسمائه الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به.
القاعدة الثالثة: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية، وسلبية:
فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك.
فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل.
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً) (79).
فالإيمان بالله يتضمن: الإيمان بصفاته. والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله. وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله – عز وجل.
وأما العقل: فلأن الله تعالى أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من غيره، فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتي حين يكون الخبر صادراً ممن يجوز عليه الجهل، أو الكذب، أو العي بحيث لا يفصح بما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله – عز وجل – فوجب قبول خبره على ما أخبر به.
وهكذا نقول فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه وأصدقهم خبراً وأنصحهم إرادة، وأفصحهم بياناً، فوجب قبول ما أخبر به على ما هو عليه.
والصفات السلبية: ما نفاها الله – سبحانه – عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه كالموت، والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب.
فيجب نفيها عن الله تعالى – لما سبق – مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل، وذلك لأن ما نفاه الله تعالى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده، لا لمجرد نفيه؛ لأن النفي ليس بكمال، إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال، وذلك لأن النفي عدم، والعدم ليس بشيء، فضلاً عن أن يكون كمالاً، ولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له، فلا يكون كمالاً كما لو قلت: الجدار لا يظلم. وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصاً، كما في قول الشاعر:
قُبيّلة لا يغدرون بذمة ... لا يظلمون الناس حبة خردل
وقول الآخر:
لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب ... ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
* مثال ذلك: قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوت) (80).
فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.
* مثال آخر: قوله تعالى: (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (81).نفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله.
* مثال ثالث: قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) (82). فنفي العجز عنه يتضمن كمال علمه وقدرته. ولهذا قال بعده: (إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً). لأن العجز سببه إما الجهل بأسباب الإيجاد، وإما قصور القدرة عنه فلكمال علم الله تعالى وقدرته لم يكن ليعجزه شيء في السموات ولا في الأرض.
وبهذا المثال علمنا أن الصفة السلبية قد تتضمن أكثر من كمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة الرابعة: الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال، فكلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.
ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية، كما هو معلوم.
أما الصفات السلبية فلم تذكر غالباً إلا في الأحوال التالية:
الأولى: بيان عموم كماله كما في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (83)، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (84).
الثانية: نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون، كما في قوله: (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (85).
الثالثة: دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين، كما في قوله: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ) (86). وقوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (87).
القاعدة الخامسة: الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية:
فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين.
والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا.
وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، كالكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً. وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (88). وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته. وقد تكون الحكمة معلومة لنا، وقد نعجزعن إدراكها لكننا نعلم علم اليقين أنه – سبحانه – لا يشاء شيئاً إلا وهو موافق للحكمة، كما يشير إليه قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) (89).
القاعدة السادسة: يلزم في إثبات الصفات التخلي عن محذورين عظيمين: أحدهما: التمثيل. والثاني: التكييف.
فأما التمثيل: فهو اعتقاد المثبت أن ما أثبته من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوقين، وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (90). وقوله: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (91). وقوله: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (92). وقوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (93).
وأما العقل فمن وجوه:
الأول: أنه قد علم بالضرورة أن بين الخالق والمخلوق تبياناً في الذات، وهذا يستلزم أن يكون بينهما تباين في الصفات؛ لأن صفة كل موصوف تليق به، كما هو ظاهر في صفات المخلوقات المتباينة في الذوات، فقوة البعير مثلاً غير قوة الذرة، فإذا ظهر التباين بين المخلوقات مع اشتراكها في الإمكان والحدوث، فظهور التباين بينها وبين الخالق أجلى وأقوى.
الثاني: أن يقال: كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابهاً في صفاته للمخلوق المربوب الناقص المفتقر إلى من يكمله، وهل اعتقاد ذلك إلا تنقص لحق الخالق؟! فإن تشبيه الكامل بالناقص يجعله ناقصاً.
الثالث: أننا نشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية، فنشاهد أن للإنسان يداً ليست كيد الفيل، وله قوة ليست كقوة الجمل، مع الاتفاق في الاسم، فهذه يد وهذه يد، وهذه قوة وهذه قوة، وبينهما تباين في الكيفية والوصف، فعلم بذلك أن الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الحقيقة.
والتشبيه كالتمثيل، وقد يفرق بينهما بأن التمثيل التسوية في كل الصفات، والتشبيه التسوية في أكثر الصفات، لكن التعبير بنفي التمثيل أولى لموافقة القرآن: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (94).
وأما التكييف: فهو أن يعتقد المثبت أن كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا، من غير أن يقيدها بمماثل. وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (95). وقوله: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (96). ومن المعلوم أنه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا؛ لأنه تعالى أخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها، فيكون تكييفنا قفواً لما ليس لنا به علم، وقولاً بما لا يمكننا الإحاطة به.
وأما العقل: فلأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته أو العلم بنظيره المساوي له، أو بالخبر الصادق عنه، وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله – عز وجل – فوجب بطلان تكييفها.
وأيضاً فإننا نقول: أي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى؟
إن أي كيفية تقدرها في ذهنك، فالله أعظم وأجل من ذلك.
وأي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فإنك ستكون كاذباً فيها؛ لأنه لا علم لك بذلك.
وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديراً بالجنان، أو تقديراً باللسان، أو تحريراً بالبنان.
ولهذا لما سئل مالك – رحمه الله تعالى – عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (97) كيف استوى؟ أطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضاء (العرق) ثم قال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" وروى عن شيخه ربيعة أيضاً: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول". وقد مشى أهل العلم بعدهما على هذا الميزان. وإذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه.
فالحذر الحذر من التكييف أو محاولته، فإنك إن فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها، وإن ألقاه الشيطان في قلبك فاعلم أنه من نزغاته، فالجأ إلى ربك فإنه معاذك، وافعل ما أمرك به فإنه طبيبك، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (98).
القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث" "انظر القاعدة الخامسة في الأسماء).
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول: التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها – على الترتيب – قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث (100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) (102).
) سورة النحل، الآية: 60.
(51) سورة الأحقاف، الآية: 5.
(52) سورة النحل، الآيتان: 20، 21.
(53) سورة مريم، الآية: 42.
(54) سورة الأنبياء، الآيتان: 66، 67.
(55) سورة الفرقان، الآية: 58.
(56) سورة طه، الآية: 52.
(57) سورة فاطر، الآية: 44.
(58) سورة الزخرف، الآية: 80.
(59) رواه البخاري، كتاب الفتن (7131)، ومسلم، كتاب الفتن (2933).
(60) رواه البخاري، كتاب المغازي (4202)، ومسلم، كتاب الذكر (2704).
(61) سورة المائدة، الآية: 64.
(62) سورة آل عمران، الآية: 181.
(63) سورة الصافات، الآيات: 180 – 182.
(64) سورة المؤمنون، الآية: 91.
(65) سورة الأنفال، الآية: 30.
(66) سورة الطارق، الآيتان: 15، 16.
(67) سورة الأعراف، الآيتان: 182، 183.
(68) سورة النساء، الآية: 142.
(69) سورة البقرة، الآيتان: 14، 15.
(70) سورة الأنفال، الآية: 71.
(71) سورة لقمان، الآية: 27.
(72) سورة الفجر، الآية: 22.
(73) سورة البقرة، الآية: 210.
(74) سورة آل عمران، الآية: 11.
(75) سورة الحج، الآية: 65.
(76) سورة البروج، الآية: 12.
(77) سورة البقرة، الآية: 185.
(78) رواه البخاري، كتاب التهجد (1145)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين (758).
(79) سورة النساء، الآية: 136.
(80) سورة الفرقان، الآية: 58.
(81) سورة الكهف، الآية: 49.
(82) سورة فاطر، الآية: 44.
(83) سورة الشورى، الآية: 11.
(84) سورة الإخلاص، الآية: 4.
(85) سورة مريم، الآيتان: 91، 92.
(86) سورة الأنبياء، الآية: 16.
(87) سورة ق، الآية: 38.
(88) سورة يس، الآية: 82.
(89) سورة الإنسان، الآية: 30.
(90) سورة الشورى، الآية: 11.
(91) سورة النحل، الآية: 17.
(92) سورة مريم، الآية: 65.
(93) سورة الإخلاص، الآية: 4.
(94) سورة الشورى، الآية: 11.
(95) سورة طه، الآية: 110.
(96) سورة الإسراء، الآية: 36.
(97) سورة طه، الآية: 5.
(98) سورة فصلت، الآية: 36.
(99) سورة طه، الآية: 5.
(100) سبق تخريجه.
(101) سورة الفجر، الآية: 22.
(102) سورة السجدة، الآية: 22.
القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ( http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_290.shtml)
ولي عودة إن شاء الله،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 08:35 ص]ـ
الأخ المشرف الفاضل أبو سارة
قولك للأخ الأمين فيه قسوة--ولا أظنك تقصدها--وقوله هو قول غالبية المفسرين---فيا رعاك الله --الاصل أن نقول قولكم قول يحتمل الصواب وقولنا قول يحتمل الخطأ
إن قول جمهور المفسرين عندنا قول صواب بلا شك ومع ذلك نفضل ألا نثير هذه المواضيع تسكينا للخلاف مع أخوة لنا في الدين
ـ[الامين]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 11:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أطلب من الاخ أبو سارة أن يتأدب في الحوار، فإن الساحة مفتوحة للجميع، ونحن نتكلم كمسلمين فلا يقولوا عنا إلا ما يليق بالإسلام.
وأما قولك (أخطأت وجانبك الصواب، والأمر ليس كما تريد، وكلامك مردود بنص القرآن والحديث وأقوال السلف ... ) فهذا اول الكلام كيف يكون مردودا مع انه مما يمتنع عقلا على الله تعالى، وليتك ياخي سميت لنا واحداً من الصحابة أجرى الصفات على ظاهرها الحسي، وليتك ذكر نصاً عن واحدا للتابعين أو تابعي التابعين ممن يقول ان التأويل في الصفات منكر ولا يجوز، بل يجب إقرار الصفات كما جاءت على ظاهرها اللائق بالله جل وعلا، بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ......
وسأنقل لك بعض الكلمات التي يستفاد منها أن جل السلف على خلاف ماذكرته:
قال النووي في شرح مسلم ج 3 جزء 5 ص 24: قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء ليست على ظاهرها، بل متأولة عند جميعهم.
وقال في شرح مسلم ج 5 جزء 9 ص 117: قال القاضي عياض قال المارزي: معنى يدنو: أي تدنو رحمته وكرامته لا دنو مسافة ومماسة.
وقال في جامع الأحاديث القدسية من الصحاح ج 1 ص 74: قال النووي: هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان وإن مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف أنها تتأول على ما يليق بحسب مواطنها، فتأول مالك بن أنس معناه: تتنزل رحمته وأمره أو ملائكته.
وقال في ج 1 ص 160: إن أول ما يجب على المؤمن أن يعتقد تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه، واعتقاد غير ذلك مخل بالإيمان، واتفق العلماء من أئمة المسلمين قاطبة على أن ما ورد من الكتاب والسنة في ظاهره يوهم تشبيه الله تعالى ببعض خلقه يجب الإيمان بأن ظاهره غير مراد، ولا يصح وصف الله تعالى بما يفيده هذا الظاهر من عمومه.
وقال في ج 1 ص 167: قال المازني في شرح الأحاديث: هذا ما يجب تأويله لأنها تتضمن إثبات الشمال فتقتضي التحديد والتجسيم.
وقال الذهبي في سيره ج 8 ص 243: وقال الطوفي: إتفق العلماء ومن يعتد بقوله أن هذا مجاز وكناية عن نصرة العبد وتأييده وإعانته، حتى كأنه سبحانه ينزل نفسه من عبده منزلة الآلات التي يستعين بها، ولهذا وقع في رواية: فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي. .
وقال السقاف في شرح العقيدة الطحاوية ص 156 - 159 وقد نقل الحافظ ابن جرير في تفسيره 27 - 7 تأويل لفظة (أيد) الواردة في قوله تعالى: والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون، بالقوة أيضا عن جماعة من أئمة السلف منهم: مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان. . .
وقال أيضاً في كتابه التنديد بمن عدد التوحيد - ص 46: ما نصه:
التأويل من منهج السلف يشيع المجسمة والمشبهة أن مذهب السلف عدم التأويل وإمرار النصوص واعتقاد حقيقة ظواهرها، وأن مذهب الخلف وعلى رأسهم الأشاعرة هو تأويل الصفات والتعطيل. وهذه إشاعة لا أصل لها من الصحة البتة، وقد انغر بها كثير من الناس، بل كثير من أهل العلم فظنوا صحتها، والصواب أن السلف بما فيهم الصحابة والتابعون كانوا يؤولون كثيرا من الألفاظ التي لا يراد منها إثبات صفات لله تعالى، وتفسير الإمام الحافظ ابن جرير السلفي (توفي 310 ه) أكبر برهان على ذلك فقد أورد الحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره وروى بأسانيده عن سيدنا ابن عباس تأويل (الساق) الواردة في قول الله تعالى: * (يوم يكشف عن ساق) بالشدة، لأن العرب تقول كشفت الحرب عن ساقها أي اشتدت. كما نقل الحافظ ابن جرير تأويل النسيان بالترك، انظر تفسير الطبري (مجلد 5 / جزء 8 ص 201 - 202) ونقل تأويل قوله تعالى: * (والسماء بنيناها بأيد) * الذاريات: 47، أي بنيناها بقوة انظر (27/ 7) من تفسيره (18). وهذه التأويلات
(يُتْبَعُ)
(/)
منقولة عن سيدنا ابن عباس وعن مجاهد وقتادة والحسن ومنصور وابن زيد وغيرهم من أعلام السلف الصالح رضي الله عنهم، وكلها تشهد بكذب من قال إن السلف لم يؤول أحد منهم ولم يكن التأويل من منهجهم وإنما هو عند الخلف والأشاعرة المعطلة الجهميين، كبرت كلمة تخرج من أفواههم يطمسون بها الحق والحقائق، وينصرون بها آرائهم الخاطئة المغلوطة.
والتأويل أيضا ثابت عن الإمام أحمد ثبوت الشمس في رابعة النهار وهو من أعلام السلف وأئمة المحدثين، وإليه تظهر المجسمة الانتساب وهو مؤول وقد بينا ذلك في مقدمتنا لكتاب الحافظ ابن الجوزي (دفع شبه التشبيه). أول الإمام أحمد قوله تعالى: * (وجاء ربك) * الفجر: 22، أنه جاء ثوابه، كما ثبت عنه بإسناد صحيح، انظر البداية والنهاية لابن كثير (10/ 327). وهناك تأويلات أخرى كثيرة وردت عن الإمام أحمد لا أريد الإطالة بذكرها، ذكرت بعضها في كتابي (الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة) فلتراجع وكل ذلك يثبت بطلان وتهافت قول من قال: إن الأشاعرة والخلف معطلة لأنهم أولوا، والسلف لم يؤولوا بل أثبتوا لله تعالى ما أثبت لنفسه.
وهذا ابن خزيمة أيضاً يؤول حديث: خلق الله آادم على صورته. وكذلك هناك تأويلات للنووي و القسطلاني ورشيد رضا الباردة وغيرهم ممن لا يسع المجال لذكرهم.
وأما قولك (يا أخي لو صرح وزير أو مدير بكلام، فجاء رجل وقال: الوزير لايقصد كذا وإنما يقصد كذا وكذا! فربما استنكرنا قول الرجل وأغلظنا له القول، فما بالك برجل يقول ذلك في حق الله تعالى؟ (ولله المثل الأعلى))
وانا معك متفق في ذلك ولكن هذا كله اذا لم يكن هناك قرينة تصرف مقصوده الى غيره وهي موجودة في المقام فانه توصيفه له أعضاء مادية بما يليق بجلاله! مستحيل عليه تعالى لاستلزامه التجسيم وهو مما يمتنع عقلا على الله تعالى، سبحانه وتعالى عما يصفون.
وأما قولك (وليس أفسد من هذا القول إلا قولك: أنّ الإنسان الواقعيّ الباحث عن الحقيقة لابدّ له لفهم كلام الله أن يضع الآيات جنباً إلى جنب ثمّ يستخرج منها الحقيقة! وهل كل إنسان واقعي يضع الآيات جنبا إلى جنب يفهم كلام الله؟)
لا ادري كيف استفدت العموم من كلامي فهل استفده من كلمة (لابدّ) فان كان ذلك فهو انجاز تشكر عليه ولابد لاخوننا ان يضفوها الى كل وجميع ...... من حيث افادتها للعموم!!
واما الجواب عن هل كل إنسان واقعي يضع الآيات جنبا إلى جنب يفهم كلام الله؟ كلا وخير شاهد هو جانبك حيث ترك المحكمات مثل قوله تعالى (ليس كمثله شيء) وتمسكت بالمتشابهات
وبعد هذا كله ينبغي للمسلم الذي يريد ان يفهم كلام الله عز وجل ان يحاول الى اكبر درجة ممكنة الاندماج كلياً في القرآن عند تفسيره، ونقصد بالاندماج في القرآن أن يدرس النص القرآني ويستوحي معناه دون تقييد مسبق باتجاه معين غير مستوحى من القرآن نفسه، كما يصنع كثير من الاخوة الذين يحاولون في تفسيرهم اخضاع النص القرآني لعقائدهم، فلا يدرسون النص ليكتشفوا اتجاهه بل يفرضون عليه اتجاههم المذهبي، ويحاولون فهمه دائما ضمن اطارهم العقائدي الخاص، وهذا ليس تفسيرا وانما هو محاولة توجيه للمذهب وتوفيق بينه وبين النص القرآني.
وانا انهي الحوار معك الى هذا الحد لانني ارى ان الحوار معك سينقلب إلى خوار، والنقاش إلى كماش، وهذه النتيجة لا يرتضيها عاقل، لأن بها عزل الإنسانية، ولبس ثوب الحيوانية التي قانونها البقاء للأقوى.
واقول لك كلمة وهي لك منهجك وولغيرك منهج آخر فلا يعقل أن تلغى المذاهب الأخرى، ويبقى مذهب واحد، مستبد بعقول الناس .......
والحمد الله رب العالمين
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 08:01 ص]ـ
أخي الأمين
ليس في كلامي مايوحي بالخروج عن أدب الحوار، ولو فرضنا هذا جدلا، فلايليق أن تأتي بما تنهاني عنه!
ومنكم نستفيد0
وقول أستاذنا الشرباتي: قولك للأخ الأمين فيه قسوة--ولا أظنك تقصدها--!
أقول: هذا تأويل لظني ومقصدي!،ولكنه تأويل مليح ومقبول عندي، ولاتنس يا أستاذ جمال أني "مرن" في الأمور التي تحتمل " المرونة"،وشواهد هذا يحكيها تاريخ مشاركاتك الطيبة معنا 0
أعود إلى الموضوع وأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي الأمين: الخوض في صفات الله تعالى وخاصة "الصفات الخبرية" التي جاءت في القرآن والحديث، مثل صفات: الاستواء على العرش، واليد والمجيء والرضا والغضب ونحوها، الأصل إبقاءها على ظاهرها، وليس في هذا تجسيم أو تمثيل لأنه ممتنع لقوله تعالى: " ليس كمثله شيء"،أما تأويلها وصرف ألفاظها إلى غير ظاهرها إنما هو داخل في تحريف كلام الله، نسأل الله العفو والسلامة0
والعجيب أن أهل الكلام لم يكتشفوا هذا المخرج إلا بعد القرون المفضلة، أي بعد القرن الثالث الهجري0
وقد نقلت لك في قواعد الشيخ ابن عثيمين بعض الأمثلة وكم أتمنى أن تطلع عليها، ومن أراد التوسع بهذا الأمر فليطلع على كتب العقيدة المعتبرة مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب تلميذه ابن القيم والسنة لابن أبي عاصم والعقيدة الطحاوية لابن أبي العز الدمشقي، ولمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي وكتب الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعا وغيرهم من أهل السنة، فقد نقلوا من الأدلة والشواهد الشيء الكثير0
أما مصطلحات أهل الكلام والفلسفة والعقليات والنظريات والتصديقات والتصورات بأن الدلائل النقلية لاتفيد اليقين وأن العقليات قطعية يقينية! فإنه خلاف منهج القرآن الكريم0
أما ترديد أن الكثرة تقول بالتأويل، فالكثرة ليست هي الدليل على الصواب، إنما العبرة بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله واتباع الصحابة والتابعين، هذا هو الدين 0
أما قولك: واقول لك كلمة وهي لك منهجك ولغيرك منهج آخر فلا يعقل أن تلغى المذاهب الأخرى، ويبقى مذهب واحد، مستبد بعقول الناس0
أقول: هذا القول يعجبني، وهو قول صحيح ولكنك أنت من طرقت الباب، ومن طرق الباب فلابد أن يسمع الجواب0
أما قولك: وانا انهي الحوار معك الى هذا الحد لانني ارى ان الحوار معك سينقلب إلى خوار، والنقاش إلى كماش، وهذه النتيجة لا يرتضيها عاقل، لأن بها عزل الإنسانية، ولبس ثوب الحيوانية التي قانونها البقاء للأقوى.
أقول: شكرا يا أخي، وعفا الله عنا وعنك0
والسلام0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 09:00 ص]ـ
على فكرة
أنا مع تجنب نقاط الخلاف قدر الإمكان
الأخوة متبعوا رأي ابن تيمية وتلميذه إبن القيم يأخذون الآيات المتعلقة بالجوارح وحركة المولى والمشعرة بالجسمية على ظاهرها
أغلبية أهل السنة والجماعة لهم موقفان إزاءها
# موقف التفويض والذي يكل المعنى لله تعالى وهو منقول عن الإمام إبن قدامة في لمعة الإعتقاد ومنقول عن العديد من العلماء الأبرار الأوائل
# موقف التأويل بما تقتضيه اللغة مثل قوله تعالى (تجري بأعيننا) واضح أن المقصود الرعاية
ولأن الخلاف عميق فالأولى ترك كل فئة وما ترى---والشارع الإسلامي يتسع الجميع
والأخ الأمين قسا على المشرف أبا سارة قسوة غير مبررة---وقد كان لنا سندا ونصيرا---وهو بحق منصف---
وكلك نظر أيها الأمين
ـ[الامين]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 04:21 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وبعد: أشكر الأخ جمال حسني الشرباتي وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه، وجزاك الله كل خير على صولات وغارات التي تثري بها المنتدى بين الحين والآخر.
تعلم أخي الفاضل ان كل انسان له رأي ومن حقه ان يقول رأية بكل صراحة ووضوح بدون اي تجريج او تعدي حدود الأدب.
واخونا (أبو سارة) يلاحظ أنه كان متشنجاً كثيراً ـ بحيث استخدم كلمات هو لا يتقبلها من الغير ـ في الرد على من خالفته فيه ـ مع انه قول جمهور المفسرين ـ وهذا الذي بعثني على أن اسجل شيئا أو هامشا على بعض ما كتبه والا انا لا اقصد لا الاهانة ولا التجريح نحن هنا لكي نتناقش للمعرفة فان كان قول بعضنا يوافق ذوي الخبرة والفن فلابد من اتباعه والا يعمل كلّ بحسب تكليفه ورأيه وكما قلت أخي الكريم الشارع الإسلامي يتسع للجميع.
وأخيرا وليس آخرا الصدر رحب للأحباب
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 06:09 ص]ـ
سيغلق الموضوع لما يلي:
1 - مذهب أهل السنة والجماعة هو المعتبر في الفصيح.
2 - جميع الموضوعات التي تثير الحوار الطائفي ممنوعة.(/)
ما الحكمة في اشتمال القرآن على المتشابه
ـ[الامين]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 01:14 ص]ـ
إنّ القرآن جاء نوراً لهداية عموم الناس، وانه قانون أبدي، وهو كتاب فسّرت آياته من لدن علي حكيم، فلابد أن يكون شرعة لكلّ وارد ويستفيد منه كل احد
فما سبب احتوائه على آيات متشابهات فيها إبهام وتعقيد بحيث يستغلّها المفسدون لاثارة الفتنة؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 08:21 ص]ـ
حكمة ورود المحكم والمتشابه.
1 - إن الله سبحانه احتج على العرب بالقرآن، إذ كان فَخْرُهم ورياستهم بالبلاغة وحسن البيان، والإيجاز والإطناب، والمجاز والكناية والإشارة والتلويح، وهكذا فقد اشتمل القرآن على هذه الفنون جميعها تحدياً وإعجازاً لهم.
2 - أنزل الله سبحانه الآيات المتشابهات اختباراً ليقف المؤمن عنده، ويرده إلى عالِمِهِ، فيَعْظُم به ثوابه، ويرتاب بها المنافق، فيستحق العقوبة. ولقد أشار الله تعالى في كتابه إلى وجه الحكمة في ذلك بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا} [البقرة: 26] ثم قال: جواباً لهم: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا}. فأما أهل السعادة فيعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، فيستوجبون الرحمة والفضل، وأما أهل الشقاوة فيجحدونها، فيستوجبون الملامة.
3 - أراد الله عز وجل أن يشغل أهل العلم بردّه إلى المحكم، فيطول بذلك فكرهم، ويظهر بالبحث اهتمامهم، ولو أنزله محكماً لاستوى فيه العالم والجاهل، فشغل العلماء به ليعظم ثوابهم وتعلو منزلتهم، ويكرم عند الله مآبهم.
4 - أنزل المتشابه لتشغل به قلوب المؤمنين، وتتعب فيه جوارحهم وتنعدم في البحث عنه أوقاتهم، ومدد أعمارهم، فيجوزوا من الثواب حسبما كابدوا من المشقة.
وهكذا كانت المتشابهات ميدان سباق تنقدح فيه الأفكار والعلوم0
رابط النقل، لتفصيل أكثر ( http://www.islamword.com/modules.php?name=News&file=article&sid=54)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 08:37 ص]ـ
أحسن الله إليكما أيها الفذّين
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 01:29 ص]ـ
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبيه سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
وبعد، فأذكر فأمر مهم إن شاء الله، فعنوان هذا الموضوع: (لماذا تشابهت بعض آيات القرآن)؟ وهذا العنوان لا يصح، لأن الله تعالى قال: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)، لا يسأل الله تعالى عن شيء فعله لم فعله؟ وذلك لأمرين: لكمال عزته سبحاته كما قال تعالى: (إن العزة لله جميعاً)، ولكمال حكته سبحانه كما قال تعالى: (قل فلله الحجة البالغة). ولما قال تعالى: (فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) كان سبباً لوجود معترض على قدر الله تعالى، فقطع الله تعالى عليم سبيل اللجاج وقال في تتمة الآية: (وهو العزيز الحكيم).
فالأولى أن يغير العنوان، فيقال مثلاً: (ما الحكمة من وجود التشابه في القرآن)؟ إذ الحكمة صفة ذاتية لله تعالى ثابتة بالكتاب والسنة.
ثم أذكر بأمر مهم جداً، وهو أن القرآن الكريم واضح لا لبس فيه ولا خفاء ولا ألغاز ولا أحاجي، كما قال تعالى: (بلسان عربي مبين) وقال تعالى: (لتبين للناس ما نزل إليهم) وقال تعالى: (ثم إن علينا بيانه)، ثم هذا مقتضى الفصاحة والبلاغة.
أما ما يحصل من خفاء والتباس (وهو التشابه المسؤول عنه) فذلك أمر نسبي يحصل من قصور القارئ أو تقصيره، وليس من جهة خفاء القرآن الكريم. ومع ذلك فلم يترك الله تعالى هؤلاء القاصرين أو المقصرين إلى أنفسهم فيضلوا، لكن شرع لهم سؤال أهل الذكر العالمين الراسخين.
ومن تأمل في الحكمة من وجود آيات تشتبه على بعض الأمة، ظهر له من ذلك الكثير، وفيما ذكر إخواننا مقنع إن شاء الله تعالى.
هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[الامين]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 07:48 ص]ـ
السلام عليكم
مثل ما تفضلت أخي الكريم كان الاولى تبديل العنوان بان يقال: ما الحكمة في اشتمال القرآن على المتشابه؟ فجعل العنوان بهذا الشكل انسب.
وقولك أخي الكريم: (ثم أذكر بأمر مهم جداً، وهو أن القرآن الكريم واضح لا لبس فيه ولا خفاء ولا ألغاز ولا أحاجي، كما قال تعالى: (بلسان عربي مبين) وقال تعالى: (لتبين للناس ما نزل إليهم) وقال تعالى: (ثم إن علينا بيانه)، ثم هذا مقتضى الفصاحة والبلاغة.
أما ما يحصل من خفاء والتباس (وهو التشابه المسؤول عنه) فذلك أمر نسبي يحصل من قصور القارئ أو تقصيره، وليس من جهة خفاء القرآن الكريم).
وهو كلام متين في غاية القوة والمتانة بارك الله فيك وذلك لان التشابه من الصفات ذات الإضافة، ولا يعقل التشابه بالنسبة إلى الله تعالى جلّ جلاله لانه تعالى مهيمن بجميع الجهات ومحيط بها، وكذا بالنسبة الى الموحى إليه وهو النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، فانه أفضل الراسخين قد علمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وإنما يتحقق التشابه بالنسبة إلى غيرهما من المخاطبين في خطابه تعالى.
وهنا يوجد تسائل الى الاخوة الكرام هو: انه ربما يوحى الى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه آية ثم يوحى إليه مرة اُخرىً شرح تلك الاية وبيانها، وكذا لو صل الحكم إليه اجمالاً، وانتظر صلى الله وعلى آله وصحبه بيانه وتفصيله، كما في تغيير القبلة، قال تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) البقرة 144
فما نسمى هذا بالنسبة اليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه هل نسميه تشابه او شئ آخر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 07:57 ص]ـ
ألأمين
هل أنت غاضب منّا؟؟
نريدك بيننا فلا تحرمنا طلّتك
ـ[الامين]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 10:04 ص]ـ
اولا اهلا بالاخ العزيز جمال حسني
واشكر مرورك الطيب والجميل وحاشا وكلا ان اغضب منك انت
شخصية جديرة ومتميز من خلال مواضيعك وجدير بالاحترام تحتم علينا احترامك ...
ولا اخفي عليك اخي المبجل انه قد استوقفتني ما كتبه
بعض الاخوة مما فيه من قسوة سامحه الله وعفى عنه لمجرد سماعهم صوت لا نعلم حتى من هو قائله والذي حز في نفسي اكثر هو ان بعض الاخوة ممن لهم وزن في هذا المنتدى قد علق عليه وقرره وهذا اخي الكريم كما تعلم انه خلاف التقوى والامانه العلمية.
واخونا القاسم ايده الله قد حسم الامر مشكورا
واخيرا وليس آخرا كل الشكر لك أخي الكريم.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 01:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم الأمين، آمنه الله فزع يوم القيامة.
قلت مشكوراً: (انه ربما يوحى الى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه آية ثم يوحى إليه مرة اُخرىً شرح تلك الاية وبيانها، وكذا لو صل الحكم إليه اجمالاً، وانتظر صلى الله وعلى آله وصحبه بيانه وتفصيله) ولأمثل لذلك بمثال أوضح، كقوله تعالى: (وأقيموا الصلاة) أو (وآتوا الزكاة) دون أن يحدد كيفياتها أو مواقيتها أو أعدادها أو شروطها.
فهذا أخي - لا شك - إجمال لا يستطيع معه المكلف الامتثال حتى يحصل البيان. فهو نوع تشابه، لكنه زال بحصول البيان فعاد محكماً. وكما يظهر فليس هذا التشابه لخفاء في أسلوب القرآن، إنما لوجود مصطلح شرعي جديد على العرب. الحاصل أخي أن الواجب اعتقاده - والله أعلم - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يمت حتى بين كل ما يحتاج بياناً، كما قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) وكما قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم من الله ويقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه) وكما شهد بذلك ابن مسعود رضي الله عنه فقال: (توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وعندنا علم منه).
وأخيراً أذكر أخي بأمر يذكره أهل العلم رضي الله عنهم من المناهي اللفظية، وهو قول الشاكر لصاحبه: (لك مني كل الشكر)! فالشكر أخي لا يجوز أن يكون كله للبشر، إذ لله تعالى أعظم الشكر وأخلصه، كما قال تعالى: (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله) وقال تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) وقال تعالى: (اعملوا آل داود شكراً). والله أعلم.
هذا، والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[الامين]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 09:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم فيصل القلاف، آمنك الله يوم الفزع الاكبر. كأنك لم تمعن النظر في التسائل
فان سؤالي عن الآية الاُولى الموحى بها الى الرسول الاعظم قبل ورود المحكم او قبل ورود المبين للمجمل فهل نسمى ذلك تشابه في حقه صلى الله عليه واله وصحبه وسلم او هو شئ آخر؟؟؟؟
أما بالنسبة لقولك اعزك الله (وأخيراً أذكر أخي بأمر يذكره أهل العلم رضي الله عنهم من المناهي اللفظية، وهو قول الشاكر لصاحبه: (لك مني كل الشكر)! فالشكر أخي لا يجوز أن يكون كله للبشر، إذ لله تعالى أعظم الشكر وأخلصه ......
فجوابه: أن هذا التعبير يستعمل عادة في مقام إظهار المبالغة في الثناء والشكر والتقدير للذي يجري الحديث معه وهو نظير قولك (لك مني كل الحب) فهل يعني هذا ان الشخص المعني هو احب اليك من الله او رسوله او اهلك .... لا هذا قطعا غير مراد
فاستعمال هذا التعبير لا يعني أن الشكر منحصر ومقصور على العبد
هذا كله لو غضضنا النظر عما ورد في الحديث النبوي الصحيح (من لم يشكر الناس لم يشكر الله). (او أن من لم يحمد المخلوق لم يحمد الخالق).
وعليه أن هذا التعبير انما هو لاظهار المبالغة في الثناء والشكر والتقدير لا ان الشكر كله للبشر كيف ذلك والله هو المنعم والموجد لجميع النعم بما فيها هذا اللسان الذي نشكره ونمدحه فيه فنسال الله العفو والمغفرة فانه مهما اجتهدنا في شكره عز وجل فان ذلك لا يفي ولا يعدل نعمه من نعمائه السابغة
فلله الحمد دائما مستمرا وله الشكر اولا واخيرا.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 10:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم، أما عن سؤالك: (فان سؤالي عن الآية الاُولى الموحى بها الى الرسول الاعظم قبل ورود المحكم او قبل ورود المبين للمجمل فهل نسمى ذلك تشابه في حقه صلى الله عليه واله وصحبه وسلم او هو شئ آخر؟؟؟؟) فإن أردت بالتشابه التشابه النسبي فيمكن ذلك، لأنه من المجمل الذي لم يبين، والصواب جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب. أما إن أردت التشابه المطلق، فلا، لأن الآية بينت وحصل فهمها، والحمد لله، أما التشابه المطلق الذي لا يعلم تأويله إلا الله فهو كيفيات الأخبار الغيبية، فهذه لا يمكن لأحد معرفتها مطلقاً.
أما عن قولهم أخي: (كل الشكر لك) أو (كل الحب لك) فهذا ينهى عنه ولا شك. نعم، لا يشك السامع أن المتكلم يقصد ذلك المعنى الباطل، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرشدنا إلى ذلك، فحينما قال له بعض أصحابه: (ما شاء الله وشئت) غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (أجعلتني لله نداً، قل ما شاء الله وحده). فلا يظن قطعاً أن الصحابي يسوي مشيئة الله بمشيئة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لكن لما كان اللفظ موهما نهي عنه، لئلا يشابه به أهل الباطل، ولتنزيه الله تعالى والتأدب معه. ومن ذلك قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) لأن كلمة راعنا محتملة لمعنى سوء كانت تقصده اليهود، فنهوا عن الكلمة المجملة وأمروا بكلمة لا لبس فيها، مع أنهم لا يظن بهم سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المفيد]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 09:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن أن الإجابة بسيطة جداً ..... وهي أن، القرآن يريد أن يعجز العرب فلابد أن يجاريهم في لغتهم التي أسسوها وعندهم مفاتيح أسرارها، والمحكم والمتشابه من سنن العرب بل كل لغة من اللغات، وإذا لم يأت القرآن مجارياً لهم لم يكن له سبيل في سد أفواههم وبالتالي لن يكون معجزاً ........ والله أعلم
أخوكم الصغير ........ مفيد
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 10:05 م]ـ
لقد ابتلى الله هذه الأمة بوجود المحكم والمتشابه في كتابه العزيز وفي أحاديث رسوله:= وفي أقوال الأئمة والعلماء الربانيين بدءا بأبي بكر إلى آخرهم.
وقد أوضح الله منهج عباده الصالحين الربانيين أهل الفرقة الناجية أنهم يردون المتشابه إلى المحكم ويؤمنون بالحق كله.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 02:12 ص]ـ
أخواني في
الله سبحانه له الحمد
لدي مداخلتان
الأولى مختصرة وهي:
المحكم يعرفه معظم المتعلمين
والمتشابة يعلمه ويتلمس له العلماء الذين خصهم
الله سبحانه له الحمد
برحمة منه
أما الثانيه فغسأفتح صفحة بها وهي قضية التحدي(/)
ما هي الحاجة التي كانت في نفس يعقوب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 07:12 ص]ـ
قوله تعالى
(وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن
شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) 68 يوسف
ما هي الحاجة التي كانت في نفس يعقوب والتي اقتضت أن يطلب منهم أن يدخلوا من أبواب متعددة وليس من باب واحد
قال تعالى (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ)
هل هي حاجة أمنية؟؟
أعني كإحتياط إن تعرضوا لغدر لا يصابون به كلهم؟
ما هي الحاجة؟
أنتظركم
ـ[البصري]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 11:57 ص]ـ
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: قالوا: هي دفع إصابة العين لهم ... انتهى.
فيعقوب ـ عليه السلام ـ خشي إن رأى الناس أبناءه مجتمعين، وهم من هم في حسنهم وجمالهم أن يصيبوهم بالعين، ومن هنا أمرهم ببذل السبب، رجاء حصول المسبب، وهو اندفاع العين عينهم.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن المسلم مأمور ببذل السبب، وإن كان السبب لا يؤثر ولا يغني بذاته، إلا بأمر الله ـ عز وجل ـ
قال ابن القيم - رحمه الله -: ومن علاج ذلك أيضا والاحتراز منه ـ يعني العين والحسد ـ ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه، كما ذكر البغوي في كتاب " شرح السنة " أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ رأى صبيا مليحًا، فقال: دسموا نونته، لئلا تصيبه العين، ثم قال في تفسيره: ومعنى: دسموا نونته: أي: سودوا نونته، والنونة: النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير. (الطب النبوي – ص 173)
وقال محمد بن مفلح: وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش حسنه. (الآداب الشرعية 3/ 60)
وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله -: والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل، بل هو التوكل؛ لأن التوكل الاعتماد على الله ـ سبحانه ـ مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعوذ الحسن والحسين ويقول: " أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة " ويقول: " هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ " أخرجه الإمام البخاري.
والله أعلم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 04:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
القول الذي نقله أخونا البصري - حفظه الله - عن ابن كثير، نجده أيضاً عند الطبري والقرطبي - رحمهم الله جميعاً - في تفسيرهم للآية (67) من السورة نفسها. ويعلّق ابن النحاس على الروايات المختلفة في إعرابه، فيقول: (أصحّ ما قيل فيه أنه خاف أن يدخلوا جميعاً فيبلغ الملك الأعظم أمرهم فيلحقهم منه مكروه أو يحسدهم من رآهم مجتمعين. ولا معنى للعين ههنا لأن بعده " مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ " .. ). وإلى هذا القول الأخير ذهب أيضاً الفراء في "معاني القرآن".
فمع احتمال هذا المعنى .. إلا أنه لا يتناسب وهذا الوصف عن يعقوب عليه السلام. وأغلب الظن أن يعقوب عليه السلام قد بدأ يشكّ في أمر القافلة التي ترافقهم كل مرة وتنفرد بالمكاسب وحسن الضيافة دونهم. فكأنّ يعقوب عليه السلام قد أراد أن يضيّع على رجال القافلة ومخابراتها قدرتها على الرّصد وملاحقتها للأنباء. فكان أن غيّر هذا "التكتيك" من مألوف المعاملة وعجّل في افتعال الصدام (من جانب يوسف عليه السلام) مع إخوته. وهو الأمر الذي كشفه الله تعالى بمثل هذا الوضوح " كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ ".
ثم إنها ملاحظة بالغة الدلالة على أن تجمّع يهود ما كان ليعود عليهم بخير وأن نجاءهم، إن كان لهم ثمّة نجاء، فإنما يكون من حيث تفرّقوا في البلاد. وقد جرّبوا التجمّع عشرات المرّات زمان الدولة الرومانية وكانت تحلّ عليهم الكوارث والنكبات. وجرّبوا ذلك مع مشركي العرب زمان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكان أن استأصل الإسلام شأفتهم. ولو أنهم يتدبّرون القرآن الكريم لأخذوا العبرة الكاملة - قبل فوات الأوان - إن كان ثمّة من بقي منهم من نسل إخوة يوسف عليه السلام أحد (من أبيه). وإني لفي شكّ من ذلك مريب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 08:04 م]ـ
الأخوان البصري والطيبي
تأملا ما أقول
((((قوله عز وجل
(مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن
شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا)
أساس في مفهوم القضاء---فلو نفذوا طلب الوالد أو لم ينفذوه فما قضاه الله حاصل بلا شك-----فهي مجرد حاجة أو رغبة في نفس يعقوب بأن يحتاطوا من أخطار محتملة سواء خطر أن يحسدوا بالعين----أو خطر أن يحاط بهم
أما القرائن على الأخطار المادية فهي قوله تعالى قبل هذه الآية على لسان يعقوب
(قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) 65
فهو كان يخشى خطر الإحاطة بهم---فهي إذن الحاجة التي في صدره---وخصوصا أنهم عادوا إليه متهمين من حاكم مصر)))(/)
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 08:27 ص]ـ
:::
الكناية---كما عرّفها الخطيب القزويني إذ قال (الكناية لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة)
وكما ذكر أيضا أمثلة منها ((وفلانة نؤوم الضحى.)
# لننظر إلى قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) 27 النور
هل من الممكن أن يكون المعنى لا تدخلوا بيوتا تستوحشون فيها---أي لا تجدون فيها أنسا وألفة وراحة؟؟
هذا ممكن---ولكنه مستبعد لأن النفس تنفر طبعا من دخول بيوت لا تستأنس فيها--ولا حاجة لنص لطلبه
هل من الممكن أن يكون الإستئناس بمعنى الإستئذان لأن الإستئناس لازم للإستئذان---فإذا استأذنت للدخول وأذن لك صار أنس وصارت ألفة وصار انسجام
وهذا مثال راق على الكناية--وأني لأعجب ممن ينكر وقوعها في القرآن---كيف سيفسر الآية؟؟
قال إبن عاشور
(ومعنى {تستأنسوا} تطلبوا الأنس بكم، أي تطلبوا أن يأنس بكم صاحب البيت، وأنسه به بانتفاء الوحشة والكراهية. وهذا كناية لطيفة عن الاستئذان، أي أن يستأذن الداخل، أي يطلب إذناً من شأنه أن لا يكون معه استيحاش رب المنزل بالداخل)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 07:40 ص]ـ
حسناً .. هل استطيع أن أطلب منك طلباً؟
بخصوص قولك وهذا مثال راق على الكناية وكلمة (تستأنسوا) - هلا جمعت لي كل الآيات التي فيها مشتقات هذه الكلمة؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 09:09 ص]ـ
:::
لننظر إلى قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) 27 النور
وإلى قوله (فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ)؟
لم في الأولى استخد م لفظة " الإستئناس"
وفي الثانية لفظة " يُؤْذَنَ "
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 09:31 ص]ـ
لا أدري أين قرأت أن لفظة الإنسان مشتقة من الاستئناس، لأن الإنسان لايستأنس إلا بغيره من الناس 0
ربما يكون لهذا الأمر علاقة بما تتحدث عنه0
وإن صح هذا، فالمعنى واضح 0
والله أعلم0
ـ[عالم آخر]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 12:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم جمال والاخوة الأعزاء-ولا أقولها مجاملة أو نفاقاً-
ليس من العيب أن نكتشف أننا كنا على خطأ حين قلنا أن في القرآن مجاز ولكن العيب أن نستمر على الخطأ بعد أن يتضح لنا واعلموا أن كتاب الله يستطيع أن يفسر نفسه بنفسه (ينطق بعضه بعضاً) ولا يشترط ان تكون عالماً بارعاً حتى تقوم بذلك (ولقد يسرنا القرآن للدكر فهل من مدكر) ولكن بشرط واحد هو الخضوع لنظامه هو بمعنى آخر أن تجعله اماماً لك.
وبعد هذه المقدمة دعني أشرح معنى الاستيناس والاذن حتى تعلم كم هو البعد بينك وبين كلام ابن عاشور (رحمه الله) وكلام الله ولا أريد لك الصعوق والذهول حيث لا فائدة منهما بل أريد منك يا أخي ان تكون ردة فعلك علمية متواضعة سائلة عن المزيد من التوضيح بعيدة عن كل الرواسب والضوضاء التي خلقها لنا الأوائل فأقول:
لقد قمت بتتبع مشتقات كلمة آنس في القرآن فوجدت هذه الآيات:
1 - (فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث)
2 - (وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً)
3 - (اني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس)
4 - (اني آنست ناراً سآتيكم منها بقبس)
5 - (قال لأهله امكثوا اني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبر)
6 - فان آنستم منهم رشداً فادفعوا اليهم أموالهم)
فرأيت بأن معنى تستأنسوا هو: أن تجدوا وتطمئنوا (تتأكدوا) بالوجود وهذا هو المعنى القرآني الوحيد لهذه المفردة وهي الأصل ولا شيء غير هذا المعنى فلا هي بمعنى تستأذنوا ولا شيء آخر حيث مفردة (يؤذن) واضحة ان تتبعتها في القرآن وسبحان الله (القرآن يقول تستأنسوا والبعض يقول هي تستأذنوا!!) قل لي هل تجد تقول على الله وتحريف معنى كلامه أشد من هذا؟؟
وأنت اذا طبقت المعنى الذي ذكرته لك والذي هو من القرآن وليس من عندي على الايات المذكورة ستجدها كلها منطبقة وبل لا يستقيم المعنى الا بها فلاحظ!
وحتى لو طبقت المعنى على كلمة انس (الانسان) سيكون صحيحاً لانه يقابل الجن الذي لا نستطيع أن نجده ونطمئن بوجدانه. نعم نحن نؤمن بوجوده ولكن ما أقصده هو التأكد من الوجدان لو ان احداً قال لنا بان هناك جن في هذا المكان فهو غير مرئي فنحتاج الى التدرج حتى نطمئن ونجد.
والآن سأشرح لك الآيتين على ضوء ما سبق لتتأكد من صحة ما أقوله.
(ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا) أي حتى تطمئنوا بوجود أشخاص وأيضاً ان هؤلاء الأشخاص راضين بدخولكم وهنا تتجلى عظمة النظام القرآني المعجز وهي أن القرآن قال: حتى تستأنسوا (وهنا هو يقصد معنيين مندمجين وهما أن تجدوا فيها أشخاص وتتأكدوا من ذلك وأن هؤلاء الأشخاص يكونوا راضين من دخولكم بان يأذنوا لكم فتزول وحشتكم وتحدث لكم حالة الانس!) ويتأكد المعنى أكثر اذا نظرنا الى الآية الثانية (فان لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم) فلاحظ كلمة تجدوا ولاحظ أيضاً بأن البيوت الخالية لا يجوز الدخول فيها ولكن بمجرد الاذن يحدث الاستيناس وهو نهاية التدرج في الاطمئنان والتأكد ولذلك يستطيع الدخول الان لأنه استانس!!! أي تأكد من وجود الاذن وأيضاً زالت الوحشة!!
فأين الكناية بارك الله فيك؟؟؟؟
الله أكبر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 08:25 م]ـ
السلام عليكم
فقط توضيح بسيط: قولي (وهنا يقصد معنيين مندمجين قصدي معنيين اندمجا ليعطوا معنى واحد للمفردة وليس أن المفردة لها معنيين.
وشكراً
ـ[عالم آخر]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 08:26 م]ـ
السلام عليكم
فقط توضيح بسيط: قولي (وهنا يقصد معنيين مندمجين قصدي معنيين اندمجا ليعطوا معنى واحد للمفردة وليس أن المفردة لها معنيينز يعني هناك معنى واحد في الأصل. وربما أخطأت في التعبير ولكن أتمنى أن يفهمني الأخوة.
وشكراً
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 06:00 ص]ـ
الأخ عالم آخر
لقد انتهينا من هذا المنهج عند قواعدك الست أرجو عدم فتح مناقشات جديدة حول هذا المنهج إلا بعد أن يفتينا العلماء فيه.(/)
الحروف التي في اوائل السور
ـ[سليم]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
" قال القرطبي في تفسيره: اختلف أهل التأويل في الحروف التي في أوائل السور فقال الشعبي وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين: هي سر الله في القرآن، ولله في كل كتاب من كتبه سر، فهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه ولا نحب أن نتكلم فيها ولكن نؤمن بها، وتمد كما جاءت. وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب. قال: وذكر أبو الليث السمرقندي عن عمر وعثمان وابن مسعود أنهم قالوا: الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر. وقال أبو حاتم: لم نجد الحروف في القرآن إلا في أوائل السور، ولا ندري ما أراد الله عز وجل. قال: وقال جمع من العلماء كثير: بل نحب أن نتكلم فيها ونلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها. واختلفوا في ذلك على أقوال عديدة، فروي عن ابن عباس وعلي أيضاً أن الحروف المقطعة في القرآن اسم الله الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه منها. وقال قطرب والفراء وغيرهما: هي إشارة إلى حروف الهجاء أعلم الله بها العرب حين تحداهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف هي التي بناء كلامهم عليها ليكون عجزهم عنه أبلغ في الحجة عليهم إذ لم يخرج عن كلامهم. قال قطرب: كان ينفرون عند استماع القرآن، فلما نزل آلم آلمص استنكروا هذا اللفظ، فلما أنصتوا له صلى الله عليه وسلم أقبل عليهم بالقرآن المؤتلف ليثبته في أسماعهم وآذانهم ويقيم الحجة عليهم. وقال قوم: روي أن المشركين لما أعرضوا عن القرآن بمكة " وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه " فأنزلها استغربوها فيفتحون أسماعهم فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة. وقال جماعة: هي حروف دالة على أسماء أخذت منها وحذفت بقيتها، كقول ابن عباس وغيره الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد. وذهب إلى هذا الزجاج فقال: أذهب إلى أن كل حرف منها يؤدي عن معنى. وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة كقوله: فقلت لها قفي، فقالت قاف: أي وقفت. وفي الحديث "من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة" قال شقيق: هو أن يقولأ في اقتل اق كما قال صلى الله عليه وسلم: "كفى بالسيف شا" أي شافياً، وفي نسخة شاهداً. وقال زيد بن أسلم: هي أسماء للسور. وقال الكلبي: هي أقسام أقسم الله بها لشرفها وفضلها وهي من أسمائه. ومن أدق ما أبرزه المتكلمون في معاني هذه الحروف ما ذكره الزمخشري في الكشاف فإنه قال: واعلم أنك إذا تأملت ما أورده الله عز سلطانه في الفواتح من هذه الأسماء وجدتها نصف أسامي حروف المعجم أربعة عشر سواء: وهي الألف واللام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم، ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف. بيان ذلك أن فيها من المهموسة نصفها الصاد والكاف والهاء والسين والحاء، ومن المجهورة نصفها الألف واللام والميم والراء والعين والطاء والقاف والياء والنون، ومن الشديدة نصفها الألف والكاف والطاء والنون، ومن الرخوة نصفها اللام والميم والراء والصاد والهاء والعين والسين والحاء والياء والنون، ومن المطبقة نصفها الصاد والطاء، ومن المنفتحة نصفها الألف واللام والميم والراء والكاف والهاء والعين والسين والحاء والقاف والياء والنون، ومن المستعلية نصفها القاف والصاد والطاء، ومن المنخفضة نصفها الألف واللام والميم والراء والكاف والهاء والتاء والعين والسين والحاء والنون، ومن حروف القلقلة نصفها القاف والطاء. ثم إذا استقريت الكلم وتراكيبها رأيت الحروف التي ألغى الله ذكرها من هذه الأجناس المعدودة مكنوزة بالمذكورة منها، فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته، وقد علمت أن معظم الشيء وجله ينزل منزلة كله، وهو المطابق للطائف التنزيل واختصاراته، فكأن الله عز اسمه عدد على العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم وإلزم الحجة إياهم، وما يدل على أنه تعمد بالذكر من حروف المعجم أكثرها وقوعاً في تراكيب الكلم،(/)
بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 03:24 م]ـ
قال تعالى
(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ) 28 الحج
أتعرفون معنى (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ)؟؟
هل هو الذكر الذي تعرفونه من حيث التلفظ باسمه تعالى --أو لنقل هل هو عكس النسيان؟
طيب أسمعونا الصلاة على النبي خير البشر
وأسمعونا لفظ الجلالة متعجبين من روعة بيانه عدة مرات بعد أن تعرفوا معنى (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ)
عندما تذبحون هديا أو أضحية أو أي مما أنعم الله عليكم--ماذا تفعلون قبل الشروع بالذبح؟
الجواب--تذكرون اسم الله----وهذه هي الكناية---قيل لك اذكر اسم الله عند الحديث عن الأنعام وعن أيام معدودات فهذا يعني أن تذبح---لأن المسلم إن أراد الشروع بالذبح يذكر اسم الله---
هذه هي الكناية---ولا بد من علاقة تبين المراد --والعلاقة أننا نذكر اسم الله قبل الذبح---إذن بمجرد قوله (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ) وفي أيام معدودة فهذا يدل على أن المقصود الذبح وذكر لازمه وهو ذكر اسم الله
وربما يعترض أحد بأن المعنى هو الذكر اللفظي فقط
فهل الذكر اللفظي يطلب في أيام معدودات فقط؟؟
الجواب لا وألف لا
قال أبو السعود ({وَيَذْكُرُواْ ?سْمَ ?للَّهِ} عند إعداد الهَدَايا والضَّحايا وذبحها. وفي جعله غايةً للإتيانِ إيذانٌ بأنَّه الغاية القُصوى? دون غيرِه. وقيل هو كناية عن الذَّبحِ لأنَّه لا ينفكُّ عنه {فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـ?تٍ} هي أيَّامُ النَّحرِ كما ينبىء عنه قوله تعالى: {عَلَى? مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ?لأَنْعَامِ} فإنَّ المراد بالذِّكرِ ما وقع عند الذَّبحِ. وقيل هي عشرُ ذي الحجَّةِ قد علِّق الفعلُ بالمرزوقِ وبُيِّنَ بالبهيمة تحريضاً على التَّقرُّبِ وتنبيهاً على الذِّكرِ)(/)
ثقف ... ووجد ما الفرق؟
ـ[سليم]ــــــــ[05 - 07 - 2005, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة النساء:"فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ "ويقول سبحانه وتعالى في نفس السورة".:"فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ",وقد جاء في التفسير من معنى الآية الاولى: يعني بذلك جلّ ثناؤه: (فإن أدبر هؤلاء المنافقون عن الإقرار بالله ورسوله, وتولوا عن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام, ومن الكفر إلى الإسلام, فخذوهم أيها المؤمنون, واقتلوهم حيث وجدتموهم من بلادهم وغير بلادهم, أين أصبتموهم من أرض الله).
واما في الآية الثانيه: يقول جلّ ثناؤه: (فإن لم يفعلوا فخذوهم أين أصبتموهم من الأرض ولقيتموهم فيها فاقتلوهم, فإن دماءهم لكم حينئذٍ حلال).
وجد لغة:"وَجَدَ ضَالَّتَهُ": أَصَابَهَا، أَدْرَكَهَا، ظَفِرَ بِهَا. وَجَدَ أَخْبَارَهُ صَحِيحَةً": لَقِيَ، وَالفِعْلُ "وَجَدَ" هُنَا مِنْ أَفْعَالِ القُلُوبِ، أَيْ تَنْصِبُ مَفْعُولَيْنِ.
ثقف لغة: ثَقِفْتُ الشيءَ حَذَقْتُه , وثَقِفْتُه إذا ظَفِرْتَ به ,وأصل الثقف الحذق في إدراك الشيءِ علمًا أو عملاً فهو يتضَّمن معنى الغلبة ولذلك استُعمل فيها قال الشاعر
فإما تثقفوني فاقتلوني = فإن أَثْقَف فليسَ ترونَ مالي
نلاحظ ان هناك فرقاً في المعنيين, وهنا تتألق بلاغه القرآن ففي الآيه الاولى حيث يغلب فيها أن يكون الإيجاد بقصد وبعد بحث. واما الاية الثانيه فالثقف فيها معنى القوة في العمل، وتعطي ظلالاً بالنصر والغلبة والقدرة على الطرف الثاني؛ وقد تفيد تحصيل الشيء بعد الطلب والجهد والمطاردة. ولذلك كان ورود هذه الكلمة في معظم الآيات في إطار الحرب والجهاد.
والله اعلم(/)
لا حاجة لأي فتوى!
ـ[عالم آخر]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 07:35 ص]ـ
السلام عليكم
سيدي الكريم قاسم. أأنت تقسم رحمة ربك؟ ما بالك تمنع الطريق الى مائدة القرآن؟ أتراني يا أخي جئت ببدعة؟ أو هدمت ركناً؟ أو خدشت أصلاً؟ أو نسفت فرعاً؟ أو خدشت عقيدة لأي انسان في هذا المنتدى؟ كلا يا اخي لم أفعل ولان افعل هذا أبداً!!
ولا أدري لماذا تحتاج الى فتاواى العلماء؟ فالذي اتحدث عنه هو بحث قرآني بحت وفي النهاية ان كان صحيحاً أو خاطئاً فلن يغير شيء ولن ينحرف أحد بل سيزيدنا نحن المؤمنون بهذا الكتاب قدرة وخبرة!
وماذا تتوقع أن يقول العلماء لك؟ الجواب لن يخرج عن: 1 - نعم هذا منهج ممتاز ويجب الأخذ به. 2 - كلا هذا منهج باطل وفاسد ومضر لأن كذا وكذا. 3 - هذا المنهج يجب النظر فيه ودراسته. 4 - هذه القواعد فيها الصحيح وفيها الفاسد. 5 - نعم هناك من قال بهذا ووافق لان كذا وكذا وهناك من خالف لأن كذا وكذا.
وأنت يا اخي ترى ان كل ذاك ما هو الى تحليق في فضاء النقاش العلمي الموضوعي البحت فما يضرك لو أخذ النقاش مكانه هنا في ساحة شبكة الفصيح المباركة!! تقول لي ليس هناك أفراد قادرون. أقول: اني اراك أنت أول المؤهلين! وكذلك سليم والأمين وباوزير وجمال وغيرهم. قل لي بالله عليك ان لم يكن هنا في هذا المنتدى فأين؟؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 05:03 م]ـ
أخي الفاضل عالم آخر
كلام أستاذنا القاسم واضح جدا، ومن حق المسلم أن يحتاط في الأمور التي تتعلق بدينه أو عقيدته، وهو لم يطلب أكثر من ذلك 0
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[07 - 07 - 2005, 09:58 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ عالم آخر
اعرض منهجك على العلماء فإن قبلوا به فلن يصدك أحد وكتب لمنهجك الذيوع والانتشار وكنت علما فذا في حضارتنا
وإن لم يقبلوا به فاعذرني فلن أخالفهم فلست بأعلم منهم.
ولاأرغب بتحمل الإثم إن كان ضلالا - ولن يضرك السؤال إن كان هدى. شكرا لك
ـ[عالم آخر]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 08:06 ص]ـ
السلام عليكم
وشكراً لك أنت. حسناً انا بانتظار رد العلماء ولا تظن يا أخي باني أرغب في أن أكون علماً فذاً أو مشهوراً يمدحني الناس .. لا أريد الا أن أكون عبداً صالحاً أخرج من هذه الدنيا والله راضٍ عني وان سخط علي الناس وللعلم أن هذا المنهج ليس منهجي أنا ولا توجد حقوق طبع ولا أريد ان أروجه من أجل مال أو غيره .. أنه الحق الذي سيتبين لك يوماً ما ولكل المسلمين! نعم سنموت انا وأنت وستأتي أجيال وستعرف بأنه الحق!
الأخ أبو سارة الفاضل لا أدري لماذا أحببتك! بارك الله فيك!
ـ[أبو سارة]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 09:07 ص]ـ
عالم آخر
آثار اوست كه القاسم شاخه مردم شناسي مردم فرهنگي مي شود. جمال الشرباتي، لحاظ ارگانيسم زيست شناختي مي شود. در شناسي فرهنگي بررسي رفتارهاي و مي پردازد كه اصلي آن فرهنگ است. در مردم شناسان فرهنگ به شيوه گوناگون زدگي0
:)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 09:24 ص]ـ
السلام عليكم
اخي أبوسارة أظن بأن ترجمتك للأبيات (ان يُكدِ مطرف الاخاء ... ) غير دقيقة!!:)(/)
ويغفر لكم ذنوبكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 06:04 م]ـ
قال تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (31) آل عمران
وقال (قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) 10 إبراهيم
وقال (يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (71) الأحزاب
وقال (يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم (31) الأحقاف
وقال (يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار) 12 الصف
وقال (يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون (4) نوح
-------------------------------
هذه هي كل آيات الكتاب التي فيها "يغفر لكم من ذنوبكم "
والتي فيها "يغفر لكم ذنوبكم "
ما الفرق بين المجموعتين؟؟
يمكن لكم بسهولة ملاحظة الفرق
____________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 08:37 م]ـ
طيب
هذه الآية خطاب للمسلمين ((قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
وهذه أيضا (يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
وهذه أيضا ((يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار))
-------------------------------
أما هذه فالخطاب فيها للكافرين (يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون) وهذه الخطاب فيها للكافرين (قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم)
وهذه الخطاب فيها للكافرين (يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم)
-------------------------
إذن في خطاب الكافرين استخدم التنزيل (يغفر لكم من ذنوبكم) أي بعض ذنوبكم---حيث "من" هنا للتبعيض
وفي خطاب المؤمنين استخدم التنزيل "يغفر لكم من ذنوبكم"
أليس تمييزا حسنا بين الفئتين؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 07 - 2005, 12:35 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك يا اخ جمال على هذه الملاحظه القيمه, ولكن لماذا هذا الاختلاف والتمييز بين الفئتين؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 07 - 2005, 03:30 م]ـ
قد يقول قائل لماذا قال في خطاب الكافرين (يغفر لكم من ذنوبكم)؟ أعني ما المعنى المراد من استخدام الحرف " من"؟
هل من تبعيضية؟ ---أي هل بعض ذنوبهم يغفرها إن أسلموا؟
قال إبن عطية (وقوله: {من ذنوبكم} ذهب بعض النحاة إلى أنها زائدة، وسيبويه يأبى أن تكون زائدة ويراها للتبعيض.
قال القاضي أبو محمد: وهو معنى صحيح، وذلك أن الوعد وقع بغفران الشرك وما معه من المعاصي، وبقي ما يستأنفه أحدهم بعد إيمانه من المعاصي مسكوتاً عنه ليبقى معه في مشيئة الله تعالى، فالغفران إنما نفذ به الوعد في البعض، فصح معنى {من}.)
إذن يغفر للكفار بعض الذنوب وهي جميع ماكان قبل الإسلام---وما بعده تابع للمشيئة إن شاء غفر وإن شاء عذّب
أعني ذنوب الكافر بعضها قبل الإسلام وبعضها بعد الإسلام---تلك الذنوب التي قبل الإسلام تغفر جميعا ولكنها تظل بعض الذنوب(/)
وبالوالدين إحسانا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 07 - 2005, 08:50 ص]ـ
قال تعالى
(واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون) (83) البقرة
وقال (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان ا لله لا يحب من كان مختالا فخورا (36) النساء
وقال (قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون (151) الأنعام
وقال (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) الإسراء
وقال (ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين (15) الأحقاف
--------------------------------------------------------------------------------
هذه هي كافة الآيات التي وردت فيه لفظة الإحسان مرتبطة بالوالدين ---
-وجميعها بصيغة (وبالوالدين احسانا) ما عدا آية الأحقاف (بوالديه احسانا) وكافة الآيات يقدّر فيها محذوف هو "ووصينا " فيصير المعنى " ووصينا
الإنسان بالوالدين إحسانا" وهذا التقدير أسلم من تقدير
لفظة "وأحسنوا" لأن هذه اللفظة يلزمها حرف الجر " إلى" لا حرف الجر الباء فأنت تقول " أحسن إلى والديك " لا "أحسن بوالديك"
ما عدا آية الأحقاف فلا حاجة فيها لتقدير محذوف
أمّا الإحسان فهو غير الحبّ القلبي ولا التعلق الفطري
الإحسان هو أن يمنع عنهما كل أذى منه أو من غيره ويوفر لهما كل نفع مادي أو معنوي
ومنه أن يدعو لهما ويأمرهما بالمعروف وينهاههما عن المنكر ويذكرهما بخير
____________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 07:13 ص]ـ
إذن هل من الممكن أن لا يحبّ الولد والده؟؟؟(/)
الابداع والخلق
ـ[سليم]ــــــــ[08 - 07 - 2005, 11:37 ص]ـ
السلام عليكم
ان الله سبحانه وتعالى عندما ذكر ايجاد الانسان قال في كتايه العزيز:"خلق الإنسان".ولكنه عند ذكره ايجاد الارض والسموات قال عزوجل:"بديع السموات والأرض",لأن الابداع أعم من الحلق, فالابداع هو إيجاد الشيء من لا شيء؛
والخلق: إيجاد شيء من شيء، ولذا قال: "بديع السموات والأرض"، وقال: "خلق الإنسان" ولم يقل: بدع الإنسان.
وذلك لأنه سبحانه وتعالى أوجد السموات والارض ومن ثمة خلق الانسان من الارض (من طين).(/)
قال تعالى: ولم يكن له كفوا أحد
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[08 - 07 - 2005, 12:06 م]ـ
قال تعالى: ولم يكن له كفوا أحد
هذه الاية تترتب من العام الى الخاص، والاصل فيها الجملة التالية: ولم يكن أحد كفوا له، وسبب العدول "أن هذا الكلام إنما سيق لنفي المكافأة عن ذات الباري سبحانه، وهذا المعنى مصبه ومركزه هو هذا الظرف فكان لذلك أهم شيء وأحقه بالتقديم وأحراه" (1) كما تقدم ذكر الله سبحانه وتعالى في الايات السابقة، فتمت عملية توزيع الرتبة من أجل الهدف المعنوي وتناسب المعاني كما كان في التقديم رعاية للفاصلة القراّنية، وهذايعني أن الألفاظ تترتب بحسب قوة العلاقة المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.
والله أعلم
---------------
(1) الزمخشري- الكشاف
----------------(/)
أذلة على المؤمنين ... أعزة على الكافرين!!!
ـ[سليم]ــــــــ[08 - 07 - 2005, 08:22 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة المائده:"فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين",الآية نزلت في ابي بكر والصحابه عندما ارتد في عهده من ارتد ,وهذا ايضاً من أعجاز القرآن فأخبر عن هذه الحادثة قبل حصولها, وأعجاز آخر وهو ترتيب اذلة وأعزة فإنه تعالى لو اقتصر على وصفهم ب "أذلةٍ على المؤمنين" لتوهم أن ذلك لضعفهم، وهذا خلاف المقصود، فأتى على سبيل التكميل بقوله: "أعزةٍ على الكافرين" وهذا النوع من البلاغة يسمى الإحتراس و هو أن يأتي في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه، أي يؤتى بشيء يدفع ذلك الإيهام.
فانظر اخي بلاغة القرآن العظيم لا يأتيه البهتان من بين يديه ولا من خلفه.(/)
" وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " .. تصحيح التصحيح!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 11:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ "
البقرة: 29 - 33.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 11:39 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلاة الله وسلامه على نبيّنا محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد اختلفت أقوال العلماء والمفسّرين في المراد بـ (الأسماء) التي علّمها الله آدم عليه السلام، وذهبوا في تفسيرها مذاهب متعدّدة، وكانت لهم في ذلك وجهات نظر متباعدة، كما استدلّ كل واحد منهم لمذهبه بأدلّة، واحتجّ لقوله بما يظنّ أنه حجّة، وأبان ضعف ما ذهب إليه غيره، وناقش أدلّته وردّها. ولقد طالعنا في الآونة الأخيرة مقالة خرجت بتأويل جديد لـ (الأسماء)، ومثلّت نقداً لمحاولة منهجية سياقية وموضوعية لما تقدّم من أقوال المفسّرين، وانطلق صاحبها من سياق الآيات والسورة ومن السياق القرآني من جهة التعرّض لآيات من سور أخرى تدعم فهمه، الذي لم يُسبق إليه.
ونقدي لهذه المحاولة يجسّد خطورة التعامل مع السياق، وأنه - كما سيأتي في موضعه من هذا البحث – كالنخلة التي لا تساقط رطباً جنيّاً لكل من أخذ بجذعها وهزّه. كما أنها تؤكّد أهمية المنهج العلمي والتسلّح بالشروط التي ذكرها علماء التفسير، لكي نضمن للسياق أن يعطي عطاءً مضموناً من كل تطرّف أو مجازفة. هذه المحاولة الموضوعية هي من قبل الباحث صلاح الدين أبي عرفة، وكانت عبارة عن دراسة نشرها في موقعه الخاص على الرابط التالي:
" ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء "، من هم "هؤلاء"؟؟؟ ( http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=53)
وينبغي أن أقرّر منذ البداية: أن البحث يمثّل تجسيداً صادقاً وقوياً لرغبة الأمة بأسرها في أن تتساند لنصرة حقّها المضيّع معطيات التاريخ والتراث، وشواهد الحق السماوي والوحي الرباني، مع التطلعات الحاضرة. ففي الدراسة أمل، وفيها عواطف جيّاشة، وهي محاولة لإيقاد شعلة الحماس، وفيها تذكير بالواجب المقدّس، وكل ذلك يستحقّ الثناء والتقدير. ونظراً لأهمية الموضوع وما يمكن أن ينبني عليه، كان لا بدّ من إفراده بالبحث، واستقصاء ما قيل فيه، ومناقشة الأدلّة المختلفة التي اعتمد عليها صاحبه، للتعرّف على مدى قوّتها وضعفها، وتبيّن ما يمكن أن يقال فيها من اعتراضات، أو يُورد عليها من ملاحظات، مما يمهّد السبيل أمامنا لمعرفة المقصود بـ"الأسماء"، والذي يستهدف هذا البحث تحديد مدلولها واجتلاء مفهومها، وذلك من خلال النظر في سياق آيات سورة البقرة نفسها، وتتبّع استعمال مادّتها في القرآن الكريم، وما قاله المفسّرون والعلماء في صدد تفسيرهم للنصوص القرآنية والحديثية، سائلين الله تعالى أن يلهمنا الصواب والسداد وأن يوفّقنا لحسن التدبّر وصواب التأمّل، إنه أكرم مسؤول وخير مأمول.
يتبع ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 01:16 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل أن نجلّي حقيقة (الأسماء) التي علّمها الله آدم عليه السلام، نريد أن نعيد إلى الأذهان مذاهب الناس في تأويل تلك (الأسماء)، ذلك أن الإطلاع عليها سيساعدنا في التوصل إلى ما نرومه بإذن الله تعالى. وقد ذكر العلماء فيها احتمالات عديدة، وهي كما يلي:
1 - علّمه أسماء النجوم فقط، رُوي عن ابن عباس وقتادة ومجاهد.
2 - علّمه أسماء الملائكة فقط، رُوي عن الربيع بن خيثم.
3 - علّمه أسماء ذريته أجمعين، قاله ابن زيد.
4 – علّمه أسماء ذريته الطيبّين الطاهرين من أنبياء ورسل وصالحين .. ، قاله ابن كثير.
5 - علّمه أسماء ذريته والملائكة، قاله الطبري.
6 - علّمه كلمة واحدة عرف منها جميع الأسماء، حكاه النقاش عن ابن عباس.
7 - علّمه أسماء الأجناس كالخيل والجبال والأودية ونحو ذلك.
8 - علّمه أسماء ما خلق في الأرض، قاله ابن قتيبة.
9 - علّمه الأسماء بلغة واحدة ثم وقع الاصطلاح من ذريته في سواها.
10 - علّمه الأسماء بكل لغة تكلمت بها ذريته.
11 - علّمه أسماء جميع الأشياء كلها جليلها وحقيرها، رُوي عن ?بن عباس وعِكرمة وقتادة ومجاهد و?بن جُبير.
هذا هو ملخّص لما جاء في مذاهب الناس في تأويل تلك (الأسماء) التي علّمها الله آدم عليه السلام. ولا نريد أن نكثر من الأمثلة، فكل من اطلع على كتب التفسير علم أن المفسرين – رحمهم الله – أودعوا كتبهم كل ما عثروا عليه من وجوه التأويل. ومعلوم كذلك أن تلك الوجوه بأسرها لا تصلح لأن تكون تفسيراً لتلك الكلمة أو الآية، فإن فيها ما هو سليم ومنها ما هو سقيم، والوجه الصحيح المراد يكون واحداً لا غير، فإن الكلمة الواحدة أو الآية الواحدة لا تحتمل في سياقها أكثر من معنى واحد. ولا شكّ أن العلماء الذين نقلوا لنا هذه الأقوال المختلفة في تفاسيرهم أرادوا أن يخلوا بيننا وبين كل ما قيل في تأويل الآيات حتى نختار منها ما يترجّح عندنا، ولكن ليس لنا أن نحفظ تلك الأقوال كلها من غير ترجيح بعضها على بعض فنبقى حيارى جاهلين. ولذلك نرى السلف – رحمهم الله – ما كانوا يفسّرون الكلمة أو الآية إلا على وجه واحد، وقد أخرج أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه ".
ولعلّ هذا التعارض - واشتباه الوجوه وكثرة الاحتمالات - في أقوال المفسّرين، هو الذي دعا الباحث أبا عرفة إلى نبذ ما جاء في هذه التآويل، حيث يقول: «ومن أجل أننا لا نرى المفسرين يبنون موضوعاً موحداً لتأويل مشكل ما، فأن يقول أحدهم في معرض تأويله لأسماء " هؤلاء ": هي أسماء الأشياء، ثم لا يبني ما يرى على السياقات والمباني المشتركة للسورة نفسها، أو يقول: هي أسماء النبيّين هكذا دون بناء موضوعي، ولا إسناد دلالي، يشدّ مذهبه ويقنع سامعه، بل قول بظن وحسب، فهذا ما لا يصلح أن يكون تأويلاً، مهما علا شأن قائله من دون النبي».
وإذا كانت أقوال المفسرين لا تخلو من «اضطراب مع سياق الموضوع، وارتباطه بما قبله وما يليه من المبنيات والمتتاليات على ما جرى بعدها .. »، على حدّ زعمه، لذلك «وجب علينا نحن إن تقدّمنا بفهم ما، أن نأتي بتأويل مضطرد يسدّ خلل اضطراب التأويل الأول». هذا قوله! ولكن ما هو هذا التأويل الجديد لـ" الأسماء "، والذي من شأنه أن يسدّ خلل اضطراب التأويل الأول؟
يدّعي الباحث أن " الأسماء " إنما كانت أسماء الأنداد التي ستُعبَد في الأرض. ويستدلّ على ذلك بأن الأسماء في القرآن «واحدة من اثنتين: إما أسماء الله الحسنى، أو أسماء الأنداد وما يُعبَد من دون الله. ولما كانت الملائكة أكثر خلق الله معرفة بأسمائه الحسنى، ولم تعلم البتة (أسماء هؤلاء) الذين عُرضوا عليها، وجب أن تكون (الأسماء) الثانية أسماء الأنداد، تعالى صاحب الأسماء الحسنى. وأنه لا محل البتة لما يذهب إليه الأكابر من العلماء جزاهم الله عنا كل خير بما أسلفوا، إلى أنها أسماء (الأشياء) كلها، وأنها اللغات والألسن.»
هكذا إذن يلج الباحث أبو عرفة آية الاستخلاف، وبهذا المفتاح يريد أن يفتح مكامنها!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقوال المفسرين لا تتّفق عنده مع ظاهر النصّ وعرض السياق القرآني. ولذلك يظهر له أن ما علّمه الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام، هو «شيء عظيم آخر، استنفر الملائكة، واستثار حماسها وتنافسها». وهذا الشيء العظيم، هو: أسماء الأنداد وما يُعبد من دون الله!!!
وفيما يلي نريد أن نتفحّص الادعاءات التي بنى عليها الباحث «تأويله المضطرد» لـ"الأسماء"، وسنناقش الأدلّة التي احتجّ بها واحداً واحداً.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 01:32 م]ـ
الدليل الأول:
احتجّ الباحث في مقدّمته بأن استخلاف آدم في الأرض كان بمثابة " المنافسة " للملائكة، قال: « .. أما الآية التي نحن بصددها " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا "، فيظهر أنه شيء عظيم آخر استنفر الملائكة، واستثار حماسها وتنافسها، فما هو؟». ثم طبّق هذا المفهوم على قوله تعالى: " إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً "، يقول متسائلاً: «فلماذا تتّجه الملائكة مباشرة إلى ما يجوز لنا أن نسمّيه " الافتراض السلبي " في الخليفة المنتظر: " أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء "؟ وهو السؤال أو الافتراض الذي حيّر المتدبّرين والمؤوّلين، فلم يقفوا له على داع ولا جواب، وكل ما عليه التفاسير إنما هو من أعلى درجات الظنّ والتخريص. ولا تعدو بحال أن تكون مجرد استنتاجات فرضية لا يقوم بها برهان. ولا داعي لعرضها ونقلها هنا، فلا يخلو منها كتاب تفسير لمن يسأل عنها. وعندما بدأنا بحثنا، استقبلناه بالسؤال الأول: " لماذا الأرض ومن للسماء "؟ فنجد ظاهرا جليّاً أن " الأرض " بذاتها كانت من محلات الإثارة ودوافع الاستفسار لدى الملائكة، ثم نجد الملائكة تقدم لاقتراحها بتسبيحها وتقديسها، فلماذا هذا التقديم التنافسي، وعلى ماذا، مع من؟!»
ذلكم ما ذهب إليه صاحب البحث في مقدّمته، حيث جعل استخلاف آدم في الأرض بمثابة " المنافسة " للملائكة، الأمر الذي يوحي – بحسب زعمه - بأن الملائكة كانوا يريدون بذلك عرض أحقيّتهم بالخلافة. وهذا القول لا يستقيم إلا إذا ثبت أن الخلافة التي رُشّح لها آدم عليه السلام كانت أرفع شأناً وأعظم خطراً من مكانة الملائكة نفسها في هذا الكون، حتى زهدت الملائكة في مكانتهم تلك، وتطلّعوا إلى نيل الخلافة في الأرض. والحق أننا لم نجد دليلاً يثبت ذلك، بل إن ما اطلعنا عليه يثبت غير ذلك، حيث قال تعالى وهو يذكر الإنسان بما حباه به من فضل وكرامة: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " (الإسراء 70). فهذه الآية صريحة في أن الإنسان لم يُفضَّل على جميع الخلائق، وإنما فُضِّل على كثير منهم. وبالتالي فهي صريحة في أن الإنسان لم يُفضَّل على الملائكة، فإنه لو كان فُضِّل عليهم لكان قد فُضِّل على الجميع، حيث إنه لا يبقى بعدهم من يُقال بفضله على الإنسان.
إذاً فليس لدينا ما يثبت فضل آدم على الملائكة – عليهم السلام - بل الأمر على العكس، لأن المكانة التي خصّ الله بها الملائكة في هذا الكون الهائل العظيم ليست أقلّ شأناً من أن يكونوا خلفاء في هذه الأرض، بل لعلّها أعزّ وأشرف وأخطر شأناً من هذه الخلافة ألف مرّة. فهل من الممكن أو من المعقول أن يزهد الملائكة في مكانتهم تلك ويرغبوا عنها أو يزدروها حتى يروعهم ويقلق بالهم أن ربّهم آثر غيرهم بأن يكون خليفة في الأرض؟ كلا ثم كلا! فلم يكن السبب في استغرابهم أنهم حسبوه منقصة لشأنهم وغضّاً من مكانتهم وإيثاراً لغيرهم عليهم كما قيل. وإنما كانت هذه كالمناظرة من الملائكة والجواب عن سؤالهم، كأنهم قالوا: إن استخلفتَ في الأرض خليفة كان منه الفساد وسفك الدماء، وحكمتك تقتضي أن لا تفعل ذلك، وإن جعلتَ فيها فتجعل فيها من يسبّح بحمدك ويقدّس لك، ونحن نفعل ذلك، فأجابهم سبحانه وتعالى عن هذا السؤال بأن له من الحكمة في جعل هذا الخليفة في الأرض ما لا تعلمه الملائكة، وإن وراء ما زعمتم من الفساد مصالح وحكماً لا تعلمونها أنتم .. وسيأتي لذلك مزيد من البيان في موضعه إن شاء الله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 01:54 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثاني:
يقول الباحث: «فالآيات من أول السورة جاءت لتفصل بين المؤمنين وبين الكافرين، بين المصلحين والمفسدين في الأرض، وتلكم هي مناطات الاستخلاف في الأرض " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء ". فهذه هي المرتكزات والأصول الأولى، من سيؤمن ومن سيكفر! ثم تسترسل الآيات حتى تصل إلى " كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً "، فانسياب السياق ابتداء من الإيمان والكفر إلى الاستخلاف في الأرض جلي لِلعيان. ثم ما تلبث القصة أن تصل إلى هذا المعقد الأول مباشرة بعد هبوط " الفريقين الضدين " إلى الأرض ليوصي الله بهذا المعقد الأصل مرة أخرى " قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ". ومن أجل أننا لا نرى المفسرين يبنون موضوعا موحدا لتأويل مشكل ما، فأن يقول أحدهم في معرض تأويله لأسماء " هؤلاء ": هي أسماء الأشياء، ثم لا يبني ما يرى على السياقات والمباني المشتركة للسورة نفسها، أو يقول: هي أسماء النبيين، هكذا دون بناء موضوعي، ولا إسناد دلالي، يشدّ مذهبه ويقنع سامعه، بل قول بظنّ وحسب، فهذا ما لا يصلح أن يكون تأويلاً، مهما علا شأن قائله من دون النبي. فمن هذا الباب نلج أية الاستخلاف، وبهذا المفتاح نفتح مكامنها، ونحن مطمئنون مستندون إلى شديد، ألا وهو السياق الموضوعي الذي لا يخلو منه كلام الناس، عدا أن يخلو منه كلام الرب الحكيم.»
ولكن التأمّل في نظم الآيات يرشدنا إلى حقيقة لا تقل أهمية عما ذهب إليه الباحث، إن لم تكن أهم منها بألف مرة! ألا وهي أن القطيعة والإفساد في الأرض ليس لهما أصل ثابت في هذا الكون، وإنما هي أحوال طارئة لا تلبث أن تنقشع، والجولة الأخيرة الفاصلة دائماً تكون للخير والصلاح. ولم يكن جزع الملائكة وقلقهم في أول الأمر إلا لخفاء هذه الظاهرة عليهم، فلما أنبأهم آدم عليه السلام بأسماء ذريته الطيبّين الطاهرين، الذين سيصمدون للباطل ويكونون معه دائماً في صراع مرير، عرفوا حقيقة الأمر وأدركوا حكمة الله في إرادته.
ولقد أحسن الإمام ابن كثير رحمه الله في تأويل قوله تعالى: " إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "، حيث يقول: «أي: أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم، فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعبّاد والزهّاد والأولياء والأبرار والمقرّبون والعلماء العاملون والخاشعون والمحبّون له تبارك وتعالى المتّبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم» (تفسير ابن كثير: 1\ 72). ولقد سبقه قتادة إلى هذا التأويل، حيث قال: «فكان في علم الله أنه سيكون في تلك الخليقة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنّة» (المحرر الوجيز: 1\ 121 - 122).
وعلى هذا فإن تلك الآيات توحي بنظمها أن هذا التكريم الذي خصّ الله به آدم ليس للمفسدين الفاسقين منه نصيب، فإن الخلافة ليست إفساداً في الأرض ولا نقضاً للميثاق، وإنما هي العبادة والتقوى والإيمان بما أنزل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن ما ذكره الباحث من أن سورة البقرة «جاءت لتفصل بين المؤمنين وبين الكافرين، بين المصلحين والمفسدين في الأرض»، فهذا قول فيه نظر. لأنه لا تخلو سورة في القرآن العظيم من التفصيل بين المؤمنين والكافرين. ولكن سورة البقرة وتلك الحلقة من قصّة آدم عليه السلام فيها، اختصّت بشيء آخر عظيم، مفاده أن الخلافة في الأرض تعتمد أساساً على العلم. فإن الله سبحانه وتعالى عليم، وهو لا يرضى لخلافته إلا من يكون متضلّعاً من العلم، فالعلم هو العمدة والأساس، وهو الذي يؤهّل - من يؤهّل – للخلافة في الأرض.
ثم حين نتجاوز هذه القصة إلى جو السورة بشكل عامّ، نجد أنها جاءت لإثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن مبعثه عليه السلام كان إيذاناً بنقل الخلافة من بني إسرائيل إلى قوم آخرين، لما أنهم ضيّعوا العلم وكتموا الحقّ ولبّسوه بالباطل، وقد فُصّلت هذه الظاهرة تفصيلاً في هذه السورة المباركة.
فلما لم يتمسّك بنو إسرائيل بالعلم ولم يحافظوا عليه وضيّعوه باللبس والكتمان لم تبقَ عندهم إلا الأهواء، كما قال تعالى: " وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " (البقرة 120)، وكما قال سبحانه: " وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ " (البقرة 145). ثم نرى الله تعالى حين قرّر أن يحوّل الخلافة من بني إسرائيل إلى الأميين بعث فيهم رسولاً يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة، قال تعالى: " كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ " (البقرة 151). ثم نرى في نفس السورة أن بني إسرائيل لما قالوا لنبي لهم: " ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ "، قال لهم نبيّهم: " إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ". ودلّ على سرّ هذا الاختيار – وهو البسطة في العلم والجسم – حيث قال: " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة 247). ثم لما انهزم جالوت وجنوده، وقتله داود، انتقل الملك إليه، والذي أهّله لهذا الملك العظيم هو العلم والحكمة، حيث قال تعالى: " فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء " (البقرة 251).
ففي هذه القرائن ما يكفي لإدراك المناسبة بين جو السورة وبين تلك الحلقة من قصة آدم عليه السلام، التي خصّت بها هذه السورة. وسنردف ذلك الإجمال بشيء من الإيضاح والتفصيل في نهاية البحث إن شاء الله تعالى.
يتبع ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 02:11 م]ـ
الدليل الثالث:
يعقّب الباحث على دعوى الملائكة في الآية، قائلاً: «الملائكة بنصّ الآية ادّعوا ادعاءين: " أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء "، وهذه هي الأولى، ثم: " وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ "، وهذه الثانية. أما الأولى فما جرى بعد هبوط آدم إلى الأرض كان بيّنة على صدقهم، إذ ما لبث أن سفك ابن آدم دم أخيه، فكتب الله " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض "، فها هو السفك، وها هو الإفساد، فهذه مضت وبان صوابهم بها. وأما الثانية، فهي معقد الحدث والحديث " وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ "، " لَكَ "؟! وفيها ما فيها من الاختيارية والانتقائية من العابد للمعبود، فهل كان هناك أمام الملائكة "عرض آخر" أو رب آخر – تعالى الله - لتختار الملائكة أن تسبح " لَكَ " دونه؟ ولو اكتفت الملائكة بذكر الفعل نفسه لكان قولها صواباً عادلاً. أما " لَكَ "، فهذه ما أوجبت النظر، واستلزمت السؤال! فهل هناك رب غير الله، تعالى الله؟ وإن كانت الملائكة صادقة بدعوى الاختيار " لَكَ "، فلتنبئ بأسماء هؤلاء! فلو كان في بلد ما طبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
واحد وليس فيها غيره، فجاءه رجل ما ليثني عليه فقال: إننا في هذه البلد لا نتطبب إلا عندك، ولا نثق إلا بك! لكان في قوله نظر. إذ الرجل لا يملك أصلا أن يتطبب عند غيره، فهذا ليس محل اختيار صالح! كذلك فعلت الملائكة، فذكرت ما يفعله المختار، في محل لا يصلح فيه الاختيار»!!!
ولا ندري ماذا أراد الباحث بهذا مثلاً؟ وما الذي حمله إلى ادّعاء هذه الاختيارية في قول الملائكة: " وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ "؟ فلو أنه وقف مع النصّ القرآني، وتحاكم إليه، لأمدّه بما يريح فؤاده. إذ لا يخفى على أحد – ولا نظنّه قد خفي على أحد من المفسرين - أن ذكر (اللام) في " وَنُقَدِّسُ لَكَ " قد جاء لحكمة مقصودة، تقرّر المعنى المراد، وتحقّق الإعجاز البياني الرفيع في نظم هذا الكتاب الحكيم. أما أن يكون المعنى المراد منها الاختيارية، كما يدّعي الأخ أبو عرفة، فلا. إذ لا شك أن الملائكة يسبّحون لربّهم بالليل والنهار وهم لا يفترون ولا يسأمون، فقد شهد القرآن بذلك، وشهدت به الأحاديث الصحيحة الثابتة، فلا يتصوّر أحد أن ينوّه الملائكة هم أنفسهم بطاعتهم وعبادتهم أو بتسبيحهم وتقديسهم لربّهم، ويُعتبر هذا الأمر من المسلّمات عند الجميع!
ولذلك فإن قوله: «ولو اكتفت الملائكة بذكر الفعل نفسه لكان قولهم صواباً عدلاً»، باطل جملة وتفصيلاً! وكلامه هذا يشعرنا بأنه ترك النصوص الظاهرة، ومعانيها الصريحة، هرباً من الوقوع في مثل المحالات التي يتصوّرها، وراح يؤول تلك النصوص ويسرف في تأويلها بعيداً عن المراد، ولو أنه فرّق بين تعدية الفعل إلى المفعول به بنفسه، وبين تعدّيه إليه بحرف (اللام)، لما وقع فيما وقع فيه، ولما احتاج إلى تلك التأويلات البعيدة، من مثل "الاختيارية" التي ابتكرها ليوجد بديلاً آخر لمفهوم " الأسماء ". ولبيان ما نذهب إليه، نمثّل فيما يلي بشواهد من القرآن الكريم على استعمال هذه (اللام)، لنوضّح ما لمسناه من لطائف البلاغة فيها، حتى يكون حافزاً لمن تطلّع إلى الفحص عن بقيّتها.
يقول الله تبارك وتعالى: " إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ " (الأعراف: 206)، ويقول تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " (الأحزاب: 41 - 42)، ويقول تعالى: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى " (الأعلى: 1)، ويقول تعالى: " سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (الحديد: 1)، ويقول تعالى: " سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (الحشر: 1).
فأنت تلاحظ أن صيغ التسبيح في الآيات المذكورة جاءت مختلفة. فمرة تعدّى الفعل " سبّح " إلى المفعول به بنفسه، كما في قوله: سبّح الله، ومرة تعدّى إليه بحرف (اللام)، كما في قوله: سبّح لله. فهل أن هاتين الصيغتين تؤدّيان المعنى نفسه؟ كلا، ثم كلا!
فـ (اللام) في " سبّح لله " تُسمّى عند النحويين (لام التقوية) أو (لام التعدية)، لأنها تقوّي وصول الفعل إلى المفعول به، فهو يصل إلى المفعول به بواسطتها، ويتعدّى إلى المفعول به عن طريقها. أما البلاغيون فقد اختلفوا في دلالتها: فهي عند الزمخشري للتوكيد، أي: تؤكّد تسبيح المخلوقات لله، فهي مثل اللام في نَصحتُ له، فأنت تقول: نَصحتُه. وإن أردت التوكيد تقول: نصحتُ له. وهكذا في التسبيح، تقول: سبّحت الله. وإن أردت التوكيد تقول: سبّحت لله. (الكشاف: 4\ 472). وهي عند السمين الحلبي لام التعليل، أي: أحدث التسبيح لأجل الله، وعلّة التسبيح ابتغاء وجه الله. (الدرّ المصون: 1\ 235). وهي عند ابن عاشور لام التبيين، وفائدتها زيادة بيان ارتباط المعمول بعامله، أي زيادة ارتباط التسبيح بالذي يسبّح الله. (التحرير والتنوير: 27\ 357). وهي عند ابن هشام الأنصاري لام الاختصاص. (مغني اللبيب 1\ 217). وكما ترى، فلا مانع من اجتماع المعاني الأربعة في (اللام)، فهي للتعليل وللتبيين وللتوكيد وللاختصاص، ولا تعارض بين المعاني الأربعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما من ناحية ما تقرّره هذه (اللام) في الآية " سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "، فهو توجّه المسبِّح بتسبيحه لله، بأن يجعله خالصاً لله، مبتغياً به وجه الله، طالباً منه وحده الأجر والثواب. فهي تلقي ظلال (الإخلاص) لله في العمل والذكر والتسبيح، وتدعو المسلم إلى أن يحقّق هذه المعاني وهو يسبّح الله، وما أجمل ما قاله الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي من أنها للإخلاص. (إعجاز القرآن البياني، ص189).
وعندما وقف الدكتور فضل عباس أمام الآيات التي تعدّى فيها التسبيح إلى ما بعده بـ (اللام)، وجد أن هذه الآيات تتحدّث عن نوع خاصّ من المسبّحين، وهم المسبّحون الذين يكون التسبيح لهم سجيّة وطبيعة. فالآيات التي اقترنت بـ (اللام) كان التسبيح فيها للمسبّح سجيّة وطبيعة، فهي منقادة بجبلّتها، مهيّأة بتكوينها لهذا التسبيح " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ " (الإسراء: 44). فكأن تسبيح السموات السبع والأرض ومَن فيهنّ صار سجيّة لها، لا يفارقها البتّة (لطائف المنان وروائع البيان، ص135).
والذي يؤيّد ما نذهب إليه، قول الحق تبارك وتعالى: " يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ " (النور: 36 - 37). فقد عُدّي التسبيح هنا بـ (اللام) مع أنه ليس للسموات ولا للأرض. فتأمّل دقّة اختيار الحروف .. ذلك أن الرجال الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى في الآية قال في وصفهم: " لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ " (النور: 37). ومَن هؤلاء صفتهم فهم يستحقون أن يكون التسبيح لهم سجيّة، وفيهم طبيعة - نسأل الله أن يمنّ علينا فيجعلنا منهم إنه سميع الدعاء - وإذا كان هذا شأن رجال من البشر: (يسبّحون له)، فكيف لا يكون حال الملائكة: (يقدّسون له) في قولهم: " وَنُقَدِّسُ لَكَ ". فلو أنهم قالوا: نقدّسك، لما تبيّن المعنى الدالّ على حالهم عليهم السلام. فلا معنى للاختيارية في هذا المقام!
ثم تدبّر معي قوله تعالى: " فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ " (طه: 117). فَلِمَ لم يقل: إن هذا عدوك؟ كما جاء في خطابه للمؤمنين: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء " (الممتحنة: 1)؟ فوجود (اللام) في الآية الأولى أمر مقصود ولا بدّ منه، ولا معنى فيها للاختيارية، وقد جاءت هنا مستقرّة، لا يصلح المعنى بدونها ولا يستقيم. ذلك أن العداوة بين المؤمنين وأعدائهم ليست عداوة فطرية، فالناس جميعاً يولدون على الفطرة، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك فإن هذه العداوة يمكن أن تنقلب إلى مودّة بعد أن يهدي الله أولئك الأعداء، ومن هنا يقول الله عزّ وجلّ في السورة نفسها: " عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (الممتحنة: 7). أما عداوة إبليس عليه اللعنة، فليست من هذا القبيل، وإنما هي عداوة فطرية، لا يمكن أن تزول، لذلك جاء التعبير عنها مغايراً للتعبير عن غيرها من العداوات، قال تعالى: " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا " (فاطر: 6)، وقال سبحانه: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " (البقرة: 168) .. وهكذا جاءت الآيات الكثيرة من كتاب الله تعالى بهذا الأسلوب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولزيادة هذا المعنى تفصيلاً وفائدة، نحيل القاريء إلى ما جاء في سورة الممتحنة بعد قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ * إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ " (الممتحنة 1 - 2)، فأنت ترى أن أسلوب الآية جاء هكذا: " إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء "، ولم يقل: أعداءكم. وهذا التغاير في الأسلوب الذي لا نجده في غير هذا الكتاب العظيم، له دلالته البيانية ذات الأهداف العظيمة والأغراض المتعدّدة، وكلها مفيد. فلقد قُدّمت كلمة (لكم) على كلمة (أعداء) لأن الله تبارك وتعالى يريد أن يبيّن للمسلمين بأن هؤلاء الذين توادّونهم وتسرّون إليهم وتطلعونهم على شؤونكم ولا تخفون عنهم شيئاً .. هؤلاء إذا ظفروا بكم وتمكّنوا منكم وحذقوا الوسائل التي تبلغهم أهدافهم، فإنكم أنتم وحدكم ستلاقون من عداوتهم ما لا يلاقي غيركم، وستتحمّلون من الأذى، ليس الأذى القولي باللسان فحسب، ولكنه الأذى باليد، ضراراً وتخريباً وهدماً لكل ما بنيتم. فتأمل!
ومن ذلك قوله تعالى: " إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي " (طه 38 - 39). فانظروا – أرشدكم الله – كيف جاء نظم هذه الآية الكريمة " عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ". ولقد علم الله تبارك وتعالى أن عداوة فرعون للحق عداوة متأصّلة في نفسه، فلن يستجيب لموسى عليه السلام، وما أشبه عداوته بعداوة إبليس اللعين. هكذا جاءت هذه (اللام) مقترنة بعداوة هذين الشيطانين، إبليس وفرعون، ولم نجد النظم جاء على هذه الصورة حديثاً عن غير هذين، فما أبدع النظم وما أحكم التنزيل. وتشبه هذه الآية آية أخرى في كتاب الله تعالى، وهي قوله سبحانه: " وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (الاعراف 204) .. وشتان بين أن يُقال: فاستمعوه، وبين: " فَاسْتَمِعُواْ لَهُ ". فهذه اللام جعلت من القرآن الكريم الآمر والناهي، المبشّر والمنذر، كأنما يقول: ليُستمع له. فما أجمل هذه اللام، وهي التي تبيّن لنا أن القرآن حي، حريّ بنا أن نُقبل عليه، ونستمع إليه، ونكون معه.
فهذه الأمثلة تبيّن أن هذه (اللام) من أساليب هذا الكتاب الحكيم، فجاء الأسلوب القرآني شاهد صدق على أن لكل آية موضعها، ولكل موضوع أسلوبه الذي يناسبه، ولكل حرف دلالته التي تقرّر المعنى المراد. وعلى هذا فلو أن الملائكة قالوا: (ونحن نسبح بحمدك ونقدّسك)، لما كان قولهم هذا " صواباً عدلاً "، كما يزعم الأخ أبو عرفة، لأنه بهذه الصيغة لن يتحصّل المعنى المراد من تقديس الملائكة الدائم لله سبحانه وتعالى. كما أن قولهم: " وَنُقَدِّسُ لَكَ "، لم يكن تنويهاً بتسبيحهم وتقديسهم وما كان لهم أن ينوّهوا هم أنفسهم بتسبيحهم وتقديسهم، كما أنه لم يكن بحُجّة " الاختيارية "، وإنما كان ذلك تقريراً لطاعتهم وخضوعهم لمشيئة ربهم، وكان دفعاً لما قد يوحي سؤالهم هذا من معنى الحرج مما قضى الله تعالى من جعل الخليفة في الأرض.
يتبع ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 01:44 ص]ـ
الدليل الرابع:
يقول الباحث: «الأسماء في القرآن بهذا الذكر الصريح لم ترد إلا في اثنتين، إما بما يراد به الله الأوحد " ولله الأسماء الحسنى "، وإما بما يراد به " الأنداد " وما يُعبد من دون الله عموماً.»
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الإدعاء أضعف مما سبقه، بل إن فيه تقوّلاً على الله تعالى بغير علم. فلو أن الباحث أمعن النظر في آيات القرآن الكريم، لوجد أن لفظة " اسم " لم يقتصر اقترانها على " أسماء الله الحسنى " و " أسماء الأنداد " - كما زعم - وإنما جاء بصريح القرآن الكريم ما يدلّ على غير ذلك.
تدبّر معي قول الحق تبارك وتعالى: " إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " (آل عمران: 45)، وقوله تعالى: " يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا " (مريم: 7)، وقوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ " (الصف: 6)، وقوله تعالى: " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ " (آل عمران: 36).
وكما ترى فإن ما جاء في الآيات هو أسماء لأنبياء، وتسمية للصدّيقة مريم – عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم – قال بها القرآن الكريم صراحة. فكيف يزعم الباحث أن " الأسماء " في القرآن لم ترد إلا كـ" أسماء الله الحسنى " أو كـ" أسماء الأنداد "؟ وحتى إن كان قصده في قوله " الأسماء " هو صيغة الجمع، فدليله هذا لا يصلح للاحتجاج أيضاً ..
بل إن في هذا النظم الحكيم لدليل قاطع على أن " الأسماء " التي علّمها الله آدم عليه السلام، إنما هي أسماء الأنبياء والصالحين والصديقين من ذريته، كما قاله غير واحد من المفسرين:
" اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " + " اسْمُهُ يَحْيَى " + " اسْمُهُ أَحْمَدُ " = " أسماء "!!!
===> " قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ "!!!
فأنبأهم آدم - مثلاً - بأن هذا اسمه عيسى ابن مريم، وذاك اسمه أحمد، وهذا من أعماله كيت وكيت، وذاك من بطولاته ذيت وذيت .. وهذا ما سنبيّنه في خاتمة البحث إن شاء الله تعالى.
يتبع ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 02:29 ص]ـ
الدليل الخامس:
يقول الباحث: «الأسماء في القرآن بهذا الذكر الصريح لم ترد إلا في اثنتين، إما بما يراد به الله الأوحد " ولله الأسماء الحسنى "، وإما بما يراد به " الأنداد " وما يُعبد من دون الله عموماً. والملائكة لا تختار، ولهذا لم يعلموا " أسماء " هؤلاء، أما المخلوق الجديد، فخلق يختار، وحتى يختار، فله عند الله أن يفطر فيه و" يعلّمه " الخيارين ويهديه النجدين، ثم يسأله ربه ما يشاء، ليختار هو بعدها ما يشاء.»
ولقد بيّنا تهافت ادّعائه بالنسبة للأسماء وما زعم فيها. وأما قوله عن ذلك المخلوق الجديد – الإنسان – بأن «له عند الله أن يفطر فيه ويعلمه الخيارين .. ليختار هو بعدها ما يشاء»، ففيه لبس وخلط للمفاهيم. فقد التمسنا من ظاهر قوله إن الله يفطر الإنسان على الخير والشرّ ويعلّمه الخيارين، أي: خيار الخير وخيار الشرّ. وإن كان فهمنا لما ذكر صحيحاً، فهذا يعني أن الله تعالى علّم " المخلوق الجديد " أسماءه الحسنى، وعلّمه أسماء الأنداد وما يُعبد من دون الله، ليختار هو بعدها ما يشاء، أي: إما أن يعبد هذا المخلوق الجديد الله سبحانه وتعالى، وإما أن يعبد الطاغوت. وهذا لا يخلو أيضاً من ضعف. وبيانه من وجوه:
الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الذين قالوا بأن الفطرة الإنسانية قابلة للخير والشرّ في أصل جبلّتها هم طائفة من المتكلمين (يُنظر: رسائل ابن حزم، ج3، ص201). أما مذهب جمهور علماء السلف فهو أن أصل الفطرة المترسّبة في أعماق النفس البشرية هو التوحيد والاعتراف بالله رباً وخالقاً (يُنظر: ابن الوزير، إيثار الحق على الخلق، ص21). فالله تعالى خلق البشر لمصلحتهم من معرفته سبحانه وعبادته وطاعته، وفُطروا على ذلك وهُيّئوا له ومُكّنوا منه، وجعل فيهم الاستعداد والقبول، وبهذا قامت حُجّة الله عليهم وظهر عدله فيهم. أما استكبارهم أن ينقادوا لطاعته وتوحيده ومحبّته، فهذا أمر طاريء خارج عن مقتضى الخلقة وأصل الفطرة، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عياض بن حماد المجاشعي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه عزّ وجلّ، أنه قال: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمَتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمَرَتْهم أن يُشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً " (صحيح مسلم، ج4، ص2197). وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " ما من مولود يولد إلا على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه " (مسند الإمام أحمد، ج14، ص7699). فأخبر أن أصل ولادتهم ونشأتهم على الفطرة، وأن التهويد والتنصير والتمجيس طاريء طرأ على الفطرة وعارض عرض لها، واقتضى هذا العارض الذي عرض للفطرة أموراً استلزمت ترتيب آثارها عليها بحسب قوّتها وضعفها (يُنظر: الصواعق المرسلة لابن القيم، ص211).
الثاني:
لقد أكّد القرآن الكريم على أن الدين هو الفطرة، وهو الوحدانية، قال تعالى: " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " (الروم 30). فقد لازم الله تعالى في هذه الآية بين الدين والفطرة على " أنه عينها – أصلاً وجوهراً ومقتضيات – وقرّر صراحة أنه لا تناقض بينهما، وأنه (الدين القيّم) فالفطرة قيّمة، وأنه (لا تبديل لخلق الله) فلا تبديل لشرع الله، مما يوحي أيضاً بأنه لا يجوز الخروج عن مقتضياتها، فالقرآن الكريم إذ يعقد هذه المقابلة، ويؤكّد تلك القضايا ولوازمها المنطقية، فإنما يقصد إلى تبيين وجه الحق في جوهر الفطرة الإنسانية، وأنها مفطورة أصلاً على الخير المحض " (يُنظر: دراسات وبحوث في الفكر الإسلامي لفتحي الدريني، ج2، ص492). فالوحدانية هي الفطرة نفسها التي فطر الله الناس عليها في أصل نشأتهم، وأما ما يحدث لهذه الفطرة من انحراف عن هذا الأصل – وهو سبب الإشراك بالله سبحانه وتعالى – فهو بسبب ما يعتريها من حالات نفسية، وعوامل خارجية مؤثّرة، ولا سيّما في المراحل المبكّرة للنشأة الأولى، وما يسود فيها من أعراف وتقاليد موروثة متحكّمة، أو ما يجري فيها من تيارات جارفة، وفلسفات اجتماعية، وسياسية وافدة ومتخالفة وغيرها من المؤثّرات.
الثالث:
لقد فُطر الناس على التوحيد، وهذا التوحيد توحيد فطري غريزي أودعه الله في نفوسهم، كما أودع فيهم غرائزهم ومشاعرهم وخصائصهم النفسية والجسدية، التي لا يملكون الانفكاك عنها، ولا يستطيعون رفضها. ومن هنا، حينما وُجّه السؤال إلى بني آدم في الميثاق الذي أُخذ عليهم – وهم في عالم الذر: " وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ "، قالوا: " بَلَى شَهِدْنَا ". ومعنى قوله (شهدنا): أي قالوا: بلى شهدنا أنك ربنا. وهذا قول ابن عباس وأبيّ بن كعب رضي الله عنهم. فواضح هنا إقرارهم بالله واعترافهم بوحدانيته فطرة. وأقوى ما يشهد لصحّة هذا القول ما روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء، أكنت مفتدياً به؟ قال: فيقول: نعم، قال: فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي شيئاً " (مسند الإمام أحمد، 3\ 127، 3\ 129. صحيح مسلم، 8\ 134، صحيح البخاري، 4\ 239). وهذا يدلّ
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن الناس تكلّموا حينئذ وأقرّوا بالإيمان وأنه بهذا تقوم الحُجّة عليهم يوم القيامة (يُنظر: العقيدة الطحاوية، ص244).
فالله سبحانه وتعالى أخبر أن حكمة هذا الإشهاد إقامة للحُجّة عليهم، لئلا يقولوا يوم القيامة: " إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ "، أو يقولوا: " إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ "، فذكر حكمتين في هذا الإشهاد: لئلا يدّعوا الغفلة، أو يدّعوا التقليد. فالغافل لا شعور له، والمقلّد متّبع في تقليده لغيره، ولا تترتّب الحكمتان إلا على ما قامت به الحُجّة. وهذه الحُجّة إنما قامت بشيئين: الأول: الفطرة، حيث أشهد الله تعالى كل واحد على نفسه أنه ربّه وخالقه، واحتجّ عليه بهذا في غير موضع من كتابه، كقوله تعالى: " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ " (لقمان 25). والثاني: الرسل، الذين جاءوا ليذكّروا الناس بهذه الحُجّة، بقولهم: " أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ " (إبراهيم 10).
الرابع:
الفطرة هي التوحيد الذي ابتدأ الله عليه الخلق. ولكن على الرغم من أن الفطرة عميقة الجذور في النفس الإنسانية، شديدة الالتصاق بها، فإن الغفلة عنها أمر ممكن الحدوث، ولقد ذكّرنا الله سبحانه وتعالى بميثاق الفطرة، حتى لا نغفل عن ذلك. ولم يكتف القرآن بتذكيرنا بميثاق الفطرة الذي يمكن أن نغفل عنه، وإنما ذكر لنا أيضاً أنواع الغفلة التي قد تصيب الإنسان، والتي يمكن أن يكون الإنسان مسؤولاً بسببها لأنها واقعة في مقدوره، وفي دائرة كسبه واختياره، وسنبيّن فيما يلي أنواع هذه الغفلة:
1 - الغفلة بعدم استعمال الحواس: فالحواس هي المنافذ التي يطلّ منها الإنسان على الكون بكامله، وعن طريقها يبدأ الإنسان تحصيل المعرفة. فالحواس التي لا تتأمّل ولا تشاهد، ولا تسمع ولا تعي، ولا تهتدي إلى التوحيد الذي ينشأ نتيجة لاستخدامها في ما خلقت له بتأكيد التوحيد الفطري وتقويته، لا شكّ أنها تسبّب لصاحبها غفلة كبرى عن حقيقة محسوسة ملموسة، تشاهد آثارها بالسمع والبصر، والعقل والقلب. ومن هنا يصف القرآن الكريم أمثال هؤلاء الناس بأنهم غافلون، قال تعالى: " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " (الأعراف 179).
2 - الغفلة عن آيات الله: فإن آيات الله مبثوثة في كل شيء، مسطورة في هذا الكون الفسيح، وعلى الإنسان أن يحسن قراءتها، وأن يعرف خفاياها وأسرارها، وأن ينتقل من المعلوم إلى المجهول، ومن الظاهر إلى الباطن، ومن الدنيا إلى الآخرة، ومن السبب القريب إلى السبب البعيد، وأن لا يطمئنّ إلى النظرة السطحية والتأمّلات الهامشهية. ومن هنا يصف القرآن أكثر الناس بأنهم لا يعلمون لغفلتهم عن الحقائق وتعلّقهم بالظواهر، قال تعالى: " وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ " (الروم 6 - 7). كذلك هناك من لا يستخلص العبر والنتائج من الحوادث التاريخية التي تقوم آثارها شاهدة على سلوك أصحابها كما حدث بالنسبة لفرعون: " فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ " (يونس 92). ويبيّن في آية أخرى عقوبة الغافلين عن آيات الله ومصيرهم، فيقول: " إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ " (يونس 7 - 8).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الغفلة عن التعاليم الإلهية: فقد فُطر الإنسان على التوحيد غريزة وجبلّة، وطُلب إليه أن يؤكّد هذا التوحيد عن طريق استخدام العقل والحواس وملاحظة آيات الله الدالّة عليه الشاهدة بوحدانيته، وأن لا يغفل عنها، ويمرّ بها معرضاً عنها. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، ولم يُترك الإنسان لفطرته وحواسه وعقله، بل اقتضت حكمة الله سبحانه أن يرسل إليه الرسل، وينزل إليه الكتب، التي تؤكّد ما يشعر به غريزة وفطرة، وما يلاحظه بعقله وحواسّه، ومن هنا لا تكمل مسؤولية الإنسان إلا بعد إرسال الرسل مبشّرين ومنذرين، قال تعالى: " رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " (النساء 165). وهكذا يصف القرآن الذين يعرضون عن تعاليم الأنبياء والرسل بأنهم غافلون، قال تعالى: " فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ " (الأعراف 136)، وقال تعالى: " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ " (الأعراف 146).
ومن كل ما سبق يتبيّن لنا أن المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى إنما تكون نتيجة غفلة الإنسان عن التوحيد المغروس في النفس الإنسانية فطرة وغريزة، والذي تشهد له التأمّلات الذهنية، والنظرات العقلية، القائمة على ملاحظات الحواسّ ومشاهداتها، كما تشهد له الكتب السماوية، والتعاليم الإلهية، المنزلة على الأنبياء والرسل. وعلى هذا نجد القرآن الكريم يرتّب المسؤولية على الإنسان نتيجة غفلته عن هذين الأمرين الكبيرين. ففي مجال الغفلة عن استعمال الحواس يقول القرآن عن الكافرين يوم القيامة: " وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ " (تبارك 10 - 11). وفي مجال الغفلة عن الرسالات السماوية وتعاليمها وعقوبة الغافلين عنها يقول القرآن الكريم: " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ * ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ " (الأنعام 130 - 131). ويلاحظ أن النفي في هذه الآية الأخيرة إنما جاء منصبُّ على الجملة الحالية، والمعنى: إن الله لا يهلك قوماً في حال غفلتهم، أي: عدم إنذارهم، بل لا يهلك أحداً إلا بعد الإعذار والإنذار على ألسنة الرسل، كما أشارت إلى ذلك الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: " مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " (الإسراء 15).
وبذلك يتحرّر الإنسان من سلطان الغفلة بكل معانيها: الغفلة الحاصلة نتيجة سوء استخدام الملكات، والغفلة الحاصلة نتيجة الإعراض عن الرسالات، وتسير الملكات والرسالات جنباً لجنب مع الفطرة، مؤكّدة حقيقة واحدة، وتصنع من الإنسان كلاً موحَّداً، لا انفصام بين فطرته وملكاته ورسالته، فيكون أقوى ما يكون لمواجهة ما قد يقف أمامه من عقبات، وما يمكن أن يعترضه من صعاب. وهكذا يتمّ الله تعالى حُجّتة على الناس: بالفطرة والرسل.
أما أن تقوم الحُجّة على الناس بتعليمهم أسماء الأصنام، والطواغيت، والمنحوتات، والشياطين، وكل ما سيُعبد من دونه سبحانه وتعالى، ثم ينهاهم عنها - كما يدّعي الباحث - فأي حُجّة هذه؟ وهل تُقام الحُجّة بهذا العلم؟ كأن يقول الله سبحانه لآدم عليه السلام: هذا الصنم اسمه هُبل، وهذا اسمه العزّى، وهذه اسمها مناة، وذاك اسمه كيت .. وهكذا، ثم يأمره باجتنابها جميعاً هو وذريته؟
وإذا كانت التآويل التي ذهب إليها المفسرون - رحمهم الله جميعاً - لا تخلو من «اضطراب مع سياق الموضوع، وارتباطه بما قبله وما يليه من المبنيات والمتتاليات على ما جرى بعدها .. » على حدّ زعم الباحث .. فإن في هذا التأويل ما يجعل من الاضطراب اضطرابين، إن لم تكن اضطرابات. فليتأمّل اللبيب هذا المحل، ولينصح نفسه، وليقم معه. فإن توحيد الربوبية لا يحتاج إلى دليل، فإنه مركوز في الفطر. والله الموفق، لا رب غيره، ولا إله سواه.
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 04:59 م]ـ
الدليل السادس:
يقول الباحث: «وكما ذكرنا آنفا، فالأسماء في كتاب الرب لا إله إلا هو، واحدة من اثنتين، إما أسماؤه هو، أو أسماء الأنداد التي يتخذها " الكافرون المختارون لأفعالهم " الذين افتتحت السورة عليهم وعلى نقيضم من المؤمنين. " فالأسماء الحسنى " التي لا تنبغي إلا للرب الأوحد لا إله إلا هو، ذُكرت في الكتاب أربع مرات: في الأعراف وفي الإسراء وفي طه وفي الحشر، وقصة آدم حاضرة صراحة في الثلاثة الأوَل منها. أما أسماء " الأنداد " – تعالى الله عن الند والشبيه - فهي في الأعراف كذلك أولاً، وهذا وحده محل إشارة والتفات، أن تجتمع " الأسماء " وتذكر أول ما تذكر بضديها، في المحل الواحد، وفي السورة التي تتحدّث بالذات عن الفرق بين الفريقين من المؤمنين والكافرين! وجاء الذكر على لسان هود: " أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم "، وفي يوسف: " مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء "، وفي النجم: " إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم ".»
ولا أدري، لماذا أسقط الباحث عبارة " مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ " من الآيات التي استدلّ بها؟ حيث جاء في الأولى: " أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ " (الأعراف: 71)، وجاء في الثانية: " مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (يوسف: 40)، وجاء في الثالثة: " إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى " (النجم: 23). ولعلّ السبب في ذلك: أنه سيجعل تأويله عندئذ واضح التهافت، إذ سيثير عند القاريء الإحساس بوجود تناقض في كلامه. فهذه الآيات – كما هو واضح لكل ذي عقل سليم – لا حُجّة له فيها. وذلك من وجوه:
الأول:
كيف يدّعي صاحبنا أن الله علّم آدم عليه السلام " أسماء " لم ينزّل بها سبحانه وتعالى من سلطان؟ والسلطان: الحُجّة التي يصدّق بها المخالفُ، سُمّيت سلطاناً لأنّها تتسلّط على نفس المعارض وتقنعه، ونَفَى أن تكون الحُجّة منزلة من الله لأنّ شأن الحُجّة في مثل هذا أن يكون مخبَراً بها من جانب الله تعالى، لأنّ أمور الغيب ممّا استأثر الله تعالى بعلمه. وهذا ينفي أن يكون الله تعالى قد علّم آدم " أسماء الأنداد وما يُعبد من دون الله ".
الثاني:
إن البشر - كما يذكر القرآن الكريم - هم الذين يصنعون الطاغوت، ويتّخذون منه أصناماً وآلهة من غير دليل ولا برهان، وكلها من جعل أنفسهم، وسمّوها تسمية هي من تلقاء أنفسهم كذلك، ثم يتلقّاها الخلف عن السلف (يُنظر: تفسير ابن كثير، ج2، ص402). والطاغوت الذي يحذّر منه القرآن - بعدما حذّرت منه جميع دعوات الرسل فيما سبق من الزمان – هو صنم يُعبد من دون الله سبحانه وتعالى، ولكن ليست له صورة واحدة، فهو يتشكّل في صور كثيرة، ويظهر في قوالب متعدّدة. قال الطبري: «الطاغوت: هو كل ذي طغيان على الله، فعُبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنساناً كان ذلك المعبود أو شيطاناً أو وثناً أو صنماً أو كائناً ما كان من شيء» (تفسير الطبري، ج3، ص19). وقال ابن القيم: «الطاغوت: ما تجاوز به العبد حدّه من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم مَن يتحاكمون إلى غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة الله» (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد لسليمان بن عبد الوهاب، ص50).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان المقصود من الأسماء: " الأنداد وما يُعبد من دون الله "، على حدّ قول الباحث، وإذا كان " كل ما يُعبد من دون الله " طاغوتاً (تفسير الطبري، ج3، ص19)، وإذا كان الطاغوت: " هو اللات والعزّى والكاهن والشيطان، وكل رأس ضلال والأصنام، وكل ما عُبد من دون الله " (بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي، ج3، ص509)، وإذا كان الطاغوت الأكبر، هو: الشيطان (الدر المنثور للسيوطي، ج2، ص22)، وإذا علمنا أن إبليس - الشيطان اللعين - كان في حضرة الملائكة عليهم السلام، حين عرض الله عليهم الأسماء، لوجب أن يكون إبليس اللعين ضمن هذه الأشياء نفسها، ولوجب عليه أن يعلم اسم نفسه هو .. ولذلك وجب أن يكون مما عُرض عليه وعلى الملائكة شيئاً لا يعلمه ولا تعلمه الملائكة البتّة، ولم يروه من قبل.
وهذا يناقض ما احتجّ به الباحث من قبل، حينما اعترض على أقوال المفسرين بأن يكون المقصود بالأسماء هم الملائكة، قال: «إن كانت " الأسماء كلها " تجمع الأشياء كلها، كما يروي المفسرون، لوجب أن يكون الملائكة المسئولون ضمن هذه الأشياء نفسها، ولوجب عليها أن تعلم أسماء أنفسها هي، ولا يقبل بعدها أن تقول: " لا علم لنا "! إلا أن يكون ما بدا للملائكة مما عُرض عليهم شيئا لا تعلمه البتة ولم تره من قبل .. » فكيف يطلب منا أن نقبل نقيض ما زعمه هو بنفسه؟
الثالث:
في قوله تعالى: " أَتُجَادِلُونَني فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ الله بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ " فوائد، منها: أن المجادلة كانت بالباطل والعنت والتكذيب، والاستفهام فيها على سبيل الإنكار، وذلك لأنهم كانوا يُسمّون الأصنام بالآلهة، مع أن معنى الإلهية فيها معدوم، وسمّوا واحداً منها بالعزّى مشتقاً من العزّ، والله ما أعطاه عزّاً أصلاً، وسمّوا آخر منها باللات، وليس له من الإلهية شيء .. فمنتهى حجّتهم وسندهم أن الأصنام تُسمّى آلهة من غير دليل يدلّ على تحقّق المسمّى. يقول الشوكاني في فتح القدير: «" أَتُجَادِلُونَني فِي أَسْمَاءٍ ": يعني أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها، جعلها أسماء، لأن مسمّياتها لا حقيقة لها، بل تسميتها بالآلهة باطلة، فكأنها معدومة لم تُوجد، بل الموجود أسماؤها فقط " سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ "، أي: سمّيتم بها معبوداتكم من جهة أنفسكم أنتم وآباؤكم، ولا حقيقة لذلك، و " مَا نَزَّلَ الله بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ "، أي: من حجّة تحتجّون بها على ما تدّعونه لها من الدعاوي الباطلة». ويقول ابن عطية في المحرر الوجيز: «إنما يريد أنهم يخاصمونه في أن تُسمّى آلهة، فالجدل إنما وقع في التسميات لا في المسميات». وجاء في البحر المحيط لأبي حيان: «هذا إنكار منه لمخاصمتهم له فيما لا ينبغي في الخصام، وهو ذكر ألفاظ ليس تحتها مدلول يستحقّ العبادة، فصارت المنازعة باطلة بذلك .. فالجدال إذ ذاك يكون في الألفاظ لا مدلولاتها. ويحتمل أن يكون الجدال وقع في المسمّيات وهي الأصنام فيكون أطلق الأسماء وأراد بها المسميات وكان ذلك على حذف مضاف أي " أَتُجَادِلُونَني " في ذوات أسماء ويكون المعنى " سَمَّيْتُمُوهَا " آلهة وعبدتموها من دون الله، قيل: سموا كل صنم باسم على ما اشتهوا وزعموا أنّ بعضهم يسقيهم المطر وبعضهم يشفيهم من المرض وبعضهم يصحبهم في السّفر وبعضهم يأتيهم بالرزق.»
فإذا كانت هذه المسمّيات معدومة، لا حقيقة لها، ولم ينزل الله بها من سلطان، بل الموجود أسماؤها فقط، فهل يعقل أن يعرض الله تعالى على الملائكة عدماً، ثم يقول لآدم عليه السلام: أنبئهم بأسماء هؤلاء؟ فإن قيل: لماذا تركتم الاحتمال الثاني من التأويل، وهو أن الجدال إنما وقع في المسمّيات وهي الأصنام؟ نقول: هذا أيضاً لن يزيل الإشكال، لأنه من المعلوم أن ليس كل ما عُبد من دون الله سبحانه وتعالى كان له ذات وجسم، كالتماثيل والأنصاب والأصنام، حيث ذكر المفسرون أن بعض آلهة عاد كان مجرّد اسم يذكرونه بالإلهيّة ولا يجعلون له تمثالاً ولا نُصباً، مثل ما كانت العزّى عند العرب، قال ابن عاشور: إنهم جعلوا لها بيتاً ولم يجعلوا لها نصباً. وإذا كان ذلك كذلك، فكيف يعرض الله سبحانه وتعالى على الملائكة أشياء لا ذوات لها ولا أجسام؟ ثم يقول لآدم عليه السلام: أنبئهم بأسماء هؤلاء؟
فالحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وخصّهم بكمال العقول وصحّة الفطرة ونور البرهان ..
يتبع ..
ـ[أمين هشام]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 12:21 ص]ـ
جهد واضح, يدل على اطلاع وعزيمة ..
ولكنني يا أستاذ لؤي قرأت لك في معرض ردك, قولك: "وإذا علمنا أن إبليس - الشيطان اللعين - كان في حضرة الملائكة عليهم السلام، حين عرض الله عليهم الأسماء ... ".
ثم بنيت عليه جدلية أبطلت بها ما ذهب إليه ذلك المخالف!.
فمن أين علمت أن -الشيطان اللعين- كان في الحضرة؟؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 04:20 م]ـ
لا أدري ما وراء هذا الاستبطاء؟ ظننت أنه سؤال عابر .... فإذا به معجزة! كل هذا العلم والتبحر والتفصيل في الرد على المدعو أبو عرفة .. ثم لا أجد جوابا لـ"سويئل"!؟
واصل يا لؤي واصل
أعتذر حقاً لطول انتظارك يا أمين ..
ولكن - للأسف - فإن وقتي لا أملكه لنفسي ..
والحياة لها متطلّباتها ..
فهناك عمل، وأهل، وصلة رحم، ودروس، ومحاضرات، ومناسبات، وانشغالات والتزامات عديدة ..
وأنا لست ممّن تسنح لهم الفرصة يومياً بتصفّح هذا المنتدى المبارك ..
ولقد نصحناك من قبل بالتأني والتريّث وبالنظر مليّاً فيما تكتب .. فالناس ليست ملكاً لك .. ولا لأهوائك ..
ونقولها للمرة الألف: لا تهزأ .. ولا تسخر بالناس .. فإنك لست عليهم بوكيل ..
ولئن أردت تطبيق شرع الله على الآخرين، فقم بتطبيقه على نفسك أولاً - هداك الله.
والسلام
الأخ القاسم .. حفظه الله ..
جزاكم الله كل خير عنا وعن المسلمين لما تقومون به من عمل في هذا المنتدى المبارك ..
وأرجو منك - أخي الفاضل - أن تحذف جميع المشاركات التي لا تمت للموضوع بصلة ..
وشكراً
أما بالنسبة لسؤالك يا أمين، فجوابه كالآتي:
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 04:54 م]ـ
فمن أين علمت أن -الشيطان اللعين- كان في الحضرة؟؟.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أما بعد:
فلنحسم مادة الاشتباه في هذا الأمر بحسب سياق القصة، كالآتي:
أولاً: أجمع جمهور العلماء على أن جميع الملائكة كانوا مأمورين بالسجود لآدم عليه السلام (ينظر: قصص الأنبياء لابن كثير، ص18).
ثانياً: لا خلاف بين المفسرين بأن إبليس كان أيضاً من المأمورين بهذا السجود (ينظر: العقد المنظوم لأبي العباس الصنهاجي، ص594).
ثالثاً: أجمع المفسّرون على أن إبليس اللّعين عُدّ من الملائكة من حيث الوظيفة التي اختصّه الله تعالى بها، فهو كان واحداً منهم. بمعنى أنه لما كان أهلاً للقيام بتلك الوظيفة كان من الملائكة، ولمّا فقد مؤهّلاته طُرد من وظيفته وفقد مكانته، وهذا لا يتنافى مع كونه – في أصل خلقته - من الجن، فهو كان واحداً من الملائكة وظيفة ومن الجن نسباً وأصلاً (ينظر: التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن، ص 471). يقول السكاكي في قوله تعالى " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ " (البقرة 34): قوله تعالى: " إِلاَّ إِبْلِيسَ " دليل على أن إبليس عُدّ من الملائكة بحكم التّغليب (ينظر: مفتاح العلوم، ص611). ويقول أبو السعود: قوله تعالى: " إِلاَّ إِبْلِيسَ " فيه استثناء متصل لما أنه كان – أي إبليس اللعين – جنباً مفرداً مغموراً بألوف من الملائكة متّصفاً بصفاتهم فغلبوا عليه في " فسجدوا " ثم استثنى استثناء واحداً منهم (ينظر: تفسير أبي السعود، ج1، ص87). وكذا يقول الزمخشري (ينظر: الكشاف، ج1، ص254). ويقول ابن عاشور: قوله تعالى: " إِلاَّ إِبْلِيسَ " يدلّ على أنه – أي إبليس اللعين – كان في عداد الملائكة لأنه كان مختلطاً بهم (ينظر: تفسير ابن عاشور).
رابعاً: روى الإمام أحمد في مسنده من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما صوّر الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به وينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك ". وروى الترمذي والنسائي والبزار وصحّحه ابن حبان من طريق سعيد المقبري وغيره، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله خلق آدم من تراب فجعله طيناً ثم تركه، حتى إذا كان حمأ مسنوناً خلقه وصوّره ثم تركه، حتى إذا كان صلصالاً كالفخار كان إبليس يمرّ به فيقول: لقد خُلقت لأمر عظيم .. " (ينظر: فتح الباري، ج6، ص509). وفي هذين الحديثين دليل على أن إبليس - عليه اللّعنة - كان متواجداً في المكان الذي خُلق فيه آدم عليه السلام. وقوله تعالى: " فَاهْبِطْ مِنْهَا " في الآية (13) من سورة الأعراف، وكذلك قوله سبحانه: " اخْرُجْ مِنْهَا " في الآية (18) من السورة نفسها، يدلّ، أولاً، على أن إبليس – عليه اللّعنة - كان في السماء حيث آدم عليه السلام، فأُمر بالهبوط منها
(يُتْبَعُ)
(/)
مذءوماً مدحوراً. ويدلّ ثانياً، على أنه كان قد نال منزلة عظيمة بعبادته وتشبّهه بالملائكة في الطاعة والعبادة، فأُخرج من هذه المنزلة بسبب كبره وحسده ومخالفته لربّه (ينظر: قصص الأنبياء لابن كثير، ص19).
خامساً: روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلمّا خلقه قال: اذهب فسلّم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيّونك، فإنها تحيّتك وتحيّة ذرّيّتك فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنّة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن " (ينظر: صحيح البخاري، كتاب الاستئذان، رقم 6227). وهذا الحديث يدلّ على أن الملائكة – وإن دلّ الحديث على نفر منهم - كانوا أيضاً متواجدين في المكان الذي خُلق فيه آدم عليه السلام.
سادساً: يقول الحقّ تبارك وتعالى: " مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِ?لْمََلإِ ?لاْعْلَى? إِذْ يَخْتَصِمُونَ " (سورة ص 69). وفي هذه الآية أطبق جمهور المفسرين على أن المراد " بِ?لْمََلإِ ?لاْعْلَى? " هنا، هم الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس اللعين. يقول الزمخشري: " المراد بالملأ الأعلى: أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس .. والمراد بالاختصام: التقاول " (ينظر: الكشاف، ج5، ص280). ويقول أبو السعود: " المراد بالملأ الأعلى الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس حسبما أطبق عليه جمهور الأمة. وباختصامهم ما جرى بينهم في شأن خلافة آدم عليه السلام من التقاول " (ينظر: تفسير أبي السعود، ج1، ص89). ويقول ابن عاشور: " ويكون ضمير " يَخْتصِمُونَ " عائداً إلى الملأ الأعلى لأن الملأ جماعة. ويراد بالاختصام الاختلاف الذي جرى بين الشيطان وبين من بلَّغ إليه من الملائكة أمرَ الله بالسجود لآدم، فالملائكة هم الملأ الأعلى وكان الشيطان بينهم، فعُدّ منهم قبل أن يطرد من السماء .. " (تفسير ابن عاشور).
وبعد هذا العرض من الآيات والأحاديث وأقوال المفسرين، يمكننا الآن أن نربط مجريات الأحداث في مرحلة خلق آدم عليه السلام ببعضها البعض. ونحسم ما ذهبنا إليه بجملة التقاول الذي دار بين الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس اللعين. يقول أبو السعود: " جملته ما صدر عنه عليه السلام – أي آدم – من الإنباء بالأسماء، ومن قضية البدلية وقوع الاختصام المذكور في تضاعيف ما شُرح فيه مفصّلاً من الأمر المعلّق وما علق به من الخلق والتسوية ونفخ الروح فيه، وما ترتّب عليه من سجود الملائكة عليهم السلام، وعناد إبليس ولعنه، وإخراجه من بين الملائكة، وما جرى بعده من الأفعال والأقوال. وإذ ليس تمام الاختصام بعد سجود الملائكة ومكابرة إبليس المستتبعة لطرده من بينهم لما عرفت من أنه أحد المختصمين كما أنه ليس قبل الخلق ضرورة استحالة الإنباء بالأسماء حينئذ فهو إذن بعد نفخ الروح وقبل السجود حتماً بأحد الطريقين، والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة الأمر (ينظر: تفسير أبي السعود، ج1، 89). ويقول الألوسي: " والملأ الجماعة الأشراف لأنهم يملؤن العيون رواء والنفوس جلالة وبهاء، وهو اسم جمع ولذا وصف بالمفرد أعني " ?لاْعْلَى? "، والمراد به عند ملأ الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس عليه اللعنة، وكانوا في السماء .. والتقدير ما كان لي فيما سبق علم ما بوجه من الوجوه بحال الملأ إلا على وقت اختصامهم، وهو أولى من تقدير الكلام كما ذهب إليه الجمهور، أي ما كان لي علم بكلام الملأ إلا على وقت اختصامهم، لأن علمه صلى الله عليه وسلم غير مقصور على ما جرى بينهم من الأقوال فقط، بل عام لها وللأفعال أيضاً، من سجود الملائكة عليهم السلام وإباء إبليس واستكباره حسبما ينطق به الوحي، فالأولى اعتبار العموم في نفيه أيضاً " (ينظر: روح المعاني).
والله أعلم
ـ[أمين هشام]ــــــــ[23 - 07 - 2005, 04:28 م]ـ
يا شيخ لؤي أنا لا أسخر بأحد, ولا أقبل أن يسخر أحد بأحد ..
وأذكر أني قرأت لك مشاركة تقول فيها لصاحبها: "يظهر عندك مشكلة في الفهم والاستيعاب"!
فماذا تعتبر هذا ..... وبدون مبررات!!.
الحق أقول لك ... دون غضب منك -ولا ينبغي لك ولا لمشرف ولا لمؤسس -إن أرادوا العدل- أن يغضبوا ... فمن قال كلمة فعليه أن يتوقع مثلها من الناس ....
فالآن دورك -بكل علمية وأدب- .... هل عندك مشكلة في الفهم والاستيعاب؟؟
أنا سألتك: كيف (((((((((((علمت))))))))))))!
ولم أسألك كيف ((((((((((((استنتجت)))))))))))!
(((فالعلم)) أية أو حديث أو عين كعين الشمس ....
ثم أنا لم أسألك عن فصله وأصله وعمومه في الأمر وووووووووووو
سألتك: من أين (((علمنا)))) أنه كان بينهم ((((((((((ساعة))))))))) السؤال؟؟؟؟؟؟؟
يعني -على طريقة المحاكم والمحامين- فأبو بكر هو من هو من الصحبة والملازمة, ولا يرى محمد عليه الصلاة والسلام إلا وهو معه (((((إلا قليلا))))) ......... حتى إذا جاءت ((((((((ساعة)))) وفاة النبي لم يكن معه!!.
فليس لأحد أن يستدل بالصحبة والصديقية والملازمة والاستخلاف أنه (((بالضرورة))))) كان ((((ساعة))))) الوفاة!!!!!
باختصار .. هذا ليس جوابا "محكميا"!!.
بل هو ظن لا علم فيه.
وما تشددت إلا لأنك "شطبت" بهذا الظن "ظن" المدعو أبو عرفة .... ولا يزول ظن بظن!.
{إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}!.
وليصبر المشرفون والمؤسسون حتى لا يظن الناس بهم تحيزا لأحد!!
فلؤي قوي في نفسه دون نصرة وقلمه صلب وكلمته جزلة حمئة!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 06:35 م]ـ
أخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ضيف على مائدتكم الكريمه
و لي ملاحظات على ما كتب
أولا: أول باب العلم الأدب
فالأدب فضل على العلم
و قديما كان طالب العلم
يتعلم الأدب قبل العلم
ثانيا: يجب أن نحسن الضن بالناس
فإذا إجتهد أحد الأخوه في تأويل آية
فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر
و ذلك لأن ما قام به عبادة وقربة
لله سبحانه له الحمد
فعلينا أن نحسن الضن بالناس
الى أن يأتي دليل يثبت عكس ذلك
لا أن نكفر من خالفنا أو نلعنة
وهنا أريد أن يشرح أحد اللعنة ماتعني
ثالثا: يشكر الأخ لؤي الطيبي على ردودة القيمه
و لكن في ردوده هنات أرجو أن يتسع صدرة بها
و لتكن بداية لي معكم جميعا في محاولتنا
في البحث عن الحقيقة إذا قبلتموني معكم
وإلا فهذه إشارة عابرة لأكمل سيري مع
ربي سبحانه له الحمد
لقد ذكر لؤي أن أبليس نعوذ بالله منه
أنه كان من الملائكه وأن المفسرين قالوا بإجماع هذا الأمر
و لكن الله سبحانه له الحمدقال في محكم كتابه
(وماكنت متخذ المظلين عضدا)
وقال سبحانه له الحمد في صفتهم
(لايعصون الله فيما أمرهم)
و معلوم أنهم من نور
وقال الله سبحانه له الحمد
عن أبليس
(كان من الجن)
أرجو الإجابه قبل المداولة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 02:33 ص]ـ
الأخ الكريم أبا مصعب ..
شكر الله لكم إنصافكم .. وطلبكم للحجّة بالمثل ..
الأخ الفاضل صالح ..
أهلاً ومرحباً بكم في هذا المنتدى المبارك ..
ونسأله تعالى أن نستفيد مما آتاكم الله من علم ..
أما بالنسبة لاستفسارك، أخي الكريم، فأنا لم أقل بأن إبليس اللعين كان من جنس الملائكة. وإنما قلت بالحرف الواحد: " إبليس عُدّ من الملائكة من حيث الوظيفة التي اختصّه الله تعالى بها، فهو كان واحداً منهم. بمعنى أنه لما كان أهلاً للقيام بتلك الوظيفة كان من الملائكة، ولمّا فقد مؤهّلاته طُرد من وظيفته وفقد مكانته، وهذا لا يتنافى مع كونه – في أصل خلقته - من الجن، فهو كان واحداً من الملائكة وظيفة ومن الجن نسباً وأصلاً "
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 02:42 ص]ـ
الدليل السابع:
يقول الباحث أبو عرفة – حفظه الله: «ولا عجب نجد الآيات القليلة التي تسبق هذا الحدث العظيم من سورة البقرة، تنفّر وتحذر من عبادة " الأنداد "، راجعة " بالناس " جميعا بفريقيهم إلى أصلهم الأول وآبائهم الأولين: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ". وآية " الخليفة " هي الآية التاسعة من عند هذه الآية. فها هي " الأنداد "، وها هو نهي الرب عنها، وها هي حجّة الرب فيها علينا: " وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ "، فقد سبق وعلّمها أباكم من قبل " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا "!»
والناظر المتأمّل في هذا القول ليجدنّه كلاماً متهافتاً ينقض آخره أوله، ولا يمكن أن يُسلم لصاحبه ما انتهى إليه من معنى، ولا ما بناه على ذلك من حكم، وذلك نظراً لضعف الدليل الذي اعتمد عليه، والذي لا يمكن أن يثبت في وجه أي نقد علمي صحيح. ولا ندري كيف يزعم ذو عقل أن قول الحق تبارك وتعالى: " وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " فيه حجة الربّ علينا، وهي أنه سبق وعلّم أبانا آدم أسماء الأنداد من قبل؟ فها هي كتب اللغة، وها هي كتب التفسير على أنواعها، لم نجد فيها شيئاً يؤيّد ما ذهب إليه الباحث في زعمه، وبيان ذلك من وجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: يرى جمهور المفسّرين والعلماء أن جملة " وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " ابتداء وخبر، والجملة في موضع الحال، وأن مفعول " تَعْلَمُونَ " متروك لأن الفعل لم يُقصد تعليقه بمفعول، بل قُصد إثباته لفاعله فقط، فنزل الفعل منزلة اللازم. يقول أبو حيان: " مفعول تعلمون متروك لأن المقصود إثبات أنهم من أهل العلم والمعرفة، والتمييز تخصيص العلم بشيء ". ويقول الزمخشري: " ومفعول " تَعْلَمُونَ " متروك كأنه قيل: وأنتم من أهل العلم والمعرفة ". وعلى هذا يكون المعنى: وأنتم ذوو علم. فإن قيل: كيف وصفهم بالعلم وقد نعتهم بخلاف ذلك من الخَتْم والطَّبْع والصَّمَم والعَمَى؟ يقول القرطبي: " الجواب من وجهين: أحدهما: " وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " يريد العلم الخاص بأن الله تعالى خلق الخلق وأنزل الماء وأنبت الرزق؛ فيعلمون أنه المنعِم عليهم دون الأنداد. الثاني: أن يكون المعنى وأنتم تعلمون وحدانيّته بالقوّة والإمكان لو تدبرتم ونظرتم ". ويقول ابن عاشور: " المراد بالعلم هنا العقل التام وهو رجحان الرأي المقابل عندهم بالجهل على نحو قوله تعالى: " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " (الزمر: 9). وقد جعلت هذه الحال محطّ النهي والنفي تمليحاً في الكلام للجمع بين التوبيخ وإثارة الهمّة، فإنه أثبت لهم علماً ورجاحة الرأي ليثير همّتهم، ويلفت بصائرهم إلى دلائل الوحدانية، ونهاهم عن اتخاذ الآلهة أو نفي ذلك مع تلبّسهم به، وجعله لا يجتمع مع العلم توبيخاً لهم على ما أهملوا من مواهب عقولهم وأضاعوا من سلامة مداركهم ".
الثاني: لو كان معنى " وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ": وأنتم تعلمون أسماء الأنداد، فقد سبق وعلّمها أباكم آدم من قبل، لكان أولى بالقرآن العظيم أن يأتي بالجملة الاسمية ليبطل أي مفهوم آخر لما " تعلمون "، أي بصيغة (عالِمين). لأن (عالمين) تعني الحكم الثابت المطلق الذي لا يُبقي أي مجال للاستثناء، ولكن " تعلمون " وهي فعل مضارع، تبقي مجالاً لاحتمالات عديدة. فلا شكّ أن (محمداً مجتهد) أوكد من (محمد يجتهد)، لأن الاسم (معناه هنا الصفة) يدلّ على زمن مطلق وحكم ثابت لا استثناء فيه، أما الفعل فيدلّ على زمن نسبي يتكرّر فيه العلم بالشيء. ولذلك أطنب القرآن بإيجاز ترك المفعول، أي: وأنتم تعلمون أن لا معبود حقيقياً ولا خالق ولا قادر مطلقاً ولا منعم إلا هو سبحانه. وكذا وأنتم تعلمون أن الآلهة والأصنام ليست بشيء، لا تقتدر على شيء وأنها مخلوقة مجعولة تتخيّلونها. فالجملة الفعلية: " تعلمون " تطرح كثيراً من المعاني المحتملة، منها: وأنتم تعلمون أن الله سبحانه هو المعبود فلا تشركوا، وتعلمون أنه هو القادر المطلق والأرض والسماء في قبضته فلا تعتقدوا له شريكاً، وتعلمون أنه هو المنعم فلا تشركوا في شكره، وتعلمون أنه هو خالقكم فلا تتخيّلوا له شريكاً، وتعلمون (إن كان خطابه بـ"يا أيها الناس" موجّهاً لأهل الكتاب) أنه لا ندّ له في التوراة والإنجيل ..
الثالث: لو كان معنى " وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ": وأنتم تعلمون الأنداد وأسماءها، فقد سبق وعلّمها أباكم آدم من قبل، لكان أولى بالقرآن العظيم أن يأتي بالفعل "تعرفونها"، لأن المعرفة أخصّ من العلم، ولأنها علم بعين الشيء مفصّلاً عمّا سواه، أما العلم فيكون مجملاً ومفصّلاً .. إذ كل معرفة علم وليس كل علم معرفة، وذلك أن لفظ المعرفة يفيد تمييز المعلوم من غيره، ولفظ العلم لا يفيد ذلك .. والشاهد قول أهل اللغة: إن العلم يتعدّى إلى مفعولين ليس لك الاقتصار على أحدهما إلا أن يكون بمعنى المعرفة، كقوله تعالى: " لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ " (الأنفال 60)، أي لا تعرفونهم الله يعرفهم. وإنما كان ذلك كذلك لأن لفظ العلم مبهم، فإذا قلت: علمت زيداً، فذكرته باسمه الذي يعرفه به المخاطب لم يفد، فإذا قلت: قائماً، أفدت لأنك دللت بذلك على أنك علمت زيداً على صفة جاز أن لا تعلمه عليها مع علمك به في الجملة، وإذا قلت: عرفت زيداً، أفدت لأنه بمنزلة قولك: علمته متميّزاً من غيره، فاستغنى عن قولك: متميّزاً من غيره، لما في لفظ المعرفة من الدلالة على ذلك. (ينظر الفروق اللغوية، ص93 - 94).
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: المتأمّل في فحوى كلام الباحث أبي عرفة – حفظه الله - يرى أنه في زعمه هذا قد خالف نصّاً قرآنياً، لأن الله عزّ وجلّ يقول: " إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى * وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا * فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى " (النجم 27 - 30). فها هو القرآن ينفي العلم عن المشركين بما سمّوا به الملائكة، أي: بأنها بنات الله - سبحانه وتعالى عما يشركون – ومن ثم فهو يؤكّد أيضاً على أنهم بهذه التسمية ما يتبعون إلا الظن (إن هي إلا أسماء سمّيتموها).
يقول أبو السعود: " لَيُسَمُّونَ ?لْمَلَـ?ئِكَةَ " المنزهينَ عن سماتِ النقصانِ على الإطلاقِ أي يسمون كلَّ واحدٍ منهم " تَسْمِيَةَ ?لأُنثَى? "، فإن قولَهم الملائكةُ بناتُ الله قولُ منهُم بأنَّ كلاً منهم بنتُه سبحانَهُ، وهي التسميةُ بالأُنثى، وفي تعليقِها بعدمِ الإيمانِ بالآخرةِ إشعارٌ بأنَّها في الشناعةِ والفظاعةِ واستتباعِ العقوبةِ في الآخرةِ بحيثُ لا يجترىءُ عليها إلا مَنْ لا يؤمنُ بَها رأساً. وقولُه تعالى: " وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ " حالٌ من فاعِل يسمُّون أي يسمونَهم، والحالُ أنَّه لا علمَ لهم بما يقولونَ أصلاً. " إِن يَتَّبِعُونَ " في ذلكَ " إِلاَّ ?لظَّنَّ " الفاسدَ " وَإِنَّ ?لظَّنَّ "، أي جنسَ الظنِّ كما يلوحُ به الإظهارُ في موقعِ الإضمارِ " لاَ يُغْنِى مِنَ ?لْحَقّ شَيْئًا " من الإغناءِ، فإن الحقَّ الذي هو عبارةٌ عن حقيقةِ الشيءِ لا يُدرك إلا بالعلمِ، والظنُّ لا اعتدادَ به في شأنِ المعارفِ الحقيقيةِ وإنما يعتدُّ به في العملياتِ وما يؤدِّي إليها ".
ويقول ابن عاشور: " وجملة " وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ " حال من ضمير " يسمون "، أي يثبتون للملائكة صفات الإِناث في حال انتفاء علم منهم بذلك، وإنما هو تخيل وتوهم إذ العلم لا يكون إلا عن دليل لهم فنفي العلم مراد به نفيه ونفي الدليل على طريقة الكناية ".
ويقول الشوكاني: " قوله: " إِنَّ ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِ?لآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ?لْمَلَـ?ئِكَةَ تَسْمِيَةَ ?لآنثَى? " أي: أن هؤلاء الذين لا يؤمنون بالبعث، وما بعده من الدار الآخرة، وهم الكفار يضمون إلى كفرهم مقالة شنعاء، وجهالةً جهلاء، وهي أنهم يسمون الملائكة المنزهين عن كل نقص تسمية الأنثى، وذلك أنهم زعموا أنها بنات الله، فجعلوهم إناثاً، وسموهم بنات. " وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ " هذه الجملة في محل نصب على الحال، أي: يسمونهم هذه التسمية، والحال أنهم غير عالمين بما يقولون، فإنهم لم يعرفوهم، ولا شاهدوهم، ولا بلِّغ إليهم ذلك من طريق من الطرق التي يخبر المخبرون عنها، بل قالوا ذلك جهلاً وضلالةً وجرأة ".
والله أعلم
يتبع ..
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 08:27 م]ـ
للرد أو السؤال عن موضوع " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " .. تصحيح التصحيح! اضغط هنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=7521)
جميع الردود ستحذف سواء كانت قبل هذا الرد أو بعده
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 01:48 ص]ـ
الدليل الثامن:
يقول الباحث: «لعلّ ما لم يُجَب عليه في التفاسير ولم يشف سائلاً، ذلك السؤال: لماذا الإشارة إلى العاقل؟ فكان المؤوّلون كلهم يسألون هذا السؤال ويقفون عنده، وهذا أبلغ دليل أنه عرض مشكل، وإلا لما سأل أحد. ولكنهم تأولوّها على ما لا يقنع ولا يرضي. بيد أن القرآن يكشفها بجلاء، فحيثما وردت الأنداد والأصنام في القرآن، أُنزلت منزلة العواقل (يقصد العقلاء)، ولعلّ أجلاها ما تكشفه سورة الأنبياء - ولا شكّ أنهم هم الخلفاء المقصودون بـ" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً " – فتتبّع معنا خطاب إبراهيم عليه الصلاة والسلام في الآيات من سورة الأنبياء " الخلفاء "، وكيف تَعرض الضمائر بشكل لا يدع مجالاً للشك: " وَلَقَدْ آتَيْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ " (الأنبياء: 51 - 65). ولعلّ أشدّ ما يؤازر ما نقول، تعبير القرآن نفسه بضمير العاقل، " فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ "، فهي عند الله تماثيل لا تعقل البتة، ومع ذلك وصفهم وصف العاقل بضمير العاقل. ثم " لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ " تماما كالتي في " أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء ". ثم تتابع آيات سورة الأنبياء " الخلفاء " لتختم على معاقدها الرئيسة من التوحيد ونفي الأنداد، حتى تصل أواخرها على " إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا " (الأنبياء: 98 - 99)، وهل أبلغ من " هَؤُلَاء آلِهَةً "؟»
وهنا نلاحظ من جديد أن الباحث يحمل الآيات ما لا تحتمله، ويُدخل في تأويلها من الرموز ما لم تُشِر إليه، ويصرفها عن حقائقها الثابتة إلى معانٍ خارجة عن إطارها وسياقها، ويبرّر ذلك بأعذار واهية لا تقوم له بها حُجّة. والتعليل الذي ذهب إليه، كالذي قرأ قوله تعالى: " مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا " (نوح: 13 - 14)، فراح يحاول جاهداً التوفيق بين هذا القول، وبين ما جاء في نظرية التطوّر .. وحُجّته في ذلك كله ظاهر ما تقوله الآية، بأن الله تعالى خلق الإنسان في أطوار .. وإذا كان ذلك كذلك، فالقرآن يؤكّد إذن ما يزعمه (التطوريون) .. ومثل هذا التعليل وذاك التأويل من الخطورة بمكان، وفيهما إهمال للسياق والمعنى كليهما، ونبيّن ذلك في النقاط التالية:
أولاً: يبدأ الباحث بالتساؤل عن السبب الذي دعا القرآن إلى إيثار صيغة العقلاء للأصنام والأنداد حيثما وردت فيه، ثم يقول: " فكان المؤوّلون كلهم يسألون هذا السؤال ويقفون عنده، وهذا أبلغ دليل أنه عرض مشكل، وإلا لما سأل أحد. ولكنهم تأولوّها على ما لا يقنع ولا يرضي " .. ويا ليته أطلعنا على تأويلهم هذا الذي لا يقنع ولا يرضي، وأبان لنا مواطن الإشكال فيه .. ثم زعمه بأن الأنداد والأصنام " أُنزلت منزلة العقلاء " حيثما وردت في القرآن فهذا قول مردود، وكيف يكون ذلك وقصة إبراهيم عليه السلام في سورة الأنبياء نفسها تبدأ بقول الخليل عليه السلام: " مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ "، حيث عبّر فيها عن الأصنام بـ (لها) التي هي لغير العاقل، وباسم الإشارة الموضوع للمشار إليه القريب حطّاً لقدرها وسخرية منها، كما أنه آثر هنا كلمة (التماثيل) على الأصنام تقريراً لحقيقتها، من أنها مجرّد صور وأشكال صنعوها وصوّروها هم على هيئة الطيور والسباع والإنسان .. وأنها لا تعدُ هذا الوصف السلبي العقيم. ثم ردّ عليه قومه، بقولهم: " وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ "، فعبّروا هم أيضاً عن أصنامهم بـ (لها) التي لغير العاقل، فلم يأتوا بحُجّة ولا برهان، إلا التقليد الأصمّ والمحاكاة
(يُتْبَعُ)
(/)
الضالّة العمياء من غير نظر ولا تفكير. وخُتمت القصة بقوله عليه السلام: " أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "، فعبّر عن آلهتهم بـ (ما) التي لغير العاقل، وذلك بعد اعترافهم أن أصنامهم جامدة صمّاء: " لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ "، فهي لا تملك لهم ضرّاً ولا نفعاً، وما هي إلا تماثيل بلهاء خرساء، لا تنطق ولا تعي: " أَفَلَا تَعْقِلُونَ "، أي: أفلا تفهمون أن هذه تماثيل جامدة صمّاء لا تعي ولا تدرك؟ تحقيراً لها .. وأمثال ذلك كثيرة .. فكيف يزعم صاحبنا بأن الأنداد والأصنام تنزل منزلة العقلاء حيثما وردت في القرآن؟ هذا لا يكون أبداً ..
ثانياً: يدّعي الباحث أن الإشارة بـ (هؤلاء) في قوله تعالى: " لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ "، وقوله تعالى: " لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا "، هي نفسها التي تعود على الأسماء في قوله عزّ وجلّ: " أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء ". ولا ندري ما القاعدة التي نهجها في مثل هذا التأويل؟ فهل أن مجرّد مجيء كلمة (هؤلاء) في سورة الأنبياء، أو الخلفاء على حدّ تعبيره، ثم مجيئها في آية البقرة، يعني أنها تعود على نفس الشيء؟ هذا ما لا يقبله عاقل .. فلِمَ لا يعود اسم الإشارة – مثلاً - على الكافرين الذين يقول فيهم الأشهاد يوم القيامة: " هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " (هود: 18)؟ أو على مَن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم شهيداً في قوله تعالى: " وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء " (النحل: 89)؟ أو على المشكور سعيهم في قوله تعالى: " كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ " (الإسراء: 20)؟ أو على المؤمنين الذين يقول فيهم الذين أجرموا: " إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ " (المطففين: 32)؟ وهكذا .. فإن كلمة " هؤلاء " وردت في الكتاب العزيز ست وأربعين مرة، والضمير فيها كان يعود مراراً على الطالحين، كما أنه عاد في كثير منها على الصالحين .. ولو أن صاحبنا أنصف لرجع البصر كرّتين، والفكر مرّتين، وسيدرك أن كلمة " هَؤُلَاء " وكذلك التعابير الأخرى للأصنام والأنداد بصيغة العقلاء، إنما جاءت كلها لغرض بياني مقصود.
فانظر إلى قول قوم إبراهيم عليه السلام، في قوله تعالى: " لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ "، فإنهم لمّا نفوا النطق عمّا يعبدون، لم تساعدهم أنفسهم على إطلاق نعت الألوهية عليها، وعبّروا عن الأصنام بـ (هؤلاء) من حيث هي عندهم بحال مَن يعقل. وذلك على عكس وصفهم لها فيما سبق من آيات، حين قالوا: " مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ "، أو حين قالوا: " أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ "، فإنهم آثروا هنا كلمة (آلهتنا) على كلمتي هؤلاء أو الأصنام، لقصد التشنيع على الذي حطّمها، وإظهاراً لشناعة فعله الواقع عليها، فكان ينبغي إجلالها وتقديسها، وفي إضافة الآلهة إلى ضمير أنفسهم للإعلام بحرصهم عليها والانتقام ممّن اعتدى عليها. واسمية الجملة وتوكيدها بـ (إن) واللام - في الأولى - فيها تقرير على اعتقاد قوم إبراهيم عليه السلام في تقديس أصنامهم وجعلهم آلهة تنفع وتضرّ، ولذلك كان الاعتداء على الآلهة ظلماً للنفس عندهم، ولم يقولوا: ظالم، بالإفراد وآثروا الجمع (الظالمين) مبالغة في وصفه بالظلم ورسوخه فيه. وتنكيرهم لإبراهيم عليه السلام - قبل الثانية – حين قالوا: " سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ "، فيه تحقير وتصغير من شأن إبراهيم عليه السلام، لخروجه عن المألوف من عقائدهم، ورفع من شأن أصنامهم التي يعبدونها من دون الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انظر إلى قول إبراهيم عليه السلام في سورة الشعراء: " فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي " (الشعراء: 77)، فإنه لمّا ذكر أنهم – أي الأصنام - لا يستحقّون العبادة خرج إلى ذكر عداوته لمَن هذه حاله، فلهذا قال عقيب ذلك: فإنهم عدو لي. كأنه صوّر المسألة في نفسه على معنى إني فكّرت في أمري ونظرت في حالي، فرأيت أن عبادتي لها عبادة للشيطان العدوّ فاجتنبتها، وإنما قال: " فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي " بالإضافة إلى نفسه، ولم يقل: فإنهم عدو لهم، ليريهم بذلك أنها نصيحة ينصح بها نفسه، ليكون ذلك أدعى لهم إلى القبول لقوله، وأبعث إلى الاستماع لخطابه، ولو قال: فإنهم عدو لكم، لم يُفد هذه الفائدة، وكان القياس في الخطاب بالضمير أن يقول: فإنها عدو لي، أو فإنهن، لأنه راجع إلى الأصنام، والضمير في مَن لا يعلم أن يكون على هذه الصورة، ولكنه أورده على ضمير العقلاء لأمرين: أما أولاً فلأنهم لمّا زعموا أنها تستحقّ العبادة، وأنها يوجد من جهتها النفع ودفع الضرّ، صارت لذلك بمنزلة العقلاء، وأما ثانياً فلأنهم لمّا كانوا في الإنكار على سواءٍ، وجّه الخطاب إليهم على جهة تغليب حالهم على حالها. ولذلك نجد أن القرآن الكريم يراعي دقّة التعبير في كل موضع، ويضع كل كلمة في المكان المناسب بحسب ما يقتضيه السياق، ولا يمكن أن تسدّ أية كلمة مكانة كلمة أخرى فيه.
ثالثاً: إن استعمال اسم الإشارة لغير العاقل، كما أنه مشهور في كلام العرب، فهو مشهور كذلك في القرآن الكريم. فانظر إلى قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام: " لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا " (الإسراء: 102)، فـ" هَؤُلاء " هنا هي الآيات التسع التي آتاها الله تعالى موسى عليه السلام وأنزلها منزلة العقلاء؟ وتدبّر قوله عزّ وجلّ: " وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (النور: 45). فقد عبّر هنا عن الحيّات وذوات الأربع بلفظ "مَن"، لأجل أن هذين القِسمين لمّا اندرجا في العموم أولاً، غلب مَن يعقل على غيره لشرفه، فصار الجميع كأنهم عقلاء فوقع التقسيم بلفظ "مَن" لذلك. وكذلك قوله تعالى: " إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " (الإسراء: 36)، حيث عبّر عن السمع والبصر والفؤاد بـ (أولئك)، لأنها حواسّ لها إدراك وجعلها في هذه الآية مسؤولة، فهي حالة مَن يعقل. كذلك جاء في كلام العرب، منه قول جرير:
ذم المنازل بعد منزلة اللوى ----- والعيشَ بعد أولئك الأيام
والأكثر أن يُشار بـ"أولاء" إلى العاقل. وإجمالاً، يمكننا أن نذكر من الأسباب التي اندرجت فيها آلهة المشركين في صيغة العقلاء في القرآن الكريم، ما يلي:
الأول: أن أوثانهم رموز وتماثيل مَن يعبدونهم مِن العقلاء الأحياء أو الأموات، أو رموز وتماثيل مَن يتصوّرونهم كذلك .. فالمشركون اتّخذوا معبودين سوى الله عزّ وجلّ، وجعلوهم كذباً وزوراً آلهة يعبدونهم كعبادة الله تعالى، وهم لا يستحقّون شيئاً من عناصر العبادة، لأنهم مجرّدون من الصفات التي يمكن أن يتوهّمها عابدوهم فيهم.
الثاني: التغليب، كما إذا قلت: " رأيت مَن في الدار "، وأنت تريد الرجال والنساء والجمادات والبهائم، فإنك تقول: " رأيت مَن في الدار "، ولا تقول: " ما في الدار "، تغليباً لوصف العقلاء لشرفه، على البهائم والجمادات لخسّته، وتعمّ الصيغة الجميع لكن تعميمها ينشأ عن إرادة المستعمِل دون الوضع اللغوي. ولذلك إذا لم تطّلع على إرادته لا يحمل اللفظ إلا على عقلاء الدار خاصّة، ولا يثبت الحكم لما لا يعقل من الكائن في الدار، فيكون التعميم ليس بالوضع بل بإرادة المستعمِل.
والثالث: أن تتقدّم صيغة شاملة للقسمين، نحو: ما خلق الله من شيء، أو ما يعلمه الله، أو ما تقدّم من قوله تعالى: " وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (النور: 45). حيث عبّر عن الحيّات وذوات الأربع بلفظ " مَن "، لأجل أن هذين القِسمين لما اندرجا في العموم أولاً، غلب مَن يعقل على غيره لشرفه، فصار الجميع كأنهم عقلاء فوقع التقسيم بلفظ " مَن " لذلك، وهذا القسم أيضاً مجاز لا بالوضع اللغوي، فإن التعبير عن الحيّات بخصوصها بلفظ " مَن " ليس بالوضع اللغوي.
رابعاً: يعقّب الباحث على قوله تعالى: " إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا " (الأنبياء: 98 - 99)، باستفهام غير مفهوم، حيث يقول: وهل أبلغ من " هَؤُلَاء آلِهَةً "؟ ولا ندري ما حُجّته فيما ادّعاه هنا؟ ففي الآية الكريمة خطاب من الله تعالى للمشركين الذين يعبدون من دونه آلهة أخرى، بأنهم وما يعبدونه من الأصنام والشياطين على اختلاف أجناسهم " حَصَبُ جَهَنَّمَ ". وقوله تعالى: " لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا "، يعني أن هذه المعبودات المفتراة والآلهة المصطنعة التي عبدوها من دون الله، لو كانت آلهة حقّاً لما كانت وقوداً للنار، بل إن تسجيرها في النار شاهد بأنها مخلوقات من مخلوقات الله، فما يعبدها إلا كل جهول كفور. " وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ "، أي: العابدون والمعبودون جميعاً ماكثون في النار لا يخرجون. وهذا نذير للذين يعبدون غير الله، سواء كان المعبود صنماً، أو شيطاناً من الجن أو الإنس، كمن يعبدون الطواغيت والجبابرة من البشر. لا جرم أن هؤلاء – العقلاء وغير العقلاء - جميعاً مكبكبون في النار وبئس المستقرّ والمصير.
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل صالح]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 02:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم
لقد جئت في مقدمتك:
" ذلكم ما ذهب إليه صاحب البحث في مقدّمته، حيث جعل استخلاف آدم في الأرض بمثابة " المنافسة " للملائكة، الأمر الذي يوحي – بحسب زعمه - بأن الملائكة كانوا يريدون بذلك عرض أحقيّتهم بالخلافة "
لقد قرأت بحث الباحث الشيخ صلاح الدين ابو عرفة, وكان ذلك بعد جهد من البحث على الموقع حيث لم يشار الى الى الموقع في ردكم. وهنا وقبل الرد على ردكم اود ان اثير هذه الملاحظة!! في عديد من المشاركات يتم انتقاد ابحاث ام مشاركات دون تدوين عنوان الموقع او المشاركة التي يتم انتقادها وهذا غريب ان البحث العلمي ولا يتوافق مع امانة النقل!!
كما ذكر اعلاه فان ردك على البحث المذكور جاء على ان هنالك "تنافسية" بين ادم والملائكة الا انه من قراءة البحث, في المصدر, لم يتبين ذلك حيث لم يذكر صراحة ولم يسر به وحتى "تأويل" البحث ليس بالضرورة ينتج "الخلاصة" التي جئت بها!!
من خهة اخرى, ليس هنالك دليل على ان الملائكة تنافست او تستطيع التنافس حيث لم يرد ذكر واضح وصريح في ذلك ولا حتى ذكر مبطن.
الملائكة لم تسئل لماذا يخلق ادم الا انها تعجبت لم يخلق ادم في الارض خاصة ان خلقه مقرون بسفك الدماء والافساد في فيها!!
لذلك الملائكة لم تنافس ادم وهي لا تستطيع ان تتنافس. الملائكة امروا بالسجود لادم ففعلوا ذلك, (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ, البقرة- (34)) ولو لا لها القدرة على التنافس لفعلت ذلك كما فعل ابليس الذي ابى ان يسجد (إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ, الحجر- (31)) وقال (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ, ص- (76)).
من هنا, جميع الادلة التي تاتي بها مبنية على فرضية "التنافسية" او على استنتاج "التنافسية" خاطئة!!
وختاما, جزاك الله على مجهودك ومحاولتك كما فعل ذلك الباحث ابو عرفة وذلك على غرار ما قاموا به العلماء الذين حاولوا التدبر بفهم ايات الله دون التحديد من اصاب ومن لم يصيب في تدبره.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 01:44 م]ـ
الأخ الفاضل صالح ..
لا أدري حقيقة علام تتّهمني بعدم الأمانة في النقل .. فلو أنك أمعنت النظر في المشاركات .. لوجدت رابطاً طويلاً عريضاً في وسط المشاركة رقم (2#) .. بعنوان:
" ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء "، من هم "هؤلاء"؟؟؟
فالرجاء التريّث قبل إصدار الأحكام ..
وأما ما تبقى من استفهام في مداخلتك حفظك الله، فأنا لم أفهم في الحقيقة شيئاً منه .. فهل أنت تعارض مسألة المنافسة؟ أم أنك تعارض بحث الأخ أبي عرفة في موضوع المنافسة؟ أم أنك تعارض نقدي لبحث أبي عرفة في مسألة المنافسة؟ أم ماذا .. !!؟؟ ثم كيف خلصت إلى القول بأنّ جميع أدلتي مبنيّة على مسألة " المنافسة "؟ هل قرأت جميع الأدلة؟ أعني من واحد إلى ثمانية؟ لو كان ذلك كذلك .. لما احتجتَ أصلاً لأن تتبنّى مثل هذا الادّعاء .. صحيح أنّ موضوع المنافسة أخذ حيّزاً في الدليل رقم (4#) .. إلا أنّ ما تبقى من الأدلة .. لا علاقة له بالـ (المنافسة) ..
وفقكم الله ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 03:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لم يكتمل البحث في الأسماء لأسباب تعرفونها ..
ولكني أحببت أن ألفت نظركم إلى هذا الموقع القبطي النصراني الحاقد، كيف أنه يروّج لفكرة أبي عرفة حول الأسماء:
http://www.coptichistory.org/new_page_1112.htm
لاحظ أن مقدّمة المقالة منقولة من بحث أبي عرفة!!!
ثم استغلّ الأقباط ما جاء فيها من تأويل متهافت، ليبثّوا شبهاتهم حول القرآن الكريم ..
والقاعدة التي انطلقوا منها تجدها على الصفحة المذكورة (بالبنط العريض):
يُفهم من النصوص السابقة (وهي النصوص التي اقتبسوها من مقالة أبي عرفة) أن هذه الأسماء كانت تُطلق على غير الله ولهذا قيل ولله السماء الحسنى!!!
ومع أن الشبهات الواردة في المقالة لا تقدّم ولا تؤخّر، إلا أنه من المؤسف حقاً أنهم اعتمدوا على مثل هذه "المصادر الاسلامية"، ليجعلوها قاعدة يروّجون منها أكاذيبهم الحاقدة على الإسلام ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ..(/)
بين حلاوتين
ـ[النفس]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 02:00 م]ـ
ختم الله في هذه الدنيا على شيئين .. قلوب الكافرين و كتف سيد المرسلين .. !
فالخوف من الختم الأول خوف المؤمنين الصادقين .. يجدون به حلاوة الإيمان و الإنابة.
و فهم الختم الثاني فهم الدعاة الغيورين .. يجدون به حلاوة الإحسان و النيابة.
حلاوة على حلاوة.
ـ[الكوفي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 08:13 م]ـ
لم أفهم على أي شيء بني هذا التقسيم؟!
ـ[النفس]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 12:23 ص]ـ
أخي الكريم الكوفي جعله الله في قوة البصريين نحوا و بلاغة:
الأمر يسير وهو أنني أردت التنبيه على ما يسميه العلماء الفاضل و الافضل,
فإذا وجدت في قلبك الخوف من أن تعود في الكفر و العياذ بالله كما تخاف أن ترمى في النار وجدت حلاوة الإيمان.
و لكن ثمة حلاوة أغلى منها وهي الإحساس بأنك نائب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في التبليغ ذلك أن النبوة قد ختمت.(/)
أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 03:29 م]ـ
قال تعالى (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) الحاقة 12
الكلام عن سفينة نوح والطوفان---والوعي هو إدراك المحسوسات --والأذن الواعية هي الشخص الواعي العاقل----واستخدمت الأذن الواعية للدلالة على الشخص الواعي ولم تستخدم العين الواعية ربما لأن معظم المدركات تتم بآلة السمع وهي الأذن
ولدينا إستفسار مفاده
لم جاءت " أُذُنٌ وَاعِيَةٌ" مفردة وعلى التنكير؟؟
والجواب للدلالة # على قلة وندرة وجود الواعين
# للتعريض بالمشركين الذين تلقوا القصة على سبيل الفكاهة لا سبيل الوعي
قال الزمخشري (فإن قلت: لم قيل: أذن واعية، على التوحيد والتنكير؟
قلت: للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة،
ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم؛
وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن اللَّه فهي السواد الأعظم عند اللَّه، وأن ما سواها لا يبالي بهم بالة وإن ملئوا ما بين الخافقين))
قال الرازي (فإن قيل: لم قال {أُذُنٌ و?عِيَةٌ} على التوحيد والتنكير؟ قلنا: للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم، وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله فهي السواد الأعظم عند الله، وأن ما سواها لا يلتفت إليهم، وإن امتلأ العالم منهم.)
فهل يحق للرازي أن يستخدم نفس عبارة الزمخشري تقريبا دون الإشارة إليه؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:18 م]ـ
الحمد لله على الأئمة الأعلام(/)
أنا النفس فانتصروا عليٌ
ـ[النفس]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 11:01 م]ـ
إلهي يا عظيم يا متعال: تقسم بنفسي "ونفس و ما سواها"كيما تجتذب انتباهي إلى جليل صنعك ..... فأقسم بذاتك لأنظرن فيها فلأتدبرن فلأمشين إليك .. و لأجاهدنها فلأهرولن إليك .... فأيدني بنصرك على نفسي ... و خذ بيدي إليك
............................... علي المجاهدة و النصر عليك ....................................
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 11:15 م]ـ
إلهي يا عظيم يا متعال: تقسم بنفسي "ونفس و ما سواها"كيما تجتذب انتباهي إلى جليل صنعك ..... فأقسم بذاتك لأنظرن فيها فلأتدبرن فلأمشين إليك .. و لأجاهدنها فلأهرولن إليك .... فأيدني بنصرك على نفسي ... و خذ بيدي إليك
............................... علي المجاهدة و النصر عليك ....................................
أتضايق من طريقة الخطاب الآمرة التي نخاطب بها الله
ـ[النفس]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 12:09 ص]ـ
سامحك الله أستاذنا. أين ذاك؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 12:41 ص]ـ
سامحك الله أستاذنا. أين ذاك؟
ترى هل يقصد أستاذنا الشرباتي قول النفس: فأيدني وخذ بيدي إليك؟
أفلا يكون الدعاء بهذه الصيغة أستاذنا الكريم؟
قد يكون من الناس مَن يتحرج منها فيعدل إلى صيغة أخرى تخلو من فعل أمر مباشر ولكن لا أظن أن فيها حرجا فقد استعملها الأنبياء وجاءت في كتاب الله: هب لي من لدنك وليا .. رب اجعلني .. اللهم أفرغ علينا صبرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 07:28 ص]ـ
أنا قلت
أتضايق---والتضايق أمر خاص بي
وفعلا تضايقت من قول أخي " النفس"
( ............................... علي المجاهدة و النصر
عليك .................................... )
عليك---ضايقتني
ـ[النفس]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 10:40 ص]ـ
أرجو من أستاذنا الأغر توجيهنا لحل الإشكال لغويا, حتى نرجع للصواب و إن كان شعوري أنني على صواب دون معرفة التأصيل النحوي. ربما كان هذا من باب الخبر المراد به الطلب؟(/)
يعلم السر واخفى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 09:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى (7) طه
ليست المشكلة في جواب الشرط لأن الجملة (فانه يعلم السر واخفى) تدل على معنى جواب الشرط-----أي إن تجهر بالقول فالله غني عن جهرك لانه يعلم السر وأخفى
كونه يعلم السر أمر واضح ومعلوم---ولكن ما هو الأخفى من السّر؟
هل لدى أحدكم أي تعليل أو تفسير؟؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 10:08 ص]ـ
الأستاذ جمال
هذا معروف عند أهل الجاهلية:) وهو ماعناه زهير ابن أبي سلمى بقوله:
وأعلم مافي اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم مافي غد عم!
أليس كذلك!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 11:57 ص]ـ
والله قد أصبت كبد الحقيقة أخي أبو أشرف
فما هو الّسر
السر هو ما أخفيته أنت عن الآخرين---
(قال الجوهري في الصحاح (السِرُّ: الذي يُكْتَمُ، والجمع الأسرار. والسَريرة مثله، والجمع السَرائر)
فسواء كان السر عن عمل قمت به أو عن عمل تحدث به نفسك فكل ذلك داخل تحت مفهوم السر
على هذا فلم أقتنع بأقوال المفسرين الذين جعلوا معنى " وأخفى" هو ما حدثتك به نفسك ---لأن ما تحدثني به نفسي من أقسام السر
والحقيقة أن قول الطبري فيها أقنعني---فهو بعد أن استعرض علىعادته كافة الآراء بأصحابها رجح ما يلي
] وأن تأويل الكلام: فإنه يعلم السرّ وأخفى منه. فإذ كان ذلك تأويله، فالصواب من القول في معنى
أخفى من السرّ أن يقال: هو ما علم الله مما أخفى عن العباد، ولم يعلموه مما هو كائن ولما
يكن، لأن ما ظهر وكان فغير سرّ، وأن ما لم يكن وهو غير كائن فلا شيء، وأن ما لم يكن وهو كائن
فهو أخفى من السرّ، لأن ذلك لا يعلمه إلاَّ الله، ثم من أعلمه ذلك من عباده.))
نحن نتحدث عن تصوير الأمر بالنسبة للبشر---فالآية ترشدكم بأنّ رب العباد عالم بأسراركم
وعالم بما خفي عنكم من علم يعلمه الله وحده
فالله مثلا عالم بأن فلانا من الناس متزوج بأمراة أخرى ولا يعلم أحد بفعله غيره وغير الأخرى--وعالم بأن هذا الشخص سيرزق منها بطفل بعد سنتين وهذا لمّا يحصل بعد--وعالم أنّ هذا الشخص سيموت بعد ولادة الطفل بثلاث سنين
فالله عز وجلّ يوضح لنا المجال غير المحدود لعلمه---يوضّح لنا أنّه يعلم ما أسررنا مما هو كائن--ويعلم ما لم نعلم مما سيكون--ويعلم ما لم نعلم مما كان
وهذا هو الرأي الصواب حسب تقديري
ـ[النفس]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 08:05 م]ـ
كتب العبد الضعيف في تفسير هذه الآية وما يتعلق بها من المفاهيم النفسية بحثا طويلا لم ينشر بعد أو يطبع.
و هو من المسائل التي صنفتها ضمن باب جديد من أبواب الإعجاز و الذي وسمته بالإعجاز النفسي, وهذا عنوان كتاب قيد الإعداد وجدتني مدفوعا للإعلان لكم عنه و أرجو منكم الدعاء بتيسير إتمامه و الإخلاص فيه فالإخلاص كما قال الإمام أحمد عزيز.
و أرجو أن أتمكن قريبا من وضع البحث بين ايديكم
ـ[الكوفي]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 08:41 م]ـ
جزيتم خيرا على ما ترقمونه هنا.
أبا سارة
جميلة الأبيات التي ذيلت بها مشاركاتك على سبيل التوقيع
لكن ما رأيك في:
إن يختلف نسب يؤلفُ (بالضم) هل تجد مع الضم جوابا للشرط؟!
ما رأيك لو كانت يؤلفْ (بالسكون) على أنه جواب الشرط أليس هذا أصح وأوفى بالمعنى؟!
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 11:10 ص]ـ
شكرا يا أستاذ جمال
ولكن ... من هو: أبو أشرف؟
الأستاذ النفس وفقه الله
سمعتُ بمقولة تتعلق بتعريف علم النفس تقول: علم النفس هو علم يحدثنا عن أشياء نعرفها بلغة لانفهمها!
مارأيك في هذا التعريف؟
دمت سالما
أخي الكوفي
أحسنت، وليس لنا إلا الأخذ بقولك 0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 11:27 ص]ـ
أنت أبو سارة المشرّف بتوكيد الراء
بالتالي ممكن أن تكون أبا أشرف المسر"أي الذي وجوده يدفع الناس للسرور"من هنا حصل تشابك الخطوط في ذهني
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 12:24 م]ـ
خطوط هواتف!
أم خطوط سكك حديد!
أمزح معك:)
زادك الله جمالا وحسنا
لك تحيتي
ـ[النفس]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 12:36 ص]ـ
أخي الكريم أبا سارة السلام عليكم: نسيت أنني ملم بالنحو فإليك الرد من جنس الدعابة و على خلفية نحوية .... !
ألستم تعلمون الناس أمثال زيد كريم و أعطيته عشرين درهما وجاء حافيا ...... وتطلبون إعرابها فيتلكؤون .. ؟
أليس ذلك تعليما للناس ما يعلمون بلغة منها لا يفهمون؟
على كل فإن سؤالك قد أثار مسألة هامة ربما من حيث لا تشعر, ربما يتاح الحديث عنها لاحقا بالتفصيل و تتعلق بنظرية أحاول صياغتها عن دور العوام في النهضة المنشودة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 07:33 ص]ـ
لم أفهم مشاركتك الأخيرة أخي " النفس"
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 01:51 م]ـ
ولا أنا ـ والله ـ ما فهمت شيئًا!!
ولكن ربما يكون هذا من قبيل قول أحدهم لأبي تمام: لما تقول ما لا يفهم؟
قال أبو تمام: لماذا لا تفهم ما يقال!
أقول: ربما يكون الأمر كذلك، وإن كنت أرى أن كتابات الأخ النفس على اسمه، فيها غموض وتعقيد وتكلف، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 01:58 م]ـ
البصري
أخشى أنك قد قللت من احترامك لذاتك في ترديدك للقول (قال أبو تمام: لماذا لا تفهم ما يقال!
) بالتالي يجد فيك أخي النفس "لقطة" يجري عليها تجاربه لرفع مستوى شعورك بأهمية ذاتك:)
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 05:21 م]ـ
أنت تخشى، لكني لا أخشى، والله ـ جل وعلا ـ يقول: " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "
فمع اعتقاد الإنسان صواب نفسه، فليجعل لتصويب الآخرين مجالا، وإلا لعدنا إلى مصادرة الرأي ـ التي طالما اتهمتُ بها ـ
أم أن رضا الناس غاية لا تدرك ... ؟!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:16 م]ـ
أهلا بأخي البصري
أين يدك معنا؟؟(/)
استعمال القرآن و العرب المجاز
ـ[سليم]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 01:51 م]ـ
السلام عليكم
المجاز في القرآن كثير وكلما انمعن فيه أجده أكثر فأكثر, وقد أعجبني قول الجاحظ فيما يتعلق بالمجاز, ولماذا أقبلوا العرب على استعماله والقرآن كذلك: (للعرب إقدام على الكلام, ثقة بفهم المخاطب من أصحابهم عنهم, كما جوزوا قوله: أكله الاسود, وإنما يذهبون الى النهش واللدغ والعض).وهذا يعني ان من لا يجوز المجاز لا يفهم كلام العرب ولا بحظى بثقتهم, وهذا راجع إما الى عجميه لسانه أو الى ضعف في فهمه, ولا يكاد يخلو كلام العرب من المجاز.
قال الشاعر (واصفاً هزيمة خالد بن عبد اللهوقوله: اطعموني ماء):
بل السراويل من خوف ومن دهش=واستطعم الماء لما جد في الهرب
فبلغ ذلك الحجاج, فقال: ما أيسرما تعلق فيه يا ابن أخي, أليس الله تعالى يقول:"فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني".وهويريد ومن لم يذق طعمه.
وصورة آخرى من المجاز قول الله تعالى:"إن الذين يأكلون اموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً",من ظاهر الآيه انهم يأكلون ما لا يؤكل المال والنار, لانهم ربما شربوا بتلك الاموال او لبسوا او اشتروا السيارات والبيوت والمراكب, فجوزإفناءالمال بالاكل, وجوزوا أكلته النار, إنما أبطلت عينه.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 09:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم تعجبت من كلمة في موضوعك لعلك تستدركها إن شاء الله تعالى. فعلى الرغم مما شهده عدد من المنتديات مؤخراً من أخذ ورد في مسألة المجاز، مما بين للقراء وجهة نظر كل فريق، على الرغم من ذلك أراك أخي ما فهمت قول من نفى المجاز! ثم أتيت تسفه من قال به متعدياً بذلك على أئمة كبار وعلماء أخيار، وليس هذا بالأدب الذي أمرنا به معهم رضي الله عنهم.
الكلمة التي أثارت ذاك الاستغراب أخي هي قولك: (وهذا يعني ان من لا يجوز المجاز لا يفهم كلام العرب ولا بحظى بثقتهم, وهذا راجع إما الى عجميه لسانه أو الى ضعف في فهمه)! فلا أدري هل هذا مجرد استنباط من كلام الجاحظ؟! أم هو من اطلاعك على قول من منع المجاز؟!
أما الأول فغير صحيح، إذ لا يدل كلامه على ذلك، إنما يدل على أن العربي يثق في فهم مخاطبه فيكلمه بالمجاز ظناً منه أنه يفهم القرائن الصارفة عن الحقيقة والعلاقات المعينة للمعنى الثاني، فلم يتعرض لمن نفى المجاز بشيء أصلاً، إذ أن من نفى المجاز لم يقل بغير ذلك المعنى الذي يفهمه من أثبت المجاز، والذي بفهمه نال العربي الثقة! فكان كلام الجاحظ على خلاف قولك!
وأما الثاني فغير صحيح كذلك، لأن كلامك يقطع بأنك لم تتصور قول من منع المجاز أصلاً، فضلاً عن أن تكون اطلعت على أدلتهم وكتاباتهم!
فماذا بقي بعد ذينك؟! يظهر - والله أعلم - أنها مجازفة منك أخي، أو زلة قلم لم تتدبرها قبل أن تكتبها، فراجع في ذلك نفسك، والله أسأل أن يغفر الله ويهديك.
وللبيان، فإن من قال بنفي المجاز فإنه عرف الحقيقة بأنها ما تبادر إلى الذهن من الخطاب، ومبنى قوله على أن أحوال الخطاب من القرائن والسياق محددة للمعنى، وأن الكلام يفهم بكله لا بتقطيعه إلى ألفاظ مجردة.
فمثلاً، إن قيل: (رأيت أسداً يحمل سيفاً) فالذي يتبادر إلى الذهن من هذا الكلام بكليته أنه رجل شجاع، لوجود القرينة التي يعرفها العرب فيكتفي المخاطب بمعرفتهم إياها ثقة منه في أفهامهم. فإذا كان ذلك هو المعنى المتبادر كان هو الحقيقة. هذا قول من منع المجاز، ولا يخفى عليك أن من جوز المجاز لن يفسر الجملة بغير هذا.
لكن بقي لمن منع المجاز ثلاث فضائل ترجح قوله:
الأولى، وهي في منشإ القول: أن قوله لم ينشأ عن باطل، وأما من قال بالمجاز فعرفه بأنه استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً، فجعل اللغات وضعية، وليس بصحيح.
الثانية، وهي في تطبيق القول: أن قوله سليم في التصور، فإن العرب تفهم الكلام ككل بعد فراغ المتكلم منه، أما من قال بالمجاز فاشترط قرينة صارفة عن الحقيقة وعلاقة معينة للمجاز، فكأن السامع إنما فهم من الكلام الحقيقة غير المرادة فلما ذكر القرينة فهم أنها غير مرادة، ثم ينتقل ذهنه إلى العلاقة فيفهم المراد! وهذا غير واقع. فهل ترى لو أن رجلاً قال: (لا إله إلا الله) كان الناس فهموا من الإلحاد ثم التوحيد؟!
الثالثة، وهي في نتيجة القول: أن قول من منع المجاز سد الباب على أهل البدع المعطلة من الجهمية ومن تبعهم ممن نفى صفات الله تعالى بدعوى المجاز، بل سد الباب على القرامطة والباطنية الذين عطلوا الشرائع والأحكام العملية بدعوى المجاز! أما من قال بالمجاز وأعطاه حقه في التطبيق فلا يقع في شيء من ذلك إن شاء الله، لكن يعطي فرصة لخبيث يتذرع بالمجاز لنفي ما دل عليه الوحي من ثوابت، والله المستعان. وسد الذريعة مسلك معتبر.
هذا والله أعلى وأعلم، ولا تحزنك أخي حدة في كلامي، فإنها على كل حال أقل من حدتك على مخالفك، ولو كان عالماً فاضلاً. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.(/)
العطف في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 11:16 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الفاتحة5
إذا كان جميع مايحبه الله إنما هو داخل في العبادة
لماذا عطف عليها غيرها؟
أفتونا مأجورين،،،
ـ[سليم]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 02:08 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابو سارة, إن مفهوم العبادة هو منتهى التذلل لله عزوجل, واما الاستعانة فهي طلب المساعدة والعون, كما وتأتي بمعنى اللجوء,
وطلب العون واللجوء الى احد ما فيه نوع من التذلل (تذلل الطالب للمطلوب منه) ,وهذا ما نهى عنه القرآن وحصر التذلل لله وحده.
والله اعلم
ـ[البصري]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 03:15 م]ـ
هذا من باب عطف الخاص على العام؛ لبيان أهمية ذلك الخاص وعظم شأنه.
والمقصود ـ والله أعلم ـ أن العبد لولا توفيق الله له وإعانته إياه على العبادة والطاعة، لم يفعلها ولم يطقها، ولذلك فلا ينفك العبد عن سؤال الله الإعانة له على عبادته.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: فالناس في هذين الأصلين ـ وهما العبادة والاستعانة ـ أربعة أقسام:
أجلها وأفضلها: أهل العبادة والاستعانة بالله عليها، فعبادة الله غاية مرادهم، وطلبهم منه أن يعينهم عليها ويوفقهم للقيام بها، ولهذا كان من أفضل ما يسأل الرب ـ تبارك وتعالى ـ الإعانة على مرضاته، وهو الذي علَّمه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحبه معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ فقال: " يا معاذ، والله إني لأحبك، فلا تنس ان تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " فأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب إسعافه بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضاده، وعلى تكميله وتيسير أسبابه، فتأملها. ا. هـ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 10:01 م]ـ
السلام عليكم
ما أراه أنهما أمران متغايران وزيادة في تأكيد المغايرة كرر السياق "إيّاك" فقال "إيّاك نعبد وإياك نستعين"
ومن نافلة القول أن نتكلم عن إفادة الحصر في هذا السياق بحيث أنّ العبادة له وحده وطلب العون منه وحده
ولقد قال أبو حيّان كلاما نفيسا في هذه الآية لم أجد مثيله
قال في البحر المحيط (وقرنت الاستعانة بالعبادة للجمع بين ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، وبين ما يطلبه من جهته. وقدمت العبادة على الاستعانة لتقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة لتحصل الإجابة إليها، وأطلق العبادة والاستعانة لتتناول كل معبود به وكل مستعان عليه. وكرر إياك ليكون كل من العبادة والاستعانة سِيْقا في جملتين، وكل منهما مقصودة، وللتنصيص على طلب العون منه بخلاف لو كان إياك نعبد ونستعين، فإنه كان يحتمل أن يكون إخباراً بطلب لعون، أي وليطلب العون من غير أن يعين ممن يطلب)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:17 م]ـ
لم تعقّب أخي المشرف الفاضل
ـ[المفيد]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 09:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على مائدتكم نرتع، ومنها
لست أهلاً في أن أبدي رأيي، ولكن أظن والله العالم أنه لا وجه للسؤال بعد كون القرآن الكريم قد أنزله الله سبحانه وتعالى بلسان عربي، على الإنسان، فلابد أن تراعى جهة الإنسان في المعاملة معه، سعة وضيقاً، ولابد أن يكون النازل على الإنسان مجانساً لما يألفه وما اعتادت نفسه عليه وإلا لنفر من ذلك، لذلك أرسل لهم رسلاً منهم يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق لقضاء الحوائج ووو .... لكي تحصل الألفة .... وعليه فالإنسان يفرق بين العبادة والإستعانة، فلذلك عطف الثانية على الأولى، لا لقصور في القرآن أو العرب بل لمطابقة الكلام لمقتضى الحال وهو كون الناس مفرقين في حياتهم بين العبادة والاستعانة فقد يعبد من لا يستعين به كالصنم ونحوه، وهذا قمة البلاغة ......... والله أعلم بحقائق كلامه
أخوكم الصغير .... مفيد
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 10:21 م]ـ
جزيتم خيرا على هذه الدرر
ولتسمحوا لي فقد أُنسيت هذا الموضوع وما أنسانيه إلا الشيطان، وشكرا لأخي المفيد على رفعه للموضوع0
حسنا
هذا الكلام له أمثلة أخرى نحو قوله تعالى: [إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَر]
والفحشاء كما هو معلوم داخلة في المنكر!
يقول البصري سلمه الله: هذا من باب عطف الخاص على العام؛ لبيان أهمية ذلك الخاص وعظم شأنه
أقول: هو كلام صحيح لأن المعطوف هو بعض من الكل المتقدم، وهذا العطف هو تخصيص له بالذكر، لا لأهمية الخاص وعظم شأنه فحسب، إنما لكونه مطلوبا في المعنيين العام والخاص0
والله تعالى أعلم وأحكم.
ولايفوتني أن أشكر أستاذنا جمال والأخ سليم على ومضاتهم الوضاءة.(/)
حكمة التكرار في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 01:23 ص]ـ
a- كرر القرآن في سورة الرحمن نيفا وثلاثين مرة قوله تعالى ({فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} الرحمن13 متسائلا عما يستطيع أن ينكره الجن والأنس مما أولاهما الله من نعم,
- فلعل في هذا السؤال المتكرر ما يثير في نفس سامعيه اليقين بأنه ليس من الصواب نكران نعم تكررت وآلاء توالت.
- وهنا يحسن أن يشار إلى ما قد يبدو حينا من أن لا وجه لهذا التساؤل بعد بعض آيات السورة , كما يتراءى ذلك في قوله سبحانه وتعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ {26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ {27} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {28} فأي نعمة يذكر بها الجن والإنس في فناء هذا العالم؟
- ولكن تأملا في هذه الآيات وما ورد من هذا السؤال بعد وصف اليوم الآخر وأهواله, يدل على أن مثل هذا السؤال, سيوجه بعد فناء هذا العالم, فكان القران يقرر أن سيلقى مثل هذا السؤال يوم تنشق السماء, ويوم يعرف المجرمون بسيماهم ,أفلا يجدر بالمرء أن يفكر طويلا ,كما أوحى القرآن بذلك في تلك الآلاء والنعم فيقوم بواجب الإيمان بالنعم وشكرها ,حتى لا يقف موقف الجاحد لهذه النعم يوم يحاسب الله الثقلين .....
- وكررت في سورة المرسلات تلك الجملة المنذورة وهي قوله تعالى {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} المرسلات15وإذا نظرنا إلى هذه السورة وجدناها تتحدث عن وقوع اليوم الآخر وتصفه, فلا جرم كرر هذا الإنذار عقب كل وصف له أو فعل يقع فيه أو عمل من الله يدل على قدرة يحي بها الناس بعد موتهم وفي هذا التكرير ما يوحى بالرهبة ويملأ القلب رعبا من التكذيب بهذا اليوم الواقع بلا ريب,
- وفي سورة الشعراء كررت الآية الكريمة وهي قوله تعالى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ} الشعراء ثمان مرات وكانت متمكنة من موضعها في كل مكان حلت فيه.
- فقد جاءت في هذه السورة أولا بعد أن وجه القرآن نظرهم إلى الأرض, أو ليس فيما تنبته من كل زوج بهيج ما يثير في نفس التأمل لمعرفة خالق الأرض ومحييها
- واستمع إليه سبحانه يقول (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ {7} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {8} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {9}) ...
- ويكرر الآية في موضع آخر تحدث فيه عن انفلاق البحر لموسى ونجاته وغرق فرعون وتلك آية من اكبر دلائل قدرته سبحانه فهي جديرة بتسجيلها والإشارة إليها, قال تعالى ({فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} الشعراء63)
- وكررت تلك الآية ست مرات أخرى عقب كل ما يجدر أن يكون عظة يعتبر بها, كتصوير جند إبليس, وقد كبكبوا في جهنم, واخذوا يختصمون فيما بينهم ويقررون أنهم كانوا في ضلالة وعمى ويتمتعون لو عادوا ليصلحوا ما أفسدوه أو ليس في ذلك عقب قصة صالح ولوط وشعيب لان مصير أقوامهم حقيق بان تتلقى منه العظات والعبر, وكان تلك الآية المكررة تشير إلى مرحلة من القول يحسن الوقوف عندها, والتريث لتدبيرها, وتأمل ما تحوى من دروس تستفاد مما مضى من حوادث التاريخ ...
- وختم الآية بوصفه تعالى بالعزة والرحمة فيه كل المناسبة للحديث عن مصير الكافر والمؤمن فهو عزيز يعاقب الكافر ورحيم بمن آمن ..
- وتجد الآية التي كررت في سورة القمر وهي قوله سبحانه {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} القمر 17 - منبهة في كل موضع وردت فيه إلى أن ما سيأتي بعدئذ مما عنى القرآن بالحديث عنه, تذكر ة وعظة, وهو لذلك جدير بالتأمل الهادئ والتدبر والادكار ...
- وقد يحدث التكرر في آيتين متواليتين, كما في قوله سبحانه} وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً {131} وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً {132}. وذلك لتثبيت الإيمان بغنى الله عن عبادة العابد في قلوب الناس ليقبلوا على العبادة مؤمنين بأنها لخيرهم وحدهم, بل قد يكون التكرير في الآية الواحدة وذلك لتثبيت المكرر في النفس كما قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} الحشر18)
- وقوله تعالى {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ} آل عمران42
- ويوحى التكرير في سورة (الكافرين) باليأس إلى قلوب من كفر من أن ينصرف الرسول عن دينه إلى ما كان يعبد هؤلاء الكفرة فليتدبروا أمرهم بينهم مليا, ليروا سر هذا الإصرار من محمدصلى الله عليه وسلم , فعساهم يدركون إن هذا السر هو أن الرسول على حق, فيما يدعو إليه, فلم ينصرف عنه إلى أديان لا سند لها من الصواب والحق ....
- من كتاب (من بلاغة القرآن) للمؤلف أحمد أحمد بدوي(/)
قال تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا "
ـ[سليم]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 01:38 ص]ـ
سبب [نزول هذه الآية] أن اليهود قالوا للمسلمين: بيت المقدس قبلتنا، وهو أفضل من الكعبة وأقدم، وهو مهاجر الأنبياء، وقال المسلمون بل الكعبة أفضل، فأنزل الله تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ "قوله تعالى:" لَلَّذِي بِبَكَّةَ "قال جماعة: هي مكة نفسها، وهو قول الضحاك، والعرب تعاقبت بين الباء والميم، فتقول: سَبَّدَ رأسه وسمَّده وضربة لازبٍ ولازم، وقال الآخرون: بكة موضع البيت ومكة اسم البلد كله.
وقيل: بكة موضع البيت والمطاف، سميت بكة: لأن الناس يتباكون فيها، أي يزدحمون يبك بعضُهم بعضًا، ويصلي بعضهم بين يدي بعض ويمر بعضهم بين يدي بعض.
وقال عبد الله بن الزبير: سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة، أي تدقها فلم يقصدها جبار بسوء إلا قصمه الله.
وأما مكة سميت بذلك لقلة مائها من قول العرب: مَكَّ الفصيل ضرْعَ أمه وأمتكه إذا امتص كل ما فيه من اللبن، وتدعى أم رحم لأن الرحمة تنزل بها.
ولكن سؤالي هو لماذا ورد في الآية فعل الوضع بصيغة المبني للمجهول ولم يذكر الباني للبيت؟؟؟(/)
إتقوا حق الأرحام أن تقطعوها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 07 - 2005, 07:46 ص]ـ
قال تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) 1 النساء
# الأرحام جاءت منصوبة وفي قراءة مرفوعة
# لنركز نظرنا على القراءة بالنصب "وَالأَرْحَامَ"
بالطبع لا يمكن أن يكون المعنى "اتقوا الأرحام" فهذا عكس ما تأمر به الأحاديث من صلة
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت] رواه البخاري
# أمامنا حلّان
الأول--أن نقدّر محذوفا هو "أن تقطعوها" أي يؤول المعنى إلى "إتقوا حق الأرحام أن تقطعوها" --بالعطف على " اللَّهَ "
وهو عطف خاص على عام لأن من تقوى الله صلة الأرحام
الثاني--أن تنصب على الإغراء كقولك--الشاحنة--الشاحنة أي تلفت الإنتباه إليها
فيكون المعنى --"والأرحام الأرحام صلوها ولا تقطعوها" ويتضمن هذا التفسير الأمر بالصلة وتحريم القطع
ـ[الكوفي]ــــــــ[13 - 07 - 2005, 08:36 م]ـ
لا أدري هل قرئ بالرفع هنا كما ذكرت ******** ... أم أنك كنت تقصد قراءة الجر ... فسبقت أناملك إلى الرفع؟!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 07 - 2005, 08:52 م]ـ
أظن أن الأسلوب غير لطيف
إذا أعدت الصياغة أجبناك
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 03:50 م]ـ
حبذا التأني في الأمور كلها والأناة.
أصاب الأستاذ الشرباتي بعض الحقيقة، وترك الكوفي بعضها، والصحيح أن آية " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " قرئت " والأرحام" بالنصب عطفًا على لفظ الجلالة " الله" وبالجر عطفًا على ضمير " به " وبالرفع على الابتداء، والخبر محذوف، أي: والأرحامُ مما يجب أن تتقوه وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه، والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 04:56 م]ـ
البصري
البصري
السلام عليكم
أنا من عادتي أقدّم المشاركة على أجزاء
لذلك أنا أصبت كل الحقيقة
لأن موضوعي عن قراءة النصب
أمّا قراءة الجر وقراءة الرفع فتركتهما للتحاور
وزميلك لم يشارك بأسلوب مقبول
وحقي عليك أن تنكر عليه ذلك لا أن تتهمني بالتقصير
ـ[البصري]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 03:46 م]ـ
لذلك أنا أصبت كل الحقيقة
لأن موضوعي عن قراءة النصب
أمّا قراءة الجر وقراءة الرفع فتركتهما للتحاور
أما موضوعك عن قراءة النصب فحقيقة كاملة.
أما أنك تركت قراءة الجر والرفع فبعض الحقيقة، تقول: لماذا؟
يقال: لأنك أشرت إلى قراءة الرفع ولم تشر إلى قراءة الجر، ومن هنا فأنت تركت بعض الحقيقة، ولو لم تشر إلى إحدى القراءتين وتركتهما جميعًا، لما رد عليك الكوفي فيما يظهر.
وعلى كل فالخطب يسير، وإن كان الذي أغضبك من الكوفي قوله: (*******)، فعندي أن لها محملا حسنا، ولا سيما وقد عبر الكوفي بلفظ " أنامل" وهو لفظ حسن، وإن كان الذي أغضبك خطؤه فما هو بدعًا في هذا، ولكن " خير الخطائين التوابون "
تم حذف الكلمتين لحذف ما يقابلهما في المشاركة السابقة
القاسم
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 04:11 م]ـ
جزيت خيرا أخي البصري
ـ[الكوفي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 07:54 م]ـ
جزيتم خيرا على نصحكم ... ولكن أرجو ألا تكونوا على هذه الدرجة من الحساسية ... وإن رأيت أخي القاسم أن تحذف مشاركتي من أصلها وتقتلع جذرها فأحسبه خيرا من تعديلها بهذه الطريقة ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:14 م]ـ
الحمد لله
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 08:57 ص]ـ
السلام عليكم
بما أن الرسالة وصلت أخي الكريم الكوفي فسأزيل هذا التعديل بهذه الطريقة.
أما عن الحساسية التي ذكرت فأقول يا أخي العزيز أنت رأيت أثر مشاركتك على محاورك.(/)
الناسخ والمنسوخ
ـ[سليم]ــــــــ[13 - 07 - 2005, 08:37 م]ـ
السلام عليكم
النسخ لغة: عبارة عن إبطال شئ وإقامة آخر مقامة,; يقول الله تعالى:" مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا"والآية الثانية ناسخة والأُولى منسوخة. والعرب تقول: نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته أَزالته, والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله; قال العجاج:
إِذا الأَعادي حَسَبونا, نَخْنَخوا =بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ
أَي لا يَحُول. ونسَخَت الريح آثار الديار: غيرتها. و النُّسخة بالضم: أَصل المنتسخ منه. و التناسخ في الفرائض والميراث: أَن تموت ورثة بعد ورثة وأَصل الميراث قائم لم يقسم, وكذلك تناسخ الأَزمنة والقرن بعد القرن. و النسخ في اللغة موضوع بإزاء معنين أحدهما الزوال على جهة الانعدام والثاني على جهة الانتقال , أما النسخ بمعنى الإزالة فهو أيضا على نسخ إلى بدل نحو قولهم نسخ الشيب الشباب, وأما النسخ بمعنى النقل فهو من قولك نسخت الكتاب ما فيه وليس المراد به إعدام ما فيه ومنه قوله تعالى " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون "يريد نقله إلى الصحف أو من الصحف إلى غيرها, واما شرعاً فالنسخ هو إبطال الحكم مع إثبات الخط وكذلك هو في السنة أو في الكتاب أن تكون الآية الناسخة والمنسوخة ثابتتين في التلاوة إلا أن المنسوخة لا يعمل.
والنسخ إنما يقع في الأوامر والنواهي ولا يجوز أن يقع في الأخبار المحضة, لأن العبرة في إبطال حكم وإثبات غيره. والنسخ يكون بين القرآن والقرآن, والقرآن والسنة, والسنة والسنة, ولا نسخ فيما عداهم.
فالقرآن ينسخ القرآن والسنة, ولا شيئ ينسخ القرآن إلا القرآن, والسنة تنسخ السنة.
والدليل على جواز النسخ: القرآن وفعل الرسول عليه الصلاة والسلام وإجماع الصحابة.
اما القرآن فقد قال الله تعالى:":" مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَ",وقوله تعالى في سورة النحل:" وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ* قُلْ نَزَّل رُوحُ القُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين*,فآيات النحل تُقر أن النسخ وارد (:" وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ) ,ونلاحظ ان فعل التبديل قد نُسب الى الله عزوجل, وأن هذا التبديل لعلمه سبحانه وتعالى بما ينزل ,وفي نفس الآية ينفي الله أن يكون محمد عليه الصلاة والسلام هو الذي بدل الآيات ووصف الذين يدعون ذلك أنهم لا يعلمون. واما فعل الرسول ,فهوما قام به إزاء شارب الخمر في المرة الرابعة حيث جلده ولم يقتله كما روي عنه عليه السلام أنه قال في شارب الخمر:"فاذا شربها الرابعة فاقتلوه".واما إجماع الصحابة فقد انعقد اجماعهم على ان الاسلام ناسخ لجمبع الشرائع السابقة, واعقد اجماعهم على نسخ وجوب التوجه الى بيت المقدس باستقبال الكعبة, وعلى نسخ الوصية للوالدين والاقربين بآية الميراث, وعلى نسخ صوم يوم عاشوراء بصوم رمضان.
ومن ذلك ما قال الصحابة في شأن معرفة الناسخ والمنسوخ: عن أبي عبد الرحمن قال مر علي رضي الله عنه على قاض فقال له أتعرف الناسخ من والمنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت , وعن سعيد بن أبي الحسن أنه لقي أبا يحيى المعرف فقال له أعرفوني أعرفوني يا سعيد أني أنا هو قال ما عرفت أنك هو قال فإني أنا هو مر بي علي رضي الله عنه وأنا أقض بالكوفة فقال لي من أنت فقلت أنا أبو يحيى فقال لست بأبي يحيى ولكنك تقول أعرفوني أعرفوني ثم قال هل علمت بالناسخ من المنسوخ قلت لا قال هلكت وأهلكت فما عدت بعد ذلك أقض على أحد أنافعك ذلك يا سعيد , وعن أبي جرير قال سئل حذيفة عن شئ فقال إنما يفتي أحد ثلاثة من عرف الناسخ والمنسوخ قالوا ومن يعرف ذلك قال عمر أو سلطان فلا يجد من ذلك بدا أو رجل متكلف ,و عن الضحاك بن مزاحم قال مر ابن عباس رضي الله عنهما بقاض يقضي فركضه برجله قال أتدري ما الناسخ من المنسوخ قال ومن يعرف الناسخ من المنسوخ قال وما تدري ما الناسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 07 - 2005, 08:57 م]ـ
هذه الآية من مقالك (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَ)
أمّا الآية الصحيحة فهي (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) 106 البقرة
فخبرنا لو سمحت عن الموقع الذي نسخت منه الآية حتى نحذر منه(/)
وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 07:26 ص]ـ
:::
قال تعالى
(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) 154 الأعراف
الصورة صورة حسية لغضب يتكلم ويتكلم ويهيّج موسى دافعا إيّاه للقيام بإعمال فورية سريعة تجاه ما حصل من ارتداد لقومه وعبادتهم للعجل
تخيل معي زوجتك تتكلم وتتكلم غاضبة منك لأنّك لم تحضر لها ما طلبت منك وعندما تسكت تقول في نفسك --أشهد أن لا إله إلّا الله--تعبيرا عن الراحة لأنّها سكتت
فالغضب هنا صّوره السياق بكائن عاقل يصرخ ويصرخ بموسى--تحرّك تحرّك --مغريا موسى بإجراءات عنيفة ضد أخيه
ويسمّى هذا في عرف البلاغيين الإستعارة فقد شبه الغضب بإنسان متكلم وحذف المشبه به وهو الإنسان
وطريق الإستعارة أبلغ من قولنا "ولما سكن غضب موسى" مثلا
إذ لا يشعرك هذا الكلام بالهزة التي أشعرتك بها الآية
(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ)
قال إبن عاشور
(والسكوت مستعار لذهاب الغضب عنهُ، شُبّه ثَوَرانُ الغضب في نفس موسى المنشىء خواطر العقوبة
لأخيه ولقومه، وإلقاء الألواح حتى انكسرت، بكلام شخصُ يغريه بذلك، وحسّن هذا التشبيه أن
الغضبان يجيش في نفسه حديث للنفس يدفعه إلى أفعال يطفىء بها ثَوران غضبه، فإذا سكن غضبه
وهدَأت نفْسه كان ذلك بمنزلة سكوت المغري، فلذلك أطلق عليه السكوت، وهذا يستلزم تشبيه الغضب
بالناطق المغري على طريقة المكنية، فاجتمع استعارتان، أو هو استعارة تمثيلية مكنية؛ لأنه لم تذكر
الهيئة المشبهُ بها ورُمزَ إليها بذكر شيء من رَوادفها وهو السكوت، وفي هذا ما يؤيد أن إلقاء
الألواح كان أثر للغضب.)
___________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:16 م]ـ
الحمد لله(/)
جريمة من جرائم الاعتباط ... أين أنت يا سليم!
ـ[عالم آخر]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 03:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حسناً يا أمتي العزيزة ...
لا أدري كيف فهمت أنتِ القرآن وكن هذا هو فهمي ..
" لقد وضعت القواعد والآراء التفسيرية بتعسف يدعو الى الاستغراب فهذا ابن خالويه يقول في كتاب (ليس من كلام العرب) ما نصه: وليس في كلام العرب (بعد) بمعنى (قبل) الا في قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). فقد ظن أن الذكر هو القرآن, واذن فكيف يكون الزبور (من بعد) الذكر؟ فلابد أن يكون (من قبل) لأنه قبل القرآن, وعليه فان (بعد) هي بعد عند جميع الأمم, وعند جميع العرب الا عند الوحي وفي موضع واحد هي بمعنى (قبل)! فهل سمعتم أيها التاس في تاريخ الخلق كلهم شرحاَ لمفردة لغوية بهذه الطريقة العجيبة؟
واذا كان أحدهم قد توهم أن الذكر هو القرآن أو (حرٌف) الأمر عن قصد فقد جاء النحوي ليعطيه شهادةً على صحة ما فعل, بادعائه ان قبل هي قبل وبعد هي بعد في كل لغات الأمم الا في هذه الآية فان بعد هي قبل! وصارت من بعد في ذلك قاعدة يجري عليها التفسير كلما مر بالآية.
وكان الأجدر بالنحوي دون سواه أن يتوقف هنا ويتأمل .. فعسى أن يكون ما قاله الناس عن معنى الذكر شيئاً خاطئاً!
و (الذكر) هذا اللفظ المعرف بأل التعريف ورد في القرآن أكثر من مرة وهو يدل دلالة واضحة على انه شيء غير القرآن. لاحظ الآيات التالية: (ص والقرآن ذي الذكر) -ص1 و (أنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل عليهم ولعلهم يتفكرون) - النحل 44.
فهل يعقل أن يكون (القرآن ذي القرآن)؟ وهل يعقل أن القرآن أنزل اليه (ص) ليبين للناس القرآن؟ تلك دلالة من أوضح الدلالات هجرها النحويون والمفسرون معاً. والذين وجدوا حرجاً في تحويل (بعد) الى (قبل) لم يخرجوا قط ولا يفكروا أبداً في أن يخرجوا من المفهوم الخاطئء الذي يجعل الذكر والقرآن شيئاً واحد- فخرجت نأويلاتهم باردة مثل برودة أعصابهم.
حيث زعموا أن القرآن قبل الزبور في (اللوح المحفوظ)! فانظر أي اطلاع لديهم على الأسرار الالهية وملفات الرسالات السماوية .. ولا نعلم ما الذي أدراهم بتلك الأسرار, اذ كل ما نعلمه هو أن الزبور أيضاً من كلام الله (ولقد آتينا داود زبورا) - الاسراء 55.
ولم يتوقف الأمر عند أمثال ذلك فكان القرآن هو مسرح مجادلاتهم النحوية وقواعدهم الاعرابية, يؤولون كيف شاءوا ويحذفون كيف شاءوا ويقدرون الجملة كيف شاءوا ويقدمون ما تأخر ويؤخرون ما تقدم, ويجعلون الحقيقة كناية والمثل استعارة .. وكل ذلك وغيره هو في الحقيقة (قواعد نحوية) وشروح بلاغية.
أما القرآن نفسه عندهم فليس فيه قواعد خاصة وليس له نظاماً يحكمه, انه مفتوح دوماً ليأخذ منه الجمبع ما شاءوا وسواء كانوا من البصرة أم الكوفة أو الشام .. ! "
ـ[أمين هشام]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:04 م]ـ
!!!!!!!!!!!!!
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 09:34 ص]ـ
أما القرآن نفسه عندهم فليس فيه قواعد خاصة وليس له نظاماً يحكمه
ألم نتوقف عن مثل هذا؟!
أيضا عليك بالتوثيق وذكر المراجع.
و لا يعني وجود هذا الرأي عند أحد ما لا يعني السماح بكتابة مشاركات تصرح أو تلمح فيها عن منهجك الذي ذكرت.
الأستاذ عالم آخر
إن إدراج أي مشاركة تتعلق بمنهجك قبل أن تصلنا الفتوى
يعد تكرارا لمخالفة سبق تنبيهك عليها لذا فإني أبلغك أن
اشتراكك سيجمد إذا تكررت المخالفة مستقبلا.
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 11:28 ص]ـ
لماذا لا تعتبر ما كتبته وعظاً أكثر ما يكون اتهام!
ـ[الأحمدي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 01:26 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم القاسم، الله أعلم بمقدار محبتي للفصيح، و هو أعلم أيضا بمقدار كرهي لهذا المنتدى من منتديات الفصيح.
هل قمت بافتتاح هذا المنتدى لكي يقول الناس برأيهم في القرآن و يسبوا علماء السلف و لم يبلغوا حبة خردل من علمهم؟
أما و الله إني لك ناصح، لا يُكتب إفك في هذا المنتدى إلا و لك منه كفل
و اعلم - حفظك الله - أن الحلم في ذات المرء حكمة، و الحلم في ذات الله سفاهة
فكن حازما و اقض ثم لا تنظِر، فإن هناك من يدس السم في العسل.
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 02:02 م]ـ
وصل وسلم على المبعوث رحمة للعالمين ..
الحق لا يعرف بالرجال .. اعرف الحق تعرف أهله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 02:25 م]ـ
لماذا لا تعتبر ما كتبته وعظاً أكثر ما يكون اتهام!
يعظنا من لغته العربية سكر خفيف
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 03:49 م]ـ
احمد ربك على أنه علمك أعظم وأحسن لغة في الكون وهي لغة القرآن وغيرك في هذا العالم ربما لا يعرف حتى معنى حرف واحد .. أو ربما يكون فاقداً للعقل .... احمد ربك واشكره على هذه النعمة ولا تستهزيء بأي مخلوق في هذا الكون فانت لم تكن وقد أوجدك الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 03:56 م]ـ
أخي عالم آخر
قلتَ: الحق لا يعرف بالرجال .. اعرف الحق تعرف أهله
وصواب هذا المقولة: الحق لايعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف من هم الرجال0
وفي الحديث أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيفما يشاء 0
لذا نجد المسلم الحق يسأل الله حسن الخاتمة، وسئل أحد العلماء عن رجل فقال: أنا لا أحكم بين الأحياء!
لأن الدنيا دار ابتلاء والمسلم فيها مبتلى وإنما العبرة بالنهاية والختام0
ساءني قولك:
فخرجت نأويلاتهم باردة مثل برودة أعصابهم.
حيث زعموا أن القرآن قبل الزبور في (اللوح المحفوظ)! فانظر أي اطلاع لديهم على الأسرار الالهية وملفات الرسالات السماوية .. ولا نعلم ما الذي أدراهم بتلك الأسرار, اذ كل ما نعلمه هو أن الزبور أيضاً من كلام الله (ولقد آتينا داود زبورا) - الاسراء 55.
ولم يتوقف الأمر عند أمثال ذلك فكان القرآن هو مسرح مجادلاتهم النحوية وقواعدهم الاعرابية, يؤولون كيف شاءوا ويحذفون كيف شاءوا ويقدرون الجملة كيف شاءوا ويقدمون ما تأخر ويؤخرون ما تقدم, ويجعلون الحقيقة كناية والمثل استعارة .. وكل ذلك وغيره هو في الحقيقة (قواعد نحوية) وشروح بلاغية.
.. ! "
وهؤلاء العلماء الأخيار الذين قدحت فيهم ولم تستثن منهم أحدا، هم علماء خاضوا بحر العلم ومعهم زاد علمي يؤهلهم بأن يكونوا من أهل الحل والعقد في هذه المسائل، ولاتنس أنهم علماء وأعلام، مكانتهم في العلم مرموقة وأقوالهم عند الخاصة والعامة موثوقة، وحبذا لو أنزلت الناس منازلهم0
أخي عالم آخر ...
غير مسموح لك التجاسر على القرآن والعلماء بهذه الطريقة المستهجنة0
الكتابة لها حدود يجب أن تقف دونها، وعليك مراعاة ذلك مستقبلا0
أرجو ذلك ....
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 06:16 م]ـ
أخي الحبيب أبوسارة
ان التعابير المستخدمة هي اسلوب انشائي وهي ان خرجت فهي لا تحمل بين ثناياها الا ثغراً رحيماً كثغر الأب الشفيق الذي يؤدب ابنه لا غير! وهذا الاسلوب مطلوب أحياناً وهو طبيعي جداً بين العلماء المتحاورين ولكني أريدك أن تنظر الى المضمون يا أخي فالرجال يذهبون ولكن الحق يبقى وأنا لم أسب هؤلاء الأشخاص فليس هذا مهماً لأن الموضوع أكبر من هذا بكثير ولا يوجد فيه أشخاص وذوات .. لا يوجد الا الله وكتابه وكلام رسوله .. ولا تنسى أن لا تقدس الأشخاص وآرائهم مهما كانوا فاضلين والمناط هو الحق وأنت لو نظرت الى كل كتاباتي لوجدت بأني بقدر ما استطعت جعلتُ المتكلم هو القرآن وليس أنا .. انه القرآن يدافع عن نفسه ولا يحتاج هذا الأمر الا الى أن تجعل القرآن اماماً لك وليس الرجال وأنا لا أخاف أن يحاسبني الله لأن حجتي أقوى من حجتهم! فقط اقرأ ما قلته بدون خوف .. نعم الأمر يختلف عندما يكون الحديث والتفسير منسوباً الى النبي (ص) هنا تخرس الألسن وترتعش الأقلام وتشتد الخطورة .. فنبحث هل الحديث صحيح قاله الرسول (ص) أو لا ولا أرى أي تقسيمات أخرى .. !!
وأنا متأكد أنك ستفهم ما أقول يوماً ما!!
مع العلم ان كل ما في الكلام المقتبس هو حقيقة ولي شواهد كثيرة على ما أقول ولا يستطيع أي مخلوق (واعتبر هذا تحدي مني) أن يرد على هذه الشواهد!! صدقني يا أخي!! ولكن يبدو بأن الأخ القاسم سوف يوقف تسجيلي في المنتدى بسبب ما حدث من التشنج اليوم.
آخر نصيحتي لك: لا يهمك أي قول مهما كان الانسان الذي أمامك عظيماً لأن الحق هو كلام الله ورسوله والباقي هباء!! والحق أحق أن يتبع!
ابحث في القرآن والأحاديث المروية وستجد نفسك ترى الحق .. انشاء الله!
أخوك عالم آخر
ـ[الأحمدي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 09:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى، و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله المصطفى المبعوث رحمة للعالمين
أما بعد
عالم آخر، الدين النصيحة، و هذه نصيحتي لك:
أنت مصاب بالكِبر الخفي، و تحس أنك أشد الناس تواضعا، أسأل الله أن يشفينا و يشفيك.
و لقد كنتُ مصابا بهذا المرض فشفاني الله بفضله، لكن صدقني ... الدواء مُر.
دعني أريك و افتح قلبك للحق:
1 - تظن أن الأمة كلها مخطئة، و أنت الوحيد المصيب:
حسناً يا أمتي العزيزة ...
لا أدري كيف فهمت أنتِ القرآن وكن هذا هو فهمي ..
و لو أنك بحثت عن قوم أو جماعة يشابهونك في آرائك لكان خيرا لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - تظن أنك خير من السلف، بل لعلك تظن أنه لا خير في السلف:
آخر نصيحتي لك: لا يهمك أي قول مهما كان الانسان الذي أمامك عظيماً لأن الحق هو كلام الله ورسوله والباقي هباء!!
فأين المأثور عن السلف؟ و عليه تُبنى أحكام فقهية.
وأنا لم أسب هؤلاء الأشخاص فليس هذا مهماً لأن الموضوع أكبر من هذا بكثير ولا يوجد فيه أشخاص وذوات
"هؤلاء الأشخاص" منهم صحابة أنت تخالفهم في الرأي، و نعم سببتهم فهم جزء من أمتك الضالة في اعتقادك، و لهم آراء شارَكَت في "الجريمة الإعتباطية" كما تسميها.
فأين أنت من الحديث: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"؟
و الحديث: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. "؟
3 - فيك ثقة بالنفس زائدة عن الحد المعقول:
مع العلم ان كل ما في الكلام المقتبس هو حقيقة ولي شواهد كثيرة على ما أقول ولا يستطيع أي مخلوق (واعتبر هذا تحدي مني) أن يرد على هذه الشواهد
اسأل نفسك، ماذا تريد؟
تريد أن تهدي أمتك؟
إن كنت تريد أن تهدي أمتك فاذهب إلى أهل العروة الوثقى في هذا العلم، اذهب إلى ملتقى أهل التفسير، اذهب إلى ملتقى أهل الحديث ... و إن كنت قد ذهبت هناك و قاموا بطردك فالأولى بمشرفينا أن يقتدوا بفعل من هم خير منهم.
أنت ما جئت هنا إلا لأحد أمرين:
1 - إما أنك تحب الظهور.
2 - و إما أنك تريد في قرارة نفسك إضلال أكبر قدر ممكن من أمتك.
و طريقتك في استجداء الرأي العام معروفة، تذهب لتصنع موضوعا لتقول فيه بصوت المظلوم: سأوقف بسبب التشنج.
نعم، ستوقف بإذن الله إن كان في هذا المنتدى خير، و كنتَ لما غضب القادرون عليك خفضت رايتك و ألنت مقالتك، و لما حلموا عنك عدتَ لدس السم في العسل.
و أخيرا:
ابحث في القرآن والأحاديث المروية وستجد نفسك ترى الحق .. انشاء الله!
أهذا خطأ ترتكبه و تظن أنك خير من التابعين؟ اكتب: إن شاء الله
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تكون مسلما ضالا فقط لا كارها للإسلام، و أن يهديك الله قبل أن يتوفاك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 10:57 م]ـ
(واعتبر هذا تحدي مني)
.. انشاء الله!
أخوك عالم آخر
ثقة عالية ولغة ليست عربية
ولا أدري كيف يفسر القرآن من كانت هذه لغته؟؟
من يفهمه أغلاطه يا عالم
ـ[عالم آخر]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 11:06 ص]ـ
السلام عليكم
الأحمدي .. أتمنى من الله أن يشفيني ويشفيك جميع مرضى القلوب.
قولي: حسناً يا أمتي العزيزة ... هو اسلوب انشائي ومقدمة فقط .. وهي عزيزة علي جداً فما الذي يغضبك أنت؟ واحذرك من البهتان فأنا لم أقل بأن الأمة كلها مخطئة وأنا المصيب يا أيها المتهور فما دخل الأمة هذه التفاسير المنسوبة للسلف. ولكن كما ظننت أنت تقدس أشخاص (رجال) وليس الحق! وأنا لم أقدح في تقواهم و لم أسب احداً ولا أدري حقاً ما بك يا أخي!
ان هذا نقاش علمي بحت .. وقد سئمت من ترديد هذه العبارة .. تقول لي المأثور عن السلف والأحكام الفقهية قل لي أيها المسكين ألا تخجل من نفسك وأنت تشاهد الاختلافات الفقهية الكثيرة في المسألة الواحدة وبعد ذلك تقول كلهم على حق وأنهم اجتهدوا؟؟ أخي هناك أكثر من تفسير للآية الواحدة وأكثر من سبب نزول مروي وأنت تقول المأثور عن السلف!! أنا أعرف ما هو ردك ولكنه لن يفيدك شيئاً لأنك مرة أخرى تأخذ الحق من الرجال وتعيش في سلسلة من الاحتمالات وفي النهاية تخرج بشيء وتقول ان شاء الله هذا هو الصحيح ويخرج غيرك ويقول كلا هذا هو الصحيح .. وكلُ منكما يقول هذا من مأثور السلف!!!!
ثم تصفني بالضال ... الذي أتى الاسلام لكي يفتحه لك ولكنك لم تفهم الاسلام لحد الآن .. الاسلام يقول لك: لا تقل لي آبائي وأنت تقولها ......... وهذه عندي هي المأساة الكبرى للانسانية كلها!! وليتك تفهم ما أقول ولكن يبدو انك لن تفهم وسترد علي بجواب قاس تصب فيه جام غضبك وانزعاجك وخوفك من الحياة ومن الآخر وكأنني أدعوك الى المسيحية أو الكفر .. !!
لا حول ولا قوة الا بالله
وانا لله وانا اليه راجعون
ـ[الأحمدي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 03:30 م]ـ
السلام على من اتبع الهدى
لا لن أرد عليك برد قاس أو ما شايه ذلك
نصحتك و لا تحب الناصحين، ماذا أفعل لك إن أراد الله أن يضلك؟
و شكرا للأخ أبي سارة على تعديله، لكن مالحكمة من صبركم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 04:07 م]ـ
شكراً لك ..
حسناً أنت نصحتني وأنا نصحتك أيضاً .. واسمح لي على الغلظة ..
وسنبقى اخوان ان شاء الله [ u]!!
ـ[عالم آخر]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 04:09 م]ـ
ملاحظة: اطمئن يا صديقي لست ضالاً ولا كارهاً للاسلام ... بل أفديه بدمي!
ـ[أبو سارة]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 04:50 م]ـ
أخي عالم آخر
بداية، أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك إلى مايحبه ويرضاه، وأسأله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه0
أخي الفاضل
لاشك أن فهم القرآن مطلوب من كل مسلم، وقد أمرنا الله تعالى بتدبر هذا القرآن وفهم آياته وأخذ العبر والتخلق بأخلاقه0
وقد ورد عن أم المؤمنين رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام أنها قالت: "كان خلقه القرآن"0
وفهم القرآن وتفسيره له ضوابط وقيود محددة، وهذه الضوابط معروفة عند أهل العلم، والتزامنا بأقوال أهل العلم في هذه المسألة هو الصواب، ولو جاء كل إنسان ليفسر القرآن على هواه دون الرجوع إلى أقوال المفسرين لأصبح الأمر في غاية الفوضى 0
والإنسان إذا كان لايعلم فعليه سؤال "أهل الذكر"،ولاتنس أن تفسير كلام الله تعالى بغير ما أراد الله إنما هو تقوّل على الله! وهذا أمر خطير جدا 0
أخي الفاضل، قد تكون ترى بنفسك أنك وصلت لأشياء لم يصلها العلماء الذين سبقوك!
وإذا كان الأمر كذلك، فلم لاتتجه إلى علماء التفسير وتعرض عليهم فهمك لكي تستفيد من توجيهاتهم وتسترشد بنصائحهم، ولعلهم يستفيدون منك أيضا!
أتمنى أن تعرض موضوعك في ملتقى التفسير 0
في منتدى البلاغة هنا، يتناول الأساتذة بعض المسائل لإبراز جمال لغة القرآن، وتحديد مواضع البلاغة والبيان في أقوال المفسرين 0
أما أنت –هداك الله- فتقول بأنك أتيت بما لم تستطعه الأوائل!،وتدعونا لفهم جديد لم نعهده من قبل 0
يا أخي إذا أردت أن تطاع فاطلب مايُستطاع!
والله لو جئتنا بأي أمر آخر وخالفت فيه الأولين والآخرين فربما أوجدنا لك بعض العذر، أما في "القرآن" فاعذرنا "دع مايريبك إلى مالايريبك"0
أنا لا ألوم بعض الإخوة في أقوالهم، لأنك صدمتهم بأقوالك "المرسلة"،وكانت النتيجة أن وجدنا أنفسنا أمام كلمات لانحب قراءتها! لأن كل فعل له ردة فعل!
أخي الفاضل: سبق أن طلبت منك الكف عن الكتابة في هذه الموضوعات، وها أنا أعيد ...
أرجو ثم أرجو أن تترك هذه الموضوعات وإلا سأضطر بكل أسف لحذف أي مشاركة مخالفة0
لا نريد أن نخسرك مشاركا نافعا معنا في هذا المنتدى، وكما نحرص على ذلك أرجو أن تبذل أسباب الحرص من نفسك0
ودمت سالما،،،
ـ[سليم]ــــــــ[18 - 07 - 2005, 08:30 م]ـ
السلام عليكم
اخواني في الله ,اطلب منكم العذر على عدم تبليغي اياكم انقطاعي هذا والذي سوف يستمر شهراً أخر , وذلك بسبب سفري الى دولة عربيه طلباً للرزق, وان شاء الله سوف اعود بأسرع وقت ممكن.
فأرجو ان تلتمسوا لي عذراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وركاته
بالكاد استطعت ان اكتب هذه الكلمات.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 07 - 2005, 10:04 م]ـ
الأخ سليم ..
أعادك الله إلى أهلك وإلينا سالماً غانما ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 07 - 2005, 10:15 م]ـ
أخي سليم
نستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه0
نسأل الله لك حسن الإياب0(/)
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 05:25 م]ـ
قال تعالى
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) 105 الأنبياء
# بداية لنتعرف على معنى الزبور من معاجم اللغة
قال في لسان العرب (والزَّبْرُ: الكتابُ، والجمع زُبُورٌ مثل قِدْرٍ وقُدُورٍ؛) # أمّا آراء العلماء فكانت
* الزبّور هي الكتب المنزّلة والذكر هو الكتاب الأم لها والذي في السماء وهو قول سعيد بن جبير والكلبي ومجاهد
* الزبّور هو القرآن والذكر هو التوراة وهو قول قتادة والشّعبي
* الزبّور هي الكتب والذكر علم الله عز وجل وهو قول الرازي
وقول الفخر الرازي بدقة (وهو أن المراد بالذكر العلم أي كتبنا ذلك في الزبور بعد أن كنا عالمين
علماً لا يجوز السهو والنسيان علينا، فإن من كتب شيئاً والتزمه ولكنه يجوز السهو عليه فإنه لا
يعتمد عليه، أما من لم يجز عليه السهو والخلف فإذا التزم شيئاً كان ذلك الشيء واجب الوقوع.))
وهذا القول من نفائس الفخر الرازي
وكما تلاحظون ليس من أقوالهم أن " بعد" بمعنى " قبل " كما يشنع عليهم البعض
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:12 م]ـ
] الحمد لله على حفظه القرآن من كيد الكائدين العابثين]
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 11:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أخي جمال .. كلنا يهمنا القرآن ويستحيل أن يوجد مسلم يؤمن بالقرآن ويريد أن يكيد أو يعبث به.
أما بالنسبة الى قولك: "وكما تلاحظون ليس من أقوالهم أن "بعد" بمعنى "قبل" كما يشنع عليهم البعض" فأقول: بل هذا من قولهم وقولك أنت وقول أكثرية المعاصرين اليوم لأنكم مظطرون الى الأخذ بهذا القول! ستسألني كيف؟ أقول: لأني اذا قلت لك بأن القرآن ربما وقع فيه تحريف أو ضياع لبعض السور ستقول: كلا مستحيل ان الله يقول: (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) وستقول بان الذكر يقصد به الله القرآن وهنا ستقع في ورطة عندما أسألك هل الذكر في قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) هو القرآن.
وليس ذاك وحسب بل تعود تناقض نفسك مرة أخرى وتأتي بأقوال سعيد بن جبير والكلبي والرازي وغيرهم والتي يقولون فيها بأن الذكر شيء آخر غير القرآن!!!! وهكذا تحلق من غصن الى غصن على ركام شجرة الاعتباط التي خلقها بعض السابقون.
وشكراً لك على ايراد التفاسير السابقة ولكن اسمح لي أن أتفكر قليلاً في ما أورده هؤلاء المفسرون (رحمهم الله) وأقول:
قول سعيد بن جبير والكلبي ومجاهد (ان صحت النسبة اليهم) بأن (الزبور) هي الكتب المنزلة فلماذا لم يقل (زُبُر) كما في قوله تعالى (زُبُر الأولين) وقولهم بأن الذكر هو الكتاب الأم والذي في السماء فكيف يقول الله تعالى: (انا نحن نزلنا الذكر)؟ اسألك: هل انزل الله الكتاب الأم؟
وقول قتادة والشعبي (ان صحت النسبة اليهم) ان الزبور هو القرآن والذكر هو التوراة فهل آتى الله داوود قرآناً؟ (ولقد آتينا داوود زبورا). ولماذا تعهد سبحانه بحفظ التوراة من دون القرآن (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)؟ بل هل أنزله على النبي (ص) لكي يبين القرآن؟؟ (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل عليهم ولعلهم يتفكرون) .. !
أما قول الرازي (رحمه الله) فالظاهر أن النسبة اليه صحيحة فاقول:
أخي لماذا لا نرجع الى القرآن نفسه لنعرف ما هو الذكر؟ ما رأيك؟ فقد وصف الله كتابه بأنه تبيان لكل شيء وكل شيء يعني كل شيء .. ولكن أين هذا التبيان؟ .. انه في آيات القرآن نفسه (ولقد انزلنا اليكم آياتٍ مُبينات) النور-34. -لاحظ الشدة على الياء- والآن ساحاول أن أقرب لك المعنى ..
أولاً: ان تفسير الرازي للآية يستقيم ان كان الله قد قال: ولقد كتبنا في الزبور من بعد ذكرٍ-أي علمٍ- أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) هذا بفرض التسليم له بأن الذكر هو العلم.
وثانياً: الى المناقشات ..
فلننظر في قوله تعالى: (وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولن انه لمجنون) كيف يُسمع العلم؟
واستمع لقوله تعالى: (أءلقي عليه الذكر من بيننا) لتجد بأن كلام الله في وادٍ وكلام الرازي في وادً آخر. ولا أظنك تقول بعصمته (رحمه الله) فالله يخبر النبي (ص) عن قول قوم بأن الذكر شيء يلقى على الانسان ولم يصحح لهم سبحانه التعبير ولا المعنى .. اذن هو شيء يلقى! فيحق لنا أن نسأل الرازي (رحمه الله) بكل هدوء: لماذا فسرت الذكر بالعلم؟ فالله لم يقل العلم بل قال الذكر وأكيد هناك معنى آخر يريده الله وهو ليس العلم والا لقال العلم .. ألا ترى بأن هذا الذي قمت به هو تضليل وليس تفسير؟
واستمع الى قوله تعالى: (لقد أضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا) ولقد جاءك أنت يا جمال!! هل عرفته؟ اذن اياك أن تنساه! (قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآبائهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوماً بورا).
نعم الآيات مبينات وأنا تتبعت الآيات ووجدت معنى الذكر فلم لا تقوم أنت بنفس العمل! ولكن هل سنصل كلانا الى الحق؟ أقول ربما وربما لا؟ تقول: هل أنا على حق أم أنت؟ سأقول: ربما أنت وربما أنا وربما لا أنت ولا أنا؟ ستقول: حيرتني يا عالم آخر ألم تقل بأن الآيات مُبينات؟ سأقول: نعم. ولكني لم أقل بينات! ستقول: ماذا تقصد؟ أقول: هي آيات بينات فقط عند أوتوا العلم (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) العنكبوت-49. ولست أنا منهم!
والحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 01:33 م]ـ
واستمع لقوله تعالى: (أءلقي عليه الذكر من بيننا)
وهل بعد هذا التحريف من تحريف
الآية الصحيحة هي (أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ) القمر
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 01:46 م]ـ
شكراً على التصحيح وبارك الله فيك.(/)
"الذكر"في القرآن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 01:41 م]ـ
:::
قال تعالى
(ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم (58)) آل عمران
وقال تعالى
(وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون (6) الحجر
وقال تعالى
(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون (9) الحجر
وقال
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) 43 - 44 النحل
(هل يمكن أن تكون الذكر الأولى نفس الثانية؟ ---طبعا لا)
وقال
(وما ارسلنا قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون (7) الأنبياء
وقال
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون (105) الأنبياء
وقال
(قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا ان نتخذ من دونك من اولياء ولكن متعتهم واباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا (18) الفرقان
وقال
(لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا (29) الفرقان
وقال
(انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم (11) يس
وقال
(ص والقران ذي الذكر (1) ص
وقال
(اانزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب (8) ص
وقال
(ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز (41) فصلت
وقال
(افنضرب عنكم الذكر صفحا ان كنتم قوما مسرفين (5) الزخرف
وقال
(اؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب اشر (25) القمر
وقال
(وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون (51) القلم
--------------------------------------------------------------------------------
هل يمكن أن يقول من له علم في آيات الكتاب أنّ الذكر في كافة هذه الآيات بمعنى واحد؟؟
هل يوجد شخص يحترم عقله يقول هذا الكلام؟؟
أنا أقول لكم موجود
فابحثوا عنه وانبذوه فوالله ما بلغ أحدناعشر معشار عالم من علماء سلفنا ثم نسمح لمتطاول يتطاول عليهم لأنهم قالوا انّ الذكر في آية
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون) هي التوراة
واعجبي
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 01:52 م]ـ
ان الحق لا يعرف بالرجال .. اعرف الحق تعرف أهله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 02:26 م]ـ
ولأننا نعرف الباطنية بأنّها باطل
فرجالها رجال الباطل
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 03:20 م]ـ
انك تهرب من الجواب .. جاوبني ان استطعت!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 03:20 م]ـ
:::
لنناقش قوله تعالى
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) 43 - 44 النحل
هل " الذكر" في الجملة القرآنية "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ "
هي نفسها في الجملة "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ "؟
قطعا لا
فالذكر في الجملة "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ " هو الكتب السابقة للقرآن
والذكر الذي في جملة "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ " هو القرآن المنّزل على سيدنا محمد:=
هذا مثال واضح لمن ألقى السمع وهو شهيد على أنّه ليس من ثمّة قاعدة تنص على أنّ الكلمة تحافظ على معناها في كل آيات الكتاب
فإذا قلنا أنّ الذكر في الجملة الأولى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ "
هي التوراة
وقلنا أنّ الذكر في آية " (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون (9) الحجر
هو القرآن
فلا يحق لشخص أن يتخوث قائلا
(ولماذا تعهد سبحانه بحفظ التوراة من دون القرآن (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)؟)
مشنّعا على أخيارنا الذين قالوا أنّ الذكر في آية
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) 105 الأنبياء
هو التوراة
فالذكر من الألفاظ المشتركة التي يحدد معناها السياق
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 03:43 م]ـ
نعم هكذا أريدك .. أن تشهر في وجهي سيف الدليل!!
حسناً .. أنت تقول بأن الذكر في (فاسألوا أهل الذكر) هو (والصحيح هي) الكتب السابقة للقرآن! أتعلم ما أخطر هذا التفسير يا عزيزي .. اذن نسألهم فيدعوننا الى دينهم ويقولون بأنه لا توجد اي بشارات بالنبي (ص) الخاتم وأن عيسى هو ابن الله وأنه أخبرنا بأن نحذر الأنبياء الكذبة الذين يأتون بعده ويعملون آيات عجيبة (كما في الانجيل) .. واليهود سيقولو لنا أنهم أبناء الله وأن عيسى ليس بنبي وان المسيح لم يأتي الى الآن وأن هذه الآيات التي ترونها في محمد (ص) ليست بينات ولا هي في الزُبُر (البشارات لا تنطبق عليه) ... الخ من الأباطيل!
وقل لي بالله عليك اذا كان (وأنزلنا اليك الذكر) الذكر هنا هو القرآن والله يقول بعدها (لتبين للناس ما نزل اليهم) فماذا يكون اذن ما نزل اليهم؟؟؟ أهو القرآن أيضاً؟؟؟ قل لي أأنت مع القرآن أم مع أقوال الرجال؟؟
ثم من أين أتيت بهذا الفهم: (فالذكر من الألفاظ المشتركة التي يحدد معناها السياق)؟؟ أرحو أن تشرح لي. ومع التسليم لك فان السياق كله ضدك في آية سورة النحل:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 03:59 م]ـ
قلت (أنت تقول بأن الذكر في (فاسألوا أهل الذكر) هو (والصحيح هي) الكتب السابقة للقرآن)
فكيف تسمح لنفسك بأن تغلطني ---إذا كنا قد أضمرنا" لفظ" فنستخدم هو---وإذا أضمرنا "لفظة" فنستخدم هي وكلاهما صواب
ويا ليتك راقبت خطأك (وان المسيح لم يأتي الى الآن) والذي لا يفعله تلميذ في الرابع---ومن ثمّ تأتينا بمنهج وتغلط علماءنا الأخيار
ويا ليتك راقبت قولك (واليهود سيقولو لنا) فأين النون أيها المفسر اللامع
واعجبي
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 06:26 م]ـ
هههه .. حسناً أسلم لك الانتصار في اللغة وبالنسبة الى سيقولو فهو خطأ املائي .. ولا أعرف أين الخلل في (ان المسيح سيأتي) هلا أرشدتني اليه. ولكن يا أخي جمال أرجوك أن تهديء من روعك واعتبرني أخاً مزعجاً كما أعتبرك أنا كذلك:) .. !
ومن قال بأني وصفت علمائك الأخيار بغير بخلاف هذا الوصف. أرجوك فرق بين الانتقاد الحق والموضوعي الذي يحمل أعظم هدف وهو تنزيه ساحة القرآن وبين السب والشتم!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 11:04 م]ـ
[ font=Tahoma]
( وان المسيح لم يأتي الى الآن)
(واليهود سيقولو لنا) / font]
] لغة من عالم آخر]
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 12:38 ص]ـ
لا عليك أخي جمال ..
ذرهم يخوضوا ويلعبوا ..
وإلى هذا الذي يشكّ في أن " الذكر من الألفاظ المشتركة التي يحدد معناها السياق "، والذي ادّعى في موضع آخر بأن " (الذكر) هذا اللفظ المعرف بأل التعريف ورد في القرآن أكثر من مرة وهو يدل دلالة واضحة على انه شيء غير القرآن "، فنقول ناصحين مبيّنين:
إن الذكر في اللغة هو الحفظ للشيء. وهو أيضاً الشيء يجري على اللسان. وفعله ذكر يذكر ذِكرا وذَكرا. ويُقال في اللغة تذكره وأذّكره وادّكره وأذدكره.
قال الشاعر:
تنحى على الشوك جرازا مقضبا ***** والهمّ تذريه اذدكارا عجبا
والذكر والذكرى والذكرة كلها نقيض النسيان.
وفي هذا قال كعب بن زهير:
أنّى ألمّ بكَ الخيال يطيف ***** ومطافه لكَ ذُكرة وشُعوف
وقال عنترة:
لا تذكري فرسي وما أطعمته ***** فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
يريد لا تولعي بذكره وذكر إيثاري إياه دون العيال. وهذا المعنى للذكر هو ما ورد في الشعر الجاهلي، ولم يُعرف له معنى آخر.
أما في القرآن الكريم فقد ورد الذكر وما يُشتقّ منه في مئتين وخمسين آية. ويمكننا فهم معنى الذكر في القرآن إذا أنعمنا النظر في قوله تعالى: " اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ " (المجادلة 19).
ويتحدّد موقف المرء من الدين بانحيازه إلى أحد الجانبين إما الذكر وإما النسيان. والآيات القرآنية تقابل دائماً بين هذين الطرفين. فالذاكر هو المتبّع لدين الله. والناسي هو المعرض عنه. ويتوقّف مدى الاعراض على مدى النسيان ومدّته، فهو إما نسيان مؤقّت وإما نسيان دائم، والنسيان الدائم هو الكفر بعينه.
وتوضّح الآيات الكريمة هذا الموقف، قال تعالى: " وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " (السجدة 13 - 15).
ويمكن تحديد عدّة معان لكلمة الذكر في القرآن الكريم:
1 – فالذكر هو القرآن نفسه، قال تعالى: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " (الحجر 9)، وقال تعالى: " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " (النحل 44).
2 – والذكر أيضاً صفة القرآن الكريم، قال تعالى: " ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ " (ص1)، وكل كتاب سماوي نزل على أنبياء الله عزّ وجلّ هو ذكر. قال تعالى: " أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ " (الأنبياء 24).
3 – والذكر بمعنى الشرف، قال تعالى: " وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " (الزخرف 44).
4 – والذكر هو الصلاة لله والدعاء إليه والثناء عليه. وكل حديث في الدين يقصد به العبادة، وكل اتصال بين الإنسان وخالقه هو ذكر لله. وعلى هذا المعنى وردت معظم الآيات القرآنية التي ورد فيها كلمة ذكر أو إحدى مشتقاتها مثل " ذكرى " و " يذكر " و " يذكرون ". قال تعالى: " يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " (البقرة 269)، وقال تعالى: " فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا " (البقرة 200).
من العرض السابق يمكن القول أن كلمة الذكر في القرآن الكريم أصبحت من قبيل المشترك اللفظي، الذي تؤدّي فيه الكلمة الواحدة عدّة معان. ولكن هذه المعاني يمكن إرجاعها إلى معنى واحد هو المعنى الاصطلاحي الذي استمرّ لهذه الكلمة. فالقرآن الكريم هو أصل ذكر الله تعالى. فلا عجب أن يكون هو الذكر وصفته الذكر. ومنه يُستمدّ الشرف. وهكذا يكون المعنى الاصطلاحي للذكر من المعاني التي خصّها القرآن الكريم بعد أن كان معنى عامّاً يُقصد به الذكر لأي شيء وفي أي حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 07:59 ص]ـ
أبقاك الله يا لؤي نصيرا للقرآن في وجه أهل البدعة المشنّعين على أخيارنا
ـ[عالم آخر]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 11:17 ص]ـ
السلام عليكم
لؤي .. قل لي .. كيف تفسر الآية: (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)؟
ـ[عالم آخر]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 11:19 ص]ـ
وكذلك الآية: (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون)؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 03:06 م]ـ
الأخ عالم آخر ..
أنقل لك ما ذهب إليه العلماء في مسألتك ..
فأقول - والله المستعان:
لقد استدلّ معظم الأصوليين بقوله تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " (الآية 43 من سورة النحل وكذا الآية 7 من سورة الأنبياء)، على حُجّة التقليد بين موجِب ومجوِّز، على اعتبار أن المراد بها عموم السؤال في حال عدم العلم، كما أن أكثر المفسرين قد ذهب فيها مذهب التعميم.
وذهب بعض المفسّرين والأصوليين أيضاً إلى أن الآية بمعزل عن موضوع التقليد الأصولي، مستندين إلى الدلالة السياقية، كالشوكاني في كتابيه "ارشاد الفحول" و "القول المفيد". ومما أورده في القول المفيد: وقد جاء المجوّزون للتقليد بأدلّة منها: قوله تعالى: " فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ .. "، قالوا: فأمر سبحانه من علم له أن يسأل من هو أعلم منه، والجواب: أن هذه الآية واردة في سؤال خاصّ، خارج عن محلّ النزاع، كما يفيده السياق المذكور قبل هذا اللفظ وبعده، ثم نقل عن ابن جرير والبغوي وأكثر المفسّرين: أنها نزلت رداً على المشركين لما أنكروا كون الرسول صلى الله عليه وسلم بشراً، قال: وهذا هو المعنى الذي يفيده السياق. (ينظر: القول المفيد، ص3. وإرشاد الفحول، ص268).
ولقد تعرّض صلاح الدين الصفدي في كتابه "الغيث المسجم" لهذه الآية ودلالتها، قال: مضى النحاة والأصوليون على أن (إنْ) لا يُعلّق عليها إلا كل مشكوك فيه، فلا نقول: إنْ غربت الشمس آتك، بل إذا غربت الشمس، فقوله: " إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "، فيه تشكيك، وهذا التشكيك يجعل حمل المراد على ما يقتضيه السياق، من أنها في واقعة معيّنة، متعيِّناً كما أن المراد بالذكر حتماً: عدم عمومه، كاسم جنس، بدليل الآية اللاحقة: " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ "، فالذكر في الآية السابقة، يعني الكتب السماوية السابقة، وليس القرآن، كما أكّد ذلك معظم المفسرين (ينظر: شرح الغيث المسجم، ج2، ص56).
وقد ناقش ابن كثير رحمه الله ما ذهب إليه البعض من أن المراد بالذكر هو القرآن قائلاً: هذا صحيح، ولكن ليس هو المراد هنا، لأن المخالف لا يرجع في إثباته بعد إنكاره إلى القرآن. (ينظر: تفسير ابن كثير، ج4، ص118).
ولو أن بعض علماء الأصول تمسّكوا بهذا القول من جهة: أن العبرة بعموم اللفظ، فإنه يُقال لهم عندئذ: هذا ليس مطلقاً، وإنما هو مقيّد بقيود، فقد أورد أبو الحسن الحنبلي هذه القاعدة: إذا أورد دليل بلفظ عامّ مستقلّ ولكن على سبب خاصّ، فهل العبرة بعموم اللفظ، أم بخصوص السبب؟ في ذلك مذهبان (ينظر: القواعد والفوائد الأصولية، ص240، القاعدة 61).
والتحقيق أن الآية ليست مما يدخل تحت هذه القاعدة، لأن اللفظ ليس فيه عموم ما دام الخطاب متوجّهاً إلى المشركين، اللهم إلا إذا حمل العموم على جميع طوائف المكذّبين للرسول صلى الله عليه وسلم بكونه بشراً.
وأما كلمة الذكر، فإن (أل) فيها للعهد الذهني بقرينة السياق، وبقرينة ما ذُكر من سبب النزول: من أن المقصود عبد الله بن سلام وغيره من علماء اليهود، والذكر: التوراة.
والله أعلم
ـ[عالم آخر]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 04:05 م]ـ
شكراً لك على المجهود ولكن هل تستطيع أن تقول لي: من هم أهل الذكر اليوم؟
وكذلك هل ما أنزل الى الناس هو الذكر (أقصد في الآية الثانية)؟ ألا تصبح العبارة القرآنية عديمة المعنى ان فسرت الاثنين بالذكر؟
(وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم)!
اخي ان حقاً أريد جواباً منك .. ومع احترامي لكل ما سبق لإأي منصف يريد أن يبحث عن معنى الذكر وأن يعرف ما هو معنى الذكر سيزداد حيرة!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكيف يكون أهل الذكر أهل الكتب السابقة والله يقول للمشركين أن يسألوهم عن البينات والزبر .. صدقني ان سألوهم أضلوهم ودعوهم الى دينهم!!
اين عقلك يا هذا ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 09:02 م]ـ
اين عقلك يا هذا ..
يأيها المغرور بنفسه .. والمسفّه لعقول غيره ..
كأنّي أراك ..
توقظ الغافلين بإنذارك .. وتتناوم عن سهمك وتهجع ..
وتخصّ غيرك بخيرك .. ونفسك الفقيرة لا تنفع ..
وتحوم على الحق .. وأنت بالباطل مولع ..
وتتعثر في المضايق .. وطرق النجاة مهيع ..
وترى الأهوال محيطة بك .. وأنت في ميدان اللهو ترتع ..
وتستقبح أفعال الجهال .. وباب الجهل تقرع ..
وقد آن لك أن تأنف من التعنيف .. وعن الدنايا تترفع ..
وقد سار المخفون وتخلفت .. فماذا تتوقع .. ؟؟
ليس إليك أكتب هذه المرة .. ولكنه تحذير مما تبدع ..
فقد رأيت أني أكتب .. وما أنا لك بمسمع ..
أما بعد،
فقد بيّت فيما سبق أن كلمة (ذكر) لها أكثر من معنى، وأن هذه المعاني قد اتضحت من خلال فروق يدلّ عليها السياق .. واتضح لنا أنها كلها تشترك في معنى (عامّ) واحد هو القرآن، وبعبارة أدقّ: فإنها كلها تدلّ على صفة من صفات القرآن هي التذكير، والفرق بينها هو فرق تحدّده خصوصيات في المعنى أو في السياق.
وإذا تدبّرنا قوله تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " (النحل 43 - 44)، نجد أن جملة " فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " مرتبطة بالنصّ الذي قبلها، لأن نهاية النصّ السابق " إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " مرتبطة دلالته ببداية النصّ اللاحق " بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ". وإذا تمّ هذا الربط الموضوعي بين النصّين وجب النظر إليهما معاً، وتفسيرهما بشكل منسجم مع بعضهما.
فكلمة " أَهْلَ الذِّكْرِ " في النصّ الأول هم أهل الكتاب، والذكر الذي نزل إليهم هو التوراة والإنجيل، أما كلمة " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ " في النصّ الثاني، فهي القرآن الكريم، والذي نزل إليه الذكر هو نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجملة " مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " غير عائدة إلى كلمة (الذكر) التي قبلها مباشرة، وإنما عائدة إلى كلمة (الذكر) السابق الذي نزل للناس.
فالنصّ الكريم يحتوي على فعلَي نزول:
الأول: " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ "، والمخاطَب به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذكر الذي نزل إليه هو القرآن الكريم.
الثاني: " مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ "، وهو فعل نزول إلى الناس سابقاً، وليسوا هم إلا أهل الكتاب، والذكر الذي نزل إليهم هو التوراة والإنجيل.
ففعلا النزول غير عائدين إلى مادّة واحدة، وإنما لكل منهما مادّة مستقلّة، فتكون وظيفة التبيين للنبي صلى الله عليه وسلم " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " هي استخدام الذكر الذي أُنزل حديثاً " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ "، الذي هو النصّ القرآني في عملية التبيين للذكر الذي نزل سابقاً " مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ "، الذي هو التوراة والإنجيل، ويكون البيان من النبي صلى الله عليه وسلم بقيامه بتلاوة وعرض النصّ القرآني على أهل الكتاب، ليقوموا بتدقيق ذكرهم القديم على موجب الذكر الحديث، فيظهر لهم مواضن التحريف، ويظهر لهم ما قد تمّ نسخه، أو تعديله بالذكر الحديث، وما تمّ إقراره لصلاحيّته، حيث تمّ نزوله مرة ثانية في الذكر الحديث، لذلك أنهى الله تعالى النصّ بقوله: " وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ".
إذن، وظيفة البيان التي يقوم بها النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الذكر الحديث (القرآن الكريم) إنما هي وظيفة تاريخية لذكر قديم (التوراة والإنجيل)، ليتمّ تصويب وتعديل القديم على ضوء الحديث.
ومن هنا يظهر لنا أن النصّ القرآني هو بيان بنفسه، ووظيفته التبيين لغيره، كما جاءت النصوص بذلك، نحو قوله تعالى: " هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ "، وقوله تعالى: " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ "، وقوله تعالى: " الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ".(/)
أخلاقيات الحوار
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 02:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اني والله لأخجل بأن أخاطب مسلمين واخوان لي في الدين وأبين لهم اخلاقيات الحوار ونحن أمة الأخلاق وأمة الحوار.
أخواني الأحمدي وجمال انا لم اسب أحداً من السلف ولا حتى اي انسان مسلم ولن افعل ابداً وان كانت هناك شدة في بعض العبارات فهي ضرورية لخدمة الفكرة وايصالها بصورة صحيحة واثارة الوجدان وانارة البصيرة وهذه الشدة هي علمية بحتة خادمة للقرآن واليدن وليست هادمة لهما! والأخوة أهل العلم والعقلاء هنا يعلمون بأن هذا الاسلوب و هذه الأمور والاختلافات طبيعية جداً بين العلماء ولكن للأسف يبدو أنه ليس هناك علماء!
وبالنسبة للانتقادات فانا لم أعمم أبداً وليراجع من شاء كلامي.
واني لأعجب من أناس يجلسون ويتحدثون في المجالس بأن المسلمين ابتعدوا عن القرآن والدين وعندما تبين لهم الجرح والخلل وتحاول التصحيح وبيان سبب البعد ومشكلة البعد وتضع يدك على الجرح تجدهم يصرخون في وجهك وليتهم صرخوا بالبرهان والدليل ولكنهم يصرخون بالجهل والتعصب والغيرة العمياء!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 02:22 م]ـ
ولكنهم يصرخون بالجهل والتعصب والغيرة العمياء!
اللهم إليك نشكو
ـ[عالم آخر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 03:19 م]ـ
اللهم اليك أشكو(/)
اخطاء لغوية
ـ[عالم آخر]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 11:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني أعضاء الفصيح .. أنا لست ضليعاً في اللغة العربية وأقولها وبكل تواضع عندي أخطاء كثيرة ولكن هناك من يشنع علي أخطائي بل ويستهزيء بي .. بسبب نعمة أنعم الله بها عليه وحرمني منها .. فما هو موقفكم من هؤلاء الأشخاص؟
ـ[المفيد]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 09:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من قال لم يصل****ومن وصل لم يقل
واللبيب بالإشارة يفهم
وإذا كنت صاحب الرد على الشرباتي في مقال الزبور فأنت إن شاء الله تعالى صاحب شأن وصاحب عارضة أسأل الله أن ينفع بك ويوفقك لما يحبه ويرضاه
أخوك الصغير ... مفيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 10:15 م]ـ
أخونا الصغير مفيد
هل لك أن تبين لنا ما ترغب في مناقشته في موضوع الزبور؟؟
أرجو أن تفتح رابطا جديدا عن نقاط الإستشكال وستجد منّا كل تجاوب(/)
"الغيب" في كتاب الله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 12:39 م]ـ
:::
وردت كلمة الغيب في كتاب الله في أربعين مرة--
منها في عشر مرات مرتبطة بالشهادة بحسب قوله "عالم الغيب والشهادة "
فما هو الغيب؟
وما هي الشهادة؟
الغيب هو ما غاب عنّا والشهادة ما شهدناه-- بالتالي فالله عالم بكل ما يعلم , ما غيّب عنا وما شهدناه وهذا يعم كل شىء
قال إبن عاشور (والشهادة: ضدّ الغيب، وهي الأمور التي يشاهدها الناس ويتوصّلون إلى علمها يقال: شَهِد، بمعنى حضر، وضدّه غَاب، ولا تخرج الموجودات عن الاتّصاف بهذين الوصفين، فكأنَّه قيل: العالم بأحوال جميع الموجودات. والتعريف في الغيب والشهادة} للاستغراق، أي عالم كلّ غيب وكلّ شهادة)
وما أزعجني هو قول البعض أن بعض النّاس يعلمون الغيب ويسمونهم الأولياء
قالوا ""أولياؤنا يعلمون الغيب"
مع أنّ الآية القرآنية قاطعة في قصر علم الغيب على رب العباد
قال تعالى (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) 179 آل عمران
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 01:35 م]ـ
:::
وردت كلمة الغيب في كتاب الله في أربعين مرة--
منها في عشرة مرات مرتبطة بالشهادة بحسب قوله "عالم الغيب والشهادة "
فما هو الغيب؟
وما هي الشهادة؟
الغيب هو ما غاب عنّا والشهادة ما شهدناه-- بالتالي فالله عالم بكل ما يعلم , ما غيّب عنا وما شهدناه وهذا يعم كل شىء
قال إبن عاشور (والشهادة: ضدّ الغيب، وهي الأمور التي يشاهدها الناس ويتوصّلون إلى علمها يقال: شَهِد، بمعنى حضر، وضدّه غَاب، ولا تخرج الموجودات عن الاتّصاف بهذين الوصفين، فكأنَّه قيل: العالم بأحوال جميع الموجودات. والتعريف في الغيب والشهادة} للاستغراق، أي عالم كلّ غيب وكلّ شهادة)
وما أزعجني هو قول البعض أن بعض النّاس يعلمون الغيب ويسمونهم الأولياء
قالوا ""أولياؤنا يعلمون الغيب"
مع أنّ الآية القرآنية قاطعة في قصر علم الغيب على رب العباد
قال تعالى (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) 179 آل عمران
والسلام عليكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 03:52 م]ـ
لفتت انتباهي هذه الآية
(قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير افلا تتفكرون (50) الأنعام
أي قل لهم يا محمد "لا أعلم الغيب"
فإذا كان أفضل البشر:= لا يعلم ما في غد فكيف فيمن لا يصلون عشر معشار فضله؟؟
ـ[الكوفي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 06:20 م]ـ
أصبت وأحسنت ...
وقد قال الله جل وعلا: ((قل لا يعلم من في السموات ومن في الأرض الغيب إلا الله))
فلا أحد غير الله يعلم الغيب إلا ما علمه الله لرسله عن طريق وحيه كما قال سبحانه: ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا. إلا من ارتضى من رسول فإنه بسلك من بين يديه ومن خلفه صدا))
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 08:52 م]ـ
أسعدني جدا استحسانك
وكم نحتاج مثلك يا أخي معنا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[18 - 07 - 2005, 04:33 ص]ـ
جزيت خيرا يا أستاذ جمال
قال تعالى: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الأعراف188
ـ[البصري]ــــــــ[18 - 07 - 2005, 04:45 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه اللفتة العقدية المباركة، فقد ظهر قديمًا وحديثًا من يدعي علم الغيب، سواء من الكهان والعرافين والمنجمين والسحرة، أو ممن ظاهرهم الصلاح ويدعون الولاية، وهم عن الولاية في معزل، والله قد وصف أولياءه بقوله: " إلا إن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون " فالإيمان والتقوى هما الصفتان العظيمتان اللتان يتصف بهما أولياء الله، فأين من الإيمان والتقوى من يدعي علم الغيب، ويحاد الله في صفة من صفاته؟
وروى البزار عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رجل: يا رسول الله، من أولياء الله؟ قال: " الذين إذا رؤوا ذكر الله " (صححه الألباني في السلسلة) وفي الصحيح: " من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك " وفيه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في حجة الوداع: " ألا إن أولياء الله المصلون، من يقيم الصلوات الخمس التي كتبن عليه، ويصوم رمضان يحتسب صومه يرى أنه عليه حق، ويعطي زكاة ماله يحتسبها، ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها ... " وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر ـ رضي الله عنه ـ خرج إلى المسجد فوجد معاذا عند قبر رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: حديث سمعته من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " اليسير من الرياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة، إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة " رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد له وغيره، قال الحاكم: صحيح ولا علة له. هذه بعض صفات أولياء الله؛ حتى يعلمها من يجهلها، وحتى لا يغتر الجهال بمن يدعي الولاية، وقد يكون من أضل عباد الله.
وهنا تنبيه على الآية التي أوردها الكوفي ـ وفقه الله ـ فالآية هكذا: " قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:11 م]ـ
أخواني في الله
أحتاج أن تذكروا
أنواع الغيب في القرآن
مع الدليل(/)
إبن جزي المالكي-الحقيقة والمجاز
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 07 - 2005, 04:33 م]ـ
:::
-------------------------------------------------------------------------------
تَقْرِيبُ الوُصُولِ
إلى
عِلْمِ الأُصُولِ
-----------------------------------------------------------------------------
للإمَام أبي القَاسم مُحمَّد بن أحمد بن جُزَي الكَلْبي الغَرنَاطي المَالَكِي
المُتوفَّى شَهيداً بكائنة طريف بالأندلس سنة 741 هـ
-----------------------------------------------------------------------------------------
في الحقيقة والمجازوفيه فصلان:
-----------------------------
الفصل الأول: في حدِّهما
أما الحقيقة: فهي اللفظ المستعمل في معناه.
والمجاز: هو اللفظ المستعمل في غير معناه، لعلاقة بينهما.
والمراد بالمعنى هنا: هو ما يعنيه العرف الذي وقع به التخاطب، وذلك أن الاستعمال على ثلاثة أضرب: لغوي، وشرعي، وعرفي.
واللفظ يكون حقيقة في أحدهما مجازاً في الآخر، وقد تصير الحقيقة مجازاً، والمجاز حقيقة، باختلاف الاستعمال.
ألا ترى أن الدابة في اللغة حقيقة في كل حيوان، وفي عرف أهل مصر حقيقة في الحمار لا غير، وفي عرف أهل المغرب حقيقة في المركوبات كلها، وهي مجاز بالنظر إلى كل استعمال منها إذا أطلقت على سواه.
وكذلك الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك من الألفاظ الشرعية، لها معان في اللغة، ومعان في الشرع، وهي بالنظر إلى الشرع حقيقة في المعاني الشرعية مجاز في اللغوية، وهي بالنظر إلى اللغة بعكس ذلك.
------------------------------------------------
الفصل الثاني: في أقسام المجاز
وهو ينقسم قسمين:
مجاز في الإفراد، وهو الأكثر.
ومجاز في التركيب والإسناد، كقوله تعالى: ? فما ربحت تجارتهم ?، لأن الربح في الحقيقة من صفة التاجر لا من صفة التجارة.
وينقسم من طريق علاقته إلى عشرة أقسام:
------------------------
أولها: مجازُ التشبيه، كتسمية الشجاع بالأسد، وتدخل الاستعارة في هذا القسم.
وثانيها: تسميةُ المجاوُرِ باسمِ مجَاورِه.
وثالثها: إطْلاقُ اسمِ الكلِّ على البعضِ.
ورابعها: إطلاقُ اسم البعضِ على الكُلِّ.
وخامسها: تَسميةُ السَّببِ باسمِ المسبَّب.
وسادسها: تسميةُ المسَبَّبِ باسم السبَب.
وسابعها: التسمية أو الوصف بما يستقبل.
وثامنها: بما مضى.
وتاسعها: الزيادةُ في اللفظ.
وعاشرها: النقصانُ منه.
-----------------------------------
هل تملكون مثالا لكل نوع؟؟(/)
أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 07 - 2005, 06:37 ص]ـ
قال تعالى
(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) 1 النحل
الله الله على قوة هذا التعبير في هذه الآية
ألم يهّزكم هزّا "أتى"
إنّه أمر مؤكد فاستخدم الفعل الماضي للتأكيد أنّ أمر الله أتى وقضي الأمر
وما القصة؟؟
ما الذى أدّى إلى هذا التصعيد؟
لمّا نزلت ({?قْتَرَبَتِ ?لسَّاعَةُ} --قال الكفّار فيما بينهم --"دعونا نتوقف عن بعض ما نفعل منتظرين ما يزعمه محمد"---ولمّا لم يحدث شيء سخروا منه فنزلت ({?قْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَـ?بُهُمْ}
فخافوا وانتظروا قليلا ولما تأخر الأمر قالوا هازئين ": يا محمد، ما نرى شيئاً مما تخوفنا به،""
فنزلت (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ) قاطعة الشك باليقين--فلا داعي للإستعجال
طيب
يبرز سؤال هنا "الإستعجال ليس إشراكا فما الداعي لقوله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"
ما الجواب عندكم؟
بالإنتظار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 07 - 2005, 11:04 م]ـ
الجواب --لأن استعجالهم كان سخرية وهزءا بما قيل لهم عن إقتراب الساعة وهذا الهزء متصل بشركهم وكفرهم(/)
وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 07 - 2005, 09:38 م]ـ
:::
قال تعالى
(وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ* لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) 33 - 35 الزمر
هل يعني استخدام السياق لفعل التفضيل "أسوأ" أنّ أعمالهم الأقل سوءا لن يكفّرها لهم الله؟؟
وهل يعني استخدامه لفعل التفضيل " أحسن" أن أعمالهم الأقل درجة لن يجزيهم الله أجرهم عليها؟؟
قال " مقاتل" شيخ المرجئة الذين يقولون "لا يضر مع الآيمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة" قال
(إنها تدل على أن من صدق الأنبياء والرسل فإنه تعالى يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا، لأن الظاهر من الآية يدل على أن التكفير إنما حصل في حال ما وصفهم الله بالتقوى وهو التقوى من الشرك، وإذا كان كذلك وجب أن يكون المراد منه الكبائر التي يأتي بها بعد الإيمان، فتكون هذه الآية تنصيصاً على أنه تعالى يكفر عنهم بعد إيمانهم أسوأ ما يأتون به وذلك هو الكبائر))
إنّ تفسيره مشكلة عقدية من حيث أعملوا ما شئتم طالما أنتم مؤمنون---فأسوأ الذنوب مغفورة إذا كنت مؤمنا
لا بد من محاولة التعرف على مفهوم أسوأ الأعمال لنخلص من هذا الإشكال العقدي--ولا بد أن يكون أسوأ الأعمال عملا واحدا فما هو؟؟
إنّه الشرك أو الكفر أو التكذيب بالرسالة--إنّه ما يعاكس الآيمان--فمن صدّق بالصدّق يكفّر عنه الله تعالى أسوأ ما عمل قبل تصديقه وهو كفره السابق---ولا يقل أحد أنّ هذا معروف ضمنا لأن الإسلام يجبّ ما قبله--لسبب بسيط وهو أنّ هذه الآية من الأدلة على أنّ الإسلام يجبّ ماقبله
أمّا جملة (وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) فإنه ينظر إلى أحسن عمل عملوه والذي له أجر معلوم عند رب العباد فيجزيهم على قياسه على أعمالهم الأخرى أيضا وإن كانت أقل من هذا العمل جودة وصلاحا
بقيت نقطة--ما الداعي لاستخدام السياق في الشق الأول الفعل الماضي "عملوا" وفي شق الحسنات استخدم صيغة المستقبل "يَعْمَلُونَ"؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[21 - 07 - 2005, 04:44 م]ـ
ألا يمكن ان تكون " أسوأ " و " أحسن " هنا بمعنى: سيئ , حسن، ويكون معنى الآية: ليكفر الله عنهم سيئ ما عملوا، ويجزيهم أجرهم بحسن ما كانوا يعملون؟ وهذا الذي أقول له نظائر في العربية.
أما " عملوا " فلأنه عمل مضى وانتهى، وكفره الله ومحاه، وأما " يعملون " فنظرًا لما سيأتي من أعمال حسنة، ولأن العمل الصالح قد يمتد حتى بعد الوفاة، بما ذكر من مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... " وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
" وفوق كل ذي علم عليم "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 07 - 2005, 09:20 م]ـ
الاخ البصري
قال أبو حيّان في البحر المحيط
(والظاهر أن أسوأ أفعل تفضيل، وبه قرأ الجمهور: وإذا كفر أسوأ أعمالهم، فتكفير ما هو دونه أحرى.
وقيل: أفعل ليس للتفضيل، وهو كقولك: الأشج أعدل بني مروان، أي عادل، فكذلك هذا، أي سيء الذين عملوا. ويدل على هذا التأويل قراءة ابن مقسم، وحامد بن يحيى، عن ابن كثير: أسوأ هنا؛ وفي حم السجدة بألف بين الواو والهمزة جمع سوء، ولا تفضيل فيه)
فما قلته هو قول قيل ولا نخالف--ولكننا على قناعة بأنّ أسوأ هنا فعل تفضيل
وقال (والظاهر أن بأحسن أفعل تفضيل فقيل: لينظر إلى أحسن طاعاته فيجزي الباقي في الجزاء على قياسه، وإن تخلف عنه بالتقصير)
أما قولك فيما يتعلق باستخدام الفعل الماضي "عملوا" فأنا أوافقك عليه
وكذلك أوافقك على تعليلك لاستخدامه المضارع " يعملون" كإشارة على استمرار عملهم الصالح
ودمت لنا(/)
وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 07:23 ص]ـ
:::
قال تعالى
(لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) 286 البقرة
لم كان قوله عز وجل في ما يتعلق بالخير "لَهَا مَا كَسَبَتْ "؟
ولم كان قوله فيما يتعلق بفعل الشر "وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ "؟
البعض ومنهم الواحدي جعل الصيغتين بمعنى واحد---ويؤيد هذا الرأي استخدام السياق لصيغة "كسب" في حالتي الشر والخير مثل قوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)
أمّا الزمخشري--فقال (إنما خص الخير بالكسب، والشر بالاكتساب، لأن الاكتساب اعتمال، فلما كان الشر مما تشتهيه النفس، وهي منجذبة إليه، وأمارة به كانت في تحصيله أعمل وأجد، فجعلت لهذا المعنى مكتسبة فيه ولما لم يكن كذلك في باب الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاعتمال)
وكلامه واضح من كون النفس تشتهي الشّر فتجتهد في القيام بما يؤدي إليه فجاءت الكلمة "اكتسبت" لتدل على اعتمال الكسب
وأنا فكرت تفكيرا آخر؟؟
لم لا نقول أن صيغة كسب هي صيغة العمل الأصلي الموافق للسجية والفطرة--وصيغة اكتسب هي صيغة العمل المصطنع المتكلف الذي يتعارض مع السجية والفطرة --وهكذا عمل الشر --إفتعال وليس فعلا ويجهد الإنسان المتلبس به جهدا وفكرا
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 08:40 ص]ـ
عقد ابن جني في (الخصائص) باباً ترجمته:
باب في قوة اللفظ لقوة المعنى
قال فيه:
"هذا فصل من العربية حسن. منه قولهم: خشن واخشوشن. فمعنى خشن دون معنى اخشوشن، لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو. ومنه قول عمر رضي الله عنه: اخشوشنوا وتمعددوا: أي اصلبوا وتناهوا في الخشنة. وكذلك قولهم: أعشب المكان، فإذا أرادوا كثرة العشب فيه قالوا: اعشوشب. ومثله حلا واحلولي، وخلق واخلولق، وغدن واغدودن. ومثله باب فعل وافتعل؛ نحو قدر واقتدر. فاقتدر أقوى معنى من قولهم: قدر. كذلك قال أبو العباس وهو محض القياس؛ قال الله سبحانه: " أخذ عزيز مقتدر "؛ فمقتدر هنا أوفق من قادر؛ من حيث كان الموضع لتفخيم الأمر وشدة الأخذ. وعليه - عندي - قول الله - عز وجل: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) وتأويل ذلك أن كسب الحسنة بالإضافة إلى اكتساب السيئة أمر يسير ومستصغر. وذلك لقوله، عز اسمه: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) أفلا ترى أن الحسنة تصغر بإضافتها إلى جزائها، صغر الواحد إلى العشرة، ولما كان جزاء السيئة إنما هو بمثلها، لم تحتقر إلى الجزاء عنها، فعلم بذلك قوة فعل السيئة على فعل الحسنة؛ ولذلك قال، تبارك وتعالى: (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً أن دعوا للرحمن ولدا) فإذا كان فعل السيئة ذاهبا بصاحبه إلى هذه الغاية البعيدة المترامية، عظم قدرها، وفخم لفظ العبارة عنها، فقيل: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. فزيد في لفظ فعل السيئة، وانتقص من لفظ فعل الحسنة؛ لما ذكرنا. ومثله سواءً بيت الكتاب: إِنّا اقْتَسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا ** فَحَمَلْتُ بَرَّة، واحتملْتَ فَجَارِ
فعبر عن البر بالحمل، وعن الفجرة بالاحتمال. وهذا هو ما قلناه في قوله، عز اسمه: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) لا فرق بينهما.
والبيت الذي ذكره ابن جني من مشهور شعر النابغة، يخاطب به زرعة الفزاري، يريد بالبَرة: الوفاء، وبفجار: الفجور، يريدالغدر.
قال ابن السيد في الحلل: "فإن العرب إذا استعملت فعل، وافتعل - بزيادة التاء، وبغير زيادة - كان الذي لا زيادة فيه، يصلح للقليل والكثير، والذي الزيادة فيه للكثير خاصة، نحو: قدر واقتدر، كسب واكتسب، ونهب وانتهب، وأراد النابغة أن يهجو زرعه بكثرة غدره، وإتيان الفجور، فأتى باللفظة التي يراد بها الكثير خاصة، لتكون ابلغ في الهجو، ولو قال: وحملت فجلر، لأمكن أن لا يكون غدر إلا مرة واحدة، ومن ذلك قوله تعالى: "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"، فالوجه فيه: أنه لما كان الإنسان يحازى على قليل الخير وكثيره، استعمل فيه اللفظ الذي يصلح للقليل والكثير. ولما كان الإنسان لا يجازى في الشر إلا على الكبائر، دون الصغائر، والصغائر معفو عنها، غير مجازى بها، استعمل معها اللفظ الذي لا يكون إلا للكثير، وإنما يكون هذا في الأفعال التي تستعمل بالتاء تارة، وبغير التاء تارة: وأما الأفعال التي لا تستعمل إلا بالتاء، فخارجة عن هذا الحكم، لأنها لا تصلح لما قل وكثر، كقولك: استويت على الشيء، واجتويت البلد، إذا كرهته، واكتريت الدابة، فهذا الضرب من الأفعال لا يقال فيه: إنه للكثير خاصة لأنه لم يستعمل غير مزيد، وكذلك قول من قال: احتملت فجار، وعليها ما اكتسبت: إن افتعل إنما يستعمل في الشر: خطأ لا وجه له، ألا ترى أنك تقول: استويت على ظهر الفرس، واكتريت الدار، وارتويت من الماء، واعتذبت بالطعام؟ وقال الله تعالى: "الرحمن على العرش استوى"، وقال الراجز: قدْ اسْتَوَى بِئْر عَلى العِراق ** من غير سيف ودم مهراقِ
فإن زعم هذا: أن الذي ذكر إنما هو فيما يستعمل بزيادة، وبغير زيادة مما يتعدى، انتقض عليه ما قال، بقولهم: كسب المال وأكتسبه، وقدرت عليه واقتدرت عليه، ورميت وارتميت، مع أنا لا نعلم أحداً من النحويين قال إن فعل للخير، وافتعل للشر، وإنما قالوا: إن الزيادة تدل على المبالغة، لا غير".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 01:18 م]ـ
ما أنفس هذا الكلام من الأخ خالد(/)
الجنى الداني في حروف المعاني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 07 - 2005, 02:51 م]ـ
:::
الجنى الداني في حروف المعاني
تأليف: ابن أُمّ قَاسِم المرادي
---------------------------------------------------------------------------------------
أرغب باستعراض بعض نماذج من هذا الكتاب بحسب الحاجة----ولنبدأ مثلا بالحرف الثلاثي " كلّا"
-------------------
قال المؤلف
(كلا
حرف ردع وزجر. هذا مذهب الخليل، وسيبويه، وعامة البصريين. وذهب الكسائي، وتلميذه نصير بن يوسف، ومحمد بن أحمد بن واصل، إلى أنها تكون بمعنى حقاً.
ومذهب النضر بن شميل أنها بمعنى نعم. وركب ابن مالك هذه المذاهب الثلاثة، فجعلها مذهباً واحداً. قال في التسهيل كلا حرف ردع وزجر، وقد تؤول بحقاً، وتساوي إي معنى واستعمالاً.
وذهب أبو حاتم إلى أنها تكون رداً للكلام الأول، وتكون للإستفتاح بمعنى ألا، ووافقه الزجاج. وذهب عبد الله بن محمد الباهلي إلى أنها تكون على وجهين: أحدهما أن تكون رداً الكلام قبلها، فيجوز الوقف عليها، وما بعدها استئناف. والآخر أن تكون صلة للكلام، فتكون بمعنى إي وقيل: إن كلا بمعنى سوف.
وعدة ما جاء في القرآن من لفظ كلا ثلاثة وثلاثون موضعاً، تتضمنها خمس عشرة سورة وليس في النصف الأول منها شيء. قيل: وحكمة ذلك أن النصف الأخير نزل أثره بمكة، وأكثرها جبابرة، فتكررت هذه الكلمة، على وجه التهديد، والتعنيف لهم، والإنكار عليهم. بخلاف النصف الأول، وما نزل منه في اليهود، لم يحتج إلى إيرادها فيه، لذلهم وصغارهم.
وأما الوقف عليها فالراجح أن حالها فيه مختلف. فمنها ما يوقف عليه ولا يبتدأ به. ومنها ما يبتدأ به ولا يوقف عليه. ومنها ما يجوز فيه الأمران. ومنها ما لا يوقف عليه ولا يبتدأ به. فهذه أربعة أقسام. وقد ذكرت ذلك في كراسة أفردتها لكلا وبلى.
واختلف في كلا: هل هي بسيطة أو مركبة؟ ومذهب الجمهور أنها بسيطة. وذهب ثعلب إلى أنها مركبة من كاف التشبيه ولا التي للرد، وزيد بعد الكاف لام، فشددت، لتخرج عن معناها التشبيهي.
وقال صاحب رصف المباني: هي بسيطة عند النحويين، إلا ابن العريف جعلها مركبة من كل ولا. وهذا كلام خلف، لأن كل لم يأت لها معنى في الحروف، فلا سبيل إلى ادعاء التركيب من أجل لا والله سبحانه أعلم.)
هذا كلامه ولي عليه بعض التفريعات
منها قوله تعالى"كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا (79) مريم
قال فيها الزمخشري ({كَلاَّ} ردع وتنبيه على الخطأ أي: هو مخطيء فيما يصوّره لنفسه ويتمناه فليرتدع عنه))
فالردع والزجر بمعنى واحد--أمّا معنى التنبيه على الخطأ فلم يذكره المرادي
--------------------
هلّا تابعتم أخواني بعض التفريعات والشروحات على كلام المرادي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 07 - 2005, 09:41 م]ـ
ما معنى كلا في هذه الآية؟؟
(كَلاَّ وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ إِنَّهَا لإِحْدَى الكُبَرِ نَذِيراً لِّلْبَشَرِ) 32 - 36 المدثر
المعنى هنا قبل القسم---أي "إي والقمر"--كذا قال النضر بن شميل عالم العربية الذي عاش في البصرة وتوفي في العام 202 ه (شرح شذور الذهب)
وقد فكرت تفكيرا حولها في هذه الآية--هل من الممكن أن تكون بمعنى "حقا"
كمثل قوله تعالى (كلا إنّها لظى)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 05:21 ص]ـ
أمّا قوله عز وجل (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) المعارج
أمّا الطبري فقال في معنى "كلا" (كلا ليس ذلك كذلك، ليس ينجيه من عذاب الله شيء)
و قال الزمخشري
في معنى " كلا "
({كَلاَّ} ردّع للمجرم عن الودادة، وتنبيه على أنه لا ينفعه الافتداء ولا ينجيه من العذاب،) مشيرا إلى قوله (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ) 11 المعارج
فهو قد أعطى ل "كلّا" معناها الأصلى المنصوص عليه --حيث من ضمن ما تعنيه إبطال كلام سبقها
وقال فيها الرازي ({كَلاَّ} ردع للمجرم عن كونه بحيث يود الافتداء ببنيه، وعلى أنه لا ينفعه ذلك الافتداء، ولا ينجيه من العذاب،) فهو قد شرح قول الزمخشري بلا مزيد
وقال فيها إبن عاشور (وكَلاَّ} حرف ردع وإبطال لكلام سابق، ولا يخلو من أن يذكر بعده كلام، وهو هنا لإِبطال ما يخامر نفوس المجرم من الودادة، نزل منزلة الكلام لأن الله مطلع عليه أو لإِبطال ما يتفوه به من تمنّي ذلك.)
وهذه إضافة له تفرد بها إذ ما يودّه المجرم لم يكن كلاما لتبطله " كلا" بل كان "لإِبطال ما يخامر نفوس المجرم من الودادة، نزل منزلة الكلام لأن الله مطلع عليه "
وقال فيها القرطبي
(قوله تعالى: {كَلاَّ} تقدّم القول في «كَلاَّ» وأنها تكون بمعنى حَقاً، وبمعنى لا. وهي هنا تحتمل الأمرين؛ فإذا كانت بمعنى حقاً كان تمام الكلام «يُنجيهِ». وإذا كانت بمعنى لا كان تمام الكلام عليها؛ أي ليس ينجيه من عذاب الله الافتداء)
مستخدما معنى " حقا" لكن ليس بمعنى التحقيق على أنّها لظى بل بمعنى التحقيق على أنّ الفداء ينجي المجرم من عذاب يومئذ وقطعا لا ينجيه شيء
أتدرون ما المشكلة التي كانت عندي؟؟
كنت أحسب كلا في هذه الآية على أنّها " حقا " لتحقيق وترسيخ كون النّار لظى---كما في قوله تعالى
(كلّا إنّ الإنسان ليطغى) العلق 6
ولم أجد أحدا قال بما كنت أحسب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 07:04 م]ـ
ونكمل مع المؤلف متناولين الحرف الثلاثي" ثمّ"
-----------------------------------
قال
(حرف عطف، يشرك في الحكم، ويفيد الترتيب بمهلة. فإذا قلت: قام زيد ثم عمرو، آذنت بأن الثاني بعد الأول بمهلة.
هذا مذهب الجمهور، وما أوهم خلاف ذلك تأولوه.
وذهب الفراء، فيما حكاه عنه السيرافي، والأخفش، وقطرب، فيما حكاه أبو محمد عبد المنعم بن الفرس في مسائله
الخلافيات عنه، إلى أن ثم بمنزلة الواو، لا ترتب. ومنه عندهم "خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها"، ومعلوم أن هذا الجعل كان قبل خلقنا.
وزعم بعضهم أنها تقع موقع الفاء، كقول الشاعر: كهز الرديني، تحت العجاج جرى في الأنابيب، ثم اضطرب
أي: فاضطرب. وإليه ذهب ابن مالك؛ قال: وقد تقع ثم في عطف المتقدم بالزمان، اكتفاء بترتيب اللفظ. وهذا منقول
عن الفراء، كقولك: بلغني ما صنعت اليوم، ثم ما صنعت أمس أعجب. ومن ذلك قول الشاعر: إن من ساد ثم ساد أ
بوه ثم قد ساد قبل ذلك جده
وقال ابن عصفور: ما ذكره لفراء، من أن المقصود بثم ترتيب الإخبار، لا ترتيب الشيء في نفسه، وكأنه قال اسمع
مني هذا الذي هو: بلغني ما صنعت اليوم، ثم اسمع مني هذا الخبر الآخر الذي هو: ما صنعت أمس أعجب، ليس ب
شيء، لأن ثم تقتضي تأخر الثاني عن الأول بمهلة، ولا مهلة بين الإخبارين. فينبغي أن يحمل على ظاهره، ويكون
الجد قد أتاه السؤدد من قبل الأب، وأتى الأب من قبل الابن. وذلك مما يمدح به، وإن كان الأكثر في كلامهم المدح
بتوارث السودد. ويكون البيت، إذ ذاك، مثل قول ابن الرومي: قالوا: أبو الصقر من شيبان، قلت لهم: كلا، لعمري،
ولكن منه شيبان
فكم أب قد علا، بابن، ذرى حسب كما علت، برسول الله، عدنان
قلت: ما ذكره ابن عصفور، في تأويل البيت، لا يساعد عليه قوله قبل ذلك.
وقال بعضهم: قد ترد ثم لترتيب الذكر. وهو معنى قول غيره: ترتيب الإخبار.
وقد حمل بعضهم قول تعالى "ثم جعل منها زوجها" على أن ثم، في الآية، لترتيب الإخبار. وقيل: أخرج ذرية آدم، من
ظهره كالذر، ثم خلق بعد ذلك حواء. فعلى هذا تكون ثم على أصلها، من الترتيب في الزمان.
وقال الزمخشري: فإن قلت: ما وجه قوله ثم جعل منها زوجها، وما تعطيه ثم من معنى التراخي؟ قلت: هما آيتان، من
جملة الآيات، التي عددها، دالاً على وحدانيته وقدرته، تشعيب هذا الخلق الفائت الحصر، من نفس آدم، وخلق حواء
من قصيراه. إلا أن إحداهما جعلها الله عادة مستمرة، والأخرى لم تجربها العادة، ولم تخلق أنثى، غير حواء، من
قصيري رجل، فكانت أدخل في كونها آية، وأجلب لعجب السامع. فعطفها بثم على الآية الأولى للدلالة على مباينتها،
فضلاً ومزية. وتراخيها عنها فيما يرجع إلى زيادة كونها آية. فهو من التراخي في الحال والمنزلة، لا من التراخي في
الوجود.
تنبيه
ذكر صاحب رصف المباني أن لثم في الكلام موضعين:
الأول: أن تكون حرف عطف، يعطف مفرداً على مفرد، وجملة
على جملة.
والثاني: أن تكون حرف ابتداء؛ إما أن تكون حرف ابتداء، على الاصطلاح، أي: يكون بعدها المبتدأ والخبر. وإما
ابتداء كلام. فالأول نحو أن تقول: أقول لك اضرب زيداً، ثم أنت تترك الضرب. ومنه قول تعالى "قل الله ينتجيكم منها
ومن كل كرب. ثم أنتم تشركون". وابتداء الكلام كقولك: هذا زيد قد خرج، ثم إنك تجلس. قال الله عز وجل "فتبارك
الله أحسن الخالقين"، ثم قال بعد ذلك "ثم إنكم بعد ذلك لميتون، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون". وقد يرجع هذا إلى
عطف الجمل، إذا كان الجملتان في كلام واحد. وذلك بحسب إرادة المتكلم. والأظهر، في الجمل، الانفصال في المراد،
إلا حيث يدل الدليل على أن مقصود الكلام واحد. انتهى.
ولا يصح كونها حرف ابتداء. وإنما هي حرف عطف، تعطف جملة على جملة، كما تعطف مفرداً على مفرد. والله
أعلم.
فائدة: في ثم أربع لغات: ثم وهي الأصل. وفم بإبدال الثاء فاء. وثمت بتاء التأنيث الساكنة. وثمت بتاء التأنيث المتحركة.
والله أعلم.)
------------------------------------
إذن
فلتشاركونا رحمكم الله بشروحات وتفريعات على هذا الكلام
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 07:57 م]ـ
لنناقش قوله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
(خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) الزمر6
إذ ثمّ في هذه الآية للتراخي الرتبي
قال إبن عاشور ({جعل منها زوجها} بحرف {ثم} الدال على التراخي الرتبي لأن مساقها الاستدلال على الوحدانية وإبطال الشريك بمراتبه، فكان خلق آدم دليلاً على عظيم قدرته تعالى وخلق زوجه من نفسه دليلاً آخر مستقل الدلالة على عظيم قدرته. فعطف بحرف {ثم الدال في عطف الجمل على التراخي الرتبي إشارة إلى استقلال الجملة المعطوفة بها بالدلالة مثل الجملة المعطوفة هي عليها، فكان خلق زوج آدم منه أدلّ على عظيم القدرة من خلق الناس من تلك النفس الواحدة ومن زوجها لأنه خلق لم تجرِ به عادة فكان ذلك الخلق أجلب لعجب السامع من خلق الناس فجيء له بحرف التراخي المستعمل في تراخي المنزلة لا في تراخي الزمن لأن زمن خلق زوج آدم سابق على خلق الناس)
أمّا قوله تعالى في الأعراف
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) 189 الأعراف
فليس فيها ثمّ---إنما فيها حرف العطف " و" ومعروف أنّه لا يفيد ترتيبا إنما يفيد التشريك في الحكم
قال إبن عاشور (فأما آية الأعراف فمساقها مساق الامتنان على الناس بنعمة الإِيجاد، فذُكرأصلي الناس معطوفاً أحدهما على الآخر بحرف التشريك في الحكم الذي هو الكون أصلاً لخلق الناس.)
إذن لا ترتيب منزلة ولا ترتيب زمن في آية الأعراف إنما ذكر آدم وزوجه معا معطوفا زوجه عليه كمنة على الناس بنعمة الآيجاد من هذين الأصلين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 09:29 م]ـ
ثمّ في كتاب الزركشي "البرهان في علوم القرآن"
--------------------------------------------------------
للترتيب مع التراخي
واما قوله) لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (والهداية سابقة على ذلك
فالمراد ثم دام على الهداية
بدليل قوله) وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا (
وقد تاتي لترتيب الاخبار لا لترتيب المخبر عنه كقوله تعالى) فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد (
وقوله) واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه (
وتقول زيد عالم كريم ثم هو شجاع
قال ابن بري قد تجئ ثم كثيرا لتفاوت ما بين رتبتين في قصد المتكلم فيه تفاوت ما بين مرتبتي الفعل مع السكوت
عن تفاوت رتبتي الفاعل كقوله تعالى) الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات
والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون (ف ثم هنا لتفاوت رتبة الخلق
والجعل من رتبة العدل مع السكوت عن وصف العادلين
ومثله قوله تعالى) فلا اقتحم العقبة (إلى قوله) ثم كان
من الذين آمنوا (دخلت لبيان تفاوت رتبة الفك والاطعام من رتبة الايمان إلا إن فيها زيادة تعرض لوصف
المؤمنين بقوله) وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة (وذكر غيره في قوله
تعالى) ثم الذين كفروا بربهم يعدلون (إن ثم دخلت لبعد ما بين الكفر وخلق
السموات والارض
وعلى ذلك جرى الزمخشري في مواضع كثيرة من الكشاف كقوله تعالى) لغفار لمن تاب
وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (
وقوله) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
(قال كلمة التراخي دلت على تباين المنزلتين دلالتها على تباين الوقتين في جاءني زيد ثم عمرو اعني إن منزلة
الاستقامة على الخبر مباينةلمنزلة الخير نفسه لانها اعلى منها وافضل
ومنه قوله تعالى) إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر (إن قلت ما
معنى ثم الداخلة في تكرير الدعاء قلت الدلالة على إن الكرة الثانية من الدعاء ابلغ من الاولى ()
وقوله) ثم كان من الذين آمنوا
(قال جاء ثم لتراخي الايمان وتباعده في الرتبة والفضيلة على العتق والصدقه لا في الوقت لان الايمان هو السابق المقدم على غيره
()
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الزمخشري في قوله تعالى) ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ()
إن ثم هذه فيها من تعظيم منزلة النبي:= واجلال محله والايذان بانه اولى واشرف ما اوتي خليل الله ابراهيم من
الكرامة واجل ما اوتي من النعمة اتباع رسول الله:= في ملته
واعلم انه بهذا التقدير يندفع الاعتراض بان ثم قد تخرج عن الترتيب والمهلة وتصير كالواو لانه انما يتم على انها
تقتضي الترتيب الزماني لزوما اما اذا قلنا انها ترد لقصد التفاوت والتراخي عن الزمان لم يحتج إلى الانفصال عن
شئ مما ذكر من هذه الآيات الشريفة لا إن تقول إن ثم قد تكون بمعنى الواو
والحاصل انها للتراخي في الزمان وهو المعبر عنه بالمهلة وتكون للتباين في الصفات وغيرها من غير قصد مهلة
زمانية بل ليعلم موقع ما يعطف بها وحاله وانه لو انفرد لكان كافيا فيما قصد فيه ولم يقصد في هذا ترتيب زماني بل
تعظيم الحال فيما عطف عليه وتوقعه وتحريك النفوس لاعتباره
وقيل تاتي للتعجب بنحو) ثم الذين كفروا بربهم يعدلون (
وقوله) ثم يطمع أن أزيد كلا (
وقيل بمعنى واو العطف كقوله) فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد (اي هو شهيد
وقوله) ثم إن علينا بيانه (
والصواب انها على بابها لما سبق قبله
وقوله) ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا [/ color
وقد امر الله الملائكة بالسجود قبل خلقنا فالمعنى وصورناكم
وقيل على بابها والمعنى ابتدأنا خلقكم لان الله تعالى خلق آدم من تراب ثم صوره وابتدأ خلق الانسان من نطفة ثم
صوره
وأما قوله) [ color=#144273] خلقكم من طين ثم قضى أجلا (وقد كان قضى الاجل فمعناه اخبركم
اني خلقته من طين ثم اخبركم اني قضيت الاجل كما تقول كلمتك اليوم ثم كلمتك امس اي اني اخبرك بذالك ثم اخبرك
بهذا (وهذا يكون في الجمل فاما عطف المفردات فلا تكون إلا للترتيب قاله ابن فارس ()
قيل وتاتي زائدة كقوله تعالى) وعلى الثلاثة الذين خلفوا (إلى قوله)
ثم تاب عليهم (لان تاب جواب اذا من قوله)
حتى إذا ضاقت (وتأتي للاستئناف كقوله تعالى) وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا
ينصرون (()
فان قيل ما المانع من الجزم على العطف فالجواب انه عدل به عن حكم الجزاء إلى حكم الاخبار ابتداء كانه قال ثم
اخبركم انهم لاينصرون
فان قيل اي فرق بين رفعة وجزمه في المعنى قيل لو جزم لكان نفي النصر مقيدا بمقاتلتهم كتوليهم وحين رفع كان
النصر وعدا مطلقا كانه قال ثم شأنهم وقصتهم اني اخبركم عنها وابشركم بها بعد التولية انهم مخذولون منعت عنهم
النصرة والقوة ثم لا ينهضون بعدها بنجاح ولا يستقيم لهم امر
واعلم انها وان كانت حرف استئناف ففيها معنى العطف وهو عطف الخبر على جملة الشرط والجزاء كانه قال
اخبركم انهم يقاتلونكم فيهزمون ثم اخبركم انهم لا ينصرون
فان قيل ما معنى التراخي في ثم قيل التراخي في الرتبةلان الاخبار التي تتسلط عليهم اعظم من الاخبار بتوليهم
الادبار وكقوله تعالى) ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين (ثم المفتوحة
ظرف للبعيد بمعنى قال تعالى) وإذا رأيت ثم رأيت (
وقرئ) فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد (اي هنالك الله شهيد بدليل)
هنالك الولاية لله الحق (وقال الطبري في قوله) أثم إذا ما
وقع آمنتم به (معناه اهنالك وليست ثم العاطفة وهذا وهم اشتبه عليه المضمومة بالمفتوحة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 10:10 م]ـ
دعونا ننظر بدقة إلى تعقب الزركشى للطبري
قال تعالى (أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) 51 يونس
قال فيها الطبري (ومعنى قوله: {أثُمَّ} في هذا الموضع: أهنالك وليست «ثم» هذه هاهنا التي تأتي بمعنى العطف.)
فقول الزركشي (وهذا وهم اشتبه عليه المضمومة بالمفتوحة)
يعني والله أعلم أن "أثم" في هذه الآية مفتوحة---و " ثمّ" العاطفة مضمومة---فهما مختلفان فلا يبرر للطبري الإشتباه بينهما
وبالفعل في لغتنا العادية "لقطه الزركشي "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 06:06 ص]ـ
حصل خطأ في التعبير منّي في قولي
("أثم" في هذه الآية مفتوحة) --وألأصل أن أقول "ثم في هذه الآية هي المفتوحة"
قال في لسان العرب
(وثَمَّ، بفتح الثاء: إِشارة إلى المكان؛ قال الله عز وجل: وإِذا رأَيت ثَمَّ رأَيت نَعيماً؛ قال الزجاج: ثَمَّ يعني به الجَنَّة، والعامل في ثمَّ معنى رأَيت، المعنى وإِذا رميت ببصَرك ثَمَّ؛ وقال الفراء: المعنى إذا رأَيت ما ثَمَّ رأَيت نَعيماً، وقال الزجاج: هذا غلط لأَن ما موصولة بقوله ثمّ على هذا التفسير، ولا يجوز إِسقاط الموصول وتَرْكُ الصِّلة، ولكن رأَيت متعدٍّ في المعنى إِلى ثَمَّ. وأَما قول الله عز وجل: فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وجْهُ الله، فإِن الزجاج قال أَيضاً: ثَمَّ موضِعُه موضعُ نَصْب، ولكنه مبني على الفتح ولا يجوز أَن يكون ثَمّاً زيدٌ وإِنما بُنيَ على الفتح لالتقاء الساكنين. وثَمَّ في المكان: إِشارة إِلى مكان مُنْزاحٍ عنك، وإِنما مُنِعَت ثَمَّ الإِعراب لإِبْهامها، قال: ولا أَعلم أَحداً شرح ثَمَّ هذا الشرح، وأَما هنا فهو إِشارة إِلى القريب منك. وثَمَّ: بمعنى هناك وهو للتبعيد بمنزلة هنا للتقريب. قال أَبو إِسحق: ثَمَّ في الكلام إِشارة بمنزلة هناك زيد، وهو المكان البعيد منك، ومُنِعت الإِعرابَ لإِبهامها وبَقِيت على الفتح لالتقاء الساكنين. وثَمَّتَ أَيضاً: بمعنى ثَمَّ. وثُمّ وثُمَّتَ وثُمَّتْ، كلها: حرف نَسَق والفاء في كل ذلك بدل من الثاء لكثرة الاستعمال)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 10:19 ص]ـ
هذا ما جاء في البرهان للزركشي حول "بلى"
-------------------------------------
لها موضعان
أحدهما أن تكون ردا لنفى يقع قبلها كقوله تعالى) ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم (أى عملتم السوء
وقوله) لا يبعث الله من يموت بلى (وقوله) ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل (ثم قال) بلى (أى
عليهم سبيل
والثاني أن تقع جوابا لاستفهام دخل عليه نفى حقيقة فيصير معناها التصديق لما قبلها كقولك ألم أكن صديقك ألم أ
حسن إليك فتقول بلى أى كنت صديقى
ومنه قوله تعالى) ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير (ومنه) ألست بربكم قالوا بلى (أى أنت ربنا فهى في هذا ا
لأصل تصديق لما قبلها وفي الأول رد لما قبلها وتكذيب
وقوله) ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى (أي كنتم معنا ويجوز أن يقرن النفى بالإستفهام مطلقا أعم من الحقيقى
والمجازى فالحقيقى كقوله) أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى (
1
) أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى (2
ثم قال الجمهور التقدير بل نحييها قادرين لان الحساب انما يقع من الانسان على نفي جمع العظام وبلى اثبات فعل ا
لنفي فينبغي إن يكون الجمع بعدها مذكورا على سبيل الايجاب
وقال الفراء التقدير فلنحيها قادرين لدلالة ايحسب عليه وهو ضعيف لانه عدول عن مجئ الجواب على نمط السؤال
والمجازي كقوله تعالى) ألست بربكم قالوا بلى (3 فان الاستفهام هنا ليس على حقيقته بل هو للتقرير لكنهم اجروا ا
لنفي مع التقرير مجرى النفي المجرد في رده ب بلى
وكذلك قال ابن عباس لو قالوا نعم لكفروا ووجهه إن نعم تصديق لما بعد الهمزة نفيا كان او اثباتا
ونازع السهيلي وغيره في المحكى عن ابن عباس من وجه أن الاستفهام التقريري اثبات قطعا وحينئذ فنعم في ا
لايجاب تصديق له فهلا اجيب بما اجيب به الايجاب فان قولك الم اعطك درهما بمنزلة اعطيتك
والجواب من اوجه أحدها ذكره الصفار إن المقرر قد يوافقه المقرر فيما يدعيه وقدلا فلو قيل في جواب الم أعطك نعم
لم يدر هل اراد نعم لم تعطي فيكون مخالفا للمقرر او نعم اعطيتني فيكون موافقا فلما كان يلتبس اجابوه على اللفظ
ولم يلتفتوا إلى المعنى
تنبيهات
---------------------------------------
الاول ماذكرنا من كون بلى انما يجاب بها النفي هو الاصل واما قوله تعالى) بلى قد جاءتك آياتي (1 فانه لم ي
تقدمها نفي لفظا لكنه مقدر فان معنى) لو أن الله هداني (2 ما هداني فلذلك اجيب ب بلى التي هي جواب النفي
المعنوي ولذلك حققه بقوله) قد جاءتك آياتي (1 وهي من اعظم الهدايات
ومثله) بلى قادرين (3 فانه سبق نفي وهو) ألن نجمع عظامه (4 فجاءت الآية على جهة التوبيخ لهم في ا
اعتقادهم إن الله لا يجمع عظامهم فرد عليهم بقوله) بلى قادرين (3
وقال ابن عطية حق بلى إن تجيء بعد نفي عليه تقرير وهذا القيد الذي ذكره في النفي لم يذكره غيره واطلق
النحويون انها جواب النفي
وقال الشيخ اثير الدين حقها إن تدخل على النفي ثم حمل التقرير على النفي ولذلك لم يحمله عليه بعض العرب
واجابه بنعم
وسأل الزمخشري هلا قرن الجواب بما هو جواب له وهو قوله) أن الله هداني (5 ولم يفصل بينهما بآية (6)
واجاب بانه إن تقدم على احدى القرائن الثلاث فرق بينهن وبين النظم فلم يحسن وان تاخرت القرينة الوسطى نقض
الترتيب وهو التحسر على التفريط في الطاعة ثم التعليل بفقد الهداية ثم تمنى الرجعة فكان الصواب ما جاء عليه
وهو انه حكى اقوال النفس على ترتيبها ونظمها (7) ثم اجاب عما اقتضى الجواب من بينها
الثاني
اعلم انك متى
رايت بلى او نعم بعد الكلام يتعلق بها تعلق الجواب وليس قبلها ما يصلح إن يكون جوابا له فاعلم إن هناك سؤالا
مقدرا لفظه لفظ الجواب ولكنه اختصر وطوى ذكره علما بالمعنى كقوله تعالى) بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن
فله أجره عند ربه (1 فقال المجيب بلى ويعاد السؤال في الجواب
وكذا قوله) بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته (2 ليست بلى فيه جوابا لشئ قبلها بل ما قبلها دال على ماهي
جواب له والتقدير ليس من كسب سيئة واحاطت به خطيئته خالدا في النار او يخلد في النار فجوابه الحق بلى
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يكتفي بذكر بعض الجواب دالا على باقيه كما قال تعالى) بلى قادرين (3 اي بلى نجمعها قادرين فذكر الجملة
بمثابة ذكر الجزاء من الجملة وكاف عنها
الثالث من القواعد النافعة إن الجواب اما إن يكون لملفوظ به او مقدر
فان كان المقدر فالجواب بالكلام كقولك لمن تقدره مستفهما عن قيام زيد قام زيد او لم يقم زيد ولا يجوز إن تقول
نعم ولا لا لانه 4لا يعلم ما يعني بذلك وان كان الجواب الملفوظ به فان اردت التصديق قلت نعم وفي تكذيبه بلى
فتقول في جواب من قال اما قام زيد نعم اذا صدقته وبلى اذا كذبته
وكذلك اذا ادخلت اداة الاستفهام على النفي ولم ترد التقرير بل ابقيت الكلام على نفيه فتقول في تصديق النفي نعم
وفي تكذيبه بلى نحو الم يقم زيد فتقول في تصديق النفي نعم وفي تكذيبه بلى
الرابع
يجوز الاثبات والحذف بعد بلى فالاثبات كقوله تعالى) ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير (1
وقوله) وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم (2
ومن الحذف قوله تعالى) بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا (3 فالفعل المحذوف بعد بلى في هذا
الموضع يكفيكم اي بلى يكفيكم إن تصبروا
وقوله) أو لم تؤمن قال بلى (4 اي قد آمنت
وقوله) وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة (5 ثم قال بلى اي تمسسكم اكثر من ذلك
وقوله) وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى (6 ثم قال بلى اي يدخلها غيرهم
وقوله) ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى (7
وقد تحذف بلى وما بعدها كقوله) قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا (8 اي بلى قلت لي
------------------------
-------------------------------------------------------------------------------------------
ملحوظة-
أتعبني كثيرا تنسيق الكلام المصفوف في كتاب الزركشي--والذي أخذته من موقع المشكاة
والحقيقة أن الكتاب يحتاج إلى تنسيق---حتّى أنّ بعض العبارات مكررة مرتين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 11:24 ص]ـ
هذا ما قاله المرادي في الجني الداني حول الحرف" بلى"
---------------------------------------------
بلى
حرف ثلاثي الوضع، والألف من أصل الكملة، وليس أصلها بل التي للعطف، فدخلت الألف للإيجاب، أو للإضراب
والرد، أو للتأنيث، كالتاء في ربت وثمت، خلافاً لزاعمي ذلك. وهي حرف جواب.
وهي مختصة بالنفي، فلا تقع إلا بعد نفي في اللفظ، أو في المعنى. وتكون رداً له، سواء أقترنت به أداة استفهام أو
لا.
وقد وقعت جواباً للإستفهام، في نحو: هل يستطيع زيد مقاومتي؟ فيقول: بلى. إذا كان منكراً لمقاومته. ومنه قول
الجحاف بن حكيم:
بلى، سوف نبكيهم، بكل مهند ونبكي عميراً، بالرماح، الخوطر
جواباً، لقول الأخطل له:
ألا، فسل الجحاف: هل هو ثائر بقتلي، أصيبت، من نمير بن عامر؟
ولا تقول لمن قال قام زيد: بلى. لأنه موصع نعم، لا موضع بلى، لأن بلى إيجاب لنفي مجرد، كقولك بلى، لمن قال ما
قام زيد. أو مقرون باستفهام حقيقة، نحو: أليس زيد بقائم؟ فتقول: بلى. أو للتقرير، كقوله تعالى "ألست بربكم؟ قالوا: بلى". أجرت العرب التقرير مجرى النفي. ولذلك قال ابن عباس: لو قالوا: نعم لكفروا. لأن نعم لتصديق المخبر
في الإيجاب والنفي. فإذا قال: ليس لك عندي وديعة، فقلت نعم، كان تصديقاً له. وإن قلت بلى، كان إيجاباً لما نفى.
قال ابن مالك: وقد توافقها نعم بعد المقرون، يعني بعد النفي المفرون بالاستفهام، كقول جحدر:
أليس الليل يجمع أم عمرو وإيانا، فذاك بنا تداني
نعم، وترى الهلال، كما أراه ويعلوها النهار، كما علاني
وقول الأنصار للنبي، صلى الله عليه وسلم ألستم ترون ذلك؟ قالوا نعم. ويؤول قول الأنصار على أن ذلك لأمن اللبس،
وقول جحدر على أن نعم جواب المقدر في نفسه، من اعتقاده أن الليل يجمعه وأم عمرو، أو يكون جواباً لما بعده،
فقدم عليه. قال الشيخ أبو حيان: والأولى، عندي، أن يكون جواباً لقوله فذاك بنا تداني.(/)
هل تعرفون معنى نقل الأجسام بسرعة الضوء؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 05:40 ص]ـ
يقول أبو عرفة
(سليمان عليه السلام ..
هل ملك الطاقة النووية ..
وهل سبقنا وبث الصوت والصورة,
ونقل "المادة" والأجسام بسرعة الضوء؟!.)
فقط أودّ وبكل ودّ أن أبين أنّ نقل الأجسام بسرعة الضوء لا يتم ولن يتم فقد أكدت النظرية النسبية أنّه لا يمكن لجسم أن ينتقل بسرعة الضوء
ولقد وضعت معادلات مؤداها أن المنتقل في سرعة الضوء تحدث عنده تغييرات من الصعب أن تفهموها بالنسبة للزمن "من أصعب مواد الدراسة الجامعية"
فلو أرسل سليمان مبعوثا بسرعة الضوء وعاد لوجد سليمان قد طال عليه الزمن فمات---وهذه اللفتة من آينشتين نسميها معضلة التوأم--حيث لو أنّ وليدين أحدهما سافر بسرعة الضوء والآخر بقي على الأرض لعاد المسافر وليدا بينما الباقي على الأرض تقادم عليه الزمن وربما مات بعد عمر طويل--هل فهمتموها؟؟
فماذا يدعى إلقاء الكلام هكذا دون علم؟؟
ـ[أمين هشام]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 01:36 م]ـ
هذا إذا كان سليمان بمستوى عقلية آينشتين .. وإمكانياته -الذي أوتي من كل شيء- كإمكانيتي وإمكانياتك إستاذ جمال, حين يحصرنا "المحسوم" فيعجزنا ........ يعني إذا أردت أن تقيس سليمان بمثل ما نحن عليه فصدقت, وإن أنزلته منزلته من الملك والإتيان فصدق الشيخ وأنت من المكرمين.
ثم كيف تفسر لنا أنت {قبل أن يرتد إليك طرفك} .... ولاجظ ((((((((((قبل)))))))))!؟
المفسرون ذهبوا أنه عفريت معفرت .. يعني أشطر من آينشتين!!!!!!!!
فماذا يدعى إلقاء الكلام هكذا دون علم؟؟
ـ[أمين هشام]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 01:39 م]ـ
بعدين الله يسامحك أستاذ جمال ... لماذا قولت الرجل ما لم يقل؟؟
قال: "طاقة نووية" فجعلتها "قنبلة ذرية"!!
أم تراه لا فرق ........ أنت أدرى .... إن قلت لا فرق, قلنا لا فرق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 01:41 م]ـ
لقد أوتيتم علما لم يؤته حتى آينشتين؟
ما أعجلكم على الجواب
حتّى وكالة ناسا لا تعرف ماتعرفون
سبحان الله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 01:48 م]ـ
بعدين الله يسامحك أستاذ جمال ... لماذا قولت الرجل ما لم يقل؟؟
قال: "طاقة نووية" فجعلتها "قنبلة ذرية"!!
أم تراه لا فرق ........ أنت أدرى .... إن قلت لا فرق, قلنا لا فرق.
أنا نقلت حرفيا من موقع الغرائب
وهاهو ما نقلته
(يقول أبو عرفة
(سليمان عليه السلام ..
هل ملك الطاقة النووية ..
وهل سبقنا وبث الصوت والصورة,
ونقل "المادة" والأجسام بسرعة الضوء؟!.)
ولم أتحدث عن " قنبلة" مطلقا فأفق يا أمين!!
ـ[أمين هشام]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 02:12 م]ـ
لا يا أخي قلتها بالامس حينما استنكرت القول التي قالته أم المؤمنين عائشة في مريم وهارون وقال الشيخ بمثله ببينته ...
في المداخلة نفسها ذكرت "القنبلة" ..... فارجع فتأكد فأنت "فصيح مستشار" ... وتملك ما لا أملك ..
وإذا رددت عليك بمثل ما قلتي لي "أفق يا أمين" ... يعني قلت لك "أفق يا جمال" يتضايق أبو سارة ويعتبرها شدة أم خفة!.
وخلينا في صلب الموضوع ... ودعك من ناسا ... سألت وأجبنا بالمنطق ...
ويا ليتك ترجع عن مقولة واحدة حتى تصبح سابقة نحاجج بها الذين لا يرجعون ... وأنا منهم!.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 02:19 م]ـ
ثم تريدنا يرحمك الله أن نتدين للنظريات المتقلبة ونترك حقائق القرآن ..
{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ}
يعني حصل وأتى به .... يعني حقيقة وليست نظرية توأمية ....
وإذا تعارضت النظرية الآينشتانية مع "الحقيقة" السليمانية, وشهد عليها القرآن, لم نلتفت لأحد .... فآينشتاين لم يبلغ ((معشار معشار معشار)) ما عند النبي سليمان عليه الصلاة والسلام!؟
يعني لا غبار على "نظرية" الشيخ حفظه الله وهداه.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 02:20 م]ـ
أخواني في الله
لما لا نعطي الأخ أبو عرفة
عذرا في مايقول وماذكر عن أنشتاين صحيح بمجمله
و إن لم يوضح جيدا فيما قال
و لكن هل فاتكم أن هناك سرعات آخرى أسرع من الضؤ
و هي:
سرعه النفس (الروح) البشرية
وسرعه الملائكه
و سرعه الصعق
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 02:32 م]ـ
الأخ صالح
جعلك الله من الصالحين
إصبر حتّى أوضح لك
عندما يقول الرازي عن الرؤية بأنّها سقوط شعاع من العين على الجسم نعذره لأن هذا هو العلم في زمنه
أمّا عندما يقول أبو عرفة (ونقل "المادة" والأجسام بسرعة الضوء؟)
فهذا ما لا يعذر عليه لأن نظرية آينشتين النسبية منذ 60 عاما لم تنقض من حيث عدم وجود جسم يسير بسرعة الضوء
أمّا ما تفضلت به من أمور الملائكة فهذا ما لا علم لنا به---ولم يأتنا خبر صادق بذلك
ونحن نتحدث عن الأجسام المادية---ركز معي --المادّية
ولا يمكن لجسم مادي أن يسير بسرعة الضوء---هذه حقيقة
أمّا الحديث عن المعجزات وعن الإتيان بشيء قبل ارتداد طرف العين فلا نفسره بسرعة الضوء--فما له به من علم--
واعجبي
ما أداة القياس التي استخدمها أبو عرفة ليخرج بنتيجة أنّ سليمان حرّك المادة بسرعة الضوء؟؟
إنّه إلقاء كلام والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 02:55 م]ـ
أخي جمال
أنا أتفق معك
في رفض أفكار أبو عرفة
و لكن الجميل فيه أنه حرك ساكننا
و أما ماذكرت من السرعات
فسرعه النفس جاء الدليل عليها من وجهين
الأول: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لو أن شئ سبق القدر لسبقته العين)
و العين قوه نفسية تتبعها قوه شيطانية
والثاني: مايحصل لنفوسنا حينما ننام ومانشاهدة من أحلام
وقطع مسافات بإقل من لحظة
أما السرعة الملوكتيه
فيكفيك دليلا نزول الوحي
على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 03:02 م]ـ
من ما تقدم يتضح لك
أن الذي أتى بعرش ملكة سبأ
كان من الملائكه
أما لماذا لم يحترق و يتلاشى العرش
فذلك لأجل أحظاره من طريق
أحد أبواب السماء والأرض
التي تستخدمها الملائكة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 03:04 م]ـ
ولا خلاف معك ولكن حديث أبي عرفة عن سرعة المادة ---يعني ليس عن الأمور النورانية
وبوركت أخي
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 03:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الكرام اسمحوا باعتراضين:
الأول: هل يمكن أن يسير جسم مادي بسرعة الضوء؟ أو أسرع من الضوء؟
لن أتكلم عن قصة سليمان عليه السلام، لأنه يمكن لمعارض أن يقول أن سرعة انتقال عرش ملكة سبأ ألفي كيلو أو ثلاثة آلاف قد تكون أقل من سرعة الضوء بكثير فتصل إلى سليمان عليه السلام قبل أن يرتد إليه طرفه. فلو فرضنا أن العرش سار بسرعة 100 ألف كيلو في الثانية فإنه سيصل في أقل من جزء من ألف جزء من الثانية! وهذا - لا شك - أسرع من ارتداد طرف العين. لذا فلن أناقش هذا الموضوع، لأنه لا يدل على المراد نفياً ولا إثباتاً.
لكن سأناقش قضية أعظم من ذلك، وهي قضية المعراج، فقد صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسمه الشريف إلى سدرة المنتهى. فعلى قول الفلكيين أن بعد بعض المجرات كذا وكذا ألف (أو مليون) سنة ضوئية، على ذلك فبعد السماء الثانية لن يكون إلا أكثر من ذلك بكثير، فما بالكم ببعد السماء السابعة؟! وعليه فيكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قطع تلك المسافة بسرعة أسرع من الضوء، لأن الضوء يحتاج لقطعها آلاف السنين! ومن ثم فهذا ممكن، بل واقع. ولا شك أنها معجزة، أما هل يمكن لنا في قدراتنا المحدودة أو لا يمكن، هذا أمر آخر.
الثاني: في كلام أستاذي الكريم جمال، فقد قال ما نصه: (فلو أرسل سليمان مبعوثاً بسرعة الضوء وعاد لوجد سليمان قد طال عليه الزمن فمات)!! وهذا غير موافق - والله أعلم - لنظرية اليهودي آينشتين! كيف؟ فإن ذلك يعتمد على المسافة التي سيرسل إليها ذلك المبعوث، لأن السرعة بذاتها لا علاقة لها بمرور الزمن ولا الموت، لكن المسافة المقطوع بالسرعة هي التي تؤثر في مرور الزمن. فلو أرسل نبي الله عليه السلام مبعوثه مثلاً إلى ملكة سبإ بسرعة الضوء، لرجع خلال أقل من ثانية! فكيف يكون قد طال الأمد بسليمان سنين طويلة حتى مات! لعل هذا كان سبق قلم من أستاذنا، أو لعله سوء فهم مني لكلامه، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى كل إخوانه الأنبياء الكرام.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 03:25 م]ـ
صدقت يا أخي فيصل القلاف
و كل له نصيب من أسمه
فلقد صدت ما لم أذكره
وهناك نقطتان
فالأولى:
نسبت القول الى الأخ جمال
وجمال برئ مماذكرت لأنه كان ناقلا لقول أبي عرفة
أمالثانية:
فأحب أن أخبرك أن العرش
لو كان محمولا بسرعه أقل من التي ذكرتها
لحترق ولا مجال الى نقله بهذه السرعة
وأرى أن السرعة في نقلة أسرع من ذلك
لأنه لم يحسب قلع العرش من مكانه
و كم من الوقت يأخذ هذا القلع
مع المحافظة عليه من كل سؤ يصيبه
فلا يمكن لمخلوق عادي أن يقوم به لا إنسي و لاجني
ومقام به الا ملك عنده علم من الكتاب
و بالطريقة التي ذكرتها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 03:30 م]ـ
الأخ فيصل
# كلامك راق وعلى العين والرأس فقولك (لأنه يمكن لمعارض أن يقول أن سرعة انتقال عرش ملكة سبأ ألفي كيلو أو ثلاثة آلاف قد تكون أقل من سرعة الضوء بكثير فتصل إلى سليمان عليه السلام قبل أن يرتد إليه طرفه. فلو فرضنا أن العرش سار بسرعة 100 ألف كيلو في الثانية فإنه سيصل في أقل من جزء من ألف جزء من الثانية! وهذا - لا شك - أسرع من ارتداد طرف العين.) قد يجعل الرجل يتراجع عن زلّته
# وإضافتك عن معجزة المعراج راقية ولا خلاف
# أمّا اعتراضك الأخير على موضوع الزمن فهذا الأمر ليس من الأمور التي يمكن للإنسان غير المتخصص في الفيزياء أن يفهمها--وأنت تطبق الآن معادلات السرعة البدائية من كون المسافة =السرعة*الزمن---ولا تنطبق هذه عندما تسير الأجسام في سرعة الضوء
هي معادلات خاصة للنظرية النسبية تستطيع أن تسأل زميل لك عنها---لذلك انتقدنا القول بأنّ سليمان حرّك المادة بسرعة الضوء --وكان يسعه أن قال أنّ الله أعطى سليمان إمكانيات تسخيره لجنّ سريع--وهو لا يريد هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 09:52 م]ـ
السلام عليكم
شكرا لكم على هذا التحاور الماتع، وفي ظني أن عقل الإنسان يعجز عن إدراك أشياء كثيرة، ومنها هذا الأمر الذي تتحدثون عنه، ولاعجب حينما أقول أن "كلام النمل" وهو بلا لسان أعجب من هذا0
أمّا اعتراضك الأخير على موضوع الزمن فهذا الأمر ليس من الأمور التي يمكن للإنسان غير المتخصص في الفيزياء أن يفهمها--وأنت تطبق الآن معادلات السرعة البدائية من كون المسافة =السرعة*الزمن---ولا تنطبق هذه عندما تسير الأجسام في سرعة الضوء
بما أن الأجسام لايمكن أن تسير بسرعة الضوء فإن هذه القاعدة محالة
مقياس حياة البشر هو اليوم، وهو من مغيب الشمس إلى مغيبها في اليوم الثاني، والسرعة لاعلاقة لها بهذا أبدا0
هكذا يبدو لي، والله أعلم
مارأي الأستاذ جمال؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 10:10 م]ـ
متأسف أخي المشرف
لم أفهم بدقة عن ماذا سألتني في قولك؟
(مقياس حياة البشر هو اليوم، وهو من مغيب الشمس إلى مغيبها في اليوم الثاني، والسرعة لاعلاقة لها بهذا أبدا)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 10:22 م]ـ
آسف على عدم التوضيح.
قلت حفظك الله:
فلو أرسل سليمان مبعوثا بسرعة الضوء وعاد لوجد سليمان قد طال عليه الزمن فمات0
أقول: لو جئتك إلى القدس على حمار أعرج فوصلتك بعد شهرين من تحركي، وفي نفس الوقت جاءك غيري على "طائرة نفاثة" ووصلك بعد ساعة 0
هل لهذا علاقة بتغيير أعمارنا؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 10:41 م]ـ
أخي المشرف
يحصل مط أو تطاول في الفترة الزمنية فقط للأجسام المتحركة بسرعة قريبة من سرعة الضوء--يعني في مثالك لا نلاحظ هذا التطاول
يعني لدينا توأمان أحدهما انطلق بسرعة لنفرضها تسعة أعشار سرعة الضوء--والآخر ثابت على الأرض
إذا مرّ على المتحرك زمن قدره يوم--أي انقضى من عمره يوم واحد---في هذه الفترة عاد إلى الأرض فيجد أن توأمه قد انقضى من عمره مئة يوم
الأعداد التي وضعتها ليست دقيقة إنّما لتبيين الفكرة(/)
مداخلات على موضوع " الأسماء"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 01:43 م]ـ
السلام عليكم
أفتتح هذا الرابط لنضع فيه مداخلات الأخوة على موضوع الأسماء لنحافظ على ترابط الموضوع
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 03:45 م]ـ
عفوا أخي جمال ماذا تقصد بالأسماء
هل هو أمتداد لموضوع وعلم آدم الأسماء كلها
أم غيره
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 04:17 م]ـ
نعم هو
لأجل إبقاء الموضوع متكاملا
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 01:29 م]ـ
كم بقي لنا من الأدلة -إذا افترضنا أنها أدلة-؟.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 01:34 م]ـ
تذكرت قول الشاعر-وأنا على نصح الشيخ لنا- في الانصراف عن الشعر وأهله ... ولكنه بيت أحفظه من زمان ..
يقول البيت:
أنام ملء جفوني عن شواردها *********** ويسهر الخلق جراها ويختصم!!.
لله درك أبا أحمد ... نقرت رؤوسهم فتشاغلوا!.
على كل .. الجد خير من الكسل ... والصحو خير من الغفل!.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 03:41 ص]ـ
أضحك الله سنك يا شيخ أبا عرفة ..
لقد والله تهت عجباً منك ..
أما عجبي بك فقد تقدّم في غير موضع ..
وعجبي منك في الحقيقة ينبع من إعجابك العجيب بنفسك .. ومدحك المتواصل لذاتك ..
ألم تعلم بأن إعجاب كل ذي رأي برأيه هو الكبر بعينه؟؟
تقول: هذا عندنا غير جائز ..
أقول: فمن أنتم حتى يكون لكم عند؟
إن كنت حقاً من أهل العلم .. فخذ بأدلّتي كلها جميعاً وانسفها نسفاً إن استطعت إلى ذلك سبيلاً ..
ولكن .. هيهات هيهات ..
ـ[أمين هشام]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 03:19 م]ـ
سمعت عن الحديث يا لؤي "المتواضع": المسلمون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم؟؟
هذا جواب على "كبرك" إذ تقول: من أنتم؟؟
ثم ما زال الشيخ يسأل: إذا كنت من طيبة فلسطين, فلم لا تزور "أقصانا" وتواجهه؟؟
إن لم يكن السيخ عندك أهلا لها فهذا هو الكبر بعينه ..
ولكنها بائنة كعين الشمس .. فحتى تواتجهه عليك أن تحمل معك ألف مرجع لتحميك وتسعفك ... فلا نرانا نسأل إلأ وتغيب غيبتك وتأتينا بقال فلان وقال فلان, وطبعا أنت لا تحفظها ... فكيف تواجه إذا؟؟
إذا خيرتني بين رجل ظاهر في أوسط بيت الله, وبين رجل مستخف وراء شاشة, فلن أجهد بالاختيار!.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:58 م]ـ
بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
فلا نرانا نسأل إلا وتغيب غيبتك وتأتينا بقال فلان وقال فلان
هأنا ذا قد عدت من غيبتي يا أبا عرفة ..
تقول في مداخلتك: سمعت عن الحديث يا لؤي " المتواضع ": المسلمون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم؟؟
فأقول: وهل سمعت يا أخي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يَظلمه ولا يَحقره ولا يُسلِمه ولا يخذله»؟؟
تقول: هذا جواب على " كبرك " إذ تقول: من أنتم؟؟
فأقول: لا والله ليس في كلامي كِبر .. بل فيه حقّ أنتم عنه معرضون .. ففيه ردّ على قولكم: " كم بقي لنا من الأدلة - إذا افترضنا أنها أدلة "؟ فإنْ لم يكن فيما طرحنا " أدلّة "، فهلا بيّنتم لنا بطلانها وزيفها .. وإن لم تفعلوا: فمن أنتم؟؟ كما أنّ فيه تعقيباً على مدحكم المتواصل لذاتكم الموقّرة: " لله درك أبا أحمد .. نقرت رؤوسهم فتشاغلوا "! فلا والله أبا أحمد ما نقرت إلا رأسك، ومن كان هذا مستوى كلامه، نقول له: من أنتم؟؟ وفيه أيضاً بيان على أنّ تفخيمك لنفسك لا يغني عنك شيئاً، وقد تبيّن في الأدلّة جهلك لكثير من أحكام اللغة ووجوهها، بل لقد تبيّن أنّك تجهل أحكام حرف اللام ومواقعه ووجوهه، ومَن جهل حرفاً أمكن أن يجهل حروفاً، ومَن جهل حروفاً جاز أن يجهل اللغة بكاملها، فإن كان لا يجهلها كلّها ولكن يجهل بعضها، فلعلّه يجهل ما يحتاج إليه، ولا ينفعه فيه علم ما لا يحتاج إليه، وهذه رتبة العامّة أو رتبة من هو فوق العامّة بقدر يسير، فَلِمِ تتأبّى على هذا وتتكبّر، وتتوهّم أنّك من الخاصّة وخاصّة الخاصّة، وأنّك تعرف سرّ الكلام وغامض الحكمة وخفيّ القياس وصحيح البرهان؟ فمن كان هذا هو حاله، نقول له: من أنتم؟؟ ثم إنّ فيه جواباً على قولك: " أنا سألتك: كيف (((((((((((علمت))))))))))! ولم أسألك كيف ((((((((((استنتجت))))))))))! (((فالعلم))) آية أو حديث أو عين كعين الشمس ". ولئن كان هذا هو
(يُتْبَعُ)
(/)
مبلغ علمكم، الذي تركتم فيه طريق البحث عن العلل .. فنقول لكم: من أنتم؟؟ كما أنّ فيه دفاعاً عن أئمّة التفسير والعلماء، حيث نراك تنقص من قدرهم وتسفّه أقوالهم بشكل متواصل .. فنقول لك: ومن أنتم؟؟
تقول: ثم ما زال الشيخ يسأل: إذا كنت من طيبة فلسطين، فلم لا تزور " أقصانا " وتواجهه؟؟
فأقول: منذ متى وأنت تسأل يا شيخ أبا عرفة؟ فهذه أول مرّة نرى لك فيها سؤالاً كهذا!! ثم ما الحاجة إلى المواجهة؟؟؟ ألا يكفي أقصانا مواجهات يهود؟ وألا يكفي هذا المنتدى للمواجهة؟؟ فالساحة مفتوحة لي ولك ولكل من أحبّ أن يدلي برأيه ويقدّم حُججه وبراهينه .. فقولك هذا لا يعبّر به غيرُكَ، ومَن كان في مُشكل. ثم أنا أعلم أن من شروط المناظرة، التي تسميها أنت مواجهة، التكافؤ بين الطرفين في العلم، فكيف أتصدّى لك وأنت العالم الفذّ الجهبذ، وما أنا إلا طالب علم " متواضع "؟؟
تقول: ولكنها بائنة كعين الشمس .. فحتى تواجهه عليك أن تحمل معك ألف مرجع لتحميك وتسعفك .. فلا نرانا نسأل إلا وتغيب غيبتك وتأتينا بقال فلان وقال فلان، وطبعا أنت لا تحفظها .. فكيف تواجه إذاً؟؟
فأقول: نعم .. صدقت يا شيخ .. إنها بائنة كعين الشمس .. فما أراك إلا راكباً متن عمياءَ، تتسرّع في أحكامك وتستبدّ بآرائك، ولا تقيم لآراء الآخرين وزناً، كأنّك أوتيت قَبَساً أو شعاعاً من نور اليقين، وفي ظنّك أن ليس الرأي إلا ما علمتَه، وليس العلم إلا ما أُلهمتَه. ولئن حملتُ معي مرجعاً واحداً – لا ألف مرجع - لخيرة المفسّرين والعلماء لهو خير لي من أن أنزل إلى مستواك العقيم .. فكلامك كله " لفّ ودوران " .. سخرية واستهزاء .. تدليس وكبر .. كمثل من قال: نطق زيد بالحقّ ولكن ما تكلّم بالحقّ، وتكلّم بالفُحش ولكن ما قال الفُحش، وأعرب عن نفسه ولكن ما أفصح، وأبان المراد ولكن ما أوضح، أو فاهَ بحاجته ولكن ما لفظ، أو أخبر ولكن ما أنبأ .. ومن كان هذا هو مستواه، نقول له: من أنتم؟؟
تقول: إذا خيّرتني بين رجل ظاهر في أوسط بيت الله، وبين رجل مستخف وراء شاشة، فلن أجهد بالاختيار!.
فأقول: أنا حقّاً مستخف وراء شاشة .. ولكني أراك مستخفٍ وراء أسماء سمّيتها أنت لنفسك .. فقل لي بربّك من هو المستخفي من الناس؟ ومن هو المستخفّ بعقولهم؟ ومتى ستظهر للناس باسمك الحقيقي ليعرفوك على حقيقتك؟
فيا شيخ أبا عرفة ..
هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى ..
أطلب منك المرة تلو المرة .. إن كان عندك ما تبيّن به تهافت أدلّتنا، فأتنا به .. وإلا فالصمت أولى. فنحن معشر المسلمين نعرف الحقّ من الباطل بالنظر، ونعرف أنّ التأسي بلا برهان باطل، وأن لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك بالنظر. وبالجملة فالناس من عهد آدم عليه السلام إلى منقرض العالم إذا نزلت بهم نازلة يرجعون إلى النظر والفكر، سواء كان في أمر الدين أو الدنيا، ويقول بعضهم لبعض: انظروا وتفكّروا، ولا يقولون: اسمعوا وتفكّروا، فلولا أنّه طريق واضح ومنهج لائح لما فزعوا إليه.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 03:30 ص]ـ
يا أخي لؤي
تعجبني عندما
تتكلم في العلم و أتألم عندما تتناسى أنك حامل علم وأمانة
مع عذري لك ومن حقك لكني أجلك
و يا أخي أمين
ما هكذا تورد الأبل يا سعد
عليك أن تحمد ربنا
سبحانه له الحمد
أن تجد من ينقدك فمن نقدك قومك
ومن أظهر عوار ماكتبت أصلح لك كتابتك
إن كان ما كتبته قربات لرب العالمين
سبحانه له الحمد
والشكر موصول لك في أثارتك
لهذه القضايا
فأرجوك أزل عنك ردودك التي لاتليق بالعامه
فكيف بمن يحمل علما
ملحوظة:
أخي لؤي
مازلت أنتظر ردك في أبليس
نعوذ بالله منه
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 03:50 ص]ـ
الأخ الكريم صالح ..
أصلح الله أمرك في الدنيا، وجعلك في الآخرة من الصالحين ..
بارك الله بك ..
فقد والله أصبت ..
وأنا ما أردت إلا أن أضع حدّاً لهذه المهزلة ..
فرحم الله امريء أهدى إلي عيوبي ..
ومن ثم .. فهلا ذكّرتني - حفظك الله - بالسؤال عن إبليس أعاذنا الله وإياكم منه؟
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 04:11 ص]ـ
أخي لؤي
سؤالي هو:
1 - : من أين علمت أن أبليس كان له وظيفة الملائكة
و ما دليلك عليه وهل دليلك نصي قطعي الدلالة أم ضني الدلاله
و إن كان خبرا فما حكمه في علم الجرح والتعديل
وإن كا نتأويلا فما منزلته هل هو موافق للنصوص أم مخالفا لها
وما الحكمة من وراء هذا التأويل
2 - : وهل منزلة الملائكه كسبيه أم وهبيه أم أختصاصيه أم خلقيه
3 - : ما وظيف أبليس مع الملائكه
ـ[أمين هشام]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 12:32 م]ـ
لؤي المتأدب ..
أولا: أنت تتمنى أن يكون أمين هشام هو الشيخ .. ففي هذا اختصار كثير عليك, فخاطبني باسمي ودعك من "التحريات والاستكشافات"!.
ثانيا: قلت لك .. وأغضبتك وأغضبت السادة جميعا ..
أنك بهذه الأدلة "العصماء" أثبت خطأ ((((جمهور المفسرين))) .. فلن نأس على أبي عرفة أو من هو فوقه!.
ثالثا: لا داعي للخطاب العاطفي التحزيني .. أن الاقصى يكفيه مواجهات اليهود ... فهذا صحيح, إن كنت ستأتي الشيخ بسيف أو حجر .. أم كنت ستأتيه برأي أو حجة, فلنعم الميدان هو!.
ثالثا: هذا الذي تسميه "التهافت" في الأسماء, عقب عليه الدكتور أحمد القضاة في موقع الشيخ حفظه الله, وهو بائن لكل ناظر .. وقال فيه الدكتور القضاة أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الشارقة ... قال: إن هذا البحث قوي, وكاد أن يأخذ به -تستطيع أن ترجع إلى حرفه هو- لولا اعتراضه على حديث, أعاد الشيخ توضيحه مرة أخرى ... فكيف يا ترى يراها "دكتور علوم القرآن والتفسير" قوية .. ويراها لؤي "متهافته’ ... هذا يعني أن علماءنا الدكاترة باتوا لا يعرفون الطيب من الخبيث!.
رابعا: ما زلت أقول لك أن لا بأس لو رجعت عن الزلة .. فأنت لا تعلم ولا تستطيع أن تعلم, أن إبليس "ساعتها" كان بينهم ... وهو ليس إلا كما وصفت بحث الشيخ .. ليس إلا "لف ودوران"!.
ومرة أخرى ها هو الأقصى مفتوح .. تعال وافرض على الشيخ الأدب والحلم والعلم .. ونحن ناصروك .. ودعك من "شماعة" اليهود!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 04:31 ص]ـ
الأخ الفاضل صالح ..
لقد نقلت لنا كتب التفسير والتاريخ أقوال عدد من العلماء يذكرون أن إبليس كان من الملائكة، وأنه كان خازناً للجنّة، أو للسماء الدنيا، وأنه كان من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة .. إلى آخر تلك الأقوال، وقد روي في هذا آثار كثيرة، وغالبها من الإسرائيليات التي تُنقل ليُنظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها، ومنها ما يُقطع بكذبه، لمخالفته للحق الذي بأيدينا .. فهي أقوال لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وما لم يوجد عن صاحب ولا تابع ولا تابع تابع خبر يصحّ موصولاً ولا شاذّاً ولا مشهوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيبقى ذلك كله محلاً للنظر. وفيما يلي، نذكر ما ثبت لدينا بالنصّ الصحيح عما يخصّنا في إبليس - أعاذنا الله وإياكم منه:
أولاً: أن إبليس كان من الجن، قال تعالى: " فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ " (الكهف: 50)، والجنّ غير الملائكة والإنس، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه خبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: " أن الملائكة خلقوا من نور، وأن الجن خلقوا من مارج من نار، وأن آدم خلق من طين ". وفي قوله تعالى: أن " إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ "، بلاغ صريح بأنه ليس من جنس الملائكة.
ثانياً: في قوله تعالى: " فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ "، تأكيد على أمرين: الأول: أن إبليس كان من الجنّ، والجنّ - كالإنس - مخلوق مكلّف بأوامر ونواهٍ، وله اختيار، يستطيع أن يطيع، ويستطيع أن يعصي، وما دام له اختيار فإنه ليس من الملائكة، لأن الملائكة ليس لهم اختيار، فهم " لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " (التحريم: 6). والثاني: أن إبليس لزم نفسه بمنهج الله قبل أن تغلب عليه طبيعة الاختيار وتأخذه الكبرياء، حين أُمر بالسجود لآدم عليه السلام، لأن الفاسق لا بدّ أن يكون قد أسلم أولاً، لكي يخرج عن دينه، ويكون فاسقاً فيما بعد، وهذا ما يميّزه من الكافر بعده، ومن المنافق قبله. فالكافر لم يدخل الإسلام أبداً، والمنافق لم يخرج من الإسلام أبداً، ولو في الظاهر على الأقل، أما الفاسق فهو قد أسلم ثم فعل ما يخرجه عن الدين سواء كان الخروج مؤقتاً أو دائماً. فإذا كان خروجه مؤقتاً – أي تاب بعد فسوقه – فإنه يعود إلى أمّة الإسلام كواحد من أفرادها. أما إذا كان خروجه دائماً – أي لم يتب بل استمرّ على فسوقه – فهو يصبح في عداد الكافرين والملحدين.
ثالثاً: إذا كان إبليس – أعاذنا الله وإياكم منه – من العابدين لله قبل معصيته، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الملائكة ليس لهم اختيار وأن إبليس كان قادراً على المعصية ويطيع، ويأتي الله عن طواعية واختيار، فهو يكون في هذه الحالة أعلى منزلة من المَلَك، ولذلك سمّاه بعضهم: طاووس الملائكة. فإنه كان يزهو في حضور الملائكة بإلزام نفسه بمنهج الله، وكان يزهو على الملائكة بأنه صالح أن يطيع أو أن يعصي، ولكنه تميّز بالطاعة.
رابعاً: ومن هنا قلنا إن إبليس كان من الملائكة وظيفة ومن الجن نسباً وأصلاً، فإن الحق تبارك وتعالى يقول: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذاريات: 56). فالغاية من خلق الجن والإنس هي العبادة. وإبليس الجني – أعاذنا الله وإياكم منه – كان عابداً لله مع الملائكة طائعاً لأمره سبحانه، ثم أوقعه الغرور في المعصية فكفر، فلمّا تحوّل إلى الكفر، ورضي به، وأصبح محبّاً للشرّ، طالباً له، يتلذّذ بفعله والدعوة إليه، ويحرص عليه بمقتضى خبث نفسه، وإن كان موجباً لعذابه: " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " (ص 82 - 83).
والله أعلم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 10:11 ص]ـ
أخي في
الله سبحانه له الحمد
لؤي الطيبي
لقد كان إستدلالك على ما ذكر في كتب التاريخ والتفاسير
من أقوال لا تقوم على ساق في علم الجرح والتعديل
وأكثر مايقال فيها أنها أثر من تابع التابعين
وهذا الأثر يأتي في خانة القصاص أكثر من التأويل
ولا يوجد تفسيرمن الشارع لما تصديت له
والنص قال (وما كنت متخذ المظلين عضدا)
وهذ النص صريح في نسف ما أستدللت به
و أخطأت مرة ثانية بأن جعلت درجة الملوكية درجة كسبية
كأنك مع الذين يقولون أن درجة النبوة كسبية وليست وهبية
و الملائكه خلق خاص والدرجات فيها وهبية ومغلقة على الملائكه فقط
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 08 - 2005, 03:32 م]ـ
الأخ الحبيب صالح ..
قبل أن أناقشك فيما طرحت من موضوعات .. أطلب منك - أخي الكريم - أن تتكرّم علينا بكتابة مسطورة غير متفرّقة، فإن طريقة كتابتك - حفظك الله - تجعلنا لا نركز في فحواها بسبب تباعد العبارات والفقرات عن بعضها البعض، وكأننا نقرأ صفحة واحدة في عشر صفحات ..
أما بالنسبة لمضمون كلامك، فأنت تقول - حفظك الله: لقد كان استدلالك على ما ذُكر في كتب التاريخ والتفاسير من أقوال لا تقوم على ساق في علم الجرح والتعديل، وأكثر ما يقال فيها أنها أثر من تابع التابعين، وهذا الأثر يأتي في خانة القصاص أكثر من التأويل، ولا يوجد تفسيرمن الشارع لما تصدّيت له، والنص قال: " وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا "، وهذ النص صريح في نسف ما استدللت به.
وأنا أسأل في الحقيقة: أي استدلال تقصد - حفظك الله؟ وأي تفسير قمتُ أنا بالتصدّي له، فعارض قول الحق تبارك وتعالى: " وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا "؟
ثم تقول - حفظك الله: وأخطأت مرة ثانية بأن جعلت درجة الملوكية درجة كسبية، كأنك مع الذين يقولون إن درجة النبوة كسبية وليست وهبية، والملائكه خلق خاصّ والدرجات فيها وهبية ومغلقة على الملائكه فقط.
وأنا أسأل من جديد: كيف استنتجت أنني جعلت درجة الملوكية كسبية؟
فأفدنا - يا راعاك الله - واجعل كلامك واضحاً ليتسنّى لنا فهمه، وذلك من خلال الإشارة إلى النصوص التي ترى فيها إشكالاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 06:15 م]ـ
أخي في
الله سبحانه له الحمد
لؤي الطيبي
لن أرد على سؤالك الأخير لأنك ستعرفه من إجابتي فنشرع ونقول:
قلت: (ثانياً: في قوله تعالى: " فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ "، تأكيد على أمرين: الأول: أن إبليس كان من الجنّ، والجنّ - كالإنس - مخلوق مكلّف بأوامر ونواهٍ، وله اختيار، يستطيع أن يطيع، ويستطيع أن يعصي، وما دام له اختيار فإنه ليس من الملائكة، لأن الملائكة ليس لهم اختيار، فهم " لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " (التحريم: 6). والثاني: أن إبليس لزم نفسه بمنهج الله قبل أن تغلب عليه طبيعة الاختيار وتأخذه الكبرياء، حين أُمر بالسجود لآدم عليه السلام، لأن الفاسق لا بدّ أن يكون قد أسلم أولاً، لكي يخرج عن دينه، ويكون فاسقاً فيما بعد، وهذا ما يميّزه من الكافر بعده، ومن المنافق قبله. فالكافر لم يدخل الإسلام أبداً، والمنافق لم يخرج من الإسلام أبداً، ولو في الظاهر على الأقل، أما الفاسق فهو قد أسلم ثم فعل ما يخرجه عن الدين سواء كان الخروج مؤقتاً أو دائماً. فإذا كان خروجه مؤقتاً – أي تاب بعد فسوقه – فإنه يعود إلى أمّة الإسلام كواحد من أفرادها. أما إذا كان خروجه دائماً – أي لم يتب بل استمرّ على فسوقه – فهو يصبح في عداد الكافرين والملحدين.)
أجيبك بقولي:
أولا: من أين دليلك أن إبليس كان مكلفا قبل آدم ونحن نعلم أن التكليف هو قبول الأمانة ولم يقبلها أحد من الخلق قبل آدم
ثانيا: ما تقصد بقولك عن طبيعة الاختيار وكيف تكون نائمة ما دامت لدية
ثالثا: فسرت الفسق تفسيرا ناقصا فما قولك في الأربع الفواسق
و الفاسق من كان في طبيعته الإيذاء ويتعدى في إيذائه طبيعيا إلى غيره
من دون أن يشعر أنه مؤذي والفسق الخروج عن ما كان به نهائيا
ولذلك سميت في الأماكن والآلات (الفسقية) فهي عند أهل الصعيد تعني القبر وهي
دلالة على مكان خروج النفس من الجسد نهائيا
والفسقية الإناء أو الحوض الذي يتجمع فيه الماء الخارج من النافوره
وفسقت الرطبة عن قشرها خرجت عنها نهائيا
وسمي الفاسق فاسقا لخروجه النهائي عن السلوك القويم
ومعنى فسق عن أمر ربه دلالة على أنه خرج عن طاعة أمر ربه نهائيا
و الطاعة هنا تعني أن طاعته كانت طاعة يطيعها كل الخلق من دون تكليف
و أما قولك:
(ثالثاً: إذا كان إبليس – أعاذنا الله وإياكم منه – من العابدين لله قبل معصيته، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الملائكة ليس لهم اختيار وأن إبليس كان قادراً على المعصية ويطيع، ويأتي الله عن طواعية واختيار، فهو يكون في هذه الحالة أعلى منزلة من المَلَك، ولذلك سمّاه بعضهم: طاووس الملائكة. فإنه كان يزهو في حضور الملائكة بإلزام نفسه بمنهج الله، وكان يزهو على الملائكة بأنه صالح أن يطيع أو أن يعصي، ولكنه تميّز بالطاعة).
فنرد عليك بقولنا:
كلامك صحيح لو كان إبليس حمل الأمانة وهذا لم يصح و ما استندت عليه
من كلام القصاص باطل من أصله فلقد أقررت أنه ليس من الملائكة
و لكنك أدخلته بينهم مجازا بل وضعته فوق الملائكة من دون دليل
وهذا المقام لا يحصل إلا من حمل الأمانة والذي حمل الأمانة
اختيارا أبونا أدم والذي حمل الأمانة إجبارا أبو الجن إبليس
وترتب عن ذلك بقاء الخلافة لآدم وذريته ومن ذلك
كانت النبوة كانت محصورة في بني آدم فقط
و أما قولك:
(رابعاً: ومن هنا قلنا إن إبليس كان من الملائكة وظيفة ومن الجن نسباً وأصلاً، فإن الحق تبارك وتعالى يقول: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذاريات: 56). فالغاية من خلق الجن والإنس هي العبادة. وإبليس الجني – أعاذنا الله وإياكم منه – كان عابداً لله مع الملائكة طائعاً لأمره سبحانه، ثم أوقعه الغرور في المعصية فكفر، فلمّا تحوّل إلى الكفر، ورضي به، وأصبح محبّاً للشرّ، طالباً له، يتلذّذ بفعله والدعوة إليه، ويحرص عليه بمقتضى خبث نفسه، وإن كان موجباً لعذابه): " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " (ص 82 - 83.والله أعلم)
فنرد عليك بقولنا:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن ما استدللت عليه من المفصل بقولك: فإن الحق تبارك وتعالى يقول: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذاريات: 56)
العبادة هنا تعني أن أصل الخلق كلهم للعبادة وليس الجن والأنس بل كل
المخلوقات تندرج فيها وما ذكر الجن والأنس إلا تذكيرا لهما بهذا الأمر
أصلحك
الله سبحانه له الحمد
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 02:36 ص]ـ
الأخ الفاضل صالح ..
تقول: أولأً: من أين دليلك أن إبليس كان مكلفا قبل آدم ونحن نعلم أن التكليف هو قبول الأمانة ولم يقبلها أحد من الخلق قبل آدم.
فنقول: وما دليلك على أن التكليف هو قبول الأمانة؟ ومن ثم ألم يتقدّم خلق الجن على خلق الإنس؟ وأولم يكن إبليس اللعين من الجن؟ فماذا كانت (وظيفته) إذن قبل خلق آدم، إن لم تكن العبادة والطاعة؟ فهل عندك دليل على أن إبليس اللعين قد عصى ربّه قبل خلق آدم؟
ولنوضّح الأمر بصورة مبسّطة من جديد:
يقول الله عزّ وجلّ في كتابه الحكيم: " فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ " (الكهف: 50)، فبيّن لنا سبحانه أن إبليس اللعين كان من الجن.
ويقول عزّ من قائل: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ " (الحجر: 26 - 27)، فبيّن لنا سبحانه أن خلق الجن متقدّم على خلق الإنسان.
ويقول تبارك وتعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذاريات: 56)، فبيّن لنا سبحانه أنه خلق الجن للغاية نفسها التي خلق الإنس من أجلها، ألا وهي عبادته وطاعته.
والعبادة في اللغة تعني: التذلّل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله ومتذلّل لمشيئته، ولا يملك أحد لنفسه خروجاً عمّا خُلق عليه قدر ذرّة من نفع ولا ضرّ. وإن الله تعالى إنما شاء العبادة من جميع عباده وأرادها منهم وقضاها عليهم شرعاً، فمن أطاع أمره وأتى بما أراده وشاءه فله رضاه والجنّة، ومن خالف في ذلك فله سخطه والنار، قال تعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ " (الإسراء: 23). ولو أنه تبارك وتعالى قضى في الكون أن لا يُعبد إلا إياه لم يشرك به أحد من خلقه، وإنما قضى ذلك شرعاً ليبلو أي خلقه أحسن عملاً، ليجزي الذي أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
فالجن على ذلك مكلّفون بأوامر ونواه، فمن أطاع رضي الله عنه وأدخله الجنة، ومن عصى وتمرّد فله النار، يدلّ على ذلك نصوص كثيرة. ففي يوم القيامة يقول الله مخاطباً كفرة الجن والإنس موبخاً مبكتاً: " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ " (الأنعام: 130). ففي هذه الآيات دليل على بلوغ شرع الله الجن، وأنه قد جاءهم من ينذرهم ويبلغهم. والدليل على أنهم سيعذبون في النار، قوله تعالى: " قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ " (الأعراف: 38)، وقال: " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ " (الأعراف: 179)، وقال: " لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (السجدة: 13). والدليل على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة، قوله تعالى: " وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " (الرحمن: 46 - 47). والخطاب هنا للجن والإنس، لأن الحديث في مطلع السورة معهما، وفي الآية السابقة امتنان من الله على مؤمني الجن بأنهم سيدخلون الجنة، ولولا أنهم ينالون ذلك لما امتنّ عليهم به.
وأما بالنسبة لطلبك الدليل بأن الجن مكلّفون، فنسوق لك شيئاً من أقوال العلماء في ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن مفلح في كتابه الفروع: " الجن مكلفون في الجملة إجماعاً، يدخل كافرهم النار إجماعاً، ويدخل مؤمنهم الجنة وفاقاً لمالك والشافعي رضي الله عنهما، لا أنهم يصيرون تراباً كالبهائم، وإن ثواب مؤمنهم النجاة من النار، خلافاً لأبي حنيفة، والليث بن سعد ومن وافقهم .. وظاهر الأول أنهم في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم، خلافاً لمن قال لا يأكلون ولا يشربون كمجاهد، أو أنهم في ربض الجنة، حول الجنة، كعمر بن عبد العزيز، قال ابن حامد في كتابه: الجن كالإنس في التكليف والعبادات " (لوامع الأنوار البهية، ج2، ص222 - 223).
وقد علق الشبلي باباً، قال فيه: " باب في أن الجن مكلفون بإجماع أهل النظر "، نقل فيه عن أبي عمر بن عبد البر: أن الجن عند الجماعة مكلفون مخاطبون، لقوله تعالى: " فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ". وقال الرازي في تفسيره: " أطبق الكل على أن الجن كلهم مكلفون ". ونقل الشبلي عن القاضي عبد الجبار، قوله: لا نعلم خلافاً بين أهل النظر في أن الجن مكلفون، وقد حكى عن بعض المؤلفين في المقالات أن الحشوية قالوا: إنهم مضطرون إلى أفعالهم، وأنهم ليسوا مكلفين ". قال: " والدليل على أنهم مكلفون ما في القرآن من ذمّ الشياطين ولعنهم، والتحرّز من غوائلهم وشرّهم، وذكر ما أعدّ الله لهم من العذاب. وهذه الخصال لا يفعلها الله تعالى إلا لمن خالف الأمر والنهي، وارتكب الكبائر، وهتك المحارم، مع تمكّنه من أن لا يفعل ذلك، وقدرته على فعل خلافه، ويدلّ على ذلك أيضاً أنه كان من دين النبي صلى الله عليه وسلم لعن الشياطين، والبيان عن حالهم، وأنهم يدعون إلى الشرّ والمعاصي، ويوسوسون بذلك. وهذا كله يدلّ على أنهم مكلّفون. (غرائب وعجائب الجن، للشبلي، ص49).
ويقول ابن تيمية: " الجن مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم، فإنهم ليسوا مماثلين للإنس في الحدّ والحقيقة، فلا يكون ما أمروا به ونهوا عنه مساوياً لما على الإنس في الحدّ، لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي، والتحليل والتحريم، وهذا ما لم أعلم فيه نزاعاً بين المسلمين " (مجموع الفتاوى، ج4، ص233).
تقول: ثانياً: ما تقصد بقولك عن طبيعة الاختيار وكيف تكون نائمة ما دامت لديه؟
فنقول: لم نفهم سؤالك!!!
تقول: ثالثا: فسرت الفسق تفسيرا ناقصا .. فما قولك في الأربع الفواسق والفاسق ..... ومعنى فسق عن أمر ربه دلالة على أنه خرج عن طاعة أمر ربه نهائيا والطاعة هنا تعني أن طاعته كانت طاعة يطيعها كل الخلق من دون تكليف.
فنقول: شكر الله لكم سردكم هذا لمعنى (فسق)، ولكني أعود وأقول إن الكافر لا يُسمّى في لغة العرب فاسقاً إلا إذا كان مسلماً من قبل، ثم فعل ما يخرجه عن الدين .. وهذا ما قاله رب العزة عن إبليس اللعين، ولذلك لا بدّ أن يكون طائعاً لله تعالى قبل أن وقعت منه المعصية التي أخرجته من رحمة الله. وأما قولك بأن طاعة إبليس كانت طاعة يطيعها كل الخلق من دون تكليف، فهذا بان فساده فيما سبق.
تقول: كلامك صحيح لو كان إبليس حمل الأمانة وهذا لم يصح وما استندت عليه من كلام القصاص باطل من أصله فلقد أقررت أنه ليس من الملائكة ولكنك أدخلته بينهم مجازا بل وضعته فوق الملائكة من دون دليل وهذا المقام لا يحصل إلا من حمل الأمانة والذي حمل الأمانة اختيارا أبونا أدم والذي حمل الأمانة إجبارا أبو الجن إبليس وترتب عن ذلك بقاء الخلافة لآدم وذريته ومن ذلك كانت النبوة كانت محصورة في بني آدم فقط.
فنقول: نعيد السؤال من جديد: وما دليلك على أن التكليف هو قبول الأمانة؟ ثم ما دليلك على أن إبليس هو أبو الجن؟ فالله تعالى يقول إنه كان من الجن، فهو واحد منهم، أم أن لديك نصّاً صريحاً يدلنا على أن إبليس اللعين هو أصل الجن، أو (أبو الجن) على حدّ تعبيرك؟
تقول: إن ما استدللت عليه من المفصل بقولك: فإن الحق تبارك وتعالى يقول: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذاريات: 56) العبادة هنا تعني أن أصل الخلق كلهم للعبادة وليس الجن والأنس بل كل المخلوقات تندرج فيها وما ذكر الجن والأنس إلا تذكيرا لهما بهذا الأمر.
فنقول: هذا القول قد بان فساده أيضاً فيما سبق.
ولا أدري من أين أتيت بهذا التأويل؟
غفر الله لنا ولكم وللمسلمين أجمعين ..(/)
المحكم والمتشابه .. من كلام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 02:45 م]ـ
الحمد لله الذي تكلم بالقرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أما بعد، فهذا فصل من رسالة فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في أصول التفسير، وهو خلاصة مبحث المحكم والمتشابه.
قال رحمه الله:
القرآن محكم ومتشابه
يتنوع القرآن الكريم باعتبار الإحكام والتشابه إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الإحكام العامّ الذي وصف به القرآن كله. مثل قوله تعالى: (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) وقولِه: (الر، تلك آيات الكتاب الحكيم) وقولِه: (وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم).
ومعنى هذا الإحكام الإتقان والجودة في ألفاظه ومعانيه، فهو في غاية الفصاحة والبلاغة، أخباره كلها صدق نافعة، ليس فيها كذب ولا تناقض ولا لغو لا خير فيه، وأحكامه كلها عدل وحكمة، ليس فيها جور ولا تعارض ولا حكم سفيه.
النوع الثاني: التشابه العام الذي وصف به القرآن كله. مثل قوله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله).
ومعنى هذا التشابه أن القرآن كلَّه يشبه بعضه بعضاً في الكمال والجودة والغايات الحميدة، (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً).
النوع الثالث: الإحكام الخاص ببعضه، والتشابه الخاص ببعضه. مثل قوله تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب).
ومعنى هذا الإحكام أن يكون معنى الآية واضحاً جلياً لا خفاء فيه، مثل قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا) وقولِه: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) وقولِه: (وأحل الله البيع) وقولِه: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به)، وأمثال ذلك كثيرة.
ومعنى هذا التشابه أن يكون معنى الآية مشتبهاً خفياً بحيث يتوهم منه الواهم ما لا يليق بالله تعالى أو كتابه أو رسوله، ويفهم منه العالم الراسخ في العلم خلافَ ذلك.
مثاله فيما يتعلق بالله تعالى أن يتوهم واهم من قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان) أن لله يدين مماثلتين لأيدي المخلوقين.
ومثاله فيما يتعلق بكتاب الله تعالى أن يتوهم واهم تناقض القرآن وتكذيب بعضه بعضاً حين يقول: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) ويقول في موضع آخرَ: (وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله).
ومثاله فيما يتعلق برسول الله أن يتوهم واهم من قوله تعالى: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكاً فيما أنزل إليه.
موقف الراسخين في العلم والزائغين من المتشابه:
إن موقف الراسخين في العلم من المتشابه وموقفَ الزائغين منه بينه الله تعالى، فقال في الزائغين: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)، وقال في الراسخين في العلم: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا). فالزائغون يتخذون من هذه الآيات المشتبهات وسيلة للطعن في كتاب الله وفتنةِ الناس عنه وتأويلِه لغير ما أراد الله تعالى به فيَضلون ويُضلون.
ويقولون – الراسخون في العلم - في المثال الأول: إن لله تعالى يدين حقيقتين على ما يليق بجلاله وعظمته، لا تماثلان أيدي المخلوقين، كما أن له ذاتاً لا تماثل ذواتِ المخلوقين، لأن الله تعالى يقول: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقولون في المثال الثاني: إن الحسنة والسيئة كلتاهما يتقدير الله عز وجل، لكنّ الحسنةَ سببُها التفضل من الله تعالى على عباه، أما السيئةَ ففعل العبد كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، فإضافة السيئة إلى العبد من إضافة الشيء إلى سببه، لا من إضافته إلى مقدِّره، أما إضافة الحسنة والسيئة إلى الله تعالى فمن باب إضافة الشيء إلى مقدِّره. وبهذا يزول ما يوهِم الاختلاف بين الآيتين لانفكاك الجهة.
ويقولون في المثال الثالث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع منه شك فيما أنزل إليه، بل هو أعلم الناس به وأقواهم يقيناً، كما قال الله تعالى في نفس السورة: (قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله)، المعنى: إن كنتم في شك منه فأنا على يقين منه، ولهذا لا أعبد الذين تعبدون من دون الله، بل أكفر بهم وأعبد الله.
ولا يلزم من قوله: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك) أن يكون الشك جائزاً على الرسول صلى الله عليه وسلم أو واقعاً منه. ألا ترى قوله تعالى: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين)، هل يلزم منه أن يكون الولد جائزاً على الله تعالى أو حاصلا؟! كلا، فهذا لم يكن حاصلاً ولا جائزاً على الله تعالى، قال الله تعالى: (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً. إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً).
ولا يلزم من قوله تعالى (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) أن يكون الامتراء واقعاً من الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن النهي عن الشيء قد يوجه إلى من لم يقع منه، ألا ترى قوله تعالى: (ولا يصدنُّك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين)، ومن المعلوم أنهم لم يصدوا النبي صلى الله عليه وسلم عن آيات الله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع منه شرك.
والغرض من توجيه النهي إلى من لا يقع منه التنديد بمن وقع منهم والتحذير من منهاجهم، وبهذا يزول الاشتباه وظنُّ ما لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم.
أنواع التشابه في القرآن:
التشابه الواقع في القرآن نوعان:
أحدهما: حقيقي، وهو ما لا يمكن أن يعلمه البشر، كحقائق صفات الله عز وجل؛ فإننا وإن كنا نعلم معاني هذه الصفات، لكننا لا ندرك حقائقها وكيفيتها، لقوله تعالى: (ولا يحيطون به علماً) وقولِه تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير).
ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
وهذا النوع لا يُسأَل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه.
النوع الثاني: نسبي، وهو ما يكون مشتبهاً على بعض الناس دون بعض، فيكون معلوماً للراسخين في العلم دون غيرهم.
وهذا النوع يُسأَل عن استكشافه وبيانه لإمكان الوصول إليه؛ إذ لا يوجد في القرآن شيء لا يتبين معناه لأحد من الناس، قال الله تعالى: (هذا بيان للناس وهدىً وموعظةً للمتقين)، وقال: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء)، وقال: (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه)، وقال: (ثم إن علينا بيانه)، وقال: (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً).
وأمثلة هذا النوع كثيرة.
منها قوله تعالى: (ليس كمثله شيء)، حيث اشتبه على أهل التعطيل، ففهموا منه انتفاءَ الصفات عن الله تعالى، وادّعَوْا أن ثبوتها يستلزم المماثلة، وأعرضوا عن الآيات الكثيرة الدالة على ثبوت الصفات له وأن إثبات أصل المعنى لا يستلزم المماثلة.
ومنها قوله تعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، حيث اشبته على الوعيدية، ففهموا منه أن قاتل المؤمن عمداً مخلد في النار، وطردوا ذلك في جميع أصحاب الكبائر، وأعرضوا عن الآيات الدالة على أن كل ذنب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها قوله تعالى: (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير)، حيث اشتبه على الجبرية، ففهموا منه أن العبد مجبور على عمله، وادّعَوْا أنه ليس له إرادة ولا قدرة عليه، وأعرضوا عن الآيات الدالة على أن للعبد إرادةً وقدرةً وأن فعل العبد نوعان: اختياري وغير اختياري.
والراسخون في العلم - أصحابُ العقول - يعرفون كيف يُخرِّجون هذه الآياتِ المتشابهةَ إلى معنىً يتلاءم مع الآيات الأخرى، فيبقى القرآن كلُّه محكماً لا اشتباه فيه.
الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه:
لو كان القرآن كلُّه محكماً لفاتت الحكمة من الاختبار به تصديقاً وعملاً لظهور معناه، وعدم المجال لتحريفه والتمسكِ بالمتشابه ابتغاءَ الفتنة وابتغاءَ تأويله. ولو كان كله متشابهاً لفات كونه بياناً وهدىً للناس، ولما أمكن العمل به وبناءُ العقيدة السليمة عليه. ولكن الله تعالى بحكمته جعل منه آياتٍ محكماتٍ يرجع إليها عند التشابه، وأخَرَ متشابهاتٍ امتحاناً للعبد، ليتبين صادق الإيمان ممن في قلبه زيغ.
فإنّ صادق الإيمان يعلم أن القرآن كلَّه من عند الله تعالى، وما كان من عند الله فهو حق ولا يمكن أن يكون فيه باطل أو تناقض، لقوله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)، وقولِه تعالى (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً).
وأما من في قلبه زيغ فيتخذ من المتشابه سبيلاً إلى تحريف المحكم واتباع الهوى في التشكيك في الأخبار والاستكبار عن الأحكام، ولهذا تجد كثيراً من المنحرفين في العقائد والأعمال يحتجون على انحرافهم بهذه الآيات المتشابهة.
موهم التعارض في القرآن:
التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلولَ الأخرى، مثل أن تكون إحداهما مثبتة لشيء والأخرى نافيةً فيه.
ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري، لأنه يلزم كون إحداهما كذباً، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى، قال الله تعالى: (ومن أصدق من الله حديثاً)، (ومن أصدق من الله قيلاً).
ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولُهما حكمي، لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى، قال الله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)، وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غيرَ قائم ولا معارضاً للأخيرة.
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف وتكلَ الأمر إلى عالمه.
وقد ذكر العلماء رحمهم الله أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض، بينوا الجمع في ذلك. ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.
فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن: (هدىً للمتقين) وقوله فيه: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس)، فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين وفي الثانية عامةً للناس. والجمع بينهما أن الهدايةَ في الأولى هدايةُ التوفيق والانتفاع والهدايةَ في الثانية هدايةُ التِّبيان والإرشاد.
ونظير هاتين الآيتين، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وقوله فيه: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم). فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم) وقوله: (وما من إله إلا الله) وقوله: (فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذَّبين) وقوله: (فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب)، ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره. والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصةَ بالله عز وجل هي الألوهية الحق، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة، لقوله تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير).
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) وقوله: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً)، ففي الآية الأولى نفيُ أن يأمر الله تعالى بالفحشاء، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق. والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي، والله تعالى لا يأمر شرعاً بالفحشاء لقوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)، والأمر في الآية الثانية هو الأمر الكوني، والله تعالى يأمر كوناً بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته لقوله تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).
ومن رام زيادة أمثلة فليرجع إلى كتاب الشيخ الشنقيطي المشارِ إليه آنفاً.
انتهى، والله الهادي والموفق. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 08:37 م]ـ
جزيت خيرا أخي فيصل
ـ[الطيب سيد محمد]ــــــــ[29 - 08 - 2005, 06:33 ص]ـ
أخي العزيز فيصل
حياك الله على مشاركتك و لكن لدي سؤال قد لا يمت لموضوعك
هلا فسرت لي الحكمة في اقران الدعوة بالرحمة للوالدين بتربيتهم لابنائهم عند الصغر في الايه الكريمة:
"و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"
خاصة ان مثل هذا الإقتران لم يتم في ايات أخرى مثل "و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه .... الى اخر الايات الكريمة.
ادعو الله أن تكون ممن يبرون امهاتهم عند كبرهم
أخوك أبو فيصل
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[30 - 08 - 2005, 10:50 م]ـ
الأخ فيصل
لو سمحت أليس في هذا القول تناقض: (ويقولون – الراسخون في العلم - في المثال الأول: إن لله تعالى يدين حقيقتين على ما يليق بجلاله وعظمته، لا تماثلان أيدي المخلوقين، كما أن له ذاتاً لا تماثل ذواتِ المخلوقين، لأن الله تعالى يقول: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). بالله عليكم من قال بأن لله يدين حقيقيتين ثم تستدلون بالآية (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). من أين استفدتم كلمة حقيقيتين؟؟ أليس هذا تجسيم صريح ولا يليق بذات الله جلّ وعلا
أعرف أن هذا المنتدى للغة العربية ولكن لا أرى إلا أنكم تريدون مناقشة عقيدية وهذا ليس مجالها. وقد نوقشت في منتدى الرازي نتمنى أن تتركوا لكل مقام مقال.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[31 - 08 - 2005, 06:09 ص]ـ
أخي عمر سلمه الله
اللغة آلة لتعلم الدين، وليس لها قيمة أو أهمية إن لم تكن موصلة إلى فهم الدين.
أما القول بأن إثبات صفات الله تجسيم، فمردود لأن هذا هو ظاهر الآيات، وأخذها على ظاهرها وحقيقتها هو الأصل، أما تأويلها وتعطيلها وصرفها عن ظاهرها فهو نفي لأصل مُثبت.
وهذه العقيدة ليست بدعا من القول أو حديثة عهد، إذ لها عند السلف أصل ومنبع، بل هي عقيدة السلف، وليست بمجهولة حتى تستنكر، إنما يستنكر من يجهلها.
وفقنا الله وإياك إلى مايحبه ويرضاه.
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[31 - 08 - 2005, 08:00 ص]ـ
أخي المشرف -حفظك الله- أعلمُ أن اللغة في خدمة الدين
ولكن المسألة تناقش عقديا وليس لغويا. وهذا المنتدى الطيب للغة وليس للعقيدة
وأنتم تعلمون أكثر مني أن منتداكم المبارك يحوي مشارب مختلفة وليسوا بالضرورة
لهم فكر ورأي واحد، لذا أرى أنه من غير اللائق مناقشة القضايا العقيدية في منتدى للغة
وقولكم size=2]0 وهذه العقيدة ليست بدعا من القول أو حديثة عهد، إذ لها عند السلف أصل ومنبع، بل هي عقيدة السلف، وليست بمجهولة حتى تستنكر، إنما يستنكر من يجهلها.)
فيه مجانبة للصواب، من من السلف قال بأن لله يدا حقيقيقة؟؟ بل هذه عقيدة مجهولة وتستنكر [/ size]
بل هذا عين التعطيل والصرف عن الظاهر.
أخي المشرف:
إن كلمة السلف لا ينبغي أن تتخذ ذريعة لإقناع الآخرين فكلنا يزعم أنه متبع للسلف
وكلنا يدعي أنه الأصل في أهل السنة والجماعة
فأتمنى أن لا تناقش هذه المسائل هنا
أو جِدوا لنا قسما أخر في المنتدى لمناقشة قضايا العقيدة المتصلة باللغة
ودمتم سالمين ومكرّمين [/ b][/color]
ـ[أبو فهر]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 09:12 م]ـ
أخي عمر
إن مرادنا بقولنا يد حقيقية أي على حقيقتها اللغوية، احترازا ممن يجعلها مجازية وليس في هذا تجسيم
ودمت للمحب/أبو فهر
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 11:43 م]ـ
الأخ أبو فهر المكرّم
قولك: ((إن مرادنا بقولنا يد حقيقية أي على حقيقتها اللغوية ... ))
ما الدليل الذي يُلزم على فهم الحقيقة اللغوية دون المجازية؟؟
أليس هذا تحكم من غير دليل ... ؟؟
واللغة العربية تُفهم على الحقيقة أولا فإن تعذّرت تُحمل على المجاز
وإنكار المجاز في النصوص الشرعية تعطيل لكثير منها ..
مع كامل إحترامي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 01:05 ص]ـ
الأخ الفاضل عمر ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من الواجب النظر في باب الصفات، وعقيدتنا فيها أن ما أثبته الله ورسوله أثبتناه، وما نفاه الله ورسوله نفيناه. والألفاظ التي ورد بها النصّ يعتصم بها في الإثبات والنفي، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني. وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تُطلق حتى يُنظر في مقصود قائلها، فإن كان معنى صحيحاً قُبل، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص، دون الألفاظ المجملة.
وإن السلف - رحمهم الله - متّفقون على أن البشر لا يعلمون لله حدّاً، وأنهم لا يشبهون ولا يمثلون ولا يحدون شيئاً من صفاته سبحانه وتعالى، يروون الحديث ولا يقولون: كيف؟ وإذا سُئلوا قالوا بالأثر.
ولذلك أرى أنك في استفهامك - حفظك الله - حين تقول: بالله عليكم من قال بأن لله يدين حقيقيتين ثم تستدلون بالآية (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). من أين استفدتم كلمة حقيقيتين؟؟ أليس هذا تجسيم صريح ولا يليق بذات الله جلّ وعلا؟ .. قد جانبت الصواب - والله أعلم - وبيان ذلك كالآتي:
يقول الإمام أبو حنيفة في (الفقه الأكبر): لله يد ووجه ونفس، كما ذكر تعالى في القرآن من ذكر اليد والوجه والنفس، فهو له صفة بلا كيف، ولا يُقال: إن يده قدرته ونعمته، لأن فيه إبطال الصفة. انتهى. وهذا الذي قاله الإمام أبو حنيفة ثابت بالأدلّة القاطعة:
قال تعالى: " مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " (ص: 75)
وقال تعالى: " وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ " (الزمر: 67)
وقال تعالى: " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ " (القصص: 88)
وقال تعالى: " وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (الرحمن: 27)
وقال تعالى: " تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ " (المائدة: 116)
وقال تعالى: " كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ " (الأنعام: 54)
وقال تعالى: " وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي " (طه: 41)
وقال تعالى: " وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ " (آل عمران: 28).
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة لما يأتي الناس آدم عليه السلام، فيقولون له: " خلقك الله بيده .. الحديث ".
جاء في العقيدة الطحاوية: لا يُقال لهذه الصفات إنها أعضاء، أو جوارح، أو أدوات، أو أركان .. لأن الركن جزء الماهية، والله تعالى هو الأحد الصمد، لا يتجزّأ، سبحانه وتعالى. والأعضاء فيها معنى التفريق والتعضية - أي التقطيع - تعالى الله عن ذلك. والجوارح فيها معنى الاكتساب والانتفاع. وكذلك الأدوات هي الآلات التي يُنتفع بها في جلب المنفعة ودفع المضرّة.
وكل هذه المعاني منتفية عن الله تعالى، ولهذا لم يرد ذكرها في صفاته سبحانه وتعالى.
فالألفاظ الشرعية صحيحة المعاني، سالمة من الاحتمالات الفاسدة.
فلذلك يجب أن لا يُعدل عنها نفياً ولا إثباتاً، لئلا يثبت معنى فاسد، أو يُنفى معنى صحيح.
وكل هذه الألفاظ المجملة عرضة للمحقّ والمبطل.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[أبو فهر]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 01:50 ص]ـ
أما قولك: ما الذي يلزم ..... الخ
فجوابه: أن التحكم هو المصير إلى أحد الطرفين المتساويين بغير دليل، وقد أقررت أن ((واللغة العربية تُفهم على الحقيقة أولا فإن تعذّرت تُحمل على المجاز)) فنحن متفقون أن الأصل هو الحقيقة ونحن لا نرى إجراءها متعذرا.
وأما حديثك عن إنكار المجاز من عدمه فهذا حديث يطول وأنا الليلة مشغول.
ودمت للمحب/أبو فهر [وسلام للحبيب الغالي لؤي]
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 04:16 ص]ـ
عندي رأي
وهو رأي من أخيكم الأكبر سنّا----لنترك هذا الموضوع جانبا---
لماذا؟
لأننا فعلا منقسمون عليه---ولا يلزمنا المزيد من الإنقسام---
إنّه إتفاق بدون تدخل إشراف ومشرفين---
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 05:39 ص]ـ
طيب ... وأنا معك الأستاذ جمال رأي سديد [ I]
إن النقاش في هذه المسألة سيخرجنا من اليلاغة إلى العقيدة
ولن نتفق
ما رأيكم في هذا:
http://www.al-razi.net/vb/
ـ[أبو فهر]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 07:12 ص]ـ
يا عمر حججك وأدلتك قرأت تقريرها لمن هو أعلم منك ولم تقنعني
وحججي وأدلتي -لعلك-قرأت تقريرها لمن هو أعام مني -ولعلها -لم تقنعك
فعلام المراء إذا؟
وأخوك أبو فهر لا يناقش في هاتيك المسائل إلا المستفهم المتعلم، أما غير ذلك فأنا على يقين من ديني فليبتغ مريد النقاش دينه عند غيري
ودمتم للمحب/أبو فهر(/)
مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 08:11 م]ـ
قال تعالى
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ) 14 سبأ
ما المنسأة؟
وما دابة الأرض؟
أمّا المنسأة فهي العصا الغليظة---أتت من نسأت البعير أي طردته--فهي العصا التي يطرد بها الراعي البعير
أمّا دابة الأرض--فهي الأرضة--سوسة الخشب التي تأرض الخشب أي تأكله
ولا بد من تناول هاتين النقطتين
# أنه عند موته فإنّ جماعات من الأرضة بدأت بنخر خشب عصاته فاستدل من حوله من الجنّ على موته ولم يكونوا متبينين إلّا بعدما تآكلت العصا تماما فخرّ على الأرض
# استمر الجنّ في خدمته طوال الفترة بين موته ووقوعه (-فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ) -وكان موته حدثا أدّى بالجن إلى الإقتناع بكونهم لا يعلمون الغيب ولو علموه لانتشلوا أنفسهم من ذل العذاب وتوقفوا عن خدمته في الفترة بين موته وسقوطه بعد تآكل عصاته
قال المفسر أبو السعود ({فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ?لْمَوْتَ} أي على سليمانَ عليه السَّلامُ {مَا دَلَّهُمْ} أي الجنَّ أو آلَه {عَلَى? مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الاْرْضِ} أي الأَرَضةُ أضيفتْ إلى فعلها. وقُرىء بفتحِ الرَّاءِ، وهو تأثُّرُ الخشبةِ من فعلِها، يقالُ أَرَضتَ الأَرَضةُ الخشبةَ أرضاً فأرضتْ أرضْاً مثل أكلتِ القوادحُ أسنانَه أَكْلاً فأكلتْ أَكلاَ {تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} أي عصاهُ من نسأتُ البعيرَ إذا طردَته لأنَّها يُطرد بها ما يُطرد)
وقال
({فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ?لْجِنُّ} من تبيَّنت الشيءَ إذا علمته بعد التباسه عليك أي علمت الجنّ علماً بيِّنا بعد التباسِ الأمر عليهم {أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ?لْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى ?لْعَذَابِ ?لْمُهِينِ} أي أنَّهم لو كانوا يعلمون الغيبَ كما يزعمون لعلمُوا موتَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ حينما وقع فلم يلبثُوا بعده حولاً في تسخيرِه إلى أن خرَّ)
آية واضحة ومغزاها واضح---ثم يأتينا باحث فيدّعي أن المنسأة هي آلة تحكم بالزمن كانت بيد سليمان يتحكم بواسطتها بالزمن
واعجبي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 12:15 م]ـ
قال تعالى
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ) 14 سبأ
ما المنسأة؟
وما دابة الأرض؟
أمّا المنسأة فهي العصا الغليظة---أتت من نسأت البعير أي طردته--فهي العصا التي يطرد بها الراعي البعير
أمّا دابة الأرض--فهي الأرضة--سوسة الخشب التي تأرض الخشب أي تأكله
ولا بد من تناول هاتين النقطتين
# أنه عند موته فإنّ جماعات من الأرضة بدأت بنخر خشب عصاته فاستدل من حوله من الجنّ على موته ولم يكونوا متبينين إلّا بعدما تآكلت العصا تماما فخرّ على الأرض
# استمر الجنّ في خدمته طوال الفترة بين موته ووقوعه (-فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ) -وكان موته حدثا أدّى بالجن إلى الإقتناع بكونهم لا يعلمون الغيب ولو علموه لانتشلوا أنفسهم من ذل العذاب وتوقفوا عن خدمته في الفترة بين موته وسقوطه بعد تآكل عصاته
قال المفسر أبو السعود ({فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ?لْمَوْتَ} أي على سليمانَ عليه السَّلامُ {مَا دَلَّهُمْ} أي الجنَّ أو آلَه {عَلَى? مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الاْرْضِ} أي الأَرَضةُ أضيفتْ إلى فعلها. وقُرىء بفتحِ الرَّاءِ، وهو تأثُّرُ الخشبةِ من فعلِها، يقالُ أَرَضتَ الأَرَضةُ الخشبةَ أرضاً فأرضتْ أرضْاً مثل أكلتِ القوادحُ أسنانَه أَكْلاً فأكلتْ أَكلاَ {تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} أي عصاهُ من نسأتُ البعيرَ إذا طردَته لأنَّها يُطرد بها ما يُطرد)
وقال
({فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ?لْجِنُّ} من تبيَّنت الشيءَ إذا علمته بعد التباسه عليك أي علمت الجنّ علماً بيِّنا بعد التباسِ الأمر عليهم {أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ?لْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى ?لْعَذَابِ ?لْمُهِينِ} أي أنَّهم لو كانوا يعلمون الغيبَ كما يزعمون لعلمُوا موتَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ حينما وقع فلم يلبثُوا بعده حولاً في تسخيرِه إلى أن خرَّ)
آية واضحة ومغزاها واضح---ثم يأتينا باحث فيدّعي أن المنسأة هي آلة تحكم بالزمن كانت بيد سليمان يتحكم بواسطتها بالزمن
واعجبي
تفسير واضح وضوح الشمس
ولا حاجة لنا بكلام أبي عرفة عن أنّ المنسأة هي آلة الزمن
ودعك من أخيارنا فنحن أولى بهم
ومهما تعرضت لعلمائنا فلن يؤثر ذلك عليهم
ولن يرفعك ذلك بين النّاس
وطالما نصحناك ---لا تتنكر لأخيارنا ودعك من غرائبك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:05 م]ـ
شكرا يا أخي جمال على طرحك الموضوع
و من حكم رب العالمين
أن يخرج صوت نشاز في التفكير
فيطرح موضوعا بحث في السابق
لكي يتجد النشاط الذهني لطرق الموضوع
و أضافه فوائد الآخرين على ماقدمه الأولين
و من هذا المطلق أضيف ملاحظات في هذا الباب
و أولها:
لقد كان تسخير الشياطين والجن لسليمان كان خيراً وله دلالات: فالدلالة ألأولى: أنها نوع من أنواع الدعوة والدليل على ذلك هو قوله سبحانه له الحمد: " وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " البقرة / 102، أي انهم ثبتوا على كفرهم ولم يتعضوا لما حصل لهم مع سليمان (عليه السلام) ويؤمنوا لأن في طبيعتهم التمرد والعصيان بل أستغلوا هذا التسخير للدعوة للكفر بتعليم الناس السحر. أما الدلالة الثانية: فهي: لأظهار ولاية ألأنسان وفضله على الجن. أما الدلالة الثالثة: لأظهار فضل النبوة على السحر، حيث أن النبي سليمان (عليه السلام) سخر الشياطين والجن ولايستطيع ولن يستطيع أحد من السحرة عمل ذلك كما أن عمل سليمان (عليه السلام) بألأمر عليهم وفي الضوء والتعامل منه لهم عادي وليس كما يقال بواسطة خاتمه وذلك بعكس عمل السحرة حيث يعملون في الظلام وإذا أرادوا أحضارهم كانت تلك العزائم والطلسمات التي تحميهم ثم الطقوس اللازمة لتحضيرهم. أما الدلالة الرابعة: فهي أعلام البشر أن الجن لايعلمون الغيب وذلك لقوله سبحانه له الحمد: " لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين " سبأ / 14. أما الدلالة الخامسة: لأظهار فضل الملائكة على الجن. أما الدلالة السادسة: فهي مايُستَنبط من الفقه بأنه يجوز تسخير الكافرين لخدمة ألأسلام وألأنسانية. أما الدلالة السابعة:
أن من أسباب التسخير كان لحاجة وذلك لصنع ألأعمال الفنية مثل التماثيل أو الخارقة كألغوص في باطن ألأرض والبحربأسرع مايمكن وهذا الحاجة ملازمة لنا ولذلك أنتشرت الألات في عصرنا الحاظر.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 03:22 م]ـ
أريد من أهل اللغة أن يشرحوا ويشرّحوا لنا "المنسأة" ..
وجذرها "نسأ" .. وأين هي من القرآن ...
إن كان لا بد مبقين على استهزاءات الشرباتي وطعونه ... ووالله إنها لمطعنة بالساكت قبل كل أحد ..
إشرحوا لنا ما هو الجذر "نسأ"! .... وهل له أدنى علاقة بالزمن والعمر والأجل؟؟.
وأين وردت في القرآن المجيد .. ؟.
وأين ورد النسأ في حديث المعصوم!.
واعتبرونا في العام 11 للهجرة فلا تحاجونا بغير ما اشترط رسوله الله, إن كنتم مؤمنين!.
لنرى بعدها من أهدى سبيلا .. أصحاب "العصا الغليظة" .. أم أصحاب "الزمن"!.
ويا جمال .. لسنا عميانا لترى عنا وتقرأ لنا .. فلا تقل لنا إن أبا عرفة قالها كمن يقرأ الكف أو الفنجان أو كعبّاد "وقيل" .. و"قيل" .. و"قيل"!.
الشيخ حفظه الله أتى بأدلة وشواهد من الكتاب ثم من الحديث ثم من اللغة ...
ولم نجد عنده "تخريفة" واحدة ..
ولكن الناس أعداء ما يجهلون.
ولقد ضمنا في المشاركات السابقة "مقتبسات" من صناع القيل والقال والقلل ..
فحذفت لأنها لا تشرّف أحدا!.
وهذا بحث الشيخ كاملا, بأدلته وشواهده!.
فلا تستخفن بأحد يا جمال, واعرض رأيه كاملا إن كنت واثقا .. كما يفعل الشيخ حفظه الله وسدده مع معارضيه وخصومه.
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=59
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 03:41 ص]ـ
المنسأة في قوله تعالى: " فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ "، هي العصا.
و" نسأ " في اللغة لها دلالتان: الأولى: نسأ البعير إذا جرّه وساقه، والمنسأة هي عصا عظيمة تُزجر بها الإبل لتسوقها. والثانية: نسأ بمعنى أخّر الشيء (النسيء).
أما لماذا استعمل القرآن الكريم هذه الكلمة ولم يستعمل كلمة عصا، فلبيان هاتين الدلالتين، وهما السوق والتأخير. ففي قصة سليمان - عليه السلام - كانت هذه العصا تسوق الجنّ إلى العمل، مع أن سليمان - عليه السلام - كان ميتاً، واستمرت هذه العملية إلى أن سقطت العصا وسقط سليمان، قال تعالى: " فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ". فكما أن الراعي يسوق الإبل لتسير، فهذه المنسأة كانت تسوق الجنّ. والمنسأة كأنها مدّت حكم سليمان من حيث إنها أخّرت حكمه إلى أن تبيّن للجنّ أنه عليه السلام قد مات. ولذلك أفاد استعمالها البياني هنا هذين المعنيين، أي: سوق الجن وتأخير الحكم.
والله أعلم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 09:37 ص]ـ
أخواني في
الله سبحانه له الحمد
تعقيبي سوف يكون على مراحل
على حسب السوأل
1 - : المنسأة
غلط من فسرها أن منسأة الرعيان هي العصى الغليضة
وما قيل أنها تكون للراعي وخصوصا للجمال
فهي عصى الخيزران حيث تكون خفيفة
والمنسأة تختلف عن الخيزران
بأنها قاسية لاتتلوى أي لا لين فيها
و تختلف عن العصى بأنه لها مقبض مائل
ورعيان الأبل يستخدمون الخيزران وسميت منسأة مجازا
من نسا الناقة بمعنى ساقها
وسميت المسأة منسأة لأنها تؤخر ظهور العجز في السير لكبار السن
حيث تعينهم على المشي وهي العصى التي يستخدمها الكبار حتى يومنا هذا
و منها أنواع مختلفة في الثخانة فمنها الغليضة و الرقيقة و المتوسطة
ولكن تشترك في أنها قوية وقاسية لا تلين لكي تتحمل الثقل المرتكز عليها
ونشكر ألحاح أخ أمين في طلبه لمعنى منسأة
و ما سار اللبس الا لقصور كثيرين لفقة اللغة
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:06 ص]ـ
نشكر ألحاح أخ أمين في طلبه لمعنى منسأة وما سار اللبس الا لقصور كثيرين لفقة اللغة
نعيد ونكرّر للبيان والتبيين، فنقول: ورد للجذر (ن س أ) في القرآن الكريم فرعان، هما (النسيء، منسأته):
قال تعالى: " إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ " (التوبة: 37)
وقال تعالى: " فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ " (سبأ: 14).
ومن المعلوم أن هذا الجذر يعني التأخير، فنقول: نسأ الشيء: أخّره، وينسأ: يؤخّر، وأنسأت عنه: تأخّرت وتباعدت. وفق هذا الإطار من المعنى الذي يرسمه لنا الجذر (ن س أ)، ما علاقة كلمة (منسأته) التي تأتي وصفاً لعصا سليمان عليه السلام في الآية الكريمة، بجذرها اللغوي؟
القرآن الكريم يقول إن عصا سليمان أخّرت من علم الجنّ بموته، فالجنّ لم يعلموا بموت سليمان عليه السلام إلا عندما خرّ نتيجة أكل دابّة الأرض لمنسأته (عصاه) .. فهذه العصا التي نسأت (أخّرت) علم الجنّ بموته، هي السبب في مسالة النسأ هذه، فهي منسأته.
ووصف الله تعالى لهذه العصا بهذه الصفة، هو وصف لحقيقة المسألة التي ارتبطت بهذه العصا (غليظة كانت أم رفيعة .. من خيزران أم من بوص .. صفراء أم حمراء .. هذا كله لا يهم البتّة) .. فالعصا كلمة قرآنية ترد في القرآن الكريم في أكثر من موضع، ولكن كلمة (منسأته) كمشتقّ للجذر (ن س أ) في الآية الكريمة، هي وصف لعصا سليمان عليه السلام من زاوية كونها السبب الذي نسأ علم الجن بموته.
وهكذا نرى أن ارتباط الكلمة بجذرها هو ارتباط مطلق، وأن الكلمة تحمل معنى لا يخرج عن إطار معنى جذرها اللغوي ومشتقاته.
والله أعلم
ـ[أمين هشام]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 01:47 م]ـ
القرآن الكريم يقول إن عصا سليمان أخّرت من علم الجنّ بموته
يا أخي يا حبيبي يا لؤي ..
القرآن لم يقل هذا ..... بل نحن الذين نفهم هكذا او لا نفهم ..
فلو قلت أنا فهمت أن القرآن قصد كذا لكان أسلم وأهدى ..
ثانيا: الشيخ حفظه الله, لفت إلى أن "النسيء" جاءت في سورة التوبة مباشرة بعد ذكر الزمن المقدّر بالشهور {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {36} إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {37}
ثم لفت إلى أن "منسأة" سليمان جاءت بعد ذكر "الشهر" كزمن محدد للريح .. فيما لم يذكر الله قط زمنا للريح في سائر ذكر سليمان إلا ها هنا!!!!!!!!!!!!
ثم ذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام قد استخدم "النسأ" للأجل والزمن كما في الحديث: "صلة القربى مثراة في المال ((منسأة)) في ((الأجل))!!!!
ثم إننا نتحدث عن الذي أوتي من كل شيء .. وسبق الدنيا بأسرها
لا عن بدوي وخيزرانة وغنمة!!!
فيا أخي ببساطة .. هذا هو النسيء في لسان القرآن: زيادة "الأجل" {إنما النسيء (((زيادة))) في الكفر .... } .. ولك أن ترجع إلى معاني هذه الآية في كتب المحققين من العلماء ..
وهذا هو استخدامه في حديثه عليه الصلاة والسلام ..
وهذا هو جذره ((الواضح)) ن ........ س ......... أ!! يعني زاد وأجل وأخر!
{ما ننسخ من آية أو "ننسأها" .. } كما في المتواتر!.
وآية سليمان واضحة .. "موته" يعني " أجله وزمنه ..... و"منسأته" -بالمعاني القرآنية والنبوية وجذور العرب كما امرنا حين نفسر- ... ثم "الأشهر" الزمنية التي سبقت هذا كله!!!.
ثم إننا نتحدث عن الذي ((((((((اوتي من كل شيء)))))))))))) وسبق الدنيا بأسرها
لا عن بدوي وخيزرانة وغنمة!!!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 03:04 م]ـ
القرآن لم يقل هذا .. بل نحن الذين نفهم هكذا او لا نفهم .. فلو قلت أنا فهمت أن القرآن قصد كذا لكان أسلم وأهدى ..
فيا أخي ببساطة .. هذا هو النسيء في لسان القرآن: زيادة " الأجل " ..
نعم .. هو كذلك!!!
ـ[أمين هشام]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 06:03 م]ـ
نفعنا وإياك الله!.
ولا يليق بمثلك إلا هذه.
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 09:19 م]ـ
نعم .. هو كذلك!!!
أهي قناعتك أستاذ لؤي أم هو إنهاء للجدل وفك للنزاع؟؟
أخبرنا بصدق بورك فيكم ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الأخ أمين - حفظه الله ..
إن ما جاء في مشاركتي لا يعني أنني أوافقك الرأي فيما ذهبت إليه في بحثك ..
وكل ما في الأمر أنني لاحظت في كلامك أمرين متناقضين .. فعقّبت عليهما:
الأول: قولك فيما يخصّنا نحن: " يا أخي يا حبيبي يا لؤي .. القرآن لم يقل هذا .. بل نحن الذين نفهم هكذا او لا نفهم .. فلو قلت أنا فهمت أن القرآن قصد كذا لكان أسلم وأهدى .. " ..
حيث طالبتنا فيه ألا نقول: القرآن قال .. أو القرآن يقول .. أو أن هذا هو ما قصده القرآن ..
والثاني: قولك فيما يخصّكم أنتم: " فيا أخي ببساطة .. هذا هو النسيء في لسان القرآن: زيادة " الأجل " .. "!
حيث أبطلت فيه ما أردت تطبيقه علينا ..
فرددت عليك بقولي: " نعم .. هو كذلك .. " .. هذا كل ما في الأمر ..
ولإن شئتم الوصول إلى المعنى الحقيقي المراد من كلمة " منسأة " ..
فلا بأس من إفراد بحث منفصل لهذا الموضوع ..
ثم لا تجعلوا دعاءكم لنا مقيّداً بموافقتنا لرأيكم ..
بارك الله فيكم .. وأصلح ذات بينكم ..
وإلى الأخ عمر - حفظه الله .. أقول:
وهل يكون إنهاء الجدل بالهروب من فحواه .. وبقبول ما يمليه الطرف الآخر؟
إن لم يكن ما جاء به الطرف الآخر مقنعاً .. فما الداعي إلى قبوله والتعويل عليه؟
هدانا الله وإياكم لما يرضى ..
ـ[أمين هشام]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:38 م]ـ
أخانا عمر ..
حسن أن يكون لك ناصح ومستشار مؤتمن, بل وإمام تأتمنه وتستفتيه ..
ويجوز في أخينا لؤي من هذا كثير ..
ولكن إياك أن تمحو نفسك .. كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا!.
فاسأل وتبين, ولكن تفقد قلبك .............. أين تجد قلبك!.
عندنا شيخ تابعناه ألا نصدقه هو إلا ببرهان, وأن نهجر ظنه وهواه ..
ثم نعرف من الآن كيف ننصحه إن أخطأ وأصاب غيره ..
ألا ترى الصحابة الأخيار كيف كانوا يشيرون على النبي:= كما يستشيرونه؟.
ألم تر لهم كيف يفرقون بين ما كان وحيا وما كان "حربا ومكيدة"؟.
ألم تسمع بعمر: r حين قال للنبي:=: "لا تفعل"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة في الحائط والنعل!.
وعليك بهذه الحكمة: "لا تكونوا إمعة؛ تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا".
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 11:16 م]ـ
أخانا هشام
قولك لا يصدق فينا والله لا نتبعك على باطلك واعلم أن الأستاذ لؤي لم يوافقك وإنما ضجر من جدالك العقيم، واعلم أنك تخبط خبط عشواء أنت وصاحبك أبو عرفة
لكن إن كنت تتهمنا بأننا إمعة للأستاذ جمال فهذا شرف لنا أن أكون تابعا للصالحين ولسنا إمعة لمن يعبثون في كتاب الله بدون علم
حاول أن تتعلم أدب الحوار ونتمنى لك الشفاء من مرض الهلوسة وكره الآخرين.
الناس تبني وأنت تهدم، راجع كل مشاركاتك سترى
ـ[أمين هشام]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 01:53 ص]ـ
الأخ لؤي ..
آسف على حسن ظني ..
ثم شتان بين ما نهيتك عنه وبين ما ذهب إليه الشيخ ..
فقولك من نفسك .. وأقسم عليها ألف ألف يمين أنها ليست من القرآن في شيء .. أو فأقسم أنت!.
وقوله: إن النسأ هو زيادة الأجل, فهو من ظاهر القرآن ونصه وحرفه ... ولا يقول بخلافها إلا شيطان مريد.
وأما عن استعدادك أن تفرد لبحث الشيخ بابا ..
فنقبل ..
بشرط ...
أن تفرد لقولهم الذي في التفسير بابا قبله, فهم أولى وأعلى ..
فتبين لنا الغث من السمين والصحيح من السقيم والظن من اليقين ..
وحبذا لو كانت "أدلة ثمانية"!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تنتهي بزواجهه - عليه السلام- من ست الحسن!.
أما المدعو تهامي .. فحبذا تركت لها من هو أسن وأعقل!.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 02:19 ص]ـ
نعم .. هو كذلك ..
أخي الكريم ..
لم أرَ في عيوب الناس عيباً ----- كنقص القادرين على التّمام
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[صوت الحق]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 04:27 ص]ـ
أعانك الله أخي الكريم أمين هشام
يبدوا أن الموضوع أكبر من عقول معارضيه فيصعب عليهم أن يبتعدوا عن أنه مجرد عصا
فلا تلومنهم أخي الكريم
وأضيف على ما جاء من نقلك لما يقوله الشيخ في المنسأة
حديث النبي الصحيح عليه الصلاة والسلام, حين قال: "قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل إن شاء الله، فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة تلد منهن بولد إلا واحدة بشق غلام".
فكيف يطوف بليلة واحدة لا تتجاوز بضع ساعات على تسعين امرأة, وهو النبي الملتزم بسنن الأنبياء, من الطهارة والأدب وحسن المعاشرة, وما قد يلزمه هذا من "الزمن" الطويل, إن غضضنا الطرف عن القدرة الجنسية التي لم يثبت أن لأحد من الرجال مثلها؟؟.
لله درك شيخنا الفاضل صلاح الدين أبوعرفة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 04:36 ص]ـ
نعم .. هو كذلك ..
أخي الكريم ..
" قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ "
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أمين هشام]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 06:35 م]ـ
هي عصا أخي صوت الحق .... وغليظة أيضا ...
هكذا جاء في التفاسير ... وما أجمل استدلال لؤي " قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ "
أما كيف طاف على النساء كما في الصحيح, فلربما "باستخدام العصا"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كنا نسمع عن العنز التي طارت ....
الآن هي عصا وإن استنسأت!!!!!!!!!!!!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 07:05 م]ـ
إنّي لَمِنْ نَبعةٍ صُمٍّ مكاسِرُها ----- إذا تقادَحَت القَصْباءُ والعُشَرُ
ولا ألينُ لِغَيرِ الحَقِّ أتبَعُهُ ----- حتى يَلينَ لِضِرْسِ المَاضِغِ الحَجَرُ
ـ[أمين هشام]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 07:43 م]ـ
ولا ألينُ لِغَيرِ الحَقِّ أتبَعُهُ ... !!!!!!!!!!!!
حتى يثبت أنه حق!!!!!!!!!!!!
وأراك تركت القرآن وركبت الشعر ......... أم أتراه أنصر وأحضر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أمين هشام]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 07:44 م]ـ
ولا ألينُ لِغَيرِ الحَقِّ أتبَعُهُ ... !!!!!!!!!!!!
حتى يثبت أنه حق!!!!!!!!!!!!
وأراك تركت القرآن وركبت الشعر ......... أم تراه أنصر وأحضر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 08:09 م]ـ
قال تعالى
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ) 14 سبأ
ما المنسأة؟
وما دابة الأرض؟
أمّا المنسأة فهي العصا الغليظة---أتت من نسأت البعير أي طردته--فهي العصا التي يطرد بها الراعي البعير
أمّا دابة الأرض--فهي الأرضة--سوسة الخشب التي تأرض الخشب أي تأكله
ولا بد من تناول هاتين النقطتين
# أنه عند موته فإنّ جماعات من الأرضة بدأت بنخر خشب عصاته فاستدل من حوله من الجنّ على موته ولم يكونوا متبينين إلّا بعدما تآكلت العصا تماما فخرّ على الأرض
# استمر الجنّ في خدمته طوال الفترة بين موته ووقوعه (-فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ) -وكان موته حدثا أدّى بالجن إلى الإقتناع بكونهم لا يعلمون الغيب ولو علموه لانتشلوا أنفسهم من ذل العذاب وتوقفوا عن خدمته في الفترة بين موته وسقوطه بعد تآكل عصاته
قال المفسر أبو السعود ({فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ?لْمَوْتَ} أي على سليمانَ عليه السَّلامُ {مَا دَلَّهُمْ} أي الجنَّ أو آلَه {عَلَى? مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الاْرْضِ} أي الأَرَضةُ أضيفتْ إلى فعلها. وقُرىء بفتحِ الرَّاءِ، وهو تأثُّرُ الخشبةِ من فعلِها، يقالُ أَرَضتَ الأَرَضةُ الخشبةَ أرضاً فأرضتْ أرضْاً مثل أكلتِ القوادحُ أسنانَه أَكْلاً فأكلتْ أَكلاَ {تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} أي عصاهُ من نسأتُ البعيرَ إذا طردَته لأنَّها يُطرد بها ما يُطرد)
وقال
({فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ?لْجِنُّ} من تبيَّنت الشيءَ إذا علمته بعد التباسه عليك أي علمت الجنّ علماً بيِّنا بعد التباسِ الأمر عليهم {أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ?لْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى ?لْعَذَابِ ?لْمُهِينِ} أي أنَّهم لو كانوا يعلمون الغيبَ كما يزعمون لعلمُوا موتَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ حينما وقع فلم يلبثُوا بعده حولاً في تسخيرِه إلى أن خرَّ)
آية واضحة ومغزاها واضح---ثم يأتينا باحث فيدّعي أن المنسأة هي آلة تحكم بالزمن كانت بيد سليمان يتحكم بواسطتها بالزمن
واعجبي
الحمد لله(/)
المحكم والمتشابه --من كلام الزركشي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 06:24 ص]ـ
:::
قال العلامة البحر الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن مايلي
-----------------------------------------------
معرفة المحكم من المتشابه
--------------------------------------------------------
قال الله تعالى) منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات (1 قيل ولا يدل على الحصر في هذين الشيئين فإنه ليس فيه شيء من الطرق الدالة عليه وقد قال) لتبين للناس ما نزل إليهم (2 والمتشابه لا يرجى بيانه والمحكم لا توقف معرفته على البيان
وقد حكى الحسين بن محمد بن حبيب النيسابوري في هذه المسألة ثلاثة أقوال
أحدها أن القرآن كله محكم لقوله تعالى) كتاب أحكمت آياته (3
والثاني كله متشابه لقوله تعالى) الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها (4
والثالث وهو الصيح أن منه محكما ومنه متشابها لقوله تعالى) منه آيات محكمات هن أم الكتاب (5
فأما المحكم فأصله لغة المنع تقول أحكمت بمعنى رددت ومنعت والحاكم لمنعه الظالم من الظلم وحكمه اللجام هي التي تمنع الفرس من الاضطراب
وأما في الاصطلاح فهو ما أحكمته بالأمر والنهي وبيان الحلال والحرام
وقيل هو مثل قوله تعالى) وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (1
وقيل هو الذي لم ينسخ لقوله تعالى) قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم (2 وقوله) وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه (3 إلى آخر الآيات وهي سبعة عشر حكما مذكورة في سورة الأنعام وفي سورة بني إسرائيل
وقيل هو الناسخ
وقيل الفرائض والوعد والوعيد
وقيل الذي وعد عليه ثوابا أو عقابا وقيل الذي تأويله تنزيله بجعل القلوب تعرفه عند سماعه كقوله) قل هو الله أحد (4) ليس كمثله شيء (5
وقيل مالا يحتمل في التأويل إلا وجها واحدا
وقيل ما تكرر لفظه
وأما المتشابه فأصله أن يشتبه اللفظ في الظاهر مع اختلاف المعاني كما قال تعالى
في وصف ثمر الجنة) وأتوا به متشابها (6 أي متفق المناظر مختلف الطعوم
ويقال للغامض متشابه لأن جهة الشبه فيه كما تقول لحروف التهجي والمتشابه مثل المشكل لأنه أشكل أي دخل في
شكل غيره وشاكله واختلفوا فيه
فقيل هو المشتبه الذي يشبه بعضه بعضا
وقيل هو المنسوخ الغير معمول به
وقيل القصص والأمثال وقيل ما أمرت أن تؤمن به وتكل علمه إلى عالمه
وقيل فواتح السور
وقيل ما لا يدرى إلا بالتأويل ولا بد من صرفه إليه كقوله) تجري بأعيننا (1 و)
على ما فرطت في جنب الله (2 وقيل الآيات التي يذكر فيها وقت الساعة ومجيء
الغيث وانقطاع الآجال كقوله) إن الله عنده علم الساعة (3
وقيل ما يحتمل وجوها والمحكم ما يحتمل وجها واحدا وقيل مالا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره وقيل غير ذلك وكلها متقارب
وفصل الخطاب في ذلك أن الله سبحانه قسم الحق بين عباده فأولاهم بالصواب من عبر بخطابه عن حقيقة المراد قال
سبحانه) وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (4 ثم قال) ثم إن علينا بيانه (5 أي على
لسانك وألسنه العلماء من أمتك وكلام السلف راجع إلى المشتبه بوجه لا إلى المقصود المعبر عنه بالمتشابه في
خطابه لأن المعاني إذا دقت تداخلت وتشابهت على من لا علم له بها كالأشجار إذا تقارب بعضها من بعض تداخلت
أمثالها (6) واشتبهت أي على من لم يمعن النظر في البحث عن منبعث كل فن منها قال تعالى) وهو الذي أنشأ
جنات معروشات (7 إلى قوله) متشابها (وهو على اشتباكه غير متشابه وكذلك سياق معاني القرآن العزيز قد
تتقارب المعاني ويتقدم الخطاب بعضه على بعض ويتأخر بعضه عن بعض لحكمة الله في ترتيب الخطاب والوجود
فتشتبك المعاني وتشكل إلا على أولي الألباب فيقال في هذا الفن متشابه بعضه ببعض وأما المتشابه من القرآن
العزيز فهو يشابه بعضه بعضا في الحق والصدق والإعجاز والبشارة والنذارة وكل ما جاء به وأنه من
عند الله فذم سبحانه الذين يتبعون ما تشابه منه عليهم افتتانا وتضليلا فهم بذلك يتبعون ما تشابه عليهم تناصرا
وتعاضدا للفتنة والإضلال
----------------------
تفريعات
الأول
الأشياء التي يجب ردها عند الإشكال إلى أصولها
فيجب رد المتشابهات في الذات والصفات إلى محكم) ليس كمثله شيء (1
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد المتشابهات في الأفعال إلى قوله) قل فلله الحجة البالغة (2 وكذلك الآيات الموهمة نسبة الأفعال لغير الله تعالى
من الشيطان والنفس ترد إلى محكم قوله تعالى) ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (3 وما كان من ذلك
عن تنزل الخطاب أو ضرب مثال أو عبارة عن مكان أو زمان أو معية أو ما يوهم التشبيه فمحكم ذلك قوله) ليس
كمثله شيء (1 وقوله) ولله المثل الأعلى (4 وقوله) قل هو الله أحد (5
ومنه ضرب في تفصيل ذكر النبوة ووصف إلقاء الوحي ومحكمه قوله تعالى) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (6
وقوله) وما ينطق عن الهوى (7
ومنه ضرب في الحلال والحرام ومن ثم اختلف الأئمة في كثير من الأحكام بحسب فهمهم لدلالة القرآن
ومنه شيء يتقارب فيه بين اللمتين لمة الملك ولمة الشيطان لعنه الله ومحكم ذلك قوله تعالى) إن الله يأمر بالعدل
والإحسان (1 الآية ولهذا قال عقبة) يعظكم لعلكم تذكرون (1 أي عندما يلقى العدو الذي لا يأمر بالخير بل بالشر
والإلباس
ومنه الآيات التي اختلف المفسرون فيها على أقوال كثيرة تحتملها الآية ولا يقطع على واحد من الأقوال وأن مراد
الله منها غير معلوم لنا مفصلا بحيث يقطع به
الثاني
أن هذه الآية من المتشابه أعني قوله) وأخر متشابهات (2 الآية من حيث تردد الوقف فيها بين أن يكون
على) إلا الله (وبين أن يكون على) والراسخون في العلم يقولون آمنا به (وتردد الواو في) والراسخون (بين
الاستئناف والعطف ومن ثم ثار الخلاف في ذلك
فمنهم من رجح أنها للاستئناف وأن الوقف على) إلا الله (وأن الله تعبد من كتابه بما لا يعلمون وهو المتشابه كما
تعبدهم من دينه بما لا يعقلون وهو التعبدات ولأن قوله) يقولون آمنا به (متردد بين كونه حالا فضلة وخبرا عمدة
والثاني أولى
ومنهم من رجح أنها للعطف لأن الله تعالى لم يكلف الخلق بما لا يعلمون وضعف الأول لأن الله لم ينزل شيئا من
القرآن إلا لينتفع به عباده ويدل به على معنى أراده فلو كان المتشابه لا يعلمه غير الله (3) للزمنا ولا يسوغ لأحد
أن يقول إن رسول الله
?
لم يعلم المتشابه فإذا جاز أن يعرفه الرسول مع قوله) وما يعلم تأويله إلا الله (جاز أن يعرفه الربانيون من
صحابته والمفسرون من أمته ألا ترى أن ابن عباس كان يقول أنا من الراسخين في العلم ويقول عند قراءة قوله في
أصحاب الكهف) ما يعلمهم إلا قليل (1 أنا من أولئك القليل
وقال مجاهد في قوله تعالى) وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم (يعلمونه و) يقولون آمنا به (ولو لم يكن
للراسخين في العلم حظ من المتشابه إلا أن يقولوا) آمنا (لم يكن لهم فضل على الجاهل لأن الكل قائلون ذلك ونحن
لم نر المفسرين إلى هذه الغاية توقفوا عن شيء من القرآن فقالوا هو متشابه لا يعلمه إلا الله بل أمروه على
التفسير حتى فسروا الحروف المقطعة
فإن قيل كيف يجوز في اللغة أن يعلم الراسخون والله يقول) والراسخون في العلم يقولون آمنا به (وإذا أشركهم في
العلم انقطعوا عن قوله) يقولون (لأنه ليس هنا عطف حتى يوجب للراسخين فعلين
قلنا إن) يقولون (هنا في معنى الحال كأنه قال) والراسخون في العلم (قائلين آمنا كما قال الشاعر (2)
الريح تبكي شجوها
والبرق يلمع في غمامه
أي لامعا
وقيل المعنى (يعلمون ويقولون) فحذف واو العطف كقوله) وجوه يومئذ ناضرة (3 والمعنى يقولون علمنا وآمنا
لأن الإيمان قبل العلم محال
إذ لا يتصور الإيمان مع الجهل وأيضا لو لم يعلموها لم يكونوا من الراسخين ولم يقع الفرق بينهم وبين الجهال
الثالث
ومن هذا الخلاف نشأ الخلاف في أنه هل في القرآن شيء لا تعلم الأمة تأويله قال الراغب (1) في مقدمة
تفسيره وذهب عامة المتكلمين إلى أن كل القرآن يجب أن يكون معلوما وإلا لأدى (2) إلى إبطال فائدة الانتفاع به وحملوا قوله) والراسخون (بالعطف على قوله) إلا الله (وقوله) يقولون (جملة حالية
قال ذهب كثير من المفسرين إلى أنه يصح أن يكون في القرآن بعض مالا يعلم تأويله إلى الله قال ابن عباس أنزل
الله القرآن على أربعة أوجه حلال وحرام ووجه لا يسع أحد جهالته ووجه تعرفه العرب ووجه تأويل لا يعلمه إلا الله
وقال بعضهم المتشابه اسم لمعنيين
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما لما التبس من المعنى لدخون شبهة بعضه في بعض نحو قوله) إن البقر تشابه علينا (3 الآية
والثاني اسم لما يوافق بعضه بعضا ويصدقه قوله تعالى) كتابا متشابها مثاني (4 الآية
فإن كان المراد بالمتشابه في القرآن الأول فالظاهر أنه لا يمكنهم الوصول إلى مراده وإن جاز أن يطلعهم عليه بنوع
من لطفه لأنه اللطيف الخبير وإن كان المراد الثاني جاز أن يعلموا مراده
الرابع قيل ما الحكمة في إنزال المتشابه ممن أراد لعباده البيان والهدى
قلنا إن كان ممن يمكن علمه فله فوائد
منها ليحث العلماء على النظر الموجب للعلم بغوامضه والبحث عن دقائق معانيه فإن استدعاء الهمم لمعرفة ذلك من
أعظم القرب وحذرا مما قال المشركون) إنا وجدنا آباءنا على أمة (1 وليمتحنهم ويثيبهم كما قال) وهو الذي يبدأ
الخلق ثم يعيده (2 الآية وقوله) ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات (3 فنبههم على أن أعلى المنازل هو الثواب
فلو كان القرآن كله محكما لا يحتاج إلى تأويل لسقطت المحنة وبطل التفاضل واستوت منازل الخلق ولم يفعل الله ذلك
بل جعل بعضه محكما ليكون أصلا للرجوع إليه وبعضه متشابها يحتاج إلى الاستنباط والاستخراج ورده إلى المحكم
ليستحق بذلك الثواب الذي هو الغرض وقد قال تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
ومنها إظهار فضل العالم على الجاهل ويستدعيه علمه إلى المزيد في الطلب في تحصيله ليحصل له درجة
الفضل والأنفس الشريفة تتشوف لطلب العلم وتحصيله
وأما إن كان ممن لا يمكن علمه فله فوائد
منها إنزاله ابتلاء وامتحانا بالوقف فيه والتعبد بالاشتغال من جهة التلاوة وقضاء فرضها وإن لم يقفوا على ما فيها
من المراد الذي يجب العمل به اعتبارا بتلاوة المنسوخ من القرآن وإن لم يعجز العمل بما فيه من المحكم ويجوز أن
يمتحنهم بالإيمان بها حيث ادعوا وجوب رعاية الأصلح
ومنها إقامة الحجة بها عليهم وذلك إنما نزل بلسانهم ولغتهم ثم عجزوا عن الوقوف على ما فيها مع بلاغتهم
وإفهامهم فيدل على أن الذي أعجزهم عن الوقوف هو الذي أعجزهم عن تكرر الوقوف عليها وهو الله سبحانه
الخامس أثار بعضهم سؤالا وهو هل للمحكم مزية على المتشابه بما يدل عليه أو
هما سواء والثاني خلاف الإجماع والأول ينقض أصلكم أن جميع كلامه سبحانه سواء وأنه نزل بالحكمة
وأجاب أبو عبد الله محمد بن أحمد البكراباذي بأن المحكم كالمتشابه من وجه ويخالفه من وجه فيتفقان في أن
الاستدلال بهما لا يمكن إلا بعد معرفة حكمة الواضع وأنه لا يختار القبيح ويختلفان في أن المحكم بوضع اللغة
لا يحتمل إلا الوجه الواحد فمن سمعه أمكنه أن يستدل به في الحال والمتشابه يحتاج إلى ذكر مبتدأ ونظر
مجدد عند سماعه ليحمله على الوجه المطابق ولأن المحكم آصل والعلم بالأصل أسبق ولأن المحكم يعلم مفصلا
والمتشابه لا يعلم إلا مجملا
فإن قيل إذا كان المحكم بالوضع كالمتشابه وقد قلتم إن من حق هذه اللغة أن يصح فيها الاحتمال ويسوغ التأويل فبما
يميز المحكم في أنه لا بد له من مزية سيما والناس قد اختلفوا فيهما كاختلافهم في المذاهب فالمحكم عند السني
متشابه عند القدري
فالجواب أن الوجه الذي أوردته يلجئ إلى الرجوع إلى العقول فيما يتعلق
بالتفريد والتنزيه فإن العلم بصحة خطابه يفتقر إلى العلم بحكمته وذلك يتعلق بصفاته فلا بد من تقدم معرفته ليصح
له مخرج كلامه فأما في الكلام فيما يدل على الحلال والحرام فلا بد من مزية للمحكم وهو أن يدل ظاهره على المراد
أو يقتضي بانضمامه أنه مما لا يحتمل الوجه الواحد
وللمحكم في باب الحجاج عند غير المخالف مزية لأنه لا يمكن أن يبين له أنه مخالف للقرآن وأن ظاهر المحكم يدل
على خلاف ما ذهب إليه وإن تمسك بمتشابه القرآن وعدل عن محكمه لما أنه تمسك بالشبه العقلية وعدل عن
الأدلة السمعية وذلك لطف وبعث على النظر لأن المخالف المتدين يؤثر ذلك ليتفكر فيه ويعمل فإن اللغة وإن توقفت
محتملة ففيها ما يدل ظاهره على أمر واحد وإن جاز صرفه إلى غيره بالدليل ثم يختلف ففيه ما يكره صرفه
لاستبعاده في اللغة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 07:55 ص]ـ
وجدت في القول الذي نقله الزركشي
(قال الله تعالى (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) قيل ولا يدل على الحصر في هذين الشيئين فإنه ليس فيه شيء من الطرق الدالة عليه وقد قال (لتبين للناس ما نزل إليهم) والمتشابه لا يرجى بيانه والمحكم لا توقف معرفته على البيان)
فائدة لم ألحظها قبل الآن وهي عدم دلالة الآية (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)
على حصر ما في القرآن بين محكم ومتشابه--لأن الآية (لتبين للناس ما نزل إليهم) دليل على وجود غيرهما لكون المتشابه لا يرجى بيانه والمحكم لا يحتاج لبيان ليعرف
و هكذا فهمت العبارة
---------------------------------------------------------
ملاحظةما نقلته عن الزركشي لم يكن لصقا ونسخا تماما فقد أتعبني التنسيق والمقابلة مع الكتاب المطبوع لأن من قام بصفّه ألكترونيا قام بعمله بطريقة سيئة جدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في كلام العلامة الزركشي رحمه الله أخي مناقشات عدة، لكني أحببت أن أنتقي أحدها - وهو من أهمها في نظري - فأناقشه معك، نقاشاً نضرب به مثلاً للمتناقشين في الإنصاف والاستدلال وحسن الخلق. ولا أرى مانعاً من نقاش هذه صفته، بل أرى الحاجة ملحة إليه، لا للوصول إلى الحق في هذه المسألة فقط، لكن ليحتذ به من رآه.
والمسألة هي قول نقله الزركشي رحمه الله، فقال: (وقيل [يعني المتشابه] ما لا يدرى إلا بالتأويل، ولا بد من صرفه إليه كقوله: تجري بأعيننا و: على ما فرطت في جنب الله). انتهى.
فهذا القول باطل من جهتين:
الأولى: أنه إن قصد بذلك التشابه المطلق، فلا سبيل إلى معرفته لا بتأويل ولا بغيره. وإن قصد التشابه النسبي، فليس مختصاً بآيات الصفات ولا بغيرها، وإنما هو بسبب ما يحصل للقارئ من قصور أو تقصير.
الثانية: أن آيات الصفات لا تحتاج في فهمها إلى تأويل، بل هي حق على ظاهرها. وليس ظاهرها التشبيه كما يتوهم البعض، لأمرين مهمين:
الأول: أن الصفة تفهم باعتبار من أضيفت إليه. فلا يفهم من قولنا: (يد العقرب) ما يفهم من قولنا: (يد الإنسان) ولا ما يفهم من قولنا: (يد البعير) وهكذا. وبيان سبب ذلك فيما يلي:
الثاني: أن للكلمة معنىً تدل عليه في اللغة مجردة في ذاتها، وهذا هو القدر المشترك لها عند الإضافة. ثم لها معنىً تستفيده من إضافتها إلى الله تعالى، من الكمال والجلال والجمال. ثم لها معنى تستفيده من إضافتها إلى شيء من الخلق، من لوازم النقص والضعف. وتوضيح ذلك بالمثال:
فكلمة البصر، لها في ذاتها معنى، وهو إدراك المرئيات. ثم إن أضيفت إلى الله تعالى، صار لها معنى شمول الرؤية وكمالها. وإن أضيفت إلى المخلوق صار فيها معنى الاحتياج إلى ضوء ينعكس، وإلى أعصاب تحس، وإلى مخ يفسر، وإلى حجم مناسب للمرئي، وهكذا من لوازم النقص والضعف والفقر.
فإذا استقر ذلك، علمنا أن آيات الصفات لا تحتاج إلى تأويل ولا تكلف، بل حق على ظاهرها، نثبتها بلا تمثيل، وننفي الظن السيء عنها بلا تعطيل. ويؤكد صحة هذا المنهج أنه منهج أهل السنة والجماعة الذي اتفق عليه أئمة السلف رضوان الله عليهم.
فهل توافقني أخي الكريم على ذلك؟
هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:45 م]ـ
الأخ فيصل
لقد آليت على نفسي أن لا أدخل نقاشا في مواضيع تثير الخلاف---ومنها موضوع الآيات التي يشعر ظاهرها بأن الله جسم متحرك متحيز
وأنت تعرف بوجود مواقف ثلاثة لدى المسلمين
# موقف يفوض معناها لله تعالى
# موقف يؤول معناها بما يبعد الظاهر المشعر بالتجسيم
# وموقف يفسر بمعناها الظاهر مع تنزيهه للمولى عن مشابهة الأجسام
ولا أرى أن نتناقش
ولا أن يقصي كل منّا الآخر على أساس أنه هو المصيب وغيره ضال
ولنترك الأمر كما هو كأحباب يظلهم الله بظله
ـ[أبو سارة]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 04:21 م]ـ
الحبيب جمال
لاأراك كتبت هذا الموضوع إلا بعد موضوع الأستاذ فيصل القلاف المتضمن كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في محكم ومتشابه القرآن.
ماتصبر عن التأويل:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 04:27 م]ـ
لطيف كلامك أخي المشرف
لطيف جدا
إنّها خفة دم أسعدتني(/)
القرآن=الماء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 12:43 م]ـ
:::
الباحث أبو عرفة وجد حلا بارعا لمشكلة الماء
أنظروا إلى قوله
(
ثم آية سورة النحل {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون, والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون}. والمثلية واضحة جلية, أولاً في تتابع الآيتين وارتباطهما, ثم بدلالة الإحياء بعد الموت, {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} , والقرآن على رأس الدعوة, ثم بخاتمة الآية {إن في ذلك لآية لقوم يسمعون} , فالماء وإنزاله وإحياء الارض, آية لقوم يبصرون, وإنما ذلك القرآن المقصود آية لقوم يسمعون. ثم بالإنزال الطاهر الظاهر لكل منهما.)
هذا رأيه في القرآن والماء (فالماء وإنزاله وإحياء الارض, آية لقوم يبصرون, وإنما ذلك القرآن المقصود آية لقوم يسمعون) --
هذا كلام صريح بأنّ الماء هو القرآن في كتاب الله وخصوصا أنّ الباحث استخدم أداة الحصر "إنّما" فقال " وإنما ذلك القرآن المقصود آية "
فإذا كنت فهمت خطأ فليوضح لي أحدكم أين الخلل في فهمي
فهل الماء هو القرآن؟
أو هل الحديث عن الماء يعني الحديث عن القرآن؟
أو هل الماء تمثيل تصريفي حسب أقواله للقرآن؟؟
أنا لا أرضى هذا الكلام--فلغتنا لا تحتمل هذه التداعيات
فكيف بالله عليكم ينتج لديه من الآية (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون, والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون)؟؟
أنّ القرآن هو الماء---لماذا لا يكون القرآن هو الحديد أو لماذا لا يكون هو الأنعام وكلاهما ذكرا مع لفظة التنزيل
وهل ذكر السياق للكتاب (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)
وذكره بعدها لآية إنزاله الماء (والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها)
مبرر لكي يربط بينهما برابط عجيب مدّعيا أنّ القرآن ممثل هنا بالماء؟؟
أليس الأوضح والأظهر أن الله يذكرهم بآية الماء وإحيائه للأرض كمنّة منه عليهم
ثم إذا كان توالي الآيات حجة في المثلية فلماذا لا يكون القرآن مثله كالأنعام في العطاء وهي مذكورة في الآية التالية مباشرة؟؟
(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمِ يَسْمَعُونَ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِّلشَّارِبِينَ)
واعجبي
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 01:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أستاذي الكريم جمال، ليت أنك عرفتنا بأبي عرفة الذي تنقل عنه، فإنا إن عرفناه عرفنا أصوله التي أوصلته إلى هذا التفسير، إذ قد يكون التفسير خطأاً فيعذر الرجل لصحة أصوله وتحريه، وقد يكون صحيحاً ولا يعذر لفساد أصوله وتجرئه.
أما عما سألت أخي، فأذكر أولاً بقاعدة قيمة ذكرها العلامة ابن القيم رحمه الله، فإنه قد ذكر لصحة التفسير الإشاري أربعة شروط:
الأول: أن لا ينافي المعنى الصريح للآية.
الثاني: أن يكون المعنى المشار إليه صحيحاً في ذاته.
الثالث: أن يكون في لفظ الآية إشعار به.
الرابع: أن يكون بينه وبين المعنى الصريح ترابط وتلازم.
فالمعنى الذي يستنبط بالتفسير الإشاري مدلول عليه بدلالة اللزوم. فهو نوع قياس، كما هو مفهوم من كلمة (إشارة).
فعلى هذا، لا يكون - والله أعلم - بأس بما ذكر أبو عرفة.
فقوله تعالى: (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدىً ورحمة لقوم يؤمنون) فهنا المعنى ظاهر، ثم قال تعالى: (والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها) فكأن - والله أعلم بمراده - فيها إشارة إلى أن الله الذي تشاهدون فعله بأعينكم يحيي الأرض بعد موتها بالمطر فتنبت الطعام والكلأ، هو نفسه الذي أنزل القرآن، فما أراد به إعناتكم لكن أراد أن يحي به قلوبكم بالإيمان بعد موتها بالخلاف عن الحق إلى العقائد الفاسدة.
فتأمل أخي أن الآية الثانية في مثابة مثل حسي مضروب لتوضيح القضية المذكورة في الآية الأولى. فكما أن الله أنزل الماء فقد أنزل القرآن، فكما أراد الخير بهذا لرحمته وكرمه فقد أراد بهذا خيراً أعظم. والماء في المثل إشارة إلى القرآن، والأرض في المثل إشارة إلى القلب، والموت في المثل إشارة إلى الخلاف والضلال، والحياة في المثل إشارة إلى الإيمان.
وهذا والله أعلم شبيه جداً بقوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها) فقد سمعت من بعض أهل العلم بالتفسير أن في الآية الثانية إشارة تؤيد ما في الآية الأولى.
أما الآية الثالثة أخي الكريم: (وإن لكم في الأنعام لعبرة) فلا يظهر لي - والله أعلم - إشارة فيها، لأن القرآن لا يشبه الأنعام، فإن الخير في الأنعام يخرج من بين فرث ودم! أما الخير الذي في القرآن فقد خرج من الكبير المتعال، سبحانه وتعالى.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:19 م]ـ
أخي فيصل
وليس هذا كذلك
أنا أعرف تماما ما تقول--وما قلته هو أضعف أنواع التفسير--إن العلاقة ضعيفة جدا بين ذكر الكتاب في بداية الآية وذكر الماء من حيث توجيهه
فالإنزال ليس علة للمثلية فالحديد ورد مع لفظ الإنزال
والتوالي ليس علة للمثلية فالأنعام جاءت وراء الآية مباشرة
بل الخير في الأنعام كثير جدا ومنه اللحم واللبن
المهم يا أخ قلاف؟؟
لو تابعت السياق لعلمت أنّ الكلام عن القرآن انتهى بانتهاء الآية 64 وأنّه بدأ بعدها بتعداد نماذج من نعم الله على النّاس
(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ*
وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمِ يَسْمَعُونَ* وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِّلشَّارِبِينَ* وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
أنّه يعدد آياته على النّاس ولا يمثل لهم القرآن لا بالماء ولا بالأنعام ولا بالثمرات
ثمّ لا تنتظر منّي تعريفا فسيهللون بما قلت فرحين وسيرسلون لك بكلامهم --عندها ستغير وجهة نظرك بشخص لا يعتبر لعلمائنا السابقين أيّ اعتبار
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:25 م]ـ
لما قلت أخي الكريم حظ من النظر، وكما ذكرت فإن التفسير الإشاري من أضعف التفاسير، فمقتضى ذلك أن يكون محل تردد بين الناس، فالله أعلم بمراده.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:37 م]ـ
بارك الله بك أخي فيصل
ـ[أمين هشام]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 04:42 م]ـ
أخي فيصل القلاف ..
واضح أن لك عقلا يهديك ..
هذا موقع الشيخ صلاح الدين أبو عرفة -حفظه الله- وتستطيع أن تتعرف على أصوله في موقعه في الرسالة الخاصة "مقدمة لا بد منها" ... و"حول الموقع" ...
www.alassrar.com
أو "رسالة أهل القرآن" في موقع www.ahlulquran.com
ـ[أمين هشام]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 04:51 م]ـ
وللأخ جمال وللإخوة المغمضين هذه ..
{ويل لكل همزة لمزة}!.
ثم أيهما أهون برأيك .. أن يعرض لنا الشيخ القرآن قوام حياتنا {إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} .. على أنه كالماء في طهره وأصالته وقوامته ....
أم .....
أن يعرض لنا على الملأ المقارنة العظيمة البارهة المثيرة بين ..................
ساقي بلقيس
وساقي أم المؤمنين؟؟؟؟
ثم يترك لنا العنان لنتخيل المحاسن!!.
طبعا يا جمال لا حل مع النور الباهر إلا التعامي والإغماض!!.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 05:05 م]ـ
أحسنت!.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 05:11 م]ـ
ذكرتني بآية يا جمال .. حبذا لو تصديت لها كما تفعل بنباهتك واستناراتك البديعة -ولو أنها لا تقدم ولا تؤخر- ولكن المحاولة خير من العجز ..
هاكها يا فصيحنا ..
{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (32) سورة الأنفال
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 03:53 ص]ـ
نعم هناك من يقول بأن من معاني الماء: القرآن.
جاء في كتاب «الوجوه والنظائر في القرآن الكريم» للمعتزلي هارون بن موسى (ت 170هـ): تفسير الماء على ثلاثة وجوه: فوجه منها: ماء يعني: المطر، فذلك قوله عزّ وجلّ في الحِجر "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء" (آية 22)، يعني: المطر، وقوله في الفرقان: "وأنزلنا من السماء ماء طهوراً (آية 48)، يعني: المطر. وفي الأنفال: "وينزّل عليكم من السماء ماء ليطهّركم به" (آية 11)، يعني: المطر .. الوجه الثاني: ماء يعني: النطفة، فذلك قوله في الفرقان: "وهو الذي خلق من الماء بشراً" (آية 54)، يعني: النطفة. وقال في السجدة: "من ماء مهين"، يعني: النطفة. وقال في النور: "والله خلق كل دابّة من ماء" (آية 45)، يعني: النطفة. الوجه الثالث: الماء يعني: القرآن. فذلك قوله عزّ وجلّ في النحل
(يُتْبَعُ)
(/)
: "والله أنزل من السماء ماء" (آية 65)، يعني: القرآن، وهو مثل ضربه الله عزّ وجلّ كما أن الماء حياة الأنفس، القرآن حياة لمن آمن به " (ينظر: الوجوه والنظائر في القرآن الكريم، لهارون بن موسى، تحقيق الدكتور حاتم الضامن، ص179).
ولكن هل هذه مقولة أهل السنة والجماعة؟ وإذا كان هذا القول معروفاً لدى المفسّرين، منذ القرن الثاني للهجرة النبوية المباركة – كما رأينا - فَلِمَ لم يأخذ به أحد منهم؟
لقد كان السلف – رحمهم الله - يقولون: القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولاً، وإليه يعود، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية. " وإنما قالوا: منه بدا، لأن الجهمية من المعتزلة وغيرهم كانوا يقولون إنه خلق الكلام في محل، فبدا الكلام من ذلك المحل. فقال السلف: منه بدا، أي هو المتكلم به، فمنه بدا، لا من بعض المخلوقات، كما قال تعالى: " تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ " (الزمر: 1)، " وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي " (السجدة: 13)، " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ " (النحل: 102). ومعنى قولهم: وإليه يعود، يرفع من الصدور والمصاحف، فلا يبقى في الصدور منه آية ولا في المصاحف " (ينظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص181). ولذلك نجدهم - رحمهم الله - قد فرقوا بين إنزال القرآن، وإنزال المطر، وإنزال الحديد والأنعام.
فإنزال القرآن إنزال من الله بلا كيفية. قال تعالى: " تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " (غافر: 1 - 2). وقال تعالى: " تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ " (الزمر: 1). وقال تعالى: " تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " (فصلت: 2). وقال تعالى: " تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " (فصلت: 43). وقال تعالى: " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ " (الدخان: 3). وقال تعالى: " قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " (القصص: 49). وقال تعالى: " وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ " (الأنعام: 114). وقال تعالى: " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ " (النحل: 102). وإنزال المطر مقيّد بأنه منزل من السماء. قال تعالى: " وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا " (الفرقان: 48). والسماء: العلو. وقد جاء في مكان آخر أنه منزل من المزن، والمزن: السحاب. وفي مكان آخر أنه منزل من المعصرات. وإنزال الحديد والأنعام مطلق.
فكيف يشبّه هذا الإنزال بهذا الإنزال؟
يقول ابن القيم: " إن الله سبحانه ذكر الإنزال على ثلاث درجات: أحدها: إنزال مطلق، كقوله: " وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ "، فأطلق الإنزال ولم يذكر مبدأه، كقوله: " وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ". الثانية: الإنزال من السماء، كقوله: " وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا ". الثالثة: إنزال منه، كقوله: "تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم"، وقوله: " تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ "، وقوله: " تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ "، وقوله: " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ "، وقال: " وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ". فأخبر أن القرآن منزل منه، والمطر منزل من السماء، والحديد والأنعام منزلان نزولاً مطلقاً، وبهذا يظهر تلبيس المعطلة والجهمية والمعتزلة حيث قالوا إن كون القرآن منزلاً لا يمنع أن يكون مخلوقاً، كالماء والحديد والأنعام، حتى غلا بعضهم فاحتجّ على كونه مخلوقاً بكونه منزلاً. والإنزال بمعنى الخلق. والله سبحانه فرق بين النزول منه، والنزول من السماء، فجعل القرآن منزلاً منه، والمطر منزلاً من السماء " (ينظر: الصواعق المرسلة، ص365).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا بان لنا الفرق بين إنزال القرآن، الذي بدا من الله لا من أحد من مخلوقاته – كالسماء – وبين إنزال الماء أو الحديد .. ولذلك محال أن يكون المقصود بالماء في آية النحل هو القرآن. وعدم إدراك الباحث للسبب الذي دعا القرآن العظيم أن يؤثر لفظة "يسمعون" على لفظة "يبصرون"، في قوله تعالى: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ "، لا يجيز له أن يؤوّل الآية على هواه.
فإن المتدبّر لكلام الله يجد أن الأدلة التي ساقها الله تعالى في الآية لا تحتاج مع الحسّ إلى كبير عمل بالقلب غير الانقياد إلى الحق، وترك العناد والجهل. فهو من سماع الأذن وما ينشأ عنه من الإجابة، استعمالاً للشيء في حقيقته ومجازه، فلم يختمها بـ"يبصرون" لئلا يظنّ أن ذلك من البصيرة، فيظن أنه يحتاج فيها إلى كبير فكر فيفوت ما أريد من الإشارة إلى شدة الوضوح.
يقول الخطيب الإسكافي: " إنما ذكر يسمعون توبيخاً لمن أنكر البعث واستبعد الحياة الثانية، فكأنه قيل له: إن ذلك قبل التدبّر مقرّر في أول العقل، حتى إن من يسمعه يعترف به، وهو أن الأرض الميتة يسقيها الله بماء السماء، فتعود حيّة بنباتها، فكذلك لا يستنكر أن يحيي الخليقة بعد موتها " (درّة التنزيل وغرّة التأويل، ص189).
ويقول الغرناطي: " إن وجه مناسبة قوله: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ " لقوله ": " وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا "، بناء ذلك على المتصل به من قوله: " وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ "، ثم قال: " وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء "، فاتصل ذكر إنزال الكتاب بإنزال الماء، وما سماه رحمة إلا لرحمته عباده به، وماء السماء رحمة، وقد سمّاه بذلك، وبالمنزل من الكتاب يتذكّر اعتبار الرحمة بالماء المنزل من السماء، ولا يحتاج في ذلك إلى كبير تذكّر، بل التنبيه على إنزاله بالوارد في الكتاب مع مشاهدة منافعه كاف في الاعتبار، وفي إحياء الأرض بعد موتها أوضح شهادة لإحياء الموتى وإخراجهم لما وعدوا به، فالتحم الكلام، وتناسب النظم والمعنى. وإنما تحصل ثمرة الكتاب المنزل بسماعه، ولذلك نهى المعرضون عنه أتباعهم فقالوا: " لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ "، وقال في قسم من رحم بسماعه من الجن: " إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي "، وإنما يستجيب سامعه إذا كان غير معرض، فإذا لم يصغ إلى اعتبار ما أعقب به من إنزال السماء، فلهذا الالتحام أعقب الآية المذكورة بقوله: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ " (ملاك التأويل، ج2، ص746 - 747).
والله أعلم
ـ[أمين هشام]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 12:30 م]ـ
يا شيخ لؤي ..
ما زدت على أن جمعت لنا علم الكلام المقيت .. مع كل الاحترام, فلم يقل احد منا بخلق القرآن ...
ويكفيني ويكفيك حديث النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم -والقرآن على رأسها-كالغيث الكثير"!.
وحبذا لو أنفقنا من جيوبنا بدل الميل على جيوب الصالحين السابقين!.
فإن الله سائل كل عبد عما استرعاه.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:38 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عرفة ..
لقد بيّنتُ في مشاركتي قول العلماء في معنى الإنزال، وأنه جاء على ثلاثة وجوه، وأن عقيدة أهل السنة والجماعة لا تنسب أية كيفية لإنزال القرآن، ومن هنا قلت: إن من قال بأن معنى " الماء " في آية النحل: " وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء "، هو القرآن، فقد نسب الكيفية إلى الإنزال، ومن أقرّ بهذا فقد قال بخلق القرآن، علم بذلك أم لم يعلم، شاء أم أبى، وهذا القول باطل بإجماع الأمّة، كما جاء في العقيدة الطحاوية، ولا أظن أنني بحاجة لأن أقول لك بأن جمهور المذاهب الأربعة يقرّون عقيدة الطحاوي، التي تلقّاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول.
وقد جاء في بحثك أن " الماء وإنزاله وإحياء الأرض آية لقوم يبصرون، وإنما ذلك القرآن المقصود آية لقوم يسمعون "، فأي قرآن ذلك المقصود في الآية إن لم يكن هو الماء - على حدّ قولك؟ ثم إن استشهادك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، بأن القرآن " كالغيث "، فهذا لا نجادل فيه، وهو كلام الصادق الأمين، وله شواهد لا تُحصى في الكتاب العزيز – كما أنك تفضّلت وبيّنت جزءاً منها في بحثك. ولكن هناك فرق شاسع بين قولي: القرآن هو " الغيث " (أو هو الماء كما جاء في الآية الكريمة)، وقولي: القرآن " كالغيث ".
هذا وإن أخطأت في المقصود من كلامك لضعف في فهمي المتواضع، فلك مني اعتذاري .. ولا أظن أن ما جاء في قولي هو من " علم الكلام المقيت "، كما زعمت، بل هو من مسلّمات العقيدة. والله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين هشام]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 05:22 م]ـ
الأخ الفاضل خليل الطيب ...
أم تفضل أن أدعوك باسمك أخ لؤي الطيبي؟؟.
أنا أمين هشام .. فلا تنتحل لي إسما وأنتحل لك اسما!.
وأنا الآن أستبين وأستعلم ..
هات لي من بحث الشيخ حفظه الله .. ((بينة)) ندينه بها أمام الله والقضاء أنه قال: إن الماء النازل هو القرآن!.
وانتبه يرحمك الله إلى "بينة" ... يعني نريدها صريحة لا لبس فيها ... كما قال ذلك المعتزلي وصرح.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 05:27 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عرفة ..
لقد بيّنتُ في مشاركتي قول العلماء في معنى الإنزال، وأنه جاء على ثلاثة وجوه، وأن عقيدة أهل السنة والجماعة لا تنسب أية كيفية لإنزال القرآن، ومن هنا قلت: إن من قال بأن معنى " الماء " في آية النحل: " وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء "، هو القرآن، فقد نسب الكيفية إلى الإنزال، ومن أقرّ بهذا فقد قال بخلق القرآن، علم بذلك أم لم يعلم، شاء أم أبى، وهذا القول باطل بإجماع الأمّة، كما جاء في العقيدة الطحاوية، ولا أظن أنني بحاجة لأن أقول لك بأن جمهور المذاهب الأربعة يقرّون عقيدة الطحاوي، التي تلقّاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول.
وقد جاء في بحثك أن " الماء وإنزاله وإحياء الأرض آية لقوم يبصرون، وإنما ذلك القرآن المقصود آية لقوم يسمعون "، فأي قرآن ذلك المقصود في الآية إن لم يكن هو الماء - على حدّ قولك؟ ثم إن استشهادك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، بأن القرآن " كالغيث "، فهذا لا نجادل فيه، وهو كلام الصادق الأمين، وله شواهد لا تُحصى في الكتاب العزيز – كما أنك تفضّلت وبيّنت جزءاً منها في بحثك. ولكن هناك فرق شاسع بين قولي: القرآن هو " الغيث " (أو هو الماء كما جاء في الآية الكريمة)، وقولي: القرآن " كالغيث ".
هذا وإن أخطأت في المقصود من كلامك لضعف في فهمي المتواضع، فلك مني اعتذاري .. ولا أظن أن ما جاء في قولي هو من " علم الكلام المقيت "، كما زعمت، بل هو من مسلّمات العقيدة. والله الهادي إلى سواء السبيل.
سلمت لنا يا لؤي
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 11:44 ص]ـ
ساُصر في كل مشاركة على التذكير بهدف النقاش!
إن كان للجدل وحوار الطرشان، فوالله إن الوقت لأثمن .. وذكر الله أحسن و أجل.
وكذلك الموضوع، إن طُرح بهدف الاستهزاء والاستخفاف بعقول الناس وأفهامهم وأقوالهم، فلا حاجة لنا بالاشتراك بمثل هذا، فليس محله بين أُناس احترموا عقولهم، وترفعوا عن سفاسف عالم الانترنت، ليشتركوا في مثل هذا الموقع المحترم"
و أما إن كان الهدف التدارس والتباحث والعلم، فهذا خير من نافلة العبادة.
وبعودة إلى بداية الموضوع سنعرف موضوعنا تحت أي صنف يوضع!! للأسف!
و إن أردتم التدارس فتعالوا نعود إلى البحث الأصلي ونخرج الصواب من الخطأ.
بالحجة والبينة، لا بالاستهزاء و اجتزاء الكلام والتقول.
و أنا معكم إن اخترتم نهج العلماء للوصول إلى الحق والهدى.(/)
جموع القلة في القرآن الكريم
ـ[حمدالله عاصي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 12:46 م]ـ
[ align=center] بسم الله الرحمن الرحيم [/ align
أرجو من سيادتكم كتابة تقرير أو موضوع عن جموع القلة ودلالتها في القرآن الكريم وإرساله إلى المنتدى ولكم جزيل الشكر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 01:30 م]ـ
جاء في كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي
--------------------------------------------------
قال تعالى (أنبتت سبع سنابل)
وفي موضع اخر (وسبع سنبلات) فالمعدود واحد
وقد اختلف تفسيره فالاول جاء بصيغة جمع الكثرة والثاني بجمع القلة
وقد قيل في توجيهه إن اية البقرة سيقت في بيان المضاعفة والزيادة فناسب صيغة جمع الكثرة واية يوسف لحظ فيها وهو قليل فاتى بجمع القلة ليصدق اللفظ المعنى
وجاء فيه
(نون ضمير الجمع في جمع العلاقات سواء القلة كالهندات او الكثرة كالهنود فتقول الهندات يقمن والهنود يقمن قال
تعالى) والوالدات يرضعن (1) والمطلقات يتربصن (2
هذا هو الأكثر
وقد جاء في القران بالافراد قال تعالى) وأزواج مطهرة (ولم يقل مطهرات
وأما غير العاقل ففيه تفصيل
إن كان للكثرة اتيت بضميره مفردا فقلت الجذوع انكسرت وان كان القلة اتيت جمعا
وقد اجتمعا في قوله) إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله (إلى
إن قال) منها أربعة حرم (4 فالضمير في منها يعود الى الاثني عشر وهو جمع
كثرة ولم يقل منهن ثم قال سبحانه) فلا تظلموا فيهن أنفسكم (فهذا عائد إلى
الاربعة وهو جمع قله
فان قيل فما السر في هذا حيث كان يوتى مع الكثرة بضمير المفرد ومع القلة بضمير الجمع وهي عكس قلنا ذكر
الفراء له سرا لطيفا فقال لما كان المميز مع جمع الكثرة واحدا وحد الضمير لانه من احد عشر يصير مميزه واحد
وهو اندرهم واما جمع القلة فمميزه جمع لانك تقول ثلاثة دراهم اربعة دراهم وهكذا إلى العشر تمييزه جمع فلهذا
اعاد الضمير باعتبار المميز جمعا وافرادا ومن هذا قوله سبحانه) سبعة أبحر (5
فاتى بجمع القلة ولم يقل بحور لتناسب نظم الكلام وهذا هو الاختيار في اضافة العدد إلى جمع القلة واما قوله تعالى)
والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء (1 فاضاف الثلاثة إلى القروء وهو
جمع كثرة ولم يضفها إلى الأقراء التي هي جمع قله قال الحريري المعنى لتتربص كل واحده منهن ثلاثة اقراء فلما
اسند إلى جماعتهن والواجب على كل فرد منهن ثلاثة اتى بلفظ قروء لتدل على الكثرة المرادة والمعنى الملموح
------------------------------
وقد يفيدك مقالي هذا
( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6883
ـ[حمدالله عاصي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أتقدم بالشكر الجزيل من الأخ جمال الشرباتي لما بعثته إلي حول هذا الموضوع فأرجو تزويدي بأمثلة أخرى تتضمن الكلمة ودلالتها في سياق الأية ولكم جزيل الشكر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 09:26 م]ـ
الحقيقة كلما رأيتك تدخل المنتدى وتعود خائبا لأننا لم نضف شيئا على ما قد قلناه أتضايق لأجلك
على أية حال
إليك هذه قال تعالى (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ) 37 سبأ
وفي قراءة أخرى لحمزة «في الغُرْفة» بالإِفراد للدلالة على جنس الغرفة
والغرفات جمع قلة---مع أنّ غرف الجنة كثيرة--فما السبب لاستخدامه جمع القلة في موضع جمع الكثرة فيه أولى؟؟
هل لأحد من مرتادي المنتدى أن يقول قولا في السبب الذي لأجله استخدم جمع القلة في موطن يلزم فيه جمع الكثرة؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 09:39 م]ـ
أمّا الأفئدة فهي جمع قلة تستخدم للكثرة لعدم وجود جمع كثرة لها
قال تعالى (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) 78 النحل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 09:47 م]ـ
أمّا قوله تعالى
(إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) الشعراء 54
فإنّ السياق قد اختار جمع المذكر السالم الذي هو جمع قلة--فهم قليل لا يرجون التغلب علينا لكن أفعالهم مغيظة لنا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 02:36 م]ـ
الحقيقة كلما رأيتك تدخل المنتدى وتعود خائبا لأننا لم نضف شيئا على ما قد قلناه أتضايق لأجلك
على أية حال
إليك هذه قال تعالى (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ) 37 سبأ
وفي قراءة أخرى لحمزة «في الغُرْفة» بالإِفراد للدلالة على جنس الغرفة
والغرفات جمع قلة---مع أنّ غرف الجنة كثيرة--فما السبب لاستخدامه جمع القلة في موضع جمع الكثرة فيه أولى؟؟
هل لأحد من مرتادي المنتدى أن يقول قولا في السبب الذي لأجله استخدم جمع القلة في موطن يلزم فيه جمع الكثرة؟؟
فعلا أرغب بأن أقرأ للأخوة تعليلا لما قلت في هذه المشاركة(/)
اليهود والنصارى؛ طائفتان مسلمتان؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 05:46 م]ـ
اليهود والنصارى؛ طائفتان مسلمتان؟؟!
--------------------------------------------------------------------------------------
ما أسهل من أن يخترع الإنسان فكرة إختراعا--ثمّ يأتي بآية من سورة يوسف وآية من سورة النّاس وآية من سورة الأحزاب وآية -----ثم يصل بالنهاية إلى القرار الحاسم القاطع والذي بواسطته حلّ مشكلة عجز السابقون كلّهم عن حلها
ويمكن لي أن أعطيكم مثالا من عندي--لو وضعت في ذهني فكرة زائفة هي
"القومية من أساسيات الدين"
هل ترغبون في رؤية الإبداع الذي لم يسبقني فيه أحد؟
لا أظنّ أنّكم ترغبون بذلك
وهذا ما يحصل فعلا---يقتنع أحدهم بفكرة فيبدأ بتجميع أدلة عليها---والأصل هو العكس--الأصل أن تبحث في القرآن والسنّة ابتداء لتصل إلى الفكرة
-------------------------------------------
وهذه هي مجموعة من الآيات وضعها باحث ليستدل بواسطتها على أنّ
(اليهود والنصارى؛ طائفتان مسلمتان)!
{فإن توليتم فما سألتكم عليه من أجر, إن أجري إلا على الله واُمرت أن أكون من المسلمين)
{ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين, إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين, ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون, أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي, قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم واسماعيل وإسحق إلها واحداً ونحن له مسلمون)
{وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين}
(حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين}
(فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله, قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون}.
(أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 06:09 م]ـ
أخي الكريم جمال جزاك الله خيراً لذبك عن دين الله تبارك وتعالى، فإن قولة أن اليهود والنصارى مسلمين ناجين في الآخرة، مع سخافتها ومناقضتها صريح العقل وواقع الحال، فهي كفر بإجماع الأمة، إذ من المعلوم من الدين بالضرورة كفرهم وفساد ملتهم. لكنا في زمن ظهرت في الرويبضة، حتى إن أحدهم ليثني على (بابا الفاتيكان) ويريد أن يقرر أن الله سيجزيه خيراً على صالح عمله!! وآخر رأيته - والله - بعيني يقرأ على قتلى النصارى في بعض بلاد أوروبا قوله تعالى: (ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء) الآية، ثم يشارك قساوسة النصارى وحاخامات اليهود في قراءة جماعية على أرواحهم!! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وراجع أخي هذا الموضوع فإن الداء قديم:
http://www.almanhaj.net/vb/showthread.php?t=1701
والله المستعان، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 06:11 م]ـ
ولنبدأ في مناقشة هذه الآية
(وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) 133 البقرة
أمّا قوله (فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) فهي تعني أن تموتواعلى الحنيفية السمحاء وهي عقيدة الإسلام التي يخاطب الله بها كلّ النبيين إلّا أنّ الأسلام بمفهومه الإصطلاحي هو فقط الدين الذي أنزل على محمد---وهذه الآية نعي على اليهود والنصارى لإدعائهم أنّ هؤلاء الأنبياء كانوا يهودا أو نصارى--فكيف يستخدمها الباحث لإثبات أن اليهودية والنصرانية طائفتان مسلمتان؟؟
(وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) فاستخدام الأداة " له" دليل على معنى الخضوع --أي يؤول المعنى إلى "ونحن له خاضعون"---إذ لايستقيم الكلام أن تقول "أنا لك مسلم" وتريد أن تخبره بأنّك مسلم--القول الصحيح أن تقول "أنا مسلم" --وكذلك الآية
فلو كان مقصود السياق الإخبار عن كونهم مسلمين لكان "ونحن مسلمون" وهذا لم يكن
قال الطبري (ويعني بقوله: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ونحن له خاضعون بالعبودية والطاعة)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 06:23 م]ـ
بارك الله بك يا أسد السنّة فيصل القلاف
ـ[أمين هشام]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 11:09 م]ـ
قل لي قلاف: أين قرأت من كتابات الشيخ هذا الذي سقته:
فإن قولة أن اليهود والنصارى مسلمين ناجين في الآخرة،
فقد قرأت بحثه, فوجدنه يقول بكفر كل من كفر بمحمد:=
وقد خبأت لكما خبأ يليق بمن بهت مؤمنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
معك وقتك ... إذا لم تأت بها, فقد بهت الرجل!.
ها أنا أنتظر!. ويعينك ألأسد "المعشار"!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 11:59 ص]ـ
أين الرد يا "أسد السنة" المصداق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأين العون يا وارد السيارة ولا بشرى؟؟؟؟؟؟
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 12:26 م]ـ
عجباً أمر هشام أمين هداه الله،
أولاً قولني أن شيخه يقول أن الكفار ناجون في الآخرة، ثم يطالبني أن أثبت ذلك من كلامه!
يا هذا - هداك الله - أنا ما ادعيت عليه شيئاً ولا قرأت كلامه، أنا حكمت على مقولة معينة، لم أضفها إلى شيخك ولا أضافها أخونا جمال!
فتأمل هداك الله قبل أن تتكلم.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 01:00 م]ـ
جميل جدا ..........
إذا فما الشاهد من هذا الاستحضار غير اللائق لا محلا ولا شهادة, يا سيد قلاف؟؟
الرجل يتحدث ببحث عميق قويم, يتخاطف منه جمال ما يستعصي عليه هو ويربكه, فيأتي به مكبرا ملموزا ...
ثم تأتي أنت فتتابعه, فيظن القارئ أن الشيخ حفظه الله هو صاحب همزاتكم ولمزاتكم ....
ما دخل الشيخ وبابا الفاتيكان؟؟
وما دخل الرويبضة ....
لا تتابع جمالا هذا, على غير هدى .... الرجل يتلقط كما يتلقط من يتلقط آيات ضرب النساء و ...
إعرض السياق جيدا يا جمال ... أو دع الناس ولا تلبس عليهم!.
فقد ضرب لكم الشيخ حفظه الله مثلا في العلمية حين استحضر كل ردود الطيبي في موقعه كما هي ... دون اجتزاء ولا اقتطاع ...
فتأتي فتقول: القرآن = الماء ... وتضعها هكذا تهكما ... دون عرض بينات الرجل ... فهذا تضليل وتلبيس وإيهام ... والرجال لا يفعلون هذا!.
وتجتزأ "المسأة" دون عرض بيناته فهذا من الزور الكبير ...
أدخل على موقع "أهل التفسير" ........ واقرأ كيف رد إسماعيل عتوك على "المستأجر" أبو عبد المعز ... من معاجم العربية أن ما ذهب إليه الشيخ حفظه الله لأهدى وأقوم قيلا ............ !!
وعندنا رسالة خاصة من د. أحمد نوفل يبارك فيها جهود الشيخ وعقله .... فعجبا كيف يغفل الذكي الألمعي الحافظ الجريء عن "ضلالات" الشيخ حفظه الله ........ وتأتيك إتيان الوحي المصلصل؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكن في القلب حبة تؤلم وغصة تغيظ!.
أنظر في قلبك يا جمال .... فثم الجواب!.
ـ[صوت الحق]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 05:31 م]ـ
أخي أمين هشام أعانك الله وثبتك
هل سمعت بالزيارة التي قام بها الشيخ الفاضل لبيت هذا الرجل؟
أذكر
أشهد الله أني كنت من بين الستة اللذين كانوا مع الشيخ صلاح الدين الذي تلطف وتكرم بزيارة الأستاذ جمال في بيته وأستغرب من هذا التحول الكبير في الأفكار والوجهة في مهاجمة هذا المنهج الذي أنت بنفسك يا جمال قلت للشيخ الفاضل (أنك بحاجة لمن يعاونك ويكون حولك لأنك وحدك لا تستطيع) وليس هذا فقط ولا أقصد من كلامي المديح بل لأجل الشهادة على ما دار من حديث
كان الشيخ بمنتهى الأدب والقوة في الحديث ولم نسمع من جمال ما يُبطل من قول الشيخ شيئا
وفي نهاية الجلسة قدم جمال الشيخ صلاح الدين إبراهيم أبوعرفة للإمامة ليصلي بنا المغرب في بيته!!! (أمَ بك يا جمال بإصرارك)!!!
ولكن كما قلت أخي أمين في القلب حبة تؤلم وغصة تغيظ!(/)
كيف يكون التفسير؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 10:05 م]ـ
:::
عقد الزركشي فصلا في بداية الجزء الأول من كتابه (البرهان في علوم القرآن)
جاء فيه
---------------------------------------------------
فصل في علم التفسير
-----------------------------------------------------------
التفسير علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ
وقد أكثر الناس فيه من الموضوعات ما بين مختصر ومبسوط وكلهم يقتصر على الفن الذى يغلب عله فالزجاج والواحدى في البسيط يغلب عليهما الغريب والثعلبى يغلب عليه القصص والزمخشرى علم البيان والإمام فخر الدين علم الكلام وما في معناه من العلوم العقلية
واعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه وأنزل كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سنذكر بعد تقرير قاعدة وهى أن كل من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة
أحدها كمال فضيلة المصنف فإنه لقوته العلمية يجمع المعانى الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشرح ظهور تلك المعانى الخفية ومن هنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له
وثانيها قد يكون حذف بعض مقدمات الأفيسة أو أغفل فيها شروطا اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المحذوف ومراتبه
وثالثها احتمال اللفظ لمعان ثلاثة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح الى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو منه بشر من السهو والغلط وتكرار الشىء وحذف المهم وغير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك
وإذا علم هذا فنقول إن القرآن إنما أنزل بلسان عربى مبين في زمن أفصح العرب وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه
أما دقائق باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر من سؤالهم النبى محمد صلى الله عليه وسلم في الأكثر كسؤالهم لما نزل) ولم يلبسوا إيمانهم بظلم (فقالوا أينا لم يظلم نفسه ففسره النبى محمد صلى الله عليه وسلم بالشرك واستدل عليه بقوله تعالى) إن الشرك لظلم عظيم (وكسؤال عائشة رضى الله عنها عن الحساب اليسير فقال ذلك العرض ومن نوقش الحساب عذب وكقصة عدى ابن حاتم فى الخيط الذى وضعه تحت رأسه وغير ذلك مما سألوا عن آحاد منه
ولم ينقل إلينا عنهم تفسير القرآن وتأويله بجملته فنحن نحتاج إلى ما كانوا يحتاجون إليه وزيادة على ما لم يكونوا محتاجين إليه من أحكام الظواهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد الناس احتياجا إلى التفسير
ومعلوم أن تفسيره يكون بعضه من قبيل بسط الألفاظ الوجيزة وكشف معانيها وبعضه من قبيل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض لبلاغته ولطف معانيه ولهذا لا يستغنى عن قانون عام يعول فى تفسيره عليه ويرجع فى تفسيره إليه من معرفة مفردات ألفاظه ومركباتها وسياقه وظاهره وباطنه وغير ذلك مما لا يدخل تحت الوهم ويدق عنه الفهم
بين أقداحهم حديث قصير
هو سحر وما سواه كلام
وفى هذا تتفاوت الأذهان وتتسابق فى النظر إليه مسابقة الرهان فمن سابق بفهمه وراشق كبد الرمية بسهمه وآخر رمى فأشوى وخبط فى النظر خبط عشوا كما قيل وأين الدقيق من الركيك وأين الزلال من الزعاق وقال القاضى شمس الدين الخويى رحمه الله علم التفسير عسير يسير أما عسره فظاهر من وجوه أظهرها أنه كلام متكلم لم يصل الناس إلى مراده بالسماع منه ولا إمكان للوصول إليه بخلاف الأمثال والأشعار فإن الإنسان يمكن علمه بمراد المتكلم بأن يسمع منه أو يسمع ممن سمع منه أما القرآن فتفسيره على وجه القطع لا يعلم إلا بأن يسمع من الرسول عليه السلام وذلك متعذر إلا في آيات قلائل فالعلم بالمراد يستنبط بأمارات ودلائل والحكمة فيه أن الله تعالى أراد أن يتفكر عباده فى كتابه فلم يأمر نبيه بالتنصيص على المراد وإنما هو عليه السلام صوب رأى جماعة من المفسرين فصار ذلك دليلا قاطعا على جواز التفسير من غير سماع من الله ورسوله
قال واعلم أن بعض الناس يفتخر ويقول كتبت هذا وما طالعت شيئا من الكتب ويظن أنه فخر ولا يعلم أن ذلك غاية النقص فإنه لا يعلم مزية ما قاله على ما قيل ولا مزية ما قيل على ما قاله فبماذا يفتخر ومع هذا ما كتبت شيئا إلا خائفا من الله مستعينا به معتمدا عليه فما كان حسنا فمن الله وفضله بوسيلة مطالعة كلام عباد الله الصالحين وما كان ضعيفا فمن النفس الأمارة بالسوء(/)
إبن عربي--عذاب جهنّم نفسي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 06:58 ص]ـ
قال الصوفي إبن عربي في الفتوحات
(قال في الفتوحات
(ومن رحمة الله بأهل النار في أيام عذابهم خمود النار عنهم ثم تسعر
بعد ذلك عليهم فيخف عنهم بذلك من آلام العذاب على قدر ما خبت
النار قال تعالى "كلما خبت زدناهم سعيرا" وهذا يدلك إن النار
محسوسة بلا شك فإن النار ما تتصف بهذا الوصف إلا من كون قيامها
بالأجسام لأن حقيقة النار لا تقبل هذا الوصف من حيث ذاتها ولا الزيادة
ولا النقص وإنما هو الجسم المحرق بالنار هو الذي يسجر بالنارية وإن
حلمنا هذه الآية على الوجه الآخر قلنا قوله تعالى "كلما خبت" يعني النار
المسلطة على أجسامهم زدناهم يعني المعذبين سعيرا فإنه لم يقل
زدناها ومعنى ذلك إنّ العذاب ينقلب إلى بواطنهم وهو أشد العذاب
الحسيّ يشغلهم عن العذاب المعنويّ فإذا خبت النار في ظواهرهم
ووجدوا الراحة من حيث حسهم سلط الله عليهم في بواطنهم التفكر
فيما كانوا فرّطوا فيه من الأمور التي لو عملوا بها لنالوا السعادة وتسلط
عليهم الوهم بسلطانه فيتوهمون عذاباً أشد مما كانوا فيه فيكون
عذابهم بذلك التوهم في نفوسهم أشد من حلول العذاب المقرون
بتسلط النار المحسوسة على أجسامهم وتلك النار التي أعطاها الوهم
هي النار التي تطلع على الأفئدة وهي التي قلنا فيها:
النار ناران نار كلها لهب
ونار معنى على الأرواح تطلع
وهي التي ما لها سفع ولا لهب
لكن لها ألم في القلب ينطبع
---------------------------------------------------------------
إنّه يتحدث عن عذاب فكري معنوي في النار فهل توافقونه؟؟
____________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 08:14 ص]ـ
لاحظوا قوله أو حلمه
(حلمنا هذه الآية على الوجه الآخر قلنا قوله تعالى "كلما خبت" يعني النار
المسلطة على أجسامهم زدناهم يعني المعذبين سعيرا فإنه لم يقل
زدناها ومعنى ذلك إنّ العذاب ينقلب إلى بواطنهم وهو أشد العذاب)
يعني أنّ النار تخبو فلا يزداد سعيرها إنما يحل بدلا منها العذاب الداخل إلى بواطنهم ---وما أحلاه من عذاب---فبشراكم أيّها الكافرون الماجنون--سوف تخبو النار ثمّ تعذبّون بوخز الضمير!!!
____________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 07:40 ص]ـ
قال تعالى (مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً (97) الإسراء
قال الألوسي
(قال في «البحر» يقال خبت النار تخبو إذا سكن لهبها وخمدت إذا سكن جمرها وضعف وهمدت إذا طفئت جملة، وقال الراغب: خبت النار سكن لهبها وصار عليها خباء من رماد أي غشاء، وفي «القاموس» تفيسر خبت بسكنت وطفئت وتفسير طفئت بذهب لهبها وفيه مخالفة لما في البحر والأكثرون على ما فيه. ومن الغريب ما أخرجه ابن الأنباري عن أبي صالح من تفسير {خَبَتْ} في الآية بحميت وهو خلاف المشهور والمأثور، والسعير اللهب، والمعنى كلما سكن لهبها بأن أكلت جلودهم ولحومهم ولم يبق ما تتعلق به النار وتحرقه زدناهم لهباً وتوقداً بأن أعدناهم على ما كانوا فاستعرت النار بهم وتوقدت.))
لاحظوا كلما خبت النار بعد حرقهم يعيدهم الله كما كانوا فتزداد سعيرا بالتالي كان التعبير البلاغي زدناهم سعيرا بزيادة وقود للنار والذي هو أجسامهم الجديدة التي ستحرق هي الأخرى فيبدلون غيرها وهكذا
والعذاب عذاب---ولا يوجد في الآخرة ما يسمّى بالعذاب النفسي أو المعنوي--صحيح أنّ الكفار تعتريهم حالات ندم وخزي وحسرة--ولكن كلّ هذا ليس عذابا ولا نسميه عذابا--فالعذاب هو جحيم النّار جزاء مقضيّا(/)
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 01:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قوله تعالى (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) 9 - 10 النور
# أين جواب لولا في قوله (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) --قال الزمخشري (وجواب «لولا» متروك، وتركه دال على أمر عظيم لا يكتنه، ورب مسكوت عنه أبلغ من منطوق به.)
والرازي كرر نفس الكلام الذي قاله الزمخشري
فما هو جواب لولا المحتمل؟؟
# لما ذا جاء السياق هكذا " تَوَّابٌ حَكِيمٌ"---والتوبة تتناسب مع الرحمة--فما المدلول اللطيف لجعل التوبة تتناسب مع الحكمة هنا؟؟
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 01:41 م]ـ
أخي جمال
لا أريد أن أتكلم في جواب لولا
أما المدلول اللطيف في تناسب التوبة مع الحكمه
هو إذا عكستها كما يلي فقلت
الحكمة يأتي منها التوبة والتوبة تأتي من الرحمة
فهمت المقصد
والموضوع قابل للمداولة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 02:08 م]ـ
أشكرك على تفاعلك
ولكن هل لك أن تربط الأمر بموضوع اللعان بين الزوجين؟؟
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 02:28 م]ـ
أشكرك أخي جمال مع هذا السؤال الذكي
الرابط موجود
اللعنة في اللغة تعني تغير النعمه
فالملاعنة تستلزم الفراق المؤبد بين الزوجين وهنا زوال نعمة الزواج بينهما
و لاتقع الملاعنة إلى بين متخاصمين تخاصما قد يؤدي الى القتل والظلم والتعدي وغير ذلك من الأمور السيئة
فالحكمة هنا الفصل بينهما فصلا مؤبدا مع إنتساب المولود أو المولودة الى الأم
حيث يبرأ نسب الزوج
و التوبة والرحمة تتعلق هنا بعلاقة الأثنين مع
الرب سبحانه له الحمد
على ما حدث إن طلباها منه
سبحانه له الحمد
فأبواب التوبة والرحمة مفتوحة
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 02:36 م]ـ
وأتت قضية الملاعنة في سورة النور وفي أوئلها
لأن هذه القضية وأشباهها
من أصعب الأمور القلبية لدى المؤمنين
فجعلت الملاعنة لكي تكون طريقا جديدا لمن أبتلي
لرفعة نفسة وطهارتها وتقويتها ومددها
برب العالمين سبحانه له الحمد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 06:13 م]ـ
وهنا الحكمة يا أخ صالح
ما قلته (فجعلت الملاعنة لكي تكون طريقا جديدا لمن أبتلي
لرفعة نفسة وطهارتها وتقويتها ومددها) هو الحكمة
وما في الملاعنة من ستر على الفضيحة حكمة --فاقتضى أن يتبع وصفه عز وجل بالتواب وصف الحكيم
قال الزركشي (ومنه قوله تعالى) والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم (فإن الذى يظهر فى أول النظر أن الفاصلة تواب رحيم لأن الرحمة مناسبة للتوبة وخصوصا من هذا الذنب العظيم ولكن هاهنا معنى دقيق من أجله قال) حكيم (وهو أن ينبه على فائدة مشروعية اللعان وهى الستر عن هذه الفاحشة العظيمة وذلك من عظيم الحكم فلهذا كان) حكيم (بليغا فى هذا المقام دون رحيم)
---------------------
أمّا جواب لو الذي سكت عن محاولة توقعه الزمخشري---أي الجواب المتوقع للآية (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) بأن حكم بينكم بحكم اللعان لانفضحتم---
قال أبو حيّان في البحر (قال التبريزي: تقديره لهلكتم أو لفضحكم أولعاجلكم بالعقوبة أو لتبين الكاذب. وقال ابن عطية: لكشف الزناة بأيسر من هذا أو لأخذهم بعقاب من عنده، ونحو هذا من المعاني التي يوجب تقديرها إبهام الجواب.)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 11:56 م]ـ
شكرا يا أخي جمال
وما سكت عنه الا لأنه مطلق المعاني
أكثر مما ذكره التبريزي وغيره من العلماء رحمهم
الله سبحانه له الحمد
و ما سكت الا من خشيه
والخوف من عذاب
الله سبحانه له الحمد(/)
مفاجأة---لقمان=النبي داوود
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 02:04 م]ـ
:::
قال الباحث أبو عرفة
(نظن والله أعلم بمراده، أن لقمان هو داود عليه السلام) وذلك بعد أن ساق الإستدلالات التالية
# قال (ان "لقمان" نبي من النبيين، بدليل الآية {أن اشكر لله} , فالآية من ظاهرها وحي لرجل "أن اشكر لله")
# قال (إن لم يكن نبياً، وكان من عامة الناس، فكيف يستوي أن يسترشد صاحب الوحي والهدى والرشاد محمد عليه الصلاة والسلام, برجل لا يُعرف من هو، ولا يرقى أن يكون صّديقا, إن لم يكن نبياً, كما تروى بعض التفاسير، من أنه عبد حبشي, فهذه المواعظ والمهديات، أولى بها النبيون والرسل الكرام على كثرتهم وتوافرهم)
# المواعظ التي وعظها لقمان لإبنه قال الباحث ({ولا تصعّر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً} لقمان, فلو لم يكن هذا النبي وابنه بمنزلة القوامة على الناس والفضل المبين، لكانت الآية بغير شاهد، إذ ما معنى أن يعظ رجل مغمور ابنه المغمور ألا يتكبر على الناس, ما لم يكن الأخير على الأقل بمنزلة قد يهفو بها فيختال ويظلم!.
{واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} , فمن هذا الذي يبدأ بأصول النبوة والتوحيد ويعرج على الحكم، فينتهي بعلم الأصوات وموجاتها المترددة؟. إنه بلا منازع داود صاحب المزامير وآله من بعده)
وأظن هذا كاف لإعطاء الرجل حقه فيما استدل به على أن لقمان هو داوود--
فهل يا ترى في كلامه ما يمكن أن نستدل به ولو بدرجة 1% من الظن أن داوود هو لقمان؟؟
هل يكفي كون لداوود سليمان وللقمان ولده أن يكونا عين الشخص؟
هل يكفي أن يكون شخصان نفس الشخص لكونهما يلقيان مواعظ حكيمة لولديهما؟
هل يكفي قوله تعالى (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) في شأن آل داوود---وقوله (أن اشكر لله) للقمان على أنّ لقمان هو داوود
وهل يكفي قوله عز وجل (أن اشكر لله) للقمان للدلالة على أنّ لقمان نبي؟
وعلى أساس قول الباحث فإنه بحسب قوله تعالى
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ المُسْلِمِينَ) فكل من بلغ الأربعين من الرجال يكون إذن من الأنبياء بحسب استدلال الباحث
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 02:26 م]ـ
إقتباس ..
وأظن هذا كاف لإعطاء الرجل حقه فيما استدل به على أن لقمان هو داوود ...
ما شاء الله عليك يا قاراقوش ... أراك تحدد ما يكفي وما لا يكفي ....
ودعك من العنونة الساخرة, فهي ضرب من "الاستهبال"!.
ثم هناك فرق يا فصيح مستشار بين أن يأمره الله بالشكر -وهذا دليل النبوة-, وبين أن يدعو هو بها ... طبعا هذا فرق لمن يُفرّق!.
وأرى أن بحوث الشيخ قد ملأت عليك ليلك ونهارك!!
ويبقى هذا الانشغال خير لك من الانشغال بمحاسن بلقيس على هدي "العمالقة"!
{نحن أعلم بما يستمعون به, إذ يستمعون إليك ((((وهم نجوى)))) إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا}!!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 02:41 م]ـ
طيب وهذه (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)
على أساس استدلالكم فإن كل قوم سبأ أنبياء
ثم إليكم كامل الآية التي احتجو! ا بها على كون لقمان نبيا (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) 12 لقمان
وإلى هذه الآية التي بعدها بآية
(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ) 14 لقمان
-في الآيتين المتجاورتين نفس الكلام"أَنِ اشْكُرْ لِي "و"أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ "
فهل معنى آية "أن اشكر لي" أن كل إنسان نبي؟؟ لأنّ الخطاب فيها لكل إنسان"وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ "---؟
عليكم أن تشكروني فأنا أخدمكم بإهداء عيوبكم إليكم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 02:46 م]ـ
أخي جمال
هل من الممكن أن تطرح
الأختلافات في شخصية لقمان
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 03:12 م]ـ
تجدها يا صالح في "اختلافات وتناقضات واضطرابات" كتب التفسير ...
عندهم ما تشيب به الولدان ...... أولئك أسياد الفصيح جعلوا الرجل الصالح نكرة!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 03:49 م]ـ
طيب وهذه (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)
على أساس استدلالكم فإن كل قوم سبأ أنبياء
ثم إليكم كامل الآية التي احتجو! ا بها على كون لقمان نبيا (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) 12 لقمان
وإلى هذه الآية التي بعدها بآية
(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ) 14 لقمان
-في الآيتين المتجاورتين نفس الكلام"أَنِ اشْكُرْ لِي "و"أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ "
فهل معنى آية "أن اشكر لي" أن كل إنسان نبي؟؟ لأنّ الخطاب فيها لكل إنسان"وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ "---؟
عليكم أن تشكروني فأنا أخدمكم بإهداء عيوبكم إليكم
-------------------------------------------------------------
بعد أن أثبتنا بدلالة القرآن أنّ لقمان رجل صالح وأنّه ليس بالضرورة أن يكون نبيا---نأتي إلى توجيهات أخيارنا الربانيين إلى ما هية شخصيته
# قال الماوردي في النكت والعيون (قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} اختلف في نبوته على قولين:
أحدهما: أنه نبي، قاله عكرمة والشعبي.
الثاني: أنه حكيم وليس بنبي، قاله مجاهد وقتادة وسعيد بن المسيب. ووهب بن منبه،)
وقال إبن عطية في المحرر الوجيز (لقمان} رجل حكيم بحكمة الله تعالى وهي الصواب في المعتقدات والفقه في الدين والعقل، واختلف هل هو نبي مع ذلك أو رجل صالح فقط، فقال بنبوءته عكرمة والشعبي، وقال بصلاحه فقط مجاهد وغيره، وقال ابن عباس: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لم يكن لقمان نبياً ولكن كان عبداً كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه فمن عليه بالحكمة وخيره في أن يجعله خليفة يحكم بالحق، فقال يا رب إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء وإن عزمت علي فسمعاً وطاعة فإنك ستعصمني وكان قاضياً في بني إسرائيل نوبياً أسود مشقق الرجلين ذا مشافر "، قاله سعيد بن المسيب ومجاهد وابن عباس،)
وقال إبن الجوزي (وقد اختُلف في نبوَّته على قولين:
أحدهما: أنه كان حكيماً ولم يكن نبيّاً، قاله سعيد بن المسيب، ومجاهد، وقتادة.
والثاني: أنه كان نبيّاً، قاله الشعبي، وعكرمة، والسدي. هكذا حكاه عنهم الواحدي، ولا يعرف، إِلاَّ أن هذا ممَّا تفرَّد به عكرمة؛ والقول الأول أصح.)
وقال إبن عاشور في التحرير والتنوير
(وقد اختلف السلف في أن لقمان المذكور في القرآن كان حكيماً أو نبيئاً. فالجمهور قالوا: كان حكيماً صالحاً. واعتمد مالك في «الموطأ» على الثاني، فذكره في «جامع الموطأ» مرتين بوصف لقمان الحكيم، وذلك يقتضي أنه اشتهر بذلك بين علماء المدينة. ويظهر من الآيات المذكورة في قصته هذه أنه لم يكن نبيئاً لأنه لم يمتن عليه بوحي ولا بكلام الملائكة. والاقتصارُ على أنه أوتي الحكمة يومىء إلى أنه أُلهم الحكمة ونطق بها)
-------------------------------------------------------
ونخلص من كل هذا أنّ جمهور المفسرين على القول بأنّ لقمان كان حكيما---وما ذكره إبن عاشور من قول الإمام مالك حجة على ذلك
ولكن لم يقل أحد لا من الأولين ولا من الآخرين على أنّه داوود
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 03:51 م]ـ
أخي أمين
شكرا على تعقيبك
و لكن سؤالي هو لحصر الأقوال جميعها في مكان واحد ومنسقة ومرقمة
فكثر الله خيرك أذا عملت لنا هذا
لنبداء بعدها لمرحله ثانية
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 03:53 م]ـ
أخي جمال
ما مدى صحه الحديث المروي عن إبن عباس
و نفع الله بك المسلمين
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 03:56 م]ـ
و ما مدى حجية وصحة خبر
أن لقمان كان نوبيا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 03:57 م]ـ
الحقيقة أنّه من المناسب أن نسأل عن أي حديث أخوة لنا في ملتقى أهل الحديث
والأخ القلاف بيننا ويستطيع أن يسألهم هو أو غيره---وخبرتي في علم الحديث قليلة
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 04:00 م]ـ
لا عليك يا أخي أنما نريد المصدر والصفحة
والأسناد
وبعدها نتعاون في الحكم عليه
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الكرام سؤال سهل: هل سبق ابن عرفة بهذا القول أحد؟
إن كان قد سبق، فالنظر الآن يكون في أدلة الفريقين لنعرف الراجح.
فإن لم يكن قد سبق، فقوله باطل قطعاً، لم؟ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تجتمع أمتي على ضلالة). فلو لم يكن قال بالحق قبل اليوم أحد، فإن الأمة تكون قد اجتمعت على مخالفة ذلك الحق، ومخالفة الحق ضلالة، فتكون قد اجتمعت على ضلالة. ولما كان هذا القول مناقضاً لكلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم علمنا يقيناً أنه باطل لا يحتاج إبطاله إلى نظر في أدلته أصلاً.
هذا رد مجمل أراه كافياً إن شاء الله في رد كثير مما يبتدعه أهل زماننا، وإن كان الرد المفصل الذي ذكره أخونا جمال مهم أيضاً، لأن به زياة إثبات لصحة أن الأمة لم تجتمع على ضلالة، والواقف على التفصيل ليس كالقانع بالإجمال.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 04:37 م]ـ
الشيخ عندنا ثقة ..
قال: لم يصح في تحديد كون لقمان حديث!.
والشيخ حفظه الله, يجل كل المؤمنين والعلماء خاصة ...
ولكن لا يأكل ولا يشرب من: "وقال فلان" .. و"ذهب فلان"!.
فلا تتعب نفسك يا جمال .. واعتبر أنك لم تأت بشيء .. ما لم تأتنا بآية أو حديث ... فاجتهاد مالك رضي الله عنه عندنا كاجتهادك .. عليكما البينة ... ولا عبرة في الاسم ولا في المنصب!.
{ويخوفونك بالذين من دونه .. }!.
ودعك من الاجتزاء والاختطاف ... الشيخ يجمع قرائن وإشارات, تقوم بمجموعها, وتيقى عندنا خير من عبادة "الكتب" وتسجيد الذات للأسماء!.
خاصة إذا علمت أن منهم من قال: إنه كان "لقمانا" لأن شفايفه كبار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم لا تكتب لنا بالمائل .... ميْلك يكفي.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 05:48 م]ـ
ودعنا يا قلاف من الضلالة الشنيعة التي تكذب بها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام, تلك التي تقولها أنت وغيرك: "هذا لم يقل به أحد"!!!!!!!!!!!!!!!
ألم تسمع سيدك وسيد كل أحد حين قال: "رب مبلغ أوعى من سامع"؟؟؟؟؟
أيجعل القرآن المشرك "أحد" ......... وتنفيها أنت عن المؤمنين!!
واستدلالك بـ"لا تجتمع أمتي على ضلالة", فصحيح ... ولكن دعها تجتمع أولا!!
أم ترى هذه التخريصات والظنيات هي مقصد النبي:= في "الاجتماع"!.
يا أخي إذهب وأمت نفسك بعيدا عنا ... نحن نحيى بهذا القرآن, حين نتدبره ونعقله!.
وأنت تعبد الله بالواسطات ....
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 11:34 م]ـ
[ QUOTE= فيصل القلاف]
فلو لم يكن قال بالحق قبل اليوم أحد، فإن الأمة تكون قد اجتمعت على مخالفة ذلك الحق،
أراك لا تفرق بين "الأحد" والآحاد, وبين الجمع و"الإجماع"!!
عدد الشيخ نحوا من ثمانية "ظنيات" في لقمان, ولا أقول أقوال ... فهل ترى هذا الاضطراب هو الإجماع الذي "خرقه" الشيخ ... ثم عددت نفسك أتيت بالغائبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إتبعوا ولا تبدعوا .......... هذا لا يكون إلا بالبينات ........ ولا تكون البينات إلا في النبوات .... لا في الشقلبات!!.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 12:47 م]ـ
أخي فيصل القلاف
حفظك الله ورعاك وسدد طريقك وخطاك
قصدي من السؤال أن نجمع أقوال كل فريق و دليله
وننظر في رجحيه كل دليل و نوعيته
فننظرفي هذا الدليل
هل هو نصي من قرآن أو حديث أو خبر
فإن كا قرآنا فهل النص صريحا أم أشارة أم تضمينا
وهذا له بحثه ومقامه الخاص
و إن كان حديثا ناقشناة بموجب علم الجرح والتعديبل
و إن كان خبرا فعلينا أن نرى هل هو فعلي أم قولي
وإن كان قولي فهل هو ظني أم جزمي
وإن كانا على ذلك فهل يقارب المعقول و المنقول
وهل القرائن العلمية تؤيده أم تدحضه
وبعدها نستخلص بالنتيجة
فهل ساعدتنا أخي فيصل لكي نتعلم منك
ونتأدب ونغترف من شخصك الكريم رحمك
الله سبحانه له الحمد(/)
آدم + حواء = الشرك!!.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 03:34 م]ـ
قال القرطبي في تفسير آية الأعراف:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (189) سورة الأعراف
الضَّمِير فِي " دَعَوَا " عَائِد عَلَى آدَم وَحَوَّاء. وَعَلَى هَذَا الْقَوْل مَا رُوِيَ فِي قَصَص هَذِهِ الْآيَة أَنَّ حَوَّاء لَمَّا حَمَلَتْ أَوَّل حَمْل لَمْ تَدْرِ مَا هُوَ. وَهَذَا يُقَوِّي قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ " فَمَرَتْ بِهِ " بِالتَّخْفِيفِ. فَجَزِعَتْ بِذَلِكَ ; فَوَجَدَ إِبْلِيس السَّبِيل إِلَيْهَا. قَالَ الْكَلْبِيّ: إِنَّ إِبْلِيس أَتَى حَوَّاء فِي صُورَة رَجُل لَمَّا أَثْقَلَتْ فِي أَوَّل مَا حَمَلَتْ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي فِي بَطْنِك؟ قَالَتْ: مَا أَدْرِي! قَالَ: إِنِّي أَخَاف أَنْ يَكُون بَهِيمَة. فَقَالَتْ ذَلِكَ لِآدَم عَلَيْهِ السَّلَام. فَلَمْ يَزَالَا فِي هَمّ مِنْ ذَلِكَ. ثُمَّ عَادَ إِلَيْهَا فَقَالَ: هُوَ مِنْ اللَّه بِمَنْزِلَةٍ , فَإِنْ دَعَوْت اللَّه فَوَلَدْت إِنْسَانًا أَفَتُسَمِّينَهُ بِي؟ قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أَدْعُو اللَّه. فَأَتَاهَا وَقَدْ وَلَدَتْ فَقَالَ: سَمِّيهِ بِاسْمِي. فَقَالَتْ: وَمَا اِسْمك؟ قَالَ: الْحَارِث - وَلَوْ سَمَّى لَهَا نَفْسَهُ لَعَرَفَتْهُ - فَسَمَّتْهُ عَبْد الْحَارِث
[ B] يعني باختصار .. الذان أشركا -في هذه الآية- هما السيد الوالد آدم والسيدة الوالدة حواء!!!!!!!!!
وطبعا هذا من فحولة التفسير الذي لم ينتبه إليه "الفصحاء" .. وهو من الكتب التي تملأ الدنيا ..
والبعض يرى أنه لا يصلح سوارا لنعل هذا الذي يروي التخابيص!.
عجبي ..
يا عمي ... هذا هي العلوم أو فدع!.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 04:48 م]ـ
أمين هشام، هداك الله إلى الحق،
أذكرك بقول الله تبارك وتعالى: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب). فوالله ليس أحد أحق بولاية الله ومحبته من أهل علمه رضي الله عنهم. تأمل قوله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون) وقال تعالى عن العلماء: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، فلما كان العلماء أحق بالخشية التي هو التقوى، كانوا هم أهل الولاية حقاً، والحمد لله.
وكما قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: (لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة). فاتق الله، واعلم أن ما تكتب يكتب عليك، وأنك محاسب به فمجزي جنة أو ناراً وقودها الناس والحجارة.
والعجب منك أخي أني لا أراك تملك آلة العلم التي بها تميز المنكر من المعروف، كيف وأنت لا تجيد كتابة العربية التي بها فهم الكتاب والسنة، وحري بمن لم يفهم الكتاب والسنة أن لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه.
فقد أشرت إلى الاثنين بقولك: (الذان)! وهذا غلط، والصواب: (اللذان)!
ثم قلت: (وهو من الكتب التي تملأ الدنيا) وهذا غلط، كيف يكون (هو) أي القرطبي رحمه الله (كتباً)؟! الصواب ذو كتب!
ثم قلت: (هذا هي العلوم أو فدع) وهذا غلط، كيف (هذا) المذكر تتكلم عنه بقولك: (هي) المؤنث؟! بل كيف تقول (هذا) إشارة إلى (العلوم)؟! الصواب: هذي هي العلوم! أو: هذا هو العلم! وما قولك: (أو فدع)! الأجمل: وإلا فدع!
هذي بضع أخطاء في كلمات معدودة، فكيف بك إذا كتبت عشر ما كتب الإمام القرطبي رحمه الله، هل كنت إلا ستضحك الثكلى!
فغفر الله لك.
وبعد هذا أبين أمانتك في النقل للقراء الكرام، حيث قال الإمام القرطبي رحمه الله بعد هذا الكلام مباشرة: (ونحو هذا مذكور من ضعيف الحديث، في الترمذي وغيره. وفي الإسرائيليات كثير ليس لها ثبات؛ فلا يعول عليها من لم قلب، فإن آدم وحواء عليهما السلام وإن غرهما بالله الغرور فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)! فتأمل أنه أنكره.
ثم قال بعد ذلك بقليل: (وقال قوم: إن هذا راجع إلى جنس الآدميين والتبيين عن حال المشركين من ذرية آدم عليه السلام، وهو الذي يعول عليه. فقوله: "جعلا له" يعني الذكر والأنثى الكافرين، ويعني به الجنسان. ودل على هذا "فتعالى الله عما يشركون" ولم يقل يشركان. وهذا قول حسن) تأمل أنه عول على هذا القول واستحسنه! فالله المستعان.
ولولا الإطالة لذكرت مهمات في تفسير هذه الآية ذكرها أهل العلم رضي الله عنهم، لكن حصل بما ذكرت المقصود، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وورثته العلماء.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 05:10 م]ـ
ومن للعلماء إلّا القلاف يحميهم من شر الضالّين المضلّين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 05:28 م]ـ
غفر الله لك أخي، للعلماء رب يهتك أستار منتقصيهم.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 05:31 م]ـ
إمام أهل السنة القلاف يقول إن رسم القرآن غلط!.
كيف يكتب القرآن "الذان"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثانيا: أنا لا أدقق فيما أكتب, لسبب لو تدبرته علمته!.
إنما القرطبي وغيره من الصالحين -غفر الله لهم- يكتبون ويدققون ويعرضون ويستخيرون ... أم تظنهم يكتبون من شفاههم؟؟.
ومهما استدار عليها الإمام العلم القرطبي ... أليس هو من قال إن الضمير عائد على آدم وحواء؟؟.
ثم لم أرك تعلق على ما نصحنا به من السخافات بحق سليمان و"ساقيها"!!.
ويا سيدي "المهدي" جمال, لا تنعت المؤمنين بالضلاّل!!
فحسدك وغيرتك من الشيخ أعين من عين الشمس!!
فقد سمعتك وأنت تقول له: لا بد من رجل معك يعينك ويحمل معك!!
فماذا قصدت؟ .. العون على الضلال!!
أم النفاق؟.
وأريد الجواب من إمام أهل السنة وأسدها المغوار في شرحه لما جاء في الطبري بإقراره عن الساقين اللتين ضن النبي سليمان عليهما بالموسى؟؟؟
تفضل انبر!.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 11:56 م]ـ
أخي الفاضل هشام وفقه الله
لا أدري كيف تسمح لنفسك بالكلام عن شيخ المفسرين عند الأولين والآخرين الطبري رحمه الله وعن الإمام القرطبي رحمه الله بهذه الطريقة!
ما أعلمه أن الطبري كَتَب تفسيره في أربعين سنة أو تزيد، وهو يروي الأحاديث والأقوال بأسانيدها ومتونها.
وليتك ترد بعض أقوالهم بأقوال علماء غيرهم، لكنك تنتقص أشخاصهم بطريقة غريبة عجيبة0
أرجو أن تنتبه لذلك وأن تفرق بين الأمرين0
أسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى مايحب ويرضى.
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 03:21 ص]ـ
راجع نفسك أخي هشام
واستغفر ربك
ولا تتبع الشبهات فتضل وتضل
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 03:44 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 06:27 ص]ـ
أخي العزيز فيصل القلاف أشهد الله أني أحببتك فيه بسبب ذبك عن دينه وأوليائه، وأسأل الله أن يجعلك مع أئمة أهل السنة والجماعة في أعالي الجنة والمرء مع من أحب.
وأنت أخي أمين هاشم تعجبني جرأتك لو كانت في مفيد، فما هدفك مما كتبت؟
ثم إن أسلوبك الهجومي يدل على ضيق في الصدر وضعف في الحجة، كيف لا وقد اعتليت صهوة جواد المبتدعة ومن ذلك التدليس في النصوص.
هداني الله وإياك.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 12:24 م]ـ
أخي أبو سارة ....
لم أطعن بأحد ... وأتحداك أن تأتي بمطعنة يتفق الناس أنها مطعنة, لا التي تراها مطعنة, فكم من مطعنة طاعنها جمال وصفقت له ... فميزانك وحده لا يكفي ....
ثانيا: وهو الأهم: الذب عن الأنبياء أعظم وأولى من الذب عن غيرهم ..
فلم أركم تتحيزون للأنبياء لتنقحوا كتب العلماء مما شابها من الزلل, بل وتصرون عليها بحجج ميتة ..
وأسأل سؤالا ..
أيهما أعظم .. أن يخطئ عالم بحق نبي .. أو أن يخطئ عالم بحق عالم ... أو أن يخطئ عامي بحق عالم!!
وقول علماء التجريح في الحسن البصري وهو من هو, بأنه "مدلس" ليس طعنا, بل ذبا عن الحق والملة!.
وما دمنا نخجل منها -أقصد التفاسير التي قال فيها ابن تيمية أنها أباطيل- (((ونحذفها حينما تنشر- فهي حرية بالمخاجل, فلتمط أذى وحقا .. والحق أحق أن يتبع ... أما الطبري وغيرهم الذين أشهد الله أنهم أئمة, هكذا كانوا وهكذا بإذن الله يلقون الله, أما هم فيغفر الله لهم ويجزيهم جهدهم وإحسانهم حسنا.
{إن الله لا يستحيي من الحق}.
وللمشارك الكريم أبو ذكرى أقول: إن ضيق الصدر صفة لحبيب الله موسى ... فيشرفني لو شابهت صنيع الله!.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 12:44 م]ـ
أخي الحبيب أمين هاشم لا أراك إلا طالبا للحق، لكن ما فائدة طرح كهذا الموضوع؟
وما رأي علماء الأمة في ما أوردت عن الإمام الطبري؟
ثم إن ضيق الصدر فهي عيب في الداعية عليه أن ينطرح بين يدي مولاه ليتخلص منها، وإلا لن يقبل الناس دعوته.
ولنا في موسى عليه السلام مثلا، فحين كلف بالدعوة، عد ضيق صدره عيبا وحائلا دون تحقيق ما يرجو، فقال:"رب اشرح لي صدري"
وأسوتنا رسول الله محمد:= الذي وصفه ربه " وإنك لعلى خلق عظيم "، كان واسع الصدر، حتى إنه ليأتي الأعرابي ويأخذه من تلابيب ثيابه إلى أن يبدو أثر ذلك في عنقة الطاهر ويغلظ القول بأشد عبارة، ثم هو:= يبتسم له.
أسأل الله أن يهديني وإياك وجميع الإخوة إلى الحق.
أما عن الأنبياء والذب عنهم، فلا أرى أن جملة من المتشابه تجعل لأحد الحق في الطعن على إمام من أئمة الهدى، وليتك جعلت بحثك في أناس زينهم الباطل في أعين الناس كان أكثر ديدنهم ذلك.
أما عن التدليس فلا أرى فيه تبجحا فهو ينافي خلق المؤمن الذي من لوازم إيمانه الصدق والأمانة، وأنت أخي أعرف بذلك مني.
وشتان بين تدليس وتدليس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:15 ص]ـ
يا أخي أمين
ننصحك ونجاريك وكأنك طفل مدلل في روضة، ثم تقابل هذه النصائح بشدتك التي طالما نصحناك ونصحك الإخوة بتركها، لكنك لم تعر هذا أي اهتمام كما هو ظاهر في ردودك0
ثم تأتي لتطالبنا بفتح مكتب "محاماة" للأنبياء!
ممن؟
من الطبري والقرطبي رحمهما الله!
أليس: "العلماء ورثة الأنبياء"
بالله عليك، عالم كالطبري أو القرطبي رحمهما الله، تجد ذكرهما في المسائل المدلهمة من مسائل الإسلام، يستشهد بأقوالهم كل من علماء التفسير والحديث والفقه والعقيدة واللغة والتاريخ والسير والتراجم وغيرهم، أليس من واجب المسلم أن ينزلهم منزلتهم ويتأدب عند ذكرهم وأن يحمل ماجاء منهم على المحمل الحسن اللائق بهم؟
قف مع نفسك لحظة: انظر إلى كلام الإخوة المتقدم وأدبهم في نصحك، رغم شدتك معهم، هل كل هؤلاء الإخوة الأفاضل على خطأ وأنت يا أخي الفاضل على صواب؟
(مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)
تجاوزاتك كثيرة، ومع هذا تجاوزناها وغضضنا الطرف عنها على أمل أن تنتبه إلى نفسك، فاحسب لهذا حساب، أما الآن ... فالأمر بين يديك، فاختر ماتشاء، ولنا مانشاء، ولامزيد0
ـ[أمين هشام]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:19 م]ـ
أبا سارة ... إذا كنت ترى أن قوتك في اختصاصك بالمنتدى ... فقل لنا.
وإن كنت تراها بالحق الذي أنت عليه فنعم المستند ...
ولكن ... كنت أنا وهو أحوج إلى هذا منك ..
أن تأمرني بحسن الطلب ....
وأن تأمره بحسن الأداء!!.
وإذا كنت ترى أن منزلة الرجل وشرفه مسترة لأخطائه وزلاته ... فعلى الدنيا وعلى الدين السلام!.
فأقول: رحم الله كل علمائنا ... وأعان من بعدهم على النصح لنا ولهم .. والله لا يستحيي من الحق!.
فاتقوا الله ولا تحرفوا الكلم عن مواضعه!.(/)
فصل في إتصال اللفظ والمعنى على خلافه----عند الزركشي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 08:20 م]ـ
فصل فى اتصال اللفظ والمعنى على خلاف
-------------------------------------
وقد يكون اللفظ متصلا بالآخر والمعنى على خلافه كقوله تعالى) ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة (فقوله) كأن لم تكن بينكم وبينه مودة (منظوم بقوله) قال قد أنعم الله علي (لأنه موضع الشماتة
وقوله) كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون (فإنه متصل بقوله) وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون
(وقوله) ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم (جواب الشرط قوله تعالى) تولوا وأعينهم تفيض من الدمع (وقوله) قلت لا أجد ما أحملكم عليه (داخل فى الشرط
وقوله) وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به (إلى قوله) إلا قليلا (فقوله) إلا قليلا (متصل بقوله) لعلمه الذين يستنبطونه منهم (ومثل بقوله) ولولا فضل الله عليكم ورحمته (على تأويل ولولا فضل الله عليكم ورحمته إلا قليلا ممن لم يدخله فى رحمته واتبعوا الشيطان لا تبعتم الشيطان
ومما يحتمل الاتصال والانقطاع قوله تعالى) في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه (يحتمل أن يكون متصلا بقوله) فيها مصباح (أى المصباح فى بيوت ويكون تمامه على قوله) ويذكر فيها اسمه (و) يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال (صفة للبيوت ويحتمل أن يكون منقطعا خبراا لقوله و) رجال لا تلهيهم (
ومما يتعين أن يكون منقطعا قوله) ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين (مستأنف لأنه لو جعل متصلا بيعزب لاختل المعنى إذ يصير عاى حد قولك ما يعزب عن ذهنى إلا فى كتاب أى استدراكه
وقوله) فيه هدى للمتقين (منهم من قضى باستئنافه على أنه مبتدأ وخبر ومنهم من قضى بجعل) فيه (خبر) لا (و) هدى (نصب على الحال فى تقدير) هاديا (
ولا يخفى انقطاع) الذين يحملون العرش (عن قوله) أنهم أصحاب النار (
وكذا) فلا يحزنك قولهم (عن قوله سبحانه) إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون (
وكذلك قوله) فأصبح من النادمين (عن قوله) من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 08:50 م]ـ
# وللنناقش أول آية تعرض لها الزركشي وهي (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَنْ لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً* وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) 72 - 73 النساء
وها هو قول الزركشي فيها (وقد يكون اللفظ متصلا بالآخر والمعنى على خلافه كقوله تعالى) ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة (فقوله) كأن لم تكن بينكم وبينه مودة (منظوم بقوله) قال قد أنعم الله علي (لأنه موضع الشماتة)
فما معنى كلام الزركشي بدقة؟؟
جملة "كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ " معترضة.
الكلام الكامل هو بالمعنى كما يلي " لَيَقُولَنَّ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ "
وهل يعقل أنّ المنافق بينه وبين المؤمنين مودة حقيقية؟
طبعا لا
فالجملة المعترضة سيقت تهكما بهم
تماما كقولك "هؤلاء الأمريكان _ الذين يهتمون بشؤوننا _ عليهم لعنة الله"
فالمنافق الذي لا يخرج معهم يقول في حالة إصابة المسلمين بمصيبة (قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً) --فهذه الجملة القرآنية تبين حقيقة حاله
فإذا نظمت هذه الجملة بالجملة المعترضة "كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ " لعلمت أن الجملة المعترضة شماتة بالمنافق
قال الزمخشري (وقوله: {كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} اعتراض بين الفعل الذي هو (ليقولن) وبين مفعوله وهو {ي?لَيْتَنِى} والمعنى كأن لم تتقدم له معكم موادّة، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين ويصادقونهم في الظاهر، وإن كانوا يبغون لهم الغوائل في الباطن، والظاهر أنه تهكم لأنهم كانوا أعدى عدوّ للمؤمنين وأشدهم حسداً لهم، فكيف يوصفون بالمودّة إلا على وجه العكس تهكماً بحالهم.)(/)
الصنم " ود" هو "التمنّي"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 08:14 ص]ـ
:::
قال الجوهري في الصحاح
(تقول: وَدِدْتُ لو تفعل ذاك، ووَدِدْتُ لو أنَّك تفعل ذاك، أوَدُّ وَدًّا ووُدًّا ووَدادَةً، ووِداداً أي تمنَّيت.)
فوددت الشيء أي تمنيته---وإذا ربطنا هذا الكلام بالآية (وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَداًّ وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) 23 نستنتج كلاما لم يسبقنا به أحد من المفسرين----وهو إجابة لتساؤل ملح لماذا أبقى الله عز وجل على إسم الصنم " ود"
نعم لماذا؟
والجواب الذي لم يسبقني به أحد أن" الود" وهو التمني صنم ما زال قائما حاضرا في أذهان الناس-فمن يتمنى "يود" أن يصبح مشهورا فهذا متابع لصنمية الود
ومن يتمنى مثلا أن يصبح مهندسا فهو متمثل بصنمية " الود"
ومن يتمنى أن يصبح ذا زوج وعيال فهو متمثل بصنمية " الود"
قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) 52 الحج
وها هو القرآن نتدارسه غضا طريا كما نزل قد أكد في سورة الحج ما توصلت إليه بعبقريتي--"إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ " فالأمنية من الشيطان والصنم " ود " من الشيطان--فهما نفس الشيء
أترون كيف أنني حللت مشكلة لم يستطع أحد أن يحلها؟؟
أترون كم أنا على درجة عالية من الفقه والتفقه؟؟
صفقوا لي لو سمحتم فلا القرطبي ولا الطبري بأحسن منّي
ـ[أمين هشام]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 02:59 م]ـ
وما رأي الرجل المؤسس القاسم في هذا "اللطائف" المائعة؟.
حلال على بلابله الدوح!.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 04:30 م]ـ
قال الباحث الماجد
(وَد
ولعله من أكثر الأصنام حضوراً وشيوعاً وسلاسة بين الناس، إنه "الوُد" بضم الواو -وهي قراءة اُخرى متواترة-, "الوُد" فيما يعتري الناس من عواطف وعلاقات قد تنتصب صنماً وأنصاباً فيما بين الناس وبين ربهم، فكل "مودة" تعترض أوامر الله، وتخالف نواهيه إنما هي صنم صغر أم كبر، مقره القلب ودواعيه مودة ما يسخط الله، واقرأوا عن إبراهيم عليه السلام {وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة الدنيا} , فهي واضحة "أوثانا مودة"، واقرأوا من سورة المجادلة {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} , فمودة على محادّة لله، معصية لله، وهي كما نقرأ أكثر ما تكون بين الناس بعضهم لبعض.
ثم آية الممتحنة {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}.
فهذا صنم "ود" المنصوب علاقات في معصية بين الناس، يقدم "الوادّ" مودته لما يسخط الله على أوامر الله، فيعصى بها الله، فيصير بها "مشركاً"، واقرأوا على لسان ابراهيم عليه السلام {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً} فالطاعة في المعصية عبادة والعبادة لغير الله إنما هي شرك.
وقد "يود" الرجل زوجته فيعق بمودتها ورغباتها والديه أو أحدهما فتجب له النار بهذه الطاعة لهذا "الود" الصنم!.
وقد يحب ماله فيعبده من دون الله, لقول المعصوم: "تعس عبد الدينار والدرهم".
والود علاقة لازمة مزروعة في قلب الإنسان لا يملك لها رداً, فيريد الله ألا تقوم لغيره، فإن أطاعه العبد ووحّده أبدله الله بها خيراً، {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُداً}، فود الرحمن دعوة توحيد ورضى, وود غير الرحمن شرك وسخط.)
فما الفرق الموضوعي بين اجتهادي واجتهاده؟؟؟
لا فرق أبدا---سوى أنّ الناس يعرفون أنّ موضوعي ليس جادّا
أمّا موضوعه فهو بحث أو دراسة كما يزعم
ـ[صوت الحق]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 06:00 م]ـ
أعجب من المسؤولين والمشرفين لم هذا الصمت اللا مبرر
كيف تسمحون للمدعو جمال أن يتكلم بآيات الله هزؤا؟
واعلم ان من تكلم بالقرآن بغير جدية يحق لنا ان نطلق عليه إنسان هزؤ
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:43 ص]ـ
السلام عليكم
أيها الإخوة لو تعرض لكم أحد في المنتدى فسأقف معكم.
هذا حقكم لأنكم أعضاء في هذا المنتدى وهذا واجبي نحوكم.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 12:00 م]ـ
ننتظر أيها الأستاذ ردك على ما نقلت!!
ونقدك لما عرضت به!
لست أفهم أين المشكلة!
في القرآن!
أم في السؤال!
أم في اللغة!
أم في الربط!!
هل لك بالإيضاح ... !
أم هناك نية وراء مثل هذه المواضيع! نترفع عن الظن بمثلها، و نربأ بك عن مثلها!!(/)
إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 08:13 م]ـ
قال تعالى
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) 120 البقرة
ما الهدى في هذه الآية الكريمة؟
هل هو البيان كما هو معناه في قوله تعالى (أولئك على هدى من ربهم)؟؟
هل هو بمعنى الدين كما في قوله (إن الهدى هدى الله)
هل هو الآيمان كما في قوله (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)
لننظر قبل أي شيء في مفهوم الملة--قال إبن عاشور
(والملة بكسر الميم الدين والشريعة وهي مجموع عقائد وأعمال يلتزمها طائفة من الناس يتفقون عليها وتكون جامعة لهم كطريقة يتبعونها، ويحتمل أنها مشتقة من أملَّ الكتاب فسميت الشريعة ملة لأن الرسول أو واضع الدين يعلمها للناس ويمللها عليهم كما سميت ديناً باعتبار قبول الأمة لها وطاعتهم وانقيادهم)
فالملة إذن هي الدين---ولن ترضى الطائفتان الكافرتان إلا باتبّاع دين كل منهما--فيكون معنى الهدى في جزء الآية "هُوَ الْهُدَى" ملة الإسلام ذلك الدين الصحيح فقط--فملّة النصارى ليست الهدى وملة اليهود ليست الهدى إنّما ملة الإسلام هي الهدى
لننظر في أقوال أخيارنا المفسرين
قال إبن عاشور (و {هدي الله} ما يقدره للشخص من التوفيق أي قل لهم لا أملك لكم هدى إلا أن يهديكم الله، فالقصر حقيقي.
ويجوز أن يكون المراد بهُدى الله الذي أنزله إليَّ هو الهدى يعني أن القرآن هو الهدى إبطالاً لغرورهم بأنَّ ما هم عليه من الملة هو الهدى وأن ما خالفه ضلال. والمعنى أن القرآن هو الهدى وما أنتم عليه ليس من الهدى لأن أكثره من الباطل.) ---فالهدى عند إبن عاشور هو القرآن
أمّا الطبري فقال ({إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى} يعني أن بيان الله هو البيان المقنع والقضاء الفاصل بيننا، فهلمّوا إلى كتاب الله وبيانه الذي بيّن فيه لعباده ما اختلفوا فيه، وهو التوراة التي تقرّون جميعا بأنها من عند الله، يتضح لكم فيها المحقّ منا من المبطل،) ---فالهدى عند الطبري بمعنى التوراة
أمّا الرازي فقال ({قُلْ إِنَّ هُدَى ?للَّهِ هُوَ ?لْهُدَى?} بمعنى أن هدى الله هو الذي يهدي إلى الإسلام وهو الهدي الحق والذي يصلح أن يسمى هدى وهو الهدى كله ليس وراءه هدى،) فعنده " هدي الله" بيان الله الذي يهدي إلى " الهدى" وهو الإسلام
والبيضاوي قلب الأمر قليلا فقال (إِنَّ هُدَى ?للَّهِ هُوَ ?لْهُدَى?} أي هدى الله الذي هو الإسلام هو الهدى إلى الحق، لا ما تدعون إليه) فجعل " هدى الله" بمعنى الإسلام وأن: الهدى: الثانية هي الهدى إلى الحق
والحقيقة أنا أكثر اقتناعا بالقول القائل بأنّ هدى الله الأولى بمعنى بيانه---وأنّ الهدى الثانية بمعنى ملة الإسلام بدلالة قوله " حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ "
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 08 - 2005, 12:20 ص]ـ
الأخ الحبيب جمال ..
لقد لفت انتباهي أن في آية البقرة: " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " (البقرة: 120)، جاء التعبير بتقديم " هُدَى اللّهِ " على " هُوَ الْهُدَى ".
وكذلك جاء التعبير في سورة الأنعام، قال تعالى: " قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " (الأنعام: 71)، حيث قدّم فيها " هُدَى اللّهِ " على " هُوَ الْهُدَى ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن في آية آل عمران جاء عكسه، أي قدّم فيها " الْهُدَى " على " هُدَى اللّهِ "، قال تعالى: " وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (آل عمران: 72 - 73).
وقد يكون في هذا التقديم والتأخير ما يعين على فهم المقصود من (الهدى) في هذه الآيات الكريمات ..
فإذا نظرنا في هذه المواضع نظرة فاحصة وجدنا أن تقديم (هدى الله) له سبب اقتضاه في الموضعين الأول والثاني. إذ هو آت نصّاً من أول الأمر على أن (هدى الله هو الهدى)، في معرض حديث يُدّعى فيه أن غير الله له هدى.
ففي البقرة ادّعى ذلك يهود ونصارى، ومن أجل مدعاهم هذا لا يرضون إلا عمن اتّبعهم وصدّقهم: " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ". فكأنهم يرفضون أن يكون هدى غير ما هم عليه منكرون لما سواه. فجاءت الآية مفنّدة دعواهم: " قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ "، أي: لا هداكم ولا هدى غيركم. يقول النسفي: وهدى الله هو الهدى كله ليس وراءه هدى.
وكذلك في الأنعام: " لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا "، فالأصحاب يدّعون أن لهم هدى، فسلك القرآن هنا مسلكه في آية البقرة لوجود السبب في الموضعين.
أما تقديم (الهدى) في آل عمران على (هدى الله)، فلأن القوم هنا لم يبدُ منهم إنكار، أو دعوى استئثارهم بالهدى، بل هم مقرّون بذلك، وإنما يريدون أن يفتنوا مَن هم على هدى: " الَّذِينَ آمَنُواْ "، عمّا هم عليه ليستأثروا هم بهدى الله حسداً من عند أنفسهم أن يؤتى أحداً مثلما أوتوا. فجاءت الآية الكريمة: " قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ "، اعتراضاً مبيناً لوهمهم فيما حسبوا أنهم قادرون عليه من إضلال المؤمنين.
فتعريف (الهدى) بالألف واللام، وجعله موضوعاً للحديث والحكم عليه بأنه (هدى الله)، هو التعبير الأنسب للمقام في (الـ) من معنى الاستغراق. ففي العبارة قصر أفراد.
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 09 - 2005, 10:38 ص]ـ
قال تعالى: إن هدى الله هو الهدى" (اّل عمران 71) (والبقرة120)
والأصل هو تقديم المعرف بأل على المعرف بالإضافة لأنه أعرف منه، ولكن عدل عن الأصل من أجل الغرض البلاغي وهو قصر القلب أو القصر المقلوب، وقد جاءت الاّيتان في سياق رد الله سبحانه وتعالى على اليهود والنصارى الذين يدّعون أن شرائعهم المحرفة هي الهدى الكامل ويرفضون أن يكون هناك هدى غير هداهم وغير ما هم عليه، فجاءت الاّية تفند دعواهم "قل إن هدى الله هو الهدى"أي لا هداكم ولا هدى غيركم، فهدى الله هو الهدى وليس وراءه هدى، فناسب الرد عليهم تقديم هدى الله وهو الإسلام لدحض مزاعمهم وأقوالهم ومن أجل حصر الهداية عليه، يعني أن الإسلام هو الهدى الحق أما ما تدّعون فهو هوى وليس هدى.
والله أعلم
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[10 - 09 - 2005, 11:34 م]ـ
إضافة إلى ما تفضل به الأخوة الكرام:
(قل إن هدى الله هو الهدى) - البقرة: 120
يتضح في هذه الآية فن القصر القلبي.
- أضاف الهدى إليه سبحانه وتعالى.
- جيء بإن للتأكيد
- إعادة الهدى وجعله نفس الهدى المصدري, , معرفا بالألف واللام , وهو مما قيل أن ذلك يدل على الحصر, فعندما نقول: علي العالم فكأنه أريد أنه هو المخصوص بالعلم والعلم محصور فيه.
- توسيط ضمير الفصل.
أما في قوله تعالى:
{وَلاَ تُؤْمِنُو?اْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ ?لْهُدَى? هُدَى ?للَّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ ?لْفَضْلَ بِيَدِ ?للَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَ?للَّهُ وَ?سِعٌ عَلِيمٌ}. البقرة 72
" قُلْ إِنَّ ?لْهُدَى? هُدَى ?للَّهِ "
هذه جملة معترضة , يقولها الله سبحانه وتعالى , ضمن كلام على لسان اليهود في ما قبلها وما بعدها.
جاء قوله تعالى: " قُلْ إِنَّ ?لْهُدَى? هُدَى ?للَّهِ " معترضاً بين الفعل ومتعلقه.
في هذه الآية جواب من الله سبحانه وتعالى على ما تقدم لليهود من كلام من قولهم " آمنوا بما أنزل " إلى قولهم " دينكم"
هذا الرد مع قصره, إلا أنه عميق في معناه, ففيه إشارة إلى أنه سبحانه وتعالى مصدر الهداية, ولذا فهي لا تختص بقوم دون آخرين , ولذا ليس ضروريا أن يكون النبي يهوديا.
والفائدة الثانية التي تشير إليها هذه الآية هي أن الناس الذين شملهم فضل الله وهدايته لا يتأثرون بهذه المؤامرات والدسائس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 09 - 2005, 06:21 م]ـ
الأخوة المتحاورون
لست أتجه إلّا مع الرأي القائل أن هدى المضافة للفظ الجلالة غير الهدى المعرفة بالألف واللام في قوله تعالى
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) 120 البقرة
إنّ "هدى الله " تعني طريقه القويم أو بيانه الحكيم "والهدى "تعني ملة الإسلام(/)
ان الله سبحانه له الحمد لايتحدى أحد
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 02:18 ص]ـ
عجبت من كثير من المتعلمين
يقولون جزافا أن الله سبحانه له الحمد
تحدى العرب
و التحدي يستوجب التكافؤ
ومن هنا نبداء
ونفتح باب المناقشة العلمية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 05:55 ص]ـ
قال الباقلاني في إعجاز القرآن وهو إمام بحر في هذا الفن لا يدانيه إمام
(القرآن تحدى العرب
وإذا ثبت هذا الأصل وجوداً فإنا نقول: إنه تحداهم إلى أن يأتوا بمثله، وقرعهم على ترك الإتيان به طول السنين التي وصفناها، فلم يأتوا بذلك.
والذي يدل على هذا الأصل أنا قد علمنا أن ذلك مذكور في القرآن، في المواضع الكثيرة، كقوله: "وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبِ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأتُواْ بِسُورَةٍ مِن مِّثْلِهِ، وَادْعُواْ شَهدَاءَكُمِ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينْ، فَإِن لَّم تَفْعَلُواْ وَلَنْ تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتي وَقُودُها النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ للِّكَافِرِينَ".
وكقوله: "أم يَقُولُونَ افتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُورٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ، وَادعُواْ مَن اسْتَطَعْتُم مِنْ دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُم فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُّنْزِلَ بِعِلِمِ اللَّهِ وأَنْ لاَّ إلهَ إلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُون".
فجعل عجزهم عن الإتيان بمثله دليلاً على أنه منه، ودليلاً على وحدانيته، وذلك يدل عندنا على بطلان قول من زعم أنه لا يمكن أن يعلم بالقرآن الوحدانية، وزعم أن ذلك مما لا سبيل إليه إلا من جهة العقل، لأن القرآن كلام الله عز وجل، ولا يصح أن يعلم الكلام حتى يعلم المتكلم أولاً.)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 01:11 م]ـ
أخي جمال
حفضك الله ورعاك
شكرا على مشاركتك
ولكن لدي أسئلة لك ولغيرك من الأخوان
و لمن يتصفح هذه الصفحة وهي:
1 - : ومن قال قبل الباقلاني هذا القول
2 - : وهل لديك مصدر يرقى الى القرن الأول
أن أحدا منهم قال هذا الكلام
3 - : وهل الآيات التي ذكرتها
فيها صيغه تحدي
4 - : وهل التحدي لايكون فيه فرصه زمنيه
تعطى للمتحدى لفعل ما يتحدى به
5 - : وهل جواب التحدي في الآيات جاء بعد
فترة زمنيه كافيه أم نزلت الآيات كلها مرة واحدة
6 - : و ما قولك في قول
الله سبحانه له الحمد
(و لم يكن له كفؤا أحد)
7 - : وهل من العدل أن يتحدى الله خلقه وهو العادل
8 - : وهل هناك أيات أو نصوص غير التي ذكرتها تذكر أن
الله سبحانه له الحمد
تحدى أحد من خلقه
نرجو الأجابة على ما ذكرنا بالتفصيل
مع التحديد لكل رقم منها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 02:34 م]ـ
الأفضل من هذا كله
أن تقول ما تريد قوله أخي صالح ثمّ ينظر الأخوة في قولك
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 07:13 م]ـ
اخي جمال
نصف العلم السؤال
و أن أنتظر جواب الأخوة
ـ[أمين هشام]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:50 م]ـ
إعلم يا شيخ صالح أننا ندين لله بهذا الذي سقته نحن "أهل القرآن" ..
أن القول بالتحدي إنما هو من "توصيفات" الناس ... لا من وصف الله ولا رسوله!.
فلا حاجة للمناطحة عليها كأنما نزلت بسلطان من خزنة عرش الله!.
ويقول الشيخ حفظه الله في هذه -وقريبا سينشرها-: إننا تابعنا إخواننا الصالحين المفسرين في هذه .. دون استبيان .. والاصل النظر والامتحان.
فما كان مراد الله أن يتحدى خلقه, ولكن يريد ليبين لهم ... وآية سورة هود حجة دامغة في هذا: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} (14) سورة هود
فهذه هي الحكمة والعلة: أن يعلموا أنه بعلم الله, وأنه لا إله إلا هو ... أما خواتيم التحدي فليست هذه أوصافها ولا أشراطها.
وأختصر أن كل الآيات التي نستشهد بها على "التحدي" إنما هي للإعلام والتبيان ... حتى آية الإسراء {قل لئن اجتمعت الجن والإنس ............ }. فهي إعلام وتبيان علوي حقيق جليل, أن المخلوق "الجن والإنس" لا يفعل فعل الخالق "الله"!.
ولتأكيد هذا "التبيان والإعلام" ضرب الله مثلا, قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} (73) سورة الحج
فهذا مثل تبيان لا وصف تحدٍ!.
فأحسنت يا صالح ... وسأوافيك بدرس الشيخ حال تمامه.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:58 م]ـ
وأنا أنصحك في الله يا أستاذ جمال ألا تستشهد بقول أحد -كما فعلت حين علّمت كلمة (تحداهم) - كما تستشهد بالآية أو الحديث!!
فهذا الاستشهاد لا يثبت أكثر من "وجود" هذه الكلمة في هذا النص في ذلك الكتاب ... أما حجيتها ودلالتها, فلا!.
ولا حاجة لمثل هذه المقدمة ((التأثيرية)) التخويفية التي سقتها حتى نستسلم قبل أن نبدأ:
قال الباقلاني في إعجاز القرآن وهو إمام بحر في هذا الفن لا يدانيه إمام
فما تقول لو دخلت على رجل رشيد كعمر الفاروق مثلا, ثم وجدته يصيح في "صغيره" متحديا؟؟؟؟
{ضرب لكم مثلا من أنفسكم}!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 03:42 ص]ـ
شكرا أخي أمين
وأنا في الأنتظار
وبعدها ستأتي الردود
ومازلت أطالب الأخوه في الجواب على ماذكرت
لكي نشارك جميعنا في الوصول للحقيقة
لأني من الذين يحبون المشاركة في الرأي
والله سبحانه له الحمد
الموفق
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 11:55 ص]ـ
السؤال نصف العلم،
وقد يزيد عن النصف أيضاً!!
شكر الله لك سؤالك أخي صالح.
وشكر الله لأخي أمين قوله وتفصيله، والحق أني مع إخواني في" أهل القرآن" نعجب من قصة التحدي والإعجاز التي تناقلتها أجيال دون الوقوف على دليل صريح واضح، ولا التدقيق في ما وراء المعنى الظاهر.
نعم!
الله سبحانه لا يتحدى أحد!
وكيف يتحداك-أيها الإنسان- من خلقك!
وما العدل والإنصاف في تحدٍ بين خالقٍ موجدٍ غنيٍ مستغنٍ بنفسه، وبين عبدٍ مُحتاجٍ مُطعم!
ننتظر تكملة بحثك أخي صالح. ونسأل الله لنا ولك السداد.(/)
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 04:59 م]ـ
:::
قال تعالى
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء
قال فيها الطبري
(ما التوبة على الله لأحد من خلقه، إلا للذين يعملون السوء من المؤمنين بجهالة. {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} يقول: ما الله براجع لأحد من خلقه إلى ما يحبه من العفو عنه والصفح عن ذنوبه التي سلفت منه، إلا للذين يأتون ما يأتونه من ذنوبهم جهالة منهم وهم بربهم مؤمنون، ثم يراجعون طاعة الله ويتوبون منه إلى ما أمرهم الله به من الندم عليه والاستغفار وترك العود إلى مثله من قبل نزول الموت بهم. وذلك هو القريب الذي ذكره الله تعالى ذكره، فقال: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}.
والذي يظهر وجود قيدين--وهما " أن يعمل السّوء بجهالة" وأن "يتوب عما قريب"والجهالة --هي "تطلق على سوء المعاملة وعلى الإقدام على العمل دون رويَّة، وهي ما قابل الحِلم، " كما قال إبن عاشور وهي لا تعني عكس العلم--أي الجهل--فالجاهل بكون العمل من الذنوب لا إثم عليه اللهم إلّا إثم عدم توقفه عنه قبل التبين
ومن قريب--لا تعني قبل حضور الموت لأن الآية التي تلتها ذكرت هذه القضية--ولأنّه ما من أحد يعلم ساعة موته---"من قريب " تعني من زمن قريب للمعصية--أي عقب المعصية--وتعني أيضا قبل عجزه عن القيام بالمعصية كمن يتوقف عن الزنا لعجزه عن مواقعة النساء مثلا
وهذا القيد مهم جدا لانتظام الحياة الإجتماعية وفق قوانين ثابتة--فمن يعمل ذنبا ولا يتوب عقبه ثمّ يكرر ذنبه لا تقبل توبته
وهنالك أمران
# قبول التوبة--فقبول التوبة تعنى رضى الله عن تحسن سير العبد بعد توبته عازما على الإقلاع عن ذنبه فيسهّل له طريق الخير
# العفو عن الذنب
أمر من أمور الآخرة---حيث توزن الأعمال فإن رجحت السيئات على الحسنات فهو ضمن المشيئة إن شاء الله غفر له فيدخله الجنّة أو عذبّه بمقدار معين بحسب الرجحان
أمّا الأحاديث التي تحث على التوبة من مثل قوله عليه الصلاة والسلام
(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فهي أحاديث تفهم في سياق حضّ المؤمنين على التوبة لما لذلك من أثر على سير المجتمع سيرا متجانسا لا في سياق إلغاء ما يترتب عليه جراء ذنبه--وخصوصا إن كان ذنبه متعلق في حق عبد من العباد.
أمّا الحدود فهي جوابر فمن أصاب حدّا وعوقب فلا عقاب أخروي عليه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:55 م]ـ
:::
قال تعالى
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء
قال فيها الطبري
(ما التوبة على الله لأحد من خلقه، إلا للذين يعملون السوء من المؤمنين بجهالة. {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} يقول: ما الله براجع لأحد من خلقه إلى ما يحبه من العفو عنه والصفح عن ذنوبه التي سلفت منه، إلا للذين يأتون ما يأتونه من ذنوبهم جهالة منهم وهم بربهم مؤمنون، ثم يراجعون طاعة الله ويتوبون منه إلى ما أمرهم الله به من الندم عليه والاستغفار وترك العود إلى مثله من قبل نزول الموت بهم. وذلك هو القريب الذي ذكره الله تعالى ذكره، فقال: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}.
والذي يظهر وجود قيدين--وهما " أن يعمل السّوء بجهالة" وأن "يتوب عما قريب"والجهالة --هي "تطلق على سوء المعاملة وعلى الإقدام على العمل دون رويَّة، وهي ما قابل الحِلم، " كما قال إبن عاشور وهي لا تعني عكس العلم--أي الجهل--فالجاهل بكون العمل من الذنوب لا إثم عليه اللهم إلّا إثم عدم توقفه عنه قبل التبين
ومن قريب--لا تعني قبل حضور الموت لأن الآية التي تلتها ذكرت هذه القضية--ولأنّه ما من أحد يعلم ساعة موته---"من قريب " تعني من زمن قريب للمعصية--أي عقب المعصية--وتعني أيضا قبل عجزه عن القيام بالمعصية كمن يتوقف عن الزنا لعجزه عن مواقعة النساء مثلا
وهذا القيد مهم جدا لانتظام الحياة الإجتماعية وفق قوانين ثابتة--فمن يعمل ذنبا ولا يتوب عقبه ثمّ يكرر ذنبه لا تقبل توبته
وهنالك أمران
# قبول التوبة--فقبول التوبة تعنى رضى الله عن تحسن سير العبد بعد توبته عازما على الإقلاع عن ذنبه فيسهّل له طريق الخير
# العفو عن الذنب
أمر من أمور الآخرة---حيث توزن الأعمال فإن رجحت السيئات على الحسنات فهو ضمن المشيئة إن شاء الله غفر له فيدخله الجنّة أو عذبّه بمقدار معين بحسب الرجحان
أمّا الأحاديث التي تحث على التوبة من مثل قوله عليه الصلاة والسلام
(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فهي أحاديث تفهم في سياق حضّ المؤمنين على التوبة لما لذلك من أثر على سير المجتمع سيرا متجانسا لا في سياق إلغاء ما يترتب عليه جراء ذنبه--وخصوصا إن كان ذنبه متعلق في حق عبد من العباد.
أمّا الحدود فهي جوابر فمن أصاب حدّا وعوقب فلا عقاب أخروي عليه
الحمد لله(/)
لماذا لم تتكرر قصة يوسف في القرآن؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 10:26 ص]ـ
:::
قصة موسى تكررت بأساليب متعددة ولأغراض متعددة
قصة عيسى أيضا
قصة نوح
وقصص آخرين
أمّا قصة يوسف فلم تتكرر إلّا مرة واحدة
لماذا؟؟
بالإنتظار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 11:27 ص]ـ
هذا الرابط مفيد جدا
د: فضل عباس"القصة القرآنية" ( http://www.balagh.com/mosoa/quran/qz0wqbos.htm)
ـ[قانت]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 12:34 م]ـ
بوركت أيها الشيخ الجليل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 12:36 م]ـ
وأنت أيها الشاب القانت
ـ[أمين هشام]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 12:57 م]ـ
تريدنا أن نتعب ونجهد ...
ثم تنسفه بقول أخيارنا نسفا؟؟.
هات قولهم, ودعنا في سكرتنا ... فلن نبلغ معشار معشارهم ... وخطأهم خير من صوابنا, إن أصبنا!.
يعني, لو كان صاحب موضوع القصص القرآني للشيخ الفاضل فضل عباس, لو كان صاحبه لؤي أو المسكين المطرود الشيخ صلاح ... كما هو حرفا حرفا ........ فستجد ألف ناعق بالرفض والإنكار!.
إننا أمة "أسماء"!.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 02:07 م]ـ
:::
قصة موسى تكررت بأساليب متعددة ولأغراض متعددة
قصة عيسى أيضا
قصة نوح
وقصص آخرين
أمّا قصة يوسف فلم تتكرر إلّا مرة واحدة
لماذا؟؟
بالإنتظار
أنتظر ما يفيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 05:18 م]ـ
:::
قصة يوسف تتحدث عن علاقة أثمت فيها المرأة--وطلبت الفاحشة--في حين أن القرآن يهدف فيما يهدف إليه إلى ستر أمر كهذا--فحرص التنزيل لأن يذكرها مرة محققا أهدافه من ذكرها وإلا يكررها لكي لا يتكرر ذكر هذا التصرف القبيح أمام النساء----ومهما يكن من أمر فإن الحاكم قد صحح حديثا مرفوعا فيه نهي عن تعليم النساء سورة يوسف وهذا التصحيح فيه نظر من حيث المعنى
قال الزركشي في كتابه القيّم "البرهان في علوم القرآن"
(والجواب من وجوه
الأول فيها من تشبيب النسوة به وتضمن الإخبار عن حال امرأة ونسوة افتتن بأبدع الناس جمالا وأرفعهم مثالا فناسب عدم تكرارها لما فيها من الإعضاء والستر عن ذلك وقد صحح الحاكم في مستدركه حديثا مرفوعا النهي عن تعليم النساء سورة يوسف
الثاني أنها اختصت بحصول الفرج بعد الشدة بخلاف غيرها من القصص فإن مآلها إلى الوبال كقصة إبليس وقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وغيرهم فلما اختصت هذه القصة في سائر القصص بذلك اتفقت الدواعي على نقلها لخروجها عن سمت القصص
الثالث قاله الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني إنما كرر الله قصص الأنبياء وساق قصة يوسف مساقا واحدا إشارة إلى عجز العرب كأن النبي:= قال لهم
أن كان من تلقاء نفسي تصديره على الفصاحة فافعلوا في قصة يوسف ما فعلت في قصص سائر الأنبياء)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 05:25 م]ـ
لطيف جدا ما قال الزركشي
ـ[القيصري]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 11:32 ص]ـ
السلام عليكم
الاخ الشرباتي
قلتم أمّا قصة يوسف فلم تتكرر إلا مرة واحدة.
التكرار حدوث الفعل او الحادثة اكثر من مرة واحدة.
هل تتكرر هنا يفيد المرة الواحدة عند جمعها مع مرة واحدة؟ وهل يجوز هذا الجمع بين التكرر (اكثر من مرة) والمرة الواحدة؟
ام الافضل ان نقول أمّا قصة يوسف فلم تذكر (تاتي) (او اي فعل اخر لا يفيد التكرار) إلا مرة واحدة.
او أمّا قصة يوسف فلم تتكرر بدون ذكر المرة الواحدة.
شكرا لكم
القيصري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 12:35 م]ـ
الأخ القيصري
لم أجد أكثر أدبا من مداخلتك--فلله الشكر أن كان بيننا من هو مثلك
أمّا الزركشي فقد قال (أحدهما ما الحكمة في عدم تكرر قصة يوسف عليه السلام وسوقها مساقا واحدا في موضع واحد دون غيرها من القصص)
فقد قال "عدم تكرر" بدون ذكر مرة واحدة كما فعلت أنا
وهو كما تعلم علم في اللغة فيكون قولي (أمّا قصة يوسف فلم تتكرر إلا مرة واحدة) مبهما والأفضل أن ألتزم بالقول (أمّا قصة يوسف فلم تتكرر) فقط وألّا أعقبه ب (إلا مرة واحدة)
أمّا لماذا كان قولي مبهما وليس من قبيل الخطأ فلأن الإستثناء هنا يمكن إعتباره من النوع المنفصل على ندرته
ـ[القيصري]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 07:30 م]ـ
السلام عليكم
الاخ الشرباتي
وشكرا لكم ولمقالاتكم القيمة.
وعدم التكرر كما تعلمون تعني او تتضمن معنى المرة الواحدة.
شكرا
القيصري
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 09:48 م]ـ
أخواني في
الله سبحانه له الحمد
لي أضافة على ما قال غيري
فقصة سيدنا يوسف هي من القصص الإنساني التي تتكرر
مواضيعها على مدى الزمن
و السرد القرآني لها يوحي للقارئ الاعادي والبسيط قبل العالم
في كيفة سلوك المؤمن مع الضروف والأزمات النفسية
التي تتشابة مع ماورد في قصة يوسف
فطريقة العرض القصصي لعامة الناس والنساءخاصه
أبلغ وأقوم وتكون قدوة لمن يعتبر بها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 09:58 م]ـ
قولك (فطريقة العرض القصصي لعامة الناس والنساءخاصه
أبلغ وأقوم وتكون قدوة لمن يعتبر بها)
لم أفهمه!!
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 01:11 م]ـ
أخي جمال
جمل
الله سبحانه له الحمد
حالك في الدنيا و الأخرة
أقصد أن من يقرأ أو يستمع لسورة يوسف
فأن قصته تقع في القلب منزلا قويا
تجعل من قرأ أو أستمع لها
عندما تصيبه حادثه مشابهه لأحدى حوادث القصه
تمثل في تفكيره قصه يوسف
فإن كان مؤمنا يتدبر مافي القصه
ويقتدي بها
لأن هذه القصه و ما بها من أحداث أجتماعية
صاغت مع غيرها من أحكام و تشريع و سلوك
شكل المجتمع الأسلامي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 04:23 م]ـ
لطيف جدا كلامك(/)
فوائد تكرير الآيات في القرآن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 01:21 م]ـ
فوائد التكرير
[ line]
أحدها
التأكيد واعلم أن التكرير أبلغ من التأكيد لأنه وقع في تكرار التأسيس وهو أبلغ من التأكيد فإن التأكيد يقرر إرادة معنى الأول وعدم التجوز فلهذا قال الزمخشري في قوله تعالى) كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون [/ color إن الثانية تأسيس لا تأكيد لأنه جعل الثانية أبلغ في الإنشاء فقال وفي ثم تنبيه على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول
وكذا قوله) وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين (1
وقوله) [ color=#AC5668] فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر) يحتمل أن يكون منه وأن يكون من المتماثلين
والحاصل أنه هل هو إنذار تأكيد أو إنذاران فإن قلت سوف تعلم ثم سوف تعلم كان أجود منه بغير عطف لتجريه على غالب استعمال التأكيد ولعدم احتماله لتعدد المخبر به
وأطلق بدر الدين بن مالك في شرح الخلاصة أن الجملة التأكيدية قد توصل بعاطف ولم تختص بثم وإن كان ظاهر كلام والده التخصيص وليس كذلك فقد قال تعالى) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله) 5 فإن المأمور فيهما واحد كما قاله النحاس والزمخشري والإمام فخر الدين والشيخ عز الدين ورجحوا ذلك على احتمال أن تكون التقوى الأولى مصروفة لشيء غير التقوى والثانية مع شأن إرادته
وقولهم إنه تأكيد فمرادهم تأكيد المأمور به بتكرير الإنشاء لا أنه تأكيد لفظي ولو كان تأكيدا لفظيا لما فصل بالعطف ولما فصل بينه وبين غيره) ولتنظر نفس (
فإن قلت اتقوا الثانية معطوفة على ولتنظر
أجيب بأنهم قد اتفقوا على أن) وقولوا للناس حسنا (معطوف على) لا تعبدون إلا الله (1 لا على قوله) وبالوالدين إحسانا (وهو نظير ما نحن فيه
وقوله تعالى) يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (وقوله) فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم (ويحتمل أن يكون اصطفاءين و ذكرين وهو الأقرب في الذكر لأنه محل طلب فيه تكرار الذكر
وكقوله تعالى حكاية عن موسى) كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا (
وقوله) أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار (5 كرر أولئك
وكذلك قوله) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (6
وكذا قوله) فلما أن أراد أن يبطش بالذي (7 الى قوله) من المصلحين (كررت أن في أربع مواضيع تأكيدا
وقوله) قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين (
------------------------------------------------------------------------------------
الثاني
زيادة التنبيه على ما ينفى التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول ومنه قوله
تعالى) وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع (فإنه كرر فيه النداء لذلك
-----------------------------------------------------------------------
الثالث
إذا طال الكلام وخشى تناسى الأول أعيد ثانيا تطرية له وتجديدا لعهده
كقوله تعالى) ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) وقوله) ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا (3 الآية
وقوله) ولما جاءهم كتاب من عند الله (ثم قال) فلما جاءهم ما عرفوا (4 فهذا تكرار للأول ألا ترى أن لما لا تجيء بالفاء
ومثله) لا تحسبن الذين يفرحون [/ ثم قال) فلا تحسبنهم)
وقوله)] [ color=#AC5668] ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم] (ثم قال
) ولو شاء الله ما اقتتلوا (6
منه قوله) إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (7
وقوله) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون (فقوله) إنكم (الثاني بناء على الأول إذ كارا به خشية تناسيه
وقوله) وهم عن الآخرة هم غافلون (وكذلك قوله) إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم (إلى قوله) كذلك نجزي المحسنين (بغير) إنا (وفي غيره من مواضع ذكر) إنا كذلك (لأنه يبنى على ما سبقه في هذه القصة من قوله) إنا كذلك (فكأنه طرح فيما اكتفى بذكره أولا عن ذكره ثانيا ولأن التأكيد بالنسبة فاعتبر اللفظ من حيث هو دون توكيده
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحتمل أن يكون من باب الاكتفاء وهذا أسلوب غريب وقل في القرآن وجوده وأكثر ما يكون عند تقدم مقتضيات الألفاظ كالمبتدأ وحروف الشرطين الواقعين في الماضي والمضارع ويستغنى عنه عند أمر محذور التناسي
وقد يرد منه شيء يكون بناؤه بطريق الإجمال والتفصيل بأن تتقدم التفاصيل والجزئيات في القرآن فإذا خشى عليها التناسي لطول العهد بها بنى على ما سبق بها بالذكر الجملي كقوله تعالى) فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم (إلى قوله) وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما (فقوله فبظلم بيان لذكر الجملي على ما سبق في القول من التفصيل وذلك أن الظلم جملى على ما سبق من التفاصيل من النقض والكفر وقتل الانبياء) وقولهم قلوبنا غلف (2
والقول على مريم بالبهتان ودعوى قتل المسيح عليه السلام الى ما تخلل ذلك من أسلوب الاعتراض بها موضعين وهما قوله) بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (وقوله) وما قتلوه وما صلبوه (2 الى قوله) شهيدا (2 وأنه لما ذكر بالبناء جملى الظلم من قوله فبظلم لأنه يعم على كل ما تقدم وينطوى عليه ذكر حينئد متعلق الجملى من قوله) فبما نقضهم ميثاقهم (عقب الباء لأن العامل في الأصل حقه أن بلى معموله فقال) فبظلم من الذين هادوا حرمنا (
هو متعلق بقوله) فبظلم (وقد اشتمل الظلم على كل ما تقدم قبله كما أنه أيضا اشتمل على كل ما تأخر من المحرمات الآخر التي عددت بعد ما اشتملت على ذكر الشيء بالعموم والخصوص فذكرت الجزئيات الأولى بخصوص كل واحد ثم ذكر العام المنطوي عليها فهذا تعميم بعد تخصيص ثم ذكرت جزئيات آخر بخصوصها فتركيب الأساليب من وجوه كثيرة في الآية وهو التعميم بعد التخصيص ثم التخصيص بعد التعميم ثم البناء بعد الاعتراض
ومنه قوله تعالى) (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات الى قوله) عذابا أليما (فقوله) ولولا رجال مؤمنون) إلى قوله) بغير علم (هو المقتضى الاول المتقدم
وقوله) لو تزيلوا (هو المقتضى الثاني وهو البناء لأنه المذكر بالمقتضى الأول الذي هو لولا خشية تناسيه فهو مبنى على الأول ثم أورد مقتضاها من الجواب بقوله) لعذبنا الذين كفروا منهم (ورودا واحدا من حيث أخذا معا كأنهما مقتضى منفرد من حيث هما واحد بالنوع وهو الشرط الماضي فقوله) لو تزيلوا (بناء على قوله) ولولا رجال (نظر في المضارعة
وأما قوله) ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفورلغفور رحيم (فيجوز أن يكون تكريرا ويجوز أن يكون الكلام عند قوله) وأصلحوا (ويكون الثاني بيانا لمجمل لا تكريرا
وقد جعل ابن المنير من هذا القسم قوله تعالى) من كفر بالله من بعد إيمانه (
ثم قال) من شرح بالكفر صدرا (
وقوله) ولولا رجال مؤمنون (ثم قال) لو تزيلوا (1 ونازعه العراق لأن المعاد فيهما أخص من الأول وهذا يجيء في كثير مما ذكرنا ولا بد أن يكون وراء التكرير شيء أخص منه كما بينا
-----------------------------------------------------------------------------------------
الرابع
في مقام التعظيم والتهويل
كقوله تعالى) الحاقة ما الحاقة (
) القارعة ما القارعة)
) إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر (
وقوله) وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (
وقوله) فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة (
------------------------------------------------------------------------------
الخامس
في مقام الوعيد والتهديد كقوله تعالى) كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون (وذكر ثم في المكرر دلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول وفيه تنبيه على تكرر ذلك مرة بعد أخرى وإن تعاقبت عليه الأزمنة لا يتطرق إليه تغيير بل هو مستمر دائما
------------------------------------------------------------------------------
السادس
التعجب كقوله تعالى) فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر (فأعيد تعجبا من تقديره وإصابته الغرض على حد قاتله الله ما أشجعه
------------------------------------------------------------------------
السابع
لتعدد المتعلق كما في قوله تعالى) فبأي آلاء ربكما تكذبان (فإنها وأن تعددت فكل واحد منها متعلق بما قبله وإن الله تعالى خاطب بها الثقلين من الإنس والجن وعدد عليهم نعمه التي خلقها لهم فكلما ذكر فصلا من فصول النعم طلب إقرارهم واقتضاهم الشكر عليه وهي أنواع مختلفة وصور شتى
فإن قيل فإذا كان المعنى في تكريرها عد النعم واقتضاء الشكر عليها فما معنى قوله) يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (وأي نعمة هنا وإنما هو وعيد
قيل إن نعم الله فيما أنذر به وحذر من عقوباته على معاصيه ليحذروها فيرتدعوا عنها نظير أنعمه على ما وعده وبشر من ثوابه على طاعته ليرغبوا فيها ويحرصوا عليها وإنما تتحقق معرفة الشيء بأن تعتبره بضده والوعد والوعيد وإن تقابلا في ذواتهما فإنهما متقاربان في موضع النعم بالتوقيت على ملاك الأمر منها
------------------------------------------------------------------------
إعداد جمال الشرباتي
من كتاب الزركشي
البرهان في علوم القرآن(/)
خروج اللفظ مخرج الغالب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 05:35 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
خروج اللفظ مخرج الغالب
--------------------------------------------------------------------------------
كقوله تعالى) وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم (فإن الحجر ليس بقيد عند العلماء لكن فائدة التقييد تأكيد الحكم في هذه الصورة مع ثبوته عند عدمها ولهذا قال بعده) فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم (3 ولم يقل) فإن لم تكونوا دخلتم بهن (ولم يكن في حجوركم فدل على أن الحجر خرج مخرج العادة
واعترض بأن الحرمة إذا كانت بالمجموع فالحل يثبت بانتفاء المجموع والمجموع ينتفي بانتفاء جزئه كما ينتفي بانتفاء كل فرد من المجموع
وأجيب بأنه إذا نفي أحد شطري العلة كان جزء العلة ثابتا فيعمل عملها
فإن قيل لما قال) من نسائكم اللاتي دخلتم بهن (3 قال في الآية بعدها
) وأحل لكم ما وراء ذلكم (1 علم من مجموع ذلك أن الربيبة لا تحرم إذا لم يدخل بأمها فما فائدة قوله تعالى) فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم (
قيل فائدته ألا يتوهم أن قيد الدخول خرج مخرج الغالب لا مخرج الشرط كما في الحجر المفهوم إذا خرج مخرج الغالب فلا تقييد فيه عند الجمهور خلافا لإمام الحرمين والشيخ عز الدين بن عبد السلام والعراقي حيث قالوا إنه ينبغي أن يكون حجة بلا خلاف إذا لم تغلب لأن الصفة إذا كانت غالبة دلت العادة عليها فاستغنى المتكلم بالعادة عن ذكرها فلما ذكرها مع استغنائه عنها دل ذلك على أنه لم يرد الإخبار بوقوعها للحقيقة بل ليترتب عليها نفي الحكم من المسكوت أما إذا لم تكن غالبة أمكن أن يقال إنما ذكرها ليعرف السامع أن هذه الصفة تعرض لهذه الحقيقة
ومنه قوله تعالى) ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق (
وقوله تعالى) وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة (4 وجوزوا أن الرهن لا يختص بالسفر لكن ذكر لأن فقد الكاتب يكون فيه غالبا فلما كان السفر مظنة إعواز الكاتب والشاهد الموثوق بهما أمر على سبيل الإرشاد بحفظ مال المسافرين بأخذ الوثيقة الأخرى وهي الرهن
وقوله تعالى) فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم (والقصر جائز مع أمن السفر لأن ذلك خرج مخرج الغالب لا الشرط وغالب أسفار رسول الله:= وأصحابه لم تخل من خوف العدو
ومنهم من جعل الخوف هنا شرطا إن حمل القصر على ترك الركوع والسجود والنزول
عن الدابة والاستقبال ونحوه لا في عدد الركعات لكن ذلك شدة خوف لا خوف وسبب النزول لا يساعده
وكقوله تعالى) فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا (
---------------------------------------------------------
موضوع يحتاج إلى مدارسة عميقة
من كتاب البرهان في علوم القرآن
الزركشي
__________________
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 07:38 م]ـ
أخي جمال
أريد شرحا أوضح مما ذكرت
وما معنى قولك:
ولهذا قال بعده) فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم (3 ولم يقل) فإن لم تكونوا دخلتم بهن (ولم يكن في حجوركم فدل على أن الحجر خرج مخرج العادة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 07 - 2005, 10:22 م]ـ
أولا--أنا ناقل
ثانيا--هو لا يريد أن نفهم من الآية "وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم " أنّ بنت زوجتك حرام عليك إذا كنت تربيها في بيتك فقط
أعني إذا تزوجت إمرأة ولها بنت وعاشت البنت معكما فهي محرمة عليك
وإذا تزوجت إمرأة ولها بنت ولا تعيش معكما فهي محرمة عليك أيضا
لأن جملة "اللاتي في حجوركم " ليست قيدا للتحريم---إنما الغالب على النّاس أن تكون بنت الزوجة تعيش في البيت مع أمّها فهو وصف الحالة التي عليها غالب الناس
تماما كقوله تعالى (ولا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) فلا تعني الآية جواز أكل الربا إذا كان ضعفا واحدا مثلا---فالسياق ّذكر ما يحدث على الأعم الغالب من كون الربا عندهم كان أضعافا مضاعفة
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 01:07 ص]ـ
شكرا أخي جمال
و لكنه تتطرق الى
الزواج من البنت
والمعلوم أن البنت تحل للرجل إذا لم يعقد النكاح على الأم
و أختلف بعد العقد وقبل الدخول
وحرم بعد الدخول
ماهذا النص وهذا التعليل المعقد
ماذا يقصد بقوله هذا
هل لديه قول أخر غير ماذكرنا
أرجو الأفادة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 06:19 ص]ـ
أخي جمال
أريد شرحا أوضح مما ذكرت
وما معنى قولك:
ولهذا قال بعده (فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم)
ولم يقل (فإن لم تكونوا دخلتم بهن ولم يكن في حجوركم) فدل على أن الحجر خرج مخرج العادة
لاحظ الأمور التالية
# العقد على الأم بدون دخول لا يحرم البنت لوجود القيد (فإن لم تكونوا دخلتم بهن)
# الآن لو أنّ ترتيب الآية كما اقترح (فإن لم تكونوا دخلتم بهن ولم يكن في حجوركم)
لصارت لدينا الجملة (ولم يكن في حجوركم) قيدا ثانيا مضافا للقيد (فإن لم تكونوا دخلتم بهن) لأنّهما جملتين مشتركتان بالحكم لوجود حرف العطف
ولمّا لم يكن ترتيب الآية كما اقترح الزركشي توضيحا إنما كان ترتيبها الحقيقي (وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) فإن جملة (اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ) لم تأت كقيد إنما كانت كوصف للغالب المعروف عندهم من كون البنت تربى في الحجر
وإن أردت تعلّما راقيا لفنون البلاغة فعليك بكتاب الزركشي فما وجدت مثله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 01:33 م]ـ
عفوا أخي جمال
أتت كلمة حجر في: (وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ)
لتغليظ المسألة
و أنهن في مقام بناتكم والجمع هنا تعني العموم و لا إستثناء فيه
وجاء الأستثناء في هذه القضيه مع التوضيح لسبب الإستثناء
بقوله: (فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ)
هذا ما أراه
و الله سبحانه له الحمد أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 06:01 م]ـ
أخ صالح
ما تراه أو لا تراه يجب أن يستند ويعتمد على رؤية أسيادنا العلماء للمسألة----والطريقة السليمة دائما هي أن نسير على دربهم---وفي اصطلاح الأصوليين ليس من سمة استثناء هنا
وسلمت أخي(/)
أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 01:42 م]ـ
:::
قوله تعالى (أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ) 54 المائدة
وعندنا على هذا الجزء من الآية ما يلي
# أذلّة هنا جمع ذليل لا جمع ذلول ---أي لا يفهم أنّ المقصود عدم صعوبة هؤلاء القوم الذين توعد الرحمن بالإتيان بهم على المؤمنين من غيرهم---إنما يفهم عطفهم على المؤمنين من قبيل التذلل والتواضع حنوا عليهم
# لم جاء بعد جملة (أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ) مباشرة جملة (أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ) ---؟؟
والجواب لكي يحترس من توهم أن التذلل منهم كان عن ضعف
قال الزركشي في البرهان
(وقوله تعالى (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) فإنه لو اقتصر على وصفهم بالذلة وهو السهولة لتوهم أن ذلك لضعفهم فلما قيل (أعزة على الكافرين) علم أنها منهم تواضع ولهذا عدي الذل بعلى لتضمنه معنى العطف)
ونلاحظ أنّ الزركشي في هذه الآية فهم معنى أذلة كجمع للذلول أي " كونهم متصفين بالسهولة"
أمّا الزمخشري فقد عارض بشدة القول بأنّ أذلّة جمع ذلول
قال ({أَذِلَّةٍ} جمع ذليل. وأما ذلول فجمعه ذلل. ومن زعم أنه من الذلّ الذي هو نقيض الصعوبة، فقد غبى عنه أن ذلولاً لا يجمع على أذلة)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 08:14 م]ـ
ماذا ترون
هل أذلّة جمع ذلول أم جمع ذليل؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 07 - 2005, 09:30 م]ـ
على
-------------------------------------------------
للاستعلاء حقيقة نحو) وعليها وعلى الفلك تحملون (
او مجازا نحو) ولهم علي ذنب (
) فضلنا بعضهم على بعض (
وأما قوله) وتوكل على الحي الذي لا يموت (فهي بمعنى الاضافة والاسناد اي اضفت توكلي واسندته
إلى الله تعالى لا إلى الاستعلاء فانها لا تفيده هاهنا
وللمصاحبة كقوله) وآتى المال على حبه () وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم (
وتاتي للتعليل نحو) لتكبروا الله على ما هداكم (اي لهدايته اياكم
قال بعضهم واذا ذكرت النعمة في الغالب مع الحمد لم تقترن بعلى نحو) الحمد لله الذي خلق
السماوات والأرض (وقوله) الحمد لله فاطر السماوات والأرض (واذا اريدت النعمة اتى ب على ففي
الحديث كان اذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال ثم اورد هذه الآية
واجاب بان العلو هنا رفع الصوت بالتكبير
وتجئ للظرفيه نحو) ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها (
ونحو) واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان (اي في ملك سليمان او في زمن سليمان اي
زمن ملكه
ويحتمل إن تتلوا ضمن معنى تقول فتكون بمنزلة) ولو تقول علينا (
وبمعنى من كقوله تعالى) اكتالوا على الناس (
وحمل عليه قوله) من الذين استحق عليهم الأوليان (اي منهم
وقوله) كان على ربك حتما مقضيا (اي كان الورود حتما مقضيا من ربك
وبمعنى عند نحو) ولهم علي ذنب (اي عندي
والباء نحو) حقيق على أن لا أقول (وفي قراءة ابي رضي الله عنه بالباء تنبيه
حيث وردت في حق الله تعالى فإن كانت في جانب الفضل كان معناه الوقوع وتاكيده
كقوله) فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب (
وقوله) ثم إن علينا حسابهم (
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب البرهان في علوم القرآن / الزركشي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 06:09 ص]ـ
الحقيقة أنني هدفت من وراء وضع معاني الحرف على في هذه المشاركة أن يتدخل لغويوا المنتدى لبيان معنى على في الأية الكريمة
"أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ "(/)
مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 04:22 م]ـ
:::
قال تعالى
(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ) 20 الشورى
والحرث مجاز يقصد به ما يعمله العامل ليحصل منه على الفائدة
هل حقا من يريد حرث الدنيا يعطى منه؟؟
---نحن نشاهد كثيرا ممن يريدون الدنيا ولا يعطوا منها
إحفظ هذا الإستفهام واقرأ قوله
(مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً) 18 الإسراء
إذن لكي نفهم الموضوع جيدا علينا أن نفهم ما يسمّى حمل المطلق على المقيّد
فآية الشورى مطلقة أي كل من أراد الدنيا يعطى منها
وآية الإسراء مقيدة أي من أراد الدنيا نعطه منها إذا شئنا ذلك---أي أن الإعطاء مقيّد بمشيئة المولى
وبهذه الطريقة يحمل المطلق على المقيّد
ولتوضيح كيف يتم ذلك لو قال شخص هاتين الجملتين
# أعطي ولدي النقود ليشتري له أشياء
# أعطي ولدي النقود ليشتري أكلا
فإن الآولى مطلقة في أيّ شراء والثانية مقيدة بشراء الأكل فيقال حينئذ أنّ المطلوب هو شراء الأكل
قال الزركشي (إن وجد دليل على تقييد المطلق صير إليه وإلا فلا والمطلق على إطلاقه والمقيد على تقييده لأن الله تعالى خاطبنا بلغة العرب والضابط أن الله تعالى إذا حكم في شيء بصفة أو شرط ثم ورد حكم آخر مطلقا نظر فإن لم يكن له أصل يرد إليه إلا ذلك الحكم المقيد وجب تقييده به)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 07:29 م]ـ
ويظل عندي إستفسار أرغب أن تشاركوني الإجابة عليه
---في القسم الأول من آية الشورى قال الحق (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ)
في القسم الثاني قال في حق من أراد الدنيا (نُؤْتِهِ مِنْهَا) ما الفرق؟
أي لماذا اختلفت الصيغتان؟
أي لم يكن في القسم الأول "نؤته منها" أي الآخرة؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 07:04 ص]ـ
الله أكبر]
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 07:04 ص]ـ
لننظر إلى الآية نظرة متدبر فاحص
((مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)
ففي قسم من أراد الآخرة وعد الله الراغب في خرثها زيادة في حرثه---أي هو يقوم بأعمال لأجل الآخرة فيهيأ له الرحمن إمكانية القيام بالمزيد من الأعمال لأجل الآخرة فينالها ---فالزيادة من الحرث معناها تهيئة الإمكانية له لمواصلة السير في الطرق الموصلة للآخرة
قال الطبري
(يقول تعالى ذكره: من كان يريد بعمله الآخرة نزد له في حرثه: يقول: نزد له في عمله الحسن, فنجعل له بالواحدة عشرا, إلى ما شاء ربنا من الزيادة (وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا) يقول: ومن كان يريد بعمله الدنيا ولها يسعى لا للآخرة, نؤته منها ما قسمنا له منها)
ولم يشر رحمه الله إلى نقطة تقوية السالك طريق الهداية لكي يستمر عليها
أمّا إبن كثير فأشار إلى لطيفة تسهيل الأعمال المؤدية للآخرة فقال
((مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ) أي: عمل الآخرة (نزدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) أي: نقويه ونعينه على ما هو بصدده، ونكثر نماءه، ونجزيه بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى ما يشاء الله (وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) أي: ومن كان إنما سعيه ليحصل له شيء من الدنيا، وليس له إلى الآخرة همَّة البتة بالكلية، حَرَمه الله الآخرة والدنيا إن شاء أعطاه منها، وإن لم يشأ لم يحصل))(/)
الزيادة في بنية الكلمة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 08:41 م]ـ
الزيادة في بنية الكلمة
-----------------------------------------------------------------------------------
واعلم أن اللفظ إذا كان على وزن من الأوزان ثم نقل الى وزن آخر أعلى منه فلا بد أن يتضمن من
المعنى أكثر مما تضمنه أولا لأن الألفاظ أدلة على المعاني فإذا زيدت في الإلفاظ وجب زيادة المعاني ضرورة
ومنه قوله تعالى " فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر " فهو أبلغ من قادر لدلالته على أنه قادر متمكن
القدرة لا يرد شيء عن اقتضاء قدرته ويسمى هذا قوة اللفظ لقوة المعنى
وكقوله تعالى " واصطبر " فإنه أبلغ من الأمر بالصبر من أصبر
وقوله " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " لأنه لما كانت السيئة ثقيلة وفيها تكلف زيد في لفظ فعلها
وقوله تعالى " وهم يصطرخون فيها " فإنه أبلغ من يتصارخون
وقوله تعالى " فكبكبوا فيها " ولم يقل وكبوا قال الزمخشري والكبكبة تكرير الكب جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى كأنه إذا ألقى في جهنم ينكب كبة مرة بعد أخرى حتى يستقر في قعرها اللهم أجرنا منها خير مستجار
وقريب من هذا قول الخليل في قول العرب صر الجندب وصرصر البازي كأنهم توهموا في صوت الجندب استطالة فقالوا صر صريرا فمدوا وتوهموا في صوت البازي تقطيعا فقالوا صرصر
ومنه الزيادة بالتشديد ايضا فإن ستارا وغفارا أبلغ من ساتر وغافر ولهذا قال تعالى" فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا " ومن هذا رجح بعضهم معنى الرحمن على معنى الرحيم لما فيه من زيادة البناء وهو الألف والنون
ويقرب منه التضعيف ويقال التكثير وهو أن يؤتى بالصيغة دالة على وقوع الفعل مرة بعد مرة وشرطه
أن يكون في الأفعال المتعدية قبل التضعيف وإنما جعله متعديا تضعيفه ولهذا رد على الزمخشري في
قوله تعالى " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " حيث جعل " نزلنا "هنا للتضعيف
وقد جاء التضعيف دالا على الكثرة في اللازم قليلا نحو موت المال
وجاء حيث لا يمكن فيه التكثير كقوله تعالى " لولا أنزل عليه آية من ربه " " لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
فإن قلت " فأمتعه قليلا " مشكل على هذه القاعدة لأنه إذا كان فعل للتكثير فكيف جاء قليلا نعتا لمصدر متع وهذا وصف كثير بقليل وإنه ممنوع
قلت وصفت بالقلة من حيث صيرورته إلى نفاد ونقص وفناء
واعلم أن زيادة المعنى في هذا القسم مقيد بنقل صيغة الرباعي غير موضوعة لمعنى فإنه لا يراد به ما أريد من نقل الثلاثي إلى مثل تلك الصيغة فقوله تعالى " وكلم الله موسى تكليما " لا يدل على كثرة صدور الكلام منه لأنه غير منقول عن ثلاث
وكذا قوله" ورتل القرآن ترتيلا " يدل على كثرة القراءة على هيئة التأني والتدبر
وكذا قوله تعالى " وما علمناه الشعر " ليس النفي للمبالغة بل
نفي أصل الفعل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ
من كتاب " البرهان في علوم القرآن " للزركشي
____________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 06:48 ص]ـ
هل لدى إخواني أمثلة أخرى؟(/)
اللهم لا أسف!.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 12:42 ص]ـ
كنت نصحت لك بالذات يا أستاذ القاسم .. ألا تجعل المنتدى وجها واحدا وحرفا موحدا .. فلا يعرف له علة ولا صالحة .. ولكن يظهر أن علل الأمة واحدة, تنسحب على الشريحة كلها ..
إننا نحب المديح حتى نخاعنا .. ويطرينا الغزل والتشبيب والدغدغة ..
ونكثر أن "نقول": رحم الله من أهدى إلي عيوبي .. فلم نقول ما لا نفعل؟.
هذا منتدى .... يعني مفتوح .. يعنى عام .. فلم نضيقه ونخصصه على زمرة ذات رزمة فكرية موحدة, حتى صار قطاعا خاصا, أشبه بهاتف المؤتمرات الذي يدور على سلكه الرهط المعدود, حتى إذا جرس لهم غريب, تساكتوا وتجهموا!.
أحسنت يا جمال .. رائعة يا جمال .. ما هذا فتح الله عليك .. ألله أكبر ما أبدع مشاركاتك يا جمال ....
الله الله يا لؤي, ما هذه الاستدلالات العميقة .. ما هذه الدقة اللامعة .. فتح الله عليك ...
رائع .. رائع .. إستمر .. إستمر ..
هكذا سلمك الله قل الشعر لتبقى سالما
هكذا وضح معانيك دواليك دواليك لكي يعطيك واليك فما
نافق ثم نافق ثم نافق
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى إن لم تنافق!!!!!!
هذي مقولة مارق متملق ..
ومقولتي أنا ..
لن أنافق!.
عاب علينا كثير من الإخوة هذا الوقت الذي نصرفه ..
وعابوا على الشيخ تركه لنا ..
فأصابوا أكثر مما أصبنا .. وكسبوا وخسرنا ..
اللهم لا أسف!.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 06:17 م]ـ
السلام عليكم
وكنت أخبرتك أن تحترم تخصصات الأقسام فلا تكتب موضوعا عاما في قسم خاص ولا ترفع شكوى إلا في قسم الملحوظات أو الرسائل الخاصة فلم لم تفعل؟(/)
وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 11:54 ص]ـ
:::
قال تعالى
(وحملناه على ذات ألواح ودسر) 13 القمر
ما هي ذات الألواح والدسر؟
طبعا هي السفينة التي حملت سيدنا نوح المكونة من ألواح خشبية ومسامير تربط بين الألواح,
لو قلنا مثلا ركبت ذات أربعة عجلات ومحرك---طبعا نحن نعني السيارة
طيب --هل يمكن أن تقول ركبت سيّارة ذات أربعة عجلات ومحرك؟؟
طبعا لا--لأن الوصف أغنى عن الموصوف
قال الطبري رحمه الله
(يقول تعالى ذكره: وحملنا نوحا إذ التقى الماء على أمر قد قُدر, على سفينة ذات ألواح ودُسُر. والدسر: جمع دسار، وقد يقال في واحدها: دسير, كما يقال: حَبِيك وحِباك; والدَّسار: المسمار الذي تشدّ به السفينة; يقال منه: دسرت السفينة إذا شددتها بمسامير أو غيرها.)(/)
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْ
ـ[الضاد1]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 10:45 م]ـ
السلام عليكم
إخواني
يقول الله تعالى:"سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ "الكهف
لماذا لم يؤت بالواو إلا عند"ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم"؟
ولكم تحياتي
ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[03 - 08 - 2005, 12:35 ص]ـ
أخي الكريم: الضاد 1
في الحقيقة أعجبني سؤالك
فهذا القرآن معجز ببلاغته وفصاحته
وزيادة الواو في هذه الآية ومع هذه الكلمة بالذات له سببه وبيانه
وللإجابة عن سؤالك نقول:
كنت أقرأ قبل أيام في كتاب: قصص السابقين في القرآن
للدكتور: صلاح عبدالفتاح الخالدي
وهو كتاب رائع تطرق لمثل بعض هذه اللفتات الجميلة في القرآن.
وسوف أنقل ما قال للإجابة عن سؤالك بتصرف:
هذا الواو تسمى: واو الثمانية ..
هذه الواو تُذْكر إذا كان المعطوف بعدها ليس داخلا في جملة المعطوف عليه قبلها
فهي تدل على المغايرة في المعنى بين المعطوف والمعطوف عليه.
وعندما نأتي نطبقها في الآية:
فالله سبحانه وتعالى ذكر ثلاثة أراء في عدد أصحاب أهل الكهف وعندما ذكر الرأي الثالث
الذي هو (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) جاء بالواو ..
فالواو هنا توحي لنا بأن القول الثالث في عدد أصحاب الكهف غير القولين السابقين اللذْين قبله
بل هو مغاير لهما.
فإذا كان قولين مرفوضين باطلين فإن الواو تشير إلى صحة وصواب القول الثالث واعتماد القرآن له
قال الإمام السهيلي في الروض الأنف عن هذه الواو:
(إن هذه الواو تدل على تصديق القائلين، لأنها عاطفة على كلام مضمر.
تقديره: نعم وثامنهم كلبهم.
كقولك: إن زيدا شاعر، فقلت له: وفقيه، كنت صدّقته في كلامه، وكأنك قلت له:
نعم هو كذلك وفقيه أيضا) أ هـ
ومثاله قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل: أنتوضأ بما أفضلت الحٌمٌر؟
فقال: وبما أفضلت السباع.
فتقدير الكلام: نعم وبما أفضلت السباع.
أرجو أن أكون وفقت في بيان البلاغة القرآنية في الآية
ومن أراد الاستزاده فعليه بهذا الكتاب القيّم: قصص السابقين في القرآن
للدكتور: صلاح الخالدي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 08 - 2005, 07:25 ص]ـ
الزمخشري قال كلاما مفيدا أحببت أن أنقله
قال (وثامنهم كلبهم " فإن قلت: فما هذه الواو الداخلة على الجملة الثالثة، ولم دخلت عليها دون الأولين؟ قلت: هي الواو التي تدخل على الجملة الواقعة صفة للنكرة، كما تدخل على الواقعة حالاً عن المعرفة في نحو قولك: جاءني رجل ومعه آخر. ومررت بزيد وفي يده سيف.
ومنه قوله تعالى: "وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم" الحجر: 4، وفائدتها تأكيد لصوق الصفة بالموصوف، والدلالة على أن اتصافه بها أمر ثابت مستقر، وهذه الواو هي التي آذنت بأن الذين قالوا: سبعة وثامنهم كلبهم، قالوه عن ثبات علم وطمأنينة نفس ولم يرجموا بالظن كما غيرهم. والدليل عليه أن اللّه سبحانه أتبع القولين الأولين قوله "رجماً بالغيب" وأتبع القول الثالث قوله "ما يعلمهم إلا قليل" وقال ابن عباس رضي اللّه عنه: حين وقعت الواو انقطعت العدة، أي: لم يبق بعدها عدة عاد يلتفت إليها. وثبت أنهم سبعة وثامنهم كلبهم على القطع والبتات.)
ـ[القيصري]ــــــــ[03 - 08 - 2005, 07:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ معلم لغة عربية
قلتم (فإذا كان قولين مرفوضين باطلين فإن الواو تشير إلى صحة وصواب القول الثالث واعتماد القرآن له)
إن الله عاب على من حاول تحديد عدد فتية أهل الكهف - لأن المراد هو فهم التجربة لا حواشيها وفروعها الثانوية – إذن فالله يريد منا أن نؤمن وأن نستبشر معا ولا نيأس من روح الله وتأمل قوله تعالى: [سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا] الكهف-22
(يُتْبَعُ)
(/)
من تفسير ابن كثير: [ .. 'رجماً بالغيب' أي قولاً بلا علم, كمن يرمي إلى مكان لا يعرفه, فإنه لا يكاد يصيب وإن أصاب فبلا قصد .... وقوله: 'قل ربي أعلم بعدتهم' إرشاد إلى أن الأحسن في مثل هذا المقام رد العلم إلى الله تعالى, إذ لا احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بلا علم ..
منقول
شكرا
القيصري
ـ[القيصري]ــــــــ[03 - 08 - 2005, 07:35 م]ـ
السلام عليكم
وهذا نقل اخر
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا
"سَيَقُولُونَ" أَيْ الْمُتَنَازِعُونَ فِي عَدَد الْفِتْيَة فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ يَقُول بَعْضهمْ هُمْ "ثَلَاثَة رَابِعهمْ كَلْبهمْ وَيَقُولُونَ" أَيْ بَعْضهمْ "خَمْسَة سَادِسهمْ كَلْبهمْ" وَالْقَوْلَانِ لِنَصَارَى نَجْرَان "رَجْمًا بِالْغَيْبِ" أَيْ ظَنًّا فِي الْغَيْبَة عَنْهُمْ وَهُوَ رَاجِع إلَى الْقَوْلَيْنِ مَعًا وَنَصْبهُ عَلَى الْمَفْعُول لَهُ أَيْ لِظَنِّهِمْ ذَلِكَ "وَيَقُولُونَ" أَيْ الْمُؤْمِنُونَ "سَبْعَة وَثَامِنهمْ كَلْبهمْ" الْجُمْلَة مِنْ الْمُبْتَدَأ وَخَبَره صِفَة سَبْعَة بِزِيَادَةِ الْوَاو وَقِيلَ تَأْكِيد أَوْ دَلَالَة عَلَى لُصُوق الصِّفَة بِالْمَوْصُوفِ وَوَصْف الْأَوَّلَيْنِ بِالرَّجْمِ دُون الثَّالِث دَلِيل عَلَى أَنَّهُ مَرْضِيّ وَصَحِيح "قُلْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمهُمْ إلَّا قَلِيل" قَالَ ابْن عَبَّاس أَنَا مِنْ الْقَلِيل وَذَكَرَهُمْ سَبْعَة "فَلَا تُمَارِ" تُجَادِل "فِيهِمْ إلَّا مِرَاء ظَاهِرًا" بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْك "وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ" تَطْلُب الْفُتْيَا "مِنْهُمْ" مِنْ أَهْل الْكِتَاب الْيَهُود "أَحَدًا" وَسَأَلَهُ أَهْل مَكَّة عَنْ خَبَر أَهْل الْكَهْف فَقَالَ أُخْبِركُمْ بِهِ غَدًا وَلَمْ يَقُلْ إنْ شَاءَ اللَّه فَنَزَلَ
شكرا
القيصري
ـ[الضاد1]ــــــــ[03 - 08 - 2005, 10:12 م]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام، ارى أن هناك إجابات مختلفة، ولكنها مفيدة وبارك الله بكم
بالتأكيد أنا لا أعرف الجواب، ولكن مشاركة معكم، ألا نستطيع القول أن الواو
جاءت هنا تأدباً وقطعت عددهم عن الإقتران بالكلب مباشرة؟
مجرد تساؤل راودني
لكم تحياتي(/)
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَ
ـ[الضاد1]ــــــــ[03 - 08 - 2005, 10:19 م]ـ
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
السلام عليكم ورحمة الله
هنا لماذا لم ترد الواو عندما سيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً
بينما وردت الواو عندما سيق الذين آمنوا إلى الجنة؟
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 02:50 ص]ـ
الجواب من وجوه:
الأول: أن (إذا) في مثل هذا الكلام جارية مجرى أدوات الشرط في احتياج الفعل بعدها إلى الجواب، فوقع جوابها في الآية الأولى منطوقاً به، وهو قوله تعالى: " فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ". فـ" فُتِحَتْ " جزاء للشرط، وحقّه إذا كان فعلاً أن لا يدخله واو ولا فاء، ويكون عقيب الشرط. فجهنم كالسجن، أبوابها مقفلة لا تفتح إلا لداخل أو خارج، قال تعالى: " عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ "، ومؤصدة معناها مطبقة من أوصد الباب، بمعنى لا ضوء ولا مخرج ولا فرج فيها، فهي مغلّقة لا تفتح إلا لإدخال العصاة .. وأما الآية الثانية فجوابها محذوف مقدّر، وقوله: " وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا " كلام معطوف على ما قبله كما عطف عليه ما بعده، ولو كان جواباً لكان مقتضاه أنها لا تُفتح إلا عند مجيئهم، كالحال في أهل النار، وليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: " وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ "، فالجنة أبوابها مفتوحة على الدوام، وأهلها في طريقهم إليها يرونها من بعيد فيسعدون ويسرّون بالجزاء والنعيم الذي ينتظرهم، وكأن الله تعالى يريد أن يعجّل لهم شعورهم بالرضا والسعادة بجزائهم وبالنعيم المقيم الذي ينتظرهم. فتأمّل!
الثاني: جواب الشرط في حال جهنم " إِذَا جَاؤُوهَا " مذكور، وهو: " فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ". أما في حال الجنة، فلا يوجد جواب للشرط، قال تعالى: " وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "، ولعلّ السبب في ذلك - والله أعلم - أنه يضيق ذكر النعمة التي سيجدها المؤمنون في الجنة، فكل ما يُقال في اللغة يضيق بما في الجنة، والجواب يكون في الجنة نفسها، ذلك أن " فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"، فلا يمكن حتى للغة نفسها أن تصف ما فيها، ولذلك حذف جواب الشرط، فسبحانه جلّ جلاله!
الثالث: وقيل إن الواو في " وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا " هي واو الثمانية، وهي: (واو) عطف تدخل على المعدود الثامن لتعطفه على ما سبق ويكون مغايرا لبعض المذكورين قبله في بعض الصفات، كما في قوله تعالى: " التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ "، فقد وردت سبع صفات قبل دخول الواو على الصفة الثامنة، والملاحظ أن الصفة الثامنة مغايرة للصفة السابعة فالنهي عن المنكر غير الأمر بالمعروف. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: " عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا "، فالواو دخلت هنا أيضاً على الصفة الثامنة، وهي: " أَبْكَارًا "، والمرأة إما أن تكون بكراً أو ثيباً، ولا يمكن أن تجمع بين الصفتين. ومن هنا قال بعض العلماء أن (الواو) في قوله تعالى: " وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا "، إنما تشير إلى عدد أبواب الجنة الثمانية. فتدبّر!!!
والله أعلم
اللهم ارزقنا الجنّة وما قرّب إليها من قول وعمل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الضاد1]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 12:29 م]ـ
بارك الله بك أخي لؤي
أرجح الجواب الأول ..... مشكوراً
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 02:44 م]ـ
أخواني في
الله سبحانه له الحمد
عندي جواب آخر وهو:
أن عدم وجود الواو في:
(وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)
هو دلالة على سرعة الدخول الى جهنم من دون أنتظار
وذكرت الواو في:
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)
دلالة على التراخي الزمني لدخول الجنة
حيث يكون التطهير الجسدي و النفسي أولا قبل دخول الجنة
وذلك في قوله:
1 - (ونزعنا مافي صدورهم من غل)
2 - (فأما إن كان من المقربين , فروح وريحان وجنة نعيم)
فنزع الغل من الصدور - كناية عن النفس - وما يضاف أليه بأفضل منه ليليق بمقام الجنة
من أحساس بالسعادة والفرح والسرور الدائمين مع القناعة والصفات الجميلة
بدل الغل يسمى بمجموعه روح
لأن الجنة لا تكون جنة إذا كان فيها حسد وكره وبغضاء وغيره وطمع وحقد و الأنانية .....
حيث هذه الصفات القبيحة من كانت فيه ولو كان في الجنة
تنقل الإنسان الى دوامات الصراع الأنساني فتنتفي الجنة وسبب وجودها
وأما الريحان فهو التطوير الجسدي للمقربين
حيث تصبح ريحه عرقه نوع راقي من أرقى العطور وهو الريحان
وأما إذا كان من أهل اليمين فمن معاني (سلام لك)
أن تصبح ريحه عرقه غير مؤذية
فتكون عملية الروح ثم الريحان قبل الدخول الى الجنة
وذلك معنى الواو في: (وجنة نعيم) فهي تؤكد هذا التسلل الزمني
وهذا معنى وجود الواو وما عنيناه بقولنا:
انها تؤدي لمعنى التراخي الزمني
هذا ما أراه
والله سبحانه له الحمد
أعلم(/)
خطبة كاملة من غير نقط من روائع البلاغة
ـ[الجابري]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 12:34 ص]ـ
خطبة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الخالية من النقط
الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولد، ومآل كل مطرود، ساطح المهاد وموطد الأطواد، ومرسل الأمطار ومسهل الأوطار، عالم الأسرار ومدركها، ومدمر الأملاك ومهلكها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، عم سماحه وكمل ركامه، وهمل، طاول السؤال والأمل، وأوسع الرمل وأرمل، أحمده حمداً ممدوداً، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدل له وسواه أرسل محمداً علماً للإسلام وإماماً للحكام مسدداً للرعاع ومعطل أحكام ود وسواع، أعلم وعلم، وحكم وأحكم، وأصل الأصول، ومهد وأكد الموعود وأوعد أوصل الله له الاكرام، وأودع روحه الإسلام، ورحم آله وأهله الكرام، ما لمع رائل وملع دال، وطلع هلال، وسمع إهلال، إعملوا رعاكم الله أصلح الأعمال واسلكوا مسالك الحلال، واطرحوا الحرام، ودعوه، واسمعوا أمر الله وعوه، واصلوا الأرحام وراعوها وعاصوا الأهواء واردعوها، وصاهروا أهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع، ومصاهركم أطهر الأحرار مولداً وأسراهم سؤدداً، وأحلاهم مورداً، وهاهو أمكم وحل حرمكم مملكاً عروسكم المكرمه وما مهر لها كما مهر رسول الله أم سلمه، وهو اكرم صهر أودع الأولاد وملك ما أراد وما سهل مملكه ولا وهم ولا وكس ملاحمه ولا وصم، اسأل الله حكم أحماد وصاله، ودوام إسعاده، وأهلم كلاً إصلاح حاله والأعداد لمآله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد.(/)
قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 10:39 ص]ـ
الروح في القرآن الكريم
-------------------------------------------------------------------------------------------
(يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ)
2 النحل
قال فيها الطبري (فتأويل الكلام: ينزل الله ملائكته بما يحيا به الحقّ ويضمحلّ به الباطل من أمره) فالوحي المنزل على رسله هو الروح
وقد يكون معنى الكلمة هنا القرآن
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ193) الشعراء
واضح أنّ الروح هنا هو جبريل عليه السلام
(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو العَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) 15 غافر
قال الطبري
(يقول: ينزل الوحي من أمره على من يشاء من عباده.)
وقد تكون بمعنى القرآن
(تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) 4 المعارج
وواضح أنّ الروح بمعنى جبريل عليه السلام
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفاًّ لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) 37 النبأ
والروح هنا الملك جبريل
(تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) 4 القدر
الروح هنا بمعنى الملك جبريل أيضا
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) 85 الإسراء
وهذه هي الآية التي نرغب بالحديث عنها
فقد ذكر الزركشي حولها ما يلي
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) فذكر صاحب الإيضاح في خلق الإنسان إن اليهود إنما سألوا تعجيزا وتغليظا إذا كان الروح يقال بالاشتراك على روح الإنسان وجبريل وملك آخر يقال له الروح وصنف من الملائكة والقرآن وعيسى فقصد اليهود إن يسألوه فبأى يسمى اجابهم قالوا ليس هو فجاءهم الجواب مجملا فكان هذا الإجمال كيدا يرسل به كيدهم
وقيل إنما سألوا عن الروح هل هي محدثة مخلوقة ام ليست كذلك فأجابهم بأنها من أمر الله وهو جواب صحيح لأنه لا فرق بين إن يقول في الجواب ذلك أو يقول من أمر ربي لأنه أنما أراد أنها من فعله وخلقه
وقيل أنهم سالوه عن الروح الذي هو في القرآن فقد سمى الله القرآن روحا في مواضع من الكتاب وحينئذ فوقع الجواب موقعه لأنه قال لهم الروح الذي هو القرآن من أمر ربي ومما أنزله الله على نبيه يجعله دلالة وعلما على صدقه وليس من فعل المخلوقين ولا مما يدخل في إمكانهم
وحكاه الشريف المرتضى في الغرر عن الحسن البصري قال ويقويه قوله بعد هذه الآية (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا)
فكانه قال تعالى إن القرآن من أمر ربي ولو شاء لرفعه))
------------------------------------------
أنتظر تعقيباتكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 10:56 م]ـ
أمّا الزمخشري فإنّه يرجح على أنّ الروح الذي سألوه عنها هي سر الحياة فقال
(الأكثر على أنه الروح الذي في الحيوان. سألوه عن حقيقته فأخبر أنه من أمر الله، أي مما استأثر بعلمه)
أمّا القرطبي فبعد استعراضه لكلام غيره حول الروح قال (والصحيح الإبهام لقوله: "قل الروح من أمر ربي" أي هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى, مبهما له وتاركا تفصيله؛ ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها.) --أي لا يمكن معرفة حقيقة الروح التي هي سرّ الحياة
وكلام من قال بأن الروح سر الحياة لا نعرف كنهها كلام صحيح(/)
أسماء الألهه في الأديان الوثنيه المذكوره في القرآن الكريم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 12:54 م]ـ
أخواني في
الله سبحانه له الحمد
إذا وضعنا أسماء الأصنام ودرسناها لغويا
لعلنا نعرف بعض الضؤ عن الأديان القديمة
فود يعني رب المودة أو التمني كما ذكر في هذا المنتدى
وهذا الأمر لم يثبت حتى الآن
حيث أن ود أراه يعني المودة ومثاله سميت آلهه الحب في الأديان الوثنيه السابقة
أما يغوث فيعني المغيث
أما نصرا فيعني الناصر أو آلهه الحرب
أما سواع فهل هو يعني رب السعي لتوفيق معايش الناس
وما تعني أسماء الآلهه الأخرى المذكورة في القرأن الكريم
مع أخذ عين الأعتبار أنها أسماء تتكرر في الأديان الوثنية الاحقة
مع تحديد النبي الذي ذكرت في فترته
أفتح باب المناقشة والبحث والأضافة
وجزى كل من يسعى في خدمة الرآن الكريم
كل خير و رضوان من
الله سبحانه له الحمد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 07:28 م]ـ
فود يعني رب المودة أو التمني كما ذكر في هذا المنتدى
أخ صالح
كان ماقلته أنا عن معنى التمني للصنم ود من قبيل التمثيل غير المعقول وغير المنسجم مع طريقة القرآن
لا الصنم ود له معنى ولا يغوث ولا سواع ولا ولا ولا---كلها مجرد أسماء
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 09:29 م]ـ
أخي في
الله سبحانه له الحمد
القول في أن قوم نوح سموا آلهتهم بأسماء صالحيهم
من روايه إبن أسحاق وهو حديث أفراد فلا يصح من هذا الوجة
قول صحيح
فلذلك نرى أنها أسماء رمزية لحالات أنسانية
يستعين بها الأنسان الوثني بها
كما في الأديان الوثنية التي درسناها
وكان المجتمع في عصر نوح مجتمع جماعي
وليس فيه الحكم الفردي
و مثله قوم عاد وثمود
و ظهر الحكم الفردي مع الذي تحاجج أبراهم معه
و في الحظاره الفرعونية
ومعنى فرعون في اللغة العربية الفرع العالي
والله سبحانه له الحمد
أعلم
ـ[أمين هشام]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 02:17 م]ـ
الأخ الفاضل صالح ..
سؤالك ينم عن فهم دقيق وعن تقدير جليل لكتاب الله ...
لا كمن يرونه "كلاما" بليغا كجل المتنطعين ..
وكما تنبهت برحمة الله أن وراءها ما وراءها, كذلك انتبه أن ليس في كلام الله شيء ليس له معنى .. بل هذا من الافتراء الفُجري على الله .. ولا يقول به إلا من طبع الله على قلبه وختم على سمعه وجعل على بصره غَشْوة
وهناك كتيب مفصل أكثر من الموقع, لو أعطيتنا بريدك الإلكتروني أرسلناه إليك مفصلا.
ثم اعلم أنها "نسرا" بالسين لا بالصاد "نصرا"!!!!!!!!!!!!!!
فراجع موقع الشيخ صلاح الدين حفظه الله, ففيه ما تسأل عنه.
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=52
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 03:34 م]ـ
أخي في
الله سبحانه له الحمد
أمين هشام
أشكرك على فهمك هذا
وليس كما قال الأخ جمال أنها أسماء فقط
وبذلك أسقط اللغة ومعانيها وكأن الإنسان في القديم
يطلق الأسماء على عواهنها ولا ترمز إلى معاني يقصدها
وبذلك ينسف علوم اللغة و التاريخ و الآثار والتراث ودراسة الحضارات
أما بخصوص ما طلبته عن بريدي فهو:
salihalmatwi*************
و أعلم يا أخي أيمن أن مقصدي فيما أكتب أن يرى أعضاء و زوار هذا المنتدى
ما ذكر الباحثون والمجددون في هذا المجال وبذلك تكون الرؤية أوضح والفكر يتطور ولا يتجمد
فمن حق الكل أن يطرح ما يصل إليه من علم
فلا تبخل علينا يا أخ أمين بما تجود قريحتك
كما أناشد كل من لديه خاطره أو فكره أو دليل أو برهان
أن لا يبخل على هذا المنتدى بعلمه
كما أن علمه يكون مأجورا عليه إذا أخلص النية
لله سبحانه له الحمد(/)
" وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ "
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 04:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
جاء في سورة الشعراء قوله تعالى: " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الشعراء: 109)، على لسان جميع الأنبياء الذين جرى ذكرهم في هذه السورة المباركة، فنوح قال لقومه: " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ "، وكذا قال هود لقومه (الشعراء: 127)، وكذا قال صالح لقومه (الشعراء: 164)، وكذا قال شعيب (الشعراء: 180)، إلا إبراهيم وموسى - عليهما السلام – فإنهما لم يقولا ذلك.
والسبب - والله أعلم - أن أبا إبراهيم - عليه السلام - كان من المخاطبين، قال تعالى: " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ " (الشعراء: 69 - 70)، فاستحيا أن يخاطب أباه بذاك. وأما موسى – عليه السلام – فلأن فرعون ربّاه وقد ذكر ذلك له، فقال تعالى: " أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ " (الشعراء: 18)، فلا يليق أن يقول له: وما أسألك عليه من أجر. ألا ترى أنه لا يليق أن يقول شخص لأبيه أو لمن ربّاه وأنفق عليه: لا أسألك أجراً. فاستحيا إبراهيم وموسى – عليهما السلام – أن يقولا: وما أسألكم عليه من أجر، وإن كانا منزّهين من طلب الأجرة.
فانظر إلى جمال الذوق وحسن الاختيار في التعبير.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 08 - 2005, 07:11 ص]ـ
ما هذه الملاحظة الراقية يا أخ لؤي؟؟
نفع الله بك المسلمين
ـ[ن والقلم]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 04:19 م]ـ
ملاحظة رائعة ..
بارك الله فيك ..
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 06:33 م]ـ
لي رجعة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 10:22 م]ـ
طيب
يا أستاذ لؤي
ما هو توجيهكم لآية الشورى (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) 23
أو لآية (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ) ص 86
أعني لم وجّه الرسول:= ليقول لهم هذا القول (لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً)
مع أنّه كان نفس القول في آيات سورة الشعراء يدون تصدير بفعل الأمر قل للرسل المذكورين فيها
(وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) وكأن النبي منهم قد صدر منه القول ابتداء
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 10:41 م]ـ
أخي في
الله سبحانه له الحمد
لؤي الطيبي
سقط منك رقم الآية (145) من الشعراء عند ذكرك لصالح كما سقط ذكرك للوط
مع أن الآية (164) ذكرتها فظهرت منسوبة إلى صالح
و أما تعليلك فضعيف من وجهه نظري
و ما أراه أن هؤلاء الأقوام كانت
حياتهم الرئيسية معتمدة على التجارة
مع الدلالة على أن حياتهم كانت جماعية
ونجد الذي حاج إبراهيم وفرعون موسى
كانت مجتمعاتهم سلطوية فرديه
هذا ما يشترك فيه إبراهيم وموسى
وإبراهيم تكلم مع الكهنة
وموسى كانت صولاته وجولاته مع فرعون الذي يمثل الدين
أو رب الوثنين وكان السحرة له خادمين
فكان ذكر الأجر في هذا الموضعين لا يفيد
وخارج عن الموضوع وليس الربح والخسارة والأجر
محسوبا في هذا المقامين
والله سبحانه له الحمد
أعلم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 10:49 م]ـ
وكذلك يا أخي جمال
كانت العرب في زمن الرسالة
تعتمد على التجارة
و مركزها الأول مكة ثم المدينة
و لم يكن صراع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع الكهنة بل مع كبار رجالات قريش والعرب
وأغلبهم أن لم يكونوا كلهم تجارا
والله سبحانه له الحمد
أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 12:31 ص]ـ
أخي الحبيب جمال ..
لقد وجّه الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما يقول، فقال له: " قُلْ ". ولعلّ هذا الفرق راجع إلى أن من ذُكر من الأنبياء في الآيات لم ينزل عليهم كتاب، وإنما كانوا يتلقّون المعنى وحياً من ربّهم، ثم يصوغونه بلغتهم، ثم أورد القرآن قولهم هذا باللغة العربية، ولهذا جاء الكلام منهم مباشرة.
أما محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يتلقّى الوحي من ربّه معنى ولفظاً، وليس له إلا تبليغه، ولهذا كان الله تعالى يخاطبه مباشرة، فيقول له: " قُلْ: كذا وكذا ". وقد ورد توجيه الله عزّ وجلّ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله: " قُلْ " ثلاثمئة مرة وواحد وثلاثين (331)،
ولعلّ في هذه المتابعة المباشرة والتوجيه المباشر من الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم نوعاً من (الخصوصية) التي حظي بها خاتم الأنبياء دون سائر الأنبياء - عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.
هذا والله تعالى أعلم
وشكر الله للأخ صالح تصحيحه لمواقع ورود الآية في السورة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 07:31 ص]ـ
دائما أجد ضالتي عندك فأبقاك الله لنا أخ لؤي إنّه نعم المولى ونعم النصير
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 01:46 ص]ـ
عند التمعّن في مسالة تجرّد رسل الله جميعاً عن المصلحة الخاصّة لدى أممهم، نجد أن الله عزّ وجلّ أنزل اثني عشر نصّاً تكامل فيها عقد هذا الموضوع بكل ما يتطلّبه من أفكار، بصورة مدهشة معجزة، ونبيّنها فيما يلي:
أولاً:
في اول الأمر خاطب الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله في سورة القلم: " أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ " (ترتيب المصحف 68، ترتيب النزول: 2، الآية: 48). فكان هذا أول ما نزل في هذا الموضوع، وجاء بأسلوب التعجّب من إعراضهم على دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أنه لم يسألهم أجراً على ما يقدّم لهم من نصح، فهو غير ذي مصلحة شخصية عندهم.
ثانياً:
ثم أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يصرّح لقومه بأنه لا يسألهم أي أجر على ما يقوم به من أجل هدايتهم حرصاً على نجاتهم وسعادتهم، فأنزل الله عزّ وجلّ عليه قوله في سورة ص: " قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ " (مصحف: 38، نزول: 38، الآيات: 86 - 88).
ثالثاً:
وبعد أن صار للرسول صلى الله عليه وسلم أتباع من المؤمنين الصادقين، وكانوا شديدي الحرص على بذل كل ما لديهم لرسول الله تقرّباً بذلك إلى الله تعالى، ولئلا يفهموا من النصين السابقين أن الله عزّ وجلّ قد منعه أن يقبل أي شيء ممن آمن به واتبعه، أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم قوله في سورة الفرقان: " قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا " (مصحف: 25، نزول: 42، الآية: 57).
رابعاً:
ثم أنزل الله تعالى على رسوله بيان ما قاله كل من نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام لأقوامهم، وأن كل رسول منهم قال لقومه في سورة الشعراء: " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ " (مصحف: 26، نزول: 47، الآيات: 109 - 127 - 145 - 164 - 180).
خامساً:
ثم أنزل الله عزّ وجلّ على رسوله صلى الله عليه وسلم أنه إن تولّى قومه ولم يؤمنوا به، فلم يكن منه مطالبة لهم بأجر، حتى يكون متّهماً في نفوسهم بأنه دعاهم لمصلحة له عندهم، فقال سبحانه في سورة يونس: " فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (مصحف: 10، نزول: 51، الآية: 72).
سادساً:
ثم انزل الله تعالى بيان مقالة أخرى قالها نوح عليه السلام لقومه في سورة هود: " وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ " (مصحف: 11، نزول: 52، الآية: 29).
سابعاً:
وأنزل في سورة هود أيضاً مقالة قالها هود عليه السلام لقومه، فقال عزّ وجلّ فيها: " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ * يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " (مصحف: 11، نزول: 52، الآيات: 50 - 51).
ثامناً:
ثم ألمح الله تعالى إلى حرص رسوله صلى الله عليه وسلم على أن يؤمن الناس جميعاً، ولكنه أيأسه من ذلك، وشهد سبحانه لرسوله بأنه لا يسأل قومه أجراً على ما يقوم به من أجلهم، فقال تعالى في سورة يوسف: " وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ * وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ " (مصحف: 12، نزول: 53، الآيات: 103 - 104).
تاسعاً:
ثم أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يؤكّد مقالته لقومه بأنه لا يسألهم أجراً، مقتدياً بهدى الرسل عليهم السلام من قبله، فأنزل عليه قوله في سورة الأنعام: " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ " (مصحف: 6، نزول: 55، الآية: 90).
عاشراً:
ثم أرشد الله تعالى رسوله إلى محاجّة قومه بأنه ليس صاحب مصلحة شخصية عندهم، إذ يدعوهم إلى دين الله، فهو لم يطلب منهم أي أجر على دعوته وتعليمه ونصحه، وذلك في قوله تعالى في سورة سبأ: " قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (مصحف: 34، نزول: 58، الآية: 47).
حادي عشر:
ثم أرشد الله تعالى رسوله أن يستثني من عموم الأجر خصوص المودّة في القربى، مع أن هذه المودّة ليست من قبيل الأجر، وإنما هي من مظاهر صدق الإيمان، فأنزل عليه قوله في سورة الشورى: " قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " (مصحف: 42، نزول: 62، الآية: 23).
ثاني عشر:
وبعد معالجة هذا الموضوع بالحكمة الرفيعة التي سبق بيانها، وكان ذلك خلال المرحلة المكية التي أوشكت أن تنتهي، ختم الله عزّ وجلّ الموضوع بمثل ما بدأه به في سورة القلم، فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله صلى الله عليه وسلم قوله في سورة الطور: " أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ " (مصحف: 52، نزول: 76، الآية: 40).
فاكتمل بذلك عقد الموضوع من كل أطرافه، وظهرت حركيّة التربية في مراحلها الزمنية، خلال المدّة المكيّة من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصورة عجيبة مدهشة.
فسبحان الذي لا يصل إلى مستوى كلامه كلام .. بل كلامه يعلو على كل كلام ..(/)
المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة وآية الرجم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 06:56 م]ـ
أخواني في
الله سبحانه له الحمد
أنقل لكم ماورد في موقع الوراق في نصوص نادره
من أختيارات زهير ظاظا:
المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة وآية الرجم
لآية الرجم في حياة المسلمين قديماً وحديثا تاريخ حافل بالطرائف والنوادر، بحيث لو جمعت في كتاب، لكان من أمتع الكتب وأوسعها، وأندرها وأجدرها بالقراءة المرة تلو المرة، ولا أريد هنا تكرار ما أكل عليه الدهر وشرب، وصار في حكم محفوظات الأطفال، وإنما أدعو للوقوف مليا أمام ما حكاه الشيخ القرضاوي في مذكراته عند حديثه عن مؤتمر ندوة التشريع الإسلامي المنعقدة في مدينة البيضاء في ليبيا عام (1972). قال تحت عنوان (أبو زهرة يفجر قنبلة): وفي هذه الندوة فجر الشيخ أبو زهرة قنبلة فقهية، هيجت عليه أعضاء المؤتمر، حينما فاجأهم برأيه الجديد. وقصة ذلك: أن الشيخ رحمه الله وقف في المؤتمر، وقال: إني كتمت رأيًا فقهيًّا في نفسي من عشرين سنة، وكنت قد بحت به للدكتور عبد العزيز عامر، واستشهد به قائلا: أليس كذلك يا دكتور عبد العزيز? قال: بلى. وآن لي أن أبوح بما كتمته، قبل أن ألقى الله تعالى، ويسألني: لماذا كتمت ما لديك من علم، ولم تبينه للناس? هذا الرأي يتعلق بقضية "الرجم" للمحصن في حد الزنى، فرأى أن الرجم كان شريعة يهودية، أقرها الرسول في أول الأمر، ثم نسخت بحد الجلد في سورة النور. قال الشيخ: ولي على ذلك أدلة ثلاثة: الأول: أن الله تعالى قال: "فإذا أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب" [النساء: 25]، والرجم عقوبة لا تتنصف، فثبت أن العذاب في الآية هو المذكور في سورة النور: "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين" [النور: 2]. والثاني: ما رواه البخاري في جامعه الصحيح عن عبد الله بن أوفى أنه سئل عن الرجم .. هل كان بعد سورة النور أم قبلها? فقال: لا أدري. فمن المحتمل جدًّا أن تكون عقوبة الرجم قبل نزول آية النور التي نسختها. الثالث: أن الحديث الذي اعتمدوا عليه، وقالوا: إنه كان قرآنًا ثم نسخت تلاوته وبقي حكمه أمر لا يقره العقل، لماذا تنسخ التلاوة والحكم باق? وما قيل: إنه كان في صحيفته فجاءت الداجن وأكلتها لا يقبله منطق. وما إن انتهى الشيخ من كلامه حتى ثار عليه أغلب الحضور، وقام من قام منهم، ورد عليه بما هو مذكور في كتب الفقه حول هذه الأدلة. ولكن الشيخ ثبت على رأيه. وقد لقيته بعد انفضاض الجلسة، وقلت له: يا مولانا، عندي رأي قريب من رأيك، ولكنه أدنى إلى القبول منه. قال: وما هو? قلت: جاء في الحديث الصحيح: "البكر بالبكر: جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب: جلد مائة، ورجم بالحجارة". قال: وماذا تأخذ من هذا الحديث? قلت: تعلم فضيلتك أن الحنفية قالوا في الشطر الأول من الحديث: الحد هو الجلد، أما التغريب أو النفي، فهو سياسة وتعزير، موكول إلى رأي الإمام، ولكنه ليس لازمًا في كل حال. وعلى هذا فثبت ما جاءت به الروايات من الرجم في العهد النبوي، فقد رجم يهوديين، ورجم ماعزا، ورجم الغامدية، وبعث أحد أصحابه في قضية امرأة العسيف، وقال له: اغدُ يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها. وكذلك ما روي أن عمر رجم من بعده، وأن عليا رجم كذلك. ولكن الشيخ لم يوافق على رأيي هذا، وقال لي: يا يوسف، هل معقول أن محمد بن عبد الله الرحمة المهداة يرمي الناس بالحجارة حتى الموت? هذه شريعة يهودية، وهي أليق بقساوة اليهود. وكان رأي الشيخ الزرقا مع الجمهور، ولكنه يخالف الجمهور في تعريف "المحصن" فعندهم: أن المحصن من حصل له الزواج، وإن فارقته زوجه بطلاق أو وفاة، وبات في واقع الحال لا زوجة له، وعند الزرقا: المحصن: من له زوجة بالفعل. وهذا رأي الشيخ رشيد رضا ذكره في تفسير المنار. توقفت طويلا عند قول الشيخ أبي زهرة عن رأيه: أنه كتمه في نفسه عشرين عاما، لماذا كتمه، ولم يعلنه في درس أو محاضرة أو كتاب أو مقالة? لقد فعل ذلك خشية هياج العامة عليه، وتوجيه سهام التشهير والتجريح إليه، كما حدث له في هذه الندوة. وقلت في نفسي: كم من آراء واجتهادات جديدة وجريئة تبقى حبيسة في صدور أصحابها، حتى تموت معهم، ولم يسمع بها أحد، ولم ينقلها أحد عنهم!! ولذلك حين تحدثت عن معالم وضوابط الاجتهاد المعاصر، جعلت منها: أن نفسح صدورنا للمخطئ في اجتهاده، فبهذا يحيا الاجتهاد ويزدهر، والمجتهد بشر غير معصوم، فمن حقه -بل الواجب عليه- أن يجتهد ويتحرى ويستفرغ وسعه، ولا يلزمه أن يكون الصواب معه دائمًا، وما دامت صدورنا تضيق بالرأي المخالف للجمهور، فلن ينمو الاجتهاد، ولن يؤتي ثمراته. على أن ما يحسبه بعض الناس خطأ قد يكن هو الصواب بعينه، وخصوصًا إذا تغير المكان والزمان. ويبدو أن هذه الحملة الهائجة المائجة التي واجهها الشيخ أبو زهرة جعلته يصمت عن إبداء رأيه؛ فلم يسجله مكتوبًا بعد ذلك. وربما لأن الشيخ الكبير لم يعمر بعد ذلك طويلا؛ فقد وافته المنية بعد أشهر، عليه رحمه الله ورضوانه. وقد رأيت الشيخ نسب هذا الرأي في كتابه "العقوبة" إلى الخوارج، واستدل لهم بما ذكره في ندوة ليبيا، وأعتقد أن ذلك كان أسبق من الندوة.
.......................................................
قال صالح المطوي:
اللهم سبحانك لك الحمد
أني على هذا الرأي الفقهي أكثر من عشرين عاما
و أراه الحق ولقد قلبت قبل أن أرى فتوه الأمام أبو زهره
فلم أجد الى هذا الوجه الذي أطمأن إلية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 07:36 م]ـ
[ B] صديقي وحبيبي الأخ صالح
---------------------------
لم أفهم كلامك (فلم أجد الى هذا الوجه الذي أطمأن إلية)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 08:56 م]ـ
أحبك ربك سبحانه له الحمد
أخي جمال
الوجه الذي أقصده
فضلا عن أن بعض من المحدثين
كنت قد قرأت لهم سابقا ضعفوا بعض أحاديث الرجم
فإني أرى أن القرآن الكريم ناسخا لغيره من الكتب
وشاهدا على صحه ما فيها
و السنه لا تنسخ القرآن قطعا
وزيادة الحكم في آية الرجم نسخ لها
مهما عللنا أنها مفسرة ومفصلة للآية
لأن زيادة الحكم تعني نسخ للحكم السابق
كما أن تخفيف الحكم ناسخ له
فالزيادة مثل الجمع بين الأختين فهو محرم لدينا
وفي الشريعة الموسوية محلل الجمع بينهما
وفي التخفيف الأفضاء بين الزوجين ليله الصيام
و الشريعه أتت بأحكام عملية التطبيق وليست معجزه التطبيق
و حكم الرجم معجز التطبيق ومنفر عن الشريعه
فها أنت ترى مقدار فشو الزنا وعدم تطبيق الرجم
حتى الفقهاء وضعوا شروطا مستحيلة التطبيق في أقرار الزنا
وحكم الزنا في القرآن جاء على وجهين
الزانية تحبس في بيتها عند أهلها الى أن يأتي الفرج
أما بزواجها أو بموتها مع حفظ سريه الخطيئة
و لا تنشر للناس وحض الشارع على ذلك
فإذا لم ترتدع ولم يستطع أهلها فعل ذلك
حينها يكون الجلد والأشهار
أما الرجل فله وجه واحد وهو الجلد والإشهار
إذا دخل في الشروط الموجبة فيه
فمهما قيل عن أحاديث الرجم ومهما صححت
فلا يقبل بها لأن القبول بها تعطيل لحكم آية صريحه وقطعيه الثبوت
و إذا قبلنا حديث عمر الذي رواه أبن عباس في حديث الشيخ والشيخة
كفرنا بآيات القرأن وخصوصا
(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)
فأسقطنا قدسية حفظ القرآن بعقولنا
و يبقى محفوظا- شأنا أم أبينا- من عند
ربنا سبحانه له الحمد(/)
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر
ـ[الضاد1]ــــــــ[05 - 08 - 2005, 09:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما نوع الواو في الآية التالية
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر
وجزاكم الله خيراً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 08 - 2005, 09:26 م]ـ
-----------------------------------------------------------
الجنى الداني في حروف المعاني
ابن أُمّ قَاسِم المرادي
------------------------------------------------------------------------------------
أقسام الواو
------------------------------
: الأول
: العاطفة. وهذا أصل أقسامها وأكثرها. والوا أم باب حروف العطف، لكثرة مجالها فيه. وهي مشركة في الإعراب والحكم.
ومذهب جمهور النحويين أنها للجمع المطلق. فإذا قلت: قام زيد وعمرو، احتمل ثلاثة أوجه: الأول أن يكونا قاما معاً، في وقت واحد. والثاني أن يكون المتقدم قام أولاً. والثالث أن يكون المتأخر قام أولاً. قال سيبويه: وليس في هذا دليل على أنه بدأ بشيء قبل شيء، ولا بشيء بعد شيء.
وذهب قوم إلى أنها للترتيب. وهو منقول عن قطرب، وثعلب، وأبي عمر الزاهد غلام ثعلب، والربعي، وهشام، وأبي جعفر الدينوري. ولكن قال هشام والدينوري: إن الواو لها معنيان: معنى اجتماع، فلا تبالي بأيتهما بدأت، نحو: اختصم زيد وعمرو، ورأيت زيداً وعمراً، إذا اتحد زمان رؤيتهما. ومعنى اقتران، بأن يختلف الزمان، فالمتقدم في الزمان يتقدم في اللفظ، ولا يجوز أن يتقدم المتأخر. وعن الفراء أنها للترتيب حيث يستحيل الجمع. وقد علم بذلك أن ما ذكره السيرافي والفارسي والسهيلي، من إجماع النحاة، بصريتهم وكوفيهم، على أن الواو لا ترتب، غير صحيح.
قال ابن الخباز: وذهب الشافعي، رضي الله عنه، إلى أنها للترتيب. ويقال: نقله عن الفراء. وقال إمام الحرمين في البرهان: اشتهر، من مذهب أصحاب الشافعي، أنها للترتيب، وعند بعض الحنفية للمعية، وقد زل الفريقان.
وقال ابن مالك في التسهيل: تنفرد الواو بكون متبعها في الحكم محتملاً للمعية برجحان. وللتأخر بكثرة، وللتقدم بقلة. قيل: وهو مخالف، في ذلك، لكلام سيبويه وغيره.
وقال ابن كيسان: لما احتملت هذه الوجوه، ولم يكن فيها أكثر من جمع الأشياء، كان أغلب أحوالها أن يكون الكلام على الجمع، في كل حال، حتى يكون في الكلام ما يدل على التفرق.
تنبيهات
---------------------------
الأول
: تنفرد الوا، في العطف، بأمور. منها باب المفاعلة والافتعال، نحو تخاصم زيد وعمرو، واختصم زيد وعمرو. وهذا أحد الأدلة على أنها لا ترتب.
الثاني
: إذا عطف بالواو على منفي فإن قصدت المعية لم يؤت بلا بعد الواو، نحو: ما قام زيد وعمرو. وقد ترد زائدة، إن أمن اللبس، نحو: ما يستوي زيد ولا عمرو. لأن المعية هنا مفهومة من يستوي، وإن لم تقصد المعية جيء ب لا، نحو: ما قام زيد ولا عمرو، ليعلم بذلك أن الفعل منفي عنهما حال الاجتماع والافتراق. ومنه "وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم، عندنا، زلفى".
فإن قلت: إذا قيل: ما قام زيد ولا عمرو، فهل هو من عطف المفردات أو من عطف الجمل؟ قلت: بل من عطف المفردات، خلافاً لبعضهم.
الثالث:
قال السهيلي: الواو قسمان: أحدهما أن تجمع الاسمين في عامل واحد، وتنوب مناب صيغه التثنية. فيكون قام زيد وعمرو بمنزلة: قام هذان. وإذا نفي الفعل قلت: ما قام زيد وعمرو. والثاني أن تضمر بعد الواو، فترفع المعطوف بذلك المضمر، أو تنصب، فإذا نفيت، على هذا، قلت: ما قام زيد ولا عمرو. فالواو عاطفة جملة على جملة.
ويتركب على هذين الأصلين مسائل. منها: قامت هند وزيد، إذا أضمرت. وقام هند وزيد، إذا جعلها جامعة، لتغليب المذكر على المؤنث. وتقول: طلعت الشمس والقمر، على هذا. ولا تقول في جمع إلا: جمع الشمس والقمر. ومنها: زيد قام عمرو وأبوه، إن جعلتها جامعة جاز، أو أضمرت بعدها لم يجز. وكذلك في الصلة والصفة.
الرابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال بعض العلماء: الصواب أن يقال: الواو لمطلق الجمع، لا للجمع المطلق. لأن الجمع المطلق هو الجمع الموصوف بالإطلاق، لأنا نفرق بالضرورة بين الماهية بلا قيد، والماهية المقيدة، ولو بقيد لا. والجمع الموصوف بالإطلاق ليس له معنى هنا، بل المطلوب هو مطلق الجمع، بمعنى أي جمع كان، سواء كان مرتباً أو غير مرتب. ونظير ذلك قولهم: مطلق الماء، والماء المطلق.
-------------------------------------------------------------------------------------
الثاني
من أقسام الواو: واو الاستئناف،
ويقال: واو الابتداء. وهي الواو التي يكون بعدها جملة غير متعلقة بما قبلها، في المعنى، ولا مشاركة له في الإعراب. ويكون بعدها الجملتان: الاسمية والفعلية. فمن أمثلة الاسمية قوله تعالى "ثم قضى أجلاً، وأجل مسمى عنده". ومن أمثلة الفعلية "لتبين لكم، ونقر في الأرحام ما نشاء"، "هل تعلم له سمياً، ويقول الإنسان". وهو كثير.
وذكر بعضهم أن هذه الواو قسم آخر، غير الواو العاطفة. والظاهر أنها الواو التي تعطف الجمل، التي لا محل لها من الإعراب، لمجرد الربط، وإنما سميت واو الاستئناف، لئلا يتوهم أن ما بعدها من المفردات، معطوف على ما قبلها.
وذكر بعض النحويين أن واو رب في نحو: وبلدة ليس بها أنيس ينبغي أن تحمل على أنها واو الابتداء. وقد تقدم ذكرها.
--------------------------------------------------------------------------------
الثالث:
واو الحال:
وقدرها النحويون ب إذ، من جهة أن الحال، في المعنى، ظرف للعامل فيها. وتدخل على الجملة الاسمية، نحو: جاء زيد ويده على رأسه، وعلى الفعلية، إذا تصدرت بماض. الأكثر اقترانه ب قد، نحو: جاء زيد وقد طلعت الشمس. وتدخل على المضارع المنفي، ولا تدخل على المثبت. وأما نحو قوله: نجوت، وأرهنهم مالكا فالصحيح أنه على إضمار مبتدأ بعد الواو.
واعلم أن اقتران الجملة الحالية بهذه الواو ثلاثة أقسام: واجب، وممتنع، وجائز. وقد أوضحته في غير هذا الموضع، فإن ذكره هنا يطول به الكتاب.
---------------------------------------------------------------------------
الرابع
: الواو الزائدة:
ذهب الكوفيون والأخفش، وتبعهم ابن مالك، إلى أن الواو قد تكون زائدة. وأنشد الكوفيون، على ذلك، قول الشاعر: حتى إذا قملت بطونكم ورأيتم أولادكم شبوا
وقلبتم ظهر المجن، لنا إن اللئيم، الفاجر، الخب
أراد: قلبتم. وزاد الواو. وأنشد أبو الحسن: فإذا وذلك، يا كبيشة، لم يكن إلا كلمة بارق، بخيال
قال ابن مالك: ومثله قول أبي كبير: فإذا وذلك ليس إلا ذكره وإذا مضى شيء كأن لم يفعل
قلت: وذكروا زيادة الواو في آيات، منها قوله تعالى "حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها". وقوله "فلما أسلما وتله للجبين وناديناه"، قيل: واو وتله زائدة، وهو الجواب. وقيل: الزائدة واو وناديناه. ومذهب جمهور البصريين أن الواو لا تزاد، وتأولوا هذه الآيات ونحوها، على حذف الجواب.
-------------------------------------------------------------
الخامس:
الواو التي بمعنى أو:
ذهب قوم من النحويين إلى أن الواو قد ترد بمعنى أو، كقول الشاعر: وننصر مولانا، ونعلم أنه كما الناس، مجروم عليه، وجارم
وأجاز بعضهم أن تكون الواو في قولهم الكلمة اسم وفعل وحرف بمعنى أو، لأنه قد ييقال: اسم أو فعل أو حرف. قلت: العكس أقرب، لأن استعمال الواو في ذلك هو الأكثر. قال ابن مالك: استعمال الواو فيما هو تقسيم أجود من استعمال أو.
-----------------------------------------------
السادس: واو الثمانية
: ذهب قوم إلى إثبات هذه الواو، منهم ابن خالويه، والحريري، وجماعة من ضعفة النحويين. قالوا: من خصائص كلام العرب إلحاق الواو في الثامن من العدد، فيقولون: واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية، إشعاراً بأن السبعة عندهم عدد كامل. واستدلوا بقوله تعالى "التائبون، العابدون، الحامدون، السائحون، الراكعون، الساجدون، الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر"، وبقوله تعالى "وثامنهم كلبهم"، وبقوله تعالى "ثيبات وأبكاراً، وبقوله تعالى "حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها". قالوا: ألحقت الواو، لأن أبواب الجنة ثمانية، ولما ذكر جهنم قال فتحت بلا واو، لأن أبوابها سبعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذهب المحققون إلى أن الواو في ذلك إما عاطفة، وإما واو الحال. ولم يثبتوا واو الثمانية. وأنكر الفارسي واو الثمانية، لما ذكرها ابن خالويه في باب المناظرة.
ولنذكر ما قيل في هذه الآيات. أما قوله تعالى والناهون فالواو فيه عاطفة. وحكمة ذكرها في هذه الصفة، دون ما قبلها من الصفات، ما بين الأمر والنهي من التضاد. فجيء بالواو رابطة بينهما لتباينهما، وتنافيهما. وقال بعضهم: هي زائدة. وليس بشيء.
وأما قوله تعالى وثامنهم كلبهم فقيل: هي واو العطف، أي: يقولون سبعة، وثامنهم كلبهم. فهما جملتان. وقال الزمخشري: هي الواو، الداخلة على الجملة الواقعة صفة للنكرة، كما تدخل على الجملة الواقعة حالاً عن المعرفة. قال: وفائدتها توكيد لصوق الصفة بالموصوف، والدلالة على أن اتصافه بها أمر ثابت مستقر، وهي التي آذنت بأن الذين قالوا سبعة وثامنهم كلبهم قالوه عن ثبات علم، وطمأنينه نفس، ولم يرجموا بالظن كغيرهم. وهو معترض من جهة أن دخول الواو على الصفة لم يقل به أحد، من النحويين.
وأما قوله تعالى وأبكاراً فليس من هذا الباب، لأن الواو فيه عاطفة، ولابد من ذكرها، لأنها بين وصفين لا يجتمعان في محل واحد.
وأما قوله تعالى وفتحت فقال أبو علي وغيره: هي واو الحال، والمعنى: حتى إذا جاؤوها، وقد فتحت. أي: جاؤوها، وهي مفتحة، لا يوقفون. وهذا قول المبرد أيضاً. وقيل: إن أبواب جهنم لا تفتح، إلا عند دخول أهلها، وأما أبواب الجنة فيتقدم فتحها، بدليل قوله تعالى "جنات عدن، مفتحة لهم الأبواب". وجواب إذا، على هذا القول، محذوف، تقديره بعد خالدين، أي: نالوا المنى، ونحو ذلك. حذف للتعظيم. وقيل بعد أبوابها، أي دخلوها. وقيل: الجواب قال لهم والواو مقحمة. وتقدم قول من جعل فتحت هو الجواب، والواو مقحمة. والله أعلم.
--------------------------------------------------------
السابع:
الواو التي هي علامة الجمع في لغة أكلوني البراغيث. وهي لغة ثابتة، خلافاً لمن أنكرها، وأصحاب هذه اللغة يلحقون الفعل المسند إلى ظاهر، مثنى أو مجموع، علامة كضميره. فيقولون: قاما الزيدان، وقاموا الزيدون، وقمن الهندات. فالألف والواو والنون في ذلك حروف، لا ضمائر، لإسناد الفعل إلى الاسم الظاهر. فهذه الأحرف عندهم كتاء التأنيث في نحو: قامت هند.
ومن شواهد هذه اللغة، في الواو، قول الشاعر: بني الأرض قد كانوا بني، فعزني عليهم، لإخلال المنايا، كتابها
أنشده ابن مالك. قال: وقد تكلم بهذه اللغة النبي، صلى الله عليه وسلم، قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار. وقال السهيلي: ألفيت، في كتب الحديث المروية الصحاح، ما يدل على كثرة هذه اللغة وجودتها. وذكر آثاراً منها: يتعاقبون فيكم ملائكة. ثم قال: لكني أقول في حديث مالك: إن الواو فيه علامة إضمار، لأنه حديث مختصر. رواه البزار مطولاً مجرداً، فقال فيه: إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم ...
قلت: ونسب بعض النحويين هذه اللغة إلى طيىء، وقال بعضهم: هي لغة أزدشنوءة. ومن أنكر هذه اللغة تأول ما ورد من ذلك. فبعضهم يجعل ذلك خبراً مقدماً ومبتدأ مؤخراً، وبعضهم يجعل ما اتصل بالفعل ضمائر، والأسماء الظاهرة أبدال منها. وهذان تأويلان صحيحان، لما سمع من ذلك، من غير أصحاب هذه اللغة، وأما من يحمل جميع ما ورد من ذلك على التأويل فغير صحيح، لأن المأخوذ عنهم هذا الشأن متفقون على أن ذلك لغة قوم مخصوصين من العرب.
وحمل بعضهم على هذه اللغة قوله تعالى "ثم عموا وصموا كثير منهم"، "وأسروا النجوى". قلت: ولا ينبغي ذلك لأن هذه اللغة ضعيفة، فلا يحمل القرآن إلا على اللغات الفصيحة. والتأويلان المذكوران، قيل: يجريان في الآيتين. وقيل في وأسروا النجوى أقوال أخر.
------------------------------------------
الثامن:
واو الإنكار. نحو قولك أعمروه لمن قال: جاء عمرو. وحرف الإنكار تابع لحركة الآخر، ألفاً بعد الفتحة، وياء بعد الكسرة، وواواً بعد الضمة. ويردف بهاء السكت.
-------------------------------------------
التاسع:
واو التذكار
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو قولك يقولو تعني: يقول زيد. وحرف التذكار أيضاً تابع لحركة الآخر، وإنما يكون ذلك في الوقف على الكلمة، لتذكر ما بعدها. فإن كان آخر الموقوف عليه ساكناً كسر وألحق الياء، ولا تلحق هاء السكت حرف التذكار، لأن الوصل منوي. وقد عدوا حرف الإنكار وحرف التذكار من حروف المعاني.
--------------------------------------------------------------
العاشر:
أن يكون بدلاً من همزة الاستفهام، إذا كان بعدها همزة. كقراءة قنبل "قال فرعون: وآمنتم"، "وإليه النشور. وأمنتم". فالواو في ذلك بدل من همزة الاستفهام. ذكر ذلك صاحب رصف المباني. ولا ينبغي ذكر مثل هذا، إذ لو فتح هذا الباب لعدت الواو من حروف الاستفهام. والإبدال في ذلك عارض، لاجتماع الهمزتين. والله أعلم.
فهذه جملة أقسام الواو، وهي أربعة عشر قسماً. وبقيت للواو أقسام أخر، ذكرها النحويون، ليست من حروف المعاني.
منها الواو التي هي ضمير الحمع، نحو: الزيدون قاموا. فهذه الواو اسم، خلافاً للمازني. فإنه قال: هي حرف، والفاعل مستكن في الفعل.
ومنها الواو التي هي علامة الرفع، نحو: جاء الزيدون.
ومنها واو الإشباع، وهي الزائدة للضرورة، ي نحو قول الشاعر: وأنني حيث ما يثني الهوى بصري من حيث ما سلكوا أدنو، فأنظور
أي: فأنظر. فأشبع الضمة لإقامة الوزن.
ومنها واو الإطلاق. وهي، في الحقيقة، واو الإشباع، لكنها قياسية، كالواو في قوله: سقيت الغيث، أيتها الخيام ومنها
واو الإبدال.
وهي أقسام: بدل من همزة، نحو يومن. وبدل من ألف، نحو: خوصم زيد، لأن أصله خاصم. وبدل من ياء، نحو: موقن. فإنه من اليقين.
ومنها الواو الأصلية، كالواو في وعد.
وإنما ذكرت هذه الأقسام، مع أنها ليست من حروف المعاني، لأن بعض من صنف، في حروف المعاني، ذكر منها أقساماً، فأوهم كلامه أنها حروف معان.
وقد كنت نظمت للواو خمسة عشر معنى، في هذه الأبيات. وإليها يرجع جميع أقسامها: الواو أقسامها تأتي
ملخصة أصل، وعطف، والاستئناف، والقسم
والحال، والنصب، والإعراب، مضمرة علامة الجمع، والإشباع منتظم
وزائد، وبمعنى أو، ورب، ومع وواو الأبدال فيها العد يختتم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 08 - 2005, 06:46 ص]ـ
وضعت لك أنواع الواو لتعرف بنفسك ما نوعها في الآية التي ذكرتها
(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئَكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ) 18 التوبة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 08 - 2005, 08:02 ص]ـ
قال الطبري في تفسيرها
(قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (إنما يعمر مساجد الله)، المصدِّق بوحدانية الله, المخلص له العبادة = (واليوم الآخر) , يقول: الذي يصدق ببعث الله الموتى أحياءً من قبورهم يوم القيامة = (وأقام الصلاة)، المكتوبة، بحدودها = وأدَّى الزكاة الواجبة عليه في ماله إلى من أوجبها الله له = (ولم يخش إلا الله)، يقول: ولم يرهب عقوبة شيء على معصيته إياه، سوى الله = (فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، يقول: فخليق بأولئك الذين هذه صفتهم، أن يكونوا عند الله ممن قد هداه الله للحق وإصابة الصواب.)
أظن أن نوعها واضح تماما عندك؟؟
هي الواو التي تجمع عدة أمور معا
هل عرفتها؟
ـ[المهذب.]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 01:39 ص]ـ
قوله تعالى (ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون)
من يشرح لي الجملة الحالية وعلاقة الواو بها ومن من علماء النحو استشهد بها وتكلم فيها.
شاكر لكم(/)
مما يعين على المعنى عند الإشكال
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 08 - 2005, 08:47 ص]ـ
مما يعين على المعنى عند الإشكال أمور -----------------------------------------------------------------
أحدها
رد الكلمة لضدها كقوله تعالى) ولا تطع منهم آثما أو كفورا (أي ولا كفورا والطريقة أن يرد النهى منه إلى الأمر فنقول معنى أطع هذا أو هذا أطع أحدهما وعلى هذا معناه فى النهى ولا تطع واحدا منهما
الثانى
ردها إلى نظيرها كما فى قوله تعالى) يوصيكم الله في أولادكم (فهذا عام وقوله) فوق اثنتين (قول حد أحد طرفيه وأرخى الطرف الآخر إلى غير نهاية لأن أول ما فوق الثنتين الثلاث وآخره لا نهاية له وقوله) وإن كانت واحدة (محدوده الطرفين فالثنتان خارجتان من هذا الفصل وأمسك الله عن ذكر الثنتين وذكر الواحده والثلاث وما فوقها وأما قوله في الأخوات) إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك (الآية فذكر الواحده والاثنتين وأمسك عن ذكر الثلاث وما فوقهن فضمن كل واحد من الفصلين ما كف عن ذكره في الاخر فوجب حمل كل واحد منهما فيما امسك عنه فيه على ما ذكره في غيره
الثالث
ما يتصل بها من خبر أو شرط او ايضاح في معنى آخر كقوله تعالى) من كان يريد العزة فلله العزة جميعا (يحتمل أن يكون معناها من كان يريد أن يعز أو تكون العزة له لكن قوله تعالى) فلله العزة جميعا (يحتمل أن يكون معناها من كان أن يعلم لمن العزة فإنها لله
وكذلك قوله) إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله (فإنه لا دلالة فيها على الحال التي هي شرط في عقوبته المعينة وأنواع المحاربة والفساد كثيرة وإنما استفيدت الحال من الادلة الدالة على أن القتل على من قتل ولم يأخذ المال والصلب على من جمعها والقطع على من أخذ المال ولم يقتل والنفي على من لم يفعل شيئا من ذلك سوى السعي في الأرض بالفساد
الرابع
دلالة السياق فإنها ترشد الى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن اهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته وانظر إلى قوله تعالى) ذق إنك أنت العزيز الكريم (
كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير
الخامس
ملاحظة النقل عن المعنى الأصلي وذلك أنه قد يستعار الشيء لمشابهة ثم يستعار من المشابه لمشابه المشابه ويتباعد عن المسمى الحقيقي بدرجات فيذهب عن الذهن الجهة المسوغة لنقه من الأول إلى الآخر وطريق معرفة ذلك بالتدريج كقوله تعالى) لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين (وذلك أن اصل دون للمكان الذي هو أنزل من مكان غيره ومنه الشيء الدون للحقير ثم استعير للتفاوت في الأحوال والرتب فقيل زيد دون عمرو في العلم والشرف ثم اتسع فيه فاستعير في كل ما يتجاوز حدا إلى حد وتخطى حكما إلى حكم آخر كما في الآية المذكورة والتقدير لا تتجاوزوا ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين
وكذلك قوله تعالى) وادعوا شهداءكم من دون الله (أي تجاوزوا الله في دعائكم إلى دعاء آلهتكم الذين تزعمون أنهم يشهدون لكم يوم القيامة أي لاتستشهدوا بالله فإنها حجة يركن إليها العاجز عن البينات من الناس بل ائتوا ببينة تكون حجة عند الحكام وهذا يؤذن بأنه لم يبق تشبث سوى قولهم الله يشهد لنا عليكم هذا إذا جعلت من دون الله متعلقا بادعوا فإن جعلته متعلقا ب) شهداءكم (احتمل معنيين أحدهما أن يكون المعنى ادعوا الذين تجاوزتم في زعمكم شهادة الله أي شهادتهم لكم يوم القيامة والثاني على أن يراد بشهدائكم آلهتكم أي ادعوا الذين تجاوزتم في اتخاذكم ألوهية الله إلى ألوهيتهم
ويحتمل أن يكون التقدير من دون الله أي من غير المؤمنين يشهدون لكم أنكم آمنتم بمثله وفي هذا إرخاء عنان الاعتماد على أن فصحاءهم تأنف نفوسهم من مساجلة الحق الجلي بالباطل اللجلجي وتعليقه بادعوا على هذا جائز
ومنه قوله تعالى) أو كالذي مر على قرية (فإنه عطفه على قوله) ألم تر (لأنها بمعنى هل رأيت
السادس
(يُتْبَعُ)
(/)
معرفة النزول وهو من أعظم المعين على فهم المعنى وسبق منه في أول الكتاب جملة وكانت الصحابة والسلف يعتمدونه وكان عروة بن الزبير قد فهم من قوله تعالى) فلا جناح عليه أن يطوف بهما (أن السعي ليس بركن فردت عليه عاشئة ذلك وقالت لو كان كما قلت لقال فلاجناح عليه ألا يطوف بهما وثبت أنه إنما أتى بهذه الصيغة لأنه كان وقع فزع في قلوب طائفة من الناس كانوا يطوفون قبل ذلك بين الصفا والمروة للأصنام فلما جاء الإسلام كرهوا الفعل الذي كانوا يشركون به فرفع الله ذلك الجناح من قلوبهم وأمرهم بالطواف رواه البخاري في صحيحه فثبت أنها نزلت ردا على من كان يمتنع من السعي
ومن ذلك قصة مروان بن الحكم سؤاله ابن عباس لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعبذن اجمعون فقال ابن عباس هذه الآيات
نزلت في أهل الكتاب ثم تلا) وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه (وتلا) لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا (قال ابن عباس سألهم النبي صلى الله عليه وسلّم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سالهم عنه واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم ما سألهم عنه
وقد سبق فيه كلام في النوع الآول في معرفة سبب النزول فاستحضره ومن هذا ما قاله الشافعي في قوله تعالى) قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما (انه لا متمسك فيها لمالك على العموم لأنهم سألوا رسول الله ? عن اشياء فأجابهم عن المحرمات من تلك الأشياء وحكاه غير سعيد بن جبير
السابع
السلامة من التدافع كقوله تعالى) وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين (فإنه يحتمل ان الطوائف لا تنفر من أماكنها وبواديها جملة بل بعضهم لتحصيل التفقه بوفودهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا رجعوا إلى قومهم أعلموهم بما حصل لهم والفائدة في كونهم لاينفرون جميعا عن بلادهم حصول المصلحة في حفظ من يتخلف من بعضهم ممن لا يمكن نفيره
ويحتمل أن يكون المراد بالفئة النافرة هي من تسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازيه وسراياه والمعنى حينئذ انه ما كان لهم ان ينفروا اجمعين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازيه لتحصيل المصالح المتعلقة ببقاء من يبقى في المدينة والفئة النافرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تتفقه في الدين بسبب ما يؤمرون به ويسمعون منه فإذا رجعوا إلى من بقي بالمدينة اعلموهم بما حصل لهم في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم من العلم والاحتمالان قولان للمفسرين
قال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد والأقرب عندي هو الاحتمال الأول لأنا لو حملناه على الاحتمال الثاني لخالفه ظاهر قوله تعالى) ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه (وقوله تعالى) فانفروا ثبات أو انفروا جميعا (فإن ذلك يقتضي اما طلب الجميع بالنفير او أباحته وذلك في ظاهره يخالف النهي عن نفر الجميع وإذا تعارض محملان يلزم من احدهما معارضته ولا يلزم من الآخر فالثاني اولى ولا نعني بلزوم التعارض لزوما لا يجاب عنه ولا يتخرج على وجه مقبول بل ما هو اعم من ذلك فإن ما أشرنا إليه من الآيتين يجاب عنه بحمل) أو (في قوله) أو انفروا جميعا (على التفصيل دون التخيير كما رضيه بعض المتأخرين من النحاة فيكون نفيرهم ثبات مما لايدعون الحاجة الى نفيرهم فيه جميعا ونفيرهم جميعا فيما تدعو الحاجة اليه ويحمل قوله) ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله (على ما اذا كان الرسول هو النافر للجهاد ولم تحصل الكفاية الا بنفير الجميع ممن يصلح للجهاد فهذا اولى من قول من يقول بالنسخ
او ان تكون هذه الاية ناسخة لما اقتضى النفير جميعا
ومن المفسرين من يقول عن منع النفير جميعا حيث يكون رسول الله عليه الصلاة والسلام بالمدينة فليس لهم ان ينفروا جميعا ويتركوه وحده
والحمل ايضا على هذا التفسير الذي ذكرناه اولى من هذا لآن اللفظ يقتضي ان نفيرهم للتفقه في الدين والإنذار ونفيرهم مع بقاء رسول الله عليه الصلاة والسلام بعدهم لايناسبه التعليل بالتفقه في الدين اذ التفقه منه عليه الصلاة والسلام وتعلم الشرائع من جهته فكيف يكون خروجهم عليه معللا للتفقه في الدين
ومنه قوله تعالى) فاتقوا الله ما استطعتم (فإنه يحتمل ان يكون من باب التسهيل والتخفيف ويحتمل ان يكون من باب التشديد بمعنى انه ما وجدت الاستطاعة فاتقوا أي لاتبقى من الاستطاعة شيء
وبمعنى التخفيف يرجع الى ان المعنى فاتقوا الله ماتيسر عليكم او ما امكنكم من غير عسر قال الشيخ تقي الدين الفشيري ويصلح معنى التخصيص قوله عليه الصلاة والسلام" اذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا امرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "
-----------------
الزركشي
البرهان قي علوم القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 08 - 2005, 12:30 م]ـ
طيب
إذن الزركشي يريد منّا أن نرد الآية إلى الضد لنفهم المعنى كما في قوله تعالى (ولا تطع منهم آثما أو كفورا)
أي هل من الممكن أن يطلب إ طاعة الآثم---بالطبع لا
هل يمكن أن يطلب إطاعة الكفور--بالطبع لا
إذن المعنى هو ولا تطع الكفور ولا تطع الآثم
نقل القرطبي ما يلي ("أو" في قوله تعالى: "آثما أو كفورا" أوكد من الواو؛ لأن الواو إذا قلت: لا تطع زيدا وعمرا فأطاع أحدهما كان غير عاص؛ لأنه أمره ألا يطيع الاثنين, فإذا قال: "لا تطع منهم آثما أو كفورا" ف"أو" قد دلت على أن كل واحد منهما أهل أن يعصي؛ كما أنك إذا قلت: لا تخالف الحسن أو ابن سيرين, أو اتبع الحسن أو ابن سيرين فقد قلت: هذان أهل أن يتبعا وكل واحد منهما أهل لأن يتبع؛ قاله الزجاج.)(/)
سؤال عن التورية
ـ[نور الهدى]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 02:18 ص]ـ
ما هي التورية في اللغة العربية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 07:09 ص]ـ
التورية:
قال السيوطي في الإتقان
(أن يذكر لفظ له معنيان، إما بالاشتراك أوالتواطؤ أوالحقيقة والمجاز، أحدها قريب والآخر بعيد، ويقصد بالبعيد ويوري عنه بالقريب فيتوهمه السامع من أول وهلة.
قال الزمخشري: لا ترى باباً في البيان أدق ولا ألطف من التورية، ولا أنفع ولا أعون على تعاطي تأويل المتشابهات في كلام الله ورسوله)
مثال من عندي
"لو سألك شخص--من أنت
وأجبته---أمة الله
هو ظن أن أسمك " أمة الله" وأنت قصدت المعنى الجميل للعبارة من كونك خاضعة لله"
والتورية يستخدمها الناس بديلا عن الكذب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 05:02 م]ـ
وهذا مثال شعري على التورية
فلما نأت العشيرة كلها
أنخنا فخالفنا السيوف على الدهر
فما أسلمتنا عند يوم كريهة
ولا نحن أغضينا الجفون على وتر
ها هنا معنيان
# معنى إغضاء جفن العين وهو متبادر للذهن غير مقصود
# معنى إغماد السيف--والسيف إذا أغمد إنطبق الجفن عليه--وإذا جرد انفتح الجفن بسبب الخلاء بين الدفتين--وهو ما أراده الشاعر
----------------------------------------------------------------------------------------------
لو سمح المشرف بتغيير العنوان إلى عنوان " سؤال في التورية"
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 08 - 2005, 01:09 ص]ـ
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3885
ـ[نور الهدى]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 09:17 م]ـ
مشكور أخي العزيز حسني، والشكر موصول لكِ أيضا أختي العزيزة أنوار الأمل(/)
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 04:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
((وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ))
(النساء:3
أفضل الأقوال هو ما قاله إبن عادل في تفسيره "اللباب في علوم الكتاب"
قال (أنه قوله: {فَ?نكِحُواْ} وذلك أنهم كانوا يتزوجون الثمانَ، والعشر، ولا يقومون بحقوقهن، فلمَّا نزلت {وَلاَ تَأْكُلُو?اْ أَمْوَالَهُمْ} أخذوا يَتحرّجُونَ من ولاية اليتامى، فقيل لهم: إن خفتم من الجورِ في حقوق اليتامى فخافوا أيضاً من الجور في حقوق النساء، فانكحوا هذا العدد؛ لأنَّ الكَثْرَةَ تُفْضي إلى الجور، ولا تنفع التوبةُ من ذنبٍ مع ارتكاب مثله.)
لا حظ---كانوا يتحرّجون ويأنفون من أكل مال اليتامى لقوله (وَآتُوا اليَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً) وهذه الآية قبل آية " وانكحوا " مباشرة
فقيل لهم إن خفتم ظلم اليتامى إلى هذا الحد فخافوا أيضا من نكاح عدد أكبر من العدد الذي صرحت به الآية لأن في كثرة عدد المنكوحات أكثر من العدد المصرّح به ظلم لهن
ـ[عاشق جمال الفصحى]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 10:53 م]ـ
الأخ جمال
لماذا لم يقل القرآن (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُعدلوا) بدلا من (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 05:37 ص]ـ
أولا--لقد كتبت " أَلاَّ تُعدلوا " بضم على التاء بدون مبرر تقليدا للآية وهي "تعدلوا" بالفتح
ثانيا--العدل يكون بين اثنين أو أكثر---أما القُسُوطُ فهو الجور والعدول عن الحق فيقع على واحد أو أكثر
يعني أنت تعدل بين ولديك في الطعام فتساوي بينهما--وتقسط في واحد إن أعطيته أقل من أخيه--فهو يعدل بين يتيمين بالعطاء ولكنه يقسط فيهم إن لم يعطهم أموالهم--فالإستخدامان متباينان
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 07:49 م]ـ
أخي جمال – أطال الله بقاءك ..
لعلّ الأخ عاشق جمال الفصحى يستفسر عن سبب استعمال القرآن لكلمة (القِسط) - بكسر القاف - بدلاً من كلمة (العدل) في الآية الكريمة .. فالظاهر من كلامه أنه يبحث عن الفرق اللغوي بين هاتين الكلمتين!!؟
وإذا كان ذلك كذلك .. نقول:
إن القِسط – بكسر القاف – هو العدل بحقّ، وفعله أقسط يقسِطُ ويقسُطُ فهو مقسط إذا عدل.
وأما القَسط – بفتح القاف – والقُسوط – بضمّها – فهو الجور الذي بيّنته في مداخلتك – حفظك الله .. وهذا فعله قسط يقسط فهو قاسط.
وقد ورد كل من الفعلين – قسط وأقسط - في القرآن الكريم.
ولكن الفعل أقسط ورد في جُلّ الآيات التي ذكرت هذه المادّة، على حين لم يرد ذكر القاسطين – من الفعل قسط – إلا في آيتين اثنتين، هما قوله تعالى في سورة الجن: " وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا " (الجن: 14 - 15).
وأما المقسطين، فمثاله قول الله عزّ وجلّ: " وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (المائدة: 42)، وقوله عزّ وجلّ: " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء " (النساء: 3). قال القرطبي في تفسير هذه الآية: تقسطوا معناه تعدلوا، يُقال أقسط الرجل إذا عدل، وقسط إذا جار وظلم صاحبه، وقال عليه الصلاة والسلام: المقسطون في الدين على منابر من نور يوم القيامة، يعني العادلين.
فإذا جاءت كلمة (القسط) بمعنى (العدل) .. فما هو إذن الفرق اللغوي بينهما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عند إمعان النظر في آيات القرآن الكريم، نجد أن القسط ورد في الآيات التي تبحث في الأمور المالية، ومنها شؤون اليتامى، فهذا اللفظ ارتبط دائماً بالكيل والميزان. لكأنّما القِسط هو العدل في أمور الحياة الاجتماعية والاقتصادية، أو هو العدل في تصريف شؤون الحياة التي تتشابك فيها العلاقات المادية. فالتجارة وما ينتج عنها من تداخل أموال الناس فيما بينهم، لا بدّ فيه من مراعاة المكاييل والمقاييس الدقيقة. وأموال اليتامى، وأحوالهم، والمحافظة عليهم، ورعاية شؤونهم من قبل الأوصياء، وما يجري بين الناس من عقود وعهود، وديون، وإيجار واستئجار .. كل ذلك عبّر عنه القرآن الكريم بكلمة (القسط) وما اشتقّ منها.
يمثل ذلك قوله تعالى: " وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا " (البقرة: 282)، وقوله تعالى: " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (الممتحنة: 8)، ومثاله أيضاً قوله تعالى: " وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ " (الأنعام: 152)، وقوله تعالى: " وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ " (الرحمن: 9). فالقسط إذن أخصّ من العدل.
وأما العدل، فهو مصطلح يفيد معنى العموم والشمول في صدق الحكم وصدق القول، وهو الحكم المنصف بمعناه العامّ، وهو كذلك صفة للحاكم المنصف، وهو أيضاً صفة للقول الصادق الذي يترتّب عليه إقامة الحقّ ودحض الباطل. فكأنّ العدل – بذلك – كلمة تشمل القِسط في طيّاتها، ويبقى القِسط هو الانتصاف في المعاملات اليومية، والشؤون الاجتماعية السائرة بين الأفراد.
وممّا يدلّ على أن العدل والقسط غير مترادفين، هو قول الحقّ تبارك وتعالى: " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (الحجرات: 9).
فالآية الكريمة أمرت أولاً أن يُصلحوا بين الطائفتين بالعدل. وهنا يُفهم أن يكون الحكم بين الفئتين حكماً عادلاً، يراعى فيه وجه الحقّ. وبعد ذلك أمرت الآية أن يقسطوا بينهما، أي يحسنوا المعاملة بين الفريقين المقتتلين، ولا يميلوا إلى أحدهما على الآخر حتى يتمّ تنفيذ الحكم بينهما عملياً ..
ثم إن مادّة (عدل) جاءت في القرآن الكريم على عدّة معانٍ، نبيّنها من خلال الحوار الذي دار بين عبد الملك بن مروان وسعيد بن جبير. فقد رُوي أن الخليفة عبد الملك بن مروان كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن العدل، فأجابه: إن العدل على أربعة أنحاء: العدل في الحكم، قال تعالى: " وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ " (النساء: 58). والعدل في القول، قال الله تعالى: " وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ " (الأنعام: 152). والعدل: الفدية، قال عزّ وجلّ: " وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ " (البقرة: 123). والعدل في الإشراك، قال الله عزّ وجلّ: " ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ " (الأنعام: 1)، أي يشركون.
والله تعالى أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 08:16 م]ـ
تعديل في قمّة الإحكام والأدب
بارك الله بك---ويلزمني أن أستفسر منك عن الآتي--قوله "أَلاَّ تُقْسِطُواْ " فهل هي بمعنى " خفتم القسوط"
؟؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 11:01 م]ـ
أخي الحبيب جمال ..
شكر الله لكم أدبكم الجمّ ..
وقبل أن أباشر في الاجابة عن استفسارك - حفظك الله - أودّ أن أنبّه إلى خطأ مطباعي .. فقد جاء في الفقرة الرابعة من مشاركتي السابقة: (وأما المقسطين، فمثاله .. )، والصحيح أن يُقال: (وأما المقسطون، فمثاله .. )! ولكني بعد أن غيرت الجملة من (ومثال المقسطين .. ) إلى ما هي عليه الآن، لم أقم بتعديل كلمة المقسطين نفسها .. فاعذرونا!
أما بالنسبة لاستفسارك .. أخي الكريم، فقد جاء في اللسان أن (القُسُوط) هو: الجَوْر والعدول عن الحقّ. يُقال: قَسَطَ يَقْسِطُ (بالفتحة على الياء)، فهو قاسِطٌ: إذا جَارَ وظَلَم. و أَقْسَطَ يُقْسِطُ (بالضمّة على الياء)، فهو مُقْسِطٌ إذا عَدَل.
ولذلك فإن " تُقْسِطُوا" (بالضمّة) في الآية الكريمة معناها: تعدلوا ..
ولو كانت: (ألا تَقْسِطوا) - بالفتحة - لكان المعنى: تظلموا.
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 11:19 م]ـ
إذن أخي
معنى "وإن خفتم أَلاَّ تُقْسِطُواْ " هو نفسه ",إن خفتم القسوط "؟؟ أليس كذلك؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 11:31 م]ـ
هو كذلك ..(/)
فَتَابَ عَلَيْكُمْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 06:06 م]ـ
:::
قوله تعالى
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) 54 البقرة
هناك جواب شرط محذوف هو "ففعلتم" فالفاء في قوله تعالى "فَتَابَ عَلَيْكُمْ " أفادت الجواب المحذوف
أي صار معنى الكلام "ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ففعلتم فتاب الله عليكم"
وتسمّى الفاء العاطفة على الجواب المحذوف "الفاء الفصيحة"
قال الزمخشري
(والثالثة متعلقة بمحذوف، ولا يخلو إما أن ينتظم في قول موسى لهم فتتعلق بشرط محذوف، كأنه قال: فإن فعلتم فقد تاب عليكم. وإما أن يكون خطاباً من الله تعالى لهم على طريقة الالتفات. فيكون التقدير: ففعلتم ما أمركم به موسى فتاب عليكم بارؤكم)
ومن هذا القبيل قوله
" فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً" 36 الفرقان
فهناك جواب محذوف تقديره "فذهبا إليهم فكذبوهما" كما قال الزركشي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 08:24 م]ـ
:::
قوله تعالى
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) 54 البقرة
هناك جواب شرط محذوف هو "ففعلتم" فالفاء في قوله تعالى "فَتَابَ عَلَيْكُمْ " أفادت الجواب المحذوف
أي صار معنى الكلام "ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ففعلتم فتاب الله عليكم"
وتسمّى الفاء العاطفة على الجواب المحذوف "الفاء الفصيحة"
قال الزمخشري
(والثالثة متعلقة بمحذوف، ولا يخلو إما أن ينتظم في قول موسى لهم فتتعلق بشرط محذوف، كأنه قال: فإن فعلتم فقد تاب عليكم. وإما أن يكون خطاباً من الله تعالى لهم على طريقة الالتفات. فيكون التقدير: ففعلتم ما أمركم به موسى فتاب عليكم بارؤكم)
ومن هذا القبيل قوله
" فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً" 36 الفرقان
فهناك جواب محذوف تقديره "فذهبا إليهم فكذبوهما" كما قال الزركشي
في هذه الآية (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ثلاث فاءات
الآولى في (فَتُوبُوا) ---قال الزمخشري":الأولى للتسبيب لا غير، لأن الظلم سبب التوبة"
--أي توبوا لأنّكم ظلمتم
الثانية في (فَاقْتُلُواْ) ---قال الزمخشري فيها "والثانية للتعقيب لأن المعنى فاعزموا على التوبة فاقتلوا أنفسكم، من قبل أن الله تعالى جعل توبتهم قتل أنفسهم. ويجوز أن يكون القتل تمام توبتهم." أي توبوا وبعد التوبة حالا اقتلوا أنفسكم
الثالثة في (فَتَابَ عَلَيْكُمْ) ----وهذه قلنا أنّها الفاء الفصيحة لأنّها فاء عاطفة على جواب محذوف
وأود أن أشير أن القتل قد حصل ولكنّا لا ندري كيفيته--أي كيف قاموا بقتل بعضهم بعضا غير معروف لنا
ـ[الضاد1]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال الإخوة، أدعو الله أن تكونوا بخير وصحة وسلام واطمئنان.
إخوتي الكرام، ماذا نسمي هذا النوع من البلاغة في اللغة العربية عندما يكون هنالك جواب لفعل محذوف؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 02:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
عوداً حميداً أخي عمار ..
أما بالنسبة للحذف، فإنّه يأتي على أربعة أنواع، هي: الاقتطاع، والاكتفاء، والاحتباك، والاختزال. فإذا كان المحذوف اسماً أو فعلاً أو حرفاً أو أكثر، فنسمّيه حذفاً بالاختزال!
ودمتم ..
ـ[الضاد1]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 10:51 ص]ـ
حياك الله أخي لؤي وأشكرك على الإجابة.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 08 - 2006, 06:27 م]ـ
عودا حميدا لكم جميعا، جمال ولؤي وعمار.
تحيتي لكم.
ـ[الضاد1]ــــــــ[15 - 08 - 2006, 03:37 م]ـ
أشكرك أخي العزيز عزام، وبارك الله بك.(/)
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى و
ـ[الضاد1]ــــــــ[08 - 08 - 2005, 12:32 م]ـ
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
السلام عليكم
ما نوع إلا هنا، لأن إبليس لم يكن من الملائكة، فهل إبليس مستثنى؟
شكراً لكم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 01:14 ص]ـ
ما هاكذا تورد الأبل ياسعد
و لكل مقال مقام
أنتظر كتابي وستراى
أنشاء الله سبحانه له الحمد
ييسر أتمامة
ففية ما يسرالمؤمنين خاصة والمسلمين عامة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 07:25 ص]ـ
الأخ الضاد 1
واصل سؤالتك فوالله إنّك تبعث النفس على التفكير
أمّا الآية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) 34 البقرة
فهي تدل على أنّ إبليس قد اُستثني من الساجدين --لاحظ---لم يستثن من الملائكة--فالآية لا علاقة لها بالبحث المتعلق بكونه ملاكا أو لا---إنّما هي تخبرنا عن عدم سجوده وعن استكباره عن أمر ربه
فالإستثناء فيها متصل--وخصوصا إذا علمنا أن إبليس كان دائم التواجد معهم فخوطب بما يخاطبون به تغليبا
قال أبو جعفر الطبري فيها
(إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [سورة الأعراف: 11 - 12]، فأخبر جل ثناؤه أنه قد أمر إبليس فيمن أمرَه من الملائكة بالسجود لآدمَ. ثم استثناه جل ثناؤه مما أخبر عنهم أنهم فعلوه من السجود لآدمَ، فأخرجه من الصفة التي وصفهم بها من الطاعة لأمره، ونفى عنه ما أثبته لملائكته من السجود لعبده آدم.)
وفي قول علمنا البحر الفذ الطبري كفاية لمن عقل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 09:42 ص]ـ
الأخ الضاد 1
واصل سؤالاتك فوالله إنّك تبعث النفس على التفكير
أمّا الآية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) 34 البقرة
فهي تدل على أنّ إبليس قد اُستثني من الساجدين --لاحظ---لم يستثن من الملائكة--فالآية لا علاقة لها بالبحث المتعلق بكونه ملاكا أو لا---إنّما هي تخبرنا عن عدم سجوده وعن استكباره عن أمر ربه
فالإستثناء فيها متصل--وخصوصا إذا علمنا أن إبليس كان دائم التواجد معهم فخوطب بما يخاطبون به تغليبا
قال أبو جعفر الطبري فيها
(إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [سورة الأعراف: 11 - 12]، فأخبر جل ثناؤه أنه قد أمر إبليس فيمن أمرَه من الملائكة بالسجود لآدمَ. ثم استثناه جل ثناؤه مما أخبر عنهم أنهم فعلوه من السجود لآدمَ، فأخرجه من الصفة التي وصفهم بها من الطاعة لأمره، ونفى عنه ما أثبته لملائكته من السجود لعبده آدم.)
وفي قول علمنا البحر الفذ الطبري كفاية لمن عقل
الحمد لله على أن أنعم علينا بالطبري وغيره من أعلامنا الذين سبقونا ولم يتركوا مجالا لغرائب وعجائب عاشقيها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 06:28 م]ـ
الأخ الضاد 1
واصل سؤالتك فوالله إنّك تبعث النفس على التفكير
أمّا الآية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) 34 البقرة
فهي تدل على أنّ إبليس قد اُستثني من الساجدين --لاحظ---لم يستثن من الملائكة--فالآية لا علاقة لها بالبحث المتعلق بكونه ملاكا أو لا---إنّما هي تخبرنا عن عدم سجوده وعن استكباره عن أمر ربه
فالإستثناء فيها متصل--وخصوصا إذا علمنا أن إبليس كان دائم التواجد معهم فخوطب بما يخاطبون به تغليبا
قال أبو جعفر الطبري فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [سورة الأعراف: 11 - 12]، فأخبر جل ثناؤه أنه قد أمر إبليس فيمن أمرَه من الملائكة بالسجود لآدمَ. ثم استثناه جل ثناؤه مما أخبر عنهم أنهم فعلوه من السجود لآدمَ، فأخرجه من الصفة التي وصفهم بها من الطاعة لأمره، ونفى عنه ما أثبته لملائكته من السجود لعبده آدم.)
وفي قول علمنا البحر الفذ الطبري كفاية لمن عقل
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 01:15 ص]ـ
أحسنت أخي جمال ..
ولقد سمعت ذات مرة شرحاً ممتعاً لمعنى الاستثناء المتصل والاستثناء المنقطع والفرق بينهما، من شيخ كريم، فأسوقه هنا للفائدة:
الاستثناء في اللغة هو عبارة عن عملية (طرح) .. وكما أن عندنا في عملية الطرح ثلاثة أركان:
المطروح منه، والمطروح، وأداة الطرح ..
فهكذا هو الاستثناء:
مستثنى منه، ومستثنى، وأداة استثناء ..
ولننظر أولاً إلى الاستثناء من الناحية (البلاغية)، قبل أن نخوض فيه من الناحية النحوية ..
و لكي ندخل في الموضوع، نطرح المثال التالي:
(جمال) رجل طيب أتى من القدس .. وحطّت به الرحال في (الطيبة)، وهم كلهم أبناء قبيلة واحدة إلا (جمال) .. وأقام (جمال) بينهم سنين وسنين حتى أصبح واحداً منهم ..
في يوم من الأيام .. قامت (قلنسوة) بغزوة على (الطيبة)، وقبل أن تصل قبيلة (قلنسوة) إلى مضارب قبيلة (الطيبة)، وصلت الأخبار إلى شيخ قبيلة (الطيبة)، ونادى القبيلة نداء عامّاً، فقال: (ياقوم هبّوا لنقاوم قبيلة قلنسوة)، فقاموا كلهم ..
وهنا نسأل سؤالاً: عندما ينادي شيخ القبيلة القوم، ويسمع (جمال) الذي من طول مقامه فيهم أصبح كأنه واحد منهم .. هل يلزمه أن يلبّي أم لا؟
طيب .. إذا لم يلبّ (جمال) نداء شيخ القبيلة .. وسأل شيخ القبيلة: من قاتل معنا؟ فقال أحد الرجاجيل: والله طال عمرك كل القبيلة قامت إلا جمال ..
فكل القبيلة (مستثنى منه) ـ جمال (مستثنى) ـ إلا (أداة استثناء)
وهنا نقف قليلاً .. لندخل في الناحية النحوية:
الاستثناء هذا ما هو نوعه؟ هل متّصل أم منقطع؟
الجواب: متصل ..
لأن المستثنى هنا هو جزء من المستثنى منه ..
طيب ..
افترضوا أن قبيلة (قلنسوة) قتلوا كل قبيلة (الطيبة) إلا حماراً!!
ماذا أقول؟؟
قرأتم كلامي؟؟
لقد اسثنيت الحمار من القوم!!
هل لاحظتم؟
هل الحمار هو جزء من القوم؟
لا طبعاً ..
هل هذا الاستعمال صحيح؟
بكل تأكيد والعرب كانت تستخدمه ..
وهذا هو الاستثناء المنقطع ..
كل القبيلة (مستثنى منه) ـ حماراً (مستثنى) ـ إلا (أداة استثناء)
وإذا نظرنا إلى الآية من جديد، نجد ما يلي:
لو حملناها على كونها مستثنى متصل، فبالاعتبار الأول ..
ولو حملناها على كونها مستثنى منقطع، فبالاعتبار الثاني ..
وهكذا نعلم أنه لا تناقض على جميع الاحتمالات ..
ولذلك أيضاً لم يعترض العرب عليها، لأنهم يستعملون هذا الاستعمال في لغتهم ..
أرجو أن تكون المعلومة قد وصلت ..
ـ[الضاد1]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 10:33 م]ـ
بارك الله بكم جميعاً
أخي لؤي: أفصحت فبينت
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 10:50 م]ـ
لؤي لم يفصح فقط
بل جاء بما أدهشني وزاد من إعجابي بدقة ومتانة كلامه
ـ[الامين]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 01:16 م]ـ
الأخوة الأعزاء، السلام عليكم. اسمحوا لي بهذه المداخلة البسيطة وهي: إنَّ للعلماء والمفسرين كلاما في حقيقة إبليس، فعن جمع: إنه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن، اتصف ببعض صفات الملائكة.
واستدلوا بقوله تعالى: (وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) الكهف 50
وإنه تعالى بين حقيقته في ما حكاه الله تعالى عنه (خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)
الاعراف 12 وحينئذ يكون الاستثناء منقطعاً.
وعن جمع آخرين: انه كان من الملائكة، وتمسكوا بظاهر الآية فإنه كان مشمولاً لأمره تعالى للملائكة بالسجود فيكون الاستثناء متصلاً.
والصحيح من هذين الاحتمالين هو الاول: لصريح القرآن حيث ورد بانه ما كان من جنس الملائكة وإن كان في صفوفهم، بل كان من طائفة الجن، وهي مخلوقات مادية. قال تعالى: (فَسَجدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ) واما شموله للأمر لا يستدعي كونه منهم، فانه ذات خبيث مفسد فكيف يكون منهم وقد اقتضت الحكمة الالهية في خلقه، لمصالح ليس في وسع البشر دركها كما في سائر ما خلقه تعالى، ولعل منها أنه أحد طرفي الاختيار في الانسان فإن الله يدعو الى الجنة والمغفرة وهو يدعو الى النار، والانسان بينهما فإن شاء لبَّى دعوة الله إن شاء لبَّى دعوة الشيطان
أعاذنا الله تعالى من شره وشروره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الضاد1]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:45 م]ـ
نرجع قليلاً إلى هذا الموضوع ونقول: لو أن الأخ لؤي الطيبي لم يأت لنا بالمثال السابق
فكيف نفسر هذه الآية
فخطر ببالي (ولا أعرف إن كان هذا تأويلاً أم تفسيراً أم اعتباطاً لا سمح الله)
أن الملائكة مخلوقون من نور، وأن إبليس مخلوق من نار، فكيف إذا امر خالقهم
الملائكة بالسجود، فأولى لإبليس أيضاً بالسجود لأنه أقل
مستوىً من الملائكة؛ والذي دل على ذلك، عندما يقول الله تعالى على لسان
إبليس (أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين)
هذا والله أعلى وأعلم، والمفسرون يؤكدون أو ينفون، وأتراجع حال إثبات خطئي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 08:31 ص]ـ
أن الملائكة مخلوقون من نور، وأن إبليس مخلوق من نار، فكيف إذا امر خالقهم
الملائكة بالسجود، فأولى لإبليس أيضاً بالسجود لأنه أقل
مستوىً من الملائكة؛ والذي دل على ذلك، عندما يقول الله تعالى على لسان
إبليس (أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين)
وكأن عبارتك أيها الأخ الكريم بحاجة إلى ترتيب فلنتناساها وهات غيرها فنناقشها
ـ[الضاد1]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:59 م]ـ
وكأن عبارتك أيها الأخ الكريم بحاجة إلى ترتيب فلنتناساها وهات غيرها فنناقشها
وأنا أسحب هذه العبارة تفادياً للمسؤولية
ـ[الضاد1]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 03:00 م]ـ
وأستغفر الله العظيم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 03:08 م]ـ
ما ألطفك وألطف كلامك---أبقاك الله لنا يا طيب
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[31 - 08 - 2005, 07:16 ص]ـ
السلام عليكم
أنا عضو جديد وهذه أول مشاركة لي معكم.
قصة آدم وإبليس أنظر إليها بمنظار الحكمة حيث أن أمر الله حكيم، ومعنى ذلك أنه هو الأمر الحق الذي يجب أن يكون.
الله تعالى يعلم الغيب ويعلم ما توسوس به الأنفس فهو سبحانه منزه من أن يتفاجأ برفض إبليس للسجود. إذن فالله تعالى علم ما في نفس إبليس من تكبر بغير الحق على آدم، وأنسب أمر لكسر غرور إبليس وتكبره بغير الحق على آدم هو أن يأمره الله بالسجود لآدم.
هل من الحكمة أن يأمر الله إبليس وحده بالسجود لآدم؟
الجواب:
لو أمر الله إبليس وحده بالسجود لآدم لما اكتفى بالامتناع عن السجود ولزاد على ذلك بأن يدعي أن أمر الله هذا لو أمر به الملائكة وحتى المقربين منهم الذين هم خير من إبليس في الخلق والشرف لامتنعوا هم أيضا عن السجود لآدم.
هذا الاحتمال لرد فعل إبليس يعلمه الله، والحكمة تقتضي أن يأخذ في الحسبان كل الاحتمالات والفرضيات لكي لا يستدرك أحد على الله أو يسبقه بالقول. وهكذا فإن الحكمة توجب أن يصدر الأمر للملائكة ومعهم إبليس، ولا يعني أن إبليس كان ملكا، أإذا قال رب العمل: أمرت مجلس إدارة الشركة باحترام أوقات الدوام في العمل فاستجابوا جميعا إلا عبده الفراش.
فهل يعني هذا أن المدعو عبده (الفراش) أحد أعضاء مجلس الإدارة؟
بالطبع لا، فهو فراش فقط يخدم أعضاء مجلس الإدارة بتقديم المشروبات لهم.
(وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون.)(/)
كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 10:03 م]ـ
قال في الفتوحات
(ومن رحمة الله بأهل النار في أيام عذابهم خمود النار عنهم ثم تسعر
بعد ذلك عليهم فيخف عنهم بذلك من آلام العذاب على قدر ما خبت
النار قال تعالى "كلما خبت زدناهم سعيرا" وهذا يدلك إن النار
محسوسة بلا شك فإن النار ما تتصف بهذا الوصف إلا من كون قيامها
بالأجسام لأن حقيقة النار لا تقبل هذا الوصف من حيث ذاتها ولا الزيادة
ولا النقص وإنما هو الجسم المحرق بالنار هو الذي يسجر بالنارية وإن
حلمنا هذه الآية على الوجه الآخر قلنا قوله تعالى "كلما خبت يعني النار
المسلطة على أجسامهم زدناهم يعني المعذبين سعيرا فإنه لم يقل
زدناها ومعنى ذلك إنّ العذاب ينقلب إلى بواطنهم وهو أشد من العذاب
الحسيّ يشغلهم عن العذاب المعنويّ فإذا خبت النار في ظواهرهم
ووجدوا الراحة من حيث حسهم سلط الله عليهم في بواطنهم التفكر
فيما كانوا فرّطوا فيه من الأمور التي لو عملوا بها لنالوا السعادة وتسلط
عليهم الوهم بسلطانه فيتوهمون عذاباً أشد مما كانوا فيه فيكون
عذابهم بذلك التوهم في نفوسهم أشد من حلول العذاب المقرون
بتسلط النار المحسوسة على أجسامهم وتلك النار التي أعطاها الوهم
هي النار التي تطلع على الأفئدة) ---------------------------------------------------------
إنّه يتحدث عن عذاب فكري معنوي في النار فهل توافقونه؟؟ لا أظنّكم توافقونه
نحن نتحدث عن عذاب لا عن مشاعر
والعذاب لا يكون إلا حسيا---وهو يعتبر أنّ العذاب الحسّي لا شيء إلى جانب العذاب المعنوي--مع أنّه لم يتوعدهم الله إلّا بالعذاب
إنّ النارعنده تخبو فلا يزداد سعيرها إنما يحل بدلا منها العذاب المعنوي الداخل إلى بواطنهم ---وما أحلاه من عذاب---فبشراكم أيّها الكافرون الماجنون--سوف تخبو النار ثمّ تعذبّون بوخز الضمير كما أفتى إبن عربي!!!
قال الألوسي
(قال تعالى (مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً (97) الإسراء
(قال في «البحر» يقال خبت النار تخبو إذا سكن لهبها وخمدت إذا سكن جمرها وضعف وهمدت إذا طفئت جملة، وقال الراغب: خبت النار سكن لهبها وصار عليها خباء من رماد أي غشاء، وفي «القاموس» تفيسر خبت بسكنت وطفئت وتفسير طفئت بذهب لهبها وفيه مخالفة لما في البحر والأكثرون على ما فيه. ومن الغريب ما أخرجه ابن الأنباري عن أبي صالح من تفسير {خَبَتْ} في الآية بحميت وهو خلاف المشهور والمأثور، والسعير اللهب، والمعنى كلما سكن لهبها بأن أكلت جلودهم ولحومهم ولم يبق ما تتعلق به النار وتحرقه زدناهم لهباً وتوقداً بأن أعدناهم على ما كانوا فاستعرت النار بهم وتوقدت.))
____________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 05:58 ص]ـ
قال في الفتوحات
(ومن رحمة الله بأهل النار في أيام عذابهم خمود النار عنهم ثم تسعر
بعد ذلك عليهم فيخف عنهم بذلك من آلام العذاب على قدر ما خبت
النار قال تعالى "كلما خبت زدناهم سعيرا" وهذا يدلك إن النار
محسوسة بلا شك فإن النار ما تتصف بهذا الوصف إلا من كون قيامها
بالأجسام لأن حقيقة النار لا تقبل هذا الوصف من حيث ذاتها ولا الزيادة
ولا النقص وإنما هو الجسم المحرق بالنار هو الذي يسجر بالنارية وإن
حلمنا هذه الآية على الوجه الآخر قلنا قوله تعالى "كلما خبت يعني النار
المسلطة على أجسامهم زدناهم يعني المعذبين سعيرا فإنه لم يقل
زدناها ومعنى ذلك إنّ العذاب ينقلب إلى بواطنهم وهو أشد من العذاب
الحسيّ يشغلهم عن العذاب المعنويّ فإذا خبت النار في ظواهرهم
ووجدوا الراحة من حيث حسهم سلط الله عليهم في بواطنهم التفكر
فيما كانوا فرّطوا فيه من الأمور التي لو عملوا بها لنالوا السعادة وتسلط
عليهم الوهم بسلطانه فيتوهمون عذاباً أشد مما كانوا فيه فيكون
عذابهم بذلك التوهم في نفوسهم أشد من حلول العذاب المقرون
بتسلط النار المحسوسة على أجسامهم وتلك النار التي أعطاها الوهم
هي النار التي تطلع على الأفئدة) ---------------------------------------------------------
إنّه يتحدث عن عذاب فكري معنوي في النار فهل توافقونه؟؟ لا أظنّكم توافقونه
نحن نتحدث عن عذاب لا عن مشاعر
والعذاب لا يكون إلا حسيا---وهو يعتبر أنّ العذاب الحسّي لا شيء إلى جانب العذاب المعنوي--مع أنّه لم يتوعدهم الله إلّا بالعذاب
إنّ النارعنده تخبو فلا يزداد سعيرها إنما يحل بدلا منها العذاب المعنوي الداخل إلى بواطنهم ---وما أحلاه من عذاب---فبشراكم أيّها الكافرون الماجنون--سوف تخبو النار ثمّ تعذبّون بوخز الضمير كما أفتى إبن عربي!!!
قال الألوسي
(قال تعالى (مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً (97) الإسراء
(قال في «البحر» يقال خبت النار تخبو إذا سكن لهبها وخمدت إذا سكن جمرها وضعف وهمدت إذا طفئت جملة، وقال الراغب: خبت النار سكن لهبها وصار عليها خباء من رماد أي غشاء، وفي «القاموس» تفيسر خبت بسكنت وطفئت وتفسير طفئت بذهب لهبها وفيه مخالفة لما في البحر والأكثرون على ما فيه. ومن الغريب ما أخرجه ابن الأنباري عن أبي صالح من تفسير {خَبَتْ} في الآية بحميت وهو خلاف المشهور والمأثور، والسعير اللهب، والمعنى كلما سكن لهبها بأن أكلت جلودهم ولحومهم ولم يبق ما تتعلق به النار وتحرقه زدناهم لهباً وتوقداً بأن أعدناهم على ما كانوا فاستعرت النار بهم وتوقدت.))
____________
أين أهل الفصاحة والبيان(/)
الودّ والمودّة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 11:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
وردت صيغة (مودّة) ثماني مرات في الكتاب العزيز، منها قوله تعالى: " وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا " (النساء: 72 - 73)، وقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ " (الممتحنة: 1).
أما صيغة (وُدّ) فلم ترد إلا مرة واحدة، في قوله تعالى: " إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " (مريم: 93 - 96).
فلماذا وردت (وُدّاً) إلى جانب ورود (مودّة)؟
لدى التأمّل في كل من الصيغتين، حسب السياق الذي وردت فيه، نجد بينهما فرقين:
الأول: يتعلّق بفاعل كل منهما: فـ (الودّ) فاعله المباشر هو لفظ الجلالة " سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "، وهو مصدر الفعل (وَدّ). أما (المودّة)، ففاعلها المباشر هو البشر في المرات الثماني التي وردت فيها، وهي مصدر ميمي للفعل (وَدّ). ونقول فاعلها المباشر لأن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى، إذ إن الأفعال تجري بقدر من الله، بناء على السنن التي أودعها سبحانه في الأشياء. والودّ يكون منبعثاً من طرف إلى طرف آخر، قد يشاركه الودّ وقد لا يشاركه، لذلك قال تعالى: " سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " في قلوب العباد، سواء أودّوا هم العباد أم لم يودّوهم، وإن كان الذي يستحق هذه العاطفة من العباد يمنحها هو لهم. أما المودّة فهي عاطفة متبادلة بين طرفين، ولذلك وردت في ألوان من السياق تتضمّن عبارة (بَيْنَ وَبَيْنَ) .. دلالة التبادل بين الطرفين.
الثاني: يتعلّق بالسياق: فالودّ ورد في سياق لفظي لا تغني فيه (مودّة)، لأن الفواصل التي تحيط بها كلها انتهت بدال وبألف منونة (داً) مثلها، منها (عداً، فرداً، وداً، لداً). أما المودّة فقد وردت في درج السياق في كل المواطن الثمانية التي وردت فيها، مما لا يجعل لها بروزاً مكانياً كصيغة (وداً) التي جاءت فاصلة. فحسن أن تتماثل مع الفواصل الأخرى التي تحيط بها.
فالودّ من الله تعالى إلى العباد، والمودّة دائرة بين العباد، أي: من العباد إلى العباد.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 06:41 ص]ـ
سلمت يمناك أخي لؤي على هذا الشرح الماتع
ـ[أمين هشام]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 04:40 م]ـ
أما صيغة (وُدّ) فلم ترد إلا مرة واحدة، في قوله تعالى
اعذرنا يا لؤي فليس عندي من "وديات" جمال شيء ...
بل على العكس ..... التحليل ليس ضعيفا وحسب, بل باطل قطعا ..
فقراءة نافع المدني بضم الواو في سورة نوح ....
يعني تصبح الكلمة مرتين ...
مرة من الرحمن ...
ومرة من العفاريت والشيطان!.
فالتحليل باطل!.
ويحسن بمن هو بمثل عزيمتك في الاطلاع والنظر أن يلتفت (قليلا) للوحي المتواتر, كما ياتفت (كثيرا) لما لا وحي فيه!.
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 07:06 م]ـ
اصبت اخي امين هشام, ففي رواية نافع هنالك ضم على الواو.
وبذلك البحث جاء ركيكا ان لم يكن باطلا.
اخي لؤي - -من الافضل التحري والتدبر لما جاء في القراءات المتواترة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 03:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وردت صيغة (مودّة) ثماني مرات في الكتاب العزيز، منها قوله تعالى: " وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا " (النساء: 72 - 73)، وقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ " (الممتحنة: 1).
أما صيغة (وُدّ) فلم ترد إلا مرة واحدة، في قوله تعالى: " إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " (مريم: 93 - 96).
فلماذا وردت (وُدّاً) إلى جانب ورود (مودّة)؟
لدى التأمّل في كل من الصيغتين، حسب السياق الذي وردت فيه، نجد بينهما فرقين:
الأول: يتعلّق بفاعل كل منهما: فـ (الودّ) فاعله المباشر هو لفظ الجلالة " سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "، وهو مصدر الفعل (وَدّ). أما (المودّة)، ففاعلها المباشر هو البشر في المرات الثماني التي وردت فيها، وهي مصدر ميمي للفعل (وَدّ). ونقول فاعلها المباشر لأن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى، إذ إن الأفعال تجري بقدر من الله، بناء على السنن التي أودعها سبحانه في الأشياء. والودّ يكون منبعثاً من طرف إلى طرف آخر، قد يشاركه الودّ وقد لا يشاركه، لذلك قال تعالى: " سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " في قلوب العباد، سواء أودّوا هم العباد أم لم يودّوهم، وإن كان الذي يستحق هذه العاطفة من العباد يمنحها هو لهم. أما المودّة فهي عاطفة متبادلة بين طرفين، ولذلك وردت في ألوان من السياق تتضمّن عبارة (بَيْنَ وَبَيْنَ) .. دلالة التبادل بين الطرفين.
الثاني: يتعلّق بالسياق: فالودّ ورد في سياق لفظي لا تغني فيه (مودّة)، لأن الفواصل التي تحيط بها كلها انتهت بدال وبألف منونة (داً) مثلها، منها (عداً، فرداً، وداً، لداً). أما المودّة فقد وردت في درج السياق في كل المواطن الثمانية التي وردت فيها، مما لا يجعل لها بروزاً مكانياً كصيغة (وداً) التي جاءت فاصلة. فحسن أن تتماثل مع الفواصل الأخرى التي تحيط بها.
فالودّ من الله تعالى إلى العباد، والمودّة دائرة بين العباد، أي: من العباد إلى العباد.
والله أعلم
إلى الأمام أخي لؤي
ـ[أمين هشام]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 06:29 م]ـ
أخي لؤي ..
إياك والمداحين .. احثوا التراب في وجوههم, كما أمر النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام ..
إياك أن يضلك!.
فحب الرجل للشيء يعميه ويضله ... فابحث عمن ينصح لك, لا عمن يكذبك!.
أنت أدق وأعمق وأهدى بإذن الله من أن تطيش بمدحهم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
وردت صيغة (مودّة) ثماني مرات في الكتاب العزيز، منها قوله تعالى: " وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا " (النساء: 72 - 73)، وقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ " (الممتحنة: 1).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما صيغة (وُدّ) فلم ترد إلا مرة واحدة، في قوله تعالى: " إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " (مريم: 93 - 96).
فلماذا وردت (وُدّاً) إلى جانب ورود (مودّة)؟
لدى التأمّل في كل من الصيغتين، حسب السياق الذي وردت فيه، نجد بينهما فرقين:
الأول: يتعلّق بفاعل كل منهما: فـ (الودّ) فاعله المباشر هو لفظ الجلالة " سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "، وهو مصدر الفعل (وَدّ). أما (المودّة)، ففاعلها المباشر هو البشر في المرات الثماني التي وردت فيها، وهي مصدر ميمي للفعل (وَدّ). ونقول فاعلها المباشر لأن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى، إذ إن الأفعال تجري بقدر من الله، بناء على السنن التي أودعها سبحانه في الأشياء. والودّ يكون منبعثاً من طرف إلى طرف آخر، قد يشاركه الودّ وقد لا يشاركه، لذلك قال تعالى: " سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " في قلوب العباد، سواء أودّوا هم العباد أم لم يودّوهم، وإن كان الذي يستحق هذه العاطفة من العباد يمنحها هو لهم. أما المودّة فهي عاطفة متبادلة بين طرفين، ولذلك وردت في ألوان من السياق تتضمّن عبارة (بَيْنَ وَبَيْنَ) .. دلالة التبادل بين الطرفين.
الثاني: يتعلّق بالسياق: فالودّ ورد في سياق لفظي لا تغني فيه (مودّة)، لأن الفواصل التي تحيط بها كلها انتهت بدال وبألف منونة (داً) مثلها، منها (عداً، فرداً، وداً، لداً). أما المودّة فقد وردت في درج السياق في كل المواطن الثمانية التي وردت فيها، مما لا يجعل لها بروزاً مكانياً كصيغة (وداً) التي جاءت فاصلة. فحسن أن تتماثل مع الفواصل الأخرى التي تحيط بها.
فالودّ من الله تعالى إلى العباد، والمودّة دائرة بين العباد، أي: من العباد إلى العباد.
والله أعلم
الحمد لله
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 09:34 م]ـ
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "
هذه الآية تستحق أن يقف المرء عندها, كسائر آيات القرآن الأخرى الزاخرة بكنوز العطاء.
تشير هذه الآية إلى وعد جميل من الله سبحانه وتعالى, بأنه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات محبة في القلوب, ولم يقيد هذه المحبة بأي قيد, فلم يحصرها فبما بينهم أنفسهم, ولا بغيرهم.
ينعكس الإيمان بالله سبحانه وتعالى والاعتقاد بوحدانيته , على سلوك الإنسان, عندما تكون التقوى والطهارة والصدق القولي والعملي, مظاهر خارجية لذلك الإيمان الحقيقي المتجلي في سلوك الإنسان, والذي سيخلق لهذا الإنسان قوة جاذبة, تجعل الآخرين يحبونه, حتى لو كان أولئك الآخرون لا يحملون هذه المنزلة من الإيمان.
إن هذه الآية تشير إلى قوة التلاحم بين الإيمان والعمل الصالح, حيث أن ذلك يخلق لصاجبه نور محبة تسع أرجاء الكون, وإن الله سبحانه وتعالى يحب أمثال هؤلاء, فهم محبوبون عند كل أهل السماء, ويقذف الله حبهم في قلوب أهل الأرض.
وفي الأحاديث الشريفة ما يؤيد هذا.(/)
تستطع .. تسطع ما الفرق؟؟
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى في سورة الكهف: (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} ا78
وقال: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} 82
وقال أيضا: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) {97} الكهف
ما الفرق بين تستطع وتسطع وبين اسطاعوا واستطاعوا؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى في سورة الكهف: (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} ا78
وقال: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} 82
وقال أيضا: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) {97} الكهف
ما الفرق بين تستطع وتسطع وبين اسطاعوا واستطاعوا؟؟؟
لا فرق بلاغي بين استطاعوا واسطاعوا---اللهم إلّا الخفّة في النطق--فالتاء والطاء متقاربان في المخرج فحذفت التاء للتخفيف في النطق
قال القرطبي
("فما اسطاعوا " بتخفيف الطاء على قراءة الجمهور. وقيل: هى لغة بمعنى استطاعوا. وقيل: بل استطاعوا بعينه كثر في كلام العرب حتى حذف بعضهم منه التاء فقالوا: اسطاعوا. وحذف بعضهم منه الطاء فقال استاع يستيع بمعنى استطاع يستطيع, وهي لغة مشهورة. وقرأ حمزة وحده "فما اسطّاعوا" بتشديد الطاء كأنه أراد استطاعوا, ثم أدغم التاء في الطاء فشددها, وهي قراءة ضعيفة الوجه؛ قال أبو علي: هي غير جائزة. وقرأ الأعمش "فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا" بالتاء في الموضعين.)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 06:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
أخي جمال .. حفظك الله ..
لقد طرقت باباً عظيماً من أبواب الإعجاز البياني في القرآن الكريم، حيث أفرد له كثير من العلماء باباً خاصّاً بعنوان (الذكر والحذف في القرآن الكريم).
والذكر والحذف من روائع البيان القرآني المعجز .. فإن الكتاب الحكيم يحذف حرفاً من بعض ألفاظه في موضع، ويذكره في موضع آخر، وكل ذلك إنما يكون لحكمة يقتضيها السياق. فقد يحذف القرآن حرفأً ليدلّ على أن الحدث الذي يدلّ عليه الفعل أقلّ، بينما يذكر هذا الحرف في نفس الفعل في موضع آخر ليدلّ على أن الحدث أكثر، أو أن زمنه أطول. والمثال الذي أتيت به من سورة الكهف المباركة يندرج في هذا الباب.
فما الحكمة إذن من إثبات التاء في فعل (تستطع) في المرة الأولى، وحذفها في فعل (تسطع) في المرة الثانية .. مع أن الفعل واحد في المرتين؟
لاحظ أن إثباتها في المرة الأولى (تستطع) قد تناسب مع السياق .. لأن موسى عليه السلام شاهد ثلاثة أفعال مثيرة للخضر، وقد وقع موسى عليه السلام في حيرة وهو يحاول تفسيرها، وكأنّه صار في همّ نفسي وشعوري ثقيل، وصار في شوق كبير لمعرفة حقيقة وحكمة تلك الأفعال الثلاثة المثيرة. وقد راعى القرآن المعجز هذا الثقل النفسي الذي عاشه موسى عليه السلام، فأثبت التاء في فعل (تستطع)، ليتناسب ثقل الهمّ النفسي عند موسى عليه السلام مع الثقل البنائي في حروف الفعل.
وحذف التاء في (تسطع) في المرة الثانية أدّى إلى تخفيف الفعل، وهو يناسب التخفيف في مشاعر موسى عليه السلام، وزوال الهمّ والثقل الذي يفكّر فيه. فقد بيّن له الخضر حكمة أفعاله الثلاثة المثيرة، وذكر له حقيقتها، فاطمأنّ موسى عليه السلام، وشعر بانشراح صدر وهدوء نفس، ولم يتكلّم بعدها بكلمة، وفارقه فحذف من الفعل.
إذن موسى عليه السلام كان قبل أن يفسر له الخضر أسباب أفعاله الثلاثة غير قادر على الصبر، فكان نطق الكلمة الدالّة على ذلك بكامل حروفها أولى، لكي تعبّر تعبيراً واضحاً عن حالته، وتكون صيغتها موازية لحالة عدم القدرة على الصبر.
أما بعد أن فسّر الخضر لموسى عليه السلام أفعاله الثلاثة، فقد أصبح موسى في حال قدرة على الصبر، فلم يعد ما يدعو إلى تأكيد المعنى الأول باللفظ، بعد أن زال أثره عن موسى، فكان أقلّ لفظ أو أدنى صيغة للكلمة كافية للتعبير عن الحال، وكانت قلّة اللفظ موازية لزوال الحال. فقد كان موسى عليه السلام يستطع الاستمرار مع الخضر بعد هذا التفسير، لولا أن الحكمة الإلهية تريد للأمور أن تقف عند هذا الحدّ.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 10:32 م]ـ
السلام عليكم
الأخ لؤي إذا كان الحذف والإثبات يتناسب مع السياق
فكيف نطبق هذا مع في الآية التي تتحدث عن ذي القرنين
قال تعالى: (: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) {97} الكهف
هل يمكن بيان ذلك؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 11:00 م]ـ
ربما حسب تحليل الأخ لؤي أن يكون الجواب كما يلي
"فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ " والظهور عليه أي العلو عليه عمل أهون من نقبه فكان عدد الأحرف أقل والنطق أخف
من"وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً"
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 11:18 م]ـ
السلام عليكم
الأستاذ جمال
العلو عليه أخف من النقب
طريف كلامك وجميل إن كان هذا يقصده الاخ لؤي
أضحك الله سنّك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 11:24 م]ـ
لننتظر الأخ لؤي
وغالبا يا عمر ما تكون الدرر عنده--وأرغب بك بيننا فهنا تجد الجواهر من ياقوت ومرجان
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 11:26 م]ـ
لقد أصبت وبيّنت المراد في منتهى الدقّة أخي جمال ..
ولمزيد من الفائدة، نقول للأخ ماهر .. حفظه الله:
إن يأجوج ومأجوج لمّا رأوا السدّ أمامهم، حاولوا أن يتسلّقوه فلم يستطيعوا، وحاولوا أن ينقضوه فلم يستطيعوا أيضاً، فمعنى (يظهروه): يتسلّقوه ويظهروا عليه. ومعنى (نقباً): نقضه بالحفر. والشاهد أن حذف التاء من الفعل في الجملة الأولى، وذكره في الجملة الثانية جاء ليتناسق مع معنى كل واحدة منهما، وإليك بيان ذلك:
أولاً: لقد صنع ذو القرنين السدّ من زبر الحديد والنحاس المذاب، ولمّا كان الصعود عليه أيسر وأسهل من إحداث نقب فيه، فحذف من الفعل الخفيف، فقال: " فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ "، وذلك بخلاف الفعل الطويل الشاقّ، فإنه لم يحذف من الفعل، بل أعطاه أطول صيغة، فقال: " وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ". فخفّف بالحذف من الفعل الخفيف بخلاف الفعل الشاقّ الطويل.
ثانياً: لمّا كان الصعود على السدّ يتطلّب زمناً أقصر من إحداث النقب فيه، حذف من الفعل وقصّر منه ليتجانس النُّطق الزمن الذي يتطلّبه، ولمّا كان نقب جدار السدّ يحتاج إلى جهد وكدّ، ويتحمّل الإنسان في ذلك كثيراً من المشقّة والجهد، ويتطلّب لذلك زمناً أطول من الصعود عليه، أثبت التاء في الفعل نفسه، لبيان زيادة الزمن أيضاً، علاوة على الحدث نفسه.
ثالثاً: أن (استطاعوا) تعدّت إلى اسم وهو قوله (نقباً)، فخُفّف متعلّقها فاحتملت أن يتمّ لفظها. أما (اسطاعوا) فقد جاء مكان مفعولها: (أن، والفعل، والفاعل، والمفعول به)، وهي أربعة أشياء، فثقل متعلّقها، ولذلك حذف لفظها، ليكون توازن بين الصيغتين: الثقيل مع الخفيف، والخفيف مع الثقيل.
وبهذا، ناسب القرآن بين الحدث والزمن وتوازن الصيغتين ..
فانظر إلى جلال هذا التعبير وسموّه ..
هذا والله تعالى أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 01:09 ص]ـ
أعتذر للأخ عمر ..
فقد كان كلامي موجهاً إليه ..
ولا أدري حقاً من أين أتيت باسم (ماهر)!!!: rolleyes: :)
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 08:49 ص]ـ
تبادر إلى ذهني أخانا ماهر بركات حفظه الله - عضو نشط في منتدى الرازي-
كلام طيب .. ولكن هذا مع تستطع وتسطع ... أيمكن أن نطبقه على الفرق بين الفعلين تستطيع وتستطع؟؟ هنا إثبات الياءوحذفها. لاحظوا:
-- تستطيع .. قال تعالى {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} النساء129
وقال: {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً} الكهف41
وقال أيضا: (فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً} الفرقان19
-- تستطع قال تعالى: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} الكهف78
أُلاحظ هنا أن السياق واحد فكل الأمور شاقة وصعبة سواء في تستطيع أو تستطع.
أم لكم قول آخر؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 12:17 م]ـ
أخي عمر
حاولت أن أخبرك في رسالة خاصة عن دور أدوات الجزم مع الفعل المضارع الذي فيه حرف علّة--ولكنك لم تكن على الخط
أعذرني على هذا التوضيح---فقوله تعالى (مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً) فإن أداة الجزم " لم " تعمل عملها في الفعل المضارع فتحذف حرف العلة الياء
وكذلك نقول "لم يقم"----وتقول "لم يقض" وهكذا
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 01:23 م]ـ
السلام عليكم
شكرا لك أخي جمال
كيف لم أنتبه لأداة الجزم (لم) التي دخلت على المضارع فحذفت حرف علّته؟؟؟؟؟
أعتذر عن الخطأ الذي وقعت فيه وهذا لعدم إنتباهي وتسرّعي. بئست العجلة.
وهذا الخطأ لايقع فيه حتى المبتدئين .. لا أدري؟ جل ّ من لايُخطئ ..
عذرا لخطئي وعجلتي وجهلي
وشكرا لأستاذنا جمال دام فضله وعلمه وبارك الله فيك أخي(/)
" القرية " في القرآن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 06:08 م]ـ
:::
# وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا القُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ 31 الزخرف
القريتان هما مكة والطائف--والرجلان المقصودان هما الوليد بن المغيرة المخزومي وحبيب بن عمرو بن عمير الثقفي، كما قال إبن عباس رضي الله عنهما
ومكة ليست قرية في عرف التقسيمات الجغرافية التي درسناها--وكذلك الطائف
فالقرية إذن في القرآن الكريم هي بمعنى المدينة في عرف جغرافيا هذه الأيام
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 11:22 م]ـ
ما الأمر الذي يمكن أن يستشفه المرء من الآيات التالية من سورة الكهف
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِداَراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً* أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً * وَأَمَّا الغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً* فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً * وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً) 75 - 82 الكهف
؟؟
أليست المدينة والقرية في هذه الآيات تشيران إلى نفس البقعة؟؟
واضح أن الآجابة نعم
وأن القرية هي المدينة في كتاب الله--وخصوصا أن العرب تطلق على المدينة لفظ القرية
ـ[رجل صالح]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 02:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جميل ما ذكر على لسانك يا اخي, الا ان الناظر في ايات الله يراى بانه عندما يتكلم الله عن المدينة فانه يتكلم عن الصالحين فيها وعندما يتكلم عن القرية فانه يتكلم عن المفسدين فيها. لذلك وجب الانتباه ولا يمكن ان تكون القرية والمدينة سواء, فلماذا قدرالله استعمال الكلمتين على هذا النحو!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 03:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جميل ما ذكر على لسانك يا اخي, الا ان الناظر في ايات الله يراى بانه عندما يتكلم الله عن المدينة فانه يتكلم عن الصالحين فيها وعندما يتكلم عن القرية فانه يتكلم عن المفسدين فيها. لذلك وجب الانتباه ولا يمكن ان تكون القرية والمدينة سواء, فلماذا قدرالله استعمال الكلمتين على هذا النحو!!
هل قاعدتك أنّه كلما كان حديث أو كلام عن المدينة كان الحديث عن صالحين؟؟
فما هو توجيهك إذن للآية (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)
وما هو توجيهك (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (
وما هو توجيهك (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ)
وجميع هذه الآيات ذكرت فيها المدينة مع المفسدين
ـ[رجل صالح]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 04:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جميل ملاحظاتك يا اخي جمال.
لقد ذكرت بان الله عندما يذكر المدينة فانه يتكلم عن المصلحين فيها. فالاصل في الاية هو المصلحين وليس المفسدين حنى لو ذكروا في الاية وعلى غرار ذلك عندما تذكر القرية الاصل في الاية الحديث عن المفسدين وحتى لو ذكروا المصلحين في الاية.
اما بالنسبة الى:
" وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ" التوبة - (101)
فقد بينت الايات 99 و 100 ان سكان المدينة بالاصل هم من الصالحون ولكن هنالك المنافقون اي التالي الصلاح هو الاصل.
" وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (99) - وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100).
اما بالنسبة الى:
" وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ" (30)
كلمة المدينة تعود على النسوة وليس هنالك اي دليل على ان النسوة من المفسدين. الاصل عي الامور الصلاخ حيث:
" َ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31).
اجابة النسوة اما هي دليل على الخطأ واعترافهن بالخطأ انما يدل على عدم الفساد!!
اما بالنسبة الى:
" وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (48)
الاية واضحة جدا. الصلاح هو الاصل ولكن تم تحديد المفسدون في الاية وهم تسعة رهط على غرار ما ذكر اعلاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 06:13 م]ـ
ما زلت أرى أن تأويلك متكلف فهي نصوص واضحات ذكرت فيها المدينة مع حديث عن الفساد والمفسدين
فالآية هذه كافية لنقض استدلالك (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (48))
فالآية تتحدث عن مفسدين--سواء كانوا تسعة أو ثلاثة--فحاول مرة أخرى أن تجد فرقا ملموسا غير متكلف
ثم اعذرني على تنبيهك إلى ضرورة الحرص على اللغة العربية فقولك (ان سكان المدينة بالاصل هم من الصالحون) ليس صحيحا
وكذلك قولك (فالاصل في الاية هو المصلحين)
وكذلك (ولكن تم تحديد المفسدون)
ـ[رجل صالح]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 08:08 م]ـ
الحمد لله وكفى,
شكرا اخي الكريم على ردك السريع الا انني استغرب استعمالك لكلمة "التكلف" لوجهتي كما ذكرت في ردودي!!
كما بينت في ردودي اعلاه, هنالك استعمال واضح وصريح لكلمتين "المدينة" و "القرية" لتجمعات بني ادم في النص القراني. واوضحت بان استعمال كلمة المدينة بالضرورة تتحدث عن الصالحون حتى ولو جاء ذكر المفسدون في تلك الاية وهو الامر عند ذكر القرية فالاية تتحدث عن المفسدون ولو جاء ذكر الصالحون في تلك الاية.
وقد بينت بالامثال التي تم طرحها من قبل الاخ الكريم الا انني عندما تطرقت لوضوح الاية: "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" لم افض بالشرح لوضوحها, الا ان الاخ الكريم اثار الادعاء بان التأويل متكلف وان نص الاية واضح حيث ذكر فيها المدينة مع حديث عن الفساد والمفسدين وان الآية هذه كافية لنقض استدلالي.
لكن النظر في ايات الله يراى بوضوح عكس ذلك وسوف افيض من حيث توقفت!!
الاية: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ" النمل (45)
وجب هنا الانتباه الى الكلمات " أَخَاهُمْ صَالِحًا" والى " فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ".
من نص الاية نرى بانه هنالك فريقان بختصمان الصالحين "فريق صالح" و"رهط المفسدون" وهنا تم تحديد عدد الفريق المختصم مع فريق الصالحين "فريق صالح" بقوله تسعة رهط.
ففي المدينة صالحون "فريق صالح" يدعون الى عبادة الله بالتحديد وهم الصالحين بشكل عام وتحديد عدد المفسدين لاظهار فئة من الجمع يدل على نشوز هؤلاء عن باقي اهل المدينة الذين بالضرورة "كانوا لا يفسدون ويصلحون".
كما انه لماذا لم يذكر على سبيل المثال: "وكان في المدينة فريق يفسدون في الارض ولا يصلحون".
تحديد العدد يؤكد ان اهل القرية, دون تسعة رهط, بعد الاختصام كانوا صالحين.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 10:10 م]ـ
أيها الرجل الصالح
# وصف الكلام بالمتكلف وصف علمي مستخدم
# أنا أرغب في بحث السبب الذي لأجله استخدم السياق تارة المدينة وتارة القرية وللإشارة أحيانا لنفس البقعة
# لم يقنعني تفريقك وقد كنت قرأته من غيرك لوجود آيات تتحدث عن مفسدين ومذكور فيها لفظ المدينة
# وإليك الآيات (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ وَكَانَ فِي المَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ)
واسمح لي واعذرني فإن سياق الآيات لا يسعفك باستدلالك بأنّ البقية كانوا صالحين عدا الرهط التسعة
أنظر إلى قول أهل المدينة له (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ) فهل هذا كلام صالحين؟؟
# أرجو يا أخي واسمح لي أن تراجع التفاسير قبل أن تتكلم في كتاب الله
# وأرجو أن تسمح لي بانتقادك مرة أخرى في لغتك فحاول أن تتلافى رحمك الله الأخطاء النحوية الواضحة من مثل
(هنالك استعمال واضح وصريح لكلمتين "المدينة" و "القرية" لتجمعات بني ادم في النص القراني")
(تتحدث عن الصالحون)
(ولو جاء ذكر المفسدون)
(فالاية تتحدث عن المفسدون)
(ولو جاء ذكر الصالحون)
(بانه هنالك فريقان بختصمان الصالحين "فريق صالح" و"رهط المفسدون")
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 12:52 م]ـ
شكرا على ملاحظاتك النحوية وسوف أهتم بتحرير الرد قبل اعتماده.
أما بالنسبة لصلب الموضوع, ففي العرض الأول قمت بتأويل ان "القرية هي بمثابة المدينة في عرف الجغرافيا هذه الأيام".
أولا ما هو استدلالك لصحة هذا التأويل؟!
كما انه كيف تفسر ذكر القرية تارة والمدينة تارة أخرى لنفس البقعة الجغرافيا كما جاء ذلك في سورة الكهف, لماذا لم تستعمل نفس الكلمة!
هنا ذكرت الكلمة "قرية"
" فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا" (77)
وهنا, في نفس السياق, ذكرت الكلمة "المدينة"
" وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا" (82)
فان كانت البقعة الجغرافيا هي نفس البقعة ولكن قدر الله استعمال كلمة في سياق واخرى في سياق اخر, وجب علينا التمحيص في مراد استعمال الكلمة. الكلمة هنا ليست مرادفة الا انها دلالة على مفهوم تم تحديده من قبل الحكيم العليم. هنالك حكمة لاستعمال الكلمة "قرية" وهنالك حكمة لاستعمال كلمة "المدينة"!!
على حكم الفهم الذي اولته بان القرية هي بمثابة المدينة فقد تم تعطيل الحكمة المراد بها من استعمال كلمتين مختلفتين!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 01:21 م]ـ
أيّها الرجل الصالح
أحبّ فيك صلاحك---وأسأل الله أن ينفعك به دنيا وآخرة
أمّا النص الذي أوردته (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا" (77)
والنص الآخر (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا" (82
فالبقعة الجغرافية فيهما نفس البقعة بلا شك---يبقى أن نجيب على السؤال القاضي بالبحث عن الحكمة وراء استخدام لفظين للإشارة إلى نفس البقعة
وقد رفضت أنا تعليل ربط المدينة بذكر الصالحين لوجود آيات ذكرت فيها المدينة مع مفسدين---إلّا أنني أبحث عن تعليل آخر
أمّا بالنسبة لتحليلي المتعلق باستخدام القرآن للفظة القرية مع أنّه يتحدث عن مدينة من حيث الحجم وفي عرفنا الحالي القرية أصغر من مدينة فهذا واضح في كون العرب تطلق لفظ القرية على المدينة--ويكفيني الإستدلال التالي
قال تعالى (وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ الَتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) الأعراف 163
فالقرية هي آيلات "آيلياء" وكانت مدينة فعلا من حيث الحجم
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 02:12 م]ـ
الحمد الله وكفى
شكرا على الرد السريع إلا أنني أرى, واسمح لي بذلك, "تكلف" لتأويل كلمة "المدينة".
الآية 163 من سورة الأعراف التي استدللت بها – ويا للعجب!! - تتفق مع ما جئت به عن استعمال كلمة القرية مربوطة مع المفسدين الفاسقين.
إلا أنني أرى بأننا لن تفق على ذلك حيث لك تأويل آخر!!
مع ذلك فان كانت العرب تطلق اسم القرية على المدينة, ولم أرى استدلالك بهذا الشأن, فذلك يعني أن العرب استعملتهما كمترادفين – فذلك يدحض تحليلك – بان المدينة تختلف عن القرية من حيث الحجم!!
وما المقصود هنا بالحجم!! هل القصد التجمع السكاني أي العددي أو الحجم من منطلق المفهوم الجغرافي!!
ففي الحالتين لا أرى إمكانية اعتماد تحليلك وذلك لان القرءان نسف هذا التحليل في سورة الكهف. فهنالك تم استعمال كلمة القرية وكلمة المدينة لنفس البقعة الجغرافيا ولم يتغير حجمها السكاني ولا الجغرافي!!
كما استغرب قولك:
" فالقرية هي آيلات "آيلياء" وكانت مدينة فعلا من حيث الحجم"!!!
الآية 163 من سورة الأعراف لم تحدد هذا كما لم نسمع بقول الحبيب المصطفى قول بذلك!!
فما هو استدلالك بان القرية هي آيلات "آيلياء"!!
وما هو استدلالك, بعد إثبات الأولى, أنها كانت مدينة فعلا من حيث الحجم!! هل هنالك بينة تحدد معالمها, حدودها وتعداد سكانها!!
أرى انه من الأفضل أن يكون في هذا السياق إسناد "للبينة" أو "الحجة" المطروحة في هذا القول.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 05:03 م]ـ
بارك الله بك وباستنتاجاتك--لكني أقترح عليك إعادة قراءة كلامي ومن ثمّ رتب ردك بعد ذلك
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 06:04 م]ـ
بارك الله بك وباستنتاجاتك--لكني أقترح عليك إعادة قراءة كلامي ومن ثمّ رتب ردك بعد ذلك
اخي الكريم, التساؤلات في محلها وردك يذكرني بالقول:
فسر الماء بالماء.
ارى بان ردك جاء على محمل الهروب وليس على محمل الجد.
ارجو استدلالتك لتمحيصها وفحصها للرد عليها بشكل عميق بحسب رغبتك!!
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:22 ص]ـ
أخي جمال ..
كيف تكون القرية والمدينة مترادفتين في النص القرآني المُحكم؟
هل يجوز لك أن تبدل أحدهما بالأُخرى في القراءة؟
إن كان لا، و اظنه جوابك! فكيف يكون لهما نفس المعنى؟!!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 12:55 م]ـ
يحيّرني أنّك يا أخ خالد لم تقرأني جيدا
إقرأ ما قلته وانقله كما هو وناقش عباراتي أنا لا ما يخطر في بالك---فأنا لم أقل بالترادف
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 08:10 م]ـ
أليست المدينة والقرية في هذه الآيات تشيران إلى نفس البقعة؟؟
واضح أن الآجابة نعم
وأن القرية هي المدينة في كتاب الله--وخصوصا أن العرب تطلق على المدينة لفظ القرية
؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 08:29 م]ـ
المشكلة يا خالد ليست عندي--بل عندك---فأنا لم أقل بالترادف مطلقا--وكلامي الذي نقلته واضح لو تأملته--فمعنى القرية في الكتاب ليس هو المعنى الموجود في علم الجغرافيا عندنا--فالقرية عندما يذكرها الكتاب هي المدينة--أمّا لماذا ذكر القرية والمدينة في سورة الكهف للإشارة إلى نفس البقعة الجغرافية فهذا ما يحتاج منّا إلى تدبر---أمّا لماذا ذكر المدينة أحيانا ولم يذكر لفظ القرية فهذا يحتاج إلى تدبر أيضا
وها هما الآيتان (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا" (77)
والنص الآخر (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا" (82
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
أولاً أشكر الأخ جمال على لفتاته الباهرة التي تحثّ العاقل على التفكّر والتدبّر في كتاب الله العزيز ..
واسمحوا لي - ايها الإخوة الكرام - بأن أتعرّض هنا لبعض النقاط التي من شأنها أن تساعد على إدراك الفرق المعنوي بين كلمتي (القرية) و (المدينة) ..
ففي سورة الكهف، وفي قصّة موسى عليه السلام مع العبد الصالح، وفي مسألة أهل القرية التي بنى فيها العبد الصالح جداراً، نرى في بداية هذه المسألة اسم (القرية): " فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا ". ونرى أن هذه القرية ذاتها يسمّيها الله تعالى في القصّة ذاتها بـ (المدينة): " وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ". ولمعرفة الحكمة من ورود هاتين الكلمتين في وصف ذات الشيء، نلجأ إلى مشتقات جذر كل منهما.
فبالعودة إلى مشتقات الجذر (م د ن) في القرآن الكريم، وكذلك إلى مشتقات الجذر (ق ر ا)، نجد ما يلي:
أولاً:
وردت كلمة (المدينة) في القرآن الكريم (14) مرة، جاءت فيها جميعاً معرّفة، ووردت كلمة (القرية) (33) مرة، جاءت فيها معرّفة وغير معرّفة.
ثانياً:
خوطبت (القرية) في القرآن الكريم كذات تؤمن وتُسأل وتملك القوة وتهلك وتفسد وتعتو عن أمر ربّها، وبالتالي خوطبت خطاب العقلاء، ولم تُخاطَب المدينة بهذه الصيغ:
قال تعالى: " فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ " (يونس: 98)
وقال تعالى: " وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا " (يوسف: 82)
وقال تعالى: " مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ " (الأنبياء: 6)
وقال تعالى: " وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ " (الحج: 48)
وقال تعالى: " قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا " (النمل: 34)
وقال تعالى: " وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ " (محمد: 13)
وقال تعالى: " وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ " الطلاق: 8)
ثالثاً:
كلمة (أهل) تأتي مضافة إلى (القرية) وتأتي مضافة إلى (المدينة):
قال تعالى: " وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ " (الحجر: 67)
وقال تعالى: " قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ " (العنكبوت: 31)
وممّا سبق نرى أن المدينة هي صفة للجانب المادي الحضاري للتجمّعات البشرية، وهذه الصفة ظاهرة، وبالتالي معرّفة. لذلك نجد أن كلمة المدينة تأتي في القرآن الكريم معرّفة دائماً، ولم تأت ولا مرّة واحدة نكرة. أما القرية فتأتي وصفاً لجميع النشاطات البشرية والفكرية والعقائدية، التي منها الظاهر ومنها الخفيّ، فهي تصف الجانب البشري ونشاطه، ولذلك نجدها تأتي في القرآن الكريم معرّفة وغير معرّفة، كما أننا رأيناها تخاطَب كذات عاقلة تؤمن وتظلم ...
ولهذا نرى أن ورود كلمتي (القرية) و (المدينة) في قصّة موسى عليه السلام مع العبد الصالح، يأتي بشكل يوافق الموقف المناسب في كل حالة .. فطلب الطعام يتعلّق بالجانب البشري من كرم وغيره، وهذا يناسبه كلمة (قرية). وبناء الجدار يتعلّق بالجانب المادي الحضاري، وهذا يناسبه كلمة (المدينة). ومن هنا تبيّن لنا خصوصية كل كلمة منهما ..
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 04:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
أولاً أشكر الأخ جمال على لفتاته الباهرة التي تحثّ العاقل على التفكّر والتدبّر في كتاب الله العزيز ..
واسمحوا لي - ايها الإخوة الكرام - بأن أتعرّض هنا لبعض النقاط التي من شأنها أن تساعد على إدراك الفرق المعنوي بين كلمتي (القرية) و (المدينة) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي سورة الكهف، وفي قصّة موسى عليه السلام مع العبد الصالح، وفي مسألة أهل القرية التي بنى فيها العبد الصالح جداراً، نرى في بداية هذه المسألة اسم (القرية): " فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا ". ونرى أن هذه القرية ذاتها يسمّيها الله تعالى في القصّة ذاتها بـ (المدينة): " وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ". ولمعرفة الحكمة من ورود هاتين الكلمتين في وصف ذات الشيء، نلجأ إلى مشتقات جذر كل منهما.
فبالعودة إلى مشتقات الجذر (م د ن) في القرآن الكريم، وكذلك إلى مشتقات الجذر (ق ر ا)، نجد ما يلي:
أولاً:
وردت كلمة (المدينة) في القرآن الكريم (14) مرة، جاءت فيها جميعاً معرّفة، ووردت كلمة (القرية) (33) مرة، جاءت فيها معرّفة وغير معرّفة.
ثانياً:
خوطبت (القرية) في القرآن الكريم كذات تؤمن وتُسأل وتملك القوة وتهلك وتفسد وتعتو عن أمر ربّها، وبالتالي خوطبت خطاب العقلاء، ولم تُخاطَب المدينة بهذه الصيغ:
قال تعالى: " فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ " (يونس: 98)
وقال تعالى: " وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا " (يوسف: 82)
وقال تعالى: " مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ " (الأنبياء: 6)
وقال تعالى: " وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ " (الحج: 48)
وقال تعالى: " قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا " (النمل: 34)
وقال تعالى: " وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ " (محمد: 13)
وقال تعالى: " وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ " الطلاق: 8)
ثالثاً:
كلمة (أهل) تأتي مضافة إلى (القرية) وتأتي مضافة إلى (المدينة):
قال تعالى: " وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ " (الحجر: 67)
وقال تعالى: " قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ " (العنكبوت: 31)
وممّا سبق نرى أن المدينة هي صفة للجانب المادي الحضاري للتجمّعات البشرية، وهذه الصفة ظاهرة، وبالتالي معرّفة. لذلك نجد أن كلمة المدينة تأتي في القرآن الكريم معرّفة دائماً، ولم تأت ولا مرّة واحدة نكرة. أما القرية فتأتي وصفاً لجميع النشاطات البشرية والفكرية والعقائدية، التي منها الظاهر ومنها الخفيّ، فهي تصف الجانب البشري ونشاطه، ولذلك نجدها تأتي في القرآن الكريم معرّفة وغير معرّفة، كما أننا رأيناها تخاطَب كذات عاقلة تؤمن وتظلم ...
ولهذا نرى أن ورود كلمتي (القرية) و (المدينة) في قصّة موسى عليه السلام مع العبد الصالح، يأتي بشكل يوافق الموقف المناسب في كل حالة .. فطلب الطعام يتعلّق بالجانب البشري من كرم وغيره، وهذا يناسبه كلمة (قرية). وبناء الجدار يتعلّق بالجانب المادي الحضاري، وهذا يناسبه كلمة (المدينة). ومن هنا تبيّن لنا خصوصية كل كلمة منهما ..
والله أعلم
درر والله يا أخ لؤي(/)
نَعمة. ونِعمة .. بالفتح والكسر
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 02:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أي سرّلغوي أو بلاغي بين كلمتي نعمة (بالفنحة) ونعمة (بالكسرة)؟؟
*بالفتحة:
قال تعالى: {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} الدخان27
وقال: (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} المزمل11
*بالكسرة:
قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} النحل18
وقال: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} الصافات57
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 03:52 م]ـ
الأخ عمر - حفظه الله ..
النِّعمة (بكسر النون) هي الإسلام، كما يقول الطبري .. وهي على التعميم الإنعام، كما يقول الزمخشري وابن الجوزي. وقد تكون اليد والصنيعة والمنّة، كما يقول الجوهري وابن منظور. إنها مطلقة المعنى في منة من الله، سواء أكانت مادية أم كانت معنوية كالإسلام. والذي يدلّ على أن النِّعمة (بالكسر) هي الإنعام، ومن الإنعام الإسلام، أنها وردت مضافة إلى لفظ الجلالة الله: " وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ " (البقرة: 211)، أو كاف الخطاب: " فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ " (النمل: 19)، أو هاء الغائب: " كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ " (النحل: 81)، أو ياء المتكلم: " اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ " (البقرة: 40) .. العائدة كل منها له سبحانه وتعالى .. فكرم الله لا حدود له.
أما النَّعمة (بفتح النون)، فهي مأخوذة من التنعيم، كما يقول الزمخشري والجوهري والراغب وابن منظور، أي: أنها تدلّ على الرياش والمال والثروة. فانظر سياق نِعَم العيش في سورة الدخان، قال تعالى: " كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ " (الدخان: 25 - 27).
والحقّ أن كل واحدة وردت في سياق لا تصلح له الأخرى. فالنِّعمة وردت مضافة إلى لفظ الجلالة ومع الضمائر العائدة إليه، فهي كل إنعام من الله. أما النَّعمة فلا تصلح لمثل هذا السياق لأنها لم تأت بمعنى الإنعام، وإنما بمعنى الثروة والمال، فهي كل مادة يتنعّم بها الإنسان.
والله تعالى أعلم
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 04:34 م]ـ
الأخ لؤي يقول:
والحقّ أن كل واحدة وردت في سياق لا تصلح له الأخرى. فالنِّعمة وردت مضافة إلى لفظ الجلالة ومع الضمائر العائدة إليه، فهي كل إنعام من الله. أما النَّعمة فلا تصلح لمثل هذا السياق لأنها لم تأت بمعنى الإنعام، وإنما بمعنى الثروة والمال، فهي كل مادة يتنعّم بها الإنسان.
كلام طيب ,وعند التطبيق على الآيات الأخرى كانت النتيجة واضحة .. وكما بيّنه أخانا لؤي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 08:14 م]ـ
عمر
أليس الأخ لؤي ثروة للمسلمين لعلمه وأدبه؟؟
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 11:23 م]ـ
وجدير بنا أن نضيف إليه الأخ الفاضل جمال لتصبح لدينا ثروتان علما وأدبا نفعنا الله بكما
ولكن مالذي يقصده الأخ أمين هشام لما اقتبس من كلام لؤي وعلّق عليه بقوله الله أعلم بالبنط العريض؟؟؟
ـ[أمين هشام]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 04:22 م]ـ
نعيب الملوك وأجهزةالقمع العربية وكواتم الصوت ..
ونحن يا أخي عمر نفعلها على أضيق الإمكانيات ..
فسؤالك الذي سألته اعتقلته الرقابة .. وكتمته "الديموقراطية"!.
ولعل لك حظوة عند المشرفين .. فاسألهم في أي واد هلك سؤالي؟؟.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 05:06 م]ـ
وجدير بنا أن نضيف إليه الأخ الفاضل جمال لتصبح لدينا ثروتان علما وأدبا نفعنا الله بكما
؟؟؟
بارك الله بك أخ عمر
هلا قابلتني على الماسنجر
sharabatij***********
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 02:11 م]ـ
عفا الله عنا وعنكم ..
ونفع بنا وبكم المسلمين ..
وجعلنا جميعاً خَدَمَة لكتابه العزيز ..
إنه على ذلك قدير ..(/)
التَدَرُّجُ فِي العَجَبِ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 08:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
قال تعالى في سورة (ق): " بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ " (ق: 2)،
وقال سبحانه في سورة (هود): " قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ " (هود: 72)،
وأما في سورة (ص)، فيقول الحق تبارك وتعالى: " أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ " (ص: 5).
فجاء في الأولى: (هذا شيء عجيب)، وجاء في الثانية: (إن هذا لشيء عجيب)، وجاء في الثالثة: (إن هذا لشيء عجاب).
فنلاحظ أن القرآن عدل من عجيب إلى عجاب، وذلك أنه تدرّج في العجب بحسب قوّته، ففي آية (ق) ذكر أن الكافرين عجبوا من أن يجيء منذر منهم، فقالوا: (هذا شيء عجيب). وفي سورة هود كان العجب أكبر لأنه من خلاف المعتاد أن تلد امرأة عجوز وعقيم وبعلها شيخ، إذ كل ذلك يدعو إلى الغرابة والعجب فالعجوز لا تلد، فإذا كانت عقيماً كانت عن الولادة أبعد إذ يستحيل على العقيم أن تلد. فإذا اجتمع إلى كل ذلك أن بعلها شيخ كان أبعد وأبعد، ولذا أكّد العجب بأنّ واللام، فقال: " إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ "، بخلاف سورة (ق)، فإنه لم يؤكّد العجب.
وأما في سورة (ص) فقد كان العجب عند المشركين أكبر وأكبر، إذ كيف يمكن أن يؤمنوا بوحدانية الإله ونفي الشرك وهم قوم عريقون فيه؟ بل إن الإسلام جاء أول ما جاء ليردعهم عن الشرك ويردّهم إلى التوحيد، ولكنهم استسهلوا أن يحملوا السيف ويعلنوا الحرب الطويلة على أن يقرّوا بكلمة (لا إله إلا الله). فالقتل كان أيسر عندهم من النطق بكلمة التوحيد، ولذا كان العجب عندهم أكبر وأكبر، فجاء بإنّ واللام وعدل من (عجيب) إلى (عجاب)، وذلك أن (فُعالاً) أبلغ من (فَعيل) عند العرب.
فسبحان الذي لا يصل إلى مستوى كلامه كلام، بل كلامه يعلو على كل كلام.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 09:46 م]ـ
قلت يا أخ لؤي فأبدعت
وأحب أن أساهم معك فأقول"الشيء العجاب هو الذي تجاوز الحد في العجب---يعني لو كان لدينا مقياس العجب مدرجا من خمسة تداريج فإن العجاب يكون تدريجه السادس"
تلك كانت تقطة--والنقطة الأخرى أن السّلمي قرأها (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَّابٌ " (ص: 5).
وكما تلاحظ فإن التشديد أبلغ في العجب من التخفيف(/)
إعجاز القرآن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 06:45 ص]ـ
(1)
الكلام حول إعجاز القرآن
وقد اعتنى بذلك الأئمة وأفردوه بالتصنيف منهم القاضي أبو بكر بن الباقلاني (1) قال ابن العربي ولم يصنف مثله وكتاب الخطابي () والرماني والبرهان لعزيزي () وغيرهم
وهو علم جليل عظيم القدر لأن نبوة النبي ? معجزتها الباقية القرآن وهو يوجب الاهتمام بمعرفة الإعجاز قال تعالى) كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد (4 وقال سبحانه) وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله (فلولا أن سماعه إياه حجة عليه لم يقف أمره على سماعه ولا تكون حجة إلا وهي معجزة وقال تعالى) وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم (فأخبرأن الكتاب آية من آياته وأنه كاف في الدلالة قائم مقام معجزات غيره وآيات سواه من الأنبياء
ولما جاء به صلى الله عيه وسلم إليهم وكانوا أفصح الفصحاء ومصاقع الخطباء تحداهم على أن يأتوا بمثله وأمهلهم طول السنين فلم يقدروا يقال تحدى فلان فلانا إذا دعاه إلى أمر ليظهر عجزه فيه ونازعه الغلبة في قتال أو كلام غيره ومنه أنا حدياك أي ابرزلي وحدك
واعلم أن النبي:= تحدى العرب قاطبة بالقرآن حين قالوا افتراه فأنزل الله عز وجل عليه) أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله (فلما عجزوا عن الإتيان بنشر سور تشاكل القرآن قال تعالى) فأتوا بسورة من مثله (3 ثم كرر هذا فقال) وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله (أي من كلام مثله وقيل من بشر مثله ويحقق القول الأول الآيتان السابقتان فلما عجزوا عن أن يأتوا بسورة تشبه القرآن على كثرة الخطباء فيهم والبلغاء) قال) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (فقد ثبت أنه تحداهم به وأنهم لم يأتوا بمثله لعجزهم عنه لأنهم لو قدروا على ذلك لفعلوا ولما عدلوا إلى العناد تارة والاستهزاء أخرى فتارة قالوا (سحر) وتارة قالوا (شعر) وتارة قالوا (أساطير الأولين) كل ذلك من التحير والانقطاع
قال ابن أبي طالب مكي في (اختصاره نظم القرآن للجرجاني) قال المؤلف أنزله بلسان عربي مبين بضروب من النظم مختلفة على عادات العرب ولكن الأعصار تتغير وتطول فيتغير النظم عند المتأخرين لقصور أفهامهم والنظر كله جار على لغة العرب ولا يجوز أن ينزله على نظم ليس من لسانهم لأنه لا يكون حجة عليهم بدليل قوله تعالى) أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله (وفي قوله) بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله (فأخبر أنهم لم يعلموه لجهلهم به وهو كلام عربي
قال أبو محمد لا يحتمل أن يكون جهلهم إلا من قبل أنهم أعرضوا عن قبوله ولا يجوز أن يكون نزل بنظم لم يعرفوه إذ لا يكون عليهم حجة وجهلنا بالنظم لتأخرنا عن رتب القوم الذي نزل عليهم جائز ولا يمنع فمن نزل عليهم كان يفهمه إذا تدبره لأنه بلغته ونحن إنما نفهم بالتعليم انتهى
وهذا الذي قاله مشكل فإن كبار الصحابة رضي الله عنهم حفظوا البقرة في مدة متطاولة لأنهم كانوا يحفظون مع التفهم
وإعجاز القرآن ذكر من وجهين
أحدهما إعجاز متعلق بنفسه
والثاني بصرف الناس عن معارضته
ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله معجز واختلفوا في إعجازه فقيل إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك مالا تطيق وفيه وقع عجزها والجمهور على أنه إنه إنما وقع بالدال على القديم وهو الألفاظ
فإذا ثبت ذلك فاعلم أنه لا يصح التحدي بشيء مع جهل المخاطب بالجهة التي وقع بها التحدي ولا يتجه قول القائل لمثله إن صنعت خاتما كنت قادرا على أن تصنع مثله إلا بعد أن يمكنه من الجهة التي تدعي عجز المخاطب عنها فنقول الإعجاز في القرآن العظيم إما أن يعني بالنسبة إلى ذاته أو إلى عوارضه من الحركات والتأليف أو إلى مدلوله أو إلى المجموع أو إلى أمر خارج عن ذلك لا جائز أن يكون الإعجاز حصل من جهة ذوات الكلم المفردة فقط لأن العرب قاطبة كانوا يأتون بها ولا جائز أن يكون الإعجاز وقع بالنسبة إلى العوارض من الحركات والتألف فقط لأنه يحوج إلى ما تعاطاه مسيلمة من الحماقة (إنا أعطيناك الجواهر فصل لربك وهاجر إن شانئك هو الكافر)
ولو كان الإعجاز راجعا في الإعراب والتأليف المجرد لم يعجز صغيرهم عن تأليف ألفاظ معربة فضلا عن كبيرهم ولا جائز أن يقع بالنسبة إلى المعاني فقط لأنها ليست من صنيع البشر وليس لهم قدرة على إظهارها من غير ما يدل عليها ولا جائز أن ترجع إلى المجموع لأنا قد بينا بطلانه بالنسبة إلى كل واحد فيتعين أن يكون الإعجاز لأمر خارج غير ذلك
------------------------------
الزركشي
البرهان في علوم القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 02:49 م]ـ
) 2 (
وجوه الإعجاز [] الزركشي
-------------------------------------------------------------------------------
وقد اختلف فيه على أقوال
أحدهما
وهو قول النظام إن الله صرف العرب عن معارضته وسلب عقولهم وكان
مقدورا لهم لكن عاقهم أمر خارجي فصار كسائر المعجزات
وهو قول فاسد بدليل قوله تعالى) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهم ولو سئلوا القدرة لم يبق فائدة لاجتماعهم لمنزلته منزلة اجتماع الموتى وليس عجز الموتى بكبير يحتفل بذكره هذا مع أن الإجماع منعقد على إضافة الإعجاز إلى القرآن فكيف يكون معجزا غيره وليس فيه صفة إعجاز بل المعجز هو الله تعالى حيث سلبهم قدرتهم عن الإتيان بمثله
وأيضا يلزم من القول بالصرفة فساد آخر وهو زوال الإعجاز بزوال زمان التحدي وخلو القرآن من الإعجاز وفي ذلك خرق لإجماع الأمة فإنهم أجمعوا على بقاء معجزة الرسول العظمى ولا معجزة له باقية سوى القرآن وخلوه من الإعجاز يبطل كونه معجزة
قال القاضي أبو بكر) (ومما يبطل القول بالصرفة أنه لو كانت المعارضة ممكنة وإنما منع منها الصرفة لم يكن الكلام معجزا وإنما يكون المنع معجزا) فلا يتضمن الكلام فضلا على غيره في نفسه)
(وليس هذا بأعجب مما ذهب إليه فريق منهم أن الكل قادرون على الإتيان بمثله وإنما تأخروا عنه لعدم العلم بوجه ترتيب لو تعلموه لوصلوا إليه ولا بأعجب من قول
فريق منهم إنه لا فرق بين كلام البشر وكلام الله في هذا الباب وإنما يصح من كل واحد منهما الإعجاز على حد واحد)
(وزعم قوم أن ابن المقفع عارض القرآن وإنما وضع حكما)
الثاني
أن وجه الإعجاز راجع إلى التأليف الخاص به لا مطلق التأليف وهو بأن اعتدلت مفرداته تركيبا وزنة وعلت مركباته معنى بأن يوقع كل فن في مرتبته العليا في اللفظ والمعنى
واختاره ابن الزملكاني في البرهان
الثالث
ما فيه من الإخبار عن الغيوب المستقبلة ولم يكن ذلك من شأن العرب كقوله تعالى) قل للمخلفين من الأعراب (4 وقوله في أهل بدر) سيهزم الجمع ويولون الدبر (
1 وقوله) لقد صدق الله رسوله الرؤيا (2 وكقوله) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض (3 وقوله) الم غلبت الروم (4 وغير ذلك مما أخبر به بأنه سيقع فوقع
ورد هذا القول بأنه يستلزم أن الآيات التي لا خبر فيها بذلك لا إعجاز فيها وهو باطل فقد جعل الله كل سورة معجزة بنفسها
الرابع
ما تضمن من إخباره عن قصص الأولين وسائر المتقدمين حكاية من شاهدها وحضرها وقال) تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا (5 الآية
وهو مردود بما سبق نعم هذا والذي قبله من أنواع الإعجاز إلا أنه منحصر فيه
الخامس
إخباره عن الضمائر من غير أن يظهر ذلك منهم بقول أو فعل كقوله) إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا (6 وقوله) وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله (7 وقوله) وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون (8 الآية وكإخباره عن اليهود أنهم لا يتمنون الموت أبدا
السادس
وصححه ابن عطية وقال إنه الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه وأن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ووجه إعجازه أن الله أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى ويتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم بالضرورة أن أحدا من البشر لا يحيط بذلك (3) وبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة وبهذا النطق (4) يبطل قول من قال إن العرب كان في قدرتها الإتيان (5) بمثله فلما جاءهم النبي:= صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ولهذا ترى البليغ ينقح الخطبة أو القصيدة حولا ثم ينظر فيها فيغير فيها وهلم جرا وكتاب الله 6) سبحانه لو نزعت منه لفظة ثم أدبر لسان العرب على لفظه (أحسن منها لم توجد
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن تتبين لنا البراعة في أكثره ويخفي وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام
وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت
الحجة في معجزة عيسى بالأطباء و في موسى بالسحرة فإن الله تعالى إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبرع ما تكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره فكان السحر في مدة موسى قد انتهى إلى غايته وكذا الطب في زمان عيسى والفصاحة في مدة محمد:=
السابع
أن وجه الإعجاز الفصاحة وغرابة الأسلوب والسلامة من جميع العيوب وغير ذلك مقترنا بالتحدي واختاره الإمام فخر الدين وهو قريب مما سبق وقد قال تعالى) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله (3 والمراد بمثل نظمه بدليل قوله تعالى) فأتوا بسورة من مثله (4 وقول من قال إن الضمير في) من مثله (عائد على الله ضعيف بقوله) بعشر سور مثله (والسياق واحد
الثامن
ما فيه من النظم والتأليف والترصيف وأنه خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد في كلام العرب ومباين لأساليب خطاباتهم واختاره القاضي أبو بكر
قال ولهذا لم يمكنهم معارضته
قال ولا سبيل إلى معرفة إعجاز القرآن من أصناف البديع التي أدعوها في الشعر لأنه ليس مما يخرق العادة بل يمكن استدراكه بالتعلم والتدريب والتصنع له كقول الشعر ورصف الخطب وصناعة الرسالة والحذق في البلاغة وله طريق يسلك فأما شأو نظم القرآن فليس له مثال يحتذى عليه ولا إمام يقتدى به ولا يصح وقوع مثله اتفاقا
قال ونحن نعتقد أن الإعجاز في بعض القرآن أظهر وفي بعض أدق وأغمض
ثم قال القاضي فإن قيل ما الذي وقع التحدي به أهو الحروف المنظومة أو الكلام القائم بالذات أو غيره
قلنا الذي تحداهم به أن يأتوا على الحروف التي هي نظم القرآن منظومة حكمها متتابعها كتتابعها مطردة كاطرادها ولم يتحدهم إلى أن يأتوا بالكلام القديم الذي لا مثل له
وقال بعض الأئمة ليس الإعجاز المتحدى به إلا في النظم لا في المفهوم لأن المفهوم
لم يمكن الإحاطة به ولا الوقوف على حقيقة المراد منه فكيف يتصور أن يتحدى بما لا يمكن الوقوف عليه إذ هو يسع كل شيء فأي شيء قوبل به ادعى أنه غير المراد ويتسلسل
التاسع أنه شيء لا يمكن التعبير عنه وهو اختيار السكاكي حيث قال في (المفتاح) واعلم أن شأن الإعجاز عجيب يدرك ولا يمكن وصفه كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها وكالملاحة وكما يدرك (2 طيب النغم العارض لهذا الصوت ولا طريق إلى تحصيله لغير ذوي الفطر السليمة إلا بإتقان علمي المعاني والبيان والتمرن فيهما 2)
وقال أبو حيان التوحيدي في (البصائر) (لم أسمع كلاما ألصق بالقلب وأعلق بالنفس من فصل تكلم به بندار بن الحسين الفارسي وكان بحرا في العلم وقد سئل عن موضع الإعجاز من القرآن فقال هذه مسألة فيها حيف على المفتي (وذلك أنه شبيه بقولك ما موضع الإنسان من الإنسان فليس للإنسان موضع من الإنسان بل متى أشرت إلى جملته فقد حققته ودللت على ذاته كذلك القرآن لشرفه لا يشار إلى شيء منه إلا وكان ذلك المعنى آية في نفسه ومعجزة لمحاوله وهدى لقائله وليس في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله في كلامه وأسراره في كتابه فلذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده
العاشر
وهو قول حازم في (منهاج البلاغة) إن الإعجاز فيه من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائها في جميعه استمرارا لا توجد له فترة ولا يقدر عليه أحد من البشر وكلام العرب ومن تكلم بلغتهم لا تستمر الفصاحة والبلاغة في جميع أنحائها في العالي منه إلا في الشيء اليسير المعدود ثم تعرض الفترات الإنسانية فتقطع طيب الكلام ورونقه فلا تستمر لذلك الفصاحة في جميعه بل توجد في تفاريق وأجزاء منه والفترات في الفصاحة تقع للفصيح إما بسهو يعرض له في الشيء من غير أن يكون جاهلا به أو من جهل به أو من سآمة تعتري فكره أو من هوى للنفس يغلب عليها فيما يحوش عليها خاطره من اقتناص المعاني سمينا كان أو غثا فهذه آفات لا يخلو منها الإنسان الفاضل والطبع الكامل وهو قريب مما ذكره ابن الزملكاني وابن عطية
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادي عشر قال الخطابي () في كتابه وإليه ذهب الأكثرون من علماء النظر إن وجه الإعجاز فيه من جهة البلاغة لكن لما صعب عليهم تفصيلها صغوا فيه إلى حكم الذوق والقبول عند النفس
قال والتحقيق أن أجناس الكلام مختلفة ومراتبها في درجة البيان متفاوتة () ودرجاتها في البلاغة متباينة غير متساوية (فمنها البليغ الرصين الجزل ومنها الفصيح القريب السهل ومنها الجائز الطلق الرسل وهذه أقسام الكلام الفاضل المحمود دون النوع الهجين المذموم الذى لا يوجد فى القرآن شئ منه البتة
فالقسم الأول أعلاه والثانى أوسطه والثالث أدناه وأقربه فحازت بلاغات القرآن من كل قسم من هذه الأقسام حصة وأخذت من كل نوع شعبة فانتظم لها بامتزاج هذه الأوصاف نمط من الكلام يجمع صفتى الفخامة والعذوبة وهما على الانفراد فى نعوتهما كالمتضادين لأن العذوبة نتاج السهولة والجزالة والمتانة فى الكلام يعالجان نوعا من الوعورة فكان اجتماع الأمرين فى نظمه مع نبو كل منهما عن الآخر فضيلة خص بها القرآن يسرها الله بلطيف قدرته ليكون آية بينة لنبيه ودلالة على صحة ما دعا إليه من أمر دينه
وإنما تعذر على البشر الإتيان بمثله لأمور
منها أن علمهم لا يحيط بجميع أسماء اللغة العربية وأوضاعها التى هى ظروف المعانى والحوامل
ولا تدرك أفهامهم جميع معانى الأشياء المحمولة على تلك الألفاظ ولا تكمل معرفتهم باستيفاء جميع وجوه النظوم التى بها يكون ائتلافها وارتباط بعضها ببعض فيتوصلوا باختيار الأفضل عن الأحسن من وجوهها إلا أن يأتوا بكلام مثله
وإنما يقوم الكلام بهذه الأشياء الثلاثة لفظ حامل ومعنى به قائم ورباط لهما ناظم
وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه فى غاية الشرف والفضيلة حتى لا ترى
شيئا من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه ولا ترى نظما أحسن تأليفا وأشد تلاءما وتشاكلا من نظمه وأما معانيه فكل ذى لب يشهد له بالتقديم فى أبوابه والرقى فى أعلى درجاته
وقد توجد هذه الفضائل الثلاث على التفرق فى أنواع الكلام وأما أن توجد مجمةعى فى نوع واحد منه فلم توجد إلا فى كلام العليم القدير الذى أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا
فخرج من هذا أن القرآن إنما صار معجزا لأنه جاء بأفصح الألفاظ فى أحسن نظوم التأليف مضمنا أصح المعانى من توحيد الله تعالى وتنزيهه فى صفاته ودعاء إلى طاعته وبيان لطريق عبادته فى تحليل وتحريم وحظر وإباحة ومن وعظ وتقويم وأمر بمعروف ونهى عن منكر وإرشاد إلى محاسن الأخلاق وزجر عن مساويها واضعا كل شئ منها موضعه الذى لا يرى شئ أولى منه ولا يتوهم فى صورة العقل أمر أليق به منه مودعا أخبار القرون الماضية وما نزل من مثلات الله بمن عصى وعاند منهم منبئا عن الكوائن المستقبلة في الأعصار الماضية من الزمان جامعا فى ذلك بين الحجة والمحتج له والدليل والمدلول عليه ليكون ذلك أوكد للزوم ما دعا إليه وإنباء عن وجوب ما أمر به ونهى عنه
ومعلوم أن الإتيان بمثل هذه الأمور والجمع بين أشتاتها حتى تنتظم وتتسق أمر تعجز عنه قوى البشر ولا تبلغه قدرتهم فانقطع الخلق دونه وعجزوا عن معارضته بمثله ومنقضته فى شكله ثم صار المعاندون له ممن كفر به وأنكره يقولون مرة إنه شعر لما رأوه منظوما ومرة إنه سحرلما رأوه معجوزا عنه غير مقدور عليه وقد كانوا يجدون له وقعا فى القلب وقرعا فى النفس يريبهم ويحيرهم فلم يتمالكوا أن يعترفوا به نوعا من الاعتراف ولذلك قالوا إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وكانوا مرة لجهلهم وحيرتهم يقولون) أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا (مع علمهم أن صاحبهم أمى وليس بحضرته من يملى أو يكتب شيئا ونحو ذلك من المور التى أوجبها العناد والجهل والعجز وقد حكى الله عن بعض مردتهم وهو الوليد بن المغيرة المخزومى أنه لما طال فكره فى القآن وكثر ضجره منه وضرب له الأخماس من رأيه فىالسداس فلم يقدر على أكثر من قوله) إن هذا إلا قول البشر (عنادا وجهلا به وذهابا عن الحجة وانقطاعا دونها
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اعلم أن عمود البلاغة التى تجتمعا لها هذه الصفات هو وضع كل نوع من الألفاظ التى تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به الذى إذا أبدل مكانه غيره جاء منه إما تبدل المعنى الذى يفسد به الكلام أو إهاب الرونق الذى تسقط به البلاغة وذلك أن فى الكلام ألفاظا مترادفة متقاربة المعانى فى زعم أكثر الناس كالعلم والمعرفة والشح والبخل والنعت والصفة وكذا بلى ونعم ومن وعن ونحوها من الأسماء والأفعال والحروف والأمر فيها عند الحذاق بخلاف ذلك لأن كل لفظة منها خاصة تتميز بها عن صاحبتها فى بقض معانيها وإن اشتركا فى بعضها
ولهذا قال أبو العالية فى قوله تعالى) الذين هم عن صلاتهم ساهون (أنه الذى ينصرف ولا يدرى عن شفع أو وتر فرد عليه الحسن بأنه لو كان كذلك لقال) الذين هم في صلاتهم (فلم يقرق أبو العالية بين) في (و) عن (حتى تنبه له الحسن وقال المراد به إخرجها عن وقتها
فإن قيل فهلا جعل فى كل سورة نوعا من الأنواع قيل إنما أنزل القرآن على هذه الصفة من جمع أشياء مختلفة المعانى فى السورة الواحدة وفى الآى المجموعة القليلة العدد ليكون أكثر لفائدته وأعم لمنفعته ولو كان لكل باب منه قبيل ولكل معنى سورة مفردة لم تكثر عائدته ولكان الواحدمن الكفار المنكرين والمعاندين إذا سمع السورة لا تعوم عليه الحجة به إلا فى النوع الواحد الذى تضمنته السورة الواحدة فقط وكان فى اجتماع المعانى الكثيرة فى السورة الواحدة أوفر حظا وأجدى نفعا من التخيير لما ذكرناه
قال الخطابى وقلت فى إعجاز القرآن وجها آخر ذهب عنه الناس فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ فى آحادهم وهو صنيعه بالقلوب وتأثيره فى النفوس فإنك لا تسمع كلاما غير القرآن منظوما ولا منثورا إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة فى حال ومن الروعة والمهابة فى حال أخرى ما يخلص منه إليه قال الله تعالى) لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله (وقال تعالى) الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم (الآية
قلت ولهذا أسلم جبير بن مطعم لما سمع قراءة النبى:= للطور حتى انتهى إلى قوله) إن عذاب ربك لواقع (قال حشيت أن يدركنى العذاب وفى لفظ كاد قلبى يطير فأسلم وفى أثر آخر أن عمر لما سمع سورة طه أسلم وغير ذلك
وقد صنف بعضهم كتابا فيمن مات بسماع آية من القرآن
الثانى عشر
وهو قول أهل التحقيق إن الإعجاز وقع بجميع ما سبق من الأقوال لا بكل واحد عن انفراده فإنه جمع كله فلا معنى لنسبته إلى واحد منها بمفرده مع اشتماله على الجميع بل وغير ذلك مما لم يسبق فمنها الروعة التى له فى قلوب السامعين وأسماعهم سواء المقرين والجاحدين ثم إن سامعه إن كان مؤمنا به بداخله روعة فى أول سماعه وخشية ثم لا يزال بجد فى قلبه
هشاشة إليه ومحبة له وإن كان جاحدا وجد فيه مع تلك الروعة نفورا وعيا لا نقطاع مادته بحسن سمعه
ومنها أنه لم يزل ولا يزال ولا يزال غضا طريا فى أسماع السامعين وعلى ألسنة القارئين
ومنها ما ينتشر فيه عند تلاوته من إنزال الله إياه فى صورة كلام هو مخاطبة من الله لرسوله تارة ومخطبة أخرى لخلقه لا فى صورة كلام يستمليه من نفسه من قد قذف فى قلبه وأوحى إليه ما شاء أن يلقيه إلى عباده على لسانه فهو يأتى بالمعانى التى ألهمها بألفاظه التى يكسوها إياه كما يشاهد من الكتب المتقدمة
ومنها جمعه بين صفتى الجزالة والعذوبة وهما كالمتضادين لا يجتمعان غالبا فى كلام البشر لإن الجزالة من الألفاظ التى لا توجد إلا بما يشوبها من القوة وبعض الوعورة والعذوبة منها ما يضادها من السلاسة والسهولة فمن نحا نحو الصورة الأولى فإنما يقصد الفخامة والروعة فى الأسماع مثل الفصحاء من الأعراب وفحول الشعراء منهم ومن نحا نحو الثانية قصد كون الكلام فى السماع أعذب وأشهى وألذ مثل أشعار المخضرمين ومن داناهم من المولدين المتأخرين وترى ألفاظ القرآن قد جمعت فى نظمه كلتا الصفتين وذلك من أعظم وجوه البلاغة والإعجاز
ومنها جعله آخر الكتب غنيا عن غيره وجعل غيره من الكتب المتقدمة قد يحتاج إلى بيان يرجع فيه إليه كما قال تعالى) إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون (
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 06:43 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فى قدر المعجز من القرآن
قال القاضى أبو بكر ذهب عامة أصحابنا وهو قول أبى الحسن الأ شعرى فى كتبه إلى أن أقل ما يعجز عنه من القرآن السورة قصيرة كانت أو طويلة أوما كان بقدرها ب
قال فإذا كانت الآية بقدر حروف سورة وإن كانت كسورة الكوثر فذلك معجز
قال ولم يقم دليل على عجزهم عن المعارضة فى أقل من هذا القدر
وذهبت المعتزلة إلى أن كل سورة برأسها فهى معجزة
وقد حكى عنهم نحو قولنا إلا أن منهم من لم يشترط كون الآية بقدر السورة بل شرط الآيات الكبيرة
وقد علمنا أنه تحداهم تحديا إلى السور كلها ولم يخص ولم يأتوا بشئ منها فعلم أن جميع ذلك معجز
وأما قوله تعالى) فليأتوا بحديث مثله (فلا يخالف هذا لأن الحديث التام لا تتحصل حكايته فى أقل من كلمات سورة قصيرة وهو يؤكد مذهب أصحابنا وإن كان قد يتأول قوله) فليأتوا بحديث مثله (فلا يخالف هذا لأن الحديث التام لا تتتحصل حكايته فى أقل من كلمات سورة قصيرة وهو يؤكد مذهب أصحابنا وإن كان قد يتأول قوله) فليأتوا بحديث مثله (على القبيل دون التفصيل وكذلك يحمل
قولة تعالى) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله (على القبيل لأنه لم يجعل الحجة عليهم عجزهم عن الإتيان بجميعه من أوله إلى آخره
فإن قيل هل يعرف إعجاز السور القصار بما يعرف به إعجاز الطوال وهل يعرف إعجاز كل قدر من القرآن بلغ الحد الذى قدرتموه على ما تعرفون به إحجاز سورة البقرة ونحوها
قلنا إن أبا الحسن الأشعرى قد أجاب عن ذلك بأن كل سورة قد علم كونها معجزة بعجز العرب عنها وسمعت بعض الكبراء من أهل هذا الشأن يقول إنه يصح أن يكون علم ذلك توقيفا والطريقة الأولى أسد وتظهر فائتهما فى أن الأولى تبين أن ما علم به كون جميع ألقرآن معجزا موجود فى كل سورة قصرت أو طالت فيجب أن يكون الحكم فى الكل واحدا والأخرى تتضمن تقدير معرفة إعجاز القرآن بالطريق التى سلكناها
اعلم أه سبحانه تحداهم أولا فى الإتيان بمثله فقال) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (ثم تحداهم بشر سور منه وقطع عذرهم بقول) قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات (وإنما قال) مفتريات (من أجل أنهم قالوا لا علم لنا بما فيه من الأخبار الخالية والقصص البالغة فقيل لهم) مفتريات (إزاحة لعللهم وقطعا لأعذارهم فعجزوا فردهم من العشر إلى سورة واحدة من مثله مبالغة فى التعجيز لهم فقال) وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (أى يشهدون لكم أنها في نظمه وبلاغته وجزالته فعجزوا فقال تعالى) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا (مبالغة فى التعجيز وإفحاما لهم) فاتقوا النار (وهذه مبالغة فى الوعيد مع أن اللغة لغتهم والكلام كلامهم وناهيك بذلك أن الوليد بن المغيرة لعنه الله كان سيد قريش وأحد فصحائهم لما سمعه أخرس لسانه وبلد جنانه وأطفئ بيانه وقطعت حجته وقصم ظهره وظهر عجزه وذهل عقله حتى قال فد عرفنا الشعر كله هزجه ورجزه وفريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالت له قريش فساحر قال وما هو بساحر قد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر
وإنه ليعلو ولا يعلى سمعت قولا يأخذ القلوب قالوا مجنون قال لا والله ما هو بمجنون ولا بخنقه ولا بوسوسته ولا رعشته قالو كاهن قال قد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان ولا بسجعهم ثم حملته الحمية فنكص على عقبيه وكابر حسه فقال) إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر)
--------------------
الزركشي
البرهان في علوم القرآن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 09:59 م]ـ
تنزيه النبى عليه السلام عن الشعر
------------------------------------------------------------------------
قيل للحكمة تنزيه الله تعالى نبيه صالى الله عليه وسلم عن الشعر وجوه
أحدها
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه سبحانه أخبر عن الشعراء بأنهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون وأن للشعر شرائط لا يسمى الإنسان بغيرها شاعرا كما قال بعضهم وقد سئل عن الشاعر فقال إن هزل أضحك وإن جد كذب فالشاعر بين كذب وإضحاك فنزه الله نبيه عن هاتين الخصلتين وعن كل أمر دنئ وإنا لا نكاد نجد شاعرا إلا مادحا ضارعا أو هاجيا ذا قذع وهذه أوصاف لا تصلح للنبي
والثاني
أن أهل العروض مجمعون كما قلل ابن فارس على أنه لا فرق بين صناعة العروض وصناعة الإيقاع إلا أن صناعة الإيقاع تقسم الزمان بالنغم وصناعة العروض تقسمه
بالحروف المتنوعة فلما كان الشعر ذا ميزان يناسب الإيقاع والإيقاع ضرب من الملاهي لم يصلح ذلك لرسول الله:= وقد قال لست من دد ولا دد منى
وأما ما حكى عنه:= من ألفاظ الوزن فالجواب عنها من وجهين
أحدهما
أنه لم يقصد بها الشعر ومن حقيقة الشعر قصده قال ابن فارس الشعر كلام موزون مقفي دال على معنى ويكون أكثر من بيت لأنه يجوز اتفاق شطر واحد بوزن يشبه وزن الشعر من غير قصد
والثانى
أنه صلى الله عليه سلم كان إذا أنشد شيئا من ذلك غيره ز فصل فى تنزيه الله القرآن عن أن يكون شعرا
مع ان الموزون فى الكلام رتبته فوق رتبة المنظوم غير الموزون فإن كل موزون منظوم ولا عكس وقال تعالى)] وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين] (فأعلم سبحانه أنه نزة الفرآن عن نظم
الشعر والوزن لأن القرآ مجمع الحق ومنبع الصدق وقصارى أمر الشاعر التحصل بتصوير الباطل فى صورة الحق
والإفرط فى الإطراء والمبالغة فىالذم والإيذاء دون إظهار الحق وإثبات الصدق منه كان بالعرض ولهذا قال تعالى) [
] وما هو بقول شاعر] (إى كاذب ولم يعن أنه
ليس بشعر فإن وزن الشعر أظهر من أن يشتبه عليهم حتى يحتاج إلى أن ينفى عنه ولأجل شهرة الشعر بالكذب
سمى المنطقيون القياسات المؤدبة فى أكثر الأمر إلى البطلان والكذب شعرية
فإن قيل فقد وجد فى القرآن ما وافق شعرا موزونا إما بيت تام أو أبيات أو مصراع كقول القائل
وقلت لما حاولوا سلوتى
هيهات هيهات لما توعدون
وقوله) وجفان كالجواب وقدور راسيات (قالوا هذا من الرمل
وكقوله) ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه (قالوا هو مجزوء من الخفيف
وقوله) ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب (قالوا هو من المتقارب أى بإسقاط مخرجا
وقوله) ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا (ويشبعون حركة الميم فيبقى من الرجز وحكى أن أبا نواس ضمنه فقال
وفتية فى مجلس وجوههم
ريحانهم قد عدموا التثفيلا
دانية عليهمو ظلالها
? وذللت قطوفها تذليلا ?
وقوله تعالى) ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين (قالوا هو من الوافر
وقوله تعالى) أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم (قالوا هو من الخفيف
وقوله تعالى) والعاديات ضبحا فالموريات قدحا (ونحوه قوله) والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا (
وهو عندهم شعر من بحر البسيط
وقوله تعالى) ومن الليل فسبحه وأدبار السجود (
وقوله تعالى) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون (
وقوله تعالى) فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا (
وقوله تعالى) لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم (
وقوله تعالى) تبت يدا أبي لهب (
وقوله تعالى) نصر من الله وفتح قريب
(وقوله تعالى) إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
(وقوله تعالى) إن قارون كان من قوم موسى (
ويحكى أنه سمع أعرابى قارئا يقرأ) يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (قال كسرت إنما قال)
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (فقيل له هذا القرآن وليس بشعر
فالجواب قال القاضى أبو بكر إن الفصحاء منهم لما أورد عليهم القرآن لو اعتقدوه شعرا ولم يروه خارجا عن
أساليبهم لبادروا إلى معارضته لأن الشعر منقاد غليهم فلما لم يعمدا إلى ذلك دل على أنهم لم يعتقدوا فيه ذلك فمن
استدرك فيه شعرا زعم أنه خفى على أولئك النفر وهم ملوك الكلام مع شدة حاجتهم إلى الطعن فى القرآن والغض
منه والتوصل إلى تكذيبه بكل ما قدروا عليه فلن يجوز أن يخفى على أولئك وأن يجهلوه ويعرفه من جاء الآن فهو
بالجهل حقيق
وحينئذ فالذى أجاب به العلماء عن هذا بأن البيت الواحد وما كان على وزنه لا يكون شعرا وأقل الشعر بيتان فصاعدا
وإلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام
وقالوا أيضا إن ما كان على وزن بيتين إلا أنه يختلف وزنهما وقافيتهما فليس بشعر أصلا
ثم منهم من قال إن الرلجز ليس بشعر أصلا لا سيما إذا كان مشطورا أو ممهوكا وكذا ما يقاربه فى قلة الأجزاء
وعلى هذا يسقط السوؤال
ثم يقول إن الشعر إنما ينطلق متى قصد إليه على الطريق التى تعمد وتسلك ولا يصح أن يتفق مثله إلا من الشعراء دون ما يستوى فيه العامى والجاهل والعالم بالشعر واللسان وتصرفه وما يتفق من كل واحد فليس بشعر فلا يسمى صاحبه شاعرا وإلا لكان الناس كلهم شعراء لأن كل متكلم لا ينفك أن يعرض فىجملة كلامه ما يتزن بوزن الشعر وينتظم بانتظامه
وقيل أقل ما يكون من الرجز شعرا أربعة أبيات وليس ذلك فى القرآن بحال
قال القاضى وهذه الطريق التى سلكوها فى الجواب معتمدة أو أكثرها
ولو كان ذلك شعرا لكانت النفوس تتشوق إلى معارضته لأن طريق الشعر عسر مستصعب على أهل الزمان الواحد وأهله يتقاربون فيه أو يضربون فيه بسهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 10:42 م]ـ
تنزيه النبى عليه السلام عن الشعر
------------------------------------------------------------------------
قيل للحكمة تنزيه الله تعالى نبيه صالى الله عليه وسلم عن الشعر وجوه
أحدها
أنه سبحانه أخبر عن الشعراء بأنهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون وأن للشعر شرائط لا يسمى الإنسان بغيرها شاعرا كما قال بعضهم وقد سئل عن الشاعر فقال إن هزل أضحك وإن جد كذب فالشاعر بين كذب وإضحاك فنزه الله نبيه عن هاتين الخصلتين وعن كل أمر دنئ وإنا لا نكاد نجد شاعرا إلا مادحا ضارعا أو هاجيا ذا قذع وهذه أوصاف لا تصلح للنبي
والثاني
أن أهل العروض مجمعون كما قلل ابن فارس على أنه لا فرق بين صناعة العروض وصناعة الإيقاع إلا أن صناعة الإيقاع تقسم الزمان بالنغم وصناعة العروض تقسمه
بالحروف المتنوعة فلما كان الشعر ذا ميزان يناسب الإيقاع والإيقاع ضرب من الملاهي لم يصلح ذلك لرسول الله:= وقد قال لست من دد ولا دد منى
وأما ما حكى عنه:= من ألفاظ الوزن فالجواب عنها من وجهين
أحدهما
أنه لم يقصد بها الشعر ومن حقيقة الشعر قصده قال ابن فارس الشعر كلام موزون مقفي دال على معنى ويكون أكثر من بيت لأنه يجوز اتفاق شطر واحد بوزن يشبه وزن الشعر من غير قصد
والثانى
أنه صلى الله عليه سلم كان إذا أنشد شيئا من ذلك غيره
----------------------------------------------------------------------------------------
فى تنزيه الله القرآن عن أن يكون شعرا
مع ان الموزون فى الكلام رتبته فوق رتبة المنظوم غير الموزون فإن كل موزون منظوم ولا عكس وقال تعالى)] وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين] (فأعلم سبحانه أنه نزه الفرآن عن نظم الشعر والوزن لأن القرآن مجمع الحق ومنبع الصدق وقصارى أمر الشاعر التحصل بتصوير الباطل فى صورة الحق
والإفراط فى الإطراء والمبالغة فىالذم والإيذاء دون إظهار الحق وإثبات الصدق منه كان بالعرض ولهذا قال تعالى) [
] وما هو بقول شاعر] (إى كاذب ولم يعن أنه ليس بشعر فإن وزن الشعر أظهر من أن يشتبه عليهم حتى يحتاج إلى أن ينفى عنه ولأجل شهرة الشعر بالكذب
سمى المنطقيون القياسات المؤدبة فى أكثر الأمر إلى البطلان والكذب شعرية
فإن قيل فقد وجد فى القرآن ما وافق شعرا موزونا إما بيت تام أو أبيات أو مصراع كقول القائل
وقلت لما حاولوا سلوتى
هيهات هيهات لما توعدون
وقوله) وجفان كالجواب وقدور راسيات (قالوا هذا من الرمل
وكقوله) ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه (قالوا هو مجزوء من الخفيف
وقوله) ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب (قالوا هو من المتقارب أى بإسقاط مخرجا
وقوله) ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا (ويشبعون حركة الميم فيبقى من الرجز وحكى أن أبا نواس ضمنه فقال
وفتية فى مجلس وجوههم
ريحانهم قد عدموا التثفيلا
دانية عليهمو ظلالها
? وذللت قطوفها تذليلا ?
وقوله تعالى) ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين (قالوا هو من الوافر
وقوله تعالى) أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم (قالوا هو من الخفيف
وقوله تعالى) والعاديات ضبحا فالموريات قدحا (ونحوه قوله) والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا (
وهو عندهم شعر من بحر البسيط
وقوله تعالى) ومن الليل فسبحه وأدبار السجود (
وقوله تعالى) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون (
وقوله تعالى) فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا (
وقوله تعالى) لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم (
وقوله تعالى) تبت يدا أبي لهب (
وقوله تعالى) نصر من الله وفتح قريب
(وقوله تعالى) إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
(وقوله تعالى) إن قارون كان من قوم موسى (
ويحكى أنه سمع أعرابى قارئا يقرأ) يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (قال كسرت إنما قال)
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (فقيل له هذا القرآن وليس بشعر
فالجواب قال القاضى أبو بكر إن الفصحاء منهم لما أورد عليهم القرآن لو اعتقدوه شعرا ولم يروه خارجا عن
أساليبهم لبادروا إلى معارضته لأن الشعر منقاد غليهم فلما لم يعمدا إلى ذلك دل على أنهم لم يعتقدوا فيه ذلك فمن
استدرك فيه شعرا زعم أنه خفى على أولئك النفر وهم ملوك الكلام مع شدة حاجتهم إلى الطعن فى القرآن والغض
منه والتوصل إلى تكذيبه بكل ما قدروا عليه فلن يجوز أن يخفى على أولئك وأن يجهلوه ويعرفه من جاء الآن فهو
بالجهل حقيق
وحينئذ فالذى أجاب به العلماء عن هذا بأن البيت الواحد وما كان على وزنه لا يكون شعرا وأقل الشعر بيتان فصاعدا
وإلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام
وقالوا أيضا إن ما كان على وزن بيتين إلا أنه يختلف وزنهما وقافيتهما فليس بشعر أصلا
ثم منهم من قال إن الرلجز ليس بشعر أصلا لا سيما إذا كان مشطورا أو ممهوكا وكذا ما يقاربه فى قلة الأجزاء
وعلى هذا يسقط السوؤال
ثم يقول إن الشعر إنما ينطلق متى قصد إليه على الطريق التى تعمد وتسلك ولا يصح أن يتفق مثله إلا من الشعراء دون ما يستوى فيه العامى والجاهل والعالم بالشعر واللسان وتصرفه وما يتفق من كل واحد فليس بشعر فلا يسمى صاحبه شاعرا وإلا لكان الناس كلهم شعراء لأن كل متكلم لا ينفك أن يعرض فىجملة كلامه ما يتزن بوزن الشعر وينتظم بانتظامه
وقيل أقل ما يكون من الرجز شعرا أربعة أبيات وليس ذلك فى القرآن بحال
قال القاضى وهذه الطريق التى سلكوها فى الجواب معتمدة أو أكثرها
ولو كان ذلك شعرا لكانت النفوس تتشوق إلى معارضته لأن طريق الشعر عسر مستصعب على أهل الزمان الواحد وأهله يتقاربون فيه أو يضربون فيه بسهم
-----------------------
الزركشي(/)
وَمَا اسْتَكَانُوا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 07:07 ص]ـ
:::
قال تعالى (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) 146 آل عمران
إهتممت في معرفة معنى الإستكانة في هذه الآية فرجعت إلى تفسير الطبري فوجدته يقول
(وما استكانوا "، يعني وما ذلوا فيتخشَّعوا لعدوّهم بالدخول في دينهم ومداهنتهم فيه خيفة منهم، ولكن مضوا قُدُمًا على بصائرهم ومنهاج نبيِّهم، صبرًا على أمر الله وأمر نبيهم، وطاعة لله واتباعًا لتنزيله ووحيه)
وكانت عندي رغبة في معرفة أصل الكلمة ومعناها الأصلي الذي تحوّل إلى معنى الذل فرجعت إلى لسان العرب فوجدته يقول
(الكَيْنُ: لحمةُ داخلِ فرجِ المرأَة. ابن سيده: الكَيْنُ لحم باطنِ الفرج،)
وهذا الموضع يتصف بالذل والهوان---
فهل " استكانوا" منقولة من " الكين" بمعنى لحم باطن الفرج؟ ولذل هذا الموقع صارت الإستكانة تعني الذل والخضوع؟
قال إبن جنّي في الخصائص (أن أبا علي - رحمه الله - كان يقول: إن عين استكانوا من الياء، وكان يأخذه من لفظ الكين ومعناه، وهو لحم باطن الفرج، أى فما ذلوا وما خضعوا. وذلك لذل هذا الموضع ومهانته)
ما رأيكم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 11:37 ص]ـ
جاء في لسان العرب
(وقال ابن الأَنباري في قولهم اسْتَكانَ أَي خضع: فيه قولان: أَحدهما أَنه من السَّكِينة وكان في الأَصل اسْتَكَنوا، افتعل من سَكَن، فمُدَّتْ فتحة الكاف بالأَلف كما يمدُّون الضمة بالواو والكسرة بالياء، واحتج بقوله: فأَنْظُورُ أَي فأَنظُرُ، وشِيمال في موضع الشِّمال، والقول الثاني أَنه استفعال من كان يكون.)
ولي تعقيب على إرجاعه استكانوا لمعنى ناتج من السكون الذي هو ضد الحركة أو الهدوء--لأن معنى استكان -ذل أو خضع- لا يتناسق مع معنى السكون أو الهدوء وكم من ساكن هاديء ليس بذليل
على هذا فعندي توجه شديد للأخذ بما اعتمده ابن جنّي من كون الإستكانة أصلها من الكين الذي هو لحم داخل الفرج ولهوان موضعه استعيرت الإستكانة للدلالة على الذل والخضوع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 06:34 م]ـ
ثمّ ما رأيكم إن قلت لكم أنّ في الآية تعريضا بالمقاتلين الذين قاتلوا معه:= في غزوة أحد---فقد ضعفوا واستكانوا لمّا سمعوا بمقتل الرسول:= حتّى أنّ البعض منهم أراد توسيط المنافق عبد الله بن أبي لطلب الأمان من أبي سفيان
فتأملّوا في الآية مرة أخرى (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)(/)
إلا الذين آمنوا آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
ـ[الضاد1]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 09:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل الواو في هذه الآية أعلاه تفيد مطلق الجمع؟
أشكركم،،،،،،،،،،غلبتكم بالأسئلة عن الواو
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 09:50 م]ـ
# الآية فيها خطأ وهو تكرارك آمنوا مرتين--أرجو نقل الآيات بطريقة النسخ واللصق
http://www.al-eman.com/Quran/default.asp?Page=Dislaytext
# الواو هنا لمطلق الجمع ولا تفيد الترتيب
ـ[الضاد1]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 11:58 م]ـ
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
وأستغفر الله العظيم
حقك علينا يا شيخ جمال
وبوركت على الفائدة
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 02:38 م]ـ
# الآية فيها خطأ وهو تكرارك آمنوا مرتين--أرجو نقل الآيات بطريقة النسخ واللصق
http://www.al-eman.com/Quran/default.asp?Page=Dislaytext
# الواو هنا لمطلق الجمع ولا تفيد الترتيب
ما هو استدلالك بان الواو هنا جاءت لمطلق الجمع ولا تفيد الترتيب!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 05:04 م]ـ
وماذا عندك غير ذلك؟
علّمنا مما علمك الله
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 08:28 م]ـ
وماذا عندك غير ذلك؟
علّمنا مما علمك الله
قبل الرد - اتوقع, بانه من اصول العلم الرد على ما اثرت امامك وهو تبيان استدلالك!!!
من ثم ساطرح ما لدي!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 09:54 م]ـ
أنا يا أخي أرمي الكلام على عواهنه--وأخبط خبط عشواء--ولا أتقن التمييز بين الواو والفاء--لذلك طلبت الإستفادة فأفدنا يرحمك الله في معنى الواو في الآية (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
فإن لم تكن لمطلق الجمع كما أخطأت أنا أو كما زعمت أنا فخبرنا عنها وعلمنا وفقهنا ولا تكتم العلم الذي أنعمه الله عليك--فقد هزلت حتّى صار من هو مثلي يقول ما لا يقال --فاستغفر الله على جرأتي وعلى قولي ما لا يقال(/)
كيف تنظر في التفسير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 06:54 ص]ـ
:::
الجرأة على كتاب الله أمر مذموم---والمسلم أمام كتاب الله يقف إجلالا له أمام ما استغلق عليه فهمه ولا يتقول فيه دون الرجوع إلى أقوال السابقين الأخيار---وتفسير آيات الكتاب إمّا بالمنقول عمن يعتبر تفسيره أو بغيره
أمّا المنقول فهو
* منقول عن:= وهو بحكم السنّة ملزم
* منقول عن الصحابة --وما نقل عنهم معتمد بلا شك فهم أهل اللغة وهم أدرى بالقرائن والأحوال وأسباب النزول
وإذا اختلفوا قدم تفسير إبن عباس مع ضرورة التأكد من السند مع تخيير المقلد بأيّهم أخذ فقد أجزيء
* تفسيرات التابعين--فإن رفعوها إلى النبي:= فهي ملزمة بلا شك---وإن نسبوها للصحابة فحكمها حكم تفاسير الصحابة---وإن كانت لهم يفضل تقليدهم عمن جاء بعدهم
أمّا غير المنقول وهو قليل فطريقة البحث فيه هو النظر إلى مفردات الألفاظ في لغة العرب ودلالاتها واستعمالاتها بحسب السياق
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 08:02 ص]ـ
ويجب على من يرغب في تدبر كتاب الله وفي تفسير آياته أن يكون على علم
# في العلوم اللفظيّة --لغة وتصريفا واشتقاقا
# وعلوم المعاني
# وعلوم النحو
#وعلوم البلاغة ---من بيان وبديع
وأفضل ما يفسّر به القرآن القرآن---ولقد أنعم الله علينا بتقنية الحاسوب الحديثة التي تستخرج بواسطتها ما تريد من آيات في الموضوع الواحد بتكّة أو تكّتين----والسنّة على قدم وساق --قال:= (الا اني اوتيت القرآن ومثله معه) ---ثمّ ينطلق نحو أقوال الصحابة فالتابعين
ولقد أغنتنا كتب العلماء الأفذاذ السابقين عن كل ما سبق--فما علينا إلّا استخراج دررها والتزود بما فيها من فرائد وفوائد والموازنة بين أقوال المبدعين فيها
(
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 01:24 م]ـ
السلام عليكم
ما رايك اذا كان هنالك اختلاف بين الصحابة!!
ولماذا هذا التتبع القيصري المطروح؟
كما, ما قولك في الحديث الصحيح
"تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"
من مفهوم الحديث لا جاجة بالتتبع للذي طرحته البتة!!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 01:27 م]ـ
أرجو أن تكون أكثر وضوحا؟؟
ماذا تريد بالضبط؟
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 02:20 م]ـ
تتبعت عرضك للتفسير!
سوألي اذا كان هنالك اختلاف في راي الصحابة - فاي قول تتبع للتفسير!!
ما رايك اذا كان هنالك اختلاف بين الصحابة!!
وقلت لماذا هذا التتبع القيصري المطروح في عرضك للتفسير!؟
وطلبت ابداء رايك ما جاء في الحديث الصحيح
"تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"
من مفهوم الحديث لا جاجة بالتتبع للذي طرحته البتة!!
التمسك بكتاب الله وسنة الرسول تكفي للتدبر في ايات الله وهي الحجة الدامغة اما باقي ما سردت من مصادر انما هي استئناسا وليست حجة على صحة التفسير او التدبر!!
فما رايك في ذلك؟
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 03:02 م]ـ
"تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"
من مفهوم الحديث لا جاجة بالتتبع للذي طرحته البتة!!
التمسك بكتاب الله وسنة الرسول تكفي للتدبر في ايات الله وهي الحجة الدامغة اما باقي ما سردت من مصادر انما هي استئناسا وليست حجة على صحة التفسير او التدبر!!
فما رايك في ذلك؟
وكيف يكون التمسك بكتاب الله؟؟ بغير تفسير؟؟ أي فهم هذا؟؟ نتدبر آيات الله بكتاب الله وبسنة رسول الله؟؟
أيها الرجل الصالح ينبغي أن تقرأ جيدا ما كتبه الأستاذ جمال وتفهمه ثم ترد .. لقد بين الأخ جمال كيفية النظر في التفسير وعماد التفسير النقلي والعلوم الني يعتمد عليها الناظر في كتاب الله الراغب في فهم معانيه
أما الحديث الذي ذكرته (تركت فيكم ..... ) فلا موقع له هنا البتة
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 03:38 م]ـ
وكيف يكون التمسك بكتاب الله؟؟ بغير تفسير؟؟ أي فهم هذا؟؟ نتدبر آيات الله بكتاب الله وبسنة رسول الله؟؟
أيها الرجل الصالح ينبغي أن تقرأ جيدا ما كتبه الأستاذ جمال وتفهمه ثم ترد .. لقد بين الأخ جمال كيفية النظر في التفسير وعماد التفسير النقلي والعلوم الني يعتمد عليها الناظر في كتاب الله الراغب في فهم معانيه
أما الحديث الذي ذكرته (تركت فيكم ..... ) فلا موقع له هنا البتة
جميل ما ذكرت اخي عمر,
ولكنني فهمت ما جاء به الاخ جمال وافهمت قصدي بوضوح بما قلت!!
كتاب الله لهذا الزمان ولكل زمان, هذا ما كان عند السلف وهذا ما بين ايدينا - لم يتغيير, ووجب علينا, وعلى كل انسان, قرءاته من نفسه هو, ولا من افهام الناس, الا ما كان متفق عليه من تبيان النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا القران لنا وللاولين وهو علينا كما هو عليهم.
لقد ذكرت ان كتب التفسير يستأنس بها ولكن ليس بحجة والحجة ما جاء من القران والحديث الصحيح.
وعلى ذلك اختم ما ذكر الله في كتابه:
" أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ" البقرة (61)
للاسف طرحك يا اخي هو تعطيل للعقول!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين هشام]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 04:30 م]ـ
لقد ذكرت ان كتب التفسير يستأنس بها ولكن ليس بحجة والحجة ما جاء من القران والحديث الصحيح.
هذا قول مهدي موفق أخانا الذي نرجو أن يكون رجلا صالحا.
فأحسنت ولا يضرك من فرض بعد حديث النبوة شيئا ..
وتمسك بهذه {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} .................... وهذه {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ............. وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك}.
واعلم أن ((((((((((إمام أهل السنة))))))))) أحمد بن حنبل قال إن التفاسير من الكتب التي لا أصل لها!.
فنعم الرجال علماؤنا .... ولكن لا حجة بعد الكتاب والنبوة!.
ونهديك هذا الموقع باسم "أهل القرآن" .... فاقرأ منه "رسالة أهل القرآن"!.
www.ahlulquran.com
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 04:49 م]ـ
يا أخي لا يُفهم من كلامي أي دعوة إلى تعطيل العقول بل هو توضيح فقط لما فهته من كلام أخينا جمال وهو الصواب في نظري فالتفسير بالمنقول يعتمد فيه على أقوال الرسول بإعتباره المفسر الأول للقرآن وأقوال الصحابة بإعتبارهم عا صروا التنزيل وعايشوا المنزّل عليه صلى الله عليه وسلّم وتفسيرات التابعين إما سماعا من الصحابة أو رفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم
أما قولك كتاب الله لهذا الزمان ولكل زمان, هذا ما كان عند السلف وهذا ما بين ايدينا - لم يتغيير, ووجب علينا, وعلى كل انسان, قرءاته من نفسه هو, ولا من افهام الناس فكأنك تسوي بيننا وبين الصحابة والتابعين .. وأين نحن من أولئك؟؟ وتقول:
ووجب علينا, وعلى كل انسان, قرءاته من نفسه هو .. أليس هذا كلام خطير .. أيها الرجل الصالح إنه كلام الله لا يُترك لأفهام الناس حسب أهوائهم .. إذا كان هذا رأيك فالخير في تعطيل العقول لا في تركها تعيث في كلام الله كيفما شاءت.
وإستدلالك بالآية أيضا في غير محله فالخطاب لبني إسرائيل الذين أكثروا من جدال النبي موسى عليه السلام أفتحتج به علينا ونحن إخوانك؟؟
تقبل سلامنا
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 05:59 م]ـ
اخي هشام الامين, جزاك الله كل خير وارى في رسالتكم هدي الى الحق.
اخي عمر الفاضل, الاية في محلها لان الخير في الكتاب والحديث الصحيح واما كتب التفاسير كتب العلماء جزاهم الله خيرا ادنى من ذلك بكثير, الا اذا كان لديك راي اخر ضد ذلك!!
هل ترى بان كتب التفاسير ادنى من الكتاب والحديث الصحيح!!! او تراها في نفس المقام!!!
اما بالنسبة لتعطيل العقول - هل تعتقد بان كتب المفسرين اصبحت "منزلة" وجميعها صحيحة!!
هنالك تضارب واضح في مسائل شتى في كتب المفسرين - ولكن الحق واحد وهو ما اراد الله في محكم كتابه!!
وهل احد المفسرين اصاب في تفسيره مراد الله في جميع المسائل!! اذا كانت اجابتك بالايجاب, عندها وجب حرق جميع كتب باقي المفسرين!!
وهل من الممكن ان يكون ايا من جميع المفسرين لم يصب في مسئلة, ولو واحدة, من مسائل القران, عندها هل علينا القعود القعوس وعدم التدبر في هذه المسئلة؟
اخي عمر, الكتاب نزل باللغة العربية وردك على ان الاية التي ذكرتها بقولك انها ليست في محلها اثبت بان لك عقل وتستطيع التدبر ولم تاتي باقتباس باي من كتب التفسير للرد علي, وهذا يثبت انك عقلت النص وبذلك استدللت من الكتاب وليس من كتب المفسرين!!
مع ذلك ما زلت عليها, الاية في محلها وارجو منك الاجابة على سوألي - مرة اخرى
هل ترى بان كتب التفاسير ادنى من الكتاب والحديث الصحيح!!! او تراها في نفس المقام!!!
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 09:40 ص]ـ
مع ذلك ما زلت عليها, الاية في محلها وارجو منك الاجابة على سوألي - مرة اخرى
هل ترى بان كتب التفاسير ادنى من الكتاب والحديث الصحيح!!! او تراها في نفس المقام!!!
لو تفضّلت مشكورا وأعدت قراءة ماكتبناه من أوله ستلاحظ أننا لم نتطرّق إلى هذه النقطة أبدا وأقصد هنا كتب التفاسير ... بل تأكد أن الأيات والأحاديث تنثرها بغير مناسبة
لو أعدت القراءة من جديد فإنك تستوعب الموضوع وإلا كنا في حالتنا كحوار الطرشان
ـ[رجل صالح]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 11:53 م]ـ
لو تفضّلت مشكورا وأعدت قراءة ماكتبناه من أوله ستلاحظ أننا لم نتطرّق إلى هذه النقطة أبدا وأقصد هنا كتب التفاسير ... بل تأكد أن الأيات والأحاديث تنثرها بغير مناسبة
لو أعدت القراءة من جديد فإنك تستوعب الموضوع وإلا كنا في حالتنا كحوار الطرشان
ارى بالاجابة تهرب بحت.!!!(/)
قال تعالى: فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدِّهم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 09:06 ص]ـ
قال تعالى: فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدِّهم
في هذه الأية عدة أمور، منها: أولا: في هذه الأية عدول عن الأصل، حيث تعلّق الاهتمام بالسبب فتقدم السبب بحسب الأهمية المعنوية، عدولا عن الأصل، من أجل الهدف البلاغي وهو التخصيص، أي لم يكن هذا التحريم إلا بسبب ظلمهم، ومن أجل الغرض المعنوي كذلك، حيث تم ربط هذه الأية بالأيات السابقة عليها حيث عدد الله سبحانه وتعالى أعمال اليهود التي اقترفوها واستحقوا عليها تحريم الطيبات. ثانيا: العطف، حيث عطف"وبصدّهم" على "فبظلم" رغم الفاصل الكبير بينهما.
ثالثا: تقديم "عليهم"مناسب لتقدم "من الذين هادوا" وهذا يحدث التناغم الدلالي بين أجزاء الأية.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 10:18 ص]ـ
قوله تعالى
(فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً) 160 النساء
فإن الأخ عزام يقصد أنّ المعنى (لأجل ظلم ولأجل صد الذين هادوا عن سبيل الله حرّم الله عليهم الطيبات)
أليس كذلك؟؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 10:38 ص]ـ
نعم أخي جمال(/)
ما معنى التفسير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 07:58 م]ـ
وأما التفسير فى اللغة فهو راجع إلى معنى الإظهار والكشف وأصله فى اللغة من التفسرة وهي القليل من الماء الذى ينظر فيه الأطباء فكما أن الطبيب بالنظر فيه يكشف عن علة المريض فكذلك المفسر يكشف عن شأن الآية وقصصها ومعناها والسبب الذىأنزلت فيه وكأنه تسمية بالمصدر لأن مصدر فعل جاء أيضا على تفعلة نحو جرب تجربة وكرم تكرمة
وقال ابن الأنباري قول العرب فسرت الدابة وفسرتها إذا ركضتها محصورة لينطلق حصرها وهو يؤول إلى الكشف أيضا
فالتفسير كشف المغلق من المراد بلفظه وإطلاق للمحتبس عن الفهم به ويقال فسرت الشئ أفسره تفسيرا وفسرته أفسره فسرا والمزيد من الفعلين أكثر فى الاستعمال وبمصدر الثانى منها سمى أبو الفتح بن جنى كتبه الشارحه (الفسر)
وقال آخرون هو مقلوب من سفر ومعناه أيضا الكشف يقال سفرت المرأة سفورا إذا ألقت خمارها عن وجهها وهي سافرة وأسفر الصبح أضاء وسافر فلان وإنما بنوه على التفعيل لأنه للتكثير كقوله تعالى) يذبحون أبناءكم () وغلقت الأبواب (فكأنه يتبع سورة بعد سورة وآية بعد أخرى
وقال ابن عباس فى قوله تعالى) وأحسن تفسيرا (أي تفصيلا
وقال الراغب الفسر والسفر يتقارب معناهما كتقارب لفظيهما لكن جعل الفسر لإظهار المعنى المعقول ومنه قيل لما ينبئ عنه البول تفسرة وسمي بها قارورة الماء وجعل السفر لإبراز الأعيان للأبصار فقيل سفرت المرأة عن وجهها وأسفر الصبح
وفى الإصطلاح هو علم نزول الآية وسورتها وأقصيصها والإشارات النازلة فيها ثم ترتيب مكبها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامتها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها
وزاد فيها قوم فقالوا علم حلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وقبرها وأمثالها وهذا الذى منع فيه القول بالرأى
-------------------------------------------
الزركشي
البرهان في علوم القرآن
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 08:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" الزمر (23)
حبذا لو استعملنا كلمة التدبر بدل كلمة التفسير. الله جل جلاله انزل احسن الحديث فلما نتبع كلمات لم تذكر في القران وقد حثنا الله على التدبر!!
" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا" النساء (82)
" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" محمد (24)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 09:29 م]ـ
الأخ الفاضل صالح ..
لا أظنّ أن أحداً منا في هذا المنتدى يعتبر نفسه عالماً أو حتى من العلماء ..
فجميعنا طلاب علم نفيد ونستفيد بإذن الله ..
ولكن الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه، وعلى كل واحد منا أن يحرص عليه دائماً .. هو عدم التقوّل على الله بغير علم ..
وأنت تقول - عفا الله عنا وعنك:
حبذا لو استعملنا كلمة التدبر بدل كلمة التفسير. الله جل جلاله انزل احسن الحديث فلما نتبع كلمات لم تذكر في القران وقد حثنا الله على التدبر!!
فما تقول إذن في قول الحق تبارك وتعالى:
" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا * وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا " (الفرقان: 32 - 33)؟؟؟
ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا على ملاحظتك اخي لؤي.
مع ذلك. وجب علي بعض الافاضة للتوضيح.
اولا, انني ارى بنفسي طالب علم وليس عالما.
ثانيا, صدقت بان الاية الكريمة نصت بصورة واضحة على التفسير. الا انه علينا ان نتدبر هذه الاية باستنباط الفرق بين استعمال كلمة "تفسير" و كلمة "تدبر".
ففي الاية:
"وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا" الفرقان (33)
كلمة "تفسيرا" تعود على الذي جاء بالحق وبمعنى اخر الكلمة عائدة على الخالق – الله لا اله الا هو – فمن احسن من الله حديثا:
" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" الزمر (23)
ولكن حين ذكر التدبر فقد عنى بها الله الناس
" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا" النساء (82)
" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" محمد (24)
من هنا, وجب على العباد ان يتدبروا لا ان يفسروا حيث ان التفسير اختص به المولى عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 05:08 ص]ـ
وأما التفسير فى اللغة فهو راجع إلى معنى الإظهار والكشف وأصله فى اللغة من التفسرة وهي القليل من الماء الذى ينظر فيه الأطباء فكما أن الطبيب بالنظر فيه يكشف عن علة المريض فكذلك المفسر يكشف عن شأن الآية وقصصها ومعناها والسبب الذىأنزلت فيه وكأنه تسمية بالمصدر لأن مصدر فعل جاء أيضا على تفعلة نحو جرب تجربة وكرم تكرمة
وقال ابن الأنباري قول العرب فسرت الدابة وفسرتها إذا ركضتها محصورة لينطلق حصرها وهو يؤول إلى الكشف أيضا
فالتفسير كشف المغلق من المراد بلفظه وإطلاق للمحتبس عن الفهم به ويقال فسرت الشئ أفسره تفسيرا وفسرته أفسره فسرا والمزيد من الفعلين أكثر فى الاستعمال وبمصدر الثانى منها سمى أبو الفتح بن جنى كتبه الشارحه (الفسر)
وقال آخرون هو مقلوب من سفر ومعناه أيضا الكشف يقال سفرت المرأة سفورا إذا ألقت خمارها عن وجهها وهي سافرة وأسفر الصبح أضاء وسافر فلان وإنما بنوه على التفعيل لأنه للتكثير كقوله تعالى) يذبحون أبناءكم () وغلقت الأبواب (فكأنه يتبع سورة بعد سورة وآية بعد أخرى
وقال ابن عباس فى قوله تعالى) وأحسن تفسيرا (أي تفصيلا
وقال الراغب الفسر والسفر يتقارب معناهما كتقارب لفظيهما لكن جعل الفسر لإظهار المعنى المعقول ومنه قيل لما ينبئ عنه البول تفسرة وسمي بها قارورة الماء وجعل السفر لإبراز الأعيان للأبصار فقيل سفرت المرأة عن وجهها وأسفر الصبح
وفى الإصطلاح هو علم نزول الآية وسورتها وأقصيصها والإشارات النازلة فيها ثم ترتيب مكبها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامتها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها
وزاد فيها قوم فقالوا علم حلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وقبرها وأمثالها وهذا الذى منع فيه القول بالرأى
-------------------------------------------
الزركشي
البرهان في علوم القرآن
---------------------------------------------------------------------------------------------------
التدبّر هو أمر زائد على التفسير---أي هو تفسير مضاف إليه تفكر وتأمّل وعبادة--قال السيوطي في الإتقان
(وتسن القراءة بالتدبر والتفهم فهوالمقصود الأعظم والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدر ووتستنير القلوب، قال تعالى - كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته. وقال - أفلا يتدبرون القرآن - وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أودعاء تضرع وطلب.)
أمّا التفسير فهو كشف لمعاني الآيات بالترابط مع ما أنزل من وحي سواها باستخدام اللغة العربية--فإذا أضيف إلى ذلك التفكر والعبادة والتأمل صار المرء متدبرا
ـ[أمين هشام]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 06:42 م]ـ
أحسنت يا "رجل صالح" ....
الله هو المبين .. وكلامه كذلك!.
ثم .. ماذا بخصوص بحثك أخانا لؤي في "الود" المضموم؟؟.
إن وجدت جوابا وهديا فبينه لنا, فلعل هناك ما خفي عنا ..
وإن لم .....
فيكفي أن تقول لجمال .. فقد ذهب في "ودك" مذهبا ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 06:55 م]ـ
---------------------------------------------------------------------------------------------------
التدبّر هو أمر زائد على التفسير---أي هو تفسير مضاف إليه تفكر وتأمّل وعبادة--قال السيوطي في الإتقان
(وتسن القراءة بالتدبر والتفهم فهوالمقصود الأعظم والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدر ووتستنير القلوب، قال تعالى - كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته. وقال - أفلا يتدبرون القرآن - وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أودعاء تضرع وطلب.)
أمّا التفسير فهو كشف لمعاني الآيات بالترابط مع ما أنزل من وحي سواها باستخدام اللغة العربية--فإذا أضيف إلى ذلك التفكر والعبادة والتأمل صار المرء متدبرا
الحمد لله
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 01:29 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ الفاضل رجل صالح ..
إن كلام العلماء الذي أورده أخونا جمال لكافٍ ووافٍ لمعرفة الفرق بين علم التفسير والتدبّر. وكما هو معلوم لديكم، فإن لكل علم باب .. ومن أراد العلم من غير بابه خرج بما لا تقبله العقول، وجاء بما لا ينطلي إلا على قلوب الأغرار، ولو كانوا يُعدُّون عند الناس من الكبار ..
وأنت تقول - حفظك الله: وجب على العباد أن يتدبّروا، لا أن يفسّروا، حيث إن التفسير اختصّ به المولى عزّ وجلّ.
وهذا الكلام فيه من الخطورة بمكان، وبيان ذلك فيما يلي:
التفسير: هو الإيضاح والتبيين، ويُستعمل لغة في الكشف عن المعاني المعقولة. وأما اصطلاحاً، فهو بيان المراد من كلام الله تعالى. والكشف عن مراد الله تعالى لا نجزم به إلا إذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع، وخالطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن الكريم.
والتدبّر: هو النظر في أدبار الشيء، والتفكير في عاقبته. وقد استُعمل في كل تأمّل يقع من الإنسان في حقيقة الشيء أو أجزائه أو سوابقه أو لواحقه أو أعقابه، وجاء على صيغة التفعّل، ليدلّ على تكلّف الفعل، وحصوله بعد جهد، فهو حصول النظر في الأمر المتدبَّر مرة بعد مرة.
والأصل - أخي الكريم - أن مرحلة التدبّر هذه تأتي بعد الفهم، إذ لا يمكن أن يُطلب منك تدبّر كلام لا تعقله، وهذا يعني أنه لا يوجد في القرآن الكريم ما لا يُفهم معناه مطلقاً، وأن التدبّر يكون فيما يتعلّق بالتفسير، أي أنه يتعلّق بالمعنى المعلوم.
ففي حثّ الله عزّ وجلّ عباده على الاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ والبيّنات، ما يدلّ على أن عليهم معرفة تأويل ما لم يُحجب عنهم تأويله من آيه. لأنه محال أن يُقال لمن لا يفهم ما يُقال ولا يعقل تأويلَه: اعتبر بما لا فهم لك به ولا معرفةَ من القيل والبيان والكلام، إلا على معنى الأمر بأن يفهمه ويفقهه، ثم يتدبّره ويعتبر به. فأما قبل ذلك، فمستحيل أمره بتدبّره وهو بمعناه جاهل.
وإذا كان ذلك كذلك، وكان الله جلّ ثناؤه قد أمر عباده بتدبّره وحثّهم على الاعتبار بأمثاله .. كان معلومًا أنه لم يأمر بذلك من كان بما يدلّهم عليه آيُه جاهلاً. وإذ لم يجز أن يأمرهم بذلك إلا وهم بما يدلّهم عليه عالمون .. صحّ أنهم بتأويل ما لم يُحجب عنهم علمه من آيه الذي استأثر الله بعلمه منه دون خلقه - الذي قد تقدّمت صفته آنفًا - عارفون. وإذ صحّ ذلك، فسد قول من أنكر تفسير المفسرين من كتاب الله وتنزيله ما لم يُحجب عن خلقه تأويله ..
والله أعلم(/)
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 08:20 م]ـ
:::
قال تعالى
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ) 11 الحج
ما المقصود في قوله تعالى "يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ "؟
الجواب أن بقية الآية بينت المقصود " فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ "
إذن معنى ألآية أن دينهم متقلب غير ثابت يذوي ويضمحل مع أول امتحان.
ولقد روي أن بعض الأعراب كان إذا آمن وانتقل إلى المدينة فأصاب خيرا سعد بآيمانه--وإذا لم يصب نعمة أو خيرا ترك الإسلام--فجاءت هذه الآية تصف حالهم
ويحصل أحيانا آيمان لغرض دنيوي كالزواج---فبعض الغربيات يجدن في إمكانية الزواج من أكثر من واحدة في الإسلام حلا لها فتدخله طمعا في زواج سعيد ولو من رجل متزوج فإن سعدت بقيت على الدين وإلا فلا
على أيّة حال فإن الذين يعبدون الله على حرف يخسرون الدنيا والآخرة فاجعل آيمانك عن ثبات ويقين
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 10:42 م]ـ
شكرا للأخ العزيز جمال على هذه الإشارة:
أود أن أشير إلى بعض النقاط التي تضمنتها أجواء هذه الآية الشريفة:
في المقطع القرآني (عَلَى حَرْفٍ) لفتة جمالية, فالقرآن لم يأت بها جزافا.
من معاني (الحرف):
حرف الجبل: مانتأ في جنب الجبل منه, كذلك يعني أعلى الجبل.
حرف الشيء: ناحيته.
وقال ابن سيدة: فلان على حرف من أمره أي ناحية منه, إذا رأى شيئا لا يعجبه عدل عنه.
وقد فسر الزجاج الحرف بالشك في قول الله تعالى, وحقيقته أنه يعبد الله على حرف أي على طريقة في الذين لا يدخل فيه دخول متمكن, كما جاء في اللسان.
وسواء أكان المقصود بالحرف الشك أو تلك الحافة من الجبل, فالمعنى واحد, وهو عدم الاستقرار, بسبب ضعف الإيمان في أنفس أولئك.
من يكون على حافة الجبل لا يكون مستقرا في وضعه, إذ قد يسقط بسبب أدنى حركة, وكذلك من يعيش حالة الشك وفي هذا التعبير القرآني صورة جمالية رائعة.
هؤلاء الناس ارتباطهم بالله من ناحية واحدة, وهي عندما يكون وهي عندما يكونوا في رغد من العيش و وسهولة أسباب الحياة.
كذلك هناك إشارة قرآنية أود الوقوف عندها:
نلاحظ أن القرآن استخدم كلمة الخير للتعبير عن إقبال الدنيا أو سهولة أسباب العيش فيها, ولم يستخدم كلمة (الشر) للتعبير عن المعنى العكسي (أي إدبار الدنيا وصعوبة أسبابه العيش فيها) وفي ذلك موقف للتأمل.
لقد عبر القرآ عن الموقف المعاكس للخير بالفتنة (والتي هي وسيلة امتحان) , حيث أن هذا الموقف المعاكس ليس شرا في واقعه, بل وسيلة امتحانية لكشف واقع المرء الذي يواجه مثل تلك المصاعب الحياتية.
لقد عبر القرآن الكريم عن الامتحان بالفتنة في أكثر من مورد, منها:
" وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين " - الأنبياء 111
نقطة ثالثة أود أن أشير إليها, هل يمكن أن يكون المنافقون هم المقصودون ب (من الناس)؟
كما نعلم أن مدلول الآية لا يتفق مع هذا الرأي إذا كان ذلك المنافق لا يحمل ذرة من الإيمان , حيث أن تأملنا في المقطع القرآني (اطْمَأَنَّ بِهِ) لا يفيد ذلك, حيث أن هؤلاء الصنف من المنافقين الفاقدين للإيمان لا يعيشون حالة الاطمئنان في كل أحوالهم, أما إذا كان ذلك المنافق يحمل جزءا يسيرا من الإيمان فيمكن أن يكون من هؤلاء الناس الذين أشار إليهم القرآن الكريم. فالجواب أنه قد يكون (من الناس) يعني قسما من المنافقين وليس كل المنافقين.
ومجمل الآية تشير إلى أولئك الذين يكون الرصيد الإيماني لديهم في غاية الضعف, حيث يكون إيمانهم مرتكزا على مصالحهم الدنيوية.
سائلا الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 10:14 ص]ـ
شكر الله للأستاذين جمال وأبي طالب هذا البيان الجليل ..
حقّاً .. إن في التعبير بـ" الحرف " دقّة بالغة في تصوير الحالة النفسية لمن لم يتمكّن الإيمان من قلبه ..
وما أروع ما قاله سيد قطب في تصوير هذه الحالة: " إن الخيال ليكاد يجسّم هذا (الحرف) الذي يعبد الله عليه هذا البعض من الناس، وإنه ليكاد يتخيّل الاضطراب الحسّي في وقفتهم وهم يتأرجحون بين الثبات والانقلاب، وإن هذه الصورة لترسم حالة التزعزع بأوضح مما يؤدّيه وصف بالتزعزع، لأنها تنطبع في الحسّ وتتّصل منه بالنفس ".
ثم ماذا بعد هذا التصوير؟
إن المشهد الذي يصوّره لنا القرآن الكريم في الجانب المقابل، حركة عنيفة تؤدّي إلى الهلاك السريع والتحطّم البالغ:
" انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ".
والانقلاب على الوجه ذهاب بالصورة إلى قمّة التأثير النفسي تنفيراً من هذه الحالة المشينة.
وإنا لنلمح التناسق العجيب بين هذين المشهدين (الحرف) و (الانقلاب)، فإن من يقف على طرف سرعان ما يهوى ساقطاً لا يلوى على شيء، وتلك نتيجة لازمة يدركها الخيال وإن لم يصرّح بها في التعبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل صالح]ــــــــ[29 - 08 - 2005, 11:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد جاء في البخاري حديث المصطفى - عليه الصلاة والسلام "أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف "
فهل من الممكن ان الحرف المذكور في الاية هو الحرف الذي جاء بالحديث الصحيح!!(/)
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
ـ[الضاد1]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 09:54 م]ـ
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (هود:41)
هذا مما حكى الله تبارك وتعالى عن نبي من انبيائه وصفي من أصفيائه تقديمه اسم الله قبل ركوبه وأخذه في كل عمل، فمجراها
ومرساها رفع بالإبتداء، وبسم الله خبره، ومعناه التقديم والتأخير، والتقدير إجراؤها وإرساؤها بسم الله، فعلى هذا التمامُ عند
مرساها. ويجوز أن يجعل بسم الله كلاماً تاماً كما قيل في نحر البدن (فاذكروا اسمَ الله عليها صوافَّ) فيكون مجراها ومرساها في
موضع نصب، فأما قراءة مجاهد <التي حدثني ابن مجاهد عن السِّمَّريّ عن الفراء أن مجاهداً > قرأ "باسم الله مُجرِيها ومُرسِيها "
فجعلها صفتين لله تعالى فموضعهما جرٌّ. قال الفراء: ويجوز أن يجعلهما ويجوز أن يجعلهما في قراءة مجاهد نصباً على الحال، يريد
المُجرِيها والمُرسِيها، فلما خُزلت الألف الألفُ واللامُ نصبهما على الحال والقطع. قال: ومثل هذ1 مما لفظه معرفة ومعناه
الانفصال والتنكير قوله <عزوجل>: (هذا عارضٌ ممطِرُنا) معناه ممطرُ لنا؛ كما قال جرير: يا رب غابطنا لو كان يأملكم
**لاقى مُباعدةً منكم وحرمانَا اهـ
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
هذا مما حكى الله تبارك وتعالى عن نبي من انبيائه وصفي من أصفيائه تقديمه اسم الله قبل ركوبه وأخذه في كل عمل، فمجراها
ومرساها رفع بالإبتداء، وبسم الله خبره، ومعناه التقديم والتأخير، والتقدير إجراؤها وإرساؤها بسم الله، فعلى هذا التمامُ عند
مرساها. ويجوز أن يجعل بسم الله كلاماً تاماً كما قيل في نحر البدن (فاذكروا اسمَ الله عليها صوافَّ) فيكون مجراها ومرساها في
موضع نصب، فأما قراءة مجاهد <التي حدثني ابن مجاهد عن السِّمَّريّ عن الفراء أن مجاهداً > قرأ "باسم الله مُجرِيها ومُرسِيها "
فجعلها صفتين لله تعالى فموضعهما جرٌّ. قال الفراء: ويجوز أن يجعلهما ويجوز أن يجعلهما في قراءة مجاهد نصباً على الحال، يريد
المُجرِيها والمُرسِيها، فلما خُزلت الألفُ واللامُ نصبهما على الحال والقطع. قال: ومثل هذ1 مما لفظه معرفة ومعناه
الانفصال والتنكير قوله <عزوجل>: (هذا عارضٌ ممطِرُنا) معناه ممطرُ لنا؛ كما قال جرير: يا رب غابطنا لو كان يأملكم
**لاقى مُباعدةً منكم وحرمانَا اهـ
من كتاب: إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم
تأليف: أبي عبد الله الحسين بن أحمد
ابن خالويه……المتوفى سنة 370 هـ
أنا أؤيد القول الأول: مَجراها ومُرساها رفع بالإبتداء بالرغم من أننا عند قراءتنا لـ (مَجراها) تكون قريبةً إلى الكسرة، وهي علامة المعين تحتها (لا أذكر اسم العلامة) أي نقرأها (مَجريها) مخففةً في الكسر
وبسم الله خبرها
ملاحظة: كلمة (مَجراها) مطبوعة في الكتاب بالشكل التالي: (مُجراها) أي
ضمة على الميم بدل الفتحة
فلا أعرف هل هي صحيحة اللفظ (كقراءة أخرى) أم خطأ مطبعي
والله أعلى واعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 10:05 م]ـ
:::
(وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) 41 هود
http://www.al-eman.com/Quran/default.asp?Page=Dislaytext
وقد جاء في تفسير الطبري أنّ قراءة الضمّة " مُجْرَاهَا "قراءة أخرى للكلمة فليس من ثمة خطأ مطبعي--
قال الطبري
(واختلفت القراء في قراءة قوله: (بسم الله مجراها ومرساها)، فقرأته عامة قراء أهل المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: (بِسْمِ اللهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا)، بضم الميم في الحرفين كليهما. وإذا قرئ كذلك كان من " أجرى " و " أرسى "، وكان فيه وجهان من الإعراب:
أحدهما: الرفع بمعنى: بسم الله إجراؤها وإرساؤها = فيكون " المجرى " و " المرسى " مرفوعين حينئذ بالباء التي في قوله: (بسم الله).
والآخر: النصب، بمعنى: بسم الله عند إجرائها وإرسائها، أو وقت إجرائها وإرسائها = فيكون قوله: (بسم الله)، كلامًا مكتفيًا بنفسه، كقول القائل عند ابتدائه في عمل يعمله: " بسم الله "، ثم يكون " المجرى " و " المرسى " منصوبين على ما نصبت العرب قولهم: " الحمد لله سِرارَك و إهلالك "، يعنون الهلال أوّله وآخره، كأنهم قالوا: " الحمد لله أوّل الهلال وآخره "، ومسموع منهم أيضا: " الحمدُ لله ما إهلالك إلى سِرارِك)(/)
الفرق بين التفسير والتأويل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 10:51 م]ـ
وأما التأويل
----------------------------------------------
فأصله فى اللغة من الأول ومعنى قولهم ما تأويل هذا الكلام أي إلام تؤول العاقبة فى المراد به كما قال تعالى) يوم يأتي تأويله (أي تكشف عاقبته ويقال آل الأمر إلى كذا أى صار إليه وقال تعالى) ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا (
وأصله من المآل وهو العاقبة والمصير وقد أولته فآل أي صرفته فانصرف فكأن التأويل صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني
وإنما بنوه على التفعيل لما تقدم ذكره فى التفسيره
وقيل أصله من الإيالة وهى السياسة فكأن المؤول للكلام يسوى الكلام ويضع المعنى فيه موضعه
----------------------------------------------------------------------------
الفرق بين التفسير والتأويل
ثم قيل التفسير والتأويل واحد بحسب عرف الاستعمال والصحيح تغايرهما
واختلفوا فقيل التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل ورد أحد الاحتمالين إلى ما يطابق الظاهر
قال الراغب التفسير أعم من التأول وأكثر استعماله فى الألفاظ وأكثر استعمال التأويل فى المعانى كتأويل الرؤيا وأكثره يستعمل فى الكتب الإلهية والتفسير يستعمل فى غيرها والتفسير أكثر ما يستعمل فى معانى مفردات الألفاظ
واعلم أن التفسير فى عرف العلماء كشف معانى القرآن وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره وبحسب المعنى الظاهر وغيره والتفسير أكثره فى الجمل
والتفسير إما أن يستعمل فى غريب الألفاظ كالبحيرة والسائبة والوصيلة أو فى وجيز مبين بشرح كقوله) وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (وإما فى كلام مضمن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها كقوله) إنما النسيء زيادة في الكفر (وقوله) وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها (وأما التأويل فإنه يستعمل مرة عاما ومرة خاصا نحو الكفر يستعمل تارة فى الجحود المطلق وتارة فى جحود البارئ خاصة والإيمان المستعمل فى التصديق المطلق تارة وفى تصديق الحق تارة وإما فى لفظ مشترك بين معان مختلفة
وقيل التأويل كشف ما انغلق من المعنى ولهذا قال البجلى التفسير يتعلق بالرواية والتأويل يتعلق بالدراية وهما راجعان إلى التلاوة والنظم المعجز الدال على الكلام القديم القائم بذات الرب تعالى
قال أبو نصر القشيرى ويعتبر فى التفسير الاتباع والسماع وإنما الاستنباط فيما يتعلق بالتأويل وما لا يحتمل إلا معنى واحدا حمل عليه وما احتمل معنيين أو اكثر فإن وضع لأشياء متماثلة كالسواد حمل على الجنس عند الإطلاق وإن وضع لمعان مختلفة فإن ظهر أحد المعنيين حمل على الظاهر إلا أن يقوم الدليل وإن استويا سواء كان الاستعمال فيهما حقيقة أو مجازا أو فى أحدهما حقيقة وفى الآخر مجاز كلفظه المس فإن تنافى الجمع فمجمل يتوقف على البيان من غيره وإن تنافيا فقد قال قوم يحمل على المعنيين والوجه عندنا التوقف
وقال ابو القاسم بن جبيب النيسابورى والبغوى والكواشى وغيرهم التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها تحتمله الآية غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط
قالوا وهذا غير محظور على العلماء بالتفسير وقد رخص فيه أهل العلم وذلك مثل قوله تعالى) ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (قيل هو الرجل يحمل فى الحرب على مائة رجل وقيل هو الذي يقنط من رحمة الله وقيل الذي يمسك عن النفقة وقيل هو الذى ينفق الخبيث من ماله وقيل الذى يتصدق بماله كله ثم يتكفف الناس ولكل منه مخرج ومعنى
ومثل قوله تعالى للمندوبين الى الغزو عند قيام النفير) انفروا خفافا وثقالا (
قيل شيوخا وشبابا وقيل اغنياء وفقراء وقيل عزابا ومتأهلين وقيل نشاطا وغير نشاط وقيل مرضى وأصحاء وكلها سائغ جائز والآية محمولة عليها لان الشباب والعزاب والنشاط والأصحاء خفاف وضدهم ثقال
ومثل قوله تعالى) ويمنعون الماعون (قيل الزكاة المفروضة وقيل العارية او الماء او النار او الكلأ او الرفد او المغرفة وكلها صحيح لأن مانع الكل آثم
وكقوله تعالى) ومن الناس من يعبد الله على حرف (فسره ابو عبيد أي لايدوم وقال ثعلب أي على شك وكلاهما قريب لأن المراد انه غير ثابت على دينة ولا تستقيم البصيرة فيه
وقيل في القرآن ثلاث آيات في كل منها مائة قول قوله) فاذكروني أذكركم () وإن عدتم عدنا (و) هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (
فهذا وأمثاله ليس محظورا على العلماء استخراجه بل معرفة واجبة ولهذا قال تعالى) وابتغاء تأويله (
ولولا ان له تأويلا سائغا في اللغة لم يبينه سبحانه والوقف على قوله) والراسخون (قال القاضي ابو المعالي انه قول الجمهور وهو مذهب ابن مسعود وابي بن كعب وابن عباس وما نقله بعض الناس عنهم بخلاف ذلك فغلط
------------------------------------------------------------------------------------------
الزركشي
البرهان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 06:01 ص]ـ
وأما التأويل
----------------------------------------------
فأصله فى اللغة من الأول ومعنى قولهم ما تأويل هذا الكلام أي إلام تؤول العاقبة فى المراد به كما قال تعالى) يوم يأتي تأويله (أي تكشف عاقبته ويقال آل الأمر إلى كذا أى صار إليه وقال تعالى) ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا (
وأصله من المآل وهو العاقبة والمصير وقد أولته فآل أي صرفته فانصرف فكأن التأويل صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني
وإنما بنوه على التفعيل لما تقدم ذكره فى التفسيره
وقيل أصله من الإيالة وهى السياسة فكأن المؤول للكلام يسوى الكلام ويضع المعنى فيه موضعه
----------------------------------------------------------------------------
الفرق بين التفسير والتأويل
ثم قيل التفسير والتأويل واحد بحسب عرف الاستعمال والصحيح تغايرهما
واختلفوا فقيل التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل ورد أحد الاحتمالين إلى ما يطابق الظاهر
قال الراغب التفسير أعم من التأول وأكثر استعماله فى الألفاظ وأكثر استعمال التأويل فى المعانى كتأويل الرؤيا وأكثره يستعمل فى الكتب الإلهية والتفسير يستعمل فى غيرها والتفسير أكثر ما يستعمل فى معانى مفردات الألفاظ
واعلم أن التفسير فى عرف العلماء كشف معانى القرآن وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره وبحسب المعنى الظاهر وغيره والتفسير أكثره فى الجمل
والتفسير إما أن يستعمل فى غريب الألفاظ كالبحيرة والسائبة والوصيلة أو فى وجيز مبين بشرح كقوله) وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (وإما فى كلام مضمن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها كقوله) إنما النسيء زيادة في الكفر (وقوله) وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها (وأما التأويل فإنه يستعمل مرة عاما ومرة خاصا نحو الكفر يستعمل تارة فى الجحود المطلق وتارة فى جحود البارئ خاصة والإيمان المستعمل فى التصديق المطلق تارة وفى تصديق الحق تارة وإما فى لفظ مشترك بين معان مختلفة
وقيل التأويل كشف ما انغلق من المعنى ولهذا قال البجلى التفسير يتعلق بالرواية والتأويل يتعلق بالدراية وهما راجعان إلى التلاوة والنظم المعجز الدال على الكلام القديم القائم بذات الرب تعالى
قال أبو نصر القشيرى ويعتبر فى التفسير الاتباع والسماع وإنما الاستنباط فيما يتعلق بالتأويل وما لا يحتمل إلا معنى واحدا حمل عليه وما احتمل معنيين أو اكثر فإن وضع لأشياء متماثلة كالسواد حمل على الجنس عند الإطلاق وإن وضع لمعان مختلفة فإن ظهر أحد المعنيين حمل على الظاهر إلا أن يقوم الدليل وإن استويا سواء كان الاستعمال فيهما حقيقة أو مجازا أو فى أحدهما حقيقة وفى الآخر مجاز كلفظه المس فإن تنافى الجمع فمجمل يتوقف على البيان من غيره وإن تنافيا فقد قال قوم يحمل على المعنيين والوجه عندنا التوقف
وقال ابو القاسم بن جبيب النيسابورى والبغوى والكواشى وغيرهم التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها تحتمله الآية غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط
قالوا وهذا غير محظور على العلماء بالتفسير وقد رخص فيه أهل العلم وذلك مثل قوله تعالى) ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (قيل هو الرجل يحمل فى الحرب على مائة رجل وقيل هو الذي يقنط من رحمة الله وقيل الذي يمسك عن النفقة وقيل هو الذى ينفق الخبيث من ماله وقيل الذى يتصدق بماله كله ثم يتكفف الناس ولكل منه مخرج ومعنى
ومثل قوله تعالى للمندوبين الى الغزو عند قيام النفير) انفروا خفافا وثقالا (
قيل شيوخا وشبابا وقيل اغنياء وفقراء وقيل عزابا ومتأهلين وقيل نشاطا وغير نشاط وقيل مرضى وأصحاء وكلها سائغ جائز والآية محمولة عليها لان الشباب والعزاب والنشاط والأصحاء خفاف وضدهم ثقال
ومثل قوله تعالى) ويمنعون الماعون (قيل الزكاة المفروضة وقيل العارية او الماء او النار او الكلأ او الرفد او المغرفة وكلها صحيح لأن مانع الكل آثم
وكقوله تعالى) ومن الناس من يعبد الله على حرف (فسره ابو عبيد أي لايدوم وقال ثعلب أي على شك وكلاهما قريب لأن المراد انه غير ثابت على دينة ولا تستقيم البصيرة فيه
وقيل في القرآن ثلاث آيات في كل منها مائة قول قوله) فاذكروني أذكركم () وإن عدتم عدنا (و) هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (
فهذا وأمثاله ليس محظورا على العلماء استخراجه بل معرفة واجبة ولهذا قال تعالى) وابتغاء تأويله (
ولولا ان له تأويلا سائغا في اللغة لم يبينه سبحانه والوقف على قوله) والراسخون (قال القاضي ابو المعالي انه قول الجمهور وهو مذهب ابن مسعود وابي بن كعب وابن عباس وما نقله بعض الناس عنهم بخلاف ذلك فغلط
------------------------------------------------------------------------------------------
الزركشي
البرهان
على فكرة ---الطبري غالبا ما يستعمل التفسير والتأويل بنفس المعنى فيقول عند ذكره رأيا من الآراء
(قال أهل التأويل)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 09:49 م]ـ
قال شيخ الإسلام: ((الرسالة التدمرية [جزء 1 - صفحة 59]
وجهور سلف الأمه وخلفها على أن الوقف على قوله {وما يعلم تأويله إلا الله} وهذا هو المأثور عن أبى بن كعب وابن مسعود
لفظ (التأويل) وهو اصطلاح كثير من المتأخرين من المتكلمين في الفقه وأصوله - أن (التأويل) هو صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح ولدليل يقترن به وهذا هو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات وترك تأويلها وهل ذلك محمود أو مذموم أو حق أو باطل؟
(الثاني): أن التأويل بمعنى التفسير وهذا الغلب على اصطلاح المفسرين للقرآن كما يقول ابن جرير وأمثاله - من المصنفين في التفسير - واختلف علماء التأويل ومجاهد إمام المفسرين قال الثوري إذا جاءت التفسير عن مجاهد فحسبك به وعلى تفسيره يعتمد الشافعى وأحمد والبخاري وغيرهما فإذا ذكر أنه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره
(الثالث) من معاني التأويل: هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام كما قال الله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق}
فتأويل ما في القرآن من أخبار المعاد هو ما أخبر الله به فيه مما يكون: من القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحر ذلك كما قال الله تعالى في قصة يوسف لما سجد أبواه واخوته قال: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل} فجعل عين ما وجد في الخارج هو تأويل الرؤيا
الثاني: هو تفسير الكلام وهو الكلام الذي يفسر به اللفظ حتى يفهم معناه أو تعرف علته أو دليله
وهذا (التأويل الثالث) هو عين ما هو موجود في الخارج ومنه قول عائشة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لى) يتأول القرآن يعنى قوله: {فسبح بحمد ربك واستغفره} وقول سفيان بن عيينة: السنة هي تأويل الأمر والنهي فإن نفس الفعل المأمور به: هو تأويل الأمر به ونفس الموجود المخبر عنه هو تأويل الخبر والكلام خبر وأمر
ولهذا يقول أبو عبيد وغيره: الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة كما ذكروا ذلك في تفسير اشتمال الصماء لأن الفقها ء يعلمون تفسير ما أمر به ونهى عنه لعلهم بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعلم أتباع بقراط وسيبوبه ونحوها من مقاصدها ما لا يعلم بمجرد اللغة ولكن تأويل الأمر والنهي لا بد من معرفته بخلاف تأويل الخبر [ u]
ـ[أسيرة الليل]ــــــــ[26 - 10 - 2007, 09:55 م]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله الموضوع حقا مفيد وعرضة جيد ولكن لى تعليق صغير اين توثيق المصادر فى نهاية الموضوع كاسم الكتاب ومؤلفة وطبعطة او حتى الجزء المجتلب منة النص!!!
ولى لكم كل الدعاء بخير الجزاء(/)
لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِراًّ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 02:12 م]ـ
:::
قال تعالى
(وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِراًّ إِلاَّ أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً) 235 البقرة
السّر هنا---هل هو عكس الجهر؟؟
دعوني أقدّم لكم نموذجا هنا عن ضرورة أن يكون لدى الإنسان معرفة جيدة في اللغة العربية قبل أن يتجرأ على القول في كتاب الله
قال الأعشى
ولا تقربن من جارةٍ إن سرها ------------------------------- عليك حرامٌ فانكحن أو تأبدا
فالسّر هنا مجاز بمعنى الوطء لأنّ الوطء مما يسّر ---ولمّا كان هناك علاقة سببية بين الوطء والنكاح--فصلح استخدام "سرّا" للدلالة على العقد
فيصير المعنى "لا تواعدونهن على إجراء عقد النكاح طالما أنّهن في عدتهن"
أمّا قول الطبري
(قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك, تأويل من قال: " السر "، في هذا الموضع، الزنا. وذلك أن العرب تسمي الجماع وغشيان الرجل المرأة " سرا ", لأن ذلك مما يكون بين الرجال والنساء في خفاء غير ظاهر مطلع عليه, فيسمى لخفائه " سرا "،)
ولا أجد قوة في استدلاله لما هو معروف أساسا من تحريم الزنّا--فليس الموقع موقع يلزمه إعادة بيان حرمة الزنا بل الموضع موضع حديث عن خطبة وعقد---
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 03:03 م]ـ
:::
قال تعالى
(وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِراًّ إِلاَّ أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً) 235 البقرة
السّر هنا---هل هو عكس الجهر؟؟
دعوني أقدّم لكم نموذجا هنا عن ضرورة أن يكون لدى الإنسان معرفة جيدة في اللغة العربية قبل أن يتجرأ على القول في كتاب الله
قال الأعشى
ولا تقربن من جارةٍ إن سرها ------------------------------- عليك حرامٌ فانكحن أو تأبدا
فالسّر هنا مجاز بمعنى الوطء لأنّ الوطء مما يسّر ---ولمّا كان هناك علاقة سببية بين الوطء والنكاح--فصلح استخدام "سرّا" للدلالة على العقد
فيصير المعنى "لا تواعدونهن على إجراء عقد النكاح طالما أنّهن في عدتهن"
أمّا قول الطبري
(قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك, تأويل من قال: " السر "، في هذا الموضع، الزنا. وذلك أن العرب تسمي الجماع وغشيان الرجل المرأة " سرا ", لأن ذلك مما يكون بين الرجال والنساء في خفاء غير ظاهر مطلع عليه, فيسمى لخفائه " سرا "،)
ولا أجد قوة في استدلاله لما هو معروف أساسا من تحريم الزنّا--فليس الموضع موضعا يلزم فيه إعادة بيان حرمة الزنا بل الموضع موضع حديث عن خطبة وعقد---
والطبري شيخ المفسرين بلا ريب
والحمد لله
ـ[عاشق جمال الفصحى]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 03:41 م]ـ
أحي العزيز جمال
قلت أن المقصود ب (وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِراًّ) هو:
" لا تواعدونهن على إجراء عقد النكاح طالما أنّهن في عدتهن"
في نفس الآية الشريفة:
(وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
إذا ماهو الداعي لقوله تعالى: ولا تعزمو عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله؟
والتي تعني عدم جواز إجراء العقد قبل انتهاء مدة العدة.
أليس في ذلك تكرارا لنفس الشيء؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 03:52 م]ـ
فرق كبير بين العزم على عقد النكاح--وبين الوعد بأن يعقد النكاح
أوليس كذلك؟؟
فالعزم هو التصميم والتخطيط وإجراء المشاورات حول إجراء العقد
قال الزمخشري ("ولا تعزموا عقدة النكاح" من عزم الأمر وعزم عليه، وذكر العزم مبالغة في النهي عن عقدة النكاح في العدة. لأن العزم على الفعل يتقدمه، فإذا نهي عنه كان عن الفعل أنهى ومعناه: ولا تعزموا عقد عقدة النكاح. وقيل: معناه ولا تقطعوا عقدة النكاح. وحقيقة العزم: القطع،)
والوعد أمر آخر
ولله الحمد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 10:32 م]ـ
:::
قال تعالى
(وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِراًّ إِلاَّ أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً) 235 البقرة
السّر هنا---هل هو عكس الجهر؟؟
دعوني أقدّم لكم نموذجا هنا عن ضرورة أن يكون لدى الإنسان معرفة جيدة في اللغة العربية قبل أن يتجرأ على القول في كتاب الله
قال الأعشى
ولا تقربن من جارةٍ إن سرها ------------------------------- عليك حرامٌ فانكحن أو تأبدا
فالسّر هنا مجاز بمعنى الوطء لأنّ الوطء مما يسّر ---ولمّا كان هناك علاقة سببية بين الوطء والنكاح--فصلح استخدام "سرّا" للدلالة على العقد
فيصير المعنى "لا تواعدوهن على إجراء عقد النكاح طالما أنّهن في عدتهن"
أمّا قول الطبري
(قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك, تأويل من قال: " السر "، في هذا الموضع، الزنا. وذلك أن العرب تسمي الجماع وغشيان الرجل المرأة " سرا ", لأن ذلك مما يكون بين الرجال والنساء في خفاء غير ظاهر مطلع عليه, فيسمى لخفائه " سرا "،)
ولا أجد قوة في استدلاله لما هو معروف أساسا من تحريم الزنّا--فليس الموقع موقع يلزمه إعادة بيان حرمة الزنا بل الموضع موضع حديث عن خطبة وعقد---
الحمد لله(/)
الحُبّ والمَحَبَّة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 08:15 م]ـ
وردت كلمة (حُبّ) تسع مرات في الكتاب العزيز، منها قوله تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ " (البقرة: 165)، وقوله تعالى: " كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا " (الفجر: 17 - 20).
ولم ترد كلمة (محبّة) إلا مرة واحدة، في قوله تعالى: " قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي " (طه: 36 - 39).
فلماذا وردت (محبّة)، ووردت صيغة (حُبّ)؟
الحبّ .. هو المصدر الأصلي.
والمحبّة .. هي المصدر الميمي.
وفعلهما هو: حبّ وأحبّ.
وعند التمعن في الكتاب العزيز .. نجد أن الفرق بين (حبّ ومحبّة) يقوم على ثلاثة أوجه، نبيّنها فيما يلي:
الأول: جاء (الحبّ) في المرات التسع التي ورد فيها سلوكاً من البشر تجاه الله تعالى، أو تجاه موضوعات في الحياة. ولهذا عندما أراد الله تعالى أن يضيف لذاته العلية اسمًا من هذه المادّة جعله كلمة (محبّة) .. وليس كلمة (حبّ) المستعملة مع البشر. ولذلك نجد في الكتاب العزيز أنه إذا كان الحبّ حاصلاً من البشر جاء بكلمة (حبّ)، وإذا كان إلقاء من الله تعالى كان بكلمة (محبّة) .. وهذا تخصيص لمعنى الكلمة يعود إلى الجهة أو المصدر.
الثاني: إن المحبة التي أُلقيت من الله تعالى على موسى استقرّت في ذات موسى، وأخذت تشعّ منها كما يشعّ الضوء من الشمس والنور من القمر والعبير من الزهرة .. ولهذا كان شذاها الطيّب يجذب الناس إليه ويجعلهم يحبّونه .. أما أحبّته آسية امرأة فرعون، فطلبت من فرعون ألا يقتله، وقالت: " قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " (القصص: 9)؟ أما أحبّته ابنة شعيب، وهو طريد شريد، بعد أن سقى الغنم التي كانت ترعاها وأختها، فطلبت من أبيها أن يستأجره: " قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ " (القصص: 26) .. ثم كانت النتيجة أن تزوّج منها؟ أما أحبّه النبي شعيب عليه السلام، فعرض عليه أن يزوّجه ابنته مقابل أن يرعى له أغنامه ثماني حجج: " قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ " (القصص: 27) .. ؟
أما الحبّ الذي يوجهه البشر إلى الأشياء، أو إلى بعضهم بعضًا .. فلا يحصل عنه فيض أو إشعاع للمحبوب يجعله – بفضل هذا الحبّ – محبوبًا عند بني البشر أو عند غير من أحبّه من الناس .. لهذا كان لزامًا أن يعبّر عن الحبّ الصادر عن الناس بكلمة (حبّ)، وعن الحبّ الملقى من الله تعالى على عبد من عباده بكلمة أخرى (محبّة).
الثالث: إن المصدر أشيع في الاستعمال من المصدر الميمي أو اسم المصدر .. وهو هنا كذلك. والشائع يناسبه أن يُستعمل مع الكثرة، أما النادر فيناسبه أن يُستعمل مع القلّة .. ولهذا استُعملت كلمة (حبّ) مع البشر لأنهم كثرة .. واستُعملت كلمة (محبّة) مع الله تعالى لأنه ليس موضوعًا للكثرة، بل هو الوحدانية عينها .. فناسبت كل كلمة من الكلمتين ما جاءت له.
والله تعالى أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 05:57 ص]ـ
أين المزيد؟(/)
قال فمن ربكما ياموسى. قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 10:57 م]ـ
(قال فمن ربكما ياموسى. قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. قال فما بال القرون الأولى. قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.) - الإسراء: 50 - 52
في تأملنا لهذه الآيات الشريفة, نجد أن (ربنا) تكررت مرتين, و (ربي) مرتين , مع العلم أن السائل هو فرعون, والمجيب هو نبي الله موسى.
لم يقل نبي الله موسى عند سؤال فرعون له مرة أخرى (ربنا) كما في جوابه الأول.
كان سؤال فرعون الأول عن ربهما الذي يدعوان إاليه, فكان الجواب مطابقا للسؤال, بمعنى أن الرب الذي أدعو أنا وأخي إليه هو ......
أما في سؤال فرعون الثاني: قال فما بال القرون الأولى
السائل فرعون, والمحاور هو نبي الله موسى, فاستخدم نبي الله موسى (ربي) , وكأنه يريد أن يقول إن الرب الذي أصفه وأتحدث عنه عليم بتلك القرون.
وفي هذا لفتة جمالية.
لي عودة ثانية.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 01:35 ص]ـ
الأخ الفاضل الدكتور أبو طالب ..
إن مقالتك - حفظك الله - في غاية الروعة والبيان ..
وللتنبيه .. فإن الآيات التي استدللت بها وردت في سورة طه، في قوله تعالى: " قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى " (طه 49 - 52).
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 01:42 ص]ـ
استدراك:
خطأ غير مقصود في ذكر اسم السورة التي وردت فيها الأيات الكريمة.
ورد خطأ أن الآيات السابقة من سورة الإسراء, والصواب أنها من سورة طه: 49 - 52.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 01:45 ص]ـ
العزيز لؤي الطيبي
شكرا لمداخلتك.
لقد أرسلت الرد قبل انتبه إلى مداخلة شخصكم الكريم.
أسعدني حضوركم.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 02:06 ص]ـ
فائدة أخرى نستفيدها من هذه الآيات الشريفة:
في جواب نبي الله موسى (عليه السلام) الأول إيجاز وشمول, فهو جواب موجز وجامع, وقصير و قوي:
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى
لقد كان الجواب من القوة بمكان كبير دفع بفرعون أن يحاول تغيير الموضوع, ويسأل نبي الله موسى سؤالا مختلفا, بعيدا عن السؤال الأول من ناحية الهدف:
قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى
وفي هذا إشارة إلى ما ينبغي أن يمتلكه المحاور من قوة الحجة والدليل القاطع.
ونستفيد من جواب نبي الله موسى الأول:
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى
في جواب نبي الله موسى إشارة إلى أصلين أساسين من الخلقة والوجود, وفي كل منهما دليل قوي موصل إلى الإيمان بالله تعالى:
الأساس الأول: أن الله هو واهب الموجودات ما تحتاجه.
ندرك ذلك من خلال التأمل في الكون, حيث نرى انسجام كل جنس من الكائنات مع محيطه الذي يعيش فيه, وكل ما تحتاجه الكائنت فهو تحت تصرفها, فالأسماك في البحار والطيور في الهواء قد تم تزويدها بما ينسجم مع طبيعة حياتها.
الأساس الثاني: هداية الله وإرشاده لهذه الموجودات الكونية.
فالله سبحانه وتعالى قد أعطى هداية تكوينية للكائنات تمكنها من الاستفادة مما هو موجود في محيطها.
لي عودة أخرى.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 02:39 ص]ـ
عذراً ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 02:48 ص]ـ
عذراً أخي الكريم ..
فقد وضعت مشاركتي .. دون الإنتباه إلى مداخلتك الأخيرة ..
ولهذا قمت بحذفها .. حتى تكمل مقالتك بإذن الله ..
فاعذرني لتسرّعي وسبقي لك في الكتابة ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:04 ص]ـ
الأخ الفاضل الدكتور أبو طالب - حفظه الله ..
نسأل الله أن يمنّ عليكم بمزيد من فضله ..
وأودّ أن أضيف - لما تفضّلتم به - بعض النقاط المتعلّقة بكلمة (رب) في هذه الآيات الكريمة:
أولاً:
قول فرعون: " فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى "، فيه إنكار لما قالاه له – أي موسى وهارون عليهما السلام - من قبل: " إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ "، و " قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ". فإضافة كلمة (رب) إليهما لا إلى نفسه، تضمّنت التهكّم والسخرية من موسى وهارون، من جهة، ودلّت على أن فرعون لم تساعده نفسه على أن يعترف بأن له ربّاً - حتى ولو فرضنا في مقام الاحتجاج والنظر - من جهة ثانية.
ثانياً:
قول موسى عليه السلام: " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى "، فيه تعريض بفرعون وضعفه وحقارته بأنه مخلوق مربوب لرب السماوات والأرض وما بينهما سبحانه وتعالى.
ثالثاً:
قول فرعون: " فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى "، المراد منه التعجيز والإفحام، أو صرف موسى عليه السلام إلى غير قضية التوحيد التي أفحم فيها فرعون في جوابه الأول .. ففرعون كان جاهلاً بتاريخ الأمم الماضية، وحمله جهله هذا على أن يقول لموسى عليه السلام: إذا كان ربكما أرسلكما، فما هو شأن القرون والأجيال الأولى؟ فَلِمَ لم يرسل إليها ربّكما رسلاً مثلما أرسلكما إليّ؟
رابعاً:
قول موسى عليه السلام: " عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى "، فيه إفحام ثانٍ لفرعون، حيث عاد به إلى قضية الألوهية والتوحيد التي حاول الفرار منها، وإضافة كلمة (ربّ) إلى موسى إظهاراً للاعتزاز بالعبودية لله، والتشريف بالانتماء إليه.
خامساً:
إن في " لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى " احتراس عجيب لدفع ما يتوهّم تصوّره من أن رصد علم القرون في كتاب كان خشية الضلال والنسيان. وإيثار (ربّي) في " لَّا يَضِلُّ رَبِّي " على المضمر " لَّا يَضِلُّ " يفيد دفع أي توهّم أن جملة " لَّا يَضِلُّ " وما عطف عليها " وَلَا يَنسَى " وصف لـ" كِتَابٍ ".
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:54 ص]ـ
الأخ العزيزالفاضل لؤي الطيبي:
أشكر لكم ما سطرته أناملكم من زاد فكري, ومن تحليقات جميلة في أجواء هذه الآيات الكريمة.
دمتم موفقين.
لي تعقيب مختصر حول المقطع القرآني: لا يضل ربي ولا ينسى.
في هذا المقطع إثبات لعلم الله ونفي للجهل عنه عز وجل.
ذهب بعضهم إلى أن (لا يضل) نفي للجهل الابتدائي, وأن (لا ينسى) نفي للجهل بعد العلم.
(لا يضل) تفيد نفي وقوع أي خطأ من قبل الله تعالى, و (لا ينسى) تفيد نفي النسيان عنه, والنتيجة النهائية هي الإحاطة الشمولية لله بكل شيء, وقد أراد نبي الله موسى تنبيه فرعون إلى هذه الحقيقة بشكل ضمني.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 03:37 م]ـ
بارك الله فيكم .. أيها الأستاذ الفاضل / أبو طالب ..
حقاً .. إنها لفتة بيانية رائعة تلك التي جاءت في تعقيبكم ..
فنسأله تعالى أن يجعل جهدنا جميعاً في خدمة كتابه الكريم، وأن يشفّع فينا قرآنه العظيم، وأن يجعله قائداً لنا جميعاً إلى مستقرّ رحمته، إنه وليّ ذلك والقادر عليه ..(/)
الفاصلة في القرآن
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 11:31 م]ـ
الفاصلة في القرآن
الفصْل في اللغة هو الحاجز بين الشيئين، والفاصلةُ اصطلاحا لها معان متعددة، ففي كل علم من العلوم العربية تقريبا نجد الفاصلة، والفاصلة في القرآن هي أواخر الآيات في كتاب الله، فالفاصلة هي الكلمة التي تختَم بها كل آية، والفواصل تتوافق في حرف الرويّ أو في الوزن، مما يقتضيه المعنى وتستريح إليه النفوس، ويعرفها بعض العلماء بأنها (حروفٌ متشاكلة في المقاطع توجبُ حسنَ إفهام المعاني) وجاء هذا الاسم من قول الله تعالى في وصف القرآن: (كتابٌ فصّلناه)، وقوله عز وجل: "آياتٍ مفصّلات" وقوله تعالى: "كتاب فصلت آياته"
وآيات الفواصل متناسبة تماما مع المعاني، وقد كان بعض العرب يدركون بعض الفواصل قبل سماعها، وكان منهم من يعرف الغلط إن قرئت أمامه غلطا ولو كانت أول مرة يسمعها فيها بسبب ما يشعر به من اختلال المعنى عند الغلط. فقد سمع أعرابي قول الله تعالى في سورة النور: " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) "وأكملها القارئ بقول: فاعلموا أن الله غفور رحيم بدلا من عزيز حكيم
فقال أعرابي سمع الآية بهذا الخطأ: هذا لا يكون .. لا يصدر هذا الكلام عن الله، فلا يذكَر الغفران عند الزلل لأنه إغراء عليه
إن الفاصلة القرآنية لم تأت لغرض لفظي فحسب وهو اتفاق رؤوس الآي بعضها مع بعض، ولكنها تأتي لغرض معنوي دقيق يحتمه سياق الكلام وتقتضيه الحكمة، ويجتمع معه جمال اللفظ وتناسق الفواصل، فهي تخدم اللفظ والمعنى معا بلا إخلال بأي منهما، فإن وجدنا فيها ما نرى أنه مخالف لأصل الكلام أو محذوف منه حرف أو زائد عليه شيء فإن ذلك لم يأت عبثا ولا مراعاة للفاصلة فحسب، ولكن المقام يقتضي مجيئها بهذا الشكل، فترتاح النفس مع الإيقاع الملائم والمعنى السليم بلا أي خلل مفتعل من أجل الفاصلة كما يفعل الشعراء من أجل القافية.
... أمثلة لفواصل ومعانيها الملائمة للسياق
قال الله تعالى في سورة السجدة: "أوَ لم يهدِ لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم، إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون26"
وقال في الآية التالية لها: "أوَ لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم، أفلا يبصرون27"
وقد يسأل بعض عن سر ختم الآية الأولى بفعل السماع وختم الثانية بفعل الإبصار، والرد في السياق، فإن الآية الأولى تتحدث عن الأمم السابقة التي أهلكت، وهذه الأمم طريقنا لمعرفة ما أصابها هو السماع، فنحن نسمع أخبار ما حل بها في التاريخ الماضي الذي لا نراه، وأما الآية التالية فهي تتحدث عن ظاهرة طبيعية تحدث أمامنا حين يصيب المطر الأرض اليباب فتحيا ويستفيد منها الناس والأنعام
... مثال ثان من سورة الأنعام: "وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون97"
الاهتداء بالنجوم مما علمته العرب، ويمكن أن تتعلمه بيسر كل الأمم، فالعلم بها طريق للاهتداء.
"وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع، قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون98"
وهنا حديث عن النفس وهي من الدقائق التي تعلو على العلم المجرد وتحتاج إلى فقه بها وهو أخص من العلم
" وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99
وهذا بيان لبعض دلائل قدرة الله في الخلق وهي ظاهرة للإنسان لكن التأثر بها والاعتبار بمعانيها واليقين بها هو مما تختص به النفوس المؤمنة.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 03:50 م]ـ
الأخت الفاضلة أنوار الأمل:
استمتعت كثيرا بقراءة بحثك الجميل حول المعجزة الخالدة, القرآن الكريم.
لقد وصف لإمام علي القرآن بقوله: « .. وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيونٌ لا ينضبها الماتِحون ومناهل لا يغيضها الواردون» - نهج البلاغة.
أتحفينا بالمزيد, زادكِ الله هدى وإيمانا ويقينا.
دمتِ موفقة.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 08 - 2005, 09:27 ص]ـ
شكرا للأخت الفاضلة أنوار الأمل
شكرا للأخ الدكتور
أريد التأكيد أولا على أن فواصل الأيات تتناسب معنويا مع محتوى الأية القراّنية، فالكلام اختيار وتأليف بحسب الأهمية المعنوية، فجميع كلمات الاّية متناسبة معنويا بعضها مع بعض، وأود أن أضيف شيئا وهو أن الفاصلة لا تعني بالضرورة نهاية المعنى فقد يتواصل المعنى مع وجود الفاصلة، فوجود الفاصلة في القراّن الكريم يخدم الهدفين: المعنوي واللفظي.
ولكن لديّ سؤال وهو: ألا يمكن أن تكون الفاصلة للهدف الجمالي فقط من دون المعنى؟ بمعنى، هل يمكن التقديم والتأخير في الكلام من أجل الفاصلة القراّنية فقط، كما قال تعالى"ثم دنا فتدلى"؟
وشكرا لكما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 08 - 2005, 09:54 ص]ـ
الأخ عزام - حفظه الله ..
أما بالنسبة للشقّ الأول من مداخلتكم الكريمة .. وهو علاقة الفاصلة بالمعنى العامّ للآية - أو الآيات - فإليك هذا المثال من سورة القيامة .. والذي أردت فيه أن أكشف عن المعاني التي جاءت الفواصل لتبيّنه من خلال الملحظ الصوتي ..
فسورة القيامة تتألف من أربعين آية قصيرة سريعة متلاحقة .. وتدور معانيها حول موضوع رئيسي واحد .. هو: (يوم القيامة) ..
وعند قراءة هذه السورة الكريمة بتدبّر، وإعادة النظر والتكرار فيها بتمعّن، ينجلي سرّ من أسرار الحروف المكوّنة لفواصلها، وينكشف الستار عن التناسق الرائع بين معاني هذه السورة وألفاظها وإيقاعها السريع الحافل بالحركة ..
فانظر - هداك الله - إلى اختتام كل آية من آيات مطلعها بالهاء الساكنة حين الوقف عليها:
القيامهْ، اللوامهْ، عظامهْ، بنانهْ، أمامهْ، القيامهْ
ستجد أنها توافق معاني السورة تمام الموافقة. فالوقف على الهاء الساكنة يوحي بالنَفَس اللاهث المتقطّع السريع، وذلك يوافق مفاجآت يوم القيامة التي ينبهر لها البصر (فإذا بَرِق البصر) وتتقطّع لها النفس وتلهث خوفاً وهلعاً.
ثم انظر إلى حرف الراء الساكنة حين الوقف عليه في الزمرة الثانية من الآيات:
البصرْ، القمرْ، المفرّْ، وزرْ، المستقرّْ، أخّرْ
فستجد أن حرف الراء ينتج عنه ذبذبة اللسان، وهو بذلك يشبه حركة رِجلين تتذبذبان حين الركض السريع مما يوحي بمحاولة الركض للهرب من أهوال يوم القيامة كما يوحي بالإضطراب والزلزلة التي تسود الكون يوم القيامة (ويلاحظ أن حرف الراء بسبب تأديته لهذا المعنى قد ورد في كثير من الألفاظ التي تفيد الحركة، ومنها: الهرب، الفرار، الحركة، الرحيل، الشرود، الطيران، المرور .. ).
وعندما تصل السورة إلى حالة الإحتضار التي يقع فيها الكافر فإنها تغيّر حرف الفاصلة إلى حرف القاف:
التراقي، راق، الفراق، بالساق، المساق
إن حرف القاف هذا يصدر من أعماق الحلق، وهو بذلك يوحي بالضيق والإختناق مما يوافق حالة الإحتضار التي تتلجلج فيها الروح في الجسم وتنتزع منه انتزاعاً عسيراً. ومن مراحل ذلك وصول الروح إلى الحلق (كلا إذا بلغت التراقي) حين يشعر المحتضر بالكرب العظيم لمفارقته للدنيا العاجلة التي أحبّها حبّاً جمّاً، وبسبب اللوم والتقريع الذي يسمعه من الملائكة ومن صوت ضميره الذي يخاطبه قائلاً: هأنت تغادر حياتك فلا صدّقت ولا صلّيت ولكن كذّبت وتولّيت ثم ذهبت إلى أهلك تتمطّى "أولى لك فأولى".
وعندما تصل السورة إلى ذكر حالة الكافر في الدنيا من عدم الإستجابة إلى الدين الحقّ الذي يتطلّب العمل الدؤوب والجهاد المتواصل، وخاصّة إقامة الصلاة في أوقاتها وإيثار هذا الكافر التكاسل والتباطؤ والإخلاد إلى الراحة البدنية تتغيّر الفاصلة إلى اللام المشدّدة أو الطاء المشدّدة الممدودتين بالألف بعدهما:
صلّى، تولّى، يتمطّى
وهذان الحرفان بما فيهما من تشديد ومدّ يوحيان بهذا التثاقل والتكاسل والإهمال للحقّ والإعراض عنه.
وبهذا فإن استخدام حروف الفاصلة بهذه الصورة للإيحاء بمعاني الآيات وتأكيدها هو توفيق بديع وسر عجيب وفتح جديد لم يرد في كلام البشر من قبل.
إنه بصمة من بصمات يد الإبداع الإلهي.
هذا من ناحية ..
وأما ما جاء في الشقّ الثاني من مداخلتكم - أخي الكريم .. فسنتعرّض لوجوهه لاحقاً إن شاء الله تعالى ..
ـ[الضاد1]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 08:35 م]ـ
وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُون (الأنعام:80)
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
(يونس:3)
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
(هود: 24)
أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (النحل:17)
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (المؤمنون: 85)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (السجدة: 4)
إخواني الأعزاء: هل ما هو باللون الأحمر فواصل؟
ما سر (أفلا تذكرون) في ما يتعلق بتفنيد إدعاءاتهم (الكفار) وختم الآية بـ:
أفلا تذكرون؟
وهل هناك رابط بين الجانب العقدي و (أفلا تذكرون)؟
في حين أن هنالك آياتٍ يوجد بها (لعلكم تذكرون) أو (لعلهم يتذكرون
مثال:
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (القصص: 28)
فالارجح يكون مضمون الآية للشرائع والعبر والأحداث
والله أعلى وأعلم
موضوع قيم جزى الله صاحبه ومشاركيه خير الجزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الضاد1]ــــــــ[28 - 08 - 2005, 11:15 م]ـ
عدم الرد دلالة على خطأ ما ولو كان بسيطاً(/)
فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 06:55 ص]ـ
:::
قال تعالى (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) 98 يونس
# هذه الآية تبين أن قوم يونس هم الوحيدون الذين آمنوا عند حصول العذاب فأوقف الله عنهم العذاب
إذ جرت سنة الله عندما يحق العذاب على قوم لا يوقفه آيمانهم عند وقوعه إلّا قوم يونس--فهم رأوا العذاب فآمنوا فتوقف عنهم وبذلك نفعهم آيمانهم--
هذا هو المعنى الوحيد للآية بعيدا عن أي تأويلات باطنية--فهم آمنوا لحظة حصول العذاب عليهم فنفعهم آيمانهم بآيقاف العذاب ومتّعوا إلى حين
# قال الطبري (فما كانت قرية آمنت عند معاينتها العذاب، ونزول سَخَط الله بها، بعصيانها ربها واستحقاقها عقابه، فنفعها إيمانها ذلك في ذلك الوقت، كما لم ينفع فرعون إيمانه حين أدركه الغرق بعد تماديه في غيّه، واستحقاقه سَخَط الله بمعصيته إلا قوم يونس، فإنهم نفعهم إيمانهم بعد نزول العقوبة وحلول السخط بهم.
فاستثنى الله قوم يونس من أهل القرى الذين لم ينفعهم إيمانهم بعد نزول العذاب بساحتهم، وأخرجهم منهم، وأخبر خلقه أنه نفعهم أيمانهم خاصة من بين سائر الأمم غيرهم.))
وهو كلام نفيس لا مزيد عليه
# بقيت نقطة أود الكلام عنها وهي قوله (إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ) فلم كان لفظ القوم منصوبا؟؟
ونحن نعرف أنّ المستثنى بعد الجحد يكون مرفوعا كقولك " ما فاز جمع إلّا المصلّون"
أنتظركم
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 10:46 ص]ـ
أخي جمال ..
لم أفهم دفاعك عن هذا الرأي بقولك" الوحيد" .. "بعيداً عن" .. "لا مزيد عليه"!!!
فما الذي يدفعك للدفاع المستميت هذا؟!
ثمّ أليس هو القرآن الذي لا تنقضي عجائبه، وما يزال جديداً غزير المعانيً مهما تداولته الأفهام، وتناولته الشروح؟؟!!
فحبذا لو لم نعمم رأينا، و اختار أن قول: هذا المعنى الراجح عندي وذلك لكذا وكذا ... هذا نهج تعلمناه و ننصح به.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 01:04 م]ـ
يقال هذا المعنى الراجح عندي إن كانت ثمة معنى آخر---أمّا هنا فلا معنى آخر --اللهم إلّا إذا قال قائل بمعان إشارية لا قبل لنا بها
(فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)
فما أمامنا كلام عربي عن أهل قرية نفعهم آيمانهم
وكيف نفعهم؟؟
آيمانهم أدّى إلى أن يكشف الله عنهم عذاب الخزي الذي نزل بهم قبل أن يباشروا الآيمان--فهم كفروا فنزل العذاب بهم ثمّ آمنوا فكشف عنهم الله العذاب فكان هذا نفعا لهم --- ولا مزيد
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 02:15 م]ـ
قوم هنا منصوبة على الإستثناء
وإن كان السياق يفيد الجحود، فإن موقع الكلمة (قوم) ليس كذلك فلم تقع بعد النفي، ولولا التي سبقتها تفيد التحضيض بمعنى هلاّ
وأعتقد أن الفرق واضح بين الموقع الإعرابي للكلمة أو الجملة وبين السياق العام في المعنى
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 03:00 م]ـ
قوله تعالى (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) --
# إذا كان المعنى ما قبل أداة الإستثناء هو نفي أو جحد---أي ماكانت قرية آمنت فنفعها آيمانها فإنّ انتصاب "قوم" لأن الإستثناء منقطع--إمّا
* لأنّ قوم يونس ليسوا من جنس الأقوام الأخرى
* أو لأن الإستثناء كان للقوم من القرى
# إذا كانت لولا بمعنى هلّا للتحضيض فلا مشكلة لدينا فالأصل النصب
# وكأن الزمخشري يميل إلى القول بمعنى التحضيض يا أخ عمر
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 03:06 م]ـ
شكرا للأخ العزيز جمال حسني الشرباتي على هذه الجولة في ربوع القرآن الكريم, الذي لا تنقضي عجائيه, وبوركت لأخينا العزيز (جمال) هذه الروح في البحث والاهتمام بجوانب العظمة في القرآن الكريم, سائلين الله له مزيدا من التوفيق والسداد.
لي مداخلة:
النقطة الأولى:
قد تكون هناك جماعات من الأقوام أمنوا أيضا, فبل نزول العذاب - إذ لا يمكننا نفي ذلك - ولكن ما يميز قوم يونس عن غيرهم في مثل هذا الحالة هو إيمانهم بأجمعهم دفعة واحدة, قبل أن ينزل عليهم العذاب الإلهي, فمثل هذا الحدث من الإيمان لم يسجل إلا لقوم يونس.
لم يكن إيمان الأقوام الأخرى - في حال وجوده - بهذه القوة وبهذا الشكل المميز, إذا ربما آمن جمع من أولئك القوم قبل نزول العذاب عليهم, أما الإيمان الجمعي فلم يسجل إلا لقوم يونس.
النقطة الثانية:
إن قوم يونس لم يستحقوا العذاب الحتمي الذي لا دافع له, وإلا لما قبل الله توبتهم.
قد كانت تأتيهم مقدمات العذاب, كما هو الحال فيما ظهر للفراعنة من الجراد وغيره, وقد تكون تلك الإنذارت التي أتت قوم يونس ذات شكل مختلف.
النقطة الثالثة:
إن قوم يونس مثال نادر في موقفهم لذلك اختارهم القرآن الكريم ليشير إلى موقفهم العظيم, والذي تجلى في شعورهم بالندم وسعيهم للتوبة والإيمان بشكل جاد وقوي, ولذلك سجل الله لهم هذا الموقف الصعب العظيم, الذي لم يسجل بهذه القوة إلا لهم.
الفائدة الأخيرة التي نستفيدها بشكل ضمني من هذه الآية هي أهمية الالتفاف حول القائد, حيث أن قوم يونس كما نعلم سعوا للبحث عن نبي الله يونس ليعلنوا توبتهم وإيمانهم بالله أمامه.
لي عودة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 03:44 م]ـ
(فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) --
أتفق مع الأخ الكريم جمال في أن (قوم يونس) استثناء منقطع, ولقد قال بذلك الزجاج., وتقديره: لكن قوم يونس لما آمنوا.
نجد حالة مشابهة لذلك في قوله تعالى:
" فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم " - هود: 116
قليلا: مستثنى منقطع.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 04:17 م]ـ
استدراك:
ورود مثل هذا الاستثناء المنقطع معروف لدى العرب, خذ مثالا على ذلك قول النابغة:
وقفت فيها أصيلا كي أسائِلها
عيَّتْ جوابا وما بالربع من أحد
إلا أواريّ لأيًا ما أبيِّنها
والنوؤي كالحوضِ بالمظلومة الجلد.
الشاهد: أوراي, وهو مستثنى منقطع منصوب.
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 05:19 م]ـ
نرجو حذف الكلام الخارج عن النقاش والمحافظة على معاني الأخوّة في كل الأحوال.
وأيا أخ أمين بربك أخبرنا: أي عيب جلبه الأستاذ جمال؟؟؟، والله لقد ظلمت الرجل واعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة
ـ[أمين هشام]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 05:53 م]ـ
العيب الذي جلبه جمال أن ألغى قول كل العلماء وجعل نفسه فوقهم ..
وأعطى نفسه حق الإنفاذ والتعطيل!!.
فالذي يقول إنه ليس بعد هذا القول قول, هو أحد اثنين, إما الله أو رسوله ...
فإن قاله جمال فذلك العيب كله!!.(/)
معاني " ما " الإسميّة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 06:32 م]ـ
------------------------------------------------------------------------
ما الاسمية:
: ضربان معرفة ونكرة لانه اذا حسن موضعها الذي فهي معرفة او شئ فهي نكرة وان حسنا معا جاز الامران كقوله تعالى) ويغفر ما دون ذلك) (هذا ما لدي عتيد (
والنكرة ضربان ضرب يلزم الصفة وضرب لا يلزمه والذي يلزمه الاستفهامية والشرطية والتعجب وما عداها تكون منه نكرة فلا بد لها من صفة تلزمها
------------------------------------------
فالأول
من الستة الاسماء الخبرية وهي الموصولة ويستوي فيها التذكير والتانيث والافراد والتثنية والجمع كقوله تعالى) ما عندكم ينفد وما عند الله باق (3 وقوله) بما أنزل إليك () ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض (
فان كان المراد بها المذكر كانت للتذكير بمعنى الذي وان كان المراد بها المؤنث كانت للتانيث بمعنى التي
وقال السهيلي كذا يقول النحويون انها بمعنى الذي مطلقا وليس كذلك بل بينهما تخالف في المعنى وبعض الاحكام
أما المعنى فلان ما اسم مبهم في غاية الابهام حتى انه يقع على المعدوم نحو إن الله عالم بما كان وبما لم يكن واما في الاحكام فانها لاتكون نعتا لما قبلها ولا منعوتة لان صلتها تغنيها عن النعت ولاتثنى ولا تجمع انتهى
ثم لفظها مفرد ومعناها الجمع ويجوز مراعاتها في الضمير
ونحوه من مراعاة المعنى) ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم (ثم قال) هؤلاء شفعاؤنا (لما اراد الجمع
وكذلك قوله) ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون (
ومن مراعاةاللفظ) قل بئسما يأمركم به إيمانكم (
واصلها إن تكون لغير العاقل كقوله تعالى) ما عندكم ينفد (
وقد تقع على من يعقل عند اختلاطه بمالا يعقل تغليبا كقوله تعالى) أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض (وقوله) إنكم وما تعبدون من دون الله (الآية بدليل نزول الاية بعدها مخصصة) إن الذين سبقت لهم منا الحسنى (قالوا وقد تاتي لانواع من يعقل كقوله تعالى) فانكحوا ما طاب لكم من النساء (اي الابكار إن شئتم او الثيبات
ولا تكون لاشخاص من يعقل على الصحيح لانها اسم مبهم يقع على جميع الاجناس فلا يصح وقوعها إلا على جنس ومنهم من جوزه محتجا بقوله تعالى) ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي (والمراد آدم
وقوله) والسماء وما بناها (
وقوله) ولا أنتم عابدون ما أعبد (أي الله
فأما الأولى فقيل إنها مصدرية وقال السهيل بل إنها وردت في معرض التوبيخ على امتناعه من السجود ولم يستحق هذا من حيث كان السجود لما يعقل ولكن لعلة أخرى وهي المعصية والتكبر فكأنه يقول لم عصيتني وتكبرت على ما خلقته وشرفته فلو قال ما منعك إن تسجد لمن كان استفهاما مجردا من توبيخ ولتوهم أنه وجب السجود له من حيث كان يعقل أو لعلة موجودة فيه أو لذاته وليس كذلك
وأما آية السماء فلأن القسم تعظيم للمقسم به من حيث ما في خلقها من العظمة والآيات فثبت لهذا القسم بالتعظيم كائنا ما كان وفيه إيحاء إلى قدرته تعالى على إيجاد هذا الأمر العظيم بخلاف قوله من لأنه كان يكون للمعنى مقصورا على ذاته دون أفعاله ومن هذا يظهر غلط من جعلها بتأويل المصدر
وأما) ما أعبد (فهي على بابها لأنها واقعة على معبوده عليه السلام على الإطلاق لأن الكفار كانوا يظنون انهم يعبدون الله وهم جاهلون به فكأنه قال أنتم لا تعبدون معبودي
ووجه آخر وهو أنهم كانوا يحسدونه ويقصدون مخالفته كائنا من كان معبوده فلا يصح في اللفظ إلا لفظة ما لإبهامها ومطابقتها لغرض أو لازدواج الكلام لأن معبودهم لا يعقل وكرر الفعل على بنية المستقبل حيث أخبر عن نفسه إيماء إلى عصمة الله له عن الزيغ والتبديل وكرره بلفظ حين أخبر عنهم بأنهم يعبدون أهواءهم ويتبعون شهواتهم بفرض أن يعبدوا اليوم مالا يعبدون غدا
وهاهنا ضابط حسن الفرق بين الخبرية والاستفهامية وهو إن ما إذا جاءت قبل ليس او لم أو لا أو بعد إلا فإنها تكون خبرية كقوله) ما ليس لي بحق () ما لم يعلم () ما لا تعلمون () إلا ما علمتنا (وشبهه
وكذلك إذا جاءت بعد حرف الجر نحو ربما وعما وفيما ونظائرهاإلا بعد كاف التشبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما كانت مصدرا بعد الباء نحو) بما كانوا يظلمون () بما كانوا يكذبون () بما تعملون (
وإن وقعت بين فعلين سابقهما علم أو دراية او نظر جاز فيها الخبر والاستفهام كقوله تعالى) وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون () والله يعلم ما تسرون وما تعلنون () وإنك لتعلم ما نريد () هل علمتم ما فعلتم (
) وما أدري ما يفعل بي ولا بكم (
) ولتنظر نفس ما قدمت (
-----------------------------------------------------------------------------------------
الثاني
الشرطية ولها صدر الكلام ويعمل فيها ما بعدها من الفعل نحو ما تصنع أصنع وفي التنزيل) ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها () وما تفعلوا من خير يعلمه الله (
) وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم (
) وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله (
) ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها (
ف ما في هذه المواضع في موضع نصب بوقوع الفعل عليها (
----------------------------------------------------------------------------------
الثالث
الاستفهامية بمعنى أي شىء ولها صدر الكلام كالشرط ويسأل بها اعيان ما لا يعقل وأجناسه وصفاته عن أجناس العقلاء وأنواعهم وصفاتهم قال تعالى) ما هي (و) ما لونها () وما تلك بيمينك يا موسى (
قال الخليل في قوله تعالى) إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء (ما استفهام أي أي شىء تدعون من دون الله
ومثال مجيئها لصفات من يعلم قوله تعالى) وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا (ونظيرها لكن في الموصولة) فانكحوا ما طاب لكم من النساء (()
وجوز بعض النحويين أن يسأل بها عن أعيان من يعقل أيضا حكاه الراغب فإن كان مأخذه قوله تعالى عن فرعون) وما رب العالمين (فإنما هو سؤال عن الصفة لأن الرب هو المالك والملك صفة ولهذا () اجابه موسى بالصفات ويحتمل إن ما سؤال عن ماهية الشىء ولا يمكن ذلك في حق الله تعالى فاجابه موسى تنبيها على صواب السؤال
ثم فيه مسألتان
إحداهما
في إعرابها وهو بحسب الاسم المستفهم عنه فإن كانت هي المستفهم عنها كانت في موضع رفع بالابتداء نحو قوله تعالى) ما لونها (و) ما هي () ما أصابك من حسنة فمن الله (5
وإن كان ما بعدها هو المسئول عنه كانت في موضع الخبر كقوله) وما الرحمن (6 وقوله) ما القارعة () ما الحاقة (
الثانية
في حذف الفها ويكثر في حالة الخفض قصدوا مشاكلة اللفظ للمعنى فحذفوا الألف كما أسقطوا الصلة ولم يحذفوا في حال النصب والرفع كيلا تبقى الكلمة على حرف واحد فإذا اتصل بها حرف الجر أو مضاف اعتمدت عليه لأن الخافض والمخفوض بمنزلة الكلمة الواحدة كقوله تعالى) فيم أنت من ذكراها (7) لم تحرم ما أحل الله لك (8) فبم تبشرون () عم يتساءلون (
وأما قوله) يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي (فقال المفسرون معناه بأي شىء غفر لي فجعلوا ما استفهاما وقال الكسائي معناه بمغفرة ربي فجعلها مصدرية
قال الهروي إثبات الألف في ما بمعنى الاستفهام مع اتصالها بحرف الجر لغة وأما قوله) فبما أغويتني لأقعدن لهم (فقيل إنها للاستفهام أي بأي شىء أغويتني ثم ابتدأ) لأقعدن لهم (وقيل مصدرية والباء متعلقة بفعل القسم المحذوف أي فبما أغويتني أقسم بالله لأقعدن أي بسبب إغوائك أقسم
ويجوز إن تكون الباء للقسم أي فأقسم بإغوائك لأقعدن وإنما أقسم بالإغواء لأنه كان مكلفا والتكليف من افعال الله لكونه تعريفا لسعادة الأبد وكان جديرا إن يقسم به
فإن قيل تعلقها ب) لأقعدن (قيل يصد عنه لام القسم إلا ترى انك لا تقول والله لا بزيد لأمرن
-----------------------------------------------------------------------
والرابع
التعجبية كقوله تعالى) فما أصبرهم على النار ()
) قتل الإنسان ما أكفره (2
ولا ثالث لهما في القرآن إلا في قراءة سعيد بن جبير) ما غرك بربك الكريم (
وتكون في موضع رفع بالابتداء وما خبر وهو قريب مما قبله لأن الاستفهام والتعجب بينهما تلازم لأنك إذا تعجبت من شىء فبالحرى إن تسأل عنه
----------------------------------------------------------------------------
والخامس
نكرة بمعنى شىء ويلزمها النعت كقولك رأيت ما معجبا لك وفي التنزيل) بعوضة فما فوقها () إن الله نعما يعظكم به (أي نعم شيئا يعظكم به والسادس نكرة بغير صفة ولا صلة كالتعجب وموضعها نصب على التمييز كقوله) إن تبدوا الصدقات فنعما هي (أي فنعم شيئا هي كما تقول نعم رجلا زيد أي نعم الرجل رجلا زيد ثم قام ما مقام الشىء
فائدة قال بعضهم وقد تجىء ما مضمرة كقوله تعالى) وإذا رأيت ثم رأيت (أي ما ثم
وقوله) هذا فراق بيني وبينك (اي ما بيني
) لقد تقطع بينكم (أي ما بينكم
-----------------------------------------------------------------------------------------------
الزركشّي
البرهان في علوم القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 10:59 م]ـ
قال الزركشي عن الآيات التي فيها " ما " التعجبية
(فما أصبرهم على النار ()
) قتل الإنسان ما أكفره (
ولا ثالث لهما في القرآن إلا في قراءة سعيد بن جبير) ما غرك بربك الكريم (
ترى ما الذي جعل" ما " في قراءة سعيد بن جبير تعجبية وعند غيره ليست تعجبية؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 05:39 م]ـ
قال الزركشي عن الآيات التي فيها " ما " التعجبية
(فما أصبرهم على النار ()
) قتل الإنسان ما أكفره (
ولا ثالث لهما في القرآن إلا في قراءة سعيد بن جبير) ما غرك بربك الكريم (
ترى ما الذي جعل" ما " في قراءة سعيد بن جبير تعجبية وعند غيره ليست تعجبية؟؟
يظهر أنّ ناسخ كتاب الزركشي أغفل الألف (وقرأ سعيد بن جبير: ما أغرك إما على التعجب، وإما على الاستفهام؛) ففي هذه الحالة تكون ما تعجبيّة(/)
حتى يلج الجمل سم الخياط
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:03 م]ـ
قال تعالى
({إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل سم الخياط) 40 الأعرافما رأيكم؟
هل الجمل هو الحيوان المعروف؟
أم هل هو الحبل الغليظ؟
أي هل مثّل الله لاستحالة دخول المكذبين المستكبرين الجنة كاستحالة دخول الجمل الحيوان في خرم الإبرة؟
أم كان ذلك تمثيلا لاستحالة دخول الحبل الغليظ في خرم الإبرة؟
الزركشي استحضر هذه الآية عندما تحدث عن عدم جواز تجاوز أمثلة القرآن في نقده لبيت الشعر التالي
لو أنّ مابي من جوى وصبابة
على جمل لم يبق في النارخالد
قال الزركشي (
غفر الله له والله تعالى يقول) ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط (فقد جعل ولوج الجمل فى السم غاية لنفى دخولهم الجنة وتلك غاية لا توجد فلا يزال دخولهم الجنة منفيا وهذا الشاعر وصف جسمه بالنحول بما يناقض الآية)
ومعنى ذلك أنّ الجمل عنده هو الجمل الحيوان
هل من تعليق لديكم؟؟
تفضلوا وعقّبوا ثمّ نكمل
ـ[الضاد1]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:18 م]ـ
ما أفهمه من الآية ومن التفسير، أن الجمل له حبل، فلا يمكن أن لا يكون للجمل حبل، ولا يمكن أن يدخل الحبل في ذلك (الخرم الصغير للإبرة) فما بالك بالجمل؟
والله أعلم
لا يوجد مصدر معين ولكن من قرائن الآية ودلالاتها، ولا أعرف أيحق لي
شرعاً أم لا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:22 م]ـ
رأيك ممكن جدا أيها الضاد
وسأشير عليك بهذا المصدر فناقش أقوال العلماء ثمّ كوّن رأيك من جديد
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
ـ[الضاد1]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:35 م]ـ
فيما بعد إن شاء الله
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 01:12 ص]ـ
" حتى يلج الجمل في سم الخياط "
هذا التعبير القرآني أراد منه الله استحالة هذا الأمر, والمتمثل في دخول (الذين كذبوا) الجنة.
وهذه الآية داعمة لآية أخرى في المعنى: " وما هم بخارجين من النار " - البقرة: 167
ما هو المقصود من الجمل؟
الجمل: البعير الذي خرجت أسنانه حديثا.
الجمل: الحبل القوي والمتين الذي تربط به السفينة.
قد يكون التناسب بين الحبل والأبرة أقوى من التناسب بين الجمل والإبرة, ولذلك ذهب جمع من المفسرين إلى اعتناق هذا الرأي, حيث أن استحالة دخول الحبل, يدل بشكل قطعي على استحالة دخول الحيوان من باب أولى, ولكن جمهور المفسرين أخذوا بالرأي الآخر, وهو أن الجمل هو الحيوان المعروف.
قد يكون شياع استخدام كلمة الجمل للحيوان المعروف عاملا كبيرا في اختيار المفسرين لهذا الرأي, حيث أن استخدام كلمة الجمل للدلالة على الحبل الغليط قليل إن لم يكن نادرا.
وسواء أكان الجمل المقصود هو الحيوان المعروف أو الحبل الغليظ, فالنتيجة واحدة, وهي الاستحالة العملية في دخول المكذبين بآيات الله الجنة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 04:28 ص]ـ
الأخ أبو طالب
قد يكون مانقل عن إبن عباس (إن الله أحسن تشبيهاً من أن يشبه بالجمل)
أكثر وجاهة من القول القائل بأنّ الجمل هو الحيوان المعروف
ألا تلاحظ معي أنّ الحبل المكون من تجمع خيوط كثيرة متناسب مع خرم الإبرة المصمم لدخول خيط رقيق واحد(/)
تأملات نحوية في رحاب القرآن الكريم.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:06 م]ـ
لاينكر عاقل أن القرآن الكريم هو كتاب الهداية الربانية وأنه أحد مصادر التشريع واللغة العربية, وأنه يمثل أحد المصادر التي ينبغي الاحتكام إليها عند وقوع خلاف ليس في مجال التشريع الإسلامي فقط , بل وفي الجوانب اللغوية, فالقرآن هو ذلك الكتاب الذي أعيت بلاغته فصحاء العرب.
أفتح أمام القراء الأعزاء هذه النافذة للتأمل في بعض الجوانب النحوية لأي الذكر الحكيم, تنمية للذوق اللغوي, حيث أن سبر غور اللغة القرآنية والتأمل فيها بوعي يعمق من اتصال المرء بالقرآن.
لقد عبر الإمام علي عن القرآن بقوله:
" ولا تخلقه كثرةُ الردّ وولوج السمع " (1)
" ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقّده .. وفرقاناً لا يخمد برهانه، وتبياناً لا تهدم أركانه ... " (2)
إن هدفي من هذه النافذة هو تقوية الرابطة مع القرآن الكريم.
--
(1) نهج البلاغة للإمام علي.
(2) نهج البلاغة للإمام علي.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:12 م]ـ
لقد أثيرت بعض الإشكالات اللغوية حول بعض الآيات القرآنية, على أن تلك الإشكالات قد أجيب عنها بما يحفظ للقرآن سلامته من أي لحن أو خطأ, حيث وجد علماء اللغة العربية مخارج لغوية تفسر ذلك الجانب اللغوي الذي ذهب إليه القرآن الكريم, وكشفت تلك الإجابات أحد جوانب العظمة في القرآن الكريم.
في قوله تعالى:
" قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما" - طه: 63
الإشكال النحوي الذي أثير حول هذه الآية الشريفة:
كما هو معروف لغويا, فإن الاسم المثنى بعد الحرف (إن) يأتي منصوبا بالياء , ولذا كان الأولى مجيء الكلمة (هذين) وليس (هذان) في هذه الآية.
سأعود لاحقا لإيضاح الجواب.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:25 ص]ـ
للإجابة على الإشكال المثار حول الآية الشريفة:
اختلفت أراء النحاة حول إيجاد مخرج لمجيء (هذان) مرفوعا, بدل أن يكون منصوبا, غير أن الراجح من تلك الأراء هو ما يلي:
إن لغة بلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، وكنانة وبني الهجيم, وبني العنبر وعذرة ومراد ترى استعمال المثنى بالألف دائما ً، وتقدر إعرابه بالحركات, تقول: جاء الزيدان، ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان، قال شاعرهم:
تزوّد منّا بين أذناه طعنة
--------------------------- دعته إلى هابي التراب عقيم
وقال الآخر:
إن أباها وأبا أباها
----------------------------- قد بلغا في المجد غايتاها
فهذا مثال مجيء المنصوب بالألف، وذاك مثال مجيء المجرور بالألف.
لقد حدث عن هذه اللغة كبار الأئمة كالكسائي, وأبي زيد الأنصاري, وقد استخدم القرآن الكريم هذه اللغة في هذا المورد.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 04:31 ص]ـ
وما زلنا ننهل من فيض ما علمكم الرحمن
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 04:45 ص]ـ
الأخ العزيز أبو ذكرى:
أشكر لكم حضوركم.
هنيئا لكم ما تعيشونه من روح التواضع, رعاكم الله سالمين.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 08:17 ص]ـ
أخي الدكتور
بعض العلماء قالوا بإهمالها في مثل هذه المواضع--أي لا تعمل عملها من نصب إسمها
قال تعالى (وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) الزخرف 35
فلاحظ الضمة على " كُلُّ "
وقوله أيضا (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) الطارق 4
ـ[موسى 125]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 04:03 م]ـ
حسب معرفتي بأنها مخففة من الثقيلة وبالتالي مهملة
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 04:33 م]ـ
أخي الكريم جمال:
أتفق معكم فيمن قرأ (إن) بنون مخففة , حيث إنْ المخففة إذا دخلت على الجملة الاسمية, فإنها تهمل على الأكثر, ويرتفع ما بعدها بالابتداء.
" قالوا إنْ هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما" - طه: 63
كلامي حول من قرأ (إنَّ) بنون مشددّة:
" قالوا إنَّ هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما" - طه: 63
إِن المشددة حرف توكيد ونصب, تدخل على الجملة الإسمية فتنصب المبتدأ اسما لها, وترفع الخبر خبرا لها.
أسعدني حضوركم.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 05:29 م]ـ
" قالوا إن هذان لساحران" - طه: 6
اختلف القراء في قراءة هذه الآية.
قرأ المدنيون والكوفيون (إنَّ هذان لساحران) بتشديد النون.
وقرأ أبو عمرو (إنّ هذين لساحران) بتشديد النون وهذين بالياء.
وقرأها ابن كثير وحفص بإن المخففة, وهذه القراءة هي أوضح القراءت لفظا ومعنى وخطا, وهي موافقة لخط المصحف.
في قراءة ابن كثير وحفص:
" قالوا إنْ هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما" - طه: 63
إن المخففة مهملة, وهذان مبتدأ مرفوع.
في القراءة الأخرى بإنَّ المشددة:
" قالوا إنَّ هذان لساحران "
في هذه القراءة سعى العلماء لإيجاد مخرج نحوي للكلمة (هذان) , وهذا ما وددت الإشارة إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 06:03 ص]ـ
أخي الدكتور
سأفتح لك أشغالا هنا---فما عليك إلا أن تنجزها--أعني لا تأكل ولا تشرب --فقط تقوم بالإجابة:)
-----------------------------
قوله تعالى (فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) ----ما تعليقك عليه؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:03 م]ـ
طيب
سأحدد لك ما أرمي إليه--وهو ليس قضية نحوية--ويمكن للمشرف أن يعزلها كمشاركة منفردة---
أليس من الواضح أنّ ثلاثة زائد سبعة تساوي عشرة---فلم كان التنزيل قد وضّح الواضح؟
وما هي العشرة الكاملة--هل هناك عشرة غير كاملة؟؟
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:04 م]ـ
أخي العزيز جمال:
لم أدرك إجمالا, ما تقصده بالتعليق على هذه الآية, ولذلك نظرت إليها من ناحية نحوية بشكل عام, وإنني لسعيد بوجودك.
" فمن لم يجد فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ .. " - البقرة: 196
فصيام: رابطة لجواب الشرط.
صيام: مبتدأ مرفوع , خبره محذوف, وتقدير ذلك , أي: عليه صيام, وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.
ثلاثة: مضاف إليه.
أيام: مضاف إلى ثلاثة مجرور.
في الحج: جار ومجرور.
الواو: للعطف.
سبعة: معطوف على ثلاثة, مجرور.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن, في محل نصب.
رجعتم: فعل وفاعل, في محل جر بالإضافة.
تلك عشرة: تلك مبتدأ, و (عشرة) خبرها.
كاملة: صفة مرفوعة.
فائدة بلاغية:
- في الجملة (وسبعة إذا رجعتم) التفات من الغائب إلى المخاطب.
- في الجملة (تلك عشرة كاملة) إجمال بعد تفصيل.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:06 م]ـ
الأخ العزيز جمال:
لقد أرسلت الرد, قبل اطلاعي على مداخلتك الأخيرة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:24 م]ـ
بالعكس
من حسن حظنا أنك أجبت على النواحي النحوية
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:40 م]ـ
أخي العزيز جمال:
(فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ)
نفهم من هذا المقطع أن الثلاثة والسبعة عشرة كاملة.
في جعل السبعة مكملة للعشرة لا متممة لها إشارة إلى أن للثلاثة حكما مستقلا عن ذلك الذي للعشرة.
االثلاثة الأيام الأولى تتم في الحج.
هذه الثلاثة الأيام تعتبر عملا تاما لا تحتاج إلى شيء آخر كي تكون تامة, ولكنها متوقفة على السبعة الأيام - التي تكون بعد الحج - من إجل الكمال لا التمام.
السبعة الأيام الثانية تتم بعد الرجوع من الحج.
فالهدف الأساسي من ذكر (عشرة كاملة) هو معرفة أيام الصيام من ناحية العدد, كما عرفت من ناحية الكيف.
إن حرف الواو قد يأتي للجمع كما يأتي للتخيير بمعنى (أو) فيظن السامع أنه مخير بين الثلاثة في الحج, أو السبعة بعد رجوعه من الحج, ولذا جاء الذكر الإجمالي (تلك عشرة كاملة) منعا من حدوث مثل هذا الاشتباه في الفهم.
تأمل هذه الآية:
" مثنى وثلاث ورباع "
الواو هنا بمعنى أو.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:43 م]ـ
أبقاك الله لنا
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 12:42 ص]ـ
أود أن أشير إلى حدوث خطأ كتابي في مداخلتي السابقة:
في جعل السبعة مكملة للعشرة لا متممة لها إشارة إلى أن للثلاثة حكما مستقلا عن ذلك الذي للعشرة.
والصواب:
في جعل السبعة مكملة للعشرة لا متممة لها إشارة إلى أن للثلاثة حكما مستقلا عن ذلك الذي للسبعة.
-----
أخي الحبيب جمال:
أشكر لك كلمات الدعاء, رعاكم الله سالمين.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 04:30 ص]ـ
الأخ الفاضل الدكتور أبا طالب ..
نشكركم على إضاءاتكم الماتعة .. ولقد استوقفني في مقالتكم الكريمة، قولكم - حفظكم الله: (تأمل هذه الآية: " مثنى وثلاث ورباع " الواو هنا بمعنى أو). فهلا وضّحتم لنا المراد من قولكم: "الواو هنا بمعنى أو"؟
ودمتم ..
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 03:47 م]ـ
الأخ الكريم لؤي الطيبي:
أسعدني حضور شخصكم الكريم.
في قوله تعالى: " مثنى وثلاث ورباع "
(يُتْبَعُ)
(/)
أي كأن السياق هكذا: مثنى أو ثلاث أو رباع.
الخطاب متوجه إلى الناس, ولذا جاء القرآن بواو التفصيل بين مثنى وثلاث ورباع الدال على التخيير, ومعنى أن ذلك أن بإمكان أي مسلم أن يتخذ لنفسه زوجتين أو ثلاث, أو أربع.
لو كانت الواو للجمع, سيكون عدد الزوجات المسموح به تسع (2 + 3 + 4 = 9) , وهذا غير جائز شرعا.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 05:30 م]ـ
أشكر أخي الدكتور أبا طالب على هذه الملاحظات القيّمة .. وليسمح لي حفظه الله بالتنبيه إلى أمور:
إذ لو أنّ القرآن الكريم استعمل في آية النساء الأعداد الأصول (اثنان وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة)، أي لو أنّه قال: (اثنتين وثلاثاً وأربعاً)، لدلّ ذلك على الجمع، وجاز الجمع بين تسع زوجات في وقت واحد، لأنّ هذه الأعداد تقبل الجمع، قال تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) [الأعراف: 142]، وقال عزّ وجلّ: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) [البقرة: 196].
وقد بيّنتم – حفظكم الله – في تذوّقكم الفطن ما تحمل لفظة (كاملة) في هذا السياق من حلاوة، وكأنّ هذه العبارة تنادي بلسانها أنْ لا تحسبوا هذه العشرة هيّنة. فالحكمة من استعمال القرآن الكريم لأعداد الأصول في هاتين الآيتين، وفي غيرهما واضح وجليّ.
ولكن لماذا لَمْ يقل في آية النساء: "اثنتين وثَلاثاً وأربعاً"؟ بل عَدَلَ عن هذه الأعداد إلى صيغ جديدة، فقال: (مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ)؟
إنّ القرآن الكريم دقيق في التعبير، وهذه الصيغ الجديدة لا تقبل الجمع أبداً، فلا يجوز أنْ تقول صُم ثُلاثاً في الحجّ، وسُباعاً إذا رجعت، فتلك عشرة أيام كاملة. وإنّما تقول: صُم ثَلاثة أيام في الحجّ وسبعةً إذا رجعت، فتلك عشرة أيام كاملة.
والدليل على أنّ هذه الصيغ العددية الجديدة لا تقبل الجمع، وإنّما يُراد بها التنويع، آيات القرآن العظيم، قال تعالى في آية أخرى أوردت هذه الصيغ العددية نفسها: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء) [فاطر: 1]. فالـ (الواو) في هذه الآية ليست بمعنى (أو)، فهي تخبر أنّ الله تعالى خلق الملائكة أولي أجنحة، وأنّهم ليسوا سواءً في عدد الأجنحة، فمنهم أولو أجنحة مثنى، ومنهم أولو أجنحة ثُلاث، ومنهم أولو أجنحة رُباع، ومنهم أولو أجنحة أكثر من ذلك، والله سبحانه يزيد في الخلق ما يشاء. ولو أنّه قال في الآية: (أولي أجنحة اثنتين وثَلاث وأربع)، لكان لكلّ مَلَك منهم تسعة أجنحة، لأنّ هذه أعداد أصول، والواو لمطلق الجمع.
وكذلك هو الحال في آية النساء، إذ لا يصحّ أنْ تكون (الواو) بمعنى (أو)، ولا يمكن أنْ يكون المعنى: انكحوا ما طاب لكم من النساء: مثنى أو ثُلاث أو رُباع. لأنّ (أو) تدلّ على التخيير الملزم! فيكون الحكم تخييراً للرجال بين أنْ ينكحوا مثنى من النساء أو ثُلاثاً أو رُباعاً. لكن مَن اختار للزواج مثنى من النساء لا يجوز له أنْ يتزوّج ثُلاثاً بعد ذلك! وَمَن اختار للزواج ثُلاثاً لا يجوز له أنْ يتزوّج رُباعاً بعد ذلك، فهو إمّا أنْ يتزوّج مثنى ويتوقّف عند ذلك، وإما أنْ يتزوّج ثُلاثاً ويتوقّف عند ذلك، وإما أنْ يتزوّج رُباعاً!!!
والقرآن لا يقول بذلك، فهو يبيح للرجل أنْ يتزوّج مثنى، ويبيح له أنْ ينتقل بعد ذلك إلى رُباع. ولذلك نجد أنّ ابن هشام قد نقل من كلام أبي طاهر الأصفهاني في كتابه "الرسالة المعربة عن شرف الإعراب": القول في آية النساء بأنّ (الواو) بمعنى (أو) عجز عن درك الحقّ.
والقول الراجح، الذي يتّفق مع معنى الآية، ومع رخصة تعدّد الزوجات، ومع معاني الأعداد الثلاثة: مثنى وثُلاث ورُباع، هو ما ذهب إليه الزمخشري ومحقّقون آخرون من البيانيّين، قالوا: ضُمّنت (الواو) معنى (أو)، فدلّت على معنى (أو)، ثمّ دلّت على معناها.
((تعريف: التضمين قد يكون في الأفعال، وقد يكون في الحروف، بحيث يُضمَّن الفعل المذكور معنى الفعل المقدَّر، ويدلّ على الفعلين معاً، ويُضمَّن الحرف المذكور معنى الحرف المقدَّر، ويدلّ على الحرفين معاً. فهو: إشراب كلمة (أو حرف) معنى أخرى (آخر)، بحيث تؤدّي (يؤدّي) المعنيين، وفائدته: أنْ يؤدّي حرف (أو كلمة) مؤدَّى حرفين (أو كلمتين)، أي أنّه جملتان في جملة واحدة.))
نفهم الآية على معنى (أو) أولاً: فانكحوا ما طاب لكم من النساء: مثنى أو ثُلاث أو رُباع. فالآية تبيح للرجال تعدّد الزوجات، وتخيّر الواحد منهم في أيّ عدد أراد، بشرط العدل، فهو إمّا أنْ يتزوّج بواحدة، وإمّا أنْ يتزوّج باثنتين، وإمّا أنْ يتزوّج بثلاث نساء، وإمّا أنْ يتزوّج بأربع نساء. ومَن تزوّج مثنى من النساء يُباح له التزوّج بثُلاث، ومن تزوّج بثُلاثٍ منهنّ يُباح له الزيادة والتزوّج برُباع. وهذا هو معنى التخيير بحرف (أو): مثنى، أو ثُلاث، أو رُباع.
وعند تطبيق الرجال للرخصة التعددية في الآية، بحسب قدراتهم وظروفهم وأحوالهم ماذا تكون النتيجة في الأمّة؟ هنا يأتي الدور المعجز لحرف (الواو) في الآية، لتؤدّي معناها الأساسي. فالآية تتحدّث عن أصناف الرجال بالنسبة للتعدّد، وتبيّن أنّهم ثلاثة أصناف، معطوف بعضها على بعض بحرف (الواو). فهناك مَن يتزوّجون مثنى من النساء، (و) هناك آخرون يتزوّجون ثَلاثاً من النساء، (و) هناك آخرون يتزوّجون أربعاً من النساء. ولا يجوز الزيادة عن ذلك العدد في وقت واحد.
هذا والله تعالى أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 08:14 م]ـ
الأخ العزيز لؤي الطيبي:
أسأل الله أن يزيدكم علما وإيمانا.
أشكركم على إضافتكم القيمة, وهي عين ما قصدت الإشارة إليه, ولكنكم أعطيتموه شرحا واسعا.
وملخص ذلك كما سبقت الإشارة إليه أن (واو) التفصيل بين مثنى وثلاث ورباع تدل على التخيير, وهذا التخيير ليس إلزاميا, فبإمكان الذي لديه زوجتان أن يأخذ ثالثة وهكذا.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 01:01 ص]ـ
تحقيقا لرغبة الأخ الكريم الضاد1 أواصل معكم بقية البحث حول الآية الكريمة:
" قالوا إنْ هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما" - طه: 63
قلت إن (إن المخففة) مهملة, وهذان مبتدأ مرفوع.
في القراءة الأخرى بإنَّ المشددة:
" قالوا إنَّ هذان لساحران "
في هذه القراءة سعى العلماء لإيجاد مخرج نحوي يفسر مجيء الكلمة (هذان) بالرفع.
أشرت فيما تقدم إلى أنه حدث حلاف بين علماء النحو حول الموقع الإعرابي للكلمة (هذان) التي يجب أن تكون منصوبة بإن المشددة.
قلت: إن أرجح الأراء لحل هذا الإشكال هو الاستناد إلى لغة بلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، وكنانة وبني الهجيم, وبني العنبر وعذرة ومراد, والتي ترى استعمال المثنى بالألف دائما.
سأشير إلى بقية الأراء التي حاولت أن تجد مخرجا نحويا لمجيء الكلمة (هذان) بالألف وذلك استكمالا للبحث حول الأية الآنفة الذكر, تنمية للذوق النحوي.
أولا: ما ذهب إليه المبرد والكسائي وآخرون:
يرى هؤلاء أن الكلمة "إنَّ" بمعنى نعم مثلُهَا فيما حكي أن رجلا سأل ابن الزبير شيئا ً فلم يعطه، فقال: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إنَّ وراكِبَهَا، أي نعم ولعن الله راكبها، و"إن" التي بمعنى نَعَم لا تعمل شيئا ً، كما أن نَعَم كذلك، فـ (هذان) مبتدأ مرفوع بالألف، و (ساحران) خبر لمبتدأ محذوف، أي: لهما ساحران، والجملة خبر (هذان). (1)
وقد استشهدوا ببيت شعر اعبد الله بن قيس الرقيات:
بكرت علي عواذلي
يَلحينَني وألومهنَّهْ
ويقلن شيب قد علا
ك, وقد كبرت فقلت إنهْ (2)
وقد استحسن أبو إسحاق هذا الرأي.
ونتيجة المناقشة ألخصها فيما يلي:
- - إذا كانت (إنَّ) بمعنى (نعم) فإنه ما بعدها (هذان) يكون مرفوعا لأنه مبتدأ, وساحران خبر مرفوع, واللام لا يدخل على خبر مبتدأ إلا في الحالات الشاذة جدا كما في قول الشاعر:
أم الحُلَيس لعجوزُ شَهربَة
ترضى من اللحم بعظم الرقبة.
- حدث خلاف بين العلماء حول مجيء (إن) بمعنى (نعم) فبين مؤيد ومعارض.
- الكلمة (إنه) في البيت المشار إليه, تعرب الهاء فيها على إنها اسم إن, والخبر محذوف تقديره كذلك.
- أما في المقطع الذي ذكره ابن الزبير (إن وراكبها) فالخبر محذوف, تقديره: إن وصاحبها ملعونان.
- أشارآخرون إلى مجيء (إنَّ) بمعنى نعم في بعض الأبيات:
قالوا: غدرتَ فقلتُ إنَّ وربما
نال العلى وشَفى الغليل الغادرُ
هذا البيت جاء بلا نسبة في تذكرة النحاة, وجواهر الأدب, وشرح المفصل.
وقول آخر:
ليت شعري هل للمحب شفاُ
من جوى حبهنَّ إنَّ اللقاء
لقد تتبع بعض العلماء هذه البيت فلم يجدوه في مرجع لغوي يعتمد إليه.
- يوجد إشكال لغوي على التقدير الذي أيده الزجاج, وصاحب شذور الذهب: نعم هذان لهما ساحران.
-
والنتيجة النهائية:
إن تفسير (إنَّ) في الآية الشريفة بمعنى نعم, رأي ضعيف, وقد رفضه جمع من العلماء.
---
- (1) شذور الذهب.
- (2) شرح شواهد المغني.
أتمنى أن أكون وفقت لإيضاح هذا الرأي, ولا زال البحث مستمرا حول الآية لمناقشة الأراء الأخرى:
ـ[الضاد1]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 09:50 م]ـ
د. أبو طالب، جزاك الله خير الجزاء، لدي الأسئلة التالية:
إنّ: هل دائماً (كقواعد نحو) تأتي أداة نصب بجانب التوكيد؟
لأنه لربما أن تأتي (إنّ) أداة زائدة للتوكيد ... احتمال رقم 1 إن صلح تسميته
إحتمالاً
هل أستطيع أن أقدر الجملة تفسيراً ومعنىً: إنما هذان
ساحران؟ فاستبدلت (ما) الكافة بـ (لـ) في
(لساحران) وحذف المبتدأ (هما)؟ .... إحتمال
رقم 2 .... أيضاً إن صلح.
وبارك الله بك
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 11:15 م]ـ
الأخ العزيز الضاد 1:
أشكر لكم متابعتكم واهتمامكم.
الحرف (إنَّ) حرف توكيد ونصب, ناسخ (مشبه بالفعل) , تدخل على الجملة الإسمبة فتنصب المبتدأ وترفع الخبر.
لا تستعمل (إنَّ) مهملة أبدا, وإذا ورد ما يوحي بخلاف ذلك, فإن اسمها يكون محذوفا ضمير الشأن كقول الأخطل:
إن من يدخل الكنيسة يوما
يلقَ فيها جآذرا وظباء
إنَّ: حرف توكيد ونصب.
مَن: اسم شرط جازم, واسماء الشرط لا يعمل ما قبلها في ما بعدها, ولا يعمل فيها ما قبلها.
اسم (إنَّ) ضمير الشأن محذوف.
وانطلاقا من هذه النقطة أعرض الرأي الثاني الذي جاء به بعضهم لإيجاد تفسير لمجيء (هذان) بالرفع:
الرأي الثاني:
قالو: إن الأصل (إنه هذان لهما ساحران) فالهاء ضمير الشأن، وما بعدها مبتدأ وخبر، والجملة في موضع رفع على أنها خبر "إنَّ" ثم حُذف المبتدأ.
والرد على هذا يتلخص فيما يلي:
- إن حذف اسم إن غير جائز إلا في الضرورات الشعرية, شرط عدم مباشرتها للفعل, كما في قول الشاعر:
إن من يدخل الكنيسة يوما
يلق فيها جآذرا وظباء.
- عدم جواز دخول اللام في الخبر, حيث أن ذلك من الأمور الشاذة.
حول استفسارك:
الجملة - إنما هذان ساحران - صحيحة لفظا, ولكنها لا تعطي حلا حلا لغويا للآية التي بصدد البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 12:21 ص]ـ
الرأي الثالث: إن اسمها ضمير القصة وهو (ها) الذي قبل (ذان)
قال بعض النحاة إن (ها) ضمير القصة اسم (إنَّ) و ذان لساحران , مبتدأ وخبر, والتقدير: إن القصة ذان لساحران.
الجواب:
أولا: لو كانت (ها) اسم إن لاتصلت ما, بينما نجد أنها منفصلة عنها كتابة, وكان ينبغي أن تأتي متصلة بها - على اعتبار أنها ضمير متصل - كما في قوله تعالى:
" فإنها لا تعمى الأبصار .. "
ثانيا: نفس الإشكال السابق وهو دخول حرف اللام على الخبر (لساحران) والذي يعتبر شاذا ,كما تقدم.
والنتيجة: هذا الرأي ضعيف لا يعتمد عليه.
ـ[الضاد1]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 12:13 م]ـ
تحياتي لك أخي د. أبا طالب
هل من محصلة ذات فائدة، عندما نقول التالي:
إنّ (هذان لساحران) يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم
المثلى
سنتساءل ونقول لماذا وجدت اللام ... (لساحران)، ربما نستطيع أن نفسر سبب
وجودها من السياق السابق للآيات من نفس السورة أو من سور أخرى
بمعنى: أن الحوار الذي كان وارداً في الآيات السابقة الواردة في هذه المشاركة
كان بين فرعون من جهة وموسى وهارون من جهة أخرى؛ بعد ذلك انظر إلى:
قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى، فهم لم يسروا النجوى إلا عندما نبههم سيدنا موسى
قالوا إن (هذان لساحران) كما
تؤكدون وتصرون (وهي اللام في لساحران) يا فرعون
وحاشيته يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى.
فيكون إسم (إنّ) هو: (هذان لساحران) في محل نصب و خبرها: جملة
يريدان أن .... في محل رفع
والله أعلى وأعلم ........ أرجو التواصل
وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى
قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى
قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى
فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 08:07 م]ـ
الأخ العزيز الضاد1:
أسعدني تواصلكم كثيرا.
تحليلكم جميل.
قلتم أخي الكريم:
اسم (إنّ) هو: (هذان لساحران) في محل نصب و خبرها: جملة يريدان أن .... في محل رفع.
أخي العزيز:
أتفق معكم أن جملة يريدان في محل رفع, واختلف معكم في سيبب هذا الرفع.
يريدان: فعل رمضارع مرفوع بثبوت النون, وفاعله (ألف ضمير الاثنين) , والجملة الفعلية (يريدان) في محل رفع صفة - نعت - ساحران.
ثانيا كيف سيتم إعراب كل من الكلمة (هذان) و (لساحران)؟
ماهو موقع هذان إعرابيا؟
ما هو موقع لساحران إعرابيا؟
ـ[الضاد1]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 09:36 م]ـ
أخي الكريم أبا طالب زادك الله علماً إن شاء الله تعالى.
ثانيا كيف سيتم إعراب كل من الكلمة (هذان) و (لساحران)
ماهو موقع هذان إعرابيا؟
ما هو موقع لساحران إعرابيا
هذان لساحران: يكون الإعراب والله اعلم؛ والنحاة يصوبون الأخطاء طبعاً.
هذان: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ مرفوعاً بالألف لأنه مثنى
لساحران: لهما ساحران: ساحران: خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هما)؛ والجملة (لهما ساحران) في محل رفع خبر المبتدأ الأول
والجملة المركبة من المبتدأ والخبر والمبتدأ والخبر في محل نصب إسم إنّ، والخبر الجملة الفعلية: يريدان
ما رأيك؟
لا تضحك عليّ!
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 10:24 م]ـ
أخي في الله الضاد 1
إن الكلمات تعجز عن وصف عظيم سعادتي باستمرارية حضورك الذي ساعد في إثراء هذا البحث من خلال مداخلاتك الهادفة.
أسأل الله أن يزيدك إيمانا ونورا وقربا من ساحة قدسه سبحانه وتعالى.
دخول حرف اللام على الخبر (ساحران) مشكل من ناحية نحوية حيث يعتبر من الأمور الشاذة جدا, ونحن ننزهه القرآن الكريم أن يحتوي على ما هو شاذ, فالقرآن آية في البلاغة والفصاحة.
ـ[الضاد1]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 10:48 م]ـ
أبا طالب مرحباً بك أخاً عزيزاً
لم أفهم مما قصدته شيئاً حول اللام؛ هي في الظاهر تعمل عمل الحصر والتوكيد
ولكن لا أدري حقيقتها بالضبط؛ ومن المؤكد أن القرآن معجز ببلاغة وقوة ألفاظه
وترابط الجمل ونسقها. ومن أجل ذلك جاءت الآية هذه بهذاالشكل؛ فهي تحمل في
طياتها معانٍ بلاغيةً معجزةً؛ فأضفت البلاغة في هذه الآية سرَّ نحوها وتصريفها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 11:13 م]ـ
أخي العزيز الضاد1:
تأمل هذه الجملة:
هذان ساحران.
لا يوجد أي إشكال في صحتها من ناحية نحوية.
هذان مبتدأ , ساحران خبرها.
تأمل هذه الجملة التالية:
هذان لساحران.
كلمة (لساحران) شاذة جدا, والسبب هو أن دخول لام الابتداء على غير خبر إن , يعتبر شاذ جدا.
تأمل هذه الجملة:
إنَّ هذان لساحران.
لا يوجد أي شذوذ في هذه الجملة, فلام الابتداء قد دخلت على خبر إن, ولا يوجد أي إشكال نحوي في هذا المطلب.
باختصار:
- يجوز دخول لام الابتداء على خبر إن.
- دخول لام الابتداء على (غير خبر إن) شاذ جدا.
ـ[الضاد1]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 11:30 م]ـ
اخي أبا طالب؛ كنت قد أسلفت من البداية أن الجملة جاءت بهذا الشكل من الآيات
السابقة للآية التي نحن بصددها. أريد أن أضع المعنى بالشكل التالي؛ وحضرتك
توائم المعنى نحوياً ...
يا من أكدتم ان هذين الرجلين ساحران؛ فإنهما يريدان أن يخرجاكم من أرضكم
بسحرهم.
بمعنى أن: (هذان لساحران): نقلاً عن تصريحات وتأكيدات فرعون وحاشيته
أي كأن فرعون قال منذ البداية: هذان لساحران، ولكن بلاغياً فرضت (إنّ) نفسها
على (لساحران) لتستقيم حلاوة التلاوة .... كل ما أقوله معرض للخطأ طبعاً.
فالله أعلى وأعلم ... ونسأله تعالى أن يزيدنا علماً نافعاً للدنيا والآخرة.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 12:12 ص]ـ
أخي الكريم الضاد1
قد استوعبت ما ترمون الإشارة إليه من مداخلتكم السابقة, رعاكم الله بألطافه ..
ولكننا هنا نركز على الجانب النحوي المثار حول الآية الكريمة لئلا يتشتت الموضوع.
ـ[الضاد1]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 11:47 ص]ـ
بارك الله بك؛ أخي أبا طالب؛ من أجل خلاصة الموضوع أي رأي من آراء العلماء هو
الأقوى؟ وجزاكم الله خيراً
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 01:40 ص]ـ
العزيز الضاد1:
إن أرجح الأراء لحل هذا الإشكال هو الاستناد إلى لغة بلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، وكنانة وبني الهجيم, وبني العنبر وعذرة ومراد, والتي ترى استعمال المثنى بالألف دائما.
ـ[الضاد1]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 08:46 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا طالب
بقي آخر استفسار وهو: إن هذين لساحران يريدان أن ..... ؛ هل هذه
العبارة صحيحة اللسان أم فيها شذوذ؟ وبارك الله بك على طول نَفَسِكَ معي.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 08:58 م]ـ
العزيز الضاد:
شكرا جزيلا لحضوركم المستمر.
يسعدني حضوركم.
إن هذين لساحران يريدان أن ...
تعتبر هذه إحدى القراءات, وقد قرأ أبو عمرو (إنّ هذين لساحران) بتشديد النون وهذين بالياء.
من ناحية نحوية صحيحة ولا يوجد فيها أي إشكال.
ـ[الضاد1]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 09:55 م]ـ
زادك الله علماً وأعانك للعمل به وله
ولنا تأملات ووقفات أُخر في هذا المضمار إن شاء الله متوافقاً مع وصف الموضوع
وأتركك لحين إعداد شيء لنا إن رغبت
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[25 - 08 - 2005, 12:34 ص]ـ
لام الصيرورة:
جاءت لا م الصيرورة أو لام العاقبة في بعض أي الذكر الحكيم:
" وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملاه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم " يونس: 88
الشاهد في " ليضلوا عن سبيلك "
المعنى: أنك آتيتهم هذه النعم العظيمة ليشكروها, ويتبعو سبيلك, فكان عاقبة أمرهم أنهم كفروها , وضلوا عن سبيلك.
" فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً " القصص - 8
فهم لم يلتقطوه ليكون عدواً، ولكن لما آلت الأُمور إلى ذلك كانت العداوة كأَنها علة الالتقاط على المجاز.
ـ[الضاد1]ــــــــ[25 - 08 - 2005, 10:57 م]ـ
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ (الفرقان:26)
كيف نفسرها نحوياً ونتأملها بلاغياً؟
جزاكم الله خيراً
ـ[الأهدل]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 04:06 ص]ـ
د. أبو طالب رعاك الله
---------------------------
" فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً " القصص - 8
قولك:
(فهم لم يلتقطوه ليكون عدواً، ولكن لما آلت الأُمور إلى ذلك
كانت العداوة كأَنها علة الالتقاط على المجاز).
يخالف رأيك صاحب أضواء البيان في جعلك علة الالتقاط على المجاز فيقول:
(اعلم أن التحقيق إن شاء الله أن اللام في قوله:
" لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً " لام التعليل المعروفة
بلام كي وذلك على سبيل الحقيقة لا المجاز
وإيضاح ذلك أن قوله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ}
صريح في أن الله تعالى يصرف مشيئة العبد وقدرته
بمشيئته جل وعلا إلى التقاطهم موسى ليجعله لهم عدوا وحزنا
فكأنه يقول (قدرنا عليهم التقاطه بمشيئتنا ليكون لهم عدوا وحزنا
وهذا معنى واضح لا لبس فيه ولا إشكال كما ترى)
أنتهى كلامه - أضواء البيان 6/ 300
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 04:06 ص]ـ
العزيز عمار:
إنني سعيد بمداخلتك.
" الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ " (الفرقان:26)
الملك: مبتدأ مرفوع بالضمة.
يومئذ: يوم, ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة, وهو مضاف, و (اذ) اسم مبني على السكون الذي حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين, في محل جر بالإضافة.
الحق: صفة للملك.
للرحمن: جار ومجرور , متعلق بخبر المبتدأ.
اعتبر بعضهم أن يومئذ خبر للمبتدأ (الملك).
الجوانب البلاغية في الآية الشريفة:
الملك يومئذ فيه إشارة إلى يوم القيامة.
استخدام الرحمن فيه لمسة جمالية, حيث أضاف الملك في يوم القيامة لاسمه " الرحمن " الذي وسعت رحمته كل شيء, والجميع يتطلع إلى رحمته.
مجيء (الحق) لها فائدة فهي تشير إلى أن من كان لهم ملك محدود وزائل, فهم خارجون من دائرة هذا الملك, و بمعنى آخر أن الحاكمية الشاملة على كل الموجودات إنما هي لله, فكلمة (الحق) تفيد أن هذا الملك لا يزول ولا يتغير.
هل هناك فرق بين:
" الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ " و " الْمُلْكُ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ "
بمعنى هل مجيء (يومئذ) له فائدة أم لا؟
الجواب: نعم.
صحيح أن الملك الحق في سائر الأوقات – بما في ذلك الحياة الدنيا – لله, ولكن هذه الصورة تتضح بشكل أكبر يوم القيامة, حيث تزول كل أشكال الملك الصورية والمجازية التي كانت موجودة ذات يوم, فالناظر في ذلك اليوم يدرك حقيقة أنه أمام ملك حقيقي, ولذا جاءت الكلمة (يومئذ) لتؤكد هذه الحقيقة, داعمة للمعنى الذي تضمنته كلمة (الحق).
نلاحظ أنه تم الفصل بين الصفة - الحق - والموصوف – الملك – بالكلمة (يومئذ).
التقدير: الملك الحق يومئذ للرحمن.
بصفة عامة, لا ينبغي الفصل بين الموصوف وصفته, إلا إذا كانت هناك فائدة معنوية , وهذا ما تحقق في هذه الآية الشريفة, فترتيب الكلمات إنما هو حسب أهميتها المعنوية.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 04:36 ص]ـ
الأخ العزيز الأهدل:
أسعدني حضورك, رعاك الله سالما من كل مكروه.
أشكر لك مداخلتك.
" فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً " القصص - 8
واقعا, لم أشأ أن اتوسع في تلك اللام, ولكن تعقيبا على مداخلة شخصكم الكريم أفيد بما يلي.
من خلال تتبعي فإن عددا من العلماء - كالكعبري صاحب كتاب التبيان في إعراب القرآن - اعتبر هذه اللام لام العاقبة أو الصيرورة.
وقال ابن خالويه في كتاب " المبتدأ " في النحو:
فأما قوله تعالى: " فالتقطه أل فرعون ليكون ... " , فهي لام " كي" عند الكوفيين, ولام الصيرورة عند البصريين, والتقدير: فصار عاقبة أمرهم إلى ذلك؛ لأنهم لم يلتقطوه لكي يكون لهم عدوا .... انتهى.
الزمخشري في الكشاف رأيه مخالف لرأي صاحب " أضواء البيان " حيث يرى أنها لام كي التي معناها التعليل, على طريق المجاز دون الحقيقة, خلافا لرأي صاحب " أضواء البيان " الذي اعتبرها لام كي على سبيل الحقيقة لا المجاز.
وقال الزمخشري: .. لأنه لم يكن دواعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوا وحزنا, ولكن: المحبة والتبني, غير أن ذلك لما كانت نتيجة التقاطهم له وثمرته, شبه بالداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله ... (1)
(1) - الكشاف للزمخشري المجلد4
ـ[الضاد1]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 07:50 م]ـ
العزيز عمار:
إنني سعيد بمداخلتك.
" الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ " (الفرقان:26)
الملك: مبتدأ مرفوع بالضمة.
يومئذ: يوم, ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة, وهو مضاف, و (اذ) اسم مبني على السكون الذي حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين, في محل جر بالإضافة.
الحق: صفة للملك.
للرحمن: جار ومجرور , متعلق بخبر المبتدأ.
اعتبر بعضهم أن يومئذ خبر للمبتدأ (الملك).
الجوانب البلاغية في الآية الشريفة:
الملك يومئذ فيه إشارة إلى يوم القيامة.
استخدام الرحمن فيه لمسة جمالية, حيث أضاف الملك في يوم القيامة لاسمه " الرحمن " الذي وسعت رحمته كل شيء, والجميع يتطلع إلى رحمته.
مجيء (الحق) لها فائدة فهي تشير إلى أن من كان لهم ملك محدود وزائل, فهم خارجون من دائرة هذا الملك, و بمعنى آخر أن الحاكمية الشاملة على كل الموجودات إنما هي لله, فكلمة (الحق) تفيد أن هذا الملك لا يزول ولا يتغير.
هل هناك فرق بين:
" الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ " و " الْمُلْكُ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ "
بمعنى هل مجيء (يومئذ) له فائدة أم لا؟
الجواب: نعم.
صحيح أن الملك الحق في سائر الأوقات – بما في ذلك الحياة الدنيا – لله, ولكن هذه الصورة تتضح بشكل أكبر يوم القيامة, حيث تزول كل أشكال الملك الصورية والمجازية التي كانت موجودة ذات يوم, فالناظر في ذلك اليوم يدرك حقيقة أنه أمام ملك حقيقي, ولذا جاءت الكلمة (يومئذ) لتؤكد هذه الحقيقة, داعمة للمعنى الذي تضمنته كلمة (الحق).
نلاحظ أنه تم الفصل بين الصفة - الحق - والموصوف – الملك – بالكلمة (يومئذ).
التقدير: الملك الحق يومئذ للرحمن.
بصفة عامة, لا ينبغي الفصل بين الموصوف وصفته, إلا إذا كانت هناك فائدة معنوية , وهذا ما تحقق في هذه الآية الشريفة, فترتيب الكلمات إنما هو حسب أهميتها المعنوية.
بوركت، وضحت الفكرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأهدل]ــــــــ[27 - 08 - 2005, 03:08 ص]ـ
د/ أبو طالب: شكرا جزيلا على الفوائد القيمة
وفقك الله للصواب وسدد خطاك.
ـ[الضاد1]ــــــــ[28 - 08 - 2005, 11:00 م]ـ
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
(القصص: 88)
كيف نتأمل: كل شيء هالك إلا وجهَه .... نحوياً وبلاغياً
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 08 - 2005, 11:44 م]ـ
الأخ العزيز الضاد:
أشكر لكم إطلالتكم الكريمة.
" وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " القصص: 88
الواو: عاطفة.
لا: أداة نهي وجزم.
تدع: فعل مضارع مجزوم بلا, وعلامة جزمه حذف آخره, والفاعل ضمير مستتر, تقديره أنت.
مع الله: مع ظرف مكان متعلق بلا تدع منصوب يدل على الاجتماع والمصاحبة, وهو اسم بمعنى الظرف, ويجوز أن يكون حرف جر مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالإضافة أو بحرف الجر.
إلها آخر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
آخر نعت منصوب.
لا إله إلا هو:
لا: نافية للجنس تعمل عمل إن, و (إله) اسمها مبني على الفتح في محل نصب, وخبرها محذوف وجوبا تقديره: موجود أو كائن.
إلا: أداة استثناء.
هو: مستثنى بإلا , وهو ضمير منفصل في محل رفع بدل من الضمير الموجود في خبر لا المحذوف.
كل شيء هالك: كل مبتدأ مرفوع بالضمة, و (شيء) مضاف إليه, و (هالك) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة, و (إلا): أداة استثناء.
وجهه: مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة, والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
له الحكم: له: خبر مقدم, و الحكم: مبتدأ مؤخر مرفوع, والجملة الاسمية (له الحكم) في محل رفع صفة.
و إليه ترجعون: الواو حالية أو استئنافية.
إليه: جار ومجرور.
ترجعون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون, والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
النواحي البلاغية في الآية كثيرة أشير إلى جانب منها وهو المجاز المرسل في قوله تعالى:
" كل شيء هالك إلا وجهه "
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[02 - 09 - 2005, 09:59 ص]ـ
" ... فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك, إني كنت من الظالمين " - الأنبياء: 87
ماهو الموقع الإعرابي للكلمة (أنت) في هذه الآية الشريفة؟
الكلمة (أنت) من ضمائر الرفع المنفصلة, والتي تشمل أنا ونحن وأنت وهو وهي وهما وهن وهم.
للكلمة (أنت وجهان) إعرابيان:
الوجه الإعرابي الأول: أنها ضمير مبني في محل بدل من الضمير المستكن في الخبر.
الوجه الإعرابي الثاني: أنها بدل من محل لا مع اسمها, ومحله الرفع.
لقد ورد في القرآن الكريم مجيء أمثلة مشابهة من بينها:
" الله لا إله إلا هو الحي القيوم " - البقرة: 255
" لا إله إلا هو العزيز الحكيم " - آل عمران: 18
" لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " - التوبة: 31
حيث يعتبر هو أحد ضمائر الرفع المنفصلة, و هو مبني في محل رفع بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف أي لا إله موجود إلا هو, كما أنه يمكن إعرابه بدل من محل لا واسمها, ومحلهما الرفع.
" إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " - طه: 14
الضمير أنا أحد ضمائر الرفع المنفصلة, و هو مبني في محل رفع بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف أي لا إله موجود إلا أنا, كما أنه يمكن إعرابه بدل من محل لا واسمها, ومحلهما الرفع.
وددت أن أشير إلى أن (إلا) في هذه الأمثلة أداة استثناء ملغاة لا عمل لها.
ـ[الضاد1]ــــــــ[02 - 09 - 2005, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
رعاك الله أخي أبا طالب؛ وقد أفدتني بأكثر مما طلبت وبارك الله بك
ولكن الذي يسترعي انتباهي أن: كل شيء هالك إلا وجهَه: كيف سيكون مستثنىً منه والله (سبحانه وتعالى) ليس شيئاً؟ وبارك الله بك
--------------------------------
حيث يعتبر هو أحد ضمائر الرفع المنفصلة, و هو مبني في محل رفع بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف أي لا إله موجود إلا هو, كما أنه يمكن إعرابه بدل من محل لا واسمها, ومحلهما الرفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكلمة (موجود) هي اسم مفعول ولا ينطبق اسم المفعول على الله سبحانه وتعالى إلا كلمة معبود وما وازاها؛ أي أن الله واجد وليس (موجوداً)
وبارك الله بك وحياك الله
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 09 - 2005, 12:50 ص]ـ
العزيز الضاد1:
أسعدني حضور شخصكم الكريم - رعاكم الله - كثيرا.
في قوله تعالى:
" كل شيء هالك إلا وجهَه "
استخدام " كلمة " وجهه " هي من باب المجاز وليس الحقيقة, فليس المقصود منها أن الوجه جزء منه سبحانه, فالله ليس كمثله شيء.
سأعود مرة أخرى لإعطاء تفصيل أكثر حول هذا الجانب.
---
تعقيبا على قولكم
استخدام كلمة موجود.
أتفق معكم أن الله سبحانه وتعالى, هو الواجد كما أنه - سبحانه وتعالى - الموجِد للأشياء.
غير أن استخدام كلمة (موجود) , لا يراد منها - دائما - معناها الخلق, وهو الوجود من العدم, واستخدامها هنا بمعنى الحضور أو الشهود على سبيل المجاز.
تأمل قوله تعالى:
" إن الله كان عليما حكيما " - النساء: 24
هل يفهم من الآية أنه كان في السابق عليما, بينما في الوقت الحالي - جل ثناؤه - ليس كذلك؟
" وكان الله سميعا عليما "
هل يفهم من الآية أنه كان في السابق سميعا, بينما في الوقت الحالي - جل ثناؤه - ليس كذلك؟
بالتأكيد لا, فالله عليم وسميع في كل الأوقات والأحوال.
نقول:
على الجميع أن يكونوا موجودين الساعة التاسعة.
لا يفهم من هذا العبارة أن يكونوا مخلوقين, بل تعني أن يكونوا حاضرين غير غائبين.
من معاني كلمة موجود:
أولا: مخلوق موجود من عدم.
ثانيا: حاضر, أي ليس بغائب, فعندما نقول: " فلان مَوْجُودٌ فِي المسجد ": أَيْ أن وُجُودُهُ فِي المسجد حَاصِلٌ. .
ثالثا: الموجود في المطلح الفلسفي, هو الثابت في الذهن وفي الخارج.
رابعا: كائن, ومثال ذلك: أنا افكر إذا أنا موجود, أي كائن.
خامسا: متوافر, فعندما نقول: الكتب موجودة في المكتبة, يعني أنها متوافرة, وليس معناها أنها أوجدت من العدم.
وعندما يقال أن الله - سبحانه وتعالى - موجود, فالمراد أنه حاضر ليس بغائب, لا يخلو منه مكان ولا زمان وليس المراد أنه مخلوق أو موجود من العدم, فللكلمة موجود معان متعددة, ويفهم المعنى المراد من سياق الجملة.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 09 - 2005, 02:22 ص]ـ
إضافة:
من معاني الوجود هو العلم كما ذكر الفخر الرازي في " التفسير الكبير " والزمخشري في " الكشاف "
" ألم يجدك " من الوجود الذي بمعنى العلم. (1)
" ألم يجدك يتما فآوى. ووجدك ضالا فهدى. ووجدك عائلا فأغنى " – الضحى " 6 - 8
وجد: بمعنى علم, ليس بمعنى خلق, وموجود تعني في هذه الحالة معلوم.
فلو قلنا إن الله موجود, بمعنى إن الله معلوم, فلا يوجد في ذلك ما ينافي العقيدة.
فلو قلنا لا إله موجود إلا الله, بمعنى (لا إله معلوم أو حاضر) إلا الله, فلا يوجد خطأ في هذه الجملة من ناحية لغوية أو عقدية.
إذا ألخص معاني موجود:
- مخلوق (من العدم).
- معلوم.
- متوافر.
- كائن.
- حاضر, أي له وجود.
- الموجود في المطلح الفلسفي, هو الثابت في الذهن وفي الخارج.
(1) التفسير الكبير المجلد 16؛ الكشاف المجلد 6.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[07 - 09 - 2005, 12:13 ص]ـ
عزيزي الضاد:
ردا على مداخلتكم الكريمة: كل شيء هالك إلا وجهَه: كيف سيكون مستثنىً منه والله (سبحانه وتعالى) ليس شيئاً؟
أقول, مستمدا من الله التوفيق والسداد.
هل الله شيء أم أنه ليس بشيء؟
ذهب علماء جمهور علماء أهل السنة إلى أن الله سبحانه وتعالى شيء, وقد استدلوا على ذلك بالآية الشريفة:
" قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ... " – الأنعام: 19
وإليك بعض الشواهد على ذلك.
قال الرازي معقبا على هذه الآية الشريفة: " ... فبين الله تعالى أن أكبر الأشياء شهادة هو الله ... " (1)
ثم قال: " والجواب اللائق بقوله " أي شيء أكبر شهادة " هو أن يقال: هو الله, ثم يقال بعده " الله شهيد بيني وبينكم " وعلى هذا التقدير فيصح الاستدلال بهذه الآية أيضا على أنه تعالى يسمى باسم الشيء, فهذا تمام تقرير هذا الدليل. " (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أكمل قوله:" و في المسألة دليل آخر وهو قوله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) والمراد بوجهه ذاته فهذا يدل على أنه تعالى استثنى ذات نفسه من قوله (كل شيء) والمستثنى يجب أن يكون داخلا تحت المستثنى منه, فهذا يدل على أنه تعالى يسمى باسم الشيء. " .. انتهى كلام الفخر الرازي. (3)
وقال النسقي:" " قُلْ أَىُّ شَىْء أَكْبَرُ شَهَـ?دةً} {أَيُّ * شَىْء} مبتدأ و {أَكْبَرَ} خبره و {شَهَادَةً} تمييز و «أي» كلمة يراد بها بعض ما تضاف إليه، فإذا كانت استفهاماً كان جوابها مسمى باسم ما أضيفت إليه. وقوله {قُلِ ?للَّهُ} [يونس:12] جواب أي الله أكبر شهادة فـ {?للَّهِ} مبتدأ والخبر محذوف فيكون دليلاً على أنه يجوز إطلاق اسم الشيء على الله تعالى، وهذا لأن الشيء اسم للموجود ولا يطلق على المعدوم والله تعالى موجود فيكون شيئاً ولذا نقول الله تعالى شيء لا كالأشياء. " (4)
وقال الألوسي: " وهل يطلق على الله تعالى أم لا؟ فيه خلاف فمذهب الجمهور أنه يطلق عليه سبحانه فقال: شيء لا كالأشياء واستدلوا على ذلك بالسؤال والجواب الواقعين في هذه الآية وبقوله سبحانه: {كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} (القصص: 88) حيث إنه استثنى من كل شيء الوجه وهو بمعنى الذات عندهم وبأنه أعم الألفاظ فيشمل الواجب والممكن." (5)
وأورد أبو حيان الأندلسي رأي الزمخشري: " الشيء: أعم العام. لوقوعه على كل ما يصح أن يعلم ويخبر عنه, فيقع على القديم والجوهر والعرض, والمحال, والمستقيم, ولذلك صح أن يقال في الله عز وجل: " شيء لا كتا لأشياء, كأنك قلت: معلوم لا كسائر المعاومات, ولا يصح جسم كالأجسام وأراد (أي أكبر أكبر شهادة) فوضع شيئا مكان شهيد ليبالغ في التعميم " (6)
ثم أورد قول ابن عطية: " وتتضمن هذه الآية أن الله عز وجل يقال عليه شيء, كما يقال عليه موجود ولكن ليس كمثله شيء " (7)
ثم عقب على ذلك بقوله: " وقال غيرهما: هنا (شيء) يقع على القديم والمحدث, والجوهر والعرض, والمعدوم والموجود, ولما كان هذا مقتضاه, جاز إطلاقه على الله عز وجل. واتفق الجمهور على ذلك وخالف الجهم " (8)
وقد ذهب علماء الإمامية إلى نفس ذلك, حيث وافق رأيهم رأي الأغلبية الساحقة من علماء أهل السنة, وسأورد شاهدين على ذلك:
قال العالم الإمامي الكبير الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: " ومن هذه الآية نفهم – أيضا إن إطلاق شيء على الله جائز, إلا أنه شيء لا كالأشياء المخلوقة المحدودة, بل هو خالق ولا تحده حدود " (9)
وقال العالم الإمامي الكبير السيد محمد حسين الطباطبائي: " وقوله: كل شيء هالك إلا وجهه ", الشيء مساوِ للموجود, ويطلق على كل أمر موجود حتى عليه تعالى كما يدل عليه قوله:: قل أي أكبر شهادة قل الله " ... " (10)
(1) التفسير الكبير للفخر الرازي المجلد السادس.
(2) نفس المصدر السابق.
(3) نفس المصدر السابق.
(4) تفسير النسقي.
(5) الألوسي في روح المعاني.
(6) تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي, المجلد 4
(7) نفس المصدر السابق.
(8) نفس المصدر السابق.
(9) تفسير الأمثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي – المجلد4
(10) الميزان في تفسير القرآن للسيد الطباطبائي, المجلد 16
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[09 - 09 - 2005, 01:16 ص]ـ
فائدة:
يقصد بالوجه لغة: المحيا, أو ما يواجه الإنسان من الشخص القابل, أما عندما يطلق الوجه على الله سبحانه وتعالى فيراد منه ذاته المقدسة.
وقد اعتنق علماء الإمامية وأغلبية علماء السنة هذا الرأي:
قال الألوسي: " {كُلّ شَىْء} أي موجود مطلقاً {هَالِكٌ} أي معدوم محض، والمراد كونه كالمعدوم وفي حكمه {إِلاَّ وَجْهَهُ} أي إلا ذاته عز وجل وذلك لأن وجود ما سواه سبحانه لكونه ليس ذاتياً بل هو مستند إلى الواجب تعالى في كل آن قابل للعدم وعرضة له فهو كلا وجود وهذا ما اختاره غير واحد من الأجلة، والكلام عليه من قبيل التشبيه البليغ، والوجه بمعنى الذات مجاز مرسل " (1)
وقال العالم الإمامي الشيخ ناصر الشيرازي:
" ... ولكن الوجه حين يطلق على الخالق فإنه يعني عندئذ ذاته المقدسة " (2)
وللمفسرين أراء أخرى حول المقصود من كلمة وجه, حيث فسروها بالعمل , والدين, والوجهة, ويمكن اعتبار ذلك أراء مرادفة لا مناقضة لمعنى المراد من الوجه, حيث يوجد ما يؤيد ذلك من القرآن الكريم نفسه:
- الجهة التي تنسب إليه أي الناحية التي يتوجه إليها بها, كما في قوله تعالى:
" يريدون وجهه " – الأنعام: 52
" إلا ابتغاء وجه ربك الأعلى " – الليل: 8
- الدين, ويراد من ذلك أن كل دين باطل إلا دين الله تعالى, مصداقا لقوله تعالى:
" ولا تدع مع الله إلها آخر " – القصص: 88
(1) روح المعاني للألوسي.
(2) تفسير الأمثل, المجلد 12
ـ[الضاد1]ــــــــ[09 - 09 - 2005, 10:30 م]ـ
شكراً لك أخي العزيز أبا طالب على هذه المعلومات والتي كنت أجهلها تماماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[10 - 09 - 2005, 12:22 ص]ـ
العزيز الضاد1:
أشكر لكم تواصلكم.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[10 - 09 - 2005, 12:23 ص]ـ
" لَّيْسَ ?لْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ?لْمَشْرِقِ وَ?لْمَغْرِبِ وَلَـ?كِنَّ ?لْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ وَ?لْمَلَـ?ئِكَةِ وَ?لْكِتَـ?بِ وَ?لنَّبِيِّينَ وَءَاتَى ?لْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَـ?مَى? وَ?لْمَسَـ?كِينَ وَ?بْنَ ?لسَّبِيلِ وَ?لسَّآئِلِينَ وَفِي ?لرِّقَابِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءَاتَى ?لزَّكَو?ةَ وَ?لْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـ?هَدُواْ وَ?لصَّابِرِينَ فِى ?لْبَأْسَآءِ و?لضَّرَّاءِ وَحِينَ ?لْبَأْسِ أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ " – البقرة: 177
طرح المشككون بالقرآن شبهات لغوية حول هذه الآية, منها:
- مجيء الصابرين منصوبة, بدلا من كونها مرفوعة ومعطوفة على (الموفون).
- في قوله تعالى " ولكن البر من آمن بالله ... " حيث يرون أنه كان ينبغي أن يقول: " ولكن البر أن تؤمنوا وتؤتوا وتقيموا ... " لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
سنتعرض للرد على هاتين الشبهتين, و الإشارة إلى جوانب نحوية لغوية وبلاغية أخرى مرتبطة بهذه الآية الشريفة.
لماذا جاءت (الصابرين) منصوبة , ولم تجيء مرفوعة؟
الجواب:
لأنها منصوبة لفعل محذوف تقديره, أخص أو أمدح - أي أخص الصابرين - إشعارا بفضل الصبر وما له من مكانة عظيمة.
لاحظوا وجود القطع بين الموفون والصابرين.
قال الألوسي: " ومجي القطع في العطف مما أثبته الأئمة الأعلام ووقع في الكتاب أيضاً واستحسنه الأجلة وجعلوه أبلغ من الاتباع " (1)
وقال الفارسي: " إذا ذكرت الصفات الكثيرة في معرض المدح و الذم فالأحسن أن تخالف بإعرابها, ولا تجعل كلها جارية على موصوفها, لأن هذا الموضع من مواضع الإطناب في الوصف والإبلاغ في القول, فإذا خولف بإعراب الأوصاف مكان المقصود أكمل لأن الكلام عند الاختلاف يصير كأنه أنواع من الكلام, وضروب من البيان, وعند الاتحاد يكون وجها واحدا, وجملة واحدة " (2)
وللإجابة على الشبهة الثانية:
" ولكن البر من آمن بالله ... "
يوجد هنا جانب بلاغي, وهو الإيجاز بحذف المضاف , وتقدير ذلك: ولكن البر برّ من آمن.
(1) تفسير الألوسي.
(2) تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي, المجلد 2
لا زلنا نسبح في جمال هذه الآية:
" لَّيْسَ ?لْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ?لْمَشْرِقِ وَ?لْمَغْرِبِ وَلَـ?كِنَّ ?لْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ وَ?لْمَلَـ?ئِكَةِ وَ?لْكِتَـ?بِ وَ?لنَّبِيِّينَ وَءَاتَى ?لْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَـ?مَى? وَ?لْمَسَـ?كِينَ وَ?بْنَ ?لسَّبِيلِ وَ?لسَّآئِلِينَ وَفِي ?لرِّقَابِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءَاتَى ?لزَّكَو?ةَ وَ?لْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـ?هَدُواْ وَ?لصَّابِرِينَ فِى ?لْبَأْسَآءِ و?لضَّرَّاءِ وَحِينَ ?لْبَأْسِ أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ " – البقرة: 177
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 12:03 ص]ـ
أود إعطاء مزيد من الإيضاح حول قطع التابع عن المتبوع
" لَّيْسَ ?لْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ?لْمَشْرِقِ وَ?لْمَغْرِبِ وَلَـ?كِنَّ ?لْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ وَ?لْمَلَـ?ئِكَةِ وَ?لْكِتَـ?بِ وَ?لنَّبِيِّينَ وَءَاتَى ?لْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَـ?مَى? وَ?لْمَسَـ?كِينَ وَ?بْنَ ?لسَّبِيلِ وَ?لسَّآئِلِينَ وَفِي ?لرِّقَابِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءَاتَى ?لزَّكَو?ةَ وَ?لْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـ?هَدُواْ وَ?لصَّابِرِينَ فِى ?لْبَأْسَآءِ و?لضَّرَّاءِ وَحِينَ ?لْبَأْسِ أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ " – البقرة: 177
قطع التابع عن المتبوع – كما هو واضح في هذه الآية الكريمة - يعتبر من الفنون البلاغية, فإذا ذكرت صفات للمدح أو الذم جاء الإعراب مخالفا, وفي ذلك اجتلاب للانتباه, لأن تغيير المألوف يدل على زيادة ترغيب في استماع المذكور, وإعطائه مزيدا من الأهمية.
نجد مثالا آخر على ذلك في قوله تعالى:
" سيصلى نارا ذات لهب. وامرأتُه حمالةَ الحطب " المسد 3 - 4
تأملوا المقطع: " وامرأتُه حمالةَ الحطب "
امرأة: مرفوعة
حمالة: منصوبة.
امرأته: معطوف على الضمير الفاعل في سيصلى – أي سيصلى هو و امرأته – مرفوعة بالضمة, والهاء ضمير متصل مبني في محل جر.
حمالة: مفعول به لفعل محذوف تقديره, أذم أو أعني.
حمالة: مؤنث حمال, صيغة مبالغة اسم الفاعل الثلاثي من الثلاثي حمل, وزنه فعالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 12:27 ص]ـ
" لَّيْسَ ?لْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ?لْمَشْرِقِ وَ?لْمَغْرِبِ وَلَـ?كِنَّ ?لْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ وَ?لْمَلَـ?ئِكَةِ وَ?لْكِتَـ?بِ وَ?لنَّبِيِّينَ وَءَاتَى ?لْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَـ?مَى? وَ?لْمَسَـ?كِينَ وَ?بْنَ ?لسَّبِيلِ وَ?لسَّآئِلِينَ وَفِي ?لرِّقَابِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءَاتَى ?لزَّكَو?ةَ وَ?لْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـ?هَدُواْ وَ?لصَّابِرِينَ فِى ?لْبَأْسَآءِ و?لضَّرَّاءِ وَحِينَ ?لْبَأْسِ أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ " – البقرة: 177
" َءَاتَى ?لْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِى ?لْقُرْبَى? "
المال: مفعول به ثاني.
(ذوِى ?لْقُرْبَى?) مفعول أول لـ (أَتَى?) قدم عليه مفعوله الثاني للاهتمام.
قال الجمهور بذلك, حيث أن ذوي هو الآخذ فلزم تقديمه.
" وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ "
أولئك: أولاء اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ثان, أو ضمير فصل جاء للتأكيد, لا محل له من الإعراب.
المتقون: خبر المبتدأ الثاني.
جملة المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول., والرابط بينهما الضمير (هم).
في المقطع: " وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ "
جاء الخبر جملة اسمية ليفيد الاستمرار والثبات.
كذلك الحال في " الموفون " فالجملة اسمية تفيد الثبات والدوام كذلك.
الموفون خبر مبتدأ محذوف تقديره (هم الموفون).
ويجوز إعراب (الموفون) معطوف على من آمن.
" أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ صَدَقُوا "
جاء الخبر جملة فعلية ليفيد التحقق والوقوع.
" وَفِي ?لرِّقَابِ "
يوجد في هذا المقطع فن بلاغي, ألا وهو المجاز المرسل, والعلاقة هنا جزئية, حيث ذكر الجزء وأريد الكل.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 11:03 ص]ـ
إن سبب تقديم المفعول الثاني (المال) على المفعول الأول (ذوي القربى):
أولا: تجنب الفصل بين المفعولين بكلمات كثيرا.
تأملوا لوأن سياق الآية هكذا:
" و آتى ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين و فى الرقاب المال على حبه "
سيكون هناك فاصل كبير بين (ذوي القربى) و (المال) , بينما نجد ي سياق الآية أن تقديم المفعول الثاني, أبعد وجود هذا الفصل الكبير.
ثانيا: كما يمكننا أن نستفيد أيضا أن منزلة المال لدى الإنسان وحبه له قد تكون سببا ثانيا داعما لعملية تقديم المفعول الثاني على المفعول الأول في هذه الآية.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[14 - 09 - 2005, 11:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي الكريم (د. أبو طالب)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ما تقدم من إشراقات جميلة في رحاب كتاب الله
استوقفتني مقالة رقم 19، والتي تشرح فيها قول الله تعالى " مثنى وثلاث ورباع "
" ... أي كأن السياق هكذا: مثنى أو ثلاث أو رباع " " والخطاب متوجه إلى الناس، ولذا جاء القرآن بواو التفصيل بين وثلاث ورباع الدال على التخيير ... "
أعرف أن بعض النحاة ومنهم العكبري أول الواو بـ " أو " في الآية سابقة الذكر
لكن تقرع ذهني مجموعة أسئلة: ما دامت " الواو " بمعنى " أو ":
لماذا لم تستعمل " أو " مباشرة في الآية؟؟ على الشكل التالي: " مثنى أو ثلاث أو رباع "
أليس من فرق في المعنى بين الواو و " أو "؟؟
ما المعنى الذي تؤديه " الواو "؟ وما المعنى الذي تؤديه " أو "؟؟
وهل يصح استبدال حرف بحرف دون أن يتأثر المعنى؟؟
آسف لأنني عدت بك إلى الوراء، لكنني أحببت أن أنهل من علمكم
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[15 - 09 - 2005, 12:58 ص]ـ
الأخ العزيز قمر لبنان:
أسعدني حضوركم كثيرا, رعاكم الله.
لقد أخجلني تواضعكم.
جوابا على استفسار شخصكم الكريم:
" فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة - " النساء: 3
تأمل هذه الجملة:
" اقتسموا هذا المال درهمين درهمين , أو ثلاثة ثلاثة, أو أربعة أربعة "
تشير هذه الجملة إلى أنه على المخاطَبين أن يختاروا طريقة واحدة للقسمة فيما بينهم. ولا ينبغي لهم الجمع بين الطرق الثلاث, كأن يأخذ أناس درهمين, وآخرون ثلاثة, وآخرون أربعة.
تأمل هذه الجملة:
" اقتسموا هذا المال درهمين درهمين , و ثلاثة ثلاثة, و أربعة أربعة "
تشير هذه الجملة إلى أنه على المخاطَبين أن يختاروا أي طريقة واحدة للقسمة فيما بينهم, ويمكنهم الجمع بين الطرق الثلاث, كأن يأخذ أناس درهمين, وآخرون ثلاثة, وآخرون أربعة.
ويمكننا إعطاء الجواب نفسه للرد على اختيار (الواو) بدلا من (أو):
استخدام حرف الواو يفيد أن يصيب كل ناكح يريد الجمع بين الزوجات ما أراد , كأن يختار فرد زوجتين و آخر ثلاث زوجات و ثالث أربع زوجات.
بينما مجيء (أو) يقيد اختيار الجميع في نمط معين من الجمع بين الزوجات, فإما أن يختاروا اثنتين أو ثلاث أو أربع, لا أن ينكح أناس اثنتين, وآخرون ثلاث, وآخرون أربع, لأن أو في هذه الحالة تفيد ما يسمى التخيير الإلزامي, بمعنى اختيار شكل واحد لا الجمع بين تلك الأشكال.
باختصار: الواو تفيد جواز الجمع بين الأنماط , ولو جاءت (أو) لذهب معنى التجويز.
أتمنى أن يكون الجواب شافيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[15 - 09 - 2005, 03:07 ص]ـ
ما أردت إيضاحه من قولي: يقيد اختيار الجميع في نمط معين من الجمع بين الزوجات, فإما أن يختاروا اثنتين أو ثلاث أو أربع ...... .
يعني أن من اختار اثنتين لا يجوز له أن يتزوج ثالثة, ومن اختار ثلاث لا يجوز له الزواج من رابعة.
بينما وجود (الواو) تفيد أن ذي الزوجتين له أن يختار ثالثة, وذي الثلاث الزوجات له أن يختار رابعة.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[15 - 09 - 2005, 11:07 م]ـ
أستاذي الكريم (د. أبو طالب):
أعرف أنه يجوز للمسلم أن يتزوج اثنتين، ويجوز أن يتزوج ثلاث، ويجوز أن يتزوج أربع
ويبقى السؤال المهم الذي طرحته سابقا:
أي الحرفين ألصق بهذا المعنى؟؟ " أو " أم " الواو "
بمعنى آخر: أي الحرفين يدل على معنى التجويز؟
ولماذا لم تستعمل " أو " مباشرة ما داموا يؤولونها بدلا من الواو؟؟
هل " الواو " تدل على عدم التجويز؟؟
هل " أو " التي تدل على التخيير تدل على التجويز؟؟
شكرا ثانية على تحمل استفساراتنا
ولك مني كل التقدير والاحترام
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 09 - 2005, 04:23 ص]ـ
عزيزي فصيح لبنان:
إنني سعيد بتواصلك.
" مثنى وثلاث ورباع "
واو التفصيل في الآية يدل على التخيير غير الإلزامي , أما أو فتدل على التخيير الإلزامي, ولذلك جيء بالواو فيها.
لمزيد من الإيضاح, أدعوك إلى قراءة المداخلة العشرين - في هذا الموضوع - للأخ العزيز لؤي الطيبي.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[22 - 09 - 2005, 04:25 ص]ـ
ما أغنى عنه ماله وما كسب " المسد: 2
" ما أغنى "
للكلمة (ما) وجهان:
الأول: أن تكون نافية, بمعنى , أي لم يغن عنه ماله.
الثاني: أن تكون استفهامية, في معنى الإنكار, في محل نصب مفعول به مقدم للفعل (أغنى).
" وما كسب "
للكلمة (ما) وجهان:
الأول: أن تكون اسما موصولا , تقديره: الذي كسبه.
الثاني: أن تكون مصدرية, وتقديره: وكسبه.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[27 - 09 - 2005, 12:10 ص]ـ
من الأمور التي حاول فيها أعداء القرآن النيل من القرآن الكريم قوله تعالى:
ـ (وقطّعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً) – الأعراف: 160
والإشكال الذي طرحه أولئك هو مجيء العدد مؤنثا و المعدود جمعا.
أي لماذا لم يأت السياق القرآني بهذه الصورة: " اثني عشر سبطاً ".
إن الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء هو اعتبارهم (أسباطا) معدودا, وهو ليس كذلك.
الواو عاطفة.
قطعناهم: فعل وفاعل ومفعول به.
اثنتي عشر حال من مفعول قطعناهم, كذلك يجوز أن تكون مفعولا به ثانيا للفعل قطع الذي يضمن معنى صير.
أسباطا بدل من (اثنتي عشر) , والتمييز محذوف, أي: اثنتي عشر فرقة.
أمما بدل من اثنتي عشر, فهي بدل بعد بدل.
قال الأنباري: " و أسباطا منصوب على البدل من (اثنتي عشرة) ولا يجوز أن تكون أسباطا منصوبا على التمييز " (1)
و قال أبو علي الفارسي: " ليس قوله (أسباطا) تمييزا, ولكنه بدل من قوله (اثنتي عشر) " (2)
وقال الحوفي: " (اثنتي عشر) مفعول لـ (قطعناهم) أي: جعلنا اثنتي عشر, وتمييز اثنتي عشرة محذوف, لفهم المعنى. تقديره: اثنتي عشر فرقة ........ ويكون أسباطا نعتا لفرقة, ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه " (3)
ونظير وصف التمييز المفرد بالجمع قول عنترة:
فيها اثنتان و أربعون حلوبة
سودا كخافية الغراب الأسحم (4)
حيث قال سودا ولم يقل سوداء مراعاة للمعنى إذ المراد الجمع.
وذهب الزمخشري إلى أن (أسباطا) تمييز, حيث قال: فإن قلت: مميز ما عدا العشرة مفرد, فما وجه مجيئه مجموعا؟ وهلا قيل: اثني عشر سبطا؟
قلت: لو قيل ذلك لم يكن تحقيقا لأن المراد: وقطعناهم اثنتي عشر قبيلة, وكل قبيلة أسباط لا سبط, فوضع أسباطا موضع قبيلة , ونظيره:
بين رماحي مالك و نهشل " (5)
وقد اعترض أبو حيان الأندلسي على رأي الزمخشري بقوله:
" هذا ليس نظيره, لأن هذا من تثنية الجمع, وهو لا يجوز إلا في الضرورة " (6)
و قال الطبر سي: " اثنتي عشر أسباطا يعني اثنتي عشر فرقة, فحذف المميز ولذلك أنث, و أسباطا بدل من اثنتي عشر تقديره وفرقناهم أسباطا وجعلناهم أسباطا " (7)
هناك أراء أخرى ابتعدت عن ذكرها لما فيها من تكلف, حيث أن في ما ذكر كفاية.
(1) البيان للأنباري.
(2) التفسير الكبير للرازي, المجلد 8
(3) تفسير البحر المحيط للأندلسي, المجلد 4.
(4) المصدر السابق.
(5) الكشاف للزمخشري, المجلد 3.
(6) تفسير البحر المحيط للأندلسي, المجلد 4.
(7) مجمع البيان للطبرسي , المجلد 4.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 09 - 2005, 07:49 م]ـ
الاخ الدكتور المحترم
أرى أنّ الرأي القائل بأن تأنيث " إثنتي عشرة " جاء لكون المعدود لفظة "أمما" لا لفظة " أسباطا" والتي مفردها أمّة وهي مؤنث---هذا الرأي أولى من رأي الزجّاج الذي جعل المعدود لفظة مضمرة دلّ عليها المعنى وهو لفظة " فرقة " فكان تأنيث العدد " إثنتي عشرة " عنده بسبب المعنى لأن معنى السبط هو الفرقة وهي لفظ مؤنث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[28 - 09 - 2005, 07:41 م]ـ
أخي جمال:
لقد كانت هذه الآية محط اهتمام العلماء لإيجاد مخرج بفسر ما أُ شير إليه.
أنا لم أشر إلى كل الأراء, بل تناولت ما رجحه جمع لا بأس به من العلماء.
بالإضافة إلى الزجاج, وما سبق ذكره من أقوال العلماء الذين أشرتُ إلى أقوالهم, فإن الأخفش وابن الحاجب ذهبوا إلى أن التمييز هو كلمة " فرقة " المحذوفة.
بالنسبة لي أرى أن رأي هؤلاء العلماء راجح, مع احترامي لوجهة نظرك ولمن قال بخلاف ذلك.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[02 - 10 - 2005, 10:06 م]ـ
فائدة لغوية:
ذكرت معاجم كاللسان وغيره اللغة أَن الأَسْباط في ولد إِسحق بن إِبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إِسمعيل , عليهم السلام , فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِسمعيل قبيلةٌ , وولد كلِّ ولد من ولَدِ إِسحق سِبْطٌ , وإِنما سمي هؤلاء بالأَسباط وهؤلاء بالقبائل ليُفْصَلَ بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق.
وفي لسان العرب تعقيب جميل حول الحديث النبوي في حق الإمام الحسين: " الحسين سبط من الأسباط "
" الحسين سبط من الأسباط أي أمة من الأمم في الخير, فهو واقع على الأمة والأمة واقعة عليه " (1)
(1) - لسان العرب لابن منظور: ز- س
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 10 - 2005, 05:52 م]ـ
:; allh
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[06 - 10 - 2005, 01:01 م]ـ
الأخ العزيز جمال:
إنني سعيد بتواصلك.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[06 - 10 - 2005, 01:02 م]ـ
أثار المشككون شبهة حول قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات .... ": البقرة - 182 - 183
قالوا: ينبغي أن يكون تحل الكلمة " معدودة " بدل " معدودات " لأن الكلمة معدودات تدل على القلة, بينما يشير القرآن إلى صيام شهر رمضان بأكمله والذي يدل على الكثرة.
قال الزجاج: " كل عدد قل أو كثر فهو معدود, ولكن معدودات أدل على القلة لأن كل قليل يجمع بالألف والتاء نحو دريهمات وحمامات, وقد يجوز أن تقع الألف والتاء للتكثير " (1)
في المقطع القرآني " أياما معدودات "
إن ذكر " أياما" نكرة ووصفها بالعددية يدل على تحقيرها وتقليها تخفيفا من مشقة التكليف, وهذا المقطع القرآني منسجم مع ما تقدم ذكره , وسيكون أكثر انسجاما مع روح النص من ذكر " ثلاثين يوما" على سيل المثال.
لقد وردت الكلمة " معدودات " ثلاث مرات في القرآن الكريم:
" واذكروا الله في أيام معدودات ... ": البقرة 203
" أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ... ": البقرة - 184
--------
(1): لسان العرب - المجلد التاسع - ص 77 - طبعة دار إحياء التراث العربي- 1419 هـ.
ـ[صلاح الدين يوسف]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 03:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم شيخنا الغالي و جزاكم عنا كل خير و جعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة ..
و أرجو منكم أن توضحوا الإشكالات النحوية في الآية الكريمة التالية من سورة المنافقون مع توضيح أسبابها:
"فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق و أكن من الصالحين".
ألا يجب أكن أن تكون أكون بالواو؟؟
بانتظار إفادتكم لنا على أحر من الجمر شيخنا الفاضل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 05:13 م]ـ
السلام عليكم
(وأكن) في قوله تعالى: (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون: 10] مجزوم على أنه جواب للطلب. والمعنى: إن أخرتني أكن من الصالحين. فجاء في الآية بالمعطوف عليه على إرادة معنى السبب، وجاء بالمعطوف على معنى الشرط، فجمع بين معنيي السبب والشرط. فالعطف إذن ليس على إرادة معنى الفاء بل على إرادة معنى جديد.
وهذا ما يسميه النجاة بـ (العطف على المعنى). فـ (أصدّق) منصوب بعد فاء السببية، و (أكن) مجزوم على أنه جواب للطلب. ونحو ذلك أن تقول: هلا تدلني على بيتك أزرك، فـ (أزرك) مجزوم بجواب الطلب والمعنى: إن تدلني على بيتك أزرك. ولو جئت بفاء السبب لنصبت، فتقول: هلا تدلني على بيتك فأزورك. وإن أسقطت الفاء وأردت معنى الشرط جزمت.
جاء في (معاني النحو): "عطف (أكن) المجزوم على (أصدق) المنصوب، وهو عطف على المعنى وذلك أن المعطوف عليه يراد به السبب والمعطوف لا يراد به السبب، فإن (أصدق) منصوب بعد فاء السبب، وأما المعطوف فليس على تقدير الفاء. ولو أراد السبب لنصب، ولكنه جزم لأنه جواب الطلب نظير قولنا: هل تدلني على بيتك أزرك؟ كأنه قال: إن تدلني على بيتك أزرك. فجمع بين معنيي التعليل والشرط، ومثل ذلك أن أقول لك: (احترم أخاك يحترمك)، و (احترم أخاك فيحترمك). فالأول جواب الطلب، والثاني سبب وتعليل. وتقول في الجمع بين معنيين: أكرم صاحبك فيكرمك ويعرف لك فضلك، وهو عطف على المعنى".
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صلاح الدين يوسف]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 09:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و جزاك عني كل خير و جعله في ميزان حسناتك يوم القيامة أخي الغالي لؤي الطيبي
و عندي سؤال آخر أيضا:
في الآية الكريمة التالية: قالوا إن هذان لساحران". الله عز و جل خالف في تنزيل هذه الآية لغة قريش (حيث أنه كما يرى بعض العلماء قبيلة بني الحارث بن كعب ترى استعمال المثني بالألف دائما عكس قبيلة قريش) ..
فهل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم خالف بها الله عز و جل لغة قريش و أنزلها بلغة القبائل الأخرى؟؟
و أرجو إجابتي بأسرع وقت ممكن بارك الله فيكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[صلاح الدين يوسف]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 09:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و جزاك عني كل خير و جعله في ميزان حسناتك يوم القيامة أخي الغالي لؤي الطيبي
و عندي سؤال آخر أيضا:
في الآية الكريمة التالية: قالوا إن هذان لساحران". الله عز و جل خالف في تنزيل هذه الآية لغة قريش (حيث أنه كما يرى بعض العلماء قبيلة بني الحارث بن كعب ترى استعمال المثني بالألف دائما عكس قبيلة قريش) ..
فهل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم خالف بها الله عز و جل لغة قريش و أنزلها بلغة القبائل الأخرى؟؟
و أرجو إجابتي بأسرع وقت ممكن بارك الله فيكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 10:27 م]ـ
الأخ الفاضل صلاح الدين - سلمه الله ..
قد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريلُ على حرف فراجعته ثمّ لم أزل استزيده فيزيدني حتى انتهى على سبعة أحرف". وفي حديث آخر "إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه" متفق عليه ..
وفي معنى سبعة أحرف أقوال للعلماء كثيرة، أهمها وأقواها أنّها سبع لغات لسبع قبائل من العرب .. أي أنّ القرآن الكريم نزل بعضه بلغة قريش، وبعضه بلغه هذيل، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة أزد وربيعه، وبعضه بلغة هوازن وسعد بن بكر وهكذا ..
ولكن العلماء متفقون على أنّه لا تجوز قراءته بأيّ لغة من تلك اللغات أو لجهة من هذه اللهجات إلا سماعاً ونقلاً لا اجتهاداً وقياساً .. ولاشكّ أنّ في تلك السبعة الأحرف توسعة وتسهيلاً ..
وبخصوص سؤالك - أخي الفاضل - فقد يفيدك ما في هذا الطرح ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=191) ، وإلا فعليك أنْ تتوجّه بسؤالك إلى المختصّين من أهل التفسير ( http://tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=2) .
وفقك الله وسدد إلى الخير خطاك ..
ـ[صلاح الدين يوسف]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 07:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي الغالي لؤي و جزاك عنا كل خير ...
وأريد أن أسأل سؤالا:
في بعض الآيات في القرآن نجد: إن الله سميع عليم .. فما العلاقة بين سميع عليم؟ و لماذا يجمع بينهما في أغلب الأحيان ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 05 - 2006, 03:52 ص]ـ
السلام عليكم ..
الأخ الفاضل صلاح الدين - سلمه الله ..
القرآن كلام الله، وقد تجلى الله تعالى فيه لعباده بصفاته ..
وإنّ الله تعالى إذا تجلى في القرآن بصفات السمع والعلم والبصر، انبعثت من العبد قوّة الحياء، فيستحي من ربه أن يراه على ما يكره، أو يسمع منه ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه، فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع، غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى ..
ثمّ إنّ في اقتران صفة من صفات العليّ العزيز بصفة أخرى في الكتاب العزيز، كالسميع العليم، والسميع والبصير، وسميع قريب .. أظهر الدِّلالة على أنّ أسماء الربّ تعالى مشتقة من أوصاف ومعانٍ قامت به، وأنّ كل اسم يناسب ما ذُكر معه، واقترن به، من فعله وأمره ..
فتأمّل حكمة القرآن كيف جاء في الاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بلفظ (السَّمِيعُ العلِيم) في قوله تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 200]، وجاءت الاستعاذة من شرّ الإنس الذين يؤنسون ويرون بالأبصار بلفظ (السَّمِيعُ البَصِيرُ) في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِ اللهِ بِغَيرِ سُلطَانٍ أَتَاهُم إِن فِى صُدُورِهِم إِلا كِبرٌ مَّاهُم بِبَالِغِيهِ فاستَعِذ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الَبصِيرُ) [غافر:56].
وذاك لأن أفعال هؤلاء أفعال معاينة ترى بالبصر، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم، فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم في الأعراف، وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير في غافر، في باب ما يرى بالبصر ويدرك بالرؤية.
والله أعلم.(/)
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشّ
ـ[الضاد1]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 11:32 م]ـ
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي
سَاجِدِينَ
أنظروا إخوتي لأعاجيب إعجاز القرآن الكريم
فهنا إعجاز واضح للتمييز بين الكوكب والنجم والتابع
أحد عشر كوكباً، أحد عشر: عدد في محل نصب مفعول به. كوكباً: تمييز،
وهو ما يميز الكواكب الأحد عشر هذه عن الشمس والقمر لأنهما ليسا كوكبين
ثم تحدث عن الشمس والقمر معطوفين بـ (واو مطلق الجمع)
ثم يقول الله سبحانه وتعالى على لسان يوسف عليه السلام (رأيتهم) وهنا (هم):
مفعول به أول وتخص الكواكب والشمس والقمر. ساجدين: مفعول به ثانٍ
هذا والله أعلى وأعلم، والمفسرون، وإختصاصيو التفسير يؤكدون أو ينفون
وإن كنت مخطئاً، أيضاً لا أعرف الحكم الشرعي بحقي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 08:39 ص]ـ
أيّها الأخ الكريم
أنت إنسان متوا ضع وهذه خصلة نادرة هذه الأيام--أطلب منك لو تكرمت أن تراجع أقوال المفسرين من مثل ابن عاشور لكي لا نغلط وخصوصا في النواحي الإعرابية
أنتظر منك مراجعة إعرابك ل "ساجدين"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 09:29 ص]ـ
.....
ـ[الضاد1]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:54 م]ـ
لم أطلع على ما قاله ابن عاشور لأن الموقع هذا http://www.altafsir.com/Tafasir.asp لا تعمل ارتباطاته الداخلية عندي؛ ولكن ربما كان يقول على أن (ساجدين) حال
ولكن، من وجهة نظر نحوية تأتي الأولوية لمفعول به ثانٍ؛ ولا أستبعد أن تكون حالاً ..... والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 03:01 م]ـ
أخي الضاد
تحملني قليلا
ما رأيك بمراجعة الكشّاف للزمخشري---أنا نفسي لا أكتب شيئا قبل مراجعة أقوال هؤلاء العلماء
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=244
أو إن أردت الإعراب فقط فراجع
http://www.qurancomplex.org/earab.asp?TabID=2&SubItemID=5&l=arb
ثمّ ما رأيك بأن نتعامل بالأسماء الحقيقية فأنا أجدها أدعى لزيادة المودة
ـ[الضاد1]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 10:55 م]ـ
. {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين {. {إذ قال يوسف {بدل من أحسن القصص وهو من بدل الاشتمال لأن الوقت مشتمل على القصص وهو المقصوص فإذا قص وقته فقد قص. أو بإضمار اذكر ويوسف اسم عبراني وقيل عربي وليس بصحيح لأنه لو كان عربياً لانصرف لخلوه عن سبب آخر سوى التعريف. فإن قلت: فما تقول فيمن قرأ: يوسِف بكسر السين أو يوسَف بفتحها هل يجوز على قراءته أن يقال هو عربي لأنه على وزن المضارع المبني للفاعل أو المفعول من آسف. وإنما منع الصرف للتعريف ووزن الفعل قلت: لا لأن القراءة المشهورة قامت بالشهادة على أن الكلمة أعجمية فلا تكون عربية تارة وأعجمية أخرى ونحو يوسف: يونس رويت فيه هذه اللغات الثلاث ولا يقال هو عربي لأنه في لغتين منها بوزن المضارع من آنس وأونس. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا قيل: من الكريم فقولوا: الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم {{يا أبت {قرئ بالحركات الثلاث. فإن قلت: ما هذه التاء قلت: تاء تأنيث وقعت عوضاً من ياء الإضافة والدليل على أنها تاء تأنيث قلبها هاء في الوقف. فإن قلت: كيف جاز إلحاق تاء التأنيث بالمذكر قلت: كما جاز نحو قولك: حمامة ذكر وشاة ذكر ورجل ربعة وغلام يفعة. فإن قلت: فلم ساغ تعويض تاء التأنيث من ياء الإضافة قلت: لأن التأنيث والإضافة يتناسبان في أن كل واحد منهما زيادة مضمومة إلى الاسم في آخره. فإن قلت فما هذه الكسرة قلت: هي الكسرة التي كانت قبل الياء في قولك: يا أبي قد زحلقت إلى التاء لاقتضاء تاء التأنيث أن يكون ما قبلها مفتوحاً: فإن قلت: فما بال الكسرة لم تسقط بالفتحة التي اقتضتها التاء وتبقى التاء ساكنة قلت: امتنع ذلك فيها لأنها اسم والأسماء حقها التحريك لأصالتها في الإعراب وإنما جاز تسكين الياء وأصلها أن تحرك تخفيفاً لأنها حرف لين. وأما التاء فحرف صحيح نحو كاف الضمير فلزم تحريكها. فإن قلت: يشبه الجمع
(يُتْبَعُ)
(/)
بين التاء وبين هذه الكسرة الجمع بين العوض والمعوض منه لأنها في حكم الياء إذا قلت: يا غلام فكما لا يجوز يا أبتي لا يجوز يا أبت. قلت الياء والكسرة قبلها شيئان والتاء عوض من أحد الشيئين وهو الياء والكسرة غير متعرض لها فلا يجمع بين العوض والمعوض منه إلا إذا جمع بين التاء والياء لا غير. ألا ترى إلى قولهم يا أبتا مع كون الألف فيه بدلاً من التاء كيف جاز الجمع بينها وبين التاء ولم يعد ذلك جمعاً بين العوض والمعوض منه فالكسرة أبعد من ذلك. فإن قلت: فقد دلت الكسرة في يا غلام على الإضافة لأنها قرينة الياء ولصيقتها. فإن دلت على مثل ذلك في يا أبت فالتاء المعوضة لغو: وجودها كعدمها. قلت: بل حالها مع التاء كحالها مع الياء إذا قلت يا أبي. فإن قلت: فما وجه من قرأ بفتح التاء وضمها قلت: أما من فتح فقد حذف الألف من يا أبتا واستبقى الفتحة قبلها كما فعل من حذف الياء في يا غلام ويجوز أن يقال: حركها بحركة الباء المعوض منها في قولك يا أبي. وأما من ضم فقد رأى اسماً في آخره تاء تأنيث فأجراه مجرى الأسماء المؤنثة بالتاء فقال: يا أبت كما تقول يا تبة من غير اعتبار لكونها عوضاً من لهاء الإضافة وقرئ: إني رأيت بتحريك الياء. وأحد عشر بسكون العين تخفيفاً لتوالي المتحركات فيما هو في حكم اسم واحد وكذا إلى تسعة عشر إلا اثني عشر لئلا يلتقي ساكنان ورأيت من الرؤيا لا من الرؤية لأن ما ذكر معلوم أنه منام لأنّ الشمس والقمر لو اجتمعا مع الكواكب ساجدة ليوسف في حال اليقظة لكانت آية عظيمة ليعقوب عليه السلام ولما خفيت عليه وعلى الناس. فإن قلت: ما أسماء تلك الكواكب قلت: روى جابر أن يهودياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخبرني عن النجوم التي رآهن يوسف فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنزل جبريل عليه السلام فأخبره بذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهودي {إن أخبرتك هل تسلم {قال: نعم. قال: {جريان والطارق والذيال وقابس وعمودان والفليق والمصبح والضروح والفرغ ووثاب وذا الكتفين رآها يوسف والشمس والقمر نزلن من السماء وسجدن له {فقال اليهودي: إي والله إنها لأسماؤها. وقيل: الشمس والقمر أبواه. وقيل: أبوه وخالته. والكواكب: إخوته وعن وهب أن يوسف رأى وهو ابن سبع سنين أن إحدى عشرة عصا طوالا كانت مركوزة في الأرض كهيئة الدارة لماذا عصا صغير تثب عليها حتى اقتلعتها وغلبتها فوصف ذلك لأبيه فقال: إياك أن تذكر هذا لإخوتك ثم رأى وهو ابن ثنتي عشرة سنة الشمس والقمر والكواكب تسجد له فقصها على أبيه فقال له: لا تقصها عليهم فيبغوا لك الغوائل. وقيل: كان بين رؤيا يوسف ومصير إخوته إليه أربعون سنة. وقيل: ثمانون. فإن قلت لم أخر الشمس والقمر قلت: أخرهما ليعطفهما على الكواكب على طريق الاختصاص بياناً لفضلهما واستبدادهما بالمزية على غيرهما من الطوالع كما أخر جبريل وميكائيل عن الملائكة ثم عطفهما عليها لذلك ويجوز أن تكون الواو بمعنى مع أي: رأيت الكواكب مع الشمس والقمر. فإن قلت: ما معنى تكرار رأيت قلت: ليس بتكرار إنما هو كلام مستأنف على تقديم سؤال وقع جواباً له كأن يعقوب عليه السلام قال له عند قوله: {إني رأيت أحد عشر كوكباً {كيف رأيتها سائلاً عن حال رؤيتها فقال: {رأيتهم لي ساجدين {فإن قلت: فلم أجريت مجرى العقلاء في رأيتهم لي ساجدين قلت: لأنه لما وصفها بما هو خاص بالعقلاء وهو السجود. أجرى عليها حكمهم كأنها عاقلة وهذا كثير شائع في كلامهم أن يلابس الشيء الشيء من بعض الوجوه فيعطى حكماً من أحكامه إظهاراً لأثر الملابسة والمقاربة.
لله در علمائنا الأفذاذ الأتقياء الأوفياء
وبارك الله بك أخي جمال على هذه المواقع والتي ينوء جهازي بحملها لضعفه.
لذلك لم أستطع التعامل مع الموقع الخاص بالإعراب؛ فما زلت غير متأكد من
ساجدين (والتي كنت أظنها إما حالاً منصوباً أو مفعولاً به ثانٍ؛ ولكن من تفسير
الزمخشري والقرطبي أيضاً أن رأى هنا من رؤيا، وليس من رؤية
هذا ونهيب بإخوتنا وبالشيخ جمال للبيان والتبيين.
أخوكم / عمار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 05:34 ص]ـ
عمار
أيّها الأخ الفاضل
قوله تعالى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)
سَاجِدِينَ " هي حال منصوب بالياء
وطالما بقيت على هذه الحال من تدبر لآيات الكتاب بالرجوع لأقوال العلماء فإننا نأمل فيك الخير العميم
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[21 - 08 - 2010, 02:58 م]ـ
لم يخطيء الأخ الضاد1 فساجدين مفعول به ثان , وهذا أحد القولين في مسألة نصب رأي الحلميّة
وخلاصة المسألة أنّ العلماء اختلفوا في نصب رأى الحلميّة فمنهم من عدّاها لمفعولين إذ ألحقوها برأى العلميّة الاعتقاديّة لكونها مثلها في أنها إدراك بالحس الباطن
كما هو الحال في هذه الآية
وإليه أشار في الخلاصة:
ولرأى الرؤيا انم ما لعلما ... طالب مفعولين من قبل انتمى
ومنهم من اعتبرها متعدّية لمفعول واحد وساجدين حال , وهو قول أبي البقاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[23 - 08 - 2010, 11:25 ص]ـ
ولكن هل يتعلق الجار والمجرور بالمفعول به
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[23 - 08 - 2010, 04:20 م]ـ
ولكن هل يتعلق الجار والمجرور بالمفعول به
نعم ليس ثمّ ما يمنع أخي العزيز أكرمك الله
والتعلّق إنّما يكون بالمشتق " ساجد " الذي هو بمعنى الفعل
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[23 - 08 - 2010, 04:54 م]ـ
أيصح أن تقول:
احترمت الساجدين لله؟
فما إعراب الساجدين؟
وبم تعلّق الجار والمجرور لله؟(/)
وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 07:16 ص]ـ
السلام عليكم
قوله تعالى
(وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) 24 الصافات
وقوله نعالى (فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ) 39 الرحمن
الظاهر أنّ الآيتين متعارضتان؟
فما هو برأيكم الحل الأمثل للتعارض الظاهري بينهما؟
هل يمكن القول أنّ الحل يكمن في المكان---أي يسألون في مكان ولا يسألون في آخر؟
أم هل يكمن في موضوع السؤال --أي أن تكون آية الصافات موضوعها التوحيد وآية الرحمن موضوعها الذنوب في الفروع العملية؟
أنا مع رأي الحليمي الذي قال
(قال الحليمي: فتحمل الآية الأولى"آية الصافات" على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل.)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:10 م]ـ
أخي الحبيب جمال ..
سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذا، فأجاب:
" فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ " (المؤمنون: 101)، في النفخة الأولى، فإنه إذا نُفخ في الروح نفخة واحدة تقطّعت الأرحام، وبطلت الأنساب، وشُغلوا بأنفسهم عن التَّسآل. قال تعالى: " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ " (الزمر: 68) ..
فإذا نُفخ فيه أخرى، أي نفخة البعث: قاموا ينظرون، " وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ " (الطور: 25)، وقالوا: " مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا؟ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ " (يس: 52).
فتأمّل رحمك الله كيف كان فهمهم للقرآن ..
ثم لم يزل هذا الإشكال وغيره يعتري أقواماً حتى اختلفت عليهم الآيات والأحاديث ..
وتدافعت على أفهامهم فعجعجوا به قبل إمعان النظر ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 03:36 م]ـ
الأخ الفاضل لؤي
قول إبن عباس في الآيتين (فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ " (المؤمنون: 101)
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ " (الطور: 25)) مقنع ولا مزيد عليه فهنا حصل التعارض بسبب اختلاف الزمن
فآية المؤمنين زمنها النفخة الأولى فلا يتساءلون
وآية الطور زمنها النفخة الثانية فيتساءلون
وهو توفيق راق
ولكن ما ذكرته أنا من تعارض ظاهري بين الآيتين ((وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) 24 الصافات
((فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ) 39 الرحمن لا أجد إمكانية التوفيق بينهما بافتراض اختلاف الزمن----إذ من الطبيعي أن يكون الحساب في موقف واحد وزمن واحد
فما رأيك بما قاله الحليمي بخصوصهما بالذات--أي أنّهم يسألون عن التوحيد ولا يسألون عن الذنوب الفرعية لبداهة الدلائل عليها حيث تشهد الأعضاء على ما اقترفت أيديهم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 04:41 م]ـ
أخي الحبيب جمال ..
قوله تعالى: " فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ " (الرحمن: 39)، يكون - والله أعلم - يوم إذ تنشق السماء ..
وهم لا يُسألون يومئذ لأنهم يُعرفون بسيماهم، وذلك أول ما يخرجون من القبور .. وهذا يكون قبل الحساب. ويوم القيامة يكون كما قال تعالى: " مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " (المعارج: 4) ..
أما قوله تعالى: " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ " (الصافات: 24)، فهذا - والله أعلم - يكون بعد الحساب ..
فبعد أن سارع الملائكة عليهم السلام إلى ما أُمروا به من حشر أهل النار إلى الجحيم .. يأمرهم الله تعالى بحبسهم أولاً في الموقف .. والتعليل بقوله تعالى: " إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ "، فيه إيذان بأن ذلك ليس للعفو عنهم، ولا ليستريحوا بتأخير العذاب .. بل ليُسألوا حقاً .. ولكن لا عن عقائدهم وأعمالهم .. فإن ذلك قد وقع قبل الأمر بهم إلى الجحيم ..
بل ليُسالوا عمّا ينطق به في قوله تعالى: " مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ "، بطريق التوبيخ والتقريع والتهكّم ..
وتأخير هذا السؤال إلى ذلك الوقت لأنه وقت تنجز العذاب، وشدّة الحاجة إلى النصرة، وحالة انقطاع الرجاء عنها بالكلية .. فالتوبيخ حينئذ أشدّ وقعاً وتأثيراً ..
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 05:28 م]ـ
الأخ لؤي
قوله تعالى
) فاهدوهم إلى صرط الجحيم، وقفوهم إنهم مسئولون، ما لكم لا تناصرون، (
متعلق في زمن ما بعد الحساب وبعد أن قادتهم الملائكة إلى صراط الجحيم لينالوا جزاءهم--هم مسئولون --ولكن ليس عن التوحيد ولا عن العقائد----هم مسئولون سؤالا تهكميا بهم هو (ما لكم لا تناصرون،) ---منتهى السخرية بهم في موقف هم فيه أذلاء --أين مناصريكم؟ لماذا لا يناصرونكم في هذا الموقف الحرج؟
ما لكم لا تناصرون،؟
فهل هذا التوجه في فهم الآية يرضيك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 05:36 ص]ـ
وقفة جميلة في ربوع القرآن أخي جمال:
(وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) 24 الصافات
وقوله نعالى (فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ) 39 الرحمن
هل يوجد تعارض بين هاتين الآيتين؟
الجواب:
لا يوجد تعارض.
كيف؟
لقد أشار القرآن بشكل مفصل إلى يوم القيامة وما فيه من أهوال شديدة.
توجد عدة محطات يمر بها المرء يوم القيامة, تتفاوت مدة الوقوف فيها, وتحتلف طريقة التعامل معها مع الإنسان.
في بعض هذه المواقف, لا يسمح للمرء بالكلام, حيث تكون جوارحه هي الناطقة:
" اليوم نختم على أفواهم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " - يس: 65
بينما يسأل الإنسان بمنتهى الدقة عما بدر منه وعما عمل في حياته من أعمال, في موقف آخر:
فوربك لنسألنهم أجمعين. عما كانوا يعملون " - الحجر: 92 - 93
وفي بعض المواقف يتبع الإنسان أسلوب الدفاع والجدل:
" يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها. وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون " - النحل: 111
وفي بعض المواقف يؤخذ المجرمون بما لديهم من علامات تميزهم عن غيرهم:
" فيومئذ لا يسأل عن ذنبه أنس ولا جان. فبأي ألاء ربكما تكذبان. يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام " الرحمن: 39 - 41
كأن المعنى هكذا: لا داعي للسؤال في هذا المورد, حيث أن وجود العلانة المميزة للمجرمين تغني عن مساءلتهم, ولذا يتم التعرف عليهم من خلال تلك العلامات ليتم أخذهم إلى النار.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 06:06 ص]ـ
الأخ لؤي
قوله تعالى
) فاهدوهم إلى صرط الجحيم، وقفوهم إنهم مسئولون، ما لكم لا تناصرون، (
متعلق في زمن ما بعد الحساب وبعد أن قادتهم الملائكة إلى صراط الجحيم لينالوا جزاءهم--هم مسئولون --ولكن ليس عن التوحيد ولا عن العقائد----هم مسئولون سؤالا تهكميا بهم هو (ما لكم لا تناصرون،) ---منتهى السخرية بهم في موقف هم فيه أذلاء --أين مناصريكم؟ لماذا لا يناصرونكم في هذا الموقف الحرج؟
ما لكم لا تناصرون،؟
فهل هذا التوجه في فهم الآية يرضيك؟
أحتاج لتعقيبك على كلامي هذا أخي الدكتور الفاضل
هل يرضيك؟؟
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 04:19 م]ـ
شكرا أخي العزيز جمال على دعوتكم لي إلى المداخلة.
" فاهدوهم إلى صرط الجحيم، وقفوهم إنهم مسئولون، ما لكم لا تناصرون، بل هم اليوم مستسلمون " - الصافات: 24 - 26
" فاهدوهم إلى صرط الجحيم"
في هذه الآية القرآنية وقفة جمالية.
لقد كان هؤلاء العصاة في الحياة الدنيا يستنكفون عن اتباع الحق المتمثل في الصراط المستقيم, والذي عبر عنه القرآن في كثير من الموارد:
" وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " الأنعام: 153
" إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم " - الزخرف: 64
" وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم " الزخرف: 61
" وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون " المؤمنون: 74
" وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم " المؤمنون: 73
" أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم" الملك: 22
" فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما " - النساء: 175
" ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما " -الفتح: 2
وهاهم اليوم ينقادون رغم إرادتهم, صاغرين إلى صراط الجحيم.
تأمل الدقة اللفظية للقرآن في اختيار هذا التعبير (صراط الجحيم) ليذكر هؤلاء المجرمين بما كانوا عليه من استكبار وعناد في الحياة الدنيا في عدم اتباع (الصراط المستقيم) في الحياة الدنيا.
والمراد من اللفظ القرآني (فاهدوهم) هو إيصالهم مجبرين إلى الصراط, واستخدام هذا اللفظ, أي التعبير عن إيصالهم إلى الصراط بالهداية إنما هو من باب الاستهزاء بهم, ونجد مثل هذا التعبير في مواقف قرآنية أخرى كقوله تعالى:
" فبشرهم بعذاب أليم "
حيث أن البشارة إنما تكون عادة بالنعيم وليس بالعذاب.
سأعود لإكمال الجوانب الأخرى.(/)
الإجابة والاستجابة
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 10:39 م]ـ
قيل: الاستجابة فيه: قبول لما دعا إليه، ولذا وعد الله سبحانه الداعين بالاستجابة في قوله سبحانه: (ادعوني أستجب لكم)، والمستجيبين بالحسنى في قوله: (للذين استجابوا لربهم الحسنى)، وأما قوله سبحانه: (ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم) مع أن الظاهرَ نفيُ مطلقِ الجواب فلأنّ الغرض بيان خيبتهم وعدم حصول مأمولهم ومتوقعهم من قبول الشركاءِ دعاءَهم وشفاعتَهم عند الله، على أن كونَ الظاهر نفيَ مطلقِ الجواب غيرُ ظاهر بدليل أنه سبحانه حكى عن الشركاء في موضع آخر بقوله تعالى: (وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون)، فالمنفي هو قبول الدعوة فقط. وليست كذلك الإجابة، لأنه يجوز أن يجيب بالمخالفة كما يقول السائل: أتوافق في هذا المذهب أم تخالف؟ فيقول المجيب: أخالف.
(منقول)(/)
روعة التصوير الفني في القرآن -سيد قطب -
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 04:32 م]ـ
روعة التخييل والتصوير الفني في القرآن
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في كتاب التصوير الفني
((قليل من صور القرآن هو الذي يعرض صامتاً ساكناً ـ لغرض فني يقتضي الصمت والسكون ـ أما أغلب الصور ففيه حركة مضمرة أو ظاهرة، حركة يرتفع بها نبض الحياة، وتعلو بها حرارتها. وهذه الحركة ليست مقصورة على مشاهد القصص والحوادث، ولا على مشاهد القيامة، ولا صور النعيم والعذاب، أو صور البرهنة والجدل. بل إنها لتلحظ كذلك في مواضع أخرى لاينتظر أن تلحظ فيها.
ويجب أن ننبه إلى نوع هذه الحركة، فهي حركة حية مما تنبض به الحياة الظاهرة للعيان، أو الحياة المضمرة في الوجدان. هذه الحركة هي التي نسميها (التخييل الحسي)، وهي التي يسير عليها التصوير في القرآن لبث الحياة في شتى الصور، مع اختلاف الشيات والألوان.
وظاهرة أخرى تضح في تصوير القرآن وهي (التجسيم): تجسيم المعنويات المجردة، وإبرازها أجساماً أو محسوسات على العموم. إنه ليصل في هذا إلى مدى بعيد، حتى ليعبر به في مواضع حساسة جد الحساسية، يحرص الدين الاسلامي على تجريدها كل التجريد، كالذات الإلهية وصفاتها. ولهذا دلالته الحاسمة أكثر من كل دلالة أخرى، على أن طريقة (التجسيم) هي الأسلوب المفضل في تصوير القرآن، مع الاحتراس والتنبيه إلى خطورة التجسيم في الأوهام.
والآن نأخذ في ضرب الأمثال.
1 ـ لون من ألوان (التخييل) يمكن أن نسميه (التشخيص) يتمثل في خلع الحياة على المواد الجامدة، والظواهر الطبيعية، والانفعالات الوجدانية. هذه الحياة التي قد ترتقي فتصبح حياة إنسانية، تشمل المواد والظواهر والانفعالات، وتهب لهذه الأشياء كلها عواطف آدمية، وخلجات إنسانية، تشارك بها الآدميين، وتأخذ منهم وتعطي، وتتبدى لهم في شتى الملابسات، وتجعلهم يحسون الحياة في كل شيء تقع عليه العين، أو يتلبس به الحس، فيأنسون بهذا الوجود أو يرهبونه، في توفز وحساسية وإرهاف.
هذا هو الصبح يتنفس: (والصبح إذا تنفس). فيخيل إليك هذه الحياة الوديعة الهادئة التي تنفرج عنها ثناياه، وهو يتنفس فتتنفس معه الحياة، ويدب النشاط في الأحياء، على وجه الأرض والسماء.
يتبع
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 04:32 م]ـ
وهذا هو الليل يسرع في طلب النهار، فلا يستطيع له دركاً: (يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً). ويدور الخيال مع هذه الدورة الدائبة، التي لا نهاية لها ولا ابتداء.
أو هذا هو الليل يسري: (والليل إذا يسر). فتحس سريانه في هذا الكون العريض، وتأنس بهذا الساري على هينة واتئاد!
وهاتان هما الأرض والسماء عاقلتين، يوجه إليهما الخطاب، فتسرعان بالجواب: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان، فقال لها وللأرض: ائتيا طوعاً أو كرهاً. قالتا: أتينا طائعين). والخيال شاخص إلى الأرض والسماء. تدعيان وتجيبان الدعاء.
وهذه هي الشمس والقمر والليل والنهار في سباق دائم ولكن:
(لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار). وإنه لسباق جبار، لا يني أو يفتر في ليل أو نهار.
وهذه هي الأرض (هامدة) مرة و (خاشعة) مرة، ينزل عليها الماء فتهتز وتحيا: (وترى الأرض هامدة، فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت، وأنبتت من كل زوج بهيج). وهكذا تستحيل الأرض الجامدة، كائناً حياً بلمسة واحدة في لفظة واحدة.
وهذه جهنم. جهنم النهمة المتغيظة التي لا يفلت منها أحد، ولا تشبع بأحد! جهنم التي تدعو من كانوا يدعون إلى الهدى ويدبرون، وهم لدعوتها على الرغم منهم يجيبون: جهنم التي ترى المجرمين من بعيد فتتغيظ وتفور!
(يوم نقول لجهنم: هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيد؟). (إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً). (إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور، تكاد تميز من الغيظ).
وهذا هو الظل الذي يلجأ إليه المجرمون: (وظل من يحموم. لا بارد ولا كريم). ففي نفسه كزازة وضيق، لايحسن استقبالهم، ولا يهش لهم هشاشة الكريم، فهو ليس فقط (لا بارد)، ولكن كذلك (ولا كريم)!
وهذه هي الرياح لواقح: (وأرسلنا الرياح لواقح) بما تحمل من ماء. ولكن التعبير عنها أكسبها حياة حيوانية، تلقح وتنتج!
وهذا هو الغضب، أو هذا هو الروع، أو هذه هي البشرى، تهيج وتسكن، وتوحي وتسكت، وتجيء وتذهب:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح). (ولما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط) ...
يتبع
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 04:34 م]ـ
2 ـ ولون من ألوان (التخييل) يتمثل في تلك الصور المتحركة التي يعبر بها عن حالة من الحالات أو معنى من المعاني. فصورة الذي يعبد الله على حرف (فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه). وصورة المسلمين قبل أن يسلموا، وهم 0على شفا حفرة من النار). وصورة الذي (أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم). كلها صور تخيل للحس حركة متوقعة في كل لحظة.
وقريب من هذه الصور في التخييل ولوج الجمل في سم الخياط، الموعد المضروب لدخول الكافرين الجنة بعد عمر طويل. فالخيال يظل عاكفاً على تمثل هذه الحركة العجيبة، التي لاتتم ولا تقف ما تابعها الخيال!
والصورة التي تخيلها الآية: (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً).
فالخيال يظل يتصور تلك الحركة الدائبة: حركة الامتداد بماء البحر لكتابة كلمات الله، في غير ما توقف ولا انتهاء، غلا أن ينتهي البحر بالنفاد!
وشبيه بهذه الصور ما تخيله للحس هذه الآية: (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) والآية: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر) فلفظة الزحزحة ذاتها تخيل حركتها المعهودة. وهذه الحركة تخيل الموقف على شفا النار، ماثلاً للخيال والأبصار!
3 ـ ولون من ألوان التخييل) يتمثل في الحركة المتخيلة، التي تلقيها في النفس بعض التعبيرات مثل: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل، فجعلناه هباء منثوراً). (فقدمنا) ذلك أنها تخيل للحس حركة القدوم التي سبقت نثر العمل كالهباء. وهذا التخييل يتوارى بكل تأكيد لو قيل: وجعلنا عملهم هباء منثوراً. حيث كانت تنفرد حركة النثر وصورة الهباء، دون الحركة التي تسبقها: حركة القدوم.
ومثلها: (قل أندعو من دون الله ما لاينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا). فكلمات (نرد على أعقابنا) تخيل حركة حسية للارتداد في موضع الارتداد المعنوي، وتمنح الصورة حياة محسوسة.
ومن هذا القبيل: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) في موضع: لاتطيعوا الشيطان. فإن كلمتي: تتبعوا، وخطوات، تخيلان حركة خاصة. هي حركة الشيطان يخطو والناس وراءه يتبعون خطواته. وهي صورة حين تجسم هكذا تبدو عجيبة من الآدميين، وبينهم وبين الشيطان الذي يسيرون وراءه، ما أخرج أباهم من الجنة!
وكذلك: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان). باختلاف يسير، هو أن الشيطان في هذه المرة هو الذي تبع هذا الضال ولازمه ليغويه: (فكان من الغاوين)!
ومن هذا الوادي: (ولا تقف ما ليس لك به علم) فحركة الاقتفاء تتهيأ للذهن، ويتمثلها الخيال (بالجسم والأقدام، لا يمجرد الذهن والجنان).
4 ـ ولو من (التخييل) يتمثل في الحركة الممنوحة لما من شأنه السكون كقوله: (واشتعل الرأس شيباً) فحركة الاشتعال هنا تخيل للشيب في الراس حركة كحركة اشتعال النار في الهشيم، فيها حياة وجمال.
وأما (التجسيم) فقد وردت له أمثلة كثيرة. ومنه كل التشبيهات التي جيء بها لا حالة المعاني والحالات صوراً وهيئات.
نذكر منها: (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف) و (يا أيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر، فمثله كمثل صفوان عليه تراب). و (مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله، وتثبيتاً من أنفسهم، كمثل جنة بربوة ... ) إلخ.
ولكن الذي نعنيه هنا بالتجسيم، ليس هو التشبيه بمحسوس، فهذا كثير معتاد، إنما نعني لوناً جديداً هو تجسيم المعنويات، لا على وجه التشبيه والتمثيل، بل على وجه التصيير والتحويل.
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 04:35 م]ـ
.... إنتهى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 09:43 م]ـ
بارك الله بك على هذا الكلام لسيد الشهداء سيد
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 11:05 م]ـ
وفيك البركة أخي جمال
يقول الشهيد سيد رحمه الله متحدثا عن التنويع في مشاهد تصوير النعيم
1/ مشاهد مادية محسوسة
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها قوله تعالى: َ ((َصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30) وَمَاء مَّسْكُوبٍ {31} وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ {32} لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ {33} وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ {34} إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء {35} فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً {36} عُرُباً أَتْرَاباً {37} لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ {38} ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ {39} وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ)) الواقعة
نعيم مادي محسوس يتمتع به المؤمنون في الجنةوهو متاع دائم، يلبي هواتف المخاطبين وأشواقهم.
و قوله تعالى:
((هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ {49} جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ {50} مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ {51} وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ {52} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ {53} إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ {54))) ص
2/ مشاهد معنوية:
ومنها قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً {96})) مريم
صورة لنعيم معنوي لطيف قوامه الود السامي بين الرحمن والمؤمنين .... وهم ود يشع في الملأ الأعلى، ثم يفيض على الأرض فيمتلئ به الكون كله
3/ مشاهد يمتزج فيها المادي بالمعنوي:
ومنها قوله تعالى إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ {40} أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ {41} فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ {42} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ {43} عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ {44} يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ {45} بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ {46} لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ {47} وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ {48} كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ {49})) وهنا يمتزج النعيم المادي المحسوس بالنعيم المعنوي النفسي الرقيق
رحمة الله عليك ياسيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 11:10 م]ـ
الأخ عمر
ما نقلته عن الشهيد
(3/ مشاهد يمتزج فيها المادي بالمعنوي:
ومنها قوله تعالى إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ {40} أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ {41} فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ {42} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ {43} عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ {44} يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ {45} بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ {46} لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ {47} وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ {48} كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ {49})) وهنا يمتزج النعيم المادي المحسوس بالنعيم المعنوي النفسي الرقيق)
لم أجد فيه غير النعيم المادي فلربما غيّر كلامه في الظلال
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 11:27 م]ـ
المعنوي قصد ((لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون))
مشاهد يوم القيامة في القرآن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 11:29 م]ـ
عمر
أشكرك
هلا نقلت الآية بطريقة النسخ من المصحف--
http://www.al-eman.com/Quran/default.asp?Page=Dislaytext
ـ[أم أحمد بدر]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 01:08 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ عمر
الأمثلة التي ذكرتها من القرآن الكريم رائعة جدا وقد جعلتني أبحث في كل آية أقرأها عن تلك الحركة وتلك الصور وذلك النفس
ـ[أم أحمد بدر]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 01:46 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ عمر
الأمثلة التي ذكرتها من القرآن الكريم رائعة جدا وقد جعلتني أبحث في كل آية أقرأها عن تلك الحركة وتلك الصور وذلك النفس
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 02:14 م]ـ
وبورك فيكِ
أختنا المحترمة أم أحمد
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 05:34 م]ـ
بعد الحديث عن النعيم يأتي الحديث عن العذاب
يقول الشهيد سيدقطب رحمه الله متحدثا عن التنويع في تصويرمشاهد العذاب
1/ عذاب مادي محسوس:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: ((َذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ {62} إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ {63} إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ {64} طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ {65} فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ {66} ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ {67} ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ {68})) الصافات
عذاب مخيف مرعب، يرتسم أمام القارئ صورا شاخصة، يرى الكفار وهم يأكلون من شجرة الزقوم حتى تمتلئ بطونهم، ثم يشربون شوبا من حميم، وبعد هذه الوجبة، يراهم يغادرون المائدة عائدين إلى الجحيم مقرهم الدائم والمقيم.
وقال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً {56})) النساء,,يقول سيد في الظلال: إنه مشهد لا يكاد ينتهي، مشهد شاخص متكرر يشخص له الخيال ولا ينصرف عنه .. إنهاالهول .. وللهول جاذبية آسرة قاهرة، والسياق يرسم ذلك المشهد ويكرره بلفظ واحد .. (كلما) ويرسمه كذلك عنيفا مفوعا بشطر جملة. (كلما نضجت جلودهم) .. ويرسمه عجيبا خارقا للمألوف بتكملة الجملة .. (بدلناهم جلودا غيرها) .. ويحمل الهول الرهيب المفزع في جملة شرطية واحدة لا تزيد ..
2/مشاهد لعذاب معنوي:
قال تعالى: ((إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً {40})) النبأ
العذاب هنا نفسي نراه في تعبير الكافر (يا يليتني كنت ترابا).وهو تعبير يلقي ظلال الرهبة والندم، حتى ليتمنى الكائن الإنساني أن ينعدم، ويصير إلى عنصر مهمل زهيد، ويرى هذا أهون من مواجهة الموقف الشديد .. (من الظلال)
3/ مشاهد يمتزج فيها المادي بالمعنوي:
قال تعالى: ((إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ {43} طَعَامُ الْأَثِيمِ {44} كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ {45} كَغَلْيِ الْحَمِيمِ {46} خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ {47} ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ {48} ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ {49} إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ {50})) الدخان .. مادي في قوله طعام،، يغلي، صبوا ومعنوي في إهانته ذق إنك أنت العزيو الكريم ,,عذاب مادي وإهانة معنوية
كذلك في قوله تعالى: ((يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً {42} النساء
عذاب مادي مع الخزي والهوان(/)
صور سفينة نوح على جبل الجودي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 10:34 م]ـ
ما أدق عبارة القرآن--القرآن الذي لا تنقضي عجائبه
قال تعالى (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) 44 هود
وبالفعل فإن سفينة نوح استوت على الجودي--وهو جبل في تركيا
صور سفينة نوح على جبل الجودي ( http://www.angelfire.com/nj2/quraish/safinah.html)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 11:33 م]ـ
الأمر الملفت للإنتباه أن الإنجيل ذكر رسو سفينة نوح على جبل أرارات في تركيا--ولم تجد البعثات العلمية هناك شيئا
أمّا هذا الإكتشاف الهام فإنّ أهميته تنبع من اكتشاف السفينة على جبل الجودي الذي ذكر اسمه القرآن بدقة
قال تعالى "وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ "
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 11:55 م]ـ
الأخ الفاضل جمال ..
بالإضافة إلى ما ذكرته - حفظك الله - من تطابق اسم الجبل حيث اكتُشفت السفينة مع اسمه في القرآن ..
نجد أن اختيار القرآن الكريم لهذا الاسم بالذات: (الجودي) .. له حكمة بيانية ..
إذ لا مانع من أن يكون (الجودي) صفة للجبل نفسه ..
فهو منسوب إلى الجود، لأن الله تعالى الذي أنجى نوحاً ومن آمن معه جواد ..
ولأن نوحاً ومن معه من المؤمنين أجواد ..
فالمؤمن كريم غالباً لأنه يؤمن أن الرزق من الله الرزّاق، وأن الحسنات يذهبن السيّئات، ولا سيّما أن الحسنة بعشرة أمثالها .. بل قد تكون الحسنة بسبعمئة ضعف والله يضاعف لمن يشاء .. والله تعالى يقول: " مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء ".
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 11:59 م]ـ
إذا ليس صحيحا أنها رست على جبل الطور مقابل الأقصى؟؟؟؟
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 01:28 ص]ـ
جمال العزيز: لك خالص الود.
في هذه الآية صور بلاغية في قمة الروعة والجمال:
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) 44 هود
هذه الآية تحكي تصور حدثا بعبارات موجزة مختصرة, تحتوي على لمسات بلاغية في غاية الجمال.
تأملوا هذا المقطع:
" وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي "
فيه إشارة موجزة إلى اشتراك السماء والأرض في عملية إطغاء الماء بأمر الله سبحانه وتعالى.
تأملوا هذه المقاطع:
(قيل)
(قضي الأمر)
(قيل بعدا)
لم يُصرح باسم الفاعل في هذه المقاطع الثلاثة, بل جاءت الأفعال في صيغة المبني للمجهول, وذلك من باب التعظيم, حيث أن هذه الأحداث التي تمت إنما فاعلها واحد لا يشاركه في أفعاله أحد.
تأملوا هذين المقطعين:
وَغِيضَ المَاءُ (حذف الفاعل وهو الأرض)
وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ - (حذف الفاعل وهو السفينة)
تأملوا التجانس اللغوي في (اقلعي) و (ابلعي)
روت كتب السير, أن مجموعة من الزنادقة الفصحاء اجتمعوا في عرفة, على أن يلتقوا بعد عام يأتي فيه كل واحد منهم بشيء يعارض فيه شيئا من القرآن الكريم, وكان من بينهم, ابن المقفع الذي فتح المصحف الشريف, فوقع بصره على هذه الأية, فوقف مشدوها صاغرا أمام عظمة بلاغتها, فاعترف بعجزه الكبير أمام هذا الجمال المتميز, وقال: لا يقدر أحد أن يصنع مثل هذا.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 01:48 ص]ـ
وددت أن أشير إلى جانب بلاغي آخر في هذه الأية الشريفة:
تأملوا هذا المقطع القرآني مرة أخرى:
(يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ)
أمر إلهي يصدر إلى الجمادات فتستجيب لأمره.
على ما ذا يدل هذا؟
الفائدة الأولى:
معروف أن السماء والأرض من الموجودات الضخمة جدا, ولذا فإن وجود متصرف وقادر يمتلك القدرة في أن تستجيب هذه الأشياء الضخمة لأمره, ليدل على عظمته اللامتناهية وقوته النافذة.
الفائدة الثانية:
إذا كانت القدرة الألهية تنفذ إلى الجمادات فنفوذها إلى الأحياء سيكون من باب أولى.
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 11:37 ص]ـ
لا يا تهامي .. فالذين قالوا إنها على طور بيت المقدس, هم مسلمون استدلوا بالقرآن .. لأجل ذلك لا نصدقهم ..
أما الذين قالوا بخلاف ذلك, فقدوا استدلوا بالتوراة والخراريف .. فهم أولى بالتصديق!.
أما قول جمال إن وصف الجبل بالجودي نسبة إلى الجود, فقول لم يسبقه إليه أحد, فهو بالضرورة بدعة .. إلا ما سبقه إليه به الشيخ صلاح الدين حفظه الله, وهو ((مبتدع أسبق))!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 11:40 ص]ـ
أما قول جمال إن وصف الجبل بالجودي نسبة إلى الجود, فقول لم يسبقه إليه أحد, فهو بالضرورة بدعة!.
جمال لم يقل شيئا مما قلت عنه فتنبه
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 02:41 م]ـ
نرحّب من جديد بالأخ محمد ..
تقول - حفظك الله: إن وصف جمال - مع أن القائل هو لؤي - الجبل بالجودي نسبة إلى الجود، فقول لم يسبقه إليه أحد، فهو بالضرورة بدعة .. إلا ما سبقه إليه به الشيخ صلاح الدين حفظه الله، وهو ((مبتدع أسبق))!.
وهذا القول فيه دليل على ضعف اطلاعكم في كتب التفسير والبيان.
قال الإمام البقاعي رحمه الله: " (واستوت): أي استقرّت واعتدلت السفينة (على الجودي) إشارة باسمه إلى أن الانتقام العامّ قد مضى، وما بقي إلا الجود بالماء والخير والخصب والرحمة العامّة ". والبقاعي - رحمه الله - من علماء القرن التاسع الهجري (توفي 885 هـ)!!!
ثم إن هذا القول ليس بجديد في علم البيان، وقد وضّح الدكتور عودة الله منيع القيسي هذا الأمر في كتابه (الإعجاز اللغوي في قصص نوح)، والذي صدر سنة 2001 م .. فارجعوا إليه إن شئتم، فإنه بحقّ كتاب قيّم.
فنرجو منكم أن تراعوا في مداخلاتكم النقل العلمي الأمين .. وأن لا تحكموا على ما ليس لكم به علم!!
ربّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ..
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 05:32 م]ـ
لا يا تهامي .. فالذين قالوا إنها على طور بيت المقدس, هم مسلمون استدلوا بالقرآن .. لأجل ذلك لا نصدقهم ..
أما الذين قالوا بخلاف ذلك, فقدوا استدلوا بالتوراة والخراريف .. فهم أولى بالتصديق!.
أما قول جمال إن وصف الجبل بالجودي نسبة إلى الجود, فقول لم يسبقه إليه أحد, فهو بالضرورة بدعة .. إلا ما سبقه إليه به الشيخ صلاح الدين حفظه الله, وهو ((مبتدع أسبق))!.
الأخ محمد تقول أن الذين قالوا بأن الجودي هو طور بيت المقدس مسلمون إستدلوا بالقرأن
بربك هات الأيات موضع الإستدلال؟؟ ولو آية واحدة ..
وما الدليل أن الذين قالوا بخلاف ذلك كان دليلهم التوراة والخراريف؟ هات أية من أي إصحاح اطلعت عليه أو أحجية اعتمدوا عليها
فإن لم تأتنابما قلت فأنت مخرف. ولا دلبل عندك ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 08:11 م]ـ
الأمر الملفت للإنتباه أن الإنجيل ذكر رسو سفينة نوح على جبل أرارات في تركيا--ولم تجد البعثات العلمية هناك شيئا
أمّا هذا الإكتشاف الهام فإنّ أهميته تنبع من اكتشاف السفينة على جبل الجودي الذي ذكر اسمه القرآن بدقة
قال تعالى "وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ "
هل يعرف أحد في أي منطقة يقع جبل الجودي بدقة؟؟
ـ[النفس]ــــــــ[19 - 08 - 2005, 09:39 م]ـ
قال الإمام الشافعي رحمه الله
من نال مني أو علقت بذمته ......................... سامحته لله راجي منته
كي لا أعوق مسلما يوم الجزا ....................... ء و لا أسوء محمدا في أمته
ـ[صوت الحق]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 03:01 م]ـ
إذ لا مانع من أن يكون (الجودي) صفة للجبل نفسه ..
كيف لا والله العليم الحكيم سماه!
إذن فراجع نفسك وراجع الصورة فأنت بذلك تُنقص من الحكمة التي أرادها الله العليم الحكيم فأين الصفات التي أرادها الله بصوركم التي نقلتموها لنا لِ "الجودي" فبنقلكم هذا توحون لنا أنه لو سمي "الجبل القاحل" لاكتملت الحكمة الإلهية تعالى الله عما تنقلون علواً كبيرا
"كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"
فالجودي بأل التعريف عند علماء اللغة للعهد, أي للقصد بالعين, فهي تعني جوديا معينا, لا أي جودى بالإطلاق.
وهي في جذرها من "الجود", وهي بذاتها من الكرم والعطاء والبركة.
فلنعد مرة أخرى إلى "موسوعتنا" المباركة -القرآن- ولنبحث عن بقعة "جواد" معطاء, أين نجدها؟
فيا تهامي إن أردت الشفاء فما لك إلا كتاب الله ففيه الجودي مفصلاً كما جاء بدراسة واجتهاد الشيخ صلاح الدين أبوعرفة وتعلم أن تقرأ قبل أن تبدي رأيك وتقول "هات الآيات"!!!
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=57
اللهم هذا مبلغنا من العلم, فاغفر لنا خطأنا وزلتنا
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 04:17 م]ـ
صوت الحق ,,,,
نتمنى أن تكون إسما على مسمى صوتا للحق ,وما أدراك ما الحق؟؟؟
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 09:14 م]ـ
ذكرت كتب التفسير موقع جبل الجودي في أماكن ثلاثة:
- الموصل.
- قرب الموصل.
- بآمل بالشام.
كما ذكرت بعصها أنه الجودي تعني أي جبل.
" الجودي جبل بقرب الموصل " (1)
" ... الجودي , جبل بالوصل وقيل بالشام وقيبل بآمل " (2)
قال الزجاج: هو بناحية آمد. وقال غيره بقرب الموصل. (3)
الجودي ... جبل بالجزيرة بقرب الموصل. (4)
" واستوت السفينة على جبل بالجزيرة يقال له الجودي " (5)
" واستقرت السفينة على الجودي وهو جبل بالموصل " (6)
" على الجودي وهو جبل بالجزيرة بقؤب الموصل " (7)
" واستوت السفينة على الجودي وهو جبل بالموصل عظيم " (8)
" على الجودي .... وهو جبل بالموصل أو باالشام أو بآمل ... والمشهور الأول " (9)
وقال ابن كثير: قال الضحاك الجودي جبل بالموصل. وقال بعضهم هو الطور. (10)
إن المتتبع لكتب التفسير يجد بعضها تشير إلى الجودي أنه بالموصل , وبعضها تضع احتمالات أخرى ولكن يبقى الموصل من ضمن تلك الاختيارات, والذي يستنتجه المتتبع لأقوال العلماء أن احتمالية الجودي هو الجبل الذي رست عليه السفينة احتمال قوي.
لم أجد في تتبعي لكتب التفسير من أشار إلى جبل الطور بشكل مستقل, فحتى ابن كثير أشار إليه ضمن اختيار آخر وهو جبل بالموصل.
والله أعلم.
---
(1) تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
(2) أنوار التنزيل للبيضاوي.
(3) مجمع البيان للطبرسي.
(4) تفسير الجلالين للسيوطي.
(5) التفسير للكبير للرازي.
(6) الكشاف للزمحشري.
(7) معالم التنزيل للبغوي.
(8) تفسير القمي.
(9) روح المعاني للألوسي.
(10) تفسير ابن كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 09:38 م]ـ
الأخ صوت الحق ..
لا أدري لماذا تطالبوننا دائماً بمراجعة النفس، مع أنكم تصفون عقولنا بالضعيفة ..
وأنت لا شكّ تعلم، أن من كان عقله ضعيفاً .. فهو لا يملك القدرة على مراجعة نفسه ..
ولكن بما أنكم انتم ذوو العقول المستنيرة .. القادرة على التمييز بين العلم والفيلم ..
فنظنّ أنكم أنتم المطالبون بمراجعة النفس ..
فهل تظنّ حقاً - أخي الفاضل - أن فلسطين كانت يوماً ما مغمورة تحت الماء؟
أو أن القدس الشريف - هذه البقعة الطاهرة - كان في يوم من الأيام تحت الغرق؟
ثم هل أنا وأنت وأهل فلسطين جميعاً نعتبر من ذرية نوح عليه السلام؟
إذ لا بدّ من أن يكون أهلها قد انقرضوا بعد الطوفان ..
ثم أقامت ذرية نوح فيها بعد استواء السفينة على جبل الزيتون - كما تدّعون - فتناسلوا وتوالدوا؟؟
ولا أدري ما المانع عندكم من أن تكون السفينة قد استوت على الجودي غربي العراق (كردستان)، كما يقول المفسّرون ..
فأرض كردستان الجبلية مليئة ومشهورة أيضاً بأشجار الزيتون ..
أم أن شجرة الزيتون المباركة عندكم صناعة فلسطينية محلية؟
أم أن بركتها مقصورة على أرض فلسطين وحدها؟
آتونا بالدليل العلمي الموثّق ..
ثم طالبونا بعدها بمراجعة النفس ..
أما بحججكم هذه ..
فما من أحد مطالب بمراجعة نفسه إلا أنتم!!
ـ[صوت الحق]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 10:22 م]ـ
كيف لا والله العليم الحكيم سماه!
إذن فراجع نفسك وراجع الصورة فأنت بذلك تُنقص من الحكمة التي أرادها الله العليم الحكيم فأين الصفات التي أرادها الله بصوركم التي نقلتموها لنا لِ "الجودي" فبنقلكم هذا توحون لنا أنه لو سمي "الجبل القاحل" لاكتملت الحكمة الإلهية تعالى الله عما تنقلون علواً كبيرا
"كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"
فالجودي بأل التعريف عند علماء اللغة للعهد, أي للقصد بالعين, فهي تعني جوديا معينا, لا أي جودى بالإطلاق.
وهي في جذرها من "الجود", وهي بذاتها من الكرم والعطاء والبركة.
فلنعد مرة أخرى إلى "موسوعتنا" المباركة -القرآن- ولنبحث عن بقعة "جواد" معطاء, أين نجدها؟
فيا تهامي إن أردت الشفاء فما لك إلا كتاب الله ففيه الجودي مفصلاً كما جاء بدراسة واجتهاد الشيخ صلاح الدين أبوعرفة وتعلم أن تقرأ قبل أن تبدي رأيك وتقول "هات الآيات"!!!
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=57
اللهم هذا مبلغنا من العلم, فاغفر لنا خطأنا وزلتنا
لا تراوغ وعقب على ما جاء في ردك "إذ لا مانع من أن يكون (الجودي) صفة للجبل نفسه .. "
أما زلت مصمماً على أن الصور تمثل "الجودي" بكل ما تحمله كلمة الله من معاني وصفات؟!
والسؤال كذلك لتهامي فالحق أحق أن يتبع
أما صاحب الموضوع فليس مطلوب منه إلا نسخ ما يقوله أخونا لؤي والتصفيق له حتى وإن أدرك أن لا أساس له من الصحة!!!!!
أما عن العقول فالإشارة كانت لموضوع المنسأة!
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 10:23 م]ـ
أشار القرطبي في تفسيره إلى رأي: ويقال أكرم الله ثلاثة جبال بثلاثة نفر الجودي بنوح وطور سيناء بموسى وحراء بمحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. (1)
في هذه الإشارة تفريق بين جبل الجودي وبين جبل الطور.
مضمونا هذه العبارة صحيحة.
لو أن القرطبي لم يذكر هذه العبارة بصيغة المبني للمفعول لكان أفضل وأقوى في الاستدلال.
(1) - نفسير القرطبي.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[20 - 08 - 2005, 11:37 م]ـ
أود التأكيد على شيء:
إن القرآن الكريم لم يذكر مكان الجودي تحديدا، لأن العبرة ليست في اسم المكان وإنما في النتيجة النهائية وتوخي العبرة من قصة الطوفان.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 08 - 2005, 12:05 ص]ـ
الأخ صوت الحق ..
لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً "، ولولا أنه عليه أفضل الصلاة والسلام قال: " إن من أحبّكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن من أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة: الثرثارون، والمتشدّقون، والمتفيهقون " .. لمزّقنا كلامكم هذا كل ممزّق ..
فإني أراك تقول: أما زلت مصمّماً على أن الصور تمثل "الجودي" بكل ما تحمله كلمة الله من معاني وصفات؟!
وما أراني إلا حائراً في فهمكم وطريقة استدلالكم!!! فأين رأيتَ، وفي أي مداخلة قرأتَ - أخي الفاضل - أنني تعرّضت إلى الصور المرفقة للسفينة؟ فهل أنا نبزت بكلمة واحدة عن صور السفينة، لتسألني: أما زلت مصمّماً؟ فكيف لا أزال، إن لم أكن أصلاً ومطلقاً؟
ثم أجدك تقول: أما صاحب الموضوع فليس مطلوب منه إلا نسخ ما يقوله أخونا لؤي والتصفيق له حتى وإن أدرك أن لا أساس له من الصحة!!!!!
وأنا أسأل: وما هذا الذي ينسخه أخي جمال من قولي؟ ففي الحقيقة أنا هو الذي ينسخ منه .. وأنا الذي يصفّق له - أدامه الله لنا .. ثم ألا ترى - أخي الكريم - أنك دائماً تصفّق بيديك لصاحبيك أمين وأبي عرفة؟ أم أن تصفيقكم لبعضكم حلال، وتصفيقنا لمن نؤيّد محرّم؟!!!!!
ثم ما هو هذا الشيء الذي قلته أنا، وليس له أساس من الصحة؟ هل هي أسألتي التي وجّهتها لك؟ فما هي إلا أسئلة .. أخي الكريم .. أسئلة تنتظر منكم الإجابة .. ولا علاقة لها بالصحّة إطلاقاً ..
يكفينا اليوم من لغتكم هذه .. والليل قد ولّى، والنعاس قد طرق العين عابثاً، والرأي أن نستجمّ لننشط، ونستريح لنتعب، وإذا حضرت في الليلة القابلة أخذنا في حديث "الجودي" إن شاء الله، وأنا أزوّدك هذه الأسئلة لتكون لك باعثاً على أخذ العتاد بعد اختماره في صدرك، وتحيل الحال به عند خوضك وفيضك، ولا تجبن جبن الضعفاء، ولكن قل واتّسع مجاهراً بما عندك، وهات آيتك الباهرة، ومعجزتك القاهرة، وأنّى لك بهما، وهذا قد بان بغير نظرك ونظر أصحابك.
ودمتم لنا سالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)