نص قرآني أو أدبي!!!
ـ[أميرة الحزن]ــــــــ[03 - 10 - 2004, 02:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد نص قرآني أو أدبي محلل من الناحية البلاغية ومشروح كذلك من الناحية الأدبية.
حتى استطيع بالتالي القيام بتحليل أي نص على نفس الطريقة والاسلوب.(/)
الاستعارة في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 10 - 2004, 11:51 م]ـ
الاستعارة في القرآن الكريم
اقتصر الأقدمون عندما تحدثوا عن الاستعارة في القرآن على ذكر أنواعها
من استعارة محسوس لمحسوس بجامع عقلى
ومن استعارة محسوس لمعقول
ومن استعارة معقول لمعقول أو لمحسوس
ومن استعارة تصريحية او مكنية ومن مرشحة اومجردة الى غير ذلك من ألوان الاستعارة، وهم يذكرون هذه الألوان ويحصون ما ورد في القران منها، ويقفون عند ذلك فحسب وبعضهم يزيد فيجرى الاستعارة ظانا انه بذلك قد أدى ما عليه من بيان الجمال الفنى في هذا اللون من التصوير ولم أر إلا ما ندر من وقوف بعضهم يتأمل بعض هذه اللمحات الفنية المؤثرة وليس مثل هذه الدراسة بمجد في تذوق الجمال وادرك أسراره
ومن الخير أن تبين الأسرار التي دعت إلى إيثار الاستعارة على الكلمة الحقيقية، وإذا أنت مضيت إلى الألفاظ المستعارة رأينها من هذا النوع الموحى لأنها اصدق أداة تجعل القارئ يحس بالمعنى اكمل إحساس، وأوفاه وتصّور المنظر للعين، وتنقل الصوت للأذن وتجعل الأمر المعنوي ملموسا محسا، وحسبي أن اقف عند بعض هذه الألفاظ المستعارة الموحية، نتبين سر اختيارها:
قال سبحانه {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا} فكلمة (يموج) لاتقف عند استعارتها لمعنى (الاضطراب) بل إنها تصور للخيال هذا الجمع الحاشد من الناس احتشادا لا تدرك العين مداه حتى صار هذا الحشد الزاخر كبحر ترى العين منه ما تراه في البحر الزاخر من حركة وتموج واضطراب، ولا تأتي كلمة يموج إلا موحية بهذا المعنى ودالة عليه،
وقال سبحانه {ربّ إني وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا} وهنا لا تقف كلمة اشتعل عند معنى انتشر فحسب، ولكنها تحمل معنى دبيب الشيب في الرأس في بطء وثبات، كما النار في الفحم مبطئة ولكن في دأب واستمرار، حتى إذا تمكنت من الوقود اشتعلت في قوة لا تبقى ولا تذر كما يحرق الشيب ما يجاوره من شعر الشباب، حتى لا يذر شيئا إلا التهمة واتى عليه، وفي إسناد الاشتعال إلى الرأس مايوحى بهذا الشمول الذي التهم كل شي في الرأس وقد تحثنا فيما مضى عما توحى به كلمة تنفس من إثارة معنى الحياة التي تغمر الكون عند مطلع الفجر.
وقال تعالى {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون} فكلمة نسلخ تصور للعين انحسار الضوء عن الكون قليلا قليلا ودبيب الظلام إلى هذا الكون في بطء حتى إذا تراجع الضوء ظهر ما كان مختفيا من ظلمة الليل وقال تعالى {وفي عاد إذا أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شي أتت عليه إلا جعلته كالرميم} ففي العقم ما يحمل إلى النفس معنى الاجداب الذي تحمله الريح معها.
وكثر في القرآن اخذ الكلمات الموضوعة للأمور المحسوسة يدل بها على معقول معنوى يصير به كأنه ملموس مرئي فضلا عن إيحاءات الكلمة إلى النفس خذ مثلا قوله تعالى {وإذا اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينيه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشترواا به ثمنا قليلا فبئس مايشترون} ألا ترى أن كلمة نبذ فضلا عن أنها تدل على الترك توحي إلى نفس القارئ معنى الإهمال والاحتقار لان الذي ينبذ وراء الظهر إنما الحقير المهمل، وقوله تعالى {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} فكلمة القذف توحي بهذه القوة التي يهبط بها الحق على الباطل وكلمة يدمغه توحى بتلك المعركة التي تنشب بين الحق والباطل حتى يصيب رأسه ويحطمه فلا يلبث أن يموت وتأمل قوة التعبير بالظلمات والنور يراد بها الكفر والإيمان في قوله تعالى {كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} وجمع الظلمات يصور لك إلى أي مدى ينبهم الطريق أمام الضال، فلا يهتدى إلى الحق وسط هذا الظلام المتراكم ومن ذلك قوله تعالى {الا أن يعفون أو الذي بيده عقدة النكاح} فانك تشعر في كلمة العقدة بهذا الربط القلبي الذي يربط قلبي الزوجين .....
ويطول بي القول إذا أنا وقفت عند كل استعارة من هذا اللون وحسبي أن اشير الى بعض نماذجه كقوله تعالى {فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين} فكلمة الصدع بمعنى الجهر توحى بما سيكون من اثر هذه الدعوة الجديدة من إنها ستشق طريقها إلى القلوب وتحدث في النفوس اثر قويا وقوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتتفرقوا} فاي صلة
(يُتْبَعُ)
(/)
متينة ذلك الدين الذي يربطك بالله، يثير هذا المعنى في نفسك هذا التعبير القوى المصور حبل الله .....
وقوله تعالى {والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} وقوله تعالى {لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا}
وقوله تعالى {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره}
وتأمل جمال إفراغ في قوله سبحانه {ربنا افرغ علينا صبرا} وما يثيره في نفسك من الطمأنينه التي يحس بها من هدأ جسمه بماء يلقي عليه وهذه الراحه تشبهها تلك الراحة النفسية ينالها من منح هبة الصبر الجميل
- ومن الدقة القرآنية في استخدام الألفاظ المستعارة انه استخدم إفراغ وهي توحي بالين والرفق عند حديثه عن الصبر
- وهو من رحمته فإذا جاء إلى العذاب استخدم كلمة صب فقال {صب عليهم ربك سوط عذاب} وهي مؤذنه بالشدة والقوة معا
- وتأمل كذلك قوة كلمة زلزلوا في قوله تعالى {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصرالله ألا أن نصر الله قريب}
- ولو انك جهدت في أن تضع كلمة مكانها ما استطاعت أن تؤدى معنى هذا الاضطراب النفسي العنيف وقد تحدثنا فيما مضى عن جمال التعبير في قوله تعالى {ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به يوصل}
- وقوله سبحانه {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم}
- وقد يستمر القرآن في رسم الصورة المحسوسة بما يزيدهما قوة تمكن لها في النفس، كما ترى ذلك في قوله تعالى {اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}
- فقد اكمل صورة الشراء بالحديث عن ربح التجارة والاهتداء في تصريف شئونها
- وقد يحتاج المرء إلىتريث يدرك به روعة التعبير كما تجد ذلك في قوله تعالى {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}
- فقد يبدو أن المناسبة تقضي أن يقال فالبسها الله لباس الجوع ولكن إيثار الذوق هنا لأن الجوع يشعر به ويذاق وصح أن يكون للجوع لباس لان الجوع يكسو صاحبه بثياب الهزال والضنى والشحوب. --- وقد يشتد وضوح الأمر المعنوى في النفس ويقوى لديها قوة تسمح بان يكون اصلا يقاس عليه كما ترى ذلك في قوله سبحانه {أنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية} فهنا كان الطغيان المؤذن بالثورة والفوران أصلا يشبه به خروج الماء عن حده لما فيه من فورة واضطراب ....
- وعلى النسق جاء قوله تعالى {وأما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتيه} فهذه الريح المدمرة يشبه خروجها عن حدها العتو والجبروت -وقد يحسم القرآن المعنى ويهب للجماد العقل والحياة زيادة في تصوير المعنى وتمثيله للنفس وذلك بعض مايعبر عنه البلاغيون بالاستعارة المكينة ..
- ومن أروع هذا التجسيم قوله سبحانه {ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح} ألا تحس بالغضب هنا وكأنه إنسان يدفع موسى ويحثه على الانفعال والثورة ثم سكت وكف عن دفع موسى وتحريضه ..
- ومن تعقيل الجماد قوله سبحانه {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا آتينا طائعين} وفي ذلك التعبير ما يدل على خضوعهما واستسلامهما ...
- وقوله سبحانه {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقص فأقامه}
- وكأنما الجدار لشدة وهنه وضعفه يؤثر الراحة لطول مامر به زمن وقوله تعالى {وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير اذا القوا فيهما سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ كما ألقى فيها فوج سألهم خزنها ألم يأتكم نذير}
- فهذا التمّيز من الغيظ يشعر بشدة ما جناه أولئك الكفرة حتى لقد شعربه واغتاظ منه هذا الذي لايحس وعلى هذا النسق قوله سبحانه {كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من ادبر وتولى} ألا تحس في هذا التعبير كأن النار تعرف أصحابها بسيماهم فتدعوهم إلى دخولها ومنه قوله تعالى {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت}
- وفي ذلك ما يشعرك بالحياة التي تدب في الأرض حين تاخذ زخرفها وتتزين هذا ...........
- وقد كثر الحديث عن قوله سبحانه {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} ورووا ما يفهم منه أن أبا تمام قلد هذا التعبير فقال
- لا تسقنى ماء الملام فإنني صب قد استعذبت ماء بكائى
حتى انه يروى أن أحدهم أرسل إليه زجاجة يطلب منه فيها شيئا من ماء الملام فقال ابو تمام حتى تعطيني ريشة من جناح الذل قيل فاستحسنوا منه ذلك ...
وعندى أن ليس الأمر على ما ذكروه وان هذا التعبير كناية عن الرفق في معاملة الوالدين واخدهما باللين والرقة كما تقول واخفض لهما الجناح ذلا ولكن لما ثمة صلة بين الجناح بمعنى جانب الإنسان وبين الذل إذ أن هذا الجانب هو مظهر الغطرسة حين يشمخ المرء بأنفه ..
ومظهر التواضع حتى يتظامن- أجازت هذه الصلة إضافة الجناح للذل-
- لا على معنى الملكية فلسنا بحاجة إلى تشبيه الذل بطائر نستعير جناحه ولكنا بحاجة إلى استعارة الجناح للجانب وجمال ذلك هنا في أن اختيار كلمة الجناح في هذا الوضع يوحي بما ينبغي أن يظل به الابن أباه من رعاية وحب كما يظل الطائر صغار فراخه
- وبما ذكرناه يبدو أن يبت أبى تمام لم يجر على نسق الآيه الكريمة فليس هناك صلة مابين الماء والملام تجيز هذه الإضافة ولا سيما أن إيحاء الكلمات في الجملة لاتساعد ابا تمام على إيصال تجربته الى قارئه فليس في سقى الماء ما يثير ألما ولو أنه قال لا تجر عنى غصص الملام لاستطاع بذلك أن يصور لنا شعوره تصويرا ادق وأوفى لما هاتان اللفضاتان في نفس من المشقة والالم ...
من كتاب من بلاغة القرآن
تأليف أحمد أحمد بدوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 10 - 2004, 12:03 ص]ـ
أختي الفاضلة
أهلا بك في منتديات الفصيح، وشكرا لك على هذه المشاركة النافعة، ونتطلع منك المزيد 0
وفقنا الله وإياك بما يحب ويرضى0
ـ[الراضية]ــــــــ[22 - 07 - 2007, 08:51 م]ـ
بارك الله فيك على هذا الطرح الجيد وجزاك الله خيرا على ما نفعتنا به جعله الله في ميزان حسناتك(/)
الإعجاز البياني في القرآن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 10 - 2004, 09:02 ص]ـ
الإعجاز البياني في القرآن
من برنامج آفاق على قناة إقرأ الفضائية
كل كلمة في القرآن وُضعت في مكان لا يمكن لأي كلمة أخرى أن تحل محلها.
دلالة كلمة غلام، ولد، صبي في القرآن الكريم:
ورد في القرآن الكريم كلمة غلام عندما بُشّر زكريا بيحيى في سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)) وأعقب تعالى في قصة مريم وقال على لسانها (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)) وقال تعالى (كذلك يفعل ما يشاء) في الرد على زكريا وفي قصة مريم جاء الردّ بقوله تعالى (يخلق ما يشاء).
الغلام يُطلق على الطفل منذ لحظة ولادته إلى أن يشبّ. والطفل تطلق على المولود منذ أن يولد إلى أن يبلغ. والصبي تُطلق من الولادة إلى ما قبل الفطام مباشرة. والوليد تُطلق على المولود لحظة ولادته.
أمنية كل أبّ أن يكون له غلام يأخذه بين يديه ويسير معه ويمشي بين يديه. أما بالنسبة لمريم (غلام) في سوة مريم بينما في آخر سورة آل عمران قالت (ولد) لأن الملِك لمّا بشّرها في سورة مريم قال (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)) فأجابت على السؤال (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)) أما في سورة آل عمران فإذا قرأنا الآية التي بُشرت فيها مريم بعيسى ? (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)) فبشّرها بأن عيسى ? سيكون له شأن فاطمأنت أن هذا الغلام سيكون له شأن ومكانة لكنها تساءلت أنّى يكون لها ولد وهي لم تتزوج ولم يمسسها بشر. وفي سورة مريم عندما ذهبت به إلى قومها لو يكونوا على علم أنها ولدت فكان التعبير بكلمة صبي (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)).
ولادة يحيى أمر طبيعي من أب وأم ولا توجد أسباب بشرية تحول دون تنفيذ قدرة الله تعالى فأمر طبيعي أن يقول تعالى (يفعل ما يشاء) أما في أمر مريم وعيسى فالأمر مختلف فعيسى سيأتي من أم بلا أب والخلق إيجاد وإبداع فكان التعبير (يخلق ما يشاء). والمعجزة هنا أكبر فلا بد من التعبير بقوله تعالى (يخلق ما يشاء).
قال تعالى في سورة آل عمران (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)) فما دلالة تقديم السجود على الركوع؟
هذا من دقة القرآن الكريم. والبعض يوقولن أن هذه كنت عبادتهم لكن لا يوجد دليل على ذلك وعندما ندقق نجد أن الكلام في لغتنا على طريقتين: إما الترقّي من الأدنى إلى الأعلى أو التدني في الأعلى إلى الأدنى. والكلام في الآية هي الترتيب من العام فالخاصّ فالأخصّ. والقنوت عام يكون في الصلاة وفي غيرها فهو عام ثم انتقل إلى الخاصّ وهو السجود لأنه يكون في الصلاة وفي سجود التلاوة وسجدة الشكر لكنه أخصّ من القنوت ثم انتقل إلى الركوع الذي هو أخصّ من السجود فلا ركوع إلا في الصلاة.
وفي آية أخرى قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {س} (77) الحج) هنا انتقل من الأخص فالخاص فالعام فالأعم. والركوع أخص الخصوص ثم انتقل إلى السجود ثم العام (اعبدوا ربكم) ثم الأعم (وافعلوا الخير).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) عبس) قدّم الأخ وهذا الترتيب جاء من المهم فالأهم زيادة في التهويل والتعتيم لهذا الموقف. الإنسان في الدنيا يتمسّك بأخيه وبأمه وأبيه وصاحبته وبنيه. ونلاحظ أنه قال صاحبته ولم يقل زوجه مثرً لأن الحق تعالى يصوّر الفرار في هذا اليوم من أعز الناس على هذا الإنسان (لكل امرئ يومئذ شأن يغنيه) ونعض الزوجات قد يكون بينها وبين زوجها شيء من المشاكل فربما يفهم البعض أن الزوج يفر منها في الآخرة بسبب ما بينهما من مشاكل في الدنيا لكن استخدام كلمة صاحبته ينفي هذا الإحتمال لأن الصاحبة تدل على المصاحبة فهي التي صاحبته في حياته. وقد جاء في الآية الكريم ذكر الترتيب الطبيعي في الفرار فآخر ما يفر الإنسان من بنيه لأنهم أغلى ما عنده.
أما في آية أخرى (ومنه قوله تعالى (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) المعارج) فاختلف الترتيب ولم يرد ذكر امه وأبيه هنا وذلك لأن الآية تتحدث عن الإفتداء فابتدأ بالترتيب من بنيه لأنهم أعزّ وأغلى ما لديه يقدمهم ليفتدي بهم نفسه لو استطاع ثم بالأدنى فالأدنى. ولم يرد ذكر الأم والأب كما قلنا لأنه لا يصح أن يفتدي الإنسان بهما مهما كان وهذا حفاظاً على مكانتهما والبرّ بهما.
قال تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) وقال في آية أخرى (ولا تمشي في الأرض مرحا) كيف نفرق بين الأمر بالمشي والنهي عنه؟ هذه من دقة القرآن الكريم. ففي الآية الأولى ذكر أن عباد الرحمن يمشون على الأرض باستخدام حرف الجر (على) الت تفيد الإستعلاء والتمكّن والمؤمن يمشي مستعلياً متمكناً والدنيا ليست في قلبه فهو يعلن أنه مفارقها وهو في هدوء واطمئنان واثق في خطواته. أما في الآية الثانية فالله تعالى نهى الإنسان عن المشي في الأرض الذي يدل على التكبر والإستعلاء (باستخدام حف الجر في) الذي يفيد الظرفية فالإنسان المتكبر يمشي ويدبّ ف الأرض كأنه يريد أن يخرقها (إنك لن تخرق الأرض) فكأن الله تعالى ينهى في مشية الإنسان أن يمشي متكبراً.
وجاء في آية أخرى (فامشوا في مناكبها) المشي في الأصل على الأرض وعندما نهى كان النهي عن المشي في الأرض تكبراً أما في هذه الآية فالأمر بالمشي هنا المقصود به الحصول على الرزق الذي يحتاج إلى عمق في الحركة ويحتاج إلى جهد.
وقال تعالى في آية أخرى (أفلم يهد لهم يمشون في مساكنهم) ونقول كيف جاءت هنا يمشون في؟ المقصود بهذه الآية المشي للإعتبار والتأمل وليس مجرد المرور على المساكن. فكأن الآية تخاطب اللاحقين بأن يعتبروا من الأمم السابقة.
وفي قوله تعالى (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس) هذا مثال للمؤمن فالمؤمن ينفع من حوله ولا يتوقف عند حدّ الإهتداء والإيمان وإنما يؤثّر على من حوله فيمشي بنور الإيمان في الناس بالتخلّق بأخلاق الإيمان.
الفرق بين اسطاعوا واستطاعوا وتسطع وتستطع في سورة الكهف:
قال تعالى () فعل اسطاعوا جاء مع يظهروه وفعل استطاعوا جاء مع النقب وهذا لأن الصعود فوق السد أيسر بكثير من إحداث نقب فيه فاستعمل الفعل الذي هو أقل حرفاً مع الفعل الأيسر والأسهل. أما استطاعوا فجاءت مع الفعل الأصعب وهو إحداث النقب في السد.
والفرق بين تسطع وتستطع: فمع أن الخضر أخذ على موسى ? العهد بالصبر لكنه عندما خرق السفينة سأله موسى ولم يصبر فأجابه الخضر (ألم أقل أنك) وفي قتل الغلام لم يصبر موسى أيضاً فأجابه الخضر (ألم أقل لك أنك) باستخدام (لك) التي تفيد التوكيد والتقريع بمعنى ألم أقل لك أنت دون غيرك. وعندما أراد أن يفصّل له قال (تستطع) لما فيه مشقة ولم تصبر عليه. وفي الأخير قال (لم تسطع عليه صبرا).
(يُتْبَعُ)
(/)
دلالة تذكير كلمة (القانتين) في الحديث عن مريم: عندما يُعبّر الله تعالى يعبّر بدقة متناهية فقد جاء بالتأنيث في (كانت) ثم المذكر (القانتين) والبعض يقولون هذا لمراعاة فواصل الآيات وهذه ليست حجة. فإذا أطلق المذكر فيعمّ المذكر والمؤنث أما إذا أطلق المؤنث فلا يشمل إلا المؤنث. ومثال آخر في سورة يوسف في قصة امرأة العزيز (إنك كنت من الخاطئين) لأن ما دبرته امرأة العزيز تفوقت فيه على بنات جنسها وعلى جنس الرجال وهذ من دقة التعبير. وهناك فرق أيضاً بين كلمة خاطئ ومخطئ. فالخاطئ هو الذي يفعل الذنب بتخطيط وتدبير وهذا ما نجده في الآية التي تتحدث عن إخوة يوسف (إنا كنا من الخاطئين).
ومن دقة التعبير القرآني أن كلام الله تعالى كلام اللطيف الخبير فما معنى قوله (إن الله لا يحب الظالمين)؟ بمعنى يكره الظالمين لكنه سبحانه لا يستخدم لفظ يكره حتى مع الكافرين. فهناك فرق في أسلوب الخطاب بين أن تقول لا يحب أو يكرهفمعنى صيغة لا يحب الظالمين أنه يفتح أمامهم المجال أنهم لو تخلوا عن صفة الظلم هذه لأحبهم الله تعالى وهذا من باب رحمة الله تعالى بالناس أجمعين. أما صيغة يكره فهي تسد الأبواب وتغلقها أمام الظالمين. كأن الله تعالى يوجه خطابه إلى الظالمين أو الكافرين أو غيرهم أنه يا من فيه صفاة من هذه الصفات التي لا يحبها الله تعالى تخلّوا عن هذه الصفات حتى أحبكم وكأنه سبحانه وتعالى يفتح الباب أمام الناس حتى يشملهم حبه تعالى.
قال تعالى (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره) الإطفاء لا يأتي مقابله الإتمام فلماذا عبّر تعالى بالإطفاء؟ الحق تعالى يريد أن يطمئن العباد أن دين الله هو ناصره لكن سنة الله تعالى في خلقه هي الإبتلاء والمحن الذي يريد أن يطفئوا نور الله بمعنى أن هؤلاء تصرفهم تصرف مجانين فكيف يحاولون إطفاء نور الله وهل هذا ممكن أصلاً؟، وكأن الله تعالى يقول لا تلتفت لهذا بل التفت إلى أمور دينك (أيحسب الذين آمنوا أن يتركوا) والله تعالى متم نوره ليدلل على الريادة وكلما حاولوا ما يريد الله إلا أن يتم نوره والإتمام معناه الريادة والسيادة والإنتشار ومهما حاول المغرضون على أهل الدين أن يتمسكوا بأمور دينهم.
وقد جاءت هذه الآية بصيغتين (ليطفئوا) و (أن يطفئوا). آية سورة التوبة إرادة الإطفاء متوجهة مباشرة إلى الإطفاء (قالت اليهود عزير) هم يريدون إطفاء نور الله مباشرة. أما في سورة الصفّ وهي مدنية جاءت الآية بقوله (ليطفئوا) واللام تفيد أنه كان هناك محذوف بين اللام ويطفئون (يفترون على الله الكذب) فهم يريدون افتراء الأكاذيب ليطفئوا نور الله.
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم) عندما ينادي الله تعالى المؤمن بهذا الأسلوب (يا أيها الذين آمنوا) كأنه ينادي من اتصف بصفة الإيمان فهو تعالى ينهى المؤمن عن أن يلتهي بالمال والولد فلم يقل لهم لا تلتهوا بأموالكم وأولادكم وهناك فرق بين لا تلهكم ولا تلتهوا ففي الأولى جعل الأموال والأولاد هي الفاعل لأنه عندما يكون للإنسان ولد مثلاً ذو خلق وهو يثق به كثيراً ويعرف إنه لا ينحرف بسهولة إذا صاحب شخصاً آخر ليس بنفس مستواه ثقة فيقول الإنسان لابنه لا يلهك هذا الولد فإن لم تكن تثق بابنك تقول له لا تلتهي بهذا الصديق. فالحق تبارك وتعالى صدّر الآية بـ (يا أيها الذين آمنوا) فلا ينبغي لهم أن يلتهوا هم لكنه تعالى يحذرهم من أن تلههم الأموال والأولاد فعليهم أن يحذروا منهم.
والإلهاء هو الإنشغال فلماذا لم تستخدم كلمة الإنشغال؟ لأن الإنشغال منه ما هو محمود كما جاء في الحديث (إن في الصلاة لشغلا) وكما جاء في قوله تعالى (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فكهون) ومنه ما هو مذموم. أما الإلهاء فينصرف إلى الإلهاء المذموم وهذا يدل على أنه لا مانع أن ينشغل الإنسان بماله وولده إنما التحذير من الإلتهاء بالمال والولد.
ولذلك جاء في قوله تعالى (فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا) آثر تفضيل شيء على شيء بحيث يستحيل اجتماعهما وعندما يجتمع أمر ديني وأمر دنيوي فأيهما تؤثر؟ لا بأس من حب الدنيا والأموال والألاولاد لكن بشرط أن لا تلهي الؤمن عن طاعة الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قدم الأموال على الأولاد في الآية مع أن الولد أحب إلى الإنسان من الأموال والإنسان قد يضع ماله كله ليفتدي به ولده أو يدفع عنه ضرراً أو غيره. أما في شأن الزينة والفتنة يقدم تعالى الأولاد على الأموال لأن الإلتهاء والإنشغال بالمال أكثر من الإلتهاء بالولد فكأن الله تعالى يريد أن يلفتنا لهذه النقطة.
أما عن الحب والفطرة فيقدّم الله تعالى الأبناء على الأموال (إن كان آباؤكم وأبناؤكم) (زين للناس حب الشهوات).
تكرار (ولا) في الآية يفيد أن كلاً من المعطوف والمعطوف عليه يشتركان في الحكم السابق سواء اجتمعا أو تفرقا. ولو قال أموالكم وأولادكم لأفاد أن النهي عنهما إذا اجتمعا فقط.
الفرق بين الفعل والعمل: قوله تعالى (ومن يفعل ذلك) ولم يقل (ولم يعمل ذلك). الفعل هو عمل لا يمتد في الزمان ولا يأخذ وقتاً ولا يُخطط له بل يأتي مصادفة أما العمل فهو الفعل الذب يمتد في الزمان ويأخذ وقتاً طويلاً ويُخطط له. (والذين إذا فعلوا فاحشة) فعلوها ولم يخططوا لها ولم تأخذ وقتاً كأن غفلوا لحظة وتنبهوا فوراً. والمؤمن لا يعمل المعصية ولا يعمل الإلتهاء إنما يفعله وهو مضطر أو نائم وما من شأنه أن يعمل هذا العمل لكنه يفعل. وقد أتى بأسلوب الشرط ولم يضع له جزاء أو عقوبة (فأولئك هم الخاسرون) أنت الذي تخسر إذا التهيت بالأموال والأولاد عن الله تعالى وكلٌ يخسر بحسب التهائه وهذا من دقة التعبير القرآني.
أما كلمة الصنعة فهي فعل يحتاج إلى دقة ومهارة (خبير بما يصنعون).
دلالة السعي في القرآن الكريم:
نجده في القرآن يتعدى مرة بـ (إلى) (فاسعوا إلى ذكر الله) وهو السعي العام الذي يشمل العمل والفعل والصنعة. وقد يتعدّى باللام (وسعى لها سعيها) بمعنى عمل لأجلها كل حركاته وسكناته لأجل الآخرة. وقد يتعدّى بـ (في) (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها) (والذين يسعون في آياتنا) (ويسعون في الأرض فسادا) استعملت في الخراب لأن الإنسان الذي بداخله شر عندما يسعى في الخراب يطرح كل أموره الأخرى خلفه ويفرّغ نفسه للسعي في هذا السيء. وهناك سعي بين (يسعى نورهم بين أيديهم) التردد بين أمرين. وهناك سعي عام (يوم يتذكر الإنسان ما سعى) لم يقل ما عمل ولا ما فعل ولا ما صنع وإنما ما سعى فهو يحاسب في الآخرة على هدف حياته وقد عبّر تعالى بما سعى ليشمل عمله وفعله وصنعته وكل حركته وشمل كل أنواع السعي ما سعى فيه وإليه وبه.
لماذ قال تعالى (فامشوا) ولم يقل (فاسعوا)؟ السعي يفيد المشي بسرعة وتدل على شدة الإهتمام (وأما من جاءك يسعى) فالكفيف لا يمكن أن يوصف مشيه بسرعة والسعي في هذه الآية جاء بمعنى من جاءك مهتماً وشغوفاً بأمور الدين. واستعمال المشي بدل السعي حتى لا يُفهم أن أن على الإنسان أن يجري ويسارع وإنما عليه الأخذ بالأسباب فقط لأن الرزق يأتيه من الله تعالى ولهذا قال تعالى (فامشوا في مناكبها) لكن تعمّق عندما تحتاج. وقوله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) في الآخرة تأتي سعى وحدها لتشمل كل المعاني.
كلمة زوج وبعل في القرآن:
الله تعالى لا يستعمل كلمة زوج إلا إذا كانت الحياة الزوجية متفقة (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) وهي قصة خولة التي ظاهر منها زوجها جاءت تشتكي إل النبي وعلِم الحق تعالى حرص هذه المرأة على زوجها وعلى إتمام الحياة الزوجية ولهذا ما ضنّ عليها بكلمة زوج لأنه تعالى علم ما في نفسها من رغبة باستمرار حياتها الزوجية.
وقوله تعالى (أمسك عليك زوجك) لزيد بن حارثة مع العلم أنه طلقها لأن الله تعالى لا يريد أن يوسع دائرة الخلاف وقوله تعالى أن أمسك توحي بالتمسك بالحياة الزوجية.
وقوله تعالى (تبتغي مرضاة أزواجك) لم تكن هناك خلافات زوجية وإنما كانت غيرة نساء وكيف لا والرسول ? حرّم على نفسه شرب العسل الذي حلله الله تعالى.
في المطلّقة الرجعية قال تعالى (وبعولتهن أحق بردهن) تعبير بالبعل لأنها مطلقة والحياة الزوجية منقطعة. وفي المطلقة البائنة قال تعالى (فلا تضلوهن أن ينكحن أزواجهن) بتعبير أزواجهن مع أن الحياة الزوجية منقطعة والزوجة لا تعود إلا بمهر جديد وعقد جديد. فلماذا هذا الإختلاف في استعمال اللفظتين؟ لأنه في الأولى (الطلقة الرجعية) يذكر القرآن أن هناك منافسة (أحق بردّهن) فالزوج يعلم أن هناك من يريد أن يتدخل ليتزوج زوجته والبعض يراجع فقط لا لأنه يريد الإصلاح وإنما لأنه يريد إرجاعها ليمدد العدّة فلذلك أضاف تعالى (إن أرادوا إصلاحاً) وقد لا يكون انهم يريدون إصلاحا. أما في الثانية. فإذا عاد إليها زوجها من جديد ففي هذا اعتراف منه بها ودليل على مكانتها عنده (فإذا تراضوا) والزوجة رقيقة القلب عندما ترى زوجها جاء لينكحها تتصور أنه لم يجد في الكون من هي أفضل منها ولهذا ردّها إليه ومن أجل هذا عبّر القرآن بالزوجية ليذكر الأولياء إن هذا كان زوجها هو أولى وأحق بها والحياة الزوجية ستستمر إن شاء الله تعالى.(/)
لماذا خرّ داوود راكعا واستغفر ربه؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 10 - 2004, 05:50 م]ـ
لماذا استغفر داوود ? ربه في سورة ص (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)؟
هذه الآية في سورة ص (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21)) كانت في الحُكم. وفي كتب التفسير الكثير من الاسرائيليات يقولن فيها أنه في العهد القديم رأى داوود امرأة قائده (أورية) وكان لداوود تسع وتسعين زوجة فصعد إلى السطح ورأى امرأة قائده فوقعت في قلبه فأرسل زوجها إلى الحرب ليموت فيتزوجها هو. وهذا ما تذكره الاسرائيليات وهذا كلام فيه نظر لأنه تصرف لا يُقبل من شخص عادي فكيف بنبيّ؟
لكن نقول أن هذا الحُكم الذي حكم به داوود خارج عن طريقة الحُكم الصحيحة لأنه لم يستوف لأركان الحُكم. كيف؟:
? أولاً فزع داوود من الخصم (إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22)) والقاضي لا يصح أن يحكُم بالفزع ولا بد أن يكون آمناً حتى يحكم.
? ثانياً: إن داوود استمع إلى خصم واحد ولم يستمع للآخر (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)) وهذا لا يجوز في الحكم ومخالف لأركان الحُكم. وقد قيل في الحُكم إن إذا جاءك شخص قُلِعت عينه فلا تحكم حتى ترى الآخر فربما قُلِعت كلتا عينيه.
? ثالثاً: لم يسأل عن البيّنة وإنما حكم مباشرة (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ) فهل يجوز أن يحكم أحد بلا بيّنة؟
وأظن أن الله تعالى أراد أن يُعلِّم داوود أصول الحكم الصحيح وقد جعله خليفة (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)) ولهذا استغفر داوود ربه. وكان داوود قاضياً قبل هذه الحادثة وكان يحلس للقضاء يوماً ويتعبّد يوماً فجاءه الخصم في يوم تعبّده ففزع منهم.
ثم إن كلمة خصم تشمل الواحد والأكثر (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21)) (فَفَزِعَ مِنْهُمْ) فهي كلمة عامّة.
فما جاء في الاسرائيليات نستبعده لأنها لا تصح عن نبيّ لكن الظاهر لي والله أعلم أن الحُكم لم يستوف أركان الحُكم الصحيح.
من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
المزيد من هذه اللمسات على هذا الرابط
www.islamiyyat.com/lamsat.htm
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[10 - 10 - 2004, 06:26 م]ـ
أختي الكريمة سمر الأرناؤوط
جزاكِ الله خيراً وبارك الله فيك. رجاءاً أن تتحفينا بالمزيد من هذه الروائع.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 - 10 - 2004, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على رأيك وتشجيعك. وللعلم فإني قد جمعت ولله الحمد كل ما لدي من حلقات للدكتور فاضل تجدها على موقعي إسلاميات وسأحاول أن أضيف منها في هذا المنتدى للإفادة.
الرابط للموقع هو:
www.islamiyyat.com/lamsat.htm(/)
دلالة استعمال (ما) في قوله تعالى (سبّح لله ما في السموات وما في الأرض)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 10 - 2004, 05:52 م]ـ
ما دلالة ما دلالة استعمال (ما) في قوله تعالى (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) في سورة الحشر؟
توجد ظاهرة في آيات التسبيح في القرآن كله. إذا كرّر (ما) فالكلام بعدها يكون على أهل الأرض. وإذا لم يكرر (ما) فالكلام ليس على أهل الآرض وإنما على شيء آخر.
في سورة الحشر قال تعالى (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) بتكرار (ما) وجاء بعدها (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)) وهذا في الأرض. وكذلك في سورة الصفّ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)) وفي سورة الجمعة (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)) وفي سورة التغابن (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)).
بينما في آية أخرى في سورة الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) قال تعالى بعدها (لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)) وليس الكلام هنا عن أهل الأرض وإنما هو عن الله تعالى. وكذلك في سورة النور (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)).
هذه قاعدة عامة في القرآن والتعبير القرآني مقصود قصداً فنياً. وهذا في مقام التسبيح ولم أتحقق من هذه القاعدة في غير مقام.
من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي(/)
الفرق بين الإمر والنُكر ونُكُر
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 10 - 2004, 05:53 م]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله (شيئاً إمرا) و (شيئاً نُكرا) في سورة الكهف؟ ثم ما الفرق بين نُكر ونُكُر (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) القمر)؟
الإمر هو الأمر المُنكر أو الكبير والنُكر فيها معنى الإنكار أيضاً لكنهم يرون أن النُكر أعظم وأبلغ من الإمر لأن قتل النفس البريئة بغير نفس هو أكبر من خلع لوح من السفينة لأن اللوح يمكن أن يُعاد فيؤتى بلوح سواء هو نفسه أو غيره (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)) لكن القتل لا يُعاد وقتل النفس البريئة بغير نفس أمر عظيم (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)). الكثير قالوا أن النُكر أشد نكارة من الإمر ففرّق بينهما لأن قتل النفس أشد من خرق السفينة.
كلمة نُكر بتسكين الكاف هي من أوزان اسم المفعول لأن أوزان اسم المفعول ثمانية من جُملتها فُعل بضمّ الفاء وتسكين العين مثل سُؤل كما في قوله تعالى (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) طه) أي ما سألته وكلمة خُبث اي المخبوث. ما يدرسه الطلبة عادة أمرين: الأمر القياسي وهو ما يُصاغ من الثلاثي على زنة مفعول ومن غير الثلاثي زنة مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر. والأمر الآخر يأخذونه على وزن فعيل بمعنى مفعول كما يف قتيل أي مقتول وجريح بمعنى مجروح وأسير بمعنى مأسور ولكا من الأوزان دلالة خاصة به.
ومن أوزان اسم المفعول فُعلة مثل لُعنة أي يُلعن كثيراً أو سُبّة أي يُسبّ كثيراُ أو صُرعة أي يُصرع كثيراً وهذه بخلاف فُعَلة التي هي من أوزان المبالغة.
توجد أوزان عديدة لاسم المفعول يقال ناقة عُبر أسفار أي يُعبر عليها.
نُكر من أوزان اسم المفعول أي الفعل المنكر شديد النكارة.
قال تعالى (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) القمر) جاءت نُكُر بضم الكاف هنا ولا تصلح هنا مع الفاصلة أن تأتي نُكر وفي الحقيقة أن صيغة فُعُل غير صيغة فُعْل بتسكين العين ولكا منها دلالة خاصة. يقال باب فُتُح أي مفتّح لا يُغلق ويقال من وجد باباً مُغلقاً فإن هناك بابًفُتُحا هو باب الله. ويقال قارورة فُتُح أي ليس لها غطاء أصلاً.
صيغة فُعُل أبلغ من فُعْل لأن فيها توالي ضمّتان ونُكُر أبلغ وأشد في النكارة من نُكر بتسكين الكاف ولو لاحظنا ما ورد في الآيات التي فيها نُكر ونُكُر نجد أنه صحيح أن الفاصلة تقتضي كلاً من التعبيرين والعبارتين أو الوزنين لكن الدلالة تختلف.
في قوله تعالى (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) القمر) هذه في الآخرة وهي غير مألوفة والصوت الذي يدعوهم إلى الخروج غير مألوف فالأمر مُستغرب ولم يسمعوا به والدعور هائلة والأمر غير مألوف فيما سبق من حياتهم (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)) ليس له نظير فجاء بـ (نُكُر) شديد النكارة ولم يقل نُكر بتسكين الكاف.
أما في قوله تعالى (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)) في سورة الكهف لم يقل نُكُراً علماً أن الحديث في الآخرة أيضاً وهذا لسببين:
أولاً قال (أما من ظلم) ولم يقل من كفر وليس بالضرورة أن الظالم هو كافر كل كافر ظالم وليس كل ظالم كافر.
والأمر الآخر أنه قال (فسوف نعذّبه) إذن سينال عذاباً في الدنيا فإذا كلن العذاب مُجزياً في الدنيا سقط عنه في الآخرة وإذا لم يكن مجزياً عُذب في الآخرة. وإذا قام على أحد الحدّ في الدنيا لا يُعذب في الآخرة. فهذا العذاب نكارته ليس بتلك الشدة التي في آية سورة
أما في قوله تعالى (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)) قتل النفس في الأرض كثير وليس مستغرباً كالأمر في آية سورة. فالقتل يحصل رغم استنكاره.
وفي قوله تعالى (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) الطلاق) هذا في الدنيا كالصيحة أو الخسف أو غيرها وليس في الآخرة وليست بنكارة ما في الآخرة.
واختلاف الصيغ كثير منها عسِر وعسير لكا منهما دلالة خاصة وطويل وطوال تقال مثلاً إذا كان شخصان كلاهما طويل لكن أحدهم أطول من الآخر فيقال له طوال إذا كان بالغ الطول.
لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي(/)
الفرق بين قوله تعالى (منها تأكلون) وقوله تعالى (ومنها تأكلون)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 10 - 2004, 06:02 م]ـ
الفرق بين قوله تعالى (منها تأكلون) وقوله تعالى (ومنها تأكلون)
ورد قوله تعالى (ومنها تأكلون) في القرآن الكريم في أربعة مواضع هي:
1. سورة النحل (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5))
2. سورة المؤمنون (فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19))
3. سورة المؤمنون (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21))
4. سورة غافر (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79))
وورد قوله (منها تأكلون) مرة واحدة في سورة الزخرف (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73))
والفرق بين التعبيرين أن قوله تعالى (منها تأكلون) التي وردت في سورة الزخرف هي في سياق الكلام عن الجنّة وفيها الفاكهة هي للأكل فقط ولا يستفاد منها بشيء آخر.
أما في الآيات التي وردت فيه (ومنها تأكلون) هي في أنعام وفاكهة الدنيا. فالأنعام يستخدمها الإنسان إما للركوب أو التجارة أو الانتفاع بلبنها أو أكلها فالأكل جزء من منافع الأنعام في الدنيا.
وبالنسبة للفواكه في الدنيا فقد تُؤكل أو يؤخذ عصيرها أو يصنّع منها مربيات أو الخلّ أو غيرها فإذن أكلُها هو جزء من استفادة الناس بها في الدنيا.
فسبحان الله وتعالى وصدق الله العظيم (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء) ويا لِدِقّة التعبير القرآني الذي يغيّر فيه حرف واحد معنى الآية كلها ولا عجب أن تحدّى الله تعالى به فطاحل اللغة من العرب (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة)
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 10 - 2004, 10:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الكريمة ..
واصلي المسير ..
السراج(/)
معنى كلمة أمّة في القرآن الكريم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 10 - 2004, 06:03 م]ـ
معنى كلمة أمّة في القرآن الكريم
كلمة أمة جاءت في القرآن الكريم بأربعة معاني هي:
1. الأمّة بمعنى المِلّة: أي العقيدة كما في قوله تعالى (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) يونس) (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الانبياء).
2. الأمّة بمعنى الجماعة كما في قوله تعالى (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)) الأعراف)
3. الأمّة بمعنى الزمن كما في قوله تعالى (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8) هود) (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يوسف)
4. الأمة بمعنى الإمام كما في قوله تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) النحل) أي القُدوة.
وقوله تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) البقرة) في سورة البقرة الأمة هنا بمعنى العقيدة الواحدة والمِلّة الواحدة. وهذه الآية لخّصت تاريخ البشرية من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة. ومعناها أن الناس كانوا على عقيدة واحدة من عهد آدم إلى زمن ما قبل نوح حيث بدّلوا عقيدتهم. فالدين واحد والغقيدة هي الإيمان بالله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)) (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)) آل عمران). وكأن في الآية جملة مقدّرة (كان الناس أمة واحدة فضلّوا وتفرقوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين).
من برنامج "وإنه لقرآن كريم" للشيخ خالد الجندي على قناة الصفوة يُعرض يومي الثلاثاء والأربعاء الساعة 10 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
ـ[الغريب]ــــــــ[07 - 10 - 2004, 04:37 م]ـ
بارك الله فيك(/)
من يعرف واضع علم المعاني في البلاغة؟
ـ[تريمي]ــــــــ[08 - 10 - 2004, 04:28 م]ـ
من المعروف أن واضع علم البيان في البلاغة هو (عبد القاهر الجرجاني)، وأن واضع علم البديع هو (الخليفة أبو العباس عبد الله بن المعتز المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد)
لذا أعزائي أعضاء منتدى الفصيح ممن يعرف من واضع علم (المعاني) أن يفيدني وله الأجر والشكر
ـ[السراج]ــــــــ[09 - 10 - 2004, 10:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ..
(لست متأكداً) عبدالقاهر الجرجاني في كتاب (دلائل الإعجاز) ..
السراج
ـ[تريمي]ــــــــ[12 - 10 - 2004, 05:11 م]ـ
شكرا ً أخي (السراج) بس أنت تقول مش متأكد، على أية حال شاكرا لك مبادرتك، وأكررالسؤال امن يعرف واضع علم المعاني لأنني أريد وضعه في وسيلة متعلقة بعلوم البلاغة
ـ[فهد آل الخليفة]ــــــــ[12 - 10 - 2004, 06:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ: تريمي
اكتملت نظرية علم المعاني على يد عبد القاهر الجرجاني في القرن الخامس الهجري في كتابة (أسرار البلاغة) وكذلك في كتابة (دلائل الإعجاز).
هذا ما لدي ولعل الأخوة يفيدوننا في واضع علم المعاني.
تقبل تحياتي
ـ[احلامم]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 04:52 ص]ـ
اهلا" وسهلا" اخي فهد
واضع علم المعاني: عبدالقاهر الجرجاني
وانا هذا المستوى الدراسي ادرس مادة علم المعاني
واتمنى اكون افدتك
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 01:32 ص]ـ
>>> واضع علم ( .. ) <<<
كلمة واضع تجعل السامع يظن أن فلانا قد اخترع هذا العلم
والحقيقة أنه استقرأ واستخلص القواعد لما هو موجود بالفعل، يقال هذا في العروض والنحو والمعاني وكل العلوم، كما يقال في القوانين الطبيعية التي تُكتشف فيقول الناس مثلا: اخترع فلان قانون الجاذبية!!!!!!
ويكون لأحد من الناس الفضل في السبق إلى تنظيم علم ما، وتوضيح أسسه ومبادئه وتقعيده وتسميته فينسب الفضل إليه في تنظيم قواعده وتأسيس بنيانه عِلما متكاملا مستقلا، والفضل في علم المعاني للشيخ الجرجاني
وأرحب بمن يصحح لي رأيي إن أخطأت
ـ[أوراق شاعر]ــــــــ[07 - 04 - 2005, 07:53 ص]ـ
مع تحياتي لكم اتمنى ازيدكم معلومه بسيط يعتبر عبدالقاهر الجرجاني هو من تكلم عن علم المعاني ولم يطلقه كمصطلح الا بعد مجيء السكاكي في القرن الخامس وقسم العلوم الي ثلاث اقسام
ومعذرة اتمنى الفائدة للجميع
ـ[ابن هشام]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 09:42 م]ـ
مع أطيب تحياتي لكم جميعاً. أسمحوا لي بهذه (اللقافة).
علم المعاني سماه عبدالقاهر الجرجاني رحمه الله (علم معاني النحو) ولم يسمه قط علم المعاني. وأول من سماه علم المعاني هو الزمخشري كما في مقدمة تفسيره الكشاف. وأول من وضع علم المعاني إذاً هو من وضع النحو، والخلاف فيه معروف. ولكن لو قال قائل: إن سيبويه هو من فعل ذلك في كتابه (الكتاب) لما كان مخطئاً إن شاء الله لكونه أول كتاب يصل إلينا في النحو. وكما تفضل الإخوة الفضلاء بأن عبدالقاهر الجرجاني رحمه الله هو من فتق هذا العلم في كتابه الثمين دلائل الإعجاز وكتابه الآخر أسرار البلاغة. وأما السكاكي فهو متأخر عن الزمخشري.
وللتوسع في هذه المسألة أنصح بقراءة ما كتبه الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في كتبه وخاصة (البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري).
وفقكم الله جميعاً، ومعذرة على التطفل بين أيديكم.
ـ[تريمي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 03:54 م]ـ
شكراأعزائي الكرام السراج، وفهد الخليفة، وأحلامم، وأنوار الأمل، وأوراق شاعر، وابن هشام على هذه المداخلات التي لاشك أنها غنية الفائدة، ومثل هذه المواضيع جديرة بالبحث، واثراء المعلومات عن طريق البحث، والسؤال، أكرر شكري للجميع
ـ[الخطاف]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 08:50 م]ـ
ذكر الهاشمي في كتابه (جواهر البلاغة) أن واضع علم المعاني هو عبدالقاهر الجرجاني
و ذكر أن واضع علم البيان هو أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه (مجاز القرآن) و الجرجاني هو الذي أكمل بنيانه و أتم أركانه
ـ[الحسن البصري]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 09:33 م]ـ
لكن أي العلم أصعب برأيكم:
علم البيان، أم المعاني، أم البديع.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 10:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لا يكون دروس في علم المعاني والبيان والبديع
هناك نظم الأخضري الجوهر المكنون
ويا ليت لو شرحها لنا طلبة العلم والنحاة في المنتدي
احرض طلبة العلم ان يبدؤا لنا .. هذه الدروس ..
نختار متن من هذه المتون لكن نريد من يشرحها لنا حتي نستفيد ...
ا
ـ[الحسن البصري]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 02:33 ص]ـ
أنا أوافق الأخ أبو حمزة.
نعم نريد دروسا للمبتدئين أمثالنا.
وياليت أحداً من الإخوة المشرفين، أن يشرح لنا متن "الجوهر المكنون"، أو غيره ممن يحب.
فإن أناساً في هذا المنتدى ينتظرون على أحر من الجمر؛ لتلقي هذه الدروس، وطرح اشكالاتهم للأساتذة المشرفين.
وجزا الله المسارعين خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 07:17 م]ـ
بفضل أخونا الحسن البصري وضعت النظم علي المنتدي
وها هو الرابط
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=33310#post33310
ولكن من يشرحها لنا:
أين ذلك شخص الذي سيحي لنا هذا لغة
واظن من يدرس هذا المتن يكفيه عن غيره من المتون اذا فيها مبادئ هذه العلوم
بارك الله فيكم(/)
النفس البشرية
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 - 10 - 2004, 08:18 م]ـ
النفس البشرية
يكثر السؤال عن الفرق بين النفس والروح وفيما يلي نوضح متعلقات الروح والنفس البشرية ومراحلهما:
عالم الذّر: خلق الله تعالى الأرواح كلها قبل خلق الأجساد وهي مرحلة الروح بلا جسد (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) وهذه مرحلة لا إدراك.
عالم الأجنّة: الروح والإنسان في بطن أمه وهو جنين. مرحلة الروح غير الكاملة والروح في هذه المرحلو متعلقن بالجنين تعلق حياة لا تعلق إدراك. (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون)
النفس: مرحلة الإنسان السوّي والإنسان مدرك عاقل بالغ إذن النفس هي تعلق الروح بالإنسان السوّي. فالنفس هي روح وجسد بدليل أن الروح عندما تصعد يصبح الجسد جثة. وهذه النفس هي التي عليها كل التكاليف الشرعية بعكس مرحلة الأجنة فالجنين ليس عليه تكليف لأنه لا إدراك عنده.
مرحلة النوم: الإنسان النائم تصعد الروح لكن لا تنفصل عن الجسد انفصالاً تاماً (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) سورة غافر، آية وهي تدل على الحياة الصغرى والحياة الكبرى وعلى الموتة الصغرى والموتة الكبرى. وليس على الإنسان حرج في هذه المرحلة لأنه غير مدرك ادراكاً تاماً وهو نائم.
مرحلة البرزخ: البرزخ لغة يعني الفاصل بين الشيء والشيء كما في قوله تعالى (بينهما برزخ لا يبغيان) سورة الرحمن. وهو العالم الذي يفصل بين الدنيا والآخرة. تبقى الروح في عالم البرزخ إلى أن يأذن الله تعالى يوم البعث فتعود كل روح إلى جسدها الخاص بها استعداداً ليوم البعث والحساب. وهذه المرحلة التي تكون عند الموت حيث ينتهي عمل الإنسان.
والنفس هي الروح المتعلقة بالجسد وهي التي عليها التكاليف الشرعية كما أسلفنا، والروح لها نزوع لأعلى والجسد له نزوع لأسفل. وكلما سمت الروح يكون الإنسان روحانياً (ورفعناه مكاناً عليا) سورة مريم. وكلما نزع الجسد لأسفل يكون الإنسان مادياً (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض) فكل ما يرمز إلى الفضائل يعبّر عنه لأعلى وكل ما يرمز إلى الرذائل يعبّر عنه لأسفل (ثم رددناه أسفل سافلين) بمعاصيه وشهواته وطينيته (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً) سورة البقرة. فالهبوط هنا دلالة على الهبوط والسفلية.
فكلما اهتممنا بالروح وأهملنا متطلبات الجسد المادية كلما ارتقت بنا الروح وسمت وهذا ما نستشعر به خلال شهر رمضان نشعر حلاوة تلاوة القرآن وحلاوة العبادات لأننا أهملنا متطلبات الجسد من أكل وشرب وشهوات واهتتمنا بمتطلبات الروح وهذا ما يعرف بتزكية النفوس (قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها) سورة الشمس، (اللهم آت نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها).
ومما سبق يتبين لنا أن أخطر مرحلة والتي عليها يحاسب الإنسان هي مرحلة النفس (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفّى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) سورة النحل آية 111، (ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب) سورة ابراهيم آية 51، (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) سورة العنكبوت آية 57، (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء توّد لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) سورة آل عمران آية 30، (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) سورة البقرة آية 281. وقد ورد ذكر النفس في القرآن الكريم مرات عديدة لأهميتها وللدلالة على أن معظم ذنوب ابن آدم هي من هوى النفس البشرية: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)، (كل نفس بما كسبت رهينة).
(فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله) في قصة ابني آدم.
(وما أبرئ نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي) في قصة امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام.
(قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي) سورة طه آية 96 قصة السامري.
(قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم) سورة القصص آية 16 في قصة موسى لما قتل رجلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل هذه الذنوب كانت نتيجة هوى النفس لا وسوسة الشيطان. ومن الجهل أن يظن المرء دائماً أنه عندما يقع في ذنب أو معصية أن هذا ناتج عن الشيطان ووسوسته ولكن الحقيقة أن معظم الذنوب والمعاصي التي يقترفها الإنسان هي من عمل النفس البشرية وقد قال تعالى في القرآن الكريم أن كيد الشيطان ضعيف (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) سورة النساء آية 76، والشيطان نفسه يتبرأ ممن اتّبعه يوم القيامة (وقال الشيطان لمّا قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم) سورة ابراهيم آية 22. فكيف نعرف الفرق بين هوى النفس ووسوسة الشيطان؟ الشيطان يجعل الإنسان يقع في الذنب والإنسان ناسياً للذنب وعقوبته. أما إذا علم الإنسان أن هذا الذنب حرام وعليه عقاب ثم يقع في الذنب يكون هذا من هوى النفس. والشيطان يوسوس للإنسان بأي طريق في صلاته وعبادته وصيامه ويحاول أن يوقع الإنسان في الذنب بغض النظر عن الذنب لأنه يريد لعنه الله أن يعصي الإنسان ربه وحسب، أما هوى النفس فهو ما ترغب به النفس البشرية وقد يكون ذنباً واحداً متكرراً. وعليه فالإنسان عليه أن ينتبه لنفسه اولاً قبل الشيطان كما قال البوصيري (وخالف النفس والشيطان معصية).
وعلاج الشيطان الإستعاذة (وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم* إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون) سورة الأعراف آية 200 و201، أما علاج النفس فلا ينفع معها استعاذة لكن الذي ينفع هو العزيمة. على الإنسان أن يعقد العزم على أن يخالف ما تدعوه إليه نفسه والنفس عادة تدعو إلى أمور لا خير من وراءها لأن النفس البشرية تقدّر الأمور بغير مقدارها، والنفس تطمع ولا تشبع أو تقنع كما ورد في الحديث: لو كان لابن آدم وادياً من ذهب لتمنى اثنان ولو كان له اثنان لتمنى ثلاث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. والإنسان العاقل هو الذي لا يستكين لأهواء نفسه لأن النفس تنفر عادة من التكاليف ولذا يجب أن يرغم الإنسان نفسه على ما تكره حتى يصل إلى ما يحب (حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات) فكل شهوة ترضي بها النفس هي طريق إلى النار وكل شهوة يقمع النفس عنها هي طريق إلى الجنّة. ولنتذكر دائماً هذه المقولة: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".
والنفس أنواع: نفس مطمئنة وهي أرقى الأنواع لأنها مطمئنة بذكر الله وعبادته وتكون مطمئنة في الآخرة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) سورة الفجر. ونفس لوّامة وهي التي تلوم نفسها دائماً على الذنوب والتقصير وكأن هذه النفس تقوم بعمل الرقيب والمحاسب على الأعمال والأقوال والأفعال وقد أقسم بها تعالى في القرآن الكريم (ولا أقسم بالنفس اللوامة) سورة القيامة. والنفس الأمارة بالسوء وهي من أسوأ الأنفس لأنها تأمر صاحبها بارتكاب الذنوب والمعاصي دون تورع أو خشية من الله بل على العكس تزيّن هذه النفس المعصية لصاحبها حتى يقع فيها اللهم احفظ نفوسنا وأت نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها.
والتطويع للنفس ضروري جداً كي يتغلب الإنسان على أهواء النفس ونوازعها والله تعالى يعين الإنسان على نفسه ولعل من أهم الأسباب التي يعين الله تعالى عباده على أنفسهم هو إخلاص النيّة لله تعالى فلو علم تعالى صدق العبد وإخلاصه لأعانه على نفسه ومقاومة إغرائها وشهواتها. اللم اجعلنا ممن أخلص النيّة لله تعالى في كل أمر واجعلنا ممن تعينهم على مقاومة هوى أنفسهم حتى نعصمها من الزلل والذنوب ومن عذاب الآخرة اللهم آمين.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها(/)
ترصيع الكلام
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 - 10 - 2004, 08:22 م]ـ
ترصيع الكلام
هو اقتران الشيء بما يجتمع معه في قدر مشترك كقوله تعالى (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه) أتي بالجوع مع العُري وبابه أن يكون مع الظمأ وبالضحى مع الظمأ وبابه أن يكون مع العُري، لكن الجوع والعُري اشتركا في الخلوّ فالجوع خلوّ الباطن من الطعام والعُري خلو الظاهر من اللباس. والظمأ والضحى اشتركا في الاحتراث فالظمأ احتراق الباطن من العطش والضحى احتراق الظاهر من حرّ الشمس.
(في بدائع القرآن من كتاب الاتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي).
ـ[أحلام]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 08:55 م]ـ
جزاكم الله كل خير وجعل ذلك في ميزا ن حسناتكم
ولا تبخلوا علينا بهذه اللطائف
كما لانبخل عليكم مما اكرمنا الله به(/)
التزكية
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 - 10 - 2004, 08:24 م]ـ
التزكية
الفرق في الترتيب بين آية سورة البقرة (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)) وآية سورة الجمعة (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2))
_
وردت في القرآن الكريم مثل هذه الآيات أربع مرات ثلاث منها عن الله تعالى ومرة على لسان ابراهيم u وهي الآيات التالية:
سورة البقرة (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151))
آل عمران (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164))
سورة الجمعة ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)))
_
وعلى لسان ابراهيم u:
سورة البقرة ((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)))
_
وهذا يعود إلى ترتيب الأولويات والأهمية في الخطابين، فعندما دعا ابراهيم u ربه أن يرسل رسولاً أخّر جانب تزكية الأخلاق إلى آخر مرحلة بعد تلاوة الآيات وتعليمهم الكتاب والحكمة.
أما في آية سورة الجمعة وسورة البقرة (151) وسورة آل عمران فالخطاب من الله تعالى بأنه بعث في الأميين رسولاً يتلو عليهم آياته ويزكيهم قبل مرحلة يعلمهم الكتاب والحكمة لأن الجانب الخُلُقي يأتي قبل الجانب التعليمي ولأن الإنسان إذا كان غير مزكّى في خلقه لن يتلقى الكتاب والحكمة على مُراد الله تعالى والرسول r من أهم صفاته أنه على خلق عظيم كما شهد له رب العزة بذلك في قوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم).
والتزكية هي ربع المهمّة المحمدية (تلاوة الآيات، تعليم الكتاب، تعليم الحكمة، التزكية).
(من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي على قناة الشارقة(/)
كلمة حليم في القرآن الكريم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 - 10 - 2004, 08:26 م]ـ
كلمة حليم في القرآن:
وردت كلمة حليم في القرآن 15 مرة عشرة منها 11 مرة كإسم من أسماء الله عز وجل الحسنى:
(لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) البقرة)
(وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) البقرة)
(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) البقرة)
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) آل عمران)
(وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) النساء)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) المائدة)
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الإسراء)
(لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) الحج)
(تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) الأحزاب)
(إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) فاطر)
(إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) التغابن)
_
ووردت مرتين في ابراهيم u:
( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) التوبة)
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) هود)
ووردت مرة في اسماعيل u عند البشارة به في قوله تعالى (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) الصافات).
ووردت مرة على لسن قول شعيب الذين كانوا يستهزئون به في قوله تعالى (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)).
والحليم لا يأتي إلا بخير وهو السمت في الخُلُق العربي فالتزكية ربع المهمة المحمدية لأن عليه يقوم الأمر كله. والرسول r يقول: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فكأن هذه المهمة هي المهمة الرئيسية للرسول r. وكما أن الأشياء توزن والأطوال تُقاس فإن وحدة قياس الأخلاق هي خُلُق رسول الله r لأنه هو المثال البشري المنفوق هيّأه تفوقه أن يعيش واحداً فوق الجميع فعاش واحداً بين الجميع.
ونلاحظ في القرآن الكريم أنه عند البشارة باسماعيل u جاءت بقوله تعالى (غلام حليم) فاسماعيل جدّ العرب حليم فكأن الحلم يتصف به جدُّ لعرب والحِلم كله خير ولا يأتي إلا بخير "كاد الحليم أن يكون نبياً".
وفي البشارة باسحق جدّ اليهود كانت البشارة (غلام عليم) فكأن العلم يتّصف به جدّ اليهود.
(من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي على قناة الشارقة لمعرفة مواعيد إذاعة البرنامج والإعادة اضغط هنا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبراس]ــــــــ[09 - 10 - 2004, 02:40 م]ـ
جزاك الله خيرا.
وجعلها في موازين حسناتك ..
معلومات قيّمة.(/)
ممكن اتساعدوني في هذه الآيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ورود]ــــــــ[10 - 10 - 2004, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم
طلب منا مدرس اللغة العربية تلخيص سورة النمل
((قصة سليمان مع ملكة سبأ))
فممكن اتساعدوني في التلخيص لأته يريده هذا الأسبوع
الآيات هي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ
وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ
قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ
قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ
فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ
قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ
قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ
فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ
وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ـ[الكاتب1]ــــــــ[10 - 10 - 2004, 04:09 م]ـ
عفوا أخي /تي " ورود "
لم أفهم قصد معلمك بطلبه " تلخيص سورة النمل "
ثم هل سور القرآن تلخص؟ قد أكون قاصرا في مثل هذا فليتك أخي، أو الإخوة يوضحون ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبراس]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 02:07 م]ـ
ولكن ربما يريد المعلم ذكر القصة وصياغتها من غير آيات.(/)
الفرق بين قوله تعالى (لا جُناح عليكم) وقوله تعالى (ليس عليكم جناح)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 08:38 ص]ـ
ما الفرق بين قوله تعالى (لا جُناح عليكم) وقوله تعالى (ليس عليكم جناح)؟
أولاً: لا جناح عليكم جملة إسمية، و (لا) هنا هي لا النافية للجنس على تضمن من الاستغراقية والمؤكِّدة دخلت على المبتدأ والخبر، والنحاة يقولون أن (لا) في النفي هي بمثابة (إنّ) في الاثبات. ومن المسلمات الأولية في المعاني أن الجملة الإسمية أقوى وأثبت وأدلّ على الثبوت من الجملة الفعلية، وعليه يكون (لا جناح عليكم) مؤكّدة كونها جملة إسمية وكونها منفية بـ (لا) هذا من الناحية النحوية. أما الجملة (ليس عليكم جناح جملة) فهي جملة فعلية ولا يمنع كون ليس ناسخاً لأن المهم أصل الجملة قبل دخول الناسخ عليها. هذا من حيث الحكم النحوي أن الجملة الإسمية أقوى وأثبت وأدلّ على الثبوت من الجملة الفعلية.
أما من حيث الاستعمال القرآني فإذا استعرضنا الآيات التي وردت فيها ليس عليكم جناح ولا جناح عليكم في القرآن نجد أن لا جناح عليكم تستعمل فيما يتعلق بالعبادات وتنظيم الأسرة وشؤونها والحقوق والواجبات الزوجية والأمور المهمة، أما ليس عليكم جناح تستعمل فيما دون ذلك من أمور المعيشة اليومية كالبيع والشراء والتجارة وغيرها مما هو دون العبادات في الأهمية. ونورد الآيات القرآنية التي جاءت فيها الجملتين:
لا جناح عليه
في سورة البقرة: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا (158) هذه عبادة، (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ (229)) (فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ (230)) (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ (233)) (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (234)) (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ (235)) (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً (236)) (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ (240)) هذه الآيات كلها في الحقوق وفي شؤون الأسرة. في سورة النساء: (فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ (23)) (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ (24)) (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ (102)) (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا (128)) وفي سورة الأحزاب (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ (51)) و (لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ (55)) وفي سورة الممتحنة (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ (10))
ليس عليكم جناح
(يُتْبَعُ)
(/)
في سورة البقرة: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)) وقوله تعالى (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا (282)) وفي النساء (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا (101)) وفي سورة المائدة (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)) وفي سورة النور (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ (29)) و (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)) و (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا (61)) وفي سورة الأحزاب (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ (5))
وقد ورد في القرآن الكريم آيتان متتابعتان كل منهما تحتوي على إحدى الجملتين فقد قال تعالى في سورة النساء (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101)) وقال تعالى في آية أخرى (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)) الأمر في الأولى يتعلق بالضرب في الأرض وهو السير في الأرض للتجارة أو غيرها، أما في الثانية فالأمر يتعلق بالصلاة في موطن الجهاد فالآية فيها عبادة وفي موطن عبادة أما في الأولى فالموطن مختلف لأن موطن الجهاد أهم من موطن الراحة والاستجمام، والجهاد في مقتصد الدين أكثر من الضرب في الأرض. فجملة (لا جناح عليكم) أقوى لأها جملة اسمية ومؤكدة فيستعملها في المواطن المهمة كاعبادات وتنظيم الأسرة والأمور المهمة. وهناك فرق كبير بين (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً) والآية الثانية من سورة المائدة مثلاً ولا شك أن الأكل جميعاً أو أشتاتاً ليس بمنزلة الجهاد. وهكذا إذا لاحظنا ورود "لا جناح عليكم" و"ليس عليكم جناح" يجب أن ننبته إلى الموطن الذي جاءت فيه.
من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي(/)
القرآن هدى، هدى ورحمة، هدى وبشرى، هدى ورحمة وبشرى
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 08:41 ص]ـ
ما الفرق بين قوله تعالى (هدى للمتقين) (هدى ورحمة للمحسنين) (هدى ورحمة لقوم يؤمنون) (هدى وبشرى للمسلمين) و (هدى ورحمة وبشرى للمسلمين)؟
قال تعالى في سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)) وقال في سورة لقمان (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3)) وفي سورة النحل (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)) و (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)) و (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89))
سورة البقرة جاء فيها (هدى للمتقين) وفي لقمان (هدى ورحمة للمحسنين) زاد تعالى في سورة لقمان الرحمة واختلف بيت المتقين والمحسنين. المتّقي هو الذي يحفظ نفسه فمتقي النار هو الذي يحمي نفسه منها أما المحسن فيُحسن إلى نفسه وإلى الآخرين كما جاء في قوله تعالى (وأحسن كما أحسن الله إليك) و (بالوالدين إحسانا) فالإحسان فيه جانب شخصي وجانب للآخرين. إذن هناك فرق بين المتقي والمحسن ثم إن الإحسان إلى الآخرين من الرحمة فزاد تعالى في سورة لقمان الرحمة للمحسنين فكما أن المحسن أحسن للآخرين ورحمهم زاد الله تعالى له الرحمة فقال (هدى ورحمة للمحسنين). فالمحسن إذن زاد على المتقي فزاد الله تعالى له الرحمة والاحسان من الرحمة فزاد الله تعالى له الرحمة في الدنيا (هدى ورحمة للمحسنين) وفي الآخرة أيضاً (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، فكما زاد المحسنون في الدنيا زاد الله تعالى لهم الرحمة في الدنيا والآخرةزالجزاء من جنس العمل ولهذا اقتضى في آية سورة لقمان أن يقول تعالى (هدى ورحمة للمحسنين) ولو قال تعالى هدى للمحسنين لبخس حق المحسنين وكما نعلم إن المحسن يفضل المتّقي والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
الإيمان أعمّ من الإحسان ولا يمكن للإنسان أن يكون متقياً حتى يكون مؤمناً وورود كلمة المتقين، المؤمنين، المحسنين والمسلمين يعود إلى سياق الآيات في كل سورة.
أما بالنسبة للآيات في سورة النحل (هدى ورحمة لقوم يؤمنون) و (هدى وبشرى للمسلمين) و (هدى ورحمة وبشرى للمسلمين) ولنستعرض الآيات واحدة واحدة ففي الآية الأولى قال تعالى (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)) ونسأل هل إنزال الكتاب علينا ينحصر فقط لغرض تبيان الذين اختلفوا فيه؟ هذا أمر والأمر الآخر قال تعالى هدى ورحمة.
في الآية الثانية (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) هل نزل القرآن لهذا الغرض فقط؟ أي ليثبت بالطبع لا. وفي الآية الثالثة (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)) نزل القرآن تبياناً لكل شيء فجمعها كلها عندما عمّم وعندما كانت حالة جزئية كما في الآيتين الأولى والثانية في سورة النحل جزّأ.
يبقى السؤال لماذا جاءت هدى ورحمة لقوم يؤمنون في الأولى؟ ننظر إلى السياق في الآيات التي بعدها جاءت فنجده في مظاهر الرحمة التي رحم الله تعالى عباده بها (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)) فناسب قوله تعالى هدى ورحمة السياق في الرحمة.
وفي الآية الثانية (هدى وبشرى) السياق قبل هذه الآية فيه بشرى كما في قوله تعالى (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)) فناسب السياق هنا ذكر البشرى في الآية وناسب الجمع في آية التبيان.
من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 05:38 ص]ـ
سلمتِ أخيتي سمر ..
من أمتع ما يقف عليه القارئ لكتاب الله هذه المتشابهات .. واختلاف سياقها حسب ما يناسبها ..
وفقكِ الله أخية ..(/)
الانسان المثالي في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 08:59 م]ـ
الإنسان المثالي في القرآن
اجمل الله الإنسانية المثالية وما ينتظرها من الجزاء المادي والروحي في قوله سبحانه (أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه}
فالإنسان المثالي هو ذلك الذي يؤمن ويعمل صالحا ...
وقد فصّل القران في مواضع كثيرة هذا العمل الصالح:
- فمنه ما يرتبط بالله ومنه ما يرتبط بالناس ومنه ما يعود إلى الشخص نفسه أما ما يرتبط بالله: فان يؤدي فرائضه في محبة وخشوع يصلي ذا كرا جلاله وعظمته وإذا أصغى إلى آيات الله سجد لما فيها من عِظة وحكمة قائلا (سبحان ربنا أن كان وعد ربنا لمفعولا)
- لا يغيب ذكر الله عنه متفكرا في خلق السموات والأرض {ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد)
- وفي ذكر الله ولرقابته دائما إحياء للضمير الإنساني وإقامة هذا الضمير رقيبا على أعمال المرء فلا يفعل منفردا ما يخجل من فعله مع الجماعة وإذا حي الضمير وقويت شوكته كان للإنسان منه رقيب على نفسه كل ما يأتي من الأمور وما يدع وتربيه الضمير هو هدف الرئيسى للتربية والغرض الأول الذي يرمى إليه المربون أما صلته بالناس فصلة رفق وحب وعطف يفى بالعهد أن عاهد ويؤدى الأمانة أن أؤتمن ويربا بنفسه عن اللغو فلا يضيع وقته سدىً {قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم *
- ويؤتون المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب يأمرون بالصدقة والمعروف ويصلحون بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف يؤتيه الله أجرا عظيما، وهو هنا لا يكتفي بان يكون المرء صالحا في نفسه بل لا بد أن يكون عضوا نافعا في جماعته وقوة عاملة فيها فهو يتصدق ويأمر غيره بالصدقة ويصلح بين الناس ويأمر غيره بالإصلاح بينهم .. {صالح في ذاته مصلح لغيره}
- ولا يكتفي بالقرآن موقف الواعظ المرشد فحسب بل من الواجب أن يأخذ بحظه من الخير الذي يدعو إليه ولهذا وبخ القرآن أولئك الذين يدعون إلى الخير وينسون أنفسهم في قوله {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}
- والإنسان الكامل هو ذلك الذي يبذل جهده في خدمة جماعته ويعمل على النهوض بها فلا يعيش كَلا ولا يقبل أن يُرضى غروره بأن يسمع ثناء على ما لم يفعل أما هؤلاء {الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم}
- ومن اكبر سماته أنه يدفع السيئة بالحسنى فيؤلف القلوب النافرة ويستل الخصومة من صدر أعدائه {ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هي احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم}
- وانت ترى القرآن يعترف بان هذا الخُلق لا يتصف به إلا من كان ذا قدم عظيمة في التفوق في مراتب الكمال وذا حظ عظيم منه ويتصل بهذه الصفة كظم الغيظ والعفو عن الناس و ولهذا مجدهما القرآن اذ قال {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون}
- وهو عادل يقول الحق ولا يحيد عنه ولا يصرفه عن قوله ذو قرابة أو عداوة {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلواهو اقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}
(يُتْبَعُ)
(/)
- قد طهر قلبه قلا يحمل لإحد غلا ولا موجدة ويسأل الله السلامة من شر ذلك قائلا {ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤف} - ولا يسعد إنسان في حياته إذا كان يحمل في قلبه ضغنا على أحد أو احسدا أو غلا فان ذلك يقلب الحياة شقاة وينغص على المرء أيامه ولياليه فضلا عن ضياع الوقت وما اجمل الحياة إذا طهر قلب المرء وبعد عنه ما يئوده من هموم الحقد والحسد حينئذ يعمل في طمأنينه ويجاهد في سكينة
- وحسنت صلته بجاره ذي القربى والجار الجنب ولذلك آثره في سعادة الحياة والطمائنية فيها
- ويعامل الناس برفق فلا يغره منصب يظفر به ولا مال يحويه ولا يدفعه ذلك إلى تعاظم أو كبر ولا يخرجه ما يظفر به إلى البطر والمرح {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا أن الله لا يحب كل محتال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك أن أنكر الأصوات لصوت الحمير}
- يرد التحية بأحسن منها {وإذا حييتهم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها أن الله كان على كل شي حسيبا}
- ولا يدخل بيتنا غير بيته حتى يستأذن {يا أيها الذي آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون فان لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكي لكم والله بما تعملون عليم} –
- ويجلس مع الناس في رفق فلا يجد غضاضة في أن يفسح لغيره من مجلسه {ياأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوافنشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير}
- وإذا كانت السخرية بالغير بأي لون من ألوان السخرية مدعاة إلى تأصل العداء وتقطع الصلات كان الإنسان النبيل هو من يجتنب السخرية من الناس وعيبهم ولمزهم بألقاب يكرهونها {ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكون خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}
- ومن أهم أخلاق الإنسان المثالي الصبر وقد اثني به الله كثيرا وحث عليه كثيرا وجعله خلة لا يظفر بها إلا الممتازون من الناس ذوو الحظ الكبير ... قال سبحانه {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون وقال وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم}
- وقال {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}
- ومما يرتبط بالصبر شديد الارتباط مقابلة الأحداث ونوازل الحياة بل ماتأتى به من سعادة وخير في هدوء وطمانينة فلا يستغرقه فرح ولا يثيره حزن ولا ألم {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور}
- ويسير في إنفاقه سيرا مقتصدا لا فيه ولا تبذير {والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} ولا تبذر تبذيرا أن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}
- وهو لذلك يأكل ويشرب ويستمتع في غير إسراف ولا خيلاء {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين}
- ويأخذ بحظه من الحياة الدنيا في غير تكالب عليها ولا يجعل الاستمتاع بها الهدف الأساسي في الحياة
- ويكره القرآن للمرء أن يتبجح بالقول فيدعى انه سيفعل ويفعل ثم تنجلي كثرة القول عن تقصير معيب في العمل {ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}
- ويحسن أن اوجه النظر هنا إلى أن القرآن لا يبرئ الإنسان من فعل السوء ولا ينزهه عن الإثم ولكن الذي يأخذه عليه هو أن يتمادى في العصيان وُيصّر على ما يفعل فلا يندم ولا يتوب
- أما أبواب الجنة فمفتحة لأولئك الذين {إذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار ونعم اجر العاملين} وهذه بعض آيات من القرآن يصف بها أولئك المثاليين إذ يقول {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم أن عذابهم كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوما والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب إلى الله متابا والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين إماما أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما}
- اللهم اجعلنا منهم
- من كتاب من بلاغة القرآن
- للمؤلف أحمد أحمد بدوي
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة أحلام
وضاعف أجرك على ما بذلت من جهد في الطباعة
موضوع مهم وجهد طيب من الكاتب في جمع الآيات والصفات التي يتميز بها الإنسان المثالي
ويثبت لنا أن المثالية ليست شيئا غريبا أو بعيدا
وأن الكمال البشري ممكن التحقق في حدود قدراته
فليست المثالية هي الملائكية
ولكن نخطئ ونعود
ويكون الشر محتقرا غير مجاهر به
بورك عملك عزيزتي ونرجو المزيد من اختياراتك النافعة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 - 10 - 2004, 09:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة أحلام
جزاك الله خيراً على هذه المشاركة القيّمة جعلها الله تعالى في ميزان حسناتك وابنتظار المزيد من هذه المشاركات النافعة بارك الله في علمك وجهدك.
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[15 - 10 - 2004, 05:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورة أخت أحلام عالموضوع الشيق فعلا وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامه
ـ[أحلام]ــــــــ[15 - 10 - 2004, 05:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي انوار وسمر العزيزات حفظكن الله وجزاكن الله كل خير وإن وجدكن في هذا المقع شجعني ان اشارك في هذا الموقع ....
ويسعدني مرروكن على هذا الموضوع وأرجو ان يكون خالصا لوجهه تعالى
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
الفرق من الناحية البيانية بين (ولمّا) و (فلمّا) في سورة يوسف لتيسير الحفظ إن شاء الله
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 09:35 م]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية بين (ولمّا) و (فلمّا) في سورة يوسف؟
(ولمّا) و (فلمّا) وردت في السورة 19 مرة، 6 مرّات (ولمّا) والباقي (فلمّا) فكيف نفرق بينهم؟ هناك سبيلان للتمييز بين (لمّا) و (فلمّا):
الطريقة الأولى إحصائية، والثانية معنوية:
الطريقة الإحصائية للحفظ: يحفظ أمكنة (لمّا) الستة وهي: (ولمّا بلغ أشدّه، ولمّا جهزهم بجهازهم، ولمّا فتحوا متاعهم، ولمّا فصلت العير، ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم، ولمّا دخلوا على يوسف) والباقي يكون (فلمّا).
أما من الناحية التعبيرية: فالفاء تدلّ على الترتيب والتعقيب، أما الواو فهي لمطلق الجمع. يأتي بالفاء عندما يكون هناك تعقيب (قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ {14} فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ {15}) لا يوجد فاصل زمني بين الأمرين، وهذا يدل على التعقيب والترتيب، وكذلك في قصة يوسف مع امرأة العزيز في قوله تعالى: (وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)) جاء بـ (فلمّا) لأن الآية في نفس المشهد والموقف ولا يحتمل التأخير والأحداث تسلسلت وتعاقبت الأحداث تأتي الواحدة تلو الأخرى بترتيب وتعقيب وليس بين الأحداث أي تراخٍ أو فترة زمنية فاصلة طويلة، لذا استخدمت (فلمّا). أما في الآية التي جاء فيها (ولمّا) فاستغرق سنواتٍ طويلةً حتى بلغ أشدّه (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {22}) وكذلك لما ذهب إخوة يوسف إليه، في مصر، استغرق الأمر زمناً حتى سافروا ووصلوا إلى يوسف بعد أن كلّمهم أبوهم (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)).
ـ[أنوار]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 05:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[الطبري]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 01:53 م]ـ
الحمد لله
أحسنت بارك الله فيك، هذا نفس ما وقع في قلبي في ضبطهما.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 12:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 08:00 م]ـ
جزاك الله خيرًاأختي الفاضلةفهذه إشكالية طالماوقفت عندها. عندمراجعة حفظ هذه السورة الكريمة.
ـ[بقايا اديبه]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 02:32 ص]ـ
جزاكِ الله خير
استفدت كثيراً
ـ[عاشقها]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 10:27 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
لطالما أشكلت علي هذه المسألة
لكن الآن أظن أنها حلت والحمد لله(/)
سؤال ..
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 10:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا نسمي اللام الواقعة في جواب أسوب الشرط بعد الأداتين (لو) و (لولا)؟
السراج
ـ[حازم]ــــــــ[12 - 10 - 2004, 05:58 م]ـ
الأستاذ الفاضل / " السراج "
تحية مليئة بالشكر والتقدير لطرحك المثمر، زادك الله علمًا وفضلاً.
من أقسام اللام غير العاملة: لام الجواب، وتقع في عدَّة مواضع، منها جواب " لو "، وجواب " لولا ".
وهي رابطة للجواب لا محل لها من الإعراب.
قال الله تعالى: {لو تَزَيَّلُوا لَعذَّبنا الذين كَفروا منهم} الفتح 25
وقال – جلَّ في عُلاه -: {لو كان فيهما ءَالِهةٌ إلاَّ اللهُ لَفَسدتا} الأنبياء 22
وقال جلَّ وعزَّ: {ولولا دَفعُ اللهِ الناسَ بعضَهم بِبعضٍ لَفَسَدتِ الأرضُ} البقرة 251
بقيَ النظر في حكم اقتران اللام في جواب " لو ".
جواب " لو "، إما مثبتٌ، فاقترانه باللام كثير، نحو: {لو نشاءُ لَجعلناهُ حُطامًا} الواقعة 65
ومن القليل، قوله تعالى: {لو نشاءُ جعلناهُ أُجاجًا} الواقعة 70
وإما منفي، فالأمر بالعكس، نحو قوله تعالى: {ولو شاءَ ربُّكَ ما فَعلوهُ} الأنعام 112
ومن القليل، قول الشاعر:
ولو نُعطَى الخيارَ لَما افترقنا & ولكنْ لا خِيارَ مع الليالي
وذهب بعض العلماء إلى أنَّ اقتران اللام في جواب " لو " المنفي ضرورة، والله أعلم.
ختامًا، أرجو أن يكون فيما ذُكر شيءٌ مما تبحث عنه، وبالله التوفيق
دمت بكل الودِّ والتقدير
مع عاطر التحايا
ـ[السراج]ــــــــ[12 - 10 - 2004, 11:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الغالي .. حازم
لا أملك إلا الشكر ..(/)
أبحث عن الوساطة في البلاغة
ـ[ليال]ــــــــ[12 - 10 - 2004, 06:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني انا في امس الحاجه الى مساعدتكم انا اريد ان اكتب بحثاً عن الوساطه في البلاغه ل عبدالقاهر الجرجاني ولكني لم اجد اي كتاب او موقع لهذا ارجوكم اريد مساعدتكم بأسرع وقت لأني سأسلم البحث في يوم السبت ارجوكم ساعدوني والا ستنزل درجاتي في البلاغه كثيراً ارجوكم ساعدوني وسأدعو لكم ليل نهار انا في اشد الحاجه لهذا البحث
ـ[أبو تمام]ــــــــ[14 - 10 - 2004, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على حسب علمي القاصر للجرجاني كتاب أسرار البلاغة ولم أسمع بالوساطة في البلاغة، لكن هناك كتاب له اسمه الوساطة بين المتنبي وخصومه.
إن كان أسرار البلاغة تجده في http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=3&page=1
وإذا لم يعمل فعليك بالتسجيل في موقع www.alwaraq.com
ثم البحث عن أسرار البلاغة في محرك البحث للموقع.
لك التحية(/)
حروف الجواب
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 - 10 - 2004, 09:06 ص]ـ
حروف الجواب
نعم:
حرف تصديق ووعد وإعلام. فالتصديق يكون بعد الخبر نحو (قد زارك محمد) فتوقل: نعم. أو (ما زارك محمد) فتقول: نعم. مصدقاً قوله اثباتاً أو نفياً.
والوعد يكون بعد الأمر والنهي، وما في معناهما، نحو (زرنا قريباً) أو (لا تخبره بما حدث) فتقول: نعم. واعداً بأنك ستنجزه طلبه.
قال سيبويه: "وأما نعم فعدة وتصديق، تقول: قد كان كذا وكذا، فيقلو: نعم" (كتاب سيبويه 2/ 312)
والإعلام يكون بعد الاستفهام، نحو (أحضر خالد؟) فتوقل له: نعم. (انظر المغني 2/ 345، شرح الرضي على الكافية 2/ 422 - 423، المفصل 2/ 203)
بلى:
مختصة بإبطال النفي، سواء كان خبراً أم استفهاماً، فهي تنقض النفي على أية حال، فمن وقوعها بعد الخبر قولك (لم يزرك خالد) فتقول (بلى) قال تعالى (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) التغابن) وقال (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) النحل).
ومن وقوعها بعد الاستفهام قوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) الاعراف) وقوله (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) الملك) (المغني 1/ 76، الهمع 2"71، المفصل 2/ 203)
أجل:
حرف جواب يقع بعد الخبر كثيراً، فيكون تصديقاً له، نحو (زارك خالد) أو (لم يزرك خالد) فتقول: أجل. أي تصديق قوله إذا كان اثباتاً أو نفياً.
وذهب قوم من النحاة إلى أنها مختصة بالخبر، فلا تقع بعد الاستفهام، أو الأمر أو غيرهما.
وقيل: بل وقوعها بعد الخبر أكثر.
وقيل: هي بعد الخبر أحسن من نعم، ونعم بعد الاستفهام أحسن منها.
وقيل: هي مثل نعم تكون تصديقاً للخبر، ووعداً وإعلاماً للمستخبر (انظر المفصل 2/ 203، شرح الرضي على الكافية 2/ 425، المغني 1/ 20، الهمع 2/ 71، كليات أبي البقاء 364)
إنّ:
حرف جواب بمعنى نعم. قال الشاعر:
بكر العواذل في الصبا ح يلمنني وألومهنّه
ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت: إنّه
أي (نعم)
وقال ابن الزبير لمن قال له: لعن الله ناقة حملتني إليك: "إنّ وراكبها" أي نعم ولعن راكبها (المغني 1/ 76، الهمع 2/ 71، المفصل 2/ 203)
قال سيبويه: " وأما قول العرب في الجواب (إنّه) فهو بمنزلة أجل وإذا وصلت قلت: إنّ يا فتى وهي التي بمنزلة أجل (كتاب سيبويه 1/ 474) " وهي قليلة الاستعمال.
قال برجشتراسر: هي أقدم أدوات الإيجاب، وهي في العبرية he’n وفي الآرامية e’n ( التطور النحوي 110).
إي:
بكسر الهمزة وسكون الياء وهي مثل (نعم) غير أنها لا تقع إلا قبل القسم فتكون تصديقاً للمخبر ووعداً للطالب وإعلاماً للمستفهم، يقال: قد زارك ابراهيم فتقول: إي والله.
ويقال: ورنا كثيراً، فتوقل إي لعمري.
ويقال: هل جاء محمد؟ فتقول إي وربي.
قال تعالى (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) يونس)
فالفارق بينها وبين (نعم) إنّ (إي) لا تكون إلا قبل القسم و (نعم) تكون مع القسم وغيره (المغني 1/ 76، الهمع 2/ 71، المفصل 2/ 203).
قال برجشتراسر: و (إي) من الأصوات (التطور النحوي 110).
جلل:
بمعنى نعم واسم بمعنى عظيم أو يسير (المغني 1/ 120)
جَير:
بفتح الجيم وكسر الراء وقد تفتح قليلاً، حرف إيجاب بمعنى: (أجل) و (نعم) وهو أكثر ما يستعمل مع القسم (شرح ابن يعيش8/ 124، المغني 1/ 120). وقيل: هي كلمة تحلف بها العرب فتقول: جير لأفعلن (الجمل الزجاجي 263).
وجاء في شرح الرضي على الكافية أنها تقوم مقام الجملة القسمية (شرح الرضي على الكافية 2/ 387). ويبدو أن فيها توكيداً ولذا قامن مقام جملة القسم والله أعلم.
كتاب معاني النحو الجزء الرابع (صفحة 235 - 237) للدكتور فاضل السامرائي
لمزيد من مقتطفات كتب الدكتور اضغط على هذا الرابط:
[ http://www.islamiyyat.com/dr%20fadel%20books.htm
ـ[أبو غازي]ــــــــ[17 - 10 - 2004, 08:20 م]ـ
موضوع مفيد.
شكراً لك.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجدت يا اخت سمر
وأنا من المتابعين لموقعك إسلاميات
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 08:31 م]ـ
أخي الفاضل قمر لبنان
بارك الله فيك وجزاك كل الخير على رأيك في الموضوع والموقع وأسأله تعالى أن ينفعنا بما علّمنا ويعلّمنا ما ينفعنا وأن يجمعنا في جنات النعيم كما نجتمع عبر هذا المنتدى المبارك وعبر الموقع.
أتمنى أن تشارك في موقعي ببعض علمك حتى تعمّ الفائدة إن شاء الله فقد خصصت صفحة لمشاركات الزوار وصفحة للغتنا العربية.
بارك الله فيك وبانتظار مشاركاتك القيمة النافعة إن شاء الله(/)
سورة الرعد .. ممكن؟؟
ـ[] [~عاشقة الضاد~] []ــــــــ[16 - 10 - 2004, 08:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم مساعدتي في معرفة وظيفة هذه الافعال من سورة الرعد في قوله تعالى ..
((الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شي عنده بمقدار))
ما سر التعبير بـ ((ما))؟
ما فائدة المضارع ((يعلم)) و ((تحمل))؟؟
ماسر التعبير بالظرف ((عنده))؟؟
ما سر المقاابلة في ((تزيد و تغيض))؟؟
وجزاكم الله خيراا ...
ـ[] [~عاشقة الضاد~] []ــــــــ[19 - 10 - 2004, 08:42 م]ـ
ماهذااااااا ياا أعضااااااء .... ؟؟؟؟؟؟؟؟
لا يوود ولا رد وااحد حتى .........
فقط اردت ان أتأكد من معلوااتي فقط بمسااعدتكم .....
ـ[] [~عاشقة الضاد~] []ــــــــ[19 - 10 - 2004, 08:47 م]ـ
ماهذاااااا ياا اخواااااني؟ ......... ؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا رد ........ !!!!!!!!
هل الأسئلة صعبة علييكم ..... ؟؟؟
فقط اردت التأكد من أجوبتي وذلك من المااركة معكم وأخذ آرااءكم وأخذ المعلومات المفييييدة منكم ...... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابن اليمن]ــــــــ[25 - 10 - 2004, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اود ان اتي بتفسير هذه الايه. للعلامة ابن كثير في تفسيره للقرآن .. وهو كالاتي:
((اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ)) الرعد 8
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ تَمَام عِلْمه الَّذِي لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء وَأَنَّهُ مُحِيط بِمَا تَحْمِلهُ الْحَوَامِل مِنْ كُلّ إِنَاث الْحَيَوَانَات كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَيَعْلَم مَا فِي الأرْحَام " أَيْ مَا حَمَلَتْ مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى أَوْ حَسَن أَوْ قَبِيح أَوْ شَقِيّ أَوْ سَعِيد أَوْ طَوِيل الْعُمْر أَوْ قَصِيره.
وَقَوْله " وَمَا تَغِيض الأَرْحَام وَمَا تَزْدَاد " قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْمُنْذِر حَدَّثَنَا مَعْن حَدَّثَنَا مَالِك عَنْ عَبْد اللَّه بْن دِينَار عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ" مَفَاتِيح الْغَيْب خَمْس لا يَعْلَمهُنَّ إِلا اللَّه لا يَعْلَم مَا فِي غَد إِلَّا اللَّه وَلا يَعْلَم مَا تَغِيض الأَرْحَام إِلا اللَّه وَلَا يَعْلَم مَتَى يَأْتِي الْمَطَر أَحَد إِلا اللَّه وَلا تَدْرِي نَفْس بِأَيِّ أَرْض تَمُوت وَلا يَعْلَم مَتَى تَقُوم السَّاعَة إِلا اللَّه " وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَمَا تَغِيض الأَرْحَام " يَعْنِي السِّقْط " وَمَا تَزْدَاد " يَقُول مَا زَادَتْ الرَّحِم فِي الْحَمْل عَلَى مَا غَاضَتْ حَتَّى وَلَدَتْهُ تَمَامًا وَذَلِكَ أَنَّ مِنْ النِّسَاء مَنْ تَحْمِل عَشَرَة أَشْهُر وَمَنْ تَحْمِل تِسْعَة أَشْهُر وَمِنْهُنَّ مَنْ تَزِيد فِي الْحَمْل وَمِنْهُنَّ مَنْ تَنْقُص فَذَلِكَ الْغَيْض وَالزِّيَادَة الَّتِي ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى وَكُلّ ذَلِكَ بِعِلْمِهِ تَعَالَى.
وَقَالَ قَتَادَة " وَكُلّ شَيْء عِنْده بِمِقْدَارٍ " أَيْ بِأَجَلٍ حَفِظَ أَرْزَاق خَلْقه وَآجَالهمْ وَجَعَلَ لِذَلِكَ أَجَلًا مَعْلُومًا.
اتمن ان اكون قد اتيت بتفسير هذه الايه الكريمه ..
تقبلوا فائق تقديري
ـ[] [~عاشقة الضاد~] []ــــــــ[25 - 10 - 2004, 09:29 م]ـ
ابن اليمن شكرا وجزااك الله خيراا ..
والحقيقة قد فاتني اشيااء للإضاافة في تقريري اشكك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ررك على المسااعدة
لكن .......
الذي اريدة التأكد من اجاباات الأسئلة التي وضعتها ..
ما سر التعبير بـ ((ما))؟
ما فائدة المضارع ((يعلم)) و ((تحمل))؟؟
ماسر التعبير بالظرف ((عنده))؟؟
ما سر المقاابلة في ((تزيد و تغيض))؟؟
وشكراااااااااااا
( ops
ـ[] [~عاشقة الضاد~] []ــــــــ[31 - 10 - 2004, 09:12 م]ـ
;) ;): mad: :mad:
هئ هئ هئ
لمااذا اهملتواااااا سؤاالي فأنا بحااجة للأجوبتكم حتى استطيع ان اصحح أخطاائي .. ؟؟؟؟؟؟
لمااذاا هذاا التهااون ياا أعضااء ......... ;)
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 11:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - (ما) في هذه الآية ممكن أن تكون موصولة وممكن أن تكون مصدرية
(ما) الموصولة يكون المعنى / يعلم ما تحمله من الولد على أي حال (ذكورة، أنوثة، تمام، خداج، حسن
قبح .... )
(ما) المصدرية /المعنى يعلم حمل كل أنثى، لا يخفى عليه شيء
2 - اختيار (ما) جعل التعبير احتماليا لأن (ما) عامة فيمن يعقل ومن لا يعقل وبهذا دلت الآية على كل
الإناث ما يعقل وما لا يعقل.
3 - (ما) تستعمل في الأمر غير المحدد أقصد هنا الموصولة
4 - معنى تغيض / تنقص والغيض (الذي يكون سقطا لغير تمام) على هذا (تزيد) و (تغيض) ليست مقابلة
وإنما طباقا والمقصود منه يعلم عن كل حالاته (تمام، خداج ... )
5 - (عنده) كما هو معروف ظرف لكن ماهو غير معروف للكثيرين أنها (تفيد أقصى نهايات القرب)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 11 - 2004, 12:27 ص]ـ
أختنا الدلوعة: مرحبا بك
وليتك إذ استبطأت الرد وقد كتبت شيئا تريدين التأكد منه ليتك أدرجت ما عندك ليشاركك الإخوة في قراءته ومحاولة الحكم عليه
وهذا ما يظهر لي من أسئلتك، وأتمنى أن يفيدك وأن تجدي وقتا للتأمل بنفسك والعودة لكتب التفسيرخاصة بعد توقف الدراسة الذي يمنحك فرصة أكبر لذلك:
(يعلم) المضارع يفيد التجدد والحدوث المستمر
وهو هنا يفيد دوام العلم وبقاءه وتعلقه بكل جديد من الحمل
(ما) يجوز أن تكون موصولة ومصدرية، والمصدرية أقوى لأنها تدل على الشمول (يعلم حَمْل كل أنثى)
تغيض وتزداد تفيد أن كل زيادة وكل نقصان يدخلان ضمن العلم الذي لا يفوته شيء
(كل أنثى) بتنكير الأنثى و (كل) الدالة على الشمول والمعنى لا تخرج أنثى من هذا الحكم
ـ[] [~عاشقة الضاد~] []ــــــــ[07 - 11 - 2004, 10:24 م]ـ
خخخخخ
اسمحييلي اختي انواار ..
قمر لبنان شكراا لك ..
واسمحوولي لاني ازعجتكم ..
ـ[مصطفى الغزي]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 07:36 م]ـ
مالك يا أختى اللوعة(/)
الكلمة في القرآن عاشقةٌ لمكانها
ـ[أحلام]ــــــــ[19 - 10 - 2004, 03:27 م]ـ
الكلمة في القرآن عاشقة لمكانها
وقد يحتاج المرء إلى التريث والتدبر ليدرك السر في إيثار كلمة على أخرى ولكنة لا يلبث أن يجد سمو التعبير القرآني فمن ذلك قواه تعالى {قالوا أن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى فاجمعوا كيدكم ثم أتوا صفا وقد افلح اليوم من استعلى، قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى}
- فقد يبدو للنظرة العاجلة أن الوجه أن يقال إما أن تلقى و إما أن تلقى وربما توهم أن سر العدول يرجع الى مراعاة النغم الموسيقي فحسب حتى تتفق الفواصل في هذا النغم وذلك ما يبدو بادئ الرأي،
- أما النظرة الفاحصة فإنها تكشف رغبة القرآن في تصوير نفسية هؤلاء السحرة وانهم لم يكونوا يوم تحدوا موسى بسحرهم خائفين أو شاكين في نجاحهم و إنما كان الأمل يملأ قلوبهم في نصر مؤزر عاجل فهم لا ينتظرون ما عسى أن تسفر عنه مقدرة موسى عندما ألقى عصاه بل كانوا مؤمنين بالنصر سواء ألقى موسى أولا ام كانوا هم أول من ألقى ...
- ومن ذلك قوله تعالى {وان الذين اختلفوا في الكتاب لفى شقاق بعيد} قد يتراءى أن وصف الشقاق وهو الخلاف بالقوة أولى من وصفه بالبعد ولكن التأمل يدل على أن المراد هنا وصف خلافهم بأنه خلاف تتباعد فيهوجهات النظر الى درجة يعسر فيها الالتقاء ولا يدل على ذلك لفظ غير هذا اللفظ الذي اختاره القرآن ...
- ومن ذلك قوله تعالى {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} فربما كانت الموسيقى والفاصلة في الآية السابقة دالية تجعل من المناسب أن يوصف الفج بالبعد فيقال فج بعيد ولكن إيثار الوصف بالعمق تصوير لما يشعر به المرء أمام طريق بين جبلين فصار كان له طولا وعرضا وعمقا ...
- وايثار كلمة مسكوب في قوله تعالى {و أصحاب اليمين ما أصحاب اليمن في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب} مكان كلمة غزيرة أدق في بيان غزارته فهو ماء لا يقتصد في استعماله كما يقتصد أهل الصحراء بل هو ماء يستخدمونه استخدام من لا يخشى نفاده بل ربما أوحت تلك الكلمة بمعنى الإسراف في هذا الاستخدام ....
- واستخدام كلمة يظنون في الآية الكريمة {واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون} قوية في دلالتها على مدح هؤلاء الناس الذين يكفى لبعث الخشوع في نفوسهم و أداء الصلاة والأنصاف بالصبر أن يظنوا لقاء ربهم فكيف يكون حالهم اذا اعتقدوا؟؟
- ومن دقة أسلوب القران في اختيار ألفاظه ما أشار إليه الجاحظ حين قال (وقد يستخف الناس ألفاظا ويستعملونها، وغيرها أحق بذلك منها ألا ترى أن الله تبارك وتعالى لم يذكر في القرآن الجوع إلا في موضع العقاب أو في موضع الفقر المدقع والعجز الظاهر ....
- والناس لا يذكرون السغب ويذكرون الجوع في حالة القدرة والسلامة وكذلك ذكر المطر لأنك لا تجد القرآن يلفظ به إلا في موضع الانتقام .. والعامة واكثر الخاصة لا يفصلون بين ذكر المطر وذكر الغيث ... )
- ولا اختيار القرآن للكلمة الدقيقة المعبرة، يفضل الكلمة المصّورة للمعنى اكمل تصوير ليشعرك به أتم شعور و أقواه وخذ لذلك مثلا كلمة يسكن في قوله تعالى {أن يشا يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره وكلمة تسوروا في قوله تعالى {وهل آتاك نبا الخصم اذ تسوروا المحراب}
- وكلمة يطوقون في الآية الكريمة {ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطقون ما بخلوا به يوم القيامة}
- وكلمة يسفك في آية {وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}
- وكلمة انفجر في قوله تعالى {وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشر عينا}
- وكلمة يخزون في الآية {أن الذين أوتوا العلم من قبلة إذا يتلى عليهم يخزون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا أن كان وعد ربنا لمفعولا.
- وكلمة مكبا في قولة تعالى {أفمن يمشى مكيا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا على صراط مستقيم}
- وكلمة تفيض في قوله تعالى {وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق}
(يُتْبَعُ)
(/)
- وكلمة يُصب في قوله تعالى {يصب من فوق روؤسهم الحميم
- وكلمة يدس من قوله تعالى {وإذا بشر أحدهم بالاثنى ظل وجهه مسودا وهو كظم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون}
- وكلمة قاصرات من قوله تعالى {وعندهم قاصرات الطرف عين} وكلمة مستسلمون} في قوله تعالى {مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون}
- ومتشا كسون في قوله تعالى {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل} ويطول القول اذا مضينا في عرض هذه الكلمات التى توضع في مكانها المقسوم من الجملة فتجعل المعنى مصورا تكاد تراه بعينك وتلمسه بيدك ولا اريد أن أمضي في تفسير الكلمات التي استشهدت بها لأنها من وضوح الدلالة بمكان
- ولهذا الميل القرآني إلى ناحيه التصوير نراه يعبر عن المعنى المعقول بألفاظ تدل على محسوسات مما افرد له البيانيون علما خاصا به دعوه علم البيان ...
- وحسبي الآن أن أبين ما يوحيه هذا النوع من الألفاظ في النفس
- ذلك أن تصوير الأمر المعنوي في صورة الشيء المحسوس يزيده تمكنا من النفس وتأثيرا فيها ويكفى أن تقرا قوله تعالى {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة}
- وقوله تعالى {افرايت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه} لترى قدرة كلمة ختم في تصوير امتناع دخول الحق قلوب هؤلاء الناس.
- وقوله تعالى {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات} لترى قيمة كلمتي الظلمات والنور في إثارة العاطفة وتصوير الحق والباطل
- وقوله تعالى {صمٌ بكمٌ عمى فهم لا يرجعون} لترى قيمة هذه الصفات التي تكاد تخرجهم عن دائرة البشر
- وقوله سبحانه {ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل}
- فكلمات ينقضون ويقطعون ويوصل تصور الأمور المعنوية في صور المحس الملموس ..
- وفي القرآن من أمثال ذلك عدد ضخم سوف نعرض له في حينه وفي القران كثير من الألفاظ تشع منها قوى توحي إلى النفس بالمعنى وحيا فتشعر به شعورا عميقا وتحس الفكرة إحساسا قويا خذ مثلا قوله تعالى {والليل إذا عسس والصبح إذا تنفس} فتأمل ماتوحى به كلمة تنفس من تصوير هذه اليقظة الشاملة للكون بعد هداة الليل فكأنما كانت الطبيعة هاجمة هادئة لا تحس فيها حركة ولا حياة وكأنما الأنفاس قد خفقت حتى لا يكاد يحس بها ولا يشعر فلما اقبل الصبح صحا الكون ودبت الحياة في أرجائه ...
- وخذ قوله تعالى {لقد تاب الله على النبي والهاجرين والأنصار} {0000 وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا أن الله هو التواب الرحيم} وقف عند كلمة ضاق في ضاقت عليهم أنفسهم فإنها توحي إليك بما ألّم بهؤلاء الثلاثة من ألم والندم حتى شعورا بان نفوسهم قد امتلأت من الندم امتلاء فاصبحوا لا يجدون في أنفسهم مكانا يلتمسون فيه الراحة والهدوء فاصبح القلق يؤرق جفونهم والحيرة تستبد بهم وكأنهم اصبحوا يريدون الفرار من أنفسهم ...
- و اقرا قوله تعالى {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا} وتبين ما تثيره في نفسك كلمة تتجافى من هذه الرغبة الملحة التي تملك على المتقين نفوسهم فيتألمون إذا مست جنوبهم مضاجعهم ولا يجدون فيها الراحة والطمأنينة ..
- وكأنما هذه المضاجع قد فرشت بالشوك فلا تكاد جنوبهم تستقر عليها حتى تجفوها وتنبو عنها
- وقف كذلك عند كلمة يعمهون في قوله سبحانه {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون} فان اشترك هذه الكلمة مع العمى في الحروف كفيل بالإيحاء إلى النفس بما فيه هؤلاء القول من حيرة واضطراب نفسي لا يكادون به يستقرون على حال من القلق ..
- واقرا الآية الكريمة {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} أفلا تجد في كلمة زحزح ما يوحي إليك بهذا القلق الذي يملا صدور الناس في ذلك اليوم لشدة اقترابهم من جهنم، كأنما هم يبعدون أنفسهم عنها في مشقة وخوف وذعر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- وفي كلمة طمس من قوله تعالى {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر} ما يوحى إليك بانمحاء معالم هذه العيون حتى كأن لم يكن لها من قبل في هذا الوجه وجود ...
- ويوحي إليك الراسخون في قوله سبحانه {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} بهذا الثبات المطمئن الذي يملا قلب هؤلاء العلماء لما ظفروا به من معرفة الحق والايمان به ..
- وتوحى كلمة شنآن في قوله سبحانه {ولا يجر منكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا} توحي بهذا الجوى الذي يملأا الصدر حتى لا يطيق المرء رؤية من يبغضه ولا تستسيغ نفسه الاقتراب منه ..
- ولما سمعنا قوله تعالى لعيسى بن مريم {أنّى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا} أوحى إلينا التعبير بالتطهير بما يشعر به المؤمن بالله نحو قوم مشركين اضطر إلى أن يعيش بينهم فكأنهم يمسونه برجسهم وكأنه يصاب بشيء من هذا الرجس فيطهر منه إذا أنقذ من بينهم ..
- وكلمة سكرت في قوله سبحانه {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلموا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} قد عبر بها الكافرون عما يريدون أن يوهموا به عما حدث لأبصارهم من الزيغ فكانت كلمة سُكرت وهي مأخوذة من السكر دالة على هذا الاضطراب في الرؤية ولا سيما أن هذا السكر قد أصاب العين واستقل بها ومعلوم أن الخلط من خصائص السكر فلا يتبين السكران ما أمامه ولا يميزه على الوجه الحق ..
- واختار القران عند المحرمات كلمة أمهات إذ {قال حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخوانكم وآثر كلمة الوالدات في قوله سبحانه {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} ِلما أن كلمة الأم تبعث في النفس إحساس بالقداسة وتصور شخصا محاطا بهالة من الإجلال حتى لتشمئز النفس وتنفر أن يمس بما يشين هذه القداسة وذلك الإجلال وتنفر من ذلك اشد النفور فكانت انسب كلمة تذكر عند ذكر المحرمات وكذلك تجد كل كلمة في هذه المحرمات مثيرة معنى يؤيد التحريم ويدفع إليه ..
- أما كلمة الوالدات فتوحي الى النفس بان من الظلم أن ينزع من الوالدة ما ولدته وان يصبح فؤادها فارغا ومن هنا كانت كل كلمة مهما موحية في موضعها آخذة خير مكان تستطيع أن تحتله وقد تكون الكلمة في موضعها مثيرة معنى لا يراد إثارته فيعدل عنها إلى غيرها تجد ذلك في قوله سبحانه {وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبه ولا ولدا} فقد آثر كلمة صاحبة على زوج وامرأة لما تثيره كلاهما من معان لا تثيرهما في عنف مثلهما- كلمة صاحبة ..
- وقديكون الجمع بين كلمتين هو سر الايحاء ومصدره كالجمع بين الناس والحجارة في قوله تعالى {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} فهذا الجمع يوحي إلى النفس بالمشاكلة بينهما والتشابه ...
وللبحث بقية
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 10 - 2004, 04:05 ص]ـ
موضوع ماتع
جزاك الله خيرا، وننتظر المزيد0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 01:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أ×ية
موضوع رائع
ننتظر تتمته ونشكرك على جهدك
بارك الله فيك
ـ[أنوار]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 05:30 ص]ـ
أستاذتي أحلام ..
موضوعاتك يرافقها التميّز دوماً .. وفقتِ وسددت ..
ـ[السعراني]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 09:44 ص]ـ
اختنا احلام، جزاك الله خيرا
لي عودة للموضوع ان شاء الله واعلق هنا على:
شقاق بعيد --- الشقاق هو الانتظام الشديد في فريقين متضادين وجائت كلمة بعيد لتضيف ان هذا الشقاق يزيد مع مرور الوقت، وهذا التصوير والبلاغة من اعاجيب القرءان(/)
هل يعد تشبيها تمثيليا؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[23 - 10 - 2004, 12:04 ص]ـ
هل يعد كل تشبيه مما يلي تشبيبها تمثيليا؟ ولماذا؟
أخاك أخاك، إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
والشيب ينهض بالمشيب كأنه ليل يصيح بجانبيه نهار
ما قوبلت عيناه إلا ظنتا تحت الدجى نار الفريق حلولا
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
يبدو وتضمره البلاد كأنه سيف على شرف يسلّ ويغمد
وإنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض
وضح صورة وجه الشبه في التشبيه:
ـــ والشمس من مشرقها قد بدت مشرقة ليس لها حاجب
كأنها بوتقة أحميت يجول فيها ذهب ذائب
ـ[أبو باسل]ــــــــ[23 - 10 - 2004, 08:39 م]ـ
هل يعد كل تشبيه مما يلي تشبيبها تمثيليا؟ ولماذا؟
ـــ كم والد يحرم أولاده وخيره يحظى به الأبعد
كالعين لا تنظر ما حولها ولحظها يدرك ما يبعد
ـــ ابن المعتز يصف قوما لا يحفظون الأسرار:
وهم غرابيل الحديث إذا وعوا سرا تقطر منهم أو سالا
ـــ ومما يزهدني في أرض أندلس أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب سلطنة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
ـــ أحمد شوقي:
ولقد تمر على الغدير تخاله والنبت مرآة زهت بإطار
ـــ كأن مشيتها من بيت جارتها
ـــ ابن المعتز يصف الهلال:
انظر إليه كزورق من فضة قد أثقلته حمولة من عنبر
ـــ شاهر يهجو قوما ظاهرهم حسن وباطنهم سيئ:
في شجر السرو منهم مثل له رواء وماله ثمر
ـ[الصدر]ــــــــ[23 - 10 - 2004, 10:04 م]ـ
خذ إجابتي على عجل للسؤال الأول:
1 - مفرد 2 - تمثيلي 3 - تمثيلي 4 - مفرد 5 - تمثيلي 6 - مفرد
وربك أعلم
ـ[أبو باسل]ــــــــ[25 - 10 - 2004, 08:09 م]ـ
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول المرخى وثنياه في اليد
هل التشبيه هنا تمثيلي؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 09:09 م]ـ
إخوتي لم لا تحاولون أن تبدوا وجهة نظركم حول التشبيه التمثيلي
لتكن محاولة فهم وتقريب صورة هذا التشبيه لأذهاننا وتذوقها
وتمييزها عن التشبيه المفرد
التشبيه التمثيلي:
هو أن يكون فيه وجه الشبه صورة مركبة منتزعة من أجزاء متعددة
بحيث لا يمكن فصل جزء عن آخر
أي أن وجه الشبه يحتاج إلى تأويل من قبل القارئ كما ورد عن الشيخ
عبد القاهر الجرجاني
التشبيه المفرد:
قد يكون به وجه الشبه متعدد، ولكنه لا يكون صورة مركبة الأجزاء(/)
التشبيه
ـ[أبو باسل]ــــــــ[25 - 10 - 2004, 07:55 م]ـ
أرجو نحديد أركان التشبيه في عبارة:
(شعرت كأن سحابة سوداء تهبط على عيني)
وهل هذا تشبيه ثمثيلي؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 08:26 م]ـ
ألا هل من مشارك؟
ـ[الصدر]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 03:13 ص]ـ
أرجو أن أوفق في الإجابة:
المشبه: حالة الأهداب وهي تنطبق على العين.
المشبه به: سحابة سوداء.
الأداة: الكاف.
وجه الشبه: صورة شيء أسود بنزوله يعم الظلام والسواد.
تشبيه تمثيلي.
هذا والله أعلم(/)
التشبيه
ـ[الصدر]ــــــــ[26 - 10 - 2004, 05:11 م]ـ
هل يمكن للتشبيه الضمني أن يكون تمثيليا أو مفردا؟
مثال: ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت == وقع السهام ونزعهن أليم
تحياتي للجميع
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 01:37 ص]ـ
أخي الكريم أظن أن الجواب نعم
وسأراجع الأمر وإن وجدت ما يفيد فسأرد عليك بإذن الله
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو السماح لي بالمشاركة
أرى أنه لا يجوز أن نعتبر التشبيه الضمني تشبيها تمثيليا؛ لأن به صفات وخصائص تختلف عن التشبيه التمثيلي، فلو أمعنا النظر في التشبيهين لوجدنا أن كليهما بهما صور تشبيهية، لكن التمثيلي يكون المشبه والمشبه به واضحين وبينهما رابط واضح (الأداة).
انظر معي_ هداك الله_ لهذين المثالين:
1:
والماء يفصل بين روض ال: زهر في الشطين فصلا
كبساط وشي جردت: أيدي القيون عليه نصلا
2:
ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت: وقع السهام ونزعهن أليم
ففي الأول: أين المشبه؟
إنه صورة واضحة جلية في البيت، وهي صورة الماء الفضي الذي يفصل حدائق الزهر المتنوع.
وأين الأداة؟
إنها أيضا واضحة جلية، وهي الكاف.
وأين المشبه به؟
إنه صورة ذلك السيف الفضي الذي وضع على بساط وشي مزين متنوع.
وأين وجه الشبه؟
إنه صورة منتزعة لشيء فضي اللون طويل يقطع شيء متنوع في ألوانه.
أما المثال الثاني، أ تدرك وجود مشبه، ومشبه به صريحين واضحين، أم أنك تلمحهما لمحا من البيت فقط،
ثم أين الأداة؟
إنها غير موجودة.
فالمشبه: حالة نظر المحبوبة أو إزاحة نظرها مؤلم للحبيب.
الأداة غير موجودة؛ لأننا لا نريد أن نعقد علاقة واضحة بين المشبه والمشبه به.
والمشبه به: حالة السهم الذي إن وقع في الجسد أو أزيح منه فإنه مؤلم.
ووجه الشبه: حالة الشيء الذي إن وقع وإن لم يقع فهو مؤلم.
معنى ذلك: أن الذي يجمع بين التشبيهين هو أن وجه الشبه في كليهما صورة منتزعة من متعدد، لكن الفرق بينهما: أن المشبه والمشبه به واضحان في التمثيل؛ لوجود الأداة غالبا.
وغير واضحين في الضمني؛ لحذف الأداة غالبا.
ويمكن أن نتخذ المعلومة الآتية مدخلا لمعرفة الضمني وهي: أن حالة المشبه به تصلح لأن تكون حكمة أو مثل.
هذا، ووفقكم الله جميعا.(/)
العتاب في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[27 - 10 - 2004, 11:36 م]ـ
العتاب في القرآن
من أوضح ما جاء من العتاب في القرآن قوله تعالى يعاتب رسوله صلى الله عليه وسلم وقد جاءه أحد المسلمين يسأله في أمور الدين {الصحابي عبدالله بن أم مكتوم} وكان الرسول ساعتئذ في حديث مع طائفة من المشركين مؤملا أن يفضى به الحديث إلى إيمانهم فلم يعن بأمر هذا المسلم السائل بل اعرض عنه عابسا فنزل قوله سبحانه {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فآنت له تصدى وما عليك ألا يزكى و أما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى}
- بدأ هذا العتاب متحدثا عن الغائب وكأنه بذلك يريد أن يرسم الصورة لرسوله على لوحة يراها أمام عينيه على وجه غير وجهه، لتكون الصورة واضحة القسمات، بينة المعالم، فالمرء لا يرى وجه نفسه، - ثم اتجه العتاب إلى الخطاب في رفق قريب من العنف مبينا ما لعله يرجى من الخير من هذا الأعمى السائل ثم عقد موازنة بين من عنى به النبي ومن أعراض عنه، فهذا مستغن لا يعنيه أن يصغي إلى الدعوة أو يطيعها، والآخر مقبل تملأ قلبه الخشية ويدفعه الإيمان وقد سجل القرآن معاملة الرسول لهما هذا العتاب يحمل في ثناياه عذر الرسول فهو ما تصدى لمن استغنى إلا أملا في هدايته وارشاده
- وقد يقسو القران في العتاب، بعد أن يكون قد استخدم الرفق واللين وذلك في الأمور التي يترتب على التهاون فيها ما يودى بالدعوة كما ترى ذلك في قوله سبحانه {ياأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ارضيتهم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذ بكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شي قدير}
- ولعله بعد رفقه بهم وبيانه لهم أن متاع الحياة الدنيا قليل إذا قيس بمتاع الآخرة رأى ألا يقف عند هذا الحد من الموازنة بل مضى محذرا منذرا ومن العتاب القاسي لانه يمس اساسا من أسس نشر الدعوة لتأخذ طريقا إلى النصر والنجاح كما في قوله تعالى:
- {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم* لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}
- أما إذا لم يتصل العتاب بمثل ذلك من مهمات الأمور فان العتاب يرق ويلين كما ترى ذلك في قوله تعالى {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين}
- وقوله سبحانه {ياأيها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم}
- فمعرفة الصادق والكاذب إذا كانت قد ضاعت في فرصة فمن الممكن أن يتوصل إليها في فرصة أخرى، وتحريم النبي لما احل الله له مسالة شخصية ليس لها من الأثر ما للجهاد من آثار ..
:=
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 09:34 م]ـ
الاخت العزيزة احلام ..
موضوع ممتاز .. مليء بالفائدة .. لكن لدي اعتراض واحد .. ان الذي نزلت فيه هذه الاية ليس الرسول الاعظم بل احد الصحابة لان الرسول الاعظم هو سيد الكائنات خلقا ومنطقا نطق بذلك البارئ عز وجل عندما قال (وانك لعلى خلق عظيم) كما شهد الرسول وهو اصدق الصادقين على نفسه بقوله (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) فمن المحال ان يقوم النبي الكريم بفعل لا يتناسب مع الاخلاق التي يتمتع بها انسان عادي ناهيك عن كونه نبي عظيم وهو معلم البشرية .. اختي العزيزة ليس كل ما ورد في كتب التفسير صحيحا .. ارجو ان لا نرسل بعض الروايات التي ترد ارسال المسلمات فالتفسير على هذا النحو فيه تجني على مقام النبي الاعظم .. مع العلم ان هناك روايات كثيرة تشير الى ان هذه الاية لم يكن المقصود بها الرسول الكريم بل احد الصحابة الذي عبس وتولى وتكبر .. علينا ان ناخذ بها ..
اكرر شكري واعتزازي مرة اخرى اختي العزيزة ,, والله من وراء القصد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 10:33 م]ـ
.. اختي العزيزة ليس كل ما ورد في كتب التفسير صحيحا .. ارجو ان لا نرسل بعض الروايات التي ترد ارسال المسلمات فالتفسير على هذا النحو فيه تجني على مقام النبي الاعظم .. مع العلم ان هناك روايات كثيرة تشير الى ان هذه الاية لم يكن المقصود بها الرسول الكريم بل احد الصحابة الذي عبس وتولى وتكبر .. علينا ان ناخذ بها ..
إسمح لي
رواية كون الرسول:= قد عبس لمجيء الأعمى لا يتناقض ولا يتعارض مع مقام النبوة العالي فقد ظنّ:= أن استقبال صناديد قريش أفضل لمصلحة الدعوة من استقبال الصحابي الجليل الأعمى--فنزلت هذه الآيات في عتابه:= على فعله عكس الأولى(/)
سلسلة: الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم
ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 03:19 ص]ـ
كتب الله لهذه اللغة العظيمة الخلود وذلك بخلود كتاب الله
وحفظ الله هذه اللغة بِحفْظه لكتاب الله
ويكفي هذه اللغة شرفا أنْ اختار الله هذه اللغة لغة لكلامه وكتابه
فما أعظمه من شرف
وما أجلّها من مكانة
ولقد تحدّى الله بكتابه فصاحة العرب وأعْجزهم ببيان تلك اللغة
ونحن في هذه السلسلة نحاول أن نسْتعرض بمُقْتطفات سريعة: الإعجاز اللغوي في القرآن
حتى يتسنى لنا فِهْم واكتشاف جواهر تلك اللغة في كتاب ربنا عز وجل
ونبْدأ هذه السلسلة بقوله تعالى:
قال تعالى (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا)
جاءت هذه الآيات في سياق الحديث عن قصة ذي القرنين وبنائه للسد أمام قوم يأجوج ومأجوج.
وفي هذه الآية إعجاز لغوي في أسلوب القرآن:
فلقد عبّر القرآن الكريم عن عجز قوم يأجوج ومأجوج عن تسلّق هذا الجدار بقوله:
(فما اسطاعوا أن يظهروه) وذلك بحذف التاء من الفعل
وعبّر عن عجزهم عن هدم الجدار ونقضه بقوله: (وما استطاعوا له نقبا)
وذلك بإثبات التاء في الفعل
والسؤال: لماذا حذفت التاء في المرة الأولى (فما اسطاعوا)
وأثبتت في المرة الثانية (استطاعوا)؟
الجواب: إن حذف حرف من كلمة أو إثباته أمر مقصود لحكمة باهرة يتفق مع السياق
والمعنى الذي يقرره …
فحذف التاء من الفعل الأول (اسطاعوا) يتفق مع المعنى الذي تقرره الآية ..
أي ما اسطاع أفراد يأجوج ومأجوج من تسلّق جدار السد الأملس ا, وبما أن تسلق الجدار يحتاج إلى خفة ومهارة جاء الفعل (اسطاعوا) مساهما في هذه الخفة ومخففا من أحد حروفه ..
وفي الفعل الثاني (استطاعوا له نقبا) أي لا يستطيعون هدمه ونقضه ..
وبما أن فعل الهدم والنقض يحتاج إلى جهد وتحمل ومشقة ويحتاج إلى وقت طويل في
عملية الهدم ولهذه الأثقال المادية والزمانية والمكانية التي تقررها الآية جاء الفعل في
الآية (استطاعوا) مساهما فيها ومشاركا في الثقل التركيبي عن طريق زيادة الحروف.
كانت تلك لمحة سريعة من لمحات الإعجاز اللغوي في القرآن
وإلى لقاء آخر قريب بمشيئة الله تعالى
مع سلسلة: الإعجاز اللغوي في القرآن
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 11:49 م]ـ
الأخ الفاضل معلم اللغة العربية
إن الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم عنوان كبير له معان عظيمة ودلالات عميقة
أتمنى لك التوفيق في هذه السلسلة، أرجو أن تستمر لنثبتها ولعلي أشارك معك فيها بين حين وآخر إن أذنت
وفقك الله وجعله في موازينك
ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 12:08 ص]ـ
إذا نظرنا في سورة الكهف وفي قصة موسى مع الخضر – عليهما السلام - فسوف نقف على (تاء) محذوفة للتخفيف وهي تشير إلى لطيفة لغوية جميلة في القرآن.
فعندما قابل موسى الخضر عليهما السلام وعرض عليه أن يتبعه ليتعلم منه , أخبره الخضر أنه لا يستطيع أن يصبر معه لأنه سيفاجأ بأشياء وأحداث لن يصبر عليها
ووعده موسى أن يصبر ولا يعصى له أمرا وطلب منه الخضر أن لا يعترض على أي شيء يراه وأن لا يسأله عن شيء …. واتفقا وانطلقا. . فحدث في الرحلة:
أن خرق الخضر السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار
وكان موسى -عليه السلام - يعترض في كل مرة على فعل الخضر, والخضر يذكّره بوعده , وفي نهاية الرحلة افترق موسى والخضر وقبل افتراقهما قال له الخضر:
(هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا) وبيّن له حقيقة الأحداث الثلاثة:
خرق السفينة و قتل الغلام وبناء الجدار
وختم بقوله: (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا)
فنلاحظ أن " التاء " موجودة في الفعل (تستطع)
في الآية الأولى بينما التاء محذوفة في المرة الثانية
(ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا)
والسؤال هنا: لماذا أثبتت التاء في الآية الأولى
وحذفت من الآية الثانية؟
لقد شاهد موسى عليه السلام من الخضر ثلاثة أفعال
وهي غريبة وغير مقبولة في الظاهر وتدعو إلى الإنكار
فوقع موسى في حيرة في تأويل هذه الأحداث وكأنه صار
في هم وشعور نفسي ثقيل فأثبتت التاء مع الفعل في الآية الأولى لتناسب هذا الثقل النفسي ..
ولكن وبعدما علّل الخضر لموسى عليهما السلام حقيقة الأحداث عرف موسى وجه الصواب في تَصَرُّف الخضر
فزال هذا الثقل النفسي فحذفت التاء من الفعل (تسطع)
لتشارك التخفيف النفسي
وإلى لقاء آخر ومع معجزة لغوية جديدة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 07:50 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم
وبما أن الشيء بالشيء يذكر
عندنا في الكويت جزيرة اسمها (فيلكا) كان بها قبر يتجه إليه بعض الجهلة للتبرك به ويزعمون أنه قبر الخضر!
وسمعت أن أحد الصالحين قام بطمس هذا القبر ومنع الناس من زيارته، فاصبح أثرا بعد عين0
والله تعالى أعلم وأحكم0
ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 11:10 م]ـ
وما زلنا في استكمال عجائب هذا الكتاب
كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تنزيل من حكيم حميد
وإليكم: من لطائف القرآن:
قال الله تعالى في سورة العنكبوت:
{فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما}.
لماذا جاء تفسير العدد أولاً بـ " سنة ": ألف سنة ..
وجاء تفسير العدد ثانيا بـ " عام ": خمسين عاما؟
الجواب: من وجهين:
الأول: خولف بين اللفظين استثقالاً لتكرير لفظ واحد بمعنى واحد.
الثاني: إن العرب تعبّر عن سنة القحط التي تصيبهم فيها الشدائد بالسنة، يقولون: أصابتنا سَنة، فلما كان عٌمْرُ نوح عليه السلام مشتملاً على ما قاساه من أذى قومه، وشدائد تعذيبهم له، وصَبْرِه عليهم حسُن تفسير عمره بالسنة، وأما بالنسبة للخمسين عاماً الناقصة من الألف فإنه لم يكن فيها شيء من الأذى والشدائد، ففسّر عددها بالعام، وهو لطيف حسن
ولنا لقاء آخر بمشيئة الله تعالى ..(/)
ساعدوني
ـ[احلامم]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 05:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته
اود ان اطلب منكم طلب ومن كان منكم على دراية وخبره في مجال البلاغة العربيه وخاصة علم المعاني فليساعدني
المواضيع هيا: تقديم المفعول وتقديم المحذوفات والالتفات ووووووو
ومن لديه خبره فليكتب
ثم اكتب مااريد وهي عبارة عن ايات ويكون الاستخراج منها الشاهد
وجزيت الجنان00
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 01:24 ص]ـ
أهلا بك يا أخت أحلام
الظاهر أنك لم تجدي اسمك فأضفت له حرفا
أهلا بك يا أختي ومرحبا بسؤالك
وإن أردت المشاركة في استخراج بعض بلاغيات الآيات فيمكنك عرض ما لديك
أما طلبك بالكتابة عن الموضوعات المذكورة فلا يمكن تحقيقه بسهولة، والحمد لله أننا قد تطرقنا إلى شيء منها
فراجعيها واعرضي أسئلتك هنا
وأما تقديم المحذوفات فلم أفهم المقصود به
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=363
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=224(/)
أين البلاغيون؟
ـ[الصدر]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 01:04 م]ـ
أرجو أن أجد من يجيب عن هذا الاستفسار
قارن بين التشبيهين:
1 - رأيت البحر يتصدق على الفقراء.
لماذا لانقول إن الاستعارة هنا مكنية حذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهي الصدقة.
بدلا من قولنا إنها استعارة تصريحية حيث صرح بالمشبه به (البحر).
2 - حدثني التاريخ عن مجد أمتنا.
وهذا المثال استعارة مكنية حذف المشبه به وهو الإنسان وأتى بشيء من لوازمه وهو الحديث , ولكن لماذا لانقول إن الاستعارة تصريحية فقد حذف المشبه (الإنسان) وصرح بلفظ المشبه به (التاريخ).
ولكم جزيل الشكر
ـ[الكاتب1]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 02:36 م]ـ
أخي " الصدر "
أنت قلت بارك الله فيك: " - رأيت البحر يتصدق على الفقراء.
لماذا لانقول إن الاستعارة هنا مكنية حذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهي الصدقة.
بدلا من قولنا إنها استعارة تصريحية حيث صرح بالمشبه به (البحر).
فنقول: الذي أراه هنا في هذا المثال، أنه من باب التشبيه البليغ حيث شبه الممدوح بالبحر وحذف الأداة.
حدثني التاريخ عن مجد أمتنا.
وهذا المثال استعارة مكنية حذف المشبه به وهو الإنسان وأتى بشيء من لوازمه وهو الحديث , ولكن لماذا لانقول إن الاستعارة تصريحية فقد حذف المشبه (الإنسان) وصرح بلفظ المشبه به (التاريخ).
لايمكن أن نقول إن الاستعارة تصريحية، لأننا نكون بذلك خالفنا تعريف علماء البلاغة للاستعارة المكنية، ثم هل المشبه هو الانسان؟ أم التأريخ؟
ولعل أساتذة البلاغة هنا يصوبون لنا إن أخطأنا.
ـ[الصدر]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 02:42 م]ـ
رأيت البحر يتصدق
هذا المثال في كتاب البلاغة للصف الثالث ثانوي.
59ص وضمنه الكاتب ضمن الاستعارة التصريحية
ـ[الكاتب1]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 02:55 م]ـ
عفوا أخي الصدر
فالأسلوب في المثال الأول هو من باب الاستعارة التصريحية لا المكنية
لأن المحذوف هو المشبه لا المشبه به.
فقد شبه الممدوح بالبحر وحذف المشبه وترك شيئا من لوازمه وهو " يتصدق، الصدقة "
وعذرا لجعله من باب التشبيه البليغ مع أنه يمكن ذلك والله أعلم
ـ[الأحمر]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 03:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل استعارة تصريحية استعارة مكنية
ليس كل استعارة مكنية استعارة تصريحية
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 03:33 م]ـ
الاستعارة هي تشبيه حذف أحد طرفيه: المشبه أو المشبه به،
فإذا حذفت المشبه كانت تصريحية،
وإذا حذفت المشبه به كانت مكنية.
وفي المثال الأول: رأيت البحر يتصدق على الفقراء.
أين المشبه؟
أتتقصد أنك رأيت في الحقيقة البحر يتصدق على الفقراء، وأردت أن تشبهه بإنسان يتصدق؟
حينها ستكون استعارتك مكنيةً،
لكنك لا تقصد ذلك بالطبع،
بل تقصد أنك شاهدت إنسانا يتصدق على الفقراء بكثرة، فأردت أن تشبهه بالبحر في العطاء والبركة،
هنا لو تأملت المثال لوجدت:
المشبه: (الإنسان الكريم) محذوفا،
والمشبه به (البحر) موجودا.
وهذا يعني أن الاستعارة تصريحية.
وفي المثال الثاني: حدثني التاريخ عن مجد أمتنا.
ماذا تعني؟
إن كنت تقصد أن هناك إنسانا قد حدثك عن مجد الأمة؛ ولغزارة معرفته وسعتها أردت أن تشبهه بالتاريخ. حينها تكون استعارتك تصريحية،
لكنك لا تقصد هذا،
بل تقصد أن التاريخ بما فيه من وضوح في إخباره عن مجد الأمة، وكأنه لوضوحه وبيانه إنسان يتحدث، لكنك حذفت المشبه به (الإنسان) وأتيت بشيء من لوازمه (الحديث)، فكانت استعارتك مكنيةً.
باختصار: سياق المعنى هو المحك والفيصل، وأنصحك بقراءة هذه المسألة في (البلاغة الواضحة) لعلي الجارم في موضوع الاستعارة المرشحة، إن لم تخني الذاكرة.
وفقكم الله جميعا
ـ[الصدر]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 04:35 م]ـ
أرجو من أستاذنا الأخفش أن يشرح لنا هذه القاعدة مع إيراد
مثالين لكي تتضح الصورة
مع جزيل الشكر والعرفان
ـ[الصدر]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 04:41 م]ـ
أبا الحسين بارك الله في علمك , أشهد بأنك قد شرحت المثال الثاني شرحا وافيا واضحا حتى تبين المشبه والمشبه به. أرجو أن نرى مشاركاتك في مثل هذه المواضيع زادك الله علما.
أستاذنا الأخفش لازلنا بانتظارك.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 11:42 م]ـ
أخي الصدر أهلا بك وبأسئلتك التي تثير بعض الحوارات النافعة
تحية للجميع مع شكر جزيل للتفاعل الجميل
أخص الأستاذ أبا الحسين على ما تفضل به، فقد قلت في نفسي وأنا أقرأ سؤال الأخ الصدر: إن لم يكن أحد قد رد عليه فسيأخذ وقتا طويلا للإجابة
لكنك بارك الله في وقتك وعملك قمت بذلك وقدمته تقديما سلسا مفيدا
أخي الصدر تأمل معي هذه الآية واستخرج الصورة منها: والصبح إذا تنفس
هل نقول شبه طلوع الصبح بالتنفس؟
أو نقول: شبه الصبح بكائن حي يتنفس؟
أو يجوز الاثنان معا؟
وأماالتشبيه البليغ فيظهر فيه المشبه والمشبه به، وإن حذف أحدهما فيمكن تقديره كقول القائل: أسد علي وفي الحروب نعامة
أما في المثال فالبليغ غير جائز فيما أرى
وأما أن الاستعارة التصريحية تكون مكنية فأظن والله أعلم أن ذلك خاص بالاستعارة التصريحية التبعية وليست كل استعارة تصريحية، وسأراجع المسألة بإذن الله ولعل في رد أستاذنا الأخفش مستقبلا ما يوضح ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصدر]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 05:15 م]ـ
أنوار الأمل لله درك!
وما زلنا بانتظار الرد النهائي منك أو من أستاذنا الأخفش.
تحاياي للجميع(/)
العتاب في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[28 - 10 - 2004, 05:18 م]ـ
العتاب في القرآن
من أوضح ما جاء من العتاب في القرآن قوله تعالى يعاتب رسوله صلى الله عليه وسلم وقد جاءه أحد المسلمين يسأله في أمور الدين {الصحابي عبدالله بن أم مكتوم} وكان الرسول ساعتئذ في حديث مع طائفة من المشركين مؤملا أن يفضى به الحديث إلى إيمانهم فلم يعن بأمر هذا المسلم السائل بل اعرض عنه عابسا فنزل قوله سبحانه {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فآنت له تصدى وما عليك ألا يزكى و أما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى}
- بدأ هذا العتاب متحدثا عن الغائب وكأنه بذلك يريد أن يرسم الصورة لرسوله على لوحة يراها أمام عينيه على وجه غير وجهه، لتكون الصورة واضحة القسمات، بينة المعالم، فالمرء لا يرى وجه نفسه، - ثم اتجه العتاب إلى الخطاب في رفق قريب من العنف مبينا ما لعله يرجى من الخير من هذا الأعمى السائل ثم عقد موازنة بين من عنى به النبي ومن أعراض عنه، فهذا مستغن لا يعنيه أن يصغي إلى الدعوة أو يطيعها، والآخر مقبل تملأ قلبه الخشية ويدفعه الإيمان وقد سجل القرآن معاملة الرسول لهما هذا العتاب يحمل في ثناياه عذر الرسول فهو ما تصدى لمن استغنى إلا أملا في هدايته وارشاده
- وقد يقسو القران في العتاب، بعد أن يكون قد استخدم الرفق واللين وذلك في الأمور التي يترتب على التهاون فيها ما يودى بالدعوة كما ترى ذلك في قوله سبحانه {ياأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ارضيتهم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذ بكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شي قدير}
- ولعله بعد رفقه بهم وبيانه لهم أن متاع الحياة الدنيا قليل إذا قيس بمتاع الآخرة رأى ألا يقف عند هذا الحد من الموازنة بل مضى محذرا منذرا ومن العتاب القاسي لانه يمس اساسا من أسس نشر الدعوة لتأخذ طريقا إلى النصر والنجاح كما في قوله تعالى:
- {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم* لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}
- أما إذا لم يتصل العتاب بمثل ذلك من مهمات الأمور فان العتاب يرق ويلين كما ترى ذلك في قوله تعالى {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين}
- وقوله سبحانه {ياأيها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم}
- فمعرفة الصادق والكاذب إذا كانت قد ضاعت في فرصة فمن الممكن أن يتوصل إليها في فرصة أخرى، وتحريم النبي لما احل الله له مسالة شخصية ليس لها من الأثر ما للجهاد من آثار ..
:=وشكرا
ـ[أبو باسل]ــــــــ[05 - 11 - 2004, 08:33 م]ـ
تسلمي على الموضوع
يا أخت (أحلام)
ـ[أحلام]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 05:19 م]ـ
الاخ ابو باسل شكرا للمرور
وجزاكم الله خيرا
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 08:15 م]ـ
شكراً على الموضوع الرائع أختي أحلام
وما أجمل عتاب القران في كل درجاته
ـ[سدرة المنتهى 4]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 01:08 م]ـ
شكرا للموضوع الرائع جزاك الله خير
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 11:31 ص]ـ
العتاب في القرآن الكريم
للرفع والتذكير.(/)
أريد كتاب "البلاغة الواضحة" لعلي الجارم على شكل وورد word
ـ[أبو راسم]ــــــــ[29 - 10 - 2004, 02:36 م]ـ
السلام السلام عليكم
أريد كتاب "البلاغة الواضحة" لعلي الجارم على شكل وورد word...
إذا كان أحد الخوان هذا الكتاب لديه أرجو منه أن يبعثه لي ...
الشكر والتقدير ...
:)
ـ[الراقي1]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 12:08 ص]ـ
جرب الروابط التالية
http://www.islamdor.com/vb/showthread.php?t=7794
http://www.b-99.com/vb/t65785.html(/)
هل سمع أحدكم بالفرقان المزعوم؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 01:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يغيب عن أذهانكم يا احبة أن التحدي القرآني للكفار في كل العصور بالإتيان بسورة من مثله يصيبهم بالغيظ و الحنق على هذا الكتاب العزيز .. حقًا إنه لكتاب عزيز: و عزيز أي منيع لا يستطيع أحد أن يقترب منه أو يناله بسوء.
و في هذا الزمن العجيب قام أحد قساوسة النصارى بتاليف كتاب ادعى أنه معارضة للقرآن و مبطل للتحدي و سماه ((الفرقان الحق)) و لا ريب أن بعضكم سمع عنه.
الجديد في الامر أن هذا الكتاب صار تحفة النصارى شرقًا و غربًا و توالت تقريظات المبشرين و المستشرقين عليه - و منهم أساتذة جامعات و شخصيات مرموقة في مجتمعاتها - و لا يغيب عنكم يا أحبة أنه إن كان تأثير هذه التقريظات على القارئ العربي طفيفًا، فهو ليس كذلك على المسلم الغربي الذي لا يعرف عن كتابه إلا أنه معجز لا يمكن الإتيان بمثله، خاصة عندما يعلم أنه لم يتصد أحد في العالم العربي باسره لهذا الفرقان المزعوم بالنقد العلمي السليم الذي يضعه في حجمه الحقيقي و يساويه بالأرض فلا تقوم له بعده قائمة.
لذا قررت أن أتخذ خطوة الرد على هذا المزعوم فصلاً فصلاً و لا اترك شاردة و لا واردة إلا حللتها لإثبات تهافته و تداعيه، ثم اهوي على هذا النقد و التحليل بالترجمة للغة الإنجليزية التي اجيدها حتى يمكن للقارئ الغربي - مسلم و غير مسلم - أن يطلع على تهافت هذا الضلال و يعرف قدر القرآن العزيز .. و الله المستعان.
و لأن المسلم قليل بنفسه كثير بإخوانه، رأيت أن إمكانياتي اللغوية لا تؤهلني لمثل هذا العمل و لإدائه على الوجه الذي يرضي الله و يشفي قلوب المؤمنين، خاصة أنه من متابعتي لهذا المنتدى الجليل عملت اني لست الشخص المناسب في هذا المقام .. و عليه، فإني اتوجه إليكم يا اهل اللغة للمساعدة في إتمام هذا العمل سائلاً الله أن يكتب لكم بكل حرف حسنة و يمحو لكم سيئة.
فما رأيكم يا احبة؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 03:31 ص]ـ
السلام عليكم
قبل فترة يسيرة كتب أحد الأعضاء عن هذا الموضوع ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3816)، وصفحنا عنه جانبا لأن التطرق له فيه إعطاء للموضوع أكبر من حجمه، وبما أن مثل هذه الموضوعات فرض كفاية، فإن كنت تجد نفسك تواقة إلى التصدي له بالرد، فسر على بركة الله، وأمتعنا بما تجود به أناملك وماتفوح به قريحتك0
وسنكون لك من الشاكرين، وإن واجهت مشكلة لغوية، فكرم الإخوة هنا حاتمي ولن يخيب معه أملك، نسأل الله أن يبلغك الأمل فلا تنس أن تطلب منه العون، فهو نعم المعين0
ولك خالص التحايا
ـ[قريع دهره]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 04:11 ص]ـ
اللهم سدد خطاه
ويسر أمره
ووفقه على كل خير
أتعلم أخي الكريم
أنا أحب هذا النوع من المواضيع
تحياتي لك أخي الكريم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 05:16 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على مروركم يا أخوة و لكني كنت أطمع (بالعين لا بالحاء: p ) أن استغلكم في هذا المشروع؛ فأنا لست من اهل العلم، إنما أنا متطفل: rolleyes:
على أية حال، سأحاول قدر استطاعتي و لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها راجيًا من الله المدد و العون و متوقعًا تفاعلاً و مساعدة من أهل العلم ... فهل اضع الموضوع هنا ام في قسم النقد؟
يقول شيخ الإسلام و المسلمين أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى: ((يجب أن يعلم أن الأمور المعلومة من دين المسلمين لا بد أن يكون الجواب عما يعارضها جوابا قاطعا لا شبهة فيه)) درء تعارض العقل و النقل ج1 ص147
و يقول: ((فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفي بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين)) المصدر السابق نفس الصفحة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 07:52 م]ـ
هل يمكن أن توضح لنا نوعية المساعدة التي تريدها ونوعيةالرد الذي تريد أن ترد به عليهم؟ هل تنوي مثلا أن تبين أن في كلامهم ضعفا لغويا أو بلاغيا؟ هل تنوي توضيح مواطن اقتباسهم الكامل من القرآن؟ هل تريد أن ترد عليهم عقائديا؟
ليتك تزيدنا توضيحا عن ذلك
ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 09:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ العزيز الدكتور هشام رعاه الله
الحمد لله الذي جمعنا وإياكم على هذا الدين القيم، فرابطة هذا الدين أقوى من روابط النسب، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أسوة حسنة، فشتان بين أبي لهب القرشي وبين بلال العتيق، فقد خفض الله الأول ورفع الثاني، وهذا هو الولاء والبراء في الإسلام
ولما سمع ابن تيمية رحمه الله يهوديا يشتم الرسول عليه السلام، أفرد له سفرا اسماه (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ولازال كتابه محط إعجاب الكثيرين إلى يومنا هذا0
ولدي رأي أرجو أن يتسع صدرك لسماعه، وهو أن الرد على مثل هذا الأمر الذي أشرتَ إليه، الأفضل أن يكون ممن خدموا المحابر الشرعية، لأن لديهم من الدراية والدربة مالايوجد عند غيرهم، ولو اتصلت بأحدهم وطلبت استشارته بذلك، فربما يختصر عليك أشياء كثيرة ويوجهك توجيها حسنا0
لا أقول هذا تقليلا لشأنك، لا والله، وإنما أريد إرشادك إلى أمر ربما يكون غاب عن ذهنك بسبب تداعيات هذا الموقف، هذا رأي، ومهما يكن من أمر، فالأمر لكم حفظكم الله 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الأخت الفاضلة أنوار الأمل، ما انتويه - إن شاء المولى - هو تأايف نقد لغوي أسلوبي على الكتاب و لن أتورط في الرد على الأطروحات العقائدية أو الدينية به لأن هذا سيجعلني في موقف المدافع، خاصة أن الكتاب جاء بغرض التحدي اللغوي الممزوج بالغمز و اللمز .. فالمتصدي للكتاب بالنقد من الناحية الأدبية و اللغوية، بل و النحوية كذلك، تكون له اليد العليا؛ لأنه يكون كالقاضي الذي يحاكم الكتاب لقانون اللغة الذي لا يرحم .. أما الذي يقوم بالرد على الأطروحات الدينية بالكتاب سيكون موقفه دفاعي امام ما لا يتجاوز الغمز و اللمز.
و ساحاول كذلك - في حدود قدراتي - عمل ما يتيسر من مقارنات بين الآيات القرآنية البديعة و فقرات هذا الكتاب المتهافت و الله المستعان.
أما بالنسبة لمخاوفك مشرفنا الحبيب أبا سارة، فلا تحسبن أنها تراودك وحدك؛ فأنا أيضًا اخشى ان يخرج العمل أقل من المستوى اللائق فيحصل عكس المراد .. لهذا السبب بالذات سعيت لمنتدى الفصيح لأنه لا يوجد في اي مكان آخر على الشبكة هذه الثلة من أهل اللغة العربية و العالمين بها القادرين على النقد و التصحيح و التصويب بإذن الله تعالى.
و حتى بعد كل هذا لن يكون ما يُكتب هنا إلا مجرد "بروفة" للعمل الحقيقي الذي سيحتاج لمراجعة و نظر أهل العلم الشرعي الذين لا غنى عنهم في هذا المضمار ... و حتى إن كان العمل ليس على المستوى المطلوب، سيكون على الأقل قاعدة يسير عليها من بعدنا، فيكون العمل تراكميًا .. و لا تحقرن من أعمالكم شيئًا.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.
و من أطرف ما سمعت عن هذا الكتاب العبيط أنه كان أحدهم يقرؤه للنصارى العرب في إحدى غرفهم بالبال توك و المساكين يتمايلون من الإعجاز و يهللون (أي: يقولون هالوللويا) و يرسمون الصلبان على الشاشة حتى لقد توقعنا أن ينبري أحدهم ليقول: إن فيه لحلاوة و إن عليه لطلاوة أو شئ من هذا القبيل: D :D .. و سبحان خالق العقول و الأفهام.
ـ[قريع دهره]ــــــــ[31 - 10 - 2004, 02:20 ص]ـ
الله يوفقك إن شاء الله
وأتمنى منك ان تستعجل بنشر هذا الكتاب
حتى تكون لك يد السبق
والله يجزاك خير بقدر نيتك
تحياتي لك أخي الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 10 - 2004, 11:31 م]ـ
أعزائي وإخوتي في هذا المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك أمور جسام وتحدي صارخ لكل قيمنا وأخلاقنا الاسلامية التي نعتز بها ونرجو الله تعالى ان يثيبنا عليها، وان تكون في ميزان حسناتنا،
- ففي الفرقان المزور هدم لكل القيم الاسلامية والوأد للفضيلة وهدم للاخلاق وإبعاد هذا الامة عن الفريضة المغيبة ألا وهي الجهاد في سبيل الله، ووضع المبررات للتخاذل والوهن في هذه الامة العزيزة،
-وعزتها مرهونة بتعلقها بقرآنها الحق وسنة النبي المرسل صلى الله عليه وسلم
الاخوة الاعزاء بعض الامور الجهل بها لا يضر والعلم بها لا ينفع .... ومنها هذا الذي يسمى الفرقان المزور ..
اللهم نسألك من العمل أخلصه وأصوبه ..
والصواب هو الموافق للكتاب والسنة النبوية المطهرة ...
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 04:30 ص]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أحلام
- ففي الفرقان المزور هدم لكل القيم الاسلامية والوأد للفضيلة وهدم للاخلاق
كلنا يعرف أن المشركين اتهموا النبي محمدا بأنه: ساحر 000مجنون 000 شاعر 000وماإلى ذلك من تلك التهم0
وهم يعرفون جيدا بأنه ليس بمجنون وكل ماقالوه فيه تخرص وبهتان، ومقابل هذا، فليس في سنته سواء الأحاديث الصحيحة أو الضعيفة بل حتى الموضوعة مايشير إلى أنه رد عليهم ليبين لهم زيف دعواهم00
وهذا شيء يدخل في فقه الدعوة!
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم له أسوة حسنة0
يقول أحد الحكماء: إذا عضك كلب، فليس من العقل أن تقوم بعضه!
وفي الشرع: الكلب العقور يقتل! وغير العقور فقتله حرام شرعا!
يجب أن نضع هذه الحسابات في مفاهيمنا0
وشكرا لكم جميعا
ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 06:30 م]ـ
http://www.almokhtsar.com/html/news/1425/09/19/4/30404.php
للاخوة الذين يطلبون معرفة المزيد عن الفرقان {الباطل}
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 10:56 م]ـ
شكرا لك يا دكتورة أحلام، وشكرا للدكتور هشام، على طيب الكلام ونسأل الله رب الأنام، أن يجمعنا معكم في الفوز والإكرام0
ـ[الأحمدي]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 01:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعذروا تطفّلي
في ما قلتم الفائدة و ما عداه زائدة، لكن بي خوف أن يكون بمناظرة هذا الكتاب الذي لا قيمة له إشهار لأمره.
و أضم صوتي إلى صوت الدكتورة حين قالت:
"الاخوة الاعزاء بعض الأمور الجهل بها لا يضر والعلم بها لا ينفع .... ومنها هذا الذي يسمى الفرقان المزور"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 02:03 م]ـ
السلام عليكم
الأخوة الكرام
أعارض وبقوة زج آيات الكتاب الكريم بين تخبيصات الفرقان المزعوم---أعني لا يمكن من ناحية بلاغية ولا عقدية أن نضع آية من القرآن الكريم مع تخبيصة من الفرقان على صعيد واحد فنقارن بينهما
دعوكم من هذا العمل وركزّوا على آيات الكتاب شرحا وتوضيحا أولى وأفضل--كمثل ما يقوم به الأخ عزام الشرايدة من دراسات
ـ[محمود درويش]ــــــــ[26 - 09 - 2005, 01:43 م]ـ
273] لا أعلم إن كان الرد على هذا الفرقان المزعوم صائباً أم لا , فأجد من الأولى أن نسأل أهل العلم قبل أن نشرع ونتسرع في الرد عليه , فصدقوني أخوتي ما كنت قد سمعت عنه قبل قراءتي لهذا الموضوع ... فلماذا نجعل الجميع يعرف به ويقرأ من تفاهاته ما يؤلم أدمغتنا و يعصر مرارتنا؟؟
وأسعدكم الله وأسعد بكم [/ size](/)
لاتقفوا أمام البلاغة هكذا!
ـ[الصدر]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 02:27 م]ـ
مرحبا بكم وعلى الرحب والسعة أحببت أن أسألكم سؤالا عن الاستعارة في الشطر الثاني من البيت:
كفى بمقامي في سرنديب غربة = = نزعت بها عني ثياب العلائق
تحياتي للجميع(/)
انوار الامل؟
ـ[احلامم]ــــــــ[31 - 10 - 2004, 02:05 ص]ـ
[ size=4][font=Arial Black]rial] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا" اود ان اشكر الاخت انوار الامل على تشجيعها على ان اكتب موضوعي
اليوم اتيت بموضوع اخر وارجو المساعدة منكم
لدي نص نثري واريد منكم ان نكون يد واحده في استخراج المطلوب لان هذا عمل جامعي ومكلفه به وارجو المساعدة
الاستخراج يكون 1 - منزلة الفعل المتعدي منزلة اللازم
2 - حذف المفعول
3 - تقديم المتعلقات
2 و3 تم ذكره اعرف اختي انوار ولكن اريد مساعدتكم في الاستخراج بقدر المستطاع
النص:
(والله لقد كنت اكره لك سرف الرضا، مخافة جواذبه الى سرف الهوى فما ظنك بسرف الغضب، وبغلبة الغيظ ولاسيما ممن تعود إهمال النفس ولم يعودها الصبر ولم يعرف موضع الحظ في تجرع مرارة العفو
وانما المراد من الامور عواقبها لا عواجلها وقد كنت اشفق عليك من افراط السرور فما ظنك بافراط الغيظ وقد قال الناس:
(لاخير في طول الراحة اذا كان يورث الغفلة، ولا في طول الكفاية اذا كان يودي الى المعجزة، ولا في كثير الغنى اذا كان يخرج الى البلدة)
ان داء الحزن وان كان قاتلا" فأنه مماطل وسقمه سقم مطاول، وداء الغيظ سفيه طياش، وعجول فحاش، يعجل عن التوبة ويقطع دون الوصية))
[واتمنى منكم مساعدتي لانه من فرج على مسلم كربه في الدنيا فرج الله همه في الاخره
وجزيتم الجنان
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 09:45 م]ـ
شكرا لثقتك أختاه
وهذه محاولة سريعة أرجو أن تفيدك
علما بأن حذف المفعول قد يكون هو نفسه إنزال المتعدي منزلة اللازم
(أكره لك سرف الرضا) تقديم الجار والمجرور على المفعول لبيان منزلة المخاطَب عند المتكلم حيث إنه يكره له خاصة كل ما قد ينقص من شأنه
حذف المفعول: يخرج إلى ـ يقطع دون الوصية
ـ[احلامم]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 06:49 ص]ـ
اشكرك اخت انوار ولكن امنى الكثير من الاستخراجات
ولهذة الدرجة الناس لاتساعد بعض 27 قراة ولا شخص يحاول المساعدة
تذكروا
من فرج على مسلم كربة في الدنيا فرج الله كربه في الاخرة
وجزيتم خيرا":=(/)
لماذا ينزل الله كتاباً بلغة قوم بعينهم، وهو ينوى أن يدعو الناس كلهم لهذا الكتاب؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[31 - 10 - 2004, 06:06 م]ـ
من فوائد منتدى الجامع للحوار الإسلامي النصراني
المصدر ( http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=3001&st=20)
لماذا ينزل الله كتاباً بلغة قوم بعينهم، وهو ينوى أن يدعو الناس كلهم لهذا الكتاب؟
والإجابة سهلة إن شاء الله .. فإن البشر يتناقلون مؤلفات الأمم بينهم بوسيلة الترجمة، ووسيلة الترجمة نافعة فى نقل معانى القرآن، أو ذلك الكتاب الذى ينزله الله بلغة قوم بعينهم، إلى لغات باقى الأمم .. وها هم النصارى العرب كتابهم بغير العربية، ومع ذلك يفهمون معانيه، ولو إجمالاً، ويتبعون تعاليمه حين يريدون، دون أن يمنعهم من ذلك حاجز اللغة.
فالذى يطالب الله بأن يؤتيه صحفاً منشرة بلغته هو، فهو متعنت متكلف، لأن ترجمة المعانى تهدم حاجز اللغة، وتبيح لأى شخص أن يتبع التعاليم التى يرشد إليها هذا الكتاب، فيهتدى بهداه، ويستضىء بنوره.
فإن قيل:
هذا ينفع مع كل كتاب خلاف القرآن، لأن القرآن لا يهتدى الناس بهداه فقط، وإنما هو نفسه الهدى والمعجزة فى نفس الوقت، فنحتاج لمعرفة العربية لإدراك الإعجاز ..
قلنا:
إن مجرد معرفة العربية لا ينفع فى إدراك الإعجاز على وجهه .. وها هم العرب الآن أكثرهم يحسب من أهل العربية، لكنه لا يستطيع أن يدرك إعجاز القرآن اللغوى والبلاغى .. وإنما يشترط لإدراك ذلك: علو القدر فى معرفة فنون العربية وطرائقها .. وهذا يتسنى لأقل العرب الآن، لا لأكثرهم، فضلاً عن جميعهم.
فإن قيل:
كيف تقنعون الناس ـ غير المقتدرين فى فنون العربية ـ بأن فى القرآن إعجازاً لغوياً وبلاغياً؟
قلنا:
الحجة قامت بعجز العرب الأوائل وقت مبعث النبى عليه الصلاة والسلام، فهم ـ كافرهم ومؤمنهم ـ أفصح من نطق بالضاد، وأبلغ من ألقى الشعر ودبج الخطب .. وقد أثبت التاريخ عجزهم عن مدافعة القرآن ومعارضته .. والأجيال من بعدهم لا تتفوق عليهم فى هذا المجال .. فغير المطلع على فنون العربية يقتنع بإعجاز القرآن، عن طريق إطلاعه على النقل، فينقل له عجز المشركين عن معارضة القرآن، مع حالهم من الحمية والعصبية، والبراعة فى فنون القول والعربية، ومع حال النبى معهم من التحدى وتكراره وطول مدته، وتفضيلهم على إغرائه أولاً، ثم مقاتلته ثانياً، على أن يؤلفوا بعض العبارات يكسرون بها التحدى.
فإن قيل:
كيف تطلب من الأعجمى النصرانى أن يؤمن بإعجاز فى القرآن لا يراه؟
قلنا:
هذا النصرانى يؤمن بمعجزات المسيح ولم يرها! .. وإنما علمها بالنقل .. فيسعه فى التصديق بإعجاز القرآن البلاغى، مثلما وسعه فى التصديق بمعجزات المسيح .. لأنه لم ير شيئاً من ذلك كله .. ولا يملك إلا النقل وسيلة لإدراك الإعجاز والإيمان به.
بل إن أكثر أهل الأرض، وقت نزول الرب عندهم وتأنسه، لم يشهدوا شيئاً من معجزات المسيح، بل نقطع بأن ليس كل فرد فى قوم المسيح رأى معجزات وعاينها .. وليس المسيح بدعاً فى ذلك بين الرسل، بل هو كغيره من الرسل، كل رسول يفعل بعض المعجزات فى قومه، ولا يراها جميع قومه بأعينهم، وإنما يبلغ الشاهد من غاب، ويؤمن الغائب بتواتر نقل الخبر إليه.
وكذلك اليهودى لم يرَ معجزة لموسى، وإنما يؤمن بها لصحة النقل عنده.
ولكن معجزة القرآن تعلو على معجزات المسيح وموسى وباقى الأنبياء! .. وذلك من وجهين:
الأول:
علو سندها وصحته وتواتره .. وليس لأى من باقى الأنبياء شىء من ذلك، ولا أقربهم ـ المسيح ـ له معشار ذلك! .. فإن الإخبار عن معجزات الأنبياء السابقين لا سند لها! .. ناهيك أن نحكم بصحته أو ضعفه! .. ولذلك كان كثير من نقاد الغرب ينكرون وجود شخصية اسمها المسيح أصلاً! .. ناهيك عن أن تكون نبياً أو إلهاً!
والثانى:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن جميع معجزات الأنبياء فنت ولم تبقَ .. ومعجزة محمد عليه الصلاة والسلام خالدة باقية! .. فمن أحب وأصر على رؤية معجزة للمسيح، لم يقدر على ذلك أحد من أكابر ملة النصارى بأى طريق .. أما لو أصر من لا علم له بفنون العربية، على تذوق إعجاز القرآن البلاغى، فنحن نستطيع أن نريه شيئاً من ذلك يدله على ما ورائه، ولكن عليه أن يتعب قليلاً فى تحصيل بعض علوم العربية.
فعلم من ذلك أن رؤية معجزة محمد عليه الصلاة والسلام ومعاينتها، سهلة على من علا فهمه وتحصيله لعلوم العربية وفنونها، وصعبة على من لم يملك شيئاً من ذلك، لكنها ليست مستحيلة أبداً .. وأما معاينة أية معجزة لنبى سابق سواء المسيح أو غيره، فهى مستحيلة قطعاً بيقين!
بل نقول فوق ذلك! .. وهو أن اللغات تشترك فى كثير من علوم البلاغة، رغم اختلاف الألسنة، وعليه، يستطيع علماء العربية أن يطلعوا الإنجليزى على بعض فنون البلاغة العربية فى القرآن، بما يشابه ذلك عنده فى لغته، فيعلم شرف القرآن وفضله، على كلام اللغات جميعها .. وهذا أمر قد يستغربه البعض، لكنه مقرر عند من له اطلاع على فنون البلاغة فى اللغات بعامة.
والواجب فى هذا المقام تنبيهان:
الأول:
أن التحدى وقع بوجه إعجاز القرآن اللغوى والبلاغى، وأن ليس معنى ذلك أن القرآن خلا من كل وجه آخر للإعجاز، بل فى القرآن أوجه أخرى للإعجاز، كالإعجاز التاريخى، والإعجاز الغيبى، والإعجاز العلمى ... الخ .. والأعجمى، وإن عجز عن إدراك الإعجاز البلاغى كاملاً، فهو يستطيع إدراك باقى أوجه الإعجاز عن طريق الترجمة، وهذا أمر يعلمه الجميع.
والثانى:
أن احتواء القرآن على أوجه عديدة للإعجاز، لا يعنى أبداً أن النبى لم تكن له معجزات أخرى .. بل النبى عليه الصلاة والسلام ثابتة له دلائل النبوة الصادقة، بأكثر مما تثبت لباقى الأنبياء عليهم السلام .. وذلك لأنه خاتم الأنبياء ونبى آخر الزمان، فيحتاج الناس إلى معرفة دلائل نبوته أكثر من غيره .. فحال النبى مع نفسه فيه دلائل جمة على صدق نبوته، وكذلك حاله مع أصحابه، وكذلك حاله مع أهل بيته، وكذلك أخلاقه مع كافة الناس مؤمنين ومخالفين، وكذلك سيرته، وكذلك التشريعات التى أتى بها، وكذلك حال أمته بعد مبعثه ... كل ذلك فيه دلائل أكثر من أن تحصى على صدق نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام .. ويكفى الإنسان من ذلك شيئاً يسيراً ليؤمن برسالته.
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات!
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[31 - 10 - 2004, 06:10 م]ـ
وأضيف فائدة لعلها تساعد على فهم إعجاز القرآن ..
الكلام الذى يتحدثه البشر له مستويان: الأول: مستوى الصحة .. والثانى: مستوى الجمال ..
أما مستوى الصحة فقولك " حارب الجندى بشجاعة "، فالعبارة صحيحة لغوياً، لكنها خلت من أى جمال أدبى.
وأما مستوى الجمال فقولك " رأيت أسداً يقاتل الأعداء "، تقصد الجندى الشجاع، فالعبارة فيها نوع من الجمال، سببه البعد عن المعنى المباشر، واستخدام فن من فنون البلاغة، وهو فن الاستعارة، وهو يؤكد معنى الشجاعة بأبلغ مما لو استخدمنا لفظ الشجاعة المباشر.
وهذا المستوى الثانى، مستوى الجمال، هو الذى يحرص الناس على حفظه وتداوله .. وهو الذى يتفاوت فيه الأدباء بين عالٍ ونازل، حتى الأديب الواحد يتفاوت فى أدبه من آن لآخر.
لقد تعدى القرآن هذين المستويين، وعلا على مجرد البلاغة البشرية، وحقق مستوى الإعجاز البلاغى، وتعجيز البشر على أن يلحقوا به، وبين مرتبته وبين أبلغ بليغ مسافات ضوئية بعدد قطر البحار!
ومن هنا نشأ الكلام على فنون الفصاحة والبلاغة .. فقد كانت العرب ـ مؤمنها وكافرها! ـ تعرف فضل بلاغة القرآن التى وصلت إلى الإعجاز .. ولكن مع دخول الأعاجم، وضعف اللسان العربى فى الأجيال التالية، احتاج الناس إلى من يعرفهم فضل القرآن على سائر الكلام .. لكن ذلك لا يظهر إلا بأن يعرف الناس أولاً إلى أى مدى وصلت بلاغة البلغاء .. فصار العلماء يبينون للناس أولاً ما هى البلاغة، وما هى فنونها، وكيف تفاوت الشعراء والكتاب فى ذلك .. فإذا عرف الناس الغث من السمين .. يأخذهم العلماء بعد ذلك إلى سماوات القرآن .. ساعتها سيدركون " شيئاً " من إعجاز القرآن العظيم!
نفس المصدر السابق
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 10 - 2004, 11:03 م]ـ
الاخوة المشاركين جزاكم الله خيرا
فلا تبخلوا علينا مما تجدونه نافعا لخدمة هذا الدين
{إن الدين عند الله الاسلام}(/)
هل الأسلوب القرآني فوضوي؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 01:26 ص]ـ
من فوائد منتدى الجامع للحوار الإسلامي النصراني
هل الأسلوب القرآني فوضوي؟؟
المصدر ( http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=1950)
بسم الله الرحمن الرحيم
كان أحد الأخوة المسلمين - و هو بريطاني لا يجيد العربية - قد تصدى في محاورة كتابية على الشبكة لأحد المنصرين البروتستانت و امتدت المناظرة لأسلوب القرآن و طريقته في البيان و ادعى المنصر أن القرآن اسلوبه فوضوي غير مرتب أو مفهوم و قد دعم كلامه هذا بشهادات بعض المستشرقين الذين سماهم بعلماء في الإسلام.
و كان رد أخينا الفاضل مفصلا و دقيقًا متضمنًا نقدًا سليمًا لهؤلاء المستشرقين و بين ان هؤلاء "العلماء" لا يوجد منهم من يجيد اللغة العربية فكيف ينتقدون أسلوب القرآن (!!) و كان ردًا موفقًا بحمد الله تعالى. . ثم طلب مني هذا الأخ أن اكتب مقالا اشرح فيه أسلوب القرآن لغير المتحدثين بالعربية و خاصة أن معظم قراء هذه المناظرة من غير المسلمين غير القادرين على تصور كتاب إلهي مختلف في أسلوبه عن الكتاب المقدس فكتبت له هذا الرد بالإنجليزية ليرفقه مع رده على المنصر و كان ردًا مفحمًا بعون الواحد المعبود.
كان هذا الأمر من عام تقريبًا و الآن وجدت أن بعضهم يثير هذه الشبهة بين النصارى العرب فرأيت أن اترجم ما كتبته بالإنجليزية إلى لغتنا الجميلة فربما يكون فيه فائدة و الله المستعان.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 01:33 ص]ـ
الرد على الشبهة
يقول فضيلة الدكتور محمود السيد شيخون وكيل كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر في كتابه (الإعجاز في نظم القرآن) في الفصل الخاص بسرد خواص الأسلوب القرآني ص 109 - 112:
الخاصية الخامسة: و هي تداخل أبحاثه و مواضيعه في معظم الأحيان. فإن من يقرأ هذا الكتاب المبين لا يجد فيه ما يجده في عامة المؤلفات و الكتب الأخرى من التنسيق و التبويب حسب المواضيع، و تصنيف البحوث مستقلة عن بعضها، و و إنما يجد عامة مواضيعه و أبحاثه لاحقة ببعضها، دونما فاصل بينها، و قد يجدها متداخلة في بعضها في كثير من السور ة الآيات.
و هذه الخاصية قد خيلت لبعض محترفي الغزو الفكري من المبشرين و المستشرقين و أذنابهم و ذيولهم ممن يدورون في فلكهم أن في القرآن ثلمة يمكن الدخول منها إلى اصطناع نقد أو محاولة تهديم، أو بث تشكيك، فأخذوا يتساءلون عن سبب هذا التداخل و التمازج في معاني القرآن، ثم راحوا يجيبون عن تساؤلهم هذا بأنها البدائية و البساطة في منهج البحث، و أن القرآن لا يعدو كونه مجموعة أفكار منتثرة أنتجها فكر إنسان.
و الحقيقة أن هذه الخاصة في القرآن الكريم، إنما هي مظهر من مظاهر تفرده، و استقلاله عن كل ما هو مألوف و معروف من طرائق البحث و التأليف، هذا شئ، و هناك شئ آخر هو أن من الخطأ في أصل النقد و البحث أن نحاكم القرآن في منهجه و أسلوبه إلى ما تواضع عليه الناس اليوم أو قبل هذا اليوم أو إلى ما سيتواضعون عليه مع تطور الزمن - من طرائق البحث و التأليف و تنسيق المعاني.
فهذا الذي يتوافق عليه الكاتبون نم تقسيم كتبهم إلى أبواب و فصول، ثم تضمين كل فصل منها لجملة معينة من الأبحاث و المعاني، ليس مرده إلى أمر إلزامي أو مثل أعلى يفرض عليهم ذلك، و إنما الأمر فيه تابع للأغراض المتعلقة به، و هو في جملته عرف يعتادوه، و طور يمرون عليه، و يجتازونه بعد حين إلى غيره، فما هي الحقيقة الثابتة التي تلزم كتاب الله تعالى في منهجه على طور من أطوار هؤلاء العباد، و أن يتبع تنسيقهم الذي يضعون، أو أن تتصنف أبحاثه و معانيه حسب المنهج الذي يشاءون؟ هذا إلى أن المناهج تتناسخ و الأساليب تتطور كما هو معروف.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن هذه الخاصية تابعة لحكمة عليا يدور معها المعنى القرآني كله. ذلك أن جملة ما في القرآن من مختلف المواضيع و المعاني الجزئية، إنما يدور جميعه على معنى كلي واحد، هو دعوة الناس إلى أن يكونوا عبيدًا لله بالفكر و الاختيار كما خلقهم عبيدًا له بالجبر و الاضطرار، و أن يدركوا أن أمامهم حياة ثانية بعد حياتهم هذه، و أن يستيقنوا ضآلة هذه الحياة بالنسبة لتلك في كل من خيرها و شرها و سعادتها و شقائها. فالقرآن شأنه أن يبث هذا المعنى الكلي الخطير من خلال جميع ما يعرضه من الأبحاث و المواضيع المختلفة من تشريع و وعد و وعيد، و قصة و أمثلة و وصف؛ و إنما يتحقق ذلك بهذا النسق الذي جرى عليه من التداخل و التمازج في المعاني.
فهو حينما يبدأ بعرض قصة لا يدعك - و لو في مرحلة من مراحلها - تنسى ذلك المعنى الكلي الذي ذكرناه، فهو يخللها بما ليس منها من تهديد أو وعد أو وعيد أو نصيحة أو وعظ تحقيقًا للغرض الذي من أجله تساق القصة، و حفظًا للفكر أن يتشتت مع أجوائها و أحداثها فينسى مساقها الأصلي.
و هو حين يشرح لك أحكامًا في العبادات أو المعاملات أو غيرها، يسلك بك أيضًا نفس المنهج فهو يحاذرأن تستغرق في التأمل في هذه الأحكام من حيث هي علم أو فن برأسه، كما قد يحصل مع من ينكب على دراسة هذه الأحكام في الكتب العلمية الخاصة بها، فيوصلها بآيات ليست منها، فيها وعد أو وعيد أو حديث عن الاخرة أو دليل على وجود الله و عظمته، ليتنبه الفكر، و يظل مستيقظًا للحقيقة الكبرى التي تطوف بها جميع المعاني و الأبحاث.
و لو أن القرآن اتبع في عرض معانيه، هذا الذي يسلكه الناس في تآليفهم و أبحاثهم، فأفرد فصولاً خاصة لعرض الأحكام و التشريع، ثم ميز فصلاً آخر للقصص، و جاء بفصل ثالث في وصف المغيبات كالجنة و النار و هكذا ... لو درج القرآن على ذلك لفات تحقيق الغرض الذي ذكرناه، و لما أمكن أن تكون هذه الفصول المتناثرة انعكاسًا لمعنى كلي واحد تشترك في بثه و التوجيه إليه، و لئن أمكن أن يتذكر القارئ ذلك في تمهيد أو في فصل من الفصول فلسرعان ما ينساه عندما يستغرق في قراءة أو دراسة الفصول الأخرى. و إن هذا الذي نقول، ليس من الحقائق المستعصية أو الخافية على من يصدق التأمل و النظر في كتاب الله تعالى. انتهى الاقتباس
نفهم من هذا الكلام أن المقصود من القرآن هو تقرير أمور الدين من توحيد و عبادات و معاملات و ثواب و عقاب، و هذه المقاصد لم ترتب في القرآن حسب اتحاد موضوعاتها و لكنها مفرقة في السور ة ممزوجة ببعضها البعض، فالقصد الأول تهذيب النفوس، و إعدادها لحياة أبدية سعيدة، و تنظيم الروابط بين الناس، و توجيههم لله وحده، يحيون له، و يعملون بأمره، و يستمدون منه .. و حول ذلك كله يدور إيراد المعلومات الأخرى.
و يؤيد هذا ما يعترض بعض الآيات أو يرد في نهايتها تذييلاً لحكم أو أحكام للتذكير بالله، و التسليم له، و التعريف بسننه، و الحث على الأخلاق الفاضلة، و التنبيه لفعل الخير، و التذكير بالآخرة. و ما أعد الله للمحسنين و المسيئين من ثواب، و للمسيئين من عقاب، و من أمثلة ذلك:
قوله تعالى {و أنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة و لا ولدًا} فالجملة الاعتراضية هنا تعني جلت عظمة ربنا فهو تنزيه لله سبحانه عن اتخاذ الولد و الصاحبة.
و قوله {و نبلوكم بالشر و الخير قتنة و إلينا ترجعون}
و قوله {و قدموا لأنفسكم و أتقوا الله و اعلموا أنكم ملاقوه و بشر المؤمنين}
و من امثلته أيضًا الانتقال من الشئون الدنيوية إلى التذكير بالله و اليوم الآخر لتلتفت القلوب من التفكير في متاع الدنيا الزائل إلى نعيم الآخرة الدائم. و بذلك يجذبها من شواغلها المادية ليوجهها إلى طلب الحق و الاستعداد للقاء الله.
{و جعل لكم من الفلك و الأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهورهم ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه و تقولوا سبحانه الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون}
نبه بالسفر الحسي إلى السفر إليه تعالى، و نقل القارئ من التفكير في الرجوع للأهل إلى التذكير بالرجوع إلى الله.
{قال هذا رحمة ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكًا و كان وعد ربي حقًا}
(يُتْبَعُ)
(/)
لما أتم ذو القرنين بناء السد شكر الله و ذكر أن للسد مع متانته أجلاً ينتهي فيه ككل مخلوق، فانتقل إلى التذكير بالوعد الحق و هو قيام الساعة و زوال كل ما على الأرض فقال "و كان وعد ربي حقًا".
{فرددناه إلى أمه كي تقر عينها و لا تحزن و لتعلم أن و عد الله حق و لكن أكثرهم لا يعلمون}
أي و لتعلم أن وعده تعالى برده إليها حق و هو وعده السابق لها في قوله {إنا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين} و التقدير و لكن أكثرهم لا يعلمون أن وعده حق و المراد وعده تعالى بالبعث.
{و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و زينة و يخلق ما لا تعلمون. و على الله قصد السبيل و منها جائر}
و المعنى إلى الله السبيل القاصدة المستقيمة و هي طريق الشرع أما غيرها من طرق الشيطان فجائر محفوف بالمخاطر.
{الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه الله و تزودوا فإن خير الزاد التقوى}
انتقل من الاجتماع العالمي الحاشد و التزود له بالمأكل إلى التذكير بالحشر و التزود له بالتقوى.
{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم و ريشًا و لباس التقوى ذلك خير}
ذكر زينة الظاهر باللباس، ثم لفت النظر لخير ما يتجمل به المؤمن و هو زينة الباطن بالتقوى.
{و الاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليًا كبيرًا}
نقل القارئ من ظنة السيطرة و الاستعلاء لدى الزوج إلى تذكيره بأن عليه رقيبًا أعلى و أكبر.
و لا ننس أن نختم كلامنا بالحديث عن مكانة هؤلاء المستشرقين المعادين للقرآن، يقول عباس العقاد في (الإسلام دعوة عالمية) ص173:
و هناك أوهام كثيرة أشاعها المستشرقون بسبب تفسيراتهم الخاطئة لكثير من أمور اللغة و الدين. و منها ما كتبه بعض المستشرقين تفسيرًا لاسم أبي بكر رضي الله عنه من أنه "أبو العذراء"!!
و منها ما قالوه في تفسير لمعنى "القصيد" من أنه المقصود!!
و منها أيضًا ما تورط فيه ذلك المستشرق من خطأ معيب في تفسيره لقوله تعالى: {و ترى الملائكة حافين من حول العرش}.
بقوله: "أي بدون أحذية"!!
ذلك أنهم على غير علم دقيق باللغة العربية، و ليس هذا غريبًا فهم لا يفهمون أدب أمتهم و لا يجيدون معرفة هذا الأدب في لغتهم. فمن باب أولى ألا يحسنوا فهم الأدب العربي! و قد كانت لهم مكانة أكثر مما يستحقون حتى وقفنا أمامهم و وضعناهم في موضعهم!
انتهى الاقتباس
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(/)
القرآن والنحو .. وحقائق غائبة
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 01:45 ص]ـ
القرآن والنحو .. وحقائق غائبة
بقلم الأخ/ متعلم
المصدر ( http://arabic.bismikaallahuma.org/grammar.htm)
الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..
يعترض النصراني على القرآن، ببعض آياته التي أتت على غير الشائع نحوياً، يظن واهماً أن ذلك ينقص من شأن الكتاب العزيز.
فكيف يكون رد المسلم على ذلك؟
عادة ما يلجأ المسلم إلى أقوال علماء النحو واللغة، وفيها تخريجات نحوية للإشكال المتوهم في الآية، وغالباً ما يشير ـ العالم ـ إلى أن الإشكال المتوهم هو لغة جائزة عند العرب.
كل هذا جميل ورائع، لكن هناك أمراً قبله علينا أن نعيه أولاً، ثم نعلمه للنصارى ثانياً.
إن النصارى يحاكمون القرآن العظيم إلى منهج القواعد النحوية للصف الثالث الإعدادي!
يظنون أن القواعد النحوية حاكمة على القرآن!
وهذا جهل فاضح بنشأة علم النحو.
إن علم النحو ليس علماً عقلياً، بمعنى أن سيبويه ـ مثلاً ـ لم يعتمد على التفنن العقلي في تقرير قواعد النحو.
إن علم النحو مبنى على الاستقراء.
فسيبويه ـ مثلاً ـ أخذ يحلل كل النصوص الواردة عن العرب، من شعر وخطابة ونثر وغير ذلك، فوجد أنهم ـ العرب ـ دائماً يرفعون الفاعل في كلامهم، فاستنبط من ذلك قاعدة " الفاعل مرفوع " .. وهكذا نتجت لدينا " قاعدة نحوية " تسطر في كتب النحو، ليتعلمها الأعاجم فيستقيم لسانهم بالعربية إذا جرت عليه.
أفلو كان سيبويه وجد العرب ينصبون الفاعل، أكنا سنجد كتاب القواعد النحوية في الصف الثالث الإعدادي، يخبرنا بأنه يجب علينا نصب الفاعل كلما وجدناه؟
بلى قارئي الكريم!
إن علم النحو مبنى على الاستقراء .. " القواعد النحوية " مستنبطة من " استقراء " صنيع العرب في كلامهم.
إذا فهمت هذه النقطة قارئي الكريم، سيسهل عليك ـ إن شاء الله ـ فهم ما بعدها.
وهو أن العرب لم تكن كلها لهجة واحدة، ولم تكن كلها تسير على نفس القواعد النحوية ذاتها، ولم تكن تلتزم كل قبيلة منها بنفس المعاملات النحوية.
إن قبائل العرب لم تكن تسير في كلامها على منهج النحو للصف الثالث الإعدادي!
وليس معنى ذلك أنه كان لكل قبيلة " نحوها " الخاص بها .. كلا .. وإنما اشتركت كل قبائل العرب في " معظم " القواعد النحوية المشهورة الآن .. لكنها ـ أبداً ـ لم تجتمع على " كل " تلك القواعد بعينها.
لعلك أدركت الآن ـ قارئي الكريم ـ أن دائرة الخلاف في التعاملات النحوية بين القبائل العربية كانت صغيرة، لكنها واقعة لا سبيل إلى إنكارها.
لكن لا تنتظر أن يخبرك واضعو المناهج النحوية في المدارس بكل الاختلافات النحوية في كل مسألة، إنما هم يخبرونك فقط بـ " الشائع " و " الأعم " و " الأغلب " .. ثم يتوسع من شاء في دراسته الجامعية، لأنها أكثر تخصصاً.
وكل طالب مبتدئ فى قسم للغة العربية في أي جامعة يدرك جيداً ما قلته سابقاً.
هنالك ـ في المرحلة الجامعية ـ يدرس " الاختلافات " النحوية، ويعرف ما هو الفرق بين " المذاهب " النحوية، وبم تتميز " مدرسة الكوفة " عن " مدرسة البصرة " .. إلى آخر هذه الأمور.
إذن .. وضع العلماء القواعد النحوية بناء على استقراء كلام العرب، وما وجدوه من اختلافات أثبتوه.
هل بقى ما يقال؟
بالطبع بقى.
بقى أن تعلم أن " أهم " مصادر العلماء التي اعتمدوا عليها في الاستقراء هو القرآن العظيم نفسه!
لأن القرآن أصدق صورة لعصره، ليس فقط عند المسلم، ولكن عند الجميع مسلمين وغير مسلمين، فحتى أولئك الذين لا يؤمنون بمصدره الإلهي، يؤمنون بأن القرآن أصدق تمثيل لعصره في الأحداث التاريخية والعادات الجارية .. واللغة وقواعدها.
إن علماء النحو يستدلون على صحة قاعدة نحوية ما بورودها في القرآن، ليس في قراءة حفص عن عاصم فقط، بل يكفى ورودها في أي قراءة متواترة أخرى.
أي أن القرآن ـ عند النحاة ـ هو الحاكم على صحة القاعدة النحوية، وهى التي تسعى لتجد شاهداً على صحتها في أي من قراءاته المتواترة.
القرآن هو الحاكم على النحو وليس العكس.
علينا أن نعى هذه الحقيقة جيداً، وعلينا أن نعلم النصارى ما جهلوه منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن النصراني المعترض، عندما يقرأ ما أتى به المسلم من تخريجات نحوية للعلماء، يظن أن أقوال العلماء هي مجرد محاولات للهروب وإخفاء الحقيقة! .. والحقيقة الثابتة ـ عنده ـ أن القرآن به أخطاء نحوية .. الحقيقة الثابتة عنده أن محمداً ـ صلوات ربى وسلامه عليه ـ لم يستذكر دروس كتاب النحو في الصف الثالث الإعدادي جيداً!
هذا الخبل النصراني ناتج عن الجهل .. الجهل بنشأة علم النحو، وبكيفية تدوين العلماء للقواعد النحوية.
الطريف في الأمر، أن النصارى يعترضون على المخالفات النحوية في الآيات، ولا يدرون من رصد هذه المخالفات!
لا تظن قارئي الكريم أن بعض النصارى العرب تأملوا القرآن، فاكتشفوا هذه الأخطاء المتوهمة، بعدما حاكموه لما تعلموه في الابتدائية من قواعد نحوية .. كلا .. لا تظن ذلك أبداً.
إنما كل ما يكتب عند النصارى حول ما يسمونه " أخطاء نحوية فى القرآن " ليس من كلامهم، ولا من لباب أذهانهم، ولا من بنات أفكارهم.
لقد نقلوا كل هذه " الأخطاء! " عن كتب المستشرقين الأعاجم! من أمثال " نولدكه " وغيره.
لن أتوقف بك ـ قارئي الكريم ـ كثيراً في محطة هؤلاء المستشرقين أعجميي القلب واللسان .. لن أخبرك شيئاً عن بعض كتاباتهم التى توضح مدى جهلهم الفاضح باللغة العربية، مع أنك ساعتها ستدرك أنك لست أجهل أهل الأرض باللغة العربية! .. ولن أخبرك شيئاً عن حقدهم الدفين ـ والظاهر! ـ على دين الحق وكتابه ونبيه بل وأهله .. لن أخبرك شيئاً عن ذلك، ولن أقف بك في هذه المحطة أبداً.
لكن تعال نتعدى هذه المرحلة لنتساءل .. من أين أتى هؤلاء المتعالمين من المستشرقين بما أسموه " أخطاء نحوية "، لينقلها نصارى العرب منهم بعد ذلك جهلاً بغير علم؟
مرة أخرى أحذرك قارئي الكريم! .. لا تتخيل أو تظن أو تتوهم أن هذا المستشرق الألكن، ذا اللسان الأعجم، قد تأمل القرآن " فتنبه " إلى تلك " الأخطاء "!
هم أحقر من ذلك قارئي الكريم، وإن أوهموك بغير ذلك!
كان ما فعله هؤلاء المستشرقون كالتالي .. قرءوا كتب النحو التي ألفها علماء العربية، وكذلك كتب التفسير، وأخذوا يتتبعون ما رصده " علماء المسلمين " أنفسهم، من ورود آيات قرآنية موافقة لقواعد نحوية لم تنل حظاً من الشهرة مثل غيرها.
لقد وجد المستشرقون بغيتهم!
فليجمعوا إذن كل تلك الإشارات والمواضع .. وليحذفوا تعقيبات العلماء منها! .. وليطلقوا على ما جمعوه " أخطاء نحوية "! .. وليسموا ما فعلوه " بحثاً علمياً "! .. وليكن موصوفاً بالنزاهة والتجرد الموضوعي!
هذه هي قصتنا قارئي الكريم!
إن ما يتهموك به النصارى من أخطاء نحوية فى القرآن، ليست من نتاج ذكائهم، وإنما نقلوها ـ جهلاً بغير علم ـ عن المستشرقين .. والمستشرقون ـ أعجميو القلب واللسان ـ لم يأتوا بها من لباب أذهانهم، وإنما نقلوها ـ عدواً بغير علم ـ مما خطته أيدي عباقرة المسلمين الأفذاذ، الذين كانوا يجرون على منهج علمي محكم سديد، يستقرأون ما نقل عن العرب، وينزلون إلى البادية، ويعيشون بين الأعراب الذين لم يختلطوا، فينقلون عنهم كلامهم وأشعارهم ونثرهم، ويحللون كل ذلك تحليلاً مرهقاً للكلمة والحرف، ثم يستنبطون ما جرى من قواعد على لسان العرب، ويحددون الأغلب من غيره، والشائع مما هو دونه في الشيوع.
بعد أن سطر عباقرة المسلمين علومهم اللغوية والنحوية فى كتبهم، راصدين كل الظواهر بأمانة ونقد، يأتي المستشرقون ليقتطعوا من كلامهم ما ظنوه يخدمهم .. ساعدهم فى ذلك جهلهم الفاحش باللغة العربية، وساعدهم علمهم بسذاجة وجهل من دونهم من شعوب النصرانية.
أرجو أن أكون قد أوضحت بعض الحقائق الغائبة فى موضوعنا.
اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل قول وعمل يقربنا إلى حبك.
ـ[الصدر]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 01:15 م]ـ
لله درك أستاذا!
في الحقيقة تعجز الأنامل تحريك لوحة المفاتيح بما يمليه الفكر إجلالا لما تفرضه على غيرك من الشوق لكل موضوع تقوم بكتابته , فكم نحن بحاجة لمثل هذه المواضيع المضيئة.
أحسن الله إليك
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 01:51 ص]ـ
جزيت خيرا على هذا النقل الماتع0
وزيادة على ماتفضلتَ به، فجميع الأخطاء النحوية التي زعموا أنها أخطاء، لها توجيهات حسنة عند النحويين، فلا تعتبر أخطاء0
وكما تفضلت رعاك الله، لايصح لعاقل أن يحكم بوجود خطأ نحوي في القرآن، لأن القرآن هو مصدر للنحو، ولو فرضنا جدلا بوجود خطأ، فالأصح أن ينسب لقواعد النحو لا للقرآن!
ومن جهة أخرى، فهل يتصور عاقل يحمل ذرة من عقل أن هذا القرآن الذي أعجز فصحاء العرب مع أنه نزل بلسانهم، و بهر عقول فحول العربية وعلماء اللغة على مر العصور، يمكن أن يحتمل مثل هذه التهم، لا والله لا والله لايقول هذا عاقل يحمل قبسا من الإنصاف مهما كان دينه ومذهبه0
والحمد لله من قبل ومن بعد0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 12:12 م]ـ
د. هشام عزمي
لا أقول إلا: نصرك الله، ووهبك العلم النافع الذي تدافع به عن مقدساتنا.
وجزى الله كاتب هذا المقال خير الجزاء.
بارك الله فيك، وغفر لك، ولوالديك.
دمت في رعاية الله.(/)
تتمة (الاستعارة في القرآن الكريم}
ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 12:00 ص]ـ
تتمة (الاستعارة في القرآن}
· وقد يكون الجمع بين كلمتين هو سر الإيحاء ومصدره كالجمع بين الناس والحجارة في قوله تعالى {فإن لم تفعلواولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} فهذا الجمع يوحي إلى النفس بالمشاكلة بينهما والتشابه وقد تكون العبارة بجملتها هي الموجهة كما تجد ذلك في قوله تعالى {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار}
· أولا تجد هذه الثياب من النار موحية لك بما يقاسيه هؤلاء القوم من عذاب اليم فقد خلقت الثياب يتقى بها اللابس الحر والقر فماذا يكون الحال إذا قدت الثياب من النيران ...
· لو بغير الماء صدري شرق كنت كالغصان بالماء اعتصارى
· ومن هذا الباب قوله تعالى {من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك الذي يخوف الله به عباده فتقوه}
· فان الظلة إنما تكون ليتقى بها وهج الشمس فكيف إذا كانت الظلة نفسها من النيران هذه امثلة قليلة لما في القرآن من كلمات شديدة الإيحاء قوية البعث لما تتضمنه من المعانى
· وهناك عدد كبير من ألالفاظ تصور بحروفها فهذه الظاء والشين في وقوله تعالى {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران} والشين والهاء في قوله تعالى {وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير إذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا و هي تفور،
· والظاء في قوله تعالى {أنذرتكم نارا تلظى}
· والفاء في قوله سبحانه {بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا} حروف تنقل إليك صوت النار مغتاظة غاضبة
· وحرف الصاد في قوله تعالى {إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر} يحمل إلى سمعك صوت الريح العاصفة كما تحمل الخاء في قوله سبحانه {وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} إلى أذنك صوت الفلك تشق عباب الماء.
· وألفاظ القرآن مما يجرى على اللسان في سهولة ويسر ويعذب وقعه على الأذن في اتساق وانسجام ...
· قال البارزى في أول كتابه (أنوار التحصيل في أسرار التنزيل) أعلم أن المعنى الواحد قد يخبر عنه بألفاظ بعضها احسن من بعض وكذلك واحد من جزأي الجملة قد يعبر عنه بأفصح ما يلائم الجزء الآخر، ولا بد من استحضار معنى الجمل واستحضار جميع ما يلائمها من الألفاظ ثم استعمال انسبها وأفصحها واستحضار هذا متعذر على البشر في أكثر الأحوال، وذلك عتيد حاصل في علم الله .. فلذلك كان القرآن احسن الحديث وأفصحه وان كان مشتملا على الفصيح والأفصح والمليح والأملح ..
· ولذلك أمثلة منها قوله تعالى {وجنى الجنتين دان} لوقال مكانه وثمر الجنتين قريب لم يقم مقامه من جهة الجناس بين الجني والجنيتين ومن جهة أن الثمرلا يشعر بمصيره الى حال يجنى فيها.
· ومن جهة مؤاخاة الفواصل ومنها قوله تعالى {وما كنت تتلو من قبله من كتاب} احسن من التعبير تقرأ وذلك لثقل الهمزة.
· ومنها {لا ريب فيه} أحسن من لاشك فيه لثقل الإدغام ولهذا كثر ذكر الريب ..
· ومنها {ولا تهنوا} احسن من ولا تضعفوا لخفته {وهن العظم منى} احسن من (ضعف) لان الفتحة أخف من الضمة
· ومنها (آمن) أخف من صّدق ولذا كان ذكره اكثر من ذكر التصديق و (آثرك الله) أخف من فضّلك (وآتى) أخف من أعطى
· (وأنذر) أخف من خوًّف و (خيرلكم) أخف من (افضل) لكم والمصدر في نحو (هذا خلق الله (يؤمنون بالغيب) أخف من (مخلوق) و (الغائب)
· (ونكح) أخف من تزوج لان فَعَلَ اخف تفعّل ولهذا كان ذكر النكاح فيه اكثر
· ولأجل التخفيف والاختصار استعمل لفظ الرحمة الغضب والرضا والحب والمقت في أوصاف الله تعالى مع انه لا يوصف بها حقيقة لأنه لو عّبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام كأنه يقال يعامله معاملة المحب والماقت فالمجاز في مثل هذا افضل من الحقيقة لخفته واختصاره، وابتنائه على التشبيه البليغ فان قوله {فلما آسفونا انتقمنا منهم} احسن من فلما عاملونا معاملة المغضب أو (فلما أتوا إلينا بما يأتيه المغضب)
(يُتْبَعُ)
(/)
· وهناك لفظتان أبى القرآن أن ينطق بهما ولعله وجد فيها ثقلا وهما كلمتا ا الآجر والأرضين أما الأولى فقد اعرض عنها سورة القصص فبدل أن يقول {وقال فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى فهيئ لى ياهامان آجرا فاجعل لي صرحا لعلى اطلع إلى إله موسى قال وقال: فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لى ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلى اطلع إلى إله موسى}
· وأما الثانية فقد تركها في الآيه الكريمة {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شي قدير وان الله قد أحاط بكل شي علما} هذا ومما ينبغي الاشاره إليه أن القرآن قد اقل من استخدام بعض الألفاظ فكان يستخدم الكلمة مرة او مرتين وليس مرجع ذلك لشي سوى المقام الذي يستدعى ورود هذه الكلمة وللقرآن استعمالات يؤثرها فمن ذلك وصفه الحلال بالطيب، وذكر السجيل مع حجارة وإضافة الأساطير إلى الأولين وجعل مسنون وصفا للحمأ ويقرن التأثيم باللغو وإلا بذّمة ومختالا بفخور ويصف الكذب بأشر ...
· ووازن ابن الأثير بين كلمات استخدمها القرآن وجاءت في الشعر فمن ذلك انه جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن وبيت من الشعر فجاءت في القرآن جزلة متينة وفي الشعر ركيكة ضعيفة،
· أما الآية فهي قوله تعالى {فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث أن ذلكم كان يؤذى النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق}
· وأما بيت الشعر فهو قول أبى الطيب المتنبي:
· تلذ له المروءة، وهي تؤذى ومن يعشق يلذ له الغرام
· وهذا البيت من أبيات المعاني الشريفة الا أن لفظة تؤذى قد جاءت فيه وفي آيه القرآن فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها وحسن موقعها في تركيب الآية، ....
· وهذه اللفظة التي هي إذا جاءت في الكلام فينبغي أن تكون مندرجة مع ما يأتى بعدها متعلقة به كقوله تعالى {أن ذلكم كان يؤذى النبي} وقد جاءت في قول المتنبي منقطعة الا ترى انه قال تلذ له المروءة وهي تؤذى، ثم قال ومن يعشق يلذ له الغرام فجاء بكلام مستأنف وقد جاءت هذه اللفظة بعينها في الحديث النبوي واضيف إليها كاف الخطاب فأزال ما بها من الضعف والركة قال ((باسم الله ارقيك من كل داء يؤذيك))
· وكذلك ورد في القرآن الكريم {إن هذا آخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة} فلفظة (لي) أيضا مثل لفظة يؤذى وقد جاءت في الايه مندرجة متعلقة بما بعدها، وإذا جاءت منقطعة لا تجئ لائقة كقول ابى الطيب أيضا:
· تمسى الأماني صرعى دون مبلغه فما يقول لشئ: ليت ذلك لى وهنا من هذا النوع لفظة اخرى قد وردت في القران الكريم وفي بيت من شعر الفرزدق فجاءت في القرآن حسنة وفي بيت الشعر غير حسنة وتلك اللفظة هي لفظة القمل أما الآية فقوله تعالى {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلات} واما بيت الشعر فقول الفرزدق:
· من عزه احتجزت كليب عنده زريا كانهم لديه القمّل وإنما حسنت هذه اللفظة في الآية دون هذا البيت من الشعر لأنها جاءت في الآية مندرجة في ضمن كلام ولم ينقطع الكلام عنها وجاءت في الشعر قافية أي اخرا نقطع الكلام عندها،
· وإذا نظرنا إلى الحكمة أسرار الفصاحة في القرآن الكريم غُصنا في بحر عميق لا قرار له فمن ذلك هذه الآيه المشار إليها فإنها قد تضمنت خمسة ألفاظ هي الطوفان والجراد و القمل والضفادع والدم واحسن هذه الألفاظ الخمسة هي الطوفان والجراد والدم فلما وردت هذه الالفاظ الخمسة بجملتها قدم منها لفظا الطوفان والجراد واخرت لفظة الدم آخراً وجعلت لفظه القمل والضفادع في الوسط ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهى إليه آخرا ثم أن لفظة الدم احسن من لفظتي الطوفان والجراد و أخف في الاستعمال ومن اجل ذلك جئ بها ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الالفاظ ليس من القدرة البشرية ......
· وقال ابن سنان الخفاجى معلقا على قول الشريف الرضى:
· اعزز علىّ بأن أراك وقد خلت عن جانبيك مقاعد العواد إيراد مقاعد في هذا البيت صحيح إلا انه موافق لما يكره في هذا الشان لا سيما وقد اضافة إلى من يحتمل إضافته إليهم، وهم العواد، ولو انفرد، كان الأمر فيه سهلا، فأما إضافته إلى ما ذكره ففيها قبح لا خفاء به، وابن سنان يشترط لفصاحة الكلمة ألا يكون قد عبر بها عن أمر أخر يكره ذكره ...
(يُتْبَعُ)
(/)
· قال ابن الاثير وقد جاءت هذه اللفظة المعيبة في الشعر في القرآن الكريم فجاءت حسنة مرضية وهى قوله تعالى {وإذا غدوت من اهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} وكذلك قوله تعالى {و إنّا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنّا كنا نقعد منها للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} ألا ترى إنها في هاتين الآيتين غير مضافة إلى من تقبح اضافته إليه، كما جاءت في الشعر ولو قال الشاعر بدلا من مقاعد العواد: مقاعد الزيارة، أو ما جرى مجراه لذهب ذلك القبح وزالت الهجنة، ولذا جاءت هذه اللفظة في الآيتين على ما تراه من الحسن وجاءت على ما تراه من القبح في قول الشريف الرضي ..
· ومن ذلك استخدام كلمة (شئ) ترجع إليها في القرآن الكريم، فترى جمالها في مكانها المقسوم لها، واستمع الى قوله تعالى {وكان الله على كل شي مقتدرا} وقوله تعالى {أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون} وقوله تعالى {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} وقوله تعالى أن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} إلى غير ذلك من عشرات الآيات التي وردت فيها تلك اللفظة وكانت متمكنة في مكانها افضل تمكن وأقواه ووازن بينها في تلك وبينها في قول المتنبي يمدح كافورا:
· لو الفلك الدوار أبغضت سعيه لعوقه شئ عن الدوران فانك تحس بقلقلها في بيت المتنبي، ذلك إنها لم توح إلى الذهن بفكرة واضحة، تستقر النفس عندها وتطمئن، فلا يزال المرء بعد البيت يسائل نفسه عن هذا الشئ الذي يعوق الفلك عن الدوران فكان هذه اللفظة لم تقم بنصيبها في منح النفس الهدوء الذي يغمرها عندما تدرك المعنى وتطمئن إليه،
· ولم يزد مرور الزمن بألفاظ القرآن إلا حفظاً لإشراقها، وسياجا لجلالها، لم تهن لفظة ولم تتخل عن نصيبها، في مكانها من الحسن وقد يقال أن كلمة الغائط من قوله سبحانه {وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} قد أصابها الزمن فجعلها مما تنفر النفس من استعمالها ولكنا إذا تأملنا الموقف وانه موقف تشريع وترتيب أحكام وجدنا أن القرآن عبر أكرم تعبير عن المعنى وصاغه في كناية بارعة فمعنى الغائط في اللغة المكان المنخفض، كانوا يمضون إليه في تلك الحالة فتأمل أي كناية تستطيع استخدامها مكان هذه الكناية القرآنية البارعة، وان شئت أن تتبين ذلك فضع مكانها كلمة (تبرزتم أو تبولتم) لترى ما يثور في النفس من صور ترسمها هاتان الكلمتان ومن ذلك كله ترى كيف كان موقع هذه الكناية يوم نزل القرآن وإنها لا تزال إلى اليوم أسمى ما يمكن أن يستخدم في هذا الموضع التشريعي الصريح
· من كتاب: من بلاغة القرآن
· تأليف أحمد أحمد بدوي -
· ط دار نهضة مصر 1950
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 12:31 ص]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أحلام
ولأجل التخفيف والاختصار استعمل لفظ الرحمة الغضب والرضا والحب والمقت في أوصاف الله تعالى مع انه لا يوصف بها حقيقة لأنه لو عّبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام كأنه يقال يعامله معاملة المحب والماقت فالمجاز في مثل هذا افضل من الحقيقة لخفته واختصاره،
جزاك الله خيرًا على هذه المشاركة و لكن لي تحفظ على هذا الجزء؛ فإن ما تلقيناه عن شيوخنا في العقيدة أن أوصاف الله تعالى في كتابه أو في كلام رسوله:= هي دومًا على الحقيقة و ليست أبدًا على المجاز.(/)
تتمة (الاستعارة في القرآن الكريم}
ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 10:26 م]ـ
تتمة (الاستعارة في القرآن}
· وقد يكون الجمع بين كلمتين هو سر الإيحاء ومصدره كالجمع بين الناس والحجارة في قوله تعالى {فإن لم تفعلواولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} فهذا الجمع يوحي إلى النفس بالمشاكلة بينهما والتشابه وقد تكون العبارة بجملتها هي الموجهة كما تجد ذلك في قوله تعالى {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار}
· أولا تجد هذه الثياب من النار موحية لك بما يقاسيه هؤلاء القوم من عذاب اليم فقد خلقت الثياب يتقى بها اللابس الحر والقر فماذا يكون الحال إذا قدت الثياب من النيران ...
· لو بغير الماء صدري شرق كنت كالغصان بالماء اعتصارى
· ومن هذا الباب قوله تعالى {من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك الذي يخوف الله به عباده فتقوه}
· فان الظلة إنما تكون ليتقى بها وهج الشمس فكيف إذا كانت الظلة نفسها من النيران هذه امثلة قليلة لما في القرآن من كلمات شديدة الإيحاء قوية البعث لما تتضمنه من المعانى
· وهناك عدد كبير من ألالفاظ تصور بحروفها فهذه الظاء والشين في وقوله تعالى {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران} والشين والهاء في قوله تعالى {وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير إذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا و هي تفور،
· والظاء في قوله تعالى {أنذرتكم نارا تلظى}
· والفاء في قوله سبحانه {بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا} حروف تنقل إليك صوت النار مغتاظة غاضبة
· وحرف الصاد في قوله تعالى {إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر} يحمل إلى سمعك صوت الريح العاصفة كما تحمل الخاء في قوله سبحانه {وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} إلى أذنك صوت الفلك تشق عباب الماء.
· وألفاظ القرآن مما يجرى على اللسان في سهولة ويسر ويعذب وقعه على الأذن في اتساق وانسجام ...
· قال البارزى في أول كتابه (أنوار التحصيل في أسرار التنزيل) أعلم أن المعنى الواحد قد يخبر عنه بألفاظ بعضها احسن من بعض وكذلك واحد من جزأي الجملة قد يعبر عنه بأفصح ما يلائم الجزء الآخر، ولا بد من استحضار معنى الجمل واستحضار جميع ما يلائمها من الألفاظ ثم استعمال انسبها وأفصحها واستحضار هذا متعذر على البشر في أكثر الأحوال، وذلك عتيد حاصل في علم الله .. فلذلك كان القرآن احسن الحديث وأفصحه وان كان مشتملا على الفصيح والأفصح والمليح والأملح ..
· ولذلك أمثلة منها قوله تعالى {وجنى الجنتين دان} لوقال مكانه وثمر الجنتين قريب لم يقم مقامه من جهة الجناس بين الجني والجنيتين ومن جهة أن الثمرلا يشعر بمصيره الى حال يجنى فيها.
· ومن جهة مؤاخاة الفواصل ومنها قوله تعالى {وما كنت تتلو من قبله من كتاب} احسن من التعبير تقرأ وذلك لثقل الهمزة.
· ومنها {لا ريب فيه} أحسن من لاشك فيه لثقل الإدغام ولهذا كثر ذكر الريب ..
· ومنها {ولا تهنوا} احسن من ولا تضعفوا لخفته {وهن العظم منى} احسن من (ضعف) لان الفتحة أخف من الضمة
· ومنها (آمن) أخف من صّدق ولذا كان ذكره اكثر من ذكر التصديق و (آثرك الله) أخف من فضّلك (وآتى) أخف من أعطى
· (وأنذر) أخف من خوًّف و (خيرلكم) أخف من (افضل) لكم والمصدر في نحو (هذا خلق الله (يؤمنون بالغيب) أخف من (مخلوق) و (الغائب)
· (ونكح) أخف من تزوج لان فَعَلَ اخف تفعّل ولهذا كان ذكر النكاح فيه اكثر
· ولأجل التخفيف والاختصار استعمل لفظ الرحمة الغضب والرضا والحب والمقت في أوصاف الله تعالى مع انه لا يوصف بها حقيقة لأنه لو عّبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام كأنه يقال يعامله معاملة المحب والماقت فالمجاز في مثل هذا افضل من الحقيقة لخفته واختصاره، وابتنائه على التشبيه البليغ فان قوله {فلما آسفونا انتقمنا منهم} احسن من فلما عاملونا معاملة المغضب أو (فلما أتوا إلينا بما يأتيه المغضب)
(يُتْبَعُ)
(/)
· وهناك لفظتان أبى القرآن أن ينطق بهما ولعله وجد فيها ثقلا وهما كلمتا ا الآجر والأرضين أما الأولى فقد اعرض عنها سورة القصص فبدل أن يقول {وقال فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى فهيئ لى ياهامان آجرا فاجعل لي صرحا لعلى اطلع إلى إله موسى قال وقال: فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لى ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلى اطلع إلى إله موسى}
· وأما الثانية فقد تركها في الآيه الكريمة {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شي قدير وان الله قد أحاط بكل شي علما} هذا ومما ينبغي الاشاره إليه أن القرآن قد اقل من استخدام بعض الألفاظ فكان يستخدم الكلمة مرة او مرتين وليس مرجع ذلك لشي سوى المقام الذي يستدعى ورود هذه الكلمة وللقرآن استعمالات يؤثرها فمن ذلك وصفه الحلال بالطيب، وذكر السجيل مع حجارة وإضافة الأساطير إلى الأولين وجعل مسنون وصفا للحمأ ويقرن التأثيم باللغو وإلا بذّمة ومختالا بفخور ويصف الكذب بأشر ...
· ووازن ابن الأثير بين كلمات استخدمها القرآن وجاءت في الشعر فمن ذلك انه جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن وبيت من الشعر فجاءت في القرآن جزلة متينة وفي الشعر ركيكة ضعيفة،
· أما الآية فهي قوله تعالى {فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث أن ذلكم كان يؤذى النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق}
· وأما بيت الشعر فهو قول أبى الطيب المتنبي:
· تلذ له المروءة، وهي تؤذى ومن يعشق يلذ له الغرام
· وهذا البيت من أبيات المعاني الشريفة الا أن لفظة تؤذى قد جاءت فيه وفي آيه القرآن فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها وحسن موقعها في تركيب الآية، ....
· وهذه اللفظة التي هي إذا جاءت في الكلام فينبغي أن تكون مندرجة مع ما يأتى بعدها متعلقة به كقوله تعالى {أن ذلكم كان يؤذى النبي} وقد جاءت في قول المتنبي منقطعة الا ترى انه قال تلذ له المروءة وهي تؤذى، ثم قال ومن يعشق يلذ له الغرام فجاء بكلام مستأنف وقد جاءت هذه اللفظة بعينها في الحديث النبوي واضيف إليها كاف الخطاب فأزال ما بها من الضعف والركة قال ((باسم الله ارقيك من كل داء يؤذيك))
· وكذلك ورد في القرآن الكريم {إن هذا آخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة} فلفظة (لي) أيضا مثل لفظة يؤذى وقد جاءت في الايه مندرجة متعلقة بما بعدها، وإذا جاءت منقطعة لا تجئ لائقة كقول ابى الطيب أيضا:
· تمسى الأماني صرعى دون مبلغه فما يقول لشئ: ليت ذلك لى وهنا من هذا النوع لفظة اخرى قد وردت في القران الكريم وفي بيت من شعر الفرزدق فجاءت في القرآن حسنة وفي بيت الشعر غير حسنة وتلك اللفظة هي لفظة القمل أما الآية فقوله تعالى {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلات} واما بيت الشعر فقول الفرزدق:
· من عزه احتجزت كليب عنده زريا كانهم لديه القمّل وإنما حسنت هذه اللفظة في الآية دون هذا البيت من الشعر لأنها جاءت في الآية مندرجة في ضمن كلام ولم ينقطع الكلام عنها وجاءت في الشعر قافية أي اخرا نقطع الكلام عندها،
· وإذا نظرنا إلى الحكمة أسرار الفصاحة في القرآن الكريم غُصنا في بحر عميق لا قرار له فمن ذلك هذه الآيه المشار إليها فإنها قد تضمنت خمسة ألفاظ هي الطوفان والجراد و القمل والضفادع والدم واحسن هذه الألفاظ الخمسة هي الطوفان والجراد والدم فلما وردت هذه الالفاظ الخمسة بجملتها قدم منها لفظا الطوفان والجراد واخرت لفظة الدم آخراً وجعلت لفظه القمل والضفادع في الوسط ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهى إليه آخرا ثم أن لفظة الدم احسن من لفظتي الطوفان والجراد و أخف في الاستعمال ومن اجل ذلك جئ بها ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الالفاظ ليس من القدرة البشرية ......
· وقال ابن سنان الخفاجى معلقا على قول الشريف الرضى:
· اعزز علىّ بأن أراك وقد خلت عن جانبيك مقاعد العواد إيراد مقاعد في هذا البيت صحيح إلا انه موافق لما يكره في هذا الشان لا سيما وقد اضافة إلى من يحتمل إضافته إليهم، وهم العواد، ولو انفرد، كان الأمر فيه سهلا، فأما إضافته إلى ما ذكره ففيها قبح لا خفاء به، وابن سنان يشترط لفصاحة الكلمة ألا يكون قد عبر بها عن أمر أخر يكره ذكره ...
(يُتْبَعُ)
(/)
· قال ابن الاثير وقد جاءت هذه اللفظة المعيبة في الشعر في القرآن الكريم فجاءت حسنة مرضية وهى قوله تعالى {وإذا غدوت من اهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} وكذلك قوله تعالى {و إنّا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنّا كنا نقعد منها للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} ألا ترى إنها في هاتين الآيتين غير مضافة إلى من تقبح اضافته إليه، كما جاءت في الشعر ولو قال الشاعر بدلا من مقاعد العواد: مقاعد الزيارة، أو ما جرى مجراه لذهب ذلك القبح وزالت الهجنة، ولذا جاءت هذه اللفظة في الآيتين على ما تراه من الحسن وجاءت على ما تراه من القبح في قول الشريف الرضي ..
· ومن ذلك استخدام كلمة (شئ) ترجع إليها في القرآن الكريم، فترى جمالها في مكانها المقسوم لها، واستمع الى قوله تعالى {وكان الله على كل شي مقتدرا} وقوله تعالى {أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون} وقوله تعالى {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} وقوله تعالى أن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} إلى غير ذلك من عشرات الآيات التي وردت فيها تلك اللفظة وكانت متمكنة في مكانها افضل تمكن وأقواه ووازن بينها في تلك وبينها في قول المتنبي يمدح كافورا:
· لو الفلك الدوار أبغضت سعيه لعوقه شئ عن الدوران فانك تحس بقلقلها في بيت المتنبي، ذلك إنها لم توح إلى الذهن بفكرة واضحة، تستقر النفس عندها وتطمئن، فلا يزال المرء بعد البيت يسائل نفسه عن هذا الشئ الذي يعوق الفلك عن الدوران فكان هذه اللفظة لم تقم بنصيبها في منح النفس الهدوء الذي يغمرها عندما تدرك المعنى وتطمئن إليه،
· ولم يزد مرور الزمن بألفاظ القرآن إلا حفظاً لإشراقها، وسياجا لجلالها، لم تهن لفظة ولم تتخل عن نصيبها، في مكانها من الحسن وقد يقال أن كلمة الغائط من قوله سبحانه {وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} قد أصابها الزمن فجعلها مما تنفر النفس من استعمالها ولكنا إذا تأملنا الموقف وانه موقف تشريع وترتيب أحكام وجدنا أن القرآن عبر أكرم تعبير عن المعنى وصاغه في كناية بارعة فمعنى الغائط في اللغة المكان المنخفض، كانوا يمضون إليه في تلك الحالة فتأمل أي كناية تستطيع استخدامها مكان هذه الكناية القرآنية البارعة، وان شئت أن تتبين ذلك فضع مكانها كلمة (تبرزتم أو تبولتم) لترى ما يثور في النفس من صور ترسمها هاتان الكلمتان ومن ذلك كله ترى كيف كان موقع هذه الكناية يوم نزل القرآن وإنها لا تزال إلى اليوم أسمى ما يمكن أن يستخدم في هذا الموضع التشريعي الصريح
· من كتاب: من بلاغة القرآن
· تأليف أحمد أحمد بدوي -
· ط دار نهضة مصر 1950(/)
وصية لقمان لابنه
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 10:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الوصية من قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12 وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13 وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14 وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 15 يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ 16 يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ17 وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ 18 وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ 19
تلك هي الوصية وقد بدأت بذكر إتيان لقمان الحكمة
"وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" 12
* الحكمة
والحكمة هي وضع الشيء في محله قولا وعملا، أو هي توفيق العلم بالعمل، فلا بد من الأمرين معا: القول والعمل، فمن أحسن القول ولم يحسن العمل فليس بحكيم، ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم.
فالحكمة لها جانبان: جانب يتعلق بالقول، وجانب يتعلق بالعمل.
والحكمة خير كثير كما قال الله تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
* الله تعالى مؤتي الحكمة
ولذلك نلاحظ أنه تعالى قال: " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه، ولم يقل: لقد أوتي لقمان الحكمة، بل نسب الإتيان لنفسه. والله تعالى في القرآن الكريم يسند الأمور إلى ذاته العلية في الأمور المهمة وأمور الخير، ولا ينسب الشر والسوء إلى نفسه ألبتة.
قال تعالى: "وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً10" الجن
فعندما ذكر الشر بناه للمجهول، وعندما ذكر الخير ذكر الله تعالى نفسه.
وهذا مطرد في القرآن الكريم، ونجده في نحو: "آتيناهم الكتاب" و "أوتوا الكتاب" فيقول الأولى في مقام الخير، وإن قال الثانية فهو في مقام السوء والذم
وقال تعالى: " وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً 83" الاسراء
فعندما ذكر النعمة قال: (أنعمنا) بإسناد النعمة إلى نفسه تعالى. وعندما ذكر الشر قال: "وإذا مسه الشر" ولم يقل: إذا مسسناه بالشر
ولم ترد في القرآن مطلقا: زينا لهم سوء أعمالهم، وقد نجد: زينا لهم أعمالهم، بدون السوء، لأن الله تعالى لا ينسب السوء إلى نفسه، ولما كانت الحكمة خيرا محضا نسبها إلى نفسه
ـ إن قيل: فقد قال في موضع: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
فالرد أنه عز وجل قد قال قبلها: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه، ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول
* مقام الشكر
ـ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ
لها دلالتان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولىـ أن الحكمة لما كانت تفضلا ونعمة فعليه أن يشكر النعم، كما تقول: لقد آتاك الله نعمة فاشكره عليها. والله آتاه الحكمة فعليه أن يشكره لأن النعم ينبغي أن تقابل بالشكر لموليها. (آتاك نعمة الحكمة فاشكره عليها)
الثانية ـ أن من الحكمة أن تشكر ربك، فإذا شكرت ربك زادك من نعمه "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ 7) " ابراهيم
ولو قال غير هذا، مثلا (فاشكر لله) لكان فيه ضعف، ولم يؤد هذين المعنيين.
وضعف المعنى يكون لأن الله تعالى آتاه النعمة "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
فإن قال بعدها: (فاشكرلله) فهذا أمر موجه لشخص آخر وهو الرسول، فيصير المعنى: آتى الله لقمان الحكمة فاشكر أنت!!
كيف يكون؟
المفروض أن من أوتي الحكمة يشكر
ولذلك قال: "أن اشكر لله" فجاء بأن التفسيرية
ولو قال أي تعبير آخر لم يؤد هذا المعنى
* الشكر والكفر
وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
"يشكر" قال الشكر بلفظ المضارع، والكفران قاله بالفعل الماضي "ومن كفر"
من الناحية النحوية الشرط يجعل الماضي استقبالا، مثال (إذا جاء نصر الله)، فكلاهما استقبال.
ويبقى السؤال: لماذا اختلف زمن الفعلين فكان الشكر بالمضارع والكفر بالمشي على أن الدلالة هي للاستقبال؟
من تتبعنا للتعبير القرآني وجدنا أنه إذا جاء بعد أداة الشرط بالفعل الماضي فذلك الفعل يُفعل مرة واحدة أو قليلا، وما جاء بالفعل المضارع يتكرر فعله
مثال: " وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا92" النساء
وبعدها قال: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا 93" النساء
فعندما ذكر القتل الخطأ جاء بالفعل الماضي لأن هذا خطأ غير متعمد، إذن هو لا يتكرر
وعندما جاء بالقتل العمد جاء بالفعل المضارع (ومن يقتل) لأنه ما دام يتعمد قتل المؤمن فكلما سنحت له الفرصة فعل. فجاء بالفعل المضارع الذي يدل على التكرار
مثال آخر: "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً 19" الاسراء
فذكر الآخرة وجاء بالفعل الماضي لأن الآخرة واحدة وهي تراد.
لكن عندما تحدث عن الدنيا قال: "وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ 145" آل عمران
لأن إرادة الثواب تتكرر دائما
كل عمل تفعله تريد الثواب، فهو إذن يتكرر والشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر، فالشكر يتكرر لأن النعم لا تنتهي " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ 34" إبراهيم
فالشكر يتكرر، كلما أحدث لك نعمة وجب عليك أن تحدث له شكرا
أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر، فإن كفر الإنسان بأمر ما فقد كفر، إن كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر، لا ينبغي أن يكرر هذا الأمر لأنه إن أنكر شيئا من الدين بالضرورة واعتقد ذلك فقد كفر وانتهى ولا يحتاج إلى تكرار، أما الشكر فيحتاج إلى تكرار لأن النعم لا تنتهي
وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع، فخالف بينهما في التعبير فجاء بأحدهما في الزمن الحاضر الدال على التجدد والاستمرار وجاء بالآخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي
* الله غني حميد
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
جاء بإنما التي تفيد الحصر، أي الشكر لا يفيد إلا صاحبه ولا ينفع الله ولا يفيد إلا صاحبه حصرا
أما الله فلا ينفعه شكر ولا تضره معصية
(((يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)))
لذلك قال فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
جمع بين هاتين الصفتين الجليلتين الحميد أي المحمود على وجه الدوام والثبوت وهو تعالى غني محمود في غناه
ـ قد يكون الشخص غنيا غير محمود
ـ أو محمودا غير غني
ـ أو محمودا وهو ليس غنيا بعد، فإن اغتنى انقلب لأن المال قد يغير الأشخاص وقد يغير النفوس كما أن الفقر قد يغير النفوس
ـ وقد يكون الشخص غنيا وغير محمود لأنه لا ينفع في غناه، ولا يؤدي حق الله عليه ولا يفيد الآخرين، بل قد يجر المصالح لنفسه على غناه
ـ وقد يكون محمودا غير غني، ولو كان غنيا لما كان محمودا، فإن اجتمع الأمران فكان غنيا محمودا فذلك منتهى الكمال
وفي آية أخرى في السورة نفسها قال: " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
نقول: فلان غني أي هو من جملة الأغنياء، وقد يكون ملكا معه أغنياء
فإذا قلت هو الغني فكأن الآخرين ليسوا شيئا بالنسبة إلى غناه وهو صاحب الغنى وحده
فلماذا قال ها هنا فإن الله غني حميد وهناك في السورة نفسها هو الغني الحميد؟
نلاحظ أن في هذه الآية لم يذكر له ملكا ولا شيئا
وهذا حتى في حياتنا اليومية نستعمله نقول أنا غني عنك
كما قال الخليل أبلغ سليمان أني عنه في جو ** وفي غنى غير أني لست ذا مال
فقد تقول: أنا عني عنك، ولكن ليس بالضرورة أن تكون ذا ثروة ومال
فهنا لم يذكر الله سبحانه لنفسه ملكا
المعنى أن الله غني عن الشكر وعن الكفر لا ينفعه شكر ولا يضره كفر
أما في الآية الأخرى فقد ذكر له ملكا " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
فعندما ذكر له ملك السموات والأرض المتسع، فمن أغنى منه؟ فقال هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
>>
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 10:28 م]ـ
أهمية الحكمة في الوعظ
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
من هنا بدأت الوصية، فلماذا صدر بقوله: "ولقد آتينا .. " وكان يمكن مثلا
أن يحذفها؟
الحكمة لها جانبان: جانب قولي وجانب عملي، وحكمة لقمان ليست فيما ذكره من أحاديث وأقوال وما قاله لابنه من الوصية، وإنما أيضا في العمل الذي فعله وهو تعهده لابنه وعدم تركه بلا وعظ أو إرشاد، وفي هذا توجيه للآباء أن يتعهدوا أبناءهم ولا يتركوهم لمعلمي سوء ولا للطرقات.
وصدر بالحكمة وهي ذات جانبين قولي وعملي لأمر آخر مهم، فعندما وصى ابنه فهل من الحكمة أن يوصي ابنه بشيء ويخالفه؟
هذا ليس من الحكمة ولو فعله فلن تنفع وصيته، لو خالف الوعظ عمل الواعظ والموجه لم تنفع الوصية بل لا بد أن يطبق ذلك على نفسه، فعندما قال آتينا لقمان الحكمة علمنا من هذا أن كل ما قاله لقمان لابنه فقد طبقه على نفسه أولا حتى يكون كلامه مؤثرا لذلك كان لهذا التصدير دور مهم في التربية والتوجيه.
ففي هذا القول ولقد آتينا لقمان الحكمة عدة دروس مهمة: الأول فيما قاله من الحكمة، الثاني في تعهده لابنه وتربيته وتعليمه وعدم تركه لأهل السوء والجهالة يفعلون في نفسه وعقله ما يشاء، الثالث قبل أن يعظ ابنه طبق ذلك على نفسه فرأى الابن في أبيه كل ما يقوله وينصحه به من خير، لذلك كان لهذا التصدير ملمح تربوي مهم وهو توجيه الوعاظ والمرشدين والناصحين والآباء أن يبدؤوا بأنفسهم فإن ذلك من الحكمة وإلا سقطت جميع أقوالهم
التعهد بالنصح مع حسن اختيار الوقت
"وَهُوَ يَعِظُهُ
نحن نعرف أنه يعظه ويتضح أنه وعظ من خلال الآيات والأوامر وسياق الكلام، فلماذا قال وَهُوَ يَعِظُهُ
فيها دلالتان
ـ من حيث اللغة: الحال والاستئناس للدلالة على الاستمرار
وهو يعظه اختار الوقت المناسب للوعظ، ليس كلاما طارئا يفعله هكذا، أو في وقت لا يكون الابن فيه مهيأ للتلقي، ولا يلقيه بغير اهتمام فلا تبلغ الوصية عند ذلك مبلغا لكنه جاء به في وقت مناسب للوعظ فيلقي ونفسه مهيأة لقبول الكلام
فهو إذن اختار الوقت المناسب للوعظ والتوجيه
ـ والأمر الثاني وَهُوَ يَعِظُهُ
فهذا من شأن لقمان أن يعظ ابنه، هو لا يتركه، وليست هذه هي المرة الأولى، هو من شأنه ألا يترك ابنه بل يتعاهده دائما، وهكذا ينبغي أن يكون المربي.
فكل كلمة فيها توجيه تربوي للمربين والواعظين والناصحين والآباء
الرفق في الموعظة
يا بني
كلمة تصغير للتحبيب، أي ابدأ بالكلام اللين اللطيف الهين للابن وليس بالتعنيف والزجر. بل بحنان ورقة لأن الكلمة الطيبة الهينة اللينة تفتح القلوب المقفلة وتلين النفوس العصية، عكس الكلمة الشديدة المنفرة التي تقفل النفوس. لذلك قال ربنا لموسى عن فرعون: "فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى 44" طه
وأنت أيها الأب إن أجلست ولدك إلى جانبك ووضعت يدك على رأسه وكتفه، وقلت له يا بني، فتأكد أن هذه الكلمة بل هذه الحركة من المسح تؤثر أضعاف الكلام الذي تقوله، وتؤثر في نفسه أكثر بكثير من كل كلام تقوله وتزيل أي شيء بينك وبينه من حجاب وتفتح قلبه للقبول.
وعندها فهو إن أراد أن يخالفك فهو يخجل أن يخالفك، بهذه الكلمة اللطيفة الشفيقة تزيل ما بينك وبينه من حجاب، ويكون لك كتابا مفتوحا أمامك، وعندها سيقبل كلامك والكلمة الطيبة صدقة
لذلك بدأ بهذه الكلمة مع أنه من الممكن أن يبدأ الأب بالأمر مباشرة ولكن لها أثُرها الذي لا ينكر ولايترك، فأراد ربنا أن يوجهنا إلى الطريقة اللطيفة الصحيحة المنتجة في تربية الأبناء وتوجيههم وإزالة الحجاب بيننا بينهم من دون تعنيف أو قسوة أو شدة، وبذلك تريح نفسه وتزيل كل حجاب بينك وبينه
ونحن في حياتنا اليومية نعلم أن كلمة واحدة قد تؤدي إلى أضعاف ما فيها من السوء، وكلمة أخرى تهون الأمور العظيمة وتجعلها يسيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تعلمت درسا في هذه الحياة قلته لابني مرة وقد اشتد في أمر من الأمور في موقف ما، وأنا أتجاوز الستين بكثير، وكان الموقف شديدا جدا، وقد فعل فعلته في جهة ما وخُبّرت بذلك فجئت به ووضعته إلى جنبي وقلت له: يا فلان تعلمت من الحياة درسا أحب أن تتعلمه وهو أنه بالكلمة الشديدة الناهرة ربما لا أستطيع أن أحصل على حقي ولكن تعلمت أنه بالكلمة الهينة اللينة آخذ أكثر من حقي
أس الوصية
يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لم يبدأ بالعبادة ولم يقل له اعبد الله وإنما بدأ بالنهي عن الشرك، وذلك لما يلي:
أولا التوحيد أس الأمور، ولا تقبل عبادة مع الشرك، فالتوحيد أهم شيء
ثانيا العبادة تلي التوحيد وعدم الشرك فهي أخص منه
التوحيد تعلمه الصغير والكبير، فالمعتقدات تُتعلم في الصغر وما تعلم في الصغر فمن الصعب فيما بعد أن تجتثه من نفسه، ولن يترك ما تعلمه حتى لو كان أستاذا جامعيا في أرقى الجامعات، هذا ما شهدناه وعايناه بأنفسنا
فهذا الأمر يكون للصغير والكبير، تعلمه لابنك وهو صغير، ويحتاجه وهو كيبر، أما العبادة فتكون بعد التكليف
ثالثا ـ أمر آخر أنه أيسر، فالأمر بعدم الشرك (أي بالتوحيد) هو أيسر من التكليف بالعبادة، العبادة ثقيلة ولذلك نرى كثيرا من الناس موحدين ولكنهم يقصرون بالعبادة، فبدأ بما هو أعم وأيسر؛ أعم لأنه يشمل الصغير والكبير، وأيسر في الأداء والتكليف
ثم قال إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لماذا اختار الظلم؟ لماذا لم يختر: إثم عظيم، ولماذا لم يقل كبير؟
لو تقدم شخصان إلى وظيفة أحدهما يعلم أمر الوظيفة ودقائقها وأمورها وحدودها، ويعبر عن ذلك بأسلوب واضح سهل بين، والثاني تقدم معه ولكنه لا يعلم شيئا ولا يحسنها وهو فيه عبء، وعنده قصور فهم وإدراك، فإن سوينا بينهما أفليس ذلك ظلما؟
ولو تقدم اثنان للدراسات العليا وأحدهما يعرف الأمور بدقة ويجيب على كل شيء، وله أسلوب فصيح بليغ لطيف، وآخر لا يعلم شيئا ولا يفقه شيئا ولم يجب عن سؤال ولا يحسن أن يبين عن نفسه، فإن سويت بينهما أفليس ذلك ظلما؟
والفرق بين الله وبين المعبود الآخر أكبر بكثير، ليست هناك نسبة بين الخالق والمخلوق، بين مولي النعمة ومن ليس له نعمة، فإن كان ذاك الظلم لا نرضى به في حياتنا اليومية فكيف نرضى فيما هو أعظم منه
فهذا إذن ظلم، وهو ظلم عظيم
والإنسان المشرك يحط من قدر نفسه لأن الآلهة التي يعبدها تكون أحط منه، وقصارى الأمر أن تكون مثله، فهو يعبد من هو أدنى منه، أو بمنزلته، فهذا حط وظلم للنفس بالحط من قدرها، إنه ظلم لأنه يورد نفسه موارد التهلكة ويخلدها في النار وهذا ظلم عظيم
وأمر آخر أن الإنسان بطبيعته يكره الظلم، قد يرتضيه لنفسه لكن لا يرضى أن يقع عليه ظلم، فاختار الأمر الذي تكرهه نفوس البشر (الظلم) وإن كان المرء بنفسه ظالما
وفي هذا القول تعليل، فهو لم يقل له: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ وسكت، وإنما علل له، وهذا توجيه للآباء أن يعللوا لا أن يقتصروا على الأوامر والنواهي بلا تعليل، لا بد من ذكر السبب حتى يفهم لماذا، لا بد أن يعرف حتى يقتنع
فهو بهذه النهاية إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
أفادنا أمورا كثيرة في التوجيه والنصح والتعليم والتربية.
عظم حق الوالدين
وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14
ـ (ووصينا) من قائلها؟
هذه ليست وصية لقمان، هذا كلام الله، لقمان لم ينه وصيته، هذه مداخلة، وستتواصل الوصية فيما بعد.
قبل أن يتم الوصية قال الله وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ، ولم يدع لقمان يتم الوصية، بل تدخل سبحانه بهذا الكلام، وذلك لأسباب:
ـ أولا: أمر الوالدين أمر عظيم، والوصية بهما كذلك، فالله تعالى هو الذي تولى هذا الأمر، ولم يترك لقمان يوصي ابنه به، فلما كان شأن الوالدين عظيما تولى ربنا تعالى أمرهما، لعظم منزلتهما عند الله تعالى.
ثانيا ـ لو ترك لقمان يوصي ابنه يا بني أطع والديك لكان الأمر مختلفا.
لأننا عادة ة في النصح والتوجيه ننظر للشخص الناصح هل له في هذا النصح نفع؟ فإن نصحك شخص ما فأنت تنظر هل في هذا النصح نفع يعود على الناصح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان فيه نفع يعود على الناصح فأنت تتريث وتفكر وتقول: قد يكون نصحني لأمر في نفسه، قد ينفعه، لو لم ينفعه لم ينصحني هذه النصيحة.
لو ترك الله تعالى لقمان يوصي ابنه لكان ممكنا أن يظن الولد أن الوالد ينصحه بهذا لينتفع به، ولكن انتفت المنفعة هنا فالموصي هو الله وليست له فيه مصلحة.
ـ وقال: (ووصينا)، ولم يقل: وأوصينا
والله تعالى يقول (وصّى) بالتشديد إذا كان أمر الوصية شديدا ومهماً، لذلك يستعمل وصى في أمور الدين، وفي الأمور المعنوية
"وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 132" البقرة
"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ 131" النساء
أما (أوصى) فيستعملها الله تعالى في الأمور المادية: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" النساء
لم ترد في القرآن أوصى في أمور الدين إلا في مكان واحد اقترنت بالأمور المادية وهو قول السيد المسيح: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً 31" مريم
في غير هذه الآية لم ترد أوصى في أمور الدين، أما في هذا الموضع الوحيد فقد اقترنت الصلاة بالأمور المادية وقد قالها السيد المسيح في المهد وهو غير مكلف أصلا.
قال وصى وأسند الوصية إلى ضمير التعظيم (ووصينا) والله تعالى ينسب الأمور إلى نفسه في الأمور المهمة وأمور الخير
ـ ولم يقل بأبويه بل اختار بوالديه
الوالدان مثنى الوالد والوالدة، وهو تغليب للمذكر كعادة العرب في التغليب إذ يغلبون المذكر كالشمس والقمر يقولون عنهما (القمران)
والأبوان هما الأب والأم ولكنه أيضا بتغليب المذكر ولو غلب الوالدة لقال الوالدتين، فسواء قال بأبويه أو بوالديه فهو تغليب للمذكر، ولكن لماذا اختار الوالدين ولم يقل الأبوين؟
لو نظرنا إلى الآية لوجدناه يذكر الأم لا الأب: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
فذكر أولا ا لحمل والفطام من الرضاع (وفصاله) ولم يذكر الأب أصلا
ذكر ما يتعلق بالأم (الحمل والفصال) وبينهما الولادة
والوالدان من الولادة، والولادة تقوم بها الأم
إذن: أولا (المناسبة) فعندما ذكر الحمل والفصال ناسب ذكر الولادة.
ثانيا: ذكره بالولادة وهو عاجز ضعيف، ولولا والداه لهلك فذكره به.
ثالثا إشارة إلى انه ينبغي الإحسان إلى الأم أكثر من الأب، ومصاحبة الأم أكثر من الأب، لأن الولادة من شأن الأم وليست من شأن الأب.
لذلك فعندما قال (بوالديه) ذكر ما يتعلق في الأصل بالأم، ولذلك فهذه الناحية تقول: ينبغي الإحسان إلى الوالدة قبل الأب وأكثر من الأب
ولذلك لا تجد في القرآن الكريم البر أو الدعاء أو التوصية إلا بذكر الوالدين
لا الأبوين
أمثلة:
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً 23" الاسراء
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 36" النساء
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 151" الأنعام
وكذلك البر والدعاء والإحسان
"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ 41" ابراهيم
" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً28" نوح
"وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً 8" العنكبوت
" وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً 15" الاحقاف
لم يرد استعمال (الأبوين) إلا مرة في المواريث، حيث نصيب الأب أكثر من نصيب الأم، أو التساوي في الأنصبة
لكن في البر والتوصية والدعاء لم يأت إلا بلفظ الوالدين إلماحا إلى أن نصيب الأم ينبغي أني كون أكثر من نصيب الأب
(يُتْبَعُ)
(/)
كما ان لفظ (الأبوان) قد يأتي للجدين: "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ 6" يوسف
ويأتي لآدم وحواء: "يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ 27" لأعراف
فاختيار الوالدين له دلالات مهمة
ثم هو هنا لم يأت بالأب أصلا بل قال (حملته أمه وهنا .. ) ولم يرد ذكر للأب أبدا، لذلك كان اختيار الوالدين انسب من كل ناحية
قد تقول إن هذا الأمر تخلف في قصة سيدنا يوسف عندما قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100" يوسف فاختار الأبوين
الجواب: لم يتخلف هذا الأمر، فعندما قال رفع أبويه لم يتخلف وإنما هو على الخط نفسه، وذلك لما يلي:
ـ أولا: في قصة يوسف لم يرد ذكر لأم مطلقا
ورد ذكر الأب فهو الحزين وهو الذي ذهب بصره .. الخ
ولم يرد ذكر للام أصلا في قصة يوسف
ـ ثانيا في هذا الاختيار أيضا تكريم للأم لأنه قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100"
فالعادة أن يكرم الابن أبويه، ليس أن يكرم الأبوان الابن
ولكن هنا هم خروا له سجدا
فالتكريم هنا حصل بالعكس من الأبوين للابن
ولذلك جاء بلفظ الأبوين لا الوالدين إكراما للام فلم يقل: ورفع والديه
وفيها إلماح آخر أن العرش ينبغي أن يكون للرجال
فلما قال أبويه هنا ففيه تكريم للأم، ويلمح أن لعرش ينبغي أن يكون للرجال، ويناسب ما ذكر عن الأب إذ القصة كلها مع الأب، فهو الأنسب من كل ناحية
وهنا قد يرد سؤال: إن الأم هي التي تتأثر وتتألم أكثر وتحزن فلماذا لم يرد ذكرها هنا؟ ألم تكن بمنزلة أبيه في اللوعة والحسرة؟
لا .. المسألة أمر آخر، أم يوسف ليست أم بقية الإخوة، هي أم يوسف وأخيه فقط، ولذلك فيكون كلامها حساسا مع إخوته، أما يعقوب عليه السلام فهو أبوهم جميعا، فإذا عاتبهم أو كلمهم فهو أبوهم، أما الأم فليست أمهم، فإذا تكلمت ففي الأمر حساسية، وهذا من حسن تقديرها للأمور فكتمت ما في نفسها وأخفت لوعتها حتى لا تثير هذه الحساسية في نفوسهم
وهذا من حسن التقدير والأدب، فلننظر كيف يختار القرآن التعبيرات في مكانها ويعلمنا كيف نربي ونتكلم مع أبنائنا
الدكتور فاضل السامرائي
http://www.lamasaat.8m.com/Loqman.htm
ـ[زوزو]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 05:13 م]ـ
نور الله دربك بالخير(/)
عشرون سؤالا وعشرون إجابة
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 02:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة التي ستطرح كلها حول البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم)
1 - بم تعلق الجار والمجرور (بسم)؟
الجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف (أبتدىء) (بسم الله أبتدىء ... )، ومنهم من قدر المحذوف (ابتدائي) وبهذا يتعلق الجار والمجرور بخبر محذوف والمبتدأ (ابتدائي) مبتدأ محذوف أيضا.
2 - لم لم يقدر الفعل المحذوف (أقرأ) أو (أتلو)؟
لأن الفعل (أبتدىء) يصح وقوعه في الحالات كلها (كالتلاوة، والذبح .... )
3 - هل لهذا الحذف نظير في اللغة؟
نعم ونظيره قوله تعالى (في تسع آيات إلى فرعون وقومه) المحذوف (اذهب إلى فرعون ... )
ونظيره أيضا (بالرفاء والبنين) المحذوف (أعرست بالرفاء ... )
4 - لم قدر الفعل المحذوف متأخرا (بسم الله أبتدىء ... )؟
منهم من قال: كي لا يفوت الغرض وهو التبرك باسم الله تعالى أول نطقك.
ومنهم من قال: إنه يفيد اختصاص اسم الله بالابتداء لأنهم كانوا يبدأون بأسماء آلهتهم (باسم اللات ... )
5 - لم بنيت لام الإضافة (لام الجر) على الكسر (لـ ِ)، ومن حق حروف المعاني التي جاءت على حرف
واحد أن تبنى على الفتح (الكاف، واو العطف ... )؟
بنيت على الكسر للفصل بينها وبين لام الابتداء
6 - لم بنيت الباء على الكسر؟
لملازمتها الحرفية والجر، بينما الكاف مثلا تكون للخطاب وتكون ضميرا ...
وكذلك الواو تكون حرفا، وتكون بمعنى مع ...
7 - مم اشتقت لفظة اسم؟
على رأي البصريين اشتقت من السمو
8 - لم حذفت الهمزة من لفظة اسم (بسم)؟
الرأي الأشهر حذفت لكثرة الاستعمال وطولت الباء تعويضا من حذف الألف.
9 - ما أصل لفظ الجلالة (الله)؟
هناك أكثر من إجابة ولكن الأشهر أصله (الإله)
10 - ما إعراب لفظ الجلالة (الله)؟
مضاف إليه مجرور ...
11 - على أي وزن لفظة (الرحمن)؟
الرحمن على وزن فعلان مثل: غضبان
12 - ما إعراب لفظة الرحمن؟
نعت للفظ الجلالة تبعه في الجر
13 - على أي وزن لفظة (الرحيم)؟
على وزن فعيل، مثل: سقيم
14 - إذا كان المراد بالبسملة الاستعانة به تعالى، فما فائدة إقحام الاسم بين الباء وبين لفظة الجلالة مع أن الاستعانة به لا بنفس الاسم؟
القصد من ذلك التعظيم و الإجلال
15 - ما إعراب لفظة الرحيم؟
نعت ثان للفظ الجلالة تبعه في الجر.
16 - لماذا قدم لفظة (الرحمن) على لفظة (الرحيم)؟
هناك أكثر من رأي:
أ / لما قال: (الرحمن) تناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها
وأردفه (الرحيم) كتتمة والرديف ليتناول ما دق منها ولطف
ب / (الرحمن) على وزن فعلان وهذه الصيغة تفيد الحدوث والتجدد والامتلاء بالوصف
(الرحيم) على وزن فعيل وهذه الصيغة تدل على الثبوت في الصفة
جاء بالوصفين للدلالة على أن صفته الثابتة والمتجددة فإنه لو وصف نفسه بأنه رحيم فقط لوقع في النفس أن هذا وصفه الثابت ولكن قد يأتي وقت لا يرحم فيه وكذلك لو قال رحمن فقط لظن أن هذا الوصف غير ثابت وهذا الوصف يتحول فتذهب الرحمة فجمع بينهما ليدل على أن وصفه الثابت والمتجدد.
17 - هل زيادة المبنى تدل على زيادة في المعنى؟
في أكثر الأحيان وهناك حالات لا تنطبق عليها هذه القاعدة مثل صيغة (فعل) وهي صيغة مبالغة وصيغة
(فاعل) وهي صيغة لغير المبالغة فالأولى أقل في المبنى لكنها أكثر في المعنى
18 - هل لفظ الجلالة (الله) اسم أم صفة؟
لفظ الجلالة (الله) اسم لا صفة
19 - ما معنى لفظة (إله)؟
اسم يطلق على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق
20 - ما معنى لفظة (الله)؟
اسم مختص بالمعبود الحق
وبالله المستعان
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 09:36 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الأسئلة وإجاباتها وسلِمت يمينك.
سبحان الله ما أعظم هذه اللغة جملة واحدة فيها من الأسئلة ما فيها فالحمد لله أن القرآن نزل عربياً.
هل تسمح لي بإضافة هذه الأسئلة على موقع إسلاميات لتعم الفائدة؟
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 12:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك يا أخت سمر على اهتمامك بالموضوع الذي طرحته
وبارك الله بك وبأمثالك
أما عن طلبك إضافة الموضوع إلى موقعك لتعم الفائدة، فأنا بالتأكيد موافق
لأنني قد استفدت كثيرا من موقع إسلاميات فكيف لي أن أرفض؟
وبإذن الله سأخص موقعك ببعض المواضيع (في صفحة اللغة العربية)
وشكرا مرة أخرى
والسلام على من اتبع الهدى
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 10:30 ص]ـ
أخي الفاضل
بارك الله فيك وشهادتك بالموقع أعتزّ بها كثيراً خاصة أنها تأتي من رجل لغة مثلك ويشرّفني إضافة الموضوع كما يشرفني إضافة مشاركاتك في صفحة لغتنا العربية أو حتى تخصيص صفحة خاصة لمشاركاتك تختار لها عنواناً كما تشاء.
أشكرك ثانية وبارك الله بك وبجهودك وعلمك وبانتظار مشاركاتك القيّمة قريباً بإذن الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الفرات]ــــــــ[07 - 12 - 2004, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لله درك يا قمر لبنان
أرجو من الله أن تكون المقالة في ميزان حسناتك
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[09 - 12 - 2004, 11:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ قمر لبنان جزاك الله خيرا لمابدأت من إعراب للبسملة وبيان الوجوه المتعددة في إعرابها
فقد أبدعت في ذلك وحبذا لو أكملت المشوار فأعربت سورة الفاتحة جعل الله ذلك في ميزان حسناتك ونفع بك
لغة إذا وقعت على أسماعنا كانت بردا على الأكباد
ستظل رابطة للعرب فهي الرجاء لناطق بالضاد
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا للأخ ابن الفرات وأتمنى من الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما ومحبة للقرآن الكريم
وأن يكون لنا شفيعا يوم لا ينفع مال ولا بنون
وكذلك أشكر الأخ أبا العتاهية على ما تفضل به.
وإني على الدرب سائر.
ـ[أنوار]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 05:24 ص]ـ
أسئلة قيمة .. موجزة ومفيدة ..
جزى الله كاتبها خيراً ..(/)
الاستفهام في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 12:48 ص]ـ
الاستفهام في القرآن الكريم؟؟
ورد الاستفهام في القرآن الكريم على اصل معناه وهو طلب الفهم ومعرفة المجهول، كما في قوله تعالى {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} وقوله {قال فرعون وما ربٌّ العالمين}
وقوله {إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء}
وقوله {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها}
وقوله {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي}
وذلك الاستعمال كثير في القرآن واكثر منه أن يخرج الاستفهام عن اصل وضعه لمعان أخرى تفهم من سياق الكلام فمن ذلك:
· الإنكار: ومعنى الاستفهام حينئذ معنى النفي وما بعده منفى، ولذلك نصحبه إلا، ويعطف عليه المنفى، ويكون معناه في الماضي معنى لم يكن، وفي المستقبل معنى لا يكون، ومن ذلك قوله تعالى {انؤمن لك واتبعك الأرذلون} و {انؤمن لبشرين مثلنا} و {فهل يهلك الا القول الفاسقون} و {ألكم الذكر وله الأنثى} و {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} و {أفاصفاكم ربكم بالبنين وأتخذ من الملائكة إناثا} و {فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين} ....
· ولعل السر في جمال أسلوب الاستفهام هنا والعدول إليه عن أسلوب النفي هو أن الاستفهام في اصل وضعه يتطلب جوابا يحتاج إلى تفكير، يقع به هذا الجواب في موضعه، ولما كان المسئول يجيب بعد تفكير وروية عن هذه الأسئلة بالنفى كان توجيه السؤال إليه حملا له على الإقرار بهذا النفى وهو افضل من النفى ابتداء .....
· ومنها التوبيخ على فعل وقع وكان الأولى ألا يقع أو على ترك فعل ما كان ينبغي ألا يقع ومن ذلك قوله تعالى {أتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين} وقوله تعالى {ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها}
· والاستفهام هنا كذلك يثير في النفس التفكير ويدفعها إلى تدبر الأمور حتى تقتنع بتفكيرها الخاص، بأنه ما كان ينبغي أن يقع ما وقع، أو كان الصواب أن يقع مالم يقع ......
· ومنها التقرير وهو حملك المخاطب على أمر قد استقر عنده والاستفهام في التقرير للنفي فإذا دخل على النفي صار الكلام موجبا ولذا يعطف عليه الموجب الصريح ويعطف هو على الموجب الصريح،
· ومنه قوله تعالى {ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا ابابيل} والعدول عن الأخبار إلى الاستفهام حمل للمخاطب على الاعتراف بعد التدبر والأناة، وتأمل قوله سبحانه {ألست بربكم قالوا بلى} ....
· ومنها التعجب كما في قوله تعالى {أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم}، وقوله سبحانه {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ..
· والعتاب كقوله تعالى {عفا الله عنك ِلمَ أذنت لهم}
· والاستبطاء كما في قوله سبحانه {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}
· وتنبيه المخاطب على الضلال حين تدفعه بالاستفهام إلى التفكير وتدبر العواقب كما ترى ذلك في قوله سبحانه {إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت} و {فأين تذهبون} ..
· وتحس بالهول والخوف يثيره الاستفهام في قوله تعالى {الحآقة ماالحآقة} وقوله تعالى {القارعة ما لقارعة}
· وفهم التهويل من الاستفهام لأنك به توحي إلى المخاطب بان ما ذكر لا يليق أن يمر به المرء مر الكرام، بل من الواجب التريث والتمثل، وفهم حقيقته ومدلوله،
· وبالتهديد والوعيد في قوله {ألم نهلك الأولين} ..
· وبالتشويق والترغيب كما في قوله سبحانه {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} ..
· وبالتحضيض في قوله {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم} ...
· وبالأمركما في قوله {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون} ..
· وإيراد الأمر في صورة الاستفهام فضلا عما فيه من تعبير مؤدب لأنك تترك مخاطبك بالخيار بين أن يفعل وألا يفعل فيه اغراء بالعمل وحث عليه
· وتستفيد التمني من الاستفهام في قوله تعالى {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله، يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون}
· ولعل السر في إيرادهم التمني في أسلوب الاستفهام هو تصوير هذا الأمل الذي يجول بنفوسهم مجسما فيها تجسما قويا حتى ليتلمسونه بين ظهرانيهم ...
· وتحس بالاستهزاء في الاستفهام الوارد في قوله سبحانه {قالوا يا شعيب أصلاتٌك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء}
· وبالاستعباد في قوله تعالى {أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين
· وقد يكون الاستفهام مثارا لتنبيه المخاطب على أمر يغفل عنه ولا يوليه من عنايته ما هو به جدير كما في قوله تعالى {ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا}
· وفي إيراد هذه المعاني بإسلوب الاستفهام تشويق وإثارة للتفكير للاهتداء إلى معرفة وجه الصواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 09:58 ص]ـ
الاخت الفاضلة احلام ..
شكرا على هذه المشاركة القيمة التي استفدت منها كثيرا كوني غير مختص باللغة العربية بل باللغة الانكليزية واعد بحثا عن الاستفهام في اللغتين ... واذا كان لديك المزيد .. فانا كلي امتنان وتقدير
مع وافر الاحارم
رائد الخزاعي
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 10:00 ص]ـ
الاخت الفاضلة احلام ..
شكرا على هذه المشاركة القيمة التي استفدت منها كثيرا كوني غير مختص باللغة العربية بل باللغة الانكليزية واعد بحثا عن الاستفهام في اللغتين (طبعا انا اقصد الاستفهام البلاغي اي المجازي الذي لا يراد به انه قرين الحقيقة بل المراد انه استعمل مجازا لغرض بلاغي) ... واذا كان لديك المزيد .. فلا تنسيني و انا كلي امتنان وتقدير
مع وافر الاحترام
رائد الخزاعي(/)
الاستفهام في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 08:25 م]ـ
الاستفهام في القرآن؟؟
ورد الاستفهام في القرآن الكريم على اصل معناه وهو طلب الفهم ومعرفة المجهول، كما في قوله تعالى {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} وقوله {قال فرعون وما ربٌّ العالمين}
وقوله {إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء}
وقوله {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها}
وقوله {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي}
وذلك الاستعمال كثير في القرآن واكثر منه أن يخرج الاستفهام عن اصل وضعه لمعان أخرى تفهم من سياق الكلام فمن ذلك:
· الإنكار: ومعنى الاستفهام حينئذ معنى النفي وما بعده منفى، ولذلك نصحبه إلا، ويعطف عليه المنفى، ويكون معناه في الماضي معنى لم يكن، وفي المستقبل معنى لا يكون، ومن ذلك قوله تعالى {انؤمن لك واتبعك الأرذلون} و {انؤمن لبشرين مثلنا} و {فهل يهلك الا القول الفاسقون} و {ألكم الذكر وله الأنثى} و {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} و {أفاصفاكم ربكم بالبنين وأتخذ من الملائكة إناثا} و {فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين} ....
· ولعل السر في جمال أسلوب الاستفهام هنا والعدول إليه عن أسلوب النفي هو أن الاستفهام في اصل وضعه يتطلب جوابا يحتاج إلى تفكير، يقع به هذا الجواب في موضعه، ولما كان المسئول يجيب بعد تفكير وروية عن هذه الأسئلة بالنفى كان توجيه السؤال إليه حملا له على الإقرار بهذا النفى وهو افضل من النفى ابتداء .....
· ومنها التوبيخ على فعل وقع وكان الأولى ألا يقع أو على ترك فعل ما كان ينبغي ألا يقع ومن ذلك قوله تعالى {أتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين} وقوله تعالى {ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها}
· والاستفهام هنا كذلك يثير في النفس التفكير ويدفعها إلى تدبر الأمور حتى تقتنع بتفكيرها الخاص، بأنه ما كان ينبغي أن يقع ما وقع، أو كان الصواب أن يقع مالم يقع ......
· ومنها التقرير وهو حملك المخاطب على أمر قد استقر عنده والاستفهام في التقرير للنفي فإذا دخل على النفي صار الكلام موجبا ولذا يعطف عليه الموجب الصريح ويعطف هو على الموجب الصريح،
· ومنه قوله تعالى {ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا ابابيل} والعدول عن الأخبار إلى الاستفهام حمل للمخاطب على الاعتراف بعد التدبر والأناة، وتأمل قوله سبحانه {ألست بربكم قالوا بلى} ....
· ومنها التعجب كما في قوله تعالى {أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم}، وقوله سبحانه {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ..
· والعتاب كقوله تعالى {عفا الله عنك ِلمَ أذنت لهم}
· والاستبطاء كما في قوله سبحانه {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}
· وتنبيه المخاطب على الضلال حين تدفعه بالاستفهام إلى التفكير وتدبر العواقب كما ترى ذلك في قوله سبحانه {إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت} و {فأين تذهبون} ..
· وتحس بالهول والخوف يثيره الاستفهام في قوله تعالى {الحآقة ماالحآقة} وقوله تعالى {القارعة ما لقارعة}
· وفهم التهويل من الاستفهام لأنك به توحي إلى المخاطب بان ما ذكر لا يليق أن يمر به المرء مر الكرام، بل من الواجب التريث والتمثل، وفهم حقيقته ومدلوله،
· وبالتهديد والوعيد في قوله {ألم نهلك الأولين} ..
· وبالتشويق والترغيب كما في قوله سبحانه {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} ..
· وبالتحضيض في قوله {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم} ...
· وبالأمركما في قوله {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون} ..
· وإيراد الأمر في صورة الاستفهام فضلا عما فيه من تعبير مؤدب لأنك تترك مخاطبك بالخيار بين أن يفعل وألا يفعل فيه اغراء بالعمل وحث عليه
· وتستفيد التمني من الاستفهام في قوله تعالى {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله، يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون}
· ولعل السر في إيرادهم التمني في أسلوب الاستفهام هو تصوير هذا الأمل الذي يجول بنفوسهم مجسما فيها تجسما قويا حتى ليتلمسونه بين ظهرانيهم ...
· وتحس بالاستهزاء في الاستفهام الوارد في قوله سبحانه {قالوا يا شعيب أصلاتٌك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء}
· وبالاستعباد في قوله تعالى {أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين
· وقد يكون الاستفهام مثارا لتنبيه المخاطب على أمر يغفل عنه ولا يوليه من عنايته ما هو به جدير كما في قوله تعالى {ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا}
· وفي إيراد هذه المعاني بإسلوب الاستفهام تشويق وإثارة للتفكير للاهتداء إلى معرفة وجه الصواب(/)
إعلام الموهوم بفساد الفرقان المزعوم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 12:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه.
أما بعد، فها هي أول مشاركة بخصوص نقد كتاب الفرقان المزعوم الذي كُتب بغرض معارضة القرآن و سيكون موضوعها هو نقد أول فصل فيه المسمى (البسملة)
الرجاء مطلعة هذا الرابط: هل سمع أحدكم بالفرقان المزعوم؟؟ ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=4490)
http://www.islam-exposed.org/furqan/pages/7.jpg
http://www.islam-exposed.org/furqan/pages/8.jpg
التعليق
(1)
العنوان
من الواضح جدًا أن المؤلف لا يعرف معنى كلمة البسملة التي عنون بها أول فصول كتابه و هذا لسببين رئيسيين:
أولا:
أنه ترجم العنوان إلى Blessing و هي تعني البركة أو النعمة و ليس لها أي علاقة من قريب أو بعيد بمعنى كلمة البسملة في اللغة العربية.
ثانيًا:
أنه افتتح كلامه بقوله ((بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد)) و هذه ليست حتى البسملة المعروفة في اللغة؛ ففي المعجم الوجيز ص51:
(بَسمَلَ): قال: بسم الله الرحمن الرحيم، أو كَتَبَها.
فأين (بسم الله الرحمن الرحيم) أو حتى (بسم الله) في الفصل المعنون بالبسملة؟
و هذه – لعمري – فضيحة ما بعدها فضيحة و لا تدل إلا على ضحالة علم هذا الألكن – الذي يسعى لمعارضة كتاب الله العزيز – بلغة التنزيل.
(2)
بسم من؟
الفقرة الأولى في هذا الفصل هذا هو نصها ((قل: بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد))، و أنا قد أثبت هنا كلمة "قل" لأنها مثبته في الترجمة الإنجليزية رغم أنه لم يجعلها في متن الفصل في الأصل العربي!!
على أية حال، أريد أن يعاونني الأحبة في المنتدى في هذه الجزئية لأن ما يبدو أمامي إعرابيًا أن الكلمة هي بدل و كذلك الروح و الإله، و كون الاسم بدلاً يعني أنه يحل محل الاسم الذي يسبقه، فهل هذا ينطبق على هذه العبارة ((بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد))؟
بالطبع، لا!
ففي العقيدة النصرانية الله عبارة عن ثالوت من الآب و الابن (الكلمة) و الروح القدس، و كل فرد من أفراد الثالوث مغاير للفردين الآخرين؛ فلا يجوز القول أن الآب هو الكلمة هو الروح القدس لأنهم شخصيات متغايرة في الخارج.
فهل هذا التعبير ((بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد)) هو التعبير البليغ الذي يعبر عن العقيدة النصرانية بأفضل بيان؟
أرجو النصيحة و التوجيه من الأخوة بخصوص هذه النقطة.
(3)
الأوحد أم الأحد
يصف المؤلف النصراني إلهه بأنه الإله الواحد الأوحد و هذا في مقابل الله الأحد المذكور في القرآن الكريم، و أنا هنا أعرض مقارنة قصيرة في المعنى بين (أوحد) و (أحد):
قال أَبو إِسحق النحوي: الأَحَد أَن الأَحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، وأَحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإِثبات.
(لسان العرب، مادة "وحد")
فأنت عندما تقول أن الله واحد أحد، فبقولك "واحد" تثبت له الوحدانية من ناحية العدد و بقولك "أحد" تنفي عنه و تجحد أن يكون له ثان أو ثالث.
أخرج أحمد في مسنده، و البخاري في التاريخ، و الترمذي في سننه، و ابن جرير في التفسير، و ابن خزيمة، و ابن أبي عاصم في السنة، و البغوي في معجمه، و ابن المنذر في التفسير، و أبو الشيخ في العظمة، و الحاكم في مستدركه و صححه و وافقه الذهبي، و البيهقي في الأسماء و الصفات عن أبي بن كعب؛ أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم: يا محمد، انسب لنا ربك. فأنزل الله {قل هو الله أحد ... } إلى آخر الحديث.
فقوله "أحد" يناسب غرض السورة و هو جحود الجنس و نفيه عن الله؛ فليس منه اثنان بنفس الخصائص و ليس له شريك من نفس الجنس .. و هذا يناسب أيضًا قوله {لم يلد و لو يولد} لأنه يدور أيضًا في إطار نفي الجنس عن الله تعالى.
قال الأَزهري: وأَما اسم الله عز وجل أَحد فإِنه لا يوصف شيء بالأَحدية غيره؛ لا يقال: رجل أَحَد ولا درهم أَحَد كما يقال رجل وحَدٌ أَي فرد لأَن أَحداً صفة من صفات الله عز وجل التي استخلصها لنفسه ولا يشركه فيها شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
(لسان العرب، مادة "وحد")
أما "أوحد" فمعناها الوحيد الفريد الذي ليس له نظير، في لسان العرب:
وأَوحَدَه اللَّه ُ: جعله واحد زمانه؛ وفلانٌ أَوْحَدُ أَهل زمانه وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي الله تعالى عنهما: للهِ أُمٌّ حَفَلَتْ عليه ودَرَّتْ، لقد أَوْحَدَت به أَي ولَدَتْه وحِيداً فَرِيداً لا نظير له، والجمع أُحْدان مثل أَسْوَدَ وسُودان.
(المصدر السابق)
و هي تجمع بخلاف "أحد":
روى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن الآحاد: أَهي جمع الأَحَدِ؟ فقال: معاذ الله، ليس للأَحد جمع، ولكن إِن جُعلت جمعَ الواحد، فهو محتمل مثل شاهِد وأَشْهاد.
(المصدر السابق)
فالخلاصة أن "أوحد" هي بنفس معنى "واحد" و لا فرق:
فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير.
(المصدر السابق)
والواحدُ بني على انقطاع النظير وعَوَزِ المثل.
(نفس المصدر)
أما "أحد" ففيها فرق في المعنى:
ومن صفاته الواحد الأَحد؛ قال أَبو منصور وغيره: الفرق بينهما أَن الأَحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، تقول ما جاءَني أَحد، والواحد اسم بني لِمُفْتَتَح العدد، تقول جاءني واحد من الناس، ولا تقول جاءني أَحد؛ فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأَحد منفرد بالمعنى.
(نفس المصدر)
فأي فائدة و أي داع لعطف الأوحد على الواحد و هما بنفس المعنى و يستخدمان لنفس الغرض إلا أن تكون عجمة المؤلف و فقر قريحته؟
(4)
التوحيد أم التثليث
الفقرة الثانية تقول ((مثلث التوحيد موحد التثليث ما تعدد)) و هي تبلغ ذروة التناقض و التهافت؛ فقول المؤلف "مثلث التوحيد" مكون من مضاف و مضاف إليه و لا يفهم المضاف إلا بوجود المضاف إليه، فقوله "التوحيد" مأخوذ من الواحد و المعنى راجع إلى نفي الكثرة و التعدد، فهو من أسماء السلوب، و أنت إن وصفت به موجودًا فقد نفيت عنه التعدد و الكثرة، أما قوله "مثلث" فهو يفيد الكثرة و التعدد. فإذا أضفنا "مثلث" إلى "التوحيد" كان كقولنا مكثر عدم الكثرة، و هو فاسد و بين البطلان.
و المثل يسري على قوله "موحد التثليث".
ننتقل لنقطة أخرى مهمة جدًا في هذا الكتاب: هي اختلاف "الترجمة" الإنجليزية عن النص العربي و تنافرهما في المعاني بصورة واضحة.
فالنص العربي يقول "مثلث التوحيد" و الإنجليزي يقول Triune in Unity أي مثلث في اتحاد، و هو صريح في نفي الوحدانية عن الله و نفي مفهوم التوحيد .. و كذلك يقول "موحد التثليث" و النص الإنجليزي يقول united in Trinity أي متحد في ثالوث و هذا أكثر صراحة.
فالنص الإنجليزي صريح في إثبات وقوع الكثرة في الذات الإلهية مع ما يترتب عليها من تبعيض و تجزئة و تركيب و هي معاني فاسدة بحق الله. أما النص العربي فهو فاسد من ناحية المعنى و اللغة و باطل في حق الله تعالى.
و لها من فضيحة لهذا الأعجم الذي يستخدم كلمة "التوحيد" و يقصد بها الاتحاد، لا التوحيد المعروف في اللغة!
و كذلك قوله في النص العربي "لا يتعدد" و هي في النص الإنجليزي indivisible as deity أي غير قابل للانقسام كإله، و شتان بين المعنى و المعنى. و فوق هذا فالكلام فاسد لأن الذي لا يقبل القسمة هو الواحد أم ما فوقه من الأعداد مثل الثلاثة فهو يقبل القسمة بلا خلاف.
يتبع إن شاء الله. . .(/)
الاستفهام في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 04:44 م]ـ
الاستفهام في القرآن؟؟
ورد الاستفهام في القرآن الكريم على اصل معناه وهو طلب الفهم ومعرفة المجهول، كما في قوله تعالى {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} وقوله {قال فرعون وما ربٌّ العالمين}
وقوله {إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء}
وقوله {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها}
وقوله {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي}
وذلك الاستعمال كثير في القرآن واكثر منه أن يخرج الاستفهام عن اصل وضعه لمعان أخرى تفهم من سياق الكلام فمن ذلك:
· الإنكار: ومعنى الاستفهام حينئذ معنى النفي وما بعده منفى، ولذلك نصحبه إلا، ويعطف عليه المنفى، ويكون معناه في الماضي معنى لم يكن، وفي المستقبل معنى لا يكون، ومن ذلك قوله تعالى {انؤمن لك واتبعك الأرذلون} و {انؤمن لبشرين مثلنا} و {فهل يهلك الا القول الفاسقون} و {ألكم الذكر وله الأنثى} و {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} و {أفاصفاكم ربكم بالبنين وأتخذ من الملائكة إناثا} و {فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين} ....
· ولعل السر في جمال أسلوب الاستفهام هنا والعدول إليه عن أسلوب النفي هو أن الاستفهام في اصل وضعه يتطلب جوابا يحتاج إلى تفكير، يقع به هذا الجواب في موضعه، ولما كان المسئول يجيب بعد تفكير وروية عن هذه الأسئلة بالنفى كان توجيه السؤال إليه حملا له على الإقرار بهذا النفى وهو افضل من النفى ابتداء .....
· ومنها التوبيخ على فعل وقع وكان الأولى ألا يقع أو على ترك فعل ما كان ينبغي ألا يقع ومن ذلك قوله تعالى {أتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين} وقوله تعالى {ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها}
· والاستفهام هنا كذلك يثير في النفس التفكير ويدفعها إلى تدبر الأمور حتى تقتنع بتفكيرها الخاص، بأنه ما كان ينبغي أن يقع ما وقع، أو كان الصواب أن يقع مالم يقع ......
· ومنها التقرير وهو حملك المخاطب على أمر قد استقر عنده والاستفهام في التقرير للنفي فإذا دخل على النفي صار الكلام موجبا ولذا يعطف عليه الموجب الصريح ويعطف هو على الموجب الصريح،
· ومنه قوله تعالى {ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا ابابيل} والعدول عن الأخبار إلى الاستفهام حمل للمخاطب على الاعتراف بعد التدبر والأناة، وتأمل قوله سبحانه {ألست بربكم قالوا بلى} ....
· ومنها التعجب كما في قوله تعالى {أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم}، وقوله سبحانه {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ..
· والعتاب كقوله تعالى {عفا الله عنك ِلمَ أذنت لهم}
· والاستبطاء كما في قوله سبحانه {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}
· وتنبيه المخاطب على الضلال حين تدفعه بالاستفهام إلى التفكير وتدبر العواقب كما ترى ذلك في قوله سبحانه {إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت} و {فأين تذهبون} ..
· وتحس بالهول والخوف يثيره الاستفهام في قوله تعالى {الحآقة ماالحآقة} وقوله تعالى {القارعة ما لقارعة}
· وفهم التهويل من الاستفهام لأنك به توحي إلى المخاطب بان ما ذكر لا يليق أن يمر به المرء مر الكرام، بل من الواجب التريث والتمثل، وفهم حقيقته ومدلوله،
· وبالتهديد والوعيد في قوله {ألم نهلك الأولين} ..
· وبالتشويق والترغيب كما في قوله سبحانه {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} ..
· وبالتحضيض في قوله {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم} ...
· وبالأمركما في قوله {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون} ..
· وإيراد الأمر في صورة الاستفهام فضلا عما فيه من تعبير مؤدب لأنك تترك مخاطبك بالخيار بين أن يفعل وألا يفعل فيه اغراء بالعمل وحث عليه
· وتستفيد التمني من الاستفهام في قوله تعالى {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله، يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون}
· ولعل السر في إيرادهم التمني في أسلوب الاستفهام هو تصوير هذا الأمل الذي يجول بنفوسهم مجسما فيها تجسما قويا حتى ليتلمسونه بين ظهرانيهم ...
· وتحس بالاستهزاء في الاستفهام الوارد في قوله سبحانه {قالوا يا شعيب أصلاتٌك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء}
· وبالاستعباد في قوله تعالى {أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين
· وقد يكون الاستفهام مثارا لتنبيه المخاطب على أمر يغفل عنه ولا يوليه من عنايته ما هو به جدير كما في قوله تعالى {ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا}
· وفي إيراد هذه المعاني بإسلوب الاستفهام تشويق وإثارة للتفكير للاهتداء إلى معرفة وجه الصواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي العمر]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 01:14 ص]ـ
:::
بارك الله فيك أخت أحلام موضوع ممتاز
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 12:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخت أحلام على هذا الطرح الجميل
ـ[أحلام]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 05:15 م]ـ
الاخ علي العمر وقمر لبنان شكرا للمرور
وجزاكم الله خيرا(/)
رندا نيقوسيان تبحر في بحر الإسلام
ـ[محمد علاء الدين]ــــــــ[13 - 11 - 2004, 03:41 م]ـ
رحلتي لله
رغم أني عشت معظم حياتي في الدانمارك إلا أنني كنت اختلف عن البنات الدانماركيات الذين هم في مثل سني .. فمعظم الشعب الدانماركي من الملاحدة او البروتستانت و كنت على ديانة الكاتوليك الصارمة بالنسبة للمجتمع الدانماركي المنحل.
والدي ارمني أرثوذكسي ووالدتي بوسنية مسلمة لا تعرف من الإسلام سوى اسمه ولم تكن تعرف انه لا يجوز زواج المسلمة بمسيحي الا بعد ان اعتنقت انا الإسلام وأفهمتها ذلك
كنت ادرس في مدرسة خاصة هي المدرسة الكاثوليكية ونظرا لان بيتنا لا تحكمه عقيدة معينة فقد كان من السهل علي ان أعتنق مذهب المدرسة الكاثوليكي .. تلك المدرسة التي بدأت توجهني ومن وقت مبكر لان أكون مبشرة نظرا لقدرتي على تعلم اللغات واهتمامي بها من جهة ولاتقاني يعض اللغات القديمة مثل العبرية والعربية والسريانية وان كان ذلك الإتقان في ذلك الوقت يحتاج الى مزيد من دروس اللغة الخاصة ومزيد من الجهد الى حد استطيع فيه فهم النصوص الدينية الخاصة بالديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.
كنت ادرس العربية عند رجل مسلم فاضل كان يعطيني من علوم العربية والقران ما يفتح آفاق الفضول عندي ولم يحاول الضغط علي في يوم من الأيام لكي أكون مسلمة ولكنه كثيرا ما كان يقول لي (تتحطم السفن عند الشطآن ولا يشعر الربان بالأمان إلا عندما يبحر في عرض البحر … فأبحري هداك الله)
من جهة أخرى كان هناك رجل آخر يقوم بغسل كل ما علق من آثار درس المسلم بالإضافة إلى إعطائي دروسا أخرى في الفلسفة و السياسة والاجتماع و…. وكان ذلك الرجل من القساوسة الكاتوليك الذين طبع الله على قلوبهم فأصبحت غلفا.
كنا نقرأ سويا كتبا عن الإسلام والحركات الإسلامية المعاصرة وعن الملل والنحل وكنا نبحث من خلال ذلك كله عن نقاط التشكيك في الدين العظيم الإسلام
اثناء دراستي تلك مع ذلك القس تأثرت قليلا بالديانة المورمونية التي تحرم المشروبات الروحية والاختلاط في الكنيسة بين الرجال والنساء .. وكان اخر كتاب أقرءه مع ذلك القس كتاب استعرناه من مكتبة الجامعة اسمه الإسلام بين الشرق والغرب للرئيس البوسني علي عزت بيكوفيتش
كان الكتاب باللغة الانكليزية ولكن يبدو ان أحد العرب استعاره قبلي وكتب بقلم رصاص على أحد حواشيه آية ارتعدت لها فرائصي خوفا
واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله
خفت كثيرا من تلك الآية وراجعت ترجمات القران بالانكليزية والفرنسية والدانماركية والبوسنية فوجدت ان المعنى نفسه
قلت للقس الا ندرس الفران ابتغاء الفتنة .. قال لا نحن ندرسه لننقذ الناس منه
صراع نفسي استمر شهورا أقبلت فيها بنهم على قراءة الكتب الإسلامية والمسيحية وحيدة حتى بت اشعر بالتشتت والضياع فقررت ان اذهب إلى الله
كنت اسكن بعيدة عن أهلي في السكن الجامعي وكان لي غرفة لا يشاركني فيها أحد فراودتني فكرة الانتحار لمعرفة الحقيقة
الله نلقاه بعد الموت
اذا يجب ان أموت لألقى الله
كنبت رسالة ذكرت غيها أسباب الانتحار وقطعت شرايين يدي وذهبت في غيبوبة كنت اسمع طوال الوقت الآية
ماكان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب
وماكان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء
فامنوا بالله ورسله
افقت في غرفة الإنعاش ووجدت فوق رأسي القس وأبي وأمي والرجل المسلم الفاضل مدرس العربية
فرحوا جدا لإفاقتي من الإغماء وكان أول ما قلت لهم
اشهد ان لا اله الا الله
وان محمدا رسول الله
فسقط الاربعة معشيا عليهم
اغماؤهم كان واحد
ولكن الاسباب شتى
ويومها بدأ الابحار في عرض المحيط وبدأ الربان يشعر بالامان
رنده نيقوسيان
ـ[الصدر]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 02:33 ص]ـ
كم هو جميل هذا المقال!
لا أستطيع أن أكتب شيئا خوفا من التلعثم ويادي على لوحة المفاتيح.
إذا كان هذا الأسلوب أسلوب إنسان عاش في مثل تلك البيئة فأين نحن من هذا الأسلوب!؟
في الحقيقة حاولت أن أفسر سبب غشوة كل واحد من أولئك ولكن لازلت بانتظار إطلالتك التي تنير لي ذلك.
تحياتي(/)
أين أنتم؟
ـ[الصدر]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 02:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم في خير وبخير وبعد
هناك علاقات للمجاز المرسل منها: المحلية,,الحالية.
أرجو ممن يستطيع أن يشرح هاتين العلاقتين بإيضاح أن يدلي
بما لديه.
شاكرا ومقدرا للجميع
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 11:03 م]ـ
العلاقة المحلّية وتعني أن نذكر المحلّ، ونحن نريد الحالّ به، أي أننا نذكر المكان ونقصد موجودا من موجودات هذا المكان
مثاله: شربت كأسا: فالمراد أنك شربت ما في الكأس بقرينة الفعل (رب) لأن الشرب لا يقع على الكأس، فهي محل ومكان، ومرادنا ما هو حالّ بها.
العلاقة الحالّيّة تعني أن نذكر الحالّ في المحل، وحن نقصد المحلّ نفسه لا الحالّ فيه
أو أن يسمى الشيء باسم الحلّ فيه، أي المودود فيه
مثاله: حفرنا الماء في الأرض ونحن نقصد اننا حفرنا البئر، ولكننا ذكرنا الحالّ في البئر وهو الماء
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 11:07 م]ـ
اعلاقات أخرى
العلاقة الجزئية: معناها أن يسمى الشيء باسم جزئه، أو أن يذكر الجزء ويراد الكل
مثاله: ألقى الخطيب كلمة
والمقصود أنه ألقى خطبة
العلاقة الكلية: ومعناها أن يسمى الجزء باسم الكل، أي أن يذكر الكل ويراد الجزء
مثاله: يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت
وهم لا يضعون الإصبع كله، بل طرفه الأعلى
العلاقة السببية: معناها أن نسمي الشيء باسم سببه أي باسم ما كان سببا فيه، أي أن يذكر السبب ويراد المسبَّب عنه
مثاله: رعت الماشيةُ الغيث، فهي رعت العشب ولكن ذكر الغيث لأنه سبب نبت العشب
العلاقة المسببية: عكس السابقة، يعبر بالمسبب عن السبب، فيذكر المسبّب ويراد السبب
مثال: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً" (النساء:10)
فالنار لا تؤكل، لكنهم يأكلون الحرام الذي يقودهم إلى النار ويكون سببا فيها
علاقة اعتبار ما كان: يسمى الشيء باسم ما كان عليه، لا باسم ما هو عليه حاليا
مثال: وآتوا اليتتامى أموالهم
والمال لا يؤتاه اليتيم حتى يبلغ الرشد، وعندها لا يسمىيتيما، ولكنه سماه باعتبار ما كان عليه
علاقة اعتبار ما سيكون: ومعناها أن يسمى الشيء لا بما هو عليه، بل بما سيكون عليه في المستقبل
مثال: إني أراني أعصر خمرا
فالخمر لا تعصَر، ولكن يعصر العنب الذي يؤول بعد عصره إلى خمر
العلاقة الآلية
بأن يسمى الشيء باسم آلته، فيورد اللفظ الدال على الآلة أو الأداة، ويراد أثرها وفعلها
مثال: "واجعل لي لسان صدق في الآخرين" الشعراء
فاللسان مجاز، والمقصود هو الذكر الحسن، واللسان آلة الذكر المراد
بالاستعانة بكتاب البلاغة العربية للدكتور وليد قصاب
ـ[الصدر]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 02:36 م]ـ
أستاذي القدير أنوار الأمل
لايسعني في مجمل هذه الأحرف إلا أن أشيد بجهدك الرائع
فأنث الأستاذ الذي لايكل ولا يمل من مناقشة طلابه.
كذلك أشكرك على هذا الإيضاح المفهوم, البسيط ..
نراك في مشاركات أخرى(/)
القائد الروسي الذي أصبح مؤذناً
ـ[محمد علاء الدين]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 01:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القائد الروسي الجنرال (أناتولي أندربوتش) الذي أصبح مؤذناً في مسجد
ولدى (أناتولي) في (باكو) بأذربيجان …كان يكره المسلمين أشد الكره فهو أحد القواد الروس الملاحدة الكبار، الذين حاربوا المسلمين والمجاهدين في أفغانستان واستشهد على يده كثير منهم.
لم يكن يؤمن بأي دين على الإطلاق كان ملحداً شديد التعصب ضد الإسلام، لدرجة أنه كان يحقد على كل مسلم رأى بمجرد النظر، لم يكن يبحث عن اليقين ولم يكن يشك في أفكاره. إلى أن جاء نقله إلى منطقة (جلال أباد) ليكون قائداً للقوات الروسية وندعه هو يكمل:
كان هدفي تصفية القوات المسلمة المجاهدة كنت أعامل أسراهم بقسوة شديدة وأقتل منهم ما استطعت قاتلناهم بأحدث الأسلحة والوسائل الحديثة قذفناهم بالجو والبر، والغريب أنهم لم يكونوا يملكوا سوى البنادق التي لا تصطاد غزالاً، ولكني كنت أرى جنودي يفرون أمامهم فبدأ الشك يتسرب إلى نفسي فطلبت من جنودي أن يدعون لي بعض الأسرى الذين يتكلمون الروسية، فأصبحوا يدعونني إلى الإسلام، تبدلت نظرتي عن الإسلام وبدأت أقرأ عن جميع الديانات إلى أن اتخذت القرار الذي عارضني عليه جميع أصدقائي وهو إعلان إسلامي.
ولكنني صممت عليه وصمدت أمام محاولاتهم لإقناعي بغير الإسلام. ودعوت أسرتي إلى الإسلام حتى أسلمت زوجتي وابني وابنتي وقررت أن أدعو إلى الله وأصبحت مؤذناً لعل الله يغفر لي ويتوب علي.(/)
هل نسميه مجازا عقليا؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 09:38 ص]ـ
ماء دافق، بمعنى مدفوق
اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول، هل نسمي هذا مجازا عقليا علاقته المفعولية؟
ومثل ساقط ومسقوط، نازل ومنزول، سائل ومسيل
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 01:04 ص]ـ
ماء دافق بمعنى مدفوق = مجاز عقلي = مفعولية
والله أعلم
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 11:56 ص]ـ
أخي العزيز ماء دافق مجاز عقلي علاقته المفعولية أي مدفوق
ولوكان العكس لتغيرت علاقته للفاعلية
شكراً لك(/)
هل نسميه جناسا؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 09:53 ص]ـ
ولسانَيّ الرطبين، ووجهَيّ الصُلبين
هل نسمي ما نراه في الكلمتين (الصلبين والرطبين) جناسا؟
بغض النظر عن السجع الواضح فيهما
علما بأننا لو جردنا الكلمتين لأصبحتا (الصلب والرطب) تشابه في حرف واحد فقط هو الباء
ـ[السراج]ــــــــ[21 - 11 - 2004, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ..
والله أعلم .. أن الجناس الناقص تختلف فيه الكلمتان بحرف واحد .. وليس بحرفين ..
وأتمنى من الأساتذة الإدلاء بدلوهم ..
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 08:11 م]ـ
أخي أبو باسل أظن ماذكرت ليس من الجناس الناقص لأن الكلمتين اختلفت في أكثر من حرفين
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 12:48 ص]ـ
ليس جناسا
فوجه الاختلاف ليس الحروف فقط
بل الحركات أيضا
والحروف كذلك لا تتيح إمكان وقوع الجناس، فالكلمة من ثلاثة أحرف، والاختلاف في اثنين، فلا يبقى جناس بينهما إذ لا جناس بحرف واحد ولو اتفقت الحركات فكيف وهي مختلفة(/)
أول مشاركة للفقيرة الى الله عربية
ـ[عربية]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 10:29 ص]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وصلى الله على حبيبه ومصطفاه سيد الخلق وأحسن الخلق وأخشى الخلق لله سيدنا محمد وعلى الآل والأصحاب
الكرام ..
وبعد
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الرائع جزاكم الله خيرا كثيرا عليه وجعله في كفة الحسنات والصالحات عندكم بإذنه عزوجل وودت أن تكون مشاركتي عرض لخطبة سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه الخطبة العجيبة «الغراء» لسيدنا علي كرم الله وجهه
ومن خطبة له عليه السلام
وهي من الخطب العجيبة تسمّى «الغراء»
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَلاَ بِحَوْلِهِ، ودَنَا بِطَوْلِهِ، مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ وَفَضْلٍ، وَكَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ وَ أَزْلٍ. أَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ، وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ، وَأُومِنُ بهَ أَوَّلاً بَادِياً، وَأَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَأَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ _ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لإِنْفَاذِ أَمْرِهِ، وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ، وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ.
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي ضَرَبَ الْْأَمْثَالَ، وَوَقَّتَ لَكُمُ الْآجَالَ، وَأَلْبَسَكُمُ الرِّيَاشَ، وَأَرْفَغَ لَكُمُ المَعَاشَ، وَأَحَاطَ بِكُمُ الْإِحْصَاءَ، وَأَرْصَدَ لَكُمُ الْجَزَاءَ، وَآثَرَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابغِ، وَالرِّفَدِ الرَّوافِغ، وَأَنْذَرَكُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ، فَأَحْصَاكُمْ عَدَداً، ووَظَّفَ لَكُمْ مُدَداً، فِي قَرَارِ خِبْرَةٍ، وَدَارِ عِبْرَةٍ، أَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِيهَا، وَمُحَاسِبُونَ عَلَيْهَا.
فَإِنَّ الدُّنْيَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا، رَدِغٌ مَشْرَعُهَا، يُونِقُ مَنْظَرُهَا، وَيُوبِقُ مَخْبَرُهَا، غُرُورٌ حَائِلٌ، وَضَوْءٌ آفِلٌ، وَظِلٌّ زائِلٌ، وَسِنَادٌ مَائِلٌ، حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا، وَاطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا، قَمَصَتْ بِأَرْجُلِهَا، وَقَنَصَتْ بِأَحْبُلِهَا، وَأَقْصَدَتْ بِأَسْهُمِهَا، وَأَعْلَقَتِ الْمَرْءَ أَوْهَاقَ الْمَنِيَّةِ قَائِدَةً لَهُ إِلى ضَنْكَ الْمَضْجَعِ، وَوَحْشَةِ الْمَرْجِعِ، ومُعَايَنَةِ الْمَحَلِّ، وَثَوَابِ الْعَمَلِ، وَكَذلِكَ الْخَلَفُ بِعَقْبِ السَّلَفِ، لاَتُقْلِعُ الْمَنِيَّةُ اخْتِرَاماً، وَلاَيَرْعَوِي الْبَاقُونَ اجْتِرَاماً، يَحْتَذُون مِثَالاً، وَيَمْضُونَ أَرْسَالاً، إِلَى غَايَةِ الْإِنْتِهَاءِ، وَصَيُّورِ الْفَنَاءِ.
حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ، وَتَقَضَّتِ الدُّهُورُ، وَأَزِفَ النُّشُورُ، أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ، وَأَوْكَارِ الطُّيُورِ، وَأَوْجِرَةِ السِّبَاعِ، وَمَطَارِحِ الْمَهَالِكِ، سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ، مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ، رَعِيلاً صُمُوتاً، قِيَاماً صُفُوفاً، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الْإِسْتِكانَةِ، وَضَرَعُ الْإِسْتِسْلاَمِ وَالذِّلَّةِ، قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ، وانْقَطَعَ الْْأَمَلُ، وَهَوَتِ الْْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً، وَخَشَعَتِ الْْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً، وَأَلْجَمَ الْعَرَقُ، وَعَظُمَ الشَّفَقُ، وَأُرْعِدَتِ الْْأَسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ، وَمُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ، وَنَكَالِ الْعِقَابِ، وَنَوَالِ الثَّوَابِ.
عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَاراً، وَمَرْبُوبُونَ اقْتِسَاراً، وَمَقْبُوضُونَ احْتِضَاراً، وَمُضَمَّنُونَ أَجْدَاثاً، وَكَائِنُونَ رُفَاتاً، وَمَبْعُوثُونَ أَفْرَاداً، وَمَدِينُونَ جَزَاءً، وَمُمَيَّزُونَ حِسَاباً ; قَدْ أُمْهِلُوا في طَلَبِ الْمَخْرَجِ، وَهُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ، وَعُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ، وَكُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ، وَخُلُّوا لمِضْماَرِ الْجِيَادِ، وَرَوِيَّةِ الْإِرْتِيَادِ، وَأَنَاةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ، فِي مُدَّةِ الْْأَجَلِ، وَمُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيَالَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً، وَمَوَاعِظَ شَافِيَةً، لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زاكِيَةً، وَأَسْمَاعاً وَاعِيَةً، وَآرَاءً عَازِمَةً، وَأَلْبَاباً حَازِمَةً! َاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ، وَاقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ، وَوَجِلَ فَعَمِلَ، وَحَاذَرَ فَبَادَرَ، وَأَيْقَنَ فَأَحْسَنَ، وَعُبِّرَ فَاعْتَبَرَ، وَحُذِّرَ فَحَذِرَ، وَزُجِرَ فَازْدَجَرَ، وَأَجَابَ فأَنَابَ، وَرَاجَعَ فَتَابَ، وَاقْتَدَى فَاحْتَذَى، وَأُرِيَ فَرَأَى، فَأَسْرَعَ طَالِباً، وَنَجَا هَارِباً، فَأَفَادَ ذَخِيرَةً، وَأَطَابَ سَرِيرَةً، وَعَمَّرَ مَعَاداً، وَاسْتَظْهَرَ زَاداً لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَوَجْهِ سَبِيلِهِ، وَحَالِ حَاجَتِهِ، وَمَوْطِنِ فَاقَتِهِ، وَقَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ. فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ، وَاحْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، وَاسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِيعَادِهِ، وَالْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.
ومنها: جَعَلَ لَكُمْ أسْمَاعاً لِتَعِيَ مَا عَنَاهَا، وَأَبْصَاراً لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا، وَأَشْلاَءً جَامِعَةً لِأَعْضَائِهَا، مُلاَئِمَةً لِأَحْنَائِهَا في تَرْكِيبِ صُوَرِهَا، وَمُدَدِ عُمُرِهَا، بِأَبْدَانٍ قَائِمَةٍ بِأَرْفَاقِهَا، وَقُلُوبٍ رائِدَةٍ لاَِرْزَاقِهَا، فِي مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ، وَمُوجِبَاتِ مِنَنِهِ، وَحَوَاجِزِ عَافِيَتِهِ. وَقَدَّرَ لَكُمْ أَعْمَاراً سَتَرَهَا عَنْكُمْ، وَخَلَّفَ لَكُمْ عِبَراً مِنْ آثَارِ الْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ، مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ، وَمُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ. أَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَايَا دُونَ الْآمَالِ، وَشَذَّبَهمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ، لَمْ يَمْهَدُوا فِي سَلاَمَةِ الْْأَبْدَانِ، وَلَمْ يَعْتَبِرُوا فِي أُنُفِ الْْأَوَانِ. فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضَاضَةِ الشَّبَابِ إِلاَّ حَوَانِيَ الْهَرَمِ؟ وَأَهْلُ غَضَارَةِ الصِّحَّةِ إِلاَّ نَوَازِلَ السَّقَمِ؟ وَأَهْلُ مُدَّةِ الْبَقَاءِ إِلاَّ آوِنَةَ الْفَنَاءِ؟ مَعَ قُرْبِ الزِّيَالِ، وَأُزُوفِ الْإِنتِقَالِ، وَعَلَزِ الْقَلَقِ، وَأَلَمِ الْمَضَضِ، وَغُصَصِ الْجَرَضِ، وَتَلَفُّتِ الْإِسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ الْحَفَدَةِ وَالْْأَقْرِبَاءِ، وَالْْأَعِزَّةِ وَالْقُرَنَاءِ! فَهَلْ دَفَعَتِ الْْأَقَارَبُ، أَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ؟ وَقَدْ غُودِرَ فِي مَحَلَّةِ الْْأَمُوَاتِ رَهِيناً، وَفِي ضِيقِ الْمَضْجَعِ وَحِيداً، قَدْ هَتَكَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ، وَأَبْلَتِ النَّوَاهِكُ جِدَّتَهُ، وَعَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ، وَمَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ، وَصَارَتِ الْْأَجْسَادُ شَحِبَةً بَعْدَ بَضَّتِهَا، وَالْعِظَامُ نَخِرَةً بَعْدَ قُوَّتِهَا، وَالْْأَرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا مُوقِنَةً بَغَيْبِ أَنْبَائِهَا، لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا، وَلاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَيِّىءِ زَلَلِهَا! أَوَ لَسْتُمْ أَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَالْآبَاءَ، وَإِخْوَانَهُمْ وَالْْأَقْرِبَاءَ؟ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ، وَتَرْكَبُونَ قِدَّتَهُمْ، وَتَطَؤُونَ جَادَّتَهُمْ؟! فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا، لاَهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا، سَالِكَةٌ في غَيْرِ مِضْمارِهَا! كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا، وَكَأَنَّ الرُّشْدَ في إحْرَازِ دُنْيَاهَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَى الصِّراطِ وَمَزَالِقِ دَحْضِهِ، وَأَهَاوِيلِ زَلَلِهِ، وَتَارَاتِ أَهْوَالِهِ ; فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ، وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ، وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ، وَظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِه، وَأَوْجَفَ الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ، وَقَدَّمَ الْخَوْفَ لِأَمَانِهِ، وَتَنَكَّبَ الَْمخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِيلِ، وَسَلَكَ أَقْصَدَ المَسَالِكَ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ; وَلَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ، وَلَمْ تَعْمَ عَلَيْهِ مُشْتَبِهَاتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْْأُمُورِ، ظَافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى، وَرَاحَةِ النُّعْمَى، في أَنْعَمِ نَوْمِهِ، وَآمَنِ يَوْمِهِ. قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ حَمِيداً، وَقَدَّمَ زَادَ الْآجِلَةِ سَعِيداً، وَبَادَرَ مِنْ وَجَلٍ، وَأَكْمَشَ فِي مَهَلٍ، وَرَغِبَ فِي طَلَبٍ، وَذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ، وَرَاقَبَ فِي يَوْمِهِ غَدَهُ، وَنَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ. فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَنَوَالاً، وَكَفى بَالنَّارِ عِقَاباً وَوَبَالاً! وَكَفَى بِاللهِ مُنْتَقِماً وَنَصِيراً! وَكَفَى بِالكِتَابِ حَجيجاً وَخَصِيماً!
أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ، وَاحْتَجَّ بِمَا نَهَجَ، وَحَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً، وَنَفَثَ فِي الْآذَانِ نَجِيّاً، فَأَضَلَّ وَأَرْدَى، وَوَعَدَ فَمَنَّى، وَزَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ، وَهَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائمِ، حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ، وَاستَغْلَقَ رَهِينَتَهُ، أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ، وَاسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ، وَحَذَّرَ مَا أَمَّنَ.
أَمْ هذَا الَّذِي أَنْشَأَهُ فِي ظُلُمَاتِ الْْأَرْحَامِ، وَشُغُفِ الْْأَسْتَارِ، نُطْفَةً دِهَاقاً، وَعَلَقَةً مِحَاقاً، وَجَنِيناً وَرَاضِعاً، وَوَلِيداً وَيَافِعاً. ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً، وَلِساناً لْافِظاً، وَبَصَراً لْاحِظاً، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً، وَيُقَصِّرَ مُزْدَجِراً; حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ، وَاسْتَوَى مِثالُهُ، نَفَرَ مُسْتَكْبِراً، وَخَبَطَ سَادِراً، مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ، كَادِحاً سَعْياً لِدُنْيَاهُ، فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ، وَبَدَوَاتِ أَرَبِهِ; لْايَحْتَسِبُ رَزِيَّةً، وَلاَ يَخْشَعُ تَقِيَّةً ; فَمَاتَ فِي فِتْنَتِهِ غَرِيراً، وَعَاشَ فِي هَفْوَتِهِ يَسِيراً، لَمْ يُفِدْ عِوَضاً، وَلَمْ يَقْضِ مُفْتَرَضاً. دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ، وَسَنَنِ مِرَاحِهِ، فَظَلَّ سَادِراً، وَبَاتَ سَاهِراً فِي غَمَرَاتِ الْآلَامِ، وَطَوَارِقِ الْْأَوْجَاعِ والْْأَسْقَامِ، بَيْنَ أَخٍ شَقِيقٍ، وَوَالِدٍ شَفِيقٍ، وَدَاعِيَةٍ بِالْوَيْلِ جَزَعاً، وَلَادِمَةٍ لِلصَّدْرِ قَلَقاً. وَالْمَرءُ فِي سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ، وَغَمْرَةٍ كَارِثَةٍ، وَأَنَّةٍ مُوجِعَةٍ، وَجَذْبَةٍ مُكْرِبَةٍ وَسَوْقَةٍ مُتْعِبَةٍ. ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ مُبْلِساً، وَجُذِبَ مُنْقَاداً سَلِساً، ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى الْْأَعَوادِ رَجِيعَ وَصِبٍ، وَنِضْوَ سَقَمَ، تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ الْوِلْدَانِ، وَحَشَدَةُ الْإِخْوَانِ، إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ، وَمُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ ; وَمُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَيِّعُ، وَرَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً لِبَهْتَةِ السُّؤَالِ، وَعَثْرَةِ الْإِمْتِحَانِ. وَأَعْظَمُ مَا هُنَالِكَ بَلِيَّةً نُزُلُ الْحَمِيم، وَتَصْلِيَةُ الْجَحِيمِ، وَفَوْرَاتُ السَّعِيرِ، وَسَوْراتُ الزَّفِيرِ، لاَ فَتْرَةٌ مُرِيحَةٌ، وَلاَ دَعَةٌ مُزِيحَةٌ، وَلاَ قُوَّةٌ حَاجِزَةٌ، وَلاَ مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ، وَلاَ سِنَةٌ مُسَلِّيَةٌ، بَيْنَ أَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ، وَعَذَابِ السَّاعَاتِ! إِنَّا بِاللهِ عَائِذُونَ! عِبَادَ اللهِ، أَيْنَ الَّذِينَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا، وَعُلِّمُوا فَفَهِمُوا، وَأُنْظِرُوا فَلَهَوْا، وَسُلِّمُوا فَنَسُوا؟ أُمْهِلُوا طَوِيلاً، وَمُنِحُوا جَميِلاً، وَحُذِّرُوا أَلِيماً، وَوُعِدُوا جَسِيماً! احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَةَ، وَالْعُيُوبَ الْمُسْخِطَةَ. أُولِي الْْأَبْصَارِ وَ الْْأَسْمَاعِ، وَالْعَافِيَةِ وَالْمَتَاعِ، هَلْ مِنْ مَنَاصٍ أَوْ خَلاَصٍ، أَوْ مَعَاذٍ أَوْ مَلاَذٍ، أَوْ فِرَارٍ أَوْ مَحَارٍ! أَمْ لاَ؟ (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)! أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ! أَمْ بِمَاذَا تَغْتَرُّونَ؟ وَإِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ الْْأَرْضِ، ذَاتِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ، قِيدُ قَدِّهِ، مُتَعَفِّراً عَلى خَدِّهِ! الْآنَ عِبَادَ اللهِ وَالْخِنَاقُ مُهْمَلٌ، وَالرُّوحُ مُرْسَلٌ، فِي فَيْنَةِ الْإِرْشَادِ، وَرَاحَةِ الْْأَجْسَادِ، وَبَاحَةِ الْْأَحْتِشَادِ، وَمَهَلِ الْبَقِيَّةِ، وَأُنُفِ الْمَشِيَّةِ، وَإِنْظَارِ التَّوْبَةِ، وَانْفِسَاحِ الْحَوْبَةِ قَبْلَ الضَّنْكِ وَالْمَضِيقِ، وَالرَّوْعِ وَالزُّهُوقِ، وَقَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ المُنتَظَرِ، وَإِخْذَةِ الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ. قال الشريف الرضي: في الخبر: أنّه عليه السلام لمّا خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود، وبكت العيون، ورجفت القلوب. ومن الناس من يسمي هذه الخطبة: «الغراء».
في النهاية رجائي من الله القبول وأرجو أن تكون حازت على إعجابكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
( ops (ops (ops :p(/)
أنقذوني لاأفرق بين العقلي والمرسل
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 08:33 م]ـ
أخوتي الأفاضل
هذا السؤال لم إجد إجابته عند كل الدكاترة في كليتي كلية اللغة العربية
وأنا مهتم بالبلاغة وأريد أن أصل إلى علم جازم في ما أردت
أريد ان أفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي
فأنا أجد بينهما تشابها كبيراً مع أنه قيل لي أن المجاز العقلي يخص علم
المعاني والمجاز المرسل يخص علم البيان
أرجو منكم الأ جابة الشافي الكافية
محبكم عاشق البيان
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 09:19 م]ـ
المجاز العقلي من علم البيان، وفئة قليلة جدا هي التي جعلته ضمن المعاني لعلاقته بالإسناد
فالمجاز العقلي يتعلق بالإسناد
ولا علاقة له بالأصل اللغوي لللكلمة
والإسناد كما هو معروف علاقة بين ركني الجملة (المسند والمسند إليه) وإثبات كل منهما للآخر
من تعريف المجاز العقلي: إسناذ الفعل أو ما في معناه إلى فاعل غير فاعله الحقيقي لعلاقة بينهما
فإن قلنا (نهاره صائم) فهذا مبتدا وخبر (مسند إليه، ومسند)
فقد أسندنا الصوم إلى النهار، والنهار لا يصوم، والذي صام هو الإنسان الذي يعود عليه الضمير
أما المجاز المرسل فلا يختص بركني الجملة
إنه يقوم على نقل اللفظ من معناه إلى معنى جديد له به علاقة ما تربط المعنيين معا، وهي ليست علقة المشابهة
فإن كانت علاقة مشابهة فهي الاستعارة
هل أوضحت لك شيئا ينفعك؟
أو تريد استيضاح شيء ما؟
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 11:22 ص]ـ
شكراً أستاذة أنوار الأمل على الجواب الرائع
لكن ألا تلاحظين بالتشابه بين علاقات كل من المجازين من هنا يكمن عدم التفريق
وسأعيد النظر في كلامك إن شاء الله وأتتبعه(/)
استعارات .. في الحديث الشريف
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 01:05 ص]ـ
:::
الاستعارة في الحديث الشريف
وردت الاستعارة كثيرا في كلام النبي:= وبدت وسيلة بيانية هامة في تجسيد الأفكار وتشخيصها، وإيضاح المعاني والتعبير عنها بشكل فني جمالي متميز. ولا عجب في ذلك فالنبي عليه السلام أفصح العرب، وأبلغ من نطق بالضاد، وحُق لمن كان منتدبا لبيان القرآن الكريم وتفصيل مجمله وإيضاح موجزه ومشكله أن يكون بيانه في مستوى رفيع يليق ببيان القرآن الكريم وبلاغته الرفيعة المعجزة.
استعارات في الحديث الشريف
قال:= في دعاء: ولا تسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم. رواه مسلم والترمذي
هذه استعارة، والمراد بالبيضة مجتمع أمته عليه السلام، وشبه ذلك بالبيضة لاجتماعها وتلاحق أجزائها واستناد ظاهرها إلى باطنها.
وفي هذه الصورة إشارة إلى ما ينبغي أن تكون عليه أمة المسلمين من اجتماع واتفاق والتئام حتى لا يقدر العدو على استباحتهم، وهذه استعارة تصريحية أصلية
ـ وقال:=: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
هذه استعارة تمثيلية جاءت على شكل المثل، وهو يضرب لمن لا يتعظ من خطئه الأول، ويكرر الفعل، ويؤتى من المكان الذي أتي منه أول مرة.
ـ وقال: إياكم وخضراء الدمن
شبه المرأة الحسناء في منبت السوء بالشجرة الخضراء التي تنبت في المزبلة فتجيء خضرة ناعمة ناضرة ولكن منبتها خبيث قذر
وفي هذه الاستعارة التصريحية تحذير للمسلم من أن يغتر بالمظهر وحده، وأن يؤخذ بجمال المرأة من غير أن ينظر إلى خلقها ودينها، إذ لا خير في ظاهر حسن مع باطن خبيث. إنه كشجرة خضراء في دمنة وهي مجتمع الأبعار
ـ وقال: إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا
جعل عليه السلام غريبا في أول أمره تشبيها له بالرجل الغريب الذي قلّ أنصاره وأهوانه، وبعدت دياره، لأن الإسلام كان على هذه الصفة يف أول ظهوره، ثم استقرت قواعده.
ثم قال:=: وسيعود غريبا .. إلى مثل حاله الأولى في قلة العاملين به والمناصرين له.
وهذه استعارة مكنية شخص فيها الإسلام بكائن حي هو الرجل الغريب في أول أمره وآخره، بجامع انعدام النصير وضعف الحول والطول.
كتبته لكم من: البلاغة العربية .. د. وليد قصاب
192 194(/)
المجاز اللغوي
ـ[الصدر]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 01:28 ص]ـ
بين نوع المجاز اللغوي وعلاقته في الكلمات الآتية:
1 - سالت عليه شعاب الحي حين دعا = أنصاره بوجوه كالدنانير.
الكلمات: سالت – الحي – بوجوه
تحاياي للجميع
ـ[غلاتي لذاتي]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 07:33 ص]ـ
نعم أخي الصدر ...
سالت عليه شعاب الحي حين دعى ** أنصاره بوجوه كالدنانير
ماهي وجوه البلاغة في هذا البيت؟
أين الاستعارة التصريحية؟
والمجاز المرسل؟
والتشبيه؟
والمجاز العقلي؟
لاعدم.
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 09:39 ص]ـ
- إسناد السيل إلى الشعاب مجاز عقلي، علاقته: المكانية.
- تشبيه الناس بالسيل استعارة مكنية، حذف المشبه به، وأُبقي شيءٌ من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
أراد أنه مسموع الكلمة، مهاب الجانب، متى ما دعا إلى نازلة أو خطب، أسرع إليه مناصروه، وكثروا عليه، وتغشوه كالسيل. (والاستعارة هي أحد نوعي المجاز اللغوي كما هو معروف).
- التعبير بالوجوه مجاز مرسل (مجاز لغوي)، علاقته الجزئية؛ حيث عبر بالوجوه وأراد القوم.
وإنما لطف التعبير بالجزء هنا (الوجوه) لأنها مظنة البِشر والسرور، ومعنى هذا أن القوم يهبون لنصرته بفرح وحبور.
- التشبيه يبدو جليًّا في تشبيه الوجوه بالدنانير.
والله - تعالى - أعلم.
ـ[غلاتي لذاتي]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 06:14 م]ـ
الله يجزيك الجنة
وجعله بموازين حسناتك
والله يعطيك العافية
لاعدم(/)
ممكن المساعدة في تفسير سورة الكهف
ـ[عذابة]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 01:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو مساعدتي في الإجابة على هذه الأسئلة إذ أمكن
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً)
1 - ما علاقة هذه الآية بما قبلها؟
2 - لماذا قدم المال على البنون هنا؟
3 - ماذا يعني تعبير القرآن الكريم في قوله (زينة)؟
4 - ولماذا أضيفت إلىرمز الحياة؟
5 - وماذاتعني (الدنيا)؟ وما سر هذا العطف؟
6 - ما هي الباقيات؟ ولماذا رسخت بالصالحات؟
7 - لماذا ذ ُكر (خير)؟ وماذايعني هذا الظرف (عند)؟
8 - وما سر هذه الإضافة؟ ومن المخاطب؟
9 - ما هو (الأمل)؟
أتمنى لمن يستطيع مساعدتي أن يجيب على الأسئلة قبل يوم الاثنين، وأكون له شاكرة.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 11:32 م]ـ
قدم المال لأنه سبب أكبر للزينة
والدنيا من الدنو والانخفاض فهي تحمل معناها، فمهما كان المال والبنون زينة فإنها زينة دنيا مصيرها الزوال، ومهما علت فهي في نزول
ويمكنك أختي أن تعودي إلى مصادر التفسير لتقرئي بنفسك ما قاله العلماء
إيلك هذا مثلا، ويمكن أن تطلعي على تفاسير أكثر من قائمة الشمال
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&nSora=18&nAya=46&taf=KORTOBY&l=arb&tashkeel=0
ـ[عذابة]ــــــــ[27 - 11 - 2004, 06:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك على مساعدتك لي.
ولك جزيل الشكر والتقدير.
ـ[عربية]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 09:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي وطالبة العلم العذبة الندية تحياتي لك وسلام الله عليك .. وددت يا أختي وبعد رؤية سؤالك الذي يدل
على فطنتك .. ولو كنت متأخرة في مشاركتي ولكن وددت أن أخبرك -إن لم يكن لديك علم -بالأستاذ فاضل السامرئي القديرالمتخصص في الإعجاز البلاغي والبياني في القرآن فهو ما شاء الله بحر لا يجف في ذلك ويشهد له من استمع إليه و الذي فعلا كان هدية الله لنا نحن محبو لغة القرآن وحجة علينا بعلمه الغزير الذي لا ينضب .. ووالله ياأختي إن الكلمات لتنتهي وقدره وعلمه ونجابته .. ووووو .. لا ينتهي ولا أحد في الدنيا لا يستطيع أن يوفيه حقه إلا الله عزوجل ..
وهو ياأختي عالم نحوي وأستاذ كبير في النحو في جامعة الشارقة وقد تفنن في الإعجاز القرآني
وتخصص به. فهذه دعوة لك ياأختي ولكل الغالين من أبناء الفصيح هذا المنتدى الغالي وأرجو أن يقبلها مني هذا المنتدى الغالي على قلبي - شيئاً متواضعاً إن لم يسبقني أ ونال أجره أحد من قبلي ..
وللأستاذ فقد أنشأله أهل الخير موقع على الشبكة: www.lamasaat.com
والدال على الخير كفاعله .. وله أيضا برنامج على قناة الشارقة في البيان القرآني البلاغي ولكن لا يعرض حالياً .. أرجو من الله القبول ولكم كل النفع بإذنه تعالى والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .. : rolleyes: :rolleyes:
ـ[المستشار33]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 07:18 م]ـ
الاخت السائلة
الاشارة إلى الرابط أعلاه لتفسير الآية الكريمة، ولربطها بالآية السابقة، خير جواب شاف لما سألت، لكن تساؤلك قادني إلى تقديم تفسير أدبي علمي يجيب على السبب الرئيسي الذي جاء منه تساؤلك، وهو اجتهاد أدبي علمي لغوي خاص، علّه يقدم لك نفعاً فيما سألت عنه:
في دراسة بيانية، ما زلت أعمل عليها، اختصت في سورة الكهف، ولم تنشر بعد، تساءلت عن سرّ وجود الاية السابقة:"وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .. "، وعلاقتها المباشرة بالآية الكريمة اللاحقة: " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .. "، ولأن دراستي كانت أدبية بيانية بحتة، تربط بين الآيات والسور والمعاني والألفاظ في مجمل السورة، استوقفني المثال المضروب عن الحياة الدنيا أولا ثم عن علاقة ذلك بالمال والبنون، وعلاقتها بالمجمل في الصور والتشبيهات العامة المتوفرة بقوة في السورة، لذا رأيت أن مثل الحياة الدنيا، هو إعجاز علمي لم يكتشف بعد، وسيكتشف، ربما بعد سنين طويلة، وفيها تلميح غير مباشر من الخالق عزوجل عن الطريقة التي يتم تكوين مادة الحياة منها لدى الرجل والمرأة، والتي تتشكل منها البويضات والسائل المنوي، حيث أن العلم الحديث لم يقرر بعد، ما هي أصل هذه المادة، وكيف تأتي، رأيت أن أربط بين هذه الآية والطريقة التي تتشكل منها الحياة في النبات، ككائن حي، وهي كما نعلم بالتلقيح، فافترضت الأنسان يتنفس مادة الحياة في الرياح، التي يرسلها الخالق العظيم، وهو بالطبع أقرب مثال لذلك، لينتج داخل جسده مادة الحياة الأم، وهذه المادة لا تتوفر إلا حين يختلط الماء بنبات الأرض، وبقدرة الخالق العظيم، كما توضح الآية.
إذا أثبت العلم، فيما بعد، بالتجارب، صحة إعتقادي هذا، فإن الربط مع الآية التالية سيكون من خلال أن مادة الحياة، التي تظهر باختلاط النبات مع الماء القادم من السماء، تُشكل عنصريين أساسيين، الأول المال، حيث يأتي هذا الاختلاط بالنبات بمختلف أشكاله، وهو الشكل الأول للمال، في الرزق المتوفر في الزراعة والمحاصيل، كما كانت الناس في ذلك الوقت تنظر للمال، والثاني البنون وهم نتيجة التلقيح بين الذكر والانثى، لكن الله عز وجل المانح للمال والبنون، لم يخلق الأرض لذلك فقط، بل وضعها آلية للإستمرار، أما الحقيقة فقد خلقها للباقيات الصالحات .. وفيهن الأمل من نتيجة هذا الخلق.
إذا لم يثبت العلم مقولتي، فإن الربط يجوز بينهما، بين تلقيح النبات والرزق وآلية الاستمرار، والله أعلم.(/)
أنقذوني من الغرق ...
ـ[الصدر]ــــــــ[27 - 11 - 2004, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أما بعد
أود لو شرحتم لي بمعلومة بسيطة واضحة للتفريق بين الكناية عن صفة
والكناية عن موصوف.
تحياتي
ـ[الربان]ــــــــ[27 - 11 - 2004, 10:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بالأخ الصدر
كناية الصفة:
هي التي تُطلب بها الصفة نفسها، وليس المراد بالصفة النعت المعروف في علم النحو، بل الصفة المعنوية كالجود والشجاعة والطول والجمال، وغير ذلك من الصفات ....
كقول الخنساء:
طويل النجاد، رفيع العماد كثير الرماد إذا ما شتا
(طويل النجاد، ورفيع العماد، وكثير الرماد). فطول النجاد - وهي حمائل السيف - يستلزم طول القامة، وهذا معناه ان أخيها طويل، وتلك هي الصفة الأولى. ورفعة العماد تستلزم الشهرة والحسب والزعامة؛ لأن بيت الزعماء يدخله أناس راكبون وراجلون، فيستلزم أن يكون باباً عليهم، ومن ثمّ فأصحابه متصفون بصفة الزعامة. وكثرة الرماد تستلزم كثرة الطبخ، وكثر الطبح تستلزم كثرة الآكلين، وكثرة الآكلين تستلزم كثرة الضيوف، وكثرة الضيوف تستلزم الكرم. فصخر إذن رجل كريم إضافة إلى زعامته وطول قوامه.
ومعيار كناية الصفة أن يُذكر الموصوف وتذكر النسبة إليه، ولا تُذكر الصفة المرادة، وإنما مكانها صفة أخرى تستلزمها.
كناية الموصوف:
وضابطها أن يُصرّح بالصفة وبالنسبة، ولا يُصرّح بالموصوف.
مثال ذلك:
فلان صفا لي بمجمع لبه.
أي قلبه. فقد صرح بالصفة وهي (مجمع لبه) وصرح بالنسبة، وهي: (إسناد الصفاء إلى مجمع اللب) ولم يصرح بالموصوف الذي هو القلب، بل ذكر مكانه وصفاً خاصاً، وهو كونه مجمع اللب.
ومن أمثلة الكناية عن موصوف:
سفنية الصحراء: الجمل
بنت شفه: الكلمة
بنت اليم: السفينة
موضع الأضغان: القلب
أتمنى أني قد اوصلت الفكرة
وأعذرني على أي تقصير
أخوك / الربان
ـ[الصدر]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 12:38 ص]ـ
أحسن الله إليك .. وجزاك خيرا
تحياتي(/)
لماذا قوله تعالى: (وشفتين)؟
ـ[عربية]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 09:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى من وهبه الله علماً وأعطاه فهماً سؤالي يقول:
ما وجه البيان القرآني في قوله تعالى (ولساناً وشفتين)
لماذا ذكر (وشفتين) غير عن اللسان وماوظفيتها؟
جزاكم الله خيراً أرجو أن لا يكون سؤالي ليس مفيداً ( ops
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 12:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت عربية
ذكر الدكتور السامرائي في تفسيره لسورة البلد ما يلي (جاءت " لسانا وشفتين" مقابل قوله تعالى " يقول
أهلكت مالا لبد " واللسان والشفتان هما أداتا النطق. فكأنما سبحانه وتعالى جعل الدليل على علمه وقدرته بما أعطاه
للإنسان من وسائل ليستعملها)
أما بالنسبة لوظيفة الشفتين:
أقول: للشفتين وظائف منها:
1 - ستر الأسنان والفم.
2 - جمال للوجه.
3 - الاستعانة بهما على الكلام أو النطق.
ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي خلق الخلق وأوجده من غير مثال والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله وسلم تسليما كثيرا
شكرا يأختي (عربية) على هذا السؤال
والشكرالخاص لقمر لبنان على هذا البيان البديع
اما من ناحية الشفتين ووظيفتهما بالنسبة للانسان: مهمة جدا
تصور إنسان بلا شفتين واللعاب يسيل من فمه، ولايكاد يستطيع شرب الماء
ولا الحفاظ على الاكل في فمه ..
ناهيك عن الروائح التي سوف تصدر عن هذا الجوف في حال غياب الشفاه ..
-كما ان مخرج بعض الحروف يعتمد على الشفتين (الميم- الباء- الواو .... )
اما من الناحية التشريحية فهناك مجموعة من العضلات تتحكم بالشفتين من حيث التحيكهما -إعطاء سيماء للوجه (_فرح -حزن- غضب. انفعالات .. )
وهذا جزء من الاعجاز الظاهر للشفتين
والله أعلم
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 11:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا أخت أحلام على هذا الشرح الجميل
أتمنى من الله أن تبقي متألقة كعادتك.
ـ[عربية]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 02:04 م]ـ
: p :p :p
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو الكلمات تألقت بأنجم وسماء ... لعددت كل الكون حرفا في كلام
كل شكري وامتناني لكما قمر لبنان وأحلام على التوضيح البليغ جعلكم الله ممن يعمل بعلمه ويهتدي بهدي الله .. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
هل يسمى تشبيها ضمنيا؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 06:07 م]ـ
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
هل يسمى تشبيها ضمنيا؟
مع أنني أرى أن بكلمة الحماقة استعارة مكنية، حيث شبه الحماقة بالداء
والمشبه به محذوف
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 11:18 م]ـ
هو ليس تشبيها ضمنيا
ولكن الأقرب ماقلت أنه استعارو مكنية لأنه شبه الحماقة بالمرض وحذف المرض ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو الدواء
وشكراً لك
ـ[أبوحسام ألأشقر]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين .. أما بعد .. دققت جيدا في البيت الشعري .. فوصلت الى إجابة تختلف تماما عما ذكر سابقا .. فالتشبيه ليس ضمنيا لأنه جاء بصورة صريحة .. كما أنه ليس استعارة .. لأن طرفي التشبيه (الداء و الحماقة) مذكوران في البيت .. وإنما هو تشبيه بليغ جاء بصورة التشبيه البليغ الإضافي إذا قدرنا الكلام .. الا داء الحماقة .. والله أعلم
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:04 ص]ـ
عذرا أحبتي ألا يمكن أن يكون الكلام على حقيقته فلا يكون في البيت استعارة ولا تشبيه لأن و
الحماقة داء والداء على قسمين حسي ومعنوي فما تقولون؟؟؟
ـ[عربي سوري]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 04:59 م]ـ
الصورة لا تشبيه ضمني ولا استعارة
فالحماقة كما تفضل الأخ قبلي هي داء حقيقة وليس مجازا إذا لا استعارة هنا
كما أن التشبيه الضمني هو ذاته التمثيلي لكن مع عدم ذكر الأداة ومن أمثلته
قول شاعر العرب إلى يوم يبعثون المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
فقد شبه حال من يعتاد على الهوان بحال الميت الذي لا يؤثر فيه جرح
والسلام في الختام(/)
سؤال لتنشيط المنتدى
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 01:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من يشرح لنا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:
" ... ولا ينفع ذا الجد منك الجد "
للعلم، ما ذكرته جزء من حديث صحيح.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 08:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي القدير أبو محمد
أشكرك على اهتمامك بالموضوع.
أنت تعلم أستاذي أننا في عصر السرعة، وكثير من الناس يسد رمقه بالوجبات السريعة كالبرغر وغيرها،
لذلك تجد أكثرهم لا صبر له في قراءة النصوص الطويلة والتي تحمل في طياتها كثيرا من الفائدة، فتراهم
يتهافتون على المختصرات والملخصات.
قد يتصفح ما نقلت عن " ابن حجر في فتحه" متصفح ما لكنه غير مخصوص في اللغة العربية أو العلوم الدينية
و أقول: ربما لن يصل إلى فهم صحيح لما ورد في النص المنقول.
لذلك أطلب منك أستاذي الكريم أن تلخص ما نقلته عن ابن حجر بأسلوبك البديع حتى تعم الفائدة هذا من جهة
ومن جهة أخرى: أعتقد أن كثيرا من المسلمين يرددون هذا الحديث دون أن يعرفوا معناه، فيكون الإيجاز عونا
لهم في فهم الحديث ولك الأجر من الله سبحانه وتعالى.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 12:24 م]ـ
تفسير ’’ ولا ينفع ذا الجد منك الجد ‘‘، من كتاب ’’ صفة صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‘‘ للعلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ: (ص: 137).
يقول المؤلف ـ رحمه الله ـ: ’’ أي: لا ينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان منك حظه؛ أي: لا ينجيه حظه منك، وإنما ينفعه وينجيه العمل الصالح ‘‘.
و’’ الجَد ‘‘: ’’ بالفتح على الصحيح، وهو الحظ والعظمة والسلطان ‘‘. كما قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[03 - 12 - 2004, 08:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لأستاذي القدير أبي محمد، وكذلك الشكر موصول للأخت سمط اللآلىء على ما نقلته لإيضاح الحديث،
لكنني أحببت أن أضيف:
الجد " بفتح الجيم " تطلق على المعاني التالية:
1 - الغنى
2 - المال، وهما في دائرة الحظ.
3 - العظمة.
4 - الجد الذي هو أبو الأب، أو أبو الأم.
والمقصود من كلمة الجد في الحديث: الحظ في نطاق الغنى والمال
ذا: بمعنى صاحب، وتعرب هنا: مفعول به مقدم منصوب بالألف لأنها من الأسماء الستة
كلمة الجد الثانية تعرب هنا: فاعل مؤخر مرفوع بالضمة.
المعنى: لا ينفع الحظ والمال والغنى صاحبه، إن أردت أن تعاقبه يا رب، أو تهلكه، ولا يدفع عنه
شيئا من ذلك، بل الذي ينفعه إنما هو عمله الصالح.(/)
الأمر والنهي في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[07 - 12 - 2004, 12:07 ص]ـ
الأمر والنهي في القرآن الكريم
الأصل في الأمر أن يكون لطلب الفعل على سبيل الإيجاب / كقوله تعالى {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإنّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون}
- ولكنه يجئ لغير الإيجاب كثيرا، فيكون مثلا للدعاء في قوله تعالى {اهدنا الصراط المستقيم}
- وللتهديد كما في قوله تعالى {أن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار أم يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير}
- ألا ترى هذا الأمر يحمل معنى عدم الاكتراث بأعمالهم لأن وبالها عائد عليهم لا محالة
- وللتعجيز في قوله {أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله}
- وفي هذا الأمر معنى التحدي ليظهر عجزهم في وضوح وجلاء ...
- ولمل كان الأثيم ولا ريب في أقصى حالات التنبه لما ينزل به من عذاب أليم، ولما يغلى في بطنه كغلي الحميم كان الأمر في قوله سبحانه {ذق إنك أنت العزيز الكريم} للإهانة
- ويأتي الأمر لإغراض أخرى تدرك من من سياق المقام
- والأصل في النهى أن يكون لطلب الكف على سبيل التحريم كما في قوله سبحانه {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
- ويأتي لغير ذلك كالدعاء في قوله تعالى {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}
- وبفهم من النهى في قوله تعالى {قال اخسئوا فيها ولا تكلمون}
- الإهانة ومن قوله ياأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعلمون}
- اليأس من جدوى الاعتذار ويأتي النهى في القرآن لغير ذلك
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 12 - 2004, 01:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخت أحلام على إثراء المنتدى
فموضوع الأمر والنهي مهم، وهو غني جدا في اللغة عموما والقرآن خاصة
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[08 - 12 - 2004, 11:43 ص]ـ
موضوع جميل جداً أختي أحلام وكوضوعك
لكن أحب أن أضيف
أن هناك معان ذكرها بعض العلماء اجتهاد منهم مثل الخبر في قولة تعالى ((وأنه أضحك وأبكى))
وثلاثة معانأخرى
أتمنى أن يتسنى أرجع إليها
وشكراً جداً
ـ[أحمد زنبركجي]ــــــــ[24 - 09 - 2008, 12:59 ص]ـ
موضوع جميل جداً أختي أحلام وكوضوعك
لكن أحب أن أضيف
أن هناك معان ذكرها بعض العلماء اجتهاد منهم مثل الخبر في قولة تعالى ((وأنه أضحك وأبكى))
وثلاثة معانأخرى
أتمنى أن يتسنى أرجع إليها
وشكراً جداً
!!!!! يبدو أن الأخ الفاضل يتحدث عن موضوع آخر!!!
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[24 - 09 - 2008, 02:29 م]ـ
أختي أحلام جزيت خيرا على هذا الموضوع الجميل
وهذا من باب الاستعمال في غير المعنى الأصلي، ويمكن توسيع المادة لتشمل- إضافة إلى الأمر والنهي- النداء والاستفهام وغيرهما من القضايا التي اُستُعملتْ في جوانب بلاغية أفادت معاني أخرى(/)
التمني والترجي في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[07 - 12 - 2004, 04:34 م]ـ
التمني والترجي في القرآن الكريم
التمني طلب حصول أمر محبوب مستحيل الوقوع أو بعيده، والحرف الموضوع له ((ليت)) كما في قوله سبحانه وتعالى {ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا}
وقوله سبحانه وتعالى {ياليت لنا مثل ما أوتي قارون انه اذو حظ عظيم} والتمني في الآية الأولى مستحيل والثاني بعيدة
وقد يتمنى ((هل)) كما أشرنا إلى سر ذلك في الاستفهام ((مقالة سابقة يمكن الرجوع اليها))
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=4611 و بـ ((لو)) كما في قوله تعالى {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا}
- وسر المجيء (لو) للتمني وهي تدل على الامتناع إشعار السامع من أول الأمر بامتناع هذا المتمني واستحالة وقوعه
- أما الترجي ففي أمر المحبوب قريب الوقوع والحرف الموضوع له ((لعل)) كقوله تعالى {لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}
- و ((عسى)) كما في قوله تعالى {ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهديني سواء السبيل}
- وقد ترد لعل داله على توقع أمر محذور كما في قوله تعالى {الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب}
-(/)
الأمر والنهي في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[08 - 12 - 2004, 06:30 م]ـ
الأمر والنهي في القرآن الكريم
الأصل في الأمر أن يكون لطلب الفعل على سبيل الإيجاب / كقوله تعالى {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإنّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون}
- ولكنه يجئ لغير الإيجاب كثيرا، فيكون مثلا للدعاء في قوله تعالى {اهدنا الصراط المستقيم}
- وللتهديد كما في قوله تعالى {أن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار أم يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير}
- ألا ترى هذا الأمر يحمل معنى عدم الاكتراث بأعمالهم لأن وبالها عائد عليهم لا محالة
- وللتعجيز في قوله {أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله}
- وفي هذا الأمر معنى التحدي ليظهر عجزهم في وضوح وجلاء ...
- ولمل كان الأثيم ولا ريب في أقصى حالات التنبه لما ينزل به من عذاب أليم، ولما يغلى في بطنه كغلي الحميم كان الأمر في قوله سبحانه {ذق إنك أنت العزيز الكريم} للإهانة
- ويأتي الأمر لإغراض أخرى تدرك من من سياق المقام
- والأصل في النهى أن يكون لطلب الكف على سبيل التحريم كما في قوله سبحانه {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
- ويأتي لغير ذلك كالدعاء في قوله تعالى {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}
- وبفهم من النهى في قوله تعالى {قال اخسئوا فيها ولا تكلمون}
- الإهانة ومن قوله ياأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعلمون}
- اليأس من جدوى الاعتذار ويأتي النهى في القرآن لغير ذلك ...(/)
التمني والترجي في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[08 - 12 - 2004, 06:31 م]ـ
التمني والترجي في القرآن الكريم
التمني طلب حصول أمر محبوب مستحيل الوقوع أو بعيده، والحرف الموضوع له ((ليت)) كما في قوله سبحانه وتعالى {ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا}
وقوله سبحانه وتعالى {ياليت لنا مثل ما أوتي قارون انه اذو حظ عظيم} والتمني في الآية الأولى مستحيل والثاني بعيدة
وقد يتمنى ((هل)) كما أشرنا إلى سر ذلك في الاستفهام ((مقالة سابقة يمكن الرجوع اليها))
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=4611 و بـ ((لو)) كما في قوله تعالى {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا}
- وسر المجيء (لو) للتمني وهي تدل على الامتناع إشعار السامع من أول الأمر بامتناع هذا المتمني واستحالة وقوعه
- أما الترجي ففي أمر المحبوب قريب الوقوع والحرف الموضوع له ((لعل)) كقوله تعالى {لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}
- و ((عسى)) كما في قوله تعالى {ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهديني سواء السبيل}
- وقد ترد لعل داله على توقع أمر محذور كما في قوله تعالى {الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب}
-
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 12:13 ص]ـ
زادك الله علما وعملا صالحا ونفع بها المسلمين وجزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة.
شخصيا كنت أعتقد أن التمني والترجي مترادفان ولكن مقالك هذا مع ذكر الشواهد القرانية قد جعلني أقتنع بغير ماكنت أعتقد.
ـ[أحلام]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 09:54 م]ـ
الاخ تأبط خيرا
جزاك الله خيرا على مروركم(/)
ما دلالة ربط القمح بالانفاق في الآية 261 من سورة البقرة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 - 12 - 2004, 04:32 م]ـ
ما دلالة ربط القمح بالانفاق في الآية 261 من سورة البقرة (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حية والله يضاعف لمن يشاء) وما وجه الشبه بينهما؟
1. الأرض تعطي أكثر مما تأخذ وتعطي أضعاف ما تعطيها فتزرع حبة وتعطيك الأرض سنابل عديدة ومئات الحبات. ولو تعاملت مع الله تعالى ستأخذ أكثر مما تُعطي.
2. التزم الصبر فلو أعطيت الفقراء اصبر على العطاء كما يصبر الفلاح على البذرة حتى تُعطي.
3. لو خزّنت قمحاً وأخذت منه مقدار كيل وبذرته في الأرض يكون الأمر بظاهره نقص في كمية القمح المخزون لكن لو نظرت إلى النتيجة ستجد أن القمع الذي بذرته أنتج لك الكثير وكذلك الصدقات وإن كان في ظاهرها قد تدل على نقص في أصل المال إلا أن المضاعفة عند الله تعالى هي أكبر بكثير مما أُخذ ولهذا علينا أن ننتبه إلى أن الأمور لا تؤخذ بظواهرها وإنما ببواطنها.
4. إذا كانت الأرض التي هي من مخلوقات الله تعالى أعطت الكثير لمن بذر فيها القليل فكيف فخالق الأرض رب العالمين وكيف بكَرَمه سبحانه وتعالى فإذا كان المخلوق كريماً فما بالنا بخالق الخلق كيف يكون كرمه سبحانه وتعالى؟
5. الله تعالى يعطينا مثلاً في الخير والنماء فالأرض تعطي من لا تعرفه بمجرد أن يبذر فيها الحب وهذه دعوة للناس باستمرار الخير وإعطاء الأقارب والجيران حتى يستمر التواصل والعطاء والخير بين البشر كما هو بين الأرض والبشر وهذا يكون بالانفاق والصدقات بين البشر.
من برنامج إنه لقرآن كريم للشيخ خالد الجندي يُعرض على قناة الصفوة مساء الثلاثاء والأربعاي الساعة 10.30 بتوقيت مكة المكرمة ويعاد صباح الأربعاء والخميس في الساعة 9 بتوقيت مكة.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 08:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا يا أخت سمر
دائما سباقة في الخير
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 10:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على تعقيبك ومرورك الكريم.
ما ننقله أن نضعه بين أيدي الناس ما هو إلا بتوفيق من الله عز وجل وأسأله أن يزيدنا علماً ويفقههنا في الدين وفي لغتنا الجميلة.
بارك الله فيك أيضاً وبمشاركاتك القيمة وما زلت أنتظر مشاركاتك الخاصة لصفحة لغتنا العربية في موقع اسلاميات.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 11:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا أخت سمر
قريبا إن شاء الله سأرسل لكم موضوعا تحت عنوان " لا ريب فيه "
عذرا على التأخير
ـ[أحلام]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 11:55 م]ـ
الاخت الفاضلة سمر حفظك الله ورعاك
واجزل في عطاياه لك وضاعف في حسناتك كما يضاعف
هذه السنابل الىسبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء ....
وإ ذا تكرمت علينا -يأختنا الغالية- لماذا اتى بسبع سنابل وفي كل سنبلة مئة حبة؟
ولو قال مباشرة كمثل حبة اعطت سبعمائة حبة فماهو السر في ذلك؟؟؟
فماهي اللمسة البيانية في ذلك؟؟
وجزاك الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 - 12 - 2004, 08:57 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخب الفاضل قمر لبنان وبانتظار موضوعك ومشاركتك القيمة للإضافة إن شاء الله في الموقع.
أختي الفاضلة أحلام سؤال قيّم ولكني للأسف لا أملك الإجابة عليه الآن فالدكتور فاضل معين هذه اللمسات قد عاد إلى بغداد ويتعذر الاتصال به ولكني إن شاء الله سابحث في كتبه لدي وأسأل لك حتى نصل إلى اللمسة البيانية في هذه الآية الكريمة والسؤال مطروح على الإخوة والأخوات في هذا المنتدى المبارك فلقد عوّدونا على ردودهم القيمة المباركة. جزاك الله خيراً على دفعنا للبحث من خلال هذا السؤال.
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخت سمر على موضوعها الجميل هذا وشرحها الجليل لوجوه المقارنة بين الأرض الطيبة الخصبة وماينفق المؤمن ابتغاء مرضاة الله عز وجل فيضاعف الله له الأجر ويرزقه من حيث لايحتسب في الدنيا وجزاء الآخرة خير وأبقى.
أما عن سؤال أختنا أحلام عن الحكمة في التفصيل وذكر السنابل السبع فاقول وهذا اجتهاد من عندي بأن الحبة لاتعطي حبوبا إلا عن طريق السنابل فالمثل بذكرها هو أقرب للفهم للعقل البشري ثم إنها تضع القارئ في جو يتخيل فيه المزارع يزرع حبة وينتظر لتخرج النبتة ومن النبتة تظهر السنابل وفي السنابل حبوب كثيرة ولم يقتصر الأمر على ذلك العدد بل قال تعالى ((والله يضاعف لمن والله واسع عليم))
هذا والله أعلم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 07:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على تعقيبك على الموضوع وعلى شرحك بخصوص سؤال الأخت أحلام.
وأحب أن أضيف وهذا اجتهاد مني أيضاً أن التشبيه بالسنابل للمضاعفة في الأجر فلو أنه تعالى ضرب لنا مثلاً بأي نوع آخر من الزرع لكان النتاج شجرة واحدة أو نبتة واحدة وإنما بذرة القمح هي التي تعطي السنبلة التي فيها الكثير من الحبوب فكيف بسبع سنابل؟! فهي أدعى لضرب المثل بها للدلالة على مضاعفة الثواب هذا والله أعلم.
بانتظار آراء واجتهادات الإخوة والأخوات الأفاضل في المنتدى لإثراء الفكر وزيادة الفهم إن شاء الله.(/)
الأمر والنهي في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 11:15 م]ـ
الأمر والنهي في القرآن الكريم
الأصل في الأمر أن يكون لطلب الفعل على سبيل الإيجاب / كقوله تعالى {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإنّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون}
- ولكنه يجئ لغير الإيجاب كثيرا، فيكون مثلا للدعاء في قوله تعالى {اهدنا الصراط المستقيم}
- وللتهديد كما في قوله تعالى {أن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار أم يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير}
- ألا ترى هذا الأمر يحمل معنى عدم الاكتراث بأعمالهم لأن وبالها عائد عليهم لا محالة
- وللتعجيز في قوله {أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله}
- وفي هذا الأمر معنى التحدي ليظهر عجزهم في وضوح وجلاء ...
- ولمل كان الأثيم ولا ريب في أقصى حالات التنبه لما ينزل به من عذاب أليم، ولما يغلى في بطنه كغلي الحميم كان الأمر في قوله سبحانه {ذق إنك أنت العزيز الكريم} للإهانة
- ويأتي الأمر لإغراض أخرى تدرك من من سياق المقام
- والأصل في النهى أن يكون لطلب الكف على سبيل التحريم كما في قوله سبحانه {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
- ويأتي لغير ذلك كالدعاء في قوله تعالى {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}
- وبفهم من النهى في قوله تعالى {قال اخسئوا فيها ولا تكلمون}
- الإهانة ومن قوله ياأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعلمون}
- اليأس من جدوى الاعتذار ويأتي النهى في القرآن لغير ذلك ...
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 01:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخت أحلام وزادك الله علما ومحبة للقرآن الكريم(/)
الرجاء الدخول للجميع .. !!
ـ[روان]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 11:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
انا عندي طلب وأتمنى من الأعضاء مساعدتي في محنتي ولهم الأجر بإذن الله ..
انا طالبة جامعية, وطلب مني بحث في مادة العربي.
ويتضمن آية لا تقل عن 15كلمة مع التفسير والمعاني البلاغية الصعبة والأوجه البلاغية
أرجوووووووووووووووووووووكم ساعدوني ويفترض أن أقدم البحث يوم الإثنين ..
وجزاكم الله ألف خير ..
ولكم مني تحيه حارة والشكر الجزيل ..
ـ[روان]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 01:52 م]ـ
أين أنتم؟
أنا محتاااجة
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 04:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت روان، أهلاً بك في منتدى الفصيح.
هناك كتاب صغير اسمه (من بلاغة القرآن دراسة تطبيقية في سورة الحجرات) للصديق الأستاذ إبراهيم الدسيماني، يمكن أن يفيدك، إن شاء الله.
ـ[روان]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 10:37 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ويجعل في ميزان حسناتك باذن الله
ولك مني كل الشكر والتقدير ...
ـ[السيوطي]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 09:35 ص]ـ
لمحمد المبارك كتيب صغير الحجم عظيم الفائدة في موضوعك نسيت اسمه الآن
ببامكانك الرجوع الى أي مكتبة عامة فهرس المؤلفين فتجدين بغيتك
أعانك الله(/)
سؤال في البلاغة
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 02:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مانوع الاسلوب وصيغته:
قال تعالى:
((وكونوا عباد الله اخوانا))
ـ[الأحمر]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 03:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوع الأسلوب: إنشاء
صيغته: أمر
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 03:59 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا على الاجابة
ولكن هل بامكاننا القول بأنه أسلوب الزامي صغته الأمر؟؟؟(/)
خلف عصا الملا
ـ[أبو باسل]ــــــــ[15 - 12 - 2004, 05:46 م]ـ
في قصة (القرية تخلع ثوب الحداد) للكاتبة القطرية (حصة العوضي):
هل يوجد مجاز في عبارة (الأطفال يرددون خلف عصا الملا سلمان)؟
وبعبارة (كانت مدرسته لا تقوم إلا بالعصا)؟
أو أي وجه من أوجه البلاغة؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 08:41 ص]ـ
افتقدت مشاركتكم يا إخوتي(/)
الوجوه والنظائر
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 04:34 م]ـ
الوجوه والنظائر:
الوجوه للفظ المشترك الذي يُستعمل في عدة معان كلفظ الأمة والنظائر كالألفاظ المتواطئة. وقيل النظائر في اللفظ والوجوه في المعاني وهذه عيون من أمثلة عذا النوع:
الهدى يأتي على عدة وجوه:
الثبات (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) الفاتحة)
البيان (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة)
الدين (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) آل عمران)
الايمان (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76) مريم)
الدعاء (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) الرعد) (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) الأنبياء)
الرسل والكتب (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) البقرة)
المعرفة (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) النحل)
النبي ? (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) البقرة)
القرآن (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) النجم)
التوراة (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) غافر)
الاسترجاع (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة)
الحجة (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة)
التوحيد (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) القصص)
السُنة (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) الأنعام) (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) الزخرف)
الاصلاح (ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) يوسف)
الالهام (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) طه) أي ألهمهم المعاش
التوبة (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الأعراف)
الارشاد (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) القصص)
السوء:
الشدّة (يسومونكم سوء العذاب) (البقرة 49)
العقر: (ولا تمسوها بسوء) (الأعراف 73)
الزنى (ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً) (يوسف 25) (ما كان أبوك امرأ سوء) (مريم 28)
البَرَص: (بيضاء من غير سوء) (القصص 32)
العذاب: (إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين) (النحل 27)
الشرك: (ما كنا نعمل من سوء) (النحل 28)
الشتم: (لا يحب الله الجهر بالسوء) (النسائ 148) و (وألسنتهم بالسوء) (الممتنحنة 2)
الذنب: (يعملون السوء بجهالة) (النساء 17)
بئس: (ولهم سوء الدار) (الرعد 25)
الضرّ: (ويكشف السوء) (النمل 62) (وما مسني السوء) (الأعراف 188)
(يُتْبَعُ)
(/)
القتل والهزيمة (لم يمسسهم سوء) (آل عمران 174)
الصلاة:
الصلوات الخمس (ويقيمون الصلاة) (البقرة 3)
صلاة العصر (تحبسونهما من بعد الصلاة) (المائدة 106
صلاة الجمعة: (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) (الجمعة 9)
الجنازة: (ولا تصلّ على أحد منهم) (النوبة 84)
الدعاء (وصلّ عليهم) (التوبة 103)
الدين: (أصلواتك تأمرك) (هود 87)
القراءة (ولا تجهر بصلاتك) (الاسراء 110)
الرحمة والاستغفار (إن الله وملائكته يصلون على النبي) (الأحزاب 56)
مواضع الصلاة (وصلوات ومساجد) (الحج 40) (لا تقربوا الصلاة) (النساء 43
)
الرحمة:
الاسلام: (يختص برحمته من يشاء) (آل عمران 74)
الايمان (وآتاني رحمة من عنده) (هود 28)
الجنة (ففي رحمة الله هم فيها خالدون (آل عمران 107)
المطر (بسراً بين يدي رحمته) (الأعراف 57)
النعمة (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) (النور 10)
النبوة (أم عندهم خزائن رحمة ربك) (ص 9) (أهم يقسمون رحمة ربك) (الزخرف 32)
القرآن (قل فضل الله ورحمته) (يونس 58)
الرزق (خزائن رحمة ربي) (الاسراء100)
النصر والفتح (إن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة) (الأحزاب 17)
العافية (أو أرادني برحمة) (الزمر 38)
المودة (رأفة ورحمة) (الحديد 27) (رحماء بينهم) (الفتح 29)
السعة (تخفيف من ركبم ورحمة (البقرة 178)
المغفرة (كتب على نفسه الرحمة) (الأنعام 12)
العصمة (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رِم) (هود 43)
الفتنة:
الشرك (والفتنة أشد من القتل) (البقرة 191) (حتى لا تكون فتنة) (الأنفال 39)
الاضلال: (ابتغاء الفتنة) (آل عمران7)
القتل (أن يفتنكم الذين كفروا) (النساء 101)
الصدّ: (واحذرهم أن يفتنوك) (المائدة 49)
الضلالة: (ومن يرد الله فتنته) (المائدة 41)
المعذرة: (ثم لم تكن فتنتهم) (الانعام 23)
القضاء: (إن هي إلا فتنتك) (الأعراف 155)
والإثم (إلا في الفتنة سقطوا) (التوبة 49)
المرض: (يفتنون في كل عام) (التوبة 126)
العبرة (لا تجعلنا فتنة) (يونس 85)
الاختبار (ولقد فتنا الذين من قبلهم) (العنكبوت 3)
العذاب: (جعل فتنة الناس كعذاب الله) (العنكبوت 10)
الاحراق: (يوم هم على النا ريفتنون) (الذاريات 13)
الجنون (بأيكم المفتون) (القلم 6)
الروح:
الأمر (وروح منه) (النساء 171)
الوحي (ينزّل الملائكة والروح) (النحل 2)
القرآن (أوحينا إليك روحاً من أمرنا) (الشورى 52)
الرحمة (وأيدهم بروح منه) (المجادلة 22)
الحياة (فروح وريحان) (الواقعة 89)
جبريل (فأرسلنا إليها روحنا) (مريم 17) (نزل به الروح الأمين) (الشعراء 193)
ملك عظيم: (يوم يقوم الروح) (النبأ 38)
جيش من الملائكة (تنزّل الملائكة والروح فيها) (القدر 4)
روح البدن (ويسألونك عن الروح) (الاسراء 85)
القضاء:
الفراغ: (فإذا قضيتم مناسككم) (البقرة 200)
الأمر (وإذا قضى أمراً) (آل عمران 7)
الأجل (فمنهم من قضى نحبه) (الأحزاب 23)
الفصل: (لقضي الأمر بيني وبينكم) (الأنعام 58)
المضيّ (ليقضي الله أمراً كان مفعولا) (الأنفال 42)
الهلاك: (لقضي إليهم أجلهم) (يونس 11)
الوجوب (وقضي الأمر) (يوسف 41)
الابرام (في نفس يعقوب قضاها ((يوسف 68)
الاعلام (وقضينا إلى بني اسرائيل) (الاسراء 4)
الوصية (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) (الاسراء 23)
الموت (فقضى عليه) (القصص 15)
النزول (فلما قضينا عليه الموت) (سبأ 14)
الخلق (فقضاهن سبع سموات) (فصلت 12)
الفعل (كلا لما يقض ما أمره) (عبس 23)
العهد (إذ قضينا الى موسى الأمر) (القصص 44)
الذَكر:
ذكر اللسان (فاذكروا الله كذكركم آباءكم) (البقرة200)
ذكر القلب (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) (آل عمران 135)
الحفظ: (واذكروا ما فيه) (البقرة 63)
الطاعة والجزاء (فاذكروني أذكركم) (البقرة 152)
الصلوات الخمس (فإذا أمنتم فاذكروا الله) (البقرة 239)
العظة: (فلما نسوا ما كروا به) (الأعراف 165) (وذكّر فإن الذكرى) (الذاريات 55)
البيان (أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم) (الأعراف 69)
الحديث (اذكرني عند ربك) (يوسف 42) أي حدّثه بحالي.
القر’ن (من أعرض عن ذكري) (طه 124) (ما يأتيهم من ذكر) (الأنبياء 2)
التوراة (فسألوا أهل الذكر) (النحل 43)
الخبر (سأتلوا عليكم منه ذكرا ((الكهف 43)
الشرف (وإنه لذكر لك) (الزخرف 44)
العيب (إهذا الذي يذكر آلهتكم) (الأنبياء 36)
اللوح المحفوظ (من بعد الذكر) (الأنبياء 105)
الثناء (وذكر الله كثيرا) (الأحزاب 21)
الوحي (فالتاليات ذكرا) (الصافات 3)
الرسول (ذكرا) (رسولا) (الطلاق 10 و11)
الصلاة (ولذكر الله أكبر) (العنكبوت 45)
صلاة الجمعة (فاسعوا الى ذكر الله) (الجمعة 9)
صلاة العصر (عن ذكر ربي) (ص 32)
الدعاء:
العبادة: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) (يونس 106)
الاستعانة (وادعوا شهداءكم) (البقرة 23)
السؤال (ادعوني استجب لكم) (غافر 60)
القول (دعواهم فيها سبحانك اللهم) (يونس 10)
النداء (يوم يدعوكم) (الاسراء 52)
التسمية (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) (النور 63)
الإحصان:
العفّة (والذين يرمون المحصنات) (النور 4)
التزوّج (فإذا أُحصنّ) (النساء 25)
الحرية (نصف ما على المحصنات من العذاب) (النساء 25).
(الاتقان في علوم القرآن للسيوطي صفحة 346 - 352)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بسمه ابراهيم]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 01:40 م]ـ
الأخت العزيزه سمر
جزاكى الله كل خيرفقد عرضت الموضوع بيسركثيرفهذا الموضوع جزءمن دراستى بالجامعه (المشترك اللفظى) وحقبقة كنت بحاجه الى عدة أمثله
فأشكرك وجزاكى الله عنى كل خير
أختك بسمه
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 04:23 م]ـ
الحمد لله الذي جعل في مشاركتي فائدة لك وجزاك الله خيراً على تعقيبك الكريم.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علّمنا وأن يجعلنا ممن يتعاونون فيمت يرضيه عنا.
تمنياتي لك بالتوفيق وإن احتجت لأي موضوع في دراستك فاطرحيه علينا وإن شاء الله نتعاون.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 09:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخت سمر على هذا الموضوع الجميل الجليل وكعادتك سباقة في الخير
ـ[السيوطي]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 09:31 ص]ـ
لابن الجوزي كتاب اسمه المدهش
وهو كاسمه أكثر من مدهش أنصح للمهتم بالمشترك اللفظي بمطالعةالجزء الاول منه والمتعلق بعلوم القران
وبالمناسبة الكتاب موجود بصيغة الورد اما في موقع صيد الفوائد أو في موقع مشكاة الاسلامي نسيت الان(/)
لا تتبعوا خطوات الشيطان
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 04:35 م]ـ
لا تتبعوا خطوات الشيطان
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) البقرة)
قال تعالى لا تتبعوا خطوات الشيطان وليس الشيطان وهذا يتضح من طريقة عمل الشيطان لأن الشيطان لا يدعو الى المعصية بطريقة مباشرة ولكنه يدعو الى مقدمات المعصية فيُغري الانسان بالقليل من المعصية ثم يتدرج قليلاً قليلاً حتى يصل به الى المعصية الكبرى "معظم النار من مستصغر الشرر" والشيطان ينتقل بالانسان من خطوة أقل إلى خطوة أكبر. ومن أساليب الشيطان أنه يسمس المعاصي بطرق جديدة
فالخمر يقال لها مشروبات روحية كأنها ترتقي بالروح والخيال!
والرشوة تسمى هدية أو منحة أو بقشيش حتى لا يصطدم بالتحريم المباشر
والجدل وتسمية الأسماء بغير أسمائها من أساليب الشيطان وعلينا أن ندرك أن ما حرّمه الله تعالى له حكمة لا تدركها عقولنا والله تعالى يحذرنا في الآية من اتباع الخطوات التي تفضي الى المعصية وهي بلا شك خطوات الشيطان الذي يغري الانسان بالمعاصي خطوة خطوة. والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) النور) ويأمر بالسوء والفحشاء ويعد الانسان بالفقر (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169))
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 07:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 07:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد العظيمة وجعلها الله في ميزان أعمالك الصالحات وثبتنا واياكم على الهدى ونور الحق وجنبنا وساوس الشيطان وأبعدنا عن خطواته.
ـ[أحلام]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 06:35 م]ـ
الأخت الفاضلة سمر الغالية حفظك الله ورعاك وجزاك الله خيرا
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
- عندما يتكلم القرآن عن الشيطان فيصف بأن كيده ضعيف ولايكيد إلا الضعفاء،
فالقوي لا يكيد أبدا ..
وصغيرة إذا اصابت فرصة قتلت وكذلك قوة الضعفاء
ويقال: أن الشيطان لا يأتي بشكل مواجهة إنما يأتي موارب يزّين المعصية فإن لم تجبه
زهدك في الطاعة، وإذا ابيت إلا الطاعة دخل من باب الرياء.
فيزين لك الطاعة أمام الناس، فلايتركك لحظة واحدة فيحبط عملك ...
-اقرأ جريدة يتركك حتى آخر سطر فيها وحاول أن تقرأ القرآن فيحاول أن يلهك، و يذكرك بأمور الدنيا حتى يشغلك ويصرفك عن القرآن،
فإذا كنت في طاعة لله فأعلم انك على صراط مستقيم وهو توعدك ان يقعد على هذا الصراط:
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
-اذهب الى السوق يتركك، واحضر مباراة كرة قدم أو غيرها يشغلك كل الوقت ويلهك عن الصلاة أو عمل خير او غير ذلك من حبائله ..
ولكن هناك شياطين أنس وشياطين جن:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون}
- وشياطين الجن: إذا ذكرت الله خنس او قرأت المعوذات لايقرب منك، اما شياطين الانس
اذا قرأت عليه القرآن كله اليفر منك بل فسره لك حسب رأيه 00
وأكرر شكري لك -أختي الفاضلة سمر -على هذا الموضوع
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 08:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله للجميع مداخلاتهم وتعقيباتهم القيمة أعاذنا الله تعالى من الشيطان وشِركه ومن شرور أنفسنا اللهم آمين وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وجعل أوقاتنا بذكره معمورة دائماً أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 12:14 م]ـ
اللهم آمين، جزاك الله خيرا و وفقك.(/)
بدائع القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 07:33 م]ـ
بدائع القرآن:
ليس البديع في يد الفنان حلية تقتسر، ولا زينة يستغنى الكلام عنها، ولا زخرفة يأتي دورها، بعد أن يكون المعنى قد استوفى تمامه.
ولا يجئ مكانه في المرتبة الثالثة، بعد استيفاء علمى المعاني والبيان حقهما، فإن الإنتاج الأدبي يبرز إلى الوجود في نظمه الخاص، وبه الصور البيانية، والمحسنات البديعية دفعة واحدة، فكأنما هذا المحسن البديعى جاء في مكانه ليقوم بنصيبه من أداء المعنى أولا، أما ماجاء فيه من جمال لفظي فقد جاء من أن تلك الكلمة بالذات يتطلبها المعنى ويقتضى المجيء بها.
وليس كل ماذكره علماء البديع بألوان جمال تستحق أن تذكر بين المحسنات وذلك يتطلب معاودة النظر في دراسة هذه الألوان لاستيفاء الجميل وحذف مالا غناء فيه ..
· أما ما ورد في القرآن مما نعده محسنات بديعية فقد وردت الألفاظ التي كان بها الحسن البديعى في مكانها، يتطلبها المعنى ولا يغنى غيرها غناءها،
· خذ ماورد في القران الكريم من الجناس التام كقوله تعالى {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار* يقلب الله الليل والنهار* أن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار}
· تجد كلمة الأبصار الأولى مستقرة في مكانها فهي جمع بصر، ويراد به نور العين الذي تمّيز بين الأشياء،
· وكلمة الأبصار الثانية جمع بصر بمعنى العين،
· ولكن كلمة الأبصار هنا أدل على المعنى المراد من كلمة العيون، لما أنها تدل على ما منحته العين من وظيفة الإبصار، وهي التي بها العظة والاعتبار، فأنت ذا ترى أن أداء المعنى كاملا تطلب إيراد هذه الكلمة، حتى إذا وردت رأينا هذا التناسق اللفظي.
واقرا قوله تعالى {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} فكلمة (الساعة) الأولى جيء بها دالةعلى يوم القيامة، واختير لذلك اليوم هذا الاسم هنا للدلالة على معنى المفاجأة والسرعة، وكلمة (ساعة) الثانية تعبر أدق تعبير عن شعور هؤلاء المجرمين فهم لا يحسون انهم قضوا في حياتهم الدنيا برهة قصيرة الأمد جدا حتى يعبروا عنها ببرهة أو دقيقة مثلا، ولا بفترة طويلة يعبرون عنها بيوم مثل، ا فكانت كلمة (ساعة) خير معبر عن شعورهم بهذا الوقت الوجيز.
· وما ورد في القرآن من جناس ناقص، فسبيله سبيل التام، وانظر إلى قوله تعالى {وهم ينهون عنه وينأون عنه، وان يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون} ألا ترى أن موقف الكفار من القرآن أنهم يبعدون الناس عنه، كما يبعدون أنفسهم عنه فعبّر القرآن عن ذلك بكلمتين متقاربتين ليشعر قربهما بقرب معنييهما .. ويطول القول إذا مضينا في بيان كيف حلت كل كلمة في جمل الجناس محلها بحيث لا تغنى كلمة اخرى في هذا الموضع غناءها، ولابد أن أشير إلى تلك الآيات التي ورد فيها بعض ألوان من الجناس مثل قوله تعالى {فأما اليتيم فلا تقهر و أّما السائل فلا تنهر}
· وقوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}
· وقوله {والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق}
· وقوله سبحانه {ولقد أرسلنا فيهم منذِرين فانظر كيف كان عاقبة المُنذَرين}. فأنت ترى النهى عن القهر جاء إلى جانب اليتيم، بمعنى الغلبة عليه والاستيلاء على ماله و أما السائل فقد نهى عن نهره وإذلاله فكلا الكلمتين جاء في موضعه الدقيق، كما وردت كلمتا (ناظرة وناضرة) أي مشرقة وإشراقها من نظرها الى ربها، وقد توازنت الكلمتان في جملتيهما لما بينهما من صلة السبب بالسبب واختيار كلمة (المساق) في الآية الثانية لتصور هذه الرحلة التي ينتقل فيها المرء من الدنيا إلى الآخرة فكأنه سوق مسافر ينتهي به السفر إلى الله.
· وفي كلمة (مُنِذِرين) ما يشير إلى الربط بينهم وبين (المُنذَرين) الذين أرسلوا إليهم، ..
· وقل مثل ذلك في قوله تعالى {ويل لكل همزة لمزة} فان شدة التشابه بين الكلمتين يوحي بالقرابة بينهما مما يجعل إحداهما مؤكدة للأخرى، فلهمزة المغتاب واللمزة العيّاب، فالصلة بينهما وثقى كالصلة بين الفرح والمرح في قوله تعالى {ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون} وإيثار كلمة النبأ في قوله سبحانه {وجئتك من سبا بنبأ يقين} لما فيها من معنى القوة، لأن هذه المادة تدل على الارتفاع والنتوء والبروز والظهور، فناسب مجيئها هنا ووصف النبأ تأكيدا لقوته باليقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
· ويعدون من أنواع البديع المشاكلة ويعنون بها ذكر الشي بغير لفظه لوقوعه في صحبته ويمثلون لذلك بقوله تعالى {وجزاء سيئة سيئة مثلها} قالوا فالجزاء عن السيئة في حقيقة غير سيئة والأصل وجزاء سيئة عقوبة مثلها،
· ويقوله تعالى {ومكروا ومكرالله، والله خير الماكرين} والأصل أخذهم بمكرهم.
· وبقوله تعالى {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدا عليكم} قالوا والمراد فعاقبوه فعدل عن هذا لأجل المشاكلة اللفظية ولكنني أرى القرآن اجل من أن يسمى الشيء بغير اسمه لمجرد وقوعه في صحبته بل أرى هذا التعبير يحمل معنى، وجئ به ليوحي إلى القارئ بما لا يستطيع أن يوحي به، ولا أن يدل عليه ما قالوا انه الاصل المعدول عنه، فتسمية جزاء السيئة سيئة، لأن العمل نفسه سوء، وهو يوحي بان مقابلة الشر بالشر، وان كانت مباحة، سيئة يجدر بالإنسان الكامل أن يترفع عنها وكأنه بذلك يشير إلى أن العفو افضل وأولى، وعلى هذا النسق تماما ورد قوله {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}.
· و أما مكر الله فان يفعل الماكر، يمدهم في طغيانهم يعمهون ثم يأخذهم اخذ عزيز مقتدر ..
· وعدّوا من ألوان البديع الاستثناء، ومثلوا له بقوله تعالى، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما} وفي هذا التعبير فضلا عن إيجازه، إيحاء بطول المدة وتهويل للأمر على السامعين، وفي ذلك تمهيد العذر لنوح في الدعاء على قومه وذلك لأن أول ما يطرق السمع ذكر (الألف) فتشعر بطول مدته ونتصور جهاد نوح في ذلك الزمن المديد ولن يقلل الاستثناء من شان هذا التصور ولا يتحقق هذا الإحساس إذا بدأت بغير الألف ..
· ومنها اللف والنشر بذكر شيئين أو اكثر، ثم ذكر ما يقابلها، وفيه جمع للمتناسبات من غير فاصل بينها.
· خذ قوله تعالى {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله} ألا ترى بين الليل والنهار مناسبة تجمع بينهما ثم يثير هذا تطلعا إلى معرفة السبب في انهما من رحمته وفي ذلك عنصر التشويق وفي تقديم السكون على ابتغاء الفضل تقديم الاستعداد للجهاد في الحياة على الجهاد، وتأمل كذلك ما يثيره الإجمال من التشويق في قوله تعالى {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون و أما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون} وفي الإجمال الأول إعطاء صورة سريعة لهذا اليوم، ثم يعود بعدئذ إلى إكمال الصورة في تفصيل وإيضاح، وربما يكون قد بدا عندما فصل يذكر من اسودت وجوههم، ليكون الحديث منهيا بذكر طريقة الخلاص من عذاب ذلك اليوم.
· ومن اللف والنشر قوله تعالى {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} والسر في الجمع أولا ذكر المنهي عنه جملة واحدة، ثم العود بعد ذلك لبيان سر هذا النهى.
· وما ورد في القرآن من طباق بالجمع بين المتضادين كانت الكلمة فيه مستقرة في مكانها تمام الاستقرار سواء كان التضاد لفظا أو معنى، حقيقة أو مجازا، إيجابا او سلبا، كقوله تعالى {وما يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} فأنت تراه يعقد الموازنة بين هذين الضدين، ولا مفر من الجمع بينهما في الجملة لعقد هذه الموازنة التي تبين عدم استوائهما وكقوله تعالى {وانه هو اضحك و أبكى وأنه هو أمات وأحيا} وقوله سبحانه وتحسبهم أيقاظا وهم رقود}
· ومن الطباق السلبى قوله تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}
· وقوله فلا تخشوا الناس واخشون}
· ومن الطباق المعنوى قوله تعالى {أن انتم الإ تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون} أي إنا لصادقون فان الرسول يجب أن يكون صادقا ..
· ومما يرتبط بالطباق المقابلة بان يؤتى بمعينين أو اكثر ثم بما يقابل ذلك على الترتيب فمن الجمع بين الاثنين قوله تعالى {فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا} وبين الثلاثة قولة سبحانه {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} وبين الأربعة قوله تعالى {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى و أما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} وهذه المقابلة بين المعاني تزيدها في الفكر وضوحا، وفي النفس رسوخا ....
· ومن ذلك ترى أن ما ورد في القران من طباق ومقابلة لم يجئ اعتسافا و إنما جاء المعنى مصورا في هذا الألفاظ التي أدت المعنى خيرا أداء، وأوفاه وكان منها هذا الطباق والمقابلة
· ومن ألوان البديع العكس بان يقدم في الكلام جزء، ويؤخر آخر ثم يقدم المؤخر ويؤخر المقدم، وجمال العكس في انه يربط بين أمرين ويعقد بينهما أوثق الصلات أو اشد ألوان النفور، تجد ذلك في قوله سبحانه {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} وقوله تعالى {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} وقوله تعالى {هن لباس لكم وانتم لباس لهن} وقوله تعالى {لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن} وقوله تعالى {ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ}
· ومن اجمل أنواعه ائتلاف المعنى بذكر الأمور المتناسبة بعضها إلى جانب بعض كقوله سبحانه {قال إنما اشكوا بثي وحزني إلى الله} وقد يخفى في بعض الأحيان وجه الجمع بين المعينين، كما في قوله سبحانه {أن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى، وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى} فقد يبدو أن الوجه الجمع بين الجوع والظمأ والعرى والضحاء ولكن التأمل الهادئ يدل على أن الجوع والعرى يسبيان الشعور بالبرد فجمعا معا والظمأ والضحاء يسبيان الشعور بالحر، إذ الأول يبعث التهاب الجوف، والثاني يلهب الجلد، فناسب ذلك الجمع بينهما
· و ألوان البديع في القران كثير فقد أفراد ابن أبى الإصبع لذلك كتابا عدد فيه هذه الألوان ومثل لها وذكر من ذلك اكثر من مائة نوع ...
· من كتاب من بلاغة القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الناي الحزين]ــــــــ[26 - 02 - 2007, 11:01 م]ـ
جزاك الله خير اختي
وبارك الله فيك
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 09:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخيتي(/)
محتاج الأوجه البالغية ضروري جداً
ـ[وردة بلادي]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 07:42 م]ـ
السلام عليكم
لو سمحتم أحتاج إعراب هذه الأبيات كاملاً إعراب مفردات وجمل وإلى إستخراج الصور البلاغيةوالمحسنات البديعية من النص وشرح الأبيات ونبذةمختصرةعن الشاعر (كثرتها عليكم) ومشكورين ماتقصرون
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقدنبه النيروز في غلس الدجى أوائل ورد كن بالأمس نوماً
يفتقها برد الندى فكأنه يبث حديثاً كان أمس مكتماً
ملاحظة: أحتاجها اليوم ضروري لازم تتسلم بكرة السبت ساعدوني
ـ[بقايا عمر]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 12:37 م]ـ
الشاعر البحتري من قبيلة طي
المحسنات البلاغية
التشبيه: شبه الربيع بالانسان وجه الشبه التبسم
شبه كذلك النيروز بالانسان
فيه طباق نبه ... نوما
جناس الندى النرجس
لو كان فيه وقت الافدتك الكثر(/)
ما المقصود؟
ـ[الربان]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 01:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بالإخوة المشاركين جمعيهم
قديماً قال العرب: "فلان كلبه جبان" فما المقصود بالعبارة؟
ملحوظة: العبارة كناية عن صفة، فما هي؟
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 03:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
حياكم الله ...
في قول العرب: " فلان كلبه جبان ": كناية عن صفة، وهي الكرم ...
يقول الدكتور فضل حسن عباس في تفسير ذلك: ’’ فإن جبان الكلب هو من اعتاد كلبه رؤية الزائرين، ومن عادة الكلب أن ينبح كلما رأى غريبا عن البيت، لكن كثرة الزائرين جعلت الكلب يترك نباحه، وكثرة الزائرين ينتج عنها الكرم ... ‘‘.*
____________
* البلاغة فنونها وأفنانها " علم البيان والبديع ": ص 264.
ـ[معاوية]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 09:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبقني سمط اللآلي في الجواب
ولكن سأضيف أبيات لحاتم الطائي يفتخر بكرمه, الذي جعل كلابه تألف الضيوف فلا تؤذيهم
إذا ما بخيلُ الناسِ هرّتْ كلابُه --- وشقَّ على الضّيفِ الغريبِ عقورُها
فإنّي جبانُ الكلبِ بيتي مُوَطّاٌ --- جوادٌ إذا ما النفسُ شحَّ ضميرها
ولكنْ كلابي قد أقرّتْ و عُوّدت --- قليلٌ على مَن يعتريها هريرها
حفظكم الله
ـ[الربان]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأستاذ سمط اللآلئ على إجابته عن السؤال، وقد ذكرت هذا السؤال بالتحديد؛ لأنه يخفى على البعض، كما أن فيه طرافة لغوية.
كما أشكر الأستاذ معاوية على ما تفضل به من أبيات
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[23 - 12 - 2004, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفي هذا السياق نفهم قول امرئ القيس:
وشمائلي ماقد علمت وما ........ نبحت كلابك طارقا مثلي
ـ[السيوطي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك أيضا قولهم فلان مهزول الفصيل
كناية عن الكرم
لأن عادة العرب أن لايسرحوا الفصيل بعيدا لاهتمامهم به
فيأتي الضيف فجأة فلا يكون الا أم الفصيل وهي أغلى ما عندهم ولكن الجواد ينحرها
ويترك ابنها مهزولا
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
سؤال في علم المعاني
ـ[عربية]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 10:37 ص]ـ
[السلام عليكم ورحمة ربي وبركاته ..
وبعد الحمد له والمنة والصلاة على حبيب الله والأمة أنثر بين يديكم طلبي رجاءاً لا أمراً:
سؤالي في علم المعاني الجميل: عندما أحكم على الخبر أنه طلبي أو إنكاري فهل أحكم على البيت بكامله أم شطراً شطراً؟ أي كمثال:
يقول الشاعر:
فأقسم ما تركي عتابك عن قلى ****** ولكن لعلمي أنه غير نافع
في الشطر الأول طلبي ب (القسم)، في الشطر الثاني طلبي (إن).
ففي هذا البيت مع أنه وجد مؤكدين ومع ذلك لم يكن الخبر إنكاري بل فصل وأصبح طلبياً!!
ولكن في موضع آخر: قال الشاعر:
إني وإن قصرت عن همتي جدتي **** وكان مالي لا يقوى على خلقي
لتارك كل أمرٍ كان يلزمني **** عاراً ويشرعني في المنهل الرنق
.. أما هنا (إني وإن قصرت .. الخ البيت خبر إنكاري بمؤكدين (إن واللام) .. ولم يفصل فيه!!
فلقلة علمي وفهمي كيف أفرق بين ذاك وذاك؟؟: rolleyes:
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 10:29 م]ـ
أختي عربية
حياك الله في المنتدى
وجزاك خيرا على السؤال
أختاه .. مدار الأمر ليس على الشطر أو البيت
إنه على اللفظ الذي يحمله هذا العلم (المعاني)
أي أن الأمر يقوم على المعنى
فإن اكتمل المعنى فهو جملة واحدة نحكم عليها سواء شطرا واحدا كانت أم بيتا أم أكثر أم كلمة
فإن لم يكتمل المعنى في الشطرأو في البيت واحتاج إلى ما يكمله فنأخذ الجملة الكاملة ونحكم عليها
والمثال الثاني واضح وضوحا تاما فهو لم يكتمل معنى
والجملة فيالبيت الأول ناقصة
وتمامها بالبيت الثاني (إني ... لتارك)
أما المثال الأول فقد اكتملت فيه الجملة في الشطر الأول فاكتفينا، وبحثنا عن المؤكدات فيها دون إكمال البيت(/)
ما الفرق بين الوصل و الفصل في اللغة؟
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 04:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفرق في الوصل و الوصل في اللغة أرجو التوضيح وما هي شروط القراءة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 07:21 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم معنا في منتديات الفصيح
وبصراحة لم أفهم السؤال الأول المتعلق بالوصل، وحبذا لو تم توضيح السؤال0
أما السؤال عن شروط القراءة، فلا أظن القراءة بحاجة إلى شروط كاشتراط لها، إذ أنها باب مفتوح لكل قارئ تستهويه القراءة وكل حسب قدرته واتساع وقته0
ومن اللوزام المفضلة لحسن القراءة:
- مكان الإضاءة، بأن تكون الإضاءة خلف القارئ وفوق رأسه 0
- البكور، لأن الوقت المبكر فيه بركه كما صحت بذلك الأحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو مابعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس0
- ومن الأمور المعينة على حسن القراءة، سؤال أهل العلم عن الكتب التي تصلح للقراءة، لأن بعض الكتب لاتصلح للقراءة لما تحمله من أفكار زائغة يمكن أن تتسبب بانحراف القارئ فكريا وعقديا، فسؤال أهل العلم بهذه الحالة أسلم وأفضل، كما أن سؤالهم يفيد القارئ باختصار الوقت وترتيب ماتستلزم قراءته0
- اختيار الكتب المقروءة على حسب علم القارئ، فيقرأ ما يناسب علمه ولاينتقل لما هو أكبر منه، وأن يبدأ بالأصول الواضحة ويبتعد عن مسائل الخلاف في بداية الطلب لأن ذلك سيمكنه من بناء قاعدة علمية تعينه فيما بعد على الانطلاق من ثوابت علمية راسخة، لأن في ذلك مضيعة لوقته وجهده دون جدوى 0
- ومن أهم الأسباب الصبر على القراءة، لأن من تعود على شيء اعتاد عليه، ومن شب على شيء شاب عليه، والأهم من هذا استقلال فترة الشباب والتدرب على الحفظ والمداومة على مراجعة ماتم حفظه، وأن يراجع العلماء في كل مسألة مشكلة تواجهه0
أقول هذا وأنا على يقين بأنه ليس هناك كتاب يخلو من فائدة، وما القراءة إلا نهر علم متدفق ينهمر على عقل وفكر قارئه، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى صالح الأعمال0
هذا مالدي، والله تعالى أعلم وأحكم0
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 12:18 ص]ـ
أرجو المعذرة يا أخ أبو سارة
السؤال هو ما الفرق بين الوصل و الفصل أو الوقف وما مواضعها
و كيفية القراءة النموذجية
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[23 - 12 - 2004, 10:43 م]ـ
وين الأساتذة لم أر رداً
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 11:01 م]ـ
حياك الله أخانا الكريم أبا جهاد
ومعذرة للتأخر فيالتجاوب معك .. ستجد من المشرفين والأعضاء ما يسرك بإذن الله
أتقصد سيادتك بالفصل والوصل ذلك الفن البلاغي المعروف؟
الفصل والوصل بإيجاز ووضوح شديدين: الوصل عطف بعض الكلام على بعض، والفصل ترك هذا العطف
ويكون العطف عند حصول التناسب ووجود التجانس، والفصل عند انعدامهما
فالعطف يستدعي رابطة وتناسبا
ومن الوصل أن يكون ثمة تضاد بين الكلمتين أو الجملتين فيقع الوصل رفعا للتناقض ودفعا للوهم
فمثال الوصل قول الله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الحشر
أما عند الصفات المتضادة وقع العطف: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد:3)
ولكل منهما مواضع معينة مفصلة في كتب البلاغة
لعل المقام يتسع للاستفاضة في ذلك في مرة قادمة ولكن في قسم البلاغة
أما سؤالك عن القراءة فقد أثار في ذهني أمرا مهما ألحظه عند المعلمين وغيرهم وهو القراءة بالتسكين التي تجعل الكلام أقرب إلى العامية
أما لغتنا فهي معربة ولا تجوز معها هذه القراءة التي تدرب لأطفال لى الغلط ولا تمنحهم القدرة لى التمييز بين الفصيح والعامي
ومن أكثر ما يضيع في القراءة: التاء المربوطة التي تنطق هاء استثقالا لها ولحركتها أيا كانت
ومما يضيع في الوقف: الياء المشددة
حيث لا يظهر أثر التشديد مما يجعلها تلتبس بياء الضمير(/)
استفسار ...
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 02:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
" إنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا ما رَحِمَ رَبِّي " [سورة يوسف: 53]
في هذا الكلام إخراج للخبر على خلاف مقتضى الظاهر ... وسؤالي: هل هو من باب تنزيل غير المتردد منزلة المتردد، أم هو من باب تنزيل غير المنكر منزلة المنكر؟ مع العلم بأن الخطيب القزويني عدَّه (في " الإيضاح ") من النوع الأول، على الرغم من مجيء الكلام بتوكيدين (" إنَّ " و " اللام ") ... فأرجو منكم التوضيح، مع بيان القيمة البلاغية لهذا التعبير ...
وجزاكم الله خيرًا ...
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الناقد]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 10:42 ص]ـ
هو من باب تنزيل غير المنكر منزلة المنكر، لأنه إن كان من النوع الأول للزم أن يتقدم في الكلام ما يشير إلى حكم الخبر.
وأرى أنه من النوع الثاني لأن من شروطه ظهور علامات الإنكار على المخاطب، فالنفس بطبيعتها تنكر كل مايكون إساءة لها.
ولاأعرف ما بهذه الجملة من قيم بلاغية.
وعذرا على التطفل.
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[27 - 12 - 2004, 08:49 م]ـ
:::
*السلام عليكم و رحمة الله وبركاته*
شكرا لك يا أخي (الناقد) على مساعدتك لأختي **سمط اللآلئ**(/)
إلى كل بليغ ...
ـ[الناقد]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 10:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نفرق بين الاستعارة والكناية؟ علما بأني توصلت - بعد التقصي - أن الكناية يجوز إرادة المعنى الوارد في الجملة بغض النظر عن لازم معناه، فلو قلنا لشخص كريم: كثير الرماد، يمكننا أن نفهم أنه كثير الرماد فعلا، بغض النظر عن لازم معناه وهو الكرم. ولكنني وجدت في بعض الكنايات أنه يستحيل إرادة المعنى الوارد أو المفهوم، فلو قلنا في ثوبك الكرم - وهي كناية عن نسبة الكرم إليك - فإنه لايمكننا أن نجد الكرم في ثوب. إذا لايمكن الاستناد إلى هذا المبدء للتفريق بين الكناية ولاستعارة، فالاستعارة صورة مرفوضة في الواقع (رأيت قمرا يضحك) وكذلك الكناية السابقة مرفوضة الوقوع؛ إذن تعذر التفريق على أساس هذا المبدء.
أثمة وسيلة للتفريق؟ أفيدوني بما أفادكم الله.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 02:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم الذي في ذهني أن الكناية معنىً حقيقيٌّ لكن يراد لازمه. أما الاستعارة فهي تشبيه حذف أحد ركنيه، فليست حقيقة، وإنما هي مجاز علاقته المشابهة.
فعندما تقول: فلان كثير الرماد، فكل كلمة هنا مستعملة في معناها الحقيقي، والإسناد إسناد حقيقي. أما عندما تقول: رأيت قمراً يبتسم، فإن أصل الكلام: رأيت فلاناً يبتسم فكان جميلاً كالقمر، فاستعمال القمر في قصد فلان مجاز.
ولا يمتنع أن يجتمع في بعض الصور كناية واستعارة. فتقول مثلاً: فلانٌ الكرمُ في ثوبه. هنا جعل الكرم في الثوب استعارة، لأنه جعل الكرم كالمال يحوزه الإنسان في ثوبه. أما إرادة لازم هذه الحيازة، وهو أن الرجل شريف فهو كناية.
فتحصل أن الأمر ينحصر في كون الكلام حقيقة أو مجاز، وقد يجتمعان. والله أعلى وأعلم.(/)
التفسير البياني للقرآن الكريم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 10:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير البياني للقرآن الكريم
شهدت ساحة الفكر الإسلامي تفسيرات جديدة للقرآن الكريم من أبرزها: التفسير البياني، والتفسير العلمي، والتفسير الموضوعي، فضلا عن التفسير الحضاري للقرآن الذي بدأه الدكتور سيد دسوقي، وإن كان لا يزال في طور الإعداد.
وسوف نعرض لأبرز ملامح هذه التفاسير التي تعبر عن محاولات جادة لتجديد الفكر الإسلامي في هذا الميدان.
ويبرز في مجال التفسير البياني للقرآن ثلاثة إسهامات متميزة، الأول أنجزه سيد قطب تحت عنوان «في ظلال القرآن» والثاني للدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) بعنوان «التفسير البياني للقرآن الكريم» والثالث للشيخ محمد متولي الشعراوي وقد كان أقرب إلى الخواطر حول القرآن، وقد توفرت له أسباب الشيوع بين الناس عبر شاشة التلفزيون، ولاتزال عدة قنوات تلفزيونية تبثه، فضلا عن تداول كتبه بين عامة الناس. لذا سوف نتوقف أمام المحاولتين الأولى والثانية.
وفي التفسير الأول «في ظلال القرآن» يلاحظ تأثر هذا التفسير بنظرة سيد قطب الفنية والذاتية فضلا عن تخصصه في الأدب، فتبدو فنية الاتجاه وأدبيته عنده- كما تبدو الذاتية والانطباعية - واضحة جلية تطالعك منذ النظرة الأولى في تفسيره. ولكن هذا لا يمنع الاتجاه الهدائي لديه، تؤكد ذلك الدراسة التي أعدها الدكتور محمد إبراهيم شريف حول اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم، وتبين أن لمحات سيد قطب في فهم الأسلوب القرآني وخصائص التعبير القرآني، ثم خواطره الذوقية وانطباعاته النفسية دائرة كلها في فلك هداية القرآن وتوجيهات مبادئه التي يبسطها ويقربها من نفوس المؤمنين لعل الله ينفع بها ويهدي، فالهدي حقيقة القرآن، والهدي طبيعته، «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم» (الإسراء - 9).
وفي مقدمته يقدم لنا صاحب هذا التفسير إطلالة تبين لنا محور اهتمامه والذي يتمثل في شحذ همم المسلمين لبعث الإسلام من جديد، فيقول: «لقد عشت - في ظلال القرآن - أتملى ذلك التصور الكامل الشامل للوجود، لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية في شرق وغرب .. وأسأل كيف تعيش البشرية في الدرك الهابط وفي الظلام البهيم، وعندها ذلك المرتقى العالي وذلك النور الوضئ.
وعشت - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله. ثم أنظر فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها، وأقول في نفسي: أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم».
وقد قيل ان صاحب هذا التفسير لم يزد على ترديد ما أحسه إزاء النص القرآني، وإذا صح أنه قدم تفسيرا للناس، فليس ذلك تفسيرا للنص، إنما هو تفسير لتجربته الذاتية في قراءته، حيث استغرقته التجربة مع النص، فعجز عن التفريق بين حقيقة النص كموضوع خارجي، وبين موقعه على النفس كذات إنسانية، وهو ما تشير إليه تسميته بـ «في ظلال القرآن».
ويرد الدكتور محمد شريف على ذلك بقوله ان وراء هذه التسمية اعتبارات في مقدمتها إعفاء نفسه من قيود مثقلة تعوق التحامه بالقرآن والعيش في ظلاله، وإعفاء غيره -في ذات الوقت - من الالتزام بما يقدم من إفهام وانطباعات نفسية للنص القرآني، تعكس أفكار جماعة دينية معينة، هذا فوق ما تشعر به هذه التسمية من أدب جم وتواضع حميد، وخليق بأن يتحلى بهما من عاش حياته في رحاب القرآن.
أما المحاولة الثانية في هذا الصدد فهي «التفسير البياني للقرآن الكريم» الذي أعدته عائشة عبد الرحمن تعتبر مثالا بارزا على تطبيق المنهج الأدبي في تفسير القرآن الكريم التي لا تفتأ تروج له في كل دراساتها القرآنية، وكتبها المتعلقة بالقرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويؤكد الدكتور محمد إبراهيم شريف أن الدكتورة بنت الشاطئ تتحمس لهذا المنهج لترتفع بمحاولتها التطبيقية إلى أن تكون من خيرة الجهود الحديثة في التفسير، فهي مؤمنة بأن فهم مفردات القرآن وأساليبه فهما يقوم على الدرس الأدبي الدقيق المدرك لأقصى ما يستطيع من إيحاء التعبير - مطلب أساسي لا بد أن يتهيأ أولاً لمن يتعرض للقرآن بتفسير أو إيضاح.
وفي محاولة لاحقة نحت الدكتورة عائشة عبد الرحمن منحى آخر في تفسيرها البياني لتركز على الجانب الدلالي لألفاظ القرآن فيما اسمته بالإعجاز البياني للقرآن، والذي يركز على بيان وجه الإعجاز القرآني في اختيار اللفظ دون غيره من المترادفات الأخرى، في التعبير عن معنى محدد، فعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى الكلمتين المترادفتين: رؤيا، وحلم، نجد أن القرآن الكريم جاء بكل واحدة منهما لتعبر عن معنى معين، فتوضح الدكتورة بنت الشاطئ أن استخدام كلمة الرؤيا قد جاء في سياق معين، بحيث لا يمكن أن تحل محلها كلمة الأحلام، فقد تبين من السياق القرآني أن كلمة رؤيا ترتبط بالتصديق، وتتسم بالوضوح، مثلما جاء في قوله تعالى «إذ قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين» يوسف: 4 - 5. وكذلك الأمر في رؤيا ملك مصر «وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون» يوسف: 43.
أما كلمة الحلم فتأتي في صيغة الجمع وتدل على التداخل وعدم الوضوح، تبين ذلك في رد الملأ على طلب ملك مصر بتفسير رؤياه: «قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين» يوسف: 44.
ونتوقف عند نموذج آخر من هذا الإعجاز البياني، من خلال تأمل استعمال القرآن الكريم لكلمتي: امرأة، وزوج (زوجة).
وتوضح أن تدبر سياق استعمال القرآن للكلمتين، يشير إلى أن كلمة زوج تأتي حيث تكون الزوجية هي مناط الموقف: حكمة وآية، أو تشريعاً، وحكماً. ففي آية الزوجية قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة» (الروم 21)، «والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً» (الفرقان - 74).
وكذلك الأمر في كلمة «أزواج» بالحياة الآخرة، نجد ذلك في آيات عديدة ضمن سور كثيرة، مثل: الواقعة 7، والبقرة 25، وآل عمران 15، والنساء 56، والزخرف 70، ويس 56.
فإذا تعطلت آية الزوجية من السكن والمودة والرحمة، بخيانة أو تباين في العقيدة، فنجد أن القرآن الكريم يستعمل تعبير «امرأة» وليس «زوج» مثل «امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا» (يوسف 30 - 51) و «امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يُغنيا عنهما من الله شيئا» (التحريم -10) فهنا تتعطل آية الزوجية مع الخيانة، ومن أمثلة ذلك ما جاء في القرآن في امرأة لوط آيات: العنكبوت 33، النمل 57، الحجر 60، الذاريات 81، الأعراف 83.
وفي موضع آخر نجد القرآن الكريم يستخدم تعبير «امرأة فرعون» حيث تعطلت آية الزوجية بينهما، بإيمانها وكفره: التحريم 11.
وحكمة الزوجية في الإنسان وسائر الكائنات الحية، هي اتصال الحياة بالتوالد. وفي هذا السياق يكون المقام لكلمة زوج، وزوجين وأزواج، من ذكر وأنثى، فيستعمل القرآن ههذ الكلمات، فيقول تعالى «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء» النساء 1، و نجد أمثلة كثيرة لذلك كآيات هود 40، الشورى 11، يس 36 الذاريات 49، النجم 45، النبأ 8.
فإذا تعطلت حكمة الزوجية في البشر بعقم أو ترمل، نجد أن القرآن الكريم يستعمل كلمة «امرأة» وليس كلمة «زوج»، كالآيات في امرأة إبراهيم وامرأة عمران (هو 71، والذاريات 29، آل عمران 35)، ويضرع زكريا إلى الله سبحانه: «وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا» (مريم 5)، «قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر» (آل عمران - 40)، ولكن لما استجاب له ربه وحققت الزوجية حكمتها بالإنجاب، نجد أن القرآن الكريم استعمل كلمة زوج حيث يقول تعالى «فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه» (الأنبياء - 90).
هكذا يبدو الإعجاز البياني للقرآن الكريم حتى في استخدام المترادفات، فكل لفظ يؤدى معنى معين لا يمكن للفظ المرادف له أن يؤدى نفس المعنى، وتعرض الدكتورة بنت الشاطئ العديد من النماذج لهذا الإعجاز فتقدم بالفعل إضافة جديدة وجديرة بالتسجيل في مجال تفسير القرآن الكريم.
د. محمد يونس
مقال .. من صحيفة البيان الإمارتية
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 07:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخت أنوارالأمل على هذا الطرح الجميل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السيوطي]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 09:25 ص]ـ
أود أن أشير إلى رسالة ماجستير طبعت حول التصوير الفني للقرآن عند سيد قطب
وهي دراسةللدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي
وله رسالة الدكتوراه مطبوعة أيضا حول كتاب في ظلال القران
تعرض فيها بشكل موسع لموقف سيد قطب من البيان القرآني وتطبيقاته(/)
صيغ العقود
ـ[بنت السادة]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من جمل الإنشاء غير الطلبي (صيغ العقود)، لم أفهم ما تعنيه هذه الكلمة حيث أني أعلم أن ألفاظ العقود هي عشرة، عشرون إلخ ولكن على ما يبدو إن صيغ العقود تختلف عن ألفاظ العقود فعند بحثي عن بعض الأمثلة التي توضح معناها رأيت هذه الجملة:
العقود، سواء كانت بلفظ الماضي، نحو: (بعت) و (وهبت) أم بغيره، نحو: (امرأتي طالق) و (عبدي حرّ).
فهل يمكنكم شرح المقصود بصيغ العقود حيث أنني لم أفهم من خلال الأمثلة السابقة.
ـ[الناقد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 12:06 م]ـ
إن المقصود بصيغ العقود في الإنشاء غير الطلبي هو صيغ وعبارات البيع المتعارف عليها بين الناس، فعندما تريد أن تبدي موافقتك على بيع سلعة ما تقول للمشتري: بعتك هذا الشيئ، وبهذه العبارة أنت تنشئ ولا تخبر.
فلفظة العقود جاءت من العقد وهوعقد البيع والشراء
ملاحظة:
الإنشاء غير الطلبي هو في الأصل إنشاء طلبي. فصيغ العقود تقبل الصدق والكذب وكذلك (الرجاء- القسم -التعجب -صيغ المدح والذم)
ـ[الناقد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 12:10 م]ـ
عذرا لم أشر إلى أن لفظة العقود تعني أيضا عقود الزواج والطلاق وغيرها من العقود
التي تكون بين طرفين أو أكثر. المهم أنه عقد واباء رأي
ـ[بنت السادة]ــــــــ[30 - 12 - 2004, 03:53 م]ـ
شكرا أخي على المساعدة(/)
بلاغتي
ـ[محبة اللغه العربية]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 08:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول رسائلي وقد أردت فيها تفرقه بسيطة جدا أفرق فيها بين التشبيه المرسل المفصل والمجمل من حيث أنني أحيانا أشعر بوجود وجه شبه لأجعله مفصلا ولكنني أعود وأكتشف أنه مجمل أفيدونا من خلال الأمثله(/)
الفرق بين آيتين في سجود المخلوقات لله تعالى
ـ[مصطفى الغزي]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 07:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيموأرجو منكم المعذرة لأننى عضو جديد ,ولا أعرف كيف السبيل إلى إذا أردت أى استفسار فى كتاب الله, فمثلا: ذّكر فى سورة الرعد الآية الكريمة رقم15 (ولله يسجد من فى السماوات والأرض طوعا" وكرها"وظلآلهم بالغدوّ والآصال) بينما فى الآية الكريمة رقم8 من سورة النحل قال رب العزة (ولله يسجد ما فى السماوات وما فى الأرض من دآبة والملآئكة و هم لا يستكبرون) لماذا فى الأولى ذكر ..... من .... وفى الثانية ..... ما. أرجو الإفادة.
ـ[مصطفى الغزي]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 07:32 م]ـ
بسم الله الهادى, أما بعد: هلا بعثتم لى بإجابتكم عن الإستفسار الذّى طلبته منكم من خلال الرد السريع, وشكرا".
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[29 - 12 - 2004, 11:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حللت أهلا أخي مصطفى
أولا: أعتقد أنك قصدت الآية 49 من سورة النحل وهذا نصها (ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض
من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون) النحل 49
(ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال) الرعد 15
ثانيا:" من " تختص بأولي العلم سواء كانت موصولة أم استفهامية أم شرطية أم غير ذلك
والثاني أن يجتمع غير العاقل مع العاقل في عموم.
" ما " تقع على ذوات ما لا يعقل وعلى صفات من يعقل، و " ما " أوسع استعمالا من " من "
وأكثر إبهاما منها.
ثالثا: يقول الكرماني في برهانه " في سورة الرعد ذكر العلويات من البر والسحاب والصواعق ثم ذكر الملائكة وتسبيحهم وذكر بآخره الأصنام والكفار فبدأ في الآية بذكر من في السماوات لذلك وذكر الأرض تبعا ولم يذكر " من " فيها استخفافا بالكفار والأصنام."
بينما سبق آية النحل (ما خلق الله من شيء) " هذا الخلق يدل على العموم وليس فيه ذكر للملائكة ولا للإنس لذلك اقتضى (ما) "
إذا استعمل القرآن الكريم " ما " في سورة النحل لأن الله سبحانه وتعالى لم يفصل في الخلق وإنما ذكر عاما و" ما " تناسب العموم لأنها أكثر إبهاما من " من "
في سورة الرعد فصل القرآن الكريم فيما سبق الآية التي ذكرت، فذكر البر والسحاب والملائكة والأصنام والكفار والصواعق.
قلت: إن " من " تستعمل إذا اجتمع غير العاقل مع العاقل، ولو نظرت إلى ما ذكر لوجدت البر والصواعق (غير العاقل) والكفار (العاقل) ولكنه لم يكرر " من " استخفافا بالكفار والأصنام
لم يكرر " من " قبل كلمة الأرض في سورة الرعد.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[29 - 12 - 2004, 11:35 م]ـ
عذرا أخي مصطفى
إذا أردت أن تسأل سؤالا فمن الأفضل أن تختار أيقونة " موضوع جديد ".
شكرا لك والسلام
ـ[مصطفى الغزي]ــــــــ[30 - 12 - 2004, 12:28 م]ـ
السلام عليك أخى قمر لبنان, أما بعد أشكرك على شرحك ولكن الشىء الذّى لم أفهمه هو لماذا فى سورة النحل لم تقتصر الرفعة السماوية بالقول (ولله يسجد ما فى السماوات وما فى الأرض وهم لا يستكبرون) فقط بينما أضاف (من دآبة والملآئكة وهم لا يستكبرون).أم أن الوجه البيانى المقصود به هو جو السورة, وهو ما نرآه فى سورة الرعد من ذكر للرعد والصوآعق.,وإذا كان ذلك فاهو الجو الروحانى الموجود فى سورة النحل.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 09:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم\
أخي مصطفى معذرة لم أفهم ما تريد
أمن الممكن أن تعيد صياغة السؤال؟؟(/)
القسم في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[30 - 12 - 2004, 12:41 ص]ـ
القسم في القرآن الكريم
يقسم الإنسان لسببين: لتوثيق شئ حدث قبل القسم، أو لالزام نفسه بفعل شئ وهذا يتأتىان يقسم بشيء عظيم له جبروت وقهر وقسر يخافه إن حنث بقسمه في الحالتين السابقتين.
ولكننا باستعراض القسم في القرآن الكريم نجد اختلافا كبيرا بين قسم الله وقسم البشر ويكون الاختلاف في المقسوم به وسبب القسم 00
فنجد إن الله تعالى اقسم بأشياء عظمها الناس وفتنوا بها لما كان لها من منافع في حياتهم فعظموها لذاتها ولم يلتفتوا إلى أنها مخلوقة لله00مثل (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) فيلفت ذهن السامع لتعظيمه للمقسوم به ثم يأتي بعد ذلك بظاهرة تبين لهم وجود التغيير والتبديل به ليردهم عن الفتنة (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا {2} وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا {3} وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}
الشمس عظيمة 00فيأتي الله بما يغطيها فتأفل 00ولكن من يكون معبودا لا يأفل 00 (فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) أي أن التغيّير والتبديل يتنافى مع صفات المعبود.
- (وَالصَّافَّاتِ صَفّاً {1} فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً {2} فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً) الملائكة الذين تفتنون بهم يسبحون ويذكرون أي أنهم يعبدون وهذا يتنافي مع صفات الألوهية.
-ونجد أن الله تعالى اقسم بأشياء جعلتها الألفة أمرا عاديا فيأتي القسم بها ليلفت الانتباه اليها00 (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}).
- لماذا يقسم بها؟ 00لابد أنها عظيمة 00لابد أن لها منافع00
ويقسم سبحانه تعالى بذاته العظيمة ({وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِين)
(قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ) 000
وباستعراض الآيات نلاحظ أن الله تعالى يقسم لإثبات حقيقة أو شئ0
- إثبات ألوهيته ({إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ}) 00ان القرآن حق {فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} ا)
- -على صدق رسوله الكريم {يس {1} وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ {2} إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {3} عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
- ويقسم أيضا على أمر يتعلق بالإنسان الذي فتن بنفسه وبقدرته (وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2})
ودائما في القرآن بعد لفظ الإنسان يأتي ذكر صفات الخسران والبوار {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى {6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى})
والذي يحمي الإنسان من كل هذا (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {) 0(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مصطفى الغزي]ــــــــ[30 - 12 - 2004, 12:37 م]ـ
إخوتى فى الله, بارككم الله, لى إستفسار: هل هناك فرق بين التفكر والتذكر ,فمثلا فى سورة النحل آية رقم 39 من (وأوحى ربك .... إلى إنّ فى ذلك لآية لقوم يتفكرون) فلماذا لم يقل يذّكرون, بينما الآية رقم 67 التى سبقتها خصها (إن فى ذلك لآية لقوم يعقلون) أرجو الإفادة وجزاكم الله كل الخير.
ـ[مصطفى الغزي]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 07:41 م]ـ
إخوتى فى الله ,بعد الصلاة على النبى كنت قد طلبت منكم الإستفسار عن سؤالين ملم تجبيبونى, فمعذرة منكم أرجو الإجابة عليهما. هذا والله المستعان.
ـ[السيوطي]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 08:56 ص]ـ
السلام عليكم
الذي خطر ببالي ولم أرجع لقاموس هوأن التذكر هو اعمال الذهن لاستحضارمعلومة سابقة
أما التفكر فهو مستوى أعلى يقتضي التركيب بين معلومتين لاستخراج أخرى
فالتفكريحتاج الى التذكر أما التذكر فيحتاج مجرد اعمال الذهن لسحب المعلومة من الدماغ
وأمثل لذلك بمثل محسوس
التذكر أشبه بسحب ملومة مخزنة على (الهارد دسك)
التفكر مثل تصميم برنامج على (البور بوينت)
وللحديث بقية ====(/)
إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِيْنُ (صوت).
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 11:22 ص]ـ
http://www.alazhr.org/quran/image/1_005.gif (http://tokklt.jeeran.com/fate7h.swf)(/)
في ذكر الخطاب في القرآن
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 07:13 م]ـ
في ذكر الخطاب بالقرآن
الخطاب في القرآن على خمسة عشر وجهاً
1 - خطاب عام {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ})
2 - وخطاب خاص ({يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ})
3 - وخطاب الجنس ({يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُو)
4 - (وخطاب النوع ({يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} ا)
5 - وخطاب العين ({قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ})
6 - وخطاب المدح ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ا)
7 - وخطاب الذم ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} التحريم7)
8 - وخطاب الكرامة ({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ})
9 - وخطاب التودد (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
10 - وخطاب الجمع بلفظ الواحد – ({يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ})
11 - وخطاب الواحد بلفظ الجمع – ({وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ})
12 وخطاب الواحد بلفظ الاثنين – ({أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ})
13 - -وخطاب الاثنين بلفظ الواحد – ({قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى}) –
14 - وخطاب العين والمراد به الغير – (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}
15 - وخطاب التلو وهو ثلاثة اوجه أحدها
- أن يخاطب ثم يخبر
– ({هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ})
– ({وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) ({وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)
– والثاني أن يخبر ثم يخاطب {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}
– ({عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً})
– والثالث أن يخاطب عيناً ثم يصرف الخطاب إلى الغير (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً {8} لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً})(/)
الأمثال في القرآن
ـ[أحلام]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 12:05 ص]ـ
في ذكر أمثال القرآن
في القرآن ثلاثة واربعون مثلا: ,والمثل يضرب لتقريب البعيد ويضاح والبهم وتقريب الموضوع الىذهن القارئ أو السامع:
- (في البقرة) {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُوْ}
- {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ}
- {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ *
- {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}
- * {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} *
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
- {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} *
- {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}
- {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَس ّ}
- (وفي آل عمران) {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
-
- (وفي الانعام) {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ا
- (وفي الاعراف) وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
- (وفي يونس) {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون
- (وفي هود) {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}
- (وفي الرعد) {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} ا*
- {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} ا*
- {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} ا
- (وفي ابراهيم) {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ}
- * {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء}
- {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}
- (وفي النحل) {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}
- {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم*
- {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}
- (وفي الكهف) {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً} *
- {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً} ا
- (وفي الحج) {حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} *
- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} ا
(يُتْبَعُ)
(/)
- (وفي النور) {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
- * اعمالهم كسراب بقيعة
- (وفي العنكبوت) {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
- (وفي الروم) {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
- (وفي يس) {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ}
- (وفي الزمر) {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}
- (وفي سورة محمد صلى الله عليه وسلم) {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ} *
- {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ}
- (وفي الفتح) {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}
- (وفي الحشر) {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
- * {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}
- (وفي الجمعة) {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ا
- (وفي التحريم) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} ا*وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 11:36 ص]ـ
بارك الله فيك أختي على هذا الجمع المبارك
وما أمتعتنا به من سياحة إيمانية قرآنية مع منبع البيان المتدفق الخالد(/)
هل أساء المتنبي بمبالغته؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 08:18 م]ـ
يقول شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي:
يترشفن من فمي رشفات & هن أحلى فيه من التوحيد
يرى أن الترشف أحلى من التوحيد
هل أساء شاعرنا الرائع بهذه المبالغة؟!
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 01 - 2005, 12:24 ص]ـ
أخي الفاضل
هذه إحدى الزلات العقدية للمتنبي
يمكنك مطالعة كتاب يتيمة الدهر مثلا حيث قدم شيئا منها
وأظن أن كتاب امبراطور الشعراء للقرني قد فعل ذلك أيضا
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جاءَ في ديوانِ المُتنبِّي - شرحُ البرقوقي- عِدَّةُ تأويلاتٍ لهذا البيتِ، حيثُ أوردَ فيهِ البرقوقيُّ أراءَ بعضِ علماءِ اللغةِ:
بعضهُم قال أنَّ تلك العبارةِ هي من مُبالغاتِ المُتنبِّي.
وبعضهم قالَ أنَّ المتنبِّي يقصدُ بالتوحيدِ نوعٌ من أنواعِ التمورِ في العراقِ.
وهناك رأيٌ ثالثٌ فيه تفصيلٌ لا يحضُرُني الآنَ، وبإمكانكم الرجوعُ إلى الديوانِ.
وحي اليراع.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 07:42 م]ـ
مرحبا بكم جميعا
إنما هي زلة صريحة وقع فيها المتنبي غفر الله له.
والأمر قد تجاوز المبالغة إلى حد التطاول على الشعائر ومقدسات المسلمين.
هل تتفقون معي في أن هذا التشبيه فنيا لم يسم إلى مكانة المتنبي وبراعته الفذة؟؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 08:57 ص]ـ
لست ممن يستحق أن يقيّم المتنبي ويحكم عليه بالصواب أو الخطأ
فأين نحن من هذا الشاعر العبقري
ولكن نحن البسطاء بفهمنا المتواضع لا نرى تفسيرا لما قاله المتنبي
إلا أنه بالغ مبالغة كبيرة
شبه ناحية إباحية بكلمة لها قدسيتها العظيمة
فمثلما أوضح أخي وأستاذي بديع الزمان بأنه قد تجاوز المبالغة إلى حد التطاول على الشعائر ومقدسات المسلمين.
بفهمي المتواضع أرى أن هذا التشبيه من الناحية الفنية أجاد فيه المتنبي
فحلاوة كلمة التوحيد في لسان المؤمن لا نظير لها.
شكرا للأخوين وحي اليراع وأنوار الأمل
وأرجو المعذرة
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 12:27 م]ـ
أهلا بالجميع:
ها هوَ المتنبي، ما إن يأتي ذكرُهُ حتَّى يشغلَ النَّاسَ بشعرِهِ، ويصابونَ بالصُّداعِ المزمنِ، وصدقَ من لقَّبَهُ بـ (شاغلِ النَّاس)، وما أتتهُ هذه المِزْيَةَ إلا من شِعرِهِ الذي يجمعُ بينَ صنوفِ التآويلِ الشيءَ الكثيرَ. وقد أحسنَ علماءُ العربيةِ في السابقِ، عندما يواجهونَ مثلَ هذا القولِ أن يبحثونَ عن تفسيراتٍ لهُ لا تصطدم مع العقيدةِ الإسلاميةِ، حتى على الأقل لا يسيئونَ الظنَّ به (إنَّ بعضَ الظنِّ إثم)، وقد أجادوا عندما تكلَّموا بهذا البيتِ في قولِهِم (للتخلص من هذه المبالغة المفرطة- إن التوحيد نوع من ثمر العراق ... ). فتراهمْ أخي الكريم، يتحاشونَ تفسيرَهُ تفسيرا يخالفُ المنهجَ الإسلامي، ذلك أنَّ المتنبي توفاه اللهُ، وقد أفضىَ لما عَمِلَ، فإن كان على سبيل المثالِ يقصدُ بالبيت السابقِ المعنى الذي فهمناهُ فالله سبحانه وتعالى يحاسِبُهُ، وإن كان المتنبي أضمر في باطنهِ معنىً آخرا، وأوَّلناهُ التأويلَ السابقَ فما رجعنا بسوى الإثمِ. وربما أرادَ المتنبي أن يشغلَ النَّاسَ - ليس في هذا البيتِ فقط - أقول أراد أن يشغلهم بأن يأتي بالأبياتِ التي تماثل هذا البيتَ، حتى يسير ذكرُهُ بالألسنِ، وهو في نفس الوقتِ لا يريدُ المعنى المفهوم ولكن يريد معنىً آخرا على سبيل التوريةِ، ولهذا وذاكَ فقد أسْمَوا المتنبي بشاغل الناسِ.
وقد جاء هذا البيت في إحدى الروايات بهذا الشكل:
يترشفنَ من فمي رَشَفَاتٍ ... هنَّ فيهِ حلاوةُ التوحيدِ
وحتى لو كان البيت بالروايةِ السابقة - أحلى فيه من التوحيد - فإنَّ ابن القطَّاع يقول: ذهبَ كثيرٌ من الناسِ إلى أن لفظةَ - أفعل من كذا - توجبُ تفضيل الأولِ على الثاني في جميع المواضع، وذلك غلط .... )
وأخيرا ها هو شرحُ هذا البيت، أرجو الدخولَ إليهِ، والإطلاعَ عليهِ
شرحُ بيتِ المتنبي ( http://almotanaby.ajeeb.com/explain.asp?Id_art=12&art_beet=60&beets=360&explainId=1)
وحيُ اليراعِ(/)
مساعدة
ـ[الا مبرااااطور]ــــــــ[03 - 01 - 2005, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أعضاء الفصيح
أريد شرحاً عن هذه الآية:
قال تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)
وما البلاغة فيه
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز " الامبرااااطور "
سأنقل لك ما قاله الطبري في تفسيره لهذه الآية (طلعها كأنه رؤوس الشياطين):
" كأن طلع هذه الشجرة، يعني شجرة الزقوم في قبحه وسماجته رؤوس الشياطين "
البلاغة في هذه الآية: في الآية تشبيه وهذه أركانه:
المشبه: الطلع (ثمر شجرة الزقوم)
المشبه به: رؤوس الشياطين
أداة التشبيه: كأن
وجه الشبه: محذوف (القبح).
أيضا يقول الطبري: "فإن قال قائل: ما وجه تشبيه طلع هذه برؤوس الشياطين في القبح ولا علم عندنا بمبلغ قبح رؤوس الشياطين، وإنما يمثل الشيء بالشيء تعريفا من الممثل له قرب اشتباه الممثل أحدهما بصاحبه مع معرفة الممثل له الشيئين كليهما أو أحدهما ... "
هناك غير رأي في وجه الشبه:
1 - مثل برؤوس الشياطين على نحو ماقد جرى به استعمال المخاطبين، فإذا أراد أحد المبالغة في تقبيح الشيء قال: كأنه الشيطان
2 - أن يكون مثل برأس حية معروفة عند العرب تسمى شيطانا وإياه عنى الراجز:
عنجرد تحلف حين أحلف=كمثل شيطان الحماط أعرف
3 - وقيل هي شجرة قبيحة مرة منتنة تكون في البادية وتسميها العرب " رؤوس الشياطين "
والأوجه الثالثة تشير إلى القبح والسماجة.
أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة عن استفساريك أيها " الامبرااااطور".
والسلام على من اتبع الهدى
ـ[الا مبرااااطور]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 11:59 م]ـ
ألف شكر أخي قمر لبنان
وجزاك الله خيراً
ولي تعقيب بسيط على آخر جملة قلتها
(السلام على من اتبع الهدى)
فهذه التحية لا تقال إلا للمسيحيين(/)
من الفرائد القرآنية (حرف السين)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 - 01 - 2005, 09:43 ص]ـ
س ج و
" سَجَى " في قوله تعالى: " وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى " (2) الضحى.
سجا: أي سكن وطال ظلامه.
س ح ل
" السَّاحِل " في قوله تعالى: " فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِل " (39) طه.
سَحَلَ الشيء: أي قشره ونحته. والساحل: شاطئ البحر.
س د ي
" سُدىً " في قوله تعالى: " أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً " (36) القيامة.
السُّدَى: الشيء المهمل المتروك.
س ر د
" السَّرْدِ " في قوله تعالى: " أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
(11) سبأ.
السَّردُ في الأصل: نسج ما يخشن ويغلظ، كنسج الدروع وخرز الجلد.
س ر د ق
" سُرَادِقُهَا " في قوله تعالى: " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا " (29) الكهف.
السُّرادق: ما أحاط بالشيء كالحائط والخباء وغيرها. وقيل: كل ما أحاط بشيء يسمى السرادق، والمراد بالآية أن أهل النار لا مخلص لهم فيها، ولا فرجة، بل هي محيطة بهم من كل جانب.
س ط ح
" سُطِحَتْ " في قوله تعالى: " وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ " (20) الغاشية.
سُطِحَتْ: أي تبسطت واتسعت، وسطح البيت أعلاه.
س ط و
" يَسْطُونَ " في قوله تعالى: " يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا " (72) الحج.
السَّطْو: البطش باليد.
س غ ب
" مَسْغَبَةٍ " في قوله تعالى: " أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ " (14) البلد.
المَسْغبة: المجاعة، وأكثر استعمال السغب في الجوع والتعب.
س ف ع
" لَنَسْفَعاً " في قوله تعالى: " كَلاّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ " (15) العلق.
السَّفْعُ: الأخذ بشدة، ومعنى الآية أي لَنَجُرّن بناصيته جراً عنيفا.
س ك ب
" مَسْكُوبٍ " في قوله تعالى: " وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ " (31) الواقعة.
السكب: الصب، إلا أن الصب يكون من علوّ وفيه سرعة وكثرة، والماء المسكوب أي المصبوب.
س ك ت
" سَكَتَ " في قوله تعالى: " وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ " (154) الأعراف.
سَكَتَ: سكن، وانقطع، والمعنى: ولما انقطع عن موسى الغضب وهدأ.
س ل ب
" يَسْلُبْهُمُ " في قوله تعالى: " وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ " (73) الحج.
السَّلْبُ: النزع من الغير عن طريق القهر.
س ل س
" سَلْسَبِيلاً " في قوله تعالى: " عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً " (18) الإنسان.
السَلِسُ: السهل واللين، والسلسبيل: الشراب السهل المرور في الحلق لعذوبته.
س ل ق
" سَلَقُوكُمْ " في قوله تعالى " فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَاد " (19) الأحزاب.
السَّلْقُ: بسطٌ بقهر، إما بيد أو لسان. وسلقه بالكلام: أي آذاه. وسلقوكم بألسنة حداد: أي آذوكم بالكلام، وجهروا فيكم بالسوء من القول.
س م د
" سَامِدُونَ " في قوله تعالى: " وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ " (61) النجم.
سَمَدَ: رفع رأسه تكبرا. ً والسمود هو ما في المرء من الإعجاب بالنفس. وقيل: السامد اللاهي، والغافل.
س م ك
" سَمْكَهَا " في قوله تعالى: " رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا " (28) النازعات.
السَّمْكُ: السقف، والسَمْكُ الرفع، وسمكت البيت رفعته.
س ن د
" مُسَنَّدَةٌ " في قوله تعالى: " وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ " (4) المنافقون.
السَنَد: المعتمد، والخشب المسندة أي المُدعّمة بغيرها.
س ن م
" تَسْنِيمٍ " في قوله تعالى: " وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ " (27) المطففين.
تسنيم: عَلَم لِعَينْ بعينها، وأصل الكلمة من العلو، ويقال للشيء المرتفع سنام، وقيل معناه من ماء متسنم، أي عيناً تأتيهم من علو تتسنم عليهم من الغرف.
س هـ ر
" السَّاهِرَةِ " في قوله تعالى: " فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ " (14) النازعات.
السّاهرة: الأرض البيضاء، المستوية، التي لا نبات فيها. وقيل هي الأرض التي لا ينام سالكها بسبب الخوف.
س هـ ل
" سُهُولِهَا " في قوله تعالى: " وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً " (74) الأعراف.
السَّهْلُ: ضد الجبل، والسهولة ضد الصعوبة.
س هـ م
" فَسَاهَمَ " في قوله تعالى: " فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ " (141) الصافات.
السَّهْمُ: الحظ والنصيب، وواحد النبل، والجمع سهام، وساهم في الآية: اشترك في القرعة.
س و ح
" بِسَاحَتِهِمْ " في قوله تعالى: " فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ " (177) الصافات.
السَّاحة: الناحية، والفضاء بين دور الحي.
س و ط
" سوْط " في قوله تعالى: " فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ " (13) الفجر.
السَّوْط: الخلط، وسمي السوط سوطاً لأنه عند الضرب به يخلط اللحم بالدم.
س ي ب
" سَائِبَةٍ " في قوله تعالى: " مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ "
(103) المائدة.
السائبة: هي الناقة التي تنتج خمسة أبطن، فتترك فلا تركب، ولا يحمل عليها، ولا تُردّ عن ماء ولا مرعى، وقيل: هي الناقة التي يقول صاحبها إن قَدِمْتُ سالماً من سفري، أو شُفيت من مرضي، فناقتي سائبة، فلا ينتفع بها، ولا تُردّ عن ماء ولا علف.
(منقول من معجم الفرائد القرآنية)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:31 م]ـ
جزاك الله خيرا عزيزتي على هذ الفرائد الرائعة
وشكرا على حرصك على المشاركة وإثراء المنتدى بكل افع يقع بين يديك
ـ[أحلام]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 12:22 ص]ـ
الأخت الفاضلة سمر جزاك الله خيرا
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 02:54 ص]ـ
الأستاذة الفاضلة: سمر
بارك لله فيك ِ و جزاك خيرا.
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[16 - 01 - 2005, 02:10 م]ـ
الأستاذة الفاضلة: سمر
شكراً على الموضوع وليتك أكملتيه بالعلاقة البلاغية لكل أية كريمة(/)
مرحبا بكم أحبتى فى الله
ـ[مصطفى الغزي]ــــــــ[03 - 01 - 2005, 08:28 م]ـ
فى الحقيقة لقد كنت مترددا" فى المشاركة هذه ولذلك أسباب: أحباب المصطفى ونور الدجى, فى الواقع لقد سألتكم قبل يومين عن إستفسار كان لى يتمحور فى آيتين من سورة النحل والرعد ,وقد أجابنى أخى قمر لبنان جزاه الله الخير كله ,وقد سألته مرة" أخرى لماذا لم تقتصر الرفعة السماوية بالقول (ولله يسجد ما فى السماوات وما فى الأرض وهم لا يستكبرون) بل ذكر (ولله يسجد ما فى السماوات وما فى الأرض من دآبة والملآئكة وهم لا يستكبرون) لماذا لم تقتصر الآية فقط على ذكر الآية الأولى فقط. إخوتى فى الله إننى الفقير إلى الله أتلهف لدارسة تفسير القرآن مثل الدكتور فضل السامرآئى فلذلك لا تنزعجوا منى لكثرة أسئلتى فإنى وأكررها والله متيم بالقرآن وأبذل قصارى جهدى لحفظه خلال 3 سنوات وقد مرت سنة والحمد الله والمنة له أتممت عشرة" بحوله تعالى. لذلك أحبابى لا تبخلوا على بالإجابة وعفوا" إن لم تستطيعوا فقولوا لى من يستطيع. إن السنين تمر ولا أدرى متى ألقى الله .... وإن سألنى ماذا عساى أنا بفاعل .... وآخر الكلام مسكه .... وجزاكم اله الخير كله.
ـ[مصطفى الغزي]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 07:15 م]ـ
إخوتى وأحبتى وإن كنتم تعتبرون كلامى فلسفة" عليكم فشكرا" لكم على أية حال ولأننى لا أحب الفلسفة وولكن الزعل بحد ذاته هو أن نكلمكم ولا تردوا. وشكرا"
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:20 م]ـ
الأٍستاذ الفاضل مصطفى الغزي
أطيب تحية لسيادتكم .. تحية إلى الأرض المباركة، وتحية لهيامك الفريد بارك الله فيه .. وتحية للهفتك الصادقة في طلب العلم وأي علم!
بارك الله هذه الرغبة وأعلا هذه الهمة، وجعل هذا الاسم في سجلات الحفاظ، ومن أعلام التفسير البياني قريبا وما ذلك على الله ببعيد
أخي الفاضل نعتذر منك جميعنا على التأخير فالتمس لنا العذر واصبر علينا
ولا تدفعنك الحماسة واستبطاء الجواب إلى النفور أو فتور الهمة أو الملل من السؤال فذاك أول الزلل
وهو أول خطوة في طريق التراجع وما أسهله من طريق لكن نتيجته سيئة!
فاصبر وصابر واحتسب أجر الصبر وطلب العلم بارك الله فيك
وتحمل كل ما تلقى في سبيل ما تطلب، فإن هدفك غال وكبير وحق له أن يكون ا لطريق إليه طويلا وصعبا يحتاج الصبر ويستدعي الجد
أخي الفاضل سآتيك بعد قليل بشيء أرجو أن يعين على تخفيف شيء يسير من أوار المعرفة في صدرك عن هذه الآية
وأرجوك أخي الكريم أن تركز على كيفية الردود في المرات القادمة
فإن أردت بدء سؤال جديد في موضوع جديد فاختر من فضلك (موضوع جديد)
أما إن أردت استئناف سؤال سابق أو الرد عليه أو إظهار استبطائك للرد فاجعل ذلك كله في صفحة واحدة ليتيسر للقراء مراجعة كل ما يتعلق بالموضوع الواحد في صفحة واحدة وذلك عن طريق خاصية إضافة رد أو الرد السريع
واعذرني على قيامي بدمج موضوعاتك السابقة لأنها تتعلق بموضوع واحد، وأرجو مراعاة ماذكرت لك مستقبلا جزاك الله كل خير
وهذه مواقع قد تفيدك
www.tafsir.net
وادخل الملتقى العلمي فيه حيث يمكنك أن تسأل أيضا عما تريد إذا استبطأت الرد عندنا .. ولكن .. لا تهجر الفصيح
www.lamasaat.com
www.islamiyyat.com
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:25 م]ـ
أخي الفاضل: مصطفى الغزي، مرحبا بك في منتديات الفصيح.
أخي الكريم، هذا المجال ليس من إختصاصي، و لكن كلامك، أزعجني أشد الإزعاج، فأعضاء الفصيح الكرام لا يبخلون عليكم بشئ، و عدم ردهم ما هو إلا لإشتغالهم بأمور الحياة، و لكن ليس كلامك بفلسفة عليهم. فاعذرهم و اعذرنا أخي الفاضل، فهم قادمون بما لديهم من ردود إن شاء الله.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:26 م]ـ
( .. من سورة الرعد قوله تعالى: (ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها15) وفي سورة النحل: (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة)
فيها سؤالان:
خصوص آية الرعد بمن، وآية النحل بما، وزيادة قوله (والملائكة) ولم يرد ذلك في سورة الرعد؟
والجواب عن الأول: أن ورود من في سورة الرعدلا سؤال فيه، فإن قبول الأوامر وامتثال الطاعات بالقصد والاختيار بمشيئة الله سبحانه إنما يكون من أصحاب القعقول وهم الملائكة والإنس والجن، وهم المقصودون في الآية، فوردت بمَن الواقفعة على العقلاء لهذا قيل: طوعا وكرها لأن ذلك إنما يكوةن ويستوضح من العاقل فالآية واردة على ما ينبغي
وأما آية النحل فمراعى فيها لفظ دابة الوارد فيها إذ هو عام للعاقل وغيره، فوردت لآية بما الواقعة على الأنواع والأجناس مناسبة لما تقدم من الإطلاق والعموم
والجواب عن السؤال الثاني: إن قوله تعالى في آية النحل (والملائكة) تخصيص لهم لجليل حالهم، فعينوا بالذكر مع دخولهم في العموم المتقدم، وهذا كقوله تعالى: وجبريل وميكائيل 98 البقرة، مع دخولهما تحت لفظ الملائكة. ثم أكد الوارد في آية النحل ما ورد غفيها من لفظ دابة
فإن قلتَ: لم لم ْ يخصصوا بالذكر في آية الرعد؟ قلتُ: لأنه لم يقع هناك لفظ دابة الذي هو الموجب لتعيين الملائكة وتخصيصهم بالذكر، فكل على ما يجب ويناسب، والله أعلم
أحمد بن الزبير الغرناطي(/)
أمثال ومايقابلها في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 01:03 ص]ـ
- وكم من كلمة تدور على الألسن مثلا جاء القرآن بالخص منها واحسن (فمن ذلك قولهم):
- القتل أنفى للقتل قصاصا * مذكور في قوله {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
- (وقولهم) ليس المخبر كالمعاين * مذكور في قوله تعالى {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}.
- (وقولهم) ماتزرع تحصد مذكور في قوله تعالى {مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ْْ}
- (وقولهم) للحيطان آذان * مذكور في قوله تعالى {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}
- (وقولهم) الحمية راس الدواء * مذكور في قولة تعالى {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}
- (وقولهم) أحذر شرمن أحسنت إليه * مذكور في قوله تعالى {وما نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ}
- (وقولهم) من جهل شيئا عاداه * مذكور في قوله تعالى {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه}
- * {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ}
- (وقولهم) خير الأمور أوساطها مذكور في قوله {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً}} ا
- (وقولهم) من أعان ظالما سلطة الله عليه مذكور في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِي} ر
- (وقولهم) لما انضج رمّد * (أي جعله في الرماد) مذكور في قوله تعالى {وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى}
- (وقولهم) لا تلدا الحية إلا حية: مذكور في قوله تعالى {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّارا}
ـ[سدرة المنتهى 4]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 07:29 م]ـ
شكرا ياحلام على هالمواضيع الهامه باركك الله(/)
من أعلام البلاغة (الجرجاني)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 11:13 م]ـ
إنه عبدالقاهر، ابو بكر بن عبدالرحمن بن محمد الجرجاني، فارسي الأصل، جرجاني الدار، ولد في جرجان وعاش فيها دون ان ينتقل الى غيرها حتى توفي سنة 471 ه. لا نعرف تاريخ ولادته، لأنه نشأ فقيراً، في أسرة رقيقة الحال، ولهذا ايضا، لم يجد فضلة من مال تمكنه من أخذ العلم خارج مدينته جرجان، على الرغم من ظهور ولعه المبكر بالعلم والنحو والأدب. وقد عوضه الله عن ذلك بعاملين كبيرين كانا يعيشان في جرجان هما: ابو الحسين بن الحسن بن عبدالوارث الفارسي النحوي، نزيل جرجان، وأبو الحسن القاضي علي بن عبدالعزيز الجرجاني، قاضي جرجان من قبل الصاحب بن عبّاد.
وقد أخذ العلم عن خاله الشيخ أبي علي الفارسي كما أخذ الأدب على يد القاضي الجرجاني وقرأ كتابه “الوساطة بين المتنبي وخصومه”. والى ذلك يشير ياقوت فيقول: “وكان الشيخ عبدالقاهر الجرجاني قد قرأ عليه، واغترف من بحره، وكان اذا ذكره في كتبه تبخبخ به، وشمخ بأنفه بالانتماء اليه” (معجم الأدباء: 14/ 16).
وتتلمذ عبدالقاهر على آثار الشيوخ والعلماء الذين انجبتهم العربية، فنحن نراه في كتبه ينقل عن سيبويه والجاحظ وأبي علي الفارسي وابن قتيبة وقدامة بن جعفر والامدي والقاضي الجرجاني وأبي هلال العسكري وابي احمد العسكري وعبدالرحمن بن عيسى الهمداني والمرزباني والزجاج.
وقد ترك عبدالقاهر الجرجاني آثاراً مهمة في الشعر والأدب والنحو وعلوم القرآن. من ذلك ديوان في الشعر وكتب عدة في النحو والصرف نذكر منها كتاب “الإيضاح في النحو” وكتاب “الجمل”، أما في الأدب وعلوم القرآن فكان له “إعجاز القرآن" و”الرسالة الشافية في الإعجاز” و”دلائل الإعجاز” و”أسرار البلاغة” وقد أورد في كتابيه الاخيرين، معظم آرائه في علوم البلاغة العربية.
اللفظ والمعنى
إن تبحّر عبدالقاهر الجرجاني في علوم النحو واللغة والبلاغة، جعله يصب اهتمامه على مشاركة المتحدثين عن الإعجاز جهودهم في الوصول الى بعض الحقائق.
وقد وضع “الرسالة الشافية في الإعجاز”، لتأكيد عمله المنهجي في هذا الموضوع الهام، والذي كشف عنه حين قال: “هذه جمل من القول في بيان عجز العرب، حين تحدوا الى معارضة القرآن، وإذعانهم وعلمهم، ان الذي سمعوه فائت للقوى البشرية، ومتجاوز للذي يتسع له ذرع المخلوقين، وفيما يتصل بذلك مما له اختصاص بعلم احوال الشعراء والبلغاء ومراتبهم، وبعلم الأدب جملة، قد تحريتُ الايضاح والتبين، وحذوت الكلام حذواً، هو بعرف علماء العربية أشبه، وفي طريقهم أذهب، والى الأفهام جملة “أقرب” (الرسالة الشافية: 107).
وقد خالف عبدالقاهر الجرجاني الكثيرين رأيهم في الإعجاز، حين زعموا ان إعجاز القرآن، إنما هو “بالصرفة”، أي ان الله صرف العرب عن مضاهاة القرآن. فدفع هذه الفكرة بقوة وإصرار، وألح على تبيان فسادها في مؤلفاته عن الإعجاز، معتبراً ان إعجاز القرآن ليس “بالصرفة”، وانما هو في فصاحته وبلاغته.
فالفصاحة والبلاغة، هما مصدر الإعجاز في القرآن، لا عن طريق تخير الألفاظ ولا الموسيقا ولا الاستعارات وألوان المجاز، وإنما عن طريق النظم، اذ ان نظم القرآن وتأليفه، هما مصدر الإعجاز فيه. يقول الجرجاني: “فإذا بطل الذي أعجزهم من القرآن في شيء مما عددناه .. لم يبق إلا ان يكون في النظم والتأليف”.
(أسرار البلاغة: 109) علما ان النظم الذي يعنيه انما هو توخي معاني النحو وأحكامه فيما بين الكلم، اي ربط الألفاظ في سياق، يكون وليد الفكر، بحيث ينشأ عن ذلك معنى مقصود بذاته دون سواه. ولهذا كانت المعاني لا الألفاظ هي المقصودة في إحداث النظم والتأليف. فلا نظم في الكلم ولا تأليف حتى يعلق بعضها ببعض، ويبنى بعضها على بعض، وبهذا يكون اللفظ تابعاً للمعنى، بحسب ما يقصد فيه ويراد له. ويحدد عبدالقاهر الجرجاني رأيه في ذلك حين يقول: “واعلم ان ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله، وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها (دلائل الإعجاز:63)
(يُتْبَعُ)
(/)
وحمل عبدالقاهر الجرجاني على النقاد الذين كانوا ينحازون الى اللفظ ويقدمونه على المعنى. وكان يحس بوعي نقدي ان ثنائية اللفظ والمعنى عند ابن قتيبة هي خطر على النقد والبلاغة. فتقديم اللفظ، قتل الفكر، لأن الفصاحة ليست في اللفظة، وإنما هي في العملية الفكرية التي تصنع تركيباً فصيحاً من الألفاظ.
وقال: إن القدماء حين أسبغوا على الألفاظ صفات فارقة، مثل لفظ متمكن ولفظ قلق، إنما مقصودهم المعنى.
وحمل الجرجاني ايضا على النقاد الذين انحازوا الى جانب المعنى فقال: “واعلم ان الداء الدوي والذي أعيا أمره في هذا الباب، غلط من قدم الشعر بمعناه وأقل الاحتفال باللفظ .. فأنت تراه لا يقدم شعراً حتى يكون قد أودع حكمة وأدباً، واشتمل على تشبيه غريب ومعنى نادر” (دلائل الإعجاز256) وقد شرح نظرية الجاحظ: “المعاني مطروحة في الطريق”، فقال: إن الجاحظ يقارن بين الكلم ومادة الصائغ. فهو يصنع من الذهب خاتما والحكم على صنعته ليس من جهة الذهب، وانما من جهة الخاتم. فالمعنى هو المادة الأولية، والإعجاز هو في الكلام.
نظرية الصورة
ويشرح الجرجاني، نظرية الصورة المجتمعة من اللفظ والمعنى، ويشبهها بعملية الصياغة أو بالوشي، ويعتبر أن النظم والتأليف هما الإعجاز في الكلام، والذي يحققه التفاوت. تماما مثلما يحدث النظم في الإبريسم الذي يحافظ على “العامل العمدي” في إنشاء صورة ما. وقد وضح الجرجاني المصطلح النقدي الذي أسماه الصورة في الكلام فقال:
“وأعلم أن قولنا الصورة، إنما هو تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا .. ” ويتحدث عن البينونة بين معنى ومعنى وصورة وصورة فيقول: “ثم وجدنا بين المعنى في أحد البيتين وبينه في الآخر بينونة في عقولنا وفرقاً .. قلنا للمعنى في هذا صورة غير صورته في ذلك .. ويكفيك قول الجاحظ: وإنما الشعر صياغة وضرب من التصوير” (الدلائل:355).
ويرى الجرجاني أن التفاوت في الصور، هو الطريق لإثبات الإعجاز. فإذا بلغ الأثر الأدبي درجة من التميز لا يلحقه فيها أي أثر آخر، صح أن يسمى معجزاً. أما التأكيد على الصورة فقد أبعد عبدالقاهر نفسه عن الخوض في العلاقة بينها وبين “الفاعل” لها او القوة الفاعلة لها، لأن الناقد يستكشف الجمال الفني، وان طبيعة إعجاز هذه الصورة الجمالية، هي التي تتخذ دليلا على الفاعل، دون أن تفضي الى التحدث عن مدى العلاقة بينها وبينه.
فالوحدة الفنية كصورة، أو كنظم أو تأليف لها، هي التي تتخذ مقياساً للإعجاز. والمعنى المعجز، هو الذي ينهض في الأسماع من داخل الصورة المركبة ووحدتها، وليس من المادة الأولية، أو من الحقائق الخارجية. وقد أفاد عبدالقاهر هذه النظرية في كتاب النبوة للجاحظ، إذ نقل عنه قوله: "ولو أن رجلاً قرأ على رجل من خطبائهم وبلغائهم سورة واحدة، لتبين له في نظامها ومخرجها من لفظها وطابعها انه عاجز عن مثلها. ولو تحدى بها أبلغ العرب لأظهر عجزه عنها لغة ولفظاً" (الدلائل 366).
ولعبدالقاهر رأيه في المعنى ومعنى المعنى. وهو نظرياً يتصل بتفاوت الدلالات الناجم عن طريق الصياغة. فالمعنى: هو المفهوم الظاهر في اللفظ. أما معنى المعنى، فمرحلة تتجاوز المعنى الظاهر، إلى المستوى الفني في الكتابة والاستعارة. وفي هذه المرحلة يكون التفاوت في الصورة والصياغة.
إن دراسة معنى المعنى عند الجرجاني، هي التي حفزته لوضع كتاب “أسرار البلاغة”، حيث درس الجرجاني التشبيه والتمثيل والاستعارة، وألمح الى أن “معنى المعنى” يقوم على مستويات متفاوتة في الدلالة والتأثير معاً. وقد كانت له وقفته النقدية حين تحدّث عن التناوب بين المكني والصريح وضرورة إعلاء شأن قوة التمثيل من الزاوية العقلية بغية الوصول إلى اللذة النفسية في تتبع صور الجمال
د. قصي الحسين .... صحيفة الخليج
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 11:13 م]ـ
شكراً أنوار الأمل على هذا المقال الرائع وكم تشدني آراء شيخنا الجرجاني كثيراً وخاصة نظرية النظم وسأحاول أن أركز عليها عل القراء يستطيعون فهمها وسأكتفي بجزء من مقال للدكتور محمد بلوحي في مجلة التراتث الأدبي دمشق 25 رجب
قال الدكتور (
(يُتْبَعُ)
(/)
أطروحات عبد القاهر الجرجاني (ـ 471هـ)؛ إذ نجده يساوي بين الأسلوب والنظم، لأن الأسلوب عنده لا ينفصل عن رؤيته للنظم، بل نجده يماثل بينهما من حيث أنهما يشكلان تنوعاً لغوياً خاصاً بكل مبدع يصدر عن وعي واختيار، ومن ثم يذهب عبد القاهر إلى أن الأسلوب ضرب من النظم وطريقة فيه.
إذا كان الأسلوب ـ كذلك ـ يجب أن يتوخى فيه المبدع اللفظ لمقتضى التفرد الذاتيّ في انتقاء اللغة عن وعي وذلك بمراعاة حال المخاطب، فإن الجرجاني قد أضاف أصلاً أصيلاً إلى نظرية الأسلوب في البلاغة العربية القديمة، إذ جعل الأسلوب يقوم على الأصول العربية وقواعدها، فالنظم يمتنع معنى إذا لم ينضبط بالنحو، وذلك ما أسس له الجرجاني في دلائل الإعجاز بقوله: ((واعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الذي يقتضيه علم النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله، وتعرف مناهجه التي نهجت، فلا تزيغ منها، وتحفظ الرسوم التي رسمت لك، فلا تخل بشيء منها)) (7)، وبذلك جعل عبد القاهر الجرجاني من النحو قاعدة لكل نظم، لا باعتباره أداة أسلوب ينتظم بها التركيب في نسقه الإعرابي العام، وإنما جعل منه ـ كذلك ـ مستفتحاً لما استغلق من المعنى؛ إذ الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب مفتاحاً لها، و ((أن الأغراض كامنة فيها حتى يكون هو المستخرج لها، وأنه المعيار الذي لا يتبين نقصان كلام ورجحانه حتى يعرض عليه؛ والمقياس الذي لا يعرف صحيحاً من سقيم حتى يرجع إليه ولا ينكر ذلك إلا من ينكر حسه)) (8)، فإذا أدرك المبدع ذلك استقام له الأسلوب وأتاه أنى شاء.
وإذا كان عبد القاهر الجرجاني قد أكد ضرورة التزام النحو في مفهوم النظم، فإنه قد تشدد في ضرورة النسج على طريقة مخصوصة تميز شاعراً عن شاعر آخر، وبذلك نجد أن عبد القاهر الجرجاني يميز الأسلوب بتميز صاحبه في نظمه عن غيره من أهل النظم والأدب، ومن ثم نلاحظ أن هذه النظرة لا تخرج عن نظريته في النظم التي يؤكد فيها التزام معاني النحو في التأليف، وذلك من خلال تأكيد توفر محاسن الكلام في ترتيب المعاني في النفس بطريقة خاصة؛ وحسب مقتضى الحال حتى يحصل التجانس.
إن مفهوم الإعراب عند الجرجاني لا ينتهي فيه إلى مفهوم الموقع من الجملة أو نسبته من الجملة من سابقه أو لا حقه رفعاً أو نصباً أو جراً، وإنما يتعداه إلى المفهوم الدلالي الذي تقتضيه فصاحة المخاطب ونباهة البليغ، ومن ثم نجده لا يقف في نظرته إلى الإعراب عند المظاهر الشكلية التي أسس لها الإعراب لاحقاً في الاهتمام بالقواعد الإعرابية، بل ينظر إلى الإعراب لا على أنه علم يحذق فيه صاحبه علم الحركات، بل على أنه علم يقصد فيه التأسيس لفهم يساعد على إدراك معنى المعنى.
لا شك في أن قيام النظم عند الجرجاني بتوخي معاني النحو يوجب حضوراً عقلياً واستعمالاً منطقياً للغة؛ ولهذا يقوم الإبداع عنده على جملة من المراحل الواعية، ينتظمها الأسلوب الفني بدءاً من الذهن وتصوراته في المعنى والمبنى، إلى مرحلة مخاطبة المتلقي، وهنا يلزم أن يراعي الشاعر حالة المخاطب لأن النظم يقوم على الروية والتفكير، وهذا انطلاقاً من الرؤية المؤسسة على أن النظم يقوم أولاً على استحضار الفكرة أولاً، ثم التمثل والنطق ثانياً، والاعتبار يكون بحال واضع للكلام.
فالترتيب الذهني والإخراج الفني المراعي لمقتضى الحال من دواعي قوة الأسلوب، ورصانته وبلاغته وجزالته، وليس الشأن في اللفظ حَسُنَ أو قَبُحَ، بل مفاضلة بين الألفاظ خارج سياق الكلام، وهذا ما جنح إليه الجرجاني، ولعله ـ هنا ـ خالف سابقيه المعتقدين بفصاحة اللفظة المفردة وجمالها، وسبقَ لاحقيه وبخاصة الطرح الألسني البُنوي المعاصر، الذي يذهب إلى الاعتقاد بأن جمال اللفظة لا يكون إلا في نظامها، وبذلك يتجلى لنا طرح الجرجاني وهو يناقش مسألة النظم في أن الأسلوب يقوم على توخي معاني النحو، لأننا في طلبها نطلب الجمال في الأسلوب والتفرد في الصياغة والقوة في الصناعة.
وعذراً على هذا الخلل بالتقديم والتأخير في بعض الكلمات لسوء الترتيب من المصدر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:55 م]ـ
بوركتما
موضوع راق(/)
** الإطناب في اللغة والبلاغة حدوده ـــ أقسامه وأغراضه **
ـ[الأزدي]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 10:02 م]ـ
الإطناب في اللغة والبلاغة حدوده ـــ أقسامه وأغراضه
د. ياسين الأيّوبي
1 - تعريفه:
أ-في اللغة: جاء في لسان العرب أن الإطناب هو: البلاغة في المنطق والوصف، مدحاً كان أو ذمّاً. وأطنب في الكلام: بالغ فيه. والإطناب: المبالغة في مدح أو ذم والإكثار فيه.
وقال ابن الأنباري: أطنب في الوصف، إذا بالغ واجتهد. وأطنبت الريح: إذا اشتدت في غبار (1).
وأصل الإطناب (بالكسر) من: الطُّنْب والطُّنُب، وهما معاً: حبل الخباء والسرادق ونحوهما. والجمع: أطناب (بالفتح).
وقال ابن سيده: الطنب: حبل طويل يشد به البيت والسرادق. وطنبه: مده بأطنابه وشده (2).
ب-في الاصطلاح البلاغي: الإطناب زيادة اللفظ على المعنى لفائدة (3). هذا هو التعريف البلاغي المختصر. ولو شئنا التوسع قليلاً لقلنا: إن الإطناب باب بلاغي قديم قدم الإيجاز، ارتبط به ارتباط العضو بالعضو يتتامان ليؤلفا هيئة أدبية سوية البنية والملامح ... فقد وصفه الجاحظ، ولم يسمه، في ذكره فضائل الصمت والكلام الموزون، يقال في موضعه (4).
ثم ذكره صراحة عندما عرض لحاجات الكلام ومنطقه، رافضاً الفضول والتكلف فقال: هناك أبواب توجب الإطالة وتحوج إلى الإطناب. وليس بإطناب ما لم يجاوز مقدار الحاجة، ووقف عند منتهى البغية (5).
ووصفه أبو العباس المبرِّد (ت 286هـ/ 899م) بالكلام المفَخِّم، في مقابل: الاختصار المفهم، والإيماء البيِّن، واللمحة الدالة (6).
"وقيل لعمرو بن العلاء (ت 154هـ/ 770م) هل كانت العرب تطيل؟ قال: نعم؛ كانت تطيل ليسمع منها، وتوجز ليحفظ عنها" (7).
ج-الربط بين التعريفين اللغوي والبلاغي:
لو قارنا تعريف اللسان، بتعريف البلاغيين القائل: (الإطناب زيادة اللفظ على المعنى لفائدة) لما وجدنا خلافاً. لأن القولين يرميان، من وراء الزيادة اللفظية إلى الفائدة.
و (المبالغة في المدح أو الذم)، من شروط التصوير الفني الأدبي، لأنه لا يصح في الأدب، أن يوصف الممدوح أو المهجو بما فيهما من معالم التمييز الإيجابي أو السلبي، من دون زيادة أو نقصان. إذاً لانتفى دور الأدب وجماله وتأثيره في النفوس. حتى قول المعجم عن (إطناب الريح واشتدادها في غبار)، يصب في هذه الغاية الجمالية التي ينتهي إليها الإطناب. لأن "الغبار" في النهاية هو الدليل الحسي على اشتداد الريح وقسوتها.
والذي يزيد في توضيح صورة الإطناب، تفريق البلاغيين بينه وبين التطويل الذي عدوه زيادة لفظية، من غير فائدة. فقال أبو هلال العسكري (ت 395هـ/ 1004م):
الإطناب بلاغة؛ والتطويل عِيٌّ. لأن التطويل بمنزلة سلوك ما يبعد جهلاً بما يقرب. والإطناب بمنزلة السلوك طريق بعيد نزه يحتوي على زيادة فائدة (8).
"ومن أوفى الشواهد دلالة على فائدة الإطناب، وحسنه، تكرار آية: [فبأيِّ آلاءِ ربِّكُما تُكَذِّبان] من سورة الرحمن، إحدى وثلاثين مرة، لأنه سبحانه وتعالى، عدَّد فيها نعماءه وأذكَر عباده آلاءه، ونبههم على قدرها، وقدرته عليها، ولطفه فيها؛ وجعلها فاصلة بين كل نعمة وأخرى ليعرف موضع ما أسداه إليهم منها" (9).
2 - أقسامه أو أنواعه:
أ-الإطناب في الجملة الواحدة:
وهو في معظمه لا يتعدى إطاري الحقيقة والمجاز.
1 - إطناب الحقيقة:
وهو ما يزاد الكلام فيه لشرح ما هو معروف فيظن السامع أنه زيادة لا حاجة إليه، والحقيقة أن الأمر ليس كذلك، لأن ما زيد في هذا الصدد يقال في كل شيء يعظم مناله، ويعز الوصول إليه، فيؤكد الأمر فيه على هذا الوجه، دلالة على نيله والحصول عليه (10).
مثل قولهم: رأيته بعيني، وبأم عيني، وقبضته بيدي وذقته بفمي. فالمعروف أن الرؤية لا تكون إلا بالعين، والقبض لا يكون إلا باليد .. وهكذا. ولكن عظم الأمر يستدعي مزيداً من التأكيد والاطمئنان، فيُعمد إلى هذه الإضافات التي ليست أكثر من معان أضيفت إلى نفسها، ليتم الوصول إلى قلب المعنى العزيز الجانب. كقوله تعالى لمن افترى عليه بالقول [ذلكمْ قولُكُمْ بأفواهكمْ].
2 - إطناب المجاز:
قرَّظه ابن الأثير وعظَّمه فقال:
"وهذا موضع من علم البيان كثيرة محاسنه، وافرة لطائفه. والمجاز فيه أحسن من الحقيقة، لمكان زيادة التصوير في إثبات وصف الحقيقي للمجازي، ونفيه عن الحقيقي" (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
كقوله تعالى:) فإنَّها لا تَعْمَى الأبصارُ ولكن تَعْمَى القلوبُ التي في الصدور ((13) "ففائدة ذكر الصدور" ههنا أنه قد تُعُورف وعُلم أن المعنى على الحقيقة مكانه البصر، وهو أن تُصاب الحدقة بما يَطمس نورها، واستعمالها في القلب تشبيه ومثل. فلما أريد إثبات ما هو خلاف المتعارف من نسبة العمى إلى القلوب حقيقة، ونفيه عن الأبصار، احتاج هذا الأمر إلى زيادة تصوير وتعريف، ليتقرر أن مكان العمى إنما هو القلوب، لا الأبصار" (14).
ب-القسم الثاني، الإطناب في الجمل المتعددة:
ويتضمن أربعة أشكال، فصَّلها ابن الأثير وشرحها بعناية ..
1 - ذكر الشيء والإتيان به بمعان مختلفة:
إلا أن كل معنى يختص بشيء ليس للآخر وقد استعمله أبو تمام في مواضع كثيرة، كقوله من قصيدة في رثاء القاسم بن طوق (15):
زكيٌّ سجاياهُ تضيف ضيوفُهُ
ويُرجى مرجِّيه ويسأل سائلُهْ
فالفكرة العامة تدور على عظمة الممدوح وقوة عطائه. ولكن الشاعر نَفَذ إلى ما وراء ذلك، عارضاً لصور ومعان أخرى، يتوهمها السامع أنها مكررة، وهي في الحقيقة لازمة لفائدتها في تجميل الصورة العامة وتعميق الفكرة الرئيسة.
ومعنى البيت بصورة تفصيلية: أن ضيفه يستصحب معه ضيفاً طمعاً في كرم مُضيفه؛ ويعطي السائل عطاء كثيراً يصير به معطياً. ومعنى "يرجَّى مُرجِّيه": إذا تعلق به رجاء راج فقد أيقن بالفلاح والنجاح حتى يصبح هذا الأخير موضع رجاء الآخرين، لمكان رجائه الممدوح. وهذا أبلغ الأوصاف الثلاثة (16).
2 - النفي والإثبات:
وهو أن يذكر الشيء على سبيل النفي، ثم يذكر على سبيل الإثبات، أو بالعكس.
شرط أن يكون في أحدهما زيادة ليست في الآخر، وإلا عُدَّ تكراراً. كقول الحق المبارك: [لا يَسْتأذنُكَ الذين يؤمنون بالله واليوم الآخرِ أن يُجاهِدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليمٌ بالمتَّقين* إنما يَسْتأذِنُكَ الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارْتابَتْ قلوبُهُم فهم في ريبهم يتردَّدون] (17).
فقد ذكر الشيء منفياً، ثم ذكره مثبتاً، لوجود الفائدة في الذكر الثاني، وهي تأكيد المعنى الأول المنفي، فقد نفى ربُّ العزة استئذان المؤمنين للنبي بالجهاد وأثبت ذلك بالنسبة للملحدين المُشكِّكين.
"والمعنى في ذلك سواء. إلا أنه زاد في الآية الثانية قوله:) وارْتابَتْ قلوبهم فهم في ريبهم يترددون (ولولا هذه الزيادة لكان حكم هاتين الآيتين، حكم التكرير" (18).
3 - ذكر المعنى الواحد تاماً، ثم يضربُ له مثال من التشبيه:
قال عنه ابن الأثير "هذا الضرب من أحسن ما يجيء في باب الإطناب" (19) كقول أبي عبادة البحتري متغزلاً:
ذات حسن لو استزادت من الحسـ
ـن إليه لما أصابت مزيدا
فهي كالشمس بهجة، والقضيب اللَّـ
ـدْنِ قدَّاً، والريم طرْفاً وجيدا (20)
البيت الأول كاف لبلوغ الغاية في الحسن؛ ومع ذلك فقد جاء الشاعر، في البيت الثاني، بتشبيهات ليزيد السامع تصويراً وتخيلاً.
ومثل ذلك قول البحتري أيضاً- من قصيدة يمدح فيها الفتح بن خاقان:
تنقَّل في خُلقي سؤدد
سماحاً مرجَّى وبأساً مَهيبا
فكالسيف إن جئتَهُ صارخاً
وكالبحر إن جئته مستثيبا (21)
فالبيت الأول تضمن معنيين رئيسيين بارزين هما الكرم والقوة. فجاء البيت الثاني ليصور ذلك تصويراً جمالياً كان التشبيه حليته وزينته، بعد أن كان المعنى عارياً تماماً في البيت السابق .. وفي ذلك وجه آخر من وجوه الحسن في الإطناب.
4 - استيفاء معاني الغرض المقصود من الكلام:
كقول الشاعر المخضرم حميد بن ثور الهلالي (ت 30هـ/ 650م) واصفاً ذئباً:
يَنامُ بإحدى مُقلتَيه ويتَّقي
بأخرى، المنايا، فهو يقظان هاجعُ (22)
فالبيت مكتمل المعنى والسياق في صدره ونصف عجزه. لكن الشاعر أراد استيفاء المعنى في خاطره وخاطر السامع، فقال، مضيفاً ومطنباً: فهو يقظان هاجع". وهذه الإضافة مفيدة على الصعيدين الفكري والبلاغي، إذ لخصت الكلام كله، والصورة كلها بهاتين الكلمتين الجامعتين: (اليقظة، والهجوع).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الأثير عن هذا الضرب: إنه أصعب الضروب الأربعة طريقاً وأضيقها باباً لأنه يتفرع إلى أساليب كثيرة من المعاني .. (23) وضرب لنا مثلاً آخر آية قرآنية غاية في الإيجاز، وهي في وصف بستان، [فيهِ منْ كُلِّ فاكِهَةٍ زوجان] شرحها ابن الأثير شرحاً إطنابياً فقال: جنَّة علت أرضها أن تُمسك ماءً وغنيت بينبوعها أن يستجدي سماء، وهي ذات ثمار مختلفة الغرابة، وتربة منجبة، وما كل تربة توصف بالنجابة ... ففيها المَّشمش الذي يسبق غيره بقدومه ... وفيها التفاح الذي رقَّ جلده وتورَّد خدُّه ... وفيها العنب الذي هو أكرم الثمار طينة ... وفيها الرمان الذي هو طعام وشراب ... وفيها التين الذي أقسم الله به تنويهاً بذكره .. وفيها من ثمرات النخيل ما يُزهى بلونه وشكله .. الخ (24).
ج-القسم الثالث: الإطناب وفقاً لتقسيمات القزويني:
كان للقزويني (ت 739هـ) دور هام في وضع القواعد شبه النهائية لعلوم البلاغة ومصطلحاتها، فأسهم في الإضافة والتفريع والترسيخ الأمر الذي جعل البلاغيين المحدثين يعتمدون تقسيماته وتعريفاته التي كانت هي حصيلة التطور النظري للبلاغة العربية خلال العصور السابقة.
وهكذا وجدنا الدارسين المعاصرين يتناولون الإطناب وفقاً لتقسيمات القزويني، على شيء من الاختلاف، لجهة التنويع، فكان له ولهم الأنواع الآتية:
1 - الإطناب بالإيضاح بعد الإبهام:
ليُرى المعنى في صورتين مختلفتين؛ أو ليتمكن في النفس أفضل تمكن، ويكون شعورها به أتم (25). كقوله تعالى:) وإنَّ لكُمْ في الأنْعام لَعِبْرةً نَسْقيكُمْ مما في بطونه من بين فَرْثٍ ودَم لَبَنَا خالصاً سائغاً للشاربين ((26).
فقد ذكر المعنى العام وهو (العبرة)، غير الواضح، ثم أعقبه بشرح وتوضيح لا لبس فيه ولا غموض. كان التوضيح على مرحلتين: الأولى هي (سُقيا البطون) والثانية: (اللبن السائغ) الذي يخرج من موضع دقيق لا يكاد يعرفه إلا الطبيب الجراح المختص، تماماً كخلق الإنسان، في قوله تعالى:) من ماءٍ دافقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرائِبْ ((27). فتأمل فائدة هذا الإطناب التوضيحي، وأهميته في شرح جوامع الكَلِمَ.
2 - إطناب التوشيع:
ومعنى التوشيع اللغوي لف القطن بعد ندفه. وهو أن يؤتى في سياق الكلام، وبخاصة الشعر، بمثنى مفسر باسمين، أحدهما معطوف على الآخر. ومنه قول عبد الله بن المعتز (ت 296هـ/ 908م):
سقتني في ليل شبيه بشعرها
شبيهة خديها بغير رقيب
فما زلت في ليلين: شعر وظلمة
وشمسين: من خمرٍ ووجهِ حبيب (28)
فالبيت الثاني، يتضمن ذكر لليلين فسرهما الشاعر بالشَّعر والظلمة، وكذلك عجز البيت نفسه، تضمن ذكراً لشمسين، مفسرين بالخمر ووجه الحبيب.
3 - إطناب الخاص بعد العام أو العكس:
بالنسبة إلى الوجه الأول، يكون الإطناب للتنبيه على فضل المذكور أولاً، حتى كأنه ليس من جنسه "تنزيلاً للتغاير في الوصف منزلة التغاير في الذات" (29) كقوله جلَّ وعلا: [حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى] (30). فالحفاظ على الصلوات، يتضمن حكماً الصلاة الوسطى. لكن الباري آثر التخصيص، بعد التعميم، للتنبيه على فضل المخصَّص وهو هنا الصلاة الوسطى (أي صلاة العصر) كونها حلقة اتصال بين صلاتي السُّحور والعشاء.
أما الجانب الثاني أي، ذكر العام بعد الخاص، فكقوله تعالى، ذاكراً أيام الصوم المتوجبة على الحاج والمعتمر غير القادرين على الصدقة والتضحية في الحج: [ ... فَمَنْ لم يَجِدْ فَصيامُ ثلاثة أيامٍ في الحجِّ وسبعةٍ إذا رَجَعْتُم تلك عشرة كاملة] (31).
4 - إطناب التكرير:
فصَّل القزويني أغراض هذا النوع فذكر منها خمسة، نلخصها على الوجه الآتي:
*النكتة؛ وهي هنا الفكرة اللطيفة المؤثرة في النفس (32)، كتأكيد الإنذار في قوله تعالى:) كَلاَّ سوف تعلمون، ثم كَلاَّ سوف تعلمون ((33). ففي التكرار إنذار مُبين أشد وأبلغ مما لو اكتفي بالآية الأولى.
*زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة، ليحصل قبول المتلقي لما يقال له أو يخاطب به كما في قوله تعالى:) وقال الذي آمن: يا قومِ اتَّبعونِ أهْدكُمْ سبيلَ الرَّشاد، يا قومِ إنما هذه الحياة الدنيا مَتاعٌ وإنَّ الآخرة هي دارُ القَرار ((34).
(يُتْبَعُ)
(/)
*طول الكلام، زيادة في التأثير النفسي المطلوب، كقول الحق تبارك: [ثمَّ إنَّ ربَّكَ للَّذين هاجروا من بعد ما فُتِنوا، ثمَّ جَاهَدوا وصَبَروا، إنَّ ربَّكَ من بعدها لَغفورٌ رحيم] (35). الفتنةُ ههنا، بمعنى الابتلاء والاختبار.
*تَعدُّد المتعلَّق، لتنوع الغرض الذي يبرز من خلال كل قول مكرَّر. وخير مثال على ذلك تكرار قول الله تعالى) فبأيِّ آلاءِ ربِّكُما تُكَذِّبان (ثلاثين مرة في سورة الرحمن لأنه كان في كل مرة يذكر عَقِبَ نعمة جديدة من نِعَم الله على الإنسان.
*الزَّجر عن المعاصي والترغيب في الطاعات. نحو قوله تعالى) وَيْلٌ يومئذٍ لِلْمُكَذِّبين (المتكرر عشر مرات في سورة (المُرسلات) "لأنه تعالى، ذكر قصصاً مختلفة، وأتبعَ كل قصة بهذا القول. فصار كأنه قال عقب كل قصة: ويلٌ يومئذٍ للمكذبين بهذه القصة" (36).
وهناك من جعل للتكرير أقساماً، بعضها،
*في اللفظ والمعنى معاً، نحو قولنا، هَلُمَّ! هَلُمَّ! وبعضها الآخر،
*في المعنى دون اللفظ، نحو: اصدُق معي ولا تمكرُ بي! فعدم المكر هو الصدق والوفاء.
*ومنها ما هو مفيد يأتي في الكلام توكيداً له وتسديداً لأمره، وإشعاراً بعظَم شأنه.
كقوله تعالى:) وقال اللهُ لا تَتَّخِذوا إلهَيْنِ اثْنين إنما هو إلهٌ واحد ((37).
فهو من تكرير المعنى دون اللفظ؛ والغرض منه تأكيد معنى المعدود ومنع الالتباس في شأنه.
*ومنها ما هو غير مفيد، كقول المتنبي، من قصيدة في مدح المغيث بن العجلي:
ولم أرَ مثل جيراني ومثلي
لِمثْلي عند مِثلهُمُ مقامُ (38)
ومعنى البيت: لم أر مثل جيراني في سوء الجوار وقلة المراعاة؛ ولا مثلي في مصابرتهم مع جفوتهم. فهو يشكو جيرانه ويلوم نفسه على الإقامة بينهم. فقد حذف الشاعر وأوجز، ولكن على حساب التكرار الإطنابي غير المفيد (39).
5 - إطناب الإيغال:
وهو ضرب من المبالغة في الوصف والتصوير، أو هو ختم البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها (40). كقول الأعشى (ت 007هـ/ 629م):
كناطحِ صخرة يوماً ليفلِقَها
فلم يَضِرْها، وأوهى قَرْنَه الوعِلُ (41)
قال ابن رشيق (ت 456هـ) إن المثل في هذا البيت قد تمَّ بقول الشاعر:
"وأوهى قرنه فلما احتاج إلى القافية قال: "الوعِلُ" (42). فقد استخدم الشاعر نوعاً من الإيغال في القافية، لا البيت. ومثله قول ذي الرمة (ت 77 أو 117هـ/ 696 أو 735م):
قِفِ العيس في أطلال مية واسألِ
رسوماً كأخلاق الرداء المسلسل (43)
فتمَّ كلامه قبل إضافة (المسلسل) ولكنه احتاج إلى القافية، فزاد شيئاً (44)، وأطال المعنى والصورة. ومثله قول ذي الرمَّة، في القصيدة نفسها:
أظنُّ الذي يُجدي عليك سؤالها
دموعاً كتبديد الجُمان المفصَّل
فتم كلامه عند قوله: "الجمان". لكنه احتاج إلى القافية فقال: "المفصَّل" فزاد شيئاً ..
وعرَّفه قدامة بن جعفر (ت 327هـ/ 948م) فقال: الإيغال أن يأتي الشاعر بالمعنى في البيت تاماً من غير أن يكون للقافية في ما ذكره صنع، ثم يأتي بها لحاجة الشعر، فيزيد بمعناها في تجويد ما ذكره من المعنى في البيت، كما قال امرؤ القيس:
كأنَّ عيون الوحشِ حول خِبائنا
وأرحُلنا الجِزعُ الذي لم يُثقَبِ (45)
فقد أوفى الشاعر التشبيه قبل القافية، لأن عيون الوحش شبيهة بالجزع. ولكن إضافة القافية "لم يثقَّب" جعلت الشاعر يوغل في الوصف وتوكيده، فإن عيون الوحش غير مثقبة وهي بالجزع الذي لم يثقب أدخل في التشبيه (46).
ومن هذا القبيل، قول الخنساء (ت 24هـ/ 646م) ترثي أخاها صخراً:
وإنَّ صَخراً لتأتمُّ الهُداةُ به
كأنَّه عَلَمٌ في رأسه نارُ (47)
لم ترض أن تشبهه بالعلم الذي هو الجبل المرتفع المعروف بالهداية، حتى جعلت في رأسه ناراً (48).
6 - إطناب التذييل:
معناه إعادة الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد بعينه ليظهر لمن لم يفهمه، ويتأكد عند مَن فَهِمَهُ، كقول الشاعر ربيعة بن مقروم الضبِّي (ت 16 هـ/ 637م):
فَدعَوا نَزالِ فكنت أوَّل راكبٍ
وعلام أركبُهُ إذا لم أنْزل؟ (49)
فالمصراع الأول مكتمل المعنى. لكن الشاعر لم يكتف بذلك، بل ذيل به مصراعاًُ آخر، توضيحاً للمعنى وتأكيداً، ومثله قول الشريف الرضي متغزلاً:
قمرٌ إذا استَخْجَلتَهُ بعتابِهِ
لبس الغروبَ ولم يعُد لِطلوعِ
أبغي رضاهُ بشافعٍ من غيره
شرُّ الهوى ما رمته بشفيعِ (50)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد استوفى المعنى في صدر البيت الثاني. لكنه ذيله في العجز تحقيقاً لمزيد من الفهم والتوضيح وقد جعله بعضهم أحد مواضع البلاغة الثلاثة: الإشارة والمساواة والتذييل، لأن فيه موقعاً جليلاً ومكاناً شريفاً خطيراً يزداد بهما المعنى انشراحاً والمقصد إيضاحاً. ومن الأمثلة الشعرية الدالة على إطناب التذييل، قول أبي نواس يمتدح الخليفة العباسي الأمين:
عَرمَ الزمانُ على الذين عَهِدتُهُمْ
بكِ قاطنينَ، وللزمانِ عُرامُ (52)
المعنى مستوفى في صدر البيت. والعجز المذيَّل جعل منه ما يشبه الحكمة عندما أكَّد شدَّة الزمان وثباتها على الأيام.
ومن البلاغيين القدامى، من جعل التذييل إضافة جملة يذيل بها الكلام ليتحقق بها ما قبلها، فقسمه أو قسم الجملة المذيلة قسمين:
1 - قسم لا يزيد على المعنى الأول، وإنما يؤتى بها للتأكيد والتحقيق.
2 - قسم يخرجه المتكلِّم مخرج المثل السائر ليحقق ما تضمن الكلام السابق من زيادة المعنى. كقوله تعالى:) إنَّ اللهَ اشترى من المؤمنينَ أنفسَهُمْ وأموالَهُمْ بأنَّ لهم الجنَّةَ، يُقاتلون في سبيل الله فيَقْتلون ويُقتلَون وعْداً عليه حقَّاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومَنْ أوفَى بعهدِهِ من اللهِ، فاسْتَبْشِروا بِبَيْعِكُمُ الذي بايَعْتُمْ به ((53) فهذه الآية الكريمة تضمنت القسمين من التذييل. أحد القسمين قوله تعالى:) وعْداً عليه حقَّاً (فقد تم الكلام. ثم أتى سبحانه، بهذه الآية تحقيقاً لما سبق. والقسم الآخر قوله تعالى:) ومَنْ أوفى بعَهْدِهِ مِن الله (، فخرج هذا الكلام مخرج المثل السائر لتحقيق ما تقدمه (54).
ومن أجود ما يصح شاهداً بلاغياً على إطناب التذييل، قول ابن نباتة السعدي، من شعراء البلاط الحمداني في القرن الرابع، مادحاً سيف الدولة:
لم يبق جودك لي شيئاً أؤمله
تركتني أصحب الدنيا بلا أمل (55)
فصدر البيت مكتمل المعنى، وليس العجز إلا تذييلاً حسناً، زاد في جمال المعنى وحقيقته ..
7 - إطناب التكميل أو الاحتراس:
وهو أن يؤتى به في كلام يوهم خلاف المقصود، بما يدفعه (56) وهو ضربان: ضرب يتوسط الكلام، كقول طرفة بن العبد يمدح قتادة بن مسلمة الحنفي:
فسقى بلادكَ –غير مفسدها،
صوب الغمام وديمة تهمي (57)
فجملة: "غير مفسدها" أكملت المعنى وحالت دون الوقوع في وهم غير مقصود، وهو ضرر مطر الربيع للديار؛ وإذا المطر نافع. ولهذا السبب سمى هذا النوع: احتراساً، كقوله تعالى:) فسَوْفَ يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُّهمْ ويُحبُّونَهُ، أذلَّةٍ على المؤمنين، أعِزَّةٍ على الكافرين ((58) يقول القزويني، شارحاً:
فإنه لو اقتصر على وصفهم بالذلَّة على المؤمنين؛ لتوهم أن ذلتهم لضعفهم، فلما قيل: "أعزَّة على الكافرين" علم أنها منهم تواضع لهم، ومعنى ذلك أن هؤلاء القوم، مع شرفهم، وعلو طبقتهم وفضلهم على المؤمنين، خافضون لهم أجنحتهم (59).
ومثله قول ابن الرومي، فيما كتب إلى صديق له: إني وليُّك الذي لا يزال تنقاد إليك مودته عن غير طمع ولا جزع، وإن كنت لذي الرغبة مطلباً، ولذي الرهبة مهرباً (60).
ففي قول ابن الرومي كما نرى احتراسان متعاقبان، الأول، في قوله: "عن غير طمع ولا جزع" لأنه أزال توهم المودة الانتفاعية المتخوفة .. والثاني، في قوله: "وإنْ كنت" وما بعدها، لأنه بدَّد ما قد ينشأ في الاحتراس الأول، من شعور بانتفاء دوافع الرغبة والرهبة لدى الناس .. ونرى أن هذا الشاهد من أفضل الأمثلة على إطناب التكميل أو الاحتراس.
ومن هذا النوع قول الشاعر السعودي المعاصر الأمير عبد الله الفيصل:
والنار تعشق، إن تَغِب، فإذا دنت
بك فرَّ من رمضائها الموؤودُ (61)
فالاحتراس من جعل النار معشوقة، اقتضى استكمال المعنى باستدراك لطيف، هو "إنْ تَغِبْ". ومثله، للشاعر نفسه، مكملاً ومحترساً مرتين، على طريقة الاستدراك:
قد ساءلتْ من أنتَ؟ قلتُ أنا الذي
قضَّيتُ عمري –مُدنفاً- أهواكِ
أرنو إليك –على بعادِك- مثلما
يرنو الحزينُ الساطعُ الأفلاكِ (62)
ونختم الكلام على التكميل أو الاحتراس، بإيراد شاهدين معبرين يزيدان في تعريفهما وتحديد ملامحهما، الأول: بيت شعري للشاعر الإسلامي التابعي كعب بن سعد الغنوي:
حليمٌ إذا ما الحلم زيَّن أهلهُ
مع الحلم في عين العدو مهيبُ (63)
(يُتْبَعُ)
(/)
البيت في رثاء أخيه أبي المغوار، وقد نعته بالحلم وهو الرويّة والحكمة. وصفة محمودة كهذه توهم أنه لا يهابه أحد، حتى أعداؤه. فأردف الشاعر بالقول: إنه مع ذلك يخافه الأعداء ويتهيبونه. وهذا إطناب احتراسي جيد.
والشاهد الثاني: بيت لأبي الطيب، مادحاً علي بن محمد بن سيَّار بن مكرم التميمي:
أشد من الرياح الهوج بطشاً
وأسرع في النوى منها هبوبا (64)
فإنه لو اقتصر على وصفه بشدة البطش لأوهم ذلك أنه عنف كله، ولا لطف عنده. فأزال هذا الوهم بالسماحة (65). وهذا من جيد التكميل والاحتراس في الإطناب.
8 - إطناب التتميم:
وهو أن يؤتى –أي التتميم- في كلام لا يوهم خلاف المقصود، بفضلة تفيد نكتة، كقول الله عزَّ وجل:) ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ على حُبِّهِ ((66). فإضافة "على حُبِّه" أتمت المعنى وزادت عليه فأفادت القارئ: أي إنهم لا يطعمون كيفما كان، بل طعاماً مشتهى وعزيزاً ..
مثال آخر، قول الشاعر:
إني على ما تَريْنَ من كِبَري
أعرف من أين تؤكل الكَتِفِ
في البيت نكتة لطيفة تحمل معنى القوة والذكاء، في المرحلة المتقدمة من السن. وهذه النكتة، كامنة في صدر البيت الذي يبدأ بجملة اسمية تقريرية، خبرها في عجز البيت. أي أني ذكي قوي، رغم كِبرَ سني، أو بالعكس: أنا كبير السن، لكنني لا أزال أحتفظ بقواي العقلية. ومثله تماماً، ولكن في اتجاه آخر، قول زهير بن أبي سلمى مادحاً هرماً بن سنان أحد أجواد عصره المشهورين:
مَن يَلقَ يوماً –على علاَّته" هَرِماً
يَلقَ السماحة منه والندى خُلُقا (67)
التتميم كامن في الفضلة "على علاَّته" التي أفادت استمرارية السجايا الكريمة في الممدوح، سجايا لا تؤثر فيها الأحداث وكثرة الانشغالات، لأنها متأصلة فيه لا يحول دونها شيء ...
ومن جيد التتميم، في النثر، قول أعرابية لرجل: كبَتَ الله كلَّ عدوٍّ إلا نفسك (68).
فالقول –على ما فيه من تمام المعنى- ناقص لأنه مطلق. وقولها: "إلاَّ نفسك" إضافة لازمة لأنها أوفَت على حقيقة الدعاء وحُسن دلالته ومساره الإنساني. فنفس الإنسان تجري مجرى العدوّ له لأنها تورطه وتدعوه إلى ما يوبقُه (69).
ومن التتميم ما يسيء إلى القصد، فيصبح إطناباً نافلاً، كقول ذي الرمَّة:
ألا يا سلمي يا دار مَيَّ على البِلى
ولا زال منهلاًّ بجرعائِكِ القطرُ (70)
يدعو الشاعر لحبيبته بالسلامة رغم ما أصاب دارها من بلى واندثار. لكنه في العجز، أو هي كما لو أنه يدعو عليها لأن استمرار انهمار المطر على التربة والنبات يفسدهما، فأساء إلى المعنى المقصود من حيث لم يدر ..
9 - الإطناب بالاعتراض:
وهو أن يؤتى في أثناء الكلام، أو بين كلامَين متصلين معنى، بجملة أو أكثر، لا محل لها من الإعراب، لنكتة سوى ما ذكر في تعريف التكميل (71).
*ومن وجوه الاعتراض ههنا، التنزيه والتعظيم كما في قوله تعالى:) وَيجعلونَ للهِ البناتِ، سُبْحَانَه، ولهم ما يَشْتَهون ((72). فقد اعترضت جملة: "سبحانه سياقَ الآية، تنزيهاً لذات الإله من نسبة الولد إليه، أو تعجباً من قولهم (73).
*ومن وجوهه التنبيه، كما في قول الشاعر:
واعْلَم –فعلمُ المرء ينفعُهُ-
أنْ سوف يأتي كلُّ ما قُدِرا (74)
فالجملة الاعتراضية في الصدر، تنبيه مفيد، يزيد في عمق الوعظ الشعري وترسيخ مغزاه الحكمي.
*ومن وجوهه التكريم، كما في قول المتنبي مادحاً كافوراً في بائيته: "كفى بك داءً":
وتحتقرُ الدنيا احتقارَ مجرِّبٍ
يرى كل ما فيها، وحاشاك، فانيا
شرح العكبري هذا البيت فقال: أنت عظيم القدر. فلهذا تحتقر الدنيا احتقار من جربها وعرفها، وعلم أنها فانية، ولا يبقى إلا ذكر الجميل بين الناس .. "وحاشاك": من أحسن ما خوطب به في هذا الموضع، والأدباء يقولون: هذه اللفظة حشوة، ولكنها حشوة فستق وسكر؛ ومثلها في الحشوات قول عوف بن المحلَّم الشيباني:
إنَّ الثمانين –وبلِّغْتَهَا-
قد أحوجَت سمعي إلى تَرجُمان (75)
فقد اعترضت "وبلِّغْتَهَا" صدر البيت لفائدة كبيرة ما أحوج السامع إليها لأنها تحدث فيه هزة التنبيه أو الانتباه لما يرمي إليه الشاعر من تأكيد الكِبَر والشيخوخة.
*ومن وجوهه المعروفة التخصيص بزيادة التأكيد، كقول الحق تبارك:) ووصَّيْنا الإنسانَ بوالديه، حَمَلَتْه أمُّهُ وَهْناً على وهْن، وفِصالُهُ في عامَيْن، أنِ اشْكُرْ لي ولوالديكَ ((76).
(يُتْبَعُ)
(/)
في الآية اعتراض ضمني يقع في جملة "حمَلَتهُ أمُّهُ وهْناً على وهْن" وهذا يعني تخصيص حق الأم في التوصية الربَّانية، وما ذكرها هنا إلا من قبيل ما يقوله الفقهاء في أن لها من عمل الولد قبل الحُلْمِ جلُّه وهو مما يفيد تأكيد حقها، والله أعلم (77).
ومن الناس من لا يقيد فائدة الاعتراض بما ذكرناه، بل يجوّز أن تكون دفع توهُّم ما يخالف المقصود. وهؤلاء فرقتان، واحدة لا تشترط فيه أن يكون واقعاً في أثناء الكلام، وفرقة تشترط ذلك (78).
وقد تبسَّط القزويني في شرح وجوه الاعتراض مما لم نرَ فيه صورة للوقوف عنده كالمطابقة مع الاستعطاف، والتنبيه على أمر غريب، ومجيء معنى مستقل بين كلامين مستقلين، قد يأتي المعنى في جملة واحدة أو أكثر من جملة، أو يأتي الاعتراض بغير واو ولا فاء أو يأتي بأحدهما ... (79). ليخلص إلى القول الجامع المركَّز: "ووجهُ حُسْن الاعتراض على الإطلاق: حُسْنُ الإفادة، مع أن مجيئه مجيء ما لا معوَّل عليه في الإفادة. فيكون مَثَله مَثَل الحسنة تأتيك من حيث لا تَرتَقبها" (80).
وفي كلمة أوجز وأعمَّ، نقول إن الإطناب معنى كبير عرَّفناه في مطلع هذه المادة (بزيادة لفظية لفائدة .. ) تفرَّع هذا المعنى واتسع فاتخذ أشكالاً ووجوهاً وسماتٍ متعددة تداخل بعضها ببعض وتشابه، وفي بعض الأحيان اختلط وتشابك، ولا سيما الأنواع الخمسة الأخيرة التي اعتمدها القزويني ومن بعده، وهي: الإيغال، والتذييل، والتكميل أو الاحتراس، والتميم، والاعتراض؛ فهي شديدة التداخل والتشابه فيما بينها حتى ليصعب على الدارس في كثير من الأحيان التفريق بينها فيما عدا الأمثلة التي أعطيت لكل واحد منها، وهي مع ذلك –أي الأمثلة- يمكن نقلها من موقع إلى آخر. فتخدم الغرض الذي وضعت فيه دونما اختلاف يذكر بين ما كانت فيه وما نقلت إليه. ولعل الدارسين البلاغيين القدامى قصدوا من وراء هذه التقسيمات والتفريعات إيفاء الإطناب كلَّ ما يحتاجه من شرح وتمثيل.
الحواشي:
(1) لسان العرب، دار صادر-بيروت جـ1/ 562 (طنب).
(2) نفسه/ 561.
(3) المثل السائر، جـ 2/ 344.
(4) البيان والتبيين 1/ 194 - 195. وفي ص 201 ذم للإسهاب المتكلف، والخطل والتزيد ..
(5) الحيوان 6/ 5 - 7.
(6) الكامل في اللغة. دار الفكر العربي، القاهرة جـ 1/ 27.
(7) كتاب الصناعتين/ ص 211.
(8) نفسه/ 210 - 211.
(9) نفسه/ 213.
(10) المثل السائر 2/ 346.
(11) سورة الأحزاب/ 4.
(12) المثل السائر 2/ 350.
(13) سورة الحج/ 46.
(14) المثل السائر 2/ 350.
(15) ديوان أبي تمام-شرح وتعليق د. شاهين عطية، دار صعب. بيروت- لا. ت. ص 337.
(16) المثل السائر 2/ 352.
(17) سورة التوبة/ 44 و 45.
(18) المثل السائر 2/ 353.
(19) نفسه/ 354.
(20) ديوان البحتري جـ 1/ 591، من قصيدة يفتخر فيها بقومه. وقد أورد ابن الأثير البيت الثاني على شيء من الاختلاف عما في رواية الديوان.
(21) ديوانه 1/ 151.
(22) "تفسير أرجوزة أبي نواس" صنعة ابن جني. تحقيق محمد بهجة الأثري. مجمع اللغة العربية بدمشق، الطبعة الثانية/ ص 30 - والبيت في ديوانه/ 105.
(23) المثل السائر 2/ 355.
(24) نفسه 2/ 355 - 357. وقد اقتطفنا ما وسعنا من كلام ابن الأثير الذي يفيض بالمتعة والفائدة ...
(25) الإيضاح في علوم البلاغة، ص 301.
(26) سورة النحل/ 66.
(27) سورة الطارق/ 7.
(28) الإيضاح في علوم البلاغة/ ص 302 - 303. والبيتان غير موجودين في ديوانه ..
(29) نفسه/ ص 303.
(30) بعض الآية 238 من سورة البقرة.
(31) بعض الآية 196 من السورة نفسها.
(32) المعجم الوسيط جـ 2/ 950 (نكت).
(33) سورة التكاثر/ 3 و 4.
(34) سورة غافر/ الآيتان 38 و 39.
(35) سورة النحل/ 110.
(36) الإيضاح .. ص 305.
(37) سورة النحل/ 51.
(38) ديوان المتنبي –بشرح البرقوقي جـ 4/ 194.
(39) انظر مزيداً، لتفصيل ما أوردنا من التقسيمات الجديدة للتكرير، كتاب: "جوهر الكنز" لابن الأثير الحلبي (ت 737هـ/ 1336م) ص 257 - 259 فقد أورد شواهد أخرى أكثر دلالة وتوضيحاً.
(40) الإيضاح في علوم البلاغة/ 305.
(41) ديوان الأعشى، شرح وتعليق محمد محمد حسين. مؤسسة الرسالة ط7. بيروت 1983/ ص 111.
(42) العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، جـ 2/ 57.
(يُتْبَعُ)
(/)
(43) ديوان ذي الرمة، المكتب الإسلامي، ط أولى سنة 1964 ص 586. والثوب المسلسل: الذي رق من البلى ولبسته حتى تسلسل. والأخلاق؛ جمع (خَلَق) وهو البالي ..
(44) العمدة 2/ 57.
(45) ديوان امرئ القيس، صنعة السندوبي، القاهرة سنة 1930 ص 27. والبيت كما يقول السندوبي لعلقمة ابن الفحل الذي غالب امرأ القيس في قصيدة بائية-فخلط الرواة بين القصيدتين حتى عز التمييز بين أبيات امرئ القيس وأبيات علقمة. والجزع (بكسر الجيم وفتحها) الخرز اليماني الصيني فيه سواد وبياض، قد شبهت به العيون.
(46) نقد الشعر، تحقيق وتعليق د. محمد عبد المنعم خفاجي. دار الكتب العلمية. بيروت. ص 168.
(47) شرح ديوان الخنساء، دار التراث بيروت. سنة 1968، ص 27.
(48) الإيضاح .. ص 305 وفي شرح القزويني أمثلة شعرية أخرى لإطناب الإيغال ...
(49) كفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب لابن الأثير الجزري. بغداد سنة 1982 ص / 179. والتعريف نفسه مأخوذ من العسكري في "الصناعتين" ص 413.
(50) عن المصدر السابق/ ص 180.
(51) كتاب الصناعتين/ ص 413.
(52) ديوان أبي نواس. شرح وتحقيق الغزالي. بيروت/ ص 607. والعرام: شدة الزمان وشراسته.
(53) سورة التوبة/ 111.
(54) جوهر الكنز، لابن الأثير الحلبي/ ص244.
(55) ديوانه /وزارة الأعلام العراقية، تحقيق عبد الأمير مهدي الطائي. سنة 1977 الجزء الأول/ ص 208.
(56) الإيضاح .. ص 310.
(57) ورد البيت في معظم المصادر والمراجع: "ديارك" بالكسر والصحيح ما ذكرنا لأنه بصدد امتداح رجل ومخاطبته.
وقبل البيت مباشرة قوله:
وأهنت، إذ قدموا، التلاد لهم
وكذاك يفعل مبتني النعم (ديوانه-صادر/88).
(58) بعض الآية 54/ من سورة المائدة.
(59) الإيضاح/ 310 - 311.
(60) نفسه/ 311.
(61) ديوانه "محروم" مكتبة الإرشاد- جدة، ودار الكتاب العربي بيروت/ ص 110.
(62) م. ن. ص 79.
(63) الإيضاح .. ص 311 وانظر جوهر الكنز / 234 وفيه ذكر للبيت وسبب التكميل فيه.
(64) شرح البرقوقي 1/ 269.
(65) الإيضاح/ 312.
(66) سورة الإنسان/ جزء من الآية 8. والتعريف من: الإيضاح .. ص 313.
(67) شرح ديوان زهير بن أبي سلمى، صنعة ثعلب. النسخة المصورة عن دار الكتب بالقاهرة سنة 1944/ ص 53 والعلة، ههنا معناها، الانشغال أو الحدث الكبير، ولا نظن قصد بها المرض والضعف ..
(68) الصناعتين/ 434.
(69) الصناعتين/ 434.
(70) ديوانه/ 290. والجرعاء، مؤنث الأجرع، وهو الكثير الممتد من الرمل.
(71) الإيضاح في علوم البلاغة/ 313 - 314.
(72) سورة النحل/ 57.
(73) تفسير الكشاف، للزمخشري جـ 2/ 414.
(74) الإيضاح/ ص314.
(75) شرح العكبري لديوان المتنبي جـ 4/ 290. وابن المحكم، شاعر جاهلي من أشراف العرب ت نحو 580.
(76) بعض الآية/ 14 من سورة لقمان. الوهن: الضعف الشديد. الفصال: الفطام ومنع الرضاعة.
(77) حاشية تفسير الكشاف جـ 3/ 232، للإمام ناصر الدين أحمد بن المنير الاسكندري ..
(78) الإيضاح .. ص 317.
(79) الإيضاح في علوم البلاغة/ ص 315 - 316.
(80) نفسه/ 317.
-------------------------------------------
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 44 - السنة 11 - تموز "يوليو" 1991 - محرم 1412
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذا البحث القيم
يحتاج لقراءة متأنية ودقة في تتبع الأمثلة في هذا الموضوع المهم من موضوعات علم البلاغة العربية، فإنه يضم فنونا رائعة الجمال يزهو بها لساننا لعربي(/)
فصول في عيون المتشابه
ـ[أحلام]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 10:29 م]ـ
فصول في عيون المتشابه
إن العناية في المتشابهة تفيد في تثبيت الحفظ
· (في البقرة) {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (وفي فصلت} {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}
· (وفي البقرة) {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}
· (وفي الاعراف) {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}
· (في البقرة) {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (وفي الأعراف) وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
· (في البقرة) {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}
· (وفي الأعراف) {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُم} ْ
· (في البقرة) وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}
· (وفي الرعد) {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} (في البقرة) {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
· (وفي الحج) {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
· (في البقرة) {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
· (وفي آل عمران) {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
· (في البقرة) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (وفي المائدة) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
· (في آل عمران) {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
· (وفي الحديد) {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
· (في سورة النساء) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (وفي الاعراف) {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}
· (في سورة النساء) {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً}
· (وفي الاحزاب) {إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}
· (في الانعام) {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}) {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً} ا
· (في الاعراف) {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ا
· (وفي طه) {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}
· (في الاعراف) {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ}
· (وفي الشعراء) {قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} ا
· (في الاعراف) {{لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}}
· (في طه) {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى}
· (في التوبة) {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
· (وفي الصف) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
· (في يونس) {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
· (وفي طه) {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَاغَشِيَهُمْ}
· (في هود) {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ}
· (وفي الحجر) {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ}
(يُتْبَعُ)
(/)
· (في الحجر) {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} (وفي الزخرف) {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون}
· (في الحجر) {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ}
· (وفي الشعراء) {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} ا
· (في الكهف) {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً}
· (وفي حم السجدة) {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}
· (في الكهف) {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً
· (وفي السجدة) {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}
· (في طه) {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى} (وفي الزخرف) {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} · (في الانبياء) {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}
· (وفي والصافات) {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ}
· (في الانبياء) {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ}
· (وفي المؤمنون) {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}
· (في النمل) {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} ا
· (وفي الزمر) {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ}
· (في القصص) {وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
· (وفي الشورى) {فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
· (في العنكبوت) {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (وفي القمر) {وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} ا
· (في فصلت) {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}
· (وفي الأحقاف) {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
· (في المدثر) {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ}
· (وفي عبس) {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 10:54 م]ـ
أحسنت يا أختي
هذا جمع مبارك طيب
يفيد الحفاظ ويثبت الحفظ
نفع الله به وجعله في موازين حسناتك مضاعفا أضعافا كثيرة
ـ[سدرة المنتهى 4]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 01:13 م]ـ
جزاك الله خير تتحفينا بالمواضيع الرائعه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:40 م]ـ
ممكن لو استخدمت إصطلاحا أخر غير المتشابه لكان أفضل---لأن المتشابه هو ما كان فيه إشكال في فهمه---أو ما كان يحتمل أكثر من معنى
أقترح إسم المتقاربات---ليشير إلى ما تريدين
ـ[أحلام]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:42 م]ـ
الاخت الفاضلة انوار الامل شكرا للمرور وشكرا للتعقيب
الاخت سدرة المنتهى جزاك الله خيرا وأناسعيدة لمرورك(/)
كتب علم البلاغة من الكتاب الدليل الي المتون العلمية الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 09:41 ص]ـ
الفصل الخامس
علوم البلاغة
" بيان معاني، بديع "
" توطئة "
البلاغة تشتمل على العلوم التالية:
" علم البيان، وعلم المعاني، وعلم البديع "
وقد جرى المتأخرون على جمع هذه العلوم
الثلاثة في كتاب واحد.
" متون البلاغة "
1 ـ " تلخيص المفتاح " لجلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزويني الشافعي المتوفي سنة (739هـ) رحمه الله تعالى.
2 ـ " عقود الجمان في المعاني والبيان " لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة (911هـ) رحمه الله تعالى.
3 ـ " زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع " للشيخ أحمد بن محمد المحلاوي المتوفي سنة (1351هـ) رحمه الله تعالى.
4 ـ " جواهر البلاغة " للأستاذ أحمد الهاشمي.
5 ـ " البلاغة الواضحة (البيان، المعاني، البديع) " للشيخين علي الجارم، ومصطفى أمين.
1 ـ " تلخيص المفتاح "
للإمام جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزويني الشافعي المتوفي سنة (739هـ) رحمه الله تعالى ().
اختصره من القسم الثالث من مفتاح العلوم للعلامة أبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الحنفي المتوفي سنة (626هـ) رحمه الله تعالى، واشتهر شهرة واسعة.
طبعاته:
طبع عدة مرات منها: ـ
1 ـ في تركيا سنة (1289هـ) في (52) صفحة.
2 ـ في تركيا طبع شركة صحافية عثمانية سنة (1312هـ).
3 ـ في مطبعة النيل بمصر سنة (1322هـ) مع شرح الشيخ عبد الرحمن البرقوقي عليه.
4 ـ في مصر طبع ونشر مكتبة الحسين التجارية سنة (1368هـ) بشرح وتعليق الشيخ محمد عبد المنعم خفاجي.
5 ـ في بيروت، نشر دار الكتب العلمية سنة (1418هـ) بتحقيق ا لدكتور عبد الحميد هنداوي.
6 ـ في بيروت نشر دار الكتاب العربي دون تاريخ.
7 ـ ضمن مجموع مهمات المتون المطبوع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر الطبعة الرابعة سنة (1396هـ) ص (615).
شرح شواهده:
1 ـ " معاهد التنصيص على شواهد التلخيص " للشيخ عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد العباسي المتوفي سنة (963هـ) رحمه الله تعالى، طبع في تركيا سنة (1247هـ) كما طبع في مطبعة السعادة بمصر سنة (1367هـ) أربعة أجزاء في مجلدين، بتحقيق وتعليق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، ثم قامت بتصويره عالم الكتب في بيروت دون تاريخ.
شروحه:
1 ـ شرحه مؤلفه في كتاب سماه " الإيضاح لتلخيص المفتاح "
وقد طبع عدة مرات منها: ـ
أ ـ في المطبعة النموذجية بمصر، ومعه حاشية عليه للشيخ عبد المتعال الصعيدي اسمها " بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح " في أربعة أجزاء صغيرة. الطبعة السادسة دون تاريخ.
ب ـ في مصر بشرح وتعليق وتنقيح الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي في ستة أجزاء، ثم نشرته ثانية مكتبة الكليات الأزهرية.
جـ ـ في مصر بشرح وتعليق وتنقيح الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، وهو مختصر من الشرح الذي قبله، جزءان في مجلد، ثم طبع عدة مرات منها الطبعة السادسة سنة (1405هـ) نشر دار الكتاب اللبناني في بيروت.
د ـ في القاهرة نشر مؤسسة المختار للنشر والتوزيع سنة (1419هـ) بتحقيق وتعليق د. عبد الحميد هنداوي، في مجلد.
هـ ـ ضمن عدة شروح للتلخيص طبعت في المطبعة الأميرية ببولاق سنة (1317هـ) في أربع مجلدات، ثم طبع ثانية في مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر، وصور بعد ذلك.
2 ـ شرح الشيخ بهاء الدين أحمد بن الشيخ علي بن عبد الكافي السبكي المتوفي سنة (763هـ) رحمه الله تعالى، المسمى " بعروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح " طبع ضمن شروح التلخيص المطبوعة في المطبعة الأميرية ببولاق سنة (1317هـ) كما طبع في مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر، وصور بعد ذلك.
3 ـ " شرح التلخيص " للشيخ أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود ابن أحمد البابرتي المتوفي سنة (786هـ) رحمه الله تعالى، قام بدراسته وتحقيقه الدكتور محمد مصطفى رمضان صوفية. نشرته المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان في ليبيا، الطبعة الأولى سنة 1392هـ في مجلد.
4 ـ شرح الشيخ سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني المتوفي سنة (791هـ) رحمه الله تعالى واسمه " المطول على التلخيص ".
طبع عدة مرات منها: ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ في الآستانة سنة (1260هـ) وسنة (1304هـ).
ب ـ كما طبع طبعة حجرية سنة (1247هـ) وبهامشه حاشية الفناري، السيد والسيد الشريف، وأبي القاسم السمر قندي، ومحمد رضا الكيايكاني.
جـ ـ في القاهرة سنة (1304هـ).
د ـ في مطبعة أحمد كامل في تركيا سنة (1330هـ) وبهامشه حاشية السيد الشريف في مجلد كبير.
حواشيه:
على الشرح المذكور حواش كثيرة منها: ـ
أ ـ حاشية الشيخ السيد الشريف علي بن محمد بن علي الجرجاني المتوفي سنة (816هـ) رحمه الله تعالى، طبعت على ها مش الشرح المذكور كما هو مبين في طبعاته.
ب ـ حاشية الشيخ حسن بن محمد شاه بن محمد شمس الدين بن حمزة الفناري المتوفي سنة (886هـ) رحمه الله تعالى، طبعت في مطبعة شركة الصحافية العثمانية في تركيا سنة (1309هـ) في مجلد، كما طبعت على هامش بعض طبعات الشرح المذكور.
جـ ـ حاشية الشيخ عبد الحكيم بن شمس الدين الهندي السيالكوتي المتوفي سنة (1067هـ9 رحمه الله تعالى، قامت بطبعها شركة الصحافية العثمانية في تركيا سنة (1311هـ) في مجلد، وصورت بعد ذلك.
5 ـ شرح الشيخ سعد الدين التفتازاني سابق الذكر، اختصره من شرحه السابق وسماه " المختصر ".
طبع عدة مرات منها: ـ
أ ـ في كلكتا سنة (1228هـ).
ب ـ في مطبعة الحاج المحرم أفندي البوسنوي في تركيا سنة (1290هـ).
جـ ـ في مطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر سنة (1385هـ).
د ـ مع مجموعة من شروح التلخيص، طبعت في المطبعة الأميرية ببولاق سنة (1317هـ) في أربع مجلدات، ثم طبع ثانية في مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر، وصور بعد ذلك.
حواشيه والكتب المتعلقة به:
أ ـ تجريد العلامة مصطفى بن محمد بن عبد الخالق البناني المتوفي حوالي سنة (1220هـ) رحمه الله تعالى، طبع في مطبعة بولاق، الطبعة الثانية سنة (1290هـ) في مجلدين.
كما طبع في مطبعة محممد علي صبيح في مصر سنة (1357هـ) ويليه تقرير الشيخ شمس الدين الإنبابي.
ب ـ حاشية الشيخ محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي المتوفي سنة (1230هـ) رحمه الله تعالى، طبعت في دار الطباعة العامرة في تركيا سنة (1276هـ) كما طبعت مع شروح التلخيص سابقة الذكر.
وقد اختصر هذه الحاشية الشيخ علي بن عثمان الآقشهدي، طبع هذا المختصر في دار الطباعة العامرة في تركيا سنة (1288هـ) ثم صور بعد ذلك.
جـ ـ تقرير الشيخ محمد بن محمد الإنبابي المصري الشافعي المتوفي سنة (1312هـ) رحمه الله تعالى.
د ـ حاشية الشيخ محمد بن محمد الإنبابي سابق الذكر، طبعا في مطبعة السعادة بمصر سنة (1330هـ) في أربع مجلدات.
هـ ـ قام الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد بتحقيق وتهذيب وتفصيل الشرح المذكور، ووضع له مقدمة في تاريخ علم البلاغة، طبع في مصر، وصور بعد ذلك.
6 ـ شرح الشيخ عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عرب شاه الإسفراييني المتوفي سنة (951هـ) رحمه الله تعالى، طبع في المطبعة العامرة في تركيا سنة (1248هـ) في مجلد كبير.
7 ـ شرح الشيخ ابن يعقوب المغربي الجزائري المتوفي حوالي سنة (1110هـ) رحمه الله تعالى المسمى بـ " مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح ".
طبع ضمن عدة شروح للتلخيص في المطبعة الأميرية ببولاق سنة (1317هـ) في أربع مجلدات، ثم طبع ثانية في مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر، وصور بعد ذلك.
8 ـ شرح وتعليق الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، طبعته مكتبة الحسين التجارية بمصر سنة (1368هـ) ().
9 ـ شرح الشيخ محمد هاشم الدويدري، من منشورات دار الحكمة في دمشق، الطبعة الأولى سنة (1390هـ).
2 ـ " عقود الجمان في علم المعاني والبيان "
لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة (911هـ) رحمه الله تعالى.
وهي منظومة لخص فيها " التلخيص " مع ضم زيادات إليه.
طبع في بولاق بمصر سنة (1293هـ).
شروحها:
1 ـ شرحها المؤلف، وقد طبعت بمطبعة شرف بمصر سنة (1302هـ) وسنة (1305هـ) باسم:" شرح عقود الجمان " وبهامشها " حلية اللب المصون " للشيخ أحمد الدمنهوري على الجوهر المكنون للأخضري.
2 ـ الشيخ عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد العمري المعروف بالمرشدي المتوفي سنة (975هـ) رحمه الله تعالى.
طبعت في مطبعة الحلبي بمصر سنة (1374هـ) في مجلد وبهامشها " شرح عقود الجمان " للمؤلف.
3 ـ " زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع "
تأليف الشيخ أحمد بن محمد المحلاوي المتوفي سنة (1351هـ) رحمه الله تعالى، فرغ من تأليفه سنة (1321هـ).
طبع عدة مرات منها الطبعة الرابعة سنة (1369هـ).
4 ـ "جواهر البلاغة "
للشيخ أحمد الهاشمي المتوفي سنة (1362هـ) رحمه الله تعالى. طبع عدة مرات آخرها في بيروت سنة (1418هـ) نشر دار الكتب العلمية في مجلد.
5 " البلاغة الواضحة " البيان، المعاني، البديع "
للمدارس الثانوية، تأليف الشيخين علي الجارم ومصطفى أمين، طبع عدة مرات في مجلد.
(كتاب الدليل إلى المتون العلمية تأليف فضيلة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6624
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحلام]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 09:46 م]ـ
الأخ الفاضل ابو حمزة جزاك الله خيرا على هذا العرض
وجعل ذلك في ميزان حسناتك
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 08:25 م]ـ
شكراً لك أبا حمزة على هذا الثراء المعلوماتي المؤصل
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[16 - 01 - 2005, 05:21 ص]ـ
السلام عليكم بارك الله فيكم واحسن الله اليكم
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 03:10 م]ـ
بوركت أخي الحبيب أبا حمزة وقوى الله ساعدك وجعل ذلك في ميزان حسناتك(/)
فصول في المقدم والمؤخر في آي القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 12:00 ص]ـ
فصول في المقد م والمؤخر في آي القرآن الكريم:
0 في البقرة) {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}
(وفي الاعراف) {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} ا
(في البقرة) {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
(وفي الحج) {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
(في البقرة والانعام) {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}
(وفي ال عمران) {وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
(في البقرة) وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
(وفي الحج) {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}
(في البقرة) {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(وفي باقي القرآن) المائدة3 {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ا
الأنعام145 {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(يُتْبَعُ)
(/)
النحل115 {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(في البقرة) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} ا
(وفي إبراهيم) {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ}
(في آل عمران) {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
(وفي الأنفال) {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ا
(في سورة النساء) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}
(وفي المائدة) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
(في الأنعام) {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}
(وفي غافر) {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}
(في الأنعام)) {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ا
(الإسراء) {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً}
(في النحل) {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
(وفي فاطر) {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
(لإسراء) {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً}
(وفي الكهف) {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}
(لإسراء) {قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً}
(وفي العنكبوت) {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} ا
(وفي المؤمنون) {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}
(وفي النمل) {لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} ا
(في القصص) {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}
(وفي يس) {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 08:13 م]ـ
شكراً أحلام على هذا الموضوع الجيد وليتك أكملت هذا الرونق بشرح بعض الشوارد البلاغية تحت كل آية لعلي أقوم بذلك إن كان في الوقت متسع أو نتعاون على ذلك دمتي لكل خير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:33 م]ـ
السلام عليكم
((وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}
لقد تتبعت العديد من المفسرين فلم يصرح أي منهم بالتقديم والتأخير فهلا وضحت لنا لنناقشك؟؟
ـ[أحلام]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:35 م]ـ
الاخ عاشق البيان شكرا للمرور
وشكرا على التعقيب
وبالنسبة لشرح الشواردالبلاغية فهي تحتاح لوقت كبيرجدا
وإن اعمال المهنة تعيقني بعض الاحيان وضيق الوقت له الدور الاكبرفي البحث عن الوجوه البلاغية وإن كان الاستاذالدكتورفاضل صالح السامرائي أجاب عن القسم الاكبر من هذه الوجوه
وجزى الله خيرا أختنا الفاضلة سمر أرناؤوط على موقع اسلاميات http://www.islamiyyat.com/kalema.htm
ـ[أحلام]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:50 م]ـ
الاخ جمال شكرا لمرورك: بالنسبة للتقديم والتأخيربحث فيه علماء كثير ولا يخلو كتاب تفسير من ذلك فتأمل اول مثال في سورتي البقرة والاعراف كيف قدّم (ادخلوا) وأخّر (قولوا) بينما قدم القول واخّذر الدخول وهكذا
0 في البقرة) {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}
وفي الاعراف) {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} ا
لك تحياتي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:53 م]ـ
فقط لو سمحت
أي مفسر قال بذلك؟؟؟
ـ[أحلام]ــــــــ[19 - 01 - 2005, 11:56 م]ـ
الاخ جمال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وزادك الله علما وحرصا على المتابعة
سأورد لك ماتوفر تحت يدي من الكتب التي درست التقديم والتأخير في القرآن:
1 - التفسير الكبير للرازي وفي اماكن متعددة منه ..
2 - المدهش -لأبو الفَرج جمال الدين بن علي بن محمد بن جعفر الجوزي - المتوفي سنة597هجري صفحة 9
3 - من بلاغة القرآن - أحمد احمد بدوي 1950 مطبعة دار نهضة مصر للطبع والنشر
صفحة 120
4 - معارج ا لتفكر ودقائق التدبر- للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني رحمه الله رحمة واسعة) دار القلم دمشق
وهو تفسير تدبري بحسب ترتيب نزولي وفق منهج كتاب (قواعد التدبر الامثل لكتاب الله عز وجل) وصدر منه 12 مجلد
5 - التعبير القرآني - للاستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي -دار عمار- عمان
صفحة49
6 - احاديث الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله)
المسجلة على cd والمكتوبة
حاليا هذا المتوفر في مكتبتي
والسلام عليكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 01 - 2005, 11:29 ص]ـ
أنا لم أجد في هذه الآية قولا عند أحدهم حول التقديم والتأخير
(({وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ))
فإذا وجدت أخبريني لو سمحت؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 04:35 ص]ـ
السلام عليكم
علّل الزمخشري وأبو السعود التقديم والتأخير في هذا الموضع بعدم التناقض، وحجّتهما أن المأمور به هو الجمع بين الأمرين: القول بالحطة والدخول ساجدين من غير اعتبار الترتيب بينهما. وسواءً قدّموا الحطّة أو أخّروها فهم جامعون في الإيجاد بينهما.
أما الخطيب الإسكافي فقد أرجع التقديم والتأخير إلى أن القرآن الكريم إنما حكى المعنى دون اللفظ، وما دام الأمر كذلك فلا غرابة.
وأرجع السيوطي هذا الاختلاف بين الآيتين، وما شاكلهما إلى التفنن في الفصاحة وإخراج الكلام على أساليب مختلفة.
ويرى الدكتور المطعني أن السجود قد يكون شكراً على النعم، والاستغفار طلباً للعفو من الذنوب، والقوم في الموضعين مُنْعَمٌ عليهم ومخطئون.
فتقديم السجود في البقرة على الاستغفار تغليب لجانب الشكر على جانب الاستغفار، وهذا التغليب مبعثه أمران:
الأول: أن الله تعالى قد حثّهم صراحة على الشكر في معرض الحديث.
الثاني: أن نعمة الله تعالى عليهم في البقرة أظهر وأكمل منها في الأعراف.
وذلك لاشتمال الحديث في البقرة على بعثهم بعد الموت بالصاعقة، وهذه نعمة جليلة. كما وصف الأكل بالرغد، وقد فسّر الرغد بالسّعة، ولم يأت هذا الوصف بالأعراف.
والحديث في البقرة جارٍ مجرى الخطاب، بينما هو في الأعراف آت على أسلوب الخبر المحكي. وقد عطف الأمر بالدخول بالـ (الفاء)، فأفاد أن أكلهم الرغد مترتب على دخولهم، وأنه سريع الحصول لهم. والعطف في الأعراف بـ (الواو)، وهو لا يفيد سوى مطلق الجمع.
والقول بالأمرين - الدخول ساجدين، والقول بالحطّة - مسند إلى ضمير اسم الجلالة (الله) صراحة " وإذ قلنا "، أما في الأعراف فقد جرى الحديث مجرى ما لم يسمّ فاعله: " وإذ قيل لهم ". ففي الإسناد الأول من الفخامة والجلال ما ليس في الإسناد الثاني حسب مقتضيات المقام.
كذلك فإن التعبير في البقرة مفيد لحدوث النعمة المستوجَب عليها الشكر. أما في الأعراف فلا يفيد ذلك الحدوث ضرورة لأن (ادخلوا) غير (اسكنوا).
فالأول يفيد أنهم كانوا خارجها وأتيح لهم دخولها، والثاني يفيد أنهم كانوا فيها والجديد في الأمر تمكّنهم من الاستمرار على ما هم عليه.
فظهور كمال النعمة في البقرة اقتضى تقديم الأمر بالسجود، لأن السجود مظهر عظيم من مظاهر شكر النعم. ثم روعي جانب الخطيئة في الأعراف، فقدّم ما يناسبه وهو القول بالحطّة لزوال ما اقتضى التقديم في آية البقرة.
والله أعلم ..(/)
أعمى وأعمى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 01 - 2005, 09:09 م]ـ
قال تعالى في سورة الإسراء آية 72
((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا))
واضح أن أعمى الثانية على صيغة أفعال التفضيل
أي في الآخرة أكثر عميا وأضل سبيلا
ولكننا نعرف أن لا تفاضل في العمى---فالأعمى أعمى ولا أعمى أفضل من أعمى بالعمى البصري
فما المقصود إذن؟؟
المقصود عماء البصيرة لا عمى البصر----إذ يوجد تفاضل في عمى البصيرة
____________
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بك أخي جمال
يجوز أن تكون أعمى " صفة مشبهة " من فعل عمي يعمى " باب فرح " وزنه (أفعل). الجدول في إعراب القرآن ...
وجاء في الكشاف:" وجوزوا أن يكون الثاني بمعنى التفضيل "
قال أحمد ابن المنير: " .. أي لأنه من عمى القلب لا من عمى البصر، فجاز أن ينبني منه أفعل "
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:41 م]ـ
تصويب
قال: أحمد بن المنير .. .
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:43 م]ـ
قمر
فما رأيك إذن في آية
((قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا))
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[18 - 01 - 2005, 09:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ جمال:
هناك آراء كثيرة حول تفسير هذه الآية، منها:
" ونحشره يوم القيامة أعمى " (ذلك عمى عن الحجة، لا عمى عن البصر) الطبري.
" قال رب لم حشرتني أعمى " (لا حجة لي) الطبري.
" وقد كنت بصيرا " معناه (وقد كنت بصيرا بحجتي) (عالما بحجتي) (كان بعيد البصر، قصير النظر، أعمى عن الحق) الطبري.
" قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا " (بالعين أو بصيرا بالحجة) البغوي.
" ونحشره يوم القيامة أعمى " (قال مجاهد، وأبو صالح، والسدي، لا حجة له) (وقال عكرمة: عمي عليه كل شيء إلا جهنم) ابن كثير.
كما لاحظت أخي جمال، كثير من المفسرين يرى أن هذا العمى هو عمى عن الحجة ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 01 - 2005, 02:37 م]ـ
ما المانع يا قمر من أن يكون أعمى البصر حقيقة؟؟
ولاحظي--
أنا أناقشك مرانا وتدريبا لا نقاش قناعة(/)
أوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 10:47 م]ـ
من منكم يستطيع تفسير هذه الأية
قال تعالى ((
قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا
*أوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا))
هذا الجزء من الآية ((أوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ))
قال إبن عباس فيه (الموت) ----وعقب الزركشي بأنه تفسير بحاجة إلى تفسير
أما الطبري فيمكن القول أنه توقف فيها وأجاز كافة الممكنات
((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره قال: {أوْ خَلْقاً ممَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ}، وجائز أن يكون عنى به الموت، لأنه عظيم في صدور بني آدم وجائز أن يكون أراد به السماء والأرض وجائز أن يكون أراد به غير ذلك، ولا بيان في ذلك أبين مما بين جلَّ ثناؤه، وهو كلّ ما كبر في صدور بني آدم من خلقه، لأنه لم يخصص منه شيئاً دون شيء.))
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 08:32 ص]ـ
أخي الحبيب جمال ..
ما رأيك في تأويل الشيخ عبد الرحمن الميداني رحمه الله، حيث يقول إن في قوله تعالى (أو خلقاً مما يكبر في صدوركم) إشارة إلى تحوّلات أجساد الأحياء القديمة في باطن الأرض بعوامل الضغوط والحرارة والأحقاب الزمنية الطويلة، وبطبخاتها الكيميائية والفيزيائية، إلى حجارة أو حديد أو حجارة كريمة مثل الألماس الذي هو من تحولات الفحم على ما يذكرون.
ولما كانت هذه المعارف مجهولة لدى أهل التأويل قديماً، ولم يكن لديهم تصوّر عنها، لم يرد في أذهانهم أن القرآن يعلم رسوله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين أن يقولوا لهم: كونوا ألماساً أيضاً أو أيّ حجر من الحجارة الكريمة التي تكبر في صدوركم؟!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 03:29 م]ـ
أخي الحبيب جمال ..
ما رأيك في تأويل الشيخ عبد الرحمن الميداني رحمه الله، حيث يقول إن في قوله تعالى (أو خلقاً مما يكبر في صدوركم) إشارة إلى تحوّلات أجساد الأحياء القديمة في باطن الأرض بعوامل الضغوط والحرارة والأحقاب الزمنية الطويلة، وبطبخاتها الكيميائية والفيزيائية، إلى حجارة أو حديد أو حجارة كريمة مثل الألماس الذي هو من تحولات الفحم على ما يذكرون.
ولما كانت هذه المعارف مجهولة لدى أهل التأويل قديماً، ولم يكن لديهم تصوّر عنها، لم يرد في أذهانهم أن القرآن يعلم رسوله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين أن يقولوا لهم: كونوا ألماساً أيضاً أو أيّ حجر من الحجارة الكريمة التي تكبر في صدوركم؟!
أنت تعرف أخي لؤي الجواب على كلام شيخنا الميداني تماما--ولكنها رغبة منك في افتعال الحوارات
قوله تعالى (((
قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا
*أوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) يصبح تكرارا ممجوجا بحسب المعنى الذي تفضل به شيخنا--فالمعنى بالكامل يصير كونوا حجارة أو حديدا أو حديدا ومعادن أخرى من التى تتحول إليها أجسادكم"
ثم ---التهكم الحاصل بهم في هذه الآية لا يكون بما يحصل عليهم جبرا عنهم بعد الموت بآلاف السنين من تحولات
ثم التحولات لا تكبر في الصدور ولا من الصدور فالجسم المتحول ينقص أو يقل كتلة وحجما
ثم لا يمكن أن يخاطبوا بما لا يفهمون من تحولات مادة الكربون بفعل الضغط والحرارة إلى ألماس وغيره(/)
أتاها أمرنا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 01 - 2005, 02:41 م]ـ
قال تعالى في سورة يونس آية 24
(("أتاها أمرنا ليلا أو نهارا"))
هل تعني الآية الشك في حقه تعالى
أي هل الله سبحان وتعالى شاك في موعد تدمير القرية التي عتت عن أمر ربها؟؟
قطعا لا---ونعوذ بالله حتى من طريقة العرض التي قصدت فيها التوضيح
الشك محال على الله تعالى---هذه حقيقة
إذن ما معنى " أو " هنا
قال العلماء كالزركشي في البرهان---أو للإبهام---أي أن التدمير سيأتي أهل القرية فجأة وهم لا يعلمون----أي أن الله عز وجل أبهم عليهم موعد التدمير
ومثال أخر على الإبهام هو ((وإنا أو إياكم لعلى هدى)) سبأ 24
____________(/)
فمن شرب منه فليس مني
ـ[فتى حريملاء]ــــــــ[19 - 01 - 2005, 09:16 م]ـ
(فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني)
ما السر البلاغي في هذه الآية؟ ولماذا لم يقل: ومن لم يشرب؟
أرجو الإجابة عن هذا السؤال عاجلاً!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 01 - 2005, 10:24 م]ـ
السلام عليكم
يجب عليك أن تحدد لنا السورة والآية فذلك يستغرق من الباحث وقتا---
## (فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني) جزء من آية 49 2 من البقرة
##قولك ((ما السر البلاغي في هذه الآية؟ ولماذا لم يقل: ومن لم يشرب؟))
قال الفخر الرازي ((قال أهل اللغة {لَّمْ يَطْعَمْهُ} أي لم يذقه، وهو من الطعم، وهو يقع على الطعام والشراب هذا ما قاله أهل اللغة، وعندي إنما اختير هذا اللفظ لوجهين من الفائدة أحدهما: أن الإنسان إذا عطش جداً، ثم شرب الماء وأراد وصف ذلك الماء بالطيب واللذة قال: إن هذا الماء كأنه الجلاب، وكأنه عسل فيصفه بالطعوم اللذيذة، فقوله: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ} معناه أنه وإن بلغ به العطش إلى حيث يكون ذلك الماء في فمه كالموصوف بهذه الطعوم الطيبة فإنه يجب عليه الاحتراز عنه، وأن لا يشربه والثاني: أن من جعل الماء في فمه وتمضمض به ثم أخرجه من الفم، فإنه يصدق عليه أنه ذاقه وطعمه، ولا يصدق عليه أنه شربه، فلو قال: ومن لم يشربه فإنه مني كان المنع مقصوراً على الشرب، أما لما قال: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ} كان المنع حاصلاً في الشرب وفي المضمضة، ومعلوم أن هذا التكليف أشق، وأن الممنوع من شرب الماء إذا تمضمض به وجد نوع خفة وراحة.
وهناك سر بلاغي آخر هو قوله: لم يطعمه:--
ولم يقل: يطعم منه: ليتناسق مع: فمن شرب منه:
والجواب---قال الرازي ((إن قوله: {فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنّي} ظاهره أن يكون النهي مقصوراً على الشرب من النهر، حتى لو أخذه بالكوز وشربه لا يكون داخلاً تحت النهي، فلما كان هذا الاحتمال قائماً في اللفظ الأول ذكر في اللفظ الثاني ما يزيل هذا الإبهام، فقال: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنّى} أضاف الطعم والشرب إلى الماء لا إلى النهر إزالة لذلك الإبهام.))
هل هو واضح؟؟
ـ[فتى حريملاء]ــــــــ[19 - 01 - 2005, 11:20 م]ـ
أشكرك أستاذي الكريم على هذا التفاعل
وهذا دفعني لسؤال أخر
لماذا في الطعام قال (لم يطعمه) ولو كانت موافقه لأصبحت في غير القرآن
فمن شرب منه فليس مني ومن طعمه فليس مني
لكم ما الوجه البلاغي في إثبات الأول ونفي الثاني؟
(فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني)
مع شكري وتقديري لهذا التفاعل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 01 - 2005, 09:54 ص]ـ
ألأولى الرجوع لأقوال السابقين من ألأفذاذ ولما لم أجد أعملت فكري في الآية
((فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني)
ولاحظت أن القسم من الآية""ومن لم يطعمه فإنه مني::: فيه ثناء على الملتزم بعدم الطعم من الماء إذ سيعتبر من جماعة طالوت---ويحسن في الثناء الإثبات---أي في قولك لولدك ---إذا لم تدخن فأنت مني--ففيها ثناء عليه إذا نفذ---أما قولك له---إذا دخنت فلست مني--ففيها تقريع له إذا دخن--
##هذا ما ظهر لي---وأرجو أن أكون مصيبا
ـ[فتى حريملاء]ــــــــ[21 - 01 - 2005, 11:05 ص]ـ
أستاذي الكريم:
كل عام وأنتم بخير
أشكرك جزيل الشكر على تفاعلك
وهذا يدل على رقيك العلمي والأدبي
شكراً لك
وأدام الله عليك السرور والحبور(/)
قال تعالى: (إن تعذبهم فإنهم عبادك)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 01 - 2005, 08:59 ص]ـ
قال تعالى
("إن تعذبهم فإنهم عبادك")) المائدة 118
نحن نعلم أن جواب الشرط مستحق بحصول الشرط نفسه
أعني أن قولك "إذا درست تنجح"----فالنجاح مترتب على حصول الدراسة
إذن فما العمل أمام هذه الآية؟؟
وهم عباد الله سواء عذبهم أو لم يعذبهم
فلا بد أن يكون جواب الشرط غير "فإنهم عبادك"
لاحظتم؟؟
الجملة"فإنهم عبادك" ليست مترتبة على تعذيب المولى لهم
فما جواب الشرط هنا؟؟ ُ
قال الزركشي في كتابه القيم البرهان
""الجواب في الحقيقة: فتحْكم فيمن يحق لك التحكْم فيه~::
وإذا كان يحق لي أن أقول شيئا بعد قول الزركشي أقول""
فأنت محق بعذابك لهم))
جملة مناسبة كجواب شرط محذوف
ومثل هذا النقاش يجري على آية ((وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) 118 المائدة
فالله عزيز حكيم غفر لهم أم لم يغفر
فما الجواب الذي تقترحونه للشرط فيها؟؟
____________
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 12:32 ص]ـ
كلام رائع أخي وجديد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 04:35 ص]ـ
شكرا يا عاشق البيان
وأخبرك بأن الدرر تلك من الكتب المعتبرة ككتاب ((البرهان في علوم القرآن))
للزركشي
وأنا أقرأ وأفهم وأعيد صياغة ما قرات---فالفضل لهم
وعليك أنت أن تتفاعل وتعطيني جوابا على سؤالي
((ومثل هذا النقاش يجري على آية ((وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) 118 المائدة
فالله عزيز حكيم غفر لهم أم لم يغفر
فما الجواب الذي تقترحونه للشرط فيها؟؟))
هيا تشجع(/)
الجذور اللغوية فى القرآن
ـ[الجندى]ــــــــ[21 - 01 - 2005, 09:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخوانى الكرام حماة اللغة وحصن العربية الحصين، هناك شبهة تتعلق باستخدام الجذور اللغوية فى القرآن الكريم عرضها أحد الملاحدة وأرجو منكم الرد عليها بما لديكم من علم بفنون اللغة، وإليكم شبهاته:
- هناك دراسة للدكتور علي حلمي موسي بين يدي دراسته وهي منشورة في مجلة عالم الفكر الكويتية المجلد الثاني عشر 1982 العدد الخاص بالقرآن والسيرة النبوية ولي عليه ملاحظات:
أ - لاحظت في مراجعه أن له دراسات أخري في المعاجم منها دراسة إحصائية لجذور معجم لسان العرب
ودراسة إحصائية لجذور معجم تاج العروس فلماذا اكتفي بدراسته لمعجم الصحاح في استعمال القرآن
للجذور الثلاثية فقط ولم يقارنها بجذور لسان العرب وتاج العروس علما بأن عدد الجذور الثلاثية في
لسان العرب حسب دراسته هو 6538 فتكون النسبة 25% طبقا لهذا المعجم ولا أدري كم ستكون
النسبة إذا ما قارنا بتاج العروس أو كتاب العين أو أي معجم آخر
ب – هل يمكن الاعتماد علي المعاجم بشكل مؤكد لمعرفة الجذور التي كانت سائدة في اللغة العربية في العصر
الجاهلي أم أن المعاجم ألفت طبقا لما وصل إلينا من كلام العرب في أشعارها ونثرها في عصر تدوين
المعاجم فربما يكون عدد من الكلمات قد ضاع بفعل الإهمال اللغوي وعدم الاستعمال والتطور اللغوي
ج - ذكر في دراسته في مجال المقارنة بين الجذور الثلاثية في القرآن والجذور الأخري غير الثلاثية أن
الأولي تبلغ 1633 (وليس كما ذكرت 1640) بينما بلغ عدد الثانية 45 لفظا فقط وعلي ذلك تصبح
النسبة بين النوعين 36: 1 وهي نسبة توضح ضآلة عدد الألفاظ غير الثلاثية وبمقارنة هذه النسبة
بالنسبة المناظرة لها في الجذور العربية كلها طبقا لما ورد منها بمعجم الصحاح وهي 4814: 766
أي كنسبة 6:1 أو لما ورد منها بلسان العرب وهي 6548: 2548 أي كنسبة 2.6: 1
فلاحظ الباحث أن نسبة الألفاظ غير الثلاثية الواردة بالقرآن الكريم تقل بكثير جدا عن نسبتها في المعاجم
العربية
- هل توجد دراسات إحصائية على أن الثراء فى الجذور اللغوية فى القرآن غير موجود مثلها في الأحاديث النبوية رغم أنها من ناحية الكم أكبر من القرآن؟
ويقول أيضًا:
تقول أن عدم استعمال الجذور غير الثلاثية بنفس الكثافة التي تستعمل بها الجذور بها الجذور الثلاثية ليس دليلا
علي عدم الثراء اللغوي بل هو دليل علي الفصاحة والدقة في اختيار الألفاظ .. الخ
هل استعمال 45 جذرا غير ثلاثي إلى 1633 ثلاثي استعملها القرآن ومن 776 جذر غير ثلاثي في الصحاح و من 2548 في لسان العرب يكون فصاحة
ولا أدري سبب التهوين من شأن الجذور غير الثلاثية
إنها ببساطة موضوعة لمعاني جديدة ليست في الجذور الثلاثية
واقرأ للدكتور تمام حسان وهو يحاول أن يجد مجالا لتطور الفصحي يقول:
ينبغي قبل التفكير في الوسيلة (لإثراء حقل المصطلحات العلمية والفنية والحضارية) أن نزعم أن حروف الزيادة في اللغة الفصحي ليست قاصرة عند حروف (سألتمونيها) فكل حرف في اللغة العربية صالح من الناحية العملية لأن يكون زائدا لمعني ولنا أن نسوق الأمثلة الآتية للتدليل علي هذا الزعم
دحرج ذات صلة بالثلاثي درج والمزيد الحاء
زغرد """""""" غرد """" الزاي
شقلب """""""" قلب """" الشين
عربد """""""" عرد """" الباء
اللغة العربية معناها ومبناها ص 153 الهيئة المصرية العامة للكتاب 1979
وكذلك يقول
ولقد حدد النحاة حروف الزيادة في اللغة العربية الفصحي بحروف (سألتمونيها) وزعموا أن أي حرف من غير هذه الحروف لا ينبغي أن يعد زائدا في أي ظرف من الظروف ودعاهم هذا الي القول بأصالة الحروف الأربعة في الكلمات الرباعية والخماسية التي يكون ما صلح منها للزيادة غير منتم إلى تلك الحروف المعينة للزيادة. ولم يفسر لنا النحاة الصلة القائمة بين عدد من الثلاثيات وبين عدد آخر مما زاد علي الثلاثة واعتبرت حروفه جميعا أصلية علي حين يشترك الثلاثي وما يقابله مما زاد علي الثلاثة في المعني علي صورة ما. أنظر مثلا إلى المقابلات الآتية:
......................
......................
فقع فرقع
بثر بعثر
زل زلزل
رق رقرق
نم نمنم
عس عسعس
المرجع السابق ص 161 وما بعدها
والشاهد في الاقتباسين أعلاه أن الرباعي أو الخماسي قد يكون لزيادة في المعني مطلوبة وبذلك فإن الفصاحة تلحقه من حيث وضعوه لبيان دلالة مطلوبة تغني عن استعمال كلام كثير لدرجة أن الرجل يعتبر أن الأصل في بعض الجذور غير الثلاثية هو الثلاثي وأن العرب كانت تزيد حروفا غير حروف (سألتمونيها) مثل الدال والفاء لكي تستخرج معان جديدة من نفس الفعل الثلاثي
ولكن القرآن تجافي عن كثيره الذي سبق وعددته لك وانحاز إلى الثلاثي الصريح
أما عن قولك (ويبقى قضية المقارنة مع غير القرآن من حديث نبوى شريف ولكن هل يمكن أن تكون تلك المقارنة مقارنة علمية بمعنى أليس الحديث الشريف متضمنا لتلك الآيات ويدور فى فلكها؟)
فأقول لك يا عزيزي أنكم تقولون أن أسلوب القرآن يختلف عن أسلوب الحديث النبوي من باب التدليل علي أن القرآن ليس من تأليف الرسول محمد وطالما أنكم تقولون بهذا فيجب أن يكون مقياس الثراء اللغوي واضحا في القرآن دون الحديث النبوي وذلك بعد استبعاد الآيات من الأحاديث النبوية لتكون الدراسة صحيحة
أنتهى النقل
وفى انتظار الرد
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 05:09 ص]ـ
شبهة هذا الملحد تتلخص بأن القران أستخدم في ألفاظه الجذور الثلاثية أكثر من نسبتها المفترضة في معاجم اللغة--وهذا برأية مخل بالفصاحة
((هل استعمال 45 جذرا غير ثلاثي إلى 1633 ثلاثي استعملها القرآن ومن 776 جذر غير ثلاثي في الصحاح و من 2548 في لسان العرب يكون فصاحة
ولا أدري سبب التهوين من شأن الجذور غير الثلاثية
إنها ببساطة موضوعة لمعاني جديدة ليست في الجذور الثلاثية))
وأنا في رأيي أن قوله كمن تعلق بقشة حال غرقه
لأن مقاصد القرآن ككتاب هداية اقتضت أن يستخدم من الكلمات غير الثلاثية الجذر ما تم استخدامه
فكيف نفترض أن يستخدم كلمات من هذا النوع لا تتلائم مع مقصده؟؟
ما أقصده كمثال---"دحرج"--ليس هناك مقصد تشريعي أو قصصي يبرر أستخدام هذا الجذر فلم يستخدم
أو " شقلب" أو أي جذر غير ثلاثي لم يستخدم في القرآن
أما " زلزل" فقد استخدم لمقصد عقدي بلاغي وكذلك "عسعس" ألخ
ما أقوله ليس يدور النقاش حول نسب الثلاثي إلى الرباعي---إنما يدور حول كلمات ثلاثية يرى ملحدنا أن الأولى لوكانت رباعية فليبينها إن استطاع
ويدور حول كلمات رباعية أو خماسية لم تستخدم فليدلنا على المقصد التشريعي أو العقدي الموجب على القرآن استخدامها
فإذا جاءنا بكلمات - ولن يستطيع - حينها لكل حادث حديث
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 01:55 م]ـ
الأخ الجندي
إذا كنت قد قرأت ردي فأنا راغب بتعقيبك(/)
"ولا تنفعها شفاعة"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 07:53 ص]ـ
السلام عليكم
قوله تعالى ((وَاتَّقُوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ)) 48 البقرة
وقوله تعالى ((وَاتَّقُوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ)) 123 البقرةتعالوا نقارن بين الآيتين
الإختلافات هي
#"لا يقبل منها شفاعة " ----سبقت-"-لا يؤخذ منها عدل"---هذا في الأولى
# "ولا يقبل منها عدل"--سبقت------" ولا تنفعها شفاعة " هذا في الثانية
# في الأولى "لا يقبل منها شفاعة" في الثانية "ولا تنفعها شفاعة"
# في الأولى "لا يؤخذ منها عدل" في الثانية " ولا يقبل منها عدل"
لماذا كل هذا الأختلاف؟؟
هل هو إختلاف في الأسلوب فقط؟
قطعا هناك حكمة ومعنى لهذا التنوع
وأترككم مع هذه المسألة تفكرون---وتراجعون---ونتناقش بأجوبتكم بعد ردودكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 12:02 م]ـ
الأولى
((وَاتَّقُوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ)) 48
الجملة (وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ) الضمير فيها راجع إلى النفس الأولى---أي النفس الشافعة--أي لا يقبل من النفس الشافعة لو شفعت شفاعة---ولا يؤخذ منها "النفس الأولى" عدل أي فدية لأجل قبول شفاعتها في النفس الثانية المجرمة
وقوله ((لا يؤخذ منها عدل)) جاء بعد القول ((وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ)) لأن العادة جرت بأن يشفع الشافع ثم يقدم الفداء لتأكيد قبول الشفاعة لدى المشفوع عنده
حاولوا مع الثانية
أو اعترضوا على تفسير الأولى فنكمل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 03:19 م]ـ
أما الآية الثانية
((وَاتَّقُوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ))
فإن الضمير في ""وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ """ راجع إلى النفس الثانية المجرمة---وكذلك الضمير في""وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ "" راجع إلى النفس الثانية المجرمة لأن الشفاعة لا تقبل من الشافع ولا تنفع المشفوع له
أما لماذا سبقت ""وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ "" جملة ""وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ "" فلأن طالب الشفاعة لنفسه أي المستشفع يقدم عادة العدل أو الفدية قبل التقدم بطلب الشفاعة---لهذا السبب حصل السبق
وما قلته سابقا هو عين رأي الزركشي(/)
لم قدم اللعب على اللهو؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 05:40 م]ـ
قال تعالى
((وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)) الأنعام 32وكذلك قال
((اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ)) الحديد 20
فقد قدم اللعب في أكثر الآيات على اللهو لأن اللعب هو لعب الصبيان فيكون في زمن الصبا بينما اللهو يكون في زمن الشباب
وزمن الصبا سابق لزمن الشباب فاقتضى تقديم اللعب على اللهو في الآيات
____________
ـ[بحر الغموض]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 11:04 م]ـ
جزاك الله خير
معلومه انتفعت منها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 08:03 ص]ـ
بارك الله فيك يا بحر الغموض
في أي قارة يقع هذا البحر يا ترى؟؟:)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 01:08 ص]ـ
أستاذي الكريم: ويبقى السؤال .. لم خص موضع واحد بتقديم اللهو
هذه هي الآيات التي ذكر فيها اللعب واللهو
* (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20)
* (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) (محمد:36)
* (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الأنعام:32)
* (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:64)
وهذا شيء من التعليل حسب السياق القرآني من صفحة أسئلةوإجابات في موقع لمسات
www.lamasaat.com
... كل الآيات القرآنية التي تصف الدنيا باللعب واللهو تم تقديم اللعب على اللهو إلا في سورة العنكبوت
أما معرفة السر وراء ذلك فتتجلى لنا بالرجوع إلى السياق القرآني في السورة المقصودة
فقبل هذه الآية في العنكبوت جاء قوله تعالى: " اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" العنكبوت 63 و 64
والرزق من مدعاة الالتهاء بجمعه وليس مدعاة لعب لذلك أيضا قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" المنافقون 9
فالرزق وطلب الرزق يشغل الإنسان ويلهيه لذلك نهى الله تعالى عن الالتهاء به، والذي بسط عليه الرزق منشغل في جمعه، ومن قُدِر عليه الرزق هو أيضا ملته بطلبه والبحث عنه والفكر به، لذلك قدم اللهو على اللعب في هذه الآية، أما الآيات الأخرى فلم يرد فيها مثل هذا الأمر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 08:33 م]ـ
:::
آية سورة العنكبوت ((وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:64)
قال بصددها الدكتور السامرائي
((فقبل هذه الآية في العنكبوت جاء قوله تعالى: " اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" العنكبوت 63 و 64
والرزق من مدعاة الالتهاء بجمعه وليس مدعاة لعب لذلك أيضا قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" المنافقون 9
فالرزق وطلب الرزق يشغل الإنسان ويلهيه لذلك نهى الله تعالى عن الالتهاء به، والذي بسط عليه الرزق منشغل في جمعه، ومن قُدِر عليه الرزق هو أيضا ملته بطلبه والبحث عنه والفكر به، لذلك قدم اللهو على اللعب في هذه الآية، أما الآيات الأخرى فلم يرد فيها مثل هذا الأمر)) فهل هذا التعليل الذي ساقه الدكتور أقوى من تعليل الرازي حين قال
((قال هناك: {إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ} وقال ههنا: {إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ} فنقول لما كان المذكور هناك من قبل الآخرة وإظهارهم للحسرة، ففي ذلك الوقت يبعد الاستغراق في الدنيا بل نفس الاشتغال بها فأخر الأبعد، وأما ههنا لما كان المذكور من قبل الدنيا وهي خداعة تدعو النفوس إلى الإقبال عليها والاستغراق فيها، اللهم إلا لمانع يمنعه من الاستغراق فيشتغل بها من غير استغراق فيها، ولعاصم يعصمه فلا يشتغل بها أصلاً، فكان ههنا الاستغراق أقرب من عدمه فقدم اللهو.))
ولكي تكمل الصورة فأن سياق آية الأنعام31 - 32 ((قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ))
وأذكركم على أن كلام الرازي مبني على كون اللعب في الصبا واللهو في الشباب فاللعب سابق للهو في الزمن))
((
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتى حريملاء]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 10:35 م]ـ
(وما خلقنا الجن والأنس لاعبين)
هل هذه الآية لها علاقة بالقضية أعلاه؟
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 10:47 م]ـ
أخي الكريم / فتى حريملاء ...
لعلك تقصد قوله تعالى: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} (الأنبياء: 16)، وفي آية أخرى: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} (الدخان: 38).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 06:27 ص]ـ
:::
المقصود بالآية (({وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} (الأنبياء: 16
تنزيه الله عز وجل عن الخلق العابث الذي لا حكمة ولا تقدير ولا تناسب ولا تناسق فيه
فاللعب هو العمل بدون فائدة أو غاية أو تقدير----
قال البيضاوي في تفسيرها (({وَمَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ وَالاْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ} وإنما خلقناها مشحونة بضروب البدائع تبصرة للنظار وتذكرة لذوي الاعتبار وتسبباً لما ينتظم به أمور العباد في المعاش والمعاد، فينبغي أن يتسلقوا بها إلى تحصيل الكمال ولا يغتروا بزخارفها فإنها سريعة الزوال.
ـ[بحر الغموض]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 07:38 م]ـ
حياك الله اخي جمال
اما بالنسبه لبحري تجده في قاره لا تنتمي الى مجرة درب التبان
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 10:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام:
لمن اراد المزيد حول التقديم والتأخير، أرجو مراجعة كتاب: درة التنزيل وغرة التأويل
للخطيب الإسكافي، وكله يتحدث عن الأهمية وقوة العلاقة المعنوية بين الكلمات.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 04:02 ص]ـ
أستاذي الكريم: ويبقى السؤال .. لم خص موضع واحد بتقديم اللهو
هذه هي الآيات التي ذكر فيها اللعب واللهو
* (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20)
* (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) (محمد:36)
* (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الأنعام:32)
* (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:64)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
قبل أن أباشر في تعقيبي على هذا الموضوع الماتع، أستأذن الأخت أنوار الأمل بتصحيح ما جاء في مشاركتها.
إذ إن تقديم اللعب على اللهو في القرآن الكريم جاء في أربعة مواضع، وذلك كالآتي:
1 - " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " الأنعام:32
2 - " وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا " الأنعام:70
3 - " إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ " محمد:36
4 - " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " الحديد:20
في حين جاء تقديم اللهو على اللعب في موضعين، وذلك كالآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - " الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ " الأعراف:51
2 - " وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " العنكبوت:64
وبهذا يصبح مجموع المواضع التي ورد فيها هذان اللفظان معاً، ستة وليس أربعة.
وبعد هذا التوضيح، نأتي إلى الأسباب التي دعت إلى التقديم والتأخير في هذه المواضع. ويحسن هنا التفرقة بين اللعب واللهو.
جاء في المفردات: "لعب: أصل الكلمة اللعاب، وهو البزاق السائل. ويلعب فلان: إذا كان فعله غير قاصد به مقصداً صحيحاً.". أما اللهو فهو: "ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه. يُقال: لهوت بكذا .. ولهيت عن كذا: اشتغلت عنه بلهو."
هذا ما ذكره الراغب في تحديد معنى اللعب ومعنى اللهو. والمتأمّل فيهما يجد أنهما غير مترادفين. بل لكل منهما معنى. فاللعب لا يكون إلا فعلاً لم يتحدّد من ورائه قصد مفيد. أما اللهو فقد يكون فعلأً من أفعال النفس غير مصحوب بحركة ويكون حينئذ أقرب إلى معنى الذهول.
قال الزمخشري: " يُقال لمن كان في عمل لا يجدي عليه: إنما أنت لاعب "، وقال في موضع آخر: " يشتغلون بما لا يجدي عليهم "، وقال أبو السعود: "اللعب عمل يثقل النفس ويفترها عما تنتفع به، واللهو صرفها عن الجدّ."
فالفرق إذن أن كل لعب يمكن أن يكون لهواً، وقد ينفرد في الذهول النفسي ولو لم يُصحب بعمل. ويؤيّد تفسير اللهو بهذا المعنى أن القرآن أسنده إلى القلب في قوله تعالى: " مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ " الأنبياء:2 - 3. فإسناد اللهو إلى القلوب دليل على أن اللهو عمل من أعمال النفس، وليس بلازم أن يُصحب بحركات، وإلا لكان لعباً فيما يبدو.
وإذا رجعنا إلى القرآن نفسه في استخدام هاتين المادتين وجدناه كثيراً ما يطلق اللعب على سلوك المخالفين للرسل، من ذلك قوله تعالى:
" وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ " التوبة:65
وقوله تعالى: " فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ " الزخرف:83
وقوله تعالى: " وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ " الأنعام:91
وقوله تعالى: " أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ " الأعراف:98
وقوله تعالى: " بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ " الدخان:9
" فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ " الطور:11 - 12
وقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " المائدة:57
وقوله تعالى: " وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ " المائدة:58
بالإضافة إلى الآيات التي ذكرناها أعلاه، والتي جاء فيها لفظي اللعب واللهو معاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمتتبّع لهذه النصوص الكريمة يجد أن اللعب جاء مع الخوض في خمس آيات. اثنتان منها بلفظ الإسم، وثلاثة بلفظ الفعل. وفي الآيات الخمس جاء الخوض مقدّماً على اللعب. وقد نصّ المفسّرون على أن المراد بالخوض هو الباطل. وأضاف الدكتور المطعني في كتابه (خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية) أن إطلاق الخوض على الباطل مجاز في التعبير لأن الخوض إنما يكون في الماء. جاء في مختار الصحاح: " خاض الماء خوضاً ومخاضة."، وقال الراغب: " الخوض هو الشروع في الماء والمرور فيه. ويُستعار في الأمور وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يُذم الشروع فيه."
والمجاز فيه يصلح أن يكون استعارة بالكناية حيث يشبّه الباطل بالماء، ثم يحذف ويرمز له بشيء من لوازمه وهو الخوض. والجامع بين المستعار منه والمستعار هو أن كلاً منهما مهلك. الباطل يحقّ بفاعله العقاب. والماء يغرق من يخوض فيه. أو يكون استعارة تبعيّة تصريحية يُشبّه فيها اقتراف الباطل بخوض الماء والجامع ما مرّ. والإستعارة على هذا استعارة مفردة. ويجوز حملها على التمثيل. وهما أولى من الأول.
ولما كان الخوض بهذا المعنى قُدّم على اللعب، وجُعل محتوياً عليه: " فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ". وكذلك في إطلاق اللعب على أعمالهم وسلوكهم مجاز في التعبير على طريق الإستعارة التصريحية التبعية وفيه تعريض بهم، لأن اللعب لا يكون إلا للصبيان غير الراشدين وفيه رمز إلى حقارة أعمالهم حيث لم يترتب عليها نفع كاللعب. ويلاحظ في النصوص أعلاه أنه قدّم أيضاً الهزو على اللعب، لأن الهزو - وهو الإستهزاء والسخرية - أشدّ شناعة من اللعب.
أما الموضعان اللذان قُدّم فيهما اللهو على اللعب، فلأن المقام يقتضي ذلك. والبيان أن اللهو على ما سبق من شأنه أن ينسي اللاهي ويشغله عمّا ينفعه. ولمّا كان معناه كذلك مدح الله الطائعين من عباده نافياً عنهم اللهو، فقال عزّ من قائل: " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ " النور:36 - 37، أي لا تشغلهم.
وقد نسب الله النسيان إلى الكافرين في سورة الأعراف في الآية التي قدّم فيها اللهو على اللعب، فقال: " الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ " الأعراف:51. فهم هنا ناسون .. لذلك - والله أعلم - قدّم اللهو على اللعب لغلبة صفة النسيان على الموقف، واللاهي ناسٍ أو قريب منه.
أما في آية العنكبوت، فقد جاء قبل الآية التي قدّم فيها اللهو على اللعب قوله تعالى: " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " العنكبوت:61 - 63. وهذه حقائق لو سُئلوا عنها لنسبوها لخالقها، وهذا يقتضي أن لا يكفروا إذن، فلماذا كفروا ولم ينتفعوا بهذا العلم؟
مرجع ذلك أنهم ناسون لاههون .. متشاغلون عنه بلهو الحياة وغرور الدنيا. فجانب اللهو هنا ظاهر، ولذلك - والله أعلم - قُدّم هنا اللهو على اللعب، كما قُدّم هناك.
والله أعلم.(/)
"منكرا من القول وزورا"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 01 - 2005, 07:26 ص]ـ
:::
قال الزركشي::
كل شيء في القرآن من " زور" فهو الكذب ويراد به الشرك غير التي في المجادلة (منكرا من القول وزورا)) فأنه كذب غير شرك
فرجعت إلى الآية المذكورة كاملة
((الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ القَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)) 2 المجادلة
فوجدت بالفعل أن السياق لا يدل على شرك---فالموضوع متعلق بقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي قاصدا تحريم وطأها عليه---فقوله هذا منكر وزور أي كذب
وأحببت أن أرجع لمادة: زور: عند الزمخشري في أساس البلاغة فوجدت ما يلي
((ز و ر
زرته زوراً وزيارة، وأزرته غيري، واعفوني عن الزيارات. وفلان مزور غير زوار. وأقبلت المزدارة وهم زوار قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. واستزرته فزارني وازدراني، وهم يتزاورون، وبينهم تزاور. وهو زور صدق، وزور كريم، وهي وهم وهنّ زور. قال: ومشيهن بالكثيب مور كما تهادى الفتيات الزور
وزوروا صاحبهم تزويراً إذا أكرموه واعتدوا بزيارته. وتقول: استضأت بهم فنوّروني، وزرتهم فزوّروني. وقال الكميت: وجيش نصير جاءنا عن جنابة فكان علينا واجباً أن يزوّرا
وهو زير نساء، وفتية أزوار. وفي صدره زور: اعوجاج. ورجل أزور. وازورّ عنه وتزاور وازّاور. "تزاور عن كهفهم" وهو شاهد زور. وماله زور ولا صيور: قوة رأي. وما في هذا الحبل زور. وفرس عظيم الزور وهو أعلى الصدر. وزوّر الطائر: أكل حتى ارتفع زوره. وزوّرت عليّ: قلت الزور.
ومن المجاز: زور الحديث: ثقفه وأزال زوره أي اعوجاجه. وتزوّره: زوره لنفسه. قال: ألغ أمير المؤمنين رسالة تزوّرتها من محكمات الرسائل
وألقى زوره: أقام. وكلمة زوراء: دنية معوجة. ومنارة زوراء: مائلة عن السمت. ورمى بالزوراء: بالقوس. وفلاة زوراء: بعيدة. وهو أزور عن مقام الذل. وتقول: قوم عن مواقف الحق زور، فعلهم رياء وقولهم زور؛ وما لكم تعبدون الزور وهو كل ما عبد من دون الله. وأنا أزيركم ثنائي، وأزرتكم قصائدي.))
وكل ما كتبته بالأحمر في هذا النقل يشير إلى الإعوجاج من القول أو الفعل ما عدا آخر قول"وما لكم تعبدون الزور وهو كل ما عبد من دون الله:"
ولاحظت أن الزركشي قد غفل عن إية (("تزاور عن كهفهم")) وهي من الزور أيضا ومعناها الميل أو الإعوجاج
قال القرطبي ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ
أَيْ تَرَى أَيّهَا الْمُخَاطَب الشَّمْس عِنْد طُلُوعهَا تَمِيل عَنْ كَهْفهمْ. وَالْمَعْنَى: إِنَّك لَوْ رَأَيْتهمْ لَرَأَيْتهمْ كَذَا ; لَا أَنَّ الْمُخَاطَب رَآهُمْ عَلَى التَّحْقِيق. و " تَزَاوَر " تَتَنَحَّى وَتَمِيل ; مِنْ الِازْوِرَار. وَالزَّوْر الْمَيْل))
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 08:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخ جمال
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 09:19 ص]ـ
وأنت أيها القاسم
لقد أثلج صدري مروركم وقولكم(/)
وجه الشبه؟؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 10:13 ص]ـ
(أشرق وجهه كإشراق الشمس)
هل تعتبر كلمة (إشراق) مشبها به؟
أو وجه شبه؟
" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "
هل تعتبر عبارة (يشد بعضه بعضا) وجه شبه؟
أم أن وجه الشبه هنا مركب على أن التشبيه تمثيلي؟
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 03:07 م]ـ
أعتقد من السياق
أنها مشبه به(/)
ضعف الإقبال
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 10:18 م]ـ
:::
إنه ضعف إقبال وقلة تفاعل لا مثيل لها في هذا القسم
يمكن أن الموضوع المعين فيه صعوبة
فلم لا نسأل عن تلك الصعوبة؟؟
لم لا نشد على يد الكاتب إن أعجبنا الموضوع؟
لم لا نقول له لقد أخطأت؟؟
ولي إقتراح بعد هذا العتاب
وهو أن يتم توحيد أقسام اللغة العربية لتؤول إلى قسمين
قسم--منتدى البلاغة والمعاني والأدب
قسم--منتدى التطبيقات اللغوية
لأن الزائر والعضو يتركز فيهما ولا يشتت نظره متنقلا بين الأقسام
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 11:28 م]ـ
الأستاذ الكريم جمال حسني الشرباتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيانًا يشكو المنتدى كله من قلة المرتادين، لظرف مناسبة ما، وأحيانًا يكون ذلك في قسم معين، لكن هذا القسم فيه نشاط وموضوعات قيمة تحظى بمتابعة مشرفته الأستاذة أنوار الأمل، وربما انتاب أحدَ المشرفين شيء من الانشغال عن متابعة منتداه. ولن ننسى ظروف موسم الحج
نحن بانتظار أوبة الأستاذة ومتابعة الموضوعات والردود.
أما مسألة توحيد المنتديات فهو موضوع بحثه الأساتذة المشرفون، ولم يتبين لهم ترجيح هذا الرأي.
أستاذ جمال:
ثق أن موضوعاتك تجد قبولاً لدى القَرَأة، وإن لم يحصل تعليق أو رد من أحدهم. فواصِلْ نثر عبيرك هنا وهناك، فنحن نستمتع بالأريج الطيب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 04:31 ص]ـ
:::
أخ خالد أشكرك على ردك الطيب وهو رد أعتز به ويدفعني لمزيد من العمل
وبالمناسبة-----أعجبتني في جمع "القرأة"---ولما لم أسمعه قبلا عدت إلى الزمخشري فنقلت من أساس البلاغة ما يلي
((ق ر أ
قرأت الكتاب واقترأته، وأقرأته غيري، وهو من قرأة الكتاب، وفلان قاريء وقرّاء: ناسك عابد، وهو من القرّاء. وقال جرير: يا أيها القارئ المرخي عمامته هذا زمانك إني قد مضى زمني
وقد تقرّأ فلان: تنسّك. واقرأ سلامي على فلان، ولا يقال: أقرئه منّي السلام. وأقرأت المرأة: حاضت، وامرأة مقرئ، واعتدّت بثلاثة قروء وأقراء وأقرء. ودفعت جاريتي إلى فلانة أقرئها أي أمسكها عندها لتحيض، وجراية مقرّأة، وإذا اشتريت أمةً فلا تقربها حتى تقرّئها. وما قرأت هذه الناقة سلاً قط: ما ضمت أي ما حملت ولداً. قال حميد بن ثور: أراها غلامانا الخلى فتشذّرت مراحاً ولم تقرأ جنيناً ولا دماً فخطرت بذنبها.))
فوجدته ((وهو من قرأة الكتاب،))
ولفت انتباهي أيضا أن " القروء" " والقراءة" في نفس المادة
ولفت انتباهي أن "القراء" بفتح القاف وتشديد الراء هو الناسك المتعبد وكذلك "القارىء"
وربما أن القرء أي الحيض كان من نفس المادة لأن فيه رؤية شيء ما كالقراءة في كتاب(/)
قصة البقرة--هل قيها تأخير وتقديم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 09:17 ص]ـ
:::
قال القرطبي ((
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
هَذَا الْكَلَام مُقَدَّم عَلَى أَوَّل الْقِصَّة , التَّقْدِير: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا. فَقَالَ مُوسَى: إِنَّ اللَّه يَأْمُركُمْ بِكَذَا.))
ما رأيكم؟؟
لأكتب لكم كافة الآيات التي قبلها مرفقا إياها وما بعدها
((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ*
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ*
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ *
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا
قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ*
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
*فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ المَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))
هل من المعقول ما قاله القرطبي ((هَذَا الْكَلَام مُقَدَّم عَلَى أَوَّل الْقِصَّة , التَّقْدِير: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا. فَقَالَ مُوسَى: إِنَّ اللَّه يَأْمُركُمْ بِكَذَا))؟؟
أنا أعلم أن التقديم والتأخير يكون في القرآن ولكن ليس على هذا البعد وهذه المسافة بين ما قدم وأخر
هل يا ترى لديكم غير قول القرطبي؟؟
إننا أمام سياقين محتملين للقصة
# أن موسى بأمر الله طلب منهم ذبح بقرة فاستفسروا عنها ولما ذبحوها بعد عنت قيل لهم ((وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
# أو أن الجملة ((وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)) سبقت الأمر بذبح البقرة كما قال القرطبي---أي كأنه قيل لهم إذبحو البقرة لأجل النفس التي قتلت لتحديد قاتلها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 08:30 م]ـ
قال الرازي
((أما قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَ?درَأْتُمْ فِيهَا}
فاعلم أن وقوع ذلك القتل لا بد وأن يكون متقدماً لأمره تعالى بالذبح.
أما الإخبار عن وقوع ذلك القتل وعن أنه لا بد وأن يضرب القتيل ببعض تلك البقرة فلا يجب أن يكون متقدماً على الإخبار عن قصة البقرة،
فقول من يقول: هذه القصة يجب أن تكون متقدمة في التلاوة على الأولى خطأ، لأن هذه القصة في نفسها يجب أن تكون متقدمة على الأول في الوجود،
فأما التقدم في الذكر فغير واجب لأنه تارة يتقدم ذكر السبب على ذكر الحكم وأخرى على العكس من ذلك، فكأنه لما وقعت لهم تلك الواقعة أمرهم تعالى بذبح البقرة
فلما ذبحوها قال: وإذ قتلتم نفساً من قبل واختلفتم وتنازعتم فإني مظهر لكم القاتل الذي سترتموه بأن يضرب القتيل ببعض هذه البقرة المذبوحة، وذلك مستقيم))
إذن ترتيب القصة كما يلي
أولا -- حصل قتل لنفس
ثانيا--حصل أمر من الله لهم بذبح بقرة
ثالثا--لما ذبحوها أخبروا بأنهم قتلوا نفسا من قبل وتخاصموا فيمن قتلها وأن الله سيبين ما أخفوا بواسطة ضرب القتيل ببعض البقرة
وعلى هذا فليس لدي ميل للقول بأن آية ((وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَ?درَأْتُمْ فِيهَا)) أخرت عن الأمر بذبح البقرة كأسلوب قرإني وأن حقها أن تكون قبل الأمر بالذبح----فأنا مع الرازي فيها
والله أعلم
____________
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 12:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي
أرجو ألا تحرمنا من لطائفك ودقائق ثمينك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 09:00 ص]ـ
الله يبارك بك أيها القاسم(/)
آمن بالإسلام حديثا---ولديه إشكالات
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 05:09 ص]ـ
:::
هو أخبرهم أنه أسلم وفرحت كما فرح غيري----إلا أنه فاجأنا بهذه الأقوال
قال لهم
(((نسأل اي أعجاز في قول القرآن:"أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما" والتركيب الصحيح هو: انزل على عبده الكتاب قيما , ولم يجعل له عوجا -
وأي أعجاز في فوله:" أرنا الله جهرة " والصحيح كما قال ابن عباس وابن جرير: (قالوا جهرة: ارنا الله) اي ان سؤالهم كان جهرة -
ونسأل أي أعجاز في قوله:"افرايت من اتخذ الهه هواه " والصحيح هو من اتخذ هواه الهه) لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم -
ونسأل اي إعجاز في قوله: فضحكت فبشرناها , والصحيح هو فبشرناها فضحكت
- وأيضا أي أعجاز في قوله " لولا كلمة من ربك لكان لزاما زاجل مسمى " والصحيح هو: ولولا كلمة واجل مسمى لكان لزاما ....
وأين الأعجاز في قوله:"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم و انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا " والصحيح:" لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا , انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة -
وفي القرآن غرابات منها شبهة في مرجع الضمائر إلى أصحابها , فيحتار المرء فيالمعنى المقصود مثلا في قوله: إليه يصعد الكلام الطيب , والعمل الصالح يرفعه.
فالضمير في " يرفعه " كقواعد لغة يجب ان يعود فيما عاد إليه ضمير "إليه " وهو الله , ولكن لا يستقيم المعنى الا بان يعود الى " الكلام الطيب"او الى " العمل الصالح " ولكنها إحدى حزا زير القرآن.
واما قوله "ولا تستفت فيهم منهم أحدا" فإرجاع الضمائر لأصحابها فيها الكثير من الخلط فهل كل هذا الخلط فيه من الأعجاز شيء؟؟!!!
وهل هو جائز في اللغة والمنطق؟؟!!!
ومن غرابات القرآن مثلا في قوله " هو الله أحد , الله الصمد"لماذا جاءت لفظة " أحد " في صيغة النكرة و"الصمد " جاءت في صيغة المعرفة؟!!
وفي قوله:"ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا " لماذا جاءت لفظة خالصة مؤنثة , ومحرم مذكرة؟؟؟!!!! فقد بحث لها المفسرون عن حجة فما استطاعوا الا ان يبرروا بان " محرم " ترجع إلى "ما" ,وكلمة "خالصة " ترجع الى الأنعام" فهل هذا مقبول من العقل؟!!
ولماذا أجاز القرآن التأنيث في مكان ولم يجزه في مكان آخر, فمثلا في قوله:"أعجاز نخل خاوية " ثم يقول في مكان آخر وأعجاز نخل منقعر " , وفي قوله " السماء منفطر " وفي مكان آخر: اذا انفطرت السماء , والى ما هنالك من غرائب كثيرة في القرآن -
ثم أيضا ايهما اصح في الأعجاز؟! قوله: " ادخلوا الباب سجدا وقولوا: حطة " اما قوله: " قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا "؟؟!!!
او قوله:" ما أهل به لغير الله " ام قوله:" ما
أهل لغير الله به"؟!!
او قوله: ولن تمسنا النار اياما معدودة " ام قوله
:"أياما معدودات"؟؟!!!
او قوله:"ان هدى الله هو هدى " ام قوله:" ان الهدى هدى الله "؟؟!!!!
او قوله:" ...... وما انزل الينا " ام قوله:" ..... وما انزل علينا"؟؟؟!!!
او قوله:"ولا تقتلوا أولادكم من إملاق " ام قوله:" ..... خشية إملاق "؟؟!!! ==============================================
وجئت بأقواله إلى هنا لنتعاون جميعا على مناقشتها قولا قولا---مع تحفظ كبير لنا على طريقة عرضه لها فليس في طريقة عرضه الأدب العالي بالتعامل مع نصوص الكتاب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 08:10 ص]ـ
#:::
# صديق لي (فيصل القلاف) وعد بالرد على الإشكالات وفهمت من كلامه وكأن المسلم الجديد ناقلها وليس قائلها وأتمنى من كل قلبي أن يكون الأمر كذلك
#قال تعالى ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً)) 1 - 2 الكهف
فإن الصفة الأولى (لم يجعل له عوجا)) تعني نفي التناقض في أحكامه--- ولا خلل في كل ما ذكر فيه --- مستقيم في هديه
أما الصفة الثانية (قيما) فهي تعني أنه سبب لهداية الآخرين--فهو قيم شفيق على مصالح الآنام---ولا تعني "قيما" الإستقامة---لأن نفي العوج في الصفة الآولى يعني الإستقامة والقرآن منزه عن التكرار
إن الصفة الآولى تدل على أن القرآن كامل في ذاته والثانية تدل على أنه مكمل لغيره
وذكر كونه كاملا في ذاته مقدم على ذكر كونه مكملا لغيره فلا تقديم ولا تأخير هنا
فسقطت بعون الله الشبهة الأولى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 11:23 ص]ـ
:::
تأكدت أن المسلم الجديد ناقل للشبهات وليس قائلا بها---وكان الأولى به أن يوضح ذلك لا أن يبدأ بسرد الشبهات---ثبتنا الله وإياه---وله مني الإعتذار
# أما الشبهة الثانية فهي ((وأي أعجاز في فوله:" أرنا الله جهرة " والصحيح كما قال ابن عباس وابن جرير: (قالوا جهرة: ارنا الله) اي ان سؤالهم كان جهرة -))
فالآية بتمامها هي ((يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ)) النساء 153
ومثلها ((وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى? لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى? نَرَى ?للَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ?لصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ)) البقرة 55
وواضع الشبهة يريد أن يكون قول قوم موسى له جهارا"أرنا الله"---أعني أنه يقصد أن قوم موسى قالوا له بصوت جاهر واضح مسموع"أرنا الله"
مع أن معنى الآية مختلف إذ هم يريدون رؤية الله جهارا لا سرا ولا رؤية قلبية---وشتان بين ما أراد قائل الشبهة وبين ما أراد القرآن
والجهرة مصدر بوزن فَعلة من الجهر وهو الظهور الواضح فيستعمل في ظهور الذوات والأصوات حقيقة على قول الراغب إذ قال: «الجهر ظهور الشيء بإفراط إما بحاسة البصر نحو رأيته جهاراً ومنه جهر البئر إذا أظهر ماءها، وإما بحاسة السمع نحو:
{وإن تجهر بالقول}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 12:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أستاذي الكريم جمال الشرباتي جزاه الله خيراً.
قد شرعت في كتابة الرد، لكن ما شاء الله أرى في كلامك خيراً كثيراً وإضافات لازمة، فوفقك الله، وأستأذنك أن أضيف ما تذكر من فوائد في صلب الموضوع الذي أكتبه مع التصريح بما نقلته أني نقلته، إذ الأمر كما قيل: (بركة العلم الإسناد).
وإن شاء الله أضع هنا مجموعة من الردود كلما انتهيت منها، والله الهادي والموفق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 12:57 م]ـ
أنا وأنت يا أخ فيصل في خندق واحد
ودمت للإسلام والمسلمين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 02:01 م]ـ
:::
أما الشبهة الثالثة
((ونسأل أي أعجاز في قوله:"افرايت من اتخذ الهه هواه " والصحيح هو من اتخذ هواه الهه) لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم))
والآية بتمامها ((أَرَأَيْتَ مَنِ ?تَّخَذَ إِلَـ?هَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) الفرقان 43وهذه شبهة لا يقول بها أحد له معرفة بسيطة باللغة العربية لأن المذموم هو الشخص الذي يتخذ من يهوى إلها له لا لأنه يستحق العبادة إنما فقط لأنه يهواه
إن قائل الشبهة يقصد بقوله ((لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم)) أن المتخذ الهه هواه هو من كان عنده الله في مركز عاطفته ووجدانه وهواه لذلك نفى الذم عنه
مع أن معنى الآية واضح---وهو أن هذا الشخص مذموم لأنه عبد من يهوى لا من يستحق العبادة
ويجب أن يعلم أن " اتخذ " فعل يتخذ مفعولين يتحول أو يصير المفعول الأول إلى الحال الذي عليه الثاني---وهذا يعني أن إله هذا الشخص المذموم هو من يهوى لا من يستحق العبادة
وبهذا المعنى قال إبن عاشور في التحرير والتنوير
((فقوله تعالى: {أرأيت من اتخذ إل?هه هواه} إذا أجري على الترتيب كان معناه جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة لا لأن إلهه مستحق للإلهية، فالمعنى: من اتخذ رباً له محبوبه فإن الذين عبدوا الأصنام كانت شهوتهم في أن يعبدوها وليست لهم حجة على استحقاقها العبادة. فإطلاق {إل?هه} على هذا الوجه إطلاق حقيقي))
وبذلك سقطت الشبهة الثالثة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 06:22 م]ـ
أما الشبهة الرابعة فقال فيها
((ونسأل اي إعجاز في قوله: فضحكت فبشرناها , والصحيح هو فبشرناها فضحكت))
أما الآية بتمامها فهي ((هود 71 وَ?مْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ))
هو يريد أن يكون الضحك ناتج عنالبشارة---وكأنه أراد أنها بشرت ففرحت فضحكت---فالضحك نجم عن سعادتها بما بشرت فيه لذلك قال هذا المشتبه "والصحيح هو فبشرناها فضحكت "
أما التفسير الصحيح فهو أن ضحكها كان لسبب آخر غير البشارة بإسحاق---فقد عظم سرورها فضحكت بسبب تطمين الملائكة لزوجها إبراهيم في قوله تعالى {لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى? قَوْمِ لُوطٍ} وفي مثل حالة من كان خائفا فزال خوفه لا يستغرب منه الضحك سرورا
فلا تقديم ولا تأخير---فسقطت شبهته الرابعة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 08:30 م]ـ
أما شبهته الخامسة فهي قوله
((وأيضا أي أعجاز في قوله " لولا كلمة من ربك لكان لزاما زاجل مسمى " والصحيح هو: ولولا كلمة واجل مسمى لكان لزاما))
والآية بتمامها
((طه 129 وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى))
وكما تلاحظون أن قائل الشبهة يذكر الآية محرفة---كما ذكر غيرها محرفا أيضا
والحقيقة أن التقدير هنا هو""لولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما"" ففيها تأخير لعبلرة"وأجل مسمى" فهذا لا شك فيه
أما لماذا جاء هذا التأخير فأنه لمراعاة نفس الفاصلة في كافة آيات هذه السورة
لاحظوا من بدايتها ((طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ العُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى))
لاحظوا وسط السورة ((فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفاًّ وَقَدْ أَفْلَحَ اليَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى)
لاحظوا ما حول الآية قيد الدراسة ((قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ القُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى))
فما الأدعى للبلاغة---مراعاة نفس الفاصلة وهي الألف المقصورة الأصلية في نهاية كافة آيات السورة؟
أم قطع هذا التجانس بإدخال لازمة مختلفة فيم لوكان السياق"وأجل مسمى لكان لزاما"؟؟
أكيد أن البلاغة الأكمل تكون بمراعاة نفس الفاصلة ونفس التجانس ونفس الجرس --
وبذلك سقطت الشبهة الخامسة بعونه تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 01:16 م]ـ
الحمد لله المعجز بكتابه الناس أجمعين، نحمده سبحانه أن بينه لنا بلسان عربي مبين. والصلاة والسلام على أفصح الناطقين، محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
وبعد، فقد ذكر الأخ أتماكا بعض إشكالات طرحها بعضهم حول كتاب ربنا تبارك وتعالى. وليعلم القارئ أن الاستشكال لا ينقص من قدر القرآن ولا بيانه، وإنما ينقص من قدر المستشكل وفهمه. والأمر كما حكى لنا القرآن الكريم، إذ قال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: (يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي) فهو على أمر واضح لا لبس فيه، ومع ذلك قالوا له: (يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول). وكما قال المتنبي رحمه الله: (ومن يك ذا فم مريض .. مراً يجد فيه الماء الزلالا).
ثم أشرع مستعيناً بالله تعالى، فالرد على هذه الشبهات يكون على وجهين: وجه إجمالي ووجه تفصيلي. فالإجمالي يتناول ردود كلية تذب هذه الشبهات وغيرها مما يماثلها، بحيث يطمئن بها القلب وتكون درعاً يحتمي به المناظر. والتفصيلي رد كل شبهة بما يخصها، وهذا أقوى في بطلانها.
فأبدأ بالرد الإجمالي.
كلنا يعلم أن أبلغ من تكلم بالعربية هم قدامى العرب الذين بعث في النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى كانت أسواق الشعر وكانت المعلقات، والله تعالى يقول لهم: (والله إنه لحق مثلما أنكم تنطقون). ثم نعلم كذلك أن أشد من حارب الإسلام وطعن فيه هم أولئك العرب أنفسهم، كما قال الله تعالى: (قل ما أسألكم عليه إلا المودة في القربى). وبهذين الأمرين يتبين لنا أمران: الأول قدرة العرب على تفنيد بلاغة القرآن وانتقاصه، إن كان فيه ما يصلح للتفنيد أو الانتقاص. الثاني حرص العرب على ذلك، وتحريهم الخطإ في كتاب الله تعالى. فإذا اكتمل في الشخص القدرة والإرادة وجب وقوع الفعل ضرورة. فإن لم يفع مع كمالهما، علمنا أنه ليس ثم ما ينتقص القرآن الكريم ليتكلموا به.
ثم مع هذا كله رأينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أنا أفصح العرب). هكذا يعلنها صريحة في قوم يأنفون أن يخضعوا لغيرهم في شيء، فتأمل كيف خضعوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم في أعز ملكاتهم وأظهر مهاراتهم. هذا – لا شك – يدل على تسليمهم له هذا الأمر، وعجزهم أن يباروه فيه.
بل لم يقف الأمر عند هذا، بل صارحهم صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ عليهم قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) بل قرأ عليهم: (أم يقولون افتراه قل فائتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) بل قرأ عليهم: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فائتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين). هكذا تحداهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سور منه أو حتى بسورة واحدة، فما استطاعوا.
بناء على ذلك يتقرر أن العرب قاطبة أقرت لهذا الكتاب الكريم بالبلاغة البيان، وسكوت كلهم يدل على أن ليس في كتاب الله تعالى ما يستطيع العربي البليغ الفصيح أن يعترض عليه، ولو تعنتاً.
وهنا يأتي الرد الإجمالي على أي شبهة يثيرها الأعاجم المستعربون أو العرب المستعجمون: أأنتم أعلم بلغات العرب واستعمالاتها أم عرب قريش الجاهليين المحتج بهم في اللغة؟
سيقولون ولا بد: بل عرب قريش.
نقول لهم: قد أقروا بصحة هذه الآية التي تشكل بها، مع كمال قدرتهم على النقد وكمال حرصهم عليه، وعجزوا أن يأتوا بمثله، وأقروا للناطق به أنه أفصح الناس. فأنا بين أن أقبل منك وأرد عليهم أو أن أقبل منهم وأرد عليك، ولا شك أنك لست بجانبهم شيئاً مذكوراً، فوجب علي قبول إقرارهم ورد اعتراضك.
سيقولون: فماذا تقول في هذه الشبة التي أذكرها؟
نقول لهم: لا نحن ولا أنت نعلم من لغة العرب ما علمه أهلها. فلا بد إما أنا أخطأنا الاستدلال أو أنا جهلنا وجه اللغة. واحتمال هذين الأمرين فينا كبير.
فهذا الرد الأول، وهو قوي محكم إن شاء الله تعالى.
الوجه الثاني من الرد الإجمالي أن نقول: مصدر استمداد اللغة العربية هو القرآن والحديث وشعر العرب وخطبها وكلامها وغير ذلك مما تكلم به العرب قبل أن تخالطهم الأعاجم بعد توسع الدولة الإسلامية. وهذا محل اتفاق بين علماء اللغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا نسأل صاحب الشبهة: كيف عرفت أن هذا الاستعمال في القرآن خطأ أو غير فصيح؟
سيقول بداهة: من قواعد النحو والبلاغة.
نقول له: هذه القواعد فرع، وهذا القرآن أصل. ولا ينازع عاقل أن الأصل مقدم على الفرع. إذ إبطال الأصل إبطال للفرع كذلك تبعاً.
سيقول: كيف وقد تعارض الأصل والفرع؟
نقول: يكون الحل أن القرآن دليل على بطلان هذه القاعدة، إذ شرط القاعدة أن تنطلق من الدليل، وهذه القاعدة خالفت الدليل فبطلت.
وهذا وجه محكم كذلك إن شاء الله تعالى. وبه يتم الاستدلال الإجمالي ولله الحمد.
ثم أبدأ مستعينا بالله تعالى بذكر الشبه والرد عليها تفصيلياً.
الأولى في قوله تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. قيماً). يقول: والأولى أن يقال: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً).
والرد أن نقول استشكل هذا أن يفصل بين الحال وفعله بجملة اعتراضية. الفعل (أنزل) والحال للمفعول (قيماً) والجملة المعترضة (ولم يجعل له عوجاً).
وهذا يدل على جهل بقواعد النحو إذ (قيماً) يصح إعرابها هنا حالاً لفعل مقدر، فيكون الكلام: (الحمد لله الذي أنزل على عبد الكتاب ولم يجعل له عوجاً. جعله قيماً). ويدل على الفعل المقدر نفي العوج، إذ انتفاؤه دليل على الاستقامة. والعرب تحذف من الكلام ما أغنى فهمه عن ذكره.
وعلى قول من قال أن (قيماً) حال لفعل (أنزل) يكون في الكلام تقديم وتأخير، وهو جائز لغة ولا إشكال. ويبقى ما سببه؟ نقول: أنه تعالى عجل نفي العوج على إثبات الاستقامة لأن في نفي العوج تخلية وفي إثبات الاستقامة تحلية، والتخلية مقدمة على التحلية. بمعنى أن نفي النقص مقدم على إثبات الكمال، كما قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وكما نقول: (لا إله إلا الله). والله أعلم.
ثم لأن كلمة (قيماً) هنا تحتمل معنى الهيمنة على الكتب السابقة أو القيام على أحكام الدنيا والآخر أو غيرهما، فقدم نفي العوج على ذلك لأنه محتمل معنىً واحد، ولو كان تأخر لكان تفسيراً ولتعين أحد المعاني في كلمة (قيماً)، ومعلوم أن دلالة اللفظ القليل على معاني كثيرة أولى من دلالته على معاني قليلة، فالحمد لله الذي جعل في كتابه جوامع الكلم.
وقد أفاد أخونا الأستاذ جمال الشرباتي جزاه الله خيراً وجهاً آخر، وهو احتمال كلمة: (قيماً) معنى القيام بإصلاح شؤون العباد فهو مكمل لغيره، فناسب أن يقدم عليها وصف: (ولم يجعل له عوجاً) لأن فيه نفي العيب عن القرآن فهو كامل في ذاته. ومعلوم أن ذكر كمال الشيء في ذاته مقدم على ذكر تكميله لغيره. والحمد لله.
الثاني في قوله تعالى: (فقالوا أرنا الله جهرة). يقول: الصواب: (فقالوا جهرة أرنا الله).
والرد أن وجه استشكاله أن (جهرة) حال من الفعل (قالوا) فكيف يفصل بينه وبين فعله بالجملة (أرنا الله).
وهذا جهل كذلك. لأن الصحيح أن (جهرة) هنا بمعنى (عياناً) وعليه فهي حال من لفظ الجلالة (الله) في جملة القول، ومن ثم فلا فصل بين الحال وفعله، ولله الحمد.
ومن استعمال القرآن الكريم (جهرة) بمعنى عياناً قوله تعالى: (قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة) فيه تسمية النهار جهرة لوضوحه للعيان.
ومن فسر (جهرة) بأنها حال من الفعل (قالوا) أي قالوا ذلك معلناً واضحاً، قال أن في الكلام تقديم وتأخير، وهو جائز لغة ولا إشكال. بقي ما الحكمة من التقديم والتأخير هنا؟ نقول: عجل الله تعالى الذي قالوا على صفة قولهم لبشاعته استنكاراً له واستعظاماً. والحمد لله.
الثالث في قوله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه). قال: والصحيح: (أفرأيت من اتخذ هواه إلهه).
الرد أنه هنا استشكل أن الآية تقول أن الكافر يتخذ الإله هوىً، والصحيح – عنده – أن الكافر يتخذ الهوى إلهاً. وهذا قصور فهم، إذ لم يتدبر ما قبل هذا الكلام ولا ما بعده.
ففي سورة الفرقان يخبر تعالى ذكره أن الكفار يوجبون على الله تعالى أموراً، فيقترحون أن يغير رسوله. فهنا هم لم يتخذوا الهوى إلهاً فحسب، بل قد جعلوا إلههم على وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم. لذلك حسن أن يوصفوا بأنهم جعلوا إلههم هواهم، أي على وفق هواهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سورة الجاثية كذلك يوجبون على الله أموراً بأهوائهم، فيقترحون أن يجعل الصالح والطالح في الأجر سواء. فهم قد جعلوا إلههم وفقاً لهواهم.
وبهذا يتبين إحكام الآيتين وأن هذا المشبه أتي من بتر النص وقصر الفهم.
ثم على قول من يفسرها: (جعل الهوى إلهاً) نقول هنا تقديم وتأخير، وهو جائز لغة ولا إشكال. بقي ما الحكمة منه؟ نقول: الحكمة تعظيم الإلهية فقدمت، وأخر الهوى تحقيراً له. ثم يمكن أن يقال: قدم الإله وحقه التأخير بقصد الحصر، أي أن المشرك لم يعبد شيئاً سوى هواه، لا صنماً ولا غيره، لأن الصنم وغيره من المعبودات إنما هي من إملاء الهوى.
وهذه المعاني لا تستفاد إلا بالسياق القرآني، فتبارك الله رب العالمين.
الرابع في قوله تعالى: (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق). قال: الضحك هنا حقه التأخير.
الرد أن استشكاله بسبب أن الضحك هنا بمعنى الحيض، والحيض كان بعد البشرى.
وهذا أضعف ما ذكره من شبه. لأن الصحيح في الضحك هنا هو المعنى المتبادر. فسارة زوج إبراهيم عليهما الصلاة والسلام لما رأت الملائكة تخاطب زوجها ضحكت عجباً من ذلك وسروراً بهذه الكرامة. فلما رأوها تضحك عجباً وسروراً، زادوها فبشروها بأنها ستلد وأن المولود اسمه اسحاق وأنه يولد له يعقوب، فازدادت عجباً بأن تلد وهي عجوز وأن تعلم بأمر غيبي هو اسمه وأنه يكون له ولد، كما ازدادت سروراً إذ أتاها الولد بعد كبر. وعليه فلا إشكال هنا أبداً، لكن كما قيل: (كم عائب قولاً وآفته في الفهم السقيم).
ثم لو كان الضحك هنا بمعنى الحيض، فلا إشكال. إذ يكون المعنى أنها حاضت، فلما حصل منها ذلك وهي في سن طاعن خافت أن يكون هذا الدم ضرراً، فضمأنتها الملائكة بأن بشروها بأن هذا الدم حيض وأنها تلد. فيكون الكلام على طبيعته لا تقديم فيه ولا تأخير. ولله الحمد.
فإن أصر إلا أن في الكلام تقديم وتأخير، نقول: ليكن! فهو جائز لغة ولا إشكال. الحكمة منه – والله أعلم – أن الله تعالى عجل ذكر ضحكها على ذكر بشارة الملائكة لما فيه من إعجاز، والحمد لله.
الخامس في قوله تعالى: (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى). قال: والصحيح: لولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاماً.
الرد أن هذا جهل، لأنه استشكل أن يكون كلمة الله السابقة والأجل سبباً للزام، فكيف يقدم بعض السبب ويؤخر بعضه؟
إذ ليس هذا معنى الآية، فالله تعالى قال قبلها: (أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولى النهى) فصار الكلام أن الأمم الأولى أهلكت في الدنيا، بينما أخر الله تعالى العذاب عن كفار قريش إلى الآخرة، فبين لهم سبب تأخير العذاب عنهم، فقال تعالى: لولا كلمة سبقت من ربك [أن يؤخر عذابهم إلى يوم القيامة] لكان [العذاب] لزاماً [أي معجلاً في الدنيا] وأجل مسمى [أي ولكان الأجل المسمى لإهلاكهم لازماً كذلك في الدنيا].
فتحصل أن (أجل) معطوف على اسم كان الضمير المستتر العائد على العذاب.
بقي أن يسأل: ما الحكمة من الفصل بين (كان) والمعطوف على اسمها (أجل) بالخبر (لزاماً)؟ يظهر – والله أعلم – أن الحكمة من ذلك التأكيد، وإمكان العطف مع حذف الاسم، والله أعلم.
ثم على قول من قال أن المعنى: (لولا كلمة سبقت وأجل مسمى لكان لزاماً) فهذا تقديم وتأخير وهو جائز ولا إشكال. بقي ما الحكمة منه؟ الحكمة منه – والله أعلم بمراده – أن يجعل كلمة الله هي السبب الأساس في تأخير العذاب، إذ الأجل تابع للكلمة، فحسن أن يؤخر لئلا يتوهم امرؤ أن شيئاً يجب على الله تعالى أو يغلبه.
السادس: في قوله تعالى: (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا). قال: الصحيح: (لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة).
الرد أنه استشكل كيف يفصل بين الفعل (تعجبك) ومعموله (في الحياة الدنيا) فاصل طويل (إنما يريد الله ليعذبهم بها)؟
وهذا ناشء من سوء فهم للآية. إذ المعنى الصحيح: فلا تعجبك يا محمد أموال الكفار ولا أولادهم، فلم يعطهم الله إياها إكراماً لهم، بل ذلك استدراج لهم، فالله تعالى يعذبهم بها في تحمل المشاق في تحصيلها وتجرع المصائب في الحفاظ عليها، ولا يزالون كذلك تلهيهم وتصدهم حتى يفجعهم الموت وهم على كفرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فالجار والمجرور (في الدنيا) متعلق بفعل (يعذبهم). وعليه فلا تقديم ولا تأخير. والحمد لله.
السابع: في قوله تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه). ادعى أن المعنى: (إلى الله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح) (يرفع الله الكلم الطيب والعمل الصالح).
الرد أن المعنى ليس كما زعم، بل المعنى الصحيح: إلى الله يصعد الكلم الطيب. نقف، ثم نستأنف الكلام: والعمل الصالح يرفعه الله تعالى. وعليه فلا إشكال، ولله الحمد.
وفسر بعض أهل العلم الآية بأن المعنى أن الكلم الطيب يرفع العمل الصالح فلا إشكال كذلك، لأن ضمير الفاعل المستتر في (يرفعه) يعود على (الكلم الطيب) وضمير النصب يعود على (العمل الصالح). فيكون المعنى الكلم الطيب (قول لا إله إلا الله) يرفع العمل الصالح، لأن العمل من غير توحيد لا يقبل.
وقول ثالث أن المعنى أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، ولا إشكال كذلك. لأن القول بلا عمل زعم كاذب، وإنما يصدق المرء إن صدق قوله عمله. وهذا المعنى بناء على أن الضمير المستتر في يرفعه عائد على (العمل الصالح) وأن الهاء عائدة على (الكلم الطيب).
وهذان القولان اختلفا في عود الضميرين: ضمير الرفع وضمير النصب. فهل هذا يمدح به القرآن أم يذم؟ بل هذا من أوجه جمعه للكلم، حيث يدل على المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة، وذلك لأن الضمير يدخل في باب المشترك اللفظي، وعند عدم القرينة يجب حمله على كل المعاني ما لم تكن معارضة، ولا تعارض بينها هنا، فيكون كل المعاني مقصودة لله تعالى مرادة، وليس الشأن كما زعم هذا الفاهم خطأاً أن الله تعالى دل على مراده لكن بإيهام غيره. لا وكلا، بل كلام ربنا واضح جلي.
الثامن: في قوله تعالى: (ولا تستف فيهم منهم أحداً). يقول: لا يفهم عودة الضميرين في (فيهم) وفي (منهم) على من؟ أعلى (أصحاب الكهف) أم على (الكفار المتقولين بغير علم)؟
الرد سبب هذا الاستشكال هو قلة فهم المستشكل، لأن الضمير في (فيهم) يعود على المسؤول عنهم، وهم أصحاب الكهف، والضمير في (منهم) يعود على المسؤول وهم الكفار المتقولون. ويمتنع أن يكون غير هذا. وعليه فلا إشكال في الآية، لكن في فهم القارئ هداه الله. بقي ما الحكمة من إضماره الاثنين ولم يصرح بأي منهما؟ ذلك لأنه أخصر مع كونه غير ملتبس، فكان أولى. والحمد لله.
التاسع: في قوله تعالى: (قل هو الله أحد. الله الصمد). قال: لماذا نكرت (أحد) وعرفت (الصمد).
الرد أن الاستشكال نشأ من جهل بأسباب التنكير والتعريف عند العرب. فهنا قد نكر الله تعالى لفظة (أحد) لأن تعريفها لا يزيدها شيئاً إلا كثرة الحروف، إذ ليس واحد لا شفع له إلا الله تعالى، كما قال تعالى: (ليس كمثله شيء) وقال تعالى: (فلا تضربوا لله الأمثال) وقال تعالى: (ولله المثل الأعلى). ولو عرفت (أحد) لتوهم متوهم أن ثم واحد غيره، وأن التعريف هنا لتحديد أيهم هو المراد، وهذا باطل قطعاً. لذا وذاك كان مقتضى الحكمة البالغة التنكير.
أما الصمد فهو المقصود في الحوائج. ومعلوم أن الإنسان في حوائجه يقصد من كان قادراً من البشر ويقصد المشركون آلهتهم إلى غير ذلك، فجاء التعريف ليبين أي المقصودين هو المراد. ولا يمتنع أن تكون (أل) هنا للاستغراق، أعني لاستغراق الصفات، فيكون الصمد الذي اكتمل فيه القدرة على الإجابة، كما تقول: فلان الرجل أي الذي اكتمل فيه صفات الرجال. ولا يمتنع كذلك أن تكون (أل) هنا للعهد الذهني، أي الصمد الذي هو وحده مستحق لأن يصمد إليه الخلق لا أي صمد.
وبهذا تتهافت الشبهة ولله الحمد.
العاشر في قوله تعالى: (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا). يقول: كان ما الحكمة من التأنيث مرة والتذكير مرة؟ لم لم يطرد أحدهما؟
الرد أن الاستشكال جاء من جهل المشبه بمعناني التاء عند العرب. فالتاء هنا في (خالصة) ليست للتأنيث وإنما هي للمبالغة كما تقول عن العالم علامة وعن العارف بالأنساب نسابة، فيكون المعنى أن تلك الأنعام في غاية الحل ولا شيء من الإثم فيها على الذكور. وبهذا فلا إشكال، ولله الحمد.
كما يمكن أن تكون (خالصة) هنا مصدراً، كما تقول: (فلان خالصة فلان) أي صفوته. والمصدر يكون مذكراً، وعليه فلا إشكال كذلك، ولله الحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قال بأنها مؤنثة من أهل العلم فوجهه أن كلمة (ما في بطون الأنعام) يحتمل ألبانها وأجنتها، وهما مؤنثان باعتبار المعنى، فجاز بهذا التأنيث. كما أن الاسم الموصول (ما) مذكر باعتبار اللفظ، فيجوز التذكير بهذا الاعتبار. فكان التذكير باعتبار اللفظ والتأنيث باعتبار المعنى، فكلاهما عائد على (ما) لا كما قال هذا. وكل من اعتباري اللفظ والمعنى أسلوب عربي جائز ولا إشكال، ولله الحمد.
الحادي عشر: في قوله تعالى: (أعجاز نخل خاوية) وقوله تعالى: (أعجاز نخل منقعر). يقول: ذكر الأعجاز مرة وأنثها أخرى، فأيهما كان صواباً كان الآخر خطأاً.
الرد أن هذا الاستشكال ناشئ من الجهل بما يجوز تأنيثه وتذكيره وما يجب تذكيره أو تأنيثه. فكلمة (أعجاز) جمع لغير عاقل، فيجوز تذكيره باعتبار معنى أن آحاده مذكرة (عجز) ويجوز تأنيثه باعتبار أن لفظه مؤنث. فهذا مما يجوز فيه الوجهان، وعليه فكلاهما صواب تستعمله العرب.
الثاني عشر: في قوله تعالى: (السماء منفطر به) وقوله تعالى: (إذا السماء انفطرت). فيه مثل الإشكال السابق.
والرد مثل الرد السابق. فكلمة السماء مما يذكر ويؤنث. قال بعض العلماء لأن مجازها السقف وهو مذكر، فتؤنث باعتبار الحقيقة وتذكر باعتبار المجاز. وقال بعضهم هو من باب الجراد والشجر والأعجاز كما مر. وقال بعضهم هو من باب قول العرب: (امرأة مرضع) أي ذات إرضاع، فيكون المعنى: (السماء ذات انفطار). فالحاصل أن جواز التذكير والتأنيث ثابت، لكن في سببه أقوال، ولا يبعد صحتها جميعاً، إذ لا يمتنع أن تجتمع الأسباب الكثيرة على نتيجة واحدة.
الثالث عشر في قوله تعالى: (وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة) وقوله تعالى: (قولوا حطة وادخلوا الباب سجداً). يقول: أيهما كان أصح، كان الثاني أخطأ.
الرد أن الواو لا تقتضي ترتيباً، وإنما هي لمطلق الجمع. وعليه فكل صحيح فصيح إذ لا اختلاف في المعنى بينهما. ألا ترى أنك تقول: (جاء محمد وخالد) وأقول: (جاء خالد ومحمد) ولا يكون لكلامنا أحدنا على صاحبه فضل. فتسقط الشبهة ولله الحمد.
الرابع عشر: قوله تعالى: (وما أهل به لغير الله) وقوله تعالى: (وما أهل لغير الله به). يقول فيه مثل الذي قال فيما سبق.
الرد أن كلاً من حرفي الجر الباء واللام متعلق بالفعل (أهل). وكل منهما جائز التقديم والتأخير، وعليه يكون الرد كما سبق: أمران جائزان، ولا إشكال.
لكن هنا يزاد أن الآية التي فيها تقديم الباء فيها مزيد اهتمام بحكم ما ذبح على النصب، والآيات التي فيها تقديم اللام فيها مزيد اهتمام بحكم التوحيد والذبح لغير الله. فتحصل أن للفعل جهتين: جهة أنه غير مذكى الذكاة الشرعية، وجهة أنه شرك بالله تعالى. فكان في تقديم هذا مرة وهذا مرة معنىً لم يكن ليوجد لو كان أحدهما قدم دائماً، والله أعلم.
الخامس عشر في قوله تعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة) وقوله تعالى: (ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات). قال فيه مثل ما سبق.
الرد أن منشأ استشكاله هنا الجهل بأساليب العرب في الجمع. فكلمة أيام يجوز وصفها بصيغة المفرد: (أياماً معدودة) باعتبار المعنى أنها مدة واحدة، ويجوز وصفها بصيغة الجمع: (أياماً معدودات) باعتبار اللفظ أنها جمع يوم. كما تقول: أيام الإجازة قصيرة، وأيام الاختبارات طوال.
ولكل معنىً مطلوب إثباته، فالأول المفرد يفيد أن هذه الأيام تنقضي بزعمهم كثرت أو قلت. والثاني يفيد أن الأيام قليلة، إذ جمع المؤنت السالم جمع قلة. فكان في تغيير اللفظ زيادة معنى، وهذا مقتضى الحكمة والبلاغة، ولله الحمد.
السادس عشر: في قوله تعالى: (قل إن هدى الله هو الهدى) وقوله تعالى: (إن الهدى هدى الله). لم يبين استشكاله، لكن أفترض أنه في جعل هدى الله مسنداً مرة، ومسنداً إليه مرة أخرى، وبعكسه الهدى في المرتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
والرد أن منشأ إستشكاله عدم تدبر الفرق بين الجملتين. ففي الأولى يخبر سبحانه وتعالى عن هدى الله الذي رضيه لعباده أنه هو الهدى الحق الذي ما عداه كان باطلاً، فالمراد حصر الهدى الحق في هدى الله. وفي الثانية يخبر سبحانه وتعالى أن الهدى الحق الذي من عداه كان مبطلاً هو هدى الله الذي رضيه لعباده، بعكس الأولى، فيكون المراد حصر هدى الله تعالى في الهدى الحق. والفرق بينهما أن الأولى منع كون غير دين الإسلام دين حق، والثانية تطهير وتنزيه لدين الإسلام أن يكون غير حق. ففي كل منهما معنىً زائد على الآخر، وكل منهما مناسب للسياق الذي ذكر فيه.
فالأولى في قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) وفي قوله تعالى: (قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين). فالسياق في الآيتين في ذكر من ضل الطريق الصواب وأراد استزلال غيره إلى الباطل، فكان الكلام عن طريق الحق: ما هو؟ فأجاب سبحانه عن ذلك بما يناسبه، وهو أن يحصر دين الحق الذي يطلبه الإنسان ويبحث عنه في الإسلام.
والثانية في قوله تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون. ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثلما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم). فالسياق في ذكر كلام اليهود الذين يريدون أن يصدوا عن سبيل الله تعالى بأن يخادعوا المؤمنين بادعاء أنهم آمنوا بالإسلام ثم ارتدوا عنه لخلل رأوه فيه، ثم كلامهم في العناد في البقاء على دينهم حتى لو كان أحد أوتي من العلم والفضل مثل ما أوتوا، فالكلام عن الهدى: يريدون أن يردوا المهتدين إلى الكفر وأن يصروا هم على الكفر ولا يتبعوا الهدى، فناسب أن يذكرهم الله تعالى أن الهدى والضلال ليس مما يملكون، بل هو لله تعالى، فقال سبحانه: (إن الهدى) الذي تتكلمون عنه (هدى الله) لا يملكه غيره. فدين الإسلام الذي رضيه الله تعالى ليس فيه باطل تشنعون به عليه عند الناس، وفيه من الفضل والعلم مثل ما عندكم، فوجب اتباعه.
والحمد لله رب العالمين.
السابع عشر: في قوله تعالى: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) وقوله تعالى: (قل آمنا بالله وما أنزل علينا).
والرد أن الاستشكال من عدم فهم دلالات حروف المعاني. ذلك أن (إلى) تفيد انتهاء الغاية وأن (على) تفيد العلو. فتكون الأولى مفيدة أنا متعبدون بهذا الشرع المنزل، والثانية مفيدة أن مصدر هذا الشرع هو الله تعالى لا غيره. فكان لكل فائدة زائدة، ولله الحكمة البالغة.
الثامن عشر في قوله تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق) وقوله تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق).
والرد أن كلاً من الآيتين يحمل من المعنى ما لا تحمله الأخرى. فالآية الأولى تتكلم عن الذي يقتل أولاده بسبب فقر واقع به، لذا قال بعدها سبحانه وتعالى: (نحن نرزقكم وإياهم) فتكلم عن رزق الوالدين أولاً لما هم فيه الآن من فقر. والآية الثانية تتكلم عن الذي يقتلهم بسبب خوفه من فقر قد يحدث له عند زيادة عياله، لذا قال سبحانه وتعالى بعدها: (نحن نرزقهم وإياكم) فتكلم عن رزق العيال أولاً لأن سبب القتل الخوف على أن لا يجدوا لهم ما يطعمون. والله أعلم، وله الحمد.
فتبين أن التنويع في الألفاظ كان لتنويع في المعاني، ولله الحكمة البالغة.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 02:19 م]ـ
:::
فيصل القلاف
أنت هبة من الله لخدمة الإسلام والمسلمين
فواصل حواراتك القيمة فنحن نرغب بك وبكلامك
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 06:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم جمال الشرباتي، أذكرتني رجلاً مدح العلامة محدث العصر الألباني يوماً - وهو أهل لأن يمدح رحمه الله - فقال: (إن البغاث في أرضنا يستنسر) ثم ذكر مقولة أبي بكر رضي الله عنه إذ قال: (اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون). وقال عن نفسه - وهو أعلم أهل زمانه بالحديث - أنه (طويلب علم).
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 06:54 م]ـ
فيصل
لقد قلت أنت أن جهرة حال من لفظ الجلالة----فهل ممكن أن تكون حالا من محذوف تقديره رؤية
---أي أرنا الله رؤية جهرية
ما رأيك؟؟
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 08:53 م]ـ
أخي الكريم،
(جهرة) مصدر من (جهر) بمعنى ظهر. وهو هنا بمعنى اسم الفاعل، أي واضحاً ظاهراً. فيكون الكلام: (أرنا الله تعالى ظاهراً) وهو قريب جداً أن يكون حالاً من الفاعل. أما أن نقدر محذوفاً ويكون الحال له فنقول: (أرنا الله رؤيةً واضحة) فنعرب (جهرة) نائب عن المفعول المطلق، فلا مانع منه - والله أعلم - إلا أن الأصل عدم الحذف. ولا يخفى أن الأسهل من الإعرابين أولى، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 10:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما وسدد خطاكما
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غبت عن فصيحي ففاتني خير كثير
أهلا بروائح شبكة التفسير .. كنت قد قرأت شيئا يسيرا للأستاذ جمال هناك عن المجاز فتذكرت موضوعا قديما ها هنا وتمنيت انضمامه وعددا من أهل الشبكة، والآن يشرفنا هو والأخ الكريم فيصل
أهلا أيها السيدان الفاضلان
هذا الفصيح يرحب بكما ويزهو قسم الإعجاز القرآني بصحبتكما
ويشمخ بما تقدمانه من عمل جليل خدمة للإسلام والمسلمين
<<<<< ويؤنب مَن بدأ بشبيه عملكما يوما هنا ثم تركه .. إلى حين>> والله المستعان
أخي الفاضل جمال .. ليتك تضع لنا رابط المنتدى الذي جرت فيه المناقشات وعرض ذلك الذي أسلم حديثا ما يقول
أظن والله أعلم .. أنها من شبهات الكفار نصارى أو ملحدين وليست من تساؤلات الأخ المسلم
فقد سبق أن رأيت هذه الأسئلة بنصها في منتدى للحوار بين الأديان وأظن أنه البوابة
وكان ذلك منذ أكثر من عامين
إنهم يتعمدون بث هذه الشبهات في كل مكان لتبقى في النفوس والعقول لتلاقي صداها يوما ما
ومن هنا كان الرد واجبا على الرغم من وضوحه لمن يملك أدنى فهم للقرآن
ولكن ماذا نفعل ونحن في هذا الزمن الذي قل فيه فهم اللغة فقل فهم القرآن ووجدت الشبهات لها مرتعا خصبا
أستاذ فيصل مقدمتك أو الرد الإجمالي الذي تفضلت به مهم في كل رد على شبهات هؤلاء
ليعرفوا حقيقتهم وليرتدع من يتطاول على القرآن وهو لا يفقه لغته حتى لو كان مسلما تقبل كلام غيره
بوركت جهودكما أرجو مواصلة هذا العمل الطيب
وقد أمدكما بنقولات من بعض الكتب حين يتسع الوقت
جزاكم الله كل خير وبارك عملكما وسدده، وحمى الإسلام والمسلمين من كيد الأعداء وردهم إلى دينهم وقرآنهم ولغتهم ردا جميلا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 08:02 ص]ـ
أنوار
يثلج صدري هذا الترحيب
فدمت
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 08:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحق، يؤسفني أني لم أقرأ هذا الموضوع إلا الساعة0
والأحق، أن سعادتي لاتوصف الآن، وأنا أقلب طرفي بين معانيه الغامضة علي في بعض الأحايين0
جزيتم خيرا، وسأكون لكم من المتابعين بصمت وإكبار0
وفقنا الله وإياكم إلى طريق الرشاد والسداد0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 10:57 ص]ـ
:::
أبا سارة
ولم الصمت---شارك لو سمحت
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 11:02 ص]ـ
:::
إشكالات جديدة ذكرها الأخ المسلم الجديد
http://altwhed.com/vb/showthread.php?t=863
وهي
((ماذا عن كروية الأرض
والأرض بعد ذلك دحاها، النازعات، الآية30
وهي الآية التي يوردها كل " باحث " للتدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل كروية الأرض؟!
هذا على الرغم من أن كلمة دحاها لا تعني أكثر من (بسطها ومدها) في قواميس اللغة والأدحية، هو المكان الذي تبيض فيه النعامة، وليس بيضها، لأن هذا الطائر لا يبني عشاً، بل: (يدحو الأرض برجله، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه، القاموس المحيط.
والدحية، بكسر الدال هو رئيس الجند. والدحية بفتح الدال، هي انثى القرد.
أما الدحية، بمعنى البيضة، فهذا ما لم تسمع به العرب، إلا منذ زمن سيد قطب.
والسماء وما بناها والأرض وما طحاها) الشمس 5 - 6.
طحا: بسط و مد. الطحا: المنبسط من الأرض. الطاحي: المنبسط من الارض. مطحية: منبسطة على وجه الأرض. طحى: بسط ومد وطحيا الشيء أي بسطه. (وإذا الأرض مدت وألقت مافيها وتخلت) الانشقاق.
والأرض مددناها بأيد وانا لموسعون. الذاريات 47.
أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الأرض كيف سطحت) الغاشية 20.
سطحت: من سطَحَ بمعنى بسط والعامة تقول "سطح التين والعنب" أي بسطهما في المسطاح ويقال سطحه اي صرعه والبيت سوى سطحه اي جعله منبسطا متساويا. السطح: كل شيء كان مرتفعا وأعلاه مسطحا وهو الذي تكون جميع أجزائه على السواء فلا يكون
بعضها ارفع وبعضها اخفض. ويقال له أيضا البسيط.
ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا) النبأ 7.
(يُتْبَعُ)
(/)
مهادا: المتساوي المنبسط و مهد ومُهُد وأمهدة أي الفراش، الارض المنخفضة مهد الفراش أي بسطه وسواه وسهله، تمهد الفراش اي بسطه، إمتهد الشيء. بمعنى انبسط و إستمهد الفراش أي بسطه. المهد: الموضع للصبي يهيأ و يوطأ، الارض المنخفضة المُهد: و منها مهدة وامهاد والمهدة وتعني مانخفض من الأرض في سهولة واستواء.
الوتد: أداة تتخذ عادة من الخشب او الفولاذ وتستعمل لتثبيت الخيمة او بيت الشعر على الأرض.
مد: مد الشيء اي بسطه ويقال مد نظره اي طمح ببصره ومنها مدد الشيء اي بسطه.
المد: ومنها مد البحر أي امتداد ماء البحر الى البر وهو خلاف الجزر. تمدد: أي انبسط ويقال تمددوا الشيء بينهم اي بسطوه ويقال إمتد أي انبسط. المدى: ويقال بيني وبين فلان مد البصر أي مداه. (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وانهار.
دعونا من التفسير اللغوي، ولنعد إلى التاريخ. فنظرية كروية الأرض في زمن القرآن، لم تكن نظرية معروفة فحسب، بل كانت حقيقة علمية لا جدال فيها، وكان الفلكيون في أثينا والإسكندرية، قد قاسوا محيطها بفارق ضئيل (مائتي ميل) عن القياس العصري المعتمد الآن! ان سطح الكرة الأرضية غير مستوي ولا ممهد ولا ممدود ولا يقول بذلك الا جاهل أخرق حيث يبلغ ارتفاع بعض الجبال 4000 متر عن سطح البحر وهذا ما يساوي أربعة كيلومترات، وعليه فإن القول أن مد الأرض هو جعلها مستوية مرفوض جملة وتفصيلا.
أن القمر ليس كوكبا مستقلا وإنما هو كوكب تابع للأرض وعليه فإن الحديث عن تقدير منازل القمر بمعزل عن الأرض يتعارض مع العلم
يتحدث القرآن عن خلق الأرض ثم خلق الجبال لتعمل كرواسي للأرض لتحفظ توازنها هذا الكلام يتعارض مع العلم والأسباب.
أن الجبال هي عبارة عن مقذوفات من داخل الأرض.
أن الجبال تشكلت بفعل العوامل الموضحة أعلاه قبل نشؤ الحياة على الأرض أن العلم الحديث ينكر أي دور للجبال في حفظ توازن الأرض وفوائد الجبال التي يقرها العلم مناخية وزراعية ومصدر المعادن فقط
حجم الجبال الموجود على سطح الأرض يعد ضئيلا جدا إذا ما قورن بمكونات الأرض الداخلية من حيث الحجم والكثافة. ففي داخل الأرض طبقات صخرية عالية الكثافة وعالية التركيز بالحديد وتفوق سماكة الطبقة الصخرية في جوف الأرض عدة آلاف من الكيلومترات وعليه فإن الادعاء بأن الجبال على سطح الأرض تحفظ التوازن مرفوض تماما كحقيقة علمية. خلاصة القول: رغم ما يدعيه هذا " الباحث الإسلامي " من حب العلم والدين، فإنه ليس عالماً وليس متديناً، بل مجرد رجل مسحور، استفرد به معلمه الفقيه في سن مبكرة، بفضل نظام التعليم الإلزامي، فخلقه على هيئته، ونفخ فيه من روحه، وورطه في الفخ المميت نفسه الذي تورط فيه الفقه منذ زمن بعيد. وما دام هذا الحبل على الجرار. وما دام الحلف الشيطاني القائم بين الحكومات والفقهاء، يفرض على كل أب أن يرسل أطفاله إلى مدارس الدولة بموجب نظام التعليم الإلزامي. وما دام مجتمعنا يسمح لفقيه أمي أن يحشر نفسه بين العلماء) ويقول ما يشاء ولمن يشاء باسم الله شخصياً. وما دام الطفل لا يستطيع أن يفعل شيئاً تجاه ما يسمعه من أساطير الفقه، سوى أن يطوع نفسه للتعايش معها في الظلام فلا مفر. لا مفر من وقوع الكارثة. ولا مفر من أن يغرق
مجتمعنا في موجة بعد موجة من خريجي هذه المدارس الذين تم تنويمهم من قبل أن يستيقظوا، وعهد إليهم بحمل مسؤولية الهدم والبناء وهم عزل من كل سلاح، سوى سيف التعصب الأعمى في أيدي ملايين العميان. طوبى لمن نجا.
__________________
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كلام كثير وعقل صغير .. ألخص كلامه ليسهل تصوره والرد عليه.
1. (والأرض بعد ذلك دحاها) .. دحا أي مد وبسط، وليس الدحية هي البيضة كما ابتدع سيد قطب.
2. (والأرض وما طحاها) .. طحا بسط ومد.
3. (والأرض مددناها بأيد وإنا لموسعون)!! هكذا.
4. (وإلى الأرض كيف سطحت) والسطح البسط والتسوية، بحيث لا يكون بعضها أرفع من بعض ولا أخفض.
5. (ألم نجعل الأرض مهاداً) المهاد المنبسط المستوي
6. (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً) ومد الشيء بسطه.
فالتفسير اللغوي لهذه الآيات يؤكد أن الأرض مسطحة، وليس فيها ما يفهم أن الأرض كروية بخلاف ما يدعيه المسلمون.
ثم بالنظر إلى التاريخ فإن كروية الأرض كانت حقيقة علمية قبل أن ينزل القرآن.
وعليه فالقرآن معارض للعلم، وليس موافقاً، ليس فقط للعلم الحديث بل الذي كان معروفاً سابقاً.
ثم القرآن يقول أن الأرض مستوية السطح، بينما الأرض فيها الجبال الشاهقة (4 كم، كذا مثل!!) وعليه فهذا خطأ ظاهر كذلك.
ثم القرآن يعرض للقمر على أنه كوكب مستقل له منازل يتحرك فيها بمعزل عن الأرض، بينما هو كوكب تابع للأرض كما ثبت حديثاً، وبالتالي فالقرآن معارض للعلم الحديث.
ثم القرآن يتحدث عن أن الله خلق الأرض ثم خلق الجبال لتعمل كرواسي لها، وهذا معارض للعلم والأسباب. فالجبال وجدت بفعل عوامل جيولوجية معينة، ولا علاقة لها باتزان الأرض.
ويؤكد ذلك أن كتلة الجبال صغيرة جداً إذا ما قورنت بمكونات الأرض الداخلية، فكيف تكون رواسي لها؟!
ثم ذكر كلاماً سخيفاً لا داعي لذكره ولا للتعرض له.
ويأتي الرد عليه إن شاء الله تعالى، فنسأل الله التيسير. ولا أوصي حريصاً، فإن أخي الأستاذ جمال سيرينا ما عهدنا من همة في دحر هذه الشبه. والله المعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 11:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تتمة للرد السابق، قد وجدت بفضل الله ومنه مثل الذي ذكرت في توجيه (من إملاق) و (خشية إملاق) للأستاذ السامرائي جزاه الله خيراً.
وذكر توجيهاً جيداً وجيهاً جداً لقوله تعالى: (أهل لغير الله به) وقوله تعالى: (أهل به لغير الله). فراجعهما لزاماً على هذا الرابط:
http://www.lamasaat.8m.com/taqdeem.htm# وَمَا%20أُهِلَّ%20بِهِ%20لِغَيْرِ%20اللَّهِ
فالحمد لله. وأذكر بتتمة الكلام عن الأرض والجبال.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 03:30 ص]ـ
حسنا يا أستاذ جمال، سأشارك حسب طاقة معرفتي، وسأقف على قول:
" القرآن يعرض للقمر على أنه كوكب مستقل له منازل يتحرك فيها بمعزل عن الأرض، بينما هو كوكب تابع للأرض كما ثبت حديثاً، وبالتالي فالقرآن معارض للعلم الحديث " اهـ0
قبل أن أبين خطأ هذه المقولة، أحب أن أشير إلى تفصيل عجيب ذكره القرآن، وذلك في قوله تعالى: ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا , وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (نوح:16,15)
وقوله تعالى: تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا (الفرقان:61)
وفي آية أخرى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا0
فهذا تفريق دقيق و فيه من الإعجاز الشيء الكثير، إذ أن ضوء الشمس ذاتي أي مباشر منها، ونور القمر مكتسب لأنه يعكس ضوء الشمس الساقط عليه وهو غير مباشر، فسبحان الله0
أعود إلى الجملة الأولى فأقول: منازل القمر عند العرب هي 28 منزلة، يمر عليها القمر في دورته الشهرية، وماهذه المنازل إلا نجوم بعيدة جدا عن كوكب الأرض، وبعضها حجمه أكبر من حجم شمسنا بأكثر من 400 ألف مرة، وانتقال القمر بين هذه المنازل بانتظام إنما هو للناظر إليه من سطح الأرض، لأن هذه المنازل هي خلفية لحركة القمر بالنسبة لسكان الأرض، وبُعد هذه النجوم (منازل القمر) خيالي ولايقاس إلا بالسنوات الضوئية، بينما القمر يبعد عن الأرض حوالي 480ألف كيلو متر فقط0
وبهذا نخلص إلى أن ربط القمر بهذه المنازل إنما هو ربط للقمر بالأرض، لأن هذا لايكون ولا يتهيأ إلا للناظر إلى القمر وهو على سطح الأرض0
والله تعالى أعلم وأحكم0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 07:07 ص]ـ
الأخ فيصل القلاف حفظه الله ورعاه
أرجو منك أن يكون ردك مجزءا شبهة شبهة ليسهل الإطلاع عليه--فالقراءة عن الشاشة مرهقة
ثم أنا كنت أنتظر أن تبدأ أنت فأكمل إن كان هناك ما أكمله ولا أظن ذلك
ولنبدأ بموضوع القمر الذي اختار أخي أبو سارة البدء فيه
# القمر ليس هو قمر الأرض فقط فللكواكب أقمار
# قوله تعالى ((: ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا , وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (نوح:16,15)))
ولا شك أن تعبير السراج يعني فيه المضىء بذاته وهو إشارة إلى حقيقة كون الشمس مضيئة ذاتيا بفعل تفاعلات داخلها
# صاحب الشبهة قال ((أن القمر ليس كوكبا مستقلا وإنما هو كوكب تابع للأرض وعليه فإن الحديث عن تقدير منازل القمر بمعزل عن الأرض يتعارض مع العلم))
نعم قمر الأرض تابع للأرض فما المشكلة عندك؟ وكذلك قمر المشتري تابع للمشتري؟؟
أما المنازل فلعله يشير إلى آية ((يونس 5 هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)) أو آية
يس 39 وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ))
والتقدير بالمنازل هو جعل دورانه على مراحل كل مرحلة متميزة عن الأخرى ليعرف بسببها عدد السنين. وعلامة كل مرحلة مجموعة من الأنجم الثابتة في السماء التي لا علاقة لها بحركته إنما هي إمارة على كونه دخل المرحلة الفلانية
فما المشكلة المثارة عنده؟؟
قال إبن عاشور ((والمنازل: جمع منزل؛ وهو مكان النزول. والمراد بها هنا المواقع التي يظهر القمر في جهتها كل ليلة من الشهر. وهي ثمان وعشرون منزلة على عدد ليَالي الشهر القمري. وإطلاق اسم المنازل عليها مجاز بالمشابهة وإنما هي سُمُوت يلوح للناس القمرُ كل ليلة في سَمْت منها، كأنه ينزل بها. وقد رَصدها البشر فوجدوها لا تختلف.
وعلم المهتدون منهم أنها ما وجدت على ذلك النظام إلا بصنع الخالق الحكيم.
وهذه المنازل أماراتها أنجم مجتمعة على شكل لا يختلف، فوضع العلماء السابقون لها أسماء))
2
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 01:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم أبا سارة، لا أظن يصح ما يدعى من إعجاز في قوله تعالى: (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً). ذلك أني لا أسلم بأن الفرق بين الضوء والنور هو كون ذاك ذاتي الإضاءة وهذا غيره. وكنت كتبت في هذا في منتدى التوحيد، فلعلي أنقله هنا إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الكرام هذا كلام كنت كتبته سابقاً عن التفريق بين الضوء والنور، أذكره، وما بين المعكوفين زيادة محدثة لفائدة.
الظاهر والله أعلم أن النور والضوء مترادفان [بل الترادف في اللغة قليل، وفي القرآن نادر أو معدوم كما قرر شيخ الإسلام رحمه الله، وهو من أهل الاستقراء والتحقيق]. والتفريق بينهما فيه تكلف ظاهر، إلا إن قيل أن الضوء هو النور الشديد، فيكون الفرق في الشدة فقط لا في كون الضوء من نار دون النور، أو كون الضوء أصل والنور فرع أو غير ذلك. والله أعلم.
وعليه فلا وجه لما يسمى (الإعجاز العلمي) في الآية. وهذا الشأن في أكثر ما يدعونه من (إعجاز علمي) والله المستعان.
ويشهد لهذا الترادف قوله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله) فيه أن النور يطفأ، والذي يطفأ إنما هو المصدر الأصلي للنور. فلا تقول للمرآة التي تعكس النور إن غطيتها أنك أطفأتها.
وقال تعالى: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة). فيه أنه تعالى سمى النور المنبعث من المشكاة نوراً، وهو مصدر أصلي فيه نار وحرارة.
وقال تعالى: (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم). فيه أنه تعالى سمى ضياء النار ضوءاً، ثم سماه نوراً، فكان الضوء والنور اسمان لمسمى واحد.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجاً من نورٍ: ضوؤه مثل ضوء الشمس). والحديث حسن بمجموع طرقه، كما قال العلامة الألباني رحمه الله. فيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم جعل للنور ضوءاً، فدل على ترادفهما كما تقول: شممت أريجاً ريحه طيب، والأريج هو الريح الطيب.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (يأتي قوم يوم القيامة نورهم كنور الشمس ... الفقراء المهاجرون الذين يحشرون من أقطار الأرض). فيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم سمى ضياء الشمس نوراً.
وقال بترادفهما [الصواب فسر أحدهما بالأخرى، ولا يلزم منه الترادف] الجوهري في الصحاح وغيره من أصحاب المعاجم، وكذا الراغب الأصبهاني في ألفاظ القرآن. والله أعلم.
استدراك:
وفي حديث الرجل الذي ظاهر من امرأته ثم أتاها قبل أن يكفر، سأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السبب، فقال الرجل: (رأيت خلخالها في ضوء القمر) فسمى ما ينبعث من القمر ضوءاً، والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 03:57 م]ـ
الأخ فيصل
ما رأيك بوصف الشمس بالسراج في قوله
(((تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً)
هل يعني عندك أن الشمس ذاتية الإشعاع؟؟
ـ[ابن جزيرة العرب]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 10:11 م]ـ
وفقكم الله ياأخ جمال وفيصل وهذا من الجهاد بالقلم(/)
بحث في الحروف الزوائد والنواقص في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 03:41 م]ـ
في الحروف الزوائد والنواقص في القرآن الكريم
(في البقرة) {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
(وفي يونس) {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
(في البقرة) {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
(وفي ص) {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ}
(في البقرة) {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
(في طه) {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}
(في البقرة) {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}
(وفي الاعراف) {وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}
(في البقرة) {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}
(وفي ابراهيم) {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}
(في البقرة) {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}
(وفي الاعراف) {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} ا
(في البقرة) {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}
(وفي الاعراف) {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} ا
(في البقرة) {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}
ا (وفي الاعراف) {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ} ا
(في البقرة) {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
(وفي النساء) {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} ا
(في البقرة) {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
(وفي آل عمران) {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
(في البقرة) {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}
(وفي الانفال) {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
(في آل عمران) {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
(وفي االاعراف) {وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}
(في آل عمران) {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
(وفي الانفال) {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
وللبحث بقية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 05:54 م]ـ
بارك الله فيك
لو سمحت أعطنا أرقام الآيات للمراجعة(/)
لم قدم؟؟
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة المعارج " يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاحبته وأخيه، وفصيلته التي تؤويه، ومن الأرض جميعا ثم ينجيه "
وقال تعالى في سورة عبس " فإذا جاءت الصاخة، يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه ".
لم بدأ في سورة " عبس " بذكر الأخ فالأم فالأب فالصاحبة ثم الأبناء، وفي سورة " المعارج " على عكس ذلك فقد بدأ بالأبناء فالصاحبة فالأخ فالفصيلة ثم انتهى بأهل الأرض أجمعين؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 07:57 ص]ـ
:::
قمر
((فإذا جاءت الصاخة، يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه))
آيات سورة عبس قال فيها الرازي
((
ذكروا في فائدة الترتيب كأنه قيل: {يوم يفر المرء من أخيه} بل من أبويه فإنهما أقرب من الأخوين بل من الصاحبة والولد، لأن تعلق القلب بهما أشد من تعلقه بالأبوين. ثم إنه تعالى لما ذكر هذا الفرار أتبعه بذكر سببه فقال تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأَنٌ يُغْنِيهِ}. وفي قوله: {يغنيه} وجهان الأول: قال ابن قتيبة: يغنيه أي يصرفه ويصده عن قرابته وأنشد: سيغنيك حرب بني مالك عن الفحش والجهل في المحفل
أي سيشغلك، ويقال أغن عني وجهك أي أصرفه الثاني: قال أهل المعاني: يغنيه أي ذلك الهم الذي بسبب خاصة نفسه قد ملأ صدره، فلم يبق فيه متسع لهم آخر، فصارت شبيهاً بالغنى في أنه حصل عنده من ذلك المملوك شيء كثير.))
فهي آيات تتحدث عن إنشغال الإنسان بنفسه وبهمه---ولا يشغله ما يلقاه من كانوا أحبابه في الدنيا--بل يفر منهم خوفا من أن يتحمل بعضا من التبعات الملقاة على كواهلهم
ومع أن الواو لا تفيد الترتيب لغة إلا أن الترتيب مقصود لأسبقية الذكر---فالإنسان يفر من تبعات ومسؤليات متعلقة بالأشخاص الذين تربطهم به عاطفة قليلة فرارا أشد وأعظم ممن تربطهم به علاقات عاطفية أشد وأقوى ---أي أن التناسب عكسي بين الفرار والعاطفة
وواضح أن العاطفة تجاه الأخ أقل منها تجاه الأبوين والعاطفة تجاه الوالدين أقل منها تجاه الصاحبة والولد---ولم تذكر الفصيلة هنا إذ لا روابط عاطفية مع الفصيلة
ما رأيك بهذا التحليل يا قمر
هل يمكن أن تكتب تحليلا لآيات المعارج؟؟
حاول فنتحاور ونصوب بعضنا بعضا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 12:52 ص]ـ
بورك الحديث حول آيات الله في محاولة لتدبر كلام الله
ننتظرجميعا ا ستمرار الحوار وهذه مشاركة مني باختصار من كتاب (لمسات بيانية)
* من مواضع التقديم والتأخير قوله تعالى:
" يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه. وصاحبته وأخيه. وفصيلته التي تؤويه. ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه " المعارج 11 ــ 14
فنلاحظ تقديم البنين ثم الصاحبة ثم الأخ ثم العشيرة
و نجد آية سورة عبس: " فإذا جاءت الصاخة. يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " عبس 33 ــ 37
فبدأ بالأخ ثم الأم ثم الأب ثم الصاحبة وأخيرا الولد، فالمقام هنا مقام فرار، والإنسان عندما يفر فإنه يفر من الأباعد أولا، ثم ينتهي بأقرب الناس إليه، فيكونون آخر من يفر منهم، وواضح أن الابن ألصق الناس، ثم الزوجة، ثم الأم والأب، وأخيرا الأخ فرتبهم ترتيبا تصاعديا بحسب عمق المنزلة وشدة القرب
وقدم الأم على الأب لأن الأم أكثر حاجة إلى المساعدة، فالفرار منها أولى، أما الأب فمظنة النصر والتأييد فهو أقرب من الأم لذلك أخّر
أما سورة المعارج فإنها تصف مشهدا من مشاهد العذاب يوم القيامة، حين يرى الإنسان مصيره وما أعد له، عندها يتمنى أن لو استطاع أن يجعل أحدا مكانه حتى لو كان أقرب الناس إليه وألصقهم به، لذلك عكس الترتيب فقدم الابن ثم الزوجة ثم الأخ ثم العشيرة وأهل الأرض كافة
كيف لا وهو (مجرم) بوصف الآية، فلا يعنيه أن ينال آخرون من الأبرياء العذاب دونه حتى لو كانوا أبناءه، فهو في حالة هلع وجزع تدفعه أن يضحي بغيره في سبيل نجاتهه مهما كان قربهم منه
قال تعالى بعد هذه الآيات: " إن الإنسان خلق هلوعا. إذا مسه الشر جزوعا " المعارج 19 ــ 20
ولا شك أن هذا يوحي بشدة العذاب وعظمة الهول وسوء العاقبة مما يدفعه إلى التفكير بنفسه فقط
هذا وقد سبق في السورة قوله: " ولا يسأل حميم حميما " المعارج ــ 10
والحميم هو القريب، فبدأ بأقرب القرابة وهو الأبناء، وانتهى بالأباعد على عكس ما ورد في سورة عبس
والله أعلم
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ جمال، الأخت أنوار الأمل، شكرا لكما، وجزاكما الله خيرا.
سؤال: قال تعالى في سورة المائدة " ادخلوا عليهم الباب "
وقال تعالى في سورة يوسف " وألفيا سيدها لدى الباب "
لم قدم الجار والمجرور " عليهم " على المفعول به في سورة المائدة؟؟
لم أخر الظرف " لدى الباب " على المفعول به في سورة يوسف؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 05:32 م]ـ
قمر
بدون الرجوع إلى مراجع
الآية ((وقال تعالى في سورة يوسف " وألفيا سيدها لدى الباب ")) تسرد أحداثا وقعت ناقلة حتى التفصيلات الحركية ففي ذكر السيد قبل (لدى الباب)
إشعار للقارىء بوقع المفاجأة ---أما لوكان الكلام ((والفيا لدى الباب سيدها)) فلا شعور بوقع الفجأة حينئذ
أما آية ((سورة المائدة " ادخلوا عليهم الباب))
فهي سرد لأوامر وتعليمات لا يراعى فيها التشويق
ما رأيكم؟؟(/)
الظن---متى تكون لليقين ومتى تكون للشك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 04:29 م]ـ
:::
كيف نفرق بين ظن بمعنى أيقن
وبين ظن بمعنى شك؟؟
والظن أصلا هو بمعنى الشك
----------------------------------------------
نقطتان للتفريق بين المعنيين
# إذا وجد الظن محمودا في القرآن فهو اليقين وإذا وجد مذموما فهو الشك
# إذا كان بعد الظن أن المخففة فهو الشك----أما إذا كان بعد الظن أن المشددة فهو اليقين
ومثال ذلك ((إني ظننت أني ملاق حسابيه)) الحاقة 20 فالمعنى أيقنت أني ملاق حسابيه
أما آية ((بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِب الرَّسُول وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنّ السَّوْء})) الفتح 12 - ----- فهنا الظن بمعناه الأصلي وهو الشك
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 04:44 م]ـ
الأستاذ الفاضل / جمال ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هلا مثلت لقولك: " إذا وجد الظن محمودا في القرآن فهو اليقين، وإذا وجد مذموما فهو الشك ".
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 07:10 م]ـ
:::
ما رايك
قال تعالى ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)) البقرة 45 - -46
أليس المقام مقام مدح؟؟
بلى
إذن معنى الآية هو ((الذين يوقنون أنهم ملاقوا ربهم))
أما مقام الذم فهو قوله تعالى
((وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ)) الجاثية 24
أليس المقام مقام ذم؟ ----بلى---
إذن هنا معنى الظن هو الشك وعدم اليقين
ومثال آخر قوله ((وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً)) النجم 28
فالمقام مقام ذم واضح
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 08:56 م]ـ
الظن في القرآن الكريم:
أخي الكريم جمال الشرباتي جزاه الله خيراً. لعل في الضابطين الذين ذكرتهما نظر.
فالضابط الأول هو التفريق بأن المشددة تختص باليقين وأن المخففة للشك. وهذا يعترضه مجيء كل من اليقين والشك مع كل من المشددة والمخففة.
مثال اليقين مع التشديد قوله تعالى: (الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم). ومثال اليقين مع التخفيف قوله تعالى: (وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هرباً).
ومثال الشك مع التشديد قوله تعالى: (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا) ومثال الشك مع التخفيف قوله تعالى: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه).
والضابط الثاني هو التفريق بأن المدح يختص باليقين وأن الذم يختص بالشك. وهذا يعترضه مجيء كل من اليقين والشك مع كل من المدح والذم.
مثال اليقين مع المدح قوله تعالى: (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم) ومثال اليقين مع الذم قوله تعالى: (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله).
ومثال الشك مع المدح قوله تعالى: (وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً) ومثال الشك مع الذم قوله تعالى: (إن بعض الظن إثم).
فالحاصل أن الضابطين غير مطردين، لا سيما وأن كثيراً من الآيات محتملة للأمرين كقوله تعالى: (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون)، وأن كثيراً من الآيات ليس فيها (أن) لا مخففة ولا ثقيلة كقوله تعالى: (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم). وإن كان الثاني أغلبياً. والله أعلم.
ولرفع توهم ترادف الظن واليقين بسبب ما ذكر، أذكر الدليل على افتراقهما، وهو قوله تعالى: (ما لهم به إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً) وقوله تعالى: (هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون) وقوله تعالى: (إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين) ونحوها.
بقي كيف نفرق بينهما؟ أظن – شكاً لا يقيناً - أن ليس ثم ضابط كلي، لكن هي القرائن والنظر في كل آية على حدة، والله أعلى وأعلم.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 09:29 م]ـ
الاخ القلاف
لاحظ الفرق بين أمثلتي وأمثلتك فيما يتعلق بالضابط الأول
ولقد كانت تحضرني أمثلتك فما أنا إلا مختلس من كتب الأفذاذ السابقين فتركتها طمعا بأن يعترض حاذق مثلك
وها أنت اعترضت
فقل لي ما الفرق بين أمثلتي وأمثلتك
وسأكتبها أمامك
#وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هرباً -----ظن بمعنى القطع مع تخفيف النون في أن
# الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم). ----ظن بمعنى اليقين مع تشديد النون في أن
#حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا -----ظن بمعنى الشك مع تشديد النون في أن
هيا يا أخ فيصل؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 09:41 م]ـ
لم يتبين لي فرق أخي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 10:00 م]ـ
فيصل
دقق أكثر
((وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هرباً))
فإن ظن هنا قد اتصلت بفعل---وهذا كما قال الزركشي من أسرار القرآن
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 10:35 م]ـ
ثم؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 01:11 ص]ـ
لم أفهم
هل وافقت فنكمل
أم تتنزل معي؟؟
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 01:22 م]ـ
لم أفهم الفرق، فليت أنك تبينه أخي الكريم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 05:55 م]ـ
للنقاش مع الأخ فيصل طعم خاص
فهو يدفعك دفعا لمراجعة نفسك
================
ولنبدأ بالخطوة الاولى
((أن المشددة للتأكيد فتدخل على اليقين
وأن المخففة بعكسها فتدخل على الشك))
مثال االمخففة ((وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)) 71 المائدة
مثال المشددة ((الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً)) الأنفال 66
=========================
الخطوة الثانية
ظن إن اتصلت بالمخففة أفادت الشك ((فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ)) 230 البقرة
وإن اتصلت بأن المشددة أفادت اليقين ((إني ظننت أني ملاق حسابيه)) الحاقة 2
======================
الخطوة الثالثة
مناقشة إعتراضك
قلت ((ومثال الشك مع التشديد قوله تعالى: (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا))) ولست معك أن المعنى هنا هو الشك ---إنما المعنى هنا أن الرسل أيقنوا بأن أقوامهم كذبوهم
قال الرازي ((وأما قراءة التشديد ففيها وجهان: الأول: أن الظن بمعنى اليقين، أي وأيقنوا أن الأمم كذبوهم تكذيباً))
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 06:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الذي لم أفهمه هو قولك: (فإن ظن هنا قد اتصلت بفعل---وهذا كما قال الزركشي من أسرار القرآن) فما الفرق بين أن تتصل بفعل أو اسم؟!
أما المناقشة في الأمثلة فتأتي إن شاء الله تعالى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 06:33 م]ـ
فيصل
إذا كان الزركشي قريب منك
فالرجاء إقرأ في الجزء الرابع ص 156
فقد أكون لم أنجح في آيصال ما أراد
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 07:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نعم أخي رأيت هذا الكلام في البرهان:
فان قيل يرد على هذا الضابط [التفريق بالمخففة والثقيلة] قوله تعالى: (وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه). قيل: لأنها اتصلت بالفعل. فتمسك بهذا الضابط فإنه من أسرار القرآن.
ثم رأيت الراغب قال في تفسير سورة البقرة [ورأيت هذا للراغب في ألفاظ القرآن، والذي أعلم أن تفسير الراغب مفقود]: الظن أعم الفاظ الشك واليقين، وهو اسم لما حصل عن أمارة، فمتى قويت أدت إلى العلم ومتى ضعفت جداً لم تتجاوز حد الوهم. وأنه [الظن] متى قوي استعمل فيه أن المشددة وأن المخففة منها [أي المخففة من المشددة] ومتى ضعف استعمل معه أن المختصه بالمعدومين من الفعل، نحو: (ظننت أن أخرج وأن يخرج). فالظن إذا كان بالمعنى الأول محمود، وإذا كان بالمعنى الثاني فمذموم.
انتهى كلام الزركشي والراغب.
الذي لم أفهمه قول الزركشي: (لأنها اتصلت بالفعل) ما وجهه؟! وقول الراغب: (أن المختصة بالمعدومين من الفعل) ما معناه؟!
ولفهمها راجعت مختصر مغني اللباب للعلامة ابن هشام باختصار الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله، قال في معاني (أنْ):
الثاني: أن تكون مخففةً من الثقيلة، فتقع بعد فعل اليقين أو مانزل منزلته، كقوله تعالى: (أفلا يرون أنْ لايرجع إليهم قولاً).
انتهى.
الشاهد أنه جعل الذي تتبعه (أن) المخففة يفيد اليقين! بخلاف كلام الزركشي والراغب!
ثم فتشت عن (أن) المعدومين التي ذكرها الراغب فلم أجدها.
هذا أمر.
الأمر الثاني هذا الرد الذي رد به الزركشي هو على من أشكل بورود (أن) المخففة بعد (ظن) بمعنى اليقين، ولم يتعرض لمن أشكل بورود (أن) الثقيلة بعد (ظن) بمعنى الغلبة أو الشك.
فالله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 07:20 م]ـ
والله يا أخ فيصل حاولت أن أفهم ما قاله الزركشي عن موضوع الفعل وعلاقته بأن المخففة فلم أفلح
وها أنت تشاركني الرأي بعد عناء
وعليه فأنا مع رايك بان الضابط غير مطرد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 03:37 ص]ـ
توجيه الدكتور العبيدي لهذا النقاش
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2944(/)
"ولا تقولوا ثلاثة"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 08:37 م]ـ
قال تعالى في سورة النساء
((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ))
قوله تعالى ((وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ))
نقل القرطبي عن الزجاج ما يلي
((وَلَا تَقُولُوا آلِهَتُنَا " ثَلَاثَة " عَنْ الزَّجَّاج))
هل هذا التفسير يستقيم من حيث العقيدة والتوحيد؟؟
هل ثلاثة خبر لمبتدأ محذوف تقديره " آلهتنا"؟؟
إذا كان الجواب نعم يصير المعنى إثبات وجود الآلهة وتنفي كونهم ثلاثة
لتقريب المعنى لكم--إذا قلنا ((ليس كبارنا ثلاثة)) فإننا ننفي كونهم ثلاثة ولا ننفي وجود الكبار
إذن ما الحل؟؟
الحل هو القول ((ولا تقولوا لنا آلهة ثلاثة) ----فتكون ثلاثة صفة لمبتدأ وهو ((آلهة)) وحذف الخبر الذي هو ((لنا)) وكذلك حذف الموصوف وهو " آلهة"
بهذا التفسير ((ولا تقولوا لنا آلهة ثلاثة)) ينصب النفي على وجود الآلهة الموصوفة بكونها ثلاثة
وهو يستقيم عقديا
-----------
راجعوا--دلائل الإعجاز- الجرجاني--ص293
____________(/)
"الذي خلق الموت والحياة"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 08:32 ص]ـ
:::
الآية ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ)) الملك1 - 2
وجه الشاهد الذي نريده هو قوله تعالى ((الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ))
فهل الموت أمر وجودي؟؟ أم هو عدم الحياة؟؟
سؤال لا بد أن نعرف إجابته!
قال إبن عاشور في التحرير والتنوير
((فالحياة: قوة تَتْبَع اعتدالَ المزاج النوعي لتَفيضَ منها سائر القوى.
و {الموت}: كيفية عدمية هو عدم الحياة عما شأنه أن يوصف بالحياة أو الموت، أي زوال الحياة عن الحي، فبين الحياة والموت تقابُلُ العَدَم والمَلَكة.
ومعنى خلق الحياة: خلق الحي لأن قوام الحي هو الحياة، ففي خَلقه خلقُ ما به قوامه، وأما معنى {خلق الموت} فإيجاد أسبابه وإلاّ فإن الموت عدم لا يتعلق به الخلق بالمعنى الحقيقي، ولكنه لما كان عرضاً للمخلوق عبّر عن حصوله بالخَلق)) إذن هو يقول أن الموت عدم الحياة-----فخلق الموت عنده معناه آيجاد أسبابه
لنسأل مفسرا غيره---
قال الرازي ((قالوا: الحياة هي الصفة التي يكون الموصوف بها بحيث يصح أن يعلم ويقدر واختلفوا في الموت، فقال قوم: إنه عبارة عن عدم هذه الصفة وقال أصحابنا: إنه صفة وجودية مضادة للحياة واحتجوا على قولهم بأنه تعالى قال: {?لَّذِى خَلَقَ ?لْمَوْتَ} والعدم لا يكون مخلوقاً هذا هو التحقيق،))
فقوله على النقيض من قول إبن عاشور
والحقيقة إنني أجد نفسى مع إبن عاشور في قوله أن الموت هو عدم الحياة
بقي أن نذكر أمرا!!
ما الحكمة وراء تقديم الموت على الحياة؟؟
والجواب عندي أن يلتفت الإنسان إلى مآله في هذه الحياة الدنيا "وهو الموت "فلا تغرنه----إذن ذكر الموت قبل الحياة فيه فائدة للمؤمن ليظل متذكرا مصيره وهو الموت فلا يظلم نفسه بالمعصية
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 08:48 ص]ـ
أستاذنا الفاضل
أرجو أن تتفضل وتتكرم بالإجابة على هذين السؤالين0
الأول: من هو ابن عاشور صاحب التحرير والتنوير؟
أقول هذا السؤال لأني أول مرة أسمع مفسرا بهذا الاسم!
والسؤال الثاني: هل الرازي هذا هو الذي قال فيه أبو حيان: تفسير الفخر الرازي فيه كل شيء إلا التفسير؟
ولك مني أطيب التحايا سلفا0
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 09:53 ص]ـ
أبا سارة
الطاهرإبن عاشور مفسر تونسي من علماء الزيتونة-- كان في عهد بورقيبة---وواجه بورقيبة عندما حاول إلغاء شهر رمضان
ويدعى تفسيره ((تحرير المعنى السديد و تنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد)) ويختصر إلى "التحرير والتنوير" ولقد كتبه في مدة ثلاثين عاما-- ويمكن الرجوع إليه في موقع التفسير الأردني
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
أما بالنسبة للقول عن كتاب الرازي فيه كل شيء إلا التفسير فهو قول مجحف فالكتاب من أمهات كتب التفسير
وأشك في نسبة هذا القول لأبي حيان
وما عليك إلا أن تجرب بنفسك من موقع التفسير الأردني لترى عظمة تفسيره
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم جمال لعل قول الرازي في هذه المسألة أصح، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار) الحديث متفق عليه، فيه أن الموت يؤتى به، وأن الله يخلق له صورة، وأنه يذبح. كل هذا يقطع أنه أمر وجودي. ويدل على ذلك كذلك أن الإنسان قبل الحياة كان لا شيء، وبعد الموت لم يزل شيئاً، فدل على أن الموت ليس مجرد عدم الحياة، إذ لو كان عدماً لها لعاد الإنسان به إلى ما كان عليه: إلى لا شيء. والله أعلم.
.
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا
الموت هو نقيض الحياة:
ومن خلال دراستي في الطب: فإن أمر الموت نعاينه احيانا يوميا أو اسبوعيا على الاقل -
- نشاهد أمامنا هذا الجسد منذ دقائق يتحرك ويتنفس وخلال ثوان اصبح جثة هامدة لاحراك فيها ...
-فنقض البنيان أتى من آخر مرحلة فيه (وهي الروح) ألا وهي خروج جوهر النفس من الجسد
- وسبحان الله العظيم وأول مايزول من هذه النفس هو الاسم - فبعد الوفاة مباشرة لن تقول احضروا ابراهيم او احمد بل احضروا الجثة أو الميت -
فنحن نعاين الموت والفناء ولم نعاين بدء الحياة وكيف دخول الروح ونفخهافي الجنين
لذا قدّم الموت الذي نشاهده ونراقب المحتضر حتى الرمق الخير وشخوص البصر ..
-وبعد ذلك ترمّ الجثة ثم يحصل الصمل الجيفي وهو قساوة في الجثة أو مرحلة الصلصال) {تعابير تشريحية}
تم تتحلل هذه الجثة وتعود الى موادها الاولية من تراب بعناصره الاولية -الكربون الحديد النحاس ....
اذا نحن نعاين الموت قبل الحياة
كما قال في ذلك الشيخ الشعراوي في احدى خواطه الايمانية حول القرآن الكريم
ولكم كل الشكر على هذه الطروحات المفيدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 08:59 م]ـ
أيتها الطبيبة
إضافة متميزة--ولأني مدرس---لو سمحت قومي بمهمة شرح توقيعك
((زر غبا تزدد حبا))
بالرجوع إلى أساس البلاغة للزمخشري(/)
فيصل القلاف---لنتناقش في "قل هو الله أحد"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 10:03 ص]ـ
:::
((قل هو الله أحد))
هذه الآية أختلف في معناها كثيرا---وكان تفسير سيد قطب لها مدعاة لهجوم عليه من الشيخ ربيع المدخلي وصحبه
فقد قال المرحوم سيد قطب فيها (({قل هو الله أحد} .. وهو لفظ أدق من لفظ " واحد " .. لأنه يضيف إلى معنى " واحد " أن لا شي ء غيره معه. وأن ليس كمثله شيء.
إنها أحدية الوجود .. فليس هناك حقيقة إلا حقيقته. وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية.
وهي ـ من ثم ـ أحدية الفاعلية. فليس سواه فاعلاً لشيء، أو فاعلاً في شيء، في هذا أصلاً. وهذه عقيدة في الضمير وتفسير للوجود أيضاً .. ))
ولست أرضى تفسيره---وليس هو محور نقاشي----إن نقاشي هو في تبنيك أنت لتفسيرها---ولقد عرضته أنت في معرض ردك على شبهات أتماكا حديث الإسلام
فاعرضه هنا لنتناقش
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 01:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل أما أني تبنيت تفسير سيد قطب رحمه الله، فلا والله، وكيف أتبناه وفيه من البلايا ما فيه، فيه وحدة الوجود والقول بالجبر.
أما الذي قلته في الموضوع السابق أن الله تعالى لم يزد في لفظة (أحد) أداة التعريف (أل) لأن زيادتها لا تفيد معنىً. إذ التعريف تخصيص واحد من متعدد، ومعلوم أن الأحدية، بمعنى أن لا يكون مثله شيء ولا له نظير ولا شفع، ليست إلا لله تعالى، وعليه فهي معرفة من حيث المعنى. وهذا كتفسير بعض العلماء قوله تعالى: (والشفع والوتر) المخلوق والخالق.
ثم حكمة أخرى، وهي أنه لو عرفت (أحد) بالـ (أل) لتوهم متوهم أنه يوجد واحد لا مثل له ولا نظير سوى الله تعالى، وأن الله تعالى ذكر التعريف هنا للتعيين. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
أما كلمة (الصمد) فحليت بأل، لأن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتها، والذي يطلب في الحاجات كثير، فيطلب الملوك ويطلب الأغنياء ويطلب الآلهة الباطلة وغير ذلك، فحسن هنا التعريف.
ثم ذكرت احتمالين آخرين للـ (أل) هنا: أن تكون لاستغراق الصفة أو للعهد الذهني. فعلى الأول المعنى: الله الذي كمل فيه إجابة الحاجات من تمام السمع والعلم وتمام الكرم والإجابة وتمام السرعة والقدرة. وعلى الثاني المعنى: الله الذي يطلب منه الحاجة بحق، وهذه أل تعريف كذلك. الأول كما تقول: (فلان الرجل) والثاني كما تقول: (جاء الرجل).
هذا، والله أعلى وأعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 04:20 م]ـ
لا يا صديقي فيصل
أنا قلت ((ولست أرضى تفسيره---وليس هو محور نقاشي----إن نقاشي هو في تبنيك أنت لتفسيرها---ولقد عرضته أنت في معرض ردك على شبهات أتماكا حديث الإسلام))
وقصدت قولك أنت لا قول سيد قطب
وأنا راغب في مناقشتك في لفظة"أحد"
إذ عندي "أحد" ليست بمعنى واحد---فالواحد هو الذي لا شريك له وهذا أمر آخر لم تقصده الآية----فالأحد هنا معناها المتفرد غير المتركب من أبعاض أو أجزاء أو جوارح والذي لا مثيل له في صفاته المتفرد بها
أما لماذا لم يقل " الأحد" فلأن " أحد " نفسها معرفة ليست نكرة ولا يوصف بها إثباتا إلا الله عز وجل
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 06:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم ألا ترى أني فسرت كلمة (أحد) بمعنى المتفرد الذي لا مثيل له ولا نظير؟! ألا ترى أني صرحت أنها معرفة من حيث المعنى؟! أعد النظر في الذي كتبته يتبين لك جلياً إن شاء الله تعالى.
أما أنها تدل على أن الله تعالى ليس له جارحة ولا جزء ولا أنه مركب، فهذا من كلام أهل البدع من الجهمية ومن تابعهم كالمعتزلة والأشاعرة. إذ لم يثبت شيء من ذلك في كتاب ولا سنة، وإنما هي أراء انتحلوها وحرفوا لنصرتها كلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
ولأذكرك أخي بكلام سابق فيه حجة محكمة إن شاء الله تعالى، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
يقول السني للمعطل: أنا أثبت لله تعالى يداً ووجهاً وساقاً وغيرها مما أثبت الله تعالى لنفسه، أثبتها مع القطع بعدم ممثالتها لصفة المخلوق، والقطع بعدم معرفة كيفياتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول المعطل: ذلك تشبيه، إذ لا أعقل يداً ولا وجهاً ولا ساقاً إلا وهي بعض من الذات.
يقول السني: لم لا تعقل غير ذلك؟
يقول المعطل: لأن هذا الذي نشاهده، وهذا الذي تقتضيه عقولنا.
يقول السني: هل تثبت لله تعالى علماً؟
يقول المعطل: نعم، ولا شك.
يقول السني: هل شاهدت عالماً ليس له مخ ولا أعصاب؟ هل تعقل أن يعلم أحد شيئاً وليس له حاسة تستقبل وعصب ينقل ومخ يعقل؟
يقول المعطل: لا. لم أر. ولم أعقل.
يقول السني: إذاً أثبت لربك مخاً وأعصاباً.
يقول المعطل: لا، علم الله تعالى لا يقاس على علم المخلوق، ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير.
يقول السني: الحمد لله، وأنا أوافقك على هذا. لكن لا تضطرب فتعمل هذا الأصل مرة وتهمله أخرى، بل أجر كلامك هذا على اليد والوجه والساق وغيرها كما أجريته في العلم والوجود وغيرها.
هنا يبهت المعطل ولا يحير جواباً.
إذ لا يقاس الله تعالى ولا صفاته بخلقه ولا بصفاتهم، كما قال تعالى: (ولله المثل الأعلى) أي الوصف الأكمل، وقال تعالى: (ولا تضربوا لله الأمثال). فنثبت له سبحانه الصفة التي أثبتها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، تنزيهاً له سبحانه من كل نقيصة وتوقيراً له سبحانه أن يكون تكلم بالألغاز.
ولا يعقل أحد صفات الله تعالى وكيفياتها وما يلزم عليها وما لا يلزم، كما قال تعالى: (ولا يحيطون بشيء من علمه) أي علم ذاته (على قول) وقال تعالى: (ولا يحيطون به علماً). فنثبت صفاته تعالى كما أثبتها لنفسه موقنين أن الشرع لا يعارض العقل، وأن ما شعرنا فيه بشيء من ذلك اتهمنا عقولنا ورجعنا إلى الآيات المحكمات.
وبمثل هذا الرد المحكم رد الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري على من أنكر رؤية الله في الآخرة رؤية بصرية متعللاً بالجهة واللون، وبمثله رد أفضل المتكلمين أبو بكر ابن الباقلاني على من نفى عن الله تعالى اليد ونحوها من الصفات متعللاً بالتجسيم، وبمثله رد الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فانتبه أخي، لا يستزلنك الشيطان.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 06:47 م]ـ
لا أظن يا أخ فيصل أن المكان مناسب للحديث عمن يعارضونك من التوجهات الإسلامية
فأنا مثلا كثيرا ما أعود " للمخصص" لإبن جني وفيه إعتزال
أو للزمخشري المعتزلي
فليس في البلاغة واللغة توجهات عقدية
وها انت أيدت قول الرازي الأشعري في موضوع (الموت والحياة))
وتحدثت في مشاركة (إلى كل بليغ) عن المجاز مع أنك تنكره في القرآن
فلنقصر بحثنا على اللغة والبلاغة فقط
يرحمك الله
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 07:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم كان الذي ذكرت منصباً في محور النقاش، وهو تفسير كلمة (أحد).
على كل أخي أنا لا أعارض أن تستفيد من كتب المعتزلة أو الأشاعرة أو غيرهم ما دمت مؤهلاً تأمن على نفسك من شبههم.
وكذلك لا أقول أن تغمطهم حقهم فلا تنصر ما يقولون من صواب لمجرد أنهم ليسوا على السنة، بل فرق بين القول والقائل.
أما عن المجاز فمشكلته مشكلة، وقد ذكرت في ملتقى أهل التفسير اختلاف العلماء فيه، أما الراجح فالله أعلم، المسألة تحتاج تأملاً. وإن كان قول الإمام الموفق ابن قدامة رحمه الله وجيهاً جداً حيث قال أن الخلاف لفظي، وأجدني إميل إليه. وإن كنت أرى قول شيخ الإسلام رحمه الله في نفي المجاز في اللغة مطلقاً قوياً جداً.
لكن ما أجبت به هنا كان تقريباً لفهم أخ يرى وجود المجاز لا إثباتاً مني للمجاز.(/)
رد قول مفتي عمان في تفسير آية الفرقان
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 11:36 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد،
فإن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلق أثاماً. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناًَ).
والآية – مع وضوح دلالتها – قد أشكل بها مبتدعة الإباضية فاستدلوا بها على أن مرتكب الكبيرة خالد في جهنم ما لم يتب، فأكتب هذه الكلمات ذباً عن كتاب الله تعالى، وبياناً للحق الذي عليه أهل السنة رضي الله عنهم في هذه المسألة.
وليعلم القارئ الكريم بادئ الأمر أن إشكال المبتدعة بالقرآن واختلافهم مع أهل السنة رضوان الله عليهم فيه، ليس لنقص بيان في القرآن، ولا لخفاء في معانيه، لكن ذلك لعجمة في ألسنتهم وكبر في قلوبهم وقصر في عقولهم، فالله تعالى يقول: (نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين) أي واضح فصيح لا خفاء فيه ولا إشكال.
والشأن أنه لا يمكن أن يحصل من المؤثر - ولو قوي – أثراً – ولو قليلاً - إن صادف محلاً غير قابل للتأثر. فلو صرخت بأعلى صوتك في أذن أصم لا سمع له، أكان يسمعك؟! لا، فهل ذلك لخفتان صوتك؟! أم لعيب فيه هو؟! بل لعيب فيه هو ولا شك. وهذا مثل القرآن مع هؤلاء المبتدعة هداهم الله تعالى. وإن شئت تأمل قوله تعالى: (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين).
ثم أشرع في الموضوع مستلهماً الله الصواب:
أصل الخلاف في هذه الآية الكريمة ناشئ عن فهم المشار إليه بكلمة (ذلك) من قوله تعالى: (ومن يفعل ذلك يلق أثاماً) فما هو (ذلك) الذي بفعله يستحق المرء الخلود في جهنم؟
الراجح – والله أعلم بمراده – أنها تعود على مجموع ما قبلها، فهي بمعنى: (ومن يفعل ذلك المجموع، أو ذلك الشأن) أو نحو ذلك.
ويشهد لهذه المعنى أن هذا هو الكثير في كتاب الله تعالى.
مثاله قوله تعالى: (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجاً وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير)، ومعلوم اتفاقاً أن كلمة (ذلك) هنا تعود على كل ما سبقها.
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم) فقوله تعالى: (ذلكم) عائد على كل التشاريع السابقة لا أحدها.
وقال تعالى: (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) ومعلوم أن (ذلك) هنا تعود على كل الكرامات السابقة لا على أحدها. ولله الحمد.
فإذا تبين أن كلمة (ذلك) تعود على كل ما سبقها، وعلمنا أن مما سبقها دعوة غير الله تعالى، علمنا أن سبب الخلود في النار، ليس هو مجرد الكبيرة من قتل أو زنا، وإنما هو الجمع بين هذه الكبائر والشرك بالله تعالى معها. وأثر هاتين الجريمتين في العقوبة هو مضاعفة العذاب. وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة، ولله الحمد.
فإن أبى مكابر وقال أن كلمة (ذلك) هنا مفرد، ولا يعود المفرد على متعدد، فلا بد أن تكون عائدة على أحد الأمور لا على كلها. ولو عاد على متعدد لكان القول: (تلك) أو (هؤلاء).
فإنا نرد عليه بأنا لم نجعل المشار إليه بكلمة (ذلك) متعدداً، بل هو مفرد، لكنه مركب من أشياء. فالمشار إليه عندنا تقديره (الشأن) أو (المجموع) أو (الأمر) ثم هذا الشأن أو المجموع أو الأمر، يتركب من ثلاثة أشياء، هي الشرك والقتل والزنا. وهذا واضح.
ثم إنا نسألهم عن سبب حملهم كلمة (ذلك) في الآيات المذكورة سابقاً على متعدد، فما أجابونا به هنالك فهو جوابنا لهم هنا، والحمد لله.
ثم إنا نتنزل معهم درجة، فنقول: لتكن كلمة (ذلك) عائدة على أحد الأمور لا على كلها، وليس في الواقع كذلك. فأي الأشياء هي المشار إليه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب أنا نعلم جميعاً أن (ذا) للإشارة إلى القريب، و (ذاك) إلى البعيد، و (ذلك) إلى الأبعد. فاسم الإشارة هنا في هذه الآية هو للأبعد، وأبعد المذكورات في الآية هو الشرك بالله تعالى، فكان هو المشارَ إليه وحده دون ما سواه، ولله الحمد.
ومثل هذا قوله تعالى: (فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم). فقوله تعالى (فمن اعتدى بعد ذلك) لا يراد بعد التخفيف والرحمة الحاصلتين من الله بتشريع القصاص، وإنما المراد بعد العفو والإحسان، وهو أبعد المذكورين، لأن الإشارة كانت بالبعيد. والله أعلم بمراده.
فإن تكلف المتكلف وقال: بل إن (ذلك) تعود على أقرب مذكور، وإنما ذكرت بصيغة البعد تعظيماً لشأن الزنا، وكأنه سافل في القاع.
أو تكلف وقال: بل إن ذلك تعود على كل واحد من المذكورات على حدة، أي من يفعل أي واحد من السابقات فله كذا وكذا، لأنها تحتمل أن تعود على أي واحدة، وحملها على أحدها دون الأخرين تحكم مردود.
قلنا له: هذا غير صحيح.
أما الاعتراض الأول، فلأنه دعوى مجاز، والذي ادعيناه حقيقة، والحقيقة تقدم على المجاز.
ثم لا يتصور أن يذكر أحد الزنا مع ذنبين أعظم منه، ثم يفخمه ويذكر عقوبته، ولا يذكر أكثر منه – بله مثله – للذنبين الأعظمين الآخرين.
أما الاعتراض الثاني فأضعف من سابقه، لأن اسم إما أن يعود على الكل وهو المراد، وهم لا يقولون به؛ وإما أن يعود على كل واحد على حدة، فيكون إشارة بالمفرد المذكر على جمع ولا يصح؛ وإما أن يعود على واحد ليس بعينه، فنقول: الإشارة معرفة، وعودها على شائع غير محدد ينافي التعريف، وهو ممنوع. فدل ذلك على بطلان استدلالهم، ولله الحمد.
أما كونها حملت على أحدها – الذي هو الشرك - دون الآخرين فليس لتحكم، بل لقرينة كما سبق. ثم إنه إن تعذر حملها على أيها لعدم المرجح، وجب حملها على الجميع لا على كل واحد على حدة، لاحتمال أن يكون كل واحد هو المراد. والله أعلم.
فإذا تكبر أكثر من هذا، وأصر على أن (ذلك) تعود على الزنا بوجه ما من المذكور فلم يسلم بما أجبنا عنه، أو بغيرها من الوجوه التي قد يتكلفها، كان جوابه كما يلي:
هذه الآية عامة ظاهراً في كل من زنا أنه يخلد في النار سواء كان مؤمناً أو كافراً، وهذا العموم قد جاءنا ما يخصصه بالكافر دون المؤمن، وهو قوله تعالى: (لا يصلاها – أي النار – إلا الأشقى. الذي كذب وتولى) فجعل تصليتها للمكذب دون غيره، والصلي هنا هو الصلي المؤبد اتفاقاً بيننا وبين الخوارج، إذ لا يختص الكافرين بمجرد الدخول اتفاقاً، فلزم أن يكون الذي اختصوا به منها هو الخلود.
وكذلك قوله تعالى: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة) ولو كانا كافرين خالدين في جهنم بزناهما لزم قتلهما ردة، أو حتى استتابتهما، فلما لم يقتلا ولم يستتابا علمنا أنهما لم يزالا على الإيمان، ولله الحمد.
وقال تعالى في القتل – الذي هو أعظم من الزنا -: (فمن عفي له من أخيه شيء) فسمى القاتل أخاً له، ولو كان كافراً انقطعت أخوته، فدل على أنه مؤمن. ثم في الآية أن للولي العفو، والشرك لا شفاعة فيه لأحد من البشر.
وقال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والزنا دون الشرك لا شك، فجعله الله تعالى معلقاً بالمشيئة، فلم يكن خالداً في النار. إذ الخالد في النار ليس داخلاً تحت المشيئة كما قال تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون).
فهذه كلها نصوص، ولا يمكن تخصيصها كلها بهذه الآية الفريدة، بل الواجب العكس، أن تخصص هذه الآية بهذه الآيات، وذلك لوضوح دلالاتها بخلاف دلالة آية الفرقان فلن نصل إلى احتمال أن المراد هو الزنا وحده إلا بتكلف شديد ومدافعة للقرائن كما مر سابقاً، ثم دلالات هذه الآيات على خصوص الموحدين العصاة بالنجاة أظهر من دلالة آية الفرقان على عموم الزناة بالخلود، ثم الخاص مقدم على العام في محل التعارض. والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا تهافت قول الإباضية قبحهم الله كأقاويل غيرهم من أهل البدع، لا تستند إلى صريح الكتاب، وإنما إلى متشابهاته، فيضربون كتاب الله تعالى بعضه ببعض. والأمر كما قال تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).
أما أهل السنة رضي الله عنهم فيرجعون المتشابهات إلى المحكمات، فيأخذون من دلالاتها المحتملة ما كان موافقاً للمحكمات، فتجتمع لهم بذلك أدلة الكتاب متضافرة، ولله الحمد. كما قال تعالى: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا).
ثم إنه بقي شبهتان ذكرهما بعض الكتاب عفا الله عنه، أذكرهما وأتبعهما بالجواب عنهما، والله المستعان.
الأولى حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي فيه: (ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن). فهذا ليس فيه كفر الزاني، ولا فيه خروجه من مطلق الإيمان. غاية الأمر أن النفي هنا متوجه إلى الإيمان المطلق – الإيمان الكامل الكمال الواجب – لأن النفي يصح بانتفاء الحقيقة ولو بقي الأصل.
ومثال ذلك في الشرع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا صلاة في حضرة طعام) أي أنها ينقص من خشوعها الواجب ما تفقد به حقيقتها، وإن كانت مجزئة لكن يأثم صاحبها.
ومثال ذلك من كلام العرب ما ذكر الإمام اللغوي أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله أنك تقول للابن العاق أباه إنه ليس بولده، لا تعني الطعن في نسبه، لكن تعني حقيقة البنوة التي هي المودة والاحترام، وتقول لمن صنع لك باباً رديئاً لم يصنع شيئاً، لا تعني أنه لم يقطع الخشب ولا دق المسامير، لكن تعني أنه لم يصنع الشيء المطلوب، وهكذا.
فهذا الزاني قد خرج من الكمال الواجب الذي يدخل صاحبه الجنة من غير عقاب، وإن كان مع ذلك غير خارج عن أصل الإيمان الذي به يستحق عدم الخلود في النار.
وأما قوله تعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل أتخذتم عند الله عهداً أم تقولون على الله ما لا تعلمون) فلا دلالة فيه على أن عصاة الموحدين غير مضمون لهم الخروج من النار ولو دخلوها.
وذلك لأن الآية في اليهود الذين هم كفار مستوجبون الخلود، فلا يصح حمل الآية على العاصي الذي لم يأت بما يستوجب الخلود. فالكافر يذم إن ادعى عدم الخلود لأنه أتى بما استوجب الخلود ثم ادعى عدم الخلود. بينما نحن ندعي أن العاصي لا يخلد في النار، لا لشيء إلا لأنه لم يأت بما يستوجب الخلود بنص الآيات السابقات.
ثم تتمة الآية تنقض هذه الدلالة الفاسدة وتؤكد المعنى الصحيح الذي نريد، قال تعالى بعدها: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) جعل علة خلودهم الكفر، وهو السيئة المحيطة بصاحبها، والحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً، فالخلود يدور مع الكفر يوجد بوجوده وينتفي بانتفائه.
ثم قد ذمهم سبحانه لأنه لا عهد لهم من الله أنهم لا يخلدون في النار، أما نحن – أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم – فإن لنا عهداً عنده سبحانه وتعالى إن لم نشرك الشرك الأكبر أن لا نخلد في النار، قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال تعالى: (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً) فأثبت أن لقوم عهداً عنده أن يقبل الشفاعة فيهم. وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشفاعة المشهور: (فيقبض قبضة قوماً لم يعملوا خيراً قط، قد احترقوا حتى صاروا حمماً، فيؤتى بهم إلى ماء يقال له الحياة، فيصب عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل) فيه أنه يخرج قوماً دخلوها لذنوبهم ويدخلهم الجنة مع أنهم لم يعملوا خيراً قط، فقط لأنهم ماتوا على التوحيد. والحمد لله على جزيل نعمه.
ثم تأمل أن الله تعالى ذمهم لتعديهم بقولهم: (أياماً معدودات) بخلاف أهل السنة، فإنهم وإن اعتقدوا أن العاصي من الموحدين لا يخلد في النار، فإنهم لا يجرؤون على الاستخفاف بعذابه وأنه عدة أيام وينقضي، إذ ذلك يحمل على الاستهانة بالمعصية وعدم الخوف من الله تعالى. بل إنا لا نعلم كم يقضي في العذاب، أيطول به المكث أم يقصر، ولو قصر فلا يستهان به. كيف ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه؟!) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله المستعان.
هذا، والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 01:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم فيصل، وكم سعدنا بحلولك في الفصيح.
أرجو لك طيب الإقامة بيننا.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 02:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم " فيصل " ...
لا يفضض الله فاك ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 05:12 م]ـ
السلام عليكم
يجب أن نذكر أن موقف الأباضية من تخليد فاعل الكبيرة في النار هو نفس موقف المعتزلة
قال الخليلي ((ص191 فقال:"وعقيدتنا معشر الإباضية أن كل من دخل النار من عصاة الموحدين والمشركين مخلدون فيها إلى غير أمد، كما أن من دخل الجنة من عباد الله الأبرار لا يخرجون منها، إذ الداران دار خلود، ووافَقَنا على ذلك المعتزلة والخوارج على اختلاف طوائفهم."اهـ))
وأن كبير الأباضية الخليلي وضع في كتاب سماه الحق الدامغ ثلاتة مباحث
* مبحث خلق القرآن
*مبحث إنكار رؤية المؤمنين لله يوم القيامة
* مبحث القول بخلود أصحاب الكبائرغير التائبين
وهم لا يقولون بكفر صاحب الكبيرة الذي لم يتب---إنما يقولون بخلوده في النار
إن لم يتب
والحق أن كتابه محكم جدا وربما يحرف بعض ضعاف الثقافة العقديةعن معتقدهم---فلا بد من ردود عالية في مستوى
قوة كلام الخليلي
وعمدة البحث لديهم في موضوع تخليد فاعل الكبيرة قوله تعالى (وقالوا لن تمسَّنا النار إلا أياما معدودة، قل أتَّخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النا هم فيها خالدون، والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) البقرة:80 - 82)) قال الخليلي حولها في ص202: (("ودلالته عليه من وجوه:
أولها: أن هذه العقيدة يهودية المنبت كما هو ظاهر من هذا النص، وقد ذكرت في مساق التنديد بهم والتشهير بضلالهم.
ثانيها: ما فيه من الاستنكار لهذا القول الوارد مورد الاستفهام المقصود به التحدي، والتقرير بأنهم لم يستندوا في مقالتهم هذه إلى عهد من الله، وإنما هي من ضمن ما يتقولونه عليه تعالى بغير علم، وناهيك بذلك ردعاً عن التأسي بهم فيما يقولون، والخوض معهم فيما يخوضون.
ثالثها: ما فيه من البيان الصريح بأن مصير كل من ارتكب سيئة وأحاطت به خطيئته لعدم تخلصه منها بالتوبة النصوح أنه خالد في النار مع الخالدين، وهو رد على هذه الدعوى يستأصل أطماع الطامعين في النجاة مع الإصرار على الإثم. "اهـ))
ونناقش في لقاء آخر الرد على كلامه
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 10:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الأستاذ جمال الشرباتي أذكر بكتاب المدرس بالمسجد المدني الشريف فضيلة الشيخ علي بن ناصر فقيهي جزاه الله خيراً واسمه: (القول البالغ) رد فيه على (الحق الدامغ). فراجعه تجد فيه نسف هذا الكتاب، تركه صفصفاً لا ترى فيه عوجاً ولا أمتاً.
ـ[إبراهيم]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الفاضل فيصل على هذا الرد الرائع
واعلم أعزك الله أن مقالك هذا قد أقض مضاجع بعض الإباضية في منتداهم حتى وصفك أحدهم بالمبتدع
حيث قال:
يقول المبتدع فيصل القلاف
(فالجواب أنا نعلم جميعاً أن (ذا) للإشارة إلى القريب، و (ذاك) إلى البعيد، و (ذلك) إلى الأبعد. فاسم الإشارة هنا في هذه الآية هو للأبعد، وأبعد المذكورات في الآية هو الشرك بالله تعالى، فكان هو المشارَ إليه وحده دون ما سواه، ولله الحمد)
ماشاء الله كل هذه الكبائر المذكورة وكلمة ذلك تعود الى الشرك فقط؟!!!!!!
إستدلالات باطلة تبشر أصحاب المعاصي المصرين عليها من غير توبة بالجنة
مع انهم يذكرون في تشنيعهم على الصوفية بأنهم يدعون مع الله إلاها آخر ولذا هم يعادلون الصوفي بالمشرك
يعني الصوفي مخلد في النار وكذلك الشيعي
بينما نجدهم في مواضع آخرى يقولون أنها تكون لاصحاب الكبائر كالآية التي تخلد القاتل العمد في سورة الناس
ورغم ذلك ينصرون عقيدتهم بأن الخلود هنا غير أبدي
فهل قال السلف الصالح أو نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك خلود غير أبدي وهو للقاتل العمد؟؟؟؟؟ "
فانظر أين ردك حفظك الله واين رده؟!!!!
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم إبراهيم، ثبته الله على ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين،
لعل إشكاله أنه لم يقرأ المقال كاملاً، فأسأل الله أن يغفر له.
أما آية القتل التي تكلم عنها فهي قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، وليس فيها ما يدعي. إذ الآية كما ترى عامة في كل من قتل مؤمناً، لأن (من) اسم موصول يفيد العموم.
وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه) فيه أن القاتل أخٌ لولي القتيل، وعليه فالقاتل مؤمن (وإن ناقص الإيمان) وليس بكافر. فهل يخلد المؤمن في النار؟ قال تعالى: (فأنذرتكم ناراً تلظى. لا يصلاها إلا الأشقى. الذي كذب وتولى) والصلي هنا صلي الخلود، إذ من عصاة الموحدين من يصلى النار اتفاقاً، فلزم أن الصلي هنا ليس مجرد الدخول بل هو الخلود. فنقول: إن كان القاتل والزاني وغيرهما مؤمنين، وثبت أن المؤمن لا يخلد في النار، لزم أن القاتل والزاني لا يخلدان فيها، والحمد لله على منه وكرمه.
وقال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) تأمل أن (ما) اسم موصول يفيد العموم، فدل أن كل الذنوب سوى الشرك تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء عذب بها وإن شاء غفرها.
وغير ذلك من الأدلة أكثر من أن يحصر، كلها تضافر في إثبات أن ما سوى الشرك تحت المشيئة وأنه لا يخلد به أحد في النار.
وعلى ذلك فيخصص عموم قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً) بهذه الأدلة الأخرى، فيكون حكمها في الكافر وحده، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 12:43 م]ـ
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته،
وهذا جزء من كتاب فضيلة الشيخ علي بن ناصر فقيهي المدرس في المسجد النبوي الشريف، المسمى: (الرد القويم البالغ على كتاب الحق الدامغ)، وهو الجزء الثالث المتعلق بمسألة خلود الفساق في النار. فجزى الله الشيخ خيراً، وكل من أعان على نشر الكتاب أو استفاد منه.
ـ[الإيجابي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تناقشت مرة مع أحد الإخوة وجرى الحديث بيننا في آية سورة الجن، وهي قوله تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً {23}) ونريد من عنده معرفة أن يبين لنا معناها، مع أن من أهم أسباب ضعف المسلمين اليوم ضعف الخوف من الله تعالى في نفوسهم.
شكرا لكم على بيان الحق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 07:11 م]ـ
:::
قال تعالى ((قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَراًّ وَلاَ رَشَداً قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً))
راقب أخي سياق الآيات---بداياتها كلام عن الشرك---أوسطها كلام عن البلاغات والرسالات وعقب آخرا بهذا التهديد "وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً"
فالكلام إذن عن أمر جلل---عن عصيان من نوع خاص---عصيان رافض كل الرسالات وكل البلاغات---عصيان يشمل كل ما يمكن أن يعصى به الله---وأوله وأهمه ماذكر في السياق --شرك ورفض للرسالات والبلاغ وهذا هو الكفر بعينه المستحق فاعله الخلود الأبدي
ـ[الإيجابي]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 06:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أستاذي الشرباتي على توضيحك
أريدك أيضا أن توضح لي معنى هذه الآيات الكريمة من سورة الإنفطار: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ {13} وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {14} يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ {15} وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ {16} وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19})، علما بأن ارتكاب المعاصي يسمى فجورا.
شكرا لكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 08:32 م]ـ
السلام عليك أخي
# أولا هذا نقل لأحد مفسري الأباضية ويدعى"الهواري"
قال ((قوله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} أي: في الجنة {وَإِنَّ الْفُجَّارَ} يعني المشركين والمنافقين {لَفِي جَحِيمٍ} أي: لفي النار {يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ} أي: يوم الحساب، يوم يدين الله فيه الناس بأعمالهم. {وَمَا هُمْ عَنْهَا} أي: عن النار {بِغَآئِبِينَ}))
وسبب النقل أنهم هم الذين يقولون بخلود أصحاب الكبائر في النار--بالتالي إذا لم يتمسكوا بهذه الآية دلالة على معتقدهم فهي ليست في العصاة أصحاب الكبائر---لاحظ قوله ((. {وَإِنَّ الْفُجَّارَ} يعني المشركين والمنافقين))
واعلم أن معنى (وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ) --أي هم فيها خالدون
# ثانيا---معنى الفجور لغة ((وفَجَرَ فُجوراً، أي فسق. وفَجَرَ، أي كذب. وأصله الميلُ. والفاجِرُ: المائلُ) الصحاح للجوهري
# أنت تركز على معنى الفجار---على أساس أن الفجار هم أهل الكبائر من المعاصي--ولكن يلزم أن نفسر القرآن بالقرآن--بحثنا فوجدنا قوله تعالى ((أُوْلَئِكَ هُمُ ?لْكَفَرَةُ ?لْفَجَرَةُ} عبس 42
وهي تدل على أن الفجرة هم الكفرة
وإذا علمت يا أخي أن سورة الإنفطار من أوائل السور المكية وحين نزولها لم يكن هناك ما يعصى به الله من حيث الأحكام الشرعية--فيكون مجال معنى الآيات هو الكفر والآيمان وموضوعها الأبرار أهل الآيمان والفجار أهل الكفر--وأن المؤمنين الأبرار في الجنة---وأن الفجار الكفار في جهنم خالدين
#
ـ[العاطفي]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 08:41 م]ـ
جزاك الله خيرا .. وجميل أن نحيل أيضا الى كتب العقيدة المتخصصة في الرد على الإباضية وغيرهم ..
ـ[محمد الحسين بن علي السني]ــــــــ[27 - 02 - 2005, 09:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي فيصل ,والله لقد أثلجت صدري، وأزلت عني ثقلا كان يرهق كاهلي ودمت مدافعا عن عقيدة السلف وأرجو من الله العزيز القدير أن يوفقك.
أخوكـ محمد الحسين بن علي السني السلفي.
ـ[السراج]ــــــــ[14 - 03 - 2005, 01:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إلى هنا وصل هذا الموضوع!!
ألا يكف أن الكل قام يكتب فيه .. وزجت به الأنترنت شتائماً للعلماء والمجتهدين .. أناس لا دراية لهم ولا علماً يمسكون أموراً اختلف فيها العلماء ..
ألا يكف ما بالأمة من نكسات .. من ويلات .. من تردي!
ألا يكف ما بالأمة من هجوم من أعدائها، قاموا يحرفون القرآن، ويشتمون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. ونحن نطعن بعضنا بعضاً!
قاموا ينصّرون المسلمين في شتى بقاع الأرض .. ونحن نحارب بعضنا ..
قموا بمحاربة الإسلام .. بكل الصور .. تغيرت مناهجنا لتتوافق مع أفكارهم، غيروا مفاهيمنا لتتوافقم مع مفاهيمهم .. غيروا كل شيء (لا ينفعهم) .. جهزوا آلتهم الإعلامية لإفسادنا وتمييع شبابنا .. وأصبحنا نغوص في الكبائر بحجة (أننا سندخل النار ايماً معدودات) ..
قاموا بنشر ثقافتهم المنحرفة على إلإسلام وأغرقونا بتفاهتهم من أفلام وقنوات تخصصت في إغوائنا .. احتلوا بلداننا وقلبوها منكراً بعد منكر .. ونحن لازلنا نتجادل ..
ونحن لا زلنا نتجادل ..
لماذا نصلي لرب الخليقه ????ويقتل فينا الشقيق شقيقه
وهل يقبل الله منا صلاة???? إذا ما عصيناه كل دقيقه
إنها مساحة ود ... فلنصلح أنفسنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 03 - 2005, 03:54 م]ـ
خطبت فينا يا سراج وماذا بعد؟: mad:
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 03 - 2005, 05:13 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ السراج
هوّن عليك، فلم يزل المسلمون مختلفين في أمور العلم، ومنهم المصيب ومنهم المخطئ، ولا بأس أن يرد بعضهم على بعض، فالحق أحق أن يتبع، وكما قال ابن القيم، رحمه الله: شيخ الإسلام حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه. أظنه يريد شيخ الإسلام الهروي لا ابن تيمية.
سدد الله خطاك على طريق الخير، ووفقك لما يحبه ويرضاه.
تقبل ودادي.(/)
هل تفنى النار
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 09:25 م]ـ
:::
هل تفنى النار
أحد العلماء قال ذلك
والشبهة قد تكون هذه الآية ((قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ))
ربما فهم منها أن الكفار استثنتهم المشيئة من الخلود فسيخرجون منها بعد زوالها وفنائها
---
ولنتركه ونترك فهمه فهو متعارض مع قواطع العقيدة ببقاء النار وخلود أهلها فيها
ولنناقش تفسيرها:
"الذين شقوا" تشمل نوعين هما--الكفار والعصاة---فكانت عقوبتهم جميعا الخلود في النار إلا العصاة من الموحدين فقد استثنتهم المشيئة من الخلود في النار---إذن سيخلد الإشقياء في النار إلا ما شاء ربك من العصاة أصحاب الكبائر فسيخرجون من النار بعد تلقيهم ما يستحقون من عذاب
قال إبن عطية في المحرر الوجيز
((إنما استثنى ما يلطف الله تعالى به للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار، فيجيء قوله: {إلا ما شاء ربك} أي لقوم ما، وهذا قول قتادة والضحاك وأبي سنان وغيرهم، وعلى هذا فيكون قوله: {فأما الذين شقوا} عاماً في الكفرة والعصاة -
__________________
الله أكبر
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال العلامة المحقق محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله في (رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار):
1. قال ابن القيم في الباب السابع والستين [يعني من حادي الأرواح]:
واختلف السلف في هذا الاستثناء.
فقال معمر عن الضحاك: هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة، فقوله تعالى: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} إلا مدة مكثهم النار.
قلت [الصنعاني]: يضعف هذا أن الاستثناء من الخلود يقتضي أن يكون بعد الدخول لا قبله، سيما بعد قوله: {[فأما الذين شقوا] ففي النار}. وقد أشار إلى تضعيف هذا الوجه بما قلناه ابن تيمية في غضون أبحاثه في هذه المسألة.
2. قال ابن القيم: وقالت فرقة: هو استثناه الله تعالى ولا يفعله، كما تقول: والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك، وأنت لا تراه بل تجزم بضربه.
قلت [الصنعاني]: هذا الوجه أحد وجهين ذكرهما جار الله في الكشاف في آية الأنعام، فقال:
أو يكون يريد الاستثناء من قولة الموتور - الذي ظفر بواتره، ولم يزل يحرق عليه أنيابه - وقد طلب منه أن ينفس عن خناقه: أهلكني الله إن نفست عنك إلا إذا شئتُ، وقد علم أنه لا يشاء إلا التشفي منه بأقصى ما يقدر عليه من التعنيف والتشديد، فيكون قوله: (إلا إذا شئت) من أشد الوعيد، مع تهكم بالتوعد في خروجه في صورة الاستثناء الذي فيه إطماع. انتهى.
واختار هذا الوجه صاحب الإتحاف والصفوي. وهو مروي عن ابن عباس، أخرجه البيهقي في (البعث والنشور)، فقال: قد شاء ربك أن يجعل هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة.
قلتُ [الصنعاني]: إلا أنه يختلف صاحب الكشاف وصاحب الإتحاف في عصاة الموحدين، فصاحب الكشاف يجعلهم داخلين في الذين شقوا لأن أصله أنهم لا يخرجون من النار، وصاحب الإتحاف والصفوي يجعلانهم داخلين في الذين سعدوا لقيام الأدلة عندهم بخروجهم من النار.
هذا وقد تعقب ابن الخطيب الرازي في (مفتاح الغيب) هذا الوجه فقال:
وهذا ضعيف، لأن قوله: (لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك) معناه: لأضربنك إلا إن رأيت أن أترك الضرب. وهذا لا يدل على أن هذه الرؤية حصلت أم لا، بخلاف قوله تعالى: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} فإن معناه الحكم بخلودهم فيها المدة التي يشاء ربك فيها، فهذا يدل على أن المشيئة قد حصلت جزماً. فكيف يحسن قياس هذا الكلام على ذلك؟! انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخفى أن المشار المفروض [الذي هو قولك: لأضربنك إلا إن رأيت أن أترك الضرب] واقع على هيأة القطع والجزم، كما هو صريح كلام ابن القيم وصاحب الكشاف. فقول الرازي: (وهذا لا يدل على أن هذه الرؤية قد حصلت أم لا) خلاف المفروض. وقوله: (فهذا يدل على أن المشيئة ... إلخ) إن أراد مشيئة الخلود فهو مراد صاحب هذا القول كما يشعر به المثال وينطبق ويتعلق عليه، وإن أراد مشيئة عدم الخلود كما هو مقتضى كلامه، فـ[يكون كلامه في] محل النزاع [النزاع في فناء النار أو عدمها]، ولا يتم تضعيف كلام الخصم [الذي يقول بفناء النار] بإيراده كما لا يخفى [بل يقوى بذلك، لهذا فلا شك أن الرازي يريد مشيئة الخلود].
3. ثم قال ابن القيم:
وقالت طائفة أخرى: العرب إذا استثنت شيئاً كثيراً مع مثله ومع ما هو أكثر منه، كان معنى (إلا) في ذلك ومعنى الواو سواء. والمعنى على هذا: سوى ما شاء الله من الزيادة على مدة السموات والأرض. وهذا قول الفراء. وسيبويه يجعل (إلا) بمعنى (لكن). قالوا: ونظير ذلك أن تقول: (لي عليك ألف إلا الألفين اللذين قبلها) أي سوى الألفين.
قال ابن جرير: هذا أحد الوجهين لأن الله لا خلف لوعده، وقد وصل الاستثناء [أي أتبع آية الاستثناء محل البحث] بقوله: {عطاء غير مجذوذ}. وقالوا: نظيره أن تقول: (أسكنك داري حولاً إلا ما شئت) أي سوى ما شئت أو لكن ما شئت من الزيادة عليه.
وأقول [الصنعاني]: هذا مبني على أنه أريد بالسماوات والأرض سماوات الدنيا وأرضها، أي مقدار بقاء دار الدنيا. فإنه لو أراد سماء الأخرى وأرضها، لما تم أن يقال: إلا ما شاء الله من الزيادة على مدتهما، فإنهما أبديتان، لا يتصور عليهما زيادة.
والظاهر أنه أريد من السموات والأرض سموات الآخرة وأرضها، لأن آيات التأبيد في الفريقين قاضية بأبدية أرضها وسماواتها، إذ لا بد لهم من شيء يقلهما وشيء فوقهما، وهو المراد من سماوات الآخرة وأرضها [وهذا يدل على وجود سماوات وأرض في الآخرة، لكن لا يدل على أنهما المرادان]. ولأن قوله: {ما دامت السموات والأرض} ظاهر في ذلك إذ أن أرض الدنيا وسماواتها قد ذهبت [لأن (ما) هنا ظرفية مصدرية]، ولو أريد [سماوات الدنيا وأرضها] لقيل: ما كانت السموات والأرض.
4. ثم قال ابن القيم:
وقالت فرقة أخرى: هذا الاستثناء إنما هو مدة احتباسهم عن الجنة ما بين الموت والبعث - وهو البرزخ - إلى أن يصيروا إلى الجنة، ثم خلود الأبد، فلم يغيبوا عن الجنة إلا بقدر إقامتهم في البرزخ.
وأقول [الصنعاني]: فيه ما سلف في الوجه الأول، وهو أن الاستثناء إنما هو بعد دخولهم الجنة.
5. ثم قال ابن القيم:
وقالت فرقة أخرى: العزيمة قد وقعت لهم من الله بالخلود الدائم إلا أن يشاء الله خلاف ذلك، إعلام لهم بأنهم مع خلودهم في مشيئته، وهذا كما قال تعالى لنبيه: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} ونظائره، يخبر عباده أن الأمور كلها بمشيئته؛ ما شاء الله كان وما لم يشا لم يكن.
وأقول [الصنعاني]: إن كان [الاستثناء] تقيداً حقيقة لزم بقاء الخوف في دار النعيم، والله يقول: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} ويقول: {أدخلوها بسلام آمنين الحجر}، والإجماع قائم على أن الجنة لا خوف فيها، ثم يلزم أن يبقى لأهل النار طمع في الخروج منها وروح بذلك، وليس لهم روح ولا فرج. وإن أريد الإخبار بأنه لو شاء تعالى عدم خلود الفريقين لكان له في ذلك حكمة، وان المراد من الاستثناء الإعلام للعباد باتساع نطاق حكمه، فهذا قد يقال إنه وجه وجيه.
[لكن يعترض عليه أن المستثنى هنا مدة وليست إرادة، فليس الكلام إلا أن يشاء الله أمراً، ولكن إلا ما شاء الله من مدةٍ، والله أعلم].
6. ثم ذكر ابن القيم وجهاً قاله لابن قتيبة، كالوجه الذي نقله عن الفراء [أن إلا بمعنى سوى] ولم ينقله لأنه هو [يعني مثله، ونقله تكرار غير مفيد] وإنما اختلفت العبارة.
7. ثم قال [ابن القيم]:
وقالت طائفة: (ما) بمعنى (من) من قِبَل قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء}. المعنى: إلا من شاء ربك أن يدخله النار بذنوبه من السعداء. والفرق بين هذا القول وأول الأقوال أن الاستثناء على ذلك من المدة وعلى هذا القول من الأعيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول [الصنعاني]: هذا القول يفتقر إلى تقرير يتضح معه مراد قائله. وتقريره أن الاستثناء من الذين سعدوا قبل الحكم عليهم بقوله: {ففي الجنة}، فيكون المعنى: وأما الذين سعدوا إلا من شاء الله ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، لما تقرر في النحو والأصول أن إخراج المستثنى من المستثنى منه قبل الحكم عليه بالخبر. إلا أنه يلزم على هذا القول أن تكون الأقسام أربعة:
أ. قوم سعدوا، حكم لهم بالكون في الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، وهم الذين استثني منهم.
ب. وقوم سعدوا أيضاً لكن لم يبين من الآية حكمهم، وهم الذين أفادهم: {إلا من شاء الله}.
ج. وقوم شقوا محكوم عليهم بالكون في النار خالدين ما دامت السموات والأرض.
د. وقوم شقوالم يتبين حكمهم كما عرفتَ.
ومعلوم أن الموجود في الواقع ثلاثة أقسام: موحدون وملحدون وعصاة الموحدين، فيكون المراد من الآية - على هذا - أن قوماً دخلوا في السعداء باعتبار أنهم شاركوهم في التوحيد، ولكنهم فارقوهم في الكون في الجنة خالدين فيها، ودخلوا في الأشقياء باعتبار أنهم قارفوا ما أغضب الله عليهم من المعاصي، ولكنهم فارقوا بعدم الكون في النار خالدين. فالقسم الثالث [عصاة الموحدين] تحته قسمان: باعتبار دخولهم تحت بالسعادة مع الذين سعدوا، وبالشقاوة مع الذين شقوا كما عرفت.
فكانت الأربعة ثلاثة، وتكون الآية قد بين فيها حكم الفريقين من الموحدين والملحدين، ولم يبين حكم الفريق الثالث منها، وقد بينه الله في قوله: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. فمآل المعنى في الآية: فأما الذين سعدوا سعادة خالصة ففي الجنة خالدين فيها، وأما الذين شقوا شقاوة خالصة ففي النار خالدين فيها، وأما الذين أخرجوا من الفريقين فباقون تحت مشيئة الله تعالى.
وهذا الوجه بعد التقرير لا يخفى حسنه.
8. ثم ذكر [ابن القيم] أقوالاً راجعة إلى ما سلف. ثم قال:
وهذه الأقوال متقاربة.
قال [ابن القيم]: ويمكن الجمع بينها بأن يقال: أخبر الله عن خلودهم في الجنة كل وقت، إلا وقتاً شاء الله ألا يكونوا فيها، وذلك يتناول وقت كونهم في الدنيا وفي البرزخ وفي موقف القيامة على الصراط وكون بعضهم في النار.
قلت [الصنعاني]: هذه الإطرفة شيء واحد عائد إلى كونه قبل دخولهم الجنة.
ولكن يبعده ما مر غير مرة [وهو أن الاستثناء لهم بعد دخول الجنة والنار لا قبل ذلك، راجع الوجه الأول].
قال [ابن القيم]:
فإن الاستثناء من خلود الداخلين، وحيث كانوا في عين الجنة، لا يفيد ذلك الكون بخالدين فيها (!!).
ثم قال [ابن القيم]:
وعلى كل تقدير، فهذا الأمر من المتشابه [أي المحتمل معاني عدة لا يظهر لكل أحد المراد منها]، وقوله: {عطاء غير مجذوذ} محكم [نص] وقوله: {أكلها دائم وظلها}. ولهذا أكد خلود أهل الجنة في غير موضع من كتابه، وأخبر أنهم {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} وهذا الاستثناء منقطع، وإذا ضممته إلى الاستثناء من قوله: {إلا ما شاء ربك} تبين لك المراد من الآيتين [أي أن الاستثناء في كل منهما منقطع، والمستثنى هو شيء حاصل في الدنيا]. واستثناء الوقت الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة الخلود كاستثناء الموتة الأولى من جملة الموت، فهذه موتة تقدمت على حياتهم الأبدية، وكذلك مفارقة الجنة تقدم على خلودهم فيها. انتهى كلامه.
وأقول [الصنعاني]: قد أفاد أن الاستثناء من خلود أهل الجنة من المتشابه وأن المحكم آية الخلود [عطاء غير مجذوذ] فيجب برد المتشابه إلى المحكم، فالمحكم هو الخلود، وهذا حسن، وتخصيصه بالاستثناء في أهل الجنة بقوله: {عطاء غير مجذوذ} ولما علم يقيناً من أنه لا يخرج من الجنة أحد ممن دخلها، وسيأتي لنا أنه يمكن
(يُتْبَعُ)
(/)
آخذ هذا الوجه في الاستثناء في آية العذاب. [تصرفت في هذه الجملة إصلاحاً لها، فأرجو أن أكون أصبت إن شاء الله تعالى]. وأما ابن القيم فإنه فيه [هنا سقط، لعله: تابع] ابن تيمية من [أن] الاستثناء فيها على حقيقته، وأنه لا خلود في النار لأهلها من الكفار كما عرفته من أدلة دعواه [وفي نسبة هذا القول إليهما نظر]. وأما قوله إن الاستثناء في الآية كالاستثناء في قوله: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} فإنها موتة تقدمت على الحياة الأبدية، وكذلك مفارقة الجنة تقدم على خلودهم فيها.
فأقول: الفرق بين الآيتين واضح؛ فإن آية الموتة الأولى وقع المستثنى منه فيها من أحوال الدنيا الواقعة فيها المعلوم نقضها، ولذا كان أحسن الأقوال في هذه الآية – أعني آية: {إلا الموتة الأولى} - أنه من باب التقييد بالمحال، من باب قول شعيب: {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا}. إذا الآية سيقت لبيان أن أهل الجنة لا يذوقون فيها الموت أصلاً وأنه أمر محال، فعلق بالمحال لتمام التبشير بنعمة الحياة الأبدية. وآية الخلود المستثنى منه فيها من أحوال الآخرة والكون في الجنة، فكيف يقاس ما لم يمض ولم ينقض بما مضى وانقضى، على أنه لا يصح لغة تسمية اللبث في الدنيا وفي البرزخ وفي الموقف خلوداً حتى يخرج من مدة الخلود.
[ويجاب عن الأول أنه ليس قياس غيب على شاهد، ولكن قياس أسلوب لغوي على آخر، وعن الثاني أن الاستثناء منقطع، فلا يلزم عليه أن يسمى اللبث في الدنيا والبرزخ خلوداً، والله أعلم].
وبعد هذا رأيت فخر الدين الرازي وقد تعقب هذا في (مفتاح الغيب) فقال بعد نقله، لفظه:
وأما حمل الاستثناء على حال عمر الدنيا والبرزخ والموقف فبعيد، لأن الاستثناء وقع عن الخلود في النار، ومن المعلوم أن الخلود كيفيات من كيفيا الله (!!) الحصول في النار، فقبل الحصول في النار يمتنع حصول الخلود، وإذا لم يحصل الخلود لم يحصل المستثنى منه، وإذا لم يحصل المستثنى منه امتنع حصول الاستثناء. هذا لفظه.
فهذه الوجوه التي ذكرها ابن القيم في الاستثناء على آية الخلود، مع ما تراه من الأبحاث التي أوردناها في المقام.
9. وقد بقي فيه وجه ذكره جار الله في الكشاف في آية هود، فقال أن الاستثناء:
هو استثناء من الخلود في عذاب النار ومن الخلود في نعيم الجنة. وذلك أن أهل النار لا يخلدون في عذاب النار وحده، بل يعذبون بالزمهرير وبأنواع من العذاب سوى عذاب النار، وبما هو أغلظ منها كلها، وهو سخط الله عليهم وخسؤه لهم وإهانته إياهم. وكذلك أهل الجنة لهم سوى الجنة ما هو أكثر منها وأجل موقعاً منهم، وهو رضوان الله، كما قال الله: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر} ولهم ما يتفضل الله عليهم سوى ثواب الجنة مما لا يعرف كنهه إلا هو. فهو المراد باستثناء. انتهى. [وصححته من الكشاف].
وتعقبه الفخر الرازي في مفاتيح الغيب فقال:
لو كان كذلك لوجب أن لا يحصل العذاب بالزمهرير إلا بعد انقضاء مدة السماوات والأرض، والأخبار الصحيحة دالة على أن التنقل من النار وبالعكس يحصل كل يوم مراراً، فبطل هذا الوجه. انتهى كلامه.
قلت [الصنعاني]: ولا يخفى ضعف كلامه [الرازي]. فإن معنى الآية أن أهل النار في النار خالدين فيها مدة دوام السماوات والأرض [إلا] وقت مشيئة ربك عدم خلودهم فيها، فهو إخراج [لـ] وقت مشيئة عدم الخلود من القيد بدوام السموات والأرض، والإخراج من المقيد [الخلود] إخراج منه ومن قيده [مدة بقاء السماوات والأرض] بمعنى إن خرج منه بعد اتصافه بالقيد فالقيد جزء منه، ومعناه أن يخرج من النار إليها إلى غيرها مع بقاء السموات والأرض لا بعد انقضاء مدتها. ثم هذا الذي أورده الرازي لازم لما اختاره في الآية كما ستعرفه.
هذا وقد اعترض كلام الكشاف صاحب الإتحاف فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أدري ما حمله على ما لا تقبله العقول في حمل الاستثناءين على الخروج إلى الهموم والغموم في أهل النار وإلى رضوان الله في أهل الجنة ونحو ذلك مما ذكر، والغموم ملازم أهل النار، ورضوان الله ملازم لأهل الجنة ولأجله دخولها، وكذلك سخط الله لأهل النار. وكيف الخروج من الأمور الحسية - وهي الجنة والنار - إلى المعنوية - وهي السخط والرضى - وسائر ما ذكرناه مما اشتمل عليه دار العقاب ودار النعيم؟! انتهى.
ثم جنح [صاحب الإتحاف] إلى حمل الاستثناء في آية هود على الوجه الذي حمله عليه صاحب الكشاف في آية الأنعام [وهو أنه من باب قولك: لأعذبنك إلا أن أرى غير ذلك]. وقد سبق ذكره.
هذا إن لم يحمل كلام صاحب الكشاف على ما روي عن ابن مسعود، وإن حمل عليه، لم يتم إيراد صاحب الإتحاف. كما أنه لا يرد على صاحب الكشاف ما أورده عليه الرازي.
وكلام الإتحاف هذا صحيح، إلا قوله: (إن رضوان الله لازم لأهل الجنة ولأجله دخولها). فإنه قد يقال أنه أخرج أحمد والشيخان والترمذي والنسائي والبيهقي في (الأسماء والصفات) من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ربنا، وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟! فيقول: إني أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: رب وأي شيء أفضل من ذلك؟! قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبد الملك الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضوان الله على أهل الجنة نعيمهم بما في الجنان. [علق الألباني هنا أن لعل الصواب: لنعيم أهل الجنة برضوان الله عنهم أفضل من نعيمهم بما في الجنان].
وهذا دال على أن رضوان الله تعالى هذا متأخر عن دخول أهل الجنة، والآية التي ساقها في الكشاف [وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر] دالة على ذلك أيضاً، فإنه جعل رضوانه تعالى الأكبر قسيماً للجنات.
ولعله يقال: إن هذا الرضوان الذي يبشرهم به الرب ويخاطبهم به الموصوف بأنه لا يسخط بعده أبداً متأخر، وهو المراد من الآية والحديثين، ومجرد الرضى حاصل لهم من أول الأمر كما يدل له قوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} فإنه دال على الرضى من أول الأمر قبل دخول الجنة. ويحتمل أنه خاص بصاحب هذه النفس المطمئنة.
والحاصل أن هذا الرضى الذي أراده صاحب الكشاف واستدل عليه بالآية متأخر، وهو المراد من الحديثين، ولا ينافيه مجرد الرضى اللازم لأهل الجنة، فلا يرد اعتراض صاحب الإتحاف عليه.
وأما قوله: (والهموم والغموم لازمة لأهل النار) فقد أشار إلى جوابه المحقق أبو السعود فقال:
ولك أن تقول إنهم ليسوا مخلدين في العذاب الذي هو عذاب النار، بل لهم من أفانين العذاب ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وهو العقوبات والآلام الروحانية التي لا يقف عليها في الدنيا المنغمسون في أحكام الطبيعة. المقصود إدراكهم ما ألفوا به من الأحوال الجسمانية، وليس لهم استعداد لتلقي ما وراء ذلك من الأحوال الروحانية. وهذه العقوبات [الروحانية]- وإن كانت تعتريهم وهم في النار - لكنهم ينسون بها عذاب النار ولا يحسونها، وهذا كاف في تحقيق معنى الاستثناء. انتهى كلامه.
وهذا وجه حسن محتمل على أنه الذي أراد صاحب الكشاف، ويندفع به اعتراض صاحب الإتحاف.
هذا وفي الكشف على الكشاف ما لفظه:
هذا في أهل النار ظاهر، لأنهم ينقلون من حر النار الى برد الزمهرير. والرد بأن النار عبارة عن دار العقاب غير وارد، لأنا لا ننكر استعمال النار فيها تغليباً. أما دعوى الغلبة حتى هجر الأصل، فلا، ألاترى إلى قوله: {ناراً تلظى} [أي وثم نار أخرى لا تلظى] وقوله: {وقودها الناس والحجارة} وكم وكم. وأما رضوان الله عن أهل الجنة وهم فيها فيأبى الاستثناء، كيف وقوله: {خالدين فيها} لا يدل بظاهره على أنهم منعمون بها، فضلاً عن انفرادها بنعيمهم بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: ولعل الوجه - والله أعلم - أن يكون من باب {حتى يلج الجمل في سم الخياط} {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى}. وأشار إليه سلمه الله - يريد الفاضل الطيبي - وذكر أنه وقف بعد ذلك على نص من قبل الزجاج. انتهى.
يريد أنه تقييد بالمحال في الآيتين، وعصاة الموحدين داخلون في السعادة فإنهم خالدون في الجنة وإن تأخر دخولهم إياها. فإنه من المعلوم أن الداخلين إلى الجنة لا يدخلون دفعة واحدة، بل يدخلون أرسالاً، بل فيها من يسبق إليها بمقدار خمسمائة عام كما ثبت ذلك في فقراء المهاجرين.
10. والذي رجحه الفخر الرازي بعد سرده للأقوال وتعقبه لها أن عصاة الموحدين داخلون في الأشقياء محكوم عليهم بهذا الحكم، وقوله: {إلا ما شاء ربك} يوجب أن لا يبقى حكم الخلود لبعض الأشقياء. ولما ثبت أن الخلود واجب للكفار، وجب أن يقال الذين زال حكم الخلود عنهم هم الفساق من أهل الصلاة. وهذا الكلام قوي في هذا الباب. انتهى.
وأقول [الصنعاني]: يرد عليه في هذا الوجه الذين استقوا إلى ما أورده هو على من قال إن معنى الاستثناء في آية أهل النار أنهم ينقلون من عذابها إلى الزمهرير، فإنه أورد عليه ما أسلفناه من أنه [ينبغي] أن لا يحصل العذاب بالزمهرير إلا بعد انقضاء مدة السموات والأرض، فيقال عليه: هذا عين ما قاله هناك أنه يلزم أن لا يخرج عصاة من الموحدين عن النار، إلا بعد انقضاء مدة السموات والأرض، ولا دليل عليه، بل الأدلة قائمة على خلافه كما قدمناه في التثنية مما سبق. فالحق ما قدمناه لك من أن إيراده غير وارد على من أورده ولا لازم له لبطلانه في نفسه [وعليه فلا يعترض به على الرازي].
هذا، وكلام الفخر الرازي هذا هو كلام المفسرين من أئمة السنة، وذكره سعد الدين في شرحه على التلخيص، لأنه جعل الاسثناء في الآيتين معا لإخراج عصاة الموحدين، وأن المراد بعدم خلودهم في الجنة فراقهم لها أيام عذابهم، وأنهم داخلون في السعداء باعتبار الإيمان وفي الأشقياء بسبب المعاصي.
ولكن فيه ما عرفت من أن الاستثناء إنما هو من المحكوم عليهم بدخول الجنة خالدين فيها، وعصاة الموحدين قبل دخولهم لا يصح في حقهم الاستثناء كما عرفته. وقد نبه على هذا المحقق الشريف في حواشيه على المطول حيث قال:
أقول [الشريف]: الخلود إنما هو بعد دخول الجنة، فكيف ينقضي بما سبق على الدخول؟! فالصواب أن يقال: الاستثناء الأول محمول على ما تقدم من أن فساق المؤمنين لا يخلدون في النار، وأما الثاني فهو محمول على أن أهل الجنة لهم سوى نعيمها ما هو أجل وأكبر - وهو رضوان الله عز وجل وبقاؤه - لا على أن فيهم بعضاً يخرج. انتهى.
ولا يخفى أن كلامه [الشريف] في الاستثناء الثاني هو كلام صاحب الكشاف بعينه، وأنه يرد عليه ما أورده صاحب الإتحاف، وقد سبق لنا رده كما عرفت، وهكذا يرد عليه ما أورده صاحب الكشف كما سبق قريباً أيضاً.
فالأحسن أن يقال أن الاستثناء في آية الجنة من باب {حتى يلج الجمل في سم الخياط} تقييد بالمحال، وأن من دخل الجنة لا يخرج منها أبداً بدليل الإجماع المعلوم ضرورةً من الدين، وبدليل قوله تعالى: {عطاء غير مجذوذ}. و [الاستثناء] في آية أهل النار محمول على ما ذكر من خروج الموحدين. ولا يقال أن هذا يوجب اختلافاً في نظم الكلام، حيث عدل بالاستثناء الثاني عما حمل عليه الاستثناء الأول مع أنهما سيقا مساقاً واحداً، لأنا نقول: قد دفع الشريف هذا الإيراد لأنه ورد ما وينهي إليه (!!) بقوله: الأول محمول على الظاهر وقد عدل بالثاني عنه بقرينة واضحة مما ذكرنا، فلا إشكال ولا اختلاف.
إذا عرفت حقيقة هذه الأقوال التي حققها الاستدلال وأساطين المفسرين وعيون العيون من المحققين، عرفت أن آية الاستثناء - كما قال صاحب الكشاف - من المعضلات، وقد اختلفت فيه كما رأيت أذهان المحققين الأثبات، وقد سبق قول ابن القيم في آية الاستثناء في أهل الجنة: أنه على كل تقدير أن الاستثناء فيه من المتشابه وأن المحكم قوله تعالى: {عطاء غير مجذوذ} {وظلها دائم} وآيات الخلود التي وردت في الكتاب العزيز. فلك أن تقول بغير هذا القول في آية الاستثناء في أهل النار؛ أنه من المتشابه وأن المحكم: {خالدين فيها} و {ما هم منها بمخرجين} [نبه الألباني أن ذكر هذه الآية في خلود أهل النار سهو، فهي في أهل الجنة] والآيات المصرحة بخلود أهل النار في القرآن كثيرة جداً، وسيأتي عدّ بعضها، فيرد المتشابه - وهي آية الاستثناء - إلى المحكم.
وقد حكم الله بخلود أهل النار في النار، وتواترت الأحاديث بإخراج عصاة الموحدين، وقد ورد الاستثناء: فلا ندري ما أراد الله؛ هل هو إخراج العصاة من الموحدين كما قال جماهير أهل السنة، وهو المروي عن ابن عباس كما أسلفناه عنه؟ أو هو قريب أو هو عين المراد؟
أو أراد به أمراً استأثر الله بعلمه، فنقول: آمنا بالله كل من عند ربنا؟
وقد أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم [بسند صحيح] عن قتادة في قوله تعالى: {إلا ما شاء ربك}: فإن الله أعلم ثنيته [ثنيته أي استثناءه أي قوله إلا ما شاء ربك] على ما وقعت.
انتهى المقصود، وما كان بين هذين القوسين [و] فمني للإيضاح أو الإصلاح، وقد استفدت بعضه من تحقيق العلامة الشيخ الألباني رحمه الله. وما كان بعده هكذا (!!) ففيه اضطراب؛ إما خطأ في النسخ أو أني لم أفهمه. وذكرت قبل كل قول رقمه، فتحصل أنها عشرة أقوال.
والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 09:13 م]ـ
فيصل
ترك الموضوع مبهما ليس سليما---ولست أنا بصدد التعرض لما أثبته العلامة الصنعاني من قول لعالم أو عالمين بفناء النار
فلنسمع منك رأيا في موضوع واحد محدد هو ---ماذا تقول أنت في الآية ((قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ))
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 11:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم لم أترك الموضوع مبهماً، بل في غاية الوضوح إن شاء الله تعالى.
أما رأيي في الآية فليس ينفعك أخي بعد أن عرفت آراء الكبار. وعلى كل، فالذي تبين لي - والله أعلم - هو ما رجح العلامة الصنعاني رحمه الله. ومع ذلك فالقول بأن (إلا ما شاء الله) بمعنى (سوى ما شاء الله من زيادة) وجيه جداً، وجميل حقاً، إلا أنه معترض كما مر، وإن كان الاعتراض يمكن دفعه. فالله أعلم.(/)
يأجوج ومأجوج
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 03:22 م]ـ
:::
لا مناص من القول بأن يأجوج ومأجوج هما المغول والتتارفهذان الشعبان هما يأجوج ومأجوج
ولقد أكد إبن عاشور ذلك بقوله
((والذي يجب اعتماده أن ياجوج وماجوج هم المغول والتتر. وقد ذكر أبو الفداء أن ماجوج هم المغول فيكون ياجوج هم التتر. وقد كثرت التتر على المغول فاندمج المغول في التتر وغلب اسم التتر على القبيلتين))
ولنقرأ الآيات معا
((قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَداًّ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً راًآتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً))
ويؤكد أبن عاشور على موقع الحادثة فيقول
((إن موضع السدين هو الشمال الغربي لصحراء (قوبِي) الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب (منغوليا). وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثارهُ إلى اليوم شاهدَها الجغرافيون والسائحون وصورت صوراً شمسية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ العصرية.))
ولقد أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بدء وعد الله بهدم السد بقوله
((قال النبي صلى الله عليه وسلم " فُتح اليوم من رَدم ياجوج وماجوج هكذا، وعقد بين أصبعيه الإبهام والسبابة))
وعندما تم هدم الردم حسب قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ)) ---فالوعد هنا موعد هدم الردم تماما
انطلقت أمواج التتارمدمرة مخربة كل ما في طريقها قال تعالى ((وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ))
ولقد انطلق التتار وهم خليط يأجوج ومأجوج في بداية القرن السادس الهجري مقتحمين البلاد الأسلامية بقيادة جنكيز خان
المهم في هذا التحليل---إن قصة يأجوج ومأجوج قد حصلت وانتهى الأمر
وليس هناك على سطح الأرض سدا يحجزهم لم يهدم بعد---فلقد ذرع الإنسان الأرض مترا مترا ولا وجود لمثل هذا الردم
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 04:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الركريم جمال، ينقض هذا كله حديث مسلم الطويل عن بعض أشراط الساعة من ظهور الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج، وفيه:
إنه [أي الدجال] خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا [وذكر شيئاً من إفساده] ...
ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله منه [من الدجال] فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني أخرجت عباداً لا يدان لأحد بقتالهم، فاحرز عبادي إلى الطور.
ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرةً ماءٌ.
ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر - وهو جبل بيت المقدس - فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلم فلنقتل من في السماء! فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دماً.
ويُحصَر نبي الله عيسى [يحصره يأجوج ومأجوج] وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم. فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم [على يأجوج ومأجوج] النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ...
أظن هذا نصاً لا يحتمل التأويل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وللبحث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 04:25 م]ـ
فيصل
هل هناك ما يمنع من تفسيري لقصة حصلت
(يُتْبَعُ)
(/)
أقصد ركز على كون السد قد هدم وأن يأجوج ومأجوج خرجوا من حجزهم
فموضوعي موضوع لا علاقة له بما تفضلت به
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 05:59 م]ـ
في كلامك أخي أن السد هدم، وفي كلامي أن يأجوج ومأجوج لم يخرجوا بعد، فهل أفهم أنك تريد أن السد قد هدم، وأن يأجوج ومأجوج لم يخرجوا بعد؟!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 06:29 م]ـ
فيصل
ما المانع أن السد قد هدم----فتش الارض طولها وعرضها----هل هناك حاجز أو ردم أو سد يحجز أقواما ما؟؟
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم جمال، إن اتفقنا على أن يأجوج ومأجوج لم يخرجوا بعد قطعاً، للقطع بصحة حديث مسلم والقطع بدلالته، وجب القول بأن السد لم ينهدم بعد، قال تعالى: (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاءَ وكان وعد ربي حقاً. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) فعند دك السور يموج بعض الناس في بعض، وهو موعد وعدٍ من الله تعالى، وهي - والله أعلم - القيامة، لقربها منه.
وقال تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. واقترب الوعد الحق) فخروج يأجوج ومأجوج واقتراب الوعد الحق - يوم القيامة، والله أعلم - مقارنان لانفتاح السور، ضرورة ما تفيده (إذا) من الظرفية، وهي متعلقة بالفعل (فتحت).
ثم أوضح من ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: (إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غداً، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غداً إن شاء الله تعالى، واستثنوا. فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون الماء ... ) الحديث.
أما أنا لا نجده، فلله الحكمة البالغة أن يخفي علينا ما يشاء.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 09:18 م]ـ
فيصل
هناك أحاديث تشير إلى أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وموعد الساعة متقاربان
فقولك ((وقال تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. واقترب الوعد الحق) فخروج يأجوج ومأجوج واقتراب الوعد الحق - يوم القيامة، والله أعلم - مقارنان لانفتاح السور، ضرورة ما تفيده (إذا) من الظرفية، وهي متعلقة بالفعل (فتحت).))
منضبط مع كون خروج التتار مفسدين كان بعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام---أي مقارن ليوم القيامة
هل فهمتني؟؟
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 09:28 م]ـ
أخي الكريم قريب وأقرب، المهم اقتران هدم السور وخروج يأجوج ويمأجوج زمناً، وثبت لك أنهم لا يخرجون إلا بعد نزول عيسى وموت الدجال، وعليه فلا يهدم السور إلا حينها، والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 09:53 م]ـ
فيصل
أرغب بأن نتفق مرة--فما المانع أن يأجوج ومأجوج نقبوا السد وخرجوا وأفسدوا في الأرض وهم التتار
وان الحديث يشير إلى قوم غيرهم سيخرجون مع نزول عيسى يعيثون في الأرض فسادا---أقصد أن يأجوج ومأجوج وصف لكل شعب مفسد خرج مرة--ويخرج اخرى
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 10:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم نتفق على كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفهم السلف رضوان الله عليهم.
المانع أخي أن (يأجوج ومأجوج) اسما علم، والعلم ليس شائعاً في مقدر أو موجود، بل ذلك النكرة. ثم لا دليل في الشرع على أن كل شعب مفسد هو يأجوج ومأجوج. ثم لا أعلم أحداً من السلف قال بذلك. وأخيراً راجع أخي كتاب (العراق في أحاديث وآثار الفتن) لفضيلة الشيخ البحاثة مشهور بن حسن آل سلمان، تر فيه بحثاً رائعاً في تنزيل أحاديث الفتن وأشراط الساعة على أعيان الوقائع، وتكلم عمن زعم أن التتار هم يأجوج ومأجوج. فلا يفوتنك ذلك.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 03:16 م]ـ
ما شاء الله.
الحديث في صحيح مسلم يمنع من كون يأجوج ومأجوج قد خرجوا من رواء السد. وكلام الأخ فيصل القلاف واضح يفهمه من له أدنى معرفة باللغة العربية. وقول الأخ جمال: (ما المانع أن السد قد هدم----فتش الارض طولها وعرضها----هل هناك حاجز أو ردم أو سد يحجز أقواما ما؟).
كلام سفسطة لا يصلح للنقاش. هل فتشت يا أخي جمال الأرض طولاً وعرضاً، ورأيتها كلها؟ ومن أخبرك أن أحداً تعمد البحث عن سد ذي القرنين هذا فلم يجده؟
لعل هذا الكلام الإنشائي يدل على أنك لم تقرأ في أقرب الكتب إليك: صحيح مسلم، البخاري، كتب التفسير المعتمدة للطبري وابن كثير وغيرهم، فضلاً عن أن تكون قرأت ما هوأبعد من ذلك كالبحوث المكتوبة في الجغرافيا، والاكتشافات وغيرها. والتي تدل من ضمن ما تدل عليه على أن المتخصصين لا زالوا يشعرون بغموض لكثير من المساحات على سطح الأرض لم يصلها الإنسان بعد، والحاجة إلى السعي لاكتشافها. ولا يغرنك إرسالهم لبعض الكاميرات للفضاء ونحوهذه التهويلات التي لا تمر إلا على أمثالنا من البسطاء المساكين، والأفلام التي ينشرونها لاكتشافات العالم. وبعضها صحيح ولكنه محدود، وغالبها لهواة.
ورأي ابن عاشور اجتهاد خاص منه رحمه الله. وهو مع سعة علمه ودقة فهمه غير معصوم من الوقوع في الخطأ في الاجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها الأستاذ الفاضل " ابن هشام "
وأنقل ههنا كلاما لفضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - من كتابه " الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد " (ص283)، يقول - حفظه الله -:
" وقد أنكر بعض الكتاب العصريين وجود يأجوج ومأجوج ووجود السد، وبعضهم يقول: إن يأجوج ومأجوج هم جميع دول الكفر المتفوقة في الصناعة!
ولا شك أن هذا تكذيب لما جاء في القرآن، وتكذيب لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تأويل له بما لا يحتمله، ولا شك أن من كذب بما جاء في القرآن أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو كافر، وكذلك من أوله بما لا يحتمله؛ فإنه ضال، ويخشى عليه من الكفر.
وليس لهؤلاء شبهة يستندون إليها؛ إلا قولهم: إن الأرض قد اكتشفت كلها، فلم يوجد ليأجوج ومأجوج ولا للسد مكان فيها.
والجواب عن ذلك أن كون المكتشفين لم يعثروا على يأجوج ومأجوج وسدهم لا يدل ذلك على عدم وجودهم، بل يدل على عجز البشر عن الإحاطة بملكوت الله عز وجل، وقد يكون الله عز وجل صرف أبصارهم عن رؤيتهم، أو جعل أشياء تمنع من الوصول إليهم، والله قادر على كل شيء، وكل شيء له أجل؛ كما قال تعالى: {وكذَّبَ به قومُك وهو الحقُّ قلْ لستُ عليكم بوكيل. لكلِّ نبإٍ مستقرٌّ وسوفَ تعلمون} [الأنعام: 66 - 67]، وما الذي أعمى أبصار الأوائل وأعجز قدراتهم عن كنوز الأرض التي اكتشفها المعاصرون كالبترول وغيره؛ إلا أن الله عز وجل جعل لذلك أجلا ووقتا؟! فالله المستعان " اهـ.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 07:49 م]ـ
الأخ إبن هشام
السلام عليكم
كان آخر رد للأخ فيصل على موضوعي رافضا الفكرة---وأنا لم أرد--قد أكون تراجعت--فلماذا أعدت التنقيب على الموضوع ومخاطبتي بلهجة قاسية إذ قلت ((كلام سفسطة لا يصلح للنقاش))
وقلت--وقلت--
لماذا؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 08:23 م]ـ
أنتظر رد الإخ إبن هشام
ـ[ابن هشام]ــــــــ[12 - 02 - 2005, 12:12 ص]ـ
حياك الله أخ جمال
أنا لم ارد عليك شخصياً.
أنا وضحت رأيي في الفكرة المطروحة أعلاه. ولست أعلم ما في نفسك هل تراجعت أم لا. فمعذرة
ـ[السياري]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 12:05 ص]ـ
إخوتي ..
أنصحكم بقراءة كتاب " إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة " للعلامة حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله تعالى والكتاب في ثلاث مجلدات.
والكتاب من أفضل ما قرأت في بابه، وفيه ردود مفحمة مفحمة، على المتخبطين الذين تأولوا بعض علامات الساعة، خاصة أن ردوده مستقاة من الكتاب والسنة.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 01:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم " السياري "، ونفع بك.
ـ[البصري]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 06:09 م]ـ
لا مزيد على ما ذكره الإخوة، إلا أن أنبه الأخ الكريم الشرباتي إلى أن المسلم يجب أن يكون وقَّافًا عند كلام الله وكلام رسوله، مؤمنًا بما جاء في كتاب الله ـ تعالى ـ وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإن تعارض مع عقله في ظاهر الأمر، فإنه لا تعارض بين صحيح النقل وصريح العقل، ومن وجد شيئًا من ذلك فليتهم عقله وليراجع فهمه.
ومن لم يرضه كلام الله وصحيح ما ورد عن رسوله، فلا أظنه يقتنع بأي نقاش أو فلسفة ... والظاهر ـ إن شاء الله ـ أن الأخ الشرباتي قد رجع إلى الحق، وهو ما جاء في الأحاديث الصحيحة من كون يأجوج ومأجوج لم يخرجوا بعد، فهو أمر ظاهر لا مماراة فيه ولا جدال.
أما التلازم بين انهدام السد وخروجهم فواضح مما أسلفه الأخوان ـ بارك الله فيهم ـ ولا ينكره إلا متأول قد غره ما يروج له الكفرة من أنهم قد استوعبوا الأرض اكتشافًا ومعرفة لكل جزء منها، وهذا لا يسلم لهم وإن زعموه وروجوا له، وأظهروا للناس قوة مختراعتهم وآلات تصويرهم ... ومن قرأ قول الحق ـ سبحانه ـ: " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " بإنعام نظر وتأمل وتجرد، عرف ضعف البشر وعجزهم وقلة حيلتهم، وأنهم مهما تراءى لهم أنهم قد بلغوا الكمال إلا أن بينهم وبينه أمدًا بعيدًا.
فاحذر نفسي وإخواني الذين يرجون رحمة الله ويخافون نقمته من أن يكون في الأنفس شيء مما جاء عمن لا ينطق عن الهوى؛ اتباعًا لزعم كافر أو تصديقًا بترويج منخدع أو نحو ذلك، وليستحي العبد من أن يرد كلام خالقه ومولاه أو كلام نبيه ومصطفاه، فإذا وافى يوم العرض على الله، وسأله عن ذلك، لم يكن جوابه إلا أن الكفار ردوا ذلك القول فرددته، استجابة لدعوة الشيطان، فليحذر العبد ثم ليحذر أن يكون ممن يستمع حسيرًا كسيرًا لخطبة خطيب النار الشيطان " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " أسأل الله أن يوفقنا بمنه وكرمه إلى الصواب من القول والخالص من العمل، وأن يجنبنا الخطل والزلل، إنه جواد كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 07:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل " البصري "، ولا فض فوك ...(/)
التعجب في حقه تعالى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 07:49 م]ـ
لا نقاش أن التعجب مستحيل في حقه تعالى
كيف لا والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
كيف لا والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
ولقد وردت صيغة التعجب في
((فما أصبرهم على النار)) --البقرة 175فلا يكون معنى قوله تعالى أنه يتعجب من صبرهم على النار---معاذ الله أن يكون هذا المعنى المراد.
إذن معنى الآية " أن فعل هؤلاء مما يجب أن يتعجب منه"
قال القرطبي
((فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
مَذْهَب الْجُمْهُور - مِنْهُمْ الْحَسَن وَمُجَاهِد - أَنَّ " مَا " مَعْنَاهُ التَّعَجُّب هُوَ مَرْدُود إِلَى الْمَخْلُوقِينَ , كَأَنَّهُ قَالَ: اِعْجَبُوا مِنْ صَبْرهمْ عَلَى النَّار وَمُكْثهمْ فِيهَا))
__________________
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 02:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم جمال، بل لا نقاش في ثبوت صفة العجب لله تعالى من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.
دليل ذلك قوله تعالى: (بل عجبتُ ويسخرون) نص في المسألة، وكذا كل آية فيها صيغة التعجب. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية ... ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن ربك سبحانه وتعالى يعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري) وغيرها.
أما قولك أخي عفا الله عنك: (والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه، وهذا نقص لا كمال) فباطل. لأن تعظيم العظيم كمال، فأي نقص في إعطاء كل شيء قدره؟! ألا ترى قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) فيه تعظيم الله تعالى لخلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقال تعالى: (ولهم عذاب عظيم) وقال تعالى: (وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم) إلى غير ذلك مما هو مشهور مستفيض في كتاب الله تعالى.
وقولك عفا الله عنك: (والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه، وهذا نقص لا كمال) باطل كذلك. لأنا نقول ببساطة، قد تعجب الله تعالى كما مر، ومع ذلك قال تعالى عن نفسه: (والله بكل شيء عليم)، فينتقض قولك. بل إنا لنجد ذلك من أنفسنا ضرورة، ألا ترى الأستاذ يعجب من تفوق تلميذه إعظاماً له وتقديراً، مع أنه يعرفه وقد اختبره غير مرة؟! ألا ترى أنك تعجب من جمال بستان، ومع ذلك فأنت لا تجهل جماله بل تراه بعيني رأسك؟! فقولك هذا مخالف للضرورة الفطرية كما هو مخالف للنص، فتأمل.
فإن تبين جلياً أن العجب لا يلزم منه نقص، لم يكن لمن عطل الله تعالى عن صفته هذه وجه، والحمد لله. هذا، مع أنا نقول أنه لا يلزم على صفة الله تعالى ما يلزم على نظيرها عند البشر، إذ لا يقاس الخالق بخلقه. وكيف ولله تعالى علم ولنا علم، فهل يلزم على علمه تعالى ما يلزم على علمنا من التعلم والعقل والأعصاب والحواس؟!
ثم إنا نقول: كيف يكون ظاهر كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم باطلاً، بل كفراً، ومع ذلك لا ينبه الله تعالى على هذا ولا يبين المراد منه، ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه رضوان الله عليهم؟! هذا - لا شك - لا يكون، ولا يقوله أحد قدر الله قدره.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 07:46 م]ـ
إسمح لي يا أخ فيصل أن أسبقك بالإجابة
المشكلة عند فيصل وأصحابه ليس في قراءة (وعجبت) بالفتح---فهي تعني عجبت يا محمد--فلا إشكال عندهم
المشكلة هي في قراءة الضم---هم يريدون إثبات العجب في حقه تعالى---وجمهور المفسرين على خلاف قولهم---حتى أن عمدة مفسريهم المتحول عن الزيدية لم ينقل قولا واحدا فيه نسبة العجب حقيقة لله تعالى
نقل الشوكاني ما يلي
((وقال عليّ بن سليمان: معنى القراءتين واحد، والتقدير: قل: يا محمد: بل عجبت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخاطب بالقرآن. قال النحاس: وهذا قول حسن، وإضمار القول كثير
. وقيل: إن معنى الإخبار من الله سبحانه عن نفسه بالعجب أنه ظهر من أمره، وسخطه على من كفر به ما يقوم مقام العجب من المخلوقين.
قال الهروي: ويقال: معنى عجب ربكم، أي: رضي ربكم وأثاب، فسماه عجباً، وليس بعجب في الحقيقة، فيكون معنى {عجبت} هنا: عظم فعلهم عندي.
وحكى النقاش: أن معنى {بل عجبت}: بل أنكرت.
قال الحسن بن الفضل: التعجب من الله: إنكار الشيء وتعظيمه، وهو لغة العرب،
وقيل: معناه: أنه بلغ في كمال قدرته، وكثرة مخلوقاته إلى حيث عجب منها،)) ولقد ناقشوني في منتدى التفسير عن سبب عدم إشارتي للنقل التالي له (قرأ الجمهور بفتح التاء من (عجبت) على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة، والكسائي بضمها. ورويت هذه القراءة عن عليّ، وابن مسعود، وابن عباس، واختارها أبو عبيد، والفراء.
قال الفراء: قرأها الناس بنصب التاء، ورفعها، والرفع أحبّ إليّ؛ لأنها عن عليّ، وعبد الله، وابن عباس. قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد.)
فقلت لهم ((القول الذي في الشوكاني
((قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد)) ----يعني تماما أنه لم ينقل قولا يسند معنى العجب الحقيقى لله تعالى
ألم تر قول المنقول عنه (فليس معناه من الله كمعناه من العباد) ---فالعجب في حقه له معنى آخر غير العجب عندنا)):::
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 09:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم أبا محمد أكرمه الله، الآية الكريمة لها قراءتان بفتح التاء وبضمها.
أما أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم فلا إشكال عندهم، إذ هم لا يقولون إلا بما في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وفهمه سلف الأمة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم. وما كان كذلك امتنع عليه التناقض، قال تعالى: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً).
فهم كما وصف الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى أهل الحديث، فقال كلاماً رائقاً معناه: لا يميلون إلى الأهواء ولا يعرجون على الآراء، وكل فئة لها هوى تتحيز إليه أو رأياً تعكف عليه، إلا أهل الحديث؛ فكتاب الله عدتهم وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمدتهم.
أما من كان عمدته فلسفة اليونان وقدم العقل على النقل وقال بأن النقل لا يفيد قطعاً أبداً، فكثير من الآيات تشكل عليه، فلا يملك إذ ذاك إلا التأويلات الباردة (كما وصفها أهل العلم)، لا لعيب في المعنى الظاهر، لكن لئلا يقول: أخطأ إمام مذهبنا! فلا حول ولا قوة إلا بالله.
المهم أخي، أن ما ورد في كتاب الله تعالى من آية تكلم الله تعالى بها على وجهين مختلفين، فتعامل كل منهما على أنها آية مستقلة، لا يضرب أحدهما بالآخر، ولا يهمل أحدهما بالآخر.
فلا يصح أن نقول: قراءة الضم بمعنى قراءة الفتح، إذ بهذا تضيع الحكمة من التغاير. بل لكل منهما معنىً لا يفيده الآخر. فقراءة الرفع فيها عجب الله تعالى، وقراءة النصب فيها عجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولا تعارض، فما المانع أن يعجب الله تعالى من أمر، فيخبر بذلك نبيه فيعجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟! لا مانع إن شاء الله تعالى.
وهذا أخي هو ما يوافق عقائد السلف رضوان الله عليهم، فعضد عليه بالنواجد ولو خالف ركيك فلسفة فلان وحذلقة فلان. خذ كتاب الله تعالى واضحاً كما وصفه هو سبحانه فقال: (كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً) وقال تعالى: (نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين) أي واضح لا لبس فيه ولا خفاء.
أما ما ذكر أخي جمال الشرباتي عفا الله عنه، فتجد رده هنا لأخينا الشيخ أبي مجاهد العبيدي وفقه الله:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2954
ولا يهولنك أخي كلام الأخ الشرباتي، فالشوكاني رحمه الله لما ترك الزيدية صار معطلاً، وكذلك ظل حتى صنف التفسير، ثم هداه الله تعالى إلى مذهب أهل السنة الحق، وقال بإمرار الصفات كما جاءت، وراجع في ذلك - مشكوراً - رسالته القيمة: (التحف في مذاهب السلف).
بل العجيب في كلام الأخ الشرباتي أنه قال بامتناع الاستعظام على الله تعالى أولاً، ثم كان فيما ذكر أن معنى العجب هنا الاستعظام!! بل الأعجب أنه يستدل بكلام الشوكاني رحمه الله، وفيه إثبات العجب لله تعالى!! مع تنزيه الله تعالى عن مماثلة خلقه. فالله المستعان.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.(/)
"إن مع العسر يسرا"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 05:00 م]ـ
:::
هل في هذه الآية تكرار لفظي للتوكيد
أم تكرار مع إختلاف معنى؟؟
قال تعالى ((فإن مع العسر يسرا إن مع العسر عسرا)) ألم نشرح6
أنا أميل إلى تنزيه القرآن الكريم عن التكرارالمتتابع لغرض التوكيد, ولذلك أميل إلى كون العسر واحد وهو الضيق الذي كان المسلمون فيه في مكة
وأن اليسر يسران لوروده نكرة غير مرتبط بأل التعريف-----ويدعم هذا الرأي ما ورد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ((لن يغلب عسر واحد يسرين))
بقيت نقطة---فقد ذكر الزمخشري أن (إن مع العسر يسرا) ذكرت مرة واحدة في مصحف إبن مسعود --ولست أرى ذلك فلا وجود لتعليل مناسب لذكرها مرة واحدة عنده--ولا يستقيم ذلك عندي , لقول إبن مسعود ((لن يغلب عسر واحد يسرين)) إذ كيف يصدر منه هذا القول وفي مصحفه ذكرت الآية مرة واحدة؟؟(/)
فمنهم من يمشي على بطنه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 05:48 م]ـ
قال تعالى
((وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) 45 النور
هل خلقت الدواب من الماء؟؟
ولم قدم الماشي على بطنه على الماشي على رجليه على الما شي على أربع؟؟
والجواب على الأول هو
أولا: معنى الدابة
قال إبن عطية في المحرر الوجيز ((الدابة " كل من يدب من الحيوان أي تحرك منتقلاً أمامه قدماً، ويدخل فيه الطير إذ قد يدب ومنه قول الشاعر: " دبيب قطا البطحاء في كل منهل "، ويدخل فيه الحوت وفي الحديث " دابة من البحر مثل الظرب "))
ثانيا "أن معظم الدواب خلقت من نطفة سابحة في ماء----والباقي دواب تعيش في الماء--أو أن غالب مكونات الحيوان هو الماء
والجواب على الأمر الثاني----إن المشي على البطن أعجب من المشي على رجلين , والمشي على رجلين أعجب من المشي على أربع
بقيت نقطة -- الدواب التي تمشي على أكثر من أربع لم لم تذكر هنا؟؟
قال الرازي مجيبا ((وليس في الآية ما يقتضي حصر المشي في هذه الأحوال الثلاثة لأن المقصود الاعتبار بالغالب المشاهد.))
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 07:06 م]ـ
حتى الآن ما زلت مستترا عن عين فيصل القلاف---والله يستر:)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 03:30 ص]ـ
جزاكما الله خيرا أنت وفيصل:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 06:42 ص]ـ
دعاء القاسم للذيت يكتبون في المنتدى سنة طيبة لها أثرها الحميد علينا(/)
قوله تعالى: " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 06:59 ص]ـ
:::
قوله تعالى: " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب "
فسرها الجرجاني تفسيرا طيبا فقال في دلائل الإعجاز
((أي لمن كان أعمل قلبه فيما خلق القلب له من التدبر والتفكر والنظر فيما ينبغي أن ينظر فيه.))
إلا أنه نعى على من فسر القلب بأنه العقل بقوله
((فأما أن يؤخذ به على هذا الظاهر حتى كأن القلب اسم للعقل كما يتوهمه أهل الحشو ومن لا يعرف مخارج الكلام فمحال باطل لأنه يؤدي إلى إبطال الغرض من الآية وإلى تحريف الكلام عن صورته وإزالة المعنى عن جهته.))
والقول بأن القلب هو العقل ليس فيه ما أنكره الجرجاني من إبطال غرض الآية وما سوى ذلك مما قال
قال إبن عاشور في تفسير نفس الآية ((والقلب: العقل وإدراك الأشياء على ما هي عليه)) وهو ليس من اهل الحشو قطعا
أما السؤال عن وظيفة القلب---أي ذلك العضو الذي يضخ الدماء---هل فيه وظيفة تفكير كما في الدماغ؟؟
الأبحاث العلمية دلت على وجود علاقة تفكيرية ما بين الدماغ والعقل--ولم تعط نتائج نهائية بعد
--وإذا كان يحق لي أن أقول رأيي فإني أقول:
إن القلب هنا يقصد فيه الحياة لأن خفقان القلب وجريان الدماء علامة فرقة بين الحي والجماد--فمن كان لديه قلب---أي من كان حيا ليس جمادا لا يعقل----فالقلب إشارة للحياة--والحياة شرط للتعقل والتفكير
____________
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 08:02 ص]ـ
إذا ما تقول في قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) 24 محمد
وقوله تعالى (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور) 46 الحج
وهل ينطبق تفسيرك عليها؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 05:35 م]ـ
الأخ القاسم
السلام عليكم
ذكر الجوهري في الصحاح ((القَلْب: الفؤاد، وقد يعبَّر به عن القلب. قال الفراء في قوله تعالى: "إنَّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قَلْبٌ": أي عقل.))
قوله تعالى
(((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) 24 محمد
فقد قال فيها إبن عاشور
((والأقفال: جمع قُفْل، وهو استعارة مكنية إذ شبهت القلوب، أي العقول في عدم إدراكها المعاني بالأبواب أو الصناديق المغلقة،))
وهو كما ترى يفسر القلب بالعقل
وقوله تعالى ((أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور)) 46 الحج
فلقد قال فيها إبن عاشور قولا حكيما
((وأطلقت القلوب على تقاسيم العقل على وجه المجاز المرسل لأن القلب هو مُفيض الدم ـ وهو مادة الحياة ـ على الأعضاء الرئيسية وأهمها الدماغ الذي هو عضو العقل، ولذلك قال: {يعقلون بها} وإنما آلة العقل هي الدماغ ولكن الكلام جرَى أوله على متعارف أهل اللغة ثم أجري عقب ذلك على الحقيقة العلمية فقال: {يعقلون بها} فأشار إلى أن القلوب هي العقل.))
لاحظ العلاقة السببية التي وضعها--فالقلب يدفع بالدم إلى الدماغ--ولا يتم عمل الدماغ من حيث التعقل بدون تلك الدماء--فصارت علاقة وكأن القلب فيها هو العاقل لأنه مزود للدماغ بما يلزم لبقائه دماغا
فالقلوب هي العقول هنا أيضا--
ولقد تمت عمليات زراعة قلوب كثيرة ولم يعرف عن حالة واحدة أي تغيير في قدراتها العقلية بعد عملية الزراعة مما يجعلنا نستبعد أن يكون القلب مركز تعقل---صحيح أن هناك إفرازات هرمونية حول القلب أو منه لا أعلم بالضبط إلا أنها ليست من التعقل
::::::
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 12:00 ص]ـ
أخي جمال جمل الله محياك وحسّن شمائلك زيادة وأشربك من حوض نبيه عليه الصلاة والسلام
هذا الموضوع أحتاج فيه إلى البحث فقد قيل لي أن إماما - أظنه أحمد بن حنبل - قال:
العقل في القلب وله اتصال بالدماغ.
أنا على وجه سفر حاليا فلنا لقاء قريب إن شاء الله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 03:27 ص]ـ
تعود بالسلامة أيها القاسم(/)
من محاولات تحدى القرآن .. سورة المال
ـ[الجندى]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 06:47 م]ـ
هذه محاولة من محاولات الملاحدة لتحدى القرآن الكريم
بَيَانٌ عَنِ الْمُحْسِنِين (1) إنَّا خَلَقْنَا قَبْلَ خَلْقِهِمْ نَعِيْمَاً عَظِيْمَا (2) لَمَّا أخْرَجْنَاهُمْ مِنَ المَوْتِ إلى الحَشْرِ أظْلَلْنَاهُمْ بِظِلالٍ مِنَ العَرْشِ وَمَا انتَظَرُوا إلا قَلِيْلا (3) وَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ حِسَابِهِمْ وَفَرِحُوا بِمَآلِهِمْ فَتَحْنَا لَهُمْ إلَى الجَنَّاتِ طَرِيْقَا (4) فَانتَهُوا إلَى أبْوَابِهَا مُطْبَقَةً فَاسْتَشْفَعُوا بِرُسُلٍ للهِ فَاعْتَذَرُوا فَكَانَ الرَّسُوْلُ لَهُمْ مُجِيْبَا (5) فَأجَابَهُمُ الرَّحْمَنُ بِشَفَاعَتِهِ فَاجْتَازُوا إلَى الجَنَّاتِ سِرَاعَا (6) جَنَّاتُ عَدْنٍ أشْجَارُهَا مِن ذَهَبٍ وَمِنْ حَوْلِهَا الزَّعْفَرَان (7) أيَّامُهَا الصُّبْحُ مُؤْنِسَاتٌ لا وَهْجٌ فِيْهَا وَلا ظَلام (8) بُيُوْتٌ فِيْهَا مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوْتٍ وَعَسَلُهَا يَجْرِي بَيْنَ الوِدْيَان (9) أرْضُهَا المِسْكُ وَسَمَاؤُهَا العَرْشُ يَتَجَلَّى مِنْ فَوْقِهَا الرَّحْمَن (10) نَعِيْمٌ لا زَوَالَ لَهُ لِكُلِّ تَقِيٍّ وَمِثَال (11) وَبَيَانٌ عَنِ المُجْرِمِين (12) إنَّا خَلَقْنَا قَبْلَ خَلْقِهِمْ جَحِيْمَاً عَظِيْمَا (13) لَمَّا أَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ نَعِيْمِهِمْ إلى الحَشْرِ قَرَّبْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِمْ حَسِبُوهُ كَثِيْرَاً وَمَا كَانَ إلا قَلِيْلا (14) فَلَمَّا حَكَمْنَا بِالعَذَابِ صَاحُوا ارْحَمْنَا رَبَّنَا فَجَرَّتْهُمُ المَلائِكَةُ مِنْ أفْوَاهِهِمْ إلَى النَّارِ بَدِيْلا (15) فَهَوَوا أحْزَابَاً فِي أوْدِيَةٍ أنْهَارُهَا القَطِرَان (16) أرْضُهَا حِجَارُ كِبْرِيْتٍ وَسَمَاؤُهَا الدُّخَان (17) ثِمَارُهَا الجَّمْرُ ورِيْحُهَا تَتَمَزَّقُ مِنْهُ الأبْدَان (18) أمْطَارُهَا الزَّيْتُ مُوْقِدَاتٌ يَصْحَبُهُمْ فِي عَذَابِهَا الشَّيْطَان (19) جَحِيْمٌ لا فِكَاكَ مِنْهُ لِكُلِّ مُجْرِمٍ وَمَآل (20)
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=896
وفى الرابط اعلاه ردود الإخوة على صاحب السورة ودفاعه عنها، فهل سأجد دعم من الإخوة هنا أم سأجد تجاهل كالمعتاد؟!
والله المستعان
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 07:26 م]ـ
الجندي
سياستكم في المنتدى لا ترضيني---تنشرون للكفرة الفجرة أقوالهم ---ثم لا تكون ردودكم على مستوى كلامهم---
نعم لقد فرد جناحيه المدعو وليد مغتنما فرصة ضعف الردود---ولو كنت مشرفا مكانك لحذفت المشاركة التي فيها السورة المزعومة حتى يأتينا رد من متخصص بالبلاغة
إن فكرة مقارنة السورة المزعومة بنصوص من القرآن لا أرتضيها-- ولا أقبلها--
وأقصى ما يقال في هذه السورة المزعومة أنها نص أدبي لا يعامل على أنه قريب أو بعيد من أسلوب القرآن
---مرة أخرى لا نقارن ماقاله بالقرآن---ونستبعد القرآن تماما حين تناولها ولا نذكر أي ربط بينها وبين القرآن
ـ[الجندى]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 08:21 م]ـ
الاستاذ المحترم جمال الشرباتى،،،
تسرعت فى الحكم على، وظننت انى اتيتكم مستغيثاً أو مستنجداً لعدم وجود من يرد على هذا الملحد، لا يا أخى فلدينا بفضل الله من يرد عليه ويلقمه حجراً بإذن الله.
فالحوار لا يزال فى بدايته والإخوة لم يسيئوا للإسلام، ولم يقم هذا الملحد علينا الحجة بعد، كيف هذا " وكل " من أتانا قبله لم يفعلوها، والحمد لله رب العالمين.
ولا أظن ان رجوعى إلى أهل التخصص يعيبنا فى شىء، فالملاحدة من أكثر الفرق المهاجمة للقرآن وبلاغته، وأغلب الشبهات المثارة على الانترنت هى تعديل من الملاحدة لشبهات المستشرقين، وأغلب الشبهات التى يثيرها النصارى أقتباس من الملاحدة، ولديهم خبرات لا يستهان بها فى هذه المسألة مثل وليد هذا، اذن هم خطر يبنغى الاهتمام به والرد عليهم، فأكيد ملاحظات الإخوة هنا ستعيننا كثيراً وستزيد من قوة الحجة، وهذا هو المطلوب فمن شاء مساعدتنا فأهلاً به ومن شاء المتابعة فقط فهو وشأنه ولن نغصب على أحد.
وأرجو الأهتمام بالشبهة والرد عليها، ودعنا من الإدارة وسياستها بارك الله فيك
والله المستعان
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 08:48 م]ـ
هنيئا لك بمن عندك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 10:41 م]ـ
بسم الله، وبه أستعين.
هذه تعليقات سريعة، لعل فيها ما يفيد.
1. قوله: (بيان عن المحسنين) يفترض أن يكون بعده بيانهم، ولم يأت شيء من ذلك! بل هو بيان عن جزائهم لا عنهم ولا عن صفاتهم!
2. قوله: (إنا خلقنا قبل خلقهم نعيماً) ما فائدته؟! إذ لم ينسب النعيم لأحد! ثم كلمة (خلقهم) زيادة مبنى لا فائدة منها، إذ الأسهل أن يقول: (قبلهم)!
3. قوله: (بظلال من العرش) فهل للشيء الواحد أكثر من ظل واحد؟!
4. قوله: (وفرحوا بمآلهم) المآل المرجع، فهل رجعوا إلى الجنة، ولم يدخلوها قبلُ؟! الرجوع يكون إلى مكان كان فيه أولاً، فتأمل.
5. --------------
6. قوله: (فانتهُوا) بضم الهاء فعل أمر!! الصواب فتح الهاء ليكون فعلاً ماضياً.
7. قوله: (فاستشفعوا برسل لله) فيه زيادة لام من غير فائدة، لذا تخفف العرب هذه اللام فتضيف وتقول: (رسل الله) ولذا يسمى إضافة لفظية، أي لخفة اللفظ لا لمعنىً.
8. قوله: (فكان الرسول لهم مجيباً) زيادة كلام، وأخصر منه: (فأجابهم الرسول)! ما فائدة (كان لهم)! أما كان فالكلام كله ماضٍ لا يحتاج بيان الزمن، وأما لهم فلم يذكر سائل سواهم، فحسن حذفهما.
9. قوله: (جنات عدن أشجارها من ذهب) الجنة مأخوذة من مادة (ج ن ن) التي تفيد الخفاء والتغطية، كما نقول الجن لخفائهم، ونقول مجنة لما يغطي البدن في الحرب، ونقول جن الليل أي أظلم وأخفى ما فيه وهكذا. فإذا كانت الجنات خضراء مدهامة صح وصفها بالجنة، أما الذهبية التي تلمع وتضيء كيف توصف بأنها جنة؟!
10. قوله: (لا وهجٌ) نفي لأفراد، وقول: (لا وهجَ) نفي للجنس وهو أبلغ في المقصود هنا، لا سيما وأن الوهج جنس واحد، لا أفراد له.
11. قوله: (ولا ظلام) مسبوق بأنهما صبح، والصبح لا ظلام فيه! فلم التكرار؟! للتأكيد! وأي تأكيد يحتاجه المرء ليصدق أن الصبح لا ظلام فيه؟! ولم التأكيد هنا، والمفروض أن المتكلم بالسورة إله وأنه يخاطب مسلماً له؟! التأكيد لا يأتي إلا لفائدة، إما عدم اقتناع المخاطب أو معارضته، أو نكتة بلاغية.
12. قوله: (بيوت فيها) ويسمى البيت بيتاً لأنا نبيت فيه، وسبق تقريره أن أيامها كلها صبح، فلزم أن لا مبيت، وعليه فلا بيوت. وهذه نكتة هامة وهو أن ما يظن أنه مترادف، هو مترادف باعتبار المسمى لكن غير مترادف باعتبار ما يدل عليه من صفة، ويسميه بعض العلماء: (متكافئ)، ومنه أسماء الله تعالى الحسنى.
13. قوله: (بيوت فيها) يقال فيه ما سبق في قوله: (رسل لله).
14. قوله: (سماؤها العرش يتجلها من فوقها الرحمن) السماء هل يمكن أن يتجلى أحد من أسفها؟! لا، بل لا محالة أن ما يتجلى منها يكون من فوقها، وعليه فذكر الفوقية هنا عبث.
15. قوله: (لما أخرجناهم من نعيمهم إلى الحشر) هل كانوا قبل الحشر - في حال الموت - في نعيم؟!
16. قوله: (إلى النار بديلاً)!! بدل مم؟!
17. قوله: (هووا في أودية) وسابقاً: (يجري بين الوديان)! فهل الشيء يكون (في) الأودية أم (بين) الأودية؟! إن صح أحدهما خطأ الآخر.
18. قوله: (ثمارها الجّمر) لا يصح تشديد الجيم، إذ اللام هنا قمرية، ثم لو شددت لالتقى ساكنان وهو ممنوع.
19. قوله: (ومآله) عن النار يقال ما فيه ما سبق من قولها عن الجنة.
20. قوله: (جحيماً عظيماً) لحن، إذ الجحيم النار العظيمة، فهي مؤنثة، فالصواب: (جحيماً عظيمةً).
وبهذا أكتفي معارضة بالعشرين خطئاً العشرين جملة، وفيها أكثر.
هذا، ويعلم الله أني لا أؤيد أن يرد على مثل هذه السخافات، لكن هو وقت أشعر فيه بالملل أحببت إضاعته في نقد هذا الكلام السخيف.
والله أعلى وأعلم.
ـ[الجندى]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 11:21 م]ـ
بارك الله فيك وفى وقتك أخى القلاف
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 07:19 ص]ـ
أخ فيصل
جاملني وقل لي
# أليس هو عين الصواب تجاهل كلام هؤلاء الكفرة
وها أنت قلت ((ويعلم الله أني لا أؤيد أن يرد على مثل هذه السخافات، لكن هو وقت أشعر فيه بالملل أحببت إضاعته في نقد هذا الكلام السخيف.))
## أليس عين الصواب أن لا نربط كلامهم بالقرآن الكريم أو نقارن كلامهم به---وها أنت فعلت ذلك؟؟
## أليس عين الصواب أن لا نسمح بردود عرجاء توقع فينا الإرباك وتجعل الملحد يفرد جناحيه مستعرضا عضلاته
أرجو أن ترد
ملاحظة---أرسل لك الدكتور الشهري كلمة السر لمنتدى التفسير فلم نرك هناك
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولاً، أستدرك خطأاً وقعتُ فيه وهو التعقيب رقم (5) فأرجو من الإخوة حذفه.
ثانياً، شكراً لك أخي جمال على الاهتمام بوضوع ملتقى أهل التفسير.
ثالثاً، لن أجاملك أخي إن قلت الحق، لكن للنصيحة طريق إن سلكته وصلت، وإن حدت عنه لم تصل، فتأمل.
رابعاً، لا شك أن كلاً منا يريد الذب عن كتاب الله تعالى، وتحذير الناس من شبهات الملاحدة، فينبغي أن نشد على أيدي بعضنا البعض، وما رأينا من خطإ فلنبذل لإخواننا ما أوجب الله علينا من النصح. وحينئذ فواجب الناصح الترفق واختيار الأسلوب الذي يظن أنه يفيد في إقناع أخيه، إذ ليس المطلوب إقامة الحجة بقدر ما المطلوب الوصول سوياً إلى الحق. وواجب المنصوح أن يفتح قلبه لأخيه ولا تأخذه الحمية. فإن كان ذلك كان خير، وإن لم يقتنع أحدهما برأي الآخر، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحلام]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 08:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الخ الفاضل الجندي جزاك الله خيرا على هذا العرض
الأخ فيصل القلاف جزاك الله خيرا على الرد
أمّا انا فأقول: مسيلمة الكذاب والاسود العنسي موجود في كل مكان وزمان ....
وهؤلاء يوحى اليهم ولكن من شياطين الانس والجن
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} الأنعام112
تأمل - أخي الفاضل _ {فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}
المطلوب أن نذرهم ومايفترون فهذا الدين جبل شامج لن تنال منه اقلام او ألسنة هؤلاء الملاحدة ..
نسأل الله لهم الرشد والهدايه فهم لو عرفوا الله لأحبوه وعرفوا الدين كما عرضه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتبعوه و لوجدتهم من المدافعين عنه ..
ولكن التقصير منّا جميعا في عرض بضاعتنا فلدينا اعظم بضاعة واجود دين واعدل دستور للحياة ولكن لايوجد عرض مميز اهذه البضاعة كما هو الحال عند صاحب التجارة
فهو يجمّلها ويوزع بطاقات دعاية/كروت فيزيت/ اين نحن من ذلك؟؟؟ عفوا هذا مثال
-ولدينا أعدل القضايا ولكننا أسؤ المحامين -لانعرف كيف ندافع عن قضايانا
وجزاكم الله خيرا
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 11:43 م]ـ
الأستاذ الكريم الجندي
لن تجد تجاهلاً، إن شاء الله.
أما هذا الذي أنشأ جُملاً، وضع بينها أرقامًا، فإني لا أرى أن يضيع الوقتُ في نقد سورته، ولو فرّغ الواحد نفسه لنقدها لبان له عيوب مثل هذه النصوص.
العجيب أن العرب الفصحاء، الذين بلَغوا غاية الفصاحة وقمة البلاغة، لم يقدروا على الإتيان بآية أو سورة أو عشر سُوَر ...
فيأتي أحدهم في هذا الزمن ليقبل التحدّي.
عندنا مسلمة من الحق، جلّ وعزّ:
http://www.alazhr.org/quran/image/4_082.gif
يا قوم هذا يضع نفسه في ميدان المقارنة بين كلامه وكلام الرب، تعالى، ويقبل أن يتحدى الله العظيم.
يقال إن أبا بكر الصدّيق - رضي الله عنه - قال لبعض بني حنيفة، وقد استقرأهم شيئًا من قرآن مسيلمة: ويحكم أين يذهب بعقولكم، إن هذا الكلام لم يخرج من إل.
ـ[الجندى]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الفاضلة أحلام،،،
صدقت القول فى الملاحدة فهم والله شياطين ولا يتوقفون عن تطوير الشبهات من اجل تشتيت المسلمين، والله المستعان.
الأخ الكريم خالد الشبل،،،
أوافقك القول فى أن هذا الشىء المسمى بسورة لا يستحق الرد عليه، ولكن مسألة تحدى القرآن هى "موضة" الملاحدة، حتى ان لديهم عضو يسمونه "نبى اللادينيية" وذلك بسبب تأليفه بعض السور!، وهذا ما يضطرنا للرد على امثال هؤلاء.
ولكن الملاحظ أن هؤلاء الملاحدة لا يتوقفون عند نقض سورهم، بل يأخذ الواحد منهم النقض وينقحه ثم ينشره من جديد، وكأننا لم نفعل شىء!
وانظر إلى قول الملحد صاحب السورة:
الرافضين للمعارضة حين يذكرون عيباً ما فإنهم بذلك يعنون بأن النص لولا هذا الخطأ لكان قرآنياً، وبالتالي يقرون من حيث لا يشعرون بأن الفرق بين القرآن والنص محصور باختلافات بسيطة وليس ذلك البون الشاسع الذي يُفترض أن يحصل بين كلام البشر وكلام الإله!
فهو يعتقد بزعمه انه لو لم يوجد هذا الخطأ، لكان نصه قرآنى!
ولديه الحق فى هذا الاعتقاد، فقد كان تركيز الإخوة على نقد اخطائه النحوية والبلاغية.
والسؤال الذى يطرح نفسه هل من الممكن أن يأتى أحدهم بنص لا يوجد به خطأ؟ مثلاً لو ان احد الملاحدة نجح بعد مجهود مضنى فى كتابة نص لا خطأ فيه؟ فهل بهذا اتى بمثل القرآن؟
ثم
ما الرد "الامثل" على هؤلاء؟ نحن لا نريد مجرد تفنيد لسورهم الباطلة المعروضة علينا ليل نهار، لان هذا لا يؤثر فيهم بل يدفعهم للتطوير، نحن نريد رد "مفحم" بحيث لا يعيدوا الكرة مرة ثانية ويكون "عمدتنا" فى الرد عليهم؟
أرجو الاهتمام بهذا الآمر وجزاكم الله خيراً
ـ[متأمل]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 07:11 ص]ـ
(فذرهم وما يفترون) لا فض فوك يا دكتورة احلام.
اما النص المزعوم فلا يستحق اصلا ان يسمى نصا ادبيا ففيه من التفكك والضعف ما لا يخفى على عربي فضلا عن متخصص في اللغة وبلاغتها!!!
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 08:12 ص]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة الجندى
لديهم عضو يسمونه "نبى اللادينيية".
ولكن الملاحظ أن هؤلاء الملاحدة لا يتوقفون عند نقض سورهم، بل يأخذ الواحد منهم النقض وينقحه ثم ينشره من جديد، وكأننا لم نفعل شىء!
ً
أخي الكريم الجندي:
لماذا نهدي أحدهم تنقيحاتٍ لنصه الشاحب؟
أرى أن الحل الأمثل مع مثل هؤلاء هو التجاهل.
ثم ما داموا لا دينيين فلماذا يحتاجون نبيًا؟
النبي يبلّغ الدين، وهؤلاء لا دينَ عندهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاطفي]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 07:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي الفاضل من بدهيات الحوار أن يكون بينك وبين من تحاور أرضية مشتركة ولن تجد بينك وبين ملحد أرضية مشتركة، ولو كان كاتب النص كتابيا يؤمن بوجود إله لقلت ربما يكون نقد نصه وسيلة للرد عليه، والأولى في محاورة هذا الملحد أن نحاوره في القضية الأم وهي أنه لا بد من وجود إله ضرورةً وأنه يستحيل لأن نعزو الخلق للطبيعة، وإقناع الباحث عن الحق منهم يسيرة فقهها الأعرابي الذي قال: البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على السميع البصير؟! .. فهذا هو سُلّمُ النقاش الصحيح -في رأيي - مع أي ملحد .. وأما أن نناقشه في بطلان نصه وعدم اقترابه من النص القرآني فهذا كمن يناقش نصرانيا في وجوب الزكاة وهو - أي النصراني - غير مؤمن أصلا بنبي هذه الأمة وشريعته ..
ولنتأمل جميعا قوله تعالى (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيلُ المجرمين) تأمل السبب في رفع (سبيلُ) واربطه بالجملة قبله!!! .. والله أعلى وأحكم.
وجهة نظر تنتظر التقويم من أهل العلم والمعرفة!!
تحياتي .. العاطفي(/)
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 09:24 م]ـ
:::
قال تعالى
((وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أْن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ))
أنظروا إلى قوله ((أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)) والسؤال الذي يلزمه إجابةهو:
لم لم يقل "أحرص الناس على الحياة"؟؟ ---أي لم استخدم التنكير للفظة الحياة؟؟
قال الرازي ((وإنما قال: {عَلَى? حَيَو?ةٍ} بالتنكير لأنه حياة مخصوصة وهي الحياة المتطاولة ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أبي «على الحياة»))
قال الزمخشري ((فإن قلت: لم قال: {عَلَى? حَيَو?ةٍ} بالتنكير؟ قلت: لأنه أراد حياة مخصوصة وهي الحياة المتطاولة، ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أبيّ «على الحياة»))
والحقيقة أن عبارة الرازي هي نفس عبارة الزمخشري---والرازي جاء بعد الزمخشري ولم يشر إلى كون العبارة للزمخشري
وكما قال العالمان فالمقصود هو الحرص على الحياة المتطاولة--أي الحرص على مزيد من الإستمرار في الحياة
ولقد وضح الجرجاني المقصود أبلغ توضيح فقال
((والسبب في ذلك أن المعنى على الازدياد من الحياة لا الحياة من اصلها وذلك لا يحرص عليه إلا الحي فاما العادم للحياة فلا يصح منه الحرص على الحياة ولا غيرها وإذا كان كذلك صار كأنه قيل: ولتجدنهم أحرص الناس ولو عاشوا ماعاشوا على ان يزدادوا الى حياتهم في ماضي الوقت وراهنه حياة في الذي يستقبل))
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وجزاك الله خيراً أخي جمال على فوائدك التي سأفتقدها من غدٍ، والله المستعان.
فائدة أخرى أخي من تنكير (حياة) ذكرها بعض أهل العلم، وهو حرص اليهود على حياة أي حياة، ولو كانت ذليلة حقيرة، إذ ذلك خير لهم من الموت الذي به الخلود في النار، ثم هو موافق لطبعهم الدنيء. ولعل هذا مناسب لسياق الآيات إذ قبلها قوله تعالى: (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) فرد على أن لهم الآخرة أنهم يفضلون من الحياة أذلها مما يدل على علمهم بأن آخرتهم أسوأ من أسوإ الحياة. وتأمله تجده وجيهاَ إن شاء الله تعالى. وتأمل أن هذا القول يبقي التنكير على ظاهره مطلقاً غير مقيد. والله أعلم.(/)
الفرق بين "ظالم النفس" و "السوء"
ـ[علي ضايحي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 01:50 ص]ـ
البلاغة في القرآن الكريم - ظالم النفس .. والسوء
.. في الآية الكريمة .. : (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم) .. وقوله تعالى: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه) بعض الناس يتساءل: أليست الفاحشة والسوء هما ظلم النفس .. انهما نفس الشيء. . فالذي يظلم نفسه يقودها إلى العذاب .. والذي يفعل فاحشة يقود نفسه إلى العذاب .. نفس الشيء .. بل إن بعض الناس يقولون إن العطف هنا غير واجب ولكنني أقول لهم أن دقة التعبير .. ودقة اللفظ م دقة القائل .. والله سبحانه وتعالى يبين لنا إعجاز القرآن .. ويقول لنا إن هناك فارقا بين من يفعل سوءا أو فاحشة .. ومن يظلم نفسه .. ما هو هذا الفارق؟ الذي يفعل سوءا أو فاحشة يفعلها ليحقق لذة عاجلة .. نفس ضعيفة يغلبها الهوى وتخضع لبريق الدنيا .. إنسان شرب الخمر .. حقق لنفسه لذة الخمر .. إنسان زنا .. حقق لنفسه شهوة عاجلة .. إنسان سرق مال غيره .. حقق لنفسه شهوة عاجلة بالتمتع بهذا المال .. هذا هو الإنسان الذي يفعل السوء أو الفاحشة .. أما الإنسان الذي يظلم نفسه فهو إنسان آخر ... إنه يرتكب إثما ولا يستفيد منه .. لا يعطي نفسه شيئا في الدنيا ولا في الآخرة .. حينئذ يكون قد ظلم نفسه .. بمعنى إنه لا أعطاها شيئا عاجلا .. ولا نجاها من عذاب الآخرة ومن الناس من يبيع دينه بدنياه .. ومنهم من يبيع دينه بدنيا غيره .. الذي يبيع دينه بدنياه يطلب العاجلة .. أما من باع دينه بدنيا غيره .. خاب في الأولى والآخرة .. هو الذي ظلم نفسه .. ولكن كيف يظلم الإنسان نفسه ارتكب إثما .. شهادة الزور دون أن يحقق نفعا دنيويا إذا قبض ثمن شهادة الزور .. يكون قد حقق نفعا دنيويا .. ولكن الذي يظلم نفسه هو الذي يفعل ذلك ليرضي غيره .. ونجد كثيرين في الدنيا مثل هؤلاء. إنسان يتهم إنسانا آخر بتهمة باطلة .. لا يستفيد هو شيئا ... ويرتب الإثم , إذن هو ظلم نفسه .. إنسان يكتب تقريرا كاذبا في إنسان ليمنع ترقيته .. أو يتطوع بحديث يختلقه عن شخص ليمنع الخير عنه أو يؤذيه .. أو يشي بشخص كذبا ليدخله السجن .. أو يضعه في الاعتقال .. أو يتجسس على إنسان ليلفق له تهمة لمجرد الانتقام التافه .. كل هؤلاء يظلمون أنفسهم .. إنهم يرتكبون الإثم في الدنيا .. ولا يجعلون له فائدة لا في دنياهم .. ولا في آخرتهم .. فكأن الذي ظلم نفسه هو الذي جعلها تدخل النار .. هو الذي جعلها ترتكب الإثم .. وفي نفس الوقت لم يعطها شيئا على وجه الإطلاق .. فهو ظالم لنفسه في الدنيا .. ظالم لنفسه في الآخرة .. وهنا فرق بين التعبيرين .. ومن هنا لا نقول أبدا هذا عطف .. ولا ألفاظ مترادفة بل دقة بالغة في التعبير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 04:15 ص]ـ
الأخ العزيز
قال تعالى {وَ?لَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُو?اْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ?للَّهَ فَ?سْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ?لذُّنُوبَ إِلاَّ ?للَّهُ) 135 آل عمران
أخاف أن يكون كلامك حول هذه الآية فيه مدخل للنفعية أو البراجماتية---وكأن فيه دعوة مبطنة بعدم القيام بالمعصية بدون فائدة دنيوية---فلقد فسرت الآية ((كل هؤلاء يظلمون أنفسهم .. إنهم يرتكبون الإثم في الدنيا .. ولا يجعلون له فائدة لا في دنياهم .. ولا في آخرتهم .. ))
ولا أوافقك على هذا القول---وإليك قولا فيها
نقل الرازي ما يلي
((قال صاحب «الكشاف»: الفاحشة ما يكون فعله كاملا في القبح، وظلم النفس: هو أي ذنب كان مما يؤاخذ الانسان به. والثاني: أن الفاحشة هي الكبيرة، وظلم النفس. هي الصغيرة، والصغيرة يجب الاستغفار منها، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مأموراً بالاستغفار وهو قوله:
{وَ?سْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}
[محمد: 19] وما كان استغفاره دالا على الصغائر بل على ترك الأفضل. الثالث: الفاحشة: هي الزنا، وظلم النفس: هي القبلة واللمسة والنظرة، وهذا على قول من حمل الآية على السبب الذي رويناه، ولأنه تعالى سمى الزنا فاحشة،))
إذن
# إما الفاحشة هي الذنب العظيم وظلم النفس الذنب الصغير
# أو الفاحشة هي الزنا--وظلم النفس ما دونه---وخصوصا أن مناسبة الآية تتحدث عن محاولة تقبيل رجل لزوجة صديقه كما روي عن إبن عباس
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 04:44 ص]ـ
أما آية سورة النساء 110
((وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً))
فهي آية تتحدث عمن يعمل سوءا---أو عمن يظلم نفسه---ولا شك أنهما أمران متغايران بسبب وجود حرف العطف " أو"
قال فيها الرازي
((والمراد بالسوء القبيح الذي يسوء به غيره كما فعل طعمة من سرقة الدرع ومن رمي اليهودي بالسرقة والمراد بظلم النفس ما يختص به الإنسان كالحلف الكاذب، وإنما خص ما يتعدى إلى الغير باسم السوء لأن ذلك يكون في الأكثر إيصالاً للضرر إلى الغير، والضرر سوء حاضر، فأما الذنب الذي يخص الإنسان فذلك في الأكثر لا يكون ضرراً حاضراً لأن الإنسان لا يوصل الضرر إلى نفسه))
إذن فالسوء هو ذنب في حق الغير---وظلم النفس ذنب يخص الإنسان كشرب الخمر وليس المعنى ما توهمت بأنه الذنب الذي يعمله الإنسان ولا يستفيد منه كشاهد الزور بدون مقابل
ولقد وضع الألوسي بعض المعاني الإضافية فقال
((وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً} أي شيئاً يسوء به غيره كما فعل بشير برفاعة أو طعمة باليهودي {أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} بما يختص به كالإنكار، وقيل: السوء ما دون الشرك، والظلم الشرك، وقيل: السوء الصغيرة والظلم الكبيرة))
منها--السوء هو الشرك---ظلم النفس ما دون الشرك
ومنها--السوء الصغيرة--وظلم النفس الكبيرة
والأولى عندي قول الرازي والقول الأول للألوسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحلام]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 08:07 م]ـ
الاخ الفاضل علي ضايحي
- جزاك الله خيرا على هذا الايضاح البديع وهذا التفصيل الجميل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 08:56 م]ـ
أود أن أقول لأخي علي قولا هو
لا نقارن بين ظالم النفس والسوء
إنما نقارن بين ظلم النفس والسوء(/)
لماذا التغيير؟
ـ[علي ضايحي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 01:53 ص]ـ
قال تعالى: (سقاهم ربهم شرابا طهورا) هذا قول الله سبحانه وتعالى .. وفي آية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى: (وإن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم) لماذا لم يقل سبحانه لو استقاموا على الطريقة لسقيناهم .. مع أن سقى وأسقى بمعنى واحد .. واللفظان يتعديان لمفعولين ما هو الخلاف .. هل هي مجرد مترادفات .. أم ألفاظ تتغير حتى لا تتكرر نفس الألفاظ .. أبدا .. كل تغيير له حكمه .. كل تغيير يحدد معنى معينا لا يحدده غيره .. ونحن حين نأتي ونتابع القرآن الكريم نجد أن سقى تستخدم في الأمر الذي ليس فيه كلفة ولا علاج .. وأسقيناهم في الأمر الذي فيه كلفة وعلاج .. هذا في أمور الدنيا (أسقيناهم ماء غدقا) أمر فيه كلفة .. فيه جهد .. نحن أوجدنا لهم الماء وجعلناه متوافر لديهم بلا تعب ولا نصب .. فهو موجود في البئر .. ولكن لكي تتم السقيا يجب أن يذهب الإنسان إلى البئر ليشرب .. أو أن يحضر له إنسان آخر الماء .. إذن هنا في أسقيناهم .. رغم أن الماء موجود بقدرة الله سبحانه وتعالى .. ومتوافر بقدرة الله سبحانه وتعالى .. إلا إن عملية السقا فيها عمل من الإنسان .. أو جزء من العمل .. فإذا أتينا إلى كلمة سقيناهم .. نجد الله سبحانه وتعالى يقول: (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) هذا في الجنة .. بمجرد الخاطر ليس فيه كلفة .. إذا أحسست بالعطش وجدت الماء أمامك يصل إلى فمك .. هنا في الآخرة لا يوجد أي جهد ولا أي كلفة للإنسان في أي عمل يعمله .. فكل شيء في الجنة متى تمناه الإنسان وجده حاضرا أمامه .. إذن فقول الله سبحانه وتعالى: (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) معناه أن السقيا هنا في الجنة ليس فيها أي جهد .. ولا أي كلفة .. ولذلك فرق الله سبحانه وتعالى بين السقيين .. رغم إنه هو الذي أوجد الماء أو ما يتم شربه في الحالتين وقول الله تعالى: (يعملون .. ) (ويعقلون) إذا مضينا نقرأ القرآن الكريم .. نجد الله سبحانه وتعالى قد استخدم لفظا معينا .. وفي حالة مماثلة لم يأت بنفس اللفظ حتى انك حين تسمع الآية تظن أنه سيأتي باللفظ الأول .. ولكنه لا يأتي به .. مثلا يقول الله سبحانه وتعالى: (أو لو كان آباؤهم لا يعلمون) ويقول الله سبحانه وتعالى: (أو لو كان آباؤهم لا يعقلون) لماذا الاختلاف في الكلمة .. مع أن العلم والعقل واحد .. أقول إن هناك فرقا كبيرا يحتم في مرة استخدام لفظ يعلمون .. وفي مرة استخدام لفظ يعقلون .. نأتي إلى نص الآيتين الكريمتين في سورة البقرة يقول الله تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أو لو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون * ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون) والآية الثانية في سورة المائدة: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءاباءنا أو لو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون * يأيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ولكن عندما يأتي المستشرقون يقولون إن اللفظين مترادفان .. فالعلم والعقل .. العقل والعلم شيء واحد .. والعاقل من علم أو من استطاع أن يعقل العلم , ويقولون إن هذه مترادفات إلى آخر ما يقال في هذا الموضوع نقول لهم إنكم حينما تقولون هذا الكلام .. إنما لا تعرفون شيئا عن بلاغة القرآن الكريم .. فالله سبحانه وتعالى لا يستخدم لفظين لأداء نفس المعنى ولكن كل لفظ له معناه كل لفظ يعبر بدقة عن المعنى المراد منه .. فالله سبحانه وتعالى عندما يقول يعقلون .. معناها إنهم لا يفهمون شيئا أي ليس لهم عقول تفكر .. لا يتدبرون في أمر هذا الكون .. إنهم لا يستخدمون عقولهم .. ولو استخدموها وفكروا وتأملوا قليلا لوصلوا إلى أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق البارئ .. وإن هذا الكون بدقته وبديعه لا يمكن إلا أن يكون من خلق الله سبحانه وتعالى .. هذه في كلمة يعقلون .. إذن هنا هو نفي عنهم التدبر والتعقل في أمور العبادة وفي أمور هذا الكون ولكن عندما يقول الله سبحانه وتعالى لا يعلمون فهو قد نفي عنهم التعقل والعلم معا .. بمعنى أنني قد أكون أنا باحثا في هذا الكون .. قد أكون متأملا فيه عاقلا لما يدور ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فافكر بعقلي .. وأصل إلى أشياء .. هذا هو الإنسان الذي يعقل .. أما قوله تعالى: (لا يعلمون) فهو يريد أن يقول لنا. إنهم بجانب عدم تدبرهم في هذا الكون .. وإنهم لا يعقلون الآيات الموجودة فيه .. هم أيضا لا يعقلون ما علمه غيرهم من العلم .. فالذي لا يعقل لا يتدبر ولا يفكر في آيات الكون .. أما الذي لا يعلم فهو لا يفكر بعقله .. ولا يعلم ما عقله غيره .. إنه ليس لديه علم .. ولا علم له من نتاج عقل غيره .. فالعلم أوسع م التعقل .. ذلك أن العلم قد يكون علم غيري دونه أو كتبه وسجله وأكون أنا في هذه الحالة قد أخذت هذا العلم .. وقرأته .. فكأني علمت ما عقله غيري .. وهذا يحدث لنا كل يوم فنحن حين نقرأ كتابا جديدا نعقل ما علمه غيرنا .. وحين نذهب إلى الجامعة ندرس ما علمه الأساتذة وكبار المفكرين .. فأنا لم أعقل الجاذبية مثلا .. ولم أعقل قوانين الفضاء لأنني لم اشتغل به لكي أصل إليها بعقلي .. ولكني علمتها عن طريق عالم في الفضاء .. أو في الجاذبية .. ووصل بعقله وفكره إليها ثم قرأت أنا ما علمه هو .. فأنا هنا علمت ما عقله غيري .. فالله سبحانه وتعالى حين يقول لا يعقلون في الآية الأولى .. أي إنهم لا يتدبرون في الكون مستخدمين عقولهم .. لأنهم يقولون .. (بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا) ومن هنا فإن الله رد عليهم (أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) ولذلك يصفهم الله سبحانه وتعالى: (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) أي لا يسمعون ولا يرون ولا يتحدثون بآيات الله سبحانه وتعالى وهذا هو السبب في أنهم لا يعقلونها .. ولكن حين يقول الله سبحانه وتعالى: (لا يعقلون) .. تأتي ردا على كافرين .. قالوا: (حسبنا ما وجدنا عيه آباءنا) هنا هم قد نطقوا .. قالوا: لا نريد شيئا .. ولا نريد علما. . يكفينا ما وجدنا عليه آباءنا .. فرد الله سبحانه وتعالى: (أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) أن أنهم لا يعلمون علما بعقلهم .. ويرفضون العلم الذي وصل إليه غيرهم .. وهكذا نرى الفرق بين كلمة لا يعقلون .. وكلمة لا يعلمون
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 11:31 ص]ـ
:::
قال الجوهري في الصحاح ((سَقَيْتُهُ لِشَفَتِهِ، وأَسْقَيْتُهُ لماشيته وأرضه))،
ولقد قلت الصواب أخي علي عندما قلت باختلاف معنى سقى عن معنى أسقى --ولكنك قلت بأن *أسقى* هي سقاية مع جهد وأن معنى *سقى* هو سقاية بلا كلفة أو جهد كما في الجنة
وأود أن أطلب منك توثيق الآيات حتى نستطيع متابعة كلامك بلا جهد
ولنبدأ بالآية الأولى ((عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً)) 21 الإنسان
ولقد تتبعت أقوال المفسرين فلم تخرج عن معنى ما قاله إبن عاشورحين قال
(وأسند سقيه إلى ربهم إظهاراً لكرامتهم، أي أمر هو بسقيهم كما يقال: أطعَمهم ربُّ الدار وسقاهم.))
أما آية ((وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً)) 16 الجن
فأن إبن عاشور قال فيها ((وفي هذا إنذار بأنه يوشك أن يمسك عنهم المطر فيقعوا في القحط والجوع))
وقال الرازي ((في هذه الآية ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الغيث والمطر، والثاني: وهو قول أبي مسلم: أنه إشارة إلى الجنة كما قال:
{جَنَّـ?تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَـ?رُ}
[البقرة:25] وثالثها: أنه المنافع والخيرات جعل الماء كناية عنها، لأن الماء أصل الخيرات كلها في الدنيا.))
وما قاله المفسران يتضح منه أن الماء هنا ماء المطر وهو ماء يسقى به الزرع فاستقام استخدام اللفظ "أسقى" بحسب معناه اللغوي
ولقد استخدم في التنزيل "سقى" مرتبطة بالجهد وذلك في قصة موسى كما في قوله تعالى ((فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) القصص24
بالمجمل لا أرضى تقسيمك وتفريقك للمعنى بين سقى وأسقى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 08:30 م]ـ
لطيف تفريقك بين التعقل والعلم
بارك الله فيك(/)
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَز
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 06:48 م]ـ
:::
من قد تكون لبيان الجنس مثال ((فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) الحج 30وتكون بعد مبهم لتبيانه---فالرجس مبهم والأوثان بيان له
وقد تكون للتبعيض مثل قوله ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور 30
فبعض البصر مطلوب غضه لا كل أنواعه--والنظر المطلوب غضه هو النظر المتعمد--بينما النظر العفوي غير المتعمد لا يؤاخذ الإنسان عليه
أما حفظ الفرج فلم يسبق ب "من " لأن الحفظ للفرج مطلوب دائما ويمكن للإنسان أن يحتاط ليحفظ فرجه على الدوام--ولأن حفظه واجب على الإطلاق لم يسبق بمن التبعيضية
والله أعلم(/)
الجبال الراسيات
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 04:20 م]ـ
:::
{وَتَرَى ?لْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ?لسَّحَابِ صُنْعَ ?للَّهِ ?لَّذِي? أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}
هذه الآية قال فيها المفسر أبو السعود في تفسيره "إرشاد العقل السليم ما يلي
((وهذا أيضاً ممَّا يقعُ بعد النَّفخةِ الثَّانيةِ عند حشرِ الخلقِ يُبدِّلُ الله عزَّ وجلَّ الأرضَ غيرَ الأرضِ يُغير هيآتِها ويُسيِّر الجبالَ عن مقارّها على ما ذُكر من الهيئةِ الهائلةِ ليُشاهدَها أهلُ المحشرِ وهيَ وإنِ اندكتْ وتصدعتْ عند النَّفخةِ الأولى لكنْ تسييرُها وتسويِةُ الأرضِ إنَّما يكونانِ بعد النَّفخةِ الثانية كما نطقَ به قولُه تعالى:
{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ ?لْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّى نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ تَرَى? فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ?لدَّاعِىَ})) وهو كلام صائب إلا أن مصطفى محمود في كتابه (القرآن ومحاولة لفهم عصري) رفض كون الآية تتحدث عن يوم القيامة فقال ((" وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب "
وتشبيه الجبل بسحابة هو تشبيه يقترح على الذهن تكوينا ذريا فضفاضا مخلخلا وهو ما عليه الجبل بالفعل، فما الأشكال الجامدة إلا وهم وكل شئ يتألف من ذرات في حالة حركة ... والأرض كلها بجبالها في حالة حركة.
ومما يقوله المفسرون القدامى من أن هذه الآية تصف ما يحدث يوم القيامة .... هو تفسير غير صحيح لأن يوم القيامة هو يوم اليقين والعيان والقاطع ولا يقال في مثل هذا اليوم " ترى الجبال تحسبها " ..... فلا موجب لشك في ذلك اليوم
" ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا " ................ هذه هي القيامة بحق، لا مجال هنا لأن تنظر العين فتحسب الشئ قائما وهو ينسف ... فالآية إذن وصف لحال الجبال في الدنيا ولا يمكن أن تكون غير ذلك.))
أما تفسير مصطفى محمود فمرجوح أي ليس مقبولا لما يأتي
# سياق الآية هو عن يوم القيامة ((وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ))
# قول مصطفى محمود ((وتشبيه الجبل بسحابة هو تشبيه يقترح على الذهن تكوينا ذريا فضفاضا مخلخلا وهو ما عليه الجبل بالفعل، فما الأشكال الجامدة إلا وهم وكل شئ يتألف من ذرات في حالة حركة ... والأرض كلها بجبالها في حالة حركة.)
ضعيف جدا---فالذرات لا تتحرك كحركة السحاب إنما حركة تذبذبية منضبطة حول موقع سكونها--وحركة السحاب حركة حرة بحسب الريح---ثم الصفة الذرية تشمل غير الجبال فلا وجه سليم لتمييزها
# تعليله لرفض التفسير المتعلق بيوم القيامة بقوله (0هذه هي القيامة بحق، لا مجال هنا لأن تنظر العين فتحسب الشئ قائما وهو ينسف))
غير مسلم---إذ من الممكن أن ير المرء يوم القيامة الجبل قائما فينسف فيختفي فكانه كالسحابة تكون لحظة فوقك فتختفي فها هنا تشبيه راق لحالة النسف واختفاء الجبل عندها
إن التعشق للنواحي العلمية البحتة الذي يجعل البعض يؤول الآيات بحسبها منهج لا أميل إليه
__________________
الله أكبر
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 04:54 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 06:05 م]ـ
إن من كرم اخلاقك ان ترديبهذا الرد الجميل الذي يدفع المرء الى مزيد من العمل والبحث
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 02 - 2005, 12:59 ص]ـ
أخي الكريم .. قرأت لك هذه العبارات في رد قول الأستاذ مصطفى محمود
... تعليله لرفض التفسير المتعلق بيوم القيامة بقوله (0هذه هي القيامة بحق، لا مجال هنا لأن تنظر العين فتحسب الشئ قائما وهو ينسف))
غير مسلم---إذ من الممكن أن ير المرء يوم القيامة الجبل قائما فينسف فيختفي فكانه كالسحابة تكون لحظة فوقك فتختفي فها هنا تشبيه راق لحالة النسف واختفاء الجبل عندها ...
فهمت أنك تقصد أن الناس يرون الجبل قائما ثم ينسف
ولكني فهمت من الآية معنى الحال
أي أنها في حالة مرور في الوقت الذي يحسبها الناظر جامدة
فهي مع جمودها الظاهري متحركة تمر كمر السحاب
فالتشبيه هو تشبيه حركتها بحركة السحاب والله أعلم
ورددت قوله بأن سياق الآية في يوم القيامة
ولكن ماذا عن تعقيبها (صنع الله الذي أتقن كل شيء) ألا تشي أن الحديث هنا هو دعوة للتأمل يف الكون وعجيب الخلق، وخاصة في هذه الحقيقة وهي (حركة الجبال على ثباتها الظاهري)؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 02 - 2005, 03:16 م]ـ
الأخت المشرفة أنوار
هذا التعقيب الذي ورد في الآية (((صنع الله الذي أتقن كل شيء))) ليس فيه إشارة إلى أن موضوع البحث هو ما يحصل في الدنيا--من المحتمل أن المعنى "وترى الحبال التي هي من صنع الله الذي أتقن كل شيء تحسبها جامدة ولكنها تنسف فتختفي من أمام ناظريك كما يختفي السحاب العابر"(/)
((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 07:49 ص]ـ
:::
قال تعالى
((((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُريدُ أَن يُطْعِمُونِ) 57 - 58 الذاريات
ما يهمني بحثه في هذه الآية هو قوله تعالى ((وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)) ومعروف لكم أن الله هو الصمد الذي يُطْعِمْ وَلاَ يُطْعَمُ
فما المعنى المراد؟
المعنى هو ما أريد منهم من طعام يطعمون به عبادي----ومخطىء من فسرها "ما اريد أن يطعموني" لأن الله لا يُطْعَمُ
قال ابن عباس رضي الله عنهما
((عن ابن عباس {ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ} قال: يطعمون أنفسهم.(/)
يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 06:02 م]ـ
:::
السلام عليكم
قال تعالى
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 78 ال عمران
هذه الآية قال الراغب الأصفهاني فيها قولا فريدا فحواه هو--الكتاب الأول في الآية هو الذي كتبته أيديهم والكتاب الثاني ذكرا هو التوراة والكتاب المذكور أخيرا هو جنس كتب الله
وملوو الألسنة بالكتاب هم اليهود--ومن المحتمل أن الكتاب الثاني ذكرا هو القرآن---فهم يلوون ألسنتهم تقليدا لآيات القرآن لنحسب ما قالوه قرآنا
على هذا فإن الآية قد تشمل الملحدين العرب المعاصرين الذين يسعون لتقليد القرآن بطريقة لي آيات القرآن نفسها--وأنا لا أميل لمقارنة محاولاتهم بآيات القرآن فأين الثرى من الثريا---أقصد أن يمتنع ناقدو تلك المحاولات عن المقارنة مع آيات القرآن فمجرد وجود فقرة من فقراتهم إلى جانب آية رفع لها لمنزلة لا تستحقها
__________________
الله أكبر(/)
يرهقوننا بالتفسير العلمي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 09:28 ص]ـ
:::
يحاولون لشعور خفي بالهزيمة إلصاق كل نتيجة علمية محتملة بالقرآن على أساس أن القرآن كان الأسبق فهو الاحق بالإتباع مع ما في هذا النهج من خطورة عندما تتغير الحقيقة العلمية
تعمدت أن انقل لكم قول مفسر معاصر للآية 30 من سورة الأنبياء لأن أصحاب التوجه العلمي يلصقونها بنظرية الإنفجار الكبير والتي تقول أن السماء والأرض كانتا قطعة واحدة ففتقتا
قال الشنقيطي
(({أَوَلَمْ يَرَ ?لَّذِينَ كَفَرُو?اْ أَنَّ ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا}.
((واعلم أن العلماء اختلفوا في المراد بالرتق والفتق في هذه الآية على خمسة أقوال، بعضها في غاية السقوط، وواحد منها تدل له قرائن من القرآن العظيم:
الأول ـ أن معنى {كَانَتَا رَتْقاً} أي كانت السموات والأرض متلاصقة بعضها مع بعض، ففتقها الله وفصل بين السموات والأرض، فرفع السماء إلى مكانها، وأقر الأرض في مكانها، وفصل بينهما بالهواء الذي بينهما كما ترى.
القول الثاني ـ أن السموات السبع كانت رتقاً. أي متلاصقة بعضها ببعض، ففتقها الله وجعلها سبع سموات، كل اثنتين منها بينهما فصل، والأرضون كذلك كانت رتقاً ففتقها، وجعلها سبعاً بعضها منفصل عن بعض.
القول الثالث ـ أن معنى {كَانَتَا رَتْقاً} أن السماء كانت لا ينزل منها مطر، والأرض كانت لا ينبت فيها نبات، ففتق الله السماء بالمطر، والأرض بالنبات.
الرابع ـ أنها {كَانَتَا رَتْقاً} أي في ظلمة لا يرى من شدتها شيء ففتقهما الله بالنور. وهذا القول في الحقيقة يرجع إلى القول الأول، والثاني.
الخامس ـ وهو أبعدها لظهور سقوطه. أن الرتق يراد به العدم. والفتق يراد به ا لإيجاد. أي كانتا عدماً فأوجدناهما. وهذا القول كما ترى.
فإذا عرفت أقوال أهل العلم في هذه الآية، فاعلم أن القول الثالث منها وهو كونهما كانتا رتقاً بمعنى أن السماء لا ينزل منها مطر، والأرض لا تنبت شيئاً ففتق الله السماء بالمطر والأرض بالنبات ـ قد دلت عليه قرائن من كتاب الله تعالى.))
لاحظتم قوله--السماء كانت لا ينزل منها مطر ففتقت لينزل المطر--والأرض كانت لا تنبت الزرع ففتقت لتنبت الزرع--هذا هو المقصود من الآية والذي يفهمه من أنزل القرآن له ليفهمه
رأيه له وجاهته وقيمته وان محاولات تأويل الآيات لتنسجم مع النتائج العلمية محاولات خطرة وخصوصا عندما يثبت عدم صحة النتيجة العلمية لاحقا
فبوركت من مفسر صائب الفكر أيها الشنقيطي
__________________
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 10:18 ص]ـ
الأستاذ الفاضل / جمال الشرباتي ..
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات القيمة، وزادكم الله علما ونورا.
ويسرني - إضافة إلى ما ذكرتم - أن أهدي إلى أصحاب الإعجاز العلمي هذه الكلمات من فضيلة الشيخ صالح الفوزان
قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله - في كتابه " الخطب المنبرية " (2/ 268) [طبعة مؤسسة الرسالة] في أثناء الخطبة التي هي بعنوان " الحث على تعلم العلم النافع ": ( ... بل بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة ومنجزات التقنية المعاصرة ويعتبر هذا فخراً للقرآن حيث وافق في رأيه هذه النظريات ويسمي هذا " الإعجاز العلمي " وهذا خطأ كبير لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات والأفكار لأنها تتغير و تتناقض ويكذب بعضها بعضا والقرآن حق ومعانيه حق لا تناقض فيه ولا تغير في معانيه مع مرور الزمن أما أفكار البشر ومعلوماتهم فهي قابلة للخطأ والصواب، وخطؤها أكثر من صوابها وكم من نظرية مسلمة اليوم تحدث نظرية تكذبها غدا فلا يجوز أن تربط القرآن بنظريات البشر وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة. و تفسير القرآن الكريم له قواعد معروفة لدى علماء الشريعة لا يجوز تجاوزها وتفسير القرآن بغير مقتضاها وهذه القواعد هي: أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في موضع منه فُصِّل في موضع آخر، وما أطلق في موضع قيد في موضع، وما لم يوجد في القرآن تفسيره فإنه يفسر بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن السنة شارحة للقرآن ومبينة له قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} النحل ـ 44/. وما لم يوجد تفسيره في السنة فإنه يُرجع فيه إلى تفسير الصحابة لأنهم أدرى بذلك لمصاحبتهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعلمهم على يديه وتلقيهم القرآن وتفسيره منه حتى قال أحدهم: ما كنا نتجاوز عشر آيات حتى نعرف معانيهن والعمل بهن. وما لم يوجد له تفسير عن الصحابة فكثير من الأئمة يرجع فيه إلى قول التابعين لتلقيهم العلم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعلمهم القرآن ومعانيه على أيديهم فما أجمعوا عليه فهو حجة وما اختلفوا فيه فإنه يرجع فيه إلى لغة العرب التي نزل بها القرآن. وتفسير القرآن بغير هذه الأنواع الأربعة لا يجوز، فتفسيره بالنظريات الحديثة من أقوال الأطباء والجغرافيين والفلكيين وأصحاب المركبات الفضائية باطل لا يجوز لأن هذا تفسير للقرآن بالرأي وهو حرام شديد التحريم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار" رواه ابن جرير والترمذي والنسائي و في لفظ " من قال في كتاب الله فأصاب فقد أخطأ ").
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 11:38 ص]ـ
نقل راق
جزاك الله وجزاه كل خير
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 05:12 م]ـ
وإياك أخي الكريم.
وأضيف إلى ما سبق فتوى لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - إذ يقول:
تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك أننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات، ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها؛ فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيحٍ في نظر أعداء الإسلام، أما في نظر المسلمين؛ فإنهم يقولون إن الخطأ مِن تصور هذا الذي فسّر القرآنَ بذلك، لكن أعداء المسلمين يتربصون به الدوائر.
ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية، ولْنَدَعْ هذا الأمرَ للواقع: إذا ثبتَ في الواقع؛ فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته.
فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق والتدبُّر .. يقول الله ـ عز وجل ـ: {كتابٌ أنزلناه إليكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّروا آياتِهِ ولِيَتَذَكَّرَ أولو الألبابِ}. [سورة ص، الآية: 29]. وليس لمثل هذه الأمور ـ التي تُدْرَك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم ـ.
ثم إنه قد يكون خطَرًا فادِحًا في تنزيل القرآن عليها:
أضرب لهذا مثلا:
قوله تعالى: {يا معشَرَ الجِنِّ والإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذوا مِنْ أقطارِ السماواتِ والأرضِ فانْفُذوا لا تَنْفُذون إلا بِسُلْطان} [سورة الرحمن، ص: 33]:
لما حصل صعودُ الناس إلى القمر ذهب بعضُ الناس لِيُفَسِّرَ هذه الآيةَ، ونَزَّلها على ما حدث، وقال: إن المرادَ بالسلطانِ: العلمُ، وأنهم بعِلْمِهم نَفَذُوا مِن أقطارِ الأرضِ وتَعَدّوا الجاذبيةَ ...
وهذا خطأ، ولا يجوز أن يفسَّرَ القرآنُ به؛ وذلك لأنك إذا فسّرْتَ القرآنَ بمعنًى؛ فمُقتضى ذلك أنك شهدتَ بأن اللهَ أرادَهُ، وهذه شهادةٌ عظيمةٌ ستُسْأل عنها.
ومَنْ تَدَبَّر الآيةَ وجدَ أن هذا التفسيرَ باطلٌ؛ لأن الآية سِيقتْ في بيان أحوالِ الناسِ وما يؤول إليه أمْرُهم ..
اقرأ سورةَ الرحمن تجدْ أن هذه الآيةَ ذُكِرَتْ بعد قولِهِ تعالى: {كلُّ مَنْ عليها فانٍ، ويبقَى وجهُ ربِّك ذو الجَلالِ والإكْرامِ، فبأي آلاءِ ربِّكما تكذبانِ} [سورة الرحمن، ص26].
فلنسأل: هل هؤلاء القوم نَفَذوا من أقطارِ السماوات؟
الجواب: لا، واللهُُ يقول: {إنِ اسْتَطَعْتُم أن تَنْفُذوا مِنْ أقطارِ السماواتِ والأرضِ}.
ثانيا: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا.
إذن فالآية لا يصح أن تُفَسَّرَ بما فَسَّر بِهِ هؤلاء.
ونقول:
إن وصولَ هؤلاء إلى ما وصلوا إليه هو: مِنَ العلومِ التجريبيةِ التي أدْركوها بتجاربِهم ..
أما أن نُحَرِّفَ القرآنَ لِنُخْضِعَهُ للدلالةِ على هذا؛ فهذا ليس بصحيحٍ، ولا يجوز.
**********************************************
[من كتاب العلم، للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ، ص: 150ـ 152].
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 06:01 م]ـ
فتوى أقدرها يا أخت
وعلى فكرة كانوا قبل تحطيم الذرة يقولون
أن قوله تعالى ((ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره))
يدل على أن الذرة أصغر شيء في المادة--وأن القرآن سبق دالتون وغيره
ولما شطرت الذرة بهتوا!!
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 10:37 م]ـ
الإخوة الأفاضل الأستاذ جمال والأخت سمط اللآلئ
نقدر لكم غيرتكم على كتاب الله التي دفعتكم لما تفضلتم به
ولكن يا إخوتي أرجو أن نفرق بين تفسير علمي يقول به العامة وبين العلماء الذين لا يخوضوف في مجال التفسير العلمي والإعجاز العلمي إلا بضوابط متعددة يراعونها جميعا بدقة
ومن أهمها
ـ حسن فهم نص القرآن الكريم وفق دلالات الألفاظ في اللغة العربية، ووفق قواعد تلك اللغة العربية، وأساليب التعبير فيها،
ـ جمع القراءات الصحيحة المتعلقة بالآية القرآنية الكريمة إن وجدت.
ـ جمع النصوص القرآنية المتعلقة بالموضوع من باب تفسير القرآن بالقرآنأو صحيح الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بموضوع الآية
ـ مراعاة السياق القرآني للآية أو الآيات المتعلقة بإحدى القضايا الكونية، دون اجتزاء للنص القرآني عما قبله وعما بعده.
ـ عدم التكلف، أو محاولة لَيِّ أعناق الآيات من أجل موافقتها للحقيقة العلمية
ـ عدم الخوض في القضايا الغيبية غيبة مطلقة: كالذات الإلهية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ توظيف الحقائق العلمية القاطعة (التي لا رجعة فيها) في الاستشهاد على الإعجاز العلمي للآية أو الآيات القرآنية في الموضوع الواحد أو في عدد من الموضوعات المتكاملة،
ـ مراعاة التخصص الدقيق في مراحل إثبات وجه الإعجاز العلمي في الآية القرآنية الكريمة، لأن هذا مجال تخصصي على أعلى مستويات التخصص لا يجوز أن يخوض فيه كل.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 10:46 م]ـ
أشكر الأخ الفاضل أبا محمد على مداخلته في الموضوع
وثمة أمر آخر حول قضية الإعجاز العلمي وهو أنه كان سبيل الدعوة إلى الله أمام الغرب وأمام الماديين الذين لا يؤمنون إلا بما يرون
وأمام المغرورين بعلمهم
وهو مجال التحدي والإعجاز في هذا العصر بعد أن لم يعد أكثر القراء يفهمون ما يقرؤون من كتاب الله أو يتذوقون كلماته ومعانيه، فلم يعد عندنا ذلك العربي الذي يدرك عجزه ن الإتيان بالقرآن مع فهمه وحسن استعماله للغته
لكننا في عصر العلم الذي يظهر فيه هذا الوجه الإعجازي الجديد الذي يسلب قلوب الغرب فيدركون عظمة القرآن بعد أن حالت عجمتهم عن فهمه وتذوق بيانه
وملحوظة صغيرة سمعتها من الدكتور زغلول النجار حفظه الله حول الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي، فالأول محاولة بشرية لتفسير الآيات في ضوء معطيات العلم، والثاني موقف التحدي لإثبات سبق القرآن إلى الإشارة إلى بعض الحقائق العلمية أو تفسير ظاهرة من ظواهر الكون قبل أن يكتشفها العلم، ويثبت ذلك عن طريق دراسة تاريخ العلم المحدد للتأكد من الوقت التقريبي الذي عُرفت فيه هذه الحقيقة. والإعجاز العلمي يجب ألا يستعمل فيه إلا الثابت الصحيح من العلم وليس النظريات فقط
فهناك بدهيات، وفي العلم أمور صارت من البدهيات أو المسلمات، وهذه لا غضاضة في تأكيد سبق القرآن لها إن كان فيه ما يشير إليه في ضوء ضوابط التعامل مع قضية الإعجاز وهي كثيرة متعددة يحرص كبار العلماء الذين يتصدون لمسائل الإعجاز على استيفائها
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[12 - 02 - 2005, 10:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا
قال الله تعالى: {يَا أيُّها الَّذينَ آمنوا أَطيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسولَ وأولِي الأَمْرِ مِنْكُم ... } (سورة النساء).
إليكم هذا الرابط؛ لعلَّ فيه الفائدة:
http://www.ali-reda.com/stor/open.php?cat=3&book=21
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[13 - 02 - 2005, 01:38 م]ـ
الأستاذ المكرم / أبو محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر المفسرون أقوالا في تفسير " أولي الأمر " في الآية الكريمة، وقصدت منها " العلماء "؛ لأني نقلتُ كلاما لعالمَيْن من كبار العلماء حول موضوع " الإعجاز العلمي في القرآن "، وإنه يجب علينا طاعة العلماء، والأخذ بأقوالهم، ما لم تخالف نصوص الكتاب والسنة. هذا ما أردته من استشهادي بالآية، وأعتذر إن كان الاستشهاد في غير موضعه.
أما الكتاب فأرجو أن تجدوا إليه سبيلا على هذا الرابط:
http://www.sahab.ws/5528
وجزاكم الله خيرا(/)
وعد ووعيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 07:01 ص]ـ
قال تعالى
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))
كنت قد قرأت للزركشي قولا في هذا الجزء من الآية مفاده أن السين فيها أفادت وعدا ووعيدا---فالوعد لأجل المؤمنين المحبين
والوعيد لما تضمنته من كون القوم الذين سيأتي بهم الله أعزة على الكافرين
وتأتي السين في الوعد أكثر مما تستعمل في الوعيد
قال تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُداًّ)) 96 مريم
والود من الوعد
قال تعالى ((لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)) الطلاق 7
واليسر بعد العسر من الوعد
أما مثال الوعيد فهو قوله تعالى ((وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ المَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ)) الرعد 42وهو كما تعلم من الوعيد
والسؤال هو--من هم القوم الذين سيأتي بهم الله عند ارتداد البعض؟؟
الطبري رحمه الله بعد أن ساق أقوالا كثيرة بأنهم الصديق وصحبه الذين قاتلوا المرتدين رجح القول القائل بأنهم قوم أبي موسى الأشعري لورود حديث بذلك
قال ((وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب، ما رُوي به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أهل اليمن قوم أبي موسى الأشعري. ولولا الخبر الذي رُوي في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر الذي روي عنه ما كان القول عندي في ذلك إلاَّ قول من قال: هم أبو بكر وأصحابه وذلك أنه لم يقاتل قوماً كانوا أظهروا الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتدّوا على أعقابهم كفاراً، غير أبي بكر ومن كان معه ممن قاتل أهل الردة معه))
وبالفعل فقد جاء هؤلاء مسلمين نافعين للإسلام مدافعين عنه في عهد عمر رضي الله عنه--وكأن الله قد بدل بهم المرتدين الذين قاتلهم أبو بكر رضي الله عنه وأبادهم
__________________(/)
اعجاز سورة الكوثر ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 - 02 - 2005, 07:47 م]ـ
اين الاعجاز في سورة الكوثر .... ؟
لماذا لا يستطيع الثقلان ان يأتوا بمثل هذه الكلمات العشر .... ؟
قال ربنا عز وجل: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (23) سورة البقرة.
و" الكوثر" .... سورة باجماع ..... فلا بد ان يكون الاتيان بمثلها فوق طاقة الانس والجن .... ولكن لماذا .... ؟
هذا السؤال واشباهه .... لا يفتأ يتردد على خاطري ... فأجد نفسي فى موقف عجيب ... :
يقين مطلق في وجود الاعجاز ... وعجز عن ادراكه في الآن ذاته ... !!
....... ثم كان ان فتح الله الكريم .. علي .. بشذرات مما هو كامن في هذه السورة المعجزة .... :
(انا اعطينك الكوثر. فصل لربك وانحر. ان شانءك هو الابتر.)
هي عشر كلمات ... فقط .. ولكنها كادت ان تحتوي اللغة العربية كلها ... هنا موطن الاعجاز ..
وقبل ذكر التفاصيل .. نستهل بملاحظة هذه الانساق العددية ...... وقصدي من ذلك ... تنبيه الاذهان الى ان سورة الكوثر .. ليست عادية:
كلمات السورة 10 كلمات ....
الآية الاولى .... مؤلفة من 10 حروف ... (غير المكررة):ا--ن--ع--ط--ي--ك--ل--و--ث--ر.
الآية الثانية ... مؤلفة من 10 حروف ايضا: ف--ص--ل--ر--ب--ك--و--ا--ن--ح.
الآية الثالثة ... مؤلفة من 10 حروف أيضا: ا--ن--ش-ك--ه--و--ل--ب--ت--ر.
ونختم هذه العشريات .... بالاشارة الى ان عدد الحروف التى .. لم تتكرر .. الا مرة واحدة .. هي ايضا 10 حروف: ع--ط--ي--ث--ف--ص--ح--ش--ه--ت. (هل هي الصدفة؟ ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم اميا؟)
والآن ........ كيف كادت السورة تحتوى اللغة العربية ..... :؟؟
لنتأمل الضمائر:
فى اللغة العربية ... انواع كثيرة من الضمائر .. ولكن هل تصدق ان هذه السورة القصيرة جدا .. (10 كلمات) قد اشتملت على كل انواع الضمائر:
يقسم اهل اللغة الضمائر بحسب اعتبارات شتى ...... :
باعتبار الظهور والاستتار ..... فيميزون بين الضمائر البارزة ... والضمائر المستترة ... وفى سورة الكوثر النوعان:
ضمير مستتر فى فعل الامر (انحر)
ضمير بارزفى (اعطينك) .....
باعتبار الاتصال والانفصال ..... فيميزون بين الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة ...... وفي سورة الكوثر النوعان:
ضمير متصل فى (اعطينك)
ضمير منفصل. في (هو الابتر)
باعتبار المحل الاعرابي ...... فبعضها فى محل رفع .. وبعضها فى محل نصب .. وبعضها فى محل جر ... وفى سورة الكوثر .... ضمير فى محل رفع (نا) فاعل (اعطيناك)
ضمير فى محل نصب. (ك) مفعول (اعطيناك)
ضمير في محل جر. (ك) مجرور (رب)
باعتبار العدد .. ورد فى السورة ... الضمير المفرد .. (ك) وضمير الجمع (نا)
باعتبار الخطاب ... جاء فى سورة الكوثر .. ضمير المتكلم (نا) ... وضمير المخاطب (ك) .. وضمير الغائب (هو)
لنتأمل الافعال:
ليس فى سورة الكوثر الا ثلاثة افعال ..... (أعطى) و (صلى) و (نحر) .. ولكنه تستحضر ...... عدة انواع:
الافعال الصحيحة .... مثلتها (نحر)
الافعال المعتلة ..... مثلتها (صلى)
الافعال المجردة .... مثلتها (نحر)
الافعال المزيدة مثلتها (اعطى)
الافعال المزيدة ..... تصاغ اما بزيادة حرف ... واما بتضعيف حرف ...... (أعطى) نموذج للأول .. (صلى) نموذج للثاني ......
وبالنظر الى اللزوم والتعدي .... (صلى) تحتمل اللزوم ...... (نحر) تتعدى الى مفعول واحد .. (اعطى) تتعدى الى اكثر من مفعول ...
لنتأمل الاسماء:
نلاحظ ذلك التناسق الجميل ...... بين ما دل على الذات العلية ... وما دل على النبي صلى الله عليه وسلم ... :
ثلاث كلمات .. احالت على الرب عز وجل ....... وهينا) المتصلة بالناسخ (ان) ... و (نا) المتصلة بالفعل (اعطى) و (رب) .... ثم نلاحظ ..... محل النصب .... اولا ... ومحل الرفع ثانيا .... ثم المجرور .....
ثلاث كلمات ... اشارت الى المصطفى صلى الله عليه وسلم ..... (ك) اعطيناك .... (ك) ربك ..... (ك) شانئك ....
ولو اعتبرنا الضمير المستتر فى (صل) و (انحر) .. لحصلنا على الحالات الاعرابية الثلاث .... الكاف المنصوبة .... فى اعطيناك ..... والمرفوع فى (صل) .... والمجرور فى ربك ... (لاحظ الترتيب) ..
لنتأمل الجمل:
(انا اعطيناك الكوثر) جملة خبرية .....
(فصل لربك) جملة انشائية ............... فاستوعبت السورة الاسلوبين
(فصل لربك) جملة فعلية
(ان شانئك هو الابتر) جملة اسمية ...... فاستوعبت السورة النوعين ......
(فصل لربك) جملة بسيطة ....
(ان شانئك هو الابتر) جملة مركبة ... فاستوعبت السورة الشكلين ...
[يقصد بالجملة البسيطة .... ذات الاسناد الوحيد .... ويقصد بالجملة المركبة ذات الاسناد المتعدد .. ففي جملة (ان شانئك هو الابتر) اسنادان ..... شانئك ... مسند اليه (مبتدأ اسم ان) و ... هو الابتر ... مسند اليه (خبر) .. لكن هذا المسند اليه نفسه ... جملة أخرى ... فيها اسناد .... الابتر الى الضمير .. هو .. قال أبو البقاء العكبري-رحمه الله-فى "التبيان":"هو"مبتدأ ... أو توكيد ... أو فصل .....
ومعنى ذلك ... ان جملة ... (ان شانئك هو الابتر) بسيطة باعتبار ..... ومركبة باعتبار آخر .... ]
وبالنظر الى العلاقة بين الجمل .... احتوت السورة على العلاقتين الممكنتين: الوصل ...... والفصل ..
الفصل ... بين جملة (انحر) والتي تليها (ان شانئك ... )
الوصل .. بين جملة (انحر) والتي سبقتها .....
كل هذا ... والسورة كلماتها معدودة على رؤوس الاصابع .......
كل هذا .... ما ظهر لي .. أما ما خفي فهو أعظم وأعظم ....
لاحظتم انني اعتمدت منهجا .... وصفيا ... يقوم على التصنيف بحسب المقولات الصرفية. والنحوية .... ولم اتعرض للمعاني ... فلعل الله ..... ييسر لي فرصة أخرى .... للبحث من هذه الجهة .... لكنني متيقن ... ان هناك اعجازا باهرا .... ينتظر من يكشف بعضه للناس ...
وصلى الله على محمد ... وعلى آله وصحبه ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 02 - 2005, 10:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
فتح الله لك أبواب فضله وعلمه
أذكر أني سمعت عن كتاب باسم موضوعك هذا
للزمخشري
وبحثت عنه ولم أجده
وقرأت مقالا للدكتور رشاد حولها، لعلي أقوم بنقله حينما يتسع الوقت
شكرا لكل ما تفضلت به. .. جزاك الله كل خير
ـ[حازم]ــــــــ[14 - 02 - 2005, 10:22 ص]ـ
زادك الله عِزًّا، يا أبا عبد المعزّ
ورفع قدرك
مع خالص تحياتي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 02 - 2005, 02:33 م]ـ
أبا عبد المعز
نورت المنتدىيا أخي
ما رأيك بأن نتدارس المعاني ووجه الإعجاز فيها
فمثلا التعبير الراقي (إنا أعطيناك الكوثر))
والعطاء ما تم بعد--لأن الكوثر نهر في الجنة---فاستخدامه تعبير الماضي فيه تأكيد -- وكأن العطاء قد تم وانتهى--إنه تعبير بليغ مغاير في معناه للقول المفترض"إنا سنعطيك الكوثر"--وكثير من الملوك يستخدمون هذه الطريقة بقولهم"قد أعطيناك ألفا" مع أنهم يقصدون أنهم سيعطون الألف فاستخدموا تعبير الماضي للإشارة إلى الجزم
ودورك الآن أن تعقب على هذه اللطيفة وتكمل الباقي
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 02 - 2005, 07:42 م]ـ
mاأخي ..... جمال .....
كنت دبرت فى نفسي ان استجمع ...... كل ما يتعلق بمعاني السورة ... لزبرها فى كلام متمم ... لكن كأني بك ... تريد ان تستدرجنى .. للمطارحة ..... فلا بأس ... سأعدل عن مشروعي .... وما لا يأتي جملة .... ياتي تفاصيل ... وأحب لو يكون التدبر جماعيا مشتركا .... وهذه دعوة منى ومنك الى كل اعضاء هذا النادي الهاديء الممتع ... ليلتحقوا بنا ...
ما قلته صحيح ... فالعدول عن المستقبل الى الماضي .... للتحقيق والتثبيت ....
ولك ان تلاحظ ان صيغة (فوعل) من الكثرة .... وهو المفرط في الكثرة ... كما قال الزمخشري ... وتابعه على ذلك خلق ...
فيحصل تأكيدان ..... تأكيد بصيغة المضي كما تفضلت ..... وتأكيد بوزن (فوعل) ...
وفى المقابل ... ذكر الشانيء .... بوصفه (هو الابتر) ... وهنا ايضا تأكيدان او تخصيصان .... بضمير الفصل (هو) وباللام ...
فللرسول صلى الله عليه وسلم ... المبالغة فى العطاء ..... ولعدوه المبالغة .... فى النقص ....
فمن يضيف شيئا .... غفر الله لكم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 02 - 2005, 08:10 م]ـ
أبا عبد المعز
وكأنك تشير إلى رأي شيخ المفسرين الطبري بقولك ((ولك ان تلاحظ ان صيغة (فوعل) من الكثرة)) --
أنظر إلى تفسير الطبرى للآية حيث تبنى الرأي التالي ((وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي، قول من قال: هو اسم النهر الذي أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، وصفه الله بالكثرة، لعظَم قدره.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك، لتتابع الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك كذلك))
فكما ترى هو ملتزم بالتفسير بالحديث الشريف ((عنِ النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أنه قرأهَا فقالَ: " أتدرونَ ما الكوثَرُ؟ إنَّه نهرٌ في الجنةِ وَعَدنيهِ ربِّي فيهِ خيرٌ كثيرٌ "))
وعلى فكرة----نسيت نقطة وهي إستخدام (إنا) المشددة التي تفيد التوكيد أيضا---فاجتمع عندنا ثلاثة أنواع توكيد---# " إنا " المشددة
#الفعل الماضى "أعطيناك"
# صيغة فوعل"الكوثر"
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 02 - 2005, 08:27 م]ـ
على فكرة ... اجتمع فى الآية اربع مؤكدات ... فأنا بدوري نسيت الاخرى .. ضمير التفخيم (نحن) ..
ـ[الناقد]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 09:30 ص]ـ
عذرا على التطفل،،،
ألا ترون أن سورة الكوثر قد احتوت فعلين متعديين (انحر) (صل) وحذف المفعول به في كل وذلك لإفادة التعميم، فالأضاحي متعددة والصلوات متعددة،
وألا ترون أن لفظة ((الأبتر)) قد احتوت من الحذف ما لايسع المجال لذكره.
فلم يذكر الجانب الذي وقع عليه البتر، أهو مادي أو معنوي؟
ولم تحدد الفترة الزمنية هل في الدنيا, في الآخرة؟
كل هذا يدل على عموم البتر، دون تحديد. وهذا يدل على المصير السيء الذي سيؤول إليه مبغض رسول الله في كل جوانب حياته ..
ــــ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 03:00 م]ـ
الناقد
لست متطفلا إنما أنت صاحب الرابط
وأود أن أذكر هنا أن "العاص بن وائل السهميّ" هو الذي شنأ الرسول عليه الصلاة والسلام ((وأخرج ابن سعد، وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم، ثم زينب، ثم عبد الله، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، فمات القاسم، وهو: أوّل ميت من أهله، وولده بمكة، ثم مات عبد الله، فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل الله {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ?لأبْتَرُ))
من السخافة قول أحد مفسري الشيعة أن الشانىء هو عمرو بن العاص قال القمي ((دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن ابي العاص قال عمرو: يا ابا الابتر! وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمي ابتر، ثم قال عمرو: إني لاشنأ محمدا اي ابغضه فانزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر} - إلى قوله - {إن شانئك} [1 - 3] اي مبغضك عمرو بن العاص {هو الابتر} يعني لا دين له ولا نسب.))
وهو كلام ساقط لا قيمة له
ومن السخافة أيضا قول أحدهم أن الكوثر هو علي عليه السلام قال الجنابذي ((اعلم، انّ الولاية هى الكوثر باكثر معانيه وهى الّتى اعطاها بتمام حقيقتها محمّداً (ص) وبسببها اعطاه النّبوّة والرّسالة والعلم والحكم والاتباع الكثير والاولاد الكثيرين والقرآن ودين الاسلام والصّيت والسّلطنة والخير الكثير فى الدّنيا والآخرة، وهى الّتى تكون بصورة النّهر والحوض فى الآخرة وهى الّتى تصوّرت بصورة علىٍّ (ع) فى الدّنيا، وقد اعطاه الله محمّداص (ص) ومنّ به عليه.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن جزيرة العرب]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 09:56 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد المعز
وأقول فيها أيضا دلالة فقهية على قصرها وهي أن صلاة العيد تكون قبل نحر الأضحية
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 10:00 م]ـ
ينظر ايضا ... الى التقابل بين العبادتين ...... على اكثر من وجه:
"صل"عبادة بدنية ....
"انحر "عبادة مالية ...
الصلاة للرب ....
والنحر للناس ...
الصلاة فعل تعبدي لازم ..
النحر فعل تعبدي متعدي ...
وتجتمع العبادتان ... فى معنى الافضلية .....
فالصلاة افضل العبادات ....
والنحر لا يكون الا للابل ... وهي افضل اموالهم ...(/)
الأساليب البيانية .. وسيلة لتثبيت الحبيب
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 02 - 2005, 10:22 م]ـ
قال تعالى: “وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم” الانفال: 71.
هذه الآية نزلت في شأن أسرى بدر الذين وقعوا في قبضة المؤمنين، تحذرهم من نقض عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم بألا يعودوا لقتاله مرة اخرى، وفي الوقت ذاته يربط البيان القرآني هنا على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ويطمئنه باحباط كيد هؤلاء، وكشفه قبل وقوعه منهم، لأن الذي يتولى ذلك عنه هو العليم الحكيم الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض.
وقد ركز القرآن في سبيل ذلك على أشياء أولها: حذف جواب الشرط المدلول عليه بقوله: “فقد خانوا الله من قبل فأمكن والتقدير: فلا تضرك خيانتهم او لا تهتم بها، فإنهم ان فعلوا اعادهم الله إلى يدك. كما أمكنك منهم من قبل، والسر البلاغي لهذا الحذف هو الدلالة على سرعة نفي وقوع أي ضرر يلحق به صلى الله عليه وسلم جراء خيانتهم. وذكر الجواب فيه تباطؤ، وهذا ما لا يتناسب ومقام التسلية التي يحتاج فيها الى الرمي بها في قلب المسلى من أقرب طريق طمأنه لنفسه، وهذا الحذف تجاوب مع فاء التعقيب في قوله: “فأمكن منهم” وذلك في سرعة طمأنة قلبه صلى الله عليه وسلم وتسليته، فهذه الفاء طوت الزمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سرعة مذهلة لتذكره بمصارع أعدائه يوم بدر، وما لحقهم فيه من عار وخزي وهزيمة، فبعثت بذلك الثقة في قلبه الشريف والاطمئنان، وحذف مفعول الفعل “أمكن” والتقدير: أمكنك منهم، حذف ليدل على تمكن الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه من رقاب هؤلاء الاعداء، فالتمكين من رقابهم لم يقتصر على الرسول صلى الله عليه وسلم بل كان تمكينا عاما لأهل بدر كذلك. وفيه دلالة على شدة تمكنهم من المشركين في تلك المعركة، وهكذا ربط الله على قلب نبيه بوعده بالنصر على أعدائه مرة اخرى، ووعيد هؤلاء الاسرى بالتمكين منهم مرة ثانية ان نكثوا عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتأمل سر تقدم صفة (العليم) على (الحكيم) وارتباطها بالغرض في الآية، حيث ان الخيانة من شأنها ان تحاط بالكتمان والسرية، والخائن يدبر أمره في خفية، فكان تقديم صفة (العليم) التي لا يخفى بها على الله تعالى مثقال ذرة هي الانسب بسياق يطمئن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى سيكون عينه التي تفضح له ما يحكيه له أعداؤه من كيد وشر، لأنه سبحانه المطلع على خفايا صدورهم، العليم بشوارد افكارهم (1).
الخلاصة: من أبرز الوسائل البيانية لتحقيق تسليته صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع حذف جواب الشرط، وفاء التعقيب، وترتيب الصفات في الفاصلة القرآنية على وفق السياق كما علمت.
(1) ينظر: من أسرار المغايرة في نسق الفاصلة القرآنية، د/ محمد الأمين الخضري ص 46،47 طبعة سنة 1414ه 1994م
بقلم عادل الرويني
مقال منشور في صحيفة الخليج الإماراتية
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 02 - 2005, 08:05 م]ـ
في هذا السياق نفسه ..... وجدت عند الشيخ عبد الله دراز فى كتابه العظيم "النبأ العظيم"لفتة الى شأن تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم .... عندما تدبر آية .. :"قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين"
وأحب ان أسأل الاخوة عن الشاهد هنا .. ولهم احدى الحسنيين أ اما ان يتدبروا .. واما ان يرجعوا الى الكتاب المذكور ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 02 - 2005, 10:17 ص]ـ
ربما لست ذكيا أو على ثقافة عالية كالآخرين--لذا فلم أفهم ما تريد أخي بدقة في مجال تدبر الآية ((قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين")) البقرة 91
أنت تعرف أن اليهود في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ليسوا هم من قتل الأنبياء بل أسلافهم فعلوا--على هذا فالمفترض أن يكون السياق " لم قتلتم"---ولما أراد الله أن ينبىء نبيه وحملة هديه بطبيعة اليهود ذات الغدر المستمر---إستخدم لفظا يدل على إستمرارية الغدر الذي يعتبر القتل أحد أصنافه فقال (قل فلم تقتلون)) --وهذا أدعى لأخذ الحيطة والحذر منهم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 02 - 2005, 02:46 م]ـ
لعلي لم اعبر بدقة ..... فلم اوضح المطلوب ...
المطلوب .. بصيغة اخرى .... ما الذي -فى الآية-يمنح للرسول صلى الله عليه وسلم ... الطمأنينة والاحساس بالامن ... ويثبته فى سبيل المضي قدما بدعوته ... ؟
وما قلته -اخي جمال-بصدد طبيعة اليهود يوافق ما ذكره الشيخ دراز .... :" .... تنبيها فى الوقت نفسه على انهم ذرية بعضهامن بعض وانهم سواسية فى الجرم فعلى ايهم وضعت يدك فقد وضعتها على الجاني الاثيم .. لانهم لا ينفكون عن الاستنان بسنة اسلافهم او الرضى عن افاعيلهم ........ وانظر كيف زاد المعنى ترشيحا باخراج الجريمة الاولى وهي جريمة القتل فى صيغة الفعل المضارع تصويرا لها بصورة الامر الواقع الآن كأنه يعرض علينا هؤلاء القوم انفسهم وايديهم ملوثة بتلك الدماء الزكية ..... ".انتهى كلام الشيخ.
لاحظ اخى جمال .. ان الاخبارعن اليهود سلفا وخلفا .. بهذه الصفات .. قد يبعث بعض الخوف الجبلى عند النبي صلى الله عليه وسلم ... فهو محاط بقتلة الانبياء .... لكن ما التعبير الذي يزيل الخوف جذريا ... فى الآية؟
انا متيقن من انك تعرف الجواب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 02 - 2005, 04:08 م]ـ
أخي
ربما ما يبعث على الطمأنينة لدى الرسول عليه الصلاة والسلام هو قول الله "من قبل" ففيها دلالة على أنهم لا يستطيعون القتل الآن مع أن القتل للإنبياء صفة لهم
ما رأيك؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 02 - 2005, 10:30 م]ـ
صحيح ...... ذاك هو الشاهد ..
لكن لا يخفى عليك ان هذا الاستدلال ... يستقيم فقط مع من يأخذ بمفهوم المخالفة ... أما من لا ... فلا ...(/)
الخير في القرآن الكريم
ـ[أحلام]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 11:43 م]ـ
الخيرفي القرآن الكريم· يذكر ويراد به القرآن - {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} البقرة105:
· ويراد به الا نفع - {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة106
· ويراد به المال- {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} البقرة180
· ويراد به ضد الشر {* {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران26
· ويراد به الإصلاح* {{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} آل عمران104
·:ويراد به الولد الصالح {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} النساء19
·: ويراد به العافية {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} يونس107:
· ويكون بمعنى النافع {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الأعراف188:
· وبمعنى الإيمان {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ} الأنفال23
· وبمعنى رخص الاسعار* {{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ} هود84
· وبمعنى النوافل {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} الأنبياء73
· وبمعنى الاجر {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الحج36
· وبمعنى الافضل {{إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} المؤمنون109
· وبمعنى العفة {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} النور12
· وبمعنى الصلاح {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} النور33
· وبمعنىالطعام {{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} القصص24
· وبمعنى الظفر {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً} الأحزاب25
· وبمعنى الخيل {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} ص32
· وبمعنى القوة {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} الدخان37
· وبمعنى حسن الادب {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الحجرات
· وبمعنى حب الدنيا {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} العاديات8
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 03 - 2005, 09:28 م]ـ
أحلام
في قوله تعالى ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران26
بيده تعالى الخير وهو مذكور في الآية--وبيده تعالى الشر ولم يذكر في الآية
لماذا يا ترى لم يذكر الشر؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 03 - 2005, 02:29 ص]ـ
إنه تعليم لنا للأدب الفائق في مخاطبة الخالق.(/)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 02 - 2005, 09:11 ص]ـ
:::
قال تعالى ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ البِرُّ بِأَن تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 189 البقرة
ما الرابط بين السؤال عن الأهلة ودخول البيوت من أبوابها؟؟
لوتكلم أحدنا فقال"إن تعاقب الليل والنهار بسبب حركة الأرض حول الشمس ومن الأفضل للأطفال شرب الحليب في الصباح"
ألا تنتقدعبارته؟؟
إذن لا بد أن يكون هناك ما يربط بين شقي الآية لأن كلام رب العالمين هو أجود واعلى وارقى بلاغة من اي كلام آخر
فما هو الرابط؟؟
فكروا ونتناقش بعد يوم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 02 - 2005, 04:12 م]ـ
لنناقش الرابط بين قسمي الآية
قال تعالى ((((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ البِرُّ بِأَن تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 189 البقرة
((قال البيضاوي ((كانت الأنصار إذا أحرموا لم يدخلوا داراً ولا فسطاطاً من
بابه، وإنما يدخلون من نقب أو فرجة وراءه، ويعدون ذلك براً، فبين لهم أنه
ليس ببر وإنما البر من اتقى المحارم والشهوات، ووجه اتصاله بما قبله
# أنهم سألوا عن الأمرين.
# أو أنه لما ذكر أنها مواقيت الحج وهذا أيضاً من
أفعالهم في الحج ذكره للاستطراد،
# أو أنهم لما سألوا عمّا لا يعنيهم ولا
يتعلق بعلم النبوة وتركوا السؤال عما يعنيهم ويختص بعلم النبوة، عقب
بذكره جواب ما سألوه تنبيهاً على أن اللائق بهم أن يسألوا أمثال ذلك
ويهتموا بالعلم بها،
# أو أن المراد به التنبيه على تعكيسهم في السؤال
بتمثيل حالهم بحال من ترك باب البيت ودخل من ورائه. والمعنى: وليس
البر بأن تعكسوا مسائلكم ولكن البر بر من اتقى ذلك ولم يجسر على
مثله. {وَأْتُواْ ?لْبُيُوتَ مِنْ أَبْو?بِهَا} إذ ليس في العدول بر فباشروا الأمور
من وجوهها)) ===============================
أما الرأي الأخير فهو عدول عن الظاهر إذ معنى دخول البيوت من الظهور مقصود وواضح ولا يقصد التنزيل المعنى المؤول وهو تعكيس المسائل --أي ليس المقصود تشبيه تعكيس المسائل بدخول البيوت من ظهورها
والارجح الراي الأول وهو لكون الأهلة مواقيت للحج فناسب إستطرادا أن يذكر دخولهم بيوتهم من ظهورها ناعيا عليهم فعلهم هذا
فما رايكم؟؟(/)
إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ?للَّهِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 02 - 2005, 09:23 م]ـ
قال تعالى
((ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ))
هذه الآية موضوعها اليهود--فهم ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا
وهم باءوا بغضب من الله--وهم ضربت عليهم المسكنة وكل هذا لانهم --كفروا بآيات الله--وقتلوا الانبياء بغير حق--وعصوا الله--واعتدوا على الغير
المشكلة هي في الإستثناء--أي هل تزول عنهم الذلة بعهد الله وعهد الناس؟؟
فإذا كانت الذلة تزول بمثل هذا العهد--فلم أعقب هذا الإستثناءبذكر غضب رب العزة عليهم وبضربه المسكنة عليهم؟؟
هذا الإستفسار هو الذي دفعني لإستعراض التفاسير فوجدت أن الطبري مع كون الإستثناء ليس متصلا ومع أن الذلة باقية على اليهود على الدوام سواء كانوا في عهد الذمة أم لم يكونوا
قال الطبري
((ولكن القول عندنا أن الباء في قوله: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ?للَّهِ} أدخلت لأن الكلام الذي قبل الاستثناء مقتض في المعنى الباء، وذلك أن معنى قولهم: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ?لذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ}: ضربت عليهم الذلة بكل مكان ثقفوا، ثم قال: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ?للَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ?لنَّاسِ} على غير وجه الاتصال بالأول، ولكنه على الانقطاع عنه، ومعناه: ولكن يثقفون بحبل من الله وحبل من الناس،)
أرأيت مقصوده--فقد كانت " إلا" عنده بمعنى " لكن" أي أن الذلة مضروبة عليهم في كل الأمكنة وفي كل الأزمنة وهم يثقفون بحبل من الله وحبل من الناس المؤمنين--وهو يؤكد أن هذه هي صفتهم دائما
__________
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم
تم الفصل بالاستثناء من أجل أن يتصل السبب مع النتيجة، أو المسبب، لأن الكلام يترتب بناء على قوة العلاقة المعنوية، فلو تأخر الاستثناء، لفصل بين السبب والنتيجة، والله تعالى أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 06:46 م]ـ
لو سمحت وضح أكثر مقصدك
ـ[عبق الحروف]ــــــــ[06 - 12 - 2008, 04:10 ص]ـ
بارك الله فيكم(/)
لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 02 - 2005, 11:29 م]ـ
قال تعالى: “قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون” (الاعراف: 188).
وقال: (قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ماشاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون” (يونس 49).
من الملحوظ في الموضعين تلقين الرسول (صلى الله عليه وسلم) الجواب عن اسئلة المشركين وطلباتهم، وهذا له دلالة على التأكيد على بشريته (صلى الله عليه وسلم) حيث إنه يؤمر فيطيع، ويطلب منه البلاغ فينفذ، وهذا ما أكده بيان الآيتين بالتفصيل كما سنرى إن شاء الله تعالى، فالتنكير مثلا في قوله “نفعا” و”ضرا” بدلالته على التقليل والتحقير فيه تأكيد آخر على بشرية محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقرار صريح منه (صلى الله عليه وسلم) بحدود بشريته، وبطبيعة النبوة التي لا تنفك عنها البشرية، فهو (صلى الله عليه وسلم) لا يملك لنفسه جلب نفع لو كان قليلا تافها، ولا دفع ضر مهما كان مقداره كذلك .. وفي ذكر لفظ “نفس” مضافا الى ياء المتكلم “تأكيد ثالث لتبرئته (صلى الله عليه وسلم) مما يخالف حدود بشريته، فإذا كان (صلى الله عليه وسلم) لا يملك لنفسه شيئا مما ذكر، فهو أولى بألا يملك شيئا من ذلك لغيره، وذكر النفع والضر منكرين معا، لتأكيد عجزه (صلى الله عليه وسلم) عن امتلاك شئ من ذلك، حيث دل هذا على استقصاء جوانب عجزه (صلى الله عليه وسلم)، وتوسيع دائرتها عن تجاوز حدود بشريته وتعديها لإجابة مقترحات المشركين وأسئلتهم، فآية الأعراف سبقها سؤال المشركين الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن الساعة، ووقتها، وهذا من الغيب الذي لم يطلع الله تعالى عليه أحدا من خلقه، قال تعالى: “يسألونك عن الساعة أيان مرساها” فجاء الرد “قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله” ارتقاء في التبرؤ من معرفة الغيب، وزيادة من التعليم للأمة بشيء من حقيقة الرسالة والنبوة، لذا كان تقديم النفع على الضر في هذه الآية أنسب للغرض، لأنه مشير الى ما توهمه المشركون من ان عند الرسول (صلى الله عليه وسلم) العلم بوقت الساعة. ولأن في العلم بالشيء نفعا لصاحبه، لذا من المناسب أن يعرفهم أولا بأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا كذلك. كما ان السر في تقديم النفع على الضر في آية الاعراف أن فيها تناسبا مع ما تقدمها مما يشير الى النفع كما في قوله في السورة نفسها: “من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل ... ”، وقوله: “لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء”، فقدمت الهداية على الضلال، وقدم الخير على الشر، ولاشك ان في الأول منهما نفعا، وفي الثاني ضرا، لذا قدم النفع على الضر في الآية تناسقا مع ما قبلها، والذي كان بمثابة الاعداد أو التمهيد والتوطئة لتقديم الضر على النفع. اما آية يونس فتقدمها سؤال استهزاء واستخفاف من المشركين عن وقت حلول العذاب بهم كما حكى عنهم “ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين”، ولأن في العذاب ضرا كان من المناسب تقديم الضر على النفع في الآية، تجاوبا مع السياق بدلالته على النقمة”، وما يستتبعها من ضر، كما كان تقديم الضر، لطلب المشركين إياه. وفي تقديمه كذلك إظهار للعجز عنه، (لأن استطاعة الضر أهون من استطاعة النفع فيكون ذكر النفع بعده ارتقاء) وفيه مزيد لتبرئته (صلى الله عليه وسلم) مما لا قدرة له عليه
بقلم عادل أحمد الرويني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 02 - 2005, 03:55 م]ـ
هل قول كاتبكم على الإطلاق؟؟
أعني هل قوله ((فإذا كان (صلى الله عليه وسلم) لا يملك لنفسه شيئا مما ذكر، فهو أولى بألا يملك شيئا من ذلك لغيره،))
شامل لكافة المنافع ولكافة الأوقات؟؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 11:20 م]ـ
أستاذنا الفاضل
لمذاا استعملت هذا اللفظ حفظك الله (كاتبكم)؟
تفضل وأدل برأيك وأخبرنا بما قرأته في هذا الأمر زادك الله علما
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:32 ص]ـ
الأخت المشرفة الكريمة أنوار
---ليس في لفظ كاتبكم أي هدف أو حساسية--إذ كان قصدي أن أشير إلى الكاتب ليس إلا
وقد كان اعتراضي (هل قول كاتبكم على الإطلاق؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أعني هل قوله ((فإذا كان (صلى الله عليه وسلم) لا يملك لنفسه شيئا مما ذكر، فهو أولى بألا يملك شيئا من ذلك لغيره،))
شامل لكافة المنافع ولكافة الأوقات؟؟))
وكان قصدي أن أبين أن الرسول:= ينفعنا بشفاعته يوم القيامة
[ line] والحمد لله أولا وأخيرا
ـ[البصري]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 10:09 ص]ـ
ذكر العلماء أن للشفاعة شرطين:
أولا ـ رضى الله عن المشفوع له.
ثانيًا ـ إذنه للشافع.
وهذان الشرطان أخذا من قوله ـ تبارك وتعالى ـ: " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ "
وقوله ـ جل وعلا ـ: " مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ "
فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يشفع لكل أحد، وإنما شفاعته مربوطة بإذن الله له ورضاه عمن يشفع له، فلنكن على علم بهذا.
وأما ما استفهمت عنه ـ أخي جمال ـ فإجابته في القرآن، في الآيتين اللتين علق عليهما الكاتب، وهما قوله ـ تعالى ـ: " قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " وقوله: " قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ "
فنقول: نعم، إن كونه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يملك لنفسه ـ فضلا عن غيره ـ نفعًا ولا ضرًّا شامل لكافة المنافع ولكافة الأوقات؛ لأن كلمتي (الضر) و (النفع) هنا جاءتا نكرتين في سياق النفي فتفيدان العموم، كما قرر أهل الأصول، لكن كان على الكاتب أن يقيد قوله بمشيئة الله، كما جاء في الآيتين؛ ليسلم.
وعليه فنحن نقول: إن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًّا في أي وقت إلا ما شاء الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 11:41 ص]ـ
الأخ البصري
قلت وقولك حق (إن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًّا في أي وقت إلا ما شاء الله.))
ولقد شاء الله عز وجل أن يشفع:= لفريق من أمته فلا خلاف والحمد لله
قال:= ((حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة " *))
والأباضية هم الذين أنكروا شفاعة الرسول:= لأمته--وأهل السنة يثبتونها(/)
لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 02 - 2005, 11:35 ص]ـ
قال تعالى
((لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ والمقيمين الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً) النساء
# لم كانت (المقيمين) منصوبة بينما ما قبلها وما بعدها كان مرفوعا وهي الالفاظ التالية--الراسخون--المؤمنون--المؤتون
أرجح الأقوال لدى المفسرين هو أن هذا من قبيل قطع النعوت إذا كثرت ب "أعني" وإلى هذا ذهب بعض نحويي البصرة
كقولك--الطلاب النشيطون في الرياضة الحاذقون في الرياضيات أعني الملتزمين بالقوانين هم المحافظون على النظافة
وما روي عن أبان بن عثمان بن عفان وعائشة رضي الله عنها: ذلك من خطأ كاتب المصحف، لا يستقيم لأن القرآن نقل بالتواتر فليس فيه أي لحن
# الراسخون هم العالمون بأحكام الشريعة و العاملون بها في آن واحد---فهم *يؤمنون بما أنزل من كتب وباليوم الآخر
*ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة كمثالين على أبرز الأحكام ذات العلاقة بالخالق وهي الصلاة وذات العلاقة بالناس وهي الزكاة
____________
ـ[أديب ولكن]ــــــــ[08 - 03 - 2005, 10:57 م]ـ
الأستاذ الكريم جمال حسني الشرباتي:
لـ (مقيمين) قراءتان:
الأولى: (مقيمون) على أنها معطوفة على (الراسخون).
الثانية: (مقيمين) على أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره (أخص) أي: وأخص المقيمين.
هذا من خلال دراستي السابقة في الكلية.
وقد قرأت لبهجت عبدالواحد صالح في كتابه الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل:
والمقيمين الصلاة: الواو: عاطفة. المقيمين: معطوفة على (بما أنزل إليك) أي يؤمنون بالكتاب وبالملائكة وهم المقيمون الصلاة مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
ويجوز أن يكون منصوبا بالياء على الاختصاص أي أخص المقيمين.
شكرآ لك أخي جمال حسني الشرباتي على هذا الموضوع الذي بلا شك أفادنا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 03 - 2005, 08:39 م]ـ
أخي أديب ومتأكد:)
أشكرك على مرورك---ولو واصلت مرورك لزادت الحركة في هذا المنتدى المبارك بما يرضي الله
ـ[السراج]ــــــــ[15 - 03 - 2005, 04:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي العزيز
سمعت يوماً في برنامج لمسات بيانية أحد الأخوة المتصلين يسأل الدكنور فاضل .. بمثل هذا السؤال ..
فأجابه أنه أسلوب قطع .. بعني حركة الكلمة أو الجملة مختلفة عن حركة ما عطف عليه ..
السراج .......(/)
أين المتقدم من المسند والمسند إليه؟ ومالغرض؟ في الآية
ـ[أديب ولكن]ــــــــ[08 - 03 - 2005, 11:10 م]ـ
من أغراض تقديم المسند إليه:
1/ التحقير.
2/ تعظيم المسند إليه.
3/ التلذذ بذكرة مقدما.
4/ مراعاة الترتيب الوجودي.
5/ تعجيل المسرة.
6/ التشويق إلى المتأخر.
7/ النص على عموم السلب وسلب العموم.
8/ التخصيص.
9/ التبرك.
10/ التقوية والتقرير .. وغيرها
ومن أغراض تقديم المسند:
1/ التشويق إلى المسند إليه.
2/ التفاؤل.
3/ التنبه من أول الأمر على أن المسند خبر لانعت.
4/ التخصيص.
وبعد: من يستخرج لي من الآيات الكريمة 7 أو 8 أو ما استطعت استخراجه من أغراض التقديم .. مع ذكر المتقدم ..
وذلك في قوله تعالى: ((احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ* بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ* وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ* قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ* وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ * فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ *فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ * فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ* إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ * بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ* إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ* وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ* عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ* يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ * بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ *يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ* أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ* قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ* فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ* قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ* وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ * أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ* إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ* أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ* إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ* طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ* ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ * إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ * وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ* فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ* وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ *)).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 03 - 2005, 08:42 م]ـ
قلت
((وبعد: من يستخرج لي من الآيات الكريمة 7 أو 8 أو ما استطعت استخراجه من أغراض التقديم .. مع ذكر المتقدم .. ))
فأرنا ما استخرجت لو سمحت(/)
لتطمئن قلوبكم به
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 03 - 2005, 06:18 ص]ـ
قال تعالى
((((،إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) 9 - 10 الأنفال
وقال ((بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ)) 125 - 126 ال عمران
لم قدم الجار والمجرور في الأنفال وأخره في آل عمران
أي لم قال في الأنفال "وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ" وفي آل عمران "وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ "
والآيتان موضوعهما واحد هو الإمداد الرباني لمقاتلي معركة بدر
أما آية الأنفال ففي التقديم للجار والمجرور فائدة الإختصاص--أي لتطمئن قلوبكم بهذا الإمداد لا بغيره من عدد وعدة---ولقد كان أصاب المسلمين وجل من أول لقاء مع عدو يفوقهم عددا وعدة-- فقد كانت رغبتهم أن يلاقوا غير ذات الشوكة وهي القافلة---فقدر لهم المولى ملاقاة ذات الشوكة فوجلوا فكان في هذا الإختصاص تعريض بهم لوجلهم
ويظهر لي أن آية الأنفال نزلت قبل حصول القتال--لذلك حصل وعد فيها بالإمداد بألف من الملائكة لتثبيت الواجلين فيصبروا
وأن آية آل عمران نزلت خلال القتال لذا قال "يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ " ففي الإخبار الآني بحصول الإمداد وفي زيادة العدد زيادة في التثبيت فكان التركيز على طمأنة القلوب لتثبت في قتالها فقدم القلوب وأخر الجار والمجرور
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[09 - 03 - 2005, 09:42 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الأستاذ جمال.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 03 - 2005, 08:36 م]ـ
أفخر بكلامك هذا أخي خالد
ـ[المؤدب]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 12:32 م]ـ
احسنت0000وفقك الله
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[08 - 05 - 2007, 05:42 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي جمال
أين أنت؟
أطلت الغياب
ـ[عمر خالد]ــــــــ[17 - 05 - 2007, 09:15 م]ـ
جزاك الله خير وأحسن إليك(/)
حمل كتاب شذرات الذهب في بلاغة القرآن
ـ[1963]ــــــــ[11 - 03 - 2005, 08:31 ص]ـ
كتاب في البلاغة القرآنية(/)
التعابير اللغوية المجازية؟؟؟؟
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[11 - 03 - 2005, 09:00 م]ـ
لدي عدة أسئلة , الأول: كيف يمكن للطلاب فهم التعابير اللغوية المجازية؟
الثاني: (أهش في وجهه) و (أشاطره أفراحه وأحزانه) , هل هما تعبيران مجازيان؟
الثالث: أريد أمثلة متعددة على التعابير المجازية اللغوية.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 03 - 2005, 05:00 م]ـ
الكلام قسمان
#حقيقة
#ومجاز
ولا أبالغ إن قلت أن الغالب على تعبيراتنا المجاز--وفنون البلاغة من استعارة وكناية من باب المجاز--وكلما تعذرت الحقيقة ظهر المجاز
وإليك أمثلة من القرآن الكريم
#قوله تعالى (يومئذ تحدث أخبارها) والأرض لا تنطق فمجاز إذن
# قوله تعالى ((يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) وليست جهنم كائماً متكلماً فتقول وتستمع وتجيب
#قوله تعالى ((اذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور تكاد تميز من الغيظ)) وليست النار جسماً مريداً وفاعلاً فنستمع لشهيقها او هي تفور او تتميز من الغيظ.
# قوله تعالى ((يا أيها الناس أتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم , يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .. ) ولا حمل يوم القيامة ولا إرضاع
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[13 - 03 - 2005, 07:21 م]ـ
لو سمحتوا أريد أمثلة من نصوص قرائية , خارج النص القرآني عن التعابير المجازية؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 03 - 2005, 08:06 م]ـ
إليك الأمثلة التالية
-----------------
# إذا غامَرْتَ في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
# إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
#إذا حضر الماء بطل التيمم
# لا يفتى ومالك في المدينة
#اختلط حابلهم بنابلهم
# الحب أعمى
# معظم النار من مستصغر الشرر
# إذا صدأ الرأي أصقلته المشورة
#اتسع الخرق على الراقع
#الدراهم مراهم
هل تحتاج للمزيد---سهل جدا أن تجد في معظم كلامنا مجازا---فكل لفظ لا يعقل أن يعتبر حقيقيا هو من المجاز
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[16 - 03 - 2005, 05:57 م]ـ
أريد مزيدا من الأمثلة بارك الله فيكم , فلا تبخلوا على أخيكم , فقد أنخت راحلتي بباكم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 03 - 2005, 09:41 م]ـ
الكناية هي قسم من فنون البيان---ونفرقها عن غيرها بجواز حمل الكلام الوارد كناية على الحقيقة أو المجاز
مثل قولهم (فلان كثير الرماد) --فقد يكون كثير الرماد حقيقة--أو أن الكناية كانت لتشير إلى كرمه لأن كثير الرماد كثير الطبخ للضيوف
وكذلك قولهم (فلان طويل النجاد) فقد يكون المعنى كناية عن طول الشخص--أو يكون المعنى حقيقيا بأن حامل سيفه طويل---ولا يكون حامل السيف طويلا إلا عند الطويل قامة(/)
ملك واحد أم عدة ملائكة؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 03 - 2005, 04:25 م]ـ
السلام عليكم
آل عمران) إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ 45
تشير إلى عدة ملائكة
(مريم) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا 17 قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا 18
تشير آية مريم إلى ملك واحد هو جبريل
فكروا معي؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 03 - 2005, 08:53 م]ـ
:::
هل من الممكن أن يكون التوفيق هو التدرج مع مريم لتتقبل وقع الخبر الصاعق عليها
أعني أن آية آل عمران قد تناولت حدثا سابقا زمنيا للحادث الذي تناولته آية سورة مريم
آية آل عمران تتحدث عن قيام الملائكة بإخبار مريم بالبشارة
((إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ))
وآية سورة مريم تتناول قدوم جبريل إليها لتنفيذ البشارة
((فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا 17 قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا))
وهما حادثان متباعدان زمنيا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 03 - 2005, 11:31 م]ـ
سؤال جيد يستحق التفكير
وجواب مماثل من الأستاذ جمال
أرى أنك تقصد أن البشارة كانت على مرتين وذلك للتخفيف من وقع الأمر
فهل يمكن أن تكون البشارة الأولى إيحائية بأن يلقى في قلبها ذاك الشعور أو كالإيحاء إلى أم موسى
ثم كانت البشارة الواقعية بتمثل الملك بشرا؟
أو أن المبشِّر واحد، وذُكرت الملائكة هناك لأنه واحد منها، فكان المراد إيضاح قدوم البشارة من الملائكة بغض النظر عن العدد؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 03 - 2005, 05:57 م]ـ
سؤال جيد يستحق التفكير
وجواب مماثل من الأستاذ جمال
أرى أنك تقصد أن البشارة كانت على مرتين وذلك للتخفيف من وقع الأمر
فهل يمكن أن تكون البشارة الأولى إيحائية بأن يلقى في قلبها ذاك الشعور أو كالإيحاء إلى أم موسى
ثم كانت البشارة الواقعية بتمثل الملك بشرا؟
نعم أقصد حصول العملية على مرحلتين--مرحلة قيام الملائكة بالآيحاء لها بالبشارة
ولا مانع من كونهم عدة ملائكة
والمرحلة الثانية قيام الملك جبريل بتنفيذ البشارة(/)
فضائل سور القرآن الكريم، كما حققها العلامة الألباني. رحمه الله.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 03 - 2005, 12:05 ص]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الجامع
..
انتشر في الآونة الأخيرة كتب ونشرات تحتوي على أحاديث ضعيفة وموضوعة لفضائل بعض سور القرآن الكريم .. لذا كان من الواجب تنبيه المسلمين على ما في هذه ا لمطبوعات من أباطيل .. وإرشادهم لبعض الأحاديث الصحيحة التي حققها شيخنا العلامة / محمد ناصر الدين الألباني
وذلك نشرا للسنة وقمعا للبدعة
والله من وراء القصد ..
--------------------------------------------------------------------------------
سورة الفاتحة
من الأحاديث الصحيحة التي وردت فضل سورة الفاتحة:
1) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة {البقرة}، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) ..
[رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب / 1456] ..
2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته) ..
[متفق عليه] ..
3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال: اثنى علي عبدي. فإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال مجدني عبدي. وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، قال: هذا لعبدي. ولعبدي ما سأل) ..
[رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1455] ..
4) عن أبي سعيد الخدري قال: عن أبي سعيد الخدري قال:
(كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم) ..
[رواه البخاري] ..
بعض الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضل سورة الفاتحة:
1) (فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات) ..
[((ضعيف جدا)) / سلسلة الأحاديث الضعيفة 3996] ..
2) (فاتحة الكتاب شفاء من السم) ..
[سلسلة الأحاديث الضعيفة 3997] ..
3) (إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت {فاتحة الكتاب} و {قل هو الله أحد}؛ فقد أمنت من كل شيء إلا الموت) ..
[((ضعيف)) / ضعيف الترغيب و الترهيب 347] ..
4) (فاتحة الكتاب و آية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين إنس و جن) ..
[((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير 3952] ..
5) (فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) ..
[((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير 3951] ..
6) (فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن) ..
((ضعيف)) ضعيف الجامع الصغير 3949
هام جداً:
لم أضع الأحاديث الضعيفة لكي يؤخذ بها .. وإنما وضعتها لكي يعلم الناس أنها ضعيفة!!!
سورة البقرة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) [رواه مسلم] ..
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) [رواه البخاري] ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) [رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير / 6464] ..
عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان) [رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير / 1799] ..
بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وردت في فضل سورة البقرة
1) (آيتان هما قرآن، و هما يشفعان، و هما مما يحبهما الله، الآيتان في آخر سورة البقرة) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 154] ..
2) (من قرأ سورة البقرة؛ توج بتاج في الجنة) ((موضوع)) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 4633] ..
3) (إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن، سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، و من قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام)
آل عمران
الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل آل عمران ..
أبو أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) [رواه مسلم] .. أحاديث الضعيفة / 1349]
الأحاديث الضعيفة التي وردت في آل عمران ..
1) (من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى الله عليه و ملائكته حتى تجب الشمس) ((موضوع))
[سلسلة الأحاديث الضعيفة / 415] ..
2) (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) إلى آخره) ..
[سلسلة الأحاديث الضعيفة /2772] ..
3) (الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله؟ قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31]) ..
[سلسلة الأحاديث الضعيفة / 3755] ..
4) (من قرأ آخر (آل عمران في ليلة؛ كتب له قيام ليلة) ..
[ضعيف مشكاة المصابيح / 2112] ..
5) (من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة؛ صلت عليه الملائكة إلى الليل) ..
[ضعيف مشكاة المصابيح / 2113] ..
6) (ما من رجل يكون على دابة صعبة فيقول في أذنها: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون} [آل عمران:83]؛ إلا وقفت لإذن الله تعالى) ..
[ضعيف الكلم الطيب / 177] ..
7) (ما خيب الله تعالى عبدا قام في جوف الليل، فافتتح سورة (البقرة) و (آل عمران)، و نعم كنز المرء (البقرة) و (آل عمران)) ..
[ضعيف الجامع الصغير / 5063] ..
هود
الأحاديث الصحيحة التي وردت في سورة هود
قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت قال: (شيبتني " هود " و " الواقعة " و " المرسلات " و " عم يتساءلون "، و " إذا الشمس كورت ") [رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع / 3723] ..
وقال عليه الصلاة والسلام: (شيبتني هود و أخواتها قبل المشيب) [صحيح الجامع الصغير/ 3721] ..
وقال صلى الله عليه وسلم: (شيبتني هود و أخواتها من المفصل) [صحيح الجامع الصغير/3722] ..
وقال عليه الصلاة والسلام: (قد شيبتي هود وأخواتها) [صحيح الشمائل المحمدية / 35] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في سورة هود
1) (شيبتني (هود) و أخواتها، و ما فعل بالأمم قبلي) [ضعيف الجامع الصغير / 3421] ..
2) (اقرؤوا سورة (هود يوم الجمعة) [ضعيف الجامع الصغير / 1070] ..
(يُتْبَعُ)
(/)
3) (شيبتني (هود) و أخواتها، (الواقعة) و (الحاقة) و (إذا الشمس كورت)) [ضعيف الجامع الصغير/ 3419] ..
4) (شيبتني سورة (هود و أخواتها (الواقعة و (القارعة و (الحاقة و (إذا الشمس كورت و (سأل سائل) [ضعيف الجامع الصغير / 3418] ..
5) (شيبتني (هود) و أخواتها: ذكر يوم القيامة، و قصص الأمم) [ضعيف الجامع الصغير / 3420] ..
الأحاديث الصحيحة التي وردت في بعض السور
سورة الإسراء
قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ " الزمر " و " بني إسرائيل " (أي سورة الإسراء)) [رواه الترمذي وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 641] ..
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات ويقول فيها آية خير من ألف آية) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2712] ..
* المسبحات: هي السور التي تفتتح بقوله تعالى " سبح " أو " يسبح " .. وهن سور الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، والأعلى.
سورة الكهف
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية ـ من آخر سورة الكهف ـ) [رواه مسلم] ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من " فتنة " الدَّجال) [صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 582] ..
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف) [كما أنزلت] كانت له نورا يوم القيامة، من مقامه إلى مكة، و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره، و من توضأ فقال: سبحانك اللهم و بحمدك [أشهد أن] لا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك، كتب في رق، ثم جعل في طابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة) [صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2651] ..
وقال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ سورة (الكهف) ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق) [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736] ..
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة (الكهف) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في سورة الكهف
- (ألا أخبركم بسورة ملأت عظمتها ما بين السماء و الأرض؟ و لقارئها من الأجر مثل ذلك، و من قرأها غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام؟ قالوا: بلى قال: سورة الكهف [ضعيف جداَ / ضعيف الجامع الصغير / 2160] ..
- (سورة الكهف تدعى في التوراة: الحائلة؛ تحول بين قارئها وبين النار) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 3259] ..
- (من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف؛ عصم من فتنة الدجال) [ضعيف مشكاة المصابيح / 2088] ..
الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة الفتح
(عَنْ أَنَسٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْجِعَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصْحَابُهُ يُخَالِطُونَ الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَسَاكِنِهِمْ وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا إِلَى قَوْلِهِ (صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَتَانِ هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا) [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع / 5121]
سورة تبارك
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2315]
عن جابر قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ " آلم " تنزيل السجدة، و " تبارك الذي بيده الملك ") [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2316] ..
سورة الكافرون
عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك) قال شعبة أحيانا يقول مرة وأحياناً لا يقولها .. [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2709] ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن) [حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 586]
الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة يس
- (إن الله تبارك وتعالى قرأ (طه) و (يّس) قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمة ينزل هذا عليهم، وطوبى لألسن تتكلم بهذا، وطوبى لأجوف تحمل هذا) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1248] ..
- (من دخل المقابر فقرأ سورة (يّس) خفف عنهم يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات) [((موضوع)) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1246] ..
- (إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن (يس، ومن قرأ (يس؛ كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات) [((موضوع)) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 885] ..
- (من قرأ (يس) ابتغاء وجه الله، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، فاقرؤوها عند موتاكم) ((ضعيف)) [ضعيف الجامع الصغير/ 5785].
- (من قرأ {يس} في صدر النهار؛ قضيت حوائجه) [((ضعيف)) / ضعيف مشكاة المصابيح / 2118] ..
تبيه .. تبيه .. تبيه .. تبيه
جميع الروايات الواردة بفضل سورة (يس) ضعيفة أو موضوعة كما حققها شيخنا الألباني (رحمه الله تعالى) في كتبه ..
سورة الدخان
- (من قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة؛ غفر له) [((ضعيف جدا)) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 4632] ..
- (من قرأ سورة {الدخان} في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) [((موضوع)) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 978] ..
- (من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك) [ضعيف الترغيب و الترهيب / 448] ..
- (من قرأ {حم الدخان} في ليله الجمعة أو يوم الجمعة؛ بنى الله له بها بيتا في الجنة) [((ضعيف جدا)) / ضعيف الترغيب و الترهيب/ 449] ..
- (من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفورا له. ومن قرأ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له) [ضعيف الترغيب و الترهيب / 978]. .
سورة غافر
- (من قرأ {الدخان} كلها، وأول {حم غافر} إلى {وإليه المصير}، و {آية الكرسي} حين يمسي؛ حفظ بها حتى يصبح، ومن قرأها حين يصبح، حفظ بها حتى يمسي) [((ضعيف)) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 390] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة الحشر
- (من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، و قرأ ثلاث آيات من آخر سورة (الحشر)، وكل الله به سبعين ألف ملك، يصلون عليه حين يمسي، و إن مات في ذلك اليوم، مات شهيدا، و من قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة) [((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير / 5732] ..
- (من قرأ خواتيم (الحشر) من ليل أو نهار، فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب الجنة) [((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير / 5770] ..
- (اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر.) [ضعيف الجامع الصغير / 853
- (إذا أخذت مضجعك فاقرأ سورة الحشر، إن مت مت شهيدا) [ضعيف الجامع الصغير / 307] ..
سورة الرحمن
- (لكل شىء عروس، و عروس القرآن الرحمن) [((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير / 4729] ..
سورة الواقعة
- (علموا نساءكم سورة {الواقعة}، فإنها سورة الغنى) [ضعيف الجامع الصغير / 3730
.
- (من قرأ سورة (الواقعة و تعلمها، لم يكتب من الغافلين، و لم يفتقر هو و أهل بيته) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 291] ..
- (من قرأ سورة (الواقعة) في كل ليلة، لم تصبه فاقة أبدا) [((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير/ 5773] ..
سورة الزلزلة
- ((إذا زلزلت تعدل نصف القرآن) [((ضعيف)) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 889] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضل بعض السور
سورة الشرح و سورة الفيل
- (من قرأ في الفجر بـ (ألم نشرح) و (ألم تر كيف) لم يرمد) [(((لا أصل له))) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 67] ..
سورة القدر
- (قراءة (سورة إنا أنزلناه) عقب الوضوء) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 68] ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- (من قرأ في إثر وضوئه: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} مرة واحدة كان من الصديقين، و من قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء، و من قرأها ثلاثا حشره الله محشر الأنبياء) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1449] ..
الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة الإخلاص والمعوذتين
- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟. قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن) [رواه مسلم] [وصحح الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1480].
- عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة (قل هو الله أحد) فقال: (إن حبك إياها يدخلك الجنة) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2323 ..
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة) [سلسلة الأحاديث الصحيحة / 589] ..
- عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: (قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2829
..
- أبي هريرة قال أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ (قل هو الله أحد الله الصمد) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وجبت) قلت وما وجبت؟ قال الجنة) [رواه الترمذي وصحح الألباني / 2320] ..
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عقبة ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها، قل {هوالله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}) [سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2861] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة الإخلاص والمعوذتين
- (من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذى يموت فيه، لم يفتن في قبره، وأمن من ضغطة القبر، و حملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة) ((موضوع)) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 301] ..
- (من قرأ (قل هو الله أحد) عشرين مرة بنى الله له قصرا في الجنه) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1351] ..
- (من قرأ {قل هو الله أحد} مائتي مرة، غفرت له ذنوب مائتي سنة) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 295] ..
- (من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا و خمسمائة حسنة، إلا أن يكون عليه دين) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 300] ..
- (من مر بالمقابر فقرأ (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجره للأموات، أعطي من الأجر بعدد الأموات) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1290] ..
- (من صلى الصبح ثم قرأ (قل هو الله أحد) مائة مرة قبل أن يتكلم، فكلما قرأ (قل هو الله أحد) غفر له ذنب سنة [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 405] ..
- (من مر على المقابر فقرأ فيها إحدى عشرة مرة: {قل هو الله أحد} ثم وهب أجره للأموات؛ أعطي من الأجر بعدد الأموات) [سلسلة الأحاديث الضعيفة /3277] ..
- (من قرأ بعد صلاة الجمعة {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} سبع مرات؛ أجاره الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى) [سلسلة الأحاديث الضعيفة /4129]
انتهى البحث .. وكان عبارة عن تبيان فضائل سور القرآن بدءاً من سورة البقرة وحتى سورة الناس ..
وختاماً ..
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث
بارك الله فيكم جميعاً ونفع بك
أبو خطاب العوضي ( http://saaid.net/bahoth/29.htm)
ـ[السراج]ــــــــ[20 - 03 - 2005, 10:24 م]ـ
بارك الله فيك أيها المراقب الكريم .. :)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[21 - 03 - 2005, 07:21 ص]ـ
وفيك أخي الأستاذ السراج.(/)
فضائل سور القرآن الكريم، كما حققها العلامة الألباني. رحمه الله.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 03 - 2005, 12:13 ص]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الجامع
..
انتشر في الآونة الأخيرة كتب ونشرات تحتوي على أحاديث ضعيفة وموضوعة لفضائل بعض سور القرآن الكريم .. لذا كان من الواجب تنبيه المسلمين على ما في هذه ا لمطبوعات من أباطيل .. وإرشادهم لبعض الأحاديث الصحيحة التي حققها شيخنا العلامة / محمد ناصر الدين الألباني
وذلك نشرا للسنة وقمعا للبدعة
والله من وراء القصد ..
--------------------------------------------------------------------------------
سورة الفاتحة
من الأحاديث الصحيحة التي وردت فضل سورة الفاتحة:
1) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة {البقرة}، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) ..
[رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب / 1456] ..
2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته) ..
[متفق عليه] ..
3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال: اثنى علي عبدي. فإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال مجدني عبدي. وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، قال: هذا لعبدي. ولعبدي ما سأل) ..
[رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1455] ..
4) عن أبي سعيد الخدري قال: عن أبي سعيد الخدري قال:
(كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم) ..
[رواه البخاري] ..
بعض الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضل سورة الفاتحة:
1) (فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات) ..
[((ضعيف جدا)) / سلسلة الأحاديث الضعيفة 3996] ..
2) (فاتحة الكتاب شفاء من السم) ..
[سلسلة الأحاديث الضعيفة 3997] ..
3) (إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت {فاتحة الكتاب} و {قل هو الله أحد}؛ فقد أمنت من كل شيء إلا الموت) ..
[((ضعيف)) / ضعيف الترغيب و الترهيب 347] ..
4) (فاتحة الكتاب و آية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين إنس و جن) ..
[((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير 3952] ..
5) (فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) ..
[((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير 3951] ..
6) (فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن) ..
((ضعيف)) ضعيف الجامع الصغير 3949
هام جداً:
لم أضع الأحاديث الضعيفة لكي يؤخذ بها .. وإنما وضعتها لكي يعلم الناس أنها ضعيفة!!!
سورة البقرة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) [رواه مسلم] ..
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) [رواه البخاري] ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) [رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير / 6464] ..
عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان) [رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير / 1799] ..
بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وردت في فضل سورة البقرة
1) (آيتان هما قرآن، و هما يشفعان، و هما مما يحبهما الله، الآيتان في آخر سورة البقرة) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 154] ..
2) (من قرأ سورة البقرة؛ توج بتاج في الجنة) ((موضوع)) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 4633] ..
3) (إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن، سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، و من قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام)
آل عمران
الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل آل عمران ..
أبو أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) [رواه مسلم] .. أحاديث الضعيفة / 1349]
الأحاديث الضعيفة التي وردت في آل عمران ..
1) (من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى الله عليه و ملائكته حتى تجب الشمس) ((موضوع))
[سلسلة الأحاديث الضعيفة / 415] ..
2) (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) إلى آخره) ..
[سلسلة الأحاديث الضعيفة /2772] ..
3) (الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله؟ قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31]) ..
[سلسلة الأحاديث الضعيفة / 3755] ..
4) (من قرأ آخر (آل عمران في ليلة؛ كتب له قيام ليلة) ..
[ضعيف مشكاة المصابيح / 2112] ..
5) (من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة؛ صلت عليه الملائكة إلى الليل) ..
[ضعيف مشكاة المصابيح / 2113] ..
6) (ما من رجل يكون على دابة صعبة فيقول في أذنها: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون} [آل عمران:83]؛ إلا وقفت لإذن الله تعالى) ..
[ضعيف الكلم الطيب / 177] ..
7) (ما خيب الله تعالى عبدا قام في جوف الليل، فافتتح سورة (البقرة) و (آل عمران)، و نعم كنز المرء (البقرة) و (آل عمران)) ..
[ضعيف الجامع الصغير / 5063] ..
هود
الأحاديث الصحيحة التي وردت في سورة هود
قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت قال: (شيبتني " هود " و " الواقعة " و " المرسلات " و " عم يتساءلون "، و " إذا الشمس كورت ") [رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع / 3723] ..
وقال عليه الصلاة والسلام: (شيبتني هود و أخواتها قبل المشيب) [صحيح الجامع الصغير/ 3721] ..
وقال صلى الله عليه وسلم: (شيبتني هود و أخواتها من المفصل) [صحيح الجامع الصغير/3722] ..
وقال عليه الصلاة والسلام: (قد شيبتي هود وأخواتها) [صحيح الشمائل المحمدية / 35] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في سورة هود
1) (شيبتني (هود) و أخواتها، و ما فعل بالأمم قبلي) [ضعيف الجامع الصغير / 3421] ..
2) (اقرؤوا سورة (هود يوم الجمعة) [ضعيف الجامع الصغير / 1070] ..
(يُتْبَعُ)
(/)
3) (شيبتني (هود) و أخواتها، (الواقعة) و (الحاقة) و (إذا الشمس كورت)) [ضعيف الجامع الصغير/ 3419] ..
4) (شيبتني سورة (هود و أخواتها (الواقعة و (القارعة و (الحاقة و (إذا الشمس كورت و (سأل سائل) [ضعيف الجامع الصغير / 3418] ..
5) (شيبتني (هود) و أخواتها: ذكر يوم القيامة، و قصص الأمم) [ضعيف الجامع الصغير / 3420] ..
الأحاديث الصحيحة التي وردت في بعض السور
سورة الإسراء
قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ " الزمر " و " بني إسرائيل " (أي سورة الإسراء)) [رواه الترمذي وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 641] ..
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات ويقول فيها آية خير من ألف آية) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2712] ..
* المسبحات: هي السور التي تفتتح بقوله تعالى " سبح " أو " يسبح " .. وهن سور الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، والأعلى.
سورة الكهف
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية ـ من آخر سورة الكهف ـ) [رواه مسلم] ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من " فتنة " الدَّجال) [صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 582] ..
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف) [كما أنزلت] كانت له نورا يوم القيامة، من مقامه إلى مكة، و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره، و من توضأ فقال: سبحانك اللهم و بحمدك [أشهد أن] لا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك، كتب في رق، ثم جعل في طابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة) [صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2651] ..
وقال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ سورة (الكهف) ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق) [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736] ..
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة (الكهف) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في سورة الكهف
- (ألا أخبركم بسورة ملأت عظمتها ما بين السماء و الأرض؟ و لقارئها من الأجر مثل ذلك، و من قرأها غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام؟ قالوا: بلى قال: سورة الكهف [ضعيف جداَ / ضعيف الجامع الصغير / 2160] ..
- (سورة الكهف تدعى في التوراة: الحائلة؛ تحول بين قارئها وبين النار) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 3259] ..
- (من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف؛ عصم من فتنة الدجال) [ضعيف مشكاة المصابيح / 2088] ..
الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة الفتح
(عَنْ أَنَسٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْجِعَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصْحَابُهُ يُخَالِطُونَ الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَسَاكِنِهِمْ وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا إِلَى قَوْلِهِ (صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَتَانِ هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا) [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع / 5121]
سورة تبارك
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2315]
عن جابر قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ " آلم " تنزيل السجدة، و " تبارك الذي بيده الملك ") [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2316] ..
سورة الكافرون
عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك) قال شعبة أحيانا يقول مرة وأحياناً لا يقولها .. [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2709] ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن) [حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 586]
الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة يس
- (إن الله تبارك وتعالى قرأ (طه) و (يّس) قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمة ينزل هذا عليهم، وطوبى لألسن تتكلم بهذا، وطوبى لأجوف تحمل هذا) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1248] ..
- (من دخل المقابر فقرأ سورة (يّس) خفف عنهم يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات) [((موضوع)) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1246] ..
- (إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن (يس، ومن قرأ (يس؛ كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات) [((موضوع)) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 885] ..
- (من قرأ (يس) ابتغاء وجه الله، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، فاقرؤوها عند موتاكم) ((ضعيف)) [ضعيف الجامع الصغير/ 5785].
- (من قرأ {يس} في صدر النهار؛ قضيت حوائجه) [((ضعيف)) / ضعيف مشكاة المصابيح / 2118] ..
تبيه .. تبيه .. تبيه .. تبيه
جميع الروايات الواردة بفضل سورة (يس) ضعيفة أو موضوعة كما حققها شيخنا الألباني (رحمه الله تعالى) في كتبه ..
سورة الدخان
- (من قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة؛ غفر له) [((ضعيف جدا)) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 4632] ..
- (من قرأ سورة {الدخان} في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) [((موضوع)) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 978] ..
- (من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك) [ضعيف الترغيب و الترهيب / 448] ..
- (من قرأ {حم الدخان} في ليله الجمعة أو يوم الجمعة؛ بنى الله له بها بيتا في الجنة) [((ضعيف جدا)) / ضعيف الترغيب و الترهيب/ 449] ..
- (من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفورا له. ومن قرأ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له) [ضعيف الترغيب و الترهيب / 978]. .
سورة غافر
- (من قرأ {الدخان} كلها، وأول {حم غافر} إلى {وإليه المصير}، و {آية الكرسي} حين يمسي؛ حفظ بها حتى يصبح، ومن قرأها حين يصبح، حفظ بها حتى يمسي) [((ضعيف)) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 390] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة الحشر
- (من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، و قرأ ثلاث آيات من آخر سورة (الحشر)، وكل الله به سبعين ألف ملك، يصلون عليه حين يمسي، و إن مات في ذلك اليوم، مات شهيدا، و من قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة) [((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير / 5732] ..
- (من قرأ خواتيم (الحشر) من ليل أو نهار، فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب الجنة) [((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير / 5770] ..
- (اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر.) [ضعيف الجامع الصغير / 853
- (إذا أخذت مضجعك فاقرأ سورة الحشر، إن مت مت شهيدا) [ضعيف الجامع الصغير / 307] ..
سورة الرحمن
- (لكل شىء عروس، و عروس القرآن الرحمن) [((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير / 4729] ..
سورة الواقعة
- (علموا نساءكم سورة {الواقعة}، فإنها سورة الغنى) [ضعيف الجامع الصغير / 3730
.
- (من قرأ سورة (الواقعة و تعلمها، لم يكتب من الغافلين، و لم يفتقر هو و أهل بيته) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 291] ..
- (من قرأ سورة (الواقعة) في كل ليلة، لم تصبه فاقة أبدا) [((ضعيف)) / ضعيف الجامع الصغير/ 5773] ..
سورة الزلزلة
- ((إذا زلزلت تعدل نصف القرآن) [((ضعيف)) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 889] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضل بعض السور
سورة الشرح و سورة الفيل
- (من قرأ في الفجر بـ (ألم نشرح) و (ألم تر كيف) لم يرمد) [(((لا أصل له))) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 67] ..
سورة القدر
- (قراءة (سورة إنا أنزلناه) عقب الوضوء) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 68] ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- (من قرأ في إثر وضوئه: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} مرة واحدة كان من الصديقين، و من قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء، و من قرأها ثلاثا حشره الله محشر الأنبياء) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1449] ..
الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة الإخلاص والمعوذتين
- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟. قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن) [رواه مسلم] [وصحح الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1480].
- عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة (قل هو الله أحد) فقال: (إن حبك إياها يدخلك الجنة) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2323 ..
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة) [سلسلة الأحاديث الصحيحة / 589] ..
- عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: (قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2829
..
- أبي هريرة قال أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ (قل هو الله أحد الله الصمد) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وجبت) قلت وما وجبت؟ قال الجنة) [رواه الترمذي وصحح الألباني / 2320] ..
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عقبة ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها، قل {هوالله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}) [سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2861] ..
الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور
سورة الإخلاص والمعوذتين
- (من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذى يموت فيه، لم يفتن في قبره، وأمن من ضغطة القبر، و حملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة) ((موضوع)) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 301] ..
- (من قرأ (قل هو الله أحد) عشرين مرة بنى الله له قصرا في الجنه) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1351] ..
- (من قرأ {قل هو الله أحد} مائتي مرة، غفرت له ذنوب مائتي سنة) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 295] ..
- (من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا و خمسمائة حسنة، إلا أن يكون عليه دين) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 300] ..
- (من مر بالمقابر فقرأ (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجره للأموات، أعطي من الأجر بعدد الأموات) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1290] ..
- (من صلى الصبح ثم قرأ (قل هو الله أحد) مائة مرة قبل أن يتكلم، فكلما قرأ (قل هو الله أحد) غفر له ذنب سنة [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 405] ..
- (من مر على المقابر فقرأ فيها إحدى عشرة مرة: {قل هو الله أحد} ثم وهب أجره للأموات؛ أعطي من الأجر بعدد الأموات) [سلسلة الأحاديث الضعيفة /3277] ..
- (من قرأ بعد صلاة الجمعة {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} سبع مرات؛ أجاره الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى) [سلسلة الأحاديث الضعيفة /4129]
انتهى البحث .. وكان عبارة عن تبيان فضائل سور القرآن بدءاً من سورة البقرة وحتى سورة الناس ..
وختاماً ..
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث
بارك الله فيكم جميعاً ونفع بك
أبو خطاب العوضي ( http://saaid.net/bahoth/29.htm)(/)
هلا َّ أفدتموني في حصرها؟
ـ[(أم إلياس)]ــــــــ[15 - 03 - 2005, 04:30 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرسان البلاغة:
من أنواع علوم البلاغة ما ينفصل بها المعنى، فيتحول الكلام من معنى إلى معنى آخر سواء أكانت تلك الأنواع تابعة لعلم البديع كالاستطراد، والاقتضاب، وحسن التخلص، أوكانت تابعة لعلم البيان كالاعتراض، والالتفات.
أملي أن يساهم أهل المنتدى معي في حصر تلك الأنواع جميعها فهل لي أن أطمح إلى ذلك؟؟
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[(أم إلياس)]ــــــــ[16 - 03 - 2005, 12:00 ص]ـ
أين بلابل الفصيح لم نسمع بعد تغريدها؟(/)
أين بلابل الفصيح لم أسمع بعد تغريدها؟؟
ـ[(أم إلياس)]ــــــــ[16 - 03 - 2005, 12:06 ص]ـ
أرجو زيارة الرابط-مشكورين-
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5823
ودمتم على الخير أعوانا(/)
أشكل عليّ قول ابن القيّم في بيان المشبّه والمشبه به في هذا المثل القرآني
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 - 03 - 2005, 11:21 م]ـ
قال ابن القيم في سياق بيانه لمعنى المثل في قول الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} (ابراهيم:24):
(فإن المقصود بالمثل المؤمن، والنخلة مشبهةُ به وهو مشبه بها، وإذا كانت النخلة شجرةً طيبةً فالمؤمن المشبه بها أولى أن يكون كذلك.) هكذا في إعلام الموقعين 2/ 301 بتحقيق مشهور حسن سلمان
ولم يظهر لي وجه هذا الكلام، فمن يشرحه لي مشكوراً؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 07:28 ص]ـ
لا أصدق إلا أنك تختبرنا فما نحن إلا تلاميذك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 03:00 م]ـ
يا أخي الكريم: الواقع أني أنا من تلاميذك؛ هذا هو الواقع.
أما سؤالي فهو ما المراد بقوله: (والنخلة مشبهةُ به وهو مشبه بها)؟ فمن المعلوم أن أركان التشبيه: مشبه، ومشبه به، ووجه شبه، وأداة تشبيه - وقد تحذف -. وهو ذكر أن النخلة مشبه به، وكذلك المؤمن.
هل اتضح الاشكال؟
وللفائدة: أجاب أحد الإخوة في ملتقى الحديث بقوله: (لعله يتضح المعنى باستحضار حديث ابن عمر في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة عن شجرة مثل المؤمن وكانت هي النخلة.
فعن مجاهد قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثا قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجمارة، فقال: إن من الشجر شجرة مثلها كمثل الرجل المسلم، فأردت أن أقول هي النخلة، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم فسكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة، قال عبدالله فحدثت أَبي بما وقع في نفسي فقال: لأًن تكون قلتها أَحب إلي من أَن يكون لي كذا وكذا.
فإذا استحضرنا هذا، وفسرنا الشجرة المذكورة في الآية بالنخلة تحصل من المجموع: أن المؤمن ورد تشبيهه بالنخلة في القرآن، وورد في السنة تشبيه النخلة بالمؤمن، فلاهما مشبه ومشبه به.
أخوكم/ أبو عبد الباري)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 05:50 م]ـ
أخي الدكتور العبيدي
أظن أن ما تفضل به الزميل من منتدى أهل الحديث هو ما يقصده إبن القيم رحمه الله
وبارك الله فيك على تواضعك
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 11:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
الاشكال الذى اشار اليه الاخ ابو مجاهد ... اشكال حقيقي ... وقول ابن القيم رحمه الله .... لا يستقيم على اصطلاح اهل البيان ... لان البيانيين لم يقل واحد منهم .. ان المشبه به يكون فى الوقت ذاته مشبها .... وابن القيم يذهب الى ان النخلة مشبهة بالمؤمن ... والمؤمن مشبه بالنخلة .... ثم ان الآية لم تشر الى المؤمن اصلا ... بل عقدت علاقة التشابه .. بين الكلمة الطيبة والشجرة الطيبة ... وجل المفسرين ..... فسروا الكلمة الطيبة .. بكلمة التوحيد ... وليس بالمؤمن ...
وأرى .... ان الاشكال يزول .. اذا حملنا كلام ابن القيم ... على الاستعمال اللغوي العادي ... وليس على اصطلاح اهل البلاغة ... فالمقصود بالمشابهة عنده مطلق المشابهة .. لا ما يقصده البيانيون ... ففى العرف اللغوي ... يكون التشابه متبادلا وليس كذلك فى العرف البلاغي ... فكأن ابن القيم .. لما قرأ فى الآية تشابه الكلمة بالشجرة ... استحضر بذهنه .... الحديث الذى ذكره الاخوة ... فأحدث علاقة متعدية ... فى القرآن الكلمة كالشجرة .... وفى السنة .. المؤمن كالشجرة .... اذن الكلمة كالمؤمن ... والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 03 - 2005, 02:57 ص]ـ
أبا عبد المعز
جرؤت على ما لم يجرؤ عليه من لم يكن من أهل البيت
ـ[المهندس]ــــــــ[19 - 03 - 2005, 01:49 ص]ـ
بالنظر إلى الحديث الذي أورده الطبري في تفسيره:
[حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن أبن عباس، قوله: {كلمة طيبة} شهادة أن لا إله إلا الله، {كشجرة طيبة} وهو المؤمن، {أصلها ثابت} يقول: لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن، {وفرعها في السماء} يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء.]
تكون الشجرة الطيبة وهي النخلة كناية عن المؤمن، وهو الذي عناه ابن القيم.
فيكون لدينا تشبيهان:
تشبيه كلمة التوحيد (أو الإيمان) بالمؤمن
وتشبيه المؤمن بالنخلة التي هي الشجرة الطيبة.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 03 - 2005, 11:41 ص]ـ
حياك الله يا شيخ أبو مجاهد
يسعد المنتدى بتشريفك
ونحن تلامذتك نتعلم منك
وكان ما خطر ببالي وأنا أقرأ سؤالك هو ما عبر عنه الأخ الفاضل أبو عبدالمعز
فالمعنى هو أقرب إلى الاستعمال اللغوي كما نعهده في كلامنا أيضا فنقول: هذا يشبه هذا والعكس
وليس بحسب قواعد البلاغة التي تحدد أركان التشبيه
وورود الحديث يؤكد أنه هو ما ذهب إليه ابن القيم
والله أعلم(/)
إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 09:21 م]ـ
:::
قال تعالى
(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) 10 أبراهيم
(قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ) إبراهيم 11
قول الكفار إن أنتم إلا بشر مثلنا في الآية ((إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا)) جارتهم فيه الرسل في قوله ((إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ)) من باب التنزل لقولهم لإلزامهم بما هو أبلغ في الرد والإفحام--فقد جرت عادة من أدعي عليه أمر ما أن يعيد الأمر موافقا ولكن لا يلزم من موافقته عليه ما أراد أن يلزمه خصمه به---فهم بشر مثلهم و لكن الله اختصهم بأمر زائد هو الرسالة ((وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ))
بقيت نقطة--ما وجه الإختلاف بين ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ)) في الآية 10 و ((قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ)) في الآية 11
ما رأيكم؟؟
____________
ـ[المهندس]ــــــــ[24 - 03 - 2005, 06:47 م]ـ
الأستاذ الكريم / جمال
في قولك:
{قول الكفار إن أنتم إلا بشر مثلنا في الآية ((إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا)) جارتهم فيه الرسل في قوله ((إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ)) من باب التنزل لقولهم ... }
لقد عددت إقرار الرسل بأنهم بشر مثلهم من باب التنزل والمجاراة في القول، وهذا على فهم المثلية أنها مثلية في كل شيء، لأن الرسل زائدون بأن الله خصهم بالرسالة، ولكني لم أفهم المثلية بهذا الفهم، وتأكدت بالرجوع إلى تفسير القرطبي والطبري وغيرها، بل المقصود بـ"مثلنا" أو "مثلكم" هو المثلية في البشرية فحسب، فالكفار استنكروا أن يكون الرسل بشرا لا ملائكة، وهذا أمر مفهوم دلت عليه آيات أخرى وإن لم يكن منصوصا في هذه الآيات، وبهذا يكون إقرار الرسل بأنهم بشر مثلهم هو من باب الحقيقة
ففي تفسير القرطبي:
{"قالوا إن أنتم" أي ما أنتم. "إلا بشر مثلنا" في الهيئة والصورة؛ تأكلون مما نأكل، وتشربون مما نشرب، ولستم ملائكة.}
وفيه:
{قوله تعالى: "قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم" أي في الصورة والهيئة كما قلتم. "ولكن الله يمن على من يشاء من عباده" أي يتفضل عليه بالنبوة.}
وفي تفسير الطبري:
[{إن نحن إلا بشر مثلكم} صدقتم في قولكم {إن أنتم إلا بشر مثلنا} فما نحن إلا بشر من بني آدم إنس مثلكم، {ولكن الله يمن على من يشاء من عباده} يقول: ولكن الله يتفضل على من يشاء من خلقه، فيهديه ويوفقه للحق، ويفضله على كثير من خلقه.]
أما بالنسبة لما تفضلت بالرغبة في مناقشته، عن زيادة كلمة (لهم) في إحدى الآيتين،
فهل يمكن اعتبار أن تنويع الخطاب من البلاغة لما فيه من تجنب الرتابة، حيث كلمة (لهم) مفهومة ضمنا في الآية التي لم تذكر فيها؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 03 - 2005, 07:52 م]ـ
أولا ---أشكرك على ردك المنظم والدقيق
ُثانيا ---قولك ((فهل يمكن اعتبار أن تنويع الخطاب من البلاغة لما فيه من تجنب الرتابة، حيث كلمة (لهم) مفهومة ضمنا في الآية التي لم تذكر فيها؟))
وذلك إجابة منك لسؤالي (بقيت نقطة--ما وجه الإختلاف بين ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ)) في الآية 10 و ((قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ)) في الآية 11))
فقولك محتمل وأتشرف بك متدبرا معنا في آيات الكتاب
وعندي وجه لطيف لتبرير الإختلاف وهو أنه في الأولى كان الخطاب عاما للجميع مؤمنهم وكافرهم---أما في الثانية فهو خطاب للفئة الكافرة منهم والتي قالت للرسل ((إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) قاقتضى السياق "لهم" أي قالت الرسل للفئة الكافرة التي قالت القول السالف الذكر(/)
قانون السليقة اللغوية
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 03 - 2005, 12:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرات الأعضاء الكرام.
تحية طيبة وبعد:-
أحيطكم علما بأنني وبتوفيق من الله عز وجل قد توصلت إلى قانون الرتبة، أوقانون الجاذبية المعنوية، عن طريق المزج بين المعنى اللغوي للرتبة والمعنى الاصطلاحي، وذلك على الشكل التالي:
المعنى الاصطلاحي للرتبة+المعنى اللغوي للرتبة=قانون السليقة اللغوية، أو بعبارة أخرى: الموقع+الأهميةوالمكانة =قانون الجاذبية المعنوية.
وهذا يعني أن التقدم في الموقع يرافقه تقدم في المكانة، والتأخر في الموقع يرافقه تأخر في المكانة، فالمعاني أو النشاط اللغوي غير المحسوس يترتب كماهو على شكل ألفاظ أو نشاط لغوي محسوس، وبهذا يصبح الكلام: اختيار وتأليف (تعليق) بحسب الأهمية أو بحسب قوة الجاذبية المعنوية، وكل التغيرات التي تتم داخل اللغة، من إعراب أو نظم أومعنى، هي بفعل المنزلة أو المكانة.
أرجو طرح هذا الموضوع للنقاش، أو إرسال ردودكم إلى العنوان التالي: azammdi***********
وشكرا لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
رجم بالحجارة أم بالقول
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 03 - 2005, 10:44 م]ـ
قال تعالى
((وَأَن لاَّ تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ))
قال الجوهري في الصحاح ((الرَجْمُ: القتل، وأصله الرمي بالحجارة.))
هل عاذ موسى بربه من رجم حقيقي بالحجارة يتوقعه منهم؟؟
قال إبن عاشور ((إن لم تؤمنوا بالمعجزة التي آتيكم بها فلا ترجموني فإني أعوذ بالله من أن ترجموني))
هل رأيه هو الأرجح؟؟
أم الرأي القائل بأن الرجم رجم بالقول
أما الطبري فبعد أن ذكرالقائلين بأن هذا الرجم رجم بالقول
وذكر القائلين بأن هذا الرجم رجم بالحجارة
قال ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما دلّ عليه ظاهر الكلام، وهو أن موسى عليه السلام استعاذ بالله من أن يرجُمه فرعون وقومه، والرجم قد يكون قولاً باللسان، وفعلاً باليد. والصواب أن يقال: استعاذ موسى بربه من كل معاني رجمهم الذي يصل منه إلى المرجوم أذًى ومكروه، شتماً كان ذلك باللسان، أو رجماً بالحجارة باليد.))
ولقد تابعت بقية الآيات لعل فيها إشارة ترجح أحد المعاني فوجدت الحق قد قال ((وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ))
فبان أن طلب الإعتزال هو بسبب توقعه الأذى منهم--وأن دعوته ربه بأن قومه قوم مجرمون يدل على توقع الأذى الجسمي منهم--وأمر الله له بالهروب ليلا دال على توقع الاذى الجسمي أيضا
--على هذا فالأرجح أن الرجم هنا رجم حقيقي بالحجارة لا بالكلام--فالكلام لا يدفع المرء للهروب غالبا
على هذا فأنا أستغرب قول الزركشي فيها ((ليس هو الرجم بالحجارة إنما هو ما يرمونه به من بهتانهم))
____________(/)
توضيح
ـ[عؤض]ــــــــ[22 - 03 - 2005, 11:08 م]ـ
ارجو من أساتذتى الكرام بيان:
انه تاتى عبارة " التوازن الموسيقى " فى مظاهر الجمال لبعض النصوص الأدبية
فماذا تعنى هذه العبارة.
ولكم جزيل الشكر ..(/)
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 03 - 2005, 09:36 م]ـ
:::
قال تعالى
((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ)) الأنعام 1
هل " ثم " الأولى تفيد الترتيب والتراخي؟؟
بالطبع تفيد الترتيب والتراخي؟؟
لكن هل تم الخلق ثم تلاه قضاء الأجل؟
بالطبع لا فلقد سبق قضاء الأجل الخلق؟؟
إذن ما المقصود بهذه الآية الكريمة؟؟
المعنى والله أعلم هو ترتيب الإخبار بالفعل لا ترتيب حصول الأفعال
تماما كقولك " كلمتك اليوم ثم كلمتك بالأمس"
أي أن معنى الآية " أخبركم أني خلقتكم من طين ثم أخبركم أني قضيت الأجل بذلك"
ـ[حنين]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 07:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 11:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم
لو رجعت إلى القراّن الكريم لوجدت أن الاية السابقة تتحدث عن قدرة الله وعن الخلق، فقد تم العدول من أجل اتصال المعاني، كما كان في تأخير الحديث عن الأجل الأول اتصال مع الحديث عن الأجل الثاني، والله أعلم
للمزيد انظر قانون السليقة اللغوية في هذا المنتدى
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 02:24 م]ـ
أخي الكريم / جمال،
قال الله تعالى
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ"
فما رأيك بتفسير قضاء الله في الآية بما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاء عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إِنَّ أَحَدَكُم لَيُجْمَعُ خَلقه فِي بَطْنِ أمه أَرْبَعِينَ يَوْماً نُطفة، ثم يكون عَلَقَة مثل ذلك، ثم يكون مُضْغة مثل ذلك، ثم يُؤْمَر المَلك فينفخ فيه الروح، وَيُؤْمَرُ بِكَتْب أَربعِ كَلِمَاتٍ: بِرِزْقِه وَأَجَلِهِ وَشَقِي أَوْ سَعِيد، فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 06:42 م]ـ
:::
قضاء الله في الآية الكريمة (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ) واضح معلوم وهو يعني تخصيص وقت محدود لموت الإنسان--فالسبب الوحيد للموت هو انقضاء الأجل
أما ما ركزت عليه بالأسود من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ((وَيُؤْمَرُ بِكَتْب أَربعِ كَلِمَاتٍ: بِرِزْقِه وَأَجَلِهِ وَشَقِي أَوْ سَعِيد،)) فلا يعني أن تحديد الأجل والرزق يتم في بطن والدته لحظة نفخ الروح --فهذا أمر يحدد منذ الأزل--إنما ما يحصل هو أمر للملك بكتابة هذه الكلمات الأربع
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 01:29 م]ـ
أخي الكريم جمال لست مختلفا معك بأن تحديد الأجل كان في اللوح المحفوظ قبل خلق البشر، لكن كتابة الملك لذلك تسمى قضاء أيضا،
أخرج البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ يَا رَبِّ نُطْفَةٌ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَمَا الرِّزْقُ وَالْأَجَلُ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ وَرُبَّمَا قَالَ جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ صَاحِبُ الْحَاجَةِ قَالَ اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 04:54 م]ـ
فرق أخي بين القضاء وتنفيذ القضاء--فكل ما أوردته من نصوص دالة على قيام الملائكة بتنفيذ قضاء الله
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 03:39 م]ـ
ومن أين لك أخي الكريم بهذا الفرق؟؟ وأين وجدته؟ أما أنا فقد استدللت على ما قلت بحديث أعلم الناس بكتاب الله
وإن شئت فلدي المزيد، ولكن بعد أن تذكر لي من أين أتيت بذلك الفرق
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 08:43 م]ـ
:::
السلام عليكم
النص الذي نقلته وهو ((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ يَا رَبِّ نُطْفَةٌ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَمَا الرِّزْقُ وَالْأَجَلُ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ)) فما دور الملك هنا؟؟
ومتى تم تقدير وقضاء الله بكون المولودمن أهل السعادة أو من أهل الشقاء---أفي رحم أمه أم منذ الأزل؟
ومتى تم تقدير وقضاء الله لرزق وأجل الإنسان ---أفي الرحم أم منذ الأزل؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 01:13 ص]ـ
قال الله تعالى: " فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ "
معنى قضى في قول الله عز وجل: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ" الأنعام (2)
[1] "القضاء" على وجوه ومن بين معانيه "الأَمْرُ":
قال البخاري في كتاب التفسير: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ) أَخْبَرْنَاهُمْ أَنَّهُمْ سَيُفْسِدُونَ وَالْقَضَاءُ عَلَى وُجُوهٍ (وَقَضَى رَبُّكَ) أَمَرَ رَبُّكَ وَمِنْهُ الْحُكْمُ (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ) وَمِنْهُ الْخَلْقُ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ) خَلَقَهُنَّ
[2] قضاء الله أجل ابن آدم في بطن أمه وهو أمره الملك بكتابة الأربع كلمات:
أخرج البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ عَبْدُاللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه قال حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ ح و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ قَالُوا حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا
والحمد لله رب العالمين(/)
وأعوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرونِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 03 - 2005, 06:45 م]ـ
:::
كشخص ذو ثقافة متوسطة فإنني أفهم أن الحضور هو بعكس الغياب فأفسر قوله تعالى ((وأعوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرونِ)) أي ألجأ إليك إذا ما حضروا لأمر من أموري--لأن في حضورهم (عكس الغيبة) شر
قال الجوهري في " الصحاح"
((واللبن مُحْتَضَرٌ ومَحْضَورٌ، أي كثير الآفة. وقوله تعالى: "وأعوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرونِ" أي أنْ تصيبني الشياطين بسوء))
والآية بتمامها (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ)) المؤمنون
وسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم
ـ[حنين]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 07:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله! جزاكم الله خيراً على التنبيه ... فعلاً أنا أيضاً كنت أظن أن (يحضرون) أتت بمعنى الحضور الذي هو عكس الغيبة.
نفع الله بكم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 06:26 م]ـ
أشكر لك مرورك وتشجيعك(/)
سؤال في بلاغة القرآن
ـ[أبو ريما]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 02:46 ص]ـ
إخواني الأعزاء ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لقد سئلت هذا السؤال وتحيرت في الإجابة عليه، وما زادني حيرتاً؛ أني أقرأهذه الآية كثيراً ولم يرد في خاطري هذا السؤال، وإن دل هذا دل على تقصيري - والله المستعان - نحو هذا القرآن العظيم ..
سؤالي أيه الأحبة .. والذي أرجو الإجابة عليه:
في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى (المرافق) وامسحوا بوجوهكم وأرجلكم إلى (الكعبين) .. " الآيه المائدة.
لماذا جمع الله كلمة مرفق في الآية وثنا كلمة كعب، علماً أنه لا يوجد في الإنسان سوى مرفقين وكعبين؟ علماً أنه لو كان العكس لأمكن تخريج ذلك؛ من أنه يوجد في كل قدم كعبين متقابلين فيكون بذلك المجموع أربعة أكعب وأقل الحمع ثلاثة أما المرفق فلا يوجد إلا مرفقين اثنين:)، لكن الآية جاءت على عكس هذا ;) ..
إخوتي .. من كان عنده علمٌ آمل ألا يبخل علينا به، وجزاكم الله خيراً ..
ـ[أبو ريما]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 03:03 ص]ـ
: rolleyes: :rolleyes:
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 09:17 ص]ـ
وجدت لك الجواب عند الرازي---وإذا رغبت نتدارسه معا
((مذهب جمهور الفقهاء أن الكعبين عبارة عن العظمين الناتئين من جانبي الساق، وقالت الإمامية وكل من ذهب إلى وجوب المسح: إن الكعب عبارة عن عظم مستدير مثل كعب البقر والغنم موضوع تحت عظم الساق حيث يكون مفصل الساق والقدم، وهو قول محمد بن الحسن رحمه الله. وكان الأصمعي يختار هذا القول ويقول: الطرفان الناتئان يسميان المنجمين. هكذا رواه القفال في تفسيره.
حجة الجمهور وجوه: الأول: أنه لو كان الكعب ما ذكره الإمامية لكان الحاصل في كل رجل كعباً واحداً، فكان ينبغي أن يقال: وأرجلكم إلى الكعاب، كما أنه لما كان الحاصل في كل يد مرفقاً واحداً لا جرم قال {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ?لْمَرَافِقِ} والثاني: أن العظم المستدير الموضوع في المفصل شيء خفي لا يعرفه إلا المشرحون، والعظمان الناتئان في طرفي الساق محسوسان معلومان لكل أحد، ومناط التكاليف العامة يجب أن يكون أمراً ظاهراً، لا أمراً خفياً.
ـ[أبو ريما]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 01:30 م]ـ
أشكرك أخي جمال على تفاعلك السريع مع الموضوع، لكن في نظري .. أن التساؤل ما زال قائماً , وسأحاول أن اختصره من خلال كلام الجمهور على نقطتين:
الأولى: قال الجمهور: أنه لو كان الكعب ما ذكره الإمامية لكان الحاصل في كل رجل كعباً واحداً، فكان ينبغي أن يقال: وأرجلكم إلى الكعاب،. قلت: بل إنه ينبغي عدم قول وأرجلكم إلى الكعاب إذ كيف ينبغي قول وأرجلكم إلى الكعاب ولا وجه للجمع إذا هو كعب واحد في كل رجل أو كعبين في الرجلين، فلماذا ينبغي أن نصير إلى الجمع.
الثانية: قال الجمهور: كما أنه لما كان الحاصل في كل يد مرفقاً واحداً لا جرم قال {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ?لْمَرَافِقِ}. قلت: نعم وهنا السؤال لماذا قال تعالى المرافق بالجمع مع قولكم - أي الجمهور - الحاصل في كل يد مرفق واحد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 02:01 م]ـ
لنتدارس معا
حاصل كلام الجمهور أن لكل رجل كعبين قاقتضى ذكرهما حتى لا يظن ظان أنه يجب آيصال الماء إلى أحدهما لا إلى كليهما---ولو كان في الرجل كعبا واحدا لاستقام أن يقال إلى الكعاب بالجمع وكأن الكلام للجماعة وللجماعة كعاب لا كعب واحد---
ولما كان في كل يد مرفق واحد--وخوفا من أن يصار إلى الظن بأن لليد الواحدة مرفقين صار إلى تلافي التثنية فاستخدم الجمع وكأنه في خطابه للجماعة قصد القول اغسلوا أيديكم إلى مرافقكم فلكل يد مرفق وهم جماعة فلأيديهم مرافق---وفي الحالة هذه يمكن الإفراد
وما قلته تفكير مني وقد أكون مخطئا
ـ[أبو ريما]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 05:49 م]ـ
آآآه .. لله درك ياجمال ما ألمع عقلك ..
لقد وفيت وكفيت ..
فلله درك ما أبين شرحك، وما أحسنه ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 08:37 م]ـ
لحنت في (كان في الرجل كعبا واحدا)
والصحيح (كان في الرجل كعب واحد) ---
كعب إسم كان مرفوع----في الرجل خبر كان
أليس كذلك؟؟
---------------------
أشكرك على التقريظ الذي لا أستحقه أيها الزعيم
ـ[أبو ريما]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 01:26 ص]ـ
أستاذي جمال بل إنك تستحقه وزيادة، إذ أني بحثت عن الإجابه ولم أجدها، علماً أني وجدت ما ذكره الجمهور لكني لم استطع فهمه لولا شرحك إياه لي، فأسأل الله أن يزيدك علماً، وأن يزيدني فهماً:):) ..
أما ما ذكرت من وجود اللحن؛ فأحسنت فيه، غير أنك نسبته لي - إن كانت التاء في قولك: (لحنت) تاء المخاطب -، وأنا بريءٌ منه كبراءة الذئب من دم يوسف، حيث إني نقلت قول الجمهوركما هو، والذي أوردته أنت ابتداءً .. :)
كما أحب أن أذكرك بفائدة لا تخفى أمثالك، أن (اسم) تكتب بلا همزة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 06:03 ص]ـ
نسبت اللحن لي وليس لك---صحيح أنني نقلت قول الرازي بحرفيته---لكن عندما قمت أنا بالشرح كان الكلام لي---فصرت أنا اللاحن--ويظهر أن الخطأ مطباعي إذ لا يعقل أن يلحن من هو في مثل قدر الرازي
وغالبا ما أعاتب نفسي كثيرا على لحن معين وقع مني--والمشكلة هي في التقديم والتأخير مثل قولنا (إن في الكتابة سحرا) فقد يشكل عليك مع السرعة أن (سحرا) اسم إن
وشكرا على تصويبك الإملائي الذي نفذته في هذه المشاركة(/)
أَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 10:42 ص]ـ
قال تعالى
((أَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا ")) في سورة الإسراء:
103
قال فيها إبن عاشور
((والاستفزاز: الاستخفاف، وهو كناية عن الإبعاد.))
قال الجوهري في الصحاح
((فَزَّ الجُرحُ يَفِزُّ فَزيراً، أي نَدِيَ وسال. واسْتَفَزَّهُ الخوفُ، أي استخفَّه. وقعد مُسْتَفِزًّا، أي غيرَ مطمئنّ. وأفْرَزْتُهُ: أفزعته وأزعجته وطيَّرت فؤاده. قال أبو ذؤيب: والدهرُ لا يبقى على حَدَثانِهِ شَبَبٌ أفَزَّتْهُ الكلاب مُرَوَّعُ
ورجلٌ فَزٌّ، أي خفيف. والفَزُّ أيضاً: ولد البقرة. والجمع أفْزازٌ.))
قال إبن عاشورفي تفسير آية "وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ "
((والاستفزاز: الحمل على الترحل، وهو استفعال من فَزّ بمعنى بارح المكان))
وقال أيضافي تفسير آية "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ "
((، والاستفزاز: طلب الفَزّ، وهو الخفة والانزعاج وترك التثاقل. والسين والتاء فيه للجَعل الناشىء عن شدة الطلب والحث الذي هو أصل معنى السين والتاء، أي استخفهم وأزعجهم))
والذي يظهر لي أن المعنى اللغوي الذي قاله الجواهري فيه معنى الإخراج ((فَزَّ الجُرحُ يَفِزُّ فَزيراً، أي نَدِيَ وسال))
إستفز من" تعني شدة طلب الخروج من مكان ما-وفي الخروج خفة أيضا(/)
أومن كان ميتاً فأحييناه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 07:54 ص]ـ
:::
قال تعالى
((أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها))
)) الأنعام 122
يقول علماء البلاغة عن جزء الآية (أومن كان ميتا فأحييناه) أن فيها طباقا
قال القزويني ((المطابقة وتسمى الطباق والتضاد أيضاً، وهي الجمع بين المتضادين أي معنيين متقابلين في الجملة))
فالمعنيان المتقابلان في الآية هما الموت والحياة---أي الهدى والضلال---فالضلال موت والهدى حياة
فكيف يكون ذلك؟؟
ـ[السياري]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 09:47 ص]ـ
أستاذي العزيز ..
في نظري ألا إشكال في ذلك؛ إذ أن الهدى جاء عقب الضلال وهو ما تفيده الفاء، لا أنهما - الهدى والضلال - اجتمعا في زمنٍ واحد. هذا ما ظهر لي، والله أعلم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 04:18 م]ـ
أنا لا أتحدث عن إشكال--!
إنما أردت أن نبين معا من خلال المدارسة العلاقة بين الميت والضال
وبين الحي والمهتدي(/)
سؤال حول طبيعة القرآن من حيث اللغة
ـ[تحريري]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 04:08 م]ـ
قسم علماء اللغة كما هو معروف اللغة إلى ثلاثة أقسام الأول النثر و الثاني الشعر و الثالث القرآن.
و لكني قرأت عند الشيخ تقي الدين النبهاني قول لا أدري مدى صحته حيث يقول في كتابة الشخصية الجزء الثالث أن القرآن نوع من النثر الفريد.
فهل هذه العبارة صحيحة؟
أرجو منك الإجابة و شكرا لكم.
ـ[تحريري]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 04:32 م]ـ
إذا احب الأخوة نقلت لهم كلام النبهاني من كتابة كما هو؟
ما رايكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 08:57 م]ـ
السلام عليكم
أفضل استخدام عبارة -- أن القرآن طراز فريد من الكلام يخالف معهود العرب في كلامهم--فلا هو من طراز نثرهم ولا من طراز شعرهم ولا من طراز أي نوع من كلامهم
لذلك فإن قول طه حسين التالي من أخبث الأقوال ((((ولست أفهم كيف يمكن أن يتسرب الشك إلى عالم جاد في عربية القرآن واستقامة ألفاظه وأساليبه ونظمه على ما عرف العرب أيام النبي من لفظ ونظم وأسلوب)) في الأدب الجاهلي ص 147
ـ[السياري]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 11:26 م]ـ
في نظري يمكن تمحيص مقولة الشيخ النبهاني من خلال تعريف مصطلح النثر، والنثر الفريد، وبعدها يمكننا القول هل يمكن إدخال القرآن تحت هذا المطلح أو لا.
كما أرى عدم المشاحة في الاصطلاح - وليس على إطلاقه - خاصة لمن عرف منهم صلاح المقصد. والله أعلم ..(/)
سؤال حول طبيعة القرآن من حيث اللغة
ـ[تحريري]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 04:08 م]ـ
قسم علماء اللغة كما هو معروف اللغة إلى ثلاثة أقسام الأول النثر و الثاني الشعر و الثالث القرآن.
و لكني قرأت عند الشيخ تقي الدين النبهاني قول لا أدري مدى صحته حيث يقول في كتابة الشخصية الجزء الثالث أن القرآن نوع من النثر الفريد و هل يفهم من كلامة ان اللغة اما شعر أو نثر و لا يوجد لها قسم ثالث؟؟؟.
فهل هذه العبارة صحيحة؟
أرجو منكم الإجابة و شكرا لكم.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 12:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم
القراّن كلام الله، ماهو بالشعر وما هو بالنثر،
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 02:54 م]ـ
هذا التقسيم الثلاثي ... ما رأيته الا عند طه حسين ... ولا ادري ان قال به احد قبله .. وهو على كل حال تقسيم فيه حذلقة .... فالقرآن نثر بالمعنى المعهود من هذه الكلمة ... اي النثر المقابل للشعر او النظم ...
واللغة العربية قبل نزول القرآن منظوم ومنثور ... فمن المنظوم رجزهم وقصيدهم .. ومن المنثور حكمهم ... وامثالهم ...
والقرآن نزل باللغة العربية .....
والقرآن نفى عن نفسه صفة الشعر ...
فلم يبق الا ان يكون نثرا ...
واعتباره كذلك لا يعارض كونه كلام الله ....
واعتبار القرآن قسما قائما بذاته فى اللغة العربية فيه خبيئة ودسيسة (وطه حسين شغوف بأمثالها):اذ يقال كيف يتحدى القرآن العرب بجنس من الكلام لا يعرفونه ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 07:29 م]ـ
عندي أن القرآن طراز فريد من الكلام يختلف عما عهده العرب من طرق وأساليب القول--فهو ليس بالنثر ولا الشعر ولا الخطابة---
أما قول طه حسين فقد نقلته أنا بخبثه حيث ادعى كونه من ضمن ما عهد العرب من أساليب وهذا باطل
قال ((ولست أفهم كيف يمكن أن يتسرب الشك إلى عالم جاد في عربية القرآن واستقامة ألفاظه وأساليبه ونظمه على ما عرف العرب أيام النبي من لفظ ونظم وأسلوب))
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 08:15 م]ـ
الاخ جمال قولك:
عندي أن القرآن طراز فريد من الكلام يختلف عما عهده العرب من طرق وأساليب القول--فهو ليس بالنثر ولا الشعر ولا الخطابة---
لو قلت طراز فريد من النثر كما نقل الاخ تحريري عن النبهاني ... لكانت عبارتك أدق وأفضل ..
..... ثم نفيت الخطابة بعد نفي النثر والشعر .... فهل هو من باب نفي الخاص بعد نفى العام ..
ام من باب نفي الاقسام .... فإن كان من الثاني .... فهذا لم يقل به احد .... فالخطابة معدودة ضمن أنواع النثر .....
قولك غير معهود .... يحتاج الى تدقيق ...
فالقرآن نزل باللغة العربية ..... اصوات والفاظا وتراكيب .. وهذا معهود عندهم ...
والقرآن تضمن اساليب النفي والاستفهام والاغراء والتحذير ... والتهكم ... والتحضيض وغيرها .. وهي وجوه من الكلام العربي معهود عندهم ايضا ....
لكن غير المعهود عندهم هو ان ترتقي هذه الاساليب .. الى مستوى عال جدا من الفصاحة والبلاغة .. تتقطع دونها اعناق فصحائهم وبلغائهم .....
ولا ضير من ان نقول عن القرآن: انه نثر معجز ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 09:09 م]ـ
الأخ أبا عبد المعز
ألتزم بقول الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن والذي جاء فيه---
((أنه بديع النظم، عجيب التأليف، متناه في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه، والذي أطلقه العلماء هو على هذه الجملة.
ونحن نفصل ذلك بعض التفصيل، ونكشف الجملة التي أطلقوها ... فالذي يشتمل عليه بديع نظمه المتضمن للإعجاز وجوه:
نظم القرآن خارج عن نظام كلام العرب
منها ما يرجع إلى الجملة، وذلك أن نظم القرآن على تصرف وجوهه، خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم، ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم. وله أسلوب يختص به ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد.
وذلك أن الطرق التي يتقيد بها الكلام البديع المنظوم تنقسم إلى أعاريض الشعر على اختلاف أنواعه، ثم إلى أنواع الكلام الموزون غير المقفى، ثم إلى أصناف الكلام المعدل المسجع، ثم إلى معدل موزون غير مسجع، ثم إلى ما يرسل إرسالاً فتطلب فيه الإصابة والإفادة وإفهام المعاني المعترضة، على وجه بديع، وترتيب لطيف، وإن لم يكن معتدلاً في وزنه. وذلك شبيه بجملة الكلام الذي لا يتعمل ولا يتصنع له ...
القرآن ليس شعراً ولا سجعاً
وقد علمنا أن القرآن خارج عن هذه الوجوه، ومباين لهذه الطرق، ويبقى علينا أن نبين أنه ليس من باب السجع، ولا فيه شيء منه، وكذلك ليس من قبيل الشعر، لأن من الناس من زعم أنه كلام مسجع ومنهم من يدعي أن فيه شعراً كثيراً، والكلام عليهما يذكر بعد هذا الموضع.
فهذا إذا تأمله المتأمل، تبين بخروجه عن أصناف كلامهم وأساليب خطابهم أنه خارج عن العادة، وأنه معجز، وهذا خصوصية ترجع إلى جملة القرآن، وتميز حاصل في جميعه.
==========================
ولا أترك قوله لقول طه حسين أو غيره(/)
الحرف .. موضوعٌ بلاغيٌّ
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرف .. موضوعٌ بلاغيٌّ
(تأسيس فكرة)
الحرف ينقسم إلى حرف مبنى، وحرف معنى. وحرف المبنى ليس له دلالة سياقية. أما حرف المعنى فهو المختص بالسياق؛ فهو يؤدي معاني تختلف باختلاف السياقات. ورغم وجود معلومات أساسية تخص الحروف في ناحية الدلالة، ورغم صيرورة تلك المعلومات بدهيات لغوية -نجد أنها لم توظف التوظيف اللغوي الدلالي التعليمي، ولم تستثمر الاستثمار التربوي الذي يجعل البلاغة وفهم النص وتحليله سليقة.
من هذه المعلومات الأساسية تعريف الحرف، وهذا التعريف يواجه المتصفح للمقدمات النحوية عند الحديث على الكلمة وأنواعها؛ إذ نجد العلماء بعدما يفرغون من تعريفهم الاسم والفعل يعرفون الحرف بقولهم: "ما يؤدي معنىً في غيره لا في نفسه".
إذا: الحرف ابن السياق، والسياق -الذي هو الاستعمال اللغوي- هو الذي يكسب الكلمات والتعبيرات والأساليب دلالاتها المختلفة. ومن هذه المعلومات أيضاً تلك القاعدة التي تقول: "الزيادة في المبنى زيادة في المعنى"؛ وذلك يعني أن الجذر –المادة اللغوية- تحتوي المعنى العام لمجموع هذه الحروف مجتمعة؛ فإذا زاد عليها حرف أدى معنىً يثري المعنى العام رغم تفرعه عليه.
ومن هذه المعلومات تقسيم الحرف –كما سبق- إلى حرف مبنى، وحرف معنى؛ فهناك حرف يمثل لبنة صنع وبناء الصيغ اللغوية والقوالب الكلامية –لكل أنواع الكلمة- رغم عدم خضوع الحرف والمبنى للصرف المعني بهذا.
رغم معرفة الجميع بهذه المعلومات، ورغم صيرورتها أبجدية لغوية –لا نجد التوظيف لها. كيف؟ نتصفح كتب البلاغة المعنية بالدلالة فلا نجد لهذه الحروف وجود. لماذا وهي تصلح مدخلاً جيدًا من مداخل تعليم طرق التعبير وتذوق النصوص؟! وتتم المفاجأة عندما نجد للحروف وجودًا دلاليًا في علمي "الصرف – والنحو" رغم عدم اختصاصهما بذلك. ففي "علم الصرف" نجد باب "معاني أحرف الزيادة". وفي بعض كتب النحو نجد "معاني حروف الجر، ومعاني حروف العطف". أما في كتب البلاغة مظنة البحث الدلالي لا نجد شيئًا من ذلك. وعندما نجد حديثًا هذا موضوعه نجده يتخذ عناوين ليس للحروف فيها نصيب؛ ففي باب "الإنشاء" نجد الأساليب الإنشائية المتحققة من خلال حروف المعاني تتعدد معانيها؛ فهناك خروج الاستفهام عن معنى طلب المعلومة إلى معان كثيرة، وهناك أساليب النهي والأمر والنداء والتمني – نجدها تدرس على أنها أساليب ومعانيها لا على أنها معاني سياقية تفيدها هذه الحروف المكونة لهذه الأساليب.
إذاً: الموضوع غير موجود، وعندما يوجد فإنه يوجد في غير مظان البحث، وعندما يتواجد في غير مظان البحث تنمحي شخصية الحروف. هذا هو الأمر في فروع اللغة العربية؛ لكننا نجد الأمر مختلفًا عند علماء "أصول الفقه" وعلماء الدراسات الفقهية اللغوية؛ إذ نجد عندهم هذه الحروف تكتسب شخصية متكاملة من خلال بيان دورها في استنباط وتأصيل الأحكام. وهذه الكتب ليست محل بحث طالب هذه المعلومة التي تكون أقرب إلى كتب اللغة منها إلى كتب أصول الفقه. ويؤدي هذا إلى فقد أشياء كانت ستساعد في بناء السليقة الجمالية البلاغية لدى متعلمي اللغة العربية ومتذوقيها؛ لو اعتمدنا أنواع الكلمة أساسًا لمباحث بلاغية جديدة.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 12:47 ص]ـ
أخي الكريم
مووضع مهم لفت انتباهي
هل لك تصور واضح عن كيفية عرض مباحث البلاغة من خلال التركيز على الدور الدلالي للحرف؟
وهل يمكن أن تقدم شيئا من ذلك في هذا القسم؟ فلئن تفردت كتب التحو ببيان حروف المعاني فيمكننا تطبيق ذلك بلاغيا، فما دام السياق هو الذي يحدد معنى الحرف فهذا يعني أننا في علم البلاغة التي تتكامل مع أشقائها من علوم العربية، ويمكن التفنن في العرض الجديد بشكل جديد.
ننتظر إسهامك في هذا المجال أو قراءاتك فيه جزاك الله خيرا وزادك من علمه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 05:28 ص]ـ
نعم
في كتب الأصول وفي كتب علوم القرآن تجد أبحاثا قيمة عن الحروف ومعانيها---وعندي ما في كتاب " (البرهان في علوم القرآن) للزركشي من أفضل ما كتب في الحروف ودلالاتها
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 01:08 م]ـ
الكريمة "أنوار"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
إن شاء الله تعالى!!
دام تواصلك حرفك الكريم!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 01:09 م]ـ
الكريم "جمال"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
نعم، فكتب حروف المعاني كثيرة، وجلها عند علماء أصول الفقه، أو في الدراسات اللغوية الفقهية.
... دام ثراؤك وإثراؤك!!(/)
لمعاني .. علم قابل للتمدد
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 10:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المعاني .. علم قابل للتمدد
تراكمت جهود العلماء وعطاءاتهم في البلاغة؛ حتى استوت فروعا ثلاثة تحتوي فنونا متباينة المنهج والتناول بغض الاهتمام عن عدم اقتناع البعض –غير المقنع- بهذا التقسيم. استبان المنهج ورسخت المصطلحات، وظل العلماء يحافظون على ذلك المنهج وتلك المصطلحات زمن كان التعليم تعليم كتب لا تعليم فنون، وزمن كان التخرج في الكتب لا في المدارس. وأنشئت المدارس، واستمر ذات المنهج بذات المصطلحات في التعليم الأزهري بما يتلاءم مع الزمن المعاصر.
لكن .. التعليم العام في بدئه حافظ على بعض المصطلحات كالمسند والمسند إليه؛ لكن فارق المنهج القديم، ومن يتصفح كتب البلاغة أيام الأربعينيات والخمسينيات يلمس ذلك. ثم كانت تجربة الاطلاع على النقد والأدب الغربي، فعاد ذلك بنظرات تناثرت في طبعات كتب البلاغة بعد ذلك؛ مما جعل المنهج يختلف شديد الاختلاف. واختلف المنهج بين واضعي المقررات ما بين منهج يفرد البلاغة بكتاب منفرد عن النصوص، ومنهج يدمج البلاغة مع النصوص ويلحقها بها. ولكل فلسفته وأدلته، وليس هذا مكان التفاضل والاختيار بين المنهجين.
وأدت هذه البلاغة المدرسية إلى دخول أشياء جزئية إلى البلاغة، ودعم ذلك الدخول التجارب النقدية التي استفادت من الاتجاهات النقدية الغربية، وزاد من هذا الدعم تفرع وتشعب علوم علم اللغة، وظهور علوم بينية تتوسط المسافة بين علم اللغة وعلم الدلالة. كان ذلك على مستوى التعليم الثانوي، ثم بدأت التجربة دخول المرحلة الإعدادية بمنهج جديد مغاير، وظل التعليم الجامعي حقلاً خصبا للبلاغة العربية والبلاغيات الحديثة بتياراتها واتجاهاتها.
وأدى هذا إلى ثراء "علم البيان" بمصطلحات منها "الصورة الكلية"، و"علم البديع" بمباحث "الثنائيات، وملاحظة التكرار بين الصيغ والتراكيب لبيان الإيقاع". ولم يكن "علم المعاني" بعيدا؛ لأن جُل البلاغة المدرسية تقوم عليه، وتعتمده حين تستخدم اسمية الجملة وحرفية بعض الحروف وزمن الأفعال –وغير ذلك- لتوضيح المعالم الجمالية المتناثرة في النص. واتباعا لمنهج عبد القاهر الجرجاني الذي يقوم على الانطلاق مما يعرفه المخاطب –أو القارئ أو المتعلم- إلى توصيل ما يراد توصيله من معلومات على مراحل كل مرحلة تخرج من سابقتها وتدخل لاحقتها.
وآن الأوان بعد كل هذا الزمن الذي أثمر مباحث جزئية –أن يضم ضامّ هذا الشتات المعرفي البلاغي تحت عنوان أو عناوين دالة تجعل العين ترى الموضوع مرة واحدة في مكان واحد مما يزيد الوعي والعمق. ويجب أن ينضم لهذا المبحث الجديد الضام مباحث الدلالة المتناثرة في النحو والصرف؛ مما ينتج لنا مبحثا جديدا يخصب "علم المعاني" ويجعله يمتد امتدادا داخليا بنائيا، لاسيما أن هذا المبحث الجديد يتناغم مع منهج "علم المعاني" في كل أبوابه الثمانية المعروفة.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 12:47 ص]ـ
من مشكلات التعليم هذا الفصل الذي نراه بين علوم اللغة
فيدرس الطالب في النحو المسند والمسند إليه والتقديم والتأخير فيهما دون أن يعرف أسباب ذلك وأثره في الكلام
ثم قد يدرس ذلك دراسة منفصلة في البلاغة
ذكرني موضوعك بكتاب الدكتور فاضل السامرائي (معاني النحو) الذي قضى فيه عشر سنسن إلى أن انتهى منه
وهو كتاب رائع يركز على المعنى ويتألف من 4 أجزاء
وهذه مقدمة الكتاب مع الشكر الجزيل للأستاذ فريد والأمل بتواصله مع المنتدى بجديد فكره
http://www.lamasaat.8m.com/2-Intaaj.htm
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 07 - 2006, 01:05 م]ـ
الكريمة "أنوار الأمل"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
دمت بالخير ودفع الآخرين!!
... عذرا على هذا التأخير!!(/)
الاستفهام البلاغي في اللغة العربية
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 04:09 م]ـ
الاستفهام البلاغي او المجازي هو احد الاساليب المستخدمة في اللغة العربية من اجل الوصول الى او تحقيق هدف معين .. اي ان هذا النوع من الاستفهام لا يقصد به الاستفهام بعينة بل يراد منه قصد آخر غير الاستفهام كأن يكون لغرض التوبيخ او التقرير او ماشابه ذلك .. اذ ان الغرض منه هو غرض بلاغي وليس هو استفهام حقيقي وقد ورد هذا النوع من الاستفهام كثيرا في القرآن الكريم ..
ارجو من الاخوة والاخوات اضافة اي معلومات ومواضيع جديدة في هذا الصدد .. وخصوصا الطريقة التي يمكن من خلالها معرفة المعنى المطلوب من الاستفهام اعتمادا على السياق وغيره من المعايير
مع التقدير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 07:35 م]ـ
هذا النقل مفيد جدا
((مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
دلالة واضحة على تبيان ملكوت الله وكبريائه وأن أحداً لا يملك أن يتكلم إلا بإذنه ولا يتقدم إلا بإذنه مصداقاً لقوله تعالى: (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) هذا الجزء من الآية والجزء الذي قبلها (له ما في السموات وما في الأرض) يدل على ملكه وحكمه في الدنيا والآخرة لأنه لمّا قال (له ما في السموات وما في الأرض) يشمل ما في الدنيا وفي قوله (لمن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) هذا في الآخرة فدلّ هذا على ملكوته في الدنيا والآخرة وأخرجه مخرج الإستفهام الإنكاري لأنه أقوى من النفي. فدلّ هذا على أنه حيّ قيّوم كيف؟ لأن الذي يَستشفع عنده حيّ والذي لا يستطيع أحد أن يتقدم إلا بإذنه يجعله قائم بأمر خلقه وكلها تؤكد معنى أنه الحيّ القيّوم.
من ذا: فيها احتمالين كما يذكر أهل النحو: فقد تكون كلمة واحدة بمعنى (من) استفهامية لكن (من ذا) أقوى من (من) لزيادة مبناها (يقال في النحو: زيادة المبنى زيادة في المعنى) ز فقد نقول من حضر، ومن ذا حضر؟
لماذا الإختلاف في التعبير في قصة ابراهيم في سورة الصافات (ماذا تعبدون) وفي سورة الشعراء (ما تعبدون)؟ في الأولى استعمال (ماذا) أقوى لأن ابراهيم لم يكن ينتظر جواباً من قومه فجاءت الآية بعدها (فما ظنكم برب العالمين)، أما في الشعراء فالسياق سياق حوار فجاء الرد (قالوا نعبد أصناماً). إذن (من ذا) و (ماذا) أقوى من (من) و (ما).
(من ذا) قد تكون كلمتان (من) مع اسم الإشارة ذا (من هذا) يقال: من ذا الواقف؟ من الواقف؟ ومن هذا الواقف؟ فـ (من ذا الذي) تأتي بالمعنيين (من الذي) و (من هذا الذي) باعتبار ذا اسم إشارة فجمع المعنيين معاً.
في سورة الملك قوله: (أمّن هذا الذي هو جند لكم) هذا مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و (ذا) اسم الإشارة وكذلك (هؤلاء) هي عبارة عن (هـ) و (أولاء). فالهاء تفيد التنبيه والتوكيد فإذا كان الأمر لا يدعو إليها لا يأتي بها فلنستعرض سياق الآيات في سورة الملك مقابل آية الكرسي: آيات سورة الملك في مقام تحدّي فهو أشد وأقوى من سياق آية الكرسي لأن آية سورة الملك هي في خطاب الطافرين أما آية الكرسي فهي في سياق المؤمنين ومقامها في الشفاعة والشفيع هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن الأمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه. أما آية سورة الملك فهي في مقام الندّ وليس مقام شفاعة ولذلك جاء بـ (هـ) التنبيه للإستخفاف بالشخص الذي ينصر من دون الرحمن (من هو الذي ينصر من دون الرحمن) وهذا ليس مقام آية الكرسي. والأمر الآخر أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين: قوة الإستفهام والإشارة بينما آية الملك دلت على الإشارة فقط ولو قال من الذي لفاتت قوة الإشارة. ولا يوجد تعبير آخر أقوى من (من ذا) لكسب المعنيين قوة الإستفهام والإشارة معاً بمعنى (من الذي يشفع ومن هذا الذي يشفع).))
لمسات بيانية في آية الكرسي للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 10:26 ص]ـ
الاستاذ الفاضل جمال الشرباتي ..
لقد اتحفتنا بمعلومات قيمة ومهمة وانا شاكر لك .. بودي ان انهل المزيد من معينك الذي اتمنى ان لا ينضب .. هل استطيع الربط بين الاستفهام ونظرية افعال الكلام لأوستين وكذلك النظرية التداولية pragmatics حيث ان الاستفهام في القران الكريم مثلا اكثره غير حقيقي (كما يقول الباحث عبد العليم فودة) اذ انه موجه من الله تعالى الى البشر وحيث ان الله تعالى لا يمكن ان يستفهم لطلب الفهم اذ هو عليم بكل شيء اذا الاستفهام يراد منه قصد او نية معينة اي غرض بلاغي وان هذه النظرية المشار اليها تقول ان التداولية تعالج امورا مثل قصد المتكلم من وراء استخدام الفاظ معينة مثلا في القران هناك استفهام يقصد به معنى اخر مثل الامر كالآية (فهل انتم منتهون) اي انتهوا، وغيرها ..
ارجو ان كان ممكنا توضيح كيفية استثمار النظرية التداولية في معرفة المعاني التي يخرج اليها الاستفهام ..
.. زكاة العلم نشره .. ارجو ان يزكو علمكم ..
اسأل الله لكم تمام العافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 05:19 م]ـ
:::
الأخ رائد
لدينا طريقتنا في تناول فكرنا ولسنا بحاجة لتناوله بحسب نظرية اوستين--أو النظرية التداولية
ونحن في دراستنا للإستفهام ندرس ما قاله علماؤنا بذهن خال مما قاله الآخرون
فالإستفهام كما عرفه العلوي" طلب المراد من الغير من جهة الاستعلاء" وهو عند الرازي بنفس معنى الإستخبار إذ قال ((:" واعلم أن الاستفهام استخبار وهو طلب الخبر من المخاطب،))
وإذا جاء استفهام باستخدام فعل ماض فهو للإنكار
((كقوله تعالى:" أصطفى البنات على البنين" (الصافات آية 15)
وإذا أدخل الإستفهام على إسم جاء لإنكار أنه الفاعل
كقوله (((الله أذن لكم) (يونس آية 59) وكقوله (((
آلذكرين حرم أم الأنثيين) (الأنعام آية 144
وإذا أدخل الإستفهام على مفعول كان لإنكار المفعولية كقوله ((أغير الله اتخذ وليا) الأنعام 15
وقوله تعالى ((وقوله تعالى (أغير الله تدعون) (الأنعام آية 41
وقد نناقش لاحقا نماذج عن الإستفهام التقريري إن أردت
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 06:26 م]ـ
الاستاذ الفاضل جمال الشرباتي
لقد عودتنا على اسهاماتك الثرة، فاشكر لك ذلك .. اتمنى ان ينتفع الباحثون من علمك .. واوالهم انا بطبيعة الحال ..
ما قصدته انا هو ان اطبق النظرية التداولية على مسألة الاستفهام ووظائفه حيث ان هذه النظرية حديثة وانا حسب علمي فان العلماء العرب المحدثين لم يتطرقوا الى هكذا مسائل وخصوصا البلاغيين بل ساروا على نفس الاراء القديمة وانت خير من يعلم ان العلوم في تطور مستمر الى الامام طبعا .. فهذه النظرية اعتقد انها مشابهة الى حد ما الى ما يقوله البلاغيون العرب في موضوع معرفة الوظائف او المعاني التي تخرج اليها الالفاظ من هذه الناحية .. فهل هناك طريقة او لنقل نظرية استطيع بها معرفة معنى الاستفهام من حيث كونه حقيقيا او مجازيا (اي بلاغيا خرج الى غرض بلاغي) .. نعم لقد ذكر العلماء القرينة وهذه موجودة ايضا في نظرية اوستن الا انهم حسب علمي لم يفصلوا فيها او يضعوا لها قواعد ثابتة يمكن للباحث الركون اليها
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 06:31 م]ـ
الاستاذ الفاضل جمال الشرباتي
لقد عودتنا على اسهاماتك الثرة، فاشكر لك ذلك .. اتمنى ان ينتفع الباحثون من علمك ..
ما قصدته انا هو ان اطبق النظرية التداولية على مسألة الاستفهام ووظائفه حيث ان هذه النظرية حديثة وانا حسب علمي فان العلماء العرب المحدثين لم يتطرقوا الى هكذا مسائل وخصوصا البلاغيين بل ساروا على نفس الاراء القديمة وانت خير من يعلم ان العلوم في تطور مستمر الى الامام طبعا .. فهذه النظرية اعتقد انها مشابهة الى حد ما الى ما يقوله البلاغيون العرب في موضوع معرفة الوظائف او المعاني التي تخرج اليها الالفاظ من هذه الناحية .. فهل هناك طريقة او لنقل نظرية استطيع بها معرفة معنى الاستفهام من حيث كونه حقيقيا او مجازيا (اي بلاغيا خرج الى غرض بلاغي) .. نعم لقد ذكر العلماء القرينة وهذه موجودة ايضا في نظرية اوستن الا انهم حسب علمي لم يفصلوا فيها او يضعوا لها قواعد ثابتة يمكن للباحث الركون اليها فانا وجدت خلال البحث ان البلاغيون والمفسرون لآيات القران الكريم مثلا يقسمون الاستفهام الى حقيقي وبلاغي وان الاستفهام البلاغي يخرج الى معان متعددة وقد احصيت منها اربعين معنى، بيد انهم لم يذكروا بشكل واضح الى اي استندوا في معرفة المعاني التي خرج اليه الاستفهام كان يكون اريد به التقرير او الانكار او التوبيخ او الامر او النهي او غيرها من المعاني التي يخرج اليها الاستفهام ..
مع دعائي لك بالتوفيق والمزيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 07:39 م]ـ
هل نطمع يا أخ رائد بأن تزودنا بما أحصيت---فوالله أنا متعلم ألتقط من هنا وهناك---فإذا ما وضعت إنتاجك هنا ناقشه الزملاء بما يفيد الجميع(/)
فلسفة الاستعارة .. معجم وصرف ونحو وبلاغة
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فلسفة الاستعارة .. معجم وصرف ونحو وبلاغة
ما الاستعارة؟
في التعريف المدرسي المختصر الاستعارة تعني " تشبيه حُذف أحد ركنيه"، وفي التعريف العلمي نجد الاستعارة تعني" استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقةٍ مع وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي".
إننا إذا تأملنا هذا التعريف نجد أن علم " المعجم " هو المسيطر؛ فهو الذي يختص ببيان المعاني. فإذا اُستُعملت الكلمة في معناها الوضعي- وهو ما يُتبادر إلى الذهن عند أول سماع- كان الاستعمال حقيقيا ولم يكن هناك مجاز ولا استعارة، أما إذا اُستُعملت الكلمة في غير ما وُضعت له كان الاستعمال مجازيا وكانت الاستعارة إذا وُجدت العلاقة والقرينة المانعة.
مثل ماذا؟
مثل قولنا: [جرى الطفل]. هنا الاستعمال حقيقي لأن الجري من خصائص الطفل، أما إذا قلنا: [جرى القطار] فإن الاستعمال هنا غير حقيقي. لماذا؟ لأن الحقل الدلالي للفعل لا يحتوي هذا الفاعل؛ فليس من خصائص الجماد الجري. لذلك ندرك أن هنا مجازا -قائما على التشبيه- يسمى الاستعارة القائمة على المشابهة في الانتقال من مكان إلى آخر، والمحتوية على القرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي بقرينة اختصاص الدلالة.
ماذا ساعدنا في اكتشاف هذه الاستعارة؟ إنه علم " المعجم " الذي يمدنا بالدلالات، وعلم " النحو " الذي يستثمر ذلك في صنع جمل ذات إسنادات تحتوي هذا الفن.
ما أنواع الاستعارة؟
تتعدد أنواع " الاستعارة " حسب المعيار الذي تُقسم وفقه؛ فهي تنقسم وفق الركنين- "المستعار منه المشبه به"، و"المستعار له المشبه"- إلى: استعارة مكنية حيث "المشبه به المستعار منه" محذوف، واستعارة تصريحية حيث "المشبه به المستعار منه" مذكور.
على ماذا نعتمد في اكتشاف الركنين؟ اعتمادنا على " النحو " الذي يحدد ركني الجملة تحديدا يتضح بعلم " البلاغة " الذي يجري صيغة الاستعارة كالآتي: " شبه الأديب ... بـ ... في ... ثم حذف ... على سبيل الاستعارة ... لـ ... ".
هل هذه كل أنواع الاستعارة؟
لا؛ إذ هناك تفريعات على التقسيم السابق حسب معياري: " نوع كلمة الاستعارة، و ذكر الملائم لأحد ركني الاستعارة ".
كيف ذلك؟ بمعيار نوع كلمة الاستعارة تنقسم الاستعارة المكنية – أو التصريحية – إلى: " استعارة أصلية" إذا كانت الاستعارة في اسم جامد؛ مثل [رأيت أسدا يجندل الأبطال]، و"استعارة تبعية" إذا كانت الاستعارة في فعل أو حرف؛ مثل [(وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض)، و (لأصلبنكم في جذوع النخل)].
إن كلمات الاستعارة السابقة هي ترتيبا: " أسدا – يموج – في "، واختلافها في النوع أوجد هذين النوعين. ونعرف أن العلم الذي يهتم بالكلمة هو علم " الصرف".
ونمضي إلى التقسيم وفق متممات الجملة أو ملائمات الركنين؛ فنجد الاستعارة تكون: "مكنية أصلية مجردة" إذا ذكر ما يلائم " المستعار له المشبه "؛ مثل مثالنا السابق [رأيت أسدا يجندل الأبطال]؛ إذ الفعل " يجندل " يلائم المستعار له المشبه " المحارب".
وأما إذا ذُكر ما يلائم "المستعار منه المشبه به" فإن الاستعارة تكون "مكنية أصلية مرشحة"؛ مثل قولنا: [رأيت أسدا يزأر في المعركة]؛ فالفعل " يزأر "يلائم المستعار منه المشبه به " أسدا".
أما إذا لم يُذكر ما يلائم أيا من الركنين، أو ذُكر ما لا يختص بأحدهما تكون الاستعارة مكنية أصلية مطلقة؛ مثل [(رأيت أسدا في المعركة)، و (رأيت أسدا في المعركة يهجم)].
ماذا استخدمنا من علوم هنا؟ إننا استخدمنا " المعجم " الذي يحدد الدلالات ويحدد جهة اختصاصها، و" النحو " الذي يرتب تلك الدلالات في جمل وتراكيب مخصوصة.
ثم تأتي " البلاغة " في هذا وفي كل السابق متممة ببيان الأغراض البلاغية الدلالية للاستعارة بكل صورها، وبيان صيغها الإجرائية.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 03 - 2005, 06:02 ص]ـ
بارك الله فيك
وأحب أن أطلب منك أن تتلطف بأمثلة من القرآن على تتابع على أنواع الإستعارة
أذكر كمثال قوله تعالى: (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً))
فالسراج المصباح الساطع الزاهر واستعير به عن الشمس---وقد منع استخدام المعنى الأصلي للسراج لقرينة عقلية -فهذا نوع من المجاز العقلي--وقد حذف المشبه وهو الشمس وبقي المشبه به وهو السراج فهنا استعارة تصريحية
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[30 - 03 - 2005, 11:11 ص]ـ
الاستاذ الفاضل
نشكر مساهماتك الرائعة التي افادتنا كثيرا اسأل الله ان يزيد في علمك كي ينفع بك العباد
بودي يا استاذي ان اطلب منك ان ترشدني الى ما ينفعني بخصوص الاستفهام البلاغي في اللغة العربية، انواعه، كيفية تمييزه، معانيه الدلالية والتداولية والاغراض التي يخرج اليها .. وبالخصوص كيفية تقسيمه وانواعه
مع فائق الشكر والتقدير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[30 - 03 - 2005, 01:31 م]ـ
بارك الله فيك يا أستاذ فريد على هذه الفوائد.
ربما يكون للموضوع بقية، فنحن بانتظاره.
تقبل تحيتي.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 03 - 2005, 10:04 م]ـ
الاستاذ فريد-حفظه الله-
أثرت موضوعا ذا شجون ...... وارجو منك ان تتحملني .... ففي هذه المسائل لا احب ان اكون مقلدا لأحد ... لا الجرجاني ولا الزمخشري ولا السكاكي ..... مع تقديري الكبير لأشعريهم ومعتزليهم ..
والامر لو بقي محصورا فى المجال اللغوي .. او المجال الادبي لهان .... لكن المسألة لها ذيول ... تمتد الى جوهر عقيدة المسلم ..... الى الصفات الالهية .... ومن ثم فالحذر واجب واجب ...
اناقش معك الآن ... التعريف الأول ..
في التعريف المدرسي المختصر الاستعارة تعني " تشبيه حُذف أحد ركنيه"
كل البلاغيين ... يبني الاستعارة على التشبيه ...
لكن ... انظر الآن الى الآثار العقدية ..
الرحمن على العرش استوى .....
فإن قلت" استوى" استعارة ... رجع التقدير .. الى ان شبهت الله تعالى بالانسان ... وحذفت الانسان ... وبقي فى الكلام ما يدل عليه وهو فعل "استوى" ..
فهل يقبل هذا التقدير .... من وجهة نظر المنزه ... لله ...
وأيا ما كان المحذوف فالمحذور واقع لا محالة ... فشبهت الخالق بالمخلوق او شبهت المخلوق بالخالق ..... فقل وداعا للتنزيه ...
اذن الاستعارة محال فى صفات الله ...
واحتفظ بالرد على التعريف الثاني بعد ان .. نشبع الكلام فى الاول ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 04:22 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ...
الاخ خليل .. وفقك الله ...
التأويل حسب مذهبي ممنوع ... فى الصفات الالهية .... لذلك لا تعجب من اقصائى الاستعارة ... بل اقصى المجاز كله فلا يدخل فى فهم صفات الرب عز وجل ....
اعذرني لا اريد ان افتح موضوعا جديدا .... لكي يتسنى لنا تحرير الموضوع السابق وهو تعريف الاستعارة ...
ومقصودي من كلامي السابق ... ان القائلين بالاستعارة (على الاقل بمعناها المدرسي الذى نقله الاخ المحترم صاحب الموضوع) يلزمهم التشبيه ... لانه تقرر عندهم ان الاستعارة مبنية على التشبيه ..
وهنا اقتراحان لكي لا يتناقضوا:
اما ان يحتفظوا بتعريفهم ....... ويستثنون الصفات الالهية ... من ان يدخلها الاستعارة ...
واما ان يبحثوا عن تصور للاستعارة ... غير الاول ... لا يتعارض مع قاعدة التنزيه ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 07:10 م]ـ
أبا عبد المعز
أنقل لنا قولا لمنزه----قال عن آية الإستواء ما هو قريب من كلامك الذي تفضلت به
((فإن قلت" استوى" استعارة ... رجع التقدير .. الى ان شبهت الله تعالى بالانسان ... وحذفت الانسان ... وبقي فى الكلام ما يدل عليه وهو فعل "استوى" ..
فهل يقبل هذا التقدير .... من وجهة نظر المنزه ... لله))
هيا أرنا ماعندك لو سمحت
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 07:43 م]ـ
الاخ جمال ...
كيف تطلب منى الدفاع عن اطروحة لا اتبناها .....
قلت وفقك الله:
أنقل لنا قولا لمنزه----قال عن آية الإستواء ما هو قريب من كلامك ...
وصفك له بالمنزه فيه نظر ...
لانه اجرى الاستعارة على النحو التالي:
شبهت الله بالانسان ... وحذفت المشبه به وابقيت فى الكلام ما دل على المحذوف ... وهو فعل استوى ...
ثم هاهنا طامة أخرى .... فى كل استعارة يوجد ما يسمى بالجامع: والجامع يعادل وجه الشبه فى التشبيه الاصلي ...
فقل لي بالله .... كيف يكون المرء منزها ... وهو يقول بالجامع ووجه الشبه ... بين من؟
بين الخالق والمخلوق ....
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 07:57 م]ـ
استدراك قصير
ليس من الضروري ان يقال ذلك الكلام بعينه ..... فكل من قال بالاستعارة .... لزمه اجراؤها على النحو الذي ذكرت ...... ولكن هذا "المنزه"لا يجرؤ على ذلك ..... لشناعة القول ...
ومن ثم فر الى المجاز ... او الى التخييل .... وهو لفظ شنيع ايضا قال به الزمخشرى على ما اذكر .....
ثم لا اريد الخوض فى هذه المسألة .. الآن .. قبل اثبات تصور سليم للاستعارة ..
اقصد لا يجوز الحديث على الفرع قبل تنقيح الاصل ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 08:36 م]ـ
هو يا أخي أمر أنت قمت بالبناء عليه
أي علماء البلاغة عرفوا الإستعارة لكن هل طبقوها على ما يتعلق بالذات الإلهية؟؟
هذا الأمر الذي بنيته على تعريفهم لم يقل به أحد حسب علمي
لأقرب مقصودي فقد عرف علماء النحو فعل الأمر---فهل قال أحد منهم في قوله تعالى (اغفر لنا) فعل أمر؟؟ --طبعا لا
وعرف العلماء الحال فهل أجاز أبو حيان التوحيدي للسيرافي قوله عن آية ((قائما بالقسط)) نصب بالحال؟؟
طبعا لا
وحتى تأتينا بأمثلة من كلامهم يظل الموضوع مرتبطا بتصور خاص لك
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 11:20 م]ـ
أي علماء البلاغة عرفوا الإستعارة لكن هل طبقوها على ما يتعلق بالذات الإلهية؟؟ ...
تعريف العلماء الاستعارة بارجاعها الى التشبيه ... اشهر من ان يذكر ... وكلامهم اكثر من ان يحصر .......
لم يطبقوها .... كيف تقول ذلك وهم يقولون ... الاستواء مجاز .... والرحمة مجاز .... والغضب مجاز ....
وعلى رايك ..... انهم قالوا ولم يطبقوا على الصفات الالهية ...... فهذه فضيحة علمية ... وما علمنا البلاغة تأسست الا لخدمة القرآن (انظر الاسرار والدلائل للجرجاني)
اما "اغفر لي" .... فلا تعرب الصيغة الا فعل امر .... باجماع علماء النحو ...
وهي دعاء عند علماء البلاغة ..... ويبدو انك خلطت بين العلمين .... فصيغة "افعل" تدل على الامر ... فى النظام اللغوي .... اما فى التداول ... فهذا ليس من شأن النحوي بل من شأن البلاغي ....
ولا زلت اقول ان النقاش ينبغى الا ينفلت يمينا او شمالا .... فالمطروح هو سلامة تعريف الاستعارة بكونها مبنية على التشبيه .... وهل تصلح حينئذ لفهم آيات الصفات ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 05:18 ص]ـ
قال أبو عبد المعز الإستاذ
(لم يطبقوها .... كيف تقول ذلك وهم يقولون ... الاستواء مجاز .... والرحمة مجاز .... والغضب مجاز ....
وعلى رايك ..... انهم قالوا ولم يطبقوا على الصفات الالهية ...... فهذه فضيحة علمية ... )
على رسلك
لا أظن أن في الأمر فضائح علمية---فليس كاتب هذه السطور إلا ممن يتعلمون على يديك
فإما أن تأتينا بقول لمنزه قال عن الإستواء بمثل ما قلت--أو أني لا يمكن أن أقبل تعميمك القاضي بأن القول بالإستعارة وقوع بالتشبيه
لاحظ أنا تلميذ يسأل أستاذه [/ b]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 07:54 ص]ـ
الاخ جمال ... كلنا ذلك التلميذ .... وما نحن هنا الا للتعلم .... والتعليم ... نتبادل الادوار ...
الاخ خليل .... طرحت فى مداخلتك الاخيرة امورا كثيرة ....... ويسعدني النظر فيها ... بشرط .. ان نعزل كل مسألة .... على حدة:
أولا .... مسألة الاستعارة والتشبيه ...
ثانيا .... مسألة الحقيقة والمجاز ....
ثالثا ..... مسألة الاستعارة والمجاز .....
رابعا ... مسألة .. قول الامام مالك ....
خامسا ...... مسألة التفويض المفهومة خطأ من قول الامام ....
سادسا .... مسألة المشابهة والمماثلة ...
هذه مواضيع كثيرة كما ترى ..... ولا بد من تعامل منهجي .... فنحن لم نفرغ بعد من المسألة الاولى ... فلنعدها جذعا:
قال صاحب الموضوع ....... في التعريف المدرسي المختصر الاستعارة تعني " تشبيه حُذف أحد ركنيه" .... وهو تعريف صحيح عند البلاغيين .... وقد يقول بعضهم ... الاستعارة استعمال طرف تريد به الطرف الآخر-السكاكي-والمقصود بالطرفين .... طرفا التشبيه كما لا يخفى ... ويبنون على هذا تقسيم الاستعارة الى تصريحية ومكنية .... فإن صرح بالمشبه به كانت تصريحية .. وان كني عنه .... اي ان حذف واشير اليه بشيء من لوازمه فهي مكنية .... والقوم فى مصنفاتهم المختصرة والمطولة ..... يبدؤون دائما باب البيان بالتشبيه ... ويعللون ذلك ... بأن الاستعارة تبنى عليه ... فلا يمكن ان تدرس قبله ....
الحاصل ... ان كل استعارة تتضمن تشبيها .... ولا اعرف من اهل البلاغة من أنكر ذلك ....
وهم فى اجرائهم للاستعارة ..... يقولون: شبه الانسان بالاسد .... بجامع الجراءة فى كل ... وحذف الانسان .... وصرح بالاسد على طريقة الاستعارة التصريحية .... او يقولون شبهت المنية بالسبع ... بجامع الشراسة ... وحذف السبع ورمز اليه بلازمه وهو الاظافر على طريقة الاستعارة المكنية .....
كل هذا معروف ... مكرور ... ولا اعتقد انه يحتمل النقاش .....
لكن ... الاشكال يأتي ... عندما .... نبحث فى الصفات الالهية .... (والاخوة ناقشوني فى الاستواء وما هو الا مثل ... والاولى ان يناقشوا التأصيل لا التمثيل)
فهل يمكن ان نقول عن اي صفة من صفات الله تعالى ... او عن اي فعل من افعاله ... أنه استعارة؟؟؟ فما الجواب على هذا السؤال ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 08:14 ص]ـ
ربما إذا قلت أنه لم يقل أحد من المنزهين بما يشبه ما قلت لسرنا معك شوطا طويلا في ما تسميه تأصيلا
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 05:56 م]ـ
الاستاذ خليل ...
الحوار معك متعة .... وما فرحت فى هذا الحوار بشيء مثل فرحي .. بالحديث الذى استشهدت به ... وانا زعيم انه سينهي اشكالات كثيرة .. لو فهم كما ينبغي .... وبدون خلفيات مبيتة ....
لكن آخذ عليك ... ادراجك لمبحث آخر هو التشبيه التمثيلي .... (ويبدو ... اننا سنبحث فى كل ابواب البلاغة ... !!!) فليكن ... بيد اننا سنرجيء الكلام .. عن التمثيل وغيره الى حين ....
إذن فالظاهر من كلامك انك لا تجد حرجا فى ان يقال عن صفة او فعل لله تعالى انه استعارة ...
اذن فالخلاف معك لفظي فقط ..... واليك البيان:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم .. "لله أفرح "
أفرح .... صيغة تفضيل ..... ومعنى التفضيل عند النحاة ما تضمن "مشاركة وزيادة" ...
مشاركة امرين فى صفة ... مع زيادة كمية اوكيفيبة ... عند احدهما ...
ويؤخذ من الحديث .... ان هناك قدرا مشتركا ... بين الخالق والمخلوق ... مع اختصاص الخالق ... بالمثل الاعلى .... هذا والله ... مذهبي ومذهب السلف ....
ومن اتهمنا بالتشبيه .... رددنا عليه .... بما مر .... اما ان تقول بالحقيقة فيلزمك التشبيه (لانك ترى ان ما يقال عن المخلوق يقال ايضا عن الخالق) ... واما ان تقول بالاستعارة فيلزمك التشبيه .... (لانه قد تقرر ان الاستعارة مبنية على التشبيه .... )
وقد قلت -حفظك الله-أليس هذا من التشبيه التمثيلي الذي يقصد به البيان والإيضاح لا حقيقة المشابهة والمماثلة؟!
هذا الكلام .... ان كنت تقصد به ... ما قصده الزمخشري المعتزلي ... عندما تحدث عن أية "الزمر"من انه ليس هناك سماوات ولا ارض ولا هزة ولا قبضة ..... ولا يمين ... ولكن المراد فقط هو تمثيل قدرة الله .... فهذا باطل عاطل ....
وان قصدت ان الله "يفرح"-كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم-لكن نسبة الفرح اليه جل وعلا .. لا ينافي التنزيه .... لان الفرح الذي يليق به ... لا يشبه الفرح الذي يليق بالمخلوق ...
ان قصدت هذا انتهى النقاش ... لأن هذا بعينه ما اقول به ... وان سميت المعنى الذى يليق بالخالق "استعارة" ... فلا يهم اذ لا مشاحة فى الاصطلاح .... وعاد الخلاف لفظيا ..
والسلام عليكم ورحمة الله ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 09:51 م]ـ
الاخ الخليل ...
سأعود بعد لأي ... لمتابعة الحوار ... وفى انتظار ذلك ... اقترح عليك ان تقرأ-غير مأمور-هذا البحث القصير .. كتبته منذ زمن ... ونشرته فى بعض المنتديات ..
الاسماء والصفات-من وجهة نظرعلم التفسير- إشكال عقدي ام لغوي؟؟
هل يليق ان اذهب الى ان ... قضية الاسماء والصفات .. قضية لغوية لبست لبوسا عقديا .. ؟؟
هل من حرج فى ان أذهب الى ان حل المعضلة بيد أمثال الخليل وسيبويه ... لا بيد امثال واصل والباقلاني .. ؟؟
ألم يزد تدخل المتكلمين-اعني علماء الكلام -الطين الا بلة .... ؟
أولم يطم الوادي عند استدعاء المناطقة ... الى صعيد النظر .. وكان الاحرى "صون المنطق والكلام من علم المنطق والكلام"؟؟ (رحم الله الامام السيوطي) ..
ثم .. وهنا مربط الفرس .. الم يكن حريا بالمفسرين .. ان يشقوا طريقهم .... عبر مهيع علم اللغة لا زقاق علم الكلام؟؟
للإجابة على هذه الاسئلة ... انطلق من نصين ..
نص قديم .... سلفي
نص جديد .. خلفي
وعلى غير المتوقع .. سيلتقى النصان. على قاعدة الوفاق .. حتى ليقال وقع الحافر على الحافر .....
اما النص القديم السلفي فمقتطف من ... الصواعق المرسلة ... لشيخ الاسلام ابن القيم ...
أما النص المعاصر الخلفي .. فهو مقتطف .. من كتاب"العمل الدينى وتجديد العقل" للدكتور طه عبد الرحمن ..
وهومدرس منطق وفلسفة بالمغرب العربي .. وتوجهه الصوفي لا ينكره .. ولا يخفى على احد ..
وهاكم كلامه:
"ان المشكلة العظمى التى اعترضت سبيل "النظار"في الصفات هى تحديد اتجاههم من الاختيارين المتناقضين التاليين:"التشبيه" و"التعطيل".وعندنا ان ما يقف خلف هذه المشكلة هو الطبيعة الخاصة لبنيات اللغة الانسانية ولآلياتها التبليغية.
من خصائص هده الطبيعة اللغوية ان فهم المعانى المبلغة لايتم الا عن طريق استحضارالذهن لجزء من مجموعة الافراد التى تندرج تحت هذه المعانى, ويتكون هذا الجزء بالذات من الافراد التى تصلح ان تكون نماذج لما يمكن ان يقع تحت هذه المعانى من الافراد, لكونها تمثل الصفات المطلوبة خير تمثيل. ونصطلح على تسمية هذه النماذج باسم "الشواهدة المثلى".
وان هذا الاستحضار العفوى للشواهد المثلى خيردليل على ان عمليات الفهم والافهام تتوسل باسلوبى المقارتة والتشبيه: فلا معنى الا و يطلب له الناطق شاهدا امثل من تجربته المكتسبة يقيسه عليه حتى يتم له ادراكه, يستوى فى ذلك الظاهر والمعنى الخفى, المعنى المحسوس والمعنى المعقول.
فلو قال القائل, مثلا: "جالست وليا"
فان المستمع لا يستحضر فى ذهنه الاولياء جميعا بسردهم واحدا واحدا, ولايتصور التعريف المفهومى للولى , وانما, على الحقيقة, يستحضر هذا الولى اوذاك من اولياء الله الذين سبق ان رآهم او سمع عنهم , او قرأ لهم , او قل باختصارجمعه واياهم شكل من اشكال الممارسة الحية.
وجملة القول , فان النظر بمقتضى مبناه اللغوى لا محيد له عن تحصيل المعرفة العقلية بطريق التشبيه.
ولا ينقض هذا الدعوى ماقد يذكره المعترض من حالات توسيع اللغة كالاصطلاح والمجاز, فمادام اللفظ يدرك معناه بالشواهد, فصرفه الى معنى آخرلايصرف عنه ما كان يلزمه فى المعنى المصروف عنه من تشبيه, ذلك انه وان لم يكن له مع شواهد المعنى المصروف اليه من وجود الشبه ماله فى معناه الاصلى, فله منها ما يكفى لان يجعله سالكا هنا ايضا طريق التشبيه.
واذا سلمنا بان النظر يسلك سبل المشابهة, لزم ان من يخوض فى الالهيات واقع ,شاء ام ابى, تحت وطاة الاساليب التشبيهية فى تقريبه للمطلوب الغيبى وتقديره لصفاته؛ وعلى افتراض ان الرغبة فى التنزيه حاصلة عند الناظر, فلاينفعه ان يستعمل لوصف هذا المطلوب الغيبى مفاهيم ومقولات يقرربصددها انها تصدق فى حق هذا المطلوب بوجه لايشاركه فيه غيره , مثل مقولة" التعالى" و " الاطلاق" و"اللا تناهى".فما من واحدة منها الا وتغشاها وجوه من التشبيه تدق عن الافهام ولو توجهت فيها الهمم بالتنزيه, كأن يدرك احدنا "التعالى" ب"العلو", و"العلو"ب "العالى"و "العالى" بشاهد من شواهده المثلى, كأن يقيس "اللاتناهى"ب "التناهى"و"الاطلاق"ب "التقييد" وفق قاعدة التمييز الشىء بضده.
لكن مساوىء هذا التشبيه قد يتجاوز عنها لولا انها تقترن بمساوىء تشبيه آخريتعمده الناظر؛ فلنسم الاول:"التشبيه الاضطرارى" والثانى "التشبيه الاختيارى"
(يُتْبَعُ)
(/)
التشبيه:
لا نقف عند جماعة "المشبهة" الذين لا نراهم الا كما يراهم الناس مجوزين على الحق سبحانه من الاوصاف مايجوزونه على الخلق-تعالى الله عما يصفون-فهذا الصنف من التشبيه الاختيارى فظ مبتذل لا فائدة علمية من ورائه , وانما الذى يعنينا من التشبيه الاختيارى, تشبيه الطف وأخفى من دبيب النمل , يتقمص لباس العلم والتحقيق؛ من مظاهر هذا التشبيه الخفى ان يتكلف الناظرتقديرات وهمية وافتراضات , منها الممكن والممتنع ,كأن يتساءل عما كان بفعل الله عز وجل قبل خلق العالم, أوأن يقول لوخلق الله نفسه, لكانت له بداية فى الزمان.
وأخفى من هذا, ان يتساوى لدى الناظر, من حيث يدرى او لايدرى, أدب الخطاب فى ذات الحق سبحانه وتعالى وأدب الخطاب فى غيره. فلا نكاد نعثر عند بعض النظار ,فى حديثهم عن الذات العلية على شىء من ادوات التعبير التى يحترز بها عادة عن الوقوع فى اساءة الادب مع حضرة القدس, ولا على شىء من عبارات التقديس اللا ئقة بهذا المقام ( ...... )
على أية حال , فالناظر المتبصر لا يجوز لنفسه التمادى فى "التشبيه الاختيارى" , لكن ما حيلته مع "التشبيه الاضطرارى" الذى هو من اللغة بمنزلة "العورة "من البدن , اذ ينشأ عن اللغة من حيث هى لغة, أى نسق من الرموز والبنيات الصورية؟ فهل يحصر الناظر نفسه اذن فى سلب الصفات كأن يقول: "ليس بجسم وليس فى زمان ....... " ويعلن ان الطريق مسدود الى ادراك الحقائق الغيبية جملة وتفصيلا , فبسقط فى التعطيل؟
التعطيل
نعلم ان هذا الاختيارالثانى: اختيار التعطيل, يوقع الناظر فى ما هو محظور شرعا ومحال عقل, مثله فى ذلك كمثله فى الاختيار الذى فر منه, فإذا كان موقف التشبيه ينتهى –والعياذ بالله- الى التسوية بين الخالق والمخلوق, فإن موقف التعطيل يتأدى الى التسوية بين الموجود والمعدوم. "
قال ابن القيم في الصواعق:
هذا فصل بديع لمن تأمله يعلم به أن المتأولين لم يستفيدوا بتأويلهم إلا تعطيل حقائق النصوص والتلاعب بها وانتهاك حرمتها وأنهم لم يتخلصوا مما ظنوه محذورا بل هو لازم لهم فيما فروا إليه كلزومه فيما فروا منه بل قد يقعون فيما هو أعظم محذورا كحال الذين تأولوا نصوص العلو والفوقية والاستواء فرارا من التحيز والحصر ثم قالوا هو في كل مكان بذاته فنزهوه عن استوائه على عرشه ومباينته لخلقه وجعلوه في أجواف البيوت والآبار والأواني والأمكنة التي يرغب عن ذكرها فهؤلاء قدماء الجهمية فلما علم متأخروهم فساد
ذلك قالوا ليس وراء العالم ولا فوق العرش إلا العدم المحض وليس هناك رب يعبد ولا إله يصلى له ويسجد ولا هو أيضا في العالم فجعلوا نسبته إلى العرش كنسبته إلى أخس مكان تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
وكذلك فعل الذين نفوا القدر السابق تنزيها لله عن مشيئة القبائح وخلقها ونسبوه إلى أن يكون في ملكه ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون ولا يقدر على أن يهدي ضالا ولا يضل مهتديا ولا يقلب قلب العاصي إلى الطاعة ولا المطيع إلى المعصية.
وكذلك الذين نزهوه عن أفعاله وقيامها به وجعلوه كالجماد الذي لا يقوم به فعل وكذلك الذين نزهوه عن الكلام القائم به بقدرته ومشيئته وجعلوه كالأبكم الذي لا يقدر أن يتكلم وكذلك الذين نزهوه عن صفات كماله وشبهوه بالناقص الفاقد لها أو بالمعدوم وهذه حال كل مبطل معطل لما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله.
والمقصود أن المتأول يفر من أمر فيقع في نظيره.
مثاله إذا تأول المحبة والرحمة والرضى والغضب والمقت بالإرادة قيل له يلزمك في الإرادة ما لزمك في هذه الصفات كما تقدم تقريره.
وإذا تأمل الوجه بالذات قيل له فيلزمك في الذات ما لزمك في الوجه فإن لفظ الذات يقع على القديم والمحدث كما يقع لفظ الوجه على القديم والمحدث وإذا تأول لفظ اليد بالقدرة فالقدرة يوصف بها الخالق والمخلوق فإن فررت من اليد لأنها تكون للمخلوق ففر من القدرة لأنه يوصف بها وإذا تأول السمع والبصر بالعلم فرارا من التشبيه لزمه ما فر منه في العلم وإذا تأول الفوقية بفوقية القهر لزمه فيها ما فر منه من فوقية الذات فإن القاهر من اتصف بالقوة والغلبة ولا يعقل هذا إلا جسما فإن أثبته العقل غير جسم لم يعجز عن إثبات فوقية الذات لغير جسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك من تأول الإصبع بالقدرة فإن القدرة أيضا صفة قائمة بالموصوف وعرض من أعراضه ففر من صفة إلى صفة وكذلك من تأول الضحك بالرضى والرضى بالإرادة إنما فر من صفة إلى صفة فهلا أقر النصوص على ما هي عليه ولم ينتهك حرمتها إذ كان التأويل لا يخرجه مما فر منه فإن المتأول إما أن يذكر معنى ثبوتيا أو يتأول اللفظ بما هو عدم محض فإن تأوله بمعنى ثبوتي كائنا ما كان لزمه فيه نظير ما فر منه فإن قال أنا أثبت ذلك المعنى على وجه لا يستلزم تشبيها.
قيل له فهلا أثبت المعنى الذي تأولته على وجه لا يستلزم تشبيها.
فإن قال ذلك أمر لا يعقل.
قيل له فكيف عقلته في المعنى الذي أثبته وأنت وسائر أهل الأرض إنما تفهم المعاني الغائبة بما تفهمها به في الشاهد ولولا ذلك لما عقلت أنت ولا أحد شيئا غائبا البتة فما أبديته في التأويل إن كان له نظير في الشاهد لزمك التشبيه وإن لم يكن له نظير لم يمكنك تعقله البتة وإن أولت النص بالعدم عطلته فأنت في تأويلك بين التعطيل والتشبيه مع جنايتك على النص وانتهاكك حرمته فهلا عظمت قدره وحفظت حرمته وأقررته وأمررته مع نفي التشبيه والتخلص من التعطيل وبالله التوفيق.
التعليق
فى الشاهد الاخير المكتوب بالاحمر-المسطر- .. نلحظ .. مايلي:
نظم اشكال الاسماء والصفات فى سلك .. اللغة ... فهو -رحمه الله-لا يرد على الجهمية والمعطلة فقط ... بل ينظر فى آليات العقل البشري ... وبالضبط في ما يتعلق بفهم الكلام .. وان كان رده مع ذلك على الجهمية قويا جدا .. ولا اظن لهم فكاكا مما الزمهم ...
فمن اثبت منهم الارادة مثلا .. سئل عنها ... وعن معناها عنده .. ولا بد من طريقين ... اما ان يرجعها الى المعهود فى الشاهد .. لان المعهود الحسي هو الاصل .. فى فهم الكلام ... وهنا ... سيسقط لا محالة في ما يتهم به غيره من التجسيم ..
واما .. ان لا يكون عنده تصور اطلاقا للارادة .... ولا يملك منها الا لفظا مجردا لا يدل على شيء فينتج عنه الجهل المطلق بالرب .. وهذا كفر عندهم ..
كما نلحظ ... توافق الدكتور والشيخ .. ولست ادري ان كان ... الاول اطلع على كلام الثاني .. وكيفما كان الحال .. فقد صاغ طه عبد الرحمن الاشكالية ... بوضوح ... فهو يلزم الجميع .... مذهب المشبهة ... -اي ما يظنه المعطلة والجهمية .. تشبيها وتجسيما ... -وما احسن .. تسميته له بالتشبيه الاجباري ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 03:00 م]ـ
يمكن للإخوة متابعة الحوار على الرابط هذا:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6107
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 01:33 م]ـ
الكريم "أبو المعز"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
أكرمت واسعدت!!(/)
الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ))
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 03 - 2005, 07:36 ص]ـ
:::
قال تعالى
((وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ المُبِينُ كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ)) الحجر 90 - 91
هل يمكن أن يكون التفسير"أي سموه كذبا" كما تبنى الزركشي في البرهان
----والعضة الكذبة--قال الجواهري
((يقال: فلان ينتَجِب غيرَ عِضاهِهِ، إذا انتحل شِعرَ غيره. وعَضَهَهُ عَضْهاً: رماه بالبهتان. وقد أعْضَهْتَ يا رجلُ: أي جئتَ بالبهتان)) ما رأيكم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 03:14 م]ـ
وقال الماوردي في النكت والعيون
((وفي اشتقاق العضين وجهان:
أحدهما: أنه مشتق من الأعضاء، وهو قول عبيدة.
الثاني: أنه مشتق من العضه وهو السحر، وهو قول الفراء))
لكي نفهم الآية جيدا لا بد أن نعرف المقصود بالمقتسمين
فماذا قيل فيهم
قال الماوردي في النكت والعيون
((أحدها: أنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى اقتسموا القرآن فجعلوه أعضاءً أي أجزاءً فآمنوا ببعض منها وكفروا ببعض، قاله ابن عباس.
الثاني: أنهم أهل الكتاب اقتسموا القرآن استهزاءً به، فقال بعضهم: هذه السورة لي، وهذه السورة لك، فسموا مقتسمين، قاله عكرمة.
الثالث: أنهم أهل الكتاب اقتسموا كتبهم، فآمن بعضهم ببعضها، وآمن آخرون منهم بما كفر به غيرهم وكفروا بما آمن به غيرهم، فسماهم الله تعالى مقتسمين، قاله مجاهد.
الرابع: أنهم قوم صالح تقاسموا على قتله، فسموا مقتسمين، كما قال تعالى
{قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله}
[النمل:49] قاله ابن زيد.
الخامس: أنهم قوم من كفار قريش اقتسموا طرق مكة ليتلقوا الواردين إليها من القبائل فينفروهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون، حتى لا يؤمنوا به، فأنزل الله تعالى عليهم عذاباً فأهلكهم، قاله الفراء.
السادس: أنهم قوم من كفار قريش قسموا كتاب الله، فجعلوا بعضه شعراً وبعضه كهانة وبعضه أساطير الأولين، قاله قتادة.
السابع: أنهم قوم أقسموا أيماناً تحالفوا عليها، قاله الأخفش.))
كيف يمكن الربط بين الإنذار بالعذاب (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ المُبِينُ) --إذ هنالك محذوف تقديره "بعذاب أليم"
وبين كون هذا العذاب قد أنزل على المقتسمين
وبين كونهم جعلوا القرآن عضين--مع القول بأن القرآن هو مسمى كتاب المسلمين لا مصدر قرأ
ووجدت بعد تفكير أنه من الممكن أن يكون هذا التوفيق ملائما--وهو" أن نفرا اقتسموا الطرق المؤدية إلى مكة قائلين لمن جاءها لا تستمعوا للكذب الذي جاء به محمد فأنزل الله عليهم عذابا--أي قل يا محمد أنا أنذركم عذابا مثل الذي أصاب الذين اقتسموا طرق مكة منكم زاعمين أن القرآن كذب"____________
فما رأيكم؟؟(/)
وَيَمْحُ اللَّهُ البَاطِلَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 08:55 م]ـ
:::
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ البَاطِلَ وَيُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) 24 الشورى
جزء الآية الذي أود مناقشته هو ((وَيَمْحُ اللَّهُ البَاطِلَ)) --ومعلوم لغة أن الفعل يمحو--وتحذف الواو منه إذا سبقه أداة جزم---وهنا في هذا الجزء ليس من ثمة جازم
فلم حذفت الواو من الفعل يمحو؟؟
يقول علماء البلاغة أن الحذف جاء للتنبيه على سرعة الفعل
أرأيتم كيف أن الضمة تخطف خطفا فتشير بوجودها فوق الحاء على سرعة محو الباطل
فيا الله عجل بمحو الباطل
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 12:37 ص]ـ
:::
فيا الله عجل بمحو الباطل
آمين
جزاك الله خيرا على اللفتة الطيبة في هذه الكلمة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 05:11 ص]ـ
ولفتة أطيب من المشرف أن يعقب بالإستحسان على مشاركة لي
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 12:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأساتذة الكرام جمال و أنوار
جاء في التبيان
"ويَمْح" مرفوع مستأنف، وليس من الجواب، لأنَّه يَمْحُو الباطلَ من غير شَرْط، وسقطت الواو من اللفظ لالتقاء الساكنين، ومن المُصْحَف حَمْلاً على اللَّفْظ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 04:03 م]ـ
كلام ممكن
إلا أن ما قاله بعض العلماء عن حذف الواو لإفادة سرعة حصول الفعل كلام نفيس له ما يدعمه من نصوص أخرى
أنظر قوله ((يوم يدع الداع)
إذ حذفت الواو من "يدع" لإفادة سرعة إجابة الدعاء
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 05:22 م]ـ
أخي جمال
هذه قاعدة و "يوم يدع الداع" لايخرج عنها
إن ساكنين التقيا اكسر ماسبق&&فإن يكن لينا فحذفه أحق
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 05:58 م]ـ
قد يكون الصواب في القولين معا---أعني نفعل كذا عند التقاء الساكنين ويفيد الحذف سرعة حصول الفعل
ممكن؟؟
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 12:59 م]ـ
أستاذي القدير " أبو أيمن "
هل " الواو " في مثل هذه الكلمات (يدعُو - يمحُو) ساكنة؟؟
وهل نستطيع أن نعد حرف المد حرفا ساكنا؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 03:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
احب ان انبه الاخوان .... الى اهمية التأصيل فى البحث والمناقشة ....
فهذه المسألة ... التي يبحث فيها الاخوان .... ينبغى ان تكون مسبوقة ببحث أصلي ... :
هل رسم القرآن ... توقيفي أم اجتهادي؟؟
فإن ثبت الاول .... جاز للاخ جمال ... ان يستنبط ... نكتا ولطائف .. من رسم حرف او اسقاطه ... او بسط تاء او ربطها ... وهلم جرا ....
وان ثبت التاني ... اصبح البحث عن دلالة الرسم غير مجد ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 04:16 م]ـ
الأخ أبا عبد المعز
ما رأيك بأن نفتتح رابطا نتناقش فيه حول الرسم---أنا عندي أن الرسم توقيفي؟؟
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 01:58 م]ـ
تحية ود ومحبة لجميع المشتركين في الموضوع
أستاذي الموفق قمر لبنان
هل " الواو " في مثل هذه الكلمات (يدعُو - يمحُو) ساكنة؟؟
الأصل أنها كانت مضمومة، فلما استثقلت الضمة على الواو سكن حرف العلة وأشبعت الضمة فكان حرف اللين
وهل نستطيع أن نعد حرف المد حرفا ساكنا؟؟
حرف المد أو حرف اللين لايخرج عن القاعدة
إن ساكنين التقيا اكسر ماسبق&&فإن يكن لينا فحذفه أحق
ولكم تقديري(/)
البلاغة .. بين الإلغاء والوجوب
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 09:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
البلاغة .. بين الإلغاء والوجوب
لقد بدأت البلاغة تطبيقية عندما سئل أبو عبيدة: كيف يشبه الله تعالى ما لا يعرفه الناس بما لا يعرفه الناس في قوله تعالى: " .. طلعها كأنه رؤوس الشياطين"، في مجلس من مجالس الخلفاء؛ فألهمه الله تعالى الجواب مسترشدًا بما قاله امرؤ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال
قال أبو عبيدة ذلك، ثم انتهى المجلس وانصرف منه أبو عبيدة حاملا الفكرة التي بدأت بها البلاغة.
وتوالت بعده الجهود وتراكمت المباحث شيئا فشيئا منطلقة من التطبيق، وبرز من هذه الجهود جهدان خلال هذه المسيرة أحدهما كان جهد عبدالقاهر الجرجاني و الآخر كان جهد السكاكي. وكان الجهدان متغايران منهجا ورؤية؛ فلقد انطلق الجرجاني عبر العناوين العامة محللا الأمثلة وقد يعنْون بعضها وقد لا، أما السكاكي فإنه قد انطلق وفق منهج التقعيد العلمي الذي يبرز الجزئيات ويحللها ويفصلها ويعنونها. ثم جاءت عصور الشروح والحواشي على الشروح.
ثم جاء العصر الحديث فانبعث كتابا الجرجاني " أسرار البيان – دلائل الإعجاز"، وانبعثت البعثات إلى الغرب، وظهرت الاتجاهات النقدية الغربية، وظهرت التعاليق الفنية والنظرات النقدية الصحفية. ظهر كل ذلك فأدى إلى انقلاب المعظم – إن لم يكن الجميع إن أصالة وإن تقليدا- على السكاكي الذي أصاب البلاغة –وفق منهجهم- بالقحط الجمالي والجدب الفني، وبالمقابل تم إعلاء وتعظيم الجرجاني مفجر الطاقات الفنية للنصوص ولامس الأسرار الفنية البلاغية. ومن ثم رفض هذا المعظم- إن لم يكن الكل- تقسيمات الفنون؛ فمثلا التشبيه عندهم تشبيه فقط دون العناوين الفرعية التي تفصل صوره وتختص كل صورة بعنوان مثل التشبيه المرسل أو المؤكد أوالبليغ أو التمثيلي .... وهكذا في سائر الفنون.
ويتعجب المرء كثيرا عندما يعلم أن هذه الرغبات- ولن أسميها فِكَرا أو رؤى- نابعة من بعض من ينتمون لأقسام البلاغة والنقد في جامعاتنا؛ حيث يعرض أحدهم الاتهامات وينطلق مع تحليلاته مهملا ما يراه عائقا أمام تيار الفن السيال. ومما يزيد التعجب في موقفهم هذا إهمالهم المسلمات الآتية:
1 - ليس هناك تضارب بين الجرجاني والسكاكي؛ إذ كل منهما يكمل الآخر ولا ينفيه.
2 - الخبرة- أية خبرة- لاتُنقل إلا إذا حُددت المفاهيم وجُردت وبُوبت؛ لذا كان منهج السكاكي هو الملائم لنقل خبرة البلاغة وتعليمها.
3 - الجرجاني وظف والسكاكي صنع الآلة، فمن امتلك الآلة له أن يوظفها كما يشاء.
4 - إن من أراد الفن فلن يحرمه السكاكي ومن يريد التعلم فلن يستغني عن السكاكي.
5 - ينبغي التفريق بين التعليم والممارسة الفنية.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 12:26 ص]ـ
أستاذنا الفاضل فريد بيدق
موضوع مهم وحساس فجزاك الله خيرا على فتحه في هذه الصفحة
فلطالما رأينا الهجوم على علوم البلاغة بحجة جمودها
وفي ذلك شيء من الصحة ولكن ليس كما يصورونه
وما دفع إلى رفض علوم البلاغة هو أنها أصبحت تعتمد على الشواهد القديمة فلا تغير أو تبدل
ولا تستكشف معالم الجمال الفني بل تكتفي ببيان أركان الصورة حسب المنهج التعليمي والقواعد التي وصلت إليها
فالأمر بحاجة إلى حياة تتدفق في شرايين تلك القواعد بأمثلة حية وسعي حثيث في بيان مواطن الجمال أو مكامن الضعف في الصورة
وهذا الدور يبدأ من المعلم الذي يبتدئ توصيل علم البلاغة إلى الطلاب فيجب أن يعلمها على أنها فن وذوق
ثم ينمو الأمر عند راغبي الاختصاص
فالجمود نحن الذي نصنعه وبيدنا أن نكسره ونحلق في آفاق اللغة البديعة بجناحي الذوق الفني والقواعد المقننة وكل منهما يكمل الآخر كما تفضلت
والتقعيد ليس عيبا فكل علم يستمد من استقراء التطبيقات وينتهي باتقعيد
وعلينا لا نجعل القواعد تسيطر علينا فنوجه لها اهتمامنا علىحساب الجمال الفني وهو مقصود البلاغة الحقيقي
ولعل استكشاف الجمال البلاغي في آيات الكتاب الحكيم أعظم معين على إذابة الجليد الذي كسيت به عباراتنا عند الحديث عن البلاغة، فإنه أكثر ما يؤكد حيوية اللغة وجمال تعبيرها
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 07 - 2006, 01:15 م]ـ
الكريم "أنوار الأمل"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
دام هذا التفاعل واتصل!!(/)
اللهم صل على سيدنا محمد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 07:19 ص]ـ
:::
السلام عليكم
الحمد لله صار في منتدانا هذا حركة مباركة---هذه الحركة المباركة ناجمة عن مساحة الحرية التي أفردها لنا مشرفوا المنتدى فلا تجدهم محاصرين أو مقصين أو حاذفين للافكار
عادة ما نصلي على النبي عندما نستحسن أمرا----اللهم صل على سيدنا محمد
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 08:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الأستاذ جمال: تحية طيبة.
لا يخفى على مثلك أن الله - تعالى - كتب الاختلاف على الناس، والقرآن الكريم في كثير من مواضعه حوارات بسبب هذا الاختلاف، و (الفصيح) ساحة حوار عربية، قائمٍ على المحبة والقَدْر، واحترام رأي الطرف الآخر، ما دام في دائرة الحوار الهادف.
إلا أنك عليك أن تحتمل أحد المشرفين لو ردَّ عليك الألف التي منحتها إياهم، أو وضعها عقب القاف بعد محو الميم.:)
تقبل ودي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 09:03 ص]ـ
لحن واضح مني ((مشرفوا))
فهي مشرفو لا مشرفوا
وقمة الأدب أخي خالد في طريقة تنبيهك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 09:07 ص]ـ
أما "مقصين" فلقد خانتك الفراسة فيها فهي من أقصى أي أبعد ونحى
---والحمد لله أفلت منك فيها:)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 09:43 ص]ـ
توهمتها بصاد مدغّمة.
بارك الله فيك، وأعتذر عن سوء الفهم والرد.
دمت عزيزًا أخي جمال.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 06:09 م]ـ
الاخ جمال ...
رغم كل شيء فأنا ... أجلك وأقدرك .... اقولها صادقا ....
ولعل فتحك لهذه الصفحة هو من قبيل استراحة المحارب .... ومع ذلك" سأفسد "عليك استراحتك ..
(ابتسامة من فضلك) ... وأقطع حوارك الودي مع الاستاذ خالد ....
ثمة خطأ فى صلاتك ... فالصيغة المأثورة ... بدون "سيد" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .... وصيغ التعبد توقيفية لا اجتهادية فما رأيك ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 06:59 م]ـ
السلام عليكم
أنت قلت ((رغم كل شيء فأنا ... أجلك وأقدرك)) فأشعرتني بالمودة من قبلك مع أني أقوم بما يستحق عكسها:)
أما أنا فأجلك وأقدرك وكفى
أما بالنسبة للصلاة على محمد عليه الصلاة والسلام فلست في صلاة ليقال لي العبادة توقيفة
أفهمتني؟؟(/)
حاصر أم حصور؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 08:25 ص]ـ
:::
قال تعالى
(فَنَادَتْهُ المَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي المِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِياًّ مِّنَ الصَّالِحِينَ) آل عمران 39
ولقد أورد الماوردي في "النكت والعيون "ما يلي
(({وَحَصُوراً} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه كان عِنَّيناً لا ماء له، وهذا قول ابن مسعود، وابن عباس، والضحاك.
والثاني: أنه كان لا يأتي النساء، وهو قول قتادة، والحسن.
والثالث: أنه لم يكن له ما يأتي به النساء، لأنه كان معه مثل الهْدبة، وهو قول سعيد بن المسيب))
ولا أجد في نفسي قبولا لأي من الأقوال الثلاثة لكون الآية في مقام مدح ولا يعقل أن يمدح نبي بمثل ما ذكر
فهل كلامي هذا مقبول فنكمل؟؟
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 09:20 ص]ـ
الأستاذ الكريم جمال
فعول، هنا، محوّل عن فاعل، للمبالغة. وقيل: بمعنى مفعول، كحلوب، بمعنى محلوبة. وأما مجيئه من صيغ الفاعلين فكما قال الشاعر:
ضَرُوبٌ بنصل السيف سوق سمانها ** إذا عدموا زادا فإنك عاقرُ
وقد نقل ابن كثير - رحمه الله - في آخر تفسير الآية، بعد ذكر جملة من أقول المفسرين، قول القاضي عياض، رحمه الله. قال:" اعلم أن ثناء الله - تعالى - على يحيى أنه كان حصورًا ليس كما قاله بعضهم: إنه كان هيوبًا، أو لا ذكَر له، بل قد أنكر هذا حُذّاق المفسرين، ونقاد العلماء، وقالوا: هذه نقيصة وعيب، ولا يليق بالأنبياء، عليهم السلام. وإنما معناه أنه معصوم من الذنوب، أي لا يأتيها، كأنه حصور عنها. وقيل: مانعًا نفسه من الشهوات، وقيل: ليست له شهوة في النساء ... ا. هـ
والمعنى - والله أعلم - أنه حصر نفسه عن الشهوات، ومنها شهوة النساء، مع القدرة عليها.
ومن معاني الحصر في اللغة الحبس والمنع، كما ذكر ابن فارس في المقاييس
قال:" ومن الباب: الحصور الذي لا يأتي النساء، فقال قوم: هو فعول بمعنى مفعول، كأنه حصر أي حُبِس. وقال آخرون: هو الذي يأبى النساء، كأنه أحجم هو عنهن ".
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 09:30 ص]ـ
وقد أكمل الأستاذ خالد عني---فقال ما أردت قوله وزيادة---إلا إني نقلت قول الرازي وهو قد نقل قول إبن كثير
وإليكم ما كان عندي
((والإجابة التي لا تتناقض مع كون المقام مقام مدح هي أن حصورا هنا والتي جاءت إسم مفعول والتي تعني وقوع الحصر على يحيى---أي أن أمرا خارجيا سبب امتناع يحيى عن الملذات.
ولقد رأيت أن المعنى الأسلم أن يكون المقصود حاصرا--أي اسم فاعل---أي أن يحيى هو الذي قام بحصر نفسه---أي هو الذي يمتنع بنفسه عن ملذات الحياة الدنيا تعففا كإتيان النساء
قال الرازي ((والقول الثاني: وهو اختيار المحققين أنه الذي لا يأتي النساء لا للعجز بل للعفة والزهد، وذلك لأن الحصور هو الذي يكثر منه حصر النفس ومنعها كالأكول الذي يكثر منه الأكل وكذا الشروب، والظلوم، والغشوم، والمنع إنما يحصل أن لو كان المقتضي قائماً، فلولا أن القدرة والداعية كانتا موجودتين، وإلا لما كان حاصراً لنفسه فضلاً عن أن يكون حصوراً، لأن الحاجة إلى تكثير الحصر والدفع إنما تحصل عند قوة الرغبة والداعية والقدرة، وعلى هذا الحصور بمعنى الحاصر فعول بمعنى فاعل.))(/)
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 08:47 م]ـ
:::
قال تعالى
((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ)) 99 الحجر
لقد تعود علماء التفسير على القول بأن اليقين هو الموت لأن الموت أمر متيقن منه
فكأن المعنى استمر على عبادة ربك حتى تموت--
والموت ينتج عنه توقف العبادة قطعا
فهل أراد الحق تقرير حقيقة بدهية يعرفها الناس سلفا؟؟
أريد قولا آخرا
فهل ياترى لديكم غير هذا القول؟؟
ـ[يونس 1426]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 10:47 م]ـ
يا أخي الفاضل المعنى المراد من الأية هو ما قاله علماء التفسير
بأن اليقين هو الموت وهم أدرى منا بهذا العلم و خاصة إذا جاء
هذا التفسير من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و لكي لا أطيل عليك هاك هذاالكلام النفيس من شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله حول هذه المسألة:
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوم داوموا على الرياضة مرة فرأوا أنهم قد تجوهروا، فقالوا لا نبالي الآن ما علمنا، وإنما الأوامر والنواهي رسوم العوام، ولو تجوهروا لسقطت عنهم، وحاصل النبوة يرجع إلى الحكمة والمصلحة، والمراد منها ضبط العوام، ولسنا نحن من العوام، فندخل في حجر التكليف لأنا قد تجوهرنا وعرفنا الحكمة فأجاب: لا ريب عند أهل العلم والإيمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلظه، وهو شر من قول اليهود والنصارى. فإن اليهودي والنصراني آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض. وأولئك هم الكافرون حقّا، كما أنهم يقرون أن لله أمرا ونهيا، ووعدا، ووعيدا، وأن ذلك متناول لهم إلى حين الموت، هذا إن كانوا متمسكين باليهودية والنصرانية المبدلة المنسوخة، وأما إن كانوا من منافقي أهل ملتهم كما هو الغالب على متكلميهم ومتفلسفتهم كانوا شرّا من منافقي هذه الأمة، حيث كانوا مظهرين للكفر ومبطنين للنفاق فهم شر ممن يظهر إيمانًا ويبطن نفاقًا.
والمقصود أن المتمسكين بجملة منسوخة فيها تبديل خير من هؤلاء الذين يزعمون سقوط الأمر والنهي عنهم بالكلية، فإن هؤلاء خارجون في هذه الحال من جميع الكتب والشرائع والملل، لا يلتزمون لله أمرا ولا نهيا بحال، بل هؤلاء شرٌّ من المشركين والمتمسكين ببقايا من الملل كمشركي العرب الذين كانوا متمسكين ببقايا من دين إبراهيم، عليه السلام، فإن أولئك معهم نوع من الحق يلتزمونه. وإن كانوا مع ذلك مشركين، وهؤلاء خارجون عن التزام شيء من الحق بحيث يظنون أنهم قد صاروا سدى لا أمر عليهم ولا نهي – إلى أن قال: ومن هؤلاء من يحتج بقوله: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. [الحجر، الآية: 99].
ويقول: معناها اعبد ربك حتى يحصل لك العلم والمعرفة، فإذا حصل ذلك سقطت العبادة، وربما قال بعضهم: اعمل حتى يحصل لك حال، فإذا حصل لك حال تصوفي سقطت عنك العبادة، وهؤلاء فيهم من إذا ظن حصول مطلوبه من المعرفة والحال استحل ترك الفرائض وارتكاب المحارم. وهذا كفر كما تقدم إلى أن قال: فأما استدلالهم بقوله – تعالى -: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. [الحجر، الآية: 99]. فهي عليهم لا لهم قال الحسن البصري: "إن الله لم يجعل لعمل المؤمنين أجلاً دون الموت"، وقرأ قوله: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. [الحجر، الآية: 99]. وذلك أن اليقين هنا الموت وما بعده باتفاق علماء المسلمين، وذلك مثل قوله: {ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين} إلى قوله: {وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين. حتى أتانا اليقين}. [المدثر، الآيات: 42 – 47] فهذا قالوه وهو في جهنم، وأخبروا أنهم كانوا على ما هم عليه من ترك الصلاة والزكاة والتكذيب بالآخرة، والخوض مع الخائضين، حتى أتاهم اليقين. ومعلوم أنهم مع هذا الحال لم يكونوا مؤمنين بذلك في الدنيا، ولم يكونوا مع الذين قال الله فيهم: {وبالآخرة هم يوقنون}. [البقرة، الآية: 4].
وإنما أراد بذلك أنه أتاهم ما يوعدون وهو اليقين ... انتهى (1) [مجموع الفتاوى 11/ 401 – 402، 417 – 418].
فالآية تدل على وجوب العبادة على العبد منذ بلوغه سن التكليف عاقلا إلى أن يموت. وأنه ليس هناك حال قبل الموت ينتهي عندها التكليف كما تزعمه الصوفية.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 03:40 ص]ـ
الأخ يونس
لست بحاجة لأن أذكرك أنه إذا حصل إجماع من الصحابة على تفسير فهذا الإجماع حجة---فلا تلزمني بقول واحد منهم وقد اختلفوا
وفكر بجواب اخر فلست مع قول المخرفين بسقوط التكاليف
ـ[يونس 1426]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 03:13 م]ـ
أخانا جمال حسن حفظك الله
لم أفهم أولا ما تقصد من قولك (قولا ءاخر) مع العلم أني قد ذكرت لك
كلام شيخ الإسلام في بيان هذه المسألة و أنت المطالب بأن تأتي بكلام
غير الذي قاله علماء التفسير للفائدة و الإفادة بشرط ألا يخالف كتاب
الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم.
و اعلم أخي رعاك الله أني لا أقصد من هذا الرد البلبلة و الجدال و إطالة الكلام في الذي لا ينفع و إنما أردت به أمرا مهما أخاف أن تقع فيه و العياذ بالله، و إذا شاء الله سأبينه لك في رد آخر.
و السلام عليكم و رحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 03:24 م]ـ
السلام عليكم
قلت ((إنما أردت به أمرا مهما أخاف أن تقع فيه و العياذ بالله، و إذا شاء الله سأبينه لك في رد آخر.))
إنصحني لو سمحت فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا---وإذا رأيت أنت أن قول ابن تيمية ملزم لي فأبن لي لماذا؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 07:01 ص]ـ
قال الماوردي
(({واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} فيه وجهان:
أحدهما: الحق الذي لا ريب فيه من نصرك على أعدائك، قاله شجرة.
الثاني: الموت الذي لا محيد عنه، قاله الحسن ومجاهد وقتادة.))
وقال إبن عاشور
((و {اليقين}: المقطوع به الذي لا شكّ فيه وهو النصر الذي وعده الله به.))
ونحن مع ابن عاشور في تفسيره ولقد عبد الرسول عليه الصلاة والسلام ربه فأتاه اليقين وهو النصر المؤزر على أعداءه
وكذلك نفعل نحن نعبد الله حتى يأتينا نصره---ونظل بعد إكتحال عيوننا برؤية نصره عابدين له شاكرين له منته علينا بالنصر
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 10:31 م]ـ
أخرج البخاري في صحيحه عن ابن شهاب: أن خارجة بن زيد بن ثابت أخبره عن أمّ العلاء - امرأة من الأنصار قد بايعَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ أنهم اقتسموا المهاجرين قُرْعة، قالت: وطار لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا، فوَجِع وجعه الذي مات فيه. فلما تُوفِّي وغَسِّل وكُفِّن في أثوابه، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا عثمان بن مظعون رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومَا يُدْرِيكَ أنَّ اللَّهَ أكْرَمَهُ؟» قالت يا رسول الله فَمَن يُكْرِمْهُ الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمَّا هُوَ فَقَدْ جاءَه اليَقِينُ، وَاللَّهِ إنّي لأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ"
وروى ابن جرير الطبري عن السلف بأن اليقين هو الموت
فكيف أخي الكريم / جمال يصح تأويل "اليقين" بالنصر؟ وهل لك من دليل على ذلك؟
تأمل قول الله عز وجل " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) " وكيف أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر والإيمان بأن وعد الله حق ولم يُضمن له رؤية النصر
ـ[يونس 1426]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الفاضل جمال حسن الأمر الذي خفت أن تقع فيه و العياذ بالله هو تفسير كلام الله
عز وجل بالرأي المجرد من الدليل بحجة أن العقل لا يقبله؛ و لكن أراك - إن شاء الله -
لست من هؤلاء. و هناك أمر آخر أريد أن أنبهك عليه أيضا و هو أن على المسلم الحق
أن يحترم أهل العلم في الألفاظ التي يستعملها في حقهم و إن كان لا يقصد إهانتهم
و احتقارهم، فمن ذلك قولك " لقد تعود علماء التفسير " فهذه - و إن كنت أعتقد يا أخانا
جمال حسن أنك لا تقصد الإهانة - عبارة ليست في مكانها و لا تستعمل في حق العلماء؛
فهي بمجرد طرقها على أذان السامع تدل أن المتكلم يجعل نفسه في مرتبة هؤلاء القوم،
و من هم ونحن .. و كان من الأجدر أن نستعمل عبارة لا على سبيل الحصر مثلا:
" لقد درج علماءنا - رحمهم الله - في تفسير هذه الأية .. كذا و كذا .. " و غيرها من
العبارات التي تليق بقدرهم و منزلتهم، و أرجو من الله يا أخانا جمال حسن أن تتقبل
نصيحتي هذه بصدر رحب فإن أصبت فمن الله و إن أخطئت فمن نفسي و من الشيطان.
أما عن قولك أني ألزمك بكلام ابن تيمية - رحمه الله - فمعاذ الله أن ألزمك يا أخي
بكلام غير كلام الله و رسوله:= و لكن ألزمك بالحق الذي جاء به ابن تيمية - رحمه
الله - فالحكمة ضالة المسلم و الرجال يعرفون بالحق و ليس الحق يعرف بالرجال و لإن
نكون تابعين في الحق خير من أن نكون مرجعا في الباطل.
و لننتقل أخانا جمال - سددك الله - إلى موضوعنا الذي ندندن حوله و إن كان أخونا
أبو أيمن -حفظه الله- سبقنا في بعض المعلومات لا يمنع من أن نجعل نقاشنا هذا نقاشا
بناءً يستفيد منه الجميع ... ، لقد قلت يا الأخ جمال أنك مع الشيخ ابن عاشور التونسي
-رحمه الله- في تفسير كلمة "اليقين" الموجودة في الأية بمعنى النصر لأننا نعبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى يأتينا نصره ونظل بعد إكتحال عيوننا برؤية نصره عابدين له شاكرين له منته علينا بهذا بالنصر ... , فكيف يالأخ جمال تكون كلمة اليقين الموجودة في الأية بمعنى
النصر مع ورود هذه الكلمة في آيات أخرى و أحاديث تبين بأن معناها هو الموت ...
(مع العلم أن أفضل طرق التفسير هو تفسير كلام الله بكلامه أو كلام رسوله:=)
فمن ذلك قول الله تعالى: {ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين} إلى قوله:
{وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين. حتى أتانا اليقين}. [المدثر، الآيات: 42 – 47].
فهذا قالوه وهم في جهنم، وأخبروا أنهم كانوا على ما هم عليه من ترك الصلاة والزكاة والتكذيب بالآخرة، والخوض مع الخائضين، حتى أتاهم اليقين. ومعلوم أنهم مع هذا الحال لم يكونوا مؤمنين بذلك في الدنيا، ولم يكونوا مع الذين قال الله فيهم: {وبالآخرة هم يوقنون}. [البقرة، الآية: 4].وإنما أراد بذلك أنه أتاهم ما يوعدون وهو الموت فلا
ولات حين مندم. و أيضا ما ورد في الأثر الذي أخرجه البخاري عن أم العلاء: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وقد مات، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال: وما يدريك أن الله أكرمه .. ؟ أما هو، فقد جاءه اليقين إني لأرجو له الخير".
و زد على ذلك أن العبد المؤمن ملزم بالعبادة و الشكر قبل و بعد النصر فلا يستقيم إذن
أنه إذا لم يأت النصر أن نترك الشكر، و إن كان الشكر أيضا داخل في مسمى العبادة.
و هاك بعض ما قاله علماء التفسير - رحمهم الله - في تأويل هذه الأية:
قال الإمام القرطبي - رحمه الله -: (فِيهِ مَسْأَلَة وَاحِدَة: وَهُوَ أَنَّ الْيَقِين الْمَوْت. أَمَرَهُ بِعِبَادَتِهِ إِذْ قَصَّرَ عِبَاده فِي خِدْمَته , وَأَنَّ ذَلِكَ يَجِب عَلَيْهِ. فَإِنْ قِيلَ: فَمَا فَائِدَة قَوْله: " حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين " وَكَانَ قَوْله: " وَاعْبُدْ رَبّك " كَافِيًا فِي الْأَمْر بِالْعِبَادَةِ. قِيلَ لَهُ: الْفَائِدَة فِي هَذَا أَنَّهُ لَوْ قَالَ: " وَاعْبُدْ رَبّك " مُطْلَقًا ثُمَّ عَبَدَهُ مَرَّة وَاحِدَة كَانَ مُطِيعًا ; وَإِذَا قَالَ " حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين " كَانَ مَعْنَاهُ لَا تُفَارِق هَذَا حَتَّى تَمُوت. فَإِنْ قِيلَ: كَيْف قَالَ سُبْحَانه: " وَاعْبُدْ رَبّك حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين " وَلَمْ يَقُلْ أَبَدًا ; فَالْجَوَاب أَنَّ الْيَقِين أَبْلَغ مِنْ قَوْله: أَبَدًا ; لِاحْتِمَالِ لَفْظ الْأَبَد لِلَّحْظَةِ الْوَاحِدَة وَلِجَمِيعِ الْأَبَد. وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْمَعْنَى. وَالْمُرَاد اِسْتِمْرَار الْعِبَادَة مُدَّة حَيَاته , كَمَا قَالَ الْعَبْد الصَّالِح: وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة مَا دُمْت حَيًّا. وَيَتَرَكَّب عَلَى هَذَا أَنَّ الرَّجُل إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتَ طَالِق أَبَدًا , وَقَالَ: نَوَيْت يَوْمًا أَوْ شَهْرًا كَانَتْ عَلَيْهِ الرَّجْعَة. وَلَوْ قَالَ: طَلَّقْتهَا حَيَاتهَا لَمْ يُرَاجِعهَا. وَالدَّلِيل عَلَى أَنَّ الْيَقِين الْمَوْت حَدِيث أُمّ الْعَلَاء الْأَنْصَارِيَّة , وَكَانَتْ مِنْ الْمُبَايِعَات , وَفِيهِ: فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَمَّا عُثْمَان - أَعْنِي عُثْمَان بْن مَظْعُون - فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِين وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْر وَاَللَّه مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُول اللَّه مَا يُفْعَل بِهِ) وَذَكَرَ الْحَدِيث. اِنْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه! وَكَانَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز يَقُول: مَا رَأَيْت يَقِينًا أَشْبَه بِالشَّكِّ مِنْ يَقِين النَّاس بِالْمَوْتِ ثُمَّ لَا يَسْتَعِدُّونَ لَهُ ; يَعْنِي كَأَنَّهُمْ فِيهِ شَاكُّونَ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الْيَقِين هُنَا الْحَقّ الَّذِي لَا رَيْب فِيهِ مِنْ نَصْرك عَلَى أَعْدَائِك ; قَالَهُ اِبْن شَجَرَة ; وَالْأَوَّل أَصَحّ , وَهُوَ قَوْل مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالْحَسَن. وَاَللَّه أَعْلَم. وَقَدْ رَوَى جُبَيْر بْن نُفَيْر عَنْ أَبِي مُسْلِم الْخَوْلَانِيّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُول إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا أُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أَجْمَع الْمَال وَأَكُون مِنْ التَّاجِرِينَ لَكِنْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبّك حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين ".)
و إن أردت تفصيلا أكثر فارجع إلى تفسير الطبري و ابن كثير و السيوطي وغيرهم
- رحمهم الله - تجد ما أثبتناه و قلناه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 07:06 ص]ـ
السلام عليكم
نصائحك "على العين والراس" كما يقال عندنا---وأحب أن أناقش معك مادة "يقن" الواردة في المعاجم
قال الجواهري في الصحاح
((يقن
اليَقينُ: العلم وزوالُ الشك. يقال منه: يَقِنْتُ الأمر يَقْناً، وأيْقَنْتُ، واسْتَيْقَنْتُ، وتَيَقَّنْتُ، كلُّه، بمعنًى. وأنا على يَقين منه. وإنَّما صارت الياء واواً في قولك موقِنٌ للضمة قبلها. وإذا صغّرته رددتَه إلى الأصل وقلت مُيَيْقِنٌ. وربَّما عبَّروا عن الظنّ باليَقينِ، وباليَقينِ عن الظنّ.))
على هذا فالأمر المعلوم قطعا يسمى يقينا---وقد يكون الموت وقد يكون النصر وقد يكون العلم القطعي وقد يكون كونك مولودا لوالد---إلخ
فكون اليقين جاءت في آيات لتعني الموت--جاءت في آيات لتعني العلم المقطوع به مثل (ثم لترونها عين اليقين)
وكنت أتمنى أن تناقشني في معنى الحرف "حتى " ففيه الإشكال حسب التفسير الذي قلته أنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البصري]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 05:44 م]ـ
هنا تنبيه أردت أن أشير إليها بعيدًا عن إطالة الكلام ومد البساط للردود التي قد لا تجدي شيئًا ما لم تتأصل بعض الأمور في النفوس، ألا وهي أنه قد ظهر اتجاه في هذا الزمان، لا ندري من الذي سوغ لأهله الانطلاق في سبيله، اللهم إلا أن يكون الأعداء هم الذين روجوا له ليوقعوا المسلمين فيما يسخط الله ويغضبه، ويخرجوهم من حدود الشرع المطهر شيئًا فشيئًا، باسم الحرية في الرأي آنًا، وآنًا باسم أنه لا حجر على أحد أن يأخذ بأي قول يريد ما دام في المسألة خلاف، ونحو ذلك مما يروجون له.
لقد ظهر في زماننا من يسمح لنفسه من دون أدنى علم ولا أقل دراية بأن تختار من أقوال العلماء في مسألة ما أيها شاءت، فيعمل بما يوافق هوى نفسه، أو بما يراه الأسهل لها والأيسر عليها، غافلا أو متغافلا عن أن الاختلافات بين العلماء منها ما هو سائغ، ومنها ما هو غير سائغ، وأن ما لم يكن سائغًا، فإنه لا يسع أحدًا أن يعمل به. بل لا تنبغي حكايته إلا في معرض الرد عليه والإبطال له، وقد قيل:
وليس كل خلاف جاء معتبرًا ... إلا خلاف له حظ من النظر
وليس من العلم في شيء، إذا نوقش المرء في مسألة، وبين له فيها قول الجهابذة المتقين من أهل العلم وأصحاب الشأن، أن يرد بأن فلانا ـ ولو كان من غير المتخصصين ـ قد قال بكذا أو كذا أو رأى كذا وكذا، بناء على استحسان مجرد، هداه إليه عقله، أو زينته له نفسه، لم يؤيده فيه دليل من كتاب ولا سنة، ولا قول صحابي أو تابعي.
إننا ـ أيها الأعزاء ونحن مقلدون ـ لسنا بالخيار في كل ما وجدناه من قول، فنأخذ ما نشاء ونترك ما نشاء، بل لقد نص بعض العلماء على أنه ليس من شأن المفتي ـ دع عنك العامي ـ أن يتخير من الأقوال إلا بما يدين الله ـ عز وجل ـ أنه الحق، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ: ليس للمفتي والعامل في مسألة فيها قولان أو أكثر أن يعمل بما شاء منها بغير نظر، بل عليه العمل بأرجحها. اهـ.
وإن مما يجب أن نتنبه له أن هناك من فسر القرآن بالمأثور المنقول، وهناك من أفسح لنفسه ففتح باب الرأي والمعقول، ومن الأولين: الطبري، وابن كثير، والقرطبي ـ رحمهم الله ـ ومن الآخرين: الرازي ومن كان على شاكلته، وكذلك المفسرون اللغويون، كالزمخشري وأبي السعود وابن عاشور وأمثالهم، ممن اجتهدوا اجتهاد جهابذة في اللغة، لكنهم غفلوا عن كون بعض ما ذهبوا إليه معارض بدليل مأثور، لا يسع أحدًا معه أن يتجرأ ويدلي برأيه.
وأعود ـ إحقاقًا للحق ولئلا أغمط علماءنا حقهم ـ فأقول: إنه وإن كان من ذكرت قد اعتمدوا الرأي في تفسيرهم، فإنه لا ينفي اعتمادهم الرأي المبني على الدليل في الأعم الأغلب، لكنهم قد تذهب بهم تخصصاتهم اللغوية أو العلمية بشتى أنواعها، مذاهب قد لا تتفق وما قرره علماء العقيدة أو الفقه مثلا،، فهل هم معصومون فنأخذ بجميع أقوالهم وننزلق معهم في شطحاتهم وزلاتهم، أم أنهم بشر يصيبون ويخطئون، فما أصابوا فيه أخذنا به وقبلناه، وما أخطؤوا فيه تركناه؛ لأنه خطأ، وأخذنا فيه بقول من هم أعلم منهم بهذا الشأن وأفقه؟ خاصة أن المسألة ليست أبياتًا من الشعر أو عبارات من النثر، يسع اللغوي والبليغ أن يذهب كل مذهب في بيان بلاغتها أو فصاحتها أو ما تحمله من إشارات بلاغية ولفتات جمالية، معتمدًا على ما درسه من مباحث بلاغية يعتقد اللغويون صحتها، بينما يقرر العلماء الراسخون منع وقوع مثلها في كتاب الله، وما قضية وقوع المجاز في القرآن عنا ببعيد، فقد منعها كثير من الراسخين من علماء التفسير، بينما لا يجد اللغويون غضاضة من تقريرها فيما بين أيديهم من نصوص، حتى وإن كانت آيات من القرآن، مما قد يوقعهم في تعطيل هذه النصوص مما أريد منها، وتحريف الكلم عن موضعه، فعل اليهود المغضوب عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أردت أن أصل إليه، هو ألا يتسرع الإنسان في القول على الله بغير علم، أو يفسر كلامه ـ سبحانه ـ بغير ما فسره به أعلم الناس بربهم بعد نبيهم وهم الصحابة ومن نقل أقوالهم من التابعين؛ لمجرد استحسان عقل أو ميل ذوق، أو متابعة من يحب و يعجب به من العلماء، أو لزعمه أنه وصل في اللغة إلى ما لم يصل إليه هؤلاء المفسرون من فهم كلام ربهم، وهم قد اعتمدوا على ما في كتاب الله نفسه، من تفسير بعضه لبعض، أو على ما صح عمن لا ينطق عن الهوى، ولنتذكر جميعًا قول المولى ـ تبارك وتعالى ـ: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "
وأجدها فرصة بهذه المناسبة أن أنصح إخواني باعتماد التفاسير الموثوق فيها، والمعروف منهج أصحابها، وصحة معتقدهم، كالطبري وابن كثير، وان نأخذ من الحذر أشده ونحن نقرأ في التفاسير التي عرف عن أصحابها أنهم على معتقد غير صحيح، كالزمخشري المعتزلي، أو أنهم قد لا يفرقون أو لا يهتمون بالتفريق بين الغث والسمين مما يتعلق بالعقائد والأحكام الشرعية، وإن كانوا في تخصصاتهم بحورًا زاخرة لا ساحل لها، كالرازي وابن عاشور والخازن وأبي السعود، ونحوهم، ممن نسأل الله أن يعاملنا وإياهم بعفوه ولطفه، ويتقبل منا ما أصبنا فيه وأخلصناه له، ويتجاوز عن زللنا وخطلنا ... إنه جواد كريم.
قال الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين مرة وهو يشرح البيقونية في معرض كلام عن البسملة، جاء فيه ذكر للزمخشري:
وهو معتزلي من المعتزلة، وكتابه الكشاف فيه اعتزاليات كثيرة قد لا يستطيع أن يعرفها كل إنسان، حتى قال البلقيني: أخرجت من الكشاف اعتزاليات بالمناقيش. ا. هـ
فإذا كان الأمر كذلك ـ أيها الأحبة ـ وإذا كان من هو مثل البلقيني قد استخرجها بالمناقيش، لدقتها وخفائها على من لا دراية لديه، فكيف بنا نحن الضعفاء المساكين ..
فمن أراد السلامة لنفسه، فعليه الرجوع للتفاسير التي أجمع أهل العلم على سلامة معتقد أهلها، وأطبقوا على قراءتها ودراستها وتدريسها والاستفادة منها والرجوع إليها، ولتكن استفادته من التفاسير الأخرى بالقدر الذي لا يضره.
ويحق لنا وقد بان السبيل واتضحت المحجة أن نذكر بقول المولى ـ جل وعلا ـ: " من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ... "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 08:33 م]ـ
الإقصاء---هو توجه لبعض الإسلاميين بحيث ينهى عن كل ما لا يتفق مع مشربه--ولا يكترث بأي عالم ليس من مشربه--ثم يضخم علم من هم من مشربه---ويقلل من شأن العلماء ممن ليسوا من مشربه
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 02:43 م]ـ
أستاذنا الحبيب / البصري، أسأل الله العلي القدير أن يثيبك خيرا عما تبدله من جهود دبا عن كتاب الله وسنة رسول الله، وأخبرك أني أحبك في الله
أخي الكريم جمال قلت
الإقصاء---هو توجه لبعض الإسلاميين بحيث ينهى عن كل ما لا يتفق مع مشربه--ولا يكترث بأي عالم ليس من مشربه--ثم يضخم علم من هم من مشربه---ويقلل من شأن العلماء ممن ليسوا من مشربه
وأي إقصاء تتحدث عنه أخي جمال، ومن الذي يقصي غيره، ألست الذي أقصيت تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ل"اليقين"، أو لست الذي أقصيت تفسير السلف للآية، ثم تأتي برأي شاذ لا أصل له ولا دليل عليه نقلا وعقلا وتدافع مستميتا عنه
وما المشرب الذي تتحدث عنه؟ أو ليس هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
أرأيت لو خالف قولُ عالم قولَ الله أو قولَ رسول الله فهل يسع إنسانا يؤمن بالله ورسوله أن يتبع قول العالم؟
قال الله تعالى: " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65) "
أيسعنا أخي الكريم بعد أن ذكرت قول رسول الله صلى الله عيه وسلم "أمَّا هُوَ فَقَدْ جاءَه اليَقِينُ، وَاللَّهِ إنّي لأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ" أن نخالفه إلى قول غيره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى: " فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) "
أيسعنا أخي الكريم أن نفسر القرآن الكريم بالرأي والعقل والهوى؟ أما نخشى القول على الله بغير علم
قال الله تعالى: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (169)
وقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33)
وقال: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
وإليك أخي الكريم مقتبسا من كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله
قال رحمه الله:
[المرجع في تفسير القرآن
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي
أ- كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به.
ب - كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه.
ج- كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما أولو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب
د- كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم
هـ - ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق
فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به] اه بتصرف أخذا من أصول في التفسير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 06:51 م]ـ
على رسلك فلسنا ممن تقول عنهم
((أيسعنا أخي الكريم أن نفسر القرآن الكريم بالرأي والعقل والهوى؟ أما نخشى القول على الله بغير علم))
ـ[البصري]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 01:13 م]ـ
أخي الكريم، أبا أيمن،
أحبك الله الذي أحببتني فيه.
أخي العزيز الشرباتي،
الرجوع للحق خير من التمادي في الباطل أو لنقل الخطأ.
وآمل منك مراجعة كلمة " إسلاميين " فهل أنت منهم أم ممن؟
فإن كنت منهم فلماذا تتكئ عليهم بمثل هذا الكلام؟
وإن لم تكن منهم فما لنا معك نقاش البتة.
والله يتولاك ويرعاك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 03:57 م]ـ
البصري
وأنت ممن تعدني؟؟
ـ[السوسني]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 10:43 م]ـ
بصراحة من كثرة مشاركات جمال كنت أبغي تتبع مشاركاته، لكن ـ ولله الحمد ـ وقفت على هذه المشاركة، فاكتفيت واسترحت.
ما أدري ماذا يريد؟
لا يقتنع بفلان، ولا يرى هذا الرأي، ولا يعتد بالإجماع، ولا بتنبيه الرسول صلى الله عليه وسلم على معنى اليقين بأنه الموت، فأي إقصاء منك ياجمال بعد هذا؟!
الأصلح لك ـ فيما أتمنى لك ـ أن تسلك جادة أهل العلم في الطلب، فالغالب عليك نقول ما تراه مناسبًا لك، وما لا يناسبك لا تأبه به، وإذا قيل لك عنه لم تعتدَّ به.
لا تقولن لي: انصحني على انفراد، فأنت تردُّ على كل من خالفك، فأرجو أن تقبل هذا، وتعيد ترتيب نفسك علميا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 01:25 ص]ـ
بارك الله فيك وفي فهمك وفي لغتك---
ـ[نبراس]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 03:00 ص]ـ
جمال
أعتقد أنك تسير على القاعدة التي تقول (خالف تُعرف)
فإن كنت تبحث عن الشهرة وإيهام القراء بعلمك فلا تجعل من تجاهلك آراء العلماء المسلمين جسرا تصعد به إلى القمة.
فربما تتفوه بكلمة تهوي بك إلى سابع خريف في النار.
فالحذر الحذر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقل (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك ما أعلم وأستغفرك مما لا أعلم)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 06:49 ص]ـ
النبراس
بارك الله فيك
ـ[السوسني]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 06:47 م]ـ
الأخ جمال / نقلته لك لتقرأه، فإني أخشى أن لا تقرأ المشاركة في آية كشف الساق، وأعتذر لأهل المنتدى في ذلك.
إخوتي الكرام
لم أر سفسطة كسفسطة جمال هداه الله ووفقه للخير.
كثير الهروب عن الجدل العلمي.
يتشبث بما يلاقيه من أقرب كتاب بين يدبه.
يزعم أنه أشعري، وهو لا يعرف فلسفة الأشاعرة العقدية، وأقول فلسفة قصدًا؛ لأنه لو كان يدري بأنهم جبرية، وأنهم يقولون القرآن الذي بين يدينا مخلوق، وأنهم يقولون بأن الله لم يتكلم بالوحي، وأنهم متناقضون في التقبيح والتحسين، وأنهم يقدمون العقل على النقل، فإن كان يعرف هذا من مذهبهم ويريد أن يناقش فيه بعلم وبصيرة وابتغاء للحق، فحياه الله.
وأنا ألاحظ على مشاركته أنه يتلذذ بالجدل والمشاكسة فحسب، وفي ظني أنه لم يتلق العلم الشرعي، فكل أقواله نقول مختارة.
فيا أخ جمال: اتق الله، وابتغ العلم على أصوله، ولا تكن بهذه الصورة، فما شأنك إلا كشأن صبيغ، وياليت عندنا عمر.
أقول لك مرة بعد مرة إذا كان عندك استعداد للنقاش لمعرفة الحق فحياك الله أما أسلوبك الاستفزازي هذا فلا ينفع أبدا.
أسأل الله أن يهدينا جميعًا للحق.
أخي الفاضل جمال
أما ما تذكره عن ابن عباس فليس فيه إشكال، وهو قول تلاميذه أيها السيد المحترم، لكن من غريب منهجك الغريب أنك تقوِّل ابن عباس ما لم يقله، فأين وجدت أن ابن عباس رفض تفسير الساق بأنها ساق الرب، فالرفض يحتاج إلى نص صريح منه.
وأما تفسيره فهو على احتمالين لا ثالث لهما إلا الأوهام
الأول: أن يكون لم يصله الحديث في كشف الرب عن ساقه، فلم يفسره به.
الثاني: أن يكون وصله الحديث لكنه لم ير أنه يفسر الآية، وكونه لم ير أنه يفسرالآية فإنه لا يعني أنه يرفض إثبات الساق للرب، وهذا واضح لمن تأمل وتدبر.
وأقول إن كانت الساق في هذه الآية عندك بمعنى الشدة والكرب، فلا إشكال فلك سلف هو ابن عباس وتلاميذه، لكن ماذا تفعل في ثبوت الساق في صحيح البخاري (يكشف ربنا عن ساقه)
وقد ذكرت لك في مشاركة فصاحة موسى حديثًا آخر ولم تبين لنا منهجك في قبول الأحاديث، فإن كنت ترى أنها لا تقبل في العقائد، فتلك طامة كبرى، وماذا سيبقى لنا، أرجو أن تكون واضحًا بصيرًا بما تقول، وأقول لك: اترك الإثارة جانبًا، فأنت يا أخي لا تستفيد أي شيء في هذا، وأعيد: ناقش نقاشًا علميًّا، ودعك من التحزب الذي تنهى عنه.
قولك: (رجلكم) بالله عليك هذا يحسن في طلبة العلم أن يقولوا مثل هذا، وأخشى أنه قد لُبِّس عليك كما لُبِّس على غيرك، وهم كثير كثير كثير.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 07:04 م]ـ
بارك الله فيك وفي توجيهك وكثر الله من أمثالك(/)
ما المقصود بالاستفزاز؟
ـ[رحيم]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 12:13 م]ـ
إخوتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعذروني إن كان أول سؤال لي عندكم فيه بعض الدقة
قال تعالى في سورة الإسراء: " " أَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا " في سورة الإسراء: 103
ما المقصود بالاستفزاز الذي أراد فرعون أن يستفزه لبني إسرائيل؟
لقد فسر المفسرون ذلك بالإخراج من مصر
وهذا خطأ ..
كيف يريد فرعون إخراج بني إسرائيل من مصر؟
وكان لي هذا الحوار في ملتقى أهل التفسير ولكني لم أخرج معهم بنتيجة مقنعة
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3219
فهل أجد منكم من يساعدني
مع محبتي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 04:12 م]ـ
إذن أنت تريد أن يكون المعنى هو الإستخفاف --أي أن يكون للكفارسلطة على المؤمنين وأن يكون المؤمنين أذلة صاغرين
وهذا قولك ((بل كل ما أراده الفريقان: إخراج النبيين وأتباعهم من أن يكون للطائفة المؤمنة أي دور ريادي وسيادي في الأرض، بل كانوا يريدونهم أتباعاً يسهل سوقهم كالأنعام.))
هل ما فهمته هو ما تريده حقا؟؟
أجبنا فنكمل؟؟
ـ[رحيم]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 03:00 م]ـ
شكرا لك اخي الفاضل
صحيح هذا ما اردته
فرعون أراد أن يستخف (يستفزز) بني إسرائيل كما نجح في استخفاف (استفزاز) قومه المصريين.
وقريش أرادت الاستخفاف بالنبي:= كما هو واضح في آخر آية من سورة الروم أي أن يستفزوه .. كما ورد في كتب التفسير.
وحسب قاعدة: أول طرق التفسير تفسير القرآن بالقرآن
يكون الأولى حمل المقصود بالاستفزاز: الاستخفاف لا الإخراج.
فالإخراج يخالف الإجماع التاريخي وشواهد القرآن الكريم
أليس كذلك؟؟
مع محبتي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 05:55 م]ـ
لنركز على موضوع فرعون وبني إسرائيل
أنت تريد القول بأن فرعون أراد أن يستخف بني إسرائيل بإبقائهم في مصر عبيدا ضمن الفئة الدنيا من الناس لا قرار لهم ولا حول ولا قوة
وتجعل لحاقه بهم حين التقمه البحر لا ليقضي عليهم بقتلهم بل ليرجعهم أذلاء إلى مصر
لا سيادة فيها لهم
ومع قوة حجتك---إذ أنا أقول أن لا مانع من المعنى الذي تريده --ولكن يبقى عليك أن تأتينا بتخريج للحرف " من" في قوله ((أَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ)) فحسب ما أردت يجب أن يكون الحرف المستخدم "في " لا " من" فالإستخفاف يكون في الأرض لا من الأرض
ـ[رحيم]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 03:32 م]ـ
صحيح أخي العزيز
أنا أبحث عن معنى (من)
فهي من حروف المعاني بداهة
فهل من معانيها ما يفيد ما قصدتُ؟؟
طبعا لتفسير الآية الكريمة بلا تكلف
ما زلت أبحث ... فهل من مساعِد؟
مع محبتي
ـ[ابن هشام]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 10:00 م]ـ
الآية يا أخ رحيم واضحة لا لبس فيها. وربما تكون الرغبة في البحث عن الجديد هي التي حملتكم على هذا التساؤل. فسياق الآية أوضح من أن يتكلف في فهمها. سواء كان هذا الاستفزاز بمعنى إخراجهم الحقيقي أو المجازي. فالأمر واسع. وما هو المترتب على الفهمين في رأيك؟ ما ذكر في نقاشك في الرابط الذي أحلت عليه جيد في نظري، ولا سيما ذكره الشهري والخطيب. ثم إنك قد كتبت أنت ما توصلت إليه من وجهة نظرك، وهذا يكفي في فهم الآية. ولكن لي سؤال:
هل تصورت أنت أن العلماء الذين تناولوا تفسير الآية كلهم قد فاتهم هذا المعنى الذي ذهبت إليه؟ أم أنهم لم يرو حاجة للتكلف في فهم الآية على هذا النحو. ولا أحد يستطيع أن يجزم بأن فرعون خرج وراء بني إسرائيل ليعيدهم لمصر أذلاء أو ليقتلهم أجمعين أو ليأسرهم .. لأن كل الاحتمالات واردة، والغيب المستتر كان كفيلاً بإنهاء الموقف لصالح موسى ومن معه. وانتهت القصة.
نقطة أخيرة: هل تتوقع أن كلام العلماء في معاني (من) نهائي وقطعي. بمعنى أنها لا تأتي إلا للمعاني التي ذكرها المرادي أو المالقي أو ابن هشام أو غيرهم من أهل النحو؟ قد يكون هناك معاني للأحرف غابت عنهم. والعرب تتوسع في لغتها كثيراً، وتنوب الحروف عن بعضها، وهم يفهمون هذا كله، وكله من لغتهم.
عذراً هي مجرد أفكار مبعثرة، والشكر لك على حسن تدبرك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 06:24 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أستشكلنا عليه أن معنى (من) لا يسعفه في تفسيره وأنت جئت منكرا عليه تفسيره في البداية ثم داعما له في قولك (قد يكون هناك معاني: mad: للأحرف غابت عنهم. والعرب تتوسع في لغتها كثيراً،)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 03:56 م]ـ
لا بأس من تحرير محل النزاع:
يذهب الاخ الى استشكال ... معنى الاستفزاز .. ان دل على الاخراج .... وعمدته فى ذلك " التاريخ" ... فقد ثبت تاريخيا .... تسلط المصريين على اليهود واستغلالهم فى السخرة .. والخدمة وغير ذلك .. فاخراج اليهود ليس فى مصلحة فرعون وقومه ... بل ان فرعون وقع له ما وقع ... من التعرض لعقاب الله فى الآيات التسع ... بسبب تعنته فى استبقاء بني اسرائيل .... فالسعي لاخراجهم .. بعد ذلك لا يعقل .. هذا .. كما لا يخفى صحيح ... سواء حضر ام غاب على اذهان المفسرين ....
اما المفسرون فقد مال بعضهم الى تفسير الاستفزاز بالاخراج وعمدتهم .. معاني هذه الكلمة فى معاجم اللغة ..... وشواهدهم .. من كلام العرب ...
ثم اقترح الاخ المستشكل ان يكون الاستفزاز بمعنى الاستخفاف .... فيتوافق مع التاريخ ... لكن يعكر عليه "الجار والمجرور"فالاستخفاف من الارض ..... تعبيراو تقدير ركيك .... لكن الاخراج من الارض سليم فصيح ... لكنه ركيك من ناحية التاريخ ... فجاء الاشكال ..
ان كان هذا التحرير صحيحا ...... قلنا مايلي:
قال تعالى في سورة الإسراء: " " أَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا " في سورة الإسراء: 103
الاستفزاز هنا معلق بالارادة .... فالذى وقع هو ارادة الاستفزاز لا حصوله ... وهذا كقوله تعالى فى مناسبة قريبة من هذه: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} (5) سورة غافر ..
فأخذ الرسل لم يحصل بل بقي فى حيز الارادة .. والهم .... وفى الشاهدين معا ... تجد تعقيب الله تعالى على مكر الكفار .. ب" حرف الفاء":فأغرقناه ........... فأخذتهم ... مما يفيد السرعة فى الاهلاك قبل الاخذ وقبل الاستفزاز ...
اذن ينبغى فهم الاستفزاز .. بمعنى الازعاج- كما تفضل الاخ الشهري وذكر فى جوابه فى ملتقى التفسير .... - فبنو اسرائيل كانوا مطمئنين لوعد موسى وبشاراته ..... وهم يخرجون من مصر حاملين ... مشاريع متفائلة ... فأراد فرعون ان يفسد عليهم هذا الشعور ...
اما الاستخفاف ... فغير مراد هنا ... لان فرعون لم يكن يريد الاستخفاف .. بل كان يستخف بموسى وقومه فعلا ... والقرآن ذكر نماذج من سخرية فرعون بموسى فضلا عن قومه المستضعفين ...
اما تفسير المفسرين بالاخراج ... فهو فقط من باب الما صدق ... ولا يقصدون ان الاستفزاز مرادف للاخراج ..... وجوب الاخ الشهري: غير أن الاستفزاز ليس معنى مطابقاً للإخراج، بل هو أعم منه بدليل قوله تعالى: (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلاً) فقد جعل الإخراج من مكة دون الرجوع إليها علةً للاستفزاز، فدل على أن الاستفزاز معنى أعم من الإخراج، وإنما هو الإخراج على وجه الخوف والاضطراب والهلع.
بل اضيف هنا الى ان الاستفزاز فى هذه الآية لا يعني الاخراج ... لركاكة معنى:
وإن كادوا ليخرجونك من الأرض ليخرجوك منها ....
وفى هذا دليل ان شاء الله ... على ان الاستفزاز لا يأتي بمعنى الاخراج ...(/)
الخيال؟؟ والتعبيرات اللغوية المجازية؟؟؟؟
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 01:13 م]ـ
سلام عليكم ,,,, ممكن تعطوني أربعة أمثلة على جمل فيها خيال؟؟
وأربعة أمثلة على جمل فيها تعبيرات لغوية مجاااااااااازية؟؟؟؟
ياليت تساعدوني جزاكم الله خيرا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 03:59 م]ـ
السلام عليكم
يظهر لي أنها أسئلة مدرسية---على أية حال--إليك الجمل التي فيها تعبيرات مجازية
# إنا لا نقبل زبد المشركين
#رب تقبل توبتي واغسل حوبتي.
# غلب عليكم داء الأمم الذين من قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر.
# العلم قفلُُ مفتاحه السؤال.
هل تحتاج لشرحها؟؟
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 09:49 م]ـ
أخي الكريم , أريد مزيدا مزيدا مزيدا من الأمثلة عن التعبيرات المجازية ,,, وعن الخيال ,,,, وياليت تشرحها وتدلني على كتاب يفي بهذا الغرض.(/)
مستعجل
ـ[طالب اللغة]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 08:06 م]ـ
اريد موضوع شامل وشرح تفصيلي لهذة المواضيع
1/بيان الاستعارة بالكناية والاستعارة التخييلية
2/المجاز المرسل
3/حسن التعليل
4/دلالة اللفظ وانواعها
( ops
ـ[طالب اللغة]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 08:33 م]ـ
ارجووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووكم ;)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 09:07 م]ـ
لا أظن أن من أهداف المنتدى حل الوظائف المدرسية!!
أليس كذلك؟؟
قد ينفعك البحث لوحدك
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=208&CID=1(/)
امثلة عن الخيال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[اللغوي الصغير]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 08:34 م]ـ
أريد أمثلة لبعض الجمل القصيرة التي تحتوي على خيال.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 04:27 ص]ـ
إليك ما طلبت
#يناجيني الإخلافُ من تحت مُطْلِهِ فتختصم الآمالُ واليأس في صدري
#تشكّى الارضُ غَيْبته اليه وترشُف ماءَه رشفَ الرضاب
# واستفرِِغ الدمعَ من عينٍ قد امتلأتْ من المحارم والزَمْ حِميةَ النَدَم
# قالتْ كبرتَ وشِبتَ قلتُ لها هذا غبار وقايع الدهر
وهيا يا فرسان البلاغة ---إشرحوا ما نقلت له(/)
العلاقات النحوية .. معانٍ بلاغية
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 10:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقات النحوية .. معانٍ بلاغية
قد تكون العلاقة بين "النحو" و"المعاني" واضحة وقريبة ومعروفة بوصف "المعاني" وظائف "النحو" وعملياته. ولنا أن نتساءل هل توجد علاقة بين "النحو" و"البيان" أحد علوم البلاغة؟
وللإجابة نتساءل: ما البيان؟ ويجيب العلماء بأن البيان هو ذلك "الفن الذي يهتم بإيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة". ويستمر بنا التساؤل؛ إلى ماذا يؤدي بنا ذلك التعريف؟ والجواب أنه يؤدي بنا إلى السؤال التالي الذي يقول: وما الطرق المتباينة في إيراد المعنى الواحد؟ والجواب أنها جمل ذات أنماط تركيبية مختلفة، وكل نمط يعطي وينتج مدلولا يختلف عن الآخر في هوامشه الدلالية التي تتفرع على المعنى الأساس. ومن هنا يبرز النحو الذي ينظم تلك المعاني في هذه الجمل المختلفة الأنواع والأنماط.
كبف ذلك؟
إذا أردنا الجواب يممنا صوب التشبيه أول فنون " البيان"، والذي يُعرف بأنه " إلحاق أمر بأمر في صفةٍ بأداةٍ لغرض". فإذا أردنا تحليل هذا التعريف "نحوًا" سنجد أن هذين الأمرين يرتبطان داخل "النحو" بعلاقات ستتضح من خلال تطبيقنا الجزئي المقتصر على "التشبيه المفرد" الذي ينقسم بمعيار الوجه والأداة ذكرا وحذفا إلى:
بند1: الوجه والأداة .. مذكوران.
إن التشبيه ينقسم بمعيار الوجه إلى " التشبيه المفصل " و " التشبيه المجمل"، ويسمى " مرسلا " إذا كانت الأداة مذكورة. فإذا كان " وجه الشبه" مذكورا في صررة التمييز النحوي أو في صورة المجرور بحرف الجر " في " كان التشبيه "مفصلا مرسلا"؛ مثل [(المؤمن كالقمر صفاء)، و (حجتك كالشمس في الوضوح)]. أما إذا ذكر "وجه الشبه" غير معرب تمييزا أو غيرمجرورا بـ" في" فإنه يكون "مجملا مرسلا"؛ مثل [(المؤمن كالقمر باعتبار الصفاء)، و (حجتك كالشمس من حيث الوضوح)]. ونرى أن تعريف التشبيه المفصل تعريفا نحويا، وهو ظاهر في حالة الجر بـ" في"، ويظهر أيضا في النصب التمييزي إذا قدرنا التشبيه في علاقة نحوية أخرى كالآتي [صفاء المؤمن كصفاء القمر].
بند2: الوجه والأداة .. محذوفان.
إذا حُذف الوجه والأداة كان التشبيه بليغا وتتعدد صوره ذات العلاقات النحوية المختلفة؛ مثل [(القائد أسد)، و (قاتل البطل قتال الأسود)، و (نور العلم كاشف ثغرات الجهل)، و (وقفتُ صخرة في وجه الباطل)]. في هذه التشابيه نجد المشبه والمشبه به – الركنين الموجودين- يرتبطان بعلاقات نحوية متعددة تتصل بأبواب نحوية كثيرة هي علاقة [(الإسناد بين المبتدأ والخبر)، و (العامل ومعموله حيث الفعل و المفعول المطلق، ويكون التقدير " قتال البطل مثل قتال الأسود ")، و (الإضافة بين النور والعلم ويكون التقدير " العلم نور كاشف ثغرات الجهل ")، و (العامل ومعموله حيث الفعل و الحال، ويكون التقدير " وقوفي وثباتي في وجه الباطل وقوف وثبات صخرة ")].
بند 3: الوجه محذوف والأداة مذكورة
يكون التشبيه في هذه الحالة "مجملا مرسلا"؛ مثل [الفتاة الملتزمة كالشمس] و النحو ظاهر هنا حيث العلاقة الإسنادية و حيث الكاف الجارة التي تمثل حرف معنى في النحو.
بند 4: الوجه مذكور والأداة محذوفة:
يكون التشبيه هنا "مفصلا مؤكدا"؛ مثل [الفتاة الملتزمة شمس إشعاعا للخير] و النحو ظاهر هنا أيضا.
وهكذا نرى أن العلاقات النحوية معان بلاغية تتضح أكثر لو تتبعنا بقية أنواع التشبيه وبقية فنون البيان.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 07 - 2006, 01:37 م]ـ
............ ؟!
ـ[لست في الظل]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 08:08 م]ـ
شكرا لك على موضوعك الرائع والمفيد
لك مني تحية خالصة، والسلام،،،
ـ[معالي]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم
أستاذنا المتميز فريد
موضوعاتكم ذات نسج فريد تبارك الله.
أمني النفس منذ زمن لوقوف طويل أمامها؛ فهي مثيرة بالفعل ومحرضة على التساؤل والنقاش.
أعجب ما في مشاركاتكم _كل مشاركاتكم_ أن غزارتها لم تكن سببًا في ضعفها أو سطحيتها, بل طالما أثارت ما يستحق البروز وكنا عنه في غفلة.
لا زلت أطمع في فضلة من وقت أزور ملفكم الشخصي؛ لأقف على موضوعاتكم كلها بلا استثناء, ناهلة مفيدة متأملة.
وهذه دعوة للأعضاء أجمع أن يقفوا عليها فثمّ المتعة والفائدة بحق.
بارك الله في علمكم ونفع بكم.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 01:02 م]ـ
الكريم "لست في الظل"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
أسعدت وأكرمت!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 01:02 م]ـ
الكريمة"معالي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
جوزيت الخير وأكرمت!!(/)
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 05:00 م]ـ
:::
قال تعالى ((وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ)) ---العاديات8
للوهلة الأولى يتبادر للذهن معنى أن الإنسان يحب الخير حبا شديدا---أي أن الإنسان شديد في حبه للخير
هل توافقون على هذا الكلام؟؟
أنا لا أوافق
ـ[البصري]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 02:57 م]ـ
جميلة هذه اللفتة، لكن أسلوبها غير جميل ...
فهو يحتمل لدى القارئ معاني، أنت ـ أخي الكريم ـ في غنى عنها ...
توافق ... لا توافق ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل!
ولماذا لا تكون في كلامك مع كتاب الله ـ أخي الحبيب ـ أبعد عن هذه الأساليب التي قد توغر عليك صدور من فهموا من كتاب الله ما أشرت إلى أنه فهم غير صحيح، فكيف بكلامك؟
وبعد، فإننا ـ ولله الحمد ـ استوعبنا ما أشرت إليه ـ جزاك الله خيرًا ـ من أن الناس يفهمون من هذه الآية أن الإنسان يحب الخير حبًا شديدًا، وأن المقصود أن الإنسان من أجل حبه للخير، والمقصود به هنا المال، شديد، أي ممسك بخيل شحيح.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 06:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي البصري
قد أرحتني بتبيانك للمعنى الصحيح للآية إذ قلت
((وبعد، فإننا ـ ولله الحمد ـ استوعبنا ما أشرت إليه ـ جزاك الله خيرًا ـ من أن الناس يفهمون من هذه الآية أن الإنسان يحب الخير حبًا شديدًا، وأن المقصود أن الإنسان من أجل حبه للخير، والمقصود به هنا المال، شديد، أي ممسك بخيل شحيح.))
أما بالنسبة للأسلوب فقد اخترت أسلوب التشويق الذي يشد المرء للتفكير وأراه مناسبا وليس فيه أي خروج عن قواعد الأدب
ـ[البصري]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيرًا على كل حال، ولم أقصد أنك خرجت عن حدود الأدب، معاذ الله!! لكني أردت أن تكون أكثر حذرًا؛ عند حديثك عن كلام الخالق ـ سبحانه ـ(/)
كيف تعبر العرب عن المسميات
ـ[أبو مالك]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 09:25 م]ـ
كيف تعبر العرب عن المسميات:
استعمل العرب للتعبير عن المسميات المصادر التالية:
1 - الحقيقة بأقسامها الثلاثة اللغوية والعرفية والشرعية
2 - المجاز للتعبير عن المتخيلات والتشبيهات
3 - التعريب للتعبير عن أسماء الأشياء وأسماء الأعلام
4 - الاشتقاق للتعبير عن المعاني.
الحقيقة:
هي الألفاظ التي وضعت للدلالة على ما في الذهن من معنى،
فإن كان اللفظ الموضوع استعمل للمعنى الموضوع له من أهل اللغة وهم العرب الأقحاح
سميت هذه الحقيقة بالحقيقة اللغوية مثل: النزر: القليل الدهمة: السواد.
وإن كانت الألفاظ الموضوعة استعملت لمعنى غير ما وضعت له أي نقلت من معناها اللغوي الموضوع إلى معنى آخر
ينظر فإن كان النقل بسبب العرف أو الاصطلاح سميت حقيقة عرفية مثل دابة: فقد وضعت في أصل اللغة لكل ما دب على الأرض، فتشمل الانسان والحيوان ولكن المعنى العرفي لأهل اللغة خصصها بذوات الأربع وهجر المعنى الأول.
وكذلك الغائط فهو بالأصل اللغوي للموضع المنخفض من الأرض ثم اشتهر بالعرف للخارج المستقذر.
فالأول أي الدابة وضع لمعنى عام ثم خصص بعرف استعمال أهل اللغة ببعض مسمياته والثاني (الغائط) اسم وضع لمعنى واشتهر لمعنى آخر.
والحقيقة العرفية نوعان:
أ - الحقيقة العرفية اللغوية
وهي ما تعارف العرب الأقحاح عليها
ب - الحقيقة العرفية الخاصة التي يتعارف عليها أهل كل علم كاصطلاحات خاصة بهم مثل اصطلاح النحاة على الرفع والجر والنصب، أو كقولنا الايمان التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، وهذه ليست بخاصة بالعرب الأقحاح.
أما إن كان سبب النقل الشرع سميت الحقيقة بالشرعية مثل الصلاة وهي في أصل اللغة الدعاء.
المجاز:
أقسام المجاز:
والذي انكشف لي بالنظر الصحيح أن المجاز ينقسم قسمين:
توسع في الكلام وتشبيه
والتشبيه ضربان: تشبيه تام وتشبيه محذوف:
فالتشبيه التام: أن يذكر المشبه والمشبه به
والتشبيه المحذوف: أن يذكر المشبه به ويسمى استعارة
وهذا الاسم وضع للفرق بينه وبين التشبيه التام وإلا فكلاهما يجوز أن يطلق عليه اسم التشبيه ويجوز أن يطلق عليه اسم الاستعارة
لاشتراكهما في المعنى
وأما التوسع فإنه يذكر للتصرف في اللغة لا لفائدة أخرى
وإن شئت قلت:
إن المجاز ينقسم إلى:
توسع في الكلام
وتشبيه
واستعارة
ولا يخرج عن أحد هذه الأقسام الثلاثة فأيها وجد كان مجازاً.
فإن قيل: إن التوسع شامل لهذه الأقسام الثلاثة لأن الخروج من الحقيقة إلى المجاز اتساع في الاستعمال.
قلت في الجواب: إن التوسع في التشبيه والاستعارة جاء ضمناً وتبعاً وإن لم يكن هو السبب الموجب لاستعالهما وأما القسم الآخر الذي هو لا تشبيه ولا استعارة فإن النسب في استعماله هو طلب التوسع لا غير.
قال الجاحظ: للعرب إقدام على الكلام، ثقة بفهم المخاطب من أصحابهم عنهم،
كما جوَّزوا قوله: أكله الأسود، وإنَّما يذهبون إلى النَّهْشِ واللذع والعضِّ،
وأكل المال، وإنَّما يذهبون إلى الإفناء،
كما قال الله عزَّ وجلَّ: ?إنَّ الذينَ يَأكلونَ أمْوال اليَتامى ظُلْماً إنَّما يأكُلونَ في بُطونِهِمْ ناراً وسَيَصْلَونَ سَعيراً?.
ولعلَّهم شربوا بتلك الأموال الأنبذة، ولبسوا الحلل، وركبوا الهماليج، ولم ينفقوا منها درهما في سبيل الله، إنما أُكِلَ.
وجَوَّزوا: أكَلَتْهُ النَّار، وإنَّما أُبطلت عينه.
وجوَّزوا أيضاً أن يقولوا: ذُقت، لما ليس يُطعم، وهو قول الرجل إذا بالغ في عقوبة عبده: ذُق، وكيف ذقته؟ أي وجدت طعمه.
قال الله عزّ وجلّ: ?ذُقْ إنَّكَ أنتَ العَزيزُ الكَريمُ ?وقال عزَّ من قائل: ?فأذاقها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوفِ بِما كانوا يَصْنَعون ?
وقال تعالى:? فَذَاقوا وَبالَ أمْرِهِمْ?.
ثم قالوا: طَعِمتَ، لغير الطعام، كما قال المَرجيُّ:
فإن شئتُ حَرَّمْتُ النساء سِواكُمُ ****** وإن شِئتُ لم أطْعَم نُقاخاً ولا بَرْدا
قال الله تعالى: ?فمَن شَرِبَ مِنه فَليسَ منِّي ومن لمْ يَطْعَمهُ فإنَّهُ منِّي ?يريد: ومن لم يذق طعمه.
ولما قال خالد بن عبد الله في هزيمة له: أطْعِموني ماء، قال الشاعر:
بَلَّ السَّراويلَ مِنْ خَوفٍ ومِنْ دَهَشٍ * ******واستَطْعَمَ الماء لما جَدَّ في الهَرَبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فبلغ ذلك الحجاج، فقال: ما أيسر ما تَعَلَّق فيه يا ابن أخي، أليس الله تعالى يقول: ?فَمَن شَرِب منه فليس منِّي ومن لم يَطعَمهُ فإنَّهُ منِّي?.
قال الجاحظ: في قوله تعالى: ?إنَّ الله لا يَسْتَحْيي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا ما بَعوضَةً فما فوقَها ?يريد فما دونها،
وهو كقول القائل: فلان أسفل الناس، فتقول: وفوق ذلك، تضع قولك (فوق) مكان قولهم: هو شرٌ من ذلك.
وقال الفَرَّاء: فما فوقها في الصِّغَر، والله أعلم.
قال المُبرد: من الآيات التي ربما يَغْلَط في مجازها النحويون قول الله تعالى: ?فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلِيَصُمْهُ ?والشهر لا يغيب عن أحد.
ومجاز الآية: فمن كان منكم شاهد بلدة في (الشهرَ) فليصمه، والتقدير: فمن كان شاهدا في شهر رمضان فليصمه، ونصب (الشهرَ) للظرف، لا نصب المفعول.
والمجاز قسمان: لغوي وعقلي.
فاللغوي ما استفيد فهمه عن طريق اللغة وأهل اللسان بما يتبادر إليه الذهن العربي عند الإطلاق في نقل اللفظ من معناه الأولي إلى معنى ثانوي جديد.
والعقلي ما استفيد فهمه عن طريق العقل، وسبيل الفطرة من خلال أحكام طارئة، وقضايا يحكم بها العقل لدى إسناد الجملة.
المجاز: أولا: التشبيه
تعريف التشبيه: لغة: هو التمثيل، يقال: هذا مثل هذا وشبهه.
واصطلاحاً: هو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وإرادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه، نحو: خالد كالأسد في الإقدام.
أركان التشبيه أربعة: عند تأمل المثال السابق نرى أنّها:
المشبّه: خالد؛ والمشبّه به: الأسد؛ ووجه الشبه: الإقدام؛ وأداة التشبيه الكاف.
والركنان الأوّلان ـ وهما المشبّه والمشبّه به ـ يسميّان طرفي التشبيه.
أقسام التشبيه باعتبار حال طرفيه: ينقسم من حيث طرفيه إلى أربعة أقسام:
1 - تشبيه المحسوس بالمحسوس: وهو أن يكونا مدركين بإحدى الحواسّ الخمس: نحو: (كأنهن الياقوت والمرجان)، صوت المدافع كالرعد؛ عصيرها كالعسل المصفى،
وقد يكون المشبه واحدا من هذه الأمور والمشبه به واحدا آخر، نحو: كلامه كالماء الزلال. ويدخل في هذا الضرب:
التشبيه الخيالي، وهو المعدوم المؤلف من من أمور عدة يمكن إدراك كل واحد منها بالحس، نحو:
خودٌ كأنّ بنانها ************ في خضرة النقش المُزَرّدْ
سمك من البِلّوْر في ************** شبَك تكون من زبرجدْ
فالسمك الذي من هذا الضرب والشبك الذي من هذا الصنف لا يوجدان في الواقع حتى يُدركا بالحواس، ولكن هذه الأجزاء منفردة موجودة ويمكن إدراكها بالحواس.
2 - تشبيه أمر عقلي بآخر عقلي: نحو: العلم حياة، والعصبية جهل.
3 - تشبيه المحسوس بعقلي، نحو قول الشاعر:
أَهديتُ عطرا مثل طيب ثنائه ************ فكأنما أهدِي إليه أخلاقَه
وقد أدخل علماء البيان في هذا النوع:
التشبيه الوهمي، وهو ماليس مدركا بإحدى الحواس الخمس، لكنه لو أدرك لكان مدركا بها، نحو ما ورد في شأن شجرة الزقوم: ?إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ?.
وقول امريء القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ************ ومسنونةٌ زرق كأنياب أغوال
4 - تشبيه العقلي بمحسوس، نحو: (?وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا?)، ونحو: العلم نور والجهل ظلام.
تقسيم طرفي التشبيه باعتبار الإفراد والتركيب: ينقسم باعتبار طرفيه من حيث الإفراد والتركيب إلى:
1 - تشبيه مفرد: وهو ما كان فيه الطرفان مفردين، وهو ثلاثة أقسام، ما كان فيه الطرفان:
أ - مطلقين، نحو: شعر كالليل؛ وجه كالبدر.
ب - مقيّدين، نحو: العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ونحو قول الشاعر:
والشمس بين الأرائك قد حكت ************ سيفاً صقيلاً في يدٍ رعشاءِ
ج - مختلفين، بأن يكون المقيد هو المشبه نحو:
إذا الأرض أظلمت كان شمسا ****** وإذا الأرض أمحلت كان وبْلا
أو يكون المقيد هو المشبه به، نحو:
أغرُّ أبلجُ تأتمُّ الهداة به ******** كأنه علم في رأسه نار
2 - تشبيه مركّب بمركّب، كقوله:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ********* وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه
فالمشبه هو مجموع الغبار والسيوف المتألقة في خلاله، والمشبه به الليل الذي تتهاوى كواكبه.
التشبيه باعتبار وجه الشبّه: ينقسم التشبيه باعتبار وجه الشبه الى ستة أقسام:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - وجه شبه واحد حسي، نحو: (?وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ?)، فوجه الشبه هنا الكبر والضخامة.
2 - وجه شبه واحد عقلي، نحو: قوله (ص) "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " أي في الهداية، ونحو: زيد كالأسد، أي في الشجاعة.
3 - وجه شبه متعدد، حسي أو عقلي، نحو: المصباح كالشمس (وجه الشبه الشكل والإنارة؛ هو شمس (وجه الشبه: الإشراق والعلو النباهة والرفعة).
4 - وجه شبه مركب، وهو ما كان وجه الشبه فيه منتزعا من متعدد، وهو إما:
أ- مركب وحسي، كقول الشاعر يصف الثريا:
وقد لاح في الصبح الثريا كما ترى*********** كعنقود ملاحية حين نوّر
وجه الشبه هيئة حاصلة من اقتران أشياء مدورة بيضاء صغيرة في نظر العين على كيفية مخصوصة،
وكقول جبار بن جزء:
والشمس كالمرآة في كف الأشلْ ********** لما رأيتها بدت فوق الجبلْ
فوجه الشبه هنا هيئة حاصلة من شيء مشرق ذو حركة تبسط الشعاع تارة وتقيضه تارة أخرى.
ب- أو مركب وعقلي، نحو قوله تعالى: (?مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ?) فوجه الشبه هو حرمان الانتفاع من شيء عظيم النفع مع تحمل تعب استصحابه.
أدوات التشبيه:
أدوات التشبيه ألفاظ تدل على المماثلة، وهي على أقسام:
1 - حروف، مثل (الكاف) و (كأنَّ)، (?وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ?) ?فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ?
2 - أسماء، مثل: (مثل) و (شبه)، (?وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ?، (?مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا?).
3 – أفعال، نحو: يحكي ويضاهى، وأفعال اليقين أو الرجحان مثل: ظنّ وحسب وجعل، وخال. (?وجعلنا الليل لباساً?)، وقال الرفاء يصف شمعة:
مفتولة مجدولة ******** تحكي لنا قد الأسلْ
كأنها عمر الفتى ********* والنار فيها كالأجلْ
وقال الشاعر:
وتراه في ظُلم الوغى فتخاله *********** قمرا يكر على الرجال بكوكبِ
التشبيه باعتبار أداته:
التشبيه باعتبار أداته ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - التشبيه المرسل: وهو ما ذكرت فيه الأداة، نحو: (?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء?).
2 - التشبيه المؤكّد: هو ما حذفت منه أداة التشبيه، نحو قوله:
أنت نجمٌ في رفعة وضياء ********* تجتليك العيون شرقا وغربا
هم البحور عطاءً حين تسألهم*********** وفي اللقاء إذا تلقاهم بُهْمُ
ويسمى (مؤكّداً) لإيهامه أن المشّبه عين المشبّه به.
3 - التشبيه المجمل: ماحذف منه وجه الشبه، نحو:
وكأنّ الشمس المنيرة دينـ ****** ـار جلته حدائد الضرّابِ
4 - التشبيه البليغ:
وهو ما حذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه، وسمي بليغا لما فيه من مبالغة في اعتبار المشبه عين المشبه به،
نحو: (?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ?)، (?وَجَعَلْنَا الْلَيْلَ لِبَاسًا?)،
وقول الشاعر المتنبي:
أين أزمعتَ أيّهذا الهُمامُ ********** نحن نبتُ الرُّبا وأنتَ الغَمامُ
ومنه ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه، نحو:
والريح تَعْبث بالغصون وقد جرى************** ذهبُ الأصيلِ على لُجيْن الماءِ
أي جرى الأصيل الذي كالذهب في الصفرة على الماء الذي كاللجين (الفضة) في البياض والصفاء، ومثله: استعن بمصابيح آراء الرجال.
تقسيمات أخرى للتشبيه
ينقسم (التشبيه) باعتبار تعارفه وعدم تعارفه إلى ثلاثة أقسام:
1 - التشبيه الصريح، وهو ما تقدّم من التشبيه المتعارف عليه، مما ليس ضمنيا ولا مقلوبا.
2 - التشبيه الضمني، وهو ما لم يصرح فيه بأركان التشبيه على الطريقة المعلومة، بل يُفهم من معنى الكلام، نحو: قول الشاعر:
من يهُنْ يسهل الهوانُ عليه ******** ما لِجُرحٍ بميّت أيلامُ
وقول أبي العتاهية:
ترجو النجاةَ ولم تسْلك مسالكها ********** إنّ السفينةَ لا تجري على اليَبَس
وقول ابن الرومي:
ويلاه إنْ نظرتْ وإنْ هي أعرضتْ ******** وقْعُ السهام ونزعهنّ أليمُ
3 - التشبيه المقلوب: وهو ما يجعل فيه المشبّه مشبّهاً به، لادعّاء أن المشبه أتمّ وأظهر من المشبّه به، كقول البحتري في وصف بركة:
كأنّها حين لجّت في تدفّقها ********** يدُ الخليفة لماّ سال واديها
محاولاً إيهامنا بأن يد الخليفة أقوى تدفّقاً بالعطاء من تدفق البركة بالماء.
وبدا الصباح كأنّ غرته ********** وجه الخليفة حين يُمتدحُ
ومنه قول الآخر:
أحِنُّ لهم ودونهم فلاةٌ ********* كأن فَسيحَها صدْرُ الحَليم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 09:32 م]ـ
المجاز:
ثانيا: الاستعارة:
في الاستعارة ذلك من سنن العرب.
هي أن تستعير للشيء ما يليق به، ويضعوا الكلمة مستعارة له من موضع آخر.
كقولهم في استعارة الأعضاء لما ليس من الحيوان: رأسُ الأمرِ، رأسُ المال، وجهُ النَّار، عين الماءِ، حاجِبُ الشَّمس، أنفُ الجبل، أنفُ الباب، لِسانُ النَّارِ، رِيقُ المُزْنِ، يَدُ الدَّهرِ، جَناحُ الطَّريقِ، كَبِدُ السَّماءِ، ساقُ الشَّجَرَةِ.
وكقولهم في التَّفرُّق: انْشَقَّتْ عَصاهُمْ، شالَت نَعامَتهم، مرُّوا بين سنع الأرض وبَصرِها، فَسا بينَهم الظِّربان.
وكقولهم في اشتداد الأمر: كَشَفَتِ الحَرْبُ عن ساقِها، أبدى الشَّرُّ عن ناجِذَيه، حَمِيَ الوَطيسُ، دارَتْ رحى الحَربُ.
وكقولهم في ذكر الآثار العُلويَّة: افتَرَّ الصُبْحُ عن نواجِذَهُ،
ضَرَبَ بِعَموده، سُلَّ سَيفُ الصُّبْحِ من غِمد الظَّلام، نَعَرَ الصُّبحُ في قفا الليل،
باحَ الصُّبحُ بِسرِّهِ، وهي نطاق الجوزاء، انحَطَّ قِنْديلُ الثُرَيَّا، ذّرَّ قرْن الشَّمس/ ارتَفع النَّهار، ترحَّلت الشَّمس، رَمَتِ الشَّمس بِجَمَرات الظَّهيرَةِ، بَقَلَ وجهُ النَّهار،
خَفَقَتْ راياتُ الظَّلام، نَوَّرت حدائِقُ الجوِّ، شابَ رأسُ الليل، لَبِسَت الشَّمس جِلبابها، قام خَطيب الرَّعد، خَفَقَ قَلب البَرق، انحَلَّ عِقْدُ السَّماء، وَهَى عِقد الأنداد، انْقَطَعَ شِريان الغَمام، تَنفَّسَ الرَّبيع، تَعَطَّرَ النَّسيمُ،
تَبَرَّجَت الأرضُ، قَوِيَ سلطان الحرِّ، آنَ أن يَجيشَ مِرْجَلُهُ، ويثورَ قَسْطُلُه، انْحَسَرَ قِناع الصَّيف، جاشَت جُيوشُ الخَريفِ، حَلَّت الشَّمس الميزان، وعَدَل الزَّمان، دبَّت عَقاربُ البردِ، أقدمَ الشِّتاء بِكَلْكَلِه، شابَت مَفارِقُ الجِبالِ، يوم عبوسٌ قَمْطَرير، كشَّرَ عن نابِ الزَّمْهَرير.
وكقولهم في محاسن الكلام: الأدَبُ غِذاءُ الرُّوح، الشَّباب باكورَةُ الحَياةِ، الشَّيب عنوان الموت، النَّار فاكهة الشِّتاء، العِيال سوسُ المال، النَّبيذُ كيمْياء الفَرَح،
الوحدة قَبر الحيِّ، الصَّبر مفْتاحُ الفَرَج، الدَّين داء الكرم، النَّمَّام جسرُ الشرِّ، الإرجافُ زَندُ الفِتنةِ، الشُّكرُ نسيمُ النَّعيم، الرَّبيع شبابُ الزَّمان، الولَدُ ريحانَةُ الروحِ، الشَّمس قَطيفَةُ المساكين، الطِّيب لسانُ المُروءة.
لا شك أن قوما بلغوا بحسن لغتهم هذا المبلغ، لا شك أن تحديهم بأعظم ما في هذه اللغة لهو الاعجاز، ولا شك أن هذا البيان الساحر هو أعظم نتاج للعقل البشري، وإلا فما الطائرة أمامه، وما ركوب القمر، وما اللقاح وما الأمصال، وما الأهرامات وما الناطحات، وإلا فكيف تفسر أن الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان؟؟؟ أو لم يقدم البيان لعلو شأنه على النجم والشجر والشمس والقمر؟؟ فما بالكم بمن فهم بعقله بعضا من الحقائق المتعلقة بالشمس والقمر؟؟ أيرقى علمه الهزيل هذا إلى وزن اللغة العربية بعلومها وفنونها؟
ببلاغتها ونحوها وصرفها؟
باتساعها وعلو شأنها؟
بقدرتها على التصوير وعلى نقل الأخيلة بأرقى صورة وأقل عبارة من الواقع إلى الدماغ (القالب) ومن الدماغ إلى الواقع (الفكر)!!
من هنا نفهم سر كون الحق سبحانه اختار العربية موطنا لتحديه الخلق كلهم!!
فهذا أعظم ما أنتجه العقل البشري!!
المجاز: لغة من أجاز الموضع أي خلفه وقطعه
وفي الاصطلاح استعمال كلمة في غير ما وضعت له لقرينة مانعة من استعمال المعنى الموضوع مع وجودعلاقة بين المعنى المستعمل والمعنى الموضوع بشرط أن لا تكون هذه العلاقة المشابهة.
فإن كانت العلاقة المشابهة فإنه يسمى الاستعارة وهي أنواع:
أ - الاستعارة التصريحية
وهي التي يصرح فيها بالمشبه به: مثل أنت أسد
أو ما استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه، ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى:
كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ ....
ففي هذه الآية استعارتان في لفظي: الظلمات والنور،
لأن المراد الحقيقي دون مجازهما اللغوي هو: الضلال والهدى، لأن المراد إخراج الناس من الضلال إلى الهدى،
فاستعير للضلال لفظ الظلمات، وللهدى لفظ النور، لعلاقة المشابهة ما بين الضلال والظلمات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الاستعمال _كما ترى _ من المجاز اللغوي لأنه اشتمل على تشبيه حذف منه لفظ المشبه،
وأستعير بدله لفظ المشبه به،
وعلى هذا فكل مجاز من هذا النوع يسمى "استعارة" ولما كان المشبه به مصرحاً بذكره سمي هذا المجاز اللغوي، أو هذه الاستعارة "استعارة تصريحية" لأننا قد صرحنا بالمشبه به، وكأنه عين المشبه مبالغة واتساعاً في الكلام.
ب - الاستعارة المكنية وهي ما حذف المشبه به منها ورمز إليه بشيء من لوازمه:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ********** ألفيت كل تميمة لا تنفع
شبه المنية بالحيوان المفترس وأبقى شيئا من لوازمه وهو نشب الأظفار.
لا تعجبي يا سلمُ من رجل ******* ضحك المشيب برأسه فبكى
وأظهر من ذلك في الدلالة قوله تعالى: والصُّبح إذا تَنَفَسَ.
فالمستعار منه هو الإنسان،
والمستعار له هو الصبح،
ووجه الشبه هو حركة الإنسان وخروج النور، فكلتاهما حركة دائبة مستمرة، وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف المشبه به وهو الإنسان، فعادت الاستعارة مكنية.
ج- الاستعارة التخييلية: وهي أن يستعار لفظ دال على حقيقة خيالية تقدر في الوهم، ثم تردف بذكر المستعار له إيضاحاً لها أو تعريفاً لحالها.
ومثال ذلك من القرآن الكريم كل الآيات التي يتوهم منها التشبيه، أو يتخيل فيها التجسيم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. فقوله تعالى: بَل يَداهُ مَبسُوطتانِ يُنفقُ كيفَ يشاء ...
وقوله تعالى: ويَبقى وَجهُ رَبّكَ .... وقوله تعالى: خَلَقتُ بيديَّ ....
كلها استعارات تخييلية، إذ تخيل اليد والوجه بالنسبة إليه تعالى إنما يصح على جهة الاستعارة لا الاستعمال الحقيقي، كما أن القرينة المانعة من الحقيقة هي آيات التنزيه.
وقوله إن الحسنات يذهبن السيئات ثم في الدرجة الثانية تمحو الخطيئة لخبر: اتبع السيئة الحسنة تمحها، ثم في الثالثة تطفئ الخطيئة لمقام الحكاية عن المباعدة عن النار فلما وضع الخطيئة موضع النار على الاستعارة المكنية اثبت لها على الاستعارة التخييلية ما يلازم النار من الإطفاء لتكون قرينة مانعة لها عن ارادة الحقيقة.
د- الاستعارة التمثيلية:
وهي المجاز المركب أو اللفظ المركب المستعمل في شبه معناه الأصلي ويكون وجه الشبه فيه منتزعا من أمور متعدده مركبة بحيث تدخل المشبه في جنس المشبه به فتذكر بلفظها بغير تغيير حتى إذا اشتهرت أصبحت مثلا كقولهم للمتردد: أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى.
أيُحِبُّ أحدُكُم أنْ يأكلَ لحمَ أخيهِ ميْتاً فكرهتمُوه، فقد شبهت حال من تناول عرض رجل من أصحابه بالغيبة كحال من شرع في أكل لحم أخيه الميت، بجامع الشناعة والفظاعة المتعلقة في هذين الفعلين.
هـ - الاستعارة التهكمية:
هي ما نُزّل فيها التضاد منزلة التناسب لأجل التهكم والاستهزاء، نحو: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ استعير التبشير (وهو الإخبار بما يسر) للإنذار وهو الإخبار بما يسوء لغرض السخرية.
وقال قوم شعيب له على سبيل السخرية: يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ. شبهوا السفه والغيّ (الذي ظنوه به جهلا) حلما ورشدا.
وهنالك أنواع أخرى قد أوصلها البعض لفوق العشرة من أنواع الاستعارات.
أركان الإستعارة
للإستعارة أركان ثلاثة:
1ـ المستعار منه، وهو المشبّه به.
2 - المستعار له، وهو المشبه، ويقال لهذين: (طرفا الإستعارة).
3 - المستعار، وهو اللفظ المنقول.
ففي (رأيت أسداً يرمي) المستعار منه: الحيوان المفترس، والمستعار له: زيد، والمستعار: لفظ أسد.
أقسام الإستعارة
ثم إنّ الإستعارة تنقسم باعتبار ما يذكر من طرفي الإستعارة إلى ما يلي:
1 ـ أن يذكر في الكلام لفظ المشبه به فقط، ويسمّى: (استعارة تصريحية)، نحو: (فأمطرت لؤلؤاً من نرجس ... ) فاللؤلؤ: الدمع، والنرجس: العين.
2 ـ أن يذكر في الكلام لفظ المشبه فقط، ويؤتى ببعض لوازم المشبه به. ويسمّى: (استعارة بالكناية) وسمي اللازم (استعارة تخييلية) كقوله: (وإذا المنية انشبت أظفارها) فإنه شبّه المنية بالسبع، وأثبت لها بعض لوازم السبع وهو الظفر، فالمنية: استعارة بالكناية، والأظفار: استعارة تخييلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه يظهر: تلازم الإستعارة بالكناية مع الإستعارة التخييلية.
الاستعارة باعتبار المستعار له
تنقسم (الاستعارة) باعتبار (المستعار له) الى قسمين:
1 ـ الاستعارة التحقيقيّة: وهو ما كان المستعار له محققاً حسّاً: كالأسد المستعار للشجاع، أو عقلاً: كالصراط المستقيم المستعار للدين.
2 ـ الإستعارة التخييلية: وهو ما كان المستعار له موهوباً، غير محقق، لا عقلاً ولا حسّاً، كالاظفار المستعارة للمنية.
الإستعارة باعتبار اللفّظ المستعار
تنقسم (الإستعارة) باعتبار اللفظ المستعار إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ ما كان لفظ المستعار إسماً لذات: كالبدر للجميل، أو اسماً لمعنى: كالقتل للضرب الشديد، وتسمى الإستعارة (أصلية).
2 ـ ما كان لفظ المستعار فعلاً، أو اسم فعل، أو اسماً مشتقّاً، أو اسماً مبهماً، أو حرفاً، وتسمى الاستعارة: (تصريحية تبعية).
3 ـ ما كان لفظ المستعار اسماً مشتقّاً، أو اسماً مبهماً، وتسمى هذه الاستعارة: (تبعية مكنية) وهذا داخل في القسم الثاني.
الإستعارة العنادية والوفاقية
ثم أن الاستعارة المصرحة تنقسم باعتبار الطرفين إلى قسمين:
1 ـ العنادية، وهي التي لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، لتعاندهما، كاجتماع الهدى والضلال، والنور والظلام.
2 ـ الوفاقية، وهي التي يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، لتوافقهما، كاجتماع النور والتقى، والحياة والهداية.
ومثال الاثنين: العنادية والوفاقية، قوله تعالى: أو من كان مّيْتاً فأحييناه أي: ضالاً فهديناه، فإنّ في هذه الآية استعارتين هما:
أ - استعارة الموت للضلال لاشتراكهما في عدم الانتفاع، وهي عنادية لعدم امكان اجتماع الموت مع الضلال الذي لا يكون إلا في الحي لأنّ الضالّ حيّ.
ب - استعارة الإحياء للهداية لاشتراكهما في ثبوت الانتفاع، وهي وفاقيّة لإمكان اجتماع الإحياء والهداية.،، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ
أقسام الاستعارة العنادية
ثمّ انّ الاستعارة العنادية على قسمين:
1 ـ التمليحية: بأن يستعمل اللّفظ الموضوع لمعنى شريف في ضدّه أو نقيضه، كقوله: (رأيت أسداً) وهو يريد: جباناً.
2 ـ التهكمية: بأن ينزّل التضاد منزلة التناسب، نحو قوله تعالى: فبشِّرهم بعذاب أليم أي: أنذرهم، فاستعيرت البشارة للإنذار الّذي هو ضدّه على سبيل التهكم والإستهزاء.
الإستعارة باعتبار الجامع
وتنقسم الإستعارة المصرحة باعتبار الجامع إلى قسمين:
1 ـ عامية، وهي المعلومة لدى كل أحد، نحو: (رأيت أسداً يرمي) والجامع بين الطرفين واضح وهي الشجاعة.
2 ـ خاصية، وهي التي تحتاج الى فكر وتأمّل، نحو:
غّمرُ الرداء إذا تبسّم ضاحكا ******* غَلقت لضحكته رقابُ المال
والجامع بين الطرفين غير واضح يعرف بالتأمّل فيه وهي ساتريّة الكرم كالرداء عرض صاحبه، أي أن كرمه يستر معايبه.
الإستعارة باعتبار الملائمات
وتنقسم الإستعارة باعتبار ذكر ملائم المستعار منه أو ملائم المستعار له، وعدم ذكرها، إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ المطلقة، وهي مالم تقترن بما يلائم أحدهما، أو اقترنت بما يلائمهما معاً.
فالأول، نحو قوله تعالى: ينقضون عهد الله.
والثاني، نحو:
لدى أسد شاكي السلاح مقذّف ******* له لبدٌ أظفاره لم تقلَّم
فشاكي السلاح للرجل، وله لبد ـ الخ ـ للأسد.
2 ـ المرشَّحة، وهي ما قرنت بملائم المستعار منه، نحو: (أسد له لبد أتاك .. ).
3 ـ المجرّدة، وهي ما قرنت بملائم المستعار له، نحو: (أسد شاكي السلاح .. ).
المجاز المركب بالإستعارة
تقدم أن المجاز إما مرسل وإما استعارة، وكل واحد منهما إما مفرد أو مركّب، وسبق الكلام حول المفرد من الاستعارة، وسنتكلم عن المركب من الاستعارة هنا.
والمجاز المركّب بالإستعارة التمثيلية: هو الكلام المستعمل في غير معناه الموضوع له، لعلاقة المشابهة، كقولهم للمتردّد: (أراك تقدّم رجلاً وتؤخّر أخرى) تشبيهاً بالمتردّد في السير، وقولهم لمن يريد أن يعمل ما لا يقدر عليه وحد: (اليد لا تصفّق وحدها) تشبيهاً له باليد الواحدة.
هذا في النثر، وفي الشعر أيضاً ورد ذلك نحو قوله:
إذا جاء موسى وألقى العصى ****** فقد بطل السحر والساحر
ونحو قوله:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ******* إذا كنت تبنيه وغيرك هادم
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كثر استعمال الإستعارة التمثيليّة وشاع كان مثلاً، فلا يغيَّر مطلقاً، وإنما يخاطب به المفرد والمذكّر وفروعهما بلفظ واحد، دون أيّ تغيير.
ـ[أبو مالك]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 09:34 م]ـ
المجاز:
ثالثا: المجاز المرسل:
أما إذا كانت العلاقة بين المعنى المستعمل فيه والمعنى الأصلي غير المشابهة فإنه يسمى المجاز المرسل
المجاز المفرد المرسل
المجاز المفرد المرسل، هو اللفظ المستعمل ـ بقرينه ـ في خلاف معناه اللغوي لعلاقة غير المشابهة، وعلاقات المرسل متعددة:
أ - فإذا سمي الشيء باسم جزئه تكون العلاقة الجزئية: قم الليل إلا قليلا، أي صل لأنه ذكر القيام وأراد الصلاة لأنه جزء منها.
ب - وقد تكون العلاقة كلية: يجعلون أصابعهم في آذانهم، فليس كل الاصبع في الأذن فذكر هنا الكل وأراد الجزء
ج - السببية: أي تسمية الشيء باسم سببه: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، سمى رد أو جزاء الاعتداء من قبيل تسمية الشيء باسم سببه:
إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ومكروا ومكر الله،،، فيسخرون منهم سخر الله منهم،، و نسوا الله فنسيهم،، وجزاء سيئة سيئة مثلها.
تسمى هذه العلاقة أحيانا الجزائية: أنببت الأرض مطرا.
د- المسببية: تسمية الشيء باسم المسبب عنه: أمطرت السماء نباتا
هـ_ باعتبار ما سيكون عليه: إني أراني أعصر خمرا
و- باعتبار ما كان عليه: وآتوا اليتامى أموالهم لأنه لا يتم بعد البلوغ
ز- تسمية الحال باسم المحل: فليدع ناديه/ واسأل القرية التي كنا فيها
ح- تسمية المحل باسم الحال: وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله أي في الجنه وهي المحل والرحمة حالة فيها
ط- الحذف: إن الذين يؤذون الله ورسوله: أي يؤذون أولياء الله
ي- وضع لفظ مكان غيره للمجاورة: تسمية الشيء باسم غيره للمجاورة قولهم للسقا الراوية والراوية اسم الجمل الذي يحمل عليه السقا الماء.
المجاورة، استخدام لفظ دال على شيء معين ليدل على مجاورِه، نحو قول عنترة:
فشَكَكْتُ بالرمح الأصم ثيابَهُ ********** ليس الكريمُ على القنا بِمُحرَّمِ
عبر بالثياب عما يليها من الجسد أو القلب.
ك- الآلية، بأن يستعمل الآلة في المسبب منها، قال تعالى: واجعل لي لسان صدق في الآخرين بمعنى الذكر الحسن، فإن اللسان آلة للذكر، والقرينة: ان اللسان لا يبقى، ولا ينفع الميت بمجرّده.
ل- اللازمية، بأن يستعمل اللازم في الملزوم، نحو: (طلع الضوء) حيث يراد به الشمس.
م- الملزومية، بأن يستعمل الملزوم في اللازم، نحو: (جلست في القمر) أي في ضوئه.
ن- المقيدية، بأن يستعمل المقيّد في المطلق، نحو: (مشفر زيد مجروح) فإن (المشفر) في اللغة: شفة البعير، فاستعمل في مطلق الشفة، ثم نقل إلى شفة الإنسان وهو زيد.
ص- المطلقية، بأن يستعمل المطلق في المقيّد، نحو: تحرير رقبة أي رقبة مؤمنة.
ع- العمومية، بأن يستعمل العام في الخاص، قال تعالى: الذين قال لهم الناس والمراد عبد الله بن مسعود.
ف- الخصوصية، بأن يستعمل الخاص في العام، نحو: (جاءت قريش) فإن المراد القبيلة، مع أن قريش عَلَم لجدّهم.
س- المجاز بالمشارفة، وهو كالمجاز بالأَول إلا أن الفرق بينهما كون (الأَوْل) أعم من القريب والبعيد، و (المشارفة) لخصوص القريب، قال صلى الله عليه وآله وسلم: من قتل قتيلاً فله سلبه فإن القتيل لا يُقتل، وإنما المراد المشرف على القتل ومثله: (إذا مات الميّت).
ق- البدلية، بأن يستعمل البدل في المبدل منه، كقوله
تيمَّمنا بماء المزن حتى ******** فقدناه فقمنا للتراب
والمراد: توضّينا، فإنّ التيمّم بدل عن الوضوء، والوضوء مبدل منه، فاستعمل البدل في المبدل منه.
ر- المبدلية، بأن يستعمل المبدل منه في البدل، كقولهم: (أكل فلان الدم) يريدون الدية، فإن الدم مبدل منه.
ش- اطلاق المصدر على اسم الفاعل، كقوله:
ولما بدا سيرٌ ذهبت لنحوه ******** لاستبرء الاخبار من أهل كوفان
فالمراد بالسير: السائر.
ت ـ اطلاق المصدر على اسم المفعول، كقوله تعالى: هذا خلق الله أي مخلوقه.
ض ـ اطلاق اسم الفاعل على المصدر، قال تعالى: ليس لوقعتها كاذبة أي: تكذيب.
غ ـ اطلاق اسم الفاعل على اسم المفعول، قال تعالى: لا عاصم اليوم من أمره الله أي لا معصوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ث ـ اطلاق اسم المفعول على اسم الفاعل، قال تعالى: حجاباً مستوراً أي ساتراً.
ذ ـ اطلاق اسم المفعول على المصدر، كقوله: (بمنصور النبي على الاعادي ... ) أي بمثل نصرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أعاديه.
ولا يخفى ان في بعض الامثلة مناقشة، كما أن العلاقة لاتنحصر فيما ذكروا، بل كلما استحسنه الطبع جاز استعماله.
وهنالك المجاز العقلي: وهو إسناد الفعل لغير فاعله الحقيقي لغرض بلاغي كقولنا: جمع أبو بكر القرآن. والمجاز العقلي على قسمين:
الأول: المجاز في الإسناد، وهو إسناد الفعل أو ما في معنى الفعل إلى غير من هو له، وهو على أقسام، أشهرها:
1 ـ الإسناد إلى الزمان، كقوله: (من سرّه زمن ساءته أزمان) فإن إسناد المسرّة والاساءة إلى الزمان مجاز، إذ المسيء هو بعض الطواريء العارضة فيه، لا الزمان نفسه.
2 ـ الإسناد إلى المكان، نحو قوله تعالى: وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فإنّ إسناد الجري إلى الأنهار مجاز، باعتبار مائها.
3 ـ الإسناد إلى السبب: (بنى الأمير المدينة) فإنّ الأمير سبب بناء المدينة لا أنّه بناها بنفسه.
4 ـ الإسناد إلى المصدر، كقوله: (سيذكرني قومي إذا جَدَّ جِدّهم) فإنّ الفعل (جَدَّ) أُسند إلى المصدر: (جِدّهم) مجازاً، لأنّ الفاعل الأصلي هو الجادّ.
الثاني: المجاز في النسبة غير الإسنادية، وأشهرها النسبة الإضافيّة نحو:
1 ـ (جَرْيُ الأنهار) فإنّ نسبة الجري إلى النهر مجاز باعتبار الإضافة إلى المكان.
2 ـ (صومُ النهار) فإنّ نسبة الصوم إلى النهار مجاز باعتبار الإضافة إلى الزمان.
3 ـ (غُرابُ البَين) فإنّه مجاز باعتبار الإضافة إلى السبب.
4 ـ (اجتهاد الجِدّ) مجاز باعتبار الإضافة إلى المصدر.
ونلاحظ في جميع أنواع المجاز لا بد من أن تصحبه قرينة تمنع إرادة المعنى الأصلي.
المجاز المركّب المرسل
تقدم أن المجاز إما مرسل وإما استعارة، وكل واحد منهما إما مفرد أو مركّب، وسبق الكلام حول المفرد منهما، والمركب من الاستعارة وبقي المركّب من المرسل.
فالمجاز المرسل المركب: هو الكلام المستعمل في غير المعنى الموضوع له، لعلاقة غير المشابهة، ويقع في المركبات الخبرية والإنشائية، لأغراض أهمها:
1 ـ التحسّر، كقوله: (ذهب الصِّبا وتولّت الأيّامُ .. ) فإنه خبر أريد منه انشاء التحسّر على ما فات من شبابه.
2 ـ اظهار الضعف، قال تعالى: ربّ إنّي وهن العظمُ منّي ... اظهاراً للضعف.
3 ـ اظهار السرور، قال تعالى: يا بُشرى هذا غلام.
4 ـ الدعاء، كقوله: (هداك الله للسبيل السويّ).
5 ـ اظهار عدم الإعتماد، قال تعالى: هل آمنكم عليه إلاّ كما أمنتكم على أخيه
ـ[أبو مالك]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 09:36 م]ـ
المجاز:
رابعا: الكناية:
أما إذا أريد لازم المعنى للفظ مع جواز إرادة المعنى الحقيقي فتسمى حينئذ كناية:
مثل نؤوم الضحى فلازم المعنى المقصود أننا نتكلم عن المرأة المخدومة في بيتها وقد يراد المعنى الحقيقي أي أن المرأة تنام وتتأخر في نومها حتى الضحى فهذه الكناية عن الموصوف، ومثال آخر:
فلما شربناها ودبّ دبيبها ******* إلى موطن الأسرار قلت لها قفي.
أراد بموطن الأسرار القلب.
وأما الكناية عن صفة: عريض القفا: عن البله والحمق وهذا لازم المعنى وقد يراد بهذا التعبير المعنى الحقيقي، فلانة بعيدة مَهْوى القُرْطِ، كناية عن طول العنق.
وقد تدل الكناية على النسبة مثل: المجد بين ثوبيه والكرم بين يديه.
إن السماحة والمروة والندى ********** في قبة ضربت على ابن الحشرج
فإن تخصيص هذه الثلاثة بمكان ابن الحشرج يتلازم نسبتها إليه.
وقد تدل الكناية على المعنى تعريضا أي أن يكون فهم المعنى من اللفظ بالسياق والقرينة: أو لامستم النساء: كناية عن الجماع بالدخول
واجعل لي لسان صدق في الآخرين كناية به عن الثناء الحسن
وقالت فاطمة بنت قيس للنبي صلى الله عليه وسلم قد خطبني أبو الجهم في جملة من خطبني فقال: أما أبو الجهم فإنه رجل لا يضع عصاه عن عاتقه
كناية عن أنه يضرب النساء أو أنه يضرب في الأرض ولا يستقر بمكان.
ثم إن الكناية عن الصفة تكون على قسمين:
1 ـ قريبة، وهي التي لا يحتاج الإنتقال فيها إلى اعمال روية وفكر، لعدم الواسطة بينها وبين المطلوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ بعيدة، وهي التي يحتاج الإنتقال فيها إلى اعمال روية وفكر، لوجود الواسطة بينها وبين المطلوب.
فمثال الأول: (طويل النجاد) فإن النجاد حمائل السيف، وطوله يستلزم طول القامة بلا واسطة.
ومثال الثاني: (كثير الرماد) فكثرة الرماد تستلزم الكرم لكن بواسطة، لأنّ كثرة الرماد ملازمة لكثرة الإحراق، وهي ملازمة لكثرة النار والطبخ، وهي ملازمة لكثرة الضيوف، وهي ملازمة للكرم، المقصود
تنقسم الكناية باعتبار اللوازم والسياق إلى أربعة أقسام:
1 ـ التعريض، وهو أن يطلق الكلام ويراد معنى آخر يفهم من السياق تعريضاً بالمخاطب، كقولك للمهذار: (إذا تمّ العقل نقص الكلام).
2 ـ التلويح، وهو أن تكثر الوسائط بدون تعريض، نحو: (كثير الرماد) و (وجبان الكلب) و (مهزول الفصيل).
3 ـ الرمز، وهو أن تقل الوسائط مع خفاء في اللزوم بدون تعريض، كقولهم: (فلان متناسب الأعضاء) كناية عن ذكائه، إذ الذكاء الكثير في الجسم المتناسب، وقولهم: (هو مكتنز اللّحم) كناية عن قوّته وشجاعته.
4 ـ الإيماء وهو أن تقل الوسائط، مع وضوح اللزوم بلا تعريض، كقوله:
الُيمن يتبع ظله ********** والمجد يمشي في ركابه
هذا بحث الحقيقة والمجاز.
وهذه الأبحاث تخدم في مسألة فهم بلاغة القرآن وإعجازه،، ولك مثلا أن ترجع لتفسير الظلال ولكتابات سيد قطب رحمه الله لترى كيف تفهم بلاغة القرآن.
على أنني أحببت والوقوف مع بعض الأمور المتعلقة بالبحث هنا:
1 - من خصائص التشبيه في البيان العربي كونه عنصراً أساسياً في التركيب الجملي، والمعنى العام المراد لا يتم إلا به، فالنص الأدبي الممتاز لا يقصد إلى التشبيه بوصفه تشبيهاً فحسب، بل بوصفه حاجة فنية تبنى عليها ضرورة الصياغة والتركيب، فهو وإن كان عنصراً أساسياً يكسب النص روعة واستقامة وتقريب فهم، إلا أنه يبدو عنصراً ضرورياً لأداء المعنى المراد من جميع الوجوه، لأن في التشبيه تمثيلاً للصورة، وإثباتاً للخواطر، وتلبية لحاجات النفس.
إنك تستطيع من خلال التشبيه تكييف النص الأدبي نحو المعنى المراد، دون توقف لغوي، أو معارضة بيانية، مسيطراً على الموقف من خلال تصورك لما تريد إمضاءه من حديث، أو إثباته من معنى.
أ_ أما في الترغيب فانظر إلى قوله تعالى: وَعِندَهُم قاصراتُ الطّرفِ عِينٌ كأنَّهُنَّ بَيضٌ مكنونٌ.
ألا ترى ما في الوصف والتشبيه في هاتين الآيتين من التراصف، وإثارة النفس، نحو التعليق بمن تتحقق فيه هذه الأوصاف التي تطمئن إليها الروح، وتهش لها النفس، ويتطلع إليها الفكر مع نقاء الصورة، ولطف الاستدراج، ورقة الترغيب المتناهي، فقد وصف نساء أهل الجنة بحسن العيون الناظرة إلى أزواجها فحسب عفة وخفراً وطهارة، وشبههن بالبيض المكنون على عادة العرب في وصف وتشبيه من اشتد حجابه، وتزايد ستره، بأنه في كن عن التبرج، ومنعة من الاستهتار.
ب_ وأما في التنفير، فتزداد النفس عزوفاً، وتتوارى عن الصورة المتخيلة أو المتجسدة نفوراً، وقد شبهت بما هو أقبح منها، حتى تبدو الاستهانة واضحة والاشمئزاز منها متوقعاً، مضافاً إلى الهلع والرعب والتطير الذي توجده هذه الصورة الشديدة، وإن شئت فانظر إلى قوله تعالى: وفي عادٍ إذ أرسلنا عليهمُ الريحَ العقيم، ما تَذَرُ مِن شيءٍ أتت عليه إلا جعلتهُ كالرَّميم.
سترى كيف ازدادت عندك الحالة المتصورة سوءاً. وكيف نفر منها طبعك نفوراً، فما هو شأن هذه الريح المشؤمة التي جاءت بعذاب الاستئصال؟ وما هي خصائصها التي أوجدها الله _عزّ وجلّ _ وسخرها للهلاك التام المدمر حتى عاد كل شيء أتت عليه كالورق الجاف المتحطم نظراً لشدة عصفها، وسرعة تطايرها، وخفة مرورها.
وإضافة إلى ما تقدم نلمس في تشبيهات القرآن، وهي الذروة في تشبيهات اللغة العربية الكريمة، المحاكاة في الأمور المحسوسة، والمماثلة في الإدراكات المشاهدة، لأن في التصوير الحسي، والتشبيه في المشاهدات، انتقالاً من الأمور الذهنية الصرفة إلى العيان والنظر، وانصرافاً من القضايا العقلية المحضة إلى انعام الحواس بما تدركه دون جهد عقلي في تصور أمر مفروض، أو معنى ذهني مجرد، لا يتحقق مصداقه في الخارج إلا بما هو حسي، فيزول _عندئذ _ الغموض والإبهام، وتدرك في ضوء ذلك حقائق الأشياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذ الصورة التي يكدح العقل ويكد الذهن في استخراج أجزائها وربط علاقاتها، تكاد تكون بعيدة عن الدائرة الفنية للتشبيه، لأن إدراك المعقولات بعملية عقلية خالصة، لا يكون من اليسر كإدراكها بالحسيات المشاهدة، وإن شئت فانظر إلى قوله تعالى: يَومَ نَطوي السماءَ كَطَي السّجلِ للكُتُبِ.
فالآية ناظرة إلى تجديد الخلق للجزاء، وبعثهم يوم القيامة، وإعادتهم بعد إفنائهم، فهذه السماء المشاهدة النيرة بالنجوم والكواكب والشمس والقمر سوف تطوي في ذلك اليوم كما يطوي الكتاب على ما فيه، ثم ينشر للعمل به، والاستفادة من محتوياته، فالمشبه والمشبه به مما يدرك بالحواس الناظرة والمتصورة تصوراً بدائياً لا عناء فيه ولا تكلف، تمثّلت الصورة فيه واضحة، وتحققت الفكرة بسيطة سليمة، تدرك في الأثر والشكل والحركة والنظام.
لهذا نجد تشبيهات القرآن باستخدامها جميع هذه الأصناف أكثر تأثيراً، وأقوى دلالة من المشبه، لتحقيق الجوانب التمثيلية من جميع جهاتها متجاوبة مع ما يحدثه هذا التنوع من تأثير على النفس، كما ستلمس هذا جلياً من خلال النماذج القرآنية الآتية:
أ_ حينما يريد الله أن يشبه قلوب بني إسرائيل قساوةً استعمل المدلول الحسي لإصابة المعنى المراد فقال تعالى:
ثُمَّ قَسَت قُلُوبكم من بعدِ ذلكَ فَهيَ كالحجارةِ أو أشدُّ قَسوة.
فهذا الحجر القاسي المتصلد قد ينفجر منه الماء، وقد تجري منه العيون، وقد تشقق الأنهار، ولكن قلوبهم أشد قسوة، وأكثر غلظة، إذ ذهب لينها، وتلاشت رقتها، وذلك غاية ما يتصور، ونهاية ما يحتسب وذلك أن يكون القلب أقسى من الحجر.
إن التطلع الواعي لتشبيه هذه الآية يعني اضطراب النفس حول هذا المصير المؤلم لهذا الجزء الشفاف من البدن وهو القلب، وليس المراد هو هذا العضو الصنوبري بمركباته العضوية، وإنما المراد هو هذا العضو بما ضم بين جانبيه من مخايل الرحمة والرقة والهدى والإيمان، وما يستلزم ذلك من الهداية والرشاد والاطمئنان، وبهذا التشبيه تحقق نفي هذه المستلزمات جميعاً عن القلب، فعاد حجارة لا تضر ولا تنفع، صماء لا تستهدي ولا تستشير.
ب_ وحينما يريد القرآن الكريم التزهيد في الحياة الدنيا، فإنّه يسلك عدة سبل لذلك، ولكنه حينما يعتمد التشبيه الفني صورة حية لذلك، فإنه يعمد إلى هبات الطبيعة، ومقومات الحياة، فيصورها بما يبلغ به المراد، فتجده من خلال ذلك ينظر إلى الماء بوصفه عنصراً أساسياً في حياة الإنسان، فهو يدور معه حيث دار، ويتعلق به أنى وجد، فارتباطه به ارتباطاً أساسياً في حياة الإنسان، فهو يدور معه حيث دار، ولكنه مع ذلك ينتفع به انتفاعاً محدوداً قدر الحاجة، وما زاد على ذلك فهو سارب في سبيله، لا دوام له ولا بقاء، فعمد إلى تشبيه الحياة الدنيا به من خلال هذا الملحظ الدقيق في محاولة تفرض التأثير على النفس، وتوجه الانتباه المتزايد، فقال تعالى:
واضرب لَهُم مَثلَ الحياةِ الدُّنيا كماءٍ أنزلناهُ مِنَ السماءِ فاختلطَ بهِ نباتُ الأرض فأصبحَ هشيماً تذروهُ الرياحُ وكانَ الله على كُلِ شيءٍ مقتدرا.
ج_ وحينما يرصد القرآن الكريم البيئة المختلفة لطبقة من الناس همها علفها، وشغلها تقممها، لا تفكير لها إلا في الملذات، ولا أمر عندها إلا في ظلال الشهوات، فالمتعة لا تتحقق لديهم إلا بانتقاء الأطعمة، والحياة لا تصفو إلا بأطايب المأكولات، عمد إلى تصوير حالهم مع كفرهم، وكونهم بذلك لا يرجون إلا الحياة الدنيا، ولا يعملون إلا لها، فقال تعالى: والَّذين كفروا يَتَمتَّعُونَ ويأكُلُونَ كما تأكُلُ الأنعامُ ....
في كل هذه النماذج القرآنية نرى العلاقة قائمة بأصالة متناهية بين المشبه والمشبه به. لهذا نجد البلاغيين بحق قد اشترطوا وجود العلاقة بين المشبه والمشبه به بما يتناسب مع الإدراك، لأنه تقويم للتشبيه من الولوج بباب الإيغال والإيهام، وهذا يقتضي أن ينسجم التشبيه في طرفيه بما تسيغه الحواس المختلفة، لأن الجوانب الحسية قلما تتداخل مع بعضها، وتختلف باختلاف الحواس عند الإنسان، فهي تدرك حيناً بالعين المجردة، وتدرك حيناً بالعقل الفطري، وتدرك حيناً بالواقع الملموس المشاهد، لئلا تتهافت الصور في التشبيه فتعود شاحبة غير متجانسة، أما إذا كانت متجانسة _كما هي الحال _ في النماذج السابقة فقد اقتربت من الفهم، واستقرت في المخيلة، بما
(يُتْبَعُ)
(/)
تمليه طبيعة إدراك الحواس لها، وذلك عند ضم بعضها إلى البعض الآخر بإطار من الوضوح والقرب والتكافؤ.
2 - الاستعارة فن قولي، قد يجمع بين المتخالفين، ويوفق بين الأضداد، ويكشف عن إيحائية جديدة في التعبير، لا يحس بها السامع في الاستعمال الحقيقي، وهي من أبرز صور البيان العربي، جلى فيها القرآن بكثير من مواطنه، وتناولها الحديث في جملة من شذراته، وتداولها الشعر العربي في أوابده وشوارده.
إننا نستطيع أن نلمس في الاستعارة عدة خصائص فنية يمكن إجمالها بالشكل الآتي:
أ_ إن الاستعارة تنتقل بالنص من الجمود اللفظي المحدد له إلى السيرورة في التعبير، والمرونة في الاستعمال، ألا ترى إلى قوله تعالى: واشتَعَلَ الرّأسُ شَيباً.
إنك تقف مبهوراً أمام بلاغة التعبير، ودقة المعنى، وسيرورة الألفاظ، فالمستعار منه هو النار، والمستعار له هو الشيب، وقد جمعهما معنى حسي بوجه حسي، وهو التوهج، وإنك لا تجد ذلك في: وازداد الرأس شيباً، ولا في: شاب رأسي، ولا في غيرهما عند التقدير، فكأن اللفظ بصيغته الاستعارية وضعت لهذا المعنى السيار.
ب_ يتجلى في الاستعارة إعطاء صفة الفعل لمن لا يفعل، وإضاءة الكائنات بالتصرف وإن لم تتمكن، ألا ترى إلى قوله تعالى: إذا أُلقوا فيها سَمِعوا لها شهيقاً وهي تَفورُ، تَكَادُ تَميَّزُ من الغيظِ كُلما أُلقي فيها فوجٌ سألَهُم خزنَتُها ألم يأتِكُم نذيرٌ وما فيه من إضفاء صفة من يعقل إلى ما لا يعقل، ومزية من يعمل إلى من لا يعمل، وفضيلة الفعل إلى من لم يفعل.
حيث نجد الاستعارة قد حققت في الألفاظ الثلاثة: الشهيق، تميز، الغيظ، دلالة لا يمكن استيعابها في الألفاظ الاعتيادية لو استبدلت فيها، وفي هذا الاستعمال صوت نار جهنم بصورة هائلة تخيلتها ازددت منها رعباً، وملئت منها فزعاً، وكأنها مخلوق ذو قوة وبطش، ومجهول ذو منظر عبوس.
ج _ يتمثل في الاستعارة، تهويل الأمر، ودقة المبالغة، وشدة الوقع، ويمثل هذا الملحظ قوله تعالى: ذَرني وَمَن خَلَقتُ وَحيداً.
فالمراد ذر بأسي، وأترك عذابي وعقوبتي، إلا أن المبالغة في التهديد، والشدة في الوعيد، اقتضت نسبة ذلك إليه _تعالى _ ولو استعمل غير هذا اللفظ لما قام مقامه، ولا أدى دلالته، ولبقيت الصورة المرادة غير ماثلة للعيان كما هو الحال الآن.
د_ تريك الاستعارة في تعبيرها إشاعة الحياة في الجماد، وإفاضة الحركة عند الكائنات، وكأنها ناطقة تتكلم، ومكلفة تمتثل، وقادرة تتصرف، كما في قوله تعالى:
ثُمَّ استوى إلى السّماءِ وهي دُخانٌ فقالَ لها وللأرضِ ائتيا طوعاً أو كَرهاً قالتا أتينا طائعينَ.
وفي هذا دلالة على التوسع في اللغة، والمبالغة في الإيجاز، والتفنن في التصوير، فإشاعة الحركة في السماء والأرض تغني عن شرح إطاعتهما وكيفيته بالتقدير أو التسخير، وإضافة هذه المقدرة في الاستماع والاستجابة تكفي عن البيان المستفيض في الإبداع، وتصورها بهيئة من يعي ويسمع وينطق تغني عن التمثيل والتشبيه.
ه _ يلاحظ في الاستعارة التقريب الوصفي، ومراعاة المناسبة، ولمح الصلة بين الأصل والنقل الاستعاري، وذلك كقوله تعالى: وءايةٌ لَّهُمُ الَّيلُ نسلَخُ منهُ النّهارَ ....
"وهذا الوصف إنما هو على ما يتلوح للعين لا على حقيقة المعنى، لأن الليل والنهار اسمان يقعان على هذا الجو عند إظلامه لغروب الشمس وإضاءته لطلوعها، وليسا على الحقيقة شيئين يسلخ أحدهما من الآخر، إلا أنهما في رأي العين كأنهما ذلك، والسلخ يكون في الشيء الملتحم بعضه ببعض، فلما كانت هوادي الصبح عند طلوعه كالملتحمة بإعجاز الليل اجرى عليها اسم السلخ، فكان أفصح من قوله لو قال: نخرج، لأن السلخ أدل على الالتحام المتوهم فيهما من الإخراج".
وكل ما تقدم من خصائص يوحي بأن الاستعارة هي التي لونت هذه الصور، وكشفت أصالة ما يريد القرآن في التعبير عنه بآياته المشتملة على الاستعارة لغرض خاص يمنحها قوة الأمثال من جهة في السيرورة والانتشار، والدرجة البلاغية في المتانة والجودة من جهة أخرى، بحيث يعود لفظ الاستعارة متميزاً لا يسد مسدّه لفظ آخر، ولا يشاكله تعبير مقارب، وتلك لمحات فنية مؤثرة، وأسرار جمالية متناهية آثرت التصوير الاستعاري بإضافات تحدت المفهوم الحقيقي للكلمات في أصل اللغة، وبذلك بلغت الاستعارة في القرآن الكريم مرتبة الإعجاز، وفاقت المستوى الحضاري للكلمات في ذروة تطورها وعطائها عند العرب.
ـ[أبو مالك]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 09:39 م]ـ
هذا جزء صغير من بحث تجدونه على الرابط التالي
مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية ( http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=2116)
أرجو من العلي القدير أن تستفيد منه الأمة وهي في رحلة نهضتها لاقتعاد الذروة ثانية من خلال دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 12:27 ص]ـ
الأخ الكريم أبا مالك وفقه الله
بحث (مزج الطاقة) لا ينفتح. هل من الممكن أن تدرجه هنا؟
تقبل تحيتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 01:39 ص]ـ
أخي الكريم
أعتذر منك على التأخر في الرد
الرابط الصحيح للكتاب هو
http://www.alokab.com/old/index.php?showtopic=2116
أشكر لك اهتمامك
وإذا لم يفتح معك أرجو أن ترسل لي ايميلا
abu_malek_1***********
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 06:44 ص]ـ
أبا مالك
أنا أعرف أن لك صولات وجولات في مجال البلاغة واللغة--فهل نطمع بأن نراك معنا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 02:02 ص]ـ
موضوع جدير بالقراءة، ولكنه طويل جدا، نسأل الله أن يمنحنا فسحة من الوقت لقراءته0
إذا كان هذا هو حال القاريء، فكيف نقول بالجهد المبذول من الكاتب!،سأبالغ في الثناء وأقول: أخي أبا مالك، جزاك الله خيرا 0
- - - - - -
الأستاذ جمال الشرباتي
كيف حالك يا أخي؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 04:28 ص]ـ
أبا سارة
الحمد لله ولك مني عظيم الثناء على مجهوداتك وذبّك عن الحق وأهله
ـ[أبو سارة]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 08:44 ص]ـ
الحمد لله
أسأل الله لك دوام الصحة والعافية في الدنيا والآخرة0
ـ[أبو مالك]ــــــــ[06 - 07 - 2005, 07:46 ص]ـ
أخي الكريم جمال
دعوتك كريمة لا مجال لرفضها ولكن بضاعتي مزجاة في وسط قوم شغلهم هذا، فالأصل بمن هو في مثل حالتي أن يكتفي بالتتلمذ، شاكرا المولى تعالى أن قيض للعربية من يقيم لأفنانها منتدى خاصا بها.
أخي أبا سارة
الكتاب استغرق مني شهرين، وفيه مادة معظمها قص ولصق، لخلاصة مواقع كثيرة على الشبكة العنكبوتية، لكن بناء على مخطط تحتي إن شئت التسمية للموضوع، ومحاولة لانتقاء ما يصلح لإثراء الموضوع الأصلي
أي ليست المسألة بحول الله تعالى من باب " حاطب ليل "
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[محمد الفصيح]ــــــــ[30 - 01 - 2006, 11:35 م]ـ
موضوع في غاية الروعة من الناحية البلاغية وهو جدير بالقراءة بارك الله بجهودكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
ـ[أبو مالك]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 01:31 ص]ـ
أشكر لكم اهتمامكم
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 01:20 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك - في غاية الروعة
و يستاهل التحميل
/////////////////////////////////////////////////
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 01:30 م]ـ
جزاكم الله خيرأً أستاذ أبو مالك على الموضوع الرائع وهو بحث قيم ... شكر الله لك ...(/)
أشرطة لمسات في البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 01:04 م]ـ
الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات في هذا المنتدى المبارك
أعتذر في البداية عن غيابي الطويل عنكم وذلك بسبب سفري أولاً ثم انشغالنا بقضية استشهاد الرئيس الوالد المغفور له بإذن الله تعالى الشهيد رفيق الحريري وتداعيات هذا الاغتيال على البلاد والعباد في لبنان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وبعد توقف عن متابعة شؤون موقعي اسلاميات أعانني الله تعالى على إضافة أشرطة الدكتور فاضل السامرائي في لمسات في البيان القرآني إلى الموقع بالصوت. هي عبارة عن 4 أشرطة تمت إضافة الشريط الأول كتابة وثلاثة بالصوت فأرجو لكم الفائدة والمنفعة إن شاء الله تعالى. يمكنكم سماع هذه الأشرطة عن طريق هذا الرابط:
www.islamiyyat.com/bayan.htm
وأرجو أن تقبلوا اعتذاري لغيابي القسري عنكم وأسأل الله تعالى أن وفقنا جميعاً لما يحب ويرضى وأن يهدينا إلى سواء السبيل وإلى صراطه المستقيم فلا نضل ولا نُضلّ بإذن الله تعالى.
وإلى لقاءات قادمة قريبة بإذن الله لكم تحياتي وتقديري ودعائي لكم جميعاً بالتوفيق والثبات على الدين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 01:28 م]ـ
لك كل التحيا
والمؤمن يعطي في أي مكان
في الفصيح وغيره
سمعت الأشرطة قبل دلك
وكانت رائعة تفهمك القرأن وتعلل بتقديمه وتأخيره
بتعليلات جمالية
بعيدة عن المنطق والفليفة
شكرا أستاده سمر
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 05:25 م]ـ
أخي الفاضل عاشق البيان
الشكر موصول لك لمتابعتك هذا الموضوع والحمد لله رب العالمين الذي بفضله تعالى نتعاون لنشر ما نتعلمه ونسمعه من شيوخنا وعلمائنا الأفاضل بارك الله في الجميع وأطال أعمارهم في طاعته.(/)
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 08:05 م]ـ
:::
قال تعالى
(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ) 4 المسد
فهل كانت تحمل الأشواك وتلقيها في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
أم أن المقصود هو الإستعارة بحيث أنها كانت تسير بالنميمة والوقيعة بين الناس فشبهت بمن يحمل الحطب ليشعل النار---فوجه الشبه بين إيغار الصدور بالوقيعة والنميمة وحمل الحطب لإشعال النارواضح فكلاهما فيه تحريك لساكن
المرأة التي تحدثت عنها الآية هي هي أم جميل أخت أبي سفيان وهي من علية القوم فقد لا تكون ممن يتنازل ليحمل الحطب
وربما كان القول بأنها ممن يسير بالنميمة والوقيعة بين الناس أبلغ في مهاجمة زوجها أبا لهب---فعندما تتعرض لشخص من علية الكون واصفا زوجته بأخلاق سوء تكون قدبلغت الغاية في نقده ونقضه
بقيت نقطة قوله (حَمَّالَةَ) بالنصب مع أن القواعد أن تكون بالرفع--فقد قيل أنها نصبت على الشتم أو الذم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 10:36 م]ـ
الاخ جمال كيف حالك ....
أقدر فيك .... هذا الارتباط ... بكتاب الله ... وسؤالاتك ... عن آياته ....
قولك: أم أن المقصود هو الإستعارة ...
الجواب ..... احتمال الاستعارة ضعيف .... لأن اهل البيان .... يقولون بالاستعارة عند وجود القرينة ... المانعة من الحقيقة .... ولا مانع هنا ... لأنك نفسك افترضت امكان ... المعنى الحقيقي
عندما تساءلت: فهل كانت تحمل الأشواك وتلقيها في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
ثم ... وللفائدة ... البيانيون منعوا حمل الكلام ... على الحقيقة والمجاز .. معا ...
أما الاصوليون ... فلا يمنعون.
فإن قلت ... فما تختار انت ..... اقول: اختار الكناية ..
قولك:
فعندما تتعرض لشخص من علية القوم واصفا زوجته بأخلاق سوء تكون قدبلغت الغاية في نقده ونقضه ..
تعليل غير قوي ... لوجهين:
لم يكن من مقاصد القرآن تعيير الناس وسبهم ... واختيار ... اقذع الاوصاف ... الا فى حالات نادرة جدا ..
الوجه الثاني:
أيكون الله تعالى "قد بلغ الغاية فى نقد ونقض" .. نبييه نوح ولوط .... عندما ذكر سوء اخلاق .. المرأتين ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 04 - 2005, 03:56 م]ـ
أبا عبد المعز
أرجو أن توضح لي إن كنت تختار فعلا المجاز فالكناية فرع منه
((فإن قلت ... فما تختار انت ..... اقول: اختار الكناية))
مع خالص تقديري لشخصك الكريم
ـ[البصري]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 03:17 م]ـ
يا أحبتنا، يا إخواننا، يا كرماء، يا فضلاء، يا أعزاء، يا فصحاء،
أنتم تتحدثون عن كلام الله، نعم، عن كلام الله.
فنصيحة أخيكم المشفق ألا تشغلوا أنفسكم بهذه الاحتمالات التي أقطع وتقطعون، وأجزم وتجزمون، أنها تبقى في حكم الظنون، و" إن الظن لا يغني من الحق شيئًا "
قولوا لي بربكم: هل يستطيع أحد أن يجزم ويقطع ويلقى الله ـ عز وجل ـ القائل: " وامرأته حمالة الحطب " فيقول: إن هذا مجاز أو كناية؛ لأنه امرأة أبي لهب شريفة تترفع عن حمل الحطب؟ إنه لعجب لا ينقضي منه العجب. ألا نستحي من الله ـ عز وجل ـ؟ ألا نخجل من تسمية مثل هذا الكلام دراسات بلاغية أو لفتات أو .. أو .. أو .. إلخ.
الله يقول: حمالة الحطب، ونحن نتكلف القرائن لنخرج كلام الله عن حقيقته، ونقول: لا، هي لم تحمل الحطب؟! وإنما أراد الله أنها كانت نمامة، أي بلاغة هذه؟! وأي فهم هذا؟!
إني لأدين الله ـ عز وجل ـ أن لا كناية ولا مجاز، وقد ذكر المفسرون أن امرأة أبي لهب كانت كما ذكر الله في كتابه تحمل الحطب وتلقيه في طريق رسول الله، كما ذكروا أنها كانت تمشي بالنميمة، لكن قولهم إنها كانت تمشي بالنميمة لا يعني بالضرورة أنهم رأوا أن هذا مجاز، بالمعنى الذي يعنيه البلاغيون.
فيا أحبتي، لا تفتحوا لأنفسكم باب الكلام بهذه الكيفية، وأنتم تعلمون أن القول بالمجاز وفتح الباب له بهذه السهولة، كان هو مخرج الفرق الضالة لنفي صفات الرب التي أثبتها لنفسه في كتابه.
ثم اعلموا بعد ذلك ـ أحبتي ـ أن المجاز في القرآن مسألة فيها نقاش طويل، بين مانع ومثبت ... آمل قبل أن نعطي لأنفسنا المجال في إثباتها في آية أو نفيها، أن نأخذ بما قاله المفسرون الموثوق في تفاسيرهم، ممن اتبع المأثور واعتمد على المنقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم لا أعذر أحدًا قبل الكلام في مسألة وقوع المجاز في القرآن من قراءة كتاب الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الموسوم بـ " منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز " فإذا فهمه وفقهه كما ينبغي، فليتحدث بعد ذلك عن المجاز أو ليتركه.
واختصارًا للكلام ـ أيها الأحبة ـ فإن إثبات المجاز بما عليه المتأخرون وأهل الكلام، لم يثبت عن الصحابة والتابعين وأتباعهم مطلقاً، وإنما أحدثه المعتزلة والجهمية وأهل الكلام ومن قلدهم في ذلك من الأشاعرة والماتريدية.
وقد أشبعه شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم بما لا مزيد عليه، وكذا الشيخ الشنقيطي في رسالته الآنفة الذكر.
مع التنبيه إلى أمر مهم جدًا، وهو أن المجاز يطلق على أمرين:
الأمر الأول: ما يجوز في اللغة. فهذا لا خلاف في صحته ووقوعه في القرآن.
مثل: إطلاق كلمة " أسد " على الحيوان المعروف، وعلى الرجل الشجاع.
ومثل: إطلاق كلمة " القرية " على البيوت بدون سكانها وإطلاقها على أهلها وسكانها.
ومثل: إطلاق كلمة " العين " على العين الباصرة، وعلى عين الماء وغير ذلك.
الأمر الثاني: مقابل الحقيقة وقسيمها، وهذا الذي ابتدعه أهل الكلام ونفاه كثير من أهل السنة.
أما ما ذكرت ـ أخانا الشرباتي ـ من قولك: ربما كان القول بأنها ممن يسير بالنميمة والوقيعة بين الناس أبلغ في مهاجمة زوجها أبا لهب---فعندما تتعرض لشخص من علية الكون واصفا زوجته بأخلاق سوء تكون قدبلغت الغاية في نقده ونقضه.
فكلام أعجب من أن تذهب إليه؛ لتثبت أن " حمالة الحطب " مجاز.
ولا أجد ردًّا عليه بأحسن مما رد به أخونا أبو عبد المعز ـ أعزنا الله وإياه بطاعته ـ فنحن وإياك نتفق أن ذكر امرأتي نوح ولوط بما ذكرتا به من الكفر وهو أبلغ ما يكون في وصفهما بأقبح الأخلاق قاطبة، لا يعني من أي وجه نقد زوجيهما ـ عليهما السلام ـ ولا القدح فيهما، ولو قال بذلك قائل لاستحق التعزير.
مع أني أتفق معك في أنك حين تذكر امرأة شخص من العلية بنقيصة أو مسبة، فإن في ذلك ما قد يكون نوع مسبة له، لكن أن تكون قد بلغت الغاية نقده ونقضه ـ على حد تعبيرك ـ فلا يسلم لك مطلقًا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 03:51 م]ـ
البصري
واضح من كلامي أنني أفكر بصوت عال ولم أجزم فهدىء من روعك---وفكر معي في هذه الآية التي قال عنها بعض المفسرين أنها تحمل الحطب في جهنم ليوقد تحت زوجها---فهل هذا المعنى مما يقبل؟؟
إن التدبر في كتاب الله بحسب اللغة العربية وما تقتضيه من فنون أمر محبذ--واعذرني فقضيتكم خاسرة في محاولة نفي المجاز--ولقد قال لي العديد من مفكريكم الحاليين أنهم لا يؤيدونها فلا تحمل السلم بالعرض
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 06:03 م]ـ
الاخ جمال ....
اما اعتبار الكناية فرعا من المجاز ........ فهذا ضعيف ..... والصواب ان تقول الكناية قسيم المجاز ....
والمشهور عند ارباب البيان .. القسمة الثلاثية:
التشبيه
المجاز
الكناية ...
والكناية على الصحيح ... من باب الحقيقة ... لكن مع ارادة اللازم .....
الكناية مقابل التصريح ....
المجاز مقابل الحقيقة .....
أما قولك: إن التدبر في كتاب الله بحسب اللغة العربية وما تقتضيه من فنون أمر محبذ ....
هذا القول ليس على اطلاقه .... فليس كل معنى مقبول فى اللغة ... يليق بالقرآن ... خذ
مثلا ... من الشعر ... فقد حبذوا المبالغات ... والتعليلات الشعرية الطريفة ... حتى قيل اعذب الشعر اكذبه .... وهذا لا يليق بالقرآن قطعا ..... اما الفنون التى ذكرتها ... فبعضها مدخول ... خاصة ما ابتكره المتكلمون ..... مثل طاغوت المجاز ...
أما قولك: واعذرني فقضيتكم خاسرة في محاولة نفي المجاز ....
فجوابه: هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ....
ثم كم ينطبق عليك المثل رمتني بدائها وانسلت .... اتهمت اخوانك بالاقصاء .... مع انك ... تستعمل ضميري نحن وانتم ... فقلت مفكريكم .... فهلا وضحت مرجع الضمير فى "كم" ...
وللتوضيح ... فمصطلح "مفكرون"متهافت ... يثير الضحك ... فكل انسان مفكر ... وكل عاقل يفكر ... فالتلميذ مفكر .. وبائع البطاطا مفكر ... وقد قال الكافر ديكارت يوما ... ان الفكر هو الموزع بالعدل بين الناس .... وان كنت تقصد طبقة ممتازة من المسلمين ..... تفكر لغيرهم ... فلا كهنوت فى الاسلام .... ونحن نسميهم مجتهدين .... وفقهاء .... اما ما يسمى بالفكر الاسلامي ..... فليس بشىء ..... والدليل هات لى مسألة واحدة فى العقيدة اتفق عليها ... المفكرون ... ونحن ليسنا مستعدين لاهلاك اعمارنا فى قيل وقالوا ....
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 04 - 2005, 08:25 م]ـ
أبا عبد المعز
لقد تاكدت من قولك أن الكناية قسيم التصريح كقوله تعالى
((وَرَبائِبُكُمُ الّلاتي في حُجُورِكُم من نِسائِكُم الّلاتي دَخَلتُم بِهِنَّ فإن لم تكونوا دَخَلتُم بِهِنَّ فلا جُناحَ عَليكُم)) فقد كنى بالدخول وأراد لازمه وهو الوطء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[10 - 04 - 2005, 09:38 م]ـ
تحية طيبة إليكم أيها السادة الأفاضل يا من تثرون المنتدى دوما بقراءاتكم وتوجهاتكم
وشكر خاص للأستاذ الفاضل الأخ جمال الذي يفكر معنا دوما بصوت مسموع طارحا أسئلته حول ما يقرأ من آيات فينشط حركة القسم دوما
لا شك أن ما يجمعنا هو الحرص على كتاب الله وعدم الخوض فيما لا نعلم
وكلنا متطفلون على كتب علمائنا ثم تكون ثمرةَ ذلك توجه معين واقتناع خاص مع رأي أو آخر
مع فرصة للتفكير لنعطي أنفسنا مساحة لنتلقى من الآيات الكريمة ما نفهمه وفق المعطيات التي يسرها الله لنا
وإن قضية المجاز مما كثر الحديث فيها إقرارا ومنعا وليس هنا مجال بسطها، وإن كان السؤال قائما حول إقرار ابن القيم للمجاز في شرحه لبعض الآيات ثم إنكاره المصطلح والعبرة بالتطبيق لا بالنظريات!
ولكن الآية المقصودة تتيح لنا حملها على أكثر من وجه، ويجوز أن تكون كلها مرادة من باب التوسع الذي لا يحجر على معنى واحد
فما الذي يمنع من كونها تحمل الحطب أو الشوك وتلقيه في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في طريقه؟
إن الحقد يصنع ما هو أكثر من هذا فيتنازل الحاقد عن أشياء كثيرة في سبيل إيذاء من يكره أو يحقد عليه
ثم إنها كانت تسعى بالفتنة بين الناس كمن يمد النار بالحطب ليزيد اشتعالها
ولا مانع من إرادة الأمرين، فكل يفهم وجها أو أكثر ولا تمنع الآية ذلك ما دام ليس ثم تعارض بين المعاني بل هو مما يؤكد ثراء القرآن بجمع المعاني المتعددة في الكلمات القليلة
ـ[الورفلي ليبيا]ــــــــ[10 - 04 - 2005, 10:59 م]ـ
بعد البسملة ب (اسم الله الرحمن الرحيم) فاني اكتب للاخ ابو عبد المعز الذي ينكر المجاز في القرآن واقول له:
ان كانت كل الكلمات التي جاءت في القرآن جاءت على الحقيقة فما القول في قوله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) فلم ير احد الشيطان ليعرف شكله.
وليس معنى كلامي هذا أنني مع الاخ جمال في اثبات المجاز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[البصري]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 06:06 م]ـ
الظاهر أن ما ذكرته ـ أخانا الحبيب الورفلي ليبيا ـ لا يدخل في باب المجاز، فهو ـ رعاك الله ـ تشبيه لطلع شجرة الزقوم برؤوس الشياطين، التي وإن لم يرها العرب، فإنهم يتخيلون لها صورة تشمئز منها النفوس، وتفزع لها القلوب. فلا تذهب بعيدًا ـ سلمك الله وحفظك وزادك علمًا وتوفيقًا ـ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 08:13 م]ـ
قوله تعالى ((طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ)) الصافات 65
هو كما قلت أخي البصري -- تشبيه لشجرة الزقوم بشيء متخيل وهو رؤوس الشياطين---والتشبيه حقيقة وليس مجازا --لكن عندي ملاحظتان هما
# الطلع هو ثمر النخيل فاستعير هنا لشجرة الزقوم والإستعارة مجاز
#قولك (فلا تذهب بعيدًا) لا محل له في بحث علمي فأنت لا تنهاه عن منكر إن خالف قولكم بنفي المجاز في آيات الكتاب-- فلا تذهب بعيدا في تأييد المرجوح من القول
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 09:28 م]ـ
الأخت أنوار
نحتاج طلتك علينا فلا تبخلي بها ودمت لنا مشرفة وناقدة
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 02:44 م]ـ
ما زلت تحاول أن تقولني ما لم أقله ـ أخي الشرباتي ـ من نفي المجاز.
وما زلت تجعل نفسك شيئًا ونحن شيء آخر .... فلماذا كل هذا؟
ولا أقول إلا: سبحان الله! لم يرد امرؤ إخفاء شيء إلا ظهر على فلتات لسانه ...
أسأل الله أن يعفو عنك، وأن يغفر لك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، إنه جواد كريم.(/)
وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 07:28 ص]ـ
قال تعالى
(وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) 159 ال عمران
أليس الفظ هو غليظ القلب؟؟
قال الجواهري في الصحاح
((فظظ
الفَظُّ: الرجلُ الغليظُ. وقد فَظِظْتَ يا رجل فَظَاظَةً. والفَظُّ أيضاً: ماءُ الكَرِشِ. ومنه قولهم: افْتَظَّ الرجل، وهو أن يسقي بعيره ثم يشدُّ فمه لئلا يجترَّ، فإذا أصابه عطش شقَّ بطنَه فعصر فَرْثَهُ فشرِبه.))
وقال الزمخشري في أساس البلاغة
((ف ظ ظ
أنحى عليه بفظاظته وعنفه، وما كنت فظّاً، ولقد فظظت علينا وغلظت. وعطشوا حتى شربوا الفظّ وهو ماء الكرش، وافتظوا الكرش: أخذوا فظّها. وقال: إذا اعتصروا للّوح ماء فظاظها
وتقول: قوم غلاظ فظاظ، كأن أخلاقهم فظاظ.))
أما الطبري فقال فيها
((فإنه يعني بالفظّ: الجافي، وبالغليظ القلب: القاسي القلب غير ذي رحمة ولا رأفة،))
أما إبن عطية فقد قال في المحرر الوجيز
((والفظاظة: الجفوة في المعاشرة قولاً وفعلاً
وغلظ القلب: عبارة عن تجهم الوجه وقلة الانفعال في الرغائب وقلة الإشفاق والرحمة))
أما الرازي فقد فرق تفريقا لطيفا بين مفهومي الغلظة والفظاظة فقال
((فان قيل: ما الفرق بين الفظ وبين غليظ القلب؟
قلنا: الفظ الذي يكون سيء الخلق، وغليظ القلب هو الذي لا يتأثر قلبه عن شيء، فقد لا يكون الانسان سيء الخلق ولا يؤذي أحدا ولكنه لا يرق لهم ولا يرحمهم، فظهر الفرق من هذا الوجه))
وهذا ما يشدني إلى الرازي فغالبا ما يتميز عن الآخرين بلطائفه
فتجدني راغبا بتبني قوله أكثر من غيره
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 05:06 م]ـ
قال تعالى
(وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) 159 ال عمران
أليس الفظ هو غليظ القلب؟؟
أما الطبري فقال فيها
((فإنه يعني بالفظّ: الجافي، وبالغليظ القلب: القاسي القلب غير ذي رحمة ولا رأفة،))
أما الرازي فقد فرق تفريقا لطيفا بين مفهومي الغلظة والفظاظة فقال
((فان قيل: ما الفرق بين الفظ وبين غليظ القلب؟
قلنا: الفظ الذي يكون سيء الخلق، وغليظ القلب هو الذي لا يتأثر قلبه عن شيء، فقد لا يكون الانسان سيء الخلق ولا يؤذي أحدا ولكنه لا يرق لهم ولا يرحمهم، فظهر الفرق من هذا الوجه))
وهذا ما يشدني إلى الرازي فغالبا ما يتميز عن الآخرين بلطائفه
فتجدني راغبا بتبني قوله أكثر من غيره
تُقَارِنُ بَيْنَ طَلْحَةَ وَابْنَ سَاوِي ... رَعَاكَ الله مَا هَذَا التَّسَاوِي
إذا كان تفسير الرازي قد فاق تفسير الطبري في مسألة فإن تفسير ابن جرير - رحمه الله رحمة واسعة - قد فاقه في بحر من المسائل، وكفى الأمة فخرا بتفسير يربطها إسنادا إلى تفسير الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 08:06 م]ـ
أبا أيمن
لا أقارن بينهما وكلاهما ينهلان من نفس النبع---وعندي أقوال للطبري في مسائل أرضاها ولا أظنك ترضاها وإن شئت أتواصل معك بشأنها
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 11:30 ص]ـ
يا عمنا جمال ـ أطال الله على الطاعة عمرك ـ
كل يؤخذ من قوله ويرد، وكلنا ذو خطأ، وما منا إلا راد ومردود عليه.
وفي ظني أن الذي أراده أخونا أبو أيمن وهو ما أراه، أن لا مقارنة بين الطبري والرازي، لا من حيث سعة علم كل منهما في فنه، ولكن هل يستوي من جل علمه قال الله وقال رسوله، ويؤيد كلامه بكلام الصحابة والتابعين وأهل العلم الشرعي، بمن يعتمد رأيه وعقله؟؟
والله، إن من اعتمد التفسير بالمأثور لخير ولو أخطأ غير قاصد ممن اعتمد رأيه ولو أصاب.
ونحن ـ عمنا الحبيب ـ لا نمنع مطلقًا من الاستفادة من أي تفسير، لكن بشرط ألا يخالف الدليل من الكتاب أو السنة، وأصول التفسير المعتمدة.
وأما قولك: وعندي أقوال للطبري في مسائل أرضاها ولا أظنك ترضاها ... ففما لا نختلف جميعًا فيه، فالطبري بشر يصيب ويخطئ، ونحن نأخذ منه الصواب، ونرد الخطأ ... لكن من أخلاق السلف، أهل السنة والجماعة، أنهم إذا عرفوا سلامة عقيدة المرء وصدقه، واتباعه للسنة وطلبه لها، ورأو كثرة حسناته، فإنهم يدفنون ما وقع له من خطأ في بحر تلك الحسنات، مع امتناعهم ـ طبعًا ـ عن متابعته في خطئه ... أما أن تتصيد أخطاء رجل علم مع ماله من قدم صدق في الإسلام، ليشهر به وينتقص قدره، فأعيذ نفسي وإياك وإخواني من هذه الصفة.
أما من عرف عنه عدم سلامة عقيدته، فإن الأصل في كلامه التوقف حتى يتبين صحته من عدمها، فإن كان كلامه صحيحًا أخذ؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها، وإن كان خطأ رد عليه ... وسلامة العقيدة مطلب لا يعدله مطلب ـ أخي الكريم ـ ولأن يقول المرء المسلم في مسألة: لا أعلم، ويرد علمها إلى الله ورسوله، خير من أن يقول فيها برأي مجرد، لا يعلم يقينًا صحته من خطئه.
ونحن نقول لمن أراد السلامة لعقيدته: لا يستوي الطبري وابن كثير والبغوي في معتقدهم، بالرازي أو الزمخشري ونحوهما ممن بعضهم معتزلي، وبعضهم عقلاني، وبعضهم مخرف لا يهمه أمر العقيدة في قليل ولا كثير.(/)
(أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) إستفهام إنكار أم تقرير؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 07:01 ص]ـ
:::
قوله تعالى (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) الحجرات 12
ما نوع الإستفهام في هذا الجزء من الآية؟؟
هل هو استفهام تقرير--أي أنه يطلب منهم الإعتراف بفعلهم هذا الأمر؟
هل هو استفهام إنكار--أي أنه يوبخهم على هذا الأمر فتكون "فكرهتموه" بمعنى الأمر --أي إكرهوه؟؟
ومن المفهوم ضمنا أن أكل لحم الميت مجاز يقصد به الغيبة
هيا إلى محاورة علمية لطيفة في هذه النقطة
ـ[البصري]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 01:27 م]ـ
لا أظن أن في قوله ـ تعالى ـ: " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا " مجازًا .. بل هي على حقيقتها.
وهذا هو الذي ينبغي أن يحمل عليه كلام الله ـ عز وجل ـ وألا يصار إلى المجاز ما دام للحقيقة مخرج.
والذي في الآية سؤال على حقيقته: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا؟
فستكون الإجابة قطعًا: لا، لا يحب أحدنا أن يأكل لحم أخيه ميتًا. بدليل قوله ـ تعالى ـ: " فكرهتموه "
إذًا اعلموا انكم إذا اغتبتم أخاكم، فكأنما أكلتم لحمه ميتًا.
فالاستفهام على حقيقته، ولم يخرج إلى معنى مجازي.
اللهم فقهنا في الدين، وعلمنا تأويل كتابك على الوجه الذي أردته ويرضيك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 03:44 م]ـ
البصري
تبنيك لنفي المجاز في القرآن الكريم رأي مرجوح والراجح وقوع المجاز---ولا تخلو آية من مجاز--وإلا كيف يتنفس الصبح حقيقة--وكيف يذهب إبراهيم إلى ربه حقيقة---وكيف يشتعل الرأس شيبا حقيقة وكيف يأتي الله بنيانهم من القواعد حقيقة؟؟
ما أريد أن أقوله لك أن الثلاثة الذين نفوا المجاز ليسوا هم كل علماء الأمة وأتباعهم جزء بسيط من الأمة وكافة العلماء غيرهم يتبنون وقوع المجاز فاعذرنا إن حذونا حذوهم ولا تقصينا من رحمة الله فما أظن أن الصواب إلى جانبكم
ثم نقاشي حول هذه الآية هو أن نحدد نوع الإستفهام من حيث التقرير أو الإنكار فما هو رأيك؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[10 - 04 - 2005, 06:05 م]ـ
ومن أنا حتى أتبنى نفي المجاز في القرآن؟ ومن أنت حتى تثبت وقوعه في القرآن؟
ثم هات برهانك على أني نفيته بعبارة صريحة، فنحن في منتدى الفصيح، وكلامنا فصيح وواضح، أنا لم أثبت المجاز ولم أنفه، ولكني سأسالك أسئلة وأريد منك إجابتها بكل صدق وتجرد وإنصاف، ثم سأتابع النقاش معك موضحًا لك رأيي القاصر:
الأول: هل يصار إلى المجاز ونحن نجد للحقيقة مساغًا؟؟ آمل ان تكون الإجابة عن هذا السؤال فقط (وانتبه فهو مبدوء بـ " هل ")
الثاني: قولك: ولا تخلو آية من مجاز ... ما معناه؟
الثالث: قولك: ولا تقصنا من رحمة الله ... من أين فمهت من صريح كلامي أني ـ وأعوذ بالله من الجهل ـ أقصيك من رحمة الله (إن وجدت لي كلامًا فحدده بدقة، وأنا أتوب إلى الله منه مقدمًا، لكن كما ذكرت لك حدد بدقة، فالخاص شيء وعمومات الكلام شيء آخر)
الرابع: من أين لك أن القائلين بنفي المجاز هم ثلاثة؟ وهل طفت العالم كله لتعلم أن كافة العلماء مثبتون للمجاز في القرآن إلا هؤلاء الثلاثة؟
الخامس: هل كثرة القائلين بقول يدل على صحته؟ وأن قلة الآخذين برأي ما يدل على ضعفه؟ وهل المسلمون بالنسبة لسكان العالم قلة أم كثرة؟
السادس: كيف تجزم بأن القول بنفي المجاز مرجوح، ثم يعود جزمك ظنًا في نهاية كلامك إذ تقول: فما أظن أن الصواب إلى جانبكم؟
السابع: ألم تقل: ومن المفهوم ضمنا أن أكل لحم الميت مجاز يقصد به الغيبة ... فكيف تتنصل منه وتزعم أن نقاشك إنما هو لتحديد نوع الاستفهام؟
آمل الإجابة عن جميع الأسئلة بدقة وتجرد وإنصاف، بعيدًا عن الانتصار للنفس، فأنا وأنت هدفنا هو الوصول للحق، لا تثبيت الباطل والترويج له ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 04 - 2005, 07:43 م]ـ
أيها البصري
قلت (ومن أنا حتى أتبنى نفي المجاز في القرآن؟ ومن أنت حتى تثبت وقوعه في القرآن؟))
فلعلك نسيت قولك ((إني لأدين الله ـ عز وجل ـ أن لا كناية ولا مجاز))
أو قولك ((وأنتم تعلمون أن القول بالمجاز وفتح الباب له بهذه السهولة، كان هو مخرج الفرق الضالة لنفي صفات الرب التي أثبتها لنفسه في كتابه.))
(يُتْبَعُ)
(/)
أو قولك ((فإن إثبات المجاز بما عليه المتأخرون وأهل الكلام، لم يثبت عن الصحابة والتابعين وأتباعهم مطلقاً، وإنما أحدثه المعتزلة والجهمية وأهل الكلام ومن قلدهم في ذلك من الأشاعرة والماتريدية وقد أشبعه شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم بما لا مزيد عليه، وكذا الشيخ الشنقيطي في رسالته الآنفة الذكر.))
فما رأيك؟؟
-------------------------------------------------
ـ[البصري]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 06:19 م]ـ
رأيي أنك تحمل الكلام ما لا يحتمل. أما قولي: إني لأدين الله ـ عز وجل ـ أن لا كناية ولا مجاز .. فأعني به الآية التي نحن بصدد الكلام عليها، لا المجاز والكناية مطلقًا، فافهم ـ ألهمنا الله وإياك رشدنا ووقانا وإياك شر أنفسنا ـ
وأما قولي: أنتم تعلمون أن القول بالمجاز وفتح الباب له بهذه السهولة، كان هو مخرج الفرق الضالة لنفي صفات الرب التي أثبتها لنفسه في كتابه ... فما زلت عليه، وهو لا يعني أني أنفي المجاز، وإنما أبين خطر فتح بابه على مصراعيه على عقيدة المسلم، وخاصة من كان على علم قليل كأمثالنا.
وأما قولي: فإن إثبات المجاز بما عليه المتأخرون وأهل الكلام، لم يثبت عن الصحابة والتابعين وأتباعهم مطلقاً، وإنما أحدثه المعتزلة والجهمية وأهل الكلام ومن قلدهم في ذلك من الأشاعرة والماتريدية وقد أشبعه شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم بما لا مزيد عليه، وكذا الشيخ الشنقيطي في رسالته الآنفة الذكر ... فهو ما أعلمه عن خير القرون، فإن كان لديك مزيد علم عنهم أنهم أثبتوه، فأسعفنا به موثقًا، وأنا ضامن لك أن أتبعك بلا تردد.
أسأل الله أن يعفو عنا وعنك، ويوفقنا ويوفقك، ويغفر لنا ولك ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين.
فأنت ونحن أحوج ما نكون إلى الائتلاف والاتفاق، لا إلى العناد والجدل والاختلاف الذي لا طائل من ورائه.
وإن أحببت الإجابة عن بقية الأسئلة التي أوردتها في سابق مشاركتي فحسن، وإلا فأنت وما ترى، والله يتولاك ويرعاك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 08:41 م]ـ
أيها البصري
قولك ((وهو لا يعني أني أنفي المجاز))
قول مبارك ويعني أنك على المسار السليم فلا يمكن أن ينفى ما أعطى الآيات بلاغة غير معهودة
قولك (فإن إثبات المجاز بما عليه المتأخرون وأهل الكلام، لم يثبت عن الصحابة والتابعين وأتباعهم مطلقاً))
ولم يثبت عنهم أيضا القول بأصول الفقه ولا أصول الدين ولا الحركات ولا النقاط ولا الإعراب ولا العروض ولا البلاغة ولا الجرح والتعديل ولا ولا --
-قولك ((فأنت ونحن أحوج ما نكون إلى الائتلاف والاتفاق، لا إلى العناد والجدل والاختلاف الذي لا طائل من ورائه.))
قول مبارك على أن نلتزم بما نص عليه جمهور العلماء ولا نأخذ بالشاذ من القول
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 05:24 م]ـ
ما زلت ثابتًا على رأيي، وهو التوقف في المجاز، فأنا لم أثبته بعد، حتى تزعم أني على المسار الصحيح ـ أخي الشرباتي الحبيب ـ بل أنا إلى نفيه أقرب، ولو من باب سد الذرائع.
وأما قولك: ولم يثبت عنهم أيضا القول بأصول الفقه ولا أصول الدين ولا الحركات ولا النقاط ولا الإعراب ولا العروض ولا البلاغة ولا الجرح والتعديل ولا ولا ... فعجيب، إذ خلطت علومًا بعضها واجب تعلمه، ظاهرة مشروعيته، بعلوم يجوز تعلمها ولا غبار عليها، ولم تضف جديدًا إلى ما نحن فيه.
وأذكرك بالقاعدة الأصولية: " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " فأصول الفقه وأصول الدين والحركات والنقاط والإعراب والجرح والتعديل، علوم واجب تعلمها على الأمة؛ إما على الكفاية أو على التعيين؛ لأن كثيرًا من الواجبات تقوم عليها. وأما العروض والبلاغة فجائز تعلمهما، وأما المجاز وما إليه مما دخل على الأمة منه نقص في معتقدها، فيجب أن نكون عند تعلمه على أشد الحذر، فنقبل منه ما لم يخالف الكتاب والسنة، وما خالفهما فتعلمه حرام، والقول به افتراء على الله.
وأما قولك: على أن نلتزم بما نص عليه جمهور العلماء ولا نأخذ بالشاذ من القول ... فلا نختلف عليه ابتداءً ما لم يخالف الدليل.
، لكن من الذي يحكم بأن هذا هو قول الجمهور، أهو الحق والواقع أم اتباع الهوى والظن؟
وما رأيك لو كان كلام الجمهور مخالفًا للدليل، فهل نأخذ به ونسلم؟
أراك ستقول: لا. وإن لم تقلها، فيجب عليك أن تقولها، لأنك متعبد بالدليل، وليس بقول الجمهور، فالمشرع هو الله، والمبلغ عنه محمد بن عبد الله ... والرجال يعرفون بالحق، وليس الحق هو الذي يعرف بالرجال. وقد ثبت عن علماء الأمة ـ رحمهم الله ـ أنهم لم يكونوا يدعون الناس إلى أشخاصهم، وإنما كانوا يدعونهم إلى اتباع الدليل، وأن يرموا بكلامهم عرض الحائط متى ما خالف الدليل. وإذا كنت ترى أن قول الجمهور أصل من الأصول المعتمدة فأبن لنا من أين أخذت هذا، فنحن نعلم أن أصول الدين: الكتاب والسنة والإجماع (وانتبه! إنه الإجماع وليس قول الجمهور) ثم القياس، على خلاف فيه بين علماء الأصول. وما عدا هذه الأصول الأربعة فلا نعرفه، ولسنا ملزمين به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبراس]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 03:36 ص]ـ
جمال
قلت: أن المقصود ب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) الغيبة على سبيل المجاز.
فكيف تكون مجازا وقد ذكر الله سبحانه وتعالى (الغيبة) قبلها وصرح بها , أم أنك لم تقرأ الآية من أولها
قال تعالى (ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)
وكيف تكون مجازا , ألم تقرأ الحديث
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم, فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. رواه أبو داود
فأكل اللحوم حاصل يوم القيامة وهو عقاب لمن يغتاب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 06:47 ص]ـ
النبراس
بارك الله فيك---عندي نقطة حول توقيعك
(أنتركهم يغصبون العروبة
مجد الأبوة والسؤددا))
ما رأيك لو أعدت تفكيرك فيه
ـ[البصري]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 11:56 ص]ـ
وجد جمال مخرجًا ... !!
وهو ـ كما عهدناه ـ ذكي في الخروج إذا أفحم.
يجيب عما لا يسأل عنه، ويتجاهل ما لا إجابة عنده له.
لكن ذلك لا يطمس من الحقيقة شيئًا.
ويا ليته يستغل قلمه وجهده وتفكيره في الدعوة إلى الله على علم وبصيرة، ويحذر مما أضاع وقته فيه، مما يسميها لفتات بلاغية، وإنما هي نقول أو فهوم يتشربها عن الرازي والزمخشري، وغيرهما من علماء المعتزلة والأشعرية والعقلانية، ومن تابعهم على خطئهم، وإن كان في الجملة من علماء السلف،،
ألا فدع ـ أخي الكريم جمال ـ الأشعرية وما أخطؤوا فيه، والمعتزلة وما وقعوا فيه، فقد قدموا إلى ما عملوا، دعهم ولا تتبع منهجهم " إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا "
تب إلى الله، وعد إلى ما كان عليه رسول الله وأصحابه وسلف هذه الأمة المتبعين.
ليس عيبًا أن يخطئ المرء، ولو استمر على خطئه طويلا، لكن العيب أن يموت وهو على عقيدة مدخولة.
دعك من هذه المجادلات العقيمة، فكلام الله واضح وبين، في غنى عن عقل الرازي وبلاغة الزمخشري.
و ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ...
ـ[نبراس]ــــــــ[19 - 04 - 2005, 12:16 م]ـ
أولا: دعنا في ما نحن فيه
ثانيا: جزاك الله خيرا على هذه اللفتة وإن كنت من قبل سؤالك لاحظت أن هذا البيت ينادي بالعروبة وودت لو كان مكان العروبة (الإسلام) لأنه (لاعروبة بدون إسلام)
وربما كانت الضرورة الشعرية (الوزن والقافية) قد ألزمت الشاعر هذه اللفظة.
فهذه القصيدة جميلة جدا لولا .......
أخي جمال: ليتك تكون مثلنا وتتعلم منا فنحن نعترف بالخطأ ولانكابر ولانجادل في الحق وليس في ذلك منقصة علينا, أما أنت فلا سبيل في علاجك.
ـ[البصري]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 11:58 ص]ـ
أسلوب الحكيم ـ كما يسمى في البلاغة ـ قد يكون حيلة عاجز أحيانًا، وقد يكون وسيلة للهروب مما لا جواب لدى السامع أو القارئ عنه، وقد يكون ـ كما عند الحكماء ـ للفت نظر المتكلم إلى ما هو أهم مما تكلم به أو سأل عنه.(/)
أستغرب--لم لا تكون المشاركات بالإسم الصريح
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 03:55 م]ـ
:::
المنتدى ليس منتدى سياسيا حتى نتناقش بالأسماء المستعارة---فهيا ليسجل كل منكم بإسمه الصريح
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 05:35 م]ـ
ليس مهمًا أن تشارك باسم صريح أو مستعار ... ولكن الأهم أن تشارك بما ينفع ولا يضر.
مجرد رأي، ولا شك أن للإخوة آراء أخرى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 06:24 ص]ـ
أليس التعريض من فنون البلاغة؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 05:16 م]ـ
بلى، هو كذلك.
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرًّا به الماء الزلالا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 08:07 م]ـ
سامحك الله
ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 08:39 م]ـ
في رأيي المتواضع أن المنتديات السياسية هي التي يجب أن يكتب بها بأسماء صريحة، لأن أصل السياسة ينتمي إلى فرع المداهنة والتلوُّن، والاسم الصريح هنا يجبر القائل على التحري وأن يحسب حسابا لمن يقرأ قوله0
أما في المنتديات الأدبية فقد يكون الاسم المستعار هو الأفضل لأنه يحرر الكاتب من بعض القيود التي قد تعيقه عما يريد قوله، وليس هناك قول إلا له أصل ومصدر، فمن يقول لابد أن يسند قوله لمصدر، وكما يقولون: الأسانيد أنساب الكتب0
والله تعالى أعلم0
ولكم وافر الود،،،
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 09:10 م]ـ
الأخ العزيز أبا سارة
المنتديات السياسية لا يكتب المرء فيها بإسمه الصريح خوفا من الملاحقة السياسية
أما في المنتديات الفكرية فيكتب الإنسان بإسمه الصريح لوثوقه بما يكتب --ومنتدى البلاغة والإعجاز من أعلى المنتديات الفكرية فكرا
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 09:17 م]ـ
الأستاذ الكريم جمال:
تحية طيبة، وبعد: يظل عالَم الانترنت عالَمًا تعيش كائناته في مجتمعات افتراضية، ووربما حوى الاجتماعُ تباينًا شاسعًا في هُوية أعضائه، من صغير وكبير (حُكمًا وعلمًا) وذكرٍ وأنثى، ووو، وهذا - في ظني - ما جعل كثيرين يشتملون بثياب استعاروها، والغرض بيّن.
لذا أرى أنه لا غضاضة في الكتابة بالاسم المستعار أحيانًا، إن لم يكن ثمة مخالفة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 09:49 م]ـ
الحقيقة يا أستاذ خالد أن المرء يشعر بالفخر عندما يتواصل مع شخصيات فكرية
لها قيمتها مثلكم--
ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 09:57 م]ـ
جزيت خيرا، وزوجت بكرا
عمرها: تسعون إلا عشرا:)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 12:50 ص]ـ
أخي الموفق جمال:
أشكرك على كلماتك اللطيفة، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فما أنا إلا مشارك في هذه الساحة الفصيحية، وكما قال الأستاذ الفاضل البصري - وفقه الله - نفرح بالتقاط الفوائد وصيدها.
الأستاذ أبا سارة: ما أخبار هيلة وواشق؟:)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 01:03 ص]ـ
السلام عليكم
أذكر أننا ناقشنا هذه القضية في مكان ما.
ومما قيل:
أن الاسم المستعار يعطي المرء حرية أكبر يهرب بها من قيود الواقع والتزاماته.
وربما أضفى الاسم الصريح بظلاله على المواقع فهذا موقع أغلب من فيه خليجيون وهذا مصريون
وهذا غيرهم, ونحن نفضل هنا ألا يختص الموقع بجنس معين بل نحب أن يشمل جميع المسلمين ويربطهم بلغتهم.
ويبقى الأمر متاحا لمن أراد فلا نفرض الاسم الصريح ولا نمنعه فمن أراد الاسم الصريح فليكن ومن أراد التخفي وراء اسم مستعار فلا تمنعوه.
* لا أمانع أن أخبر من أراد باسمي الصريح حتى لا يُحسب أني أدافع عن نفسي:)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 01:10 ص]ـ
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرًّا به الماء الزلالا
أعتقد أن البصري يقصد هنا من كان يتخفى لغرض ما
ـ[الكاتب1]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 01:22 ص]ـ
هكذا يكون الزعيم
لا فض فوك، ولاشلت يمينك زعيمنا " القاسم "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 05:39 ص]ـ
لا تذكرني أيها النحوي بالزعماء فأنا لا اطيقهم: mad:
أما القاسم فهو كبير المنتدى
وهوكبير من حيث القدر لا السن فلا أظن أحدكم قد مضى من عمره مثل ما مضى من عمري
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 10:48 ص]ـ
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا "
وما دمت أفصحت بأنك أكبرنا سنًا ـ عمنا الشرباتي ـ فاعلم أننا نكن لك التوقير والتبجيل، وسامحنا إن كنت قد فهمت فيما سبق أننا لم نوقرك.
وأرى الأستاذ / أبا سارة قد صدق ظنه حين سأل الله أن يزوجك بكرًا عمرها تسعون إلا عشرًا.
أما أستاذنا القاسم فنأمل أن نكون كمثله حملا للكلام على أحسن الوجوه؛ فإن ذلك راحة للقلوب أيما راحة، وجمعًا للكلمة ولمًّا للشمل، وهو من الذين يحبون ذلك ـ نحسبه كذلك والله حسيبه ـ وإلا لما جمع محبي الفصيح في هذا المنتدى.
جمعنا الله به والمسلمين أجمعين في دار كرامته، إنه سميع مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 05:14 م]ـ
البصري
جميل منك هذا الكلام--فقد ملكت به قلب عمك--ولتعلم أنني ما أريد إلا تدبر آيات الكتاب--والتحاور معكم فيما يفيد---وأقول لك صراحة أنني عندما أفكر في آية أفكر بذهن خال---لا كمن يتخذ موقفا ثم يطوع الآيات بحسبه
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 05:28 م]ـ
لا نظن فيك غير هذا،،
لكنه لا يمنعنا من أن نرد ما نراه خطأً ...
فقدرك شيء، والتماس الصواب شيء آخر ... وكم من مخلص ومجتهد يجانب الصواب، لكن إخلاصه واجتهاده يرده إلى الحق دائمًا، حتى ولو رآه مع عدوه، فكيف بالإخوة؟!
والدين النصيحة ... " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، إن الله عزيز حكيم "
أطال الله عمرك، ورزقنا وإياك حسن العمل، فقد جاء في الحديث: " خيركم من طال عمره وحسن عمله " ودمت موفقًا.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 05:35 م]ـ
مرحبا بكل الإخوة هنا.
أسباب وجيهة للكتابة باسم مستعار
1.الكتابة باسم مستعار ليست (دائما) محاولة لإخفاء الذات. بل هي محاولة لاكتشاف الذات. هي إذن تواضع معرفي. حين تكتب باسم مستعار لتجرب أن تعرف من أنت.
2.الكتابة باسم مستعار وقبولك بالتفاعل مع آخرين بأسماء مستعارة هو قبول بإنسانية الإنسان أولا، بغض النظر عن عرقه، جنسه، قبيلته أو حتى شهرته ومكانته الاجتماعية.
3.إخفاؤك لبيانات بطاقتك الشخصية يكون في سبيل إظهار من أنت بالفعل. أنت تختار تظليل بياناتك الشخصية لصالح إظهار حقيقتك. وهذا انحياز لدواخلك العميقة.
4.الكتابة باسم مستعار هي انتصار للداخل والحقيقي ضد المظهر و القشرة الخارجية.
5.الكتابة باسم مستعار مثل الدخول في حفلة تنكرية. فهو دخول مرح واختياري في لعبة الغموض و المجهول. هي انحياز جمالي للغامض والمبهم ضد الواضح والصريح.
6.اختيارك للكتابة باسم مستعار يعني أنك تعطي الاهتمام الأكبر للأفكار بدل الأسماء وهذه علامة نضج فكري وروحي.
منقول.
ـ[العاطفي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 06:22 م]ـ
: D :D
قومي "التلادة" والشلفاء موطننا ** والعاطفي أبي إن رمتم النسبا
لا تقولون: شايف نفسه: mad: .. والله مجرد دعابه ( ops
ـ[البصري]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 05:26 م]ـ
مرحبًا بك ـ أيها العاطفي ـ
ولكن، ماذا تغنيك نظرة أو عبرة من حبيبتك إذا أنت قدمت إلى ما عملت، أتراها ستفتديك بحسناتها؟ أم أنها ستتوسط لك لحسنها؟
مجرد سؤال أثاره توقيعك الجميل.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 07:25 م]ـ
أضحك الله سنك أيها البصري
دمك خفيف ((مجاز))
ـ[البصري]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 10:46 م]ـ
لأن يكون خفيفًا، فهو أسهل في جريه، وأريح لقلب يضخه، من أن يكون ثقيلا، يتعب القلب، لا قلب صاحبه فحسب، بل قلوب عباد الله.
فاللهم اجعل دماءنا خفيفة خفة عقول القائلين بالمجاز فيما لا مجاز فيه.:)
ـ[المستبدة]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 12:57 ص]ـ
أيّها البصري!
كيف عثرت على سؤالي في فم قلمي؟!
تماما .. كنتُ سأستفهم من الأستاذ / العاطفي، فكثيرا ما يستوقفني
توقيعه.
أمّا ما أُثير حول الاسم المستعار فلعلّ لي عودة غير هذه الساعة
التي انتصف بها الليل وتبعثر.
تحيّة،،،
ـ[العاطفي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 05:21 ص]ـ
هذي آخرة الكتابة بالاسم الصريح: mad:
الأخت المستبدة بداية أبارك لك الترقية إلى (مشرفة) ... وكم كنت أتمنى أنك سبقت الأخ البصري بهذا السؤال الذي عثر عليه في فم قلمك! لأنه حين عثر عليه أخذه ثم لتّهُ وعجنه ثم جففه ثم رمى به بين عينيَّ " فغامت أعيني وتجاهلت السؤالا " كما قال شاعرنا أبوريشة .. وأظنك لو كنتِ سبقته لكان السؤال أخف وطأة!! لما أجده في أسلوبك من رشاقة وحسن تصريف للألفاظ والأشخاص: D ..
ثم أما قبل: فيا صاحبي البصري وفقك الله وسددك فلعلي أجيب على تساؤلك بأمور لست أدري أتعجبك وتكفيك أم أنها ستزيد الطين بلة .. ولكن لكل اختياراته وقناعاته وفقك الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - هذا التوقيع الذي جعلته مصاحبا لي في هذا المنتدى الرائع لا يعبر بالضرورة عن شخصيتي الشرعية ولا عن ذائقتي الشعرية .. وإنما هما بيتان أتيا عفو الخاطر قبل تسجيلي في هذا المنتدى بيوم أو يومين فجعلتهما توقيعا دون تدقيق وتفكير ...
2 - أسأل الله عز وجل لي ولك وللمستبدة ولكل من يقرأ هذا الكلام حسن الختام ونعوذ بالله من الهوى والعشق ... وأعوذ بالله أن يكون همي حين يسار بي إلى رمسي نظرة أو عبرة من قريب أو حبيب ..
3 - قد تقول: فلماذا أيها العاطفي هذا الاختيار لتوقيعك (الجميل)؟ .. فأقول أيها البصري: إن لي من اسمي نصيباً ( ops فأنا أعشق الشعر الرقيق ولا أجده كما أجده في النسيب والرثاء (وللناس فيما يعشقون مذاهب) ...
فلكم هِمت مع شاعر اليمن البردوني حين قال:
لا انقطاع فحبنا=أبدي وملهم
حبنا شاعرعلى=ربوة الخلد يحلم
لا انفصال فإننا=في عروق الهوى دم
ولكم حسدت أبا ريشة على قصيدته:
وثبت تستقرب النجم مجالا=وتهادت تسحب الذيل اختيالا
..................
وكم أرق لعروة بن حزام في قوله:
هوى ناقتي خلفي وقدامي الهوى=وإني وإياها لمختلفان
هواي عراقي وتلوي زمامها=لبرق إذا لاح النجوم يماني
متى تحملي حملي وحملك تثقلي=وما لك بالحمل الثقيل يدان
كأن قطاة علقت بجناحها=على كبدي من شدة الخفقان
جعلت لعراف اليمامة حكمه=وعراف نجد إن هما شفياني
فقالا نعم نشفي من الداء كله=وقاما مع العواد يبتدراني
فما تركا من رقة يعلمانها=ولا سلوة إلا بها سلواني
فقالا شفاك الله والله ما لنا=بما ضمنت منك الضلوع يدان!!
وأراني أشارك أبا فراس أشجانه حين قال:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر=أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى أنا مشتاق وعندي صبابة =ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى=وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي=إذا هي أذكتها الصبابة والفكر
معللتي بالوصل والموت دونه=إذا مت ضمآنا فلا نزل القطر
تسائلني من أنت وهي عليمة=وهل بفتى مثلي على حاله نكر
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى=قتيلك قالت أيهم فهمُ كثر!!
ولست أدري ما الذي ستقوله لو قرأت قصيدة علي محمود طه (تسائلني)
وسأقول لك سرا أرجو ألا تطلع عليه أحدا: p جُلُّ شعري من النسيب ولولا أني أكتب باسمي الصريح لعرضت بعضه (وهو من النسيب الذي لا إسفاف فيه) ولعل في قابل الأيام ما يسوغ لي إخراج بعضه أو كله ..
عندما هممت أن أختم هذا المقال ذكرت أبياتا أعجبتني للعناياتي شاعر دمشق:
رشأ من آل يافث=لحظه بالسحر نافث
ما له في الحسن ثان=وهو للبدرين ثالث
يقلب السين إلى ثا=ء المثاني والمثالث
قلت عدني بوصال=قال ما هذي الوثاوث
: D :D تحياتي ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 06:08 ص]ـ
أيتها المستبدة
السؤال يطرق بابك (مجاز--يابصري:)) ----أكثر من العاطفي---فلم تستبدين؟؟
ـ[العاطفي]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 06:12 ص]ـ
(حاولت الحاقها بالمشاركة الأصلية ولكن بعد فوات الأوان)
ولله در أبي الطيب ما أرقه حين قال:
أيا خدد الله ورد الخدود=وقد قدود الحسان القدود
فهن أسلن دماً مقلتي=وعذبن قلبي بطول الصدود
وكم للهوى من فتىً مدنف=وكم للنوى من قتيل شهيد
فوا حسرتا ما أمرَّ الفراق=وأعلق نيرانه بالكبود
وحين يقول:
لهوى النفوس سريرة لا تعلم=عرضا نظرت وخلت أني أسلم
يا أخت معتنق الفوارس في الوغى=لأخوك ثَمًّ أرق منك وأرحم
راعتك رائعة البياض بمفرقي=ولو انها الأولى لراع الأسحم
ولله كبِد جميل بثينة حين يصرخ:
ألا أيا النوام ويحكم هبوا=أسائلكم هل يقتل الرجل الحب!!
وتأمل هذا التشبيه لكثيّر حين يشكو:
وإني وتهيامي بعزة بعدما=تخليت مما بيننا وتخلتِ
لكالمرتجي ظل الغمامة كلما=تبوأ منها للمقيل اضمحلتِ
كأني وإياها سحابة ممحل=رجاها فلما جاوزته استهلتِ!!
فيا صاحبي، من لا يرق لمثل هذا؟!!: D
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 07:19 ص]ـ
الأستاذ الرقيق العاطفي:
ائذن لي، ربما أبكيك أنا على هذه العاطفة الجياشة:)
ـ[البصري]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 05:35 م]ـ
ألا بارك الله في مشاركتي إذ أخرجت لنا هذه الدرر، بارك الله فيك ـ أخي الحبيب ـ
ولو كنت أعلم أنك رقيق لهذه الدرجة، ما كتبت حرفًا، فعذرًا على جرح المشاعر ـ أيها الشاعر ـ
ويعجبني توقيعك الحالي، فقد قطعت به جهيرة قول كل خطيب.
ـ[العاطفي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 06:10 ص]ـ
الأخ جمال الشرباتي .. حاولت كثيرا فهم مرادك من قولك:
(أيتها المستبدة
السؤال يطرق بابك (مجاز--يابصري) ----أكثر من العاطفي---فلم تستبدين؟؟)
ولكن دون جدوى، فهلا تكرمت بشرح السبب الذي أقحمت لأجله اسمي في عبارتك هذه .. وفقك الله.
الأستاذ البصري وفقك الله أشكر لك عذب كلامك (لا تفرح بارجع توقيعي الأول: p )
أستاذنا الكريم خالد الشبل: تبكيني ;) .. أم تبكي معي!! .. أرجو ألا يكون ذما بما يشبه المدح: D ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 06:28 ص]ـ
العاطفي
خاطبتني بالأخ وخاطبت غيري بالأستاذ---أجبني: mad:
ـ[العاطفي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 06:46 ص]ـ
: d :d صدقني لم يكن هناك من سبب، ولكن " تكرم عيونك " يا أستاذ جمال حسني الشرباتي .. فهل سأجد إجابة على سؤالي؟ .. سددك الله.
أخوك " الأستاذ " العاطفي: d :d
ـ[العاطفي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 06:47 ص]ـ
آسف حدث خطأ ما فكررت المشاركة ( ops
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 07:00 ص]ـ
:) أيها الأخ العاطفي
وجه الشبه بين اعتراض المستبدة على إسمك المستعار واعتراضي أنا على إسمها هو استغرابها لإسمك واستغرابي لإسمها---مع أني لا أستغرب إسمك--وقد كان الفقيه إبن حزم عاطفيا جدا في طوق الحمامة---فالعاطفة محمودة--والتعبير عنها بالعصيان هو المذموم
ـ[العاطفي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 07:06 ص]ـ
جزيت خيرا يا أستاذ جمال .. اتضح الأمر.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 06:31 م]ـ
أشيد بالأستاذ الكريم بديع الزمان على هذا التحليل
الأستاذ جمال:) كيف حالك يا سيدي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 06:58 م]ـ
سيدي القاسم
أشكرك على السؤال---والله لقد أثلجت لي صدري (عندي منكري المجاز معناها إعتداء:)
آمل أن لا أسبب لكم إزعاجا ---ودمتم لنا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 07:32 م]ـ
سيدي القاسم
أشكرك على السؤال---والله لقد أثلجت لي صدري (عند منكري المجاز معناها إعتداء:))
آمل أن لا أسبب لكم إزعاجا ---ودمتم لنا
ا
ـ[المستبدة]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 09:28 م]ـ
مرحبا ...
هل ثمة مجال للخيال؟
إذن تصوّروا معي ..
المستبدّة .. وهي تقوم بالرد هنا، ليلة أمس
وقبل قليل .. وفي كليهما يرتّب لها جهازها العزيز
أجمل مفاجأة! ـ وقد اعتادتها! ـ قمت بالرد
في وقت إضافة الأستاذ البصري مشاركته الأخيرة
لكن فقدتُ مشاركاتي الطويلة .. بسبب هذا العطل!
ورغم امتحاني غدا .. حاولت المشاركة هذه الليلة .. لكن
أيضاً ومع نهاية كتابة المشاركة هبّت رياح أطارت
بحروفي .. فغدت شذر مذر .. !
فهل لكم أن تتصوّروا حال المستبدّة بعد هذا .. ؟
ثمّ هل ستخمّنون أنها ستتابع رغم رفض (الرياح)
لحروفي أن ترتدي السكينة والثبات .. ؟!
بل .. هل تعتقدون بأنّها ستشهر سلاحها وتتابع بعناد
أمّ أنّها سترحل غير مأسوف على حروفها، لتنهزم بصمت .. ؟
بإذن الله لي
ع و د ة
رغم أنفك أيتها الرياح،، إن شاء العلّي الجبّار ...
فالعذر،،،أساتذتي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 09:43 م]ـ
أيتها المستبدة
أنت تستبدين بنا بعدم إجابتك لأستفسارنا ---ونحن مستبدون لإصرارنا على معرفة الأساس الذي سميت نفسك لأجله "المستبدة"--
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 12:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذة الفضلى تقول: ((أين هم)) وأنا أقول: ((أين ذهبت مثل هذه المشاركات)) إن في الصفحات اللأولى للفصيح شيئاً يثلج الصدر , ويريح البال , ويسكب الدموع أسفاً على فقدان مثل هذه المشاركات. ما الذي حل بالفصيح حتى ذهبت عنه ريح المحاورة الشيقة , والمرحة. لا أخفيكم سراً فعند قراءتي لهذه الزاوية لم أحس إلا وأنا أمسح دمعة من عيني , لا أدري متى خرجت ولماذا خرجت؟ أهي الحسرة على فقدان مثل هذه المشاركات؟ أم هي نتيجة سؤال الأستاذة الفاضلة ((أين هم))؟(/)
كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 06:35 ص]ـ
:::
(مَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) 75
قال فيها الجاحظ أن الكلام على الحقيقة وليس كناية---لأن نفي تناول الطعام كاف لنفي الإلهية عنهما ولا حاجة للقول بنفي الإخراج عنهما للدلالة على نفي الآلهية
tهل ياترى ليس أكل الطعام هنا كناية عن الإخراج؟؟
لننظر إلى قول زميله الزمخشري فيها (({كَانَا يَأْكُلاَنِ ?لطَّعَامَ} لأنّ من احتاج إلى الاغتذاء بالطعام وما يتبعه من الهضم والنفض لم يكن إلا جسماً مركباً من عظم ولحم وعروق وأعصاب وأخلاط وأمزجة مع شهوة وقرم وغير ذلك مما يدل على أنه مصنوع مؤلف مدبر كغيره من الأجسام))
لاحظ أنه التزم بالقول المنصوص ولازمه]--- ((لأنّ من احتاج إلى الاغتذاء بالطعام وما يتبعه من الهضم والنفض)) ---
فلم يعتبر أكل الطعام كناية إنما فسر الآية بالأكل الحقيقي ومايتبعه من إخراج كقوله ((ولا تقل لهما أف)) نهي عن قول أف وما هو أعلى منها من آيذاء للوالدين
ما رأيكم؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 02:23 م]ـ
ماشاء الله
اللهم زد وبارك0
ـ[البصري]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 03:52 م]ـ
لا أدري ـ أخانا المشرف أبا سارة ـ حين دعوت باستمرار هذا الوابل الصيب من كلام أخينا الشرباتي، أكنت تعي ما تقول، أم أن عظم الفاجعة بهذا الكلام غير المفهوم جعلتك تخطئ من شدة الـ ... (!)
أما أنا فلم أفهم من كلام الجاحظ ما يدعوني لأن أدعو بما دعوت به، وقد كررت قراءته مرات ومرات، وما علق به أخونا الشرباتي عليه فلم أزدد إلا .... (!) جعلني أدعو قائلا: اللهم حوالينا ولا علينا. اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها.
فلا أدري هل كلام الجاحظ هكذا بنصه؟ أم أنه حصل خطأ في نقله وفهمه؟
فإن لم يكن حصل خطأ في نقله، فآمل أن يوضح لنا أخونا الشرباتي ـ زاده الله علمًا وتوفيقًا ـ هل أكل الطعام هنا قد نفي عن ابن مريم وأمه، أم هو قد أثبت لهما؟!! وكيف يكون نفي تناول الطعام ونفي الإخراج كافيًا لنفي الإلهية؟
أما كلام الزمخشري فهو واضح مفهوم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 08:16 م]ـ
أشكر الأخ أبا سارة على مروره وتعقيبه المشجع
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 08:31 م]ـ
الأخ البصري
السلام عليكم
آمل أن تسيطر علينا الرغبة في الوصول إلى الحق لا الأمور الشخصية---ويمكن لك أن تستخدم الكناية مستعيضا عن الفراغات التي قد افهمها بما لا يليق
---وممكن أن يكون المسلم كاليد لليد تغسل إحداهما الأخرى لا كما تفعل معي--
ولقد كتبت هذه المشاركة قبل الذهاب إلى عملي صباح هذا اليوم---وعدت فوجدتك معلقا عليها بحدة شديدة---وكان يمكن لك بقليل من التدبر للكلام أن تجد أين كان الإشكال في مشاركتي
والإشكال كان في هذه العبارة فقط ((لأن نفي تناول الطعام))
وأترك لك فرصة النظر إلى لوحة المفاتيح فتصحح الإشكال لوحدك لأنك وأنا في خندق واحد---تصوبني إن أخطأت وأصوبك إن أخطأت
ـ[أبو سارة]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 04:06 ص]ـ
أخي الفاضل البصري سلمه الله
أعي ما أقول، وأعي ماتعنيه، وفهمتُ مالم تفهمَه منه0
ولو أن الأستاذ الشرباتي ذكر الآية ثم قال: وللجاحظ فيها كلام!
لفهمنا مايريد قوله، لأن آراء الجاحظ مفهومه في هذه الأشياء!
والجاحظ والزمخشري كلاهما من مذهب واحد كما لايخفاك0
وكلامهما هنا فرع، والفرع يرد إلى الأصل!
وهذا التأصيل يلزمنا أن نفهم القول من اسم القائل دون أن نقرأ كلامه 0
هذا تصريح بما لم تستطع التصريح به وإنما ألمحتَ إليه0
أما آراء وكتابات الأستاذ الفاضل جمال الشرباتي، فهي رائعة لأنها نابعة من وفور عقله، ويقول العلماء: شعر الرجل قطعة من كلامه، وظنه قطعة من عقله، واختياره قطعة من علمه0
ولو لم يكن من كتاباته إلا أنها مدخل لإعمال العقل وانسياب الفكر، لحق أن أقول له فوق ماقلت، وجزاه الله عنا كل خير0
أخي الفاضل: لاتلزم الناس بما ترفض أن تقبل نقيضه0
وفق الله الجميع إلى مايحبه ويرضاه0
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 11:53 ص]ـ
إذا كانت كتابات أخينا جمال الشرباتي نابعة من وفور عقله فإن كتابات أخينا البصري نابعة من وفور إيمانه - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - ولاتغض الطرف أستاذي "أبا سارة"
أخوكم أبو أيمن
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 12:16 م]ـ
أبا أيمن
وهل هذا القول لأخينا البصري الذي غضضت أنا الطرف عنه يدل على وفرة آيمان
قال ((وكيف يكون نفي تناول الطعام ونفي الإخراج كافيًا لنفي الإلهية؟))
هل هذا القول مقبول من ناحية عقدية؟؟
وهل هو مقبول من ناحية تفسيرية؟؟
أوليس رب العزة القائل ((مَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) --قد قال هذا الكلام في معرض نفيه لإلوهية عيسى وأمه---ثم يأتينا البصري مستنكرا ذلك بقوله
((وكيف يكون نفي تناول الطعام ونفي الإخراج كافيًا لنفي الإلهية؟))
ومع ذلك غضضت الطرف عنه لأنني أعتبر أننا في خندق واحد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 12:45 م]ـ
الاخ جمال ...
((وكيف يكون نفي تناول الطعام ونفي الإخراج كافيًا لنفي الإلهية؟))
لاحظ ان كلام اخينا البصري صحيح ..... ولا بد من الانتباه الى كلمة"نفي" ... ويمكن تقدير المعنى على النحو التالي:
من "لا "يتناول الطعام .... لا يكون الها ... ومفهومه محال ... اي من يتناول الطعام يكون الها ..
والله تعالى قال عن نفسه "وهو يطعم ولا يطعم"فجعل عدم الطعام دليلا على الالوهية ....
لا شك ان الجاحظ قال ((لأن نفس تناول الطعام)) ...
ولتجاوز هذا الامر الطفيف .... ما رأيك اخي جمال فى عبارة الجاحظ المصححة ... من الناحية النحوية ... هل يجوز تقديم التوكيد على المؤكد ... ما يقول اهل النحو ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 01:45 م]ـ
أبا عبد المعز
عبارتي أنا كانت
((قال فيها الجاحظ أن الكلام على الحقيقة وليس كناية---لأن نفي تناول الطعام كاف لنفي الإلهية عنهما ولا حاجة للقول بنفي الإخراج عنهما للدلالة على نفي الآلهية))
وهي ليست نقلا منه---بل صياغة لي وقعت فيها في خطأ مطباعي بين السين والياء لتقارب الحرفين على لوحة المفاتيح
وعبارته بدقة هي ((ويكفي في الدلالة على عدم الإلهية نفس أكل الطعام لأن الإله هو الذي لا يحتاج إلى شيء يأكله)
وأظن أن الجاحظ حجة في اللغة لتبرير القول (نفس أكل الطعام) نحويا
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 02:31 م]ـ
كل ما كنت أريده ـ إخوتي الأعزاء ـ هو تصحيح الخطأ، لا أقل ولا أكثر، والفراغات التي جعلتها متلوة بعلامة التعجب، إنما هي للدلالة على التعجب فحسب، ولم أرد منها ـ علم الله ـ شيئًا آخر، فأنا ما زلت أعجب ـ وأقولها بصراحة ـ وإن غضب كل من في هذا المنتدى ـ من خطأ أخي العزيز الشرباتي وتشجيع أخي الكريم أبي سارة له على هذا الخطأ. ولا أجد له مسوغًا إلا خيارات أحلاها مر، ولا أظن أخي أبا سارة يستحق أن يوصف إلا بكل صفة حسنة، لكنها العجلة على ما يبدو.
، أما قول أخي الشرباتي ـ سامحه الله ـ
:
أبا أيمن، وهل هذا القول لأخينا البصري الذي غضضت أنا الطرف عنه يدل على وفرة آيمان؟؟؟ فأسأل الله أولا أن يعفو عنه هذا القول، ثم أدعوه ثانيًا لأن يتأمله جيدًا ويتفهمه، وينظر هل هناك قسوة أشد من هذه القسوة؟!
يا أخي العزيز الشرباتي، أتريد منا أن نتمادح ولا يصوب بعضنا بعضًا؟ أتريد أن تتحفنا بمشاركات كبيرة ثم نكون صغارًا في نقدنا؟ أتريد منا أن نكتفي بالشكر ونحن نرى الخطأ جليًا؟ أتدري أننا إذا سكتنا على الخطأ، أن هذا منا إنما هو خيانة لك وتعامل معك باستصغار.
وأما عبارتي ((وكيف يكون نفي تناول الطعام ونفي الإخراج كافيًا لنفي الإلهية؟)) فصحيحة ولا غبار عليها لدى الفصحاء البلغاء ... لا من ناحية عقدية ولا لغوية ... فأنا أقول نفي تناول الطعام ونفي الإخراج، ولم أقل إثباته؛ لأني أعلم أن إثبات أكل الطعام وإثبات الإخراج دليل على نفي الإلهية، والآية في ذلك واضحة، ولا تحتاج إلى كل هذا الكلام، أما نفيه فلا أظن عاقلا يستدل به على نفي الإلهية.
ولي إليك طلب صغير ـ أخي العزيز الكريم النبيل الشرباتي ـ أن تدقق في كتاباتك ولا تستعجل، فليس وراءك ما يدعوك للعجلة، وأنت تعلم أنها أم الندامة.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 02:51 م]ـ
الاخ جمال ... عهدي بك كثير النشاط .... وقولك الاخير: وأظن أن الجاحظ حجة في اللغة لتبرير القول (نفس أكل الطعام) نحويا ... ينم عن رغبة فى الاسترخاء ... ألم تعلم ان اللغويين اغلقوا باب أخذ العربية ... قبل الجاحظ بسنين ... والجاحظ كان فى عصر "المولدين" وهؤلاء لا يحتج بهم ...
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 02:58 م]ـ
وهل كان الجاحظ وحده هو الحجة؟؟
لقد احتج بكلام الزمخشري والرازي وأضرابهما على تأويل كلام الله وإخراجه عن مقصود المتكلم به ـ سبحانه ـ ... فالله المستعان.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 03:37 م]ـ
الإخوة الأساتذة الكرام
سلام عليكم جميعًا:
أحيانًا يتهيب الواحد من الدخول مع أساتذة كبار، يحملون هم اللغة والدين، وقد كتب الله الاختلاف على الناس، وبين النبي - عليه الصلاة والسلام - لنا أن نتعامل بالرفق، فإنه ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كلنا جئنا هنا للعلم والفائدة والحوار. نحمل معلومات ربما كانت صحيحة وربما كانت الأخرى، ونفيد من تصحيح أساتذتنا لنا، ولا نرى أننا معصومون عن الخطأ، لكننا نقبل النقد الهادئ، وتصحيح أخطائنا برفق.
أرجو أن يحتمل أحدنا خطأ أخيه، ويبين الصحيح، كما يراه، حتى نخرج بثمرة يانعة من اختلافنا وحوارنا.
سامحوني على اعتراض طريقكم.
لكم مني تحايا فواحة بعبير المحبة.
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 05:51 م]ـ
لا فض فوك ـ أخي الكريم النبيل الشبل ـ
ونحن بشر، يصوب بعضنا بعضًا، ونسأل الله أن يرزقنا الرفق واللين والحكمة.
وما قد تراه في أساليبنا من حدة أو قسوة أو نحوها، نحن نراه منتهى اللين والرفق، وإلا لما انتهجناه، وعلم الله ـ وحده ـ أنه ليس الخلاف لذاته هو الذي يجعلنا نقسو أو نغضب أو نخرج عن حد المسموح به، فما زلنا نعلم أن الناس مختلفون، وراد ومردود عليه، وأن كلا يؤخذ من قوله ويرد، لكن الذي يغضبنا ـ وهو من رحمتنا لإخواننا ـ أننا نقول لهم قال الله وقال رسوله، وندعوهم إلى الوقوف عندهما، فيحتجون علينا بقول فلان وعلان، ممن مهما بلغوا في علم أو لغة أو أدب أو عقل، فلن يبلغوا عشر معشار من لا ينطق عن الهوى ـ بأبي هو وأمي ـ
نحن نقول ونريد أن نتفق: يا إخواننا ويا أحبابنا، ليس هناك أفضل في تفسير كلام الله وبيان ما احتوى عليه من بلاغة من أن يكون كل ذلك مربوطًا بقال وقال رسوله، وفي حدود الشرع المطهر وما أصله علماؤنا المتخصصون من أصول لتفسير كلام الله،، نريد منكم أن تكونوا على القدر الواجب عليكم ـ مسلمين مؤمنين ـ بتقدير النصوص الشرعية والوقوف عندها، كما كان الصحابة والسلف من التابعين والعلماء يفعلون. نريد منكم إذا كان استدلالنا بكلام وكلام رسوله أن تتوقفوا وتقولوا: " سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير "
" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
هذا ما نريده ـ أخي العزيز الشبل ـ ولسنا ـ ولله الحمد ـ ندعو الناس إلى أن يعطلوا عقولهم، ويحصروا أنفسهم في قول فلان أو فلان، بقدر ما نريد منهم أن تسلم لهم عقائدهم وأديانهم، لأن المسألة في بعض الأحيان قد تكون إيمانًا أوكفرًا، جنةً أو نارًا،، حزبًا مفلحًا أوحزبًا خاسرًا.
نحن نقول بعبارة لا غبار عليها: مرحبًا بالاجتهاد وإعمال العقل، وإظهار ما ينطوي عليه كلام الله من بلاغة، لكن إذا كانت هذه البلاغة مخالفة لآية أخرى، أو لتفسير محمد بن عبدالله أو صحابته، أو ما سار عليه أهل السنة والجماعة في معتقدهم، فلا كرامة حينئذٍ لها ولا لقائلها كائنًا من كان، وإن قبلناها ساعتئذٍ وزعمنا أننا نكرم العقل، فقد أسأنا له إذ حملناه ما لا طاقة له به، وأقحمناه في مجاهل لا يجد فيها حيلة ولا يهتدي إليها سبيلا، أو نكون حينئذٍ قد كرمنا عقول غيرنا، وأهنا عقولنا وعطلناها.
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجبنا الخطل والزلل، إنه جواد كريم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 07:27 م]ـ
في خضم النقاشات الجانبية نسينا التركيز على معنى الآية
--ولا أخفي عليكم أنني لا أجد في الآية الكريمة ((كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ))
كناية عن الإخراج فهو وصف لحقيقتهما البشرية بأنهما يأكلان الطعام والله لا يأكل فلا يكونان آلهين(/)
وينك يا الاخت / عاشقة الضاد وكل الاخوه والاخوات في المنتدى
ـ[زكي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 08:42 ص]ـ
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=5915
ـ[زكي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 09:08 م]ـ
وين الناس اشدعوه ما فيه احد
والله العظيم لو اعرف الاجابه ما سئلتكم يالربع(/)
ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 09:24 م]ـ
:::
قوله تعالى
(ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ تُبْعَثُونَ)
أكد سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين الموت تأكيدين هما باستخدام إن المشددة واستخدام اللام في "لَمَيِّتُونَ"---بينما أكد البعث تأكيدا واحدا---مع كون البعث يحتاج إلى تأكيد أكثر من الموت الذي يشاهد ويحس في كل آن
أنتظر إجابات تعلل ذلك فنتحاور بعدها
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 02:47 م]ـ
تساؤل جيد ـ أخي الشرباتي وفقك الله ـ
وما زلت معك أنتظر الإجابات والفوائد، آملا أن تكون عن تروٍّ وعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 04:32 م]ـ
الأخ البصري
ماذا عندك أنت حول هذا الإستشكال؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 04:54 م]ـ
ليس عندي الآن منها علم،، وأسأل الله أن يؤتيني من علمها ما ينفعني في دنياي وآخرتي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 05:15 م]ـ
طيب
قوله (((ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ تُبْعَثُونَ)
ما رأيك بالقول الذي مفاده " لا يمكن أن تكون اللام في " تبعثون " لأن اللام تحول المضارع للحال--والبعث حاصل في المستقبل في يوم القيامة"
وأن التأكيد حاصل في "تبعثون " أيضا لأن العطف يقتضي الإشتراك في الحكم
على هذا فأن ما جاء في هذه الآية هو ما تتطلبه القواعد اللغوية
ـ[البصري]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 05:30 م]ـ
كلام جميل ـ جزاك الله خيرًا ـ وأسأل الله أن يزيدنا لكتابه فهمًا وفي ديننا تفقهًا.
ونترك المجال للأعضاء الفصحاء، ليدلوا بدلائهم، فإن فيها خيرًا كثيرًا.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 12:35 ص]ـ
الاخوة الكرام .. حياكم الله ...
لقد تقرر فى علم المعاني (اطمئن اخي جمال .... فعلم المعاني غير علم البيان ... حيث الاصطدام حتمي .. بسبب "المجاز" .... )
قلت .. تقرر ان الكلام الذى يخاطب به خالي الذهن .. يكون خاليا من التأكيد .. لان المخاطب لا يشك او ينكر فلا حاجة الى التأكيد ... ولكل مقام مقال ....
ولكن الخبر الملقى الى الشاك يستحسن فيه ان يؤكد ....
والخبر الملقى الى الجاحد ينبغي ان يؤكد بأكثر من مؤكد .....
هذه مقتضيات البلاغة .... فماذا عن الآية؟؟
لما كان الخبر عن الموت جاء مؤكدا ... بمؤكدين ... بل بثلاثة على ما سأذكر فى نهاية كلامي ..
ولكن الناس لا ينكرون الموت ... فما مساغ التوكيد ..... ؟
ولما كان الخبر عن البعث جاء خاليا من التوكيد مع ان البعث جحده كل الكفار ... فما مساغ هذا الخلومن المؤكدات مع ان المقام يقتضي ذلك؟؟
هنا اشراقة قرآنية بالغة وبليغة:
الكافرون السادرون فى اهوائهم ...... والباحثون عن المتع والملذات ... يبدو من حالهم انهم لا يذكرون الموت ... ولا يستعدون له ... بقول اوعمل ... اذن ينبغي معاملة هؤلاء على اساس انهم ناكرون للموت .. فليؤكد لهم الكلام .....
والكافرون الذين ينكرون البعث .... ويجحدونه .... ما كان لهم ذلك ... لان الادلة على البعث والنشور واضحة جلية ..... فلا يؤكد لهم الكلام اذن .. تعويلا على ذلك الوضوح وذلك الجلاء ....
ومن هذا المعنى .... قوله "والهكم اله واحد" .. خبر غير مؤكد مع شدة شرك المشركين ..... وامعانهم فى جحود التوحيد .... لان الادلة على التوحيد متظافرة ... ولو تأملوها لتخلوا عما يشركون ...... اذن لا حاجة الى التوكيد ....
ثم تأملوا رعاكم الله ... قوله "لميتون" .. وقارنوها ب"ستموتون" .... فقد علم من اللغة ان الاسمية اوكد من الفعلية ... لان الاولى ثبات والثانية تجدد .... فليس الموت حالة ستصيبكم فى يوم ما ... بل هو وصف لازم وثابت لكم .... ياهؤلاء اعتبروا انفسكم ميتين منذ اللحظة لا ستموتون ...
ثم لاحظوا التعبير عن البعث بالفعل ... لان البعث خاطف وسريع ... كالاستيقاظ مثلا ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 05:08 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز
هل قصدت بالمؤكد الثالث هو استخدامه عز وجل الإسم "ميتون"وعدم استخدامه الفعل؟؟
جميل جدا قصدك إن كان عين ما عنيت--
أما بالنسبة للمعنى--فقد أعجبني أكثر جواب الشيخ تاج الدين بن فركاح فيها-----وملخصه أن دخول اللام على "ميتون"رد على الدهرية الذين يقولون ببقاء النوع الإنساني خلفا عن سلف أما البعث فقد أكده عز وجل في مواضع عديدة من القرآن مثل ((زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ))
لاحظ في جوابه إجابة لاستشكال أخينا الخليل---فكون البعث قد أكد في مواضع عديدة من القرآن فلا يلزم تأكيده هنا على نفس مستوى تأكيد "ميتون"(/)
لماذا رفض ابن تيمية المجاز .... (حلقات)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 06:17 ص]ـ
لماذا أنكر شيخ الاسلام المجاز فى اللغة؟
معظم الذين نقدوا رأي ابن تيمية ذهبوا الى ان شيخ الاسلام يصدر فى رأيه هذا من منطلقات عقدية .... فيرون انكاره المجاز من باب سد الذريعة .... فقط: فلما كان ابن تيمية لا يقبل تأويل الاسماء والصفات الالهية .. فقد ضحى فى سبيل ذلك بالمجاز نفسه ... بمعنى ان انكار المجاز ليس بالقصد الاول بل بالقصد الثاني .....
هذا الرأي فى نظري بعيد من الصواب .... بل ان شيخ الاسلام كان يصدر من منطلقات لغوية .... وفى نقاشه للمجاز .. كان فى قلب البحث اللغوي ... بغض النظر عن نتائجه العقدية ... وهذا ما سنعرض له فى هذا البحث .....
اولا: رفض ابن تيمية لنظرية المجاز ..... بسبب هشاشتها .. وعدم وضوح مسلماتها ...
نظرية المجاز رهينة بنظرية الوضع .... فإن سلمت الاخيرة سلمت معها الاولى .... لكن هيهات ... فمسلمة "الوضع"تضرب فى اعماق الغيب .... ولا يمكن الاستدلال عليها ... وهذا القدر وحده يكفي للتشكيك فى مصداقية المجاز .... عند علماء المناهج .... وفقهاء العلم .. وهذا بيان ذلك:
عرف صاحب الايضاح: الحقيقة الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح به التخاطب
...... والمجاز وهو ما استعمل فيما لم يكن موضوعا له لا في اصطلاح به التخاطب ولا في غيره ...
قال ابن جني في الخصائص: الحقيقة ما أُقرّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة والمجازُ: ما كان بضدّ ذلك ......
يلاحظ ان مفهوم"الوضع"ضروري لقيام المجاز ... واصل له ... فلا يصبح المجاز ممكنا .. الا إذا ثبت وضع سابق ..... لكن الوضع السابق هو مجرد دعوى .... فكيف تصمد نظرية المجاز؟
فلنستمع الى الامام ابن القيم .... وهو يقول:" ... وهذا كله انما يصح إذا علم ان الالفاظ العربية وضعت اولا لمعان ثم استعملت فيها ..... ثم وضعت لمعان اخر بعد الوضع الاول والاستعمال بعده ... ولا تتم لكم دعوى المجاز الا بهذه المقامات الاربع ...... "
فالقول بأن"الاسد"يرادبه الانسان ... مجاز ........ يفترض ما يلي:
وضع اول لكلمة "اسد"يراد بها الحيوان المعروف .....
استعمالها للدلالة عليه ... دلالة حقيقية
وضع ثان لكلمة اسد يراد بها الانسان ..
استعمالها للدلالة عليه ... دلالة مجازية ..
هذا الترتيب .. لا يرتضيه ابن القيم ... ويرى -عن حق-انه قول بلا علم .. وهو حرام فى حق المخلوق فكيف فى كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ... فمن يمكنه من بني آدم ان يثبت ذلك؟
وقد ينكر الوضع الثاني ... فيقال بل هنا وضع واحد واستعمالان ... لكن هذا لا يغير من القضية شيئا ... فالمشكلة فى الوضع الاول ....
لكن لماذا كان "الوضع" مشكلا؟
لاننا مهما نظرنا الى الوضع ... ومهما غيرنا ادوات الاستفهام ... لا نجد جوابا قطعيا شافيا:
متى كان الوضع؟
من الواضع؟
كيف كان الوضع؟
اين تم الوضع؟
لا سبيل الا طرح دعاوى .... والتيه فى نظريات ميتافزيقية ... متكافئة ...
فالواضع .... هو الله تعالى فى نظرية ..... وهو الانسان فى نظرية اخرى .... وهو الالهام فى نظرية ثالثة ...
كيف تم الوضع .... قيل اتفقت مجموعة انسانية ... على وضع الفاظ بعينها لمسميات بخصوصها ... وهذا التعليل متهافت ... لان كلمة "اتفقت"تفترض لغة سابقة ... وهذا تناقض ...
وقيل وضعت الالفاظ محاكاة لاصوات الحيوانات ... وهذا غير مقبول ... فالانسان ارقى من الحيوان ... فلا يقلد الاعلى الادنى ... فضلا على ان الاسلام لا يقبل ابدا مفهوم" الانسان البدائي ... "فهذا المفهوم نشأ فى بيئة ملحدة ... تقوم على خرافة التطور .... وقيل وضعت الالفاظ محاكاة لاصوات الطبيعة ... كما نجد فى بعض الفاظ العربية ما يحاكي اصوات الشيء المعبر عنه ... من قبيل "عواء" و"مواء"و "قضم" و"حفيف" ..... لكن الكثرة الكاثرة من الالفاظ لا تقلد صوتا ولا صدى ... بل ان لغويي اليوم يرون العلاقة اعتباطية بين الدال والمدلول ....
ثم يأتي الاشكال الاكبر .... اين النقل الصحيح؟؟؟ لان مسألة المواضعة مسألة نقلية لا دخل للعقل فيها ...
بعد هذا .... الم يكن شيخ الاسلام اولى بالحصافة المنهجية من غيره ... عندما رفض فكرة الوضع ... وأبى ان يستخدمها فى نظريته اللغوية .....
ولكن ما الحل البديل لنظرية"الوضع"؟
هذا هو موضوع الحلقة الثانية من هذا العرض ... ان شاء الله تعالى ...
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 09:06 ص]ـ
الأستاذ الأمجد أبا عبد المعز:
(يُتْبَعُ)
(/)
مبحث جميل وممتع، وبانتظار البقية.
عفوًا: كأنك تميل إلى القول بالتوقيف في نشأة اللغة في جميع الكلمات. أليس كذلك؟
تقبل ودادي.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 02:17 م]ـ
لما كان مفهوم "الوضع" ظنيا لم يجز اعتماده لبناء نظرية لغوية سليمة .... فأقصى من قبل ابن تيمية .. واعتمد على مفهوم واضح اجرائي:"الاستعمال"
فإن كان من المجازفة ان نقول ان العرب وضعت اسم" الاسد" للحيوان اولا ثم استعمل بعد ذلك فى الانسان .. فإنه من المؤكد انهم استعملوا اسم "الاسد" فى المعنيين ... معا ... وهذا يمكن التحقق منه بالرجوع الى كلامهم ...
قال ابن تيمية فى الايمان الكبير:"والمقصود هنا أنه لا يمكن أحدا أن ينقل عن العرب بل ولا عن أمة من الأمم أنه اجتمع جماعة فوضعوا جميع هذه الأسماء الموجودة فى اللغة ثم استعملوها بعد الوضع وانما المعروف المنقول بالتواتر استعمال هذه الألفاظ فيما عنوه بها من المعانى فان ادعى مدع أنه يعلم وضعا يتقدم ذلك فهو مبطل فان هذا لم ينقله أحد من الناس ... "
وكأني بشيخ الاسلام هنا يطبق القاعدة الشرعية .... اليقين لا يزول بشك .... فلا يجوز لفرضية الوضع المشكوك فيها ان تشوش على" الاستعمال "المقطوع به ...
وينتج عن هذا الاعتبار .... تساوي الاستعمالات ... فليس استعمال "الاسد" فى الحيوان اولى من استعمال "الاسد" فى الانسان من حيث القيمة .... وبطل بالتالي التصنيف الى اصل وفرع ...
والى هذا المذهب ... مال ابو اسحق الاسفراييني .... كما عرضه د. لطفي عبد البديع .. فى كتابه "فلسفة المجاز":
" ..... ومن اجل ما قدمنا ....... كان ما ذهب اليه ابو اسحق الاسفراييني من انه لا مجاز فى لغة العرب وعمدته ان حد المجاز عند مثبتيه انه كل كلام تجوز به عن موضوعه الاصلي الى غير موضوعه الاصلي للنوع مقارنة بينهما فى الذات او فى المعنى ... اما المقارنة فى المعنى فكوصف الشجاعة والبلادة ..... واما فى الذات فكتسمية المطر سماء ........ وهذا يستدعي منقولا عنه متقدما ومنقولا اليه متاخرا ... وليس فى لغة العرب تقديم وتاخير بل كل زمان قدر ان العرب قد نطقت فيه بالحقيقة فقد نطقت فيه بالمجاز .......... والعرب نطقت بالحقيقة و المجاز على وجه واحد .. فجعل هذا حقيقة وهذا مجازا ضرب من التحكم فان اسم السبع وضع للاسد كما وضع للرجل الشجاع ..
وما قيل فى الجواب عن هذا من ان الجهل بتاريخ تقدم الحقيقة على المجاز لا يدل على عدم التقديم والتاخير منقوض بعدم وجود تاريخ لذلك ... الا ان هذا التاريخ مبني على افتراض التقديم والتاخير ... وهو فى الترتيب الزمني بمنزلة الاصل والفرع فى الترتيب العقلي .. وكلاهما لا وجه له فى الظاهرة اللغوية ... وحسبنا ان نقول ان اللفظة الواحدة قد تتوارد على معان شتى دون
ان يعرف اي هذه المعاني مقدم على الآخر لانه لا سبليل الى ذلك .... =انتهى كلام عبد البديع.
ومن النتائج الجليلة ... عن اعتبار الاستعمال لا الوضع .. تغير تصورنا للغة ... فلن تكون بعد هذا "مجموعة من "المفردات "المخزونة-المحنطة- فى المعاجم ..... بل هي مجموعة من "الجمل"المتداولة فى الحياة .... ولهذا التصور غور عظيم ... سيكون هو موضوع حديثنا القادم ان شاء الله .....
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 11:10 م]ـ
الاخ خليل ...
كنت افضل ان استمر فى الموضوع الى نهايته ....... ثم نتناقش ... بعد ذلك .... لكنني لا اريد ان اتركك فى" قاعة الانتظار"-هل استعملت المجاز؟ -طويلا ... لذلك سأرد على بعض تعقباتك بسرعة ... ولكني لن اناقشك الا بعد اتمام الموضوع ..... فأرجو ان تتحمل اخاك ... :
قولك: وهل كل غيب منكر وباطل؟! ..
من قال ذلك .... ونحن امة يومنون بالغيب ويقيمون الصلاة ..... (رجاء اخويا ان تتحاشى مثل هذا الاسلوب فى المناقشة .... فليس من الاحسان بالظن ان نتهم بعضنا البعض فى انكار البدهيات .. )
قصدت من كلامي ان الوضع امره مجهول .... وكل العقلاء يتفقون ... على ان "من احالك على مجهول لم ينصفك" ... ما تقول لو قلت لك "لقد اغتبتني" ... فسألتني: وماذا قلت فيك ... فأجبتك: لا ادري ... هل ستعتبرني عاقلا وتواصل النقاش معي ... ؟؟؟؟ ..
قولك: فلا يصح فهم التواضع على هذه الصورة لأنك تفترض أن اللغة وضعت دفعة واحدة في اجتماع مغلق عقدته مجموعة المتكلمين وكانت نتيجة الاجتماع قاموس لغوي مكتوب أو شفوي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ارجو ان تتصور معي معنى الوضع ..... :ناس لا يتكلمون .. فجأة يهتدون الى اصطلاحات ... فكيف حدث هذا .... هنا ... كل الفرضيات ممكنة وكلها لا دليل عليها ...
افترض ان المتواضعين ... هم كل المجموعة .... او عقلاء المجموعة ... فقط .. وافترض ان التواضع كان .. مرة واحدة ... او على التعاقب والتدريج .... أو .... أو ... يبقى السؤال بعد ذلك: ما الدليل .... ؟؟؟ وليس افتراضك اولى من افتراضي .... اما تذرعك بان اللغويين لم يقولوا او قالوا ...
فهذا ليس يجدي ... لان هذه المسألة غيبية .. وفى المسائل الغيبية يتساوى الذكي والبليد .... لان الامر يغيب عن الجميع فلو كان فى مقدور الاذكياء كشف ستار الغيب لما كان غيبا ... ولما استحق هذا الاسم .... والنعت.
قولك: إن هذا الأصل (إنكار ما غاب عنا أصله) لا يصلح أن تبنى عليه مسألتنا ولا أية مسألة أخرى فما رأيك أن ننكر وجود الوزن العروضي في الشعر العربي لعدم معرفة واضعه بل ما رأيك أن ننكر الشعر العربي كله لعدم معرفة اسم واضع هذا الشعر بخصائصه المعروفة؟!.
...
اسمح لي ان اقول ... قياساتك .. مع فارق ... بل مع فوارق ... واضرب لك مثلين:
وزن الشعر .. فاعلن فاعلن فاعلن ... ماثل امامنا فكيف ينكر .... فالمجهول هو الشاعر اما الشعر فقائم ... لكن الوضع ليس مما يرى ويلمس .... فقست الحاضر الماثل على الغائب المنقضي ...
اما قياسك الآخر .. وهو قياس الوضع على اختراع مصطلحات جديدة .... فهو ايضا مع فارق بل فيه مغالطة ...
وضع مصطلحات جديدة مع توضيح دلا لاتها .. يدخل فى ما يسميه اللغويون .. بالميتا لغة ...
يعنى لغة .. شارحة للغة ... فتقول مثلا ... وضعت لفظة تلفاز للدلالة على هذا الجهاز المستقبل للصور .... ولكن فى الوضع الاولى ليس لديك لغة اصلا .. فكيف ستتفاهم ... فى التواضع .. فصنع آلة بأخرى ... ممكن .. ولكننا نتكلم عن الآلة الاولى ... التي بها صنعت فظهر الفرق الكبير ...
قولك: (فلان فاته قطار العمر) ولا أظنك ستقول لي أن هؤلاء الذين تواضعوا على أن القطار اسم لآلة نقل معروفة تواضعوا أيضا على أن العمر قطار أيضا وإنما قصدوا المجاز ..
يااخي انا لا ابني اللغة على المواضعة .... ولكن انت تفعل ذلك ... فكيف ترد على نفسك ...
انا اقول الناس استعملوا الثلاجة للمبردة وقد يستعملونها ايضا فى وصف امرأة .... ولن يفهم احد ان
هذه المرأة من ماركة .... هوندا ... او سيامنس ... بل سيفهمون شيئا يليق بالانسان .... ولا احتاج لمفهوم المجاز اصلا لتفسير ما وقع ... فى التخاطب ...
ولتفصيل هذه المسألة ادعوك لقراءة ما سأكتب عن ... التصور المنطقي للغة والتصور التداولي ..
قولك: وأما ما نقل الدكتور عبد البديع من كلام الاسفراييني فإني مضطر إلى مخالفته لأني أعتقد أن المتكلمين لا يضعون للفظ الواحد معاني مختلفة دفعة واحدة لأن هذا مخالف لواقع اللغة وإنما يخصصون له معنى واحدا ...
قولك "لا اعتقد كذا ... "يرد عليه .. بقول من جنسه "وانا اعتقد كذا .. "ولن نخرج من المتاهة .. اما الدكتور لطفي فلا يقول بالوضع اصلا ... ولا الامام الاسفراييني ... والوضع فى مصطلحه يعني الاستعمال كما لا يخفى ... "فان اسم السبع وضع للاسد كما وضع للرجل الشجاع .. " ... فإن قصد الوضع بالمعنى المتنازع فيه .... كان الرجل متناقضا .... لان الوضع الثاني بعد الاول هو عينه القول بالمجاز ...... ونجل هذا الامام من ان يقع له السقوط فى هذه السفاهة ...
على كل حال .. لك الشكر على مداخلتك .... ولعلك سبب ليفهم الاخوان كثيرا من الامور فجزاك الله خيرا ...
ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 12:14 ص]ـ
أخي أبا المعز سلمه الله
حبذا لو قمت بترقيم الحلقات ليتم التفريق بينها والمداخلات، لتتم الفائدة ويكون الموضوع على نسق متناغم0
والأمر لك حفظك الله،،،
ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 08:20 م]ـ
الأستاذ الفاضل / الخليل سلمه الله
كان قصدي بطلب الترقيم من أبي المعز هو اتصال الحلقات بعضها مع بعض، لأن موضوعه كما تفضلَ رعاه الله، سيكون على حلقات، أما طلبكَ حذف المداخلات!، فهذا بتر لرافد مهم من روافد الموضوع، ويعلم الله كم استفدت من مداخلتك القيمة، وكم زادت الفائدة بالتعقيب الوارد عليها0
أيصح أن تحذف هذه الدرر؟
لاوالله لا يصح هذا أبدا!
ولايفوتني هنا أن أعتذر لأبي المعز عن كثرة مداخلاتنا في موضوعه، ولكن ... ليعلم أني من المتابعين لما يكتبه بإكبار وإجلال0
زاده الله علما وثباتا على الحق0
وللجميع عاطر التحايا،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 11:54 م]ـ
أحييكم أيها الأساتذة الأفاضل في هذا الموضوع المهم وأشكر الأستاذ أبا عبدالمعز على طرحه فقد تمنيت كثيرا أن نعيد بعثه من جديد وأن يشارك فيه الإخوة الأفاضل والسادة الأماجد أعلام الفصيح، ومنهم: الأستاذ أبو عبدالمعر والأستاذ جمال والأستاذ خالد، وتمنيت حقا إن قدر للموضوع العودة أن يشارك فيه أخونا وأستاذنا الجليل الأستاذ الخليل الذي طال غيابه عن القسم لكنه أشرق فيه كعهده في الفصيح محققا جزءا من أملي وحاملا ما دار في ذهني وأنا أقرأ كلام أستاذنا أبي عبدالمعز فأغناني عن كثير
أوكد أهمية مشاركة الجميع بما لديهم مما آتاهم الله من علمه
أو بما يفتح عليهم في حينه من سؤال أو مداخلة
ولكن .. لئلا نسبق الأحداث فلندون ما لدينا ولنؤجله إلى اكتمال هذه الحلقات المهمة من أخينا أبي عبدالمعز مع يقيني أن هذه القضايا المهمة التي كثر الجدل حولها تحتاج إلى المداخلات والأسئلة في وقتها
لكن نؤجلها لاكتمال خيوط القضية عند أحد الطرفين ليبدأ الآخرون بما لديهم بعدها
وسأثبت الموضوع بعد إذنكم لأهميته واستمرار الحوار فيه وليسهل الوصول إليه
بارك الله فيكم جميعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 03:23 ص]ـ
(تابع ... الحلقة الثالثة)
ان المتتبع لتراث شيخ الاسلام ... سيجد عنده احتفاء قويا .. بمبدأ الواقعية ... وهو المعبر عنه ب"نفس الأمر" ... وهو المقابل للتقدير الذهني ... لذلك كان مناوئا لنهج المتكلمين .. بسبب انبناء كثير من نظرياتهم على .... مجرد تقديرات ذهنية .... والعبرة عند ابن تيمية لا بما تقدر بذهنك .... ولكن .. بما يوجد فى "نفس الامر" .. اي فى الخارج ...
هذا النزوع المنهجي الواقعي .. ظل ابن تيمية وفيا له ... وطبقه بكل لوازمه فى نظريته اللغوية ..
وهكذا .... طوح بمفهوم "المواضعة"وسلكه فى سلك التقديرات الذهنية ..... واعتبر ان جوهر اللغة .. هي استعمال "فى نفس الأمر" .... فأين ما وجهت وجهك ... لن تجد الا من يستعمل اللغة ... وقد يقال على سبيل الاعتراض ... فما بال هذه المصطلحات الجديدة ... فى كل العلوم .. أليست نتاج المواضعة ... ثم اليس من الممكن .. ان نخترع فى كل لحظة اعرافا لغوية ... غير مسبوقة ... هذا الاعتراض يبدو قويا (وهو عمدة من اعترض على ابن تيمية) ... لان شيخ الاسلام لا يمكن ان يتغاضى .. على انه فى كل علم .... تولدت مصطلحات ... بعضها مرتجل وبعضها منقول ...
لكن قوة هذا الاعتراض لبادي الرأي فقط .... لأن شيخ الاسلام سيزيحه بضربة واحدة ..
ألم تستعمل اللغة فى هذه المواضعة .... ؟ بلى ...
إذن هذا الاعتراض يقوي نظرية ابن تيمية .. ولا يقوضها .... فالرجوع الى الخارج اي الى "نفس الامر" ... لا نجد الا الاستعمال الذى نوظف به الكلمات" القديمة "ونضع به الكلمات" الجديدة" ... اما الوضع السابق للاستعمال ... فلا يشهد له الا التقدير الذهني ..... وقد قلنا آنفا انه لا سبيل الى البرهنة عليه ...
قال -رضي الله عنه-فى الايمان الكبير:"نعم قد يضع الناس الاسم لما يحدث مما لم يكن من قبلهم يعرفه فيسميه كما يولد لأحدهم ولد فيسميه اسما إما منقولا واما مرتجلا وقد يكون المسمى واحدا لم يصطلح مع غيره وقد يستوون فيما يسمونه وكذلك قد يحدث للرجل آلة من صناعة أو يصنف كتابا أو يبنى مدينة ونحو ذلك فيسمى ذلك باسم لأنه ليس من الأجناس المعروفة حتى يكون له اسم فى اللغة العامة .... "
فلا مجال للتشغيب عليه ... فالرجل واع بامكان الاصطلاح بين الناس ... ويقر به .. ويقبله ... وهذه الوظيفة اللغوية .. هي التي سماها علماء اللغة المعاصرون .. "الوظيفة الميتا لغوية "وادرجوها ضمن وظائف اخرى كالوظيفة الانفعالية والتعبيرية .. واللغوية (بالسكون) والاحالية .. (ينظر مثلا ما كتبه رومان ياكبسون .. احد الشكلانيين البنيويين .... )
انظر الى قوله: فيسميه اسما ... اي يستعمل اللغة ليفهم الناس ان ابنه منذ اليوم يسمى زيد .. او بكر ...
لكن اين هذا من ذاك .. فالوضع الاولي ثبتت به اللغة (على التقدير الذهني) .. الوضع الميتالغوي ثبت باللغة ... (فى نفس الامر) فليتأمل ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 01:08 م]ـ
تابع ........ (ملاحظة: صرت اقسم العرض الى ... ما يشبه الفقرات بدل الحلقات .... ليسهل استيعاب .. المباحث .... وليتسنى الاحالة بيسر اذا ما رغب الاخوة فى النقاش)
والآن نصل الى منعرج حاسم في نظرية ابن تيمية اللغوية .. فالجزم بالاستعمال ... وحده ... وعدم التعويل على فرضية الوضع .... يفضي لا محالة ... الى اعادة النظر فى طبيعة اللغة ... فلن يعود تعريف ابن جني مقبولا عند ما قال: أمّا حدّها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ...
بل حتى القول بأنها كلمات ... حد قاصر ...
وليس الصواب الا ان نقول "اللغة جمل .... وتراكيب"
لماذا ذلك؟ ...
لان الناس فى استعمالهم اليومي .... يتخاطبون بالتراكيب لا بالاصوات ...
قال ابن القيم -رضي الله عنه-:
الوجه التاسع عشر: انكم فرقتم ايضا بينهما ان المجاز ما يتبادر غيره الى الذهن فالمدلول ان تبادر الى الذهن عند الاطلاق كان حقيقة وكان غيرالمتبادر مجازا .. فإن الاسد اذا اطلق تبادر منه الحيوان المفترس دون الرجل الشجاع ... فهذا الفرق مبنى على دعوى باطلة وهو تجريد اللفظ عن القرائن بالكلية والنطق به وحده .. وحينئذ فيتبادر منه الحقيقة عند التجرد ... وهذا الفرض هو الذي اوقعكم فى الوهم .... فإن اللفظ بدون القيد والتركيب بمنزلة الاصوات التي ينعق بها .. لا تفيد فائدة وانما يفيد تركيبه مع غيره تركيبا اسناديا يصح السكوت عليه ... "
لله دره ... كأن ابن القيم تبعا لشيخه ... يقرر ان الوحدة الاولى فى اللغة هي الجملة .. وما قبل الجملة ... اصوات ينعق بها .... ك"غاق" ... فيكون المسلمون قد سبقوا "شومسكي" وامثاله .... الى اعتبار اللغة ... تراكيب وان القدرة اللغوية الانسانية هي قدرة على انتاج عدد لا نهائي من الجمل ...
ومن ثم ظهر ضعف حد ابن جني .. عندما ارجع اللغة الى الاصوات ...
فمن المؤكد ان" حمحمة "الفرس .. و"غاق" الغراب ... ليس من قبيل اللغة ...
فإن قيل ... لكن تلك التراكيب أليست مكونة من "اصوات" و"كلمات"
... أليس البسيط متقدما على المركب؟؟
قلنا بلى .... بشرط ان نتبنى التحليل المنطقي ... ذلك التحليل المهووس بارجاع كل شيء الى الماهيات المجردة ... وقد مر ان الشأن مناط ليس بتقدير المنطق الذهني بل ... بما هو موجود فى الخارج .. فلتكن الجمل من الكلمات ولتكن الكلمات من الاصوات ولكن الناس فى تدوالهم اليومي ... لا يقولون ... "عندى اصوات اريد ان اوصلها الى سمعك"
وحتى عندما يقولون "هل تسمح لى بكلمة" ... فهم يقصدون "جملة" ...
هذا الاعتراض على التصور المنطقي وجيه ... فإن كان لا بد من ارجاع المركب الى البسيط ..... فلم الوقوف عند حدود الصوت ... اليس هو نفسه مركب .... من تموجات وذبذبات ... أفتكون اللغة فى نهاية المطاف ..
ذرات والكترونات ..... ؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 04:55 م]ـ
بعد هذه الجولة القصيرة .. بين المواضعة والاستعمال .. وهما مفهومان لا لا بد من تصورهما لفهم المجاز ... نعود الى ما بني على المواضعة من افتراض "المجاز" .... فقد يقال .. هب المواضعة مجرد افتراض .. فهل هذا مدعاة الى انكار المجاز ... لاننا نجد فى كل العلوم .. مباديء ومسلمات ... بعضها غير مبرهن عليها ... فقد بنيت هندسة اقليدس مثلا على افتراض المكان مستويا ... وبنى غيره هندسة اخرى على افتراض المكان مقعرا .... فهلا تعاملتم مع انصار المجاز .... كما تعامل "ريمان" و"لو باتشفسكي"مع اقليدس ... لا احد ينكر على الآخر ... قلنا هيهات ... لان الشرط المعتبر عند فقهاء العلم هو انسجام النظرية الداخلي ..... وهذا مفقود فى نظرية المجاز ...... واليكم التفصيل:
القول بالمجاز .. فرع عن القول بالحقيقة ... عند القائلين بالمجاز .. :فقال بعضهم الحقيقة اصل للمجاز وقال بعضهم هي كالاصل للمجاز .. ولكنهم اتفقوا جميعا على ثنائية حقيقة/مجاز ...
لكن الكارثة ... ان القول بالمجاز يلغي الحقيقة فى آخر المطاف ... فيكر الفرع على الاصل بالابطال ...
وبتعبير آخر يصبح المجاز"غولا"يلتهم كل اللغة ... بحقائقها وغيرحقائقها ... وممن انتبه الى هذه الآفة ابن جني .. فى كتابه الخصائص .... مع التنبيه الى ان ما سميناه نحن "آفة" ليست عند ابن جني .. الا امرا طبيعيا .. لذلك صرح بكل شجاعة .. جل اللغة مجاز ... ومع ان رأيه هذا لم يتابعه عليه احد ... بل عده البيانيون رأيا متطرفا .. كتطرف من ينفى المجاز اصلا ... لكن الحقيقة ان رأي ابن جني لازم للجميع .... شاؤوا ام ابوا .... فلنقف بعض الوقفات مع هذا النص المشهور لابن جني -رحمه الله-:
اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجاز لا حقيقة. وذلك عامة الأفعال نحو قام زيد وقعد عمرو وانطلق بشر وجاء الصيف وانهزم الشتاء. ألا ترى أن الفعل يفاد منه معنى الجنسية فقولك: قام زيد معناه: كان منه القيام أي هذاجنس من الفعل ومعلوم أنه لم يكن منه جميع القيام وكيف يكون ذلك وهو جنس والجنس يُطبق جميع الماضى وجميع الحاضر وجميع الآتى الكائنات مِن كل مَن وُجد منه القيام. ومعلوم أنه لا يجتمع لإنسان واحد (في وقت واحد) ولا في مائة ألف سنةٍ مضاعفةٍ القيام كله الداخل تحت الوهم هذا محال عند كل ذى لبّ. فإذا كان كذلك علمت أن (قام زيد) مجاز لا حقيقة وإنما هو على وضع الكل موضع البعض للاتساع والمبالغة وتشبيه القليل بالكثير. ويدل على انتظام ذلك لجميع جنسه أنك تُعمله في جميع أجزاء ذلك الفعل فتقول: قمت قومة وقومتين ومائة قومةٍ وقياما حسنا وقياما قبيحا. فإعمالك إياه في جميع أجزائه يدل على أنه موضوع عندهم على صلاحه لتناول جميعها. وإنما يعمل الفعل من المصادر فيما فيه عليه دليل ألا تراك لا تقول: قمت جلوسا ولا ذهبت مجيئا ولا نحو ذلك لما لم تكن فيه دلالة عليه ألا ترى إلى قوله:
(لعمرى لقد أحببتك الحبَّ كله ... وزدتِك حبَّا لم يكن قبل يعرف)
فانتظامه لجميعه يدل على وضعه على اغتراقه واستيعابه وكذلك قول الآخر:
(فقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا)
فقوله (كل الظن) يدل على صحة ما ذهبنا إليه. قال لى أبو علي: قولنا: قام زيد بمنزلة قولنا خرجت فإذا الأسد ومعناه أن قولهم: خرجت فإذا الأسد تعريفه هنا تعريف الجنس كقولك: الأسد أشد من الذئب وأنت لا تريد أنك (خرجت وجميع الاسد) التي يتناولها الوهم على الباب. هذا محال واعتقاده اختلال. وإنما أردت: خرجت فإذا واحد من هذا الجنس بالباب. فوضعت لفظ الجماعة على الواحد مجازا لما فيه من الاتساع والتوكيد والتشبيه. أما الاتساع فإنك وضعت اللفظ المعتاد للجماعة على الواحد. وأما التوكيد فلأنك عظمت قدر ذلك الواحد بأن جئت بلفظه على اللفظ المعتاد للجماعة. وأما التشبيه فلأنك شبهت الواحد بالجماعة لأن كل واحد منها مثله في كونه أسدا
وإذا كان كذلك فمثله قعد جعفر وانطلق محمد وجاء الليل وانصرم النهار. وكذلك أفعال القديم سبحانه نحو خلق الله السماء والأرض وما كان مثله ألا ترى - أنه عز اسمه - لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا ولو كان حقيقة لا مجازا لكان خالقا للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عز وعلا. وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضا لأنه ليست الحال التي علم
عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو ... "انتهى كلامه.
(بعد نقل هذا الكلام بدا لى ان اصحح قولى ان" المجاز غول يلتهم اللغة كلها"مستدركا: والعقيدة ايضا ..... )
قلت: ينبغي للمجازيين ان يتحملوا هذا النص رغم بشاعته ... فالاكتفاء بوصفه "فيه غلو" لا يكفي ... لانني لم ار من رد على حجج ابن جني ...
ولا سبيل الى الرد عليه الا بقفل الباب الذى خرج منه الوحش ... كما كان صنيع الاسفراييني ... وداود الظاهري وابنه .. والبلوطي .. وجل الظاهرية .... وخويز منداد وابن تيمية وابن القيم والشنقيطي ... رحمهم الله جميعا وعفا عن مخالفيهم ...
(اترك الاخوة الكرام مع النص المنقول لتأمله ..... واعدكم بتحليل بعض مضامينه هذا المساء ان شاء الله فصبرا .. )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 11:16 م]ـ
تابع .....
ما يعجبني فى نص ابن جني ان صاحبه يقر بما يلزم عن القول بالمجاز ... ويتبنى اللوازم .. بدون مواربة ... ويصل الى النتيجة التي يفر منها الآخرون:
انظر مثلا الى تحليله لمقولة" الفعل"من حيث الوضع والاستعمال .... فالفعل ان وضع لا بد ان يوضع للمعنى المطلق .... وان استعمل فلا بد ان يستعمل فى المعنى المقيد ... اي لا بد ان يستعمل فى غير ما وضع له ...... وهذا هو المجاز فى تعريف الناس .... ولو شئنا استعمال الفعل فى" الحقيقة" تعذرالامر ....
"ضرب"يجب ان تكون موضوعة للضرب المطلق ... ويستحيل ان تكون موضوعة لخصوصية كل ضرب ... لكننا عندما نريد استعمال .... هذا الفعل فإننا ... نسنده الى فاعل خاص .... ونعبر به عن ضرب مخصوص .. وقع فى مكان وزمان مخصوصين .... فتحتم المجاز ... لاننا استعملنا ما وضع للعموم .. للدلالة على الخصوص ... او ما وضع للمطلق للدلالة على المقيد .. فثبت فى كلتا الحالتين استعمال كلمة فى غير ما وضعت له .... وهذا مشهور متداول عند اهل البيان ... ويسمونه "المجاز المرسل"علاقته الاطلاق او التقييد ..
ففي قولهم "مشفر الرجل" .... يقترحون التأويل التالي: المشفر موضوع لشفة البعير .... وهنا اسند الى الرجل .... فمشفر مجاز ... ثم يفصلون: ان كان المستعمل لهذا التعبير قد قصد تشبيه شفة الانسان بمشفر البعير ... من حيث الغلظ .. والتشقق .. فهنا استعارة تصريحية .... وان لم يعتبر علاقة المشابهة ... بل اراد الشفة .. فعبر عن الجنس بالنوع ...... فسيكون عندنا مجاز مرسل .....
هذا هو تحليل ابن جني ... لمقولة الفعل بدون فرق ... فعنده الضرب موضوع للجنس فان استعملناه فى النوع او الافراد .... فقد حصل المجاز ...
بل يمكن ان نضيف الى تحليله امرا آخر ....... فصيغة ضرب تدل على الماضي .. والصيغ الصرفية عند المحققين من اهل البلاغة ... موضوعة "بالوضع النوعي" ... لا الشخصي ... صيغة فعل-بالفتح- .. تدل على مطلق الماضي ... ونحن عندما نقول .. كتب .. نقصد حيزا فى الماضي خاصا-وقوع الكتابة يوم الجمعة مثلا-فصرنا الى المجاز مرة اخرى .... اي باعتبار المادة وباعتبار الصيغة ...
ويأبى ابن جني .. الا ان يطم المجازعلى كل مساحات اللغة فيقول اثر ما نقلناه عنه آنفا:
وكذلك قولك: ضربت عمرا مجاز أيضا من غير جهة التجوز في الفعل - وذلك أنك إنما فعلت بعض الضرب لا جميعه - ولكن من جهة أخرى وهو أنك إنما ضربت بعضه لا جميعه ألا تراك تقول: ضربت زيدا ولعلك إنما ضربت يده أو إصبعه أو ناحية من نواحى جسده ولهذا إذا احتاط الانسان واستظهر جاء ببدل البعض فقال: ضربت زيدا وجهه أو رأسه. نعم ثم إنه مع ذلك متجوز الا (تراه قد يقول): ضربت زيدا رأسه فيبدل للاحتياط وهو إنما ضرب ناحية من رأسه لا رأسه كله. ولهذا ما يحتاط بعضهم في نحو هذا فيقول: ضربت زيدا جانب وجهه الأيمن أو ضربته أعلى رأسه الأسمق لأن أعلى رأسه قد تختلف أحواله فيكون بعضه أرفع من بعض ... "انتهى.
باختصار يبدو انه لا سبيل الى الحقيقة .. الا بتعيين عدد الخلايا .. التي وقع عليها ذلك القسط من الضرب .. مع تحديد عدد الذرات التى تلامست ..
ووقع فيها الاحتكاك. وهذا فوق طاقة البشر كما لا يخفى .....
ويأبى ابن القيم الا ان يثخن من جراح المجاز ... فيحول الانظار الى ما تبقى فى اللغة وهو الحروف .... فيلزم المجازيين ... بأمور قريبة مما ... سبق مع ابن جني ...... فيقول فى الصواعق: وهذه الروابط-اي الحروف-لها دلالتها على معناها الافرادي مشروط بذكر متعلقاتها ... وهو القرينة المبينة لمعناها ... وذلك امارة المجاز عندهم ..
فهم بين امرين ... اما ان يدعوا ان الحروف كلها مجاز فهذا غلط .. لو كان المجاز ثابتا فإنها لم يسبق لها موضوع غير موضوعها الذى هي مستعملة فيه ... واما ان يقول ان توقف فهم معناها على القرينة لا يوجب لها ان تكون مجازا ... (كذا فى النسخة التى انقل منها .. ولعل الصواب يوجب لها ان تكون مجازا ... او لا يوجب لها ان تكون حقيقة ... والمعنى مفهوم بلا ريب) فيقال لهم: هكذا الاسماء والافعال التي لها دلالة عند الاقتران ودلالة عند التجرد لا يؤدي توقف فهم معناها عند الاقتران على القرينة ان تكون مجازا .. وهل الفرق الا تحكم محض.؟
وعلى العموم فنظرية وضع الحروف .... تخبط فيها اللغويون والاصوليون كثيرا ......
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 02:48 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
تابع ..........
هذه الاعتبارات كافية لاضعاف نظرية المجاز فى اللغة ... لكن عندما ندخل فى حسباننا النصوص الشرعية ... سيكون نفي المجاز واجبا شرعيا- ومن ثم اصبح البحث فى مسألة المجاز ليس من قبيل الترف او الرياضة الذهنية ... بل هو مطلوب شرعا - ... فالقول بأن "لا مجاز فى القرآن"يستجيب فى الحقيقة ... لنوعين من الاكراه: اكراه عام ... يتمثل فى اللوازم الباطلة من افتراض المجاز- وقد ذكرنا بعضها -واكراه خاص يتعلق ... بمسلمات المؤمن بالقرآن ..... من كونه لا يأتيه الباطل من اية جهة من الجهات ... والمجاز يحمل فى طياته "الكذب"لذا يتعين ابعاده عن النصوص الشرعية بكل قوة ....
وقبل الاستدلال على طبيعة المجاز من حيث الصدق والكذب ... نورد ادلة من يرى المجاز موجودا فى القرآن:
عمدة هؤلاء .... دليلان:
القرآن نزل بلغة العرب ... والمجاز اسلوب موجود فى العربية .... فلاضير من وجوده فى القرآن ....
اما الدليل الثاني .... فقد صاغه جلال الدين السيوطي فى "اتقانه "على الشكل التالي:
وأما المجاز فالجمهور أيضا على وقوعه فيه وأنكره جماعة منهم الظاهرية وابن القاص من الشافعية وابن خويز منداد من المالكية وشبهتهم أن المجاز أخو الكذب والقرآن منزه عنه وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير وذلك محال على الله تعالى
وهذه شبهة باطلة ولو سقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن فقد إتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة ولو وجب خلو القرآن من المجاز وجب خلوه من الحذف والتوكيد وتثنية القصص وغيرها ... "
لقد تصدى الشيخ الامين الشنقيطي .. للدليل الاول .. فنقضه فى رسالته "منع جواز المجاز":
"فإن قيل كل ما جاز فى اللغة العربية جاز فى القرآن لانه بلسان عربي مبين.
فالجواب: ان هذه كلية لا تصدق الا جزئية .... وقد اجمع النظار على ان المسورة تكذب لكذب سورها كما تكذب الموجهة لكذب جهتها. وايضاح هذا على طريقة المناظرة ان القائل به يقول المجاز جائز فى اللغة العربية فهو جائز فى القرآن .. ينتج من الشكل الاول المجاز جائز فى القرآن.
فنقول: سلمنا المقدمة الصغرى تسليما جدليا لان الكلام على فرض صدقها وهي قولنا المجاز جائز فى اللغة العربية .... ولكن لا نسلم الكبرى التى هى قوله: وكل جائز فى اللغة العربية جائز فى القرآن .. بل نقول بنقيضها ..... وهي قولنا بعض ما يجوز فى اللغة ليس بجائز فى القرآن فإذا تحقق صدق هذه الجزئية السالبة تحقق نفي الكلية الموجبة ...
فمن ذلك ما يسميه علماء البلاغة "الرجوع"وهو نوع من انواع البديع المعنوي ..... وحده الناظم بقوله:
وسم نقض سابق بلاحق*******لسر الرجوع دوم ما حق
فإنه بديع المعنى فى اللغة عندهم وهو ممنوع فى القرآن العظيم لأن نقض السابق فيه باللاحق انما هو لاظهار المتكلم الوله والحيرة من امر كالحب مثلا ثم ظهر انه ثاب له عقله وراجع رشده ... فينقض كلامه الاول الذي قاله فى وقت حيرته غير مطابق للحق كقول زهير:
قف بالديار التي لم يعفها القدم ..... بلى وغيرها الارواح والديم
يقصد الشنقيطي-رحمه الله-ان "الرجوع "يقوم على ارتكاب خطإ ما ثم الرجوع عليه بالتصحيح ... ويرى ان مثل هذا لا يجوز فى القرآن ضرورة. وان استحسن فى كلام الشعراء ..
ومن هذا المشرب ايضا ... ما يسمى عندهم ب"حسن التعليل"ومعناه ايراد معنى وتفسيره تفسيرا طريفا شعريا مخالفا للواقع ولكنه مستحب للنفوس .. وحسن التعليل هذا ... انواع ضرب له الشنقيطى امثلة وحسبنا منها مثالا واحدا يبين المقصود .. قول ابي هلال العسكري:
زعم البنفسج انه كعذاره
حسنا فسلوا من قفاه لسانه ..
فعلل الشاعر خروج ورقة البنفسج الى الخلف .. باعتباره عقوبة له على افترائه .. عندما زعم انه يشبه المحبوب المتغزل به ...
ولا ريب ان هذا الكذب"الشعري" لا يجوز فى القرآن ....
ومن هذا السبيل ايضا .... ما سماه اهل البديع .. ب"تجاهل العارف"ومعلوم انه لا يجوز فى القرآن لاستحالة التجاهل على الله تعالى ..
وقد فطن الامام الشنقيطي الى ان السكاكي فطن لهذا فعدل عن لفظ التجاهل وسماه "سوق المعلوم مساق غيره لنكتة"ليدخل فيه مواضع من القرآن زعم انها منه ...
وعبارة الجمهور بلفظ التجاهل ولا تخفى استحالته على الله تعالى ... (الا تصل احيانا رغبة الانتصار للمذهب الى حدود الاقتراب من اقتراف الغش .. فهل كان المظنون عند السكاكي ان تغيير التسمية يكفي لتسويغ الباطل؟؟؟)
ثم ساق الشنقيطى وجوها اخرى من البلاغة مطلوبة عند الشعراء والادباء .. لكنها لا تقبل فى القرآن ... فثبتت سقوط دعوى ان كل ما يجوز فى اللغة العربية جاز فى القرآن العظيم ....
أما الدليل الثاني الذى اورده السيوطي ... فلم اجد من رد عليه ... لكن الحقيقة حجته ضعيفة جدا .... فقوله:"وهذه شبهة باطلة ولو سقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن."هو نفسه شبهة باطلة ...
ونرد عليه بما يلي: انت نفسك لا تنكر وجود الحقيقة فى القرآن ... فيلزم على رأيك ان يكون فيه شطر غير حسن ... وهذا هو مفهوم قوله بلا ريب ...
ويلاحظ ايضا ان السيوطي -غفرالله له-تحاشى فى النص السابق الرد على من قال ان المجاز كذب ... واورد شبهته تلك مع ضعفها ... فبقيت دعوى الكذب قائمة ... وان حاول غيره الرد عليها ولكن الحقيقة لم يأتوا بشيء ....
وسنعرض لهذه المسألة بعد حين ان شاء الله تعالى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 09:49 م]ـ
تابع ..........
تقسيم اللغة الى حقيقة ومجاز .... يثير الشك فى المجاز بالنظر المجرد الى الاصطلاح .... فهو قسيم اي مقابل للحقيقة .... ومما يقابل الحقيقة ... الباطل ... والكذب ... والبهرج .. والزيف ... فيكون المجاز .. منتميا لا محالة الى هذا الحقل الدلالي ... الذي ينفر منه الانسان السوي ... ومن ثم يدرك تهافت تعبير السيوطي ... السابق .. عندما جعل المجاز مقترنا بالحسن .... وهو فى الوقت ذاته ضد الحقيقة ... الا ان يكون المجاز له وجه داخلي هو الباطل او الكذب .... او اي معنى يقترح ضدا للحقيقة .. ووجه خارجي هو الحسن والبلاغة والرونق الخ .... فيكون وضع المجاز .. قلق جدا ... متنازع فيه اشد التنازع ... فبينا هو من وجهة نظر اخلاقية .. كذب ممجوج .... اذا هو من وجهة نظر جمالية حسن منشود ... والفصل بين وجهتي النظر هاتين .... هو من شأن العلمانيين ...
لا من ديدن المسلمين .... ف"خضراء الدمن .... "مستقبحة شرعا ... رغم الاعتراف بلونها وظاهرها البهيج .... وكذلك المجاز .. يستحق ان يوصف ب"خضراء الدمن" .... كما استحق من قبل اسم "الغول" ...
ولكن علينا ان نثبت اولا ان المجاز كذب ....
اولا: ان وضع المجاز فى مقابل الحقيقة .... فيه اقرار بمعنى الكذب ... والا فماهذا الذي يكون ضد الحق ...... ولهذا الامر انشغل البلاغيون ... بمصطلح "حقيقة" لكنهم لم يوردوا كل معانيها .. لحاجة فى انفسهم قال الخطيب فى الايضاح:"الحقيقة إما فعيل بمعنى مفعول من قولك حققت الشيء أحقه إذا أثبته أو فعيل بمعنى فاعل من قولك حق الشيء يحق إذا ثبت أي المثبتة أو الثابتة في موضعها الأصلي ..... "
فلاحظ ايها اللبيب .. ان الخطيب جعل معنى الحق .. هو الثبات .. ولم يشر الى غيره ... بينما صاحب اللسان ... جاء تعريفه الاول لمادة [(حقق) الحَقُّ نقيض الباطل وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ وليس له بِناء أدنى عدَد وفي حديث التلبية لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل] ثم ذكر من معانيه الثبات والصدق والوجوب .. ونحن لا ننكر معنى الثبوت للحق ولكن نقول من عادة المصنفين من المحققين .. عندما يتعرضون لمصطلح ان يشيروا الى جل معانيه فى اللغة .... وليس هذا صنيع الخطيب ... رحمه الله.
وافضل من صاحب اللسان .... صاحب التاج. عندما بدأبقوله: الحَقُّ: من أسماء اللهِ تَعالَى أو من صفاتِه قالَ ابنُ الأثِيرِ: هو المَوجُودُ حقيقةً المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته وقال الراغِبُ: أصلُ الحَقِّ: المُطابقةُ والمُوافَقَة كمُطابَقَةِ رِجلِ الباب في حُقهِ لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ والحَقًّ: يقالُ لمُوجدِ الشيءَ. بحَسَب ما تَقْتَضِيه الحِكمَةُ ولِذلِكَ يُقال: فِعلُ اللهٍ كُله حَق وللاعْتقادِ في الشيء التطابِقِ لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء في نَفْسِه ..
والحَق: خِلاف الباطِل جَمعُه: حُقُوق وحقاقٌ وليسَ له بِناءُ أَدنَى عدَد ..
والحَق: المَوْجُودُ الثابِتُ الذي لا يَسُوغُ إِنْكارُه ......
وفي شَرْح العَقائدِ: الحَق عُرْفاً: الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك ويُقابِلُه الباطِلُ وأَمَّا الصِّدْقُ فشاعَ في الأَقْوالِ فَقَط ويُقابِلُه الكَذِبُ وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ في الحَقِّ من جانِبِ الواقِع وفي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه: حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه. والحَقُّ: واحِدُ الحُقُوقِ والحَقَّةُ: أَخَص منه يُقالُ: هذِه حَقَّتِي أي: حَقِّي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والحَقَّةُ أيْضاً: حَقِيقَة الأمْرِ يُقال: لمّا عَرَفَ الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب نَقَله الجَوْهَرِي. وحَقِيقَةُ الأمْرِ: ما يَصيرُ إِليه حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه يُقال: بَلَغَ حَقِيقَةَ الأمْرِ أي: يَقِينَ شَأنِه. انتهى بعض كلام الزبيدي رحمه الله ....
ومما يستفاد من كلامه ... ان الحقيقة هي المطابقة للواقع .... فغيرها وهو المجاز غير مطابق للواقع فهو باطل ... وليس من المجازيين من ينكر هذا الامر فهم يقولون .... "الاسد"فى المجاز ليس اسدا حقيقيا ... ففي الواقع لم يأتك اسد ... ولكن اتاك غيره .... وهذا هو الباطل ....
اما إذا اعتبرنا ... حيثية الاخبار عن الواقع .... فالمجاز كذب ... ولا يخلو المجاز من الوصفين .... : باطل باعتبار مطابقة الوقائع ... او كاذب باعتبار علاقة اللغة بالواقع ..
وحتى عند التسليم ... بان الحقيقة هي الثبات .... نصطدم .. بكون" كلمة حقيقة"لا تعبر حتى عن نفسها بهذا المعنى .. فى ادبيات المجازيين ...
قال الدكتور لطفى عبد البديع ... فى كتابه "فلسفة المجاز بين البلاغة العربية والفكر الحديث":"فالمعول عليه عندهم فى المجاز النقل خلافا للحقيقة التي تقوم على الثبات ... ولكن هل نجت الحقيقة من النقل الذي ظلوا يلاحقون به المجاز؟ والجواب عن ذلك بالسلب ... فظاهر صنيعهم فى تصور الحقيقة يؤخذ منه انها نقل ايضا على ما ذكره صاحب" الكشف " [يقصد البزدوي] إذ نقل اولا اللفظ الى الاعتقاد المطابق للواقع لأنه اولى بالثبوت من غيره .. ثم نقل منه الى القول المطابق لذلك الاعتقاد .... ثم نقل منه الى ذلك المصطلح عليه ... اي اللفظ المستعمل فى موضوعه الاصلي ... قال: فظهر ان اطلاق لفظ الحقيقة على هذا المعنى المعروف مجاز واقع فى المرتبة الثالثة بحسب اللغة ...
ولا يملك المرء الا ان يتعجب من هذه المفارقة .. فالحقيقة التي هي اصل المجاز ... تحتاج الى المجاز نفسه لتسمي نفسها ...
(يُتْبَعُ)
(/)