ـ[مبارك3]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 02:36 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز
تحية طيبة ومباركة لك
أريد منك أخي العزيز إجمالاَ مختصرا لرأي ابن تيمية في المجاز
وهل يؤمن بالمجاز في القرآن الكريم؟
وما هو رأيه في قوله تعالى ((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاَ))
فهل للفظة أعمى استعمالان في اللغة؟
وإن كان لها ذلك فما الدليل؟
وإن لم يكن , فما توجيه ابن تيمية لهذه الآية؟
وأمثالها
ـ[مبارك3]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 02:52 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز
أعزك الله وسدد خطاك
أتمنى أن تلخص رأي ابن تيمية في المجاز في عبارت قليلة نفهم من خلالها خلاصة رأيه
وما رأي ابن تيمية في قوله تعالى ((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً))
فهل للفظة أعمى استعمالان؟
إن كان ذلك فما الدليل؟
وإن لم يكن. فما توجيه ابن تيمية في تلك الآية؟
ولك جزيل الشكر
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 08:32 م]ـ
تابع ...........
كان لا بد لأنصار ثبوت المجاز من التصدي .... لهذه الدعوى الخطيرة ... دعوى ان المجاز اخو الكذب ... لأنها ان سلمت ... اصبح القرآن بريئا من المجاز ... وفاقا ...
بل السنة ايضا ... لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفي عن الانبياء ان تكون لهم خائنة الاعين فضلا عن الكذب ....
لكن مهمة البلاغيين صعبة جدا .... لان بنية المجاز الداخلية مبنية على الادعاء .... والادعاء شكل من اشكال الكذب لا ريب ... فكيف يقول مسلم .. ان الله سبحانه ادعى ... ان الصبح يتنفس .... وان الجدار يريد ان ينقض .. وان القرية لها سمع ووعي ... ؟؟؟
فلننظر اولا .. الى اعتراف المجازيين ..... بدخول الادعاء فى قلب المجاز .. وخاصة الاستعارة منه .... :
قال الخطيب القزويبي فى الايضاح:
"وقيل الاستعارة مجاز عقلي بمعنى أن التصرف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لا تطلق على المشبه إلا بعد ادعاء دخوله في جنس المشبه به. لأن نقل الاسم وحده لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة. ولما كانت الاستعارة أبلغ من الحقيقة لأنه لا بلاغة في إطلاق الاسم المجرد عاريا عن معناه ولما صح أن يقال لمن قال رأيت أسدا يعني زيدا أنه جعله أسدا كما لا يقال لمن سمى ولده أسدا إنه جعله أسدا لأن جعل إذا تعدى إلى مفعولين كان بمعنى صير فأفاد إثبات صفة للشيء فلا تقول جعلته أميرا إلا على معنى أنك أثبت له صفة الإمارة "
جاء هذا النص فى سياق اختلاف البيانيين فى طبيعة الاستعارة ... أهي مجاز لغوي .. ام عقلي ..
فمعنى ان تكون الاستعارة مجازا لغويا ...... هو ان التصرف الذى حصل لغوي بحت ... فالاسم الذى اعطي للسبع ... "اسد"استعير منه ... وسمي به انسان .. فنكون قد اخذنا لفظا من جهة ما .... وجعلناه لجهة اخرى .. فمادة التعامل هنا هي اللفظ اي اللغة ... فالاستعارة اذن مجاز لغوي ..
لكن هذا التصور للاستعارة لم يرض الفريق الآخر ... واحتجوا ... بما اورده الخطيب القزويني .. من الزام: فمن سمىولده "سيفا" او" فهدا" او " شمسا" .....
فقد استعار .... فهذه الاعلام مجاز على مذهبكم .... ولا تقولون به .. وهذا تناقض ...
وقالوا بل الاستعارة مجاز عقلي .... ومعنى ذلك .... ان عقولنا تصرفت بالقدرة التخييلية .... فتوهمت ان هذا الانسان الماثل امامنا ... ليس انسانا ... بل دخل فى جنس السباع ... فأطلقنا عليه اسم "اسد" بعد ذلك .... وليست البلاغة فى استعارة الفاظ ... بل فى استعارة المعاني ... والمعاني عقلية ... فثبت ان الاستعارة مجاز عقلي وهذا هو المطلوب ...
ورد الفريق الاول: لكن اسم "اسد" وضع فى الاصل للسبع ... واستعمل هنا فى غير ما وضع له ... والوضع والاستعمال امور لغوية ...
لكن الامر الحرج فى اعتبار الاستعارة مجازا عقليا .. هوخروج الاستعارة الى الحقيقة ... فلن تعود مجازا ..
قال ابن يعقوب المغربي .... فى "مواهب الفتاح"وهو احد شراح التلخيص ... وهو يعلق على تعريف الحقيقة عند السكاكي .. باعتبارها "الكلمة المستعملة فيما وضعت له":
(يُتْبَعُ)
(/)
"ولما كانت الاستعارة موضوعة قطعا على كل قول وانما الخلاف فى انها مجاز لغوي أو عقلي على ما تقدم بيانه ... (في شرحه) ... فعلى انها مجاز عقلي فهي حقيقة لغوية لا يصح اخراجها [يقصد اخراجها من تعريف الحقيقة ... ] وانما يخرج المجاز المرسل .. وعلى انها مجاز لغوي يحتاج الى اخراجها إذ لا تخرج بالوضع للاتفاق على وضعها لكن وضعها للمشبه بتأويل اي ادعاء انه من جنس المشبه به الذي وضع له اللفظ أصالة احتاج الى زيادة قيد لاخراجها إذ هي مجاز لغوي على هذا وذلك القيد هو ان وضع الحقيقة لا تأويل فيه ولا ادعاء ووضع الاستعارة فيه تأويل وادعاء لذلك زاد قيد قوله (من غير تأويل فى الوضع) ... انتهى.
وهكذا يلاحظ .. ان الادعاء لازم لمعنى الاستعارة ... سواء أتبنينا التصور الاول ... ام الثاني .... مع ان جل البيانيين ... يذهبون الى المجاز اللغوي .... فى تعريف الاستعارة ...... لان القول بالمجاز العقلي قد يلحق الاستعارة بالحقيقة ... ويفقد المجاز رافدا هاما جدا هو الاستعارة ...
قال ابن يعقوب:
(على اصح القولين) وهو القول بأن الاستعارة مجاز لغوي كما ذكرنا لأنها- ولو بولغ فى التشبيه فيها حتى ادعي دخول المشبه فى جنس المشبه به على ما تقدم-لا يقتضي ذلك كونها مستعملة فيما وضعت له حقيقة وانما استعملت فى غير ما وضعت له بالاصالة فاحتيج الى الاحتراز عنها كما بيننا لتخرج إذ هي مجاز لغوي فلو دخلت فى الحقيقة فسد حدها وأما ان بنينا على القول بأنها حقيقة لغوية بناء على انها استعملت فيما وضعت له حقيقة لأن التصرف وقع اولا في أمر عقلي بأن جعل المشبه نفس المشبه به فلما جعل نفسه أطلق اللفظ على ذلك المشبه لا على انه مشبه بل على انه نفس المشبه به فقد استعملت فى معناها الاصلي فكانت حقيقة لغوية .. "
القاريء غير المختص سيشعر عند فراغه من نص ابن يعقوب ... ان هناك "أزمة" ما ... تتعلق بتصور الاستعارة ... لكنه قد لا يعي جذور الازمة .... فلا بد من توضيح .... (يستغني عنه المهتمون بالبلاغة):
القول الاول ... الذي ينص على ان الاستعارة مجاز عقلي ... يصر على اننا لم نطلق اسم اسد على الفرد ... الا بعد ان جعلناه بأذهاننا اسدا .... لأن نقل الاسم بدون صورة الاسد ليس بليغا ... كما لو سميت ابنك "اسد" ... فيكون الاسم علما محضا لا استعارة باتفاق ...
إذن جاءت التسمية بعد ان اعتبر العقل الشخص اسدا .... وهنا تأتي المفاجأة: لا مجاز هنا ... لاننا استعملنا الكلمة فيما وضعت له ... فهي حقيقة .....
وهذا مثال يوضح ذلك ... :الطفلة الصغيرة عندما تسمي دميتها عروس ... لا تستعمل المجاز .. كلا .. فالدمية فى نظرها عروس حقيقية ... وليس مجرد شيء مشبه بالعروس ... فقد تخيلت الدمية عروسا .. وسمتها كذلك ... فالدمية فى تصورها ليست خشبا او بلاستيك تمثل العروس .. بل هي عروس .. لا اقل ولا اكثر ...
وجاء القول الثاني للبيانيين ... لإنقاذ الاستعارة ... فرأوا ان ذلك الادعاء لتوحد المشبه والمشبه به ... لا يقتضي الحقيقة ... لإن "اسد" وضع للاسد الحقيقي لا للاسد الادعائي ..... ونقله من الاول الى الثاني استعارة لغوية ..
وقد حاول بعض البلاغيين التوفيق بين التصورين .. فقال مثلا محقق كتاب "كتاب جامع العبارات فى تحقيق الاستعارات"د. محمد رمضان الجربي:
"والظاهر فى نظري ان الخلاف لفظي .. فمن نظر الى الاصل ونفس الامر .... جعلها مجازا لغويا .. ومن نظر الى الادعاء جعلها مجازا عقليا .. وفى عروس الافراح مع شروح التلخيص:"وهذا الادعاء لا ينكره من جعله لغويا ... وكون اللفظ اطلق على غير معناه الحقيقي لا ينكره من جعله عقليا .. وانما النزاع فى انه هل يسمى بالاول نظرا للاطلاق على غير المعنى الاصلي .. او بالثاني .. نظرا لذلك الادعاء ... فصار الخلاف لفظيا اصطلاحيا ... [انتهى كلام صاحب العروس وكلام حاشية المحقق .. ]
تلخيص الشارح جيد .. وفق فيه بين المتنازعين ... واستفدنا منه نحن ان الادعاء ... مجمع عليه فى تصور الاستعارة .....
وبقيت مسألة الادعاء هل هي كذب ام لا ....
وهو بحثنا القادم ان شاء الله تعالى ....
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 06:15 م]ـ
تابع ............
تقوم الاستعارة على مقومين اساسين لا تتصور الاستعارة بدونهما:
الادعاء.
المبالغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تكلمنا من قبل عن مفهوم الادعاء .. وانه يقول به كل البيانيين على المذهبين معا: مذهب من يرى الاستعارة مجازا لغويا .. ومذهب من يراها مجازا عقليا .. وقد لخص الامام يحيى العلوي فى كتابه "الطراز"
تلخيصا جامعا وجهة نظر الفريقين فقال:"قولكم فى حد المجاز انه "ما افاد معنى غير مصطلح عليه فى اصل تلك المواضعة "يؤدى الى خروج الاستعارة عن حد المجاز وبيانه انا اذا قلنا على جهة الاستعارة رأيت اسدا فالتعظيم والمبالغة الحاصلان من هذه اللفظة المستعارة ليس لانا سميناه باسم الاسد ولهذا فإنه لو جعلناه علما لم يحصل التعظيم والمبالغة بذلك بل انما حصلا لأنا قدرنا فى ذلك الشخص صيرورته فى نفسه على حقيقة الاسد لبلوغه فى الشجاعة التي هي خاصة الاسد الغاية القصوى ومتى قدرنا حصوله على صفة الاسدية وحقيقتها اطلقنا عليه الاسم وبهذا التقدير يكون اسم الاسد مستعملا فى نفس موضوعه الاصلي ويبطل المجاز ...
والجواب .... انه يكفي فى حصول المبالغة والتعظيم ان يُقدر انه حصل له من القوة ما كان للاسد وعلى هذا يكون استعمال لفظ الاسد فى معنى يخالف موضوعه الاصلي وبهذا التقرير يحسن وجه الاستعارة وتتضح حثيقة المجاز ..... "
ويستفاد من هذا النص .. المقوم الآخر للاستعارة وهو المبالغة .... فبدون المبالغة ... تصبح الاستعارة "باردة"لا يحتاج اليها ... لأن فى الحقيقة غنى عنها حينئذ ... وما ادخلت الاستعارة فى سلك البلاغة الا لذلك القدر الزائد من المعنى الذي تضيفه الى الحقيقة ...
قال الدسوقي فى حاشيته على السعد:
(قوله ولما كانت الاستعارة ابلغ من الحقيقة) أي انه يلزم لو لم تراع المبالغة المقتضية لادخال المشبه فى جنس المشبه به الذي بني عليه كون الاستعارة مجازا عقليا ان لا تكون الاستعارة ابلغ من الحقيقة بل تكون مساوية له مع انهم جازمون بأ ن الاستعارة ابلغ من الحقيقة (قوله اذ لا مبالغة فى اطلاق الاسم المجرد) اي عن الادعاء وقوله عاريا عن معناه اي الحقيقي ولو بحسب الادعاء والمعنى ان الاسم إذا نقل الى معنى ولم يصحبه اعتبار معناه الاصلي فى ذلك المعنى المنقول اليه لم يكن فى اطلاق ذلك الاسم على ذلك المعنى المنقول اليه مبالغة فى جعله كصاحب ذلك الاسم كما فى الحقيقة المشتركة والمنقولة فإنه لما لم يصحبها معناها الاصلي انتفت المبالغة فى الحاق المعنى المنقول اليه بالغير .. (شروح التلخيص المجلد 4 ص61) ..
الآن ... لا بد للبحث ان ينتقل الى الصعيد العقدي والفقهي .... فالقول بأن فى القرآن استعارة ... معناه ان فى القرآن ... مبالغة ..... والمبالغة زيادة وتضخيم للواقع ...
فهل يليق هذا بالقرآن ... ؟
هل يتصور ان يقدم القرآن الكريم شيئا فيه زيادة او نقصان عن حقيقته ... ؟
وتمسك المتمسكين بأن القرآن قد نزل على المعهود من كلام العرب واساليبها لا يعد تبريرا لأن يكون فى القرآن باطل .. كما استدل على ذلك الشيخ الشنقيطي رحمه الله ..
وعلى فرض ان المجاز موجود ومستحب .. فهذا يليق بالشعر ...... ولا يليق بالقرآن .. لأن الشعر ينبني على مقولة "أعذب الكلام أكذبه"حيث يغتفر فيه الكذب والمبالغات والادعاءات والمحالات ... لكن القرآن ... مبني على قاعدة: {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} الطارق.14.وعلى قاعدة تنزيه كلام الله ان يشبه كلام الشعراء: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ} الحاقة41.
وفى الحقيقة ... ان الانسان الممؤمن ليجد حرجا عقديا كبيرا عندما يقول ..... ان الله سبحانه "يبالغ"عندما يقول كذا وكذا ... او عندما يقول ان النبى صلى الله عليه وسلم ... "زاد على الحقيقة" عندما قال ... كيت وكيت .... ولكن لم لا يتحرجون من القول بوجود الاستعارة فى كلام الله ورسوله ... مع انهم يرون الاستعارة لا تنفصل عن المبالغة بشهادة البيانيين انفسهم؟؟ والعبرة بالمعاني لا بالالفاظ ...
فى الزوائد:
حدثنا العباس بن الفضل ثنا محمد بن عبد الله التميمي قال أخبرني الحسن بن عبيد الله قال حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فانشدته قولي ...
وانا لقوم ما نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا ...
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وانا لنبغي فوق ذلك مظهرا
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم الى أين قال قلت الى جنة قال نعم ان شاء الله ..
ولعل فى سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم الى اين ..... معنى الانكار ... من ظاهر مبالغة النابغة رضى الله عنه ... فلما تبين ان الامر حقيقة .... اقره صلى الله عليه وسلم ... هذه والامر يتعلق بالشعر الذي يغتفر فيه ما يغتفر .... فكيف يليق هذا بالنصوص الشرعية ...
وعموما فان الاحاديث التى تنهى عن الاطراء والمدح اشهر من ان تذكر ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 01:03 ص]ـ
تابع ............
حاول الامام عبد القاهر الجرجاني التخفيف من حدة "أزمة المبالغة"فذهب الى ان المبالغة ليست زيادة فى المعنى بل زيادة فى تقرير المعنى فى نفوس السامعين ... ويمكن ان نصوغ رايه على النحو التالي ...... : ليست المبالغة اثبات الزيادة بل زيادة الاثبات ..... ولتفسير ذلك قال فى "دلائل الاعجاز ":
"أعلمْ أنَّ سبيلك أوّلاً أن تعلم أنْ ليستِ المزيّةُ التي تُثبتُها لهذه الأجناس على الكلام المتروك على ظاهرِه والمبالغةُ التي تدَّعي لها في أنفسِ المعاني التي يقصدُ المتكلمُ إليها بخبرِه ولكنّها في طريق إثباتِه لها وتقريرِه إيّاها. تفسيرُ هذا أنْ ليس المعنى إذا قلنا: " إن الكنايَة أبلغُ منَ التَّصريح " أنّك لمّا كنيتَ عن المعنى زدتَ في ذاته بل المعنى أنّك زدتَ في إثباتهِ فجعلتَه أبلغَ وآكد وأشدَّ. فليستِ المزيّةُ في قولهم: " جمُّ الرماد " أنّهُ دلَّ على قِرًى أكثرَ بل المعنى أنك أثبتَّ له القِرى الكثيرَ من وجهٍ وهو أبلغُ. وأوجبْتَهُ إيجاباً هو أشدُّ وادَّعيته دعْوى أنتَ بها أنطقُ وبصحَّتها أوثق. وكذلك ليست المزيّةُ التي تراها لقولك: " رأيتُ أسداً " على قولك: " رأيتُ رجلاً لا يتميَّزُ منَ الأسد في شجاعته وجُرأته " أنّك قد أفدتَ بالأول زيادةً في مُساواته الأسدَ بل أنَّك أفدتَ تأكيداً وتشديداً وقوّة في إثباتك له هذه المساواةَ وفي تقريرِك لها. فليس تأثيرُ الاستعارةِ إذاً في ذاتِ المعنى وحقيقتِه بل في إيجابهِ والحكمِ به وهكذا قياسُ التّمثيل ترى المزيَّةَ أبداً في ذلك تقعُ في طريقِ إثباتِ المعنى دون امعنى نفسه. فإِذا سمعْتَهم يقولون: إنَّ من شأنِ هذه الأجناسِ أن تُكسِبَ المعاني نُبلاً وفضلاً وتوجِبَ لها شَرفاً وأن تفخمَها في نفوسِ السّامعين وترفَعَ أقدارَها عند المُخاطَبينَ فإِنّهم لا يُريدون الشَّجاعةَ والقِرى وأشباهَ ذلك من مَعاني الكلِم المُفردةِ وإنّما يَعْنون إثباتَ معاني هذه الكلِم لمَنْ تثبتُ له ويُخَبَّرُ بها عنه .... "
لكن يبدو ان البلاغيين بعد الجرجاني لم يقتنعوا بهذا المسلك فتعقب الخطيب قول الجرجاني السابق قائلا:
ولقائل أن يقول قد تقدم أن الاستعارة أصلها التشبيه وأن الأصل في وجه الشبه أن يكون الشبه به أتم منه في المشبه وأظهر فقولنا رأيت أسدا يفيد للمرء شجاعة أتم مما يفيدها قولنا رأيت رجلا كالأسد لأن الأول يفيد شجاعة الأسد والثاني شجاعة دون شجاعة الأسد ويمكن أن يجاب بحمل كلام الشيخ على أن السبب في كل صورة ليس هو ذلك لا أن ذلك ليس بسبب في شيء من الصور أصلا ...
ويتلخص من كلام الخطيب .. ان المبالغة فى الاقناع والتأثير على المخاطب وان كانت واردة ومطلوبة فإنه لا ينبغي ان تخفي المبالغة الاخرى التى أنكرها الشيخ الجرجاني .... وعلى هذا النهج سار ابن يعقوب المغربي عندما شرح كلام الخطيب المتعلق بالمفاضلة بين التشبيه والاستعارة فقال:" ...... فيستشعر من ذلك أنه بالغ فى التشبيه حتى سوى بينهما وصيرهما من جنس واحد بحيث يشملهما الاسم على ما تقدم فى الاستعارة ففهم من ذلك مساواتهما عند المتكلم فى الشجاعة الجامعة لهما فهنا مبالغة فى التسوية أفادها التعبير عن المشبه بلفظ المشبه به لأن ذلك يشعر باتحادهما وكونهما شيئا واحدا وهذه المبالغة لا توجد فى الحقيقة التي هي التشبيه كأن يقال زيد كالاسد لأن اصل التشبيه الاشعار بكون الوجه فى المشبه به أقوى فلا مساواة فقد ظهر أن الاستعارة تفيد المبالغة فى تسوية الشبيهين فى الوجه والمبالغة فى تقرير اللازم فى الذهن .... "
ويستفاد من آخر كلام ابن يعقوب ... ما تقرر عند الخطيب من ان المبالغة فى الاستعارة مزدوجة ... مبالغة فى زيادة المعنى فى الخارج ... وزيادة فى تقرير المعنى فى الذهن .... فيعود الاشكال من جديد:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يمكن للنص الديني .... ان يزيد على معاني الاشياء .... فالاحمر الباهت مثلا هل يمكن ان ندعي فيه بأنه احمر قان .... أليس هذا كذبا؟
وهذا اوان التفصيل فى مسألة الكذب هذه:
قال صاحب الايضاح:
اختلف الناس في انحصار الخبر في الصادق والكاذب فذهب الجمهور إلى أنه منحصر فيهما ... ثم اختلفوا ..
فقال الأكثر منهم صدقه مطابقة حكمه للواقع وكذبه عدم مطابقة حكمه له .. هذا هو المشهور وعليه التعويل.
وقال بعض الناس صدقه مطابقة حكمه الاعتقاد المخبر صوابا كان أو خطأ وكذبه عدم مطابقة حكمه له .. واحتج بوجهين أحدهما: أن من اعتقد أمرا فأخبره به ثم ظهر خبره بخلاف الواقع يقال ما كذب ولكنه أخطأ كما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت فيمن شأنه كذلك ما كذب ولكنه وهم .....
ورد بأن المنفي تعمد الكذب لا الكذب بدليل تكذيب الكافر كاليهودي إذا قال الإسلام باطل وتصديقه إذا قال الإسلام حق فقولها ما كذب متأول بما كذب عمدا.
الثاني قوله تعالى (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) كذبهم في قولهم إنك لرسول الله وإن كان مطابقا للواقع لأنهم لم يعتقدوه وأجيب عنه بوجوه
أحدها أن المعنى نشهد شهادة واطأت فيها قلوبنا ألسنتنا كما يترجم عنه أن واللام وكون الجملة اسمية في قولهم إنك لرسول الله فالتكذيب في قولهم نشهد وادعائهم فيه المواطأة لا في قولهم إنك لرسول الله
وثانيها أن التكذيب في تسميتهم إخبارهم شهادة لأن الإخبار إذ خلا عن المواطأة لم يكن شهادة في الحقيقة.
وثالثها أن المعنى لكاذبون في قولهم إنك لرسول الله عند أنفسهم لاعتقادهم أنه خبر على خلاف ما عليه المخبر عنه ...
وأنكر الجاحظ انحصار الخبر في القسمين وزعم أنه ثلاثة أقسام صادق وكاذب وغير صادق ولا كاذب لأن الحكم إما مطابق للواقع مع اعتقاد المخبر له أو عدمه وإما غير مطابق مع الاعتقاد أو عدمه: فالأول أي المطابق مع الاعتقاد هو الصادق ... والثالث أي غير المطابق مع عدم الاعتقاد هو الكاذب ..... والثاني والرابع أي المطابق مع عدم الاعتقاد وغير المطابق مع عدم الاعتقاد كل منهما ليس بصادق ولا كاذب فالصدق عنده مطابقة الحكم للواقع مع اعتقاده والكذب عدم مطابقته مع اعتقاده وغيرهما ضربان مطابقته مع عدم اعتقاده وعدم مطابقته مع عدم اعتقاده واحتج بقوله تعالى (افترى على الله كذبا أم به جنة) فإنهم حصروا دعوى النبي الرسالة في الافتراء والإخبار حال الجنون بمعنى امتناع الخلو وليس إخباره حال الجنون كذبا لجعلهم الافتراء في مقابلته ولا صدقا لأنهم لم يعتقدوا صدقه فثبت أن من ا لخبر ما ليس بصادق ولا كاذب ...
وأجيب عنه بأن الافتراء هو الكذب عن عمد فهو نوع من الكذب فلا يمتنع أن يكون الإخبار حال الجنون كذبا أيضا لجواز أن يكون نوعا آخر من الكذب وهو الكذب لا عن عمد فيكون التقسيم للخبر الكاذب لا للخبر مطلقا والمعنى افترى أم لم يفتر وعبر عن الثاني بقوله أم به جنة لأن المجنون لا افتراء له ....
وقد نقلت النص بطوله ... لاننا سنعود اليه لاحقا لنثبت اضطرابهم فى تعريف الخبر الكاذب ... وحسبنا الآن الاشارة الى ان عمدة المدافعين عن المجاز هو التأويل بنصب القرينة ... وإلا فالمصير الى الكذب حتمي.
قال الصبان فى الرسالة البيانية:
الفرق بين المجاز أعني الكلام المشتمل عليه والكذب بالتاويل .. اي ارادة خلاف ظاهر اللفظ وبنصب القرينة على ان الظن الذى هو المعنى الحقيقي غير مراد فالمتجوز مؤول كلامه وناصب قرينة على ان الظن غير مراد له بخلاف الكاذب ... فإنه يدعي الظن ويريده ويصرف همته الىاثباته مع كونه غير ثابت فى نفس الامر .... مثلا إذا قال قائل: جاءني اسد مع ان الاسد الحقيقي لم يجيء اليه فإن لم يرد ظاهر اللفظ بل اراد الرجل الشجاع الذي يشبه الاسد الحقيقي ونصب على ذلك قرينة .. فالكلام استعارة وإذا اراد ظاهره ولم ينصب قرينة على خلافه فهو كذب .... كذا ذكره القوم ونظر فيه العصام فى رسالته الفارسية من وجوه:
أحدها: كما يشتبه المجاز بالكذب والفارق بينهما ما ذكر كذلك يشتبه المجاز بالخطأ كما اذا كان المجاز فى كلام طلبي مثل قول القائل آمرا الآخر فى مقام لا يتصور فيه الاسد الحقيقي "قاتل الاسد" فالاشتباه هنا ليس بالكذب لكون الكلام غير خبري بل بالخطأ لأن القائل لو اراد الظن كان مخطئا لأنه يكون آمرا بمحال فلا وجه للتخصيص بالكذب.
الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
ان كلامهم هنا يشعر بان المجاز صدق دائما فإنهم قابلوه بالكذب ... وليس كذلك بل هو كسائر الاخبار فى احتمال الصدق والكذب. ..
الثالث:
ان كلامهم هذا يقتضي ان يكون اللفظ المجازي كاذبا باعتبار معناه الحقيقي البتة وليس كذلك إذ يجوز ان يجيء اليه الحيوان المفترس مثلا ايضا ... لكن مجيئه ليس مقصودا بالافادة من الكلام بل المقصود إفادة مجيء الرجل الشجاع ....
وأجاب "المولوي" عن الاول بأن الذي يجب تنزيه الكلام البليغ عن تهمة الاشتباه هو الكذب ولذلك خصوه بالذكر .... وعن الثاني بأن معنى كلامهم أن التأويل ونصب القرينة يدفعان عن المجاز كونه قطعي الكذب .. لا انهما يجعلانه قطعي الصدق .. حتى يرد عليهم ما اورد ........ وعن الثالث بأن القوم إنما حكموا بأن قرينة المجاز إنما تمنع من ارادة المعنى الحقيقي من اللفظ أي تمنع السامع ان يذهب ذهنه الى المعنى الحقيقي .. هو مراد المتكلم من هذا اللفظ لا انها تمنع المعنى الحقيقي من ان يوجد جائيا فى نفس الامر .. فقولك:"يرمي" إنما يمنع ان يكون مراد المتكلم من الاسد الحيوان المفترس لا من يوجد جائيا للمتكلم فى نفس الامر .... "
لا يخفى ان الجواب على الاعتراض الثالث ضعيف ... فمن قال "جاء الاسد يرمي"فقد قصد الاخبار بخبر واحد يتضمن ثلاثة امور: اسد هو انسان ... جاء منتقلا من مكان الى مكان .... وهو فى حالة رمي ...
وجواب المولوي يقتضي فصل الفعل عن الفاعل والحال عن صاحبها ... وليس هذا مراد المتكلم أبدا ... فذهن المستمع يدرك الجملة كلا ... فيفهم ان رجلا شبه بالاسد جاء يرمي ..... ولا يفهم ان اسدا حقيقيا جاء بسبب القرينة ... ولكن لو ثبت ان الاسد الحقيقي هو الذي جاء بدل الشجاع من الناس لكان الخبر كذبا لا محالة .... فلا يزول اعتراض العصام .... عندما قال: ان كلامهم هذا يقتضي ان يكون اللفظ المجازي كاذبا باعتبار معناه الحقيقي البتة وليس كذلك إذ يجوز ان يجيء اليه الحيوان المفترس مثلا ايضا.
ونزيد المسالة تفصيلا فنقول .. :"جاء أسد يرمي"تعبير يلقيه المتكلم للمخاطب .. وقصده ان ينصرف ذهن المتلقي عن الاسد الحقيقي ... بقرينة الاستعارة التصريحية .. وهي فعل "يرمي"فكأن المتكلم قال: افهم أن اي شيء جاء جائز ... لكن الاسد الحقيقي ممنوع من المجيء .... وهذا صحيح على مذهبهم لانهم يزعمون ان القرينة مانعة لا معينة ... لكن احتمال مجيء الاسد ممكن قطعا ... فجاء اضطراب القوم .... وقد تعمدنا الوقوف عند هذه النقطة من البحث .. لما لها من ذيول فى مسالة الاسماء والصفات .... فعندما يثبت الله لنفسه "يدا"يزعم المخالف ان هذا مجاز ... ويقول فى اجرائه ... لقد قامت القرينة العقلية وانتصبت لتعلن ... ان اليد الحقيقية ممنوعة لرب العالمين ... ولك مسلكان: ان تكتفي بالقرينة المانعة ولا تعين معنى وراء ذلك .. وهذا هو التفويض .. أو تجتهد لايجاد معنى يعادل اليد ويليق بالرب جل فى علاه ..... اما الاتفاق على ان المعنى الحقيقي غير مراد فهو قطعي عند الفريقين ....
ويقال للفريقين ... ولكن الاسد الحقيقي يجوز ان يأتي .... فلم لا يجوز للمعنى! الحقيقي لليد ان يكون مرادا ايضا ....
وقد حاول الصبان ان يحوم حول الاشكال فقال:"لا يخفى ان هذا الجواب -يقصد جواب المولوي-لا يلاقي الاعتراض الثالث ولا يدفعه .. ويمكن دفعه بأن كلام القوم مفروض فيما إذا كان المعنى الحقيقي منتفيا بدليل قولهم فى التمثيل: إذا قال قائل:"جاءني اسد" مع ان الاسد الحقيقي لم يجىء اليه .. وبفرض ذلك يكون اللفظ المجازي كاذبا باعتبار معناه الحقيقي البتة فافهم ... "
ولكن ماذا يفهم؟
فقولهم "مع ان الاسد الحقيقي لم يجىء اليه .. "هل عرفوه من قول القائل "جاءني اسد" ام من مصدر آخر ......
فإن لم يفهم من الكلام .. كان الخطاب عبثا ... سواء أكان حقيقة ام مجازا ولأصبح نصب القرينة لا معنى له لان القطع بعدم مجيء الاسد ثبت من غير كلام المتكلم ...
وان فهم منه ... بقي الاعتراض السابق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يأت الصبان بدافع .... وللدكتور لطفى عبد البديع ان يعلق قائلا:" ... فإن الاعتراض الثالث لا يقوم دونه شيء لأنه يضيق الخناق على كلام القوم بحيث يتهاوى معه ما قالوه فى بيان الفرق من أن المجاز يراد به خلاف الظاهر .. لأن الظاهر فى اللفظ المجازي هو المعنى الحقيقي .. وهذا المعنى فى نفس الامر مما يصح له أن يثبت له المجيء وعدمه ... فإذا ثبت له المجيء فهل تكون ارادة الظاهر فى هذه الحالة الا الصدق؟؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 10:42 م]ـ
تابع .............
وقبل متابعة مسألة الكذب .. نشير عرضا الى تمسكهم بمفهوم "القرينة" كفيصل بين ما يريد المتكلم وما لا يريد ... فإن كانت القرينة عقلية ... فالمرجع الى الكتاب العظيم لابن تيمية "درء التعارض بين العقل والنقل"وما احسب هذا الكتاب الا كتابا فى البلاغة أراد به شيخ الاسلام .. تفنيد دعوى القرينة العقلية ... التى لهج بها مؤولو الاسماء والصفات ... واعتبروها مانعة من ارادة المعنى الحقيقي ... ولعل الكلام فى هذا يطول .. وحسبي ان ابين عيوب القرينة فى حالة كونها "لفظية" لنبقى داخل دائرة البلاغة فذلك هو مقصودنا الاصلي ....
قال الطرودي التونسي المتوفى سنة1167ه فى شرحه "جامع العبارات فى تحقيق الاستعارات":
القرينة: ما يفصح عن المراد لا بالوضع .. هذا التعريف ذكره الجامي وغيره فى اوائل المرفوعات .. وعللوا بالتقييد بعدم الوضع بأنه لم يعهد ان يطلق على ما وضع بإزائه شيء أنه قرينة .. فقوله: على المراد .. اي مراد المتكلم بقرينة تعريفها أولا .... بما نصبه المتكلم للدلالة على قصده ... واعلم ان نصب المتكلم وقصده مما لا يطلع عليه ... فجعلوا قيام القرينة دليل النصب والاقامة عند انتفاء المانع من السهو .. ولذا قالوا فى مقامات الحذف "لقيام قرينة" دون "إقامة قرينة" ...... (مانعة من ارادته) اي ارادة ما وضع له .... وهذا تمام التعريف .....
وفى بعض مؤلفات الشارح لا بد من قيد آخر وهو ان تكون قرينة على المراد .. فإنه لو لوحظ علاقة ونصب قرينة مانعة عن إرادة المعنى الحقيقي ولم تنصب قريبة معينة للمعنى المستعمل فيه لا يكون مجازا ...
إلا ان يناقش ويقال: القرينة المعينة شرط دلالة المجاز لا تحققه .. انتهى قاله المحشي (يقصد حفيد العصام)
وفي شرح الشمسية للمحقق التفتازاني القرينة المانعة عن ارادة الموضوع له .. وهي التي لا بد للمجاز منها وهي غير المعينة-بتشديد الياء مع كسرها-
وفى الرسالة الفارسية للشارح: واعلم ان المجاز يكفي فى تحققه القرينة المانعة عن ارادة المعنى الحقيقي وأما القرينة المعينة للمراد فليست شرطا فى التحقق بل فى استعماله وقبوله عند البلغاء .. فإن فقدت كان مردودا الا ان يتعلق بعدم ذكر المعينة غرض .... كالتعميم لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن فيكون مقبولا حسنا فليحرر ...... (انتهى كلام الطرودي بطوله واحالاته .... )
هنا لا بد من سؤال: لماذا اصر جمهور البلاغيين ...... على ان القرينة مانعة فقط وليست معينة ... ففى قولهم: أسد يرمي ... يرون القرينة وظيفتها منع فهم الاسد ... وليس من وظيفتها تعيين الانسان الشجاع ... فلو ان الانسان فهم ان الاسد غير مقصود ومع ذلك لم يستطع ان يفهم من هذا الذي جاء ... فالاستعارة تحققت .. ولو لم ندر من هذا الاسد المجازي .....
لا ارى الا جوابا واحدا مقنعا .... لكنه مع الاسف يجعل الشك يحوم حول مصداقية علم البيان كله ... على الاقل من الناحية الابستملوجية ..... :
مرادهم الحقيقي ... تصحيح مذهبي التفويض والتأويل .. وهما مذهبان معتبران معا عند الاشاعرة والماتريدية .. وهم جل من اشتغل بالبلاغة ...
فالمفوض يقول .... يد الله ليست حقيقة قطعا .... فإن قيل له وما المراد منها سكت وفوض ... وفصل البلاغيون قاعدة القرينة ارضاء له .... فالقرينة تمنع ولا تعين .... وهذا هو التفويض ... فلو انهم قالوا بوجوب تعيين القرينة للمعنى المراد لوقع المفوضون فى الحرج ......
افيكون علم البيان علما تبريريا .... واسمحوا لي باستعمال كلمات غريبة: هل البلاغة علم ام اديولوجيا؟
هل جاء هذا العلم ليفسر الظواهر اللغوية تفسيرا علميا موضوعيا ام جاء ليسند المذهب الاشعري؟
وعندي مثال آخر صارخ ... قالوا يجوز ان يكون المجاز ولا حقيقة له ..... ومع ان هذا الكلام اقرب الى المحال ... نصروه وأيدوه ..... وتداولوه فيما بينهم لحاجة فى نفس يعقوب .... قال ابن القيم فى مختصر الصواعق:"لو لم يكن المجاز مستلزما للحقيقة لعري وضع اللفظ للمعنى عن الفائدة ... "
فما معنى ان يوضع اللفظ ولا يستعمل فى الحقيقة ابدا بل يستعمل فى المجاز فقط؟؟
ثم ما الذي ورط البيانيين فى هذا وهم يقولون المجاز فرع عن الحقيقة ... فكيف بفرع ولا اصل له؟؟
الجواب: ان هؤلاء كانوا يفكرون فى اسم الله "الرحمن" ... فالرحمن على مذهبهم "مجاز" ... لان الرحمة رقة تعتري الخ الخ ..... ولكن هل استعمل الرحمن حقيقة؟ يعني هل وجد مخلوق انطبق عليه "رحمن" حقيقة ...
الجواب لا .... إذن فليكن المجاز ولا حقيقة له .... وأضافوا الى هذا ما يشبه الخداع ... فقالوا الدليل على ان المجاز قد لا يكون مسبوقا بالاستعمال الحقيقي ... اسم الله "الرحمن" ... فلبسوا الاسباب والنتائج ... فأوهموا انهم خرجوا الاسم على القاعدة وما كان الا العكس اخترعوا القاعدة لتبرير الفهم الاشعري لاسم الله الرحمن .... فكن على حذر ...
بعد هذا الاستطراد ..... نعود الى مسألة القرينة:
قالوا: "الاسد يرمي .... "الاسد استعارة للانسان الشجاع .. لمه؟ لأن الرمي لا يناسب السبع ... ويمنع فهم "الرمي"الا مسندا للانسان ... لكن ماذا لو كانت قرينتكم "استعارة "اخرى .... ؟ فهل يتسلسل الامر ام يدور؟
هذا الاعتراض ليس افتراضيا .... بل هو حقيقي ... فهم يقررونه ولا ينتبهون الى الدور فى استدلالهم كما سنأخذ من أقوالهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 06:05 ص]ـ
الأخ عبدالمعز راجع بريدك جزاك الله خيرا
ـ[الثعالبي]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 06:16 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو عبدالمعز على هذا العرض الرائع لموضوع المجاز ...
لكن نرجو منك التفضل بالاجابة عن سؤال اخينا مبارك3 حول الاعمى في الدنيا والاخرة،،،،
وايضا عن بعض الايات الاخرى مثل: الزمناه طائره في عنقه.
وهل يمكن ان يكونوا وضعوا كلمة حمار للحيوان المعروف والبليد معا؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 11:49 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عبدالمعز .. نشكرك لهذا العرض المفصل وننتظر متابعتك لما بدأت ولا نحب أن نقطع عليك كما رغبتَ
لكن أراك توقفت منذ زمن وواجبنا أن نسأل عنك، فإن اتسع وقتك فلتكمل معنا هذه الحلقات غير مأمور
وللمتابعين أسئلة عرضوها عليك وأحب أن أؤكد طلب الجواب عن سؤال قديم حول نشأة اللغة في رأيكم: أتوقيفية هي؟ أم وضعية؟ أم هي جمع بين الاثنين؟
ـ[الحب كلة]ــــــــ[12 - 07 - 2005, 02:54 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو عبدالمعز
على هذا العرض الرائع لموضوع المجاز ...
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 10:06 م]ـ
لقدوم الصيف والباحثين عن الكيفية للقراءة أرفع مشاركة رائعة بحاجة لقراء الصيف والشتاء.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 11:58 م]ـ
الأخ العزيز نائل ..
سلام عليك، وبعد:
نشكر لك اهتمامك بإثراء المنتدى، وانتقائك للباحثين مواضيع تشغل فكرهم في عطلة الصيف القريبة .. ولكن موضوع المجاز قد تجاوزنا فيه مرحلة طيبة .. والحمد لله رب العالمين ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[09 - 06 - 2006, 08:17 ص]ـ
الفرق بين القرينة المانعة والمعينة أن المانعة ما نصبه المتكلم للدلالة على قصده، والمعينة ما تفصح عن المراد بالقصد، ومثال ذلك عندهم قول القائل: رأيت بحرا في الحمام يعطي، ورأيت بحرا في الحمام، فـ (في الحمام) مانعة من إرادة المعنى الحقيقي. و كلمة (يعطي) معينة للمعنى المراد (الكريم). والعلاقة بينهما عند القوم العموم والخصوص المطلق، فكل معينة مانعة ولا عكس.
والقوم اشترطوا المانعة في المجاز، وأكثرهم شافعية، ونقلوا عن الشافعي رحمه الله، تجويزه الجمع بين المجاز والحقيقة في كلمة واحدة، وفي هذا تناقض ظاهر، ولذا قال الصبان في بعض حواشيه بأن الاشتراط على مذهب البيانيين، وهذا من التخلص غير المرضي. فالقوم يرون أن المجاز من الأمور المقبولة والواقعة في لغة الشافعي وغيره، ثم يذكرون هذا الشرط، والشرط لا يمكن مفارقته لما شرط فيه لمجرد اختلاف العلمين، فالحقيقة لا تتغير والجوهر لا يتبدل!!!!!!!! ومثل هذا التناقض والتخلص باختلاف العلمين ما وقع للسعد في التلويح وشرح التلخيص، فقد ذكر في شرح التلخيص أن تعيين المجاز للدلالة على المعنى بقرينة، وذكر في التلويح أن تعيينه ليس للدلالة؛ لحصولها بمجرد القرينة، وقد أجاب بعضهم عن هذا باختلاف العلمين!!!؟
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[09 - 06 - 2006, 09:43 ص]ـ
أما ما يتعلق بمسألة العمى فالعمى يطلق على عمى الأبصار وعلى عمى البصيرة حقيقة، والدليل على ذلك يمكن بيانه بإجمال في التالي:
الأول: يجب أن تشعر نفسك بأن كل ما استعمله القرآن على حقيقته، وأنه لا يمنع من ذلك مانع، كما قد يتصوره بعض البشر فيما يتعلق بكلام الناس العادي.
الثاني: قال تعالى: " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" وهذا الأسلوب من أساليب القصر، فهو يبين أن العمى الحقيقي هو عمى البصيرة، ومعنى الحقيقي هنا هو ما ينبغي التنبه له، وليس المقابل للمجاز عند القوم، وهذا دليل صريح على أن العمى يطلق على الأمرين على الحقيقة، ولا يحسن بالعاقل أن يحتج بما سوى القرآن لينزله على غيره تبعا للهوى أو العقل. ومثال آخر على ذلك: النبي لما قال للصحابة من المفلس؟ أجابوا بما حضرهم، ثم بين لهم النبي أن معنى المفلس الحقيقي الذي ينبغي الوقوف عنده هو من يأتي يوم القيامة ... الخ. وكذلك في قوله: " من الرقوب؟ ". ثم لا حظ كيف أن الصحابة أعادوا علم ذلك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولم يعطوا العقل حرية التصرف في الدلالة مع الجزم بذلك. وعلى هذا فالمفلس يطلق على هذا وعلى هذا، وكذا الرقوب، وكذا العمى. وهذا الأسلوب في لغتنا جائز، أعني إطلاق اللفظ على أكثر من معنى، ولكن الأذهان قد تكون
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتادت على الربط بين لفظ ومعنى واحد، ومع كثرة توارد ذلك اللفظ على الذهن بإزاء ذلك المعنى ظن الذهن أن اللفظ لم يوضع إلا لذلك المعنى، مع أن الدلالة نشأت عن الاقتران الأكيد بين اللفظ والمعنى.
والظن بأن اللفظ لم يوضع إلا لذلك المعنى، هو من قصور الذهن الذي طبع عليه، والواقع قد يكون بخلاف ذلك، ولذلك رأينا القوم يطلقون على استعمال مثل الصلاة بالمعنى الشرعي حقيقة شرعية، وذلك لأن الذهن اعتاد في تلقي نصوص الشرع على الربط بينهما، مع يقينهم أن الصلاة لم تستعمل في ذلك المعنى في اللغة، فليتهم أجروا مثل هذا في جميع النصوص الشرعية، ولكنهم لما وجدوا مثل هذا لا يسلم لهم في صفات الله ارتكبوا القول بالمجاز.
والقوم ظنوا أن العرب لم يستعملوا العمى إلا في عمى البصر، والسبب في ظنهم هذا ما ابتلي به القوم من تقديس العقل والتبعية له فيما يمليه، ولذلك وجدناهم ينفون جميع صفات الله، وبعضهم لا يثبت له منها إلا سبع صفات أو ثمان، والسبب في ذلك الاقتران بين العضو البصري والمحسوس فرأوا أن المحسوس مركب، والتركيب يلزم منه الحاجة وينافي الوجوب، فتقررت هذه القضية في أذهانهم وكانوا قد تلقوها من شفاء ابن سيناء ورسائل الفارابي والكندي وصاحب المعتبر، وابن رشد، وهؤلاء تلقوها من كتب اليونان، التي ترجمت في عصر المأمون، فرأوا أنها موافقة للعقل وللحقيقة من حيث هي، ثم نقلوا هذه القضية بحذافيرها لعلم العقيدة وأخذوا يقررن العقيدة من ذلك المنطلق. فجعلوا الخالق كالمخلوق، ورأوا أن ما يقرره العقل فهو الحق، وخلافه باطل، ووجدوا بغيتهم في ذلك في القول بالمجاز والتأويل، فقدماء المتكلمين كانوا يتداولون التأويل، ثم اشتهر المجاز عند المتأخرين.
الثالث: اعتادت الأذهان تبعا لكثرة ما توارد عليها من بلاغة مصطلح المجاز، وهذا التعود هو ما يدفع بعض العاشقين لهذا المصطلح للاستماتة في الدفاع عنه، مع اعتقاده أن ما قرره علماء البيان هو الجمال الحقيقي، ولو علم سبب عشق القوم لهذا المصطلح الذي جعلهم يدعون أن المجاز أبلغ من الحقيقة، وأنه أكثر من الحقيقة، وكلها قضايا نتجت عن أصل لا يسلم لهم، وهو القول بسبق الوضع والتعيين. أقول لو علم ذلك وطالع ما قرره القوم تبعا لذلك في باب الأسماء والصفات والقضاء والقدر لزال العجب، ولكن أكثر المعجبين بهذا الفن من المختصين باللغة لا يعتنون بالجانب العقدي من حيث التأصيل والنظر وسعة الاطلاع، وإنما تلقوا هذا المصطلح، بعد أن نزع من سياقه الخاص به الذي نشأ فيه وترعرع (علم المنطق والكلام)، وهذب خارج ذلك السياق، كعلم مستقل أو تابع لعلم الأصول، ورُبّي كما يُربي الفُلو، فتلقاه غير المختصين بالعقيدة بالقبول والتسليم كابن شرعي للغة، وهو في الحقيقة غير شرعي، وإنما نتج من لقاح العقل اليوناني المتمثل في منطق القوم مع رطانة بعض العجم فأنتج هذا المصطلح وأُدخل على لغتنا الحبيبة، وتقبله كثير من العلماء، وكثير منهم أشاعرة، وهم من المنظرين له، بل ومن المنظرين في باب العقيدة، ومنهم الجرجاني والسعد وزكريا الأنصاري، والعصام والفناري وحفيد العصام والأنبابي واالبناني وابن القاسم والرازي والزمخشري وعبد الجبار والهذيل والجبائي والنظام والآمدي والعضد والخلخالي والخيالي والدواني والسيوطي والسبكي الكبير والصغير وابن الحاجب والبيضاوي والصبان والأمير وعبد الحكيم ويس العليمي والدسوقي، ...... ، وغيرهم كثير [لم أرتب القوم بحسب وفياتهم، وبعضهم معتزلة]
وأخيرا فمسألة القول بالمجاز تذكرني بمسائل أخرى منها:
القول بمركزية الأرض للكون وهو مما كان شائعا ومعروفا ومسلما به عند علماء الهيئة (وهم من علماء المجاز والعقيدة) وسار عليه الجغميني في ملخصه ونصير في تذكرته وبنى عليهما المحشون في ذلك، وكذلك المسعودي والبيروني وغيرهم كثير، وكذا في المواقف وحواشيه والتجريد وحواشيه وغيرها، ثم جاء العلم الحديث لينسف ذلك كله.
وكانوا يعتقدون عدم الخرق للأفلاك وفقا لما أصله الفلاسفة، ويرون أن الكون على طبقات (الأرض ثم الماء، ثم الهواء، ثم النار، فالأفلاك) وأن الشمس وغيرها لا تتحرك بنفسها بل بتحرك فلكها وكذا باقي الكواكب السيارة بناءا على عدم الخرق، وأن ثمة عدة أفلاك كالتدوير والحاوي والمحوي والجوزهر إلى غير ذلك من الأقوال الوافدة من اليونان، وقد كانوا في وقتهم يرون أن تلك القضايا من المسلمات والحقائق وأن اللذة والجمال لا يمكن في غير ذلك التصور.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[09 - 06 - 2006, 10:31 ص]ـ
الأخ العزيز نائل ..
سلام عليك، وبعد:
نشكر لك اهتمامك بإثراء المنتدى، وانتقائك للباحثين مواضيع تشغل فكرهم في عطلة الصيف القريبة .. ولكن موضوع المجاز قد تجاوزنا فيه مرحلة طيبة .. والحمد لله رب العالمين ..
أجزت وأصبت.(/)
فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 04:58 م]ـ
أي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟
مفسر للقرآن بالقرآن وبما صح من حديث أعلم الناس بربه محمد بن عبد الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وصحابته الكرام ـ عليهم من الله الرضوان ـ؟
أم مفسر له بأقوال العلماء التي لا يؤيدها الدليل، وإنما هي مبنية على ظنون وتخرصات؟
إنه سؤال لا أريد إجابته، ولكني أردت منه أن يتأمل كل خائض في القرآن بغير علم كم يخطئ في حق ربه وحق نبيه المبلغ عنه، وحق الصحابة والتابعين، بل وحق نفسه وحق إخوانه، حين يقولون له: قال الله وقال رسوله. فيقول: قال فلان وقال علان.
إن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيشفع لأتباعه ومن سار على سنته واقتفى أثره، وسيرد عليه الحوض من كان لسنته متبعًا، وسيذاد أقوام عن حوضه، فيقول: رب أمتي، رب أمتي، فيقال له: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك؟ إنهم كانوا يمشون القهقرى بعدك.
أما أصحاب الضلالة، فسيتبرؤون من أتباعهم، الذين كانوا في الدنيا من المنافحين عن تلك الضلالات، وسيلعن بعضهم بعضًا " إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ " " قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ "
فليختر العاقل لنفسه طريق النجاة والسلامة، فإن السلامة لا يعدلها شيء، وليحذر من القول على الله بغير علم، فإنه من المحرمات التي اتفقت عليها جميع الشرائع السماوية " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "
إنه لا مانع من أن يجتهد مجتهد، فيبرز من بلاغة القرآن ما هداه إليه علمه المبني على أصول صحيحة، في حدود الشرع المطهر، وفيما لم يأت من القرآن أو السنة ما يفسره، أما أن يأتي تفسير آية في آية أخرى، أو في حديث صحيح صريح، فيخالفه مخالف ويزعم أن عقله هداه إلى تلك المخالفة، ثم يأتي من يجادل ويخاصم عن ذلك المخالف ويتمحل له المعاذير، فلا، وألف لا، وما كان صريح العقل ليخالف صحيح النقل إلا لدى من زاغوا فأزاغ الله قلوبهم. وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. وليس حب شخص أو الإعجاب به ملزمًا بقبول كل ما جاء عنه، بل كل عالم يؤخذ من قوله ويرد، ولا مانع من الاستفادة منه مما أصاب فيه، مع رد خطئه عليه، وحفظ حقه إن كان مجتهدًا، وبيان ضلالة من كان ضالا مبتدعًا ..
إنه لا يجوز بحال أن يوضع كلام البشر بإزاء كلام خالق البشر، ولا أن يجعل كلام المعرض للخطأ مساويًا للمعصوم فيما يبلغه عن ربه، ولا ينطق عن الهوى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ومن لم يغنه كلام الله وكلام رسوله ويقنع بهما، فلا أظنه سيقف عن حد، ولن يغنيه أي كلام مهما بلغ القمة في البلاغة أو الإقناع.
إن القرآن عربي غير ذي عوج، عالي البيان واضح التبيان، في غنى عن إشارات الصوفية ولفتات المعتزلة وفلسفات العقلانيين وتأويلات المعطلة.
فاثبتوا ـ يا عباد الله ـ على الطريق المستقيم، ولا تهولنكم كثرة المتهافتين، فما كان الحق يومًا ليعرف بكثرة القائلين " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون "
اللهم إني أبرأ إليك من كل قول يخالف ما أنزلته في كتابك، أو يكذب ما صح عن رسولك، أو يحمل كلامك وكلام رسولك ما لا يحتملانه.(/)
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 05:00 م]ـ
(::: فَلَمْ تَقْتُلُوَهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال 17
ما هو المقصود ب "رميت "الأولى؟؟
وما المقصود ب "رميت" الثانية؟؟
أم أن كلاهما بنفس المعنى؟؟
وحتى لا يحصل نقاش حول أمور أخرى تاركين وجه الإستشكال أقدم لكم الإجابة التي أقنعتني
"رميت" الأولى عني فيها والله أعلم الرمي بالرعب وهو فعل الله عز وجل إذ رمى الكفار بالرعب
و " رميت" الثانية هي رميه:= الكفاربحفنة التراب والحصى قائلا "شاهت الوجوه"
فيكون المعنى كاملا " ما كان رميك إياهم بالتراب والحصى هو الذي سبب الرعب لهم إنما الرعب الذي أصابهم نجم من رمي الرحمن لهم به"
وأحببت أن أقرأ ما قال الطبري فيها فوجدته قد قال
((وكذلك قوله لنبيه عليه الصلاة والسلام: {وَما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمى} فأضاف الرمي إلى نبيّ الله، ثم نفاه عنه، وأخبر عن نفسه أنه هو الرامي، إذ كان جلّ ثناؤه هو الموصل المرميّ به إلى الذين رمُوا من به المشركين، والمسبب الرمية لرسوله. فيقال للمسلمين ما ذكرنا: قد علمتم إضافة الله رمي نبيه صلى الله عليه وسلم المشركين إلى نفسه بعد وصفه نبيه به وإضافته إليه ذلك فعل واحد كان من الله بتسبيبه وتسديده، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحذف والإرسال، فما تنكرون أن يكون كذلك سائر أفعال الخلق المكتسبة: من الله الإنشاء والإنجاز بالتسبيب، ومن الخلق الاكتساب بالقوى؟ فلن يقولوا في أحدهما قولاً إلاَّ ألزموا في الآخر مثله.))
وفي كلامه إشارات إلى عقيدته بالقضاء والقدر لمن رغب بالبحث والتنقيب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 05:11 ص]ـ
أين أنت أيها البصري لتعلق فتزيد الموضوع حيوية؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 11:45 ص]ـ
أنا موجود ـ عمي الكريم الشرباتي ـ أسمع وأرى وأكتب،،
لكني لما رأيت التنقيب خفت ووجلت.
فأنا ـ ولا أخفيك ـ أحب البحث ـ وإن كنت لا أجد له وقتًا في بعض الأحيان ـ أما التنقيب، على حد قولك: ((وفي كلامه إشارات إلى عقيدته بالقضاء والقدر لمن رغب بالبحث والتنقيب))
فيخيفني، وأترفع عن أن أتخذه منهجًا مع علماء السنة والجماعة، ولا سيما وأنا أقرأ قول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تسبوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " ونصيحتي لمن يحبون التنقيب بهذه الصورة، ألا يجعلوه لهم ديدنًا، وهم يعلمون من هو الطبري لدى علماء السنة والجماعة، فهو شيخ المفسرين، وإمام جليل في اللغة والتفسير، وعقيدته سليمة ـ فيما نعلم وفيما سمعناه من علمائنا ـ
أما الزلات اليسيرة والهنات القليلة، فلا يسلم منها عالم مهما علا شأنه أو تبحر في علمه، والمسلم لا يشغل نفسه بالتنقيب، وإنما يبحث عن الحق، ومن كثرت حسناته وعلم في الإسلام صدقه وإخلاصه، دفنت أخطاؤه في بحر تلك الحسنات.
وأما الخطأ فلا نقبل به، بل نرده، ولكننا نحفظ لعلمائنا وأئمتنا حقهم، ونترحم عليهم، ونسأل الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته ودار كرامته.
وحبذا لو شرحت لنا قولك: ((وفي كلامه إشارات إلى عقيدته بالقضاء والقدر لمن رغب بالبحث والتنقيب))
حتى لا نفهمه إلا على مرادك، ثم نستمر في المناقشة، على بينة من الأمر. والله يتولاك ويرعاك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 07:21 م]ـ
قصدت أيها البصري أن قوله ((وكذلك قوله لنبيه عليه الصلاة والسلام: {وَما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمى} فأضاف الرمي إلى نبيّ الله، ثم نفاه عنه، وأخبر عن نفسه أنه هو الرامي، إذ كان جلّ ثناؤه هو الموصل المرميّ به إلى الذين رمُوا من به المشركين، والمسبب الرمية لرسوله. فيقال للمسلمين ما ذكرنا: قد علمتم إضافة الله رمي نبيه صلى الله عليه وسلم المشركين إلى نفسه بعد وصفه نبيه به وإضافته إليه ذلك فعل واحد كان من الله بتسبيبه وتسديده، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحذف والإرسال، فما تنكرون أن يكون كذلك سائر أفعال الخلق المكتسبة: من الله الإنشاء والإنجاز بالتسبيب، ومن الخلق الاكتساب بالقوى؟ فلن يقولوا في أحدهما قولاً إلاَّ ألزموا في الآخر مثله.))
يمكن أن يربطه باحث ما بتفسيراته للآيات المتعلقة بأفعال العباد لنعرف بدقة حقيقة موقفه من موضوع القضاء والقدر وكذلك موضوع الهداية والضلال
كمثال على ما أقصد قول الطبري
(وقوله: {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ} يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل إبراهيم لقومه: والله خلقكم أيها القوم وما تعملون. وفي قوله: {وَما تَعْمَلُونَ} وجهان: أحدهما: أن يكون قوله: «ما» بمعنى المصدر، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: والله خلقكم وعملكم. والآخر أن يكون بمعنى «الذي»، فيكون معنى الكلام عند ذلك: والله خلقكم والذي تعملونه: أي والذي تعملون منه الأنصام، وهو الخشب والنحاس والأشياء التي كانوا ينحِتون منها أصنامهم. وهذا المعنى الثاني قصد إن شاء الله قتادةُ بقوله الذي:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ}: بأيْدِيكُمْ.))
إذ أجده هنا ذكر التفسيرين ولم يتبن واحدا فكأنه توقف فيها--والآية (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) شغلت أفكار أجنحة كثيرة من الإسلاميين--ومع ذلك فإن قول قتادة فيها هو الأرجح عندي--أي أن الله خلقكم وخلق الأصنام التي عملتموها(/)
ما الفرق مصطلحي المقام ومقتضى الحال
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 09:14 ص]ـ
:::
الاخوة والاخوات الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اشتبه علي الفرق بين مصطلح المقام ومصطلح مقتضى الحال في علم المعاني .. فهلا افدتمونا بما تعرفونه عن هذين المصطلحين ..
مع الشكر والتقدير
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 09:01 م]ـ
الاخ السائل ...
المقام فى اللغة هو المجلس ...
المقال هو القول الذي يقال فيه ...
ومراعاة المقام معناه مراعاة القول ... لاهل المجلس ... وأقدارهم .. ومراتبهم ... ومراعاة الظرف والمناسبة .. والزمان والمكان ... فالدعابة فى مقام عزاء مثلا ... خطأ ... لأن القائل لم يراع المناسبة ... والخطاب العامي فى محفل علمي مثلا .. خطأ .... كما ان الخطاب العلمي فى مجلس سوقي خطأ ...
اذن ... كل مقام يضغط على المتكلم ... ويفرض عليه .... اسلوبا معينا ... والفاظا خاصة ... وهذا هو اقتضاء الحال ..... فالاقتضاء طلب .... والمقام اطار ... ولك ان تعتبر العلاقة بينهما علاقة خصوص وعموم .... فاقتضاء الحال من جملة مكونات المقام ... والله اعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 09:22 م]ـ
سلمت يمناك أخي----وأحببت أن أضيف ما
قال الجرجاني في التعريفات ((علم البديع
هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية مطابقة الكلام لمقتضى الحال، ورعاية وضوح الدلالة، أي الخلو عن التعقيد المعنوي.))
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 06:37 م]ـ
استاذنا الفاضل الشرباتي
لم تزل تتحفنا بعلمك الزاخر
بارك الله فيك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 07:37 م]ـ
أنا أعرف أنني متعلم ألتقط من كتب الأفذاذ وما زلت فالفضل لهم
والشكر لك على حلو كلامك ---(/)
وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 12:31 م]ـ
:::
قال تعالى
(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ)
34 القصص
هل فصاحة هارون بالمعنى الإصطلاحي للفصاحة؟؟
هل كان عند موسى عليه السلام حبسة خلقية في لسانه؟؟
أم هل موسى عليه السلام كان يتمتع بالفصاحة أيضا وطلب من ربه ردءا أي عونا لأن خطاب الإثنين أدعى للقبول من خطاب الواحد؟؟
قال إبن سنان الخفاجي في مفهوم الفصاحة ما يلي
((الفصاحة الظهور والبيان، ومنها أفصح اللبن إذا انجلت رغوته، وفصح فهو فصيح قال الشاعر:
وتحت الرغوة اللبن الفصيح
ويقال أفصح الصبح إذا بدا ضوءه، وأفصح كل شيء إذا وضح وفي الكتاب العزيز
وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي وفصح النصارى عيدهم وقد تكلمت به العرب. قال حسان بن ثابت:
- ودنا الفصح فالولائد ينظمن سراعا أكلة المرجان
ويجوز أن يكون ذلك لأعتقادهم أن عيسى عليه السلام ظهر فيه وسمى الكلام الفصيح فصيحاً- كما أنهم سموه بياناً- لأعرابه عما عبر به عنه، وإظهاره له إظهاراً. جلياً. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أنا أفصح العرب بيد أني من قريش والفرق بين الفصاحة والبلاغة، أن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ، والبلاغة لا تكون إلا وصفاً للألفاظ مع المعاني. لا يقال في كلمة واحدة لا تدل على معنى يفضل عن مثلها بليغة، وإن قيل فيها إنها فصيحة. وكل كلام بليغ فصيح وليس كل فصيح بليغاً،))
أما إجابتي فأنا مقتنع بأن موسى عليه السلام بدون عيب خلقي في لسانه وأنه احتاج هارون كدعم له في محاججة القوم ليس إلا.
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 05:16 م]ـ
قال ابن جرير الطبري رحمه الله:
القول في تأويل قوله تعالى:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهِ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ}.
يقول تعالى ذكره: قال موسى: ربّ إني قتلت من قوم فرعون نفسا، فأخاف إن أتيتهم فلم أبن عن نفسي بحجة أن يقتلون، لأن في لساني عقدة، ولا أبين معها ما أريد من الكلام. وأخي هارون هو أفصح مني لسانا، يقول: أحسن بيانا عما يريد أن يبينه فَأرْسِلْهُ مَعِيَ رَدْءا يقول: عونا. يصدّقني: أي يبين لهم عني ما أخاطبهم به.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 08:01 م]ـ
لقد قرأت قول الطبري قبل أن أكتب المشاركة---ولقد شارك غيره بالقول بوجود عقدة أو حبسة في لسانه--وكنت أحاول أن أجد مفسرا ينزه النبي موسى عن النقص الخلقي
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 08:23 م]ـ
وكنت أحاول أن أجد مفسرا ينزه النبي موسى عن النقص الخلقي
نصيحة اخوية اليك اخي جمال ...
منهجك احيانا لا يروق لي ..... عدولك عن مفسر الى آخر ... لشىء تشتهيه ... هذا ما يسمى باتباع الهوى .... فالحذر الحذ ر .....
يفهم من كلامك ... انك اذا وجدت من ينزه النبي موسى عليه السلام-حسب زعمك- ..... أخذت رأيه وتبنيته .... وان تحاشيك للطبري وغيره .... لانهم لم يوافقوا .... ما تريد ....
ولكن انظر الى الاصل (العقلي)؟ الذي انطلقت منه: ينبغي للرسول ان يكون مبرءا من اي عيب خلقي .... من أصل هذا الاصل .... ليكون فيصلا فى ما ترفض او تقبل من اقوال المفسرين؟؟
وما رأيك ... فى ابراهيم عليه السلام ... الم يكن عاقرا لفترة طويلة .... والعقم عيب خلقي
وزكريا عليه السلام ......... الم يكن عاقرا ..... ايضا ............. والعقم عيب خلقي.
وايوب عليه السلام الم يصب فى جسمه ........................ والمرض عيب خلقي ..
ويعقوب عليه السلام ....... الم تبيض عيناه من الحزن ......... والعمى عيب خلقي ... ؟؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 09:35 م]ـ
أبا عبد المعز
نقل الطبري القول التالي
((حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق {وأخِي هارُونُ هُوَ أفْصَحُ مِنِّي لِساناً، فَأرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدّقُنِي}: أي يبين لهم عني ما أكلمهم به، فإنه يفهم ما لا يفهمون. وقيل: إنما سأل موسى ربه يؤيده بأخيه، لأن الاثنين إذا اجتمعا على الخبر، كانت النفس إلى تصديقهما، أسكن منها إلى تصديق خبر الواحد.))
وليس فيه وجود عيب خلقي في لسان موسى
فلو سمحت أخي دعك من منهجي ووجه عنايتك نحو العيب الخلقي---من أين لهم القول بالعيب الخلقي؟؟
وعلى فكرة الرازي يقول بالعيب الخلقي أيضا
ـ[السوسني]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 10:30 م]ـ
ومن قال بأن النبي منزه عن أن يكون فيه ثقل في لسانه؟
هل نترك ظاهر النصوص لشبهة عقلية؟
شيء غريب أن يكون هذا!
ثم لماذا تقدم معقولك على المنقول؟
هل بلغت هذه الرتبة من الاجتهاد حتى ترفض ما ورد في الآثار؟
الأصل لمثلي ولمثلك أن نتعلم: كيف نتعلَّم؟
ثمَّ نتعلم كيف نصل إلى القدرة على الاختيار.
أما أنه ما يعجبني هذا القول، وما وجدت من ينزه النبي؟ فهذا منهج عقيم، وهو منهج أهل البدع الذين يقررون القضايا، ثم يبحثون عن ادلة لها.
لماذا أنكر المعتزلة الرؤية؟
لماذا أنكروا الشفاعة؟
كله بسبب أنهم اعتقدوا ثم استدلوا، وكان مع هذا أيضًا أسباب أخرى مثل عدم الاعتماد على الحديث النبوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 01:29 ص]ـ
بارك الله فيك
زودني بنص سليم قاله:= على أن موسى كان ثقيل اللسان لعاهة وأسقط كل قولي--وبالمناسبة فإن بعض من قال بالعاهة مفسرون أقدرهم وأجلهم
ـ[السوسني]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 02:58 م]ـ
السيد جما
نحتاج إلى معرفة مصطلحاتك فما النص السليم والنص الفاسد، وأنت ما تعتبرلا بظاهر القرآن ولا بتفسير المفسرين؟
فمن أين نجد نصًّا سليمًا يتوافق مع عقلك.
على فكرة هل أنت ممن يرى أن ما في صحيح البخاري صحيح؟ أم لك اعتراضات على الأحاديث، فقد ورد في صحيح البخاري أن موسى عليه السلام مشى عريانًا بين بني إسرائيل، وأترك لك مراجعة النص لنرى هل هذا النص النبوي ـ برأيك طبعًا ـ سليم أو لا؟
وهل يُعقل ـ برأيك ـ أن يقع هذا من على نبي كريم؟
أتمنى أنك تراجع تفسير (لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 03:01 م]ـ
بارك الله فيك وزادك علما وفقها
ـ[السوسني]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:19 م]ـ
ياصاح جمال
هذا الكلام الطيب لا يغني في الرد العلمي، وأتمنى أن تكتب ردا علميا واضحا، فأنا لاحظت أنك تهرب من المواجهة، وليس عندك استعداد للتنازل، فأنت تتعصب لرأيك بلا دليل، وليس عندك إلا الاختيار والنقل، فتنقل ما يناسبك، وتترك ما لا يناسب، فلماذا؟!
والملاحظ أن مشاركاتتك تشعر الداخل لأول وهله أنه ملتقى جمال وليس ملتقى الفصيح.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:26 م]ـ
مستعد لرد علمي يا أخي --لكن على ماذا؟؟
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 02:50 م]ـ
إلى من ذهب ينزه موسى عليه السلام مخالفا لصريح كتاب الله و عامة علماء المفسرين:
[1] ثبوت العقدة في لسان موسى عليه السلام
قال الله عز وجل: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) سورة طه
وطلب من الله أن يحل هذه العقدة ليُفْهَم قوله
[2] عدم انطلاق لسان موسى يؤكد العقدة
قال الله عز وجل: وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) سورة الشعراء
وهو واضح لكل متأمل
[3] ثبوت أفضلية فصاحة هارون منها لموسى في اللسان بنص التنزيل
قال الله عز وجل: وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) سورة القصص
[4] استهزاء فرعون من موسى بعدم قدرته على البيان
قال الله تعالى: أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ (52) سورة الزخرف
فاستغنينا في ذلك بالتنزيل عن التأويل ولم نحتج فيه إلى دليل فافهم
قال الشاعر:
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ ... إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:09 م]ـ
هل تظن أخي أبا أيمن أن طريقة كلامك علمية أخوية؟؟
((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ))
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:18 م]ـ
أخي الكريم جمال، قد رددت بما ظهر لي والله أعلم بالصواب، فرد بعلم أو اسكت بحلم،
وهل تظن أخي جمال أن من ذهب يجترئ على كلام الله بدون علم ولا سلطان مبين قد سلم من الزيغ
((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ))
أخوك أبو أيمن
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:27 م]ـ
وما الذي يخرجها عن أن تكون علمية ـ أخي جمال ـ وهو قد رد عليك بظاهر الكتاب العزيز؟
وأنت إنما أتيت من قبل ما يمليه عليك عقلك من تنزيه موسى عن أن يكون فيه عيب خلقي، ونحن نقول ونكرر: لا مجال ـ أخي الكريم ـ للعقل وقد ثبت بالنقل أن في لسان موسى عقدة، وأن لسانه قد لا ينطلق، وأن هارون أفصح منه لسانًا.
وإذا كان عقلك الكبير قد يدعوك للقول بما قلت به تنزيهًا لموسى عن أن يعاب بما خلقه عليه أحكم الحاكمين، فلماذا لم يدعك هذا العقل إلى التصديق بكتاب الله، والوقوف عند ما جاء فيه، وأن تكل ما لا تعلمه إلى العليم الخبير ـ سبحانه ـ؟
أننزه موسى المخلوق، ولا ننزه الخالق ـ سبحانه ـ عن أن نفهم من كلامه خلاف الظاهر؟
أليس هذا نوع من التكذيب والتحريف للكلم عن مواضعه؟!
ثم ألم يكن هارون نبيًّا؟
فما أظن أن في كونه أفصح من موسى منقصة لموسى ـ عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ
ثم ليتك تتفضل وتكون صريحًا في تحديد المناقشة العلمية التي تتكلم عنها، ولم نر لها معنى ثابتًا إلى الآن.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:29 م]ـ
((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:42 م]ـ
يا أخانا، لماذا تتهرب، ولا تريد أن تفيدنا بتوضيح طريقة المناقشة العلمية؟!
ما زلت عازمًا عليك إلا وضحتها لنا، فنستفيد.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:51 م]ـ
هذه عقيدة الفرقة المسماة" أشاعرة"فى المسألة المطروحة منقولة من كتاب يعد من كتب العقيدة المعتبرة عندهم: وهو شرح الجوهرة:
61 - وَجَائِزٌ في حَقّهِمْ كالأكلِ ... وكَالجِماعِ للِنِّسا في الحِلِّ.
-61 وَجَائِزٌ في حَقّهِمْ كالأكلِ ... وكَالجِماعِ للِنِّسا في الحِلِّ
وجائز .. : هذا شروع بما يجوز في حقهم رسلاً وأنبياء، وهو ما لا يجب عقلاً ثبوته لهم، ولا نفيه عنهم، ومثل لما يجوز بالأكل والجماع الحلال ليشير إلى أنه لا فرق بين أن يكون الجائز في حقهم من توابع الصحة التي لا يستغنى عنها عادة كالأكل، أو التي يستغنى عنها كالجماع للنساء، لكن الجماع مشروط في حال الحل بأن كان بالملك أو بالنكاح، فيجوز لهم الوطء بالملك، ولو للأمة الكتابية، بخلاف المجوسية ونحوها كالوثنية، ويجوز عليهم سائر الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية كالمرض، ومنه الإغماء إلا أنه قيد بالإغماء غير الطويل، بخلاف الجنون قليله وكثيره لأنه نقص، وبخلاف الجذام والبرص والعمى وغير ذلك من الأمور المنفرة، ولم يثبت أن شعيباً كان ضريراً، وأما ما كان ليعقوب فهو حجاب على العين من تواصل الدموع، ولذلك لما جاءه البشير عاد بصيراً، وما كان بأيوب من البلاء لم يكن منفراً، أما ما اشتهر عنه من الحكايات المنفرة فهي باطلة من فعل اليهود.
وأما السهو فممتنع عليهم في الأخبار البلاغية وغير البلاغية. وجائز عليهم في الأفعال البلاغية وغيرها للتشريع، كالسهو في الصلاة، لكن سهوهم لم يكن ناشئاً عن اشتغالهم بغير ربهم، وفي ذلك قال بعضهم:
قد غاب عن كل شيء سرُّه فسها ... عما سوى الله فالتعظيم لله
وأما النسيان فهو ممتنع في البلاغيات قبل تبليغها، قولية كانت أو فعلية. وأما بعد التبليغ فيجوز نسيان ما ذكر على أنه من الله تعالى، أما نسيان الشيطان فمستحيل عليهم، إذ ليس له عليهم سبيل. وقول يوشع: "وما أنْسانِيْهُ إلاّ الشَّيْطانُ". تواضع منه أو قيل نبوته وعلمه بحال نفسه، وإلا فهو رحماني بشهادة: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} ووسوسة الشيطان لآدم بتمثيل ظاهري، والممنوع في حقهم سلطانه على بواطنهم. وبالجملة فيجوز على ظواهرهم ما يجوز على البشر مما لا يؤدي إلى نقص، وأما بواطنهم فمنزهة أبداً متعلقة بربهم. وفي المنن كان معروف الكرخي رضي الله عنه يقول: "لي ثلاثون سنة في حضرة الله ما خرجت فأنا أكلم الله والناس يظنون أني أكلمهم". فإذا كان هذا حال أحد الأتباع، فما بالك بالأنبياء، خصوصاً رئيسهم الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 04:05 م]ـ
البصري
حتى تعرفني أكثر فأنا بالفعل أفكر بصوت عال--ولست بمنتم لجهة ما--والقول بوجود عيب خلقي عند سيدنا موسى عليه السلام قال به الرازي--ولو كنت آخذا أقواله دون فكر لقلت بقوله على عظمته---وطريقتي في النقاش أنني أحترم من يحترمني--واتوقف عن النقاش مع من لا يحترمني بكلماته--وأنت قلت قولة حق في هذا الشأن---ولو ناقشتني في ما ورد في هذا الرابط حسب الأصول المرعية لناقشتك وغيرك---فحاولوا معي برفق ولين--
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 04:07 م]ـ
وقع الشارح -عفا الله عنه-فى خطيئة المتكلمين .. : اعتقد بعقلك ... ثم استدل بنقلك ...
فيقعون فى شناعات .... تصل الى حد الاستخفاف ب"عقول" الناس ..
انظر مثلا الى التأويل البارد فى قوله ( .. وأما ما كان ليعقوب فهو حجاب على العين من تواصل الدموع، ولذلك لما جاءه البشير عاد بصيراً، ... )
سبحان الله ما الفرق بين الحجاب على العين وبين العمى ... والعمى هو عدم الابصار .... ولا يهم ان كان بسبب الدموع او غيرها ....
انظروا الى سخافة التعليل: وقول يوشع: "وما أنْسانِيْهُ إلاّ الشَّيْطانُ". تواضع منه ..
ياقوم هل من الورع ان يكذب الانسان ليظهر التواضع ... وهل يقره الله تعالى على ذلك ..
ما لكم كيف تحكمون ...(/)
وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 06:05 ص]ـ
:::
قال تعالى
((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)) 22 - 23 الحديد
وهي آية ذات دلالة هامة في توجيه المسلم إلى التسليم والخضوع لما قدره الله وقضاه في الأمور الخارجة عن نطاق سيطرة الإنسان
والحزن معلوم ومفهوم--وهو يحصل طبيعيا عند المرء إذا ما فاته أمر يحبه
والفرح طبيعي ومعلوم --وهو يحصل طبيعيا عند المرء إذا ما آتاه الله أمرا يحبه
فعلى أي حزن ينتصب النهي في الآية؟؟
وعلى أي فرح أيضا؟؟
قال إبن عاشور ((والفرح المنفي هو الشديد منه البالغ حدّ البطر، كما قال تعالى في قصة قارون
{إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين))
فهل يعني هذا الكلام أن الكثير من الفرح منهي عنه؟؟
عندي توجه على أن الفرح هنا له معنى مخالف لما يشعر به المرء حال حيازته على أمر يحبه
أنظروا إلى مانقل الطبري عن إبن عباس ((حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك البكري، عن عكرِمة، عن ابن عباس {لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتَكُمْ} قال: ليس أحد إلا يحزن ويفرح، ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبراً، ومن أصابه خير فجعله شكراً.))
وإليكم قول المبرد فيها
((: ليس المراد من قوله: {لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى? مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا آتاكم} نفي الأسى والفرح على الإطلاق بل معناه لا تحزنوا حزناً يخرجكم إلى أن تهلكوا أنفسكم ولا تعتدوا بثواب على فوات ما سلب منكم، ولا تفرحوا فرحاً شديد يطغيكم حتى تأشروا فيه وتبطروا،))
ألم تلتقطوا من كلام هؤلاء الأخيار شيئا؟؟
أنتظر تعليقاتكم ثم نكمل التفجير
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 11:11 ص]ـ
كلام جميل، ونقل موفق، نسأل الله أن يجعلنا ممن إذا أنعم عليه شكر، وإذا ابتلي صبر، فإن هاتين هما وظيفتا الإنسان في حالي المنحة والمحنة.
قال ـ سبحانه ـ: " وإذ تأن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد "
وقال ـ جل وعلا ـ: " وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "
وانتبه ـ عمنا الشرباتي ـ فالتفجير لا يحده حد، فقد يحصل منه خراب ودمار وترويع للآمنين.: rolleyes:
فاجعله تفجيرًا لينابيع عقلك الثرة، وحده بحدود الشرع، يعظم نفعه، ويبارك الله فيه، ويعظم قدرك في قلوب أبنائك، الذين هم في شوق إلى كل نافع ومفيد.:)
أطال الله على طاعته عمرك، ورفع بتوحيده والإخلاص له قدرك، وزادك علمًا وتوفيقًا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 08:51 م]ـ
أشكر لإبن أخي البصري حلو كلامه
أما الفرح في القرآن الكريم فقد جاء بمعنى اللذة التي يشعر بها المرء لنيله مبتغاه---وجاء بمعان مذمومة كالبطر
قال الجوهري في الصحاح ((فرح
فَرِحَ به: سُرَّ. والفَرَحُ أيضاً: البَطَرُ. ومنه قوله تعالى: "إنَّ الله لا يحبُّ الفرِحين"))
ولا بد من تفسير البطر فراجعت الجوهري فوجدت عنده ((البَطَرُ: الأَشَرُ، وهو شدَّة المرح))
وإليكم بعض الآيات التي ورد فيها الفرح مذموما
((ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ)) غافر 75
((مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) الروم 32
((فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) المؤمنون 53
ـ[البصري]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 04:50 م]ـ
زادك الله علمًا وتوفيقًا.(/)
مساعدة ...... جزاكم الله خيرًا
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 07:24 م]ـ
(إنا أرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في يوم نحس مستمر 0 تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر)
(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين)
أكلتُ دمًا إن لم أُرِعْكِ بضَرَّة ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشرِ
المطلوب استخراج كل ما يخص علم البيان في الآيتين الكريمتين والبيت الشعري
فهلا ساعدتموني جزاكم الله خيرًا
وجعل هذا المنتدى عامرًا بأهله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 07:50 م]ـ
:::
سأركز على آية ((تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ)) القمر 20
فلم استخدم التذكير فيها "منقعر" بينما استخدم التأنيث" خاوية" في ((سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى القَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ)) الحاقة 7
والجواب لأن النخل في آية القمر إسم جنس وفي آية الحاقة جمع نخلة
وهذه نقطة إذا لزمتك ووجدت في كلامي ما أفادك أكمل إن شاء الله
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 08:37 م]ـ
جزاك الله خيرًا أستاذي الكريم
ونفعنا بعلمك
أكمل مشكورًا مأجو رًا - بإذن الله - كلامك الطيب المبارك ففيه الفائدة إن شاء الله
وإن كنت أقصد من سؤالي مايخص (علم البيان) من استعارات وتشبيهات وكنايات وما نوع هذه الإستعارة أوهذا التشبيه أوتلك الكناية؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 09:32 م]ـ
أعرف تماما ما تريد---إلا أنني رغبت بأن أسوق ما أجده في الآية من لطائف وأنت تلتقط ما تشاء
والنزع هو إزالة بعنف---أما الإنقعار فهو القلع من القعر فقوله ((تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ)) فيه معنى أن الريح نزعتهم فقلعتهم فوقعوا صرعى----وفي تعبير الإنقراع دلالة على شدة بأس وثبات هؤلاء القوم لأن الريح قلعتهم من جذورهم فصرعتهم فوقعوا كأعجاز النخل المنقعرة
ونكمل بعد تعليق الزملاء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 05:36 ص]ـ
وإذا قلنا أن الأعجاز هي الأصول دون الفروع --ففي تشبيهه للناس المصروعين بالأعجاز يدل على أن الريح كانت تنزع رؤوسهم عن أجسادهم
قال الجوهري في الصحاح
(العَجُزُ: موخَّر الشيء، يؤنَّث ويذكَّر. وهو للرجل والمرأة جميعاً. والجمع الأعجازُ. والعَجيزَةُ، للمرأة خاصة. والعَجْزُ: الضعف)
ولأن أصل النخلة هو مؤخرها فحسن استخدام لفظ الأعجاز كمجاز دال الأصول
وعودة إلى الآية ((تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ)) ---فقد لاح لي أن استخدام السياق ل "تنزع" دال على أنهم كانوا يضربون أرجلهم إلى الأرض متشبثين بالصخور وبأعمدة البيوت بأيديهم حتى لا تقتلعهم الريح وما نفعهم ذلك
---------------------------------------------
ولا مزيد عندي وأنتظر آراء الأخوة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 09:10 ص]ـ
أما آية
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) الدخان 29
فالسماء أو الأرض لا تبكيان وهنا استعارة مكنية لأنه شبه السماء أو الأرض بالعاقل وذكر المشبه وهو السماء أو الأرض وأضمر المشبه به وهو العاقل وأثبت للسماء أو الأرض بعض لوازم العاقل وهو البكاء
وفي حديث الرسول:= مثيلها إذ قال ((
) " ما من مؤمن مات في غربة غابت فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض "
ومهما قال " البصري " عن الزمخشري فهو عالم لغة جهبذ وقد أشار إلى معنى التهكم في من قصد الرحمن في هذه الآية فقال
({فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ?لسَّمَاءُ وَ?لأَرْضُ} فيه تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده:)
ـ[البصري]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 05:15 م]ـ
لا عليك ـ عمنا الشرباتي الحبيب ـ مما قال البصري، فهو عبد ضعيف لا يضرك ولا ينفعك، أما الزمخشري فهو معتزلي، يدس اعتزالياته في تفسيره دسًّا لا يقع عليه إلا الراسخون في العلم، الذين هداهم الله بنور العقيدة الصافية، وشربوا من معين السنة الثر، ونشهد الله على بغض كل مخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة، معتزليًا كان أو جهميًا أو أشعريًا أو مخرفًا صوفيًا، أو مغرورًا عقلانيًا؛ لأن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " المرء مع من أحب "
أما من زعم أن السماء والأرض لا تبكيان، وأن ذلك مجاز فلا نسلم له ما قال؛ لأن الله قال: " فما بكت عليهم السماء والأرض " ونحن لا نفهم من ذلك إلا أنهما تبكيان على المؤمنين، وما ذلك على الله بعزيز، وإن كانت عقولنا قد صغرت وضمرت عن أن تتصور السماء والأرض وهما تبكيان وجهلت حقيقة هذا البكاء وغاب عنها كنهه، فلنعلم أن الغيب عالم ليس كالشهادة، ودعوى أن ذلك مجاز إخراج لكلام الله عن حقيقته بغير علم، فلنحذر ثم لنحذر، وإذا نحن قلنا: إن السماء والأرض لا تبكيان، لأن العقل لا يتصور ذلك، فما أكثر ما لا تتصوره العقول، فهل نقول إن كل ما لا يتصوره العقل ولا يدركه مجاز، أم نتهم عقولنا ـ وهو الصحيح ـ ونقول: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، ونكل علم ما لم نعلم إلى عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم؟!
لنتذكر قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ: " إن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء " فمن جعل البكاء للإنسان وللحيوان، كما بكى ذلك الجمل لما رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألا يقدر ـ تعالى ـ أن يبكي السماء والأرض؟!
ويحنا ـ أمة محمد ـ أفي شك نحن من قدرة إلهنا ـ جل وعلا ـ حتى نلجأ إلى تحريف الكلم عن مواضعه؟! إن أجبنا بـ: نعم، فوالله إن ذلك لقدح في العقيدة، يسول لنا شياطين الجن وشياطين الإنس أنه من البلاغة، وما هو ـ والله ـ من البلاغة في قليل ولا كثير، وإن قلنا: لا وألف لا، نحن لا نشك في قدرة ربنا ـ جلت قدرته ـ فما الذي يمنعنا من أن نصدق أنه ـ سبحانه ـ يبكي السماء والأرض، وهو على كل شيء قدير؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 07:30 م]ـ
لقد بالغت أيها البصري برفضك كون بكاء السماء من المجاز ولا أظن أحدا يوافقك---ولا علاقة لهذا الأمر بالعقيدة ولا بصفات المولى حتى تدعي أن البكاء حقيقي
ولا علاقة لطبيعة الأشياء بما قلت --فالله قادر على أن يبكي السماء ولكنه خلقها بطبيعة معينة لا تبكي وكل ذلك بقدر الله
ـ[البصري]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 10:42 م]ـ
ظننت ـ عمي الحبيب ـ أن لا أحد يوافقني، والظن أكذب الحديث، وهكذا هو المجاز مبناه على الظن لا القطع.
أنا أسألك سؤالا وآمل أن تجيب عنه باختصار ـ عمي الحبيب ـ: هل الله قادر على إبكاء السماء والأرض أم لا؟
لا تتفلسف ولا تخرج عن سؤالي البدهي هذا، أجب عنه مهما كنت تراه صغيرًا، ودعنا من الآخرين يوافقون أو لايوافقون.
ثم كيف تقول إن هذا الأمر لا علاقة له بالعقيدة ولا بصفات المولى حتى أدعي أن البكاء حقيقي؟ الله يثبت لنفسه فعلا ثم تنفيه، وتقول: لا علاقة لهذا بصفات المولى، عجيب ـ والله ـ ثم عجيب.
ما إنكار صفات الرب عند المنكرين إلا من جنس ما تقول به الآن، فالله يقول مثلا: " وهو السميع البصير " فيأتون ويقولون: سميع بدون سمع، بصير دون بصر، ويقول " الرحمن على العرش استوى " فيقولون: استوى بمعنى استولى ... وهلم جرًّا.
وأما قولك ـ عمي الحبيب ـ: ((فالله قادر على أن يبكي السماء ولكنه خلقها بطبيعة معينة لا تبكي وكل ذلك بقدر الله))
فهل عندك علم من كتاب أو من سنة أن الله ألزم نفسه أن إذا خلق شيئًا على طبيعة معينة ألا يغيره؟؟
أليس قد خلق الذئب أعجم لا يقدر على الكلام، ثم أنطقه لذلك الأعرابي في مكة، والحديث ثابت مشهور، أليس هو الذي خلق البحر مائعًا، وجعله لموسى يبسًا؟!
أنا آتيك من قدرة الله التي لا تحد، وأنت تحدها بعقل محدود قاصر ضعيف، فما أدري إلى متى تجعل العقل حكمًا على كلام الله ـ عز وجل ـ
الله يثبت لنفسه، وهو أعلم، وأنت تنفي عنه ما يثبته لنفسه، لا لشيء إلا أن عقلك لم يستوعب، فوالذي نفسي بيده، لأن أفسحت لعقلك المجال بهذه الكيفية، وسرحته فيما لا مرتع له فيه، ليوردنك موارد أنت عنها في غنى، فابق في حمى الدليل ولا تتجاوز، فإنه أسلم لك، وأوفر لعقلك، وأكمل لإيمانك، وأحب لك إلى الله وخلقه، وهل افترق المؤمنون عن المنافقين والكفار إلا بالتسليم والرضى لما قال الله وقال رسوله، وأنهم لا يجدون في أنفسهم حرجًا مما قضى الله ورسوله؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 06:18 ص]ـ
البصري
# لقد أجبتك على سؤالك (هل الله قادر على إبكاء السماء والأرض أم لا) قبل أن تسأل
# قلت (لا تتفلسف) وأقطع أن الفلسفة ليست من تفكيري
# قلت (الله يثبت لنفسه فعلا ثم تنفيه، وتقول: لا علاقة لهذا بصفات المولى، عجيب ـ والله ـ ثم عجيب.)
لم يثبت الله لنفسه فعل إبكاء السماء بل نفاه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 03:51 م]ـ
ذكر حكاية يقصد منها ذاكرها شيئا---في أي باب من أبواب البلاغة نضعها أيها الخليل؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 05:26 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها ...
كنت أظن أن من يتعرض لكتاب الله على علم أن نفي شيء هو إثبات لضده، فيعلم أن نفي أن تبكي السماء والأرض على الكافرين فيه إثبات أنها تبكي على المؤمنين ..
فاكتشفت أنك لا تدري بذلك، أو أنك تدري وتتجاهله، أمران أحلاهما مر:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وما أحسن ما قال الشاعر:
إذا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
والحق أن الشعر باب واسع لمثل ما تأتي به، فليتك تقصر بحثك عليه تسلم، وليس ذلك فحسب، بل أظنك ستبدع، وستمتع ...
اما آيات الكتاب العزيز
فطلقها فلست لها بكفء ... وإن لا يعل مفرقك الحسام
ليس حسام أعضاء هذا المنتدى، ولكن حسام " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 06:16 م]ـ
قال المفسر أبو السعود
(({فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ?لسَّمَاء وَ?لأَرْضُ} مجازٌ عن عدمِ الاكتراثِ بهلاكِهم والاعتدادِ بوجودِهم، فيهِ تهكمٌ بهِم وبحالهم المنافيةِ لحالِ من يعظمُ فقدُه فيقالُ له بكتْ عليه السماءُ والأرضُ، ومنْهُ (ما رُويَ إنَّ المؤمنَ ليبكي عليه مُصَّلاهُ ومحلُّ عبادتِه ومصاعدُ عملِه ومهابطُ رزقِه وآثارُه في الأرضِ)، وقيلَ: تقديرُه أهلُ السماءِ والأرضِ. {وَمَا كَانُواْ} لمَّا جاءَ وقتُ هلاكِهم {مُّنظَرِينَ} ممهلينَ إلى وقتٍ أخرَ أو إلى الآخرةِ، بلْ عُجِّلَ لهم في الدُّنيا.))
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 07:32 م]ـ
جمال ..... حياك الله ..
قال ابو السعود-ولعلك ارتضيت قوله .... -
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ?لسَّمَاء وَ?لأَرْضُ ........ مجازٌ عن عدمِ الاكتراثِ بهلاكِهم والاعتدادِ بوجودِهم، فيهِ تهكمٌ بهِم ...
ما يقول ابو السعود ... وانت تبعا له .... فى "عدم الاكتراث"اهو حقيقة ام مجاز ....
الاعتداد بوجودهم ....... اهو على الحقيقة ام المجاز ......
فيه تهكم بهم ............ اهو على الحقيقة ام المجاز .....
لا بد ان تقولا .... بالمجاز ..... لان نسبة البكاء الى السماء اهون من نسبة التهكم الى الله ... ونسبة عدم الاكتراث اليه ..... فالمجاز هنا اولى منه هناك .....
افيكون شيخك .... ابو السعود .... يقول بمجاز عن المجاز .... فأين الحقيقة ... التى ارجع اليها المجاز فى البكاء ........
فما تقول انت .... عفا الله عنكما ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 07:55 م]ـ
لا ننسب كل ما قلت لله عز وجل---إنما هو معنى الآية كصياغة بلاغية راقيةمن كون الكفار لا يكترث بهم ولا أهمية لهم في دنيا ولا آخرة--فلا أبو السعود ولا غيره نسب لله ما تقوله
وعندي رغبة بالإستفسار منك لأني أجدك على إطلاع وأدب
--ما العلاقة بين تفسير الألوسي وتفسير أبي السعود --هناك تشابه واضح في عبارتيهما --أنظر إلى قول الألوسي
((لم يفتح عندي موقع التفسير الآن--أزودك به لاحقا)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 08:09 م]ـ
الاخ جمال ....
قولك معنى الآية صياغة بلاغية راقية من كون الكفار لا يكترث بهم .... فقولنا الله لا يكترث بالكفار .... اهو حقيقة ام مجاز .... ستقول" مجاز ... "
اذن عندنا فى الاصل معنى مجازي .. هو عدم الاكتراث .... وعبر عنه بعدم بكاء السماء ... وهو مجاز ايضا فصيغ من المجاز مجاز آخر ..... انا الآن فى هذه الدوامة من المجاز .. اسألك ... ما المعنى الحقيقي الذي يمكن ان ينسب الى الله حقيقة ... والذي عبر عنه بمجازين الاول هو عدم الاكتراث .... والثاني هو بكاء السماء ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 08:45 م]ـ
الخليل
قال الجوهري ((بكى
البُكا يُمَدُّ ويُقْصَرُ، فإذا مددت أردت الصوتَ الذي يكون مع البكاء، وإذا قَصَرْتَ أردت الدموعَ وخروجها. قال الشاعر: بَكَتْ عَيْني وحَقَّ لها بُكاها وما يُغْني البُكاءُ ولا العَويلُ
وبَكَيْتُهُ وبَكَيْتُ عليه بمعنىً. قال الأصمعي: بَكيْتُ الرجل وبَكَيْتُهُ بالتشديد، كلاهما إذا بكيتَ عليه. وأَبْكَيْتُهُ، إذا صنعتَ به ما يُبْكيهِ. وباكَيْتُه فبَكَيْتُهُ، إذا كنتَ أَبْكى منه. قال الشاعر: الشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ تَبْكي عليكَ نجومَ الليلِ والقَمرا
واسْتَبْكَيْتُهُ وأَبْكَيْتُهُ بمعنىً. وتَباكى: تكلّف البُكاءَ. والبَكيُّ: الكثير البُكاء، على فَعيلٍ. والبُكيُّ على فُعولٍ: جمع باكٍ.))
وهذا يعني أن تسمية إحمرار الشفق بكاء مجاز---لأن البكاء هو ما نص عليه الجوهري في الأعلى
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 10:21 م]ـ
نرجو من الاخوة .... قليلا من الهدوء .... وليعلم انه لم تثبت ابدا فكرة بسيف ضارب ولا رمح طعان ......
ونرجو من الاخوة ايضا قليلا من الانصاف ..... اذ قد يحدث ان نتهم غيرنا بالقسوة .. ونحن فى اتهامنا نفسه نقسو ........
وقول القائل: أعني ما الذي يجعل للبصري الحق في ذلك ولا يكون للأخ جمال مثل هذا الحق؟ ..
عندي عليه ملاحظات:
لماذا لم يوصف البصري بالاخوة مثل جمال ...... ؟ ومنتدى الفصيح -ادامه الله-منتدى للعارفين .. بأسرار اللغة ... فى ذكرها وحذفها .. ومنطوقها ومفهومها ....
الملاحظة الثانية ... القرآن لا يبدو تركة .... يقتسمها الناس ... للذكر مثل حظ الانثيين ... وليس ارضا شائعة لكل عاد وباد .... ولا ينبغي ان نتحدث بمفهوم الحق .... بل بمفهوم الواجب .... يجب على كل مسلم ان يتدبر كلام الله .... ويجب عليه فى الوقت ذاته ان يتقي ربه فلا يقول على الله ما ليس به علم ... ومن كان هذا شأنه يجب الضرب على يده والتحذير منه ... ودعوى ان له الحق فى القرآن مردودة عليه ....
الملاحظة الثالثة .... التشغيب على البصري فى قوله بالمفهوم ..... لا ضرورة له .... كما ان تشغيب البصري على من لا يقول به لا ضرورة له ايضا ....
والمسألة عند التحقيق خلافية بين الاصوليين ...... فالجمهور على اعتبار" المفهوم "صحيحا ... والحنفية والظاهرية لا يقولون به ... والصواب رأي الجمهور ...
ليس هذا محل تفصيله .... والامثلة التي ذكرها المعترض .... يرد عليها بأفضل وأكثر منها ... والمقصود بالافضلية من حيث الدلالة ... وقوتها .. والا فالقرآن كله ... خير وفضل وبركة ...
والأولى تجنب الغضب .... لانه لا تفكير سليم فى الاغلاق .. والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 03:25 ص]ـ
الأحبة الكرام جمال، البصري، الخليل!، أبو عبد المعز
أبيت إلا أن أشارككم النقاش
قال الله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)
وقال: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ
قال ابن جرير الطبري رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول تعالى ذكره: فما بكت على هؤلاء الذين غرّقهم الله في البحر - وهم فرعون وقومه - السماء والأرض، وقيل: إن بكاء السماء حمرة أطرافها. / ... /
وقيل: إنما قيل: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأرْضُ لأن المؤمن إذا مات، بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا، ولم تبكيا على فرعون وقومه، لأنه لم يكن لهم عمل يَصْعد إلى الله صالح، فتبكي عليهم السماء، ولا مسجد في الأرض، فتبكي عليهم الأرض. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب (ث)، قال: ثنا طلق بن غنام (ث)، عن زائدة (ث)، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جُبير، قال: أتى ابن عباس رجل، فقال: يا أبا عباس أرأيت قول الله تبارك وتعالى فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّماءُ والأرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال: نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله، وينزل منه رزقه، بكى عليه وإذا فقده مُصلاَّه من الأرض التي كان يصلي فيها، ويذكر الله فيها بكت عليه، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى السماء منهم خير، قال: فلم تبكِ عليهم السماء والأرض.
/*
قال العبد الضعيف، هذا عن ابن عباس وما أدراك ما ابن عباس من فَقُه في الدين وعَلِمَ التأويل، والأثر صحيح فصيح والحمد لله فعض عليه بالنواجد، وهل لكم – أخي جمال - في نقل قول سديد صحيح في قوة هذا القول تثبتون به ما ذهبتم إليه، لا أريد تحليلا عقليا، بل أثرا
هَل صَحَّ قَولٌ مَنِ الحاكي فَنَقبَلَهُ ... أَم كُلُّ ذاكَ أَباطيلٌ وَأَسمارُ
*/
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: ثنا بكير بن أبي السميط، قال: ثنا قتادة، عن سعيد بن جُبير أنه كان يقول: إن بقاع الأرض التي كان يصعد عمله منها إلى السماء تبكي عليه بعد موته، يعني المؤمن.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس فَمَا بَكَتِ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأرْضُ قال: إنه ليس أحد إلا له باب في السماء ينزل فيه رزقه ويصعد فيه عمله، فإذا فُقِد بكت عليه مواضعه التي كان يسجد عليها، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض عمل صالح يقبل منهم، فيصعد إلى الله عزّ وجلّ، فقال مجاهد: تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحا.
قال ابن كثير
وقوله سبحانه وتعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَالأرْضُ} أي لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم، ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله تعالى فيها فقدتهم، فلهذا استحقوا أن لا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم وعتوهم وعنادهم.
أخرج الترمذي في سننه:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ بَابَانِ بَابٌ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَبَابٌ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ فَإِذَا مَاتَ بَكَيَا عَلَيْهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ يُضَعَّفَانِ فِي الْحَدِيثِ *
/*
قال العبد الضعيف، والحديث ضعيف من جهة "موسى بن عبيدة" و"يزيد بن أبان" وقد أشار إلى ذلك الإمام الترمذي في آخر الحديث وإنما سقته لما في شرح الإمام أبو بكر من فوائد
*/
قال الإمام أبو بكر ابن العربي في تحفة الأحوذي:
"بكيا" أي البابان "عليه" أي على فراقه لأنه انقطع خيره منهما بخلاف الكافر فإنهما يتأذيان بشره، فلا يبكان عليه. قاله ابن الملك، وهو ظاهر موافق لمذهب أهل السنة على ما نقله البغوي أن للأشياء كلها علماً بالله ولها تسبيح ولها خشية وغيرها، وقيل أي بكى عليه أهلهما،
وقال الطيبي انكشاف هذا تمثيل وتخييل مبالغة في فقدان من درج وانقطع خيره، وكذلك ما روي عن ابن عباس من بكاء مصلى المؤمن وآثاره في الأرض ومصاعد عمله ومهابط رزقه في السماء تمثيل ونفي ذلك في قوله تعالى: {فما بكت عليهم السماء والأرض} تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده فيقال فيه بكت عليه السماء والأرض انتهى،
وهو مخالف لظاهر الآية والحديث ولا وجه للعدول لمجرد مخالفته ظاهر العقول كذا في المرقاة
/*
قال العبد الضعيف، وانظر رعاك الله إلى قوله " وهو ظاهر موافق لمذهب أهل السنة "
وإلى قوله " ولا وجه للعدول لمجرد مخالفته ظاهر العقول"
*/
قال البغوي:
فما بكت عليهم السماء والأرض "، وذلك أن المؤمن إذا مات تبكي عليه السلام والأرض أربعين صباحاً، وهؤلاء لم يكن يصعد لهم عمل فتبكي السماء على فقده، ولا لهم على الأرض عمل صالح فتبكي الأرض عليه.
قال القرطبي رحمه الله:
قلت والقول الأول أظهر إذ لا استحالة في ذلك وإذا كانت السماوات والأرض تسبح وتسمع وتتكلم كما بيناه في سبحان ومريم وحم وفصلت فكذلك تبكي مع ما جاء من الخبر في ذلك والله أعلم بصواب هذه الأقوال
مع تحياتي وتقديري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 04:37 ص]ـ
الاخ ابو أيمن ...
تكلمت بعلم ..... فبارك الله فيك .... وليس للمرء الا ان يذعن لما نقلته .. عن الائمة الاعلام ... بيد ان لي بعض الاضافات .... قلت-حفظك الله-:
هذا عن ابن عباس وما أدراك ما ابن عباس من فَقُه في الدين وعَلِمَ التأويل، والأثر صحيح فصيح والحمد لله فعض عليه بالنواجد، ...
قلت: بل ان تفسير ابن عباس رضي الله عنهما ... فى حكم المرفوع .. لأن تفاصيل ما قال لا دخل للعقل او الاجتهاد فيه ... فوجب المصير الى انه سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم ... لذا فمعارضة ابن عباس .... ليس مجرد معارضة لصحابي .. بل نخشى ان تكون من باب من يشاقق الرسول ...
اما الكلام الذي نقلته عن ابن العربي المالكي .. فهو جامع ... لكل ما يمكن ان يقال .. وعند التمحيص يتبين ثلاثة مذاهب:
مذهب من يحمل البكاء على حقيقته ... وهو اختيار ابن العربي نفسه ......
مذهب الطيبي الذي يرى استعارة تمثيلية .. او مجازا مركبا .. فلا حقيقة للسماء ولا للبكاء .. لكن كل ذلك تخييل لينتقل الذهن الى مقصود الكلام وهو التهكم ...
مذهب من يقول بمجاز الحذف .... او المجاز المرسل الذي علاقته المحلية ... والتقدير عندهم "فما بكى عليهم اهل الارض والسماء ...... "
والتذرع بالمجاز ..... هنا لا مبرر له ... الا الفرار من نسبة البكاء الى السماء ... خوفا من مخالفة العقل ... وورد فى ختام ما نقلته عن ابن العربي "ولا وجه للعدول لمجرد مخالفته ظاهر العقول كذا في المرقاة "
ولو قيل مخالفته للحس لكان افضل .... لأن تقدير العقل لبكاء السماء لا يؤدي الى المحال .. وما لا يفضي الى المحال فهو ممكن ..... على الاقل .....
ونقل البغوي لمذهب اهل السنة" أن للأشياء كلها علماً بالله ولها تسبيح ولها خشية وغيرها"لا يجدي مع المؤولين ... لأنهم سينقلون التأويل الى العلم والتسبيح والخشية ... ويعيدونها جذعا ... ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 05:43 ص]ـ
الأخ أبا عبد المعز
((قلت: بل ان تفسير ابن عباس رضي الله عنهما ... فى حكم المرفوع .. لأن تفاصيل ما قال لا دخل للعقل او الاجتهاد فيه ... فوجب المصير الى انه سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم ... لذا فمعارضة ابن عباس .... ليس مجرد معارضة لصحابي .. بل نخشى ان تكون من باب من يشاقق الرسول ... ))
وما هو تعليلكم لرفضكم تفسير إبن عباس لآية ((يوم يكشف عن ساق))
((يروى عن بن عباس في قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" قال أي عن شدة وعن أمر شديد، وتقول العرب كشفت الحرب عن ساقها أو ساقيها،))
وكذلك قال في قوله تعالى "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" ((قال أي بقوة))
فهل أنتم أوصياء تقررون علينا ما يقبل وما يرفض من كلام الحبر إبن عباس: r ؟؟
وهل رفضكم لقوله في تفسير الساق ليس من باب مشاققة الرسول؟؟
إنه الإقصاء الذي جعلكم تقررون أن الصواب إلى جانبكم وأنتم لا تشكلون عشر معشار الأمة
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 07:42 ص]ـ
أجْمِلْ بالحوار الهادئ، فمنه نتوصل إلى حقائق جيدة.
أما الشدة في الاعتراض، ورمي الأوصاف هنا وهناك فلا يمثل أخلاق المتحاورين الرفيعة.
اطرحوا ما عندكم، فالناس يقرؤون ما تكتبون، وقد ذكر الذهبي - رحمه الله - في ترجمة المؤتمَن أنه سمع الخطيب يقول:" من صنّف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس". السير19/ 308، فلو كان الطبق يحوي أطيب الطعام، لكنه طبق منثلم فربما رغب الناس عن الطعام.
سددت خطاكم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 02:29 م]ـ
الاخ جمال .....
اما قولك "رفضكم تفسير إبن عباس لآية ((يوم يكشف عن ساق)) "
فهو كذب ..... على اهل السنة ...
((يروى عن بن عباس في قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" قال أي عن شدة وعن أمر شديد، وتقول العرب كشفت الحرب عن ساقها أو ساقيها،))
فابن عباس نفسه من اهل السنة ... وقوله هذا مقبول ... ونقبل معه قوله الآخر ... الذي لا شك انك تمتعض لسماعه:
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره وقد رواه الحاكم في مستدركه عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي عن محمد بن معاذ عن أبي عاصم عن سفيان وهو الثوري بإسناده عن ابن عباس موقوفا مثله وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن اسعد حظا بالاتباع ... (نحن) ام (انتم) اذ تأخذ وتترك حسب الهوى ....
قولك: وكذلك قال في قوله تعالى "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" ((قال أي بقوة))
وكذلك هو كذب ....
فكثير من اهل السنة ... رأوا ان "أيد" من التأييد ... وليس جمع لكلمة يد ....
ونقبل القول الآخر لابن عباس:
وقال السدي عمن حدثه عن ابن عباس فتلقى آدم من ربه كلمات قال: قال آدم عليه السلام: يا رب ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى ونفخت في من روحك؟ قيل له بلى وعطست فقلت يرحمك الله وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل له: بلى وكتبت علي أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى قال: أرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة؟ قال: نعم وهكذا رواه العوفي وسعيد بن جبير وسعيد بن معبد عن ابن عباس بنحوه ورواه الحاكم في مستدركه من حديث ابن جبير عن ابن عباس وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ......
وما دمت جعلت ابن عباس مرجعا ... -وهذا هو المظنون بالمسلم-فتدبر هذه الباقة ... من كلام ابن عباس .. وان استزدتني زدتك ... :
وقال ابن عباس هما إسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر أي أكثر رحمة
قال البغوي: يروى نحو هذا عن ابن عباس كما جاء في الصحيح من أن البقرة وآل عمران يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف ومن ذلك في الصحيح قصة القرآن وأنه يأتي صاحبه في صورة شاب شاحب اللون فيقول: من أنت؟ فيقول أنا القرآن الذي أسهرت
عن جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال إذا تكلم الله بالوحي سمعوا له مثل سلسلة الحديد على الصفوان
حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد عن ابن عباس عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله عن قول الله والأرض جميعا قبضته يوم القيامة فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال على جسر جهنم
عن طلق بن حبيب حدثه عن ابن عباس في قول الله والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه قال كلهن بيمينه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 02:44 م]ـ
سبحان مغير الأحوال ومغير الأقوال ومغير الأخلاق---
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 05:28 م]ـ
:::
قال تعالى ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ)) القلم 42
قال المفسر السلفي السعدي فيها
((يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون
أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل [والزلازل] والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء،))
فمن الذي رفض تفسير إبن عباس نحن أم هم؟؟
ومن الكاذب نحن أم هم؟؟
ومن هم أهل السنة الذين يقتدون بإبن عباس وغيره نحن أم هم؟؟
قال الطبري رحمه الله ((يقول تعالى ذكره (يوم يكشف عن ساق) قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس (يوم يكشف عن ساق) قال: هو يوم حرب وشدة.))
أتمنى على الله أن تصفوا قلوب أخواننا في الدين ويكفوا ألسنتهم عن غالبية علماء الأمة
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 08:36 م]ـ
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين والعرش .....
لم تقل لي هل تقبل تفسير ابن عباس ... هنا
اجبني ... والا فهي الحيدة على رؤوس الاشهاد ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 08:43 م]ـ
لا يا سيدي
الحيدة عندك---أنت أتهمتنا بالكذب عليكم ولقد أحضرنا لك قول مفسركم السلفي الذي قال
((يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون
أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل [والزلازل] والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء،))
مع أنك ادعيت قبولكم قول ابن عباس فيها والذي أول الآية بالشدة إذ قال
((عن ابن عباس (يوم يكشف عن ساق) قال: هو يوم حرب وشدة.))
فمن الكاذب إذن؟؟
نطالبك باعتذار أو لا كلام
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 11:37 م]ـ
ماذا عن هذا البيت؟ جزاكم الله خيرًا
أكلتُ دمًا إن لم أُرِعْكِ بضَرَّة ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشرِ
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 11:41 م]ـ
اتفهم وضعك ....
فعقيدة السلف والحمد لله .... انتصرت .... فالكتب تطبع والاشرطة تذاع ... والمنتديات جلها سلفية ولله الحمد ... والمعركة مع المتكلمين انتهت ... ولم يبق من الخلفيين الا فلول .. فلا غالب الا الله ...
اما ان تكلمني او لا تكامني ... فذلك شأنك ... لكنني سأرد عليك كلما زلت قدمك ... وقد قلت لك فى مكان آخر ...
مكابرة المكابر لا تثنيني عن الصدع بالدعوة ... فمخاطبي ليس أنت ... ولكن مخاطبي الحقيقي .. هو كل فاضل .. يتصفح هذه الصفحة ويهمه ان يقارن بين الدعاوى .. فى صمت .... وانفراد ... فتستبين له السبيل ..
والسلام عليكم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 11:52 م]ـ
الاخ ايمن-وفقك الله-
بعيدة مهوى القرط ..... كناية عن طول العنق ...
القرط ما تتزين به المرأة فى اذنها ... المهوى صيغة مفعل تدل على المكان ... فإذا كان الخيط طويلا فى مهواه لزم عنه طول العنق ..... وتلك الكناية ....
اكلت دما .... يقصد استفاد من الدية التي تعطى تعويضا ... عن قتل او جرح .. ويقصد اكل المال الذي حصل بسبب الدم ... اي الدم المهراق ..... فلك ان تعتبرها .. من قبيل المجاز المرسل الذي علاقته .... السببية ... اي اطلاق السبب وارادة المسبب ... ولا مانع من ان تسلك التعيبير فى سلك الكناية ايضا ...
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم أبا عبد المعز أعزه الله، جزاك الله خيرا لما تفضلت به من تصويب و زيادات وجعله في ميزان حسناتك
أستاذي الكريم الخليل عهدتك هادئا في نقاشاتك، ضابطا لأعصابك، رزينا في كلماتك وقد عجبت من مشاركتك هذه، فبعدما وقَّع أستاذنا البصري مع "عمه" جمال حسني الشرباتي اتفاقية الصلح وصارا يبحثان عن بعضهما "أين أنت أيها البصري" إذا أنت تغضب من جديد، وتفتح بابا من أبواب الشيطان؟
أما عن متابعة مشاركات الأستاذ الكريم "البصري" فلاحظ أنه قد غير من أسلوبه كثيرا خاصة بعد تدخل أستاذنا "القاسم" حفظه الله ورعاه، ولو شئتَ لتَتَبَّعتُ كلام "بعضهم" كما تَتَبَّعتَ كلام أخينا "البصري " فرأيت العجائب!
غض الطرف عن عيوب وتتبع زلاتهم من السنة، والدعاء لهم بالهداية والتوفيق من الإيمان، فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واهدنا إلى سواء السبيل
الغضب من الشيطان و باب للفتنة، وتوسعة لدائرة الخلاف ومذهبة لبركة العلم، ونحن في شوق حار لمتابعة الحوار بين الأستاذين "الخليل" و "أبو عبد المعز"، فلا تحرمونا منها وقد استفدنا من النقاش الأول فوائد فأغلقوا باب الشيطان
والأستاذ الكريم جمال فيه من الخير، فكم رأيت في مشاركاته أنه قد تراجع عن شيء أو صحح شيئا ويكفيه هذا، لكن التعصب للآراء والرد بالشدة والتفريق ب"نحن" و"أنتم" والغضب من أجل فلان وفلان قد يوقع في الضلال والعياذ بالله
أستاذي البصري أحسن الله إليك، زيادة في اللين بارك الله فيك، فالحق حق والباطل باطل ويكفي حسن العرض ولا عليك أن يستجيب الآخر أو لا، فذلك لله وليس لأحد
هذا ماجال بخاطري،
والله ولي التوفيق وهو من وراء القصد
مع تحيات محبكم
أبوأيمن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 02:26 ص]ـ
الأخ الدوسري
ربما ما قيل لك حول الدم صحيح
وربما والله أعلم أن (أكل الدم) هنا يقصد به أكل الدم الحقيقي فهو إن لم يرع حبيبته بضرة"المال الكثير" يكون كمن أكل دما --فهو قول فيه تعنيف لنفسه إن لم يفعل الفعل المرغوب لحبيبته --فهنا استعارة تمثيلية كقولك للمتردد "تقدم رجلا وتؤخر أخرى"--فكما يشمئز الإنسان من أكل الدم يشمئز من عدم مراعاة حبيبته
ويبقى "طيبة النشرِ" فهي والله أعلم كناية عن أن حبيبته ذات أريج فواح
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 08:24 م]ـ
أثابكم الله أساتذتي الكرام و أجزل لكم المثوبة
أستاذي الفاضل جمال
هل الدم يؤكل أم يُشرب؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 08:32 م]ـ
الأخ الكريم
كنت أعرف مسبقا وجه اعتراضك--والدم صديقي قد يؤكل إن كان كبدا أو طحالا---أو إن كان جامدا متخثرا روى البيهقي مرفوعا ((عن عبد الله بن عمر: أنه قال: أحلت لنا ميتتان ودمان: الجراد والحيتان والكبد والطحال.))
وكنت أتمنى أن تسألني عن الوجه الذي جعلني أفكر بجعل كلام الشاعر عن الدم الحقيقي--لا عن المال الناتج من دية دم أهرق---فهلا سألتني فأجبك
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 02:17 م]ـ
الاخ ايمن الدوسري ....
ينبغي ان نفهم القصد الاول من البيت ... ثم ننظر فى التفاصيل:
أكلتُ دمًا إن لم أُرِعْكِ بضَرَّة ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشرِ
القصد هو التهديد ..... والوعيد ....
يهدد "مخاطبته"بالانصراف الى ضرة .... منافسة .... لها من الجمال .... طول الجيد ...
وليس اقسى على المرأة من أن تذكر ضرتها بالجمال ... مع ما تضمن الكلام من تعريض .... بقصر عنقها هي ... فهذا لا يحتمل ...
ولكي يؤكد لها ان تهديده ليس مجرد كلام ... قيل بسبب لحظة غضب مثلا ... تراه يوظف واحدامن اقوى اسلوب التوكيد فى العربية وهو االدعاء:
فهو يدعو على نفسه ... بفقدان الاب او الولد ..... او ما يقرب اليه قربا مباشرا .... ان لم ينفذ وعيده .. فتعبير "اكلت دما "ليس خبرا بل هو انشاء طلبي معناه الدعاء .....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 02:23 م]ـ
تحليل راق ومقبول عندي ---بل أثار إعجابي--ولا كلام
ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 02:30 م]ـ
شكرا لكم جميعا، وجزيتم عنا كل خير0
ولدي مداخلة بخصوص كلمة: أكلتُ
مارأيكم لو ضُبطت الكلمة على: أُكِلْتُ دماً000
هل يوجد وجه لهذا الاحتمال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 02:45 م]ـ
الاخ ابو سارة ....
عند هذا الاحتمال يتعين ان تكون"دما" حالا ....
فيكون الشاعر يدعو على نفسه بأن يؤكل فى حالة كونه دما ... والدم كما سبق مراد به الدية ...
إذن لا مانع فى نظري .... فيكون فى الاحتمال الاول .... دعاء بالهلاك على اقاربه ... وفى احتمالك -ابا سارة-دعاء بالهلاك على نفسه ...
وهنا سؤال: ما الابلغ فى نظرك .... افتراض موته ام افتراض موت اقاربه ... ؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 12:17 م]ـ
شكرا لك
إذن هو يدعو على نفسه بالموت إن لم يرع زوجته بضرة أوصافها كذا وكذا!
أليس كذلك يا أستاذي؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 04:30 م]ـ
الاخ ابو سارة ......
ما اراك تستزيد ... الا صرفا للانظار ... عن بعض النقط الحمراء والسوداء فى هذه الصفحة ...
وهذا من لباقتك .... وطيبة نفسك .... ودماثة خلقك .....
اعذرني لم اقرأ في كلمتك الاخيرة الا هذا ..... لأني استبعد من اختار مثل توقيعك ان يسأل عن امر ظاهر .....
هل كان حدسي صحيحا ... يا ابا سارة؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 05:00 م]ـ
سؤال عندي
قال الجوهري في الصحاح ((والضَرَّةُ أيضاً: المال الكثير)) وهي بفتح الراء
وقال ((وضَرَّةُ المرأة: امرأة زوجِها) ---وهي بكسر الراء
فما هو قول الشاعر حقيقة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 07:16 م]ـ
السلام عليكم
أستاذنا أبا عبد المعز أعزه الله
جزاك الله خيرا على كل معلومة توردها إلينا في هذا الصرح الذي جمعنا معك، وأسأل الله أن يجمعنا وإياك في بحبوحة الجنة0
وأشكرك على حسن الإطراء، أما الحدس، فقد جانبك الصواب، وليس كل مجتهد مصيب0
ويعلم الله أني لم أسألك إلا لجهلي بما أسألُ عنه، ولاتذهب بعيدا فأنا قريب، ومنكم نستفيد0
الأستاذ الفاضل جمال الشرباتي سلمه الله
لا أظن ترويع الزوجة يكون إلا بالضرة أي الزوجة الثانية، وعلى هذا أستبعد حسب فهمي القاصر أن يكون المراد هو المال، لأن المال عندها ليس بذي بال أمام الضرة0
ودمت أستاذا وأخا عزيزا0
ولك مني جميعا خالص التحايا0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 09:38 م]ـ
أبا سارة
أفتخر بك وبتواضعك---مع أن تحليلي لمعني البيت مرجوح وتحليل الأخ أبي عبد المعز هو الراجح---إلا إنني رغبت بآيراد ما قال الجوهري الذي سبب قصور تحليلي--
((قال الجوهري في الصحاح ((والضَرَّةُ أيضاً: المال الكثير)) وهي بفتح الراء
وقال ((وضَرَّةُ المرأة: امرأة زوجِها) ---وهي بكسر الراء))
قلت سابقا أن الشاعر يتوعد نفسه أو يدعو عليها بأكل الدم إن لم يعط حبيبته ما طلبت من مال---ثم أخذ بوصف طول عنقها وطيب رائحتها-- وحجتي أن أكل الدم أو شربه مثير للإشمئزاز والقرف--فأكله كناية عن نفوره من عدم إعطاء حبيبته المال --كتنفير المولى للناس عن إقتراف الغيبة بتشبيهها بأكل لحم الميتة---ونقطة أخرى أن أكل المال الناتج عن الدية لدم أهرق ليس ممجوجا أو مستهجنا عند العرب---فأن كان كذلك أفيدوني
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 09:40 ص]ـ
الاخ ايمن-وفقك الله-
بعيدة مهوى القرط ..... كناية عن طول العنق ...
القرط ما تتزين به المرأة فى اذنها ... المهوى صيغة مفعل تدل على المكان ... فإذا كان الخيط طويلا فى مهواه لزم عنه طول العنق ..... وتلك الكناية ....
اكلت دما .... يقصد استفاد من الدية التي تعطى تعويضا ... عن قتل او جرح .. ويقصد اكل المال الذي حصل بسبب الدم ... اي الدم المهراق ..... فلك ان تعتبرها .. من قبيل المجاز المرسل الذي علاقته .... السببية ... اي اطلاق السبب وارادة المسبب ... ولا مانع من ان تسلك التعيبير فى سلك الكناية ايضا ...
أستاذي الكريم
قلت - حفظك الله - كناية
كناية عن ماذا؟
وأعتذر لتأخري عن الرد والمتابعة لظروف ألمت بي
ـ[مبارك3]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 03:56 م]ـ
حقيقة أعجبتني ردود الأخ البصري
ولقد قال لي أحد المعلمين من الشيعة أن في كتاب الصواعق المحرقة
يذكر أن الأرض بكت على الحسين بن على يوم عاشوراء فما رفع حجر ولا مدر إلا ووجد تحته دم عبيط
ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك مجاز مرسل في الآية (فما بكي عليهم السماء والأرض ... )
قد يكون الأمر على نية حذف المضاف إليه (والتقدير: .. أهل السماء وأهل الأرض ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 04:08 م]ـ
حقيقة أعجبتني ردود الأخ البصري
ولقد قال لي أحد المعلمين من الشيعة أن في كتاب الصواعق المحرقة
يذكر أن الأرض بكت على الحسين بن على يوم عاشوراء فما رفع حجر ولا مدر إلا ووجد تحته دم عبيط
ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك مجاز مرسل في الآية (فما بكي عليهم السماء والأرض ... )
قد يكون الأمر على نية حذف المضاف إليه (والتقدير: .. أهل السماء وأهل الأرض ...
سلمت يمناك أيها المبارك
ـ[مبارك3]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 04:10 م]ـ
حقيقة أعجبتني ردود الأخ البصري
ولقد قال لي أحد المعلمين من الشيعة أن في كتاب الصواعق المحرقة
يذكر أن الأرض بكت على الحسين بن على يوم عاشوراء فما رفع حجر ولا مدر إلا ووجد تحته دم عبيط
ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك مجاز مرسل في الآية (فما بكي عليهم السماء والأرض ... )
قد يكون الأمر على نية حذف المضاف إليه (والتقدير: .. أهل السماء وأهل الأرض ...
ودمتم سالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 05:05 م]ـ
لم أفهم لم أعدت نفس المشاركة بعد أن قلت لك _سلمت يمناك_
وكأنك لا تريد أن تغطي عليها؟؟
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 06:01 م]ـ
(إنا أرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في يوم نحس مستمر 0 تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر)
إذا قلنا أن في الآية الكريمة تشبيه تمثيلي
فما هو وجه الشبه بين هذه الصورة وتلك؟
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 11:47 م]ـ
أكلتُ دمًا إن لم أُرِعْكِ بضَرَّة ... بعيدة مهوى القرط (طيبة النشرِ)
طيبة النشرِ
هنا في هذا البيت ماذا يقصد بها؟ ما معناها؟
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 11:49 م]ـ
الاخ ايمن-وفقك الله-
بعيدة مهوى القرط ..... كناية عن طول العنق ...
القرط ما تتزين به المرأة فى اذنها ... المهوى صيغة مفعل تدل على المكان ... فإذا كان الخيط طويلا فى مهواه لزم عنه طول العنق ..... وتلك الكناية ....
اكلت دما .... يقصد استفاد من الدية التي تعطى تعويضا ... عن قتل او جرح .. ويقصد اكل المال الذي حصل بسبب الدم ... اي الدم المهراق ..... فلك ان تعتبرها .. من قبيل المجاز المرسل الذي علاقته .... السببية ... اي اطلاق السبب وارادة المسبب ... ولا مانع من ان تسلك التعيبير فى سلك الكناية ايضا ...
أستاذي الكريم
قلت - حفظك الله - كناية
كناية عن ماذا؟
أرجو الرد جزاكم الله خيرًا
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 01:59 ص]ـ
الاخ الدوسري وفقك الله ...... عذرا لم انتبه الى استفسارك ...
جوابا نقول -بعون الله-: الكناية عند أهل البيان ... هي الانتقال من اللازم الى الملزوم .... وعكسه المجاز-عند القائلين به-وهو الانتقال من الملزوم الى اللازم .....
فبعد مهوى القرط يلزم عنه طول العنق .... فتكون اطلقت اللازم واردت الملزوم ... لانك لا تريد الا الوصف بطول العنق ... ولا يهمك القرط الا بمقدار ما يوصلك الى المراد ...
اما المجاز فمسلكه عكسي ... فانت أطلقت الاسد وأردت الشجاعة ... والشجاعة لازمة للاسد ... فيكون صنيعك هو اطلقت الملزوم (اسد) واردت اللازم (شجاعة) ...
والآن تفحص المثال الذى اوردته ... :من أكل مال الدية .... يلزم عنه انه اصيب فى بعض اهله وقرابته .... وانت اطلقت اللازم (اكل الدم) واردت القتل الذى وقع على من كانت الدية جزاء لقتله ...
ها اتضح الامر ام لا؟
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 11:58 ص]ـ
شكرًا لمن شارك في هذا الموضوع وعلق
محب الجميع أيمن(/)
نقاشات في البديع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 05:01 ص]ـ
:::
[ line]
قال إبن المعتز في كتابه البديع
(الباب الأول من البديع وهو "الاستعارة"
قال الله تعالى "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب."
وقال "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة."
وقال" واشتعل الرأس شيباً."
وقال "أو يأتيهم عذاب يوم عقيم."
وقال" وآية لهم الليل نسلخ منه النهار".
[ line]
الأحاديث.
فأما أحاديث النبي صلى الله عليه
فقوله "خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها." وقوله" ضموا ماشيتكم حتى تذهب فحمة العشاء."
وقوله" إنا لا نقبل زبد المشركين أي رفدهم."
وقال صلى الله عليه" رب تقبل توبتي واغسل حوبتي."
وقال صلى الله عليه "غلب عليكم داء الأمم الذين من قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر".
[ line]
كلام الصحابة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتابه إلى ابن عباس وهو عامله على البصرة في بعض كلامه: أرغِب راغبهم واحلل عُقد الخوف عنهم.
وسُئل عن تغيير الشيب وما روى في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود فقال علي رضي الله عنه
" إنما قال ذلك والدين في قُلٍ فأما وقد اتسع نطاق الإسلام فكل امرء وما اختار لنفسه." وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وذكر الملوك فقال
: إن الملوك إذا ملك أحدهم زهّده الله في ماله ورغّبه في مال غيره وأشرب قلبه الإشفاق وهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير جذلُ الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسهُ ونضب عمره وضحاً ظلّه "حاسبه الله عز وجل" فأشد حسابه وأقل غفره" أراد من هذا نضب عمره وهو من الاستعارة
ورووا أن علياً رضي الله عنه سأل كبير فارس عن أحمد سير ملوكهم عندهم: فقال لأردشير فضيلة السبق غير أن أحمدهم سيرة أنوشروان
قال" فأي أخلاقه كان أغلب عليه
قال" الحلم والأناة"
قال علي رضي الله عنه "هما توأمان ينتجهما علو الهمة."
وقال علي رضي الله عنه" العلم قفلُُ مفتاحه السؤال".
ورووا أن علياً رضي الله عنه قال لبعض الخوارج في حديث طويل
" والله ما عُرفْتَ حتى نعرَ الباطل فنجمت نجوم قرْنِ الماعزة." أردنا قوله نعر الباطل.
وروا أن عمر رضي الله عنه لما حصّب المسجد
قال له رجل" لم فعلت ذلك" فقال
" هو أغفرُ للنخامة."
وقال الشعبيّ كتب خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس عند مقدمه العراق
" أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق كلمتكم"
. الخدمة الحلقة المستديرة ومنه قيل للخلاخيل خِدامُ. قال الشاعر: وتُبْدي لذاك العذارى الخِداما
وسئلت عائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه يفضل بعض الأيام على بعض قالت
" كان عمله ديمة أي دائماً."
ولما قتل عثمان رضي الله عنه قال أبو موسى "هذه حيصة من حيصات الفتن بقيت المثقلة الرداح".
[ line]
وقال الحجاج يوماً في حديث ذكره الشعبي
" دلوني على رجل سمين الأمانة."
ولما عقدت الخوارج الرياسة لعبد الله بن وهب الراسبي أرادوه على الكلام فقال
" لا خير في الرأي الفطير والكلام القضيب"
فلما فرغوا من البيعة له قال
" دعوا الرأي يغب فإن غبوبه يكشف لكم عن فصة."
وقال بعض الصالحين في ذمة الدنيا
"دار غرست فيها الأحزان وسكنها الشيطان وذمها الرحمن وعوقب بها الإنسان".
وكان يقال" رأس المآثم الكذب وعمود الكذب البهتان."
وقال ابراهيم النخعي "الفكر مخ العمل"
. وقيل لأعرابي: إنك لحسن الكدنة
قال ذاك" عنوان نعمة الله عندي".
ووصف أعرابي قوماً فقال "كانوا إذا اصطفوا سفرت بينهم السهام وإذا تصافحوا بالسيوف فغر الحمام."
وقال أكثم "الحلم دعامة العقل".
وسئل آخر عن البلاغة فقال" دنو المآخذ ونزع الحجة وقليل من كثير".
وقال خالد ابن صفوان لرجل" رحم الله أباك فإنه كان يقرى العين جمالاً والأذن بياناً"
. وسئل أعرابي عن صديق له فقال" صفرت عياب الود بيني وبينه بعد امتلائها واكفهرت وجوه كانت بمائها." وذكر أعرابي رجلاً فقال "إن الناس يأكلون أماناتهم لقماً وفلان يحسوها حسواً".
وقيل لأعرابية" أين بلغتْ قِدْرك"
فقالت" حين قام خطيبها".
وقال بعضهم" من ركب ظهر الباطل نزل دار الندامة."
وقيل لأعرابي" كم أهلك
قال" أب وأم وثلثة أولاد أنا سبيل عيشهم."
وقيل لرؤبة "كيف خلفت ما وراءك"
(يُتْبَعُ)
(/)
قال "المراد يابس والمال عابس".
[ line]
هل من تعليقات ومداخلات؟؟
أم نكمل تصفح الكتاب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 04:40 م]ـ
إبن المعتز
[ line]
الباب الثاني من البديع
[ line]
وهو التجنيس: وهو ان تجيء الكلمة تُجانس اُخرى في بيت شعر وكلام ومجانستها لها ان تشبهها في تاليف حروفها على السبيل الذي الف الاصمعي كتاب الاجناس عليها.
وقال الخليل "
الجنسُ لكل ضرب من الناس والطير والعروض والنحو # فمنه ما تكون الكلمة تُجانس اخرى في تاليف حروفها ومعناها ويشتق منها مثل قول الشاعر من الكامل
يومٌ خلجت على الخليج نفوسهم.
#او يكون تُجانِسها في تاليف الحروف دون المعنى
مثل قول الشاعر من البسيط.
ان لوم العاشق اللُّوم
قال الله تعالى" واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. "
وقال سبحانه" فاقم وجهك للدين القيم. "
وقال رسول الله صلى الله عليه" عصية عصت الله وغفار غفر الله له. "
وقال" الظلم ظلمات."
وقال معاوية لابن عباس رحمه الله"
ما لكم يا بني هاشم تصابون في ابصاركم كما تصابون في بصائركم. "
ويقال ان عقيل بن ابي طالب تكلم بذاك.
وقال ابو تمام من الطويل "
جلا ظلمات الظلم عن وجه امة اضاء لها من كوكب الحق افله
ولما ردها في الشول شالت بذيال يكون لها لفاعا
ويروى في بعض الحديث عن عمر رضي الله عنه انه
"قال هاجروا ولا تهجروا. "
وقال محمد بن كناسة من الطويل
وسميته يحيى ليحيى ولم يكن الى رد امر الله فيه سبيل
تيممت فيه الفال حين رزقته ولم ادر ان الفال فيه يفيل
وقال جرير من الطويل
فما زال معقولاً عقال عن الندى وما زال محبوساً عن المجد حابس
وقال ذو الرمة من الطويل
كان البرى والعاج عيجت متونه على عشر يرمى به السيل ابطح وقال زياد الاعجم من الطويل
ونبئتهم يستنصرون بكاهل وللوم منهم كاهل وسنام وفي هذا البيت تجنيس واستعارة.
وقال رجل من بني عبس من البسيط
ابلغ لديك بني سعد مغلغلة ان الذي بيننا قد مات او دنفا
وذاكم ان ذل الجار حالفكم وان انفكم لا يعرف الانفا
واقطع الخرق بالخرقاء لاهية اذا الكواكب كانت في الدجى سرجا
وقال حيان بن ربيعة الطائي من الوافر
لقد علم القبائل ان قومي لهم حد اذا لبس الحديد وقال النعمان بن بشير لمعاوية من الطويل
الم تبتدركم يوم بدر سيوفنا وليلك عما ناب قومك نائم
وقال الكميت من الطويل
ونحن طمحنا لامرء القيس بعد ما رجا الملك بالطماح نكباً على نكب
واخذه من قول امرء القيس من الطويل
لقد طمح الطماح من بعد ارضه ليلبسني من دائه ما تلبسا
وقال الفرزدق من الطويل
خفاف اخف الله عنه سحابة واوسعه من كل ساف وحاصب
وقال اوس بن حجر يصف وادياً وموضعاً من البسيط
لكن بفرتاج فالخلصاء انت بها فحنبل فعلى سراء مسرور
وقال زهير بن ابي سلمى من البسيط وقال الكميت من الطويل
فقل لجذام قد جذمتم وسيلة الينا كمختار الرداف على الرحل
وقال الارقط من الرجز
مرتجز في عارض عريض
وحدثني العنزي قال حدثني عمر بن عبيدة قال حدثني الوليد بن هشام قال مر عامر بن عبد الله بن الزبير بحسن بن حسن وهو نازل بمر قال
نزلت بمر فمرر عليك عيشك
فقال" بل نزلت في مر في حال طاب لي اكله اذ انت متلوث في ادناس بني امية.
وقال اعرابي وذكر عباداً "ما تراهم الا في وجه وجيه.
[ line]
المحدثون.
[ line]
كتب ابو العيناء الى ابن مكرم في بعض ما يذمه واخاه:
وكيف اظهرتم حب النساء وبكم عرق النسا وكيف تقدمتم المهور مع حاجتكم الى الذكور.
قال الطائي من البسيط
ويوم ارشق والهيجاء قد رشقت من المنية رشقاً وابلاً قصفا وقال من الطويل
اذا الجمت يوماً لجيم وحولها بنو الحصن نجل المحصنات النجائب
فان المنايا والصوارم والقنا اقاربكم في الروع دون الاقارب
فاض فيض الاتى حتى غذا الموسم من فضل سيبه موسوماً وقال من الخفيف
سعدت غربة النوى بسعاد فهي طوع الاتهام والانجاد وهذا من الابيات الملاح.
[ line]
واكتفيت بهذا القدر من الباب الثاني منتظرا تعليقاتكم ثم ننتقل إلى الثالث
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 05:00 م]ـ
الباب الثالث من البديع
[ line]
وهو المطابقة
[ line]
قال الخليل رحمه الله
:يقال طابقت بين الشيئين اذا جمعتهما على حذو واحد
وكذلك قال ابو سعيد
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقائل لصاحبه" اتيناك لتسلك بنا سبيل التوسع فادخلتنا في ضيق الضمان"
قد طابق بين السعة والضيق في هذا الخطاب.
وقال الله تعالى
"ولكم في القصاص حيوة يا اولي الالباب. "
وقال رسول الله صلى الله عليه للانصار "انكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع" وهذا مثل الاول.
وقال عيسى بن طلحة لعروة بن الزبير حين ابتلى في رجله
"ان ذهب اهونك علينا فقد بقى اعزك علينا" فطابق كما ترى بين العز والهوان.
وقال ادد بن مالك بن زيد بن كهلان وهو طيىء في وصيته لولده
"لا تكونوا كالجراد اكل ما وجد واكله من وجده ". وقيل لابن عمر رضي الله عنه "
ترك فلان مائة الف
قال" لكنها لا تتركه ".
وقال الحجاج في خطبته
"ان الله كفانا مؤونة الدنيا وامرنا بطلب الاخرة فليت الله كفانا مؤونة الاخرة وامرنا بطلب الدنيا "
وقال اخر" من العمل ما هو ترك العمل ومن ترك للعمل ما هو عمل. "
ومن المطابقة قول الحسن المشهور
" ما رايت يقيناً لا شك فيه اشبه بشك لا يقين فيه من الموت."
وقال الوليد بن عتبة بن ابي سفيان للحسين وهو والي المدينة في بعض منازعاتهم
"ليت طول حلمنا عنك لا يدعو جهل غيرنا اليك."
وقال ابو الدرداء
" معروف زماننا منكر زمان قد فات ومنكره معروف زمان لم يات."
وقال الحسن رضي الله وقد انكر عليه الافراط في تخويف الناس
"ان من خوفك حتى تبلغ الامن خير ممن امنك حتى تبلغ الخوف."
ولما حضر بشر بن منصور الموت فرح فقيل له اتفرح بالموت فقال
" اتجعلون قدومي على خالق ارجوه كمقامي مع مخلوق اخافه."
وقال عمر
اذا انا لم اعلم ما لم ار فلا علمت ما رايت.
وقال مسلمة بن عبد الملك
" ما حمدت نفسي على ظفر ابتداته بعجز ولا لمتها على مكروه ابتداته بحزم. " وقال الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة.
وقال ابن عباس
كم من اذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي وكم من اذنب وهو يبكي دخل الجنة وهو يضحك.
وقال اعرابي لرجل
"ان فلاناً وان ضحك لك فانه يضحك منك فان لم تتخذه عدواً في علانيتك فلا تجعله صديقاً في سريرتك." وقال علي رضي الله عنه
"ان اعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه."
وقال الحسن
" كثرة النظر الى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب ".
وشتم رجل الشعبي فقال له
"ان كنت كاذباً فغفر الله لك وان كنت صادقاً فغفر الله لي.
واوصى يزيد بن معاوية غلاماً فقال
" اعلم ان الظن اذا اخلف فيك اخلف منك.
وقال الحسن
" اما تستحيون من طول ما لا تستحيون.
وقال
" من خاف الله اخاف الله منه كل شيء ومن خاف الناس اخافه من كل شيء.
وقال علي بن عبد الله بن عباس وذكرت عنده بلاغة بعض اهله
"اني لاكره ان يكون مقدار لساني فاضلا على مقدار علمي كما اكره ان يكون مقدار علمي فاضلاً على مقدار عقلي.
وقال لقمان لابنه
"اياك والكسل والضجر فانك اذا كسلت لم تؤد حقاً واذا ضجرت لم تصبر على حق.
وقال بعض الواعظين
" كان الناس ورقاً بلا شوك فصاروا شوكاً بلا ورق.
وحدثني الاسدي قال قيل لابي دؤاد الايادي وبنته تسوس دابته اهنتها يا ابا دؤاد فقال
" اهنتها بكرامتي كما اكرمتها بهواني.
وقال زهير من البسيط
ليث بعثر يصطاد الرجال اذا ما الليث كذب عن اقرانه صدقا
وقال عبد الله بن الزبير الاسدي من الوافر
رمى الحدثان نسوة ال حرب بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضاً ورد وجوهن البيض سودا
وقال حسين بن مطير من الطويل
مبتلة الارداف زانت عقودها باحسن مما زينتها عقودها
وقال طفيل الغنوى من البسيط
بساهم الوجه لم يقطع اباجله يصان وهو ليوم الروع مبذول
وقال الاخطل من الكامل وقال الطائي من الطويل
اذا ذاقها وهي الحيوة رايته يقطب تقطيب المقدم للقتل
وقال كثير من الطويل
تشنى الى الاعداء حتى اذا اتوا لمرضاته طوعاً وكرهاً تحبباً
وقال الفرزدق من الكامل
قبح الاله بني كليب انهم لا يغدرون ولا يفون لجار
وقال اخر من الطويل
الا يا نسيم الريح ان كنت هابطاً بلاد سليمى فالتمس ان تكلما
وبلغ سليمى حاجة لي مهمة وكن بعدها عن سائر الناس اعجما
[ line]
واكتفيت بهذا القدر من كتابه
ـ[ربما ... !]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 06:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
اخى الكريم
اطلعت على على موضوعك وكان رائع الا انى اشعر بانى اعجمي كثير من الجمل لا اعرف مقصودها و مدلولاتها
ياليت لو صار فيه توضيح لبعض المعانى ..
كذلك اخي الكريم ياليت تشرح لى العبارة هذى ...
ذكر أعرابي رجلاً فقال "إن الناس يأكلون أماناتهم لقماً وفلان يحسوها حسواً".
وهل المقصود بها المدح او الذم ...
شاكر و مقدر لك(/)
اريد تحضير بلاغة اولى ثانوي
ـ[202020]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 06:18 م]ـ
اريد تحضير مادة البلاغة والنقد للصف الاول الثانوي لو سمحتم(/)
(والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 09:10 م]ـ
قال السعدي رحمه الله مفسرا قوله تعالى ((والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات)) 39 الأنعام
[ line]
(( والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات
هذا بيان لحال المكذبين بآيات الله، المكذبين لرسله، أنهم قد سدوا على أنفسهم باب الهدى، وفتحوا باب الردى، وأنهم صم عن سماع الحق وبكم عن النطق به، فلا ينطقون إلا بباطل.
في الظلمات أي: منغمسون في ظلمات الجهل، والكفر، والظلم، والعناد، والمعاصي)).
ولست أقتنع بتفسيره ل "في الظلمات"؟؟
فهل من مستفسر عن السبب؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 03:41 م]ـ
طيب
من منكم يربط لنا آية الأنعام بآية البقرة والتي قال فيها الطبري رحمه الله ((القول في تأويل قوله تعالى: صم بكم عمي فهم لا يعقلون (171)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله:" صم بكم عمي"، هؤلاء الكفار الذين مثلهم كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء" صم " عن الحق فهم لا يسمعون -"بكم" يعني: خرس عن قيل الحق والصواب، والإقرار بما أمرهم الله أن يقروا به، وتبيين ما أمرهم الله تعالى ذكره أن يبينوه من أمر محمد صلى الله عليه وسلم للناس, فلا ينطقون به ولا يقولونه، ولا يبينونه للناس -,"عمي" عن الهدى وطريق الحق فلا يبصرونه،))؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 06:35 م]ـ
الربط بين الآيتين واضح
فآية الأنعام ((والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات))
وآية البقرة ((صم بكم عمي فهم لا يعقلون))
ومقارنة بسيطة بينهما تخبرك أن معنى في الظلمات هو العمى
قال الرازي ((وتقريره أنه تعالى وصفهم بكونهم صماً وبكماً وبكونهم في الظلمات وهو إشارة إلى كونهم عمياً فهو بعينه نظير قوله في سورة البقرة
{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ}))
وقال إبن كثير ((وقوله: {وَ?لَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَـ?تِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ?لظُّلُمَـ?تِ} أي: مثلهم في جهلهم، وقلة علمهم، وعدم فهمهم؛ كمثل أصم، وهو الذي لا يسمع، أبكم، وهو الذي لا يتكلم، وهو مع هذا في ظلمات لا يبصر، فكيف يهتدي مثل هذا إلى الطريق، أو يخرج مما هو فيه؟ كقوله:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ?لَّذِي ?سْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّآ أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ ?للَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَـ?تٍ لاَّ يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ))
وواضح أنهم صم عن سماع الحق بكم عن التكلم به عمي عن رؤيته مع أنهم يملكون السمع والبصر واللسان
وعندي استفسار عن سبب دخول الواوعلى بكم في آية الأنعام وخلوها منها في آية البقرة فهل من مفكر فيها؟؟(/)
بعض الاسماء في علم البديع ... ؟
ـ[سمر]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم
من المعروف أن علم البلاغة علم جليل بفروعه الثلاثة ..
وسؤالي هنا عند دراستي لعلم البديع وجدت مسميات لم أجد لها سببا في تسمية ذلك الفن بالمزاوجة مثلا أو الازدواج و .... غيرها كثير حاولت البحث جاهدة لكن لم استطع الفهم لان المراجع تكاد تكون نسخة واحدة مكررة فكيف لي أن اتقبل اسم لفن لم اعي سبب اختياره؟ ;)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 05:31 ص]ـ
:::
المزاوجة::وهي أن يزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء
كقول البحتري:
إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى أصاخت إلى الواشي فلج بها الهجر
وقوله أيضاً: إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها
(القزويني--الإيضاح في علوم البلاغة)(/)
وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 06:21 ص]ـ
:::
قوله تعالى ((وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)) التكوير 18
كلام راق من ناحية البلاغة لا يدانيه كلام بشر في تصوير صورة إنبثاق فجر يوم جديد---لقد شبه المولى في كلامه انبثاق الفجر بتنفس الحي ولأن المشبه به محذوف وهو الإنسان فصار التعبير استعارة
وسيشغب علينا مشاغب قائلا --من قال لك أن الصبح لا يتنفس حقيقة؟؟ --وما مسوغك للقول بالمجاز هنا؟ ----ولا كلام لنا مع مثل هذا المشاغب
قال إبن عاشور
((والتنفس: حقيقته خروج النَفس من الحيوان، استعير لظهور الضياء مع بقايا الظلام على تشبيه خروج الضياء بخروج النَفَس على طريقة الاستعارة المصرحة، أو لأنه إذا بدا الصباح أقبل معه نسيم فجُعل ذلك كالتنفس له على طريقة المكنية بتشبيه الصبح بذي نفس مع تشبيه النسيم بالأنفاس)
قارنوا بين قول إبن عاشور الراقي وقول من قال ((أي: بانت علائم الصبح، وانشق النور شيئا فشيئا حتى يستكمل وتطلع الشمس)) وكل هذا لإصرارهم الغريب على نفي المجاز من القرآن الكريم
ـ[البصري]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 05:50 م]ـ
من صفات اليهود ما ذكره المولى في كتابه من تحريفهم الكلم عن مواضعه، فلنحذر قبل الكلام على آيات الله من ذلك.
قال ـ جل وعلا ـ: " أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ "
وقال ـ تعالى ـ: " مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً "
وقال ـ تعالى ـ: " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "
وقال ـ سبحانه ـ: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 09:23 م]ـ
قال الشوكاني
(({وَ?لصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} التنفس في الأصل: خروج النسيم من الجوف، وتنفس الصبح إقباله لأنه يقبل بروح ونسيم، فجعل ذلك تنفساً له مجازاً))
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 12:18 ص]ـ
سبحان الله اصبح فى التفسير الراقي ... وغدا نسمع .. الارستقراطي .. وإتكيت التفسير ..
اما التنفس .... فمعني مطلق ... وفهمه مقيدا بالانسان فقط غلط
واذا قيد بالانسان .... فهم منه الاستنشاق .. وجريان الهواء فى الجهاز التنفسي ....
واذا قيد بالصبح فهم من الكلام ما يليق بالصبح من .. هبوب النسيم ... وتضوع الرياحين ..
وحركة الاحياء ...
واذا قيد بجهنم ... فهم منه ما يخص جهنم ... لم ندر ما المقصود ... لكننا حدسنا امورا فظيعة .. اعاذنا الله منها ومما يقرب اليها من عمل ..
ـ[قسورة]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 12:46 ص]ـ
:::
العرب قبل مبعث رسول الله:= تكلمت على الحقيقة وعلى المجاز
والحق تبارك وتعالى يقول: و ما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه
فعليه إن القرآن قد تضمن المجاز كما تضمن الحقيقة
(يُتْبَعُ)
(/)
واضح أن هذا هو الاصل والخروج عليه أرى فيه قولا ضعيفا والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 01:33 ص]ـ
سلمت يمناك أخي قسورة
إبق معنا يا أخي فتتحفنا بما دق من الأفكار الراقية
ولا حول ولا قوة إلا بالله على كل من نادى بالسقيم من الأفكار خارقا إجماع كافة علماء الأمة
ـ[قسورة]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 02:34 ص]ـ
حياكم الله جميعا
ـ[البصري]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 10:24 م]ـ
مرحبًا بالأفكار الراقية ثم مرحبًا.
ولا شك أن أرقى الأفكار ـ كما نتفق جميعًا ـ هي ما انطلقت من كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ففكر يرعاه كتاب الله وقول محمد بن عبدالله حري به أن يكون راقيًا.
وأما قولك ـ أخي جمال ـ: ((ولا حول ولا قوة إلا بالله على كل من نادى بالسقيم من الأفكار خارقا إجماع كافة علماء الأمة))
فإن كنت تقصد بالسقيم من الأفكار نفي المجاز، فقد وضحنا لك علة نفينا إياه، وأنه الحفاظ على كلام الله من أن يحرف عن ظاهره، وأن القول بالمجاز كان منطلق منكري الصفات، ومحرفي الكلم عن مواضعه، ولا نظنه يخفى عليك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ـ كما هي القاعدة الشرعية ـ
وإذا نحن سلمنا بالمجاز فيما يقبل النقاش، فما ينبغي لأحد أن يركب رأسه فيما يورد له فيه قول محمد بن عبد الله وتفسيره، فضلا عن أن يسميه سقيمًا من الأفكار.
بعبارة يسيرة: هل تريدنا أن نأخذ بقول أي بشر كائنًا من كان، وندع قول محمد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زاعمين أن عقولنا ترينا ذلك؟
ألا قبحها الله من عقول، يؤمن أصحابها بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا ورسولا، ثم تقدم كلام البشر على كلام خالق البشر ـ تعالى ـ وكلام خير البشر وأعقلهم وأصوبهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لنتق الله ـ جل وعلا ـ ولنخفه؛ فإن بطشه لشديد، وإذا نحن قدمنا كلام أحد على كلام الله ورسوله، فما جوابنا عنده ـ جل وعلا ـ وقد قال ـ سبحانه ـ: " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ... ".
وإن كنت تقصد بالإجماع أن العلماء مجمعون على القول بالمجاز في القرآن، فلن نكذبك، ولكن نقول: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ... أورد لنا المراجع وأقوال العلماء الذين حكوا إجماع كافة علماء الأمة ـ كما ذكرت ـ
وأنا أعدك أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني في هذا المنتدى أنك متى أثبت لنا أن هذا هو قول كافة علماء الأمة فلن نشذ عنهم.
(آمل ألا نتهرب ونخرج عن الموضوع ونكيل التهم لبعضنا، فما لهذا تناقشنا)(/)
بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 06:12 م]ـ
:::
قال تعالى
((أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ)) القيامة 3 - 4
قولان في الآية الكريمة ((بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ)
# تسوية البنان الذي يعتبر من أدق ما خلق الله يعني إعادة خلقه على دقته
# تسوية البنان أي الأصابع بجعلها كحافر الجمل لا يمكن استخدامها في دقيق الأعمال
قال القزويني في الإيضاح ((وعلى ذلك قيل في تفسير قوله تعالى: " بلى قادرين على أن نسوي بنانه " أي نجعلها كخف البعير فلا يتمكن من الأعمال اللطيفة، فأرادوا بالإصبع الأثر الحسن حيث يقصد الإشارة إلى حذق في الصنعة))
أي القولين فيها أقنعكم أكثر؟
وهل قول دعاة التفسير العلمي أن في الآية إشارة إلى بصمات الأصابع له ما يبرره؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 08:58 م]ـ
طيب
القول بأن تسوية البنان أي جعلها كخف الجمل لا تقوم بما دق من الأعمال مرجوح
والراجح تسوية البنان بإعادة خلقها بعما أرمت في القبور على دقتها بما فيها من أعصاب وعظام ومفاصل---لأن المقام مقام ذكر لقدرة الله عز وجل أمام الكافر الجاحد لأمكانية جمع العظام بعما أرمت---فذكر الله قدرته على إعادة خلق ما دق بالتالي يعيد خلق ما كان أقل دقة من البنان
قال الشوكاني ((ومعنى: {عَلَى? أَن نُّسَوّىَ بَنَانَهُ}: على أن نجمع بعضها إلى بعض، فنردّها كما كانت مع لطافتها وصغرها، فكيف بكبار الأعضاء، فنبه سبحانه بالبنان، وهي الأصابع على بقية الأعضاء، وأن الاقتدار على بعثها وإرجاعها كما كانت أولى في القدرة من إرجاع الأصابع الصغيرة اللطيفة المشتملة على المفاصل والأظافر والعروق اللطاف والعظام الدقاق، فهذا وجه تخصيصها بالذكر، وبهذا قال الزجاج، وابن قتيبة))
ـ[السوسني]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 10:35 م]ـ
كلام جميل ومعروف، لكن ما أدري إيش زدت يا أخ جمال؟
أحس أن المشاركة باهته، هل أنت تريد الترجيح، او تريد الرد على الإعجاز العلمي أو ماذا؟
لا أدري!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيك وفي فهمك(/)
أستغرب--لم لا يكتب خالد الشبل مشاركات فكرية؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 09:48 م]ـ
:::
الأستاذ خالد الشبل ذو فكر ثاقب ورأي راجح--ولا أجد له إلا تعقيبات تتخذ صبغة التوجيهات---مع أنه قادر على مناقشة أرقى العلوم لأنه ممسك بناصية البيان فهل أطمع بمشاركاته؟؟
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 11:32 م]ـ
الأستاذ الكريم جمال:
هو الشغل، وأراك في مستقبل الزمان.
دمت عزيزًا.(/)
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:41 ص]ـ
قوله تعالى
((وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)) 16 الإسراء
جانب فيها الزمخشري الصواب إذ قال ((وَإِذَا أَرَدْنَا} وإذا دنا وقت إهلاك قوم ولم يبق من زمان إمهالهم إلا قليل، أمرناهم {فَفَسَقُواْ} أي أمرناهم بالفسق ففعلوا، والأمر مجاز: لأن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم: افسقوا، وهذا لا يكون فبقي أن يكون مجازاً، ووجه المجاز أنه صب عليهم النعمة صباً، فجعلوها ذريعة إلى المعاصي واتباع الشهوات، فكأنهم مأمورون بذلك لتسبب إيلاء النعمة فيه))
فما هو الرأي الراجح فيها؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 03:33 م]ـ
القول الراجح فيها هو
# إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها بالصالح من الأعمال فعصوا أمرنا ففسقوا فيها--أي هناك محذوف تقديره (فعصوا)
قال الطبري (وإذا قرئ ذلك كذلك، فإن الأغلب من تأويله: أمرنا مترفيها بالطاعة، ففسقوا فيها بمعصيتهم الله، وخلافهم أمره، كذلك تأوله كثير ممن قرأه كذلك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس (أمرنا مترفيها) قال: بطاعة الله، فعصوا.))
[ line]
ولم أناقش القراءات الأخرى لقول الطبري
((وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأ (أمرنا مترفيها) بقصر الألف من أمرنا وتخفيف الميم منها، لإجماع الحجة من القراء على تصويبها دون غيرها. وإذا كان ذلك هو الأولى بالصواب بالقراءة، فأولى التأويلات به تأويل من تأوله: أمرنا أهلها بالطاعة فعصوا وفسقوا فيها، فحق عليهم القول، لأن الأغلب من معنى أمرنا: الأمر، الذي هو خلاف النهي دون غيره، وتوجيه معاني كلام الله جل ثناؤه إلى الأشهر الأعرف من معانيه، أولى ما وجد إليه سبيل من غيره.))
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 11:03 م]ـ
أستاذنا الفاضل
أشكرك كثيرا على هذه اللفتات الطيبة التي تأتينا بها لتنبه على بعضما يخفى من دقائق التعبير القرآني
فقد سمعنا كثيرا من يقول إن الأمر كان بالفسق
وتتردد النفس في قبوله
إلى أن يأتيها الجواب الصحيح بأن ما حصل هو الفسق بعد الأمر بالطاعة
وهذا ما تؤيده سيادتك مما تقدم من نقولات وترجيح
لي طلب عند سيادتكم:
هلا منحت القراء والمتابعين فرصة أطول للمشاركة والبحث؟
ثلاثة أيام مثلا؟
أطيب تحية،،،
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 02:09 م]ـ
أشكرك أختاه---وطلبك أمر(/)
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 12:15 م]ـ
قال أخونا جمال:
وما هو تعليلكم لرفضكم تفسير إبن عباس لآية ((يوم يكشف عن ساق))
((يروى عن بن عباس في قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" قال أي عن شدة وعن أمر شديد، وتقول العرب كشفت الحرب عن ساقها أو ساقيها،))
وكذلك قال في قوله تعالى "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" ((قال أي بقوة))
فهل أنتم أوصياء تقررون علينا ما يقبل وما يرفض من كلام الحبر إبن عباس: r ؟؟
وهل رفضكم لقوله في تفسير الساق ليس من باب مشاققة الرسول؟؟
إنه الإقصاء الذي جعلكم تقررون أن الصواب إلى جانبكم وأنتم لا تشكلون عشر معشار الأمة
وقال:
قال تعالى ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ)) القلم 42
قال المفسر السلفي السعدي فيها
((يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون
أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل [والزلازل] والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء،))
فمن الذي رفض تفسير إبن عباس نحن أم هم؟؟
ومن الكاذب نحن أم هم؟؟
ومن هم أهل السنة الذين يقتدون بإبن عباس وغيره نحن أم هم؟؟
قال الطبري رحمه الله ((يقول تعالى ذكره (يوم يكشف عن ساق) قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس (يوم يكشف عن ساق) قال: هو يوم حرب وشدة.))
أتمنى على الله أن تصفوا قلوب أخواننا في الدين ويكفوا ألسنتهم عن غالبية علماء الأمة
أقول هدئ من روعك سيدي الكريم جمال، إنما ترك أهل السنة والجماعة قول ابن عباس إلى قول معلم ابن العباس فتأمل
أخرج البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا قُلْنَا لَا قَالَ فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا ثُمَّ قَالَ يُنَادِي مُنَادٍ لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ فَيَقُولُونَ نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ فَيَقُولُونَ فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا قَالَ فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَقُولُ أَنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ فَيَقُولُ هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ السَّاقُ فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ الحديث
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه قال وحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَاسًا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ قَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ مَعَهَا سَحَابٌ وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِيَتَّبِعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْصَابِ إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَغُبَّرِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَيُدْعَى الْيَهُودُ فَيُقَالُ لَهُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ فَمَاذَا تَبْغُونَ قَالُوا عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى فَيُقَالُ لَهُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُمْ كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَاذَا تَبْغُونَ فَيَقُولُونَ عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا قَالَ فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ فَيُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا قَالَ فَمَا تَنْتَظِرُونَ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ قَالُوا يَا رَبَّنَا فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا أَفْقَرَ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكَادُ أَنْ يَنْقَلِبَ فَيَقُولُ هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ فَتَعْرِفُونَهُ بِهَا فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلَا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلَّا أَذِنَ اللَّهُ لَهُ بِالسُّجُودِ وَلَا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ اتِّقَاءً وَرِيَاءً إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةً كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ وَقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ الحديث
أخرج الدارمي في سننه قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْبَزَّازُ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ إِسْحَقَ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْعِبَادَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ نَادَى مُنَادٍ لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فَيَلْحَقُ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَبْقَى النَّاسُ عَلَى حَالِهِمْ فَيَأْتِيهِمْ فَيَقُولُ مَا بَالُ النَّاسِ ذَهَبُوا وَأَنْتُمْ هَا هُنَا فَيَقُولُونَ نَنْتَظِرُ إِلَهَنَا فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ إِذَا تَعَرَّفَ إِلَيْنَا عَرَفْنَاهُ فَيَكْشِفُ لَهُمْ عَنْ سَاقِهِ فَيَقَعُونَ سُجُودًا فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) يَبْقَى كُلُّ مُنَافِقٍ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْجُدَ ثُمَّ يَقُودُهُمْ إِلَى الْجَنَّة
وبين ثنايا كلام الأخ جمال ما يبكي العين ويجرح القلب نَكِلُ أمره إلى الله سبحانه
والله من وراء القصد
أخوكم / أبو أيمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 03:14 م]ـ
أبا أيمن حياك الله وبياك
أنا مطلع على كل ماذكرت وعلى أكثر من ذلك وليس ما ذكرت موضوعنا
---موضوعنا إذا أردت الإنصاف هو
قال رجلكم ((فوجب المصير الى انه سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم ... لذا فمعارضة ابن عباس .... ليس مجرد معارضة لصحابي .. بل نخشى ان تكون من باب من يشاقق الرسول ... ))
فقلنا له ((وما هو تعليلكم لرفضكم تفسير إبن عباس لآية ((يوم يكشف عن ساق))
((يروى عن بن عباس في قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" قال أي عن شدة وعن أمر شديد، وتقول العرب كشفت الحرب عن ساقها أو ساقيها،))
فقال ((اما قولك "رفضكم تفسير إبن عباس لآية ((يوم يكشف عن ساق)) "
فهو كذب ..... على اهل السنة ...
((يروى عن بن عباس في قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" قال أي عن شدة وعن أمر شديد، وتقول العرب كشفت الحرب عن ساقها أو ساقيها،))
فابن عباس نفسه من اهل السنة ... وقوله هذا مقبول))
فأحضرنا له قول مفسركم السعدي الذي يبين ترككم لقول إبن عباس فقلنا ((قال المفسر السلفي السعدي فيها
((يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون
أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل [والزلازل] والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء،))
فها هو السياق لتطورات الأحداث وها أنت جئت تقر بترككم لقول إبن عباس
فكن منصفا وضع الأمور في نصابها الصحيح وحدد من أين أتت الإساءه ومن اتهم الآخر بالكذب عدوانا وظلما
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 03:52 م]ـ
أخي الكريم جمال رعاه الله
ليست المسألة مسألة "رجلكم" و "رجلنا" فهذه من الحزبية المقيتة التي ذمها الشرع
إنما الإنصاف اتباع الحق حيث وجدناه وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وغايتك وغايتي وغاية كل مسلم
مع تحياتي وتقديري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 04:21 م]ـ
ومع ذلك ومع تقديري لكلامك فعليك أن تحدد أين كان الخلل ومن المسبب له
(قال تعالى (إعدلوا هو أقرب للتقوى))
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 05:21 م]ـ
الاخ ابو ايمن ...
يمن الله كتابك ....
هذا الذ ي تجادله لا يحسن الا الحيدة .... فأنت لما جئته بدليل من قول الذي لا ينبغي رد قوله .. ان كنا مؤمنين ... (قال صلى الله عليه وسلم: فَيَكْشِفُ لَهُمْ عَنْ سَاقِهِ فَيَقَعُونَ سُجُودًا .. )
فماذا كان رده .... حول الكلام الى اتهامي له بالكذب .....
طيب الاستاذ جمال .... انا اقدم لك كل اعتذاري ..... وتبت الى الله مما رميتك به ...
بشرط ان تقبل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
والسلام.
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 05:23 م]ـ
أخي الكريم جمال لعلك تتكلم عن كلام أخينا أبي عبد المعز:
((اما قولك "رفضكم تفسير إبن عباس لآية ((يوم يكشف عن ساق)) "
فهو كذب ..... على اهل السنة ...
((يروى عن بن عباس في قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" قال أي عن شدة وعن أمر شديد، وتقول العرب كشفت الحرب عن ساقها أو ساقيها،))
فابن عباس نفسه من اهل السنة ... وقوله هذا مقبول))
فجوابه في ما قلته في الرد السابق: إنما الإنصاف اتباع الحق حيث وجدناه وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وغايتك وغايتي وغاية كل مسلم
وأتمنى أن يتدخل أخونا الكريم أبو عبد المعز، فيوضح مالم يتضح من كلامه فهو أدرى به
أسأل الله أن يهدينا إلى الحق ويرزقنا اتباعه
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 05:44 م]ـ
بشرط ان تقبل قول رسول الله .... فإن لم تفعل ... فأنت كذاب وستين كذاب كمان ... واسحب اعتذاري ولا كرامة .... لان راد كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .... محتقر عندي ....
والسلام.
أخي الحبيب أبا عبد المعز، إذا كنا نجادل الأستاذ جمال فهناك المئات ممن يقرأ
قال الله تعالى: "لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ "
أخرج الإمام أحمد في مسنده حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ وَلَا عُزِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ
مع تحياتي وتقديري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:04 م]ـ
أخي الحبيب أبا عبد المعز، إذا كنا نجادل الأستاذ جمال فهناك المئات ممن يقرأ
قال الله تعالى: "لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ "
أخرج الإمام أحمد في مسنده حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ وَلَا عُزِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ
مع تحياتي وتقديري
هذا فقط ما هداك الله به أخي أبا أيمن لإنصاف أخ لك في الدين-- يبالغ رجلك في ظلمه وآيراد أفظع الكلمات بحقه وأنت مشرف تتجاهل ذلك --,ولولا الخوف من القراء ونقدهم لخوض صاحبكم في كرامتي لما تفضلت بنصحه بحديث الرسول:= مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ وَلَا عُزِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:32 م]ـ
لا والله ليس ذاك، إنما هو الخوف من ضياع الحق وراء الباطل فتأمل،
وحَيْدَتَكَ معروفة عنك ولو شئت لنقلتها إليك واحدة واحدة، ومن بينها ما أشار إليه أخونا أبو عبد المعز
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:34 م]ـ
شكرا وأبقاك الله كما شئت أن تكون
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 08:56 م]ـ
الاخ ابو أيمن ...
هذا المدعو جمال -هداه الله وقد قال عن نفسه انه متقدم فى السن ومن كان فى مثل حاله عليه ان يستعد للقاء ربه ولن ينفعه تصفيق المشاركين فى المنتديات ولا البحث عن تحالفات على الباطل .. هذه موعظة اوجهها الى نفسي اولا ثم اليه وما اظنه يقبلها-.قلت جمال هذا لا احسبه يريد الإنصاف .....
مثلا .... استشهد بالسعدي ... والحقه بنا .. وذكره دون الترحم عليه ...
ثم استشهد بالطبري وترحم عليه .... يوهم ان الطبري محسوب على الاشاعرة وليس على اهل السنة ....
مع ان تفسير الطبري رحمه الله معدود عندنا-نحن الموسومين عندهم بالوهابية المجسمة-من افضل تفاسير اهل السنة ... بشهادة ابن تيمية .. والسعدي نفسه ...
ثم اتهم السعدي رحمه الله .. برفض تفسير ابن عباس ... قال السعدي:
أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل [والزلازل] والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء،))
لاحظ ابا ايمن ... ان السعدي ..... اسعد حظا بالانتساب الى ابن عباس من كل من يدعي انه من اهل السنة والجماعة ...
فقول السعدي: وانكشف فيه من القلاقل [والزلازل] والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، هو ما فسر به ابن عباس ... يوم يكشف عن ساق ... فأين الرفض ايها المفتري .... اما اثبات الساق لرب العالمين .... فهو مأخوذ بدليل منفصل .. وهو قول ابن عباس .. الذي حاد عنه صاحبنا:
الكرسي موضع قدمي الرب ...
يكشف عن ساق ..... معناه الشدة .... وهذا صحيح ....
والقدم ثابت للرحمن وهذا صحيح ...
وابن عباس يعتقد الامرين ..... فأين الرفض لابن عباس ... ايها الكاتب ....
ـ[السوسني]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 08:12 ص]ـ
إخوتي الكرام
لم أر سفسطة كسفسطة جمال هداه الله ووفقه للخير.
كثير الهروب عن الجدل العلمي.
يتشبث بما يلاقيه من أقرب كتاب بين يدبه.
يزعم أنه أشعري، وهو لا يعرف فلسفة الأشاعرة العقدية، وأقول فلسفة قصدًا؛ لأنه لو كان يدري بأنهم جبرية، وأنهم يقولون القرآن الذي بين يدينا مخلوق، وأنهم يقولون بأن الله لم يتكلم بالوحي، وأنهم متناقضون في التقبيح والتحسين، وأنهم يقدمون العقل على النقل، فإن كان يعرف هذا من مذهبهم ويريد أن يناقش فيه بعلم وبصيرة وابتغاء للحق، فحياه الله.
وأنا ألاحظ على مشاركته أنه يتلذذ بالجدل والمشاكسة فحسب، وفي ظني أنه لم يتلق العلم الشرعي، فكل أقواله نقول مختارة.
فيا أخ جمال: اتق الله، وابتغ العلم على أصوله، ولا تكن بهذه الصورة، فما شأنك إلا كشأن صبيغ، وياليت عندنا عمر.
أقول لك مرة بعد مرة إذا كان عندك استعداد للنقاش لمعرفة الحق فحياك الله أما أسلوبك الاستفزازي هذا فلا ينفع أبدا.
أسأل الله أن يهدينا جميعًا للحق.
أخي الفاضل جمال
أما ما تذكره عن ابن عباس فليس فيه إشكال، وهو قول تلاميذه أيها السيد المحترم، لكن من غريب منهجك الغريب أنك تقوِّل ابن عباس ما لم يقله، فأين وجدت أن ابن عباس رفض تفسير الساق بأنها ساق الرب، فالرفض يحتاج إلى نص صريح منه.
وأما تفسيره فهو على احتمالين لا ثالث لهما إلا الأوهام
الأول: أن يكون لم يصله الحديث في كشف الرب عن ساقه، فلم يفسره به.
الثاني: أن يكون وصله الحديث لكنه لم ير أنه يفسر الآية، وكونه لم ير أنه يفسرالآية فإنه لا يعني أنه يرفض إثبات الساق للرب، وهذا واضح لمن تأمل وتدبر.
وأقول إن كانت الساق في هذه الآية عندك بمعنى الشدة والكرب، فلا إشكال فلك سلف هو ابن عباس وتلاميذه، لكن ماذا تفعل في ثبوت الساق في صحيح البخاري (يكشف ربنا عن ساقه)
وقد ذكرت لك في مشاركة فصاحة موسى حديثًا آخر ولم تبين لنا منهجك في قبول الأحاديث، فإن كنت ترى أنها لا تقبل في العقائد، فتلك طامة كبرى، وماذا سيبقى لنا، أرجو أن تكون واضحًا بصيرًا بما تقول، وأقول لك: اترك الإثارة جانبًا، فأنت يا أخي لا تستفيد أي شيء في هذا، وأعيد: ناقش نقاشًا علميًّا، ودعك من التحزب الذي تنهى عنه.
قولك: (رجلكم) بالله عليك هذا يحسن في طلبة العلم أن يقولوا مثل هذا، وأخشى أنه قد لُبِّس عليك كما لُبِّس على غيرك، وهم كثير كثير كثير.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:29 م]ـ
شكراً لكم جميعاً وأسأل الله لكم التوفيق.
الأخ أبا أيمن. جزاك الله خيراً على بيانك وإنصافك وأدبك.
الأخ أبو عبدالمعز: أنت رجل موفق، وعلى علم وفيك حدة! فعليك بالرفق وخاصة في العلم حتى يقبل منك، وما دمنا نكتب من وراء حجاب فما أحوجنا للتدبر في عواقب ما يكتب قبل اعتماده.
الأخ أبو حزرة: أي أخلاق؟
الأخ السوسني: حياك الله، وقد أجدت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السوسني]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 07:59 م]ـ
شكر الله لك يابن هشام توقيعاتك العجلى، وأتمنى لو طُرِحت ضوابط للمشاركات، وأنا أقترح على الأخ جمال أن يفتح منتدى خاصًّا به، يسرح ويمرح فيه كما يشاء، أما هذه الطريقة منه فغير مقبولة البتة البتة، فهو لا يناقش نقاشًا علميًّا، ويروغ كما يروغ الثعلب، ويترك الموضوعات معلقة كما ترى، فهل من حلٍّ؟
نريد أن يكون المنتدى ذا نقاش علميِّ جادٍّ، كما هو الحال في بعض المطارحات الجميلة في هذا المنتدى، أما والحال كهذا في هذا الموضع من المنتدى فتلك باقعة صاقعة لا مفرَّ منه إلا هروبنا من هذا الصُّداع، وترك الحبل على غاربه لبعض من يملؤون المنتدى بالمشاركات المتكاثرة، وهي في كثيرٍ منها غير مفيدة، بل الإثارة مقصد فيها، فياليتك وأنت ممن يشرف على هذا المنتدى الحسن ذي العلائق الجياد، أن تتدارك هذا الأمر، وإني لآسف لمثلي ذي البضاعة القليلة المزجاة أن يأمر على متأدِّبٍ رفيع الذِّوق مثلك، وإنما هي إلتماس مني الصغير إليك أيها الأخ الكبير.
وإني مذ كنت أجول في هذا المنتدى قبل الاشتراك ـ الذي رأيت أن أوقفه لما رأيتُ ـ كنت أغبط نفسي بحسن حصولي على مثل هذا المنتدى الثريِّ، وانقطعت عنه فترة ثمَّ عدت لأرى الحال قد تغيَّر، وإذا به يتربع على بعض مواطنه شخص واحدٌ بلا فائدة تُذكر سوى النقل والمشاكسة.
أخي أبا هشام: أعتذر ثم أعتذر ثم أعتذر
ولكني أرى كلنتي أُلقيت إلى أناس كرامٍ مثلكم، ولعلها تجد أذنًا، وإني لعلى استعداد أن تقوموني إن كنت أخطأت، فقد كنت أحب أن أشارك، فمنعني قاطع طريق في منتداكم.
وإنك ـ أيها الأخ المتأدب ـ تعلم حاجة سوق البلاغة القرآنية لمن برفع شأنها، ويدفع عجلتها، ويعيد ترميم ما اندرس من آثارها، فلا زلنا لا نسمع إلا صدى عبد القاهر الجرجاني رحمه الله تعالى، فياليت مثل هذا الموضع من المنتدى يوقد جذوة من بلاغة القرآن نصطلي بها من برد فقرنا لفهم كلام ربنا.
الحديث يطول، وهو ذو شجون، لكن لعل ما سيأتي خير مما مضى، ونحمد الله على ما قدر وقضى.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 08:04 م]ـ
رضي الله عنك أيها السوسني. ونحن أقل مما تظن. ولعل القادم أجمل بإذن الله. ولعل الإخوة المشرفين أصحاب الصلاحيات المفتوحة يسمعون هذا. أما أنا فصلاحياتي محدودة جداً. وأتفق معك في كل ما ذكرته. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية إن شاء الله.
ـ[السوسني]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 08:06 م]ـ
شكر الله لك يابن هشام توقيعاتك العجلى، وأتمنى لو طُرِحت ضوابط للمشاركات، وأنا أقترح على الأخ جمال أن يفتح منتدى خاصًّا به، يسرح ويمرح فيه كما يشاء، أما هذه الطريقة منه فغير مقبولة البتة البتة، فهو لا يناقش نقاشًا علميًّا، ويروغ كما يروغ الثعلب، ويترك الموضوعات معلقة كما ترى، فهل من حلٍّ؟
نريد أن يكون المنتدى ذا نقاش علميِّ جادٍّ، كما هو الحال في بعض المطارحات الجميلة في هذا المنتدى، أما والحال كهذا في هذا الموضع من المنتدى فتلك باقعة صاقعة لا مفرَّ منه إلا هروبنا من هذا الصُّداع، وترك الحبل على غاربه لبعض من يملؤون المنتدى بالمشاركات المتكاثرة، وهي في كثيرٍ منها غير مفيدة، بل الإثارة مقصد فيها، فياليتك وأنت ممن يشرف على هذا المنتدى الحسن ذي العلائق الجياد، أن تتدارك هذا الأمر، وإني لآسف لمثلي ذي البضاعة القليلة المزجاة أن يأمر على متأدِّبٍ رفيع الذِّوق مثلك، وإنما هي إلتماس مني الصغير إليك أيها الأخ الكبير.
وإني مذ كنت أجول في هذا المنتدى قبل الاشتراك ـ الذي رأيت أن أوقفه لما رأيتُ ـ كنت أغبط نفسي بحسن حصولي على مثل هذا المنتدى الثريِّ، وانقطعت عنه فترة ثمَّ عدت لأرى الحال قد تغيَّر، وإذا به يتربع على بعض مواطنه شخص واحدٌ بلا فائدة تُذكر سوى النقل والمشاكسة.
أخي أبا هشام: أعتذر ثم أعتذر ثم أعتذر
ولكني أرى كلنتي أُلقيت إلى أناس كرامٍ مثلكم، ولعلها تجد أذنًا، وإني لعلى استعداد أن تقوموني إن كنت أخطأت، فقد كنت أحب أن أشارك، فمنعني قاطع طريق في منتداكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنك ـ أيها الأخ المتأدب ـ تعلم حاجة سوق البلاغة القرآنية لمن برفع شأنها، ويدفع عجلتها، ويعيد ترميم ما اندرس من آثارها، فلا زلنا لا نسمع إلا صدى عبد القاهر الجرجاني رحمه الله تعالى، فياليت مثل هذا الموضع من المنتدى يوقد جذوة من بلاغة القرآن نصطلي بها من برد فقرنا لفهم كلام ربنا.
الحديث يطول، وهو ذو شجون، لكن لعل ما سيأتي خير مما مضى، ونحمد الله على ما قدر وقضى.
ـ[السوسني]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 08:06 م]ـ
شكر الله لك يابن هشام توقيعاتك العجلى، وأتمنى لو طُرِحت ضوابط للمشاركات، وأنا أقترح على الأخ جمال أن يفتح منتدى خاصًّا به، يسرح ويمرح فيه كما يشاء، أما هذه الطريقة منه فغير مقبولة البتة البتة، فهو لا يناقش نقاشًا علميًّا، ويروغ كما يروغ الثعلب، ويترك الموضوعات معلقة كما ترى، فهل من حلٍّ؟
نريد أن يكون المنتدى ذا نقاش علميِّ جادٍّ، كما هو الحال في بعض المطارحات الجميلة في هذا المنتدى، أما والحال كهذا في هذا الموضع من المنتدى فتلك باقعة صاقعة لا مفرَّ منه إلا هروبنا من هذا الصُّداع، وترك الحبل على غاربه لبعض من يملؤون المنتدى بالمشاركات المتكاثرة، وهي في كثيرٍ منها غير مفيدة، بل الإثارة مقصد فيها، فياليتك وأنت ممن يشرف على هذا المنتدى الحسن ذي العلائق الجياد، أن تتدارك هذا الأمر، وإني لآسف لمثلي ذي البضاعة القليلة المزجاة أن يأمر على متأدِّبٍ رفيع الذِّوق مثلك، وإنما هي إلتماس مني الصغير إليك أيها الأخ الكبير.
وإني مذ كنت أجول في هذا المنتدى قبل الاشتراك ـ الذي رأيت أن أوقفه لما رأيتُ ـ كنت أغبط نفسي بحسن حصولي على مثل هذا المنتدى الثريِّ، وانقطعت عنه فترة ثمَّ عدت لأرى الحال قد تغيَّر، وإذا به يتربع على بعض مواطنه شخص واحدٌ بلا فائدة تُذكر سوى النقل والمشاكسة.
أخي أبا هشام: أعتذر ثم أعتذر ثم أعتذر
ولكني أرى كلمتي أُلقيت إلى أناس كرامٍ مثلكم، ولعلها تجد أذنًا، وإني لعلى استعداد أن تقوموني إن كنت أخطأت، فقد كنت أحب أن أشارك، فمنعني قاطع طريق في منتداكم.
وإنك ـ أيها الأخ المتأدب ـ تعلم حاجة سوق البلاغة القرآنية لمن برفع شأنها، ويدفع عجلتها، ويعيد ترميم ما اندرس من آثارها، فلا زلنا لا نسمع إلا صدى عبد القاهر الجرجاني رحمه الله تعالى، فياليت مثل هذا الموضع من المنتدى يوقد جذوة من بلاغة القرآن نصطلي بها من برد فقرنا لفهم كلام ربنا.
الحديث يطول، وهو ذو شجون، لكن لعل ما سيأتي خير مما مضى، ونحمد الله على ما قدر وقضى.(/)
إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:08 م]ـ
:::
قوله تعالى
(وَيَصْنَعُ الفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) هود 38
ورد الجذر سخر في هذه الآية أربع مرات--سخروا--تسخروا--نسخر--تسخرون
فهل كانت جميعها بنفس المعنى؟؟
قبل التحاور إليكم ما قال الزمخشري في "أساس البلاغة "حول الجذر " سخر"
((س خ ر
فلان سخرة سخرة: يضحك منه الناس ويضحك منهم، وسخرت منه واستسخرت، واتخذوه سخرياً، وهو مسخرة من المساخر، وتقول: رب مساخر، يعدها الناس مفاخر. وسخّره الله لك، وهؤلاء سخرة للسلطان يتسخرهم: يستعملهم بغير أجر.
ومن المجاز: مواخر سواخر: سفن طابت لها الريح. ويقولون: أنا أقول هذا ولا أسخر أي ولا أقول إلا ما هو حق. قال الراعي: تغير قومي ولا أسخر وما حمّ من قدر يقدر))
ففيه ثلاثة معان --معنى الهزء ب أو الضحك عليه---ومعنى العمل بدون أجر---ومعنى قول غير الحق
فما قال عظام المفسرين فيها إذن
قال إبن كثير رحمه الله ((وقوله: ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه أي: يطنزون به ويكذبون بما يتوعدهم به من الغرق، قال" إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون " وعيد شديد،)) وتهديد أكيد،
هل اكتفيتم بقوله لتعرفوا الفرق بين سخرية الكافرين بنوح وما توعدهم نوح من سخرية؟؟
أم هل نستعرض أقوال آخرين؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:51 م]ـ
نقل الماوردي في النكت والعيون الاقوال التالية
((أحدهما: إن تسخروا من قولنا فسنسخر من غفلتكم.
الثاني: إن تسخروا من فِعلنا اليوم عند بناء السفينة فإنا نسخر منكم غداً عند الغرق.
والمراد بالسخرية ها هنا الاستجهال. ومعناه إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم.
قال ابن عباس: ولم يكن في الأرض قبل الطوفان نهر ولا بحر فلذلك سخروا منه. قال: ومياه البحار بقية الطوفان.
فإن قيل: فلم جاز أن يقول فإنا نسخر منكم مع قبح السخرية؟ قيل: لأنه ذمٌّ جعله مجازاة على السخرية فجاء به على مزاوجة الكلام، وكان الزجاج لأجل هذا الاعتراض يتأوله على معنى إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم كما تستجهلوننا.))
هم فعلا سخروا من نوح لكون المنطقة لا بحر فيها ولا نهر-- ولكن توعده إياهم بالسخرية منهم بمعنى استجهاله لهم لعدم علمهم بمآل أمرهم وهو الغرق وما يتبعه من عذاب جهنم(/)
أعرب، وأبدع!!!!
ـ[الملهم]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 03:14 م]ـ
قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) أعرب؟؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 04:23 م]ـ
قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) أعرب؟؟؟؟؟
لقد أعربت أنت فأبدعت---بارك الله فيك
ـ[الملهم]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 10:18 ص]ـ
سلامي الخالص للأخ المجاهد بعلمه (جمال حسني) على رده المعبر في طلبي الخاص، وكنت أرجوا أن يفيض علينا بعلمه، ولا يبخل علينا بنصائحة الأخوية العلمية منها والدينية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 02:03 م]ـ
الأخ الملهم
مما يثلج صدري ويرفع من عزيمتي كلامك---فبارك الله بك---وأنا رهم إشارتك
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 02:14 م]ـ
أما (رهم إشارتك) فمن طرائف سبق لوحة المفاتيح.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 02:59 م]ـ
لقد أمسكتني: mad: ؟؟
هي " رهن إشارتك " طبعا--وفي كل العالم الخطأ المطباعي معفو عنه إلا عند البصري
ثم تعال لنتمازح ونستخرج معاني الجذر" رهم"
قال الجواهري
(رهم
الرِهْمَةُ بالكسر: المَطْرة الضعيفة الدائمة والجمع رِهَمٌ ورِهامٌ. وروضةٌ مَرْهُومَةٌ. قال أبو زيد: ومن الدِيمَةِ الرِهْمَةُ، وهي أشدُّ وقْعاً من الدِيمَةِ وأسرع ذَهاباً. وأَرْهَمَتِ السحابةُ: أتت بالرِّهامِ. ونَزلنا بفلانٍ فكنّا في أَرْهَمِ جانبَيه، أي أخصبهما.))
فيصير معنى غلطي ((رهم إشارتك)) --ألأمطار الناتجة من إشارتك---وهو معنى خير ايضا
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:36 م]ـ
ما زعمته ـ سلمك الله ـ ليس بصحيح، فالخطأ الطباعي وليس (المطباعي) معفو عنه عندي وعند جميع العقلاء في هذا العالم ..
وتذكرت ـ بالمناسبة ـ أن وصف أخينا الملهم لك بالمجاهد لا يعجبني وأنت على هذه الحال ...
وكم كان يعجبني لو أنه أخطأ خطأ طباعيًّا، فأبدل بالدال راء، فقد يكون لك نصيب من الوصف حينذاك، مع كثير من التحفظ لدي عن إطلاقه عليك في غير ما نحن فيه.
وكم فيك من الخير لو ابتعدت عن آراء نفات الصفات، واعتمدت منهج أهل السنة والجماعة، في تفسير كتاب ربك!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 04:09 م]ـ
البصري
هو مطباعي وليس "طباعي"---ولقد تعمدته وأنا حجيجك والشبل حكمنا--ما رأيك؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 05:52 ص]ـ
دائمًا تبحث عن الشبل، لكنك لن تصطاده ـ كما ذكرت لك سابقًا ـ فاربع على نفسك وهون عليك، واترك الشبل فما لك وله ...
وأما مسألتنا فأنا فيها الخصم والحكم، وكنت أحسبها خطأ مطباعيًا ـ على حد قولك ـ حتى أكدت لي أنها صحيحة، فأنا حقيقة أعرف أن " مطباعي " نسبة إلى " مطباع " اسم آلة " كـ " مفتاح " وإن كنت أول مرة أسمع بـ " المطباع " هذا، فهل هي مستعملة حقًا؟
أما طباعي فلا غبار عليها، ولا تخاصمني ولا أخاصمك، فهي نسبة إلى " طباعة " كما نقول: " زراعي " " تجاري " " صناعي " ... إلخ.
ويبدو أنك ما زلت كما كنت، تجيد الانتقاء لما يحلو لك، وتغض الطرف عما لا يروق، فما أحبك للهروب! وما أحسن تخلصك!
نسأل الله أن يلهمك الرشد.
ـ[الملهم]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 02:12 م]ـ
أخي (البصري) إن من حسن مدارة الناس إنزالهم فوق المنزلة التي ينزلون أنفسهم بها، فجاهد أخي (جمال) هو مايلمسه مل من ألقى ببصره على منتداكم المميز، أما عن فكره فيما يتعلق بالصفات وتأويلها، فهو رجل، وأإمة المسلمين رجال، وكل يأخ> من قوله ويرد بحسب إجتهاده، إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم). والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 02:45 م]ـ
الأخ الملهم
أشكرك على حسن ظنك--وأخبرك أنني في هذا المنتدى الطيب لم أذكر أي رأي لي فيما يمتحنون الناس به---وأتعمد تجنب ذلك--وأتناول آيات أدرسها بتمعن--وأرجح قولا قاله أحد أفذاذنا الأوائل---ولقد وجدت من دراستي المتواضعة أن العديد من المفسرين كانوا ينقلون عبارات من سبقهم بالكامل--بل وجدت تطابقا بين الألوسي وأبي السعود كمثال---وأنا على إستعداد للتراجع عن أي قول قلته إن أوضح وأثبت لي زميل عكسه
ـ[الملهم]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 02:52 م]ـ
نعم أخي جمال، وهو ظني فيك، لم أقدح في فكرك ولا طريقتك، وهاهو منهجك يبين لك صاحب عينين من أنك تطلب الحقيقة ولو أتى بها من هو (اقل منك اطلاعا)، ولا يسيء ظنك بي أنما أنا باحث عن الحق إنشاء الله، وسالتزم طريقه إن وفقني الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 03:25 م]ـ
إن شاء الله
ـ[البصري]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 03:19 م]ـ
أثابك الله ـ أخي الملهم ـ على كل حرف رقمته تبتغي به وجه الله.
وأسلوبي ـ أخي الكريم ـ هذا هو لم أتكلفه، ولم أرد منه أن أسوء أي أحد.
وأخونا الشرباتي يحبنا ونحبه، لكن حبنا له لا يعني أن نجامله فيما لا نعتقد صحته، وثق وليثق هو وكل أحد أننا لا نريد للمسلمين إلا الخير ..
وإذا كنا واضحين في نقدنا لأخينا الشرباتي، ونرسله نقدًا مباشرًا لا غموض فيه، فهو ينقدنا نقدات حارة غامضة، لا يعرفها إلا نحن، فإن كنت لا تعرفها ـ أخي الملهم ـ فما ينبغي لك أن تشنع علينا أن نرد على أخينا الشرباتي خطأه حتى تكون منها على بينة.
ونحن لا نرد عليه للرد، أو كرهًا له، فما ـ والله ـ نعرفه إلا بكتابته، فالرد هو على الأفكار التي ينقلها لنا مبعثرة من هنا وهناك، فيها الصحيح ـ وهو كثير ـ وفيها ما لا نوافق عليه.
وقد مللنا ـ أخي الملهم ـ ومل العالم من ترداد الحكمة القائلة: " الخلاف لا يفسد للود قضية "
فنحن ما زلنا على ودنا ومحبتنا، ونسأل الله أن يهدينا لما يرضيه عنا، وأن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا، إنه جواد كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الملهم]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 02:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، نعم أيها الأخ البصري، فبعبارتك الطيبة وضعت النقاط على الحروف _ وأحسبك فطن بها _ فإشادتي للأخ (جمال) هو مانطقت به من كون المواضيع التي تطرقتم إليها، إنما هي مجرد آراء يراها (إلا أن أخي جمال صحح لي وأرشدني) بأن ما شارك به وما يعرضه للفائدة إنما هو: نقلا عن علماء فضلاء، ولم يكن بدعا أو هوى نفس، حيث كنت متابعا أغلب المواضيع التي كان له فيها كثير إطلاع، فليكن شعارنا أن (الإختلاف في الرأي لايفسد في الود قضية)، وليكن من أسات>تنا مراعاة أن يفهم المحاورن، والمتابعون أمثالنا جوهر الموضوع ونخرج منه بمعلومة واضحة وسهلة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 09:54 م]ـ
يا ملهم
تعال نتمازح---أو نتناقش في الإلهام؟
هل يوجد بعد أحمد::: ملهمون؟؟
أنا أقطع بانقطاع الإلهام بعده----فما رأيك؟؟
ـ[الملهم]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 11:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عذرا .... أخي (جمال) على تأخري في الرد، ولكني سأقدم على ماطلبته مني - رغم أن بضاعتي قليلة -.
فحديثنا من أساسه ينبغي ألا يكون إلا من باب وجهات النظرلاغير، على ألا نهمش الأمور الثابتة المسلم بها، ثم ننطلق.
فالإلهام: من حيث معانيها البلاغية والنحوية أنت كثير بصر بها.
أما إطلاقها على معناها الظاهر، فهو من باب طلب الوصول ولو إلى جزء يسير من هذا الإلهام الذي هو من الله تعالى يهبه لمن يشاء من عباده، وهو في شأني ولقبي جاء من باب الدعاء والرجاء بأن أوفق لها ...
ثانيا: أن حصر معاني وصفات يجوز أن نصف بها الناس (بإختلاف دياناتهم، ومعتقداتهم، كالملهم، والعبقري، والمعجزة، ... ) هي من الأمور التي يجب أن نقف عندها وقفات قبل أن نطلقها مجردة على من إصطفاهم الله سبحانه وتعالى وأيدهم بنصره ومعجزاته وآياته، وفوق كل ذلك (أصحاب وحيه ورسالته)
لكون الأمر الذي نعيشه اليوم وكل يوم من أعداء الإسلام والمشككين فيه بوصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الصفات وغيرها مجردة، حتى إذا ماتقادم الأمر وأجمعوا أمرهم ومكرهم بهدم هذه الصفة وغيرها، لم يبق لنا نحن المسلمين إلا أن نسلم الأمرإليهم، ونتنازل مرغمين - ونعوذ بالله - عن ركن أساسي في ديننا وعقيدتنا وهو التصديق بنبوة محمد- صلى الله عليه وسلم - في كون ظهور عبقري، أو ملهم، أو معجزة أو أو هو أمر وارد.
وخلاصة الأمر، وزبدة الموضوع، ومدار الأمر، أن رسولنا - صلى الله علية وآله وسلم - هو نبي موحى إليه من ربه ومرسل للناس كافة. وكل هاتيك الصفات دون صفة الوحي والرسالة، جائزة وواجبة في حقي وحقك وحق من وفقه الله للحق.
وأنتظر ردك أيها الأخ المبادر، فإن أخطئت فمن نفسي وقلة مداركي وتأخر إلهامي، وإن وافقت الصواب فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 03:08 م]ـ
أيها الملهم
قال الجوهري في الصحاح ((والإلهامُ: ما يُلقى في الروع. يقال: ألْهَمَهُ الله. واسْتَلْهَمْتُ الله الصبر))
والإلهام بغير النبوة والرسالة جائز في حقي وحقك بدليل قوله تعالى ((فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا))
والحقيقة أنك محاور بارع في آيصال قضيتك
ـ[الملهم]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 11:17 ص]ـ
أخي الأستاذ (جمال) القضية ليست قضيتي، وإنما نقلتها حسب فهمي لبعض دروس السيرة فيما يتعلق بالشبهات المثارة حول رسولنا الكريم - صلوات ربي وسلامه عليه-
وأشكرك على الإطراء.
ـ[الملهم]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء إلى المعلمين المرابطين في الفصيح، فلسبب الظروف سوف أتغيب عن حضور جلساتكم العلمية القيمة على أمل أن نعود إليكم، ولاحرج في تفقد إسهاماتكم بين الفينة والأخرى.(/)
يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 06:47 م]ـ
:::
قال تعالى
((يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ)) 12الحج
((يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ المَوْلَى وَلَبِئْسَ العَشِيرُ)) 13الحج
معنى آية 12 واضح لا إشكال فيه فالأصنام المعبودة لا تضر ولا تنفع بلا خلاف بين أصحاب العقول
أما معنى آية 13 ففيه نقاش وتحاور
# هل ضرر الأصنام أقرب من نفعها؟؟
# ما الفرق بين الضرر الذي نفته الآية 12 وبين الضرر الذي أقرت به الآية 13؟
# وهل أقرت الآية 13 بنفع ما لتلك الأصنام "ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ "؟؟
أنتظر يوما ثم نتحاور
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 04:52 م]ـ
:::
قال تعالى
((يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ)) 12الحج
((يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ المَوْلَى وَلَبِئْسَ العَشِيرُ)) 13الحج
معنى آية 12 واضح لا إشكال فيه فالأصنام المعبودة لا تضر ولا تنفع بلا خلاف بين أصحاب العقول
أما معنى آية 13 ففيه نقاش وتحاور
# هل ضرر الأصنام أقرب من نفعها؟؟
# ما الفرق بين الضرر الذي نفته الآية 12 وبين الضرر الذي أقرت به الآية 13؟
# وهل أقرت الآية 13 بنفع ما لتلك الأصنام "ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ "؟؟
أنتظر يوما ثم نتحاور
[ line]
لنبدأ التحاور ---الأصنام لا تضر ولا تنفع حقيقة فلا يقارن بين ضرر لها ونفع لأنها لا تضر ولا تنفع---فليس لها ضرر أقرب من نفع
إذن ما المقصود بالآية 13 - --المقصود هم زعماء الكفر وقواده الذين يفزع إليهم العوام---فمنهم ضرر دنيوي وضرر أخروي متحقق --ويتوهم منهم بعض نفع---وضررهم أقرب من نفعهم--- وضررهم متحقق قطعا---ودليلي على هذا الرأي هو قوله تعالى ((لَبِئْسَ المَوْلَى وَلَبِئْسَ العَشِيرُ)) --لأن العشير
هو المعاشر --أي إنسان لا جماد
قال الجوهري في الصحاح ((والمَعاشِرُ: جماعات الناس، الواحد مَعْشَرٌ. والعَشيرةُ: القبيلة. والعَشيرُ: المُعاشِرُ. وفي الحديث: "إنّكُنَّ تُكثِّرن اللعن وتَكْفُرْنَ العَشِير" يعني الزوج، لأنه يُعاشِرُها وتُعاشِرهُ. وقال الله تعالى: "لبِئْسَ المَوْلى ولبِئْسَ العَشير))(/)
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 12:17 م]ـ
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ ... يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ ... إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها ... وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَالنَجَسِ
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها ... إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى ... ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ ... وَضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ
يحلو لبعض الناس أن يستعمل الكلمات:
"رَجُلُنَا"، "رَجُلُكُم" "رَجُلكَ"
وهذه دعوات صريحة لمحاولة تشتيت الشمل وزرع الحزبية المقيتة بين أسرة الفصيح الذي ظهرت ثماره وسادت المحبة بين أعضاءه
ولا يكتفون بذلك بل يزيدون الطين بلة فيقولون: "نحن"، "أنتم" كأن الفرق قد حصل وظهر الحق والباطل وبان أهل الحق وأهل الضلال
ولهم عبرة في قول الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " لو كانوا يعتبرون
ثم هم يستعلون مفردات يروج لها الأعداء والحاقدين على الإسلام والمسلمين ك"إسلاميين" "إقصاء" إلى غير ذلك
أليس يكفينا تشتت المسلمين على صعيد الأقطار والدويلات، أليس يكفينا اختلافهم وتفرقهم إلى أحزاب و جماعات؟ أليس يكفينا تكالب الأعداء على هذه الأمة في كل مكان؟
كأنا قد كفينا كل ذلك ولم يبق أمامنا إلا هذه الروضة وهذا البستان المزهر ننادي فيه بدعوى منتنة دعوى الجاهلية،
ألا يا عباد اعتصموا بحبل الله واذكروا قول الله "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
أخوكم المحب
أبو أيمن
ـ[أبو سارة]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا أيمن وفقه الله إلى جلائل الأقوال والأعمال
هون عليك أخي الكريم، وإذا كنت ترى أنك تملك حقا لم تستطع إيصاله بالرفق واللين، فاعلم أنك لن تبلغه بغير ذلك0
والحجة إنما تقارع بالحجة، والنتيجة هي المقياس، والتفاضل إنما هو بالتقوى، ولاتزر وازرة وزر أخرى 0
ما أراك تقصد إلا الشرباتي 0
وهذا الرجل، رغم مخالفتي له في بعض المسائل التي يذهب إليها، إلا أن له علينا حق الصحبة والأخوة 0
أما تخصيص موضوع كهذا لتنال من أخيك بسبب خلاف دار بينكما، فهذا ليس من الحق في شيء، والواجب أن نعظّم حرمة المسلم في أقوالنا وأفعالنا، لأن كل المسلم على المسلم حرام، ومن ثقل على صديقه، خف على عدوه0
أسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى0
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 02:56 م]ـ
أخي الحبيب أبا سارة، جزاك الله الخير كله على نصحك
واعلم أستاذي الحبيب أنني ماكتبت الموضوع نيلا من أحد والله، لكني كتبته لله أبتغي به وجهه، والنصيحة واجبة على المسلم للمسلم والله على ما أقول وكيل
أخوك المحب
أبو أيمن(/)
مطالع القرآن .. تأملات ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 01:14 ص]ـ
هذه نكت بلاغية .. كنت دونتها فى دفاتري القديمة ... أثناء وقوفي عند بعض مطالع السور .... نشرت بعضها ... من قبل ... وأحببت ان يكون للفصيح منها نصيب .... ولعل الاخوة يتعقبوها بالتصويب والتعديل ...
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا .. والصلاة والسلام .. على خير من نطق بالضاد .. وسرت جوامع كلمه سرجا ..
وبعد ..
فإن المتدبر للقرآن .. لا يفتأ يعجب من هذا الذي لا تنقضي عجائبه .. وسيان في ذلك مطلعه ومقطعه .. وأوله وآخره .. وقد عن لي ان اتتبع بعض مطالع القرآن .. مستعينا بالله اولا .. ثم بما فتح الله به على علماء هذه الامة .. فأقول:
1 -
من عجائب المطالع .. مطلع سورة مريم ..
كهيعص ... تلك خمسة حروف كاملة ..
ثم جاء بعدها .. تعبير من اغرب ما يكون فى لغة الضاد ..
جملة .. من خمسة ألفاظ ..
ذكر رحمة ربك عبده زكرياء ..
تعالقت -بإعجاز-خمسة أسماء .. -بل سبعة ان عددنا الضمائر-ولا فعل هناك .. ولاتابع من وصف .. ولا حرف .. ولا اداة ... سلسلة من الاسماء ... سلسة التسلسل .. لا نشوز ولا استثقال.
تركيب لا يخطر بالبال .. ولا اظن ان احدا ... من الناطقين ... بالعربية .. ركبه ..
والله أعلم ...
2 -
الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ....
ما يستوقف المتدبر لهذا المطلع .. هو المرونة العجيبة .. لتشكيل التراكيب والجمل على نحو لا يليق الا بكتاب الله المعجز ..
فالمطلع يعد سبع او ثمان كلمات .. (باعتبار الم) بيد ان احتمالات تآلفها تركيبيا ونحويا .. يثير الدهشة .. فتكاد كل كلمة .. ان تصبح قطعة تقبل فى كل لحظة .. ان تندمج مع جارتها ام تنفصل عنها .. فنحصل على تركيب جديد بمعنى غير التركيب السابق ..
وهذه بعض الاحتمالات ... :
الاحتمال الاول:
الم*ذلك الكتاب *لا ريب فيه*هدى للمتقين*
(رمز* يعنى مكان الوقف الدلالي .... حسب المعنى التركيبي المختار)
توجيه هذا الاحتمال:
الم .. حروف مقطعة ... لا اتصال لها فى الاعراب بما بعدها ..
ذلك الكتاب ... جملة تامة مستقلة تركيبيا .. ذلك اشارة الى القرآن .. والكتاب اخبار عنه .. و اللام للمدح .. والاختصاص .. كأنك قلت .. ان كان هناك فى الوجود ما يستحق ان يكون كتابا فهو القرآن .. على نحو قولك "زيد الرجل"اي لا غيره ..
لا ريب فيه ... جملة اخرى مستقلة بالتركيب .. مؤلفة من لا واسمها وخبرها .. وهي فى المعنى توضيح وتأكيد للجملة قبلها .. اي مدح آخر للقرآن ..
هدى للمتقين .... جملة اخرى .. تامة .. لان المسنداليه فيها مقدر .. تقديره الكتاب هدى للمتقين .. كما تقول لمن سألك من جاء فتقول "زيد" ..
الاحتمال الثاني.:
الم ذلك الكتاب*لا ريب فيه*هدى للمتقين*
توجيه هذا الاحتمال:
هذا التركيب اختلف عن الاول .. فى اتصال الم ب" ذلك الكتاب .. "فقد جوز صاحب الكشاف .. ان تكون الاشارة بذلك .. الى الحروف المقطعة .. المسوقة لتعجيز العرب .. فكأنه قيل لهم ليس القرآن مؤلفا الا من هذه الحروف المعروفة لديكم .. واقتصر على ذكر ثلاثة للتنبيه على باقى الحروف .. خاصة إذا عرفنا ان مخرج الهمزة .. من اقصى الجهاز الصوتي .. واللام من وسطه .. والميم من آخره .. فكل صوت يمثل أشباهه من حيث المخرج ..
الاحتمال الثالث:
الم*ذلك الكتاب لاريب فيه*هدى للمتقين*
توجيه هذا الاحتمال:
نلاحظ اتصال كلمة "كتاب" بتعبير "لا ريب فيه" .. فالمركب الاسمي "ذلك الكتاب "مسند اليه .. والمركب الاسمي الآخر"لا ريب فيه"مسند .. وبتعبير قريب .. أخبرنا عن ذلك الكتاب انه لا ريب فيه .. اما "هدى للمتقين .. "فإعرابه كما فى الاحتمال الاول ..
الاحتمال الرابع:
الم*ذلك الكتاب لا ريب*فيه هدى للمتقين*
توجيه هذا الاحتمال:
تعلقت "فيه"بما بعدها تركيبيا وانفصلت عما قبلها ... فتعرب "فيه" متعلقة بخبر محذوف .. والتقدير هدى للمتقين كائن فيه ..
هذا الاحتمال وسابقه .. معروفان عند القراء .. فعن الكشاف .. ان نافعا وعاصما .. وقفا على قوله "ريب" ..
الاحتمال الخامس .. :
الم*ذلك الكتاب*لا ريب فيه هدى للمتقين*
توجيه هذا الاحتمال:
تعبير "لا ريب"انفصل عن الكتاب واتصل بفيه ...
واختلف المعنى عما سبق .. فسابقا كان نفي الريب متجها الى الكتاب .. وهنا اتجه الى اشتمال الكتاب على الهدى ..
والله أعلم ..
3 -
القرآن أربعة ارباع:
الربع الاول
يبتدئ بسورة البقرة
وينتهي بسورة الأنعام
الربع الثاني
يبتدئ بسورة الأعراف
وينتهي بسورة الكهف (منتصف القرآن)
الربع الثالث
يبتدئ بسورة مريم
وينتهي بسورة فاطر
الربع الأخير
يبتدئ بسورة يس
وينتهي بسورة الناس
...
والآن .... فلنلاحظ:
كل السور المفتتحة للأرباع من ذوات الحروف المقطعة .. وهى على التوالي
الم------المص-------كهيعص------يس.
سورة الأنعام الخاتمة للربع الاول من ذوات الحمد"الحمد لله الذي خلق السموت والارض ... "
سورة الكهف الخاتمة للربع الثاني (النصف) هي ايضا من ذوات الحمد "الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب"
سورة فاطر الخاتمة للربع الثالث هي ايضا من ذوات الحمد "الحمد لله فاطر السموت والارض"
...
السور الخواتم .. مستهلة بحمد الله .. وهذا مناسب مع جعل الشريعة الحمد فى ختام الامور .. "وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين"
السور البادئة مستهلة بالحروف ... وهذا انسب ما يكون للبدايات .. فلنتذكر ان اول ما نزل من القرآن .. هو "اقرا"
والقراءة تكون للحروف ...
....
بقي أمر ... سورة الناس ليست من ذوات الحمد ...
ولكن .. اليس ثمة سورة بعد الناس ... بلى .. انها الفاتحة .. وهي من ذوات الحمد .. وهي خاتمة وفاتحة للقرآن ..
وفي ذلك اشعار الى ان كلام الله تعالى لا ينفد ... ينتهي ليبتدئ .. والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 01:38 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك أستاذي الحبيب أبا عبد المعز
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 04:09 ص]ـ
وفيك بارك ... اخي أبو ايمن ...
4 -
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1} الإسراء
*********
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا {1} الكهف
*********
مطلعان كريمان تجاورا فى المصحف فى منتصفه: مطلع "الاسراء" و مطلع "الكهف" ... ومن تأمل هذا التجاور ... طاف بذهني الخواطر التالية:
الاول:
تطابق المطلعان .... من حيث الاشارة الى الصعود والنزول .... فبينا مطلع الاسراء يشير الى ... حدث الاسراء وما اعقبه من معراج .... وهو صعود ... نص مطلع الكهف على وصول القرآن الى عبد الله ..... وهو نزول.
الثاني:
كل من الصعود والنزول ... يتعلق .. برسول الله صلى الله عليه وسلم ... أعرج به ...... وانزل عليه ..... وفى المطلعان معا دل على الرسول صلى الله عليه وسلم تعبير واحد: "عَبْدِهِ" ...
الثالث:
تشابه المطلعان ... بالنظر الى خصوص التركيب .. :ففيهما معا اخبار بحدث وتعليل له ... :
تعليل "الاسراء"ب"لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا "
وتعليل انزال القرآن ب"لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِين".
الرابع:
تجاور المطلعان .. هنا ... وفى الوقت ذاته ينتسبان الى مجموعتين مختلفتين:
فمطلع الاسراء .... "سبحان" له صلة بذوات التسبيح ... وهي سبع سور:
الحديد: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1}
الحشر: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1}
الصف: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1}
الجمعة: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {1}
التغابن: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {1}
الأعلى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى {1}
أما مطلع "الكهف"فهو من ذوات "الحمد" .. وهي خمس:
فاتحة الكتاب: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين.
الانعام: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ.
سبأ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض.
فاطر: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً.
وهنا ملاحظتان ... احداهما لها صلة بالعدد .. والاخرى لها صلة بالترتيب.:
تكرر التسبيح سبعا ..
والحمد خمسا ...
وفي ذلك تأكيد لتحري هذه الشريعة للوتر .....
جاء فى مسند احمد بسند قوي: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن بحر ثنا عيسى بن يونس ثنا زكريا عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر ....
والوتر ملحوظ فى عبادات كثيرة ... كالصلاة والرمي والسعي والطواف ... وغيرها كثير.
اما ماله صلة بالترتيب ..... فيلحظ فى ذوات التسبيح:
فقد ابتدئت المجموعة المباركة .. ب"سبحان"وهو مصدر.
ثم تلاها الماضي ...... سبح.
فالمضارع ......... يسبح.
فالأمر ....... سبح.
اليس هذا الترتيب هو عينه ... فى باب الاشتقاق من كتب اللغة ... ؟
بلى ....
ولعل هذا من دلائل الاعجاز .... فى هذا القرآن العظيم ..
الخامس:
جاءت ذات التسبيح "الاسراء" متقدمة على ذات الحمد "الكهف" ... ولا ينبغى الا هذا الترتيب ... وذلك لوجوه:
الوجه الاول: التسبيح هو التنزيه .... والتنزيه نفى النقائص والعيوب عن الذات العلية ..
اما المدح فهو اثبات الكمالات والصفات العليا لرب العالمين ... فتقدم السلب على الاثبات .... كما تقدم عليه فى آية (الشورى) التي تعتبر قاعدة كلية فى الاسماء والصفات: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.11.
الوجه الثاني: التخلية متقدمة على التحلية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثالث: اطردت فى هذه الشريعة الغراء ... تقدم "سبحان الله "على "الحمد لله"فى الشعائر والاذكار .... فنقول"سبحان الله وبحمده"ونقول"سبحان الله والحمد لله"ونختم بخاتمة الصافات: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ {180} وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {182}
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 12:05 ص]ـ
هذه لمحات مقتبسة ...... من الدكتور محمود توفيق محمد سعد ...... (كتاب سبل الاستنباط ..... )
وضعها فى حاشية ...... وأولى لها ان ترتقي الى محل ارفع ...... ولما كانت ذات علاقة بالمطالع القرآنية ...... فقد نسختها لكم ...... :
ماالعلاقة بين سورة "النساء"
وسورة "الحج"
وسورة"المسد"
كل من سورة النساء وسورة الحج استفتح فيهما البيان بقوله تعالى:
"ياأيها الناس اتقوا ربكم" ولم ترد هذه الفاتحة في غير هاتين السورتين .....
وقد اعقبها فى سورة النساء حديث عن نعمة الايجاد الاول "الذي خلقكم من نفس واحدة"
وفى سورة الحج حديث عن الافناء الكلي "ان زلزلة الساعة شيء عظيم"
وسورة النساء رابعة فى النصف الاول من القرآن.
وسورة الحج رابعة فى النصف الثاني ..
وقدمت "النساء "لتقدم الايجاد وبناء المجتمع ..
وأخرت "الحج" بناء على الافناء الكلي والتجرد.
جعل اسم "النساء" اشارة الى اساس بناء الحياة القويمة هو صلة الارحام التي ينشؤها النساء.
وجعل اسم" الحج" اشارة الى ان الحج صورة من صور الحشر [يقصد المؤلف لباس الاحرام الذي يشبه الكفن ... والوقوف والازدحام .... والخروج من الاهل والمال .. ]
"النساء" رمز الدنيا والاشتغال بتعميرها.
"الحج" رمز التجرد عن الانشغال بالدنيا وأهلها.
"النساء"ترتيبا رابعة فى مفتتح التلاوة ....
"المسد"رابعة فى مختتم التلاوة ....
سورة"النساء " قائمة على التواصل والتراحم والحرص على صلة الارحام ...
سورة" المسد" قائمة على التقاطع وتبتير الارحام وليس أنكى من قطع رحم المصطفى صلى الله عليه وسلم. ... الذى حمل اوزاره عمه ابو لهب ... وكان فى ذلك إشارة الى أن المجتمع حين يتخلى عما دعت اليه سورة النساء تكون عقباه ما قررته سورة المسد لأبي لهب من التب وعدم اغناء المال والكسب واستحقاق سوء العذاب ...... انتهى كلام المؤلف بتصرف يسير ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 01:46 م]ـ
الأخ الكريم
قلت ((جاءت ذات التسبيح "الاسراء" متقدمة على ذات الحمد "الكهف" ... ولا ينبغى الا هذا الترتيب ... وذلك لوجوه:
الوجه الاول: التسبيح هو التنزيه .... والتنزيه نفى النقائص والعيوب عن الذات العلية ..
اما المدح فهو اثبات الكمالات والصفات العليا لرب العالمين ... فتقدم السلب على الاثبات)).
وعندي رغبة في أن أناقشك في أمرين
# هل هناك من استخدم قبلك المدح في حقه تعالى---أي هل يمكن القول "أمدح الله كثيرا"
# هل "تقدم السلب على الآيجاب " قاعدة مطردة لديكم ---أي بمعنى نفي النقائص عنه تعالى مقدم على إثبات الكمالات
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 10:21 م]ـ
الاخ الكريم ........
ما وجه اعتراضك على تعبير "مدح الله" .......
اعتراض لغوي ام شرعي؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 04:44 ص]ـ
صدقني
ليس اعتراضا---بل هو إستفسار
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 04:48 ص]ـ
قال البخاري:
4358 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال
: (لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شيء أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه). قلت سمعته من عبد الله؟ قال نعم قلت ورفعه؟ قال نعم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 05:06 ص]ـ
أشكرك
ومع ذلك هل تستسيغ القول-- (أمدح الله)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 10:54 ص]ـ
ماذا تعني بقولك "ومع ذلك"
هل تعنى أن نبينا عندما قال عن ربه - وهو أعلم الخلق بما يليق به- "مدح نفسه" كان فيه ما لا يستساغ ....
ـ[البصري]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 03:29 م]ـ
أخي جمال، لقد قطعت جهيرة قول كل خطيب.
فمالنا لا نستسيغ ما قد ورد في قول الذي لا ينطق عن الهوى؟!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 04:26 م]ـ
أن كان البخاري لا يملأ العين (أو العقل المزعوم) فهذا امام الأئمة ابن خزيمة:
- أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي و علي بن شعيب قالا حدثنا أبو أسامة حدثا عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في الفراش فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان فسمعته يقول: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي مدحك ولا ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
وهذا ما رواه ابن ابي الدنيا القرشي:
حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة حدثني خالد بن محدوج أبو روح سمعت أنس بن مالك يقول: ان داود نبي الله ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة الى جانبه فقال يا داود افهم إلى ما تصوته الضفدع فانصت فإذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود فقال له الملك كيف ترى يا داود أفهمت ما قالت قال نعم قال فماذا قالت قال سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب قال داود والذي جعلني نبيه أني لم أمدحه بهذا ....
لا أدري ما صحة سند رواية ابن ابي الدنيا ..... لكن على افتراض ضعفها ... فهي تشير الى ان "مدح الله" تعبير مقبول فى زمنه ....
وقطعا لكل شغب فالمعول عليه حديث الصحيح وحديث صحيح ابن خزيمة ....
ومن لم يستسغ ذوقه أو عقله ما استساغه نبينا صلى الله عليه وسلم فسحقا ....... سحقا ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البصري]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 06:12 م]ـ
لا نظن إلا خيرًا ... ولا يملك مسلم رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا رسولا، إلا أن يقول سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير.
وما دام أفصح من نطق بالضاد، وأعلم الناس بربه، وأتقاهم له وأخشاهم قد عبر بهذا التعبير، فلنا أن نرفع به الصوت، ولا نبالي بعقل استساغ أو آخر لم يستسغ.
وقدر إخواننا على العين والرأس، لكن كلام حبيبنا وقرة أعيننا وإمامنا وقائدنا ومعلمنا أحق أن يتبع، وربنا قد أدبنا فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 06:49 م]ـ
لا أعرف لم أجد صعوبة بالغة في التواصل معكما----وبجرة قلم تستشيطان غضبا ---ما هذه اللهجة؟
فلم يكفر من قال أنا لا أستسيغ قولا ما----
ثم ألم تسمعا بالمدح والمادحين بحيث صار للكلمة مدلولا سيئا
؟ ---
وكون الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم كلمة لا يعني فرضية أن أستخدمها---إنما يعني إباحة الإستخدام--هذا مع تحفظ شديد على استشهاد بحديث مرفوع أو استشهاد بأحاديث منتقدة
وسواء قبلتما أو رفضتما فأنا أحمد الله أنني من المسلمين
ـ[الكوفي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 07:35 م]ـ
سبحان الله .... أنا لم أفهم أن أحدا كفرك أو أشار إلى ذلك حتى إشارة أو أوجب عليك أن تقول هذه الكلمة (مدح الله) حتى تستشيط غضبا وتقول هذا الكلام ...
الذي فهمته ولا أظن الجميع فهموا غيره أن الأخ أبا المعز قال لك إنه لا شيء في استخدام هذه الكلمة ولم يوجب عليك استخدامها ..
والقضية في الأصل أنك أنت الذي لم تستسغ قولها فاستدل على أنه سائغ (انتبه، لم يقل واجب، وإنما الاستدلال على أنه سائغ، يعني جائز كما ذكرت .. )
وأنا أرى أن الأخ البصري كان لطيفا حين قال ((لا نظن إلا خيرا)) وحين قال ((وقدر إخواننا على العين والرأس)) فهو لم يكفر ولم يفسق ولم يبدع ... وإنما أظهر رأيه أن الكلمة سائغة وأظهر الظن الطيب ودعاك بالأخوة وجعل قدرك على العين والرأس فهل هذا تكفير؟ ..
وقولك ((فلم يكفر من قال أنا لا أستسيغ قولا ما)) ثقتي فيك أنك لا تراه على إطلاقه ... فمن لم يتسغ كلامًا عبر به رسول الله عليه الصلاة والسلام ففي رأيي القاصر أنه على خطر ... وانتبه أنا لم أكفر ... أنا أقول هو على خطر لينتبه لئلا ينزلق في رد ما لا يستسيغه من الأوامر بعد ذلك ثم تكون المصيبة .... لأن من رد من كلام رسول الله الصحيح الثابت شيئا فلا نختلف جميعا في أنه أتى مكفرا
والله عز وجل يقول ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصبهم عذاب أليم))
رجاء خاص أيها الأخ الكريم فسر لنا قولك ((هذا مع تحفظ شديد على استشهاد بحديث مرفوع أو استشهاد بأحاديث منتقدة)) سألتك الله إن كنت تريد الحق ألا تتهرب وأن تشرحه لنا حتى نفهم ما ذا تعني به؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 07:41 م]ـ
وماذا يعني هذا الكلام عندك
((ومن لم يستسغ ذوقه أو عقله ما استساغه نبينا صلى الله عليه وسلم فسحقا ....... سحقا ...... ))
ـ[الكوفي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 07:58 م]ـ
أجب سؤالي وأنا زعيم أن أجيب سؤالك ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 08:15 م]ـ
كما تشاء
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 09:17 م]ـ
أخي جمال .....
لقد قصدت نفسي ..... فأنت قلت هل أستسيغ ........ فكان جوابي سحقا لمن لا يستسيغ .....
لان مدار الاستساغة فى كلامي علي لا عليك ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 09:19 م]ـ
أشكرك على التوضيح--ويا مرحبا بالتعاون ولين الجانب لبعضنا بعضا
ـ[البصري]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 01:25 م]ـ
وددت لو أجبت عن السؤال الذي طرحه الكوفي؛ ففي الإجابة عنه تبرئة لجانبك، وفي تركه مثار لشكوك أنت في غنى عنها، فأضم لصوت الكوفي صوت البصري آملا منك الإجابة عن السؤال، ولك أجزل الشكر ووافر الدعاء بالتوفيق.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي أبو عبد المعز،
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد نبّهتنا – أثابك الله - إلى ما غفلنا عنه من جلال القرآن وعظمته في نظامه وترتيبه، وأوجه المناسبات بين سوره وآياته .. فجزاك الله عنا خيراً كثيراً ..
ولي بعض الإستفسارات والإشارات التي أودّ منك – وفّقك الله – أن تعلّق عليها:
أولاً:
لقد افترضت في عجائب القرآن (3) أن للقرآن الكريم أربعة أرباع: الأول: يبتديء بسورة البقرة وينتهي بسورة الأنعام، والثاني: يبتديء بسورة الأعراف وينتهي بسورة الكهف (منتصف القرآن)، والثالث: يبتديء بسورة مريم وينتهي بسورة فاطر، والرابع: يبتديء بسورة يس وينتهي بسورة الناس.
ثم بنيت على فرضيتك هذه ما أشرت إليه من ملاحظات .. ولكن ما افترضته لا يخلو من الإشكال، وذلك من وجوه:
أولاً: على ماذا اعتمدت حين جزأت القرآن إلى أربعة أرباع؟ هل على عدد السور؟ أم الآيات؟ أم الكلمات؟ أم الحروف؟ أم ماذا؟
ثانياً: ما السبب الذي دعاك أن تضع سورة البقرة في بداية الجزء الأول، فقفزت عن سورة الفاتحة وجعلتها خاتمة للكتاب بعد سورة الناس، مع أنها هي أم الكتاب؟
ثانياً:
أحصيت في عجائب القرآن (4) مجموعة السور التي ابتدئت بـ"التسبيح"، فرأيت أن هذه المادة قد استوعبت صيغها كلها في القرآن، حيث جاء في فاتحة سورة الإسراء المصدر "سبحان" لأن المصدر هو الأصل، ثم ثنى بالفعل الماضي "سبَّح" في فواتح الصف والحشر والحديد، ثم جاء بالفعل المضارع "يسبّح" في فاتحتي الجمعة والتغابن، ثم أنهى الصيغ بالأمر "سبِّح" في فاتحة سورة الأعلى.
ثم قرّرت بأن هذا الترتيب من دلائل الإعجاز على أساس أنه هو عينه في باب الإشتقاق من كتب اللغة ..
وهذا رأي فيه من الطرافة أكثر مما فيه من التعليل الدقيق. لأن اعتبار المصدر أنه أصل المشتقات هو رأي البصريين، أما الكوفيون فيرون أن الفعل هو الأصل (ينظر: الأنباري، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين، 1\ 129 - 137). وهذا يعني أنه رأي غير مجمع عليه، فكيف يصحّ أن نجعله من دلائل الإعجاز؟ لهذا كان طريفاً أكثر من كونه دقيقاً!
وبرأيي المتواضع يكون أقرب منه إلى المعقول أن نقول: إنه تعالى بدأ بالصيغة التي لا زمن لها ثم انتقل إلى صيغة الزمن الماضي، لأنه أسبق الزمانين، ثم صيغة المضارع، ثم ختم بصيغة الأمر التي تمثل - في مثل هذه الصيغة - زمناً دائماً.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 11:53 م]ـ
لم نسمع منك يا أخي أبا عبد المعز؟
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم
قفوا قليلا واذكروا الله ولا تزيدوا النار حطبا
وليكن الموضوع هو محور النقاش بعيدا عن شخصية المحاور.
أرى في منتدى البلاغة نهجا لا أحبه ولا أريد لمنتدى الفصيح أن يكون أرضا له
إذ لا فائدة من نقاش كله هجوم وازدراء للمحاور ولن نخرج بنتيجة ترجى منه.
وتذكروا جزاء من ترك المراء وإن كان محقا
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 03:09 م]ـ
أثابك الله أيها المؤسس الكريم، وجعل ما تخدم به لغة القرآن في هذا المنتدى في ميزان حسناتك.
لكن لا يخفى عليك ـ أخي الكريم ـ أن ما يحصل في هذا المنتدى أعني منتدى البلاغة من نقاشات حادة، وخروج عن حد الأدب في بعض الأحيان، ما هو إلا مصيبة، والله ـ عز وجل ـ يقول: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ "
وما كسبت أيدينا ـ أيها الحبيب ـ هو أن بعض مشرفينا، وقد يكون المؤسس ـ حفظه الله وسلمه ـ منهم سكتوا عن بعض النكت البلاغية التي يوردها بعض إخواننا الأعضاء، معتمدين فيها على آراء المعتزلة والأشاعرة والعقلانيين، ممن يخالف منهجهم منهج السلف، أهل السنة والجماعة.
فسكوت الإخوة المشرفين عن بيان الحق معصية، كان من آثارها هذه المصيبة، وهي أن غدا هذا المنتدى المبارك الطيب المحبوب في بعض الأحيان مرتعًا لنقاشات حادة وحروب كلامية متبادلة.
فالحل ـ أخي العزيز ـ هو أن يدلي المشرفون بدلوهم في بيان الحق، بما أوتوه من قوة في البيان والحجة، وبما اتصفوا به من صبر وتحمل وأدب جم ...
إما إن تركتم المجال لغيركم ـ أيها الكبار ـ فلا تستغربوا من الصغار إلا ما رأيتم.
ويعلم الله وحده ـ أخي الكريم ـ أني ما كتبت هذا الكلام إلا أني لا أريد لهذا المنتدى إلا الخير، أريده أن يكون بحق منبرًا للفصيح، ومدرسة لغوية يبرز فيها ما في القرآن من بلاغة، لكن، على مذهب أهل السنة والجماعة، لا أن يكون منبرًا لنشر مذاهب المعتزلة والأشاعرة والعقلانيين، وهو لم يرد له ذلك قطعًا يوم أن أنشئ .. والله من وراء القصد ..
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 07:53 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أبا محمد
أخي البصري
أنا لا أعارض ردك على من يعارضك ولكني أعترض على تجريح المحاور فهذا أساسا ممنوع وقد وافقت عليه حين طلبت التسجيل في هذا المنتدى والشرط أولى بالتنفيذ.
لا أريد لكم أن تتقاذفوا التهم و تتنابزوا بالألقاب وتخرجوا عن قضيتكم إلى نصرة أنفسكم بعيدا عن الحق.
لا أخفيك أني أحب ذبك عن دين الله ولكني لا أحب طريقتك إن كانت بهذا الأسلوب الهجومي.
لله در وهب بن منبه حيث قال: (دع المراء والجدل , فإنه لن يعجزك أحد رجلين: رجل هو أعلم منك, فكيف تعادي وتجادل من هو أعلم منك؟! ورجل أنت أعلم منه, فكيف تعادي وتجادل من أنت أعلم منه ولا يطيعك؟!).
وإني أؤكد على كلام أبي محمد حيث قال
لقد قلنا مرارا إن المنتدى على استعداد لحذف كل ما يخالف القرآن والسنة.
أخوكم المحب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 03:58 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ـ أخي القاسم ـ على ردك الذي كان ألطف بي من رد أخي أبي محمد، الذي يريد لي أن أكون لطيفًا وهو يقسو علي!!
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
ولا يقولن قائل: أين قسا عليك أبو محمد؟ ولكن ارجعوا للردود التي حصلت بيني وبين بعض الإخوة؛ لتعلموا من منا كان يخص بالرد عليه بأنه قاس وفظ وغليظ وأسلوبه غير مؤدب، ومن منا سكت عنه مع أنه قال مثل ما قلنا.
وأنا مذ مدة لم أتقاذف التهم مع أحد، وحقيقة أنا لا أرضى لنفسي هذا الشيء، لكن قد يلجئني إليه بعض الإخوان، حين يرى الدليل أمامه على تفسير كلمة ما واضحًا، ومع ذلك يجادل، ويتعلل بأن المسألة خلافية، وكأننا لا نعلم جميعًا أنه لا اعتداد بخلاف ليس له حظ من النظر، وأي حظ من النظر لمن يخالف دليلا هو أبين من الشمس في رابعة النهار،، ولو التمسنا لعلمائنا المتقدمين عذرًا، بأنه قد لا يكون هذا الدليل بلغهم، فلا عذر لمن يبلغ الدليل، ثم يركب رأسه ويكابر، وإن كان في كلامي هذا ما يسخط الله أو يخالف الحق فأخبروني وانصحوني، وأما أسلوبي فأسأل الله أن يجعله على ما يرضيه ـ سبحانه ـ
ومن أسخطه الحق، فما لنا فيه حيلة.
وأما أخي أبو محمد فلي معه وقفات أخوية لطيفة كما يريد إن شاء الله، لعلها تأتي قريبًا.
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 05:08 م]ـ
ليس في الأمر أي تحيز ومع ذلك فأنا أرى أنك الملوم على كل حال أتدري لماذا؟ لأنك أعلنت عن أنك تمثل الاستقامة والنموذج الصحيح الذي يمثل السلف رضوان الله عليهم فأنت مطالب بأكثر مما يطالب به مخالفك بكثير وهل التقاذف والغلظة في القول مع المخالف وإثارة النعرات من هدي السلف؟
أجزم أن هذا ليس من هديهم ولئن حصل شيء منه في حالة ضعف بشري فليس ذلك سنة من سننهم ولا شيئا يتمسك به في مجال الدعوة ...
كل ما نريده هنا هو الرفق بالآخرين والصبر عليهم حتى بيان الحجة عليهم فإذا لم لم يستجب أحد للحق رغم وضوحه وصار الأمر عنادا صريحا فاترك الأمر عند ذلك لصلاحيات المشرفين ولن يكون إلا ما يرضي الحق إن شاء الله ...
أما أني أعلنت أني أمثل السلف، فلا أظن أحدًا يوافقك عليه ـ أبا محمد ـ لكني أرجو (وانتبه لهذه الكلمة، فأنا أرجو ولا أزكي نفسي المقصرة) أرجو أن أكون على طريقهم وطريقتهم ... وأما أني الملوم وحدي، فهذا من التحيز ولو لم تقصده، على الأقل اجعل لمن أثارونا نصيبًا ـ يا أخي ـ من أنهم كانوا سببًا فيما حصل.
وأما إذا كان بيان ما نعتقد أنه هدي السلف إثارة للنعرات، فلعلها تثور ولا تهدأ إلا بظهور الحق، وأما الغلظة والتقاذف فقد انتهينا منها طاعة لله ورسوله، وانتصاحًا بنصيحتكم ـ جزاكم الله خيرًا ـ
ثم ما دام أن الضعف البشري قد طال السلف، فلماذا لا تجعل لي منه نصيبًا، وأنا لست من السلف، بل بيني وبينهم قرون طويلة، وفي زمن فتن كثيرة، فاحمل ما حصل مني على الضعف البشري.
وجزاكم الله خيرًا، ثم جزاكم خيرًا، ثم جزاكم خيرًا على ما تأمروننا به من الرفق فإنه لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، ولكن ارفقوا أنتم بنا إخوتنا.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 06:26 م]ـ
السلام عليك
أخي البصري أحسن الله إليك
لا أريد أن أزيد على فرحتي بمثل ردك رقم 28
ولو علمت عن أبي محمد ما أعلمه لكنت تجد قسوته من الحسن كالقمر
وهذه همسة لك أخي الصري
اعمل بقولي وإن قصرت في عملي --- ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري
جزاك الله خيرا(/)
فن المقابلة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:09 ص]ـ
:::
قال السكاكي في "مفتاح العلوم"
((المقابلة، وهي أن تجمع بين شيئين متوافقين أو أكثر وبين ضديهما. ثم إذا شرطت هنا شرطا شرطت هناك ضده كقوله عز وعلا" فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " لما جعل التيسير مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق جعل ضده، وهو التعسير مشتركا بين أضداد تلك، وهي المنع والاستغناء والتكذيب.))
ولقد عقد " الزركشي" في كتابه " البرهان في علوم القرآن " فصلا عن المقابلة
في المجلد الثالث صفحة458
وأرغب في مدارسة هذا الموضوع مع الزملاء ومقارنة أقواله بأقوال الخطيب أو غيره من العلماء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:53 م]ـ
الزركشي ذكر تعريفا مختلفا عن تعريف السكاكي
قال (وهي ذكر الشيء مع ما يوازيه في بعض صفاته ويخالفه في بعضها))
وفرق بين المقابلة والطباق بنقطتين
# الطباق لا يكون إلا بين ضدين غالبا---والمقابلة لأكثر من ذلك غالبا
# الطباق يكون بالاضداد فقط--والمقابلة تكون بالأضداد وغيرها
ويظهر لي أن السكاكي تناول في كلامه أحد أنواع المقابلة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:33 م]ـ
يقسم الزركشي المقابلة إلى ثلاثة أقسام
#نظيري----مثاله ((لا تأخذه سنة ولا نوم)) البقرة 255
# نقيضي---مثاله ((وتحسبهم أيقاظا وهم رقود)) الكهف 18
#خلافي --مثاله ((وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) الجن 10
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 09:00 م]ـ
ألآية ((وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) الجن 10
شرحها الزركشي شرحا لا يمكن أن يخطر على بال متوسطي الثقافة مثلي--
قال ((فقابل الشر بالرشد، وهما خلافيان، وضد الرشد الغي، وضد الشر الخير، والخير الذي يخرجه لفظ الشر ضمنا نظير الرشد قطعا، والغي الذي يخرجه لفظ الرشد ضمنا نظير الشر قطعا، فقدحصل من هذا الشكل أربعة ألفاظ:
نطقان وضمنان، فكان بهما رباعيان))
الشر ضد الخير---الغي ضد الرشد----الغي والشر ثنائي ---والخير والرشد ثنائي آخر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 07:24 ص]ـ
وناقش الزركشي قوله تعالى
((لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26))) الواقعة
قال (اللغو في الحيثية المنكرة والتأثيم في الحيثية الناكرة--واللغو منشأ المنكر ومبدأ درجاته--والتأثيم منشأ التكبر ومبدأ درجاته--فلا نكير إلا بعد منكر --ولا إعتقاد إنكار إلا بعد إعتقاد تأثيم--ومنشأ اللغو في أول طرف المكروهات وآخره في طرف المحظورات ومبدأ التأثيم))
وكأني به يربط بين اللغو والمنكر---وبين التأثيم والإنكار--ثم يقابل بين الثنائي (اللغو والمنكر) والثنائي (التأثيم والإنكار) ----وهو يشير إلى كون اللغو خط بدايته في باب المكروه ونهايته هي بداية الحرام المسبب للتأثيم
ويجدر أن نشير إلى
# القيل هو القول غير المعروف صاحبه والقال هو القول غير المذكور صاحبه
#" سلاما سلاما" هذا تكرير يعني به التتابع في قول سلام لا التأكيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 05:11 م]ـ
:::
قوله تعالى ((قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) 30 البقرة
ذكر فبها الزركشي ما يلي
((فقابل الإفساد بالتسبيح والحمد--وسفك الدماء بالتقديس--فالتسبيح بالحمد ينفي الفساد والتقديس ينفي سفك الدماء--والتسبيح شريعة الإصلاح والتقديس شريعة حقن الدماء--وشريعة التقديس أشرف من شريعة التسبيح
وهذا شكل مربع من أرضي وهو الإفساد وسفك الدماء--وسمائي وهو التسبيح والتقديس))(/)
سؤال حير المعلمات.
ـ[فادية]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:10 ص]ـ
أنا أفصح العرب بيد أني من قريش.
هنا تأكيد المدح بما يشبه الذم
ولكن هل هنا التأكيد على صفة الفصاحة عندما قال بيد أني من قريش؟ أو تأكيد على صفة أخرى؟ وما هي؟
أرجو شرح الجانب البلاغي في الحديث السابق.:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 12:29 م]ـ
قال الجوهري في الصحاح
((وبَيْدَ بمعنى غير. يقال: إنّه كثير المال، بَيْدَ أنّه بخيل.))
ونفس الكلام قاله إبن السكيت ((وبيد في معنى غير، يقال فلان كثير المال بيد أنه بخيل أي غير أنه بخيل))
وقال إبن منظور في لسان العرب ((وبيد: بمعنى غير، يقال: رجل كثير المال بيد أنه بخيل، معناه غير أنه بخيل، خكاه ابن السكيت، وقيل: هي بمعنى على، حكاه أبو عبيد. قال ابن سيده: والأول أعلى،
وأنشد الأموي للرجل يخاطب امرأة:
عمدا فعلت ذاك، بيد أني اخال ان هلكت، لم ترني
يقول على أني أخاف ذلك. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه مسلم، أنه قال: أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ونشأت في بني سعد، بيد: بمعنى غير. وفي حديث آخر: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأتيناه من بعدهم، قال الكسائي: قوله بيد معناه غير، وقيل: معناه على أنهم، وقد جاء في بعض الروايات بايد أنهم، قال ابن الأثير: ولم أره في اللغة بهذا المعنى. وقال بعضهم: انها بأيد أي بقوة، ومعناه نحن السابقون الى الجنة يوم القيامة بقوة أعطاناها الله وفضلنا بها،))
أقترح أن تتفهمن هذه النقول فإن نتج منكن رأي أخبرننا به---ومجال واسع للزملاء للتعامل مع ما نقلت فهما وتوجيها
ـ[تريمي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 04:04 م]ـ
هنا التشبيه يوحي بالتأكيد، وهوتأكيد المدح بما يشبه الذم. ومثاله كذلك قول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
ـ[تريمي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 04:05 م]ـ
إضافة إلى الموضوع السابق (والله أعلم)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 05:41 م]ـ
أنا أفصح العرب بيد أني من قريش.
قد لا يكون حديثا للرسول:=
الدرر السنية ( http://www.dorar.net/mhadith.asp)
ـ[المهندس]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 06:50 م]ـ
هذا الحديث جاءت الإشارة إليه في معاجم كلسان العرب وكتب الغريب كالنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير.
وقال الشيخ عبد الغني الدقر في "معجم القواعد العربية":
بَيْدَ: اسمٌ مُلازِمٌ للإضافَةِ إلى "أنَّ" وَصِلتها وله مَعْنَيَان:
(أحدُهما): - وهو الأكثر - أن يَأْتِي بمعنى "غَير" إلاَّ أنَّه [لا] يَقعُ مَرْفوعاً ولا مَجْرُوراً، بَلْ مَنْصُوباً، ولا يَقَعُ صفةً ولا استِثْنَاءً مُتَّصِلاً، وإنَّما يُسْتَثنى به في الانْقِطاع خَاصَّة، ومنه الحديث (نحنُ الآخِرُون السَّابِقُون يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهم أُوتُوا الكتابَ مِنْ قَبْلِنا). ومَثْلِها: مَيْدَ، قال ثَعْلَبُ: بَيْدَ، مَيْدَ، وغير بمعنْىً، وفَسَّره بعضهُم من أجلِ أني.
(الثَّاني) أن يكون بمعنى "مِنْ أجل" ومنهُ الحَدِيث (أَنَا أفْصحُ مَنْ نَطَقَ بالضَّاد بَيْدَ أَنَّي مِن قُرَيشٍ).
وقد قال عنه الإمام العجلوني في "كشف الخفاء":
أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش.
قال في اللآلئ معناه صحيح، ولكن لا أصل له كما قال ابن كثير وغيره من الحفاظ، وأورده أصحاب الغريب، ولا يعرف له إسناد، ورواه ابن سعد عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلا بلفظ أنا أعربكم أنا من قريش، ولساني لسان سعد بن بكر،
ورواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري بلفظ أنا أعرب العرب، ولدت في بني سعد، فأنىّ يأتيني اللحن؟
كذا نقله في مناهل الصفا بتخريج أحاديث الشفا للجلال السيوطي، ثم قال فيه والعجب من المحلى حيث ذكره في شرح جمع الجوامع من غير بيان حاله، وكذا من شيخ الإسلام زكريا حيث ذكره في شرح الجزرية، ومثله أنا أفصح العرب بَيد أني من قريش، أورده أصحاب الغرائب ولا يعلم من أخرجه ولا إسناده انتهى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:11 م]ـ
المهندس
لم أعرف أنك مهندس شعر ومهندس بلاغة ومهندس علم حديث بنفس الوقت:)
على أية حال حتى يكون معنى العبارة صحيحا ((أَنَا أفْصحُ مَنْ نَطَقَ بالضَّاد بَيْدَ أَنَّي مِن قُرَيشٍ)) ----يجب أن تفسر بيد بنفس معنى لأجل---أي أنه أفصح العرب لأنه من قريش---وهذا المعنى لم أجده في المعاجم---على هذا فصرف النظر عن قول لم يثيت كونه حديثا أولى من تطويع اللغة لتتلائم معه
ـ[فادية]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 12:54 م]ـ
أشكر الجميع على هذا التوضيح
ـ[المهندس]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 01:30 م]ـ
الأستاذ جمال
بل أنا أقل من ذلك، إنما هي كتب على جهازي، أبحث فيها عن ضالتي.(/)
جائزة أضمنها من الأستاذ الشبل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 06:40 م]ـ
السلام عليكم
أضمن جائزة من الأستاذ خالد الشبل لمن يفسر هذا البيت
----------------------------
((ولو انّ ما بي من جوى وصبابة --------------
على جمل لم يبق في النار خالد)
____________
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 06:54 م]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 06:58 م]ـ
أبا عبد المعز
لم لم تصبر على الزملاء
نعم هو ما قلت---ولكن ما رأيك بأن تحذف مشاركتك إنتظارا للقراء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:16 م]ـ
أشكر الأخ أبا عبد المعز على استجابته السريعة لطليي ---ولأنه كان الأول في معرفة الجواب فقد استحق الجائزة الأولى التي سيتفضل الأستاذ خالد بمنحه إياها
فلتختر له يا أستاذ خالد اللقب الذي تشاء كجائزة أولى
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:56 م]ـ
شكرًا للأستاذ الكريم جمال على ألغوزته، ولكن الإجابة ممحوّة:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:59 م]ـ
نعم
فقد أجاب الأستاذ أبو عبد المعز إجابة صحيحة---وطلبت منه محوها لإعطاء الفرصة لغيره فاستجاب---المهم أن تمنحه جائزتك:)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:12 م]ـ
هو الحقيقة الأستاذ الفاضل أبو عبد المعز يستحق هدايا، لا واحدة، وأنا من قوم يقولون:
ونكرمُ جارَنا ما دام فينا ** ونُتبِعه الكرامةَ حيثُ مالا
ولن تكون هذه أشدَّ مبالغة من بيتك:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:25 م]ـ
الأستاذ خالد
هل ترغب بدخول السباق؟؟
---
ـ[المهندس]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:37 م]ـ
ربما يقصد أن الجمل سيرقّ حتى يلج من سم الخياط
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:39 م]ـ
ثم ---أكمل أيها المهندس
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 09:03 م]ـ
هل ننتظر يوما آخرا؟؟
ـ[المهندس]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 09:11 م]ـ
أليس فيما أشرت إليه كفاية؟
يلمح إلى الآية الكريمة من سورة الأعراف:
"إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ" {الأعراف - 40}
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 09:17 م]ـ
ما تفضلت به نصف الجواب فاستعن بالله وأكمل متأملا بالآية الكريمة
ـ[المهندس]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 09:50 م]ـ
الأستاذ جمال
تعلم أن القول بفناء الجنة والنار هو قول الفرقة الضالة الجهمية
أما القول بديمومة الجنة وفناء النار بعد أحقاب طويلة وأبد طويل فهو أحد قولي أهل السنة، وتاريخ الخلاف في هذه المسألة يرجع لعصر الصحابة رضوان الله عليهم وحتى اليوم.
فالقائلون بفناء النار يقولون إن الجمل سيلج في سم الخياط حين يشاء الله أن يفني النار ويخرج منها أهلها.
والقائلون بعدم فنائها يعدون هذا تعبيرا عن الاستحالة مثل ما في الحديث:
"لاَ يَلِجُ النّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ الله حَتّى يَعُودَ الّلبَنُ في الضّرْعِ، وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبيلِ الله وَدُخَانُ جَهَنّمَ".
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 05:35 ص]ـ
طيب
هو قرب يا مهندس من الجواب لا ينكر
أما الجواب الصحيح----فإن الرجل من فرط وجده وهيامه بمحبوبته سيهزل إلى درجة كبيرة جدا---بحيث أن هذا الحب والهيام لو كان عند جمل لهزل ونحل جسمه إلى درجة أن يدخل الجمل في خرم الإبرة بالتالي يدخل كافة مخلدي النار إلى الجنة---لأن الله في الآية الكريمة علق دخولهم بمستحيل وهو دخول الجمل في خرم الإبرة---وطالما أن المستحيل قد حصل بتصويره لهزاله الذي لو كان على جمل لدخل في الخرم---فسيدخل مخلدوا النار إلى الجنة
هذا هو المعنى---ولقد وصل إليه أبو عبد المعز والأخ المهندس---أما المهندس فقد شاغب على حله موضوع الفناء وأتباع إبن تيمية رحمه الله ينكرون نسبة القول بفناء النار إليه ---وليس هذا موضوعنا
ويبقى لدينا سؤال
ما هي المخالفة التي وقع فيها الشاعر؟؟
ـ[المهندس]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 09:29 ص]ـ
أما أنا فلا أعد موضوع الفناء مشاغبا على حلي، بل أراه من صميم الحل، وأظن أن الشاعر يقول به، وقد رجحه ابن القيم رحمه الله، ويقول به الشيخ عبد الكريم الحميد حفظه الله، وله في ذلك كتابان لم أطلع عليهما، وأظن ابن تيمية رحمه الله يقول به أيضا، وكثيرا ما يخطئ الناس في فهم مذهبه ويلتبس عليهم الأمر حين يردّ أقوالا باطلة كقول الجهم بن صفوان، أو كالقول بسكون الجنة والنار المنسوب للهذيل بن العلاف المعتزلي.
وليتنا نرى النص الذي كتبه أستاذنا المبجل أبو عبد المعز ثم محاه.
وبعد استحقاقي لجائزة فهل لي اختيارها أم هي محددة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المهندس]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 11:16 ص]ـ
على أن هناك بعض الفرق في التصور بين ما ذكرتَه أنت من حل وبين قولي، فأنا لم أتصور أن الجمل سيهزل ويضمر حتى يصير كالخيط، ولكن تصورته سيرق ويلين ما بجسده من عظم ويابس بسبب الصبابة والجوى الذان يغيران الطبائع والنفوس ويرققان القلوب القاسية، وما يسببان من حمى تكاد تذيب العظام، فيلج على كِبَره بسبب ليونته.
مجرد خيال مني.
والحقيقة لا أرى مخالفة إلا إن كنت تستنكر القول بفناء النار، وهو عندي غير مستنكر،
"إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ" (هود - 107)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 02:07 م]ـ
أيها المهندس
الجائزة تقريظ ومدح من الأخ الأستاذ خالد--وإن مدحته ببيتين قد يحولها إلى مادية:)
ـ[المهندس]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 03:13 م]ـ
أراك قد احتطت لنفسك بحرف (قد) فأي معانيها تقصد؟
(1) التَّوقُّعُ، كقولنا: "قَدْ يَقدُمُ الغَائِبُ اليومَ"
(2) تَقرِيبُ الماضي من الحالِ، كقولنا: "قد أَقبَلَ الربيعُ" (وهذه مستبعدة من قصدك لاختصاصها بالفعل الماضي)
(3) التَّقليلُ، كقولنا: "قَدْ يَفر الشجاع"
(4) التَّكثِيرُ بمنزلة رُبَّما، كقوله تعالى: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَّماءِ" (الآية "144"من سورة البقرة)
(5) التَّحقِيق، نحو قولِه تَعالى: {قَدْ أفلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (الآية "9" من سورة الشمس) ومنه {قد يَعلَم ما أَنتُم علَيه} (الآية "64" من سورة النور)
أظنك تقصد المعنى الثالث، وقد أوردت المعاني لفائدة القراء.
وحتى أحصرك في ركن لا تستطيع منه فكاكا، فهاك البيتان:
يا مشرفا بالمنتدى القرآني = ما أنت شبل بل من الأُسدان
أَمِثالُكم يجزيه شعرُ مهندسٍ؟ = وجزاؤكم يُرجى من الرحمن
ـ[المهندس]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 03:22 م]ـ
أليست (قد) مما يوجب اقتران جواب الشرط بالفاء؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 03:36 م]ـ
ألأولى أن تقول
هل مثلكم يجزيه شعرُ مهندسٍ؟ فجزاؤكم يُرجى من الرحمن
ـ[المهندس]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 03:38 م]ـ
أحسنت، ولكن لا تحاول الفرار.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 04:43 م]ـ
أين أنت يا أستاذ خالد
لقد أمسك المهندس بي---ولن يفك أسري إلا إذا افتديتني---أو أضطر لأرسال هدية له من القدس مع أول معتمر إلى دياركم
وبالفعل يحمل أخلاق الشعراء فلا يترك إلا والعطاء في جيبه
ـ[البصري]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 06:08 م]ـ
لا أظن جمالك سيقتنص ذلك الشبل ـ أخي جمال ـ فدعك من المحاولات الفاشلة، واشتغل بما هو أهم، فشبلنا ليث هصور، قد عرف أن الزبية لا يقع فيها إلا الثعالب، فامض لسبيل رشدك ـ أيها الصياد الماهر، فما كل مرة يظفر القناص، ولعلك تبحث عن طريدة أخرى، أو تحاول في يوم آخر.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 06:17 م]ـ
ما أجمل هذه الإستراحة التي وحدت القلوب---ومع ذلك فمال البصري يميل ضدنا حتى في اقتناص جائزة لصفييه:)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 08:16 م]ـ
هذه تكفي جائزةً: وحدة القلوب.
بارك الله فيكم جميعًا، وجعل هذا المنتدى دوحة غنّاء، نقطف من يانع ثمرها.
شكرًا للأستاذ الماجد جمال، وشكرًا للأستاذ العبقري المهندس.
لكما مودتي.
ـ[البصري]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 10:11 م]ـ
أو هكذا تكتب (الإستراحة) مقطوعة الهمزة؟!
أما (فمال البصري) هذه، فهي (شربات) باردة زادت الاستراحة برودة ومودة، وآن لأبي حنيفة أن يمد في هذه الاستراحة قلمه ..
وكل يوم ازداد لك حبًّا ـ أخي الشرباتي ـ ولا أدري ما السبب؟
لكن لعله لأنك مشاكس (واحملها على أجمل معانيها، فنحن في خميلة جميلة)
وما زالت القلوب ـ وأبشر أخي جمال ـ موحدة ما لم تمل عليها بكاف الخطاب وضمائر المتكلم، التي تخرج منك في بعض حالات الغضب، لكنك معذور، فالغضب له أحكامه، ويبدو أننا أحيانًا نغضبك فعلا، لكن لا تلمنا، فإنك قد تتعدى الحدود، وأنت أخ لك علينا حق النصيحة، والنصيحة قد تكون مرة، لكن العاقل لا تهمه مرارتها بقدر ما يرجو فيها من التغيير إلى الأصلح ..
أما اقتناص الشبل، عفوًا ... الجائزة، فما أبعدها!!
وإذا قلت لك: إنه شبل فهو شبل، فما زلت أرى لك أن تبحث عن الثعالب، وأرجو ألا تغضب، فهذا رأيي، إن شئت فخذه، وإن شئت فاتركه، أما الشبل فدونه ما لا يخفاك.
ـ[الكاتب1]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 11:32 م]ـ
الأستاذ " جمال "
لاأظن المخالفةالتي وقع بها الشاعر، إلا في ضربه للمثل، حيث إنه من مظاهر
احترام أمثال القرآن وتقديسها حرمة تعديها، فيجب على المتحدث ألا يزيد فيها، أو يغير
منها فقد جعل الله سبحانه وتعالى ولوج الجمل في السم غاية لنفي دخولهم الجنة، وتلك
غاية لا توجد،. فلا يزال دخولهم الجنة منفيا، وهنا الشاعر قد وصف جسمه بالنحول بما
يناقض الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 04:02 م]ـ
أيها البصري
القلوب عند بعضها--ودمت لي أخا---ولا بأس في الإختلاف ما لم يكن مرادفا (ما نوع المجاز هنا:)) للإفتراق
ـ[البصري]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 06:05 م]ـ
المجاز في القرآن موضوع أشبعناه نقاشًا، وما زلنا على رأينا فيه، وأن ما يزعم أهل المجاز أنه مجاز، إنما هو طريق لنفي الصفات التي أثبتها الرب ـ جل وعلا ـ لنفسه، وسبيل لتحريف الكلمك عن مواضعه، ووسيلة للتنصل مما يريدون التنصل منه مما لا يوافق هواهم،، فلا خير فيه لمن أراد السلامة لعقيدته، والنجاة لنفسه، والفكاك لرقبته من النار ...
وأما المجاز من حيث هو، فنؤمن به ضربًا بلاغيًا، فأتحفنا بما صح منه في شعر أو نثر، نستفد ....
والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ...
وفي عرف من يحرفون الكلم عن مواضعه ـ أخي جمال ـ فلا بأس أن يكون الاختلاف مرادفًا للافتراق،، أما في المعنى الصحيح للترادف، فالخلاف لا يفسد للود قضية، وأظنك وافقتني أن الشبل شبل (وهذه حقيقة وليست مجازًا .. وتكرم عينك)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 06:29 م]ـ
يلاحظ ان مسألة علمية "جادة"كمسألة المجاز ... تحولت الى تمييع عند بعض الاعضاء .. فلا يكتبون شيئا الا وذكروا المجازفيه .... سواء كان مكتوبهم له صلة به ام لا ...
ارجو من المشرفين الكرام ... الانتباه الى هذا "التندر" ... المشوب بالاستهزاء ... بما له صلة بالقرآن الكريم .. وتحذير الاعضاء من التمادي فى أمر لا يليق بمنتدى محترم كهذا المنتدى ...
ومن كان له نقاش جدي فليفعل ....
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 12:33 م]ـ
عفوًا ـ أخي الكريم أبا عبد المعز ـ
فقد كان بعض إخواننا المشرفين هم أول من تندر بنا، إذ كنا نأمل منهم المشاركة الجادة في هذا الموضوع الجاد الحساس، لكنهم خذلونا، وكان نصيبنا منهم أن اتهمونا بالحدة والقسوة والشدة والغلظة.
وللحق ـ وهو أحق أن يتبع ـ فنعترف بأننا كنا في بعض نقاشاتنا كذلك، لكن ماذا نفعل إذا تلوعب بكلام الله؟!
ويا ليتهم إذ رؤوا حدتنا وشدتنا، استغلوا ما يتسمون به من رفق ولين، فناقشوا نقاشًا علميًا، لحماية كتاب الله من هؤلاء المتكلمين الجهلة، الذين يظهر أنهم إما مغرر بهم، أو لا يعرفون قدر كتاب الله، إذ يزعمون المجاز فما هو حقيقة أوضح من عين الشمس،، لكنها العقول إذا أعملت فيما لا قبل لها به، أو فيما تصغر عنه، أتت بالعجائب ..
وأما أنا فما أزال على ما كنت عليه من تنزيه كلام الله مما يسمى بالمجاز، والذي أعيد وأكرر ـ ولا أمل من ذلك ـ أنه طريق نفات الصفات عن رب الأرض والسماوات. فعليهم من الله ما يستحقون " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 06:20 م]ـ
الأستاذ الكريم البصري:
وهل مفهوم كلام الله، تعالى، وكلام نبيه - عليه الصلاة والسلام - يُعد تندّرًا؟ ألم يقل الحق، تبارك وتعالى: (ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك)؟
ألم يخبرنا النبي الرؤوف الرحيم بأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه؟
يعني إما أن نتحاور بقسوة وإلا فهو الخذلان والتندّر؟
مسألة المجاز مسألة خلافية، والقول به في اللغة قولُ الجمهور، وما وسع السلف الاختلاف فيه يسعُنا أيضًا.
لكما مودتي.
ـ[البصري]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 06:24 م]ـ
سد الله فاي وكسر أناملي إن كنت قاصدًا ما ظننت أني أقصده ـ أخي العزيز النبيل الكريم الشبل ـ فما ـ والله ـ لمتكم على طلبكم الرفق منا، وإنما كان قصدي أنكم لم تشاركوا ولو مرة واحدة بنقاش علمي تؤيدون فيه الحق، أو تبينون ما غمض على بعض الإخوان.
وأما مسألة المجاز في اللغة فلم ننكرها قط.
ما أردته ـ أحبابي ـ هو أن نكون أكثر احتياطًا عند القول بالمجاز في كتاب الله، فلا نطلقه عند كل ما تذهب عقولنا إلى كونه مجازًا، مع أنه لا يمنع من كونه حقيقة مانع ..
وأما قولك ـ أخي النبيل ـ: " يعني إما أن نتحاور بقسوة وإلا فهو الخذلان والتندّر؟ "
فما أظن أني طلبت منك التحاور بقسوة، بل لقد قلت في كلامي السابق: " ويا ليتهم إذ رؤوا حدتنا وشدتنا، استغلوا ما يتسمون به من رفق ولين، فناقشوا نقاشًا علميًا " وما زلت أدعو إلى هذا الكلام، وآمل منكم النقاش العلمي الهادئ الهادف؛ وحماية كتاب الله من الاستعجال والقول بالمجاز في كل ما لا تتسع عقولنا لحمله على الحقيقة، وأما أنا فإن كنتم ترون أسلوبي لا يناسب للنقاش بوضعه الحالي، فلعلكم تأمرونني بأن أكتفي بالمتابعة لكم يا من من الله عليكم بالرفق والأسلوب اللين، إلى أن يأذن الله لي بتغيير أسلوبي، فهذا خير لي من الردود التي لا أراني أفيد بها أو أستفيد منها.
وأقول تأييدًا للأستاذ أبي محمد: لا فض الله فاك ولا فاه.
لكن أذكركم أنكم مسؤولون عن كل من خالف أن تردوه إلى الحق،، بمعنى آخر: ليس من العدل أن تلومونا على القسوة والشدة ــ وإن كان هذا هو عين الحق ــ ثم تتركوا غيرنا دون أن تبينوا له بعض ما يزل فيه في حق كتاب الله، وفقكم الله لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 08:15 م]ـ
بورك فيك أيها الأستاذ الكريم، وأنا أقول: بل واصِل إمتاعنا بما منّ الله به عليك من علم وفكر، ولن نكون - إن شاء الله - أول من يتندّر بك، معاذ الله.
تقبل ودي القلبي.(/)
بناء الجملة العربية ونظرية النظم الجرجانية
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:48 م]ـ
الجملة العربية ونظرية النظم الجرجانية
المبحث الأول
بيان الصطلحات
أولاً: ا لرتبة
المقصود بالرتبة لغةً: "المكانة والمنزلة, يُقال: رَتَبَ الشيءُ أي ثَبَتَ فلم يتحرك, رَتَبَ رُتوبَ الكَعْب أي انتصب انتصابه, ورتَّبه تَرْتيباً: أثبته. وفي حديث لقمان بن عاد: رَتَبَ رُتوبَ الكعبِ, أي: انتصبَ كما ينتصِبُ الكعبُ إذا رَمَيْتَهُ, ومنه حديث ابن الزبير, رضي الله عنهما: كان يصلي في المسجد الحرام وأحجار المنجنيق تمُرُّ على أُذنه, وما يلتفت, كأنه كَعبٌ راتِب. والكعبُ: عقدةُ ما بين الأنبوبين من القصب والقنا, وقيل: هو أنبوب ما بين كل عُقدتين, وقيل: هو العظم الناشز عند ملتقى الساق بالقدم " ().
والمقصود بالرتبة اصطلاحاً: الموقع الأصلي الذي يجب أن تتخذه الوظيفة النحوية بالنسبة للوظائف الأخرى المرتبطة بها بعلاقة نحوية تركيبية, فهي (الرتبة) وصف لمواقع الكلمات في التركيب. ()
وسيرد استعمال لفظ (الرتبة) أيضاً, بالمعنى اللغوي, ليدل على المنزلة أو المكانة, والمعنيان (اللغوي والاصطلاحي) في هذه الدراسة متداخلان, فالتقدم في الرتبة يعني التقدم في المنزلة والموقع معاً, والتأخر في الرتبة يعني التأخر في المنزلة والموقع معاً كذلك.
ثانياً: الخاص
المقصود بالخاص في هذه الدراسةهو: القريب أو الأهم.
ثالثاً: العام
المقصود بالعام في هذه الدراسة هو: البعيدأو الأقل أهمية.
رابعاً: المبني عليه
المقصود بالمبني عليه في هذه الدراسة هو: الأساس الذي يتركب عليه الكلام (الطالب أو المحتاج).
خامسا: المبني
المقصود بالمبني في هذه الدراسة هو: الوظيفة النحوية في التركيب النحوي (المطلوب أو المحتاج إليه).
سادساً: الاحتياج
المقصود بالاحتياج في هذه الدراسة هو: الطلب أو العلاقة المعنوية.
المبحث الثاني:
أصل ترتيب الجملة العربية:
أولاً: أصل الجملة العربية
عقد سيبويه في كتابه باباً سماه " باب ما يكون فيه الاسم مبنياً على الفعل قُدِّم أو أُخِّر وما يكون فيه الفعل مبنياً على الاسم, فإذا بنيت الاسم عليه قلت ضَرَبْتُ زيداً. . . , وإذا بنيت الفعلَ على الاسم قلت: زيدٌ ضربته, فلزمته الهاء" ().
ومن هذا النص يتضح أن الجملة العربية في أصلها تنبني من المبني عليه والمبني, أو من بناء الاسم على الفعل أو من بناء الفعل على الاسم. والمقصود ببناء الاسم على الفعل " أنك جعلت الفعل عاملاً في الاسم كقولك ضرب زيدٌ عمراً, فزيدٌ وعمرو مبنيان على الفعل, وكذلك لو قلت: عمراً ضرب زيدٌ, لأن عمراً وإن كان مقدماً فالنية فيه التأخير" ().
والمقصود ببناء الفعل على الاسم " أنك لو جعلت الفعل وما يتصل به خبراً عن الاسم وجعلت الاسم مبتدأ كقولك زيدٌ ضربته, فزيد مبني عليه وضربته مبني على الاسم " ().
ومن الملاحظ أن عملية البناء الأولى قد نتج عنها جملة اسمية, وهي تتكون من المبني عليه المبتدأ ومن المبني الخبر, والمبني عليه (المبتدأ) هو الذي يحدد نوعية الجملة وبدايتها, أما عملية البناء الثانية فقد نتج عنها جملة فعلية, وهي تتكون من المبني عليه (الفعل) ومن المبني (الفاعل) , وقد يضاف إليه المفعول وذلك بحسب الحاجة, (وزيادة ونقصد بالزيادة. .. , ما يضاف إلى الجملة النواة من كلمات يعبرّ عنها النحاة بالفضلات أو التتمات ... , يُضاف إلى الجملة الأصل لتحقيق زيادة في المعنى, فكل زيادة في المبنى تعني زيادة في المعنى ... , ولا بد لكل كلمة تضاف إلى الجملة أن تسير في خط المبنى قبل أن تعطي معنى, فبعد أن تأخذ الكلمة موقعها من الجملة محققة سلامة البنية الشكلية في الجملة قياساً على ما جاء عن العرب, فإنها ترتبط من حيث المعنى بمركز الجملة () , والمبني عليه (الفعل) هو الذي يحدد نوعية الجملة وبدايتها. كما أن المفعول وإن تقدم على الفعل فإنه يبقى مبنيا لأن المبني عليه ما زال محتاجاً إليه, والمفعول مرتبط به معنوياً. ومن هنا فأستطيع القول أن " أصل الكلام جملتان فعل وفاعل أو مبتدأ وخبر " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رأيي أن الجملة العربية تنتج عن تبادل الرتبة بين الاسم والفعل, أو بين الأصل والفرع أو بين المبني عليه والمبني "وهاتان الجملتان التوليديتان هما الأساس لكل الجمل التحويلية (العدول) في العربية " (). وهذا هو رأي البصريين, أما الكوفيون فيرون أن الفاعل إذا تقدم على فعله ظل فاعلاً.
والذي أراه أن ما ذهب إليه البصريون هو الصواب, وبالإضافة إلى ما ذكره المبرد حول هذا الموضوع () وهو مشهور, وكذلك ابن السراج حيث يقول: فالفاعل لا يتقدم على فعله إلا على شرط الابتداء" () , ففي رأيي أن المتقدم هو المبتدأ, لأن الجملة العربية إما أن تبدأ بفعل أو مبتدأ, ولا تبدأ بالفاعل لأن رتبة الفاعل بعد الفعل, كما أن الفعل يتقدم على فاعله برتبة الطبع, وما تقدم بالطبع رتبته محفوظة. كما "أنه لا يتصور أن نحكم على كلمة بأنها فاعل قبل أن يسبقها فعل" (). وكذلك لا نحكم على كلمة بأنها مفعول إلاّ إذا سبقها فاعل. بالإضافة إلى أن الفاعل هو المطلوب من الفعل والفعل طالب له وليس العكس, والطالب يتقدم على المطلوب. كما أن الفاعل لا ينفصل عن فعله " ولا يجوز تقديم الفاعل على الفعل فإن لم يكن مظهراً بعده فهو مضمر فيه لا محالة" () , كذلك فإن الفعل يدل على معنى في الفاعل, والذي يدل على معنى في غيره رتبته محفوظة, كالفعل مع الفاعل والحروف وما تدخل عليه. أما بالنسبة للضمير الموجود في الخبر فما هو إلا الفاعل الحقيقي وليس عوضاً عن الاسم المتقدم, وإنما هو اقتصاد لغوي بدلاً من إعادة الاسم مرة ثانية, وقد وجد من العرب من يعيده كما هو فيقول: زيدٌ ضرب زيدٌ عمراً. كما قال تعالى: " القارعةُ ما القارعة " ولم يقل القارعة ما هي, بل أعاد اللفظ مرة ثانية. وسبب وجود هذا الضمير أنه يربط بين المبتدأ وخبره, وإلاّ انعدمت الصلة بينهما, حيث إن ما بعد المبتدأ بدون الضمير لا يشكل جملة الخبر, لأنها ستتكون من فعل + مفعول ولا يوجد فعل إلاّ بفاعل, ولا يوجد فاعل إلاّ بفعل, كما لا يوجد المفعول بدون الفاعل, ومن هنا فالفعل مع المفعول لا يشكلان جملة. كما أن وجود هذا, الضمير يعنى أن الفعل ليس محتاجاً للاسم المتقدم "فإنما يكون الطالبُ عاملاً في المطلوب إذا لم يستغن عنه في اللفظ وأما إذا استغنى عنه برفع ضميره أو نصبه أو بغير ذلك فلا يلزم أن يفعل فيه بل لا يصحُّ في مثل مسألتنا " (لأن) أصل العمل الطلب" () , ويظهر هذا من ملاحظة تقدم المفعول, حيث إن المفعول يتقدم ويبقى مطلوباً للفعل ولا يوجد ضمير ينوب عنه لهذا السبب, لأن موقعه ما زال شاغراً. وكذلك ماذا نقول عن المتقدم في الجمل التالية: "زيدٌ ضربه عمرو" و"يوم الجمعة صمتُه " فإذا كان رفع الفاعل والمبتدأ يثير الإشكالية, فأظن أن المفعول والظرف لا يرفعان, وهذا دلالة على أن المتقدم هو المبتدأ. أما بالنسبة لاتصال الضمير مع الفعل, فذلك لأن الفعل هو المحتاج للفاعل أو للمفعول أو للظرف وبينهما علاقة معنوية, والضمير الموجود في ضربه, رتبته محفوظة وجوباً, ففيه خروج عن الأصل حتى لا يثير اللبس بانفصاله وتأخره. وفي هذا يقول ابن مالك:
"وعُلْقَةٌ حاصِلةٌ بتابعٍ كَعُلْقةٍ بنفس الاسم الواقع
والعلقة عبارة عن الضمير العائد على الاسم السابق, وذلك أن الجملة التي بعد الاسم السابق لا بد أن يكون فيها ضميرٌ عائدٌ عليه, والأصل أن يكون هو المشتَغَلُ به عن الاسم السابق, والحاصل أنه لابدَّ من ضمير يربط الجملة الثانية بالاسم الأول, لأن الأصل في ذلك المبتدأ والخبر ودخل حكم الاشتغال عليه فلذلك لا يجوز أن تقول:"أزيداً رأيتُ عمراً ", لأنه لا يجوز: (زيدٌ رأيتُ عمراً) إلا مع ضمير عائد على الأول فذلك الضمير الرابط من حيث كان معلِّقاً للجملة الثانية بالأولى, وبه كان الاتصال والعلاقة, سمَّاه علقة من أجل ذلك وكأن العلقةَ اسم العلاقة الحاصلة بسبب الضمير, وهو الاتصال بين أول الكلام وآخره " (1) والأهم من هذا أن المبتدأ يتقدم على خبره بالمنزلة وكذلك الفعل يتقدم على فاعله بالمنزلة وكلاهما مبني عليه فإذن هما أَ صلان فنستطيع البداية بالفعل أو بالاسم ومن ثم تترتب المباني بعدهما بالأهمية وبحسب قوة العلاقة المعنوية, " ويمكن أن نطلق على كلٍ منهما بؤرة الجملة" (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء في القرآن الكريم: (وَكَأَيِّن مِنْ دابة لا تَحْمِلُ رْزِقَها, اللهُ يَرْزُقُها وَإياكُم وَهُوَ السَّميعُ العَليم) (العنكبوت6) كما قال تعالى: (واللهُ يدعو إلى دارِ السَّلام) (التوبة25) وقال تعالى: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) (الرعد8) وفي الآيات السابقة بني الفعل على الاسم, أو بني الخبر الفعلي على المبتدأ. كما قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ لَيقَوُلُنَّ خَلَقَهُنَّ العزيزُ الحكيمُ) (الزخرف9) وقال تعالى: (وقيلَ لِلَّذينَ اتَّقَوا ماذا أنزلَ ربُّكم قالوا خيراً) (النحل 30) وفي هاتين الآيتين بُني الاسم فيهما على الفعل, والتقدير في الثانية: أنزل خيراً. وقال تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللهُ قولَ التي تجادلكَ في زَوْجِها وتَشْتَكي إلى اللهِ واللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إنَّ اللهَ سميعٌ بصيرٌ) (المجادلة 1).
"وإذا قرأنا قوله تعالى (يريدُ اللهُ ليبينَ لكم ويهديكم سُنَنَ الذينَ مِنْ قَبْلكِم ويتوبَ عليكُم والله عليمٌ حكيمٌ * والله يريدُ أن يتوبَ عليكُم ويريدُ الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً) (النساء 26 - 28) ثم لاحظنا فعل الإرادة ولفظ الجلالة رأينا ترتيب ذلك كما يلي: يريد الله – والله يريد – يريد الله- فإذا بحثنا عن السبب وجدنا تقديم لفظ الجلالة في مورده الثاني إنما كان لوضعه موضع المقارنة مع الذين يتبعون الشهوات, أما في المرة الأولى والثالثة فالاهتمام معلق بالإرادة لا بالمقارنة " (1).
والتقديم والتأخير هنا نابع من الاختيار بين أصلين (2). وليس عدولاً من بنية عميقة إلى بنية سطحية, لأن كليهما أصل.
وهناك فرق في المعنى بين اختيار الجملة الاسمية أو الفعلية. فالفائدة المعنوية أو تغير المعنى ينبع من الاختيار كما ينبع من العدول, وهذا يجيز لنا السؤال: لم بُدئ بالاسم أو بالفعل؟ من ناحية معنوية وليس من ناحية نحوية, لأن ما جاء على أصله من ناحية نحوية لا يسأَل عن علته.
"والذي يبدو أن التقديم في العبارة الثانية جاء لسببين: - أولهما: كسر الوتيرة الواحدة في طريقة الترتيب. وثانيهما: الدلالة في العبارة الثانية على أن الله وحده يريد التوبة, على حين يريد الذين يتبعون الشهوات الميل العظيم, ويعزز هذه الدلالة ما نرى من المقابلة بين إرادة وإرادة.
ويعلل السيرافي عملية بناء الفعل على الاسم أو الاسم على الفعل فيقول:"وجملة الأمر أن الذي حكمه أن يكون مؤخراً, مبني على ما حكمه أن يكون مقدماً, عمل في اللفظ أو لم يعمل, إذا كان أحدهما يحتاج إلى الآخر. وقد ذهب سيبويه إلى أنك إذا قلت لو أن عندنا زيداً لأكرمناه أن التي بعد"لو"مبنية على"لو" وإن كانت غير عاملة فيها, لأن حكم "لو" أن تكون مقدمة على "أنًّ" ولا يستغني عنها " ().
فعلةّ وقوع الفعل والمبتدأ في موقع المبني عليه هي كونهما متقدمين في المعنى, وعلة كون الفاعل والخبر في موقع المبني هي كونهما متأخرين في المعنى, فالمتأخر يبنى على المتقدم إذا كان بينهما علاقة احتياج وعدم استغناء, والمحتاج أو الطالب يتقدم على المطلوب معنوياً بغض النظر عما إذا كان الطالب عاملاً في المطلوب أم لا, فالعلاقة بين الألفاظ علاقة معنوية بالدرجة الأولى قبل أن تكون علاقة عامل بمعمول.
والمباني تترتب بالرتبة (المنزلة) من الخاص إلى العام أصلاً ومن العام إلى الخاص عدولاً)
كماأن المبني عليه والمبني بينهما علاقة معنوية, وأن المبني عليه يحتاج إلى المبني, فيبني المتكلم الفاعل أو الخبر على الفعل أو المبتدأ فتحصل الفائدة, فالسابق يطلب اللاحق, واللاحق ينبني على السابق, كما يلاحظ أن الطلب أو الاحتياج يسير من اليمين إلى اليسار أما البناء فيسير من اليسار إلى اليمين
والمثال الذي ذكره السيرافي " لو أن زيداً عندنا لأكرمناه " يؤكد أن البناء عملية تشمل اللغة بكاملها, فالطالب يحتاج إلىالمطلوب, والمطلوب ينبني على الطالب لأن بينهما علاقة معنوية تقوم على الاحتياج ولا يستغني أحدهما عن الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يذكر سيبويه ذلك في باب من أبواب"إنَّ" فيقول: "وتقول"لولا أنه منطلق انطلقت", فـ" أنَّ "مبنية على"لولا"كما تُبنى عليها الأسماء, وتقول "لولا أنه ذاهب لكان خيراً له", فأنَّ مبنية على "لولا" () ويعلق السيرافي على ذلك فيقول:
يريد معقودة بـ "لولا" في المعنى الذي تقتضيه و"لولا" مقدمة عليه وليست عاملة فيه لأن الاسم بعد "لولا" يرتفع بالابتداء لا بـ"لولا", ولزومها للاسم بعدها بالمعنى الذي وضعت عليه كلزوم العامل للمعمول به فشبهت به, فَفتحِت (همزة) أنَّ ولم تُكسر لأنَّ إنَّ المكسورة إنما تدخل على مبتدأ مجرد لم يغيَّر معناه بحرف قبله, كما يقول السيرافي: لم يرد بقوله " فأنَّ مبنية على لو, أنها مبنية عليها بناء الشيء على ما يحدثُ فيه معنى ولم يغيَّر لفظه, فَفَتْحُ (همزة) "أن" بعد "لو" كفتحها بعد "لولا " () "وقد استعمل سيبوية لفظ البناء في الشيء الذي ليس بعاملٍ فيما يبنى عليه, كما قال: أنَّ مبنية على لولا, وإنما ذلك على جهة تقدمها وحاجة ما بعدها إليها" ().
فالألفاظ تترتب بحسب قوة العلاقة المعنوية القائمة بينها, أو أنها تتعلق كما يقول الجرجاني ويأخذ بعضها بحجز بعض وتتحد أجزاء الكلام, ويدخل بعضها في بعض ويشتد ارتباط ثانٍ منها بأول () , بسبب التناغم الدلالي القائم بينها والمبني على قوة العلاقة المعنوية, وفي المثال المذكور, أنَّ تتعلق معنوياً "بلو"وزيداً متعلق بأنَّ وعندنا تتعلق بأنَّ ولأكرمناه" مبنية على لو لأنها جواب الشرط.
وهكذا تتعلق الألفاظ أو المباني بعضها ببعض بحسب قوة العلاقة المعنوية القائمة على أساس الرتبة. " واللغة عند الجرجاني, وكذلك عند سيبويه والسيرافي, نظام لا يقوم إلاّ على ترابط الألفاظ كعناصر في هذا النظام وفقاً لدلالاتها, وتناسقها على الوجه الذي يقتضيه العقل, وتعلُّق بعض الكلم ببعض وبناء بعضه على بعض, لأن الاعتبار عنده بمعرفة مدلول العبارة لا العبارات نفسها" (). والأساس الذي تترتب عليه المباني هو الرتبة, مما يؤدي إلى وجود النظام اللغوي وخير دليل على قوة هذا النظام الرتبة المحفوظة, التي لا تتغير رغم العدول.
وقد جاءت نظرية النظم للجرجاني بعدما ابتعدت الدراسات النحوية عن الجذور وصارت فلسفية "وهي رؤية شمولية لموضوعات النحو العربي, لا بوصفه أبواباً وفصولاً, بل بوصفه نظاماً من العلاقات هو ذاته نظام العربية كلغة, كنص, كخطاب" () , " لأن النحو العربي كما نقرأه في مرجعه الأول "الكتاب", ليس مجرد قواعد لتعليم النطق السليم والكتابة الصحيحة باللغة العربية, بل هو أكثر من ذلك "قوانين للفكر داخل هذه اللغة, وبعبارة بعض النحاة القدماء "النحو منطق العربية" (). والذي يبدو لي أن نظرية النظم ما هي إلاّ امتداد للبناء لأنه " لا نظم في الكلم ولا ترتيب حتى يعلق بعضها ببعض, ويبنى بعضها على بعض وتجعل هذه بسبب من تلك, هذا ما لا يجهله عاقل ولا يخفي على أحد من الناس.
وإذا كان كذلك فبنا أن ننظر إلى التعليق فيها والبناء, وجعل الواحدة منها بسبب من صاحبتها ما معناه وما محصوله؟
وإذا نظرنا في ذلك علمنا أن لا محصول لها غير أن تعمد إلى اسم فتجعله فاعلاً لفعل أو مفعولاً, أو تعمد إلى اسمين فتجعل أحدهما خبراً عن الآخر, أو تتبع الاسم اسماً على أن يكون الثاني صفة للأول أو تأكيداً له أو بدلاً منه, أو تجيء باسم بعد كلامك على أن يكون صفة أو حالاً أو تمييزاً, أو تتوخى في كلام هو لإثبات معنى, أن يصير نفياً أو استفهاماً أو تمنياً, فتدخل عليه الحروف الموضوعةَ لذلك, أو تريد في فعلين أن تجعل أحدهما شرطاً في الآخر, فتجيء بهما بعد الحرف الموضوع لهذا المعنى, أو بعد اسم من الأسماء التي ضمَّنت معنى ذلك الحرف, وعلى هذا القياس, وإذا كان لا يكون في الكلم نظم ولا ترتيب إلاّ بأن يصنع بها هذا الصنيع ونحوه وكان ذلك كله مما لا يرجع منه إلى اللفظ شيء, ومما لا يتصور أن يكون فيه ومِنْ صفته, بان بذلك أن الأمر على ما قلناه من أن اللفظ تبع للمعنى في النظم وأن الكلم تترتب في النطق بسبب ترتب معانيها في النفس () وترتيبها يخضع لضابط الرتبة. فالنظم ما هو إلا تعليق الكلم بعضه ببعض, بحسب ترتيب المعاني في النفس الإنسانية, بل إن النظم ما هو إلا تنفيذ للقوانين النحوية وللمعاني النحوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
"واعلم أن ليس النظم إلاّ أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وأصوله. "فلست بواجدٍ شيئاً يرجع صوابه إن كان صواباً, وخطؤه إن كان خطأ, إلى النظم ويدخل تحت هذا الاسم, إلا وهو معنى من معاني النحو قد أصيب به موضعه, ووضع في حقه أو عومل بخلاف هذه المعاملة, فأزيل عن موضعه, واستعمل في غير ما ينبغي له. فلا ترى كلاماً قد وصف بصحة نظم أو فساده, أو وصف بمزية وفضل فيه, إلاّ وأنت تجد مرجع تلك الصحة وذلك الفساد وتلك المزية وذلك الفضل إلى معاني النحو وأحكامه " ()."إن عبدالقاهر الجرجاني يتحدث عن سلطة ليست وجوداً حسياً في العالم لكن وجودها لا يقل عن وجود قوانين الحركة في ذلك العالم إنها سلطة النحو وهكذا يربط عبد القاهر بين النحو والنظم باعتبار الأول السلطة التي تحدد صحة الثاني أو عدم صحته" () , أو بالأحرى أن نقول: إن الرتبة هي التي تحدد صحة النظم, أو ضعفه, أو فساده, لأن النظم يقوم على الرتبة, ولأن إصابة الموضع, أو عدم إصابته تحدده الرتبة أو قوة العلاقة المعنوية بين الألفاظ, التي تجعل الألفاظ تنسابُ بسلاسة.
ثانيا: أصل ترتيب الجملة العربية
حدد النحاة أصل ترتيب الجملة العربية بواسطة أصل الاستصحاب, وهو أصل من أصول النحو العربي, يقوم على ملاحظة الشواهد اللغوية وصولاً إلى التجريد, " وقد كان الاهتمام بالبنية الأساسية منطلقاً لتناول الظاهرة اللغوية فهي نموذج أو معيار يحاول الكلام الحي تنفيذه, والنموذج التجريدي أساس للنموذج الحي, ولذلك حاسبوا الكلام المنطوق بمقياس النموذج التجريدي " (). " لأنه من غير المعقول أن تتعدد النماذج بتعدد الجمل المتكررة المتعددة, فهذا ضرب من الفوضى التي لا ضابط لها, وإنما تُحصَّل اللغات وتدرك عن طريق النماذج الأساسية التي تحكم أَبنيتها الكثيرة المتنوعة المتكررة" (). " فإذا أمكن تحديد النظام اللغوي معياراً للغة التي هي مجال الدراسة فإن ظواهر الاستعمال اللغوي, أي ظواهر الأداء أو الكلام تقابل في هذه الحالة بمستويات النظام اللغوي المخزون في الذهن" ().
وعلى هذا فاللغة قانون تجريدي واستعمال, وقد يكون الاستعمال مطابقاً للنظام أو لا يكون, وهو ما يسمى العدول عن الأصل, وهذا شبيه بما يسمى باللغة والكلام, فاللغة قانون مخزون في ذهن الجماعة, والكلام هو النشاط اللغوي المحسوس إِما أن يطابق الأصل وإما أن يخرج عنه.
أولا: أصل ترتيب الجملة الفعلية: -
استقر تقسيم الجملة العربية عند جمهور النحاة إلى قسمين: الجملة الفعلية والجملة الاسمية, أما أصل ترتيب الجملة الفعلية فهو كما قال السيرافي: قال سيبويه: فإذا بنيت الاسم على الفعل قلت ضربتُ زيداً وهو الحد, كما كان الحد ضرب زيدٌ عمراً, يعني تأخير المفعول هو الأصل والوجه, ويعني أن الحد تأخير زيد مع الفاعل المكني وهو التاء, كما كان الحد تأخير المفعول مع الفاعل الظاهر" () فأصل ترتيب الجملة الفعلية هو أن يتقدم الفعل المبني عليه يليه الفاعل ثم المفعول, بغض النظر عما إذا كان الفاعل ظاهراً أو مضمراً.
وقد قال ابن مالك:
"والأصلُ في الفاعلِ أن يتَّصلا والأصلُ في المفعول أن يَنْفَصِلا
وقد يجاءُ بخلافِ الأصل وقد يجيءُ المفعولُ قبلَ الفِعْلِ" ()
كما أن الرضي يرتب الضمائر المتصلة بالفعل من المتكلم إلى المخاطب إلى الغائب فيقول: وضع المتكلم أولاً ثم المخاطب ثم الغائب" () أما ابن عقيل فيقول: ضمير المتكلم أخص من ضمير المخاطب وضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب" ().
فهذه الضمائر تترتب برتبة المعنى, والأقرب يتقدم على الأبعد, " فإذا جئت بالمتصل بعد الفعل فحق هذا الباب أن تبدأ بالأقرب قبل الأبعد وأعني بالأقرب المتكلم قبل المخاطب والمخاطب قبل الغائب" () كما قالت امرأةٌ للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني نسجتُ هذه بيدي لأكسُوَكهَا (). فالفعل أقرب إلى فاعله من المفعول به وأقرب من النفس منه إلى الغير, والفعل أخص بفاعله من المفعول, وهكذا تترتب الكلمات من الأخص إلى غير الأخص وذلك لأن الفعل صادر من الفاعل, فهناك علاقة معنوية وثيقة بين الفعل والفاعل وهي أشد من العلاقة بين الفعل والمفعول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعليل هذا الترتيب " أنك تريد أن تعمل الفعل وتجعله صدر الكلام في النيّة وتعمله في الاسم وتحمل الاسم عليه" () فعلة تقدم الفعل أنه متقدم في النفس, أو تقدم معناه في النفس, ولذلك تقدم الفعل في اللفظ وهذا الفعل العامل بحاجة إلى معمول يعمل فيه وهو الفاعل الذي صدر عنه الفعل, ثم بعد ذلك تُوصِل الفعل إلى المفعول الذي وقع الفعل عليه.
وقد اتصل الفعل بفاعله لأن الفعل لا بُدَّ له من فاعل ولكنه قد يستغني عن المفعول, فحاجة الفعل إلى فاعله أشد من حاجته إلى المفعول.
وبعد فالذي يبدو لي أن اللغة وجدت من أجل التفاهم والإفادة, والعربي يقدم في كلامه ما هو أهم, ومن هنا تقدم الفاعل على المفعول, لأن كثافة المعلومات التي يحملها الفاعل أهم مما يحمله المفعول, فاهتمام المتكلم والمخاطب بالفاعل أشد من اهتمامهما بالمفعول, لأن الفاعل يقدم لهما أكبر كمية من المعلومات المفيدة, ولذلك قال النحاة: إن الفاعل متى ما حذف تقدم المفعول, فهو يأتي في المرتبة الثانية بعد الفاعل في سد حاجة المخاطب من المعرفة, " وربما كان هذا الترابط بين الفعل والفاعل هو الذي دفع النحاة إلى القول بأنه لا بد لكل فعل من فاعل مذكور أو مقدر وهو الذي يدفع المحلل أو المعرب لأن يبحث عن فاعل لمجرد ذكر كلمة (فعل) , لأن الفعل بحاجة دائماً إلى فاعل ليتَّحِد معه ويلازمه ليستقيم معناه, والفاعل بحاجة إلى ما يُسندُ إليه"
وتترتب المفاعيل في الجملة الفعلية بناءً على رتبة الفعل (المبني عليه) (موقعه) حيث تتقدم المفاعيل نحوه بالرتبة (المنزلة) و ذلك بحسب قوة العلاقة المعنوية بين المبني عليه والمفعول, وهذا الموضوع وإن كان من الأمورالمختلف عليها بين النحاة إلاّ أنهم متفقون على أن المؤثر في عملية الترتيب هي رتبة (موقع) المبني عليه. وقد رتبها تمام حسان على النحو التالي:
" فعل + فاعل + مفعول به + مفعول معه + مفعول مطلق + ظرف زمان + مكان + مفعول له ضربت زيداً وطلوعَ الشمسِ ضرباً شديداً يومَ الجمعةِ في دارِهِ تأديباً له " ().
ولعل ترتيب الدكتور تمام حسان هو الأقرب إلى الصواب, فالفعل يتقدم بكونه المبني عليه الذي يتركب عليه الكلام, والفاعل يتقدم على المفعول لأنه لا بد للفعل من فاعل ولا يستغني عنه, فحاجة الفعل للفاعل أشد من حاجته للمفعول " كما أن الفعل حركة الفاعل والحركة لا تنفك عن محلها" (). فالفاعل أقرب إلى الفعل من غيره لأنه صادر عنه, كما أن الفاعل هو المخبر عنه وهو أولى من غيره بهذا الخبر, ولهذا عندما يذكر الفعل يتبادر إلى الأذهان أولاً معرفة الفاعل لأن الفعل مرتبط بفاعل يقوم به. كما أن كثافة المعلومات التي ينقلها لفظ الفاعل أكثر من غيره, فذكره مفيد للمخاطب. ودلالة الفعل عليه قوية جداً ولذلك تقدم على المفاعيل, وقد يكون الفعل بلا مفاعيل.
وتقديم المفعول به" لأن طلب الفعل الرافع للفاعل له أشد من طلبه لغيره, والفعل يحتاج إلى محل يقع فيه" ().
ولأنه متعلِّق بأحكام المرفوعات من جهة رفعه إذا ناب عن الفاعل, ومن جهة حصول الفائدة به كحصولها بالفاعل على الجملة, ومن أجل أن الفعل يقتضيه بمعناه كما يقتضي الفاعل" (). فإذا قلنا: ضرب زيدٌ فأول ما يتبادَرُ إلى ذهن المخاطب السؤال عن المفعول به فالفعل يصدر من الفاعل ثم يقع على المفعول. فالفعل بعد الفاعل يحتاج إلى المفعول ودلالته عليه قوية وذكره أهم وأكثر إفادة من غيره.
وتقديم المفعول معه, لأنه الفاعل أو المفعول من جهة المعنى, وفيه مراعاة لأصل الواو. فعندما نقول جاء زيد وطلوع الشمس. فطلوع الشمس فاعل من جهة المعنى وهو مصاحب لفعل المجيء يقول ابن هشام " لبعض المفاعيل الأصالة في التقديم على بعض إما بكونه مبتدأ في الأصل أو فاعلاً في المعنى أو مسرَّحاً لفظاً أوتقديراً والآخر مقيدٌ () لأن علقة ما لا يحتاج إلى واسطة أقوى من علقة ما يحتاج إليها" ().
وتأخيره للمصدر عن المفعول به عين الصواب, فصحيح أن الفعل له دلالة قوية على المصدر, إلاّ أنه يجب أن لا ننسى أن ذكره غير مفيد أو أن حاجة الفعل إليه ليست قوية فتأخيره أفضل من تقديمه "وذلك لأن ذكر الفعل مغنٍ عنه ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقديمه للمصدر على الظرف, لأن دلالة الفعل على المصدر أقوى من دلالته على الظرف, " ولأن الفعل ينصب المصدر وظرف الزمان وظرف المكان, ونصبه للمصدر أقوى من نصبه للظرفين. لأن الفعل إنما ينصبُ ظرف الزمان بالحمل على المصدر, وكان الأصل أن يتعدى إليه بحرف جر, وأما ظرف المكان فانتصب على ظرف الزمان, وكان الأصل أن يصل إليه الفعل بحرف جر, ونصب المكان في الرتبة الثالثة وكل ما هو في الدرجة الثالثة لا تجده إلا مخصوصاً" (). وتقديمه للظرف " لأنه لا بد للفعل من زمان ومكان يكون فيهما" () , ولأن الفعل إنما اختلفت أَبنيته للزمان, وهو مضارع له من أجل أن الزمن حركة الفلك, والفعل حركة الفاعلين" () , واحتياج الفعل إلى الزمان والمكان ضروري" () , "كما أن الدلالة على الزمان وقعت عليه من لفظ الفعل" ().وتقديمه للزمان على المكان "لأن دلالة الفعل على الزمان أقوى من دلالته على المكان ولذلك قد يحتاج الفعل إلى حرف جر يصل به إلى المكان ولكنه يصل إلى الزمان بدون حرف" ().
أما تأخيره للمفعول له " فلأن الفعل قد يكون بلا علة, فقد يكون فاعل الفعل ساهياً أو مجنوناً, فلا يقع فعله لسبب, فلا يكون للفعل إذ ذاك مفعول من أجله" () "ورب فعلٍ بلا علةٍ" () كما أن الفعل في الأصل يصل إليه بحرف جر لضعف العلاقة بينهما.
ويتضح من ترتيب المفاعيل أن المباني تتقدم بالرتبة (المنزلة) من الخاص إلى العام أو من القريب إلى البعيد.
وقد قال تعالى: " لقد صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرؤيا بالحقِ" (الفتح27) "فهنا جرى التعبير على الأصل ولم يقدم شيء على شيء" () حيث تقدم الفاعل فالمفعول الأول فالثاني فالجار والمجرور وذلك بسبب قوة العلاقة المعنوية, كما قال تعالى: " وَنَحْشُرُهُم يومَ القِيامَة على وجُوهِهِم عُميا وبُكما وصُما " (الاسراء 97) تقدم الفاعل على المفعول فالزمان فالمكان فالحال. " ولكنه (الفاعل) يرتبط بفعله حتى إنهما لَيُعَدان كالكلمة الواحدة, ثم ترتبط بقية كلمات الجملة بهما ارتباط الدوائر بالبؤرة " ().
" فكل كلمة ترتبط بالبؤرة فيها والتي هي الفعل بسبب وعلاقة معينة وبذا يتحقق النظم في الجملة" ().
فليس النظم سوى تعليق الكلم بعضها ببعض وجعل بعضها بسبب من بعض" (). " فلا نظم في الكلم ولا ترتيب حتى يعلق بعضها ببعض ويبنى بعضها على بعض وتجعل هذه بسبب من تلك" (). وتتم عملية التعليق بناءً على المنزلة, " واعلم أن مثل واضع الكلام مثل من يأخذ قطعة من الذهب أو الفضة فيذيب بعضها في بعض حتى تصير قطعة واحدة وذلك أَنك إذا قلت ضرب زيدٌ عمراً يوم الجمعة ضرباً شديداً تأديباً له, فإنك تحصل من مجموع هذه الكلم على مفهوم واحد لا عدة معانٍ كما يتوهمه الناس, وذلك لأنك لم تأتِ بهذه الكلم لتفيد أنفسَ معانيها وإنما جئت بها لتفيد وجوه التعليق التي بين الفعل الذي هو ضرب وبين ما عمل فيه والأحكام التي هي محصول التعلق وإذا كان الأمر كذلك فينبغي لنا أن ننظر في المفعولية من (عمرو) وكون يوم الجمعة زمانا للضرب وكون الضرب ضرباً شديداً وكون التأديب علة للضرب, أيتصور فيها أن تفرد عن المعنى الأول الذي هو أصل الفائدة, وهو إسناد الضرب إلى زيد وإثبات الضرب به له حتى يعُقل كون عمرو مفعولاً به وكون يوم الجمعة مفعولاً فيه وكون يوم الجمعة مصدراً, وكون التأديب مفعولاً له من غير أن يخطر ببالك كون زيد فاعلاً للضرب؟ وإذا نظرنا وجدنا ذلك لا يتُصور لأن عمراً مفعول لضرب وقع من زيد عليه ويوم الجمعة زمان لضرب وقع من زيد, وضرباً شديداً بيان الضرب كيف هو وما صفته, والتأديب علة له وبيان أنه كان الغرض منه, وإذا كان ذلك كذلك بان منه وثبت أن المفهوم من مجموع الكلم معنى واحد لا عدة معانٍ, وهو إثباتك زيداً فاعلاً ضرباً لعمرو في وقت كذا وعلى صفة كذا ولغرض كذا ولهذا المعنى نقول: إنه كلام واحد" ().
ثانيا: أصل ترتيب الجملة الاسمية: -
يقول السيرافي"قال سيبويه: فإذا بنيت الفعل على الاسم قلت: زيدٌ ضربته فلزمته الهاء, يعني أنك إذا جعلت زيداً هو الأول في الرتبة, فلا بد من أن ترفعه بالابتداء, فإذا رفعته بالابتداء فلا بد من أن يكون في الجملة التي بعده ضمير يعود إليه وتكون هذه الجملة مبينة على المبتدأ كأنك قلت زيد مضروب" ().
أصل ترتيب الجملة الاسمية
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتابع السيرافي كلامه مستخدماً أدوات العطف التي تدل على الترتيب وتفيد كيفية حدوث الجملة الاسمية خطوة خطوة " قال: فإنما قلت عبدالله فنبهته له ثم بنيت عليه فرفعته بالابتداء, يعني ابتدأت بعبد الله فنبهت المخاطب له فانتظر الخبر فأخبرت بالجملة التي بعده " (2).
"وهذا الذي قد ذكرتُ من أن تقديم ذكر المحدَّث عنه يفيد التنبيه له, قد ذكره صاحب الكتاب في المفعول إذا قُدِّمَ فَرُفع بالابتداء وبني الفعل الناصبُ لَهُ عليه, وعُدِّي إلى ضميره فشُغِلَ به كقولنا في " ضربتُ عبدالله ":
" عبدُ الله ضربُتهُ", فقال: وإنما قلت: عبدُ الله, فنبهتَهُ له ثم بنيت عليه الفعل, ورفعته بالابتداء.
وذلك من أجل أنه لا يؤتى بالاسم معرى من العوامل إلا لحديث قد نُويَ إسناده إليه, وجملة الأمر أن ليس إعلامك الشيء بغته غفلاً مثل إعلامك له بعد التنبيه عليه والتقدمة له, لأن ذلك يجري مجرى تكرير الإعلام في التأكيد والإحكام, ويشهد لما قلنا من أن تقديم المحدث عنه يقتضي تأكيد الخبر وتحقيقه له, أنا إذا تأملنا وجدنا هذا الضرب من الكلام يجيء فيما سبق فيه إنكار أو شك …., ويزيدك بياناً أنه إذا كان الفعل مما لا يشك فيه ولا ينكر بحال لم يكد يجيء على هذا الوجه ولكن يُؤتى به غير مبني على اسم" (1). فالجملة الاسمية تتكون بخطوتين الخطوة الأولى:
الابتداء بالمبتدأ لتنبيه المخاطب له والخطوة الثانية: الإخبار بما ينتظره المخاطب, وهذا يعني أيضاً أن المبتدأ معروف للمخاطب وإنما الذي يجهله هو الخبر فالمعرفة في المقدمة والمجهول في النهاية وهو محل الفائدة.
ويتابع السيرافي حديثه عن بناء الفعل على الاسم, ذاكراً شرط ذلك فيقول:
"قال وإنما حسن أن يبنى الفعل على الاسم حيث كان معملاً في ضميره, يعني أن ضربته إنما بني على زيد لأنه قد عمل في ضميره, ولولا ذلك لم يحسن ... (2). فشرط بناء الفعل على الاسم, أن ينشغل الفعل بضمير الاسم المتقدم, حتى يخرج من طلب الفعل له, فإذا لم ينشغل الفعل بالضمير وجب أن تنصب الاسم المتقدم لأن الجملة تكون عندها جملة فعلية وليست اسمية والفعل محتاج للمفعول به, ويجوز رفعه على ضعف وذلك على نية وجود الهاء, ويجوز نصبه وهو منشغل بالضمير وذلك على تقدير فعل سابق عليه محذوف يفسره الفعل المذكور بعده لأن المفسَّر والمفسر لا يجتمعان "ولا يتعدى الفعل إلى ضمير اسم وإلى ظاهره جميعاً. ولهذا وجب في "زيداً ضربته" تقدير عامل على الأصح" (3).
وكما تَرَتبت المباني في الجملة الفعلية بالرتبة (المنزلة) من الخاص إلى العام, فكذلك تترتب المباني في الجملة الاسمية.
وعلى هذا فالجملة الاسمية تترتب مبانيها بالرتبة من الأهم إلى الأقل أهمية ومن الخاص إلى العام وعلة هذا الترتيب أن المبتدأ هو المبني عليه ورتبه المبني عليه قبل رتبة المبني والمبتدأ هو المحتاج ورتبة المحتاج قبل رتبة المحتاج إليه أو المطلوب, بالإضافة إلى أن المبتدأ معرفة والخبر قد يكون نكرة فتقدمت المعرفة على النكرة " فلا يخبر عن مجهول والإخبار عما لا يعرف لا فائدة منه" (1) , وقد قال ابن مالك:
"والأصلُ في الأخبارِ أن تُؤَخَّرا وَجَوَّزُوا التقديمَ إذْ لا ضَرَرا " (2)
والرتبة بين هذه الاركان رتبة غير محفوظة ما عدا رتبة الفاعل مع الفعل فهي رتبة محفوظة " فالفاعل لا يتقدم على فعله إلا على شرط الابتداء "
"فإن وجد ما ظاهره أنه فاعل تقدم على فعله وجب تقدير الفاعل ضميراً مستتراً وكون المقدم مبتدأ في "نحو زيد قام", وإما فاعلاً محذوف الفعل في نحو " وإن أحد من المشركين استجارك" (3) (التوبة 6) لأن أداة الشرط مختصة بالجملة الفعلية, كما يرى جمهور النحاة.
وهذا ما يتأكد من حديث السيرافي عن التقديم والتأخير لعناصر الجملة الفعلية, يقول السيرافي: وإن قدمت الاسم فهو عربي جيد, كما كان ذلك عربياً جيداً, وذلك قولك زيداً ضربتُ, يعني "زيداً ضربت" بمنزلة زيداً ضرب عمرو ولا فرق بين الفاعل الظاهر والمكني " قال والعناية هنا في التقديم والتأخير سواء, مثله في ضرب زيدٌ عمراً, وضرب عمراً زيدٌ, يعني أن المكني والظاهر الفاعلين سواء في تقديم المفعول وتأخيره فإن كانت العناية بالمفعول فيهما أشد قدمت المفعول وإن كانت العناية بالفاعل أشد قدمت الفاعل" (4
فالفاعل والمفعول يتقدمان بالرتبة (المنزلة) أصلاً وعدولاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا فالرتبة بين عناصر الجملة الفعلية هي رتبة غير محفوظة, ما عدا الرتبة بين الفعل والفاعل فهي رتبة محفوظة, والمفعول يستطيع الحركة إلى يمين الفاعل أو إلى يمين الفعل والفاعل, وهذا المفعول يبقى محافظاً على وظيفته النحوية السابقة رغم تقدمه, لأن الفعل محتاجٌ إليه وهو مبني على الفعل على الرغم من تقدمه. أما الفاعل فرتبته ثابتة محفوظة.
"فإن وجد ما ظاهره أنه فاعل مقدم وجب تقدير الفاعل ضميراً مستتراً وكون المتقدم إما مبتدأ أو فاعلاً لفعل محذوف". وسبب وجود هذا الضمير, أن الفعل محتاجٌ للفاعل ولا ينفصل عنه, كما أن الاسم المتقدم هو المبتدأ والكلام مبني عليه, وهذا المبتدأ بحاجة إلى الخبر فإن لم تقدر ضميراً بعد الفعل, فإن ما بعده أي (ما بعد المبتدأ) لا يشكل جملة تكون خبراً عنه إلا بوجود الضمير العائد, كما أن الضمير إن لم يكن موجوداً فإن الصلة بين الاسم المتقدم (المبتدأ) وخبره ستكون معدومة, فالضمير رابط يربط بين المبتدأ وخبره, وذلك لأن الخبر ليس هو الأول في المعنى.
وسبب التقديم والتأخير هو العناية والاهتمام, وتقديم المفعول يكسبه أهمية عند المتكلم والمخاطب ولكنه لا يكتسب الأهمية من ناحيه نحوية فيظل مبنياً رغم تقدمه لأن الفعل محتاج إليه. والجملة الاسمية, كذلك, الرتبة بين أركانها في الأصل غير محفوظة. إلاّ أن الرتبة في الجملة العربية قد تكون واجبة الحفظ كما هي في الأصل وقد يحدث ما يدعو إلى الخروج عن أصل الرتبة جوازاً ووجوباً, والأصل والخروج عنه يتم وفق ضوابط معينة تتحكم في ترتيب الجملة العربية.
الجملة الشرطية: -
" وزاد الزمخشري وغيره الجملة الشرطية, وذلك نحو: بكرٌ إن تعطه يشكرْك " وهي عند الجمهور فعلية, وذلك لأن الجمل الشرطية تكون إما مصدرة بحرف شرط أو اسم شرط, واسم الشرط فضلة أو عمدة " (1). وفي رأيي أن جملة الشرط فيها خروج عن الأصل بالصدارة1) , وكون الجملة اسمية أو فعلية يعتمد على ما إذا كان اسم الشرط طالباً أو مطلوباً, فجملة مثل " أينما تذهبْ أذهبْ " جملة تترتب من العام إلى الخاص والأصل فيها أذهبُ أينما تذهبُ "
ولكن تقديم أينما بالصدارة أَدى إلى تقديم ما يرتبط بها معنوياً فصارت الجملة هكذا: أينما تذهبْ أذهبْ.
فهذه الجملة فعلية ومثلها " متى تسافرْ أسافرْ " وأصلها: أسافرُ متى تسافرُ. " وهذه كلها فضلات وهي مقدمة من تأخير مثل قولنا محمداً أكرمتُ " و (غداً أسافرُ) و (بينكما أجلس) فكما أنه لا عبرة بالفضلات المتقدمة هنا وأن العبرة بصدر الجملة فكذلك الأمر في الشرط فهذه كلها جملٌ فعلية" (2 وذلك لأن المبني عليه ما زال محتاجاً إلى الأسماء المتقدمة. " ثم ما الفرق بينها وبين أسماء الاستفهام؟ فلماذا يكون قولك (أيَّ رجل تكرم؟) جملة فعلية باعتبار أي مفعولاً به مقدماً ولا يكون (أيَّ رجل تكرمْ أكرمْ) جملة فعلية أيضاً مع أن إعراب (أي) في الحالتين واحد؟ (3)
أما إذا كان اسم الشرط طالباً وليس مطلوباً فالجملة عندها: اسمية, وهي كذلك ناتجة عن تدوير الرتبة, فجملة مثل " مَنْ يأْتِني أكرِمْهُ " أصلها: أكرمُ من يأتيني, ولكن تقدمت من بالصدارة وتبعها ما يرتبط بها فصارت مَن يأتني أُكرمْهُ وهي جملة اسمية لأن (من) مبتدأ وما بعدها هو الخبر " ثم إن هناك جملاًشبيهة بالشرطية نحو"الذي يأتيني فله الفضل" و "كل رجل يعنيني فأنا أَعنيه " وغيرها فهل تكون هذه الجمل جملاً خاصة أيضاً فلا تكون اسمية ولا فعلية؟ (4
أما المبدوءة بحرف الشرط فهي في نحو (إن زرتني أكرمتك) , جمل فعلية وفي نحو (لولا زيدٌ لغرق خالدٌ) اسمية جرياً على القاعدة العامة" (لأنه لا عبرة بالحرف على حد ما يقوله النحاة, ولكن لماذا لا تكون هذه الجمل خروجاً عن الأصل بالصدارة ولأن الأصل أن تتقدم الغاية على الوسيلة بالزمن كما يقول ابن القيم " اختلف الكوفيون والبصريون فيما إذا تقدم أداة الشرط جملة تصلح أن تكون جزاء ثم ذكر فعل الشرط ولم يُذكر له جزاء نحو" أقوم إن قُمت" فقال ابن السراج: الذي عندي أن الجواب محذوف يغني عنه الفعل المتقدم, قال: وإنما يستعمل هذا على وجهين: إما أن يضطر إليه شاعر, وإما أن يكون المتكلم به محققاً بغير شرط ولا نية فقال أجيئك ثم يبدو له أن لا يجيئه إلا بسبب فيقول إن جئتني فيشبه الاستثناء ويغني عن الجواب ما تقدم, وهذا قول
(يُتْبَعُ)
(/)
البصريين وخالفهم أهل الكوفة وقالوا:
المتقدم هو الجزاء والكلام مرتبط به, وقولهم في ذلك فهو من هذا الوجه رتبته التقديم طبعاً ولهذا كثيراً ما يجيء الشرط متأخراً عن المشروط لأن المشروط هو المقصود وهو الغاية والشرط وسيلة فتقديم المشروط هو تقديم الغايات على وسائلها ورتبتها التقديم ذهناً (زمنا) وإن تقدمت الوسيلة وجوداً, فكل منهما له التقدم بوجه وتقدم الغاية أقوى فإذا وقعت في مرتبتها فأي حاجة إلى أن نقدرها متأخرة وإذا انكشف الصواب فالصواب أن تدور معه حيثما دار" (1) وعلى هذا فالجملة الشرطية في الأصل جملة فعلية, وهي جملة مركبة تنتج من العدول عن الأصل والمباني بعدها تترتب كذلك من الخاص إلى العام.
ومن الأدلة على أن أصل الجملة الشرطية جملةٌ فعلية " قول الشاعر النمر بن تولب ():-
فإنَّ المنيَّةَ مَنْ يخشَها فسوفَ تُصادِفُهُ أَينما
يريد: أينما ذهب, وأينما كان" () أي تصادفهُ المنيةُ أينما ذهب ويمكن تحويلها إلى جملة شرطية فنقول:
أينما ذهب تصادفْهُ المنية, فصارت جملة شرطية, وكذلك مَنْ يخش المنيةَ تصادفْه, اسمية أصلها تصادف المنيةُ مَنْ يخشاها, فعلية وتتحول (مَن) إلى مبني عليه لأنها ليست مطلوبة لما بعدها. فتتحول من (مبني) إلى (مبني عليه) وتصبح طالبة بعد أن كانت مطلوبة, فبعد أن كانت مفعولاً به صارت مبتدأ والمباني تترتب بعدها من الخاص إلى العام.
بينما لا تتحول أينما إلى (مبني عليه) بل تبقى مبنية لأنها ما زالت مطلوبة للفعل بَعدها " وعلى هذا نحن نقول:
إن دَرَست فأنت ناجحٌ, أنت إن درستَ ناجحٌ, أنت ناجحٌ إن درستَ.
فالجملة الأولى مبنية على الشرط ابتداءً, والثانية مبنية على اليقين, والشرط معترض, (أو مبنية على اليقين المشروط) والثالثة مبنية على اليقين, حتى إذا مضى الكلام على اليقين أدركك الشرط فاستأنفته في الكلام, فالنجاح في الجملة الأخيرة آكد, لأن الإخبار مضىعلى اليقين أما الشرط فمتأخر, ثم الثانية لأن الشرط اعترض الخبر, ثم الأولى, لأن ا لكلام فيها مبني على الشرط ابتداءً" ().
الجملة الظرفية: -
كما زاد ابن هشام الجملة الظرفية وهي المصدرة بظرف أو بجار ومجرور نحو (أعندك زيدٌ) و"في الدار زيدٌ", إذا قدرت (زيداً) فاعلاً بالظرف والجار والمجرور لا بالاستقرار المحذوف ولا مبتدأ مخبراً عنه بهما" () وفي رأيي أن جملة كهذه هي عدول عن الأصل بالرتبة وهي تترتب من العام إلى الخاص هكذا
أعندك مستقرٌ زيدٌ
عام2 عام1 (مبني عليه)
والأصل أَزيد مستقرٌ عندك
وقد انتقل الظرف بالمنزلة ليتصل بهمزة الاستفهام ويتبعه ما هو أخص منه وهو الخبر المحذوف لدلالة الظرف عليه.
وكذلك في الدار جالس زيدٌ
عام2 عام1 مبني عليه (خاص)
والأصل فيها زيدٌ جالسٌ في الدار
مبتدأ (خاص) خبر ظرف
(مبني عليه) عام1 عام2
"والقول بالجملة الظرفية فيه نظر فيما يبدو لي, فإنه على ما ذهب إليه صاحب المغني, وهوأن الاسم المرفوع فاعلٌ بالظرف أو بالجار والمجرور في نحو (أعندك زيدٌ؟) ويبدو لي أن هذا القول فيه نظر ذلك أن"زيداً"مبتدأ مؤخر لا فاعل بدليل أنه يصح أن تدخل عليه النواسخ فنقول: (أإن عندك زيداً؟) ولو كان فاعلاً لم يصح دخول (إن) عليه ولا انتصابه.
وتقول: (أظننت عندك زيداً؟) ولو كان فاعلاً لم ينتصب, وتقول: أكان عندك زيدٌ؟) فزيد اسم كان لا فاعل, وإذا كان فاعلاً فأين اسم كان؟ وتقول: (أعندك كان زيدٌ؟) و (أعندي ظننتَ زيداً؟) فتدخل كان وظن عليه مباشرة, ومعلوم أنه لا يصح إدخالهما على الفاعل فبطل هذا القول " ().
الجملة الوصفية: -
كما أضاف تمام حسان () ومحمود نحلة () الجملة الوصفية, وهي التي يكون فيها المبني عليه وصفاً, وفي رأيي أن الوصف يعمل عمل الفعل, وإن كان الوصف يدل على حدث وموصوف فيما الفعل يدل على حدث وزمن () , فالفرق بينهما فرق في المعنى وليس في العمل والوظيفة.
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:56 م]ـ
هلا حررت لنا المشاركة بطريقة تريحنا في قرائتها لأجل الإستفادة من دررها
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 04:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم:
أرجو مشاهدة المشاركة في منتدى النحو والصرف إلى حين تعديلهاهنا وشكرا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 07:26 م]ـ
أخي
مشاركتك قيمة جدا---واسمح لي فأنا أرغب جدا في أن تعرضها علينا على حلقات تستدرج نقاشات---فشيخنا الجرجاني يستحق منا وقفات طويلة متأنية مع إنجازاته في هذا القسم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 07:37 م]ـ
ألأخ عزام
أشكل علي مقصودك في العبارة
((أما بالنسبة للضمير الموجود في الخبر فما هو إلا الفاعل الحقيقي وليس عوضاً عن الاسم المتقدم, وإنما هو اقتصاد لغوي بدلاً من إعادة الاسم مرة ثانية, وقد وجد من العرب من يعيده كما هو فيقول: زيدٌ ضرب زيدٌ عمراً. كما قال تعالى: " القارعةُ ما القارعة " ولم يقل القارعة ما هي, بل أعاد اللفظ مرة ثانية.))
أنتظر توضيحك فنتحاور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 09:53 م]ـ
أقول لك بصراحة أنني شعرت وكأن الآية أقحمت في البحث إقحاما فطلبت التوضيح
أقول لك لماذا لأن القارعة الأولى أتت مهولة مرعبة!!
واقتضى الأمر إعادة القارعة مرة أخرى بصيغة الإستفهام زيادة في التهويل والرعب--وذكر الضمير يخفف من مستوى ذلك الرعب فلم يذكر وأعيدت القارعة مرة أخرى
---كما في قوله (الحاقة ما الحاقة)
ويدل على هول الأمر استفسار الناس عنه (ما القارعة)
فتكرار القارعة يقرع الأذن قرعا مضفيا جوا مرعبا مقصودا يدفع الناس ليحسبوا ليوم القارعة ألف حساب
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 11:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك أخي الكريم جمال:
كلامك يؤيد ما ذهبت إليه، وذلك لأن المتكلم يختار من مخزونه اللغوي أولا، بحسب الأهمية، ثم يقوم بعملية التأليف، وتعليق الكلام بعضه ببعض، وبحسب الأهمية أيضا، وهاتان العمليتان تحدثان في الذهن بصورة سريعة.
فقد قال تعالى: القارعة ما القارعة
ولم يقل: القارعة ما هي
وذلك لأن إعادة ذكر القارعة، أشد هولا من الضمير، كما قلت، فالموقف يتطلب ذلك. فإذا كان الموقف لا يتطلب المعنى الأول، أو أن المعنى الأول غير مهم، فإنه يمكن الوصول إلى المعنى (وهو بالتأكيد يختلف عن المعنى الأول) وذلك بالتقليل من بذل الجهد العضلي عند الإنسان، خاصة ان المتكلم يحاول أن يبذل أقل جهد ممكن من أجل الوصول إلى أعلى قدر ممكن من المعنى.
كما أن العربي يقول: زيد ضرب (هو) عمرا
ويقول كذلك زيد ضرب زيد عمرا
فالثانية فيها تفخيم أكثر من الأولى، وذلك بسبب إعادة ذكر الاسم مرة ثانية، فإن كان التفخيم غير مقصود جئنا بالضمير بدلا من الاسم.
وهذا الضمير هو فاعل الفعل (ضرب) وليس الاسم المتقدم كما يرى الكوفيون، وقد يؤتى بالضمير أوبالاسم وذلك بحسب الأهمية، او بحسب المعنى المقصود. كما أن تعبير: اقتصاد لغوي لا يعني أن معنى اللفظين واحد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 06:31 م]ـ
سلمت يمناك أخي عزام
ـ[صالح حمودي]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 02:14 م]ـ
الموضوع رائع جدا
وكنت اتمنى لو توجد هوامش للموضوع
لأنني مدرس للغة العربية واحتاج للهوامش مع الشكر
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 06:27 م]ـ
أخي الكريم: صالح
البحث نفسه موجود في منتدى النحو والصرف مع الهوامش، مع الشكر
ـ[اوراق]ــــــــ[25 - 10 - 2010, 06:22 م]ـ
أخي الكريم: صالح
البحث نفسه موجود في منتدى النحو والصرف مع الهوامش، مع الشكر
هل بإمكانك ان تعطيني رابط الموضوع؟
وشكراً
ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[25 - 10 - 2010, 08:40 م]ـ
وقد جاءت نظرية النظم للجرجاني بعدما ابتعدت الدراسات النحوية عن الجذور وصارت فلسفية "وهي رؤية شمولية لموضوعات النحو العربي, لا بوصفه أبواباً وفصولاً, بل بوصفه نظاماً من العلاقات هو ذاته نظام العربية كلغة, كنص, كخطاب" () , " لأن النحو العربي كما نقرأه في مرجعه الأول "الكتاب", ليس مجرد قواعد لتعليم النطق السليم والكتابة الصحيحة باللغة العربية, بل هو أكثر من ذلك "قوانين للفكر داخل هذه اللغة, وبعبارة بعض النحاة القدماء "النحو منطق العربية" (). والذي يبدو لي أن نظرية النظم ما هي إلاّ امتداد للبناء لأنه " لا نظم في الكلم ولا ترتيب حتى يعلق بعضها ببعض, ويبنى بعضها على بعض وتجعل هذه بسبب من تلك, هذا ما لا يجهله عاقل ولا يخفي على أحد من الناس. شكرا لك على هذا المبحث القيم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[26 - 10 - 2010, 10:19 ص]ـ
السلام عليكم
شكرا جزيلا لك أخي الفاضل.:) 2(/)
من السارق ولماذا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 05:48 م]ـ
السلام عليكم
هما بيتان من الشعر---قائل أحدهما سرق الفكرة من الآخر
من السارق؟؟
# من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك الّلهج
# من راقب الناس مات هّما وفاز باللذات الجسور
وهذا باب من السرقات يسمى الإغارة
ـ[البصري]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 05:59 م]ـ
أهي (اللذات) أم (اللذة)؟
سؤال عروضي ... ثم انطلقوا وابحثوا عن السارق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 06:32 م]ـ
المصدر الذي أغرت عليه ذكر البيت وفيه ((اللذات))
فلو سمحت أيها البصري وضح لنا إستشكالك العروضي ---ثم فكر بمقارنة البيتين ما هو البيت المسروق
ـ[السوسني]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 08:05 م]ـ
المسروق منه: الأعمى بشار بن برد، صاحب البيت الأول.
السارق: سلم الخاسر، صاحب البيت الثاني.
والشطر الذي عند سَلْمٍ أخفُّ وأسلس من الذي قاله بشار، وللخبر قصة طريفة جدًّا.
وهذا يدخل في باب (الأشباه والنظائر) وهو من دقائق علم الشعر ونقده الأدبي، لكنه اليوم غائر لا تكاد تجده، وانظر كتاب الأشباه والنظائر للخالديين، ففيه مستراج لأهل الأدب، وفيه أفانين ومحاسن لا تدعها تفوتك إن كنت من الذَّواقة لكلام العرب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 08:20 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي
هلا قصصت علينا القصة؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 09:59 م]ـ
ملحوظتي اكتشفتها بتلحيني للبيت، لكني لم أقطعه عروضيًّا، وجرب ذلك بنفسك ـ أخي الشرباتي ـ وأنت الحكم، ولا أظن ذا سليقة عروضية صافية يخفى عليه أن (اللذات) ـ عروضيًّا ـ غير متسقة مع وزن البيت، وإنما (اللذة) هي المناسبة، والسلائق تختلف، وما تضيق عنه سليقتي قد تتسع له سليقتك، ولا نحجر واسعًا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 05:21 م]ـ
أوافقك
وأريد البيت كاملا بهذه الصورة
من راقب الناس مات هّما قد فاز باللّذة الجسور
ما رأيك
ـ[البصري]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 05:56 م]ـ
يأبى ذلك أهل الرواية، ويستضعفه أهل الدراية.
والواو تقوي صلة المعنى، وتأبى أن تكون " قد " حالة محلها، فيحدث في المعنى نوع انقطاع.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 06:13 م]ـ
أيها البصري
إنما أردت أن أخلّص البيت من الزحافة---وعلى كل فأهل الرواية نقلوا "اللذات"
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 01:47 م]ـ
أين نقلوا ذلك؟
وهل أمنت أن يكون خطأ مطبعيٍّا؟ أو تصحيف ناسخ؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 02:00 م]ـ
ممكن
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 02:20 م]ـ
أما أنا فأوقع لك بعشرة الأصابع أن فيك من الثعلب أملح صفاته، وهي حسن التخلص من المآزق.
فقاتلك الله، ما أملحك!!
وهكذا أنتم أهل الشام لا تخلون من الملاحة.
ولا تستغرب أني شبهتك في بعض صفاتك بالثعلب، واحملها على طريقة ابن الجهم حين مدح الخليفة قائلا:
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:33 م]ـ
أغرب طريقة كلام سمعتها في حياتي
عندنا يقولون---إضرب كف وعدّل طاقية
أيها البصري
أظن أخي علينا أن نعود إلى المناقشات الجادة--فهيا إلى مشاركة الرزق لنتحاور(/)
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 06:08 م]ـ
:::
قال تعالى ((وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)) 82 الواقعة
كيف يكون الرزق بالكذب---أوكيف يكون الرزق مجعولا بالكذب---أو هل ينكر الرحمن عليهم حصولهم على رزقهم بالكذب؟
أظن أن علينا أن نتحاور في هذه الآية الكريمة
فما هو رأي الأخوة المتنورين هنا؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 06:15 م]ـ
(المتنورون) هذه حقيقة أم مجاز؟!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 06:22 م]ـ
المتنورون نوعان
متنور حقيقي وهو من سلط عليه نور مصباح
ومتنور مجازي وهو من يحمل غير السقيم من الأفكار:)
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 01:44 م]ـ
هل تعني أن في هذا المنتدى أناسًا يحملون أفكارًا سقيمة؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 01:58 م]ـ
أيها الأخ البصري
أتمنى أن نركز على الآية---وأنا بانتظار تعقيبك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 03:57 م]ـ
طال انتظاري--ولا بد أن أوضح فكرتي---فإن قوله تعالى (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ))
معناه--أنتم عكستم الأمرفجعلتم مكان شكر الله على رزقه التكذيب برسالاته---أي أنكم بدل شكر الله على رزقه لكم كذبتم به
ذكر إبن كثير ((وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون قال بعضهم: يعني: وتجعلون رزقكم بمعنى شكركم أنكم تكذبون، أي: تكذبون بدل الشكر.
وقد روي عن علي، وابن عباس أنهما قرآها: "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون" كما سيأتي.
وقال ابن جرير: وقد ذكر عن الهيثم بن عدي: أن من لغة أزد شنوءة: ما رزق فلان بمعنى: ما شكر فلان.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتجعلون رزقكم، يقول: "شكركم أنكم تكذبون، تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، بنجم كذا وكذا".))
هل يا ترى تقتنعون أن الرزق هنا بمعنى الشكر؟؟
أنا أقتنع أكثر ب ((أنتم عكستم الأمرفجعلتم مكان شكر الله على رزقه التكذيب برسالاته---أي أنكم بدل شكر الله على رزقه لكم كذبتم به))
ولا يعني هذا نفي وجهة النظر الأخرى
ـ[البصري]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 06:10 ص]ـ
نحن مقتنعون بما قاله السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ فهم أفصح منا وأبلغ، وأتقى لله وأخوف، وأفقه لكلامه وأعرف.
ولا أدري هل يعتقد أحد أنه أفصح وأبلغ وأعرف وأعقل من علي وابن عباس والطبري وابن كثير.
وإذا أغفلنا رأي الطبري وابن كثير تنزلا، فماذا نفعل بقول علي وابن عباس، صحبا محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقرآ القرآن بين يديه، ونهلا من معينه الصافي.
وأما إذا كان حديث أحمد صحيحًا، فما لمتكلم حينئذٍ إلا أن يسد فاه، ويتقي الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 02:36 م]ـ
قال القرطبي (قال ابن عباس: تجعلون شكركم التكذيب.
وذكر الهيثم بن عدي: أن من لغة أزد شنوءة ما رزق فلان؟ أي ما شكره.
وإنما صلح أن يوضع اسم الرزق مكان شكره, لأن شكر الرزق يقتضي الزيادة فيه فيكون الشكر رزقا على هذا المعنى.
فقيل: "وتجعلون رزقكم" أي شكر رزقكم الذي لو وجد منكم لعاد رزقا لكم))
المعنيان يصلان إلى نفس النتيجة
فمن قال تجعلون شكركم التكذيب--فالشكر يكون على رزق وإنعام
ومن قال تستبدلون التكذيب بشكر الله على رزقه أصاب أيضا
ومناسبة الآية تؤيد ما قلنا إذ كانوا إذا مانزل المطر (الرزق) يقولون رزقنا بالأنواء كذبا وبهتانا فالله هو منزل المطر لا الانواء(/)
فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 05:21 م]ـ
:::
قوله تعالى
((فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ)) 150 ألأعراف
الشماتة هي إظهار الفرح بالبلية التي تصيب من بينك وبينه عداوة---وهي آية واضحة المعنى قيلت على لسان هارون
وليست هي هدفي--إنما هدفي هو آية ((رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ) البقرة 286
فهل الذي لا طاقة لنا به هو شماتة الأعداء؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 05:29 م]ـ
لو نظرنا إلى ماقبلها معها
قال تعالى ((وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ)) ---فهل يمكن أن يكون الإصر هو نفسه ما لا طاقة لنا به؟؟
بمعنى إخر هل يمكن أن تتكرر متتالية نفس الفكرة في تعبيرين قرآنيين؟؟
طبعا لا يمكن --فالإصر مختلف عما لا طاقة لنا به---
فما هو الإصر؟؟
قال الجوهري (أصَرَهُ يَأْصِرُهُ أصْراً: حَبَسه. والموضعُ مَأْصِرُ ومَأْصَرٌ، والجمع مَآصِرُ. الأموي: أصَرْتُ الشيءَ أصْراً: كسرته. الأصمعي: الآصِرَةُ: ما عطفك على رجلٍ من رحِمٍ أو قرابةٍ أو صِهْرٍ أو معروفٍ؛ والجمع الأَواصِرُ. يقال: ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَةٌ، أي ما تعطِفُني عليه قرابةٌ ولا مِنَّةٌ. والإصْرُ: العهدُ. والإصْرُ: الذنبُ والثِقَلُ.))
فالإصر إما أن يكون العهد---وإما أن يكون الذنب-- وإما أن يكون الثقل--وفي هذه المعاني جميعها معنى الحبس لحامل الذنب أو العهد أو الثقل
أما قول الزمخشري (وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} من العقوبات النازلة بمن قبلنا، طلبوا الإعفاء عن التكليفات الشاقة التي كلفها من قبلهم، ثم عما نزل عليهم من العقوبات على تفريطهم في المحافظة عليها. وقيل: المراد به الشاقّ الذي لا يكاد يستطاع من التكليف. وهذا تكرير لقوله: {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا}.))
فلم أشعر بالإرتياح لاعتباره جملة "وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ " من باب التكرير لجملة "وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا " ---إذ لا بد أنهما غير متكافئتين من حيث المعنى
هل من محاور؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 07:04 م]ـ
حسنا
لنكمل الحوار مع مجموعكم---
فالإصر هو الثقيل من التكاليف---أي لا تكلفنا يا ألله بما لا نستطيع حمله من تكاليف شرعية مظنة التقصير ---ولا تحمّلنا يا الله ما لا طاقة لنا به من العذاب في الدنيا إذا ما قصرنا---ولا تحملنا ما يؤدي إلى شماتة أعدائنا بنا إذا ما أصابنا بلاء أو عذاب منك لتقصيرنا في إداء حقك في دنيانا--
ركزوا في قولي ففيه ما فيه من أفكار تدفع إلى إمعان النظر والتدقيق
ـ[الكوفي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 12:15 م]ـ
خواطر إنسان فارغ.!!!!
ـ[الكوفي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 05:19 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد عمدة الفصيح بعد سلام الله عليك ورحمته وبركاته وأزكى وأشرف تحياته فإني أحمد الله الذي جعل لهذه اللغة الفصحى منتدى يرده كل محب لها فيجد ما يسد نهمته ويروي غلته
ثم أحمده ثانيا على أولئك النخبة ممن ينتقون أطيب الكلام كما ينتقى أطيب التمر
ولا أخفي مزيد شكري وفائق ثنائي على مؤسس هذا المنتدى وعمدته ومشرفيه وأعضائه الذين ما فتئوا يناقشون فيفيدون ويستفيدون.
وما ذكرته من أنه ليس من سياسة المنتدى الإساءة إلى الآخرين، فهو من أخيك على ناصيته إجلالا وإكراما
لكن ألا ترى معي أيها العزيز أنه يجب الانتباه للنقاط التالية وأخذها بعين الاعتبار:
1) ليس من سياسة المنتدى أيضا الإساءة إلى كلام الله جل وعلا بأن يفسر بآراء بعيدة عن الدليل واللغة والواقع، لا لشيء إلا لأن هذا هو ما هداني إليه عقلي، أو أنا لست مقتنعا بكذا وكذا
2) يوجد كلام في هذا المنتدى من بعض الأعضاء خارج عن حد الأدب مع كلام الله عز وجل ومع ذلك فلم تقل له أخي أبا محمد أو غيرك من كبار المشرفين أو حتى رئيس المنتدى ما قلته لأخيك الضعيف الكوفي حين غضب من كلام إنسان يريد أن يسود صفحات المنتدى بخواطر تجول في فكره لا يعتمد في كثير منها على دليل صريح أو نقل صحيح عن أئمة السلف
3) من العدل يا أخي أن كما اتهمتني بالإساءة إلى الأخ الشرباتي أن ترد عليه وتبين له خطأه فيما يلتقطه من هنا وهناك دون خطام ولا زمام من كلام المعتزلة والعقلانيين وأضرابهم.
4) لم أر لك ولا لمؤسس المنتدى ولا أحد من كبار المشرفين ما أشرت إليه من رد علمي على المخطئين في حق كتاب الله
فلا تلوموا في هذه الحال أحدا إذا خرج متحمسا غاضبا لأنه لا يملك الرد العلمي الكافي لكنه لن يسكت وهو يرى كتاب الله يتلاعب به
5) إذا كنت غضبت مني لإرضاء هذا الرجل أو خشية من غيره فأرجو أن تقرأ قوله سبحانه: ((والله ورسوله أحق أن يرضوه)) وقوله: ((فالله أحق أن تخشوه))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 07:16 م]ـ
السلام عليكم
بقيت نقطة تحتاج منا إلى إمعان نظر
فقوله تعالى ((وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ)) ---
فلم خص الأولى بالحمل (وَلاَ تَحْمِلْ) --وخص التالية بالتحمّيل (وَلاَ تُحَمِّلْنَا)
ولننتظر معكم جواب أهل البلاغة والفصاحة!
ـ[الكوفي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 08:41 م]ـ
أشكر لك أخي الكريم أبا محمد جميل ردك ولطيف عبارتك
واعتذر من كل ما يغضب الله أو يسيء إلى مسلم
قولك حفظك الله: ((لا أوافقك أبدا على أن كل من خالف ما أذهب إليه في فهم آية من كتاب الله يكون ممن يسيء لكلام الله)) كيف إذا كان هذا الذي ذهب إليه يخالف صريح كتاب الله أو صحيح قول محمد بن عبد الله؟؟
ربما كان لي قصد أخي أبا محمد فقصرت عبارتي عن التعبير عنه
قصدي أن بعض الناس تقول له الله وضح كلامه في هذه الآية في آية أخرى وبين ما في الموضع الفلاني في موضع آخر، أو تقول له إن الرسول فسر هذه الآية بكذا أو أحد الصحابة أو التابيعن أو المفسرين الموثوق في عقيدتهم فيقول لك عقلي لا يستوعب كذا أو لا يقبل كذا أو قال العالم اللغوي الفلاني، مع مخالفته لعلماء الكتاب والسنة ..
هذا ما قصدته أما ما يحتمل الرأي فليس رأي أحد فيه بأحسن من رأي آخر ..
قولك: ((وإن المسلم عندما يتحول من داعية إلى الحق إلى قاض يقضي على الناس ويصدر الأحكام القاطعة التي تدخل أو تخرج أناسا من دائرة الإسلام الفسيحة يقطع جسد الأمة قطعا لا يمكن وصلها ويعمل من حيث لا يشعر ما لا يحلم أعتى أعداء الأمة أن يفعلوه)) وهل نحن بهذه المنزلة حتى نخرج الناس من الدين؟
أنا ما أخرجت أحدا ولا أنكرت إلا شيئا مخصوصا فلا تعمم كلامي أخي العزيز أبا محمد والله ما أشرت إلى كفر أحد أو أخرجت أحدا من الملة وأعوذ بالله من الزيغ والضلال
ثم كوني أقول هذا منكر وهذا خطأ ليس معناه أني تحولت قاضيا
ولو أخذنا برأيك أخي أبا محمد لما أنكر أحد على أحد فانظر ماذا تقول
قولك: ((أليس من الواجب الشرعي على المسلم أن يبن الحق عندما يعلمه بالرفق واللين والموعظة الحسنة فكيف تقول (يفسر بآراء بعيدة عن الدليل واللغة والواقع)؟ أنت إذن تعرف الحق ولديك الصواب وعندك الدليل واللغة والواقع فلم استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير وكان جوابك (خواطر إنسان فارغ)؟!.)) تنبيه علي أن آخذ به وأقبل به نزولا عند الحق ..
قولك: ((إن من جاءك اليوم راغبا في محاورتك فنهرته ورددته يمكن أن يأوي إلى منتدى آخر بجوارك وما أكثر المنتديات التي تشرع أبوابها لأهل الطعن والعدوان وهناك لن يكون بمقدورك السيطرة على فكره ولا الحد من شبهاته.)) المنتديات التي أشرت إليها لا نأخذ عليها لأنها نذرت نفسها في الأصل لحرب كل ما يمت للإسلام بصلة أو لأنها على الأقل لا هدف سامي لها وإنما هي تلتقط من هنا وهناك
وأما كون أحد من الناس يخرج من منتداك إلى غيره لأنك لم تفسح له المجال ليفسد فهذا شرف لمنتداك
وأنت لم تفتح المنتدى لتجذب الناس فيكتبوا ما يروق لهم ويخطر على بالهم وإنما أردت منه أن يكون موئلا لدراسات موثقة تخدم كتاب الله ولغة الوحي الكريمة العظيمة
قولك: ((لا يفترض بنا في منتدى لعلوم اللغة العربية أن نعرف العقائد والتفسير واختلافات المذاهب ولم نلمك على حماسك وغضبك انتصارا لكتاب ربك ولكن اللوم يكون ضروريا إذا أخرجك الغضب عن الحق.)) إذا لم تعرفوا العقائد والتفسير واختلاف المذاهب فقد يكون من الأجدر بكم والأسلم أن تغلقوا منتدى البلاغة والإعجاز، أو تجعلوه مقصورا على البلاغة فيما يحتمل الذهاب في الكلام كل مذهب وهو الشعر والنثر وكلام العرب وتتركوا كتاب الله لمن يعرف التفسير والعقائد واختلافات المذاهب
فأنت إما أن تفتح منتدى تكون أهلا لمناقشة ما فيه ورد ما غير بصحيح وإما اتركه لمن يعلمه واقتصر على ما تعلمه
أسأل الله أن يهديني وجميع إخواني في هذا المنتدى إلى ما يرضيه عنا
وعفوا ثم عفوا ثم عفوا
أسأل الله أن يغفر لي ولك أخي أبا محمد ولكل من كتب يبتغي وجه الله وينصر كتابه وسنة رسوله وما يتعلق بهما.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 08:53 م]ـ
السلام عليكم
بقيت نقطة تحتاج منا إلى إمعان نظر
فقوله تعالى ((وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ)) ---
فلم خص الأولى بالحمل (وَلاَ تَحْمِلْ) --وخص التالية بالتحمّيل (وَلاَ تُحَمِّلْنَا)
ولننتظر معكم جواب أهل البلاغة والفصاحة!
[ line]
لم نتلق جوابا من ألأخوة --يظهر أن أمرا جللا يشغلهم عنا---أو أمرا ما يبعدهم عنا---ومع ذلك ننتظرهم فترة أخرى لغرض التحاور والتدبر في آيات الكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 10:08 م]ـ
تتبعت حوار الاخوين الفاضلين ... ابى محمد والكوفي -حفظهما الله- وراقني ما فيه من أدب جم ... لكن الذي اثار انتباهي أكثر هو أهمية القضايا التي تضمنتها اقوالهما .. والتي قد لا يستشعرها من يقر أ كلامهما على انه مجرد ردود وتعقيبات ... عادية .... مستهلكة.
وقداستخرجت من بين ثنايا الكلام سؤالين منهجيين جليلين .... :
هل يمكن للحق ان يتعدد؟
هل تطوى كل القضايا الجوهرية بدعوى اختلاف المسلمين فيها .. وهل يقبل مطلق الخلاف بين المسلمين؟
اما الجواب عن السؤال الاول ... فلا بد للمسلم ان يقول لا ..... فمن قال ان الحق يتعدد فقد ضل ضلالا بعيدا ... وهذا لا مصير له الا السفسطة ..... ودليل ذلك نقلي وعقلي:
النقلي قوله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (32) سورة يونس
اما العقلي .. فمن جوز تعدد الحق .... جوز تصحيح عقائد غير المسلمين وهذا كفر بلا ادنى ريب ...
ومن جوز تعدد الحق جوز للذي يكذب الرسول صلى الله عليه وسلم ان يكون محقا فى تكذيبه ... ولا شك فى كفر من فعل ذلك ... -وفى مسالة التبديع والتكفير لا مجاملة ولا مداهنة ... فمن ابتدع وصفناه بها على بصيرة ... وحذرنا الناس منه بحكمة ... ولا يقوم الدين الا على هذا الاساس ... -
إذن ليس كل قائل فى القرآن برأيه مصيب .... والقول بأن له الحق فى تفسير القرآن كما يشتهي .... مردود على قائله ... وطالما قيل لنا: هل انتم اوصياء على القرآن .. توجبون على الناس وتمنعون .... ؟
الجواب نعم ... انا وصي على القرآن ... وانت ايضا وصي عليه .... وكل مسلم وصي على كتاب ربه ... والا ما معنى النصيحة لله .... نقول لهذا الزاعم ... ما رأيك لو وجدت من يلقي المصحف فى المزابل .... هل تنكر عليه .. أم لا؟ ان لم تنكر عليه وانت تستطيع فلا ايمان عندك اصلا .. مصداقا لقول نبينا "وذلك اضعف الايمان" .... والآن كيف سترد على ذلك الشخص ان قال لك: هل انت وصي على القرآن ... انا حر فى القائه حيث شئت ...
فما كان جوابك عليه ... فهو جوابنا لك ...
اما المسالة الثانية ... فقد كانت سببا فى تمييع كثير من القضايا ... وعلى المرء ان يفهم جيدا فقه الخلاف ... فليس كل خلاف مقبول ... وقولك برأي مخالف لي فى تفسير القرآن ... لا يسوغه مجرد الاختلاف بل لا بد من دليل للطرفين ... وكلمات"اعتقد" و"أرى" و"أظن"ليس دليلا قطعا ...
لأن كل "أرى" معارضة ب"أرى" أخرى ... فإما ان يتعدد الحق وهذا باطل فى دين المسلمين ... وأما يستدل كل فريق بدليل صحيح غير" ارى" و"اعتقد" و"أظن." ... وإلا فهي الفوضى والسفسطة ....
هذا القائل برأيه المجرد فى القرآن .... ما يقول في تفسير القرامطة مثلا ... وتفسير غلاة الشيعة والصوفية .... هل يسوغ كل ذلك بدعوى لكل مسلم الحق ان يقول فى القرآن ما يشاء ... أم ينكر عليهم ... ان سوغ تفسيرهم .. وقع الهرج والفوضى وضاع الاسلام واحتار الناس ... والتبس الدين ... واختلط الحق بالباطل .... فاحتاج الناس الى نبي جديد ... بعد خاتم الرسل .. وهذا محال ....
واما ان ينكر على القرمطي وهذا عين ما نقول به ....
والسلام عليكم ورحمة الله ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 06:38 م]ـ
الاخ ابو محمد ...
"ما اراك الا ... ""لا بد .. "."ولكني أقول إن الطريق الوحيدة ... ""ثم ما هذا القياس الباطل " ..
"فما هكذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا هكذا كان سلف الأمة الذين يدعي الكل الاتصال بهم والسير على منهجهم "
هذا كلامك .... فمن اين أتيت بكل هذا الجزم ... والعجب انك فى مقام الاستدلال على وجوب التسامح مع الآخر ... فأسلوبك ينقض مقصدك ....
هب ان قياسي باطل ... وقياسك صحيح .... فكان ماذا؟ لأني اول المعترفين بعدم تعدد الحق .... لكن يبدو انك فهمت من كلامي ... انني انسب الحق الى نفسي ... او الى مذهبي ... وانسب الاخرين الى الضلال .... فهمك هذا باطل .... مع الاسف ... فقولى الحق لا يتعدد ... لا يفهم منه انني على الحق ... هذا الفهم ساقك الى ان تتهمنا اننا نتخذ ذلك الحق غير المتعدد "وسيلة إلى إقصاء كل من خالفك الرأي واستئصاله "سبحان الله من اقصينا وكيف اقصينا والامر كله عبارة عن كتابة فى منتديات ... ثم ما هذا الاستئصال الذى اقترفناه فى حق المخالفين .... ابالسيف ام بالقنابل ... ام بتكميم الافواه ... والعجب انك من تكلم عن التهويل ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ان كان هناك اقصاء ... فأنا المقصي ... لاني ما أثرت مسألة المجاز .. حتى ثارت حفيظة الناس ... فعمد بعضهم الى التندر ... فلا يكتب جملة الا وقال انتبه هنا مجاز .... وقلت انت انني خالفت جماهير المسلمين ... فكأنني المبتدع لانكار المجاز ... مع أنني اتبع ائمة عظاما اقتنعت برأيهم ... ولا ارى الاستئصال .... فما قلت احرقوا كتب المجاز .. ولا اقتلوا" الشرباتي" لانه يتوسع فى المجاز ... ولا اهول او اشنع فأنت نفسك استعملت "الاستئصال" وهذا هو معناه ... قلع الشيء من أصله لكي لا يبقى منه نابت ... ولست اسعى لفرض نظريتي عن المجاز ... ولك ولغيرك ان تناقش الامر كما تشاء ....
أما سياسة المنتدى فلا أرى وجها لحشرها هنا ... فلا دخل لى فيها أصلا ... فإن كنت أنت من مسيري هذا المنتدى ... فاجعله مفتوحا لمن تشاء ذلك شأنك .... وما اعترضت على شيء ابدا ... فما اقترحت تشطيب عضو ولا عقوبته ولا توقيفه ..... ولكن ارى من النصيحة للدين ان ابين كل ما اراه باطلا .... حسب المستطاع .. فإن كان هذا يثقل عليك ... تركنا الكلام فى المنتدى ..... وبحثنا عن منتدى آخر ..
وجاء فى كلامك امور .. اخرى غير مقبولة ... منها مسائل منهجية ومنها مسائل فقهية .... ومنه الاستدلال بما لا علاقة له بمحل النزاع اذكر منها:
وقد ضمن الشارع للجميع أجرا فالمجتهد له أجران إن أصاب وأجر إن أخطأ ....
أقول: لم يضمن الشارع للجميع بل للحاكم او المجتهد الي يستحق ان يسمى مجتهدا .. وشتان بين الامرين .... لكن الشارع توعد ايضا من قال برأيه فى القرآن: روى الترمذي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[اتقوا الحديث علي إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ] قال: هذا حديث غريب.
فزعمك ان الوعد للجميع منقوض بهذه الآثار المتوعدة ... والصواب اعمال الشرع فى كليته ... فنقول ... من اجتهد متقيا وعالما ... ومفرغا وسعه فله اجر ان اخطأ .... وان قال بظنه ورأيه مخالفا سبيل المؤمنين ... فله وزر سواء أأخطأ ام أصاب ... وهذا هو الحق الي لا ينتطح فيه عنزان ..
اما استشهادك بحديث الرجل الذي طلب ان يحرق .. فلم اجد له مناسبة .. ومعناه عند العلماء ... قبول العذر من الجاهل ..... فالجهل من موانع تكفير المعين ... اقول تكفير المعين ... ولكن على الاطلاق الجهل بالله كفر أكبر حتى عند مرجئة الاشاعرة .... ولا اظن كلامنا فى موانع التكفير ... ومقتضيات الايمان ... بل كلامنا فى اشهار بدعة المبتدع او التستر عليه .. وموقفى هو الاول ... لا بد من بيان خطإ من أخطأ .... ونصيحة المخطيء .... وتبيين الصواب له .... اما استعمال الحكمة فهذا مراد ومطلوب وما قلنا العكس ...
أما قولك:
وقد أفسح النبي صلى الله عليه وآله وسلم المجال للمنافقين وما يحملونه من أفكار هدّامة وتخذيل للمسلمين بأن يعيشوا في كنفه ولم يمسهم بسوء برغم علمه اليقين بهم وقد أطلعه الله على سرائرهم فمن هذا الذي يحق له أن يكونوا أشد غيرة على دين الله فيزعم أن استئصالهم خير للمسلمين؟
اقول سبحان الله ... الم تعلم ان الرسول قاتل المشركين ... وتبرأمنهم .... ومن اسمائه الضحاك القتال .. فهل يعقل ان يترك المنافقين يعيثون فسادا فى بلاد المسلمين وتحت نظر الرسول وصحابته ... ولا ادري ما تعني بالمنافقين ... وأرجو من الله تعالى صادقا الا تكون ممن يوسع دائرة النفاق .. ويضع فيها سادتنا وأئمتنا ...
اعلم يا ابا محمد ... ان المنافقين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر ... وما تركهم الرسول صلى الله عليه وسلم احياء الا سدا للذريعة .... ودرءا للشبهة ... اما لو اعلنوا كفرهم ... لأعدمهم ... تنفيذا لحكم الله فيهم ... وكانوا مقموعين متسترين ... ولا يعملون الا فى الخفاء ... وقولك" يعيشوا في كنفه "سبق قلم لا ريب .. وإلا فأنت تدري ما معنى "الكنف" ... وما معنى ان يعيش المنافق "فى كنف" الرسول .... وأرجو من الله تعالى صادقا مرة أخرى ... اكاد اشك ..
وعليكم السلام ورحمة الله ...
ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كان الشرباتي فارغا بتقييم الأخ الكوفي!،فكيف نقيّم من يروّعه الفراغ؟
كنت أتمنى لو نسب الفراغ إلى الخواطر لا إلى الشخص، تأسيا بمقولة حاتم الأصم: لاتنظر إلى من قال، ولكن انظر إلى ما قال0
أما قول الكوفي لأبي محمد: إذا كنت غضبت مني لإرضاء هذا الرجل أو خشية من غيره ...
أقول: هل في كلام أبي محمد ما يمكن أن يستشف منه ذلك من قريب أو بعيد؟
هذا ما قاله أبو محمد: ليس من سياسة المنتدى السماح بالإساءة للأعضاء المشاركين فيرجى الابتعاد عن ذلك ونرحب بكل رد علمي مؤصل0
لقد أخطأت يالكوفي في حق أخيك، وأخطأت في حق كل قارئ لهذه الكلمات التي كتبتها في هذا المنتدى، لأن الكاتب مطالب باحترام عقول وآراء القراء0
أما أنت يا أبا عبدالمعز، فالقول فيك صعب، وهذه الصعوبة إنما هي بسبب القدر الكبير الذي نكنه لك لمكانة علمك وعلو كعبك في بعض مسائل القرآن، أما مسألة أن تدخل وتتجاهل التجاوزات التي صدرت من الكوفي ولو بنصيحة عابرة، وتزيد على ذلك بأن تشعب الموضوع وتوسعه رغم علمك أن هذه الصفحة لموضوع خاص للأستاذ الشرباتي، فهذا والله من قلة الإنصاف، وأنا أعلم أنك لم تدخل إلا لأحد أمرين، أما لحملك على الشرباتي، أو معاونتك للكوفي0
ونحن لم ندخل المنتدى إلا من أجل تبادل المعلومة واكتساب المعرفة والتعرف على أهل العلم وطلابه، ولاتوجد قيود على النقد مهما بلغ، فمتى ما رأى أي عضو خطأ في مسألة أو نحوها، فلا بأس أن يقول: أخطأت يافلان بكذا وكذا، والصواب كذا وكذا، ثم تقام الحجة ويوضّح الدليل، أما اتهام الأشخاص والنيل منهم وتسفيه أقوالهم دون إقامة الدليل، فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البصري]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 08:21 م]ـ
إخوتي الكرماء الأعزاء، في رأيي القاصر أن الأخ الكوفي أخطأ ثم تراجع عن خطئه في أسلوبه اللاذع في نقد الأخ الشرباتي، ثم تحول النقاش إلى أناس آخرين هم إخوة أعزاء متحابون، وفي أشد الغنى عن التراشق بنبال الردود التي أخرجتنا عن الموضوع الأساس.
وأنا وإن كنت أرى الكوفي أخطأ في عبارته ونقده إلا أن معه شيئًا قليلا من الحق، حيث بدت عبارات أخينا الشرباتي في أول موضوعه كأنها خواطر متفرقة من هنا وهناك.
وأدعو الأخ أبا محمد والأخ أبا عبد المعز والأخ أبا سارة بدلا من التراشق والتراد أن يعودوا للموضوع قبل حكم أخينا الكوفي، وينظروا هل كان معه شيء من الحق؟ وليتناقشوا في صلب الموضوع ويفيدونا وسائر القراء، وجزى الله الجميع خيرًا على غيرتهم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 10:25 م]ـ
الاخ ابو محمد .......
من حيث اختيار المعتقد كونك شيعيا او سنيا .... لا يهمني .......... لكن يهمنى من حيث الحوارلنردعلى كل بحسب اصوله ........
وقد قلت انت نفسك ان المنتدى مفتوح لكل أحد .... قلت حسنا .... ليس فى ذلك بأس ... ولكن لا بد من معرفة المخاطب ... لا لاغراض بوليسية ولكن لاغراض تداول الخطاب ....
ثم كان ردك الذي لمحت فيه اشياء لا يقولها السني ....... مثل الشافعية علىالمفعولية والحنابلة علىالفاعلية ... والحديث على الاقصاء والمنافقين ... وهي مفردات أثيرة فى الخطاب الشيعي ..
فخطر ببالي أنك شيعي .. ؟ لكن لماذا اغضبك هذا؟ هل وصفك بالتشيع مسبة لك؟ وماذا لو قلت لك هل انت شيعي ... ثم اجبت بالسلب او الايجاب ..... ؟
دع عنك هذا وتأمل قولك: (ما أذكر أبدا أنني استعملت هذه الصيغة في الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعني بدون ذكر الصحابة في صيغة الصلاة على النبي قبل هذه المشاركة إلا في تشهد الصلاة وما ذكرتها هنا إلا عامدا لأنني لمحت لدى أبي عبد المعز ميلا للتفخيم والتضخيم لإحراق صورة الخصم والحيدة إلى ما يصرف الذهن عن محور القضية برغم أنه رمى الآخرين بالحيدة وأردت بيان فساد هذا المنهج وخطورته فلم يلبث أن استجاب لرغبتي دون تثبت ولا تروٍّ.)
هل اقول انتهى قولك ... ام انتهى الاخراج السينمائي ...... لكن السيناريو رديء حقا ....
المشهد الاول: لمحت لدى أبي عبد المعز ميلا للتفخيم والتضخيم لإحراق صورة الخصم ....
ذكاء نفاذ ... وحدس صحيح ... لكن كيف نوقعه فى الشبكة ..... وكيف نفضحه على الملأ ...
بعبارة اخرى كيف نحرقه قبل ان يحرقنا ......
ثم اهتدت (العبقرية) الفذة الى مايلي ..... فلأكتب الصلاة على النبي .... مجردة من الصلاة على الصحابة ..... ليتوهم الضحية ..... انني شيعي .... فإذا قال انت شيعي احترق صاحبنا ...
لهذا قلت كان السيناريو رديئا .... فأنا مستعد ان اقول لك انت شيعي او فيك تشيع .... إذا ظهر لى فى كلامك ما يدل على ذلك ..... دون الحاجة الى كل هذا الاخراج غير المحبوك .... (اعذرني اخي ابا محمد فلعلك اديب "سني"ناجح لكنك قطعا مخرج فاشل)
المشهد الثاني: ما دام الضحية يشك فى هويتي الدينية .... وهو الآن يترقب ان يقرأ ما بين السطور .... فلنسهل له الفخ .... فلنبدأ خطابنا ..... بذكر الله .... ولنكتب له بالاحمر النفاذ ..
الصلاة على النبي والآل ... ولعل الضحية على قدر من العلم ..... ويدري ان الشيعة يلعنون من يفصل النبي والآل بعلى ... فلا يكررونها ... فمن كررها كان من النواصب قطعا ... ويعلم ايضا وهذا بدهي ان الشيعة لا يصلون على الصحابة الا بقيد المنتجبين ... ولكي لا يكون هناك التباس فلنصرف النظر عن الصحابة كلهم منتجبين وغير منتجبين ....
المشهد الثالث:
الطعم .... نجح .... والعصفور وقع ... وهاهو ..... يرد على رسالتي .... ولسان حاله يقول ان كنت شيعيا فأنا سني ...... فيصلي على النبي ... وعلى الآل ..... والصحابة .... ولما نبهته من قبل بالاحمر ... أجاب هو بالاحمر ....
يا ايها المخرج ...... لم كل هذا العناء ...... أنا سني سلفي وهابي ... بكري عمري تيمي بازي ...
فإن كنت معنا فأهلا وسهلا .... وان كنت معهم .... فلست عليك بوكيل ...
المشهدالرابع ثم يعقبه اسدال الستار:
هذه المخاطبة السرية .... بيني وبين الضحية ..... لا يعلمها الاخوان ربما لعدم اكتراثهم .. او لأمر آخر .... فلأفجرها مدوية .... ليحترق الشخص المومى اليه .... فأصف ما وقع مشهدا مشهدا ...
ولم يدر الرجل ان من حفر حفرة لاخيه وقع فيها .... فأنا لما عرفت انه شيعي فقد احتفظت بذلك فى سري ...... وهو لما عرف انني عرفت انه شيعي فجرها فى الملأ ....
ثم لا يستحي ان يذكر .... انه استدرجني ..... والتقطت الحب بدون ترو استمع اليه قائلا: فلم يلبث أن استجاب لرغبتي دون تثبت ولا تروٍّ .....
يارجل ... ان كان عندك قوة حجة فهاتها .... ودع عنك هذه الالاعيب ... فهي لا تدل على ضعف موقفي بقدر ما تدل على ضعف من يستجير بالحيلة .... اتحقيق غرض .... قد يصل اليه بموافقتى وبكامل وعيي ..... لا بما يعتقده تنويما مغناطيسيا .....
ستار(/)
طلب مساعدة بلاغية
ـ[الطائي]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 08:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة والأخوات الإجابة عن السؤال التالي:
"استخرج الأوجه البلاغية في الحديث:
((إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة))
صحيح مسلم - البر والصلة والآداب - الحديث رقم 4762
ولكم جزيل الشكر مقدماً
ـ[فادية]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 02:46 م]ـ
تشبيه تمثيلي شبه صورة بصورة
الاطناب حيث فصل في الأمر
هذا بإيجاز شديد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 04:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة والأخوات الإجابة عن السؤال التالي:
"استخرج الأوجه البلاغية في الحديث:
((إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة))
صحيح مسلم - البر والصلة والآداب - الحديث رقم 4762
ولكم جزيل الشكر مقدماً
الجليس الصالح والجليس السوء ----طباق
ريحاً طيبة ---ريحاً خبيثة--------طباق
كحامل المسك ونافخ الكير ---------مقابلة
مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ---تشبيه ملفوف--من حيث التعدد--لأنه أتى بالمشبهات أولا ثم بالمشبهات بها ثانيا
ووجه الشبه ليس منتزعا من متعدد ليقال أنه تشبيه تمثيلي
أما ((إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة)) فهذه الجملة ليست وجه الشبه إنما وجه الشبه ما تشير إليه وهو الفائدة---
وكذلك ((إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة) -فالجملة هذه ليست وجه الشبه بل وجه الشبه هو الضرر الناتج من كليهما---
ـ[الطائي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 07:48 ص]ـ
الأخت / فادية
الأستاذ الفاضل / جمال
لا أجد ما أجزيكما به إلا أن أقول: جزاكما الله خيراً على مساعدتكم ونجدتكم ...
وتقبَّلا تحاياي العطرة ...
ـ[مبارك3]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 01:39 ص]ـ
في الحديث وجوه بلاغية غير ما ذكر منها
إنما: للدلالة على الحصر
في الحديث أساليب سجع وتشبيه مفر وضمني كما ذكر
في الحديث تفصيل بعد إجمال
ريحا جاءت نكرة للتعميم
حامل المسك ــ ـ ـ ـ ــــ ونافخ الكير أعتقد أنها مقابلة ضمنية وليست صريحة
ـ[الطائي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 07:01 ص]ـ
أخي الكريم / مبارك
بارك الله فيك ...
لك جزيل الشكر على تفضلك بالمشاركة ...(/)
بسررررعة , رجاء ساعدوني.
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 07:11 م]ـ
أخواني أرجو الرد علي بسرعة , , هل هذه التعابير اللغوية مجازية؟ وإن كانت كذلك فما معناها؟؟؟
1_ لمست الأرض التي أنبتتني.
2_ إن دمي من هذه الأرض.
3_ بقي جسدي أسير اللحم والعظم.
4 - كنت أحترق لهفة وتطلعا.
5_ إني أدعو دعوات يفيض بها جناني , وتسيل على لساني.
6_ إني أطير طيرانا من الفرح.
7_ نسجنا لكم رداء من عيوننا فكسوناكم.
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 02:46 م]ـ
أين البلاغيون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟: rolleyes:
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 10:09 م]ـ
أين الإجابة ,,,,,,,,, أريد الحل؟؟؟ بسرعة.
ـ[مبارك3]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 01:14 ص]ـ
هي تعبيرات مجازية ويحتمل البعض منها الحقيقة
1 و 2 إما المقصود منها الأم على سبيل الاستعارة
أو تحتمل الإشارة إلى أصل الإنسان ( .... الذي أنبتكم من الأرض إنباتا) أو وطنه
وما بعدها استعارات وياحبذا لو أدرجت المقطع كاملا حتى نعرف ما المقصود لأن بعضها يحتمل معاني كثيرة
3 شبه الجسد وهو تحت سيطرة اللحم والعظم بالأسير
4 شبه شدة الغيظ بالإحتراق ويحتمل هذا المثال الكناية
5 شبه الجنان واللسان بالنبع الفياض
6 شبه نفسه بالطائر
7 شبه العيون بالنسيج والتركيب كله كناية عن العناية الكبيرة
هذا اجتهاد سريع وهو أقرب إلى الخطأ منه إلى الصواب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 05:53 ص]ـ
هي تعبيرات مجازية ويحتمل البعض منها الحقيقة
1 و 2 إما المقصود منها الأم على سبيل الاستعارة
أو تحتمل الإشارة إلى أصل الإنسان ( .... الذي أنبتكم من الأرض إنباتا) أو وطنه
وما بعدها استعارات وياحبذا لو أدرجت المقطع كاملا حتى نعرف ما المقصود لأن بعضها يحتمل معاني كثيرة
3 شبه الجسد وهو تحت سيطرة اللحم والعظم بالأسير
4 شبه شدة الغيظ بالإحتراق ويحتمل هذا المثال الكناية
5 شبه الجنان واللسان بالنبع الفياض
6 شبه نفسه بالطائر
7 شبه العيون بالنسيج والتركيب كله كناية عن العناية الكبيرة
هذا اجتهاد سريع وهو أقرب إلى الخطأ منه إلى الصواب
-------------------------------------------------------
المبارك--بارك الله بك
هي أسئلة مدرسية---فهل من الصواب أن نسهل الأمر على طالب المدرسة فيرتاح من واجب؟؟
وطالما أجبته فلا بد أن أسجل احتجاجي على بعض العبارات في آدابنا
(لمست الأرض التي أنبتتني.)
فالأرض لا تنبت أحدا--ولا يمكن أن نفهم منها قصد العطاء
والآية هي (وَ?للَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ?لأَرْضِ نَبَاتاً) الحج 17 - -وأفضل أنا شخصيا ألا أعتمد على ذاكرتي في ذكر الآيات
ولا علاقة لمقصود الآية بمعنى الجملة
قال إبن عاشور ((وأُطلق على معنى: أنشأكم، فعلُ {أنبتكم} للمشابهة بين إنشاء الإِنسان وإنبات النبات من حيث إن كليهما تكوين كما قال تعالى:
{وأنبتها نباتاً حسناً}
[آل عمران: 37]، أي أنشأها وكما يقولون: زَرعك الله للخير، ويزيد وجه الشبه هنا قرباً من حيث إن إنشاء الإِنسان مركب من عناصر الأرض، وقيل التقدير: أنبتَ أصلكم، أي آدم عليه السلام، قال تعالى:
{كمثل آدم خلقه من تراب}
[آل عمران: 59].
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 10:18 ص]ـ
أخواني أرجو الرد علي بسرعة , , هل هذه التعابير اللغوية مجازية؟ وإن كانت كذلك فما معناها؟؟؟
1_ لمست الأرض التي أنبتتني.
2_ إن دمي من هذه الأرض.
3_ بقي جسدي أسير اللحم والعظم.
4 - كنت أحترق لهفة وتطلعا.
5_ إني أدعو دعوات يفيض بها جناني , وتسيل على لساني.
6_ إني أطير طيرانا من الفرح.
7_ نسجنا لكم رداء من عيوننا فكسوناكم.
--------------------------------------------
1+2 - فيهما اشارة الى أصل الانسان كما قال الاخ جمال، وفيهما مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان
3 - فيها تشبيه الجسد بالاسير
4 - فيها استعارة مكنية حيث شبه الجسد بالشيء المحترق
5 - فيها استعارة مكنية حيث شبه الجنان بالنهر
6 - فيها استعارة كذلك لانه شبه نفسه بالطا ئر
7 - فيها استعارة كذلك حيث شبه العيون بالخيوط التي نصنع منها الرداء
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 09:21 م]ـ
الأخ عزام
فقط أخبرني ما هو معنى هذا الكلام
(نسجنا لكم رداء من عيوننا فكسوناكم.)
ـ[مبارك3]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 04:19 م]ـ
الأخ العزيز جمال
ألبسك الله جمال العلم والروح واشكرك على ملاحظاتك
أعتقد أنه تعبير خيالي يتراءى لناظره وإن لم أسمع به من قبل ولا أعقله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 05:02 م]ـ
وأنا معك أخي المبارك---بارك الله بك وفيك ومعك وعليك وحواليك--لا أعقل معنى له(/)
وَمَثَلُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ?لَّذِي يَنْعِقُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 05:58 ص]ـ
:::
قوله تعالى ((وَمَثَلُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ?لَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)) البقرة 171
هل يمكن القول أنه شبه داعي الكفار إلى الآيمان وهو الرسول:= بالراعي الذي ينعق على غنمه---وأنه شبه استجابتهم غير المتفهمة للدعوة كاستجابة الغنم لنداء ودعاء الرعاة في كونها لا تفهم المراد؟؟
أم هل يمكن القول أن الله شبه الكفار في مخاطبتهم لأصنامهم كالرعاة في نعيقهم على أغنامهم ووجه الشبه أن الأصنام والأغنام لا تتفهمان الأصوات؟؟
أم هل يمكن القول أنه شبه الكفار في دعائهم آلهتهم كمثل الناعق عند الجبل الذي لا يسمع إلا صدى صوته؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 05:19 م]ـ
:; allh
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 08:24 م]ـ
:::
قوله تعالى ((وَمَثَلُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ?لَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)) البقرة 171
هل يمكن القول أنه شبه داعي الكفار إلى الآيمان وهو الرسول:= بالراعي الذي ينعق على غنمه---وأنه شبه استجابتهم غير المتفهمة للدعوة كاستجابة الغنم لنداء ودعاء الرعاة في كونها لا تفهم المراد؟؟
أم هل يمكن القول أن الله شبه الكفار في مخاطبتهم لأصنامهم كالرعاة في نعيقهم على أغنامهم ووجه الشبه أن الأصنام والأغنام لا تتفهمان الأصوات؟؟
أم هل يمكن القول أنه شبه الكفار في دعائهم آلهتهم كمثل الناعق عند الجبل الذي لا يسمع إلا صدى صوته؟؟
------------------------------------------------------
أما الرأي الأول والذي يشبه رسول الله:= براعي الغنم فلا أراه رأيا صوابا---ففي هذا التشبيه بحسب رأيي القاصر تقليل وإنقاص لمنزلته عليه السلام----وفيه محذوف وهو الداعي وعدم افتراض الحذف أولى من افتراضه
أما الرأي الثاني والذي يشبه الكفار في مخاطبتهم لأصنامهم بالراعي الناعق على الغنم فإن ما يجعله مرجوحا كون الأصنام لا تسمع بينما الأغنام تسمع--
ولم يبق إلا الرأي الثالث وهو تشبيهه عز وجل حال الكفار في مخاطبتهم آلهتهم كمثل الناعق أمام جبل فيرتد إليه صوته صدى -- فالجبال لم تفهم ما في الصوت وردته صدى--
فهل الرأي الثالث له ما يبرره وفيه ما يجعله قويا؟؟
أم هل هناك غير هذا الكلام عندكم؟؟
ـ[الكاتب1]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 02:21 ص]ـ
الأستاذ " جمال حسني الشرباتي"
ما ذكرتَه هو بعض أقوال المفسرين لهذه الآية، ولقد قرأت تفسيراللشيخ " محمد بن
صالح العثيمين " ووجدته جيدا حيث قال رحمه الله تعالى:
قوله تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق}
يعني كمثل الراعي الذي ينادي.
قوله تعالى: {بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً} وهم البهائم؛ فهؤلاء مثلهم كمثل إنسان يدعو بهائم لا تفهم إلا الصوت دعاءً، ونداءً؛ و «الدعاء» إذا كان يدعو شيئاً معيناً باسمه؛ و «النداء» يكون للعموم؛ هناك بهائم يسميها الإنسان باسمها بحيث إذا ناداها بهذا الاسم أقبلت إليه؛ والنداء العام لجميع البهائم هذا لا يختص به واحدة دون أخرى؛ فتقبل الإبل جميعاً؛ لكن مع ذلك لا تقبل على أساس أنها تعقل، وتفهم، وتهتدي؛ ربما يناديها لأجل أن ينحرها؛ هؤلاء الكفار مثلهم ــــ في كونهم يتبعون آباءهم بدون أن يفهموا هذه الحال التي عليها آباؤهم ــــ كمثل هذا الناعق بالماشية التي لا تسمع إلا دعاءً، ونداءً.
فمن فوائد هذه الآية: أن هؤلاء في اتباع آبائهم، مثل البهائم التي تستجيب للناعق وهي لا تسمع إلا صوتاً دعاءً، ونداءً؛ لا تسمع شيئاً تعقله، وتعرف فائدته، ومضرة مخالفته.
تفسير سورة البقرة للشيخ " ابن عثيمين " رحمه الله
والآية السابقة لهذه الآيه
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 05:46 ص]ـ
أيها النحوي الكبير قدرا
إشكال واضح في الصورة التي قدمها الشيخ العثيميين رحمه الله
قال ((في كونهم يتبعون آباءهم بدون أن يفهموا هذه الحال التي عليها آباؤهم ــــ كمثل هذا الناعق بالماشية التي لا تسمع إلا دعاءً، ونداءً.))
فهل شبه الكفار بالماشية؟؟
أم شبه الكفار بالراعي؟؟
ولا يخرجن شخص ليقول مالك على الشيخ العثيميين---فهو عندي بمنزلة آخر عمالقة الفقه الحنبلي
ـ[الكاتب1]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 05:54 ص]ـ
نعم شبه الكفار بالماشية في اتباع آبائهم بدون أن يفهموا هذه الحال التي عليها آباؤهم
كما في الاية " قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ
يَهْتَدُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 06:14 ص]ـ
ولكن عبارته صريحة بالعكس
((((في كونهم يتبعون آباءهم بدون أن يفهموا هذه الحال التي عليها آباؤهم ــــ كمثل هذا الناعق بالماشية التي لا تسمع إلا دعاءً، ونداءً.))(/)
لا تهملوا سؤالي بارك الله فيكم
ـ[أبوهمام2]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 02:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كيف أتعلم البلاغة؟
قد يبدو لكم هذا السؤال بسيطا , ولكنه يعني لي الكثير.
لا أستطيع الانتظام في الدراسة .. ولا توجد دورات تعنى بتعليم البلاغة, فهل من الممكن أن أعلم نفسي من خلال الكتب أو الوسائل التعليمية الأخرى؟
دلوني على بعض الكتب و الأشرطة -ان وجدت- التى تنفع المبتدئين.
جزاكم الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 03:08 م]ـ
السلام عليكم
أنا أرشح كتاب " جواهر البلاغة
في المعاني والبيان والبديع"
أحمد الهاشمي
دار إبن خلدون
وهو كتاب متوسط وفيه تمارين للتدريب
ويمكن لك تصفح كتب البلاغة في موقع الوراق
http://www.alwaraq.com/index3.htm?u=http://www.alwaraq.com/Core/Body.jsp?option=2
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 11:53 م]ـ
حياك الله أخانا الكريم
وبارك هذا الحرص العظيم على تعلم الخير
أخي الفاضل .. اجعل هدفك زيادة إحساسك بآيات القرآن وأنت تقرأ أو تسمعها، وتنميةَ الحس الجمالي عامة
واجعل وسيلتك التأمل في مكامن الجمال ومقارنة التعبيرات المشابهة
عليك أخي الكريم بكتب الدكتور فضل عباس وهي: البلاغة فنونها وأفنانها
وهي كبيرة حجما وعلما، واضحة شرحا وتفسيرا، فإنه حفظه الله يكثر من الأمثلة والتطبيق عليها، ويستخرج مكامن الجمال، ويشرح الصور التي يتعرض لها
هما كتابان أحدهما لعلم المعاني والآخر للبديع والبيان، ويمكنك أن تبدأ بالجزء الخاص بالبديع والبيان
من إصدار دار الفرقان بالأردن
إن شئت الاستزادة فعندك البلاغة العربية للشيخ عبدالرحمن الميداني من دار القلم بدمشق، والبلاغة العربية أيضا للدكتور وليد قصاب من دار القلم في دبي
وكل منهما يقع في جزئين
ويمكنك أيضا ان تطالع كتاب جواهر البلاغة للدكتورا لهاشمي كما أشار أستاذنا الشرباتي
وسلسلة مبسطة سلسة هي (البلاغةالعربية في ثوبها الجديد) لبكري شيخ أمين
أما إن رأيت الاقتصار على كتاب واحد فأنصح بكتاب ا لدكتور فضل
وفقك الله
وأرجو ان تتواصل معنا ومدنا بأخبارك
ـ[أبوهمام2]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 08:17 ص]ـ
لا أملك الا الدعاء لكل من تفضل علي و أفادني ... أستاذنا جمال حسني الشرباتي و أختنا أنوار الأمل
اللهم بارك لهما فيما رزقتهما و ارزقهما شكر ما رزقتهما و زدهما من فضلك يا كريم ... آمين(/)
من الإعجاز الإعرابي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 11:59 م]ـ
من الإعجاز الإعرابي في كتاب الله العدولُ عن النصب إلى الرفع لـ (كلمةُ الله) في قوله تعالى: "وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: من الآية40)
فنصبت الآية (كلمةَ الذين كفروا) على أنها مفعول أول للفعل جعل، ولكن الآية رفعت (كلمة الله) على أنها مبتدأ، ولم تنصب كلمة الله بالعطف على كلمة الذين كفروا، لأن العطف على الأول بالنصب غير سليم في المعنى، وكمالُ المعنى وتقرير الواقع يقتضي الرفعَ لأن كلمة الكفار قبل الهجرة كانت متغطرسة متكبرة لضعف شأن المسلمين المادي، وبعد الهجرة هبطت وانحطت لقوة الإسلام والمسلمين وانتصاراتهم، فلو عطفنا (كلمة الله) بالنصب على الأولى لظن القارئ أو السامع أن كلمة الله كانت سفلى فصارت بعد الهجرة هي العليا، وهذا غير صحيح، لأن كلمة الله عليا دائما، والله غالبٌ على أمره.
كما أننا إن عطفنا كلمة الله على كلمة الذين كفروا تكون الجملتان فعليتين، والتقدير (جعل كلمة الذين كفروا السفلى، وجعل كلمةَ الله هي العليا) ولكن مع رفع (كلمة الله) تكون الجملة اسمية، والجملةُ الاسمية تفيد الديمومة والاستمرار بخلاف الفعلية، ولذلك كانت جمل العقيدة بصيغة الجمل الاسمية لا الجمل الفعلية مثل لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومثل: وإلهكم إله واحد، ومثل هو اللهُ أحد.
--00—00—00—00—00—00—00—00—
** من مبحث الإعجاز الإعرابي في كتاب (نظرات في كتاب الله) ـ تأليف هشام عبدالرزاق الحمصي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 05:56 ص]ـ
:::
أستاذتنا الفاضلة أنوار
ترى--ما دور ضمير الفصل" هي" في الآية ((وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا))
ـ[مبارك3]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 04:27 م]ـ
ضمير الفصل جاء للتوكيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 04:59 م]ـ
هو كذلك
بارك الله بك
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 10:48 م]ـ
ضمير التوكيد حصر لكلمة الله بأنها هي العليا دون غيرها مهما بدا عكس ذلك أحيانا
ولعل سؤالا آخر يظهر لنا قائلا: لم لم يأت الضمير (هي) في كلمة الذين كفروا؟
فهل يمكن أن يكون الجواب: لأن كلمة الكفر تبدو ظاهريا عليا في بعض الأوقات مع إنها سفلى حقيقة لأن الله هو الذي جعلها كذلك فلم يأت الضمير إشارة إلى هذا العلو الظاهري أحيانا والذي لا يناسبه الإطلاق الذي يفيده الضمير؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 02:24 م]ـ
الأخت المشرفة الفاضلة
لو قيل " وجعل كلمة الذين كفروا هي السفلى " لأشعرك هذا السياق بديمومة سفلية كلمتهم--وهذا الأمر غير صحيح إذ كانت كلمتهم تعلوا أحيانا كما هي الآن(/)
كتاب اسلوب الاستفهام في القران
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 11:22 ص]ـ
:::
اساتذتي الكرام .. هل هناك من يعينني في ايجاد كتاب اسلوب الاستفهام في القران للباحث عبد العليم فودة .. اذا كانت هناك نسخة الكترونية فانا سوف اكون ممتناً وشاكرا لهذا الجميل .. ولكم فائق احترامي وتقديري(/)
وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 08:00 م]ـ
:::
قوله تعالى ((يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا)) 74 التوبة
""نقل الماوردي حول هذه الآية ما يلي
(قوله عز وجل {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ} فيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الجلاس بن سويد بن الصامت، قال: إن كان ما جاء به محمد حقاً فنحن شر من الحمير، ثم حلف أنه ما قال، وهذا قول عروة ومجاهد وابن إسحاق.
والثاني: أنه عبد الله بن أبي بن سلول. قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قاله قتادة.
والثالث: أنهم جماعة من المنافقين قالوا ذلك، قاله الحسن.
{وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ} يعني ما أنكروه مما قدمنا ذكره تحقيقاً لتكذيبهم فيما أنكروه وقيل بل هو قولهم إن محمداً ليس بنبي.
{وَكَفَرُواْ بَعْدَ إسلامهم} يحتمل وجهين:
أحدهما: كفروا بقلوبهم بعد أن آمنوا بأفواههم.
والثاني: جرى عليهم حكم الكفر بعد أن جرى عليهم حكم الإيمان.
{وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن المنافقين هموا بقتل الذي أنكر عليهم، قاله مجاهد.
والثاني: أنهم هموا بما قالوه {لَئِن رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينةِ ليُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنهَا الأَذَلَّ} وهذا قول قتادة.
والثالث: أنهم هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مروي عن مجاهد أيضاً وقيل إنه كان ذلك في غزوة تبوك.
[ line]
الإشكال هو في موضوع المؤامرة على قتل الرسول:= والتي تناقلتها كتب التفسير كقصة هذا فحواها
(وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} هو الفتكُ برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وذلك أنه (توافقَ خمسةَ عشرَ منهم على أن يدفعوه عليه الصلاة والسلام عن راحلته إذا تسنّم العقبةَ بالليل وكان عمارُ بنُ ياسر آخذاً بخِطام راحلته يقودها وحذيفةُ بنُ اليمان خلفها يسوقُها فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفافِ الإبل وبقعقعة السلاحِ فالتفت فإذا قومٌ متلثّمون فقال: إليكم إليكم يا أعداءَ الله فهربوا).
وقد حاولت أن أجد سندا لها فلم أجد --وقد يجزم أحد ممن لهم علم في علم الحديث بسندها من حيث القبول والرفض--وأنا أميل لرفض الحكاية
أما الطبري فلم يذكرها إنما قال ((حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {كَلِمَةَ الكُفْرِ} قال أحدهم: لئن كان ما يقول محمد حقًّا لنحن شرّ من الحمير فقال له رجل من المؤمنين: إن ما قال لحقّ ولأنت شرّ من حمار قال: فهمّ المنافقون بقتله، فذلك قوله: {وهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا}.))
ومع أنه نقل قول مجاهد (وقال آخرون: كان الذي همّ رجلاً من قريش، والذي همّ به قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا شبل، عن جابر، عن مجاهد، في قوله: {وَهَمّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} قال: رجل من قريش همّ بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الأسود.)) --- إلا أنه لم يعقب فكأنه لم يقبله
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 03:10 ص]ـ
المشهور من اسئلة الناس: كيف ينبغي أن نفسر القرآن؟ .......... لكن اقتضى المقام عكس السؤال: كيف ينبغي الا نفسر القرآن؟
فإن جاء "مفسر"لقوله تعالى" وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا "ووجد جل المفسرين يتحدثون عن مؤامرة ... فعليه الاذعان ... ولا ينبغي ان تترك اقوال الثقات لمجرد ظن طاف بذهنه ....
القاعدة الاولى:
لا ينبغي ان نترك الروايات لمجرد الظن ....
القاعدة الثانية:
لا ينبغي ان تدخل الاعتبار العقلي في ما لا يعتبر .... مثلا فى حالتنا هذه ... عزم المنافقين على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم .... ليس محالا عقلا .... بل هو ممكن .... فإذا حكم العقل بالامكان .. وحكم النقل باثبات الامر ... فوجب الاذعان ... اما ان قلت" أظن" .... فهذا يعنى انك" لا عقل ولانقل" ....
القاعدة الثالثة:
لا ينبغي ان تقتصر على رأي واحد .... وعلى تفسير معين .... بل ينبغي افراغ الوسع والجهد ... لكي تنال اجر الجهد ان اخطأت ..... اما التسرع فله وزر القول على الله بلا علم ..
القاعدة الرابعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا ينبغي ان نغفل عن القاعدة التالية: عدم الدليل ليس دليلا على العدم ... فعدم وجود اسناد لحديث .. لا يعني الجزم بعدم وجود الحديث فى نفس الامر .... فلا تقل مثل ما قال احدهم: وقد حاولت أن أجد سندا لها فلم أجد ..
فلو طبق القاعدة الثالثة ... لذهب الى تفسير القرطبي ... ولوجد القرطبي يقول:
قوله تعالى: {وهموا بما لم ينالوا} يعني المنافقين من قتل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة في غزوة تبوك وكانوا اثني عشر رجلا قال حذيفة:
[سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عدهم كلهم فقلت: ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟ فقال: أكره أن تقول العرب لما ظفر بأصحابه أقبل بقتلهم [ثم قال: اللهم ارمهم] بالدبيلة قيل: يا رسول الله وما الدبيلة؟ قال شهاب من جهنم يجعله على نياط فؤاد أحدهم حتى تزهق نفسه] فكان كذلك خرجه مسلم بمعناه ..
ثم يرشدك القرطبي -رحمه الله-الى صحيح مسلم .... (انظر الى قلة الحياء ... لم يجد سندا والحديث فى مسلم يا مسلمون)
(2779) حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال
: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وعذر ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ
[ش (العقبة) هذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التي كانت بها بيعة الأنصار رضي الله عنهم وإنما هذه عقبة على طريق تبوك اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فعصمه الله منهم (حرة) الحرة الأرض ذات حجارة سود والجمع حرار]
ويفيدك الشارح رحمه الله ... المقصود بالعقبة ...
القاعدة الخامسة:
لا .... لا ..... لا .... لا ينبغي ان تقول"وقد يجزم أحد ممن لهم علم في علم الحديث بسندها من حيث القبول والرفض--وأنا أميل لرفض الحكاية" ....
لا تكن مكابرا فى النصوص الشرعية ... فإن جاءك حديث صحيح كأن يكون فى صحيح مسلم مثلا .. فاقبله ... لأن المصير الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال .... وما مسلم الا ناقل عدل عن عدول ... عن نبينا الصادق المصدوق .... والتمادي غير مأمون العاقبة ... ويخشى على صاحبه ....
القاعدة السادسة:
لا ينبغي ان تحمل اقوال العلماء على التشهي ... ولا تتحامق فى الفهم .... فلا تقل مثلا عن الطبري -رحمه الله-إلا أنه لم يعقب فكأنه لم يقبله ... ويوضحه
القاعدة السابعة:
لا ينبغي ان تستغني عن اصول الفهم والاستدلال .. فلا بد من الرجوع الى علم "اصول الفقه"لتعلم مثلا ان عدم التعقيب يسمى "اقرارا"وتعلم ان من السنة النبوية "الاقرار النبوي"وهو ان يرى الرسول صلى الله عليه وسلم او يسمع شيئا فلا ينكر ... فيفهم القبول للمرئي او المسموع ... ويصبح شرعا .... وسنة ... وكذلك العلماء .. فمن سمع المنكر ولم ينكره يعتبر غاشا للامة .... وعدم التعقيب يدل لا محالة على الاقرار .... وألا فهو الخداع والغش .......
القاعدة الثامنة:
تدبر القواعد السابقة .... لا ينبغى ان نفسر الا على ضوء اصول وقواعد .... اما طلاق الحبل على الغارب .... فلا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 05:19 ص]ـ
بارك الله فيك---وأشكرك---وحبذا لو ناقشنا الموضوع لا صاحب الموضوع---"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 06:40 ص]ـ
:::
قوله تعالى ((يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا)) 74 التوبة
""نقل الماوردي حول هذه الآية ما يلي
(قوله عز وجل {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ} فيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الجلاس بن سويد بن الصامت، قال: إن كان ما جاء به محمد حقاً فنحن شر من الحمير، ثم حلف أنه ما قال، وهذا قول عروة ومجاهد وابن إسحاق.
والثاني: أنه عبد الله بن أبي بن سلول. قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قاله قتادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثالث: أنهم جماعة من المنافقين قالوا ذلك، قاله الحسن.
{وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ} يعني ما أنكروه مما قدمنا ذكره تحقيقاً لتكذيبهم فيما أنكروه وقيل بل هو قولهم إن محمداً ليس بنبي.
{وَكَفَرُواْ بَعْدَ إسلامهم} يحتمل وجهين:
أحدهما: كفروا بقلوبهم بعد أن آمنوا بأفواههم.
والثاني: جرى عليهم حكم الكفر بعد أن جرى عليهم حكم الإيمان.
{وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن المنافقين هموا بقتل الذي أنكر عليهم، قاله مجاهد.
والثاني: أنهم هموا بما قالوه {لَئِن رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينةِ ليُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنهَا الأَذَلَّ} وهذا قول قتادة.
والثالث: أنهم هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مروي عن مجاهد أيضاً وقيل إنه كان ذلك في غزوة تبوك.
[ line]
الإشكال هو في موضوع المؤامرة على قتل الرسول:= والتي تناقلتها كتب التفسير كقصة هذا فحواها
(وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} هو الفتكُ برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وذلك أنه (توافقَ خمسةَ عشرَ منهم على أن يدفعوه عليه الصلاة والسلام عن راحلته إذا تسنّم العقبةَ بالليل وكان عمارُ بنُ ياسر آخذاً بخِطام راحلته يقودها وحذيفةُ بنُ اليمان خلفها يسوقُها فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفافِ الإبل وبقعقعة السلاحِ فالتفت فإذا قومٌ متلثّمون فقال: إليكم إليكم يا أعداءَ الله فهربوا).
وقد حاولت أن أجد سندا لها فلم أجد --وقد يجزم أحد ممن لهم علم في علم الحديث بسندها من حيث القبول والرفض--وأنا أميل لرفض الحكاية
أما الطبري فلم يذكرها إنما قال ((حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {كَلِمَةَ الكُفْرِ} قال أحدهم: لئن كان ما يقول محمد حقًّا لنحن شرّ من الحمير فقال له رجل من المؤمنين: إن ما قال لحقّ ولأنت شرّ من حمار قال: فهمّ المنافقون بقتله، فذلك قوله: {وهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا}.))
ومع أنه نقل قول مجاهد (وقال آخرون: كان الذي همّ رجلاً من قريش، والذي همّ به قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا شبل، عن جابر، عن مجاهد، في قوله: {وَهَمّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} قال: رجل من قريش همّ بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الأسود.)) --- إلا أنه لم يعقب فكأنه لم يقبله
[ line]
قد لا يعرف البعض طريقة شيخ المفسرين الطبري في التفسير--وأحب أن أوضحها لكم
# إن ذكر قولا لمفسر سبقه من الصحابة أو التابعين ذكره بسنده
#يذكر الآراء المختلفة في الآية الواحدة
# يجزم برأي في بعض الآيات أحيانا متخذا أحد الأقوال السابقة
# يترك أحيانا الأقوال دون جزم بإحداها
ولم يذكر شيخ المفسرين القصة---بل ذكر تفسيرين متعارضين لمجاهد---أحدهما--أن المنافقين هموا بقتل المعترض عليهم---ثانيهما--أن المنافقين هموا بقتل الرسول:=
ولو ذكر القصة لذكرها مسندة--وقد يكون ضرب صفحا عنها لخلوها من السند الصحيح-والمفسرون ذكروها بدون إسناد--وعلى أية حال--لا تقبل رواية دون إسناد وتمحيص
-------------------------------------------
أما بالنسبة لما جاء في مسلم
((حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس، قال: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي، أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " في أصحابي اثنا عشر منافقا، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة " لم أحفظ ما قال شعبة فيهم *))
فليس فيه أي ذكر للمؤامرة على قتل الرسول:=
وقول القرطبي الذي أجلّه وأقدره ((قوله تعالى: {وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} يعني المنافقين من قتل النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة في غزوة تبوك، وكانوا اثني عشر رجلاً. " قال حذيفة: سمّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عدّهم كلهم. فقلت: ألاَ تبعثُ إليهم فتقتلَهم؟ فقال: «أكره أن تقول العرب لمّا ظفِر بأصحابه أقبل يقتلهم بل يكفيهم الله الدُّبَيْلة». قيل: يا رسول الله وما الدُّبيلة؟ قال: «شهاب من جهنم يجعله على نِياط فؤاد أحدهم حتى تزهق نفسه». فكان كذلك " خرّجه مسلم بمعناه. وقيل هَمّوا بعقد التاج على رأس ابن أُبَيّ ليجتمعوا عليه. وقد تقدّم قول مجاهد في هذا.)) --قول فسر فيه حديث مسلم بأن فيه مؤامرة قتل مع أن الحديث ليس فيه شيئا من هذا القبيل
وتظل القصة غير مسندة بالتالي لا حجة فيها---وأظل منتظرا من يثبت لي نظرية المؤامرة لا من يحاضر علينا بما علمناه في صغرنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 07:54 م]ـ
القاعدة التاسعة:
انظر بعينين لا بواحدة ... فإن جاءك مسلم القشيري رحمه الله ... بحديث ليس فيه دلالة على المراد .. فانظر الى حديث آخر .. فلعل فيه ما غاب فى الاول ...
(2779) حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال
: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وعذر ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ
[ش (العقبة) هذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التي كانت بها بيعة الأنصار رضي الله عنهم وإنما هذه عقبة على طريق تبوك اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فعصمه الله منهم (حرة) الحرة الأرض ذات حجارة سود والجمع حرار]
القاعدة العاشرة:
أياك ان تكون من الذين يعتقدون ثم يستدلون .... مثلا ان خطر ببالك .. ان تبحث فى مسألة من السيرة النبوية .. ولتكن مسأله "هم المنافقين بقتل الرسول " بأبي هو وأمي .... لا تعتقد ان المؤامرة غير ممكنة ... ثم تبحث عن الشواهد والادلة ... ولكن ابحث فى أقوال الناس وأدلتهم ثم اعتقد ... فالمعتقد نتيجة لا مقدمة ....
ثم اياك واياك ان تعجب برأيك فلا تتنازل عنه مهما حوصرت بالادلة ... ان كنت مثلا تريد التفصيل فى مسألة المؤامرة .. فعليك استجماع كل الادلة .... ووازنها بظنك ... واحكم .... لأن ترجيح ظنك بدون مرجح .... يعد استهتارا بكل العلماء الذين خالفوك ... واستخفافا بكل ادلتهم وقد يكون معهم القرآن والسنة ...
مثلا اسال نفسك .. هل المؤامرة على الانبياء والرسل ممكن عقلا ام لا ... وإياك ان تتحامق وتقول لا .... لانك لن تجد عاقلا يوافقك ...
ثم اسأل نفسك .... ما الراجح فى العادة والعرف ..... قبول الانبياء ام معاداتهم .. والسعي فى "اقصائهم" ... وإياك ان تختار الاول ... لأن الله تعالى سيكذبك .... اقرأ ايها الاخ الكريم: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} (5) سورة غافر ..
إذن من سنن الله تعالى ابتلاء الانبياء بكفار اقوامهم ...
ثم اسأل نفسك بعد ذلك ... ماذا قال العلماء الثقات فى هذه النازلة ..... فإن غلب عليهم ترجيح المؤامرة ... فعد عن التشغيب ...
ثم أخيرا ... ما سندك لرفض حكاية المؤامرة ... فأنت مطالب بالدليل ايضا ... والدليل ليس "أظن" بل اجعل "أظن عند ذلك النجم" ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 08:36 م]ـ
هل من الممكن أن تتخلص من أسلوب الواعظ؟؟
أو أسلوب المدرس؟؟
أو هلا تخلصت من جو الخصام؟؟
قال تعالى (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى (44) طه
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 08:48 م]ـ
القاعدة الاولى فى العشرية الثانية:
ليس من اخلاق الحوار ... الحيدة يمينا وشمالا .... انظر الى دلائل او شبهات مخالفك .... فانقض ما يستحق النقض منها .... واقبل ما يستحق القبول منها ...
القاعدة الثانية فى العشرية الثانية:
....... تحت الطبع.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 09:06 م]ـ
هل من الممكن أن تتخلص من أسلوب الواعظ؟؟
أو أسلوب المدرس؟؟
أو هلا تخلصت من جو الخصام؟؟
قال تعالى (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى (44) طه
----------------------------------------
وليس هذا حوارا إنما هو وعظ وتعليم ممن لا يحق له ذلك فابدأ حوارا أو دع عنك ما لا تتقن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 03:20 ص]ـ
حتى لا يضيع على القارىء أي شيء---أقول له هو
ألاصل في القصة أو الحكاية المنسوبة حتى نقبلها الإسناد---وما ورد لدى مسلم وغيره ليس هو عين الحكاية---وإن كان الحديث عن نفس المكان----الحكاية غير المسندة هي
(((توافقَ خمسةَ عشرَ منهم على أن يدفعوه عليه الصلاة والسلام عن راحلته إذا تسنّم العقبةَ بالليل وكان عمارُ بنُ ياسر آخذاً بخِطام راحلته يقودها وحذيفةُ بنُ اليمان خلفها يسوقُها فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفافِ الإبل وبقعقعة السلاحِ فالتفت فإذا قومٌ متلثّمون فقال: إليكم إليكم يا أعداءَ الله فهربوا). وفي بعض الكتب مزيد تفصيل عنها
هذه الحكاية لم ترد عند الطبري--ولا عند القرطبي--والقول بالمؤامرة هو أحد قولي مجاهدولم يقله في جو الحكاية---وتناقل كتب التفسير الأخرى لها لا يقويها--فالمفسرون ينقلون عن بعضهم بعضا
وما نقل إليكم في هذا الرابط ((حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال
: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وعذر ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ))
دليل ساطع لي والحمد لله أولا وأخيرا فإن قول حذيفة في هذا النقل ناف للمؤامرة (ولا علمنا بما أراد القوم)
فهل بعد هذا الدليل من دليل؟؟
كل ما في الأمر أنه عليه الصلاةو السلام طلب أن لا يسبقه أحد إلى الحرة فسبقه جماعة--فأين المؤامرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 05:39 ص]ـ
يا جمال هداك الله ... وعلمك ما تفهم به كلام الناس ...
فهمك السقيم لما قال حذيفة .... وبال على حذيفة ... فقد أوردته موارد الهلاك وأنت لا تشعر ..
فالرجل يبريء نفسه من صحبته لمن يتهمون بمحاولة الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم .... ويقول: ولا علمنا بما أراد القوم ... ويفهم كل عربي من قوله ان صحبته لهم هي مجرد تجاور مكاني ... ولم يعلم ما يدبرون فضلا عن أن يكون مشتركا معهم ....
وجئت انت ... لتجد الدليل الساطع على ماذا ... على نفاق ... حذيفة ... وسودت بيمينك:
فإن قول حذيفة في هذا النقل ناف للمؤامرة ....
وبالعربي الفصيح .... الناس يتهمون المنافقين بالتآمر .... ويأتي حذيفة ليدافع عنهم وينفي المؤامرة ... أليس هذا اعلان من حذيفة انه منافق يدافع عن المنافقين ... فى حين يريد ان يتبرأمنهم .... ويوضح هذا
القاعدة الثانية فى العشرية الثانية:
ان اكتشفت انك أخطأت فارجع عن قريب ... وإلا طمت الاخطاء ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 06:48 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
حذيفة يقول ((ولا علمنا بما أراد القوم)) ---فيقول الرجل هداه الله ((الناس يتهمون المنافقين بالتآمر .... ويأتي حذيفة ليدافع عنهم وينفي المؤامرة ... أليس هذا اعلان من حذيفة انه منافق يدافع عن المنافقين.))
أي فهم سقيم عندك--وكيف خرجت بهذا الكلام--أين علماء العربية ليستخرجوا من قوله ما استخرجت؟؟
متأسف فأنت الوحيد الوصي على الأفهام والعقول
وسوف نضع منذ اليوم في القواميس ما يلي
((ولا علمنا بما أراد القوم)) ---تعني (مؤامرة على قتل الرسول:=))
ـ[البصري]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 01:34 م]ـ
الأستاذ الشرباتي، بعيدًا عن صحة إسناد المؤامرة من عدمها، هل ترى أن العقل فعلا ينفي أن تكون هناك مؤامرة ضد الرسول؟!
بعبارة أخرى: من أي الوجوه يدفع العقل حصول المؤامرة من المنافقين على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟
وهل نحن إذا أثبتنا حصول المؤامرة نكون قد تنقصنا الرسول لا سمح الله؟
آمل ان تجيب عن سؤالي؛ لأتبين الأمر، وأما الجدال الذي بينك وبين أخي أبي عبد المعز، فلا طاقة لي بالدخول فيه، حتى لا أتهم بما لم أرد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 07:24 م]ـ
أخي البصري
بل لك دور بالغ الأهمية يتلخص بمحاولة التخلص من جو الخصام والذي يؤدي إلى ضيق شديد من جمهور الناس
ما ضر لو نوقش أمر الإسناد--"وأهل الحديث " عنكم ليس ببعيد---فاسألوهم إن كانت تصح حكاية المؤامرة فإن صحت فمن أنا لأردها!
ثم لا أخفي عليك أن الروافض يشرقون ويغربون في هذه الحكاية متهمين جل الصحابة بما لا يليق
لا يضر النبي:= كونها صحيحة وليس منقصة أن يحاول المنافقون اغتياله--ومن الممكن أنهم حاولوا اغتياله--إلا أن البحث عن قصة محددة من حيث الثبوت
إلا إن بحثي هو --هل تصح أو لا تصح--فإن صحت لا كلام
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 08:45 م]ـ
حسنا ياجمال ... مادمت عازما على الاصغاء ... فخذ رواية ابن كثير ....... ولك فيها فائدتان:
الاولى:
لماذا كان حذيفة رضي الله عنه .... أمين سر الرسول صلى الله عليه وسلم ... ولماذا كان عمر رضي الله عنه يقول له هل انا ممن ذكر لك النبي صلى الله عليه وسلم ... وكان يرقبه هل يصلى على جنازة ام لا ... فإن لم يفعل أدرك ان المتوفى منافق ...
الفائدة الثانية ....
ذكر اسماء المنافقين ..... واحدا واحدا .... فاضرب بها الروافض .....
قال ابن كثير: قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا يزيد أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة ويسوقه عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل فغشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عمار رضي الله عنه يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة [قد قد] حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط نزل ورجع عمار فقال يا عمار: [هل عرفت القوم؟] قال: لقد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال [هل تدري ما أرادوا؟] قال: الله ورسوله أعلم قال: [أرادوا أن ينفروا برسول الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ صلى الله عليه وسلم ـ راحلته فيطرحوه] قال: فسأل عمار رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة؟ قال: أربعة عشر رجلا فقال: إن كنت منهم فقد كانوا خمسة عشر قال فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا: والله ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار أشهد: أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ...
وهكذا روى ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير نحو هذا وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يمشي الناس في بطن الوادي وصعد هو وحذيفة وعمار العقبة فتبعهم هؤلاء النفر الأرذلون وهم متلثمون فأرادوا سلوك العقبة فأطلع الله على مرادهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر حذيفة فرجع إليهم فضرب وجوه رواحلهم ففزعوا ورجعوا مقبوحين وأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة وعمارا بأسمائهم وما كانوا هموا به من الفتك به صلوات الله وسلامه عليه وأمرهما أن يكتما عليهم وكذا روى يونس بن بكير عن ابن إسحاق إلا أنه سمى جماعة منهم فالله أعلم.
وكذا قد حكي في معجم الطبراني قاله البيهقي ويشهد لهذه القصة بالصحة ما رواه مسلم: حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك؟ فقال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وعذر ثلاثة قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علمنا بما أراد القوم؟ وقد كان في حرة يمشي فقال: إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ وما رواه مسلم أيضا من حديث قتادة عن أبي نضرة عن قيس بن عباد عن عمار بن ياسر قال: أخبرني حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [في أصحابي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط: ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة سراج من نار تظهر بين أكتافهم حتى ينجم في صدورهم] ولهذا كان حذيفة يقال له صاحب السر الذي لا يعلمه غيره أي من تعيين جماعة من المنافقين وهم هؤلاء قد أطلعه عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره والله أعلم وقد ترجم الطبراني في مسند حذيفة تسمية أصحاب العقبة ثم روي عن علي بن عبد العزيز عن الزبير بن بكار أنه قال: هم معتب بن قشيرة ووديعة بن ثابت وجد بن عبد الله بن نبتل بن الحارث من بني عمرو بن عوف والحارث بن يزيد الطائي وأوس بن قيظي والحارث بن سويد وسعد بن زرارة وقيس بن فهد وسويد بن داعس من بني الحبلى وقيس بن عمرو بن سهل وزيد بن اللصيت وسلالة بن الحمام وهما من بني قينقاع أظهرا الإسلام ...
انظر الاخ جمال الى هذه الاسماء (حسب ترتيب ورودها):
ابن كثير ...
أحمد بن حنبل ....
الطبراني ...
البيهقي ..
مسلم ...
اما اذا اضفت اليها ما استشهدت به انت نفسك فى بداية كلامك .... اصبح الامر قريبا من التواتر المعنوي ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 09:35 م]ـ
وماذا يمنع المرء من قبول ما ثبت؟؟
ما أرجوه أخي أبا عبد المعز هو التعاون لا التنافر---وإن كنت ترى ثبوت ما نقلت لي من أسانيد فأنا أرى ما ترى
ـ[البصري]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:05 ص]ـ
جزاك الله خيرًا ـ أخي جمال ـ على رجوعك للحق.
وهذا هو خلق المسلم يرجع للحق متى رآه، والحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 09:13 ص]ـ
الأخ البصري
كان طلبي هو السند بداية---وكان من الممكن إبتداء القول بأن الحكاية مسندة--ولولا جو الخصام لما احتاجت كل هذا الرد والرد المقابل---هذا ما أدعو إليه---إقصاء جو الخصام للوصول إلى الحق(/)
الفصل والوصل .. دراسة في توابع الجمل التي ليس لها محل من الإعراب
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 09:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل والوصل .. دراسة في توابع الجمل التي ليس لها محل من الإعراب.
(الجزء الأول)
(أ) مقدمة
يتكر ر مصطلح "الفصل والوصل" في بعض فروع اللغة العربية، وهو في كلٍّ يلائم ذلك الفرع اللغوي؛ مثل علم "الإملاء رسم الكلمات" حيث يعالج وصل الكلمات بعضها ببعض أو فصلها بعضها عن بعض؛ مثل فصل "لا" عن "إنْ" التفسيرية والمخففة من الثقيلة، ووصلهابـ"إنْ" غير المخففة من الثقيلة وغير التفسيرية.
ومثل علم "المعاني" – موضوع حديثنا- حيث يبحث العلاقات بين الجمل المتتالية التي لا محل لها من الإعراب من حيث العطف بينها بالواو خاصة أو ترك ذلك العطف بالواو خاصة. وقد اختلف علماء البلاغة في هذا المبحث كثيرا حول تحديد الموضوع؛ فمنهم من يرى موضوع "الفصل والوصل" يصلح للحروف والكلمات المفردة والجمل التي لها محل من الإعراب والتي ليس لها محل من الإعراب، لكن جمهور العلماء اجتمعوا على أن الموضوع يخص الجمل التي ليس لها محل من الإعراب. وهذا الرأي هو المعتمد هنا كما يظهر جليا من العنوان.
ورغم هذا الاتفاق التي تتبناه غالبية الكتب نجد اضطرابا في العرض يتمثل في إيراد أمثلة للجمل التي لها محل من الإعراب رغم نص هذه الكتب -في مقدمة هذا الفن- على أن موضوع "الفصل والوصل" يخص الجمل التي ليس لها محل من الإعراب. وليست هذه هي الملاحظة الوحيدة على هذه الكتب بل هناك ملاحظة عدم اعتماد صيغة إجرائية لهذا الفن تقترب من الاصطلاح الذي يلائم كل مباحث هذا الفن؛ إذ نجد الصيغة تقترب من تفسير المثال.
وهذا ما تمت محاولة تلافيه هنا؛ حيث تم تحري إيراد الأمثلة التي تحقق موضوع هذا الفن وهو الجمل التي لا محل لها من الإعراب، وكذلك تمت مراعاة إيراد صيغة إجرائية تقترب من الصيغة الاصطلاحية لهذا الفن دون مزجها بالتفسير. ولم يكن من اهتمام هذا البحث الحرص على حشد الكثير من الأمثلة -التي تتفاوت كثرة وقلة في مباحث هذا الفن- بقدر ما كان الحرص على تحقيق السابق، وأيضا حرص البحث –بقدر الإمكان- على الخروج من مأزق إيراد أمثلة تصلح للانضواء تحت أكثر من مبحث من مباحث هذا الفن.
وقد اعتمد البحث التحليل والتقعيد عند عرض مبحث "شبه كمال الانقطاع" مما لم يتم في أيٍّ من كتب هذا الفن رغم ظهور القاعدة، هذا فضلا عن العنونة الواضحة القائمة على مبدأ أن تداخل علوم اللغة العربية يُفيد ويُوضح ويُزيد الفهم. وكذلك حرص البحث حرصا شديدا على تعميق الفهم الذي يوفر للمتذوق الآلة الإبداعية التي تجعله يتذوق باقتدار؛ لذلك لم يهتم بالحديث عن الأغراض الفنية لهذا الفن. كما حرص على تحديد الجمل تحديدا قاطعا.
وما فات هذا البحث-اضطرارا- هو تسمية الجمل التي ليس لها محل في كل مثال، وكان ذلك لغياب السياق المحدد نوع الجملة؛ لأن الأمثلة المتوافرة في الكتب أمثلة مجتزة من سياقها، مما يضيع تحديد أنواع جمل كثيرة. ولم يتم إيراد التصنيف في الجمل الواضحة لأن البحث يرغب التقعيد ولا يريد وصف البعض دون البعض؛ كما أن ضيق الوقت اضطرني إلى الالتجاء إلى أمثلة الكتب -المكررة عبر العصور- والتقيد بها ولم يفسح لي المجال لاستقراء النصوص العصرية لإيراد ما يندرج منها تحت مختلف أنواع هذا الفن.
والجمل التي لا محل لها من الإعراب –التي هي موضوع هذا الفن- يوضحها "النحو" فيذكر أنها: الابتدائية إذا كانت تعقب الصمت والاسئنافية إذا كانت تعقب معنى سابق، والاعتراضية، وصلة الموصول، والتفسيرية، وجواب الشرط الجازم غير المقترنة بـ"الفاء" أو"إذا" الفجائية، وجواب الشرط غير الجازم، والتابعة لواحدة من التي سبقت.
وكذلك يوضح"النحو" التوابع فيذكر أنها: النعت، و العطف بنوعيه: عطف النسق وعطف البيان، والتوكيد بنوعيه: التوكيد اللفظي والتوكيد المعنوي، والبدل بأنواعه الثلاثة المعتمدة: بدل الكل وبدل البعض وبدل الاشتمال. ولأن الجملة لا تكون منعوتة فإن تابع "النعت" ليس له وجود في مبحث "الفصل والوصل"؛ فيتبقى التوابع الثلاثة الأخرى والتي سيتضح دورها في هذا المبحث من خلال مطلبيه -إن شاء الله تعالى- كالآتي:
المطلب الأول- الفصل وأسبابه .. تعانق النحو و المعاني
(يُتْبَعُ)
(/)
تم استبعاد تابع "النعت" قبل ذلك، وهنا سيتم استبعاد تابع "العطف"؛ لأن "الفصل" يعني ترك عطف النسق بين الجمل المتتالية التي لا محل لها من الإعراب بالواو خاصة. إذن: سيبقى لنا: التوكيد بنوعيه، البدل بأنواعه المعتمدة في هذا المبحث، وعطف البيان. وستوضح هذه التوابع أسباب الفصل على النحو التالي:
سبب الفصل الأول- كمال الاتصال .. وتوابع التوكيد والبدل وعطف البيان
"كمال الاتصال" يعني اتحاد المعني والتوافق بين الجملتين من حيث الخبرية والإنشائية. واتحاد المعنى يتحقق من خلال التوابع الدالة على الارتباط الشديد بين المتبوع والتابع وهي تمثل ركائز كمال الاتصال على النحو التالي:
الركيزة الأولى – كمال الاتصال .. لعلاقة التوكيد
"التوكيد" هنا ليس كالتوكيد في "النحو" بصورة مطابقة بل يختلف اختلاف العلمين لكنه ينقسم إلى ذات القسمين المعروفين في النحو، وهما:
1 - التوكيد اللفظي
"التوكيد اللفظي" هنا يعني تكرار المعنى في الجملتين مع عدم الاتفاق اللفظي لهما؛ مثل قول الشاعر: [أصون عرضي لا أدنسه ... ]؛ فقد فصل الشاعر جملة (لا أدنسه) عن جملة (أصون عرضي) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية مقام التوكيد اللفظي للأولى. وقد يشتركان في الألفاظ؛ مثل [فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا]، حيث تم فصل جملة (إن مع العسر يسرا) عن جملة (فإن مع العسر يسرا) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع التوكيد اللفظي من الأولى.
2 - التوكيد المعنوي
التوكيد المعنوي هنا يتمثل جملتين مختلفتين لفظا ومعنى جزئيا لكنهما يؤكدان معنى واحدا عاما؛ مثل قول الشاعر:
[حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار]؛ حيث فصل الشاعر جملة (ما هذه الدنيا ... ) عن جملة (حكم المنية ... ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع التوكيد المعنوي للأولى.
الركيزة الثانية- كمال الاتصال .. لعلاقة البدلية
اتباعا لمن يسقطون البدل المطابق من هذا المبحث نقصر الحديث على النوعين الباقيين منه، وهما:
1 - بدل البعض
بدل البعض يتمثل في كون الجملة الثانية تعالج بعض الجملة الأولى؛ مثل [واتقوا الذي أمدكم بما تعملون. أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون]؛ حيث فصل جملة (أمدكم بأنعام ... ) عن جملة (واتقوا الذي ... ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع بدل البعض من الأولى. ومثل قوله تعالى: [يدبر الأمر يفصل الآيات]؛ حيث فصل جملة (يفصل الآيات) عن جملة (يدبر الأمر) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع بدل البعض من الأولى.
2 - بدل الاشتمال
بدل الاشتمال يتمثل في كون الجملة الثانية أحد مستلزمات ومشتملات الجملة الأولى؛ مثل قوله تعالى: [قال يا قوم اتبعوا المرسلين. اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون]؛ حيث فصل جملة (اتبعوا من لا ... ) عن جملة (اتبعوا المرسلين) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع بدل الاشتمال من الأولى.
ومثل قول الشاعر:
[رويد بني شيبان بعض وعيدكم تلاقوا غدا خيلي على صفوان
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى إذا ما غدت في المأزق الداني]
حيث فصل جملة (تلاقوا جيادا ... ) عن جملة (تلاقوا غدا ... ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع بدل الاشتمال من الأولى.
الركيزة الثالثة- كمال الاتصال .. لعلاقة عطف البيان
إذا كان في الجملة الأولى خفاء وإبهام وأزالت الجملة الثانية هذا الخفاء وأوضحت هذا الإبهام فإنها تكون عطف بيان للأولى؛ مثل قوله تعالى: [فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى]؛ حيث فصل جملة (قال يا آدم ... ) عن جملة (وسوس إليه الشيطان) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع عطف البيان من الأولى.
ومثل قول الشاعر:
[كفى زاجرا للمرء أيام دهره تروح له بالواعظات وتغتدي]؛ حيث فصل الشاعر جملة (تروح له ... ) عن جملة (كفى زاجرا ... ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع عطف البيان من الأولى.
سبب الفصل الثاني- شبه كمال الانقطاع .. وتابع العطف الغائب
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أدى عطف جملة على أخرى إلى غموض أو معنى غير مراد يُترك الوصل الذي هو العطف بالواو، ويُلجأ إلى الفصل الذي هو ترك العطف. متى يحدث ذلك؟ إذا وُجدت جملتان قبل الجملة المعطوفة وكان المراد عطف هذه الجملة على الجملة الأولى لمناسبة بينهما، لكن هذا العطف قد يوهم عطفها على الجملة الثانية لقربها منها، وهذا يكون غير مراد فيتحتم الفصل الذي هو ترك الوصل. متى يحدث ذلك؟ يحدث ذلك في الآتي:
1 - الجمل الاسمية المنسوخة بناسخ ناصب لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر
النواسخ الفعلية التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر إذا كانت أخبارها جملا – أدى ذلك إلى تجاور ثلاثة جمل هي: جملة الناسخ وجملة الخبر والجملة المراد عطفها. علام يراد عطفها؟ على جملة الناسخ. ماذا يحدث لو تم العطف؟ أوهم ذلك العطف عطفها على جملة الخبر القريبة منها وهذا غير مراد؛ لذا يتحتم الفصل؛ مثل قول الشاعر:
[وتظن سلمى أنني أبغي بها بدلا أراها في الظلام تهيم]؛ حيث فصل جملة (أراها ... ) عن جملة (وتظن سلمى ... ) لشبه كمال الانقطاع بينهما دفعا لوهم عطفها على جملة (أبغي بها) التي هي من مظنونات سلمى فتكون جملة (أراها ... ) هي الأخرى من مظنوناته، وهذا غير مراد لأن جملة (أراها ... ) هي رد الشاعر على محبوبته.
2 - الجملة التالية لجملة مقول القول
الفعل " قال" تتبعه جملة تكون في محل نصب مقول القول، وإذا جاء بعدها جملة يصح عطفها على جملة القول، وكان هذا العطف موهم العطف على جملة مقول القول للقرب بينهما تحتم الفصل؛ مثل الشاعر:
[يقولون إني أحمل الضيم عندهم أعوذ بربي أن يضام نظيري]؛ حيث فصل الشاعر جملة (أعوذ بربي ... ) عن جملة (يقولون ... ) لشبه كمال الانقطاع ودفعا لوهم عطفها على جملة (إني أحمل ... ) للقرب بينهما، وهذا غير مراد لأن جملة (أعوذ ... ) هي رد الشاعر على قولهم وليست من قولهم.
سبب الفصل الثالث- شبه كمال الاتصال .. والجملة الاستئنافية
إذا كانت الجملة الثانية متفقة مع الأولى في الخبرية والإنشائية وتصلح – بمعونة القرائن والسياق – أن تكون جوابا عن سؤال يُفهم من الأولى – وجب الفصل لشبه كمال الاتصال بينهما؛ مثل قول الشاعر:
[السبف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب]؛ حيث فصل الشاعر جملة (في حده الحد ... ) عن جملة (السيف أصدق ... ) لشبه كمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع جواب يُفهم من الأولى؛ وهو: كيف ذلك؟. ومثل قول الشاعر:
[وما عفت الرياح له محلا عفاه من حدا بهم وساقا]؛ حيث فصل جملة (عفاه ... ) عن جملة (وما عفت ... ) لشبه كمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع جواب يُفهم من الأولى؛ وهو: ومن عفاه؟.
سبب الفصل الرابع-كمال الانقطاع بلا إيهام .. والاختلاف في الخبرية والإنشائية
إذا اختلفت الجملتان من حيث الخبرية والإنشائية تم الفصل – إذا كان غير موهم شيئا غير مراد- سواء أكانت الخبرية والإنشائية في اللفظ والمعنى معا أم في المعنى فقط دون اللفظ. وفي الإنشاء يسبق الكلام الحدث وفي الخبر يأتي الكلام بعد الحدث. والإنشاء ينقسم إلى: إنشاء طلبي حيث يُنتظر حصول شيء، ويتحقق ذلك في: النداء والاستفهام والنهي والأمر والتمني.
وإلى إنشاء غير طلبي حيث يكون المقصود منه إنشاء وإيجاد المعنى المراد بعد أن كان غير موجود فقط؛ فهو إنشاء تعبيري فقط. ويتحقق في: الشرط والذم والمدح والتعجب والإغراء والتحذير. فإذا جاءت جملة فيها شيء من السابق فهي إنشائية لفظا وإن كان معناها مقصودا فهي إنشائية معنى أيضا، أما إذا كان اللفظ كذلك والمعنى خبري كالتقرير مثلا كانت الجملة إنشائية لفظا خبرية معنى.
والجملة الخبرية هي الجملة الاسمية المثبتة والمؤكدة والمنفية والمنسوخة، والفعلية التي ليس فعلها فعل تعجب ولا فعل ذم ولا فعل مدح ولا فعل شرط ولا فعل إغراء ولا فعل تحذير. إذا جاءت على هذه الهيئة فهي خبرية لفظا، وإن كان معناها خبريا كانت خبرية لفظا ومعنى، وأما إذا كانت خبرية لفظا ومعناها إنشائي فهي خبرية لفظا إنشائية معنى كالجمل التي يُقصد منها الدعاء. ولاستعراض ذلك تفصيلا يتم مراجعة بابي الخبر والإنشاء في علم المعاني.
ويتم ذلك على النحو الآتي:
1 - الخبرية والإنشائية متحققة في اللفظ والمعنى معا في الجملتين المفصولتين
إذا كانت الجملتان إحداهما خبرية لفظا ومعنى والأخرى إنشائية لفظا ومعنى يتم الفصل؛ مثل قوله تعالى: [ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن]؛ حيث فصل جملة (ادفع ... ) عن جملة (ولا تستوي ... ) لكمال الانقطاع بينهما لاختلافهما خبرا وإنشاء.
2 - الجملتان خبريتان لفظا وإحداهما خبرية معنى والأخرى إنشائية معنى
وذلك مثل قول الشاعر:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال
فصل جملة (لا بارك الله ... ) عن جملة (أصون عرضي ... ) لكمال الانقطاع بينهما لاختلافهما خبرا وإنشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 07 - 2006, 01:29 م]ـ
إلى الأخ الكريم "الغامدي"!(/)
الرجاء استخراج التورية ومعناها القريب والبعيد
ـ[202020]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 05:23 م]ـ
الرجاء استخراج التورية ومعناها القريب والبعيد
هلم يابحر أنقذني من البر ففيك القي بعب الهم عن ظهري
في البر نجمع آلاما الى كدر وانت تقبلها يا واسع الصدر
نلقي اليك شكاوانا فتسمعها وتبدل الحزن بالافراح والبشر
اكاد اقذف فيك النفس من فرحي معانقا لاثما للصدر والنحر
كالطفل مبتهجا في حضن والده فان لي نسبا في الشعر للبحر
لم ألق بالابناء منه ابا مازرته قط الا عدت بالدر
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 08:29 م]ـ
الاخ ......... ؟؟؟؟؟
سبحان الله ياأخي كيف سندعوك .... أرضيت لنفسك الرقم ... والارقام معروفة للعربات والسيارات ... وأنت إنسان ... والرسول صلى الله عليه وسلم حث على اختيار احسن الاسماء ....
يا أبا الحسن .... أما التورية فى مقطوعتك فتحوم حول كلمة "بحر" ... لأن من شرط التورية ان يكون اللفظ مشتركا ... ف"البحر هنا مشترك بين المعنى الطبيعي .. ومرادفه "اليم"وبين المعنى العروضي ... ومرادفه"الايقاع" والوزن .....
وشاعرك يا ابا الحسن لما ذكر لاول مرة البحر ذكر معه البرفقال: هلم يابحر أنقذني من البر ... وذلك ليوهمك ان المقصود بالبحر هو البحر الطبيعي ... الذي يقابل عادة بالبر ...
وجعل المعنى العروضي" فى الخلف"ان صح التعبير ... فتكون المراوغة ناجحة ... قرب لك المعنى الذى لا يريده وبعد عليك المراد ... وعندما تكتشف" الخديعة"تضحك للمقلب ... وهذا هو المقصود البلاغي والبديعي من فن التورية ....
والسلام عليك يا ابا الحسن ..
ـ[202020]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 09:28 م]ـ
لم افهم معنى الخلف ماذا تقصد
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 10:45 م]ـ
يا اخي ....... اقصد ان معنى البحر الشعري ... هو المعنى البعيد ... وهو المراد ..(/)
وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 07:51 م]ـ
:::
قوله تعالى ((وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) 24 سبأ
معنى الآية ((إنا على هدى وأنتم في ضلال))
قال فيها الطبري ((والصواب من القول في ذلك عندي أن ذلك أمر من الله لنبيه بتكذيب من أمره بخطابه بهذا القول بأجمل التكذيب، كما يقول الرجل لصاحب يخاطبه، وهو يريد تكذيبه في خبر له: أحدنا كاذب، وقائل ذلك يعني صاحبه لا نفسه، فلهذا المعنى صير الكلام بـ "أو".))
وهذه الآية مثال على التعريض أو التلويح وهو أن يخاطب الشخص ويقصد غيره--لقصد عدم مواجهة السامع بما ينكره من القول وهو قصد عال من ناحية خلقية
وبالإضافة لما قيل فإن في هذه الآية نكتة لطيفة من حيث البلاغة----
ترى ما هي؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 01:11 م]ـ
:::
قوله تعالى ((وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) 24 سبأ
معنى الآية ((إنا على هدى وأنتم في ضلال))
قال فيها الطبري ((والصواب من القول في ذلك عندي أن ذلك أمر من الله لنبيه بتكذيب من أمره بخطابه بهذا القول بأجمل التكذيب، كما يقول الرجل لصاحب يخاطبه، وهو يريد تكذيبه في خبر له: أحدنا كاذب، وقائل ذلك يعني صاحبه لا نفسه، فلهذا المعنى صير الكلام بـ "أو".))
وهذه الآية مثال على التعريض أو التلويح وهو أن يخاطب الشخص ويقصد غيره--لقصد عدم مواجهة السامع بما ينكره من القول وهو قصد عال من ناحية خلقية
وبالإضافة لما قيل فإن في هذه الآية نكتة لطيفة من حيث البلاغة----
ترى ما هي؟؟
[ line]
إذن توقفنا عند النكتة البلاغية---فقوله تعالى (لَعَلَى هُدًى)) يعطينا إنطباعا أن المهدي راكب على فرس الهدى المجنح يتنقل به حيث شاء--فاستخدام على أفاد حرية الحركة---أما (فِي ضَلَالٍ) فهي تعني أن الضال محصور في غياهب سرداب الضلال محبوس فيه لا حرية حركة له كالأسير
ما رأيكم بهذه اللطيفة التي أساء إليها قلة باعي بأساليب البيان؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 01:39 م]ـ
لطيفة جميلة حقًّا.
ف (على) كما ذكرت تفيد العلو، وهكذا هو الحق عال دائمًا، وأتباعه عالون على غيرهم.
و (في) تفيد الظرفية، فكأن الضلال يحتوي أصحابه، مقيدًا لهم عن أن يروا الحق المبين.
اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 07:12 م]ـ
الأخ البصري
ردك اللطيف أثلج لي صدري--وما قلته هو إضافة قيمة لكلامي وليس عين كلامي
ـ[البصري]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:09 ص]ـ
ثق تمام الثقة ـ أخي جمال ـ أنا بالأشواق إلى كل لطيفة تساندها اللغة ولا تضاد الدليل، وما أكثرها في القرآن لمن طلبها! فأسأل الله أن يجعلني وإياك وجميع المسلمين ممن يمشون على هدى من الله، فيوفقون لكل خير.(/)
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 09:43 م]ـ
:::
هل يوجد فرق جوهري بين الإعطاء والإتيان؟؟
أعني قوله تعالى ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)) ---هل الفارق جوهري لو قال (آتيناك)؟؟
وأعني قوله تعالى (تؤتي الملك من تشاء)) ---فهل الفارق جوهري لو كان السياق (تعطي)؟؟
هل من مساهمة بلاغية جادة تريحني من عناء البحث فأقول للمجيب سلمت يمناك؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 09:14 ص]ـ
أين البصري؟؟
أين أبا عبد المعز؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 11:46 ص]ـ
أما أبو عبد المعز فلعلك أغضبته إذ قلت: أين أبا عبد المعز؟ ولم تقل أين أبو عبد المعز؟
وأما البصري فليس عنده علم في هذا الموضوع، اللهم إلا ما فهمه من أن الإيتاء قد يكون في الأمور المعنوية، والإعطاء في الحسية، وهذا على الأغلب ولا أظنه مضطردًا ... وهو مجرد اجتهاد شخصي للمشاركة لا للتعليم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 02:39 م]ـ
حسبت أني أنادي--فإن لم يكن منادى فهو أبو عبد المعز
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 03:00 م]ـ
السلام عليكما ...
فى مثل حالة البحث عن الفروق الدلالية ... بين الكلمات المعدودة من المترادفات .... لا ينتظر المرء فرقا كبيرا واضحا ..... فالغالب ان يكون الفرق مما يحدس .... يشعر ولا يعبر عنه ...
والسبيل الصحيح .... هو الاستقراء:
تتبع كل الآيات الذي ذكر فيه "آتى"
تتبع كل الآيات التي ذكر فيها "أعطى"
حينئذ فقط يتم التوصل الى الفرق الدقيق واللطيف .... مستعينين بالسياقات المختلفة ...
هذا المنهج صحيح وقد دعت اليه عائشة بنت الشاطيء رحمها الله ........... وأثبتت فعاليته ..
فهل من تشمير على الساعد؟؟
ويحضرني اللحظة ... ان الاعطاء فيه معنى التمليك ..... لذلك كان فى الاشياء الحسية كما تفضل وقال الاخ البصري .... وينتج عن التمليك تخصيص المعطى له بالعطية .... يتصرف فيها كما يشاء .. اما "آتي"فيكون فى المعنويات وليس فيها تخصيص ... لأن المأتي فى الغالب من أسماء الاجناس التى يقع فيها تعدد الافراد ... يوضح هذا المثال التالي: آتاه الله الحكم .... الحكم اسم جنس .. فيه افراد .... فيؤتيه الله فى وقت واحد لعدة اشخاص ... لكن الكوثر شيء واحد فلا تتصور فيه الامتلاك المتعدد الا على سبيل الشركة ... لكن الشريك لا يملك الا البعض ... وليس الشيء جميعه ...
إذا كان ما قلته صحيحا ... فيكون فى قوله "اعطيناك الكوثر"نكتتان دلا ليتان:
1 - الكوثر شيء محسوس ... ولا داعي لتأويله بالعلم او غيره ...
2 - الكوثر شيء واحد اعطي لشخص واحد خصيصا ... ولا يتصور ان يكون لشخص آخر ... فى نفس الوقت ... لان العقل يقول يستحيل ان يكون الشيء الواحد بعينه فى مكانين وعند شخصين مختلفين .... فأفادت الآية ... ما وصل اليه مقام نبينا صلى الله عليه وسلم ..... عند ربه الكريم ..
لكن العبرة بالاستقراء .... فإن اثبت الاخوان صحة هذا الفهم .. اضفته الى تدبري لسورة الكوثر الذي نشرته فى هذا النتدى المبارك .....
للجميع تحياتي .... وانتظر من الاخوة .. استقراء سياقات الكلمتين فى القرآن الكريم .. لمن له متسع من الوقت ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 05:39 م]ـ
نعم
أخي العمدة إن مما يشكل على تفكير أبي عبد المعز حول كون الإتيان يكون بالأمور المعنوية هو الآية التي ذكرتها --وهذه أيضا
((آتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ)) الكهف 96
والأمر لم يتعد التفكير يا حضرة العمدة
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 06:04 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
قصدت بالتخصيص ... امتلاك الفرد ذلك الشيء بعينه ....
واستشهادك أخي الفاضل ابا محمد بأية قارون .... لا يعكر على تفسيري .. "وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ "فمن تبعيضية .. لا شك ..... ولا يمنع ان يؤتي الله آخرين من نفس الجنس اعني الكنز ...
اما استشهادك ب: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر: 87) أليس الإيتاء وقع هنا على ما لا يتعدد؟
صحيح لا يتعدد ... لكن القرآن مبلغ للعالمين ... ويحق لكل مسلم ان يقول آتاني الله القرآن ... لا على انه انزل عليه ... ولكن على انه المقصود به للاهتداء ... والفلاح ...
لا يعني هذا انني متمسك بتفسيري معاذ الله ... وقد اعترفت من قبل ان الامر يقضي عليه الاستقراء ...
الاخ جمال ... آتونى زبر الحديد ..... بمعنى هاتوا ... اي احضار .... وهو مختلف قليلا عن محل الكلام ...
ما رأي الاخوة لو ينظروا فى هذا المثال:
اعطيتك درهما ...
آتيتك درهما ....
آتيتك مالا ..
لا غبار على فصاحة الاول ...
ولا على فصاحة الثالث ...
لكن الثاني فيه نظر ... فإن ثبتت فصاحته ..... تخليت عن تمسكي بتقييد الايتاء بالجنس ... وان لم يثبت .. كنت على حق ان شاء الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 06:38 م]ـ
نعم أخي
كلامك صحيح في آية (آتونى زبر الحديد) --
أما والتفكير جار فيما بيننا فما المانع أن يكون الآيتاء في الأمور العظيمةوالثابتة--والإعطاء في الأمور الأقل درجة والمتغيرة أو المتحولة
ولنأخذ أمثلة
(وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) --فلا أعظم من هذا الإتيان ولا أثبت منه--ولا تحول عنه إلى ما هو أعلى منه
أما قوله ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)) فالعطاء هنا وهو نهر الكوثر ليس أعظم ما يعطيه الله لرسوله---وسيتحول عنه:= إلى ما هو أعلى فحسن استخدام العطاء ليشير إلى أنه ليس أقصى ما يناله المرء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 06:44 م]ـ
أخي جمال .....
ما تذهب اليه .... قد يعكر عليه الآية التى استشهد بها اخونا ابو محمد ..... ايتاء قارون من زينة الحياة الدنيا ....... لا يرقى ابدا الى اعطاء الكوثر .... لسيد البشر ... فتعين اعادة النظر ... (عفوا جاء السجع عفوا)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 07:02 م]ـ
هناك فرق أخي أرجو أن تلاحظه
أن ما أعطيه قارون هو الأعظم من حيث الجنس---أي من كنوز الدنيا فإن ما أعطيه قارون هو أعظم ما أعطي إنسان
أما ما يعطى لسيد البشر في الجنة فإن أقله هو نهر الكوثر وهو طبعا أعلى من أي عطاء يناله بشر حينها
على هذا أظن أن وجهة تفكيري ما زالت معقولة فاتجه معي في نفس الوجهة أخي الفاضل
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 07:37 م]ـ
أشار إلى ذلك السيوطي - رحمه الله - ضمن قاعدة في النوع الثاني والأربعين من كتابه الإتقان 1/ 254 طبعة البابي الحلبي التي بأسفلها الإعجاز للباقلاني، وهو من الكتب العظيمة.
والقاعدة هي: أمور مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها، قال:
قاعدة في الألفاظ التي يظن بها الترادف وليست منه
وذكر أمثلة، ثم قال 1/ 256:
" ومن ذلك الإعطاء والإيتاء. قال الجويني: لا يكاد اللغويون يفرقون بينهما، فظهر لي بينهما فرق ينبئ عن بلاغة كتاب الله تعالى، وهوأن الإيتاء أقوى من الإعطاء في إثبات مفعوله، لأن الإعطاء له مطاوع، تقول: أعطاني فعطوت، ولا يقال، في الإيتاء: آتاني فآتيت (كُتبت أتاني فأتيت، وهو خطأ) وإنما يقال: فأخذت، والفعل الذي له مطاوع أضعف في إثبات مفعوله من الفعل الذي لا مطاوع له، لأنك تقول: قطعته فانقطع، فيدل على أن فعل الفاعل كان موقوفاً على قبولٍ في المحل لولاه ما ثبت المفعول، ولهذا يصح: قطعته فما انقطع، ولا يصح: فيما لا مطاوع له ذلك، فلا يجوز: ضربته فانضرب، أو: فما انضرب، ولا: قتلته فانقتل، ولا: فما انقتل، لأن هذه أفعال إذا صدرت من الفاعل ثبت لها المفعول في المحل، والفاعل مستقل بالأفعال التي لا مطاوع لها، فالإيتاء أقوى من الإعطاء. قال: وقد تفكرت في مواضع من القرآن فوجدت ذلك مراعى. قال تعالى: (تؤتى الملك من تشاء) لان الملك شيء عظيم لا يعطاه إلا من له قوة، وكذا: (يؤتي الحكمة من يشاء) (آتيناك سبعاً من المثاني) لعظم القرآن وشأنه. وقال: (إنا أعطيناك الكوثر) لأنه مورود في الموقف مرتحل عنه قريب إلى منازل العز في الجنة، فعبر فيه بالإعطاء، لأنه يترك عن قرب وينتقل إلى ما هوأعظم منه، وكذا: (يعطيك ربك فترضى) لما فيه من تكرير الإعطاء والزيادة إلى أن يرضى كل الرضا، وهومفسر، أيضاً، بالشفاعة، وهي نظير الكوثر في الانتقال بعد قضاء الحاجة منه، وكذا: (أعطى كل شيء خلقه) لتكرر حدوث ذلك باعتبار الموجودات (حتى يعطوا الجزية) لأنها موقوفة على قبول منا وإنما يعطونها عن كره".
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 07:58 م]ـ
كنت كتبت كلاما فلما شاهدت مشاركة لاخ الفاضل خالد ...
فضلت ارجاءه حتى يتبين جديد الامام السيوطي فى الموضوع ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:17 م]ـ
الاخ الفاضل خالد حفظك الله .......
تعليل السيوطي رحمه الله:
وقال: (إنا أعطيناك الكوثر) لأنه مورود في الموقف مرتحل عنه قريب إلى منازل العز في الجنة، فعبر فيه بالإعطاء، لأنه يترك عن قرب وينتقل إلى ما هوأعظم منه ...
لا يسلم له .... بل يسلم ضده ..... والبيان:
قال البيهقي فى الاعتقاد: وقال في الحوض إنا أعطيناك الكوثر ....
قال الاسفراييني فى التبصرة: وقد ورد في معنى الحوض قوله تعالى إنا أعطيناك الكوثر وقد روى أنس رضي الله عنه أن النبي نعس نعسة ثم رفع رأسه فضحك وتبسم ثم قال أتعرفون لماذا ضحكت فقالوا الله ورسوله أعلم فقال نزلت علي في هذه الساعة سورة إنا أعطيناك الكوثر أتعرفون ما الكوثر الكوثر نهر في الجنة أعده الله لي ولذلك النهر حوض تأتيه أمتي يوم القيامة وأوانيه عدد الكواكب أو أكثر وقد يأتيه من يمنع من ذلك فأقول يا رب أنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدث بعدك ثم وصف النبي ذلك الحوض في أخبار كثيرة فقال حصاه من الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والدر والمرجان وحمأته من المسك وترابه من الكافور أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج خروجه يكون من تحت سدرة المنتهى طوله وعرضه ما بين المشرق والمغرب من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ومن توضأ منه لم يشعث أبدا ....
وقال شارح الطحاوية:
قال العلامة أبو عبد الله القرطبي [رحمه الله] في التذكرة: واختلف في الميزان والحوض: أيهما يكون قبل الآخر؟ فقيل: الميزان وقيل: الحوض قال أبو الحسن القابسي: والصحيح أن الحوض قبل قال القرطبي: والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم كما تقدم فيقدم قبل الميزان والصراط قال أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتاب كشف علم الآخرة: حكى بعض السلف من أهل التصنيف أن الحوض يورد بعد الصراط وهو غلط من قائله قال القرطبي: هو كما قال ثم قال القرطبي: ولا يخطر ببالك أنه في هذه الأرض بل في الأرض المبدلة أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم ولم يظلم على ظهرها أحد قط تظهر لنزول الجبار جل جلاله لفصل القضاء انتهى فقاتل الله المنكرين لوجود الحوض وأخلق بهم أن يحال بينهم وبين وروده يوم العطش الأكبر ....
فاستبان والحمد لله ...... ان الكوثر فى الفردوس وله امتداد فى ارض المحشر ... فالانصراف ان كان فعن الحوض .... وهو جزء الكوثر .... لا الكوثر كله ...
ومما جرأني على مخالفة السيوطي رحمه الله .... اعترافه بانفراده بهذا الاجتهاد ......
فما قولك اخي الشبل ...... (احاول ما امكن ان استبقيك فى الحوار ..... فالحوار معك اندر من الكبريت الاحمر على ما يبدو .. )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:21 م]ـ
أبا عبد المعز
لقد قرأت كلامك--وتساءلت في نفسي --لم يتجاهل كلام الجويني--ولمّا حذفت كلامك لتقرأ ما قال الجويني أكبرت تصرفك---والحقيقة أنني قرات كلام الجويني عند الزركشي وكنت أحاول أن أدفعك تدريجيا إلى وجهته
وانا في شوق لمعرفة تقييمك لكلامه
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:39 م]ـ
اخي جمال .....
الشيخ خالد نقل عن السيوطي ...... وليس الجويني ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:40 م]ـ
والسيوطي نقل قول الجويني
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 09:01 م]ـ
نعم ....... جاء ذكر الجويني ...... لكن اشكل علي اين ينتهي كلامه ..... فقد نقل الشيخ خالد:
قال الجويني: لا يكاد اللغويون يفرقون بينهما، فظهر لي بينهما فرق ينبئ عن بلاغة كتاب الله تعالى، وهوأن الإيتاء أقوى من الإعطاء في إثبات مفعوله،
حسبت ان السيوطي يتعقب الجويني .... فيكون الجويني قال: لا يكاد اللغويون يفرقون بينهما.
واستأنف السيوطي فقال: فظهرلي ......
واذا كان الزركشي ..... قد نقل الكلام نفسه .... فتعين المصير الى ان القائل هو الجويني .... إذ لا يعقل ان ينقل عن السيوطي ..... والسيوطي متأخر عنه .... توفي الزركشي رحمه الله 794ه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 09:21 م]ـ
لا عليك أخي
ولكني أتمنى أن تراجع تقييمك لكلام الجويني فلعلك تقتنع بما فيه وتشرحه بسلاسة لغتك للناس
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 12:13 ص]ـ
الأستاذ أبا عبد المعزّ:
يبدو لي أن الرأي للجويني، والسيوطي إنما يحكيه عنه. ثم إن السلف - رحمهم الله - اختلفوا في الكوثر على أقوال، منها أنه نهر في الجنة، ومنها أنه الحوض، ورجحهما القرطبي في جامعه.
والكوثر: فَوْعَل، والواو زائدة، وهو الكثير من كل شيء، ولهذا فسر الكوثرَ سعيدُ بن جبير - رحمه الله - بالخير الكثير، والسنة دلّت على ثبوته نهرًا أو حوضًا. وممن قال بأنه حوض في الموقف عطاء، رحمه الله، فلعل الجويني - رحمه الله - يذهب إلى قول عطاء بأنه الحوض، وهو حوض الماء النازل من الكوثر في عرصات القيامة للنبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم. أما المعتزلة فقد أنكروا ثبوته، والأحاديث المتواترة وإجماع أهل السنة يردّان قولهم.
عمومًا، هذا حوار متفرع عن أصل الموضوع، فهل التفريق بين الإعطاء والإيتاء الذي أتى به الجوينيُّ صحيح؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 04:50 ص]ـ
ربما أخي خالد لو استخدمت عبارة غير هذه لأرضيت جمهور الجويني إمام الحرمين
قلت ((فهل التفريق بين الإعطاء والإيتاء الذي أتى به الجوينيُّ صحيح؟))
وما جاء به الجويني يعتبر من جديد فقه المعاني --حتى أن الزركشي على عظمته أفرد له فصلا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 02:13 م]ـ
أبا عبد المعز
لقد تركت الأمر معلقا فلم ترفض ولم تقبل قول إمامنا إمام الحرمين الجويني!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 11:21 م]ـ
أخي جمال ......
نظريا هناك موقف ثالث يسمى التوقف .. فليس الجواب دائما لا .... نعم.
اما رأي الجويني ...... فلم يقنعنى .... :
فهو مثلا لم يعط دليلا على ان الافعال التي لها مطاوع ..... أضعف من التي ليس لها مطاوع ...
أما عن قوله "لقبول المحل"فيلزم عنه ان تكون الافعال اللازمة ...... هي دائما أقوى من المتعدية ... وهذا غير صحيح ....
ف"أجلست" .... أقوى من "جلس"
ثانيا توجيهه للآيات لا يسلم له:
قال الجويني: قال تعالى: (تؤتى الملك من تشاء) لان الملك شيء عظيم لا يعطاه إلا من له قوة، وكذا: (يؤتي الحكمة من يشاء) ... هل يقصد ان الحكمة لا تكون الا لقوي ..... ما الدليل.
والملك ..... قد يكون عظيما وقد يكون صغيرا جدا .... فهناك اباطرة ... وملوك .... صغار وكبار ..
لكن ان يقنعني االجويني بأن ملك أمير فى الارض أعظم من الكوثر ..... فهذا بعيد ....
ولا استسيغ ان يؤتي الله طغاة الارض من كفرة وفجرة ..... ويكون من نصيب نبينا صلى الله عليه وسلم مجرد العطاء ......
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسن الله إليكم إخوتي الكرام، فإن إسهاماتكم قيّمة، رفع الله قدركم وحطّ وزركم .. واسمحوا لي بمشاركة سريعة أسأله تعالى أن ينفع بها، فأقول مستعيناً بالله ربي وربكم:
إن ما تبيّن لي من مداخلاتكم الكريمة أن الفرق بين الإيتاء والإعطاء لا يتعدّى قولين:
الأول: الإيتاء يدل على ثبات وقرار، والإعطاء يدلّ على التكرار ..
الثاني: الإيتاء يكون في المعنويات وليس فيه تخصيص، أما الإعطاء فيكون في الحسيات وفيه معنى التمليك.
وإن أردنا نحن الوصول إلى ما ينفعنا ويشفي غليلنا بإذن الله تعالى، فما علينا إلا أن نستقريء آيات الكتاب الحكيم، كما بيّن ذلك أخونا أبو عبد المعز، فإن فيها الجواب الشافي إن شاء الله.
أما ما نذهب إليه ونؤيده، فهو القول الثاني، وذلك لما في الإعطاء من خصوصية، وما في الإيتاء من عمومية. وأورد هنا مجمل ما منّ الله به علينا، ومما وجدناه في مؤلفات العلماء.
أولاً: إن الأصل في العطية عدم التكرار، ونستدل على هذا من قوله تعالى: "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"، فلا نرى فيه تكراراً بالنظر إلى كل موجود على انفراد، إذ إن كل مخلوق يُعطى خلقه مرة واحدة. وقوله تعالى: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"، فقد ذكر الجويني رحمه الله أن العطاء يتكرّر إلى أن يرضى كل الرضى، ونرى أنه عطاء واحد متّصل حتى يحصل الرضا منه صلى الله عليه وسلم. والشاهد الثالث يؤكد نفي التكرار حسب قول الجويني نفسه:"وإعطاء الكوثر للإنتقال منه إلى ما هو أعظم منه"، ففي هذا إقرار بنفي التكرار عن اللفظ.
أما بالنسبة للإيتاء فإنا نراه يدلّ على الثبات والتجدّد معاً، وفي الأول قرار وفي الثاني تكرار، فمثال الأول قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ"، فهذا لا تحوّل عنه، ومثال التكرار والتجدّد قوله تعالى: "وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ"، فإيتاء الزكاة مع أنه ثابت في الحكم إلا أنه متكرّر كل حول من حيث الفعل.
ثانياً: الإعطاء يكون صلة ومنحة عن حبّ ورضا، والدليل على ذلك قوله تعالى: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ"، وقوله: "رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"، وقوله: "جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًاً"، والعطاء في هذه الآيات ابتداء فضل من الخالق سبحانه إلى المخلوقين، ولا يخفى في في هذه الآيات من معنى المنحة والرضا على المعطَى.
أما الإيتاء فأعم من الإعطاء، لأنه يكون عن رضا النفس أو بعد إكراهها. مثال الرضا قوله تعالى: "أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم"، وكذلك قوله تعالى: "وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ"، وأيضاً قوله تعالى: "فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ". ومعنى الرضا في هذه الآيات لا يحتاج إلى بيان. أما مثال الإكراه فقوله تعالى: "وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ"، ففيه مغالبة النفس وإكراهها على تنفيذ ما أمرت به. ولأنه إيتاء لم تجد النفس به سماحة ربما حدثت صاحبها باسترجاع ما آتت، كقوله تعالى: "وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ"، وليس الإعطاء كذلك.
ثالثاً: الإعطاء لما كان صلة عن رضا وطواعية فإنه لم يرد فعل الأمر منه في القرآن الكريم، وإنما ترك لخيار النفس، كقوله تعالى: "هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، فلا إلزام بأحدهما، يقول أبو حيان: "أي لا حساب عليك في إعطاء من شئت أو حرمانه"، وهو ما أشرنا إليه من حرية الإعطاء ورضا النفس به. ومثل ذلك قوله تعالى: "وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ"، فالآيتان لم توجّها إلى الأمر بالإعطاء أو منعه، وإنما تركتاه للخيار إباحة. ومما يؤكد معنى الصلة عن سماحة النفس في الإعطاء، المقابلة بين أعطى وبخل في قوله تعالى: "فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى .. وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى .. "، فالمقابلة بينهما تدلّ على أنهما يشتركان في كونهما من سجايا النفس.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الإيتاء فقد صرّح القرآن الكريم بفعل الأمر منه في كثير من آياته الكريمة، كقوله تعالى: "وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ"، وقوله تعالى: "وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ".
ومما يؤكد ما ذهبنا إليه من عموم الإيتاء واشتماله على الرضا والكره كونه أُمر به في الحالين:
فمن الأمر بالإيتاء مع رضا النفس قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام: "فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا"، لأننا لا نظن أن فتى موسى عليه السلام كان كارهاً للإتيان بالغداء، وقد نصّت الآية الكريمة على أنهما كانا متعبين، وتعب السفر يشتمل على الجوع، ونحسب أن ذلك علّة الفاصلة القرآنية في هذه الآية، ولو ختمها بالجوع لما فُهم منه التعب. ولذلك آثر ذكر النّصب على الجوع، فموسى وفتاه كانا جائعية، والجائع ينشط للطعام ويحبّ الإتيان به.
ومن الإيتاء على كره من النفس قوله تعالى: "وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ"، فبعض النفوس ترغب عن إيتاء الحقوق، وما شهدته الجزيرة العربية عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من حروب الرّدّة كان سببه امتناع بعض القبائل عن أداء الزكاة التي أمروا بها. ومثل ذلك أيضاً ما عزم عليه أصحاب الجنة في سورة القلم من حرمان الفقراء نصيبهم، قال تعالى: "فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ".
والخلاصة أن الإعطاء لا يكون إلا عن سماحة نفس، ولذلك لا يؤمر به في القرآن، أما الإيتاء فيكون برضاها ومن غير رضاها، وقد ورد فعل الأمر بالإيتاء في الحالين، وهذا يؤكد خصوصية الإعطاء وعمومية الإيتاء.
رابعاً: الإعطاء بوصفه صلة تصدر عن رضا لا يكون إلا في الخير، كقوله تعالى "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ"، "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"، "عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ"، "كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا"، "جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا"، "هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ".
ويلاحظ في كل ما ورد من الآيات أنه لم يذكر نوع العطاء خيراً أم شراً، اكتفاء باختصاص اللفظ في الدلالة على ما فيه من معنى الخير والنعمة، دون الشر والنقمة. في حين أن الإيتاء يمكن أن يكون شراً وعذاباً، قال تعالى: "رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ"، فقد نصّت الآية الكريمة على نوع الإيتاء، وقد ورد الإيتاء كذلك في سياق واحد يوحي بالثواب مرة، والعقاب أخرى، وذلك في قوله تعالى: "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ .. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ"، فكلاهما إيتاء، ولكن أولهما خير، والثاني شر، وفي هذا أيضاً ما يعزّز خصوصية الإعطاء، وعمومية الإيتاء.
خامساً: الإعطاء لمّا كان خيراً واختياراً، عن حب ورضا، لم يكن محلاً للفتنة والإختبار، واستقراء آيات الإعطاء في القرآن الكريم خير دليل على ذلك، في حين أن الإيتاء ورد في غير موضع من القرآن الكريم يدلّ على الإبتلاء والإمتحان، كقوله تعالى: "لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم"، وقوله تعالى: "وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ"، وذكر الإيتاء أيضاً في آيات لا تدلّ على ابتلاء واختبار، كقوله تعالى: "وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، وهذا وجه آخر لما بين الإعطاء والإيتاء من خصوص وعموم.
سادساً: الإيتاء يحتمل النزع من المؤتى، فالله تعالى يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء. أما العطاء فلا يمكن نزعه لأنه أصبح ملك المعطى إليه، كما في قوله تعالى: "هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ".
والذي نخلص إليه ما يلي:
الإعطاء:
- تمليك عن سماحة نفس
- لا يمكن أن يكون إلا في الخير
- لم يرد الأمر به في القرآن الكريم
- لم يكن محلاً للبلوى
- يكون مرة ولا تتكرّر
الإيتاء:
- يكون تمليكاً وغير تمليك
- يستخدم مع رضا النفس وسخطها
- يستخدم في الخير والشر
- كثر ورود فعل الأمر منه في القرآن الكريم
- يدلّ على اختبار في بعض الآيات، ولا يدلّ على ذلك في آيات أخرى
- يدلّ على القرار والتكرار معاً
ففي الإيتاء ازدواجية
وفي الإعطاء أحادية
وهذا ما يعزّز القول بعموم الأول وخصوص الثاني.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 05:00 ص]ـ
الاخ الكريم لؤي الطيبي ...
سلام الله عليك ...... ومرحبا بك بين اخوانك فى الفصيح ...
أهنئك على نفسك الطويل فى البحث والاستقصاء ..... فلعلنا نأخذ منك مما آتاك الله .. (أم تفضل ان اقول مما أعطاك الله) وأيا ما اخترت .... فأنت على الرحب والسعة .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 05:03 ص]ـ
الأخ لؤي الطيبي
مقال طيب والحمد لله---وعندي استفسار عن آية (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) --وأنت قلت (الإعطاء:
- تمليك عن سماحة نفس) ---وها هنا تمليك دون سماحة نفس
ما رأيك؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 08:52 ص]ـ
شكر الله للأخوين أبي عبد المعز وجمال حسن ظنهما بي ..
أما بالنسبة لقول الله تعالى: "حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"، فهو يخالف معنى الصلة والطواعية .. ولكن بالنظر إلى معنى الصلة والرضا ينقلب المعنى إلى الإستهزاء والتهكم إمعاناً في الذلّ والصَّغار، فيكون المعنى: حتى تجود به أنفسهم وهم راغمون، واللفظ بهذا المعنى لا يغادر معناه، وإنما هو الغرض البلاغي.
وما خالف هذا المعنى أيضاً من صلة المحب ورضا النفس بالعطاء دلّ عليه السياق في لفظ آخر، كقوله تعالى: "أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى"، فوصف الإعطاء بالقلة، وإتباعه بـ"أكدى"، ثم اجتماع الأمرين على وصف الذي تولّى، كل ذلك يجبّ شيئاً من معنى الإعطاء، وهو السماحة، فيجعله نزاعاً في النفس، يغلب فيه الإقدام بعد الإحجام، فيكون عطاءً قليلاً.
والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 08:04 م]ـ
الأخ أبا عبد المعز
قلت ((قال تعالى: (تؤتى الملك من تشاء) لان الملك شيء عظيم لا يعطاه إلا من له قوة، وكذا: (يؤتي الحكمة من يشاء) ... هل يقصد ان الحكمة لا تكون الا لقوي ..... ما الدليل.
والملك ..... قد يكون عظيما وقد يكون صغيرا جدا .... فهناك اباطرة ... وملوك .... صغار وكبار .. ))
وأعذرك لأنك انتقدت كلاما لم يقله إمامنا الجويني إمام الحرمين
إنما قال (لأن الملك شيء عظيم لا يعطيه إلا من له قوة ولأن الملك (كسر الميم) في الملك أثبت من الملك في المالك فإن الملك (كسر اللام) لا يخرج الملك من يده وأما المالك فيخرجه بالبيع والهبة))
فما رأيك؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 09:32 م]ـ
لقد قرن إمام الحرمين-رحمه الله- الملك بالحكمة ..... ولم يبين وجه الاقتران .... فهل وضحت نيابة عنه ......
فعلى فرض لزوم الملك للقوة .... فهل هي لازمة للحكمة .... ايضا ..
فما تقول حفظك الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 09:39 م]ـ
مرة أخرى --هذا الكلام ليس لإمام الحرمين الجويني ---فمن أين أتيت به؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 09:52 م]ـ
. قال: وقد تفكرت في مواضع من القرآن فوجدت ذلك مراعى. قال تعالى: (تؤتى الملك من تشاء) لان الملك شيء عظيم لا يعطاه إلا من له قوة، وكذا [ b]: ( يؤتي الحكمة من يشاء)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 10:20 م]ـ
أخي قلت لك عن الأولى ليس من قوله--وذكرت لك النص الصحيح--والثانية أيضا
قال ((قال تعالى"يؤتي الحكمة" لأن الحكمة إذا ثبتت في المحل دامت))
هذا نص إمامنا إمام الحرمين الجويني فتدبره يرحمك الله
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 12:46 م]ـ
ما أجمل النقاش مع أصحاب الصدر الواسع، .... والله ما ضا قت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق، العلم فوق كل شيىء مع إعطاء كل صاحب حق حقه، إنه ميراث الأنبياء.(/)
فلنتوقف عن استخدام لفظة " اللواط"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 07:49 ص]ـ
:::
نبي الله لوط---أبتلي بقوم يأتون الرجال شهوة من دون النساء
قال تعالى ((وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ))
فهل من المناسب أن ننسب الفعل نسبة لغوية إلى إسم النبي لوط عليه السلام؟؟
وأود أن أشير لكم أن الجذر" لاط" لم يكن في زمن معين يشير إلى فاحشة قوم لوط
قال الزمخشري في الأساس
((((ل و ط
لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. وفي الحديث: "الولد ألوط": ألصق بالقلب. وقال عبيد بن أيوب العنبري: وطال احتضاني السيف حتى كأنما يلاط بكشحي غمده وجمائله
يريد كأنه مخلوق مني. وفلان مستلاط: دعي. واستلاط ولداً ليس منه: ادعاه. قال: وهل كنت إلا بهثةً فاستلاطها شقيٌّ من الأقوام وغدٌ ملحّق
البهثة: ولد البغي: ومن المجاز: "لا يلتاط بصفرى" أي لا أحبه)) وكان الفقهاء الأفذاذ يستخدمون العبارة "عمل قوم لوط" عند الحديث عن هذه الفاحشة
هي دعوة للتوقف عن استخدام لفظة اللواطة---إحتراما لنبي الله لوط---فما رأيكم؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 08:11 ص]ـ
لا نخالفك الرأي، فابذل ما استطعت للقضاء عليها.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 09:17 ص]ـ
ومن تحسبني؟؟؟:)
ثم أنا قصدت أمرا له علاقة بمفهوم " الإستعمال" ---هل لاحظته؟؟
ـ[الملهم]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 11:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام على الأساتذة، وبعد، هذه من البوادر الحسنة التي يتحفنا بها أخانا (جمال). وجميل أن يكون لنا بصمة في كشف ولو قطرات من بحار الكلمات والعبارات التي هي دارجة على ألسن كثير من الناس العامة منهم والمتعلمين.
فأقول إن الناس يستخدمون هذه العبارة في الدلالة على ماأشير أعلاه، فالأولى أن يقال: (عمل قوم سيدنا لوط) عند الإشارة إلى ماينسبوه من أعمال سيئة إنتشرة في قوم سيدنا لوط (عليه السلام).
ـ[البصري]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 11:42 ص]ـ
لم ألحظ إلا أنك قصدت تكريم نبي الله لوطًا ـ عليه السلام ـ من أن ينسب إلى اسمه أمرًا قبيحًا مشينًا كهذا الفعل،، وأنا أؤيدك على هذا الرأي، وأدعو إلى تنزيه اسم هذا النبي الكريم من أن ينسب إليه فعل قبيح منكر .. فأنا من أول الأمر فهمت أنك تقصد الاستعمال اللغوي ... وأما المنكر في حد ذاته فيجب على من علمه إنكاره بما يستطيعه من درجات المنكر الواردة في الحديث الصحيح: " من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ... "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 02:44 م]ـ
أخي البصري
نعم قصدت تكريمه---وقصدت إشارة التعرض لمفهوم "الإستعمال"
-------------------------------
أما أخي الملهم فإن وجودك معنا يضفي حيوية بطعم خاص فواصل مشاركاتك(/)
سؤال مهم جدا - أريد الإجابة عليه
ـ[الجعافرة]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 11:31 م]ـ
أريد أن أعرف وظائف اللام وأنواعها وكذلك الواو والباء وفوائدها - وجزاكم الله خيرا = مثل الباء الأولي من البسملة (كما قالوا باء المصاحبة أو باء الالتصاق أو الباء السببية أو باء القدرة وتقديرها الباء الجارّة ----- أما الواو فواو المصاحبة وواو القسم وواو العطف والترتيب والتعقيب وواو الإستئناف الخ - أما اللام فلام التأكيد والجارّة والقسم ----------- أرجو الإفادة 0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 04:58 ص]ـ
السلام عليكم
واضح أنها وظيفة مدرسية--
ولقد نقلت لك هذا المقال فالتقط منه ما تشاء
[ line]
(( حروف المعاني*
=================================
الكلام على الحرف
الحروف كلها مبنية وهي قليلة بحيث لا يتجاوز عددها ثمانين، ويقال لها حروف المعاني، كما أَن حروف الهجاءِ يقال لها حروف المباني.
حروف المعاني على خمسة أقسام: أحادية، وثنائية، وثلاثية، ورباعية، وخماسية.
==========================
(أما الأحادية)
فثلاثة عشر وهي: الهمزة والألف والباء والتاء والسين والفاء والكاف واللام والميم والنون والهاء والواو والياء.
(فالهمزة) للاستفهام وللتسوية وللنداء نحو: {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ}، {وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}، أجارتَنا إنا مقيمان ها هنا.
و (الألف) للاستغاثة وللتعجب وللندبة وللفصل بين النونين وللدلالة على التثنية نحو: (يا يزيدا لآملٍ نيل بر)، يا ماءا ويا عشبا! واحسينا، اضربْنان يا نساءُ. (وقد أسلماه مبعدٌ وحميم).
و (الباء) للإلصاق وللسببية وللقسم وللاستعانة نحو: أمسكت بأخي، {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لعَنّاهُمْ}، (أقسم بالله وآياته)، كتبت بالقلم، وتجيء زائدة نحو {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ}.
و (التاء) للتأنيث وللقسم نحو: {قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ}، {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا}.
و (السين) للاستقبال نحو: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا.
و (الفاء) للترتيب مع التعقيب ولربط الجواب نحو: دخل عند الخليفة العلماء فالأمراء، {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}. وتجيء زائدة لتحسين اللفظ نحو: خذ سبعة فقط.
و (الكاف) للتشبيه وللخطاب نحو: العلم كالنور، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً}، وتجيء زائدة نحو {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
و (اللام) للأمر وللابتداء وللقسم وللاختصاص نحو {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}. {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينا مِنّا}. {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} .. الجنة للطائعين.
و (الميم) للدلالة على جمع الذكور نحو {بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ}
و (النون) للوقاية من الكسر وللتوكيد نحو {وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ}، {لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ}.
و (الهاء) للسكت في الوقف نحو لِمَهْ وقهْ وللغيبة نحو إياه وإياهم، فإن الضمير هو (إيا) فقط، وما بعده لواحق تدل على الغيبة كما هنا، أو على الخطاب كما في إياك وإياكم، أو على التكلم كما في إياي وإيانا.
و (الواو) لمطلق الجمع وللاستئناف وللحال وللمعية وللقسم نحو يسود الرجل بالعلم والأدب {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحامِ ما نَشاءُ}، {خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} سِرتُ والجبلَ، {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}.
و (الياء) للمتكلم نحو إياي.
------------------------------------------------------------------
و (أما الثنائية)
فستة وعشرون وهي آ وإذ وأل وأم وأن وإن وأو وأي وإي وبل وعن وفي وقد وكي ولا ولم ولن ولو وما ومُذ ومِنْ وها وهل ووا ويا والنون الثقيلة.
(آ) للنداء نحو آعبدَ الله
و (إذ) للمفاجأة بعد بيْنَا وبينما، وللتعليل نحو
فبينما العسرُ إذ دارت مياسيرُ
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم .. إذ هم قريش وإذ ما مثلهُم بشر
و (أل) لتعريف الجنس أو جميع أفراده أو فرد منه معينٍ نحو الرجل خير من المرأة، {إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (*) إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا}، {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}، وتجيء زائدة نحو الآن والنعمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
و (أم) للمعادة بعد همزة الاستفهام أو للتسوية نحو {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ}، {وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}، وتجيء بمعنى بل نحو {هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ}.
و (أن) تكون مصدرية ومفسّرة وزائدة ومخففة من أَن نحو {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}، {فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}، {فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ}، {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}.
و (إن) للشرط وللنفي وتجيء زائدة ومخففة من إنَّ نحو إن ترحم تُرْحَم. إن هم إلا في غرور.
ما إن ندمتُ على سكوت مرّة .. ولقد ندمتُ على الكلام مراراً
{وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ}.
و (أو) لأحد الشيئين نحو خذ هذا أو ذاك. وتجيء في مقابلة إما نحو العدد إما زوج أو فرد، وبمعنى بل نحو {وَأَرْسَلْناهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}.
و (أي) للنداء وللتفسير نحو أيْ رب، هذا عسجد أي ذهب
و (إي) للجواب ويذكر بعده قسم دائماً نحو {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}. والغالب وقوعها بعد الاستفهام كما رأيت.
و (بل) للإضراب عن المذكور قبلها وجعلها في حكم المسكوت عنه نحو ما ذهب خالد بل يوسف. وجهه بدر بل شمس.
و (عن) للمجاوزة وللبدلية نحو خرجتُ عن البلد {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}.
و (في) للظرفية وللمصاحبة وللسببية نحو: في البلد لصوص. ادخلوا في أمم، ((دخلت امرأةٌ النار في هرة حَبَستها)).
و (قد) للتحقيق وللتقليل وللتوقع نحو {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها}، قد يجود البخيل، قد يقدَم المسافر الليلةَ.
و (كي) للمصدرية وهذه مع ما بعدها في تأويل مصدر كـ (أن) نحو: أخلِصوا النيات كي تنالوا أعلى الدرجات. جدّ لِكَي تجد.
و (لا) تكون ناهية وزائدة ونافية نحو {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}. {ما مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ}، {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى}، وقد تقع النافية جواباً وعاطفة وعاملة عمل إنْ نحو قالوا أتصبر؟ قلت لا. أكرم الصالح لا الطالح، لا سمير أحسن من الكتاب.
و (لم) لنفي المضارع وجزمه وقلبه إلى المضيّ نحو {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}.
و (لن) لنفي المضارع ونصبه وتخليصه للاستقبال نحو:
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبرا
و (لو) للشرط وللمصدرية نحو لو أنصف الناس استراح القاضي. {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} ويقال لها في نحو المثال الأول حرف امتناع لامتناع، أي انتفاء الجواب لانتفاء الشرط.
و (ما) تكون نافية وزائدة وكافة عن العمل ومصدرية نحو {ما هَذا بَشَراً}، {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، {كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ}، {ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ} وقد يلحظ الوقت مع المصدرية فيقال لها مصدرية ظرفية نحو {وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّاً}.
و (مذ) للابتداء أو الظرفية نحو ما كلمتُه مذ سنة ولا قابلته مذ يومنا.
و (من) للابتداء وللتبعيض وللتعليل نحو {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}، {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، {مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا}، وتجيء زائدة بعد النفي والنهي والاستفهام نحو {ما مِنْ شَفِيعٍ}، لا يبرحْ من أحد، {هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}.
و (ها) للتنبيه تدخل على أسماء الإشارة كهذا وهذه الضمائر كهأنذا وهأنتم والجمل نحو: ها إنّ صاحبك بالباب.
و (هل) للاستفهام نحو: هل طلع النهار؟ وتفارق الهمزة في أنها لا تدخل على نفي ولا شرط ولا مضارع حالي ولا إنَّ.
و (وا) للندبة نحو: واحسيناه.
و (يا) للنداء وللندبة وللتنبيه نحو ((يأيها النّاس)). يا حسيناه. {يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (*) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}.
و (النون الثقيلة) تدخل على الفعل لتوكيده نحو {لَيُسْجَنَنَّ} ولا تلحق الماضي أبداً.
================================
(يُتْبَعُ)
(/)
و (أما الثلاثية) فخمسة وعشرون وهي آي وأجَلْ وإذا وإذنْ وألا وإلى وأما وإنَّ وأنّ وأيا وبلى وثم وجَلَلْ وجَيْرِ وخلا ورُبَّ وسوف وعدا وعَلَّ وعلى ولاتَ وليت ومنذ ونَعَمْ وهَيَا.
و (آيَ) للنداء نحو آيَ صاعدَ الجبل
و (أجل) للجواب نحو:
يقولون لي صفْها فأنت بوصفها خبيرٌ .. أجل عندي بأوصافها عِلْمُ
و (إذا) للمفاجأة نحو ظننته غائباً إذا إنه حاضر وتربط الجواب بالشرط نحو: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ}.
و (إذن) للجواب والجزاء نحو إذنْ تبلغَ القصد في جواب (سأجتهد) مثلاً.
و (أَلا) للتنبيه والاستفتاح وللطلب برفق وهو العَرْض، أو بحث وهو التخصيص نحو {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}، ألا تحلُّ بنادينا، ألا تجتهد.
و (إلى) للانتهاء نحو {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}
و (أمَا) للتنبيه ويكثر بعدها القسم نحو أمَا والله لأعاتبنه
و (أنّ) للتوكيد والمصدرية نحو أعطيته لأنه مستحق، وتلحقها (ما) فتنكف عن العمل وتفيد الحصر نحو {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّما إِلَهُكُمْ إِلَهٌ واحِدٌ}.
و (إنَّ) للتوكيد نحو {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وتلحقها (ما) فتنكف أيضاً وتفيد الحصر نحو {إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبابِ}، وقد تجيء للجواب نحو:
ويقُلْن شيبٌ قد علا .. ك وقد كبرت فقلت: إنّهْ
و (أيَا) للنداء نحو.
أيا جبلىْ نُعمانَ بالله خليّا .. نسيم الصّبا يخلُص إليّ نسيمها
و (بلى) للجواب نحو {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلَى} وأكثر ما تقع بعد الاستفهام ويجاب بها بعد النفي كما رأيت.
و (ثم) للترتيب مع التراخي نحو خرج الشبان ثم الشيوخ
و (جَلَلْ) للجواب كنعم نحو: قالوا نظمت عقود الدرّ قلت جَلَلْ
و (جَيْرِ) للجواب أيضاً نحو: قالوا أتقتحم المَنُونَ فقلت جَيْرِ
و (خلا) للاستثناء نحو رافق الناس خلا المضلين
و (رُبّ) للتقليل وللتكثير نحو رُبّ أمنيةٍ جلبت منية. رُبّ ساعٍ لقاعد. وقد تحذف بعد الواو ويبقى عملها نحو:
وليلٍ كموج البحر أرخى سُدُوله .. علي بأنواع الهموم ليبتلي
ويقال للواو: واو رب
و (سوف) للاستقبال نحو سوف يرى
و (عدا) للاستثناء نحو حسِّن الظن بالناس عدا الخائنين
و (علَّ) للترجي والتوقع نحو:
ولا تُهينَ الفقير عَلَّك أن .. تركع يوماً والدّهرُ قد رفَعَهْ
و (على) للاستعلاء والمصاحبة نحو {وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}
و (لاتَ) للنفي كليس نحو:
ندم البغاة ولات ساعةَ مندمٍ .. والبغي مرتع مبتغيه وخيم
و (ليت) للتمني نحو:
ألا ليت الشباب يعود يوماً .. فأخبره بما فعل المشيب
و (منذ) للابتداء أو الظرفية كمذ نحو ما كلمتُه منذ سنة ولا قابلته منذ يومنا.
و (نعمْ) للجواب فتكون تصديقاً للمخبر ووعداً للطالب وإعلاماً للسائل تقول: (نعم) في جواب: البغي آخره ندم، و {افْعَلْ ما تُؤْمَرُ}، وهل أديت ما عليك، ومثلها في ذلك أجَلْ وجَيْرِ
و (هيا) للنداء نحو هيا ربَّنا ارحمنا
===================
(وأما الرباعية) فخمسة عشر وهي إذما وألاّ وإلاّ وأمّا وإمّا وحاشا وحتى وكأن وكلا ولكنْ ولعلّ ولمّا ولولا ولوما وهلاَّ
فـ (إذما) للشرط نحو إذ ما تَتّقِ تَرْتَقِ
و (أَلاَّ) للتخصيص نحو ألاّ راعيتم حق الأخُوة
و (إلا) للاستثناء نحو لكل داء دواء إلا الموت
و (أما) للشرط والتفصيل والتوكيد نحو {فَأَمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ}
و (إمّا) للتفصيل نحو {إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَإِمّا كَفُوراً}
و (حاشا) للاستثناء نحو أقدموا على البهتان حاشا واحد.
و (حتى) تقع حرف جر لانتهاء نحو {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ} وحرف عطف للغاية نحو: قدم الحاج حتى المشاة، وحرف ابتداء نحو فواعجبا حتى كليبٌ تسبّني.
و (كأنّ) للتشبيه وللظن نحو كأن لفظه الدر المنثور، كأنه ظَفِر ببُغْيته، وقد تخفف نحو {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
و (كلا) للردع والزجر نحو {كَلاّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها} وقد تجيء للتنبيه والاستفتاح نحو {كَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}.
و (لكنْ) للعطف والاستدراك نحو ما قام زيد لكن عمروٌ
و (لعل) للترجي والتوقع نحو: لعل الجو يعتدل
و (لمّا) لنفي المضارع وجزمه وقلبه إلى المضي نحو: أشوقاً ولما يمض لي غير ليلة. وتجيء للشرط نحو {وَلَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ} ويقال لها حينئذ حرف وجود لوجود، والأشهر في نحو هذا أنها ظرف بمعنى حين.
و (لولا) للتحضيض وللشرط نحو {لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ}، {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ} ويقال لها حينئذ حرف امتناع لوجود أي انتفاء الجواب لوجود الشرط.
و (لوما) كلولا في معنييها المذكورين نحو {لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ}
لوما الإصاخة للوشاة لكان لي .. من بعد سخطك في رضاك رجاءُ
و (هلا) للتحضيض نحو هلاّ ترسل إلى صديقك.
===============================
و (أما الخماسية)
فلم يأت منها إلا لكن وهي للاستدراك نحو فلان عالم لكنه جبان، والاستدراك رفع وهم نشأ من الكلام السابق، وقد تخفف فتهمل وجوباً نحو {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}
===================================
ومما تقدّم يعلم أن الحروف تنقسم إلى أصناف فكل طائفة منها اشتركت في معنى أو عمل تنسب إليه فيقال:
(أحرف الجواب) لا ونعَمْ وبلى وإي وأجَلْ وجلَلْ وجَيْرِ وإنّ
و (أحرف النفي) لم ولمّا ولن وما ولا ولات
و (أحرف الشرط) إنْ وإِذما ولو ولولا ولوما وأمّا
و (أحرف التحضيض) ألا وألاّ وهلاّ ولولا ولو ما
و (الأحرف المصدرية) أنّ وأن وكي ولو وما
و (أحرف الاستقبال) السين وسوف وأنْ وإنْ ولن وهل
و (أحرف التنبيه) ألا وإما وها ويا
و (أحرف التوكيد) إنّ وأنّ والنون ولام الابتداء وقد
ومن ذلك حروف الجر والعطف والنداء ونواصب المضارع وجوازمه وقد مر بيانها
وتنقسم الحروف إلى عاملة كأنَّ وأخواتها وغير عاملة كأحرف الجواب.
وتنقسم أيضاً إلى مختصة بالأفعال كأحرف التحضيض، ومختصة بالأسماء كحروف الجر، ومشتركة كما ولا النافيتين والواو والفاء العاطفتين.
************************
*أوسع مرجع لمعاني الحروف كتاب (مغني اللبيب لابن هشام) وقد رأينا الاكتفاء بهذا الموجز ليرجع إليه طالب العلم، ننقله من كتاب (قواعد اللغة العربية) لحفني ناصف ورفاقه، إذ هو - على وجازته - واف بالحاجة صحيح الأمثلة والشواهد.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 10:26 م]ـ
شكرا لأستاذنا الشرباتي على المختصر المفيد
وأذكر أن في قسم النحو موضوع أكثر تفصيلا لكن مضى عليه زمن، ويحتاج إلى شيء من البحث في الصفحات القديمة
هناك كتاب قيم اسمه اللامات، أظنه للزجاجي، بتحقيق الدكتور مازن المبارك، وهو كما يتضح من اسمه خاص بحرف اللام
لعل الوقت يسعفني بكتابة شيء مفيد في الساعات القادمة حول المطلوب في سؤال الأخ الجعافرة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 02:11 م]ـ
مشرفتنا الفاضلة
ليس لي إلا جهد النقل والتحرير----وبارك الله بجهودك
ـ[الجعافرة]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 02:50 ص]ـ
شكرا أخي جمال وأختي أنوار وأتعبتكما معي - والله أسأل أن يجزيكما عنا وعن الإسلام والعربية خيرا وأنتظر وظائف اللام من إختنا الكريمة - جهد مشكور ياأخ جمال لله درك ودمت كريما حميدا -(/)
مالفرق بين الحمد والشكر - أريد المشاركة والإجابة
ـ[الجعافرة]ــــــــ[01 - 05 - 2005, 11:38 م]ـ
لمّا خلق الله السموات والأرض قال (الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) أما في الشكر فقال مولانا تبارك وتعالي (أعملوا آل داود شكرا) وقال تعالي (وقليل من عبادى الشكور) وقال تعالي (أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير) أما في الحمد (الحمد لله رب العالمين) أريد المعرفة جزاكم الله خيرا 0:; allh
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 11:38 ص]ـ
أخي الكريم
بعض الكلمات في اللغة العربية لا تقبل التجاورأو الارتباط الا مع كلمات مخصوصة بالذات والاحصل التنافربينها، ومنها هاتان الكلمتان: الحمد والشكر، فنحن نقول:
الحمد لله
ولا نقول: الحمد لزيد
اما الشكر فيجوز لله ولغيره من البشر
ولذلك متى ما نطقت بكلمة الحمدفيجب ان تاتي بعدها بكلمة الله، وذلك لان الحمد لايكون الالله.
ومثل ذلك: صلى الناس الا زيدا
ولا نقول صلى الناس حاشا زيدا
وذلك لان الصلاة ليست من الامور التي يتنزه الانسان عن فعلها
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 03:37 م]ـ
الأخ عزام
ربما أن قصرك الحمد على أن تكون ملازمة للفظ الجلالة يحتاج إلى مراجعة
قال الزمخشري في الأساس
(ح م د
أحمد الله تعالى بجميع محامده. قال النابغة: وألقيت في العبسيّ فضلاً ونعمةً ومحمدةً من باقيات المحامد
وأحمد إليك الله. وأحمدت فلاناً: وجدته محموداً. وأحمد الرجل: جاء بما يحمد عليه، ضد أذم. والله محمود وحميد. ورجل حمدة: كثير الحمد. وحمدت الله ومجدته. وهو أهل التحميد والتحاميد. وتحمد فلان: تكلف الحمد. تقول: وجدته متحمداً متشكراً. "ومن أنفق ماله على نفسه، فلا يتحمد به على الناس". واستحمد الله إلى خلقه بإحسانه إليهم وإنعامه عليهم.
ومن المجاز: أحمدت صنيعه. وأحمدت الأرض: رضيت سكناها. والرعاة يتحامدون الكلأ. قال قراد بن حنش: لهفي عليك إذا الرعاة تحامدوا بحزيز أرضهم الدرين الأسودا
وجاورته فأحمدت جواره. وأفعاله حميدة. وهذا طعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله.))
أما بالنسبة للفرق بينهما أي بين الحمد الذي هو الثناء بالفضل والشكر فإن الحمد يكون باللسان فقط بينما الشكر يكون باللسان والجوارح كقوله عز وجل (اعملوا آل داوود شكرا)) فإنها تعني الشكر بالعمل
والحمد يكون على نعمة مسداة أو على صفة قاصرة على المحمود--أما الشكر فلا يكون إلا على نعمة مسداة
والحمد أخص من المدح وأعم من الشكر
أما قوله تعالى (إنه حميد مجيد) فيمكن أن يكون بمعنى المفعول أي أنه محمود
أو بمعنى الفاعل-- أي راض عن خلقه
وجاء بالحديث (الحمد رأس الشكرما شكر الله عبد لا يحمده)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 10:00 م]ـ
الأخ الفاضل الجعافرة
أرجو مراجعة هذين الرابطين مع جزيل ا لشكر للإخوة عزام وجمال على المداخلات
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=356
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=547
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 11:55 م]ـ
قال أبو هلال العسكري:
000 الشكر هو الاعتراف بالنعمة على جهة التعظيم للمنعم، والحمد الذكر بالجميل على جهة التعظيم المذكور به أيضا، ويصح على النعمة وعلى غير النعمة، والشكر لايصح إلا على النعمة، ويجوز أن يحمد الإنسان نفسه في أمور جميلة يأتيها، ولا يجوز أن يشكرها، لأن الشكر يجري مجرى قضاء الدين، ولايجوز أن يكون للإنسان على نفسه دين فالاعتماد في الشكر على ماتوجبه النعمة، وفي الحمد على ماتوجبه الحكمة000
والحمدلله شكرا أبلغ من قولك الحمدلله حمدا، لأن ذلك للتوكيد، والأولى لزيادة معنى، وهو: أي أحمده في حال إظهار نعمه عليّ 0 اهـ
ولكم مني خالص التحايا
ـ[مبارك3]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 01:28 ص]ـ
شي سمعته
الحمد في الخير والمصائب
والشكر على الخير فقط
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 12:34 م]ـ
شكرا للجميع
ولكن، هل هناك دلالة لنحت كلمة (حمدل) من جملة: الحمد لله؟ ولم يقولوا: حمدأ: أي الحمد لأنوار أوحمدج: أي: الحمد لجمال أو حمدم: أي: الحمد لمبارك
أو حمدع أي: الحمد لعزام واذا لم يقولوا ذلك فهل يصح ان يقال؟
ما افهمه من هذا النحت هو: ان الحمدمخصص لله سبحانه وتعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
واننانختار كلمة الله بعد كلمة الحمد لان الحمد يليق بجلال الله على نعمائه وصفاته و ..... الخ
مع تحياتي لكم جميعا وشكرا لمشاركتكم، فقد استفدت منها الكثير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 02:18 م]ـ
عزام
أنت مقاوم صلب---ما زلت ترغب في قصر الحمد على لفظ الجلالة---وأنا أود أن أسالك سؤالا
هل يقال--أمدح الله تعالى على نعمه؟؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 11:26 م]ـ
الإخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
فهذه أول مشاركة لي في منتداكم المبارك، وأسال الله أن أفيد وأستفيد ..
واخترت أن أبدأ كلامي هنا في الحديث عن ملازمة الحمد للذات الإلهية، فأقول:
إن الحمد لله عزّ وجلّ ولا يجوز الحمد لسواه، وهذا ما يميز الحمد عن الشكر .. فالشكر يكون لله عزّ وجلّ ويكون للناس ..
والحمد في لغة العرب الثناء الكامل، كما يقول الإمام القرطبي رحمه الله، فهو سبحانه يستحق الحمد بأجمعه إذ له الأسماء الحسنى والصفات العلا.
وقد ذُكر الحمد وما يُشتق منه في ثمانية وستين آية في القرآن الكريم .. منها ثمانية وثلاثون آية ورد فيها "الحمد" بهذه الصيغة. وست عشرة آية أخرى بصيغة "الحميد" أو "حميد". وأربع آيات ورد فيها إسم "محمط" عليه أفضل الصلاة والسلام، وآية واحدة ذكر فيها إسم "أحمد".
وإذا تلونا آيات الله عزّ وجلّ نجد أن الحمد لم يرد في القرآن إلا لله تعالى. وهناك آية واحدة فقط من كل الآيات التي ورد فيها ذكر الحمد أو مادته، توهم أن الحمد قد يكون للناس، وهي قوله تعالى: "لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (آل عمران:188).
ولكن عند تدبّر هذه الآية الكريمة نفسها يتأكّد لنا أن الحمد لا يكون إلا لله. ذلك أن هؤلاء الكفار الذين ورد ذكرهم في سياق الآية نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، واشتروا به ثمناً قليلاً. فهم كذبوا بآيات الله إذن، ولم يؤمنوا بأن الله عزّ وجلّ هو خالق كل شيء. على حين أن الحمد في القرآن معناه الإيمان بأن النعمة والحياة والخير كله من الله، وأنه وحده عزّ وجلّ الفاعل الأول، الذي لا فاعل غيره لكل ما يتعامل به الإنسان في الدنيا. فالحمد إذن له وحده، وهؤلاء لجهلهم وكفرهم يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا.
ولإزالة اللبس في هذا المفهوم يجب علينا أن نفرق بين دلالة القرآن الكريم وبين لغة الشعر في العصر الجاهلي. إذ من المعلوم أن الحمد في العصر الجاهلي كان للناس من الناس. أي أنهم كانوا يحمد بعضهم بعضاً. ودليل ذلك تلك الصيغ التي وردت في مشتقات هذه الكلمة في أشعارهم وأمثالهم.
فمن أقوالهم في الأمثال: "من أنفق ماله على نفسه فلا يتحمد به إلى الناس"
وقال طرفة في ديوانه:
والمجد ننميه ونتلده ------ والحمد في الأكفاء ندّخره
وقال النابغة في ديوانه:
علون معدا نائلاً ونكاية ------ فأنت لغيث الحمد أول رائد
وقال الهذلول بن كعب العنبري في ديوان الحماسة:
وإني لأشري الحمد أبغي رباحه ------ وأترك قِرني وهو خزيان ناعس
ومن الأدلة القاطعة على ذلك أنهم عرفوا إسم "محمد" في العصر الجاهلي. وقد رُوي أنه تسمى به سبعة من رجالهم.
وهكذا يكون معنى الحمد في القرآن الكريم هو معنى الحمد نفسه في العصر الجاهلي. ولكن القرآن الكريم خصّص الحمد لله عزّ وجلّ. وبذلك صار مصطلحاً خاصّاً معروفاً في حياة المسلمين لا يتوجّه به المسلم إلا لله عزّ وجلّ. ومن هنا كان إسم الله عزّ وجلّ "الحميد" أي هو عزّ ذاته المحمود على كل حال.
وكفانا للتدليل على هذا كلمة "الحمد" في قوله تعالى "الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". فـ"الحمد" مبتدأ خبره محذوف، يدلّ عليه الجار والمجرور "لله". والحذف هنا إيجاز وإعجاز. فلو قال تعالى مثلاً: الحمد كائن لله، لكانت دلالتها محدودة، ولكن حذف الخبر الحقيقي وإبقاء ما يتعلّق به، وهو الجار والمجرور "لله" يجعل المرء يذهب بتقدير الخبر كل مذهب، ويقدر له التقدير المناسب، فالحمد دائم لله والحمد كائن لله وحده.
والله تعالى أعلم ورد الأمر إليه أسلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 05:15 ص]ـ
لا أخفيك أن النفس لا ترضى إلا بما قلت ---ولكن العرب تستخدم الحمد مع غير لفظ الجلالة--وقد يكون هذا الإستخدام قد اندثر---وفي اندثاره خير
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 12:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي جمال
أنا لم أسمع بالجملة التي ذكرتها، ولا أستخدمها، هذا أولا.
وثانيا: يبدو أنني وجدت من يناصرني في قصر الحمد على الله.
وشكرا للجميع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 06:41 م]ـ
شكرا عزام
لقد أفدتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منيب المنصوب]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 11:11 ص]ـ
الأجوة الكرام
السلام عليكم
الحمد / حمد المحمود مع المحبة والتعظيم
والشكر / حمد المحمود مع الثناء
ذكره ابن القيم رحمه الله في كتاب بدايع الفوائد [/ size]
ـ[الجعافرة]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 02:43 ص]ـ
شكرا إخوتي جميعا ماهذه الثمار المباركة الطيبة والتي أثلجت الصدر وأفرحت القلب ولو تسمحوا لي بالقول أن الحمد في القرآن علي النعم العامة مثل قوله جل جلاله (الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) فخلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور من النعم العامة التي تستوجب الحمد لله تبارك وتعالي - وقوله تعالي - الحمد لله الذى أنزل علي عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا - فنعمة إنزال الكتاب علي عبده رسول الإله سيدنا محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه من النعم العامة الكبيرة التي لانستطيع الوفاء شكرا بها لله تبارك وتعالي - وقوله جل جلاله (الحمد لله رب العالمين) فحمد بذاته ذاته لأنه قام بتجليات الربوبية في حق جميع العوالم فلذا استوجب الحمد منا وإذا كنا لجهلنا ولظلمنا ولضعفنا لانستطيع الحمد كما ينبغي لذاته جل جلاله حمد الله ذاته بذاته وحمل عنا هذا الأمر الجلل - وقوله - الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون - فنعمة الهداية هداية التوفيق ومن قبلها هداية الدلالة من النعم الكبرى - وبعد أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار في سورة الزمر كما أشار الحق سبحانه وتعالي (وقيل الحمد لله رب العالمين) لمّا خلق الله الخلق بدأ بالحمد وفي نهاية الخلق والأمر ختم بالحمد فبداية الأمر (الحمد) ونهاية الأمر (الحمد) ونحن مابين الحمدين لابد أن نكون في الحمد حتي يختم لنا بالحمد علي النعم العظمي التي أولانا الله إياها 0
أما في الشكر فهو علي النعم الأقل من النعم العظمي مثل قوله جل جلاله (إعملوا آل داود شكرا) فعملهم هو تقديم الشكر علي النعمة الخاصة الملك والخلافة اللتان أعطاهما الله لهما لسيدنا داود وسيدنا سليمان عليهما السلام - وقوله تعالي (وقليل من عبادى الشكور) وهو علي وزن فعول أى كثير الشكر نسأل الله أن يرحمنا جميعا - وشكرا لحضراتكم جميعا وسامحوني علي التأخير - ويشرفني إخواني أن أكون عضوا بينكم - الجعافرة
ـ[الجعافرة]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 07:35 م]ـ
قام الأخ الكريم الدكتور مروان العطية بوضع بحث طيب في الفرق بين الحمد والشكر أحببت أن أنقله لحضراأخي الفاضل السيد عبد الرازق
الأخوة والأخوات
وتتميما للفائدة، وتوضيحا لكل ما سبق
ألخص لكم المسألة من كتابين اثنين:
1 - كتاب: الفروق في اللغة، لأبي هلال العسكري، المتوفى سنة 395 هـ.
2 - كتاب: السبع المثاني ليست سورة الفاتحة، لسعد عبد المطلب العدل.
ألف العلماء كتباً في الفروق اللغوية، ومن أحسن من ألف في ذلك الإمام الأديب
اللغوي أبو هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري، فقد ألف سنة 395 هجرية
كتاباً في ذلك سماه (الفروق اللغوية) ذكر فيه أن اختلاف العبارات والأسماء
موجب لاختلاف المعاني في كل لغة فقال " الشاهد على أن اختلاف العبارات
والأسماء يوجب اختلاف المعاني أن الاسم كلمة تدل على معنى دلالة الإشارة، وإذا
أشير إلى الشيء مرة واحدة فعرف، فالإشارة إليه ثانية وثالثة غير
مفيدة، وواضع
الكلمة حكيم لا يأتي فيها بما لا يفيد، فإن أشير منه في الثاني والثالث
إلى خلاف ما
أشير إليه في الأول كان ذلك صواباً.
فهذا يدل على أن كل اسمين يجريان إلى معنى من المعاني في كل لغة فقال: الشاهد
على أن اختلاف العبارات والأسماء يوجب اختلاف المعاني وعين من الأعيان في
لغة واحدة فإن كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر، وإلا لكان الثاني
فضلا لا يحتاج إليه، وإلى هذا ذهب المحققون من العلماء
وإليكم مثالاً لنعرف فيه الفرق بين كلمتين مستعملتين كثيراُ عندنا هي: الحمد
والشكر، فالفرق بين الحمد والشكر أن الشكر هو الاعتراف بالنعمة على جهة
التعظيم للمنعم، ولا يصح الشكر إلا على النعمة، والحمد هو الذكر بالجميل على
جهة التعظيم للمحمود، ويصح على هذه النعمة وغير النعمة، قال
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ
وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ
أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي
ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (15) سورة الأحقاف. فبين أن هذا الشكر
مقابل النعمة التي أنعمها الله تعالى عليه وعلى والديه، وقال تعالى (يا أيها الذين
آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) البقرة. وقال
تعالى: {فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}
(114) سورة النحل. وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً
قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {120} شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ .... ) {121} النحل،
فبين تعالى أن شكر إبراهيم كان عن نعم أنعم الله تعالى بها عليه، وقال تعالى: (قُلْ
مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {63} الأنعام، فبين أنهم أقسموا أنه إن أنجاهم الله تعالى من
ظلمات البر والبحر يكونوا من الشاكرين، ومثل ذلك قوله تعالى ( ..... لَئِنْ آتَيْتَنَا
صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {189} الأعراف. وقد يكون الشكر مقابل العفو عن
جريمة كما عفا الله تعالى عن بني إسرائيل بعدما عبدوا العجل فقال تعالى: (وَإِذْ
وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ {51} ثُمَّ عَفَوْنَا
عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {52} البقرة. والآيات في ذلك كثيرة.
ومن الأحاديث التي تبين أن الشكر يكون في مقابلة النعمة قوله - صلى الله عليه
وسلم - " عجبت من أمر المؤمن إن أمر المؤمن كله خير، وليس ذلك لأحد إلا
للمؤمن، إن أصابته سراء شكر كان ذلك خيراً ... " الحديث رواه الإمام أحمد في
المسند فجعل - صلى الله عليه وسلم - الشكر في مقابلة ما يسر الإنسان ورواه
الإمام مسلم. وكذا قوله - صلى الله عليه وسلم - " الطاعم الشاكر كالصائم
الصابر" رواه البخاري في الأطعمة، فجعل - صلى الله عليه وسلم - الشكر مقابل
الإطعام، وقوله - صلى الله عليه وسلم، " عن تنعم تنعم على شاكر" متفق عليه.
ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم - " واجعلنا شاكرين لنعمتك" رواه أبو
داود، والأحاديث في ذلك كثيرة مستفيضة، فعرفنا من هذه الآيات والأحاديث أن الشكر
يكون في مقابلة النعمة ويكون تعظيماً للمشكور واعترافاً بنعمته. أما الحمد فإنه
الذكر بالجميل للمحمود على جهة التعظيم، ويصح أن يكون على نعمة وعلى غير
نعمة، فمن الحمد مقابل النعمة قوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ
نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {42} وَنَزَعْنَا مَا فِي
صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا
كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ .... ) {43} الأعراف، فجعل الله نعمة الحمد في مقابل
هذه النعم الجليلة.
وقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ
لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} (39) سورة إبراهيم
، وقال تعالى مخاطباً نوحاً عليه السلام: (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ
فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {28} المؤمنون، وقال تعالى:
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ
خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ {73} وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا
وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {74} الزمر،
وقد يكون الحمد دون مقابل نعمة كقوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً
وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ .... ) الإسراء 111، وقال تعالى: (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً
عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً
وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {75} النحل، وقال تعالى:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ..... ) غافر7، فهم
يسبحون الله ويحمدونه على جهة التعظيم دون ذكر للنعمة. وفرق آخر بين الحمد
والشكر أن الإنسان قد يحمد نفسه في أمور جميلة طيبة يأتيها فيذكر ما عمله من
كرم أو علم أوشجاعة، ولكن لا يجوز أن يشكر الإنسان نفسه، لأن الشكر يكون في
مقابلة نعمة من إنسان على آخر فهو بمثابة الدين ولا يجوز أن يكون للإنسان دين
على نفسه.
فالاعتماد في الشكر على ما توجبه النعمة، وفي الحمد على ما توجبه
الحكمة ونقيض الحمد الذم ونقيض الشكر الكفر، فالشكر إظهار حق النعمة لقضاء
حق المنعم كما أن الكفر تغطية النعمة لإبطال حق المنعم. ونقول أيضاً: ويمكن أن
نضيف شيئاً آخر وهو أن الحمد يكون باللسان فقط فتقول الحمد لله، والشكر يكون
باللسان وبالقلب وبالجوارح.
تكم تعميما للفائدة وأشكركم -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[14 - 02 - 2006, 02:55 ص]ـ
احب ان انهبه على امر قد يخفى على بعض الفضلاء الكرام: هناك عموم وخصوص بين الحمد والشكر, فالحمد يكون على النعمة وعلى غير النعمة. فهو من هذه الحيثية أعم من الشكر اذ إن الشكر لا يكون الاعلى النعمة. والشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح, ولهذا شرع لنا سجدة الشكر ولم تشرع سجدة الحمد. فمن هذه الجهة يكون الشكر أعم. أي من جهة وسائله.
ـ[الإقليد]ــــــــ[14 - 02 - 2006, 06:08 م]ـ
والحمد أيضا يكون لله دون غيره
أما الشكر لله وللناس
ـ[سليم]ــــــــ[14 - 02 - 2006, 10:58 م]ـ
الشكر يكون في السرّاء, واما الحمد فيكون في السرّاء والضرّاء.
ـ[الجعافرة]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 06:42 م]ـ
شكرا لكل الإخوة علي المرور
اللهم لك الحمد حتي ترضي
اللهم لك الحمد بعد الرضي
اللهم لك الحمد أبدا أبدا
الحمد لله وحده
الحمد لله في الأولي والآخرة.
الحمد لله الذى أنزل علي عبده الكتاب.
الحمد لله الذى هدانا لهذا.
الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور.
الحمد لله فاطر السموات والأرض.
وقيل الحمد لله رب العالمين.
فبداية الخلق والأمر حمد.
ونهاية الأمر والخلق حمد.
ونحن مابين الحمدين في حمد وشكرعلي الإنعام العام والإنعام الخاص.
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.(/)
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 09:52 م]ـ
:::
قوله تعالى
((الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)) هالني ما في هذه الآية من معان ولطائف--وتعمدت في هذه المشاركة أن أذكر لطيفة تتعلق بالحرف " ثم"
فهل معنى الحرف " ثم" في هذه الآية هو التراخي في الزمان؟
أي هل حصل الإحكام ثم بعده بزمن حصل التفصيل؟
الإجابة القاطعة هي النفي فلا تتابع زمني بين الإحكام والتفصيل بل القرآن محكم مفصّل في آن واحد
إن " ثم" هنا للتراخي في الإخبار لا التراخي في الزمن---كقولك القدس حاضرة الخلافة ثم هي القبلة الأولى(/)
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 05:11 م]ـ
:::
قوله تعالى ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ))
إن قوله تعالى ((فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ)) من أبلغ الإستعارات التي قرأتها في حياتي حيث جعل عز وجل الجوع لباسا يلبس وكذلك الخوف؟؟
وقد يتبادر إلى الذهن أن الفعل" أذاق " مستنفر مع اللباس لأن اللباس لا يذاق! ---ولأجل هذا احتج الفيلسوف الكافر إبن الراوندي قائلا لإبن الأعرابي الأديب: هل يذاق اللباس؟ قاصدا الطعن في هذه الآية لأن اللباس لا يذاق بل يكسى به---وكانت إجابة إبن العربي:
لا باس ولا لباس يا أيها النسناس، هب أنك تشك أن محمداً ما كان نبياً أما كان عربياً---
والجواب الذي رأيته مناسبا أكثر من غيره أن الذوق هو أصلا بالفم ويعني التعرف على الطعم بالفم فاستعير للتعرف على الجوع---فالمعنى حينئذ عرفّها الجوع
قال إبن عاشور رحمه الله ((فحصل في الآية استعارتان: الأولى: استعارة الإذاقة وهي تبعية مصرحة، والثانية: اللباس وهي أصليّة مصرّحة.
ومن بديع النظم أن جعلت الثانية متفرّعة على الأولى ومركّبة عليها بجعل لفظها مفعولاً للفظ الأولى. وحصل بذلك أن الجوع والخوف محيطان بأهل القرية في سائر أحوالهم وملازمان لهم وأنهم بالغان منهم مبلغاً أليماً.))(/)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 07:29 م]ـ
:::
قوله تعالى ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ)) يوسف 3
قال المرحوم إبن تيمية فيها
((فقوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص} يتناول كلَّ ما قصه في كتابه، فهو أحسن مما لم يقصه، ليس المراد أن قصة يوسف أحسن ما قُصَّ في القرآن))
وقول إبن تيمية هذا قول صحيح.
ولقد وجدت نفس المعنى لدى المرحوم إبن عاشور أيضا إذ قال
((وقصص القرآن أحسن من قصص غيره من جهة حسن نظمه وإعجاز أسلوبه وبما يتضمّنه من العبر والحكم، فكلّ قصص في القرآن هو أحسن القصص في بابه، وكلّ قصة في القرآن هي أحسن من كلّ ما يقصّه القاصّ في غير القرآن. وليس المراد أحسن قصص القرآن حتى تكون قصّة يوسف عليه السّلام أحسن من بقيّة قصص القرآن كما دلّ عليه قوله: بما أوحينا إليك هذا القرآن}.
أما المرحوم السعدي فقال فيها (("نحن نقص عليك أحسن القصص " وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها،)) --ولا أدري لم خالف شيخه إبن تيمية فقال بأحسنيتها على غيرها (وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها،)
__________________
ـ[الكوفي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 07:47 م]ـ
رحم الله علماءنا جميعا وغفر لهم
وإذا كنت ترى أن ابن سعدي رحمه الله خالف ابن تيمية رحمه الله فأنا أرى أنه لم يخالفه ...
فقصص القرآن هي أصدق القصص وأسلسها عبارة وأعظمها في رونق معانيها كما قال ابن سعدي رحمه الله ... فأين المخالفة ... اللهم إلا إن كنت تقصد أن الضمير في كلام ابن سعدي رحمه الله يعود على قصة يوسف ... وهذا ليس متعينا ... وإن كنت ترى أن الضمير يعود على قصة يوسف فهات الدليل ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 07:50 م]ـ
لا مانع من التكلف أحيانا يا كوفي---ربما فيه بعض جمال
ـ[الكوفي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 08:08 م]ـ
ومن التكلف أن يدخل في منتدى البلاغة والإعجاز القرآني غض من عالم من علماء
السلف ... وإلا فما دخل ما نقلته عن هؤلاء العلماء الأعلام في الإعجاز القرآني؟
وما زلت أطالبك يا أخي الكريم بإجابة سؤالي من أين لك أن ابن سعدي يقصد قصة يوسف بما وصف به ... وأنه لا يقصد قصص القرآن بوجه عام؟؟
لا تتهرب يا أخي جمال وأجب عما سئلت عنه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 08:27 م]ـ
أخي الكوفي
أنا لا مانع عندي من الجواب---مع أن الجواب واضح لكل ذي بصيرة
# لو لم أقم بآيراد قول إبن تيمية هل يا ترى كنت ستؤول كلام السعدي؟ ---حاول أن تجري التجربة على شخص لم يطلع على ما نقلت من قول لإبن تيمية فماذا سيقول لك؟؟ --قطعا سيقول أن قصة يوسف أفضل واحسن القصص كما كنت تقول أنت قبل قراءة المشاركة
# ثم لو كانت هذه اللطيفة عنده لم تركها محتملة؟ ---لم يجعلك تظن أنه يقصد كافة القصص القرآني ويجعل غيرك يظن أنه يقصد قصة يوسف بالذات
#ثم سأترك للمنصفين من القارئين أن يحكموا----هل كانوا قبل هذه المشاركة يفهمون الآية كما فهمها إبن عاشور؟؟ ---أم أنهم كانوا يفهمونها على أنها إشارة لأفضلية قصة يوسف؟؟
ـ[الكوفي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 08:59 م]ـ
الذي فهمته ان الأمر ما زال في الاحتمال والظن ولم يصل لمرتبة القطع واليقين فلا تظلم نفسك أخي الحبيب وتقول هذا الرجل ما لعله لم يقصده واعلم أنك تصير إلى حكم عدل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور لا تخفى عليه خافية وأن الظن لا يغني من الحق شيئا وأن الظن أكذب الحديث
فمن الخير لك أن تتوجه للواضحات وتترك المشتبهات
وستجد لك مندوحة عن المشتبهات إلى أمور كعين الشمس ويمكن أن تخدم بها كتاب الله دون أن تسيء إلى من أفنوا أعمارهم في خدمة كتاب الله ولم يعرف عنهم إلا أنهم متبعون غير مبتدعين
وعجيب قولك ((ثم لو كانت هذه اللطيفة عنده لم تركها محتملة؟ ---لم يجعلك تظن أنه يقصد كافة القصص القرآني ويجعل غيرك يظن أنه يقصد قصة يوسف بالذات
)) إذ تعترف أنك تظن ... تظن .... تظن ... تظن ... تظن .... فالحمد لله أنك اعترفت أنك تظن ... تظن
وأنا أقول لك إن كنت تصر على أنه تعمد تركها محتملة أنه لم يكن ليظن أن يأتي بعده من يظن به ظن السوء ويحمل الكلام احتمالات قد تصدق وقد لا تصدق
إذا ً المسألة يا أخي تعود على طيب قلب القارئ وظنه الخير في علماء السلف وأهل السنة والجماعة ... وأما سيء النية وفاسد الطوية ومن يحمل في قلبه عليهم شيء فسيجد لها أمثالا مما يحتمل ما لا يحتمل ... فلنعد أخي العزيز إلى إصلاح نوايانا والقراءة بتجرد وطلب للحق لا لتتبع الزلات والهنات والتشهير بالعلماء الراسخين ... واحذر فإن هذه طريقة المبتدعة ... وضررها لا يعود إلا على منتهجها ((ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 09:13 م]ـ
خواطر!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 09:27 م]ـ
الاخ جمال .....
والله ان خلاف السعدي رحمه الله ..... -ان وجد- لابن تيمية أفضل من موافقته ......
يعطيك هذا دليلا ناصعا ..... على الوضوح المنهجي لعلمائنا ...... لماذا سيختلف السعدى مع شيخ الاسلام .... على جلالة قدره عنده ...... ان لم يكن الرغبة الأكيدة فى اتباع الحق لا اتباع الرجال ....... وهذا يكاد يكون نادرا فى الفرق الأخرى هداهم الله ...... إذ لا يتورعون من حمل كلام الله وكلام رسوله على أبعد المحامل .... لكي يدافعون عن علمائهم ....
رحم الله ابن تيمية ....
رحم الله ابن سعدى ...
وهدا الله المخالفين ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 09:34 م]ـ
هل ترشدني يا أخي إلى سبب قولك (لكي يدافعون عن علمائهم)
وترشدني أيضا إلى سبب قولك (وهدا الله المخالفين)
ورحم الله إبن عاشور---ومن سار على درب علمائنا وساداتنا الأفاضل
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 10:04 م]ـ
هل تقصد النون والالف المنتصبة ...
لا يسمح بالألفاظ المسيئة للأعضاء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 05 - 2005, 10:14 م]ـ
أشكرك على المستوى
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 12:40 ص]ـ
شكرا يا ابا محمد على التشذيب ...... وعلى الحفاظ على ما من شأنه ...... أن يسيء الى الاعضاء ... وإن كنت أفضل ان أجد فى التعديل اسما لمشرف آخر ... لتسد علي سبيل التذرع بإي رائحة من شوائب التحيز ....
ـ[الكوفي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 04:40 م]ـ
أبا محمد
يوم قلت أنا عن كلام الأستاذ جمال في إحدى المرات إنه خواطر نقدتني
ولما قال هو ذلك لي لم تنقده ولم تعلمه أدب الحوار فما رأيك؟(/)
متى أصبحت امرأة زكريا زوجا له؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 12:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في أحد مجالس العلم رُويت قصة عن الكسائي، مفادها أن أبا يوسف الفقيه دخل على الرشيد وعنده الكسائي يحدّثه ..
فقال (أي أبو يوسف): يا أمير المؤمنين، قد سعد بك هذا الكوفي وشغلك.
فقال الرشيد: النحو يستفرغني، أستدلّ به على القرآن والشعر.
فقال الكسائي: إن رأى أمير المؤمنين أن يأمره بجوابي في مسألة من الفقه.
فضحك الرشيد، فقال: أبلَغلتَ إلى هذا يا كسائي؟ يا أبا يوسف أجبه!
فقال: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنتِ طالقٌ إِنْ دخلتِ الدار؟
قال: فقال أبو يوسف: إنْ دخلَتْ فقد طلُقتْ.
فقال الكسائي: خطأٌ، إذا فُتحت أَنْ فقد وجب الأمر، وإذا كُسرت فإنه لم يقع بعد. فنظر أبو يوسف بعد ذلك في النحو.
هذه نكتة في النحو، أردت أن أستدّل بها من سؤال الكسائي على نكتة في البيان.
كان سؤال الكسائي لأبي يوسف: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق إنْ دخلتِ الدار؟
وما نويت التعليق عليه بعون الله تعالى هو:
هل أن لفظ "امرأته" في كلام الكسائي فصيح؟
أم أنه كان لزاماً عليه أن يستخدم لفظ "زوجه"؟
فما الفرق بين اللفظين: "المرأة" و"الزوج"؟
نحن نعلم أن لفظ الزوج يُطلق على كل من الرجل والمرأة. والزوج في اللغة يدلّ على مقارنة شيء لشيء، من ذلك: الزوج زوج المرأة، والمرأة زوج لبعلها.
جاء في لسان العرب: يُقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج، ولكل قرينين فيها وفي غيرها زوج، كالخفّ والنعل، ولكل ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضاداً زوج .. وزوجة لغة رديئة، وجمعها زوجات، وجمع الزوج أزواج.
معنى "الزوج" إذن يقوم على الإقتران القائم على التماثل والتشابه والتكامل. فحتى يتمّ الإقتران لا بدّ من وجود صفات بين الطرفين تحقّق التماثل والتشابه عند اجتماعهما وتكاملهما واقترانهما، وهذا المعنى متحقّق في الزوجين الذكر والأنثى.
فالله تعالى خلق الذكر ميّالاً إلى الأنثى، طالباً لها، راغباً فيها ..
والله خلق الأنثى ميّالة للذكر، راغبة فيه ..
والإسلام نظّم العلاقة بينهما، بأن جعلها عن طريق واحد مباح، هو الزواج الشرعي.
ولكن! لماذا يُطلق على الرجل زوج للمرأة؟ ويُطلق على المرأة زوج للرجل؟
الجواب: لأن الرجل يكمل المرأة.
ففي المرأة "نقص" لا يسدّه إلا الرجل، حيث يلبّي لها حاجاتها النفسية والإجتماعية والإنسانية والجنسية ..
ولأن المرأة تكمل "نقص" الرجل، وتلبّي له حاجاته النفسية والإجتماعية والنفسية والجنسية ..
إذن المرأة بدون زوج فيها نقص، فيأتي الرجل زوجاً لها مكمّلاً لإنسانيتها.
والرجل بدون امرأة فيه نقص، فتأتي المرأة زوجاً له، مكمّلة لإنسانيته.
ولهذا كل منهما "زوج" لصاحبه، يقترن معه ويزاوجه.
متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون؟
عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين، نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ..
فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما، فإن القرآن يطلق عليها "امرأة" وليست زوجاً، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما ..
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، وقوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا".
وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم، في قوله تعالى: "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ". وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم "أزواجاً" له، في قوله تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى "امرأة" وليس "زوجاً".
قال القرآن: امرأة نوح، وامرأة لوط، ولم يقل: زوج نوح أو زوج لوط، وهذا في قوله تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا".
إنهما كافرتان، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي. ولهذا ليست "زوجاً" له، وإنما هي "امرأة" تحته.
ولهذا الإعتبار قال القرآن: امرأة فرعون، في قوله تعالى: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ". لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية، فهي مؤمنة وهو كافر، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما، فهي "امرأته" وليست "زوجه".
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" و"امرأة" ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، أن يرزقه ولداً يرثه. فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب، وطمع هو في آية من الله تعالى، فاستجاب الله له، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة.
عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة"، قال تعالى على لسان زكريا: "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا". وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه، وأنه سيرزقه بغلام، أعاد الكلام عن عقم امرأته، فكيف تلد وهي عاقر، قال تعالى: "قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء".
وحكمة إطلاق كلمة "امرأة" على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها، رغم أنه نبي، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية.
ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما، كان في عدم إنجاب امرأته، والهدف "النسلي" من الزواج هو النسل والذرية، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة.
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة".
وبعدما زال المانع من الحمل، وأصلحها الله تعالى، وولدت لزكريا ابنه يحيى، فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة"، وإنما أطلق عليها كلمة "زوج"، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة. قال تعالى: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ".
والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة" زكريا في القرآن، لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج" وليست مجرّد امرأته.
وبهذا عرفنا الفرق الدقيق بين "زوج" و"امرأة" في التعبير القرآني العظيم، وأنهما ليسا مترادفين.
وبعد هذا البيان نطرح سؤالنا من جديد: هل أن لفظ "امرأته" في كلام الكسائي فصيح؟ أم أنه كان لزاماً عليه أن يستخدم لفظ "زوجه"؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 01:26 ص]ـ
الاخ لؤي ....
قصة جميلة ....
وبحث بياني رائق للفرق بين المرأة والزوج .....
اترك للإخوة الجانب البياني ...... وأعلق قليلا على الجانب"الحديثي"أي قصة الرشيد وابي يوسف والكسائي ......
القصة فيها علامات الوضع ... لكن من واضعها ياترى ..... ؟
-المرشح الأول:
متعصب للأدباء ...... ضدالفقهاء ....
-المرشح الثاني:
متعصب للمدرسة الكوفية فى اللغة ..... ضد المدرسة البصرية ....
المرشح الثالث:
متعصب ضد الحنفية ...
البيان:
لماذا الوضع عندي شبه مؤكد ..... ؟
لأنه لا يعقل ... أن يكون المؤسس الثاني للمذهب الحنفي ... (وهو مذهب من أعظم المذاهب الفقهية والقانونية فى العالم ....... ) يجهل ما يعرفه ابنه الصغير من لغة العرب ....
فليس من أسرار اللغة الفرق البين بين "إن" الشرطية ...... "وأن" التفسيرية أو المصدرية أو غيرها ... ولا يقال كانت القصة فى صبا ابي يوسف .... لأن المفروض انه يدخل على الرشيد فقيها قاضيا ...
وهنا اضيف مرشحا رابعا ..... هو ان يكون من الحاقدين على الاسلام والمسلمين ... الذين اخترعوا القصة .... ورواها بعض الاخباريين القصاصين كأبي الفرج صاحب الأغاني وغيره ... فأمير المؤمنين عند هذا القصاص يعطي القضاء لجاهل باللغة ... والجاهل باللغة هو المجتهد فى كتاب الله يحلل ويحرم .... فكيف سيكون أحوال من دون الخليفة وقاضي القضاة ...
اما المرشح الأول .... فيجوز أن يكون من أصحاب الفسق والمجون ... من المتأدبين والشعراء ... الذين كثروا فى العصر العباسي .... فأرادوا الحط من رموز الدين والشريعة ...
كما كان الجاحظ يستهزيء بالقضاة والمعلمين وغيرهم .... وكما كان المتكلمون ينبزون المحدثين ب"التيوس" و"النابتة" و"الحشوية" وما زالت أذنابهم فى هذا العصر كذلك يفعلون .....
فالقصة إذن صالحة لاسقاط قاضي القضاة ... وبالتالي التشكيك فى فقهاء الأمة أجمعين ....
المرشح الثاني ...... الامر فيه مفهوم .... فهو يريد ان ينسب الى زعيم الكوفة ... انتصارا باهرا للنحو الكوفي ..... وأين؟ بين يدي الرشيد ... وهذه نقطة تسجل لفريق الكوفى على فريق البصرة ..
المرشح الثالث .... ابو يوسف هو ممثل المذهب الحنفي ... والصراع كان شديدا بين مدرسة الرأي الحنفية ... ومدرسة الأثر الحديثية (المالكية والشافعية والحنبلية) فلعل واحدا من الرعاع ..... وما أكثرهم فى كل عصر ... عمد خياله الى ابتكار هذه القصة ... ليسجل نقطة فى المباراة .. لمعسكر أصحابه .... ظانا ان المذاهب تسقط بمجرد الحكايات .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 04:51 ص]ـ
أخي
قولك (المرشح الثالث .... ابو يوسف هو ممثل المذهب الحنفي ... والصراع كان شديدا بين مدرسة الرأي الحنفية ... ومدرسة الأثر الحديثية (المالكية والشافعية والحنبلية)))
فيه رائحة الثأر ---فالمذهب الحنفي مذهب يضع الحديث في المقام الأول--والرأي نتج عنده في جزئية من جزئيات الأصول وهي الإستحسان--والتي ترجع في النهاية إلى الحديث---وعمالقة أهل الحديث من الأحناف أكثر من أن يعدوا
ثم في زمن الرشيد لم يكن هناك وجود يذكر لمذهب الحنابلة
فقليلا من الإحترام عند الحديث عن أبي يوسف لو سمحت--فلا تذكر اسمه إلى جانب كلامك عن مرشح ثالث عن الوضع--أي عن الكذب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 05:44 ص]ـ
أرجو أن يكون واضحا أخي أنني على وعي تام بكونك لا تقصد أبا يوسف بسوء---إنما طريقة السرد هي التي أنتقدها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 08:14 ص]ـ
الأخ لؤي
أنا متأسف نسيت الإشادة بالنقطة الباهرة التي فرقت فيها بين المرأة والزوج--فإلى الأمام
أما ما ورد في القصة
(فنظر أبو يوسف بعد ذلك في النحو) ففيه غض من قدر أبي يوسف فكأنه ما كان ينظر ثم بعد ما جرى بدأ النظر مع أن من مقومات الفقيه معرفة النحو
ثم لماذا لا تنظر في البريد الخاص بك؟؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 01:12 م]ـ
الأخ لؤي، شكر الله لك هذه المعلومات البيانية القيمة.
الأخ جمال، أشكرك على تنبيهك للأخ أبي عبد المعز، وعلى تقديرك للعلماء. ولكن تعلمنا منك أن نقول لك: قليلا من الاحترام للحنابلة ـ فهم أقرب الناس للحديث وأرواهم له وأحرصهم على الدليل وأجمعهم له ـ
ولا أعني إلا طريقتك في السرد حيث قلت: " ثم في زمن الرشيد لم يكن هناك وجود يذكر لمذهب الحنابلة "
ـ[الكوفي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 04:16 م]ـ
جميل كلامك أخي لؤي
وجميل نقدك أخي أبا محمد
والمذاهب الأربعة كل مؤسسيها مجتهدون
وكلهم كان يتبع الدليل
وكلهم كان يحذر من رأيه إذا خالف الدليل
وإن كان بعضهم قد تهيأ له من الأدلة وجمع منها ما لم يجمعه غيره
لكنهم على خير
ولا يتنقصهم إلا جاهل أو ظالم لنفسه
رحمهم الله جميعا
ورزقنا اتباع الكتاب والسنة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد كثر في زماننا الطعن والتجريح في العلماء. وقد تكون هذه الحقيقة المسلّم بها، هي التي ولّدت عند الإخوة الكرام نوعاً من الغيرة، فأبدوا استنكارهم عما جاء في قصة الفقيه أبي يوسف مع الكسائي في مجلس الرشيد، رحمهم الله أجمعين.
ألا فاعلموا أني لم أقصد التجريح لا في حق الفقيه أبي يوسف، ولا في حق النحوي الكسائي، ولا في حق خليفة المسلمين الرشيد. ولقد بحثت عن القصة فوجدتها موثّقة في كتاب "مجالس العلماء" لأبي القاسم الزجاجي، مجلس رقم 191.
وإن المشتغل في أخبار العلماء ومجالسهم، ليجدنّ من النكت والطرائف ما تدلّ على سعة صدور علمائنا .. وإن الأمثلة على ذلك كثيرة، ومن المعروف أن أبا يوسف كان يداعب الكسائي ويحاول إغاظته بالتقليل من شأن علمه الذي نبغ فيه وهو علم النحو والعربية .. فارجعوا إلى كتب مجالس العلماء هداكم الله.
وأنا عندما قلت: فنظر أبو يوسف بعد ذلك في النحو، لم أكن أرمي إلى جهالة في أبي يوسف، والله شاهد على ما أقول. والعبرة ها هنا في أن من لم ينظر، فلن يتفقّه أصلاً .. فأين أنتم من العربية أيها الأخيار؟ ارجعوا إلى معاجم اللغة .. وانظروا ما فيها ..
فإن الفعل (نظر) إذا عُدّي بنفسه كان بمعنى الرؤية، وإذا عُدّي بـ (إلى) كان بمعنى الميل، وإذا عُدّي بـ (في) كان بمعنى التفكّر. فما المانع بأن يتفكّر الفقيه. أوليس فوق كل ذي علم عليم؟
وإذا سلّمنا بأن الفقيه أبا يوسف قد أخطأ في المسألة أعلاه، فإن الكسائي قد أخطأ أيضاً في اختياره للفظ "امرأة" بدلاً من "زوج". فأين الإشكال؟!
وإني لأشكر أخي أبا محمد على رجائه من الجميع ألا يصرفوا الحوار إلى مواضيع جانبية بعيدة عن بلاغة القرآن ووجوه إعجازه ..
فإني لو علمت أن هذه القصة ستثير مثل هذا الجدل والإشكال، لما وضعتها ..
والله المستعان ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 03 - 2006, 10:48 ص]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد بيّنا في المقالة أعلاه الفرق بين كلمة (زوج) وكلمة (امرأة) في التعبير القرآني العظيم .. وفيما يلي بيان قرآني آخر فيما يخصّ التفرقة بين كلمة (زوج) وكلمة (بعل):
جاء في لسان العرب (مادة بعل):
البَعْل: الزوج. قال الأَزهري: وإِنما سُمي زوج المرأَة بَعْلاً لأَنه سيدها ومالكها. وجمع البَعْل الزوجِ بِعال وبُعُول وبُعُولة؛ قال الله عز وجل: وبُعولتهن أَحق بردّهن. والأُنثى بَعْل وبَعْلة مثل زَوْج وزَوْجة.
وتَبَعَّلَت المرأَةُ: أَطاعت بَعْلَها، وتَبَعَّلَت له: تزيّنتْ. وامرأَة حَسَنَة التَّبَعُّل إذا كانت مُطاوِعة لزوجها مُحِبَّة له. والبَعْل والتَّبَعُّل: حُسْن العِشْرة من الزوجين.
والبِعال: حديث العَرُوسَيْن. والتَّباعل والبِعال: ملاعبة المرءِ أَهلَه. ويقال للمرأَة: هي تُباعِل زَوْجَها بِعالاً ومُباعَلة أَي تُلاعبه. ويقال للرجل: هو بَعلُ المرأَة، ويقال للمرأَة: هي بَعْلُه وبَعْلَتُه. وباعلَت المرأَةُ: اتخذت بَعْلاً. وبَعْلُ الشيء: رَبُّه ومالِكُه.
وأما القرآن الكريم، فقد تردّدت فيه هذه الكلمة بجميع مشتقاتها سبع مرات. مرة واحدة كاسم للصنم الذي عبده قوم إلياس النبي -عليه السلام - فقال لهم: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} [الصافات: 125].
وست مرات بمعنى الزوج:
قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 128].
وقال تعالى: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هود: 72].
وقال تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ} [البقرة: 228].
وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ .. الآية} [النور: 31].
فلماذا عبّر القرآن الكريم عن (الزوج) بكلمة (بعل) في هذه الآيات؟ وما الفرق بينهما يا ترى؟
عند تدبّر الآيات التي جاءت فيها هذه الكلمة، وعند الرجوع إلى المعاني التي وردت في لسان العرب، نلاحظ أن البعل هو المعيل، وهو الرئيس، وهو المالك، وهو الملاعب .. وفقط في حالة جمع النكاح والجنس إلى كل ذلك، فإنه يصير زوجاً ..
وهنا نرى دقّة التنزيل الحكيم حين يتحدّث عن هذه الفروق. فقد تبيّن لنا من المقالة السابقة أن كلمة (امرأة) أعمّ وأشمل من كلمة (زوج) .. فالزوج يمكن أن تكون امرأة، أما المرأة فلا تكون دائماً زوجاً، وذلك بسبب الموانع المذكورة أعلاه، والتي أخلّت بالانسجام التام والتوافق الكامل بينهما ..
وكذلك هو الحال بالنسة لكلمة (زوج) و (بعل). إذ يتّضح لنا - كما سيأتي - أن الزوج يكون بعلاً، أما البعل فلا يكون زوجاً بحسب العرف القرآني ..
ولنتأمّل الآيات:
آية سورة النور: حين تحدّث القرآن عن الزينة في سورة النور ذكر البعول، وقال: "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن" .. فالزينة حالة اجتماعية تكون فيها المرأة مع آخرين: مع أخيها، أو أبيها، أو ابنها، أو أبي زوجها .. إلخ. وفي هذه الحالة سُمّي الزوج بعلاً ولم يدخله فيهم، لأنه أصلاً يحقّ له أن يرى عورة زوجه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
في حين أنه عندما تحدّث عن الفروج في موضع آخر، ذكر الأزواج مباشرة، وذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5 - 6] ..
آية سورة هود: جاء سياق الآيات بهذه الصورة: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هود: 71 - 72]. فيلفت انتباهنا أولاً أن القرآن قال عن زوج إبراهيم - سارة - عليهما السلام: (وامرأته). والسبب في ذلك علمناه من سياق قصّة زكريا مع امرأته عليهما السلام.
ثم ماذا قالت سارة لما بشّرتها الملائكة بإسحاق؟ {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ}! ففي هذا إشارة إلى أن إبراهيم عليه السلام تحوّل إلى بعل بعد أن صار شيخاً، ولم يعد يأتي أهله .. ولهذا فإن الزوج في سنّ الشيخوخة، وبعد توقّفه عن إتيان أهله، يصبح بعلاً في عرف القرآن الكريم ..
آية سورة البقرة: فقد قال هنا {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}، ولم يقل (وأزواجهن)، لأنه لو قال (وأزواجهن) لتناقض ذلك مع قوله وَالْمُطَلَّقَاتُ في مطلع الآية. إذ مع وقوع الطلاق لا يبقى الزوج زوجاً.
ومن جهة أخرى فإن الرجل الذي أوقع الطلاق على زوجه سيبقى ينفق عليها ويعولها خلال أيام عدّتها ويعيش معها، إنما دون أن يأتيها، ومن هنا فالاسم الوحيد الذي يمكن إطلاقه عليه هنا هو البعل ..
ثم انظر إلى قوله تعالى في سورة البقرة نفسها، وبعدها بآيتين: {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة: 230]. فبعد أن يتمّ الطلاق، فلا يحلّ له أن يأتيها إلا من بعد أن يأتيها رجل آخر سمّاه القرآن (زوجاً غيره)!
وأما بالنسبة لكلمة (بعل) في قوله تعالى في سورة النساء: {وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}، فأدع تدبّره لكم!
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 09:34 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب " لؤي الطيبي "
لقد وضعت بحثك الرائع " الفرق بين المرأة و الزوج "
في منتدى إسلامي - أنا مشرف عليه
ثم طلبت رأيي الإمامية الإثنى عشرية عليه
فجاء هذا الرد
قبل كل شيئ علينا ان نعرف ماهو الفرق بين اللفظين في اللغة العربية فهل هو كما قلت او لا؟؟
ولقد بحث على عجالة ولم اجد من يفرق فهل عندك اطلاق بمن فرق لغويا بينهما؟
قلت:
اقتباس:
متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون؟
عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين، نلحظ أن لفظ \"زوج\" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ..
فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما، فإن القرآن يطلق عليها \"امرأة\" وليست زوجاً، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما ..
اقول:
بل القرآن الكريم استخدم اسم الزوجة حتى لو لو يكن بينها وبين زوجها اتفاق وود وانسجام
أولا: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ}
والحادثة معروفة حيث جاء زيد يشكو سوئ خلق زوجته زينب ويشكو للنبي غلظة قولها وعصيان امره فرغم كونهما غير متوافقان والزوجية غير تامة أطلق عليها القرآن زوجان او سمى زينب زوج لزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {14}
وهذه الاية واضحة في تسمية القرآن الكريم الزوجة العدوا الغير متفقه مع زوجها والغير منسجمه معه سماها زوجة
ثالثا: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير [مجادلة 1] * الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور [مجادلة 2]
وكذا هذه الاية التي تخبر عن شكوى الزوجة للنبي وما تلاقيه من زوجها فرغم االختلاف وعدم الانسجام سماها زوجة
رابعا: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} النور6
وهذه ايضا واضحة فمن يرمي زوجته بالزنا ويقدفها بالفاحشة لايكون هناك توافق وانسجام والفة ولكن رغم كل ذلك سمية زوجة
قلت:
اقتباس:
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين \"زوج\" و\"امرأة\" ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، أن يرزقه ولداً يرثه. فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب، وطمع هو في آية من الله تعالى، فاستجاب الله له، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة.
عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة \"امرأة\"، قال تعالى على لسان زكريا: \"وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا\". وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه، وأنه سيرزقه بغلام، أعاد الكلام عن عقم امرأته، فكيف تلد وهي عاقر، قال تعالى: \"قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء\".
فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة.
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة \"امرأة\".
اقول:
على كلامك فإن السيدة عائشة بنت ابي بكر لا يصح تسميتها زوجة النبي لانها عاقر ولا تتوافق ولاتنسجم مع النبي الاكرم ص فكما إن امراة عمران لم يسمها الله زوجه لانها عاقر كذلك عائشة!!!
قلت:
اقتباس:
جاء سؤال من قبل أحد الإخوان من منتدى " الفصيح " بـ
لقد بحثت في القرآن ووجدت كلمة امرأته وردت في سورة آل عمران - سورة 3 - آية 35: (اذ قالت امراة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم).
فكيف نفسر ورودها بالآية مع انها لا تنطبق عليها اي من الشروط ولماذا لم تذكر الآية كلمة زوج بدل من امرأة؟
ثم جاء الجواب بـ
الأخ الفاضل ..
إذا رجعت إلى كتب التفسير،
ستجد أنّ امرأة عمران قالت ما قالته في الآية بعد موت زوجها عمران عليه السلام (انظر: الكشاف للزمخشري مثلاً).
وفي هذه الحالة تكون الزوجية قد فقدت من مقوماتها، ممّا يجعل استعمال القرآن الكريم لكلمة (امرأة) في هذه الآية غاية في الدقّة.
والله أعلم ..
اقول:
أولا: هذه الاية: (اذ قالت امراة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم).
أوضح دليل على بطلان النظرية المدعاة
ثانيا: بالله عليك هل الزوجة التي يموت عنها زوجها لاتسمى زوجة!!!!؟؟؟؟
إذن كيف كان يسمي الصحابة نساء النبي بزوجاته بعد موته كما هو معلوم
ثانيا: القرآن استخدم لفط الزوجة على من توفى عنها زوجها
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة234
قلت:
ثم بعد هذا طرحت عليهم هذا السؤال:
اقتباس:
هل إستخدم الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم كله
كلمة " زوج " لطرف يكون فيه الطرف المقابل " عاصي "!!!؟؟؟
فجاء رده بـ:
اقول:
نعم
* ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب [رعد 38]
ومن المعلوم إن بعض نساء الانبياء عصين الله تعالى
بالاضافة الى الايات التي ذكرتها لك فوق فراجعها
بل فرض السؤال محال وغير صحيح لانه لايوجد انسان غير عاصي لله الا اهل البيت الاربعة عشر عليه السلام فكل زوجين تجد أحدها في حالة العصيان والاخر في حالة الطاعة والعكس
جزاك الله خيرا - سأحضر الرد عليه في الأيام المقبلة - بإذن الله تعالى
فأرجو مساعدتي بخواطرك و ردك - بارك الله فيك
/////////////////////////////////////////////////
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 04:20 ص]ـ
يقول: بل القرآن الكريم استخدم اسم الزوجة حتى لو يكن بينها وبين زوجها اتفاق وود وانسجام. أولا: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ)، والحادثة معروفة حيث جاء زيد يشكو سوئ خلق زوجته زينب ويشكو للنبي غلظة قولها وعصيان امره فرغم كونهما غير متوافقان والزوجية غير تامة أطلق عليها القرآن زوجان او سمى زينب زوج لزيد.
فأقول: لقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم الخلاف بين زيد وزينب، واعتبره كأنْ لم يكن، ونصحه بالتمسّك بها .. فهل يسوغ في هذا المقام أنْ يُقال: "أمسك عليك امرأتك"؟ كلا! لأنّ بين هاتين الكلمتين "أمسك" و "امرأة" من الجفاء، ما لا يليق بمقتضى ذلكم الحال، بأيّ حال من الأحوال ..
يقول: ثانيا: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وهذه الاية واضحة في تسمية القرآن الكريم الزوجة العدوا الغير متفقه مع زوجها والغير منسجمه معه سماها زوجة.
فأقول: قوله تعالى: (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ)، فذلك في مقام جمع، وحديثنا في مقام الإفراد ..
يقول: ثالثا: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) [المجادلة: 1 - 2]، وكذا هذه الاية التي تخبر عن شكوى الزوجة للنبي وما تلاقيه من زوجها فرغم الاختلاف وعدم الانسجام سماها زوجة.
فأقول: سبحان الله! وأين سمّاها "زوجة"؟ قال: (في زوجها)، ولم يقل: قد سمع الله قول الزوجة التي تجادلك في زوجها! فمتى كان حديثي عن الرجل؟ ولئن كان صاحبك يبحث عن الحقّ، فليبيّن لنا السبب في إيثار القرآن كلمة "زوجها" مكان "بعلها" في الآية .. وليبيّن لنا أيضاً الفرق بين قوله تعالى هنا: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ) [المجادلة: 2]، وقوله سبحانه في سورة الأحزاب: (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ) [الأحزاب: 4] .. فلماذا قال هنا: نسائهم؟ وقال هناك: أزواجكم؟ وما علاقة ذلك بالحكم الشرعي فيما يخصّ كل واحدة منهما؟
يقول: رابعا: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} النور6
وهذه ايضا واضحة فمن يرمي زوجته بالزنا ويقدفها بالفاحشة لايكون هناك توافق وانسجام والفة ولكن رغم كل ذلك سمية زوجة
فأقول: "الأزواج" في مقام جمع، وحديثنا في مقام الإفراد .. ثمّ إنّ في هذه الآية تخصيص للعموم الذي جاء في المحصنات في الأية الرابعة من السورة نفسها، فليرجع إلى تفسير الآيتين، وسبب نزولهما، وفيمن نزلتا ..
يقول: على كلامك فإن السيدة عائشة بنت ابي بكر لا يصح تسميتها زوجة النبي لانها عاقر ولا تتوافق ولا تنسجم مع النبي الاكرم ص فكما إن امراة عمران لم يسمها الله زوجه لانها عاقر كذلك عائشة!!!
وأقول: أعود وأكرّر أنّ حديثنا في مقام الإفراد، والجمع يكون للتغليب، ولا يخلو منه شواذّ .. ومع هذا فإنّ السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وإنْ لم تنجب، فإنّ القرآن قد وصفها مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمّهات المؤمنين ..
يقول: أولا: هذه الاية: (اذ قالت امراة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم). أوضح دليل على بطلان النظرية المدعاة ..
فأقول: وكيف يزعم بطلان "النظرية" بدون دليل! ثمّ ليرجع إلى التفاسير ولينظر إلى أقوال المفسّرين في حال امرأة عمران في حملها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول: ثانيا: بالله عليك هل الزوجة التي يموت عنها زوجها لا تسمى زوجة!!!!؟؟؟؟ إذن كيف كان يسمي الصحابة نساء النبي بزوجاته بعد موته كما هو معلوم؟
فأقول: بالله عليك وكيف تُسمّى زوجة، وهي لا زوج لها؟ وأمّا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنّهم سمّوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه لأنّهنّ محرّمات عليهم، وعلى سائر خلق الله، بعد موت رسول الله .. فهنّ أزواجه بنصّ القرآن، ومحرّم التزوّج بهنّ ..
يقول: ثالثا: القرآن استخدم لفط الزوجة على من توفى عنها زوجها (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
فأقول: ذلك في مقام جمع، وحديثنا في مقام الإفراد .. ومع هذا يمكن القول إنّ جمع "زوج" أوثر هنا على جمع "امرأة" لأنّ الثانية لم يستعمل لها جمع لثقله .. ثمّ أنا أسأل: مَن هم المخاطبون في الآية؟ هل هم أحياء أم أموات؟ وما دلالة فعل المضارع (يتوفون)؟ وعلى مَن يعود الضمير في (منكم)؟
تقول: ثم بعد هذا طرحت عليهم هذا السؤال: هل إستخدم الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم كله كلمة " زوج " لطرف يكون فيه الطرف المقابل " عاصي "!!!؟؟؟ فجاء رده بـ: يقول: نعم (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب) [رعد 38]
ومن المعلوم إن بعض نساء الانبياء عصين الله تعالى بالاضافة الى الايات التي ذكرتها لك فوق فراجعها بل فرض السؤال محال وغير صحيح لانه لايوجد انسان غير عاصي لله الا اهل البيت الاربعة عشر عليه السلام فكل زوجين تجد أحدها في حالة العصيان والاخر في حالة الطاعة والعكس
وأقول: سبحان الله! وهل أنّ القرآن لم يستثن العاصيات من أزواج الرسل؟ ألم يقل: "امرأة نوح"، و"امرأة لوط"؟ ثمّ إنّي أسألك بالله يا أخي: ما محلّ هذه الجملة الأخيرة من الإعراب والصرف؟
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 08:11 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب على هذا الرد الجميل
و إن شاء الله
سأنقل ردك عليه كاملا
و لي بعض الإضافات على ما تفضلت به يا أخي الحبيب
فإنّ السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وإنْ لم تنجب، فإنّ القرآن قد وصفها مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمّهات المؤمنين ..
أمنا الكريمة عائشة رضي الله عنها لم تكن الوحيدة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن التي لم تنجب للنبي عليه الصلاة و السلام
و من قراءة القرآن الكريم و السيرة النبوية العطرة
لم أجد أن النبي عليه الصلاة و السلام قد إشتكى من عدم الإنجاب
أو أنه دعى ربه كما دعى زكريا و غيره من الرسل عليهم السلام
يعني - كما تفضلت يا أخي الكريم
بأن التوافق حاصل بين النبي عليه الصلاة و السلام و بين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
فأمهات المؤمنين رضي الله عنهن لم يكن عندهن مشكلة لعدم الإنجاب
و لا النبي عليه الصلاة و السلام شكى من عدم الإنجاب منهن
و أخيرا - لم أفهم ما قصدته هنا يا أخي الكريم
ثمّ إنّي أسألك بالله يا أخي: ما محلّ هذه الجملة الأخيرة من الإعراب والصرف؟
أرجو التوضيح - بارك الله فيك
/////////////////////////////////////////////////
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 10:35 ص]ـ
لا عليك يا أخي ..
ولكن أغاظني قوله: فرض السؤال محال وغير صحيح لأنه لا يوجد انسان غير عاصي لله إلا اهل البيت الاربعة عشر عليه السلام فكل زوجين تجد أحدها في حالة العصيان والاخر في حالة الطاعة والعكس!
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 12:27 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان عندي إحساس بأن ما تفضلت به هو الذي أغضبك:)
فعلا
يا أخي الحبيب
هؤلاء القوم - هداهم الله - همهم الوحيد هو
الطعن بأمهات المؤمنين و الصحابة رضوان الله عليهم بأي شكل من الأشكال
فهذا البحث الذي قمت به يا أخي
لا شك أن نتائجه تغضبهم و لا ترضيهم
فأكيد - أنهم سيحاربون بحثك و ما توصلت إليه بكل وسيلة
فأنت يا أخي الكريم - قد أثبت من القرآن الكريم بهذا البحث الرائع
على التوافق والإقتران والإنسجام بين النبي عليه الصلاة و السلام
و بين أمهات المؤمنين - زوجاته - نساءه - رضي الله عنهن أجمعين
و هذا بالطبع لا يسرهم كما تعلم!!!!
/////////////////////////////////////////////////
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 01:54 ص]ـ
الأخ الفاضل "الإسلام ديني" - حفظه الله ..
لستُ أزعم أنّ موضوع التفرقة بين الزوج والمرأة هو من بنات أفكاري .. كلا إنّه تعليل قديم قِدَم كتب البيان والتفسير .. وهي قريبة المنال لكلّ مَن يريد كأنّها الثُّمام على قارعة الطريق، والله وليّ التوفيق ..
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 10:03 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى لو كان البحث ليس من بنات أفكارك
فإخراجه بهذه الطريقة السهلة الجميلة
يعتبر - من وجهة نظري - عمل رائع و مجهود جبار تشكر عليه
فأنت يا أخي الحبيب كمن أخرج كنزا
على العموم - بالنسبة لأخوك
فأنا أول مرة أعرف فيها هذه المسالة
إذن - الفضل يعود لك بعد الله سبحانه وتعالى
فجزاك الله خيرا كثيرا
أرجو إكمال موضوعك الرائع هذا
فأنت يا أخي الكريم وصلت إلي الفرق بين " زوج " و " بعل "
و بإنتظار إستعمال " النساء " بدلا من المرأة أو الزوجة كـ " يا نساء النبي "
/////////////////////////////////////////////////
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وبعلمك ..
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[08 - 02 - 2007, 11:50 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
لقد جاء رد طويل على آخر رد لك
فإسمح لي بأن أضعه لك كاملا - بارك الله فيك
******بداية رده ...
الاخ الهاوي
سألتكم هذا السؤال وهو حلا للمشكلة فنرجوا الاجابة بالنفي او الاثبات بارك الله فيكم
قبل كل شيئ علينا ان نعرف ماهو الفرق بين اللفظين في اللغة العربية فهل هو كما قلت او لا؟؟
ولقد بحث على عجالة ولم اجد من يفرق فهل عندك اطلاع بمن فرق لغويا بينهما؟
فإن قلت:
المعاجم العربية ليست مهمينة على القرآن الكريم
فهذه المعاجم كتبها بشر يصيبون و يخطئون
و القرآن الكريم هو ذروة اللغة العربية
أقول:
صحيح يااخي ولكن لما نختلف في تفسير آية أو مفردة من القران اين نذهب إذا لم نجد تفسيرها بالقران؟ اليس نذهب الى كلام العرب الذي نزل فيه القران؟!
مثلا قوله تعالى: {َتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً} النساء43
فهنا القرآن الكريم لم يبين معهنا الصعيد هل هو التراب او مطلق وجه الارض
ففي هذه الحالة نرجع الى كلام العرب {الموجود في المعاجم} لنعرف على أي شيئ يطلقون كلمة الصعيد
فكذا الحال في الفرق في استخدام كلمة زوج , وإمراة فهل فرق العرب بين الكلمتين أولا؟
والشيئ الاهم هو هل فرق بين اللفظين في السنة الشريفة او كلمات اهل البيت عليهم السلام والصحابة او في كلمات الفقهاء؟
طبعا لم يفرق بينهما بحسب اطلاعي ونرجوا الارشاد للصواب
............................................
- الطبقات الكبرى - محمد بن سعد ج 1 ص 97:
وأخبرنا وهب بن جرير بن حازم أخبرنا أبي قال سمعت أبا يزيد المدني قال نبئت أن عبدالله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على امرأة من خثعم فرأت بين عينيه نورا ساطعا إلى السماء فقالت هل لك في قال نعم حتى أرمي الجمرة فأنطلق فرمى الجمرة ثم أتى امرأته آمنة بنت وهب ثم ذكر يعني الخثعمية فأتاها فقالت هل أتيت امرأة بعدي قال نعم أمرأتي آمنة بنت وهب قالت فلا حاجة لي فيك انك مررت وبين عينيك نور ساطع إلى السماء فلما وقعت عليها ذهب فأخبرها أنها قد حملت خير أهل الارض
.............................................................................. تم
.......................................................
- مسند الشاميين - الطبراني ج 4 ص 215:
(يُتْبَعُ)
(/)
3128 - حدثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا واقد الليثي - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أخبره أنه بينما هو عند عمر بن الخطاب بالجابية زمن قدمها عمر، جاءه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين إن زوجتي زنت بعبدي، وها هي ذه تعترف، قال أبو واقد: فدعاني عمر عاشر عشرة، فأرسلنا إلى امرأته، وأمرنا أن نسألها عما قال زوجها، فجئناها فإذا هي جارية حديثة السن، فقلت حين رأيتها: اللهم افرج فاها عما شئت اليوم، فقلنا لها: إن زوجك أتى أمير المؤمنين فأخبره أنك زنيت بعبده، فأرسلنا إليك لنشهد ما تقولين، فقالت: صدق، فأمرنا عمر فرجمناها بالجابية.
فلو كان فرق كما تقول لقال إن إمراتي زنت
.......................................
- فقه السنة - الشيخ سيد سابق ج 2 ص 254:
ويشترط في وقوع الطلاق الصريح: أن يكون لفظه مضافا إلى الزوجة، كأن يقول: زوجتي طالق، أو أنت طالق.
...................................................
فلو صحت نظريتك المحترمة لكان لابد من القول: في صيغة الطلاق {إمرأتي طالق} لان الطلاق لايقع الا عن اختلاف وعدم توافق
وعليه فانتظر منكم التفريق بين اللفظين في اللغة العربية وفي السنة الشريفة او كلام أهل البيت او الصحابة او كلمات الفقهاء؟
ولنرجع للقران الكريم
ولقد تبين إن القران الكريم قد استخدم كلا اللفظين وفي موارد مختلفة فكان ردكم هو إن القران استخدمها في الجمع وكلامنا عن المفرد
وهذا كلام عجيب فلاعرف ماهو الفرق بين المفرد والجمع في الاستخدام المهم إن القران استخدمها
ولذا قلت:
فأقول: "الأزواج" في مقام جمع، وحديثنا في مقام الإفراد ..
فأقول: قوله تعالى: (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ)، فذلك في مقام جمع، وحديثنا في مقام الإفراد ..
فأخذت تضيق من دائرة نظريتك وتخصصها بالمفرد وكل هذا لصعوبة اثبتها!
ولكن مع هذا فلقد جئت بآية في لفظ المفرد وهي:
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ}
ولكنك اخذت تخبرنا عما دار في قلب النبي الشريف وأنه ما قال لزيد اذا قال الا لكي يصلح بينه وبين زوجته فقلت:
فأقول: لقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم الخلاف بين زيد وزينب، واعتبره كأنْ لم يكن، ونصحه بالتمسّك بها .. فهل يسوغ في هذا المقام أنْ يُقال: "أمسك عليك امرأتك"؟ كلا! لأنّ بين هاتين الكلمتين "أمسك" و "امرأة" من الجفاء، ما لا يليق بمقتضى ذلكم الحال، بأيّ حال من الأحوال .. أقول:
أولا: كلامك مجرد دعوى خالية عن الدليل بل هي مجرد استحسان.
ثانيا: أنت تقر وتعترف إن القرآن استخدمك كلمة زوج بين الرجل والمراة مع عدم توفقهما ولكن لحالة ضرورية.
ثالثا: ماتقوله خلاف معجزة القران البلاغية فكيف يضطر القران الى خرق بلاغته المعجزة وهل ضاقت به السبل عن اختيار كلمة غيرها والعياذ بالله!
رابعا: اما قولك الرسول كره الخلاف بينهما فأقول لك إنه لا فائدة من الاصلاح فالرسول {ص} يعرف إن زيد سوف يطلقها عن قريب وسوف تكون زوجة للنبي {ص}.
ولما اتيتك بآية واضحة باستخدام الزوجية بين مرة ورجل مختلفان وبلفظ المفرد أيضا وهي:
{قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير [مجادلة 1]
وهنا تفوهت بشيئ عيجيب وغريب فقلت:
سبحان الله! وأين سمّاها "زوجة"؟ قال: (في زوجها)، ولم يقل: قد سمع الله قول الزوجة التي تجادلك في زوجها! فمتى كان حديثي عن الرجل؟ أقول:
سبحان الله سبحان الله!!!!
اليس هذا هو سؤالكم:
هل إستخدم الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم كله
كلمة " زوج " لطرف يكون فيه الطرف المقابل " عاصي "!!!؟؟؟ وهذا تضييق ثاثي للنظرية وهو حصرها بالزوجة فقط يااخي اذا امتنع أطلاقة على الزوجة فكذلك يمتنع اطلاقه على الزوج اليس هذا كلامكم:
(يُتْبَعُ)
(/)
معنى \"الزوج\" إذن يقوم على الإقتران القائم على التماثل والتشابه والتكامل. فحتى يتمّ الإقتران لا بدّ من وجود صفات بين الطرفين تحقّق التماثل والتشابه عند اجتماعهما وتكاملهما واقترانهما، وهذا المعنى متحقّق في الزوجين الذكر والأنثى
قلت:
ولئن كان صاحبك يبحث عن الحقّ، فليبيّن لنا السبب في إيثار القرآن كلمة "زوجها" مكان "بعلها" في الآية .. وليبيّن لنا أيضاً الفرق بين قوله تعالى هنا: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ) [المجادلة: 2]، وقوله سبحانه في سورة الأحزاب: (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ) [الأحزاب: 4] .. فلماذا قال هنا: نسائهم؟ وقال هناك: أزواجكم؟ وما علاقة ذلك بالحكم الشرعي فيما يخصّ كل واحدة منهما؟
اقول:
سبحان الله!
هذا الكلام والاسئلة لابد ان توجه لك يامحترم!! لإنك انت يامن تفرق بين: زوج , وأمراة. فهل من سبب يجعل الله يغير بالكلمات؟
فلو كان كما تقول لما جعل كلمة زوجها في الاية بل جعل بعلها او غيرها فتبن أن لا فرق بين هذه الكلمات
لما قلت لكم:
على كلامك فإن السيدة عائشة بنت ابي بكر لا يصح تسميتها زوجة النبي لانها عاقر ولا تتوافق ولا تنسجم مع النبي الاكرم ص فكما إن امراة عمران لم يسمها الله زوجه لانها عاقر كذلك عائشة!!! قلت:
وأقول: أعود وأكرّر أنّ حديثنا في مقام الإفراد، والجمع يكون للتغليب، ولا يخلو منه شواذّ .. ومع هذا فإنّ السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وإنْ لم تنجب، فإنّ القرآن قد وصفها مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمّهات المؤمنين .. اقول:
الله المستعان!
الم تقولوا:
وحكمة إطلاق كلمة \"امرأة\" على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها، رغم أنه نبي، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية.
ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما، كان في عدم إنجاب امرأته، والهدف \"النسلي\" من الزواج هو النسل والذرية، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة.
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة \"امرأة\".
فلما تراجعتم عن ضوابط مواصفات اسم الزوجة! ?
والان سؤال واريد الاجابة بصراحة
هل يصح أن نقول للسيدة عائشة {في حياة النبي} زوجة النبي او لايصح؟؟
إذا قلت لا يصح فانت تخالف القران.
وإذا قلت نعم يصح فأقول إذن انتهى كلامنا.
عاقر ولايوجد توافق جنسي بينها وبين النبي كما تقول انت ويسميها القرآن زوجة. فماذا تريد اكثر من ذلك؟!
واذا قلت: اصبر اصبر اصبر فإن القران هو من سماها زوجة!
فأقول لك صحيح فهذه هي لغة القرآن فهو لايفرق بين الزوجة والمرأة كما تقول انت
اما حجتك التي تكررها كثيرا وهي ان القران قالها بصيغة الجمع ونحن نتكلم عن المفرد فاقول لك هذا كلام مأخوذ خيره وبركته كما يقول اهلنا.
فأفهم
قلت:
يقول: أولا: هذه الاية: (اذ قالت امراة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم). أوضح دليل على بطلان النظرية المدعاة ..
فأقول: وكيف يزعم بطلان "النظرية" بدون دليل! ثمّ ليرجع إلى التفاسير ولينظر إلى أقوال المفسّرين في حال امرأة عمران في حملها .. أقول:
اولا: نظريتك باطلة يااخي لانه لايوجد أي دليل عليها, حجتك القرآن فقط وعرفنا الحال فيه بالاضافة الى كونها مخالفة السنة لها وعدم تطرق العلماء لهذا التفريق
ثانيا: اما ادعائك بان القران سماها إمراة ولم يسمها زوجة لان زوجها عمران كان ميتا.
فاسألك لماذا يمتنع اطلاق اسم الزوجة على من توفى عنها زوجها؟؟
هل لكونها لم تعد زوجيته؟
فهذا نفسه ينطبق على المراة فأيضا لم تعد إمرأته فالتي يموت عنها زوجها لم تعد إمراة الميت بل اصبحت اجنبية عنه.
وعليه فلا بد لك ان تبين السبب في منع اطلاق اسم الزوجة على من توفى عنها زوجها؟
قلت:
يقول: ثانيا: بالله عليك هل الزوجة التي يموت عنها زوجها لا تسمى زوجة!!!!؟؟؟؟
فأقول: بالله عليك وكيف تُسمّى زوجة، وهي لا زوج لها؟
اقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
اخي كلامنا في من لها زوج ومات فهي تسمى زوجة شرعا وعرفا فلما نقول زوجة زيد {وهو ميت} فالتقير كانت زوجة زيد وهذا معروف في السنة وفي كلام الصحابة وكلام العلماء والناس.
ولذلك جاء فيالاحاديث عدة المتوفى عنها زوجها فرغم إنه ميت ولكن يسمونه زوجها.
سالتكم:
إذن كيف كان يسمي الصحابة نساء النبي بزوجاته بعد موته كما هو معلوم؟
فقلت:
وأمّا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنّهم سمّوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه لأنّهنّ محرّمات عليهم، وعلى سائر خلق الله، بعد موت رسول الله .. فهنّ أزواجه بنصّ القرآن، ومحرّم التزوّج بهنّ ..
أقول:
لالالا هذا الكلام غير مقبول منك فنساء النبي يسمين زوجات له قبل صدور حكم حرمة الزواج منهن و في حياة النبي وبعد وفاته
نعم سمين امهات المؤمين وذلك بنص القران أي حرمة الزواج منهم فلا تخلط بارك الله فيك
قلت لكم:
يقول: ثالثا: القرآن استخدم لفط الزوجة على من توفى عنها زوجها (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
قلت:
فأقول: ذلك في مقام جمع، وحديثنا في مقام الإفراد .. اقول:
في مقام الجمع , في مقام الجمع , يااخي بلاغة القرآن تأبى ماتقول
قلت:
ومع هذا يمكن القول إنّ جمع "زوج" أوثر هنا على جمع "امرأة" لأنّ الثانية لم يستعمل لها جمع لثقله .. أقول:
لو كان كما تقول لما كان صعب على الله تعالى ان يختار كلمة نساء ويحل المشكلة فتكون الاية هكذا:
" وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ {نسائا} يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ "
فختيار الله تعالى كلمة {أزواجاً} ليس لثقل جمع كلمة مرأة بل لانه لافرق بينهن
قلت:
ثمّ أنا أسأل: مَن هم المخاطبون في الآية؟ هل هم أحياء أم أموات؟ وما دلالة فعل المضارع (يتوفون)؟ وعلى مَن يعود الضمير في (منكم)؟ اقول:
هذا المفسر هو يجيبك
- جامع البيان - إبن جرير الطبري ج 2 ص 692:
* (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) *
يعني تعالى ذكره بذلك: والذين يتوفون منكم من الرجال أيها الناس، فيموتون ويذرون أزواجا يتربصن أزواجهن بأنفسهن.
فإن قال قائل: فأين الخبر عن الذين يتوفون؟ قيل: متروك لانه لم يقصد قصد الخبر عنهم، وإنما قصد قصد الخبر عن الواجب على المعتدات من العدة في وفاة أزواجهن، فصرف الخبر عن الذين ابتدأ بذكرهم من الاموات إلى الخبر عن أزواجهم والواجب عليهن من العدة، إذ كان معروفا مفهوما معنى ما أريد بالكلام، هو نظير قول القائل في الكلام
بعض جبتك متخرقة، في ترك الخبر عما ابتدئ به الكلام إلى الخبر عن بعض أسبابه. وكذلك الازواج اللواتي عليهن التربص لما كان إنما ألزمهن التبرص بأسباب أزواجهن صرف الكلام عن خبر من ابتدئ بذكره إلى الخبر عمن قصد قصد الخبر عنه، كما قال
................................
قلت:
(ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب) [رعد 38]
ومن المعلوم إن بعض نساء الانبياء عصين الله تعالى بالاضافة الى الايات التي ذكرتها لك فوق فراجعها بل فرض السؤال محال وغير صحيح لانه لايوجد انسان غير عاصي لله الا اهل البيت الاربعة عشر عليه السلام فكل زوجين تجد أحدها في حالة العصيان والاخر في حالة الطاعة والعكس
وأقول: سبحان الله! وهل أنّ القرآن لم يستثن العاصيات من أزواج الرسل؟ ألم يقل: "امرأة نوح"، و"امرأة لوط"؟ ثمّ إنّي أسألك بالله يا أخي: ما محلّ هذه الجملة الأخيرة من الإعراب والصرف؟
اقول:
عجيب!
هل تريد ان تقول إن نساء الانبياء معصومات الا زوجة نوح ولوط؟؟!!
قلت:
لم أجد أن النبي عليه الصلاة و السلام قد إشتكى من عدم الإنجاب
أو أنه دعى ربه كما دعى زكريا و غيره من الرسل عليهم السلام
يعني - كما تفضلت يا أخي الكريم بأن التوافق حاصل بين النبي عليه الصلاة و السلام و بين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن فأمهات المؤمنين رضي الله عنهن لم يكن عندهن مشكلة لعدم الإنجاب و لا النبي عليه الصلاة و السلام شكى من عدم الإنجاب منهناقول:
أولا: لقد حزن النبي {ص} عندما عيروه بالابتر و بكونه لا ولد له والله بشره بالكوثر وهو كثرة الولد من ولد ابنته فاطمة عليها السلام.
ثانيا: ولعل عدم شكواه لرضاه بقضاء الله وقدره.
ثالثا:
الم تقولوا هذا الكلام: {فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة.}
وعليه وحسب شروطكم للمراة التي تسمى زوجة سواء قبل الزوج او لم يقبل شكا او لم يشكو فعلى كل الاحوال يوجد مانع او كما تسمونه مانع بيولوجي بينهما وهو المانع من تسميتها زوجة.
******نهاية رده ...
رده كان طويلا بعض الشيء
/////////////////////////////////////////////////
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 10:28 ص]ـ
الأخ الفاضل "الإسلام ديني" ..
أعتذر لك عن تأخري في الرد ّ .. فقد كنتُ على سفر .. وسأنظر في ردود صاحبك وأجيبك عنها قريباً إن شاء الله .. والذي يبدو لي أنّه لم يفهم ما نحن فيه من أصله ..
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 01:23 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تعتذر يا أخي الحبيب
فأنا أيضا إنشغلت و سأسافر بعد الغد لمدة 6 أيام ثم أعود بعدها - بإذن الله تعالى
و بإنتظار ردك عليه - حتى لا أدع له أي شبهة حول هذا الموضوع
جزاك الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[ايام العمر]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 04:04 م]ـ
فقال: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنتِ طالقٌ إِنْ دخلتِ الدار؟
قال: فقال أبو يوسف: إنْ دخلَتْ فقد طلُقتْ.
فقال الكسائي: خطأٌ، إذا فُتحت أَنْ فقد وجب الأمر، وإذا كُسرت فإنه لم يقع بعد. فنظر أبو يوسف بعد ذلك في النحو.
هل من الممكن أن تشرح لي هذه النقطة؟؟
و جزاك الله خيرا
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 02:25 م]ـ
أرى أن (امرأة عمران وما في بطنها) يخل هذه القاعدة يا أخ لؤي
ولم أرك أعطيتها حقها من الرد، بل كأنك تملصت منها، فارجع إليها.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 06:38 م]ـ
الأخ المحترم ابن الحسن ..
انظر هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14671&page=3) ..
ـ[ضيفي فوضيل]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 09:23 م]ـ
الأخ لؤي الطيبي، بارك الله فيك ونفعنا بعلمك، واعلم أنني قد طفت بالموضوع من كل جانب وقد وجدت في تفسيرك الكثير من الرأي الصائب والقول الحسن المحكم. إلا أنني نظرت في بعض أيات القرآن الكريم فرأيت خلاف ما تقول ومن ذلك قوله تعالى: {{وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ}} فاستبدال الزوج لا يكون إلا إذا حصل الاختلاف، فما رأيك؟؟
الأخ لؤي الطيبي، اعلم أن الكثير من قول ذلك الذي نقل لنا الأخ الإسلام ديني فيه الكثير من الجوانب التي تحتاج إلى وقفة إضافية منك حتى تزيل كل ما اشتبه فيه واختلف عليه. وإنك إن شاء الله من المستطيعين في ذلك .. وإنني بعد ذلك أنتظر منك تعليقا على الآية التي ذكرت لك كما أنتظر منك المزيد من البحث في هذه الأفكار التي أظن فيها الكثير من الفائدة وشكرا جزيلا بعد ذلك وقبله.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ..
أكرمك الله أخي الطيّب ضيفي فوضيل، وأصلحك وأصلح على يديك، وجعلني وإيّاك وأهل المنتدى ممّن يقول بالحقّ ويعمل به، ويؤثره، ويحتمل ما فيه ممّا قد يصدّه عنه ..
ولا يخفى عليك أخي الكريم أنّ منهج علماء البيان في هذه المسألة وشبيهاتها من "المترادفات"، هو القول بأنّه لا يوجد في القرآن كلمتان معناهما واحد .. وأنّا لا نلجأ إلى مثل هذا القول إلا عند العجز عن اكتشاف الفروق، مع عدم الجزم بما نفسّر به الكلمة القرآنية ..
وإنّي لأتمثّل هنا بكلمة ابن الأعرابي، تلك التي تقول: "كلّ حرفين أوقعتهما العرب على معنى ليس في صاحبه، ربّما عرفناه فأخبرنا به، وربّما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله " ..
ولذلك فأنا أذهب إلى أنّ قولنا (زوج)، وإنْ كانت هي (امرأة)، فإنّها تفيد خلاف ما يفيد قولنا (امرأة) .. ولا بدّ من البحث والتنقيب عن الفروق الدقيقة بين هاتين الكلمتين، حتى وإن عجز البعض عن إدراكها ..
أما ما جاء في مداخلتك بارك الله فيك بخصوص الجوانب التي تحتاج إلى وقفة إضافية، فأنا سأعمل على إزالة الشبهة فيها إن شاء الله تعالى .. ولكن هذا الأمر يحتاج إلى عمل وجهد، ونحن نعيش اليوم في عصر السرعة، والوقت يحول بيننا وبين عملنا وعيالنا وكتاباتنا، والله المستعان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما استشهادك بقوله تعالى: (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ)، فإنّي أخالفك الرأي في هذه .. وذلك لأنّ الاستبدال في هذه الآية الكريمة قد جاء مقروناً بكلمة (مكان)، والعهد بالاستبدال أنْ يتبعه اسم متّصل بالباء، كأنْ يكون القول: استبدلتُ قلماً بكتاب .. فالكتاب هو الذاهب عنّي، والقلم هو الذي أخذتُه ..
وعمليّة الاستبدال هذه تعني أنّ شيئاً يذهب، وشيئاً آخر يجيء، والذي ذهب يكون عادة متّصلاً بباء الجرّ .. وعليه ورد قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) [البقرة: 61] .. فالذي هو خير هو الذي ذهب، وما تنبت الأرض من النباتات المذكورة في السورة هو الذي جاء .. بدليل قوله عزّ وجلّ: (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا)، فهم أرادوا شيئاً لم يوجد بعد ..
وكذلك قوله علت كلمته: (وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) [النساء: 2]، فالطيّب ذهب والخبيث هو الذي يريدونه، والحديث عن بني إسرائيل في الآية الأولى، وعن عامّة الناس في الثانية .. ومن هذا الفهم عومل أيضاً الفعل (اشترى) والفعل (باع) .. تقول: اشتريتُ قلماً بدينار، فالدينار ذهب منّي، والقلم أتى إليّ ..
في حين أنّ الملاحظ في آية سورة النساء أنّها لم تقل: استبدال زوج بزوج! ولعلّ من أهمّ أسباب العدول عن اتصال الزوج بالباء هنا - والله أعلم - أنّ الأمور التي ترد معها الباء أمور تذهب، أي: شيء يحلّ مكان شيء، فهما لا يبقيان مع المرء بعد عملية الاستبدال ..
أمّا في حال الزوجة، فليس شرطاً أنْ تذهب زوجة وتأتي زوجة بدلاً منها، بل يمكن أنْ يتزوّج رجلٌ زوجة أخرى، وتبقى الأولى عنده .. وهذا يبيّن دلالة كلمة (مكان) في الآية .. فكأنّ المكان الذي كان للأولى قد تغيّر وحلّت فيه أخرى .. وليس بالضرورة أن يحصل هذا الاستبدال بسبب اختلاف، فهو من الحلال الذي أحلّه الله .. فما رأيكم بارك الله فيكم، وزادنا وإياكم علماً وبصيرة بكتابه؟
ـ[ضيفي فوضيل]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 07:53 م]ـ
تحية عطرة أخي لؤي الطيبي وبارك الله فيك وجعلني الله عند حسن ظنك بي واسمح لي أن أعرض عليك بعض فهمي للموضوع .. وشيئا من الاختلاف في الرؤيا والمنظور وأملي أن أجد منك بعد ذلك ما يوضح القضية ويزيل الشبهة والاختلاف.
في استقراء بسيط لآيات القرآن الكريم وجدناه استبدل شيئا مكان آخر في ثلاث مواضع. أوضح استبدل شيئا مكان آخر وليس شيئا بشيء آخر.
1 - الأولى في سورة النساء الآية 20 في قوله: (إِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) النساء 20
وجاء تفسيرها في ابن كثير: أَيْ إِذَا أَرَادَ أَحَدكُمْ أَنْ يُفَارِق اِمْرَأَة وَيَسْتَبْدِل مَكَانهَا غَيْرهَا فَلَا يَأْخُذ مِمَّا كَانَ أَصْدَقَ الْأُولَى شَيْئًا وَلَوْ كَانَ قِنْطَارًا
2 - والموضع الثاني في سورة الأعراف الآية 95 في قوله تعالى: (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) الأعراف 95
وجاء تفسيرها في ابن كثير: أَيْ حَوَّلْنَا الْحَال مِنْ شِدَّة إِلَى رَخَاء وَمِنْ مَرَض وَسَقَم إِلَى صِحَّة وَعَافِيَة وَمِنْ فَقْر إِلَى غِنًى لِيَشْكُرُوا عَلَى ذَلِكَ.
3_ وأما الموضع الثالث فجاء في سورة النحل الآية 101 في قوله تعالى: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) النحل101
جاء تفسيرها في ابن كثير: َقَالَ مُجَاهِد " بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة " أَيْ رَفَعْنَاهَا وَأَثْبَتْنَا غَيْرهَا.
فإنك أخي لؤي تلاحظ معي أن الاستبدال في المواضع الثلاثة كان يدل على أن شيئا ذهب ليحل محله شيئ آخر دون أن يتصل بالذاهب من الأشياء حرف الجر الباء ذلك أن كلمة (مكان) حلت محل الباء وأدت وظيفتها.
ثم أنك تلاحظ معي بوضوح أن استبدال زوج مكان آخر في الآية العشرين من سورة النساء كانت بسبب المفارقة والطلاق والدليل قوله تعالى: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)
هذا والله أعلم. وإني انتظر منك بعد ذلك وقبله تعقيبا وتوجيها وتصحيحا وتصويبا وبارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 03:43 م]ـ
تحية عطرة أخي لؤي الطيبي وبارك الله فيك وجعلني الله عند حسن ظنك بي واسمح لي أن أعرض عليك بعض فهمي للموضوع .. وشيئا من الاختلاف في الرؤيا والمنظور وأملي أن أجد منك بعد ذلك ما يوضح القضية ويزيل الشبهة والاختلاف.
في استقراء بسيط لآيات القرآن الكريم وجدناه استبدل شيئا مكان آخر في ثلاث مواضع. أوضح استبدل شيئا مكان آخر وليس شيئا بشيء آخر.
1 - الأولى في سورة النساء الآية 20 في قوله: (إِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) النساء 20
وجاء تفسيرها في ابن كثير: أَيْ إِذَا أَرَادَ أَحَدكُمْ أَنْ يُفَارِق اِمْرَأَة وَيَسْتَبْدِل مَكَانهَا غَيْرهَا فَلَا يَأْخُذ مِمَّا كَانَ أَصْدَقَ الْأُولَى شَيْئًا وَلَوْ كَانَ قِنْطَارًا
2 - والموضع الثاني في سورة الأعراف الآية 95 في قوله تعالى: (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) الأعراف 95
وجاء تفسيرها في ابن كثير: أَيْ حَوَّلْنَا الْحَال مِنْ شِدَّة إِلَى رَخَاء وَمِنْ مَرَض وَسَقَم إِلَى صِحَّة وَعَافِيَة وَمِنْ فَقْر إِلَى غِنًى لِيَشْكُرُوا عَلَى ذَلِكَ.
3_ وأما الموضع الثالث فجاء في سورة النحل الآية 101 في قوله تعالى: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) النحل101
جاء تفسيرها في ابن كثير: َقَالَ مُجَاهِد " بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة " أَيْ رَفَعْنَاهَا وَأَثْبَتْنَا غَيْرهَا.
فإنك أخي لؤي تلاحظ معي أن الاستبدال في المواضع الثلاثة كان يدل على أن شيئا ذهب ليحل محله شيئ آخر دون أن يتصل بالذاهب من الأشياء حرف الجر الباء ذلك أن كلمة (مكان) حلت محل الباء وأدت وظيفتها.
ثم أنك تلاحظ معي بوضوح أن استبدال زوج مكان آخر في الآية العشرين من سورة النساء كانت بسبب المفارقة والطلاق والدليل قوله تعالى: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)
هذا والله أعلم. وإني انتظر منك بعد ذلك وقبله تعقيبا وتوجيها وتصحيحا وتصويبا وبارك الله فيك.
أخي لؤي ... جزاك الله خيرا
أخي ضيفي ... محاور رائع
لكما كل التقدير والاحترام
أخي ضيفي: كلمة شيىء تكتب هكذا " شيء " الهمزة على السطر
أعرف أنها زلة لوحة مفاتيح ...
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ..
وجزاك الله خيراً مثله أخي الفاضل ماضي شبلي .. وأعتذر إليك أخي الطيّب ضيفي فوضيل عن تأخّري في الردّ .. فقد حال بيني وبين الكتابة عمل وسفر متواصل .. وأشكر لك هذا البيان النفيس في تحليلك لما اختلفنا فيه .. واسمح لي أخي الكريم بأن أعرب عن وجهة نظري في مداخلتك بارك الله فيك .. فأقول وباختصار شديد: حتى إذا فرضنا أنّ المقصود بالاستبدال في الآية الكريمة هو الطلاق والفراق .. فيتبيّن لنا أنّ النّظم في هذه الآية وما جاء قبلها وبعدها، يأبى أن تسدّ هنا كلمة أخرى مسدّ كلمة (زوج) ..
اقرأ معي قول الله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا * وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) [النساء: 19 - 21] ..
فقد خطّ القرآن الكريم في الآية الأولى علاقة الرجل بزوجته من حيث المعاملة وهي (المعاشرة بالمعروف)، والتي تتمثّل في احترام المرأة في مشاعرها وعواطفها وشخصيّتها المستقلّة، كإنسانة محترمة في إرادتها وتفكيرها فيما اختصره القرآن من كلمتي (المودّة والرحمة) ..
وأكّد في الثانية على وجوب احترام الحقوق المادية للزوجة من قِبَل الزوج، مهما كانت الظروف والحالات الطارئة .. فليست هناك أيّة حالة تسوغ الامتناع عن دفع المهر أو سلبه منها .. ويريد القرآن أنْ يؤكّد النهي عن ذلك لأنّه بهتان، فيثير أمام الزوج الأجواء التي تمثّل الاتحاد بينهما، والذي جعلهما كياناً واحداً ممّا يفرض على الزوج أنْ يُخلص لهذه العلاقة ويحترمها، ويشعر بمسؤوليّته تجاه هذه الإنسانة في كلّ ما تمثّله هذه الوحدة من عطاء، فلا يسلبها حقّها ..
ثمّ نجده يعبّر عن الزواج في الآية الثالثة بـ (الميثاق الغليظ) ليؤكّد على أنّ العلاقة التي تربط بين الزوجين هي عهد مؤكّد، يشمل الحياة كلّها في جميع التزاماتها ومسؤوليّاتها وحقوقها المتبادلة ..
فيا أخي الحبيب .. أفلا يكون في إيثار القرآن الكريم لكلمة زوج في هذه الآية تنبيهٌ وتذكيرٌ إلى ما يجري بين الزوجين من اتحاد وامتزاج؟ وأعتذر إليك مرة أخرى من حالي وضيق وقتي .. وأسأله تعالى أن يحفظك، وأن ينفع بك وبعلمك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 03:06 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله
أرفع هذا الموضوع لنفسي حتى أقرأه في الغد بإذن الله تعالى
جزى الله كل المشاركين خير الجزاء
/////////////////////////////////////////////////
ـ[إبن الحسن]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 05:51 م]ـ
الأستاذ لؤي
سألتك عن إشكال (امرأة عمران) ولم أجد جوابا فيما احلتني عليه.
ويبقى عندي سؤال آخر
وهو قول الله (وامرأته حمالة الحطب) فما الذي جعل (أم جميل) امرأة ولم يجعلها زوجة؟.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 02:48 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعجالة في البحث في القرآن الكريم
وجدت أن كلمة " الزوج " لا تأتي بذم قط
إما أن تأتي بـ مدح أو إخبار حال أو للعدد " {مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} "
إما كلمة " المرأة " فتأتي بالذم و عدم التوافق و .... الخ من التي أخبر بها أخينا الحبيب " لؤي الطيبي "
و الله أعلم
/////////////////////////////////////////////////(/)
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 05:06 ص]ـ
قال تعالى
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
هل خشية الحجارة لله كخشيتنا نحن مبنية على تدبر وتفكير؟؟
أم أن الخشية مجاز هنا بمعنى خضوع الحجارة للقوانين التي فرضها الله عليها كالجاذبية
أنا أتجه إلى أن الخشية مجاز هنا وليست خشية كالمعهودة من بني البشر
قال المفسر أبو السعودفي "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم"
(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ?للَّهِ} أي يتردَّى من الأعلى إلى الأسفل بقضية ما أودعه الله عز وجل فيها من الثِقل الداعي إلى المرْكز، وهو مجازٌ من الانقياد لأمره تعالى، والمعنى أن الحجارةَ ليس منها فردٌ إلا وهو منقادٌ لأمره عز وعلا آتٍ بما خُلق له من غير استعصاء،))
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 06:33 ص]ـ
قال المرحوم إبن عاشور في التحرير والتنوير
((والخشية في الحقيقة الخوفُ الباعث على تقوى الخائف غيرَه. وهي حقيقة شرعية في امتثال الأمر التكليفي لأنها الباعث على الامتثال. وجُعلت هنا مجازاً عن قبول الأمر التكويني إما مرسلاً بالإطلاق والتقييد، وإما تمثيلاً للهيئة عند التكوين بهيئة المكلَّف إذ ليست للحجارة خشية إذ لا عقل لها))
ـ[البصري]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 11:56 ص]ـ
أنت تراها مجازًا لأنك حكمت العقل (والعقل قاصر ومحدود)
ونحن لا نرى مانعًا من حملها على الحقيقة لأن الله هو القادر على كل شيء.
ولا نقول إلا صدق الله " ومن أصدق من الله قيلا "
ـ[منيب المنصوب]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 05:10 م]ـ
إن الله حين خلق الخلق من حيوانات ونبات وحجر ومدر وملائكة فهي مجبولة على
طاعته منقادة لإمره سبحانه وتعالى تحت إرادته,, وإن خشية الحجرلربه خشية حقيقة ليس لعقولنا القاصرة بتأويله وصرف المعني الحقيقي الى معنى غيره مخافة التشبه ويكون بذالك قد عطلنا الكلمه اوالمعنى. وإستدراكا ماقد فات إن الإنسان هوكذالك خلق على فطرة تحب الله تعالى تعلم عن الله
لأن الفطرة التي ترشده اليه سبحانه بقول الله تعالى (إناهديناه السبيلا) والسبيل طريق الحق المبين
وإني لعجب من أقوام إذا مرو بأية فيها من العبر أوالأحكام لايتفكرون في تلكم العبرة حتى ينقادوا
إليه بل هم يتفكرون كيف يصرفون معناها لقد كان جيل الصحابة لاينظرون الىهذا ابداويصرفون المعنى الحقيقى الى معنى غيره لأنهم أهل اللغة
إن للحديث بقية
والله المستعان .........
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 09:37 م]ـ
تكرم يا منيب---سنتناقش معا ما في هذه الآيات كما تشاء فلعلك تتقبلنا بصدر واسع
قوله تعالى ((ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ))
# هل يمكن أن نقول أن " أو" تفيد الشك؟؟
أعني هل يمكن القول أن قلوب اليهود قاسية كالحجارة أو قد تكون أشد قسوة منها؟؟
# هل يمكن القول أن " أو" هنا بمعنى " و" كقوله (آثماً أو كفوراً) أي آثما وكفورا؟
# أم هل يمكن القول أن" أو " هنا بمعنى بل كقوله تعالى ({إلى مائة ألف أو يزيدون} أي بل يزيدون؟؟
# أم هل يمكن القول أن " أو" هنا بمعنى تخيير التشبيه--أي شبهوها بقسوة الحجارة تصيبوا أو بقسوة ما أشد قسوة من الحجارة تصيبوا؟؟
ما رأيكم؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم جمال حفظه الله وزاده من علمه وأنار له دربه،
ِلمَ حكمت على أن خشية الحجارة لله هي بمعنى خضوع الحجارة للقوانين التي فرضها الله عليها كالجاذبية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان الله سبحانه وتعالى قدّر أن من الحجارة لما يهبط من خشيته؟ فكيف تأتي أنت وتنفي ما أقرّه عزّ من قائل؟
إذ ما المانع من أن تكون الخشية حقيقة على معنى أن الله خلق فيها قابلية لذلك؟ فهذا غير مستبعد في قدرة الله خالقها.
ولقد أشفقت الجبال، التي هي من الحجارة، في نصّ القرآن الحكيم من حمل الأمانة التي حملها الإنسان "إِنَّا عَرَضْنَا ?لأَمَانَةَ .. الآية". وإذا كانت الجبال أشفقت لمجرّد العرض عليها، فكيف بها لو أُنزل عليها القرآن؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى: "لَوْ أَنزَلْنَا هَـ?ذَا ?لْقُرْآنَ عَلَى? جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ?للَّهِ"؟
وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "إنَّ حَجَراً كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ فِي الجَاهِلِيَّةِ إنِّي لأَعْرفُهُ الآنَ"، ورُوي أنه عليه الصلاة والسلام قال: " قَالَ لِي ثَبِيرٌ: اهْبِطْ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقْتُلُوكَ عَلَى ظَهْرِي فَيُعَذّبني اللَّهُ فَنَادَاهُ حِرَاءٌ: "إِلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ".
ورُوي أنه حنّ الجِذْع لصعود رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، ولما أتى الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول المبعث، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله سلمت عليه الحِجَارَةُ فكلها كانت تقول: السَّلام عليك يا رسول الله.
وقصة ارتجاف جبل أحد حينما صعده النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة أبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم، معروفة: قال عليه أفضل الصلاة والتسليم: "أثبت أحد فإن عليك نبي وصدّيق وشهيدان". وسواء كان ارتجاف الجبل إشفاقاً أو إجلالاً فدلّ هذا على أنه تعالى وإن لم ينزّل القرآن على جبل، أنه لو أنزله عليه لرأيته، كما قال تعالى: "خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ?للَّهِ"!
ولِمَ لا؟ وهو الذي تسبّح السماوات السبع والأرض من خشيته وإجلاله؟ ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 04:47 ص]ـ
أخي لؤي
الحمد لله أن قيد لنا شخصا مثلك يمكن أن نناقشه بهدوء وتفكر
# قلت ((فإذا كان الله سبحانه وتعالى قدّر أن من الحجارة لما يهبط من خشيته؟ فكيف تأتي أنت وتنفي ما أقرّه عزّ من قائل))
ومن نفى ما قدّر وأقرّ الله؟؟ --إ - ا فقط نفسر الخشية تفسيرا صحيحا يتفق مع طبيعة الحجر ومع طبيعة البشر فعند البشر خشية وعند الحجر خشية--والخشية تعني الخضوع والبشر يخشون بعد تفكير والحجر يخشى بدون تفكير
فالفرق بين خشية وخشية هو التفكير--فأنت تخشى بعد فكر فتخضع والحجر يخشى بدون فكر ويخضع لما قدّره الله عليه فلا خلاف
# قلت ((إذ ما المانع من أن تكون الخشية حقيقة على معنى أن الله خلق فيها قابلية لذلك؟ فهذا غير مستبعد في قدرة الله خالقها.))
وأقول أن المانع هو نفس الآية من كونه قد وصف قلوب اليهود بالحجارة من حيث كونها لا تذعن--ففي هذه الدنيا خلق الله الحجارة لا تذعن ولا تنطق ولا تفكر--فهل نأتي نحن وننفي ما هي عليه؟؟ ---أما أنه قادر أن يخلقها بغير هذه الصفة فلا خلاف في ذلك --ويمكن أن يكون قد حصل مع أحجار متعينة
كما ذكرت
أما آية (إِنَّا عَرَضْنَا ?لأَمَانَةَ) فلنا جولة خاصة معها إن شاء الله
ـ[البصري]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 03:01 م]ـ
قلت ـ أخي جمال ـ: " فالفرق بين خشية وخشية هو التفكير--فأنت تخشى بعد فكر فتخضع والحجر يخشى بدون فكر ويخضع لما قدّره الله عليه فلا خلاف .... "
وقلت ـ أيضًا ـ:
" ففي هذه الدنيا خلق الله الحجارة لا تذعن ولا تنطق ولا تفكر--فهل نأتي نحن وننفي ما هي عليه؟؟ ---أما أنه قادر أن يخلقها بغير هذه الصفة فلا خلاف في ذلك --ويمكن أن يكون قد حصل مع أحجار متعينة
كما ذكرت "
وهذا رجوع إلى الحق، وهو أن الله قادر على أن يخلق الحجارة بغير صفتها الأصلية، وهذا هو عين ما نقول به، وما دمت مؤمنًا بهذا ـ وهذا ما لم نكن نشك فيه من قبل ـ أفلا تؤمن بأن الله قادر على أن يجعل للحجارة تفكيرًا ـ أيضًا ـ؟؟ ما المانع وهو على كل شيء قدير؟
يا أخي الحبيب، ينبغي لنا أن نستصغر عقولنا عن أن تبلغ غاية قدرة الله القوي العزيز، وإذا قال الله في كتابه إن الحجارة تهبط من خشية الله، فنقول: إنها تهبط من خشية الله، والله على ذلك قادر، وعلينا أن نتوقف عند هذا الحد، ولا نذهب لنكيف هذه الخشية ونفسرها بأنها الجاذبية أو غير ذلك ... وقد تقول: إن هذه دعوة لتعطيل العقل وعدم إعمال الفكر، فأقول: لا، نحن يجب علينا أن نفكر، لكن يجب علينا ـ أيضًا ـ أن نقف عند حدود عقولنا، إذ إن هناك مسائل لا دخل للعقل فيها ولن يفهمها ولن يحيط بها علمًا ولو ظل صاحبه يفكر حياته ... ومن ذلك مثلا ذات الله وصفاته، نحن نؤمن بما جاء في كتاب الله من أسمائه وصفاته ونعقلها، لكن لا نكيفها ولا نشبها ولا نمثلها، ولا نعطلها بإخراجها عما أراد قائلها ـ سبحانه ـ
ومن هذا ما ورد عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ أن رجلا أتاه فسأله: يا إمام " الرحمن على العرش استوى " كيف استوى؟ فأطرق الإمام ساعة وعلته الرحضاء، ثم أجابه قائلا: الاستواء معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ... وما أراك إلا مبتدعًا، ثم أمر به فأخرج من المسجد.
أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يرضيه عنا، إنه قريب مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 03:20 م]ـ
أهلا أخي البصري
# لا دخل لما ذكرت عن الإمام مالك بموضوعنا
#ما ذكرته عن الإمام مالك غير صحيح من حيث دقة النقل ((الاستواء معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)) فحاول أن تنقله من مظانه بارك الله فيك
ـ[البصري]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 07:21 ص]ـ
بل ما ذكرته لك من وجوب إيقاف العقل عند حدوده هو عين ما نتحدث عنه ـ بارك الله فيك ـ وقد ذكرت موقف الإمام مالك ـ رحمه الله ـ لأبين لك أن علماءنا كانوا يرون أن هناك مسائل تعجز عنها العقول، وينبغي التوقف فيها على ما جاء في النصوص، ولا يجوز أن يحاول المرء أن يمد لعقله فيها البساط، وإنما يجب عليه أن يتوقف، لأن العقل مهما سبح وطار، فسيصل إلى أن يتوقف على حد النصوص الشرعية.
تقول: لماذا؟
لأنه سيواجه بتساؤلات تحيره، ولا سبيل له للإجابة عنها، فيعود خاسئًا وهو حسير، لا يحير جوابًا، ولا يعرف صوابًا، إلا أن يقول: آمنت بالله؛ ولذا فمن الأسلم له والأحكم، أن يتوقف من أول الطريق عند حدود النص الشرعي، ويكل علم ما لا يعلمه إلى اللطيف الخبير القائل ـ سبحانه ـ: " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "
وهذا الرازي شيخ العقلانيين، الذي سبح بعقله وشرق وغرب، يرجع في آخر عمره ويقول:
نهاية إقدام العقول عقال ** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ** وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وصدق ـ والله ـ إذا حكمت أنا عقلي في آيات الله، وحمكت أنت عقلك، وقلت انا العقل لا يؤيد كذا، وقلت أنت العقل لا يستسيغ كذا، وتركنا الدليل، فسنخرج في النهاية بقال وقلت، وقيل وقلنا، ولن نتفق.
ونقل الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ عن الفقيه أبي عبد الله الحسن بن العباس الرستمي، قال: حكى لنا أبو الفتح الطبري الفقيه قال: دخلت على أبي المعالي (يعني الجويني ـ رحمه الله) في مرضه فقال: اشهدوا عليّ أني قد رجعت عن كل مقالة تُخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور. انتهى.
فانظر ـ رحمك الله ـ إلى هذا الإمام الذي أذهب عمره في مسائل وأقوال، يرجع في آخر عمره إلى عقيدة العجائز، وليس هذا منه إلا أنه عرف أن العجائز يؤمن بما جاء في الكتاب والسنة، غير مناقشات أو متفلسفات أو متعديات أو متجاوزات، وإنما على الفطرة، إذا قال الله كذا يؤمن به، ولا يناقشن ولا يفاصلن، وهذا هو منتهى التسليم المأمور به المسلم، الذي رضي بالله ربّصا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا رسولا " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا "
فيا ليت الذين يعتقدون الآن أنهم على عقيدة الإمام الجويني، ويناقشون وينافحون، ويعملون عقولهم في صرف النصوص عن وجوهها، لأن عقولهم لم تستوعبها، يفعلون كما فعل ـ رحمه الله ـ في نهاية عمره،، لكن من أول الطريق، قبل أن يقول أحدهم: اشهدوا علي أني أموت على ما يموت عليه عجائز بلدي.
وأما مقالة الإمام مالك فلا أدري ما وجه الخطأ فيها، فأنا ذكرت إحدى روايات العلماء لها، ووجدت ـ للحق ـ أن كثيرًا رووها هكذا: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
فجزاك الله خيرًا ـ أخي جمال ـ على التنبيه للرواية الأشهر. وعلى كل حال فالمقصود هو أن نعرف كيف كان هؤلاء الجهابذة يتعاملون مع النصوص ويعظمونها من أن تمتد إليها فلسفلة العقول الضعيفة القاصرة، فتخرجها عن مراد قائلها ... والسلامة لا يعدلها شيء.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم جمال، نفع الله بك، وجزاك على مجهودك الطيب خير الجزاء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل أن أهمّ بالردّ على سؤالك، فإني أذكّرك وأذكّر نفسي أننا نكتب هنا عن القرآن العظيم، كتاب الله الميسّر للفهم .. والذي لا سبيل فيه إلى تعقيد الأمور .. وإلا لما كان كتاب هداية، يهدي الله به الأمي العاميّ قبل العالِم المتخصّص ..
وأنا هنا لا أناقشك في حقيقة المجاز، أموجود هو في القرآن أم لا، فهذا باب لم يُغلق بعد، واختلف فيه من العلماء مَن هم أعلم منا جميعاً في هذا المنتدى.
ولكني أحببت أن أستقريء معك آيات من كتاب الله عزّ وجلّ، قد يكون في مضمونها ما يبسّط الأمر عمّا يعتريه من تعقيد ظاهر.
فأقول: إن التوحيد فطرة الكون كله. وليس خاصّاً بالإنسان، بل هو مشترك بينه وبين الكون كله. فالكون - بكل ما فيه - موحّد بهذا المعنى، لأن الله فطره على ذلك، بل إن الكون كله إنما قام ووُجد لأنه صادر عن إله واحد، قال تعالى: "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا". ولن يبقى كذلك ويستمرّ إلا بفضل هذا التوحيد، قال تعالى: "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ".
ومما يشير إلى هذا النوع من التوحيد كثير من الآيات القرآنية التي تتحدّث عن قنوت الأشياء كلها لله عزّ وجلّ، وسجودها له، وتسبيحها له.
فمن آيات القنوت، قوله تعالى: "وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ"، وقوله تعالى: "وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ * وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ".
وهذا القنوت العام شامل لطاعة كل شيء لمشيئته تعالى وقدرته وخَلّقه، فهو يشمل اعترافهم بربوبيته فطرة، واضطرارهم إلى مسألته والرغبة إليه، ودخولهم فيما يأمر به وإن كانوا كارهين.
ومن آيات السجود، قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء"، وقوله تعالى: "أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ * وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ".
وهذا السجود شامل لجميع المخلوقات وهو متضمن لغاية الخضوع والذلّ، وكل مخلوق، حياً كان أم جماداً، قد تواضع لعظمته وذلّ لعزّته واستسلم لقدرته تعالى.
ومن آيات التسبيح، قوله تعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ"، وقوله تعالى: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"، وقوله تعالى: "يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ".
بل إن القرآن يقول: "وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ" ..
فهذه أمور قد صرّح بها القرآن ..
سجود، قنوت، تسبيح، صلاة .. وهذه كلها عبادات، صادرة من الإنسان، وغير الإنسان!
ولكن هل يجب أن يكون سجود كل شيء مثل سجود الإنسان على سبعة أعضاء؟ وهل يكون قنوت المخلوقات مثل قنوت الإنسان؟ وهل أن المخلوقات تسبّح كما يسبّح الإنسان؟
فهذا ما اختلفت فيه أقوال العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حاول كثير من المفسّرين تفسير السجود والقنوت والصلاة والتسبيح في هذه الآيات، وذكروا في ذلك أقوالاً متعدّدة، وفرّقوا بين سجود من يعقل، وسجود ما لا يعقل، فجعل بعضهم سجود ما لا يعقل بيان أثر الصنعة فيه والخضوع الذي يدلّ على أنه مخلوق، كما جعلوا سجود النبات تفيأ ظلاله أو الإنقياد لما سخّر له، أو أن تكون هذه "العبادة" على كيفية لا نعلمها، ويؤيد هذا قوله تعالى: "وَلَـ?كِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ".
وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية رحمه الله، قال: ومذهب أهل السنة أن لله علماً في الجمادات وسائر الحيوانات سوى العقلاء لا يقف عليه غيره، ولها صلاة وتسبيح وخشية، فيجب على المرء الإيمان به ويكل علمه إلى الله تعالى (جامع الرسائل، 42).
وعلى كل حال، فإن النظر فيما سبق من الآيات يرينا أن هناك قنوتاً عاماً، وسجوداً عاماً، وتسبيحاً عاماً، يشترك فيه كل ما في السموات والأرض من مخلوقات الله طوعاً وكرهاً.
وهذا يجعلنا نفسّر السجود العام الشامل بأنه السجود الفطري الغريزي .. فيبقى السجود العام الشامل الفطري هو الذي ينتظم الكون كله .. بل إن هذا الكون الموحِّد فطرة ليستنكر الشرك الذي يصدر عن الإنسان ولا يستطيع سماعه وتحمّله، لأنه مخالف لبنيته التي قام عليها، قال تعالى: "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا".
وإذا كان ما دوّناه أعلاه مسلّماً به عندك، نأتي لاعتراضك، الذي قلت فيه: إن المانع من أن تكون الخشية حقيقة على معنى أن الله خلق فيها قابلية لذلك، هو نفس الآية من كونه قد وصف قلوب اليهود بالحجارة من حيث كونها لا تذعن، ففي هذه الدنيا خلق الله الحجارة لا تذعن ولا تنطق ولا تفكر، فهل نأتي نحن وننفي ما هي عليه؟؟
فنقول: إن الهبوط من خشية الله لهو حقيقة لا شك فيها، وأساس ذلك كله ما بيّناه أعلاه من أن الكائنات والخلائق جميعاً تسّبح بحمد الله وتسجد له وتقنت .. فما المانع إذن من أن تخشى ربّها، وذلك على نحو لا يعرف الناس كيفيّته؟
فما دمنا نتلو هذا الكلام الرباني بتصديق ويقين، فإننا لا نتردّد في اطمئنان إلى أن الجبل والشجر والمدر والحجر كل أولئك يسبّحون الله ويخشونه حق الخشية، ولا عجب أن يكون من مظاهر هذا التسبيح أو الخشية أن يهبط الحجر من العلو إلى الأسفل.
فأنت تريد أن تحكّم عقلك لتفسير هبوط الحجر من العلو إلى الأسفل عن طريق ما تسمّيه أنت بقانون الجاذبية. ولكني أتحدّاك إن كنت قد رأيت بأم عينك هذه "الجاذبية" التي أشرت إليها ..
فليس من الممتنع أن ينطق الجماد بإذن الله .. ومن أخبر مني ومنك بما سيحل باليهود في آخر الزمان في بلادنا المباركة .. ألن يُنطق الله الشجر والحجر؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 11:56 م]ـ
هل نسيت الموضوع أخي جمال؟
فإن رأيك يهمّني في هذه المسألة الدقيقة!
ـ[المهندس]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 01:05 ص]ـ
أستاذنا الفاضل / لؤي الطيبي
أي كنز قد حل بالفصيح بقدومك
وأي نور قد أضاء جنبات المنتدى
بارك الله فيك وزادك علما ونورا
أحييك تحية من قلب يحبك في الله
كما أبعث بتحيتي لأخي الأستاذ البصري
جبل الفصيح الشامخ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 05:03 ص]ـ
في هذه المشاركة ردان للطيبي بنفس العبارات وكذلك للبصري--ويظهر عندي أن المهندس قام بالرد ولا أجد رده---ولم اكتشف الردود إلا اليوم--مع أني أدخل المنتدى بشكل متواصل--وقد يكون خلل عندي فاقتضى الإعتذار من الأخوة فأنا لم أهمل كلامكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 05:42 ص]ـ
لا أستطيع قراءة الردود!!!!!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 06:17 ص]ـ
الأخ المهندس
تحياتي الخالصة لك---فقد أحسنت الترحيب بمن رحبت بهما!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 06:20 ص]ـ
الأخ لؤي
لم أرد على مشاركتك الأخيرة بعد---ولا أعرف لم لا يكون بيننا إتصال ونحن في نفس البلد---نحن راغبون باستضافتك وعائلتك مع أول زيارة لكم إلى القدس---وتليفوني هو
تم تحريره بواسطة القاسم:)
ـ[البصري]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 12:08 م]ـ
أخي المهندس، شكر الله لك هذا الترحيب البالغ والمدح الذي لا أستحق نصفه، ولكن أسأل الله أن يجعلني خيرًا مما يقال، وأن يغفر لي ما لا يعلم، وأن يهدينا جميعًا للوقوف بالتسليم عند كل ما جاء في هذا الكتاب العزيز، وفي سنة ذاك النبي الكريم،، إن ربي جواد كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 11:38 م]ـ
حياك الله اخي الكريم المهندس ..
وجزاك الله كل خير على كلمات الإطراء، وعلى طيب مردودك ..
مع أنني لم أعمل شيئاً أستحق عليه هذا التقدير يا أخي الكريم ..
وبإذن الله سيبقى حبل المودّه موصولاً دائماً ولن ينقطع ..
ما دامت هذه القلوب الطيّبه من أمثالك تسبح في فضاء هذا المنتدى المبارك ..
وحيا الله أهل القدس الشامخ ..
أخي جمال ..
شكر الله لك حسن ظنك بي ..
وسأقوم بالإتصال بك غداً إن شاء الله تعالى ..
فلم أتمكّن من قراءة رسالتك من قبل ..
مشكور على العزومة .. وسيسعدني التعرّف بك ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 04:26 ص]ـ
يسعدني أن الأخ لؤي انتبه أخيرا إلى كلامي--وأنا في شوق إلى سماع صوته-----
ولكن الخوف عندي شديد ---فإذا كان صاحب عضلات واختلفنا وجها لوجه -- الله يستر:)(/)
كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 07:44 ص]ـ
:::
قوله تعالى
(يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) الرحمن 29
ما هو الشأن
قال الجوهري في الصحاح
((الشَأْنُ: الأمر والحال)
إذن هذا هو المعنى اللغوي الأصلي للشأن---الشأن هو الحال
فما القول الفصل الرافع لإشكال المعنى اللغوي؟؟
والجواب الذي رأيته من أحسن ما قيل فيها هو جواب الحسين بن الفضل لما سأله عبد الله بن طاهر قائلاً: قد أشكل عليّ قوله هذا: وقد صح أن القلم جفّ بما هو كائن إلى يوم القيامة. فقال: «إنها شؤون يبديها لا شؤون يبتديها)
ولا بد من الإشارة إلى أن اليوم ليس بمعنى المدة ما بين طلوع الشمس إلى غروبها--بل اليوم هنا مجاز بمعنى الوقت ولو كان جزءا من ثانية
ـ[البصري]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 02:32 م]ـ
استفسار:
ما الذي صرف المعنى عن أن يكون المراد به اليوم حقيقة إلى المجاز؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 03:09 م]ـ
أهلا بك أخي البصري
إن المعنى الذي نقبله للآية هو أن الله عز وجل يصرف شؤون عباده التي قدرها وقضاها منذ الأزل لحظة بلحظة حسب ما قدّر وقضى ---ففي كل لحظة شأن لهم قدّر منذ الازل تصريفه في تلك اللحظة المعينة
(روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " " كُلَّ يوم هُوَ في شأنٍ " قال: " مِنْ شَأنِه أن يَغْفِرَ ذَنْباً، ويُفَرِّجَ كُرْبَةً، ويرفعَ أقواماً، ويضع آخرين " ".))
وهذه أمور تحدث كل آن --والعرب تستخدم اليوم للدلالة على مطلق الوقت كقولهم (الدهر يومان يوم نُعُم ويوم بُؤس،) فيوم البؤس ليس هو اليوم المعهود فقد يكون شهرا أو أسبوعا أو ساعة
ـ[البصري]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 03:17 م]ـ
ما زال التساؤل قائمًا، فزدنا ما نطمئن به.
وحبذا لو ذكرت درجة حديث أبي الدرداء صحة وضعفًا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 03:28 م]ـ
البصري
أما بالنسبة لدرجة الحديث فيحتاج إلى بحث في هذا الموقع وهو سهل جدا
http://sonnh.com/
أما بالنسبة لليوم واللحظة فليست نقطة مفصلية في مشاركتي فيمكنك تجاوزها--
والنقطة المحورية هي التفسير---إذ هناك أمور في تفسير الآية قد تسترعي انتباهك غير نقطة اليوم واللحظة---فلم لم تستفسر مثلا عن اعتباري (كل يوم هو في شأن) من المجاز لنقلي المعنى إلى تصريف شؤون العباد
ـ[البصري]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 05:25 م]ـ
على عادتك ـ أخي الحبيب جمال ـ تترك نقاط النقاش، وتفزع إلى ما لم نناقشك فيه بعد، ولا أدري ما هدفك من ذلك؟!
وأما قولك: فلم لم تستفسر مثلا عن اعتباري (كل يوم هو في شأن) من المجاز لنقلي المعنى إلى تصريف شؤون العباد ... فورب الكعبة ما فهمت ما تقصد، فاشرحه لي كما تشرح لأصغر أبنائك لعلي أفهم عنك، ثم نستمر في النقاش والاستفادة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 06:13 م]ـ
تكرم أيها العمدة
هذا ما نقله الطبري (حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي، قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، قال: ثنا عمرو بن بكر السكسكي، قال: ثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني، عن أبيه عبدة بن رباح، عن منيب بن عبد الله الأزدي، عن أبيه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شأْنٍ} فقلنا: يا رسول الله، وماذلك الشأن؟ قال: " يَغْفِرُ ذَنْباً، ويُفَرّجُ كَرْباً، ويَرْفَعُ أقْوَاماً، وَيَضَعُ آخَرِينَ))
ـ[البصري]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 07:27 ص]ـ
لم تشرح لي ما طلبت منك شرحه ... فآمل ألا تغفله ـ بارك الله فيك ـ وتتركني هكذا أكتب عما لم أفهم.(/)
ضوابط ومعايير ترتيب الجملة العربية
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 11:14 ص]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
ضوابط ترتيب الجملة العربية
المبحث الأول
بيان المصطلحات
أولاً: الرتبة المقصود بالرتبة لغةً: "المكانة والمنزلة, يُقال: رَتَبَ الشيءُ أي ثَبَتَ فلم يتحرك, رَتَبَ رُتوبَ الكَعْب أي انتصب انتصابه, ورتَّبه تَرْتيباً: أثبته. وفي حديث لقمان بن عاد: رَتَبَ رُتوبَ الكعبِ, أي: انتصبَ كما ينتصِبُ الكعبُ إذا رَمَيْتَهُ, ومنه حديث ابن الزبير, رضي الله عنهما: كان يصلي في المسجد الحرام وأحجار المنجنيق تمُرُّ على أُذنه, وما يلتفت, كأنه كَعبٌ راتِب. والكعبُ: عقدةُ ما بين الأنبوبين من القصب والقنا, وقيل: هو أنبوب ما بين كل عُقدتين, وقيل: هو العظم الناشز عند ملتقى الساق بالقدم " (1).
والمقصود بالرتبة اصطلاحاً: الموقع الأصلي الذي يجب أن تتخذه الوظيفة النحوية بالنسبة للوظائف الأخرى المرتبطة بها بعلاقة نحوية تركيبية, فهي (الرتبة) وصف لمواقع الكلمات في التركيب. (2)
-----------------------------------------
1 - ابن منظور – لسان العرب، مادة: رتب.
2 - لطيفة النجار – دور البنية الصرفية، ص 196.
----------------------------------------------
وسيرد استعمال لفظ (الرتبة) أيضاً, بالمعنى اللغوي, ليدل على المنزلة أو المكانة, والمعنيان (اللغوي والاصطلاحي) في هذه الدراسة متداخلان, فالتقدم في الرتبة يعني التقدم في المنزلة والموقع معاً, والتأخر في الرتبة يعني التأخر في المنزلة والموقع معاً كذلك.
ثانياً: الخاص
المقصود بالخاص في هذه الدراسةهو: القريب أو الأهم.
ثالثاً: العام
المقصود بالعام في هذه الدراسة هو: البعيدأو الأقل أهمية.
رابعاً: المبني عليه
المقصود بالمبني عليه في هذه الدراسة هو: الأساس الذي يتركب عليه الكلام (الطالب أو المحتاج).
خامسا: المبني
المقصود بالمبني في هذه الدراسة هو: الوظيفة النحوية في التركيب النحوي (المطلوب أو المحتاج إليه).
سادساً: الاحتياج
المقصود بالاحتياج في هذه الدراسة هو: الطلب أو العلاقة المعنوية.
-------------------------------------------
المبحث الثاني
[ align=center] ضوابط الترتيب
الإنسان يفكر باللغة ويلغو بالفكر، ومن المفترض أن الإنسان عندما يتكلم يقوم بالاختيار من ثقافته اللغوية، وهذا الاختيار مضبوط بضوابط الاختيار أوضوابط التبادل المعجمي في المواقع التركيبية وهي: الضابط المعنوي، أوكما يسميها الجرجاني الفروق والوجوه، والضابط المعنوي اللفظي (أوالمحسنات البديعية المعنوية اللفظية)،والضابط اللفظي (أو المحسنات البديعية اللفظية).وبعد الاختيار يأتي التأليف، وهاتان العمليتان تندمجان معا في ذهن الإنسسان، ثم يتحول النشاط اللغوي غير المحسوس أو المعاني تلقائيا إلى نشاط لغوي محسوس نسميه الكلام.
"وعملية تأليف الجمل تنتظمها رتب تختلف في اللغة الواحدة, إلاّ أن تغيرات الرتبة في اللغة الواحدة ليست اعتباطية أو غير محددة, بل هناك ما يدل على وجود قيود على رتب المكونات الكبرى, والصغرى, ومن أهداف النظرية اللسانية أن تبحث في مجموعة المبادئ التي تُقيد الرتب داخل اللغات, لأن كفايتها ليست مرهونة فقط بتخصيص ووصف ما يلاحظ من الظواهر الرتبية, بل أيضاً بحصر ما لا يمكن أن يلاحظ منها (1) "فالكلمات لا تتوالى في الجملة على نحو عشوائي بل يخضع ترتيبها لأنساق تركيبية مضطردة" (2) يتحكم المعنى في الجزء الأكبر منها ويتحكم اللفظ في القليل الباقي وتترتب الكلمات في الجملة العربية وفق ضوابط معينة تتحكم في ترتيبها وحركة عناصرها. وهذه الضوابط تتحكم أو تؤثر في الكلام المتراتب نحوياً ومعنوياً وأول هذه الضوابط هو ضابط المعنى وثانيهما هو ضابط اللفظ.
----------------------------------------------
(1) الفهري - اللسانيات واللغة العربية، ص 103.
(2) ممدوح الرمالي - العربية والوظائف النحوية، ص 220.
--------------------------------------------------
[ align=center] أَولاً: التقدم (بالسبب المعنوي): -
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قال سيبويه: "كأنهم إنما يقدمون الذي بيانه أهم لهم وهم ببيانه أعنى, وإن كانا جميعاً يهمانهم ويعنيانهم" (1) فالمهم يتقدم على الأقل أهمية والألفاظ تترتب بحسب ترتبها في النفس, وهذا ما يراه عبدالقاهر الجرجاني حيث يقول "وأما نظمُ الكلم فليس الأمرُ فيه كذلك لأنك تقتفي في نظمها آثار المعاني, وترتبها على حسب ترتب المعاني في النفس فهو إذن نظمٌ يُعتبر فيه حالُ المنظومِ بعضهُ من بعض وليس هو النظمُ الذي معناهُ ضم الشيء إلى الشيء كيف جاء واتفق, مما يوجب اعتبارَ الأجزاء بعضَها من بعض, حتى يكون لوضع كلٍّ حيث وضِع علةٌ تقتضي كونه هناك, وحتى لو وضع في مكانٍ غيره لم يصلح " (2).
فلا بد إذن من مراعاة مواقع الكلام بعضه من بعض, فقد تصلح الكلمة في موقع ولا تصلح في موقع آخر وذلك بالنظر إلى ائتلافها مع جاراتها من الكلمات في الجملة. ولا بد من أن يكون هناك سبب يقتضي وضع الكلمة في هذا الموقع أو ذاك, ولو وضعت في غير مكانها لم يصلح, فكل كلمة لها الموقع الذي يناسبها.
وقد فسر السهيلي (583هـ) كلام سيبويه قائلاً " وما تقدم من الكلام فتقديمه في اللسان على حسب تقدم المعاني في الجنان والمعاني تتقدم بأحد خمسة أشياء: إما بالزمان, وإما
بالطبع, وإما بالرتبة, وإما بالسبب, وإما بالفضل والكمال فإذا سبق معنى من المعاني إلى الخلد والفكر بأحد هذه الأسباب الخمسة أو بأكثرها سبق اللفظُ الدالُ على ذلك المعنى وكان ترتب الألفاظ بحسب ذلك. نعم وربما كان ترتب الألفاظ بحسب الخفة والثقل لا بحسب المعنى كقولهم:
----------------------------------------------
(1) سيبويه - الكتاب، ج1،ص 34.
(2) عبدالقاهر الجرجاني - دلائل الإِعجاز، ص 49.
--------------------------------------------------
ربيعه ومضر. " (1)
أما العلائي (761هـ) فيقول في الفصول المفيدة في الواو المزيدة: "روي أن عمر رضي الله عنه أنكر على سحيم عبد بني الحسحاس قوله:"كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا"وقال: لو قدمت الإسلام على الشيب. ولم أجد لإنكار عمر رضي الله عنه على سحيم سنداً ولكنه مشهور في كثير من الكتب, وقد أجيب عنه بأن ذلك الإنكار على وجه الأدب في تقديم الأهم في الذكر، فالنطق الواقع في الزمان الأول متقدم بالطبع على النطق الواقع في الزمان الذي بعده, وهو السر فيما حكاه سيبويه عن العرب أنهم يبدأون بما هو الأهم عندهم وكانت العناية به أشد, فكل ما قُدِّم بالزمان دلَّ على أن المتكلم قصد الاهتمام به أكثر مما بعده, وذلك يقتضي تفضيلاً. فإنكار عمر رضي الله عنه لهذا المعنى" (2).
----------------------------------------------
(1) السهيلي- نتائج الفكر، ص 268
(2) العلائي - الفصول المفيدة، ص 93 - 94.
--------------------------------------------------
فالأصل أن يتقدم الإسلام على الشيب بالرتبة والفضل والشرف, ولكن تقدم الشيب بالسبب اللفظي عدولاً.
وبناءً على ما تقدم فالذي يبدو لي أن المباني تترتب بالرتبة (المنزلة) بغض النظر عن سبب التقدم.
هذا, وتترتب الجملة العربية في الأصل من المبني عليه إلى المبني بالرتبة من الخاص (القريب) إلى العام (البعيد) والمباني إما أن تتقدم بالزمان وإما بالطبع, وإما بالرتبة, وإما بالسبب وإما بالفضل والكمال, وإما بالخفة والثقل, والعدول من العام إلى الخاص.
وهذا يتوافق وما يقوله ابن القيم كذلك من أن هناك طريقتين معروفتين في الكلام " الترقي من الأخص إلى ما هو أعم منه, إلى العام (البعيد) (أوالأقل أهمية)
(وهو الأصل) والنزول من الأعم إلى الأخص منه إلى الخاص (القريب) (أوالأهم) (وهذا هو الخروج عن الأصل) (1).
ثانياً: التقدم بالسبب اللفظي
"وربما كان ترتب الألفاظ بحسب الخفة والثقل لا بحسب المعنى" (2) ومن الأسباب اللفظية التي تترتب بموجبها الألفاظ: الخفة والثقل, الصدارة, تناسب الفواصل, المشاكلة اللفظية … الخ.
وخلاصة الأمر هو أن رتبة المباني (مواقعها أو ترتيبها) تترتب بفعل الرتبة (المنزلة) من الخاص إلى العام أصلاً ومن العام إلى الخاص عدولاً.
وإذا كان النظم عند الجرجاني " أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وأصوله وتعرف مناهجه التي نهجت" (3) وبما أن النظم يعتمد على الرتبة فمعنى ذلك أن النحو العربي يقوم على الرتبة كذلك وأن قانون الرتبة يستحق أن يُسمى " قانون تأليف الجُمل أصلاً وعدولاً ".
-------------------------------------------------
(1) ابن القيم - بدائع الفوائد، ج1،ص81.
(2) السهيلي - نتائج الفكر، ص 268.
(3) عبد القاهر الجرجاني - دلائل الإعجاز , ص50.
انتهى(/)
هل يوجد سُلم تعليمي، لدراسة البلاغة
ـ[الحسن البصري]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 07:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هل يوجد سُلم تعليمي، لدراسة البلاغة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 05:19 م]ـ
أول درجات السلم--------------------------------------------
الفصاحة ---------
-----------------------------------
الفَصاحة: الظهور والبيان، تَقُول: أفْصح الصُّبْحُ إِذا ظَهَر. والكلامُ الفصيحُ ما كان واضح المعنى، سهل اللفظِ، جيِّدٌ السَّبك. ولهذا وجب أن تكون كلُّ كلمة فيه جاريةً على القياس الصَّرفي، بينةً في معناها، مفهومةً عَذْبةً سلِسة.
وإِنما تكونُ الكلمة كذلك إِذا كانت مأْلوفَةَ الاستعمال بَين النابهين من الكتاب والشعراء، لأنها لم تَتَداولها ألسِنتُهم، ولم تَجْرِ بها أقلامهم، إلا لمكانها من الحُسْن باستكمالها جميع ما تقدم من نُعوت الجوْدة وصِفات الجمال.
والذوقُ السليمُ هو العُمْدةُ في معرفةِ حُسن الكلمات وسَلاسَتِها، وتمييز ما فيها من وجوه البشاعة ومظاهر الاستكراه؛ لأن الأَلفاظَ أصواتٌ، فالذي يطْرَبُ لصوْت البُلبُل، وينْفِر من أصوات البُوم والغِرْبان، ينْبُو سمعه عن الكلمة إذا كانت غريبةً مُتَنَافِرَةَ الحروف (ألا ترى أن كلمتَي "المُزْنة" و "الدِّيمة " للسحابة المُمْطِرة، كلتاهما سَهلَة عذْبَةٌ يسكن إليها السمع، بخلاف كلمة "البُعَاق" التي في معناهما؛ فإنها قبيحة تَصُك الآذان. وأمثال ذلك كثير في مُفْردات اللغة تستطيع أَن تُدْركه بذَوْقك.
* * *
ويشترط في فصاحة التركيب فوْقَ جريان كلماته على القياس الصحيح وسهولتِها أن يسلمَ من ضَعفِ التأْليفِ، وهو خروج الكلام عن قواعد اللغة المطردة كرجوع الضمير على متأخر لفظاً ورتبة في قول سيدنا حَسانَ رضى الله عنه
مِنَ النَّاسِ أبْقى مَجْدُهُ الدَّهْرَ مُطعِما
ولو أّنَّ مَجدًا أخْلَدَ الدهْر واحِدًا
فإن الضميرَ في "مَجده" راجع إلى "مُطعِما" وهو متأَخر في اللفظ كما ترى، وفي الرتبة لأَنه مفعول به، فالبيت غير فصيح.
ويشترط أن يسلم التركيبَ من تنافر الكلمات، فلا يكونُ اتِّصالُ بعضها ببعض مما يُسبِّب ثِقَلَها على السمع، وصُعوبةَ أدائها باللسان، كقول الشاعر:
ولَيْسَ قُرْب قبرِ حَرب قَبرُ
وقَبْرُ حربٍ بِمكان قَفْرُ
قيلَ إن هذا البيتَ لا يَتَهيَّأُ لأحد أن يُنْشدَهُ ثلاثَ مرات متوالياتٍ دونَ أن يَتَتَعْتَعَ)، لأَن اجتماعَ كلماته وقُربَ مخارج حروفها، يحدِثانِ ثِقلاً ظاهرًا، مع أَن كل كلمة منه لو أُخذت وحدها كانت غير مُستكْرهةٍ ولا ثقيلة.
() ويجب أن يسلم التركيب من التَّعقيد اللفظي، وهو أن يكون الكلام خَفيَّ الدلالة على المعنى المراد بسبب تأْخير الكلمات أو تقديمها عن مواطنها الأصلية أو بالفصل بين الكلمات التي يجب أن تتجاورَ ويتَّصِلَ بعضها ببعض، فإِذا قلت: "ما قرأ إِلاَّ واحدًا محمدٌ مع كتاباً أَخيه"
كان هذا الكلام غبرَ فصيح لضعْفِ تأليفه، إذ أصله "ما قرأ محمدٌ مع أَخيه إلا كتاباً واحداً، فقُدِّمت الصفة على الموصوف، وفُصل بين المتلازمين، وهما أداةُ الاستثناء والمستثنى، والمضافُ والمضافُ إِليه. ويشبه ذلك قول أبى الطَّيب المتنبي
وَأبُوكَ والثَّقلاَنِ أنتَ مُحَمَّدُ؟ أنِّي يَكونُ أبا البرِيَّةِ آدمٌ
والوضع الصحيح أن يقول: كيف يكون آدم أبا البرية، وأبوك محمد، وأنت الثقلان؟ يعنى أَنَّه قد جَمعَ ما في الخليقة من الفضل والكمال، فقد فَصَل بين المبتدأ والخبر وهما "أبوك محمد"، وقدَّم الخبر على المبتدأ تقديماً قد يدعو إلى اللبس في قوله "والثقلان أنت"، على أنه بعد التعسف لم يسلم كلامُه من سُخف وهَذَر.
ويجب أن يسلم التركيب من التعقيد المعنوى، وهو أن يَعمد المتكلم إلى التعبير عن معنى فيستعمل فيه كلماتٍ في غير معانيها الحقيقية، فيسئ اختيار الكلمات للمعنى الذي يُريده، فيضطرب التعبير ويلتبس الأَمر على السامع. مثال ذلك أن كلمة اللسان تُطلَق أَحياناً ويُراد بها اللغة، قال تعالى: {وَمَا أرْسَلْنَا مِنْ رَسُولِ إِلا بلِسَان قَوْمِه} أي ناطقاً بلغة قومه، وهذا استعمال صحيح فصيح، فإذا استعمل إِنسانٌ هذه الكلمة في الجاسوس، وقال: "بثَّ الحاكم ألسنته في المدينة" كان مخطئاً، وكان في كلامه تعقيدٌ معنوى، ومن ذلك قول امرئ القيس في وصْفِ فرَس:
كَسا وجْهَهَا سَعف مُنتشر
وأَرْكَبُ في الرَّوْع خَيفانةً
الخيْفانةُ في الأصل الجرادة، ويريد بها هنا الفرس الخفيفة، وهذا لا بأْس به وإِن كان تشبيه الفرس بالجرادة لا يخلو من ضعف، أما وصف هذه الفرس بأن شَعر ناصيتها طويلٌ كَسَعف النخل يُغطِّى وجهها، فغير مقبول؛ لأن المعروف عند العرب أن شعرَ الناصية إذا غَطَّى العينين لم تكن الفرس كريمة ولم تكن خفيفة. ومن التعقيد المعنوى قول أبي تمَّام
فخرَّ صريعاً بين أيدِى القصائد
جَذَبتُ نَداهُ غدوة السَّبتِ جذْبةً
فإِنه ما سكتَ حتى جعل كرم ممدوحه يَخرُّ صريعاً وهذا من أقبح الكلام.
* * *
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 05:22 م]ـ
ثاني درجة [ line]
البلاغة [ line]
أَما البلاغةُ فهي تأْديةُ المعنى الجليل واضحاً بعبارة صحيحة فصيحة، لها في النفس أَثر خلاب، مع ملاءَمة كلِّ كلام للموطن الذي يُقالُ فيه، والأشخاص الذين يُخاطَبون.
فليست البلاغةُ قبلَ كل شيءٍ إلا فنًّا من الفنون يَعْتمِد على صفاء الاستعداد الفِطرى ودقة إدراك الجمال، وتبَين الفروق الخفية بين صنوف الأَساليب، وللمرانة يدٌ لا تُجحد في تكوين الذوق الفنِّى، وتنشيط المواهب الفاتِرة، ولا بد للطالب إلى جانب ذلك من قراءَة طرائف الأَدب، والتَّملؤ من نَميره الفياض، ونقدِ الآثار الأدبية والموازنة بينها، وأن يكون له من الثقة بنفسه ما يدفعه إلى الحكم بحسن ما يراه حسناً وبقبْح ما يَعُدُّه قبيحاً.
وليست هناك من فرق بين البليغ والرَّسام إِلا أنَّ هذا يتناول المسموع من الكلام، وذلك يُشاكل يين المرْئى من الألوان والأَشكال، أما في غير ذلك فهما سواء، فالرَّسام إِذا همَّ برسم صورة فكَّر في الألوان الملائمة لها، ثم في
تأْليف هذه الأَلوان بحيث تخْتَلِب الأَبصار وتُثير الوجدان، والبليغ إِذا أَراد أَن يُنْشىءَ قصيدة أَو مقالة أو خطبة فكر في أَجزائِها، ثم دعا إِليه من الأَلفاظ والأَساليب أَخفها على السمع، وأكثرها اتصالا بموضوعه. ثم أَقواها أثرًا في نفوس سامعيه وأروعَها جمالا.
فعناصر البلاغة إذًا لفظٌ ومعنًى وتأليفٌ للأَلفاظ يَمْنَحُها قُوة وتأْثيرًا وحُسْناً. ثم دقة في اختيار الكلمات والأََساليب على حسب مواطن الكلام ومواقعه وموضوعاته وحال السامعين والنَّزْعةِ النفسية التي تَتَملَّكهم وتُسَيْطِرُ على نفسوسهم، فَرُبَّ كلمة حسُنتْ في موطن ثم كانت نابية مُسْتكْرَهةً في غيره. وقديماً كرِه الأُدباء كلمة "أَيضاً" وعَدُّوها من أَلفاظ العلماء فلم تَجر بها أقلامهم في شعر أَو نثر حتى ظَهَرَ بينهم من قال:
ذَاتِ شَجْوٍ صَدَحَتْ في فَنَنِ (13)
رُبَّ ورْقَاءَ هَتُوفٍ في الضُّحا
فَبَكَتْ حُزناً فَهاجتْ حَزَني (14)
ذَكَرَتْ إلفاً ودهْرًا سَالِفاً
وبُكاها ربَّما أَرَّقَني (15)
فَبكائي رُبَّما أرَّقها
ولقدْ أشكو فَما تَفهمُني
ولَقدْ تَشْكو فَمَا أفْهمُها
وهْي "أَيضاً" بالجوَى تعْرفُني (16)
غيْر أنِّي بالجوى أعْرِفُها
فوَضع "أيضاً" في مكان لا يتَطلب سواها ولا يتَقَبَّل غيرها، وكان لها من الرَّوْعة والحُسن في نفس الأديب ما يعْجِزُ عنها البيان.
ورُبَّ كلام كان في نفسه حسناً خلاباً حتى إِذا جاء في غير مكانه، وسقَطَ في غير مسقَطِه، خرج عن حدِّ البلاغة، وكان غَرضاً لسهام الناقدين.
ومن أمثلة ذلك قول المتنبي لكافور الإخشيدى (17) في أَول قصيدة مدحه بها:
وحَسْبُ المنايا أَن يَكُنَّ أمانيا (18)
كَفى بِكَ داءً أنْ نرى الموتَ شافيا
وقوله في مدحه:
لقد كنتُ أَرْجو أن أراك فأَطربُ
وما طرَبي لمَّا رأَيتك بدْعةً
قال الواحِدىُّ (19): هذا البيت يشبه الاستهزاءَ فإنه يقول: طَرِبتُ عند رؤيتك كما يطرَبُ الإنسان لرؤية المضحكات. قال ابن جنيِّ (20): لما قرأت على أبي الطيب هذا البيت قلتُ له: مَا زِدتَ على أن جعلت الرجل قردًا، فضَحِك. ونَرى أن المتنبي كان يغْلى صدرُه حِقدًا على كافور وعلى الأَيام التي ألجأَته إِلى مدحه؛ فكانت تَفرمن لسانه كلماتٌ لا يستطيع احتباسها وقديماً زَلَّ الشعراءُ لمعنى أو كلمة نَفَّرت سامعيهم، فأَخرجت كلامهم عن حد البلاغة، فقد حكَوا أن أبا النجم (21) دخل على هشام ابن عبد الملك وأنشده:
كأنَّها في الأُفقِ عيْنُ الأحول (22)
صَفْراءُ قد كادت ولمَّا تَفعل
وكان هشام أَحْول فأَمر بحبسه.
ومدح جرير (23) عبْدَ المالك بْنَ مَرْوان بقصيدة مطلعها:
"أَتَصْحُو أَمْ فؤَادُكَ غيْرُ صاحِ" فاستنكر عبد الملك هذا الابتداءَ وقال له: بلى فؤادك أَنت.
وَنَعَى علماء الأَدب على البُحْتُرى (24) أن يبدأَ قَصيدةً يُنشدها أَمام ممدوحه بقوله:
"لَكَ الْوَيْلُ مِنْ لَيْلٍ تقاصَرَ آخِرُه".
وعابوا عن المتنبي قولَهُ في رثاء أمِّ سيف الدولة (25):
على الوجْهِ المكفَّنِ بالجمَال (26)
صلاةُ اللهِ خالِقِنا حَنوطٌ
قال ابْنُ وَكِيع (27): إِن وصفه أُمّ الملك بجمال الوجه غير مختار:
وفى الحق أَن المتنبي كان جريئاً في مخاطبة الملوك، ولعلَّ لعظم نفسه وعَبْقَريَّته شأْناً في هنا الشذوذ.
إذن لابدَّ للبليغ أولا من التفكير في المعاني التي تجيش في نفسه، وهذه يجب أَن تكون صادقة ذاتَ قيمة وقوة يظهر فيها أَثر الابتكار
وسلامةِ النظر ودقة الذوق في تنسيق المعاني وحسن ترتيبها، فإذا تم له ذلك عَمدَ إِلى الأَلفاظ الواضحة المؤثرة الملائمة، فأَلف بينها تأْليفاً يكسبها جمالا وقوّة، فالبلاغة ليست في اللفظ وحده، وليست في المعنى وحده، ولكنها أثر لازمٌ لسلامة تأْليف هذين وحُسْن انسجامهما.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 05:51 م]ـ
ثالث درجة [ line]
الأسلوب [ line]
بعد هذا يحسن بك أن تَعرف شيئاً عن الأُسلوب الذي هو المعنَى المَصُوغُ في ألفاظ مؤَلفة على صورة تكونُ أَقربَ لنَيْل الغرض المقصود من الكلام وأفعل في نفوس سامعيه، وأَنواع الأساليب ثلاثة:
الأُسلوب العلمي: وهو أهدأُ الأساليب،،أكثرها احتياجاً إِلى المنطق السليم والفكر المستقيم، وأَبعدُها عن الخيال الشِّعرىّ، لأَنه يخاطب العقل، ويناجى الفكر ويَشرَح الحقائق العلمية التي لا تخلو من غموض وخفاء، وأظهرُ ميزات هذا الأُسلوب الوُضوح. ولا بد أن يبدوَ فيه أثر القوة والجمال، وقوته في سطوع بيانه ورصانة حُججه، وجَمالهُ في سهولة عباراته، وسلامةِ الذوق في اختيار كلماته، وحُسن تقريره المعنى في الأَفهام من اقرب وجوه الكلام.
فيجب أن يُعنى فيه باختيار الأَلفاظ الواضحة الصريحة في معناها الخالية من الاشتراك، وأن تُؤلّف هذه الأَلفاظ في سهولة وجلاء، حتى تكون ثوباً شَفًّا للمعنى المقصود، وحتى لا تصْبح مثارًا للظنون، ومجالا للتوجيه والتأْويل.
ويحسن التنَحِّي عن المجاز ومُحَسِّنات البديع في هذا الأُسلوب؛ إَلا ما يجئ من ذلك عفوًا من غير أن يَمَسَّ أصلاً من أصوله أو ميزة من ميزاته. أما التشبيه الذي يُقصد به تقريبُ الحقائق إِلى الأفهام وتوضيحُها بذكر مماثلها، فهو في هذا الأسلوب حسن مقبول.
ولسنا في حاجة إلى أَن نُلقي عليك أَمثلة لهذا النوع، فكتُبُ الدراسة التي بين يديك تجرى جميعُها على هذا النحو من الأساليب.
الأُسلوب الأَدبي: والجمال أبرز صِفاته، وأظهر مُميِّزاته، ومَنشأُ جماله ما فيه من خيال رائع، وتَصْوير دقيق، وتلمُّس لوجوه الشبه البعيدة بين الأشياء، وإِلباس المعنويِّ ثوب المحسوس، وإِظهار المحسوس في صورة المعنويِّ.
فالمتنبي لا يرَى الحُمَّى الراجعةَ كما يراها الأَطباء أَثراً لجراثيم تَدْخل الجسم، فترفع حرارته، وتُسبب رِعْدة تقُشَعْرِيرةً. حتى إِذا فرغت نوْبَتها تَصبَّبَ الجسم عَرَقاً، ولكنه يُصوِّرها كما تراها في تراها في الأَبيات الآتية:
فلِيْس تَزُورُ إِلاَّ في الظَّلام
وزَائِرتي كأَنَّ بها حياءً
فَعَافتها وباتتْ في عظامي
بذَلتُ لَها المَطَارف والحَشَايَا
فَتُوسِعُهُ بِأَنواعِ السَّقام
يضيقُ الجلدُ عَنْ نَفسِي وعنها
مَدَامِعُها بأَربعة سجام
كأَنَّ الصبحَ يطْرُدُها فتجرى
مُرَاقَبَةَ المَشُوق الْمُسْتهَام
أُراقِبُ وقْتَها مِنْ غَيْرِ شَوْقٍ
إِذا أَلْقاكَ في الكُرَب العِظام
ويصْدُقُ وعْدُهَا والصِّدْقُ شرٌّ
فكيف وصَلتِ أَنتِ مِن الزِّحامِ
أَبِنتَ الدَّهْر عِنْدِي كلُّ بنْتٍ
والغُيُوم لا يراها ابنُ الخياط كما يراها العالمُ بخارًا مُترَاكِماً يَحُولُ إلى ماء إذا صادف في الجوّ طبقة باردة ولكنه يراها:
من العدْل في كلِّ أرض صلاحا
كأن الغيومَ جُيُوش تَسُومُ
بصوب الرِّهام أجَادَ الكفاحا
إذا قاتل المحْل فيها الغَمامُ
ويُشرِعُ بالوَبْلِ فيه الرِّماحا
يُقَرْطِسُ بالطَّلِّ فيه السِّهامَ
فأثخَن بالضرْب فيهِ الجراحا
وسلَّ عَليْهِ سُيوفَ البرُوقِ
فَتَعْجَبُ منهن خُرْساً فِصَاحا
تُرَى أَلْسُنُ النوْر تُثنى علَيْهِ
وقد يتظاهر الأَديب بإنكار أسباب حقائق العلم، ويتَلمس لها من خياله أسباباً تُثبت دَعواه الأَدبية وتُقوِّى الغرض الذي يَنشدُهُ، فَكَلَفُ البدر الذي يَظهر في وجهه ليَس ناشئاً عما فيه من جبال وقيعان جافة كما يقول العلماءُ، لأَن المَعرِّى يرى لذلك سبباً آخر فيقول في الرثاء:
ولكنها في وجْههِ أثرُ اللَّطم
وما كلْفةُ البَدْر المُنير قديمةً
ولا بد في هنا الأسلوب من الوضوح والقوة؛ فقول المتنبي:
بثانية والمتْلِفُ الشيء غارمُه
قِفي تَغْرَم الأُولى من اللَّحْظِ مُهجتي
غير بليغ؛ لأنه يريد أنه نظر إِليها نظرة أتلفت مهجته، فيقول لها قِفي لأنظرك نظرة أخرى ترد إليَّ مهجتي وتُحييها، فإن فعلْتِ كانت النظرة غرْمَا لِمَا أتلفته النظرة الأُولى.
فانظرْ كيف عانينا طويلا في شرح هذا الكلام الموجز الذي سبَّب ما فيه من حذف وسوء تأْليف شِدةَ جفائهْ وبُعْدَه عن الأَذهان، مع أن معناهُ جميل بديع، فكرته مُؤيَّدة بالدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإِذا أردت أن تَعْرف كيف تَظْهر القوة في هذا الأسلوب، فاقرأ قول المتنبي في الرثاء:
رضْوَى على أيْدى الرجالِ يَسيرُ مَا كُنْتُ آملُ قَبلَ نَعْشك أن أرى
ثم اقرأ قول ابن المعتز:
وصاح صَرفُ الدَّهْر أين الرجالْ؟
قدْ ذَهبَ الناسُ ومات الكمالْ
قوموا انْظرُوا كيف تَسيرُ الجبالْ
هذا أبُو المَبَّاس في نَعْشِه
تجد أن الأُسلوب الأَول هادئ مطمئن، وأَن الثاني شديد المرَّة عظيم القوة وربما كانت نهايةُ قوته في قوله؛ "وصاح صَرْفُ الدهر أَين الرجال"
ثم في قوله: "قوموا انظروا كيف تسير الجبال".
جملة القول أن هذا الأُسلوب يجب أن يكون جميلاً رائعاً بديع الخيال، ثم واضحاً قويًّا. ويظن الناشئون في صناعة الأَدب أَنه كلما كثر المجاز، وكثرت التشبيهات والأخيلة في هذا الأُسلوب زاد حسنه، وهذا خطأ بيِّن، فإنه لا يذهب بجمال هذا الأسلوب أكثر من التكلف، ولا يُفْسِده شرٌّ من تَعمُّد الصناعة، ونَعْتقد أنه لا يُعجبك قول الشاعر:
ورْدًا وعضَّتْ على العُنَّاب بالبَرَدِ
فأَمْطَرَت لُؤْلُؤًا مِن نِرْجِس وسقتْ
هذا من السهل عليك أَن تَعْرِف أَن الشعر والنثر الفنى هما مَوْطِنا هذا الأسلوب ففيهما يزْدهِر وفيهما يبلغ قُنَّة الفنّ والجمال.
الأسلوب الخطابي: هنا تَبْرُزُ قوة المعاني والألفاظ، وقوة الحجة والبرهان، وقوة العقل الخصيب، وهنا يتحدث الخطيب إلى إرادة سامعيه لإثارة عزائمهم واستنهاض هممهم، ولجمال هذا الأُسلوب ووضوحه شأْن كبير في تأْثيره ووصوله إلى قرارة النفوس، ومما يزيد في تأْثير هذا الأُسلوب منزلة الخطيب في نفوس سامعيه وقوةُ عارضته، وسطوعُ حجته، ونبَرات صوته، وحسنُ إِلقائه، ومُحْكَم إِشارته.
ومن أظهر مميزات هذا الأُسلوب التكرارُ، واستعمال المترادفات، وضربُ الأمثال، واختيار الكلمات الجزلة ذات الرنين، ويحسن فيه أَن تتعاقب ضروب التعبير من إِخبار إلى استفهام إلى تعجب إلى استنكار، وأَن تكون مواطن الوقف فيه قويةً شافية للنفس. ومن خير الأَمثلة لهذا الأُسلوب خطبة على بن أَبي طالب رضي الله عنه لمَّا أَغار سُفيانُ بنُ عوفٍ الأَسدِي على الأَنبار) وقتل عامله عليها:
"هذا أَخُو غامدٍ قد بَلغتْ خيْله الأَنْبار وقَتلَ حَسَّانَ البَكريّ وأَزال خَيْلَكمْ عنْ مَسَالِحِها وَقَتل مِنْكم رجالاً صالِحِين.
"وقدْ بَلغني أَنَّ الرَّجُل منهُمْ كان يَدْخُلُ على المْرأَةِ الْمُسْلمَةِ والأُخرى المعاهدة فَيَنْزعُ حِجْلَهَا، وقُلْبَهَا، ورِعاثَها)، ثم انْصَرفُوا وَافِرِين ما نالَ رجلا منهم كَلمٌ، ولا أرِيقَ لهم دَمٌ، فلو أَن رجلاً مُسْلماً مات مِنْ بَعْدِ هذَا أَسَفاً، ما كان به ملُوماً، بلْ كان عِنْدى جديرًا.
"فَواعجَباً مِنْ جدِّ هؤُلاء في بَاطِلِهمْ، وفَشَلِكُمْ عنْ حقِّكُم. فَقُبْحاً لَكمْ حِين صِرْتُم غَرَضاً يُرْمَى، يُغار علَيْكمْ ولا تُغِيرُون، وتُغْزَوْن وَلا تغزونَ، ويُعْصى الله يترْضَوْن.
قانظر كيف تدرج ابن أَبى طالب في إِثارة شعور سامعيه حتى وصل إِلى القمَّةِ فإنه أخبرهم بغَزْو الأَنْبار أَولا، ثم بقتل عامله، وأَنَّ ذلك لم يكْف سُفْيان بين عوف فأَغْمد سيوفه في نحور كثيرٍ من رجالهم وأَهليهم.
ثم توجه في الفقرة الثانية إِلى مكان الحميَّةِ فيهم، ومثار العزيمة والنخوة من نفسه كل عربي كريم، أَلا وهو المرأَة، فإِن العرب تبذل أَرواحها رخيصة في الذود عنها، والدفاع عن خِدْرها. فقال: إِنهم استباحوا حِماها، وانصرفوا آمِنين.
وفي الفقرة الثالثة أظهر الدَّهَشَ والحَيْرَة من تمسك أعدائه بالباطل ومناصرته، وفشل قومه عن الحق وخِذْلانه. ثم بلغ الغيظ منه مبلغه فَعيَّرهم بالجُبن والخَوَر.
[ line]
منقول---هل نكمل؟
ـ[الحسن البصري]ــــــــ[24 - 03 - 2007, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرا حبيبنا وشيخنا جمال الشرباتي، وبارك الله بكم.
وأعتذر بشدة على تأخري في الإجابة، فإن شئت أكملتَ، وإن شئت تركت.
ـ[المرشد]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 09:09 ص]ـ
تجاوب:
دراسة (علم البلاغة) يتعلم على مرحلتين أو ثلاث:
=الأولى: يدرس فيه كبرى أبوابه من خلال مختصر. واعتاد المتأخرون على نظم الأخضري المسمى ب (الجوهر المكنون).وعليه شروح.
=والثانية: يدرس فيه جميع الأبواب والمسائل المعروفة. واعتاد المتأخرون على كتاب (التلخيص) للقزويني. وعليه شروح.
والسلام(/)
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 01:54 م]ـ
:::
قوله تعالى ((سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ)) 31 الرحمن
ما معنى " سنفرغ"؟
لا يمكن أن يكون المعنى في حقه تعالى أنه كان مشغولا ليتفرغ--تعالى الله عز وجل عن هذا المعنى علوا كبيرا
إذن ما المعنى المقصود؟؟
والجواب أن في هذا التعبير معنى التهديد والوعيد جريا على أساليب اللغة--وما زلنا حتى الآن نستخدم نفس هذا التعبير للتهديد والوعيد---ألم تقل يوما لشخص يخاصمك"عما قريب أتفرغ لك"
قال الماوردي في " النكت والعيون " ((سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} فيه وجهان:
أحدهما: أي لنقومن عليكم على وجه التهديد.
الثاني: سنقصد إلى حسابكم ومجازاتكم على أعمالكم وهذا وعيد لأن الله تعالى لا يشغله شأن عن شأن، وقال جرير:
الآن وقد فرغت إلى نمير فهذا حين كنت لها عذاباً
أي قصدت لهم))،
أما " الّثقلان" فهما الإنس والجان وفق غالبية الأقوال ---وربما أطلق هذا اللفظ عليهما لأنهما مكلفان فيثقلان بالذنوب
ولا واحد منه فهذا المثنى إسم مفرد لمجموع الإنس والجان---فلا يقال عن الإنس ثقل ولا عن الجن ثقل---
هل من ثمة قول آخر عن "الثقلين"؟؟
الإجابة بالآيجاب---فمن يعرفه؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 04:51 م]ـ
الثقلان هما الإنس والجان والإنس ذو الثقل على الأرض أما الجان فلا ثقل له فسميا معا نفس الإسم تغليبا---والرأي الذي ذكرته في المداخلة الرئيسية لأكثر إقناعا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 08:32 م]ـ
الحمد لله(/)
هل ألفية السيوطي في البلاغة، تغني عن كثير من الكتب.
ـ[الحسن البصري]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 11:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قال لي أحد الأخوة:
إن دراسة ألفية السيوطي في علم البلاغة، كافية عن كثير من الكتب ـ أي لا يحتاج إلى أي كتاب بعدها ـ لتكون متقناً في علم البلاغة.
فما رأي اصحابي الكرام، بهذا الكلام.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 05:12 ص]ـ
أنا لم أطلع عليها----إلا أنني أنصحك بكتاب الآيضاح للقزويني وتجده في موقع الورّاق
http://www.alwaraq.com(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لم تشغل النحاة والمفسرين آية في القرآن الكريم مثل ما شغلتهم آية "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". وأول ما يواجهنا من أسرار هذه الآية الكريمة وأنوارها، أنها لا تسير على النسق المعروف في بناء الجملة العربية.
فهي ليست جملة إسمية من مبتدأ وخبر ..
وهي ليست جملة فعلية من فعل وفاعل ..
فليس فيها فعل ظاهر يبحث عن فاعله، وليس فيها مبتدأ ينتظر خبره ..
فما هي إذن؟
ثم انظر كيف بدأت الآية بالجار والمجرور "بِسْمِ" .. والشأن في الجار والمجرور أن يتأخّر في نظام الجملة العربية عن الفعل والفاعل أو عن المبتدأ والخبر، لأنه متعلّق بهما. فما بال هذا الجار والمجرور تصدّر هذه الآية الكريمة واستقرّ في مكانه؟
وإن مما يدلّ على تميّز هذا التركيب القرآني في هذه الآية الكريمة أن كلمة "بِسْمِ" وردت في القرآن الكريم سبع مرات، منها خمس مرات تعلّق فيها هذا الجار والمجرور بفعل أو باسم، ومرّتان فقط لم يتعلّق فيهما بشيء ملحوظ وهما كلاهما في قوله تعالى "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
انظر إلى قوله عزّ وجلّ "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"، فقد تعلّق فيها الجار والمجرور بالفعل "اقْرَأْ"، أي اقرأ باسم ربّك. وانظر إلى قوله تعالى "فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ"، وقد تكرّر في القرآن الكريم ثلاث مرات، فقد تعلّق فيه الجار والمجرور بالفعل "فَسَبِّحْ". وانظر إلى قوله تعالى "وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"، فقد تعلّق الجار والمجرور فيها إما بالفعل "ارْكَبُواْ"، وإما بالإسم "مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"، على اختلاف جميل مفيد بين النحاة، فهي على تقدير "ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ"، أو "بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"، وكلاهما له دلالته البيانية ..
أما في "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، فلم يذكر فيها اسم ولا فعل. وهنا يتجلّى وجه من أوجه الإعجاز البياني في هذه الآية الكريمة ..
إن السياق في المواضع الخمسة السابقة كان يقتضي الإهتمام بالفعل أو الحدث. فالقراءة تكون باسم الله عزّ وجلّ، على اختلاف صورها وامتداد عصورها، حتى لا تضلّ عن طريقها وتضيع أهدافها. والتسبيح لا يكون إلا لله. والركوب في سفينة نوح وكذلك سيرها، مجراها ومرساها، لا يكون إلا بسم الله لأن أمرها كله من معجزات الله عزّ وجلّ لرسوله نوح عليه السلام.
أما "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فقد تركها الله عزّ وجلّ مطلقة حتى تشمل كل فعل من أفعال العباد. ولو أنه سبحانه وتعالى قيّدها بفعل واحد، لكان علينا أن نذكر الفعل المناسب في كل عمل أو قول نقوله، فنقول مثلاً: أقوم باسم الله، وأمشي باسم الله، وأسافر باسم الله، وأعود باسم الله .. وهذا الأمر لا يطيقه الناس.
فإطلاق "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" هو رحمة من الله لعباده، وبه يتحقّق قوله عليه أفضل الصلاة والسلام (كل أمر لا يبدأ باسم الله فهو أبتر).
يتبع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 06:07 ص]ـ
:::
الحقيقة أنني مع رأي الكوفيين الذين قالوا بتقدير الفعل "أبدأ" أو " بدأت"
والباء عندهم هنا للأستعانة---فيصير المعنى "بدأت مستعينا باسم الله الرحمن الرحيم"---ويرتفع حينئذ الإشكال المفروض في قول الأخ الطيبي
((ولو أنه سبحانه وتعالى قيّدها بفعل واحد، لكان علينا أن نذكر الفعل المناسب في كل عمل أو قول نقوله، فنقول مثلاً: أقوم باسم الله، وأمشي باسم الله، وأسافر باسم الله، وأعود باسم الله .. وهذا الأمر لا يطيقه الناس.)) ---فكل أنواع الأفعال ذات بداية وأنت تبدأها بسم الله
ـ[البصري]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 04:46 م]ـ
ذكرت أنك مع الكوفيين ـ أخي جمال ـ في تقدير الفعل " أبدأ " وأن الباء للاستعانة، لكن ألا ترى لو أنك عللت ميلك مع هذا الرأي، لكان أفضل من إبدائك الرأي دون إيراد الحجة المقنعة والتعليل الكافي؟
نريد أن نستفيد، فهات الأسباب وأبد العلل ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 05:47 م]ـ
لعلي أنقل لك أخي البصري ما قال صاحب الكشاف---وهو قول وجيه جدا--وقد تقنعني به لولا أن نتهمك بالإعتزال:)
((فإن قلت: بم تعلقت الباء؟ قلت: بمحذوف تقديره: بسم الله اقرأ أو أتلو؛ لأنّ الذي يتلو التسمية مقروء، كما أنّ المسافر إذا حلّ أو ارتحل فقال: بسم الله والبركات، كان المعنى: بسم الله أحل وبسم الله أرتحل؛ وكذلك الذابح وكل فاعل يبدأ في فعله؛ بـ «بسم الله» كان مضمراً ما جعل التسمية مبدأ له))
وأنا شخصيا وجدت أن القول الذي يقدّر الفعل المحذوف " أبدأ" أكثر وجاهة لكونه يختصر كافة أنواع الأفعال إلى فعل واحد هو (أبدأ) كلما ذكرت بسم الله.
وكذلك تقدير المحذوف " أبدأ " يكون قبل البسملة أما تقدير المحذوف "أتلو" فيكون بعد البسملة---والتقدير لمحذوف قبل البسملة أولى من تقديره بعدها
ولا أملك تعليلا آخرا--وأنا مستعد لتغيير رأيي في هذه النقطة إذا كان عندك أمرا آخرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 09:15 م]ـ
أخي جمال ..
أخي البصري ..
السلام عليكما ورحمة الله تعالى وبركاته ..
إن السبب الذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع هو تحديد الجار والمجرور في البسملة بمعان محدودة، في حين أننا نجد من سياق الآية أن الله عزّ وجلّ أطلقه وجعله معنى عاماً لا حدود لدلالته ..
انظر على سبيل التمثيل إلى قوله تعالى: "يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ"، فتجد فيه أربع من صيغ الجار والمجرور "بِرَحْمَةٍ" و"مِّنْهُ" و"لَّهُمْ" و"فِيهَا". ولو حلّلت هذه الآية الكريمة لوجدت صلة معنوية بين كل جار ومجرور وفعل أو إسم يسبقه أو يلحقه.
أما أن يأتي جار ومجرور في مقدّمة جملة دون أن تكون مرتبطة هي بما يسبقها أو يلحق بها، فهذا أسلوب متميّز فريد .. وأنا لم أعدّ هذا الأسلوب مشكلاً، أخي جمال كما تفضّلت، إلا أني اعتبره فريداً لأنه لا يجرؤ عليه سوى القرآن العظيم.
ويشبه أن يكون ذلك مثل عودة الضمير على اسم لا وجود له في الآية التي لم يسبقها كلام قبلها، فنبحث فيه عما يعود إليه ذلك الضمير. اقرأ قوله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"، فهذه الآية أول آية في سورتها. ولكن علام يعود الضمير في "أَنزَلْنَاهُ"؟ إنه يعود بالطبع على القرآن .. ولكن أين كلمة القرآن؟ إنها ليست في الآية نفسها، ولا هي في كلام سابق عليها، ولا في كلام تابع لها.
هكذا أسلوب القرآن، وهذه شجاعة الحذف في العربية، وهذه بلاغة وإيجاز وروعة الإعجاز. وآية "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" أطلق الله عزّ وجلّ فيها الجار والمجرور، فلم يربطه بشيء، حتى يكون صالحاً مرتبطاً بكل شيء، وحتى يكون صالحاً لكل فعل أو قول يقوم به الإنسان مبتدئاً ومستعيناً به "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
وأنت أخي جمال ذكرت وجهاً من وجوه هذه الباء الصغيرة في "بِسْمِ اللّهِ"، فاعتبرتها للإستعانة .. على أن فيها أقوالاً أخرى منها: أنها للمصاحبة، أو الإلصاق، أو الإستعلاء، أو القَسَم، أو هي زائدة تفيد التوكيد .. وفي كل معنى من هذه المعاني تجد جولات وآراء ومناقشات وأدلّة.
ولا ريب أن في ذلك كله علوماً واسعة وآراء نافعة واستدلالات مفيدة .. ولكني أعجب للناس لِِمَ يقيّدون واسعاً منحهم الله عزّ وجلّ إياه؟؟؟
أعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى عدم إعطاء الحرف حقه، وإنزاله منزلته.
فقد تعلّمنا في كتب النحو أن الكلام ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف. فأما الإسم فهو ما دلّ على ذات أو معنى، كرجل وشجرة ومروؤة وعلي ومحمود. وأما الفعل فهو ما دلّ على حدث مرتبط بزمن، ككتب يكتب أكتب. وأما الحرف فهو ما دون ذلك.
ولو أنك سألت طالباً درس هذا الدرس: ما الحرف يا ولدي؟ لقال لك: هو ما دون ذلك!!! عبارة يكرّرها وهو لا يدري ما معناها، ولا يدرك الطرفة التي صنعها وهو لا يدري، حتى إنه لم يتسنّ له أن يضحك بها.
وإني أرى أن الحرف على درجة عالية من الأهمية والمكانة لا تقلّ عن أهمية الفعل أو الإسم، إن لم تكن فوق ذلك. وذلك لأن الحروف هي بمثابة الجهاز العصبي الذي به يقوم الكلام العربي. إن الحروف لها دلالات ومعان كالأسماء والأفعال، بل قد تجد أن للإسم أو الفعل معنى واحد. ولكن دلالته ومعانيه تتشكّل وتتلوّن بدلالات الحروف التي تتخلّل سياق الكلام. ولذلك أنت تجد فروقاً بين قولك: رغبت فيه ورغبت عنه، ووصلته ووصلت إليه، وأخذت بيده وأخذت على يده .. إلخ ..
وللحروف في القرآن آفاق من الدلالات لا تُحدّ، ومنها حرف الباء، ومنها هذا الجار والمجرور "بِسْمِ". فلِمَ يحدّده النحاة بمعان محدودة والله عزّ وجلّ أطلقه وجعله معنى عاماً لا حدود لدلالته.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 06:44 ص]ـ
طيب
قلت (إلا أني اعتبره فريداً لأنه لا يجرؤ عليه سوى القرآن العظيم.)
فلو قال لك قائل بأن البسملة ليست آية من كل سورة
وأن ما ورد في القرآن هو ما يلي
(وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) 41 هود
(إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) 30 النمل
فماذا يكون موقفكم حينها
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 11:49 م]ـ
أخي الكريم جمال ..
هلا رجعت إلى ما كتبته بتمعّن .. فأنك ستجد الإجابة عن سؤالك بين السطور ..
فأنا قلت: إن كلمة "بِسْمِ" وردت في القرآن الكريم سبع مرات، منها خمس مرات تعلّق فيها هذا الجار والمجرور بفعل أو باسم، ومرّتان فقط لم يتعلّق فيهما بشيء ملحوظ وهما كلاهما في قوله تعالى "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ==>> وهنا قصدت بسملتي الفاتحة والنمل.
ثم قلت: وانظر إلى قوله تعالى "وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"، فقد تعلّق الجار والمجرور فيها إما بالفعل "ارْكَبُواْ"، وإما بالإسم "مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"، على اختلاف جميل مفيد بين النحاة، فهي على تقدير "ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ"، أو "بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"، وكلاهما له دلالته البيانية ..
فتبيّن لي أن في "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" لم يذكر فيها اسم ولا فعل .. بحيث تجلّى وجه من أوجه الإعجاز البياني في هذه الآية الكريمة ..
فما المغزى من سؤالك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 04:30 ص]ـ
المغزى أخ لؤي
أنها إذا اعتبرت آية في مقدمة كل سورة سيختلف التحليل فيما لو اعتبرت آية من سورة النمل---
وبالمناسبة فإن قائد المتمردين النصراني في السودان رفض التوقيع على إتفاقية السلام مع الحكومة إذا صدّرت ب "بسم الله الرحمن الرحيم"
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 03:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي جمال ..
جواباً على استفهامك، نقول: في حين أن العلماء أجمعوا على أن البسملة هي جزء من آية في سورة النمل، إلا أنهم حقاً اختلفوا في كونها آية مستقلة في أول كل سورة، أو من كل سورة كُتبت في أولها، أو أنها بعض آية من كل سورة، أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها، أو أنها إنما كُتبت للفصل لا أنها آية ..
وكل ذلك مبسوط في أمهات الكتب، وهي أقوال ليس من سبيلنا أن نعني ببحثها هنا، ولا أن نقوم بعرض استدلالاتها ..
وحسبنا في ذلك أن الذي يترجّح عندنا أنها لم تكن آية من القرآن إلا في الفاتحة، وأنها لم تكن عنواناً لسورة التوبة، وأنها شكّلت جزءاً من آية في سورة النمل ..
والله أعلم(/)
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 09:04 م]ـ
:::
قوله تعالى (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) 1 المسد
فما هو التتبيب؟؟
جاء في لسان العرب
((التَّبُّ: الخَسارُ. والتَّبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ. وتَبّاً له، على الدُّعاءِ، نُصِبَ لأَنه مصدر محمول على فِعْلِه، كما تقول سَقْياً لفلان، معناه سُقِيَ فلان سَقْياً، ولم يجعل اسماً مُسْنَداً إلى ما قبله. وتَبّاً تَبيباً، على المُبالَغَةِ. وتَبَّ تَباباً وتَبَّبَه: قال له تَبّاً، كما يقال جَدَّعَه وعَقَّره. تقول تَبّاً لفلان، ونصبه على المصدر باضمار فعل، أَي أَلْزَمه اللّهُ خُسْراناً وهَلاكاً.
وتَبَّتْ يَداه تَبّاً وتَباباً: خَسِرتَا. قال ابن دريد: وكأَنَّ التَّبَّ المَصْدرُ، والتَّباب الاسْمُ. وتَبَّتْ يَداهُ: خَسِرتا. وفي التنزيل العزيز: تَبَّتْ يَدا أَبي لَهَبٍ أي ضَلَّتا وخَسِرَتا.))
طيب
لم أسند التباب أي الهلاك إلى اليدين وهو في الحقيقة هلاك الجملة و النفس؟؟
هل علم في اللغة أن اليدين تساويان النفس؟؟
قال العلماء إن اليدين هما اللتان تزاولان الأعمال فذكر الجزء وأريد الكل --كقوله تعالى ({وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ)) وليس المراد الأيدي وحدهما
وكانت المفاجأة عندي عظيمة عندما وجدت أن الشنقيطي يقول بهذا الكلام
قال (وإذا كان المعنى قد تعين بنص القرآن في الهلاك والخسران، فما معنى إسناد التب لليدين؟
الجواب: أن ذلك من باب إطلاق البعض وإرادة الكل كما تقدم في قوله تعالى:
{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ}
[العلق: 16]، مع أن الكاذب هو صاحبها.))
وما وجه العجب عندي أتعرفونه؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 05 - 2005, 09:07 م]ـ
قلت (فما هو التتبيب؟؟)
وأفضل أن أقول (ماهو التباب) ---وعندي مشكلة حالت دون قيامي بالتحرير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 04:34 ص]ـ
أما لماذا استغربت قول الشنقيطي (وإذا كان المعنى قد تعين بنص القرآن في الهلاك والخسران، فما معنى إسناد التب لليدين؟
الجواب: أن ذلك من باب إطلاق البعض وإرادة الكل كما تقدم في قوله تعالى:
{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ}
[العلق: 16]، مع أن الكاذب هو صاحبها.))
وجه الإستغراب عندي هو نفيه المجاز ثم اضطراره لاستخدامه---وقد يكون كتب التفسير أولا ثم نفى المجاز ثانيا(/)
مشكلة من يساعدني في حلها جزاكم الله خيرًا
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 11:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
- درسنا في الفصل الأول علم المعاني ... وما أسهله من علم! صحيح أنه يحتاج إلى جهد في فهمه إلا أنني نجحت فيه بتفوق ولله الحمد
- أما هذا الفصل فقد جاءنا (ثقيل الدم) علم البيان " علم التصوير البياني " لا أدري ماالسبب في عدم فهمي له؟ أعرف المصطلحات وأعرف كيف أفرق بين أسلوب وأسلوب نظريًا لكن عند التطبيق تأتيني حالة توهان وضياع ... خصوصًا أن أستاذنا الكريم يعتد بالبلاغة التذوقية البلاغة التطبيقية وكيفية تحليل الصورة البيانية وإظهار جمالها في الكلام.
ما السبب ياترى هل هو عدم معرفتي لأسس هذه اللغة وكيف تقوم؟
مثال هذا البيت:
وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ** فليس لمخضوب البنان يمين
(مخضوب البنان) عرفنا أن في هذا االجزء كناية ومجاز مرسل (علاقته الجزئية)
فهل في الشطر الأول أيضًا مجاز أم أن الكلام جارٍ على الحقيقة؟
ـ[البصري]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 12:00 م]ـ
وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ** فليس لمخضوب البنان يمين
في الشطر الأول مجاز في قوله: لا ينقض النأي عهدها
فالنقض والإبرام يكونان للحبل وليس للعهد، ومن هنا ففيه استعارة مكنية، إذ شبه العهد المحفوظ بالحبل المبرم، وحذف المشبه به (الحبل) ورمز له بشيء من لوازمه وهو النقض.
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهل يجوز أن نقول في (لا ينقض النأي عهدها) أن هناك اسناد مجازي بين النقض والعهد علاقته السببية إذ الأصل هي لا تنقض العهد بسبب النأي؟!
أو نقول أن في (لا ينقض النأي) في كلمة النأي استعارة مكنية شبه النأي بإنسان (على رأي السكاكي)
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 04:42 م]ـ
ألم تبتدركم يوم بدر سيوفنا ... وليلك عما ناب قومك نائم
في الشطر الأول من البيت هل توجد فيه صورة بيانية؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 05:22 م]ـ
نعم--فالسيوف لا تبتدر الناس إنما حاملوها من يبتدر الناس--وهنا إستعارة مكنية
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 05:51 م]ـ
جزاك الله خيرًا
هل أفهم من هذا أن لغة الشعر كلها قائمة على الخيال والتصوير؟
إن لم يكن الشطران فشطر واحد جاء لتوضيح أمر من الأمور والتصوير أنسب له
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 06:12 م]ـ
ليس المقصود الخيال والتصوير --إنما هذه هي طبيعة اللغة العربية--غالبيتها مجاز---في مشاركة لي حول الرسول الأّمي--- حاول أن تعرف من أين جاء معنى الأمّي الذي لا يقرأ ولا يكتب
ـ[مبارك3]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 02:44 ص]ـ
يقال
الكناية أبلغ من التصريح
لذا يعمد أهل اللغة إلى استخدام الأساليب المجازية في كلامهم لأمور كثيرة لا يؤديها الصريح
مع عدم إغفالهم للصريح
ـ[أيمن الدوسري]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 11:59 ص]ـ
شكرًا لمن شارك في هذا الموضوع وعلق
محب الجميع أيمن(/)
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 04:04 م]ـ
:::
قوله تعالى (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ) 158 الأعراف
ناقشه باحث مقدسي بإسهاب مدعيا أن المفسرين أخطأوا في تفسيرهم للنبي الأمّي على أنه الذي لا يقرأ ولا يكتب
قال ((إن ما وصلنا من "آراء" الأولين من المفسرين والمأولين في هذا الباب, لا يطمئن إليها قلب المؤمن السائل المتدبر،)
وكان محور قوله ما يلي ((فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع "الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة" النبي للنبيين في المسجد الأقصى))
فأحببت أن أعود بكم إلى الجذر "أ م م " فراجعت الجوهري فقال
((أمم
أُمُّ الشي: أصلُهُ. ومَكَّة: أُمُّ القُرى. والأُمُّ: الوالدةُ، والجمع أُمَّاتٌ. وقال: فَرَجْتَ الظلامَ بأُمَّاتكا
وأصل الأُمِّ أُمَّهَةٌ، لذلك تجمع على أُمَّهاتٍ. وقال بعضهم: الأُمَّهاتُ للناس والأُمَّهاتُ للبهائم. ويقال: ما كنت أُمَّاً، ولقد أَمَمْتِ أُمُومَةً وتصغيرها أُمَيْمَةٌ. والأُمُّ: العَلَمُ الذي يتبعه الجيش. أُمُّ التَنائِفِ: المفازةُ البعيدة. وأُمُّ مَثْواكَ: صاحبةُ منزلك. وأُمُّ البَيْض في شعر أبي داود: وأَتانا يسْعى تَفَرَّشَ أمِّ ال بَيْض شَدّاً وقد تَعالى النهارُ
يريد النعامة. ورئيسُ القوم: أُمُّهُمْ. وأُمُّ النجومِ: المَجَرَّةُ. وأُمُّ الطريقِ: مُعْظَمُهُ، في قول الشاعر: تَخُصُّ به أُمُّ الطريقِ عِيالها
ويقال هي الضَبُعُ. وأُمُّ الدماغ: الجِلْدَةُ التي تجمع الدماغَ، ويقال أيضاً أُمُّ الرأسِ. وقوله تعالى: "هُنَّ أُمُّ الكتاب" ولم يقل أُمَّهات، لأنّه على الحكاية، كما يقول الرجل: ليس لي مُعينٌ، فتقول: نحن مُعينُكَ، فتحكيه. وكذلك قوله تعالى: "واجْعَلنا لِلْمُتَّقينَ إماماً" والأُمَّةُ: الجماعةُ. قال الأخفش: هو في اللفظ واحدٌ وفي المعنى جمعٌ. وكلُّ جنس من الحيوان أُمَّةُ. وفي الحديث: "لولا أنَّ الكلابَ أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأمرتُ بقتلها". والأُمّةُ: القيامةُ. قال الأعشى: حِسانُ الوجوهِ طِوالُ الأُمَمْ
والأُمَّةُ: الطريقةُ والدينُ. يقال: فلانٌ لا أُمَّةَ له، أي لا دينَ له ولا نِحْلَةَ له. قال الشاعر: وهل يستوي ذو أُمَّةٍ وكَفورُ
وقوله تعالى: "كُنتمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناسِ" قال الأخفش: يريد أهْلِ أمَّةٍ، أي خيرَ أَهْلِ دينٍ، وأنشد للنابغة: حَلَفْتُ فلم أَتركْ لنفسكَ رِيبَةً وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائِعُ
والأُمَّةُ: الحينُ. قال تعالى: "وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ" وقال تعالى: "ولئن أخَّرْنا عَنْهُمُ العَذابَ إلى أُمَّة مَعدودة" والإِمّةُ بالكسر: النعمة. والإمَّةُ أيضاً: لغةٌ في الأُمّةِ، وهي الطريقةُ والدينُ، عن أبي زيد. قال الأعشى: وأصاب غَزْوُكَ إمَّةً فأزالها
وقولهم: وَيْلُمِّهِ يريدون وَيْلٌ لأُمَّهِ، فحذف لكثرته في الكلام. ويقال: لا أُمَّ لك! وهو ذَمٌّ، وربما وُضِعَ موضع المدح. قال كعب بن سعدٍ يرثي أخاه: هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعث الصبحُ غادِياً وماذا يؤدِّي الليلُ حين يَؤُوبُ
والأَمُّ بالفتح: القصدُ. يقال: أَمَّهُ أَمَّمَهُ وتَأَمَّمَهُ، إذا قصَدَه. وأَمَّهُ أيضاً، أي شَجَّهُ آمَّةً بالمدّ، وهي التي تبلغ أُمَّ الدماغ حينَ يبقى بينها وبين الدِماغ جلدٌ رقيق. ويقال: رجلٌ أَميمٌ ومَأْمومٌ، للذي يهذي من أُمِّ رأسه. والأَميمُ: حجر يُشْدَخُ به الرأسُ. وقال: بالمَنْجَنيقاتِ وبالأَمائِمِ
ويقال للبعير العمَمِدِ المُتَأَكِّلِ السَنامِ مأْمومٌ. وأَمَمْتُ القومَ في الصلاة إمامَةً. وائْتَمَّ به: اقتدى به. وأَمَّتِ المرأةُ: صارت أُمَّاً. والإمامُ: خشبةُ البَنَّاءِ التي يُسَوَّى عليها البِناء. والإمامُ: الصُقْعُ من الأرض، والطريقُ قال تعالى: "إنَّهُما لَبِإمامٍ مُبين" والإمامُ: الذي يُقْتَدى به، وجمعه أَيِمةُ وأصله أَاْمِمَةً. وتقول: كنتُ أَمامَهُ، أي قُدَّامَه. وقوله تعالى: "وكلَّ شيءٍ أحصيناهُ في إمامٍ مُبينٍ" قال الحسن: في كتاب مبين. قال ابن السكيت: الأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المقارَبَة. والأمَمُ: الشيء اليسير؛ يقال: ما سألتُ إلاّ أَمَماً. ولو ظلمت ظُلْماً أَمَماً. وقولُ زهير: وجيرَةٌ ما هُمُ لو أَنَّهُمْ أَمم
يقول: أَيُّ جيرَةٍ كانوا لو أَنَّهُمْ بالقُرْب منِّي. ويقال: أخذتُ ذلك من أَمَمٍ، أي من قُرْبٍ. وداري أَمَمُ دارِهِ، أي مُقابِلَتُها. أبو عمرو: المُؤَامُّ، بتشديد الميم: المُقارِبُ، أُخِذَ من الأَمَمِ وهو القُرْب.
ويقال للشيء إذا كان مُقارباً: هو مُؤَامٌّ وتَأَمَّمَتْ، أي اتخذتْ أُمَّاً.))
فهل ترى تسعفه اللغة في قصده---أم أن اللغة مع الذين قالوا بأن الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب؟؟
وهل ياترى قال آخرون بنفس قوله أو ما يقرب منه أم هو غير مسبوق؟؟
سنتابع بعد أن أسمع منكم أو منه هو
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 05 - 2005, 07:26 م]ـ
هذا رد من أحد محبيه
من ملتقى التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3373)
ـ[الكوفي]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 08:13 م]ـ
ما ذكره هذا المقدسي لا أجادل فيه الآن لعدم علمي به صحة وخطأ
أما الذي لا أشك أنه أخطأ فيه فمحاولته رفع صفة الأمية عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثبتها ربه له في كتابه وثبت في الحديث ما يؤيد كون المقصود بالأمية عدم القراءة والكتابة وذلك في حديث نزول الوحي عليه في حراء عندما غطه وقال له اقرأ فقال ما أنا بقارئ وفي قوله صلى الله عليه وسلم: إنا أمة أمية ...
وقضية بعض الكتاب أو حتى طلبة العلم أنهم يحاولون بمثل هذه الأمور بزعمهم أن يرفعوا النقص عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا نقص في فهمهم إذ لو كانت صفة الأمية في حق النبي صلى الله عليه وسلم عيبا أو منقصة أو مثلبة ما جعله ربه عليها وهو سيد ولد آدم وخليل الرحمن تبارك وتعالى
بل إن في أميته عليه الصلاة والسلام مع هذا العلم الذي جاء به لدليل على صدقه وصدق ما جاء به وأنه لا يصدر عن إنسان أمي مثل هذا فلم يبق إلا أن يكون مصدره إلهيا ربانيا
المسألة تعود على اعتقاد أن كل ما اتصف به النبي صلى الله عليه وسلم من صفات فهي صفات كمال حتى ولو تراءى لعقولنا أنها غير ذلك فنراجع عقولنا ونبحث عن وجه كونها صفة كمال لنراه أكثر بكثير من الوجه الذي اعتقدناه نقصا وحاولنا بزعمنا إكماله بالخروج على الناس ببعض الآراء الشاذة أو المخالفة لفهم الصحابة والتابعين والقرون المفضلة
والواجب أن نعتقد جميعا أنه لا فهم لقرآن أو سنة أفضل من فهم السلف من الصحابة والتابعين ومن سار على منهجهم واتبع طريقتهم
وما كان الله سبحانه ليختار لنبيه صفة فتكون نقصا بوجه من الوجوه وما كان ليجعل أصحابه أقل الأمة فهما
فعلينا تقوى الله واحترام صحابة رسول الله وصدر هذه الأمة ممن مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم وألا نعتقد أننا أوتينا علما خيرا من علمهم أو فهما أغزر من فهمهم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 08:18 م]ـ
بارك الله بك يا كوفي---لقد أبدعت--ولقد رددت ما يشبه ردك هناك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 11:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد تحيّرت في شأن هذا "الباحث" المقدسي الذي يزعم أنه يكتشف أموراً، لم يأت بها الأوائل، ولم يجرؤ حتى على التفكير بها الأواخر ..
ولقد تبيّن لي بعد بحث مطوّل أن البحوث المحدثة التي يفخر بنسبتها إلى نفسه، تندرج جميعها تحت ظل ذي ثلاث شعب:
1 - إما أن يكون البحث مقتبساً من مواقع نصرانية، فيعدّله ليفبركه بعرض جديد على السذّج والمغفّلين ..
2 - وإما أن يكون البحث مستعاراً من كتب الروافض، وخاصة الشيعة، فيضيف عليه ما يحلو له، حتى يتمكّن من تسويقه ..
3 - وإما أن تكون فكرة البحث مأخوذة من كتب إسلامية صعبة المنال للعامّة، فيقوم بتطويرها، حتى يحصل على ما يشيعه بين الناس ..
أما بالنسبة للشعبة الأولى، فقارن ما جاء في بحثه حول الرسول الأمي، وما جاء في هذا الموقع النصراني الحاقد:
http://www.islameyat.com/arabic/maqdisiyat/omeyet_mohamad/omeyet_mohamad.htm
وأما بالنسبة للشعبة الثانية، فقارن نفس الموضوع مع ما جاء في هذا الموقع الرافضي، وما ورد فيه عن حبرهم الأعظم الصفّار في كتاب "بصائر الدرجات"، وذلك تحت عنوان (البحث في الآية على ضوء السنة المطهرة):
http://www.annabaa.org/nba48/alnabe.htm
وأما بالنسبة للشعبة الثالثة، فقارن موضوعه "أمريكا وفرعون"، مع ما جاء في نهاية كتاب "سورة القصص - دراسة تحليلية"، تأليف الدكتور محمد مطني. وإليك الرابط لتحميل الكتاب:
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=918
بقي لنا أن نسأل الله الهداية وحسن الخاتمة ..
ـ[صوت الحق]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 01:16 ص]ـ
لصاحب هذا الموضوع أقول أن الشيخ أسمع وما زال يسمع ويقاتل عليها أن الأمي من أعظم صفات رسول الله النبي محمد عليه الصلاة والسلام فهو (الأمي) بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أما أخي الكريم الكوفي فأدعوك لقراءة ما جاء في هذه الدراسة وأسأل الله أن يهديك للحق وتأكد يا أخي أن الفهم لم يتوقف عند أي زمان من الأزمنة رضي الله عن الصحابة والتابعين جميعا وأدعوك للنظر بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام الصحيح
(نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع)
فمع من كان يتكلم الرسول عليه الصلاة والسلام حينها؟
أما للؤي الطيبي أقول أن سوء الظن الذي نقلته عن هذا الشيخ الفاضل تأكد أنك ستندم عليه في الدنيا والآخرة إن لم تعتذر وتتوب إلى الله التواب الرحيم العزيز الجبار المنتقم
وأطلب منك أن تأتي لنا ((بتوثيق)) بتاريخ كتاب الدكتور محمد مطني الذي أشرت إليه وأقول أننا وللأسف لم نسمع عنه إلا الآن
إئتي بالتاريخ كي نبحث في هذه القضية بعدها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 01:14 م]ـ
{وإذا قلتم فاعدلوا}.
أثار اهتمامي انشغالكم بهذا البحث وهذا الباحث فدخلت فقرأته -وتصبرت حتى آخره- فوجدته غير ما تزعمون ....
أولا: الرجل ما خرج عن المضمون ولا عن اللغة ولا عن أصول الدين.
ثانيا: هو يقول بوضوح: إن النبي لم يكن يكتب, وهذا نصه:
وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض، ولكن "القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة, لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.
وفي هذا نفي لما اتهمه به الطيبي حين شبهه بالرافضة.
ثم إن ما أتى به لأقوى مائة مرة عما اعتدنا, إذ شهد الله أنني ما اطمأننت إليه حياتي أنه الذي لا يقرأ ولا يكتب, والدليل الذي ساقه هذا الباحث غاية في القوة, فهو يتسائل, لم خص الله هذا الوصف "الامي" بالآية التي يدعو بها الناس كافة؟. أي ما دخل الجهل بالكتابة ودعوة الناس كافة؟؟
ولكن يستوي جيدا أن تدعو الناس كافة بـ"أمهم" وأولهم!.
الحق يقال أنني معه مائة بالمائة, ولا يمنعني أن أوافقه وأخالف كل علمائنا الأكابر في هذه. ولو ترددت في شيء من بحوثه الأخرى, ولعلي أقرأها جميعا, إنما ترددت من هول العناوين وثقلها, ولكن لعل في الدار خير مما على ظاهرها!.
وأقو للطيبي: ما رأيت عندك شيئا من دليل, بل كأنك تحسده, فما معنى أن يشابهه بعض الرافضة أو النصارى؟؟
ألم يشابه النبي أهل الكتاب بأكثر مما خالفهم فيه؟؟
ولعلكم ستتهمونه كما اتهمت قريش نبينا أن يعلمه بحيرة الراهب والحداد الرومي!.
أعجبني عنده وقوفه على الدليل, فقارعوه بمثلها, حتى نستفيد جميعا!.
أما بخصوص بحثه عن أمريكا وفرعون ... فما هو هذا البحث, وأين أجده؟
ثم نتمنى على الطيبي أن يوافينا بتوثيق لتاريخ بحث الدكتور محمد, فإن كان هذا "المتهم" صلاح عرفة, قد سبقه إليها, فقد أوردت نفسك موردا وخِما يا لؤي!.
ثم ترفقوا في النظر, فالحقيقة بنت الحوار!.
أشكر للقائمين على هذا الموقع جهدهم.
ـ[ابو فادي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 09:52 م]ـ
:::
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه لحق وعدل ما ذكره ربنا سبحانه وتعالى في صفات نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ورفعه بها وميزه ومن هذه الصفات التي وصف الله تعالى بها نبيه عليه الصلاة والسلام (الأمي) لتكون دلالة واضحة وحجة دامغة على ما قد تدعيه قريش عليه من كتابة للقرآن
فصفة الأمية تشريف في حقيقتها لا نقص لشخصه عليه الصلاة والسلام وهذا أمر بدهي لا يحتاج إلى كلام الباحثين ولا زيادة المستزيدين
وفي هذا التعليق الاول لي في منتداكم الرائع احب أن اتوجه بالشكر لاخي جمال حسني الشرباتي على لفتاته الجميله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 10:03 م]ـ
#-أرجو من أخي أبي فادي أن يعدل في مشاركته فقد سقط منه سهوا ترويسة:= إلى جانب إسمي---وإن لم ينتبه أرجو من إدارة المنتدى سرعة التصويب
# أشكر أخي أبا فادي على حلو لسانه
ـ[ابو فادي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 10:09 م]ـ
:::
أشكرك أخي جمال على الملاحظة وبارك الله في حسناتك
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين:=
ـ[صوت الحق]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 01:28 ص]ـ
لا أعلم ما الذي أعجبك من كلام أبوفادي فقط مجرد أنه قام بإبطال دراسة كاملة بهذا الخصوص وواضح من كلامه أنه لم يطلع عليها فهذا النوع من التفكير المغلق لا يعجبنا قائله كائناً من كان وننتظر منك تعليقك على هذه الدراسة
أعيد وأذكر لؤي الطيبي وأقول ما قاله أخي محمد
وافينا بتوثيق لتاريخ بحث الدكتور محمد, فإن كان هذا "المتهم" صلاح أبوعرفة, قد سبقه إليها, [×××××].
نحن بالإنتظار
ولك أخي الكريم محمد ما طلبت
http://www.homepagez.com/quran/article_1.html
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 01:29 ص]ـ
شكرا لك صوت الحق ..
وهلا وافيتنا عن هذا الباحث (أبو عرفة)!.
من هو ... أين هو .... من أين له بهذا كله .... ؟؟
فالحق يقال: لقد قلب لي موازيني ........... إلى الافضل طبعا!.
فبارك الله له في عقله واجتهاده ...
[××××××××]
وما زلنا في انتظار "التوثيق" الذي سالك عنه "صوت الحق" يا لؤي .... !
ـ[صوت الحق]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 02:05 ص]ـ
هو صلاح الدين ابراهيم أبو عرفة من بيت المقدس
أما من أين له بهذا؟ فهذا سؤال غريب نوعاً ما لكن سأجيبك ((هذا كله من فضل الله العليم الحكيم))
فهذا الشيخ الفاضل تعب كثيراً حتى وصل إلى ما وصل إليه من هذا الكم من الدراسات ليست هذه فقط الموجودة في موقعه بل هنالك ضعفها تقريباً ما شاء الله تبارك الله
يقرأ القرآن غيباً بكل حروفه التي وصلتنا عن رسول الله يحفظ كماً هائلاً من الأحاديث (وبالتحديد صحيح البخاري)
[××××××××]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 05:22 ص]ـ
صوت الحق
أرجو أن تقرأ جيدا قبل أن تعقب فقولك (لا أعلم ما الذي أعجبك من كلام أبوفادي فقط مجرد أنه قام بإبطال دراسة كاملة)) يعني أنك لم تقرأ جيدا كلامي له
((# أشكر أخي أبا فادي على حلو لسانه)) وهذا لا يتناول الحديث عن دراسة صاحبكم
وما لم يقم صاحبكم نفسه بعرض أفكاره فلا أظن أن الأخ لؤي أو أنا لدينا إهتمام بمناقشة وصلات دعائية---وعلى فكرة---أنا إن حفظت حديثا أو آية أنساهما خلال نهار لأني أثق بالتقنية الحديثة أكثر من ذاكرتي
ـ[صوت الحق]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 02:29 م]ـ
هنا لي أن أضع توضيحاً لما قمتم بحذفه إخوتي الكرام المشرفين عن هذا المنتدى من مشاركتي ومشاركة أخي محمد وسأحذف ما لم يعجبكم مع العلم أنه الواقع
(ما نقلته عن الشيخ لم أنقله إلا ليعلم الذي أراد الإعتراض أن يعترض بأدب)
أخي جمال أعلم كيف أقرأ وأعلم ما القصد من وراء السطور
إذن أفهم من كلامك هذا ((وما لم يقم صاحبكم نفسه بعرض أفكاره فلا أظن أن الأخ لؤي أو أنا لدينا إهتمام بمناقشة وصلات دعائية---وعلى فكرة---أنا إن حفظت حديثا أو آية أنساهما خلال نهار لأني أثق بالتقنية الحديثة أكثر من ذاكرتي))
وماذا عن قولك في نهاية موضوعك ((سنتابع بعد أن أسمع منكم أو منه هو)) إذن لماذا قمت بكتابة الموضوع؟! كي تسمع
وهل ترى أن لؤي قد جاء بشيء فما جاء به فقط سوء ظن سيحاسب عليه إلا أن يتوب إلى الله الغفور الرحيم العزيز الجبار المنتقم
أخي الكريم أما الشيخ فلن يقوم بالرد بسبب هذه الإساءة من قبل أعضاء غير مسؤولين هنا
وهل التقنية الحديثة تعفيك من المحاولة والمحاولة كي تقرأ غيباً كتاب الله أو جزءاً منه وحديث رسوله
وافترض أن هذه التقنية زالت من بين يدينا ماذا أنت فاعل؟ (نصيحة أخوية أن تحاول دائماً الحفظ ولا يضحك عليك الشيطان)
وأذكره مجدداً أن يأتي لنا ((بالتوثيق)) فنحن بالإنتظار
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 03:23 م]ـ
شكرا أخي صوت الحق ..
وكم يبلغ الشيخ عرفة من العمر؟
ولم لا يشارك في هذا المنتدى الجميل؟؟ هلا أعلمته به!.
ويبدو أن حفظه للقرآن والأحاديث ليس هو الموضوع كله, فهناك ((((حفاظ))) كثر, وهناك ((التقنية الحديثة)) ولكن لم يُفتح على أحد مثلما فتح عليه ..... أقولها بقوة ... وأرد بها على أخينا الفاضل الشرباتي .... فقد فهمت مغزى الرجل جيدا .... ولا أقبل البتة أن يفرض على ((الناس كافة)) أن يتابعوا رجلا لأنه لا يقرأ ولا يكتب!!!!!!!!!!!!! وإن قال بها كل العلماء, فالحق كالشمس .. والعربية معه مائة بالمائة, وظاهر القرآن معه, فما يضره إن خالفه الناس؟؟.
وما زلنا في انتظار "التوثيق" الذي سالك عنه "صوت الحق" يا لؤي
ولا أخفيك يا أخ لؤي أنني أحتفظ بدليل واضح أن كتاب الدكتور المطني جاء بعد بحث الشيخ صلاح عرفة, بل وأن الدكتور اقتبس منه!.
ـ[ابو فادي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 03:52 م]ـ
:::
السلام عليكم
تمنيت على السيد صوت الحق أن يختار الفاظا في مخاطبة اخوته في هذا المنتدى الرائع أكثر ادبا اما وصفه إياي بالتفكير المغلق فسامحه الله على كلامه واما أن طريقة تفكيري لا تعجبه فلست طالبا لنوال رضاه ولا اهث واركض لكي يعجبه تفكيري فأنا والحمد لله معجب بطريقة تفكيري وهذا يكفي
ـ[صوت الحق]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 06:20 م]ـ
أخي أبوفادي بالنسبة لي لا أحب المجاملات وأقول ما أراه حقا فما قرأته من ردك السابق لم يكن إلا اعتراض لمجرد الإعتراض وهذا غير مقبول بدراسة تخص رسول البشر عليه أفضل الصلاة والسلام الرسول النبي الأمي
أخي محمد بن عبدالله الشيخ الآن في آخر الثلاثينيات
بالنسبة لهذا المنتدى فالشيخ على إطلاع لما يدور هنا وتأكد أخي الكريم أن الشيخ يحب التواجد دائماً بمثل هكذا منتديات إسلامية إلا أن يساء إليه فهذا الأمر لا يعجبه
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 01:05 م]ـ
أشد على قول الاخ أبو محمد في الأدب والرفق.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 02:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
? وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ?
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
أضم صوتي –اولاً - الى صوت الاخ الكريم ابي محمد بالترحيب في الاعضاء الجدد ونرجو الله لهم التوفيق والسداد فيما يطرحون من مشاركات وموضوعات .. كما أني أشكر للاخوة غيرتهم الحميدة على شيخهم، وكذلك تلكم "الجرأة" في طرحهم لما يعتقدون صوابه ..
لقد قرأت ما جاء في مداخلات الاخوة الكرام، فلاحظت أصواتاً تعلو من هنا وهناك .. مهدّدة بلغة شنيعة تارة .. ومعبّرة عن سخطها تارة اخرى .. فقلت في نفسي: متى سيكفّ الناس عن الوصاية على عقول بعضهم واحتكار التفكير والتصويب والابطال عنها؟ ولكني تذكرت ان العيب يكمن فيمن لا يدرك ما التبس على الناس من امور دينهم .. ولست بمن يريد التصعيد من وتيرة النقاش في هذا المنتدى المبارك ..
ولكن لا بد لي أن أقول لهؤلاء: ألا ترون أن الحديث عن العقل والنقل قد اتخّذ طابعاً استباقياً هذه الايام؟ حيث يتصدّى له معظم الكاتبين والباحثين في الشأن الاسلامي .. وهؤلاء ينقسمون عادة الى فريقين: فريق يتولّى حراسة القديم والدفاع المستميت عنه وعدم الاعتراف بأي حاجة لنقد التراث، وأن أي نقد لم يتحدّث عنه الاول فهو نقد مردود مرفوض .. فيما يتولّى فريق آخر نقد التراث ومحاكمته ومواجهة النتائج التي تترتّب على ذلك، بغضّ النظر عن كونه مادّة للقدماء او نسجاً من جدل المحدثين ..
وعند الرجوع الى اطروحات الاخ ابي عرفة – وفقه الله لكل خير – والنظر فيها بدقة، لن يراودك شك انه ينتمي الى الفريق الثاني. ولا عيب في ذلك، إن كان طرحه لا يخالف النقل والعقل معاً .. والذي دعاني في مقالتي الاولى الى اللجوء للنقد اللاذع كان سببه التنبيه الى امور خطيرة قد جانب فيها الاخ ابو عرفة – حفظه الله - الصواب، حيث أخطأ في الاستدلال من جهة السياق القرآني، ومن جهة دلالة الامية في لغة العرب والتخريج الغريب الذي خرجه عليها، فخالف ما يعلمه الخاص والعام من مقاصد القرآن الكريم في المراد من الأمية، لا سيما أولئك المخاطبين بتلكم الآية زمن التنزيل، فضلاً عمن جاء من بعدهم الى يوم الناس هذا، إضافة الى انه يترتّب على تفسيره المذكور لمناط الأمية مما لا يخفى بطلانه الشيء الكثير، علاوة على التنبيه الى ان كل ما هو خارج عن "أمية" الرسول صلى الله عليه وسلم بالمفهوم المراد، هو بعينه الذي يبحث عنه الكافرون ومن على شاكلتهم ..
ولن أطيل في الرد على ما جاء في مقالاته، ولكني سأعقب على ما ورد في مداخلة الاخ محمد بن عبد الله – حفظه الله – والتي اقتبس فيها شيئاً من طرح الاخ ابي عرفة – وفقه الله لكل خير - يقول فيه: " وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض (وليته بقي عند قوله هذا ولم يكمل). ولكن القرآن يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ، " وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ "، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة، لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه. (وفي هذا نفي لما اتهمه به الطيبي حين شبهه بالرافضة) " انتهى.
ولا ندري كيف يقرّر الاخ ابو عرفة - حفظه الله - ان أمية الرسول صلى الله عليه وسلم " لم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها " .. فقوله هذا باطل لوجوه، نذكر منها اثنين:
الوجه الاول:
قوله إن أمية الرسول صلى الله عليه وسلم " لم تكن شرطاً للنبوة " مبطل للنص القرآني نفسه، ومبطل لاجماع الأمة على أن أميتة صلى الله عليه وسلم من دلائل النبوة. فقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم أن اسمه وصفته مكتوبان عند أهل الكتاب بحيث يعرفه علماؤهم معرفة تامّة كاملة كمعرفتهم ابناءهم. وهذا التشبيه يقتضي أن يكون هو موضّحاً توضيحاً كاملاً لا شبهة فيه، ولذا قال: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ". وتكرّر هذا القول في مكان آخر من القرآن: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ". وكان يقول إن أهل الكتاب يعلمون أن هذا الدين وهذا الكتاب حق وإنه مدوّن في زُبُرهم، قال تعالى: " وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ "، وقال: " وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ "، وقال: " أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ "، وأعلن أن عيسى ذكر اسمه صراحة فقال: " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ".
ومعنى هذا كله أن محمداً صلى الله عليه وسلم واثق من أن ذكره وصفته موجودان عندهم. ولا شكّ أن العاقل لا يسعى الى تكذيب نفسه فيقول لهم إن اسمي وصفتي موجودان عندكم في كتبكم وأنتم تعرفونني كما تعرفون أبناءكم وليس في كتبهم شيء من هذا لأن معنى ذلك أنه يسعى الى إظهار كذبه وإن أي مطلع على الكتب سيكذبه ويقول هذه هي كتبنا فأين صفتك التي تدّعي.
قال الآلوسي في (الجواب الفسيح): " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على تصديقه واتباعه وإقامة الحُجّة على من خالف وجحد نبوّته ولا سيما أهل العلم والكتاب. فإن الاستدلال عليهم بما يعلمون بطلانه قطعاً لا يفعله عاقل وهو بمنزلة من يقول لرجل: علامة صدقي إنك فلان ابن فلان وصنعتك كيت وكيت وتعرف كيت وكيت، ولم يكن الامر كذلك بل بضده. فهذا لا يصدر ممن له مسكة عقل ولا يصدق احد على ذلك ولا يتبعه بل ينفر العقلاء كلهم عن تصديقه واتباعه ".
وقال ابن القيم في (هداية الحيارى): " ومن المعلوم بالضرورة أن محمداً بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه نادى معلناً في هاتين الأمتين اللتين هما أعلم الامم في الارض قبل مبعثه بأن ذكره ونعته وصفته بعينه عندهم في كتبهم وهو يتلو ذلك عليهم ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً في كل مجمع وكل نادٍ يدعوهم بذلك الى تصديقه والايمان به، ويخبر بما في كتبهم من نعته وصفته وذكره .. وغاية المكذب الجاحد أن يقول: هذا النعت والوصف حق ولكن لست أنت المراد به بل نبي آخر وهذا غاية ما يمكنه من المكابرة. فالصفات والنعوت والعلامات المذكورة عندهم منطبقة عليه حذو القذة بالقذة بحيث لا يشك من عرفها ورآه إنه هو. ومعلوم أن هذه المعرفة إنما هي بالنعت والصفة المكتوبة عندهم التي هي منطبقة عليه كما قال بعض المؤمنين منهم: والله لأحدنا أعرف به من ابنه أن أحدنا ليخرج من عند امرأته وما يدري ما يحدث بعده ".
وقال ابن تيمية في (الجواب الصحيح): " والأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم في الكتب المتقدمة متواترة عنهم ".
وقد آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه كثير من علماء بني إسرائيل وأحبارهم ورهبانهم وأثبتوا صفته وأيدوا قوله كعبد الله بن سلام وعدي بن حاتم والنجاشي وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن اسحاق: " وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة عشرون رجلاً أو قريباً من ذلك من النصارى حين بلغهم خبره من الحبشة فوجدوه في المسجد فجلسوا إليه وكلموه وقبالتهم رجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة. فلما فرغوا من مسألة رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أرادوا دعاهم رسول اله صلى الله عليه وسلم الى الله وتلا عليهم القرآن. فلما سمعوه فاضت أعينهم من الدمع ثم استجابوا له وآمنوا به وصدّقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتبهم من أمره ".
وهذا ما أخبر به القرآن بأن من أهل الكتاب من آمن به تصديقاً لما جاء في كتبهم، قال تعالى: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "، وقال: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ".
ومن الثابت تاريخياً أن أهل الكتاب كانوا يستفتحون به على أعدائهم أي يستنصرون به، وقد ذكر القرآن عنهم ذلك. قال تعالى: " وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ".
قال الشوكاني في (فتح القدير): "الاستفتاح: الاستنصار، أي كانوا من قبل يطلبون من الله النصر على أعدائهم بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي يجدون صفته عندهم في التوراة ".
وقال ابن كثير: "أي وقد كانوا من قبل مجيء هذا الرسول بهذا الكتاب يستنصرون بمجيئه على أعدائهم من المشركين اذا قاتلوهم ".
وقال ابن عباس: " كانوا يهود خيبر تقاتل غطفان، فكلما التقوا هزمت يهود خيبر فعاذت اليهود بهذا الدعاء وقالت: اللهم إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم. قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان. فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به ".
فهذه أمور ثابتة تاريخياً ذكرها القرآن، ولو لم يكن ذلك ما كان لذكره معنى ولأنكره أهل الكتاب وأنكروه. فأهل الكتاب كانوا ينتظرون نبياً يجيء، وكانوا يستفتحون به في الحرب وأن هذا النبي عندهم صفته ونعته واسمه وأن محمداً صلى الله عليه وسلم ادعى أنه هو المقصود وأن أهل الكتاب يعلمون ذلك، فآمن من علمائهم من آمن وجحد من جحد.
ومع أن التوراة والإنجيل قد طالتها أيدي المحرفين والمبدلين، إلا أنه ما زالت فيها بقايا نصوص لا بأس بها تنص نصاً واضحاً على أن المقصود منها هو محمد صلى الله عليه وسلم. ومن البشارات التي استخرجها علماء المسلمين من التوراة والانجيل والتي تنادي بظهور هذا النبي في كتبهم ما نحن بصدده هنا. وهو ما جاء في قول الحق تبارك وتعالى: " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ".
فقد جاء في سفر التثنية في الاصحاح الثامن عشر في العدد (18): " أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ".
يقول الدكتور عبد الأحد داود (القسيس دافيد بنجامين كلداني سابقاً) في (محمد في الكتاب المقدس): " إذا كانت هذه النبوءة لا تنطبق على محمد صلى الله عليه وسلم، فإنها تبقى غير متحقّقة ولا نافذة ".
ويقول الآلوسي في (الجواب الفسيح): " إن قوله (أجعل كلامي في فمه) إشارة الى أن ذلك المبشر به نبي ينزل عليه كتاب، والى كونه أمياً حافظاً للكلام واعياً له في صدره ضابطاً له في قلبه، لا بواسطة لوح وأقلام ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوضّح احمد ديدات - رحمه الله – هذه العبارة من النص، فيقول مخاطباً القس فان هيردن: " أنت تشاهد عندما أسألك أيها القس أن تفتح التوراة على سفر التثنية الإصحاح الثامن عشر العدد الثامن عشر في البداية، وإذا ما طلبت منك أن تقرأ، وإذا ما قرأت، هل أجعل كلامي في فمك؟ أجاب القس: لا. فقال أحمد ديدات: ولكن إذا أردت أن أعلمك لغة باللسان العربي، تلك اللغة التي لا تعلم عنها شيئاً، فإذا ما طلبت منك أن تقرأ أو تتلو القراءة عني فيما أنطق به على سبيل المثال " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ "، أما أضع هذه الكلمات التي لم تسمع عنها من قبل عن لسان أجنبي التي تنطق بها الآن في فمك؟ وافق القس قائلاً: بالحق إنه هكذا. قلت وبأسلوب مشابه في تنزيل القرآن كان جبريل يجعل كلام الله في فم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحياً، فنزل به جبريل على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون من المرسلين، والنص من التوراة يقول: " وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ". قال تعالى مخاطباً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ "، وقال تعالى: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ".
ومن ثم فإن اعتكاف محمد صلى الله عليه وسلم وتعبده في غار حراء واستجابته لبدء التنزيل وحياً عن طريق جبريل المَلك إنما هو إنجاز لنبوءة في سفر أشعيا (29\ 12) والتي نصّها: " أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة ". ويقول الله سبحانه وتعالى عن النبي الأمي في القرآن الكريم: " فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ " ..
فقوله (اجعل كلامي في فمه) دليل واضح على أنه أمي يقرأ كتاب الله قراءة في فمه لا من الصحف، ولا ينزل عليه ألواحاً كما أنزل التوراة على موسى، فإنها نزلت مكتوبة في الالواح. وهذا النص يصدّق قول الحق تبارك وتعالى في آية سورة الاعراف.
ولا أظن أن هذا الامر يحتاج الى مزيد من البيان والتوضيح. فأمية محمد صلى الله عليه وسلم دليل على نبوته، وليس الامر كما ادعى الاخ أبو عرفة بأنها " لم تكن شرطاً للنبوة ". يقول الفخر الرازي: "العرب ما كانوا أكثرهم يكتبون ولا يقرأون، والنبي عليه الصلاة والسلام كان كذلك .. وكونه أمياً بهذا التفسير كان من جملة معجزاته ".
ويقول القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: " وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ": فلو كنت ممن يقرأ كتاباً ويخط حروفاً "لارتاب المبطلون"، أي: من أهل الكتاب، وكان لهم في ارتيابهم متعلَّق، وقالوا: الذي نجده في كتبنا أنه أمّي، لا يكتب ولا يقرأ، وليس به. قال مجاهد: كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يخطّ ولا يقرأ، فنزلت الآية. قال النحاس: دليلاً على نبوّته لقريش، لأنه لا يقرأ ولا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب .. ولم يكن بمكة أهل كتاب، فجاءهم بأخبار الأنبياء والامم وزالت الريبة والشك ". وهذا تمّ توضيحه والحمد لله رب العالمين.
الوجه الثاني:
وأما الشطر الثاني من ادعاء الاخ ابي عرفة، وهو أن أمية الرسول صلى الله عليه وسلم " لم تكن شرفاً لحاملها "، فهذا أيضاً باطل .. لأنها شرف وأي شرف لحاملها. فقوله تعالى: " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ "، هو خطاب من الله تعالى لموسى عليه السلام من قبل أن ينزل الإنجيل، فهو من باب الإخبار بما سيكون في المستقبل. والرسول النبي الأمي هو محمد صلى الله عليه وسلم، وهو منسوب الى الأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها من السذاجة والبدائية، فلم تتعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
القراءة ولا الكتابة. وفي ذلك جاء في الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ". وهذه علامة ظاهرة بلجة تكشف عن صدق نبوة هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، وهي كونه أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة.
لا جرم أن ذلك أبلغ في الدليل وأعظم في ظهور الحجة على صدق نبوته وأنه مرسل من عند الله، وأن ما أنزل إليه من ربه حق، وهو القرآن الحكيم. هذا الكتاب المبارك الممجّد الذي يعبق به الخير وتفوح منه الرحمة والبركة على الانسانية والكائنات جميعاً. وهو الذي تتندّى منه ظواهر شتى من الاعجاز العجيب مما ليس له نظير في كلام الاولين والآخرين. إن هذا الكتاب في روعة كلمه، وجمال أسلوبه، وعلو مستواه، وكمال مبناه، وجليل مضمونه ومحتواه، إنما يدلّ على أنه من لدن رب العالمين. وأنّى لبشر من البشر أن يصطنع شيئاً مثل هذا الكلام العجيب الفذ؟ مع التذكير والتنبيه أن محمداً صلى الله عليه وسلم رجل أمّي ما عرف الكتابة ولا القراءة، وما درس من العلوم أو المعارف شيئاً، وما تلقّى من أحد شيئاً من أخبار التاريخ أو الفلك أو الطبيعة او غير ذلك من علوم الحياة. فأي شرف وكرم بعد هذا؟
وبعد هذه الملاحظات المختصرة، بقيت قضية توثيق كتاب "سورة القصص – دراسة تحليلية" .. فالحق أقول: إنه ليس لدي توثيق لهذا الكتاب، ولكني أعلم ان هذه الدراسة تقدّم بها صاحبها لنيل درجة الدكتوراة بعد احداث الحادي عشر من ايلول سنة 2001 م.
واذا كان الاخ محمد بن عبد الله - حفظه الله - فخوراً للغاية بما لا يخفيه عنا في قوله: " ولا أخفيك يا أخ لؤي أنني أحتفظ بدليل واضح أن كتاب الدكتور المطني جاء بعد بحث الشيخ صلاح عرفة، بل وأن الدكتور اقتبس منه "، ومطمئناً " مائة بالمائة " لكلام شيخه، فاني أحيله الى هذه الفتوى للشيخ الجليل الدكتور الفاضل حسام عفانة، علّه يتريّث قليلاً في حكمه:
القصّاص الجدد ( http://www.yasaloonak.net/articles/qosas.asp)
وفي الختام أقول نفع الله بكم جميعاً وجزاكم عن العلم وأهله خير الجزاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلينا معهم أجمعين .. آمين.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 04:21 م]ـ
جزاك الله خيرا يالؤي الطيبي على هذا المبحث الرصين، وشكر الله لك على هذا الأدب الجم والكلمات المهذبة، وزادك الله من فضله0
وفي رأيي أن الاستفادة من آداب هذا الطرح مطلوبة، بل مقدمة على ذات العلم، ويحتاج إليها كثير من المتعلمين، وأنا أولهم 0
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 11:55 م]ـ
الاخ الطيبي حفظه الله.
تقول: " فخالف ما يعلمه الخاص والعام من مقاصد القرآن الكريم في المراد من الأمية، لا سيما أولئك المخاطبين بتلكم الآية زمن التنزيل "!!
فلم لم تأت بقول لأحد من الذين نزل فيهم القرآن؟؟
أبي بكر أو عمر أو عثمان أوعلي ..
بل استفتحت واستدللت بالشوكاني والالوسي وابن القيم وابن تيمية والتوراة وديدات.
فلم نتكلم نيابة عنهم, ونحن لا نعلم رأيهم؟.
ثم الرجل يثبت أن النبي لم يكن يكتب ولا يقرأ, ويقول أن هذا يعينه على التبليغ حتى لا يرتاب المرتاب ... تماما مثلما يقول المفسرون!.
والقول أنها من دلائل النبوة قول مردود, فهو رسول ونبي وأمي, فهل النبوة من دلائل النبوة, وهل الرسالة من دلائل الرسالة, حتى تصير الأمية من دلائل النبوة, فهو (نبي) و (رسول) و (أمي) ولا واحدة دليل على الأخرى, فلو كانت الامية دليلا على النبوة, لكان علم عيسى دليلا على ادعائه وافترائه ...
وموسى نشأ في القصر وتعلم, فلا بد أنه أتى بما أتى به من دهاليز القصر ودوواين الكهان!. هذا إن أصررنا على أن الامية دليل النبوة!!.
ثم أن الذين نقول أنه نزل فيهم, لم يمنعهم تعظيمنا لجهل النبي بالكتاب, وعلمهم بأميته -بالفهم الذي تتبنونه- لم يمنعهم من اتهامه بانتحاله {إنما يعلمه بشر} {إكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا} , فلو كان هؤلاء الاقحاح على فهمنا بالامية, فلم اتهموه بهذا؟؟
ولكن .. بعيدا عن قال وقال واستحضار النصوص وتطويلها, فالأمية التي بالآية شرف واضح من السياق والدلالة, والامية التي ندعيها -ومهما نفخنا فيها من الروح- فهي دون الشرف .. فليس كل رسول نبي -أقصد أنك قد تكون رسولا لملك ما دون أن تكون نبيا- وليس هناك نبي أمي نعرفه بدلالة الكتاب إلا هذا النبي -بالامية التي يقول بها أبو عرفة-
فمن يزعم بدليل, أن من الثلاثمائة ونيف من الرسل, لم يكن فيهم واحد يجهل الكتابة إلا هذا الاخير؟؟؟
ثم إن الامية من الام والأصل, فما لها وللجهل بالكتابة؟؟
ثم إنني لم أفهم لم استدللت بكل هذه الآيات التي تثبت أن أهل الكتاب يعرفونه؟؟ ما دخل هذا بأميته؟؟
وهات دليلا على رجل واحد من أهل الكتاب امتحن نبوة محمد بجهله بالكتابة, ثم لما تبين له آمن به ... إن كانوا كما نزعم ينتظرون النبي الذي لا يعرف القراءة والكتابة ... أو أنهم قالوا لقريش: هل يقرأ ويكتب, هل تعلم القراءة والكتابة؟؟؟
فقد كانوا يبحثون عن صفته ونعته وأرضه وخاتم نبوته, ولم نسمع قط أنهم كانوا يبحثون عن رجل لا يحسن الكتابة والقراءة!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم إنني رجعت لرد الدكتور حسام -غفر الله له-
فاستحييت أن أكمل, فهو لم يأت بدليل واحد يرد به على الرجل, إلا نهره وتخويفه كما يفعل البابوات .. مع الاعتذار.
فقد ملأ الدكتور بحثه بـ "يزعم" ويزعم, ولم يبطل من هذا الزعم شيئا!. أعلى هذا تابعته وعظمته؟.
ثم الدكتور فقيه, فما له وللتفسير, حتى يجعل البحث حلالا وحراما؟؟
ثم أبو عرفة ليس شيخي ولا أريد أن يكون. فقد وافقته بشيء وترددت بشيء ..
إما بخصوص التوثيق الذي سألتك عنه بخصوص سورة القصص, فأنت تقول أنك تعلم أنه كتبه بعد 11 أيلول .... فمن أين علمت؟؟؟ يعني هذه كمان بدها توثيق!!. وأنا أنتظره!.
مع محبتي البالغة للأخوة جميعا وعلى رأسهم الطيبي, ومع تقدير إوكباري لعلمائنا كلهم .. فأنا أنزل على اجتهاد أبو عرفة, وأدع قول القائلين ... بل وأراه نورا مبينا!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخ محمد بن عبد الله .. هدانا الله وإياه الى سواء السبيل ..
سألتني - حفظك الله - عن المصدر الذي أخذت منه بأن رسالة "سورة القصص - دراسة تحليلية " قد تقدّم بها صاحبها بعد احداث الحادي عشر من ايلول سنة 2001 .. فأحيلك الى رابط الكتاب أعلاه .. فإذا تصفّحت الكتاب .. ستجد مطلبك في الصفحة (513) منه ..
وأما بالنسبة للأسئلة التي تفضّلت بها .. فإنك ستجدها جميعاً مجاب عليها في مقالتي .. وما عليك الا قراءة النصّ كاملاً في تؤدة وروية ..
فإن لم تجد ما تبحث عنه .. فإن هذا مبلغ علمي .. والحمد لله رب العالمين ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 04:47 ص]ـ
واضح أن الأخ لؤي آثرالتوقف عن الكلام ----
أؤيدك ---
أرجو أن تأتينا بالجديد فقد مضت فترة لم نسمع منك شيئا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم أبو سارة ..
أرجو أن تقبل مني اعتذاري ..
ولكن من شدّة عجبي في مستوى النقاش .. فقد أنساني الشيطان أن أشكرك ..
فبارك الله فيك أخي الكريم على كلماتك الطيّبة الثرية ..
وأسأله تعالى أن ينفع بكم الاسلام والمسلمين وأن يجعل عملكم والقائمين على هذا المنتدى المبارك في ميزان حسناتكم ..
كما أني أتوجه بالشكر الى أخي جمال على حسن تفهّمه لمقتضى الحال ..
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 02:36 م]ـ
لا يثبت الظن بغير الامتحان ..
كانت معارضات الاخوة الافاضل لبحث الرجل ابو عرفة فوقية مدوية ..
وبعد شيء من المراجعة والمعارضة, خفت حدتها ولانت لهجتها ..
لو كان باطلا محضا, ما لنا ولا خفتنا ..
ولو لم تؤثروا الامساك لامسكت أنا ..
فالبحث من القوة بمكان, لا يحسن معه الجدل والمراء.
وأنا أدعوا لابي عرفة بالهداية والسداد, على ما نفعني به بخصوص "الاعراف"!.
زاده الله علما وبصيرة, وشكر لكل مشارك خلوق.(/)
على أي المعاني جاء الاستفزاز في قول الشاعر؟
ـ[آل صالح]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 01:18 ص]ـ
جاء الاستفزاز في القرآن وكلام العرب
قال الله تعالى: (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلفكَ إلا قليلا)
فذكر بعض أهل العلم بالتفسير أن المعنى (ليستخفونك) أو (ليقتلونك) و قال آخرون (ليفزعونك فزعا يحملك على الخروج)
وقص الله علينا حال الكفار مع رسوله فقال: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوكَ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) فذكر الإثبات و القتل والإخراج؛
وقال: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك)
قال أهل العلم (استفزز) استخفَّ
وهو الصواب؛ قال تعالى: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين)
وقال تعالى: (فأراد أن يستفزهم من الأرْض فأغرقناه ومن معه جميعا)
فكان بيّنًا أن استفزاز فرعون لبني إسرائيل غيرُ استخفافه لقومه
قال تعالى: (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون)
وقال: (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)؛
قال الشاعر:
وفلاة يستفز الحشا (()) من صواها ضبح بوم وهام
فعلى أي المعاني جاء الاستفزاز في قول الشاعر؟
بسرعة الله يخليكم
:; allh
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 04:20 ص]ـ
على معنى الإفزاع---فالفلاة تثير الفزع فتتسارع دقات القلب فكأنه يريد الخروج من مكانه
قال أَبو عبيد: أَفْزَزْتُ القومَ وأَفزعتهم سواء(/)
وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 02:07 م]ـ
:::
قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) الممتحنة12
هل قدم الأهم؟
أم قدّم الأظهر؟
أعني --هل كان الترتيب التالي-عدم الشرك بالله-عدم السرقة-عدم الزنا-عدم قتل الأولاد-عدم الإتيان ببهتان بين الأيدي والرجلين"إدعاء ولد لم تلده"-عدم العصيان بالمعروف"عدم النياحة"
حسب عظم الذنب من الأعلى للأسفل
أم حسب ترتيب انتشاره بين النساء من الأكثر انتشارا إلى الأقل؟؟
ما رأيكم؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 05:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
حياك الله أخي أبا بكر ..
موضوع قيّم .. يستحق التفكّر ..
سأردّ عليه عن قريب بإذن الله ..
دمت سالماً معافى ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 06:46 ص]ـ
الأخ لؤي
سأبدأ بالتفكير عاليا وصوبني إن رأيت غلطا
# البيعة على عدم الإشراك أهم ما يبايعن عليه----فهذه لوحدها الأهم
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً) --وهناك نكتة أحب أن أشاورك بها---كيف يأتين مؤمنات ثم يطلب منهن بيعة على عدم الإشراك؟؟
# الباقي كان الترتيب حسب الظهور أي الإنتشار ((وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ))
فالسرقة ليست سرقة من خارج البيت كما قد يتوهم---إنما هي أخذ مال الزوج بدون إذن منه---وبالطبع المال الموضوع في حرز لا الموجود بين الأيادي--لذلك عقبت هند على هذه الجزئية بأنها تأخذ من مال زوجها دون إذن منه--فقال لها:= "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" ففهم أن السرقة هو أخذ ما زاد على الكفاية
على هذا فالسرقة أكثر انتشارا---يليها الزنى --يليه--إدعاء الولد--يليه العصيان بالمعروف والذي منه عدم النياحة على الموتى
وإن كان هذا الفهم يرضيك فلماذا يا ترى طلب منهن البيعة على المنهيات لا على الواجبات؟؟؟(/)
طلب دروس في متون البلاغة والبيان والبديع
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 07:13 م]ـ
السلام عليكم
كما لا يخفي عليكم ان هناك عدة متون في علوم البلاغة
ونريد لو كان هناك دروس في هذه العلوم تدرس في المنتدي
مثلا نظم الاخضري الجوهر المكنون يكون جيد
ويكون مثلا شرح سهل لابياته مثلا كل أسبوع شرح خمسة او عشرة ابيات
يكون جيد
ولكن نريد احد اساتذة النحو ولغة ان يبدأ لنا هذه الخطوة
ولقد وضعت النظم في المنتدي وها هو الرابط:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=33309#post33309
ـ[الحسن البصري]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 02:34 م]ـ
أخي أبوحمزة .....
((هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا))!!!!!!؟؟؟؟؟
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 09:37 ص]ـ
أخي العزيز حمزة.
لقد شرح شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين البلاغة مرتين، ولكن ليس المتن الذي أنزلته في هذا المنتدى المبارك ولكن شرح كتابا آخر، الأول كتاب البلاغة لعلي الجارم ومصطفى أمين والثاني البلاغة للأساتذة حفني ناصف ومحمد دياب ومصطفى طموم وسلطان محمد.
راجعها إذ لم يستطع أحد من أهل العلم في هذا المنتدى المبارك أن يلبي طلبك المهم، واعذرهم فأظن أنهم لا يجدون الوقت الكافي لذلك وإلا فهم حريصون كل الحرص على النفع والفائدة.
أخي الرابط الأول هنا:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_190.shtml
والرابط الثاني هنا:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_191.shtml
ولشيخنا العثيمين رحمه الله الكثير من الأشرطة التي شرح فيها بعض علوم اللغة والتي استفدنا منها كثيرا. ادخل موقعه وسترى العجب.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 09:57 م]ـ
جزاك خيرا يا اخي الكريم
ورحم اللهُ شيخ عثمين رحمة واسعة
لقد كفي الطلاب العلم كثير من العلوم
نسئل الله ان يرزقه اعلي الدرجات في الجنة
واظن لو سمع شخص هذه الاشرطة وحفظ الجوهر يكون علي خير عظيم
لان كثير من مباحث الجوهر المكنون موجود في الاشرطة
حتي نجد ان شاء الله من يحل الفاظ الجوهر ويشرحها لنا علي اشرطة
بارك الله فيكم والسلام عليكم
ـ[طموحي عالي]ــــــــ[07 - 12 - 2006, 07:24 م]ـ
هل فُرغت أشرطة الشيخ ابن عثيمين في شرحه كتاب البلاغة؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 01:28 ص]ـ
الأخ طموحي عالي ..
دروس البلاغة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
الجزء الأول ( http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Web_Links&l_op=viewlink&cid=140)
الجزء الثاني ( http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Web_Links&l_op=viewlink&cid=141)
وإن لم تجد الصوت واضحاً فحمّل الأشرطة من موقع طريق الإسلام: من هنا ( http://www.islamway.com/?Islamway&iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1394&scholar_id=50&actioning=yes&dates=begin) ..
ـ[كركبة]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 07:20 م]ـ
بارك الله فيكم اخوتى ونسال الله ان يرحم شيخنا محمد بن صالح العثيمين على ماقدم لخدمة دين الله تعالى.(/)
علاقة بداية سورة الإسراء ببداية سورة الكهف
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 10:08 م]ـ
:::
قوله تعالى في بداية الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) 1 الإسراء
وقوله تعالى في بداية الكهف (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً) 1 الكهف
هل يوجد تناسب ما بين بدايتي السورتين المتتالتين---حيث الإسراء هي السابقة للكهف في ترتيب المصحف---والترتيب توقيفي من رب العالمين؟؟
نعم يوجد تناسب ما بين التسبيح في الإسراء والحمد في الكهف
قال في لسان العرب
((وسبحان الله: معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف، قال: ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له، تقول: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً، قال: وكذلك روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقال الزجاج في قوله تعالى: سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً؛ قال: منصوب على المصدر؛ المعنى أُسبِّح الله تسبيحاً. قال: وسبحان في اللغة تنزيه الله، عز وجل، عن السوء))
فالتسبيح هو التنزيه--وهو مفهوم يشير إلى كمال الله في ذاته--والتحميد يشير إلى كونه عز وجل قد كمّل غيره بنعمه التي أنعمها عليهم---فالتسبيح أول لأن الله كان ولا شىء معه والتحميد ثان لأن الخلق هم الذين يحمدونه لإنعامه عليهم --ومقام التسييح في الصدارة أو المبدأ ومقام التحميد هو النهاية أو التالي---لذا جاء التسبيح في الإسراء وجاء التحمّيد في الكهف.
والإسراء تسبق الكهف
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 09:21 م]ـ
أشكرك أخي الفاضل على هذا الموضوع
لقد أثرت في حاسة القراءة بعد طول خمول واشتقت إلى الكتاب المميز نظم الدرر
قد أغوص فيه لآتي بشيء من درره
بارك الله فيكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 09:29 م]ـ
الأخت أنوار
شرفتني بتعقيبك----
البقاعي مبدع في نظم الدرر--وما جال في خاطرك بدلالة الإشارة ليس صحيحا
:)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 09:46 م]ـ
الأخت أنوار
شرفتني بتعقيبك----
البقاعي مبدع في نظم الدرر--وما جال في خاطرك بدلالة الإشارة ليس صحيحا
:)
;)
؟؟؟؟؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 11:00 م]ـ
عفوا يا أستاذ جمال
لم أفهم قصدك ولم توضح
أما إن كنت تقصد أني أشير إلى نقلك من الكتاب فذلك لم يكن مقصدي
لكن أي حديث عن العلاقات بين السور والآيات لا بد أن يعيد إلى الذاكرة ذلك الكتاب
إن كانت كلماتي توحي بذلك فأعتذر عن رداءة أسلوبي
وإن كان ظنك ذهب إليه فيؤسفنني أن تظن بي ذلك
وإن كان قصدك شيئا آخر فوضح أو سامح إن لم توضح
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 02:50 ص]ـ
والله يا أخت أنوار لك منزلة وتقدير عندي---إنما هي بعض تخفيف مني لمستوى ما يعرض حتى لا يكون كل ما في الموقع جافا وجادا
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 11:02 ص]ـ
عفوا أستاذي الشرباتي:
قولك (والترتيب توقيفي من رب العالمين).
هل كلامك هذا خاص في الترتيب بين الإسراء والكهف؟ أم عام بين كل السور؟
أرجو أن تفيدني أكثر عن هذا الموضوع لأنه حصل لي تعارض بين قولك هذا وبين ما ورد من اختلاف الترتيب زمن الصحابة الكرام حتى إن مصاحفهم كانت مختلفة الترتيب، ولكن بعد ذلك استقر الترتيب على ما هو عليه الآن.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 06:24 م]ـ
السلام عليكم
قضية كون الترتيب توقيفيا من رب العالمين مما اختلف فيه---فالذين قالوا بأنّه ليس توقيفيا احتجوا باختلاف ترتيب مصاحف بعض الصحابة--والذين قالوا بأنّه توقيفي احتجوا بإجماع الصحابة على المصحف الذي بين أيدينا
قال السيوطي في الإتقان
((وأما ترتيب السور فهل هوتوفيقي أيضاً، أوهوباجتهاد من الصحابة أيضاً؟ خلاف، فجمهور العلماء على الثاني، منهم مالك والقاضي أبو بكر في أحد قوليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن فارس: جمع القرآن على ضربين: أحدهما تأليف السور كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين، فهذا هو الذي تولته الصحابة. وأما الجمع الآخر وهوجمع الآيات في السور فهوتوفيقي، تولاه النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه مما استدل به، ولذلك اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور، فمنهم من رتبها على النزول وهومصحف عليّ، كان أوله اقرأ ثم المدثر ثم نون ثم المزمل ثم تبت ثم التكوير، وهكذا إلى آخر المكي والمدني، وكان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد، وكذا مصحف أبيّ وغيره.
وأخرج ابن أشتة في المصاحف من طريق إسماعيل بن عباس بن حبان بن يحيى عن أبي محمد القرشي قال: أمرهم عثمان وذهب إلى الأول جماعة: منهم القاضي في أحد قوليه.
قال أبو بكر بن الأنباري: أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرقه في بضع وعشرين، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث والآية جواباً لمستخبر، ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن قدم سورة أوأخرها فقد أفسد نظم القرآن،
وقال الكرماني في البرهان: ترتيب السور هكذا هوعند الله في الكتاب المحفوظ على هذا الترتيب، وعليه كان صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين، وكان آخر الآيات نزولاً - واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله - فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين.
وقال الطيبي: أنزل القرآن أولاً جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفرقاً على حسب المصالح، ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ.
قال الزركشي في البرهان: والخلاف بين الفريقين لفظي، لأن القائل بالثاني يقول إنه رمز إليهم ذلك لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته، ولهذا قال مالك: إنما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم مع قوله بأن ترتيب السور باجتهاد منهم، فآل الخلاف إلى أنه هوبتوقيف قولي أوبمجرد إسناد فعلي بحيث لهم فيه مجال للنظر، وسبقه إلى ذلك أبوجعفر بن الزبير.
وقال البيهقي في المدخل: كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان السابق.
ومال ابن عطية إلى أن كثيراً من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل، وأن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده.
وقال أبوجعفر بن الزبير: الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطية ويبقى منها قليل ينمكن أن يجري فيه الخلاف كقوله اقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران رواه مسلم. كحديث سعيد بن خالد قرأ صلى الله عليه وسلم بالسبع الطوال في ركعة رواه ابن أبي اشتة في مصنفه، وفيه أنه عليه الصلاة والسلام كان يجمع المفصل في ركعة.
وروى البخاري عن ابن مسعود أنه قال فيبني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي، فذكرها نسقاً كما استقر ترتيبها.
وفي البخاري أنه صلى الله عيه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ - قل هو الله أحد والمعوذتين.
وقال أبوجعفر النحاس: المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث واثلة أعطيت مكان التوراة السبع الطوال قال: فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه في ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد، لأنه جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأليف القرآن.
وقال بن الحصار: ترتيب السور ووضع الآيات موضعها إنما كان بالوحي. وقال ابن حجر: ترتيب بعض السور على بعضها أومعظمها لا يمتنع أن يكون توفيقياً.
قال: ومما يدل على أن ترتيبها توفيقي ما أخرجه أحمد وأبوداود عن أوس بن أبي أوس عن حذيفة الثقفي قال كنت في الوفد الذين أسلموا من ثقيف الحديث وفيه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
طرأ على حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: كيف تخربون القرآن؟ قالوا: نخربه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل من ق حتى نختم. قال: فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هوفي المصحف الآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ويحتمل أن الذي كان مرتباً حينئذ حزب المفصل خاصة بخلاف ما عداه.
قلت: وما يدل على أنه توفيقي كون الحواميم رتبت ولاء، وكذا الطواسين، ولم ترتب المسبحات ولاء بل فصل بين سورها، وفصل بين طسم الشعراء وطسم القصص بطس مع أنها أقصر منهما، ولوكان الترتيب اجتهادياً لذكرت المسبحات ولاء وأخرت طس عن القصص،
والذي ينشرح له الصدر ما ذهب إليه البيهقي وهوأن جميع السور ترتيبها توفيقي إلا براءة والأنفال، ولا ينبغي أن يستدل بقراءته صلى الله عليه وسلم سوراً ولاء على أن ترتيبها كذلك. وحينئذ فلا يرد حديث قراءته النساء قبل آل عمران، لأن ترتيب السور في القراء ليس بواجب، ولعله فعل ذلك لبيان الجواز ..
وأخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف من طريق ابن وهب عن سليمان بن بلال قال: سمعت ربيعة يسأل: لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة وإنما أنزلتا بالمدينة؟ فقال: قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه به ومن كان معه فيه واجتماعهم على علمهم فهذا مما ينتهي إليه ولا يسأل عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:54 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
الحمد لله ففي الأمر سعة.
وهنا أنبه إلى تصحيف وقع في النقل عن ابن الحصار وهو (تخربون القرآن؟ قالوا: نخربه ثلاث سور وخمس سور .. )
والصواب والله أعلم (تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ... )
وكل الشكر للأستاذ الفاضل على ما قدم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 03:42 ص]ـ
نعم اللفظ هو تحزبون---وعلى فكرة -- النقل كان من موقع الوراق--والذي يظهر مع ضخامة أعمالهم الموسوعية تجد بعض الأخطاء المطباعية(/)
لا يرى أن السمع أشرف من البصر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 04:40 م]ـ
:::
هذا الكلام التالي جزء من مقال الأستاذ عتوك في شبكة التفسير--أقدمه لكم عسى أن تتدارسوه
[ line]
(( وهو سر تقديم السمع على البصر- فقيل: إنما قدم عليه؛ لأنه أشرف منه، من حيث إنه يُدرَك به من الجهات الست، وفي النور والظلمة، ولا يُدرَك بالبصر؛ إلا من الجهة المقابلة، وفي النور دون الظلمة. وهذا ما ذكره- أيضًا- أصحاب الشافعي، وحكَوْا- هم وغيرهم- عن أصحاب أبي حنيفة أنهم قالوا: البصر أفضل؛ من حيث أن إدراكه أكمل، ونصبوا معهم الخلاف، وذكروا الحجاج من الطرفين.
والتحقيق في هذه المسألة الخلافية:
أن إدراك البصر أكمل؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:” ليس المخبر كالمعاين“. ولكن السمع، يحصل به من العلم لنا، أكثر ممَّا يحصل بالبصر0 فالبصر أقوى وأكمل، والسمع أعم وأشمل .. فهذا له صفة العموم والشمول، وذاك له صفة التمام والكمال. وإذا تقابلت المرتبتان، كان كل واحد منهما مفضلا، ومفضلا عليه. وبذلك يترجَّح أحدهما على الآخر بما اختصَّ به من صفات.
ولهذا قيل: لما كان إدراك القلب والسمع من جميع الجوانب، جُعِل المانع فيهما الختم، الذي يمنع من جميع الجهات، ولما كان إدراك البصر من الجهة المقابلة فقط، خُصَّ المانع فيه بالغشاء، المتوسط بين الرائي، والمرئي؛ كما في قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} (البقرة:7)، وقوله تعالى: {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} (الجاثية:23).
وبهذا الذي ذكرناه يظهر لك سذاجة قول من قال: إن السمع قدِّم في القرآن على البصر؛ لأنه أشرف منه، بدليل أن الأذن، التي هي آلة السمع، أفضل وأرقى في الخلق من العين، التي هي آلة الإبصار عند الله؛ لأن الأذن لا تنام أبدًا، ولا تتوقف عن العمل أبدًا، بخلاف بقية أعضاء الجسم.
ولست أدري بماذا يعللون تقديم البصر على السمع في قوله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ} (هود: 24)، وقوله تعالى: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} (الكهف:26)، وقوله تعالى: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) (السجدة: 12)، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا} (الأعراف: 179)؟!
ثم ماذا يقولون في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما-:” هذان السمع والبصر“؛ إذ جعل صفة السمع للفاروق عمر، وجعل صفة البصر للصديق أبي بكر، مع إجماعهم على أن للصديقيَّة مقامًا، لا يعلوه مقام سوى مقام النبوة. ولهذا جعل الله جل وعلا مرتبة الصديقين بعد مرتبة النبيِّين عليهم الصلاة والسلام، فقال سبحانه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (النساء: 69)؟!
فثبت بذلك أن ما قيل من حكمة، أو من سرٍّ في تقديم السمع على البصر، لا يجدي نفعًا، ولا يفسر أسلوبًا، وبخاصَّة إذا علمنا أن السمع والبصر هما الأصل- من بين الحواس- في العلم بالمعلومات، التي يمتاز بها الإنسان عن البهائم؛ ولهذا يقرن الله تعالى بهما الفؤادَ في كثير من المواضع، وإن كان من سرٍّ في تقديم السمع على البصر في أغلب الآيات؛ فإنما يرجع- في الحقيقة- إلى أن حركة اللسان بالكلام أعظمُ حركات الجوارح، وأشدُّها تأثيرًا في الخير والشر، والصلاح والفساد .. بل عامَّة ما يترتب في الوجود من الأفعال؛ إنما ينشأ بعد حركة اللسان، فكان تقديم الصفة المتعلقة به أهم وأولى.
وبهذا يُعلََم تقديم السمع على البصر، ثم تقديمهما على الفؤاد في قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (الإسراء:36).
وكثيرًا ما يكون السياق مقتضيًا تقديم صفة السميع على صفة البصير؛ بحيث يكون ذكرها بين الصفتين متضمِّنًا للتهديد والوعيد؛ كما جرت عادة القرآن بتهديد المخاطبين, وتحذيرهم، بما يذكره من صفات الله جل وعلا، التي تقتضي الحذر والاستقامة؛ كقوله
تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا * مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (النساء:133 - 134). فقدَّم صفة السميع على صفة البصير.
ومثل ذلك تقديم صفة السميع على صفة العليم؛ حيث ورد ت في القرآن؛ كقوله تعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (المائدة: 76)؛ وذلك لتعلُّق السمع بما قرُب؛ كالأصوات، وهمس الحركات. فإن من سمع حِسَّك، وخَفْيَ صوتك، أقربُ إليك في العادة ممن يقال لك: إنه يعلم، أو يبصر؛ وإن كان علم الله تعالى وبصره متعلقين بما ظهر وبطن، وواقعين على ما قرُب وبعُد؛ ولكن ذكر (السميع) أوقع في باب التهديد والتخويف، من ذكر (العليم والبصير) ولهذا كان أولى منهما بالتقديم.
فلما كان قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} خبرًا يتضمَّن التخويف والتهديد والوعيد، قدِّم السمع على البصر؛ كما قِّم على العلم، فكان تقديمه أهمّ، والحاجة إلى العلم به أمسّ .. فتأمل!
الأستاذ محمد إسماعيل عتوك*
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1113593231&archive=&start_from=&ucat=1&maqal=full
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 09:42 م]ـ
أما سؤاله عما يقال في تقديم البصر في مواقف القيامة مثل (أبصرنا وسمعنا، وأبصر به وأسمع) فذاك طبعي يقتضيه الموقف، فالمعاينة هناك، والسماع هنا، والإيمان بالغيب هو الفيصل في الوقاية من سوء ذلك اليوم الذي يكون البصر فيه شاهدا على صدق ما سمع في الدنيا
ترى: ماذا عن رأيك يا أستاذ في هذاالموضوع من خلال بحثك الواسع في الكتب؟
كان للفصيح وقفة سايقة مع الفيروزأبادي، وللدكتور عبدالحميد مداخلة قيمة جدا أرجو مطالعتها
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=3934
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 10:21 م]ـ
هل تمهليني؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل جمال ..
الأخت الكريمة أنوار الأمل ..
بارك الله فيكما على هذه المعلومات النافعة القيّمة ..
وسأدع التعقيب عن استفهام الأخت أنوار لأخي جمال ..
على أني رأيت في ظاهرة "التقديم والتأخير" لمسة لطيفة أخرى في آيتي (البقرة) و (الجاثية). فقد جاء في الأولى قوله تعالى: " خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ "، وفي الثانية قوله عزّ وجلّ: " وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً " ..
فلِمَ قدّم القلوب على السمع في (البقرة)، في حين أنه قدّم السمع على القلوب في (الجاثية)؟
عند تدبّر السياق القرآني في النصّين الكريمين، يلفت انتباهنا ما يلي:
أولاً: في (البقرة) ذكر القلوب المريضة، فقال: " فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً "، وفي (الجاثية) ذكر الأسماع المعطّلة، فقال: " وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا "، لذلك قدّم القلوب في (البقرة) وقدّم السمع في (الجاثية)، فوضع كل لفظ المكان الذي يناسبه.
ثانياً: آية (البقرة) ذكرت من أصناف الكافرين من هم أشدّ ضلالاً وكفراً ممّن ذكرتهم آية (الجاثية)، فقد جاء فيها قوله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ ". وجاء في (الجاثية) قوله تعالى: " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ". فذكر في (البقرة) أن الإنذار وعدمه عليهم سواء وأنهم ميؤوس من إيمانهم. ولم يقل مثل ذلك في الجاثية.
ثالثاً: كرّر حرف الجرّ "على" مع القلوب والأسماع في آية (البقرة)، مما يفيد توكيد الختم، فقال: " عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ "، ولم يقل مثل ذلك في (الجاثية)، بل انتظم الأسماع والقلوب بحرف جرّ واحد، فقال: " وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ".
رابعاً: قال في (البقرة): " وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ " بالجملة الإسمية، والجملة الإسمية كما هو معلوم تفيد الدوام والثبات. ومعنى ذلك أن هؤلاء لم يسبق لهم أن أبصروا وإنما هذا شأنهم وخلقتهم، فلا أمل في إبصارهم في يوم من الأيام. في حين قال في (الجاثية): " وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً " بالجملة الفعلية التي تفيد الحدوث. ومعلوم أن "جعل" فعل ماضي، ومعنى ذلك أن الغشاوة لم تكن قبل الجعل، ويدلّ على ذلك قوله تعالى: " وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ "، مما يوحي على أنه كان مبصراً قبل تردّيه.
خامساً: ختم آية (البقرة) بقوله: " وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ "، ولم يقل مثل ذلك في (الجاثية). فدلّ على أن صفات الكفر في البقرة أشدّ تمكّناً فيهم.
ولذلك كان تقديم "القلب" في (البقرة) أولى وأنسب، كما أن تقديم "السمع" في (الجاثية) أنسب ..
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 04:17 م]ـ
لؤي له درّك ما أقوى حجتك
أما بالنسبة لقول أخينا "عتوك" فلا أظنه فاتك---
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ((تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا * مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (النساء:133 - 134). فقدَّم صفة السميع على صفة البصير.
ومثل ذلك تقديم صفة السميع على صفة العليم؛ حيث ورد ت في القرآن؛ كقوله تعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (المائدة: 76)؛ وذلك لتعلُّق السمع بما قرُب؛ كالأصوات، وهمس الحركات. فإن من سمع حِسَّك، وخَفْيَ صوتك، أقربُ إليك في العادة ممن يقال لك: إنه يعلم، أو يبصر؛ وإن كان علم الله تعالى وبصره متعلقين بما ظهر وبطن، وواقعين على ما قرُب وبعُد؛ ولكن ذكر (السميع) أوقع في باب التهديد والتخويف، من ذكر (العليم والبصير) ولهذا كان أولى منهما بالتقديم.))
ولي على عبارته إعتراضين
# لا يمكن مطلقا الحديث عن صفة السمع للذات الآلهية أو البصر من حيث إدراك كنههما--ولا تقريبهما إلى الأذهان بقوله "وذلك لتعلُّق السمع بما قرُب؛ كالأصوات، وهمس الحركات. فإن من سمع حِسَّك، وخَفْيَ صوتك، أقربُ إليك في العادة ممن يقال لك: إنه يعلم، أو يبصر؛ "
واعتذاره عن المشابهة بقوله " وإن كان علم الله تعالى وبصره متعلقين بما ظهر وبطن، وواقعين على ما قرُب وبعُد؛"" غير كاف--ولا مسوغ له لاستثناء صفة السمع في اعتذاره
#لم يكن ذكر السمع في الآية مرتبطا بالتهديد ليقبل قول الكاتب ((ولكن ذكر (السميع) أوقع في باب التهديد والتخويف، من ذكر (العليم والبصير) ولهذا كان أولى منهما بالتقديم)) --وهاهي الآية ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا))
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 10:17 م]ـ
أخي الكريم جمال ..
لم يفتني حقاً ما جاء في بحث الأستاذ إسماعيل عتوك ..
ولي عليه بعض الملاحظات .. أسوقها في ثلاث نقاط مع تعليلاتها، كما يلي:
الملاحظة الأولى:
عند استقراء آيات السمع في القرآن الكريم تتّضح لنا الأمور التالية:
1 - تقديم السمع على البصر في القرآن الكريم كان غالباً بما يقرب من الأصل
2 - تقديم البصر على السمع كان فيما قلّ
3 - جاء الكلام عن السمع والبصر في القرآن الكريم في شأن الخالق سبحانه وفي شأن الناس.
4 - تقديم السمع لم يكن مقصوراً على البصر، فقد قُدّم على العلم كذلك. والمتتبّع لمواضع هذا التقديم يجد أنها اثنان وثلاثون موضعاً، هي كل ما جاء فيه.
5 - وكما قُدّم السمع على البصر وما جرى مجراه، وكما قُدّم على العلم، نجد أنه قُدّم كذلك على القرب، وذلك في قوله تعالى: " وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ".
هذا ما يقف عليه الباحث في تقديم السمع على ما سواه.
فهل يمكننا التسليم بأن هذا التقديم الراجح كان من باب المقدّم على المؤخّر دون أن يحتمل المقام تفسيراً آخر؟
يقول الأستاذ إسماعيل عتوك: وبهذا الذي ذكرناه يظهر لك سذاجة قول من قال: إن السمع قدِّم في القرآن على البصر؛ لأنه أشرف منه، بدليل أن الأذن، التي هي آلة السمع، أفضل وأرقى في الخلق من العين، التي هي آلة الإبصار عند الله؛ لأن الأذن لا تنام أبدًا، ولا تتوقف عن العمل أبدًا، بخلاف بقية أعضاء الجسم.
فنقول: حقاً، فلو كان تقديم السمع على البصر لشرف الأول على الثاني، دون اعتبار آخر، لاقتضى ذلك تقديمه في كل موضع اجتمعا فيه، ولما تخلّف منها موضع واحد لعدم تخلّف العلّة في التقديم.
ومع هذا، فلا بدّ أن نعي بأن تقديم السمع على البصر في الأصل، يدلّ على أن السمع أهم من البصر، لأن ما يحصل من ضروب المعرفة عن طريق السمع لا يحصل عن البصر، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن البصر يتوقّف في تحصيله للعلم على وسائط لا يتوقّف عليها السمع. وكم من أناس فقدوا نعمة الإبصار فلم يقعدوا عن طلب العلم، بل كانوا من المبرزين فيه.
ولذلك يمكننا أن ننتهي إلى القاعدة التالية: إن تقديم السمع على البصر بالنسبة للخلق والعباد يكون في:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - مقام ذكر حواسهم والإستفادة بها
2 - ما يوحى إليهم من الرسالات أو عدم الإنتفاع بها في هذه المجالات
3 - في العلم بأن الوليد يكتمل تمييزه بسمعه قبل بصره
4 - أن المسموعات من جميع الجهات
5 - أن المرئيات من جهة واحدة
6 - أن الإنتفاع بالسمع في مقام الهدايات والنبوات أكثر
فهذا بالنسبة للعباد لا يكاد يتخلّف، فيأتي البصر قبل السمع إلا لملحظ بلاغي.
الملاحظة الثانية:
وأما بالنسبة إلى الله جلّ جلاله، فإني أشاركك الرأي أخي جمال .. حيث نلتمس في كلام الأستاذ عتوك نوعاً من التشبيه للذات الإلهية. ولا نرى داعياً إلى تبرير التقديم والتأخير في هذه الحالة. فالأمر فيه على خلاف البشر لا ترتيب ولا تفاوت عنده سبحانه وتعالى بين المسموعات والمبصرات. فإذا جاء البصر متقدماً على السمع - كما في سورة الكهف - أو جاء السمع مقدّما على الرؤية - كما في سورة طه - فلا غضاضة في ذلك لا سيّما إذا كان كل واقعاً موقعه لمناسبات لفظية ومعنوية تقضي بذلك.
الملاحظة الثالثة:
وهي أن أصل تقديم السمع على البصر قد خولف - شأنه شأن كل الأصول - لاعتبارات مناسبة. ومن هذه المواضع نذكر ما يلي:
قوله تعالى في سورة الكهف: " أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ "، قد تقدّم عليه قوله: " لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ". والغيب شامل للمبصرات والمرئيات والمسموعات وغيرها. لكن ما غاب من المخاطب من مبصرات السموات والأرض - إذ هو الكون كله وما وقع عليه بصر المخاطب من حيّز ضيّق محدود - أكثر بهذا الإعتبار مما غاب عنه من مسموعات. لذلك اقتضى المقام الإتيان بالبصر مقدّماً على السمع.
وقوله تعالى فيها أيضاً: " الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا "، حيث قدّم البصر على السمع على خلاف الأصل. فإن هذه الآية الكريمة قد تقدّم عليها قوله تعالى: " وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا "، أي عرضناها ليروها. فناسب ذلك تقديم البصر على السمع.
وأما قوله تعالى في الأعراف: " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ "، حيث قدّم الأعين على الآذان. فلأنه سبحانه وتعالى شبّههم بالأنعام فأخّر السمع ليكون مجاوراً لتشبيههم بها. لأن الأنعام لا تختلف رؤيتها للأشياء عن رؤية الإنسان لها. وإنما يقع التخالف في السمع إذ لا يميز الحيوان بين النصح وغيره من الأقوال ولا تثمر فيه النّذر.
وأما قوله تعالى في الإسراء: " وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا "، حيث قدّم العمى الذي هو ضدّ الإبصار، وأخّر الصمم الذي هو ضدّ السمع. فذلك لمناسبة الحشر على الوجوه لأن من أُلقي على وجهه ثم سُحب عليه لم يبصر شيئاً ولم يستطع أن يتكلّم بكلام مسموع فتأخذه دهشة الهول، فلا يكاد يسمع مما حوله شيئاً.
فعلى هذا النسق العجيب جاء التقديم والتأخير في مادة السمع والبصر في آيات القرآن الحكيم.
والله أعلم(/)
وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 07:03 م]ـ
قوله تعالى (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)) المائدة 67
تعني عدم تمكن أعداء الرسول:= من آيذائه وبالطبع عدم تمكنهم من قتله
قال الجواهري في مادة " عصم"
((والعِصْمَةُ: الحِفْظُ))
قال الرازي فيها ((في قوله {وَ?للَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ?لنَّاسِ} سؤال، وهو أنه كيف يجمع بين ذلك وبين ما روي أنه عليه الصلاة والسلام شج وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته؟
والجواب من وجيهن: أحدهما: أن المراد يعصمه من القتل، وفيه التنبيه على أنه يجب عليه أن يحتمل كل ما دون النفس من أنواع البلاء، فما أشد تكليف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام! وثانيها: أنها نزلت بعد يوم أحد))
ثم لننتقل إلى الآية التالية ((أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)) 144 ال عمران
وهي آية تستنكر على بعض المسلمين تقهقرهم يوم أشيع عن قتل الرسول:= في غزوةأحد
وتعني الآية في جملة ما تعنيه إمكانية قتل الرسول:= مع أن آية المائدة تنفي هذه الإمكانية"يعصمك"
فكيف يمكن الجمع والتوفيق بين معنيي الآيتين؟؟
ـ[المهندس]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 10:13 م]ـ
فتح الباري، شرح صحيح البخاري
للإمام ابن حجر العسقلاني
المجلد الثالث عشر.
كِتَاب التَّمَنِّي.
باب قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْتَ كَذَا وَكَذَا.
الحديث: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ أَرِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ أَحْرُسُكَ فَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ بِلَالٌ أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الشرح: قوله (أرق) بفتح أوله وكسر الراء أي " سهر " وزنه ومعناه وقد تقدم بيانه في باب الحراسة في الغزو مع شرحه، وقوله "من هذا؟ قيل سعد " في رواية الكشميهني " قال سعد " وهو أولى فقد تقدم في الجهاد بلفظ " فقال أنا سعد بن أبي وقاص " ويستفاد منه تعيينه.
تنبيه: ذكرت في " باب الحراسة " من " كتاب الجهاد " ما أخرجه الترمذي من طريق عبد الله بن شقيق " عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت: والله يعصمك من الناس " وهو يقتضي أنه لم يحرس بعد ذلك بناء على سبق نزول الآية لكن ورد في عدة أخبار أنه حرس في بدر وفي أحد وفي الخندق وفي رجوعه من خيبر وفي وادي القرى وفي عمرة القضية وفي حنين، فكأن الآية نزلت متراخية عن وقعة حنين، ويؤيده ما أخرجه الطبراني في الصغير من حديث أبي سعيد " كان العباس فيمن يحرس النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزلت هذه الآية ترك " والعباس إنما لازمه بعد فتح مكة، فيحمل على أنها نزلت بعد حنين، وحديث حراسته ليلة حنين أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم من حديث سهل بن الحنظلية أن أنس بن أبي مرثد حرس النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وتتبع بعضهم أسماء من حرس النبي صلى الله عليه وسلم فجمع منهم سعد بن معاذ ومحمد ابن مسلمة والزبير وأبو أيوب وذكوان بن عبد القيس والأدرع السلمي وابن الأدرع واسمه محجن ويقال سلمة وعباد ابن بشر والعباس وأبو ريحانة وليس كل واحد من هؤلاء في الوقائع التي تقدم ذكرها حرس النبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل ذكر في مطلق الحرس فأمكن أن يكون خاصا به كأبي أيوب حين بنائه بصفية بعد الرجوع من خيبر وأمكن أن يكون حرس أهل تلك الغزوة كأنس بن أبي مرثد، والعلم عند الله تعالى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 06:42 ص]ـ
أخي المهندس
إضافة متميزة منك أن ذكرت الحديث حول حراسة المقاتلين للرسول:=
وكنت أود أن أقرأ لك تعقيبا يوفّق بين معنيي الآيتين بالإضافة لما ذكرت---
ولا مانع أن تنظمه شعرا:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 09:02 م]ـ
طيب
أما الرازي فقد إجاب على الإستشكال بما يلي
((فليس لقائل أن يقول: لما علم أنه لا يقتل فلم قال {أو قتل}؟ فان الجواب عنه من وجوه:
الأول: أن صدق القضية الشرطية لا يقتضي صدق جزأيها، فانك تقول: ان كانت الخمسة زوجا كانت منقسمة بمتساويين، فالشرطية صادقة وجزآها كاذبان، وقال تعالى:
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ ?للَّهُ لَفَسَدَتَا}
[الأنبياء: 22] فهذا حق مع أنه ليس فيهما آلهة، وليس فيهما فساد، فكذا ههنا.
والثاني: ان هذا ورد على سبيل الالزام، فإن موسى عليه السلام مات ولم ترجع أمته عن ذلك، والنصارى زعموا أن عيسى عليه السلام قتل وهم لا يرجعون عن دينه، فكذا ههنا،
والثالث: ان الموت لا يوجب رجوع الأمة عن دينه، فكذا القتل وجب أن لا يوجب الرجوع عن دينه، لانه فارق بين الأمرين، فلما رجع الى هذا المعنى كان المقصود منه الرد على أولئك الذين شكوا في صحة الدين وهموا بالارتداد.))
وكنت قد أجبت في منتدى آخر مؤيدا تقدير محذوف هو" قيل"
أي كأن سياق الآية "أَفَإِن"قيل" مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
فهل تجدون في كلامي جمعا مناسبا للمعنيين في الآيتين السابقتين؟؟(/)
الفرق في المعنى بين صِيَغ الخبر
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 12:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الجرجاني:"وإذا أردت أن تعتبره (أي الفرق في المعنى بين الصيغ) حيث لا يخفى أن أحدهما لا يصلح في موضع صاحبه فانظر إلى قوله تعالى (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) (الكهف18) فإن أحدا لا يشك في امتناع الفعل ههنا، وأن قولنا: كلبهم يبسط ذراعيه"لا يؤدي الغرض، وليس ذلك إلا لأن الفعل يقتضي مزاولة وتجددالصفة في الوقت، ويقتضي الاسم ثبوت الصفةوحصولها من غير أن يكون هناك مزاولة وتزجية فعل، ومعنىً يحدث شيئا فشيئا، ولا فرق بين: وكلبهم باسط، وبين أن يقول: وكلبهم واحد، مثلا، في أنك لا تثبت مزاولة ولا تجعل الكلب يفعل شيئا، بل تثبته بصفة هو عليها، فالغرض إذن تأدية هيئة الكلب" (1)
فالكلام اختيار وتأليف بحسب الأهمية، وقوة العلاقة المعنوية
(1) وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد (يفي بالغرض)
(2) وكلبهم يبسط ذراعيه بالوصيد (لايفي بالغرض)
فإذا حصل الاستبدال على المحور الرأسي انتقل الكلام من الإيفاء بالغرض المقصودإلى عدم الإيفاء به، وهذا يعني أن لكل معنىًاللفظ الخاص به، والألفاظ تترتب ترتيب المعاني
في النفس، والنشاط اللغوي غير المحسوس يتحول إلى نشاط لغوي محسوس، بفعل قوة الجذب المعنوي.
إلى اللقاء
__________________________________
(1) الجرجاني -دلائل الإعجاز، ص 175
ـ[الكوفي]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 06:31 م]ـ
نقل موفق أخانا عزام يدل على بلاغة القرآن وأنه من عند الله حقا [ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا](/)
براعة الرسم بالحروف
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 08:09 م]ـ
براعة الرسم بالحروف
عادت بي الذكرى إلى الوراء قليلاً، وأنا استرجع رسوماتي السابقة، لما كنت ارسم بقلمي الصغير _لا بريشة رسام ولكن بريشة من تجذبه الصورة الشعرية كنت اجمع ألواني وكراستي وأرسم جبلاً مشيداً كبيراً وأرسم الظلام والنجوم التي تملأ المكان بنورها الذهبي وتحتها رسمت الصورة الخيالية لحبال انطلقت من الجبل لتشد على النجوم على تستقر في مكانه إمعاناً في طول الليل.
وبعد سنوات وبالتحديد في الجامعة في كلية اللغة العربية كان الدكتور يشرح الصورة نفس الصورة السابقة بعد أن تحول إلى الرسم بالكلمات بأسلوبه الأدبي الجميل فيحرك سواكننا وأذواقنا ولو لم تكن الصورة بهذه الروعة والدقة والنقل من المعنويات إلى المحسوسات لما ارتقت لهذه البراعة المتناهية والتي بطلها امرئ القيس عندما يقول:
فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل (1)
إن إيحاءات الصورة لما يطلقها الشاعر يطلق معها تفكير القارئ ولا يقيده بل يفتح الباب على مصراعية ليجعل القارئ ينطلق في سبحات عامرة تدفعه هذه الظلال والأضواء لتعطي النص جمالاً أخاذاً.
وما كنت لأنطلق في مشروع علمي لجمع الصورة وما كتب عنها بل كان هاجسي أن أجعل القارئ الكريم يعرف كيف يتلقف الصورة ويسبر أغوارها ثم يتذوقها ويحس بطعمها الرائع.
مفهومها بعضهم عرفها: (ايراد الشئ المعنوي في صورة محسوسة) (2) وبعضهم جعل القصيدة كلها صورة متكونة من مجموعة صور ولابد أن تنطوي الصورة على عناصر الخيال ويتجلى في قول الفرزدق:
أحلامنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جناً إذا ما نجهل
ولابد _ لكي تكتمل فنية الصورة_ أن تكون حية نابضة لامية أو جامدة ةوأن تكون مترابطة محكمة لا مترابطة مفككة وبأن تكون مدرسة ممكنة لا محالة أو شاردة وبأن تكون وحدة متكاملة مع غيرها لا أن تمثل تناقضا وغرابة مع سواها (3)
واذا اقتربنا أكثر من الصورة وجدنا أنها تنقسم لقسمين رئيسيين:
القسم الأول: صورة جزئية: وهي التي تنقلنا للمشبه من دون تفصيلاته مثل: (محمد كالبحر في الكرم) هنا أدركنا سعة كرم محمد بتصور كمية البحر في أذهاننا واستطعنا بذلك أن ندرك مدى كرم محمد
القسم الثاني: صورة كلية: وهي التي تدخل إلى تفاصيل المشبه وتحللها مثل قوله تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون)
أتركك أخي تحلق مع هذه الآية وتدرك بفكرك الخيال المحلق في الصورة الرائعة التي تمثل الحركة التي يعملها الحق في القضاء على الباطل بأسلوب هو القمة في الكلام العربي.
ولعلي أكون أوجزت بنقلي لأبعاد الصورة بقسميها لندرك أن الصورة تساعد على فهم النص وتسهم في تطوير ذوق المتلقي لما تمتلك من جماليات غاية في الروعة ولعلي أذكر شيئاً من جمالياتها:
1_ أنها تنقلك من شي إلى شي طريف يشبهه ويكمن ذلك في التشبيه
2_ أنها تنسيك الصورة الأولى وتحمل على تخيل صورة جديدة مليئة بالروعة وتتجلى أكثر في الاستعارة:
قال البحتري:
يسمو بكف على العافين حانية فيها وطرف إلى العلياء طماح
3_ المهارة في تخيير المعنى الأصلي والمعنى المجازي في إطلاق العين على الجاسوس والأذن على سريع التأثر بالوشاية ويظهر في المجاز المرسل والمجاز العقلي.
4_ وربما تعطيك الصورة مصحوبة بدليلها والقضية في طيها برهانها ويظهر جليا في الكناية وشاهدها ما صاغه قلم الخنساء: حمال ألوية هباط أودية شهاد أندية للجيش جرار
أخيراً:
لعلي أكون ساهمت في تقنين الصورة لتفهم فهماً يليق بإسهاماتها ولعلنا نعيد النظر في الاهتمام بهذا الفن وأن نجعله مساندا لأقلامنا عندما نكتب ولا شك أننا سندرب أنفسنا وأجيالنا عليه لأننا حتماً سنحتاج إليه.
الحواشي
1 - يذبل: جبل في مكة
2 - مقدمة في تحليل النصوص للأستاذ محمد المحمود
3 - مقدمة في تحليل نص مالك بن الريب للدكتور رشود السلمي
4 - وعن قرب استفدت من البلاغة الواضحة لمصطفى أمين وعلي الجارم
بقلم / عاشق البيان
عضو نادي القصيم الأدبي
عضو جمعية الثقافة والفنون بالقصيم
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 06:37 م]ـ
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 07:17 م]ـ
متأسف على عدم التفاعل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 07:34 م]ـ
قوله تعالى
((بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)) الأنبياء 18
فالحق هنا صخرة جامدة يقذفها المولى على الباطل ذلك الجسم الرخو اللين فيدمغه --أي تصيبه في دماغه--وإصابة الدماغ قتل سريع---والفاء في يدمغه تدل على سرعة زهوق الباطل
والدمغ عند الزمخشري ((د م غ
دمغ رأسه: ضربه حتى وصلت الضربة إلى دماغه. وشجة دامغة. ودمغته الشمس: آلمت دماغه.
ومن المجاز: دمغ الحق الباطل إذا علاه وقهره "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه"))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 10:39 م]ـ
أشكرك أستاذي
معلومات قيمة أسمح لي أضيفها للمقال(/)
ما معنى الخصام؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 05 - 2005, 02:54 م]ـ
قوله تعالى ((أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ?لْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ?لْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)) الزخرف 18
قال الرازي فيها
المراد من قوله {أَو مَن يُنَشَّأُ فِي ?لْحِلْيَةِ} التنبيه على نقصانها، وهو أن الذي يربى في الحلية يكون ناقص الذات، لأنه لولا نقصان في ذاتها لما احتاجت إلى تزيين نفسها بالحلية، ثم بيّن نقصان حالها بطريق آخر، وهو قوله {وَهُوَ فِى ?لْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} يعني أنها إذا احتاجت المخاصمة والمنازعة عجزت وكانت غير مبين، وذلك لضعف لسانها وقلة عقلها وبلادة طبعها، ويقال قلما تكلمت امرأة فأرادت أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بما كان حجة عليها، فهذه الوجوه دالة على كمال نقصها، فكيف يجوز إضافتهن بالولدية إليه!.
فهل تقبلين كلامه؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 06:09 ص]ـ
إذن بعيدا عن الإثارة المقصودة في إختيار العنوان
---قال الرازي وغيره بما يشبه قوله بأن النساء ضعيفات الحجة والبيان--
(وذلك لضعف لسانها وقلة عقلها وبلادة طبعها، ويقال قلما تكلمت امرأة فأرادت أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بما كان حجة عليها، فهذه الوجوه دالة على كمال نقصها،))
وأنا على مدى ثلاثين عاما في سلك التدريس لم ألحظ على طالباتي كجنس ما قيل عنهن عنده وعند غيره من قلة العقل
لذلك خاطبتك لسعة اطلاعك لتجدي مخرجا مناسبا
ـ[ابن أبي الربيع]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 07:06 ص]ـ
ابتعد عن مثل هذه العناوين يا أخ جمال فأنت شيخ كبير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 09:31 ص]ـ
أخي
لا مانع عندي من تغيير العنوان إن رأى المشرف ذلك إلى عنوان
"ما معنى الخصام"
وأشكرك على التقدير والإحترام المنبعث في كلامك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 04:04 م]ـ
طيب
((((وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَداًّ وَهُوَ كَظِيمٌ أَوَ مَن يُنَشَّأُ فِي الحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)) 16 - 18 الزخرف
أوجعلوا من ينشأ في الحلية---أي النساء لأنهن منذ نشأتهن يحلّون بالحلية---أما كونهن في الخصام غير ظاهرات ولا منتصرات فلأن الخصام والنزاع شغل الرجال لا شغل النساء--سواء كان الخصام اشتباكا ماديّا أم فكريّا--أي أن الآية تتحدث عن الواقع الإجتماعي للمرأة لا الواقع التكويني الفوسيولوجي--فالمرأة طبيعتها الإجتماعية لا تناقش ولا تجادل ولا تشتبك ماديّا فلا تنتصر في هذه الميادين لضعف التجربة والمراس لا ضعف العقل والإحساس
قال إبن عاشور فأبدع ((و {الخصام} ظاهره: المجادلة والمنازعة بالكلام والمحاجّة، فيكون المعنى: أن المرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها. وعن قتادة: ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتْها على نفسها، وعنه: {من ينشأ في الحلية} هنّ الجواري يسفِّههن بذلك، وعلى هذا التفسير درج جميع المفسرين.
والمعنى عليه: أنّهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى لا يقدرْنَ على ما هو أشد من ذلك في الحرب، أي فلا جدوى لاتّخاذهن أولاداً.
ويجوز عندي: أن يحمل الخصامُ على التقاتل والدّفاع باليد فإن الخصم يطلق على المُحارب، قال تعالى:
{هذان خصمان اختصموا في ربّهم}
[الحج: 19] فُسِّر بأنهم نفر من المسلمين مع نفر من المشركين تقاتلوا يوم بدر.
فمعنى {غير مبين} غيرُ محقق النصر))
ـ[البصري]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 06:50 م]ـ
أما نقصان عقل المرأة ـ أخي جمال ـ فلا مناقشة فيه وقد أثبته نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله: " ما رأيت من ناقصات وعقل أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن " قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: " أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ " قلن: بلى. قال: " فذلك نقصان عقلها ... " الحديث رواه البخاري ومسلم.
فالنساء ناقصات عقل بطبيعتهن، نؤمن نحن بذلك ونصدقه غير شاكين فيه ولا متسائلين ولا مستنكرين، ومهما رأينا في الواقع أنهن كاملات عقول، فيبقى النقص الذي أثبته الذي لا ينطق عن الهوى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا جدال في ثبوته ولا مرية.
وأشكرك ـ أخي جمال ـ على قبول هذا الحديث المتفق عليه، وأسأل الله أن يأجرك على ذلك.
وقولك: وأنا على مدى ثلاثين عاما في سلك التدريس لم ألحظ على طالباتي كجنس ما قيل عنهن عنده وعند غيره من قلة العقل لذلك خاطبتك لسعة اطلاعك لتجدي مخرجا مناسبا.
لا نراه لك مطلقًا، فأنت أكبر وأعقل من تطالب المرأة أن تجد مخرجًا من شيء أثبته لها القرآن، وثبت في قول الصادق المصدوق ... وثق تمام الثقة أن ذلك لا ينقص من المرأة شيئًا، إذا هي رضيت به وسلمت، وعرفت أن تلك فطرته التي فطرها عليها، لا تبديل لخلق الله ...
ومرة أخرى أشكرك على ترك مثل هذه الإثارات التي لا أظنها تدخل في البلاغة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 07:38 م]ـ
حياك الله وبياك أخي البصري
وأرحب بتواجدك الدائم معنا---فقد صرت في الفترة السابقة أحس بالوحدة هنا
أمّا بعد
فلقد فسّر العلماء الأفذاذ الحديث بما لا يشير إلى نقص العقل بمعنى التفكر والعقل والربط والإستنتاج---وأنت أدرى بتفسيرهم له
أمّا بالنسبة للبلاغة فيها فهلا تفضلت وشرحت لنا النقاط البلاغية فيها وخصوصا الإنكار الشديد باستخدام الهمزة والعطف على جعلوا التي في بداية آية (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً) بحيث قدّرنا مضمرا هو " وجعلوا" فصار المعنى "
"أوجعلوا من ينشأ في الحلية"
ولقد حرت فعلا لم لم يشر أي مفسّر للوجه البلاغي في "من ينشأ في الحلية"لينقل معناها إلى البنات
أليست تشبه عبارة" نشأ وفي فمه ملعقة من ذهب " إشارة لإبن الموسرمن حيث الصورة البلاغية؟؟(/)
العدول عن أصل ترتيب الجملة العربية
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 09:29 ص]ـ
العدول عن أصل ترتيب الجملة العربية
يجيب الجرجاني ذاكراً كلام سيبويه عن التقديم والتأخير وتفسير النحويين له فيقول: واعلم أََنّا لم نجدهم اعتمدوا فيه شيئاً يجري مجرى الأصل غير العناية والاهتمام، ومعنى ذلك أنه قد يكون من أغراض الناس في فعلٍ ما، أن يقع بإنسان بعينه ولا يبالون من أوقعه، (فإذا حدث الفعل) وأراد مُريد الإخبار بذلك قَدَّم المفعول على الفاعل، (وبهذا ينصب الفعل على المفعول) لأنه يعلم أن ليس للناس في أن يعلموا شخص الفاعل جدوى وفائدة. فإذا وقع الفعل من شخص ليس من عادته فعل هذا الفعل، وأراد المخبر أن يخبر بذلك فإنه يقدم ذكر الفاعل, (وبهذا ينصب الفعل على الفاعل) ذاك لأن الذي يعنيه ويعني الناس طرافته وندرته، ومعلوم أنه لم يكن نادراً وبعيداً من حيث كان واقعاً بالذي وقع به, ولكن من حيث كان واقعاً من الذي وقع منه. (1)
وهذا يدل على أن المباني تترتب بالمنزلة والأهمية أصلاً وعدولاً من أجل الهدف المعنوي. ولكن الجرجاني يرفض اقتصار التعليل على العناية والاهتمام، من دون ذكر مصدر هذه العناية، وبم كان أهم " (2) وأظنه قد أصاب عندما رفض هذه المفردة العامة والموجزة، فلا بد من تفسير وتوضيح للعناية والاهتمام وإن كان التقديم لا يقتصر على الهدف المعنوي.
ولذلك ينبغي التفرقة بين الأهمية كأساس وبين الأهمية كهدف نسعى إليه وبين التقديم بالأهمية وللأهمية.
-----------------------------------------------
1 - الجرجاني –دلائل الإعجاز-ص ص 108 - 108
2 - المصدر نفسه، ص 108
----------------------------------------------
فعميلة تقديم عنصر لغوي مضبوطة بالمنزلة, من أجل هدف معين, فالأساس الذي تتم عملية التقديم والتأخير بناءً عليه هو المنزلة (قوة العلاقة المعنوية) من أجل هدف قد يكون معنوياً, أو بلاغياً, أو أمناً للبس .... إلخ.
وكما تترتب الجملة في الأصل بناءً على الضابطين المعنوي واللفظي، فهي تترتب بناءً عليهما في العدول، ولأهدافٍ كثيرة، وتفصيل ذلك كما يلي: -
أ- العدول عن أصل الرتبة بالضابط المعنوي:-
1 - للهدف المعنوي:-
ويظهر هذا من خلال الأمثلة التالية:-
فمن ذلك قوله تعالى: (أَئِفكا آلهةً دونَ اللهِ تريدون) (الصافات 86) وهذه الآية تترتب من العام إلى الخاص عدولاً, والأصل فيها أتريدون آلهة دون الله إفكاً " ثم انظر إلى حسن عكس الرتبة بإيراد المفعول لأجله أولاً, ثم المفعول به الموصوف بشبه الجملة, ثم الفعل وفاعله، فالآية كما تعلم استفهام إنكاري, وما دام معناها الإنكار فإن ترتيب ألفاظها ينبغي أن يكون بحسب الأولوية في استحقاق الإنكار، وأول الألفاظ بالإنكار لفظ " إفكا" لأن الكفر قد يكون ميراثاً عن الآباء, ولكنه قد يكون انحرافاً عن الحق متعمداً لا ينفع معه الدليل على فساده, فذلك هو الإفك, ثم يلي في الإنكار أن يذهب الإفك عن إشراك آلهة مع الله, فإذا كانت الآلهة دون الله لا معه فهذا أوغل في الشرك، ويضاعف من سوء ذلك كله أن يكون ذلك بإرادتهم واختيارهم ولو أن سياق الكلام كان على صورة أخرى مثل " أتريدون آلهة دون الله إفكاً " لانطفأ كل ما في الكلام من حرارة الإنكار, ولبدا الكلام وكأنه سؤال لهم عما يفضلونه من أنواع الشرك " (1) "وقد وجدنا أن المفعول لأجله وهو آخر الأبواب النحوية ترتيباً قد تصدر هذا الشاهد يتلوه المفعول به ونعته، وذلك لأن أول ما تعلق به الاهتمام هو السببية التي عبر عنها المفعول لأجله، لأن الكفر عن ضلال قد ترجى له الهداية, أما الكفر عن إفك فذلك انحراف مع تدبير وكيد وإصرار " (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأصل تقدم الفعل فالفاعل فالمفعول فالصفة فالمفعول لأجله بالأهمية، ولكن عُدِل عن الأصل وتقدم المفعول لأجل بالمنزلة لِيَلي همزة الاستفهام الإنكاري لأن الاهتمام قد تعلق به، ثم تبعه المفعول به في شدة الاستنكار ثم وصف المفعول …. والمباني مترتبة بالمنزلة من العام إلى الخاص، وقد تمت إعادة توزيع الرتبة من أجل الهدف المعنوي ومعنى المعنى، يقول الجرجاني: " ومن الصفات التي تجدهم يجرونها في اللفظ ثم لا تعترض شبهة ولا يكون منك توقف، في أنها ليست له ولكن لمعناه قولهم: لا يكون الكلام يستحق اسم البلاغة حتى يسابق معناهُ لفظه ولفظه معناه، ولا يكون لفظه أسبق إلى سمعك من معناهُ إلى قلبك " وقولهم: يدخل في الأذن بلا إذن، فهذا مما لا يشكُّ العاقل في أنه يرجع إلى دلالة المعنى على المعنى, وأنه لا يُتصور أن يراد به دلالة اللفظ على معناهُ الذي وضع له في اللغة.
----------------------------------------------------
1 - تمام حسان –البيان في روائع القراّن، ص 95
2 - المصدر نفسه، ص 95
--------------------------------------------------
ويلاحظ التناغم الدلالي بين المباني بحفظ رتبة الموصوف وصفته في الأصل والعدول
2 - للهدف البلاغي:-
وقد يعُدل عن الأصل من أجل الهدف البلاغي " وإنه يبدو أن التقديم والتأخير وفوائده هو أوضح ما جذب انتباه البلاغيين من الأساليب العدولية إذ جعلوا ذلك مبحثاً خاصاً من مباحث علمهم، وربطوا بين التقديم والاهتمام بالمتقدم حتى لقد قاربوا في المعنى بين التقديم والقصر في الأكثر الأعم من الحالات " (1) ويظهر العدول عن الأصل من أجل الغرض البلاغي في الأمثلة التالية:
ومن ذلك قوله تعالى: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) (فاطر 28) والأصل تقدم الفاعل على المفعول بالمنزلة ولكن تقدم المفعول بالرتبة من أجل الغرض البلاغي وهو الحصر وقد تقدمت إنما بالصدارة ثم تبعها الفعل بالرتبة لأنها دخلت لمعنى فيه وهو قصر الخشية على العلماء، ثم تقدم لفظ الجلالة، فصارت الآية تترتب من العام إلى الخاص، وإعادة توزيع الرتبة جاءت من أجل الغرض البلاغي وللاتصال المعنوي من
---------------------------------------------------
1 - تمام حسان –البيان في روائع القراّن، ص 387
------------------------------------------------------
العام إلى الخاص والمباني متقدمة بالرتبة من أجل قصر خشية الله على العلماء، والعدول هنا واجب وذلك" لأنه لا يُعَرف متعلق الحصر إلاّ بتأخيره" (1)
3) أمن اللبس:-
وقد يعُدل عن الأصل من أجل أمن اللبس لأن " اللغة العربية – وكل لغة أخرى في الوجود تنظر إلى أمن اللبس باعتباره غاية لا يمكن التفريط فيها، لأن اللغة الملبسة لا تصلح واسطة للإفهام والفهم " (2) وقد يطرأ على الرتبة غير المحفوظة من دواعي أمن اللبس ما يدعو إلى حفظها، كما في ضرب موسى عيسى، وأخي صديقي وقد يطرأ عليها من ذلك ما يحتم عكسها كالذي نراه من لزوم تقديم الخبر على المبتدأ أحياناً وفي ذلك يقول ابن مالك:
ونحو عندي درهمٌ ولي وطرْ ملتزم فيه تقديم الخبر
كذا إذا عاد عليه مضمرُ مما به عنه مبيناً يخبر
وقال أيضاَ: وإن بشكل خيف لبس يجتنب ويمكن أن يظهر العدول عن الأصل من أجل أمن اللبس في الأمثلة التالية:-
ومن العدول عن الأصل من أجل أمن اللبس قوله تعالى: (يؤتى الحكمة من يشاء) إذ المعروف في أخوات أعطى أن الآخذ هو المفعول الأول وأن المأخوذ هو المفعول الثاني، وبهذا يكون
----------------------------------------------
1 - ابن مالك، شرح التسهيل، ج2،ص 66
2 - تمام حسان-اللغة العربة معناها ومبناها، ص233
---------------------------------------------
الأصل في التركيب " يؤتى من يشاء الحكمة " ولكن هذا التركيب ملبس لصلاح الحكمة أن تكون مفعول " يشاء " لا مفعول " يؤتي " فعكست الرتبة لأمن اللبس (1) ولذلك تقدم العام على الخاص بالمنزلة،
والملاحظ أن النحاة كانوا يلمحون قرينة الإسناد بين طرفي الجملة كما كانوا يلمحونه أيضاً بين المعاني النحوية في داخل الجملة الواحدة، وهذا هو المعنى الذي نلاحظه في إعراب جملة مثل " يؤتي الحكمة من يشاء " حين نعرب " مَن " مفعولاً أولاً على رغم تأخرها والحكمة مفعولاً ثانياً على رغم تقدمها ويكون ذلك بإدراك ما بينهما من علاقة شبيهة بفكرة الإسناد إذا نقول إن " من " هي الآخذ " والحكمة " هي المأخوذ. والخلاصة أن مراعاة الآخذية والمأخوذية هنا هي الاعتبار الذي تم إعراب المفعولين طبقاً له وهو اعتبار من قبيل قرينة الإسناد " (2) ومراعاة معنى الآخذية والمأخوذية ما هي إلاّ المنزلة. ومثل الآية السابقة قوله تعالى: (والله يؤتي ملكه من يشاء) (البقرة 247) فقد تعلقت"ملكه"بيؤتي عدولاً عن الأصل من أجل أمن اللبس، لأن كونها مفعولاً ليؤتي أقرب من كونها مفعولاً ليشاء
فالكلام يترتب بالمنزلة أصلا وعدولا
إلى اللقاء
-------------------------------------------
1 - تمام حسان-البيان في روائع القراّن، ص 288
2 - المصدر نفسه، ص 194
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 09:36 ص]ـ
ومن العدول عن الأصل من أجل أمن اللبس قوله تعالى: (يؤتى الحكمة من يشاء) إذ المعروف في أخوات أعطى أن الآخذ هو المفعول الأول وأن المأخوذ هو المفعول الثاني، وبهذا يكون
الأصل في التركيب " يؤتى من يشاء الحكمة " ولكن هذا التركيب ملبس لصلاح الحكمة أن تكون مفعول " يشاء " لا مفعول " يؤتي " فعكست الرتبة لأمن اللبس (1) ولذلك تقدم العام على الخاص بالمنزلة،
والملاحظ أن النحاة كانوا يلمحون قرينة الإسناد بين طرفي الجملة كما كانوا يلمحونه أيضاً بين المعاني النحوية في داخل الجملة الواحدة، وهذا هو المعنى الذي نلاحظه في إعراب جملة مثل " يؤتي الحكمة من يشاء " حين نعرب " مَن " مفعولاً أولاً على رغم تأخرها والحكمة مفعولاً ثانياً على رغم تقدمها ويكون ذلك بإدراك ما بينهما من علاقة شبيهة بفكرة الإسناد إذا نقول إن " من " هي الآخذ " والحكمة " هي المأخوذ. والخلاصة أن مراعاة الآخذية والمأخوذية هنا هي الاعتبار الذي تم إعراب المفعولين طبقاً له وهو اعتبار من قبيل قرينة الإسناد " (2) ومراعاة معنى الآخذية والمأخوذية ما هي إلاّ المنزلة. ومثل الآية السابقة قوله تعالى: (والله يؤتي ملكه من يشاء) (البقرة 247) فقد تعلقت"ملكه"بيؤتي عدولاً عن الأصل من أجل أمن اللبس، لأن كونها مفعولاً ليؤتي أقرب من كونها مفعولاً ليشاء
فالكلام يترتب بالمنزلة أصلا وعدولا
[ align=center]
ما أحكم هذا الكلام----هل تعطينا أمثلة أخرى
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 01:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:"وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجدِ الحرام وإخراج أهله منه أكبر ..... "
البقرة 217)
فقد عطف المسجد الحرام علىسبيل الله إذ المعنىوصد عن سبيل الله والمسجد الحرام
ولكن تقدم الفاصل (وكفربه) ليتصل بما قبله بالمنزلة وقوة العلاقة المعنوية، كما تأخر المعطوف ليتصل مع ما بعده بسبب قوة العلاقة المعنوية.
والأصل في الاّية هو الجملة التالية:
وصد عن سبيل الله والمسجدِ الحرام وكفر به وإخراج أهله منه أكبر، ولكن مجيء الأصل هذايجعل الكفر بالمسجد الحرام بدلا من الكفر بالله، مما يؤدي إلى اللبس، فعدل عن الأصل لأمن اللبس.
قال تعالى: فأما اليتيم فلا تقهر (الضحى 9)
يقول النحاة: إن (أما) تسد مسد (مهما يكن من شيء) وهذا صحيح كما يلي:
مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم،
ولكن حصل استبدال على المحور الرأسي فحلت أما، مكان مهما يكن من شيء
فصارت هكذا:
أما فلا تقهر اليتيم
ولكن هذه الجملة لا نقولها، بل نقول:
أما اليتيم فلا تقهر، فقد عدلنا عن الأصل، وتقدم المفعول وجوبا، لأن أما داخلة لمعنى فيما بعدها، فيجب أن يليها مباشرة من أجل الهدف البلاغي وهو التفصيل والتخصيص،
وبهذا نجد أن الكلام يترتب بحسب قوة العلاقة المعنوية.
قال تعالى: أغير الله أتخذ وليا "
والأصل هو الجملة التالية:
أأتخذ غير الله وليا
ولكن عدل عن الأصل من أجل الغرض المعنوي، وهو أن يكون الاستنكار منصبا على اتخاذ غير الله وليس على فعل أو عملية الاتخاذ.
ولهذا نقول: المتقدم في الرتبة متقدم في الموقع والمكانة، والمتأخر في الرتبة متأخر في الموقع والمكانة
إلى اللقاء
والسلام عليكم ورحمة الله(/)
النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 05:38 ص]ـ
:::
قوله تعالى ((إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ)) 44 المائدة
هل يمكن أن يكون المقصود من الآية
# إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور للذين هادوا يحكم بها النبيون الذين أسلموا والربانيون والأحبار؟؟
# وهل الهدى والنور مختلفان؟
# وهل الذين أسلموا هي بمعنى الإسلام الدين الذي أنزل على محمد:= أم بمعنى الإنقياد والخضوع؟؟
# وإذا كانت بمعنى الإنقياد والخضوع --أفلم يخضع الربانيون والأحبار أيضا؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 03:46 م]ـ
ما قمت به من ترتيب معنى الآية كما يلي
(# إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور للذين هادوا يحكم بها النبيون الذين أسلموا والربانيون والأحبار؟؟)) --هل هو مبرر؟؟
والجواب نعم--والآية بتمامها (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ)
ففي الآية إذن تأخير ل "لِلَّذِينَ هَادُوا " لتسليط التركيز على الحكم---لا للتركيز على الطائفة التى أنزلت التوراة لها----واللام هنا تفيد معنى لأجل الذين هادوا---لأن في الحكم بما فيها خير لأهلها وهم اليهود
أما قوله (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ) فقد قدم الجار والمجرور (بها) على الفاعل لزيادة الإعتناء بالمقدم وهو التوراة
أما معنى " الذين أسلموا " فهي لا تعني الإسلام بمفهومه الحالي كدين أنزله على محمد:= --إذ لو كان المعنى كذلك لقرن الربانيين والأحبار بصفة الإسلام كما قرنها بالأنبياء---فأسلموا هنا بمعنى خضعوا وانقادوا لما أنزل عليهم---
---وفي رأيي المتواضع أن القول بأن الأنبياء السابقين كانوا مسلمين بنفس معنى مفهوم الإسلام الحالي يعتبر مجازفة في القول
قال أبو السعود ((?لَّذِينَ أَسْلَمُواْ} صفة أجريت على النبيين على سبيل المدح دون التخصيص والتوضيح، لكن لا للقصد إلى مدحهم بذلك حقيقة، فإن النبوة أعظم من الإسلام قطعاً، فيكون وصفُهم به بعد وصفِهم بها تنزلاً من الأعلى إلى الأدنى، بل لتنويه شأن الصفة فإن إبرازَ وصفٍ في معرِض مدح العظماء مُنبىءٌ عن عِظَم قدرْ الوصْفِ لا محالة كما في وصف الأنبياءِ بالصلاحِ ووصفِ الملائكة بالإيمان عليهم السلام، ولذلك قيل: أوصافُ الأشراف أشرافُ الأوصاف، وفيه رفع لشأن المسلمين وتعريضٌ باليهود وأنهم بمعزِل من الإسلام، والاقتداءُ بدين الأنبياء عليهم السلام لا سيما مع ملاحظة ما وُصفوا به في قوله تعالى.))
1
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 07:54 م]ـ
طيب
ما هي أقوال أفذاذنا في النصوص التي ذكر فيها إسلام بعض الأنبياء قبل محمد:=
قال الطبري ((يَحْكُمُ بها النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} يقول: يحكم بحكم التوراة في ذلك: أي فيما احتكموا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فيه من أمر الزانيين النبيون الذين أسلموا، وهم الذين أذعنوا الحكم الله وأقرّوا به. وإنما عنى الله تعالى ذكره بذلك نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم في حكمه على الزانيين))
قال الرازي (فإن قيل: كل نبي لا بدّ وأن يكون مسلماً، فما الفائدة في قوله {?لنَّبِيُّونَ ?لَّذِينَ أَسْلَمُواْ}.
قلنا فيه وجوه: الأول: المراد بقوله {أسلموا} أي انقادوا لحكم التوراة، فإن من الأنبيار من لم تكن شريعته شريعة التوراة، والذين كانوا منقادين لحكم التوراة هم الذين كانوا من مبعث موسى إلى مبعث عيسى عليهما السلام. الثاني: قال الحسن والزهري وعكرمة وقتادة والسدي: يحتمل أن يكون المراد بالنبيين الذين أسلموا هو محمد عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم حكم على اليهوديين بالرجم، وكان هذا حكم التوراة، وإنما ذكر بلفظ الجمع تعظيماً له)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القرطبي (ومعنى {أَسْلَمُواْ} صدّقوا بالتوراة من لدن موسى إلى زمان عيسى عليهما السلام وبينهما ألف نبي؛ ويقال: أربعة آلاف. ويقال: أكثر من ذلك، كانوا يحكمون بما في التوراة. وقيل: معنى «أَسْلَمُوا» خضعوا وانقادوا لأمر الله فيما بُعِثوا به. وقيل: أي يحكم بها النبيون الذين هم على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم والمعنى واحد.))
قال البيضاوي ({?لَّذِينَ أَسْلَمُواْ} صفة أجريت على النبيين مدحاً لهم وتنويهاً بشأن المسلمين، وتعريضاً باليهود وأنهم بمعزل عن دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام واقتفاء هديهم)) قال إبن عطية (و {أسلموا} معناه أخلصوا وجوههم ومقاصدهم لله تعالى)
قال إبن الجوزي (في معنى «أسلموا» أربعة أقوال.
أحدها: سلموا لحكم الله، ورضوا بقضائه. والثاني: انقادوا لحكم الله، فلم يكتموه كما كتم هؤلاء. والثالث: أسلموا أنفسهم إِلى الله عز وجل. والرابع: أسلموا لما في التوراة ودانوا بها، لأنه قد كان فيهم من لم يعمل بكل ما فيها كعيسى عليه السلام. قال ابن الأنباري: وفي «المسلم» قولان.
أحدهما: أنه سُمّي بذلك لاستسلامه وانقياده لربه. والثاني: لإِخلاصه لربه،))
قال الخازن (ومعنى أسلموا: أي انقادوا لأمر الله تعالى والعمل بكتابه وهذا على سبيل المدح لهم وفيه تعريض باليهود لأنهم بعدوا عن الإسلام الذي هو دين الأنبياء عليهم السلام وقال الحسن والزهري وعكرمة وقتادة والسدي: يحتمل أن يكون المراد بالنبيين الذين أسلموا هو محمد صلى الله عليه وسلم وإنما ذكره بلفظ الجمع تعظيماً وتشريفاً له صلى الله عليه وسلم حكم على اليهود بالرجم وكان هذا الحكم فى التوراة. قال ابن الأنباري هذا رد على اليهود والنصارى لأن الأنبياء عليهم السلام ما كانوا موصوفين باليهودية والنصرانية بل كانوا مسلمين لله تعالى منقادين لأمره ونهيه))
قال إبن عادل ((وقوله: " الَّذِينَ أسْلَمُوا " صِفَةٌ لـ " النَّبِيُّونَ "، وصفَهُم بذلك على سبيلِ المَدْح، والثَّنَاء، لا عَلى سبيلِ التَّفْصِيلِ؛ فإنَّ الأنبياءَ كُلَّهُمْ مُسْلِمُونَ، وإنَّما أثْنَى عليهم بذلك، كما تَجري الأوْصَافُ على أسماء الله تعالى.
قال الزَّمخشريُّ: أجْرِيَتْ على النَّبِيِّينَ على سبيلِ المدْحِ كالصفات الجارية على القديمِ - سبحانه - لا للتفصلة والتوضِيحِ، وأُريدَ بإجرائها التَّعْرِيضُ باليهُودِ، وأنَّهم بُعداءُ من مِلَّةِ الإسلامِ الذي هو دينُ الأنبياءِ كُلِّهم في القديم والحديثِ، فإن اليهود بمعْزَلٍ عنها.))
قال إبن عاشور ((فالمراد بالّذين أسلموا الّذين كان شرعهم الخاصّ بهم كشرع الإسلام سواء، لأنّهم كانوا مخصوصين بأحكام غير أحكام عموم أمّتهم بل هي مماثلة للإسلام، وهي الحنيفية الحقّ، إذ لا شكّ أنّ الأنبياء كانوا على أكمل حال من العبادة والمعاملة، ألا ترى أنّ الخمر ما كانت محرّمة في شريعة قبل الإسلام ومع ذلك ما شربها الأنبياء قط، بل حرّمتها التّوراة على كاهن بني إسرائيل فما ظنّك بالنّبيء))
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 09:01 م]ـ
الشكر الوافي للمشرف المكرّم
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 02:49 ص]ـ
العفو أستاذ جمال ولم نفعل إلا الواجب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 09:22 ص]ـ
ما تفعله أيها القاسم فضل وإكرام
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 02:42 م]ـ
أما الفرق بين الهدى والنور فقد قال الأفذاذ فيه ما يلي
# قول الرازي ((فالهدى محمول على بيان الأحكام والشرائع والتكاليف، والنور بيان للتوحيد والنبوة والمعاد))
#أما البيضاوي فكأنه قلب رأي الرازي إذ قال ((إِنَّا أَنزَلْنَا ?لتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى} يهدي إلى الحق. {وَنُورٌ} يكشف عما استبهم من الأحكام))
# أما قول إبن الجوزي ((و «الهدى»: البيان. فالتوراة مبينة صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ومبينة ما تحاكموا فيه إِليه. و «النور»: الضياء الكاشف للشبهات، والموضح للمشكلات))
ولاحظ كيف أن إبن الجوزي خالف من سبقه من الذين قالوا أن النور هو التبشير بمحمد:= بقوله القاضي بأن الهدى هو بيان صحة نبوة محمد:=
#أمّا الشوكاني فقال ((وقوله: {إِنَّا أَنزَلْنَا ?لتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} استئناف يتضمن تعظيم التوراة، وتفخيم شأنها وأن فيها الهدى والنور، وهو بيان الشرائع، والتبشير بمحمد صلى الله عليه وسلم وإيجاب اتباعه))
# أما إبن عاشور فقال ((والنّور استعارة للبيان والحقّ، ولذلك عطف على الهُدى، فأحكامها هادية وواضحة، والظرفية. حقيقية، والهدى والنّور دلائلهما. ولك أن تجعل النّور هنا مستعاراً للإيمان والحكمة، كقوله:
{يخرجهم من الظلمات إلى النّور}
[البقرة: 132]، فيكون بينَه وبين الهدى عموم وخصوص مطلق، فالنّور أعمّ، والعطفُ لأجل تلك المغايرة بالعموم.))
أمّا مقصود إبن عاشور فهو تفسير يحتاج إلى تفسير---فالواو عنده ليست هنا بين متغايرين كليا إنما بين متغايرين في درجة العموم فالنّور أعم من الهدى عنده
--ومع أنه قال أن النّور مستعار للبيان والحق أو مستعار للآيمان والحكمة--إلا أنني صدقا لم أفهم مقصده في قوله (فيكون بينَه وبين الهدى عموم وخصوص مطلق، فالنّور أعمّ،))
ولعل أخوتي في المنتدى بما حباهم الله من مقدرة وبلاغة يشرحون لنا مقصوده(/)
ألحجاب المستور
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 05:38 ص]ـ
:::
قوله تعالى ((وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً)) 45 الإسراء
أمّا ماهو الحجاب فقد قال الجوهري في مادة حجب (الحجاب: السِتْرُ))
وقال في مادة ستر (السِتْرُ: واحد السُتور والأستار. والسُتْرة: ما يُسْتَرُ به كائناً ما كان. وكذلك السِتارة، والجمع السَتائر. والسَتْرُ بالفتح: مصدر سَتَرْتُ الشيءَ أَسْتُرُهُ، إذا عطَّيْتَه، فاستتر هو. وتَسَتَّرَ، أي تَغَطَّى. وجارِيَةٌ مُسَتَّرَةٌ، أي مُخَدَّرَةٌ. وقوله تعالى: "حِجاباً مَسْتوراً"، أي حجاباً على حِجابٍ، والأوّل مَسْتورٌ بالثاني، يُزادُ بذلك كثافة الحجاب لأنَّه جَعَل على قلوبهم أكِنَّةً وفي آذانهم وَقْراً. ويقال: هو مفعول جاء في لفظ الفاعل، كقوله تعالى: "إنَّه كانَ وَعْدُهُ مأتِيَّا"، أي آتياً.))
قبل أن ندخل في مناقشة الآية---فهل هناك ما يلفت الإنتباه في كلام الجوهري؟؟
ولأعينكم أقدم لكم ما قاله صاحب لسان العرب في نفس المادة
(وقوله تعالى: جعلنا بينك وبين الذين لا يؤْمنون بالآخرة حجاباً مستوراً؛ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مفعولاً في معنى فاعل، كقوله تعالى: إِنه كان وعْدُه مَأْتِيّاً؛ أَي آتِياً؛ قال أَهل اللغة: مستوراً ههنا بمعنى ساتر، وتأْويلُ الحِجاب المُطيعُ؛ ومستوراً ومأْتياً حَسَّن ذلك فيهما أَنهما رَأْساً آيَتَيْن لأَن بعض آي سُورَةِ سبحان إِنما وُرا وايرا وكذلك أَكثر آيات كهيعص إِنما هي ياء مشدّدة. وقال ثعلب: معنى مَسْتُوراً مانِعاً، وجاء على لفظ مفعول لأَنه سُتِرَ عن العَبْد، وقيل: حجاباً مستوراً أَي حجاباً على حجاب، والأَوَّل مَسْتور بالثاني، يراد بذلك كثافة الحجاب لأَنه جَعَلَ على قلوبهم أَكِنَّة وفي آذانهم وقراً.)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 10:43 ص]ـ
أين رد المفكرين؟؟
ـ[نبراس]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 02:13 م]ـ
أين المفكرون؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 03:33 م]ـ
[ B] أحسنت فقد أثبت كونك مفكرا
حبذا لو صححها لنا المشرف----
هي أين رد المفكرين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 03:57 م]ـ
طيب
هي نقطة الإعتراض على ما ورد لدى الجوهري في قوله
((ويقال: هو مفعول جاء في لفظ الفاعل،))
وربما أن الخطأ مطباعي---أو من المحقق----لأنها مفعول في معنى الفاعل لا لفظه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 05:43 م]ـ
هل حقا المستور في قوله تعالى ((وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً)) -- بمعنى السّاتر؟
لكن الحجاب هو نفسه الساتر فلم التكرار إذن؟؟
قالوا هذا يدل على تعدد الأحجبة أو السواتر--أي ساتر يتلوه ساتر
ألا يكفي ساتر واحد؟؟ ---
نعم يكفي لأنه ما سمي بالساتر إلا لتحقق الستر فيه
إذن لا بدّ أن يكون مستورا--أي جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون حجابا مستورا بالفعل---
حجاب مستور لا يبصره الآخرون ---هذه هي المسألة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 07:38 م]ـ
هذه القصة أوردها بعض المفسرين
ومفادها (أقبلت العوراء أم جميل ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول:
مذمما أبينا ... ودينه قلينا ... وأمره عصينا
ورسول الله جالس، وابو بكر رضي الله عنه إلى جنبه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك؟ فقال: " إنها لن تراني " وقرأ قرآنا اعتصم به. كما قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ ?لْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِ?لآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً}. قجاءت حتى قامت على أبي بكر رضي الله عنه فلم تر النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا ابا بكر، بلغني أن صاحبك هجاني!؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: لا ورب هذا البيت ما هجاك. فانصرفت وهي تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها. غلى غير ذلك من الرويات بهذا المعنى.))
والقصة أوردها الإمام السيوطي قائلا". أخرج أبو يعلى وابن حاتم وصححه. وابن مردويه، وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن اسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما "
وهي قصة تبين أن الحجاب كان يستر الرسول:= عن أعدائه حقيقة
وأنا مرتاح لهذا التفسير
قال إبن عادل في (اللباب في علوم الكتاب)
((قوله تعالى: {مَّسْتُوراً} أنَّ الله تعالى يخلق حجاباً في عيونهم يمنعهم ذلك الحجاب عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيء لا يرى، فكان مستوراً من هذا الوجه.))
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أحييك أخي أبا بكر على هذا النفس الطويل .. والمدد العظيم ..
أما بالنسبة للآية الكريمة من سورة الإسراء .. فإنها تبيّن كيف أن ألفاظ القرآن الكريم تخرق حجب الزمان والمكان في معانيها المنتقاة بدقة عجيبة ..
إذ من المعلوم أن الحجاب يكون ساتراً لا مستوراً .. وعليه كان أن يقال "ساترًا"!
ولكن عند تدبّر الآية الكريمة، نجد أن عدول القرآن عن ذلك هو المبالغة في قوة المعنى. فالحجاب الذي جُعل بين الكافرين وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وما يتلوه من آيات بيّنات، لعدم انتفاعهم بها وشدّة نفورهم عنها .. كاد أن يكون لقوّة ستره مستوراً.
أي أن أثره تعدّى موضعه حتى شمل الحجاب نفسه .. فتأمّل!!!
ففي التعبير تخييل على حدّ قول الشاعر:
وما أنا وحدي قلتُ ذا الشعرَ كُلَّهُ ---- ولكن لشعري فيكَ من نفسه آياتُ شِعْرِ
ولا يخفى أن في العبارة مجاز عقلي .. وكذلك يقال في قوله تعالى: "فهو في عيشة راضية" مما أطلق عليه: إيقاع فاعل موقع مفعول.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 10:15 م]ـ
أخ لؤي
هل أفهم من كلامك أن الحجاب عندك ليس حقيقيا يغطي أبصار الكفار فلا يرون النبي:=
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 11:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
الأخ جمال وفقه الله وهدانا وإياه إلى سواء السبيل ..
ومن أنا يا أخي ليكون (عندي) الحجاب ليس حقيقياً؟
تدبّر قول الطبري رحمه الله تعالى في تأويله لهذه الآية الكريمة:
يقول: وإذا قرأت يا محمد - صلى الله عليه وسلم - القرآن على هؤلاء المشركين الذين لا يصدقون بالبعث، ولا يقرون بالثواب والعقاب، جعلنا بينك وبينهم حجابا، يحجب قلوبهم عن أن يفهموا ما تقروه عليهم، فينتفعوا به، عقوبة منا لهم على كفرهم.
والحجاب ههنا: هو الساتر، كما:
16858 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا} الحجاب المستور أكنة على قلوبهم أن يفقهوه وأن ينتفعوا به، أطاعوا الشيطان فاستحوذ عليهم. حدثنا محمد، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة {حجابا مستورا} قال: هي الأكنة.
16859 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا} قال: قال أبي: لا يفقهونه، وقرأ {قلوبهم في أكنة وفي آذانهم وقر} لا يخلص ذلك إليهم.
وكان بعض نحويي أهل البصرة يقول:
معنى قوله {حجابا مستورا} حجابا ساترا، ولكنه أخرج وهو فاعل في لفظ المفعول، كما يقال: إنك مشئوم علينا وميمون، وإنما هو شائم ويامن، لأنه من شأمهم ويمنهم. قال: والحجاب ههنا: هو الساتر. وقال: مستورا. وكان غيره من أهل العربية يقول: معنى ذلك: حجابا مستورا عن العباد فلا يرونه.
وهذا القول الثاني أظهر بمعنى الكلام أن يكون المستور هو الحجاب، فيكون معناه: أن لله سترا عن أبصار الناس فلا تدركه أبصارهم، وإن كان للقول الأول وجه مفهوم. (والكلام ما زال للطبري رحمه الله) ..
فما جاء في مداخلتي من إضافة إلى هذا التأويل، كان مجرد لمسة من التعبير البياني المعجز في وصفه لهذا الحجاب المستور ..
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 07:36 م]ـ
أخي لؤي
لا تتواضع زيادة عن اللزوم وإن كان التواضع عند الأكرمين فضيلة(/)
من الإعجاز النفسي في القرآن الكريم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 01:06 ص]ـ
من الإعجاز النفسي في القرآن الكريم
الدكتور عودة الله منيع القيسي ـ لغويّ وناقد أدبي
معروف أن أنواع الإعجاز في القرآن الكريم لا تنتهي، أماَ قال رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – عن القرآن: " .. لا يخلَقُ على الردّ، ولا تنقضي عجائبه "؟ (1) (ولا يخلق – بفتح اللام-: لا يبلى، والردّ: التكرار)، فمن أنواع الإعجاز فيه: الإعجاز اللغوي، والإعجاز العلمي (الفلكي والطبي وطبقات الأرض) والإعجاز الغيبي (العقيدي والتاريخي) والإعجاز التشريعي، والإعجاز التربوي والإعجاز الحكمي، والإعجاز في النظر الاجتماعي، والإعجاز في النظر النفسي، إلى غيرها من أنواع الإعجاز.
وفي هذه المرة سنقف على تصنيف القرآن إلى حالات النفس الثلاث، وهي حالة أمْرِها بالسوء عند الأشرار، أو عند غير الأشرار، ولكن قليلاً. وحالة اللوم، وغالباً ما تكون عند الناس الهُوج أصحاب القلوب الطيبة الذين يكثرون من الأخطاء، وإن كانت صغيرة، وهؤلاء يلومون أنفسهم عَقِبَ كل خطأ. وحالة الاطمئنان، وهي حالة نفس أولئك الذي يكثرون من الأعمال الصالحة، ولا يرتكبون الكبائر، ويتوكلون على الله تعالى، ويقبلون بحكمه.
وهؤلاء الفريق الأخير هم المؤمنون الذين قال عنهم رسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم – " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر، فكان خيراً له" (2) ولذلك فهو مطمئن النفس، راضٍ بقضاء الله تعالى وقدره.
* * *
وبعد الوقوف على الآيات التي تقرر حالات النفس الثلاث – نأتي بثلاث آيات أخرى تدل على التفوق في التعبير عن حركات النفس وخلجاتها، حَسَبَ المواقف والظروف، نناقشها من حيث دلالتها النفسية.
وهذه الآيات الثلاث هي:
الآية الأولى: " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء " (يوسف – 53)
والثانية: " لا أقسم بيوم القيامة. ولا أقسم بالنفس اللوامة" (القيامة 1، 2)
والثالثة هي: " يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية " (الفجر – 27، 28).
هذه ثلاث حالات للنفس، في كل آية حالة، فالنفس أمّارة بالسوء أحياناً وعند بعض الناس، وهي لوّامة عند الناس المتطهرين، وهي نفس مطمئنة عند المؤمنين، ولا شك أن الأشرار تأمرهم بالشر بنسبة – 90% تقريباً، وتأمر بالشر قليلاً بنسبة – 30% تقريباً عند عامة الناس، ولا تأمر بالشر أكثر من – 10% تقريباً عند الناس المتطهرين المؤمنين.
لأن الأصل في طبيعة الإنسان – كما قال الفيلسوف اليوناني " أبيقور" في اليونان القديمة - أنه يبحث عن (اللذة) وإن كانت محرمة، وإن كانت شراًّ للآخرين - ويفرّ من "الألم" وإن كان واجباً، وفيه منفعة للآخرين، ولكن الناس يتفاوتون في إقبالهم على اللذة المحرمة، ويتفاوتون في فرارهم من الألم وإن كان واجباً، حسب النسبة الآنفة الذكر.
ولهذا .. نزلت الأديان لتبيّن للناس أنواع اللذة المباحة ليكونوا أحراراً في التنعم بها، ولتبيّن لهم اللذة المحرمة ليجتنبوها. وتبين لهم ما هو مؤلم ولكنه واجب ليحملوا أنفسهم على الأخذ به، لأن الأديان من أهدافها الرئيسية بناء إرادة الإنسان، والصبر على الفعل الذي يسبب الألم هو دليل على أن الشخص ذو إرادة قوية. ثم .. تترك لهم حرية اجتناب المؤلم الذي واجبَ فيه، ولا خير فيه.
ولهذا أيضاً اضطرت المجتمعات التي تبقي الأديان مقصورة على مجال الروح، وليس لها علاقة بالحياة اليومية – اضطرت إلى أن تنظم حياتها على أساس " عقد اجتماعي" يترجم إلى سياسة وإدارة واقتصاد .. حتى لا تكون الحياة كالغابة؛ تأكل الحيوانات القوية فيها الحيوانات الضعيفة، وحتى يكون أمن واستقرار، وحياة مقبولة لعيش الإنسان.
هذا كله يعني أن القرآن عبّر عن حالات النفس المختلفة التي لا مزيد عليها. فإذا عرفنا أنه نزل على أمة أُمّية أدركنا أن له سبقاً في بيئته في هذا المجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- أما التفوق في التعبير عن حركات النفس فيتمثل في قوله تعالى: " ولقد جاءت رسلنا إبراهيمَ بالبشرى، قالوا سلاماً، قال: سلام، فما لبث أن جاء بعجل حنيذ. فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نَكِرَهم، وأوجس منهم خيفة، قالوا: لا تخف، إنا أرسلنا إلى قوم لوط ... فلما ذهب عن إبراهيم الروعُ وجاءته البشرى، يجادلنا في قوم لوط" (هود – 69، 70، 74).
لاحظ أن الرسل قالوا سلاماً، أي: قالوا أي عبارة فيها معنى السلام أي: كأنه قال: "قالوا سلاماً" ما .. ولذلك لم نضع نقطتين بعد (قالوا).
أما إبراهيم فقال: سلام، أي: خصّهم بتحية الإسلام المعهودة وهي (سلام). وقد يُسأل: لماذا لم يكمل السلام بأن يقول: عليكم سلام، أو سلام عليكم؟ الجواب – أن الاكتفاء بكلمة (سلام) يدل على حالة إبراهيم النفسية؛ فهؤلاء الضيوف قوم غرباء، ولذلك فأول ما يتبادر إلى ذهن إبراهيم الشّك فيهم. ولهذا كان احتشاده النفسي وتوتره العصبي - في مثل حالة الشك هذه – لا يجعلانه يسيل بالألفاظ، وإنما يقتصر على الحد الأدنى من السلام، ليظل متنبهاً حذراً مما عساهم يأتون به من شرّ. إنه يريد – بوعي وبغير وعي – أن يدّخر قوته للفعل إذا لزم الفعل.
ثم .. لاحظ أن إبراهيم أوجس خيفة من هؤلاء الضيوف / الملائكة الذين ظهروا بصورة البشر – فلما طمأنوه، إذ قالوا له: " لا تخف، إنا أرسلنا إلى قوم لوط" وعرف أنهم ملائكة .. ذهب عنه الروع أي: الفزع أو الخوف الشديد. عندئذ .. أخذ يجادلهم في قوم لوط. هذا يعني أنه ما كان يمكن – نفسياً – أن يجادلهم في قوم لوط، قبل أن يذهب عنه الروع. فالشيء الطبيعي الذي يقرّه العقل هو أن يدّخر قوته النفسية لكي يجادلهم في شأنه هو لا في شأن قوم لوط، لأن الإنسان في الأصل يدافع عن نفسه قبل أن يدافع عن غيره. أما ترى في أسطورة "الإلياذة" أن البحّارة الذين عضّهم الجوع بنابه أوقدوا النار وصنعوا لهم طعاماً وأكلوا حتى شبعوا، وبعد ذلك .. بكواْ على زميلهم الذي التهمته حيتان البحر (3)؟
أفترى أن هناك تعبيراً عن طبيعة النفس البشرية أدقّ من هذا التعبير في مثل هذه الحالة؟
ثم .. لاحظ أن التعبير لم يكن: (أخذ يجادلنا في قوم لوط) وإنما استغنى عن (أخذ) وبدأ بكلمة (يجادلنا)، لأن التعبير المقترح يعني أنه تمهّل – بعد أن ذهب عنه الروع – قبل أن يبدأ بالجدال، أما تعبير القرآن فهو يدل على أنه – بعد أن ذهب عنه الروع _ هجم هجوماً على مجادلتهم، وما كان ممكناً – حسب حالته النفسية – أن يفعل غير ذلك، أي: أن يتمهّل، لأن لوطاً هو ابن أخي إبراهيم، ولذلك كان ملهوفاً أن يقدم رأيه لهم في قوم لوط (لأنه، أي: إبراهيم كان يخشى أن يصيب ابن أخيه ما يصيب قوم لوط). فإذا عرفت أن إبراهيم عرف أنهم ملائكة (إذ أخبروه بذلك)، والملائكة قد يختفون خلال لحظة واحدة، فلا بد من أن يهجم على مجادلتهم هجوماً، حتى يعرف رأيهم قبل أن يختفوا ولو كانوا بشراً، فقد يماشيهم إذا غادروا بضع كيلوات مِترية، قبل أن يتركهم، وفي أثناء ذلك يحدثهم أو يجادلهم في قوم لوط، وعند ذلك فلا حاجة إلى الهجوم على جدالهم هجوماً، ولكن الحالة هي على وصفنا آنفاً.
ثم .. لاحظ أن القرآن لم يقل – وقوله الحق –: (فلما ذهب عن إبراهيم الروع يجادلنا في قوم لوط) بل جاءت عبارة متوسطة بينهما هي: (وجاءته البشرى) (4)، لأن العبارة لو كانت على الوجه الأول لضعف قول القرآن: (يجادلنا في قوم لوط) من ناحية نفسية. لماذا؟ الجواب أن الذي (يذهب عنه الروع) فحسب .. لا بد من أن يقضيَ وقتاً .. خمس دقائق بل أو خمس ساعات " يلملم" تشتّت نفسه قبل أن يتجاوز شأن نفسه، وينتقل إلى المجادلة في شأن ابن أخيه.
لكن عبارة (وجاءته البشرى) جعلته ينتقل (بثقة) من حالة التشتت النفسي إلى حالة الاجتماع النفسي، بحيث أصبح طبيعياًّ في مثل هذه الحالة التي اجتمعت فيها نفسه أن يتجاوز التشتت، وأن ينتقل إلى المجادلة في شأن ابن أخيه – لوط.
فإذا عرفت أن القرآن لم يقل: (فلما ذهب عن إبراهيم الروع .. جاءته البشرى) أي: دون إدخال " واو" العطف، بل جاء بواو العطف – أدركت أن الأمر جاء على أحكم تعبير عن حالة إبراهيم النفسية؛ لأن التعبير – دون واو – يعني أن البشرى جاءت إبراهيم بعد أن ذهب عنه "الروع" وقبل أن يلملم تشتّت نفسه، ولكن – الواو – تعني أنه مضى وقت – ما – بين ذهاب الروع عن إبراهيم، وبين مجيء البشرى له. هذا الوقت كان " كافياً " ليلملم شعث نفسه، إذن – عندما جاءته البشرى كان في حالة نفسية طبيعية، مكّنته من أن ينتقل – بعد مجيء البشرى مباشرة – للمجادلة في شأن قوم ابن أخيه لوط.
الهوامش:
- الترمذي: محمد ابن عيسى السُّلَميّ – السنن: 8/ 113 - القاهرة / مطبعة مصطفى البابي الحلبي – تحقيق أحمد محمد شاكر.
مسلم ابن الحجاج القشيريّ – الصحيح: 4/ 3395 – بيروت / دار إحياء التراث العربي.
الأساطير أعمال أدبية تعبر عن الحياة البدائية، ولكنها تحسن التعبير عن حالات النفس البشرية، لأن النفس .. صُقلت، ولكن لم تتطور على طول العصور، يدلك على ذلك أن الشعر العربي الجاهلي يعبر عن فطرة النفس أكثر من تعبير الشعر في العصور اللاحقة، أما العقل فقد تطوّر.
البشرى: هي أن الملائكة بشّرت زوجة إبراهيم بأنه سيأتيه غلامان من زوجته العجوز: " وامرأته قائمة فبشّرناها بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب" (هود – 71).
مجلة الفرقان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 05:20 م]ـ
مقال جميل ..
بارك الله فيك ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 10:13 م]ـ
الأخت أنوار
معذرة فليت الكاتب تحاشى هذا الكلام
((ولا شك أن الأشرار تأمرهم بالشر بنسبة – 90% تقريباً، وتأمر بالشر قليلاً بنسبة – 30% تقريباً عند عامة الناس، ولا تأمر بالشر أكثر من – 10% تقريباً عند الناس المتطهرين المؤمنين.
لأن الأصل في طبيعة الإنسان – كما قال الفيلسوف اليوناني " أبيقور" في اليونان القديمة - أنه يبحث عن (اللذة) وإن كانت محرمة، وإن كانت شراًّ للآخرين - ويفرّ من "الألم" وإن كان واجباً، وفيه منفعة للآخرين، ولكن الناس يتفاوتون في إقبالهم على اللذة المحرمة، ويتفاوتون في فرارهم من الألم وإن كان واجباً، حسب النسبة الآنفة الذكر.))
ـ[أحلام]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 12:54 م]ـ
الاخت أنوار الامل الفاضله مشكورة جدا على هالموضوع القيم جدا .....
ووفقك الله لما فيه الخير ...
أختك أحلام(/)
لطيفة:"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 06:03 م]ـ
:::
قوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) 106 هود
أتدرون ما في هذه الآية من هزء وسخريّة بالكافرين---؟
أنا أخبركم ومن أعجبه الكلام فليدع للسّمين الحلبي الذي ذكرها في كتابه القيّم عمدة الحفّاظ فقال
((قيل الزفير أول نهيق الحمار والشهيق آخره--والمعنى أنّهم جامعون في استغاثتهم بين هذين الوصفين المنكرين في أصواتهم))
إذن فالموضوع يتعلق بصوتين يظهرهما الحمار لا أن الكفار يتنفسون شهيقا وزفيرا كما نعلم من دروس العلوم(/)
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 10:40 م]ـ
:::
قال تعالى (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ)) الحجر 94
قال فيها الخطيب القزويني في الآيضاح
(وأما استعارة محسوس لمعقول فكقوله تعالى: " فاصدع بما تؤمر " فإن المستعار منه صدع الزجاجة وهو كسرها وهو حسي والمستعار له تبليغ الرسالة والجامع لهما التأثير وهما عقليان، كأنه قيل أبن الأمر إبانة لا تنمحي كما لا يلتئم صدع الزجاجة،)
الله الله---المحسوس هو كسر الزجاج
المعقول هو تبليغ الرسالة
وجه الشبه بين المستعار منه والمستعار له هو التأثير.
أي بلّغ الرسالة تبليغا لا ينمحي من العقول كمثل الزجاج المكسور الذي يظل الكسر فيه لا يزول
هل ياترى قال المفسرون بنفس جمال قوله؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 05 - 2005, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وهل سمعت أخي الكريم بالأعرابي، الذي حين سمع قول الحق تبارك وتعالى "فاصدع بما تؤمر" خرّ ساجداً؟ فلما سُئل: هل أسلمت؟ قال: لا، بل أسجد لبلاغة هذا الكلام!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 05 - 2005, 04:02 ص]ـ
السلام عليكم
أرجو من المشرف أن يستبدل بالآية التي في رد الأخ الطيبي الآية التي في المشاركة الأصلية ثم حذف هذا الطلب كليّا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 07:29 م]ـ
شكر الله لكما!(/)
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 05 - 2005, 06:18 م]ـ
:::
قال تعالى ((فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ) الفجر 13
فهل يصبّ السوط؟؟
نحن نعرف أن السائل يصبّ--ويسميها علماء الموائع خاصية الجريان
أمّا أن يصب ّ السوط فلابد من استعارة هنا.
المستعار منه إنصباب السائل---والمستعار له حركة السوط
ووجه الشبه هو الإحاطة و السرعة والكثرة---فقد استعار انصباب السائل لحركة السوط حين نزوله على جسد المذنب للدلالة على سرعة آيقاع العذاب بالمذنب---والسائل المصبوب كثير في كميته كما العذاب --والسائل المصبوب على الجسم يحيط بالجسم وكذلك العذاب
قال إبن عاشور
(والصب حقيقته: إفراغ ما في الظرف، وهو هنا مستعار لحلول العذاب دَفعة وإحاطته بهم كما يصب الماء على المغتَسِل أو يصب المطر على الأرض، فوجه الشبه مركب من السرعة والكثرة)(/)
خرافة العامل النحوي الفلسفي
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[25 - 05 - 2005, 11:33 ص]ـ
خرافة العامل النحوي الفلسفي
ملحوظة: كلمة العامل في النحو العربي تعني: الطالب أو المحتاج
والمعمول: هو المطلوب أو المحتاج إليه.
"إن التعليق هو الفكرة المركزية في النحو العربي، وأن فهم التعليق على وجهه كافي وحده للقضاء على خرافة العامل النحوي" (1)
نعم، التعليق القائم على فكرة البناء ومنزلة المعنى هو الجدير بالقضاء
على خرافة العامل النحوي، وذلك لأن الكلام يبنى بعضه على بعض، فالمتأخر يبنى على المتقدم، والمطلوب يبنى على الطالب سواء أتقدم المطلوب أو تأخر إذا كان بين المبني عليه والمبني علاقة احتياج وعدم استغناء، فيأخذ الكلام بعضه بحجز بعض، بناء على منزلة المعنى، وعندها سيصبح لكل مقام مقال، ولكل كلمة مع صاحبتها مقام.
فالكلام اختيار وتأليف بحسب قوة العلاقة المعنوية، والمتقدم في الرتبة متقدم في المنزلة والمكانة، والمتأخر في الرتبة متأخر في المنزلة والمكانة، فعندما يقوم المتكلم بنطق أول كلمة نجد الكلمات تتلاحق وتتوالى بعضها في إثر بعض بناء على منزلة المعنى وخاصية الجذب المعنوي، في الترتيب الأصلي للكلام وفي العدول عن أصل الترتيب، فالمتقدم في النطق متقدم في الأهمية والمتأخر في النطق متأخر في الأهمية، والمعاني تتحول إلى ألفاظ بصورة مباشرة، بناء على الأهمية، فيترتب الكلام من الأهم إلى الأقل أهمية في الأ صل وفي العدول عن الأصل.
والسلام عليكم
----------------------------------
(1) تمام حسان-اللغة العربية معناها ومبناها
-------------------------------
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 05 - 2005, 05:25 م]ـ
أخي عزام وفقه الله
معذرة .. فقد كتبت ردا في منتدى النحو ولما رأيتك أعدت الموضوع هنا أحببت أن أثبت الرد هنا أيضا وذلك لأهمية الموضوع، وإليكم ما كتبته هناك.
أخي عزام وفقه الله
بارك الله في جهودك التي تبذلها في جعل المعاني أساسا لتوجيه الإعراب وأساسا لترابط الكلمات في التركيب، لكني أعارض بشدة من يزعم أن مفهوم العامل النحوي خرافة، وإني على يقين أن كل من يزعم ذلك لا يفهم ما المراد بالعامل عند النحاة فهو مثل ابن مضاء الذي لم يفقه النحو وراح يناقش النحويين ويرد عليه، وحسبك أن عبد القاهر الجرجاني النحوي _ وهو خير من درس المعاني _ كان من الذين شيدوا بنيان مفهوم العامل النحوي، ومختصراه (الجمل) و (العوامل المائة) خير دليل على ذلك، وهو نفسه صاحب دلائل الإعجاز_ وأعظم به كتابا في المعاني_ فالنظم مبني على فهم المعاني النحوية التي تؤديها الكلمات في التركيب اللغوي المفيد، ومعاني النحو أساسها فهم العوامل فهما عميقا.
فليس في النحو العربي خرافة اسمها العامل النحوي، بل الخرافة قول من يدعي أن العامل النحوي خرافة، ولا أدري كيف يجيز هؤلاء ان يَسِموا العامل النحوي بالخرافة وهذا التراث النحوي الضخم كله مبني على هذا المفهوم، وتكفيك نظرة واحدة في كتاب سيبويه لتعلم أن العامل هو أهم محور تدور عليه بحوث الكتاب.
مع التحية الطيبة والتقدير.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 05 - 2005, 06:29 م]ـ
نقلت هذا الموضوع لكي تعرفوا شيئا عن" العامل النحوي"--------------------------------------------
العامل النحوي: هو الذي يعمل في غيره فيؤثر في حركة آخره إن كان معربا، وفي محله إن كان مبنيا والعوامل نوعان لفظية ومعنوية.
فالعامل اللفظي
هو المذكور في الكلام كالفعل الذي يرفع الفاعل وينصب المفعول والمشتقات العاملة عمل الفعل، والحروف المختصة كحروف الجر والنواصب والجوازم والأحرف المشبهة بالفعل.
وقد يكون العامل اللفظي غير مذكور ولكنه بمثابة ذلك لدلالة الكلام عليه مثل رب التي تحذف فتدل عليها الواو أو الفاء وأن الناصبة المضمرة بعد لام التعليل.
وهذه العوامل على قسمين أصلية وفرعية:
- الأصلية هى التي تقوم بالعمل أصالة كالفعل والأحرف المشبهة بالفعل وإن الشرطية الجازمة.
- الفرعية: تعمل حملا على غيرها كالمشتقات العاملة عمل الفعل (اسم الفاعل، اسم المفعول، ... ) و ما، لا، لات، ان التافيات العاملات عمل ليس ولا النافية للجنس.
والعامل المعنوي:
عامل قدره النحاة تقديرا وافترضوه افتراضا لأنهم جعلوا لكل حركة سببا أو عاملا أتى بها، ثم وجدوا أن المبتدأ مرفوع فقالوا: العامل فيه هو الابتداء، وهو التجرد من العوامل اللفظية ووجدوا كذلك أن الفعل المضارع يرفع إذا تجرد عن الناصب والجازم فجعلوا هذا التجرد من العوامل اللفظية هو العامل في المضارع.
وقد أثارت فكرة العامل وفلسفة النحاة فيه جدلا طويلا بين الباحثين فهاجمه البعض وحمله تبعة التعقيد الذي نشكو منه ودعا إلى نبذه. ولكن رغم ذلك التعقيد فإن جهد العلماء في هذا الميدان قد أوجد ثروة علمية غنية تدل على فكر عميق منظم وأعان عى بناء صرح علمي دقيق ورائع مازالت كل محاولات المجددين وحملات الهدامين تقف عاجزة أمامه أو وضع بديل عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 05 - 2005, 08:45 م]ـ
لا عزام المهاجم
ولا الأغر المدافع---لم يفلحا لا في الهجوم ولا في الدفاع----فهيا مزيدا من التوضيح مع الأمثلة لو سمحتما
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 11:43 ص]ـ
أخي جمال: أناأتحدث عن العامل والمعمول الفلسفي، وعمن حولوا العلاقة المعنوية بين العامل والمعمول من علاقة معنوية تقوم على الا حتياج ومنزلة المعنى كما هو الحال عند سيبويه والمبرد والجرجاني وغيرهم الى علاقة فلسفية ومنطقية تقوم على التأثير والتأثر والوعاء والنار والتسخين
وقد بينت في بداية المشاركة أن العامل في النحو العربي هو الطالب او المحتاج والمعمول هو المطلوب أوالمحتاج اليه, وليس هذا هو العامل والمعمول المقصود بالخرافة، فالنحو العربي هو نحو الأوائل ا لذي يقوم على المعنى بل الخرافة تخص العامل الفلسفي والعنوان يوضح ذلك
الكثير لم يفهم مقصود الأوائل بالعامل، وقد وضحت هذا في مشاركة: بناء الجملة العربية
ونظرية النظم الجرجانية، أرجو أن تعود لها
مع التحية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 02:20 م]ـ
أمرك---أنا مع الأوائل وعلم الأوائل
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 05 - 2005, 10:57 ص]ـ
الأمر لله أخي جمال
تحياتي لكم
ـ[النفس]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 09:45 م]ـ
في نحو النفوس المفاعيل تنسب على سبيل المجاز للخليقة. ولكن المعلم الحق من يذكر بالنسبة على سبيل الحقيقة, فيغدو كل شئ من أمر الله, فلا تعود عصا موسى عصا, ولا يستقيم "سآوي إلى جبل يعصمني من الماء"ويستيقن الناس"لا عاصم اليوم من أمر الله"(/)
هل إصابة الآخرين بالعين ممكنة؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 05:46 ص]ـ
قال تعالى
((وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)) القلم 51
هل من الممكن أن يكون معنى " ليزلقونك" هو "يعتانونك" أي يصيبونك بالعين---ولكن الله حمى رسوله من " ضربة العين " هذه
أنظروا بعض ما جاء في لسان العرب حول مادة "زلق"
(وقوله تعالى: وإِن يكادُ الذين كفروا لَيُزْلِقُونك بأَبصارهم؛ أَي ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عن مقامك الذي جعله الله لك، قرأَ أَهل المدينة ليَزْلِقونك، بفتح الياء، من زَلَقْت وسائرُ القراء قرؤوها بضم الياء؛ الفراء: لَيُزْلِقونك أَي لَيَرْمون بك ويُزيلونك عن موضعك بأَبصارهم، كما تقول كاد يَصْرَعُني شدَّةُ نظرهه وهو بيِّن من كلام العرب كثير؛ قال أَبو إِسحق: مذهب أَهل اللغة في مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إِليك نظر البُغَضاء أَن يصرعوك؛ يقال: نظر فلان إِليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصْرَعُني، وقال القتيبي: أَراد أَنهم ينظرون إِليك إذا قرأْت القرآن نظراً شديداً بالبغضاء يكاد يُسْقِطك؛ وأَنشد: يَتقارَضونَ، إذا الْتَقَوْا في مَوْطِنٍ، نظراً يُزِيلُ مَواطِئ الأَقْدامِ
وبعض المفسرين يذهب إِلى أَنهم يصيبونك بأَعينهم كما يُصِيب الغائنُ المَعِينَ؛ قال الفراء: وكانت العرب إذا أَراد أَحدهم أَن يَعْتانَ المالَ يجُوع ثلاثاً ثم يعرِض لذلك المال، فقال: تالله ما رأَيت مالاً أكثرَ ولا أَحسنَ فيتساقط، فأَرادوا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك فقالوا: ما رأَينا مثل حُجَجه، ونظروا إِليه ليَعِينوه.
وأعاد إبن عطية نفس الكلام تقريبا في "المحرر الوجيز"
قال إبن عطية ((وذهب قوم من المفسرين إلى أن المعنى: يأخذونك بالعين، وذكر أن الدفع بالعين كان في بني أسد، قال ابن الكلبي: كان رجل يتجوع ثلاثة أيام لا يتكلم على شيء إلا أصابه بالعين، فسأله الكفار أن يصيب النبي عليه السلام، فأجابهم إلى ذلك، ولكن عصم الله تعالى نبيه، قال الزجاج: كانت العرب إذا أراد أحدهم أن يعتان شيئاً، تجوع ثلاثة أيام، وقال الحسن: دواء من أصابه العين أن يقرأ هذه الآية،))
هل هذا ممكن؟؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم
شكرا لك أستاذي الكريم
في ظني (والظن وهم ومزلّة) أن هذا ممكن، ولكنه على غير الصورة التي ذكرت، والعين حق وقد ذكرها رسولنا عليه الصلاة والسلام بأنها تولج الجَمَلَ في سَمِّ الخياط أو تدخله القِدر، أو كما قال عليه الصلاة والسلام0
ولاأتصور أن صاحب العين يتربص بهذه الطريقة الذي ذكرت، ولكن قد يكون ذلك عندما يرى شيئا من ذلك مباشرة فيصيبه بعينه حالا، ولو لم تكن العين حق لما جاءت بذلك الأذكار التي تحمي منها 0
أقول هذا على عجل، وأسأل الله العصمة من الزلل والخطل 0
والله تعالى أعلم وأحكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 07:01 م]ـ
أبا سارة
المشرف المفضال---
# هناك حكايات عن الإصابة بالعين
مثل (يحكى أن أحد الأشخاص كان يصيب بالعين , وكان يعرف ذلك من نفسه وقد كبر وأسنَّ وكُفَّ بصره.
وذات يوم قال له بعض الناس ممن في قلوبهم مرض , إن فلاناً من الناس عنده جمل سمين وكبير , وليس في جمالنا ما يشبهه لا في كبر الجسم والسنام، ولا في جمال الشكل والمنظر.
وقالوا للرجل الكفيف: لو كنت بصيراً لطلبنا منك أن تصيبه بالعين حتى نرتاح منه وكان ذلك لشدة حسدهم وغيرتهم.
فقال لهم الرجل الكفيف: لا عليكم، اعملوا لي كومة من التراب تشبه سنام الجمل.
وعملوا له ما أراد، فقام يتحسّسها وجعل يمرّ بيده عليها عدة مرّات وهو ويتخيّل ذلك الجمل ويقصده بكلامه ويقول: ما أسمن هذا الجمل وما أكبر سنامه، وما أكثر شحمه ولحمه! ماذا يطعمه صاحبه حتى أصبح بهذا الحجم!
فيقال إن الجمل وقع عند صاحبه ومات على الفور.))
---------------------
#" يعتانون"---هل لك أن تفكر معي في هذا التصريف الذي يعني " يأخذونك بالعين"--ولم أجد هذا المعنى في لسان العرب
--------------------
# إبن عاشور في تفسيره للآية لم يتطرق إلى موضوع الإصابة بالعين بتاتا
قال
((والزلَق: بفتحتين زَلل الرجل من مَلاَسَةِ الأرض من طين عليها أو دهن، وتقدم في قوله تعالى:
{فتُصْبِحَ صعيداً زلَقاً}
في سورة الكهف (40).
ولما كان الزلق يفضي إلى السقوط غالباً أطلق الزلق وما يشتق منه على السقوط والاندحاض على وجه الكناية، ومنه قوله هنا ليَزْلقونك،} أي يسقطونك ويصرعونك.
وعن مجاهد: أيْ ينفذونك بنظرهم. وقال القرطبي: يقال زلق السهم وزهق، إذا نفذ، ولم أراه لغيره، قال الراغب قال يونس: لم يسمع الزلق والإِزلاق إلاّ في القرآن اهـ.
قلت: وعلى جميع الوجوه فقد جعل الإِزلاق بأبصارهم على وجه الاستعارة المكنية، شبهت الأبصار بالسهام ورمز إلى المشبه به بما هو من روادفه وهو فعل (يزلقونك) وهذا مثل قوله تعالى:
{إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}
[آل عمران: 155].
وقرأ نافع وأبو جعفر (يزلقونك) بفتح المثناة مضارع زلَق بفتح اللام يزلق متعدياً، إذا نحاه عن مكانه.
وجاء {يكاد} بصيغة المضارع للدلالة على استمرار ذلك في المستقبل، وجاء فعل {سمعوا} ماضياً لوقوعه مع {لَمَّا} وللإِشارة إلى أنه قد حصل منهم ذلك وليس مجرد فرض.
واللام في {ليزلقونك} لام الابتداء التي تدخل كثيراً في خبر {إن} المكسورة وهي أيضاً تفرق بين {إنْ} المخففة وبين (إنّ) النافية.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم
القصة شبيهة بأساطير الأولين، وليتنا نجد مثل هذا الرجل لنعمل له كومة من التراب تشبه أسلحة العدو وطائراته ليتلفها ويسقطها عن بكرة أبيها0
أما التعليلات فما أملحها، بها من الدعوة إلى إعمال الفكر مايستحق النظر، جزيت خيرا0
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم
كل شخص يستطيع أن يضر أخاه بإذن الله بالعين بشرط أن يطلق وصفا ولا يذكر الله.
وهذا العمل محرم وإن وقع فليذكر الله فهو له رقية.
عن أبي هريرة مرفوعا , قال النبي:= ((العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم)) البخاري وزاد أحمد من قوله ((يحضرها)).
وهذا الدليل يفيد أن كل إنسان محاط بالشياطين التي تتحين الفرصة لإيذائه وكل إنسان معرض للحسد على نعم الله في كل شيء.
ويقال: ((ما خلا جسد من حسد , لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه)).
ومعنى اللئيم يبديه أي بذكر الوصف دون ذكر الله والتبريك
وقيل للحسن البصري: أيَحسِد المؤمن؟ فقال: ما أنساك إخوة يوسف , لا أبا لك؟! ولكن غُمّه في صدرك , فإنه لا يضرك ما لم تَعْدُ به يدا ولا لسانا.
وقيل: ((الحسد أول معصية في السماء وأول معصية في الأرض))
أي حسد إبليس لآدم وحسد قابيل لهابيل.
وقال:= ((أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين)).
إذا كيف يصيب العائن؟ وكيف تنطلق العين؟
إن العائن يطلق الوصف بلسانه ولا يذكر الله فيمتطي الوصف الشيطان المترصد بابن آدم ويؤثر ببدن المحسود بإذن الله إذا لم يواجه دفاعات تصده.
وفي حكاية الأعمى التي حكاها الأستاذ جمال دلالة على أن العين المبصرة لا علاقة لها بالتأثير على المحسود وإنما هي أداة فقط ونسب إليها أثر الحسد وهذا ثابت بالتجربة على أن الأعمى يصيب غيره بالعين.
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: ((اغتسل أبي , سهل بن حنيف بالخرار – واد في المدينة – فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر إليه , وكان سهل شديد البياض حسن الجلد , فقال عامر: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء , فوعك سهل مكانه واشتد وعكه , فأخبر رسول الله:= بوعكه فقيل له: ما يرفع رأسه. فقال تتهمون له أحدا؟ قالوا: عامر بن ربيعة فدعاه رسول الله:= فتغيظ عليه فقال: ((علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا برّكت؟ اغتسل له)) فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه من ورائه فبرأ سهل من ساعته)) صحيح الجامع للألباني
وفي رواية ((وأحسبه قال: فأمره فحسا منه حسوات – أي شرب منه -)). مجمع الزوائد
وفي رواية أخرى ((قال – أي عامر بن ربيعة -: فنظرت إليه – إي إلى سهل – فأصبته بعيني فسمعت قرقعة في الماء فأتيته فناديته فلم يجبني , فأتيت النبي:= فأخبرته فجاء يمشي فخاض الماء حتى كأني أنظر إلى بياض ساقيه فضرب صدره , ثم قال: اللهم أذهب عنه حرها وبردها و وصبها, فقام! فقال النبي:=: إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يحب فليبرّك فإن العين حق)). أحمد والحاكم والذهبي
وحديث سهل وعامر دليل على العين وأنها تؤثر
من الفوائد
1 - حين أطلق عامر الوصف ولم يذكر الله ولم يبرك انطلق شيطان ولحق بالوصف وأصاب سهلا فلما علم النبي:= كان أول ما سأل ((هل تتهمون له أحدا)).
و لك أن تسأل المحسود
هل تتهم أحدا توصفك بوصف؟
هل أخبرك أحد أن فلانا توصفك بوصف
هل ترى في المنام شخصا يؤذيك باستمرار
هل ترى في المنام حيوانات كالكلاب والقطط والإبل والقردة والثعابين والعقارب والخنافس تهاجمك
فإن كان الجواب نعم فيؤخذ من أثر الواصف من ريقه أوعرقه ويخلط بماء ثم يصب على المحسود على رأسه صبة واحدة أو يشرب منه إن كانت العين داخل البطن والجمع بين الصب والشرب أفضل.
والحيوانات في المنام تعبر عن الأشخاص فالكلب يقع في نفس المحسود أنه فلان و فلان و فلان فيأخذ من أثرهم ويحسن الظن بهم.
والسبب في ذلك أن الشيطان قد يتعذب إذا كان المحسود يذكر الله ويقرأ القرآن فيحاول الخلاص بإخبار المحسود عن طريق الرؤيا على الشخص الحاسد أو الحيوان الدال عليه حتى يتخلص من عذابه.
قال:= ((إن أحدكم لينصي شيطانه كم ينصي أحدكم بعيره في السفر)) وفي رواية ((ليضني)) أي يتعبه من كثرة الذكر. أخرجه أحمد
2 - التبريك على الوصف وذكر الله يمنع وصول الشياطين إلى المحسود ويحصنه بدلالة حديث عامر وسهل السابق وقد قال:= ((ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم قول: بسم الله)) الجامع الكبير للسيوطي.
3 - أثر الحاسد يزيل العين فالإنسان له رائحة عرق مميزة تميزه عن غيره فهذا الكلب يعرف كل رائحة ويميزها ومثله الشيطان الذي امتطى الوصف و أصبح مربوطا بهذا الوصف فلا يفك رباطه إلا بدخول أثر الحاسد على مكان العين وحينها ينفك عنه رباطه.
4 - يجب أن يصيب أثر الحاسد مكان العين فإن كانت على الجلد اغتسل بالأثر وإن كانت في البطن شرب الأثر ولا يشترط الغسل والجمع بينهما أفضل.
5 - قال:= ((اللهم أذهب عنه حرّها وبردها ... )) ومجلس الشيطان بين الشمس والظل أي بين الحر والبرد فهذا يثبت أن الشيطان يتبع وصف الحاسد ويصيب المحسود الذي يلاحظ عليه حرارة الظهر وبرودة الأطراف وتعب الجسم كله وكثرة التجشؤ والتثاؤب وشدة الانفعال.
ولمن أراد الزيادة فليرجع لكتاب (كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية) لعبد الله بن محمد السدحان أو على هذا الموقع http://www.shefaa.org
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 03:04 ص]ـ
هذا هو الكتاب الذي نقلت منه مشاركتي السابقة في المرفقات
معلومات عن الكتاب: كتاب يتحدث عن الطريقة الصحيحة للعلاج بالرقية الشرعية
قدّم له كل من فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين والشيخ عبدالله بن منيع.
من مباحث الكتاب:
خطوات وقواعد قبل العلاج:
* الفراسة وتشخيص نوع المرض لاختلاف العلاج.
* القران علاج لكل شي ولا يعارض ذلك الأخذ بأسباب العلاج الأخرى.
* القراءة التصورية على المريض بنية الشفاء، وعلى الجان بنية الهداية!.
* الاعتقاد الجازم بأن الشفاء من الله وحده.
* العين سبب لغالب امراض الناس!!.
مباحث عن العين:
* كيف تتم الإصابة بالعين وما شروط وقوعها؟.
* أقسام العائن، وقصة عامر مع سهل بن حنيف.
* طريقة علاج العين وخطوات ذلك.
* كيف تقي نفسك وأهلك من الإصابة بالعين؟.
الأيات والأوراد التي تقرأ على المعيون، وكيف يرقي الإنسان نفسه؟.
أنواع الحسد، وعلاقته بالعين والسحر.
قصص واقعية عن تأثير الرقية الشرعية (الغيبوبة/ المشلول/ الأمعاء المعقدة/ المرض المجهول).
أسئلة شاملة عن العين (الفرق بين الحاسد والمعجب/ كيفية الأخذ من الأثر! / ما الاتهام وما فرقه عن التخيّل/ هل يصاب المتحصن بالاذكار؟ / اسباب انتشار العين وتسلّط الشياطين / حكم استخدام الجن الصالحين)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 03:46 م]ـ
آية الله العظمى / القاسم - كرم الله وجهه
شكرا لك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 06:47 م]ـ
# من حسن حظي أن تفضل أخي المؤسس بالإجابة على استفساري
# لم أعرف مسبقا أن أخانا أبا سارة ذو روح مرحة إذ قال (آية الله العظمى / القاسم - كرم الله وجهه))
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 03:50 م]ـ
ومن حسن حظي أن وجدتُ يا أستاذ جمال جوابا لك عندي
أما أبو سارة:) فلم يجانب الحق فكلنا آيات عظام من آيات الله ولا يخفى على مثلك ذلك.
ـ[البصري]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 06:16 م]ـ
أما أبو سارة فإن لم يكن جانب الصواب، فقد أتى بالعجاب، إذ وصف رجلا من أهل السنة ـ نحسبه والله حسيبه ـ بوصف قد اقترن بالرافضة، ودعا له بدعائهم، فمن رأيي أن لو استغنى عنه لكان أفضل وأجمل في حق شيخ هذا المنتدى، والعلم عند الله.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 07:52 م]ـ
شكرا لأستاذنا المفضال البصري
لابأس بذلك بارك الله فيك، ولامشاحة في الاصطلاح:)، الأمر فيه سعة ولا تحجر واسعا، ثبتنا الله وإياك على طريق السنة 0
قبل سنين مضت، سمعت أحد مشايخ الدين يقولها لصاحبه على سبيل المزاح، ولما سألته عن شرعيتها قال: لابأس بذلك ولاحظر شرعي، أعني (كرم الله وجهه) أما (آية الله العظمى)، فقد أجاب عنها آية الله العظمى! 0
وإن كان في الأمر غير ذلك، أفتونا مأجورين، وأنا أول التائبين على رؤوس القراء0
لك مني أرق التحايا0(/)
مصر في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 06:39 م]ـ
:::
مصر في القرآن الكريم
لقد أشار القرآن إلى مصر مرات عدّة، ففيها جرى معظم حوادث قصة يوسف، وإلى فرعونها أرسل موسى، وقد كررت قصته كثيرا، ولم يؤرخ القرآن لمصر ولكنه أشار إلى النواحي التي ترتبط بهدفه من الهداية والإرشاد.
- وقد اثبت القرآن ما كان لمصر من عظمة ومجد وغنى، فقد قال على لسان موسى {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} يونس88.
- كما أشار إلى عظمة ما كان من ملك ضخم فوق سطح الأرض، ترمقه الأمم بعين الإكبار والإجلال حين قال هذا المصري الذي آمن بموسى {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} غافر29 -
أما فرعون فإنه معتز بملك مصر، وبأنهارها التي تجري تحت قصوره
- وإذا كانت مصر بهذه العظمة والجلال فلا جرم كان فرعون يشعر في نفسه بعلو لا يسامى وجلال لايقارب ولذا أكثر القرآن من وصفه بالعلو في الأرض وانتهى الأمر بالفراعنة في مصر إلى أن ادعوا الألوهية، ولهذا فقال فرعون عندما دعاه موسى لعبادة الله
- وبهذا بلغ فرعون مدى الطغيان الذي لا طغيان بعده ولما أرسل إليه موسى {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} القصص39
- وأثبت القرآن على فرعون وملئه أنهم قم عالون فاسقون ظالمون، ولعل سبب وصفهم بذلك أنهم لم يؤمنوا بالله ولم يتركوا اتخاذ فرعون إلها (فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} هود97 -
ورفض فرعون وملؤه إتباع موسى لأمور:
- أولها: أن موسى وهارون بشران، لا يمتازان عنهما بشئ ما، فضلا عن أن قومهما يعبدون فرعون، ويتخذونه إلهاً {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} المؤمنون47 بل رأى فرعون أنه {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} الزخرف52 -
فقد كان بلسان موسى عقدة تحول بينه وبين الإفصاح في يسر، ورأى فرعون أنه مما كان يعزز دعوى موسى في الرسالة أن لو كان ملكا متوجا، أو عزز بملائكة تؤيده. ({فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ}.
- ثانيها: أنهم رأوا في إتباع موسى وهارون نزولا من مكانة الرئاسة التي كانوا يستمتعون فيها بحقوق ومزايا سوف يفقدونها إذا اتبعوهم، إذ يصبحون من السوقة والأتباع {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} يونس78
- ثالثها: أنهم رأوا صلة وثقى بين الأرض التي ترعرعوا عليها، وبين التقاليد والعقائد التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، ورأوا في الخروج على تلك التقاليد والعقائد التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، ورأوا في الخروج على تلك التقاليد والعقائد اغترابا عن وطن توارثوه، ووجدوا أنهم إذا آمنوا بموسى فكأنهم أخرجوا من أوطانهم ....
- وقد كرر القرآن فكرتهم هذه في مواضع عدة فقال على لسان فرعون يخاطب موسى ({قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى} طه57وقال على لسانه يخاطب الملأ حوله يريد أن يثيرهم ضد موسى (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ {109} يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ {110 -
وأصرّ المصريون تعنتا على ألا يؤمنوا بموسى وإلهه، وكانوا يتطيرون به وقومه ويحدثنا القرآن عما نزل بمصر يومئذ من البلاء في قوله {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {130} فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {131} وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {132} فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ {133} وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ {134} فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ {135
- والظاهر أن موسى لم يدع الشعب المصري إلى إتباعه، ولكنه مضى رأسا إلى فرعون يدعوه إلى دينه
،مؤملا بعد هدايته أن يقتدي به قومه فيؤمنوا، ولم يوجه موسى دعوته إلى غير فرعون، وإن كان السحرة قد آمنوا به بعد أن اعتقدوا قوة خارقة هي التي أمّدته ....(/)
الصيغة القرآنية الثرية
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 07:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الصيغة القرآنية صيغة ثريّة بمضامينها، ولا غرو في ذلك .. ما دام هذا الكتاب قد أنزل للإنسانية في جميع عصورها وأطوار حياتها، وما دام منزله سبحانه وتعالى قد أراده أن يكون معجزاً في نظمه ومعناه. وكيف يكون خالداً إذا كانت صيغته مما لا يحتمل من التفسير سوى وجه واحد من وجوه المعاني؟
فلو لم تكن هذه الصيغة بهذه المرونة وذلك الثراء، لكان للناس العذر في تجاوز هذا الكتاب بما يمليه عليهم التطوّر الفكري الهائل إلى جانب تطوّر آلية الفهم. وذلك من طبائع الأشياء. ومن الأمور التي لا جدال فيها أن الأمم تتقلّب كما يتقلّب الأفراد في أطوار شتّى. فمن الحكمة في سياستها وهدايتها أن يُصاغ لها من التشريعات ما يناسب حالها في جميع أطوارها. وهذه الحكمة قد روعيت بلا أدنى شكّ في هذه الرسالة الخاتمة.
ونضرب لك مثلاً جميلاً على تجلّيات المعاني المتجدّدة في القرآن الكريم، قد أورده الدكتور محمد عبد الله دراز - رحمه الله تعالى - في كتابه (النبأ العظيم).
ففي قوله تعالى: " وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ "، يقول الدراز رحمه الله: أنظر كم في هذه الكلمة من مرونة:
- فإنك لو قلت في معناها: إنه سبحانه يرزق من يشاء بغير محاسب يحاسبه ويسأله: لماذا بسط لهؤلاء، وقَدَرَ على هؤلاء، أصبت.
- ولو قلت: يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الإنفاق خوف النفاد، أصبت.
- ولو قلت: يرزق من يشاء من حيث لا يحتسب، أصبت.
- ولو قلت: يرزق بغير معاتبة ومناقشة له على عمله، أصبت.
- ولو قلت: يرزقه رزقاً كثيراً لا يدخل تحت حساب، أصبت.
ثم قال: ولعلّك لو وكلت النظر فيها إلى غيرك، رأى فيها أكثر مما رأيت، وهكذا تجد كتاباً مفتوحاً مع الزمان، يأخذ كل منه ما يُسرّ له، بل ترى محيطاً مترامي الأطراف، لا تحدّه عقول الأفراد والأجيال.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 08:06 م]ـ
هو ذلك يا أستاذنا الفاضل جزاك الله خيرا
القرآن ثري بمعان متعددة تحتملها الآية فيه
وكلها متآلفة منسجمة بلا تعارض
بل تعطي كل امرئ من المعنى ما يناسب مستوى فكره وفهمه
وتقدم معاني متعددة لموقف واحد وكلها جائزة .. توسعا وانفساحا وبعدا عن التضييق وحصر المضامين إلا فيما يستوجب ذلك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 08:34 م]ـ
الأخ لؤي
الآية (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ))
لم أقرأ أي تفسير فيها
هل يمكن أن يقال أن الرزق هنا بمعنى عطاء الآخرة بدلالة ما قبلها
(وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ)؟؟
أجبني فقد عهدتك ثاقب النظر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكر الله للأخت أنوار الأمل هذه الكلمات الطيبة المعبّرة بحق عما في القرآن من معان عجيبة ..
وشكر الله للأخ الفاضل جمال إدلاءه برأيه ..
أما بالنسبة لتساؤلك أخي الكريم .. فإن سياق الآيات يحتمل أن يكون المراد منه ما يعطي الله المتقين في الآخرة من الثواب، ويحتمل أن يكون المراد ما يعطي في الدنيا أصناف عبيده من المؤمنين والكافرين ..
فقد قيل: اتصال هذه الجملة بما قبلها من تفضيل المتقين يوم القيامة يدلّ على تعلقها بهم، فقيل: هذا الرزق في الآخرة، وهو ما يعطى المؤمن فيها من الثواب، ويكون معنى قوله: بغير حساب، أي بغير نهاية، لأن ما لا يتناهى خارج عن الحساب، أو يكون المعنى: أن بعضها ثواب وبعضها تفضيل محض، فهو بغير حساب.
وقيل: هذا الرزق في الدنيا، وهو إشارة إلى تملك المؤمنين المستهزأ بهم أموال بني قريظة والنضير، يصير إليهم بلا حساب، بل ينالونها بأسهل شيء وأيسره، قاله ابن عباس، وقال نحوه القفال، قال: قد فعل ذلك بهم بما أفاء عليهم من أموال صناديد قريش، ورؤساء اليهود، وبما فتح بعد وفاته على أيدي أصحابه.
وقيل ما معناه: إنها متصلة بالكفار، وقال الزمخشري يعني: أنه يوسع على من توجب الحكمة التوسعة عليه، كما وسع على قارون وغيره، فهذه التوسعة عليكم من جهة الله لما فيها من الحكمة، وهي استدارجكم بالنعمة، ولو كانت كرامة لكان أولياؤه المؤمنون أحق بها منكم، انتهى كلامه.
وقيل: يحتمل أن يكون المعنى: والله يرزق هؤلاء الكفرة في الدنيا، فلا تستعظموا ذلك، ولا تقيسوا عليه الآخرة، فإن الرزق ليس على قدر الكفر والإيمان، بل يحسب لهذا عمله وهذا عمله، فيرزقان بحساب ذلك، بل الرزق بغير حساب الأعمال، والأعمال مجازاتها محاسبة ومعادة، إذ أجزاء الجزاء تقابل أجزاء الفعل المجازى عليه، فالمعنى: إن المؤمن وإن لم يرزق في الدنيا، فهو فوق الكافر يوم القيامة.
فالناظر في التفاسير يجد أنها جمعت بين الإحتمالين ..
والله أعلم(/)
الواحد القهّار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 08:57 م]ـ
:::
قوله تعالى ((يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار) يوسف 39
وقوله (ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار (16) الرعد
وقوله ((يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار (48) إبراهيم
وقوله ((قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار (65) ص
وقوله ((لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار (4) الزمر
وقوله ((يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (16) غافر
[ line]
لاحظوا لو سمحتم كيف أن الواحد اقترنت بالقهار في كافة آيات الكتاب التي ورد فيها إسم الله القهّار
ترى لماذا هذا الإقتران؟؟ -
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 10:23 م]ـ
الوحدة تعني التفرد
تعني ألا أحد فوقه
تعني القدرة المطلقة
تعني ألا قهر إلا قهره
ولا أحد غيره
ولا يفعل ذاك إلا هو
قهار ... فعال .. فهو وحده .. قهر كل شيء
الواحد .. ترغيب في الواحد الذي لا إله غيره يملك الخلق والأمر
والقهار .. ترهيب من المخالفة والعصيان
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 02:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكما على هذه الومضات الجليلة الجميلة ..
واسمحا لي أن أبيّن سرّاً آخر من أسرار ازدواج الصفتين الجليلتين (الواحد) و (القهار) في النصّ القرآني الحكيم ..
جاء في معاجم اللغة أن (القهر): هو الغلبة والتذليل معاً. والاسم: (قاهر)، و (القهار) اسم على وزن صيغة المبالغة فعّال.
و (القهار) اسم من أسماء الله الحسنى. وهو يعنى أنه لا شيء فى الكون يخرج عن سيطرته وغلبته سبحانه، فكل شيء خاضع لأمره فى حركته وفى سكونه، ولا يمكن لمخلوق أن يخرج عن هذه السيطرة الالهية بحال من الاحوال. قال عزّ من قائل: " إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ".
فالله سبحانه هو "القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلك لعزته وقوته، وكمال اقتداره. وهو الذي قهر جميع الكائنات، وذلت له جميع المخلوقات أو دانت لقدرته ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلى. فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلا بإذنه. وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. وجميع الخلق فقراء إلى الله عاجزون لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا خيراً ولا شراً. ثم إن قهره مستلزم لحياته وعزته وقدرته، فلا يتم قهره للخليقة إلا باتمام حياته وقوة عزته واقتداره"، كما يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.
ومن هذه التعريفات، يمكننا الكشف عن أسرار اقتران (القهار) بـ (الواحد)، فنذكر منها ما يلي:
أولاً: أن ورود كلمة (قهر) بهذه الصورة المبالغ فيها راجع إلى تقوية المعنى القائم في (واحد). فكلمة (الواحد) لا تتضمّن في ذاتها هذه الصفات التي أوردها القرآن لله تعالى. يدلّ على ذلك أن علماء الطبيعة مثلاً انتهوا في تصوّرهم أن الذي يحرّك الكون هو قوّة واحدة، غير أنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا لهذه القوّة شيئاً من الصفات التي أثبتها الله جلّ جلاله لنفسه عن طريق القرآن. وبما أن كلمة (الواحد) لا تدلّ في ذاتها على صفات الذات الالهية الواردة في القرآن، فقد رافقها في كل مرة كلمة (القهار). لأن (القهار) تدلّ على صفة السيطرة للذات الالهية وأنه صاحب السلطان " الذي قهر كل شيء فذلّله وسخّره فأطاعه، طوعاً وكرهاً "، كما يقول الطبري. وأنه قادر "على إيصال الخيرات ودفع الشرور والآفات "، كما يقول الفخر الرازي. وعلى هذا فمن الضروري لكلمة (الواحد) أن ترافقها كلمة (القهار) لتعطي الوحدانية كثيراً من المعاني الموصوفة بها في القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أن الله تعالى هو الملك الجبّار الواحد الأحد القهّار لجميع خلقه، فهو فرد صمد مستغن عن ظهير سبحانه وتعالى، قهر جميع الكائنات، وذلت له جميع المخلوقات. وإذا نظرنا إلى ملوك الأرض وطواغيتها، فنجد أن غلبتهم وإذلالهم لشعوبهم ومن هم تحت إمرتهم لا يتأتّى إلا بعدّة من أعوانهم وجندهم.
ثالثاً: عند مقارنة ورود صيغة المبالغة (قهار) مع اسم الفاعل (قاهر) في القرآن يتجلّى لنا سراً آخر. فقد وردت كلمة (القاهر) مرتين في النص القرآني الحكيم، في قوله تعالى: " وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ". وقوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ".
إن عبارة (فوق عباده) في الآيتين تعني: الفوقية الراجعة إلى الله تعالى وليس الفوقية المادية. ومعناها العام: صاحب السلطان على عباده. وعلى هذا فإن هذه العبارة تعطي كلمة (القاهر) تقوية وتوكيداً بحيث يقرب معناها من معنى كلمة (قهار) دون أن يساويه.
وعبارة (القاهر فوق عباده) سبقها في المرة الاولى عبارتان تدلان على قدرة الله تعالى وعلى إحكام سلطانه على العباد. فجاءت عبارة (القاهر فوق عباده) كأنها تأكيد لمعنى العبارتين السابقتين أو كأنها تلخيص لهما. وسبقها في المرة الثانية عبارة تدلّ على علم الله وعلى قدرته وعلى إحكام سلطانه على العباد كذلك. فجاءت عبارة (القاهر فوق عباده) كالمرة السابقة، كأنها تأكيد لمعنى العبارتين أو كأنها تلخيص لهما.
أما كلمة (قهار) فإن العبارة التي تسبقها هي أقوى في منظور العقيدة من العبارة التي سبقت كلمة (قاهر)، إنها عبارة تتّصل بالالوهية. والالوهية هي رأس العقيدة: " أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ". وكذلك في قوله تعالى: " فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ". فإن الأمر يتّصل بجانب مهم من العقيدة: أن الله لا يخلف وعده رسله، وإن الله عزيز ذو انتقام، وإنه تعالى هو الذي يبدّل الأرض غير الأرض والسموات غير السموات ..
هذا والله تعالى أعلم ورد الامر إليه أسلم
الجأ إليه إذا دهتك مهمة --------- واقصد جناب الواحد القهار
واعلم بأن الله جل جلاله --------- هو كاتب الأرزاق والأقدار
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 03:22 ص]ـ
ما أجمل الحديث في تدبر آيات القرآن الكريم
شَكَرَ الله لكم جميعا وأخص الأستاذ الشرباتي0
أقول حسب مافهمت من كلامكم: القهر في عرف البشر هو مطلق القوة والسيطرة، وأصحاب السلطان والملك على مر العصور إنما يستمدون جل قوتهم من كثرة و قوة أتباعهم وكثرة أسلحتهم وعتادهم وعدتهم، وهذه القوة لاتقهر إلا بقوة أعظم منها، والواحد من البشر لايمكن أن يقهر، بل ولا الجمع القليل، والقهر وإن تحقق عند البشر فهو محدود ومؤقت، قد يزول وينزاح لقهر من عدو خارجي قوي في أي وقت، وصاحب القهر الآخير قد يزول قهره لقوة أخرى أقوى منه وهكذا0
والله سبحانه وتعالى واحد ليس له ند، و كل شيء إنما هو خاضع لعبادته وسيطرته، وقوته ليست بحاجة لدعم من مصدر خارجي، فهو سبحانه (قهار) على الدوام والاستمرار 0
هل هذا الفهم صحيح؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 05:48 ص]ـ
السلام عليكم
# لا يترك الأخ لؤي عند بحث نقطة مجالا لمن يزيد--فهو الرجل الدقيق فهمه والصحيح عباراته---
# الأخ المشرف الفاضل أبو سارة يجاملني مع أن الفضل كله للآخرين ومنهم هو نفسه الذي يمتعنا بمروره وتعقيبه
# الأخ المؤسس القاسم لم أقرا له ترحيبا بالاخ لؤي ليدفعه ذلك الترحيب للمزيد من المشاركة والعطاء
# الأخت أنوار---المشرفة الفاضلة---تخيّلي أنني كالصغار أسّر بمرورك وتعقيبك وعندما لا تعقبين أعاتب نفسي "لعل المشاركة ليست ذات قيمة عندها"
[ line]
وبعد تفكير رأيت أن أنقل لكم ما قال العلامة الفذ "السّمين الحلبي" في كتابه "عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ"
قال (وغلب ازدواج هاتين الصّفتين وهما الوحدانية والقهر وذلك لمعنى بديع وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا إنّما يكون بأعوانهم وجندهم وعددهم وعددهم"ضم العين" والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغن عن ظهير سبحانه)
وأود أن أشير إلى أن كتابه من أفضل ما يمكن أن تحتويه مكتبة مسلم--فأنت إن أردت تفسير آية تعود إلى الجذر بطريقة القواميس---فتجده في المادة المحددة يذكر لك كل الآيات التي لها علاقة بالجذر وتفاسيرها وكل ما قال أهل اللغة حول ذلك الجذر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 12:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الطبيب المهندس والعالم القرآني لؤي الطيبي
إبداعاتك وإن قلت لكنها تثري أي موضوع تشرق فيه
أستاذي الموقر جمال .. فرحتك تسرني، ويسعدني أن يكون في يدي شيء يُسر به الآخرون
لكن عدم تعقيبي ليس لقلة قيمة المشاركة بل لقلة البضاعة
فيكون الخجل آسري عن المرور بمشاركات قيمة لا تصلح لتعقيبات (الأطفال المتطفلين أمثالي)
وأنا صغيرة في رياض علمكم يا أهل الفصيح فلا تنزلوني منزلة أعلى مما هي لي
أستاذنا الفاضل جمال .. أخجلتنا حين جعلتنا ندرك أنا لا نحسن الترحيب بضيوفنا
بل بأهل الدارا لأصليين فأهل ا لعلم هم أهل الفصيح
وهذا ترحيب نيابة عن أستاذنا القاسم المشغول بالسياحة المتأملة في أرض الله الواسعة من جهة وبإبداعه في عالم الفصيح:)
فله كل العذر
الأستاذ لؤي غازي الطيبي
عالم من فلسطين .. جمع الطب والقرآن وأعظم بالقرآن من طبيب!
له كتابات بيانية واهتمامه الأكبر ينصب في مجرى إعجاز القرآن
وله عدة كتب، منها كتب بلغات غيرا لعربية
سنرى له قريبا بإذن الله موقعا يضاف إلى دليل المواقع القرآنية
سامحني يا أستاذ لؤي إن كنت أفشيت عنك أسرارا وما هي بأسرار .. لكنكم أهل لأن تعرَفوا ويرحب بكم
والفصيح حري بأن يعرف أبناءه وقدراتهم واهتماماتهم لكيلا يقصر في حقهم
دمتم جميعا بخير في طاعة الرحمن
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 03:42 م]ـ
ماشاء الله
يسعدني أن أرحب بالأستاذ الفاضل لؤي الطيبي وأسأل الله له التوفيق والسداد في الأقوال والأفعال، فأهلا وسهلا بك يا أستاذ لؤي وعلى الرحب والسعة 0
وشكرا للأستاذ جمال، والشكر موصول لأستاذتنا الفاضلة أنوار الأمل0
أسأل الله أن يجمعنا وإياكم على طاعته ورضاه0
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 05 - 2005, 02:10 ص]ـ
الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والله إني أحبكم في الله ..
ووالله ما في جعبتي من العلم بما تصفون ..
الاخ جمال .. بارك الله فيه ..
يا اخي أنت من يثير دائماً اسئلة تجعل العقل ينشط في محاولة للرد عليها .. فنرجع الى امهات الكتب ننهل مما منّ الله به على علمائنا الافاضل .. وبهذا نشترك جميعنا في هذا المنتدى المبارك ..
الاخت انوار الامل .. جازاها الله عنا كل خير ..
اشكرك على ما جاء في مشاركتك من كلمات تثلج الصدر .. على أنه ينبغي لي أن أصحح بعض ما جاء فيها .. بعد أن انكشف السر:) ..
فأنا لست طبيباً ولا مهندساً .. ولكن بين بين! فمهنتي هندسة طبية (بالاعجمية يسمون هذا الموضوع: BioMedical Engineering) .. يعني من وظيفتي تصميم اعضاء صناعية لجسم الانسان .. كالقلب الصناعي واطراف صناعية وما الى ذلك ..
واما وصفي بالعالم .. فأنا بعيد جداً عن كوني عالمأً .. وكل ما في الامر انني امتثل لامر ربي في تدبر القرآن الكريم .. ولهذا اعتبر نفسي باحثاً ..
وأما ما يخصّ المقالات التي أكتبها، فأعدكم أنني سأبدأ قريباً بنشر جزء منها في هذا المنتدى المبارك تباعاً إن شاء الله تعالى ..
الاخ ابو سارة .. حياك الله وبياك وجعل الجنة مثوانا ومثواك ..
اشكرك على ترحيبك لي .. واسأل الله لنا ولك ولاعضاء المنتدى وللمسلمين جميعاً السداد والثبات ..
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا أرحم الراحمين ..
آمين
اخوكم في الله
لؤي الطيبي(/)
استفسار!!!!!!
ـ[اليتيمي]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 11:28 م]ـ
قال تعالى (فمهل الكافرين أمهلهم رويداً) الطارق الآية الأخيرة.
ما السرّالبلاغي في اختلاف نوعي الزيادة في فعلى (مهّل) و (أمهل)؟
أتمنى الإجابة وشكراً.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 03:22 ص]ـ
الأخ الفاضل اليتيمي
حياك الله ..
فقد دخلت على باب عظيم من أبواب تنوّع الصيغ المشتقّة من أصل لغوي واحد في القرآن العظيم ..
اعلم أخي الكريم - وفقني وإياك الله - أن القرآن الكريم ينوّع بصدد أدائه (المعنى) ليأتي في أكمل صورة له من خلال هذا التنوّع.
وفي الآية الكريمة التي اوردتها، يظهر لنا أول ما يبدو أن (أمهل) توكيد نحوي لصيغة (مهّل). وعندما ننظر في سورة (الطارق) كلها يبدو لنا أمر عجب، وهو أن السورة كلها تقوم على نوع من (التوكيد) البياني.
فهي تبدأ بالقسم وهو توكيد، ثم تكرّر كلمة (الطارق) وهو توكيد، ثم تؤكّد الجملة التالية باللام في (لما)، ثم تؤكّد الجملة التي تليها بتكرار (خلق)، وتؤكّد التي تليها بـ (إنه) وباللام في (لقادر) .. وهكذا سائر السورة، ففي كل آية توكيد. إذن التوكيد في (مهل وامهل) كان اتساقاً مع السياق العام للسورة.
هذه واحدة. أما الثانية، فهو أن السورة قامت على (المغايرة) في نوع التوكيد. ففي الآيتين الأوليَين حدثت مغايرة، فكلمة (الطارق) جاءت في الآية الأولى مع السماء، وجاءت في الآية الثانية مع عبارة أخرى. وكلمة (خلق) في الآية الخامسة جاء السياق معها مغايراً للسياق معها في الآية السادسة، فقد وردت في الآية الخامسة بلا تعلّق، ولكن ورد لها متعلّق في الآية السادسة. وكانت المغايرة بين صفة السماء، وصفة الأرض في الآيتين الحادية عشرة والثانية عشرة، فالسماء (ذات الرجع) والأرض (ذات الصدع). ومع أن المعنى العام واحد في الآيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة (إنه لقول فصل، وما هو بالهزل)، فقد جاء المعنى إيجابيأً في الآية الثالثة عشرة، وجاء توكيداً سلبياً في الآية الرابعة عشرة. ثم كانت المغايرة بين صورتي الفعلين المأخوذين من مادة (كاد) فكان الأول، في الآية الخامسة عشرة، (يكيدون). وكان الثانث، في الآية السادسة عشرة، (أكيد). لهذا كانت المغايرة بين (مهل وامهل) تتسق مع هذه المغايرة التي شملت السورة كلها. فالسورة قامت على المغايرة، فكان طبيعياً - للنسق - أن تقع مغايرة بين فعلي الأمر المشتقين من مادة (مَهَلَ).
أما العلّة الثالثة فهي أن كيد الكافرين فعل في اتجاه الخطأ، وان كيد الله تعالى ليس كيداً على الحقيقة، وانما هو جزاء للكافرين على كيدهم. فهو لهذا فعل في اتجاه الصواب. فإذا عرفنا أن (أمهل) التي تقابل كلمة (أكيد) مسندة الى لفظ الله تعالى هي أصل الباب، وأن (مهل) التي تقابل فعل الكافرين (يكيدون) هي فرع في هذا الباب، بان لنا أن هذا التغاير في الصيغة بين (مهل وامهل) مرتبط بالمعنى. ففعل الله تعالى بمعاقبة الكافرين على كيدهم هو الحق، فلزم أن تقابله من هذه المادة الصيغة الأصل (أمهل).
وفعل الكافرين (يكيدون) هو الباطل، فلزم أن يقابله من هذه المادة الصيغة الفرع (مهّل). وهذا السياق ورد في القرآن هكذا: " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ". فالصيغة الأولى من فعل الأمر هذا ناسبت الصيغة الأولى من الفعل المضارع الذي سبقه، والثانية ناسبت الثانية.
بعد هذا، يمكننا أن نأتي إلى النقطة الرابعة في بناء هاتين الصيغتين، وهو ما قاله الزمخشري وتابعه عليه الفخر الرازي، وهو أنه كان في المخالفة بين الصيغتين زيادة تسكين من الله تعالى وتصبير للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم للمسلمين جميعاً بعد ذلك. لأن في المخالفة لفتاً للانتباه لا يتأتى بغيرها، لكان حال السياق يقول:
تنبيه
(إننا نمهل الكافرين قليلاً ثم نضطرهم الى عذاب غليظ، فاطمئنّ ولا يحبطنّك كيدهم).
والله تعالى أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 06:35 م]ـ
السلام عليكم
قلت يا أخ لؤي ((فإذا عرفنا أن (أمهل) التي تقابل كلمة (أكيد) مسندة الى لفظ الله تعالى هي أصل الباب، وأن (مهل) التي تقابل فعل الكافرين (يكيدون) هي فرع في هذا الباب، بان لنا أن هذا التغاير في الصيغة بين (مهل وامهل) مرتبط بالمعنى. ففعل الله تعالى بمعاقبة الكافرين على كيدهم هو الحق، فلزم أن تقابله من هذه المادة الصيغة الأصل (أمهل).))
وعندي إستشكال بسيط وهو أن " مهّل وأمهل" ذاتا أصل واحد وهو "مهل" فما رأيك؟؟
ـ[اليتيمي]ــــــــ[29 - 05 - 2005, 10:13 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المشاركة.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 05 - 2005, 01:45 ص]ـ
الاخ جمال حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اعتذر عن التأخر في الرد .. ولكن المشاغل كثيرة في الايام الاخيرة!
أما بالنسبة لتساؤلك اخي الكريم .. فاعلم أن النحويين يرون أن صيغة (أفعل) هي اصل الباب، وأن (فعّل) هي فرع فيه .. فالصيغتان كلتاهما للتعدّي، غير أن التشديد في (فعّل) يدلّ على الكثرة والمبالغة، أي: على التوكيد.(/)
(أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء)
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 12:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في سورة النور .. في آية غض البصر ..
ذكر الله تعالى كلمة (الطفل) وألحقها بالوصف (الذين) .. لماذا جاءت دالة على الجمع؟
وما الكلمات التي تدل على المفرد والجمع بلفظ واحد؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 03:34 م]ـ
قوله تعالى
(أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ) 31 النور
قال الرازي فيها
((المسألة الأولى: الطفل اسم للواحد لكنه وضع ههنا موضع الجمع لأنه يفيد الجنس، ويبين ما بعده أنه يراد به الجمع ونظيره قوله تعالى:
{ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً}))
وواضح كلامه ولا يلزم إضافة المزيد
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 05 - 2005, 08:13 م]ـ
شكراً لك اخي جمال ..
بقي أن أعرف الكلمات التي تدل على المفرد والجمع مثل (الطفل)؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 05 - 2005, 12:26 ص]ـ
الضيف
(هؤلاء ضيفي)
خصم تقال للواحد والجمع
والوصف بالمصدر يكون كذلك: رجل عدل، رجال عدل، رجلان عدل
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 05 - 2005, 06:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن أنوارك لتضيئ أرجاء المنتدى .. أختي الكريمة ..
تحية ..
ـ[احمد علي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 03:56 م]ـ
تستخدم كلمة طفل للمفرد والجمع مثلها مثل بشر وضيف ورسول
والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 04:33 م]ـ
أحمد علي
مرحبا بك
أرجو أن تعطينا نصا فيه " الرسول " بمعنى الجمع
ـ[احمد علي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 06:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ان في سورة الشعر لأيات لأولوا الالباب
ارجو من الاخ الطيب قراءتها بصورة جيدة وفهم معانيها وتفسيرها واخباري بما عرفته مع الشكر
ان ايه 16 من سورة الشعراء ترد على سؤالك ان شاء الله واذا عرفت لها تفسير اعلمني وجزاكم الله خير الجزاء (فاتيا فرعون فقولا انا رسول رب العلمين (16) ان ارسل معنا بني اسرءيل (17)) فهل رسول تدل على المفرد والمثنى فقط ام ياتي مع الجمع وازيدك علم ان الله اتى بكلمة رسول ولم ياتي بكلمة رسولا سياقا مع الاية الكريمة لأن الله بعد هذه الاية يتكلم على لسان موسى (ان صح التعبير) والله اعلم
سورة الشعراء (مكية)
طسم (1) تلك ءايت الكتب المبين (2) لعلك بخع نفسك الا يكونوا مؤمنين (3) ان نشا ننزل عليهم من السماء ءاية فظلت اعنقهم لها خضعين (4) وما ياتيهم من ذكر من الرحمن محدث الا كانوا عنه معرضين (5) فقد كذبوا فسياتيهم انبؤا ما كانوا به يستهزءون (6) اولم يروا الى الأرض كم انبتنا فيها من كل زوج كريم (7) ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين (8) وان ربك لهو العزيز الرحيم (9) واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظلمين (10) قوم فرعون الا يتقون (11) قال رب اني اخاف ان يكذبون (12) ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فارسل الى هرون (13) ولهم علي ذنب فاخاف ان يقتلون (14) قال كلا فاذهبا بايتنا انا معكم مستمعون (15) فاتيا فرعون فقولا انا رسول رب العلمين (16) ان ارسل معنا بني اسرءيل (17) قال الم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين (18) وفعلت فعلتك التي فعلت وانت من الكفرين (19) قال فعلتها اذا وانا من الضالين (
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 06:47 م]ـ
قال الرازي في الآية 16 من سورة الشعراء
وأما قوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبّ ?لْعَـ?لَمِينَ} ففيه سؤال وهو أنه هلا ثنى الرسول كما ثنى في قوله: {إِنَّا رَسُولاَ رَبّكَ} جوابه من وجوه:
أحدها: أن الرسول اسم للماهية من غير بيان أن تلك الماهية واحدة أو كثيرة والألف واللام لا يفيدان إلا الوحدة لا الاستغراق، بدليل أنك تقول الإنسان هو الضحاك ولا تقول كل إنسان هو الضحاك ولا أيضاً هذا الإنسان هو الضحاك، وإذا ثبت أن لفظ الرسول لا يفيد إلا الماهية وثبت أن الماهية محمولة على الواحد وعلى الاثنين ثبت صحة قوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبّ ?لْعَـ?لَمِينَ}
وثانيها: أن الرسول قد يكون بمعنى الرسالة قال الشاعر: لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول
فيكون المعنى إنا ذو رسالة رب العالمين
وثالثها: أنهما لاتفاقهما على شريعة واحدة واتحادهما بسبب الأخوة كأنهما رسول واحد
ـ[احمد علي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 07:07 م]ـ
شكر للأخ الكريم على هذا التوضيح
وجزاكم الله خير الجزاء(/)
صورة بيانية
ـ[نايف 999]ــــــــ[30 - 05 - 2005, 12:26 ص]ـ
ما بين القوسين هناك صورة بيانية ارجو توضيحها مع الشرح
(ما اباهي بالحسن فيك) على كثرة ما فيك من معان تشوق
ولكم جزيل الشكر
ـ[نايف 999]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 01:23 م]ـ
أين الشباب؟! أين الرد؟!!!!!
نأمل المشاركة(/)
? وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ?
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 05 - 2005, 10:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا?
الحمد لله الذي انزل كتابه المجيد على احسن اسلوب، وبهر ببيان اساليبه وبلاغة تراكيبه القلوب. أنزله آيات بيّنات وفصّله سوراً وآيات، ورتّبه بحكمته البالغة احسن ترتيب، ونظمه احسن نظام بأفصح لفظ وأبلغ تركيب.
والصلاة والسلام على امام البلاغاء وسيد الفصحاء، أفصح من نطق بالضاد، سيدنا محمد، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم باحسان.
ثم اما بعد:
فإن المتأمل في القرآن الكريم يجد انه كتاب جمع ابعاد الزمان، والتقط مفردات الاحداث، ورموز الوقائع، وقوافل كافة المعاني، ليحضرها على متن لوحة تعبيرية موجزة، كان أصدق أسمائها «آية»، هي أعمق من البحر، وأوسع من السماء .. هي كذلك، لأنها «آية»! آية تحكي عظمة المبدع، ووحدانية الصانع لتلك الهيكلية المحكَمة، ولذلك النظام الذي يحمل في طيّاته اجمل صور الابداع والاتقان. إنه الكتاب الذي تحدّى الله به الجنّ والانس على أن يأتوا بمثله، فعجزوا! وهذا العجز لم يأتِ من فراغ!
ذلك أن الارتباط والتناسق بين مكوّنات القرآن الكريم، هو مطلق في ماهيّته، لأنه كلام فوق الحدوث، وفوق قوانين النطق المادي الذي يتقيّد بالزمان والمكان. فعظمة الكلمات والحروف القرآنية تتجلّى في تصويرها المطلق للاشياء بشكل يطابق تمامًا حقيقة وجود هذه الاشياء، حتى لتكون الصورة المنبثقة عن هذه الحقيقة عبارة عن كلمات تنبض هي وحروفها بروح هذه الاشياء.
ولذلك نجد ان الكلمات القرآنية، بمجموع حروفها، ومواقع هذه الكلمات في العبارات القرآنية، ومن ثم مواقع العبارات في الآيات والسور القرآنية، كلها ترتبط بصورة مطلقة في المسائل التي تصفها وتعبّر عنها، ومن ثم تصوّر المسائل بشكل مطابق تمامًا للواقع الذي تبحث فيه هذه المسائل.
وهذا ما يدفعنا في الحقيقة الى التدبّر في أسرار الكلمات القرآنية التي تعطي لكل جيل ما يناسب معرفته وعلمه، حول ماهية الاشياء التي تصفها، دون ان يناقض ذلك المفاهيم التي تعطيها هذه الكلمات لغيره من الاجيال.
وهذا ما سأتعرّض له في هذه المقالة البسيطة، لنتدبّر كيفية تداخل الكلمات القرآنية في معادلات التصوير المطلق للعبارات القرآنية، ولندرك كيف ان موقع الكلمة في العبارة القرآنية، يرتبط ارتباطًا مطلقًا بالمعاني التي تحملها العبارة التي تنتمي إليها. ولبيان مرجعية القرآن لهذه الطلاقة الفريدة، نحتاج أن نقف عند بعض المفاهيم والمصطلحات، التي من شأنها ان تساعدنا على ادراك هذا التصوير المطلق والمقصود.
فالنصّ القرآني الكريم يجيب عن أسئلة الوجود والكون والحياة والمصير. وهو يجيب عن ذلك بشكل فنّي لا يمكن فهمه الا بفهم لغته اولاً. لأن اللغة التي نزل بها القرآن ليست مجرّد مفردات وتراكيب، وإنما تحمل في مضمونها رؤيا مطلقة للانسان وللحياة وللكون.
فلا عجب اذن ان دهشة العرب الاولى ازاء القرآن كانت لغوية محضة، حيث فتنهم بلغته، جمالاً وفنًا، فكانت هي المفتاح المباشر الذي فتح لهم الابواب لدخول عالَم النصّ القرآني والايمان بدين الاسلام.
ولذلك يمكن القول إن المسلمين الاوائل الذين شكّلوا النواة الصلبة الاولى في الدعوة الى الاسلام قد آمنوا بالقرآن لكونه نصًّا بيانيًا امتلكهم. فَهُمْ لم يؤمنوا به لانه كشف لهم عن اسرار الكون والانسان، أو لأنه قدّم لهم نظامًا جديدًا للحياة، بل لانهم رأوا فيه لغة لا عهد لهم بما يشبهها.
فبلغة القرآن تغيّر كيانهم النفسي، وبلغته تغيّرت حياتهم، حتى صار هو نفسه وجودهم. فأجمعوا على ان القرآن كتاب فريد لم يروا مثله من قبل، وأقرّوا بأنه لا يمكن مضاهاته ومحاكاته، واتفقوا على انه نقض لعادة الكتابة شعرًا، وسجعًا، وخطابة، ورسالة، وان نظمه عجيب وغريب. ولهذا لا يمكن الفصل، على أي مستوى، بين القرآن واللغة التي نزل بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن هذا الاقرار الذي توصّل اليه العرب قبل اربعة عشرة قرنًا، نجده يتحقّق بشكل جديد في عصرنا الحالي. فحيثما قلب الانسان نظره في القرآن الكريم، يجد الاعجاز اللغوي في نظامه البديع، وفي ألفاظه التي تفي بحق كل معنى في موضعه، لا ينبو منها لفظ يقال إنه زائد، ولا يعثر الباحث على موضع يقال إنه إثبات لفظ ناقص.
فالباحث المتعمّق في كلمات القرآن، يجد ان لغة هذا الكتاب العظيم ليست كباقي اللغات الوضعية، ذلك ان اعجازه اللغوي، لا يقتصر على نحوه وصرفه واشتقاقه، ولا على بلاغته وفصاحته فحسب، وإنما كذلك على منطقه، الذي يتّخذ منه القرآن سبيلاً في هدايته.
فهناك ارتباط وثيق وعلاقة مطلقة بين اللغة التي يستعملها القرآن، وبين المنطق الذي تعبّر عنه هذه اللغة. ولكن كيف وأين يتجلّى لنا هذا الترابط بين اللغة والمنطق في هذا الكتاب الحكيم؟
عند النظر في قوانين اللغة بشكل عام نجد انها تتمثّل في أدائها لاغراض متعدّدة ومتنوعة، أهمّها أمران اثنان: الاول، وصف العالَم. والثاني، وصفها لذاتها. ففي حين ان التمثيل في الحالة الاولى ينعكس على "استعمال" كلمة ما في عبارة معيّنة، نجد ان التمثيل في الحالة الثانية ينعكس على "ذكر" تلك الكلمة في العبارة نفسها. فما هو الفرق بين الحالتين؟
إننا نكون بصدد "استعمال" شيء ما عندما نسند اليه خاصيّة معيّنة، في قولنا مثلاً: «يرفض زيد ان يمتثل للاوامر». في حين أننا نتكلّم عن "ذكر" شيء ما في حالة اسناد خاصيّة معيّنة لاسم الشيء، وليس للشيء ذاته، في قولنا مثلاً: «هذه الجملة تتكوّن من ست كلمات».
ويبدو الفرق واضحًا بين الجملتين. فالاولى تنتمي الى اللغة الشيئيّة، لكونها تعيّن واقعة شيئيّة تتمثّل في رفض زيد الامتثال للاوامر. في الوقت الذي تطرح فيه الجملة الثانية بعض الصعوبات، لأنها تتميّز بتسميتها لذاتها، اي انها انعكاسية وتقوم بوصف ذاتها، وهي تعود في المنطق الى ما نسمّيه بـ"الاحالة الذاتية". وإن البحث عن الفرق بين هاتين الحالتين يجرّنا مباشرة الى البحث عن المفارقات اللغوية.
فلو دقّقنا النظر في الجملة القائلة: " إن الصبا يسبق الشيخوخة " مثلاً، لعلمنا ان الجملة تفي بشروط اللغة من نحو وتأليف، وان "استعمال" الكلمات الواردة فيها يفي ايضًا بالمعنى المطلوب، الا أنها تكشف لنا في الوقت نفسه عن ثغرة منطقية عميقة! كيف؟
لاننا اذا لجأنا الى اي قاموس لغوي مثلاً، سنجد ان "ذكر" كلمة (شيخوخة) ككلمة، قد سبق "ذكر" كلمة (صبا) ككلمة، وذلك لان ترتيب حرف "الشين" حسب حروف الابجدية قد سبق حرف "الصاد". فطبقًا لما جاء في القاموس، فإن كلمة (شيخوخه) قد سبقت كلمة (صبا)! وهذا الامر يؤدّي الى تناقض في تركيب الجملة القائلة بأن " الصبا يسبق الشيخوخة "! حيث وجدنا ثمّة حالة واحدة على الاقل، التي تدلّ على عدم استقامة هذه الجملة من ناحية منطقية. ذلك ان "ذكر" كلمة (شيخوخة) في القاموس قد سبق "ذكر" كلمة (صبا)، في مثالنا! وان لهذا النوع من المنطق اللغوي تاريخًا طويلاً، ويرجع في اصله الى العصر الاغريقي.
ومن اشهر الامثلة التي ما زالت تشكّل تناقضًا ظاهرًا حتى يومنا هذا، هو ما ورد عن الفيلسوف الكريتي إبمنيدس، الذي وصلتنا عنه العبارة المشهورة: " إن جميع الكريتيين كاذبون"! فما هو التناقض في هذه العبارة؟
بما أن إبيمنيدس يُعدّ من جزيرة كريت اليونانية، اي انه من الكريتيين، وبما انه ادّعى بأن الكريتيين جميعهم كاذبون، كما جاء في العبارة، فلا بدّ للعبارة التي قالها إبيمنيدس ان تكون كاذبة وغير صحيحة!
ولكن .. اذا كانت عبارته غير صحيحة، فهذا يعني ان الكريتيين جميعهم صادقون. واذا صدق جميع الكريتيين، فوجب ان يكون إبيمنيدس ايضًا صادقًا. ولكن اذا صدق إبيمنيدس، فستكون عبارته صادقة .. وعليه فقد دخلنا في دوّامة لا مخرج منها، اذ نجد انفسنا نرجع الى نفس نقطة التناقض والمفارقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد شكّلت مثل هذه التناقضات والمفارقات عقبات جدّية في المفاهيم المنطقية، وخصوصًا في المنطق الرياضي. وكان اول من تنبّه لهذه النقطة في العصر الحديث عالم الرياضيات النمساوي جودل، والذي تمكّن من تقديم برهان رياضي قاطع في اثباته لما تقدّم من كلام، على استحالة تمثيل عبارة ما لذاتها بصورة مطلقة، اي انه لا يمكن اثبات شيء ما بصورة قاطعة! ولذلك نجد أن المنطق اللغوي الذي نتعامل معه نحن البشر ينقسم الى النوعين اللذين ذكرناهما آنفًا لحالتي "ذكر" شيء ما او "استعمال" ذات الشيء في الكلام.
وعليه فلا يمكننا وصف اية لغة بشرية بالطلاقة، لكونها مولّدًا للتناقضات والمفارقات. ذلك ان اعتمادها يؤدّي حتمًا الى بناء جمل غير متّسقة، اي جملاً تحتمل الصدق والكذب في الوقت نفسه، مثل العبارة الصادرة عن إبمنيدس في المثال السابق. ويتحقّق هذا الامر خاصّة عندما نسمح لتعبير ما بأن يتكلّم عن نفسه، او عندما ينطبق محمول ما على نفسه، او ان تتضمّن مجموعة ما نفسها.
وكملخّص لما ذكرناه اعلاه، نقول: إن "الاحالة الذاتية" تأخذ بعين الاعتبار نوعيّة الكلمات الواردة في عبارة ما، اي انها تفرّق دائمًا بين "استعمال" أو "ذكر" تلك الكلمات. فعندما "نستعمل" كلمة ما في عبارة معيّنة، فإننا نقصد المعنى الذي جاءت هذه الكلمة لتعبّر عنه. في حين أننا عندما "نذكر" كلمة ما، فنحن نتكلّم عن اللفظ، وبالتالي ليس عن المعنى.
وهنا يتّضح لنا الضعف في اللغات الطبيعية، التي نتعامل معها نحن البشر. فمهما علت ومهما توسّعت وترعرعت هذه اللغات، فإنها ستبقى ضعيفة وناقصة، وستحوي التناقضات والمفارقات في ثنايا كلماتها، ذلك ان الفكر الانساني محدود اصلاً، ولن يتأتّى له الاتصاف بالطلاقة ابدًا.
هذا من جهة. ومن جهة اخرى، فإنه طبقًا لمواصفات مبدأ "الاحالة الذاتية"، او ما يُسمّى ايضًا بـ"الانعكاسية"، يمكننا ان نعتمد على هذه الطريقة لامتحان قيمة اللغة، ايّة لغة كانت. وبعودة الى القرآن الكريم، وبما انه يتكلّم عن اشياء عديدة ويستعمل كلمات كثيرة، منها ما يتكرّر ومنها ما يفسّر نفسه، فإنه لو كان من تأليف البشر، لكان من الضروري ان نجد في ثناياه ايضًا مفارقات وتناقضات منطقية، كالتي تعرّضنا لها سابقًا، والتي تجلّت بتطبيق هذا المبدأ عليها. ولكن هيهات .. هيهات ..
ولقد عاب الله تعالى المنافقين وغيرهم ممن يدّعون التناقض في القرآن، والذين هم معرضون عن تدبّره وفهم معانيه المحكَمة وألفاظه البليغة، بقوله تعالى في سورة النساء: ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ?. فلكون الرسالة المنبثقة منه سبحانه خالية من التناقضات والمغايرات، ولكونها متناسقة وثابتة في نصّها، نعلم علمًا يقينيًا انها من عنده سبحانه وتعالى. وإن هذه الآية الكريمة وحدها فيها من الاعجاز ما لا يخطر على قلب بشر. فهي تصرّح بأن سلامة القرآن الكريم من الاختلاف والتناقض هو دليل على كونه من عند الله تبارك وتعالى.
ومع ان هذا التصريح جليّ للاعيان، الا أننا نعجب ان مِن علمائنا مَن أغفل قيمته في مصنّفاته، حتى ان الامام يحيى بن حمزة العلوي قد شكّك في اعتبار كون القرآن خاليًا عن التناقض وجهًا من وجوه إعجازه. يقول رحمه الله في بيانه لما ذهب إليه: " وهذا فاسد لأوجه، أما أولاً فلأن الإجماع منعقد على ان التحدّي واقع بكل واحدة من سور القرآن، وقد يوجد في كثير من الخطب، والشعر، والرسائل، ما يكون في مقدار سورة خاليًا عن التناقض، فيلزم ان يكون معجزًا. وأما ثانيًا فلأنه لو كان الامر كما قالوه في وجه الإعجاز، لم يكن تعجّبهم من أجل فصاحته، وحسن نظمه، ولوجب أن يكون تعجّبهم من أجل سلامته عما قالوه، فلما علمنا من حالهم خلاف ذلك بطل ما زعموه. وأما ثالثًا فلأن السلامة عن المناقضة ليس خارقًا للعادات، فإنه ربّما أمكن كثيرًا في سائر الازمان، واذا كان معتادًا لم يكن العلم بخلوّ القرآن عن المناقضة والاختلاف معجزًا، لما كان معتادًا، ومن حقّ ما يكون معجزًا أن يكون ناقضًا للعادة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن ذكر هذه الاوجه في تبيان فساد هذا النوع من الإعجاز، قال رحمه الله: " وأيضًا فإنا نقول جعلكم الوضع في إعجازه خلوّه عن المناقضة والاختلاف ليس علمًا ضروريًا، بل لا بدّ فيه من اقامة الدلالة، فيجب على من قال هذه المقالة تصحيحها بالدلالة، لتكون مقبولة، وهم لم يفعلوا ذلك ".
ويبدو أن الشيخ عبد العظيم الزرقاني - رحمه الله - قد تأثّر أيضًا ملاحظة الامام العلوي، حيث نراه هو الآخر يورد في كتابه عنوانًا أسماه "وجوه معلولة"، قال بعده مباشرة: " ذكر بعضهم وجوهًا أخرى للإعجاز، ولكنها لا تسلم في نظرنا من طعن، لأن منها ما يتداخل بعضه في بعض. ومنها ما لا يجوز أن يكون وجهًا من وجوه الاعجاز بحال. ونمثّل لهذا الذي ذكروه بتلك الاوجه العشرة التي عدّها القرطبي، وهي .. ". وبعد ان تعرّض لهذه الوجوه، وقام بدمج بعضها في بعض، خالف القرطبي في وجهين منها هما: الحِكم البالغة والتناقض بين معانيه. وقال: " إن واحدًا منهما لا يصلح وجهًا من وجوه الاعجاز لأنهما لا يخرجان عن حدود الطاقة، بل كثيرًا ما نجد كلام الناس مشتملاً على حِكَمٍ وسليمًا من التناقض والاختلاف ".
والمتأمّل في كلام هذين الامامين الجليلين يرى انه بنفيهما "عدم الاختلاف والتناقض" من بين وجوه الاعجاز، قد خالفا نصًّا قرآنيًا، يقول فيه الحقّ تبارك وتعالى: ? وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ?. فالقرآن الكريم يصرّح بأن سلامته عن الاختلاف دليل على كونه من عند الله تبارك وتعالى. فهو اذن وجه اصيل من وجوه الاعجاز. خاصّة وأن القرآن استغرق إنزاله ثلاثًا وعشرين سنة، ومع هذا لا نلمح خلافًا بين أول ما نزل وآخر ما نزل من حيث استواؤه موضوعًا وشكلاً.
ولتقديم الدليل على ما نذهب إليه، نقول: إن آية النساء تصرّح أنه لو كان القرآن مُخْتَلَقًا وليس من عند الله سبحانه وتعالى، كما يزعم المنافقون ومن هم على شاكلتهم، لوجدوا فيه اختلافًا وتناقضًا كبيرًا في أخباره، وفي نظمه، وفي معانيه .. فتفسير الآية واضح وجليّ، وذهب المفسرون الى ذات المعنى في تفصيلها.
ولكن الذي يهمّنا هنا هو "الإمتحان"! فقد سبق ووضّحنا ان مبدأ "الاحالة الذاتية" يمكنه ان يساعدنا على التحقّق من قيمة الكلمات الموجودة في عبارة ما، وذلك عن طريق تفحّص "استعمال" الكلمات الواردة فيها، ومن ثم القيام بتفحّص "ذكر" تلك الكلمات في العبارة نفسها. والآية تقول إنه لو كان القرآن من تأليف البشر، وليس من عند الله، لوجد فيه المنافقون كثيرًا من التناقضات! والآن، كيف يمكننا تطبيق مبدأ "الاحالة الذاتية" على هذه العبارة من النصّ القرآني الكريم؟
قبل أن نباشر بتطبيق هذا المبدأ على كلمات من القرآن الكريم، نودّ أن نسلّط بعض الضوء على مفهوم الكلمة القرآنية التي نحن بصددها هنا. فقد وجدنا بُعدًا جميلاً لهذا المفهوم عند الاستاذ محمد العفيفي في قوله: " إن كل كلمة في القرآن تعطيك مع اتصالها فصلاً خاصًّا بها وحدها، لا يتكرّر في القرآن كله بعد ذلك .. ". وهو يؤكّد على أن " تفصيل القرآن هو التطابق المطلق بين مواقع الكلمة القرآنية مهما تعدّدت مواقعها، وبين عدد الحقائق التي تقدّمها مواقع كل كلمة قرآنية. فعدد مواقع كل كلمة قرآنية هو نفسه عدد حقائقها ". ثم يقول في موضع آخر: " كلما تدبّرنا اي كلمة قرآنية متعدّدة المواقع في موقع جديد من مواقعها، فإن تعداد المواقع إنما هو تحقيق الاستجابة لحاجاتنا إليه ".
وبعد هذه المقدّمات يخلص العفيفي الى القول بأن " تعدّد مرات ورود أى كلمة في القرآن، دليل على ثبات هذه الكلمة، وحاجتنا نحن المخلوقين الى عدد من الحاجات، قدّرها الخالق سبحانه تقديرًا، فجاءت في كتابه العزيز، آية قرآنية مفصّلة، تفي بهذه الحاجات، على مستويات الفكر الانساني والعمل الانساني كما وصلهما الله بالحياة ". ثم ينتهي الى القول بأن " الكلمة القرآنية مهما تعدّدت مواقعها، فقد أتت مرة واحدة، والحاجات هي التي تكرّرت، بدليل أن القرآن ليس به اي إضافة عددية لكلمة من كلماته، دون حاجة حقيقيّة يأتي ذكرها مفصّلاً ومحكمًا لا مكان معه لتكرارنا لكلامنا العادي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك ليقرّر بحُكم قاطع أن " النظر في كلمات القرآن على أساس البُعد العددي لمواقع كل كلمة في سائر الآيات التي جاءت فيها الكلمة القرآنية، اذا وعينا هذه المواقع تفصيلاً وتوصيلاً، فقد وعينا عدد الحقائق السماوية لها تفصيلاً وتوصيلاً ".
لقد استوحى الاستاذ العفيفي من هذا المفهوم للكلمة القرآنية أن الله سبحانه وتعالى ربط كل كلمة في كتابه العزيز مع جنسها من الكلمات الأخرى، وجعل منها شخصيّة واحدة مرتبطة بذاتها، هي شخصيّة القرآن الكريم. ولذلك وجب علينا عند التعرّض لأي كلمة قرآنية ان نتدبّرها من خلال اتصالها بمواقعها وعلاقاتها في القرآن كله.
ولعلّ هذا التصريح الذي أدلى به الاستاذ العفيفي قيّم وجميل، إلا أنه يشعرنا بجزء ضئيل من عظمة المقصود في هذا الوجه من الاعجاز القرآني. فالعفيفي لم يبّين مدى تفوّق الكلمة القرآنية على غيرها من الكلمات، ولم يوفّر لنا الاجابة على أسئلة كثيرة أخرى، منها: أين نجد البناء القولي للكلمة القرآنية بالثبات والحقيقة المرتبطة بها؟ وما هو العلم الذي يمكننا أن نصله من خلال السياق للكلمة القرآنية اذا توالت صِلاتنا بها في كل موقع من مواقعها؟ ومن ثمّ، فأين نجد الفصول الخاصّة التي ترسمها لنا الكلمة القرآنية من خلال تعدّدها في مواقعها عند اتصالها بسياقها القرآني؟
ولذلك نرى أنه للوصول الى الحقيقة التي تعبّر عنها الكلمة القرآنية من خلال تعدّدها في مواقعها، كان لا بدّ من افتراض بُعد جديد يكمل ما انتهى اليه الاستاذ العفيفي. والقاعدة التي ننطلق منها لفهم هذا البُعد هي مبدأ الاحالة الذاتية.
ولنضرب مثلاً يقرّب ما نقوله الى الاذهان: فإن قلت لك: «هذه الجملة تحوي كلمة "تحوي"». فهل هي صحيحة؟ ستقول: أجل، إنها صحيحة، فهذه الجملة تتكلّم عن نفسها، وهي تحوي بالفعل كلمة "تحوي". ولكن ماذا بالنسبة للجملة الآتية: «هذه الجملة تتكوّن من خمس كلمات»؟ فهل هي صحيحة؟ الجواب هو طبعًا بالنفي. لأنك اذا قمت بإحصاء الكلمات الواردة فيها، ستجد أن عددها هو ستة، وليس خمسة، ولذلك كان من المفروض أن تقول: " هذه الجملة تتكوّن من ست كلمات "! وقد تسأل: وما هي علاقة هذه العبارات ببحثنا؟
نقول: إن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا في الآية التي تعرّضنا لها آنفًا أنه لو لم يكن هذا الكتاب من عنده، لوجد فيه الذين يتدبّرونه ? اخْتِلافًا كَثِيرًا ?. أليس كذلك؟ بلى .. ولكن أي اختلاف؟ وما هو وجه الاعجاز في هذه العبارة؟ نقول، والله أعلم، لقد تمّ "استعمال" كلمة ? اخْتِلافًا ? في العبارة القرآنية للدلالة على عدم وجود التناقض في كلامه سبحانه وتعالى.
ولكن في حالة إسناد كلمة ? اخْتِلافًا ? الى "ذكرها" في العبارة القرآنية، سنجد أنفسنا حقًا أمام أمرٍ عجيبٍ، لأننا نحصل على صورة مغايرة تمامًا لما نعهده في الكتب البشرية جمعاء. فإذا أمعنت النظر في ذكر كلمة ? اخْتِلافًا ?، وليس في "استعمالها"، أي في دلالتها المعنوية في الآية، فستتجلّى لك الصورة التالية:
لو كان هذا القرآن من تأليف البشر، لوجدت أن "ذكر" كلمة ? اخْتِلافًا ? ككلمة، جاء فيه أكثر من مرة واحدة، لأن معنى كلمة ? كَثِيرًا ? يفيد الكثرة، وهي بالعادة أكثر من مرة واحدة. والآن وبعد الرجوع الى القرآن الكريم، نجد أن كلمة ? اخْتِلافًا ? جاءت بصيغة النصب هذه في كل القرآن الكريم مرة واحدة فقط، وذلك في الآية التي نحن بصددها هنا.
فكأن الله سبحانه وتعالى يقول إنه لو كان هذا القرآن من عند غيره، ? لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ?، أي لو كان هذا القرآن من كلام البشر، لوجدتم فيه أيها السادة أن كلمة ? اخْتِلافًا ?، "كذكر" لكلمة ? اخْتِلافًا ?، جاءت فيه أكثر من مرة واحدة. ولكن بما أن هذه الكلمة لم ترد بهذه الصيغة الا مرة واحدة في كل القرآن، فإن ما نقرؤه في القرآن الكريم هو حقًا كلام الله سبحانه وتعالى! فهل يمكن لبشر أن يحيط بشيء من هذا القبيل؟ لا يمكن! ولماذا؟ لأن البشر لا يستطيعون تصوير الحقائق بصورة مطلقة، يستوي في ذلك ما كان معلومًا منها عندهم او مجهولاً.
وكلما اتسع إدراكنا لهذه الحقيقة، تبيّن لنا أن التصوير المطلق للعبارات القرآنية يوحي بأن هذا الكتاب العظيم قادم من الملأ الأعلى، وفيه من الإعجاز ما تنتهي الدنيا ولا ينتهي!
والله تعالى أعلم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 01:14 ص]ـ
نظرات ممتعة في رحاب آيات القرآن وحقائقه المطلقة
جزاك الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 05:07 ص]ـ
أخ لؤي
ممتعة جدا إشارتك التي مؤداها أن كلمة "اختلافا" لم ترد في القرآن إلا مرة واحدة في الآية نفسها التي معناها نفي التناقض والتعارض عن آيات القرآن--- وكأنه من بين أهداف ألآية الإشارة إلى هذه الحقيقة بأن كلمة "اختلافا " لم ترد إلا في الآية المذكورة فيها ---ومع جمال هذه الملاحظة ولكني أخشى أن يتهمنا أحدهم بالتكلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 01:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكورة اخت انوار على الافادة ..
واما بالنسبة للتكلف اخي جمال، فاين هو في هذا البيان الذي لا لبس فيه؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 01:50 م]ـ
لست أنا--إنما أردت منك أن تدافع عن إتهام كهذا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخي جمال ..
وما الداعي الى المدافعة ان لم يكن هناك اتهام؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 02:28 م]ـ
من عادة العلماء أن يقولوا---فإن قالوا لنا كذا قلنا لهم كيت---وأنا أريدك أن تحذو حذوهم
:)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 05:33 ص]ـ
اللهم زد وبارك
الأستاذ الطيبي سلمه الله
لاتبخل علينا بمثل هذه الدرر، فإنها تقربنا أكثر لفهم كتاب ربنا سبحانه وتعالى0
جزاك الله عنا كل خير
الأستاذ جمال وفقه الله
بل هو تدبر، وما أجمله من تدبر0(/)
البلاغة الخالدة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 01:26 ص]ـ
البلاغة الخالدة
ثمة تعبيرات تناسب العصر الذي قيلت فيه، ثم تفقد أهميتها وتفاعل الناس معها أو إحساسهم بمعانيها بمرور الزمن
ولكن التعبيرات القرآنية خالدة وصالحة لكل زمان ومكان، فلا تغمض على أحد، ولا تخفى في زمن، وها نحن ننقل لكم هذه الفقرات من كتاب البيان في ضوء أساليب القرآن للأستاذ عبدالفتاح لاشين حول اختلاف الأذواق في قبول التشبيه، وخلود تشبيهات القرآن، وكنايات أنكرتها البيئة.
يقول المؤلف متحدثا عن أحد التشبيهات العربية الشهيرة: اقتضت ظروفُ العرب ومعيشتهم القاسية طولَ الترحل، والإقامةَ في الصحراء، فكانوا إذا أقبل الليل وأظلم الجو، تخيروا جبالا عاليا وأوقدوا في قمته نارا تهدي الضال وتؤنس الساري، حتى إذا لجأ إليها وجد عندها الأمنَ والقِرى. تعرف القافلة فضلَ هذا حين تضل في الصحراء في الليالي الشاتية التي يغطي السحابُ نجومها، وحين تغيب معالم الطريق وتختفي دروبه، فإذا بدت هذه النار وسط هذا الظلام الحالك، هدأت النفوس وأنست، وضمنت الراحة والقرى.
هذا الجبلُ الموقد في قمته النار، وتلك الصفة الشائعة لدى العرب جعلتها الخنساء لأخيها صخر مثلا، فقالت: <<وإنّ صخرا لتأتمّ الهُداةُ به ... كأنه علمٌ في رأسِه نارُ>>
فهذا التشبيه عندما يسمعه العربي يطرب له، ويترنح لهذه الصورة التي قد منها تمجيد صخر. لكننا اليوم لا نشعر بجمال تلك الصورة، فكم من معاصرينا خبَرَ طولَ الرحلة في الصحراء أو عانى السير فيها أو حدثته نفسه ليقوم بجولة طويلة ليتعرف على حياة أهلا وعاداتهم؟ ولهذا لا يحس الحضَري هذا التشبيه وما فيه من معاني المجد والفخار كما كان يحسه العربي، وأصبحت تلك التشبيهات وأمثالها مما لا نشاهدها ولا ننفعل بها تردُ تقليدا ومحاكاة، وهما لا يغنيان في التوضيح وحسن الصورة.
أما تشبيهات القرآن فهي تشبيهات خالدة خلود الزمن، دائمة دوام الدهر، لا تختلف باختلاف العصور ولا تتفاوت بتفاوت الزمان، عناصره عناصر الطبيعة الناطقة بعظمة الله، الشاهدة بآثاره، ماثلة أمام البشر معروفة لديهم، شائعة بينهم وحاضرة بين أيديهم ... فنجد أن القرآن الكريم يأخذ صور تشبيهاته من نبات الأرض وحيوانها وجمادها التي بين أظهرهم وتحت أعينهم.
يقول تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يّس:39) فهذا القمر الذي يملأ الليل بهجة وضياء ويحيل وحشته أنسا يصبح نحيلا مقوسا تتخطاه العيون وتزدريه الأبصار.
ويقول سبحانه: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ. خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ) (القمر:7) فالمشبه به الجراد الدائم الانتشار حتى يكون التشبيه دقيقا في تصوير تلك الجموع الخارجة من القبور المنتشرة في كل مكان.
وهكذا نجد أن عناصر التشبيه في القرآن تستمد من الطبيعة أمام أعين الناس القربية من أذهانهم مما جعلها خالدة وباقية على مر العصور، وإن قل المشبه به وضَؤل أمره، فهو لا يُعنى بنفاسة المشبه به، وإنما العناية كلها باقتراب الصورتين في النفس وشدة وضوحها فالقرآن يختار من الصور الأدبية ما يمكن أن يكون من الصور العالمية التي تظل موحية والتي يظل فعلها لقوي الساحر مهما اختلفت البيئات وتتابع الزمن.
والأمر نفسه نجده في الكنايات العربية، فكان جبنُ الكلب وهُزالُ الفصيل دالا على الكرم، يقول أحد الشعراء: < وما يكُ فيّ من عيبٍ فإني ** جبانُ الكلب مهزولُ الفصيل >
فكنى عن كرمه بكنايتين: الأولى كثرة قصاده وزواره، فلا ينبح كلبه زائرا، ولا يهاجم قادما. الثانية تقديم القِرى لضيفانه من لبنِ نياقه، ويذبح منها فيطعمهم ويحرم الفصيلَ لبنَ أمه، أو يحرمه أمَّه فيجوع ويضعف، وكان ذلك من دلائل الكرم، إلا أننا الآن لا نشعر بما تدل عليه ولا نفهمه إلا بعد أن يُشرح لنا، لأنها كنايات مضى زمن دلالتها، ولم تعد الأذواقُ الآن تستسيغ استعمالها، ولم تبق دلالتُها على تلك المعاني إلا نقلا وحفظا وتقليدا.
لكنّ هناك كناياتٍ خالدة، واضحة الدلالة في كل وقت لبنائها على شيء طبيعي لايكاد يختلف باختلاف العصور، وهذا النوع نراه في القرآن الكريم في مثل قوله تعالى دلالة على الندم: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (الفرقان:27) ونراها في قوله تعالى كناية عن نظر الحسد والعداوة: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) (القلم:51)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 01:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
معان بيانية رائعة .. ترقى فيها الروح الى العلا ..
بارك الله فيكم .. اخت انوار ..
وننتظر منكم المزيد إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 02:31 م]ـ
أختاه
وإن كانت الكناية مما يحتمل الحقيقة وغيرها---إلا أنني أعجب ممن يرى في قوله ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)) أن العضّ على اليدين حقيقي(/)
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 05:51 ص]ـ
:::
قال تعالى ((وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)) 4 المؤمنون
عندي مشكلة مع هذه الآية---أفكر فيها منذ يومين---لم لم يستخدم "مؤدّون"؟
وباستخدامه لها يؤدي نفس معنى أحد أركان الإسلام " أداء الزكاة"--ويحافظ على الفاصلة
وأحاول أن أربط بين هذه الآية والآيات التي ذكر فيها القرآن بعض تصاريف "فعل"
كقوله تعالى (قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) يوسف 61
أو قوله (قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) 71 لوط
أو قوله (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)) 10 يوسف
أو قوله ((قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) 68 الأنبياء
فهل يمكنني أن أقول أن استخدامه "فاعلون" فيه مدح للمؤمنين لكون " فعل" تدل على القصد والإختيار كما هو واضح من معانيها في ألآيات المتعددة؟؟
وهل فيم لو استخدم "مؤدون" دل السياق على أنهم يؤدونها جبرا وغصبا عنهم بما لا يتناسب مع المدح المقصود للمؤمنين من بداية السورة؟
ما رأيكم؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 01:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخ جمال حفظه الله ..
إن التعبير برمّته في هذه الجملة من الآية الكريمة يجمع معان عدّة كلها مرادة ولا تؤدّى في اي تعبير آخر. وإليك بيان ذلك:
إن (الزكاة) اسم مشترك بين عدّة معان، فقد يُطلق على القدر الذي يخرجه المزكّي من ماله الى مستحقه، أي: قد تطلق على المال المخرَج. وقد يُطلق على المصدر، بمعنى: التزكية، وهو الحدث، والمعنى: إخراج القدر المفروض من الاموال الى مستحقه. وقد تكون بمعنى العمل الصالح، وتطهير النفس من الشرك والدنس، كما قال تعالى: " فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ". وقال: " قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى "، وقال: " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ". أي: أفلح من طهّر نفسه وخلصها من الدنس والسوء. وهذه المعاني مجتمعة يصحّ ان تكون مرادة في هذا التعبير.
ذلك انه يصحّ ان يكون المعنى: والذين هم يؤدّون الزكاة، وذلك على تضمين (فاعلون) معنى (مؤدّون) او على تقدير مضاف محذوف، أي: والذين هم لاداء الزكاة فاعلون. فأصل الكلام على هذا: (والذين هم فاعلون الزكاة). فالزكاة مفعول به لاسم الفاعل (فاعلون)، ثم قدّم المفعول للاختصاص فصار (الزكاةَ فاعلون) كما تقول (أنا زيداً ضارب). ثم زيدت اللام لتوكيد الاختصاص، وهو قياس مع مفعول اسم الفاعل تقدم او تأخر، كما قال تعالى: " وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ ". وتسمى هذه اللام لام التقوية. وبهذين التقديرين يكون المقصود بالزكاة اسم العين، وهو المال الذي يُخرَج لمستحقّه.
ويصحّ ان تكون (الزكاة) بمعنى التزكية وهو الحدث، أي: فِعل المزكّي، فيكون (فاعلون) بمعناها فيكون اصل التعبير (فاعلون الزكاة) ومعنى (فعل الزكاة) زكّى، او أخرج الزكاة، كما يُقال للضارب فَعَلَ الضرب.
ويصحّ ان تكون الزكاة بمعنى العمل الصالح وتطهير النفس، فيحتمل ان تكون اللام زائدة مقوية دخلت على المفعول به (الزكاة)، فيكون معنى (فعل الزكاة) فعل العمل الصالح وتطهير النفس كما يُقال: (فعل خيراً، أو فعل شرّاً). فيكون معنى الآية: (الذين هم فاعلون العمل الصالح وتطهير النفس) واللام زائدة في المفعول ويسمّونها مقوية وهي تفيد توكيد الاختصاص في المفعول المقدم، أي: لا يفعلون الا ذاك.
ويحتمل ان تكون اللام لام التعليل، اي: يفعلون من اجل الزكاة، اي: هم عاملون من اجل تزكية نفوسهم وتطهيرها والمفعول محذوف، فيكون الفعل عامّاً، وهو كل ما يؤدّي الى الخير وتطهير النفس.
فالزكاة اذن تحتمل العبادة المالية، وتحتمل العمل الصالح والتطهير والنماء، واللام تحتمل التقوية، وتحتمل التعليل. وهذه المعاني كلها مرادة ومطلوبة، فهو يريد الذين يؤدّون الزكاة، ويفعلون العمل الصالح، وتطهير النفس ويفعلون من اجل ذلك.
ولا تجتمع هذه المعاني في اي تعبير آخر. فلو أبدل كلمة (مؤتون) مكان (فاعلون) لاقتصر الامر على زكاة المال، ولو حذف اللام، لم يفد معنى التعليل، فانظر كيف جمع عدّة معانٍ بأيسر سبيل؟
مختصر من كتاب (لمسات بيانية).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 02:01 م]ـ
جميل وطيب كل ما لخصته أخي لؤي--وقد أفادني كثيرا---ومع ذلك لا أدري لم تجنبت التعليق على كون إختيار السياق ل "فاعلون " فيه معنى المدح لأن الفعل "فعل" بحد ذاته يتضمن القصد والإختيار لا الجبر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 02:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخي جمال ..
اذا كان ذلك كذلك، فلِمَ لَمْ يقل في الآية نفسها: (والذين هم للصلاة فاعلون)، بدلاً من: " الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ "؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 02:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخي جمال ..
اذا كان ذلك كذلك، فلِمَ لَمْ يقل في الآية نفسها: (والذين هم للصلاة فاعلون)، بدلاً من: " الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ "؟
في ما تفضلت أخي إختلاف شاسع في المعنى بين "فعل الصلاة" " والخشوع فيها"---والخشوع نفسه فيه معنى المدح
ـ[البصري]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 12:05 م]ـ
الأستاذ جمال، قلت: " وباستخدامه لها يؤدي نفس معنى أحد أركان الإسلام " أداء الزكاة " ويحافظ على الفاصلة.
لعلك أردت ما ورد في الحديث المتفق عليه: " وإيتاء الزكاة " أما " أداء الزكاة " فلا أعرف على حد علمي القاصر أنه ورد في ألفاظ هذا الحديث!!
وتعليلك لاختيار "فاعلون" بكونها تدل على الرضا والاختيار لا أرى من وجهة نظري القاصرة مناسبته والزكاة ركن من أركان الإسلام، لا يخير المسلم في فعلها أصلا، بل هي واجبة عليه، ويأثم بتركها، بخلاف ما أوردت من آيات، فما فيها من أفعال هي اختيارية حقًّا وليس فيها وجوب، فظهر الفرق.
ثم إنه ليس في أداء المؤمن لما افترض عليه عيب له بأي وجه من الوجوه، بل هو عين المدح، فلسنا بحاجة لأن نتلمس مدح المؤمنين بأنهم يؤدون الزكاة دون جبر ولا غصب، فهم يؤدونها كذلك من أصل إيمانهم ...
كلام الأخ لؤي جميل وممتع ومقنع حقًّا، نسأل الله أن يزيدنا وإياه علمًا نافعًا وعملا صالحًا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 12:39 م]ـ
لعلك أردت ما ورد في الحديث المتفق عليه: " وإيتاء الزكاة " أما " أداء الزكاة " فلا أعرف على حد علمي القاصر أنه ورد في ألفاظ هذا الحديث!!
وتعليلك لاختيار "فاعلون" بكونها تدل على الرضا والاختيار لا أرى من وجهة نظري القاصرة مناسبته والزكاة ركن من أركان الإسلام، لا يخير المسلم في فعلها أصلا، بل هي واجبة عليه، ويأثم بتركها، بخلاف ما أوردت من آيات، فما فيها من أفعال هي اختيارية حقًّا وليس فيها وجوب، فظهر الفرق.
ثم إنه ليس في أداء المؤمن لما افترض عليه عيب له بأي وجه من الوجوه، بل هو عين المدح، فلسنا بحاجة لأن نتلمس مدح المؤمنين بأنهم يؤدون الزكاة دون جبر ولا غصب، فهم يؤدونها كذلك من أصل إيمانهم ...
.
الأخ البصري
# لا مانع من استبدالك الإداء بأي لفظة كالآيتاء
# فرق واضح بين إعطاء الزكاة طواعية ورغبة وبين أخذها بقوة السلطان---ونحن الآن نعيش في ظل غياب سلطان الإسلام فكم من المسلمين يعطي الزكاة طواعية؟؟
قليل جدا
إذن من المناسب مدح من يعطيها طواعية ورغبة
والله أعلم(/)
وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 06 - 2005, 04:33 ص]ـ
:::
قوله تعالى (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً)) 12 يونس
لفت انتباهي فيه قوله (دَعَانَا لِجَنْبِهِ)
والجنب لغة الجارحة المعروفة ----قال في اللسان
(الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ: شِقُّ الإنْسانِ وغيره))
طيّب
ما معنى دعانا لجنبه ---هل هي بمعنى طلب العون والمساعدة كما في قولك لفلان "قف إلى جانبي" وتقصد ساعدني؟
ولكن ما جدوى التخيير بعدها "أو"؟ --فلا يستقيم المعنى السابق.
هل معناها دعانا في حالة دعاء وهو مضجع على جنبه؟؟
نعم هذا صحيح وينسجم مع التخيير الوارد بعدها
أي دعانا في حالات الدعاء المشهورة الثلاث وهي
#حالة الإضجاع على الجنب
# حالة القيام
# حالة الجلوس أو القعود
ولكن هل تأتي " لجنبه" بحيث تكون اللام بمعنى " على"؟
نعم تأتي والدليل قوله ({يَخِرُّونَ لِلاْذْقَانِ)) أي على الأذقان
طيب
لاحظوا الحالات المذكورة (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً)
هي حالات مرضية ذكر أولها وهي أشدها وهي حالة الإضجاع على الجنب--
ثم تلتها حالة الجلوس وفيها يكون المرض أقل شدة من حالة الإضجاع ثم تلتها حالة القيام وفيها يكون المرض أخف مما سبق من حالات ألا أن المريض في الحالات الثلاث عاجز عن الحراك الإنتقالي
أما أبو حيان في البحر المحيط فقد قال نفس المعنى تقريبا إلا أنه لم يرد تفسير "لجنبه" بمعنى " على جنبه" فقال
(وابتدأ بالحالة الشاقة وهي اضطجاعه وعجزه عن النهوض، وهي أعظم في الدعاء وآكد ثم بما يليها، وهي حالة القعود، وهي حالة العجز عن القيام، ثم بما يليها وهي حالة القيام وهي حالة العجز عن المشي، فتراه يضطرب ولا ينهض للمشي كحالة الشيخ الهرم. ولجنبه حال أي: مضطجعاً، ولذلك عطف عليه الحالان، واللام على بابها عند البصريين والتقدير: ملقياً لجنبه، لا بمعنى على خلافاً لزاعمه))
فهل لكم أن تلقوا ما في جعابكم حول هذا الخلاف؟؟(/)
وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 07:29 ص]ـ
:::
قوله تعالى ((وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ)) لقمان 19 فيه نهي عن الغطرسة واستحقار الآخرين--فما هو تصعير الخد؟؟
جاء في اللسان ((الَّصعَر: مَيَلٌ في الوَجْهِ، وقيل: الصَّعَرُ المَيَل في الخدِّ خاصة، وربما كان خِلْقة في الإِنسان والظَّليم، وقيل: هو مَيَلٌ في العُنُق وانْقِلاب في الوجه إِلى أَحد الشقَّين. وقد صَعَّرَ خَدَّه وصاعَرَه: أَمالهُ من الكِبْرِ؛ قال المُتَلَمِّس واسمه جَرير بن عبد المسيح: وكُنَّا إذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، أَقَمْنا لَهُ من مَيلِهِ فَتَقَوَّما
يقول: إذا أَمال متكبِّرٌ خدَّه أَذْلَلْناهُ حتى يتقوَّم مَيْلُ))
أعاذنا الله وإياكم من التكبر والغطرسة.
وقد يكون المتغطرس لا يصعّر خده للناس حين تكبره-- وقد يكون إنسان فيه التصعر خلقة خلق عليها فهو يميل بخده بدون أن يقصد الغطرسة واستحقار الآخرين --إلا أنه غلب على المتغطرس تصعير خده -- لذا فأن تصعير الخد يقال له في علوم البلاغة كناية-- والكناية:
هي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع إرادة ذلك المعنى
هل وردت كناية أخرى في القرآن الكريم بمعنى التكبر والغطرسة؟؟
هل في قوله ((ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)) 9 الحج كناية عن الغطرسة والتكبر؟؟
أم أن فيه كناية عن الإعراض تكبرا وغطرسة؟؟
والعطف "بكسر العين " كما جاء في الصحاح (وعِطْفا الرجل: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه. وكذلك عِطفا كلِّ شيءٍ: جانباه. ويقال: ثَنى فلانٌ عنِّي عِطفَه، إذا أعرض عنك))
قال إبن عاشور (والعِطف: المنكب والجانب. و {ثاني عطفه} تمثيل للتكبر والخيلاء. ويقال: لوى جيدَه، إذا أعرض تكبراً. وهذه الصفة تنطبق على حالة أبي جهل فلذلك قيل إنه المراد هنا.))
وقال أبو حيان (قال ابن عباس: متكبراً، ومجاهد: لاوياً عنقه بقبح، والضحاك: شامخاً بأنفه))
وقال أبو السعود ({ثَانِىَ عِطْفِهِ} حالٌ أخرى من فاعلِ يُجادل أي عاطفاً لجانبه وطاوياً كَشْحَه مُعرضاً متكبِّراً فإنَّ ثنْيَ العطفِ كنايةٌ عن التَّكبُّرِ))
إذن عندهم ثني العطف يشمل الإعراض والتكبر --فهو معرض في حال تكبره--ألم تلاحظوا الفرق معي؟؟
كنايتان فيهما معا معنى التكبر---الآولى وهي التصعير فيها معنى التكبر فقط---والثانية وهي ثني العطف فيها معنى "الإعراض متكبرا""
فهل نسمع منكم قولة--الله الله على بلاغة القرآن كما نسمع منكم قولة -- الله الله على إجادة قراءة قارىء؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 11:58 م]ـ
نريد أن نسمع ما شاء الله أو تبارك الله أو سبحان الله أو الله أكبر ...
أما الله الله، فلا نعرفها ولا نريد أن نسمعها ... وبارك الله فيك أخي الشرباتي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 02:52 ص]ـ
كم أحب تواجدك معنا يا بصري فلا تحرمنا ذلك
ـ[البصري]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 04:53 م]ـ
التواجد لا أحبه؛ لأنه تكلف وما أنا من المتكلفين ... لكني أسعد بوجودي معكم، ما دمتم للحق متبعين، وله معلنين، ولأهله متحملين ... وأنتم كذلك، ونسأل الله لنا ولكم مزيدًا من التوفيق والسداد، والتبصر قبل القول والكتابة.
حكمة: الذهب والفضة غاليان، لكنهما قليلان.
والتراب رخيص، لكنه كثير.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 05:00 م]ـ
الذهب نادر وغال
والتراب كثير ورخيص
لكن العطاء والخير في التربة الخصبة---وهذا ما نريده منكم أن تكون معطاء كالتربة الخصبة
ـ[البصري]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 01:32 م]ـ
أسأل الله أن يوفقنا لكل صواب من القول وصالح من العمل،، إنه جواد كريم.(/)
سورة الكهف (معلومة مفيدة)
ـ[احمد علي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 03:58 م]ـ
من روائع سورة الكهف
إنني على يقين بأن معجزات القرآن لا تنفصل عن بعضها. فالإعجاز العددي تابع للإعجاز البياني، وكلاهما يقوم على الحروف والكلمات. وقد تقودنا معاني الآيات إلى اكتشاف معجزة عددية! وهذا ما نجده في قصة أصحاب الكهف، فجميعنا يعلم بأن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 309 سنوات. وهذا بنص القرآن الكريم, يقول تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (الكهف: 25).
فالقصة تبدأ بقوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً ...... ) (الكهف: 9 - 13).
وتنتهي عند قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً* قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) (الكهف:25 - 26).
والسؤال: هل هنالك علاقة بين عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف، وبين عدد كلمات النص القرآني؟ وبما أننا نستدلّ على الزمن بالكلمة فلا بد أن نبدأ وننتهي بكلمة تدل على زمن. وبما أننا نريد أن نعرف مدة ما (لبثوا) إذن فالسرّ يكمن في هذه الكلمة.
فلو تأملنا النص القرآني الكريم منذ بداية القصة وحتى نهايتها، فإننا نجد أن الإشارة القرآنية الزمنية تبدأ بكلمة (لبثوا) وتنتهي بالكلمة ذاتها، أي كلمة (لبثوا).
والعجيب جداً أننا إذا قمنا بعدّ الكلمات مع عد واو العطف كلمة مستقلة، من كلمة (لبثوا) الأولى وحتى كلمة (لبثوا) الأخيرة، فسوف نجد بالتمام والكمال 309 كلمات بعدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف!!!
و لمن أحب التأكد من صدق هذه الحقيقة عليه مراجعة النص القرآني:
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً {10} فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً {11} ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا*أَمَداً*نَحْنُ*نَقُصُّ*عَلَيْكَ*نَبَأَهُم*بِالْحَقِّ*إِنَّهُمْ*فِتْيَةٌ*آمَنُوا*10
بِرَبِّهِمْ*وَ*زِدْنَاهُمْ*هُدًى*و*رَبَطْنَا*عَلَى*قُلُوبِهِمْ* .......... *وَ*لَبِثُوا*فِي*كَهْفِهِمْ *ثَلاثَ*مِئَةٍ*300 سِنِينَ*وَ*ازْدَادُوا* تِسْعاً *قُلِ * اللَّهُ *أَعْلَمُ*بِمَا*لَبِثُوا*309
إذن البعد الزمني للكلمات القرآنية بدأ بكلمة (لبثوا) وانتهى بكلمة (لبثوا)، وجاء عدد الكلمات من الكلمة الأولى وحتى الأخيرة مساوياً للزمن الذي لبثه أصحاب الكهف. والعجيب أيضاً أن عبارة (ثلاث مئة) في هذه القصة جاء رقمها 300، وهذا يدلّ على التوافق والتطابق بين المعنى اللغوي والبياني للكلمة وبين الأرقام التي تعبر عن هذه الكلمة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 09:08 م]ـ
رأيي أن الإعجاز العددي جهد لا طائل منه---لقد ميّع الناس مفهوم الإعجاز حتى صرنا نسمع عن إعجاز قصصي كما تفضل أحدهم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 04:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخ احمد علي .. شكر الله لك مجهودك ..
ولكن هذه الطريقة في العدّ لا تخلو من شوائب ..
إذ كيف تحصي حرف الواو ككلمة؟
وحتى لو اخذنا بصحة افتراضك .. فتبقى عملية العدّ هذه غير صحيحة مطلقاً ..
لأن عدد الكلمات من (لبثوا) الاولى الى (لبثوا) الاخيرة .. يساوي (266) كلمة ..
واذا أضفنا اليها عدد "الواوات" في النص المذكور- وهو 29 - فيصبح المجموع:
(266 + 29 = 295)!
وهذا بعيد عن كونه (309)!
ثم اخي جمال ..
هلا وضحت لنا المقصود من قولك: "الاعجاز العددي جهد لا طائل منه"!؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 05:27 ص]ـ
أخي لؤي
ما ثمرة أن يقال أن بين كلمة لبثنا وكلمة لبثنا الأخرى 300 كلمة؟
هل هذا مما يتحدى به؟؟
أي برنامج حاسوب يمكن له أن ينظم مقالا بحيث يكون فيه عدد الياءات 300 وعدد الباءات 300 وعدد السينات 300 فأي تحد في هذا
على أية حال---أنت أخ أثق به ففصّل لنا ما تريد
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 05:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي جمال ..
موضوع الاعجاز العددي وما التبس فيه من امور يحتاج بحق الى تفصيل دقيق ..
ولا بد من معرفة الضوابط والشروط التي وضعها العلماء لنحذر من التكلف والقول على الله بدون علم ولا دليل من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة الكرام ..
وسأعقد لهذا مقالة خاصة قريباً بإذن الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد علي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 04:57 م]ـ
الأخ جمال والاخوة الكرام
هل عدد السور والايات وعدد الاحرف وعدد كلمات الايات ليس لها معنى في القران
فمثلا سورة الفاتحة وتسمى السبع المثاني هل ليس للعدد سبعة معنى
وهل لتكرار العدد 19 ومضاعفاته ليس لها معنى
ـ[البصري]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 11:52 م]ـ
أما وقد وصلنا إلى العدد (19) فيجب ألا نغفل أن هذا العدد تقدسه فرقة ضالة يقال لها البهائية، وتبني عليه أشياء غريبة، وقد جعلوا الشهر تسعة عشر يومًا، وحاولوا عن طريق هذا العدد أن يكتشفوا موعد قيام الساعة، إلى آخر ما هنالك من خرافات تقوم على الإعجاز العددي، الذي أرى في الجملة أنه ينبغي أن نكون حذرين في تعاملنا معه ... والله أعلم.
ـ[احمد علي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 06:16 م]ـ
الذي اريد ان اعرفه
لماذا جاءت الاحرف والكلمات بهذه الاعداد مثل 19 و سبعة .... والخ
ولا ننسى انه كلام الله اي ان كل حرف له معنى لا بل كل حركة لها معنى
وهل كما قال الاخ جمال ان الحاسوب باستطاعته ان ينظم جمل بعدد حروف معينة وهل كان حاسوب في زمن الرسول الامي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)
فالمقصود بسؤالي هل ان الله سبحانه وتعالى حين أرانا هذه الايات وهو اعلم بعدد الاحرف والكلمات؟ ولم يجعل لها معنى وداعي؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 06:35 م]ـ
الأخ أحمد علي
أنا أحمل موقفا --وهو أن الإعجاز العددي لا معنى له ولا أهمية له---ومن قال به وهو رشاد خليفة إدعى النبوة ثم وجد مقتولا في أمريكا--ويحمل الفكرة الآن بسام جرار في مؤسسة نون للدراسات القرآنية---ولديهم موقعهم تستطيع الدخول عليه
وقد يتحفنا الأخ الطيبي بالمزيد---أمّا أنا فلا أرضاه--وبانتظار من يقنعني بصوابه
ـ[احمد علي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 06:53 م]ـ
الى الاخ لؤي والاخوة
هذا النص القرآني للتاكد من المدة التي لبثوا بها اصحاب الكهف:
قال تعالى:
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً {10} فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً {11} ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً {12} نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً {14} هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً {15} وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً {16} وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً {17} وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً {18} وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً {19} إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً {20} وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً {21} سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً {22} وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً {23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً {24} وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً {25} قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً {26})
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المطاع]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 05:47 ص]ـ
:; allh السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(هجري) 309 - (ميلادي) 300=9
وهذا هو الإعجاز الحقيقي (العددي) في الآية
فمجموع أيام 300 سنة ميلادية=مجموع أيام309 سنة هجرية
أي أنهم مكثوا في الكهف 300سنة (ميلادية)
= = = = = 309سنة (هجرية)
هذا يفسرقول الله عز وجل (وازدادوا تسعا .... )
والله ولي العلم
ـ[احمد علي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 05:12 م]ـ
شكرا للأخ ابو سارة
ولكن الذي اريد ان اقوله للأخ الطائي اني لا اقصد ان اقطع القران كالشعر ولكن هو حساب لكلمات القران في هذه الايات المباركات
ومرة اخرى اشكر الاخ ابو سارة
واريد ان اقول للأخ جمال ان الاعداد في القران لها اهمية خاصة ورسالة خاصة
وقبل ان نتحدث عن القران نقول ان لغتنا العربية هي ذات طابع رقمي وهي لغة اهل الجنة ولغة القران بالتحديد فمثلا الحرف في اللغة العربية يتكون من ثلاث حروف مثل (أ) الف و (ب) باء الى (ي) ياء وهذا الكلام ليس من هوى نفسي بل هذا ما درسناه على لغتنا العربية فأسئل سؤال (مَ الغاية من الحروف المقطعة في بدايات السور؟) ستقولون الله اعلم ولا نريد ان نتحدث في هذا الشأن والله سبحانه يقول (أفلا يتدبرون القران) اي اننا لابد من تدبر القران والوقوف على كل معنى لكل حرف او كلمة
وقد جاء بداية اول سورة بعد سورة الفاتحة وهي البقرة (الم) لماذا (الم) ولماذا لم ياتي ص او ق او يس فالاحرف في بدايات السور اما حرف واحد او اثنين او ثلاثة او ..
وفي سورة البقرة جاءت ثلاثة ونحن نعلم ان لغتنا تحتوي على افعال قد تكون جذورها رباعية او ثلاثية او خماسية او سداسية وبالرغم من انه ليس من اختصاصي اللغة العربية ولكن هذا ما تبقى في ذهني عن اللغة العربية
وسؤال اخر اعلموا ان سورة الفاتحة هي (السبع المثاني) اي انها من سبع ايات
ولو سألت اي مسلم ما هي اول سورة في القران سيقول هي الفاتحة، طيب واخر السور في القران (ان صح التعبير) هي الاخلاص والفلق والناس وهي على الترتيب ايات سورة الاخلاص 4 وايات سورة الفلق 5 وايات سورة الناس 6 ومن ثم نعود الى البداية وهي سورة الفاتحة 7 وهذا الكلام ليس من هوى نفسي بل هو منقول عن احد العلماء من احدى المحطات الفضائية فيضيف القائل لا اذكر اسمه (وكأن الله سبحانه وتعالى يقول لنا ان اذا ختمنا القران نعود الى البداية لنقرء من جديد) (هذا ليس نص ما قاله ولكن بالمعنى نفسه) اي ان القران كامل متكامل اذا وصلت للأخير لابد من العودة الى البداية لأنها مرتبطة معها
ـ[الطائي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 05:55 م]ـ
بعد أن تفضّل مشرفنا الحبيب أبو سارة بتعديل المشاركة مثار الجدل، وبعد أن أبدى أخونا أحمد تفهّمه بلطف وسعة صدر؛ فأرجو من أحد المشرفين التفضّل بحذف مشاركتي ذات الرقم (13) فلا ضرورة لها الآن.
لكم جزيل الشكر ...
ـ[احمد علي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 06:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توجد اضافة اود ان اضيفها لو سمحتم لي
هي ان في الاية 23 في سورة البقرة يقول الله سبحانه وتعالى (وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله) وفي سورة هود اية 13 يقول الحق تبارك وتعالى (ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشرسور مثله) ولو قمنا بعد السور قبل سورة هود لوجدناها 10 سور اما عدد السور قبل البقرة فهي 1 وهي الفاتحة والله اعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 07:39 م]ـ
طيب
فإذا قال لك قائل أن ترتيب السور ليس توقيفيا إلى أين تطير بكلامك السابق؟؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 10:45 م]ـ
الحمد لله من قبل ومن بعد
شكرا للجميع
ـ[طارق]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 11:13 م]ـ
هذا شيء عجاب
بارك الله فيك
ـ[احمد علي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 11:07 ص]ـ
ان القران الكريم مرتب من قبل الله سبحانة وتعالى وليس بترتيب بشر احذر اخي الكريم ان تقول ان القران مرتب من قبل البشر فقد يقول لك قائل ان علي كرم الله وجهة هو الذي رتب القران وسور القران او اي بشر اخر فان الترتيب كما قلت لك هو من الله سبحانه وتعالى ولو اجتمع البشر على ان يرتبوا القران ما رتبوه ولو رتبوه لم يعرفوا ما الحكمة من ترتيبه بهذه الصيغة اي ان الترتيب من الفاتحة والبقرة وال عمران الى الناس هو من الله جل في علاه(/)
? اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ?
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: ? إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ?.
فواضح من الآية أن عدد الشهور المعتدّ بها عند الله سبحانه وتعالى في شرعه وحكمه هو اثنا عشر شهرًا على المنازل القمرية.
يقول الدكتور حسين جمعة في شأن فصاحة كلمة (العِدَّة) في هذه الآية الكريمة " إنها اكتسبت أبعادًا فكرية وجمالية خاصّة في سياقها القرآني. فالعدّة تشير الى المقدار والتهيّؤ للعملية الاحصائية .. ولكنها في الوقت نفسه ارتبطت ببلاغة التصميم للكون منذ بدء التكوين، ثم اتّفقت بالدلالة مع ما تواضع عليه الخَلْق في عدد الشهور. فانتظم التهيّؤ الكيفي التركيبي للكلمة مع الدلالة في تطورّها منذ تصميم الكون حتى خلق البشرية، واتفاقهم على معطيات العدد والعِدَّة في مواضَعاتهم الاجتماعية والفكرية .. ".
ومع اكتساب (العدّة) لهذه الجمالية الخاصّة، إلا أننا نجد لها دلالة أخرى في تأليفها المحكم واقترانها الدقيق بعبارة ? فِي كِتَابِ اللَّهِ ?. يقول الزمخشري: "? فِي كِتَابِ اللَّهِ ?: (أي) فيما أثبته، وأوجبه من حكمه ورآه حكمة وصوابًا، وقيل: في اللوح "، أي في اللوح المحفوظ ? يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ?. وعلى هذا الرأي الاخير ذهب أكثر المفسرين.
ولكن عند تدبّر عبارة ? فِي كِتَابِ اللَّهِ ? في هذه الآية الكريمة، نجد أنها جملة تتكلّم عن نفسها، أي أنها جملة انعكاسية - ارجع الى مقالة (ولو كان من عند غير الله .. ) -وتكشف لنا عن سرّ جديد من اسرار التعبير القرآني العجيب.
فالآية تقول: ? إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ?، ولم تقل: " إن عدّة الشهور عند الله إثنا عشر شهرًا في اللوح المحفوظ يوم خلق السموات والأرض .. "، مع أن هذا هو المعنى العام للعبارة، كما أشار إليه المفسّرون. فلا بدّ إذن أن يكون لهذا الإختيار دلالته المعجزة.
وتنجلي لنا هذه الدلالة عندما نعلم أن كلمة "شهر" تكرّرت في كل القرآن الكريم بصيغة المفرد (12) مرة بالضبط .. ليصبح مفهوم الآية كما جاء في تعبير النصّ القرآني نفسه: ? اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ?.
وهذا الاختيار الحكيم يضفي معنى منطقيًا - رياضيًا الى المعنى العام الذي عبّرت عنه الآية الكريمة. فمع أن عدد الشهور في السنة هو (12) شهرًا، إلا أننا نجد أيضًا ان عدد الشهور الواردة في "كتاب الله" يساوي أيضًا (12) شهرًا، أي ان كلمة "شهر" جاء ذكرها (12) مرة في صفحات القرآن.
فانظر الى دقّة اختيار الكلمات المناسبة في التعبير القرآني المعجز. فلو تكرّرت كلمة "شهر" أكثر أو أقل من (12) مرة في القرآن الكريم، لنجم تناقض في النصّ! ولكن هيهات .. فهذا لا يكون إلا تنزيل من العزيز الحكيم سبحانه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 06:20 م]ـ
أكثر من لطيف----وأكثر من جميل---ومالي لا أحمد الله على وجود متدبر مثلك لكتاب الله بين المسلمين--فحمدا لله على وجودك بين المسلمين ووجودك في الفصيح
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 01:22 ص]ـ
اعزّك الله ..
واطال في عمرك ..
اخي الكريم ..
فهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 04:43 ص]ـ
أستاذنا المفضال / لؤي سلمه الله
قلت حفظك الله: ... اثنا عشر شهرًا على المنازل القمرية0
حبذا لو أوضحت لي هذه المسألة، وعلى وجه التحديد: ماعلاقة منازل القمر في عدد الشهور؟
وجزاك الله عنا كل خير0(/)
وان كادوا ليفتنونك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 08:33 م]ـ
:::
قوله تعالى ((وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيره واذا لاتخذوك خليلا (73) الإسراء
فيه كلام كثير---ويلزمنا أن نحاول فهمه مع الكثير من الحرص في كلامنا عن سيد ولد آدم:=
فلا يمكن لأي من كان أن يصرفه عما أوحي إليه
فما الموضوع إذن؟؟
لننظر أولا إلى مادة" فتن " في لسان العرب
((الأَزهري وغيره: جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ والاختبار، وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إذا أَذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيِّدِ))
ولننظر لقول المفسر إبن عاشور في نفس الآية
((ومرجع ذلك إلى أن المشركين راودوا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسويهم مع من يعُدّونهم منحطين عنهم من المؤمنين المستضعفين عندهم مثل: بلال، وعمار بن ياسر، وخباب، وصهيب، وأنهم وعدوا النبي إن هو فعل ذلك؛ بأن يجلسوا إليه ويستمعوا القرآن حين لا يكون فيه تنقيص آلهتهم، وأن رسول الله هم بأن يُظهر لهم بعض اللين رغبة في إقبالهم على سماع القرآن لعلهم يهتدون، فيكون المراد من {الذي أوحينا إليك} بعض الذي أوحينا إليك، وهو ما فيه فضل المؤمنين مثل قوله:
{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}
الآية [الأنعام: 52]، أو ما فيه تنقيص الأصنام.))
وبعدما أبدى هذا المفسر تبرمه مما روي من مناسبات حول هذه الآية وكأنه ينزع إلى رفضها والتخلص منها قال
((إن رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في اقترابهم من الإسلام وفي تأمين المسلمين، أجالت في خاطره أن يجيبهم إلى بعض ما دعوه إليه مما يرجع إلى تخفيف الإغلاظ عليهم أو إنظارهم؛ أو أرضاء بعض أصحابه بالتخلي عن مجلسه حين يحضره صناديد المشركين وهو يعلم أنهم ينتدبون إلى ذلك لمصلحة الدين أو نحو ذلك مما فيه مصلحة لنشر الدين، وليس فيه فوات شيء على المسلمين، أي كادوا يصرفونك عن بعض ما أوحيناه إليك مما هو مخالف لما سألوه.)) ثم قال ((وقوله: {لتفترى علينا غيره} متعلق بـ {يفتنونك}، واللام للعلة، أي يفعلون ذلك إضماراً منهم وطمعاً في أن يفتري علينا غيره، أي غير ما أوحي إليك. وهذا طمع من المشركين أن يستدرجوا النبي من سؤال إلى آخر، فهو راجع إلى نياتهم. وليس في الكلام ما يقتضي أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ همّ بذلك كما فهمه بعض الفسرين، إذ لام التعليل لا تقتضي أكثر من غرض فاعل الفعل المعلل ولا تقتضي غرض المفعول ولا علمه.))
وهو قول نفيس لم أجده عند غيره من المفسرين---حتى أنه ضرب صفحا عن كل الروايات التي روتها كتب التفسير عن سبب نزول هذه الآية والتي منها قصة طلب أهل ثقيف أن يتركهم وصنهم اللات عاما
أقول ---من لديه تعقيب على كلامه فليتفضل---أما أنا فقد ملأ قلبي طمأنينة--وكل ما في الأمر خاطر خطر في باله:= أن يتجنب تلاوة الآيات التي تنال من المشركين بسوء أمامهم--فعوتب على هذا الخاطر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخ جمال حفظه الله ووفقه لكل خير ..
بارك الله فيك اخي الكريم على لفتاتك المميّزة ..
وإن ما ذكره الشيخ ابن عاشور رحمه الله قول سديد - والله اعلم ..
والدليل على ذلك الصيغة التي ابتدئت بها الآية التالية، وهي قوله تعالى: " وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ".
فإن (لولا) في الآية قد أفادت ان الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الله تعالى، فهو - عليه الصلاة والسلام - لم يركن إليهم لا قليلاً ولا كثيراً ولا قارب ذلك. لأن (لولا) تدخل على جملة اسمية فجملة فعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، فامتناع قرب الركون مرتبط بوجود التثبيت، وذلك لأن (لولا) لانتفاء الثاني لأجل انتفاء الأول، وهي هنا داخلة على لا النافية، فتكون لانتفاء قرب الركون لأجل انتفاء التثبيت، وانتفاء النفي وجود، فإذن التثبيت موجود، وقرب الركون منتف.
والله تعالى اعلم(/)
طلعت الشمس وبزغت
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 10:49 م]ـ
"وتَرى الشّمسَ إذا طَلعت تزاورُ عن كَهفِهم ذاتَ اليمينِ وإذا غَرَبت تقرِضُهم ذاتَ الشّمال وهُم في فجوةٍ مٍنهُ"الكهف
"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)
لم قال عن الشمس في الآية الأولى: طلعت، وفي الآية الثانية بازغة؟
ما الفرق بين الطلوع والبزوغ؟
وهل يجوز أن يقول في الأولى: (إذا بزغت)؟
وما اختلاف المعنى إن قال بزغت؟ وما فائدة طلعت بالذات؟
ثمة فائدة صحية فكيف نعرفها؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخت أنوار حفظها الله تعالى ..
بارك الله فيك اختي الكريمة على طرحك لهذه اللفتة البيانية الدقيقة ..
فما من شك ان (الطلوع والبزوغ) لفظان متباينان لا ترادف بينهما، وجاء كل لفظ منهما في موضعه ليعبّر عن معنى لا يعبّر عنه اللفظ الآخر. وإليك بيان ذلك:
يقول ابن فارس في البزوغ: الباء والزاء والغين أصل واحد، وهو طلوع الشيء وظهوره. يُقال: بزغت الشمس وبزغ ناب البعير اذا طلع.
ويقول في الطلوع: الطاء واللام والعين أصل واحد صحيح، يدل على ظهور وبروز.
فالاصلان عنده يدلان على شيء واحد هو الظهور، وذلك يدلّ على ترادف البزوغ والطلوع عنده.
ويفسّر الراغب قول الله تعالى: " فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا " بقوله: أي طالعاً منتشر الضوء، وبزغ الناب تشبيهاً به. وبذلك يكون التشبيه عنده دالاً على الطلوع أيضاً. أما الخليل فيقول: وتقول بزغت الشمس بزوغاً اذا بدا منها الطلوع. ونشتمّ من عبارته (بدا منها طلوع) انه يريد ان يقول: البزوغ اول الطلوع، والى هذا الرأي ذهب ابو هلال العسكري صراحة في التفريق بين اللفظين، فقال: البزوغ اول الطلوع، ولهذا قال تعالى: " فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً "، أي لما رآها في اول احوال طلوعها تفكّر فيها فوقع له انها ليست بإله. ولهذا سُمّي الشرط تبزيغاً لأنه شقّ خفيّ، كأنه اول الشقّ، يُقال بزغ قوائم الدابة اذا شرطها ليبرز الدم.
وإلي هذا الرأي ذهب ايضاً ابو حيان في تفسير البزوغ في قوله تعالى: " فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ "، مبيّناً سبب اختيار لفظ البزوغ هنا بأن ابراهيم عليه السلام كان يرتقب الانوار، والارتقاب يكون لاول الامور وتباشيرها.
ولهذا فإن الطلوع لا يكون الا من علوّ، فلا نظنّ ان ابراهيم عليه السلام كان يرتقب ظهور الشمس فجأة في كبد السماء، وانما كان يصوّب ناظريه الى الافق حيث تظهر الشمس، والافق لا علوّ فيه. ولذلك كان التعبير بالبزوغ.
ثم اذا ما ارتفعت الشمس قليلاً سُمّي ذلك طلوعاً، لأنها تشرف على الارض من علوّ، وذلك بدء من وقت الضحى. والدليل على ذلك تعدّي الفعل (طلع) بحرف الاستعلاء (على) وما فيه من علوّ واشراف.
ويؤيّد معنى الارتفاع عن الافق في الطلوع قوله تعالى: " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ". يرى ابن عطية ان المراد بذلك: قول سبحان الله وبحمده من بعد صلاة الصبح الى ركعتي الضحى. وهذا ملمح لغوي دقيق في تأويل الآية، ففي ربط طلوع الشمس بالضحى دليل على ارتفاع الشمس عن الافق. ومغادرتها اول حالها من البزوغ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومستقريء الطلوع والاطلاع في القرآن الكريم يجد اطّراد تعدّيه بحرف الاستعلاء (على) سواء كان مذكوراً، كقوله تعالى: " وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ "، أم مقدّراً كقوله تعالى: " أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ ". ويُستثنى من هذا الاطّراد موضعان لحكمة بالغة، وهما: قوله تعالى على لسان فرعون: " فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى "، وقوله تعالى ايضاً: " لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ".
يقول ابو حيان: وأطّلع في معنى أطْلع يُقال طلع الى الجبل واطّلع بمعنى واحد اي صعد، فافتعل فيه بمعنى الفعل المجرّد. ولا يخفى على احد ان في هذا التأويل انحراف عن صيغة اللفظ ودلالته.
والذي نميل اليه ان اللفظ على بابه في الصيغة (افتعل) والدلالة على (العلوّ). ذلك ان فرعون على في الارض على خلق الله تعالى، ثم طمعت نفسه الامّارة في العلوّ فوق اله موسى، فأبى الله - جلّ في علاه - الا ان يركسه في الدنوّ والخذلان. أراد العلوّ فلم يستطعه قولاً ولا فعلاً، وارتدّت اليه همّة نفسه تلجلجاً وتلعثماً، فلم تستقم له العبارة، وأنطق الله لسانه بدنوّ مكانه ومكانته، فكان اطّلاعه من الادنى إلى الأعلى، فخرق المقام قواعد المقال، وتعدّى الفعل بحرف يناسب فرعون دنوّاً واستفالاً، ولله المثل الاعلى، وتبقى كلمة الله هي العليا.
وفيما عدا هذين الموضعين يبقى الفعل متعدّياً بـ (على)، دالاً على العلوّ والاشراف. والتدبّر في آيات القرآن الكريم يهدي الى هذا المعنى، فمثلاً آية سورة الكهف: " وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ "، آثرت لفظ (طلعت) على (بزغت) لان البزوغ اول الطلوع، ولان الطلوع من فوق والبزوغ من افق. ولو ان الشمس كانت تتزاور عن كهفهم من بزوغها، لفسد هواء الكهف واصابهم الاذى بذلك.
ولهذا يكون المعنى ان ضوء الشمس يدخل الكهف من بزوغها الى طلوعها، فيصيبهم خيرها ونفعها بما فيه صلاح اجسامهم قبل ان تشتدّ فتمسّهم بحرّها. وبهذا نرى دقّة اختيار اللفظ القرآني في دلالته على المعنى المراد، ولو عبّرت الآية بالبزوغ بدلاً من الطلوع لاضطرب المعنى واختلّت الدقّة، ولكنه الاعجاز القرآني.
والله تعالى اعلم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 10:36 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل
وألخص الأمر أن إبراهيم عليه السلام كان يرتقب الشمس والقمر
فما أن يبزغان ويراهما في أول ظهورهما من الأفق حتى يبدأ بالتأمل في وضعهما ويقول للقوم هذا ربي
وبناء على هذا فإن الكوكب والنجم لا يقال عنهما بزغ لأن المرء لا يراهما عند بدء ظهورهما في الأفق، بل يراهما فجأة في كبد السماء عند حلول الظلام
أما الشمس في الكهف فهي كما تفضلت
تصيبهم عند بزوغها ليصلهم خيرها، وتتزاور عنهم عندما تقوى وتشتد، فالله تعالى قد دبر أمرهم فأسكنهم مسكنا لا يكثر سقوط الشمس فيه فيحمى، ولا تغيب عنه غيبوبة دائمة فيعفن
وهذا من دقة القرآن الكريم
لمن أحب الاستزادة عن موضوع الترادف عامة فليراجع (الترادف في القرآن الكريم .. بين النظريةِ والتطبيق) لمحمد نور الدين المنجد
ـ[الطائي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 11:33 م]ـ
يا أعضاء الفصيح الأكارم؛ إني داعٍ فأمِّنوا:
اللهم اجز أختنا أنوار الأمل، وأخوينا لؤي الطيبي وجمال الشرباتي، خير الجزاء وأثِبهم أحسن الثواب، وزدهم نوراً على نور، اللهم بارك في علمهم، وفي وقتهم، فما اشتغلوا إلا بعظيم، وافتح اللهم عليهم من أنوار العلم ما يزيدهم خيراً إلى خير.
اللهم آمين ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 05:42 م]ـ
أشكرك أيّه الطائي على لطفك الزائد
#لقد دعوت في مشاركة لي لإبن عاشور مستخدما "جازه"
وأنت استخدمت " اجز"
فهل من فارق؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 05:24 ص]ـ
عندي إستشكال في قول الأخ لؤي
((ولهذا يكون المعنى ان ضوء الشمس يدخل الكهف من بزوغها الى طلوعها، فيصيبهم خيرها ونفعها بما فيه صلاح اجسامهم قبل ان تشتدّ فتمسّهم بحرّها))
إذ قوله تعالى ((" وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ ")) فيه معنى الإنحراف عن الكهف
قال الزمخشري في الكشّاف (("تزاور" أي تمايل، أصله تتزاور فخفف بإدغام التاء في الزاي أو حذفها. . ومنه زاره إذا مال إليه. والزور: الميل عن الصدق "ذات اليمين" جهة اليمين وحقيقتها. الجهة المسماة باليمين "تقرضهم" تقطعهم لا تقربهم من معنى القطيعة والصرم."وهم في فجوة منه" وهم في متسع من الكهف. والمعنى أنهم في ظل نهارهم كله لا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا غروبها، مع أنهم في مكان واسع منفتح معرض لإصابة الشمس لولا أن الله يحجبها عنهم.))
والذي يظهر لي أن لا دليل صالحا يدل على إمكانية أن تكون الشمس تدخل كهفهم في أي وقت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطائي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 08:06 ص]ـ
أستاذي / جمال ...
وأنا أيضاً أتساءل: هل من فرق بين جزى و جازى؟!
في انتظار إشراقةٍ ما ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 11:16 ص]ـ
على مهلك أيها الطائي فما هي إلا تكة أو تكتين بالفأرة فإذا بالجواب ماثل أمامي
((وسئل أَبو العباس عن جَزَيْته وجازَيْته فقال: قال الفراء لا يكون جَزَيْتُه إِلاَّ في الخير وجازَيْته يكون في الخير والشر، قال: وغيره يُجِيزُ جَزَيْتُه في الخير والشر وجازَيْتُه في الشَّرّ.))
((الجوهري--: جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً وجازَيْتُه بمعنىً))
قال تعالى (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
قال تعالى (وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) فها هي النقول أمامك--فما هي إشراقتك
ـ[الطائي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 01:29 م]ـ
بورك فيك يا شيخنا ...
أسألك: هل يشرق شئ إذا بزغت الشمس ثم اشتدّ طلوعها؟!
كفّيت ووفّيت، فجزاك الله بالخير خيراً، ولا جازاك بالشرِّ شراً!!
غير أني أقف متحيراً أمام قول الفراء - عليه رحمة الله -: "لا يكون جَزَيْتُه إِلاَّ في الخير" وقد قال الله - تعالى -: "وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا"!!
هل لي بإشراقةٍ أخرى يا شيخنا!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 02:05 م]ـ
الطائي
أخي الحبيب
أنا نقلت لك نقولا ولم أعقب----وإذا ما قرأت هذا لا تملك إلا أن تقول جازى الله " السمين الحلبي "خير الجزاء
قال في كتابه عمدة الحفاظ
(قال الراغب--ويقال جزيته بكذا أو جازيته ولم يجىء في القرآن إلا جزى دون جازى وذلك أن المجازاة هي المكافأة والمكافأة مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها ونعمة الله تتعالى عن ذلك ولذلك لا يستعمل لفظ المكافأة
قلت "أي السمين" كأنه سهى عن قوله تعالى "وهل يجازى إلا الكفور" ولم يقرأ إلا بلفظ المفاعلة وإن اختلفوا في بنائه للفاعل أو للمفعول))
هذا النقل نفيس جدا--وقد نعتذر للراغب باعتذار--وهو أن المجازاة تكون مقابلة نعمة بنعمة أو مقابلة سيئة بعقاب--ولم يرد في القرآن جازى في موضع مقابلة نعمة بنعمة إنما جاءت بمعنى مقابلة سيئة بعقاب من عنده (وهل يجازى إلا الكفور)
فإذا قبلت هذا فإننا نخلص من كل ماقيل إلى أن المجازاة "مقابلة نعمة بنعمة أو مقابلة سيئة بعقاب" وتكون في النعمة والنقمة إلا أن القرآن لم يستعملها إلا في النقمة--وأن جزى تستخدم في الحالتين واستخدمها القرآن في الحالتين
على هذا فأنا أدفعك دفعا لتكون أكثر جرأة في قولك (غير أني أقف متحيراً أمام قول الفراء - عليه رحمة الله -: "لا يكون جَزَيْتُه إِلاَّ في الخير" وقد قال الله - تعالى -: "وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا"!!)) --فعقب على الفراء وعلى الراغب وعلى الناس جميعا إن كان عندك النص القرآني
فنص القرآن مقدم على نص الفرّاء والراغب والرازي والناس جميعا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 02:52 م]ـ
ربما يتفضل المشرف بفصل الموضوع المتعلق باللفظتين جزى وجازى في مشاركة مستقلة تحت عنوان
"وهل يجازى إلا الكفور" [ b]
ـ[الطائي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 07:41 م]ـ
أشكر لك إشراقاتك الناضحة نوراً أستاذي جمال، والتي بدَّدت سحب التساؤلات شذر مذر.
قلتَ - حفظك الله -: "فعقب على الفراء وعلى الراغب وعلى الناس جميعا إن كان عندك النص القرآني"
وأنا أحمد لك حثّي على الجسارة في العلم، ولكني أقول لك: بالرغم من إيماني أن كلاً يؤخذ من قوله ويردّ إلا أبا القاسم، بأبي هو وأمي، وصلى عليه ربه وسلم؛ إلا أنني أجد في نفسي إجلالاً لسلفنا من العلماء يجعلني أتّهم فهمي مراراً وتكراراً قبل أن أجرؤ على أن أهمّ بردّ قولهم عليهم. وما ذاك إلا لقلة بضاعتي من علمٍ أراكم وأمثالكم يا أستاذي قد لبستم منه ثياباً سابغة، زادكم الله علماً على علم ونوراً على نور.
هل أطمع في إشراقة ثالثة منك - يا شيخي - ببيان سبب استعمال القرآن للفعل (جازى) و (جزى) في النقمة، وهل ثمّة فرق؟
أعني في قول الحق - تبارك وتعالى -: "وهل يجازى إلا الكفور"
وفي قوله - عزّ من قائل -: ""وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا"
لا شكّ في أن لاستعمال (يجازي) في الآية الأولى معنًى لا يؤديه الفعل (جزى)، وأن لاستعمال (يجزى) في الآية الثانية معنًى لا يؤديه الفعل (جازى).
في انتظار النور ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 10:12 م]ـ
الأخ الطيب الطائي
قوله عز وجل (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) 160 الأنعام
فيه معنى القضاء والحكم لا معنى الوقوع والحصول--فقد يقضى على من جاء بالسيئة قضاء لا ينفذ بشفاعة نبينا:=
أمّا قوله (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ) 17 سبأ
ففيه معنى تأكيد حصول جزاء الكافر على كفره---نجازي هنا تعني وقوع الجزاء ودليل ذلك قوله "جزيناهم" بصيغة الماضي
اللهم إن أخطأت فمن نفسي
وإن أصبت فمنك فاغفر لي زلتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطائي]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 12:11 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل ...
وهنا يبرز سؤال آخر، في ذات الآية الكريمة:
لِمَ جاء الفعل بالصيغتين (جزى) و (جازى)، فلم لم يكن الفعل واحداً، أي لم يقل الحقّ - تبارك وتعالى -: ذلك جازيناهم!!
أَثقلتُ عليكم أيها الفاضل فتحمّلني بورك فيك ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 06:45 ص]ـ
الحبيب الطائي
أرجو أن تعلم أن كلامي هذا من قبيل التفكير المكشوف--لا من قبيل الجزم و
أنا خائف جدا من كلامي---وأتكلم معك كالماشي في حقل شوك--حذر جدا من الوقوع في خطأ التقول في كتاب الله بغير علم---وأحاول أن أنقل من أفذاذنا ما يساعد في تسليط الضوء على الفكرة المبحوثة
أنظر قول الرازي مثلا (ثم بين الله أن ذلك كان مجازاة لهم على كفرانهم فقال: {ذَلِكَ جَزَيْنَـ?هُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجازي} أي لا نجازي بذلك الجزاء {إِلاَّ ?لْكَفُورَ} قال بعضهم المجازاة تقال في النقمة والجزاء في النعمة لكن قوله تعالى: {ذ?لِكَ جَزَيْنَـ?هُم} يدل على أن الجزاء يستعمل في النقمة، ولعل من قال ذلك أخذه من أن المجازاة مفاعلة وهي في أكثر الأمر تكون بين اثنين، يؤخذ من كل واحد جزاء في حق الآخر. وفي النعمة لا تكون مجازاة لأن الله تعالى مبتدىء بالنعم.))
لقد ساعدني كلامه كثيرا وشجعني على قول ما يلي---قوله (ذَلِكَ جَزَيْنَـ?هُمْ) تعقيب على أمر قد حصل في الدنيا وهو تخريب الجنتين (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ))
"جزيناهم" أي أوقعنا عليهم الجزاء , والفعل هنا من طرف واحد وهو الخالق--فلا يستخدم فيه صيغة جازى المشعرة بوجود طرفين لكونه قد ذكر معها فعلهم الذي أدى لآيقاع الجزاء وهو الكفر ------ولما أراد في الآية اللاحقة أن يعيد تأكيد حصول كفر منهم أدى إلى تدمير جنتيهم جاء بصيغة "جازى" المشعرة بوجود فعلين فعل من الخلق وهو البغي والكفر وفعل الخالق وهو آيقاع الجزاء
نفس التحليل ينصبّ على آية (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ البَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) الأنعام 146
ففي الفعل "جزيناهم" دلالة على وقوع الجزاء في الحياة الدنيا على بغيهم--ففي ذكره سبب آيقاع الجزاء وهو البغي أغنى عن استخدام " جازيناهم " التي تشعر بوجود فعل لطرف استحق لأجله الجزاء
أتمنى على الله أن يتم تصويبي فيما لو أخطأت
ـ[الطائي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 04:41 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ...
إشراقات غاية في الإمتاع، وومضات فكرٍ قد شغل نفسه بالقرآن ففتح الله عليه من أنواره ما شاء ...
حفظك الله يا شيخنا ونفع بعلمك ...(/)
لماذا أتت الظلمات جمعا والنور مفردا - سؤال - في اول الأنعام
ـ[الجعافرة]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 02:57 ص]ـ
قال مولانا تبارك وتعالي في أول سورة الأنعام (الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) وقد لاحظت أن الظلمات أتت جمعا وجاء في حقها الفعل متقدما بالجعل وجاء النور معطوفا مفردا وإني لاأسأل للإختبار ولكن للتفكر والتعلم والمشاركة 0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 06:27 ص]ـ
السلام عليكم
مرحبا بك بيننا مشاركا معطاء
قوله تعالى ((الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)
قال الرازي فيه ((لقائل أن يقول: لم ذكر الظلمات بصيغة الجمع، والنور بصيغة الواحد؟ فنقول: أما من حمل الظلمات على الكفر والنور على الإيمان، فكلامه ههنا ظاهر، لأن الحق واحد والباطل كثير، وأما من حملها على الكيفية المحسوسة، فالجواب: أن النور عبارة عن تلك الكيفية الكاملة القوية، ثم إنها تقبل التناقص قليلاً قليلاً، وتلك المراتب كثيرة. فلهذا السبب عبّر عن الظلمات بصيغة الجمع.)) وهناك درر أخرى في هذه الآية ذكرها الرازي يسعدنا أن نستخرجها إن أردت-----
ـ[الجعافرة]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 07:32 م]ـ
شكرا أخي جمال وسأقوم بالمرور علي تفسير شيخنا فخر الدين الرازى وسأقوم بنقله بمشيئة الله تعالي ولكن أردت أن يتجدد الإيمان والمعرفة والوصلة والإتصال - وشكرا مجددا 0
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أضيف الى ما جاء في مشاركة أخينا جمال - حفظه الله - أن النور سواء أكان المراد به كتاباً يهدي الى الرشد، أو حجة تكشف النقاب عن الشبهات، أو رسولاً يدعو الناس الى الحق، أو إيماناً يعمر به القلوب، أو عملاً يحقّق لصاحبه رضوان الله .. كل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى. ولهذه الاعتبارات وحّد النور في القرآن تبعاً لوحدة مصدره، وهو الله نور السموات والارض.
أما الكفر والجهل والضلال فقد تعدّدت أسبابها ومصادرها. فالشيطان ضالّ مضلّ، والاصنام والاوثان مضلّة، والاهواء مضلّة، وأصدقاء السوء ضالّون مضلّون .. ولهذا تعدّدت الظلمات تبعاً لتعدّد مصادرها.
والله أعلم
ـ[الجعافرة]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 06:33 م]ـ
شكرا لكل الإخوة علي المرور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا
اللهم طهر قلوبنا من ظلمات الغفلة إلي نور اليقظة.
لكم كل التحية والود والتقدير.(/)
عالم آخر
ـ[عالم آخر]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 11:33 ص]ـ
حوارية الكفر والايمان
المحاور: لقد قطعت هذا الطريق الطويل إليك لأجل أن أحاورك بالأمر الذي لا زالت الأمة مختلفةٌ فيه ألا وهو موضوع الإمامة. فقد أُخبرت أن لك فيها آراءً غريبةً لها أدلةٌ دامغةٌ وإن كنت أحتمل أن ذلك من المبالغات.
المؤلف: أشكرك على ما تخبرني به عن حقيقة ما شعرت به.
المحاور: إذن فاخبرني عن تلك الأدلة التي تثبت أن الإمامة لا تكون إلاّ بالتعيين وعلى فرد مخصوص من قبل الله تعالى ورسوله الأمين ولا يجوز أن تكون باختيار المؤمنين إن كنت تعتقد بصحة التعيين.
المؤلف: نعم إني أعتقد صحة التعيين وأرى أن اختيار الناس لخليفة النبي هو أمرٌ باطلٌ؟.
المحاور: فاذكر لي الأدلة إذن.
المؤلف: ولِمَ العجلة؟ ألا تريد التعرّف على من تحاوره؟.
المحاور: لا يهمني الذي أحاوره، بل يهمني ما يقوله لأني تعبت من اختلاف الأقوال وتشعّب الأحاديث وتباعد الآراء. فإن كان في القول خيرٌ أخذت به وإن كان كسلفه من الأقوال تركته.
المؤلف: إن الاهتداء إلى الحق والحقيقة في أيّ شأن هو بيد الله تعالى، فإذا شاء أن يهدي أحداً إلى الحق هداه ولو كان وحيداً على (جبلٍ) لا يحاور أحداً ما.
المحاور: هذا صحيحٌ .. ولا أدري لماذا تقول ذلك، تواضعاً معي أم تهكّماً عليّ؟
المؤلف: تواضعاً وتذكيراً بأن تطلب الهدى من الله تعالى لأنه بيده لا بيد أحدٍ من خلقه.
المحاور: هذا الكلام ليس دقيقاً .. لأن النبي يهدي!.
المؤلف: بالمعنى الذي نحن فيه، النبيّ لا يهدي. قال تعالى: (إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى)، وقال: (ليس عليك هداهم) وقال: (إنك لا تهدي من أحببت). فالذي يقرّر سلوك طريقٍ ما هو العبد ثمّ يأتي الدليل ليوصله إلى الهدف، لذلك اقترنت هداية النبي (ص) في القرآن بالطريق وهو الصراط أيضاً (وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم).
المحاور: لكنك تتحدّث وكأنك على يقين من أنّك مهتد!.
المؤلف: المهتدي يعلم أنه مهتدي وغير المهتدي لا يعلم إن كان مهتدياً أم لا، وأسمائهما تحتّم ذلك.
المحاور: تخريجٌ حسنٌ، فلنفرض أني لا زلت أتخبّط فما هي أدلّتك على موضوعنا؟.
المؤلف: الأدلّة كثيرةٌ لا أظنّها فاتتك، ولكلّ قارئ طريقٌ في القراءة ولكلّ سامعٍ طريقٌ في فهم ما يسمع!.
المحاور: تريد أن تقول أن ما يذكر من أدلّةٍ عقليةٍ ونقليةٍ كافيةٌ ولكني فهمتها بصورةٍ خاطئةٍ أو سيئة؟.
المؤلف: ربّما!.
المحاور: هنا أخطأتَ، فالمنقول من آياتٍ وأحاديثٍ هناك ما يعارضها، والمنقول من مناقبٍ لصاحب الوصية هناك مناقب مثلها لغيره والكلام يطول والجدال ما يزال ولن يزول.
المؤلف: هذا طبيعي!! لأن الحق والباطل في صراعٍ، فللحقِّ دلائله وللباطل مكائده، وواجب العاقل هو الفرز بين الدلائل والمكائد، فإذا حسبها جميعاً دلائل ضيّع الحق في الباطل، وإذا حسبها جميعاً مكائد ركب الباطل ولم يجد الحق.
المحاور: أتقول أن هناك دلائلَ اختلطت مع مكائد وإن هناك مناقباً هي في حقيقتها مثالب وأني لا أحسن الفرز؟!.
المؤلف: ربّما! لأن هذا جزءٌ من طبيعة أي صراع .. فالقائل أن ما وصلنا هو كلّه حقّ فهو أحمق.
المحاور: حسناً .. أريد أن آتي معك. ذلك لأنه إذا كان مثلي وينخدع فتلك إذن مؤامرة هي أكبر ممّا نتصوّر ولا تحسب أني لا أفكّر بهذا الاحتمال، وحينما أتخيل فريقين بالفعل فإن عقلي لا يدلّني على ذلك الحقّ ولا يوضّح لي الباطل .. لأن الآيات والدلائل والأحاديث في الجميع ورواتها من الجميع.
المؤلف: أنت تراها قد اختلطت، أما الحقّ والباطل فلا يختلطان في الخارج أبداً، فليست العلّة في تلك النصوص وإنما هي في القلب الذي يجعلها تختلط على العقل. ولو اختلط الحق والباطل في الخارج لما كان لله تعالى حجّةً على الخلق ولبطل العقاب والثواب.
المحاور: كأنك لا زلت تتهمني!.
المؤلف: أعترف بأني لا زلت أتهمك .. لأن هناك أمرٌ لا بدّ أن تتفق معي بشأنه لأنه قانونٌ إلهيٌّ هو: أن الله تعالى لا بدّ أن يهدي من أناب إليه ..
المحاور: وما أدراك أني غير مهتد؟
المؤلف: إذا كنت مهتدياً فأنت تعلم أنّك مهتد.
(يُتْبَعُ)
(/)
المحاور: لعلك تظنّ أني جئتك لتهديني! أنا ما قلت ذلك وأعرف نفسي أني بحمد الله مؤمنٌ بالله ورسوله وكتابه إيماناً راسخاً.
المؤلف: وما علاقة الإيمان بالهدى؟ فقد يكون المرء مؤمناً وليس مهتدياً في آنٍ واحدٍ لقوله تعالى: (وإني لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى).
المحاور: حسناً .. لأكن ضالاً أو كافراً فهل لك أن تأتيني بجديدٍ تناقشني فيه فإن القرآن قد ناقش الكفّار وحاورهم.
المؤلف: استغفر الله .. استغفر الله .. فلو ظننت أنك من الكفار لما حاورتك فإن القرآن لم يناقشهم قط.
المحاور: فما تلك المناقشات القرآنية وضرب الأمثال ولمن كانت إذن؟
المؤلف: إن الله تعالى يقول: (إن الذين كفروا سواءٌُ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون). فلا فائدة من التحاور معهم. والقرآن هدىً للذين آمنوا وعملوا الصالحات (وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيماناً. فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون. وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسٌ إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون).
المحاور: هذا صحيح ولكنك لم تجبني عمّن حاوره القرآن وضرب له الأمثال؟
المؤلف: هؤلاء جماعات من المشركين لا الكفار.
المحاور: لم أكن أفرّق بين المشركين والكفّار. أفأنت ترى فرقاً؟
المؤلف: نعم .. كل كافر فهو مشرك بالله وليس كل مشرك بطاعة الله مشركٌ بالله أو كافرٌ. فالمشرك بطاعة الله هو كعابد الأصنام فهو يعبد الله من خلال عبادة الأصنام ظناً منه أن في ذلك طاعةً لله فإذا بلّغه النذير (ص) فربّما آمن وإذا أصرّ فقد كفر فهؤلاء الضالون الحيارى هم الذين يناقشهم القرآن ويضرب لهم الأمثال.
المحاور: ألأجل ذلك لم تعلن البراءة من المشركين إلاّ في أواخر دعوة النبي (ص) وبعد فتح مكة؟.
المؤلف: نعم وأحسنت .. لأن الحجج قد قامت والبراهين اكتملت (فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا شاهدين على أنفسهم بالكفر).
المحاور: لقد عرفتُ المشرك فمن هو الكافر؟ أهو الذي ينكر وجود الله تعالى؟
المؤلف: لا أحد ينكر وجود الله على وجه الحقيقة والصدق مع نفسه والذين ادّعوا ذلك كاذبون.
المحاور: كيف؟! أليس الذي ينكر وجود الله قد شعر حقاً بعدم وجوده؟.
المؤلف: كلاّ .. أنّه كذّاب .. إنّه يحاول نقل الحوار من الشركاء إلى الإله الواحد نفسه أي أنه يهاجم الواحد ليتخلّص من التوحيد مدّعياً الشكّ في الواحد.
المحاور: إني أسمع الآن بمفهومٍ جديدٍ للكفر. فهل ما إن عمله الفلاسفة من الردود على الملاحدة كان عبثاً؟.
المؤلف: ربّما نفع في تثبيت إيمان مؤمن وتمكينه من سلاحٍ بوجه الكافر .. لكنه لم ينفع كافراً وما غيّر من الأمر شيئاً ـ لأن هذا النقاش لم يكن له موضوعٌ من الأصل وموضوعه الصحيح هو الشركاء.
المحاور: ولكن الآيات القرآنية سردت الأدلة على وجود الله.
المؤلف: العبارة تكون صحيحةً لو قلت: (سردت الأدلة على وحدانية الله) لأن الله تعالى نفسه ليس فيه شكّ (قالت لهم رسلهم أفي الله شكٌّ فاطر السموات والأرض).
المحاور: لنفرض أني قلت هذه الآية نفسها للدلالة على وجود الله. فماذا تقول؟.
المؤلف: هذه الآية ليست للدلالة على وجود الله، بل للدلالة على أن هذا الوجود (ليس فيه شك) وبالتالي لا وجود لمنكرٍ لحقيقة وجود الله. فكلُّ منكرٍ لوجود الله كذّاب.
المحاور: هل تعرف أحداً كافراً ومع ذلك يؤمن بوجود الله؟
المؤلف: سبحان الله .. كلانا يعرف أحداً على هذا النحو!!.
المحاور: من هو؟.
المؤلف: هو رجلٌ من الجِنّة .. شيخ الكفّار وأولهم كان يخاطب الله تعالى قائلاً (فبعزّتك لأغوينهم أجمعين) وقد كان كافراً لقوله تعالى: (إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).
المحاور: أعتذر! فلنعد إلى الآية وسأوجّه الكلام بطريق آخر: قوله تعالى (أفي الله شك) ألا يدلّ على وجود من يشكّ في الله؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: الآية لا تتحدّث عن (من يشكّ) لتقول ذلك. إنها تتحدّث عن الشك نفسه والاستفهام الإنكاري يدلّ على (انعدام) الشك وبالتالي لا وجود لحامل ذلك الشكّ. إنّما يقع الشك والتلبيس بوجود شركاء وحسب، فهي في معرض نفي الشركاء بطريق وجود الله باعتبار هذا الوجود ليس فيه شكّ مطلقاً لأنه العلّة الأولى للخلق (فاطر السموات والأرض) وكلّ شريك واقع حتماً ضمن السموات والأرض فهو مخلوق، فيتمّ البرهان على عدم وجود شريك بإعلان كونه نفسه ليس مشكوكاً فيه. ولما كان هو فاطرها أي مبتدعها فهو إذن واحد لا شريك له. وحتى لو كانت تتحدّث عن الشاك لا الشك فهي في معرض النفي لهذا الشاك، لأن موضوعها هو التوحيد (نفي الشركاء) لا إثبات وجود الواحد، وهذا ما فهمه أيضاً جميع أمم العالم عندما قيلت لهم تلك العبارة كما يتّضح من نص تمام الآية (قالت لهم رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمىً قالوا إن أنتم إلاّ بشرٌ مثلنا تريدونا أن تصدّونا عمّا كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطانٍ مبين). فلم يكن لهم شك في الله، بل شكٌّ في دعوة الرسل. وهذا ما قالوه قبل هذه الآية بالآية السابقة بلا فصل (قالوا أنا كفرنا بما أرسلتم به وإنّا لفي شكٍّ مما تدعوننا إليه مريب). فلأجل إزالة الشك في كونه إله واحدٌ قالت لهم رسلهم: أفي الله شك فاطر السموات والأرض؟ والجواب: لا شك فيه. ولو كان الشك فيه فلا حوار ولا مناقشة. فلمّا جاءتهم رسلهم بهذا البرهان قالوا: تريدون أن تصدّونا عمّا كان يعبد آباؤنا، فطلبوا الدليل وقالوا: فأتونا بسلطانٍ مبين ـ دليل مادي ومثلٍ واضحٍ غير هذا الدليل العقلي. فقالت لهم رسلهم بالآية اللاحقة: (وما كان لنا أن نأتيكم بسلطانٍ إلاّ بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون). فمن آمن ابتداءً على هذا الدليل العقلي فليتوكل على الله فإنه يهديه بصورةٍ أو بأخرى. ولو كان الشك في الله فلا حوار ولا تعقيب كهذا التعقيب.
المحاور: هل تعتبر هذه المناقشة الجانبية خارج موضوعنا؟
المؤلف: كلاّ .. إنها من صميم موضوعنا ويستحيل استمرار الحوار في حالة الاختلاف بالمفهوم الذهني لمفردات هامة وجوهرية في العقيدة كالكفر والإيمان، بل كلّ بحث مهما كان بعيداً فهو موضوعنا لأن الحقائق الكونية والشرعية مترابطةٌ ومتكاملة.
المحاور: هذا حسن .. وقد بدأت أميل إلى هذا المفهوم عن الشرك والإلحاد ولكنك لم تخبرني للآن عن الكافر من هو؟
المؤلف: إن الكافر هو الذي يعصي الله عزّ وجل عامداً راغباً في معصية الله.
المحاور: سبحان الله وأعوذ بالله .. لم يبق أحدٌ إذن على الإيمان فكلّنا نعصي الله وطالما نعصي الله ونعلم أنها معصية وطالما نرغب في ذلك.
المؤلف: إن المؤمن يعصي والكافر يعصي. لكن الفرق بينهما كبيرٌ هو الفرق بين أصحاب الجنة وأصحاب النار. المؤمن يعصي ويتوب والكافر لا يتوب، المؤمن يستغفر والكافر لا يستغفر، والمؤمن يندم والكافر لا يندم. وقد قال الرسول (ص): (كفى بالندم توبةً) وقال تعالى (إن الله يحبّ التوابين). فالنادم تائب والتائب محبوبٌ عند الله. والمؤمن يؤوب إلى الله تعالى. فالمعصية عند المؤمن وسيلةٌ إلى هدفٌ دنيويٌّ عارضٌ يفعلها حينما يفعلها لا رغبةً فيها نفسها، بل للهدف الذي تحققه المعصية حينما سدّت أمامه طرق الطاعة للوصول إليه. والكافر يفعل المعصية رغبةً فيها نفسها فالمعصية هدفه لا وسيلته لأنه يفعلها تحدّياً لله وهو يفعل المعصية حتى لو لم تحقّق له غرضاً دنيوياً، بل يفعلها ولو حقّقت له خسارة دنيوية لأن غرضه وهدفه المعصية نفسها لا شيء آخر سواها، وهدفه أيضاً هو طاعةً الشركاء وهو نفسه من الشركاء.
المحاور: هل يفهم من ذلك أن الأمر ـ أمر الإيمان والكفر ـ مرتبطٌ كلّه بالنية؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: تماماً وقد قال رسول الله (ص) كلمةً من جوامع كلِمِهِ وهي من مشهور كلامه: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى). لذلك لا يصحّ الاستنتاج الذي ذكرته بقولك: (كلنا نعصي الله ونعلم أنها معصية)، لأن التعريف لم يتضمن العلم، بل (العمد) لأن حدَّ تمام المعصية للكافر هو أمران يثبتان العمد أحدهما: العلم أنها معصية والثاني: توجّه الفعل إلى المعصية نفسها. فالعلم وحده لا يكفي لإثبات العمد.
المحاور: كيف؟!.
المؤلف: لو أمرتني ألاّ أسافر فإني أعلم أن سفري فيه معصيةٌ لأمرك ولكني لو سافرت لتحقيق هدفٍ ما يخصني فلن يكفي ذلك لتعلن أني تعمّدت عصيانك. لكن لو لم يكن لي أي هدف من السفر سوى الرغبة في عصيانك فذلك هو العمد وذلك هو الاستكبار على أمرك. وإذن فقولك: (وطالما نرغب في ذلك) .. بماذا نرغب؟ في المعصية نفسها أم بالهدف؟ .. المؤمن يخطئ ويريد الوصول إلى هدف عرضي من خلال المعصية لذلك يستحق أن يغفر الله تعالى له إذا رجع وآب وأناب واستغفر، لأنه يشعر بالتقصير والذنب قبل المعصية وخلالها وبعدها. أما الكافر فيرغب في المعصية نفسها (فلم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا)
المحاور: الحمد لله على منّة المغفرة .. فاخبرني ألِهذا السبب والفصل الشديد بين الفريقين من حيث النية صار ممكناً أن يغفر الله تعالى الذنوب جميعاً؟
المؤلف: نعم .. فهذه العبارة خوطب بها العباد لا العبيد وهي قوله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا).
المحاور: رأيتك الآن تفرّق بين العباد والعبيد .. أهذا شيءٌ ممّا أسميته بـ (المنهج اللفظي) الذي أرجو أن تسوق لي أمثلةً منه تأتي عفواً خلال الحوار.
المؤلف: نعم .. إذا شاء الله تعالى.
المحاور: فأوضح لي يرحمك الله مسألة العباد والعبيد ما دمت قد ذكرتها!.
المؤلف: العباد كما لو كانوا جمع (عبد) هم المتبعون طوعاً، والعبيد هم الذين في قبضته تعالى كرهاً. فيفهم من الاستخدام القرآني أن العباد مؤمنون والعبيد كفرة.
المحاور: هذا جميل جداً .. وإذا كانت التطبيقات والشواهد تؤيده، إذن فسيتغيّر حتماً مجرى تفسير كل الآيات التي وردت فيها هاتان المفردتان عند تحديد معانيهما واستخدامهما القرآني بهذه الدّقة.
المؤلف: أنت تفهمني فهماً صحيحاً أسأل الله تعالى أن يوفّقك!. أما الشواهد والتطبيقات فإنها تؤيد ذلك كما سنرى بإذن الله.
بحث بالمنهج اللفظي لمعرفة الفرق بين العباد والعبيد
يدل الاستخدام القرآني للفظ (عباد) أنهم جماعة المؤمنين كما في الآيات الكريمة التالية:
1. إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده .. (الأعراف 28)
2. جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب. . (مريم 61) والكفار ليس لهم وعدٌ كهذا.
3. يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده. (غافر 15)
4. إن عبادي ليس لك عليهم سلطان. (الحجر 42)
5. وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشّر عباد. (الزمر 17)
6. يا عبادِ لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. (الزخرف 68)
7. إلاّ عباد الله المخلصين / لكنّا عباد الله المخلصين. (الصافات 39، 73) أربعة موارد.
8. أن أدّوا إلي عباد الله. (الدخان 18)
9. إنه من عبادنا المؤمنين. أربعة موارد أخرى في الصافات عند ذكر الأنبياء.
10. فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا (الكهف 65)
11. وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن (الإسراء 52)
12. وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون (الشعراء 52)
13. يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربّك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي (الفجر 29)
هذه الموارد التسعة عشر هي نماذج من الموارد الكلية البالغ عدده 96 مورداً للفظ (عباد). أما لفظ (عبيد) فقد ورد خمس مرات فقط كلّها في الكفار وهذه هي الموارد:
1. قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد. ما يبدّل القول لديّ وما أنا بظلام للعبيد. (ق 28، 29)
2. ذلك بما قدّمت أيديكم وإن الله ليس بظلاّم للعبيد (آل عمران 182)
3. ذلك بما قدّمت أيديكم وإن الله ليس بظلاّم للعبيد (آل عمران 182)
4. ومن أساء فعليها وما ربّك بظلامٍ للعبيد (فصلت 46)
(يُتْبَعُ)
(/)
5. ذلك بما قدّمت يداك وإن الله ليس بظلاّم للعبيد. (الحج 10)
فقد ارتبطت الآيات الآنفة زمنياً بوقت التعذيب من خلال المقدمات السابقة عليها والتقريع الظاهر في عبارات (ذلك بما قدّمت أيديكم) أو (يداك).
المحاور: هذا شيء جميل حقاًً، لكن ألا يمكن أن يقال أن ذلك بسبب إضافة اللفظ إلى الله تعالى في الآيات إذ هو (عبادي) أو (عباد الله) أو (عبادنا) وموارد العبيد جاءت بغير إضافة، فلذلك كان هذا الفارق؟.
المؤلف: يجب ملاحظة كلّ شيء في اللفظ القرآني إذا أريد الدقّة. وهذا هو الحال بشكلٍ عامٍ .. لكن الفرق بشأن هذين اللفظين لا يكمن هنا، لأنه كان من الممكن أن يقول في آيات ذكر العذاب (وما أنا بظلاّم للعباد) وهكذا جميع الموارد الخمسة، لكنه قال في جميعها (العبيد) ممّا يدلّ على أنهم فئة مختلفة عن العباد.
المحاور: لماذا لا تذكر موارد (العباد) من غير إضافة إليه تعالى لتكون النتائج بدقّة لا يمكن خرقها أبداً أو الاعتراض عليها؟
المؤلف: هذا ممكن ولكن ستحتاج كلّ آية إلى إيضاحٍ جديد وتشترك ألفاظ أخرى وسوف تظهر من ذلك أسرار وتتغير مفاهيم وتسقط أوثان .. بل المناقشة في نفس المضاف موجودة لكنك لم تنتبه لها.
المحاور: كيف؟
المؤلف: مثلاً قوله تعالى (اعملوا آل داود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور) فقد يقال هذا مورد ذم للعباد كمجموع، لأن القليل منهم الشكور. وإذن فالتحديد (بأنهم هم المؤمنون فقط) غير صحيح، بل العباد هم مجموع الناس كما عليه إجماع المفسرين!.
المحاور: جميلٌ أن تعترض على نتائجك .. فماذا يكون الجواب؟.
المؤلف: الجواب أن الشكر مرتبةٌ إيمانيةٌ عاليةٌ جداً لا ينالها إلاّ الأولياء من (العباد) المؤمنين. فقال تعالى لهم بما معناه (أعملوا آل داود شكراً فقليلٌ من عبادي المؤمنين يقدر على أن يكون شكوراً). ولا يأمرهم بما لا يطاق وإنما أراد أن يوصلهم إلى هذه المرتبة لعلمه تعالى أنهم قادرون عليها.
المحاور: ما هو الدليل على أن الشكر هو مرتبة إيمانية عالية؟.
المؤلف: قوله تعالى عن نوح: (إنه كان عبداً شكورا)، فحينما جاء بلفظ (العبد) مفرداً لوصف رجلٍ واحدٍ، فقد كان يمكن أن يقع الشكر على العبد كرهاً أو على العبد طوعاً سواء بسواء لو كان لفظ العبد يشمل كل الناس، ولمّا وصف به (نوح) الذي هو من الأولياء الطائعين فقد دلّ ذلك على أن هذا العبد (نوح) واقع في قمة مرتبة العباد الطائعين فصحّ أن يقال عنه أنه (كان عبداً شكورا). وتلك المرتبة تقابلها من الجانب الآخرين قمة مرتبة العبيد الكافرين. وهذا يدلّ أيضاً على أنها مرتبة عالية جداً لاستحالة أن يغمطه الله تعالى حقّه (ع) أو يقلل من شأنه أو يضعه في مصاف من هم دونه من المؤمنين وهو يصفه هذا الوصف المقتضب فيما لوفهم هذا الوصف تبعاً لمفاهيم التبادر المصطلح عليه بين المفسّرين. فاللفظ (شكور) لم يدخله في جماعة المؤمنين وحسب، بل جعله فيه (أي نوح) من الخواص. ومن الواضح أن القليل من عباده تعالى المؤمنين هم بدرجة الخواص. فقوله تعالى: (وقليلٌ من عبادي الشكور) يعني قليلٌ من المؤمنين شكورٌ. فيطابق ذلك ما ذكرناه عن معنى العباد.
المحاور: هناك آيةٌ كريمةٌ تدعوني للجزم بصحة ما تقوله وهي قوله تعالى لإبليس: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ). فهذه الحقيقة تستلزم أن تكون مطردة فأينما وردت اللفظة (عبادي) فإنها تعني أولئك الذين ليس للشيطان عليهم من سلطان فهم المؤمنون حقاً.
المؤلف: أحسنت .. لقد صار الآن لديك قانونٌ صارمٌ لا مجرد فكرة أو تأويل يأتي بعد ذلك غيرك فيرفضه، أو يأتي آخر فيأتي بما يناقضه. قانونٌ تتحرك بمقتضاه في كلّ القرآن، فأينما جاء لفظ (عبادي) كان المقصود به المؤمنين دون الكافرين.
المحاور: أود أن أسأل الآن .. أين موقع المشركين بين هذين اللفظين؟
المؤلف: إن كنت تقصد المشركين غير الكفّار فهم جزءٌ من العباد بغير أيّة إضافةٍ أو وصف.
المحاور: هذا تحديد جديدٌ وغريبٌ. ألم نتّفق أن العباد مؤمنون؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: لقد اتفقنا قبل ذلك أن الجميع يؤمن بالله إن كان المقصود الاعتقاد بوجوده تعالى، واتفقنا أيضاً أن الكافر يقصد المعصية عناداً لله واستكباراً وعلواً وكان المثل في ذلك إبليس.
المحاور: لكن الآن اختلطت الأمور. صار المشرك والمؤمن في خانة واحدة في لفظ (العباد) والأولى أن يكون المشرك في خانة الكفار (العبيد).
المؤلف: لماذا تظلمه؟. إن المشرك الذي لم يصل إلى الكفر ضالٌ ومحتارٌ ومضيع للطريق بغير ما عناد لله تعالى ولا استكبارٍ عليه، بل أراد عبادة الله تعالى فعلاً فعبد معه غيره ظناً منه أنه بذلك يعبد الله، فلا يكون في خانة الكافر. فالفرق بينهما كالفرق بين صنفين وصفهما الإمام عليٌّ (ع) بقوله: (ليس من طلب الحق فأخطئه كمن طلب الباطل فأدركه).
المحاور: ما هي نسبة (المشركين) إلى (المؤمنين حقاً) المجموعين في لفظ (العباد)؟
المؤلف: المشركون أكثريةٌ.
المحاور: هذا عجيب!! ما هو الدليل؟.
المؤلف: قوله تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلاّ وهم مشركون).
المحاور: لقد ذكرت أن المشرك ضالٌّ، فهل معنى التشابك بين الألفاظ أن المؤمن قد يكون ضالاً كذلك؟.
المؤلف: نعم .. إن الضلال عكس الهدى. والمؤمن إمّا ضالٌ وإمّا مهتدي. والمشرك ضالٌّ دوماً. النقيض الذي لا يجتمع مع الإيمان هو الكفر. أما الضلال فيجتمع.
المحاور: فالكافر؟.
المؤلف: هو ضالٌّ ضلالاً عمدياً فهو ظالم.
المحاور: هل يوجد في كتاب الله ما يدلّ على فارق بين الإيمان والهدى؟ وأن الهدى شيء آخر غير الإيمان؟
المؤلف: إن لهذه الألفاظ والصفات مراتب وحدود بعدد المخلوقين فنحن نفتّش عن الحدود بيت تلك الصفات لا المراتب ولا النقاط المتداخلة لأنها جميعاً تظهر عند تحديد الحدود. نعم هناك قوله تعالى: (وإني لغفّار لمن آمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى). فهناك من تاب وآمن وعمل صالحاً ولم يهتد فهو مؤمن ضال.
المحاور: ألا تشمل المغفرة هذا المؤمن؟
المؤلف: إذا دخل الضلال حدود الشرك حوسب على ذلك المقدار من الشرك لقوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء).
المحاور: الله أكبر. أتعني بقولك (حوسب على الشرك بذلك المقدار) أنه يحاسب على الشرك نفسه ـ فلا مغفرة فيه ـ وأن غيره يغفر وليس معنى الآية أنه لا يغفر له أبداً ويدخل جهنّم حتماً.
المؤلف: نعم .. إن الآية أوضح من كلامنا بكثير، فهو يقول: (لا يغفر أن يُشرك به) ولا يقول: (لا يغفر لمن أشرك به)، لأن لمن أشرك معاصي دون الشرك فإذا شاء غفرها.
المحاور: والله ما فهمت هذه الآية بدقة إلاّ الآن. وقولك الأخير هل يعني أنه تعالى يغفر ما دون ذلك حتى لو كان للشخص نفسه لأن بعض عمله شرك وبعضه دون الشرك؟.
المؤلف: بل ذلك ما تعنيه بالضبط تلك التركيبة من الألفاظ لاتصالها بقوله: (لمن يشاء). وإذا حدّد الأمر بهذه الدقّة للواحد عرفت كيفية محاسبة الجميع وفهمت حدود المغفرة.
المحاور: ألهذا السبب وردت صيغة المبالغة (غفّارٌ) مع المهتدي؟.
المؤلف: طبعاً لا يساوي بين من آمن وعمل صالحاً وبين من آمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى. فهو للأخير غفّارٌ وليس (غافراً) لأنه قد رضي عنه دينه لكونه مؤمن مهتدي.
المحاور: إن قوم نوح كفرةٌ فكيف جاء بهذه الصيغة نفسها في خطابه معهم (استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا)؟
المؤلف: ليس مثلك من يعترض على ذلك. لأن هذا خطاب نبيٍّ لقومه عموماً معلناً فيه عن حقيقة صفةٍ من صفاته تعالى، فيأتي بحدّها الأقصى لا الأدنى مع الأمر (استغفروا) ولا يستغفر إلاّ المؤمن الخائف المسلِّم أمره إلى الله وهذا لا بدّ أن يهتدي، فكان غفّاراً مع من سمع نداء نوح (ع) منهم وهم القلّة الذين ركبوا معه الفلك.
المحاور: لقد فهمت ذلك. فأوضح لي لماذا لا يغفر الله تعالى الشرك مع أنك ذكرت أنه ليس عناداً لله كالكفر؟.
المؤلف: لأن الشرك بخلاف العقل. فمن أشرك كان كمن أخرج نفسه من حدود العقل فلا يغفر له ذلك الأمر الذي أشرك فيه، لأنه لم يستعمل فيه عقله الذي وهبه الله تعالى له فيكون مسؤولاً لذلك السبب.
المحاور: أوَليس الكفر بخلاف العقل فيكون في هذا الأمر سواءاً كالشرك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: كلاّ .. إن علّة الكفر في القلب. فالكافر قد يعقل الأمر لكنه يكفر.
المحاور: ما هو الدليل على ذلك؟
المؤلف: الدليل: إن الله تعالى إذا ذكر الشرك حاور المشركين وخاطب العقل. وإذا ذكر الكفر ذكر معه القلب ومرض القلب ولم يحاورهم ولم يذكر لهم مثلاً، بل الوعيد بالعذاب وحسب.
المحاور: ألِهذا السبب ربّما يؤمن المشرك إذا (تعقّل) الأمر الذي أشرك فيه ولا يمكن أن يؤمن الكافر لأن الكفر قد دخل قلبه فلا علاج له؟
المؤلف: نعم.
المحاور: قد ذكرت لي آيةً تدلّ على أن الكافر لا يؤمن. فهل هناك آيةٌ تدلّ دلالةً واضحةً على أن المشرك قد يؤمن ويترك الشرك؟.
المؤلف: إيمان بعض المشركين على عهد الرسول (ص) دليلٌ على ذلك. وأما الآية فقوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثمّ أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قومٌ لا يعلمون). فإسماعه كلام الله لاحتمال أن يؤمن.
المحاور: لو ذكرت بعض تلك الآيات التي كشفت فيها قاعدة استخدام العقل مع الشرك والقلب مع الكفر لتطمئنّ نفسي بصحة ما تقول.
المؤلف: نعم أذكر لك بعض تلك الآيات. فمع الكفر استخدم القلب كما في قوله تعالى: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية)، وقوله تعالى: (قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم) وقوله تعالى: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب)، وقوله تعالى: (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم)، وقوله تعالى: (إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أانذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم .. )، وقوله تعالى: (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربه فأعرض عنها، أنا جعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه. .)
وأما الشرك الذي لم يدخل بعدُ في الكفر فيستخدم معه العقل كما في قوله تعالى: (أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم ولا يضركم. أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون)، وقوله تعالى: (يا قوم لا أسألكم أجراً إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون)
وذلك كان قول هود (ع) لقومه فقالوا: (يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين)
وقوله تعالى: (أم اتخذوا من دونه شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون)
وذلك عدا الاستخدامات غير المباشرة والأمثال كمثل رجل فيه شركاء ومتشاكسون ورجلٍ مسلّماً لرجلٍ، وعبداً مملوكاً لا يقدر على شيء لا يستوي هو ومن يأمر بالعدل والإحسان. وتلك أمثلةٌ تخاطب العقل. وكقوله تعالى: (هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء).
المحاور: قد عرفت ذلك فما هي الصلة بين العقل والقلب؟
المؤلف: إذا لم يكن القلب سليماً فلا نفع بالعقل. فالدافع على تعقّل الأشياء يأتي من القلب، فإذا أصيب القلب اضطرب عمل العقل. فإذا تمكن المرض من القلب وران عليه الكفر استقرّ عمل العقل على مخالفة الله واجتهد في محاربته وأظهر العقل قدرته بهذا الطريق.
المحاور: ما الدليل على أن العقل يعمل بأمر القلب؟
المؤلف: الدليل عليه قوله تعالى: (أم لهم قلوبٌ يعقلون بها).
المحاور: ألا يدلّ هذا على أن القلب لا يقصد به القرآن العضو المعروف، بل شيئاً معنوياً كالعقل بالنسبة للدماغ؟
المؤلف: كلاّ .. إن القلب في القرآن يقصد به العضو المعروف لأن الشيء المعنوي الذي يخص القلب هو الفؤاد.
المحاور: كيف؟ وما هو الدليل؟
المؤلف: هناك دليلان لذلك .. أولهما إن الفؤاد وضع مع الحواس في القرآن ولم يوضع مع الأعضاء في قوله تعالى: (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) وتلك حواس لأن السمع حاسة والأذن عضو لقوله تعالى: (أم لهم آذان يسمعون بها). والدليل الآخر على أن القلب هو العضو المعروف قوله تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). فتحديد المكان أنه في الصدور دليلٌ على أنه العضو المعروف.
المحاور: لقد قلت أن الأذن عضو والسمع حاسة لقوله تعالى: (أم لهم آذان يسمعون بها) .. فلماذا لا يكون القلب عضو والعقل حاسة أيضاً لقوله تعالى: (أم لهم آذان يسمعون بها).
المؤلف: هو كذلك وكما تقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
المحاور: في هذه الحال أصبح للقلب حاستين العقل والفؤاد.
المؤلف: نعم. لأن عملية التعقل تنشأ بالتصور. واستقرار الصورة أو الفكرة المتصورة هو من واجبات الفؤاد. فقد يجتهد العقل بتصور أمر ما ولكن لا تستقرّ الصورة ولا تثبت فيظل الفؤاد فارغاً من الصورة إذا كان الأمر فوق احتمال العقل. فإذا ألحّ القلب على العقل بشدّة تمكّن تثبيت الفؤاد لتستقرّ الصورة.
المحاور: هذا إذن معنى قوله تعالى: (وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغاً).
المؤلف: نعم .. (إن كادت لتبدي بها لولا أن ربطنا على قلبها) لأن إلقاء وليدها في اليمّ هو شيء فوق احتمال العقل لتعقّل هذه الصورة فربط على القلب لتثبيتها في الفؤاد.
المحاور: وقوله تعالى: (ما كذّب الفؤاد ما رأى)؟
المؤلف: تمام الآية هو: (وكلاًّ نقصّ عليك من أنباء الرسل ما نثبّت به فؤادك).
المحاور: الفؤاد الذي تمكّن من استلام صورٍ لآيات ربّه الكبرى يحتاج إلى تثبيت بأزاء عنادهم وعتوهم فكم كان عتوّهم؟.
المؤلف: تخيل أنت ليثبت فؤادك!.
المحاور: كيف تعرّف الفؤاد لو سألك أحد أن تعرّفه؟
المؤلف: إنه ألواح الذاكرة التي تنطبع عليها الصور الواضحة، إنه يرتجف ويتحرك ولا يثبت حتى تكون الصورة واضحة بالحد الأدنى المحسوب، إنه يعمل كلوح ذاتي الحركة (أوتوماتيك).
المحاور: ما الفرق بينه وبين الذاكرة؟
المؤلف: الذاكرة هي المخزن العام لجميع الصور المعقولة وغير المعقولة والصحيحة والخاطئة وهي أرشيف العقل. والفؤاد هو مستودع خاص لكنه يعمل إضافةً لذلك على تثبيت الصور بما في ذلك الداخلة في مخزن الذاكرة. ألا ترى الإنسان إذا لم تتضح له صورة حدثٍ ما ولم يهتم به مطلقاً فإنّه سرعان ما ينساه.
المحاور: هل يعني ذلك أن الكافر ليس له فؤاد.
المؤلف: له فؤادٌ ولكنه لم ينتفع به، فهو يرتجف أمام الصور الحقيقية للمعقولات لأن القلب لا يأذن للعقل بتعقلها وتوضيحها.
المحاور: ولكن في هذه الحال يضطرب عمل الذاكرة عموماً!.
المؤلف: هذا ليس اعتراضاً، بل تأكيدٌ على صحّة ما ذكرناه، إذ لأجل ذلك ورد التذكر واشتقاقاته في القرآن أكثر من ثلاثمائة مرة بصيغٍ مختلفةٍ، وهو رقمٌ كبيرٌ جداً قياساً بموارد الفؤاد التي هي ستة عشر مورداً. ومن تلك الصيغ (أفلا تذكرون)، لعلكم تذكّرون)، (واذكروا)، (اذكروني)، (ذكرى)، (للذاكرين)، (ذكراهم)، (الذكر)، (التذكرة) ... الخ.
المحاور: هذا صحيح .. فماذا تسمي الأفعال المتقنة لعمل الأشرار من الكفار؟.
المؤلف: لا تسمى عملاً عقلانياً، لأنها بخلاف الأسلوب الذي صمّم الله تعالى به عمل العقل، بل تسمى مكراً وكيداً قال تعالى: (وكروا مكراً ومكرنا مكراً فانظر كيف كان عاقبة مكرهم)، وقال: (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)، وقال: (ويكيدون كيدا وأكيد كيداً).
المحاور: وهل في العقل تلك المرونة ليعمل بخلاف تصميمه الأول وغايته التي من أجلها خُلق؟.
المؤلف: نعم .. إن مثله في علاقته بالقلب مثل الحاسوب وعلاقته بالذي يشغّله، إن شاء استخدمه في الخير وإن شاء في الشر.
المحاور: إذن فالمشرك الذي لم يكفر بعد مثله مثل رجلٍ جاهلٍ استخدم هذا الحاسوب بطريقة خاطئة وهو يظنّ أنه يعمل به كما أوصى الصانع.
المؤلف: نعم .. فيكون مسؤولاً لأنه عهد إليه ألاّ يعمل به إلاّ كما أوصاه، فظنّه في غير محله لأنه ليس ظنّ الخاطئ أو الناسي أو الساهي. لأن الاتفاق جرى على أن لا يخرّبه وأن يحرص عليه كلّ الحرص، إذ فيه كل ما يحتاج إليه. فإذا عمل عليه متبعاً رجلاً آخر أو متبعاً هواه فكأنما جعل طاعته لغير الصانع فلا يغفر له ذلك لأن ما أهمل فيه هو عينه قائمة حسابه فإذا غفر الشرك ترك الحساب.
المحاور: ما أحسن هذا الربط! إذن فالمؤمنون يحاسبون على هذا الشرك، لأنه إن غفر لهم الشرك كان ما دونه مغفوراً حتماً فيدخلون الجنة بغير حساب. والكفار هم أهل النار سلفاً لأنهم لا يؤمنون فلا يبقى موضوع للحساب.
المؤلف: نعم .. وقد أحسنت.
المحاور: على هذا التفسير والفهم يكون الشرك موجوداً الآن بيننا وبكثرة.
المؤلف: نعم .. والكفر!.
المحاور: أخبرني عن الناس في عهد النبي (ص) كانوا مشركين أم كفّاراً قبل مبعثه؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: كان أكثرهم في الظاهر على الشرك الصريح، فلما بعث (ص) آمنت طوائف وتحوّل الباقون إلى كفّار وهم أكثر قومه وبقي هو هذا الحال إلى أن قبض صلوات الله تعالى عليه.
المحاور: كيف؟ لقد قيل أن الناس كلهم دخلوا دين الله وخاصةً بعد فتح مكة وارتدت طوائف بعدما قبض (ص) أو خلال حياته فقاتلهم المؤمنون فرجعوا إلى الدين تباعاً.
المؤلف: هذا كلام!!.
المحاور: ماذا تعني بقولك هذا كلام؟.
المؤلف: إنه كلامٌ يقال مقابل كلام الله. للناس كلام ولله كلام وكلام الله غير كلام الناس.
المحاور: ما هو كلام الله للناس بشأن قوم النبي (ص) تحديداً لا عموماً؟.
المؤلف: كلام الله هو: (يس. والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين على صراطٍ مستقيم لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون). هذا هو حالهم لحظة المبعث، لأنه يحدد الغاية من إرساله.
المحاور: وما حالهم بعد المبعث وفق كلام الله؟
المؤلف: (لقد حقّ القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون. أنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون. وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون. وسواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون). فإن الله يخبرنا مرتين في أوائل هذه السورة فقط أن أكثرهم لا يؤمنون. فقول من قال (دخلوا الدين جميعاً) قد يراد به أنهم دخلوه ظاهراً، أما في الحقيقة فإن أكثرهم تحوّلوا من الشرك إلى الكفر.
المحاور: كيف حدث التحوّل ولماذا؟.
المؤلف: لو رجعت إلى المثل الأول لعرفت السبب. فالرجل الذي يعبث بالحاسوب لو جاءه رسولٌ من الصانع يأمره ويذكّره بالاتفاق وتنفيذه، ومعه ختمٌ وكتابٌ ودلائل وعلامات ومزيد عطاء وغنى، وبرهن له أن ما يقوم به هو العبث والتخريب، فأعرض واستمرّ في عبثه. فهل يضعه الصانع بعد ذلك في خانة (الغافلين) أم في خانة (الذين حقّ عليهم القول)؟.
المحاور: نعم .. في خانة من حقّ عليه القول، لكن هذا مخالف لما رأيناه من قبل من بقاء الشرك، فقد أصبحت النتيجة هنا أنه لا شرك بعد إرسال الرسل، بل الكفر وحسب لأن الرسول (ص) في مبعثه ودلائله قد محّص قلوبهم ونواياهم فلم يبق أحدٌ ما غافلاً.
المؤلف: نعم .. سأوضح لك الأمر بطريقةٍ تجمع شتاته وتتضمّن عناصره: إن كلّ معصية لله تعالى هي شرك، فإن كانت صادرة من العقل دون القلب فهي شرك وحسب وإن كانت صادرة من القلب والعقل معاً فهي كفر. فالذي كان يعبد صنماً ضالاً كان في الظاهر مشركاً فإذا أنذره النذير (ص) وأتمّ حجتّه عليه .. فإن انقاد له ولقوله فقد أسلم وآمن وإن أعرض فقد كفر. فإذا افترضنا أنه آمن فإنه إن كان آمن ظاهراً وباطناً، فقد دلّ ذلك على سلامة قلبه فطهر من شرك الاعتقاد، وبقي أن يطهّر من شرك العمل، فإنه يظل (يشرك في عبادة ربّه أحدا) وإن كان صادقاً أن لا إله إلاّ الله ولا يشرك بالله ما لم ينزّل به سلطاناً. فالشرك بالله هو غير الشرك بعبادة الرب.
المحاور: لله درّك! .. لقد بدأت أتلقف الأشياء وأحسُّ بها. فأين تلك الآية من القرآن؟.
المؤلف: إنها آخر آيةٍ من سورة الكهف .. من قرأها قبل النوم استيقظ ساعة يشاء وهي قوله تعالى: (قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا). ففي الاعتقاد أنه إله واحد وفي العمل (لا يشرك بعبادة ربّه) ولم يقل يشرك بالله لأنه ذكره بقوله (إله واحد)، ألا تراه قد قرن شرك العبادة بالعمل فليعمل (عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)؟.
المحاور: ففي هذه الحال يكون المؤمن مؤمناً موحداً لكنه يشرك في عبادة ربه أحدا.
المؤلف: نعم .. ألم أقل لك ذلك من قبل؟ أنت ترى أننا اتفقنا، فشرك الألوهية هو غير شرك الربوبية.
المحاور: فيكون شرك الألوهية في هذه الحال كلّه كفرٌ!.
المؤلف: نعم .. ذلك هو الحق لاستحالة تحقّق شرك الألوهية إلاّ من القلب.
المحاور: قد أسألك عن التفسير الفلسفي لذلك فيما بعد، لكن الآن أسألك كيف تفرّق بين هذين الشركين في القرآن؟.
المؤلف: سأذكر لك الآيات التي تدلّ على الأمرين معاً: كونه على الظاهر شركٌ وكونه عند الله هو الكفرٌ متحققاً في نفس الآية:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: قوله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم). لأنهم إن أرادوا الدفاع قالوا: بل هو الشرك فعاقبْنا عليه ثمّ أدخلْنا الجنة .. فقضى تعالى أنه كفر. والثانية: قوله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة). ففي الآيتين جاء بلفظ الجلالة وظاهره شرك وحقيقته كفر وأكّده بحرف التحقيق (لقد) للدلالة على أنه حاصلٌ.
والآية الثالثة: وهي تكملة الآية الأولى قوله تعالى: (وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة). فتحريم الجنة دليل على الكفر. لأن الشرك يعذّب ويعاقب عليه ولا بدّ من انتهاء العقاب لأن القلب لم يشرك والعقل يرتدع بالعقاب، لكن أبدية تحريم الجنة دليل على أنه كفر أي شرك الاعتقاد أي شرك القلب المقصود وليس من قصور أو تقصير العقل. فجاء هنا بلفظ الجلالة.
والآية الرابعة: قوله تعالى: (ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكانٍ سحيق) فالوصف دليلٌ على أنه نزولٌ إلى الهاوية فهي جزء من جهنم لا مجرّد عذاب في النار.
المحاور: ما أجمل ذلك وما أروعه!! يخيل إلي أني أستطيع الآن أن أفهم بعض الخطابات القرآنية للمؤمنين وحتى للأنبياء التي تتضمن التحذير من الشرك.
المؤلف: نعم .. فقوله تعالى لرسوله (ص) (لئن أشركت ليحبطنّ عملك) محالٌ عليه (ص) أن يشرك بالله بعد الهدى الذي هداه ـ كيف وهو يهدي إلى صراط مستقيم ـ إنما هو أي فعل صغير شرك فيه نزعة من نوازعه الإنسانية كهاجس رحمة على رجلٍ منافق أو هاجس راحةٍ في موضع جهاد أو لين في موضع شدّة، فهو أمرٌ مقترنٌ بالعمل (لئن أشركت ليحبطن عملك).
المحاور: الله أكبر. هذا يثبت عصمته من كل صغير وكبير، إذ لم يقل له (لئن أشركت بالله).
المؤلف: نعم .. هذا صحيح جداً لأننا نعلم أنه لم يحبط له عمل، وإذن فلم يشرك شرك عمل قط وهو ألاّ يقدم عليه كل مؤمن عداه ومن عصمه الله تعالى. وقد افتخر الإمام علي بن الحسين (ع) بعد أسره في خطابٍ له على رؤوس قتلة أبيه الحسين (ع) قال فيه: (أنا ابن من بايع البيعتين وهاجر الهجرتين .. إلى قوله ولم يشرك بالله طرفة عين) يريد هذا المعنى لا سواه لأنه هو الذي علّم الناس التوحيد.
المحاور: لكن الإمام هنا خالف اللفظ القرآني أو القاعدة التي تتحدث عنها باستخدام لفظ الجلالة وقد أخبرتني أنك اكتشفت أن كلام أهل البيت (ع) يسير على منهج اللفظ القرآني الذي نحن بصدده وإنك عرفت ذلك بشكل منفرد بغير ما تأثرٍ بأي تأثيرٍ مذهبي وإن ذلك أحد الأسباب التي دعتك للإيمان بعصمتهم.
المؤلف: إن كلام الإمام (ع) هنا يطابق القاعدة تماماً لأن قوله (طرفة عين) لا يريد به حجم الشرك، بل نوعه فلا بدّ أن يأتي إذن بلفظ الجلالة.
المحاور: حبذا لو زدتني إيضاحاً.
المؤلف: طرفة العين هي عمل لكنه من النوع اللاإرادي فلما نفى أن تكون الخلجة تلك وهي لا إرادية مشوبةً بشرك، فكأنما نفى كل عمل إرادي وغيره أن يكون مشوباً بالشرك، لأنه لو قال: (لم يشرك طرفة عين) لكان كلامه مبهماً .. يشرك من بمن؟. ولو قال (بربّه) لأحدث الالتباس لتعدّد الأرباب من دون الله، فاحتمل بلاغياً أن يكون له رب آخر ولكانت العبارة خاطئة من جهة اقتران العمل اللاإرادي بصفة الربوبية ذات العلاقة بالعمل الإرادي. فكانت تلك العبارة هي الوحيدة التي تجمع نفي الشرك بكافة أقسامه بنفي أدنى جزء منه ممكن تصوّره وأدنى جزء هو اللاإرادي وما كان خلجةً منه، وأدنى جزء من العمل ما كان لا إرادياً، وأدنى جزء من ذلك اللاإرادي ما كان خلجةً، وأدنى جزء من الخلجات ما كان ضرورةً من ضرورات الخلق مثل نبض القلب والتنفس، وأدنى جزء من ذلك ما كان قصير الأمد خافياً وهو طرفة العين. وكل ذلك متّصل بالخلق والخلق مقترن في كتاب الله بلفظ الجلالة (والله خلقكم من تراب)، خلق الله السموات والأرض بالحق)، (والله خلقكم في بطون أمهاتكم)، (هذا خلق الله)، (تبارك الله أحسن الخالقين). بل يأتي لفظ الجلالة مع وجود لفظ (الرب) إذا كان الموضوع عن الخلق (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
المحاور: إني أشعر أن هذا بمفرده يصحّ أن يكون موضوعاً مستقلاً.
المؤلف: نعم .. ولكن من هذا الذي يجمع شتاته ويضح مسالكه؟.
المحاور:: وأشعر كذلك أن كتاب الله لم يدرس للآن دراسةً تليق بمقامه!
المؤلف: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 01:47 م]ـ
السلام عليكم
أرغب أن تلخص لنا أفكارك الواردة في حواريتك لنعلم حقيقة ما تريد---كما أن طبيعة الشاشة المشعة تأبى على العين قراءة المطولات---فاختصر قدر الإمكان حتى يمكننا المتابعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخ الكريم ..
هل انت (عالِم أم عالَم) آخر؟ نرجو التوضيح!
ثم أما بعد:
فعنوان الموضوع الذي تفضّلت به هو: (حوارية الكفر والايمان) ..
وما جاء في الموضوع هو: (مسألة الامامة) ..
فهل نفهم من العنوان ومن مضمون المقالة معاً، أن مَن لا يعتقد بالامامة فهو كافر عندكم؟
لأني لا ارى علاقة اخرى بين العنوان والمضمون!!
واذا كان ذلك كذلك، فما علاقة هذا كله بالمنتدى المتخصّص بالبلاغة والاعجاز القرآني؟
وإن كان ما تقصد غير هذا وذاك .. فياحبّذا لو تختصر لنا مرادك في بضع نقاط، كما تفضّل بهذا الطلب اخونا الكريم جمال .. علّنا ندرك ما تريد ان توصله لنا من افكار!
ـ[عالم آخر]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم
اختياري لعنوان عالَم آخر وكذلك اللقب للاشارة الى أنه هناك أمور كثيرة قد غفل عنها أغلب المفسرين ولم ينتبهوا لها فخرجت مفاهيمهم غريبة عن المفهوم القرآني. وتبعتهم الأجيال اللاحقة على هذا الفهم وقد سبب هذا الاعتباط في تبيين معاني الآيات الى الوقوع في كوارث لا علاج لها الا بالرجوع الى المدلول اللفظي للغة القرآنية الذي أشار اليه القرآن نفسه فهو مبين لنفسه!
المقال لا يتعلق بالامامة ولكن يريد أن يبين المفاهيم الأساسية للكفر والشرك والايمان وغيرها وكم نحن غافلون عنها وأن هناك أمور يجب أن تحسم وتبين بصورة صحيحة أولاً.
هدفي من هذا الموضوع هو افادة غيري ببعض من العلوم التي ربما تكون مفتاح له لاكتشافات أخرى في كلام الله التي ربما لن يصل اليها ان لم يقرأ هذا المقال. راجع المقال. والعلم ليس حكراً على أحد.
أما بالنسبة الى سؤال الأخ العزيز عن الامامة فهناك فرق بين الاعتقاد والجحود فان من لم يعتقد بالامامة (أي لم تثبت عنده) فهو ليس كافر أما ان كان هناك شيء اسمه امامة وثبتت ثم جحدها فهنا المشكلة.
هذا عقلي وذاك عقلك .. وأنا أحترم ما توصل اليه عقلك.
أخوك
عالَم آخر(/)
لؤي---ما رأيك؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 06:57 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى ((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ (48)) الأنبياء
وقال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً (174) النساء
وقال تعالى ((قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ)) (91) الأنعام
سؤالي هو
هل وصفت التوراة بأنها ضياء في آية الأنبياء أم أن الضياء فيها أمر آخر؟؟
وإذا كانت التوراة ضياء فلم وصفت بالنور في آية الأنعام؟؟
وتبعا لذلك ما الفرق بين النور والضياء؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 11:02 م]ـ
الأخ الحبيب جمال - أطال الله بقاءه ..
لقد طال بي الأمد وأنا أبحث وأنقب جاهداً عن جواب شاف لهذا السؤال ..
والأمر الذي حفّزني على البحث من جديد هو ما جاء في مشاركة الأخ يوسف الساريسي - أدام الله توفيقه ..
وأظنّ أنني قد توصلت إلى نتيجة مرضية بفضل من الله تعالى وكرمه ..
والإجابة تجدها في (المبحث السابع) على الرابط الآتي:
http://www.alfaseeh.com/vb/showpost.php?p=58216&postcount=26
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 11:29 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله - رابط رائع وكلام جامع، مع الدعاء بالتوفيق.(/)
الإعجاز القرآني في الذباب
ـ[الثوباني]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 12:26 ص]ـ
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73)
إن الله سبحانه ضرب لنا مثلاً أن الذين تعبدون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له، وإذا سلبهم الذباب شيئاً، لا يستطيعون أن يسترجعونه منه
ولقد أثبت العلم الحديث الإعجاز العلمي لهذه الآية، فالذبابة تمد فمها من أسفل رأسها إلى السطح المقابل له، مكونة بذلك أنبوبا لامتصاص الطعام، وإذا نظرت بدقة إلى الأنبوب الماص لوجدت أن الطرف الملامس لسطح الطعام متسعا وكأنه مكنسة كهربائية. بعد ذلك تبدأ الذبابة بفرز إفرازاتها التي تمكنها من تحليل وامتصاص ولعق المواد الكربوهيدراتية وغيرها الموجودة في الطعام ثم تبدأ هذه المواد بالتحلل إلى مواد بسيطة التركيب لمساعدتها على امتصاصه خلال الأنبوب.
فالذباب لا يملك جهاز هضمي معقد لذلك يلجئ إلى الهضم الخارجي وذلك من خلال إفراز عصارات هاضمة على المادة المراد التغذية عليها ثم تدخل هذه المواد المهضومة خارج الجسم إلى الأنبوب الهضمي حتى يتم امتصاصها لتسير في الدورة الدموية إلى خلاياه ويتحول جزء منها إلى طاقة تمكنه من الطيران وجزء آخر إلى خلايا وأنسجة ومكونات عضوية وجزء أخير إلى مخلفات يتخلص منها جسم الذباب فإن قام العلماء باستخراج ما ببطن الذبابة فإنه لن يكون هو نفسه الطعام الذي سلبته الذبابة لأن الطعام الذي دخل في جف الذبابة لم يعد نفسه الطعام الذي سلبته وإنما يحتاج إلى تجميع مركباته التي قد تفتت فلهذا السبب لا نستطيع استنقاذه والعجز يأتي من أن الطعام وحتى قبل دخوله إلى ماصة فم الذبابة طرأ عليه التغيير.
ولاحظ أنه لو أراد العلماء أخذ الطعام من فم الذبابة ولو من بداية دخوله الماصة، فان ذلك لن يجدي شيئا، وذلك أن الطعام قد تحول إلى مركبات مختلفة تماما حتى قبل امتصاصه لذلك (لا يستنقذوه منه) أبداً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا وَقَع الذُبابُ في إناءِ أحَدِكم فَليغمسُه كلَهُ، ثم ليطَرحهُ، فإنَ في أحَدِ جنَاحيهِ الداء، وفي الآخَرِ شفاء" رواه البخاري
هذا الحديث فيه أمران أمر فقهي وأمر طبي
فأما الفقهي فهو دليل ظاهر الدلالة جدا على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع فإنه لا ينجسه وهذا قول جمهور العلماء ولا يعرف في السلف مخالف في ذلك ووجه الاستدلال به أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمقلة وهو غمسه في الطعام ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذا كان الطعام حارا فلو كان ينجسه لكان أمر بإفساد الطعام وهو صلى الله عليه وسلم إنما أمر بإصلاحه.
وأما الطبي فهو يعتبر من معجزاته الطبية صلى الله عليه وسلم التي يجب أن يسجلها له تاريخ الطب بأحرف ذهبية ذكره لعامل المرض وعامل الشفاء محمولين على جناحي الذبابة قبل اكتشافهما بأربعة عشر قرنا، وذكره لتطهير الماء إذا وقع الذباب فيه وتلوث بالجراثيم المرضية الموجودة في أحد جناحيه نغمس الذبابة في الماء لإدخال عامل الشفاء الذي يوجد في الجناح الآخر الأمر الذي يؤدي إلى إبادة الجراثيم المرضية الموجودة بالماء وقد أثبت التجارب العلمية الحديثة الأسرار الغامضة التي في هذا الحديث
والتعبير بالإناء أشمل وقوله (فليغمسه كله) أمر إرشاد لمقابلة الداء بالدواء وقوله (ثم ليطرحه) أي ثم ليرميه فقد أخرج البراز بسند رجاله ثقات أن أنس بن مالك رضي الله عنه وقع ذباب في إنائه، فقام بإصبعه فغمسه في ذلك الإناء ثم قال: (باسم الله، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يفعلوا ذلك) ورد النص في الذباب فلا يقاس عليه غيره من الحشرات، وخاصة فقد بين سبب ذلك بأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، وهذا المعنى لا يوجد في غيره.
منقووووووووووووووووووووووووووووول
تقبلو مني كل تقدير واحترام
اخوكم
الثوباني(/)
اعجاز القرآن
ـ[الثوباني]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 12:47 ص]ـ
الإعجاز في اللغة هو إثبات العجز أو نسبة العجز إلى الغير وتسمى المعجزة معجزة لأن البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها لأنها أمر خارق للعادة خارج عن حدود الأسباب المعهودة
وإعجاز القرآن معناه إثبات عجز البشر متفرقين ومجتمعين عن الإتيان بمثله
ويتحقق الإعجاز بوجود التحدي وقيام الدافع إلى رد هذا التحدي وانتفاء المانع من ذلك
وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم تحدى العرب بالقرآن على ثلاث مراحل
أولا تحداهم بالقرآن كله في أسلوب عام يتناولهم ويتناول غيرهم من الإنس والجن تحديا يظهر على طاقتهم مجتمعين بقوله تعالى
قل لإن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا الإسراء 88
ثم تحداهم بعشر سور منه في قوله تعالى
أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون هود 13و14
ثم تحداهم بسورة واحدة منه في قوله
أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين يونس 38
وكرر هذا التحدي في قوله وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله البقرة 23
وقد توافرت لدى العرب الدوافع لرد هذا التحدي الذي يعلنه عليهم من يشهد عليه بالكفر ويسفه أصنامهم ويفرق بهذا الدين بين الولد وأبيه
ولم يكن لدى العرب مانع يحول بينهم وبين رد هذا التحدي لو كانوا يستطيعون فهم أرباب الفصاحة والبلاغة التي شهد بها الأولون والآخرون وعجز العرب عن معارضة القرآن في أوج مجدهم اللغوي حين كانت اللغة في ريعان شبابها وعنفوان قوتها
والإعجاز لسائر الأمم على مر العصور وظل ولا يزال في موقف التحدي شامخ الأنف وأسرار الكون التي يكشف عنها العلم الحديث والتي أشار القرآن إليها ما هي إلا إعجاز للإنسانية كافة
منقوووووووووووووووووووول
اخوكم
الثوباني
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 02:03 م]ـ
لقد أحسنت أستاذنا، وهنا أيضا ملاحظة /
كلمة (المعجزة) لم يرد لها ذكر لا في القرآن ولا في السنة، واللفظة الشرعية هنا هي (الآية) أو (البرهان) أو (السلطان) وغيره مما ورد.
وأذكر أن أول من ابتدع هذه اللفظة هم المعتزلة.
وقد يقال إن هذا اصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاح إذا لم يؤد إلى تغيير في الشريعة.
والله أعلم.
وأكرر الشكر للأستاذ الثوباني.
ـ[الثوباني]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 11:52 م]ـ
الاستاذ الفاضل باوزير
الف شكر لك على مرورك الكريم
وعلى تعقيبك الاجمل
لاتحرمنا من وجودك الدائم والمتميز
وردودك المفيده
تقبل مني كل تقدير واحترام
اخوك
الثوباني(/)
الإعجاز العلمي في القرآن
ـ[الثوباني]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 12:55 ص]ـ
يقصد به مطابقة الحقائق العلمية لما ورد في شأنها من الآيات القرآنية إضافة إلى عدم تعارض شئ من حقائق العلم مع مقررات القرآن الكريم
لا يخفى أنه ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما على مثله آمن الناس ولما كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم باقية ما بقيت هذه الحياة في امتدادها الزماني مخاطبة لأهل الأرض قاطبة في امتدادها المكاني كان لابد أن يتضمن القرآن الكريم وهو معجزة الإسلام الخالدة من وجوه الإعجاز ما تقام بمثله الحجة على أهل كل عصر على امتداد الزمان والمكان وإلى أن يرث الله الأرض و من عليها
وإذا كان الإعجاز اللغوي تقام بمثله الحجة على من ينطقون اللغة العربية ويتذوقون فنونها وأساليبها فلا بد من وجوه أخرى من الإعجاز تقام بمثلها الحجة على غير العرب بل وعلى العرب أنفسهم في أطوار انحطاطهم اللغوي وتراجعهم البياني كما هو مشاهد وهذا هو دور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر أن الناس في قضية الإعجاز طرفان وواسطة بينهما
فمنهم من غلا في هذا الباب فأخذ يلهث وراء كل جديد في نظريات العلم يفسر به بعض آيات الكتاب لعله يتكلف إعجازا أو يعتسف برهانا مع ما في ذلك من التغرير بمصداقية هذا الكتاب عندما تتبدل هذه النظريات ويظهر عوار هذه التفسيرات
ومنهم من فرط فأغلق هذا الباب بالكليه فرارا من المحاذير التي تورط فيها الفريق الأول مع ما في ذلك من تفويت الإفادة من هذا الوجه الحيوي من وجوه الإعجاز
والمتوسطون بين هؤلاء وهؤلاء من أحكموا ضوابط البحث في هذا المجال ففرقوا بين الحقائق والنظريات ولم يربطوا كلام الله بنظريات متغيرة كما لم يتعسفوا في تفسير الأيات القرآنية لتلتقي مع الحقائق العلمية بل أقاموا منهجهم في البحث على ثلاث دعائم
الأولى الحقيقة الشرعية وفيها يحرصون على التثبت من أنهم أمام حقيقة شرعية مستيقنة وسبيلهم إلى ذلك تحقيق هذا الجانب مع الثقات العدول الفحول من علماء الشريعة
الثانية الحقيقة الكونية وفيها يحرصون على التثبت من أنهم أمام حقيقة كونية قد اتفق عليها قادة هذا التخصص على مستوى العالم وأجمعوا على تجاوزها مرحلة الاحتمالات والنظريات
الثالثة وجه الإعجاز ويشترط فيه ألا يتضمن الربط بين الحقيقتين الكونية والشرعية نوعا من التعسف أو التكلف أو الخروج على الظاهر المتبادر بغير برهان ساطع
منقوووووووووووووووووول
اخوكم
الثوباني
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 01:56 م]ـ
أحسنت أخي الثوباني.
جزاك الله خيرا.
وينبغي أيضا أن نذكر إخواننا المتتبعين لمواضع الإعجاز بأن هذا عمل يشكرون عليه ولكن لا يخرجون بهذا العمل القرآنَ عن كونه أنزل للهداية والاعتبار والاتعاظ والأحكام والعمل بهذه الأحكام.
فما فائدة من يتتبع هذه الأمور (الجليلة) وهو في ميدان العمل غير موجود؟
هذه ملاحظة تضاف إلى ما ذكره الأستاذ الثوباني جزاه الله خيرا.
ـ[الثوباني]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 11:55 م]ـ
اخي الغالي باوزير
يسعدني بل ويشرفني تواجدك وردك المتميز في موضوعي
والف شكر لك على التعقيب والتذكير
لاتحرمنا من هذه التعقيبات والردود الجميله
دمت في رعاية الله
تقبل مني كل تقدير واحترام
اخوك
الثوباني(/)
لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 05:47 ص]ـ
:::
قال تعالى
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ)) 24 يوسف
الفحشاء معروفة ولا عناء في معرفة معناها ألا وهو الزنا.
أما السوء فما هو المقصود به في هذه الآية؟؟
قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ (السوء كل ما يغمّ الإنسان من الأمور الأخروية والدنيوية كفقد مال أو حميم))
وقال (والسوء كل ما يقبح)
ومن نافلة القول أن نقرر ما قرره عظام مفسرينا من كون الأنبياء معصومين عن المعصية--ففسروا همّ سيدنا يوسف بغير معنى همّ المرأة التي راودته
قال الرازي ((فهم زعموا أن ذلك المضمر هو إيقاع الفاحشة بها ونحن نضمر شيئاً آخر يغاير ما ذكروه وبيانه من وجوه: الأول: المراد أنه عليه السلام هم بدفعها عن نفسه ومنعها عن ذلك القبيح لأن الهم هو القصد، فوجب أن يحمل في حق كل أحد على القصد الذي يليق به، فاللائق بالمرأة القصد إلى تحصيل اللذة والتنعيم والتمتع واللائق بالرسول المبعوث إلى الخلق القصد إلى زجر العاصي عن معصيته وإلى الأمر بالمعروف النهي عن المنكر، يقال: هممت بفلان أي بضربه ودفعه.
فإن قالوا: فعلى هذا التقدير لا يبقى لقوله: {لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ} فائدة.
قلنا: بل فيه أعظم الفوائد وبيانه من وجهين: الأول: أنه تعالى أعلم يوسف عليه السلام أنه لو هم بدفعها لقتلته أو لكانت تأمر الحاضرين بقتله، فأعلمه الله تعالى أن الامتناع من ضربها أولى صوناً للنفس عن الهلاك،))
وهو كلام نفيس جدا يبرىء سيدنا يوسف من تهمة الهمّ بالفاحشة ويبين أن همّ يوسف كان همّا بدفعها----ولو دفعها لقتلوه لأجل هذا رأى برهان ربه
إذن ما هو السوء الذي صرف عن يوسف؟؟
هل عرفتموه؟؟
إنه القتل---نعم لو دفعها لقتلوه بتهمة الإعتداء بعنف عليها فصرف الله عنه سوء القتل؟؟
ترى هل قال مفسر بمثل ما قلت؟؟
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:55 ص]ـ
أستاذي الكريم الشرباتي:
اعذرني على تطفلي هنا وكلامي فيما ليس لي فيه علم ولكن لا مانع من الكلام إذا كان سيُصَحح.
فأقول:
إذا قلنا إن الأنبياء معصومون من المعاصي، فكيف نجمع بين ذلك وبين أكل آدم من الشجرة وعصيانه لأمر الله تعالى؟ وكذلك بعض الأمور الأخرى التي جاءت عن الأنبياء؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 05:36 م]ـ
الأخ الحبيب باوزير
عصمة الأنبياء من الأمور المتفق عليها والحمد لله---قلت وأنت أخ عزيز
((إذا قلنا إن الأنبياء معصومون من المعاصي، فكيف نجمع بين ذلك وبين أكل آدم من الشجرة وعصيانه لأمر الله تعالى)
أمّا الرد فإن عصيان آدم لربه كان قبل النبوة--ولا نمنع أن يحصل عصيان قبل النبوة---كما أن آدم حينئذ لم يكن في منطقة تكليف
((فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) 121 طه
قال إبن عاشور فيها ((والغواية: ضدّ الرشد، فهي عمل فاسد أو اعتقاد باطل، وإثبات العصيان لآدم دليل على أنه لم يكن يومئذ نبيئاً، ولأنّه كان في عالم غير عالم التكليف))
وممّا يدل على أن عصيانه كان قبل النبوة هو قوله تعالى عقب الآية السابقة مباشرة ((ثمّ اجتباه ربه فتاب عليه وهدى))
قال إبن عاشور مبينا ذلك ((والاجتباء: الاصطفاء. وتقدم عند قوله تعالى:
{واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم}
في الأنعام (87)، وقوله
{اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}
في النحل (121).
والهداية: الإرشاد إلى النفع. والمراد بها إذا ذكرت مع الاجتباء في القرآن النبوءة كما في هذه الآيات الثلاث.))
اللهم أعطه في كل كلمة قالها حسنة وجازه على توضيحه خير الجزاء
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 07:47 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخي الكريم.
وبما أنك أبديت رحابة صدر ولم تنزعج من تطفلي فإن هذا يطمعني في أن أزيد من تطفلي هذا لأنهل من العلم النافع، وأرجو أن لا أكون ثقيلا.
قلت شيخي الفاضل: (عصمة الأنبياء من الأمور المتفق عليها)
فأقول مبديا ما عندي من القصور في الفهم والعلم وأرجو منك التصحيح: أليس الذي اتُّفِق عليه هو عصمتهم في التبيلغ، وأما ما لا يتعلق بتيليغ الرسالة ففيه قولان لأهل السنة؟
وهناك بعض الآيات قد تشكل إذا قلنا إنهم معصومون في كل شيء ومنه الخطأ والنسيان والصغائر فمنها قوله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم) تدل على وقوع الخطأ من الأنبياء لكنهم لا يقرون عليه بل يصحح الوحي لهم.
ومنها قوله تعالى (ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) فإن قلنا بعصمتهم حتى من الصغائر فيغفر له ماذا؟ سيما وأنه ذكر (وما تأخر) فيدل على ما بعد النبوة.
ومنها قوله تعالى (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى ... ) إلى آخر الآية ففيها عتاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها قوله تعالى (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) والقصة فيها معروفة.
هذا ما أذكره الآن من الآيات، وكذلك هناك بعض الأحاديث في هذا المعنى.
وغير ذلك من الآيات والأحاديث في نفس هذا المعنى.
أرجو منك شيخي أن تتفهم قصور علمي وأني أريد الفائدة، فأرجو أن تبين لي بارك الله فيك، فالإنسان يستغل فرصة وجود من يبين له بعض المشكلات حتى يخرج بالعلم المكين.
جزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 09:35 م]ـ
السلام عليكم
# أخي الحبيب باوزير--أحيي فيك أدبك البالغ
# العصمة التي ترضيني عصمة في التبليغ وفي كل ما يمكن أن تسميه ذنبا صغر أو كبر وقديما قالوا لا تنظر إلى صغر الذنب بل انظر إلى عظمة من يعصى
# لننظر في الآيات معا --قال تعالى
(عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ)) التوبة 43ذ
قال فيها الرازي قولا نفيسا أحب أن أذكره
((المسألة الأولى: احتج بعضهم بهذه الآية على صدور الذنب عن الرسول من وجهين: الأول: أنه تعالى قال: {عَفَا ?للَّهُ عَنكَ} والعفو يستدعي سابقة الذنب. والثاني: أنه تعالى قال: {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} وهذا استفهام بمعنى الإنكار، فدل هذا على أن ذلك الإذن كان معصية وذنباً. قال قتادة وعمرو بن ميمون: اثنان فعلهما الرسول، لم يؤمر بشيء فيهما، إذنه للمنافقين، وأخذه الفداء من الأسارى، فعاتبه الله كما تسمعون.
والجواب عن الأول: لا نسلم أن قوله: {عَفَا ?للَّهُ عَنكَ} يوجب الذنب، ولم لا يجوز أن يقال: إن ذلك يدل على مبالغة الله في تعظيمه وتوقيره، كما يقول الرجل لغيره إذا كان معظماً عنده، عفا الله عنك ما صنعت في أمري ورضي الله عنك، ما جوابك عن كلامي؟ وعافاك الله ما عرفت حقي فلا يكون غرضة من هذا الكلام، إلا مزيد التبجيل والتعظيم.
وقال" ((والجواب عن الثاني أن نقول: لا يجوز أن يقال: المراد بقوله {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} الإنكار لأنا نقول: إما أن يكون صدر عن الرسول ذنب في هذه الواقعة أو لم يصدر عنه ذنب، فإن قلنا: إنه ما صدر عنه ذنب، امتنع على هذا التقدير أن يكون قوله: {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} إنكار عليه، وإن قلنا: إنه كان قد صدر عنه ذنب، فقوله: {عَفَا ?للَّهُ عَنكَ} يدل على حصول العفو عنه، وبعد حصول العفو عنه يستحيل أن يتوجه الإنكار عليه، فثبت أنه على جميع التقادير يمتنع أن يقال: إن قوله: {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} يدل على كون الرسول مذنباً، وهذا جواب شاف قاطع. وعند هذا، يحمل قوله: {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} على ترك الأولى والأكمل، لا سيما وهذه الواقعة كانت من جنس ما يتعلق بالحروب ومصالح الدنيا.))
وليس لدينا مزيد قول على قوله--ونحن معه في أن الرسول يعاتب على ترك فعل الأولى
# وأحب أن أشير إلى ضرورة التزام الأدب العالي في تناول هذه الأمور المتعلقة في منصب النبوة---أحدهم عند حديثه عن هذا الأمر استخدم عبارة"تأنيب الرسول" ولا أظن أحدا يرضاها
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيرا.
وأقول لفضيلة شيخنا: رفعت الإشكال عن الآية الأولى.
أرجو أن تتبعها بالآيات الأخر بارك الله فيك.
وأرجو أن لا أكون قد أضعت وقتك ولكن احتسب الأجر فإن فيه الفائدة العظيمة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:36 م]ـ
وهل يا أخي تدبّر القرآن تضييع للوقت؟؟
لا والله --فهو استثمار للوقت ونعم الإستثمار
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:41 م]ـ
جزاك الله خيرا على رحابة صدرك والتي جعلتني أتمادى في طرح الأسئلة والإشكالات.
نعم، مقام النبوة مقام عظيم وينبغي التأدب عند الكلام في أي شيء يتعلق به، وأرجو أن لا يُفهم من مناقشتي للأستاذ الفاضل الشرباتي أني لا أقيم وزنا ولا أتأدب مع مقام النبوة حين أتكلم عن جواز الخطأ والسهو والصغائر عليهم، حاشا لله، فمن عقيدتنا أهل السنة والجماعة أنه لا معصوم إلا الأنبياء فقط ولكن هذا التعميم هو في كل ما يتعلق بأمور الشريعة والتبليغ وأما غيره فيقع الإشكال الذي سبق والذي نريد من فضيلة الأستاذ الفاضل أحسن الله إليه أن يزيله، وأنا - فيما أعلم وقرأت في كتب المتقدمين - وقفت على قولين لأهل العلم في مسألة جواز وقوع الخطأ والصغائرمن الأنبياء - ولا أعني بهم الفرق الخارجة عن السنة بل من المنتسبين إلى السنة - ولعله أن يتيسر لي بعد البحث مصادر هذا النقل حتى لا يظن أحد أني أتيت بشيء من كيسي.
وأشكر الأستاذ الفاضل كل الشكر على احتماله وصبره وبيان المشكل لدي وأسأل الله أن يجزل له المثوبة وأن يهديني وإياه إلى صراطه المستقيم.(/)
" .......... فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ ...... "
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 09:50 م]ـ
أليست الصخور ـ أيها الكرام ـ صغيرة كانت أم كبيرة جزءا من مكونات الأرض؟ (َأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ) لقمان: 10) بعض هذه الصخور قد يكون ظاهرا على سطح الأرض وبعضها غائرا في داخلها إلى أعماق قريبة أو بعيدة.
سؤالي هنا، في قوله تعالى: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان:16) لم خُصّت الصخرة وبلفظ (المفرد) بالذكر مع أنها كما يبدو تدخل ضمنا في معنى (الأرض) لا شكّ أن ثمت سرّا بلاغيا قرآنيا وراء هذا التعيين قد يكون جليا لكم أيها الفضلاء خفيا غامضا على عيي مثلي!
أرجو أن تسلطوا الضوء البلاغي الساطع على هذه الآية الكريمة لنقف على ما اشتملت عليه من لفتات مشرقة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:31 م]ـ
قوله تعالى
(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان:16
فيه إضمار--أي أن الله عزوجل قادر على الإتيان بحبة الخردل وان كانت في داخل صخرة أو في أي موضع آخر من السماء والأرض
والإتيان بحبة الخردل كناية عن تمكنه وعلمه عز وجل
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 10:14 م]ـ
شكرا أستاذنا الكريم
ولا نشك في قدرة الله عزّ وجل على ذلك.
لكن السؤال: هل يفهم من هذه الآية أن ثمت صخورا في السماء أيضا كما في الأرض صخور؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 10:40 م]ـ
بديع
أخي
ليست الصخرة في السماء---إنما الحبة---أعني
# أما الحبة في صخرة وطبعا على الأرض
# أو في موضع في السماء كجوف طائر
# أو في موضع آخر في الأرض غير الصخرة
ـ[ابو فادي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 12:16 ص]ـ
:::
السلام عليكم
أخي العزيز جمال الشرباتي من أين أتيت بهذا التأويل ردا على سؤال الأخ بديع الزمان فإن كان لعالم من علماء الأمة أو لمفسر من مفسريها فاذكر اسمه وإن كان هذا الجواب من اجتهادك فاحذر كل الحذر فلا يجوز لنا تأويل كتاب الله فقد قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه: لا اظلتني السماء ولا أقلتني الغبراء إن قلت القرآن برأيي وهو أبو بكر على علمه وصحبته لرسول الله
مع كامل الإحترام
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 05:25 ص]ـ
إلى أخي أبي فادي
فلتعلم جيدا أني لا أكتب شيئا من عندي----جميع ما أكتبه قال به أفذاذنا وعمالقتنا الأوائل
نحن خدم لهم ولعلمهم---وهم رجال ونحن أعشار الرجال---وطريقتي في الكتابة هي
# تستوقفني آية في كتاب الله
# أستعرض تفسيرها في أمهات كتب التفسير
# أرجّح تفسيرا
# أضع ما ورد حولها على شكل أسئلة
# أنتظر يوما أو يومين ثم أصيغ ما فكرت به من تفسير---وأضع غالبا قول المفسر الذي اعتمدت عليه
والشبكة وفرت على أي باحث سنوات من الجهد المضني--إذ بتكة أو تكتين أضع أمامي أقوال كافة المفسرين
وإليك هذا الرابط فقد يفيدك
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 01:02 م]ـ
الاخ الكريم أبو فادي.
أفهم من تحذيرك للاخ جمال من القول برأيه وما أتيت به من الدليل, أن علماء الامة ومفسريها أعلم من أبي بكر أو أجرأ ... فإن سكت عنها الصديق فلم تصدى لها من هو دونه في العلم الدين؟؟
وأتمنى لو دخلت في كتب التفسير لتجد أن ليس هناك شيء غير القول والتقول والظن والتجريب, وشيء قليل من المأثور ...
{كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته} ..... ثم بعد أن يتدبروا حرام عليهم الفهم والقول, فليكتموا ما عقلوا حتى لا يدخلوا النار التي أعدت للكافرين!.
ولقد كنت أقرأ من سورة الاعراف, فلا أطمئن أبدا إلى تفسير (أفذاذنا وعمالقتنا) من أنهم وأنهم حتى أنهم -أصحاب الاعراف- أبناء الزنى .. وطبعا لم أجد أي تفسير لأبي بكر الصديق, فتصدى لها من نعرف ومن لا نعرف ... ثم بعد أن اطلعت على موقع لباحث جديد -ثلاثيني هو كما عرفت- أصبحت أدين لله بما قال هذا -البويحث- احتراما لعمالقتنا. من أنهم الرسل وليس حتى النبيين!!
ألا ترى العمالقة الافذاذ كيف اختلفوا فيها من النبيين إلى أبناء الزنى؟؟ إإلى هذا الحد تقصر المسافات؟؟
وللعلم فقد استخرجت من خلال بحثي عن الاعراف من موقع اهل التفسير, شهادة بالإيجاب لواحد من المشرفين على قوة هذا البحث لأبو عرفة في الاعراف.
أصبحت أدين لله بما أرشدنا إليه هذا (الفذ) صلاح الدين أن القرآن لي كما هو لأبي بكر وللصحابة جميعا .. رب ورسول وكتاب وعبد .. ولا فضل لأحد على أحد.
وجدت هذا في (إناراته) في موقعيه ..
ولا أعرف للساعة كيف أنزل المواقع ..
فلا تتصاغروا فتهونوا {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو فادي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 06:04 م]ـ
:::
الاخ الكريم محمد بن عبد الله
لا يوجد في عصرنا هذا من يقال له عالم او يشار له بالبنان فكلهم عيال على علمائنا الاجلاء الاوائل اهل العلم واللغة والفصاحة
فمن ذكرت اخي الكريم ما هم الا باحثين على موائد علمائنا من احترامي الشديد لهم
فأين الثرى من الثريااخي هداك الله
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 10:55 ص]ـ
أخي الحبيب محمد بن عبد الله (جعلك الله على نهج من تسميت باسمه)
شكر الله لك ردك الكريم، و فطنتك، وتمسكك بالحق.
أخي الكريم جمال الشرباتي ..
أحزنني ردك، وكأنك تبرأت من الشرك، وتبت من كفر ..
و يحزنني أن أنزلت نفسك منزلاً، أظنك أهلاً لغيره .. !
فمن قسّم الرجال إلى اصحاح وأعشار و أرباع؟
أما الأخ الغيور فادي ..
فغيرتك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم أولى ..
و لقد ضيقت واسعاً .. فخصصت بالفهم قوماً ..
وخصصت بالقرآن أناساً دون غيرهم!
و نحن إخوان النبي إن كانوا هم أصحابه أو تابعيه ..
و في عصرنا علماء أفذاذ وان كثر المُقتاتون على موائد غيرهم ..
وكلٌ ينزل نفسه منزله الذي يرتضيه لنفسه
واليد العليا خير من السُفلى ..
ومن غيرتنا لدين الله أن لا نقبل بيننا (أحبار ورهبان)!!
هذه مُشاركتي الأولى في الموقع، و لن أختمها قبل الثناء الجميل على أهله و المشرفين عليه،
فجزاكم الله خيراً ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 09:15 م]ـ
أخ خالد
قولك
] جمال الشرباتي
أحزنني ردك، وكأنك تبرأت من الشرك، وتبت من كفر ..
و يحزنني أن أنزلت نفسك منزلاً، أظنك أهلاً لغيره .. !
فمن قسّم الرجال إلى اصحاح وأعشار و أرباع؟]
---------------------------------------
لم أتبرأ من شيء--هي حقيقة أنني " أعتاش" من موائد الأوائل--وأي محاولة للتبرؤ منهم أو للإصطفاف في صفهم ---أو لأنقاصهم حقهم الذي هو لهم يستجلب غضب الأمة عليكم--فاعطوهم حقهم الذي هو لهم فوالله ما تركوا حرفا في كتاب الله إلا ودرسوه
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 12:33 م]ـ
الاخ ابو فادي حفظه الله ..
من أَُصَدق؟ أنت أم رسول الله؟
هو يقول: "رب مبلغ أوعى من سامع" و"رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" .. هكذا, بلا حصر لزمن أو لأمة أو لأرض ..
وأنت تقول: أن لا, مش ممكن ..
ألن تعود على منهاج النبوة؟ وهل من سيعيدها الاعشار والاربعاع والاسداس المكسرون, أم الصحاح الكوامل ...
ألم تقرأوا {ثلة من الاولين وثلة من الآخرين}؟
ألم تقرأوا "مثل أمتي مثل المطر, لا يدرى أوله خير أم آخره"!. (مقتبس من رسالة أهل القرآن).
من أصدق يا حبيبنا أبو فادي .. أنت أم ((محمد))؟؟.
وأشكر للاخ خالد هذه الرصانة والرزانة ..
وهلا راسلتنا على الخاصة لمزيد من التعرفة؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 08:20 م]ـ
تحول نقاش أمور البلاغة إلى أمور أخرى
ـ[ابو فادي]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 09:09 م]ـ
:::
السلام عليكم
اخي الكريم رسول الله:= والله عز وجل اصدق مني ومنك
فمن ادعى اني اصدق وما اظن احدا ادعى علي هذا غيرك سامحك الله
اعطني يا اخ محمد رجلا كالشافعي فقط في هذه الايام صدقا وعلما لقد كانو موسوعات اخي الكريم(/)
لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 06 - 2005, 04:33 م]ـ
:::
قوله تعالى
((وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) 203 الأعراف
في هذه تعريض بالرسول:= قاله الكافرون----كيف ذلك؟؟
الكافرون كما ذكر التنزيل"لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا " فما معنى قولهم هذا؟؟
إنهم يتهمونه باختلاق الآيات---أي مالك يا محمد لم تأخرت في تلاوة ما تأتي به--اختلق لك آية تتلوها علينا--لذلك أرشده الله أن يقول لهم "إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي "
والإجتباء هو الإصطفاء إلا أنها هنا بمعنى الإختلاق فكأن لازم الإختلاق هو الإجتباء فقيل في التنزيل "اجْتَبَيْتَهَا" لأن من يختلق شيئا يجتبيه
ولننظر لقول أحد عظامنا فيها
قال أبو حيان (({وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها}. روى أنّ الوحي كان يتأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً فكان الكفار يقولون: هلا اجتبيتها ومعنى اللفظة في كلام العرب تخيرتها واصطفيتها، وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وغيرهم: المراد هلا اخترعتها واختلقتها من قبلك ومن عند نفسك والمعنى أنّ كلامك كله كذلك على ما كانت قريش تدعيه كما قالوا
{هذا إلا إفك مفترى}
، قال الفرّاء تقول العرب اجتبيت الكلام واختلقته وارتجلته إذا افتعلته من قبل نفسك،))
ـ[الطائي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 05:01 ص]ـ
وما زلنا نتفيأ ظلالك يا ابن الأرض المباركة، ونلتقط الدرّ الذي تنثره هنا
وهناك؛ فامضِ في هذه الطريق المباركة تحفّك الملائكة بأجنحتها ...(/)
هل يمكن ان يؤدي الاعجاز العلمي الى تخلف المسلمين؟
ـ[الثعالبي]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 06:08 م]ـ
مقالة بعنوان: هل المنطق والاعجاز العلمي من اسباب تخلف المسلمين؟
http://www.arabgate.com/more_sections/article.php?sdd=1398
ما جاء في المقالة:
الإعجاز العلمي ... تقدمٌ أم تخلف؟
الإعجاز العلمي هو بيان أن ما توصلت إليه الحضارة الغربية من أفكار علمية موجود لدينا في نصوص القرآن والسنة، على قاعدة "سبقناكم"، وهذا يدل على إعجاز القرآن والسنة وانهما من الله. فهل في هذا ما يؤدي إلى أي تقدم علمي يمكن أن تحصله الأمة الإسلامية؟ أم يا ترى أنه يمكن أن يؤدي إلى تخلفها كما حصل مع منطق اليونان ولو بشكل غير مباشر؟ ذلك أن العمل في الإعجاز العلمي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من النوم والاسترخاء بانتظار ما يجود به علينا الوسط العلمي الغربي، وما علينا الا مجرد الانتظار والفهم والمطابقة مع النصوص.
ثمة فرق بين المتبنين للإعجاز العلمي ومن تبنى المنطق الأرسطي، في أنهم في الإعجاز العلمي يقولون بأنهم يستندون إلى الحقائق العلمية التي ينتجها الغرب. كما أنهم لم يجعلوا ذلك في صلب العقيدة وانما اعتبروه وسيلة للدعوة، لا سيما لمن يفهم لغة الإعجاز العلمي كي يدخلوا في الدين.
لقد فتح الإعجاز العلمي الباب على مصراعية لتحقيق مقولة السبق، حتى ولج فيه الكثيرون وتعرضوا لأمور نخشى أن تتحول إلى أن تكون نقمة على الدين بدلاً من أن تكون منقبة كما أريد لها. لقد اصبح المشتغلون في هذا المجال يتصيدون أية فكرة ثم يبحثون عن نص فيه شبهة منها، ثم يخرجون بفكرة السبق في هذا المجال، حتى لم تسلم منه أمور الفها الناس وعرفوها في عصر النبوة ويعلمها أهل الطب والخبراء في ذلك المجال.
إذا كان على المشتغلين بالإعجاز العلمي أن يثبتوا مصداقية ما يقولون، فعليهم أن يقلبوا المنهج الذين يشتغلون به. اننا نطالبهم أن يكتشفوا حقائق جديدة بناء على تأملاتهم في القرآن الكريم أو السنة بدلاً من الانتظار على أبواب العلم الغربي ثم مقارنته بالنصوص والإدعاء أننا سبقناهم إليه منذ قرون. فهل يا ترى سيفلحون في ذلك، وإذا أفلحوا فهل ستمر أبحاثهم دون موافقة المؤسسات العلمية الغربية على ذلك؟ قد يكون من المفيد أن نفكر في العمل على الإعجاز الفكري الذي هو اقرب لحضارة الأمة وتراثها، بدلاً من انتظار أفكار ينتجها غيرنا ثم ندعي أنها عندنا وأننا سبقناهم إليها.
ـ[باوزير]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 06:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي وبارك فيك.
موضوع جميل وطرح رائع، لقد أعجبني وأحببت أن أشكر لك هذا النقل.
أعجبني بطرحه الجديد وبعد الفكرة التي قد لا ينتبه لها الكثير.
وحياك الله بين إخوتك في هذا المنتدى.
ـ[الثعالبي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 07:19 ص]ـ
شكرا لك اخي با وزير على مرورك وملاحظاتك القيمة ...
انا ايضا اعجبني المقال ولهذا احببت ان اطرحه هنا للنقاش.
ففكرة ان على اهل الاعجاز اني ياتوا بالجديد قبل الغربيين فكرة اعجبتني جدا جدا ...
لانه بغير هذا نظل عالة على الغربيين!!!!
ـ[الطائي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 10:26 ص]ـ
أشكر الأخ الكريم تفضله بنقل هذا المقال، وأودّ أن أعلق على المقال بما جال في خاطري فور انتهائي من قراءته، وإن جانبتُ الصواب فأرجو أن أُرَدَّ إليه:
التقدم العلمي ميدانه المختبرات ومراكز الأبحاث وليس القرآن، فالقرآن كتاب دين وليس كتاب علم، والباحثون في الإعجاز القرآني علماء دين ولغة قبل أن يكونوا أطباء أو علماء فلك أو غير ذلك.
الخلط بين اكتشاف مواطن الإعجاز والبحث العلمي لا مسوّغ له هنا، فهذا مجال وذاك مجالٌ آخر. ينحصر دور الباحثين عن الإعجاز العلمي في القرآن في الدعوة إلى الله وإثبات أن القرآن كلام الله فيدخل الناس في دين الله الحقّ أفواجاً، وهنا تكون مهمتهم قد أدّيَت على الوجه الأكمل، ولهم عند الله خير الجزاء.
أما أن نقلل من شأن البحث في مواطن الإعجاز القرآني لمجرّد أن هذا البحث لا يؤدي إلى اكتشاف حقائق علمية فهذا أمر عجيب. وهو أمرٌ يوافق أهواء الذين أقضّ مضاجعَهم إقبالُ الناس على الدين الحقّ زرافاتٍ ووحداناً بعد أن سطع نور القرآن في الآفاق وثبت إعجازه دون شكٍّ أو ريب.
وغني عن القول أن القرآن العظيم هو الداعي الأول للبحث العلمي والمحرِّض على الاكتشاف والتفكّر في خلق الله واكتشاف أسرار الخلق، ولا يفتأ يستنهض الهمم للأخذ بأسباب التقدم العلمي والسير في طريق العلم. والوحي الثاني (السنة النبوية) تزدحم نصوصه المباركة بالحث على العلم والدعوة إليه والترغيب فيه.
وإذا كانت الأمة تغطّ في سبات علميّ عميق، فليس في هذا عذرٌ لنا لأن نهمل الدعوة إلى الله مستفيدين من هذا الكمّ الهائل من الحقائق العلمية التي يزخر بها الوحيان القرآن والسنة، وأن نتذرع بأنه من التخلف أن يكتشف الآخرون الحقائق العلمية ونحن لا نفعل شيئاً غير اكتشاف مواطن الإشارة إليها في ديننا، هذا - كما أسلفت - من أعجب المغالطات!!
أرجو من الإخوة ردّي إلى الصواب إن كنت قد جانبته.
وللجميع أعذب التحايا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 06:18 م]ـ
لقد أحسنت أيها الطائي وليس من العجب أن يحسن الطائي
ـ[الثعالبي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 07:14 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الطائي ...
لي ملاحظات على كلامك:
اولا: المشتغلون بالاعجاز العلمي قليل منهم علماء بالشريعة .... فكل واحد في تخصصه.
ثانيا: اذا كان القرآن كتاب هداية فلم كل هذا العمل الكبير من قبل المشتغلين بالاعجاز العلمي حتى غدا القرآن وكأنه كتاب علم على عكس ما تقول!!!
لهذا بدا لي ان ما جاء في المقال لا يزال متوجها بقوة!
ـ[باوزير]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 08:11 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الطائي.
وأنا لا أزال مع الأستاذ الثعالبي ومع ملاحظتيه الأخيرتين.
كلامك صحيح أخي الطائي، لكن ألا ترى أن مسألة الإعجاز العلمي أخذت أكثر من حجمها؟
ألا ترى أن المشتغلين فيه جعلوا القرآن كتاب علوم بدلا من مما ذكرتَ؟
أنا لا أحارب الإعجاز ولا الاشتغال به، بل إن فيه خيرا كثيرا ولقد ذكرتَ بارك الله فيك بعض ما له من الحسنات، لكن في نظري لا ينبغي الإكثار منه وجعل القرآن كالمختبر العلمي، وقد وقعوا في خطإ إخضاع القرآن لكل التجارب الغربية سواء ثبت أنها صارت حقيقة أم لا تزال نظرية، وقد تنبهوا لهذا الخطأ وتلافوه ولله الحمد بعد أن كانت هناك الكثير من القلاقل حول هذا الموضوع، لكن لا يزال الموضوع بحاجة إلى إعادة نظر.
والله أعلم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 10:40 م]ـ
الإعجاز العلمي هو بيان أن ما توصلت إليه الحضارة الغربية من أفكار علمية موجود لدينا في نصوص القرآن والسنة، على قاعدة "سبقناكم"، وهذا يدل على إعجاز القرآن والسنة وانهما من الله. فهل في هذا ما يؤدي إلى أي تقدم علمي يمكن أن تحصله الأمة الإسلامية؟
هل في هذا أي تقدم علمي؟
سؤال جيد ولكن .. أليس هذا هو الواقع؟ أقصد أن الغرب هو الذي يكتشف ثم نأخذ منه ونستفيد مما بحث واكتشف ثم نقول: نحن نتقدم تقدما علميا
فما الفارق؟
قد نجد هدف هذه العبارة في الفقرات التالية
ملحووظة: العلوم والمعارف ملك للإنسانية كافة، قد يحتكرها قوم سنوات لكنها في النهاية للجميع
ذلك أن العمل في الإعجاز العلمي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من النوم والاسترخاء بانتظار ما يجود به علينا الوسط العلمي الغربي، وما علينا الا مجرد الانتظار والفهم والمطابقة مع النصوص.
هذا هو الهدف إذن مما تقدم من عبارات .. النتيجة التي نخرج بها .. وهوحق بالتأكيد
فقد اعتدنا انتظار الآخرين
واتجهنا إلى النوم كما يقول ونتركهم يبحثون ويجهدون ثم نلهث خلفهم
وهذا حديث عام ولا أخص به الإعجاز لكنه واقع الحال المؤلم في كل الأحوال تقريبا
لقد فتح الإعجاز العلمي الباب على مصراعية لتحقيق مقولة السبق، حتى ولج فيه الكثيرون وتعرضوا لأمور نخشى أن تتحول إلى أن تكون نقمة على الدين بدلاً من أن تكون منقبة كما أريد لها. لقد اصبح المشتغلون في هذا المجال يتصيدون أية فكرة ثم يبحثون عن نص فيه شبهة منها، ثم يخرجون بفكرة السبق في هذا المجال، حتى لم تسلم منه أمور الفها الناس وعرفوها في عصر النبوة ويعلمها أهل الطب والخبراء في ذلك المجال.
وهذه أسباب أخرى قد تعد من سلبيات الركون إلى الآخر
إذا كان على المشتغلين بالإعجاز العلمي أن يثبتوا مصداقية ما يقولون، فعليهم أن يقلبوا المنهج الذين يشتغلون به. اننا نطالبهم أن يكتشفوا حقائق جديدة بناء على تأملاتهم في القرآن الكريم أو السنة بدلاً من الانتظار على أبواب العلم الغربي ثم مقارنته بالنصوص والإدعاء أننا سبقناهم إليه منذ قرون. فهل يا ترى سيفلحون في ذلك، وإذا أفلحوا فهل ستمر أبحاثهم دون موافقة المؤسسات العلمية الغربية على ذلك؟ قد يكون من المفيد أن نفكر في العمل على الإعجاز الفكري الذي هو اقرب لحضارة الأمة وتراثها، بدلاً من انتظار أفكار ينتجها غيرنا ثم ندعي أنها عندنا وأننا سبقناهم إليها.
وهذا مطلب صحيح
فعلى المشتغلين بهذا أن يكون لهم قدم سبق ينسب لأمتهم
وقد سمعت عن الدكتور زغلول أنه قد توصل إلى بعض الاكتشافات انطلق فيها من تأمله في الآيات ابتداء
ولكن .. لا ضير من سبق الأجانب في هذه المجالات، ولا من أخذ تلك العلوم من الغرب وبيان ما يوضحها من آيات الكتاب، ولعل في هذا أمرا حميدا وهو أن كل هذه الاكتشافات من الحقائق العلمية التي لم تكن لتصدق في عصور ماضية لو كانت قد ظهرت على أيدي المسلمين لما تقبلها غير المسلمين لأنهم قد يظنون كذب أصحابها ليوافقوا كتابهم، أما وهي من اختراعهم أو من اكتشافهم وبحثهم فهي أولى بالتصديق عندهم وأقوى في إثبات ربانية القرآن عند غير المسليمن
ولكل عصر لغة .. وما عاد أحد من أبناء العربية يدرك إعجازه البياني إلا من رحم فماذا عن غير العرب؟ ألا يحتاجون إلى عنصر دعوي؟ أليسوا من أهل العلم المادي الذي أخذ بلبهم حتى لم يعودوا يثقون في غير المادة؟ فإن رأوا واكتشفوا بأنفسهم ثم وجدوا مصداق ذلك قبل اكتشافهم بقرون فإن ذلك أول اهتزاز لقيم المادية وإثبات للغيب بالشهادة
ومع ما قلت إلا أن مطلب الكاتب صحيح، فلا بد من هذا وذاك .. لأننا أمة علم وفكر وحضارة وعلينا أن نكون من أهل السبق .. لا ضير أن يشاركوا ويسبقوا في بعض الحقائق ولكن لا بد أن تكون لدينا مشاركات في هذا الميدان .. وألا نكون دوما عالة على غيرنا ننتظر إنتاجهم لنستهلكه ونروجه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 10:50 م]ـ
أما أن نقلل من شأن البحث في مواطن الإعجاز القرآني لمجرّد أن هذا البحث لا يؤدي إلى اكتشاف حقائق علمية فهذا أمر عجيب. وهو أمرٌ يوافق أهواء الذين أقضّ مضاجعَهم إقبالُ الناس على الدين الحقّ زرافاتٍ ووحداناً بعد أن سطع نور القرآن في الآفاق وثبت إعجازه دون شكٍّ أو ريب.
أخي الكريم .. تعقيبك الموفق هذا يذكرني فعلا بأقوال النصارى والملحدين حيث يعيبون على القائلين بالإعجاز بأنهم لم يكتشفوا شيئا بأنفسهم من كتابهم ما دام كتابهم فيه هذه الإشارات واللمحات التي تتحدث عن حقائق الكون
ولعل بعض الناس قد تناقل هذه المقولة بنية حسنة للحث على الاكتشاف عند المسلمين
ويبقى الحاقدون مشككين في الحق دوما يحاولون إضعافه
ولكن كيدهم عائد في نحورهم بإذن الله
وما يقولونه استهزاء من أجل التحقير والانتقاص ينقلب عليهم دوما
وكفى بهذا ردا عليهم وانتشارا لإعجاز الكتاب الرباني
وإذا كانت الأمة تغطّ في سبات علميّ عميق، فليس في هذا عذرٌ لنا لأن نهمل الدعوة إلى الله مستفيدين من هذا الكمّ الهائل من الحقائق العلمية التي يزخر بها الوحيان القرآن والسنة، وأن نتذرع بأنه من التخلف أن يكتشف الآخرون الحقائق العلمية ونحن لا نفعل شيئاً غير اكتشاف مواطن الإشارة إليها في ديننا، هذا - كما أسلفت - من أعجب المغالطات!!
أرجو من الإخوة ردّي إلى الصواب إن كنت قد جانبته.
وللجميع أعذب التحايا ...
أحسنت
جزاك الله خيرا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 11:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الطائي.
وأنا لا أزال مع الأستاذ الثعالبي ومع ملاحظتيه الأخيرتين.
كلامك صحيح أخي الطائي، لكن ألا ترى أن مسألة الإعجاز العلمي أخذت أكثر من حجمها؟
ألا ترى أن المشتغلين فيه جعلوا القرآن كتاب علوم بدلا من مما ذكرتَ؟
أنا لا أحارب الإعجاز ولا الاشتغال به، بل إن فيه خيرا كثيرا ولقد ذكرتَ بارك الله فيك بعض ما له من الحسنات، لكن في نظري لا ينبغي الإكثار منه وجعل القرآن كالمختبر العلمي، وقد وقعوا في خطإ إخضاع القرآن لكل التجارب الغربية سواء ثبت أنها صارت حقيقة أم لا تزال نظرية، وقد تنبهوا لهذا الخطأ وتلافوه ولله الحمد بعد أن كانت هناك الكثير من القلاقل حول هذا الموضوع، لكن لا يزال الموضوع بحاجة إلى إعادة نظر.
والله أعلم
لي ملاحظات على كلامك:
اولا: المشتغلون بالاعجاز العلمي قليل منهم علماء بالشريعة .... فكل واحد في تخصصه.
ثانيا: اذا كان القرآن كتاب هداية فلم كل هذا العمل الكبير من قبل المشتغلين بالاعجاز العلمي حتى غدا القرآن وكأنه كتاب علم على عكس ما تقول!!!
إخواني الأفاضل لا أرى أن القرآن تحول إلى كتاب علوم على أيدي القائلين بالإعجاز وإن قالوا إن فيه آيات كثيرة تحمل إشارات علمية فإن هذا لا عين أنه صار كتاب علوم
إنه كتاب هداية .. وهو في هدايته شامل كامل
ولا تعارض بين أن يجوي تلك الحقائق العلمية محلاة بذلك الرداء الواسع الذي يقدم لك معاني قريبة ومعاني دقيقة علمية قد لا تدركها للوهلة الأولى
ولا ضرر من أن يكون منهم علماء شريعة ولغة وعلوم طبيعية مختلفة
فعالم الشريعة وحده قد لا يعرف تلك الحقائق
وليس له أن يفتي فيها أو يقررها
لكن المشتغلين فيها أولى فهم قد عرفوها وعاينوها وبحثوها وأهل مكة أدرى بشعابها
ويبقى على كل من يخوض هذا المجال أن يكون نصيبه من الشريعة واللغة واسعا وأن يكونا مرجعه في اللفظ والمعنى والتفسير
وهذا يتحقق في عدد كبير ممن نراهم ونقرأ لهم
وكل مخلص في مجال الإعجاز لا بد أن يعتمد ضوابط مهمة منها اعتماد الحقائق العلمية لا النظريات وعدم التكلف في حمل الحقائق على الآيات إن لم تحتملها، وجمع الآيات التي تتحدث عن الموضوع الواحد للإحاطة بمواطنها ومعانيها أينما وردت قبل إنزال أي حقيقة علمية على معانيها
والله العالم
ـ[احمد علي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 05:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
في البداية اود ان اشكر الاخ الثعالبي على هذا الموضوع الجميل
وبعد اقول اذا تسمحوا لي:-
ان القران كتاب الله وكلامه وهو كتاب هداية وكتاب رحمة وكتاب علم وكتاب كل شئ تذكروا كل شئ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو مصلح لكل زمان ومكان وليس يصلح لكل زمان ومكان فباي زمن كنا وباي مكان كنا فالقران هو القران وفي زمن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) كان القران معجزة اللغة فقط تقريبا كما كانت معجزات الانبياء فكل نبي او رسول تكون معجزاته التي اعطاه الله تناسب ذلك الوقت ولأن القران يناسب كل مكان وزمان والله يعلم بان الزمن سيتطور لأنه هوالذي خلقه فلذلك جاء القران ومعه كل العلوم في كل زمان سيعرف الناس ان هذا القران هو معجزة في زمن الرسول (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) كان معجزة على ماهو في ذلك العصر والزمان وفي زمننا هو معجزة وفي المستقبل هو معجزة على ما سوف يكتشفونه وفي كل مكان في الفلك مثلا هذه النجوم هي مواقع وليس النجوم بذاتها وفي الارض وداخل الارض وفي اقطاب الارض الى اخره من العلوم كلها.
اما بالنسبة الينا فمن المفروض اننا اعلم من في الارض بالقران وادرى بعلومه ولكن ما يحصل الان اننا لا نرعى الاعجاز القراني بشكل مناسب وما زلنا نخوض في الحلال والحرام فنقول ان هذا حلال وهذا حرام وكثير من العلماء من اكابر العلماء اختصاص الحلال والحرام ومن المفترض ان نتربى من نعومة اظافرنا ان هذا حلال وهذا حرام ونطبقه ونعمل بامور اخرى كالاعجاز واذا حدث في حياتنا شئ جديد نسئل هل هو حرام ام حلال ففي هذا الزمان قد يكون رجل تعدى الستين من عمره او الخمسين ويسئل عن امور حرام او حلال ومن المفروض انه يعرفها من عمره سبع سنوات.
الغرب لا يعرفون الحرام والحلال وكل شئ مباح فهم يتجهون بافكارهم الى الاكتشافات والاختراعات ونحن منذ لا ادري كم السنين ندرس الحلال والحرام وحتى بعضنا (ومن ضمنهم المتكلم) قد لا يطبق الحلال والحرام.
والحمد لله ان في زمن ما ظهر علماء عرب واكتشفوا امور كثيرة في البصريات والطب وغيرها من العلوم وانكم تعرفون ان هؤلاء العلماء كانوا في باطن الاسلام فكانوا مسلمين بحق وعلموا الحلال والحرام منذ كانوا صغار فلم ينهوا حياتهم بالبحث عن الحلال والحرام مثلنا. والحمد لله على كل حال وكل شئ
والسلام عليكم
ـ[الثعالبي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 06:40 ص]ـ
شكرا لك اخي باوزير على نظراتك الثاقبة.
فنحن نحتاج الى تخليص القرآن الكريم من هذه النظرة التجريبية المسلطة عليه ... صدقت بارك الله فيك واحسنت.
الاستاذة الكريمة الفاضلة انوار الامل ... ما شاء الله تبارك الله ... انت حقا عظيمة في تحليلك وتقييمك للمواضيع ... هذا ما لمسته بنفسي في هذا الموضوع وفي مواضيع اخرى مثل المجاز. وانت هنا حاولت التوفيق بين النظرات المختلفة فبارك الله فيكي على عمق التحليل وثاقب النظر. وهذا يؤكد ان المراة فيها خير كثير وعندها عقل وافر.
اسمحي لي ان ابدي اعجابي .. انه اعجاب التلميذ باستاذته ان صح التعبير.
الاخ الاستاذ احمد علي
بارك الله فيك فقد ركزت على نقطة هامة وهي ان نهتم بالابحاث العلمية ... فالحلال والحرام معلوم ويمكن ان يجيب عنه اي مفتي او شيخ دين. لكن البحث العلمي فقير جدا عندنا.(/)
العزيز الرحيم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 08:23 م]ـ
:::
بعد تتبع آيات سورة الشعراء والتي ورد فيها إسم الله " العزيز"وجدت أنه قد تبعها دوما إسم الله "الرحيم"
قال تعالى ((
وان ربك لهو العزيز الرحيم (9)
--------------------------------------------------------------------------------
وان ربك لهو العزيز الرحيم (68)
--------------------------------------------------------------------------------
وان ربك لهو العزيز الرحيم (104)
--------------------------------------------------------------------------------
وان ربك لهو العزيز الرحيم (122)
--------------------------------------------------------------------------------
وان ربك لهو العزيز الرحيم (140)
--------------------------------------------------------------------------------
وان ربك لهو العزيز الرحيم (159)
--------------------------------------------------------------------------------
وان ربك لهو العزيز الرحيم (175)
--------------------------------------------------------------------------------
وان ربك لهو العزيز الرحيم (191)
--------------------------------------------------------------------------------
وتوكل على العزيز الرحيم (217)
[ line]
لماذا كان هذا النسق الذي لم يلاحظ في غيرها بحيث كان السياق يلتزم بذكر إسم الله الرحيم بعد ذكر العزيز في كافة المواضع التي ذكر فيها إسم الله العزيز؟؟
تساؤل يحتاج إلى جواب---فمن له من فرسان الفصيح؟؟
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 08:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أجيبك أخي بشيء كنت قد سمعته من بعض أهل العلم، وهو عن التناسب بين اسمي الله تعالى: (العزيز والرحيم) والحكمة من كثرة اقترانهما في القرآن، وليس في سورة الشعراء خاصة. ذلك أن الرحمة إنما تحمد إن كانت بعزة، أما رحمة الضعيف وعفوه وسماحته فلا تمدح. وكذا العزة إنما تمدح إن كانت في رحمة، أما العزة في قسوة و ظلم فلا تمدح. فربنا تبارك وتعالى اكتمل فيه ذلك، فعز في رحمة فأمن الناس منه الظلم والجفوة التي كثيراً ما تعتري العزيز، وهو كذلك رحيم في عزة، فيرجوه عباده من غير تساهل في حقه ولا اعتقاد ضعف فيه. هذا على عجل والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 08:44 م]ـ
الأخ فيصل
العزيز وردت في كتاب الله أربع وستين مرة
منها ثلاث عشرة مرة مقترنة بالرحيم---تسع مرات منها في الشعراء فقط
إستفساري هو عن سر هذا النسق الذي اقتضى تلازم العزير مع الرحيم في الشعراء فقط---
وبارك الله بك على الإشراقة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 04:57 ص]ـ
:::
إليكم الآيات التي سبقت النسق الأول ل" ا لعزيز الرحيم "في سورة الشعراء
(لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين#إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين#وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين#فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون#أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم#إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين#وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
فيها الكلام كلام العزيز والرحيم بآن واحد فاقتضى وصف الله لنفسه بالعزيز الرحيم في نهايتها
فقوله (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) أي لا تقتل نفسك حسرة على عدم آيمانهم---ببساطة--لا تهتم بهم آمنوا أم لم يؤمنوا--وهذا كلام العزيز
قال إبن كثير فيها ("لعلك باخع" أي مهلك "نفسك" أي مما تحرص وتحزن عليهم "أن لا يكونوا مؤمنين" وهذه تسلية من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في عدم إيمان من لم يؤمن به من الكفار كما قال تعالى "فلا تذهب نفسك عليهم حسرات" كقوله "فلعلك باخع نفسك على آثارهم")
وقوله (وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين#فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون) فيها توعد وتهديد للكفار على تكذيبهم والتوعد لا يكون إلا من ينفذ توعده وهذه هي العزة فناسب أن يتبعها بصفة العزيز
قال الرازي (({فَقَدْ كَذَّبُواْ} أي بلغوا النهاية في رد آيات الله تعالى {فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَـ?ؤُا مَا كَانُواْ به يستهزئون} وذلك إما عند نزول العذاب عليهم في الدنيا أو عند المعاينة أو في الآخرة، فهو كقوله تعالى:
{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ}
[ص:88] وقد جرت العادة فيمن يسيء أن يقال له سترى حالك من بعد على وجه الوعيد))
أمّا قوله
(أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم#إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) فقد انتقل بهم من جو تهديد وتوعد العزيز إلى جو رحمة الرحيم ففي ذكره للإنبات لأزواج النبات المرضي عندهم تجمّل وتفضّل عليهم من عزيز برحمة رحمهم بها
أمّا قوله في نهاية هذه المجموعة (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) فهو ما كان لأجله عقدنا هذا التتبع
أي لكون السياق تحدث في أمور عزة وأمور رحمة ناسب أن يختمه بتقرير صفتي الله العزيز الرحيم مقترنتين فهو كما قالوا عزيز برحمة ورحيم بعزة
أمّا لماذا ابتدأ بصفة العزة أولا فلأنه قد يظن ظان ضعفا في الرحمة -أي لكي لا يتوهم متوهم أنه رحيم لعجزه عن عقابهم مع كفرهم , فلكي يزال هذا الظن سبقت صفة العزيز صفة الرحيم
ولو تفضلتم بتتبع كافة المواقع في السورة والتي ختمت بالعزيز الرحيم للاحظتم نفس ما لاحظت من كون ما سبقها دلّ على عزة العزيز مشوبة برحمة الرحيم وبالعكس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 11:26 ص]ـ
أخي جمال
أخي فيصل
أولا: أريد أن أقول شيئا تصديقا لقول الأخ فيصل وهو أن العرب تقول: العفو عند المقدرة، وهي أفضل من العفو عن ذلة.
ثانيا: وكما هو معروف أن نهايات الاّيات (الفواصل) تنسجم معنويا مع مضمون الاّية بشكل عام، ولو لاحظنا مضمون الاّيات التي ورد فيها ذكر العزيز والرحيم لوجدناها تتحدث عن قدرة الله سبحانه وتعالى وعن رحمته لعباده المؤمنين ورزقهم، وكأن المعنى: أنا أرحمكم وأنا قادر، والكلام اختيار وتأليف بحسب قوة العلاقة المعنوية، ولهذا ففواصل الاّيات تتناسب مع مضمون الاّيات، ليس هنا فقط وإنما في جميع القراّن الكريم.
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 12:43 م]ـ
سلمت يمناك يا أخ عزام
لكن لم تقل ما رأيك في تقديم السياق للعزيز على الرحيم
هل ما قلته نقلا عن أفذاذنا تقبله؟؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 11:02 ص]ـ
السبب هو أن الحديث المناسب للعزة قد سبق الحديث المناسب للرحمة
فتقدم الكلام بحسب منزلة المعنى.
قال امرؤ القيس: كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 04:15 م]ـ
أيضا وجهة نظر أقدرها لك يا أخ عزام(/)
عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو فادي]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 10:06 م]ـ
:::
الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود أن اطرح تساؤلا تكلم فيه العلماء كثيرا وكثرت فيه الآرآء وهو حول مفهوم عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل العصمة عصمة في أصل ا لدين والعقيدة فقط أم هل هي عصمة كاملة في الدين والدنيا؟
وهل يجوز أن تكون عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم عصمة ناقصة؟ ;)
:=
ـ[باوزير]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 11:04 م]ـ
حيا الله يا أبا فادي ومرحبا بك استاذنا الكريم.
أذكر هنا على عجل كلام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تمعن فيه:
(كان الناس في عصمة الأنبياء على قولين أما أن يقولوا بالعصمة من فعلها وأما أن يقولوا بالعصمة من الإقرار عليها لا سيما فيما يتعلق بتبليغ الرسالة فإن الأمة متفقة على أن ذلك معصوم أن يقر فيه على خطأ فإن ذلك يناقض مقصد الرسالة ومدلول المعجزة)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 11:14 م]ـ
العصمة في التبليغ إن لم يصحبها عصمة عامة أفليس ذلك مدعاة للطعن من قبل الكفار؟
فمن يتلقى الدعوة منهم لن يقر بالعصمة في التبليغ لأنه لم يؤمن، ولكن العصمة في الحياة عامة هي التي تجعلهم يفكرون ويستيقنون صدقه ولو في أنسفهم
ومعرفتهم بأنه الصادق الأمين لم تنزل به من قلوبهم بعد البعثة فظلوا يحاربونه وهم يأتمنونه على أموالهم مسجلين على أنفسهم تناقضا ليس وراءه تناقض
وكفى بذلك إثباتا على أنسفهم ودعوة لكل عاقل منهم للإيمان
أفليست العصمة العامة تأييدا للدعوة وتثبيتا لموقفه ورسالته؟
سؤال .. وانتظار الجواب بين أخذ ورد وبيان آراء العلماء وأدلتهم في ذلك باختصارٍ لا يخل بهدف القسم الباحث في إعجاز القرآن
ـ[باوزير]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 11:45 م]ـ
أستاذتي أنوار الأمل
كلامك صحيح.
وقد ذكر شيخ الإسلام ورجح القول بعدم عصمة الأنبياء إلا فيما يختص بأمر الدعوة وتبليغ الرسالة.
والأدلة على ذلك كثيرة جدا تؤيد هذا القول.
ولله سبحانه وتعالى الحكمة البالغة في ذلك، وإن أحببتِ أن آتي ببعض الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك فعلت ولكن أخاف أن تكثر وتكثر الردود ونخرج عن هدف القسم، أذكر على سبيل المثال قوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) وقوله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم) وقوله تعالى (عبس وتولى أن جاءه الأعمى ... ) الآيات.
فيجوز وقوع الخطأ من النبي صلى الله عليه وسلم والسهو لكنه يوفق للتوبة فقد قال (إنه ليغان على قلبي) والوحي يؤيده ويسدده لكن في أمور الرسالة والتبليغ والدعوة معصوم بدلالة الكتاب والسنة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 10:45 ص]ـ
الأخ العمدة المحترم
أمر الله لنا باتباع الرسول:= في ما جاء به من عند ربه يدل على عصمته من كل ذنب
قال تعالى ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم)) آل عمران 31
لأنه إن قيل أنه أذنب والذنب معصية ولنفرض انه فعل حراما---ولاننا أمرنا باتباعه صار الحرام فرضا علينا وبذلك ثبت أنه لا يذنب
هذا باختصار شديد
ـ[أبو سارة]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 11:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الأكارم
عصمة النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي في الأمور الشرعية، أما في الأمور الدنيوية فيصيبه مايصيب البشر كما في حادثة السحر وغيرها0
قال تعالى في سورة البقرة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) 0
ومذهب أهل السنة متوسط بين المذاهب كتوسط الإسلام بين الأديان 0
أقول هذا لأن بعض الفرق التي تنتمي إلى الإسلام ترى العصمة في بعض الأشخاص، ويعتقدون أنهم يعلمون الغيب وأن لهم تصرف في أحوال الناس، وهذا من أفسد القول 0
من موقع الإسلام سؤال وجواب
اخترت لكم مايلي:
السؤال:
أود أن أسال عن العقيدة، هل من عقيدتنا الإيمان بصدور الذنب عن الأنبياء وأنهم غير معصومين؟.
الجواب:
الحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
الأنبياء هم صفوة البشر، وهم أكرم الخلق على الله تعالى، اصطفاهم الله تعالى لتبليغ الناس دعوة لا إله إلا الله، وجعلهم الله تعالى الواسطة بينه وبين خلقه في تبليغ الشرائع، وهم مأمورون بالتبليغ عن الله تعالى، قال الله تعالى: " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " الأنعام / 89.
والأنبياء وظيفتهم التبليغ عن الله تعالى مع كونهم بشرا، ولذلك فهم بالنسبة للأمر المتعلق بالعصمة على حالين:
1 - العصمة في تبيلغ الدين.
2 - العصمة من الأخطاء البشرية.
أولاً: أما بالنسبة للأمر الأول، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في التبليغ عن الله تبارك وتعالى، فلا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم، قال الله تعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " المائدة /67، وقال تعالى: " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة /47 - 44.
وقال تعالى: " وما هو على الغيب بضنين " التكوير /24، قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية " وما هو على ما أوحاه الله إليه بشحيح، يكتم بعضه، بل هو – صلى الله عليه وسلم – أمين أهل السماء، وأهل الأرض، الذي بلغ رسالات ربه، البلاغ المبين، فلم يشح بشيء منه، عن غني ولا فقير، ولا رئيس ولا مرؤوس، ولا ذكر ولا أنثى، ولا حضري ولا بدوي، ولذلك بعثه الله في أمة أمية جاهلة جهلاء، فلم يمت – صلى الله عليه وسلم – حتى كانوا علماء ربانيين، إليهم الغاية في العلوم ... " انتهى
فالنبي في تبليغه لدين ربه وشريعته لا يخطأ في شيء البتة لا كبير ولا قليل، بل هو معصوم دائماً من الله تعالى.
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – (فتاوى ابن باز ج6/ 371):
" قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل، قال تعالى: " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1 - 5)، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى.
وقد اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون في تحمل الرسالة، فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم، إلا شيئا قد نسخ، وقد تكفل الله جل وعلا لرسوله _ صلى الله عليه وسلم _ أن يقرئه فلا ينسى، إلا شيئاً أراد الله أن ينسيه إياه وتكفل له بأن يجمع له القرآن في صدره. قال تعالى. " سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله " الأعلى / 7، وقال تعالى: " إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " القيامة /17 - 18.
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى ج18/ 7):
" فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه " انتهى.
ثانيا: بالنسبة للأنبياء كأناس يصدر منهم الخطأ، فهو على حالات:
1 - عدم الخطأ بصدور الكبائر منهم:
أما كبائر الذنوب فلا تصدر من الأنبياء أبدا وهم معصومون من الكبائر، سواء قبل بعثتهم أم بعدها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (مجموع الفتاوى: ج4/ 319):
" إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف ... وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " انتهى.
2 - الأمور التي لا تتعلق بتبيلغ الرسالة والوحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما صغائر الذنوب فربما تقع منهم أو من بعضهم، ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها بل ينبههم الله تبارك وتعالى عليها فيبادرون بالتوبة منها.
والدليل على وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها: - قوله تعالى عن آدم: " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) طه / 121 - 122، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام -، وعدم إقراره عليها، مع توبته إلى الله منها.
- قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16. فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي، وقد غفر الله له ذنبه.
- قوله تعالى: " فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " ص / 23،24، وكانت معصية داود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم الثاني.
وهذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور ذكرت في القرآن، منها:
- قوله تعالى " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم " التحريم /1، وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم -.
- كذا عتاب الله تعالى للنبي – صلى الله عليه وسلم - في أسرى بدر:
فقد روى مسلم في صحيحه (4588) " قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -: " ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ " فقال أبو بكر: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية , فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " ما ترى يا ابن الخطاب؟! " قال: قلت لا، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان، قلت: يا رسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك من أخذهم الفداء، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل: " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " إلى قوله: " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا " الأنفال / 67–69، فأحل الله الغنيمة لهم.
ففي هذا الحديث اتضح أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للعفو عن الأسرى إنما كان أمرا اجتهاديا منه بعد مشاورة أصحابه، ولم يكن عنده صلى الله عليه وسلم فيه من الله تعالى نص.
- قوله تعالى: " عبس وتولى * أن جاءه الأعمى " عبس /1 - 2، وهذه قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي عاتبه الله فيها.
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى: ج4/ 32)
" وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم (أي الأنبياء) غير معصومين عن الإقرار على الصغائر، ولا يقرون عليها، ولا يقولون إنها لا تقع بحال، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً، وأعظمهم قولاً لذلك: الرافضة، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل " انتهى.
وقد يستعظم بعض الناس مثل هذا ويذهبون إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة الدالة على هذا و يحرفونها. والدافع لهم إلى هذا القول شبهتان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: أن الله تعالى أمر باتباع الرسل والتأسي بهم، والأمر باتباعهم يستلزم أن يكون كل ما صدر عنهم محلاً للاتباع، وأن كل فعل، أو اعتقاد منهم طاعة، ولو جاز أن يقع الرسول صلى الله عليه وسلم في معصية لحصل التناقض، لأن ذلك يقتضي أن يجتمع في هذه المعصية التي وقعت من الرسول الأمر باتباعها وفعلها، من حيث إننا مأمورون بالتأسي به، والنهي عن موافقتها، من حيث كونها معصية.
وهذه الشبهة صحيحة وفي محلها لو كانت المعصية خافية غير ظاهرة بحيث تختلط بالطاعة، ولكن الله تعالى ينبه رسله ويبين لهم المخالفة، ويوفقهم إلى التوبة منها من غير تأخير.
الثانية: أن الذنوب تنافي الكمال وأنها نقص. وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة، فإن التوبة تغفر الذنب، ولا تنافي الكمال، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم، بل إن العبد في كثير من الأحيان يكون بعد توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا يقرون على ذنب، ولا يؤخرون توبة، فالله عصمهم من ذلك، وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها.
3 - الخطأ في بعض الأمور الدنيوية – بغير قصد -:
وأما الخطأ في الأمور الدنيوية، فيجوز عليهم الخطأ فيها مع تمام عقلهم، وسداد رأيهم، وقوة بصيرتهم، وقد وقع ذلك من بعض الأنبياء ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك في مناحي الحياة المختلفة من طب وزراعة وغير ذلك.
فقد روى مسلم في صحيحه (6127) عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ. يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ. فَقَالَ: "مَا تَصْنَعُونَ؟ " قَالُوا: كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ: "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ. فَنَفَضَتْ أَوْ قال: فَنَقَصَتْ. قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" وبهذا يكون قد علم أن أنبياء الله تعالى معصومون عن الخطأ في الوحي، ولنحذر ممن يطعنون في تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشككون في تشريعاته ويقولون هي اجتهادات شخصية من عنده حاشاه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " النجم /3 - 4.
وسئلت اللجنة الدائمة: هل الأنبياء والرسل يخطئون؟
فأجابت:
نعم، يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت في هذا" اهـ
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 194)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
السؤال:
سؤالي عن الرسول صلى الله عليه وسلم. بعض المسلمين يقولون إنه بدون خطايا، وآخرون يقولون إنه ليس بدون خطايا. أنا شخصيا لا أعتقد أنه بدون خطايا لأنه بشر. هل يمكنك أن تخبرني بالرأي الصحيح من الكتاب والسنة؟ ولكم جزيل الشكر. والله أكبر
الجواب:
الجواب:
أولا: استعمال كلمة خطايا في السؤال خطأ كبير، لأن الخطايا جمع خطيئة وهذا مُحال على الرسل والأصح أن تقول أخطاء جمع خطأ لأن الخطأ قد يكون عفوياً وليس كذلك الخطيئة.
ثانياً: أما الخطيئة فاٍن الرسل ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم لم يرتكبوا شيئاً منها بقصد معصية الله تعالى بعد الرسالة وهذا بإجماع المسلمين، فهم معصومون عن كبائر الذنوب دون الصغائر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر: هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف ... وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول. " مجموع الفتاوى " (4/ 319).
وهذا سؤال موجه إلى اللجنة الدائمة حول الموضوع:
(يُتْبَعُ)
(/)
سؤال: بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون: إن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس، قالوا: إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل ... داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني .... يونس وقصته لما التقمه الحوت، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئا يجب عليه أن يقوله ويظهره، قصته مع الصحابة: انتم أدرى بأمور دنياكم، قالوا بأنه اخطأ في هذا الجانب. قصته مع الأعمى وهي {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} فهل الأنبياء والرسل حقا يخطئون وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين؟
الجواب:
ج: نعم الأنبياء والرسل يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ... وأما أبناء آدم فمع انهما ليسا من الأنبياء .... بين الله سوء صنيعه بأخيه .... انتهى
عبد العزيز بن باز - عبد الرزاق عفيفي - عبد الله بن غديان - عبد الله بن قعود. " فتاوى اللجنة الدائمة " برقم 6290 (3/ 194).
ثالثاً: أما قبل الرسالة فقد جوَّز عليهم العلماء أنه قد يصدر منهم بعض صغائر الذنوب، وحاشاهم من الكبائر والموبقات كالزنا وشرب الخمر وغيرها فهم معصومون من هذا.
= وأما بعد الرسالة، فإن الصحيح أنه قد يصدر منهم بعض الصغائر لكن لا يُقرون عليها.
قال شيخ الإسلام:
وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر، ولا يقرون عليها، ولا يقولون إنها لا تقع بحال، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً، وأعظمهم قولاً لذلك: الرافضة، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل. " مجموع الفتاوى " (4/ 320).
= وهو معصومون في التبليغ عن الله تعالى.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقا وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه. " مجموع الفتاوى " (18/ 7).
رابعاً: أما الخطأ الذي بغير قصد فهو في سبيلين:
في أمور الدنيا فهذا يقع ووقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيه مثل سائر البشر كأمور الزراعة، والطب والنجارة وغيرها لأن الله تعالى لم يقل لنا إنه أرسل إلينا تاجراً أو مزارعاً أو نجاراً أو طبيباً، فالخطأ في هذه الأمور جِبلِّيّ لا يقدح برسالته صلى الله عليه وسلم.
عن رافع بن خديج قال: " قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يُأبِّرون النخل قال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنفه قال: لعلكم لو لم تفعلوا كان أحسن فتركوه فنقصت فذكروا ذلك له فقال: إنما أنا بشر مثلكم، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر. رواه مسلم (2361).
ومعنى التأبير: التلقيح.
نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخطأ في هذا الأمر من أمور الدنيا لأنه كسائر البشر ولكنه لا يخطئ في أمر الدين.
وأما الخطأ بأمور الدين من غير قصد:
فالراجح في ذلك من أقوال العلماء: أنه يقع من النبي مثل هذا ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى.
فقد تعْرِض له المسألة وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه كما يجتهد العالِم من آحاد المسلمين فإن أصاب نال من الأجر كِفْلين وإن أخطأ نال أجراً واحداً وهذا قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ". رواه البخاري (6919) ومسلم (1716) من حديث أبي هريرة.
وقد حدث هذا منه في قصة أسرى بدر.
عن أنس قال: استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر فقال إن الله عز وجل قد أمكنكم منهم، قال: فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم قال فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس، قال: فقام عمر فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك، فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله إن ترى أن تعفو عنهم وتقبل منهم الفداء، قال: فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم قال فعفا عنهم وقبل منهم الفداء، قال: وأنزل الله عز وجل (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) [سورة الأنفال /67]. رواه أحمد (13143).
فنلاحظ أن هذه الحادثة لم يكن عند رسول الله فيها نص صريح فاجتهد واستشار أصحابه، فأخطأ في الترجيح.
ومثل هذا في السنّة قليل فيجب أن نعتقد العصمة للرسل والأنبياء وأن نعلم أنهم لا يعصون الله تعالى، وأن ننتبه غاية الانتباه لقول من يُريد أن يطْعن في تبليغه للوحي من خلال كونه صلى الله عليه وسلم قد يُخْطئ في أمور الدنيا، وشتّان ما بين هذا وهذا، وكذلك أن ننتبه للضالين الذين يقولون إنّ بعض الأحكام الشّرعية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم هي اجتهادات شخصيّة قابلة للصواب والخطأ أين هؤلاء الضلال من قول الله تعالى. (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى)، نسأل الله أن يجنّبنا الزّيغ وأن يعصمنا من الضلالة، والله تعالى أعلم، والله أعلم.
منقول ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=7208&dgn=4)
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البصري]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 12:16 م]ـ
اتضح الأمر لمريد الحق، بالأدلة وأقوال أهل العلم وفتاواهم، فجزى الله أخانا أبا سارة خيرًا على هذا النقل الموفق، ونسأله ـ سبحانه ـ أن يجعلنا من الموفقين للصواب ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 12:33 م]ـ
الأمر واضح جدا
إثبات المعصية على رسول الله:= قدح في منصب النبوة---وقدح في رسالة وتعاليم لا يلتزم بها رسولها---فرويدكم فإن القائلين بثبوت المعصية على الرسول:= مخطئون بلا شك----فإذا قام بمعصية فنحن مأمورون باتباعه فتحول الحرام إلى واجب
واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فلا تلحقوا برسولكم عار الذنب فالمعصية معصية صغرت أو كبرت
وجميع ما ذكرتم من آيات تنطوي تحت باب ترك الأولى لا المعصية فعلى رسلكم يا أخوة إنه محمد:= سيد الخلق أجمعين
اللهم أننا نتوب إليك مما يحاول البعض منا إلصاقه برسولك:= سيد الخلق أجمعين
ـ[أبو سارة]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 12:53 م]ـ
شكر الله لكما0
الأستاذ جمال، أعرف عنك التحقيق اللغوي الرصين، وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد قلت حفظك الله: رابعة النهار!
والمقصود منها "وضح النهار" وبعض الناس يقول: رائعة النهار!
أيهما أصوب؟
ولك مني خالص الشكر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 02:26 م]ـ
والله قد استغرقني الأمرساعة وأكثر فلم أجد تفسيرا لقولهم رابعة النهار---وأحاول أن أفهمها بالإستعانة بمعنى الربع--
قال الجوهري ((الرَبْعُ: الدارُ بعينها حيثُ كانت، وجمعها رِباعٌ ورُبوعٌ وأَرْباعٌ وارْبَعٌ والرَبْعُ: المحَلّةُ))
والبدو ما زالوا يقولون --يا ربع---أي يا أهل محلتي وعشيرتي
فقد يكون المعنى لعبارة (الشمس في رابعة النهار) أي في وسط السماء واضحة جلية وكأنها في محلة النهار الذي هو وسط السماء وكأن للنهار دارا هي وسط السماء---أعني لو صرنا نقول (الشمس في ربع النهار) لكانت بنفس معنى (الشمس في رابعة النهار))
أمّا " رائعة النهار" فلا أظنها صحيحة --حتى في قولك لإمرأة أنت رائعة الحسن تكون قد أسأت لها
قال الجوهري (الرَوْعُ بالفتح: الفَزَعُ.)
وقال (والأَرْوَعُ من الرجال: الذي يعجبك حُسْنُهُ. وامرأةٌ رَوْعاءُ، بيِّنة الرَوَع.)
أمّا " وضح النهار" فيمتد من الضحى حتى قبل الغروب
قال الجوهري (والوَضَحُ: الضَوءُ والبياضُ؛)
فإذا كان قصدي الإشارة إلى أكثر أوقات النهار وضوحا فلا شك أنني أفضل "رابعة النهار"
ـ[باوزير]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 02:33 م]ـ
لا كلام ولا مزيد أبدا على ما ذكره الأستاذ الفاضل أبو سارة، فقد أجاد وأفاد ولم يترك لقائل مقالا.
وأشكر الأستاذ الفاضل أبا محمد، وأقول له بالنسبة لاستفساره عن الآيات السابقة هل هي من فهمي الخاص لها أم قال به بعض أهل العلم؟
أقول: قد سبق في كلام أستاذنا أبي سارة الجواب وذكر في جوابه كلام أهل العلم على الآيات التي ذكرتها، فأغنى ذلك على الكلام.
ولكن أحببت أن أجيب على سؤالك الثاني أستاذي الكبير أبا محمد وأذكر قول شيخ المفسرين الطبري، فقد رجح في تفسيره هذا القول وهو جواز وقوع الخطأ والصغيرة والسهو ـ وهو المقصود بعدم العصمة - من النبي صلى الله عليه وسلم، قال عند تفسير آية الفتح (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قال (({إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا} يَقُول: إِنَّا حَكَمْنَا لَك يَا مُحَمَّد حُكْمًا لِمَنْ سَمِعَهُ أَوْ بَلَغَهُ عَلَى مَنْ خَالَفَك وَنَاصَبَك مِنْ كُفَّار قَوْمك , وَقَضَيْنَا لَك عَلَيْهِمْ بِالنَّصْرِ وَالظَّفَر , لِتَشْكُر رَبّك , وَتَحْمَدهُ عَلَى نِعْمَته بِقَضَائِهِ لَك عَلَيْهِمْ , وَفَتْحه مَا فَتَحَ لَك , وَلِتُسَبِّحهُ وَتَسْتَغْفِرهُ , فَيَغْفِر لَك بِفِعَالِك ذَلِكَ رَبّك , مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك قَبْل فَتْحه لَك مَا فَتَحَ , وَمَا تَأَخَّرَ بَعْد فَتْحه لَك ذَلِكَ مَا شَكَرْته وَاسْتَغْفَرْته. وَإِنَّمَا اِخْتَرْنَا هَذَا الْقَوْل فِي تَأْوِيل هَذِهِ الْآيَة لِدَلَالَةِ قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ {إِذَا جَاءَ نَصْر اللَّه وَالْفَتْح , وَرَأَيْت النَّاس يَدْخُلُونَ فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا , فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} عَلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
صِحَّته , إِذْ أَمَرَهُ تَعَالَى ذِكْره أَنْ يُسَبِّح بِحَمْدِ رَبّه إِذَا جَاءَهُ نَصْر اللَّه وَفَتْح مَكَّة , وَأَنْ يَسْتَغْفِرهُ , وَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ تَوَّاب عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ , فَفِي ذَلِكَ بَيَان وَاضِح أَنَّ قَوْله تَعَالَى ذِكْره: {لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ} إِنَّمَا هُوَ خَبَر مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ نَبِيّه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَنْ جَزَائِهِ لَهُ عَلَى شُكْره لَهُ , عَلَى النِّعْمَة الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِ مِنْ إِظْهَاره لَهُ مَا فَتَحَ , لِأَنَّ جَزَاء اللَّه تَعَالَى عِبَاده عَلَى أَعْمَالهمْ دُون غَيْرهَا. وَبَعْد فَفِي صِحَّة الْخَبَر عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُوم حَتَّى تَرِم قَدَمَاهُ , فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُول اللَّه تَفْعَل هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: " أَفَلَا أَكُون عَبْدًا شَكُورًا؟ " , الدَّلَالَة الْوَاضِحَة عَلَى أَنَّ الَّذِي قُلْنَا مِنْ ذَلِكَ هُوَ الصَّحِيح مِنْ الْقَوْل , وَأَنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى , إِنَّمَا وَعَدَ نَبِيّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُفْرَان ذُنُوبه الْمُتَقَدِّمَة , فَتَحَ مَا فَتَحَ عَلَيْهِ , وَبَعْده عَلَى شُكْره لَهُ , عَلَى نِعَمه الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ كَانَ يَقُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَسْتَغْفِر اللَّه وَأَتُوب إِلَيْهِ فِي كُلّ يَوْم مِائَة مَرَّة " وَلَوْ كَانَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنَّهُ مِنْ خَبَر اللَّه تَعَالَى نَبِيّه أَنَّهُ قَدْ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ عَلَى الْوَجْه الَّذِي ذَكَرْنَا , لَمْ يَكُنْ لِأَمْرِهِ إِيَّاهُ بِالِاسْتِغْفَارِ بَعْد هَذِهِ الْآيَة , وَلَا لِاسْتِغْفَارِ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبّه جَلَّ جَلَاله مِنْ ذُنُوبه بَعْدهَا مَعْنًى يُعْقَل , إِذْ الِاسْتِغْفَار مَعْنَاهُ: طَلَب الْعَبْد مِنْ رَبّه عَزَّ وَجَلَّ غُفْرَان ذُنُوبه , فَإِذَا لَمْ يَكُنْ ذُنُوب تُغْفَر لَمْ يَكُنْ لِمَسْأَلَتِهِ إِيَّاهُ غُفْرَانهَا مَعْنًى , لِأَنَّهُ مِنْ الْمُحَال أَنْ يُقَال: اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي ذَنْبًا لَمْ أَعْمَلهُ))
وأيضا قال عند تفسير قوله تعالى في سورة محمد (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) قال (({وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} وَسَلْ رَبّك غُفْرَان سَالِف ذُنُوبك وَحَادِثهَا , وَذُنُوب أَهْل الْإِيمَان بِك مِنْ الرِّجَال وَالنِّسَاء. وَقَدْ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: ثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد , قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان , عَنْ عَاصِم الْأَحْوَل , عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَرْجِس , قَالَ: أَكَلْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُلْت: غَفَرَ اللَّه لَك يَا رَسُول اللَّه , فَقَالَ رَجُل مِنْ الْقَوْم: أَسْتَغْفِر لَك يَا رَسُول اللَّه , قَالَ: " نَعَمْ وَلَك " , ثُمَّ قَرَأَ {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات}))
فعلم أن المسألة متقدمة وقد قال بها الأئمة الفحول.
ـ[باوزير]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 02:39 م]ـ
وبالنسبة لبعض الشبه التي ذكرها الأستاذ الشرباتي أيضا قد أجاب عنها الأستاذ أبو سارة.
ولكن أقول له: حفظك الله لا يلزم من القول بذلك تنقص الأنبياء أبدا وإلا للزمنا اتهام العلماء الكبار - وهم الجمهور - من الأحناف والشافعية والمالكية والحنابلة وكثيرمن أهل الحديث والأشعرية والصوفية وغيرهم بأنهم تنقصوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لا قائل به.
وليراجع ما كتبه الأستاذ أبو سارة مرة أخرى وثانية وثالثة في الحق الذي لا محيد عنه.
ـ[باوزير]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 02:56 م]ـ
وهنا أسوق كلاما نفيسا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، نحتاج إليها في هذه المسألة وفيها رد على من ادعى أن في ذلك تنقصا للرسول صلى الله عليه وسلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
سئل شيخ الإسلام عن رجلين تكلما في " مسألة التأبير " ـ وقد ذكرها بتمامها الأستاذ أبو سارة حفظه الله ـ فقال أحدهما: من نقص الرسول صلى الله عليه وسلم أو تكلم بما يدل على نقص الرسول كفر. وهل يكون في ذلك تنقيص بالرسول صلى الله عليه وسلم
(فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. لَيْسَ فِي هَذَا الْكَلَامِ تَنَقُّصٌ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ بِاتِّفَاقِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا فِيهِ تَنَقُّصٌ لِعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ؛ بَلْ مَضْمُونُ هَذَا الْكَلَامِ تَعْظِيمُ الرَّسُولِ وَتَوْقِيرُهُ، وَأَنَّهُ لَا يُتَكَلَّمُ فِي حَقِّهِ بِكَلَامِ فِيهِ نَقْصٌ، ... وَاتَّفَقَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُكَفَّرُ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمُنَازِعِينَ فِي عِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَاَلَّذِينَ قَالُوا: إنَّهُ يَجُوزُ عَلَيْهِمْ الصَّغَائِرُ وَالْخَطَأُ وَلَا يُقَرُّونَ عَلَى ذَلِكَ لَمْ يُكَفَّرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: إنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى ذَلِكَ، وَلَوْ كَفَرَ هَؤُلَاءِ لَزِمَ تَكْفِيرُ كَثِيرٍ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ، وَالْمَالِكِيَّةِ، وَالْحَنَفِيَّةِ، وَالْحَنْبَلِيَّةِ، وَالْأَشْعَرِيَّةِ، وَأَهْلِ الْحَدِيثِ، وَالتَّفْسِيرِ، وَالصُّوفِيَّةِ: الَّذِينَ لَيْسُوا كُفَّارًا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ؛ بَلْ أَئِمَّةُ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ بِذَلِك. فَاَلَّذِي حَكَاهُ عَنْ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ قَدْ قَالَ مِثْلَهُ أَئِمَّةُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ أَصْحَابُ الْوُجُوهِ الَّذِينَ هُمْ أَعْظَمُ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ مِنْ أَبِي حَامِدٍ، كَمَا قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ الإسفراييني، الَّذِي هُوَ إمَامُ الْمَذْهَبِ بَعْدَ الشَّافِعِيِّ، وَابْنُ سُرَيْجٍ فِي تَعْلِيقِهِ: وَذَلِك أَنَّ عِنْدَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجُوزُ عَلَيْهِ الْخَطَأُ كَمَا يَجُوزُ عَلَيْنَا وَلَكِنَّ الْفَرَقَ بَيْنَنَا أَنَّا نَقِرُّ عَلَى الْخَطَأِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقِرُّ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا يَسْهُو لِيَسُنَّ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّمَا أَسْهُو لِأَسُنَّ لَكُمْ}. وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ قَدْ ذَكَرَهَا فِي أُصُولِ الْفِقْهِ هَذَا الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطبري، وَالشَّيْخُ أَبُو إسْحَاقَ الشِّيرَازِيّ. وَكَذَلِكَ ذَكَرَهَا بَقِيَّةُ طَوَائِفِ أَهْلِ الْعِلْمِ: مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَد، وَأَبِي حَنِيفَةَ. وَمِنْهُمْ مَنْ ادَّعَى إجْمَاعَ السَّلَفِ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ، كَمَا ذُكِرَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الخطابي وَنَحْوِهِ؛ وَمَعَ هَذَا فَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُكَفَّرُ أَحَدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ، وَمَنْ كَفَّرَهُمْ بِذَلِكَ اسْتَحَقَّ الْعُقُوبَةَ الْغَلِيظَةَ الَّتِي تَزْجُرُهُ وَأَمْثَالَهُ عَنْ تَكْفِيرِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَإِنَّمَا يُقَالُ فِي مِثَالِ ذَلِكَ: قَوْلُهُمْ صَوَابٌ أَوْ خَطَأٌ. ... )
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 02:58 م]ـ
لا نية عندي بإنزال الرسول:= عن المنزلة التي أنزله الله إياه فهو الصادق المصدوق الذي عصمه الله عن كل ما يمكن أن يسمّى ذنبا صغر أم كبر--والأمر باتباعه دليل قاطع على عصمته وإلا لصرنا مأمورين باتباع الخطأ الذي نسب إليه وهذا محال
ولا يوجد نص عتاب له:= على ذنب بل على ترك الأولى--وأقرب مثال عليها ---سورة عبس وتولى --فقد كان الأولى أن يستقبل رسول الله الأعمى فلما استقبل صناديد قريش عوتب على فعل غير الأولى
لماذا لا نناقش كلام غير المعصوم؟؟
ولماذا نعتبركلامه بمنزلة كلام المعصوم--لماذا؟؟؟
ـ[باوزير]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 03:09 م]ـ
أستاذي الشرباتي: تدندن حول شبهة سبق الجواب عنها، راجع غير مأمور كلام أستاذنا أبي سارة ففيه الكفاية ولا داعي أن نعيد ونكرر شيئا سبق الجواب عليه.
وبالنسبة لترك الأولى نقول صحيح قد يصح هذا في بعض الوقائع كقصة الأعمى وما جرى في بدر وتبوك.
لكن لا يصح في غيرها كأمر الله له بالاستفغار وكإخبار الله له بأنه غفر له وكقصة السهو في الصلاة والتأبير وغير ذلك.
واعلم بارك الله فيك أننا متبعون لهديه صلى الله عليه وسلم في الكبير والصغير حسب القدرة ولا تنقص له في كلامنا السابق ـ وراجع كلام شيخ الإسلام السابق في ذلك
أقول أخي: هذه مسألة الخلاف فيها سائغ ـ رغم أن الأدلة ليست متكافئة ـ ولا داعي لتكرارها.
نسأل الله العفو والعافية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو فادي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 05:54 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام عند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ان نكون على قدر كبير من الحذر فابن تيمة ليس الاسلام وان ما ذكره ابن تيمية كما اورده بعض الاخوة ما هو الا رأي واجتهاد
اما الدليل على عصمة الرسول:= فقد ثبتت في كتاب ربنا عز وجل (واله يعصمك من الناس) وقد يقول قائل المقصود بالعصمة هنا العصمة الجسدية فأقول له ان كان بدنه الشريف معصوم من قبل الله عز وجل فكيف بما يصدر عنه من قول او فعل او تقرير والاسلام كل لا يتجزأ فكل ما ورد عنه:= يعتبر شرعا لنا لانه لا فصل بين الدين والحياة في الاسلام حتى عندما يأتي احدنا زوجته يكون هذا الاتيان من صلب الدين فلا مجال للقول في العصمة بانها تكون في الرساله ولا تكون في غير الرساله
كما انه الاسلم لعقيدتنا ان نسلم بالقول بان الرسول:= صلى الله عليه وسلم معصوم دون تفريق وتقسيم لعصمته صلوات الله عليه
واراه امرا كبيرا وخطيرا ما ذكره بعض الاخوه من جواز المعصية الصغيرة في حق الرسول:= وكل ما اورده الاخوة دعاة هذا القول او ناقلوه عن ابن تيميه من ادله ما هي الا مخالفة للأولى كما ذكر الاخ جمال الشرباتي (عزيزي)
خلاصة القول وما ترتاح له النفس ويطمئن له القلب هو القول بان الرسول:= معصوم ولا نقسم وللا نجزئ
ولكم خالص الشكر والاحترام
ـ[ابو فادي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 05:58 م]ـ
:::
ورد خطأ اثناء الطباعة في الآية (والله يعصمك من الناس) احببت تدقيقها مع الشكر
ـ[باوزير]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 06:45 م]ـ
إخوتي الكرام:
من الأفضل وقف النقاش في هذا الموضوع.
فالنقاش العلمي لا يكون بما تميل إليه النفوس ولا بما تشتهيه إنما يكون بمقارعة الحجة بالحجة، فكلّ يدلي بحجته ويجيب عليها الآخر حتى نخرج بالرأي الصواب الذي ترجحه الأدلة لا ما يرجحه كل أحد بما تميل إليه نفسه.
كل ذلك في إطار الاحترام المتبادل. وإلا كنا كمن يعتقد ثم يستدل، وهذه طريقة مذمومة عند أهل العلم.
ثم إننا نذكر كلام ابن تيمية لما له من رسوخ القدم في كل العلوم الشرعية ولما له من الاطلاع الواسع الذي كاد أن يحيط بكل أقوال الناس في شتى الفنون حتى في الفلسفة والمنطلق وغيرها ومؤلفاته شاهدة ولا نقول ذلك من فراغ ولا يجحده إلا حاقد حاسد ولا نقول إنه (معصوم) أبدا بل هناك الكثير من الأقوال لا نأخذ برأيه فيها لأنا لا نرى الدليل يقويه.
على كل حال لقد استفدت أنا شخصيا مما نقله الإخوة الأفاضل وذكروه بارك الله في الجميع.
ورأيي أن من الأفضل وقف النقاش إلا إذا كان بالحجج والبراهين لا بميل النفس حتى نكون تبعا لما جاء به الشرع ولا نجعل الشرع تبعا لما نهواه.
وللجميع ودي واحترامي.
والسلام عليكم.
ـ[ابو فادي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 07:16 م]ـ
:::
نعم اخي بلوزير فالحديث عن عصمة رسول الله:= ليست ترفا حواريا نتسلى به واذا رجعت لتعليقي لرأيت أخي الكريم أنني ارفض الخوض بهذه المسالة بالرأي لانها مسألة بدهيه لا اتصور فيها نقاش أو بحث مع جزيل الشكر والاحترام
ـ[باوزير]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 08:05 م]ـ
أخي الحبيب أبا فادي.
إن كنت ترى أن المسألة هذه بدهية لديك ولا تتصور فيها نقاشا أو بحثا فليت شعري لم طرحت هذا الموضوع؟
لو لم تفتحه لكان أولى.
بارك الله فيك وأحسن الله إليك وهداني وإياك لما فيه الهدى والخير في الدارين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 08:44 م]ـ
الأخ أبو فادي أخ في الله دقيق في كلامه ولا يناقش إلا بالحجة والبينة---أحسن الله إليه ورزقه في كل كلمة دافع فيها عن رسولنا الأعظم:= حسنة--وبالفعل فإن الأدلة تتضافر على أن سيد الخلق كله معصوم عن كل ما يمكن أن نسميه معصية
تصوروا كيف تنقلب المفاهيم عندما ينهانا عن الحرام فيقع فيه ويطالبنا بالواجب ولا يلتزم:= به
أي منزلة تلك لرسول الله الذي يقترف المعاصي برأيهم ثم ينهانا عنها--وأي إتباع نؤمر به لرسول:= لا يقوم ببعض ما يأمرنا به
لقد ذكر الأخ أبو فادي آية (والله يعصمك من الناس) واستدل منها على ما يمكنه أن يستدل فبارك الله به
وما بالكم إن ذكرت لكم الآية التالية عن نبي الله يوسف
(قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ) 32 يوسف
قال فيها أبو السعود ({وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ} حسبما قلتنّ وسمعتن {فَ?سَتَعْصَمَ} امتنع طالباً للعصمة وهو بناءُ مبالغةٍ يدل على الامتناع البليغِ والتحفّظ الشديد كأنه في عصمة وهو يجتهد في الاستزادة منها كما في استمسك واستجمع الرأيَ وفيه برهانٌ نيِّر على أنه لم يصدُر عنه عليه السلام شيء مُخِلٌّ باستعصامه بقوله: معاذ الله من الهمّ وغيرِه.))
لاحظوا بارك الله فيكم أن نبي الله يوسف استعصم بعصمة عصمه بها رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باوزير]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 09:16 م]ـ
الأستاذ الشرباتي /
جزاك الله خيرا.
كنت أود التوقف عن النقاش لكن ألفت النظر إلى مسألة وهي:
(تحرير محل النزاع) فهو يريح من التشتت والعناء ويلم الموضوع ويخرجنا بالفائدة.
نحن متفقون أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم فيما ذكرت ولا نقاش في ذلك، وأنت تذكر النقاط المتفق عليها وتجعلها محلا للنقاش وتعرض عن محل النزاع.
ونرجع ونكرر ما ذكرناه سابقا (ولا أدري هل قرأته أم لا).
فما يتعلق بتبليغ الرسالة من الأوامر والنواهي وغير ذلك أمر مفروغ منه وفيه الاتفاق.
وما لا يتعلق بها من أمور الدنيا والخطأ والسهو هو محل النزاع.
أجبني بارك الله فيك:
ـ ماذا تقول في خبر التأبير السابق؟
- ماذا تقول في سهو النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته (وهنا لا يتعلق بالتبليغ أرجو التفريق)؟
ـ ماذا تقول في قوله تعالى (واستفغر لذنبك) (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك)؟
أجب عن كل حجج الخصم لتملك الحجة.
فالذي ذكرته محل اتفاق بارك الله فيك لا حاجة لذكره.
وقضية ترك الأولى سبقت أنها لا تصلح في مثل السهو وأمور الدنيا.
أنتظر منك الإجابة.
ويعلم الله أننا نريد الحق لا الجدال، ولا أكن لك ولجميع الإخوة إلا الود والاحترام والتقدير.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 10:03 م]ـ
الأخ باوزير
نعم نحتاج إلى جو ود ننااقش فيه أمور ديننا--لا جو تصعيد وتوتر---وحقيقة أن محل النزاع ليس التبليغ ولا أمور الدنيا التخصصية ولا ما يسمّى بالكبائر من الذنوب
محل النزاع هو صغائر الذنوب---وعندي أن الذنب ذنب صغر أم كبر فلا أقبل القول بأن الرسول:= قد أذنب
وكل من اقترف حراما فقد أذنب وكل من ترك فرضا أذنب---
أما خبر تأبير النخل فهو من قبيل التخصص التقني لا التشريع ويمكن أن يخطىء خطأ تقنيا كما أخطأ في المنزل الذي اختاره في معركة بدر وروجع في خطأه التقني فاستجاب
ولا أختلف معك بالإقرار بحادثة سهو محددة ولا أعممها لأقول يمكن أن يسهو--لأن من يسهو في أمر قد يسهو في أمر التبليغ وهنا يتطرق شك قاتل إلى هذا الدين
أما بالنسبة للآيات التي فيها طلب منه:= أن يستغفر لذنبه فلا تعني حصول الذنب منه---فهو قد كان يستغفر في معظم الأوقات على لا ذنب--ولو كان من ثمة تلازم بين حصول الذنب وكمية الإستغفار التي صدرت منه:= لقيل حاشى لله أن جلّ حياته ذنوب
ونحن أيضا أخي الكريم نريد الحق --والحق تنزيه سيرة الرسول:= العطرة من القول بأنه أذنب
وبالمناسبة---ما قولك في قول قائل "تأنيب الرسول" وهل الرسول:= يؤنب؟؟
ـ[باوزير]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 10:50 م]ـ
أخي الحبيب أحسن الله إليك.
إذن اتفقنا على عصمة الأنبياء في أمر التبليغ واتفقنا على عصمة الأنبياء من الكبائر واتفقنا على (عدم) العصمة في أمور الدنيا.
وبالنسبة للسهو نحن نقول يمكن أن يسهو وقد وقع والحديث في الصحيحين بل ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله في حادثة السهو (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ... ) الحديث. ولا نقول إنه يسهو في كل شؤونه حاشا لله.
إذن اتفقنا على أنه لم (يعصم) من السهو لأنها وقعت كما في الصحيحين من حديث ذي اليدين وغيره.
وبقي أن نقول في مسألة الخطأ:
أولا: خالفت ما جاء في القرآن والسنة وإجماع الأمة من التفريق بين الكبائر والصغائر.
ثانيا: الصغائر هنا المقصود بها الخطأ، ولا يقصد بها إلا ذلك ((هنا))، إذن المقصود بالصغائر الخطأ، والفرق بين الأنبياء وغيرهم في هذا أن الأنبياء يوفقون للتوبة ولا يوافقون عليه والأمثلة أشهر وأكثر من أن تذكر.
وأنا معك لاأقبل أن نقول الرسول قد أذنب بل نقول (((قد))) يقع من الرسول الخطأ، وهذه هي عبارة أهل العلم وهذا مقصدهم.
ثالثا: دليل وقوع الخطأ ورد في القرآن في معاتبة الله لرسوله في أكثر من آية، وإن عبرنا عنها بترك الأولى فأيضا النتيجة واحدة، وآيات الاستغفار على تأويلك ليس لها فائدة بل هي حشو في الكلام.
من أدلة وقوع الخطا قول الله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم) وأنت تعرف سبب النزول، فما تقول في تحريم الرسول الحلال على نفسه؟ أليس هو خطأ لم يقره الله عليه؟
رابعا: جوابي على سؤالك أنه لا ينبغي التلفظ بمثل هذه الألفاظ بل نختار العبارة الأنسب كما ذكر أهل العلم أن الله تعالى عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأود منك الإجابة على تساؤلاتي السابقة وأضف إليها:
لم يعاتب الله رسوله صلى الله عليه وسلم؟
إن قلت لفعله خلاف الأولى فأقول أليس فعل خلاف الأولى خطأ؟
أرجو أن نبقى فقط في مسألة الخطأ لأن الباقي اتفقنا عليه.
وأشكرك مقدما على تحملك للنقاش معي وأنا طويلب علم صغير.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 10:55 م]ـ
الوقت متأخر
وسآوي إلى فراشي---ونكمل إن شاء الله غدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 06:10 ص]ـ
السلام عليكم
#قولك (أولا: خالفت ما جاء في القرآن والسنة وإجماع الأمة من التفريق بين الكبائر والصغائر))
بحاجة إلى مراجعة لأني لم أخالف في قولي ما جاء في الكتاب والسنة
ولا إجماع بين العلماء على التفريق بين كبيرة وصغيرة
لديهم موقفان--الأول كل الذنوب معاص بلا فرق
--------الثاني تقسم الذنوب إلى صغائر وكبائر
وربما نفتتح مشاركة مستقلة لمناقشة هذا الأمر
#قولك (الصغائر هنا المقصود بها الخطأ) بحاجة إلى تعريف لكيلا نكون في وادين مختلفين
فإذا كان الخطأ كشرب ماء في نهار رمضان فلا مانع من أن يحصل مع الرسول:=
وإذا كان الخطأ كالنظر إلى عورة إمرأة "حاشاه:= " فهذا ذنب ولا يحصل منه أبدا
فما هو الخطأ يرحمك الله
ـ[ابو فادي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 01:49 م]ـ
:::
السلام عليكم
لله درك يا ابا محمد لقد طرحت أسئلة تنم على الذكاء وعمق التفكير واتمنى على اخي باوزير الرد على ما طرحت عليه من أسئلة فهي بحق تساؤلات تحتاج ردا عليها
ـ[باوزير]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 02:03 م]ـ
أساتذتي الكرام /
والله إني لأستحيي أن أناقش من هم أعلى وأعلم مني ولكن بغيتي الوصول إلى الحق، وأناقش عما أراه الحق فأرجو أن لا يأخذ عليّ أحد شيئا في نفسه بارك الله فيكم.
أستاذي الشرباتي/
صدقت دعنا من مسألة الكبيرة والصغيرة الآن.
الخطأ ليس كما مثلت (كالنظر إلى عورة إمرأة) أعوذ بالله.
وإنما الخطأ كما مثل أهل العلم وسبق الكلام بالتفصيل في معظم القضايا ـ راجع أستاذي جوابي الأخير كي لا نكرر ـ.
ولاحظ كلامهم ((((قد))) يقع منه الخطأ. وقد هنا للتقليل ـ إذا أخرجنا كل الأمور السابقة التي اتفقنا عليها ـ وليس في كل شأنه صلى الله عليه وسلم.
وأرجع وأقول أرجو أن تجيب على أسئلتي السابقه كي نصل إلى الثمرة المرجوة من هذا النقاش.
ـ[باوزير]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 02:04 م]ـ
أستاذي الكبير أبا محمد /
لا بد أنك ترمي إلى شيء بعد أن تعرف إجابتي وإلا أمر كهذا لا يخفى عليك.
وأشكر لك تواضعك الجم.
أستاذي دعني أقسم الجواب كما قسمتَ الأسئلة:
أولا: ذكر أهل العلم بالسنة والحديث تقسيما يضبط كل ما ورد عن النبي:=.
فما ورد عنه ويقصد به تبليغ الدين والشريعة (سواء كان في أمر الدين أو الدنيا) فهو المراد اتباعه، ونعرف ذلك إذا كانت فيه أوامرُ أو نواهٍ أو أو ندبٌ أو إرشادٌ إلى آخر الأحكام التكليفية أو الوضعية كما يقسمها أهل الأصول.
وأما ماورد ولا يقصد به التبليغ ولا فيه شيء مما سبق فهو ما يقوله النبي:= باجتهاده وخبرته في أمور الدنيا كالأمور الجبليّة التي خلق عليها فهي ليست مناط تأسٍ.
ثانيا: بالضابط السابق نعرف الجواب على السؤال الثاني فحديث الذبابة والحبة السوداء من القسم الأول لا من الثاني فلا نقول يعتد به فقط بل هذا وحي من الله تعالى.
ثم إننا أستاذي الجليل نقول (((قد))) يخطئ النبي صلى:= في هذه الأمور ـ التي هي من القسم الثاني ـ بناء على قوله:= (إنما أنا بشر ... ) وقد وردت بعض الأمور ولا نعممها بل نقف على ما وقع.
ثالثا: (حديث التأبير) وهنا ندخل في نقاش طويل جدا فقد جرى حول هذا الحديث أخذ ورد ونقاشات طويلة لكني أرجو أن أوفق إلى اختصار الجواب:
أولا لا بد من مقدمة حول الحديث لأننا سنبني عليها:
حديث التأبير أخرجه مسلم في صحيحة عن ثلاثة من الصحابة رافع بن خديج وطلحة وأنس (أظن ذلك الآن المهم أنه عن ثلاثة وأنا أتكلم الآن من حفظي وأرجو التقويم والتسديد) فلا مجال لرده ولا للطعن في سنده كما فعله البعض وإن أخرج مسلم بعضه شاهدا، ثم إن هذا الحديث كغيره من الأحاديث قد روي بالمعنى والرواية بالمعنى جائزة لذلك يجب أن نأخذ كل ألفاظه الواردة لنفهم الحديث جيدا ولا يشكل علينا، وكلامنا فيه ليس من ناحية ثبوته فهو ثابت والإيرادات التي وردت ـ وسنناقشها ـ لا تقوى ولا تصلح لرده أو إخراجه من أن يكون نصا في محل النزاع السابق وذلك للآتي:
1. المبررات التي نقلها أستاذي أبو محمد ـ وليس هو قائلها ـ لرد حجية الحديث على ما ذكرنا، الجواب عليها من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الأول: النبي:= عاش في مكة وليس من عمل أهل مكة الزرع بل الرعي والتجارة وغير ذلك فلا غرابة أن يخفى على النبي:= أمر مثل هذا، وذلك نظير عدم تمييزه:= للحم الضب الذي قُدِّم له مع أنه معروف لدى أهل المدينة (والحديث متفق عليه) وذلك لأن الضب ليس بأرض قوم النبي:= كما قال ذلك هو:= ولذلك نظائر لا أستحضرها الآن فهذا طبيعي، قال القرطبي في المُفهم ((وقوله:= ": ما أظن ذلك يغني شيئاً " يعني به الإبار، إنما قال النبي -:= -هذا؛ لأنه لم يكن عنده علم باستمرار هذه العادة، فإنه لم يكن ممن عانى الزراعة، ولا الفلاحة، ولا باشر شيئاً من ذلك، فخفيت عليه تلك الحالة). " المفهم (6/ 168) وبهذا نرد على من قال لا يمكن أن يجهل النبي:= ذلك.
الوجه الثاني: أن النبي:= (لم يأمرهم) بترك التأبير (ولم يقل لهم علنا أمامهم لنقول إنه تكلم فيما لا يعنيه ولم يسمعوا منه مباشرة) وإنما ـ كما جاء في روايات هذا الحديث ـ قاله لما سأل غيرهم عن صنيعهم فأخبِر فقال وهو بعيد عنهم ما قال فبلغهم ذلك فظنوه أمرا شرعيا فتركوه وإلا فقد جاء في بعض الروايات (ما أظن ذلك يغني شيئا) قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج: 15 ص: 116 قال العلماء ولم يكن هذا القول خبرا وإنما كان ظنا كما بينه في هذه الروايات). انتهى، فذلك مجرد ظن منه وبهذا يُعلم أن ذلك ليس نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً (وهذا ضابط مهم) وبهذا نرد على من قال إنه تكلم فيما لا يعنيه (وهذا القول ظاهر البطلان لأنا إذا قلناه لرددنا كل قول قاله لغيره) وفيه رد على من قال (إنما يقوله رجل يعلم أمرا خافيا على القوم ويريد أن يعلمه لهم عمليا وقد أغضبه منهم اعتراضهم عليه وردهم عليه رد الشاك المتردد).
وفيه رد على بقية الإيرادات.
ولا وجه بين هذه القصة وقصة ليلة القدر.
2. حديث التأبير تكلم عليه الملاحدة والعلمانية قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند (2/ 364 - 365) برقم (1395):وهذا الحديث مما طنطن به ملحدو مصر، وصنائع أوروبا فيها، من عبيد المستشرقين، وتلامذة المبشرين، فجعلوه أصلا يحاجون به أهل السنة)
وقال (والحديث صريح، لا يعارض نصا، و لا يدل على عدم الاحتجاج بالسنة في كل شأن، لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا ينطق عن الهوى، فكل ما جاء عنه فهو شرع و تشريع: (وإن تطيعوه تهتدوا)، وإنما كان في قصة تلقيح النخل، أن قال لهم (ما أظن ذلك يغني شيئا)، فهو لم يأمر ولم ينه، ولم يخبر عن الله، ولم يسن في ذلك سنة ....... الخ).
وللحديث فوائد كثيرة أذكرمنها فائدتين:
ـ (أن الحديث يحث على التجريب في أمور الدنيا، وعدم الاستسلام لأسر العادة)
ـ (تسلية أهل العلوم الدنيوية التجريبية إذا جربوا طريقة جديدة أو تغييرًا في عادة متبعة، وكانت النتيجة أن الطريقة القديمة أنجح من طريقتهم الجديدة، فلا ييأسوا).
مما سبق نعلم أن الحديث نصٌّ في محل النزاع فقد قال النووي في ترجمته على هذا الحديث في صحيح مسلم (وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره من معايش الدنيا).
وأخرج ابن خزيمة (410) والامام أحمد 5/ 298 من طريق حماد بن سلمة عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة في قصة طويلة قول النبي:= ما تقولون، إن كان أمر دنياكم فشأنكم وإن كان أمر دينكم فإليّ)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 02:17 م]ـ
إشراقة طيبة من أخي باوزير(/)
وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 10:11 م]ـ
:::
قوله تعالى ((إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)) الممتحنة 2
ما رأي الأخوة باختيار السياق للفعل الماضي ((وَدُّوا)) --مع أن القياس أن يكون مضارعا كالأفعال التي سبقته والتي هو معطوف عليها من مثل (يَكُونُوا)
و (يَبْسُطُوا)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 06:34 ص]ـ
طيب
"إِن" تعطي معنى الإحتمال---أي قد يحصل الأمر أو لا يحصل
وكذلك المضارع يعطي معنى الإحتمال فتوافق اللفظ مع المعنى
لاحظوا "إِن يَثْقَفُوكُمْ " فيها احتمال أن يثقفونا أو لا يثقفونا
لاحظوا (يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً) فيها احتمال أن يكونوا أعداء أو لا يكونوا لعائق أعاقهم
لاحظوا "وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ" فقد يبسطوا إلينا أيديهم بالسوء وقد لا يبسطوا لعائق يعيقهم
أمّا "وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ"فليس فيه معنى الإحتمال لإن ودهم لكفرنا ظاهر واضح حاصل فكان من المناسب استخدام الماضي الذي لا يفيد الإحتمال
ولننظر إلى قول المفسرأبي السعود فيها (وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ} أي تمنَّوا ارتدادكُم، وصيغةُ الماضِي للإيذانِ بتحققِ ودادتِهِم قبل أن يثقفُوهُم أيضاً)
إنه شعور بالطمأنينة لما نحن عليه من ايمان كلما تدبرت نصا قرآنيا أتمنى لغيري أن يشعر به
ـ[الكوفي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 08:02 م]ـ
جميل ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 08:11 م]ـ
أشكر أخي الكوفي على مروره
إنها شهادة أعتز بها
وأحب أن أضيف شيئا
أنا أقول بما قال أفذاذنا----وهم العمالقة فقط ونحن من نحن إلى جانبهم!!!(/)
مريم ابنة عمران
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 06:41 م]ـ
:::
قوله تعالى
(وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ) 12 التحريم
في هذه الإية نقطتان
# إحصان الفرج --هل هو بمعنى الفرج الحقيقي؟؟
أم هو بمعنى فروج الثوب أي فتحاته؟
# كونها من القانتين وهي أنثى --فلم لم يقل من القانتات؟؟
ننتظر مشاركتكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 06:49 ص]ـ
# إحصان الفرج هنا بمعنى فتحة الثوب---وهو مدح بالكناية دلالة على الطهر والنقاء--فالثوب المحصن فتحاته أو جيوبه يدل ذلك على نقاء وطهر صاحبه
قال إبن عطية في المحرر الوجيز (واختلف الناس في الفرج الذي أحصنت مريم، فقال الجمهور: هو فرج الدرع الذي كان عليها، وأنها كانت صينة، وأن جبريل عليه السلام: نفخ فيها الروح من جيب الدرع، وقال قوم من المتأولين: هو الفرج الجارحة، فلفظة {أحصنت}: إذا كان فرج الجارحة متمكناً حقيقة، والإحصان: صونه، وفيه هي مستعملة، وإذا قدرنا فرج الدرع فلفظ {أحصنت} فيه مستعارة من حيث صانته، ومن حيث صار مسلكاً لولدها،))
وفي رأيي أن القائلين بالفرج الجارحة هنا على خطأ بين فالقرآن الكريم عند تناوله موضوع الفرج الجارحة يتناوله بطريقة عالية من الأدب الراقي من حيث استخدامه للرمز--ولا يمكن أن يخالف هنا فيكون الكلام عن نفخ في فرج حقيقي ظاهرا مكشوفا
أمّا قوله (وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ) فعلى الأرجح أنه نسبها إلى حال أهلها وعائلتهامن كونهم من القانتين فهي من هؤلاء الموصوفين بالقانتين فاقتضى استخدام جمع المذكر تغليبا وإشارة على أنّ عبادتها في نفس مستوى عبادة الرجال عموما
قال أبو السعود في تفسيره ({وَكَانَتْ مِنَ ?لْقَـ?نِتِينَ} أي من عدادِ المواظبينَ على الطاعةِ، والتذكيرُ للتغليبِ والإشعارِ بأنَّ طاعتها لم تقصُرْ عنْ طاعاتِ الرجالِ حتى عُدَّت مِنْ جُملَتهم أو مِنْ نَسلِهِم لأنَّها من أعقابِ هارونَ أخِي مُوسى عليهما السلامُ.))
ـ[البصري]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 10:56 ص]ـ
" قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 05:01 م]ـ
وهل يا بصري قلنا غير ما تقتضيه الآية الكريمة حتى تواجهنا بها ((" قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ "))
وهل قال الطبري شيئا غير ما قلنا إذ قال
((يقول تعالى ذكره: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أحْصَنَتْ فَرْجَها} يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام، وكلّ ما كان في الدرع من خرق أو فتق، فإنه يسمى فَرْجاً، وكذلك كلّ صدع وشقّ في حائط، أو فرج سقف فهو فرج.
وقوله: {فَنَفَخْنا فِيهِ منْ رُوحِنا} يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، من روحنا من جبرئيل، وهو الروح. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة {فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا} فنفخنا في جيبها من روحنا.))
رحمة الله عليك يا شيخ المفسرين فلو كنت حيا في زماننا لواجهك أخينا البصري بالآية الكريمة (" قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ "))(/)
شواهد لألفاظ تؤنث وتذكر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 06 - 2005, 05:41 م]ـ
:::
أردت أن نجمع شواهد من القرآن على ألفاظ تذكر وتؤنث
وإليكم الشاهد الأول مني وهو للفظة قوم
قال تعالى ((وكذبَ به قومُك))
وقال ((كَذّبتْ قومُ نوحٍ"))
فشاركونا لو سمحتم؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 05:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قال تعالى في سورة الانعام: " إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ "
وقال في سورة التكوير: " إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ "
فورد الخبر بلفظ التأنيث في الاولى وبلفظ التذكير في الثانية، مع تذكير المبتدأ فيهما.
والسبب في ذلك - والله أعلم - أن آية التكوير لما تقدّمها القسم على القرآن بقوله تعالى: " فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّس ِ" الى ما وقع القسم به ثم ورد ضمير المقسم عليه في قوله: " إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ "، أي أن القرآن لقول رسول كريم، والمراد به جبريل عليه السلام، ثم اتبع بوصفه الى قوله: " ثَمَّ أَمِينٍ "، ثم قيل: " وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ "، والاشارة الى محمد صلى الله عليه وسلم، فنزّهه تعالى عن قول أعدائه ونسبتهم إياه الى الجنون.
ثم وصفه تعالى بأنه على الغيب الموحى به إليه والمأمون على تبليغه غير متهم ولا بخيل، فقال: " وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ "، ثم أعقب بقوله تعالى (وَمَا هُوَ)، أي وما القرآن (بقول شيطان رجيم). فجرت هذه الضمائر على التذكير ما يجب، ثم اتبع بقطع تعلقهم فقيل " فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ "، أي إن كل ما رميتم من رميه عليه الصلاة والسلام به من السحر والجنون والتقول لا يقوم شيء من ذلك على ساق ولا يتوهّم ذلك ذو عقل سليم. ثم قال: " إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ "، والضمير للقرآن الكريم، ولا يمكن وروده على خلاف هذا لمنافرة التناسب ومباعدة التلاؤم.
وأما آية الانعام فتقدّمها قوله تعالى: " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ "، فنوسب بين قوله " إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى " وبين ما تقدّم فكأن التقدير إن هو أي الامر أو المراد المقصود أو ما ذكر من الكتاب والحكم والنبوة الا ذكرى. فناسبه ذكرى هنا لما تقدّم بيانه، ولم يتقدّم هنا ما يستدعي لفظ التذكير ويناسبه، فجاء كل على ما يجب.
والله تعالى أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 06:18 ص]ـ
وللحديث شجون ففي الآية (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) قصر للقرآن على أنه ذكر مع ما فيه من قصص وأخبار من غير الذكر فما رأيك يا أخ لؤي
ـ[البصري]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 12:14 م]ـ
وقد يكون مما نحن فيه لفظ " الرسل "
وأدعو إلى تأمل الآيات التالية:
{يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (109) سورة المائدة
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} (110) سورة يوسف
{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (51) سورة المؤمنون
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (75) سورة المائدة
{إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} (14) سورة فصلت
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 03:53 م]ـ
إضافة متميزة أخي البصري(/)
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 05:14 ص]ـ
قوله تعالى
((وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ)) 6 الحجر
واضح منها أنهم يسخرون بالنبي:=
وإلّا كيف يعترفون بأنّه نزل عليه ذكر ويتهمونه في نفس الوقت بالجنون؟؟
إذن لا يمكن القول بأن الكلام على الحقيقة فيم يتعلق بإقرارهم بنزول الذكر--إنما هو هزء وسخرية به:= --- قاتل الله كل من تعرض لرسولنا بحرف
قال إبن عطية في المحرر الوجيز ((وقولهم: {يا أيها الذي نزل عليه الذكر} كلام على جهة الاستخفاف، أي بزعمك ودعواك، وهذه المخاطبة كما تقول لرجل جاهل أراد أن يتكلم فيما لا يحسن: يا أيها العالم لا تحسن تتوضأ.))
فما هو الأسلوب البلاغي أو لنقل المسمّى البلاغي لهذا النوع من الكلام؟؟
هل هو استعارة عنادية كقوله (فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)؟؟
أم هو ما يسمى أسلوب عكس الكلام؟؟
بانتظار مشاركتكم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 11:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهأخي جمال ..
شكر الله لك لفتاتك البلاغية ونفعنا بعلمك ..
وقبل أن يجيب أحد الاخوة عن مسألتك، أحببت ان أنبّه الى دقّة القرآن الكريم في استعمال الأحرف.
ففي قوله تعالى: " وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ "، نلاحظ أن القرآن استعمل حرف (على) .. وكذلك في قوله عزّ وجلّ: " قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا " .. في حين أنه عدل الى حرف (الى) في قوله تعالى: " قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا " ..
وذلك لنكتة بلاغية دقيقة مفادها أن التعبير بـ (الى) اختير حينما كان الخطاب للأمة، لأن القرآن الكريم لم ينزل في الحقيقة عليهم من السماء، وإنما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انتهى من عنده إليهم .. في حين أنه اختار (على) حينما كان الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، لأن القرآن الكريم إنما أنزل عليه وحده.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 12:46 م]ـ
لقد أجدت يا أخ لؤي وأي إجادة--بارك الله بك وفيك وحواليك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 05:41 م]ـ
طيب
أنا مع قول الزمخشري على أنه من باب التعكيس في الكلام
قال في الكشّاف
(وكيف يقرّون بنزول الذكر عليه وينسبونه إلى الجنون. والتعكيس في كلامهم للاستهزاء والتهكم مذهب واسع))
أما ما قيل بعده من كونه إستعارة عنادية أو تهكمية كما جاء عند السكاكي وغيره فلا يتحقق في هذا النوع من الكلام أركان الإستعارة فالتضاد قائم هنا لا التناسب(/)
فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 06:15 م]ـ
:::
قوله تعالى ((فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ)) 116 هود
ما هي البقية؟؟
ربما سياق الآية يرشدكم للمعنى!
أو ربما بيت الشعر التالي يساعد على فهم المعنى
وما صد عني خالد من بقية ولكن أتت دوني الأسود الهواصر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 08:08 م]ـ
:::
قوله تعالى ((فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ)) 116 هود
ما هي البقية؟؟
ربما سياق الآية يرشدكم للمعنى!
أو ربما بيت الشعر التالي يساعد على فهم المعنى
وما صد عني خالد من بقية
ولكن أتت دوني الأسود الهواصر
إليكم رأي المرحوم السعدي فيها
((لما ذكر تعالى، إهلاك الأمم المكذبة للرسل، وأن أكثرهم منحرفون، حتى أهل الكتب الإلهية، وذلك كله يقضي على الأديان بالذهاب والاضمحلال، ذكر أنه لولا أنه جعل في القرون الماضية بقايا، من أهل الخير يدعون إلى الهدى، وينهون عن الفساد والردى، فحصل من نفعهم ما بقيت به الأديان، ولكنهم قليلون جدا.))
فقد فهم البقية بأنها ((ذكر أنه لولا أنه جعل في القرون الماضية بقايا، من أهل الخير))
ولا أظن أن فهمه صحيح
والفهم الصحيح هو فهم لا يتعامل مع ظاهر الكلمة دون محاولة سبر أغوارها ومعرفة المقصود بها
وأنتم تعلمون ما يبقي المرء لنفسه من مدخر ---يبقي لنفسه أفضل ما يلزمه--وهذه هي البقية---هذه هي العلاقة بين البقية وبين الخيرية--فالخير يحتفظ به المرء لنفسه فهو" بقية "
قال الطبري (يقول تعالى ذكره: فهلا كان من القرون الذين قصصت عليك نبأهم في هذه السورة الذين أهلكتهم بمعصيتهم إياي وكفرهم برسلي من قبلكم. {أولُو بَقِيَّةٍ} يقول: ذو بقية من الفهم والعقل، يعتبرون مواعظ الله وبتدبرون حججه، فيعرفون ما لهم في الإيمان بالله وعليهم في الكفر به))
لاحظوا دقة الفهم --فمليون رحمة على شيخنا الطبري
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 09:33 م]ـ
ولترسيخ معنى البقية---ألا وهو الفضل والخير --إليكم ماقال مفسرنا الفذ المرحوم إبن عاشور
(والبقية: الفضل والخير. وأطلق على الفضل البقية كناية غلبت فسارت مسرى الأمثال لأنّ شأن الشيء النفيس أنّ صاحبه لا يفرط فيه.
وبقيّة الناس: سادتهم وأهل الفضل منهم، قال رويشد بن كثير الطائي:
إنْ تذنبوا ثم تأتيني بقيّتكم فَمَا عليّ بذنب منكم فوت
ومن أمثالهم «في الزوايا خبايا وفي الرجال بقايا». فمن هنالك أطلقت على الفضل والخير في صفات الناس فيقال: في فلان بقية، والمعنى هنا: أولُو فضل ودين وعلم بالشريعة، فليس المراد الرّسل ولكن أريد أتباع الرسل وحملة الشرائع ينهون قومهم عن الفساد في الأرض.))
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 06:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك أخي جمال ..
حقاً لفتة بلاغية فاتت السعدي - رحمه الله تعالى - في التعبير القرآني بـ"أولو بقية" .. وما ذهبت إليه يؤيّده ما جاء في كتاب (بلاغة القرآن الكريم في الاعجاز) للشيخلي، يقول: " أولو بقية "، بمعنى: أصحاب فضل وخير أو أولو خشية من انتقام الله.
على أن المعنى الاجمالي لهذا التعبير يفي بما ذهب إليه المفسرون جميعاً، ألا وهو: فهلا كان منهم خيار ينهون عن الفساد والظلم، فلو كان منهم ذلك لما هلكوا.
وهذا ما أشار إليه الطبري - رحمه الله - في نهاية تفسيره للآية الكريمة، يقول: (لم يكن من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا يسيراً، فإنهم كانوا ينهون عن الفساد في الأرض، فنجاهم الله من عذابه، حين أخذ من كان مقيما على الكفر بالله عذابه، وهم أتباع الأنبياء والرسل).
وهذا المعنى يتسق مع ما جاء في الآية التي تليها، في قوله تعالى: " وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ". أي ما كان ليفعل بهم ذلك، وإن وقع منهم ظلم إذا كان فيهم مغير للظلم وناه عن الفساد ولكنهم كانوا كما أخبر تعالى عن المعتدين من بني إسرائيل في قوله: " كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ".
ثم إن في الفعل "ليهلك" ما يدلّ على هذا المعنى. ففيه إشارة الى التكرّر بحسب ما يكون منهم، فلو كان في كل أمة وقرن بعد قرن من ينهى عن الفساد والظلم لما أخذوا بذوي الظلم منهم، ولكان تعالى يدفع ببعضهم عن بعض. ولكن تكرّر الفساد وعمّ كل قرن فتكرّر عليهم الجزاء والأخذ، فأشار الفعل الى التكرّر ولم يكن الاسم ليعطي ذلك.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 12:49 م]ـ
غفر الله لكم جميعا ..
كيف خطأتم واجترأتم على العمالقة الافذاذ ..
كيف ساغ لكم أن تقولوا أن السعدي لم يوفق أو أن "شيئا" فاته؟؟
نعوذ بالله من التطاول على العمالقة الافذاذ!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 01:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
? وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ?
الأخ محمد ..
سلام عليك، أما بعد:
فما نحن بأساطيرك التي تُسَطِّر، ونسقك الكلام في غير مرجع لا يغني عنك أن تزكّي نفسك، فإنه لا ينفع تكلّم بحقّ لا نفاذ له.
ولك مني هذه النصيحة:
إن الحق في مواطن الحق يُعظِم الله به الأجر، ويحسن به الذُّخر، فمن صحَّت نيّته وأقبل على نفسه، كفاه الله ما بينه وبين الناس. ومن تخلّق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه، شانه الله.
فكفّ عن اتباع الهوى .. هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى ..
والسلام(/)
الكناية والتعريض في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 11:29 م]ـ
:::
تقوم الكناية القرآنية بنصيبها كاملا في أداء المعاني وتصويرها, خير أداء وتصوير, وهي حينا راسمة مصوّرة موحية وحينا مؤدبة مهذبة, تتجنب ما ينبو على الأذن سماعه , وحينا موجزة تنقل المعنى وافيا في لفظ قليل, ولا تستطيع الحقيقة أن تؤدي المعنى كما أدته الكناية, في المواضع التي وردت فيها الكناية القرآنية.
فمن الكناية المصوّرة الموحية قوله تعالى {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} الإسراء29ألا ترى أن التعبير عن البخل باليد المغلولة إلى العنق فيه تصوير محسوس لهذه الخلة المذمومة في صورة قوية بغيضة منفردة, فهذه اليد التي غلت إلى العنق لا تستطيع أن تمتد, وهو بذلك يرسم صورة البخيل الذي لا تستطيع يده أن تمتد بإنفاق ولا عطية, والتعبير ببسطها كل البسط يصور لك صورة هذا المبذر الذي لا يبقى من ماله على شيئ, كهذا الذي يبسط يده, فلا يبقى بها شيئ, وهكذا استطاعت الكناية أن تنقل المعنى قويا مؤثرا ...
- ومنها قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات12 وتأمل كيف (مثل الاغتياب بأكل الإنسان لحم إنسان آخر مثله ثم لم يقتصر على ذلك حتى جعله لحم الأخ ولم يقتصر على لحم الأخ .... فأما تمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان آخر مثله, فشديد المناسبة جدا, وذلك لان الاغتياب إنما هو ذكر مثالب الناس وتمزيق أعراضهم وتمزيق العرض مماثل لأكل الإنسان لحم من يغتابه لان أكل اللحم فيه تمزيق لا محالة, ومن المعلوم أن لحم الإنسان مستكره عند إنسان آخر مثله إلا انه لا يكون مثل كراهة لحم أخيه وهذا القول مبالغة في الاستكراه لا أمد فوقها وأما قوله 0 (ميتا) فلأجل أن المغتاب لا يشعر بغيبته ولا يحس بها
- ومنها قوله تعالى {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} الرحمن56 فأنت ترى في قصر الطرف تصويرا للمظهر المحسوس لخلة العفة ولو أنه استخدم عفيفات ما كان في الآية هذا التصوير المؤثر, ولا رسم أولئك السيدات في تلك الهيئة الراضية القانعة التي لا يطمحن فيها إلى غير أزواجهن, ولا يفكرن في غيرهم
- ومن الكناية المهذبة قوله سبحانه {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} المائدة75ألا ترى في التعبير يأكل الطعام أدبا ورقة, تغنيك عن أن تسمع أذنك كانا يتبرّزان ويتبوّلان.
- ومنها قوله تعالى {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} البقرة223)
- وقوله تعالى (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً) وهكذا كنى الله بالملامسة والمباشر والإفضاء 0والرفث 0 والدخول 0 والسر
- 0 كما في قوله سبحانه {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً) البقرة235 - ومما يصح أن يوجه النظر إليه هنا إن القرآن كان يلجأ إلى الصراحة عند ما يتطلبها المقام فلا يحاور ولا يداور, بل يعمد إلى الفكرة فيلقى بها في وضوح ,ويقول {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور30ولا عجب في صراحة كتاب ديني يجد في التصريح مالا يستطيع الكناية الوفاء به في موضعه,
- ومن الكناية الموجزة قوله تعالى ({فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} البقرة24) أي فإن لم تأتوا بسورة من مثله ولن تأتوا بسورة, ومثل هذا التعبير كثير في القرآن
- أما التعريض فهو أن يذكر شيئ يدل به على شيئ لم يذكر, واهم أغراضه الذم كما في قوله تعالى قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ {62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {63}) ففي نسبة الفعل إلى كبير الأصنام تعريض بان الصغار لا تصلح أن تكون إلها لعجزه أن ينهض بمثل هذا العمل.
- ومن باب التعريض أيضا تلك الآيات التي على مثال قوله تعالى (إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الرعد4) وتلك طريقة مؤثرة تدفع السامعين إلى التفكير العميق حتى لا يكونوا ممن لا يعقلون ....
- عن كتاب من بلاغة القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 08:17 م]ـ
ما نقلته فيه خير كبير والحمد لله
إلا أنني لا أرى في قوله
(وقوله تعالى (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً) وهكذا كنى الله بالملامسة))
كناية--فاللمس هنا لمس حقيقي لا يقصد به الجماع--والدليل على ذلك تناول السياق لموضوع الجنابة قيلها مباشرة
قال تعالى (وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ))
فلا مبرر لذكره موضوعا واحدا مرتين في نفس السياق
ودمت لنا أختا كريمة(/)
إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 05:34 م]ـ
:::
قوله تعالى ((إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)) 120 آل عمران
ما هو المسّ؟
وما الفرق بين المسّ والإصابة؟؟
المس ّ هو أدنى درجات الإصابة.
ولنقرب المعنى للأذهان قليلا فالمسّ كهطول رذاذ مطر لساعة أو ساعتين--والإصابة هطول مطر متواصل لا ينقطع يؤدي إلى الخير العميم
قال في اللسان (مَسِسْتُه، بالكسر، أَمَسُّه مَسّاً ومَسيساً: لَمَسْتُه،))
فإذا مستنا الخيرات مسّا يسؤهم الأمر---أما إذا أصابتنا السيئات والمصائب والكوارث إصابة فإنهم يفرحوا بما أصابنا مع أن الإنسان في مثل هذه الحالة يحنو على الإنسان
وماذا قال الزمخشري شيخ مفسري البلاغة فيها؟
قال في الكشّاف
((الحسنة: الرخاء والخصب والنصرة والغنيمة ونحوها من المنافع. والسيئة ما كان ضدّ ذلك وهذا بيان لفرط معاداتهم حيث يحسدونهم على ما نالهم من الخير ويشمتون بهم فيما أصابهم من الشدّة. فإن قلت: كيف وصفت الحسنة بالمس والسيئة بالإصابة؟ قلت: المس مستعار لمعنى الإصابة فكان المعنى واحداً. ألا ترى إلى قوله:
{إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ}
[التوبة: 50]، {مَّا أَصَـ?بَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ ?للَّهِ وَمَا أَصَـ?بَكَ مِن سَيّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}،
{إِذَا مَسَّهُ ?لشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ ?لْخَيْرُ مَنُوعاً}))
فهل كان على صواب بمساواته المسّ بالإصابة؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 11:41 ص]ـ
يظهر أنه لم يكن على صواب، وأن الصواب الذي يوافق المعنى اللغوي والذم القرآني لهؤلاء، هو ما ذكرته قبل نقلك لكلام شيخ مفسري البلاغة من المعتزلة، الإمام الزمخشري.(/)
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 09:51 م]ـ
:::
قوله تعالى ((وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) 123 ال عمران
نص السياق على جمع القلة " أَذِلَّةٌ" ولم يستخدم جمع الكثرة "أذلاء" فلم كان ذلك؟
وأيضا قوله تعالى في الفرقان (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) 74 الفرقان
فقد استخدم السياق جمع القلة "أَعْيُنٍ" ولم يستخد جمع الكثرة " عيون" فلم كان ذلك أيضا؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 09:25 ص]ـ
طيب
أنتم تعرفون أن عدد المسلمين في معركة بدر كان قليلا
إذن من المناسب أن يستخدم السياق جمع القلة للإشارة للعدد القليل
والذل هنا ذل قلة العتاد والتجهيز (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) قال الطبري
(قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا، وينصركم ربكم، ="ولقد نصركم الله ببدر" على أعدائكم وأنتم يومئذ ="أذلة" يعني: قليلون، في غير منعة من الناس، حتى أظهركم الله على عدوكم، مع كثرة عددهم وقلة عددكم)
لاحظوا كيف أن الطبري فسر " أذلة" بقلة العدد وهو تفسير لطيف قائم بلا شك على مغزى استخدام السياق لجمع القلة
ما هو تعقيبكم على آية (قرة أعين)؟؟
لماذا لا تحاولون؟؟(/)
النابغة ينتقد حسان بن ثابت
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 11:25 ص]ـ
قال حسان بن ثابت
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى
وإسيافنا يقطرن من نجدة دما
ولدنا بني العنقاء وابني مخرّق
فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما
ولقد انتقده النابغة نقدا لاذعا---وعندي النقد--وأحب أن أرى قدرتكم على نقد كلام حسّان ومدى اقترابكم من نقد النابغة له
ـ[عاشق النحو]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 11:49 ص]ـ
نعم نقد النابغة الذبياني حسان بن ثابت في سوق عكاظ
عند ما قال حسان للنابغه انا اشعر من الخنساء ومنك ومن ابيك
وعرض حسان هذه الابيات على النابغه ونقدها
وقال لوكان يبرقن افصح من يلمعن
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 12:05 م]ـ
لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضحى ----- وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
قوله ----- الصحيح أن يُقال
الجفنات ----- الجفان (جمع كثرة)
الغرّ ----- البِيض (الغرّ: قليل البياض)
يلمعن ----- يشرقن
بالضحى ----- بالدجى (أبكر)
أسيافنا ----- سيوفنا
يقطرن ----- يسلن
دما ----- دماء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 12:31 م]ـ
قريب جدا----واللطيف أنك مفكر وأنا ناقل---أما بالنسبة للتصحيح فقوله وقولك صحيح ولكن قولك أولى وأفضل
ثم مالك تجاهلت البيت الثاني بارك الله بك وفيك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 12:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي جمال .. بارك الله فيك ..
النقد في البيت الثاني بيّن جداً ..
فقد افتخر حسان بن ثابت بمن ولد نساؤهم، ولم يفضل رجالهم ولم يخبر أنهم يلدون الفاضلين، فكان عليه أن يجمع ذلك في بيت ليجيد ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 02:24 م]ـ
هل يمكن أن تبحث عن غيرها يا أخ لؤي؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 04:07 م]ـ
تقصد في البيت نفسه؟ أم في بيت آخر من الشعر؟!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 05:26 م]ـ
أهلا أخي عاشق الفصحى وبارك الله بك
------------------------------
أخي لؤي
البيت
ولدنا بني العنقاء وابني مخرّق
فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما
فيه نقد لطيف وهو فخره بإبنه وعدم فخره بآبائه
قال له (فخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 05:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي جمال .. حياك الله وبياك وأدخلنا الجنة وإياك ..
لقد كان هذا هو المقصود من كلامي .. أعزّك الله ..
فقولي: فقد افتخر حسان بن ثابت بمن ولد نساؤه = أبناؤه
ولم يفضل رجالهم ولم يخبر أنهم يلدون الفاضلين = آباؤه
ولذلك يُحكى أن رجلاً من كلب قد احترس من مثل هذا الزلل، فقال يذكر ولادتهم لمصعب بن الزبير وغيره ممن ولده نساؤهم:
وعبد العزيز قد ولدنا ومصعبا ***** وكلب أب للصالحين ولود
فإنه لما فخر بمن ولده نساؤهم، فضل رجالهم وأخبر أنهم يلدون الفاضلين، فجمع ذلك في بيت فأجاد ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 06:04 م]ـ
عذرا فالعجز في فهمي أنا---والحقيقة أنني في كل يوم أكشف فيك أشياء باهرة--وأنت ما زلت في شبابك --فكيف بك إذا قاربت الخمسين
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 06:15 م]ـ
أخي جمال ..
أنت أستاذنا ومعلمنا ..
أطال الله بقاءك ..
ـ[عاشق النحو]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 06:21 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء(/)
آيه يا لؤي--
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 09:16 م]ـ
أحب أن أختبرك---لا أعرف لماذا أجد طعما في ممارسة أسلوب عملي كمدرس معك---
هو شخص يدعى أبو هرمة---يظهر أنه من علية القوم---وصف شاعر وقفته على باب محبوبته ---- فاحتج كثيرا على قول الشاعر
بالله ربك إن دخلت فقل لها
هذا ابن هرمة قائما بالباب
ما رأيك؟
لماذا كان احتجاجه
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 03:20 م]ـ
صدق الله القائل: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) ..
كل ما أعرفه أن ابن هرمة هو آخر الشعراء الذين يُحتج بشعرهم عند العلماء.
قال عنه الأصمعي: خُتم الشعر بابن هرمة.
فهلا علّمتنا ممّا فتح الله به عليك أخي الكريم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 04:04 م]ـ
لقد قرأت يا أخ لؤي---والقراءة ليست مما فتح الله على المرء
ثم تصور أنني عكست الكلام كله
وها هو الكتاب أمامي أقرأ منه مرة أخرى
فالبيت هو لإبن هرمة
بالله ربك إن دخلت فقل لها
هذا ابن هرمة قائما بالباب
ثم رجل أنشد هذا البيت أمام ابن هرمة
فاحتج إبن هرمة قائلا
"ما كذا قلت, أكنت أتصدق"
قال الرجل"فماذا؟
فقام ابن هرمة واقفا ثم قال له "ليتك علمت ما بين هذين من قدر اللفظ والمعنى" [ line]
الكتاب هو"البلاغة القرانية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية"
الدكتور محمد محمد أبو موسى
أستاذ ورئيس قسم البلاغة في الأزهر
إصدار مكتبة وهبة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 11:21 ص]ـ
أخي لؤي الطيبي من هو آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم؟ هل هو ابن هرمة أم ابن الرمة؟ وأظن المقولة هي: ختم الشعر بابن الرمة.
فأرجو تصحيح معلومتي إن كانت خاطئة ولك مني جزيل الشكر.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 12:15 م]ـ
الأخ الكريم أبو طارق حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جاء في (سير أعلام النبلاء 6/ 207) وفي (الشعر والشعراء 509) وكذلك في (الأعلام 1/ 50) مقالة الأصمعي المشهورة: خُتم الشعر بابن هرمة (ت 176 هـ).
فابن هرمة هو آخر من يُحتجّ بكلامه على قواعد اللغة.
وأما بالنسبة لابن الرمة؟؟؟ فهل أنت تقصد ذي الرمة الشاعر واسمه غيلان بن عقبة (ت 117 هـ)؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 01:10 م]ـ
تصحيح خطأ لغوي:
جاء في مداخلتي: (فهل أنت تقصد ذي الرمة الشاعر)؟
والصحيح أن يقال: (فهل أنت تقصد ذا الرمة الشاعر؟)
شكر الله للاخ جمال التنبيه على ما فاتني ..
ـ[الأحمر]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 04:57 م]ـ
السلام عليكم
القيام يقتضي الملازمة والاستمرار بينما الوقوف لا يقتضي ذلك
ـ[سليم]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 02:34 ص]ـ
السلام عليكم
اخي جمال ان التشكيل مهم هنا, لأن كلمه هرمه تحتمل اكثر من معنى حسب التشكيل, ويبدو ان الشاعر اسمه (ابن هَرْمُه) ,وسبب احتجاجه ان الذي أنشد هذا البيت أمامه غير من التشكيل فنتجت معان اخرى لا اظنها تتعدى الاتي:
1 - ان يقول له: هذا ابن هَرِمَة قائما بالباب, اي ابن كبيره السن
2 - ان يقول له: هذا ابن هِرْمَة قائما بالباب, اي اخر ولد الشيخ والعجوز
3 - ان يقول له: هذا ابن هَرْمَة قائما بالباب, اي ابن الذليل لأنها دليل الذل والخنوع
ـ[سليم]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 10:20 م]ـ
السلام عليكم
اخي جمال, اين ا نت؟؟؟ ,اريد ان اعرف هل اجابتي صحيحه ام لا؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 03:44 ص]ـ
أشكرك أخي سليم
ولكن الأولى أن توجه سؤالك إلى ألأخ لؤي لأنه هو الذي يعلم عن الشاعر وطريقة لفظ الإسم
ولكن القصة تقول (("ما كذا قلت, أكنت أتصدق"
قال الرجل"فماذا؟
فقام ابن هرمة واقفا ثم قال له "ليتك علمت ما بين هذين من قدر اللفظ والمعنى"))
والذي يظهر أن احتجاج الشاعر لم يكن على اللفظ إنما على انفعالات مرافقة للفظ
ألا ترى أنك تحوقل لعدة انفعالات----فقد تحوقل تعجبا من فعل الله---أو تحوقل زجرا لإنسان عن فعل ما(/)
أبو الأرواح وأبو الابدان
ـ[ابو فادي]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 12:30 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصه (خلقت وآدم بين الماء والتراب)
فهذا الحديث يعني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت روحه قبل روح آدم عليه السلام ومن هنا قالوا أن رسوا لله:= ابو الأرواح وآدم عليه السلام أبو الأبدان
أحببت أن أتأكد من درجة هذا الحديث ولكم جزيل الشكر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 03:48 ص]ـ
الحديث لا يصح
يمكن أن تقرأ هذا البحث
http://new.meshkat.net/contents.php?catid=5&artid=5019(/)
صِبْغَةَ اللَّهِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 03:11 م]ـ
:::
قوله تعالى (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)) 137+138 البقرة
الهدف في هذه الآية فهم المقصود بالصبغة
[ line]
# فهل هي من قبيل المشاكلة حيث كان النصارى وما يزالون يغمسون أبناءهم في ماء أصفر يسمّى ماء المعمودية---فيكون هذا الغمس من قبيل الرمز على التطهير لديهم وصيرورتهم نصارى---وهذا العمل يسمونه صبغة؟
# أم هل هو من قبيل الإستعارة لشبه بين الصبغة والآيمان من حيث أنهما باقيان لا يزولان؟
# أم هل المقصود بالصبغة الخلقة والخلقة محدثة والصبغة محدثة على الثوب؟
# أم هل الصبغة هي الدين الذي يظهر على الإنسان كظهور الصبغة على الثوب؟؟
ربما يشارك أحدكم فيكفيني مؤونة البحث والتقصّي
ـ[أبو سارة]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 01:54 ص]ـ
السلام عليكم ياأستاذ جمال
الاختيار الرابع هو الصواب لأن المراد بها دينه الذي فطر الناس عليه وأصبح ظاهرا عليهم كظهور الصبغة على الثوب0
والله تعالى أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 04:59 ص]ـ
الأخ الكريم أبو سارة
نعم هو ما قلت---لاحظ قوله (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ) ---فما هو الأمر الذي يطلب من النصارى الآيمان بمثله؟؟
أكيد يطلب منهم الآيمان بالدين المنزل على محمد:= هذا الدين الذي يصبغ الله به الإنسان فيظهر عليه واضحا جليا في سلوكه وأعماله وتعابير وجهه كظهور الصبغ على الثوب
قال أبو حيان في البحرالمحيط ((صبغة الله}: أي دين الله، قاله ابن عباس وسمي صبغة لظهور أثر الدين على صاحبه، كظهور أثر الصبغ على الثوب، ولأنه يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ في الثوب)
أما قول الطبري
(((? يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِالصِّبْغَةِ: صِبْغَة الْإِسْلَام , وَذَلِكَ أَنَّ النَّصَارَى إذَا أَرَادَتْ أَنْ تَنْصُر أَطْفَالهمْ جَعَلَتْهُمْ فِي مَاء لَهُمْ تَزْعُم أَنَّ ذَلِكَ لَهَا تَقْدِيس بِمَنْزِلَةِ غُسْل الْجَنَابَة لِأَهْلِ الْإِسْلَام , وَأَنَّهُ صِبْغَة لَهُمْ فِي النَّصْرَانِيَّة , فَقَالَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره إذْ قَالُوا لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه الْمُؤْمِنِينَ بِهِ: {? كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا ?} قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّد: أَيّهَا الْيَهُود وَالنَّصَارَى , بَلْ اتَّبِعُوا مِلَّة إبْرَاهِيم صِبْغَة اللَّه الَّتِي هِيَ أَحْسَن الصَّبْغ , فَإِنَّهَا هِيَ الْحَنِيفِيَّة الْمُسْلِمَة , وَدَعُوا الشِّرْك بِاَللَّهِ وَالضَّلَال عَنْ مَحَجَّة هُدَاهُ))
ويظهر أنه يقصد أصل الملة ما كان عليه سيدنا إبراهيم لا الإسلام الدين الذي نزل على محمد عليه الصلاة والسلام
وفي رأيي الفقير أن رجوع صبغة إلى (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ) وهو دين الإسلام أقرب وأولى من رجوعها إلى ملة إبراهيم
وأميل إلى رفع " صبغة" على أنها خبر مبتدأ محذوف---أي" هذا الدين صبغة"---
ـ[الامين]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 11:43 م]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
بعد إمعان البحث والتحقيق عن معنى صبغة الله تبين لي ما يلي: ان صبغة الله ترجع الى ارتباط العبد مع الله تعالى بنحو ما يشاء الله تعالى ويريده لا بما يشائه العبد ويريده، كما يدل عليه صدر الاية المباركة وذيلها، فان قوله تعالى: قولوا آمنا بالله. وقوله تعالى: ونحن له عابدون بيان للصبغة والعلة لتحققها، والايمان والعبودية انما يتحققان بما يشاء الله المعبود بالحق لا بما يشائه العابد. ومن ذلك يظهر ان تفسير الصبغة بالاسلام، او ملة ابراهيم، او دين الله كل ذلك صحيح وينبئ عن شي واحد.
وهو التوجه الى الله تعالى والانقطاع عن غيره.
فما ذكره الطبري من انها ملة ابراهيم او انها دين الإسلام كما استقربه كل من الاخوين جمال حسني وابو سارة فهو صحيح ويكون من باب التطبيق وذكر المصاديق بالنسبة الى بعض مراتب الصبغة، فان لها مراتب كثيرة كمراتب الايمان والاسلام. هذا من جهة
ومن جهة اخرى ان نصب صبغة الله في الاية يحتمل امرين: احدها ـ على انه بدل من قوله تعالى (بل مله ابراهيم) وتفسيرا له وهذا قد اختاره الاخفش.
والثاني: بالفعل المقدر أي: اتبعوا صبغة الله.(/)
أسئلة في سورة الكهف الإجابة والمشاركة
ـ[الجعافرة]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 08:10 م]ـ
السؤال الأول 0 ماذا أفاد قوله تعالي (فوجدا عبدا) كلمة عبدا وهي في محل نصب ومالفرق بينها وبين عبده التي جاءت في سورة الإسراء في قوله تعالي (سبحان الذى أسرى بعبده) وهي في محل جر بالباء؟
السؤال الثاني - مالفرق بين التعبيرين الواردين في كتاب الله تبارك وتعالي 0 آتيناه رحمة من عندنا 0 وقوله تعالي 0 وعلمناه من لدنا علما - ولماذا تم التقديم في الظرف - من عندنا أخرت ومن لدنا قدمت والفرق بين اللدن والعند؟ وهل اللدن أخص من العند؟
وسنكمل بمشيئة الله تبارك وتعالي ونسأل الله أن يرزقنا الفائدة جميعا وأن يعلمنا وتحياتي إلي كل الإخوة أعضاء المنتدى الكرام -(/)
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 06:42 م]ـ
:::
قوله تعالى
(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ))
قال فيها متدبر لكتاب الله ما يلي
"فالأسماء" والله أعلم, وكما يظهرلنا من ظاهر القرآن, واحدة من اثنتين, إما أسماء الله الحسنى, أو أسماء"الأنداد" وما يعبد من دون الله, ولما كانت الملائكة أكثر خلق الله معرفة بأسمائه الحسنى, ولم تعلم البتة "أسماء هؤلاء" الذين عرضوا عليها, وجب أن تكون "الاسماء" الثانية أسماء الأنداد, تعالى صاحب الاسماء الحسنى. وأنه لا محل البتة لما يذهب إليه الأكابر من العلماء جزاهم الله عنا كل خير بما أسلفوا, إلى أنها أسماء "الأشياء" كلها, وأنها اللغات والألسن, فهل كانت الملائكة بلا لغة ولا لسان؟.
وهو يعتبر قوله هو القول الفصل---وأن قول سابقيه ممن تدارسوا القرآن وفهموه ليس صحيحا
فما رأي الأخوة هنا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 08:56 م]ـ
:::
طيب
لننظر إلى قول الرازي فيها
((من الناس من قال قوله: {وَعَلَّمَ ءادَمَ ?لاسْمَاء كُلَّهَا} أي علمه صفات الأشياء ونعوتها وخواصها والدليل عليه أن الاسم اشتقاقه إما من السمة أو من السمو، فإن كان من السمة كان الاسم هو العلامة وصفات الأشياء ونعوتها وخواصها دالة على ماهياتها، فصح أن يكون المراد من الأسماء: الصفات، وإن كان من السمو فكذلك لأن دليل الشيء كالمرتفع على ذلك الشيء فإن العلم بالدليل حاصل قبل العلم بالمدلول، فكان الدليل أسمى في الحقيقة، فثبت أنه لا امتناع في اللغة أن يكون المراد من الاسم الصفة، بقي أن أهل النحو خصصوا لفظ الاسم بالألفاظ المخصوصة، ولكن ذلك عرف حادث لا اعتبار به، وإذا ثبت أن هذا التفسير ممكن بحسب اللغة وجب أن يكون هو المراد لا غيره، لوجوه:
أحدها: أن الفضيلة في معرفة حقائق الأشياء أكثر من الفضيلة في معرفة أسمائها، وحمل الكلام المذكور لإظهار الفضيلة على ما يوجب مزيد الفضيلة، أولى من حمله على ما ليس كذلك،
وثانيها: أن التحدي إنما يجوز ويحسن بما يتمكن السامع من مثله في الجملة، فإن من كان عالماً باللغة والفصاحة، يحسن أن يقول له غيره على سبيل التحدي: ائت بكلام مثل كلامي في الفصاحة، أما العربي فلا يحسن منه أن يقول للزنجي في معرض التحدي: تكلم بلغتي، وذلك لأن العقل لا طريق له إلى معرفة اللغات البتة: بل ذلك لا يحصل إلا بالتعليم، فإن حصل التعليم، حصل العلم به وإلا فلا، أما العلم بحقائق الأشياء، فالعقل متمكن من تحصيله فصحَّ وقوع التحدي فيه.))
إذن عنده علم آدم الأسماء بمعنى علمه خواص الأشياء والمعلومات المتعلقة بالأشياء لا مجرد الأسماء---فالفضل في معرفة حقائق الأشياء لا في حفظ الأسماء---إن التحدي الذي تحدى به عز وجل الملائكة هو تحد في العقل---فآدم أعطي معلومات عن صفات وخصائص الأشياء فاستخدمها لعقل الأشياء والتمييز فيما بينها---هذا هو التعليم الحق الذي علّمه آدم--معلومات عن خواص وصفات الأشياء وقدرة على تفكير وإعمال عقل للوصول إلى كنه الأشياء ومعرفتها
ـ[الامين]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 11:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لنواصل الحديث عن هذه الاية المباركة التي ذكرها أخونا الكريم بطرح تساؤلات أخرى:
أمّا السّؤال الاول فيرتبط بالضمير «هم» في قوله تعالى: (ثم عرضهم). فالمعروف أنّ «هم» و «هؤلاء» يستعملان في العاقل، وهذا لا ينسجم مع تفسير «الأسماء» بأنها أسرار الخلقة وفهم خواص جميع الموجودات.
أمّا السّؤال الثّاني فيدور حول الاسماء التي في قوله تعالى: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء. ِ فهل هي نفس الاسماء التي منحها سبحانه وتعالى الى آدم مما كان يرتبط بفلسفة الأسماء وأسرارها وكيفياتها وخواصها او انها نفس الالفاظ فقط بان الله سبحانه سألهم عن الاسماء دون معرفة اسراها وحقائقها؟
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 11:39 م]ـ
لم سقت نتيجته "الباهرة" وأخفيت براهينه؟؟
فها أنا أسوقها للعدل والتجرد
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=53
وهل لنا أن نفهم من الجهبذ الفذ الرازي أن الملائكة (((شهداء الله))) كانوا لا يعلمون من هذا شيئا؟؟ فإن كان كذلك فكيف يستشهد الله الجاهل .. ؟؟؟
ثم ها هي التفاسير امتلأت بالاسماء التي تعلمها آدم حتى ((الفسوة والفسية -تصغير فسوة- والضرطة والضريطة -تصغير ضرطة كذلك , والهنة والهنية -وأستحي من شرحها!! ومن أحب أن يتأكد فها هي التفاسير!. صُعقت أول ما رأيتها!.
فجاء هذا "المتهم" المسكين فرفع شأن الحدث ولازمه بالقرآن وهيبته, فماذا كانت خطيئته!!
بألف مرة, نتيجته أقوى من كل ما سبق, ولا أكاد أشكره على شيء قدر شكري على هذه!.
مع احترامي البالغ للجهبذ الفذ العملاق الرازي .. والتفاسير التي ركّزت الصورة على ((الغازات والانتفاخ))!.
أقول: قاتِلوه, وارفضوه, فإن كان مصيبا, يثبت ويفلح, فتلكم هي السنّة في الناس ..
وأقول: كفوا عن "استحضار الارواح", واجتهدوا وسددوا وقاربوا .. فأنتم بشر مثلهم لا صور ... ومن يهن يسهل الهوان عليه!.
وإن يثبت هذا "المتهم" يجري الله به خيرا كثيرا!!.
وأقول: أفلح ذلك "المتهم" إن صدق!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 06 - 2005, 04:28 ص]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 06 - 2005, 04:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لنواصل الحديث عن هذه الاية المباركة التي ذكرها أخونا الكريم بطرح تساؤلات أخرى:
أمّا السّؤال الاول فيرتبط بالضمير «هم» في قوله تعالى: (ثم عرضهم). فالمعروف أنّ «هم» و «هؤلاء» يستعملان في العاقل، وهذا لا ينسجم مع تفسير «الأسماء» بأنها أسرار الخلقة وفهم خواص جميع الموجودات.
أمّا السّؤال الثّاني فيدور حول الاسماء التي في قوله تعالى: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء. ِ فهل هي نفس الاسماء التي منحها سبحانه وتعالى الى آدم مما كان يرتبط بفلسفة الأسماء وأسرارها وكيفياتها وخواصها او انها نفس الالفاظ فقط بان الله سبحانه سألهم عن الاسماء دون معرفة اسراها وحقائقها؟
ولم لا ينسجم---لقد تم عرض الأشياء التي يحتاج العقل لتفكير لسبر غورها ومعرفتها على آدم---وقوة التفكير خلقها الله فيه---فعرف آدم هذه الأشياء باستخدام التفكير--لم يكن يكرر ما حفظ كما قد يتبادر للذهن --لم يكن مثلا قد حفّظ اسم الحجر مرتبطا بصورته---ما حصل تماما كقضية الغراب مع ابنه
(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) 31 المائدة
فهذا هو عينه ما علمّه آدم--صفات وخصائص الأشياء التي تعينه على التفكير
أما بالنسبة للضمير " هم" فإن ماتم عرضه من خواص أشياء في ذلك الحين يشمل العاقل وغير العاقل فمن الطبيعي استخدام ضمير العاقل تغليبا
أمّا بالنسبة لسؤالك الثاني فليس الأمر تعليما لألفاظ إنما كان الأمر تعليما لماهيات وخواص بعض الأشياء التي تعينه على فهم وتحديد وتصنيف الأشياء--من الطبيعي إذن عندما تعرض عليه الماهيات والخصائص أن يربط عقلا مستنتجا أمورا وأشياء حولها وهذا ما لا تستطيعه الملائكة لأنها لم تعط قوة العقل والتفكير
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[18 - 06 - 2005, 11:43 ص]ـ
ولكن الملائكة (وهي التي بلا عقل ولا تفكير)، استنتجت –وكانت محقة- أن خلق الإنسان هذا مؤهل للإفساد وسفك الدماء!!
وهاهي (التي لا تعقل ولا تفكر) تُبدي وتكتم!!
((وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ))
ولم نقبل أن يتحدى أحدٌ أحداً الا اذا كان نده .. ثمّ نقبل أن يتحدى الله الملائكة مرة والبشر مرة؟!!!
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً!
ويجدر بصاحب السؤال ذكر مصدر المعلومات التي ينوي مناقشتها، فذاك دأب من أراد التفنيد، لا الغمز واللمز.
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[18 - 06 - 2005, 12:39 م]ـ
أحسن خالد عبد الرحمن ..
ألم تر إلى الاخ الشرباتي كبف وضع القول في أفواه المجيبين بطريق سؤاله واستنكاره؟؟
نريد من يتجرد ويتحرر ..
ثم يريدنا أخونا الشرباتي أن نترك استدلال ذلك المتهم وما فيه من الرصانة والبداهة والقوة, ونتابع "فلسفة" الرازي ..
يعني خلق الله ما خلق, واختصم الملأ الاعلى لأجل المخلوق الضارط الفاسي, فحق لله بعدها أن يباهي {ألم اقل لكم إني اعلم ما لا تعلمون}؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الآن .. أنا على بينة .... لن أسمع لأحد, ولن أخضع لأسم .. بل هي كذلك: ألله ورسوله وكتابه وعبده أنا .. إني ذاهب إلى ربي سيهدين ..
إننا نأتي بالفحول ليلقحوا لنا عقولنا, فتحمل منهم ما تحمل!.
وإنما الخفيف من أجّر عقله!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 06 - 2005, 01:23 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 06 - 2005, 01:46 م]ـ
:::
قوله تعالى (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوَهُمْ) 33 الرعد
سمّوهم ----لا تعني بالمرة اذكروا أسماءهم---فللشركاء أسماء--منها هبل واللات والعزى -- إلخ والكافرون يعرفون أسماء الشركاء " الأنداد"---
إذن ليس المقصود اذكروا أسماءهم
بل المقصود بينّوا حقيقتهم من حيث قدرتهم على الخلق والتدبير غير الموجودة أصلا
لاحظوا كيف استخدم القرآن طلب ذكر الأسماء بمعنى طلب الحقائق والماهيات---ونحن في منهجنا لا نقلل من علمائنا الأفذاذ ونستند إليهم ونعتمد عليهم ولا نقول مطلقا أننا الأفذاذ الذين آتانا الله العلم بل نحن نقتات على موائدهم ونحترمهم ونترحم عليهم قولا وعملا
قال ابن عطية في المحرر الوجيز (وقوله: {قل سموهم} أي سموا من له صفات يستحق بها الألوهية))
ـ[الامين]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 12:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما الجواب عن السؤال الاول فكما ذكرت أخي الكريم هو أن استعمال الضمير «هم» واسم الإِشارة «هؤلاء» لا يختص بالعاقل، بل قد يستعملان في جمع مكوّن من عاقل وغير عاقل تغليبا ً، ونضيف إلى ذلك إلى انهما قد يستعملان في جمع غير عاقل. كقوله تعالى: (رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) والضمير «هم» في الآية يعود على الكواكب والشمس والقمر التي رآها يوسف.
و أما الجواب عن السؤال الثاني أفلا يمكن ان يقال ان المراد بالاسماء هنا نفس الالفاظ فقط وهو تعجيز شديد، يعني: انكم اذا لم تقدروا على الاخبار عن مجرد اللفظ فاولى ان تكونوا عاجزين عن معرفة اسرار الاشياء وحقائقا ان كنتم صادقين في ان ما خطر في انفسكم انكم افضل من آدم وما اظهرتموه من الدهشة في اختيار الخليفة من الانسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الامين]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 01:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا سؤال اخر يتعلق بقوله تعالى: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)؟
ظاهر الملائكة كانوا عالمين ـ كما يبدو من تساؤلهم ـ أن هذا الإنسان موجود يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فكيف عرفوا ذلك؟!
ـ[سليم]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 02:08 ص]ـ
السلام عليكم
أن الله أخبر الملائكة بأن ذرية خليفته في الأرض يفسدون فيها ويسفكون فيها الدماء, فمن أجل ذلك قالت الملائكة: أتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا فأين ذكر إخبار الله إياهم في كتابه بذلك؟ قيل له: اكتفي بدلالة ما قد ظهر من الكلام عليه عنه, كما قال الشاعر:
فَلاَ تَدْفِنُونِي إنّ دَفْنِي مُحَرّمٌ عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ خامِرِي أُمّ عامِرِ
فحذف قوله دعوني للتي يقال لها عند صيدها خامري أم عامر, إذ كان فيها أظهر من كلامه دلالة على معنى مراده. فكذلك ذلك في قوله: قالُوا أتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها لما كان فيه دلالة على ما ترك ذكره بعد قوله: إنّي جاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً من الخبر عما يكون من إفساد ذريته في الأرض اكتفى بدلالته وحذف, فترك ذكره كما ذكرنا من قول الشاعر. ونظائر ذلك في القرآن وأشعار العرب وكلامها أكثر من أن يحصى. فلما ذكرنا من ذلك اخترنا ما اخترنا من القول في تأويل قوله: قالُوا أتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدّماءَ.
تفسير الطبري.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 03:18 ص]ـ
أخي محمد وفقه الله
حبذا لو تناولت المسألة بهدوء ودون تطرق إلى أشخاص، ولاتحرمنا فائدة هذا التحاور0
ودمت سالما0
ـ[الامين]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 11:06 م]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
فقد ذكر المفسرون عنه ثلاثة أجوبة:
أحدها: إن الله سبحانه أوضح للملائكة من قبل على وجه الإِجمال مستقبل الإِنسان
وهذا الوجه هو الذي نقله الاخ سليم عن تفسير الطبري.
والثاني: إن الملائكة فهموا ذلك من خلال عبارة «في الأرض»، لأنهم علموا أن هذا الإِنسان يخلق من التراب، والمادة لمحدوديتها هي حتماً مركز للتنافس والنزاع. وهذا العالم المحدود المادي لا يستطيع أن يشبع طبيعة الحرص في الإنسان. وهذه الدنيا لو وضعت بأجمعها في فم الإنسان فقد لا تشبعه. وهذا الوضع ـ إن لم يقترن بالإِلتزام والشعور بالمسؤولية ـ يؤدي إلى الفساد وسفك الدماء.
والثالث: قد ذهب بعض المفسرين إلى أنّ تنبؤ الملائكة يعود إلى تجربتهم السابقة مع مخلوقات سبقت آدم، وهذه المخلوقات تنازعت وسفكت الدماء وخلفت في الملائكة انطباعاً مرّاً عن موجودات الارض.
ـ[الامين]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا سؤال اخر يتعلق بقوله تعالى: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)؟
ظاهر الملائكة كانوا عالمين ـ كما يبدو من تساؤلهم ـ أن هذا الإنسان موجود يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فكيف عرفوا ذلك؟!
بسم الله الحمن الرحيم
فقد ذكر المفسرون عنه ثلاثة أجوبة:
أحدها: إن الله سبحانه أوضح للملائكة من قبل على وجه الإِجمال مستقبل الإِنسان
وهذا الوجه هو الذي نقله الاخ سليم عن تفسير الطبري.
والثاني: إن الملائكة فهموا ذلك من خلال عبارة «في الأرض»، لأنهم علموا أن هذا الإِنسان يخلق من التراب، والمادة لمحدوديتها هي حتماً مركز للتنافس والنزاع. وهذا العالم المحدود المادي لا يستطيع أن يشبع طبيعة الحرص في الإنسان. وهذه الدنيا لو وضعت بأجمعها في فم الإنسان فقد لا تشبعه. وهذا الوضع ـ إن لم يقترن بالإِلتزام والشعور بالمسؤولية ـ يؤدي إلى الفساد وسفك الدماء.
والثالث: قد ذهب بعض المفسرين إلى أنّ تنبؤ الملائكة يعود إلى تجربتهم السابقة مع مخلوقات سبقت آدم، وهذه المخلوقات تنازعت وسفكت الدماء وخلفت في الملائكة انطباعاً مرّاً عن موجودات الارض.
ـ[الامين]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 11:11 م]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
السؤال الاخير في هذه الاية المباركة: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا
هنا يوجد بحث تاريخي في نشأة اللغة عند الانسان بعد معلومية انتهائها الى الله عز وجل فانه المفيض علينا هذه النعمة ـ كما في سائر نعمه عز وجل ـ بالهام منه تعالى مباشرة او بالتعليم. فالسؤال هو كيف نشاة اللغة؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 06:48 ص]ـ
أنا عندي أن اللغة نشأت إصطلاحا وتواضعا بين الناس وليست توقيفية---
والدليل قوله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ) ولو كانت اللغات توقيفية لاحتاج الناس إلى رسول يحمل اللغة قبل أن يحمل الرسالة---وما يشاهد من موت ألفاظ وحياة ألفاظ أخرى لدليل على أن اللغة من قبيل الإصطلاح
والآية التي يستخدمها القائلون بتوقيفية اللغة هي هذه الآية
(إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الهُدَى) 23 النجم
مع أن السلطان هنا هو البرهان--ولا تحتاج الأسماء إلى برهان إنما حقائق الأسماء تحتاج إليه--وهنا يطلب البرهان على الحقائق--فهم يدّعون بأنها آلهة والسياق يؤكد أن لا برهان لديهم على هذا الإدعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الامين]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 05:41 م]ـ
[ QUOTE= جمال حسني الشرباتي] [ B] أنا عندي أن اللغة نشأت إصطلاحا وتواضعا بين الناس وليست توقيفية---
بسم الله الرحمن الرحيم
أن ما أفاده أخونا جمال حسني هو كلام صحيح ومتين لكنه يحتاج إلى توضيح وشرح أوسع.
فنقول: قد وقع الخلاف في تعيين ومعرفة الواضع: هل هو الله تعالى أو الأنبياء والرسل أو الملائكة، أو أن الألفاظ الموضوعة بعضها من الله وبعضها من الناس. فهنا اقول:
الاول: أن الله تبارك وتعالى هو الواضع الحكيم، لان حكمته البالغة لما اقتضت تكلم البشر بابراز مقاصدم بالالفاظ فلابد من انتهاء كشف الالفاظ لمعانيها إليه تعالى شانه بوجه إما بوحي منه إلى نبي من أنبيائه أو بالهام منه الى البشر أو إيداع ذلك في طباعهم بحيث صاروا يتكلمون ويبرزون المقاصد بالالفاظ بحسب فطرتهم حسب ما أودعه الله في طباعهم.
وهذا الوجة وان كان يلائم المستفاد من الاية الكريمة، وذلك لان الجمع المحلى باللام المفيد للعموم في (الاسماء) وتاكيده بلفظ (كل) الواقعين في الاية الكريمة يشملان جميع الاسماء الواقعة في سلسلة الزمان الى انقراض العالم وفي جميع اللغات واللهجات وقد احاط بها آدم (عليه السلام) احاطة فعلية.
وهذا القول وان لم يكن من قدرة الله تعالى ببعيد ولكنه مشكل جدا وبعيد من الاذهان، ولو كان الامر كذلك لكانت معجزة أدم (عليه السلام) اجلى وارفع من معجزات جميع الانبياء.
وهذا القول أيضا كما ترى أخي القاري لو تم فإنما يتم لو كان وضع الألفاظ لمعانيها دفعيا وفي زمان واحد، إلا أن الأمر ليس كذلك، فإن سعة دائرة الوضع وضيقها تتبع سعة دائرة الغرض وضيقها ولان بقاء المجتمع البشري قائم على تطلعاته وثقافته وهي مستمرة تبعاً لتدرجه الزمني تبعاً لاحتياجاته فهو مرتهن على طبق التدرج والامر الطولي دون الوجود العرضي لاغراضه، ومقتضى الغرض يوجد بما يقتضيه حاجته، ولا يمكن أن توجد دفعة واحدة ولذا إن زمن آدم غير زماننا، وهكذا في الازمان الأخرى المتلاحقة تسير تبعاً للاغراض، فتتولد المعاني، وتتأطر بالالفاظ بما تكون قالباً لها ومناسباً لها.
والحاصل: فان الله سبحانه وإن كان هو الملهم والجاعل التكوني في بناء الانسان ولكن مسالة الوضع وكيفية نشاة اللغة
يوكلها الى الانسان وشؤونه الثقافية والكسبية.
القول الثاني: بأن الواضع هو النبي حيث أن مسيرة المجتمع البشري قائمة على الخلاء الفكري، فلابد له من مربي يقوده إلى الصالح ويبعده عن طريق الاعوجاج ولما كان الانبياء بيدهم الدور التعليمي فالناس بمقتضى طبعهم محتاجون إلى المربي في أفكارهم والمربي في منطقهم ولسانهم فثبت أن الواضع الحقيقي الانبياء وليس غيرهم.
فآدم لما كان نبياً لأبنائه فأول نزوله حاملا البيان للمسميات الى الارض فكان هو الواضع للغة وجاعلها الحقيقي فيكون هو المخطط العام للوضع وأما توسعة اللغة فتحصل عن طريق المقارنات والعلاقات المجازية الحادثة.
وهذا أيضا يشكل القول به وذلك: أن الانبياء وإن كانوا هم الوسيلة في بناء المجتمع وبناء هيكله، إلا أن ذلك لا يتحدد بكون الوضع مختصاً بهم، هذا مع أن مدارك الانسان تقع على نحو التدرج فكل زمن له مصطلح خاص، والفاظ مخصوصة مما يجدها مرتبطة بمعانهيا ويكون في ظرف انقطاع الانبياء يكون موجباً لانقطاع اللغة بينما نجد استمراية اللغة تبعاً لتولد المعاني المستحدثة.
القول الثالث: كون الواضع هو الملائكة وذلك من خلال كون الوصي عن طريق جبرائيل في مقام التبليغ والهداية للمجتمع البشري، وهذا يكشف عن جعل العلاقة الوضعية بكونها مرتبطة بالوحي الإلهي فيكون الاستناد إليه حقيقيا دون النبي.
ويرد على هذا القول: ان الوضع هو عبارة عن اضافة خاصة بين اللفظ والمعنى على وجه الاعتبار، ودور الملك لم يثبت لديه تلك الاضافة الخاصة الاعتبارية والعلاقة الوضعية اللفظية، وأما انزال الكتب السماوية كالتوراة والانجيل والقرآن لم يكن الاسنتاد الوضعي فيها للوحي حقيقة، وإنما هو مجرد وجود حكائي اودعه الله في عقلية جبرائيل في النطق عن تلك الالفاظ الخاصة ولم يكن له جهة استقلالية في مقام الوضع.
القول الرابع: أن يكون الواضع هو البشر بمعنى: أن شخصا أو جماعة معينين من أهل كل لغة يتمكن من وضع ألفاظها لمعانيها.
والجواب عن هذا القول: انه لم يثبت تاريخياً ان استناد الوضع مرتبط بشخص خاص من سنخ البشر كيعرب بن قحطان ولو قدر الانحصار به لاستلزم التعطيل في اللغات والعسر والحرج فاذن لو فرض أن البشر كان هو الواضع لنقل ذلك في التواريخ فإنها تتكفل بنقل ما هو دونه، فكيف بمثله؟ وهذا الجواب إنما يتم لو كان الواضع شخصاً واحداً أو جماعة معينين، وأما إذا التزمنا من ان الواضع لا ينحصر بشخص واحد أو جماعة معينين بل كل مستعمل من أهل اللغة واضع بشكل تدريجي، فلا يبقى مجال للنقل في التواريخ.
والنتيجة التي نصل اليها من كل هذا وان أطلت عليكم هو ان الواضع لا يتحدد بالفرد الشخصي وإنما الواضع يقع نوعياً، لان الطبيعة البشرية في دور النمو والتطور الفكري تبعاً لاجتاجة وأغراضه، فكما تتطور مداركه وثقافته واحتاجته يضع ألفاظ على طبق تلك المعاني كما في الهاتف والتلفاز والمذياع والاقمار الصناعية والطائرات والسفن واللاسلكي ونحوها
فالبشر نوعا يقومون بعملية الوضع فهم أهل تلك اللغة في كل عصر، وذلك أمر ممكن لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الامين]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 05:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أن ما أفاده أخونا جمال حسني هو كلام صحيح ومتين لكنه يحتاج إلى توضيح وشرح أوسع.
فنقول: قد وقع الخلاف في تعيين ومعرفة الواضع: هل هو الله تعالى أو الأنبياء والرسل أو الملائكة، أو أن الألفاظ الموضوعة بعضها من الله وبعضها من الناس. فهنا اقول:
الاول: أن الله تبارك وتعالى هو الواضع الحكيم، لان حكمته البالغة لما اقتضت تكلم البشر بابراز مقاصدم بالالفاظ فلابد من انتهاء كشف الالفاظ لمعانيها إليه تعالى شانه بوجهٍ إما بوحي منه إلى نبي من أنبيائه أو بالهام منه الى البشر أو إيداع ذلك في طباعهم بحيث صاروا يتكلمون ويبرزون المقاصد بالالفاظ بحسب فطرتهم حسب ما أودعه الله في طباعهم.
وهذا الوجة وان كان يلائم المستفاد من الاية الكريمة، وذلك لان الجمع المحلى باللام المفيد للعموم في (الاسماء) وتاكيده بلفظ (كل) الواقعين في الاية الكريمة يشملان جميع الاسماء الواقعة في سلسلة الزمان الى انقراض العالم وفي جميع اللغات واللهجات وقد احاط بها آدم (عليه السلام) احاطة فعلية.
وهذا القول وان لم يكن من قدرة الله تعالى ببعيد ولكنه مشكل جدا وبعيد من الاذهان، ولو كان الامر كذلك لكانت معجزة أدم (عليه السلام) اجلى وارفع من معجزات جميع الانبياء.
وهذا القول أيضا كما ترى أخي القاري لو تم فإنما يتم لو كان وضع الألفاظ لمعانيها دفعيا وفي زمان واحد، إلا أن الأمر ليس كذلك، فإن سعة دائرة الوضع وضيقها تتبع سعة دائرة الغرض وضيقها ولان بقاء المجتمع البشري قائم على تطلعاته وثقافته وهي مستمرة تبعاً لتدرجه الزمني تبعاً لاحتياجاته فهو مرتهن على طبق التدرج والامر الطولي دون الوجود العرضي لاغراضه، ومقتضى الغرض يوجد بما يقتضيه حاجته، ولا يمكن أن توجد دفعة واحدة ولذا إن زمن آدم غير زماننا، وهكذا في الازمان الأخرى المتلاحقة تسير تبعاً للاغراض، فتتولد المعاني، وتتأطر بالالفاظ بما تكون قالباً لها ومناسباً لها.
والحاصل: فان الله سبحانه وإن كان هو الملهم والجاعل التكوني في بناء الانسان ولكن مسالة الوضع وكيفية نشاة اللغة
يوكلها الى الانسان وشؤونه الثقافية والكسبية.
القول الثاني: بأن الواضع هو النبي حيث أن مسيرة المجتمع البشري قائمة على الخلاء الفكري، فلابد له من مربي يقوده إلى الصالح ويبعده عن طريق الاعوجاج ولما كان الانبياء بيدهم الدور التعليمي فالناس بمقتضى طبعهم محتاجون إلى المربي في أفكارهم والمربي في منطقهم ولسانهم فثبت أن الواضع الحقيقي الانبياء وليس غيرهم.
فآدم لما كان نبياً لأبنائه فأول نزوله حاملا البيان للمسميات الى الارض فكان هو الواضع للغة وجاعلها الحقيقي فيكون هو المخطط العام للوضع وأما توسعة اللغة فتحصل عن طريق المقارنات والعلاقات المجازية الحادثة.
وهذا أيضا يشكل القول به وذلك: أن الانبياء وإن كانوا هم الوسيلة في بناء المجتمع وبناء هيكله، إلا أن ذلك لا يتحدد بكون الوضع مختصاً بهم، هذا مع أن مدارك الانسان تقع على نحو التدرج فكل زمن له مصطلح خاص، والفاظ مخصوصة مما يجدها مرتبطة بمعانهيا ويكون في ظرف انقطاع الانبياء يكون موجباً لانقطاع اللغة بينما نجد استمراية اللغة تبعاً لتولد المعاني المستحدثة.
القول الثالث: كون الواضع هو الملائكة وذلك من خلال كون الوصي عن طريق جبرائيل في مقام التبليغ والهداية للمجتمع البشري، وهذا يكشف عن جعل العلاقة الوضعية بكونها مرتبطة بالوحي الإلهي فيكون الاستناد إليه حقيقيا دون النبي.
ويرد على هذا القول: ان الوضع هو عبارة عن اضافة خاصة بين اللفظ والمعنى على وجه الاعتبار، ودور الملك لم يثبت لديه تلك الاضافة الخاصة الاعتبارية والعلاقة الوضعية اللفظية، وأما انزال الكتب السماوية كالتوراة والانجيل والقرآن لم يكن الاسنتاد الوضعي فيها للوحي حقيقة، وإنما هو مجرد وجود حكائي اودعه الله في عقلية جبرائيل في النطق عن تلك الالفاظ الخاصة ولم يكن له جهة استقلالية في مقام الوضع.
القول الرابع: أن يكون الواضع هو البشر بمعنى: أن شخصا أو جماعة معينين من أهل كل لغة يتمكن من وضع ألفاظها لمعانيها.
والجواب عن هذا القول: انه لم يثبت تاريخياً ان استناد الوضع مرتبط بشخص خاص من سنخ البشر كيعرب بن قحطان ولو قدر الانحصار به لاستلزم التعطيل في اللغات والعسر والحرج فاذن لو فرض أن البشر كان هو الواضع لنقل ذلك في التواريخ فإنها تتكفل بنقل ما هو دونه، فكيف بمثله؟ وهذا الجواب إنما يتم لو كان الواضع شخصاً واحداً أو جماعة معينين، وأما إذا التزمنا من ان الواضع لا ينحصر بشخص واحد أو جماعة معينين بل كل مستعمل من أهل اللغة واضع بشكل تدريجي، فلا يبقى مجال للنقل في التواريخ.
والنتيجة التي نصل اليها من كل هذا وان أطلت عليكم هو ان الواضع لا يتحدد بالفرد الشخصي وإنما الواضع يقع نوعياً، لان الطبيعة البشرية في دور النمو والتطور الفكري تبعاً لاحتاجة وأغراضه، فكما تتطور مداركه وثقافته واحتاجته يضع ألفاظ على طبق تلك المعاني كما في الهاتف والتلفاز والمذياع والاقمار الصناعية والطائرات والسفن واللاسلكي ونحوها
فالبشر نوعا يقومون بعملية الوضع فهم أهل تلك اللغة في كل عصر، وذلك أمر ممكن لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:08 م]ـ
قال أخونا جمال:"لاحظوا كيف استخدم القرآن طلب ذكر الأسماء بمعنى طلب الحقائق والماهيات"
فعليه, وعلى من نقل عنه, أن يثبت أن هذه (القدرة) هي عين ما كان ينقص الملائكة, حتى يصبح هذا هو الفرق المبرر!!.
ثم, لو افترضنا جدلا أن هذا هو ما عني به علم الاسماء, فلم الارض, ولِمَ ترتكز الخليقة والخلافة على هذه "الفارقة"؟؟
فيا ترى, كيف قالت الملائكة "يسفك" "يفسد", وهي لا تعلم الخصائص والماهيات, وهاتان بلا شك حقائق وتوصيفات لا أسماء!.
ثم, إن "البينات" ((((القرآنية)))) التي ساقها الشيخ صلاح الدين, تفوق الحاجة إلى الاستدلال بمجرد نص مقتبس عن أحد ما!. ونحن تبع للبينة والهدى, ولم نُمض مع أحد عقدا!.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 01:17 ص]ـ
الإخوة الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ثم أما بعد:
فقد قرأت ما جاء في مشاركاتكم - بارك الله فيكم جميعاً .. ثم قرأت ما جاء في بحث الاخ أبي عرفة – وفقنا الله وإياه لما يرضى - وقبل أن أدلي بدلوي في ما كُتب، وأعلّق على ما اختُلف فيه .. فإني أذكّركم وأذكّر نفسي أن الذي بين أيدينا هو كتاب الله عزّ وجلّ .. والتدبّر في كتاب الله لا يتأتى بالجدل العقيم .. فالجدل مذموم ومنهي عنه إلا إذا كان بإنصاف وفيه من الرفق والبيان والتزام الحق والرجوع الى ما أوجبته الحُجّة القاطعة ..
وإذا كان ذلك كذلك يا رعاكم الله، فهلا تركتم التعسف والبذاء والاستطالة .. ولا يكونّن همّ أحدكم إضعاف نفوس ورفع رؤوس .. فإن الانتصار لقول من غير دليل لا يغني عن الحق شيئاً .. واختلاف الناس في الحق لا يوجب أبداً اختلاف الحق نفسه، فالحق في نفسه واحد، لا يتعارض ولا يختلف ..
وفي ذلك قال الشاعر:
وليس كل خلاف جاء معتبراً ----- إلا خلاف له حظ من النظر
وقال آخر:
وكم من عائب قولاً صحيحاً ----- وآفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الآذان منه ----- على قدر القرائح والعلوم
وحسبنا في ذلك قول الحق تبارك وتعالى: " وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ".
يتبع ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 04:02 ص]ـ
توطئة لا بدّ منها
قبل أن ندلي بملاحظاتنا حول بحث الأخ أبي عرفة – حفظه الله - وما جاء فيه من كلام حول مدلول (الأسماء) في قوله تعالى " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا "، رأينا أن نعلّق بعض الشيء على ما جاء في مشاركات الاخوة الأفاضل بخصوص أصل اللغة، وما قيل في الأسماء والمسميات، لأنها أمور ذات علاقة بما سيأتي في كلامنا إن شاء الله تعالى ..
أصل اللغة
إن العقل البشري من الصعب تقييده، وهو وإن كان من الأجدى عليه أن يتعمّق في اللغة نفسها ويتفهّم طبيعتها وتعبيرها وأسلوبها، فهو لا يكتفي بذلك، بل ينصرف الى أمور أخرى يثيرها السؤال والاستفسار، كأصل اللغة ونشوئها وتطوّرها. وإن كان يعلم أن الغموض يحيطها من كل جانب، وليس عنده من الوثائق ما يرجع إليه.
ولقد اختلف العلماء في تحديد أصل اللغة ونشوئها، فانقسموا الى ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: يقول إن اللغة وحي إلهي وتوقيف، ومن المعتقدين بهذه النظرية الزمخشري وأبو علي الفارسي. جاء في الكشاف: قوله تعالى " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ": " الأسماء كلها أي أسماء المسميات فحذف المضاف إليه .. فإن قلت فما معنى تعليمه أسماء المسميات؟ قلت: أراه الأجناس التي خلقها وعلّمه أن هذا اسمه فرس وهذا اسمه بعير وهذا اسمه كذا، وعلمه أحوالها وما يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية " (1\ 210). وجاء في الخصائص: " إلا أن أبا علي رحمه الله قال لي يوماً: هي من عند الله، واحتجّ بقوله سبحانه " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا "، وذكر أنه قد يجوز تأويله أقدر آدم على أن واضع عليها " (1\ 40).
ونسب أبو الفتح بن برهان في كتاب (الوصول الى الأصول) الى المعتزلة القول بأن اللغات بأسرها تثبت اصطلاحاً (المزهر: 1\ 20). ولعلّ ذلك راجع الى أصل معتقدهم أن الانسان خالق أفعاله واللغة من جملتها. وإذا كان الأمر كذلك فإن أبا علي الفارسي والزمخشري مخالفان لمذهبهما الاعتزالي في هذه المسألة.
المذهب الثاني: يرى أن اللغة تواضع واصطلاح. يقول ابن جنّي: " أكثر أهل النظر على هذا الأمر وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعداً فيحتاجوا الى الإبانة عن الأشياء المعلومات، فيضعوا لكل واحد منها سمة ولفظاً إذا ذُكر عُرف به ما مُسمّاه ليمتاز عن غيره بذكره عن إحضاره الى مرآة العين. وذهب بعضهم الى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء وشحيح الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونزيب الظبي ونحو ذلك، ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد " (الخصائص: 1\ 40 - 47).
فهذا الرأي يقول إن اللغة الانسانية نشأت من الاصوات الطبيعية " التعبير الطبيعي عن الانفعالات، أصوات الحيوانات، أصوات مظاهر الطبيعة، الأصوات التي تحدثها الأفعال عند وقوعها كصوت الضرب والقطع والكسر، وسارت في سبيل الرقي شيئاً فشيئاً " (علم اللغة لعلي عبد الواحد وافي، ص95 - 96).
وهذا الرأي هو النظرية المتقبلة التي ذهب إليها معظم المحدثين.
المذهب الثالث: يقوم على الوقف، أي لا يدري أهي من وضع الله أو البشر، لعدم الدليل القاطع في ذلك (الاقتراح، ص7). قال ابن السبكي في (رفع الحاجب): "الصحيح عندي أنه لا فائدة لهذه المسألة وهو ما صحّحه ابن الأنباري وغيره، ولهذا قيل: ذكرهما في الأصول فضول " (مشكلات حياتنا اللغوية، ص33).
وقد صوّب هذا الاتجاه الأستاذ أمين الخولي، قال: "انتباه الأقدمين – رغم ظروفهم الحيوية والعقلية – إلى أن هذا البحث في أصل اللغة ونشأتها ليس بذاك حتى قال قائلهم: والصحيح عندي أنه لا فائدة لهذه المسألة .. وهي لفتة طيّبة تريحنا وتريحكم من الوقوف عند كثير مما قيل في أصل اللغة ". (مشكلات حياتنا اللغوية، ص32).
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 10:07 ص]ـ
أرجو من الأخ لؤي أن يفصل موضوعه في مشاركة مستقلة لأهمية بحثه--عسى أن يتكرم المشرف بجعله مثبتا
ـ[هيفاء حسني]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 05:37 م]ـ
لا يوجد لغة اصلية للانسان، او لغة اولية قبل اللغات، كل جنس من البشرفي ما مضى من العصور تكلم باللغة التي اخترعها حسب ما فهمه ولاحظه من حولة، وحسب نطقه، فلا يوجد لغة معينة قامت عليها اللغات.(/)
قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 10:22 ص]ـ
:::
آية الأعراف (قَالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ) 110 - 111
ماذا تلاحظون فيها؟
كافة الأقوال فيها على لسان الملأ--
آية الشعراء (قَالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ) 34 - 36
على لسان فرعون قال تعالى (قَالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ)
وعلى لسان الملأ قال تعالى (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ)
فإذا علمت أن الإرسال بعث على مهل وتؤدة والبعث يتضمن معنا التعجيل---ناسب أن يكون جوابهم لكلامه المشبع بالغضب كلمة تتضمن التعجيل في الرد فقالوا "وَابْعَثْ"
بينما في كلامهم في سورة الأعراف كانوا يتشاورون ويشيرون وفي المشاورة تمهل فناسب استخدام لفظة "أرسل(/)
أفضل كتاب من كتب البلاغة للمراجعة في هذا الصيف
ـ[المضري]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 05:17 م]ـ
السؤال الذي أود طرحه على الإخوة
ماهو الكتاب الذي ترون أنه مفيد وقريب وسهل العبارة لمن أراد مراجعة هذا الفن في فصل الصيف؟ وهل ترون أن حفظ المتون كالجوهر المكنون مجدي ومهم؟ وهل هناك مشجرة تسهل علينا تصور علم البلاغة وتسهل علينا استيعابه؟
الرجاء الرد مع العلم أن في مكتبتي كتاب1 - البلاغة في ثوبها الجديد2 - البلاغة فنونها وأفنانها3 - البلاغة الواضحة 4 - الجزهر المكنون مع شرح عبد الرحمن الأخضري5 - علوم البلاغة للمراغي
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 05:25 م]ـ
هلا طالعت الزركشي (البرهان في علوم القرآن)
ستدعو لي إن فعلت
ـ[المضري]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيرا ياجمال سافعل بإذن الله(/)
ما الحكمه من تقديم الصبار على الشكور؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 10:10 م]ـ
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:" وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ *"
هنا قدم الصبار على الشكور, ما وجه البلاغه فيها؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 07:14 ص]ـ
قوله تعالى
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) 5 ابراهيم
يظهر لي أن أيّام الله التي ذكّرهم بها معظمها أيّام بؤس وشقاء والقليل منها أيام نعيم وهناء--فذكر الصبر بصيغة المبالغة للدلالة على ذلك---أي على كون الأيام التي تتطلب الصبر كثيرة نسبة للتي تتطلب الشكر
قال إبن عاشور (ولكون الآيات مختلفة، بعضها آيات موعظة وزجر وبعضها آيات منة وترغيب، جُعلت متعلقة بـ {كل صبار شكور} إذ الصبر مناسب للزجر لأن التخويف يبعث النفس على تحمل معاكسة هواها خيفة الوقوع في سوء العاقبة، والإنعام يبعث النفس على الشكر، فكان ذكر الصفتين توزيعاً لما أجمله ذكر أيام الله من أيام بؤس وأيام نعيم.)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لفظة (صابر) اسم فاعل، ولفظة (صبّار) صفة مشبهة، تدلّ على الثبات والتوكيد. والظاهر من استعمالاتهما في القرآن الكريم أن (الصابر) و (الصبّار) كليهما أثيران عند الله تعالى. فالصابر يلجأ الى الله عن طريق الدعاء .. والصبّار يلجأ الى الله عن طريق الاحتساب .. وكلاهما مؤمن بالله، راجٍ فضله.
أما بالنسبة للفظة (صبّار) فقد جاءت في ألوان من السياق تستدعي التوكيد عن طريق هذه الصيغة، وتستدعي التقديم أيضاً، كما هو الحال في قوله تعالى: " إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ". ونكتفي للتدليل على ذلك بمناقشة السياق الذي وردت فيه هذه اللفظة في آية سورة الشورى.
فقد سبق لفظة (صبّار) حديث عن المصيبة " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ "، وحديث عن عدم إعجاز الناس في الارض " وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ". وهذه أمور يناسبها التكثير من مادة الصبر، أي: صبّار. يضاف الى ذلك أنه سبق (صبّار) وجاء في سياقها الحديث عن الفُلك التي تجري في البحر كالأعلام: " إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ".
وإن التناظر لواضح بين حال الذين يكونون في تلك الفُلك وبين صيغة (صبّار) وتقديمها على لفظة (شكور). لأن الذين يعانون الرعب في تلك الفُلك الواقفة في وسط البحر التي يمكن أن تنتهي الى الغرق .. مثل شدّتهم وصبرهم على هذا الوضع المرعب كمثل أولئك الذين يلاقون من المصائب ما يناسب أن يوصفوا معه أنهم (صبّارون). فإذا نجوا وعبروا البحر بسلام كان لزاماً عليهم أن يشكروا الله على ما منّ عليهم به من فضل.(/)
يسألونك عن الجبال
ـ[ابو فادي]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 11:15 م]ـ
:::
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى: (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا)
ويقول تعالى: (ويسألونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض)
ويقول تعالى: (ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت ...... ). الأية
ويقول تعالى: (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا)
السؤال ايها الاخوة: لم انفردت الاية الأخيرة بالفاء في قوله تعالى (فقل) ولم تأت مع الآيات السابقة؟
وبارك الله فيكم
اخوكم ابو فادي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 02:16 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو فادي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قد يزول اللبس في الموضوع إذا أضفت الى هذه المجموعة من الآيات الكريمات ما جاء في قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان).
فهنا لم يجيء بـ (فقل إني .. ) أو (قل إني .. )، وإنما قال: (فإني) مباشرة ..
لماذا يا ترى؟
أعتقد أن الاجابة قد تيسّرت الآن! ما رأيك؟
ـ[ابو فادي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 08:23 م]ـ
:::
السلام عليكم
الاية التي ذكرتها اخي الحبيب لؤي تتكلم عن الاستقبال لذا من الطبيعي ان تأتي اجابتها مقترنة بالفاء (إذا سألك) في المستقبل اما الايات التي اوردتها انا سابقا فليست للاستقبال بل للحال (يسألونك) هنا السؤال اخي الكريم لؤي وبارك الله فيك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 10:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الأخ الفاضل أبو فادي
اعلم - حفظك الله ورعاك - أن كلمة " يسألونك " جاءت في القرآن الكريم أكثر من أربع عشرة مرة، منها على سبيل المثال: " يسألونك عن الأنفال .. يسألونك عن المحيض .. ويسألونك عن الجبال .. يسألونك ماذا ينفقون .. ". وقبل أن نتدارس العلل البلاغية في الصيغ المنتقاة في كل منها .. دعنا نتدبّر صيغة السؤال " يسالونك .. " وفي جوابه " قل .. "؟ حيث نلاحظ ما يلي:
أولاً: جاء السؤال بصيغة الجمع " يسألونك .. "، للدلالة على أن المجتمع المسلم ينبغي أن يكثر فيه العلماء والمتعلمون وإلا كان مجتمعا جاهلا.
ثانياً: جاء السؤال بصيغة المضارع للدلالة عل استمرارية الأسئلة والتساؤلات، فالمسلم متعطش للمعرفة يرغب دائما فيها.
ثالثاً: كاف المخاطب في " يسألونك " إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو العالم الذي نستقي منه ديننا .. وهذا تنبيه إلى وجوب سؤال العالم الذي ينصح ويدل على الخير ويشير إلى الصواب، وعدم الأخذ من الجاهل لأنه يَضِلّ ويُضلّ.
رابعاً: من هذه الصيغة نستفيد أيضاً أنه يجب تحديد السؤال " عن الأنفال .. عن المحيض .. عن الجبال .. " وهكذا ..
خامساً: كلمة " قل " فيها دليل على وجوب إجابة السائل، فمن كتم علماً لجمه الله بلجام من نار ..
أما بالنسبة لما جاء في استفهامك، فاعلم أخي الكريم أن كلمة " يسألونك " جاءت أربع مرات بغير واو " يسألونك عن الأهلة .. يسألونك ماذا ينفقون .. يسألونك عن الشهر الحرام .. يسألونك عن الخمر "، ثم جاءت ثلاث مرات بالواو: " ويسألونك ماذا ينفقون .. ويسألونك عن اليتامى .. ويسألونك عن المحيض ". والسبب في ذلك أن سؤالهم عن الحوادث الأول وقع متفرقًا، أما سؤالهم عن الحوادث الأخر فقد وقع في وقت واحد، لذلك جيء بحرف الجمع دلالة على ذلك.
واعلم أيضاً أن عادة القرآن مجيء (قل) في الجواب لـ"يسألونك" إلا في " ويسألونك عن الجبال " فقد جيء بـ (فقل) .. والسبب في ذلك أن التقدير فيه مستقبلاً، أي: لو سُئلت عنها .. (فقل)!
وأما قوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"، فلم يجيء بـ (قل) للاشارة الى أن العبد في حال الدعاء في أشرف المقامات ولا واسطة بينه وبين مولاه.
واعلم أن من إعجاز القرآن أيضاً في اختياره الدقيق للكلمات ما جاء في قوله تعالى في سورة النازعات: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها .. الآيات " .. فلم يأت هنا بـ (قل) كذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم وقت حدوثها، فلا ينبغي التقوّل على الله تعالى فيها، فعلمها عند الله وحده.
وهذا من إعجاز هذا الكتاب الحكيم.
ـ[ابو فادي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 03:15 ص]ـ
:::
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك اخي لؤي لقد اجبت وشفيت زادنا الله واياك علما ومعرفة وبارك الله فيك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 08:05 ص]ـ
إضافة لما شرحت فأبدعت أخي لؤي
فإن في قوله ((: (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا)))
سرعة---لأن حدث النسف سريع--فليكن جوابك على نفس مستوى سرعة الحدث---والفاء تفيد سرعة الفعل
ـ[أحلام]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 08:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن ارحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الافاضل:
بالنسبة (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا)
الانسان ابن أغيار أي يجد كل شيئ أمامه يتغير مع مرور الزمن
ولكن قد يعيش الانسان طويلا ويجد الجبل أمامه لا يتغير كما يبدو له ظاهرا
فكان من الطبيعي أن يجول في فكر الانسان ما مصير هذه الجبال الرواسي؟ لذلك يضرب بها المثل في الثبات {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} إبراهيم46
اما اقتران الفعل (قل) بالفاء لماذا؟؟
لأن السؤال في كل الآيات سؤال عن شيئ وقع بالفعل فكان الجواب بقل أما عن الجبال اتى الجواب بفقل لأنه حدث لم يقع بعد ..
والحق -سبحانه وتعالى - يخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه سيسأل هذا السؤال ,فكأن الفاء هنا دلت على شرط مقدر ,بمعنى إن سألوك بالفعل: فقل كذاوكذا ...
إذن السؤال عن الجبال لم يكن وقت نزول الآية ,أما الاسئلة الاخرى فكانت موجودة ,وسُئِلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
نتمم الاية:
(فقل ينسفها ربي نسفا) والنسف ورد في هذه الرورة مرتين (وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ [ u] لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً)
اي نفتته ونذرهافي الهواءوأكد النسف فقال (نسفاً) ليؤكدأن الجبال ايضا سوف تفتت الى ذرات صغيرة
وشكرا لكل من ساهم في هذا الموضوع الرائع وبحث عن وجوه البلاغة والاعجاز في كتاب أحكمت آياته ثم فصلت ...(/)
ما الحكمة من ترتيب القرآن الكريم بهذا الشكل؟
ـ[الضاد1]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 01:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الأعزاء، ما الحكمة من ترتيب القرآن الكريم بهذا الشكل؟
بحيث وصلنا:
الفاتحة
البقرة
آل عمران
... الناس
ولكم جزيل الشكل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 02:10 م]ـ
أهلا بك أخي
عليك بكتاب السيوطي (أسرار ترتيب القرآن)
وإليك ماقاله حول سورة الفاتحة
(سورة الفاتحة
افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة، لأنها جمعت مقاصد القرآن، ولذلك كان من أسمائها: أم القرآن، وأم الكتاب، والأساس فصارت كالعنوان وبراعة الاستهلال قال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن، ثم أودع علوم القرآن في المفصل، ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري، باشتمالها على الثناء على الله بما هو أهله، وعلى التعبد، والأمر والنهي، وعلى الوعد والوعيد، وآيات القرآن لا تخرج عن هذه الأمور قال الإمام فخر الدين: المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات، والمعاد، والنبوات، وإثبات القضاء والقدر فقوله:) الحمدُ للَهِ رَبِ العالمين (يدل على الإلهيات، وقوله:) مالكِ يومِ الدين (يدل على نفي الجبر، وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره وقوله) إِهدِنا الصِراطَ المُستَقيم (إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله، وعلى النبوات، فقد اشتملت هذه السورة على المطالب الأربعة، التي هي المقصد الأعظم من القرآن وقال البيضاوي: هي مشتملة على الحكم النظرية، والأحكام العملية، التي هي سلوك الصراط المستقيم، والإطلاع على مراتب السعداء، ومنازل الأشقياء وقال الطيبي: هي مشتملة على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين: أحدها: علم الأصول، ومعاقدة معرفة الله عز وجل وصفاته، وإليها الإشارة بقوله:) رَبِ العالمين الرحمن الرحيم (ومعرفة المعاد، وهو ما إليه بقوله:) مالكِ يومِ الدين (وثانيها: علم ما يحصل به الكمال، وهو علم الأخلاق، وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية، والإلتجاء إلى جناب الفردانية، والسلوك لطريقة الاستقامة فيها، وإليه الإشارة بقوله:) أَنعمتَ عَليهِم غَيرِ المعضوبِ عليهم ولا الضالين (قال: وجميع القرآن تفصيل لما أجملته الفاتحة، فإِنها بنيت على إجمال ما يحويه القرآن مفصلاً، فإنها واقعة في مطلع التنزيل، والبلاغة فيه: أن تتضمن ما سيق الكلام لأجله، ولهذا لا ينبغي أن يقيد شيء من كلماتها ما أمكن الحمل على الإطلاق وقال الغزالي في) خواص القرآن (: مقاصد القرآن ستة، ثلاثة مهمة، وثلاثة تتمة الأولى: تعريف المدعو إليه، كما أشير إليه بصدرها، وتعريف الصراط المستقيم، وقد صرح به فيها، وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى، وهو الآخرة، كما أشير إليه بقوله:) مالكِ يومِ الدين (والأخرى: تعريف أحوال المطيعين، كما أشار إليه بقوله) الذينَ أَنعمتَ عَليهِم (وتعريف منازل الطريق، كما أشير إليه بقوله:) إِياكَ نَعبُدُ وإِياكَ نَستَعين (وتجده في
http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=1104&page=1
ـ[الضاد1]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 09:08 م]ـ
أخي جمال أفهم من كلامك أن السيوطي يفسر ترتيب القرآن بهذا الشكل عندما يتناول كل سورة في تفسيرها؟ ولك الشكر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 09:21 م]ـ
ويربط أيضا بين نهاية سورة وبداية أخرى(/)
لا يوجد تكرار في سورة الرحمن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 03:57 م]ـ
إليكم هذا الجزء من السورة
(خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)
هل تعتبر الآية"فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " من قبيل التكرار؟؟
لا أرجح ذلك والسبب أنها ذكرت في كل مرة تعقيبا على موقف مختلف---ما قولكم في من قال لولده
أتغضبني في تقصيرك تجاهي وأنا ربيتك صغيرا
أتغضبني في عدم طاعتك لي وأنا ربيتك صغيرا
أتغضبني في تقتيرك علي وأنا ربيتك صغيرا
أليست " ربيتك صغيرا" من قبيل التعقيب المختلف معناه في كل جملة مما قلت--حتى لو حذفت لنقصت جودة زجرك لولدك
وهذا ما كان في سورة الرحمن--
قوله (خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ) أتبع ب (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) --أي يا معشر الإنس والجن لم تكذبون بنعمة خلق كل منكم من طبيعة مختلفة؟
وقوله مثلا (رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ) والتي أتبعها ب (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) فمعنى الكلام " لم يامعشر الإنس والجن تكذبون بنعم الله أن جعل لكم مشرقين ومغربين
وهكذا في كل موقع فيه (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ---مما يعني أنها ليست تكرارا لأنها في كل مرة ذات معنى مختلف عن الأخرى
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 10:22 ص]ـ
فهم جميل!
جُزيت خيراً. و لا أعلم إن كان هذا من عندك، أم نقلاً من مكان آخر!
ولكن إذا كانت الآلاء هي النعم، ومنطوق الآية في تذكير الثقلين بنعم الله ..
و أردتَ أن تقول أن السياق يتحدث عن نعم مختلفة، لزم كل منها تذكير خاص ..
يظل السؤال، فكيف تكون بعد " (مُدْهَامَّتَانِ) " أو بعد" (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) "؟؟!!
أم تقصد أن الآية" (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) " تحتمل تذكيراً بالنعمة، وتهديداً على التكذيب؟!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:11 ص]ـ
خالد
أحييك
إضافة جيدة من عندك ---شكرا على المرور
يجب أن أفكر باعتراضك----
هلا نقلت لنا رأي الأخ صلاح؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي جمال .. أطال الله بقاءك ..
إن من فوائد التكرار في عروس القرآن الكريم أنه جاء للتقرير بالنعم المختلفة المتعدّدة. فكلما ذكر نعمة أنعم بها قرّر عليها، ووبّخ على التكذيب بها .. ولذلك أتى بهذا الاستفهام بعد كل نعمة ذكرها، لتتحصّل في النهاية طائفة مجتمعة من النعم والآلاء.
كأنه يستفهم: فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان؟ أتكذّبان بإنزال القرآن؟ أتكذّبان بأنكم مخلوقون أحياء؟ أتكذّبان بأنكم متكلمون بُيَناء؟ أتكذّبان بالشمس والقمر ومنافعهما التي لا تُحصى؟ أتكذّبان بالنبات والاشجار؟ أتكذّبان برفع السماء والتشريع العادل؟ أتكذّبان بخلق الارض وإقامتكم منعمين هانئين عليها؟ أتكذّبان بما تجود به لكم من خيرات؟ .. ؟؟؟
فإن استطعتم أن تكذّبا يا معشر الثقلين ولو بخلق أنفسكم، ويكون لتكذيبكم تصديق عند أنفسكم صحّ لكم أن تكذّبوا بالرحمن. وإن لا .. ولا بدّ من لا .. فلا يصحّ لكم أن تكذّبوا بالرحمن.
فهذا الاستفهام الايقاعي ينفي كل احتمال للقدرة على التكذيب بآلاء الرحمن، ومن الطبيعي أن يكون هذا هو الايقاع المتسق أكمل الاتساق في سورة اسمها (الرحمن)، وأولى آياتها (الرحمن). فآلاء الرحمن لا تُكذّب، ونعمه لا تُجحد .. وإنما هي فيض من فيوض رحمته تعالى بعباده.
ثم إذا نظرت الى الهيكل العام للسورة نفسها، ستجد أنه قائم على أساس تفكيك الصور .. فمع تكامل الصور الثرية ونموّها، تجد أن آية الايقاع تعمل على تفكيكها. ومثل ذلك صورة الجنتين. فلو أنك قرأت: ومن دونهما جنتان - مدهامّتان - فيهما عينان نضّاختان - فيهما فاكهة ونخل ورمان - فيهن خيرات حسان - حور مقصورات في الخيام - لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان - متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان .. تجد أن الايقاع يعمل على تفكيك كل آية عمّا قبلها وعمّا بعدها.
ومن فوائد هذا التفكيك إيضاح الطابع الخاصّ الذي جاءت السورة كلها لتبيّن معناه وفحواه، وهو أن تستقرّ هذه الصور في ذهن المتلقّي، لتملأ وجدانه في أن ما يبدو في ظاهره نعمة واحدة، هو في حقيقته مجموعة من النعم.
فلو أن السياق والى بين أجزاء الصورة الواحدة، وحذف الايقاع، وجعل عناصرها متتابعة، لكان للمتلقي أن يمرّ عليها بسرعة، ولا يتوقّف عند أجزائها ليستوعبها، ويستجلي ما وراء دقائقها من دلالة على آلاء الرحمن التي لا تُكذّب.
فهذا الفاصل الايقاعي وسيلة فنية ودعوة متجدّدة الى التحليل والتأمّل بنعم الله وآلائه.
وقد قيل: الكلام إذا تكرّر تقرّر!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 08:56 ص]ـ
أخي لؤي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قلت عن سورة الرحمن "عروس القرآن"!
ولعلك سقتها من هذا الحديث:" لكل شىء عروس، و عروس القرآن الرحمن"
ولكنه حديث مُنكَر!
فانتبه، حفظك الله ...
ـ[الطائي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 10:00 ص]ـ
يرجى من الإدارة التكرم فوراً بتعديل رسم الآية في المشاركة الثانية (فيؤخذ) بدل (فيؤخذوا) احتراماً للذكر العظيم
الأخ خالد عبدالرحمن
يجب عدم الاستهانة بنقل الآيات، وأن يتم نقلها من نصّ مُراجَع ودقيق، وألاّ تُكتب إلا بعد التأكّد التام، وأخذاً للحيطة والحذر؛ أحثّ الإخوة على نسخ الآيات من أحد مواقع القرآن الكريم المنتشرة - ولله الحمد - في الشبكة العالمية.
لكم التحية ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 10:43 ص]ـ
إعتراضك في القمة
وإليكم هذا الموقع لنسخ الآيات منه---ويجب النقر على "النصوص" لتتمكن من النسخ
http://www.al-eman.com/Quran/default.asp?Page=Dislaytext
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 10:55 ص]ـ
أخواني الكرام،
شكراً لتصحيحكم لي ..
و أسأل الله أن يغفر لي ما أخطأت به في كتابة الآية.
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 03:05 م]ـ
السلام عليكم
اخي جمال ابدعت في هذه اللطيفه, ليس كل تكرار زياده وليس كل تكرار ركاكه, والتكرار استعمله العرب لإظهار اهميه الشيئ وتأكيدا وتثبيا للحجه,"فالتكرير في هذه الآيات للتأكيد والمبالغة في التقرير، واتخاذ الحجة عليهم بما وقفهم على خلق خلق. وقال القتبي: إن الله تعالى عدد في هذه السورة نعماءه، وذكر خلقه آلاءه، ثم أتبع كل، خلة وصفها ونعمة وضعها بهذه وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقررهم بها، كما تقول لمن تتابع فيه إحسانك وهو يكفره ومنكره: ألم تكن فقيرا فأغنيتك أفتنكر هذا؟! ألم تكن خاملا فعززتك أفتنكر هذا؟! ألم تكن صرورة فحججت بك أفتنكر هذا!؟ ألم تكن راجلا فحملتك أفتنكر هذا؟! والتكرير حسن في مثل هذا. قال:
كم نعمة كانت لكم كم كم وكم
وقال آخر:
لا تقتلي مسلما إن كنت مسلمة إياك من دمه إياك إياك
وقال آخر:
لا تقطعن الصديق ما طرفت عيناك من قول كاشح أشر
ولا تملن من زيارته زره وزره وزر وزر وزر
وقال الحسين بن الفضل: التكرير طردا للغفلة، وتأكيدا للحجة."
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 09:48 م]ـ
سلمت يمناك أخي سليم
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 05:28 ص]ـ
سنضع مرجعا للقرآن هنا في شبكة الفصيح إن شاء الله
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 12:54 ص]ـ
لقد ذكر السلف الصالح رضوان الله عليهم دقيقة أخرى تتعلّق بتكرار قوله تعالى: " فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ "، مفادها أن هذه الآية الكريمة تكرّرت في كل جنّة من الجنتين ثماني مرات بعدد أبواب الجنة. فقد جاء في وصف الجنان العليا، قوله تعالى:
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ
(1) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
ذَوَاتَا أَفْنَانٍ
(2) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ
(3) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ
(4) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ
(5) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ
(6) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ
(7) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ
(8) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
وجاء في وصف الجنان الأخرى، قوله تعالى:
وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ
(1) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
مُدْهَامَّتَانِ
(2) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ
(3) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ
(4) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ
(6) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ
(7) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ
(8) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
كما ويلاحظ أيضاً أن هذه الآية الكريمة تكرّرت في جهنم بعد قوله تعالى: " سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ "، سبع مرات بعدد أبواب النار، قال تعالى:
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ
(1) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ
(2) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ
(3) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ
(4) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ
(5) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ
(6) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ
يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ
(7) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
ومن المعلوم أن أبواب الجنة ثمانية، كما أخبر به الصادق المصدوق، وأن أبواب النار سبعة، كما أخبر الله تعالى في كتابه العزيز: " لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ".
فانظر هداك الله مقام هذا الكلام ورفعته وعزّته.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 08 - 2005, 07:14 ص]ـ
اللهم أعطه الجنة لدقة فهمه
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 08 - 2005, 03:29 م]ـ
اللهم أعطه الجنة لدقة فهمه
وإياكم أخي جمال ..
شكر الله لك وبارك فيه ..(/)
تساؤل
ـ[ابو فادي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 08:29 م]ـ
:::
السلام عليكم
لدي سؤال ايها الاخوة الكرام طرحه علي بعضهم والسؤال يقول
ما هي معجزة سيدنا نوح عليه السلام؟
وبارك الله فيكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 08:57 م]ـ
الأخ المحترم أبو فادي
لا تلازم بين رسالة نبي والمعجزة--إذ ليس من مستلزمات الرسالة أن يرافقها معجزة دائما تجعل القوم يؤمنون بالرسالة
والكثير من الأنبياء بلا معجزة تقريبا---فما معجزة ابراهيم عليه السلام مثلا؟؟
ـ[ابو فادي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 09:50 م]ـ
:::
السلام عليكم
معجزته النار التي حماه الله منها
ـ[الامين]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 10:41 م]ـ
ان طول عمره عليه السلام كان كرامة له خارقة للعادة، قال الثعلبي في قصص الانبياء في خصائصه عليه السلام: وكان اطول الانبياء عمرا وقيل له اكبر الانبياء وشيخ المرسلين، وجعل معجزته في نفسه لانه عمر الف سنة ولم ينقص له سن ولم تنقص له قوة.
ـ[الامين]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال علي (عليه السلام): لكل جواد كبوة، ولكل حكيم هفوة، ولكل نفس ملة.
أخونا جمال حسني رحمك الله لقد انطبق عليك هذا المثل.
كيف تقول لا تلازم بين رسالة نبي والمعجزة. اوليس من البديهي أن الرسول المبعوث من قبل الله تعالى لابد له في دعوته من أجل قبول الناس لها من آية خارقة للعادة لتكون حجة على رسالته. وهذا الأمر ليس قابلا للاستثناء منه، بل هو صادق على كل رسول، حتى من كان منهم معروفا بالصدق والأمانة قبل بعثته، كنبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله). والحاجة إلى الآية إنما هي لدفع احتمال الكذب عن دعواه للرسالة حينئذ ولو لم يعرف عنه الكذب قبل ذلك، لأن الرسولية منصب شريف ورئاسة عظيمة، ربما يطمع فيها من كان معروفا بالصدق والأمانة، ويخرجه ذلك عن الصراط المستقيم، فيجازف ويدعي، وليكن بعد ذلك ما يكون. وهذا هو السر في انحصار طريق معرفة صدق دعواه بظهور المعجز على يده.
ويشهد لصحة ما قلناه عدد من الآيات القرآنية، نذكر منها:
1 - قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته). فالمستفاد منها هو أن لكل رسول ونبي آية قد أحكمها الله تعالى، بحيث إذا حاول الشيطان أن يشكك قولهم ويوسوس لهم بحيث يكون ذلك مانعا من تحقيق امنية النبي فإن النبي بواسطة تلك الآية ينسخ وسوسة الشيطان ويفشل سعيه. وحيث إن كل نبي كان يتمنى نجاح دعوته وظهور رسالته فمن الطبيعي أن يكون لكل نبي آية محكمة تمنع من محاولات الشيطان تلك.
2 - قوله تعالى: (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات). وقوله تبارك وتعالى: (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم). وغير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى قد أعطى المعجزة للأنبياء، ولم يكتف بكونهم عدولا صادقين، ولا اكتفى بإخبارات النبي السابق عن ظهور نبي في اللاحق، وذكره لعلامات تنطبق على شخص ما، وذلك لأنه حتى لو وصلت هذه الإخبارات والعلامات للامم اللاحقة على نحو التواتر إلا أنها لا تكون حجة على من لا يتدين بدين أصلا، ولا يعتقد بنبوة ذلك النبي، ولذا فلا يكون قوله حجة عليه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 03:35 ص]ـ
واضح أنني تعجلت في قولي أيها الأمين
ولقد قلت مرة أنني لا أجزم
إنما أفكر بطريقة مكشوفة
وها أنا أتراجع وأصحح فأقول"
لا بد لكل نبي من معجزة دالة على صدقه--ولا تلازم بين وجود المعجزة ومعرفتنا بها
-----------------
ما رأي أخي الأمين الذي أشكره على لفتته
ـ[عالم آخر]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم أخي جمال
بارك الله فيك على هذا الموقف وحقاً أنك انسان متواضع وذو أخلاق عالية. فواصل رعاك الله.
ـ[الامين]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 03:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن لقمان قال لابنه: " تواضع للحق تكن أعقل الناس.
وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع قال تخضع للحق وتنقاد له وتقبل الحق ممن قاله صغيرا أو كبيرا، شريفا أو وضيعا، حرا أو عبدا، ذكرا أو أنثى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتواضع من أفضل الأعمال، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين) أنه قال: من تكبر وضعه الله، ومن تواضع لله رفعه الله. وإن الإنسان كلما تجرد عن الأنانية ومحا عن نفسه التكبر زاده الله شرفا وفضلا.
وخلاصة القول: ان أخونا جمال حسني يعيد لقناعاتنا بان الانصاف ما زال باقيأ وان الاعتراف بالحق والفضل لم يمت في القلوب. فشكرا لك على هذا وهدانا الله وإياك للحق والعمل به.
ـ[الامين]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 03:55 م]ـ
واما ما ذكرته من انه لا تلازم بين وجود المعجزة ومعرفتنا بها فهو صحيح بالنسبة الى الانبياء السّالفين كموسى وعيسى وغيرهما وأما بالنسبة الى معجزة نبيينا فانها لعامة البشر لان النبوة الابدية العامة تستدعي معجزة خالدة عامة، وهي منحصرة بالقرآن، وليس في سائر معجزاته، فكل مسلم يؤمن بان محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين) فإيمانه يقتضي ان يكون ملتفتا للمعجز الذي اتى به ففي الخارج نجد كل مسلم ملتفت الى ان القرآن هو الركن الاعظم لمعجزة الرسول الاعظم حيث به أقام الحجة عليهم، وتحداهم بإعجازه، وطلب منهم أن يأتوا بمثله وإن كان بعضهم لبعض ظهيرا
ومن ظريف انه لا طريق إلى نبوة أحد من الأنبياء السابقين إلا من جهة نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (صلى الله عليه وآله وصحبه) لانسداد طريق العلم باتصال أعيان الأزمنة مشتملة على متواترين بمعجزاتهم من الآن و إلى حين دعوتهم
وذلك هو السر أيضا في كون معجزة نبي الإسلام أمرا عقليا يبقى ببقاء الدنيا لأنها لدين خالد باق كذلك. وبهذا احتج بعض المحققين على بعض أفراد اليهود حيث قال له: إن كانت شريعة موسى عامة لجميع البشر فحيث لم تكن معجزاته (عليه السلام) مشاهدة فلابد من الأخبار المتواترة الدالة عليها، وهي مفقودة، لأن عدد المخبرين في كل جيل لم يبلغ عددا يمنع العقل من تواطئهم على الكذب، فحينئذ إذا لزم على الناس تصديقكم بما تخبرون به فلم لا يجب على الناس تصديق المخبرين الآخرين في نقلهم عن أنبيائهم؟ ولم لا تصدقون الأنبياء الآخرين؟!
وأجاب: إن معاجز موسى ثابتة عند كل من اليهود والنصارى والمسلمين، وأما معاجز غيره فلم يعترف بها الجميع فنحتاج إلى الإثبات.
فقال له: إن معجزات موسى لم تثبت عند المسلمين ولا عند النصارى إلا بإخبار نبيهم بذلك لا بالتواتر، فإذا لزم تصديق المخبر الذي يدعي النبوة لزم الإيمان به. وأما القرآن الكريم الذي كان آية لنبوة رسول الإسلام كان إعجازه باقيا في كل زمان، فصار حجة لجميع الناس في كل عصر.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 04:44 م]ـ
أرجو أن تبقى أخي الأمين بيننا فتثري المشاركات باشراقاتك(/)
أين البلاغة في قوله تعالى: (وما أنا بظلام للعبيد)
ـ[الضاد1]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 09:16 م]ـ
لماذا استخدمت صيغة المبالغة في قوله تعالى: (وما أنا بظلام للعبيد)
هل أنا مخطئ لو قلت التالي:
أن ظلم مثقال حبة من خردل فيها شديد وثقيل للغاية؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 09:20 م]ـ
أفضل أن تعيد شرح سؤالك؟؟
ـ[الضاد1]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 09:22 م]ـ
أفضل أن تعيد شرح سؤالك؟؟
أخي جمال عندما يقول الله تعالى (بظلام) لماذا استخدم صيغة المبالغة؟
ومعك حق بعدم وضوح السؤال
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 07:01 ص]ـ
إذا أثبت الظلم لرب العباد وهو محال ولو كان في حبة خردل كما قلت أنت وهذا محال
أقول إذا أثبت ظلم للعظيم ---أي ظلم---فهذا الظلم كبير جدا لأنه منسوب للعظيم---بالتالي من المناسب استخدام صيغة "العظمة" التي أسميناها صيغة المبالغة "ظلّام"
أنا ربما تجرأت ولكنه تفكير مكشوف يمكن لأحدكم نقده---ومؤداه أن الظلم القليل بحق العظيم عظيم لهذا ناسب استخدام الصياغة "ظلّام"---فلو أسند الظلم مرة للعظيم _ وهذا محال لعظمته _ لسميّ ظلّاما _وهذا محال _ ونعوذ بالله من هذا الكلام الذي قصد فيه التفهيم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عند تتبع المواقع التي جاءت فيها لفظة (ظلاّم) في القرآن الكريم، نجد أنها جاءت دائماً وصفاً منفياً عن الله تعالى، كما في قوله سبحانه: " مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ "، وقوله: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ".
وذلك بخلاف لفظة (ظلوم)، التي جاءت دائماً وصفاً للإنسان، كما في قوله تعالى: " وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ "، وقوله: " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ".
فاستقراء اللفظتين في القرآن الكريم يبين أن لفظة (ظلاّم) وهي صيغة مبالغة على وزن (فعّال)، قد وردت وصفاً منفيّاً عن الله تعالى. في حين أن لفظة (ظلوم) وهي أيضاً صيغة مبالغة على وزن (فعول)، قد وردت وصفاً للانسان.
ولعلّ السبب في ورود لفظة (ظلاّم) كوصف منفيّ عن الله تعالى، يرجع الى ما يلي:
أولاً: أن الله لا يظلم مثقال ذرة، قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ". وقد اختيرت كلمة (ظلاّم) بدل ظالم، لأن الله العادل لو كان يُعاقِب على غير ذنب، لكان يوصف بأقصى حدّ للظلم، وهو ظلاّم. ذلك من باب أن حسنات الابرار سيئات المقرّبين. ولكن لأنه تعالى لا يعاقب إلا لذنب، فليس هو بظلاّم أبداً، أي: ليس هو بالذي يعاقب على غير ذنب، لأنه عدل مطلق، ولو كان غير ذلك لكان الدين عبثاً.
ثانياً: أنه قد يكون لصيغة (ظلاّم) تفسير آخر، وهو أنها آتية على سبيل (النسب)، أي ليس الله بذي ظلم أو بصاحب ظلم. وقد جاءت على هذه الصيغة المبالغ فيها لتؤكّد نفي الظلم عن الله تعالى.
ثالثاً: أن نفي الصفة العليا يتضمّن غالباً نفي الصفة الدنيا، فتكون المبالغة في الصيغة للتوكيد.
ـ[أحلام]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 12:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لصيغة المبالغة في قوله تعالى: (وما أنا بظلام للعبيد)
فالله تعالى ينفي عن نفسه الظلم الذي حرمه على نفسهثم جعله بيننا محرما
اما عن صيغة المبالغة المذكورة: ظلاّم نضرب مثلا للتوضيح
نقول ان هذا الرجل أكول إذا كان بأكل في وجبة واحدة كمية كبيرة من الاكل.
وأيضا نقول أن هذا الرجل أكول إذا كان يأكل كل ساعة ولو أكل جزء من لقمة.
نعود الى قوله تعالى:: (وما أنا بظلام للعبيد) فالله سبحانه لايظلم ظلما كبيرا تعالى عن ذلك علو كبيرا ...
وكذلك لا يظلم اي عبد من عباده مهما بلغ عدد هؤلاء العبيدومهما بلغ صغر هذا الظلم
وهذا من فضل الله علينا ومن منه وكرمه(/)
منهج لاعادة فهم القرآن ... أين مشمرو السواعد؟؟
ـ[عالم آخر]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 07:51 ص]ـ
الباب الأول: التعريف بالمنهج اللفظي وقواعده وفيه فصلان:
الفصل الأول: أسس ومبادئ المنهج:
التعريف بالمنهج اللفظي وغاياته:
المنهج اللفظي: هو منهج تحليلي لآيات القران يعتمد على قواعد معينة تخصه, ويعمل بطريقة اعتمدها القران نفسه وله أسس وغايات ومبادئ وطرائق مختلفة عن مناهج التفسير
وأما غاياته فهي كثيرة ومتنوعة واهم غاياته هي الكشف عن نظامه الداخلي وفتح الأبواب للمعرفة القرآنية لتحل محل المعرفة التجريبية العاجزة عن أحداث التغيير المنشود في النظام الطبيعي سعيا لتغيير العالم وفق الإرادة الإلهية وتحقيق الهدف من الخلق.
مبادئ المنهج اللفظي:
1 - مبدأ عدم الاختلاف في القران.
2 - مبدأ قصور المتلقي.
3 - مبدأ التغاير عن كلام المخلوقين.
4 - مبدأ خضوع المتلقي للنظام القرآني.
5 - مبدأ التبيين الذاتي.
6 - مبدأ الامتناع عن قبول أي علم أو معرفة غير علمه.
مبررات الإعلان عن المنهج اللفظي:
1 - المنهج الوحيد الذي يلائم نظام القران.
2 - الأسلوب الوحيد الذي يعطي التدبر.
3 - انه يظهر نظام القران الصارم والذي يحل كل الاختلافات.
4 - إن منهجه التفسيري يصحح الأحكام الشرعية ويقطع بها.
5 - إنه يكشف عن إعجاز القران ويظهر نظامه الداخلي.
اصطلاحات المنهج اللفظي:
1 - اللفظ:
ويقصد به في مرحلته الأولى اللفظ الواحد للمادة اللغوية فكل اشتقاق في المنهج لفظ مستقل أما في مرحلته المتطورة فكل محل إعرابي فهو لفظ مستقل.
2 - المركب:
ويقصد به اقتران لفظين أو أكثر لتكوين عبارة أو مقطع قراني معين ولا يشترط في المركب أن يكون آية كاملة أو جملة تامة المعنى.
3 - التركيب:
يقصد به الجملة تامة المعنى ولا يشترط أن يكون آية كاملة.
4 - الرباط:
ويقصد به اللفظ أو المركب الذي حافظ على صورته اشتقاقا وإعرابا ودخل في تركيبين منفصلين ويتألف الرباط من انطقة بعدد الألفاظ المشتركة.
5 - الاقتران:
وهو مجيء ألفاظ بعينها في التراكيب مختلفة في مواضع متباينة أو مجيء مركبات في تراكيب ولا يشترط في الاقتران ثبات نفس التسلسل في المفردات ويفيد هذا الاقتران في الكشف عن حقائق جديدة في كل القران وان اختلفت المستويات وينقسم إلى عدة أقسام.
6 - الشعاع:
أبسط أنواع الاقتران المنفصل في الطبقة الأولى ويشير إلى العلاقة بين لفظين اقترن كلا منهما مباشرة بلفظ أو مركب ولم يتصلا معا ببعضهما في كل القرآن وتفيد معرفة الشعاع حاليا في تخمين وجود علاقات بين الآيات والسور والوقائع والمفاهيم.
7 - المحور:
هو اقتران لفظ أو مركب بعدد من التراكيب ثلاث مرات أو أكثر محافظا على وضعه الاشتقاقي والإعرابي معا وتفيد معرفة المحاور في رصد العلاقات بين الآيات وتوسيع دائرة الاقتران ووضع التسلسل الزمني للحوادث إلى منافع أخرى كثيرة جدا.
8 - الفارز:
إذا تكرر استخدام مركب معين واقترن به في بعض المواضع مركب آخر سمي المركب الثاني بالفارز ويستفاد فيه في معرفة التفاصيل في مختلف العقائد والتكوينات والفئات من خلال تحديد المجموعات ويستعمله المنهج في إبطال دعاوى تناقض في القران والرد على الملاحدة وإظهار الإعجاز القرآني وكذلك إبطال أجوبة وردود العلماء المسلمين الخاطئة على تلك الدعاوى.
9 - الترتيب:
هو التسلسل الذي عليه الألفاظ في تركيب معين أو مركب ما والتسلسل في القرآن مقصودا ولا يؤدي المعنى التام سواه.
10 - المعنى التام:
وهو المعنى الكلي للجملة التامة التركيب وهو لا يدرك ولكن تدرك أجزائه بحسب قوة الكشف للاقترانات المتصلة والمنفصلة وعدد الطبقات ويستعمل هذا لشرح قواعد المنهج وبيان بعض مناحي الإعجاز.
11 - المعنى الذهني:
وهو المعنى المتبادر إلى الذهن عند استلام لفظ أو تركيب معين وهو معنى نسبي متقلب في المكان والزمان والأشخاص.
12 - المعنى الأصلي:
وهو المعنى الذي لا يوصف إلا بجملة طويلة من المفردات لشرح مفردات ما بحيث يكون هذا الشرح جامع لكل الاستعمالات الصحيحة نسبيا ويصحح الاستعمالات المعجمية أيضا.
13 - المعنى الحركي:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو المعنى ما قبل الأصلي الذي يطابق حقيقة وجوهر المسمى في حركته الأولى في الوجود والذي يصف المسمى وصفا حقيقيا شاملا وما يمكننا إدراكه هو المعنى الأصلي الذي يعطي ظلالا للمعنى الحركي وهو كاف لمعرفة كثير من الحقائق وتصحيح الفكر الديني واللغة وقواعدها.
الفصل الثاني: قواعد المنهج اللفظي:
1 - القاعدة الأولى في إبطال المترادفات فلا يجوز تفسير أو شرح مفردة أو لفظ بمفرده أو لفظ آخر بحجة التقارب في المعنى بينهما وفيها فروع.
2 - القاعدة الثانية في إبطال تعدد المعاني للفظ الواحد فلا يجوز تغيير معنى اللفظ موقعه في التراكيب التي يرد فيها ذلك اللفظ.
3 - القاعدة الثالثة في إبطال التقديرات المتنوعة للمركبات والألفاظ في التراكيب فلا يجوز تقدير أو لفظ لا وجود له بحجة انه محذوف جوازا كما لا يجوز حذف مركب أو لفظ بحجة انه زائد أو مزيد أو مقحم ويعد هذا العمل لتحصيل المعنى التام للتركيب باطلا في هذا المنهج.
4 - القاعدة الرابعة في إبطال التقديرات العشوائية للترتيب العام للجملة
فلا يجوز تقدير ترتيب آخر للمركبات في التراكيب ولا للألفاظ فيهما بديل عن الترتيب القرآني لتحصيل المعنى العام ويعد المعنى المتحصل من الترتيب المفترض باطلا وفق هذا المنهج.
5 - القاعدة الخامسة في إبطال المجازات فلا يجوز للباحث الاعتقاد بوجود مجز في القران بكافة أقسامه ويعد شرح التراكيب بهذه الطريقة باطلا وله فروع (إبطال التشبيه الاستعاري- إبطال الكناية- إبطال الإيجاز والإطناب).
6 - القاعدة السادسة في إبطال تعدد القراءات فلا يجوز للباحث في هذا المنهج الاعتقاد بصحة جميع القراءات للفظ الواحد ويتوجب عليه الأخذ بالقراءة التي تطابق النظام القرآني ولو كانت شاذة وعند غياب القراءة المطابقة للنظام يجب التوقف والمرور من طريق آخر أو الترك.
الباب الثاني: مناقشات المنهج اللفظي لقواعد النحوي وآراء المفسرين على ضوء النظام القرآني وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: مناقشة المنهج اللفظي لنماذج من تقدير محذوف في التركيب القرآني عند المفسرين والنحويين.
الفصل الثاني: مناقشة المنهج لنماذج من تغيير اللفظ والترتيب خلاف النظام القرآني.
الفصل الثالث: مناقشة لقواعد النحويين.
الباب الثالث: خصائص المنهج اللفظي ونتائجه وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: موقف المنهج من التفاسير ومناهجها:
انقسم العلماء في جواز التفسير إلى ثلاث فرق واتجاهات:
1 - الاتجاه الأول منع التفسير مطلقا.
2 - الاتجاه الثاني أجاز التفسير مطلقا.
3 - الاتجاه الثالث أجاز التفسير بشرط أو بشروط.
لقد قام المؤلف بدراسة هذه الاتجاهات وعرضها على المنهج اللفظي ليتضح له قصور هذه الاتجاهات ويرى المنهج أنها الاتجاهات الثلاثة محقة في تناولها ومخطئة في نتائجها وبالتالي فالمنهج يبطلها جميعا أو يوحدها جميعا باتجاه واحد وهو أن القران كلي محكم يكشف نفسه بنفسه وهو غني عن أي علم فيصح بذلك أن يقال إن على الجميع أن يمتنعوا عن القول فيه بآرائهم مهما أوتوا من معرفة وعلم (الاتجاه الأول) وان على الجميع أن يتدبروا القران ويفسروه ويفهموا مراميه خاضعين لهذا النظام (الاتجاه الثاني) أما الاتجاه الثالث فيسقط تلقائيا بسبب انه جمع بين الاتجاهين محافظا على تناقضهما.
إن المنهج اللفظي يحل كبديل محل هذه المناهج بل وحتى المنهج الموضوعي للتفسير وكذلك المنهج الصوفي والباطني والعرفاني والذي يرى بطلانهم جميعا.
الفصل الثاني: إنهاء المنهج اللفظي لحالة الدفاع السلبي عن القران:
1 - إلغاء فكرة تواتر القران لان التواتر يلزم الدور والقران معجز بذاته وبنظامه الداخلي.
2 - إلغاء المنهج اللفظي لدعوى الصرفة وهي أن الله صرف الناس عن أن يأتوا بمثله و إلا هم قادرون على ذلك ولكن القران ممتنع بنفسه كما يراه المنهج وبذلك لا يقدر احد أن يأتي بآية منه ولا يمكن أن يقدر الله بشرا يأتي بمثله.
3 - إلغاء المنهج اللفظي لفكرة مخالفة القران لقواعد العربية حيث اعتبر أن للقران قواعده الخاصة به.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إلغاء المنهج للتفسير العلمي للقران وقدرته في حل معضلة القران والعلم فالمنهج يرى إن القران تبيان لكل شيء وهو علم لا يأتي مصدقا للعلم الحديث بل سابق عليه ومصحح له وناقد وبالتالي لا يجوز جره ليصحح علما بل تأتيه العلماء للكشف عن نظامه الداخلي والهندسي المحكم.
الفصل الثالث: تطبيق جزي للمنهج على قوله تعالى ? وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا ?
حيث بين الفرق بين الجبال والرواسي وان الرواسي هي القوة المغناطيسية والتي ترتبط بها عناصر الحياة وإنها متحركة بحركة منتظمة أما الجبال فهي منصوبة على الأرض ومتكونة منها كما استخرج نتائج أخرى وذلك في عشر خطوات.
الفصل الرابع: حلول المنهج للتناقض المزعوم في القران
يرى المنهج أن غاية الكتاب الإلهي هي إزالة الاختلاف وان الاختلاف فيه هو شقاق عن علم وقصد وان الذين تصدوا للدفاع عن القران ضد المتهمين له بالتناقض لم يتمكنوا من فهم معطيات التناقض ولذلك وقعوا في شباكه ويورد أمثلة على ذلك ومنها آية الزيغ ? هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ? وناقش المؤلف آراء المفسرين في المحكم والمتشابه وبين التناقض فيها وقد قسمها إلى أربع وهي كالتالي:
1 - قولهم أن التناقض الظاهر في المتشابه دون المحكم وبذلك قسموا القران إلى قسمين أحدهما المحكم الذي لا تأويل فيه والثاني المتشابه الذي يحدث فيه التأويل وبالتالي التناقض.
وقد وصف القران بأنه كله محكم وكله متشابه وبذلك أوقعوا أنفسهم بالتناقض قال تعالى ? كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ? وقال تعالى ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ ?
2 - قولهم أن المحكم هو الناسخ والمتشابه هو المنسوخ والآيات المنسوخة هي المتشددة في التشريع والمعدول عنها إلى ما هو اخف وأوطأ فهل اللذين في قلوبهم مرض يتعبدون بالمتشدد.
3 - قولهم أن المحكم لا يحتمل إلا وجها واحدا والمتشابه ما احتمل وجوها عدة والمفسرون جاءوا بالوجوه العديدة وكأنهم يقرون بأنهم هم المقصودين بآية الزيغ.
4 - قولهم أن المحكم آيات التشريع والمتشابه ما سوى ذلك فهل أهل الزيغ لا يؤولون إلا القصص والمواعظ ولماذا الاختلاف في آيات الأحكام وهي اشد وأعظم أثرا في اختلاف الأمة.
نظرة المنهج في آية الزيغ:
يقوم المنهج بدراسة الآيات الثلاث الآية التي تقول انه كله محكم والآية التي تقول انه كله متشابه وآية الزيغ التي فصلت المحكم عن المتشابه
ويرى المنهج انه لا إشكال في الجمع بين الآيتين فيكون الكتاب محكم كله ومتشابه كله وانه لابد من الرجوع إلى آية الزيغ حيث لا يمكن الالتباس بلفظ (محكم) وإنما يحدث الالتباس في لفظي (متشابه) و (مشتبه).
والمنهج يقسم القران إلى متشابه غير مشتبه ومشتبه والمشتبه عند المنهج هو كل لفظ لم يكرر فهو عرضة للاشتباه لأنه لا يمكن كشف معناه بالاقتران ويؤكد ذلك وجود قراءة بهذا اللفظ (وأخر مشتبهات)
وهذا يعني أن الصورة التي تظهرها آية الزيغ هي أن القران كله محكم ومتشابه ولكن بعض هذا المحكم المتشابه يتشابه إلى درجة حدوث الاشتباه على من يدرك نظامه.
وكذلك قدم المنهج حلولا جديدة على التناقض بين آيات الاعتراف والإنكار يوم القيامة والتناقض في آيات الخلق.
الفصل الخامس: النظام الطبيعي والنظام الأحسن:
اعتبر الجميع أن النظام الحالي هو النظام الأحسن ولكن المنهج كشف عن بطلان هذه النظرية واحل فكرة (السعي إلى النظام الأحسن) بدلا عنها وقد مهد المؤلف لهذه الفكرة بوضع عشرة عناوين وهي:
1 - إجابة المنهج على إشكالات النظام الطبيعي:
كان العلماء يجيبون على التباين المناخي والبيئي في النظام الطبيعي بان النظام متوازن فبتغير المناخ تنمو المحاصيل وهذا يدل أن النظام الطبيعي مسخر لهذا الغرض وهذه الإجابة غير مقنعة تماما وخصوصا للمتدين الذي يدرك أن الله قادر على كل شيء.
2 - نظرة في التوازن الطبيعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو نظرة العلماء في وجود توازن طبيعي يتضمن خطة متكاملة لتعايش الكائنات مع بعضها. ويرى المنهج بطلان هذه الدعوى وان الذي نراه ليس نظام توازن بل (نظام تعويض لاستمرار النظام).
3 - صورة النظام الطبيعي:
يرى المنهج أن من يرى إن النظام الطبيعي هو أحسن نظام فكأنما يعتقد بعبثية الخلق وبطلان الغاية من الوجود و إلا فان هذا النظام له القدرة على السعي نحو الأحسن إذا ما نفذ الإنسان الأوامر والتزم بها.
4 - المنهج وفكرة تأثير العلويات في السفليات:
يرى المنهج إن الطبيعة لا تؤثر على الإنسان بنفس الدرجة الكامنة في الإنسان للتأثير في الطبيعة وان النظام طائع ومرن بشرط إتباع التعليمات وقاس ومعاند لمن يريد إصلاحه بطريقته أو تخريبه فهو مصمم للاستخدام المنصوص عليه.
5 - محاسن ومساوئ النظام الطبيعي:
ويظهر المؤلف هنا مساوئ النظام الطبيعي من بكتيريا ضارة وفيروسات وزلازل وفيضانات وأمراض وأعاصير وغيرها ثم يستعرض بعض المعاجز للأنبياء والتي توحي بعلاج لهذه الظواهر وتأكيد لهذه الحقيقة وان النظام الطبيعي نظام سيء ويجب الخلاص منه بالاتصال بصانعه ليتمكن الإنسان بالسيطرة عليه وتوجيهه.
6 - النظام الطبيعي وسيلة ومادة للنظام الأحسن:
وفهم النظام بهذه الطريقة يودي إلى نتيجتين وهما أن النظام يتغير وفق علاقة الإنسان بالنظام وان النظام الحالي الدنيوي ليس منفصلا عن النظام الأخروي انفصالا جغرافيا أي أنهما متصلان جغرافيا ومنفصلان زمانيا.
7 - علاقة النظام الطبيعي بالنظام الاجتماعي:
يرى المنهج أن النظام الاجتماعي يشبه النظام الطبيعي من جميع الوجوه
وان كلا العلمين متخلفين بسبب جهل القوانين. المنهج يكشف عن علاقة النظامين من جهة وبينهما وبين النظام القرآني من جهة أخرى.
وأكد المنهج على أن الإنسان هو من يصنع عالمه أي أن السفلي هو الذي يغير العلوي.
8 - علاقات رياضية:
إن مشكلة العلم الحديث لا تتمثل في معرفة حقيقة القانون الطبيعي وحركته الجوهرية وحسب بل تتمثل في عدم الدقة في الصياغة الرياضية للقانون. ويبين المنهج اصل الإعداد وإنها موجودة في النظام الطبيعي فالاصل في (الواحد) ومنه يتفرع كل شيء كاليوم والسنة والنظام المكاني (السبعة) والنظام الزماني (الثلاثة) والزوجي (الاثنان).
9 - الكشف عن ثوابت النظام الطبيعي:
يرى المنهج إن النظام الطبيعي مشحون بالإمكان للتحول إلى النظام الأحسن من خلال الكشف عن هذه الثوابت. وهو مشحون بقوتين قوة تمثل صلابته وقساوته وقوة كامنة تمثل قدرته على التحول إلى نظام أحسن.
وان هناك مرحلتان تحدثان للنظام الطبيعي ولن تقع الثانية حتى تقع الأولى. الأولى مرتبطة بالخيار الإنساني والتي يتحول فيها النظام إلى النظام الأحسن والثانية هي التي يلغي فيها هذا النظام ويحل محله نظام آخر.
10 - الخلاص من النظام الطبيعي عن طريق معرفة النظام القرآني:
يرى المؤلف أن المفسرين يقومون بالتنظير لمبادئ الإلحاد فقد اجمعوا على ذكر غايتين للآيات الكريمة وهما النعم الكثيرة والثانية الدلالة على قدرته سبحانه وتعالى في إحياء النفوس يوم القيامة.
ويرد المنهج أما الغاية الأولى فان النظام الطبيعي نعمة فقط من حيث طواعيته وإمكانية تحوله واستمراره.
وأما الغاية فالمفسرين ينظرون للتاريخ على انه استمرار لهذا النظام. وبذلك فصموا بهذا التصور عرى العلاقة بين وجود الإنسان والكون الواسع وان إلغاء النظام الكوني قبل الجنة والنار أو قبل يوم القيامة هي من إضافات المفسرين ويرى المنهج إنها تعدي على حدود الله بغض النظر عن كونها مقصودة أولا والمنهج يكشف عن غطاء الألفاظ بمعرفة أيام الله وأيام الخلق ووضع تسلسل زمني للأطوار المنتظرة والإيمان بها والعمل في الطريق الموصل إليها عن طريق فهم السنن الكونية وهتك أستار النظام الطبيعي بعلم يقيني حقيقي يتجاوز حدود الظواهر الطبيعية واستغلال خصائصها لمعرفة القوى الفاعلة.
إن العلم الوحيد القادر على كشف ذلك هو علم الكتاب والطريق الموصل إليه هو نظامه الداخلي والعقل الوحيد القادر هو عقل (من آتاه الله علم الكتاب).
وقد وضع المؤلف في آخر كتابه ثلاثة ملاحق هي نصوص تدل على صحة المنهج وأسئلة وأجوبة سريعة حول المنهج وفهرست للآيات.
هذا استعراض سريع وموجز لكتاب (النظام القرآني)، التزمت فيه بالألفاظ ما استطعت، حيث إنه يعتمد على منهج بحثي أطلق عليه مؤلفه (المنهج اللفظي). متمنيا أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة بأمانة علمية ونزاهة.
وإن كان لنا مواضع للتحفظ عاجلاً على بعض ما ذكره من قبيل رده لفكرة تواتر القرآن، التي لا نجد حاجة إلى رفضها، على خلاف الدليل، لمجرد أن المنهج الفظي قادر على إثبات إعجاز القرآن دون الحاجة إلى ذكر التواتر. سائلا المولى التوفيق والسداد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 09:25 ص]ـ
التواتر حقيقة واقعة
القرآن الكريم جاءنا بالتواتر
وأي قائل بغير هذا الكلام ليس منا ولسنا منه
فقول صاحبك الذي لخصته أنت (وإن كان لنا مواضع للتحفظ عاجلاً على بعض ما ذكره من قبيل رده لفكرة تواتر القرآن، التي لا نجد حاجة إلى رفضها))
يورده موارد الهلاك ويجعلنا نرد كلامه كائنا من كان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالم آخر]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:59 ص]ـ
السلام عليكم
أخي .. تركت كل ما سبق وناقشت في التواتر مع أن المُقدِم قد اخبرك بالتحفظ بشأنها!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 12:08 م]ـ
التحفظ يعني هناك نسبة من القبول
ونحن لا نتحفظ بل نقطع برفض كلامه
ـ[عالم آخر]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 12:30 م]ـ
أولاً عفواً على الخطأ اللغوي في ردي الأول: والصح التحفظ بشأنه.
ثانياً: ان الغاء فكرة التواتر لا يعني عدم وجود يشئ اسمه التواتر بل يريد المؤلف أن يقترح وسيلة أخرى وأداة أشمل يمكن استخدامها من ضمن الأدوات الأخرى التي تثبت قطعية صدور النص القرآني من الله.
فارجوك تأمل يا اخي ولا تتعجل وعاود قراءة الموضوع.
وكنت أقصد بتشمير الساعد ليس لضربي بل للبحث واستكمال المشروع!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 12:47 م]ـ
موافق
سنتأمل في أقوال صاحبك---مع أن تأملي وعدمه لن يقدم أو يؤخر شيئا --فما قرره العمالقة الأوائل لا حيدة عنه
ولا أذكر أنك ذكرت لنا اسم الرجل
وهويته الفكرية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 01:20 م]ـ
قول كاتبنا مجهول الهوية
(- قولهم أن التناقض الظاهر في المتشابه دون المحكم وبذلك قسموا القران إلى قسمين أحدهما المحكم الذي لا تأويل فيه والثاني المتشابه الذي يحدث فيه التأويل وبالتالي التناقض.))
لا أذكر أحدا من المفسرين قالوا بالتناقض!!!
نعم قالوا أن المتشابه ما يحتمل أكثر من معنى--ولكن لم يقل أحد بالتناقض ما بين آية وأية--فهل أشار كاتبك إلى مرجع معتبر فيه هذا الكلام
أمّا قوله ((وقد وصف القران بأنه كله محكم وكله متشابه وبذلك أوقعوا أنفسهم بالتناقض قال تعالى ? كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ? وقال تعالى ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ))
فهو جهل حقيقي بتفسير الآيتين---فآية (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ) ذات معنى مختلف عن آية (منه آيات محكمات)
وكذلك آية (كِتَابًا مُّتَشَابِهًا) ذات معنى مختلف عن آية (وأخر متشابهات)
فتأمل كيف أنه وصف أفذاذنا بالتناقض قبل أن يطلع على أقوالهم في الآيتين
ـ[عالم آخر]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 02:31 م]ـ
السلام عليكم يا جمال
أسألك: لماذا لا يكون هناك عمالقة أواخر؟ وهل العمالقة الأوائل علمهم لدني مثلاً؟ أوتقريرهم لا يحتمل الخطأ أو الغفلة؟ هذه هي من احدى المشاكل الكبرى يا أخي العزيز .. فقط افتح هذا الرابط لكي تجد آثار كوارث العمالقة (ولا اقول كلهم): www.alassrar.com
ولا أرى أهمية لذكر اسم الرجل وبالنسبة لهويته الفكرية فهي متشخصة في أفكاره التي طرحها والتي تجدها هناك في الأعلى.
بالنسبة للتناقض في المتشابه فهو في المعنى المفهوم من كل آية متشابهة وهذا مما يجب أن يتطرق المفسر اليه لكي يحل الاشكال (الذي هو التناقض) فأنا أستغرب من عدم فهمك لهذه البديهية!
ويا عزيزي بالنسبة الى الآيتين التي وصفت فهمهما بالجهل الحقيقي أرجو أن لا تغضب مني واستحملني قليلاً لأقول لك بأن قولك: آية (كتاب أحكمت آياته) ذات معنى مختلف من آية (منه آيات محكمات) و .... الخ هو ..... الحقيقي بتفسير الآيتين.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 04:18 م]ـ
أخي الكريم
# أنا مطلع على الأسرار وما به وصاحبه صديق لي وأخالفه في كثير
#قولك (فأنا أستغرب من عدم فهمك لهذه البديهية) أية بديهية تلك؟؟ قول صاحبك بوجود تناقض في آيات القرآن استحى الغربيون من قوله فكيف يتهم مفسرينا بقوله ((- قولهم أن التناقض الظاهر في المتشابه دون المحكم وبذلك قسموا القران إلى قسمين أحدهما المحكم الذي لا تأويل فيه والثاني المتشابه الذي يحدث فيه التأويل وبالتالي التناقض.)) فشمر ساعديك وهات نموذجا
#قولك (آية (كتاب أحكمت آياته) ذات معنى مختلف من آية (منه آيات محكمات) و .... الخ هو ..... الحقيقي بتفسير الآيتين.) وقصدك القول مكان النقاط "الجهل"
وسأخبرك بالفرق بين معنيهما في مشاركة للجميع---واعتبر إساءتك لي نهاية النقاش بيننا
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 10:26 م]ـ
السلام عليكم
اخي عالم آخر ان كون القرآن يشمل على المحكم والمتشابه لا يعني وجود تناقض فيه, لأن التناقض في المعاجم العربيه يعني: التخالف والتعارض؛ مبدأ التناقض هو استحالة وجود المتناقضين معًا كالوجود والعدم.-: في الفقه هوتقابل الدليلين المتساويين على نحو لا يمكن الجمع بينهما ويسمى أيضا التعارض أو المعارضة/ التناقض الظاهري هو تضادٌّ غير حقيقيّ بين فكرتين. ولأن وجود التناقض يؤدي الى التعارض والاختلاف ,وكأن حالك يقول ان الله_والعياذ به_يناقض نفسه, وهذا يعني الهذيان والهذيان يعني الكلام الذي لا معنى له والله تعالى منزه عن هذا.
واما المحكم فهو ما ظهر معناه وانكشف انكشافاً يرفع الاحتمال, مثال:"ولكم في القصاص حياه يا اولي الالباب".واما المتشابه فهو المقابل للمحكم وهوما يحتمل اكثر من معنى وهو على شقين: الاول, احتمال المعنى بجهه التساوي, مثل لفظه القرء فمعناها يحتمل الطهر او الحيض. والثاني ,احتمال المعنى بغير جهه التساوي, مثل:"ونفخت قيه من روحي" او "ومكروا ومكر الله".
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 10:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل أنتم تتكلمون عن الفرقان الامريكي الجديد؟ أم ماذا؟
لأن القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، قال فيه ربّ العزّة: " وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ".
فما الذي تدعوننا إليه بالزبط؟
ولماذا تشمير سواعد؟
ألا يكفي قيل وقال .. وقالوا وقلنا .. ثم افترقنا؟
سبحان الله العظيم ..
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:26 م]ـ
أخ جمال, لا تتعب بالك .... إطلعت على هذا الكتاب من قبل
وهو للمذكور "عالم سُبيط النيلي"
رافضي منحرف
يقول في صفحة 95 تحت عنوان "القاعدة السادسة في إبطال تعدد القراءات", يقول: "لا يجوز للباحث في هذا المنهج الاعتقاد بصحة جميع القراءات للفظ الواحد ويتوجب عليه الاخذ بالقراءة التي تطابق النظام القرآني ولو كانت شاذة وعند غياب القراءة المتطابقة للنظام يجب التوقف والمرور من طريق آخر أو الترك" إنتهى.
فتكفيه هذه!.
ثم, ماذا قصد "علم آخر" بالاشارة إلى موقع الاسرار؟؟.
ـ[عالم آخر]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 02:45 م]ـ
السلام عليكم
الأخ جمال لم يكن في كلامي اي اساءة اليك ولا تنسى انك أنت الذي رميتني بهذه العبارة اولاً ولم اقل بانك جاهل بل قلت أن لديك جهل حقيقي بهاتين الأيتين ويعلم الله كم أحاول ان أتجنب الاساءة اليك وكان اختياري للنقط أيضاً خاطئاً. على العموم لا اطلب منك استمرار النقاش ولكن اطلب السماح. فلم أكن اقصد اي شيء شخصي.
عزيزي سليم سآتي بنموذج انشاء الله لأبين لك ما يقصده المؤلف.
الأخ لؤي افترقنا سبب عدم وجود فهم صحيح للقرآن والمقصد من الآيات فقط راجع أسباب نزول آية معينة لتسمع تعارك الأقوال حتى أصبح المسلم ممسوخ العقل يذهب ويصرخ في العالم ويقول هذه الآية نزلت في كذا وقيل كذا وهناك رواية عن ابن عباس تقول كذا وهذه اللفظة معناها كذا وقال مجاهد بل هي كذا وعن ابن عطية كذا وتبقى في هذا الهرج حتى ترجح احداها ثم يأتيك فلان ويعرضك ويقول أنا أرجح كذا وفلان يقول كذا .. ويستمر المشهد ويتعالى الضحك من الجمهور!! وهذه حقيقة لا تستطيع انكارها.
الأخ محمد أنت تراه منحرفاً وهو يراك منحرفاً ايضاً.
ولو كنت تملك الكتاب فقط راجع المقطع الذي يتكلم عن هذه القراءات والمثال حول آية (لقد قتلت نفساً زكيةً بغير نفس) وكذلك آية الزيغ.
موقع أسرار يبين لك (اقرأ المقدمة) بأن طريقة تعامل الأمة مع القرآن يجب أن تصحح وهذا ما يدعو اليه المؤلف لا غير.
ـ[سليم]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 03:51 م]ـ
السلام عليكم
اخواني في الله محمد وعالم آخر لم ولن اتعرض لاي شخص بالتجريح او الطعن, ولكني احاول تحري الحقيقه والصدق وعليه فانا اطلب منكما ان تفصلا قصدكما بالعباره الاتيه على السنتكما:"
تعامل الأمة مع القرآن يجب أن تصحح وهذا ما يدعو اليه المؤلف لا غير."؟؟؟
فإن كان القصد ان نفسر القرآن على الطريقه العلميه او المنطقيه او حسب فهمنا للغه العربيه في عصرنا هذا, فإنه لكل حادثه حديث!!!
ـ[عالم آخر]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 04:06 م]ـ
يا سيدي الكريم سليم
شوف آتي بنماذج مما يقول المؤلف.
لا أقصد الطريقة المنطقية ولا العلمية ولكن أقصد معرفة النظام القرآني المحكم. راجع المقال في أول الصفحة.
ـ[عالم آخر]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 04:06 م]ـ
عفواً: سوف آتي
ـ[سليم]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 04:24 م]ـ
السلام عليكم
اين النماذج اخي عالم آخر؟؟؟
ـ[عالم آخر]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 07:51 ص]ـ
السلام عليكم
ستأتي انشاء الله
ـ[عالم آخر]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 07:50 ص]ـ
السلام عليكم يا أخي الكريم سليم
السلام على الأخوة الكرام
حسناً لقد اقتبست مقطع من الكتاب المذكور كنموذج على موضوع التناقض وما يقصده الكاتب وسآتي بنموذج تطبيقي على موضوع القراءات الذي أثاره الأخ محمد ب ن عبد الله وآسف على الاطالة ولكن أرجو القراءة بتركيز.
وشكراً
"الفصل الرابع
حلول المنهج للتناقض المزعوم
في القران
تمهيد
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ دعوى التناقض بين آيات القرآن ليست جديدة، بل يظهر من بعض النصوص أنها رافقت نزول القرآن زمنياً، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى عن القول بتناقض القرآن، وأن مجادلات وقعت بين الصحابة في معاني القرآن الكريم أو قراءته مما يفهم منه الاختلاف في المعاني أدى إلى غضبه (ص) غضب غضباً شديداً وإعلانه كفر من (ضرب القرآن بعضه ببعض).
وقد حاول بعض العلماء تأويل تلك النصوص لإنكار وقوع الاختلاف بين الصحابة بشأن القرآن الكريم ومعانيه.
ومن الواضح أن اختلاف الخلق في القرآن أو قولهم بوجود التناقض هو أمر عادي وليس أسوأ ممن قال هو من (قول البشر)، فبعض تلك المجادلات كانت لغاية فهم القرآن لا اتهامه، وإذن فإنكار البعض من العلماء بوقوع الجدال بين السلف لا علاقة بإثبات أو نفي أن القرآن نفسه متناقض.
والمنهج يرى العكس من ذلك، ويرى أنهم إن لم يختلفوا فيه قط فمعنى ذلك أحد ثلاثة أشياء: إما أنه كلام عادي جداً لا يمتلك صفة البقاء والديمومة والأعماق العديدة للمعاني، وهو إبطال للإعجاز كما تعلم فيفهمه لذلك جميع الناس فهما واحدا، وإما أنهم تاريخيا وقرآنيا من خلال توبيخه لمخالفات هي أكبر من ذلك في قدرتهم على تنفيذها ومردود واقعيا من خلال ما نجده من اختلاف مستمر وهو فرع لذلك الاختلاف الأول، أو يكون معناه أنهم بمستوى واحد من العلم الإلهي والإطلاع الديني بحيث يفهمون كلام الله على مراده الحقيقي بغير اختلاف ولا تناقض ... وهو أمر لا يقبله عاقل.
وإذن فالاعتراف بوقوع القول في تناقض القرآن هو اعتراف بواقع يحتمه جهل الناس بكلام الله لا علاقة له بحقيقة كون التناقض موجود في القرآن ويؤكده واقع الاختلاف بين علماء الأمة بشأن معاينة مفسرين أو بلاغيين أو نحويين أو كلاميين أو فقهاء.
فمن يكون الذين اختلفوا فيه حتى يكون اختلافهم اتهاما للقرآن؟
أهم أنبياء أم أولياء أم أوصياء أم أصفياء أم نزل بعلمهم أم خصهم بتأويله أم كلف الخلق باتباعهم؟ كلا أن هم إلا خلق الله، قرءوه فما تدبروه وتلوه فما تلوه حق تلوته، فإن اخطئوا فلجهلهم وإن أصابوا فبما تعلموا من القرآن نفسه.
لكن الأمر يكون واضحاً إذا تذكرت أن منكري وقوع الاختلاف هم أنفسهم الذين اختلفوا فيه لان هذه الرّدود إنما هي ردود العلماء.
وكان الأولى الاعتراف بوقوع الاختلاف والبحث عن سببه وطريقة إزالته لان القرآن نفسه له رأيه الواضح في هذا الأمر.
فهناك قاعدة قرآنية لإيضاح هذا الاختلاف وأسبابه ونتائجه وحذّر منه القرآن بناء على ما وقع في الكتب الإلهية السابقة، قال تعالى ? وما أَنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه? (النحل64).
فالكتاب إذن أمان من الاختلاف، وحدوث الاختلاف في نفس الأمان جريمة منكرة! لأن معناها إخراج الأمر البين الواضح من قدرته على التوضيح إلى أمر غير واضح ومبهم.
ومعنى ذلك أن هناك قصد لإبقاء الاختلاف بعد التوضيح فقال: ? ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ? (آل عمران 105).
ثم أوضح أن الكتاب لا يمكن أن يُختلف فيه لأنه إنما نزل حصرا لتوضيح الأشياء (إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه).
ولما كان الله يحاسب الجميع ويلقي الحجة على الجميع فالقرآن يؤكد أن الاختلاف لم يحصل قط نتيجة (الجهل) أو (عدم الوضوح) أو (الإبهام) بل حدث دائماً بعد حصول المعرفة والتوضيح:
- ? فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ? (الجاثية 17)
- ? ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ? (آل عمران 105).
- ? وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم ? (آل عمران 19)
- ? وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات ? (البقرة 213)
فلماذا حدث الاختلاف إذن، إذا كان كل شيء واضح وبين؟
يجيب القرآن على هذا السؤال بقوله تعالى: وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ? (آل عمران 19)
? وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم? (البقرة 213)
والآن نجمع نتائج الآيات جمعا هندسيا بنظام القرآن:
الأول: لاحظ أدوات الحصر: ما اختلف فيه إلا الذين أوتوه. أي الذين لم يؤتوه لم يختلفوا.
الثاني: ما اختلفوا إلا بعد مجيء البينات والعلم، إذن لم يكونوا جاهلين به!
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: لماذا اختلفوا؟ لانهم بغوا
الرابع: هل هم جميعا بغاة؟ نعم لأنه قال ? ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا?
الخامس: هل يعني أن المؤمنين حقا لا يختلفون في الكتاب؟ نعم المؤمنون لا يختلفون في الكتاب.
ما هو موضع الذين اختلفوا؟ أهل شقاق ونفاق: ?وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد?
(البقرة 176)
لكن من (الذين اختلفوا)، من هو مؤمن، لقوله تعالى ? ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر?
(البقرة 253)
فكيف قلنا أن جميعهم بغاة؟ هنا تظهر وحدة من دقائق النظام القرآني فالذين اختلفوا في الكتاب هم جميعاً بغاة أهل الشقاق عن قصد ومعرفة! أما الذين في هذه الآية فليسوا أولئك! إنهم الذين جاءوا من بعدهم فلم يقل أنهم اختلفوا في الكتاب، بل اختلفوا وحسب فمنهم المؤمن ومنهم الكافر، أما الذين اختلفوا في الكتاب نفسه فهم جميعاً من أهل الشقاق.
وقد تسأل قائلاً: إن القرآن امتدح بعض أهل الكتاب كقوله ? من أهل الكتاب أمة قائمة? (آل عمران 183)
والجواب: أننا نخبرك بما هو أدق من ذلك، (فأهل الكتاب) هم غير الذين (أتوا الكتاب) وهؤلاء غير (الذين آتيناهم الكتاب) فالذين (أوتوه) بالبناء للمجهول، هم أهل شقاق لم يختلف في الكتاب سواهم (وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه).
وأما الذين (آتيناهم الكتاب) فإنهم أصفياء الله الممدوحين في كل القرآن الكريم وبجميع السور، أتدري لماذا؟ لأن الله آتاهم الكتاب ... أما الذين (أوتوا) بالبناء للمجهول فهم (علماء)، سلمت لهم جهة ما غير الله مسئولية تبيان الكتاب!
فاختلفوا فيه لانهم كفروا من أول لحظة وهي قبولهم حمل الكتاب من غير أن يحملهم الله هذه الأمانة! ولذلك يجىء بأداة الحصر عنهم (وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه).
فالجهلة بالكتاب لا يختلفون فيه لانهم لا علم لهم به إنما يختلف فيه العلماء لأنهم يتعاملون مع الكتاب وتحملوا أمانة حمله عن قصد بدلا عن الذين (أتيناهم الكتاب)، وإنما تحملوا عن قصد لهذه الغاية فقط وهي إبقاء الاختلاف، لان الكتاب هو مصدر هداية وتوضيح للاختلاف فلايمكن أن يختلف فيه، ولن يقدر على إظهار هذا الاختلاف إلا الذين يتعاملون معه. ونسأل مرة أخرى: أي كتاب هو المقصود؟
ويجيبك المنهج: في هذه الآيات يفسرونه بأنه التوراة والإنجيل (والذين أوتوه) هم جميع اليهود والنصارى، لإخراج الذين اختلفوا من أهل القرآن من جملتهم، لذلك ينكرون وقوع الاختلاف مع أنهم مختلفين في كل شيء أو يحاولون تبرير هذا الاختلاف واعتباره رحمة.
وقد تقول: ليتنا نرى الآيات التي تمدح الذين آتيناهم الكتاب وتذم الذين أوتوا الكتاب لنتأكد من النظام الصارم الإحكام العجيب في القرآن، إذن اسمع:
?والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك? الرعد / 26
? والذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته? البقرة/ 121
?الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم? البقرة / 146
?الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق? الأنعام /114
وأما موارد الذم للذين أوتوا الكتاب فهي كثيرة هذه بعضها:
? ولئن أتيت الذين آتو الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك? البقرة/145
? يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت? النساء/ 47
? ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم? الحديد/ 16
وذلك عدا الآيات التي حصرت الاختلاف فيهم وحدهم والتي مررت عليها قبل قليل.
وقد تسأل: إذن فالذين أوتوا والذين أتيناهم ليسوا سواء كما زعم المفسرون وليسوا اليهود والنصارى خصوصا بل كل من تعامل مع كتاب إلهي، فكيف إذن أن نفرق بين أصحاب تلك الكتب؟
ويجيبك المنهج قائلا: هذه واحدة أخرى من دقائق النظام الصارم في القرآن، فإذا قصد اليهود والنصارى جاء بمركب (من قبلكم) أو (من قبل)! كما في هذه الآيات:
? ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم واياكم? النساء/131
? ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل? الحديد/16
? والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم? المائدة/5
(يُتْبَعُ)
(/)