هام جدا لكل اعضاء المنتدى والمشرفين
ـ[مالك]ــــــــ[13 - 10 - 2002, 01:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
س_هل يعد عبد الله بن صالح العريني ناقدا؟
مع ذكر الاسباب
ارجو من الاخوة الرد فى اسرع وقت(/)
أم البلاغة
ـ[الرومنسي]ــــــــ[13 - 10 - 2002, 04:55 م]ـ
كانت ليلى الأخيليية بليغة العرب، تجري البلاغة منها مجرى الماء والحكمة: مدحت الحجاج يوما فأدهشته وأكبرها معجبا ونادى على غلامه قائلا: يا غلام أذهب الى فلان فقل له يقطع لسانها: قال الغلام: ذهبت فأحضرت سيّافا لينفذ أمره. لحظة أن شاهدت الأمر صاحت ليلى في وجه الغلام: ثكلتك أمك انما أمرك أن تقطع لساني بالهبات والعطايا يابن الفاعلة.: p ....
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 10 - 2002, 12:38 ص]ـ
أهلا بك أخي (الرومنسي)
إن كلمة اقطعوا لسانه من الكلمات الشهيرة عند العرب
فهم يقطعون اللسان ... لسان الحاقد أو اللحوح بالعطاء ... فيجعلون مالهم دون عرضهم، كما قال زهير:
ومن لا يجعل المعروف من دون عرضه ... يكن حمده ذما عليه ويندم
ويقطعون لسان المادح أو من قال فيهم خيرا وأبلغ في القول .. العطاء أيضا ... كما في هذه القصة
وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد قال عن العباس بن مرداس: اقطعوا عني لسانه
وذلك عندما أكثر الشكوى عن نصيبه من غنائم حنين
أما ليلى فلها في التاريخ مواقف ومواقف
شكرا لك أخي على هذه اللمحة من تاريخنا(/)
طرائق القصر
ـ[الأحمر]ــــــــ[13 - 10 - 2002, 09:21 م]ـ
أولا:- العطف بـ " لا، بل، لكن "
وقدم لأنه أقوى الطرق للدلالة فيه على المثبت والمنفي معاً.
1 - " لا " مثل أنا دعوك إلى الله لا إلى الشيطان. وأنا أفعل هذا رغبة لا رهبة ومثل قول أبى تمام:
بيض الصفائح لا سود الصحائف
### في متونهن جلاء الشك والريب
ومثل قول المتنبي:
ويشرق عدنان به لا ربيعه
### وتفخر الدنيا به لا العواصم
فقد نص هنا على أن النفي والإثبات معاً بخلاف بقية الطرائق التي يفهم النفي فيها بالفحوى " المعنى "
2 - " بل، لكن " لا تفيد " بل " العطف إلا إذا وقعت بعد نفي مثل ما جاءني زيد بل خالد وأما بعد الإثبات فلا تفيد كقولك جاء زيد بل خالد لأنك نقلت حكم المجيء إلى التابع الذي هو خالد، وجعلت المتبوع الذي هو زيد في حكم المسكوت عنه وبذلك تفيد الجملة الإثبات فقط لأن المسكوت عنه لا يوصف بنفي ولا إثبات.
الفرق بين " لا " و " لكن " من حيث الدلالة في الإثبات والنفي
الذي بعد " لا " منفى عنه الحكم، والذي بعد " لكن " ثابت له الحكم
ثانيا: طريقة النفي والاستثناء
لا يستعمل إلا في المعنى الذي يحتاج إلى زيادة تقرير وتوكيد وذلك قوله تعالى " حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين " وكقوله تعالى " وإن يهلكون إلا أنفسهم "
فقد جاء الأسلوب في القصر الأول بالنفي والاستثناء لأنه يواجه عقيدة رافضة، ومخاطباً منكرًا أشد الإنكار أن يكون ما يدعوهم إليه أساطير بينما يعتقد عليه الصلاة والسلام أنه حق لا ريب فيه وكذا قوله تعالى " إن أنتم إلا تكذبون " أي لستم مترددين بين الصدق والكذب عندنا وإنما أنتم كاذبون.
وقال تعالى " إن أتبع إلا ما يوحى إلي " حيث أكد قصر اتباعه على الوحي وأنه لا يتعدى ذلك إلى غيره قصراً حقيقياً تحقيقياً لعدم اتباعه في أمر الدين أى شيء غير الوحي وهذا مطابق للواقع.
وقال تعالى " ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم " فهم لا يعتقدون أنهم يضلون أنفسهم فأفادت الآية قصر الإضلال الواقع منهم على أنفسهم وحدهم لا يتعداها للمؤمنين. وقال تعالى " لا إله إلا أنت " فقد راعى في ذلك حال المتكلم فقد قصر الألوهية على الله سبحانه.
" وما محمد الا رسول " فالصحابة لا يجهلون ذلك لكن لما استعظموا موته. صلى الله عليه وسلم. نزلوا منزلة من ينكر ذلك. وقال تعالى " قالوا: إن أنتم الا بشر مثلنا " وقال تعالى " بل الله يمن على من يشاء من عباده " فقد قصر الرسل على البشرية والرسل لم ينكروا بشريتهم ولكن ذلك كان في تصور المتكلمين المرسل إليهم.
ثالثا: طريقة " إنما "
قال البلاغيون: دلالتها على القصر وضعية وأنها تفيد القصر في كل صورة فتأتي للحقيقي والإضافي بأقسامه.
وقد ذكر عبد القاهر: أنها تكون للرد على من يعتقد نفي ما أثبته بها تقول إنما جاءني زيد لمن يعلم أن أحداً جاءك لكنه ظنه محمداً ولا تقوله لمن ظن أن زيدا وعمحاً جاءك ولا لمن يتردد المجيء بينهما يعني أنها عنده لقصر القلب ولا تستعمل في قصر الإفراد والتعيين وهذا مردود والدليل " إنما الصدقات
للفقراء والمساكين ................ "
دليل إفادة " إنما " القصر ما يلي:
1 - أنها متضمنة معنى " ما " و " إلا " بدليل قوة المفسرين في قوله تعالى " إنما حرم عليكم الميتة ......... " أى ما حرم الا الميتة.
2 - قالت النحاة إنها لإثبات ما يذكر بعدها ونفي ما عداه. فهي لا تثبت ما بعدها فقط وإلا ما كان هناك فرق بين قولك محمد كاتب. وقولك إنما محمد كاتب لأن الجملة بدون إنما تثبت أنه كاتب ولكن " إنما " تزيد على هذا أنها تنفي ما سواه وهذا هو القصر. لصحة انفصال الضمير معها. مثل إنما يضرب أنا. كما تقول ما يضرب إلا أنا. والأصل في ذلك أن الضمير المتصل لا يؤتى به منفصلاً إلا إذا كان محصوراً فيه تقول أضرب ولا يجوز يضرب أنا فإذا أردت القصر قلت لا يضرب إلا أنا وكقول عمرو بن معد يكرب
قد علمت سلمى وجاراتها
### ما قطر الفارس الا أنا
فقد جاء الضمير المنفصل لغرض القصر وأن ما فعل ذلك أحد غيره وقال الفرز دق:
أنا الذائد الحامي الذمار وإنما
### يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما كان الغرض هو تخصيص نفسه بالدفاع وأنه يقول ما يدافع عن أحسابهم الا أنا فصل الضمير وأخره لتحمل عبارته هذا المعنى ولو أبقاه متصلاً وقال أتنم أدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي لأفاد جعل الضمير المؤخر توكيداً وليس فاعلاً والمؤخر المقصور عليه لا يكون توكيداً و لا معطوفاً ولا نعتاً وحينئذ يكون المؤخر المقصور عليه هو قوله عن أحسابهم ويفيد أنه لا يدافع عن أحساب قومه أحد إلا هو.
وقال تعالى " إنما العلم عند الله " ردا على قولهم لهود فائتنا بما تعدنا " أي لا علم عندي بالوقت الذي يكون تعذيبكم فيه حكمة وصواب إنما علم ذلك عند الله وقال تعالى " انم علمها عند ربي " رداً على سؤالهم عن وقت الساعة أي علمها عند ربي وليس عندي وقال تعالى " إنما يأتيكم به الله إن شاء " رداً على قوم نوح في قولهم " فأتنا بما تعدنا " أي يأتيكم به الله وليس أنا الذي سأتيكم به. والأمثلة الثلاثة أفادت الإثبات والنفي معاً ولو جاءت بدون إنما ما أفادت ذلك.
وقال تعالى " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " فقد قصر شكواه على كونها لله وليست لأحد غيره والمقصور عليه في الآية هو الجار والمجرور وليس الضمير كما في البيتين السابقين لأن الضمير في " الآية " غير منفصل فانفصاله يجعله هو المقصور عليه
3 - النفي بها غير مصرح به لذا يصح أن تأتي معها " لا " العاطفة التي من شرطها ألا ينتفي بها شيء قد نفى قبلها. ولا يقع في جملة " إنما " " من "الزائدة ولا لفظة " أحد " لأنهما لا يقعان إلا في حيز النفي و " إنما " لا ينص فيها على النفي ولذا صح أن تقول في طريق النفي والاستثناء، ما من مسيء إلا ولقد لقي عقابه وما من أحد إلا وهو يقول ذلك ولا يصح استعمال " إنما " في المثالين.
استعمالات " إنما "
1 - تستعمل " إنما " فيما هو معروف " معلوم " لا إنكار فيه ولا غرابة تقول إنما هو صاحبك. ومثل إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية بخلاف استعمال النفي والاستثناء فيستعمل في عكس ذلك ومن أمثلتها قوله تعالى " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء "
2 - وقال تعالى " إنما أنت منذر من يخشاها " وقوله " من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها " وقال المتنبي لكافور الإخشيدي
إنما أنت والد والأب القا (مـ)
### طع أحنى من واصل الأبناء
لم يرد إخباره بكونه والداً وإنما يذكره بذلك لأنه لا ينكر كونه بمنزلة الوالد وكقوله أيضاً
إنما تنجح المقالة في المر (مـ)
### ء إذا صادفت هوى في الفؤاد
فقصر نجاح المقالة على مصادفة الهوى لدى المرء أمر معلوم لا ينكر
ولذا جاء بإنما وكقول المتلمس
عصاني فلم يلق الرشاد وإنما
### يتبين عن أمر الغوي عواقبه
لما كان من المعلوم أن عاقبة الغوي الذي لا يستجيب للنصح إنما يظهر له ذلك عند ملاقاة عواقب ما صنعه استعمل إنما ومثل قول الشاعر
وما الزين في ثوب تراه و إنما
### يزين الفتى مخبوره حين يخبر
وكقولهم إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، إن صال صال بجنانه وان حال حال ببيانه " وهذا من قصر القلب
3 - وتستعمل " إنما " فيما هو مجهول لتنزيله منزلة المعلوم.
4 - كقول المتنبي في كافور
فما لك تختار القسي وإنما
### عن السعد يرسي دونك الثقلان
يقول لا ينبغي الاهتمام بجمع القسي إعداد العدة لأن الثقلين يقاتلان عنك وهذا معنى غريب وموضع شك لذا كان الأولى به أسلوب النفي والاستثناء لكنه أراد أن يصبغه بصبغة الأمر المسلم به. وتنزيله منزلة المعلوم فاستعمل " إنما " التي لا تستعمل الا فيما هو معلوم وقال تعالى عن المنافقين " إنما نحن مصلحون "
حيث جعلوا إصلاحهم كأنه أمر مسلم به مع أنهم لا صلاح لهم، وهذا لما كان منكراً كان الأولى به طريقة النفي والاستثناء لكنهم جعلوه كالمسلم به. وقال ابن قيس الرقيات
إنما مصعب شهاب من الله (مـ)
### تجلت عن وجهه الظلماء
حيث ادعى أن كونه بهذه الصفة أمر معلوم لا جدال فيه وقال الشاعر
ألا أيها الناهي فزاره بعد ما
### أجدت لغزو إنما أنت حالم
حيث استعمل إنما فيما هو محل إنكار ليلبسها لباس الأمر المعلوم.
رابعا:- تقديم ما حقه التأخير
(يُتْبَعُ)
(/)
أحياناً يفيد الكلام في التقديم الاختصاص وأحياناً لمجرد الاهتمام والذي يحكم ذلك هو سياق الجملة قال تعالى " إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم " وهذا يفيد القصر وأما قوله تعالى " واعلموا أن فيكم رسول الله " فالتقديم لا يفيد الاختصاص بل يفيد الاهتمام وهو توبيخ القوم على من فرط منهم فقدم الخبر (فيكم) لأنه موضع التوبيخ وقال تعالى " أولئك الذين اشتروا الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون " حيث قدم الجار والمجرور (عنهم) على نائب الفاعل (العذاب) وقال تعالى " له الحمد في الأولى وفي الآخرة " وقال تعالى " لله ما في السماوات والأرض " وكقولنا سعودي أنا يفيد التخصيص لتقدم الخبر على المبتدأ.
فروق بين طرق القصر
1 - الأصل في دلالة العطف هو النص على المثبت والمنفى معاً والثلاثة الباقية دلالتها على المثبت فقط ويفهم منها المنفى.
2 - دلالة الطرائق الثلاثة الأولى على القصر بالوضع وأما التقديم فدلالته على القصر بالفحوى والذوق ومن سياق الكلام.
3 - طريقة العطف لا يأتي معه طريقة النفي والاستثناء فلا تقول ما جاء الا محمد لا علي لأن شرط النفي بـ (لا) ألا يكون المنفي بها منفياً قبلها.
4 - الأصل في النفي والاستثناء أن يستعمل فيما هو مجهول ومنكر " وما من اله الا الله " وقد ينزل المعلوم منزلة المجهول لاعتبار مناسب فيستعمل في النفي والاستثناء " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل " " وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت الا نذير " أى مقصور على الرسالة لا يتعداها إلى التبرئة من الهلاك فنزل استعظامهم موته منزلة الإنكار " إن أنتم الا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء " أى أنتم بشر وليس برسل فنزل الرسل منزلة من ينكر أنهم بشر فخاطبوهم خطاب المنكر وفي ردهم عليهم " إن نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده " فمن مجاراة الخصم للتبكيت والإلزام والإفحام.
5 - شرط اجتماع العطف بـ (لا) مع إنما ألا يكون الوصف مختصاً بالموصوف " إنما يستجيب الذين يسمعون " لأن كل عاقل يعلم أن الاستجابة لا تكون الا ممن يسمع وأما عبد القاهر الجرجاني فجعل ذلك الشرط شرطاً للاستحسان بمعنى أن يستحسن في الاجتماع ألا يكون الوصف مختصاً بالموصوف وهذا الاجتماع يكون عن طريقة تقديم إنما كقوله " إنما أنت مذكر " أو عن طريق تأخيرها كقولنا ما جاءني زيد وإنما على.(/)
موقع المقصور والمقصور عليه
ـ[الأحمر]ــــــــ[14 - 10 - 2002, 04:36 م]ـ
موقع المقصور والمقصور عليه
مواقع المقصور والمقصور عليه في طرائق القصر
1 - في طريقة العطف:-
أ- مع لا:- يكون المقصور عليه في العطف بلا هو المقابل لما بعدها
قال الشاعر:
عمر الفتى ذكره لا طول مدته
### وموته خزيه لا يومه الداني
فالمقصور عليه في الشطر الأول (ذكره) لأنه مقابل طول مدته والمقصور عمر الفتي وفي الشطر الثاني المقصور عليه خزيه والمقصور موته.
ب- مع بل ولكن:- يكون المقصور عليه بعد الأداتين ففي قولنا ما زيد كاتب بل شاعر فالمقصور زيد والمقصور عليه شاعر وفي قوله تعالى " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله "فالمقصور هو محمد صلى الله عليه وسلم. والمقصور عليه كونه رسولاً
وليس أباً.
2 - في طريقة النفي والاستثناء:-
يكون المقصور عليه مؤخراً مع حروف الاستثناء مثل ما جاء إلا علي فالمقصور المجيء والمقصور عليه علي. لأنه وقع بعد " إلا " ويجوز تقديم المقصور عليه مع حروف الاستثناء بحالهما علي المقصور كقولك ما ضرب الا علياً محمد بشرط ألا يفصل بين الأداة والمقصور عليه.
أما إذا فصل بينهما أو تأخرت الأداة عن المقصور عليه فهذا غير جائز لأن ذلك يؤدى إلى اختلال المعنى حيث يصير المقصور مقصوراً عليه والمقصور عليه مقصوراً مثل ما ضرب علياً الا زيد.
ومن أمثلة التقديم الجائز للأداة مع المقصور عليه قول الشاعر:-
الناس إلب علينا فيك ليس لنا
### إلا السيوف وأطراف القنا ورد
أي ليس لنا ورد إلا السيوف وأطراف القنا
3 - في طريقة " إنما "
يكون المقصور عليه مؤخراً. كقولك إنما زيد قائم. فالمقصور عليه قائم والمقصور زيد. ولا يجوز تقديم المقصور عليه هنا لئلا يلتبس بالمقصور.
4 - في طريقة التقديم
يكون المقدم هو المقصور عليه والمؤخر هو المقصور ففي قولك شاعر هو فالمقصور عليه شاعر والمقصور هو
كما يقع القصر بين المبتدأ والخبر يقع أيضاً بين الفعل والفاعل وبين الحال وصاحبه وبين صاحب الحال والحال. وبين الفاعل والمفعول به وبين المفعول والفاعل وبين المفعول به الأول والمفعول به الثاني والأمثلة كالآتي
ما جاء إلا زيد. ما جاء راكباً إلا محمد، ما جاء محمد إلا راكباً، " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به " ما ضرب محمداً إلا زيدٌ، ما كسوت زيداً إلا ثوباً.(/)
التصريع والترصيع
ـ[الأحمر]ــــــــ[15 - 10 - 2002, 04:50 م]ـ
التصريع والترصيع
التصريع: اتفاق قافية الشطر الأول من البيت الأول مع قافية القصيدة قال المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
### وتأتي على قدر الكرام المكارم
نجد أن القصيدة ميمية ولو لحظنا أن الشطر الأول كذلك انتهى بحرف الميم
وقال الأعشى:
ودع هريرة إن الركب مرتحل
### وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
وفي قصيدة الأعشى انتهى الشطر الأول بحرف اللام والقصيدة لامية
الترصيع: اتفاق جملتين أو أكثر في عدد الكلمات مع اتفاق كل كلمة مع ما يقابلها في الحرف الأخير
1 - إن بعد المطر صحواً، وإن بعد الكدر صفواً
2 - ليكن إقدامك توكلاً، وليكن إحجامك تأملاً
ـ[أبـ زياد ـــو]ــــــــ[18 - 10 - 2002, 11:23 م]ـ
أحسنت يا أخي
سؤالي ماذا يسمى في البلاغة بداية البيت بحرف ويكون هذا
الحرف هو نفسه في نهاية البيت
اخوك
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[18 - 10 - 2002, 11:41 م]ـ
أخي الأخفش .. أشكرك على الموضوع الجميل والعرض المفيد
وأضيف أن التصريع غالبا ما تبتدأ به مطالع القصائد
أما من أمثلة الترصيع القرآنية فقوله تعالى:
" إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم"
أخي أبـ زياد ـــــا ... أهلا بك .. شرفت ناديك
أستسمح أخي الأخفش في الرد على سؤالك .. وعند عودته يعلق بما يفيد بإذن الله
البيت الذي ذكرتَ وصفه أخي أبا زياد هو البيت المحبوك، يبدأ بحرف وينتهي به، كقول حسان:
لله در جماعة نادمتهم يوما بجلّق في الزمان الأولِ
والبيت المحبوك كما هو معروف لا يستعمل في المطارحات الشعرية
تحياتي،،،
ـ[الأحمر]ــــــــ[19 - 10 - 2002, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم
لقد أذنتُ لكِ في الجواب
شكراً لكما
أحسنتَ السؤال وأحسنتِ الجواب
فالهدف واحد ألا وهو خدمة أبنائنا بغض النظر عن المجيب
ـ[أبووجد]ــــــــ[02 - 12 - 2009, 10:14 م]ـ
هل يشترط أن بكون في أول القصيدة؟
ـ[طويل العمر]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 11:38 م]ـ
سلمت أناملك الذهبية على تسطير تلك
السطور مبدع ومتألق وفقك المولى
ـ[الأحمر]ــــــــ[28 - 01 - 2010, 08:15 م]ـ
هل يشترط أن بكون في أول القصيدة؟
البيت المحبوك لا يدخل في المساجلة الشعرية سواء في أول القصيدة أو آخرها
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[10 - 02 - 2010, 07:34 ص]ـ
بارك الله لك
أخي الكريم
أجدت العرض والتقديم للمعلومة بالشواهد المنتقاة بعناية لجمالها وشهرتها ولمعناها الراقي
ـ[خادمة العربية]ــــــــ[10 - 02 - 2010, 10:59 م]ـ
لو سمَحَتْ أختي هداية ونور أن أضيف قسأقول: كذلك التصريع يشمل اتفاق العروض والضرب في الوزن وما يمكن أن يعتريهما من علل، كأن يكونا صحيحين أو مقبوضين أو مقطوعين ...
وهذا التصريع كما يكون في مطالع القصائد، يأتي بقلة في وسطها، كقول المجنون في معلقته:
أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعلِ
والله أعلم
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[10 - 02 - 2010, 11:54 م]ـ
إذا جاء التصريع في أبيات الحشو يُسمّى البيت "بيتًا مقفّى"(/)
مع المفردة القرآنية
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 01:38 ص]ـ
ذكرنا فيما سبق من مقالات أن إعجاز القرآن يكمن في نظمه، وعلو فصاحته، وسمو بيانه، إنها اللغة الساحرة حين تتجلى في أروع صورها في كلام الله
وإعجاز القرآن نستطيع أن نلمسه في السياق كله .. في الجملة .. في النظم .. في الكلمة الواحدة
تتحول الكلمة بحسن وضعها في مكانها إلى صورة كاملة تنقل لنا المهد بجزئياته فنقترب من الحدث أيا كان .. فيرجف قلبنا من هوله، أو يخفق خشية لجلاله، أو يطير شوقا من محبته، فيتحقق لنا شيء من تدبر الآيات ولو لم نعمد إلى ذلك
فلننتقل إلى مثال عملي في القرآن الكريم
انظر إلى تلك الكلمة التي تتولى وحدها رسم صورة متناسقة لموقف كامل بالبيئة والشخوص والحركة والأحاسيس
اسمع قوله تعالى:
فأصبح في المدينة خائفا يترقب
ألا تحملك كلمة يترقب إلى ذلك الجو الذي كان فيه سيدنا موسى عليه السلام؟
ألا تتخيل مشهد تلك المدينة النائمة الهادئة؟
ألا تتسلل إلى قلبك مشاعر الخوف والقلق والتوتر؟
ألا تشعر بذلك النبي العظيم وقد أرهفت كل حاسة من حواسه؟
ألا تشعر بالتفاته في كل لحظة يمينا وشملا وخلفا حذرا مما قد يحيق به؟
ألا تسمع وقع خطواته الرقيقة خشية أن يشعر به أحد ممن يطلبه؟
لو قال: يتحين أو يتوجس أو يرقب أو يراقب هل كانت تلك الكلمة مؤدية لشيء مما حملته هذه الكلمة الموحية في هذا السياق؟
إنها الدقة المتناهية في انتقاء اللفظ المشع في الموقف المناسب .. إنها روعة انتظام الدرر في عقد البلاغة العليا
إنها بلاغة القرآن .. إنها عظمة القرآن .. إنه بيان القرآن .. إنه إعجاز القرآن
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 -
استلهمته من مباحث في كتاب: الإعجاز في نظم القرآن لمحمود شيخون
ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[17 - 10 - 2002, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الغالية؛؛
بلى وربي تنقلنا إلى كل ما قلتِه ..
دقة لا متناهية فعلاً،
وكيف تنتهي وهي من ربّ البشر؟!،
فهو كتابه الذي لا يتوقف إعجازه ............
جزاكِ الله كل خير ..
تحياتي،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 11 - 2002, 01:03 ص]ـ
بارك الله فيك أختاه على القراءة والتذوق والإحساس بجمال النص القرآني والمفردة القرآنية
فتح الله عليك بالخير وهداك للحق بإذنه
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 08 - 2003, 02:36 ص]ـ
... نتابع بإذن الله ... وقفاتنا مع بعض كلمات القرآن التي تتميز بنقلها معاني كثيرة بحسن وضعها وملاءمة الصيغة المختارة للمقام
اقرأ هذه الآية:
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُور. وهمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
هل لاحظت كلمة يصطرخون؟ هل شعرت بانبعاث الأصوات الصارخة من كل مكان؟ ألم تشعر أن بعضها يبدو كأنه يجاوب بعضا؟ ألا يوحي لك ذلك بأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنهم أن يفعلوه ردا على ما يحدث لهم؟ والأهم ألا توحي لك تلك الكلمة في ذلك الموضع أن هؤلاء قد أهملوا ولم يعد أحد يرد عليهم؟
واقرأ هذه أيضا: باأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض
هل لاحظت ثقل كلمة اثاقلتم؟ هل رأيت الشدة على حرف الثاء منها؟ هل شعرت بأنك تقرؤها ببطء فرضه عليك تركيبها وحركات حروفها وأصواتها؟ هل اقترن في ذهنك نطق الكلمة بصورة أولئك المثاقلين الذين يركنون إلى الدنيا ويتشبثون بها ويلتصقون بالأرض، وإن خرجوا للجهاد خرجوا وقد شدتهم الدنيا بأسبابها فظهر ذلك عليهم بطئا في الحركة وثقلا في المشي وسقوطا على الأرض؟
ترى لو كانت الكلمة المستعملة هي تثاقلتم فهل كان المعنى باقيا على هذه الصورة؟ إن إضافة الثاء يؤدي إلى فك التشديد والإدغام مما يمنح الكلمة سهولة في النطق لا تناسب طبيعة المعنى المقصود، بل إنها توحي بشيء أعلى من السرعة في الحركة وتضفي على حركتهم نشاطا أكبر
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[23 - 08 - 2003, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا.
فعلا شرحك هذا جعلنا نعي "عقليا" مانحس به بالفطرة عند قراءة القرآن وأتمنى أن تستمري في بيان أوجه الاعجاز البلاغي للقرآن على هذا النهج.
وأتمنى أيضا أن تهدينا على موقع يتحدث عن الموضوع ذاته لاستقاء المزيد من العلم في هذا المجال وجزاك الله خير مايجزي به عباده الصالحين.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 09 - 2003, 12:43 ص]ـ
الأخ الفاضل تأبط خيرا
جزاك الله خيرا على الاهتمام بكتابه العظيم والتأمل في آياته المبهرة
بحثت ووجدت لك هذا الموقع .. أتمنى أن يفيدك
http://www.qassim.net/pages/islamic_page/ejaz_alquraan/alloghawi.htm(/)
افتراءات على القرآن (نصب الفاعل)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 02:39 ص]ـ
نص سؤالهم
جاء في سورة البقرة 2: 124 لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ. وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون
وهذا تعليقهم: "الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون؟؟؟!!!
وقد حاول المفسرون تعليل ذلك بطرق غير مقنعة لأنها تلوى الحقائق، فمثلا قال الإمام النسفي: معنى الآية أنه "لا يصيب عهدي أي الإمامة أهلَ الظلم" فجعل "عهدي" فاعل، لتكون الظالمين هي المفعول المنصوب بالياء والنون.
ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال" (كما جاء في المعجم الوسيط معناه أن الإنسان هو الذي ينال الشيء، إذ يقول [نال الشيء أي حصل عليه جز2 ص964] وليس الشيء هو الذي ينال الإنسان!!!! فمثلا لا يمكن أن نقول: "نالت الجائزةُ المجتهدين"! بل الصحيح أن نقول: "نال المجتهدون الجائزة" فكيف أن العهد وهو شيء هو الذي ينال الظالم وهو إنسان. هذا كلام غير مقنع، ونحن نريد أن نفهم رداً منطقياً مقنعاً.
وهذا جوابي
جاءت كلمة الظالمين منصوبة في الآية لأنها مفعول به، وليست فاعلا فيحتاج إلى الرفع
وهذا هو الإعراب بالتفصيل:
عهدي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء
الظالمين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
والكلام جاء بالترتيب الطبيعي للكلام العربي حيث يسبق الفاعل مفعوله
وبالتالي فإن قول القائل إن القرآن نصب الفاعل ليس له أي أساس بل ولا احتمال من الصحة
فالعهد هو الفاعل، وهو الذي لا ينال الظالمين، كما نصت الآية الكريمة
هذا ويجوز أن يقال: لا ينال الظالمون عهدي ... ولكنها جاءت في الآية بفاعلية العهد .. أي لا يصلون إليه ولا يمكنون منه .. فإن ما نالنا فقد نلناه، وما نلناه فقد نالنا
والعرب تقول: نلت خيرك، كما تقول: نالني خيرك
ولكن لم اختارت الآية ألا ينال العهد الظالمين؟
لأن في هذا التركيب مزيدا من الإبعاد لهم، وامتناعا من نيلهم العهد، فإن العهد نفسه يأنف أن ينالهم وكأنه ينفر منه
والنتيجة أن الظالمين لا يمكنون من العهد، بل يحرمون منه تأكيدا، وهذا غاية الوعيد
أما قولهم إن المعجم الوسيط يقول كذا فهل صارت اللغة تؤخذ من المعجم الوسيط؟
إن اللغة تؤخذ من مصادرها الأصلية، ومن شواهد عصر الاحتجاج (سيكون هناك موضوع قريب عنه بإذن الله)
ومن مصادر اللغة المعجات القديمة التي جمعها (لسان العرب) كأفضل ما يكون، وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي منه معروف" لسان العرب 11/ 685
إذن: يجوز في لغة العرب أن يقال نالنا المعروف ويجوز أن يقال نلنا المعروف ... وسؤالكم باطل، لأن المنطق يقول إن الحكم هو لغة العرب واستعمال العرب
هذا ما هداني الله إليه، وكما قلت لكم سأبدأ بالأسئلة السهلة التي يستطيع طالب الإعدادية أن يجيب عنها، ثم سنصل بإذن الله إلى مسائل أعلى .. أسأل الله العون والتوفيق
وأنا في انتظار تعليقاتكم وإضافاتكم، وتعديلاتكم، وشواهدكم .. فإن كسر كلامي لا يجبر إلا بعونكم وعلمكم .. بارك الله فيكم
ـ[الأحمر]ــــــــ[19 - 10 - 2002, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أعبر لكِ عن شكري وامتناني العظيمين لكِ أيتها الأنوار فلقد أنرتِ المنتدى بموضوعاتك الجميلة وآرائك السديدة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 05:06 م]ـ
جاء في التحرير والتنوير لإبن عاشور
((و {ينال} مضارع نال نيلاً بالياء إذا أصاب شيئاً والتحق به أي لا يصيب عهدي الظالمين أي لا يشملهم، فالعهد هنا بمعنى الوعد المؤكد.))
ـ[ابو تمام الحذيفي]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 07:45 ص]ـ
ايه الاخوة ينال هنا ليست بمعنى ياخذ انما بمعنى يصل وللتاكد انظر سورة الحج اذ قال الله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها برفع لحومها ونصب الله اي لن يصل الله لحومها والله اعغلم
ـ[أبوأنس]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 11:40 م]ـ
الأخت أنوار الأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ماقلتيه لايختلف عما قاله الإمام النسفي، فكيف خطّأتيه بقولك (ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال". . .) ثم قلت في نهاية إعرابه (هذا كلام غير مقنع،) هو أعرب عهدي فاعل، والظالمين مفعول. وكفى.
ـ[تيسير]ــــــــ[22 - 06 - 2007, 01:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا
وكنت أود بيان شيئا طالما كنت أنقمه على فريقين:
1 - من يرد على النصارى عقديا.
2 - الإخوة الذين يردون على ما يسمونه الأخطاء الإعرابية في القرآن.
فإن المتصدر لمثل هذه الأمور يجب بل ويجب عليه تقرير أمران كالمقدمتين بين يدي جوابه بحيث:
يبني جوابه على وجهين:
** الأول رد مجمل كلي لا يتعرض فيه للتفصيل البتة:
بأن يقرر شيئين:
1 - أن العرب أهل اللسان الذين عليهم القرآن نزل وبلسانهم رتل وبُين كانوا أفصح من ذلك المعترض (طبعا) ولم ير أحد أشد بغضا لدين محمد وأحرص على نقضه من هؤلاء العرب الحجازيين أهل البلاغة والفصاحة فهم فاقوهم
- لغة
- وحرصا على هدم الدين.
ومع ذلك لم يتكلموا في شيء من القرآن بمثل ما تكلم به هذا المعترض الشبه أعجمي.
فيلزم المعترض أحد أمرين:
إما أن يكون هو أفصح من العرب الجاهليين فتنبه لما لم يتنبه له أهل اللسان.
وإما أن لا يكون في هذا الذي اعترض عليه خطأ بل هو الذي لم يفهم والعرب فهموا فسكتوا وهم لم يفهم فتكلم بلا علم.
2 - أن القرآن بالتسليم بأنه مفتر من عند محمد ولم يتكلم به الله بل محمد تكلم به بلا وحي (حاشا لله وكلا صلى الله على من أنزله وعلى من أنزل عليه)
فإن هذا الكلام اتفق العرب على حلاوته وبلاغته وفصاحته، فهو في عصر الاحتجاج أصلا فلا يحتج له فلا يجوز القول بأن فيه لحنا بل غايته أن يقال يحفظ ولا يقاس عليه كما هو الشأن في كل شعر العرب القديم.
وبعد هذين المقدمتين يصبح الاعتراض غير مقبول شكلا وموضوعا فلا يلزم المستمع الرد على اعتراض ساقط منطقيا.
... والثاني رد تفصيلي بعد هذا الرد المجمل:
ثم ترد عليه بعد ذلك بما شئت وتناقش الفاعل والمفعول وغيره بطريقتك كنحوي كما فعلت الأخت جزاها الله خيرا وتوجه النصوص كما تشاء بحيث يكون ردك
نافلة ومزيد دحض للشبهة لا أن يكون بنفسه هو الرد.
اللهم توفنا مسلمين.
ـ[فارس]ــــــــ[22 - 06 - 2007, 06:25 ص]ـ
الأخت أنوار الأمل
ماقلتيه لايختلف عما قاله الإمام النسفي، فكيف خطّأتيه بقولك (ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال". . .) ثم قلت في نهاية إعرابه (هذا كلام غير مقنع،) هو أعرب عهدي فاعل، والظالمين مفعول. وكفى.
أخي أبا أنس ما جعلته باللون الأحمر هو ضمن نص السؤال و ليس من قول الأخت أنوار الأمل و إنما يبدأ قولها من عند ((وهذا جوابي ... ))(/)
افتراءات على القرآن (نصب المضاف إليه)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 02:51 ص]ـ
نص سؤالهم:
جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ. وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ.
وهذا من الجهل البين أو التحامل البين
فإن (ضراء) ممنوعة من الصرف لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة، وهذا من موانع الصرف
وما يُمنع من الصرف تكون علامة جره الفتحة عوضا عن الكسرة ما لم يضف أو يعرف بـ (أل) التعريف
ولو أننا لجأنا إلى تكبير نص سؤالهم سنجدهم قد كتبوا (ضراءِ) بكسر الهمزة فقط دون التنوين، أي أنهم لم يصرفوها، فهم إذن يعلمون أنها ممنوعة من الصرف، لكنه اللعب بعقول الضعاف
ثم إننا سنجدهم في سؤال تال يسألون عن سبب صرف ما لا ينصرف، وفيه تأكيد ثان على تعمدهم إضلال الناس، بينما شبهاتهم متهافتة، لا تصمد لمن حظوا بقليل من العلم فضلا عن أهل الاختصاص
وقد تكررت الكلمة في سورتي يونس وفصلت
في انتظار تعليقاتكم وإضافاتكم وتوضيحاتكم وشواهدكم أو صياغتكم للرد بطريقة أخرى مناسبة ... بارك الله فيكم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 02:52 ص]ـ
جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ. وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ.(/)
هل يوجد في القرآن مجاز؟
ـ[أبـ زياد ـــو]ــــــــ[19 - 10 - 2002, 02:07 م]ـ
هل يوجد في القرآن مجاز؟
علما أنني سمعت أن أحد الأعلام البارزين يقول أن القرآن ليس فيه
مجازا!!!!
: confused: :confused: :confused:
وأعرف آيات قرآنية بها مجاز وعلاقاتها المشهورة
أفيدونا http://www.dr-jamal.com/arabic/views/wade_06.jpg
أخوكم
أبو زياد
zik2010ra*************
ـ[الجهني]ــــــــ[19 - 10 - 2002, 02:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي الفاضل: أبـ زياد ـــو.
لعلك تجد مايشبع رغبتك في البحث التالي.
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag20/www/MG-011.htm
والله من وراء القصد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 10 - 2002, 01:46 ص]ـ
أخي أبازياد ... أشكر لك تشريفك قسم البلاغة بموضوع ثر كهذا
وأشكر أيضا أخي الكريم الجهني .. درة المنتدى .. وفيض عطائه
جزاك الله خيرا على سبقك وإهدائك إيانا هذا البحث الذي لخص المسألة بوضوح وجمع أدلة الطرفين
لقد قرأتها ولي بعض الملاحظات والتعليقات أحب أن أضيفها
بعد أن أتأكد من بعض الشواهد في كتب المانعين
ولي عودة بإذن الله خلال يومين
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[28 - 10 - 2002, 07:45 ص]ـ
ونحن بالانتظار!!!
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 11 - 2002, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا ملخص لمسألة المجاز كما ورد في بحث الشيخ السديس المرفق بالمووع من قبل أخينا درة المنتدى الجهني
المجاز هو استعمال للفظ في غير ما وضع له بقرينة مع علاقة تسوغ ذلك الاستعمال
وهذه العلاقة قد تكون علاقة مشابهة أو علاقة غير المشابهة
وينقسم إلى قسمين:
المجاز العقلي
والمجاز اللغوي
والحقيقة قسيم المجاز، وهذا التقسيم أحد التقسيمات المعتبرة للألفاظ في علم أصول الفقه
هناك طرفان في القضية، أحدهما يؤيد والآخر يمنع، وهذه هي التفاصيل كما جاء في بحث الشيخ السديس
الفريق الأول يقول بوقوع المجاز مطلقا في اللغة وفي القرآن، وهو رأي الجمهور
وهذه أدلتهم:
تقسيم علماء العربية الألفاظ إلى حقيقة ومجاز، واشتهار ذلك في ألسنة العرب، والقرآن جاء بكلام العرب بل هو أصل لغتهم
جاءت في القرآن الكريم آيات كثيرة وقع فيها المجاز، إذ استعملت فيها الألفاظ في غير ما وضعت له
الفريق الثاني يمنع وقوع المجاز في القرآن وفي لغة العرب بعامة
وهذه أدلتهم
ـ تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز لم يقع إلا عند المتأخرين، ولم يتكلم به أحد من أهل القرون الثلاثة المعتبرة من صحابة وتابعين وأئمة ونحويين
ـ وكذلك لم يوجد عند علماء السلف من أصوليين ومفسرين وأئمة مذاهب كالشافعي
ـ وإن الذين استعملوا هذه الكلمة من علماء السلف لم يقصدوا بها هذا المعنى القائم الآن، بمن فيهم أبوعبيدة أول من ألف في مجاز القرآن
ـ ليس عندنا دليل على أن هذه الألفاظ وضعت لتلك المعاني، وبعدها نقلت إلى المعاني التي يقال عنها إنها مجازية، وإنما هذا هو استعمال العرب الذي وصلنا بالتواتر
ـ التقسيم ذاته غير صحيح، لوجوه عدة ... وذكرها
ـ إساءة بعض الفرق استعمال قضية المجاز في تأويل النصوص
ـ الفروق التي فرقوا بها بين الحقيقة والمجاز ليست صحيحة، مثل: الحقيقة يصح نفيها، وهي ما تتبادر إلى الذهن، وتفيد المعنى مجردا من القرائن، والمجاز عكس ذلك
الفريق الثالث يقول بوقوعه في اللغة دون القرآن
الفريق الرابع يقول بوقوعه في اللغة دون القرآن والسنة
الفريق الخامس يفصل في الأمر، فما كان فيه حكم شرعي فلا مجاز فيه، وما ليس فيه حكم شرعي ففيه مجاز
ويتابع الشيخ ذكر الأدلة، ويعرض أمثلة مما قال به المجيزون، ورد المانعين عليها
ويرجح في النهاية القول بالمجاز بالضوابط الشرعية ومنها منعه في القرآن والسنة لتجنب الخطل في الاعتقاد وصفات الله عز وجل
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 11 - 2002, 01:00 ص]ـ
أخي عاشق الفصحى: هل استبطأت الرد فعلا؟
أعلم أنني تأخرت .. ولكن لم أكن أظن أن هناك من ينتظر هكذا
أرجو المعذرة ... وجزاك الله كل الخير على الاهتمام بالموضوع
لقد قرأت البحث لي بعض الملاحظات .. سأسجلها تباعا
وقد أعرض القضية للمناقشة في موضوع مستقل
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0
... ألا يبنى على إنكار المجاز إنكار كل أوجه البلاغة كالتشبيه والاستعارة مثلا لأنها قائمة على التجوز في الكلام
والمجاز هو ما استعمل في غير ما وضع له، وهذا هو تعريف العلماء في علم أصول الفقه الذي يسر الله لي دراسة شيء منه بفضله ومنِّهِ
والتشبيه والاستعارة استعمال للشيء في غير ما وضع له
فجناح الذل تركيب فيه استعارة، وهي قائمة على المجاز، حيث استعمل الجناح للذل، والذل معنوي ليس له جناح
وعلماء الأصول يقولون إن المصطلحات الشرعية كالصلاة والحج إنما هي مجازات لغوية
... إن الجمهور من الأصوليين ساروا على هذا التقسيم للكلام بالحقيقة والمجاز، وبني على ذلك أحكام وأحكام، فهل ما استنبطوه باطل؟ وهل من سار على آرائهم تلك يعد قد أتى إثماوهو قد تبع فيها أقوال العلماء التي أسست على قواعد الأصول القائلة بالمجاز؟
ثم إن هذا هو قول الجمهور، والجمهور يعني عامة الأمة أي الغالبية العظمى، فهل تجتمع الأمة على ضلالة؟
وقول الجمهور يعني اجتماعا لأئمة من مذاهب مختلفة وكلهم قد رأوا الرأي نفسه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[06 - 11 - 2002, 02:31 ص]ـ
يقول الشيخ إن ابن تيمية وابن القيم من المانعين للمجاز في القرآن وفي اللغة كلها، وأعلم أن هذا صحيح في قولهم، ولكن من يقرأ في كتبهم يلاحظ أنهم يقرون بالمجاز في استعمالهم إما صراحة وإما بمعنى يماثل معنى المجاز ولكن دون ذكر الاسم صراحة
والحمد لله أنني وجدت تلك الكتب على الشبكة مما سهل علي نقل فقرات منها
مجموع الفتاوى
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=381
بدائع الفوائد لابن القيم
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=64
دقائق التفسير
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=378
* قال ابن القيم: ولو قال الطبيب للعليل وعنده لحم ضأن لا تأكل الضأن فإنه يزيد في مادة المرض، لفهم كل عاقل منه أن لحم الإبل والبقر كذلك ولو أكل منهما لعد مخالفا
أفليس هذا مما يسميه علماء اللغة بالمجاز المرسل ذي العلاقة الجزئية؟
* وقال أيضا: فهمت الأمة من قوله تعالى إن اللذين يأكلون أموال اليتامى ظلما جميع وجوه الانتفاع من اللبس والركوب والمسكن وغيرها
وهذا أيضا تأويل لمعنى الأكل أو فلنقل حملا له على الاتساع، فهو لا يعني أنهم يستعملونها في أكلهم فقط بل في كل وجه من النفع، وهذا شائع في استعمال الناس في اللغة بل في العامية أيضا، وتحمل على معنى الحقيقة وتحمل على المجاز
* وفي البدائع وجدت هذا القول وفيه تأويل للكلامبحمله على المجاز: وأما قوله تعالى تجري بأعيننا القمر 14 و اصنع الفلك بأعيننا هود 37 فإنه إنما يريد برعاية منا وحفظ
* http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=381&id=2258
ويقول ابن تيمية في هذا الحديث: اقرؤوا البقرة وآل عمران فانهما يجيئان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو غمامتان أو فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما
إن المقصود بالمجيء ليس مجيء الصوت والكلام بل مجيء ثواب قارىء القرآن
وأن قراءة القارىء لهما تعني عمله بهما
وهذا هو المجاز
فكأن ابن تيمية وابن القيم يؤمنان به عمليا وينكرانه نظريا… فكيف؟ أو أن هناك خللا في فهمنا نحن لما كتباه؟ ربما .. ننتظر توضيحا إن كان هناك توفيق بينهما
* ولم يقتصر الأمر على التطبيق العملي، ولكن وردت الكلمة نفسها بالمعنى المعروف
فها هو ابن تيمية يقول في موضع آخر من مجموع الفتاوى
وأنها صفة سميت الجارحة بها مجازا ثم استمر المجاز فيها حتى نسيت الحقيقة ورب مجاز كثر واستعمل حتى نسي أصله وتركت حقيقته
فهو هنا يصرح بلفظ المجاز، وهو أيضا يقر ما عليه الأصوليون من انواع المجاز وهو ما شاع حتى نسي أصله وظن أنه هو الحقيقة
*وها هو يصرح أيضا بلفظ المجاز وأنه من أقسام الكلام في رسالته الموسومة برفع الملام عن الأئمة الأعلام، فيقول عن اللفظ:
" وتارة يكون مشتركا أو مجملا أو مترددا بين حقيقة ومجاز، فيحمله على الأقرب عنده وإن كان المراد هو الآخر"
* http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=381&id=2067
وهنا أيضا: " فمن ظن أن هذا الاستواء اذا كان حقيقة يتناول شيئا من صفات المخلوقين مع كون النص قد خصه بالله كان جاهلا جدا بدلالات اللغات ومعرفة الحقيقة والمجاز "
فكيف ينكره وهو يقول به في ثنايا كلامه وشرحه للآيات والأحاديث، بل هو يجعله قسيما للحقيقة وهذا مما نفاه عن أبي عبيدة نافيا بذلك اقتناعه هو به، لكنه يقول به!!!
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[02 - 02 - 2003, 07:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ايها الأحبة ...........
فهذه اول مشاركة لي في هذا المنتدى وأتمنى ان لا أكون ثقيلا.
أحب ان اذكر كلاما للشيخ بن عثيمين رحمه الله حول هذا الموضع ذكره في شرحه لكتاب في البلاغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله (من العلماء من أنكر ان يكون المجاز موجودا في اللغة ,وحجته ان المعنى انما يعينه الياق وقرائن الأحوال , و ان الكلمات نفسها ليس لها معنى ذاتي بل بحسب التركيب ,و اذا كانت بحسب التركيب صار الذي يعين المعنى هو السياق , واذا تعين المعنى فهذه هي الحقيقة فاذا قلت: (رايت اسدا يحمل سيفا) هل يمكن لاي واحد يسمع هذا الكلام أن يشتبه عليه الأسد الحقيقي بالأسد الشجاع؟ الجواب انه لايمكن , اذن هو حقيقة بقرينة الحال. فاذا كان المعنى انما يعينه السياق وقرائن الأحوال فانه لا مجاز فيه , ولهذا نجد الفرق حتى في نبرات الصوت , فلو قلت لواحد (أسكت) -بصوت خفيف- وآخر (أسكت) -بصوت قوي-فيفهم من الاول الامر بالسكوت بطمأنينة , ومن الثاني الزجر بشدة مع ان الاختلاف في الأداء فقط.)
ـ[ابن هشام]ــــــــ[02 - 02 - 2003, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الحوار والنقاش.
شكراً أنوار الأمل وبارك الله فيك
كما أشرتم بارك الله فيكم إلى الأقوال والأدلة، وذكرتم أقوال المجيزين مطلقاً والمانعين مطلقاً والقائلين بالتفصيل أود الإشارة إلى أمور:
الأول: الخلاف في هذا الموضوع قديم، ومشهور، والتوسط والاعتدال في مناقشته هو الأسلم إن شاء الله.
ثانياً: هذا الموضوع قد كتب فيه العلماء وتناولوه من ثلاثة جوانب:
الجانب الأول: من جانب أهل علم الكلام، وعلماء العقيدة بعد ذلك، وهنا يقف ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من المانعين.
الجانب الثاني: جانب علماء الأصول (أصول الفقه) وقد ناقشوه من باب دلالات الألفاظ على الأحكام.
الجانب الثالث: علماء البلاغة. وهم كثر وهم يناقشونه في لغة العرب بشكل عام دون النظر إلى أثره في المعتقد، ولذلك نجد الإجماع منعقداً على وجوده عندهم ولا تكاد تجد كتاباً في البلاغة إلا ويشرحه ويقول به.
ثالثاً: من أفضل المؤلفات التي تكلمت عنه من وجهة نظري هي:
1 - المجاز بين المجيزين والمانعين للدكتور القدير عبدالعظيم بن إبراهيم المطعني حفظه الله في مجلدين. وهو أوسع من ناقش هذه المسألة من جانبها البلاغي وتعرض لها من جانبها العقدي بما يكفي فيما رأيتُ.
2 - المجاز عند الإمام ابن تيمية وتلاميذه بين الإنكار والإقرار للدكتور عبدالعظيم بن إبراهيم المطعني كذلك. وما ورد في حديث أنوار الأمل حول وجود المجاز في كلام ابن تيمية وابن القيم مع اشتهار إنكارهم له في كتابيهما الإيمان والصواعق المرسلة مفصل بالأمثلة والأدلة في هذا الكتاب فلعله من توارد الأفكار بين المطعني وأنوار الأمل أو أنه قد تم الاطلاع على هذا الكتاب ولم يشر إليه رغبة في الاختصار.
وخلاصة ما ذهب إليه في كتابه أن إنكار المجاز في اللغة بوجه عام، وفي القرآن بوجه خاص، إنما هو مجرد دعوى بنيت على شبهات واهية، كتب لها الذيوع والانتشار والشهرة، ولكن لم يكتب لها النجاح.
3 - دعوى إنكار المجاز للدكتور إبراهيم عوض وهو كتاب نفيس كذلك.
4 - بطلان المجاز لمصطفى عيد الصياصنة. وهو ينصر مذهب المنكرين وهذا ظاهر من عنوانه.
5 - منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز للعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ومذهبه ظاهر كذلك من خلال عنوان كتابه وقد ناقشه المطعني في كتابه الثاني وخلص إلى أن للإمام الشنقيطي رحمه الله في المجاز مذهبان:
- مذهب جدلي نظري: انتهى فيه إلى منع المجاز وإنكاره في أخريات حياته.
- ومذهب سلوكي عملي نحا فيه منحى مجوزي المجاز، ورأى له ضرورة لا غنى عنها في استجلاء المعاني، وكشف أسرار البيان.
6 - المجاز وأثره في الدرس اللغوي للدكتور محمد بدري عبدالجليل. وهو بحث في ماهية المجاز اللغوي ولم يتعرض لحكمه إلا كإشارة عابرة عند حديثه عن إسراف المعتزلة في القول به وتحفظ أهل السنة وتوسط الأشاعرة في ذلك وهو بحث جيد في البحث في المجاز من حيث الجانب اللغوي والاتساع في الكلام عند العرب وعلاقات المجاز المتعددة.
7 - إنكار المجاز عند ابن تيمية بين الدرس البلاغي واللغوي للأستاذ إبراهيم بن منصور التركي، وخلاصة ما وصل إليه هو أن الخلاف بين القائلين بوقوع المجاز والمانعين هو خلاف في زاوية الرؤية. وأن القول بوقوع المجاز والقول بإنكاره فكرتان غير متضادتين، ويمكن أن تتعايشا جنباً إلى جنب ولا تتنافرا.
لأن الفرق بين المنكرين والمجيزين هو فرق في رؤيتهم إلى دلالة اللفظ، فالحكم بأصالة اللفظ في موضع وفرعيتها في موضع آخر هو الأساس الذي قام عليه تصور القائلين بالمجاز. أما جعل جميع دلالات اللفظ ومعانيه على درجة المساواة فكلها أصلية وأن السياق هو الذي يعين أي المعاني أريد باللفظ هذه هي الرؤية التي حكمت تصور القائلين بإنكار المجاز. ولعل الشيخ محمد بن عثيمين غفر الله له ورحمه من الناصرين لهاذ الرأي كما أشار إلى ذلك الأخ أبو محمد 99 حفظه الله.
8 - المجاز في البلاغة العربية للدكتور مهدي السامرائي. ولم أقرأه إلى الآن فمعذرة ولو وجدته به راياً ذا بال لألحقته إن شاء الله.
رأي شخصي: أن الخلاف بين القائلين به والمانعين خلاف لفظي وحسب، ذلك أن المانعين يسمون المجاز أسلوباً من أساليب العرب وليس مجازاً والنتيجة واحدة. ويمكن التخلص من المحذور الذي خشيه العلماء من القول به بأن يقال أنه يمنع القول بالمجاز في باب الأسماء والصفات لسبب بسيط وهو قوله تعالى: ليس كمثله شئ وهو السميع البصير. ويبقى بعد ذلك للغة جمالها وقوتها. وقديماً قال أبو هلال العسكري: لو استبعدنا المجاز من اللغة لذهب نصف بهاء لغة العرب. والله أعلم. ومعذرة على التطفل على إخواني ولكن وجدت مجال الكتابة على لوحة المفاتيح ذا سعة.
وأنتظر استدراكاتكم حفظكم الله جميعاً ونفعنا بعلمكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[03 - 02 - 2003, 05:00 م]ـ
إخواني!!!!
منع المجاز في القرآن والسنة سيؤدي إلى إشكالية عظيمة في النصوص القطعية.
فمثلا حديث (كنت سمعه الذي يسمع به .... ) إلى آخره مع نكران المجاز يصبح المعنى الظاهري مستحيلا جدا.
وكثير من الامثلة ستتوالى تباعا ريثما اتفرغ .. أرجو التعقيب لأن الهدف هو طلب العلم لا الجدال فيه أو التعصب لرأي الرجال نسأل الله تأليف قلوب المؤمنين آمين آمين آمين: (
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 02 - 2003, 01:38 ص]ـ
التوسط والاعتدال مما نفتقده وبشدة في عالمنا كله وفي الأمور كافة ـ إلا ما رحم ـ
المشكلة في من يحمل الأمر أكثر مما يحتمل، ثم يشتط فيمنع أو يجيز كما يشاء
وهذه القضية بالفعل ذات صلة بعدد من العلوم، وقد درستها شخصيا في الدراسات الشرعية (الأصول) والدراسات اللغوية، وعرفت أنها مما يعمل به علماء الأصول، وينبني عليه استنباط الأحكام، فإن حكمنا ببطلانه، فقد بطل ما ترتب عليه
وكما قلتَ فالقضية عند علماء البلاغة يسيرة، ولا تحتمل أمورا أخرى
أما المانعون فأظن أن مما دفعهم إلى ذلك خوفهم من قضية الأسماء والصفات كما
وهناك بعض المجسّمة، وقضية المجاز تؤثر فيما يقولون بغير ما يشتهون
وكما تفضلت جزاك الله خيرا، فإن كل مسلم يؤمن أن (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ولن يتعب نفسه أو عقله القاصر في استكناه الذات الإلهية، أو الدخول في مناقشات الكلاميين أو التفكير بما تذهب إليه عقولهم
أما المؤلفات التي تفضلت بالإشارة إليها فقد تمنيت أن تكون القائمة قبل شهر لأستطيع البحث عنها واقتناءها، ولكن للأسف فات الوقت الآن، ولا أملك منها إلا الرابع (المنكِر)
كتاب المجاز عند ابن تيمية وتلاميذه الذي أشرتَ إليه لم أره من قبل
ولكني بحثت كثيرا في مؤلفات ابن تيمية وابن القيم ـ ولعلك تلاحظ أني تأخرت في الرد أعلاه ـ وهما أشهر المنكرين، ووجدتها على الشبكة أيضا، وتأكدت، وكنت أدخل الكلمة مما أشعر أن فيها شيئا من ذلك، فتخرج لي نتائج كثيرة مؤكدة، فالمفهوم واحد، لكن الاسم يختلف، ومعروف أن كل علم يمضي وفق سنة تطورية، فيتقدم رويدا رويدا بجهود علمائه واستفادة المتأخر من المتقدم إلى أن يصل إلى صورة نهائية تنضج فيها المفاهيم وتستقر المصطلحات، فعدم وجود اسم المجاز عند القدماء لا يعني أنه غير موجود، ولكنهم بدؤوا البناء وتابع من بعدهم، وكثير من المصطلحات لم تكن معروفة من قبل، وظهرت متأخرة، فهل يحق لنا إلغاؤها؟ والشعوب تتقدم من الإدراك الحسي إلى التجريد، وهذه سنة الله في الخلق أن تتعلم قليلا قليلا: (أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)
فإن قلنا الاتساع أو قلنا المجاز فالمفهوم عند العلماء القدماء والمحدثين واحد، فما المجاز إلا نوع من أنواع الاتساع في الكلام، وذلك يتبين من كتبهم .. وهذا أيضا رأي شخصي: rolleyes:
ـ[ابن هشام]ــــــــ[17 - 02 - 2003, 03:22 م]ـ
بارك الله فيك يا أنوار الأمل
وما اشرتِ إليه من عدم اطلاعك على كتب الدكتور المطعني يدل - وأقول: ما شاء الله - على تطابق بحثك مع سرعته مع بحث هذا المتخصص الذي أعرفه جيداً، مما يدل على روح بحثية عالية. أسأل الله لك التوفيق والنجاح. وكما ذكرتِ بأن التوسط والاعتدال هو الأسلم في الأمور كلها، وأخذ الأمور بهدوء والنظر إلى الأدلة ثم الحكم بعد ذلك، دون التجريح والتهكم بالآخرين مهما كانوا.
وفقك الله ونفعنا جميعاً بالعلم، ووفقنا للعمل الذي يرضيه عنا.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 02:34 ص]ـ
يرفع للحاجة إليه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 05:38 ص]ـ
[ B] أشكر مؤسس المنتدى على رفع هذا الموضوع
وأحب أن أضيف شيئا وهو قول البعض بأن المجاز كذب وذلك لأنهم فهموا من القول "المجاز قسيم الحقيقة" وما قسيم الحقيقة عندهم إلا الكذب---وهذا ليس فهما صائبا للعبارة----فقول غالبية الأمة يعني أن المجاز هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له حقيقة لقرينة جعلتنا نصرف المعنى الموضوع أصلا وهو المعنى الحقيقي إلى معنى حقيقي آخر
وسأضرب مثلا هو معنى الإنزال لغة أي حقيقة هو الهبوط من أعلى إلى أسفل
قإذا ما حاولنا فهم آية ((وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ)) 25 الحديد
فلا يمكن أن يقبل المعنى الحقيقي وهو نزول ألواح الحديد من السماء نحو الأرض--
والقول بالمعنى المجازي والذي من ضمنه التهيئة والتسخير ليس من قبيل الكذب
قال إبن عاشور (وإنزال الحديد: مستعار لخلق معدنه كقوله:
{وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج}
[الزمر: 6]، أي خلق لأجلكم وذلك بإلهام البشر استعماله في السلاح من سيوف ودروع ورماح ونبال وخُوذ وَدَرَق ومَجَانّ. ويجوز أن يراد بالحديد خصوص السلاح المتخذ منه من سيوف وأسنة ونبال، فيكون إنزاله مستعاراً لمجرد إلهام صنعه،))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 05:36 م]ـ
أتقبل تعديل أخي أبي محمد بصدر رحب---وأفضل أن تذكره خلال ردودك الطيبة ---وخصوصا أن تعديلك لي في جملة ليس فيها أي خروج على الأدب--إلا أنني أجد تعديلك هو الصواب بعينه
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 08:44 ص]ـ
هل يوجد في القرآن مجاز؟، هذا عنوان المشاركة، لكن بعد دخول المشاركة وتأمل ومراجعة إستطلاعية رأيت عدة روابط رائعة جداً قد تلزم أهل العلم وطلبة العلم .. ، شبكات إسلامية، تفسير، علماء وكتب ومراجع وأبحاث .. ، وكم أتمنى أن يتم توحيد الروابط في باب واحد تحت عنوان {دليل المواقع}، ولا مانع أن يكون ذلك منقولاً من جميع المشاركات ومع مرور الزمن يصبح فهرس كشاف الفصيح، وجهة نظر أو مجرد إقتراح.
ـ[معالي]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 09:07 ص]ـ
موضوع قيّم رفعتَه يا شيخ نائل، بارك الله فيك.
وكم أتمنى أن يتم توحيد الروابط في باب واحد تحت عنوان {دليل المواقع}
دليل المواقع موجود في المنتدى العام، وقد رأيتُ لك مشاركة هناك.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 10:48 م]ـ
السؤال كان في الأصل:
هل يوجد في القرآن مجاز؟
السؤال محدد واضح.
نعم أو لا.
ومن الذاكرة أذكر قول أحد اللغويين ولا أذكر اسمه، يقول: لو ذهب المجاز، لسقط شطر حسن اللغة.
ومن أنكر وقوع المجاز في القرآن فعليه بالدليل على انكاره.
أما عن اثباته فهو مثبت، والموجود المثبت لا يؤتى عليه بدليل، بل الدليل يؤتى على عدم وجود الموجود.
فإن أنكر احداً ما وجود الماء في البحر، فليزمه الدليل. ولا يؤتى بالدليل على وجود الماء فهو موجود ظاهر للعيان.
وشكراً.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 03:00 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا أيها الكرام على هذه المداخلات القيمة.
ولمخالف أن يحتج على قول ابن عاشور رحمه الله: وإنزال الحديد: مستعار لخلق معدنه كقوله:
{وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج}، بأن الفعل "أنزل"، ضمن معنى الفعل "خلق"، و"التضمين" مما عرفه العرب في كلامهم، في الأفعال وحروف المعاني، وعليه لا مجاز في الآية، لأن ما استعمل في لغة العرب ابتداء خرج عن كونه مجازا إلى كونه حقيقة مستعملة.
وله أن يحتج على المجاز في حديث:
(كنت سمعه الذي يسمع به .... )، بأن المعنى المتبادر إلى الذهن من هذا الحديث هو النصرة والتأييد، أي أن السمع هو سمع التأييد أو التوفيق، كما في قوله تعالى: (إنني معكما أسمع وأرى)، وعليه لا مجاز في الحديث أصلا لأن المعنى يفهم من السياق، والسياق قد دل عليه ابتداء دون الحاجة إلى القول بالمجاز.
وبنفس الحجة قد يرد على حديث:
(اقرؤوا البقرة وآل عمران فانهما يجيئان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو غمامتان أو فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما)، لأن المقصود واضح بداهة، فالإنسان في ذلك اليوم العصيب، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة، يكون في أمس الحاجة لأي ثواب، فيكون المقصود، ابتداء، الثواب.
وهذا هو الضابط الذي اعتمده الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، رحمه الله، في رسالة منع جواز المجاز، فقد رد الأمر إلى استعمال اللفظ في لغة العرب على هذا الوجه، وإن كان مجازا من وجهة النظر الاصطلاحية المتأخرة، ويحضرني من ذلك قوله في قول الله عز وجل: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، حيث أشار إلى قول من قال بأن في الآية مجاز زيادة، وهو زيادة الكاف في "كمثله"، ورده بأن العرب تطلق المثل وتريد الذات، فهو أيضا من أساليب العرب في كلامهم، وهو حقيقة في محله كقولك: مثلك لا يفعل هذا، تعني: لا ينبغي لك أن تفعل هذا، فأنت تقصد ذات المخاطب لا مثله.
ومنه أيضا المثال الشهير:
رأيت أسدا في الميدان، فالسامع قد فهم مباشرة أنك رأيت مقاتلا صنديدا دون الحاجة إلى إعمال نظرية المجاز في ذهنه.
خلاف ما إذا قلت له رأيت أسدا في الغابة، فذهنه سينصرف مباشرة إلى الحيوان المفترس، فعاد الأمر مرة أخرى للسياق.
ومن ضمن تعريفات الأصوليين للحقيقة: (ما استعمل فيما اصطلح عليه من المخاطبة وإن لم يبق على موضوعه)، والقيد الأخير: (وإن لم يبق على موضوعه)، يؤيد أن اللفظ قد يستعمل في غير ما وضع له ابتداء، ومع ذلك يكون حقيقة، كغالب الحقائق الشرعية والعرفية المنقولة عن وضعها الأول، بحيث صارت مفهومة ابتداء من سياق الكلام دون الحاجة إلى القول بالمجاز، فالصلاة قد نقلت من حقيقة الدعاء اللغوية إلى حقيقتها الشرعية بحيث صارت علما على هذه العبادة ابتداء.
ولشيخ الإسلام، رحمه الله، مناقشة دقيقة لهذه المسألة في كتاب "الإيمان"، إذ ناقش المرجئة في قولهم: الإيمان حقيقة في التصديق مجاز في الأعمال، فتوصلوا بهذا القول إلى إخراج الأعمال من مسمى الإيمان، فلم يعد الأمر مقتصرا على الأسماء والصفات فقط، بل تعداه إلى مسائل الإيمان، وهذا مكمن الخطر، بل ويمكن القول بأن الأمر قد تعدى ذلك عند غلاة الرافضة، قبحهم الله، من الباطنية والدروز ............ الخ، الذين أولوا نصوص الكتاب إلى معان باطلة، تاركين، بزعمهم ظواهر النصوص، للعامة الذين يتبعون ظواهر الشريعة دون معرفة ببواطنها.
على أن القول بوقوع المجاز بضوابطه في القرآن والسنة دون التعرض للنصوص المحكمة، من جهة المعنى، وإن لم تعلم كيفياتها، كحقيقة صفات الله، عز وجل، وصفة الجنة والنار ....... الخ، هو القول المعتمد عند كثير من أهل العلم، والله أعلم.
وللشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود، حفظه الله، تعليقات نافعة على هذه المسألة الجليلة على الرابط التالي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1643
الشريط الثالث والرابع، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 04:48 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله بكم جميعا ---
نحن نقول بالمجاز ---ولا يعوزنا الدليل---وجميعنا نؤول قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) ليعني معيّة العلم لا معيّة الذات---فإذا اتفقنا على هذا النص فما بال المخالفون يمنعون المجاز في مواطن أخرى---وقد روي أنّ الإمام أحمد رحمه الله لم يفهم الحديث "الحجر الأسود يمين الله على الأرض" على ظاهره---بل فهمه بالمعنى المجازي
على أية حال ---إسمحوا لي أن أنقل كلام شيخنا عبد القاهر الجرجاني في الموضوع---
قال (ومَن قدح في المجاز، وهمَّ أن يصفَه بغير الصدق، فقد خَبَط خَبْطاً عظيماً، ويَهْرِفُ بما لا يخفى، ولو لم يجب البحث عن حقيقة المجاز والعناية به، حتى تُحصَّل ضروبه، وتُضبَط أقسامه، إلا للسلامة من مثل هذه المقالة، والخلاص ممَّا نحا نحوَ هذه الشُّبْهة، لكان من حقّ العاقل أن يَتَوفَّر عليه، ويصرف العناية إليه، فكيف وبطالبِ الدِّين حاجةٌ مَاسَّةٌ إليه من جهات يطول عدُّها، وللشيطان من جانب الجهلِ به مداخلُ خفَّيةٌ يأتيهم منها، فيسرق دِينَهُم من حيث لا يشعرون، ويُلقيهم في الضلالة من حيث ظنّوا أنهم يهتدون؟ وقد اقتسمهم البلاء فيه من جانبى الإفراط والتفريط، فمن مغرورٍ مُغرىً بَنَفْيِه دَفعة، والبراءة منه جملة، يشمئزُّ من ذكره، وينبُو عن اسمه، يرى أن لزوم الظواهر فرضٌ لازمٌ، وضرب الخِيام حولَهَا حَتْمٌ واجب، وآخرُ يغلُو فيه ويُفرط، ويتجاوز حدَّه وَيخبط، فيعدل عن الظاهر والمعنى عليه، ويَسُوم نفسه التعمُّق في التأويل ولا سببَ يدعو إليه. أمَّا التفريط فما تجد عليه قوماً في نحو
قوله تعالى: "هَلْ يَنْظُرُون إلاَّ أنْ يَأتِيَهُمُ اللّه" "البقرة: 12"،
وقوله: "وَجَاءَ رَبُّك" "الفجر: 22"،
و: "الرَّحْمن عَلَى العَرْش اسْتَوَى" "طه: 5"،
وأشباه ذلك من النُّبُوِّ عن أقوال أهل التحقيق، فإذا قيل لهم: الإتيان والمجيء انتقال من مكان إلى مكان، وصفةٌ من صفات الأجسام، وأن الاستواء إن حُمل على ظاهره لم يصحّ إلاّ في جسم يشغَل حيِّزاً ويأخذُ مكاناً، واللَّه عز وجل خالق الأماكن والأزمنة، ومنشئ كل ما تصحّ عليه الحركة والنُّقلة، والتمكن والسكون، والانفصال والاتصال، والمماسَّة والمحاذَاة، وأن المعنى على إلاَّ أن يأتيهم أمرً اللَّه وجاءَ أمْرُ ربك، وأنّ حقَه أن يعبَّر بقوله تعالى: "فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَم يَحْتَسِبُوا" "الحشر: 2"، وقول الرجل: آتيك من حيث لا تشعرُ، يريد أُنزلُ بك المكروه، وأفعلُ ما يكون جزاءً لسوء صنيعِك، في حال غَفْلةٍ منك، ومن حيث تأمن حُلولَه بك، وعلى ذلك قوله:
أَتَيْنَاهُم مِن أََيْمَنِ الشِّقِّ عندهُم
ويَأتِي الشقيَّ الحَيْنُ من حَيْثُ لا يَدْرِي
نعم، إذا قلت ذلك للواحد منهم، رأيته إن أعطاك الوِفاق بلسانه، فبين جنبيه قلبٌ يترددّ في الحيرة ويتقلّب، ونفسٌ تَفِرُّ من الصواب وتَهْرُب، وفكرٌ واقف لا يجيء ولا يذهب، يُحْضِره الطبيبُ بما يُبرئه من دائه، ويُريه المرشدُ وجه الخلاص من عميائه، ويأبَى إلا نِفاراً عن العقل، ورجوعاً إلى الجهل، لا يحضره التوفيق بقَدْر ما يعلم به أنه إذا كان لا يجري في قوله تعالى:
"وَاسْئلِ القَرْيَةَ" "يوسف: 82"، على الظاهر لأجل علمه أن الجماد لا يُسأَل مع أنه لو تجاهل متجاهلٌ فادَّعى أن اللَّه تعالى خَلق الحياة في تلك القرية حتى عَقَلت السؤال، وأجابت عنه ونطقت، لم يكن قال قولاً يكفر به، ولم يزِد على شيء يُعلَم كذبه فيه فمن حقّه أن لا يَجْثِمَ هاهنا على الظاهر، ولا يضرب الحجاب دون سمعه وبصره حتى لا يعي ولا يُراعى، مع ما فيه، إذا أُخذ على ظاهره، من التعرض للهلاك والوقوع في الشرك. فأمَّا الإفراطُ، فما يتعاطاه قوم يُحبٍُّون الإغراب في التأويل، ويَحْرِصون على تكثير الوجوه، وينسَوْن أن احتمال اللفظ شرطٌ في كل ما يُعدَل به عن الظاهر، فهم يستكرهون الألفاظ على ما لا تُقِلُّه من المعاني، يَدَعون السليم من المعنى إلى السقيم، ويرون الفائدة حاضرةً قد أبدت صفحتَها وكشفت قِناعَها، فيُعرضون عنها حُبّاً للتشوُّف، أو قصداً إلى التمويه وذهاباً في الضلالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس القصد هاهنا بيان ذلك فأذكر أمثلتَه، على أن كثيراً من هذا الفنّ مما يُرغَب عن ذكره لسخفه، وإنما غرضى بما ذكرتُ أن أُرِيَكَ عِظَم الآفة في الجهل بحقيقة المجاز وتحصيله، وأن الخطأ فيه مُورِّطٌ صاحبَه،،وفاضحٌ له، ومُسقطٌ قَدْرَه، وجاعله ضُحْكةً يُتفَكَّهُ به، وكاسِيهِ عاراً يبقى على وجه الدهر، وفي مثل هذا قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَحْمِلُ هذا العلمَ من كل خَلَف عُدُولُه، يَنفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويل الجاهلين، وليس حَمْلُه روايتَه وسَرْدَ ألفاظه، بل العلمُ بمعانيه ومخارجه، وطرقِه ومناهجه، والفرق بين الجائز منه والممتنع، والمنقاد المُصْحِب، والنَّابي النافر.
وأقلُّ ما كان ينبغي أن تعرفه الطائفةُ الأولى، وهم المنكرون للمجاز، أن التنزيل كما لم يقلب اللغة في أوضاعها المفردة عن أصولها، ولم يُخرج الألفاظ عن دلالتها، وأنَّ شيئاً من ذلك إن زيد إليه ما لم يكن قبل الشرع يدلُّ عليه، أو ضُمِّن ما لم يتضمّنه أُتبعْ ببيانٍ من عند النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك كبيانه للصلاة والحج والزكاة والصوم، كذلك لم يقضِ بتبديل عاداتِ أهلها، ولم ينقلهم عن أساليبهم وطرقهم، ولم يمنعهم ما يتعارفونه من التشبيه والتمثيل والحذف، والاتساع، وكذلك كان من حق الطائفة الأخرى أن تعلم، أنه عزّ وجلّ لم يرضَ لنظم كتابه الذي سمّاه هُدىً وشفاء، ونوراً وضياءً، وحياةً تحيا بها القلوب، ورُوحاً تنشرح عنه الصدور ما هو عند القوم الذين خوطبوا به خلافُ البيان، وفي حدّ الإغلاق والبُعد من التبيان، وأنه تعالى لم يكن ليُعْجِزَ بكتابه من طريق الإلباس والتعمية، كما يتعاطاه المُلغز من الشعراء والمُحاجي من الناس، كيف وقد وصفه بأنه عربيٌّ مبينٌ. هذا وليس التعسُّف الذي يرتكبه بعض من يجهل التأويلَ من جنس ما يقصده أولو الألغاز وأصحاب الأحاجي، بل هو شيء يخرج عن كلِّ طريق، ويُباين كلَّ مذهب، وإنما هو سوء نظر منهم، ووضعٌ للشيء في غيرِ موضعه، وإخلالٌ بالشريطة، وخروجٌٌ عن القانون، وتوهُّمُ أن المعنى إذا دار في نفوسهم، وعُقِل من تفسيرهم، فقد فُهِم من لفظ المفسَّر، وحتى كأنّ الألفاظ تنقلب عن سجيّتها، وتزول عن موضوعها، فتحتمل ما ليس من شأنها أن تحتمله، وتؤدِّي ما لا يوجب حكمها أن تؤدِّيَهُ،)
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 05:46 م]ـ
:::
القول بالمجاز يحتاج أولا لتحرير المراد بالمجاز، وتحقيق المراد بالوضع، ومن الواضع؟، وهل يجوز لنا أن نقول في آية من القرآن أن هذه اللفظ وضعت لكذا، ثم استعملت في كذا؟، علما بأن المتكلم بالقرآن هو الله، وهو قبل كل شيء.
وانظر في قولهم أن قوله تعالى: "جدارا يريد أن ينقض" من قبيل المجاز، مع أن المتكلم بذلك هو الله، وكل شيء يسبح بحمده، وله إرادة بحسبه، وفي مثل قولهم: "جناح الذل" أنه من قبيل الاستعارة، بناءا على القول بأن الجناح في الأصل للمحسوس من الطير، مع أنهم لا يستطيعون إثبات مثل هذا، والجواز العقلي هنا وارد، والمنع بارد، والقوم قد اضطربوا في كثير من مسائل المجاز، وما بني على جرف هار سينهار، ودعوى الجمال والتلذذ أمر وجداني يمكن تحقيقه بدلالة الاقتران وتطبيع الأذهان، ولو سمي المجاز بغير اسمه لكان له من الحسن ما وقع، ولكنه اعتزال الفكر الساري في هيولى هذيلية أو جبائية لم ينطق بها سيبويه، ولا شيخه الخليل، ولا عرفها الأزرق ولا مجيبه المفقه، وبالجملة فقد اصطلح القوم على ما جادت به قرائحهم في سبيل تحقيق مثالية إفلاطونية، وهي المركزية التي حاربها الجاكي الباكي جاك دريدا.
وقد كان صحب الحبيب:= يجدون لذة في القرآن في غياب هذا المصطلح، وذلك لأنهم لم يعرفوا سوى الحقيقة، وكان شغلهم الشاغل العمل، وأما نحن فركبنا مركب قسيم الحقيقة نبحث عن الجمال واللذة ونخيل لأنفسنا كل ذلك، والله الموفق.
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 09:04 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم جميعا.
لماذا رفض ابن تيمية المجاز .... (حلقات). ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6107)
ولعل كاتب الموضوع وفقه الله يُتمّه.
شكر الله لكم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 02:30 ص]ـ
بارك الله في الجميع ..
إنّ القول بمنع المجاز في القرآن ليس مجرّد رأي أو فكرة، كما أنه ليس تعصّباً لعالِم أو إمام .. ولكنه قولٌ صحّت وجهته بأدلة نقلية وعقلية ..
وإنْ كان من بين المجيزين جمعٌ قد اختلفوا حول الأدلة النقلية، فإنّ من أوضح الأدلة التي قرأتها حول الأدلة العقلية عن منع المجاز في القرآن، هو إجماع القائلين بالمجاز، على أنّ كلّ مجاز يجوز نفيه، ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر. فنقول لمن قال: رأيت أسداً يجري، ليس هو بأسد، وإنّما هو رجلٌ شجاع.
فيلزم على القول بأنّ في القرآن مجازاً أنّ في القرآن ما يجوز نفيه، ولا شكّ أنّه لا يجوز نفي شيء من القرآن العظيم.
ولا يخفى على كل مَن وُهب نعمة البصر والفؤاد أنّ هذه مسألة في غاية الخطورة .. وأنه يترتب على كلّ مَن أجاز المجاز في القرآن أنْ يبيّن درء هذا التعارض الصارخ واللزوم اليقيني الواقع بين القول بالمجاز في القرآن، وبين نفي شيء من القرآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 06:20 م]ـ
:::
أخي الفاضل:
تعلم أنهم عرفوا المجاز بقولهم: " اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في اصطلاح التخاطب لملاحظة علاقة وقرينة ما نعة عن إرادته".
سؤالي لك، هو: من الذي يفصل لنا في أولية ما وضع له اللفظ؟ فلفظ الأسد، هل وضع أولا للحيوان، أو للفرد الشجاع، أو لهما؟ ونحن نعلم عدم نص أحد من أئمة اللغة المتقدمين على أن لفظ كذا وضع أولا لكذا، ثم لكذا. مع أن قولهم في التعريف" المستعمل" فصل، والفصل جزء من الماهية، وهي غير منظورة، وغير مسموعة.
وقولهم المجاز من جواز المكان، وأن اللفظ جاز المعنى الأول إلى الثاني، ومثل هذا يحتاج لنقل، ودونه-أيضا- خرط القتاد.
وأما قولك: " فلا ينبغي البحث عن الواضع وليس شرطا في إثبات الوضع معرفة الواضع ولا متى وضع ولا أين وضع"، فهو غريب، مع علمك أن مادة الوضع مأخوذة في التعريف، وهي في التعريف فعل، والفعل عندهم موضوع من جهتين، المادة والهيئة، على تفصيل مشهور عند المتأخرين منهم. والفعل يدخل في حقيقته الفاعل، ولذا جعلوه عمدة، لا يمكن ذكر الفعل بدون ذكره لفظا أو تقديرا. والقوم قد نصوا على أن المجاز محتاج لقرينة مانعة، فإذا كان الواضع هو الله، نسبنا الحاجة له، وهو مما يلزمهم على المشهور من القول المختار في مسألة الواضع عند أرباب المجاز، وهم الأشعرية.
وإذا كان الواضع غيره، فأين المستند، سوى التلذذ، وخشية فقدانه؟
وأما قياسك للمسألة بواضع الأهرامات، فقياس مع الفارق، ولا أراه يخفى على أمثالك.
وأما قولك: " فهذا تدليس ظاهر ولا دليل عليه وأنت مطالب بأن تأتي بدليل على أن لكل شيء إرادة وإلا عددت قولك هذا قولا على الله بغير علم" فيمكن قلبه عليك، فيقال لك، الأصل الحمل على الحقيقة، وصرفه اللفظ عن ظاهره يحتاج لدليل صريح في حالة التعامل مع كلام الله، وترجيح المجاز هو من التقول على الله بغير علم-أيضا-. وقد قال العلامة النووي في شرحه لصحيح مسلم عند حديث: " آذنت بهم شجرة": " هذا دليل على أن الله تعالى يجعل فيما يشاء من الجماد تمييزا ونظيره، قول الله تعالى: " وإن منها لما يهبط من خشية الله"، وقوله تعالى: " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"، وقوله:=: " اني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على"، وحديث الشجرتين اللتين أتتاه صلى الله عليه وسلم وقد ذكره مسلم في آخر الكتاب، وحديث حنين الجذع وتسبيح الطعام، وفرار حجر موسى بثوبه ورجفان حراء وأحد والله أعلم". فهل جميع ما ذكره النووي على الحقيقة أو المجاز؟؟؟؟؟، علما بأن المذكور من قبيل الجماد!!!
وأما قولك: "أما تلك الحجارة التي قال عنها الله أنها تهبط من خشية الله فهي حجارة مخصوصة كما أن الجذع الذي حن للنبي فبكى عليه جذع مخصوص والله وإلا لكان ينبغي أن نسمع بكاء كل منبر خطب عليه النبي وكل مكان قعد فيه إلى يوم القيامة والله، أعلى وأعلم " فهو غريب جدا، وخارج الدعوى، التي تقول: إن كل جماد خلقه الله له إرادة بحسبه وداخل تحت الإمكان بالنسبة لله، فإذا أخبر الله عنه بأمر فيجب حمل الإخبار على الحقيقة؛ لأن المخبر هو الله، وحمل اللفظ على المجاز، يلزم منه لوازم باطلة.
ثم إني سائلك عن معنى الإرادة، ذاك أنني أراك تحمل لها معنى معينا، هو الحقيقي في نظرك، وما سواه مجاز، فهلا قلت لي المستند في ذلك؟ وهل يمتنع الحمل على الحقيقة في كلا المعنيين، عقلا.
وأما قولك: " بل يستطيعون أن يثبتوا ذلك، وسبيله الاستقراء ولا سبيل للعقل في هذه المسألة، فإن الثقاة الأثبات من علماء اللغة، استقروا اللغة أحسن الاستقراء وشافهوا العرب ودونوا مفردات لغتهم ومعانيهم "، فانقل لي قول عالم منهم أن الأسد قد وضع أولا للحيوان المخصوص، وأن الجناح قد وضع أولا للمعنى المخصوص في نظرك؟ ولن تجد عنهم أكثر من بيان المعنى فقط.
ثم إني سائلك عن دلالة اللفظ، هل هي ذاتية، أم اعتباطية؟ وهل هي للصورة الذهنية، أم للحقيقة الخارجية؟ ومثل هذه المباحث لم يثرها سيبويه ولا شيخه الخليل، وإنما نتجت عن تراكمٍ معرفي يتسم بالصبغة المنطقية عند المعتزلة كالجاحظ، والأشاعرة أمثال الشريف والسعد، وهؤلاء من أسعد الناس بالقول بوجود المجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إني سائلك، عن هذا الكم المعرفي اللغوي الذي حوته المعاجم، هل حاط بلغة العرب كافة!؟ وهل جميع العرب كانوا يخصون اللفظ بالمعنى المعين الذي يعد حقيقة، وما سواه المجاز؟ فنحن نحتاج للنقل في مثل هذا، والاكتفاء بمجرد الدلالة العقلية لا تكفي هنا.
وأما مسائل المجاز التي اضطربوا فيها فكثيرة، قد حوتها مطولات المتأخرين، ومن تلك المسائل: مسألة الواضع، والوضع للمجاز، الذي اضطرب فيه السعد في التلويح والمطول، والكناية، والمشترك اللفظي، وصفات الله، واجتماع التبعية والتمثيلية، ومنها أن القائل: جاء الأسد، ويريد به معينا، من قبيل المجاز؛ لأنه استعمل الكلي (أسد) في الجزئي (هذا المعين)، ولفظة (أسد) لم توضع بإزاء هذا المعين بعينه، في نظرهم، وكذلك قولك: جاء زيد. يدخل في المجاز على تعريفهم؛ لأن لفظ زيد قد استعمل قبل هذا، وعلى هذا، يلزم أن تكون اللغة مجازا كلها.
وأما قولك: "ألا ترى معي أنك أظهرت اعترافك بالمجاز ولكن كرهت اسمه لأنه جرى على ألسنة المخالفين لك"، فالفرق ظاهر، بين حمل المجيء في" وجاء ربك" على المجاز، والحقيقة، فأيهما ترى؟ فأنا أقول بأن المجيء هنا للرب حقيقة، كما هو ظاهر اللفظ، مع أن أئمة البلاغة يدعون المجاز هنا. ويظهر الفرق-أيضا- في تأويل قوله تعالى: " جدارا يريد ... " فأنا أقول بأن الآية على ظاهرها، والله قد أخبر عن ذلك، وهو أعلم بخبره، ولكل شيء إرادة بحسبه، وهذا مما ينبغي التسليم به، وعلى المانع الدليل، ودليلي على إثبات الإرادة للجماد في خبر الله، هو هذه الآية، والقرآن محتج به في اللغة عند جميع العقلاء.
وأما قولك: "إن في قولك فهما للعلاقة بين المجاز والحقيقة غير سليم، فالقائلون بالمجاز إنما يعدونه فرعا لها واستعمالا جديدا لهذه الحقيقة"، فهو الفهم الذي يصرخ به تمييز القوم بينهما في اللفظ والتعريف واللوازم الذاتية والعرضية. وأما قولك: " استعمالا جديدا لهذه الحقيقة" فهو دليل على أن الخلاف في نظرك لفظي، مع أنهم يعدونه حقيقيا.
وفي الختام آمل منك أن تعيد النظر في هذه المسألة وتنظر في العلل الغائية من القول بالمجاز، والواضع لهذا الفن، مع التنبه لخطورة هذا القول في الجانب العقدي، وهو أمر قد لا يصل ذهنك إلى أبعاده، لعدم استيعابك أقوال القائلين به في العقيدة، كالرازي في الأساس، والشريف في شرح المواقف، والسعد في المقاصد، والسنوسي في أم البراهين، واللقاني في الجوهرة، وعبد الجبار في المغني، وهؤلاء ممن قعد لهذا الفن بأساليب منطقية تُلزم الناظر بالتسليم والتقليد، في دائرة العقل الذي طغى حين ظن أنه أحاط بما سمع ورأى. والله اسأل أن يثبت قلوبنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وبعد الممات. والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 05:56 ص]ـ
السلام عليكم
جميل جدا أن نترك المتحاورين لوحدهما----
وجميل منهما أن يحررا مواضع النزاع---
وموضع النزاع الرئيسي هو مفهوم الوضع---
فأهل المجاز يقولون بالوضع --وأنّ كل لفظة وضعت بإزاء معنى محدد--
وأهل منكري المجاز يقولون بالإستعمال وأنّ كل لفظة وضعت لعدة معان ثمّ استعمل النّاس معنى أكثر من غيره-بالتالي فإن المعنى المسمى بالمجازي هو معنى غير مستعمل فاستعمل---وهو رأي يناقض العقل--إذ لا يعقل أن تضع مجموعة إنسانية لفظة واحدة لتشير إلى عدة معاني فيستعمل أحدها ويهمل الباقي
وأريد أن آتيكم بمثال --قال تعالى (: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (48) سورة البقرة)
فاليوم هو اليوم --وهو فترة زمنية تمتد بين فجرين--ولا يعقل أن يكون قد وضع لمعنى الشدة والصعوبة إلى جانب معنى الفترة الزمنية---لذلك نجد أشد المنكرين للمجاز وقف حائرا أمام هذه الآية فقال-- (والمراد باتقاء اليوم: اتقاء ما فيه من الأهوال والأوجال, لأن القرآن بلسان عربي مبين , والعرب تعبر بالأيام عما يقع فيها من الشدائد,) --ولا دليل على أنّ العرب تعبر باليوم عن الشدائد--فقوله تخيّل ووهم--وهو قائل بالمجاز مع تمحل الإنكار
المهم في كلا الرأيين نقل---لاحظوا في كليهما نقل--
نقل من المعنى الموضوع أصلا إلى آخر بقرينة عند المجازيين
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل من المعنى الأكثر استعمالا إلى الأقل إستعمالا بقرينة عند منكري المجاز
بالتالي فالمحصلة واحدة---ونحن الغالبية العظمى من المسلمين نسميه مجازا--وإن أراد المنكرون تسميته جمازا فلهم ذلك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 06:02 ص]ـ
السلام عليكم
جميل جدا أن نترك المتحاورين لوحدهما----
وجميل منهما أن يحررا مواضع النزاع---
وموضع النزاع الرئيسي هو مفهوم الوضع---
فأهل المجاز يقولون بالوضع --وأنّ كل لفظة وضعت بإزاء معنى محدد--
وأهل منكري المجاز يقولون بالإستعمال وأنّ كل لفظة وضعت لعدة معان ثمّ استعمل النّاس معنى أكثر من غيره-بالتالي فإن المعنى المسمى بالمجازي هو معنى غير مستعمل فاستعمل---وهو رأي يناقض العقل--إذ لا يعقل أن تضع مجموعة إنسانية لفظة واحدة لتشير إلى معان عدة فيستعمل أحدها ويهمل الباقي
وأريد أن آتيكم بمثال --قال تعالى (: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (48) سورة البقرة)
فاليوم هو اليوم --وهو فترة زمنية تمتد بين فجرين--ولا يعقل أن يكون قد وضع لمعنى الشدة والصعوبة إلى جانب معنى الفترة الزمنية---لذلك نجد أشد المنكرين للمجاز وقف حائرا أمام هذه الآية فقال-- (والمراد باتقاء اليوم: اتقاء ما فيه من الأهوال والأوجال, لأن القرآن بلسان عربي مبين , والعرب تعبر بالأيام عما يقع فيها من الشدائد,) --ولا دليل على أنّ العرب تعبر باليوم عن الشدائد--فقوله تخيّل ووهم--وهو قائل بالمجاز مع تمحل الإنكار
المهم في كلا الرأيين نقل---لاحظوا في كليهما نقل--
نقل من المعنى الموضوع أصلا إلى آخر بقرينة عند المجازيين
ونقل من المعنى الأكثر استعمالا إلى الأقل إستعمالا بقرينة عند منكري المجاز
بالتالي فالمحصلة واحدة---ونحن الغالبية العظمى من المسلمين نسميه مجازا--وإن أراد المنكرون تسميته جمازا فلهم ذلك
وآخر قولنا--الحمد لله رب العالمين
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 07:26 ص]ـ
السلام عليكم
كنت قد فتح موضوعا قبل فترة حول إنكار المجاز في القرآن، وهذا هو الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8410
وشكراً
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 02:55 م]ـ
السلام عليكم
جميل جدا أن نترك المتحاورين لوحدهما----
وجميل منهما أن يحررا مواضع النزاع---
وموضع النزاع الرئيسي هو مفهوم الوضع---
فأهل المجاز يقولون بالوضع --وأنّ كل لفظة وضعت بإزاء معنى محدد--
وأهل منكري المجاز يقولون بالإستعمال وأنّ كل لفظة وضعت لعدة معان ثمّ استعمل النّاس معنى أكثر من غيره-بالتالي فإن المعنى المسمى بالمجازي هو معنى غير مستعمل فاستعمل---وهو رأي يناقض العقل--إذ لا يعقل أن تضع مجموعة إنسانية لفظة واحدة لتشير إلى معان عدة فيستعمل أحدها ويهمل الباقي
وأريد أن آتيكم بمثال --قال تعالى (: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (48) سورة البقرة)
فاليوم هو اليوم --وهو فترة زمنية تمتد بين فجرين--ولا يعقل أن يكون قد وضع لمعنى الشدة والصعوبة إلى جانب معنى الفترة الزمنية---لذلك نجد أشد المنكرين للمجاز وقف حائرا أمام هذه الآية فقال-- (والمراد باتقاء اليوم: اتقاء ما فيه من الأهوال والأوجال, لأن القرآن بلسان عربي مبين , والعرب تعبر بالأيام عما يقع فيها من الشدائد,) --ولا دليل على أنّ العرب تعبر باليوم عن الشدائد--فقوله تخيّل ووهم--وهو قائل بالمجاز مع تمحل الإنكار
المهم في كلا الرأيين نقل---لاحظوا في كليهما نقل--
نقل من المعنى الموضوع أصلا إلى آخر بقرينة عند المجازيين
ونقل من المعنى الأكثر استعمالا إلى الأقل إستعمالا بقرينة عند منكري المجاز
بالتالي فالمحصلة واحدة---ونحن الغالبية العظمى من المسلمين نسميه مجازا--وإن أراد المنكرون تسميته جمازا فلهم ذلك
ولنلخص ما قلنا
# إتفاق جماعة على وضع لفظ واحد بإزاء معنى واحد قول أرجح من وضعهم عدة ألفاظ للدلالة على معنى
(يُتْبَعُ)
(/)
# تحديد أيّ المعاني أكثر استعمالا للفظة الواحدة مختلف فيه---فلو قلنا بنظرية الإستعمال الأكثر فاليد مستعملة في معنى النعمة والعطاء أكثر من معنى العضو الذي نتناول بواسطته الأشياء--وعلى هذا قس
# النقل نقل سواء من معنى موضوع إلى معنى جديد أو من معنى مستعمل بكثرة إلى معنى مستخدم استخداما قليلا
ـ[سليم]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 07:17 م]ـ
السلام عليكم
لقد اجمع العلماء في وجود المجاز في القرآن وهذه اقوال العلماء في وقوع المجاز: السيوطي في "الاتقان في علوم القرآن":
1. لا خلاف في وقوع الحقائق في القرآن، وهي كل لفظ نقي على موضوعه ولا تقديم فيه ولا تأخير، وهذا أكثر الكلام. وأما المجاز فالجمهور أيضاً على وقوعه فيه، وأنكره جماعة منهم الظاهرية وابن القاص من الشافعية وابن خويز منداد من المالكية، وشبهتهم أن المجاز أخوالكذب والقرآن منزه عنه، وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير، وذلك محال على الله تعالى، وهذه شبهة باطلة، ولوسقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن، فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة ولووجب خلوالقرآن من المجاز وجب خلوه من الحذف والتوكيد وتثنيه القصص وغيره
2.وقال الشوكاني:. المجاز واقع في لغة العرب عند جمهور أهل العلم.
3.وقال الزركشي في "البرهان في علوم القرآن":فاختلف في وقوعه في القرآن، والجمهور على الوقوع، وأنكره جماعة، منهم ابن القاص من الشافعية. وشبهْتُهم أن المتكلّم لا يعدِل عن الحقيقة إلى المجاز] إلا إذا ضاقت به الحقميقة فيستعير، وهو مستحيل على الله [سبحانه]. وهذا باطل، ولو وَجَب خلوُّ القرآن من المجاز لوجب خُلوُّه من التوكيد والحذف، وتثنية القَصص وغيره، ولو سقط المجازُ من القرآن سقط شَطْر الحسن.
4.وقال الجرجاني في "دلائل الاعجازفي علم المعاني ":ودعْ هذا وهَبْ أنه لا يَلزَمُ شيءٌ منه؛ فإنه يكْفي في الدلالةِ على سقوطهِ وقلَّةِ تمييز القائل به، أنه يَقْتضي إسقاطُ الكنايةِ والاستعارةِ والتمثيلِ والمجازِ والإيجازِ جملةٌ، وأطِّراحُ جميعها رأساً، مع أنها الأقطابُ التي تَدورُ البلاغةُ عليها، والأعضادُ التي تَسْتَنِدُ الفصاحةُ إليها، والطلِبةُ التي يتنازَعُها المُحْسِنونَ، والرِّهانُ الذي تُجرَّبُ فيه الجيادُ، والنضالُ الذي تُعْرَفُ به الأيدي الشِّدَادُ، وهي التي نَوَّهَ بذكْرِها البلغاءُ، ورفَعَ من أقدارِها العلماءُ وصنَّفوا فيها الكُتُبَ، ووكَّلوا بها الهِمَمَ، وصرَفوا إليها الخواطِرَ، حتى صارَ الكلامُ فيها نوعاً من العِلْم مفْرَداً، وصناعةً على حدة، ولم يَتَعاطَ أحَدٌ من الناس القولَ في الإعجازِ إلاَّ ذكَرَها وجعَلَها العُمُدَ والأركانَ فيما يُوجِبُ الفضْلَ والمزيَّةَ، وخصوصاً الاستعارةَ والإيجاز، فإنك تَراهُمْ يجعلونَهُما عنوانَ ما يَذكُرونَ وأولَ ما يُورِدون. وتَراهُم يَذْكرون من الاستعارةِ قولَه عز وجل: {وَ?شْتَعَلَ ?لرَّأْسُ شَيْباً} وقولَه: {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ?لْعِجْلَ} وقوله عزَّ وجَلَّ {وَآيَةٌ لَّهُمُ ?لْلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ?لنَّهَارَ} وقوله عزَّ وجلَّ {فَ?صْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} وقولَه {فَلَمَّا ?سْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً} وقولَه تعالى: {حَتَّى? تَضَعَ ?لْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} وقولَه {فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ}، ومن الإيجازِ قولَه تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَ?نْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى? سَوَآءٍ}، وقولَه تعالى: {وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} وقوله: {فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ} تراهم على لسان واحدٍ في أنَّ المجازَ والإيجاز، من الأركان في أمْر الإعجاز.
5.وقال عبد الرحمن الميداني في كتابه"البلاغة العربيةاسسهاوعلومهاو وفنونها":المجاز طريق من طُرُق الإِبداع البيانيّ في كلِّ اللّغات، تدفع إليه الفطرة الإِنسانيّة المزوّدة بالقدرة على البيان، واستخدامِ الحِيَل المختلفة للتعبير عمّا في النفس من معانٍ تُرِيدُ التَّعْبيرَ عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استخدمه الناطق العربيّ في عصوره المختلفة، في حواضره وبواديه استخداماً بارعاً وواسعاً جدّاً، حتَّى بلغت اللّغة العربيّة في مجازاتها مبلغاً مثيراً للإِعجاب بعبقريّة الناطقين بها في العصور الجاهليّة، وفي العصور الإِسلاميّة، وكان لفحول الشعراء، وأساطين البلغاء، من كُتَّابٍ وخطباء، أفانينُ بديعة، عجيبة ومُعْجِبة من المجاز، لا يَتَصَيَّدُها إلاَّ الأذكياء والفطناء، المتمرّسون بأساليب التعبير غير المباشر عن أغراضهم.
وليس المجاز مُجَرَّد تلاعُبٍ بالكلام في قفزاتٍ اعتباطيّة منْ استعمال كلمة أو عبارةٍ موضوعةٍ لمعنىً، إلى استعمال الكلمة أو العبارة بمعنى كلمة أو عبارةٍ أخرى موضوعة لمعنىً آخر، ووضفع هذه بدل هذه للدّلالة بها على معنَى اللّفظ المتروكِ المستَبْدَلِ به اللفظ الآخر.
بل المجازُ حركاتٌ ذهنيّة تَصِلُ بين المعاني، وتعقِدُ بينها روابطَ وعلاقاتٍ فكريّةً تسمح للمعبّر الذكِيّ اللّمّاح بأن يستخدم العبارة الّتي تدلُّ في اصطلاح التخاطب على معنىً من المعاني ليُدلَّ بها على معنىً آخر، يمكن أن يفهمه المتلَقِّي بالقرينة اللفظيّة أو الحاليّة، أو الفكريّة البحت.
تعريف كلٍّ من الحقيقة والمجاز اصطلاحاً مع إضافة بيان أصل معناهما في اللّغة.
الحقيقة لغةً: الشّيء الثابت يقيناً. وحقيقة الشيء: خالصُهُ وكُنْهُهُ وعناصره الذّاتيّة. وحقيقة الأمر: ما كان من شأنه يقينا. وحقيقةُ الرَّجُلِ: ما يلْزَمُه حفظه والدّفاع عنه، يقالُ: فلانٌ يحمي الحقيقة.
الحقيقة: "فَعِلية" من حقَّت الفكرةُ أو الكلمةُ أو القضيّةُ أو الْمُدْرَكَةُ الذّهنيّة أو نحو ذلك تَحِقُّ حقاً وحُقُوقاً إذا صحّتْ وثبتَتْ وصدقت واستقرت، فهي على هذا بمعنى "فاعله" أي: ثابتة مستقرة صادقة.
الحقيقة اصطلاحاً: اللّفظ المستَعْمَل فيما وُضِع له في اصطلاحٍ به التخاطب.
والمراد من الوضع تَعْيِينُ اللّفظ في أصل الاصطلاح للدّلالة بنفسه على معنىً ما، دون الحاجة إلى قرينة.
المجاز لغة: مصدر فِعْلِ "جَازَ" يقال لغة: جاز المسافر ونحوه الطريق، وجاز به جَوْزاً وجوازاً ومجازاً، إذا سار فيه حتى قطعه.
ويطلق لفظ "المجاز" على المكان الذي اجتازه من سار فيه حتى قطعه.
ويقال: جازَ القولُ، إذا قُبِلَ وَنَفَذ. وكذا يقال: جازَ الْعَقْد وغَيْرُه، إذا نَفَذَ ومضَى على الصحّة.
المجاز اصطلاحاً: اللَّفظ المستعمل في غير مَا وُضِع له في اصطلاحٍ به التخاطب، على وجْهٍ يَصِحُّ ضمْن الأصول الفكرية واللّغويّة العامّة، بقرينة صارفة عن إرادة ما وُضِع له اللّفظ.
فالقرينةُ هي الصارف عن الحقيقة إلى المجاز، إذِ اللّفظ لا يَدُلُّ على المعنى المجازيّ بنفسه دون قرينة.
أقسام الحقيقة والمجاز اللّغوية والشرعية والعرفية
كلُّ من الحقيقة والمجاز ينقسم إلى أربعة أقسامٍ متقابلة:
(1) الحقيقة اللّغوية، ويقابلُها، المجازُ اللّغوي.
إذا استعمل اللّفظ في مجالات الاستعمالات اللّغوية العامة بمعناه الذي وضع له في اللّغة، كان حقيقة لُغَوية.
وإذا استعمل في هذه المجالات في غير معناه الذي وُضِع له في اللّغة، لعلاقة من علاقات المجاز، كان مجازاً لغويّاً. مثال ذلك: لفظ "اليد" إذا استعمل في العضو المعروف من الجسد، فهو حقيقة لغويّة.
وإذا استعمل للدلالة به على الإِنعام، أو على القوة، أو على التسبُّب في أمْرٍ ما، فهو مجاز لغوي، وعلاقتُه غَيْرُ المشابهة، فهو من نوع المجاز المرسل.
(2) الحقيقة الشرعية، ويقابلها، المجاز الشرعي.
إذا استعمل اللفظ في مجالات استعمال الألفاظ الشرعية بمعناه الاصطلاحيّ الشرعيّ كان حقيقة شرعيّة.
وإذا استعمل للدلالة به على معنىً آخر ولو كان معناه اللغوي الأصلي كان بالنسبة إلى المفهوم الاصطلاحي الشرعيّ مجازاً شرعيّاً. ومثال ذلك: لفظ "الصلاة" إذا اسْتُعْمِل في مجالات الدراسة الشرعية للدلالة به على الركن الثاني من أركان الإِسلام والنوافل الّتي على شاكلته، فهو حقيقة شرعيّة.
وإذا استعمل بمعنى الدعاء الذي هو الحقيقة اللّغوية، كان مجازاً شرعيّاً.
* لفظ "الزّكاة" إذا اسْتُعْمِل في الركن الثالث من أركان الإِسلام في مجالات الدراسة الشرعية، فهو حقيقة شرعيّة. وإذا استعمل بمعنى النّماء والطهارة فهو مجاز شرعي.
(3) الحقيقة في العرف العام، ويقابلها، المجاز في العرف العام.
يراد بالعرف العامّ ما هو جار على ألسنة الناس في عُرْفٍ عامٍّ على خلاف أصل الوضع اللّغويّ.
إذا اسْتُعْمِل اللّفظ في مجالات العرف العامّ بمعناه الذي جرى عليه هذا العرف كان حقيقة عرفيّة عامّة.
وإذا استعمل للدلالة به على معنىً آخر ولو كان معناه اللّغوي الأصلي، كان بالنسبة إلى هذا العرف مجازاً عرفيّاً عامّاً. ومثاله: لفظ "الدّابة" جرى إطلاقه في العرف العامّ على ما يمشي من الحيوانات على أربع، فإطلاق هذا اللّفظ ضمن العرف العام بهذا المعنى حقيقة عرفيّةٌ عامّة.
4) الحقيقة في العرف الخاصّ، ويقابلها، المجاز في العرف الخاصّ.
يراد بالْعُرف الخاصّ مصطلحات العلوم، إذْ لكلّ علْم مصطلحاتُه من الكلمات اللّغويّة ذات الدّلالات اللّغوية بحسب الأوضاع اللّغوية، وهي قد تخالف ما اصطلح عليه أصحاب العلم الخاصّ.
مثل ألفاظ: "الفاعل - المفعول به - الضمير - الحال - التمييز - البدل - وغيرها" في علم النحو.
ومثل ألفاظ: "الجمع - الطرح - الضرب - التقسيم - ونحوها" في علم الرياضيات.
فإذا استعملت هذه الألفاظ ضمن علومها على وفق مفاهيمها الاصطلاحيّة كانت حقيقة في الْعُرف الخاص.
وإذا استعملت في معاني أخرى ولو كانت معانيها اللّغوية الأصلية كانت مجازاً في العرف الخاص.
تقسيم المجاز إلى مجاز لغوي ومجاز عقلي
ينقسم المجاز في الكلام إلى قسمين:
القسم الأول: المجاز اللّغويّ، وهو الذي يكون التجوّز فيه باستعمال الألفاظ في غير معانيها اللّغوية أو بالحذف منها أو بالزّيادة أو غير ذلك.
والقسم الثاني: المجاز العقلي، وهو المجاز الذي يكون في الإِسناد بين مُسْنَدٍ ومُسْندٍ إليه.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 08:06 م]ـ
:::
أخي الفاضل:
أراك قد أغمضت الجفن عن بعض تساؤلاتي، وألقيت عصاك في بحر لجي، لم يحرر غاية التحرير، ولعلي أشير هنا إلى ما طلبت من تعريف الوضع، فأقول:
الوضع له تعريفان، أحدهما:
تعيين اللفظ للدلالة على معنى بنفسه، وعلى هذا فلا وضع للمجاز؛ لأنه لا يدل على المعنى إلا بقرينة.
والثاني: تعيين اللفظ بإزاء المعنى. وعلى هذا، فالمجاز موضوع-أيضا-.
وقد قرر أهل التحقيق من متأخري البلاغيين أن المجاز موضوع بالوضع النوعي.
إذا علم ما سبق، فسؤالي لك: هل المجاز موضوع بالوضع النوعي أم الشخصي؟ وهل المعتبر في الدلالة أصلها أم الدلالة المعتبرة في الإفادة والاستفادة؟ وهل دلالة اللفظ المجازي لفظية أو عقلية؟ وهل هي مطابقية أو تضمنية؟ أسئلة أريد منك أيها الفاضل أن تخرجني من حيرتها من خلال علمك الحصولي في هذا الباب، حتى نبني عليها هذا الصرح العظيم في نظرك والمسمى بالمجاز، فهو يعتمد على علم الوضع، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، ومن تصوره تصور أجزائه الذاتية ولو بالوجه. وأما أن تقلد القوم دون تصور حقيقي لأصل المسألة، ففيه ما فيه.
أما قولك: "وظواهر هذه اللغات"، فهذه الظواهر هل هي لزومية، أم مفارقية، وهل ثمة ضابط يميز بين الأمرين، ومن المرجع في تحديد الثابت والمتحول في هذه الظواهر؟
وأما قولك: " اللغة ... " فهذه الأداة المعرفة هل هي استغراقية، أم يراد بها لام الجنس؟ فإن كان الأول، فلا مجاز، وإن كان الثاني، فما الضابط في التفريق بين الحقيقة وقسيمها؟
وأما قولك: "هي تواضع جرى بين أفراد مجموعة لغوية"، فيجري عليها التساؤل السابق، ثم هذه المجموعة، هل هي حقيقية، أم مجرد فرضية؟ وما الألفاظ الأولى التي وضعتها تلك المجموعة، لنحكم عليها بالحقيقة؟
وأما قولك: "ولا يمكن القبول بأن واضع اللغة التي نتكلمها هو الله عز وجل لأننا إن قلنا بهذا القول فيجب الإقرار بأن ما في اللغة من ألفاظ قبيحة وألفاظ كفر تنسب إلى الله عز وجل وهذا لا يليق به سبحانه" فهذا الحكم العقلي، ما مستنده، وأما نسبة تلك اللأفاظ لله، فمن حيث الخلق فقط، ومثل هذا لا يعد قبيحا، فقد خلق الله الخنزير، وكثيرا من القبائح، ولا يقال بأن غير الله خلقها، فرارا من نسبتها لله. ثم الإضافة لا تحصر في التشريف، كما يلوح من كلامك.
وهل هناك ما نع عقلي يمنع من خلق الله لجميع هذه الألفاظ؟ فأنت تعلم أن هذا الأنسان، وفق العلم الحديث، يتكون من خلايا، وتلك الخلايا من كروموسومات، وتلك الكروموسومات من أشرطة دقيقة جدا، وأحماض نووية، لا تعلم تفاصيلها الدقيقة، فهل يستحيل إمكان اشتمال تلك الأجزاء على شفرات تنتظم اللغة البشرية؟ فالعلم الحديث لا يمكنه نفي مثل هذا، ونحن نرى اشتمال بعض الدقائق الحاسوبية على كم هائل جدا من المعلومات، فلا يستحيل مثل هذا على قدرة الله. وأن الله أعطى هذا المخلوق قدرة على الوصول إلى هذه الشفرات كل بحسبه وقدرته، فيغرف منها ما تناله تلك القدرة.
والمقصود مما سبق الحذر كل الحذر من نفي الإمكان، في عالم الإمكان، والاعتقاد بأن وراء قصور العقل أطوار وأطوار، وتلك الأطوار من محارات العقول، فعليك بالشك في أحكامك العقلية، التي يخالفك فيها غيرك ممن يرى بلوغ الرتبة، في عالم الغربة، عالم انغماس النور في وحل الجسد.
أما أنا فأقول: إن القوم وقعوا في حيص بيص، والسلامة كل السلامة أن نتشبث بمسلك الحقيقة ونحمل اللفظ على معناه الذي يدل عليه في السياق، ونجعل ذلك هو المعنى الحقيقي للفظ، ولا نحمله أكثر مما يحتمل. فالحقيقة عرض للفظ، وشرطه المحصل له حصول الإفهام، فإذا حصل الإفهام، اتصف اللفظ بالحقيقة، وكفى.
وعليك بقراءة كتب العقيدة جيدا، وخاصة كتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، للغوي المشهور ابن القيم.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل لؤي الطيبي حفظه الله
قلت: فإنّ من أوضح الأدلة التي قرأتها حول الأدلة العقلية عن منع المجاز في القرآن، هو إجماع القائلين بالمجاز، على أنّ كلّ مجاز يجوز نفيه، ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر.
فهل لك أن تدلنا على بعض من وافق على هذا القول من القائلين بالمجاز؟
الأخ الفاضل قوس - سلمه الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف لا يكون المجاز معرّفاً بصحّة نفيه؟ فإنّ هذه مسألة من المسائل المنطقية المبسّطة! أوليس من الممكن أنْ تقول: الشجاع ليس بأسد، وفلان ليس ببحر؟ في حين أنه لا يصحّ لك أنْ تقول: الأسد ليس بأسد، والبحر ليس ببحر؟ فأتني أنت برجل واحد لا يقول بهذا!
إنكم بمثل هذا القول تسطحون عقول الجمع الغفير والجمهور الغالب من علماء هذه الأمة وكلهم يقولون بالمجاز وكتبهم محشوة به، سواء في القرآن أو غيره من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو كلام العرب، وإن الحق هو مع السواد الأعظم من العلماء ولا شك في ذلك.
لا أدري ما العلة من وراء هذا الخطاب الموجّه إليّ بصيغة "إنكم"؟! ثمّ كيف حكمت "علينا" بأننا نسطح عقول الجمع الغفير والجمهور الغالب من علماء هذه الأمّة بهذا القول؟ ألا ترى أنّ الذي يسطح عقول الناس هم المتكلمون الذين يقولون: إنّ أكثر اللغة مجاز لا حقيقة، كابن جني مثلاً؟ أوليس الأصل في التعبير أنْ يكون بالحقيقة؟ ثمّ ألا ترى أنّ القرآن العظيم كله حقائق؟ وإلا فكيف يمكن أنْ يكون شيء منه غير حقيقة؟ ألم يصفه منزله سبحانه وتعالى بأنّه قول فصل وما هو بالهزل؟ أوليست أخباره كلها صادقة وأحكامه كلها عدل؟
ومن ثمّ، فيا أخي الفاضل:
لماذا لا تقيم وزناً للعلماء الذين منعوا وقوع المجاز في القرآن، مثل: أبي إسحاق الإسفراييني، وأبي علي الفارسي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وداود بن علي الأصبهاني، ومنذر بن سعيد البلوطي، ومحمد بن خويز عنداد المالكي، وابن البر النجدي المالكي، وابن القاص من الشافعية، ومحمد بن أحمد الفتوح ابن النجار، والسعدي، والشنقيطي، وابن باز، وابن عثيمين، والألباني وغيرهم - رحمهم الله أجمعين؟
وإنْ كنتَ لا توافقهم الرأي .. فإنّ أقلّ ما يمكن قوله أنْ تحترم وجهة نظرهم، وأنْ لا تظنّ أنّ رأيك هو الحقّ، وأنّك أوتيتَ علماً لم يُؤتَ أحدٌ شيئاً مثله ..
ودمتم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 06:01 ص]ـ
الأخ الفاضل قوس - سلمه الله ..
كيف لا يكون المجاز معرّفاً بصحّة نفيه؟ فإنّ هذه مسألة من المسائل المنطقية المبسّطة! أوليس من الممكن أنْ تقول: الشجاع ليس بأسد، وفلان ليس ببحر؟ في حين أنه لا يصحّ لك أنْ تقول: الأسد ليس بأسد، والبحر ليس ببحر؟ فأتني أنت برجل واحد لا يقول بهذا!
لا أدري ما العلة من وراء هذا الخطاب الموجّه إليّ بصيغة "إنكم"؟! ثمّ كيف حكمت "علينا" بأننا نسطح عقول الجمع الغفير والجمهور الغالب من علماء هذه الأمّة بهذا القول؟ ألا ترى أنّ الذي يسطح عقول الناس هم المتكلمون الذين يقولون: إنّ أكثر اللغة مجاز لا حقيقة، كابن جني مثلاً؟ أوليس الأصل في التعبير أنْ يكون بالحقيقة؟ ثمّ ألا ترى أنّ القرآن العظيم كله حقائق؟ وإلا فكيف يمكن أنْ يكون شيء منه غير حقيقة؟ ألم يصفه منزله سبحانه وتعالى بأنّه قول فصل وما هو بالهزل؟ أوليست أخباره كلها صادقة وأحكامه كلها عدل؟
ومن ثمّ، فيا أخي الفاضل:
لماذا لا تقيم وزناً للعلماء الذين منعوا وقوع المجاز في القرآن، مثل: أبي إسحاق الإسفراييني، وأبي علي الفارسي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وداود بن علي الأصبهاني، ومنذر بن سعيد البلوطي، ومحمد بن خويز عنداد المالكي، وابن البر النجدي المالكي، وابن القاص من الشافعية، ومحمد بن أحمد الفتوح ابن النجار، والسعدي، والشنقيطي، وابن باز، وابن عثيمين، والألباني وغيرهم - رحمهم الله أجمعين؟
وإنْ كنتَ لا توافقهم الرأي .. فإنّ أقلّ ما يمكن قوله أنْ تحترم وجهة نظرهم، وأنْ لا تظنّ أنّ رأيك هو الحقّ، وأنّك أوتيتَ علماً لم يُؤتَ أحدٌ شيئاً مثله ..
ودمتم ..
يظهر يا أخ لؤي أنّك تصعّد الأمر---
فما دخل ذكرك لأسماء معدودة مع أننا نذكر لك بما يقابلها الآلاف؟؟
ولم التعريض بالمتكلمين وهم جل علماء الأمّة كالباقلاني والجويني والبيهقي والآمدي والرازي والغزالي والعز والباجي وابن فورك والإسفرائيني---آلخ القائمة التي لا تنتهي؟؟
ثم ما دخل النفي والحقيقة والكذب والهزل بالمجاز؟؟
طبّق لي كلامك على مثال "واتقوا يوما"---فهل إذا قلنا أنّ في التعبير مجاز عن شدائد ذلك اليوم --قلنا بعكس الحقيقة؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أظنّ أنّ الأمر يحتاج إلى إستقراء أمثلة من الكتاب مثالا مثالا--فبين لنا المحظورات في قولنا بالمجاز آية آية--
ومن الممكن أن تبدأ معنا بآية " وهو معكم أينما كنتم" فترينا كيف يكون عز وجل معنا ذاتا لا علما ولا إحاطة
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 06:27 ص]ـ
:::
أخي جمال: آمل أن تعيد النظر جيدا فيما ذكرت، فالحق لا يعرف بالكثرة، وأما قولك في الآية، فهو غريب، فلو قلت لك: " اتق الأسد" فهل هذا من قبيل المجاز أم الحقيقة؟
وأما قولك: "--ولا يعقل أن يكون قد وضع لمعنى الشدة والصعوبة إلى جانب معنى الفترة الزمنية" فهو إخبار عن عدم عقلك لذلك، وأما كون ذلك مما يمتنع عقلا، فمحال، بل جميع الأشاعرة يخالفونك!!!! وقد عقله غيرك، وأجراه على حقيقته، وأن ذلك مما يجوز في كلام العرب، ولا نسمي ذلك مجازا، بالمعنى الكلامي، بل نسميه مجازا، أعني مما يجوز (يقع) في لغة العرب، ومما تكلم به العرب، وهذا ما أراده معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن، وأما المجاز بالمعنى الذي تتحدث عنه، والذي ينطلق من علم الوضع، فلم يقل به أحد من أئمة اللغة كالأصمعي وأبي عبيد وسيبويه والخليل وغيرهم.
ثم إني سائلك عن لفظ القرآن ودلالته على المكتوب في المصاحف، هل هو من قبيل المجاز، أو الحقيقة؟؟
وإني سائلك عن قوله تعالى: "على العرش استوى" هل هو من قبيل المجاز أم الحقيقة؟ ومسألة الفوقية حيرت المجازيون المتكلمون، وألزمتهم بمناقضة منهجهم، حتى قالوا: " لا داخل العالم ولا خارجه"، وكل ذلك من تبعات فلسفة أرسطو، وتقعيدات زينون، تلقفها المعتزلة، وأشربها الأشاعرة، فصبغت بها أذهانهم، وظنوا أن الحق في تلك التقعيدات والمسلمات، في نظرهم،، فنزلوها على لغة العرب، حتى يسلم لهم باب الأسماء والصفات على المنهج الذي أرادوه.
ولا أعلم أحدا ممن قال بالمجاز، من المتقدمين، إلا وهو أشعري أو معنزلي أو ما تريدي، وكثرتهم لا تدل على الحق، فالحق لا يعرف بالكثرة، كما ذكرت.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 06:56 ص]ـ
أظن يا أخ عنقود أنّك وجهت النقاش إلى وجهة غير مرغوبة ---لا منّا ولا من إدارة المنتدى---
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 12:00 م]ـ
:::
أخي جمال، هذه هي الحقيقة، وهي الأساس الذي بني عليه القول بالمجاز، فغالب من يقول بالمجاز، هم من أئمة المعتزلة والأشاعرة، وهم من أسعد الناس بإجازة المجاز في الذكر الحكيم.
وسأنتقل بك بعيدا عن مسألة الصفات إلى مسألة أخرى، وهي: إذا قلنا: " اتق الأسد" فهذه الجملة تدخل تحت المجاز وفق ما قعده القوم، وأظن أنه لا يخفى عليك مثل هذا. ويمكن تعميم مثل هذا على جميع اللغة، فلا يبقى لنا حقيقة، ونصل بذلك إلى ما وصل إليه أصحاب البنيوية وما بعدها، من أن العلاقة اعتباطية بين الدال والصورة الذهنية، وأن تلك الدلالة قابلة للإطلاق، والتلاعب بها، في ظل عدم وجود شيء خارج اللغة، ومن ثم إعلان موت ... ، و ... الخ.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 12:14 م]ـ
موضوع قيّم رفعتَه يا شيخ نائل، بارك الله فيك.
دليل المواقع موجود في المنتدى العام، وقد رأيتُ لك مشاركة هناك.
ماذا بعد يا شيخ جمال أم حصلت الكفاية.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 10:36 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد.
إنني أرى أن الموضوع أخذ يحيد عن وجهته الأصلية متعثراً، وكما أن النفس أخذت تُشيح بوجهها عن إخوانها، وأخذت البغضاء تدبُّ بدبيبها، وثارت أمواج الشكوك، وحميَّ كل واحد لصاحبه القديم.
أرى ان يُغلق الموضوع حيث وصل إلى هنا، ولكن سيغلق هذا الموضوع طواعية لا كراهية، وبتفهم كل عاقل منا لما قد يجره من أذى متعمدٍ أو غير متعمد كل واحدٍ منا لأخيه، وتفسد المودة.
والله تعالى يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)}
فإلى الإعتصام بحبل الله، أيها الأخوة أدعوكم.
وليبق كل أخٍ على رأيه ولا تثريب، ولا تنسوا أن منتدى البلاغة هو لبحث البلاغة بجميع أفنانها، وقد تحول النقاش لنقاش عقدي، ليس هنا محله. وهناك منتديات متخصصة لهذه البحوث.
نحن أمة أكرمها الله بالإسلام، فلنوجه حرابنا إلى الذين يكيدون لهذا الدين العظيم، يريدون ان يُطفئوا نور الله بأفواههم ـ ولن يكون ـ ولنطفىء نارهم، ولا يؤتين من قبلك.
و:; allh والعزة لله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 08:33 ص]ـ
:::
أخي الكريم، قوس.
ها قد عملت بنصيحتك، فهلا عملت بنصيحتي.:)
موسى
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 04:43 م]ـ
أخي الفاضل:
أتمنى أن يتسع صدرك قليلا للبحث، وأن تعلم يقينا أن الغاية هي الوصول إلى الحق، وسأقف معك عدة وقفات، هي:
الوقفة الأولى: دعواك أن في قولي لك: "وهو أمر قد لا يصل ذهنك إلى أبعاده، لعدم استيعابك أقوال القائلين به في العقيدة"، لمزا، من التجني على الضمائر، فأنا لم أقصد ما ذكرت، وإنما قصدت التنبيه به لما قد يخفى عليك، فإن النقص من لوازم الإنسان، والتواضع من سمات ذوي الإيمان؛ فإن كنت تحبذ مني أن أقول لك إن ذلك مما أحاط به ذهنك، ووقفتَ عليه؛ فهو عين النقص والقتل المذموم بالنقل، ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها!
الوقفة الثانية: قولك: "للوضع الذي نراه ونسمعه ونمارسه في كل يوم"، فأنت ترى أن الوضع يُسمع ويرى ويمارس كل يوم، فوضع الأسد في الجملة" رأيت أسدا في الحمام" مما يمارس كل يوم على قولك، فهل هذا ما أراده علماء الوضع؟؟؟ فإن كان ذلك ما أراده القوم، فلفظ الأسد هنا حقيقة وليس مجازا؛ لأنه مستعمل فيما وضع له، وإن كان المراد بالوضع في كلامهم الوضع في زمن مضى لمثل لفظة" أسد" فهو ما أردت الحديث عنه.
وقد نص علماء الوضع على أن المجاز موضوع بالوضع النوعي؛ فلفظة أسد إذا أطلقت في الجملة السابقة، كانت موضوعة بالوضع النوعي، ودلالة تلك اللفظة على معناها"الفرد الشجاع" بالوضع النوعي حقيقة؛ لأنها وضعت له، ولم توضع من ذلك الوجه، لغيره قبل ذلك، فلماذا نسمي مثل هذا مجازا!!!!!!!!؟
وأما مسألة نشأة اللغة، فلا يزال الخوض فيه من الأمور الفلسفية الميتافيزيقية، التي لا نملك منها اليوم أية وثائق أو مستندات بشرية، وما بني على ذلك؛ فإنه يأخذ حكمها؛ كالمجاز.
الوقفة الثالثة: وأما قولك: " وهذا البديل غيبي بل مغرق في الغيب والخيال العلمي"، فهذا البديل عندي، في نظرك، لم أورده بالصيغ الدالة على الجزم كقولك: " لا يعقل"، وقولك: " أنفي نفيا باتا هذا الزعم". واعلم بارك الله فيك أن علم البييلوجيا من العلوم المهمة التي يحسن بنا مطالعتها؛ والإفادة منها، وهي ليست من الخيال العلمي، بل هي في نظر التنويريين العلم الحسي القطعي، وما يتعلق بالمجاز من قبيل العلم الظني، وللفائدة فإن من علوم البيلوجيا، ما يعرف بعلم الجينوم البشري، وبدأ الاهتمام بهذا العلم في هذا القرن، وخاصة ما يعرف مشروع الجينوم البشري، الذي بدأ قبل (15) سنة تقريبا، ويهدف المشروع إلى اكتشاف جميع المورثات (الجينات) البشرية، والتي قدر عددها في ذلك الوقت ب 80 ألفًا إلى 100 ألف. كما يهدف المشروع إلى اكتشاف وتحديد التتابع الكامل لكل الـ[3 بلايين زوج من القواعد النيتروجينية]، ولقد سمى العلماء القرن الحادي والعشرين بالقرن الوراثي لما لهذا الاكتشاف من أهمية، والاطلاع على هذا العلم ضروري، حتى ننفي عن علم ويقين ما يتعلق بالجينات البشرية، ونتجنب إطلاق الأحكام العقلية على العلوم الأخرى، بناءا على عداء المجهول. وقد ذكر ليونتين في كتابه عن الجينوم أنه إذا كان من السهل الاعتقاد أنه إذا كانت الكائنات الحية، وإلى حد كبير، هي نتاج الجينات التي ورثتها، فستكون التماثلات والاختلافات بينها نتيجة للتماثلات والاختلافات في جيناتها، وتصبح بذلك علوم الأنثربولوجيا والاجتماع والنفس والسياسة والاقتصاد واللغويات والفلسفة الأخلاقية فروعا للبيلوجيا التطبيقية. وهذه الجينات تتكون من نيوتيدات، ومنها أربع وحدات يرمز لها بـ (أ. س. ج. ث) وهذه الوحدات ينتظمها (الدنا) في سلسلة خطية طويلة جدا، وعدد الصور المحتملة للجين قد تصل إلى (1) وعلى يمينه (6020) صفرا، وهو عدد فلكي، وقد اكتشفوا أن أكثر من 99% من الـ[د. ن. أ] في الإنسان متشابهة في كل البشر. قال عنقود: وهذه الوحدات تحمل شفرات البنية البشرية ومنها تحدث الصفات الوراثية، وهذه الخلايا في جسم الإنسان تعود إلى خلية صغيرة جدا، تحمل في ضمنها بالقوة صفات هذا الكائن البشري، وتحمل صفات آدم، النوعية، ومن ثم، فلا يستحيل-أقول: لا يستحيل- على تلك الجينات اشتمالها على اللغة كاملة، ولا يستحيل ذلك على قدرة الله. وهذا التفسير يتماشى مع قوله تعالى: " خالق كل شيء"، ومع
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث الفطرة، ونظرية التذكر.
الوقفة الرابعة: لا زلت أؤكد على أن ما ذكرته من تفسير لأنطولوجية اللغة، غير قطعي، ولكنه في نفس الوقت يرفل في ميدان الإمكان، لا الامتناع كما تزعم أنت. ويمكنني أن أجيب على تساؤلاتك المتعلقة بذلك القول، ولن أغمض جفني عنها، فأقول:
أما قولك: "فينبغي أن تكون اللغات الإنسانية جميعها لغة واحدة إذ الألفاظ مقترنة بالمعاني صنع الله "، فهو بناء غريب من مثلك، وفيه أمور، منها:
1. قولك: " الألفاظ مقترنة بالمعاني"، فهل هذا الاقتران طبعي أو اعتباطي، وهل اللفظ الواحد يحتمل مدلولا واحدا، أو أكثر من ذلك، وهل دلالته على تلك الصورة الذهنية حقيقية، وعلى الشيء الخارجي مجازية أو العكس، أو أن اللفظ من قبيل المشترك.
2. أن ما ذكرته أنا لا يلزم منه ما ذكرته أنت؛ فما ذكرته أنا خروج من القوة إلى الفعل، والقدرة على الإخراج من تمكين الله، صنع الله الذي أتقن كل شيء، والإنسان لا يجاوز ما قدر له، خلافا للمعتزلة.
وأما قولك: " فكيف يستطيع الإنسان أن يختار منها اللغة الخاصة به دون أن يخلط بين الكم الهائل " فأقول وهذا مما نحمد الله عليه أن وهبنا تلك القدرة وميزنا بالعقل على باقي الحيوان، "ويعلمكم الله"، وتأمل معي قوله تعالى: " الذي قدر فهدى"، لتعلم أن كل شيء بحول الله وقوته.
وأما قولك: " أن تطور اللغة لم يكن واردا لأن نسخة الأصل من اللغة محفوظة في داخل الجسم" فهو يدل على عدم إحاطتك لما ذكرتُ؛ فآمل منك أن تتأمل جيدا في قولي، فستجد أنه لا يرد عليه هذا الإيراد. فهذا الجهاز (الحاسوب) الذي أمامك يحتوي على كم هائل من المعلومات، فبعض المعلومات التي يتناولها ذهنك اليوم، قد تكون غير صحيحة أو غير واضحة، مع وجود ما هو أقوى منها داخل هذا الجهاز، وعندما تعيد البحث، لا حقا، تجد أنك ترقيت درجة وحصلت معرفة أخرى، وهكذا، القول فيما ذكرت، مع الفارق الكبير بين الأمرين من جهة الدقة بين الصنع الإلهي والبشري، وتلك الشفرات الوراثية والجينات البشرية تشتمل على عدد فلكي من المعلومات الدقيقة، تختلف فيما بينها بحسب التطور والترقي والتمايز وغير ذلك، فالإنسان القديم لم تنل قدرته منها إلا ما وقع له منها، وكل ذلك بقدرة الله وتمكينه لهذا المخلوق البشري، فلا حول له ولا قوة إلا به.
وأما قولك: "فإنه لن يكون قادرا على النطق بعد ذلك " فهو غريب جدا، بل سيكون قادرا على النطق، ولكن بلغته التي تخصه، والتي أقدره الله عليها، كما أقدر على ذلك آدم،
وأما قولك: "إن اللغة أخي الكريم محاكاة وتعلم واكتساب" فهو خارج محل النزاع، مع ما فيه من الجزم في محل النزاع بين المحدثين والقدماء في مسألة صلة اللفظ بالمعنى، مع أن مسألة فطرية العلاقة بين اللفظ والمعنى قد قال بها علماء كثيرون، كما لا يخفى عليك.
هذا ما أردت تسجيله هنا على عجلة من أمري، وآمل منك أخي أن تجيب عن تساؤلاتي السابقة، وخاصة:
1. موقفك من آيات الصفات التي ذهب علماء البلاغة إلى أنها من قبيل المجاز، مخالفين في ذلك منهج السلف.
2. تناقض السعد في تعريف الوضع، واختلافهم في المجاز هل هو موضوع أم ليس بموضوع.
3. في قولنا: " رأيت أسدا يجالد بسيفه"، هل لفظة (أسد) هنا موضوعة لحيوان مشخص باعتبار وجوده في الأعيان، أم لحقيقته الموجودة في الأذهان؟ وعلى قولك: إننا نرى ونسمع الوضع ونمارسه كل يوم، هل لفظة أسد موضوعة بوضع واحد أم لا.
4. هل المعتبر في الدلالة على المعنى أصلها أم الدلالة المعتبرة في الإفادة والاستفادة؟
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 05:27 م]ـ
الإخوة الكرام .. ألا ترون أنكم تناقشون طويلا في أمور ناقشها سلفنا الصالح طويلا جدا؟. أتريدون إعادة الخلاف جذعا؟. أنحن أهل لنناقش آيات الصفات؟. فلنؤمن بها من دون تشبيه أو تعطيل ولا حتى تفسير، ولندع تفسيرها لله ولنحسبها من المتشابه .. والاختلاف في تفسير المجاز أو تأويله لا ينفي وجوده، ومن ينف المجاز فقد أنكرمعظم القرآن .. ابتعدوا عن التطويل .. لا تخرجوا عن الموضوع .. آية واحدة تثبتون فيها المجاز أو تنفونه ببضعة أسطر خير من هذه المعلقات ..
أولم تنتبهوا إلى أن هذا الحوار قد بدأ منذ سنين؟.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 09:03 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ داوود. فتاريخ هذا الموضوع من سنتين على ما أظن , ولا أدري ما الذي فتحه ثانية. أرجو أن يقف الجميع هنا , حتى لا يتشعب الحوار ونقع في مالا نريد. حفظ الله الأساتذة وسدد خطاهم.
دمتم بخير.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 10:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الإخوة الأعزاء ..
قد بان الغرضُ الذي رمى إليه كل واحد منا، وتقليبنا بالجدل لا يزيد الموضوع إلا إغلاقاً .. فالقصدُ معروفٌ، والوقوفُ عليه كافٍ ..
وكما تفضّل بعض الإخوة، فإنّ هذا الباب إنْ توزّع القول فيه طال .. فالخوض فيه قديم، وفصلُهُ في الحقّ شاقّ، والتنازع فيه قائم، والظنّ يعمل عمله، واليقين غير مظفور به، ولا موصولٍ إليه ..
ولا يخفى عليكم - أيها الأحبّة - أنّ الاستماع إلى فنون الأقوال ممّا يزيد الإنسان بصيرة وحكمة وتجربة ويقظة ومعرفة وعلماً .. ولكن الذي يسلك طريقاً لا يعرفه ولا يدري إلى أيّ موضع يؤدّيه، كالذي يسمع كلاماً لا يعرف الغرض فيه فلا يربح منه إلا التعب .. وقد قال بعض الحكماء: لا ينبغي لكَ أنْ تؤثرَ علمَ شيء إذا عُيّرتَ به غضبت، فإنّك إنْ فعلتَ هذا كنتَ أنتَ القاذف لنفسك ..
ونسأل الله السلامة للجميع ..
أساتذة الفصيح الأفاضل ..
موسى، جمال، سليم، قوس، عنقود الجواهر، داوود أبا زيد، أبا طارق ..
بارك الله فيكم جميعاً، ونفعنا بعلمكم ..
ولا تحرمونا لمساتكم الماتعة في مواضيع البلاغة بأقلامكم اليافعة ..
ودمتم معزّزين مكرّمين في الفصيح وللفصيح ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 10:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قلت فأوفيت فجزاك الله خيراً أستاذ لؤي. ونفع الله بك وبعلمك.
هُوَ طودُ عِلمٍ لا يُبارى رفعَةً ... وَمحيطُ فَضلٍ لا يَزال مَديدا
عَلمٌ إِذا جارَت صوائبُ غيره ... أَبدى لنا رأياً لَديه سَديدا
دمتم بخير
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 05:59 ص]ـ
قبل أن تطوى صفحة هذا الحوار في هذا المنتدى، أحب فقط أن أنبه إلى سبق قلم من أخي الفاضل، داوود، وأنا على ثقة تامة بعدم قصده لما سأذكره مما يترتب على قوله هذا، وأعني بذلك قوله:"ومن ينف المجاز فقد أنكرمعظم القرآن"، فمن لوازم هذه الجملة أمران خطيران للغاية، هما:
الأول: أن ممن قال بهذا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومحمد الأمين الشنقيطي، وهذا القول من أخي داود قدح في هؤلاء الأئمة، وعليه بمطالعة ما كتبه الشنقيطي في ذلك، في رسالته التي أفردها لهذا الموضوع، ولا أحد يشك في عقيدة هؤلاء الثلاثة، وسيأتي لا حقا من يقول نحن لا نحتج بقول هؤلاء لأنهم أنكروا معظم القرآن، وهو ما يسعد بمثله الصوفية وأعداء الصحابة.
الثاني: أن مثل هذه الجملة مفتاح للصوفية والفرق المخالفة للسلف، بل هي مفتاح الدراسات البنيوية بل والتفكيكية و"لاشيء خارج النص". ومن أراد أن يتثبت من هذا فعليه بمطالعة ما يكتبه حامد أبو نصر؟؟ ومحمد شحرور؟؟؟ وأصحاب المذهب الباطني، والفلسفي، ممن اقتدى بابن سيناء وأخوان الصفا.
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 07:25 ص]ـ
السلام عليكم
وددتُ لو لم تُطْوَ هذه الصفحة؛ فقد سعدتُ بها وأفدت منها!
أستاذي الكبير لؤي:
أعلم حرصكم _رعاكم الله_ على تأليف القلوب والبعد عن الشقاق، وما قلتُ ليس إلا رأيًا خاصًا، والرأي لكم أولا وأخيرا.
وفقكم الله وبارك فيكم.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 12:42 م]ـ
إن سعيكم لشتى
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 05:43 م]ـ
أحب فقط أن أنبه إلى سبق قلم من أخي الفاضل، داوود، وأنا على ثقة تامة بعدم قصده لما سأذكره مما يترتب على قوله هذا، وأعني بذلك قوله:"ومن ينف المجاز فقد أنكرمعظم القرآن"، فمن لوازم هذه الجملة أمران خطيران للغاية، هما:
الأول: أن ممن قال بهذا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومحمد الأمين الشنقيطي، وهذا القول من أخي داود قدح في هؤلاء الأئمة.
الثاني: أن مثل هذه الجملة مفتاح للصوفية والفرق المخالفة للسلف، بل هي مفتاح الدراسات البنيوية بل والتفكيكية و"لاشيء خارج النص". ومن أراد أن يتثبت من هذا فعليه بمطالعة ما يكتبه حامد أبو نصر؟؟ ومحمد شحرور؟؟؟ وأصحاب المذهب الباطني، والفلسفي، ممن اقتدى بابن سيناء وأخوان الصفا.
لقد أفحمتني أيها العزيز .. بالحق أنني لم أكن أقصد ذلك، وأستغفر الله أن أقدح في هؤلاء الكبار، واشد ما لم أنتبه إليه هو استغلال الصوفية والتفكيكية وشحرور وأبوزيد وأمثالهم .. فأنا أسحب هذه الكلمة، ولا أريد أن أضع محلها شيئا، تكفيرا عن مثل هذا الخطأ الذي أهوّنه لو قلت إنه حصل سهوا ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 09:53 م]ـ
أخي داود: mad: قلتُ: " وأنا على ثقة تامة بعدم قصده لما سأذكره مما يترتب على قوله هذا" وأعيد: أنا على ثقة تامة من ذلك، فما عرفتك في هذا الموقع إلا خيرا فاضلا، ويكفيك حبك الألباني، المحدث المشهور، رحمه الله.
وأضيف للجميع أن هذه المسألة بدأت تشتهر تحت دعوى المجاز، فهذا **** يشتم ويسب في أتباع منهج السلف، وذاك ****، الذي ألف كتابا عنونه بـ" ****"، وملأه بتأويلات غريبة تحت دعوى المجاز، ولا يخفى عليكم مثل هذا، وهناك من ينادي بدراسة القرآن دراسة بنيوية بناءا على القول بالمجاز واعتباطية الدلالة، فإلى الله المشتكى.(/)
عندي استفسار
ـ[الأحمر]ــــــــ[26 - 10 - 2002, 09:53 م]ـ
عندي استفسار
وضّح ما في هذا البيت من قضايا بلاغية (بديع، بيان، معاني)
تداركتما عبساً وذبيان بعدما
@@@ تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 08:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما النكتة البلاغية في جمع " السموات " وإفراد " الأرض " في الفرآن الكريم؟؟؟ ولكم جزيل الشكر.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 12:17 م]ـ
السلام عليكم
هناك كناية في قوله: دقوا بينهم عطر منشم، وهي كناية عن موصوف والمقصود هو الحرب.
والله أعلم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم
الأصل في المنشم أنها نوع من القسي رائحتها عطرة، ويقولون: دقوا بينهم عطر منشم، أي اشتدت الحرب بينهم، ففي البيت كناية عن صفة، إن راعينا معنى اشتداد الحرب أوكناية عن موصوف إن راعينا معنى الحرب.(/)
الإنشاء والخبر
ـ[الأحمر]ــــــــ[27 - 10 - 2002, 11:22 م]ـ
الإنشاء والخبر
الإنشاء هو ما لم يحتمل الصدق والكذب،
الخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب
وللإنشاء نوعان:-
1 - غير طلبي: وهو ما لا يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب كالترجي وأفعال المدح والذم والتعجب وصيغ العقود مثل اشتريت، بعت. وربّ وكم الخبرية وأفعال المقاربة والرجاء والشروع القسم.
2 - طلبي: وهو ما يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب لامتناع تحصيل الحاصل فمثلاً قبل النطق بفعل الأمر لم يكن هناك شيء حاصل أو يطلب حصوله فإذا قلت: اكتب الدرس فقد طلبت القيام بعمل لم يكن حاصلاً وإنما يتم حصوله بعد إصدار الأمر بكتابته فالقيام بالكتابة نشأ عن طلبها بقولنا اكتب الدرس أما قبل ذلك فالكتابة غير حاصلة وهكذا في بقية أساليب الإنشاء ولم ينظر البلاغيون في الإنشاء غير الطلبي لقلة مباحثه ولأن أكثر أنواعه في الأصل أخبار نقلت إلى معنى الإنشاء وكانت دراستهم في الطلبي لكثرة أنواعه التي يندرج تحتها الكثير من الأغراض البلاغية.
أنواع الطلبي خمسة:
1 - الاستفهام 2 - الأمر 3 - التمني 4 - النداء 5 - النهي
وانحصاره في الخمسة يرجع إلى أنه أما أن يكون مطلوباً ممكناً أو لا يكون مطلوباً ممكناً. فالذي لا يكون مطلوباً ممكناً هو التمني، والذي يكون مطلوباً ممكناً إن كان المطلوب به حصول أمر في ذهن الطالب فهو الاستفهام وإن كان المطلوب به حصول أمر في الخارج فإن كان ذلك الأمر الخارجي انتفاء فعل فهو النهي وإن كان ثبوته فهو إما بحروف النداء فهو النداء وأما إن كان بغير حروف النداء فهو الأمر.
الاستفهام
الاستفهام هو طلب حصول صورة الشيء في الذهن فإن كان المطلوب وقوع النسبة أو ليس وقوعها فحصولها هو التصديق وإن لم يكن المطلوب بها وقوع النسبة بل إدراك المفرد فهذا هو التصور.
أدوات الاستفهام
1 - الهمزة: ويسأل بها عن كل شي في الجملة.
2 - "هل":ويسال بها عن التصديق.
3 - "من":ويسأل بها عن العاقل أو العالم من الذي حضر."فمن ربكما يا موسى"
4 - "ما":ويسال بها عن غير العاقل. " فما خطبكم أيها المرسلون "
5 - "أي" ويسأل بها عن التمييز بين شيئين في أمر يعمهما " أي الفريقين خير مقاماً "
6 - "كم" ويسأل بها عن العدد " كم لبثتم في الأرض عدد سنين "
7 - "كيف" ويسأل بها عن الحال " كيف تكفرون بالله "
8 - "أين" ويسأل بها عن المكان " يقول الإنسان يومئذ أين المفر "
9 - "متي" ويسأل بها عن الزمان " متي نصر الله " والمسؤول عنه الذي وقع فيه الشك يقع بعدها
10 - "أنى" ويسأل بها عن الحال فتكون مثل كيف ويجب أن يقع بعدها المسؤول عنه " فائتوا حرثكم أنى شئتم "
11 - "أيان" ويسأل بها عن الزمان مثل متي " أيان يوم الدين "
وتكون الهمزة للتصديق وللتصور فإذا كانت للتصديق فهي لإدراك وقوع النسبة أو عدم وقوعها كقولك أقام زيد؟ أو أزيد قائم؟ فأنت عالم بأن بينهما نسبة إما بالإيجاب أوبالسلب وتطلب تعيينها ويكون الجواب بنعم أو لا.
وتكون للتصور يعني إدراك غير النسبة فتقول في طلب تصور المسند إليه أمحمد في الفصل أم علي فأنت تعلم أن في الفصل رجلاً لكنك تريد معرفته وفي طلب تصور المسند أفي البيت علي أم في الفصل فأنت تعلم أن علي محكوماً عليه بالوجود في البيت أو في الفصل والمطلوب هو معرفة وجوده وإذا كانت الهمزة للتصديق لا يذكر معها شيء يعادله وإذا جاءت أم بعدها فتكون أم بمعني بل كقول الشاعر:
ولست أبالي بعد فقدي مالك
### أموتي ناء أم هو الآن واقع
ولهذا لم يقبح في تصور الفاعل في أزيد قام وفي تصور المفعول به في أمحمداً أكرمت؟ كما قبح في هل زيد قام؟ وهل محمداً عرفت؟ وذلك بأن "هل" للتصديق وهي هنا لتصور الفاعل والمفعول به
كذلك إذا دلت قرينة حالية كقولك هل تضرب زيداً وهو أخوك؟ بناءً على أن الإنكار منصب على أن الضرب الواقع في الحال بمعنى أنه لا ينبغي أن يقع كما يفهم ذلك عرفاً من تقييده بالأخوّة لأنها حالية غير مستقبلية فقد جاء التعارض هنا من دلالة " هل " على الاستقبال ودلالة القرينة على الحال فإذا دخلت الهمزة على ذلك المثال فيصح فتقول أتضرب زيداً وهو أخوك؟ وهكذا لا يصح دخول " هل " على كل فعل يدل على الحال وإنما يصح دخول الهمزة عليه " أتقولون على الله ما لا تعلمون " " أتعبدون ما تنحتون " ولاختصاص "هل " بالتصديق وتخصيصها المضارع بالاستقبال كان لها مزيد اختصاص بما كونه زمانياً أظهر وحاجتها إلى الفعل بتخصيصها المضارع بالاستقبال ظاهر لأن المضارع لا يكون إلا فعلاً وأما اقتضاؤها الزمانية لاختصاصها بالتصديق فلأن الفعل لا يكون إلا صفة والتصديق حكم بالثبوت أو الانتفاء والنفي والإثبات إنما يتوجهان إلى الصفات لا إلى الذوات ولهذا تكون لها مزيد اختصاص بالفعل " فهل أنتم شاكرون " لأنه يدل على طلب الشكر في المستقبل وهو أدل على الشكر من قولنا فهل تشكرون أو فهل أنتم تشكرون لأنه يفهم منه أن الشكر يقع منكم أو من غيركم مع أنه مؤكد بالتكرار الحاصل من تقدير أن وأنتم فاعل لفعل محذوف وكان مثال " هل " أقوى لأنه أبرز ما سيتجدد في معرض الثابت أدل على كمال العناية بحصوله مع بقائه على أصله وكذا أدل على طلب الشكر من قولنا أفأنتم شاكرون وإن كانت صيغته تدل على الثبوت كما في مثال " هل " وكانت الدلالة في مثال "هل " أقوى لأن هل أدعى للفعل من الهمزة فتركها مع الفعل أدل على كمال العناية بحصوله ومثال الهمزة لا يحقق ذلك لأن الهمزة لا اختصاص لها بالفعل فدخولها على الاسم هنا أمر طبعي مع كون المراد منها التصور أي أأنتم الشاكرون أم غيركم ولهذا لا يحسن أن يقال هل زيد منطلق إلا من البليغ الذي يعرف دقائق الكلام ومطابقته لمقتضى الحال وهل هنا دخلت على جملة اسمية بقصد الدلالة على تأكيد إثبات الانطلاق لزيد وهو غرض بلاغي جاء من ترك هل للفعل والدخول على الجملة الاسمية وغير البليغ لا يدرك ذلك.
من مذكراتي عندما كنت طالباً 1408 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو هدير]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 05:30 م]ـ
نشكر من ساهم فى كتابه هذا الدرس ابو هدير
ـ[حااجي]ــــــــ[16 - 04 - 2007, 10:48 م]ـ
شكرا على تلك المعلومات القيمة التي أوردتها على الأسلوب الخبري و الإنشائي ... ولكن أرجوكم ... يا أخي أن تضرب لنا مثلا علىصيغ العقود واقصد جملا أو نصوصا تورد فيها المطلوب ... وشكرا مسبقا
ـ[حااجي]ــــــــ[18 - 04 - 2007, 09:32 ص]ـ
السلام عليكم ...
ما قدمته لنا اقتباس رائع ومفيد، والجميل فيه أنك أوردت أمثلة توضح الأمر في الأسلوب الإنشائي خصوصا الطلبي، و لكن تحاشيت ذلك بالنسبة للأسلوب الإنشائي غير الطلبي أهذا قصورأم غفلة منك؟
أرجوك أن تعيد النظر و تعطي مثالا على كل نوع.
للترجي مثالاـ للمدح والذم مثالا وهكذا مع بقية أنواع حتى صيغ العقود و أفعال الشوع ..... الخ
تشكر مسبقا ...
ـ[أبو الأنس]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 12:10 ص]ـ
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/014.GIF (http://www.asmilies.com)
مشكوووووور
سلمت يداك على الموضوع الرائع.
أتمنى لك التوفيق.
ولا تحرمينا من روعة ابداعك.
وحنا في انتظار جديدك بشوووق.
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/014.GIF (http://www.asmilies.com)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 12:51 ص]ـ
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/014.GIF (http://www.asmilies.com)
مشكوووووور
سلمت يداك على الموضوع الرائع.
أتمنى لك التوفيق.
ولا تحرمينا من روعة ابداعك.
وحنا في انتظار جديدك بشوووق.
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/014.GIF (http://www.asmilies.com)
والله لئن لم تنته يا أبا التعس لنسفعا بالناصية: mad:
ـ[حااجي]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 04:45 م]ـ
:)
:::
والله لئن لم تنته يا أبا التعس لنسفعا بالناصية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أم بعد:
ما هكذا اللطف و لا الظرف، و إنما هذا صلف صرف ...
يا أحمد اختر الألفاظ اللائقة المحمودة بلا تجريح ولا تعنيف ...
لا جعلك الله تعيسا أبدا ....
ـ[صهيب العاني]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 08:52 م]ـ
مشكووووووووووووووووووور وجزاك الله خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
الف شكر حبيبي الغالي(/)
المعاني التي يخرج إليها الاستفهام
ـ[الأحمر]ــــــــ[29 - 10 - 2002, 11:09 م]ـ
المعاني التي يخرج إليها الاستفهام
1 – الاستبطاء وهو اعتبار الشيء بطيئاً عندما تتعلق به النفس وتنتظر فتتعجله (متى نصر الله) ومنه قولك لمن تأخر وصوله عند الحضور إليك كم دعوتك؟ وكقول الشاعر
إلام وفيم تنقلنا ركاب
### ونأمل أن يكون لنا أوان
فهو يستبطئ نقل الركاب له ويستبعده
ومنه قول شوقي
إلام الخلف بينكم إلاما
### وهذي الضجة الكبرى علاما
فهو يستبطئ حصول الاتفاق بينهم وترك الخلاف بينهم
وكقول ا لأخر
طال بي الشوق ولكن ما التقينا
### فمتى ألقاك في الدنيا وأينا؟
2 - التعجب: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم،،،، ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين،،، أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم،،" أفنجعل المسلمين كالمجرمين. ما لكم كيف تحكمون " فقد اشتملت الآية الأخيرة علي ثلاثة استفهامات.
الأول: الهمزة "أفنجعل " وهو إنكاري بمعنى النفي أى لن تكون هذه التسوية. الثاني: " ما لكم " تعجب من شأنهم وتوبيخ لهم. الثالث: " كيف تحكمون " تعجب وتشهير بهم.
وجعلوا منه " قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً "وهذا متضمن معنى الاستبعاد " ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق " وربما تضمن معني الإنكار كقول المتنبي
فكيف وصلت أنت من الزحام
وكقول إحدى النسوة في شكوى ابنها
أمسى يمزق أثوابي يؤدبني
### أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا
وهذا كذلك يتضمن معنى الاستبعاد أو الإنكار مما يدل علي أن الأغراض البلاغية قد تتداخل ولا تتعارض ومن ثم يقال:
النكات البلاغية لا تتزاحم فكثير من الأمثلة في هذا الباب قد يراد منها أكثر من معنى ولا تعارض بين هذه المعاني. قال شوقي
ما أنت يا دنيا؟ أرؤيا نائم؟
### أم ليل عرس أم بساط سلاف
3 - التحقير وذلك عندما يراد بالاستفهام الدلالة على ضآلة المسؤول عنه مع معرفة المتكلم له كقولك من هذا؟ ما هذا؟ ومنه قوله تعالي حكاية عن المشركين " أهذا الذي بعث إليه رسولاً " وكقول المتنبي
من أية الطرق يأتي مثلك الكرم
### أين المحاجم يا كافور والجلم
4 - التنبيه على الضلال كقوله تعالى " أين تذهبون " ففي استعمال الاستفهام هنا دون التصريح بكونه طريق ضلال مبالغتان إحداهما أن كونه طريق ضلال أمر واضح يكفي في العلم به مجرد الالتفات إليه الثانية إيهام أن المخاطب أعلم بذلك الطريق من المتكلم حيث يحتاج إلى سؤاله عنه فالمراد هنا التنبيه على ضلالهم وأنه لا طريق لهم ينجون به وهو أيضاً لا يخلو من إرادة الإنكار ومثله أن تقول للعابثين في الدرس أين أنتم؟
5 - الوعيد أو التهديد كقولك لمن يسيء الأدب ألم أؤدب فلاناً إذا كان عالماً بذلك فالاستفهام هنا ينبه المخاطب إلى جزاء إساءة الأدب وهذا يستلزم وعيده لكونه على شاكلة من سبق تأديبه ومنه " ألم نهلك الأولين " وجعل بعض الدارسين من هذا قوله تعالى " ألم تر كيف فعل ربك بعاد " " فهل ترى لهم من باقية " مما كان الخطاب فيه موجهاً للنبي – صلى الله عليه وسلم – ونرد عليهم بأننا إذا حملنا مثل ذلك على الوعيد فإنما يكون ذلك الوعيد موجهاً لغير النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحمل على تهديد من ينذرهم النبي بمثل هذه الآيات ليتعظوا وينتهوا عما هم فيه من غي حتى لا يلحقهم من الهلاك ما لحق بغيرهم
6 - الأمر لأن الاستفهام طلب الجواب مع سبق جهل المستفهم فاستعمل في مطلق الطلب ثم استعمل في الطلب على سبيل الاستعلاء كقولك لابنك هل أنت مذاكر إذا كان مهملاً في دروسه " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً " أي أقرضوا " فهل أنتم مسلمون " أي أسلموا " فهل أنتم منتهون " أي انتهوا " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " أي تذكر واتعظ ومنه ما جاء في القرآن بمعنى أخبرني " أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى " أي أخبرني أيها السامع عن حال هذا الرجل أهو على الهدى عندما منع عبداً من طاعة الله ومجيء الأمر في صورة الاستفهام فيه حث على العمل بالإضافة إلى كونه من قبيل التعبير المؤدب لأنك تشرك المخاطب معك بأن يفكر في حالة فيكون بالخيار بين أن يفعل أو لا يفعل
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - التهكم أو السخرية أو الاستهزاء بمعنى إظهار عدم المبالاة بالمستهزأ به ولو كان عظيماً ومنه قوله تعالى على لسان الكافرين في حق شعيب عليه الصلاة والسلام " أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء " فهم يسخرون من شعيب في صلاته لأنه كان كثير الصلاة وكانوا يضحكون كلما رأوه يصلي ومن ذلك حكاية عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام " فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون " فهو يقول للآلهة ذلك سخرية بها واستهزاء ولم يرد حقيقة الاستفهام وكذلك على لسان بعض المشركين " أهذا الذي يذكر آلهتكم " ومنه قول زهير
وما أدري ولست إخال أدري
### أقوم آل حصن أم نساء
ومنه قول المتنبي أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم
### قفاه على الإقدام للوجه لائم
أي أن قفاه يؤنب وجهه على إقدامه وهزيمته وتعريضه القفا للضرب بسبب الهزيمة ومنه قول أبي فراس لبني زرارة عندما أخذوا واحداً من حلفائهم
ما بالكم يا أقل الله خيركم
### لا تغضبون لهذا الموثق العاني
8 - التهويل والتفخيم لشأن المستفهم عنه " القارعة ما القارعة " الحاقة ما الحاقة " ومنه على قراءة ابن عباس رضي الله عنهما "ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين مَن فرعونُ " بلفظ الاستفهام وذلك لما وصف الله العذاب بأنه مهين لشدته وفظاعة شأنه أراد أن يصور كنه فرعون فقال من فرعونُ أي أتعرفون من هو في فرط عتوه وتجبره وما ظنكم بعذاب يصدر عنه ثم عرّف به وبحاله بقوله تعالى " إنه كان عالياً من المسرفين "
9 - الاستبعاد وذلك بأن يعد الشيء المستفهم عنه بعيداً حساً أو معنى وهو قريب من معنى الاستبطاء السابق ذكره ومنه قول شوقي في الحسي وهو منفي في الأندلس
أين شرق الأرض من أندلس
وفي المعنوي كمن يقول لمدرسه أين أنا منك؟ " أإذا متنا وكنا تراباً ذلك رجع بعيد " " أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون " قال أبو تمام من لي بإنسان إذا أغضبته ### وجهلت كان الحلم رد جوابه
وقول المتنبي وما قتل الأحرار كالعفو عنهم
### ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
من مذكراتي عندما كنت طالباً 1408 هـ
يتبع
ـ[الشعاع]ــــــــ[29 - 10 - 2002, 11:36 م]ـ
أخي في الله الأخفش بارك الله فيك وزادك الله من علمه
وأدامك الله لـ
http://www.alfaseeh.com/vb/images/so/tit.gif
حتى ننهل من مائك العذب الزلال
محبك الشعاع
ـ[الأحمر]ــــــــ[30 - 10 - 2002, 10:37 م]ـ
10 - التمني وذلك عندما يكون السؤال موجهاً لمن لا يعقل في الغالب " يقول الإنسان يومئذ أين المفر " وجعل ابن قتيبة منه " يوم نقول لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد " فهل الثانية تفيد معنى تمني جهنم للمزيد وكقول الشاعر هل بالطلول لسائل رد ### أم هل لها بتكلم عهد؟
فيا ليلة قد رجعنا بها سعيدين من لي بأن تقبلي
وقال أبو العتاهية في مدح الأمين: فمن لي بالعين التي كنت مرة
### إلى بها في سالف الدهر تنظر؟
11 - التسوية " إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " فالاستفهام دال على أن إنذار الرسول وعدمه بالنسبة لهم سواء."وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون ". " سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين " وكقول المتنبي ولست أبالي بعد إدراكي العلا
### أكان تراثاً ما تناولت أم كسباً؟
12 - التقرير وهو نوعان
إما أن يكون بمعنى التحقيق والتثبيت وإما أن يكون بمعنى حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه وإلجائه إليه وهو المراد هنا بشرط أن يلي أداة الاستفهام ما حمل المخاطب على الإقرار به أي يليها المقرر به وذلك بخلاف " هل " فإنها لتقرير النسبة " هل ثوِّب الكفار ما كانوا يفعلون " وباقي أدوات الاستفهام فإنها لتقرير ما يطلب تصوره منها " سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة " وقولك ماذا فعلت بفلان؟ ومن الذي قتله؟ فمثال النوع الأول كقولك لصديقك ألم أدلك على كثير من أبواب المعرفة يعني قد فعلت لك هذا " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا " فالمراد أنني قد قلت ذلك ومن ثم فهو تثبيت للقول وتحقيق له " ألم نشرح لك صدرك " أي قد شرحنا. ومثال النوع الثاني كقولك لمن أردت تقريره بالفعل أكتبت؟ ولمن أردت تقريره بأنه الفاعل أأنت كتبت؟ ولمن أردت تقريره بالمفعول به قلت أهذا كتبت؟ ومن قبيل التقرير بكونه الفاعل " أأنت
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم" فإنهم أرادوا حمله على أن يقر لهم بأنه الفاعل ولم يريدوا تقريره بالفعل لأن الفعل واقع ومشار إليه بـ (هذا) ولذلك فلا معنى بأن يقر لهم بأن كسر الأصنام قد كان ولذلك قال لهم إبراهيم عليه السلام في الجواب " بل فعله كبيرهم هذا " فأجاب ببيان الفاعل ولو كان المراد الإقرار بالفعل نفسه لقال فعلت أو لم أفعل يقول عبد القاهر فإن قلت أو ليس إذا قال أفعلت أيضاً أن يقرره بأن الفعل كان منه لا بأنه كان على الجملة الاسمية فأي فرق بين الحالين؟ فانه إذا قال أفعلت؟ فهو يقرره بالفعل من غير أن يردده بينه وبين غيره وكان كلامه كلام من يوهم أنه لا يدري أن ذلك الفعل كان على الحقيقة وإذا قال أأنت فعلت كان قد ردّد الفعل بينه وبين غيره ولم يكن منه في الفعل نفسه تردُّد ولم يكن كلامه كلام من يوهم أنه لا يدري أكان الفعل أم لم يكن بدلالة أنك تقول ذلك والفعل ظاهر موجود مشار إليه كما رأيت وقد يراد التقرير بما يعرفه المخاطب من مضمون الكلام إيجاباً أو سلباً " وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " فالمراد – والله أعلم – التقرير بما يعرفه من أنه لم يقل لهم هذا، وليس المراد التقرير بما دخلت عليه الهمزة لأنه – صلى الله عليه وسلم – لم يقل ذلك بل المراد تكذيبهم فيما ادعوه من كونه ابن الله " ألست بربكم قالوا بلى " فالمقرر به في هذه الأساليب ليس ما يلي الهمزة وليس معنى الجملة وإنما شيء في نفس المخاطب حول هذا الحكم المذكور هو اعتقاده فيه فقد تكون الجملة مثبتة والتقرير بالنفي كما في الآية " وإذ قال الله يا عيسى ............. " وقد يكون العكس بأن تكون الجملة منفية والتقرير مثبت " ألست بربكم .. " " ألم يجعل كيدهم في تضليل " " ألم نربك فينا وليداً "
قال جرير
ألستم خير من ركب المطايا
### وأندى العالمين بطون راح
أي أنتم خير من ركب المطايا
يتبع
ـ[الأحمر]ــــــــ[31 - 10 - 2002, 10:52 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
1 - الإنكار وهو قسمان أ – توبيخي ب – تكذيبي فالتوبيخي يكون على فعل قد وقع بمعنى أنه ما كان ينبغي أن يكون أو على فعل يقع في الحال أو بصدد الوقوع في المستقبل بمعنى أنه لا ينبغي أن يكون فمثال التوبيخ على ما وقع في الماضي " أعصيت ربك " أي ما كان ينبغي أن يقع منك العصيان " أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً " أي ما كان ينبغي أن يقع ذلك الكفر وقد أكد معنى التوبيخ بأن أشار إلى نعمة الخلق وجعله رجلاً يباهي بالمال والثروة.
ومن التوبيخ على فعل يقع " أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين " أي: لا ينبغي أن يكون ذلك. ومثله قوله تعالي " أتعبدون ما تنحتون " فالإنكار موجه للعبادة المفيدة بهذا المفعول. ولابد أن يلي الهمزة المنكر فإذا قلت: أضربت زيدا؟ أفاد ذلك إنكار الفعل وأنه ما كان ينبغي أن يقع. وإذا قلت. أأنت ضربت زيدا؟ كان الإنكار موجهاً للفاعل أي ما كان ينبغي لك أنت خصوصاً أن تضربه ولو وقع الضرب من غيرك لم يكن في ذلك اللوم وإذا قلت: أزيداً أضربت؟ كان الإنكار موجهاً إلى المفعول به خصوصاً أي ما كان ينبغي أن يكون زيد مضروبك ولو ضربت غيره ما أنكر عليك ذلك أحد ومن أمثلة الإنكار ما يلي:
قول كثير:
أإن زم أجمال وفارق جيرة
### وصاح غراب البين أنت حزين
فالذي دخلت عليه الهمزة سبب لقوله أنت حزين والأصل أأنت حزين ومعني الإنكار هنا: لا ينبغي أن يكون إعداد الجمال للرحلة ومفارقة الجيران وصياح غراب البين كل ذلك لا ينبغي أن يكون مثيراً للشجن والحزن.
ومن الإنكار للتوبيخ قولك لمن يضيع الحق ويسيء لمن أحسن: أتنسى قديم إحسان فلان؟. وكقولك لمن يعرض نفسه للخطر: أتخرج في هذا الوقت؟ إذا كان خروجه غير مأمون وفي وقت غير منا سب والمقصود من ذلك تنبيه السامع حتى يرجع إلى نفسه فيخجل أو يرتدع عن فعل الذي هم به.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإنكار التكذيبي ومعناه في الماضي " لم يكن " وفي المستقبل " لن يكون ومن التكذيب في الماضي " أفأصفاكم ربكم بالبنين. واتخذ من الملائكة إناثاً " " أصطفي البنات علي البنين " بمعني لم يكن ذلك على الإطلاق ولم يقع شيء من هذا حاشا لله ومن التكذيب في المستقبل " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون " فقوله أنلزمكموها إنكار أن يكون فيه إلزام بهذه البينة بعدما التبست عليهم " أغير الله أتخذ ولياً " إنكار لأن يكون غير الله بمثابة أن يتخذ ولياً وعلى ذلك قول امرئ القيس
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
### ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فقوله أيقتلني إنكار للقتل وأنه لن يكون نظراً لما معه من العدة المتمثلة في السيف المشرفي والسهام المحدودة النصال وقال الآخر
أأترك إن قلت دراهم خالد
### زيارته إني إذن للئيم
بمعنى لن يكون مني تركه أبداً بسبب قلة دراهمه وإلا كنت لئيماً ويقول عبد القاهر في هذا المقام " فإن بدأت باسم فقلت أأنت تفعل؟ كنت وجهت الإنكار إلى نفس المذكور وأبيت أن يكون ممن يجيء منه الفعل فإذا قلت: أأنت تمنعني؟ صرت كأنك قلت: إن غيرك الذي يستطيع منعي ولست بذاك ويكون للعجز إذا جعلته لا يكون منه الفعل لعجزه عنه ولأنه ليس في وسعه وقد يكون أن تجعله لا يجيء منه لأنه لا يختاره ولا يرتضيه وأن نفسه تأباه وتكرهه. ومن أمثلة ذلك قولك أهو يسأل فلاناً؟ هو أرفع همة من ذلك أهو يمنع الناس حقوقهم؟ هو أكرم من ذلك وقد يكون أن تجعله لا يفعله لصغر سنه وقدره وأن نفسه لا تسمو لذلك كقولك أهو يسمع بمثل هذا؟ أهو يرتاح للجميل؟ هو أقصر همة من ذلك فالمراد من ذلك كله النفي بمعنى لن يكون إلا أن الاعتبارات تختلف بحسب مراد المتكلم ومقام المتحدث عنه ومن أمثلة الإنكار " أبشرا منا واحداً نتبعه " " وقالوا لولا نُزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك " أي ليسوا هم المتخيرين للنبوة " أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي "
ومن مجيء الهمزة للإنكار " أليس الله بكاف عبده " أى الله كاف عبده، لأن نفي النفي إثبات.
آراء عبد القاهر في إنكار الفعل
وقد ذكر عبد القاهر أن إنكار الفعل قد يتحقق بطريق يغاير في الظاهر هذا النظام المألوف مع الهمزة. فقد تدخل الهمزة علي الفاعل والمراد إنكار الفعل كما قد تدخل علي المفعول وعلي الزمان وعلي المكان والمراد في ذلك كله إنكار الفعل. وجعل إنكار الذي دخلت عليه وسيلة لنفيه ويكون هذا بملاحظة خصوصية معينة بألّا يكون لهذا الفعل – علي فرض وقوعه – فاعل الا فاعل واحد فإذا وجهت الإنكار إلي هذا الفاعل أفاد ذلك بطريق للزوم نفي الفعل نفسه، لأنك إذا نفيت فاعله انتفي الفعل من باب أولى.
نفي الفعل بنفي الفاعل: " قل أرأيتم ما أنزل الله إليكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل آلله أذن لكم ............ "
فهؤلاء كانوا قد أحلوا وحرموا فيما رزقهم الله سبحانه والمعروف أن الذي يملك التحليل والتحريم هو الله لا غيره فقوله " آلله أذن لكم " الإنكار موجه فيه إلي المسند إليه " الفاعل " والمراد إنكار الإذن من أصله لأنه إذا لم يكن قد كان من الله إذن فلن يكون من غيره وهذا طريق أكد نفي الفعل لما يفيده من الدليل علي هذا النفي المتمثل في نفي فاعله الوحيد ونفي الفاعل دليل علي عدم وقوع الفعل لأنه لا فعل بدون فاعل بخلاف قولك " أأذن الله بعني لم يكن ذلك لأن هذا إنكار للفعل بلا دليل.
نفي الفعل بنفي المكان: كقولك لمن يدعي عليك وقوع فعل منك: أفي البيت حدث هذا أم في المدرسة؟ وبالتالي لن يستطيع أحد أن يدلك علي واحد من المكانين فإذا انتفي ذلك وثبت أن المكانين لم يشهد شيئاً من ذلك انتفي الفعل.
نفي الفعل بنفي الزمان وكذا إذا ادعي عليك شخص وقوع فعل معين منك فتريد نفي وقوعه فلا تذكر الفعل بعد همزة الإنكار وإنما توقع زمنه بعدها لتصل من نفي زمن الوقوع إلي نفي الفعل نفسه. كقولك أفي الليل كان ذلك أم في النهار؟ فتنكر كونه في الليل وكونه في النهار وهما زمن وقوعه ويلزم من هذا أنه لم يكن أصلاً أنه اذا كان قد حدث فلابد أن يكون في أحدهما. فنفي الزمن الذي يمكن أن يكون وقع فيه الفعل دليل علي نفي الفعل، لأن المخاطب لن يتمكن من إثبات وقوعه في الليل أوفي النهار.
نفي الفعل بنفي المفعول به " قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين " فالمراد إنكار التحريم من أصله ودليل ذلك أنه لو كان هناك تحريم لوقع علي واحد من الأصناف المذكورة ولما لم يقع علي واحد منها انتفي وجوده أصلاً وثبت أنه لا تحريم هناك. ويقول عبد القاهر في هذه الآية " أخرج اللفظ مخرجه إذا كان قد ثبت تحريم في أحد أشياء. ثم أريد معرفة عين المحرم مع أن المراد هو إنكار التحريم من أصله "
والفعل في كل ما تقدم لم يل الهمزة مع أنه محل الإنكار ولكن وليها الفاعل والمكان والزمان والمفعول به لنفيها ويتبعها نفي الفعل
2 - التعظيم كقول المتنبي:
ومن مثل كافور إذا الخيل أجمحت
### وكان قليلا من يقول لها اقدمي
وقول أبي نواس:
إذا لم تطأ أرض الخصيب ركابنا
### فأي فتي بعد الخصيب تزور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 10:08 ص]ـ
بارك الله فيك لقد اتحفتنا بمعلومات قيمة .. لدي سؤال وهو هل ان تسمية هذا النوع من الاستفهام بالاستفهام البلاغي صحيحة اذ انه يخرج الى اغراض بلاغية؟
مع فائق التقدير(/)
التشبيه المقلوب
ـ[البليغة]ــــــــ[30 - 10 - 2002, 09:33 م]ـ
بين أركان التشبيه في الأمثلة التالية:
إن السحاب لتستحيي إذا نظرت = إلى نداك فقاسته بما فيها
*لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا = إلا بوجه ليس فيه حياء
*يكاد يحكيك صوب الغيث منسكباً = لو كان طلق المحيّا يمطر الذهبا
والبدر لو لم يغب والشمس لو نطقت = والأسد لو لم تصد والبحر لو عذبا
لو سمحتوا إذا كان هناك مواقع تهتم بشرح البلاغة أرجو توفيرها هنا ...
ولكم تحياتي
ـ[أبـ زياد ـــو]ــــــــ[31 - 10 - 2002, 01:51 م]ـ
بالنسبة للبيت الأول ليس فيه تشبيه والله أعلم
بل به استعارة لأن شبه السحاب بالإنسان وحذف الإنسان وأتى بشئ من صفات الإنسان وهو الاستحياء
والله أعلم
أما الأبيات الأخرى أتركها لغيري
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 10 - 2002, 08:56 م]ـ
أهلا بالأخت الكريمة البليغة عضوا جديدا في منتداها الفصيح
عذرا أختاه للتأخير .. وأشكر أخي أبا زياد على تفضله بالمشاركة
أما البيت الأول ففيه التشبيه المقلوب بالطبع كما أشرتِِ
فقد جعل السحابة تستحي من نفسها على الرغم من جودها إن قارنت نفسها بجود الممدوح
وما جرى عليه التشبيه أن يُشبه الإنسان في جوده بالسحاب
فوجه الشبه هو الندى والجود
وهذا النوع من التشيه يفهم من الكلام ضمنيا
أما البيت الثاني فأظن أنه شبه فيه الشمس بوجه الممدوح
وفي البيت الأخير شبه الغيث بالممدوح
والتشبيه المقلوب قائم على أن يكون المشبه أقل من المشبه به، لذلك يتم تشبيهه به، ولكن يحدث أحيانا عكس القاعدة فيكون عندنا التشبيه المقلوب
أرجو أن أكون قد وفقت إلى إعطاء شيء مفيد عن هذا النوع من التشبيه
أما مواقع البلاغة فقد سبق أن أعطانا أخونا الجهني أحدها، وهذا هو:
http://www.alshirazi.com/compilations/lals/balagah/fehres.htm
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[31 - 10 - 2002, 11:51 م]ـ
السلام عليكم
أليس التشبيه في البيت الأول من قبيل التشبيه الضمني؟؟
مع تقديري للجميع0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 11 - 2002, 01:24 ص]ـ
أخي الكريم بديع الزمان
أنا أيضا أرى أنه يدخل في التشبيه الضمني
فهو يفهم من الكلام، ولم يصرح فيه بذكر أداة الشبه
وأشرت إلى ذلك بقولي:
وهذا النوع من التشيه يفهم من الكلام ضمنيا
ولكنه أيضا يجعل السحابة تستحي من نفسها مقارنة به وبجوده، مما يعني أنه يرى ممدوحه أكثر جودا، وهذا عكس ما سارت عليه العرب في كلامها
من هنا فإن يسمى التشبيه المقلوب
تحياتي
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[01 - 11 - 2002, 08:05 م]ـ
السلام عليكم
إذن لا يمنع أن ستجمع في أسلوب واحد نوعان من أنواع التشبيه معا، أي أن كونه ضمنيا لا يتعارض مع كونه مقلوبا 0
أليس كذلك؟؟
و لك التحية العطرة 0
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 03:05 ص]ـ
أهلا بالأخت الكريمة البليغة عضوا جديدا في منتداها الفصيح
عذرا أختاه للتأخير .. وأشكر أخي أبا زياد على تفضله بالمشاركة
أما البيت الأول ففيه التشبيه المقلوب بالطبع كما أشرتِِ
فقد جعل السحابة تستحي من نفسها على الرغم من جودها إن قارنت نفسها بجود الممدوح
وما جرى عليه التشبيه أن يُشبه الإنسان في جوده بالسحاب
فوجه الشبه هو الندى والجود
وهذا النوع من التشيه يفهم من الكلام ضمنيا
أما البيت الثاني فأظن أنه شبه فيه الشمس بوجه الممدوح
وفي البيت الأخير شبه الغيث بالممدوح
والتشبيه المقلوب قائم على أن يكون المشبه أقل من المشبه به، لذلك يتم تشبيهه به، ولكن يحدث أحيانا عكس القاعدة فيكون عندنا التشبيه المقلوب
أرجو أن أكون قد وفقت إلى إعطاء شيء مفيد عن هذا النوع من التشبيه
أما مواقع البلاغة فقد سبق أن أعطانا أخونا الجهني أحدها، وهذا هو:
http://www.alshirazi.com/compilations/lals/balagah/fehres.htm
بل شبه الشمس بالبيت الثاني بالانسان الذي له له وجه من قبيل الاستعارة المكنية
فهو قد نسب للشمس وجها معناه شبه الشمس بالانسان وقد تكون استعارةتصريحية شبه شعاع الشمس بوجه الانسان واصل الكلام الابشعاع باهت شبيه بوجه انسان ليس فيه حياء
كما ان البيت الاول فيه فن المبالغة والغلو فقد غالى الشاعر بجعل السحاب اقل جودا من الانسان
والبيت الثالث تشبيه تام الاركان مقلوب تماما كمعنى البيت الاول
ـ[هيفاء حسني]ــــــــ[22 - 12 - 2007, 05:37 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
والله لست افهم شيئا من القصيدة!!
ـ[هيفاء حسني]ــــــــ[22 - 12 - 2007, 05:38 م]ـ
ليست واضحة
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 05:08 م]ـ
بسم الله
يقول الخطيب القزويني صاحب الإيضاح: هذا من قبيل التشبيه المشروط.
يكاد يحكيك صوب الغيث منكسباً ... لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا
والبدر لو لم يغب والشمس لو نطقت ... والأسد لو لم تصد والبحر لو عذبا
يقول الشاعر: يكاد يشبهك لأن كلمة يحكيك من أدوات التشبيه
أي يكاد يشبهك في كثرة جودك وعطائك وكرمك وإغداقك النعم على الناس بنزول ماء المطر في عموم فائدته للناس وحاجة الناس إليه، لكنه لو قال ذلك وسكت لكان في نفسي من التشبيه شيء لكنه قال منسكبا فأفاد أنه متتابع النزول ولو لم يقلها لكان المعني يشبه جودك نزول المطر ومن المعروف أن المطر لا ينزل في كل وقت ولا ينزل لوقت طويل فقال منسكبا ليفيد كثرته واستمراريته.
ولم يتوقف عند ذلك بل شرط شرطا حتى يرقى جود السحاب ليصل إلى جود الممدوح فقال لو كانت بشاشة الوجه تمطر الذهب ـ وهي لا تمطر.
ثم شرطا آخر لرقيه إلى ندى الممدوح فقال أن لا يغيب البدر ـ وذلك محال فإنه لا بد للبدر أن يغيب حتى يطلع الفجرـ وكذلك الشمس لو نطقت، والأسد لو لم تصد، والبحر المالح المعروفة ملوحته لو عذب وطاب طعم مائه.
وهذه الشروط محال وقوعها
فقد شرطها ليدلل على استبعاده أن يصل كرم السحاب والغيث إلى كرم الممدوح وهي مبالغة شرط فيها شروطا محالة ليقول أنه من المحال بلوغ كرمك.
ولا تنسى أن هذا التشبيه من باب التشبيه المقلوب فإن عادة الناس أن يشبهوا الكريم بالسحاب ليدللوا على كرمه فهو مثال الكرم في عقول الناس لكن الشاعر قلب التشبيه مبالغة في وصفه بالكرم.
ومثل ذلك قول الشاعر في وصف محبوبته:
في طلعة البدر شيء من محاسنها وللقضيب نصيب من تثنيها
فقلب التشبيه ليدلل على بلوغها الغاية في ذلك الوصف حتى لكان الشيء المعهود في ذلك يمثل الناس به هو الذي يشبهها.
والله أعلم
أسأل الله السداد والعلم.(/)
الأمر
ـ[الأحمر]ــــــــ[01 - 11 - 2002, 10:03 م]ـ
الأمر: هو طلب فعل غير كف علي جهة الاستعلاء. واحترز بغير الكف عن النهي. واحترز علي جهة الاستعلاء حقيقة أو معني عن الدعاء أو الالتماس.
صيغ الأمر:-
1 - فعل الأمر: قم – اجلس- ذاكر.
2 - اسم فعل الأمر: رويدك – صه.
3 - الفعل المضارع المقترن بلام الأمر: لتذاكر – لتجلس – لتقم.
4 - المصدر النائب عن الفعل: صبرا آل ياسر.
وقد تستعمل صيغة الأمر لغير طلب الفعل استعلاء مما يناسب المقام بحسب القرائن وذلك بألاتكون صيغته لطلب الفعل أصلاً أو تكون لطلبه لكن ليس علي سبيل الاستعلاء.
والعبرة في ذلك ترجع إلي تأمل السياق، لأنه هو الذي تستمد منه الصيغة دلالتها ومن ذلك:-
1 - الإباحة: وتكون في مقام يتوهم السامع فيه خطر شيء عليه لاشتراكها هي والأمر في مطلق الإذن فيدفع التوهم بأنه مباح ولا حرج فيه. كقولهم جالس الحسن أو ابن سيرين. " وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " فالمراد إباحة الأكل والشرب في ليل رمضان حتي طلوع الفجر. وإنما جاءت صيغة الأمر في موضع الإباحة للحث علي السحور وكأنه من الأمور المرغوبة " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله " فالأمر هنا للإباحة بعد أن كان ذلك محظوراً لأجل صلاة الجمعة " فإذا حللتم فاصطادوا "
2 - التهديد: ويكون في مقام عدم الرضى بالمأمور به. كقولك لمن شتم إنساناً عالي القدر وقد أدبته. اشتم مخدومك. تقول ذلك له تهديداً له ولا تريد منه أن ينفذ الأمر. " إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير " والتهديد في الآية يمكن التعرف عليه من خلال السياق ويبدأ ذلك من " يلحدون في آياتنا " أي ينحرفون عن جهة الصحة في معنى آيات القرآن وهذا يدل على كونهم مستحقين للعذاب وقوله " لا يخفون علينا " فيه مزيد بيان لتهديدهم والتصريح به لأن عدم خفائهم عليه سبحانه يلزمه العلم بانحرافهم وقوله " أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة " فيه إشارة واضحة إلى التعرض للعذاب الموجع كما أن في الاستفهام إنكاراً وتقريراً وتجهيلاً وتهديداً واستخفافاً كما أن بناء " يلقى " للمجهول يشير إلى أنه يخطف من حيث لا يدري وفي التعبير بالإلقاء إيحاء بالنبذ والطرح وتقابل هذه الصورة المشينة صورة من يأتي آمنا فتتلقاه الملائكة بالبشر والتكريم وقوله " اعملوا ما شئتم " يدل دلالة واضحة على التهديد خاصة أنه جاء على طريق الالتفات من الغيبة إلى الخطاب الدال على السخط والتوعد ثم تنتقل الآية من هذا الخطاب إلى التفات آخر بالغيبة في قوله " إنه بما تعملون بصير " وفي ذلك انصراف عنهم بعد مخاطبتهم بهذا التهديد وكأنه تعالى يأمرهم على طريق التهديد بأن يفعلوا ما يشاؤون من أنواع الشرور وألوان المعاصي ليوقع بهم أنواعاً من العذاب المؤلم ومن ثم فقد رأينا أن التهديد ينبثق من السياق قبل الوصول إلى صيغة الأمر ويأخذ عدة صور إلى أن يصل إلى قمة ذلك التهديد في قوله " اعملوا " وقد يرد سؤال مضمونه وأين موقع الأمر من هذا في قول الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " والجواب أن " اعملوا ما شئتم " في الحديث على عكس ما في الآية لأن فيه دلالة واضحة على نهاية الرضى والقبول وكأنه سبحانه لشدة حبه ورضاه عن أهل بدر يقول لهم افعلوا ما تشاؤون من الأفعال أياً كانت فكلها مقبولة منهم ومرضي عنه وليس معنى هذا أن الله أباح لهم شيئاً من المحرمات كما أنه ليس المراد أن الله يأمرهم بالشر وهذا كقولك لمن تثق فيه وتحبه لما قدمه نحوك من الخير اعمل ما شئت فأنا لن أغضب منك." قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه " " ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا" فالله لا يأمرهم بالكفر لكنه لما علم أنه لا يكون منهم إلا ذلك لأنهم أصحاب جدل أنذرهم بهذا التهديد الدال على أن الله سبحانه لشدة غضبه عليهم كأنه يأمرهم بما يوجب عليهم العقاب " تمتعوا فإن مصيركم إلى النار " ومن ذلك ما مثّل به البلاغيون لهذا الغرض وهو قول السيد لخادمه. اعصني. وهو لا يريد منه المعصية وإنما يهدده وكأن رغبته في الإيقاع به تجعله يطلب منه ما يثير غضبه عليه بصورة أقوى ليكون عقابه أشد لذعاً.
3 - التسخير وتستعمل فيه صيغة الأمر في مقام انقياد المأمور للأمر من غير قدرة له فيه " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين " فهم لن يكونوا ذلك بأنفسهم وإنما يسخرهم لذلك ففيه دلالة على سرعة التكوين وأنهم منقادون لأمره سبحانه وتعالى.
4 - التمني وتستعمل فيه صيغة الأمر في مقام طلب شيء محبوب لا قدرة للطالب عليه كقول امرئ القيس
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل
### بصبح وما الإصباح منك بأمثل
فالليل لا يمكن أن ينفذ طلبه بالانجلاء وإنما ورد ذلك من قبيل التمني.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأحمر]ــــــــ[03 - 11 - 2002, 10:53 م]ـ
5 - الامتنان " فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا"
6 - التعجيز وتستعمل فيه صيغة الأمر في مقام إظهار عجز من يدعي القدرة على ما يعجز عنه كقولك لمن يدعي أمراً تظن أنه ليس في وسعه. افعله " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فائتوا بسورة من مثله " فالمراد من الأمر هو إظهار عجزهم عن الإتيان بمثل سورة من القرآن لأنه خارج عن قدرتهم " وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " ومعروف أنه لا برهان عندهم على صدق ادعائهم ومن ثم يظهر عجزهم لعدم استطاعتهم تنفيذ ما أُمروا به " الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتِلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين " فليس المراد حقيقة الأمر لأن تنفيذه من المستحيل وإنما يراد به إظهار عجزهم
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
#### إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فهو لا يريد منه أن يأتي بأمثالهم على الحقيقة لأنه يعرف أنه لا قدرة له على تنفيذ الأمر وإنما يريد إظهار عجزه وتحقير شأنه
7 - الإهانة والتحقير وتستعمل فيه صيغة الأمر في مقام عدم الاعتداد بشأن المأمور أي المخاطب والفرق بينه وبين التسخير أن الإهانة لا يحصل فيها المأمور به " كونوا حجارة أو حديداً " إذ لا يصيرون حجارة وإنما الغرض إهانتهم وعدم المبالاة بهم بخلاف التسخير فإن الفعل يحصل فيه بقدرة الله " ذق إنك أنت العزيز الكريم " فالذوق إنما يستعمل في الطعام وما يستطاب فاستعماله في مواجهة العذاب هنا وتلقيه يقال على سبيل الإهانة والتحقير بشأنه فالفعل مما يستعمل فيما يستطاب للتكريم فاستعمل في ضد معناه وهو العذاب والألم تهكماً وسخريه به " ألقوا ما أنتم ملقون "
8 - التسوية وتستعمل فيها صيغة الأمر في مقام توهم رجحان أحد الأمرين علي الآخر " أنفقوا طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم " فقد يتوهم المخاطب أن الإنفاق طوعاً مقبول فيدفع ذلك بالتسوية بين كونه طوعاً وكونه كرهاً وأنه غير مقبول في الحالتين وقيل إن عدم قبوله دليل علي شدة الغضب عليهم فيكون ذلك من التهديد.
9 - الدعاء وتستعمل فيه صيغة الأمر في طلب الفعل علي سبيل التصريح بأن يكون الطلب من الأدنى إلي الأعلى " رب اغفر لي ولوالدي" "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري "وكذا كل ما ورد في القرآن من هذا القبيل من تضرع العباد إلي الله سبحانه ودعائهم إياه.
ـ[الأحمر]ــــــــ[07 - 11 - 2002, 12:27 ص]ـ
10 - الالتماس وتستعمل فيه صيغة الأمر علي سبيل التلطف بأن يكون الذي يطلب مساوياً للمخاطب. كقولك لمن يساويك. احضر إلي.
11 - الإرشاد والتأديب " إذا تداينتم بدين إلي أجل مسمي فاكتبوه " وقال الرسول " يا غلام سم الله وكل مما يليك " وقال أيضاً " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " وقال تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
12 - الاعتبار " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " " قل انظروا ماذا في السماوات والأرض " " انظروا إلي ثمره إذا أثمر وينعه "
13 - التخيير ويكون في مقام التخيير بين شيئين أو أشياء فيختار المخاطب واحداً منها كقولك تزوج هنداً أو أختها
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه
### مقارف ذنب مرة ومجانبه
والفرق بين التخيير والإباحة أن التخيير لا يجوز فيه الجمع بين الشيئين أما الإباحة فيجوز ذلك أي الجمع بين الشيئين.
14 - التدله وشدة الوجد كقول علي بن الجهم
ذريني أمت والشمل لم يتشعب
### ولا تبعدي أفديك بالأم والأب
وكقول الآخر
قفي يا أميم القلب نقرأ تحية
### ونقض الهوى ثم افعلي ما بدا لكِ
وكقول أمري القيس
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
### بسقط اللوى بين الدخول فحو مل
15 - الإثارة أو الإلهاب وذلك حين يتوجه إلي المأمور الواقع منه الفعل والذي لا يتصور منه خلافه " فاستقم كما أمرت " " فأقم وجهك للدين القيم " " واتبع ما يوحي إليك من ربك "
وفائدة هذا الأسلوب هو حفز الهمة للزيادة مما أمر به والتمسك بذلك والمداومة عليه " يا أيها النبي اتق الله "
وقد يكون الأمر تصويراً للحدث وبياناً لطريقة وقوعه كقوله تعالي " فقال لهم موتوا ثم أحياهم " ففي الأمر دلالة علي أن موتهم كان دفعة واحدة وأنه كان انقياداً لأمر الله منهم وقد يكون الأمر بالشيء حثاً علي الرغبة في الإتصاف بصفة معينة كقولك لمن تحثه علي صفه الكرم. مت وأنت كريم فأنت لا تريد أمره بالموت وإنما تريد حثه علي الاتصاف بالكرم حتى لا يقضي نحبه إلا وهو متصف بالكرم أي أن ذلك أمر يجب طلبه والحرص عليه حتى الممات لأن ذلك فيه كرامة وكقولك أيضاً مت وأنت تقي طاهر وكقولك صل وأنت خاشع وذاكر وأنت منتبه
انتهى موضوع الأمر
من مذاكراتي عندما كنت طالباً 1408هـ
ـ[فلانة]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 06:09 م]ـ
شكرااااااااااااااااااااااا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأحمر]ــــــــ[28 - 01 - 2010, 08:10 م]ـ
شكرااااااااااااااااااااااا
عفوًا
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 01 - 2010, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل ..(/)
* قضية للمناقشة ـ المجاز
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 11 - 2002, 01:20 ص]ـ
إخواني الكرام أعضاء الفصيح ... ما رأيكم أن نفتح المجال لمناقشات لقضايا مختلفة أسوة بما تفعلونه أحيانا في قسم النحو؟
سأعتبر أنكم قد وافقتم .. وأظن أنكم ستعلون ذلك ... وسأبدأ هنا في منتدى البلاغة والإعجاز القرآني بقضية " المجاز"
والمطلوب منكم إبداء الآراء، وتقديم الأمثلة، وعرض بعض أقوال العلماء إن وقعتم على شيء منها؛ لنستفيد من بعضنا بعضا، ونستعرض جوانب القضية وأبعادها
وأتمنى أن نرى قضايا أخرى للمناقشة بروح الأخوة وحب العلم لا من باب التعصب أو تعمد الإذى عافى الله منتدانا من ذلك
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 -
المجاز هو استعمال للفظ في غير ما وضع له بقرينة مع علاقة تسوغ ذلك الاستعمال
وهذه العلاقة قد تكون علاقة مشابهة أو علاقة غير المشابهة
ينقسم إلى مجاز لغوي قائم على علاقة المشابهة ومجاز عقلي يكون المجاز فيه في الإسناد
والحقيقة قسيم المجاز، وهذا التقسيم أحد التقسيمات المعتبرة للألفاظ في علم أصول الفقه
ولكن هناك فريق عارض وجود المجاز في القرآن والسنة، وذهب فريق آخر إلى إنكاره كلية في القرآن وفي لغة العرب كلها
من أدلة الفريق القائل بالمجاز ـ والجمهور منهم ـ:
00000000000000000000000000000000000
ـ تقسيم علماء العربية الألفاظ إلى حقيقة ومجاز، واشتهار ذلك في ألسنة العرب، والقرآن جاء بكلام العرب بل هو أصل لغتهم
ـ جاءت في القرآن الكريم آيات كثيرة وقع فيها المجاز، إذ استعملت فيها الألفاظ في غير ما وضعت له
من أدلة الفريق المانع للمجاز كلية ـ وعلى رأسهم أبن تيمية و ابن القيم ـ:
000000000000000000000000000000000000000000
ـ تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز لم يقع إلا عند المتأخرين، ولم يتكلم به أحد من أهل القرون الثلاثة المعتبرة من صحابة وتابعين وأئمة ونحويين
وكذلك لم يوجد عند علماء السلف من أصوليين ومفسرين وأئمة مذاهب كالشافعي
ـ وإن الذين استعملوا هذه الكلمة من علماء السلف لم يقصدوا بها هذا المعنى القائم الآن، بمن فيهم أبوعبيدة أول من ألف في مجاز القرآن
ـ ليس عندنا دليل على أن هذه الألفاظ وضعت لتلك المعاني، وبعدها نقلت إلى المعاني التي يقال عنها إنها مجازية، وإنما هذا هو استعمال العرب الذي وصلنا بالتواتر
* ويظهر أن السبب الذي دفع المانعين لهذا القول ما نجم عن استعمال المجاز من تأويل متكلف للنصوص، ومن حمل لصفات الله عز وجل عليه
==============================
ملاحظة: من أراد المزيد فليراجع موضوع: هل يوجد في القرآن مجاز
للأخ: أبـ زياد ــــــو
ـ[المنصور]ــــــــ[03 - 02 - 2003, 04:52 م]ـ
أريد معرفة رأي أهل اللغة في (المجاز) ...
هل يوجد مجاز في اللغة عامة وفي القرآن خاصة؟
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0
أخي الكريم .. هذه قضية مهمة كثر الجدل حولها
وكان لنا سابق لقاء معها
ولقاء آخر لم يستكمل
فأرجو أن تسمح لي بدمج موضوعك مع الموضوع القديم
لعل الله ييسر بحثه من جديد
وأنت تعلم بالطبع أن هذا الموضوع سبق أن تناولناه
http://www.alfaseeh.com/vb/showthre...s=&threadid=655
ولكن سنحاول العودة إليه بإذن الله من جديد هنا
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 02 - 2003, 11:40 م]ـ
قبل البحث فى مسالة المجاز .. يجدر بنا ان نضع مقدمة:
هل المقصود باللغة اللغة المستعملة بين الناس الموجودة فى الخارج .. ام اللغة المجردة التى لا توجد الا فى الاذهان.
الخلط بين هذين المستويين اوقع كثيرا من الناس فى الاضطراب والتعسف ... واصبح الامر خطيرا جدا عندما حاول بعض المتكلمين فهم الكلمات الدالة على الاسماء والصفات الالهية .. على اساس عدم التمييز بين اللغة الفعلية واللغة المجردة ... ولتوضيح الفرق نقرر ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل نتصور أحدا من المتكلمين يتلفظ بكلمة"يد"فعلبا مجردة من كل سياق أو مناسبة أي غير مسبوقة بكلمات أخرى ولا متبوعة بكلمات اخرى ومن غير ان يكون هناك معهود بين المتكلمين أو احالة مرجعية معينة ... هذا التقدير لا يمكن ان يوجد فى الواقع ... لأن المعهود فى كلام الناس انهم يبنون كلاما على كلام ... ويبنون كلاما على مقام .. وكل كلمة لا يعقل معناها الا إذا حملت على سياقها ومناسبتها .. ويمكن تشبيه الكلمة بالإسفنجة الفارغة التى تمتلىء تدريجيا بمرورها على الاشياء المبتلة ... الا ترى مثلا ان كلمة "رأس"فى سياق-أى فى جملة-"رأس الانسان"تعنى: الطرفية والاستدارة (شكل الراس) والصلابة (صلابة الجمجمة) والاحتواء (تحتوى على المخ) والتجوف الخ الخ .... ولكن انظر الى كلمة "رأس "فى سياق-أى فى جملة-"رأس الخيط"اين هو معنى الصلابة والتجويف .. والاحتواء .. لقد اختفت ولم يبق من المعانى السابقة الا معنى الطرفية ... فلما جردنا كلمة "رأس " عن كلمة "انسان" جردناها فى الوقت نفسه عن كل معانى الصلابة والاحتواء .. ولما اضفناها الى كلمة "خيط"اكتسبت معاني جديدة مثل الرخاوة .. والابتدائية. والاتصالية الخ الخ ... ولو اضفناها الى "جبل" مثلا لاصبح من معانيها الارتفاعية .. والعمودية ولو اضفناها الى نهر لاصبح من معانيها الحركية والافقية والامتدادية والسيولةالخ الخ ..
اما اصحاب علم الكلام المذموم فإنهم تحت تأثير النزعة المنطقية حاولوا ان يتصوروا كلمة ذات معنى مطلق غير مقيد لا بمتكلم ولا ظرف ولا سياق .. ففى مثالنا السابق حاولوا ان يجدوا معنى لكلمة "راس "دون اضافتها الى غيرها .. وهذا محال .. وحتى لو استطاعوا لحصلوا فقط على معنى ذهنى .. لا يمكن ان ينطبق على شىء خارجي .. -رحم الله شيخ الاسلام ما كان ابصره بعيوب المنطق -
ولنعد الان الى سؤالنا الاول: هل تعنى "اليد" الجارحة؟
فنقول وبالله التوفيق: "يد" مجردة من كل تعيين لا توجد الافى الذهن ... او هي لغو كما كان يقول ابن القيم - رحمه الله- و"يد " فى كلام الناس تعنى معانى كثيرة ومختلفة بحسب سياقها:
"يد الطفل"=راحة بخمسة اصابع مع اظافروعصب ولحم وبصمات الخ الخ ...
"يد الابريق"=انحناء من زجاج او من المنيوم (حسب نوع الابريق) ملتصق بجانب الابريق ويسمح بحمل الابريق (قارن بين يد الطفل التي هي آخذة ويد الابريق التى هى مأخوذة)
"يد الموت" امر معنوى مضاف الى امر معنوى ويفيد القوة أو التحكم بحسب مراد المتكلم المستعمل لهذا التعبير
"يد الله"يد مضافة الى الله .... تليق بالله .... فالطفل المكون من لحم وعظم تليق به يد من لحم وعظم ... والابريق الزجاجى يليق به يد من زجاج
والموت المعنوى تليق به يد معنوية ... والله -سبحانه وتعالى-لا ندرى كيفيته ولذلك لا ندري كيفية اليد المنسوبة له ... ولكنه قطعا له يد الهية تناسبه
ولم نقل ذلك من عندنا ولكن الله تعالى قال "بل يداه مبسوطتان" .. اما القول بانهما جارحتان او من لحم او لهما اظافر .. فهذا تزوير وتحريف لانك فهمت الجملة السابقة وكانها تتحدث عنك .. وتناسيت انها تتحدث عن الله سبحانه ... واذا زعمت انك لا تفهم اليد الا وهي من لحم ودم .. فنقول لك انك لا تفهم اللغة الانسانية ... فقد اثبتنا لك ان الكلمة تاخذ معناها من سياقها فقط ... وانت خلطت بين المطلق والمقيد ... فاطلقت "يد" ولم تفهمها الا وهى مقيدة بانسان ...
ولهذه المسالة ارتباط بقضية المجاز ... وسنعمل بحول الله على توضيحها
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[07 - 02 - 2003, 01:17 ص]ـ
اعلم ان النافى ليس عليه دليل ... والدليل على المثبت ... وفى مسألتنا هذه ... على مثبت المجاز فى اللغة ان يقدم الدليل على وجوده ..
وللحقيقة اقول ما وجدت لأهل الاثبات تعريفا للمجاز سالما من الطعون .. وارجو من الاخوان الذين سيشاركون معنا فى الحوار .. ان يبدؤوا من تعريف المجاز ... لان الكلام عن الشيء فرع عن تصوره ..
مثلا: التعريف الشائع: المجاز هو الكلمة المستعملة فى غير ما وضعت له ...
هذا التعريف يقوم على أمر مجهول وهو الوضع ... متى تم هذا الوضع؟
ومن قام بالوضع؟ وما الدليل على ان "السبع"وضع للحيوان اولا .. ثم استعمل فى "الشجاع الآدمي" بعد ذلك؟ وماذا لو ادعينا العكس فقلنا
وضع لفظ" الاسد "للإنسان الشجاع فلما راى المستعمل حيوانا شجاعا سماه اسدا؟ ذاك ليس اولى بهذا ....
على كل حال نظرية المجاز لا تقوم الا على افتراض الوضع السابق .. فاذا كان امر الوضع غامضا كان المجاز مرهونا بغامض فلا يتصور ...
وانا انتظر ردود الاخوة .. خاصة من لدن مثبتى المجاز ... ونرجو من الله ان يثبتنا على الحق(/)
نقلا من أحد المنتديات: صاحب هذا السؤال يتحدى
ـ[الشعاع]ــــــــ[07 - 11 - 2002, 03:31 م]ـ
أحبتي أعضاء الفصيح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أنقل لكم هذا السؤال من أحد المنتديات.
نص السؤال نسخا كما ورد: (مع ملاحظة الأخطاء الإملائية)
لماذا تذكر السموات اسبع في القران علي صيغة الجمع والارض لا تذكر علي صيغة الجمع
مثال: رب السموات وا لارض
السموات جمع
والارض مفرد
السموات سبع
والارض سبع
لماذا تكون مفرده
جاوبوني ياااااااااااا اهل اللغه
منقول.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 11 - 2002, 09:12 م]ـ
أخي الكريم .. أظن أن الأمر يتعلق بالناحية العلمية أكثر من تعلقه باللغة
فهذا الأمر من إشارات القرآن العلمية
فالصحيح في اللغة أن يقال أرض للمفرد .. ويقال أرضون للجمع
ولكن اختيار المفرد له دلالة علمية
لأن تلك الأرضين السبع ليست أرضين مختلفة بمعنى أنها عبارة عن كواكب أرضية متعددة في مجرات الكون
ولكنها هي أرضنا نفسها .. فهي تتألف من سبع طبقات .. كل منها تشكل أرضا
ومن هنا كانت دقة التعبير باستعمال اللفظ المفرد ليدل على أن الأرضين السبع تنطوي في أرض واحدة تشملها أو تغطيها .. ولو عبر بالجمع لدل على تعدها واختلافها
وهذا ما كشفه العلم الحديث بعد أن حار العلماء طويلا عن ماهية الأرضين السبع .. ورأوا أن الآيات نفسها لا تساعد على فهم أنها أرضون مختلفة
هذا ما أعرفه .. و إن علمت شيئا جديدا فسأخبركم به
وأتمنى أن تخبرنا باسم المنتدى
وجزاك الله كل الخير
ـ[المشارك]ــــــــ[30 - 12 - 2002, 10:18 م]ـ
اعضاء المنتدى الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ذ كر الزركشي ورود ذ كر الارض في القران مفردة وقال (وحكمته انهابمنزلة السفل والتحت ولكن وصف بها هذا المكان المحسوس فجرت مجرى امرأة زور وضيف فلا معنى لجمعهما كما لايجمع الفوق والتحت والعلو والسفل) قال (واما جمع السموات فان المقصود بها ذاتهادون معنى الوصف) قال (وحيث اريد بها الذات والعدد اتي بلفظ يدل على التعد د كقوله تعالى
(ومن الأرض مثلهن)) قال (.وأيضافان الأرض لا نسبة اليها الى السموات وسعتها بل هي بالنسبة اليها كحصاة في صحراء فهي وان تعد د ت كالواحد القليل فاختير لها اسم الجنس) قال (فاذااريد الوصف الشامل للسموات وهو معنى العلو والفوق افردته كالارض بدليل قوله تعالى (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) (أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا) فافرد هنا لما كان المراد الوصف الشامل وليس المراد سماء معينة) انتهى. البرهان في علوم القران للزركشي. (4/ 6).
ـ[الجابري]ــــــــ[28 - 06 - 2003, 09:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان جمع كلمة ارض هو (ارضون) وهي ثقيلة على لسان الناطق مشعرة بثقل بين , ولم ترد الايات المباركة في القران الكريم الا بايسر لفظ يستلذ بنطقه , ومن هذا المنطلق لم يذكر المولى عز شانه هذه المفردة بعينها وانما ذكرها في مورد اخر قائلا (ومن الارض مثلهن) فتجاوز كلمة (ارضون) لعلة اللفظ .. والله اعلم(/)
التمني
ـ[الأحمر]ــــــــ[14 - 11 - 2002, 12:30 ص]ـ
التمني هو طلب حصول شيء على سبيل المحبة ويكون ذلك في المعاني التي تتعلق بها القلوب سواء أكانت بعيدة أم مستحيلة واللفظ الموضوع له " ليت " ولا يشترط فيه إمكان المتمني لأن الإنسان كثيراً ما يحب المحال ويطلبه ولذا فهو قد يكون ممكناً كقولك ليت زيداً يجيء وإذا كان المتمنى ممكناً يجب ألا يكون هناك توقع أو طمع في حصوله وإلا لصار ترجياً وأداته " لعل، عسى " وأمثلة التمني كثيرة كقولك ليت الكواكب تدنو وقوله تعالى " يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً " وقوله تعالى " يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً " وقد يكون بعد المتمنى راجعاً إلى إحساس النفس به بأن تتوقع أنك لا تقدر على تحصيل شيء لشدتك في رغبته مع كونه قريباً لذا فقد يغلب على النفس إحساس باليأس فتستبعد القريب وقد يغلب الشعور بالأمل فتقرب البعيد وذلك كقول مالك يرثي نفسه عندما شعر بدنو الأجل
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليس مبيته ليلة في موطنه مستبعداً ولكن ذلك نشأ من إحساس الشاعر نظراً لتوقعه اقتراب الموت منه ولا تخرج أداة التمني " ليت " عن معناها لمعنى آخر بل قد يأتي التمني بغير أداته وعندما وردت أدوات أخرى غير " ليت " في التمني درسها البلاغيون ووجدوا فيها فروقاً دقيقة وأغراضاً بلاغية ومن ذلك:-
1 - التمني بـ " هل " قال تعالى " فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا " فهذا وإن أفاد معنى " ليت " إلا أنه لما جاء على طريق الاستفهام وهو مما يستعمل في الأمور الممكنة أضفى على المتمنى صورة الممكن فالكفار لا يظنون الخلاص لكن عبارتهم دلت على أن حاجتهم إلى شفيع قد غلبت على نفوسهم واشتد تعطفهم بذلك فافترضوا غير الواقع واقعاً لينفسوا عن أنفسهم بهذا الأمل المتوهم فالغرض من الاستفهام بـ (هل) هنا هو إبراز المتمنى في صورة المستفهم عنه الذي لا يجزم بانتفائه لإظهار كمال العناية به حتى لا يستطاع الإتيان به إلا في صورة الممكن الذي يطمع في وقوعه
2 – التمني بـ (لو) " وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا "وقال تعالي " فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين " فلو هنا تفيد التمني بدليل نصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعد الفاء المسبوقة بها. وذلك لا يكون إلا لإفادتها التمني ولو هنا تزيد المتمني بعداً وتبرز شعور اليأس عندهم. لأنهم قالوا ذلك لما رأوا العذاب وسبقوا إليه.
2 - التمني بـ (لعل) قال تعالي " لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلي إله موسي " علي قراءة نصب " أطلع الدالة علي كون " لعل " بمعني " ليت " وهذا يفيد جعل الرجاء تمنياً مما يدل علي أن فرعون قد أحس بأن الاطلاع على إله موسى أمر مستبعد. لكن لشدة تطلعه لذلك عبر عنه بأداة تقربه من الوقوع. وقد أخذ السكاكي من استعمال " هل، لو " في التمني أن التقديم في الماضي والتخصيص في المستقبل الناشئين عن " هلا، لولا، لوما " مأخوذ من "هل، لو " وهذا وإن كان فيه دقة إلا أنه يقتضي أن تكون هذه الأدوات متأخرة في الوجود عن " هل، لو " وهذا غير جائز لأن التقديم والتخصيص من المعاني التي يحتاج الإنسان للتعبير عنها جنباً إلي جنب مع تعبيره عن التمني والاستفهام ومن ثم فما ذهب إليه أمر مستبعد.(/)
آية وإعجاز
ـ[أبوخالد123]ــــــــ[17 - 11 - 2002, 11:25 م]ـ
آيات الإعجاز:
قال الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11].
التفسير اللغوي:
الرَّجْع: رجع يرجعُ رجْعاً ورجوعاً: انصَرفَ.
وقيل: الرجْعُ: محْبِسُ الماء.
والرَّجْعُ: المطر لأنه يرجع مرة بعد مرة، وفي التنزيل: {والسماء ذات الرَّجع} ويُقال: ذات النفع.
قال ثعلب: ترجع بالمطر سنة بعد سنة.
وقال اللحياني: لأنها ترجع بالغيث.
وقال الفراء: تبتدىء بالمطر ثم ترجع به كل عام.
وقال غيره: ذات الرَّجع: ذات المطر، لأنه يجيء ويرجع ويتكرر.
فهم المفسرين:
قال الرازي في تفسيره للآية: قال الزجاج: الرجع المطر لأنه يجيء ويتكرر، واعلم أن كلام الزجاج وسائر أئمة اللغة صريح في أن الرجع ليس اسماً موضوعاً للمطر بل سُمّي رجعاً على سبيل المجاز ولحسن هذا المجاز وجوه:
أحدها: قال القفال: كأنه من ترجيع الصوت وهو إعادته ووصل الحروف به، فكذا المطر لكونه عائداً مرة بعد أخرى سُمّي رجعاً.
وثانيها: أن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الأرض ثم يرجعه إلى الأرض.
وثالثها: أنهم أرادوا التفاؤل فسموه رجعاً ليرجع.
ورابعها: أن المطر يرجع في كل عام، إذا عرفت هذا فسنقول للمفسرين أقوال:
أحدها: قال ابن عباس: "والسماء ذات الرجع" أي ذات المطر يرجع المطر بعد مطر".
وثانيها: رجع السماء: إعطاء الخير الذي يكون من جهتها حالاً بعد حال على مرور الأزمان، ترجعه رجعاً أي تعطيه مرة بعد مرة.
وثالثها: قال ابن زيد: هو أنها ترد وترجع شمسها وقمرها بعد مغيبها، والقول الصواب هو الأول.
قال القرطبي: قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} أي ذات المطر ترجع كل سنة بمطر بعد مطر، كذا قال عامة المفسرين.
حقائق علمية:
1 - تقوم الطبقة الأولى من الغلاف الجوي "التروبوسفير" ( Troposphere) بإرجاع بخار الماء إلى الأرض على شكل أمطار، وبإرجاع الحرارة إليها أيضاً في الليل على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون CO2.
2- يعتبر الغلاف الجوي للأرض درعاً واقياً عظيماً يحمي كوكب الأرض من الشهب والنيازك والإشعاعات القاتلة للأحياء، وذلك بفضل الطبقة الخامسة من طبقاته وهي الستراتوسفير ( Stratosphere) .
3- تعتبر الطبقة الرابعة من طبقات الغلاف الجوي وهي الثيرموسفير ( Thermosphere) ذات رجع فهي تعكس موجات الراديو القصيرة والمتوسطة إلى الأرض.
التفسير العلمي:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11].
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن أهم صفة للسماء هي أنها ذات رجع فما معنى الرجع؟
الرجع في اللغة كما يقول ابن منظور في لسان العرب: هو محبس الماء وقال اللحياني: سميت السماء بذات الرجع لأنها ترجع بالغيث وكلمة الرجع مشتقة من الرجوع وهو العودة والعكس، ومعنى الآية أن السماء تقوم بوظيفة الإرجاع والعكس.
وقد جاء العلم ليؤكد هذا التفسير فقد كشف علماء الفلك أن طبقة التروبوسفير التي هي إحدى طبقات الغلاف الجوي للأرض تقوم بإرجاع ما تبخر من الماء على شكل أمطار إلى الأرض من خلال دورة دائمة سميت بدورة تبخر الماء.
كما اكتشف علماء الفلك أيضاً أن طبقة الستراتوسفير وهي التي تضم طبقة الأوزون تقوم بإرجاع وعكس الإشعاعات الضارة الما فوق بنفسجية إلى الفضاء الخارجي، وبالتالي فهي تحمي الأرض من الإشعاعات الكونية القاتلة، فهي تعتبر حاجزاً منيعاً يحول دون وصول كميات كبيرة من ضوء الشمس وحرارتها إلى الأرض، كما نصت على ذلك الموسوعة البريطانية.
أما طبقة الثيرموسفير فإنها تقوم بعكس وإرجاع موجات الراديو القصيرة والمتوسطة التردد AM و SW الصادرة من الأرض وهذا ما يفسر إمكانية استقبال هذه الموجات من مسافات بعيدة جداً. وقد ذكرت ذلك بالتفصيل الموسوعة البريطانية.
يتضح مما تقدم أن أهم صفة للسماء كشف عنها العلماء في القرن العشرين هي أنها ذات رجع.
فسبحان الله الذي قال في كتابه المعجز: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}.
وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو دلالتها الواضحة على أن أهم صفة للسماء هي أنها ذات رجع، وهذا ما كشفه العلم في القرن العشرين.
****
ـ[أمة الله]ــــــــ[27 - 11 - 2002, 10:47 م]ـ
مشكور أخي أبو خالد 123
إعجاز القرآن شيئ واسع .. وأيضاً أعجبني موضوع قرأته عن اعجاز القرآن حبذا لو يقرؤه الناس .. ليعلموا ماذا صنع الله لهم في القرآن .. ليدركوا أهمية هذه المعجزه الخالده (القرآن):
<< ظلمات البحر وأمواجه >>
يقول الله تعالى واصفا حال الكافر؛ "أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور" (سورة النور، 40)
يضرب الله لنا مثل حال الكافر وأعماله بظلمات البحر العميق "اللجي" الذي يغشاه موج فوقه موج، وظلمات بعضها فوق بعض .. فعن ماذا يتحدث القرآن؟؟
اكتشف العلم الحديث ظاهرة عجيبة لا تحدث إلا في البحار العميقة "اللجة" وهي أن طيف النور إذا وصل إلى عمق 5 أمتار يختفي اللون الأحمر، فإذا وصل إلى 30 مترا يبدأ ظلام جديد ويختفي اللون البرتقالي، فإذا وصل إلى عمق 50 متر بدأت ظلمة اللون الأصفر، فعلى مسافة 100 متر يختفي اللون الأخضر، ثم مسافة 200 متر يختفي اللون الأزرق، "ظلمات بعضها فوق بعض"، فإذا وصل إلى عمق 500 متر، تبدأ عندها حركة اللون الأسود، حيث لا يرى الغواص في هذا العمق إلا شيئا أشبه بالظل، "إذا أخرج يده لم يكد يرها" فوصف القرآن دقيق جدا، فلم يقل لم يرها وإنما قال "لم يكد يرها" فمازالت هناك رؤية ولكنه سوداء ..
ولا تتوقف الآية إلى هذا الحد، فقد قال تعالى "يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب" فهل هناك أكثر من موج؟؟ العلم ينطق بهذا .. فقد اكتشف في عام 1900 وجود موجين في البحر، موج سطحي وهو مل نراه نحن، وموج داخلي يعمل عادة عكس الموج السطحي .. فالآن اكتملت الصورة لنا، فهناك موج "داخلي"، من فوقه موج "سطحي"، من فوقه السحاب والهواء الجوي ..
نقلاً عن موقع http://www.qassim.net/pages/islamic_page/ejaz_alquraan/alelmi-ard.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخالد123]ــــــــ[28 - 11 - 2002, 12:13 ص]ـ
بيض الله وجهك أختي أمة الله على هذا الدرر،
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك الى ما يحب ويرضى.
تحياتي
ـ[الخبير]ــــــــ[08 - 12 - 2002, 01:16 ص]ـ
أخوي أبوخالد123
مشكور أخي وجزاك الله خيرا على هالموضوع العلمي الرائع جدا
وياليت ما تبخل بالمزيد
ومن ذلك ان علماء العصر أكتشفو ان الكون مثل البالون كالبيضة كل يوم يتوسع
وقد سبقهم اليه القرآن فقال:
قال تعالى (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
الخبير
ـ[أبوخالد123]ــــــــ[09 - 12 - 2002, 02:44 ص]ـ
أخي الخبير
حياك الله،، وجزاك الله خيرا
ما ورد عن الآية المذكورة:
آيات الإعجاز:
قال الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47].
التفسير اللغوي:
قال ابن منظور في لسان العرب:
أيد: الأيْدُ والآدُ جميعاً: القوة.
ومنه قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ}.
أي ذا القوة.
وآدَ يئيد أيداً. إذا اشتدَّ وقوِي.
والتأييد مصدر أيّدته أي قوّيتُه.
قال الله تعالى: {إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} أي قوّيتُكَ.
قال أبو الهيثم: آد يئيد إذا قوِيَ، وأيَدَ يُؤيدُ إياداً إذا صار ذا أيدٍ، ورجل أيِّدٌ بالتشديد أي قويٌّ.
موسعون: السَّعَة نقيض الضيق.
وقوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} أراد جعلنا بينها وبين الأرض سعَة.
فهم المفسرين:
إنه من دواعي الفخر أن نعلم أن علماء التفسير والعقيدة الإسلامية قد أدركوا ضرورة وجود إمكانية لتوسع الكون، حيث نجد في كتاب تهافت التهافت لابن رشد الحفيد مناظرة بين طروحات أبي حامد الغزالي الذي يتكلم بلسان علماء العقيدة المتكلمين، وردود أبي الوليد ابن رشد الذي يتكلم بلسان الفلاسفة.
لقد طرح أبو حامد الغزالي السؤال: "هل كان الله قادراً على أن يخلق العالم أكبر مما هو عليه؟ فإن أجيب بالنفي فهو تعجيز لله وإن أجيب بالإثبات ففيه اعتراف بوجود خلاء خارج العالم كان يمكن أن تقع فيه الزيادة لو أراد الله أن يزيد في حجم العالم عما هو عليه"، أما ابن رشد الذي يلتزم موقف الفلاسفة اليونانيين، فإنه يرى أن "زيادة حجم العالم أو نقصه عما هو عليه مستحيل لأن هذا التجويز إذا قام فلا مبرر لإيقافه عند حد، وإذن فيلزم تجويز زيادات لا نهاية لها".
إنه من الواضح في هذه المناظرة أنه رغم عدم توفر المعلومات التفصيلية عن فيزياء الكون والقوى العاملة فيه إلا أن المتكلمين المسلمين حين اشتدوا إلى أصول العقيدة الإسلامية المستنبطة بشكل صحيح من القرآن فإنهم توصّلوا إلى فهم مسائل عويصة منها مسألة توسع الكون والتي هي قضية مستحدثة في الاستنباط العلمي في القرن العشرين الميلادي، بينما هذه المناظرة تمت في القرن السادس الميلادي.
وقال ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}: أي: "قد وسّعنا أرجاءها، فرفعناها بغير عمد حتى استقلّت كما هي".
حقائق علمية:
· في عام 1929 شاهد عالم الفلك الأمريكي "إدوين هابل" بواسطة التلسكوب أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة.
· إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء (الكون) وامتداده.
التفسير العلمي:
يقول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47].
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الكون المعبّر عنه بلفظ السماء هو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ "موسعون" فهو اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع وهو يفيد الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع وإنما أورده مجملاً، وإذا عدنا إلى علماء التفسير الأقدمين نجدهم قد تعرضوا لهذه القضية، فالإمام أبو حامد الغزالي طرح هذه القضية في كتابه تهافت الفلاسفة حيث قال: "هل كان الله قادراً على أن يخلق العالم أكبر مما هو عليه؟ فإن أجيب بالنفي فهو تعجيز لله، وإن أجيب بالإثبات ففيه اعتراف بوجود خلاء خارج العالم كان يمكن أن تقع فيه الزيادة لو أراد الله أن يزيد في حجم العالم عما هو عليه".
ولكن ماذا يقول علم الفلك الحديث في هذا الموضوع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
في عام 1929 أكد العالمان الفلكيان "همسن" و "هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجراتنا، وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي، وقد قام "هابل" باستدعاء "آينشتين" من ألمانيا إلى أميركا حتى يُرِيَه تباعد المجرات والكواكب بواسطة التلسكوب.
وتفسير ظاهرة ابتعاد المجرات يتمثل في أنه إذا كان هناك مصدر ضوئي من الفضاء الخارجي يبتعد عنا فإن تردد الأمواج الضوئية ينخفض وبالتالي ينزاح نحو اللون الأحمر. أما إذا كان المصدر الضوئي يقترب منا فإن الانزياح الذي يسجله المشاهد سيكون نحو اللون الأزرق. ويكون الانزياح الطيفي ملموساً عندما تكون سرعات المصدر الضوئي معتبرة بالنسبة لسرعة الضوء، بينما لا يمكن مشاهدته بالنسبة للمصادر الضوئية العادية ذات السرعات الضئيلة مقارنة مع سرعة الضوء، وهذا ما أكده العالم الفيزيائي دوبلر ( Doppler).
إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء نفسه حيث تنساق معه المجرات كلها.
وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان ما تزال تتوسع وينتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار العظيم في الكتلة الغازية الأولى، وقد أشارت الموسوعة الفضائية إلى هذه الظاهرة.
وختاماً نقول: إن اتفاق الفلكيين في النصف الثاني من القرن العشرين على حقيقة توسع الكون أسقطت فرضية أزلية الكون وقدمه، وثبت علمياً أن للكون بداية ونهاية، فسبحان الذي صدقنا وعده عندما قال: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53].
وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو دلالة لفظ "موسعون" الذي يفيد الماضي والحال والاستقبال، على أن الكون في حالة توسُّع مستمر، وهذا ما كشفت عنه المشاهدات الفلكية للعالم "هابل" عام 1929م.(/)
النداء
ـ[الأحمر]ــــــــ[22 - 11 - 2002, 01:36 ص]ـ
النداء هو طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعو أو أنادي. ولذا غلب أن يلي النداء أمر أو نهي " يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً " " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم " وقد تحذف أداة النداء " يوسف أيها الصديق ".
وينادى الرب مجرداً من أحرف النداء في الغالب لكون ذلك تعبيراً عن شعور الداعي بقربه من ربه .. وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى " وقد سبق نداء الرب بحرف النداء في " وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون " وذلك للدلالة على الحالة النفسية عندما دعاهم لله بكل جد فلم يزدهم ذلك إلا تمادياً في الضلال. ولم يقتصر طلب الإقبال على الحي العاقل وحده وإنما نودي الغائب والحبيبة التى أخبروا عن إيغالها في الرحلة وورود ذلك في الشعر العربي بكثرة والغرض من هذا هو التعبير عن البواعث المشوقة إلي استحضار الحبيبة والحديث إليها وكذلك نودي غير العاقل الحي من الطيور والابل والوحوش وغيرها كما نوديت مشاهد الطبيعة من برق وسحاب وقمر وشجر وشمس كما نوديت القبور والصحاري والأطلال والديار والجبال ونوديت أيضاً أحوال النفس وعواطفها من حب وبغض وحسرة ولذة وندم " يا حسرة على العباد " ونودي في القرآن الأرض والسماء " يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي " ونوديت النار " يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم " ونودي الويل " قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً " " يا جبال أوبي معه "
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية "
أيتها النفس أجملي جزعاً
### إن الذي تحذرين قد وقعا
أيا شجر الخابور مالك مورقاً
### كأنك لم تجزع على ابن طريف
أيا جبلي نعمان بالله خليا
### نسيم الصبا يخلص إلى نسيمها
ووراء كل هذه النداءات أسرار ترجع إلى الذوق وأكثر هذه المواقع توجد في السياق المليء بالحس والمواقف المفعمة بشدة الحزن وكأن أداة النداء في مثل هذه الأساليب تمثل صرخة يطلقها الأديب لجذب انتباه السامع. ومما لاحظه العلماء قديماً على " يا " أنها أكثر حروف النداء استعمالاً وأنه لا ينادى اسم الله عز وجل إلا بها. وكذا حين يقتضي السياق جمالاً من التوكيد كاصطحابها لأي المستعملة في الإبهام. و" ها " التى تجيء للتنبيه كقولك يا أيها وهى أكثر أساليب النداء وروداً في القرآن وذلك لأهمية المقاصد والأغراض التى نودي الناس ليسمعوها. ومن نداء القبر قول ابن مضير
أيا قبر معن كيف أول حفرة
### من الأرض خطت للسماحة مضجعاً
ويا قبر معن كيف واريت جوده
### ولو كان حياً ضقت حتى تصدعا
فهذا نداء ذهول حسّن مذاق الكلام وأبان عن قلب أثقله الكرب حتى صار ينادي ما لا ينادى ويسأل من لا يجيب لأن حدود الأشياء قد غابت عن رؤيته
لشدة الحزن ومن نداء الميت قول الشاعر
أعدّاءُ من لليعملات على الوجى
### وأضياف ليل بينو النزول
أعدّاء ما للعيش بعدك لذة
### ولا لخليل بهمة بخليل
فشدة توجع الشاعر هنا أذهلته فأخذ في نداء الميت وبكائه بحرف الهمزة التي لنداء القريب مع بعد ما بينه وبين المنادى لموته ولكنه جعله قريباً من نفسه نظراً لإحساسه وشدة تعلقه به وقد استطاب الشاعر هذا النداء وكرره ليدلل على لزوم توجعه وشدة عنائه ومن نداء البرق قول أبي العلاء:
فيا برق ليس الكرخ وارى وإنما
### رماني إليه الدهر منذ ليالي
فهل فيك من ماء المعرة قطرة
### تغيث بها ظمآن ليس بسال
فحنينه وإحساسه بالغربة كان قوياً مما جعله ينادى البرق ويتحدث إليه بهذه الأوجاع. ومخاطبة هذه الأشياء وما يماثلها يراد به الاندماج في الأشياء التي لا تجيب النداء والاقتراب منها، وبث الروح الانسانية فيها لتتوفر لها المشاركة والاحساسات بما يحسه الشاعر من مشاعر مختلفة فهو يحاول إضفاء صورة الحياة في تصوره على من حوله ومخاطبتها فتبكي لأوجاعه وتحن لحنينه وتسمع أسس عواطفه واختلاجاته.
ومن خواص النداء:-
أن حرف النداء قد يدخل على الفعل " ألا يسجدوا لله " وقد يدخل على الحرف " يا ليتني كنت تراباً " وقال صلي الله عليه وسلم " يا رب كاسية في الدنيا عارية
(يُتْبَعُ)
(/)
يوم القيامة " ومجيئها في هذه المواطن يكون لمجرد التنبيه أو النداء والمنادى محذوف والنداء يصحب الامر أو النهي في الغالب ويكون بمثابة إعداد النفس لهما والأكثر أن يتقدم النداء عليهما " يا أيها الناس اتقوا ربكم " " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "
وقد يتأخر النداء عنهما " وتوبوا إلي الله جمعيا أيه المؤمنون "
وقد ينزل القريب منزلة البعيد فينادى بالأداة الموضوعة للبعيد لأغراض:-
1 - للدلالة على رفعة قدر المنادى وعظم شأنه: فيجعل بعد المنزلة كأنه بعد في المكان كقول الشاعر
أبا دلف بوركت في كل بلدة
### كما بوركت في شهرها ليلة القدر
"يا أبت لا تعبد الشيطان " فاستعملت الهمزة بدلاً من " يا " للدلالة على رفعة الشأن.
2 - للإشارة إلى أنه وضيع المنزلة: فكأنه بعيد عن القلب فينزل هذا البعد النفسي منزلة البعد المكاني
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
### إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وكقولك لمن أمامك تكلمه يا خائناً وطنك خبت
قال جرير: فخل الفخر يا ابن أبي خليد
### وأد خراج رأسك كل عام
3 - للإشعار بعدم الاهتمام بالسامع: فتعده وهو معك كأنه غير حاضر في مجلسك. قال الشاعر:
يا أيها السادر المزور من صلف
### مهلاً فإنك بالأيام منخدع
وكقولك يا أيها المدلل بعصيانه أما تخشى الله. ويا أيها العابث في الفصل احترم عقلك. كما قد ينزل البعيد منزلة القريب للإشعار بأنه حاضر في الذهن لا يغيب عن الخاطر كقول أبي فراس الحمداني ينادي سيف الدولة وهو أسير في بلاد الروم.
أسيف الهدى وقربع الحرب
### إلام الجفاء وفيم الغضب
وقد تخرج صيغ النداء عن معناها الأصلي لأغراض بلاغية تفهم من السياق مثل:-
1 - التعجب: وذلك كقول امرئ القيس
فيا لك من ليل كأن نجومه
### بكل مغار الفتل شدت بيذبل
وكقول طرفه بن العبد
فيا لك من قبرة بمعمر
### خلا لك الجو فبيضي واصفري
وكقول الفرزدق يهجو جريراً
فواعجباً حتى كليب تسبني
### كأن أباها نهشل أو مجاشع
2 - التحسر: " ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً " وقال الشاعر
دعوتك يا بنيّ فلم تجبني
### فردت دعوتي يأساً عليا
3 - الاستغاثة: قال الشاعر
يا لقومي ويا لأمثال قومي
### لأناس عتوهم في ازدياد
وكقولك يا لحماة الوطن.
4 - الاختصاص: كقولك أنا أفعل كذا أيها الرجل أي أنا مختص به.
5 - الإغراء والتحذير: كقولك لمن أقبل يشكو يا مظلوم تكلم. تريد حثه على قول شكواه وقولك يا شجاع تقدم لمن يتردد في التقدم.
6 - الزجر كقول الشاعر:
أفؤادي متى المتاب ألمّا
### تصح والشيب فوق رأسي ألمّا
7 - الندبة: كقول المتنبي
واحر قلباه ممن قلبه شبم
### ومن بحسمى وحالي عنده سقم
من مذكراتي عندما كنت طالباً
ـ[شريف ناجح]ــــــــ[17 - 04 - 2007, 10:58 ص]ـ
الأخ الكريم الأخفش
قال بعض الاخوة بأن المقصودمن (وأنه لا ينادى اسم الله عز وجل إلا بها)
لفظ الجلالة فقط فما تقول
ـ[جبارة]ــــــــ[23 - 12 - 2007, 10:07 م]ـ
اتمنى لكم الدوم التوفيق يارب استاذ الكريم(/)
سؤال عن تذكير مؤنث وتأنيث مذكر في القرآن
ـ[الزكي]ــــــــ[29 - 11 - 2002, 04:26 م]ـ
السلام عليكم
سؤال أخواني الأعزاء عن لفظتين وردتا في القرآن الكريم كتاب الإعجاز الخالد.
1 - ورد في سورة يوسف "قال نسوة ... الآية 30
لِمَ ورد الفعل (قال) بصيغة المذكر والفاعل (نسوة) مؤنث؟؟
2 - واللفظة الثانية في الآية 14 - سورة الحجرات
قوله تعالى:"قالت الأعراب آمنا ... "أيضا لم أنَّثَ الفعل (قالت) والفاعل (الأعراب) مذكر؟
وفقكم الله ونفعنا بكم إنه ولي ذلك والسلام عليكم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[30 - 11 - 2002, 12:31 ص]ـ
أخي الزكي
إذا كان الفاعل مؤنثاً أنث فعله بتاء ساكنة في آخر الماضي، وبتاء المضارعة في أول المضارع، نحو: قامت هند، وتقوم هند.
وهذا قد يجب وقد يجوز، فيجب إذا كان الفاعل ضميراً مستتراً عائداً على مؤنث حقيقي التأنيث، نحو: هند قامت أو هند تقوم، أو مجازيِّه، نحو: الشمس طلعت أو الشمس تطلع.
كذلك يجب إذا كان الفاعل اسماً ظاهراً متصلاً بعامله مباشرة، حقيقي التانيث، كقوله، تعالى (إذ قالت امرأة عمران).
قال ابن مالك:
وإنما تلزم ذات مضمرِ ... متصلٍ أو مفهمٍ ذات حِرِ
ويجوز الوجهان، أي تأنيث الفعل وتذكيره في المنفصل، نحو: حضر القاضيَ اليوم امرأة. والتأنيث أكثر.
وفي المجازي التأنيث، وهو ما يعنينا الآن في سؤالك اخي الكريم. وإنما جاز فيه لأن التأنيث فيه غير حقيقي، ومن التأنيث المجازي اسم الجنس، نحو: أورقت الشجر وأورق الشجر. ومن المجازي أيضاً اسم الجمع، كقوله، تعالى (وقال نسوة) وقوله (كذبت قبلهم قوم نوح) وقوله (وكذب به قومك) ومن المجازي أيضاً جمع التكسير، نحو: قام الرجال، وقوله تعالى (قالت الأعراب)، وإنما كان اسم الجنس واسم الجمع والجمع المكسّر من المؤنث، لنهن في معنى الجماعة.
قال ابن مالك:
والتاء معْ جمع سوى السالم من ... مذكر كالتاء مع إحدى اللبِنْ
و إحدى اللبن لبِنة، وهو مجازي التأنيث، يقال فيه: كسرت اللبنة، وكسر اللبنة. وبالجملة فالإثبات من أجل التأويل بالجماعة، والحذف من أجل التأويل بالجمع. والله أعلم.
خالد
ـ[الزكي]ــــــــ[30 - 11 - 2002, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الأستاذ خالد الشبل والأخوة في منتدانا وفقكم الله
أشكرك على هذه المعلومات
و قد وجدت بعد البحث في المراجع ما يلي:
(("قال نسوة ... " حذف حرف التأنيث لأنه تأنيث جمع وتأنيث الجمع تأنيث لفظ يبطل تأنيث المعنى؛ لأنه لا يجتمع في اسم واحد تأنيثان، وكذلك يبطل تذكير المعنى في (رجال) وإذا صار كذلك جاز فيه الحمل على اللفظ والحمل على المعنى .. فيؤنث ويذكر.))
وأخر ((يقال"نسوة" بالضم وهي قراءة الأعمش والمفضل والسُّلَمي، و الجمع الكثير نساء، ويجوز: قالت نسوة، وقال نسوة، مثل قالت الأعراب وقال الأعراب.))
رعاكم الله
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 12 - 2002, 12:56 ص]ـ
الأخ الكريم الزكي
نرحب بك في منتدى الفصيح ونرجو لك إقامة طيبة وفائدة حسنة
أستاذنا خالد .. جزاك الله خيرا .. تنشر علمك في كل مكان وتسد ما عندنا من نقص في المتابعة العلم .. بارك الله فيك وأثابك على حسن صنيعك
إجابة موفقة بالطبع، وبقي أن نعرف السر وراء اختيار الفعل في كل من الموضعين
هناك قاعدة تعبيرية تقول إن هناك مواضع يستعمل فيها المؤنث للدلالة على الكثرة بخلاف المذكر، ويكون ذلك في الأسماء الظاهرة وفي الضمائر
وقوله في سورة يوسف " وقال نسوة " يوحي لنا أن عدد النساء كان قليلا، ولذلك استعمل الفعل المذكر الذي يدل على القلة عند استعماله
أما قوله في الحجرات " قالت الأعراب آمنا " بتأنيث الفعل فإنما هو للدلالة على الأعراب وهم جماعة كبيرة لا يبلغ عدد أولئك النسوة شيئا أمامهم
ومن هنا تتجلى دقة القرآن في التعبير واختيار اللفظ الملائم في المكان المناسب حسب السياق الذي يتطلبه الموقف ويطلب اللفظ
وهناك مثال آخر تجده على الرابط التالي
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=881
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:38 ص]ـ
أخي الزكي
إذا كان الفاعل مؤنثاً أنث فعله بتاء ساكنة في آخر الماضي، وبتاء المضارعة في أول المضارع، نحو: قامت هند، وتقوم هند.
وهذا قد يجب وقد يجوز، فيجب إذا كان الفاعل ضميراً مستتراً عائداً على مؤنث حقيقي التأنيث، نحو: هند قامت أو هند تقوم، أو مجازيِّه، نحو: الشمس طلعت أو الشمس تطلع.
كذلك يجب إذا كان الفاعل اسماً ظاهراً متصلاً بعامله مباشرة، حقيقي التانيث، كقوله، تعالى (إذ قالت امرأة عمران).
قال ابن مالك:
وإنما تلزم ذات مضمرِ ... متصلٍ أو مفهمٍ ذات حِرِ
ويجوز الوجهان، أي تأنيث الفعل وتذكيره في المنفصل، نحو: حضر القاضيَ اليوم امرأة. والتأنيث أكثر.
وفي المجازي التأنيث، وهو ما يعنينا الآن في سؤالك اخي الكريم. وإنما جاز فيه لأن التأنيث فيه غير حقيقي، ومن التأنيث المجازي اسم الجنس، نحو: أورقت الشجر وأورق الشجر. ومن المجازي أيضاً اسم الجمع، كقوله، تعالى (وقال نسوة) وقوله (كذبت قبلهم قوم نوح) وقوله (وكذب به قومك) ومن المجازي أيضاً جمع التكسير، نحو: قام الرجال، وقوله تعالى (قالت الأعراب)، وإنما كان اسم الجنس واسم الجمع والجمع المكسّر من المؤنث، لنهن في معنى الجماعة.
قال ابن مالك:
والتاء معْ جمع سوى السالم من ... مذكر كالتاء مع إحدى اللبِنْ
و إحدى اللبن لبِنة، وهو مجازي التأنيث، يقال فيه: كسرت اللبنة، وكسر اللبنة. وبالجملة فالإثبات من أجل التأويل بالجماعة، والحذف من أجل التأويل بالجمع. والله أعلم.
خالد
كيف تقول ان نسوة مؤنث غير حقيقي هذا لعمري في القياس بديع نسوة جمع مفرده امراة وكلمة امراة مؤنث حقيقي لامراء فيه وهي دالة على كائن عاقل والمؤنث والمؤنث المجازي هو الذي ليس فيه مايدل على ذكورة ولا انوثة مثل الشمس اما امراة ففيه ما لا يخفى على متامل من الانوثة وسبب التذكير هو كون النساء جمع تكسير وجمع التكسير دائما يجوز فيه التانيث والتذكير للفعل المتعلق به
والله تعالى اعلم
والاوجه التي ذكرتها الآنسة وجيهة جدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:43 ص]ـ
الأخ الكريم الزكي
نرحب بك في منتدى الفصيح ونرجو لك إقامة طيبة وفائدة حسنة
أستاذنا خالد .. جزاك الله خيرا .. تنشر علمك في كل مكان وتسد ما عندنا من نقص في المتابعة العلم .. بارك الله فيك وأثابك على حسن صنيعك
إجابة موفقة بالطبع، وبقي أن نعرف السر وراء اختيار الفعل في كل من الموضعين
هناك قاعدة تعبيرية تقول إن هناك مواضع يستعمل فيها المؤنث للدلالة على الكثرة بخلاف المذكر، ويكون ذلك في الأسماء الظاهرة وفي الضمائر
وقوله في سورة يوسف " وقال نسوة " يوحي لنا أن عدد النساء كان قليلا، ولذلك استعمل الفعل المذكر الذي يدل على القلة عند استعماله
أما قوله في الحجرات " قالت الأعراب آمنا " بتأنيث الفعل فإنما هو للدلالة على الأعراب وهم جماعة كبيرة لا يبلغ عدد أولئك النسوة شيئا أمامهم
ومن هنا تتجلى دقة القرآن في التعبير واختيار اللفظ الملائم في المكان المناسب حسب السياق الذي يتطلبه الموقف ويطلب اللفظ
وهناك مثال آخر تجده على الرابط التالي
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=881
صح الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى وجزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 12 - 2007, 03:10 ص]ـ
وإنما تلزم فعل مضمر ................ متصل أو مفهم ذات حر
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[23 - 12 - 2007, 06:15 م]ـ
كيف تقول ان نسوة مؤنث غير حقيقي هذا لعمري في القياس بديع نسوة جمع مفرده امراة وكلمة امراة مؤنث حقيقي لامراء فيه وهي دالة على كائن عاقل والمؤنث والمؤنث المجازي هو الذي ليس فيه مايدل على ذكورة ولا انوثة مثل الشمس اما امراة ففيه ما لا يخفى على متامل من الانوثة وسبب التذكير هو كون النساء جمع تكسير وجمع التكسير دائما يجوز فيه التانيث والتذكير للفعل المتعلق به
والله تعالى اعلم
والاوجه التي ذكرتها الآنسة وجيهة جدا
أنت تتكلم عن الواحد (امرأة) أو عن الجماعة (نسوة)؟
إن كنت تتحدث عن امرأة فظاهر، وأما نسوة فتأنيثها غير حقيقي
باعتبار الجماعة، وراجع الدر المصون وغيره.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[23 - 12 - 2007, 06:22 م]ـ
وإنما تلزم فعل مضمر ................ متصل أو مفهم ذات حر
أحسنتم يا شيخ أبا مالك.(/)
وفي استعمال الضمير دقة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 12 - 2002, 12:26 ص]ـ
إن في القرآن الكريم آيات تتشابه كلماتها وتتحد ألفاظها، لكننا نرى خلافا بسيطا بين حرف وحرف أوكلمة وكلمة، وإن لكل منها بالطبع هدفا معينا تشير إليه، وحكمة تناسب المقام الذي تأتي الألفاظ للتعبير عنه
من ذلك مثلا قول الله عزوجل
" وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين " النحل
فإنه يشبه الجزء الأول من قوله تعالى:
وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون. وعليها وعلى الفلك تحملون " المؤمنون
ونلاحظ اختلافا واحدا هو في الضمير المتصل بكلمة بطون
فهو في الأولى ضمير مذكر، وفي الثانية ضمير مؤنث
وتفسير ذلك أن الكلام في الآية الأولى على إسقاء اللبن من بطون الأنعام وتوضيح خروجه منها من بين فرث ودم، واللبن لا يخرج من جميع الأنعام، لكنه يخرج من الإناث، أي أن الموضع يناسبه التقليل
أما آية المؤمنون فإنها تتحدث عن منافع الأنعام من لبن وغيره كما هو واضح في الآية، وهذه المنافع تكون عامة من الذكور والإناث والصغار والكبار، أي أن الموضع يناسبه التكثير
من هنا رأينا الأآية تستعمل ضمير المذكر في الآية الأولى حيث مناسبة التقليل تتطلب التذكير الذي لا يدل على الكثرة
أما الآية الثانية فإنها جاءت بضمير التأنيث الدال على الكثرة التي يتطلبها سياق الآية
وهذا هو قول الخطيب الإسكافي في بيان هذا في كتابه الموسوم بدرة التنزيل وغرة التأويل
" .. أن الأنعام في سورة النحل وإن أطلق لفظ جمعها فإن المراد به بعضها، ألا ترى أن الدَّر لا يكون لجميعها وأن اللبن لبعض إناثها … وليس كذلك ذكرها في سورة المؤمنين لأنه قال: " نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون. وعليها وعلى الفلك تحملون " فأخبر عن النعم التي في أصناف النعم إناثها وذكورها فلم يحتمل أن يراد بها البعض كما كان في الأول ذلك
www.wrdfm.8m.com/goodst.gif
انظر مبحث التشابه والاختلاف من كتاب التعبير القرآني للدكتور فاضل صالح السامرائي
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:49 ص]ـ
والله ان هذا الكلام فيه شيء من التكلف والصنعة ولوي عنق النص بما لايحتمل والجزم بما تفضلتم به لا يقيد الآية بهذا المعنى فقد يكون الوجه غير ماذكرتم ولاسيما ان التوضيح كان مرهقا وشعرنا انه متكلف(/)
الصفة في القصر
ـ[البارودي]ــــــــ[13 - 12 - 2002, 07:22 م]ـ
في باب القصر عندي في أي مثال هو هل من قصر الصفة على الموصوف أو الموصوف على الصفة، علما بأني قرأت في التميز بينهما أن كل ما كان ذاتا أو قريبا من الذات فإنه موصوف، وكل ما كان معنى فإنه يكون صفة، ولكن دون جدوى في التطبيق؟
نأمل توضيح هذه المسالة مع التمثيل.
س2ـ طلب علي بحث في باب القصر ملخصه ما يلي:
أن نختار نص في باب القصر من أي كتاب بشرط أن يكون ذلك النص متصلا، ومشتمل على خمسة شواهد متنوعة على الأقل من طرق القصر؟
النص يكون من القران أو من الحديث النبوي أو من أي نص تتوفر فيه مقومات النص البليغ.
فنرجو ذكر أي كتاب يساعد على ذلك.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 12 - 2002, 07:21 م]ـ
السؤال الأول ـ حول أنواع القصر بحسب طرفيه
ـ صفة على موصوف
ـ موصوف على صفة
ننظر إلى المقصور ـ ولا بد من الدقة في تحديد موضعه ـ فإذا كان صفة فهو قصر صفة على موصوف، وإن كان موصوفا فهو قصر موصوف على صفة
وإليك الأمثلة:
"وما محمد إلا رسول قد خل من قبله الرسل"
هذا قصر بأسلوب النفي والاستثناء
وفيه يكون المقصور هو ما قبل أداة الاستثناء
فالمقصور هو محمد وهو موصوف، قُصِر على الرسالة وهي صفة .. قصر موصوف على صفة
" إنما يستجيب الذين يسمعون "
قصر باستعمال (إنما)، وفيه يكون المقصور هو ما بعد إنما
وهو هنا (يستجيب) أي الاستجابة، وهي صفة
والمقصور عليه هو الذين يسمعون، وهم موصوف .. قصر صفة على موصوف
" لا إله إلا الله "
الإله مقصور أي صفة الألوهية
الله مقصور عليه وهو مومصوف
قصر صفة على موصوف
ليس اليتيم الذي قد مات والده .. بل اليتيم يتيم العلم والأدب
هذا قصر بأسلوب العطف، بواسطة الأداة بل
وفيه يكون المقصور هو ما قبلها
اليتيم هو المقصور وهو موصوف
يتيم العلم والأدب هو المقصور عليه، وهو صفة، أي فقد العلم والأدب
قصر موصوف على صفة
إلى الله أشكو أن في النفس حاجة ... تمر بها الأيام وهي كما هيا
قصر بأسلوب التقديم والتأخير، وفيه يكون المقصور هو المؤخر
المقصور أشكو أي الشكوى، وهي صفة
قصر صفة على موصوف
أما سؤالك الثاني ففهمت منه أنك تريد نصا واحدا فيه خمس أمثلة للقصر
وخير النصوص القرآن
أظنك ستجد ضالتك في سورة الأحزاب أو السجدة
أو القصص وتحديدا بين 78 و 84
أما الكتب فأظن أن من الكتب الحديثة الجيدة
البلاغة فنونها وأفنانها: علم المعاني ـ فضل حسن عباس ـ دار الفرقان
البلاغة العربية: علم المعاني ـ د. وليد قصاب ـ دار القلم ـ دبي
والأمثلة المتقدمة من هذا الكتاب
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 12 - 2002, 12:37 ص]ـ
وستجد أخي الكريم هنا في قس البلاغة والإعجاز القرآني موضوعات قدمها لنا أستاذنا الأ×فش عن القصر، وهذه هي روابطها
موقع المقصور والمقصو عليه
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=620
القصر ـ 1
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=585
طرائق القصر
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=602
القصر ـ 2
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=589(/)
كيف أُوصل هذه المعلومات للطالبات؟
ـ[أمل]ــــــــ[26 - 12 - 2002, 09:17 ص]ـ
الإخوة الأفاضل في المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من بين المواد التي أقوم بتدريسها مادة البلاغة والنقد للصف الثالث ثانوي، وهي مادة ممتعة إن لم أتقيد بحرفية الكتاب المدرسي وأسلوب عرضه المبتسر للمعلومات ..
المهم أني الآن في فصوله الأخيرة وقد توقفت طويلاً عند عناصر الشعر (المعنى، والعاطفة، والخيال، والعبارة)
ذلك أني لم أجد مراجع تفصِّل القول فيها بطريقة مرضية لذا فإني أرجو أن تفيدوني في طريقة عرضها على طالباتي بشكل مفيد وممتع ..
شكراً من قبل ومن بعد
أختكم أمل
ـ[ابن هشام]ــــــــ[16 - 01 - 2003, 01:55 م]ـ
الأخت الكريمة أمل
هذه العناصر التي ذكرتيها - بارك الله فيك - عليها مدار النقد الأدبي لأي نص، وهي مقتولة بحثاً في كتب النقد الأدبي مثل:
اسس النقد الأدبي عند العرب للأستاذ أحمد أحمد بدوي رحمه الله
والنقد المنهجي لمحمد مندور
وأصول النقد الأدبي للأستاذ أحمد الشايب رحمه الله
فإن كنتِ تسألين عن شرح مفصل لها فهذه هي المراجع.
وإن كنت على علم واسع بها ولكن تسألين عن طريقة سهلة لإيصال هذه المعلومات بدقة لأذهان الطالبات فهذا أمر آخر. وله حديث آخر.
أنتظر ردك
ـ[أمل]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 07:35 ص]ـ
يا أستاذي الفاضل
شكراً لردك الكريم
وأنا يا أستاذي من المهتمات بالنقد الأدبي (قديمه وحديثه ومعاصره) وأعد نفسي حالياً لمواصلة دراساتي العليا فيه ..
أقول ذلك لأوضح أمراً بسيطاً وهو أن المراجع بحمد الله لا تعوزني، لكنها مراجع لي (أعني ستفيدني أنا توسعاً) لكن المشكلة كيف الطريقة التي بها أوصل علماً واسعاً لطالبات صغيرات (غير معتادات على ما أطمح إليه) بشكل يحبب إليهن ما أحب ..
والكتاب المدرسي فيه معلومات مبتسرة مأخوذة إن لم أكن مخطئة من كتاب غنيمي هلال بتصرف مخل ..
وقلقي يا أستاذي الفاضل من أن أعطيهن ما لا يحتجنه، أو أتصرف أنا الأخرى فيما أريد إيصاله فأشوهه كما فعل من اجتهد في وضع الكتاب المقرر لطالباتي ..
سيظل السؤال مفتوحاً، لا بخصوص الوحدات التي ذكرتها في سؤالي آنفاً (فقد أديتها) بل في عموم المنهج ..
بانتظار إفادتك، وجهد المخلصين هنا ..
ـ[ابن هشام]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 11:48 ص]ـ
بارك الله فيك يا أختي الكريمة
وعذراً إن كنت لمستِ من ردي تعالماً ولكن الذي أريد أن أقوله الآن هو أن ما تسألين عنه هو مزيج من التربية والنقد الأدبي ومعرفة بعلم النفس. وهذه تخصصات منفصلة والجمع بينها في غاية السهولة على الموهوبين من أمثالك يا أختي الكريمة.
وهذا الذي تتحدثين عنه هو ما يسمى عند علماء السلف بالتدرج في التعليم، بل إنك تلاحظين ذلك في التشريع الإسلامي الكريم ولك أن تتأملي كيف حرمت الخمر وكيف حرم الربا، فقد أخذ الناس شيئاً فشيئاً حتى انتهوا عن هذه المحرمات.
وكذلك التعليم فقد وضع العلماء قوانين لذلك تتدرج بالطالب من الأسهل إلى الأعلى منه حتى يصل لمرحلة التبحر في العلم. وقد وضع العلماء المختصرات في العلوم من أجل تحقيق هذه الغاية التي تطمحين إليها وهي أن لا يفاجأ الطلاب الصغار بمعلومات لا تدركها عقولهم، أو يبتلى الكبار بمعلومات أصغر من عقولهم كما تفعل بعض جامعاتنا الآن هنا بتدريس طلاب مرحلة الدكتوراه مقررات سبق أن درسوها في البكالوريوس وسموا هذا نهوضاً بالدراسات العليا زعموا!!!
وقديماً قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعقلون، فإنك لست بمحدث قوماً حديثاً لاتبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.
ولك أن تقيسي على هذا ما نتحدث فيه.
وقد كتب العلماء في كيفية التدرج بالطلاب في التعليم كتباً جيدة يحضرني منها الآن كتاب ترتيب العلوم لساجقلي زاده، وكتاب الزرنوجي تعليم المتعلم طريق التعلم وغيرها.
انظري للنحو مثلاً كيف كتبت الآجرومية للمبتدئين، ثم ينتقل الطلاب بعد ذلك لقطر الندى لابن هشام، ثم شذور الذهب له كذلك، ثم بعد ذلك شروح الألفية كأوضح المسالك أو ابن عقيل أو الأشموني أو غيرهما. وكل هذا من أجل التدرج بالطلاب فلا يعطى الطالب في سن متقدمة ما لا يحتاج إليه ولا يفهمه حتى إذا بلغ في العلم مبلغاً انتقل إلى غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيما يتعلق بالنقد الأدبي أظن أن كتاب النقد الأدبي الذي كتبه الدكتور عبدالباسط عبدالرزاق بدر لطلاب الثالث الثانوي من طلاب المعاهد العلمية مناسباً، وقد قال في مقدمته: (وبعد: فهذا كتاب في النقد الأدبي، يوجز أهم المبادئ الأساسية في هذا العلم الواسع ويسعى إلى تنمية قدرات الطلاب على تذوق الجمال البياني، وإدراك أسرار الكلام المؤثر، ومعرفة شئء عن الفنون الأدبية الرئيسة، التي انتشرت في مجتمعاتنا قديماً وحديثاً، وأثرت فيها أيما تأثير. .. وراعيت أن يكون مناسباً لمستوى الطلاب في هذه المرحلة ... واجتهدت أن يكون أسلويه سهلاً، واضحاً يعتمد على الأمثلة والشواهد، ويصل من خلال النموذج إلى القاعدة. الخ)
والكتاب ثمين لتأسيس الطلاب في هذه المادة التي للملكة فيها نصيب كبير. ولذلك فإن المدرس والمدرسة لهما دور كبير في تحبيب هذه المادة للطلاب والطالبات أو العكس. أذكر أن أستاذاً درسني في الأدب - ولم أدرس النقد في المرحلة الثانوية لأنه لم يكن مقرراً على الأقسام العلمية- كان ذا شخصية أدبية حافظاً للشعر ومتقناً للإلقاء. فتدربت على يديه وأعجبت بحسن أداءه لما يلقي. فلما وصلت إلى الجامعة تفوقت على الذين تخرجوا من الأقسام الأدبية والمعاهد العلمية وأصبحت أقول الشعر وألقيه ولله الحمد بمهارة وإتقان - والتحقت بكلية اللغة العربية وأنا الآن على وشك مناقشة رسالة الدكتوراه بإذن الله- والفضل لله سبحانه وتعالى ثم لذلك المدرس المتقن الذي علمني كيف أتذوق الأدب بحسن إلقاءه وتعليمه.
عذراً على الإطالة، لكنني أؤكد على أن الذوق الأدبي لا يتربى بمجرد التدريس أو التفاعل الميت مع النصوص مهما طالت ممارسة هذا النوع من التعامل!! فكم من أستاذ (بروفيسور) في قسم الأدب والنقد والبلاغة والنحو هو في واد والنقد والأدب والبلاغة والنحو في واد آخر بسبب عدم تذوقه لما يقول ولا حفظه. فكيف يستطيع تحبيب طلابه فيما يقول؟!
لقد كتب عبدالقاهر الجرجاني كلاماً في صميم ما تقدم يشدد على الذوق والموهبة وكتب الدكتور محمد أبو موسى كلاماً يخرج من المشكاة نفسها حول هذا الأمر. وهو أن المعاني لهذا العلم إذا لم يرزق بموهبة تعينه وإلا فإنه قد أتعب نفسه بغير طائل.
والذي يظهر لي يا أخت أمل أنك صاحبة موهبة وذوق أدبي، لأن الذين يفتقرون إلى هذه المقومات لا يسألون عنها ولا يسعون للمباحثة والمناقشة بشأنها. وهنيئاً لطالباتك بك أيتها المعلمة الأديبة أو الأديبة المعلمة.
ـ[أمل]ــــــــ[24 - 01 - 2003, 06:55 ص]ـ
ألف شكر لك أستاذي الفاضل ابن هشام
ولتعلم أني أبداً لم أحس في إجابتك السابقة أي تعالم منك ..
فقد كان خلقك في الرد خلق الكريم فطرةً، وقد جئتُ أنا إليكم موطنةً النفس على أن أتعلم.
جزاك الله خيراً، وبارك جهد الجميع هنا.
ـ[سهر]ــــــــ[16 - 02 - 2003, 12:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحا لي بالمداخلة في هذا الموضوع
أخي الفاضل أختي الكريمة المشكلة ليست في درس عناصر الشعر
المشكلة في ذات المنهج، مادة النقد جميلة جدا ولكن الأسلوب الذي
صيغ به الكتاب أسلوب فلسفي معقد أكبر بكثير من مستوى فهم
الطالبات ولا ننسى العقم الثقافي الشديد الذي يعانيه الطلبة والطالبات
إن مناهج اللغة العربية تحتاج إلى إعادة نظر فالنقد لو طرح بأسلوب
سلس وقرب من الواقع بدلا من الفلسفة المصاغ بها لما أصبحت مادة
النقد مادة تنفر منها الطالبات
عزيزتي أمل إن قسم اللغة العربية جزاهم الله خير في جدة قد أوجد
مرشد ودليل لهذه المادة ففيه كثير من التيسير والشرح والإضافة
فإذا أحببت زودتك بما ورد في هذا المرشد من معلومات
وليس لنا الا الاستنارة بما ورد فيه لأن المراجع بالفعل تعين المعلمة
ومتى ماكانت المعلمة قد أستوعبت المادة التي تدرسها فهي الوحيدة
القادرة على ايصالها ..
والله الموفق
ـ[أمل]ــــــــ[17 - 02 - 2003, 02:05 م]ـ
الفاضلة سهر
شكراً لتعليقك الرائع هذا والدال على فهم ومعايشة لمشاكل المناهج الدراسية عندنا.
أتعرفين أنا أحب النقد جداً، لذا أردت تدريس هذه المادة، ولما صدمت بالمقدم في الكتاب المدرسي كان علي بأن أختار (أقدمه كما هو أو أجتهد)
وقد والله اجتهدت كثيراً، وقد حاولت ربط المعرفة الصرفة بالتطبيق منذ البداية عكس ما هو متبع في الكتاب المدرسي، وقد كان هدفي أن تستفيد طالباتي، وأن يحببن المادة، وأظن أن بعضهن الآن قد أحببنها فعلاً.
بالنسبة للدليل المرشد هذا فأنا لم أسمع به من قبل رجائي أن تكتبي عنه أكثر، وأن تتفضلي بإرشادي لكيفية الحصول عليه.
لك الشكر
أختك أمل
ـ[سهر]ــــــــ[17 - 02 - 2003, 02:10 م]ـ
أهلا بك عزيزتي أمل وأتمنى أن يكون هذا بداية تواصل بيننا
أما عن المرشد فإذا كنت مقيمة في مدينة جدة في السعودية
فقد وزع على المدارس من قبل إدارة تعليم البنات قسم اللغة العربية
أما إذا كنت في مدينة أخرى فأنا على استعداد لأن أزودك بالمرشد أو
إذا أحببت أن نتناقش في الدروس على حسب مايتوفر لدي من
معلومات سواء كان من المرشد أو غيرها من المراجع(/)
أرجوكم يا أصحاب البلاغة
ـ[الهيثم]ــــــــ[30 - 12 - 2002, 11:24 م]ـ
نعم هذا رجاء خاص لأهل البلاغة خاصة ولمحب اللغة العربية عامة فمن لدية نموذج أو عدة نماذج لأسئلة مادة البلاغة للصف الثالث الثانوي للفصل الأول فليتكرم عليّ بها فإنني ويعلم الله أنني في أمس الحاجة لها
أخوكم: الهيثم(/)
نصب العين
ـ[المتأمل]ــــــــ[01 - 01 - 2003, 01:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النقد بوابة عالم النصوص، وحبل الصلة بين القارئ والكاتب
وللعلم فإن ثمانية أمور ينظر فيها لأجل تقويم النص الأدبي
وتؤدي في النهاية إلى ضياء النص الأدبي، وهذه الأمور هي غاية النقد الأدبي التي يسعى إليها، وهي:
1 - تقويم العمل الأدبي من الناحية الفنية.
2 - بيان قيمته الموضوعية.
3 - بيان قيمه التعبيرية والشعورية.
4 - تعين مكانه في خط سير الأدب.
5 - تحديد ما أضافه إلى التراث الأدبي في لغته.
6 - تحديد ما أضافه إلى العلم الأدبي كله.
7 - قياس مدى تأثره بالمحيط وتأثيره فيه.
8 - تصور سمات صاحبه التعبيرية والشعورية والعوامل النفسية والعوامل الخارجية التي اشتركت في تكوين العمل لأدبي.
هذه الأمور الثمانية صناديق النقد الأدبي فمن اطلع على أحدها، تاقت نفسه لفتح الآخر حتى في النهاية يصبح لدينا ثمانية طرق ترينا العمل الأدبي وشموخه بين الأعمال الأخرى.
وإذا لم يغلنا النقد، فقل ي بربك متى نبني الأدب؟ ... المتأمل(/)
نصب العين
ـ[المتأمل]ــــــــ[01 - 01 - 2003, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النقد بوابة عالم النصوص، وحبل الصلة بين القارئ والكاتب
وللعلم فإن ثمانية أمور ينظر فيها لأجل تقويم النص الأدبي
وتؤدي في النهاية إلى ضياء النص الأدبي، وهذه الأمور هي غاية النقد الأدبي التي يسعى إليها، وهي:
1 - تقويم العمل الأدبي من الناحية الفنية.
2 - بيان قيمته الموضوعية.
3 - بيان قيمه التعبيرية والشعورية.
4 - تعين مكانه في خط سير الأدب.
5 - تحديد ما أضافه إلى التراث الأدبي في لغته.
6 - تحديد ما أضافه إلى العلم الأدبي كله.
7 - قياس مدى تأثره بالمحيط وتأثيره فيه.
8 - تصور سمات صاحبه التعبيرية والشعورية والعوامل النفسية والعوامل الخارجية التي اشتركت في تكوين العمل لأدبي.
هذه الأمور الثمانية صناديق النقد الأدبي فمن اطلع على أحدها، تاقت نفسه لفتح الآخر حتى النهاية فيصبح لدينا ثمانية طرق ترينا العمل الأدبي وشموخه بين الأعمال الأخرى.
وإذا لم يغلنا النقد، فقل ي بربك متى نبني الأدب؟ ... المتأمل
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 01 - 2003, 10:38 م]ـ
شكرا أخي المتأمل على ما أهديتنا إياه
من وقفات تأملية جيدة مع النقد الأدبي
نرجو أن نرى المزيد من هذه التأملات
وإن كان لك باع في النقد فإن منتدى الإبداع ينتظرك
جزاك الله خيرا
ـ[المتأمل]ــــــــ[21 - 01 - 2003, 09:31 ص]ـ
الحمدلله، وبعد:
عدت بعد وقفات قضيتها بين طودين شامخين (الليل والنهار)
كنت على موعد مع الاختبارات واليوم عدت ... وسأوافيكم بالمشاركة قريبا إن شاء الله. والسلام على الكرام.(/)
إجابات البلاغة
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 05:11 م]ـ
المجاز:
قال تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم*أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فمآ أصبرهم على النار) سورة البقرة
وقوله: (ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون*ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمى ولو كانوا لا يبصرون)
أرجو إستخراج: الكلمة المجازية ـ الكلمة الحقيقية ـ نوع المجاز
************************************
الإستعارة التصريحية:
قال تعالى: (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعآئك رب شقياً)
وقوله: (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم).
أرجو إستخراج: تقدير المشبه المحذوف ـ المشبه به ـ قرينه ..
*******************
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 05:21 م]ـ
الاستعارة المكنيه:
قال تعالى <ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمه للذين هم لربهم يرهبون >
قال أبو ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أضفارها "=" الفيت كل تميمه لا تنفع
ارجو إستخراج: المشبه: تقدير المشبه به المحذوف: القرنيه: p :p :
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 05:28 م]ـ
الكنايه:
قال تعالى:<فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (الأنعام:125)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
وقوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) (الشورى:32)
أرجو إستخراج: موضع الكناية: ومعناها: نوعها
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 01 - 2003, 09:54 م]ـ
* المجاز في كلمة النار فالنار لا تؤكل
فهم يأكلون المال الحرام وهذا يفضي بهم إلى النار
فهذا مجاز مرسل
والعلاقة مسببية أو باعتبار ما يؤول إليه
* شبه الغضب بإنسان وحذف المشبه به
والقرينة سكت
* شبه المنية بحيوان مفترس ينشب أظفاره في فريسته
حذف المشبه به وجاء بصفة دالة عليه (أنشبت أظفارها)
* إن اعتبرنا الاستعارة في لفظ اشتعل فالاستعارة تصريحية
والمشبه هو انتشار الشيب في الرأس
شبه باشتعال النار
* يوم عقيم
شبه اليوم بإنسان يصيبه العقم
ويمكن أن نحمل التعبير على المجاز باعتبار أن العقم يكون في ذلك اليوم
* يجعل صدره ضيقا
كناية عما يهيم فيه من ضلال
وهي والله العالم كناية عن صفة، أو نسبة
*الجواري كناية عن السفن
وهي كناية عن موصوف(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مسلمة]ــــــــ[23 - 01 - 2003, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات الكرام
لقد سجلتُ في منتداكم الموقر هذا لأهنئكم على ما تكتبونه
أدعو الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم
وسجلتُ ليكون لي شرف العضوية
وشرف دعوتكم لمنتدى السنة:-
www.alsouna.com
وذلك للتتكرموا بنشر ما يتعلق بالشبهات اللغوية حول قرآننا الكريم
وسلام الله عليكم جميعاً
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[23 - 01 - 2003, 09:15 ص]ـ
أهلا وسهلا بك بين أهلك وفي دارك
سيسرك زيارة هذا الرابط
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=634
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 01 - 2003, 09:57 م]ـ
وللفصيح شرف انضمامك له
نرجو أن نكون عند حسن ظنك
وفقك الله وإيانا لما يحب ويرضى
ـ[مسلمة]ــــــــ[23 - 01 - 2003, 11:21 م]ـ
نِعم الأهل والدار أخانا الفاضل القاسم
جزاك الله خير الجزاء على ترحيبك
وحقاً إن الموضوع يبعث على السرور
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[مسلمة]ــــــــ[23 - 01 - 2003, 11:23 م]ـ
بل الشرف لي يا أختي العزيزة أنوار الأمل
أدعو الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه
أرسلت لك رسالة وبانتظار الرد
وسلام الله عليكم جميعاً
ـ[الأحمر]ــــــــ[25 - 01 - 2003, 04:46 م]ـ
السلام عليكم
أهلًا بكِ في منتديات الفصيح
نريد المناقشات الهادفة الرائعة التي تعودناها من قِبَل الأعضاء
ـ[مسلمة]ــــــــ[25 - 01 - 2003, 10:53 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
جزاك الله خير الجزاء على الترحيب
الحقيقة أخي الفاضل أن قدراتي اللغوية متواضعة جداً وأنني هنا لأستعين بكم بعد الله تعالى في الرد على ما يثيره البعض من شبهات حول لغة القرآن الكريم فالحوار الديني هو ما أشارك به علي الشبكة
والسلام عليكم جميعاً ...(/)
أفيدونا ... أثابكم الله
ـ[مسلمة]ــــــــ[24 - 01 - 2003, 09:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع طرحه أحد النصارى على أحد منتديات الحوار الديني
أرجو منكم الرد لأنقله هناك
وجزاكم الله خير الجزاء
هذا هو نص الموضوع:-
لا يمكن لنا أن نتبع رسم القران في كتاباتنا العامة لان مرسومه لا قاعدة له، فالصحابة ما مشوا في كتابتهم للقران على وتيرة واحدة، فأحيانا يكتبون الكلمة في موضع بشكل واحيانا يكتبونها في موضع بشكل آخر. ولهذا قالوا " خط المصحف لا يقاس عليه ".
لنأخذ بعض الأمثلة:
حذف ألف بسم من البسملة
لا ندرى لم حذفت ألف بسم من البسملة فقط - راجع: بداية سورة الفاتحة والبقرة كمثال- ولم تحذف من اقرأ باسم ربك "العلق 1
ومن " سبح اسم ربك " ومن " فسبح باسم ربك العظيم "الحاقة 52 الواقعة 74 مع العلم بأنه كان من حق البسملة ان تكتب على حسب النطق هكذا " باسم وليس بسم. قارن بداية سورة الفاتحة والبقرة وال عمران مع العلق 1 الحاقة 52 الواقعة 74.
حذفوا الالف من (تبارك)
حذفوا الالف من تبارك وجعلوها: " تبرك اسمك ربك ". راجع: سورة الرحمن 78.
" تبرك الذي بيده الملك ". راجع: سورة الملك 1
" ماء مبركا ". راجع: سورة ق 9.
ومن " شجرة مبركة ". راجع: سورة النور 35.
وأثبتوها في " فتبارك الله رب العلمين ". راجع: الأعراف 54.
وفي " فتبارك الله احسن الخلقين ". راجع: سورة المؤمنون 14.
وفي " هذا ذكر مبارك ". راجع: سورة الأنبياء 50.
وحذفوا الالف من (الأمثل)
وحذفوا الالف من نحو " ويضرب الله الامثل للناس ". راجع: سورةالنور 35.
ومن " أنظر كيف ضربوا لك الامثل ". راجع: سورة الفرقان 9.
ومن " وتلك الامثل نضربها للناس ". راجع: سورة الحشر 21.
وأثبتوها في " فلا تضربوا لله الامثال ". راجع: سورةالنحل 74.
وفي " كذلك يضرب الله الامثال ". راجع: سورة الرعد 17.
وفي " انظر كيف ضربوا لك الامثال ". راجع: سورة الإسراء 48.
وحذفوا الالف من لفظة (كتاب)
وحذفوا الالف من لفظة (كتاب) في جميع القرآن - انظر كمثال: البقرة 2 و44 و53 و78 و79 و85 - ما عدا هذه الآيات فانهم كتبوها بالالف وهى: " من كتاب ربك، لكل أجل كتاب. راجع: سورة الرعد 38.
إلا ولها كتاب معلوم،. راجع: سورة الحجر 4.
طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين ". راجع: سورة النمل 1.
واثبتوا الالف في لفظة (قال) في جميع القرآن - انظر كمثال - البقرة: 61 و67 و 68 و69 و 71 و 113 و118 - ما عدا هذه الآيات فانهم كتبوها بغير ألف وهى " قل رب احكم بالحق. راجع: سورة الأنبياء 112.
قل كم لبثتم في الأرض. راجع: سورة المؤمنون 112.
قل إن لبثتم الا قليلا. راجع: سورة المؤمنون 114،
قل أولو جئتكم ". راجع: سورة الزخرف 24.
ورسموا كلمة " لااذبحنه " النمل 21 بزيادة ألف بعد ألفها الأصلية
ورسموا كلمة " أفاءين مات " ال عمران 144 بزيادة ياء قبل النون.
ورسموا كلمة " والسماء بنينها بأييد " الذاريات 47
وكلمة " بأييكم المفتون " بياءين في الكلمتين. القلم 6
ورسموا كلمة " سأوريكم دار الفسقين " الأعراف 145.
بزيادة واو بعد الالف بخلاف ما يماثلها نحو " ما اريكم " بسورة غافر 13.
ورسموا كلمة " يبنؤم " متصلة ببعضها بسورة طه 94
بخلاف ما يماثلها في الأعراف 150 فانها هكذا " قال ابن أم ".
ورسموا كلمة " وجائ يومئذ بجهنم " بالفجر 22 وكلمة " وجائ بالنبيين " بالزمر 69 بزيادة ألف بعد الجيم فيهما
بخلاف ما يماثلهما نحو " سئ بهم وضاق بهم ذرعا " في سورة هود 77 وفي سورة العنكبوت 33
ورسموا كلمة " ولا تقولن لشائ " بالكهف 32 بزيادة الف بعد
الشين.
ورسموا كلمة " أصحب لئيكة " بالشعراء 76 بحذف الالف بخلاف ما يماثلها بسورة ق 14 فانها هكذا " أصحب الايكة ".
ورسموا مثلها كلمة " وما دعؤا الكفرين " التى بغافر 50،
واما التي بالرعد 14 فانها هكذا " وما دعاء الكفرين "
ورسموا كلمة " في اموالنا ما نشؤا " بسورة هود 87 بوضع الهمزة على واو فألف بعدها بخلاف ما يماثلها بالحج 11 فانها هكذا " ما نشاء "
(يُتْبَعُ)
(/)
ورسموا كلمة " الضعفؤا " بوضع الهمزة على واو فألف بعدها وذلك بسورة غافر 47 فقط بخلافها في غيرها فانها كتبت هكذا " الضعفاء.
ورسموا كلمة " ومن يعظم شعئر الله " وكلمة " والبدن جعلناها لكم من شعئرالله " بدون ألف بعد العين فيهما مائدة 2 وحج 32
بخلاف " ان الصفا والمروة من شعائرالله " بالبقرة 158 فانها بالالف.
ورسموا كلمة " هذا بصئر للناس " التي بالجاثية 20 فقط بدون ألف بعد الصاد بخلاف التي بالأعراف 203 وبالإسراء 102 وبالقصص 43 فانها بالالف.
ورسموا كلمة " قل سبحان ربى "الإسراء 93 بالالف في هذه الآية فقط.
وفي جميع القرآن بدون ألف هكذا " سبحن " راجع: يوسف 108 الإسراء 1 و الأنبياء 22 المؤمنون 91 النمل 8 القصص 68.الصافات 159 و180 الزخرف 13 و82.
ورسموا كلمة " عبادنا " التي بصيغة الجمع بغير ألف في سورة ص 45 فقط في آية " واذكر عبدنا إبراهيم واسحق ويعقوب " وفيما عدا هذه الآية رسموها بالالف في جميع القرآن. قارن سورة ص 45 مع مريم 63 يوسف 24 والكهف 65 والصفات 81 و111 و122 و132.
ورسموا كلمة " ءاياتنا التي بيونس 15 فقط بألف بعد الياء
وفي جميع القرآن بغير ألف هكذا " ءايتنا ". راجع: الأنفال 31 ويونس 73 و75 و92 وإبراهيم 5.
ورسموا كلمة " قرءنا عربيا " التي في أول الزخرف 3 فقط بدون ألف بعد الهمزة وفي جميع القرآن بالالف هكذا " قرءان " راجع: البقرة 185 والنساء 82 والمائدة 101.
ورسموا كلمة " من نخيل وأعناب " التي بأواخر البقرة 266 فقط بالالف وفي جميع القرآن بغير ألف هكذا " وأعنب " راجع: الأنعام 99 الرعد 4 النحل 11 و67.
ورسموا كلمة " في روضات الجنات " التى بالشورى 22 فقط بالالف بعد النون وفي جميع القرآن بدون ألف هكذا " جنت ". راجع بقرة 25.
ورسموا كلمة " السموات " التى بأول فصلت 12 فقط بالالف بعد الواو وفي جميع القرآن بدون ألف هكذا " السموت " أما حذف الالف بعد ميمها فمطرد في القرآن له.
ورسموا كلمة " سعوا " التى بالحج 51 بالالف واما التى بسبأ 5 فانها بحذف الالف التى بعد الواو
ورسموا كلمة " عتوا " التى بالفرقان 21 بدون ألف بعد الواو اما التى بالأعراف 77 فانها بالالف.
ورسموا كلمة " سراجا بالالف بعد الراء في جميع القرآن ما عدا التى بالفرقان 61 فانها بدون ألف. راجع الاحزاب 46 ونوح 16 والنباء 78.
ورسموا كلمة " فأحيكم " التى بأول البقرة 28 بدون ألف بعد الياء واما التى بآخر الحج 66 فانها بالالف هكذا " فأحياكم ".
ورسموا كلمة " من نبائ المرسلين " التى بالانعام 34 الهمزة تحت الياء بخلاف غيرها نحو " من نبإ موسى " بدون ياء القصص 3.
ورسموا كلمة " أو من ورائ حجاب " التى بالشورى 51 الهمزة على ياء. بخلاف غيرها نحو " من وراء جدر" الحجر 14بدون ياء.
وكذلك ننجى المؤمنين " بالأنبياء 88 بنون واحدة وبياء بعد الجيم بخلاف التي بيونس 103 فانها بنونين وبحذف الياء التي بعد الجيم هكذا " وكان حقا علينا ننج المؤ منين ".
ورسموا كلمة " أيها " بغير ألف بعد الهاء في ثلاثة مواضع فقط في جميع القرآن وهى " أيه الثقلان، الرحمن 31. أيه المؤمنون، النور 31. يأيه الساحر " الزخرف 49.
ورسموا كلمة " ابراهيم " في سورة البقرة كلها بغير ياء: إبراهيم في آيات سورة البقرة 124 و125 و126 و127 و130 132 و 133 و 135 و 136 و 140 و 258 و. 260
واكتبها في بقية القرآن بالياء راجع: ال عمران 33 و65 و 67 و84 و95 و والنساء 54 و125 و 163 الأنعام 74و75 و 83 و 16 التوبة 70 و114 هود 69 و74 و75. يوسف 6 و 38 ايراهيم 35 الحجر 51 النحل 120 مريم 41. الخ.
راجع: غرائب القرآن للنيسابوري، بهامش الطبري 1/ 29 ـ 35 وفيه موارد أُخرى؛ والمقنع للداني ص 30 ـ 92؛ واتحاف فضلاء البشر 1/ 329 ـ 331.
حذف الالف كما جاء في سورة:
الزخرف 38: (يلَيْتَ) بدل ياليت.
وآل عمران / 55 والمائدة / 110 و 116: (يعِيسَى) بدل يا عيسى.
والمؤمنون / 8: (لاِ َمنتِهِمْ) فيقرأها بعضهم: لاماناتهم، ويقرأها آخر لامانتهم.
الانعام / 94: (شُرَكؤُا) بدل شركاء.
هود / 87: (مَا نَشؤُا) بدل ما نشاء.
إبراهيم / 21: (فَقَالَ الضُّعَفؤُا) بدل الضُّعفاء.
ص / 13: (وَأَصْحَابُ لْئَيْكَةِ) بدل الايكة.
الكهف / 77: (وَلَوْ شِئْت لَتَّخَذْتَ) بدل لاتخذت.
(يُتْبَعُ)
(/)
اضافة الواو أو الياء أو الالف كما جاء في سورة:
الانعام / 52: (بِالْغَدوةِ) بدل بالغداة.
الانعام / 94: (شُرَكؤُا) بدل شركاء.
هود / 87: (مَا نَشؤُا) بدل ما نشاء.
يوسف / 87: (انَّهُ لاَ يَاْيْئَسُ) بدل لا ييأس.
إبراهيم / 9: (أَلَمْ يَأتكُمْ نَبَؤُا) بدل نبأ.
إبراهيم / 21: (فقال الضُّعَفؤُا) بدل الضُّعفاء.
الكهف / 23: (وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىْء) بدل لشي.
النَّمل / 21: (لاَ َاْذْبَحَنَّهُ) بدل لاذبحنه.
الزُّمر / 69: (وَجِاْىء بِالنَبِيِّينَ) بدل وجي.
الذّاريات / 47: (بأَيْيْدٍ) بدل بأيد.
الحشر / 17: (جَزؤُا الظّلِمِينَ) بدل جزاء الظالمين.
الانعام / 5: (يَأْتِيهم أَنبؤُا) بدل أنباء.
قريش / 1 و 2: (لا ِ يْلفِ قُرَيْشٍ * إِلفِهِمْ) بدل لا يلاف قريش، إيلافهم.
اذا امعنا النظر وقارنا بين كيفية كتابة القران وبين طريقة كتابتنا نجد انه لا يسوغ لنا اتباع رسمه لحصول الالتباس وصعوبة القراءة.
لنضرب مثالا لذلك بهذه الجمل الآتية وهى:
(ايها الطلاب النجباء من حفظ العلوم والادب، وسبق اقرانه في الطلب، تعطى له جائزة من الديوان العالى، ويوظف حسب درجة معلوماته، وقوة ملكته، فاجتهدوا رعاكم الله تعالى في طلب العلم وصابروا عليه، تنالوا سعادة الدارين، فالعلماء نور البلاد، والجهلاء شرار العباد، وأقرنوا العلم بالعمل تكونوا من الفائزين)
فاذا كتبنا هذه الجمل بحسب رسم المصحف تكون صورتها هكذا:
(أيه الطلب النجبؤا من حفظ العلوم والادب، وسبق أقرنه في الطلب، تعطى له جئزة من الديون العلى، ويوظف حسب درجت معلومته، وقوت ملكته، فاجتهدوا رعكم الله تعلى في طلب العلم وصبروا عليه تنلوا سعادت الدرين، فالعلمؤا نورالبلد والجهلاء شرار العبد وأقرنوا العلم بالعمل تكونوا من الفئزين).
فالفرق في كتابة الجمل المذكورة في القران وبقواعد كتابتنا عظيم جدا كما هو ظاهر، فرسم القران لا يستسيغه الإنسان في غيره.
تقودنا هذه الأخطاء الإملائية إلى سؤال وهو: هل حفظ الله القران من أخطاء كتبة القران أثناء كتابتهم للقران؟. بمعنى: هل حفظ الله القران من أخطاء الكتبة الإملائية؟ إذا قيل لنا: نعم.
فنحن نسأل: إذن بماذا تعللون لنا كتابة إبراهيم بالياء في مكان وبدون ياء في مكان أخر؟. أي الكلمتين اصح المحذوف منها أم المضاف إليها؟. أن لم تكن هذه الأخطاء ناتجة عن تفاوت مقدار معرفة كتبة القران باللغة؟ بماذا نعلل تنوع الرسم للكلمة الواحدة؟
هل كان النبي الأمي هو الذي كان يقول لكاتب الوحي اكتب كلمة " ابراهيم " في سورة البقرة كلها بغير ياء واكتبها في بقية القرآن الياء واكتب كلمة " بأييد" بياءين. واكتب كلمة " وجائ يومئد بجهنم " بزيادة ألف بعد الجيم. واكتب كلمة " لشائ " بزيادة ألف بعد الشين واكتب كلمة " أفإين مات " بزيادة ياء قبل النون. واكتب كلمة " الله يبدؤ الخلق " بهمزة فوق الواو وألف بعدها.
واكتب كلمة " مائة " بالالف واكتب كلمة " فئة " بغير ألف. واكتب كلمة " سعوا " التي بالحج بالالف بعد الواو. واحذفها من " سعو " التى بسبأ. واكتب الكلمات " الصلوة. الزكوة. الربوا " بالواو واكتب " قرت عين لى " بالتاء واكتب " قرة اعين " بالهاء ". وهكذا في جميع القرآن.
أم كان محمد هو الذي يملى كتاب القران من تلقين جبريل عليه السلام؟. أجيبونا جزاكم الله خيرا.
--------------
انتهى نص الموضوع
ـ[ملاك عربي]ــــــــ[25 - 01 - 2003, 05:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مساهمة متواضعة في هذا الإطار.
....................................................
حركات الحروف في القرآن وتنقيطها
اتفق المؤرخون على أن العرب - قبل الإسلام - لم يكونوا يعرفون الشكل بمعناه الإصطلاحي، بل كانوا ينطقون الألفاظ مضبوطة مشكولة بحسب سليقتهم وفطرتهم العربية من غير لحن ولا غلط، وذلك لتأصل الفصاحة والبلاغة في نفوسهم ولاستقامة ألسنتهم على النطق بالألفاظ المؤلفة على حسب الوضع الصحيح من غير حاجة إلى معرفة القواعد.
ولمّا كتبت المصاحف الشريفة في العهد الإسلامي الأول كانت مجردّة من الشكل والإعجام (1)؛ اعتماداً على هذه السليقة وعلى أن المُعّول عليه في قراءة القرآن هو التلقّي والرواية، فلم يكن للعرب حاجة - يؤمئذٍ - إلى الشكل أو الاعجام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لمّا اتسعت رقعة الإسلام واختلط العرب بالأعاجم فسدت الفطرة العربية ودخل اللحن في الكلام وحدثت حوادث نبهّت المسلمين إلى القيام بحفظ القرآن لأنه أصل الدين ومعجزة خاتم الأنبياء والمرسلين.
المراد من الشكل:
الشكل: - هو ما يعرض على الحرف، من حركة وسكون، سواء أكان ذلك في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها.
أولُ مَن شَكَّلَ القرآن:
كان الرائد الأول في هذا المضمار هو أبو الأسود الدؤلي (ت 69 هـ) الذي تعلّم أصول النحو من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) واشتهر بعد ذلك بعلم العربية (2).
قال القلقشندي: (إن أول من نقَّطَ القرآن، ووضع العربية هو أبو الأسود الدؤلي من تلقين أمير المؤمنين علي (كرم الله وجهه)) (3).
لقد قام (أبو الأسود) بضبط العلامات الإعرابية في القرآن، احترازاً من اللحن وإبتعاداً عن العُجْمة ورعاية لسلامة النص، واستعمل لذلك ما يفرّق فيه بين حالات الرفع والنصب والجرِّ بالتنوين وبدونه.
وابتكر باجتهاده الفطري طريقة خاصة باستعمال النقط للحركات بصورة مميزة: عدداً، وموضعاً، ولوناً واختار لهذا الأمر كاتباً ماهراً قيل: إنه كان من بني عبد القيس، وقال له: ((خذ المصحف، وصنيعاً يخالف لون المواد، فإذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة من أعلاه، وإن ضممتُ فمي فانقِط نقطةً بين يدي الحرف، وإن كسرتُ فاجعل النقطة من تحت الحرف، فان أتبعت هذه الحركات غنَّة فانقط نقطتين، فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره)) (4).
وبذلك يظهر أن العلامات الإعرابية التي ابتكرها أبو الأسود الدؤلي كانت على الشكل التالي: -
أ - نقطة فوق الحرف علامة للفتحة. ب - نقطة تحت الحرف علامة للكسرة. ج - نقطة في خلال أو بجانب الحرف علامة للضمة. د - نقطتين على الحرف علامة للتنوين.
دوافع هذا العمل:
لدوافع أبي الأسود ومشجعاته على هذا العمل الضخم وجهان: -
الأول: ان الإمام علياً (عليه السلام) سمع قارئاً يقرأ {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} بكسر اللام في (رسوله)، وهو كفر، فأوعز الإمام (عليه السلام) إلى أبي الأسود بأن يضع للناس أصلاً في هذا الباب.
الثاني: إن أبا الأسود قد سمع - بنفسه - قارئاً يقرأ الآية المذكورة بكسر اللام في (رسوله) فقال:
ما ظننت أنَّ أمر الناس آل إلى هذا. فقرر أن يضع العلامات الأعرابية للقرآن.
إعجام القرآن:
اختلف المؤرخون في إعجام الحروف العربية. فمنهم من يرى أن الإعجام كان معروفاً قبل الإسلام لتمييز الحروف المتشابهة، غير أنه - الإعجام - تُرك عند كتابة المصحف الشريف لوجود الفطرة السليمة والسليقة الفصيحة عند العرب. ومنهم من يرى أن الإعجام لم يعرف إلاّ من طريق أبي الأسود الدؤلي ثم اشتُهر ووضع في القرآن في عهد عبد الملك بن مروان.
وعلى أي حال، فقد اشتدت الحاجة إلى التنقيط حينما اتسعت رقعة الإسلام واختلط العرب بالأعاجم وبدأ اللَّبس والاشكال في قراءة المصاحف حتى أن الكثير من الأعاجم لم يستطع التمييز بين حروف القرآن وقراءاته في مثل قوله تعالى: (ننشزها) بالزاي، أو (ننشرها) بالراء أو في قوله تعالى: {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} بالفاء، أو (لمن خلقك) بالقاف وغيرها من الآيات التي تحتمل قراءات متعددة.
المراد من الإعجام:
الإعجام: هو ما يدل على ذوات الحروف، وتمييز الحروف المماثلة في الرسم بعضها عن بعض. وبعبارة أخرى: ان المراد بالإعجام تمييز الحروف المتشابهة بوضع نقطٍ لمنع اللبس فيها.
أول من نقَّط القرآن:
كان يحيى بن يعمر العدواني (ت 90 هـ) ونصر بن عاصم الليثي (ت 89 هـ) أول من قاما بنقط المصحف الشريف.
قال الأستاذ الزرقاني: (أول من نقَّط المصحف هو يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم تلميذا أبي الأسود الدؤلي) (5).
فوضعا النقاط على الحروف المتشابهة أزواجاً وأفراداً، وكان وضع النقاط على الحروف حقيقياً لا على سبيل الاستعمال المجازي وبذلك تميزت صور الحروف المتشابهة وصار لكل حرف صورة تغاير صورة غيره من الحروف طبقاً لما نجده متعارفاً في كتابتنا المتداولة في هذه الأيام.
تحسينات أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
حينما ظهرت مشكلة اختلاط نقط الحركات التي وضعها (أبو الأسود) بنقط الحروف المتشابهة في الرسم والتي وضعها تلميذاه - يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم -، استطاع الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170 هـ) أن يبتدع شكلاً جديداً للحركات الإعرابية، فقد جعل الحركات حروفاً صغيرة بدل النقط وابتكر لكل حركة ما يناسبها في الشكل من الحرف فللضمة واو صغيرة فوق الحرف وللكسرة ياء مردفة تحت الحرف، وللفتحة ألف مائلة فوق الحرف ولم يقف إنجاز الفراهيدي عند هذا الحد، بل وفق إلى ابتكار علامات الهمز والتشديد والمد والإشمام.
وكلما امتد الزمان بالناس ازدادت عنايتهم بالقرآن وتيسير رسمه من طور إلى طور، حتى أن رسم القرآن بلغ ذروته في الجودة والحسن في نهاية القرن الثالث الهجري، وأصبح الناس يتنافسون في اختيار الخطوط الجميلة وابتكار العلامات المميزة حتى جعلوا للسكون الحرف (رأس حاء (حـ)) ومعناها أن الحرف المسكن أخفّ من الحرف المتحرك، أو (رأس ميم (ه)) ومعناه: أنّ الحرف مسكَّن فلا تحرِّكه، وعلامة التشديد ثلاث سنايات ومعناها شد الحرف شديداً، ووضعوا لألِفات الوصل (رأس صاد) ومعناه: صِلْ هذا الحرف، ووضعوا النقط عند أواخر الآيات دلالة على انتهاء الآية والذي تطور فيما بعد إلى شكل دائري يوضع فيه رقم الآية، وعمدوا إلى كتابة الأخماس والأعشار للآيات القرآنية وعينوا الأحزاب والأرباع والأجزاء للقرآن، وأُضيف إلى الرسم العثماني كل ما يتعلق بأحكام السجود القرآني - الواجب والمندوب - في هوامش المصحف بحيث لا يختلط بالأصل، كما وضعوا إشارات وعلائم التجويد وغيرها من المحسنات التي ساهمت في إيضاح القرآن لقرّائه بصورة كبيرة على ما هو عليه الآن.
_____________
المصادر:
(1) قال في الصحاح: أَعْجَمَ الكتاب - خلاف أعربه - أي نَقَّطه.
(2) قيل له: من أين لك هذا العلم؟ (يعنون النحو)، فقال: لُقِّنت حدوده من علي (عليه السلام) انظر وفيات الأعيان ج 1/ 240 ط مصر.
(3) صبح الاعشى ج 3/ 151.
(4) الفهرست لابن النديم ص 46، أخبار النحويين البصريين للسيرافي ص 16، القلقشندي صبح الاعشى ج 1/ 166 مع اختلاف يسير بين روايات هذه المصادر.
(5) مناهل العرفان: ج1/ 399.
.............................................................
المصدر: الموسوعة الإسلامية الكمبيوترية ( http://www.mawsoah.org/icon_web/maaref/hrkat.htm).
====================================
====================================
وفي: http://www.mawsoah.org/icon_web/maaref/tduin.htm نجد مقالة بعنوان: تدوين وجمع القرآن الكريم
مقدمة:
نظراً لأهمية القرآن وعظمته، واهتمام المسلمين به، وبحفظه وتلاوته، وتعلمه وتعليمه، وأخذ الأحكام والتعاليم منه، لا يمكن أن يبقى غير مدوّن، مفرّقاً ومنجّماً كما أنزل على رسول الله (ص)، لوجود مخاطر كثيرة، من تحريف، أو من تعرض حامليه وهم الصحابة الكرام للاستشهاد والموت، ومن اتساع رقعة الإسلام، ودخول أقوام جديدة في الإسلام، إذن فلا بد وأن يكون قد دون وجمع.
معنى جمع القرآن الكريم:
لجمع القرآن معنيان:-
أحدهما: حفظه في الصدور على سبيل الاستيعاب لجميع آياته، ومنه قولنا:
جُمّاع القرآن أي حفاظه.
والجمع بهذا المعنى قد أوتيه رسول الله (ص) قبل الجميع، فكان سيد الحفاظ وأول الجُمّاع، كما كان يُرغِّب المسلمين باستمرار في حفظ القرآن وتدارسه واستظهاره، وشاعت قراءته وتلاوته وافتتن المسلمون بذلك وشغفوا بالاستماع إليه.
والمعنى الآخر لجمعه: هو كتابته وتسجيله بشكل كامل في الأوراق والرقاع والأكتاف والأقتاب والعسب (1).
وهذا المعنى فيه أربعة أقسام:
1 - القسم الأول من الجمع بمعنى نظم كلماته وتأليف الآيات، وجعل كل آية في السورة التي هي جزء منها وفي موضعها من تلك السورة، وكونها آية ثانية لها - مثلاً - أو ثالثة، وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن الجامع له بهذا المعنى لا يكون إلاَّ النبي الأكرم (ص) بما أنه نبي، وبعبارة أخرى لا طريق له إلاّ الوحي ولا يصح إسناده إلى غير الرسول (ص) بوجه، ويشير إلى ذلك الاجماع والنصوص المترادفة (2) على أن ترتيب الآيات توقيفي ولا شبهة في ذلك، وهنا يتبلور ويتضح الاعجاز القرآني، لأن القسط الأوفر من إعجاز القرآن يكمن في هذا النظم البديع وفي اسلوبه هذا التعبيري الرائع وفي تناسب وتناسق نغمي مرن، عجيب.
2 - القسم الثاني من الجمع بمعنى تحصيل القرآن بأجمعه من الأشياء المتفرقة المكتوب عليها، مرجعه إلى كون الجامع شخصاً واحداً لجميع القرآن من أوله إلى آخره، وهذا هو الجمع المتحقق في عصر النبي (ص) والمنسوب إلى غيره من الأشخاص المعدودين.
وربما يراد من الجمع بهذا المعنى جمع القرآن بجميع شؤونه من التأويل والتفسير وشأن النزول وغيره، وهو المراد من الجمع الذي تدل الروايات من الفريقين على اختصاصه بأمير المؤمنين علي (ع).
3 - القسم الثالث من الجمع بمعنى جمع المتفرقات وكتابتها في شيء واحد كالقرطاس والمصحف بناءً على مغايرته للقرطاس، وهذا هو الجمع المنسوب إلى الخليفة أبي بكر، وتدل بعض الروايات التاريخية على نسبته إلى الخليفة عمر بن الخطاب.
4 - والقسم الرابع هو بمعنى جمع المسلمين على قراءة واحدة من القراءات المختلفة التي نشأت من اختلاف ألسنة القبائل والأماكن، وهذا هو المراد من الجمع المنسوب إلى الخليفة عثمان.
وعلى هذا فقد بان واتضح من القسمين (الأول والثاني) من معنى الجمع بأن أصل الجمع قد تم في عهد الرسول (ص) وأنه هو الذي جمعه، إذ لا شك في أن ترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للقرآن، الذي هو حجة على أمته والذي تقوم به دعوته، والفرائض التي جاء بها من عند ربه، وبه يصح دينه، إن تركه مفرّقاً، ولم يجمعه ولم ينصه ولم يحفظه ولم يحكم الأمر في قراءته، وما يجوز من الأختلاف وما لا يجوز، وتأليف سوره وآية - لهو خلاف الحكمة وخلاف التدبر الصائب (3).
والواقع التاريخي يؤيد هذا حيث كان للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كُتَّاب يكتبون الوحي، وقد نص المؤرخون على أسمائهم وقد أنهاهم البعض الى اثنين واربعين رجلاً (4).
وكانوا يكتبون ما يتلقونه من آيات القرآن على ما حضرهم من جلود وغيرها وكان رسول الله (ص) يعلمهم أسماء السور ومكان الآيات في السور كما علمه الله فكان يقول ضعوا هذه الآية في السورة التي فيها كذا وكذا. ولما أن لحق بالرفيق الاعلى كان في المدينة عشرات الصحابة ممن حفظ جميع القرآن، وأكثر منهم من كتب جميع القرآن.
وهذا لا يتعارض مع الأخبار التي تنسب الجمع إلى الشيخين أو تنسبه إلى زيد أو إلى الخليفة عثمان.
حيث قلنا: إن المراد من هذا الجمع هو الجمع بالمعنى الثالث (جمع المتفرقات وكتابتها في شئ واحد) كالقرطاس، أو المصحف وإن عمر هو الذي أشار على أبي بكر بجمع القرآن، وأبو بكر أمر زيداً بأن يتصدى لقضية الجمع (5) فيصح إسناد الجمع بهذا المعنى الثالث إلى كلّ من الشيخين أو الى زيد بن ثابت، حيث عرفنا أن أصل الجمع قد تم في زمن الرسول (ص)، وجمعه على شكل مصحف منتظم الأوراق فهو مما تم في عهد الشيخين على يد زيد ومجموعة من الصحابة.
أما الاخبار التي تدل على أن الجمع حصل في عهد الخليفة عثمان (6) فهي باعتبار توحيده للمصاحف أي الجمع بالمعنى الرابع الذي أشرنا إليه.
والسبب في توحيد المصاحف هو كثرة الأختلافات في القراءات في عهد الخليفة عثمان، وتعطي الروايات صوراً مختلفة لذلك الخلاف في القراءة وعلى مستويات متعددة وقد تكاثرت أخبارها على مسامع الخليفة وكبار الصحابة نتيجة لاتساع رقعة الاسلام بالفتوحات الاسلامية وانتشار المسلمين وغيرها من الاسباب والتي لسنا بصدد ذكرها هنا ... لذلك لجأ الخليفة والصحابة معه الى توحيد المصاحف وارسالها الى الامصار (الكوفة، البصرة، الشام، مكة .... ) وهي التي عليها مصحفنا اليوم (في العصر الحاضر) من حيث الترتيب مع اختلاف في الكتابة التي تطورت في الفترات اللاحقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بقي أن نشير إلى وجود أخبار (7) تدل على أن امير المؤمنين علياً (ع) تصدى لجمع القرآن بعد وفاة النبي (ص) وبوصية منه، كما جاء في إخبار أبي رافع: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قال في مرضه الذي توفي فيه لعلي: ((يا علي هذا كتاب الله خذه اليك)).
وفي رواية: ((يا علي هذا كتاب الله خلف فراشي فخذوه ولا تضيعوه))، فجمعه علي (ع) في ثوب أصفر، ثم ختم عليه في بيته، وقال: ((لا أرتدي حتى أجمعه ... )).
وكان الرجل ليأتيه، فيخرج اليه بغير رداء حتى جمعه وكان لا يضع رداء الا لجمعة حتى جمع القرآن (8).
وقال ابن سيرين: فبلغني: أنه كتبه على تنزيله، ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير (9). أو قال: لو أُصيب ذلك الكتاب، لكان فيه العلم (10).
وهذا المصحف الذي جمعه الامام علي (ع) لم يكن غير المصحف الذي جمع على عهد النبي (ص) وانما كان مشتملا على التأويل، والتنزيل، وعلى المحكم والمتشابه وتقديم المنسوخ على الناسخ، مرتباً حسب النزول.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
______________
المصادر:
1 - الرقاع: جمع رقعة تكون من جلد أو كاغد، الاكتاف: جمع كتف وهو العظم الذي للبعير أو الشاة. كانوا اذا جف كتبوا عليه، الاقتاب: جمع قتب وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير للركوب عليه.
العسب: هو جديد النخل، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض.
2 - الاتقان للسيوطي ج 1 ص 172 (جمعه وترتيبه)، القسطلاني ج 1 ص 26، غريب الحديث ابو عبيد ج 4 ص 104 والحاكم في المستدرك (طبعة الهند) 1340 هـ ج 2 ص 221.
3 - سعد السعود: ص 192 - 193.
4 - السيرة الحلبية ج 3 ص 326 - 327، تجارب الأمم: ج 1 ص 161 - 162، البداية والنهاية لابن الأثير ج 7 ص 339، فتح الباري ج 9 ص 19 - 20.
5 - الاتقان للسيوطي ج 1 ص 168، تفسير الطبري ج 1 ص 59، صحيح البخاري ج 3 ص 145، السنن الكبرى ج 2 ص 41، تاريخ الخلفاء ص 77، مسند احمد ج 2 ص 90 ... وغيرها.
6 - فتح الباري ج 9 ص 18، المستدرك - الحاكم ج 2 ص 228، طبقات ابن سعد ج 2 قسم 2 ص 105.
7 - الأتقان للسيوطي ج 1 ص 181، الزنجاني ابو عبيد في تاريخ القرآن ص 47 طبقات ابن سعد ج 2 ص 338.
8 - البحار ج 89 ص 48 و ص 52، تفسير القمي ج 2 ص 451، المحجة البيضاء ج 2 ص 264 الأتقان ج 1 ص 57، تاريخ القرآن للأبياري ص 84 و ص 106، فتح الباري ج 9 ص 10، المناقب لابن شهر اشوب ج 2 ص 41 و ....
9 - الأستيعاب بهامش الأصابة ج 2 ص 253، الصواعق المحرقة لابن حجر ص 126.
10 - تاريخ الخلفاء ص 185، طبقات ابن سعد ج 2 قسم 2 ص 101، كنز العمال ج 2 ص 373، اعيان الشيعة ج 1 ص 89، تفسير البرهان (المقدمة) ص 41 عن سمط النجوم العوالي.
==================================
==================================
ملاحظة: من استقى معلومة من الموقع المذكور، فليكن حذراً جداً .. فما كل ما يكتب قد يوافق اراء أهل السنة والجماعة، والله أعلم.
ـ[مسلمة]ــــــــ[25 - 01 - 2003, 11:03 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل على التكرم بهذا الرد المستفيض
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 01 - 2003, 12:26 م]ـ
أهلا بك أ×يتيا لكريمة
أعانك الله على ما تواجهين
وأثابك بما هو أهله
أختي الكريمة .. لأأ يزال أعداء الإسلام يظهرون كل مرة بافتراءات كثيرة هدفها الطعن في الإسلام والتشويش على المسلمين
وإنهم مهما وجدوا من ردود فلن يسكتوا .. ولن يفتروا عن طرحها وابتداع الجديد في كل مرة
ومع ذلك فعلينا بالطبع أن نرد كيدهم في نحورهم، ونزيد غيظ قلوبهم
أما في ادعاءات الأخطاء الإملائية فأظن أن الأمر أصعب .. ذلك أن كتابة المصحف توقيفية .. وكل حرف زاد أو نقص ـ بالنسبة لمقاييسنا العامة ـ فإن له حكمة وسرا يناسب المقام الذي ورد فيه .. من هنا كان تميز الخط القرآني واختلافه عن كتابتنا العامة
أما تلك الأسرار فإن العلماء يبحثون عنها، ويفتح الله على من يشاء من عباده
البسملة: معروف عندنا أنها تكتب بإسقاط الألف في البسملة الكاملة
وأما ما عداها فإن الألف تبقى، مثل: باسم الله، باسم الرحمن، باسمك اللهم، باسم الرحمن الرحيم
سبق أن كتبت موضوعا عن ياء الضمير: حذفها ولإثباتها في آيتين
يمكنك ـ إن رأيت فيه فائدة ـ أن تدرجيه كموضوع مستقل عندهم .. أو تصرفي بما يناسب الأمر
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=368
ولعل السر الأكبر في اختلاف الكتابة القرآنية عن الكتابة المعروفة هو ـ في نظري ـ ليقى القرآن متناقلا شفاها بالتواتر جيلا بعد جيل، فإن اختلاف الكتابة لا يتيح للإنسان إتقان قراءته، فلا بد من اضطراره إلى أخذ القرآن على شيخ، فيتحقق التواتر الشفوي للقرآن على مر العصور
ـ[مسلمة]ــــــــ[27 - 01 - 2003, 12:02 م]ـ
وإياك أختي الكريمة
أعرف أنهم لن يسكتوا
ونحن أيضاً وبعون الله لن نسكت ولن نكل أو نمل من الرد على شبهاتهم
أثابك الله على ما تفضلت به
أدعو الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه رضاه
وسلام الله على الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 01 - 2003, 12:27 م]ـ
عزيزتي. كنت قد وعدتك بموقع قد يساعدك في ذلك
فاعذريني علىالتأخر
هذا هو الموقع، وقد كان هدية من أخينا لجهني في مكان في أروقة الفصيح
http://www.geocities.com/islamnoor1/
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[مسلمة]ــــــــ[28 - 01 - 2003, 12:59 ص]ـ
أنار الله صدوركم وعقولكم جميعاً بنور الايمان
جزاك الله خير الجزاء أختي العزيزة على هذه الهدية القيمة
والسلام على الجميع(/)
الاخوة والاخوات الكرام مشرفي هذا المنتدى المبارك،
ـ[بوحمد]ــــــــ[30 - 01 - 2003, 03:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تعلم علم التجويد هو حلم طالما راودني ولكني وللاسف عجزت عن تحقيقه. قد اقتنيت بعض الكتب ولكن للامانة اقول اني لم استوعبها.
كم اتمنى ان اتعلمها واعلمها - ان استطعت اولادي - وانا ارى حرصهم الشديد في عمرهم الغض هذا على التعلم.
لقد احيا فيَّ هذا الحلم من جديد اخونا الفاضل ابو محمد - جزاه الله كل خير على صفاء نفسه ورقَّة كلماته - في رده على بعض اسئلتي في منتدى العروض. فهل في الامكان عقد دورة لتعليم هذا العلم النافع - ان شاء الله - كما يفعل اخونا الفاضل القاسم واختنا الكريمة انوار الامل حفظهم الله في منتدى العروض ...
وجزاكم الله عنا كل خير وحعلها في موازين اعمالكم،،
أخوكم بوحمد،،،
ـ[الأحمر]ــــــــ[30 - 01 - 2003, 10:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزي أشكرك على هذه الرغبة الجميلة التي تدل على حبك لإجادة قراءة القرآن
لك ما طلبت وسيكون هذا على شكل حلقات ميسرة وإن شاء الله ستستوعبها بعد ذلك
انتظر هذه الحلقات فقط
ـ[بوحمد]ــــــــ[30 - 01 - 2003, 07:44 م]ـ
جزاك الله كل خير اخي الكريم وانا بالانتظار وكذلك ميزان حسناتك ...
بارك الله فيكم من منتدى مبارك انشاء الله
ـ[الأحمر]ــــــــ[30 - 01 - 2003, 08:57 م]ـ
السلام عليكم
عزيزي
سيكون مكان الدروس في منتدى الإملاء إن شاء الله
وسيتم شرح الدروس بشكل يومي إن شاء الله
تابع منتدى الإملاء والخط العربي ابتداءً من هذه الليلة إن شاء الله
ـ[بوحمد]ــــــــ[31 - 01 - 2003, 01:20 ص]ـ
بوركتم اخي الفاضل
ـ[بوحمد]ــــــــ[31 - 01 - 2003, 04:07 م]ـ
قد يكون أصابني ضعف نظر - وهذا اكيد وانا بهذه السن! - او اني فعلا لا ارى ما وعدتني به في منتدى الاملاء.
انا لااريد ان استعجلك ولكن ....
بل والله اريد ان استعجلك، فلا حياء في العلم،،،،
تقبل الله منا صالح علمنا وعملنا ان شاء الله.
ولك كل الودّ من اخوك بوحمد
ـ[الأحمر]ــــــــ[31 - 01 - 2003, 05:18 م]ـ
السلام عليكم
عزيزي (بو حمد)
لقد وفيتُ بوعدي
لو سمحت اذهب لمنتدى الإملاء والخط العربي وستجد بغيتك هناك
ـ[بوحمد]ــــــــ[31 - 01 - 2003, 09:01 م]ـ
جزاك الله كل خير اخي الكريم
ـ[بوحمد]ــــــــ[01 - 02 - 2003, 06:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير اخي الكريم "ابو محمد" واثابك على حسن ما ارشدتني اليه والدال على الخير كفاعله.
والشكر موصول ومستمر بإذن الله لاخونا العزيز الاخفش ...
بوركتم جميعا وجزاكم الله كل خير،،،
اخوكم بوحمد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 02 - 2003, 02:03 ص]ـ
وفقكم الله وبارك في علمكم وعملكم
تحية لأستاذنا الأخفش على دروسه أثابه الله
أخي أبا حمد بارك الله في حبك للعلم ووفقك لكل الخير
أخانا أبا محمد .. أهديتنا أخا محبا للعلم مخلصا في التعلم أسأل الله أن يدلك علىالخير دوما ويوفقك لاتباعه كما دللته على الخير(/)
ما الطريقة المثلى في تعلم البلاغة
ـ[أبوأسامة النجدي]ــــــــ[05 - 02 - 2003, 01:06 م]ـ
السلام عليكم ضيف جديد جاءكم من قسم النحو والصرف؟
ما الطريقة المثلى في تعلم البلاغة للمبتدئين
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 02 - 2003, 02:43 ص]ـ
أخي الكريم أسامة النجدي
أحيي إطلالتك في منتدى البلاغة والإعجاز القرآني
أما سؤالك فسآتيك له بجواب .. ولكن بعد أن أرتب أفكاري قليلا
تحياتي،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 03 - 2003, 09:42 م]ـ
أخي الكريم .. البلاغة ذوق وإحساس قبل أن تكون علما، فعلينا أن نحاول تنمية الذائقة البلاغية لدى الطلاب حتى تصير البلاغة طبعا وذوقا وحسا
* لذلك فإني أرى أن نبدأ مع المبتدئين بإعطائهم بعض التعبيرات الجميلة، والأبيات الشعرية ذات الصور الرقيقة، والعبارات ذات التشبيهات اللطيفة
* ثم نبدأ بإعطائهم عبارات تحوي كلمات ذات إيحاءات فنية، أو بعض الصور البيانية ولكننا هذه المرة نأتي لهم بعبارة أخرى مع كل واحدة، ونغير تلك الكلمة أو الصورة، ونأتي بدلا منها بكلمات عادية، ونناقشهم: أي جملة هي الأجمل؟ ما أثرها؟ لو قلنا كذا فهل سيكون المعنى بالأثر نفسه؟ ما الفرق الذي تشعر به بينهما؟
* في المرحلة الثالثة نقف عند كل صورة وقفة أكثر تأملا، فنسأل عن الصلة بين الحالتين؟ وما الصفات الأخرى المشتركة بينهما؟ وهل وفق الشاعر أو الكاتب في اختيار تلك الصلة؟
* المرحلة الرابعة: نسأل عن الغرض الذي تحقق من هذه الصورةأو تلك الكلمة؟ وهل اختيار الكاتب لهذا الشكل من التعبير دلالة أو إيحاء بمعنى معين أو حالة نفسية خاصة به في تلك اللحظة؟
* والمرحلة التالية نسأل: هل يمكنكم أن تأتوا بتشبيه مماثل أو تعبير مشابه؟ وهذه المرحلة تدريب على الإنشاء البياني
* ثم نأتي بصور أخرى مشابهة مع بعض الاختلافات للتأمل في الفروق بينهما، ونعطي الطلاب المجال لاختيار التعبير الأقرب لهم أو الذي يرونه أكثر جمالا وتأثيرا
ملاحظة: استعملت كلمة صور وتشبيهات، ولكني أقصد تعميم الأمر على الفنون البلاغية الشائعة كلها
* أما المرحلة الأخيرة فتكون بتعداد الأقسام وتوضيح الأنواع البليغة، على النحو الذي يفصل في الكتب، مع التأكيد على كثرة الاستشهادات من القرآن والحديث والشعر والنثر، وبيان الغرض الذي تحقق من استعمالها، ونربط هذه الدروس والحدود بما سبق أن عرضناه عليهم، ولا بأس من تكرار تلك الأمثلة مع تسمية الفنون التي فيها
ـ[الديحاني]ــــــــ[11 - 04 - 2003, 01:08 م]ـ
الأخت الفاضلة أنوار الأمل تحية عطرة عبر الأثير ,,,,,,,,
لقد تكلمت عن طرق تنمية الملكة البلاغية ولقد وفقت في بعض ما ذكرتيه ولكن!!!
أين الأهتمام ببلاغة القرآن الكريم تلك البلاغة العظيمة الكبيرة والتي من شأنها ولا شك عند الأهتمام بها تنمية قدرات هائلة من الفنون البلاغية ,,, وطرق تحصيلها يكمن في تذوق القرآن الكريم وتدبر آياته وقرأة الكتب التي تعتني ببيان فنونه البلاغية وهي كثيرة متنوعه حبذا لو خصصنا بعضا من أوقاتنا لذكرها في منتدياتكم الرائعة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 04 - 2003, 12:53 ص]ـ
الأستاذ الفاضل الديحاني
جزاك الله خيرا
شكرا لمداخلتك القيمة وتنبيهك الكريم
معك كل الحق وأنا لم أغفل القرآن الكريم
ولكني لما بدأت بطريقة تقديم الصور البلاغية للمبتدئين ومحاولة تغييرها أو الإتيان بما يشابهها أكبرت القرآن أن يتعرض لهذا
كما إني أقدرأن فهم القرآن ليس سهلا على كثير من المتعلمين لذلك جعلت الاستشهاد بالقرآن والإكثار منه في مرحلة متقدمة
ولكن هذا بالطبع لا ينفي ذكره والاستشهاد به في المراحل الأولى
والكفيل بهذا هو المعلم الذي يعرف ما الطريقة المناسبة وكيف يقدمها
أكرر شكري لك لمشاركتك وأؤيدك فيها
وتأكد أن البلاغة القرآنية وكتبها هي مما أهتم به وأعمل على إظهاره عبر هذا المنتدى في مراحل قادمة إن أذن لي الله
فستجد مبتغاك قريبا إن شاء المولى عز وجل
ـ[الديحاني]ــــــــ[20 - 04 - 2003, 01:55 م]ـ
شكرا لك أختي الفاضلة على تعقيبك على ردي المتواضع ,,,,,,
لقد قرأت كلام جميل لشيخ الإسلام بن تيمية (رحمه الله) مفاده: أن القرآن الكريم في مجمله لا يحتاج إلى تفسر وذلك لوضوحه ويسره وسهوله تدبره ,,,,, إلا أحرف يسيره أختلف فيها العلماء تحتاج إلى توضيح ,,,,,,,, قال ذلك في معرض سؤاله من قبل السائلين من إخوانه عن رغبتهم الشديدة والملحة في أن يضع لهم شيخهم كتاب في التفسير ,,, وذكرني كلام شيخ الإسلام بالرجل الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق بل ويتعتع فيه من شدة صعوبته عليه وهو مع ذلك كله له أجران!!!!! وهنا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا له أجران وهو لا يحسن القرأة؟
ولعل الجواب في ذلك ياتي من باب التشجيع والحض على قرأة القرآن الكريم وتفويت الفرصه للضعفاء بأن القرآن الكريم لا تجوز قرأة إلا لمن يحسن الفاظه ومعانيه لا بل القرآن الكريم يقبل ويرحب بالناس الضعفاء سواء كان ضعفهم في مجال القرأة أو في مجال محدوية الفهم بان عليهم يدخلوا على بركة الله ويفتحوا كتاب ربهم ويحاولوا القرأة والفهم بكل ما أوتوا من أمكانيات ,,,,, ولا يفهم من كلامي التشجيع على تفسير القرأن بالرأي أو التجاسر على القرأن أو عدم التعلم بالطرق الصحيحه بقدر ما أرجو أن يفهم بأن الإسلام يرحب بالمبتدئين الجادين لفهم القرآن الكريم ومحاولة تذوقه ,,,,,,,,, وأكرر شكري للأخت أنوار الأمل على مشاركاتها الرائعة الكثيرة في هذا الموقع الماتع ,,,,,,,,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,,,,,,,,,,,(/)
مصادر القرآن الكريم "تأليف محمد صلى الله عليه وسلم؟ "
ـ[مسلمة]ــــــــ[08 - 02 - 2003, 10:22 م]ـ
مصادر القرآن الكريم "تأليف محمد صلى الله عليه وسلم؟ "
كما اتهمت قريش محمداً صلى الله عليه وسلم بتأليف القرآن الكريم، كذلك فعل بعض المستشرقين من أمثال بيرسي هورنستاين- يوليوس فلهاوزن-د. بروس ود. لوبون وقد أخبرنا الله جل وعلا عن ذلك في عدة مواقع من كتابه الكريم حيث قال:
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) (هود:35)
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (السجدة:3)
إن هذه شبهة واهية لا أساس لها من الصحة ولنا في إثبات ذلك أدلة هي:-
1 - إن أسلوب القرآن الكريم يخالف مخالفة تامة أسلوب كلام محمد صلى الله عليه وسلم، فلو رجعنا إلى كتب الأحاديث التي جمعت أقوال محمد صلى الله عليه وسلم وقارناها بالقرآن الكريم لرأينا الفرق الواضح والتغاير الظاهر في كل شيء، في أسلوب التعبير، وفي الموضوعات، فحديث محمد صلى الله عليه وسلم تتجلى فيه لغة المحادثة والتفهيم والتعليم والخطابة في صورها ومعناها المألوف لدى العرب كافة، بخلاف أسلوب القرآن الكريم الذي لا يُعرف له شبيه في أساليب العرب.
2 - إذا افترض الشخص أن القرآن الكريم إنتاج عقل بشري، فإنه يتوقع أن يذكر شيئاً عن عقلية مؤلفه. ولو كانت تلك الادعاءات حقيقية فإن أدلة ذلك ستظهر في القرآن الكريم، فهل توجد مثل تلك الأدلة؟ وحتى نتمكن من الإجابة على ذلك فإن علينا معرفة الأفكار والتأملات التي دارت في عقله في ذلك الوقت ثم نبحث عنها في القرآن الكريم.
3 - يستشعر القارىء في فطرته عند قراءة الحديث النبوي شخصية بشرية وذاتية تعتريها الخشية والمهابة والضعف أمام الله، بخلاف القرآن الكريم الذي يتراءى للقارىء من خلال آياته ذاتية جبارة عادلة حكيمة خالقة بارئة مصورة، رحيمة لا تضعف حتى في مواضع الرحمة مثل قوله سبحانه في شأن أتباع عيسى عليه السلام (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118)
. فلو كان القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم لكان أسلوبه وأسلوب الأحاديث سواء. ومن المسلم به لدى أهل البصر الأدبي والباع الطويل في اللغة أن من المتعذر على الشخص الواحد أن يكون له في بيانه أسلوبان يختلف أحدهما عن الآخر اختلافاً جذرياً.
4 - محمد صلى الله عليه وسلم أُمّيّ ما درس ولا تعلم ولا تتلمذ، فهل يُعقل أنه أتى بهذا الإعجاز التشريعي المتكامل دون أي تناقض، فأقر بعظمة هذا التشريع القريب والبعيد، المسلم وغير المسلم؟ فكيف يستطيع هذا الأمي أن يكون هذا القرآن بإعجازه اللغوي الفريد الغريب وإعجازه التشريعي المتكامل اجتماعياً واقتصادياً ودينياً وسياسياً .... هل يمكن لهذا الكتاب أن يكون من عنده؟! وهل يجرؤ على تحدي ذلك بقوله " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا " هذا تحدٍ واضح لغير المسلمين فهو يدعوهم لإيجاد خطأ فيه.
5 - إن نظرة القرآن الكاملة الشاملة المتناسقة للكون والحياة والفكر والمعاملات والحروب والزواج والعبادات والاقتصاد لو كانت من صنع محمد صلى الله عليه وسلم، لما كان محمد صلى الله عليه وسلم بشراً. إن هذه التنظيمات وهذه التشريعات والآراء تعجز عن القيام بها لجان كثيرة لها ثقافات عالمية وتخصص عميق مهما أُتيح لها من المراجع والدراسات والوقت. فرجل واحد أياً كانت عبقريته، وأياً كانت ثقافته ليعجز عن أن يأتي بتنظيم في مسألة واحدة من هذه المسائل، فما بالك بكلها مع تنوعها وتلون اتجاهاتها وهل يتسنى لأُمي أن يأتي بهذه النظرة الشاملة في الكون والحياة والفكر .. ؟
6 - لماذا يؤلف محمد صلى الله عليه وسلم القرآن وينسبه إلى غيره؟ فالعظمة تكون أقوى وأوضح وأسمى فيما لو جاء بعمل يعجز عنه العالم كله، ولكان بهذا العمل فوق طاقة البشرية فيُرفَع إلى مرتبة أسمى من مرتبة البشر، فأي مصلحة أو غاية لمحمد صلى الله عليه وسلم في أن يؤلف القرآن -وهو عمل جبار معجز- وينسبه لغيره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - في القرآن الكريم أخبار الأولين بما يُغاير أخبارهم في الكتب المتداولة أيام محمد صلى الله عليه وسلم، فإن القرآن الكريم يحتوي على معلومات كثيرة لا يمكن أن يكون مصدرها غير الله. مثلاً: من أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم عن سد ذي القرنين - مكان يبعد مئات الأميال شمالاً-؟ وماذا عن سورة الفجر وهي السورة رقم 89 في القرآن الكريم حيث تذكر مدينة باسم إرَم " مدينة الأعمدة " ولم تكن معروفة في التاريخ القديم ولم يكن لها وجود حسب معلومات المؤرخين. ولكن مجلة الجغرافية الوطنية وفي عددها الذي صدر في شهر كانون الأول لعام 1978 أوردت معلومات هامة ذكرت أنه في عام 1973 اكتشفت مدينة إلبا في سوريا. وقد قدر العلماء عمرها بستة وأربعين قرناً، لكن هذا لم يكن الاكتشاف الوحيد المدهش، بل إن الباحثين وجدوا في مكتبة المدينة سجلاً للمدن الأخرى التي أجرت معها إلبا تعاملات تجارية، وكانت إرم إحدى تلك المدن! أي أن مواطني إلبا تبادلوا معاملات تجارية مع مواطني إرم!
8 - وماذا عما فيه من إعجاز علمي في الكون والحياة والطب والرياضيات .... وذلك بالعشرات بل والمئات، فهل يُعقل أن هذا الأُمي قد وضعها؟ كيف عرف الأمي:-
- أن الأرض كروية بشكل بيضوي لقوله سبحانه (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات:30)
- أن الحياة ابتدأت من الماء. لا يمكن إقناع من عاشوا منذ أربعة عشر قرناً بهذا، فلو أنك وقفت منذ أربعة عشر قرناً في الصحراء وقلت " كل هذا الذي ترى" وتشير إلى نفسك " مصنوع بأغلبيته من الماء " فلن يصدقك أحد، لم يكن الدليل على ذلك موجوداً قبل اختراع الميكروسكوب. كان عليهم الانتظار لمعرفة أن السيتوبلازم وهي المادة الأساسية المكونة للخلية تتكون من 80% من الماء (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الانبياء:30)
- أن هناك اختلافاً في التوقيت بين مناطق العالم (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24) ومعنى الآية أنه عند نهاية التاريخ ومجيء يوم القيامة، فإن ذلك سيحدث في لحظة ستصادف بعض الناس أثناء النهار وآخرين أثناء الليل، وهذا يوضح حكمة الله وعلمه الأزلي بوجود مناطق زمنية، رغم أن ذلك لم يكن معروفاً منذ أربعة عشر قرناً. إن هذه الظاهرة ليس بالإمكان رؤيتها بالعين المجردة، أو نتيجة لتجربة شخصية وهذه حقيقة تكفي لتكون دليلاً على مصداقية القرآن الكريم.
- نظرية انتشار الكون لقوله سبحانه (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذريات:47)
- نظرية الانفجار الكبير (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) (الانبياء:30)
- أن كمية الهواء في الأجواء تقل إلى درجة أن الإنسان يضيق صدره فيها (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:125)
- أن الشمس والقمر يَسبحان في هذا الفضاء لقوله سبحانه (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (الرعد:2)
9 - في القرآن عتب ولوم لمحمد صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة مثل:-
- سورة كاملة عنوانها " عبس ".من آياتها " عَبَسَ وَتَوَلَّى 1 أَن جَاءهُ الْأَعْمَى 2 وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى 3 أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى 4 أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى 5 فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى 6 وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى 7 وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى 8 وَهُوَ يَخْشَى 9 فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى 10 ".
(يُتْبَعُ)
(/)
-) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة:43)
-) وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (آل عمران:161)
-) مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:67)
-) مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (التوبة:113)
-) لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:68)
-) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً) (الكهف:23)
-) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) (الكهف:24)
-) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب:37)
-) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم:1)
- بل إن في القرآن الكريم تهدي ووعيد لنبي الله حيث يقول سبحانه) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ) (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ)) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة44 - 46)
وقوله سبحانه) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً)) إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) (الاسراء74 - 75)
هذا العتاب وغيره كثير، فهل يُعقل أن يؤلف محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب ثم يوجه العتاب إلى نفسه؟ وحوادث عديدة قام بها محمد صلى الله عليه وسلم آنياً مع أصحابه ثم تبدلت في نص القرآن فلم يجد في نفسه غضاضة، فلو كان القرآن من عنده لما قام بها ودونها، لغَيَّرها وعمل الأنسب دون تسجيل الحادثة.
8 - ودليل آخر: كانت تنزل بمحمد صلى الله عليه وسلم نوازل وأحداث من شأنها أن تحفزه إلى القول، وكانت حاجته القصوى تلح عليه بحيث لو كان الأمر إليه لوجد له مقالاً ومجالاً، ولكن كانت تمضي الليالي والأيام تتبعها الليالي والأيام ولا يجد في شأنها قرآناً يقرؤه على الناس فقد حدث أن سأل عن أهل الكهف فقال إنه سيرد عليهم غداً على أمل أن ينزل الوحي بالرد ولكنه لم يقل إن شاء الله فنزلت الآيات الكريمة) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً)) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) (الكهف23 - 24)
9 - وأهم من ذلك كله: كيف استطاع قرآن بشري أن يقوم بدعوة لتوحيد الله في أسلوب من القول والتوجيه لم تستطعه كتب السماء نفسها. هل هذا منطق؟؟؟
والحمد لله على نعمة العقل ونعمة الإسلام
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 02 - 2003, 01:27 ص]ـ
غاليتي المسلمة المجاهدة
جهد قيم، وردود موفقة بإذن الله
أسأل الله أن يجعلها سهاما صائبة
في نحور المدعين المفترين، وأن يكبتهم بغيظهم
أرجو أن تواصلي معنا بقية السلسلة
فتح الله لك من أبواب فضله وحكمته ورحمته ما يشاء
ـ[بوحمد]ــــــــ[11 - 02 - 2003, 09:56 ص]ـ
أختي المسلمة جزاكِ الله كل الخير على ما تفضلت به.
أنا لست في مقام من يعقب على ما تفضلت به فعلمك أكبر جزاك الله كل الخير ولكن الحقيقة أنني أحسست بالفخر وأنا أرى أختي المسلمة تتكلم بهذة القوة مدافعة عن رسولنا الكريم والإسلام وأختنا المعلمة المسلمة الفاضلة تعقب عليها. والله لقد تذكرت حلقة في قناة ال BBC عن حقوق المرأة وكيف يدعون أن الإسلام ظلم المرأة!! ألا ليتهم يرون ما تكتب أختي المسلمة ومعلمتي المسلمة بفخر عن الإسلام.
جزاكم الله خيراً
ملاحظة: عندما انتهيت من كتابة هذه السطور قمت بمراجعتها ولاحظت أن هذه أول مرة أكتب "جزاكِ" وليس "جزاكي" كما اعتدت في السابق والفضل يرجع من بعد الله تعالى لأختي المسلمة الفاضلة الخيزران في منتدى النحو والصرف عندما تكلمت عن الأخطاء الشائعة،،
اللهم أعز الاسلام والمسلمين،،، آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 02 - 2003, 11:18 م]ـ
أحييك على غيرتك على الإسلام
وعلى حرصك على بنات الإسلام
وعلى حبك للعلم النافع الصحيح
وأسأل الله أن يفتح لك من خزائن العلم والمعرفة والرحمة ما يشاء
أخي الكريم: أما عن إضافة الياء فإنك لم تضفها إلى (جزاك) ولكنك أضفتها إلى (تفضلتِ) فقمت بحذفها مع تعديل بعض الهمزات
أنا على يقين أنك إن بقيت على هذا الحب للعلم الصحيح وهذه المحاولات الجادة فإن كتابتك ستتخلص من كل الأخطاء بإذن الله في أقرب وقت
تحياتي
ـ[بوحمد]ــــــــ[12 - 02 - 2003, 12:51 ص]ـ
وهذا دليل ثاني!!!
جزاكم الله كل الخير وجمعنا جميعاً بجنته بإذن الله مع رسوله الكريم،
اللهم تقبل دعاء
آمين
ـ[مسلمة]ــــــــ[13 - 02 - 2003, 03:14 م]ـ
النص الأصلي مرسل من قبل أنوار الأمل
غاليتي المسلمة المجاهدة
جهد قيم، وردود موفقة بإذن الله
أسأل الله أن يجعلها سهاما صائبة
في نحور المدعين المفترين، وأن يكبتهم بغيظهم
أرجو أن تواصلي معنا بقية السلسلة
فتح الله لك من أبواب فضله وحكمته ورحمته ما يشاء
جزاك الله خير الجزاء أختي العزيزة على تشجيعك
أسأل الله العلي العظيم أن يشركك فيما دعوت لي به
سلام الله عليك
وكل عام وأنت والجميع بخير
ـ[مسلمة]ــــــــ[13 - 02 - 2003, 03:24 م]ـ
النص الأصلي مرسل من قبل بوحمد
أختي المسلمة جزاكِ الله كل الخير على ما تفضلت به.
أنا لست في مقام من يعقب على ما تفضلت به فعلمك أكبر جزاك الله كل الخير ولكن الحقيقة أنني أحسست بالفخر وأنا أرى أختي المسلمة تتكلم بهذة القوة مدافعة عن رسولنا الكريم والإسلام وأختنا المعلمة المسلمة الفاضلة تعقب عليها. والله لقد تذكرت حلقة في قناة ال BBC عن حقوق المرأة وكيف يدعون أن الإسلام ظلم المرأة!! ألا ليتهم يرون ما تكتب أختي المسلمة ومعلمتي المسلمة بفخر عن الإسلام.
جزاكم الله خيراً
ملاحظة: عندما انتهيت من كتابة هذه السطور قمت بمراجعتها ولاحظت أن هذه أول مرة أكتب "جزاكِ" وليس "جزاكي" كما اعتدت في السابق والفضل يرجع من بعد الله تعالى لأختي المسلمة الفاضلة الخيزران في منتدى النحو والصرف عندما تكلمت عن الأخطاء الشائعة،،
اللهم أعز الاسلام والمسلمين،،، آمين
أخي الكريم بوحمد
أحمد الله على نعمة الاسلام الذي أعطى المرأة ما حرمها منه الآخرون
وأحمده سبحانه على أن أنعم علينا بخير عباده نبياً ومعلماً
ومما زادني شرفاً وتيهاً ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا
وجودي ضمن قولك يا عبادي ... وأن أرسلت أحمد لي نبيا
أما عن حقوق المرأة فإنني أتشرف بدعوتك وبقية الأخوة والأخوات الكرام بقراءة موضوع جيد عن المرأة في الاسلام وعند أهل الكتاب عندنا على
منتدى الحوار الديني على منتدى السنة:-
http://www.alsouna.com/vb/upload/index.php?
وهو يريك بكل وضوح الفرق بين ما أنعم الله به على نساء المسلمين من فضل
كما وأحمد الله على وجود إخوة وأخوات من أمثالكم حريصون على الحفاظ على اللغة العربية التي يكفيها شرفاً وفخراً أن اختارها رب العالمين لتكون لغة آخر كتبه وخاتم أنبيائه
كل عام وأنت والجميع بخير
وسلام الله عليك(/)
مصادر القرآن الكريم " أساطير الأولين؟؟ "
ـ[مسلمة]ــــــــ[13 - 02 - 2003, 03:28 م]ـ
مصادر القرآن الكريم " أساطير الأولين؟؟ " (الحلقة الثانية)
من الشبهات الأخرى التي يثيرها المستشرقون أمثال نورمان دانيال ومن نحا نحوهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) ما جاء بجديد في القرآن وإنما أخذ بعضاً من اليهودية، وبعضاً من النصرانية، وبعضاً من قصص الفرس؛ فكان القرآن. وقد ذكر لنا ربنا جل جلاله هذا في كتابه الكريم فقال سبحانه:-
) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً) (الفرقان:4)
) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الفرقان:5)
) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103)
ولرد تلك الشبهة على أصحابها أقول وبالله التوفيق: إن عنصر المعجزة لا يفارق القرآن حتى ولو صح الاتهام.
فإذا ثبت أن محتويات القرآن مقتبسة من اليهود والنصارى والفرس فإن صياغة القرآن ليست منهم لأن لغاتهم أعجمية، ولغة القرآن عربية في مستوى الإعجاز. وإذا بقي عنصر المعجزة في القرآن ـ ولو من ناحية واحدة، وهي ناحية الصياغة ـ يكون دليلاً على أنه من الله، ولا تبقى حاجة إلى إثبات أن القرآن معجزة في محتواه، كما هو معجزة في صياغته.
وقد اختلطت التهمة بالدفاع، فـ (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103)
وهذا يعبر عن مدى صدمة القرآن لعقلية الجزيرة العربية.
والواقع: أن القرآن معجزة واضحة في صياغته، وهذه .. ما فهمتها الجزيرة العربية ومن ورائها الأدباء العرب في كل مكان وزمان.
ولكنه: معجزة أضخم في محتواه وهذه .. ما تفهمها العقول العلمية والقانونية إلى يوم القيامة.
غير أن الشبهة التي وسوست في الصدور ولا تزال نتجت من ملاحظة أن الناس شاهدوا في بعض آيات القرآن ما كانوا يتلقونه من ألسنة الأحبار والرهبان ـ بفارق بسيط ـ وما تتبادله الأمم من أمثلة وحكم.
ولا تزال الطوائف والشعوب تحتفظ في تراثها الديني والقومي بأمثال وقصص وحكم وردت في القرآن، وتاريخها يرجع جذورها إلى ما قبل نزول القرآن، فهي لم تأخذها من القرآن، فلا بد أن القرآن اقتبسها منها ونسبها إلى نفسه بعد أن طوّرها وأجرى عليها بعض التعديلات.
والجواب على هذه الشبهة:
إن التراث الديني الذي يحتفظ به الأحبار والرهبان وكل علماء الأديان من تركة الأنبياء (عليهم السلام).
وهذا ما لا ينكره علماء الأديان، وإنما يتبارون في تأكيد انتسابه إلى الأنبياء.
وأما التراث القومي الذي تحتفظ به الشعوب فلا يصح تجاهل تأثره بالأنبياء إلى حد بعيد، وخاصة في لمعاته الذكية لأن العناصر المفكرة في كل الشعوب، لم تكن بعيدة عن الأنبياء، لأن الله كان يواتر أنبياءه إلى كل الشعوب، والعناصر المفكرة كانت تأخذ منهم ـ آمنت أم لم تؤمن بهم ـ فترسبت تركة الأنبياء في مشاعر الشعوب، واحتفظت ببعضها في التراث، وإن لم تحتفظ بسلسلة سند كل قصة وحكمة.
ولهذا نجد في التراث القومي لكل شعب، لفتات روحية لا شك أنها من رواسب تعاليم الأنبياء. بل لو قارن الباحث خطوات الشعوب نحو الأمام مع حركة الرسالات؛ يتأكد من أن كل خير نالته البشرية عليه بصمة أحد الأنبياء، وإن طالت الفترة بين انبثاقه من النبوة ونضوجه كظاهرة على سطح الحياة.
فخير ما في التراث الديني وغيره للشعوب، هو تراث الأنبياء. والأنبياء جميعاً أخذوا عن الله. والله تعالى أعطى لكل نبي بمقدار استعداد قومه للأخذ، وأعطى لمحمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) أكثر مما أعطى لغيره. فكان في القرآن الكريم ما تركته الأنبياء لشعوبهم وزيادة فوجود مواد من التراث الديني وغيره لسائر الشعوب في القرآن؛ إن دلّ على شيءٍ فإنما يدل على وحدة المصدر، وهو الله سبحانه وتعالى
ـ[بوحمد]ــــــــ[14 - 02 - 2003, 07:08 ص]ـ
رحم الله أبا الطيب القائل:
وهبني قلت هذا الصبحُ ليلٌ
أيعمى العالمونَ عن الضياء؟
البارحة تابعت في قناة BBC تقرير عن انتشار الاديان خصوصاً في بريطانيا!! وقال مقدم البرنامج ان الاسلام عندهم يعتبر ثاني دين بعد المسيحية عندهم في الانتشار. ولكنه لم يكلف نفسه عناء التفكير قليلاً بالامر. فلو فعل لعلم ان انتشار الاسلام هناك هو على حساب المسيحية ولو تعمق اكثر بتقريره لعلم ان ذلك بسبب عدل الاسلام وسماحته ولانه دين يخاطب الفطرة ولم يمسه التحريف والدليل على ذلك هو انتشاره في بلد يدعي حبه للمسيح عليه السلام وهو منهم براء. ثم ان الناس هناك لاحظت ان المسلم البسيط لايمانع بالتضحية في حياته في سبيل اعلاء كلمة الحق بينما يرون رموز المسيحية لديهم يقترفون المنكرات جهاراً لايردعهم دين أو أخلاق.
وبعد كل هذا يأتي منهم من يدعي غير ذلك! الارحم الله ابا الطيب القائل:
وليس يصحُّ في الافهام شئ
اذا احتاج النهار الى دليل
وجزاكِ الله كل الخير أختي المسلمة وأشكر لك دعوتك الكريمة لي للمنتدى المبارك،
أخوك بوحمد،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 02 - 2003, 11:40 ص]ـ
بوركت أختي الكريمة
وبوركت جهودك
وعلى صحة ما ذهب إليه أخونا بو حمد من أن النهار لا يحتاج لدليل
إلا أن عصرا لشبهات والأهواء الذي نعيشه يدفعنا دفعا للرد
لنفي أي تأثير سلبي قد تحدثه ادعاءاتهم في عصر الضعف الإيماني
وفقك الله لكل خير ورد كيد المغرضين إلى نحورهم بإسلام أصحاب مذاهبهم ليتحقق الدعاء النبوي ويخرج من أصلاب الكفار وأصلاب أشدهم عنادا وكفرا بالذات مسلمون مؤمنون مجاهدون ... فذلك أشق عليهم
ـ[مسلمة]ــــــــ[14 - 02 - 2003, 12:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكما أخواي الكريمان على تشجيعكما
وجزاك الله خير الجزاء أخانا الفاضل بو حمد على تلبيتك لدعوتي
بالنسبة لانتشار الاسلام فيكفينا قول الله جل في علاه:-
) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33)
تجدون على منتدى حوار الأديان / منتدى السنة موضوعاً عن نسبة انتشار الاسلام في العالم
وهو من وضع غير مسلمين
والحمد لله على نعمة الاسلام
وسلام الله عليكم
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 02 - 2003, 11:40 م]ـ
مصداق كلمات محمد صلى الله عليه وسلم
وهو أعز على الله من كل عدو لهذا الدين وليبلغن الإسلام مكان ما أخبر به
شكرا لك أختنا الكريمة
ـ[مسلمة]ــــــــ[15 - 02 - 2003, 05:17 م]ـ
شكراً لك أخانا الكريم
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (الفتح:28)
وسلام الله عليكم(/)
مصادر القرآن الكريم " الراهب بحيرى؟ "
ـ[مسلمة]ــــــــ[15 - 02 - 2003, 05:18 م]ـ
مصادر القرآن الكريم " الراهب بحيرى؟ " (الحلقة الثالثة)
زعم أعداء الإسلام أمثال المستشرق نورمان دانيال أن محمداً صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن الكريم من راهب نصراني اسمه بحيرى أو جرجيس أو سرجيوس.
وهم يعللون ذلك للتشابه بين بعض محتويات القرآن الكريم وكتب أهل الكتاب.
إن التشابه في بعض الأمور الدينية بين الأديان الثلاث ناتج عن وحدة المصدر وهو الله جلّ في علاه، ومن المتعذر أن يكون نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قد اقتبس تعاليمه من الإنجيل. وقد اعترف بعض المستشرقين بذلك، فقد قال البروفيسور مونتجمري واط " .... إن من المستبعد أن يكون محمد قد قرأ الكتب الدينية اليهودية أو النصرانية [ص39] ... ومن الأرجح أنه لم يقرأ أي كتاب آخر".
وقد شاركه ج. س. هجسن نفس الرأي بقوله " إن قاعدة نبوة محمد من ناحية مبدأية هي نفس تجربة وأعمال أنبياء بني إسرائيل. لكنه لم يعرف شيئاً عنهم بشكل مباشر. ومن الواضح أن تجربته كانت خاصة "
هناك حديث يتعلق بأمر لقاء محمد صلى الله عليه وسلم بالراهب بحيرى وهذا نصه من سنن الترمذي:-
" حدثنا الفضل بن سهل أبو العباس الأعرج البغدادي حدثنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح أخبرنا يونس بن أبي إسحق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال:
خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا فقال هل خلفكم أحد هو خير منكم قالوا إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فبايعوه وأقاموا معه قال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت ".
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
هذا حديث موضوع لعدة أسباب:-
1 - إن معظم الرواة يُعتبرون بطريقة أو بأخرى غير ثقاة
2 - إن سلسلة الرواة تعتبر منقطعة
3 - إن الراوي الأول ليس شاهد عين للحدث أو طرف فيه.
ولتفصيل ذلك أقول وبالله التوفيق:-
1 - الفضل ابن سهل ابن إبراهيم الأعرج: كان راوياً قوياً، ولكن هناك تحفظات بالنسبة له. يقول الخطيب البغدادي:-
قال لي أحمد ابن سليمان ابن علي المقرىء عن أبي سعيد أحمد ابن محمد الملِني عن عبدالله ابن عدي قال "سمعتُ عبدان يقول أنه سمع أبا داود الساجستاني يقول أنه لم يُحب رواية بعض الأحاديث عن الفضل الأعرج" فسألته عن السبب. فأجاب كيف يمكن أنه لم يصدر عنه أي حديث صحيح". قال ابن عدي أنه سمع أحمد ابن الحسين الصوفي يقول أن الفضل ابن سهل الأعرج كان شخصاً ماكراً كالثعالب ومراوغاً ومخادعاً.
2 - عبدالرحمن ابن غزوان: رغم أن معظم النقاد وضعوه في صف الرواة الأقوياء والموثوق بروايتهم، إلا أنه لم يسلم من اللّوم فقد قال عنه الإمام المِزّي:-
قال ابن حبان عنه لقد اعتاد ارتكاب الأخطاء. فإن روايته لقصة المماليك عن الليث عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة تؤلم وتزعج العقل والقلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - يونس ابن أبي إسحق: يروي صالح ابن أحمد ابن حنبل عن علي المديني أنه قال عندما ذُكر يونس ابن إسحق: " كان الإهمال وعدم الاهتمام صفة متأصلة في شخصه ".يستشهد بُندار بقول سَلم ابن قتيبة "جئت من الكوفة. وقد سألني شعبة عمن رأيت هناك، فقلت رأيت فلاناً وفلاناً، وقابلت أيضاً يونس ابن إسحق، ثم سألني وأي حديث نقل إليك، فرويت له ما سمعت، فسكت برهة قلتُ له أن يونس قال " قال لي بكر ابن ماعز" فقال شعبة " ألم يقل أن عبدالله ابن مسعود روى له؟ (وكان ذلك مستحيلاً وبوضوح نظراً للفارق الزمني بينهما. وهذا يعني أن شعبة ينظر إليه على أنه مبتدع). يقول أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبدالله عندما ذُكر اسم يونس ابن أبي إسحق يصنف روايته عن أبيه بأنها غير موثوقة. لقد أخبر أبو طالب أحمد ابن حنبل أن هناك إضافات على روايات الأشخاص في حديث يونس ابن إسحق، وقد سمع ابنه إسرائيل ذلك ودَوّنه من أبي إسحق، لكن لا توجد أيّ إضافات كإضافات يونس. قال عبدالله ابن أحمد ابن حنبل " لقد سألت أبي عن يونس ابن أبي إسحق فأجاب أن رواياته ضعيفة ومشوشة .... وأنه كذا وكذا " قال أبو هيثم أنه كان موثوقاً به، لكن أحاديثه يصعب تصديقها واتخاذها دليلاً على شيء.
5 - إن أبا بكر يروي الحديث عن أبيه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولا يوجد دليل واحد على أنه سمع حديثاً عن أبيه وذلك لأنه توفي عام 106 هـ بينما توفي والده أبو موسى الأشعري عام 42 هـ عن عمر ناهز 63 عاماً كما روى الإمام شمس الدين الذهبي، كما نورد هنا " يروي ابن سعد عن هيثم ابن عدي أنه مات عام 42 هـ أو لاحقاً ... "
وهذا يعني أنه عاش 64 عاماً أو نحوها بعد وفاة أبيه مما يؤكد أنه كان صبياً وقتها فكيف حفظ هذا الحديث؟
وقد رفض الإمام أحمد ابن حنبل رفضاً قاطعاً إمكانية قبول روايته.
ويعتبره ابن سعد كاذباً ولا يؤخذ بقوله.
عندما نُحلل نص الحديث بطريقة نقدية فإن ذلك يكشف عن ثغرات جدية:-
1 - كان الدخول في التعاملات التجارية والذهاب ضمن قوافل تجارية محصوراً على الأشخاص الأثرياء ولم يحلم أبو طالب أن يكون منهم، لأنه لم يكن ثرياً أبداً، بل إن ثروته كانت ضئيلة لدرجة عدم تمكنه من الإنفاق على أولاده، مما جعل بعض أقاربه يتعاطفون معه ويأخذون على عاتقهم مسئولية تربية بعض أبنائه. إن قصة الحديث مختلقة، ولا يوجد دليل على أن أبا طالب كان له رحلات تجارية إلى أي مكان. لقد كان بائع عطور بسيط، وقد رُوي أنه كان أعرجاً وبذلك يفقد الأهلية للقيام برحلة شاقة كتلك.
2 - لو كان بحيرى حقاً عالماً عظيماً وبارعاً لدرجة أنه خطط لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن من المفروض أن يوجد له في السجلات النصرانية أدب كثير، ومجلدات عن حياته وأعماله، ولكننا لا نجد عنه شيئاً إلا في أحاديث الدرجة الثالثة في الأدب الإسلامي.
3 - اختار بحيرى نبي المستقبل وفي حضور كبار رجال قريش قال إن الصبي سيصبح رئيس العالم المختار، ونبي رب العالمين ورحمة للعالمين. وبذلك يكون رجال قريش شهوداً على تلك الحادثة الغير عادية، وينقلونها إلى أهل مكة عند عودتهم إليها وبذلك تصبح حديث الناس، ومن الطبيعي أنه لو حدث شيء يتعلق بنبي المستقبل فإن أولئك الرجال ومن سمع الحادثة منهم سيعودون للحديث عن تلك الحادثة، لقد ظهر محمد في الصباح الباكر في البيت الحرام بعد ذلك ببضعة سنوات، حيث حل النزاع حول وضع الحجر الأسود، كان من المفروض حسب الحديث أن يصيح الناس " لقد وصل رسول رب العالمين، ورئيس جميع المخلوقات، وظهر رحمة العالمين، ونحن نؤيده ونقبل رأيه ". لكن كتب التاريخ لم تذكر شيئاً من هذا القبيل، بل تذكر أنهم قالوا "جاء الأمين-الصادق-الخ" ومرة أخرى عندما أعلن النبي المنتظر أنه اختير لأداء المهمة، كان من المفترض حسب الحديث أيضاً أن يعلن كل من اعتنقوا الإسلام أنهم كانوا يعرفون ذلك وينتظرونه، فإننا نجد أن ذلك لم يحدث.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - عندما سُئل بحيرى عن سبب معرفته بأن الصبي سيصبح نبياً أجاب بأن جميع الأشجار والحجارة قد ركعت له. ولو كان الأمر كذلك فإن كل من كانت له صلة به في مكة أو غيرها سيعرف ذلك أيضاً، فقد كان أمراً غير عادي، وظاهرة غير طبيعية أو مألوفة، وبذلك لا يمكن أن تمر دون أن لا يلاحظها الناس. من الغريب أن رجال القافلة الذين ارتحلوا معها مئات من الأميال لم يلاحظوا الأمر وكان بحيرى فقط هو الذي أدركها. وبناء عليه فإن من المفترض أن علامة النبوة المذكورة تكون موجودة في الإنجيل، لكن الأمر ليس كذلك مما يجعل الحادثة مختلقة وغير موثوقة.
5 - لو أن المستشرقين الذين اتخذوا من تلك الحادثة عاملاً يساعدهم في ادعائهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد تعلم وأخذ تعاليم دينه عن النصرانية من خلال الراهب المذكور، لو أنهم اعتقدوا أن حادثة بحيرى تلك كانت حقيقة وليست خيالاً، ولو أنهم كانوا صادقين في دراساتهم لكان موقفهم تجاه الإسلام مختلفاً تماماً، بينما يكشف موقفهم السلبي الحالي من الإسلام أنهم حقاً لا يعتقدون بصحة ذلك الحديث.
6 - لو كان قول أن الأشجار والحجارة ركعت للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك لن ينحصر في تلك الحادثة فقط، ويكون الآلاف من الأشخاص قد شاهدوا ذلك في مكة وسواها. لكننا لا نجد حديثاً صحيحاً واحداً يؤيد حدوث ذلك، مما يؤكد أن ذلك الحديث موضوع لا أصل له.
7 - لقد حثهم الراهب على عدم أخذ الصبي إلى بلاد الروم، لأنه لدى رؤيته له تعرّف على علامات النبوة التي ستجعلهم يقتلونه، وهذا يعني أن علامات نبوة النبي المنتظر كانت من الوضوح في الإنجيل بحيث لا يمكن أن تفوت عن أنظار كبار الروم. هل يتفق المستشرقون مع ملاحظات الراهب؟ وإن كان الأمر كذلك فما مدى استعدادهم لقبول مصداقية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟ هل يعتقد أولئك أن العلامات لصالح نبي الإسلام حقاً موجودة في الإنجيل بوضوح بحيث أن مجرد رؤيته تجعل العالِم يتعرف عليه كما ظن الراهب؟.
8 - أما عن مجموعة الرجال السبعة الروم الذين قالوا إن النبي المنتظر كان سيخرج من بلده ذلك الشهر، فإن المرء يتساءل عن مصدر علمهم ذلك، فبالنسبة للإنجيل لا يوجد شيء فيه من هذا القبيل، ومن الغريب أن يكون المستشرقين قد اختاروا بناء قصرهم بدون أي أساس وعلى أرضية مزيفة، مما يجعله قابلاً للسقوط بمجرد ضربة واحدة من قبل ناقد موضوعي.
9 - لو كانت الحادثة حقيقية لما تردد كبار قريش وخاصة أبو طالب في اعتناق الإسلام فور إعلان النبي صلى الله عليه وسلم لرسالته.
10 - لو كان في الرواية أي جزء من حقيقة لامتلأت كتب الأدب الديني الإسلامي بوصف مراحل حياة ذلك الراهب المختلفة، لكننا لا نجد له أثراً فيها.
11 - يقول الفصل الأخير من الحديث أنه وبناء على إصرار من الراهب فإن أبا طالب أعاد الصبي مع أبي بكر وبلال، وهذا دليل واضح على أن القصة مختلقة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن أكبر من أبي بكر رضي الله عنه إلا بعامين أو ثلاثة، فلو كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ 9 سنوات، فإن عمر أبا بكر سيكون 6 سنوات، ولو كان عمر نبي المستقبل 12 عاماً لكان عمر أبي بكر 9 أعوام
12 - أما بالنسبة لبلال رضي الله عنه فقد توفي عام 17 أو 18 والأرجح أنها عام 20 هـ أي 6 - 7 والأرجح 9 سنوات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وبناء عليه فإنه قد لا يكون قد وُلد بعد أو أن عمره كان 1 - 3 سنوات، عندما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 9 سنوات!!!
13 - الراهب بحيرى لم يكن من سكان مكة بل وكان يسكن على مسافة بعيدة عنها فكيف تمكن من تعليم صبي كتاباً ضخماً في زيارة واحدة؟! ولماذا انتقى بحيرى محمداً بالذات وأعطاه هذا التشريع، ولم يعطه لابنه أو قريبه أو يدعيه لنفسه؟؟؟!!! ولماذا لم يحدث ذلك قبل حياة محمد صلى الله عليه وسلم؟ هل نفهم أن النصارى بقوا بدون كتاب لمئات من السنين؟
14 - يقول النصارى أنه كان نسطورياً أو أبيونياً وهي فرق مهرطقة خرجت عن النصرانية فكيف يصدقه رهبان الشام إذا كانت تلك الفرق مهرطقة؟ أم أن جميعهم مهرطقين؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
15 - عندما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم شاباً في سن الخامسة والعشرين، شارك مرة أخرى في رحلة مع قافلة تجارية إلى بلاد الشام لصالح خديجة رضي الله عنها. لو كان يعرف مسبقاً أن أهل تلك البلاد يُكنون له العداوة، وأنهم بمجرد رؤيته سيتعرفون عليه من خلال علامات نبوته الواضحة لما قام أبداً بتلك الرحلة. لكنه لم يُبد أي تردد في قبول عرض خديجة له في الاتجار لصالحها، ولم يقم أحد بإيذائه وعاد سالماً معافاً بعد قيامه بعمليات تجارية رابحة.
16 - من الغريب ملاحظته في هذا الحديث الذي وبالرغم من أنه كله ملفق، إلا أنه أقوى من جميع الأحاديث التي تناولت حادثة بحيرى، لكن الراهب لم يخاطب نبي المستقبل مباشرة في أي وقت من الأوقات، وبإمكان الشخص ملاحظة ذلك من خلال قراءته للحديث ليرى بنفسه تلك الظاهرة الغريبة. لا يوجد في الحديث ضمير غائب بديلاً لمحمد صلى الله عليه وسلم، لقد استعمل الراهب في كل مرة شخصاً ثالثاً أو ضمير إشارة بدلاً من الصبي. هذا يدل على أن الراهب لم يعتبر أن صبياً أمياً يمكنه أن يفهم ما يقول عنه. ومن الملاحظ أيضاً أن أحداً من رواة ذلك الحديث لم يكن من السخف لدرجة أن يُظهر الراهب وهو يخاطب الصبي بشكل مباشر. لأنهم من الطبيعي أن لا يتصورا أن صبياً في مثل عمره يستحق تلك المحادثة.
17 - لم يعاصر بحيرى التسلسل الزمني للحوادث الواردة في القرآن الكريم فكيف يكون القرآن الكريم من عنده؟
18 - في القرآن الكريم آيات لا توافق عقيدة المسيحية بل تبطل التثليث بشكل واضح فكيف يكتبها بحيرى؟
19 - هل يجوز لراهب أن يكذب؟ كيف يقول بحيرى أن القرآن من عند الله نزل على قلب محمد وهو من عنده؟؟؟ كيف يرضى أصحاب الشبهة هذه أن يكون عالم دينهم كذاب؟
وخلاصة القول: إن من المفيد إلقاء نظرة على الملاحظات الحيادية لبعض المستشرقين. يقول جون ب. نوس وديفيد س. نوس في كتابهم الشهير " أديان الرجل": ( .... إن من الواجب إدراج الحديث الشريف الذي يقول إن محمداً صلى الله عليه وسلم تعلم اليهودية والنصرانية خلال رحلاته مع القافلة التجارية المتجهة للشام، وكانت الأولى بصحبة عمه أبي طالب عندما كان في سن الثانية عشرة، والثانية عندما كان عمره 25 عاماً كموظف لخديجة التي تزوجها فيما بعد، على أنه حديث غير مقبول).
ويقول توماس كارلايل:-
لا أعرف ماذا أقول بشأن سيرجيوس [بحيرى أو بحيرى، مهما كان اللفظ، وقد أُطلق عليه أيضاً اسم سرجيوس]، الراهب النسطوري الذي قيل إنه تحادث مع أبي طالب، أو كم من الممكن أن يكون أي راهب قد علم صبياً في مثل تلك السن، لكنني أعرف أن حديث الراهب النسطوري مبالغ فيه بشكل كبير، فقد كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم 14 عاماً [كان عمره إما 9 أو 12 عاماً على أكثر تقدير] ولم يعرف لغةً غير لغته، وكان معظم ما في الشام غريباً وغير مفهوم بالنسبة له.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 02 - 2003, 12:50 ص]ـ
شكرا لك يا أختاه على هذا المجهود العظيم الذي تبذلينه للرد على افتراءات المفترين رد الله كيدهم في نحورهم وزادهم كبتا وغيظا إن لم يعودوا إلى الحق
أسأل الله أن يجعلها مضاعفة في موازين حسناتك وأن يجزيك من الخير بما هو أهله
وهذه إضافة يسيرة تتضمن تعريفا للحديث الغريب وأقوال العلماء فيه:
الحديث الغريب هو ما رواه راو منفردا بروايته بحيث لم يروه غيره، أو انفرد بزيادة في متنه أو إسناده
وسمي غريبا لانفراد راويه به عن غيره كالغريب الذي شأنه الانفراد عن وطنه
والحديث الغريب يكون ضعيفا في الغالب، ولذا قال الإمام أحمد: لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها من الضعفاء
وقال أبوحنيفة: من طلبها ـ أي الغرائب ـ كذّب
ـ[مسلمة]ــــــــ[25 - 02 - 2003, 05:53 م]ـ
أختي العزيزة
أثابك الله على إضافتك القيمة
أدعوه سبحانه أن يجعلها في ميزان حسناتك
وأن يشركك فيما دعوت لي به
والسلام على الجميع(/)
هل هذا صحيح؟
ـ[بوحمد]ــــــــ[21 - 02 - 2003, 10:43 ص]ـ
أذكر إني قرأت في كتاب أدب الدنيا والدين للمارودي ما هو منسوب لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه من انه نهى المسلم أن يقول للشئ الذي لا يعرفه بـ"الله أعلم" لأن به قلة أدب على الله والعياذ بالله، وقال "بل قولوا لانعلم".
فهل هذا صحيح؟ فأنا كثيرا ما أردد هذه العبارة وأستغفر الله العظيم إن أخطأت.
جزاكم الله خيراً
أخوكم بوحمد
ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[23 - 02 - 2003, 06:51 م]ـ
الأخ الكريم ..
لقد قرأت رأي شخص واحد .. أما أغلبية علماء المسلمين فلا يقرّون بذلك
و مقولة عمر رضي الله عنه و أرضاه كان يقصد قولها في حالة الاختبار والسؤال .. فإن سألك أحد فقل لا أدري، ولا تقل الله أعلم .. من باب الفصل فقط
أما أن تُجيب ثم تعقبها بقولك: الله أعلم، فذلك مما درج عليه المسلمون من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهدنا هذا
بل إن الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - كانوا يقولون كثيراً: الله ورسوله أعلم .. كما نقرأ في كثير من الأحاديث،
هذا ... والله أعلم:)،،،
ـ[بوحمد]ــــــــ[24 - 02 - 2003, 11:36 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 02 - 2003, 01:20 ص]ـ
شكرا لإطلالتك على منتدىالإعجاز بهذا السؤال
وقد جاءتك أختك القلم الإسلامي بالرد من مصادر أعرفها وأثق بها
كما وضحت لك سبب ذلك القول الذي كان نهيا عن القول بغير علم
هناك بالفعل من يعترض على هذه الجملة لأن (أعلم) توحي أن هناك تساويا في وجود العلم، ومن ثم نقوم بمقارنة بين العلمين فنقول الله أعلم
ولكن أظن أن الرد على الأمر هو أن ذلك يكون عند اقتران الكلمة بـ (من)
فإن قلنا أعلم من فلان تمت المقارنة وإلا فلا مقارنة
طوإن صفات العلم والرحمة والحلم نصف الناس بها وهي من أسماء الله ولكن لا مقارنة، فنحن نتكلم على مقدار الحدود البشرية التي نعرف قصورها
وهناك من يقول: فلنقل الله العالم، فنصفه بالعلم المطلق والتفرد فيه
وأذكر أن عبارة الله أعلم جاءت في القرآن نفسه فالله عزوجل يقول:
"والله أعلم بما كانوا يكتمون"المائدة
"والله أعلم بأعدائكم، وكفى بالله وليا"النساء
"وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون" الحج
"الله أعلم حيث يجعل رسالته" الأنعام
"وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون" الحج
هذا .. والله العالم
تحياتي،،،
ـ[الخيزران]ــــــــ[25 - 02 - 2003, 07:51 ص]ـ
اختلف العلماء في أفعل التفضيل في مثل قوله تعالى: (ربكم أعلم بكم) وقوله: (وهو أهون عليه) على قولين:
** الأول: أن أفعل التفضيل (أعلم) و (أهون) ومثلها (أكبر) من قولنا " الله أكبر " قد جاءت عارية عن معنى التفضيل، أي أنها لاتفيد تفضيلاً، وهي بمعنى فعيل، أي: الله عليم وكبير، وهو هيّن عليه، وذلك لأن الله لا مشارك له في علمه ولا تتفاوت المقدورات بالنسبة إلى قدرته.
ومما استشهد به بعض النحاة على مجيء أفعل التفضيل خالياً من معنى التفضيل قول الشاعر:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتاً دعائمه أعز وأطول
الشاهد في (أعز وأطول) حيث لم يقصد بهما تفضيل، بل هما بمعنى عزيزة وطويلة.
** الثاني: أن أفعل التفضيل لا يجرد من معنى التفضيل، فأعلم وأكبر وأهون فيها معنى التفضيل، وقد جعلوها للتفضيل باعتبارات ذكرها الصبان في حاشيته على الأشموني باب (أفعل التفضيل) 3/ 51
والله أعلم
ـ[بوحمد]ــــــــ[25 - 02 - 2003, 08:37 ص]ـ
أعتذر من أختي القلم الاسلامي وأشكر معلمتي (كالعادة) أنوار الامل لتنبيهي وكذلك الأستاذة الخيزران.
جزاكم الله جميعاً كل الخير،،
أخوكم بوحمد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 02 - 2003, 09:00 م]ـ
وجدت ما يلي في المقتضب للمبرد
أفعل يقع على وجهين:
أحدهما أن يكون نعتا قائما في المنعوت، نحو: أحمر وأصفر وأعور
والوجه الآخر أن يكون للتفضيل، نحو: هذا أفضل من زيد، وأكبر من عبدالله، فإن أردت هذا الوجه لم يكن إلا أن تقول: من كذا وكذا، أو بالألف واللام، نحو: هذا الأصغر والأكبر
فأما قوله في الأذان: الله أكبر، فتأويله: كبير
كما قال عز وجل: وهو أهون عليه، فإنما تأويله: وهو عليه هين؛ لأنه لا يقال: شيءأهون عليه من شيء
يتبين مما تقدم أن لا خطأ في ذلك القول، وأن ما يعترض به عليه يتخلص منه بالتأويل، فالمعنى الله عليم أو عالم(/)
مصادر القرآن الكريم " ورقة ابن نوفل ??"
ـ[مسلمة]ــــــــ[22 - 02 - 2003, 11:27 ص]ـ
مصادر القرآن الكريم " ورقة ابن نوفل ??"
(الحلقة الرابعة)
تعريف بالفرقة الأبيونية:-
قال المؤرخ موشيم في المجلد الأول من تاريخه: (إن الفرقة الأبيونية التي كانت في القرن الأول كانت تعتقد أن عيسى عليه السلام إنسان فقط تولد من مريم ويوسف النجار مثل الناس الآخرين وطاعة الشريعة الموسوية ليست منحصرة في حق اليهود فقط، بل تجب على غيرهم أيضاً والعمل على أحكامه ضروري للنجاة.
ولما كان بولس ينكر وجوب هذا العمل ويخاصمهم في هذا الباب مخاصمة شديدة كانوا يذمونه ذماً شديداً ويحقرون تحريراته تحقيراً بليغاً انتهى.
وقال جامعو تفسير هنري واسكات: "سبب فقدان النسخة العبرانية أن الفرقة الأبيونية التي كانت تنكر ألوهية المسيح حرفت هذه النسخة وضاعت بعد فتنة يروشالمن وقال البعض إن الناصريين أو اليهود الذين دخلوا في الملة المسيحية حرفوا الإنجيل العبراني، وأخرجت الفرقة الأبيونية فقرات كثيرة منه.
ويشير أبو موسى الحريري في كتابه "قس ونبي" إلى عقائد بعض الفرق الأبيونية الهرطوقية التي ادعت أن المسيح يتحول برضاه من صورة إلى صورة، فقد ألقى في صلبه شبهه على سمعان، وصُلب سمعان بدلاً عنه، فيما هو ارتفع إلى السماء حياً إلى الذي أرسله، ماكراً بجميع الذين مكروا للقبض عليه. لأنه كان غير منظور للجميع (ص 129).
يزعم النصارى أن ورقة ابن نوفل كان من تلك الفرقة وأنه المصدر الذي تعلم منه محمدٌ صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم. وقد دفعني للكتابة عن هذا الموضوع سببين:-
السبب الأول كان رداً من أحد النصارى على منتدى للحوار حيث قال عن ورقة ابن نوفل:-
" لانه كان ابيونيا وليس مسيحيا فالنصارى هم طائفة يهودية اتبعت الناصري عيسى وهم ليسوا مسيحيين فكانت في الجزيرة بدعة اسمها الابيونية لانهم يتبعون الانجيل الابيوني المنحول كما كانت هناك بدعة المريميين الذين يعبدون مريم
فهو من ترجمة التوراة من العبرية الى العربية على يد ورقة فان القرآن والحديث يثبتون ان محمد لم يكن يتنبأ او يعلم الفيب ولو كان به شئ صحيح فانه من التوراة التي كانت موجودة من الاف السنين او من العلوم والاخبار المنتشرة وقتها "
ومن قراءة الفقرة نلاحظ ما يلي:-
1 - أنه اعتبر ورقة ابن نوفل أبيونياً ليس مسيحياً بل يهودياً.
2 - أنه يرفض مسيحية من اتبعوا عيسى الناصري بينما كتابهم يقول في إنجيل لوقا الإصحاح 24: 19 " يسوع الناصري الذي كان إنسانًا نبياً مقتدراً في الفعل والقول "؟
3 - يقول " لانهم يتبعون الانجيل الابيوني المنحول "
ثم يناقض نفسه فيقول عن القرآن الكريم " فهو من ترجمة التوراة من العبرية الى العربية على يد ورقة"؟؟؟!!
ويعود ليؤكد تناقضه فيقول عن القرآن الكريم " ولو كان به شئ صحيح فانه من التوراة التي كانت موجودة من الاف السنين او من العلوم والاخبار المنتشرة وقتها "
ما هو الأصح؟؟؟ هل هو من الإنجيل الأبيوني المنحول أم من التوراة أم من العلوم والأخبار المنتشرة وقتها؟؟؟
-------------------
أما السبب الثاني فهو رسالة وصلتني عبر البريد من أحد النصارى وقد تكلم فيها عن كتاب قرأه فقال:
" يقوم الكاتب (وهو شخصية رائعة جدا في التحليل والبحث والتنقيب واستخلاص الحقائق الخفية) بتقديم الصورة الحقيقية التي حاول كتاب السيرة إخفائها للعلاقة بين محمد بن عبدالله والقس ورقة بن نوفل النصراني النسطوري وغيره من رهبان النصارى مثل الراهب بحيرى وغيره. ويبدو أن ورقة بن نوفل وهو زعيم كنيسة مكة النسطورية كان يعمل على إعداد خلف له ليترأس الكنيسة وعثر في محمد (الذكي جدا) على ضالته المنشودة فأزوجه من بنت عمه (خديجة هي بنت عم ورقة وهي نصرانية) واعتنى به وكان هو وخديجة وعبد المطلب (الحنيفية) خير عضد وسند لمحمد في بداية دعواه.
يعتمد هذا البحث على إعادة ترتيب سور القرآن بحسب تاريخ النزول لا بحسب الترتيب الغريب (من الأطول إلى الأقصر) وسيجد المرء بدون أدنى شك العلاقة القريبة والتشابه بين ما يدعو إليه محمد وبين بدعة النسطورية ولربما الإبيونية النصرانية بشكل لا يترك مجالا للشك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يموت ورقة (ويفتر الوحي؟!؟!) ثم تموت خديجة ويموت عبد المطلب فيبدأ القرشيون بمهاجمة محمد بدون أن يجدوا من يقاومهم فورقة زعيم النصارى مات وعبد المطلب كبير الهاشميين مات وزوجته الثرية ماتت. فكانت الهجرة وجمع الفلول والعودة بقوة السلاح لفرض ما يريده. في هذه الفترة رأى محمد أنه سيفشل إن استمر في الدعوة النصرانية بما فيها من جدالات ونقاشات حول الله وهل هو ثلاثة أو واحد والمسيح إله أم بشر أم غيره. فماذا فعل؟!
عاد إلى الأصل وأين الأصل لا في موسى والشريعة واليهودية بل في أبو الديانتين المسيحية واليهودية حين كان الله واحد بكل بساطة وبدون أنبياء: إبراهيم.
وهنا حاك قصة إسماعيل بن إبراهيم وأبو العرب وكان يعلم عن ذلك من دروسه الكتابية التي نالها على يدي ورقة وغيره.
ثم ا تجدين أختي مسلمة غريبا قول محمد لأبي بكر: لو أنك سبقت لفزت أنت بالنبوة ولكنني أنا سبقت فهي من نصيبي؟! فماذا يعني بذلك؟! ألا يعني أن الاثنين الرفيقين الذين تعبدا في غار حراء كانا يستعدان معا لقيادة كنيسة مكة ولكن محمدا (الذكي العبقري) سبق وأعلن الوحي والنبوءة فلم يتبقّ لأبي بكر غير الإذعان والتصديق؟! وكانت مكافأة أبو بكر أنه خلف محمد ثم عمر بن الخطاب بينما كان الأولى أن يخلفه علي بن أبي طالب."
انتهت الرسالة.
من قراءة الرسالة نلاحظ ما يلي:-
1 - اعتبر الكاتب ورقة ابن نوفل نسطورياً مسيحياً وليس خارجاً عن النصرانية كما فعل الأول. والسؤال هو: هل ورقة كان نسطورياً أم أبيونياً؟
فمن الأصح يا ترى؟؟؟
2 - يقول " .... واستخلاص الحقائق الخفية)
لا أعرف كيف تمكن الكاتب من الوصول للحقائق وقد أخفاها أصحابها فهو لم يذكر مصدر معلوماته!!! يقول إن ورقة هو الذي زوج خديجة رضي الله عنها ومحمد صلى الله عليه وسلم مع أن جميع المصادر تذكر قصة زواجهما ولا يوجد لورقة أي ذكر في الموضوع. فمن أين أتى الكاتب بزعمه؟ تقول كتب السيرة أنه لما بلغ محمدٌ صلى الله عليه وسلم من العمر خمساً وعشرين سنة، سافر إلى بلاد الشام للمرَّة الثانية، في تجارةٍ تخصُّ خديجة بنت خويلد، وهي سيِّدة كانت توكل إلى الرجال أمر تجارتها، وقد رغبت في إسناد هذه المهمَّة إلى محمَّد، الَّذي عُرف بين القوم بحسن الخلق، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، حتَّى اشتُهِر عنه لقب (الصادق الأمين)، وصار موضع ثقة الناس واحترامهم. وقد أرسلت معه خادمها ميسرة، فذهبا واتَّجرا بمالها وربحا ربحاً وافراً، ولما رجَعَا إلى مكَّة أخبر ميسرة سيِّدته بما رأى من غرائبَ شَهِدَها بصحبته محمَّداً في تلك الرحلة؛ فقد كان من شأنه أنه كلَّما اشتدَّ الحرُّ، رأى ملَكين يظلِّلانه من حرارة الشمس وقيظها، فأُعجِبت خديجة بما سمعت، وأرسلت إليه تخطبه لنفسها وكانت في الأربعين من عمرها، فقبل محمَّد وأرسل عمَّه يطلب يدها من أهلها ثمَّ تزوجها.
3 - لماذا اختص ورقة ابن نوفل محمداً من دون البشر ليوكل له مهمة ترأس كنيسة مكة؟ ألم يكن له أبناء أو أخوة أو أبناء أخوة أو أفراد عندهم علم أو أكثر قرابة من محمد صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا لم يؤلف قرآناً لنفسه بدلاً من أن يعطيه لغيره؟؟!!
4 - أين نجد السيرة الذاتية لبحيرى وورقة في كتب النصارى القديمة؟
5 - من أين أتى الكاتب بدعوى أنه كان في مكة نصارى وكنيسة بينما أجمعت كتب التاريخ على أن أهل مكة كانوا وثنيين يعبدون الأصنام وقد أعرضوا عن اعتناق النصرانية لتنافرها مع العقل والفطرة السليمة، كما وأنهم أعرضوا عن اليهودية لأن أنَفَتَهُم وإباءهم جعلهم يرفضون فكرة شعب الله المختار التي تجعل من معتنقي اليهودية الجدد يهود من الدرجة الثانية! لم يبلغ عدد نصارى مكة عدد أصابع اليد الواحدة وأسماؤهم مذكورة في كتب السيرة النبوية وقد أسلموا جميعاً ولله الحمد. ألا يصفهم كتاب النصارى بالأمة الغبية كما في سفر التثنية الإصحاح 32 " 21 هم اغاروني بما ليس الها اغاظوني باباطيلهم. فانا اغيرهم بما ليس شعبا. بامّة غبية اغيظهم."
أما إنجيل متى فيقول في الإصحاح 4 " 16 الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما. والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور.
(يُتْبَعُ)
(/)
(((قال اليعقوبي في تاريخه: و أما من تنصر من أحياء العرب فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزي. منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزي و ورقة بن نوفل بن أسد ... (تاريخ اليعقوبي 1 - 157)))
اذن كان ورقة ممن (تنصروا) و ليس ممن ورثوا النصرانية .. !!
6 - أين نجد أسماء رؤساء كنيسة مكة المزعومة قبل ورقة؟ ثم إننا نجد على الانترنت مقالات تزعم أنه كان في مكة أكثر من كنيسة ودير فما هو مرجعهم في ذلك؟
7 - إذا كانت الأبيونية قد تكونت في القرن الأول فلماذا انتظر معتنقوها قروناً ولم يعملوا على تأليف كتاب جديد لهم قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
8 - أما عن نقطة الكاتب بخصوص إعادة ترتيب سور القرآن بحسب تاريخ النزول لا بحسب الترتيب الغريب (من الأطول إلى الأقصر) فإنها تنم عن جهل لأن السور الطويلة لم تنزل دفعة واحدة كما وأن منها آيات نزلت في مكة المكرمة وآيات نزلت في المدينة المنورة!
9 - يقول " ثم يموت ورقة (ويفتر الوحي؟!؟!)
أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي من الله؟ وإلا فكيف يكون شديد الذكاء كما قال المؤلف ولا يفطن إلى أن انقطاعه بعد وفاة ورقة عن تزويد أتباعه بآيات جديدة سيؤدي إلى كشف عدم صدقه في أن الله هو الذي يوحي إليه؟؟؟
ثم إن الوحي لم ينزل على نبي الإسلام إلا مرة واحدة قبل وفاة ورقة. وعندما عاد نزلت سورة الضحى {والضُّحى * والليل إذا سجى * ما ودَّعك ربُّك وما قلى * ولَلآخرة خيرٌ لك من الأولى * ولَسوفَ يُعطيكَ ربُّك فترضى * ألم يَجِدكَ يتيماً فآوى * ووجدكَ ضالاًّ فهدى * ووجدك عائلاً فأغنى * فأمَّا اليتيم فلا تقهر * وأمَّا السَّائل فلا تنهر * وأمَّا بنعمة ربِّك فحدِّث} (93 الضحى آية 1ـ11). ما الذي جعل محمداً متأكداً من أن المستقبل سيكون فيه الرضى له وقد تحقق ذلك في حياته؟؟؟
هنا لفتة لغوية وهي أن الجملة تقول " وفتر الوحي " وليس ففتر الوحي.
يقول علم النحو إن حرف الواو يدل على تتابع الأحداث بالترتيب الزمني أي على التراخي بمعنى: مات ورقة وبعد ذلك فتر الوحي
أما " ففتر الوحي " فإن حرف الفاء تفيد السببية بمعنى أن موت ورقة كان سبباً في انقطاع الوحي
وهذا ما لم يحدث.
أمَّا الخوف والفزع الَّذي انتابه لِمَا سمع ورأى في الغار حتَّى جعله يقطع خلوته، ويسرع إلى البيت مرتعش الفؤاد، فإنه يوضح أن ظاهرة الوحي هذه لم تأت متمِّمة لشيء ممَّا كان النبي صلي الله عليه وسلم يتصوَّره أو يخطر في باله، وإنما فوجئ بها وبالرسالة دون أي توقُّع سابق. كما أن ذهاب خديجة به لابن عمها دليل على أنها لم تكن تعلم كنهه مما جعلها تسأل قريبها ورقة عنه.
10 - يقول الكاتب " ويموت عبد المطلب "
لم يذكر الكاتب ما إذا كان عبدالمطلب نصرانياً أم لا، رغم أنه زعيم قريش
11 - يزعم الكاتب أن الهجرة كانت بهدف جمع الفلول والعودة بقوة السلاح لفرض ما يريده نبي الإسلام!!! يبدو أن الكاتب قد نسي أن ورقة ابن نوفل قد تنبأ لمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيضطر للخروج من مكة المكرمة تماماً كما حدث مع بعض أنبياء الله مثل سيدنا موسى عليه السلام! وهناك مثال آخر عن ثقة النبي صلى الله عليه وسلم في صدق نبوته وبالتالي في التأكد من حماية الله له ولرسالته وذلك عندما ترك مكة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أثناء الهجرة إلى المدينة، لقد رأوا رجالاً قادمين لقتلهم مما أخاف أبي بكر، لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاذباً أو دجالاً أو شخصاً يحاول خداع الناس لأن يصدقوا نبوته، فإن المفروض في تلك الحالة أن يقول لصاحبه " اسمع يا أبا بكر حاول أن تجد مخرجاً خلفياً لهذا الكهف " أو اجلس القرفصاء في تلك الزاوية وابق هادئاً". لكنه قال لأبي بكر " لا تخف. إن الله معنا! " وهذا دليل واضح على ثقته بعون الله له. إذا كان الشخص يعرف أنه يخدع الناس فمن أين له تلك الثقة؟ إن حالة الطمأنينة الفكرية هذه لا يمكن أن توجد في شخص كذاب أو دجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - يتجاهل الكاتب أو يتعامى عن حقيقة أن الدعوة تدرجت من كونها سرية بدأت بدعوة عائلة نبي الله صلى الله عليه وسلم لقوله سبحانه) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214) ثم اتخذت صفة الجهر بالدعوة بناءً على أوامر الله لقوله سبحانه) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر:94) وقد بقي نبي الله في مكة يدعو للإسلام ويتلقى وأصحابه صنوف العذاب من الكفار على مدى ثلاث عشرة سنة. وبعد ذلك أمره الله بالهجرة إلى المدينة المنورة وقد ورد ذكر ذلك في سفر إشعياء الإصحاح 21 " 13نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ: سَتَبِيتِينَ فِي صَحَارِي بِلاَدِ الْعَرَبِ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ، 14فَاحْمِلَوا يَا أَهْلَ تَيْمَاءَ الْمَاءَ لِلْعَطْشَانِ، وَاسْتَقْبِلُوا الْهَارِبِينَ بِالْخُبْزِ، 15لأَنَّهُمْ قَدْ فَرُّوا مِنَ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَالْقَوْسِ الْمُتَوَتِّرِ، وَمِنْ وَطِيسِ الْمَعْرَكَةِ. 16لأَنَّهُ هَذَا مَا قَالَهُ لِي الرَّبُّ: فِي غُضُونِ سَنَةٍ مَمَاثِلَةٍ لِسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ، 17وَتَكُونُ بَقِيَّةُ الرُّمَاةِ، الأَبْطَالُ مِنْ أَبْنَاءِ قِيدَارَ، قِلَّةً. لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ."
وهذا نص آخر:-
13 وحي من جهة بلاد العرب. في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين.
14 هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان ارض تيماء وافوا الهارب بخبزه.
15 فانهم من امام السيوف قد هربوا. من امام السيف المسلول ومن امام القوس المشدودة ومن امام شدة الحرب.
16 فانه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار
17 وبقية عدد قسي ابطال بني قيدار تقل لان الرب اله اسرائيل قد تكلم
أقول للنصارى:
- نبوة محمد صلى الله عليه وسلم الوحيدة في بلاد العرب
- "العطشان والهارب بخبزه" هو صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
- "فإنهم من أمام السيوف قد هربوا " أمر الله سبحانه وتعالى رسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة هرباً من بطش قريش عندما تسلحوا بسيوفهم وحاصروا بيته لقتله ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه منهم
- "يا سكان أرض تيماء" مدينة في المملكة العربية السعودية تقع شمال المدينة المنورة وقد كان يسكنها اليهود وهذا أمر من الله سبحانه وتعالى لهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم
- " في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار " لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها محمد صلى الله عليه وسلم في العام الثاني للهجرة وكانت بداية فناء أمجاد قيدار الجاهلية واعتنق جميعهم الإسلام فيما بعد
- "وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل" لقد قُتل 70 من صناديد قريش يوم بدر
فهل خطط ورقة ابن نوفل لهذا أيضاً؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد حُرم نبي الله وأصحابه من وطنهم وأملاكهم وعائلاتهم فأذن الله لهم بمحاربة الكفار لقوله سبحانه) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (الحج 39 - 40)
فكيف يدعي الكاتب أن نبي الله هاجر ليفرض الإسلام بالسيف؟ وكيف عرف أن أهل المدينة المنورة سيناصرونه خاصة وأن بينهم اليهود وهم من أشد الناس عداوة للمسلمين؟ بل وكيف يكذب الكاتب ما ورد في كتابه على لسان المسيح عليه السلام في إنجيل لوقا 4 " 24ثُمَّ أَضَافَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَا مِنْ نَبِيٍّ يُقْبَلُ فِي بَلْدَتِهِ.".
13 - يقول الكاتب " في هذه الفترة رأى محمد أنه سيفشل إن استمر في الدعوة النصرانية بما فيها من جدالات ونقاشات حول الله وهل هو ثلاثة أو واحد والمسيح إله أم بشر أم غيره. فماذا فعل؟! عاد إلى الأصل وأين الأصل لا في موسى والشريعة واليهودية بل في أبو الديانتين المسيحية واليهودية حين كان الله واحد بكل بساطة وبدون أنبياء: إبراهيم."
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: أحمد الله الذي يدافع عن دينه ويظهر الحق حتى على ألسنة أعدائه! فقد أثبت الكاتب العبقري أن التثليث دخيل على دين الله منذ أن خلق آدم وإلى يوم القيامة ولا علاقة لإبراهيم أو موسى به. ثم إنهم يدعون أن القرآن الكريم نسخة مختزلة من كتابهم فكيف يكون ذلك؟؟!!
14 - يقول " وهنا حاك قصة إسماعيل بن إبراهيم وأبو العرب وكان يعلم عن ذلك من دروسه الكتابية التي نالها على يدي ورقة وغيره." لي أكثر من ملاحظة على هذه المقولة:-
- لقد بقي العرب يعظمون دين إبراهيم عليه السلام وهذا سبب حرصهم على إبقاء الكعبة أم أن الكاتب ينكر وجود الكعبة في مكة المكرمة لمئات السنين قبل حياة محمد صلى الله عليه وسلم؟
- وماذا عن بئر زمزم؟ أم أن الكاتب أيضاً ينكر وجوده؟ بل وماذا عما يقول كتاب النصارى بهذا الشأن حيث يقول سفر التكوين الإصحاح 21" وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. 20وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ، وَسَكَنَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ، وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ. 21وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ.
- وكيف يفسر الكاتب ما يقول سفر التثنية الإصحاح 33: 2 - 4 " جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران .... "
- وماذا عما جاء في سفر التكوين الإصحاح 17" 20أَمَّا إسماعيل، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً .. " أين هي تلك الأمة؟ وهل تُقاس الأمم في الكتب المقدسة بعددها أم بقيمتها الإيمانية؟؟؟
15 - ثم يأتي الكاتب بأكذوبة أخرى في قوله " قول محمد لأبي بكر: لو أنك سبقت لفزت أنت بالنبوة ولكنني أنا سبقت فهي من نصيبي؟! فماذا يعني بذلك؟! ألا يعني أن الاثنين الرفيقين الذين تعبدا في غار حراء كانا يستعدان معا لقيادة كنيسة مكة ولكن محمدا (الذكي العبقري) سبق وأعلن الوحي والنبوءة فلم يتبقّ لأبي بكر غير الإذعان والتصديق؟! وكانت مكافأة أبو بكر أنه خلف محمد ثم عمر بن الخطاب بينما كان الأولى أن يخلفه علي بن أبي طالب."
من أين أتى الكاتب بهذا؟ ثم إن أبا بكر لم يشارك نبي الله في تحنثه في الغار. ومن المستحيل على رجل عظيم مثل عمر أن يكون تابعاً لأحد ما لم يكن متأكداً من صدقه؟؟؟؟
وأخيراً: هذا هو الحديث الخاص بنزول الوحي لأول مرة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته عنه عائشة زوجه رضى الله عنها قالت: {أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي، الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى شيئاً إلا جاء مثل فلق الصبح. ثم حبّب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه – أي يتعبد فيه- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة –زوجه – فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال صلى الله عليه وسلم: فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم)) فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال زمّلوني زملونّي، فزمّلوه حتى ذهب عنه الرّوع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله، ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكّل وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف وتعين على نوائب الدهر.
فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن عبد العزّى-،ابن عم خديجة – وكان امرءً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمى –فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى – عليه السلام – يا ليتني جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفى، وفتر الوحي}
تمت الحلقات بحمد الله
والحمد لله على نعمة الاسلام(/)
مَن يتبنى بوحمد؟
ـ[بوحمد]ــــــــ[27 - 02 - 2003, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد نصحتني أختي الفاضلة الخيزران بتعلم علم النحو والبلاغة، وأنا ولله الحمد أتابع مع معلمتي أنوار الأمل دروس النحو والعَروض، فمن يتكرم علي ويعلمني علم البلاغة؟ وأنا أعده إن شاء الله بإن أضمه الى قائمة اسماء الذين أدعوا لهم عقب كل صلاة (وبها حالياً ألأساتذة: الأخفش - أنوار الأمل -أبو محمد شفاه الله وعافاه) وجزاكم الله كل الخير. (مع ملاحظة أن اسماء تكتب بدون همزة ولا أعلم لماذا سوى أن معلمتي الفاضلة أنوار الأمل أشارت علي بذلك).
وهذا نص نصيحة أختي الفاضلة الخيزران:
"نصيحتي لك: يكفيك منه أن تعرفه، ولا تشغل نفسك به، فهناك من العلوم والفنون ما هو أولى بالسعي في طلبه، وعلى رأسها بعد العلوم الشرعية علما النحو والبلاغة، ففيهما يكمن مفتاح معرفة أسرار الإعجاز القرآني".
جزاكم الله كل الخير
أخوكم بوحمد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 02 - 2003, 07:25 م]ـ
أخي أبا حمد
لا تقولني ما لم أقل .. رعاك الله
لقد قلت: (اسم) بلا همزة، وكذلك (اسمين) كتبتها بلا همزة
وهذا لا ينطبق علىالجمع (أسماء)، وستجد أنني أنا نفسي أكتبها بالهمز
فراجع كلامي مشكورا
ثم إن أسماء مثل أنوار .. فهل ستكتبني بلا همز؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما عن قولك هناك: إنك لا تستطيع النطق بها بلا همزة
فأقول: إن كنت تبدأ بها فهذا حق
ولا يمكن النطق بها بلا همزة، وكذلك كل كلمة تبدأ بهمزة وصل
ولكن إن جاءت وسط الكلام كأن تسبق بحرف جر أو بـ (ال) التعريف فلا نقطعها بل ننطقها همزة وصل
آتي الآن إلى طلبك
يعلم الله يا أخي أن دروس البلاغة ودروسا عن معاني الحروف هي بالفعل مما أود تقديمه عبرالمنتديات، ولو أنك قرأت مقدمتي في بداية درس النحو لرأيت أني قد أشرت لذلك
وكذلك دروس التجويد والعروض (هناك)، ولكن مشكلة الوقت تؤخر ذاك
إلا أنه في القائمة .. فلا تخف
وما دمت متحمسا لذلك فإن حماستك تنتقل لنا، ورغبة تضاعف الدعاء وأمل الاستجابة بإذن الله تشحذ الهمم، واليقين بأن هناك من يستفيد يشجع على ذلك
سأحاول أن تكون البداية خلال الأسبوع القادم .. فادع الله لي بالتوفيق في الإعداد والتقديم والبركة في الوقت وإخلاص العمل
ولاأملك بدوري إلا أن أحيي فيك روح العلم النافع، وأدعو لك ولأولادك ببركة العمر والعمل والرزق
كما أشكر أختي الخيزران على حسن توجيهها للصالح من العلم والعمل .. وفقها الله وبصرها بطريق الحق دوما
ملحوظة لمن قد يعجب من بعض الكلام المتقدم: دروس النحو أقدمها في منتدى آخر شاء الله أن يشارك الأخ أبو حمد فيه أيضا
ـ[بوحمد]ــــــــ[27 - 02 - 2003, 07:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الجزاء على قدر البلاء وقد بلاكِ الله بتلميذ بليد ليرزقك أعظم الثواب فاصبري معلمتي الفاضلة فموعدك الجنة بإذن السميع العليم.
وفقك الله وجميع من هم مثلك ممن يحبون أن يشيع العلم النافع بين الناس.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 02 - 2003, 11:20 ص]ـ
ما تقوله أمرٌ
ولكنه يخجلني هذه المرة
فمن أنا حتى أتعدى حرم النحو وأدعي أني أقدم فيه دروسا طالما تمنيت تقديمها حقيقة فحال الواقع دون ذلك
ولكني أكتسب شجاعة ممن يدعي أنه تلميذي وهو في الحقيقة أستاذي في حب العلم والحرص المثابرة، وإكثار ا لسؤال، وفي عدم الخجل من الخطأ بل تحويله إلى نعمة أحمد الله عليها
لذلك فهذا هو رابط الدرس الأول (اليتيم إلى الآن)
وكلي أمل أن تتابع معي بتوجيهك في طريقة العرض أو في الرد علىالأسئلة
والإشارة إلى أخطائي بكل حسم ووضوح
فعلمك يطمعني في ذلك إن أذنت
http://www.geshcom.com/gvb/showthread.php?s=&postid=19512#post19512
وأسأل الله أن يتم عليك نعمه ويسبغ عليك عافيته ويجزيك من الخير ما هو أهله
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 02 - 2003, 11:26 ص]ـ
لا تقل عن نفسك ما وصفتها به
فإنك أنت الأستاذ
إن أسئلتك تثير فينا الهمة لتقديم المزيد مما آتانا الله
و تزرع في نفوسنا يقينا بفائدة مباشرة لمن يتابع
وتمنحنا ثمرة عاجلة لعملنا
و أسأل الله ألا يحرمنا الآجلة
فاسأل يا أخي وادعُ .. فهما مطلبان لنا، ولك المنة علينا إن حققتهما
وأسأل الله أن يفتح لنا ويسدد ردودنا لتصيب الهدف
ـ[شموخ]ــــــــ[28 - 02 - 2003, 09:48 م]ـ
أستاذتنا الفاضلة " أنوار الأمل " حفظها الله ورعاها ..
دفعني الفضول للاطلاع على _درسك اليتيم _ والذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن لايظل يتيماً ..
وصدقيني لن يظل يتيماً مادمت "أمّه"!!
صراحةً .. جهد رااائع تشكرين عليه ثابري وإلى الأمام .. لاحرمك الله أجر المتلهفين لطلب العلم ..
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 03 - 2003, 01:39 ص]ـ
لدعوتك أثر خاص هزني كثيرا
فشكرا لمشاركتك وأتمنى ألا تكتفي بالقراءة دون التعليق، بل أريدأن أرى مشاركاتك دوما
جزاك الله من الجنة عليا درجاتها وجمعنا في ظلال عرشه ورحمته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شموخ]ــــــــ[01 - 03 - 2003, 01:54 ص]ـ
آمين،، جزاك الله خيراً
أخيتي أنوار الأمل تعلمت في هذا المنتدى دماثة الأخلاق قبل تعلمي أصول العربية منك ومن أمثالك،، وهذا ماجذبني إلى هذا المنتدى
وبالنسبة للمشاركة فأنا أعدك بها كلما سنحت لي فرصة ..
ـ[المعتز]ــــــــ[07 - 03 - 2003, 03:34 ص]ـ
درس رائع أيتها المعلمة المتميزة وأرجو أن نرى أخوته لدينا هنا في هذا المنتدي الذي يتشرف بك وبكل أعضائه ومشرفيه لكن لدي سؤال يا معلمتي (لا أدري أولا أيهما أصح معلمتي أم أستاذتي):
كلمة (اسم) لماذا تكتب بهمزة وصل عند الإفراد وبهمزة قطع عند الجمع؟(/)
قوموا ألسنة أطفالكم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 03 - 2003, 07:10 م]ـ
قوموا ألسنة أطفالكم بحفظ جزء " عم "
كشفت دراسة بعنوان: "أثر تحفيظ جزء "عم" في تقويم لسان طفل العام السادس" والتي أجريت على عينة أطفال في السادسة من عمرهم قبل بدئهم تعلم التلاوة حتى تلقوا جزء "عم" عن محفظ جيّد .. عن تأثر ألسنة هؤلاء الأطفال بلغة القرآن الكريم، بداية بتحقيق مخارج الأصوات، ومرورًا بلطف الانتقال من موضع صوتي إلى آخر حتى تلاوة الآيات البينات.
وقد استغرقت الدراسة أربعة أشهر، سمع خلالها الباحث الأطفال وسألهم وسجل لهم مادة صوتية قام بتحليلها. كما كشفت هذه الدراسة أن هؤلاء الأطفال الذين أتموا حفظ جزء عم يتميزون بعدة ميزات لغوية عن أقرانهم الذين لم يحفظوا شيئًا من القرآن الكريم حتى سن السادسة، ومن بين هذه الميزات:
1 - استطاع هؤلاء الأطفال تحصيل كثير من الألفاظ والتعبيرات؛ مما أدى إلى تنمية مخزونهم اللغوي.
2 - استخدم هؤلاء الأطفال كثيرًا من هذه الألفاظ في مواضعها الصحيحة تعبيرًا عما يجول بخاطرهم من أفكار. ومن الفوائد التي لمسها الباحث أيضًا أنهم تمرسوا على ترقيق "لام" لفظ الجلالة بعد الكسرة في نحو "بسم الله"، وتفخيمها في غير ذلك مثل "نصر الله".
3 - و في تحقيق مخارج الأصوات يبذل هؤلاء الأطفال جهدًا كبيرًا في تقليد شيخهم محاكين قراءته، وقد جاءت أصواتهم صحيحة المخرج باستثناء العيوب النطقية الملازمة لبعضهم، فقد كان أحدهم ينطق الراء لامًا، والآخر ينطق الشين سينًا، وكذلك شق عليهم جميعًا تحقيق مخارج الأصوات بين الأسنانية (الثاء والذال والظاء) كما لم يجيدوا نطق: الجيم والخاء والضاد والكاف، ويخلطون بين مخرجي القاف والكاف.
و يوضح د. يحيى الببلاوي حسن الببلاوي مدرس علم اللغة بكلية البنات بجامعة عين شمس في بحثه أن منشأ الصعوبة في نطق هذه الأصوات راجع إلى الفرق بين نطقها الفصيح في القرآن الكريم ونطقها في العامية؛ لأن العادات النطقية في اللهجات العربية المحلية تختلف عنها في اللغة الفصيحة، وهناك سبب آخر يتلخص في عدم تمرسهم بمقدار كاف على النطق الفصيح.
كشفت الدراسة عن إجادة هؤلاء الأطفال نطق المقاطع الصوتية ووضوحها لديهم، وإن لوحظ صعوبة في بعض الأنماط لديهم، ويؤكد الباحث أن هذه الأخطاء سرعان ما تزول حيث يتخلص الأطفال من القلق والخوف والخجل ويتمرسون على نطق الحركات وتمكينها من الأصوات الصامتة، فالحركة عندما تستوفي زمنها تعطي أعضاء النطق زمنًا فتعتدل الأعضاء وتصح الأصوات.
ويخلص الباحث إلى أن هذه الدراسة الموجزة أظهرت أن قراءة القرآن تعد بحق رياضة لأعضاء النطق؛ حيث يقول د. يحيى الببلاوي: لقد قارنت و وازنت بين ما كان عليه هؤلاء الأطفال قبل البدء في تعلمهم التلاوة ومراحل نطقهم بعد مرور أربعة أشهر، وتبين تحسنهم الملحوظ على كل المستويات الصوتية السابق ذكرها، وأن حسن استخدام مثل هؤلاء الأطفال لحاسة السمع يفيدهم كثيرًا فيحسن التلقي .. وكذلك حاسة البصر في رؤية طريقة نطق المحفظ وحركة شفتيه.
... منقول ...
ـ[ابن دريد]ــــــــ[01 - 03 - 2003, 07:43 م]ـ
أحسنت أنوار الأمل أيتها الغيورة على لغة القرآن ...
نعم نعم لا نعرف وسيلة في تقويم اللسان العربي أجدى من حفظ القرآن الكريم و تدبر معانيه و تلاوته 0
ـ[مسلمة]ــــــــ[02 - 03 - 2003, 10:35 ص]ـ
أنار الله قلبك وبصرك بنور الإيمان يا أخيتي
فوائد قراءة وحفظ القرآن الكريم عديدة
فقد كنتُ أصر على أن يقرأ أولادي لي بعض السور القرآنية ليتدربوا على النطق الصحيح وعلى التشكيل الصحيح وكانت النتائج جيدة ولله الحمد
كما وسمعتُ أن حفظ القرآن الكريم غيباً ينشط الذاكرة فتصبح أكثر قدرة على حفظ ما سواه
أسأل الله العلي العظيم أن يثبتنا على دينه
والسلام على الجميع
ـ[بوحمد]ــــــــ[02 - 03 - 2003, 12:33 م]ـ
نعم هذا القول صحيح جداً وأنا أقوله عن إقتناع وتجربة مع أولادي.
فجزاك الله كل الخير يا معلمة الخير على نشر مثل هذه النصائح وأثابك الله بها إن شاء الله.(/)
المشاركة الاولى .. وسؤال عن آية (الصابئين)
ـ[المعتز]ــــــــ[07 - 03 - 2003, 03:16 ص]ـ
أعزائي أعضاء وزوار ومشرفي المنتدي
أسمحوا لي بالأنضمام الى هذا المنتدى الرائع الذي يهتم بجميع نواحي لغتنا العزيزة والغالية علينا جميعا لغة القرآن الكريم
كما أرجو أن أجد لديكم جوابا لسؤالي هذا والذي طرحته على أكثر من متخصص ولم أجد جوابا له ... وهو سؤال في بلاغة القرآن الكريم واعجازه اللغوي .... حيث وردت هناك آيتين في القرآن الكريم تتشابه كثيرا فيما بينهما الأولى في سورة البقرة حيث يقول الله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ...... الآية) والثانية وردت في سورة المائدة حيث قال الله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ... الآية) سؤالي كما يلي:
مع معرفتي بأن الواو في الآية الأولى واو العطف وفي الثانية واو الاستئناف لذلك عطفت الأولى على ما قبلها فنصبت أما الثانية فإنها استؤنفت بعد الأول لذلك رفعت لكن:
1 - لماذا تم تقديم النصارى في الأولى وتم تأخيرها في الثانية
2 - لماذا أتي بواو العطف في الأولى وفي الثانية أتي للأستنئاف (يعني مالفرق من ناحية المعنى)
أرجو الرد على سؤاليً وعدم اهمالهما ... وجزاكم الله خيرا ونفعنا جميعا بهذا المنتدى
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 03 - 2003, 11:44 ص]ـ
أهلا بك يا أخانا الكريم
أشرق المنتدى بوجودك وتساؤلاتك الرامية للعلم الخالصة من الأغراض
إن هذا السؤال ما أثاره المستشرقون ويتبناه النصارى حاليا في مواقعهم كتهمة ضد القرآن بأن فيه أخطاء لغوية
وقد كنت أبحث فيه بالفعل
وسجلت بعض الملحوظات بحمد الله وفضله ثم بفضل ما كتبه العلماء السابقون والمحدثون جزاهم الله كل خير
وتم البحث حول ثلاث آيات هي:
آية البقرة
آية المائدة
وآية الحج
وعلى عدة محاور منها الفرق في المعنى الذي تفضلت به، ومنها سبب الاختلاف الحاصل بين الآيات في التقديم والتأخير وبعض النواحي الأخرى
وسأوافيك بالنتائج خلال يومين بإذن الله
وأرجو الإخوان ممن عنده رد أن يشارك معنا مأجورا إثراء لهذا الموضوع المهم الذي كثرت حوله التساؤلات
فأفيدونا بعلمكم يرحمكم الله
ـ[المعتز]ــــــــ[07 - 03 - 2003, 04:56 م]ـ
معلمتي الفاضلة أنوار الأمل
أولا أشكرك على الرد على مشاركتي ... أما ماقلته من إثارة هذا الموضوع لدى المستشرقين وتبني النصارى له فهذه هي المرة الأولى التي اسمع بهذا الكلام وأشكرك على هذا التنويه ... والذي أعترف بأنه يدل على ضآلة ما لدي من العلم - إن حق لي قول ذلك - وتأكدي أننا لم أسمع أو أقرأ سؤالا كسؤالي هذا ... ولم تكن كتابتي له إلا من باب تمني معرفة الإجابة والتي أنتظرها منك على أحر من الجمر
أخيرا جزاك الله خيرا ووفقنا جميعا الى القول والعمل الصالح وجعل نوايانا خالصة من الرياء والعجب
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 03 - 2003, 11:49 ص]ـ
أخي الكريم المعتز ..
ها قد جئتك ببعض ما تيسر لي عما سألت، فإن البحث لم يكتمل بعد، ولا ضير من تقديم ملخص له، وأرجو أن يكون مفيدا
أؤكد أولا أني أثق في مقصدك من السؤال، والعلم لا يكون إلا بالسؤال، وإني لأرجو أن تكون جنديا يدافع عن الحق إن حدث وقابلت من قلت لك عنهم
أخي الكريم .. إن هذه المسألة تبحث من جوانب متعددة مترابطة، فسأبدا بالناحية اللغوية، ثم أتحدث عن السر في اختلاف الترتيب، ثم عن الهدف من رفع (الصابئون)
وإنني سأنقل في تعليل اختلاف الترتيب كلام الخطيب الإسكافي بنصه لأنه واضح أولا، ولكي نتعود على قراءة جواهر تراثنا التي نسيناها وآثرنا الكتب الحديثة التي تأخذ من علوم الأولين وتضيف ما يفتح الله عليها
والصابئون
الواو: حرف عطف، عطف جملة على جملة
الصابئون: مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف، تقديره: والصابئون كذلك
وكأن الكلام هو: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا، والصابئون كذلك
إن هذا التعبير ليس غريبا في لغتنا العربية، بل هو مستعمل فيها
**كقول بشر بن أبي خازم الأسدي الذي قال
إذا جزت نواصي آل بدر فأدوها وأسرى في الوثاق
وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة، ما بقينا في شقاق
والشاهد في البيت الثاني، حيث (أن) حرف مشبه بالفعل، (نا) اسمها في محل نصب، و (أنتم) الواو عاطفة وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وبغاة خبر أن (أو أنتم) مرفوع، والخبر الثاني محذوف، وكان يمكن أن يقول فاعلموا أنا بغاة وأنتم بغاة، لكنه عطف مع التقديم وحذف الخبر، تنبيها على أن المخاطبين أكثر اتصافا بالبغي من قومه هو، فقدم ذكرهم قبل إتمام الخبر لئلا يدخل قومه في البغي ــ وهم الأقل فيه ــ قبل الآخرين
** ونظيره أيضا الشاهد المشهور لضابئ بن الحارث البرجمي
فمن يك أمسى في المدينة رحله فإني وقيار بها لغريب
وقيار هو جمله، معطوف على اسم إن منصوب بها
أراد ان يقول: إني بها لغريب، وقيار كذلك غريب
** ومثله أيضا قول قيس بن الخطيم: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضِ والرأي مختلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 03 - 2003, 11:51 ص]ـ
ترتيب طبيعي حسب الكتب المنزلة
إنّ الذينَ آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين منْ آمنَ بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرُهم عندَ ربهم ـ البقرة 62
إن الذين آمنوا يقصد بهم (الذين آمنوا بكتب الله المتقدمة مثل صحف إبراهيم، والذين آمنوا بما نطقت به التوراة وهم اليهود، والذين آمنوا بما أتى به الإنجيل وهم النصارى، فهذا ترتيب على حسب ما تَرَتّبَ تنزيل الله كتبَه، فصحف إبراهيم عليه السلام قبل التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، والتوراة قبل الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، فرتبهم عز وجل في هذه الآية على ما رتبهم عليه في بعثة الرسالة، ثم أتى بذكر الصابئين وهم الذين لا يثبتون على دين، وينتقلون من ملة إلى ملة، ولا كتاب لهم كما للطائفتين اللتين ذكرهما الله تعالى في قوله: "أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا" فوجب أن يكونوا متأخرين عن أهل الكتاب)
ترتيب الأزمنة مع نية التأخير، والترتيب بالكتب
إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ـ المائدة 69
(على ترتيب الأزمنة لأن الصابئين وإن كانوا متأخرين عن النصارى بأنهم لا كتاب لهم، فإنهم متقدمون عليهم بكونهم قبلهم، لأنهم كانوا قبل عيسى عليه السلام، فرفع (الصابئون) ونوى به التأخير عن مكانه، كأنه قال بعدما أتى بخبر (إن الذين آمنوا والذين هادوا) (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) والصابئون هذا حالهم أيضا، وهذا مذهب سيبويه … وهذه الآية تدل عليه؛ لأنه قدم فيها (الصابئون) والنية بها التأخير على مذهب سيبويه، وإنما قدم في اللفظ وأخر في النية لأن التقديم الحقيقي التقديم بكتبه المنزلة علىأنبيائه عليهم السلام، فلذا فعل ذلك في الآية الأولى، وكان ها هنا تقديم آخر بتقديم الازمان، وجاءت آية أخرى قدم فيها هذا الاسم على ما أخر عنه في الآية التي قبل، ثم أقيمت في لفظه أمارة تدل على تأخره عن مكانه كان ذلك دليلا على أن هذا الترتيب ترتيب بالأزمنة، وأن النية التأخير والترتيب بالكتب المنزلة)
ترتيب الأزمنة
إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ـ الحج 17
وأما الترتيب الثالث في سورة الحج فترتيب الأزمنة التي لا نية للتأخير معه، لأنه لم يقصد في هذا المكان أهل الكتب، إذ كان أكثر من ذكر ممن لا كتب لهم وهم: الصابئون والمجوس والذين أشركوا عبدة الأوثان، فهذه ثلاث طوائف، وأهل الكتاب طائفتان، فلما لم يكن القصد في الأغلب الأكثر من المذكورين ترتيبهم بالكتاب رتبوا بالأزمنة، وأخر الذين أشركوا لأنهم وإن تقدمت لهم أزمنة وكانوا في عهد أكثر الأنبياء الذين تقدمت بعثتهم صلوات الله عليهم، فإنهم كانوا أكثر مَنْ مُني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهم، وصَلي بجهادهم، وكأنهم لما كانوا موجودين في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا أهل زمانه، وهذا الزمان متأخر عن أزمنة الفرق الذين قدم ذكرهم)
انظر: درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الإسكافي، ص 16، 17
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 03 - 2003, 11:54 ص]ـ
تخصيص الصابئين بجملة جديدة يعني أن العطف على غير إرادة إن، أي أن القصد التأخير عما في حيز (إن)، فلا يراد توكيد الصابئين كما تم توكيد الطوائف الثلاثة الأخرى إذ وردت اسما مباشرا لـ (إن) أو معطوفا عليه داخلا في حكمه وهو التوكيد
فما علة ذلك؟
السبب أن الصابئين أبعد الناس عن الحق من الطوائف الأخرى، وأشد إيغالا في الضلال، لأنهم صبؤوا أي خرجوا عن الأديان كلها
فإن تم تقديمهم مع إرادة التوكيد، لدل ذلك على تقدمهم على النصارى وفضلهم عليهم، وليس الأمر كذلك فالنصارى مقدمون عليهم، فكان لا بد من إجراء الموازنة عن طريق نزع التوكيد منهم ليكونوا في مكانهم الطبيعي، أي مؤخرين عن النصارى في المعنى، وإن تقدموا لفظا لفائدة هي: أن هذا التقديم ليس لفضلهم على النصارى في المعتقد، أو سبقهم في الزمن، وإنما لمناسبة السياق الذي اقتضى تقديم الصابئين للتنبيه على أنهم يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان والعمل الصالح مع ضلالهم البين، فإذا كان هؤلاء يتاب عليهم فما الظن بغيرهم؟
هذا وإن الكلام القادم سيكون عن النصارى وتوضيح عقائدهم و أقوالهم فناسب تأخيرهم ليعود الكلام إلى أقرب مذكور ويكون اسم النصارى أقرب إلى ما سيُتَحدّث به عنهم
هذا ملخص لما تمكنت منه أسأل الله التوفيق وغفران الزلل
ـ[المعتز]ــــــــ[13 - 03 - 2003, 05:28 م]ـ
معلمتي الفاضلة أنوار الأمل
أشكرك أجزل الشكر على هذا البحث المضني وهذا الإهتمام الذي يدل على حرصك على هذه اللغة وعلومها ... كما أشكرك على إزالة اللبس الذي كان لدي والذي تسبب في عدم فهمي للمقصود من الآيات ... وأعتقد أنه كان بسبب اعراب الواو التي قبل (الصابئون) واوا استنافية وليست عاطفة كما تفضلت وأوضحت
لكن اسمحي لي أن أكون ثقيلا عليك بهذا السؤال:
هل هناك علاقة بين هذه الآيات الثلاث وبين سياقها في السور الواردة فيها أوجدت هذا الاختلاف في الترتيب أم هو مجرد تنوع فقط؟؟
أخيرا تقبلي خالص دعائي لك بدوام التوفيق في الدارين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 04 - 2003, 02:05 ص]ـ
الأستاذ الفاضل المعتز
لست ثقيلا بالسؤال ولا السؤال ثقيل علي
السؤال دوما طريق للعلم للسائل والمسؤول
ولكني أعتذر منك وبشدة لتأخري في الرد
فقد قرأت سؤالك ولكني نسيت أن أرد عليه
إلى أن رأيته مرة أخرى البارحة
فأرجو المعذرة
لا شك يا أخي الكريم أن هذا التقديم والتأخير ذو هدف يناسب الجوالعام للسورة والسياق الذي انتظمت فيه آياتها ومعانيها
وسأبدا معك بسورة الحج لأن سياقها أكثر وضوحا
قلنا إن الترتيب في سورة الحج هو ترتيب الأزمنة أي حسب ظهور هذه الفئات
وسورة الحج تبدأ بالحديث عن يوم القيامة ومواقفه
وتستمر في التذكير به
أي تتحدث عن زمن معين في قادم الأيام تحذرنا نحن أهل الزمن الحالي لنستعد له
والسورة تحيل المواقف إلى الحكم الفصل في يوم القيامة وهو يوم مرتبط بزمن قادم لا نعلمه ولكن لنا الزمن الذي نحن فيه
وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ
الحج:55
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
ونجد فيها أيضا مراعاة للناحية الزمنية في أماكن أخرى كالآية
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ
وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
فنجد الزمن فيها في مراحل خلق الإنسان وهو جنين ثم في مراحل حياته في هذه الدنيا
مثلها أيضا الآية
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَكَفُورٌ
في سورة المائدة ترتيب بالأزمنة مع نية الترتيب بالكتب
وفي هذه السورة نجد ذكر الكتب التوراة والإنجيل عدة مرات
بينما لا نجد ذكرا للتوراة والإنجيل في سورة البقرة
ولكن جاء فيها ذكر الأنبياء الذين ذكرت أقوامهم
(إبراهيم، موسى، عيسى) عليهم السلام
فنلاحظ أن الفرق بينها وبين البقرة قد يكون هو أن البقرة تقصد الترتيب بالكتب وذلك حسب مجيء الأنبياء
وآية المائدة تقصد الزمن ولكنها تؤخر بنية الترتيب علىالكتب الأن الكتب تذكر صراحة وتكرارا في سياقها العام
والله أعلم(/)
قضية التكرار في القرآن
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 03 - 2003, 07:48 م]ـ
ما زالت سهام أعداء هخذا الدين مشرعة نحو النور الذي يعمي أبصارهم ويثير غيظ قلوبهم، وما زالت شبهاتهم تتناثر هنا وهناك، على الرغم من كثرة الردود عليها وإبطالها بالأدلة البراهين، ولعل اتساع أرجاء هذه الشبكة كان عونا لهم و مرتعا خصبا لافتراءاتهم
وردنا هذا التساؤل في مجلة حطة عن التكرار في القرآن الكريم وهدفه، وأصابع المستشرقين العاملة في نشر ذلك للنيل من كتاب الله عبر هذه القضية، وخاصة في القصص القرآني
فكان هذا الجهد المتواضع في الأيام الماضية أسأل الله أن ينفع به
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0
نقول والتوفيق من الله إن جماعة من المستشرقين وغيرهم قد اشتط بهم الغلو وطغت عليهم روح التحيز والحيف فجاؤوا بشبهات كثيرة، ولكن من يتأمل فيها يرى أن كثيرا منها لاأساس له، وبعضها ينم عن الجهل إن افترضنا حسن النية، ولا نظنهم من الجهال، أو هو يكشف عن روح حقد تتعمد الإضلال بإيراد شبهات يعلمون أنها باطلة، وأنها قد تجد رواجا لضعف النفوس وضعف العلم الحقيقي، خاصة فيما يتعلق باللغة، حيث فسدت السلائق، واضمحلت الذائقة اللغوية، واختفى التمرس بأساليب العرب في كلامهم، وطرائق تصريف الحديث، فاستغل المغرضون ذلك ليحوكوا شبهات واهية كبيت العنكبوت لا تصمد بإذن الله أمام الحق المبين، وكل ما علينا أن نتسلح باليقين الذي يعصمنا من الشك والريب، وبالعلم الذي ينفعنا بإذن الله في رد ادعاءات المغرضين، ثم نتسلح بالتفكر والتدبر الذين أمرنا الله عز وجل بهما على بينة من أساس علمي، والله عز وجل يقول في فضل أهل العلم في مثل هذه المواقف:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ــ آل عمران:7
أما قضية التكرار فالرد فيها على وجهين:
الأول: أن التكرار ليس ذما أو قدحا إلا إن كان مما يمكن الاستغناء عنه، وكان الذي نكرره خاليا من أي معنى جديد يضاف إلى الأول، فهو حينئذ يكون لغوا لا فائدة منه، وهذا ليس منه في القرآن شيء
أما ما عدا ذلك فهو علىالعكس، إنه أمر مطلوب مرغوب، وإن فُقِد في الكلام كان ذما أحيانا، والتكرير من الأساليب المعروفة عند العرب، ويكثر وروده في كلامهم وفي أشعارهم خاصة، وتصفحوا دواوين الشعراء كالمهلهل بن ربيعة وعمرو بن كلثوم وستجدون مصداق ذلك
بل إن التكرير واحد من الأغراض البلاغية، ودونكم الكتب البلاغية التي تتحدث عن علم المعاني، وستجدون عنوانا عريضا هو واحد من أسس هذا العلم البلاغي واسمه الإطناب، فإن بحثتم في فروعه وجدتم أفانين من القول تتشابه مع التكرار، وواحد منها يحمل هذا الاسم نفسه: (التكرير) والبقية تعتمد على زيادة في الكلام أو تكرير له أو تفصيل كذكر العام بعد الخاص وعكسه، وكالاحتراس والتتميم
والتكرير له أغراض بلاغية كثيرة كالتأكيد والاستلذاذ بالكلام، وتعظيم الأمر وتهويله، وزيادة التنبيه، وطول الكلام الذي قد يسبب نسيانه، وتعدد المتعلق، كأن نكرر عبارة ما ولكن نحدث في كل مرة كلاما جديدا، ونرى مثل هذا في سورة الرحمن التي تكررت فيها آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان واحدا وثلاثين مرة، لأنه في كل مرة يذكر نعمة من النعم، ويريد لفت النظر إلى أهمية كل واحدة على حدة
فهذا التكرار وجه من وجوه البلاغة القرآنية، فإن من خصائص البلاغة إبراز المعنى الواحد في صور مختلفة، والقصة المتكررة ترد في كل موضع بأسلوب يتمايز عن الآخر، وتصاغ في قالب غير القالب، ولا يمل الإنسان من تكرارها بل تتجدد في نفسه معان لا تحصل له بقراءتها في المواضع الأخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن من تنوع طرق عرض الموضوعات في القرآن أنه يعرض القصة ملخصة حينا ثم يفصلها من البداية، وحينا يبين العاقبة والمغزى من مضمونها ثم يبدأ التفصيل، ونراه حينا يبدأ بها مباشرة بلا مقدمات، وحينا يقدمها كمشاهد حية نابضة تحدث أمامنا، وهو يتميز ببراعة الانتقال من موقف لآخر وتجاوز ما لا حاجة إليه وترك الذهن يستوحي منها الأحداث التي جرت بينما نتابع مع الآيات الأحداث المهمة وتفصيلاتها
ومن أغراض التكرير تجزئة الأفكار المراد بيانها حول موضوع واحد لتتكامل النصوص فيما بينها مؤدية غرض التأكيد لأصل الفكرة مع إضافات جديدة
ومن أغراض القرآن الدعوة إلى الله والتربية، وهما مما لا ينتهي المرء منهما بكلمة يلقيها، ولكنهما بحاجة إلى التذكير الدائم كما قال عز وجل: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فقد تستدعي الحكمة التربوية تكرير التذكير بالتقوى، أو الترغيب والترهيب أو غير ذلك حسب المقتضيات الدعوية والتربوية
يقول الأستاذ صلاح عبد التواب: كانت أهمية التكرار أنه يعاود النفوس الغافلة المرة بعد المرة يزيل عنها غفلتها، كما يعاود النفوس المؤمنة المطمئنة بما يثبت فيها دعائم اليقين… فالتكرار إذن ظاهرة بلاغية لا يفطن إليها إلا كل من له بصر بفنون القول، وهو في القرآن أروع وأجمل من أن تتطاول إليه ألسنة المتقولين
هذا هو الرأي الأول للعلماء في موضوع التكرار في القرآن، وخلاصته أن ذلك من أساليب العربية التي جاء القرآن بها، التي تحقق بهذا التكرار أهدافا معينة تثري المعنى، وهذا أدعى لبيان إعجاز القرآن الذي يأتي لهم بالمعنى الواحد مقدما في عدة صور، ويتحداهم أن يأتوا بمثله، أو بشيء من مثله، ثم يعجزون عن الإتيان بأي صورة من الصور التي يظهر فيها الكلام
الثاني: وهو رأي ينفي التكرار تماما، لأنه يرى أن التكرار هو تكرار اللفظ نفسه في السياق نفسه للمعنى نفسه بغير فائدة، أما ما يأتي في سياق آخر ومناسبة أخرى غير التي جاء فيها أولا فإنه لا يعد تكرارا، وهذا ما يمكن أن نسميه بالتكامل أو يسميه بعض العلماء التنويع
هذا الأستاذ محمد قطب يقول: الظاهرة الحقيقية ليست هي التكرار، وإنما هي التنويع… لا يوجد نصان متماثلان في القرآن كله، إنما يوجد تشابه فقط دون تماثل، تشابه كذلك الذي قد يوجد بين الإخوة والأقارب، لكنه ليس تكرارا بحال من الأحوال، إنه مثل ثمار الجنة: " كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها"… وإن التنويع ذاته لجمال فوق أنه يذهب عن النفس الملال
ويقول الشيخ عبدالرحمن الميداني: على متدبر كلام الله أن يبحث في كل نص يبدو له أنه من النصوص المكررة في القرآن ليكتشف غرض التكرير إذا كان النص مكررا حرفيا، وليكتشف فوارق المعاني إذا كان النص المكرر مختلفا ولو بعض الشيء، ولو بكلمة أو حرف في كلمة، فكثير من النصوص التي يتوهم فيها التكرار هي ليست في الحقيقة مكررة، ولكنها متكاملة يؤدي بعضها من المعاني المرادة ما لا يؤديه البعض الآخر
فقصص القرآن ـ كمثال للتكرار أو التنويع ـ تأتي في كل مرة في سياق مختلف عن غيره، وله هدف خاص يسوق القصة من أجله لتظهر منها الأجزاء التي تناسب هذا الهدف المحدد، وكل سياق تأتي فيه القصة لا تتشابه ألفاظها وأجزاؤها مع القصة الثانية في السياق الثاني، بل لا يد من تقديم لكلمة وتأخير لأخرى، أو ذكر لشيء في موقف وعدم ذكره في المرة الثانية، وهكذا حسب مقتضيات المعنى والسياق، ووفق أغراض بلاغية أصيلة
والشهيد سيد قطب رحمه الله يقول في كتابه الشهير في ظلال القرآن: يرد القصص في القرآن في مواضع ومناسبات، وهذه المناسبات التي يساق القصص من أجلها هي التي تحدد مساق القصة والحلقة التي تعرض منها، والصورة التي تأتي عليها، والطريقة التي تؤدى بها تنسيقا للجو … وأنه حيثما تكررت حلقة كان هنالك جديد تؤديه ينفي حقيقة التكرار
والأستاذ فاضل السامرائي يقول: فأنت ترى أن القصة في القرآن كأنها تتكرر في أكثر من موطن، والحقيقة أنها لا تتكرر، ولكن يعرض في كل موطن جانب منها بحسب ما يقتضيه السياق، وبحسب ما يراد من موطن العبرة والاستشهاد
والشيخ محمد سعيد البوطي يقول: وقد يحدث أن يتكرر عرض القصة نفسها، أو عرض الجانب الواحد منها بحسب الظاهر؛ ولكن تلك القصة أو ذلك الجانب منها ينطوي على عبر وعظات متعددة، فيقتضي الغرض الديني أن يعاد ذكرها عندما تأتي مناسبة كل عبرة من عبرها، فتلبس القصة في كل مرة من الأسلوب والإخراج التصويري ما يناسب المعنى الذي سيقت بصدده حتى لكأنك منها أمام قصة جديدة لم تتكرر على مسامعك، ولم تعرض أحداثها على خاطرك من قبل
وهذا مثال لشرح الشيخ البوطي وهو قصة موسى عليه السلام فإنها تحوي عبرا كثيرا وأهدافا متعددة، فإن كان غرض السياق تطمين قلب المصطفى وأصحابه جاء جانب النبي المنتصر على فرعون وجنوده بتأييد الله، ولبيان استعلاء الناس واستكبارهم في الأرض يأتي جانب المواجهة بين موسى وفرعون، وما جرى بينهم من محاورات .. وهكذا
وإن قصة موسى عليه السلام بحاجة لوقفة خاصة لعلنا نتمكن منها قريبا بإذن الله
والخلاصة أنه مع اختلاف العلماء في إطلاق اسم التكرار على ذلك الأسلوب القرآني أو عدمه فإن النظر في أقوالهم يوضح لنا أنهم لا يختلفون في أن كل موقف يختص بحالة أخرى غير التي جاء بها الأول، وله موقف خاص، وجو خاص، وأهداف خاصة، ويعطينا معاني جديدة إما تكون واضحة من إضافات نراها في الكلام، أو من خلال ما نستنتجه من فروق بين نصوص متشابهة، وذلك كله يصب في محيط إعجاز القرآن
المراجع:
دراسات قرآنية: محمد قطب ــ التصوير الفني في القرآن: سيد قطب ــ إعجاز القرآن الكريم: فضل عباس وسناء فضل ــ التعبير القرآني: فاضل السامرائي ــ قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل: عبدالرحمن الميداني ــ النقد الأدبي ونظرية الإعجاز: صلاح الدين محمد عبدالتواب ــ مباحث في علوم القرآن: مناع القطان ــ البلاغة العربية (علم المعاني): وليد قصاب
في انتظار مشاركاتكم لإثراء الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلمة]ــــــــ[08 - 03 - 2003, 11:45 ص]ـ
بوركت يا أختي العزيزة أنوار الأمل
وبورك كل من يكتب حرفاً لخدمة كتاب الله ودينه
والسلام على الجميع
ـ[بوحمد]ــــــــ[12 - 03 - 2003, 10:20 ص]ـ
جعلها الله في ميزان حسناتك إن شاء الله.
ـ[الفقير الى الله]ــــــــ[22 - 04 - 2003, 07:44 م]ـ
يعطيك العافية على هذا الرد وجزاك الله خير(/)
تشابه واختلاف
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 04 - 2003, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ترد في القرآن الكريم آيات متشابهة، إما تشابه ألفاظ، أو تشابه معنى، ولكن بالتأمل فيها، وملاحظة مواضع الشبه والاختلاف، وتأمل السياق الذي تأتي فيه الآية، والربط بآيات أخرى من مواطن أخرى نصل للفروق الدقيقة البن الموضعين، ونتعرف على بعض أسرار التعبير القرآني
* "يوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، وكلٌّ أتوه داخرين" النمل 87
"ونفخ في الصور فصعِق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم نُفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون" الزمر 68
تبدو الآيات متشابهة مع بعض الاختلافات، ومنها ورود كلمة (فزع) في الآية الأولى، وكلمة (صعق) في الثانية، وإن تأملنا الآية جيدا لوجدنا أن (صعق) تناسب ما بعدها، حيث يأتي قوله: (فإذا هم قيام ينظرون)، فجاءت الصعقة في مقابل القيام لأنها تناسبها، ولو عدنا إلى الآيات السابقة من سورة الزمر لوجدنا أن معاني الموت وكلماته تأتي فيها عدة مرات، وبها يصير جو السورة مناسبا لكلمة الصعق
أما في الآية الثانية فنرى أنها تختم بقوله: (وكل أتوه داخرين) أي صاغرين، وهو المناسب للفزع، إذ إنه يعل صاحبه في ذلة وصَغار، ولو تتبعنا الآيات التالية لوجدنا قوله عز وجل: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) فأمنهم من الفزعالذي يصيب الخلائق يوم القيامة، فهذه اللفظة تناسب ما قبلها، كما إن هذه السورة تأتي فيها قصة موسى في جو من الفزع كقوله عز وجل: (فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب، يا وسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون)
* قال تعالى في سورة النبأ عن جزاء الكافرين: (لايذوقون فيها بردا ولا شرابا. إلا حميما وغساقا. جزاء وفاقا)
وقال في وصف أهل الجنة: (لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا. جزاء من ربك عطاء حسابا)
وهنا سؤال: لمَ خص كل نوع من الجزاء بذلك الوصف (الجزاء الوفاق) للكافرين، والحساب لأهل الجنة؟ وهل يصح وقوع أحدهما مكان الثاني؟
والجواب: إن الله تعالى قال: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، وقال: (من جاء بالحسنة فله خير منها)، أما عن السيئة فقد قال: (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها)
فالحسنة مضاعفة، أما السيئة فتُسجّل كما هي، ولذا استعمل في جزاء السيئة (وفاقا) لأنه موافق للعمل بلا زيادة ولا نقصان
أما الحسنة المضاعفة وصف جزاء أهلها بأنه عطاء يكفيهم ويبلغ المنتهى فلا يبقى لهم طلب، وعطاء حساب تعني (عطاء حسبه) أي كافيه مما يريد ويشتهي، ويغنيه عن طلب زيادة، ولهذا فإنه لا يجوز استعمال أحد الوضعين محل الآخر
*هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، ولله خزائن السموات والأرض، ولكن المنافقين لا يفقهون. يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)
وهنا أيضا سؤال: ما سر الاختلاف في وصف حال المنافقين؟
والجواب أنهم في الآية الأولى يأمرون بعدم الإنفاق على المسلمين بحبس المال عنهم، ويظنون أن في ذلك إضرارا بهم، ولكنهم بفعلهم هذا يضرون أنفسهم فقط لأن الله لا يحبس ما قدر من أرزاق للمسلمين فهو صاحب الملك كله، فلا يضير المسلمين إمساك أولئك النفقة عنهم، فالمنافقون بهذا الفعل لا يفقهون تلك الحقيقة، ولا يفطنون إلى ذلك الأمر
أما في الآية الثانية فإنهم يتحدثون عن غلبة الأعز، ويقصدون بالعزة من له القوة والغلبة على عاداتهم الجاهلية، فهم لا يعلمون أن هذه القدرة التي يفضل بها الإنسان غيره إنما هي من الله، فهي لله ولمن يخص بها من عباده، والمنافقون لا يعلمون أن الذلة لمن يقدرون فيه العزة، وأن الله معز أوليائه بطاعتهم له، ومذل أعدائه لمخالفتهم أمره
000000000000000000000000000000
انظر:
درة التنزيل وغرة التأويل: الخطيب الإسكافي
التعبير القرآني: فاضل صالح السامرائي
ـ[مسلمة]ــــــــ[18 - 04 - 2003, 11:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلمت يمينك يا أختي العزيزة أنوار الأمل على هذا الموضوع الهام
أوصي الجميع بتنزيل برنامج القرآن الكريم حتى تظهر الآيات الكريمة مُشكلة
التفاصيل هنا:-
http://www.beetalarab.net/cgi-bin/ikonboard/ikonboard.cgi?;act=ST;f=30;t=7208
والسلام على الجميع
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 04 - 2003, 12:40 ص]ـ
الأخت العزيزة مسلمة
الرابط الذي وضعتِه لا يدخلنا للمنتدى إلا بعد أن نسجل فيه كما يظهر عندنا
فهل يمكن أن تخبرينا بما فيه؟
أما إن صدق ظني فأظن أنك تقصدين برنامج النور للنشر المكتبي الذي يعمل مع برنامج وورد فهل هذا صحيح؟
إن كان كذلك فإني أعرف عنوانه
http://www.nooor.com/
ولكن نرجو منك وضع التفاصيل هنا
وجزاك الله خيرا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 04 - 2003, 01:26 ص]ـ
وأحب أن أهديكم هذا الموقع
http://www.4quran.net/quran/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلمة]ــــــــ[20 - 04 - 2003, 11:51 ص]ـ
نعم يا أخيتي العزيزة
إنه برنامج النور المكتبي
وقد وضعت الرابط لأن فيه تفصيل مصور لطريقة استعمال البرنامج
وأهدي الجميع هذا الموقع الرائع:
http://quran.al-islam.com/arb/Default.asp
والسلام على الجميع(/)
الوفاة في القرآن واللغة
ـ[الفقير الى الله]ــــــــ[22 - 04 - 2003, 08:33 م]ـ
السلام عليكم
اخواني كلنا يعرف ان الوفاة في القرآن أتت بمعنى الموت في أغلب الآيات القرآنية كما انها اتت في آيتين بمعنى النوم
ولكن علمائنا فسروا الوفاة المنسوبة لعيسى ابن مريم بأنها وفاة النوم .. اي الوفاة المجازية
ولكن الا ترون أنّ ذلك لا يوافق اللغة العربية؟؟ قد تقولون لماذا؟؟
كلنا يعرف القاعدة اللغوية أنّ كل كلمة تساق بقرينة فهي تغير معناها من الحقيقة الى المجاز ولكن عندما تأتي مطلقة بلا أي قرينة فإنها تعود لمعناها الحقيقي المتعارف عليه
فالآيات القرآنية التي أتت الوفاة فيها بمعنى النوم نلاحظ القرينة في كلا الآيتين في قوله
"وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ" (سورة الأنعام 6: 60).
وثانياً: "اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا" (سورة الزمر 39: 42).
نلاحظ قرينة " بالليل " في الآية الأولى كما اننا نلاحظ قرينة " لم تمت في منامها " في الآية الثانية
وبهذه القرائن اللغوية يتحول معنى الوفاة في هذه الآيات من المعنى الحقيقي الى المعنى المجازي وهو النوم
ولكن اكثر علمائنا اجمعوا على انّ الوفاة المنسوبة لعيسى ابن مريم في قوله تعالى:
"إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ... " (سورة آل عمران 3: 55)
"وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ" (سورة المائدة 5: 117).
هي وفاة النوم ولكن نظرة وحده للآيات نجد أن الوفاة فيها أتت مطلقة بلا أي قرينة كي يتحوّل معناها من المعنى الحقيقي الى المعنى المجازي كما سبق معنا ذلك في الآيتين السابقتين
ما رأيكم في هذا الموضوع لغويا؟؟ وكيف خفى ذلك على علمائنا وأئمتنا؟؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 04 - 2003, 12:15 ص]ـ
الأخ الفقير إلى الله
أهلا بك مشاركا جديدا وعضوا فاعلا في أسرة الفصيح لخدمة اللغة العربية .. لغة القرآن الكريم
إن أصل كلمة الوفاة هو التمام والكمال
وهذا أصل هذه المادة اللغوية
وجدت لك ما يلي في معجم مقاييس اللغة لابن فارس
(وفى الواو والفاء والحرف المعتل: كلمة تدل على إكمال وإتمام. منه الوفاء: إتمام العهد وإكمال الشرط. ووفى أوفى فهو وفي
ويقولون أوفيتك الشيء إذا قضيته إياه وافيا. وتوفيت الشيء واستوفيته ومنه يقال للميت توفاه الله)
فالمعنى استكمال الموعد المحدد للمرء في الدنيا وهذا قد يعني الموت بإخراج الروح، وقد يعني استيفاء المدة المؤقتة، وقبض الجسد بعد مدة معينة بغير إخراج الروح يؤيد هذا اقتران كلمة الوفاة بكلمة رافعك أي يستوفي جسده بعد إتمام المدة الأولى المقدرة، ولسنا ندري ما الروح ولا كيفية قبضها: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
فاقتران الرفع بالتوفي قرينة عدم قبض الروح
ولكني أيضا من خلال قراءة معاني (وفي) لاحظت أن الأصل في كلمة الوفاة ليس هو الموت أو فلنقل إني شعرت بذلك
عندها أحسست برغبة في معرفة المعاني المجازية، والمفزع في ذلك هو الأساس، فرجعت إليه فوجدت بالفعل ما أيد إحساسي، إذ تبين أن الوفاة التي تعني الموت هي من المعاني المجازية، وإليك النص:
ومن المجاز: أوفى على المئة إذا زاد عليها. ووافيت العام: حججت. وتوفي فلان وتوفاه الله تعالى وأدركته الوفاة
لذلك فحكاية القرينة قد لا تنطبق هنا، لأن الوفاة لا تعني بالضرورة الموت وقبض الروح لنبحث عن قرينة لفظية تثبت المعنى الثاني
بل قد يكون المعنىالحقيقي والمعنى المراد هو النوم بالفعل كما سنرى بعد قليل
ومع ذلك يمكن أن تنطبق القرينة الحالية التي تنفي الموت بمعنى قبض الروح وترك الجسد خاليا منها وهي السياق العام للآيات، والأدلة الأخرى
والمجاز كله فيه أخذ ورد بين العلماء ما بين قابل له ومخالف، ولكن يبقى المعنى اللغوي الأصلي هو الأقوى
فالوفاء ومشتقاتها تعني كما تقدم الكمال والتمام، وهذا ينطبق على استيفاء المسيح عليه السلام كله بجسده وروحه من الأرض إلى السماء
وهناك ردود من العلماء على من قال بأن المراد هو قبض الروح وهذه بعضها:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ لما هدده اليهود بالقتل بشره بأنه إنما يقبض روحه بالوفاة لا بالقتل. والواو لا تفيد الترتيب ليلزم من الآية موته قبل رفعه
ـ أن فيه تقديما وتأخيرا تقديره: إني رافعك ومتوفيك
أي أنا رافعك الآن إلى السماء ثم متوفيك بقبض الروح من الجسد عند انتهاء أجلك كله، والدليل أن الفعل لم يأت بصيغة الماضي (إني توفيتك) بل بصيغة اسم الفاعل الذي فيه دلالة على زمن قادم هو الوعد بقبض الروح عند انتهاء ما لها من أجل في الحياة وإن طال، والمقصود هو بشارته عليه السلام بنجاته من اليهود ورفعه إلى السماء سالما دون أذى يلحقه
والواو تفيد الجمع والاشتراك ولا تفيد الترتيب، وإن قدمت الكلمة فلمعان أخرى ـ كالبشارة هنا ـ ليس من بينها الترتيب
ـ أن معناه قابضك من الأرض تاما وافيا في أعضائك وجسدك لم ينالوا منك شيئا. من قولهم توفيت حقي على فلان إذا استوفيته تاما وافيا
ـ أن معناه متوفي نفسك بالنوم من قوله تعالى: " والله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها" ورافعك إلي وأنت نائم حي لا تخاف بل تستيقظ وأنت في السماء آمن مقرب
الخلاصة أن المعنى هو: استكمال مدة محددة هي الأولى له في الدنيا، أو الرفع حالة النوم أي الوفاة بالمعنى الثاني، أوالتوفي بمعنى القبض من الأرض والأخذ الوافي أي أخذه كله بجسده وروحُه فيه إلى السماء سليما من أي ضرر
وهذا من جماليات اللغة العربية وسعتها إذ تحمل دلالات متعددة للكلمة ولكنه تعدد من باب التنوع لا التضاد، فالمعاني تصب في معنى موحد في النهاية وإن اختلفت السبل الموصلة إليه كما نجد في هذه الآية الكريمة
فتأمل أيها القارئ في تنزيه القرآن لنبي الله عيسى عليه السلام عن الإصابة بأذى من يتربص به ويريد له الشر، وتأمل في تلك المكانة العلية التي جعله الله فيها وهي الرفع إلى السماء وحفظه للمهمة التي عليه القيام بها في آخر الزمان
ـ[مسلمة]ــــــــ[26 - 04 - 2003, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنيئاً لك أخانا الكريم الفقير إلى الله اهتمامك بفهم القرآن الكريم
فنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال " خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
ليس لدي ما أقوله من الناحية اللغوية بعد الذي كتبته أختي العزيزة أنوار الأمل
كما أن قدراتي اللغوية متواضعة
أريد أن أقول إن القرآن الكريم يُفهم من كتب التفسير وليس فقط من الناحية اللغوية
وقد قال الله عز وجل عن المسيح عليه السلام:-
) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (النساء:159)
وقد فُسرت الآية الكريمة على أن المسيح عليه السلام رُفع حياً وأنه سيعود في آخر الزمان ليعيد النصارى إلى دين التوحيد - الاسلام- ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
وقد جاءت الآية بعد الآيات التي تُثبت بطلان عقيدة النصارى:-
) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157)
) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:158)
والسلام على الجميع(/)
سؤال في البلاغة
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 - 04 - 2003, 11:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام،
أود أن أطرح عليكم هذا السؤال:
ماهي العلاقة البلاغية بين الفعل " ضَرَبَ " و المفعول به " مَثَلاً " في الأية الكريمة:
" وَ ضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ "
ولكم منا جزيل الشكر.
و السلام ورحمة الله وبركاته [
ـ[الجابري]ــــــــ[28 - 06 - 2003, 09:11 م]ـ
الاخ الكريم ابو علي
السلام عليكم ورحمة الله
ان الفعل .. ضرب .. في الاية الكريمة ليس هو الفعل المعروف ظاهرا من الضرب , وانما فيه توسع وهو على تقدير ((مثل)) .. بتشديد الثاء .. ولذلك فان الفعل في هذه الصورة يتعدى الى مفعولين , ولا يلتزم معنى الضرب كما في قولك (ضرب زيد بكرا)) والله اعلم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 07 - 2003, 07:57 م]ـ
أخي الكريم
هذا ما وجدته عن ضرب الأمثال
ضرب الأمثال
من كتاب: التربية بضرب الأمثال لعبدالرحمن النحلاوي
===================
سنذكرأهم معاني الضرب ونطبقها على ضرب الأمثال القرآنية
1ـ الضرب إيقاع شيء على شيء. ولتصور اختلاف معاني الضرب خولف بين تفاسيرها كضرب الشيء باليد والعصا والسيف ونحوها، قال تعالى: "فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان"
إن ضرب المثل القرآني على ضوء هذا المعني يؤول ـ تربويا ـ إلى إيقاعه على الممثل له أي تطبيقه عليه بذكر أهم وجوه الشبه بينهما أو بمجرد إيجاد علاقة تشابه بينهما، وترك اكتشاف باقي أوجه الشبه للعقل يستنبطها على طريقة القياس وبهذا يربى العقل على المحاكمة والقياس والاستنباط
واختير له لفظ الضرب لأنه يأتي عند إرادة التأثير وهيج الانفعال كأنه يقرع الأذن لينفذ أثره إلى القلب وأعماق النفس
لكن الاستعمال اللغوي لفعل ضرب يدل على أن المفعول به (المضروب) هو الذي يقع عليه فعل الضارب، وفي جميع مواطن استعمال فعل (ضرب) للمثل نجد أن المفعول به هو المثل لذلك قال الشيخ محمد عبده: ولكن في الكلام قلبا، حيث جعل المثل هو المضروب وإنما هو مضروب به
* المعنى الثاني قاله الأصفهاني مبينا وجها آخر من معاني الضرب في هذا المجال إذ قال: وضرب المثل هو من ضرب الدراهم وهو ذكر شيء أثره يظهر في غيره
فكما أن القالب الذي يستعمل لصك الدراهم ـ وفيه رسوم على شكل تجاويف ونتوءات ـ إذا انطبق على قطعة الدرهم أو الدينار المعدنية وهي في درجة مناسبة من الليونة والحرارة ثم ضغط ظهرت آثاره رسوما ونقوشا على تلك الدراهم، كذلك المثل إذا طُبّق على الممثل له وبُين وجه الشبه أو المصير المشترك بينهما ظهر أثره في أعماق النفس وفي إثارة انفعالات الإنسان وتطوير سلوكه لتحقيق الهدف المقصود من المثل وظهر أثره قبل ذلك بإيضاح القصد من التشبيه أي بإيضاح تحقق الشبه بين المثَل والممثل له
فهذان معنيان لاستعمال الضرب للمثل
المعنى الأول هو المعنى العام (الضرب بإيقاع شيء على شيء) وقد رأينا تطبيقه على المثل
والمعنى الثاني ان لكل إيقاع نتيجة فضرب السيف نتيجته القتل أو الجرح وضرب الأوتار بالريشة يعطي نغما وصوتا، وضرب النقود يعطي القطعة المعدنية المستديرة شكل النقود المطلوبة، وضرب المجرم بالسوط تكون آثاره آلاما مبرحة وتأديبا ردعا له. وقد رأينا أن ضرب النقود هو أكثر هذه المعاني انطباقا على ضرب المثل القرآني(/)
أفيدونا أثابكم الله ...
ـ[مسلمة]ــــــــ[29 - 04 - 2003, 06:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب أحد الضالين الموضوع التالي:-
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (القيامة:1)
(لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) (البلد:1)
هل تصدق ان الله عندما يقول لا، فهو يقصد بها نعم؟؟؟
هكذا تفتق ذهن المفسرون الائمة المسلمين
لتفسير هذه الايات
فمنهم من قال
(لا) رد عليهم، و (أقسم بهذا البلد) يعنى يقسم بمكه
ومنهم من قال
لا أقسم، لا زائدة - ربما نسى الله فقالها بدون ان يدري -، والمعنى أقسم بهذا البلد
ومنهم من قال
حرف الالف فقط هو الزائد، والمعنى (لأقسم بهذا البلد) ه
بل وهناك من قرأها بهذه الطريقة، وهو ما يعطينا مفتاح للشك في كثير من الحروف في القرآن زائدة او غير زائدة
ومنهم من قال
فيه حرف الف ناقص، فالمقصود (الأ أقسم بهذا البلد) ه
ومنهم من قال
الكلام صحيح، فالمقصود (لا أقسم بهذا البلد) يا محمد الا وانت فيه
وطبعا لم يقل لنا اصحاب هذا التفسير، اذا كان الاهمية لوجود محمد في البلد، وليس للبد اي اهمية الا لوجود محمد فيه، فلماذ لم يقسم بمحمد مباشرة؟؟؟؟
واليك طائفة من الادلة على ما اوردناه باختصار
ابن كثير
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=90&nAya=1
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ
هَذَا قَسَم مِنْ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمَكَّةَ أُمّ الْقُرَى فِي حَال كَوْن السَّاكِن فِيهَا حَلَالًا لِيُنَبِّه عَلَى عَظَمَة قَدْرهَا فِي حَال إِحْرَام أَهْلهَا قَالَ خُصَيْف عَنْ مُجَاهِد " لَا أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد " لَا رَدّ عَلَيْهِمْ , أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد وَقَالَ شُبَيْب بْن بِشْر عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " لَا أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد " يَعْنِي مَكَّة.
الطبري
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=TABARY&nType=1&nSora=90&nAya=1
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {لَا أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: أَقْسِمْ يَا مُحَمَّد بِهَذَا الْبَلَد الْحَرَام , وَهُوَ مَكَّة
الجلالين
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=GALALEEN&nType=1&nSora=90&nAya=1
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ
" لَا " زَائِدَة " أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد " مَكَّة
القرطبي
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=90&nAya=1
يَجُوز أَنْ تَكُون " لَا " زَائِدَة , كَمَا تَقَدَّمَ فِي " لَا أُقْسِم بِيَوْمِ الْقِيَامَة " [الْقِيَامَة: 1] قَالَهُ الْأَخْفَش. أَيْ أُقْسِم ; لِأَنَّهُ قَالَ: " بِهَذَا الْبَلَد " وَقَدْ أَقْسَمَ بِهِ فِي قَوْله: " وَهَذَا الْبَلَد الْأَمِين " [التِّين: 3] فَكَيْف يُجْحَد الْقَسَم بِهِ وَقَدْ أَقْسَمَ بِهِ.
وَقَرَأَ الْحَسَن وَالْأَعْمَش وَابْن كَثِير " لَأُقْسِم " مِنْ غَيْر أَلِف بَعْد اللَّام إِثْبَاتًا. وَأَجَازَ الْأَخْفَش أَيْضًا أَنْ تَكُون بِمَعْنَى " أَلَا ". وَقِيلَ: لَيْسَتْ بِنَفْيِ الْقَسَم , وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ الْعَرَب: لَا وَاَللَّهِ لَا فَعَلْت كَذَا , وَلَا وَاَللَّهِ مَا كَانَ كَذَا , وَلَا وَاَللَّه لَأَفْعَلَنَّ كَذَا. وَقِيلَ: هِيَ نَفْي صَحِيح وَالْمَعْنَى: لَا أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد إِذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِ , بَعْد خُرُوجك مِنْهُ. حَكَاهُ مَكِّيّ. وَرَوَاهُ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد قَالَ: " لَا " رَدّ عَلَيْهِمْ. وَهَذَا اِخْتِيَار اِبْن الْعَرَبِيّ
السؤال الان
اذا كان الله يقول (لا اقسم) صراحة، فكيف يفهمها القوم انه (يقسم)؟؟؟
اذا متى يقول الله (لا) ويفهم منها فعلا (لا)؟؟؟
---------------
انتهى موضوعه
وجزاكم الله خيراً
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 04 - 2003, 07:45 م]ـ
أحد إخواننا الكرام قد بدأ بالرد فعليا
وسأحاول بدوري المشاركة في الرد حال الانتهاء منه
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1586
تحياتي،،،
...
تم تعديل الرابط
ـ[مسلمة]ــــــــ[30 - 04 - 2003, 12:58 م]ـ
أهلاً بك أختي العزيزة
جزاكم الله خير الجزاء على سرعة الاستجابة
للأسف الشديد الرابط لا يعمل
لذا رجاء أن تخبريني أين أجد الموضوع
والسلام على الجميع
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[30 - 04 - 2003, 05:04 م]ـ
أختاه .. تجدين الموضوع في النحو والصرف
باسم: ماذا تسمى هذه الـ (لا) لغة؟
للفقير إلى الله
ـ[مسلمة]ــــــــ[30 - 04 - 2003, 11:12 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء إخواني الكرام
http://nadyelfikr.net/viewthread.php?tid=11832&page=2&sid=
والسلام عليكم جميعاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 05 - 2003, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم
الرابط يعمل عندي
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1586
وأعانك الله أختي الكريمة مسلمة على هؤلاء
ـ[مسلمة]ــــــــ[01 - 05 - 2003, 11:42 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنه الإفلاس أخي الكريم فهم لا يجدون مطعناً في القرآن الكريم فيلجأون إلى مثل هذه المواضيع
ومن المضحك أن يأتي أولئك المساكين بشبهات لغوية عن القرآن الكريم بينما لم يجرؤ فطاحلة اللغة العربية في زمن القرآن الكريم على ذلك!
نسأل الله لهم الهداية
وجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمون من أجل خدمة لغة القرآن الكريم ودفع شبهات أولئك الضالين
والسلام على الجميع
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 06 - 2003, 02:33 ص]ـ
من أساليب اللغة العربية إدخال لا النافية للجنس علي فعل القسم: لا أقسم، أو قبل الأداة
وورد في أشعارهم كقول قائلهم
فلا وأبي أعدائها لا أخونها
وقال غوية بن سلمى:
ألا نادت أمامة باحتمال ** لتحزنني فلا بك ما أبالي
وقال امرؤ القيس: لا وأبيك ابنة العامري لا يدعى القوم أني أفر
مجمل أقوال العلماء في (لا) الواردة في القسم
في نحو قوله عز وجل: (لا أقسم بمواقع النجوم)، و (لا أقسم بيوم القيامة)
ـ (لا) زائدة للتوكيد والمعنى (فأقسم .. )
ودخلت القسم من أجل المبالغة في توكيده، كأنهم ينفون ما سوي المقسم عليه فيفيد تأكيد القسم به
وحرف الزيادة في العربية له دور في إثبات الكلام وتأكيده، وإن فقد هذا الحرف تأثر المعنى بفقد معنى التوكيد منه فصار أقل درجة
ومن هنا نفهم أن حرف الزيادة ليس عبئا إضافيا أو شيئا مهملا يمكننا أن نتخلص منه بسهولة
بل لا يمكن التخلص منه إلا أن نحتمل عواقب طرحه والتخلي عنه وهي فقدان درجة من درجات الأمر الذي نتحدث عنه أي التأثير في المعنى الذي نريد
وأحرف الزيادة في العربية متعددة، منها: (الباء) في خبر ليس وفي التعجب، و (من) في الجملة المنفية وبعدها نكرة، و (لا) في مثل قول الشاعر:
تذكرت ليلى فاعترتني صبابة ... وكاد نياط القلب لا يتقطع
وفي مثل قول الشاعر:
لا لا أبوح بحب بثنة إنها أخذت علي مواثقا وعهودا
فلو لم نعتبر لا زائدة لانقلب المعنى من النفي إلى الإثبات لأن نفي النفي إثبات، فصار قصد الشاعر إنه سيبوح، والمعنى الأصلي لا أبوح وهو المراد، و (لا) زائدة
ـ لام الابتداء مشبعةً (لأقسم = لا أقسم)
هي لام الابتداء أشبعت فتحتها فتولدت عنها ألف كقول الشاعر: أعوذ بالله من العقراب
أشبعت فتحة الراء فيها فتولد عنها ألف وإنما هي العقرب
ولام الابتداء لا تدخل على الفعل ودخولها في الآية على جملة من مبتدأ وخبر، والتقدير: فلأنا أقسم ثم حذف المبتدأ
ورده الزمخشري بأن اللام في هذه القراءة لا تصح أن تكون لام القسم لأمرين
أحدهما أن حفقها أن يقرن بها النون المؤكدة والإخلال بها ضعيف قبيح
والثاني أن سياق الآية يرشد إلى أن القسم بمواقع النجوم واقع ومقتضى جعلها جوابا لقسم محذوف أن تكون للاستقبال وفعل القسم يجب أن يكون للحاال
_ (ألا) الافتتاحية
وسهلت الهمزة تخفيفا لكثرة دورانها في الكلام
والتقدير: ألا
_ (لا) نافية
* (لا) نافية ردا على كلام سابق، فهي نافية لما قبلها تابعة لكلام سابق
ويقدر المحذوف بكلام مناسب مفهوم مما تقدم
ثم يستأنَف بالقسم (أقسم بـ ... )
* بمعنى: إّي لا أعظمه بأقسامي به حقّ إعظامه، فهو عظيم في نفسه
وهو حقيق بأكثر من هذا
* نفي القسم: بمعني لا أقسم به إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلي قسم أصلا فضلا عن هذا القسم العظيم
فيقال في آية القيامة: " لا أقسم عليك بذلك اليوم وتلك النفس ولكني أسألك غير مقسم أتحسب أنا لا نجمع عظامك إذا تفرقت بالموت؟ " فإن الأمر من الظهور بحيث لا يحتاج إلى القسم //مناع القطان//
* نفي الحاجة للقسم وذلك يكون في مواضع الثقة و اليقين ويهدف إلى التأكيد والتقرير
وهذه بعض أقوال العلماء في توضيح ذلك
ـ "والسر البياني لهذا الأسلوب يعتمد في قوة اللفت على ما يبدو بين النفي والقسم من مفارقة مثيرة لأقصى الانتباه
(يُتْبَعُ)
(/)
وما نزال بسليقتنا اللغوية نؤكد الثقة بنفي الحاجة معها إلى القسم فتقول لمن تثق فيه: لا تقسم، أو: من غير يمين. مقررا بذلك أنه موضع ثقتك فلست بحاجة إلى أن يقسم لك كما تقول لصاحبك: لا أوصيك بكذا تأكيدا للوصية بنفي الحاجة إليها
والتأكيد عن طريق النفي ليس بغريب عن مألوف استعمالنا، فأنت تقول لصاحبك: لاأوصيك بفلان تأكيدا للوصية ومبالغة في الاهتمام بها، كما تقول: لن ألح عليك في زيارتنا، فتبلغ بالنفي ما لا تبلغه بالطلب المباشر الصريح // بنت الشاطئ //
ـ "هو لون من ألوان الأساليب في العربية تخبر صاحبك عن أمر يجهله أو ينكره وقد يحتاج إلى قسم لتوكيده، لكنك تقول له: لا داعي أحلف لك على هذا، أو لا أريد أن أحلف لك أن الأمر على هذه الحال، ونحوه مستعمل في الدارجة عندنا، نقول: ما أحلف لك أن الأمر كيت وكيت. أو ما أحلف لك بالله لأن الحلف بالله عظيم إن الأمر على غير ما تظن .. فأنت تخبره بالأمر وتقول له: لا داعي للحلف بالمعظمات على هذا الأمر" // السامرائي //
ـ الفخر الرازي: (لا) نافية باقية على معناها ..
وأن في الكلام مجازا تركيبيا وخلاصة المعنى أن نقول: لا حاجة إلى القسم لأن الأمر أظهر وأوضح من أن يقسم عليه، وهذا الرأي جميل لأنه لا يراد به نفي القسم حقيقة بل الإشارة إلى أنه من الجلاء والوضوح بحيث لا يحتاج إلى قسم
ـ وهذا كلام الشيخ محمد عبده: لا أقسم عبارة من عبارات العرب في القسم يراد بها تأكيد الخبر كأنه في ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم. ويقال إنه يؤتى بها في القسم إذا أريد تعظيم المقسم به كأن القائل يقول: إني لا أعظمه بالقسم لأنه عظيم في نفسه. والمعنى في كل حال على القسم
ـ وهذا تعليق لطيف من الأستاذ صلاح عبدالتواب في كتاب النقد الأدبي: تلويح بالقسم مع العدول عنه مما يزيد المقسم عليه تأكيدا، كما إنه أوقع في الحس من القسم المباشر، وهذا الواقع هو المقصود من العبارة، وهو يتم أحسن تمام بهذا الأسلوب الخاص
** والخلاصة أن هذا أسلوب في القسم وهو مستعمل في العربية بل وفي لهجاتنا العامية كما تم الاستشهاد من قبل العلماء الأفاضل سواء في أسلوب الوصية أو أسلوب القسم نفسه كقولنا: لا والله ما فعلت
ومهما كان تفسيره أو تخريجه نحويا فالمعنى واضح مقبول لغويا ونفسيا، مفهوم عقليا
والنحو ليس حجة على كلام العرب بل كلام العرب هو الحجة على النحو لأنه أساس النحو ومادته**
ـ[مسلمة]ــــــــ[07 - 06 - 2003, 03:40 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله:)
هنيئاً لك يا أخيتي هذا العلم
ولجميع الأخوة هنا
يبدو يا أختاه أنك تصدقين أنهم يفهمون ما يكتبون فأتيت بهذا الرد الرائع حقاً
سأنقله الآن إن شاء الله تعالى
والسلام على الجميع(/)
الأخت الفاضلة أنوار الأمل
ـ[الفقير الى الله]ــــــــ[30 - 04 - 2003, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبذا اختى الفاضلة لو تساهمي في الرد على هذا الموضوع
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1556
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[30 - 04 - 2003, 02:05 ص]ـ
قد فعلت
شكرا لدعوتك
هداك الله وإيانا لما فيه الخير
ـ[مسلمة]ــــــــ[01 - 05 - 2003, 11:50 ص]ـ
الأخ الفقير إلى الله
لاحظتُ أن مواضيعك شبيهة بما يكتبه بعض النصارى على منتديات الحوار الديني مما يعتقدونه شبهات حول القرآن الكريم
فهل هناك موقع تقتبس منه هذه المواضيع؟
أرجو الرد للأهمية
وشكراً مقدماً(/)
أرجو أن أجد إجابة!!
ـ[أبو زيد]ــــــــ[02 - 05 - 2003, 07:01 م]ـ
أيها الأحبة:
1) تردُ في القرآن كلمة: (امرأة) وتردُ كلمة: (زوجة) ...
مالفرق بين الاستخدامين؟ وهل هناك سرٌ بلاغي في التعبير بكل ٍ منهما؟
2) مالفرق البلاغي بين استخدامي (حامل) و (ذات حمل)؟
3) مالفرق البلاغي بين لفظي (مرضع) و (مرضعة)؟
وفقكم الله ..
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 05 - 2003, 09:09 م]ـ
أهلا بك في المنتدى
أشكرك كثيرا على الأسئلة القيمة
ستجد الجواب بإذن الله
فأمهلني يومين
وفقك الله
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 05 - 2003, 10:50 م]ـ
أحب مبدئيا أن أنبه إلى أمر
وهو أن كلمة (زوجة) بالتاء لم ترد في القرآن
وردت كلمة زوج، مثل: اسكن أنت وزوجك الجنة. البقرة
أما زوجة فلم تأت
فكلمة (زوج) هي الأفصح، وتستعمل للرجل والمرأة
وردت كلمة: زوجهُ
الهاء ضمير يعود على النبي زكريا عليه السلام
ولعل هذا يدفعنا جميعا إلى إصلاح شيء من لغتنا وذلك باستعمال كلمة (زوج) للرجل والمرأة، مثلما استعملها القرآن الكريم، لنضمن للغتنا السلامة، ولمفرداتنا أن تكون الأفصح
ـ[أبو زيد]ــــــــ[10 - 05 - 2003, 10:15 م]ـ
أين أنت يا أنوار الأمل ... ؟؟؟
وعدتني بالبحث عن الإجابة، وطلبت يومين، وتركتك أسبوعًا ...
ـ[ربحي شكري محمد]ــــــــ[10 - 05 - 2003, 10:57 م]ـ
السيد ابا زيد, اقول في بعض الامور التي طلبت:
وأرْضَعَتِ المرأةُ فهي مُرْضِعٌ: لها وَلَدٌ تُرْضِعُهُ، فإن وصَفْتَها بإرْضاعِ الولَدِ قُلْتَ: مرْضِعَةٌ
الزَّوْجُ: البَعْلُ، والزَّوْجَةُ، وخِلافُ الفَرْدِ.
ويقالُ للاثْنَيْنِ: هما زَوْجان، وهُما زَوْجٌ. وزَوَّجْتُهُ امرأةً، وتَزَوَّجْتُ امرأةً.
وحَمَلَتِ المرأةُ تَحْمِلُ ,وهي حامِلٌ وحامِلةٌ.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2003, 02:31 ص]ـ
أخي الكريم
يعلم الله أني راجعت الآيات الخاصة بسؤالك الأول بعد ردي عليك مباشرة
وأني دونت عندي بعض الملحوظات وكتبت جزءا كبيرا من الرد الذي ستجده الآن
ولكني انشغلت بظروف أخرى فأرجو المعذرة منك
ولقد عدت الآن إلى الجواب الذي كتبته سابقا وأضفت إليه قليلا
وها أنا أضع ما توصلت إليه من النتائج بن يديك والقراء الكرام
وأرجو من الله التوفيق والسداد، والعفو عما فيه من زلل أو تجاوز
وأشكرك يا أخي الكريم كما أشكر الأستذ الفاضل ربحي شكري على تفضله بجزء من الرد
كما أتمنى من القراء والأعضاء الكرام امشاركة بملحوظاتهم حول ما سأعرضه ن حقائق ولا أزعم أني توصلت إلى نتائج
ومن الله التوفيق
================================
أخي الكريم
لقد راجعت الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمتا (زوج، امرأة)
لاحظت أن كلمة (زوج) كانت تعني وجود الجزء الثاني المتمم للنفس البشرية
وأنها أتت في مواضع التكريم والنعمة
أما كلمة (امرأة) فجاءت لتدل على (امرأة) دون تحديد هل لها زوج أو لا بل للحديث عن هذا النوع من الناس
هذا هو الرد الأول على سؤالك
إلا أن هذه الكلمة جاءت بصور أخرى: امرأته وامرأتك وامرأتي وامرأت
أي أنه يمكنك أن تقسم مواطن ورود الكلمة إلى قسمين
ولكني سأبين لك الأمر بتعداد المواطن التي ذكرت فيها كلمة (امرأة)
* امرأة لوط وامرأة نوح بالإضافة إلى الضمير (امرأته)
* امرأة العزيز
* امرأة فرعون
* امرأة إبراهيم وامرأة زكريا في حال الإخبار بالعقم
... كلمة (امرأة) وصفا أو اسم جنس للحديث عن أمر يخصها كالإرث أو الخوف من عسر في الحياة الزوجية وعند الحديث عن ملكة سبأ " إني وجدت امرأة تملكهم" وهو ليس موضع السؤال لأنه استعمال عام، ويدل عليه استعمال المثنى: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَان ـ القصص: من الآية23
وإن عدنا للتأمل في مواضع كلمة امرأة حسب التقسيم السابق
واستثنينا النوع الأخير ـ وهو يشكل قسما من قسمي معاني امرأة ويمكنك أن تضعه في مقابل كلمة زوج، بينما تصنف الأنواع الأخرى في القسم الثاني ـ وجدنا أن الأنواع الأخرى يلحظ فيها الجانب السيء وهو الخيانة (بمفهومها الواسع لا المحدد في نوع)، أو الانفصال النفسي (امرأة فرعون) أو العقم الذي يولد جهدا نفسيا
أي يمكن أن نقول إنها خاصة بحالة فيها انقطاع ما في الزوجية
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي الخيانة في النوع الأول، وفقدان هدف مهم من أهداف الزواج وهو النسل
يؤكد هذا القول هاتان الآيتان في دعاء زكريا: "إني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا"، " قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا"
واستمع إلى هذه الآية الكريمة: " فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه" الأنبياء
هل تلاحظون أن القرآن وصف المرأة بعد أن صارت صالحة للإنجاب بالزوج (أصلحنا له زوجه) أما قبلها فعبر عنها بامرأة
وهذا جانب من عظمة القرآن في تفرده بتخصيص بعض الكلمات بأمور أو حالات معينة دون غيرها
فهو مثلا يخصص الصوم بالامتناع عن الكلام
ويخصص الصيام للعبادة المعروفة
والأمثلة في هذا المجال كثيرة
ولكن بقي موضع: امرأة عمران، لايتناسب مع ما قلته بوضوح وقد يكون له خريج
هذا وإن امعجم يقول عن معنى الزوج:
(والأَصل في الزَّوْجِ الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كل شيء. وكل شيئين مقترنين)
وهذا يؤك على أن الزوج تعني اجزء الثاني، وتعني به الاقتران اكامل المستوفي لجوانب الاقتران كاملة
ولاحظت أمرا مهما أيضا وهو مما يكثر السؤال عنه
ـ وهو أن كلمة (امرأة) كتبت في خط المصحف بالتاء المربوطة عندما يكون المقصود هو جنس النساء وليس امرأة بعينها= 4مواضع
ـ وتكتب الكلمة بالتاء المفتوحة (امرأت) عندما تضاف إلى اسم الرجل أو لقبه
أما زوج وزوجك وزوجها فترد في مواطن السكن وتمام الحياة الزوجية وفيها التفضل بالنعمة
كما لاحظت بعض الأمور لا أعرف تفسيرها:
ـ نجد لفظ (امرأة، امرأت) عند الاقتران باسم الرجل أو لقبه
أما إن ذكر الضمير دون الاسم فتأتي أحيانا كلمة (زوج) وأحيانا كلمة (امرأة)
ـ كلمة (زوج) أضيفت في القرآن إلى كاف الخطاب وهاء الغائب، ولكنها لو تضف إلى ياء المتكلم، أما (امرأة) فجاءت مضافة إلى الضمائر الثلاثة
وإني خلال قراءتي للآيات وبعد التوصل لهذه النتيجة لفتت نظري من بين آيات (زوج) آية الزواج الثاني قبل العودة للزوج الأول
إذ رأيت الآية تقول:
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ــ البقرة: من الآية230
فعبر بالزوج ـ وليس البعل مثلا ـ للتأكيد على كمال الحياة الزوجية لا على الزواج الصوري لقصد التحليل كما يفعل بعض الناس
فالبلاغة في القرآن تكمن في مراعاة استعمال اللفظ الأنسب للمعنى من بين مجموعة ألفاظ
والقرآن نفسه يحدد معاني بعض الألفاظ، ويؤثر استعمال بعضها على غيره مما يؤكد وقوعها في الدرجة العليا من الفصاحة، وأنه إن وجد الفصيح فهذا الأسلوب ـ أو اللفظ الذي يستعمله القرآن ـ هو الأفصح
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2003, 02:47 ص]ـ
ولتمام الفائدة إليكم الآيات
===============
كلمة امرأة بالمعنى العام
وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ــ النساء: من الآية12
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْر ــ النساء: من الآية128
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ـ النمل:23
وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ـ الأحزاب: من الآية50
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ــ القصص:23
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ــ الأعراف:83
ِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ــ الحجر:60
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ــ النمل:57
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ العنكبوت:32
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ــ الذريات:29
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ــ هود:81
وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ــ العنكبوت:33
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ــ مريم:5
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً ــ مريم:8
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ـ يوسف:21
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ـ آل عمران:35
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ـ يوسف:30
قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ـ يوسف:51
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ـ القصص:9
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ــ التحريم:10
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ـ التحريم:11
وهذه هي الآيات الخاصة بكلمة زوج
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ـ طه:117
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ـ البقرة:35
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ـ الأعراف:19
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ــ النساء:1
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ــ الأعراف:189
(يُتْبَعُ)
(/)
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ــ المجادلة:1
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ــ الانبياء:90
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ــ البقرة:230
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ــ الأحزاب:37
وهذه مواطن أخرى لكلمة زوج
وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ــ الحج:5
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ــ الشعراء:7
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ــ لقمان: من الآية10
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ــ قّ:7
وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ــ النساء:20
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ــ الزمر:6
ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[18 - 05 - 2003, 11:07 ص]ـ
جميلٌ جداً أختي الغالية ..
بالفعل جعلتِنا نقف ثواني مبهورين بهذه البلاغة والإعجاز الإلهي، و لْيخسأ الكارهون والحاقدون والمجحدون،،
لا أدري ماذا عساي أن أقول أنا أمام كل الذي قلتِ! لكن بما أنكِ حبّذتِ المشاركة بالرأي، فقد خطر في ذهني أمر بخصوص (امرأة عمران)
قد قلتِ: (ولكن بقي موضع: امرأة عمران، لايتناسب مع ما قلته بوضوح وقد يكون له خريج)
وقلتِ قبلها: (كلمة (امرأة) وصفا أو اسم جنس للحديث عن أمر يخصها كالإرث .. إلخ)
والآية الكريمة كانت تتحدث عن ولادة امرأة عمران لمريم؛ أليس هذا شيئاً خاصاً بالمرأة؟
هذا إن كان ما فهمتُه صحيحاً
تحياتي، وعميق شكري ودعواتي،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 06 - 2003, 02:04 ص]ـ
أهلا بزياراتك القليلة يا قلمي:)
اشهد يا قمري .. هذا قلمي .. يغيب ويخفى .. كأنه الهلال ... في الشهر مرة ينال:)
ولكن .. مهلا يا قلمي ولا تشتط
أعد القراءة قليلا لتدرك أن ما قلتَه لا يصح في هذا الموضع
والغريب أني شعرت بالجواب الصحيح ولكني لم أكتبه
ربما ليطل قلمي علينا ;)
إلا أنني عزمت على الكتابة للرد عليك ولتأكدي من الجواب
الحمل والولادة خاصان بالمرأة
ولكن مواضع التخصيص تكون حيث جاءت كلمة (امرأة) مجردة من الإضافة
وأما امرأة عمران فمن الحالة الثانية حين تضاف إلى الرجل
ولكن لا يعبر عنها بكلمة (زوج) بل بكلمة (امرأة)
وذلك لانقطاع الزوجية
وامرأة عمران كان زوجها متوفى وهي حامل
وبذلك فلا زوجية قائمة بينهما
وبهذا تنطبق القاعدة ـ إن صح لفظ القاعدة هنا ـ على الحالات كلها
*فحيثما وردت كلمة (زوج) كان السكن وكمال الحياة الزوجية
*وحيث وردت كلمة (امرأة) مجردة فهي للحديث عن حالات معينة أو أحكام عامة تخص المرأة
*وحيثما وردت كلمة (امرأت فلان) بالإضافة ـ وفتح التاء ـ فهي للدلالة على انقطاع كلي أو جزئي في الحياة الزوجية وذلك بترمل أو خيانة أو كفر وإيمان
والآن يا قلمي ما رأيك أن تنضم إلى قائمة المتزمتين؟: D
ما الأفضل والأفصح: استعمال زوجة أم زوج؟
هل رأيت تلك الحلقة من ذلك البرنامج؟ لقد قال بالحرف الواحد:
فيه لغتان، اللغة القوية (زوج) للذكر والأنثى، واللغة الضعيفة الرديئة (زوجة) وأنكرها تماما قسم من اللغويين مثل الأصمعي
ما رأيك في المتزمتين؟ بل كن منصفا وقل لي: هل هذا تزمت؟: cool:(/)
طرفة
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[07 - 05 - 2003, 03:04 ص]ـ
منسوخ من البريد
\\\\\\\\\\\\\\
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية و اسمه (بشير) وتحوي القصة بعد انتهاء مادة البلاغة قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الاجابة و كعادته ما ان يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول ومن ثم السؤال الثاني وهكذا و في بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالا أو سؤالين بدون اجابة و هو أمر معتاد إلا أن الذي أثار استغرابه و أبدى دهشته ورقة إجابة لأحد الطلاب تركها خالية و لم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان:
أ بشير قل لي ما لعمل واليأس قد غلب الأمل
قيل امتحان بلاغة فحسبته حان الأجل
و فزعت من صوت المراقب إن تنحنح أو سعل
و أخذ يجول بين صفوفنا و يصول صولات البطل
أ بشير مهلا يا أخي ما كل مسألة تحل
فمن البلاغة نافع ومن البلاغة ما قتل
قد كنت أبلد طالب و أنا و ربي لم أزل
فإذا أتتك إجابتي فيها السؤال بدون حل
دعها و صحح غيرها و الصفر ضعه على عجل
فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة و البديعة ....
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 05 - 2003, 10:03 م]ـ
شكرا لاخينا القاسم على هذه الطرفة , التي لو اخذت بعين الجد لكانت
منهجا للمعلمين /
احسن بشير والله , وليت كل المعلمين مثله ,
وليتهم يتعلمون ان الاختبار ليس هو المقياس الاساس لتقييم مستوى الطالب ,
واحب ارسال تحياتي الحارة الى المعلم بشير
ـ[أبو زيد]ــــــــ[13 - 05 - 2003, 12:21 ص]ـ
وأنا أضيف تحية إلى تحيتك يا أبا خالد ...
فالمعلم أحسن في تصرفه ...
ولكن لو علم بذلك أهل الحل والربط هل سيوافقونا الرأي؟
ـ[سامح]ــــــــ[15 - 05 - 2003, 10:38 ص]ـ
: D
بوركت القاسم
ولكن , تعرفون مشكلة البلاغة أنها وأدت بالتقعيد فصار الطلاب
مبغضين لها ولو أننا نفضنا الغبار عنها وقدمناها في حلة التذوق
للنصوص والذي تقوم عليه البلاغة لما صار حالها هكذا عند الطلاب.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[15 - 05 - 2003, 10:14 م]ـ
اهل الحل والربط هم اكبر اسباب تراجع التعليم
ـ[الأخطل]ــــــــ[18 - 05 - 2003, 04:18 م]ـ
مهلا أبا خالد
أنا أنسحب: p ودع بشير ينفعك: D
ـ[الخيزران]ــــــــ[18 - 05 - 2003, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أليس نظم الشعر موهبة تصقلها القراءة ويقويها التمرس القائم على إرشاد ذوي الخبرة، لكنه في الأصل موهبة، وهذه الموهبة كما نعلم تختلف اختلافا نسبيا في القوة والجودة.
وقد قرأت شعرا لفتاة دون الثامنة عشرة، فلا تسأل عن قوة سبكه وجمال صوره وبديع أخيلته، فمن علمها ذلك؟ لا أحد، هو موهبة تفجرت ينابيها في ذاتها، فترقرق الشعر منها عذبا، وانساب من بين حناياها سلسلا.
أليس من الظلم لبقية الطلاب أن يعطى طالب الدرجة الكاملة استناداًعلى شيء لا يد له في، فلو لم يملك الموهبة لما نفع فيه علم المعلمين؟؟
الحقيقة أنه لا يعجبني أن يكون مقياس قدرات الطالب في الاختبار فقط، فالطلاب متفاوتون في القدرات فلم أطمس قدرة أو أحكم بالإعدام على أخرى لأنها لا يمكن أن تقاس بواسطة ورقة الامتحان، ولكنه نظام فرض على المعلمين، والمعلم الجيد هو من يوظف نظام الامتحان بأفضل صورة ممكنة.
ملاحظة:
لو ترك أمر تقويم قدرات الطالب للمعلم كلٌّ وفق شخصيته ونظرته للأمور لحدث - والله أعلم - اضطراب عظيم، ولدخلت (الواسطة) في حقوق الطلاب، وقد ينتج عن هذه الصلاحية خلل في نظام التعليم، لأن المعلم الجيد قد شح وجوده في هذا الزمان.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[19 - 05 - 2003, 07:33 م]ـ
الاخ الاخطل
والله شكلك مدرس مغلوب على امره كحالتي
ولكن اهل الحل والربط مهتمون باداء المعلم واستخدامه للوسائل , ويرسلون احدهم مرة في العام ليحكم على قدراتك خلال عشر دقائق
: D
اختي الخيزران
الا تحتاج المواهب الى صقل , وقبل ذلك تحتاج الى اكتشاف؟
اما المعلم الجيد فلا باس في ندرته المهم انه ما يزال موجودا يا ام هارون(/)
الضمائر المنفصله في سورة البقره
ـ[سلمان]ــــــــ[07 - 05 - 2003, 03:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوكم ان تعينوني علي معرفت الضمائر المنفصله في سورة البقرة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 05 - 2003, 11:29 ص]ـ
أهلا ب في المنتدى بين إخوانك في الفصيح
أخي الكريم .. إن عرفت الضمائر المنفصلة حلت مسألتك
ولستَ
في حاجة للسؤال
فالضمائر المنفصلة ـ ظنك تعلم ـ هي:
أنتَ وأخواتها
هو وأخواتها
أنا + نحن
إيا وأخواتها (ضمائر نصب)
في الآيات الأولى ستجد"وبالآخرة هم يوقنون" = هم
" وأولئك هم المفلحون" = هم
وهكذا
اقرأ السورة وابحث عن هذه الضمائر
أتمنى لك اتوفيق(/)
مؤلفات الدكتور السامرائي
ـ[الزكي]ــــــــ[17 - 05 - 2003, 06:26 م]ـ
السلام عليكم
الأخوة الأفاضل رعاكم الله؛ مع خالص تحياتي القلبية للجميع
بحثت كثيرا عن مؤلفات الدكتور فاضل صالح السامرائي وتعبت في ذلك، وللأسف لم أجد منها شيئاً! أرجو ممن لديه معلومات عن ذلك التفضل بإخبارنا.
للعلم بحثت في مكتبات السعودية/ المنطقة الشرقية.
كما أتمنى ممن لديه معلومة عن بعض المواقع التي تبحث في لغويات القرآن الكريم من كل جوانبه اللغوية والبلاغية والنحوية، أرجو تزويدنا
ولكم جزيل الشكر والعرفانفاضل صالح السامرائي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 05 - 2003, 09:49 م]ـ
أستاذنا الكريم الزكي
لقد سألتَ عن نفائس من كتب الدراسات القرآنية
ولاختلاف بلدينا فلا أظن أني سأفيدك كثيرا
لكني سأحاول وسأذكر لك دور النشر التي تصدر مؤلفاته مباشرة
يمكنك أن تطلبها من عندهم إن استطعت
وكتب السامرائي تستحق أن يبحث عنها وتقتنى مهما بعد مكانها
وأشهر مؤلفاته هي
* الدراسات القرآنية (سلسلة دراسات بيانية في أسلوب القرآن)
ـ بلاغة المفردة في التعبير القرآني
ـ التعبير القرآني
ـ لمسات بيانية
وهي من إصدارات دار عمار بالأردن
يمكنك أن تسأل عن المكتبات الحاصلة على توكيل نشر إصدارات هذه الدار
* الدراسات اللغوية
ـ معاني النحو: دار الفكر للطباعة بالأردن
ـ الجملة العربية تأليفها وأقسامها: دار الفكر
ـ الجملة العربية والمعنى: دار ابن حزم بيروت
* أما آخر إصدار له فهو كتاب: على طريق التفسير البياني ـ الجزء الأول
وهو كتاب قيم من كتب هذا الفن الذي قل من يؤلف فيه
وقد أصدرته جامعة الشارقة، ولا أظن أنك ستجده إلا عندنا، وبالتحديد في مكتبة الجامعة
وقد نفدت الأعداد، ولكنهم سيأتون بنسخ أخرى، يمكنك أن تطلبه منهم ليرسلوه إليك
إليك عنوان المكتبة
0097165726001
univbksh@emirates.net.ae
اتصل مساء حيث ستجد من يتفاهم معك حول الأمر
وأشير عليك أن تقتني كتاب: درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الإسكافي إن لم يكن عندك
فإنه من الكتب التي يعتمدها الأستاذ السامرائي، وهو منتشر متوفر في المكتبات
والطبعة التي أعرفها هي لدار المعرفة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 05 - 2003, 10:00 م]ـ
أما الموقع الخاص بالدراسات اللغوية القرآنية فإنني على اهتمامي بهذه الجوانب من الدراسات القرآنية إلا أنني لم أجد شيئا باستثناء مقال أو مقالين هنا أو هناك
وأذكر حاليا هذا الموقع
http://www.quranway.net/Library/Browser.asp?FolderId=39&mid=3
وأظن أنك إن أردت دقة وإبهارا كالعالم السامرائي فلا أظن أنك ستجد موقعا مثله
ولولا المشاغل وصعوبة التصريحات فإن محدثتك تتمنى أن لو أتيحت لها الفرصة لإنشاء مثل هذا الموقع ولتوفير بعض النفحات القرآنية على نهج السامرائي وكتبه على الشبكة
ولكن لي موضوعات قليلة قد تجد فيها شيئا ومعظمها من كتب العالم الفاضل السامرائي
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1463
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=881
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=368
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=225
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=386
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=356
وفقك الله وجزى أستاذنا السامرائي كل الخير وحفظ أرض الرافدين التي ما فتئت تخرج أعلام اللغة الأفذاذ عبر العصور
وأرجو المعذرة على التقصير
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 05 - 2003, 12:32 ص]ـ
هل يمكنك زيارة هذا الرابط ففيه شيء مما فتح به الله لأستاذنا السامرائي
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1786
ـ[الزكي]ــــــــ[12 - 06 - 2003, 10:14 م]ـ
السلام عليكم
الأخت الفاضلة (أنوار الأمل) رعاك الله على هذا الجهد الطيب.
بحق لست نورا واحدا؛ بل أنوار تتلألأ في عالم هذا المنتدى الجميل.
أتمنى لك دوام التوفيق والسداد وأن يحفظ حبك للغة القرآن الكريم في قلبك دائما، ونحن كذلك إن شاء الله تعالى
رعاك الله أبداً، وجميع الأعضاء الكرام
نسألكم الدعاء،،،،
سلامي الولائي عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نبيل الجلبي]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 01:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدناه موقع لمسات بيانية والدكتور فاضل السامرائي
موقع لمسات بيانية والدكتور فاضل السامرائي ( http://www.lamasaat.8m.com/index.htm)(/)
افيدونا أفادكم الله
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 - 05 - 2003, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخوة الكرام,
مامعنى الفعل يملك في هذا السياق؟ هل هو بمعنى أمتلاك الوسيلة للنصح أو بمعنى يستطيع ... ,لكم كل الشكر والأمتنان ورحم الله بها والديكم أجمعين ...
"مَا لَكُمْ لَا تَحَابُونَ وَ لَا تَنَاصَحُونَ ... وَلَا يَمْلِكُ أَحَدَكُمُ النَّصِيحَةَ لِمَنْ يُحِبْ"
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 05 - 2003, 10:27 م]ـ
أهلا بك في المنتدى
أما الجملة التي أوردتها فأظن أن هناك قطعا يؤثر في المعنى
ومما قرأت فأشعر ـ والله أعلم بمراد قائلها ـ أنها بمعنى عدم القدرة على النصح
وعدم القدرة هذه نابعة من عدم الرغبة في نفس المخاطَب مما جعله لا يستطيع النصح وإن كان يحب
ويحتمل أن يكون بمعنى عدم القدرة على توصيل النصيحة
ولكن لعل معرفتنا للكلام كله يرجح أحد المعنيين أو يقدم معنى جديدا
والله أعلى وأعلم(/)
احذروا يا شباب الانترنت
ـ[قوايا]ــــــــ[21 - 05 - 2003, 09:39 ص]ـ
احذروا يا شباب الانترنت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الصادق في قيله , القائل في محكم تنزيله عن كتابه العزيز: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وبعد فقد أحببت في هذه العجالة أن أنبه إلى مسألة خطيرة وهي أن حفنة من أعداء ديننا الحنيف قد شهروا لنا سيوفا مسمومة تطعن في مصداقية القرآن العظيم متخذة من الشبكة العنكبوتية ــ التي يرتادها الكثير من أبناء هذه الأمة ــ مطية لبث سمومها عند أوساط الشباب حتى ينالوا من هذا الدين العظيم, ويزعزعوا الثقة بين الشباب حول مصداقية القرآن الذي بين أيديهم، وذلك بعد أن عجزوا وعجز أسلافهم عن كسر شموخ وعظمة وكبرياء هذا الدين العظيم فانبروا إلى طريقة مبتذلة يائسة لطعن الإسلام من الخلف فنشروا الأقاويل المطولة والأخطاء النحوية التي زعموا ــ كذبا وافتراء ــ بوجودها في هذا الكتاب الخالد. فإذا ما قرأ الشباب الذي ليس له إلمام واسع بالعربية هذه المزاعم الباطلة فيخشى عليه بعد ذلك أن تتزعزع ثقته بمصداقية وصحة هذا القرآن العظيم.
فحذارِ حذارِ، وعلى كل من وجد مثل هذه الترهات أن يتخذ الإجراءات التالية:
1/ أولا أن يعتقد بما لا يدع مجالا للشك بأن هذه هي محاولة من المحاولات اليائسة وسيف من السيوف المسمومة التي يشهرها الأعداء لإقصاء الشباب المسلم عن دينه.
2/ أن قائلها لا يشترط أن يكون مقتنعا بما يقوله وخاصة إذا كان ضليعا في اللغة العربية وإنما أطلقها مكابرة وحقدا.
3/ لا يشترط في كل من نشر مثل هذه الأقاويل أن يكون متمكنا من اللغة العربية بجميع فروعها وقواعدها.
4/ أن على كل من وجد مثل هذه الافتراءات , أو رأى هو بنفسه في القرآن ما هو ظاهره مخالفة لقواعد اللغة أن يعلم علم اليقين بأن القرآن بريء من هذا وأن هذه من نزغات الشياطين وإذا أراد أن يطمئن قلبه فعليه أن يرد مسألته إلى الكتب التي تناولت إعراب القرآن العظيم أو بعض آياته. أو يرجع إلى أهل الاختصاص في زمانه. علما بأن أغلب هذه المسائل إن لم تكن جميعها قد قتلت بحثا في كتب السابقين والمحدثين.
4/ أن يطمئن بأن القرآن العظيم كتاب خالد (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) وقد تحدى في مختلف العصور والأزمان البشرية جمعاء بأن يأتوا بمثله في إعجازه ــ بما فيه الإعجاز اللغوي ــ وأن كل من توهم بوجود أي خطأ في القرآن أن آفته هي الفهم السقيم.
5/ أن يضع في اعتباره كون القرآن العظيم نزل في عصر كان أهله في قمة الفصاحة والبلاغة وهم قوم يتكلمون العربية بطلاقة وقوة وهم أرباب العربية وفق السليقة وفيهم من حارب الإسلام بكل ما أوتي من قوة فلو أن هؤلاء وجدوا ولو خطأ واحدا لكان من أمضى السيوف التي سيجابهون بها هذا القرآن الذي يتحداهم صباح مساء أن يأتوا بمثله وقولهم (لو شئنا لقلنا مثل هذا) إقرار منهم بشكل غير مباشر بأن هذا القرآن قد جاء وفق لغتهم. أما كونه لا يخالف العربية فهذا أمر مفروغ منه عندهم فهم موقنون بذلك تمام اليقين.
6/ وأخيرا أقول مهما طعن هؤلاء في القرآن الكريم فإن هذا القرآن العظيم سيبقى عزيزا عظيما شامخا يسخر من هؤلاء الذين يحاولون يائسين من النيل منه والذين ينطبق عليهم قول الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وفي الختام أقول لكم:
ردوا علي إن كان في القول من خطأ* فالنفس دوما على الأخطاء تعتاد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 05 - 2003, 10:35 م]ـ
أستاذي الكريم
معك الحق فيما تفضلت به
فالشبكة بحر زاخر فيه السيء والجيد والطيب والخبيث
وإن أعداء الله الطامعين في إطفاء نور الله الخاسرين في ذاك دوما بفضل الله يستغلون أي فرصة لفعل ما يتمنون
ووجدوا في الشبكة مجالا خصبا لذلك إذ يرتادها الشباب وعامة الناس وأكثرهم ممن لا علم له باللغة ولا بشيء في الغالب
فهم ينفثون تلك السموم في وجوههم ويحاولون غرسها في قلوب أولئك الضعفاء اللاهين خاصة وغيرهم من الغيورين قليلي العلم لعلهم ينالون منهم أيضا
وما أسعدهم إن نجحوا في بث الشكوك في قلب مسلم!
واعلم أخي أن من وضع تلك الشبهات لا ينطق العربية إلا بتكسير حروفها وحركاتها ولا تسأل عن مخارجها، ولكنه مع ذلك قرأ في اللغة وعرف أن ما يدعيه موجود في لغة العرب التي بنيت القواعد عليها واستخلصت منها، ويعلم أن أقل المتخصصين يستطيعون الرد بالحجة والبرهان من النحو نفسه الذي يحتج به، فَفِعله ليس من الجهل وإن كان ضعيف اللغة لكنه من تَعَمُّد الإضلال
وأن من يتابع بعده نشر الشبهات لا علم لهم باللغة لكنهم وجدوا آباءهم كذلك يفعلون وغرهم تعليم الابتدائي بأن الفاعل مرفوع بالضمة والمفعول منصوب بالفتحة وحرف العطف يعطف اسما على اسم يشبهه ... فظنوا أن ما يقرؤون مخالف بالفعل لتلك القواعد التي سمعزا بها يوما ما
وإنك مهما أتيتهم بدليل على كذب ادعاءاتهم واستيقنته نفوسهم فهم لا يتراجعون من باب الكبر وتعمد الإضلال على علم
ولكننا نفعل ما علينا وننبه الشباب ونحاول أن نرد شبهاتهم بالرد العلمي لكيلا يبقى لقارئ ولا لناشر الشبهات حجة
ونسأل الله أن يعيننا ويحمينا من مكائد أعدائه
ولقد ذكرتني أستاذي الفاضل بموضوع قديم لي سأحاول نشره هنا
جزاك الله خيرا وأسأل الله أن يبارك في غيرتك(/)
افتراءات على القرآن - أتى بتوضيح الواضح
ـ[الفقير الى الله]ــــــــ[21 - 05 - 2003, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س 126: جاء في سورة البقرة 2: 196 فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ. فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟
الجواب: هذا من باب توكيد الكلام ولا عيب فيه. كما تقول: سمعته بأذني ورأيته بعيني. والحال الاكتفاء بلفظ السماع من غير أن تأتي بلفظ الأذُن والعين. وكما قال الله) فخر عليهم السقف من فوقهم (ولا يكون الخر إلا من السماء.
وذهب الإمام الطبري إلى أن المعنى " تلك عشرة فرضنا إكمالها عليكم إكمال صومها لمتعتكم بالعمرة إلى الحج. فأخرج ذلك مخرج الخبر".
كتبه الشيخ / دمشقيه(/)
افتراءات على القرآن - تذكير خبر وإسم المؤنث
ـ[الفقير الى الله]ــــــــ[21 - 05 - 2003, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س 108: جاء في سورة الأعراف 7: 56 إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ. وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول قريبة.
الجواب: إن تذكير (قريب) على تذكير المكان. أي مكان قريب. قال الفراء: إن القريب إذا كان بمعنى المسافة فيجوز تذكيره وتأنيثه. واذا كان بمعنى النسب فيؤنث بلا اختلاف بينهم. فيقال: دارك منا قريب. قال تعالى (لعل الساعة أن تكون قريبا). (إعراب القرآن الكريم3/ 371).
س 125: جاء في سورة الشورى 42: 17 اللهُ الذِي أَنْزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ. فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة؟
الجواب: في الآية مقدر محذوف وهو مجيء الساعة قريب. وفيه أيضا فائدة وهي أن الرحمة والرحم عند العرب واحد فحملوا الخبر على المعنى. ومثله قول القائل: إمرأة قتيل. ويؤيده قوله تعالى) هذا رحمة من ربي (فأتى اسم الإشارة مذكرا. ومثله قوله تعالى) والملائكة بعد ذلك ظهير (.
وقد جهل المعترض بأنه المذكر والمؤنث يستويان في أوزان خمسة:
1 - فعول كرجل صبور وامرأة صبور.
2 - فعيل: كرجل جريح وامرأة جريح.
3 - مفعال: كرجل منحار وامرأة منحار أي كثير النحر.
4 - فعيل: بكسر الميم مثل معطير ومسكين وجوزه سيبويه قياسا على الرجل.
5 - مفعل: بكسر الميم وفتح العين. كمغشم وهو الذي لا ينتهي عما يريده ويهواه من شجاعته. ومدعس من الدعس وهو الطعن.
(إعراب القرآن الكريم 9/ 25).
كتبه الشيخ / دمشقيه
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 05 - 2003, 11:28 م]ـ
الأستاذ الفاضل الفقير إلىالله
لك الشكر الجزيل على غيرتك على القرآن وبحثك عن الحقيقة فيما قد يشكك فيه المشككون لضعف أو مرض أو مآرب أخرى
والشكر موصول لإكمالك هذه السلسة التي بدأت بها ثم أجلتها وأسأل الله أن يعينني على إتمامها
وعندي ردود إضافية لتوضيح بعض ما تفضلت به، أحاول جمعها وتنسيقها لعرضها في صفحتك لتكتمل الفائدة بإذن الله
وفقك الله وشرح بالقرآن والإيمان صدورنا(/)
ساعدوووووني
ـ[بنت اللغة]ــــــــ[26 - 05 - 2003, 10:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أريد من أحد الاخوة الكرام أن يتفضل علي
بشرح الاستعارتين التصريحية والمكنية
وكيفية اجراء التصريحية مكنية والعكس
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 05 - 2003, 01:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
الاستعارة تشبيه حذف أحد طرفيه
الاستعارة المكنية هي التي حذف منها المشبه به، وبقي المشبه فقط
وأُتي بصفة من صفات المشبه به المحذوف أو بشيء من لوازمه
الاستعارة التصريحية هي التي يصرح فيها بذكر المشبه به ويحذف المشبه
إن كان الخطأ أو الخلط بينهما يكمن في تحديد الاسم فعلينا أن نعلم أن الهدف هو المشبه به لأننا نريد أن نعرف انعكاس الشيء في نفس القائل، أي بم شبه هذا الشيء؟ فإن كان المشبه به ـ وهو موطن الاهتمام ـ مصرحا به فهي تصريحية، وإن كان محذوفا فهي مكنية تشير إليه ولا تصرح به
وعند تناول صورة بلاغية علينا أن نذكر قيمتها الفنية وأن نبرز أثرها في الكلام وإيحاءها
* وكل استعارة مكنية تكون في قرينتها استعارة تصريحية تبعية
ولكن .. ليست كل استعارة تصريحية حاملة لاستعارة مكنية
وإليك هذا المثال: "واشتعل الرأس شيبا"
... إذا أجرينا الاستعارة في لفظ الرأس قلنا: شبه الرأس الأشيب بالنار التي تشتعل وتتوهج
حذف المشبه به وأبقى على صفة من صفاته (اشتعل) على سبيل الاستعارة المكنية
... وإذا أخذنا القرينة (اشتعل) وأجرينا الاستعارة فيها قلنا: شبه انتشار الشيب في الرأس باشتعال النار بجامع (وجه الشبه) التوهج واللمعان كتوهج النار ولمعانها، حذف المشبه وصرح بالمشبه به (اشتعال النار) على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية
وهذا مثال ثان
"إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية"
... الاستعارة في كلمة الماء = مكنية
شبه الماء بكائن حي هو الظالم المعتدي الدي يطغى ويجاوز الحد فيكون منه الإهلاك والتدمير كما كان من هذا الماء المندفع
والمشبه به محذوف تدل عليه القرينة (طغى) والاستعارة مكنية
... أو الاستعارة في كلمة طغى = تصريحية
شبهت الآية الكريمة كثرة الماء بالطغيان ووجه الشبه هو تجاوز الحد والخروج عن الاعتدال
وذلك في موطن بيان قدرة الله تعالى الذي أنجى المؤمنين على الجارية في هذا الهول المحدق والماء الطاغي المجاوز لكل حد
والاستعارة تصريحية لأن المشبه به مذكور
وهكذا فإن كل استعارة مكنية يمكننا أن نستخرج من قرينتها استعارة تصريحية وهي تكون في الغالب في كلمة هي فعل أو اسم مشتق
أما إن قلت: صافحت البحر
فهذه تصريحية ولا تحمل مكنية في قرينتها
========================
بالاستعانة بكتاب البلاغة العربية: البيان والبديع للدكتور وليد قصاب
ـ[الجابري]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 02:41 ص]ـ
عندي بحث مفصل على ملف وورد في الاستعارة بجميع اقسامها على ضوء الايات القرانية المباركة , فاذا كنت تود الحصول عليه فارجو اعطائي عنوانك وسوف ارسله ان شاء الله ولمن يحتاجه من الاخوة.
الجابري
alialjaberi*************
ـ[الجابري]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 02:52 ص]ـ
عذرا يمكنك تنزيل الملف المرفق الذي يحتوي على شرح للاستعارة(/)
ردا على الشبهات حول القران
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[26 - 05 - 2003, 11:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اخوتي اعضاء الفصيح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت اقرا موضوع اخينا في الله ((الفقير الى الله)) فخطرت لي خاطرة
كتبتها واحببتان انشرها لتعم الفائدة لي ولكم والله الله في تصويباتكم
اخي في الله
قرات موضوعيك في رد بعض الشبهات عن القران واعجبتني غيرتك على كتاب الله الذي فيه شفاء للصدور ((وشفاء لما في الصدور))
وقال ((وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين
إلا خسارا)) وقال تعالى ((ويشف صدور قوم مؤمنين))
لأن القران كتاب لا يأتيه البطل من بين يديه ولا من خلفه
ولكن وللأسف فإن بعض ضعاف النفوس استغلوا ما في القران من غموض ليفسدوا عقول الناس خاصة ضعاف الايمان , والذين لا يدركون خطورة ذلك اما لقلة علمهم , او لتاثرهم باصحاب الكلام ((المتكلمون هم اصحاب علم المنطق
وقد قرات لك الكثير عن القران وحاولت الاجابة على اسئلتك ولكني احببتك ان اعطيك ما هو اهم من الاجابة على اسئلة , ربما لو اقنعتك
لوجدت ما يغير تلك القناعة مرة اخرى , ولكنك لو توضأت يوما وأمسكت بالقران وقرأت قوله تعالى ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى
)) عندهاستعرف أن القران لم يكن ساحة للتأويل حسب الاهواء , ولا لنتعب في استخراج ما ابهم فيه انما انزله الله عبرة لمن يخشى
واما الامور المبهمة فهي امر بدهي ان توجد في القران لأن القران جاء على اساس غرس الايمان بالله وبالغيب كما قال تعالى ((
الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) والايمان بالغيب هو اختبار للبشر لان الغيب لو ظهر وسهل على العقل البشري ادراكه لم يكن للايمان به ذلك المعنى حال كونه غيبا))
وما رايك ايضا لو قرات قوله تعالى ((بسم الله الرحمن الرحيم))
ٍ
[يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ] وارجوك ان تكتمل السورة لأن فيها من الايات ما هو كفيل بغسل القلوب
اننا عندمانؤمن بالله فننا نؤمن وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره
وعندما نؤمن بذلك لا يحق لنا ان نستدل ونستنتج , ولا يحق لنا ان نتعامل مع الايمان بعقولنا , لان عقولنا غير مهيأة للا مور
الغيبية , ومداركنا اقصر من ان تحيط بمحيط العوالم واسرار الخفيات ,ولذلك كان محل الايمان القلب لان القلب اذا احب شيئا بصدق فان حبه يجرده من استخدام عقله في تعليل هذا الحب , او البحث عن عهلة كافية تجعل العقل يحكم بانها تكفي لتفسير هذا الحب
واخيرا اسال الله ان يهدينا وان ينير لنا قلوبنا لنستخم عقولنا بطريقة صحيحية،، والا يجعلنا من الذين يبتغون الفتنة
كما قال تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)) جعلنا الله واياك من اولي الألباب
مع محبتي
اخوك محمد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 06 - 2003, 02:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأسبغ عليك من العلم النافع ما يشرح صدرك ويثبت يقينك
ورفع في الجنة مقامك
غيرة ليست غريبة على مسلم واع محب لإخوانه ناصح لدينه
أسأل الله أن يباركها ويجزيك بما هو أهله
أخي الفقير إلى الله
هنيئا لك هذه الأخوة ممن يحبك ويخاف عليك
أسأل الله أن يجعلكما إخوانا على سرر متقابلين ويشرح صدرك للنور المبين
وأشيد في كلام أخي أبي خالد بدعوته الى الإيمان اليقيني الصادق الذي لا تنتابه ذرة شك أو شائبة ريب
ولكن الحاصل في عالمنا هو سيطرة الحياة المادية وغلبة العقلية الفلسفية المنطقية فصرنا نطلب دليلا لكل شيء وعلى كل شيء دافنين قلوبنا متجاهلين دورها في حياة الإنسان وحتى في الشرع إذ يقول الصادق الأمين: استفت قلبك وإن أفتزوك، ويقول: كيف وقد قيل. داعيا إلى مراجعة دور القلب والاهتمام به
وصرنا نقول الآن نحن نؤمن ونطلب الأدلة لنؤكد إيماننا ولا غبار على ذلك ولكن اعلموا أن النتيجة إيمان عقلي بارد جامد ما لم يشاركه القلب معرفة عظمة الخالق
وإني لأتذكر قول أحد علماء الكلام: إني أملك ألف دليل على وجود الله
فإذا بالجواب من الفطرة السليمة والقلب الموقن ينطلق كالقذيفة على هذا الفيلسوف من فم امرأة عجوز سمعته: لو لم تكن تملك ألف شك على وجود الله لما بحثت عن ألف دليل لتثبته
وأما القرآن العظيم فمعظم سوء فهمنا له أو شعورنا بغموضه أو تفجر التساؤلات في نفوسنا نحو كلامه راجع إلى جهلنا الكبير بلغتنا وعدم معرفتنا أساليبها في الحديث و طرائقها في التعبير
وكلنا نتعلم .. فلنتعلم لغتنا الحبيبة بوعي وفهم ومحبة
ولنقترب من فهم القرآن أكثر وأكثر
ولنطبقه في حياتنا أكثر وأكثر .. وذاك هو المراد الأعظم
وفقكم الله جميعا
ـ[الفقير الى الله]ــــــــ[13 - 06 - 2003, 06:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما اخواني الكريمان .. والغيرة امر طبيعي لمن يحب الله ورسوله
وانوّه كذلك لمجهود اختي الفاضله الإستاذه أنوار الأمل في ذبّها عن دين الله و فيما يُثار حوله من شبهات
لذا فإني أدعوها أن تستمر في الذب عن هذا الدين العظيم والله يوفقها في ذلك(/)
مصحف النور
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 05 - 2003, 11:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مصحف النور
برنامج قيم .. ضعه في حاسبك وسيسهل لك عملية البحث عن أي كلمة تريد في أي سورة من القرآن الكريم
ويمكنك نسخ ما شئت من الآيات مضبوطة بالشكل وتستطيع تنسيقها بالشكل الذي تحب
مصحف النور ( http://www.nooor.com/exeqrn.exe)
شرح طريقة تنزيل البرنامج:
1 - نقوم بحفظ البرنامج في مكان تختاره مثلاً على (المستندات).
وبعد إتمام التنزيل نتبع ما يلي:
1 - نقوم بفتح المستندات وستجد exeqrn نقوم بالضغط عليها مرتين.
2 - ثم نضغط على Continue
3- ثم Next
4- ثم نختار نعم.
5 - ثم Close
وبعد ذلك نذهب إلى:
1 - جهاز الكمبيوتر.
2 - ثم نختار C:
3- ثم نختار Program files
4- ثم نذهب إلى exeqrn نضغط عليها مرتين.
5 - ثم setup
و نتابع المطلوب.
بعد ذلك نجد البرنامج موجود في الوورد ضمن شريط المهام ....... بعد كلمة تعليمات
طريقة تشغيل برنامج القرآن (مصحف النور) مع برنامج الوورد xp
1- قم بتحميل البرنامج.
2 - بعد تحميل البرنامج قم بالضغط عليه مرتين.
سوف يقوم بفك الضغط ويضع البرنامج تحت المسار الافتراضي التالي أو المسار الذي تحدده أنت:
c:\Program Files\exeqrn
3- اذهب إلى المسار السابق ستجد تحته ملف الـ setup.exe قم بالنقر عليه مرتين .. سوف يقوم بتحميل البرنامج.
4 - بعد ذلك قم بالبحث عن الملف التالي ( MFCNRQ.WLL ) ستجده غالبا تحت الـ c:/MFCNRQ.WLL مباشرة>
5 - قم بقص هذا الملف أو نسخه حسب رغبتك ثم اذهب إلى المسار التالي وألصقه فيه:
c:\Documents and Settings\*****\Application Data\Microsoft\Word\STARTUP
6- بعد ذلك افتح برنامج الوورد ستجد قائمة القرآن موجودة بجانب قائمة تعليمات.
**منقول من http://aaa111.jeeran.com/quran.html
طريقة العمل
ستظهر لك أيقونة تحمل اسم القرآن في شريط الأوامر في الصفحة الرئيسية لبرنامج (وورد)، والخيارات المتوفرة فيها هي: البحث، المساعدة، حول
http://asadek7.jeeran.com/qur1.jpg
اكتب الكلمة التي تريدها في (نص البحث)
وحدد الخيار: مطابق أو جزئي أو في النتائج
ثم اضغط بدء البحث
http://asadek7.jeeran.com/qur2.jpg
تظهر النتائج بالشكل التالي
http://asadek7.jeeran.com/qur3.jpg
فإن كنت تحتاج إلى جزء من الآية فقط فظلل ما تريد ثم اضغط: نسخ المظلل
ثم أغلق البرنامج، وستجد ما تريد على صفحة الوورد
http://asadek7.jeeran.com/qur4.jpg
إمكانية تغيير النص واللون التي تعرض به الآيات في البرنامج تتم عن طريق الخيار " خط "، ويمكنك أن تنزل الآيات على الصفحة ثم تنسقها كما تشاء
http://asadek7.jeeran.com/qur5.jpg
** منقول من منتدى بيت العرب www.beetalarab.net
لا تنسوني من الدعاء وكل الإخوة الذين ساهموا في إعداده والإعلان عنه
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[29 - 05 - 2003, 06:24 م]ـ
شكرا لكل جهودك القيمة 0
بديع الزمان0(/)
نقد مشاركات الاعضاء المنشورة في الابداع
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[28 - 05 - 2003, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارأيته في منتداكم من مواهب نقدية , ومقالات جادة في النقد , اوصلني الى قناعة بثراء عقليتكم
ولما كان الابداع لا يكتمل بدون النقد , ولحاجه اخوتكم نفي منتدى الابداع الى نقدكم البناء, احببت ان اطرح موضوعا يخص مشاركات اعضاء
الابداع بالنقد والتحليل
ولتسامحني مشرفتكم الفاضلة واعضاؤكم الافاضل على تطاولي
وطرحي لاقتراحي دون اخذ ارائكم والتي اثق بانها سترحب بالفكرة
واترك للاخت انوار اختيار الآلية التي تراها مناسبة لطرح النصوص للنقد كتخصيص مدة كافية لكل نص يتم بعدها طرح نصوص اخرى ,
وقد اخترت نصا ليكون الموضوع الاول وهو قصيدة لفارسنا ((فارس اليراع)) معنونة بـ ((ويبقى الامل))
إن كنت يوما قد أتيتك ii حالما = بقصيده ووهبتها ii إياك
وعلى حواشيها كتبت ii متيم = أو معجب او انني ii اهواك
أو كنت يوما قد اتيتك شاعرا = تصغي لوحي مشاعري ii اذناك
ونسجت من لغه العيون ii قصائدي = وأمدني بخيالها ii عيناك
فلتعذريني إن وادت ii مشاعري = وكفرت بالكلمات كي انساك
وخدشت من إرشيف ذاكرتي ii كما = كتب .. اسمك .. ومحوت من اسماك
هذا لا ني ما وجدتك حيثما = كانت تحدثني به شفتاك
فلتعذريني إن اتيتك ii ثائرا = لا ذالك المشغوف في ii رؤياك
أنا ما عبدت ولن تكون ii عبادتي = يوما لك، كلا، ولا ii لسواك
أنا إن عبدت عبدت ربا ii واحدا = سبحانه فهو الذي ii حلاك
بالحسن إذ شطر الجمال ii فنصفه = للغانيات ونصفه ii اهداك
فلتتركيني قد سئمت ii غوايتي = مالي ولدوران في ii افلاك
مالي وللامل العقيم ii، سئمته = وسئمت احلامي وسئمت ii هواك
فلتتركيني كي اريح ii قصائدي = وأريح صدري من جوى ii ذكراك
ذبلت حروف رسائلي ii وأظنها = لن ترتوي إلا بطيب ii شذاك
لكنني مازلت رغم ii ذبولها = تلك الحروف يغيظني ii لقياك
أنا إن اتيتك حاملا في ii دفتري = شعري البرئ براءه ii النساك
ونثرت بين يديك سحر ii قصائدي = وحملت بين جوانحي ii مضناك
ما كنت اعلم ما مصير ii رسائلي = لو كنت اعلم ما وددت ii اراك
كلا، ولا لي في وصالك رغبه = أو هزني شوق إلى ii لقياك
مع محبتي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 05 - 2003, 01:28 ص]ـ
أستاذي الفاضل
أشكرك على هذه المبادرة القيمة التي تكشف حرصك الشديد على إخوانك وهمتك في تقييم أعمالهم
وإن منتدى الإبداع يكشف المواهب الحقيقة بالمتابعة والتوجيه لتنمو في تربة الإبداع الخصبة نموا سليما
أخي الكريم إن اقتراحك هذا سهل لي اقتراحا كنت أفكر فيه بالفعل
فأرجو أن تراجع قسم المشرفين مشكورا
وإني على استعداد لتقديم كل ما أستطيعه ـ وهو للأسف قليل ـ للنهوض بمنتدانا ومراعاة موهوبينا
ولي ملحوظة من فضلك وهي أنك ـ وكل عضو في المنتدى ـ عندما تريد نقل نص شعري كتب بالتنسيق فأتمنى أن تضغط على اقتباس ثم تنسخ النص الأصلي لكيلا تظهر هذه الحروف التي تعيق القراءة
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 06 - 2003, 11:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبما ان لا احد توقف عند هذه القصيدة , واصبحت وحيدة في مكانها
شمرت وجابهت مالا طاقة لي به , وهو النقد , لذا فلا يؤاخذني اهله بما ساقترفه في حق النقد , ولا يحسب علي جهابذته خروجي عن قوانينه , وقواعده ,
فانا لا اجرؤ على تسمية ما ساكتبه نقدا , انما هو وصف للقصيدة مستند الى انطباعي عنها , فإلى الموضوع
إن كنت يوما قد أتيتك ii حالما
بقصيده ووهبتها إياك
وعلى حواشيها كتبت ii متيم أو معجب او انني ii اهواك
أو كنت يوما قد اتيتك شاعرا تصغي لوحي مشاعري ii اذناك
ونسجت من لغه العيون ii قصائدي وأمدني بخيالها ii عيناك
فلتعذريني إن وادت ii مشاعري وكفرت بالكلمات كي انساك
ان كنت , افتتاحية تفيد بانة لم يعد ذلك الشخص الذي كانه , والحالة التي عرفته بها لم تعد موجودة ,
ثم يروغ الشاعر ببراعة الى وصف حالته القديمة
ياتي تحمله احلامه اما هو فيحمل قصائده , ليهديها اليها , فهو يحبها كقصائده ,
وما اجمل ان يحب الشاعر شيئا كحبه لقصائده ,
ويهديها القصيدة فليس للغالي الا الغالي
وعلى حواشيها كتبت ii متيم أو معجب او انني ii اهواك
(يُتْبَعُ)
(/)
استطاع فارسنا ان يوفق في سبك هذا البيت , واظهر مقدرة فائقة في نظمه
وموهبة في اختيار الالفاظ المناسبة , ليشعر القارئ فورا بما كان يشعر به الشاعر
وعلى حواشيها. كتب اشياء فما هي
متيم. معجب , هاو
من قال انها جميعا تحمل نفس المعنى , لاشتراكها في معنى الحب , فانه لم ينظر الى اعماق القصيدة والتي حتما ستؤدي الى اعماق الشاعر
ما رايكم لو حجاولنا ترتيب هذه الكلمات
معجب , خجول لا يعرف طريقة لايصال مشاعره غير ارسال القصائد متضمنه معنى الاعجاب. ثم ماذا؟
هاو. اصبح يهواها , والكل يعرف ان الهاوي لا يوفر خطة من شانها اشباع هوايته الا واتخذها , اذن فهو الان في مرحلة الاندفاع الاعمى دون ان يضع اعتبارا لما ستكون عليها العواقب. ثم ماذا؟
متيم. اصبح الامر اكثر خطورة الان , صار متيما , مريضا لا يعرف طريقة للخلاص , وحتى لو انفتح له الفا طريق لما اتخذ منها الا طريقا يزيد من احتمال هلاكه
يقول ابن منظور في لسان العرب ((مادة تيم)):
{ثم يروغ الشاعر ببراعة الى وصف حالته القديمة
ياتي تحمله احلامه اما هو فيحمل قصائده , ليهديها اليها , فهو يحبها كقصائده ,
وما اجمل ان يحب الشاعر شيئا كحبه لقصائده ,
ويهديها القصيدة فليس للغالي الا الغالي
وعلى حواشيها كتبت ii متيم أو معجب او انني ii اهواك
استطاع فارسنا ان يوفق في سبك هذا البيت , واظهر مقدرة فائقة في نظمه
وموهبة في اختيار الالفاظ المناسبة , ليشعر القارئ فورا بما كان يشعر به الشاعر
وعلى حواشيها. كتب اشياء فما هي
متيم. معجب , هاو
من قال انها جميعا تحمل نفس المعنى , لاشتراكها في معنى الحب , فانه لم ينظر الى اعماق القصيدة والتي حتما ستؤدي الى اعماق الشاعر
ما رايكم لو حجاولنا ترتيب هذه الكلمات
معجب , خجول لا يعرف طريقة لايصال مشاعره غير ارسال القصائد متضمنه معنى الاعجاب. ثم ماذا؟
هاو. اصبح يهواها , والكل يعرف ان الهاوي لا يوفر خطة من شانها اشباع هوايته الا واتخذها , اذن فهو الان في مرحلة الاندفاع الاعمى دون ان يضع اعتبارا لما ستكون عليها العواقب. ثم ماذا؟
متيم. اصبح الامر اكثر خطورة الان , صار متيما , مريضا لا يعرف طريقة للخلاص , وحتى لو انفتح له الفا طريق لما اتخذ منها الا طريقا يزيد من احتمال هلاكه
يقول ابن منظور في لسان العرب ((مادة تيم)):
{التيم ان يستعبه الهوى , وهو ذهاب العقل من الهوى وتينه الحب اذا استولىعليه}
ما هنا يتضح ما قلته عن الشاعر بخصوص اتقانه لاختيار الالفاظ
أو كنت يوما قد اتيتك شاعرا تصغي لوحي مشاعري ii اذناك
وما زال ياتيها شاعرا ولكنه شاعر صامت , لا يقول شعره بلسانه. انما مشاعره تطلقه وحيا وتسطيع اذناها سماع هذه الايحاءات لانها وصلت قبل ذلك الى قلبها
ونسجت من لغه العيون ii قصائدي وأمدني بخيالها ii عيناك
فلتعذريني إن وادت ii مشاعري وكفرت بالكلمات كي انساك
الم اقل انه شاعر صامت. فهاهو يصوغ من أي لغة من لغات العالم , فما تلك الحروف التي لا يعرفها غيره , انها لغة العيون وما احلاها
وقد ابدع في نظم البيت
نسج من لغة العيةن شعره , حتى الان لا يتضح جوهر الابداع في هذا البيت
ولكن بمجرد ان نقرا الشطر الثاني نعود الى الوراء , لنعتذر من الشطر الاول لسوء ظننا به , بعد ان حسبنا عقولنا قد ربطت بين الشطرين ,
وفي نشوة انتصار العقل , يدرك هو بنفسه ان الكلمات التي اختارها فارسنا هي التي تولت الربط بين المعاني , و
فلتعذريني إن وادت ii مشاعري وكفرت بالكلمات كي انساك
وأد مشاعره , لم يدفنا فارس , لانها كانت حية عندما دفنها , ولو انه استبدل كلمة دفنت بكلمة وأدت لما وصل البيت الى هذا الرقي , زلكن الالفاظ بقدر ما تحرج الشاعر فهي تنقذه اذا ادرك دلالتها، فهو بذلك يروضها , لتصبح بين يديه يتلاعب بها كيف يشاء , لخدمة فكرته
وهذا ما فعله فارس
والان رجع ليربط بين ما فصل بينهما في السابق
أو كنت يوما قد اتيتك شاعرا تصغي لوحي مشاعري ii اذناك
ونسجت من لغه العيون ii قصائدي وأمدني بخيالها ii عيناك
فمشاعره التي كانت تصوغها مشاعره ايحاء. وتنسجها عيناه مستمدة الهامها من عينيها
ما الذي حل بالمشاعر دفنها حية , الم ينس شيئا؟
الم يكن يهدي له قصائده قديما ايام كان يعيش روعة الاعجاب؟
ولكننا نفاجأ بالشطر الثاني وقد تكفل بالشعر المسموع او المقروء
وكفرت بالكلمات كي انساك
هاهي مشاعره التي اظهرها قد رماها خلفه , ولا امل ان يعود اليها لانه بقدر ما امن بصقدقها , اصبح لا يثق بها
ولماذا كل هذه التغيرات؟
هذا لا ني ما وجدتك حيثما كانت تحدثني به شفتاك
روعة ولا تعليق
فلتعذريني إن اتيتك ii ثائرا لا ذالك المشغوف في ii رؤياك
ما يزال ياتيها ولكن ثائرا هذه المرة عليها , لا مشتاقا اليها
ومرة اخرى يضع الالفاظ في مكانها , فاالابيات الاربعة هذه , يقابلها كفره بكلمات العشق
في قوله ,
وكفرت بالكلمات كي انساك
كفر بها لانه اكتشف انها كانت ضلال ,
فلتتركيني قد سئمت غوايتي مالي ولدوران في افلاك
وبعد ان سئم ضلاله , أي انه استمر في ضلاله بدليل انه سأم منه , والسأم لا يكون الا بعد فترة
فلتتركيني كي اريح قصائدي وأريح صدري من جوى ذكراك
كل هذه الكلمات التي توحي بموت الحب , فهل مات الحب في قلب فارس؟. الهذه الدرجة كان جرحك عميقا؟
ذبلت حروف رسائلي ii وأظنها لن ترتوي إلا بطيب ii شذاك
كلا. ابدا لم يمت الحب , لان الحب لا يموت، ومن احب لا يسطيع ان يكره
فهاهي حروفه الذابلة , في جفاف رسائله التي جفت من معني الحب والصفاء
سترتوى برائحتك , أي خيال؟ لتعود نضره , فالحب في قلبه حرم مما يغذيه بالمشاعر فذبل
صدقت والله الحب لا يموت
يقول نزار قباني
الحب في الارض ضرب من تخيلنا لو لم نجده عليها ..... لاخترعناه
ونثرت بين يديك سحر قصائدي وحملت بين جوانحي مضناك
اقسم انه شعر , اجل فليكن الشعر هكذا والا فلا يكن
اهناك صدر تضم اضلاعه ما ضمته اضلاع فارسنا؟
ما الذي حمله؟ تساءلي واحزي يا فاتنته
لقد ضم في صدره معذبك , وجريحك. ومضناك , حمل قلبه
مع محبتي(/)
الملائكة .. والتذكير والتأنيث
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 05 - 2003, 12:29 ص]ـ
أثيرت في المنتدى قضية الملائكة والتذكير والتأنيث للأفعال أو الصفات التي تأتي معهم وأسباب ذلك
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1556
تمت مناقشة المسألة نحويا في الرابط أعلاه
وبقيت الأسرار التعبيرية الكامنة خلف الاستعمال
وعلينا محاولة تلمس شيء من هذه الحكم والأسرار
بعد استقراء الآيات القرآنية التي تحدثت عن الملائكة تم التوصل إلى الملحوظات التالية:
ــ كل فعل أمر يصدر للملائكة يكون بالتذكير: اسجدوا، أنبئوني، فثبتوا
ــ كل فعل للعبادة يأتي بالتذكير: "فسجد الملائكة كلهم أجمعون"، " فقعوا له ساجدين"، "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون"
وقد يكون ذلك لما تتطلبه العبادة من قوة، ولأن المذكر في العبادة أكمل، وقد قال عز وجل: "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم"، وقال عن مريم عليها السلام: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ـ التحريم:12
ــ كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يكون بالتذكير، أي الفعل الذي يتأخر عن الملائكة يكون بالتذكير: "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب"، " وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُون"، "وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ"، "لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين"
ــ كل وصف اسمي للملائكة يكون بالتذكير:
* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ ـ آل عمران:124
* بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ ـ آل عمران125
* وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُون ـ النساء
* والْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ـ الأنعام
* إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ـ لأنفال:9
* وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ـ الزمر:75
* فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِين ـ الزخرف:53
ــ العقوبات تأتي بالتذكير، ولو كانت عقوبة جاءت في موضعين فالأشد منهما بالتذكير
* وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ـ لأنفال:50
* فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ـ محمد:27
من الآية نفسها نلاحظ الشدة في الثانية بذكر عذاب الحريق، وتتبع بقية آيات السورة يرينا أنه تم تشبيههم بآل فرعون، فالسياق جاء بالشدة فذكر الفعل، أما الآية الثانية فكان السياق أخف فجاء بالتأنيث
* وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً ـ الفرقان:25
* إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ـ فصلت:30
الفعل واحد هو النزول، ولكن حالة الشدة جاء الفعل فيها مذكرا، أما جو الطمأنينة فقد استدعى التأنيث
وفي المقابل لم تأت بشرى من الملائكة بصيغة التذكير
بل كل البشارات بالتأنيث
ولعل ذلك لما في البشارة من رقة وما يتناسب معها من لطف وخفة وذلك من خصائص الإناث
* وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ــ البقرة:248
*إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ـ آل عمران
* وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ـ آل عمران:42
* فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً ـ آل عمران
* إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30)
... مباشرة من الدكتور فاضل صالح السامرائي عبر برنامج لمسات بيانية ...
http://albums.masrawy.com/Photos/I21556R76870921U22060.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الزكي]ــــــــ[31 - 05 - 2003, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم
ما أروع هذا الدستور العظيم،" {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} (77) الواقعة
{فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} (78) سورة الواقعة
{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (79) سورة الواقعة
====
أين المتأملون في هذه الدرر والمكنونات الجوهرية الدرية، وما أروع هذا الكتاب الذي خلد اللغة العربية؛ وحري بها من لغة خلدها القرآن العظيم
====
رعى الله أختنا (أنوار الأمل) على هذا الاختيار الرائع
وفق الله الجميع
ـ[الشعاع]ــــــــ[31 - 05 - 2003, 05:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أختنا في الله (أنوار الأمل)
أسأل الله العلي القدير أن يجزيك خير الجزاء، وأن يثيبك على ما قدمتِ ونقلت ـ جنات عدن ـ إنه سميع مجيب.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 06 - 2003, 02:03 م]ـ
جزاكِ الله خيراً، وبارك فيكِ على هذه الانتقائية. أكثر الله من أمثالك.
خالد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 07 - 2003, 12:37 م]ـ
وبارك الله فيكم وجزاكم بمثل
وجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وغمومنا وأحزاننا ودستور حياتنا
ـ[فواز]ــــــــ[07 - 08 - 2003, 09:04 م]ـ
النص الأصلي مرسل من قبل الشعاع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أختنا في الله (أنوار الأمل)
أسأل الله العلي القدير أن يجزيك خير الجزاء، وأن يثيبك على ما قدمتِ ونقلت ـ جنات عدن ـ إنه سميع مجيب.
لقد وجدت في منتداكم هذا فائدة ومتعة عظيمتين، فجزاكم الله خير الجزاء
أخوكم: فواز
ـ[الباحثة]ــــــــ[11 - 09 - 2003, 11:06 ص]ـ
أنوار الأمل000
أيتها الأخية العزيزة0000
لك أخت في الله تقول لك من خالص قلبها:
أحبك في الله.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 09 - 2003, 11:15 م]ـ
الأخ الفاضل فواز
أهلا بك في منتدى الفصيح الذي يسعد بفائدتكم
ويرجو أن يسعد بإطلالاتكم عليه دوما
أختي الباحثة
هذه أعظم هدية تقدمينها لي
"الأخوة في الله"
ولا أملك إلا أن أدعو أن يحبك الله الذي أحببتني فيه
وفقكم الله
ـ[عصماء]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 06:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ...(/)
من يمكنه الرد على هذه الشبهة وتفنيدها؟؟
ـ[الفقير الى الله]ــــــــ[13 - 06 - 2003, 06:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وباركاته ..
اخواني رغبت أن اطرح لكم هذا الموضوع بجمعي لما هو مدون في مواقع أعدائنا حول طعنهم في القرآن بوجود كلمات أعجمية ..
لذا فيسعدني مشاركتكم في طرح الرد العلمي ذبّا لدين الله وكتابه الخاتم وأخص المشاركة هنا اختي الفاضلة انوار الأمل: p
لما رأيته فيها من علم غزير زادها الله علما ..
الكلام الأعجمي
س 201: جاء في سورة الشعراء 26: 193 - 195 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ. وجاء في سورة الزمر 39: 28 قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ. وجاء في سورة الدخان 44: 58 فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. وجاء في سورة النحل 16: 103 وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.
ونحن نسأل: كيف يكون القرآن عربياً مبيناً وبه كلمات أعجمية كثيرة من ويونانية ومصرية وحبشية وغيرها؟ نذكر منها:
الكلمة/ السورة / اللغة
آدم البقرة 2: 34 عبرية
أباريق الواقعة 56: 18 فارسية
ابراهيم النساء 4: 4 أشورية
أرائك الكهف 18: 31 عربية أو فارسية
استبرق الكهف 18: 31 فارسية معرب اسطبر
إنجيل آل عمران 3: 48 يونانية
تابوت البقرة 2: 247 مصرية
توراة آل عمران 3: 50 عبرية
جهنم الأنفال 8: 36 عبرية
حبر التوبة 9: 31 فينيقية
حور الرحمان 55: 72 بهلوية
زكاة البقرة 2: 110 عبرية
زنجبيل الإنسان 76: 17 بهلوية
سبت النمل 27: 124 عبرية
سجّيل الفيل 105: 4 بهلوية
سرادق الكهف 18: 29 فارسية
سكينة البقرة 2: 248 آرامية
سورة التوبة 9: 124 سريانية
صراط الفاتحة 1: 4 لاتينية
طاغوت البقرة 2: 257 حبشية
عدن التوبة 9: 72 سريانية
فرعون المزمل 73: 15 سريانية
فردوس الكهف 18: 107 بهلوية
ماعون الماعون 107: 7 عبرية
مشكاة النور 24: 35 حبشية
مقاليد الزمر 39: 63 بهلوية
ماروت البقرة 2: 102 آرامية أو بهلوية أو عبرية
هاروت البقرة 2: 102 آرامية أو بهلوية أو عبرية
الله الفاتحة 1: 1 عبرية عن الوه وسريانية عن إلاهه
------------------
مائة كلمة أعجمية دخلت القران
عد السيوطي أكثر من مائة كلمة أعجمية دخلت القران. منها ما هو معرب لآنه لا بديل به في العربية مثل دينار، استبرقن سجيل، الخ.
ولكن منها ما هو دخيل، تستغني العربيه بأفصح منه كقوله
ابلعي ماءك: اشربي
اسفار: كتب
إصري: عهدي
الجبت: الشيطان الخ.
ومنها ما يشوش المعنى بحرفه العربي كقوله
الجاهلية الاولى: اي الاخرة
عبدت بني اسرائيل: قتلت؟
فناداها من تحتها: اي من بطنها؟
كيل بعير: اي حمار ألخ.
ومنها ما يزال مستغلقا لا يعلم تأويله مثل سجين، حنان، أبّن الخ.
والنتائج من هذا الواقع القراني أنه أدخل تعابير أعجمية كان بغنى عنها في العربية. وهذا الكلم الدخيل ليس من الفصاحه العربية في شيء.
والسؤال المتبادر الى الذهن: ما دخل العربية قبل القران فاستعرب، أو ما أدخله القران فأستعرب، وكان كلاهما فصيحا في العربية، فلا بأس به. أما الكلم الدخيل، فمن أين مصدره؟؟؟؟؟؟؟؟؟ له مصدران لا ثالث لهما: إما دخل الدخيل القران قبل تدوينه، لما امتد الفتح الإسلامي إلى الأقطار
- وهذا شبهه على سلامة النص القرآني وأعجازه اللغوي.
وإما استورده] النبي الامي [من أسفاره وأقحمه، على
حرفه الأعجمي ليبهر الناس بعلمه الواسع في لغات الأعاجم، وإقحام هذا الدخيل شبه قائمة على فصاحة القران
ـ[أبو تمام]ــــــــ[28 - 06 - 2003, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم ...
نعلم أن القرآن محفوظ من التغيير والتبديل والتحريف من الله سبحانة وتعالى (وانا له لحافظون). والحمد لله ثم الحمد لله أن الله سبحانة وتعالى أوجد في أمتنا الاسلامية علماء يتصدون لكل شبهة على الاسلام والمسلمين. ولا أراني الا أن أنقل لك ملخصا لرأي علماء الاسلام في هذه الشبهة المهدومة بضعفها شبهة الكلام الاعجمي واترك الباقي للأخوة.
أولا: جميع ماذكر في القرآن من كلمات أعجمية انما هي أسماء وأعلام، و أي لغة في العالم اذا أرادت أن تترجم أسماء فانها تنقلها كما هي، وهذا لا يخرجها عن لغتها الأم، فمثلا مذيع الاخبار الاجنبي اذا ذكر عاصمة السعودية الرياض وهو يتحدث بالانجليزيه، فهل نقول أن كلامه كلام عربي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كذلك المؤلفات والكتب اذا ذكرت اسماء عربية، هل نقول أنها مؤلفات عربية لانها ذكر فيها اسماء عرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثانيا: أن القرآن الكريم يخلوا تماما من جملة كاملة غير عربية. اسمية او فعلية، مما يدل على عربية القرآن الكريم.
ثالثا: بعض ما ذكر لها أصل في العربية وأصول مثل الزكاة من زكا كذلك السكينة من سكن وغيرها من بعض هذه الكلمات التى ادعوا انها أعجمية.
رابعا: ان السبب من وجود هذه الكلمات الاعجمية انها كانت سائغة ومستعملة عند العرب في الجاهلية، فالقرآن الكريم نزل بلغتهم.
ونأسف على أسلوبنا الركيك نوعا ما ولعلي نقلت لكم ملخصا لمقال بعض العلماء في هذه المسألة.
واترك الجزء الثانس للأخوة وشكرا(/)
أسباب الإبهام في القرآن
ـ[الشعاع]ــــــــ[13 - 06 - 2003, 11:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي أحببت أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع، وفقني الله وإياكم إلى طريق الخير.
للإبهام في القران أسباب
منها: الاستغناء ببيانه في موضع أخر كقوله: {صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}.
ومنها: أن يتعين لاشتهاره كقوله: {وقلنا يادم أسكن أنت وزوجك الجنة} ولم يقول حواء لأنه ليس له غيرها.
{ألم ترى إلى الذي حاج إبراهيم في ربه} والمراد نمروذ لشهرة ذلك لأنه مرسل إليه من قبل.
وإنما ذكر فرعون في القرآن بصريح أسمه دون نمروذ لان فرعون كان أذكى منه كما يؤخذ من أجوبته لموسى ونمروذ كان بليدا ولهذا قال: {أنا أحيي وأميت} وفعل ما فعل من قتل شخص والعفو عن الأخر وذلك غاية البلادة.
ومنها: قصد الستر عليه ليكون أبلغ في استعطافه نحو: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} وقيل: هو الاخنس بن شريق قد أسلم بعد وحسن إسلامه.
ومنه: أن لا يكون في تعيينه
ومنه: التنبيه على العموم وأنه غير خاص بخلاف لو عُين نحو: {ومن يخرج من بيته مهاجرا}.
ومنها: تعظيمه بالوصف الكامل دون الاسم نحو: {ولا يأتل أولو الفضل}.
{والذي جاء بالصدق وصدق به} الرمز: 33 {إذ يقول لصاحبه} التوبة: 40 والمراد الصديق في الكل.
ومنها تحقيره بالوصف الناقص نحو: {إن شانئك هو الآبتر} الكوثر: 3 والله سبحانه أعلم.
منقول.
http://www.quranway.net/Library/bviewer.asp?FileType=1&fId=43
وهو موقع رائع لكن يؤخذ عليه عدم التدقيق في كتابة بعض النصوص للأسف.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 07 - 2003, 12:02 ص]ـ
اختيار جيد لموضوع مهم
أثابك الله
أما الموقع الذي أشرت إليه فيحوي أخطاء كثيرة في الكتابة، ليس هو وحده فقط، بل المواقع المشابهة التي تعرض الكتب، وقد وجدت الأخطاء نفسها في هذه النسخ من الكتب مما يدل على أنها منسوخة من بعضها
وفي الموضوع أعلاه سبب من أسباب الإبهام يبدو أن فيه انقطاعا
فمن يملك الكتاب الأصلي فنرجو منه أن يراجع الموضوع ويخبرنا بما ينقصه
جزاكم الله خيرا جميعا(/)
القَسَمُ في القرآن الكريم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 06 - 2003, 01:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القسم في القرآن الكريم
من أساليب اللغة العربية إدخال لا النافية للجنس علي فعل القسم: لا أقسم، أو قبل الأداة
وورد في أشعارهم كقول قائلهم
فلا وأبي أعدائها لا أخونها
وقال غوية بن سلمى:
ألا نادت أمامة باحتمال ** لتحزنني فلا بك ما أبالي
وقال امرؤ القيس: لا وأبيك ابنة العامري لا يدعى القوم أني أفر
مجمل أقوال العلماء في (لا) الواردة في القسم
في نحو قوله عز وجل: (لا أقسم بمواقع النجوم)، و (لا أقسم بيوم القيامة)
ـ (لا) زائدة للتوكيد والمعنى (فأقسم .. )
ودخلت القسم من أجل المبالغة في توكيده، كأنهم ينفون ما سوي المقسم عليه فيفيد تأكيد القسم به
وحرف الزيادة في العربية له دور في إثبات الكلام وتأكيده، وإن فقد هذا الحرف تأثر المعنى بفقد معنى التوكيد منه فصار أقل درجة
ومن هنا نفهم أن حرف الزيادة ليس عبئا إضافيا أو شيئا مهملا يمكننا أن نتخلص منه بسهولة
بل لا يمكن التخلص منه إلا أن نحتمل عواقب طرحه والتخلي عنه وهي فقدان درجة من درجات الأمر الذي نتحدث عنه أي التأثير في المعنى الذي نريد
وأحرف الزيادة في العربية متعددة، منها: (الباء) في خبر ليس وفي التعجب، و (من) في الجملة المنفية وبعدها نكرة، و (لا) في مثل قول الشاعر:
تذكرت ليلى فاعترتني صبابة ... وكاد نياط القلب لا يتقطع
وفي مثل قول الشاعر:
لا لا أبوح بحب بثنة إنها أخذت علي مواثقا وعهودا
فلو لم نعتبر لا زائدة لانقلب المعنى من النفي إلى الإثبات لأن نفي النفي إثبات، فصار قصد الشاعر إنه سيبوح، والمعنى الأصلي لا أبوح وهو المراد، و (لا) زائدة
ـ لام الابتداء مشبعةً (لأقسم = لا أقسم)
هي لام الابتداء أشبعت فتحتها فتولدت عنها ألف كقول الشاعر: أعوذ بالله من العقراب
أشبعت فتحة الراء فيها فتولد عنها ألف وإنما هي العقرب
ولام الابتداء لا تدخل على الفعل ودخولها في الآية على جملة من مبتدأ وخبر، والتقدير: فلأنا أقسم ثم حذف المبتدأ
ورده الزمخشري بأن اللام في هذه القراءة لا تصح أن تكون لام القسم لأمرين
أحدهما أن حفقها أن يقرن بها النون المؤكدة والإخلال بها ضعيف قبيح
والثاني أن سياق الآية يرشد إلى أن القسم بمواقع النجوم واقع ومقتضى جعلها جوابا لقسم محذوف أن تكون للاستقبال وفعل القسم يجب أن يكون للحاال
_ (ألا) الافتتاحية
وسهلت الهمزة تخفيفا لكثرة دورانها في الكلام
والتقدير: ألا
_ (لا) نافية
* (لا) نافية ردا على كلام سابق، فهي نافية لما قبلها تابعة لكلام سابق
ويقدر المحذوف بكلام مناسب مفهوم مما تقدم
ثم يستأنَف بالقسم (أقسم بـ …)
* بمعنى: إّي لا أعظمه بأقسامي به حقّ إعظامه، فهو عظيم في نفسه
وهو حقيق بأكثر من هذا
* نفي القسم: بمعني لا أقسم به إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلي قسم أصلا فضلا عن هذا القسم العظيم
فيقال في آية القيامة: " لا أقسم عليك بذلك اليوم وتلك النفس ولكني أسألك غير مقسم أتحسب أنا لا نجمع عظامك إذا تفرقت بالموت؟ " فإن الأمر من الظهور بحيث لا يحتاج إلى القسم //مناع القطان//
* نفي الحاجة للقسم وذلك يكون في مواضع الثقة و اليقين ويهدف إلى التأكيد والتقرير
وهذه بعض أقوال العلماء في توضيح ذلك
ـ "والسر البياني لهذا الأسلوب يعتمد في قوة اللفت على ما يبدو بين النفي والقسم من مفارقة مثيرة لأقصى الانتباه
وما نزال بسليقتنا اللغوية نؤكد الثقة بنفي الحاجة معها إلى القسم فتقول لمن تثق فيه: لا تقسم، أو: من غير يمين. مقررا بذلك أنه موضع ثقتك فلست بحاجة إلى أن يقسم لك كما تقول لصاحبك: لا أوصيك بكذا تأكيدا للوصية بنفي الحاجة إليها
والتأكيد عن طريق النفي ليس بغريب عن مألوف استعمالنا، فأنت تقول لصاحبك: لاأوصيك بفلان تأكيدا للوصية ومبالغة في الاهتمام بها، كما تقول: لن ألح عليك في زيارتنا، فتبلغ بالنفي ما لا تبلغه بالطلب المباشر الصريح // بنت الشاطئ //
ـ "هو لون من ألوان الأساليب في العربية تخبر صاحبك عن أمر يجهله أو ينكره وقد يحتاج إلى قسم لتوكيده، لكنك تقول له: لا داعي أحلف لك على هذا، أو لا أريد أن أحلف لك أن الأمر على هذه الحال، ونحوه مستعمل في الدارجة عندنا، نقول: ما أحلف لك أن الأمر كيت وكيت. أو ما أحلف لك بالله لأن الحلف بالله عظيم إن الأمر على غير ما تظن .. فأنت تخبره بالأمر وتقول له: لا داعي للحلف بالمعظمات على هذا الأمر" // السامرائي //
ـ الفخر الرازي: (لا) نافية باقية على معناها ..
وأن في الكلام مجازا تركيبيا وخلاصة المعنى أن نقول: لا حاجة إلى القسم لأن الأمر أظهر وأوضح من أن يقسم عليه، وهذا الرأي جميل لأنه لا يراد به نفي القسم حقيقة بل الإشارة إلى أنه من الجلاء والوضوح بحيث لا يحتاج إلى قسم
ـ وهذا كلام الشيخ محمد عبده: لا أقسم عبارة من عبارات العرب في القسم يراد بها تأكيد الخبر كأنه في ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم. ويقال إنه يؤتى بها في القسم إذا أريد تعظيم المقسم به كأن القائل يقول: إني لا أعظمه بالقسم لأنه عظيم في نفسه. والمعنى في كل حال على القسم
ـ وهذا تعليق لطيف من الأستاذ صلاح عبدالتواب في كتاب النقد الأدبي: تلويح بالقسم مع العدول عنه مما يزيد المقسم عليه تأكيدا، كما إنه أوقع في الحس من القسم المباشر، وهذا الواقع هو المقصود من العبارة، وهو يتم أحسن تمام بهذا الأسلوب الخاص
** والخلاصة أن هذا أسلوب في القسم وهو مستعمل في العربية بل وفي لهجاتنا العامية كما تم الاستشهاد من قبل العلماء الأفاضل سواء في أسلوب الوصية أو أسلوب القسم نفسه كقولنا: لا والله ما فعلت
ومهما كان تفسيره أو تخريجه نحويا فالمعنى واضح مقبول لغويا ونفسيا، مفهوم عقليا
والنحو ليس حجة على كلام العرب بل كلام العرب هو الحجة على النحو لأنه أساس النحو ومادته**
http://www.wtv-zone.com/aylana/bringontheglitter/glitterlines/glitterline-041.gif
ملاحظة: كان هذا ردا على سؤال للأخت مسلمة في هذا المنتدى
ولكني فضلت أن أكتبه مستقلا لينال نصيبه من القراءة
وليكون عنوانه واضحا لكل زائر جديد(/)
تأمل معي هذه الآية!
ـ[أبو الحسن]ــــــــ[24 - 06 - 2003, 04:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة لنتأمل هذه الآية الكريمة
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ...
أولوية النبي (ص) بالمؤمن من نفسه هو خاصة أم تعني أولويته بالمؤمن الواحد من بقية المؤمنين؟
يعني أنفسهم في هذه الآية مثل: اقتلوا أنفسكم والتي تعني أقتلوا بعضكم
ولنتأمل سياق الآيات السابقة واللاحقة، مع محاولة تجنب التفاسير المسبقة دون تأمل والتي حفظها المفسرون في تفاسيرهم، الهدف هو التأمل والخروج بشيء جديد
ملاحظة: نعلم أن النبي (ص) أولى بالمؤمن من نفسه خاصة إذ هو (ص) أحب إلى المؤمن من نفسه وماله وولده، وهذا دلت عليه الأحاديث المتواترة الصحيحة عن النبي (ص)، فنحن لا نريد أن ننفي هذا بشأن النبي (ص) إنما أردنا فقط أن نثير التأمل في هذه الآية بشكل خاص هل هي تدل على هذا المطلب أم لها معنى كمعنى الآية المذكورة، اقتلوا أنفسكم ...(/)
البلاغة .. و الظاهرة الأدبية -
ـ[سمر]ــــــــ[24 - 06 - 2003, 10:27 م]ـ
أخواني في المنتدى لقد تصفحت موقع الصحوة نت فوجدت هذا الموضوع الذي يتحدث عن البلاغة ... فاحببت ان اطلعكم على بعض منه .. فتفضلوا مشكورين بالقراءة ...
_____________________________
آداب و فنون 24 - 10 - 2002
البلاغة .. و الظاهرة الأدبية - عبد الغني المقرمي
التصقت البلاغة العربية بالظاهرة الأدبية منذ نشأتها ولم تنفك عنها إلا في عصور متأخرة سادها الضعف والقصور في جميع مناحي الحياة ومنها الجانب الأدبي.
فمنذ العصر الجاهلي كانت البلاغة هي الأدب حاضرة فيه لا قواعد وقوانين وإنما مادة حيّة تسري في ثناياه صوراً فنية جميلة وبهاءا يكسبه جمال المبنى، وقوّة تعزز المعنى وتظهره
وحين جاء القرآن الكريم كان رافداً أساسياً للبلاغة العربية بما قدّمه القرآن من أساليب الإعجاز وقوّة البيان مما جعل العرب على اختلاف مشاربهم منذهلين أمامه لا يملكون غير الدهشة والإعجاب.
ولم يقتصر القرآن الكريم في دوره البلاغي على تقديم فنون القول وجمالياته كرافد أساسي للبلاغة العربية، ولكنه إلى جانب ذلك فتح آفاق الخيال واسعة في حديثه عن المغيّبات كالجنة والنار ووصفها وصفاً مسترسلا مما وسّع الذهن الأدبي لدى الإنسان العربي ذلك الذهن الذي كان رغم التصاقه باللغة واستيعابه لها ضيق الأفق انعكاسا لضيق الحياة التي يعيشها في صحراء مترامية الأطراف ورمال حارقة وحياة كل مفرداتها الخيمة والمرعى ومصارعة الظروف.
ولقد كانت إحدى الصور القرآنية هي الباعث الأول في التأليف البلاغي، وذلك أنّ عالماً من علماء المسلمين سئل في قوله تعالى: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين) كيف أنَّ القرآن شبه طلع شجرة الزقّوم برؤوس الشياطين، وهو أمر مجهول لا تعرفه العرب، فقال إن ذلك على غرار قول الشاعر:
أتقتلني والمشرفيُّ مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
ثمّ راح يتتبع مثل هذه الصور الأدبية في القرآن الكريم ليخرج بذلك عن مؤلف ضخم سمّاه (مجاز القرآن).
وإلى جانب القرآن الكريم كان هناك الحديث النبوي قمةً في الفصاحة، وأسلوب من أساليب البلاغة راقٍ مثّل مع القرآن الكريم ثنائية جمالية قادت الكثير من أساطين الشرك وعبدة الأصنام إلى التسليم المطلق لله والدخول في دينه (قصة عمر بن الخطاب نموذجا)، كما أنها كانت نموذجاً عربياً فريدا في فن القول لم يسبق إليه ولا يُتأتّي إلى مثله دفع الكثير من المنصفين حتى ممن ظلوا على جاهليتهم إلى الاعتراف بروعة هذا البيان الدافق (الوليد بن المغيرة نموذجا).
ولقد كان القرآن الكريم والحديث النبوي هما الخلفية الأدبية لجميع ممارسات المسلمين الأدبية من نثر وشعر، وكانت الفتوحات الإسلامية ميدانا لهذا التمثّل الرائع جمعت إلى جانب جمالية الموقف الأدبي روعة الحدث فكانت خطب الفتوحات آية في فن البيان العربي عملت على إظهار روعة دين السماء، وفساد المظاهر الجاهلية، فانطلق المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كالسهام يدفعهم إلى ذلك استيعاب مطلق بمفردات الدين تلك المفردات التي شملها البيان العربي إظهارا وتوضيحا.
ويستطاع القول أنّ هذه الفترة مثّلت تماهياً شديدا بين الفن (المتمثّل في الأدبي المثالي)، وبين الدين، وانسحب ذلك التماهي على جميع مناحي الحياة وخاصة لدى الحكام والولاة والقضاة فقلّ أن تجد والياً لا يتعاطى الأدب شعراً أو نثراً وكذلك القضاة والحكام.
وإذا كانت البلاغة في مراحلها الأولى تمثّلا أدبيا أكثر منها مادة مقعّدة فإن ذلك لا يعني أنّ العرب عجزوا عن التقعيد في هذه الفترات المبكّرة ولكنّهم رؤوا أنّ في استيعاب مفردات هذا الفن وتمثّله أدبيا ما يغني عن البحث في القوانين العامة والخاصة لهذا الفن ومع ذلك فلم يخلُ الأمر من دفقات تقعيدية بسيطة بين الفينة والأخرى.
وجاءت العصور المتأخرة بعد أن توسّعت رقعة الدولة الإسلامية ومثّلت عائداتها المالية نوعاً من الرخاء، وظهرت الفرق الإسلامية التي نشأ بعضها نشأة سياسية، وبعضها كمولود شرعي للترف الفكري، وبدأت المناظرات والمطاراحات الكلامية مما أدى إلى الاهتمام بفنون القول لدى كل فرقة من هذه الفرق فكان أن زاد اتساع البلاغة وكبرت أجروميّتها، وإلى ذلك كان الأدب نفسه قد وصله ما وصل الحياة من ترف فازدهر ونمى وبنموه كانت البلاغة هي الاخرى في نمو مطّرد.
مدرسة الجرجاني
وجاء عبدالقاهر الجرجاني عالماً كبيرا وأديباً مرهف الإحساس فمثّل مجيئه منعطفاً خطيرا في تاريخ البلاغة ذلك أنّه أدرك العلاقة الوطيدة بين البلاغة والأدب، وتوصّل بحساسيته المرهفة إلى أنّ البلاغة ليست قواعد تحدّ العمل الأدبي ولكنّها ظواهر جمالية تنتج عن العمل الأدبي نفسه وراح يقدّم لذلك التعليلات والاستشهادات حتى أسفر ذلك عن نظريته التي تمثّل اليوم محور الدراسات الأسلوبية في الغرب ألا وهي نظرية النظم.
ويعد كتابي (أسرار البلاغة)، و (دلائل الإعجاز) من أروع ما ألّف في البلاغة الوظيفية، وفيهما خلاصة النظرية البلاغية لدى الجرجاني، وما من شك في أن السبب وراء ذلك هو العقلية الإبداعية والحس الأدبي الذي تمتّع بهما الجرجاني.
بلاغة اليوم:
----------
ما من شك أن حالة الركاكة والغثائية التي يمر بها الأدب العربي اليوم قد انعكست سلباً على جميع علوم اللغة ومنها على وجه الخصوص علم البلاغة. ومما ساعد على حالة الإنحسار هذه ظهور فئة دخيلة على النقد تحسّن القبيح وتزعم الإبداع في أعمال أدبية ميتة.
وبناء على ذلك فإنّ إحياء الأدب هو الخطوة الأولى في إحياء علوم اللغة جميعها وبدون الأديب الواعي المبدع تصبح اللغة مواتاً في موات ..
__________________________
ولكم تحياتي
:):)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامح]ــــــــ[01 - 07 - 2003, 03:38 م]ـ
بوركت في النقل ..
أختي الفاضلة ,,
ولكن أتمنى أن لاينسب تأخر أي علم في اللغة إلى تأخر الأدب
لأننا لازلنا نقرأ لأدباء رائعين استطاعوا أن يقدموا إبداعات جديرة
بالثناء .. ولايغر الكاتب مايجد في الصحف والمجلات .. وبعض
المنتديات .. فهناك أدباء عظماء ولكننا نجهلهم لجهلنا بمناهل الأدب
وربما كان إهمال الأدب الراقي في الصحف والمجلات هو مايصور
لنا هذا التصور المظلم.
البلاغة تأخرت في زماننا؛ لأن وأدت بالتقعيد , وليس لأن الأدباء
تأخروا .. ولكِ أن تقرأي للدكتور بسيوني عبد الفتاح لتبصري الروعة
والجمال الأدبي والفني في إبراز الصور البلاغية في النصوص.
ولكِ مني التحية ,,(/)
لمسات بيانية؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو تمام]ــــــــ[27 - 06 - 2003, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم ....
اخواني اريد ان استفسر لمن عنده علم .. متى يعرض برنامج لمسات بيانية والتوقيت ... لاني الاربعاء الماضي انتظرته ولم يعرض .. فأرجوا افادتي؟؟؟؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 06 - 2003, 11:11 ص]ـ
أهلا بك أخي الكريم في منتدى البلاغة والإعجاز القرآني
خيرَ البرامج اخترت لتمنحها نفسك ووقتك
ولكن .. سيتوقف البرنامج خلال هذه الدورة البرامجية
وسيعود بإذن الله مع الدورة الجديدة
وأظن أنها ستبدأ مع بداية الشهر التاسع
وإن حدث تغييروقرروا إعادة عرضه فسأخبرك عبر المنتدى
ـ[أبو تمام]ــــــــ[28 - 06 - 2003, 12:06 ص]ـ
شكرا لكِ أختي الكريمة وان أراد الله لنا أعمارا في ذلك اليوم .. تضعون موضوعا ينوهنا به وبمعوده ...
وشكرا
ـ[معذاوي]ــــــــ[01 - 08 - 2003, 09:58 م]ـ
لقد أحسنت الاختيار يا أستاذي العزيز، هذا البرنامج من أفضل برامج القنوات الفضائية، والأستاذ فاضل السامرائي متمكن في هذا المجال
ـ[فواز]ــــــــ[07 - 08 - 2003, 08:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تسمحوا لي بالسؤال:
على أية قناة يعرض هذا البرنامج؟
تقبلوا تحياتي الخالصة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 08 - 2003, 01:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البرنامج هو لمسات بيانية
تعرضه قناة الشارقة الفضائية أسبوعيا
توقف البرنامج هذه الفترة وسيعود بإذن الله في الشهر القادم
وهو برنامج خاص بإظهار اللمحات البيانية في القرآن الكريم والتأمل في معانيها وظلالها
ويستقبل الأسئلة من المشاهدين علىالهواء
وسأخبركم بإذن الله حين عودته مرة أخرى
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 09 - 2003, 01:15 ص]ـ
عاد البرنامج
لمسات بيانية
يوم الخميس السادسة والنصف عندنا (نتقدم على التوقيت العالمي بأربع ساعات)
ولكني للأسف لم أعرف موعد إعادة الحلقة
ولمتابعي الأستاذ السامرائي إليكم هذه المحاضرة التي وجدتها عبر الشبكة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2262
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 09 - 2003, 12:47 ص]ـ
البرنامج يعاد الآن
الثانية إلا الربع بتوقيتنا من صباح الاثنين
والحلقة الأصلية تبث يوم الخميس عند السابعة إلا الربع
فقد اختصروا مدة البرنامج للأسف
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 10 - 2003, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لمتابعي اللمسات البيانية
تم تغيير موعد البرنامج ليصير الساعة العاشرة والنصف مساء السبت
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[26 - 10 - 2003, 05:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وكل عام وأنتم بخير
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 10 - 2003, 10:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرة أخرى ..
شكراً أخي العزيز أنوار الأمل ..
على الموقع المفيد جداً .. وهذا جزء مما كنت أتمناه ..
فألف شكر ..
السراج
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 12 - 2003, 10:09 م]ـ
أخواني الأعزاء ..
أين ذهب ها البرنامج ..
ما توقيته الجديد ..
فقد فقدته من اسبوعين ..
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[10 - 12 - 2003, 11:48 ص]ـ
أخي الكريم .. يبدو أن البرنامج أوقف أسبوعين بسبب الطوارئ في الشارقة ـ أقصد معرض الكتاب ـ ولكن تعاد آخر حلقات تم بثها عند الساعة العاشرة صباح الثلاثاء
انتظره يوم السبت في الموعد المعتاد فقد يعرضونه والله أعلم
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 12 - 2003, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكراً اختي العزيزة أنوار الأمل ..
وفي هذا اليوم انتظرت هذا البرنامج بفراغ الصبر .. ولكن ..
كان على قناة الشارقة التي تتبنى هذا البرنامج الرائع كان عليها أن تدرج ملحوطة أسفل الشاشة على انتقاله لوقت معين أو أنها تعيد حلقات قديمة للبرنامج ..
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 12 - 2003, 10:12 م]ـ
يعرض البرنامج يوم الاثنين الساعة التاسعة مساء بتوقيت الإمارات
h"
ـ[السراج]ــــــــ[23 - 12 - 2003, 09:40 م]ـ
السلام عليكم .. ورحمة الله وبركاته ..
الف تحية وشكر لك اختي الكريمة ..
أنوار الأمل ..
بس تكرمين تأكدي من الموعد الجديد ..
وموعد الإعادة من فضلك ..
السراج
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[24 - 12 - 2003, 12:39 ص]ـ
الإعادة صباح الثلاثاء
الساعة العاشرة تقريبا
ولقد شاهدت الحلقة بنفسي يوم الاثنين وإعادتها صباح الثلاثاء
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 12 - 2003, 12:57 م]ـ
عاجز عن الشكر
.
.
.
. السراج(/)
هل ممكن مساعدة ايها الاخوة
ـ[الجابري]ــــــــ[28 - 06 - 2003, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ابحث عن كتاب مفهرس الفاظ القران , هل يوجد في الويب للتحميل
وكذلك كتاب الكشاف للزمخشري
جزاكم المولى خيرا
ـ[الشعاع]ــــــــ[28 - 06 - 2003, 11:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليك أخي هذا الموقع وهو من إهداء مشرفنا العزيز بديع الزمان لمنتدانا العامر
http://aaa111.jeeran.com/quran.html
كما أن هناك من الإخوة من وضع هنا بعض الروابط الأخرى.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1819
أخوك الشعاع.
ـ[الجابري]ــــــــ[29 - 06 - 2003, 12:40 ص]ـ
خالص شكري وتقديري للاخ الشعاع وكذلك جميع المشرفين
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 07 - 2003, 12:24 م]ـ
لم أجد المعجم المفهرس لمحمد فؤاد عبدالباقي
ولكني وجدت هذا المعجم لعله يفي بالغرض
http://www.al-mishkat.com/mujam/
أما الكشاف فتجده في موقع الوراق ومكتبة نداء الإيمان
http://al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=244
ـ[الجابري]ــــــــ[08 - 07 - 2003, 02:27 ص]ـ
الاخت المشرفة انوار الامل.
خالص شكري لك ولجميع الاخوة المشتركين لخدمة العلم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[19 - 09 - 2003, 01:06 ص]ـ
هذا رابط لتحميل المعجم المفهرس للقرآن الكريم
http://www.3llm.com/main/download.php?action=download&id=566&7c654f60340ff9eb6bc4
ـ[الجابري]ــــــــ[19 - 09 - 2003, 11:56 م]ـ
شكرا جزيلا يا اخت انوار الامل وارجو مساعدتي بالحصول على كتاب الكشاف للزمخشرياذا كان متوفرا للتحميل على النت
الجابري(/)
سبحان الله
ـ[بليغ]ــــــــ[30 - 06 - 2003, 02:24 ص]ـ
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (26) سورة البقرة
البعوضة هذا المخلوق الضعيف العجيب .. الله سبحانه وتعالى عندما ضرب مثلا بعوضة، فهو ليبين
للناس أن هذا المخلوق الصغير في حجمه00 عظيم في خلقه
إليكم هذه المعلومات عنها
1 .. هي نثى
2 .. لها مائة عين في رأسها
3 .. لها في فمها 48 سن
4 .. لها ثلاث قلوب في جوفها بكل أقسامها
5 .. لها ستة سكاكين في خرطومها ولكل واحدة وظيفتها
6 .. لها ثلاث أجنحة في كل طرف
7 .. مزوده بجهاز حراري يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء
وظيفته: يعكس لها لون الجلد البشري في الظلمة إلى لون بنفسجي
حتى تراه.
8 .. مزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز إبرتها دون
أن يحس الإنسان وما يحس به كالقرصة هو نتيجة مص الدم ..
9 .. مزودة بجهاز تحليل دم فهي لا تستسيغ كل الدماء.
10 .. مزودة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جدا.
11 .. مزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل الى (60) كم.
12 .. واغرب ما في هذا كله أن العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة
تعيش حشرة صغيرة جداً لا تُرى الا بالعين المجهرية وهذا مصداق لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا .. )
يا مَنْ يرى مدَّ البعوضِ جناحها ***** في ظلمةِ الليلِ البهيمِ الأليلِ
ويرى مَناطَ عُروقِها في نحرِها ***** والمُخَّ في تلكَ العِظامِ النُّحَّلِ
أُمنُنْ عَلَيَّ بتوبةٍ تمحو بها ***** ما كان مني في الزمانِ الأوَّلِ
فسبحان الله
ـ[حروف]ــــــــ[30 - 06 - 2003, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ...
شكراً لك أخي البليغ على الموضوع القيم ...
وجزاك عنا كل خير ..
أستأذنك في طباعته ونشره فهو أكثر من راااائع: rolleyes:
تحياتي الحارة ...
** حروف **
ـ[بليغ]ــــــــ[02 - 07 - 2003, 01:50 ص]ـ
الأخت حروف اشكرك على تشجيعك، وأتمنى أن أحظى دائما بثقتكم.
بمناسبة الطباعة، آمل منكم، توضيح لي طريقة طباعة موضوع، من خلال هذا المنتدى
ولكم جزيل الشكر. تحياتي لكم.
بليغ
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - 07 - 2003, 06:36 م]ـ
شكرا لك أخي البليغ على هذه المقالة
هل لي أن أعرف المصدر الذي استقيت منه أن هناك حشرة تعيش فوق ظهر البعوضة
و لك جزيل الشكر
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[09 - 07 - 2003, 09:38 م]ـ
سبحان الله.
شكرا أخي الكريم على هذه المعلومات القيمة واسمح لي أن أطرح عليك السؤال الذي طرحه الأخ عبد الله عن مصدر المعلومة القائلة بوجود حشرة تعيش فوق ظهر البعوضة. وهل فهم علماء التفسير الآية على هذا النحو؟(/)
الغرض من ذكر (بجناحيه) في (ولا طائر يطير بجناحيه)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 07 - 2003, 01:36 ص]ـ
لمحة من إعجاز القرآن في اختيار مفرداته
إنه بحث قيم أستاذي الفاضل وجهد واضح أسأل الله أن يثيبك عليه بما هو أهله
وأدعو رواد المنتدى كلهم لقراءته وسأثبته أسبوعا بإذن الله
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 07 - 2003, 12:00 م]ـ
أهلا بك وبتعليقك يا أستاذنا الخليل
لقد قال الدكتور خالد إن من أسباب ذكر الكلمة: رفع المجاز
ورفع شبهة أي أمر يدخل ضمن الاحتراس الذي يرفع أي ظن مخالف للحقيقة
لك كل الاحترام لمداخلتك القيمة
شكرا جزيلا
ـ[سلسبيل]ــــــــ[21 - 09 - 2003, 08:56 م]ـ
جزيت خيرا - أخي الكريم - على العناية بالاعجاز العلمي بالقرآن الكريم، وليتك تدلني على الكتب المتخصصة بالبحث اللغوي في القرآن.(/)
من يعرف كلاماً بلاغياً مسجوعاً في زهد النبي عليه السلام؟؟
ـ[المتعلم]ــــــــ[05 - 07 - 2003, 02:34 م]ـ
أبحث عن كلاماً بلاغياً جميلاً منمقاً لأحد الفطاحلة في زهد النبي عليه الصلاة و السلام!!
و لكم مني جزيل الشكر و التقدير(/)
التشبيه .. بعيداً عن التقعيد
ـ[سامح]ــــــــ[10 - 07 - 2003, 06:02 ص]ـ
=معنى التشبيه:
هوأن يعمد المتحدث إلى عقد مشاركة بين أمرين في وصف
ظاهر واضح في أحد الأمرين وفي الآخر خفي غير واضح.
كقوله -صلى الله عليه وسلم - (لعن المؤمن كقتله)
أراد أن يثبت صفة الحرمة للعن فعمد إلى شيء وصف
الحرمة فيه واضح وهو (القتل) الذي تقشعر منه الأبدان
ليحقق أثر ذلك في نفس المستمع.
أركان التشبيه:
المشبه , المشبه به (طرفا التشبيه).
أداة الشبه.
وجه الشبه.
على أن بعض البلاغيين يضيف ركناً خامساً
(الغرض من التشبيه).
أداة التشبيه:
كل لفظ يدل على المماثلة والاشتراك.
إما أن تكون حرفاً أو اسماً أو فعلاً.
1 - الكاف , وهي الأصل لخفتها وبساطتها , ويليها المشبه به.
أنا كالماء إن رضيت صفاء .. وإذا ما سخطت كنت لهيبا
أراد الشاعر أن يبرز صفة الصفاء في نفسه عند رضاها
فبحث عن شيء يكون وصف الصفاء فيه ظاهراً بارزاً فوجد
الماء , فعقد مشاركة بينه وبين الماء في هذا الوصف.
وأراد أن يصور حالة السخط في نفسه فوجد اللهب متمثلاً
فيه التوهج فليس هناك أظهر من صفة التوهج في اللهب فعقد
مشاركة في هذا الوصف بينه وبين اللهب.
وأراد أن يظهر قوته وأن حالات السخط هي الغالبة عليه
فأتى ب (إذا) .. وجاءت (إن) لتدلل على أنه نادراً مايكون
راضياً , وإن رضي فإنه يكون في قمة الصفاء.
2 - كأن .. ويليها المشبه.
3 - مثل .. ومافي معناها كلفظة (نحو) ومايشتق من لفظ
(مثل) نحو .. مماثل , ومشابه .. ومارادفهما.
والأفعال .. يشبه , يشابه , يماثل , يضارع , يحاكي , يضاهي.
وجه الشبه:
المعنى الذي يشترك فيه طرفا التشبيه على سبيل
أ. التحقيق ,مثل تشبيه رجل بأسد , فالشجاعة هي المعنى
المشترك والصفة الجامعة بين الرجل والأسد , وهي على حقيقتها
موجودة في الإنسان , وموجودة في الأسد , والفرق بين وجوده
في الرجل والأسد من جهة قوة الشجاعة وضعفها وزيادتها ونقصانها.
ب. أو تخييلاً .. (لايمكن وجوده في المشبه به إلا على سبيل
التأويل).كقول ابن بابك:
وأرض كأخلاق الرجال قطعتها .. وقد كحّلَ الليلُ السِمَاكَ فأبصرا
لعمركَ ماضاقت بلاد بأهلها .. ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ
تخيل أخلاق الكرام شيء له سعة وجعله أصلاً فيها فشبه
الأرض الواسعة بها.
// لابد أن يشمل طرفا التشبيه وجه الشبه
(النحو في الكلام كالملح في الطعام).
وجه الشبه " الكثرة مصلحة , والقلة مفسدة)
هذا الوجه يمكن أن يصلح في الملح , ولكنه لايصلح في النحو
الذي على أساسه ينضبط الكلام.
لو قلنا أن وجه الشبه (كون الاستعمال مصلحاً .. والإهمال مفسداً) لصح في الطرفين.
تأثير التشبيه:
يقول الخطيب القزويني صاحب الإيضاح "
اعلم أنه مما اتفق العقلاء على شرف قدره وفخامة أمره
فن البلاغة وأن تعقيب المعاني به لاسيما قسم التمثيل منه
يضاعف قواها في تحريك النفوس إلى المقصود بها مدحاً
كانت أوذماً أو افتخاراً أو غير ذلك
وإذا أردت تحقيق هذا فانظر إلى قول البحتري:
دانٍ على أيدي العفاةِ وشاسع ٍ .. عن كل ندٍّ في الندى وضريب
كالبدر أفرط في العلو وضؤوه في العصبة السارين جد قريب
هذا الممدوح قريب بعيد؛ فهو قريب للذين يطلبون عطاءه ,
وبعيد عن كل شبيه يماثله في الكرم .. فهو يدلك على أن الجمع
بين الوصفين ممكن.
التشبيه هنا أحدث أثراً في النفوس .. فكأنه يقول " إن ماتتصورونه
غير ممكن فهو ممكن .. فهو قريب في حال
وبعيد في حال .. فكذلك البدر بعيد في علوه ,وقريب في نوره.
// التشبيه الضمني:
وهو الذي لايكون فيه نص على صورة التشبيه , وإنما تشبيه يوضع
فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة , وإنما
يعرف عن طريق التركيب , وهو يفيد أن
الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن.
وإذا أراد الله نشر فضيلة .. طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت .. ماكان يعرف طيب عرفِ العود
الحسود عادة لايحب انتشار الفضائل فهو سينشرها دون إرادة
منه .. فهو نفع من حيث أراد الضرر.
الفكرة غريبة .. ولكن ذلك صحيح وممكن انظروا إلى شيء
محسوس أمامكم (رائحة العود لاتخرج إلا بالإحراق).
فهو ضمني لم ينص على أن هذا يشبه هذا ولكنه ألمح إلى هذا
إلماحاً من خلال تجاور الصفتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه الشبه (ترتب النفع على محاولة الضرر) فالإحراق ضرر
والإساءة إلى صاحب الفضيلة ضرر , ولكنه ترتب نفع من الإحراق بظهور رائحة البخور , وترتب على إرادة الإساءة عن طريق الحسود نشر الفضيلة.
قول أبي الطيب:
من يهن يسهل الهوان عليه .. مالجرحٍ بميتٍ إيلامُ
يريد أبو الطيب أن يقول " إن من عاش بالهوان واعتاده سهل
عليه تقبل هوان جديد وذل آخر , ولكي يبرهن على صحة مقولته
ضرب مثلاً بالميت فلو جئت بسكين ورحت تقطع أجزاء من جسده أو تنشر لحمه بالمناشير ماتألم ولاصرخ ولاشكى ولابكى؛ لأنه فقد أحاسيسه ألست ترى من خلال المقدمة والبرهان عليه
تشبيهاً ضمنياً؟؟.
قول أبي الطيب:
ومن الخير بطء سيدك عني .. أسرع السُحْبِ في المسيرِ الجهامُ
الجهامُ: السحب الخالية من الماء.
يقول: إن تأخر العطاء من الخليفة لهو من الخير , وهذا ممكن
لأن السحب في السماء الذي يسرع في المسير إنما هو السحاب
الخالي من الماء , فقد غطى الشاعر المعنى بغلالة رقيقة تشي
عن المعنى وإن لم تفضحه , فهو أورد هاتين الصورتين
المتشابهتين بالإلماح وفي هذا إثارة للمخاطب وتشويق له لأجمل
التأمل حتى لايصل إلى المراد إلا بعد رحلة مشوقة.
يقول ابن الرومي:
وإذا امرؤ مدح امرءاً لنواله .. وأطال فيه فقد أراد هجاءه
لولم يقدر فيه بعد المستقى .. عند الورود لما أطال رشاءه
يقول: إن الشاعر إذا أراد أن يمدح شخصاً آخر فهو بين
حالين إما أن يطيل في المدح أو يقصر فيه , ويحكم على أن
الذي يمدح ويطيل في المدح بأنه أراد الهجاء , وكأن هذه القضية تحتاج إلى دليل عليها فيقول: انظر إلى البئر مالمحمود من أحوال هذا البئر هل هو البئر الذي يحتاج إلى حبل طويل
للوصول إلى الماء , أم البئر الذي يوصل إلى الماء فيه بحبل
قصير فهو جعل صورتين متشابهتين يريد أن يلمح التشبيه منهما
فمكمن الجمال في هذا الأسلوب هو الإثارة وإحاطة التشبيه بغلالة
رقيقة تشي عما تحتها وتغري برفع الحجاب لأجل الوصول إلى المراد.
// قيمة التشبيه الضمني:
يضاعف قوى النفس في تحريكها نحو المراد , فهو يثير
القارئ ويوقظ ذوقه ليستشعر قوة الإمتاع.
// التشبيه التمثيلي:
ماكان وجه الشبه هيئة منتزعة من شيئين
أو عدة أشياء سواء كانت هذه الهيئة حسية أوعقلية.
قول الشاعر:
اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ماتاكله
تشبيه ضمني تمثيلي .. أحاط المعنى بغلالة لتشي بما وراءها
دون أن تفضح المعنى المكنون.
يقول: إذا وجه إليك أحد حسداً فلا تعبأ به .. فإن هذا العمل
منك سيجعله يتقطع غيظاً ويقتل نفسه .. فكأنك قلت: كيف
أتحمل المشقة والألم التي تصيبني من الحسود وهل ستقتله
حسرته؟!!
قال: نعم , والدليل (النار) فإنك إن لم تمدها بالحطب الذي
يديم بقاءها فإنها ستأكل بعضها وتنتهي.
المشبه: حالة الإنسان الذي لايعبأ بحسد الحسود ومايتسببه
فيه تجاهله من إحراق نفس الحاسد وموته.
المشبه به: حالة النار التي لاتمد بالحطب فيتسبب ذلك
في زوالها.
وجه الشبه: إسراع الفناء لانقطاع مافيه مدد البقاء.
قول النبي -صلى الله عليه وسلم - " مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
جعل - عليه السلام- الإيمان قوة واحدة تنتظم قلوب المؤمنين ,
وصوره كالدم المتدفق في الجسم به حياته وتماسكه .. كما
يكون الدم سبباً لحياة الأعضاء وترابطها ومعه وجود الروح وفعلها ..
وأظهر المظاهر المرشدة إلى الإيمان بذل المؤمن وده ورحمته
وعطفه للمؤمنين تألماً لما يؤلمهم وتداعياً لما يصيبهم فالمؤمنون
مهما كثروا كالجسد الواحد إذا تألم عضو تألمت سائر الأعضاء
وهذا مقياس دقيق يقيس به النبي -صلى الله عليه وسلم - حال المؤمنين إذا تم إيمانهم ليحملهم على تزكية الأنفس وإرهاف
الحس ويقظة الروح لكل من يجمع الإيمان بينهم وبينه ليرشدهم
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن مجتمعهم بخير وأمتهم بانتصار ماكانوا كذلك لايتصورون أنفسهم أفراداً في انفصال شأن واستقلال حياة , وإنما يرونها أعضاء جسم يصح بصحةالجميع ويقوى بقوته ويمرض بمرض الواحد ويضعف بضعفه .. أليس تأخر المسلمين وانحدار نجمهم آية صدق هذا الحديث؟ .. أليس علاج قلوبهم وأداةانتصارهم وسبب عزتهم أن يعودوا في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم جسداًواحداً؟ بلى إنه لكذلك , ويمكن أن نجعل وجه الشبه المنتزع من الطرفين التكاتف والتراحم واستشعار الجزء بآلام الأجزاء الأخرى.
صورة المشبه: مايجب أن يسود بين المؤمنين من استشعار ألم بعضهم ببعض.
والمشبه به: الجسد الواحد واستشعار ألم العضو الذي يألم بآلام الأعضاء الأخرى.
قوله -صلى الله عليه وسلم - " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم
يغتسل فيه كل يوم خمس مرات .. ماتقولون .. أيبقى من درنه
شئ؟؟ .. قالوا .. لايبقى من درنه شئ.
قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا ".
صورة الممثل به سابقة متقدمة لتثير انتباه السامعين وتحرك شوقهم
لاسيما وقد اقترنت بذلك الاستفهام , والذي يطلب
صلى الله عليه وسلم - من الصحابة - رضوان الله عليهم -
الإجابة عليه ليطيل التشوق ويزيد الانتباه مع أن صورة الممثل
بها فرضية محبوبة يتشهاها كل فرد ويشعر معها بالحياة ويحس بالجمال ..
نهر يغتسل فيه المرء كل يوم خمس مرات فقد شبه -صلى الله عليه وسلم-
الصلوات الخمس في تنقيتها للمسلم من الذنوب والخطايا بالنهر
العظيم العذب الصافي ونرى سر اختياره -صلى الله عليه وسلم-
لكلمة (نهر) فلم يقل (بحر) لأن البحرفيه صفات وخصائص
لاتنسجم مع روح الترغيب والتحبيب ففيه الملوحة والصخب بتلاطم الأمواج العاتية بخلاف النهر ففيه السكون والعذوبة والصفاء , فهو
-صلىالله عليه وسلم- يريد أن يرسم الصورة الجميلة للصلوات
الخمس وتأثيرها في حياة المسلم وهدوئه وراحة باله وسكون
نفسه كما تطمئن أمام النهر الجاري.
قوله تعالى " والذين كفروا أعمالهم كسراب
بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتىإذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله
عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب "
المشبه: هيئة أعمال الكفار التي تظهر في أعينهم جميلة , ولكنها
في الحقيقة لاخير ولاثواب فيها.
المشبه به: هيئة السراب بصحراء واسعة يظنه الظمآن ماءاً فيجهد نفسه
في الذهاب إليه فلايجد هناك شيئاً.
وجه الشبه: الهيئة الحاصلة من الأمل المطمع والنهاية المؤيسة.
______________
محاضرات د. عبد الله المسعود
علم البيان د. بسيوني عبد الفتاح
الإيضاح للقزويني
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[18 - 07 - 2003, 01:04 ص]ـ
موضوع قيم وجهد واضح في الإعداد
وأجمل ما فيه إظهار مواطن الجمال مع بيان الصورة الفنية
وليتك يا أستاذي الفاضل خصصت كل نوع من أنواع التشبيهات بموضوع مستقل وأكثرت فيه من الأمثلة مع التعليقات البيانية اللطيفة لإظهار القيمة الفنية للصور البلاغية
جهد مشكور .. جزاك الله خيرا
ـ[سامح]ــــــــ[20 - 07 - 2003, 09:34 ص]ـ
أهلاً بكِ أختي الفاضلة: أنوار الأمل
أولاً .. مازلت في طور التعلم , ولم أصل بعد إلى مرحلة التعليم
فيكفيني شرفاً أن تكتبي بجانب اسمي (أخي) هكذا سيرتفع
التكليف بيننا.:)
بالنسبة لتخصيص كل قسم من التشبيه بموضوع مستقل فكرت فيه ,
ولكن الكتابة بحروف الحاسوب متعبة .. ومن ثم رأيت التشبيه
متصلاً ببعضه .. ففضلت جعله في موضوع واحد.
أما إذا رأيت أن الموضوع لم يأخذ حقه فسأضيف أمثلة
وأحاول إكمال بقية مبحث التشبيه القريب المبتذل والغريب
فما رأيكِ؟؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 07 - 2003, 11:00 م]ـ
لا بأس أستاذي الكريم في اتصال التشبيهات بعضها ببعض في موضوع واحد
إنما أردت فصلها لزيادة حظ كل قسم من الأمثلة، و ما أوردته فيه الخير أيضا
و تجاورها كما هي الآن يعطي القارئ فرصة أكبر للمقارنة
أما الإكمال .. فنعم ثم نعم
ننتظر البقية في أقرب فرصة تسنح لك
وفقك الله
ـ[سامح]ــــــــ[24 - 07 - 2003, 11:02 ص]ـ
التقسيم بالنظر إلى وجه الشبه إلى:
قريب مبتذل وغريب بعيد
(يُتْبَعُ)
(/)
فوجه الشبه إما أن يكون قريباً مبتذلاً وهو الذي ينتقل فيه الذهن من المشبه إلى المشبه به دون حاجة إلى إعمال فكر وتدقيق نظر , ويرجع ذلك إلى وضوح الشبه وظهوره كتشبيه الوجه الحسن بالبدر ,والرجل الشجاع بالأسد فإن الذهن لايجد صعوبة في إدراك هذا الحسن وتلك الشجاعة.·
//العوامل الموجبة لابتذال التشبيه:
يعد التشبيه قريباً مبتذلاً إذا اتصف وجه الشبه بصفة أو أكثر من الصفات التالية:
1 - كونه أمراً مجملاً لاتفصيل فيه كتشبيه الخد بالورد في الحمرة.
2 - أن يشتمل وجه الشبه على قليل من التفصيل ويكون المشبه به من الأمور التي تتكرر على الحس مثل تشبيه السيوف بالبرق في الإشراق واللمعان وتشبيه العيون بالنرجس في اجتماع البياض والسواد.
3 - أن يشتمل وجه الشبه على قليل من التفصيل , ويكون المشبه به قريب الحضور في الذهن عند حضور المشبه لالتكرره على الحس ولكن لقرب المناسبة بين الطرفين وتقاربهما في الجنس فالمعاني تتداعى دائماً في الذهن إذا قربت المناسبة بينها كتشبيه جرة الماء الصغيرة بالكوز , وتشبيه برج القاهرة بمنارة القلعة.·
//التشبيه البعيد الغريب:
مالاينتقل فيه من المشبه إلى المشبه به إلا بعد فكر وإطالة نظر لخفاء وجهه في بادئ الأمر ودقته , وسبب خفائه أمران:
1 - كونه كثير التفصيل كقول الشاعر:
والشمس كالمرآة في كف الأشلّ .. لما رأيتُها بدَتْ فوقَ الجبل
وجه الشبه: الهيئة الحاصلة من الاستدارة مع الإشراق والحركة السريعة المتصلة ومايحصل من الإشراق بسبب التموج والاضطراب حتى يرى الشعاع كأنه يهمُّ بأن ينبسط حتى يفيض من جوانب الدائرة ثم يبدو له فيرجع من الانبساط الذي بدا له إلى الانقباض كأنه يجتمع من الجوانب إلى الوسط فإن الشمس إذا أحدّ الإنسان النظرإليها ليتبين جرمها وجدها مؤدية لهذه الهيئة , وكذا المرآة إذا كانت في يد الأشل (المرتعش اليد)؛لأن المرآة تؤدي هذه الحركة في كفه .. فوجه الشبه لايقوم في نفس الرائي للمرآة دائمة الاضطراب إلا أن يستأنف تأملاً ويكون في نظره متمهلاً.
2 - ندور حضور المشبه به في الذهن
أ. إما عند حضور المشبه لبعد المناسبة بينهما مثل قول الشاعر:
ولازِوَرْدِيَةٍ تزهو بِزُرْقَتِها .. بين الرياض على حُمْرِ اليواقيتِ
كأنها فوق هاماتٍ ضعفنَ بها .. أوائلُ النارِ في أطرافِ كبريتِ
الازوردية .. البنفسج وهي نسبة تشبيهية إلى حجر يسمى (الازورد) وإنما جعل التشبيه بأوائل النار في أطراف الكبريت لأنها في أعلاها تكون حمراء صافية لازرقاء فإن صورة اتصال النار بأطراف الكبريت لايندر حضورها في الذهن وإنما النادر
حضورها عند حضور صورة البنفسج فإذا أُحضر مع صحة الشبه استظرف ليشاهد في عناق بين صورتين لاتتراءى نارهما.
ب. وإما مطلقاً لكونه وهمياً أو مركباً خيالياً .. أو مركباً عقلياً كقول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مُضاجعي .. ومسنونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أغوالِ
وكذلك تشبيه أحبار اليهود بمثل الحمار يحمل أسفارا يندر حضور المشبه في الذهن مطلقاً.
*وسائل التصرف في التشبيه القريب بما يجعله غريباً:
1 - أن يثبت للمشبه صفة لايتأتى وصفه بها ثم ينتزعها منه ويبني على انتزاعها تفصيل المشبه والمشبه به.
من ذلك قول أبي الطيب:
لم تلْقَ هذا الوجهُ شمسُ نهارِنا .. إلا بوجهٍ ليسَ فيهِ حياء
تشبيه الوجه بالشمس تشبيه قريب مبتذل ولكن أبا الطيب تصرف فيه بجعله (الحياء) صفة من صفات الشمس ثم انتزعها منه وجعل الشمس تفقد حياءها بجرأتها على الظهور أمام الممدوح وهذا التصرف أكسب التشبيه غرابة وأزال عنه صفة الابتذال والقرب.
وقد يثبت الأديب الصفة ولاينتزعها كقول أبي نواس:
إنّ السحابَ لتستحيي إذا نظرت .. إلى نداكَ فقاستهُ بما فيها
2 - أن يضيف إلى التشبيه مايفيد تساوي الطرفين في وجه الشبه بحيث لانستطيع أن نحدد أيهما مشبه ومشبه به.
من ذلك قول أبي تمام:
فردت علينا الشمسَ والليلُ راغمٌ .. بشمسٍ لهم من جانب الخدر تطْلَعُ
فوالله ماأدري أأحلام نائم .. ألمتْ بنا أم كان في الركبِ يُوشعُ
تشبيه الحبيبة بالشمس مبتذل لكن أبا تمام صيره بعيداً بما أضافه عليه من تساؤلات تساوي بين الطرفين مبالغة في إضاءة وجه الحبيبة الذي ظهرت به في جانب الخدر فبددت جوانب الليل وبدت جوانب الأفق مضيئة ساطعة , وعندئذ تعجب وتساءل في حيرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أهذا الذي أراه حلماً .. أم وجه الحبيبة أزاح الظلمة .. أم كان يوشع .. عليه السلام .. في ركب القوم فرد بدعائه الشمس بعد مغيبها .. هذا التشكك وتلك التساؤلات سوت بين الطرفين وحولت التشبيه من قريب مبتذل إلى بعيد غريب.
3 - التشبيه المشروط ..
وهو أن يقيد المشبه والمشبه بقيد يبرز فضل المشبه على المشبه به .. وذلك كالتقيد بأسلوب الشرط والاستثناء أو الاستدراك.
يقول الشاعر:
عزماتهم مثل النجوم ثواقباً .. لولم يكن للثاقباتِ أفولُ
شبه عزائم الممدوح التي تخترق المصاعب بالنجوم تثقب الظلام وتبدده .. وتشبيه العزائم بالنجوم قريب ولكنه صيره بعيداً بهذا الشرط إذ جعل العزائم تفوق النجوم وتفضلها؛ لأنها نافذة الأثر .. أما النجوم فأثرها مقصور على وقت طلوعها دون وقت أفولها.
يقول الشاعر:
من قاس جدواك يوماً .. بالسُحْبِ أخطأ مدحك
السُحْبُ تعطي وتبكي .. وأنت تعطي وتضحك
شبه الممدوح بالسحب .. وهو تشبيه مبتذل .. فصيره بعيداً بجعل الممدوح يفوق السحب إذ أنها وهي تعطي تكون باكية أما الممدوح فإنه يعطي ضاحكاً.
4 - قلب التشبيه
وهو ادعاء أن المشبه أتم من المشبه به في وجه الشبه.
قوله تعالى " إنما البيع مثل الربا"
مقتضى الظاهر أن يقال " إنما الربا مثل البيع " إذا الكلام في الربا لافي البيع فخالفوا لجعلهم الربا في الحل أقوى حالاً من البيع وأعرف به.
قوله تعالى " أفمن يَخلق كمن لايخلق "
بمعنى كيف تتوجون بالعبادة إلى تلك المخلوقات وهي لاتخلق .. فالعاقل يتوجه بالعبادة إلى الخالق .. ولأن الخطاب للذين عبدوا الأوثان وسموها آلهة تشبيهاً بالله .. سبحانه وتعالى .. فقد جعلوا غير الخالق مثل الخالق خولف في خطابهم لأنهم بالغوا في عبادتها وغلوا حتى صارت عندهم أصلاً في العبادة والخالق .. سبحانه وتعالى .. فرعاً.
5 - الجمع بين عدة تشبيهات:
قول البحتري ..
كأنما يبسُمُ عن لؤلؤ .. مُنْضَدٍ أوبَرَدٍ أو أقاح
شبه الثغر المبتسم باللؤلؤ المنظوم , والبرد , والأقاح .. وبهذا الجمع تحول التشبيه إلى الغرابة والبعد.
//أغراض التشبيه:
الأغراض العائدة على المشبه:
1 - بيان إمكان وجوده .. وذلك إذا كان التشبيه من الأمور الغريبة التي يستبعد حصولها كما في قول أبي الطيب:
فإن تَفُق الأنامَ وأنتَ منهم .. فإنّ المسك بعض دمِ الغزال ِ
يقول " إنك تفوقت على الناس رغم أنك من جنسهم .. قد يبدو الأمر غريباً ولكن انظر إلى الغزال وإلى المسك فالمسك من أنواع دم يجتمع في جزء من أجزاء الغزال فهو من جنس الدم ولكنه يتفوق عليه.
تشبيه ضمني تمثيلي .. شبه حال الممدوح بتفوقه على أهل زمانه تفوقاً صار به كأنه جنس منفصل عنهم .. بحال المسك في تفوقه بشرف رائحته على الدماء حتى كأنه صار جنساً آخر.
وجه الشبه .. خروج بعض أفراد الجنس بفضائله عن جنسه مع ملاحظة الأصل في بقائه داخل الجنس وانتسابه إليه.
2 - بيان حال المشبه (إيضاح صفته) وذلك إذا كانت صفة المشبه مجهولة فيقصد المتكلم إلى بيان هذه الصفة .. من ذلك قول الأعشى:
كأنّ مِشْيَتَها من بيتِ جارتها .. مرُّ السحابة لاريثٌ ولاعجلُ
وقول الشاعر:
كأنّ سُهيلاً والنجومُ وراءه .. صفوفُ صلاة قام فيها إمامها
3 - بيان مقدار الحال وذلك إذا كانت صفته معلومة للمخاطب والمجهول مقدارها من القوة والضعف أو الزيادة والنقصان من ذلك قول الحسن بن وهب:
مدادٌ مثل خافية الغراب .. وأقلامٌ كمرهفة الحَدادِ
فالمشبه (الحبر) ومعلوم سواده لكن التشبيه هنا أفاد شدته ولم يقل الغراب بل قال (الخافية) وهي الأعظم سواداً في الغراب تبييناً لشدة هذا السواد.
4 - تأكيد حال المشبه وتقريرها في نفس السامع وذلك إذا كان كل من الحال ومقدارها معلومين.
قوله تعالى " والذين يدعون من دونه لايستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه".
الآية تتحدث في شأن عباد الأوثان وتصفهم بأنهم إذا دعوا ءالهتهم لاتستجيب لهم ولايعود عليهم دعاؤهم إياها بفائدة ,وقد أراد الله -سبحانه- أن يقرر هذه الحال ويثبتها في الأذهان فشبه هؤلاء بمن يبسط كفيه إلى الماء ليشرب فلا يصل إلى فمه بداهة؛ لأنه يخرج من خلال أصابعه مادامت كفاه مبسوطتين فالغرض من التشبيه تقرير حال المشبه.
5 - تزيين المشبه وتجميله , وذلك عند إرادة مدحه والترغيب فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
من ذلك قول الشريف الرضي:
أحِبُكَ يالونَ الشبابِ فإنني .. رأيتُكُما في القلب والعين توأما
سكنتَ سوادَ القلبِ إذ كنت شِبْهَهُ .. فوالله ماأدري من القلب منكما
السواد شيء غير محبوب ولكنه أراد تزيينه .. فقال أنت شبه سواد القلب ,وحبة القلب غالية وعزيزة.
6 - تقبيح المشبه, وذلك إذا كان المشبه قبيحاً قبحا حقيقياً أو اعتبارياً فيؤتى له بمشبه به أقبح منه يولد في النفس صورة قبيحة عن المشبه تدعو إلى التنفير.
مثل قول أعرابي يذم امرأة:
وتفتح -لاكانت- فماً لورأيته .. توهمته باباً من النار يُفْتحُ
فالأعرابي ساخط على هذه المرأة .. وبعدما يدعو عليها بالحرمان من الوجود يشبه فمها عندما تفتحه بباب من أبواب جهنم يفتح.
*الأغراض العائدة على المشبه به:
1 - ادعاء أن المشبه أتم من المشبه به في وجه الشبه (قلب التشبيه) .. ومنه:
رُبَّ ليلٍ قطعته كصدودٍ .. وفراقٍ ماكان فيه وداع
جعل الليل أصلاً في السواد والليل فرعاً فيه , وهذا على طريق التخييل , والسواد في الليل على طريق الحقيقة.
2 - بيان شدة الحاجة إلى المشبه به , كتشبيه الجائع (البدرَ) في إشراقه واستدارته بالرغيف , وتشبيهه المسك في طيب رائحته بالشواء وذلك تنبيهاً لشدة حاجته للرغيف والشواء.
// التشبيه الحسن المقبول:
ماكان محققاً للغرض الذي عقد التشبيه من أجله وافياً به.
// التشبيه المردود:
الذي يحصل فيه إما إساءة في التشبيه ,أو بعد, أويعاب بإيراد ماتنبو عنه النفس .. ومنه قول المرار:
وخالٍ على خديكِ يبدو كأنه .. سنا البدر في دعجاءَ بادٍ دجونها
المتعارف عليه أن الخدود بيض , والخال أسود , ولكن الشاعر رغم ذلك يشبه الخال بضوء البدر , فهو تشبيه رديء مخالف لما تعارف عليه الناس.
ومنه قول الشاعر يصف روضة:
كأنّ شقائق النعمان فيه .. ثيابٌ قد رُوِينَ منَ الدماءِ
التشبيه مصيب , والوجه محقق , ولكن العيب أتاه من بشاعة ذكر الدماء وهو بصدد وصف زهر جميل في روض أنيق.
ومنه قول بعض الأعراب يصف شدة غيرته:
إذ لو رأتني أم جيراننا .. إذ أنا في الدار كأني حمار
تشبيه معيب إذ لايحسن بالإنسان أن يشبه نفسه بالحمار فهذا يتنافى مع الذوق السليم.
ـ[حروف]ــــــــ[24 - 07 - 2003, 03:08 م]ـ
استمر بارك الله فيك وفي علمك ..
نحن معك ..
تحياتي ,,
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[26 - 07 - 2003, 11:36 م]ـ
و أنا أيضا معكم أتابع مفيدا من هذا الطرح النفيس أخي سامح 0
ـ[عبوود طيبه]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 06:16 م]ـ
الف شكر ويعطيك العافية
ـ[مصطفى ابو خالد]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 04:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك في وقتك و جزاك خيرا على هذه الفوائد و الفرائد(/)
هل من مجيب عن سؤالي بارك الله فيكم
ـ[الكاتب1]ــــــــ[16 - 07 - 2003, 10:21 ص]ـ
إخواني وأخواتي أعضاء منتدى البلاغة
لدي سؤال وآمل أن أجد الإجبة لديكم وهو:
هل حذف المسند والمسند إليه وحذف المفعول به يدخلان في باب
إيجاز الحذف؟ وإن كان الجواب " نعم " فلماذا أفرد علماء البلاغة في
كتبهم كل أسلوب في مبحث خاص فيقولون مثلا:" مبحث حذف
المسند و، مبحث حذف المسند إليه، و مبحث حذف المفعول به،
و مبحث الإيجاز "؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[17 - 07 - 2003, 11:01 م]ـ
أهلا بك يا أخي الكريم
إطلالة مميزة بالسؤال في منتدى البلاغة والإعجاز
والجواب
نعم
يدخل في إيجاز الحذف حذف المسند والمسند إليه .. وبقية الأنواع
فكما أنك تجد هذه المباحث مخصصة بفصول كاملة تحت عنوان رئيسي هو (الحذف) فستجد مثل ذلكتحت عنوان ثان هو (إيجاز الحذف)
حذف الفاعل ـ حذف المبتدأ
حذف المفعول به
حذف المضاف إليه
حذف الصفة ـ حذف الموصوف
...
...
أما لماذا يتم التفصيل في كل باب فلأن كلا منها له أغراض لحذفه، أو أسباب للحذف
فيحسن تخصيصها بمباحث خاصة، لكنها تجتمع تحت عنوان واحد هو الحذف
ويتم تناولها مرة أخرى في إيجاز الحذف وإظهار النكت البلاغية وراء حذفها والإيجاز المستفاد من هذا الحذف
ومباحث علم المعاني حسب التقسيم البلاغي هي
* الخبر والإنشاء
* التقديم والتأخير
* الحذف والذكر
* التعريف والتنكير
* القصر
* الفصل والوصل
* الإيجاز والإطناب والمساواة
وكل واحد من هذه المباحث يضم تحته عناوين جزئية كثيرة
وما أشرت أنت إليه يا أستاذي الفاضل يندرج تحت المبحث الثالث والمبحث الأخير
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[23 - 07 - 2003, 01:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الأخوة الكرام التفصيل في شرح هذه النقاط لتبدو واضحة للمبتدئين. فماالمقصود بالمسند والمسند اليه؟ وماعلامات الاسناد؟ وهلا أتيتم بأمثلة أو شواهد؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 07 - 2003, 01:28 ص]ـ
سيأتيك ما تريد بإذن الله
فادع الله أن يكون سريعا
وهذا شرح مبدئي
المسند هو الفعل في الجملة الفعلية، وهو الخبرفي الجملة الاسمية
والمسند إليه هو الفاعل في الجملة الفعلية، والمبتدأ في الجملة الاسمية
والعلاقة بينهما علاقة الإسناد
* طلعت الشمس
ففي الجملة الفعلية يُسند الفعل (مسند = طلعت= الطلوع) إلى الفاعل (المسند إليه= الشمس)
* المنتدى راقٍ
وفي الجملة الاسمية يسند الخبر (المسند= راق = الرقي) إلى المبتدأ (المسند إليه= المنتدى)
ـ[الباحثة]ــــــــ[11 - 09 - 2003, 11:19 ص]ـ
جزاك الله ألـ1000ــــــف مليـ1000000ـــــــــــون خير.
لا عدمناك أيتها الحبيبة.(/)
علم المعاني: مقدمة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 07 - 2003, 06:31 م]ـ
علم المعاني هو تطبيق عملي لفكرة النظم التي شرح بها عبدالقاهر الجرجاني رحمه الله إعجاز القرآن الكريم، والتي عرف النظم فيها بقوله: اعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وأصوله وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها، وتحفظ الرسوم التي رسمت لك فلا تخل بشيء منها (1)
يعني عبدالقاهر بالنظم تعليق الكلام بعضه على بعض ويقول: (إنه توخي معاني النحو) .. نقرأ في علم النحو مثلا أن الفعل لا بد له من فاعل وقد نرى الخبر يتقدم على المبتدأ، والمفعول يتقدم على الفعل، وحينما نبحث عن سر هذا التقديم فإنا نجد أن الأمر ليس جزافا، ولا بد من غرض وسبب من أجله كان هذا التقديم للخبر على مبتدئه، وللمفعول على فعله، لذلك يرى عبدالقاهر رحمه الله أننا حينما ننطق بأي جملة، ونركبها من كلماتها، فإن هذا التركيب ناشئ ـ أولا وقبل كل شيء ـ عن المعنى الذي هيأناه في نفوسنا، وأردنا أن نعبر عنه بهذه الألفاظ
النظم إذن لا بد له من أمرين اثنين: المعنى الذي نريد التحدث عنه، ثم اللفظ الذي نعبر عن هذا المعنى، فإذا اختلف المعنى الذي نريد التعبير عنه، فلا بد أن يختلف اللفظ حتى إن كانت مادته واحدة (2)
مثال: قد نتجاذب الحديث معا فيرى بعضنا أن المتنبي كان حكيما، وليس حريا أن يوصف بأنه شاعر، فأقول معبرا عن المعنى الذي في نفسي: إنما المتنبي شاعر
وقد نتجاذب أطراف الحديث مرة أخرى فبعضنا يرى أن أبا تمام أشعر من المتنبي، وبعضنا الآخر يرى أن ابن الرومي أشعر منهما، ولكني أرى عكس ذلك فقد ثبت في نفسي أن المتنبي أشعر منهما فأعبر عن هذا المعنى فأقول: إنما الشاعر المتنبي (3)
تغيير في ترتيب الألفاظ مع تعريف أحدهما، المعنى مختلف تبعا لاختلاف الموقف الذي قيلت فيه كل جملة واختلاف المعنى الكامن في النفس، فجاءت الألفاظ حاملة هذا المعنى بالشكل الذي يناسبه
(النظم إذن أن يكون ترتيب الكلام وأنت تنطق به قد صمم تصميما تاما ليوافق المعاني التي تريد أن تعبر عنها) (4)
فهذه العبارات مثلا (طلع القمر ـ ما طلع القمر ـ ما طالع القمر) يقول عنها النحوي: كلها جائزة ولكل منها عندي تخريج إعرابي
لكن البلاغي يرى لكل منها حالة خاصة وموقفا معينا اقتضى صياغتها على هذه الطريقة (5)
التعريف:
من تعريفات العلماء لعلم المعاني وكلها ذات معنى متقارب
** (هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال) (6) الإيضاح
** هو علم يعرف به أحوال الكلام العربي التي تهدي العالم بها إلى اختيار ما يطابق منها مقتضى أحوال المخاطبين رجاء أن يكون ما ينشئ من كلام أدبي بليغا (7)
حبنكة 1/ 138
** علم نظم الألفاظ والعبارات على أسلوب معين يراعى فيه أمران هما: قواعد النحو ومطابقة الكلام لمقتضى الحال (8)
وليد 15
فائدة علم المعاني
نستفيد من علم المعاني أمرا مهما هو أنه (لا ترادف بين الجمل: بل لكل ترتيب دلالة خاصة، وفيه معنى ليس في الآخر، وإن أي تغيير يطرأ على التركيب بتقديم أو تأخير، او حذف أو ذكر، أو تأكيد أو تركه .. الخ يؤدي إلى تغيير في معناه) (9)
وليد 17
مكانة علم المعاني بين العلوم
أما مكانته بين العلوم الأخرى فهيأنه ألصقها بالقرآن الكريم وبه عُرف إعجازه .. بل هو علم يشتمل على سائر العلوم وليس بالضرورة أن يشتمل عليه علم النحو أو الصرف أو البديع مثلا، فلا يعتد فيه بكلام لم يراعَ فيه الوجه الصحيح لبناء الكلمة في الصرف، ولا بكلام نُصب فيه ما حقه الرفع، ولا بصورة بديع لم يحسن صاحبها التأتي إليها
إن ثمرة هذا العلم هو الوقوف على الأسرار التي يرتفع بها شأن الكلام ويفضل بعضه بعضا، ومعرفة إعجاز القرآن من جهة ما خصه الله بم من حسن الوصف ولطف الإيجاز وجودة السبك وبراعة التراكيب وجزالة الكلمات وعذوبة الألفاظ ومحاسن الكلام، والوقوف على بديع القول وأسرار البلاغة وأسباب الفصاحة وغير ذلك (10)
---------------------------------------------
1 ـ البلاغة من منابعها (علم المعاني) محمد هيثم غرة ـ ص 18
2 ـ البلاغة فنونها وأفنانها (علم المعاني) ص 85
3 ـ انظر: البلاغة فنونها وأفنانها من 86 إلى 88
4 ـ البلاغة فنونها وأفنانها 87
5 ـ انظر البلاغة العربية للشيخ عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني 1/ 145ـ 146
6 ـ الإيضاح للقزويني
7 ـ البلاغة العربية للميداني 1/ 138
8 ـ البلاغة العربية (علم المعاني) وليد قصاب ـ ص 15
9 ـ البلاغة العربية لقصاب 17
10 ـ البلاغة من منابعها ص 23
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[23 - 07 - 2003, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك ونفع في علمك وجزاك الله خير الجزاء.
ـ[الباحثة]ــــــــ[11 - 09 - 2003, 11:25 ص]ـ
جعل الله كل علم نافع توصلينه لنا في ميزان حسناتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 09 - 2003, 12:30 ص]ـ
الأخ الفاضل تأبط خيرا
الأخت الكريمة الباحثة
أشكركما شكرا عظيما على حسن دعائكم وأسأله تعالى أن يتقبل منا جميعا
قراءتكم واستفادتكم تعني لي الكثير .. بارك الله فيكما
ويمكنكما متابعة المزيد من دروس علم المعاني هنا .. وستكون لها تتمة بإذن الله في موضوعات قادمة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2184
دعواتكم
ـ[الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 2007, 02:23 م]ـ
رحم الله والديك و جزاك الله خيرا
ـ[عدي الخرساني]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 06:49 م]ـ
:::
السلام على اهل السلام
شكرا .. جزيل الشكر على هذه القطرات الندية والثمار الشهية والمواضيع المفعمة بالفائدة وهي تفيد ذوي الاختصاص فتسهل لهم الصعب المستصعب وتقرب لهم البعيد الابعد فجزى الله اهل العلم وزاد درجاتهم درجات
:):)(/)
ناصية كاذبة خاطئة
ـ[معذاوي]ــــــــ[30 - 07 - 2003, 02:28 م]ـ
حقيقه علميه في ناصية كاذبة خاطئه
وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني كنت أقرأ قول الله تعالى: (كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة) العلق: 15 والناصية هي مقدمة الرأس فكنت أسأل نفسى وأقول يارب اكشف لي هذا المعنى! لماذا قلت ناصية كاذبة خاطئة؟ وتفكرت فيها أكثر من عشر سنوات وأنا في هذه الحيرة فأرجع إلى كتب التفسير فأجد الجواب .. أجد المفسرين يقولون: المراد ليست ناصية كاذبة وإنما المراد معنى مجازي وليس حقيقيا فهو من باب المجاز لا من باب الحقيقة ناصية كاذب خاطئ ولما كانت الناصية هي مقدمة الرأس فأطلق عليها صفة الكذب والمقصود صاحبها هكذا يقولون وليست هي مكان الكذب أو مصدر الكذب إلى ان يسر الله البحث الذي كان عن الناصية قدم من أحد العلماء وهو كندي الاصل ومن أشهرهم في علم المخ والتشريح والأجنة وكان ذلك في المؤتمر الطبي الذي عقد في القاهرة وتواجد في ذلك المؤتمر طبيب ومعه زوجته فلما سمعت زوجته هذا الكلام ناصية كاذبة قالت: والهاء أين راحت؟ فالمفسرون يقولون: المعنى ناصية كاذب خاطئ قالت: والهاء أين راحت؟ قلت في نفسى هذه الهاء هي التي دوختني عشر سنوات الله سبحانه وتعالي يقول لنا (ناصية كاذبة خاطئة) نعود لبحث العالم الكندي وقال فيه منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن المخ الذي تحت الجبهة مباشرة الذي في الناصية هو الجزء المسئول عن الكذب والخطأ هو المكان الذي يصدر منه الكذب ويصدر منه الخطأ وأن العين ترى بها والأذن تسمع منها فكذلك كان هذا المكان الذي يصدر منه القرار هذا مصدر اتخاذ القرار فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه في الغالب لا تكون له إرادة مستقلة لا يستطيع أن يختار اجلس .. اجلس .. قم ... قم .. امش .. يفقد سيطرته على نفسه مثل واحد تقلع له عينيه فإنه لا يرى فقال: منذ خمسين سنة فقط عرفنا أن هذا الجزء هو المسؤول عن هذا المكان الذي يصدر منه القرار ... فمن يتخذ القرار؟ نحن نعلم أن الروح هي صاحبة القرار وأن الروح هي التي ترى ولكن العين هي الجارحة والروح تسمع ولكن الأذن جارحة كذلك المخ هذا جارحة لكن في النهاية هذا مكان صدور القرار ... ناصية كاذبة خاطئة ولذلك قال الله: (لنسفعا بالناصية) أي نأخذه أو نحرقه فسبحان الله كلمة جاءت في كتاب الله ... وهاء الحرف يعرف الناس سره بعد أن يتقدم العلم أشواطا وأشواطا ثم وجدوا أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف صغير لأن الحيوان مركز قيادته وحركة جسمة أيضا من هذا المكان وإلى هذا يشير المولى سبحانه وتعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) هود 56 مركز القيادة .. موجود في الناصية .. من يعلم هذا؟ متى عرف العلماء هذا؟ متى عرفوه؟ عندما شرحوا مخ الحيوانات .. إن القرآن يذكر هذه الحقيقة وجاء بعلم الله الذي أحاط بكل شيء علما وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ... والناصية: مركز القيادة ولحكمة شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ لله ولعل هناك علاقة بين ناصية تسجد خاشعة وبين سلوك يستقيم (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) العنكبوت: 45
حقيقه علميه في ناصية كاذبة خاطئه
حقيقه علميه في ناصية كاذبة خاطئه حقيقه علميه في ناصية كاذبة خاطئه: cool:
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 07 - 2003, 10:36 م]ـ
شكرا يا أخي الكريم على اهتمامك بأفضل ما ينبغي أن يشغل فكرنا ويأخذ وقتنا وهو القرآن الكريم خاصة كل ما يتعلق بجوانب الإعجاز التي تبهر النفس والعقل
جزاك الله خيرا وجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلاء همومنا وأحزاننا
لمن أراد المزيد من موضوعات الإعجاز في القرآن والسنة
http://abuhaibeh4.tripod.com/home/ijaz/itessaa.htm
http://www.khayma.com/almuna/e3jaz.htm
ـ[الباحثة]ــــــــ[11 - 09 - 2003, 11:14 ص]ـ
أخي معذاوي000
هلا شرحت لي فقط مسألة الهاء التي قالتها زوجة الدكتور.
أكون لك شاكرة.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 09 - 2003, 11:51 م]ـ
الأخت الكريمة الباحثة
سأشرح لك حسب فهمي بعد إذن الأخ الكريم معذاوي وأنتظر حضوره للتعقيب على ما تقدم
الآية الكريمة تقول: ناصية كاذبة خاطئة (كاذبة نعت ووصف للناصية)
فهي قد نسبت الكذب والخطأ إلى الناصية وهي مقدم الرأس
قال المفسرون: المقصود ناصية كاذب خاطئ (كاذب مضاف إليه)
أي أنهم نسبوا الكذب والخطأ إلى صاحب الناصية لأنهما يصدران منه وليس من الناصية
وهذا جائز في اللغة ويسميه البلاغيون المجاز المرسل
اكتشف العلماء مؤخرا أن الناصية هي المسؤولة فعلا عن الكذب والخطأ لأن مركز القيادة والتحكم واقع في هذا الجزء (الناصية)
وهذا يثبت أن الآية كانت تقصد نسبة الخطأ والكذب للناصية نفسها لأنها مركز صدورهما
وكان سؤال زوجة الطبيب عن الهاء التي غيبها المفسرون عند تفسيرهم الآية بأن المقصود هو: ناصية كاذب خاطئ
فأين ذهبت الهاء؟
لأن الهاء مقصودة فعلا وليست الآية من قبيل المجاز
أرجو أن أكون قد وفقت في الجواب
فإن كان ففضل الله
وإلا فأرجوه الغفران(/)
الرجاء المساعدة قدر الامكان
ـ[الجابري]ــــــــ[03 - 08 - 2003, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاعزاء
عندي بحث حول (الاستعارة المكنية والتصريحية في القران الكريم)
واحتاج الى مصادر بخصوص الموضوع , ولم اجد على الويب كتب السكاكي والجرجاني في البلاغة , فارجو مساعدتي بالحصول على مصادر بهذا الشان , علما اني اسكن في دولة اوروبية وليس من المتيسر علي استعارة الكتب ذات الصلة.
جزاكم المولى خيرا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 08 - 2003, 11:10 م]ـ
يمكنك أن تجد بعض هذه الكتب في موقع الوراق
www.alwaraq.com
في قسم علوم اللغة
ففيه أسرار البلاغة للجرجاني وأساس البلاغة للزمخشري وهو معجم للحقيقة والمجاز
وفيه أيضا كتاب البديع لابن المعتز
ـ[الجابري]ــــــــ[04 - 08 - 2003, 12:57 ص]ـ
الاخت المشرفة الكريمة
خالص شكري لهذه المساعدة سائلا المولى لكم التوفيق ولجميع العاملين(/)
الحمد لله ـ أسرار وإعجاز ـ 3
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 08 - 2003, 11:06 م]ـ
هذه تتمة لموضوع كتب هنا سابقا تحت هذه العنوانات
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=356
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=547
فنتابع التعرف على تعبيرات مشابهة لقوله تعالى في بداية الفاتحة (الحمد لله رب العالمين (لنرى هل كان من الممكن أن تحل أي واحدة منها محل ما اختاره الله عز وجل؟
------------------------------------
4 ـ الحمدَ لله
ـ قراءة الحمد بالنصب جائزة على تقدير فعل محذوف، فتكون جملة فعلية
ـ والجملة الفعلية تدل على التجدد والحدوث، بينما تدل الجملة الاسمية على الثبوت، وهو أقوى
ـ والجملة الفعلية تختص بفاعل معين وزمن معين، وفي هذا ما فيه من نقص الدلالة على المعنى المراد كما تقدم في رقم 3
ـ يستوي الأمر إذا قدرنا فعلا مضارعا أو فعلَ أمر، لأن الأمر بالشيء لا يعني أن المأمور به مستحق للفعل، وقد يفعل المأمور ما أمر به دون اقتناع إما لعدم استحقاق من المأمور للفعل، أو لأنه يراه كذلك، فقراءة الرفع (الحمدُ لله) تفيد ثبوت الشيء على جهة الاستحقاق ثباتا دائما، فهي أولى من قراءة النصب في حالي الإخبار (أحمدُ الله ونحمد الله) والأمر (احمد الله واحمدوا الله)
5 ـ حمدا لله
ـ وهي جملة فعلية نقدر لها فعلا محذوفا، والجملة الاسمية (الحمدُ لله) أقوى من الجملة الفعلية لما تقدم في رقم 3
ـ (الحمد لله) معرّفة بأل، و (أل) تفيد العهد وتفيد استغراق الجنس، فإن أفادت العهد كان المعنى: الحمد المعروف بينكم هو لله، وإن أفادت الاستغراق كان المعنى: إن الحمد كله لله على سبيل الإحاطة والشمول. ويظهر أن المعنيين مرادان
ـ أما (حمدا لله) فنكرة لا تفيد شيئا من المعاني المتقدمة
6 ـ إن الحمد لله
ـ (إن) تفيد التوكيد، وليس المقام مقام شك أو إنكار يقتضي توكيدا
ـ (إن الحمد لله) جملة خبرية تحمل إلينا خبرا واضحا محددا (ثبوت الحمد لله تعالى) ولا تحتمل إنشاء
ـ أما (الحمد لله) فتفيد الإخبار بثبوت الحمد لله، فهي خبرية من هذه الجهة، ولكنها تفيد إنشاء التعظيم، فهي ذات معان أكثر
7 ـ لله الحمد
ـ (لله الحمد) فيها تقديم الجار والمجرور، وفي التقديم اختصاصا أو إزالة شك، والمقام لا يطلب لذلك، فليس هناك من ادعى أن ذاتا أخرى قد تشترك معه في الحمد، فنزيل الاحتمال والظن عنده، وليس هناك من ادعى أن الحمد لغير الله لنخصه به؟
ـ والحمد في الدنيا ليس مختصا لله وحده، وإن كان هو سببه كله، فالناس قد يحمد بعضهم بعضا، وفي الحديث (من لم يحمد الناس لم يحمد الله)، فيجوز توجيه الحمد لغير الله في ظاهر الأمر، فلا حاجة للاختصاص بالتقديم
8 ـ اختصاص الاسم العلم (الله) بالذكر، دون سائر أسمائه االحسنى وصفاته
فكان يمكن أن يقال (الحمد للحي، الحمد للرحيم، الحمد للبارئ، .. )
ولكن لو حدث ذلك لأفهم أن الحمد إنما استحقه لهذا الوصف دون غيره، فجاء بالاسم العلم ليدل على أنه استحق الحمد لذاته هو لا لصفة من صفاته
ـ ثم إن ذكر لفظ الجلالة (الله) يناسب سياق الآيات، فسيأتي بعدها بقليل "إياك نعبد وإياك نستعين" ولفظ الجلالة (الله) مناسب للعبودية، لأنه مأخوذ من لفظ الإله أي المعبود، وقد اقترنت العبادة باسمه أكثر من خمسينم رة في القرآن كقوله تعالى: " أمرت أن أعبد الله " الرعد
ـ هذا والمجيء بوصف غير لفظ الجلالة ليس فيه تصريح بأن المقصود هو الله عز وجل
http://www.wtv-zone.com/aylana/bringontheglitter/glitterlines/glitterline-01.gif
فمن منا مهما بلغ من فصاحة وبلاغة وبيان .. من منا يستطيع أن يأتي بكلام فيه هذا الإحكام وهذا الاستواء مع حسن النظم ودقة الانتقاء، فكل كلمة في موقعها جوهرة ثمينة منتقاة بعناية لتؤدي معاني غزيرة بكلمات يسيرة، كل واحدة واسطة عقد لا يجوز استبدالها ولا نقلها ولا تقديمها ولا تأخيرها وإلا لاختل المعنى أو ضعف أو فقد بعض معانيه؟
إنه الإعجاز الإلهي الذي يتجلى في الكون كله، ويحف بالقرآن كله، مجموعه وجزئياته، كلماته وحروفه، معانيه وأسراره، ليكون النور الذي أراد الله أن يهدي ويسعد به كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
والحمد لله رب العالمين
************
من كتاب لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي
إعداد وتنسيق: أنوار الأمل(/)
الجَمال في القرآن الكريم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 08 - 2003, 12:08 ص]ـ
قيمة الجمال في القرآن الكريم
صفاء الدين محمد أحمد*
-------------------------------
الجمال ثالث ثلاثة من القيم التي شغلت الفكر البشري منذ بدأت المسيرة الإنسانية على ظهر الأرض لتحقق الرسالة التي من أجلها خلق الله الإنسان، وهي العبودية الخالصة لله وحده، هذه القيم الثلاثة هي: الحق والخير والجمال.
وكان تناول الفكر الإنساني لها وهو بمعزل عن الدين الحقّ منذ فجر الفلسفة اليونانية حتى عصرنا الحاضر مثيراً، مضطرباً، متناقضاً، هزيلاً، تحوّلت معه هذه القيم الثابتة على يديه إلى قضايا نسبية، وهذا شأنُ الفكر الإنساني عندما ينأى عن هداية الدين الحقّ، إذ يتخبّط في غياهب الوهم، ويضلّ بوادي الظنون.
والجمال له جانبان: حسّي ومعنوي، وقد أخفق الفكر الإنساني تماماً في وضع مقاييس ثابتة لكليهما.
لكنّ الذِكر الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يتناول هذه القيمة تناولاً محكماً، سديداً، راشداً،، يجعلها تسهم في سموّ المجتمع البشري، ودفعه إلى تحقيق رسالته الكريمة. ولقد ورد لفظ "جميل" و"جمال" في ثماني آيات من القرآن الكريم، منها موضع واحد عن الجمال الحسّي.
وتحدَّث في المواضع السبعة الباقية عن الجمال المعنوي والخُلُقي.
في الجمال الحسّي
الجمال الحسّي ظاهر في كلّ مخلوق متناسق، لا عوج في خلقه، ولا اضطراب، ولا تشويه، والله تبارك وتعالى خلق الكون بما فيه ومن فيه على أكمل صورة، وأجملها، وأسماها، وقدّم الله تبارك وتعالى ظواهر هذا الكون الجميل في الكتاب العزيز شواهد على قدرته، ودلائل على ربوبيته، وآيات ناطقة بتوحيده.
يقول تبارك وتعالى في الحديث عن الأنعام وما فيها من جمال ومتاع: {ولكُم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} (النحل:6)، وهذه الآية تقدّم صورة للجمال عندما تحسّ به النفس الإنسانية فيملأ جوانبها سعادة ومسرّة، والجميل في الآية أنّها تقدّم الرواح على السروح، مع أنّ الواقع عكس ذلك؛ وكان هذا لأنّ الإحساس بالجمال والمتعة بالأنعام عندما تعود من المرعى ممتلئة شبعى أكثر من الإحساس بها وهي ذاهبة غرثى. وهذه هي الآية الوحيدة التي تتحدّث عن الجمال الحسّي بلفظ الجمال الصريح. وهُناك آيات أخرى تتحدّث عن الجمال في الكون بغير لفظه.
من ذلك حديث القرآن الكريم عن خلق الإنسان، إذ قال تعالى بعد أن وصف مراحل الخلق التي مرّ بها الإنسان: {ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} (المؤمنون:14)، ولا شكّ في أنّ مخلوقاً لأحسن الخالقين يكون على أرفع مستوى من الجمال والإتقان.
وهُناك آيات أُخرى تكشف عن ظواهر الجمال في خلق الإنسان، وهي تتمثّل في التسوية، والتعديل، والتقويم، فيقول تعالى: {يا أيُّهَا الإنسانُ ما غرّك بربِّك الكَريم* الذي خلقك فسوَّاك فعدلك* في أيّ صورة ما شاء ركّبك} (الانفطار:6ـ8)، ويقول جلّ وعَلا: {لّقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ في أحسَنِ تَقْوِيم} (التين:4).
وفي حديثٍ عن الجمال في السموات والأرض يقول سبحانه: {بديعُ السَّمواتِ والأرضِ} (الأنعام:101}، ومعنى هذا تأكيد جوانب الإبداع في أنحاء الكون الكبير.
وفي موطن آخر يقدّم القرآن صوراً بديعة من جمال الكون، بُرهاناً على البعث، فيقول تعالى: {أفَلَم ينظُروا إلى السَّماء فَوقَهم كَيفَ بَنينَاهَا وزَيّناهَا وما لها من فروج* والأرضَ مددناها وألقينا فيها رَواسِى وأنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوجٍ بَهِيج* تَبصرةً وذِكرَى لِكلِّ عَبدٍ مُنيب* ونَزّلنَا مِنْ السَّمَاء مَاء مُبَارَكَاً فَأنْبَتْنَا بِه جَنّاتٍ وحَبّ الحَصِيد* والنَّخلَ بَاسِقَات لَهَا طَلعٌ نَضِيد* رِزقَاً للعِبادِ وأحْيَيْنَا بِه بَلدةً ميتاً كذلك الخروج} (ق:6ـ11).
فنلمح من مظاهر الجمال التي أبرزتها الآيات كلمة: {وزيّناها} ممَّا يجعل الزينة ـ وهي من أبرز عناصر الجمال ـ عنصراً في بناء الكون، وكذا قوله تعالى: {وما لها من فروج}، والاتساق والتكامل من مظاهر الجمال، وكذا قوله تعالى: {من كل زوج بهيج} ـ {حبّ الحصيد} ـ {والنخيل باسقات} ـ {طلع نضيد}، وهذه العبارات كُلها تصوّر أنماطاً من الجمال لها مغزاها الكبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الصّور الجمالية في الكون العظيم تردّدت في عدّة آيات، منها قوله تعالي: {الذي خَلَقَ سَبعَ سَمواتٍ طِباقَاً مَا تَرَى في خَلقِ الرَّحْمَنِ من تَفاوُت فارجِع البَصَرَ هَل تَرَى مِنْ فُطُور* ثم ارجِعِ البَصرَ كرَّتين يَنقلِبُ إليكَ البَصُرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِير* ولقد زيّنا السماء الدُّنيا بمَصابيحَ وجَعلنَاها رُجُومَاً للشياطين} (الملك3ـ5).
فتناسقُ الخَلقِ، والتنائي عن العَيب، مظهرٌ أصيلٌ للجمال، وتزيين السماء بالنجوم يجعل الجمال هدفاً في الخلق، أشارت إليه الآيات من سورة ق، وأوضحته الآيات من سورة المُلك، كما ذكرته أيضاً هذه الآية: {إنّا زينّا السماء الدنيا بزينة الكواكب* وحفظاً من كل شيطان مارد} (الصافات:6،7).
ومن جمال الحياة الثياب؛ يلبسها الإنسان فتستره وتُجمّله، يقول تعالى: {يا بَنِي آدم قد أنزلنا عليكم لِبَاسَاً يُوارِي سُوءاتِكُم ورِيشَاً ولباسُ التَقوَى ذَلك خيرٌ} (الأعراف:26).
وهكذا تختم هذه الآية بما يؤكِّد النّظرَة الإسلامية للجَمال، وهي أنّ الجمال المعنوي والنفسي الماثل في الاستمساك بمنهج الدين أولى بالاعتبار، وأجدر بالحرص عليه والأخذ به.
ومع أنّ المنهج الإسلامي يؤثر الجمال المعنوي، وجمال الحياة الباقية، لكنّه يرعى حاجات الإنسان ومطالبه الغالبة في الدُّنيا، بل يغريه بقضائها إغراءاً مُلحّاً في إطار الطيِّب والحلال الذي يزيد الجميل جمالاً؛ فيقول: {يا بني آدم خُذُوا زِينَتكِم عند كُلِّ مَسجدٍ وكُلُوا واشرَبُوا ولا تُسرفُوا إنّه لا يُحبُّ المُسرفين. قُل مَن حرّم زينةَ اللهِ التي أخرجَ لعبادِهِ والطَيِّبَاتِ مِن الرِزق قُل هِي للذين آمنُوا في الحياةِ الدُّنيا خَالِصَةً يومَ القيامة ... } (الأعراف:31،32). إنّ البيان القرآني يعرض الجمال عنصراً أساسياً في بناء الكون، ودعامة من دعامات الدين الحقّ وشريعته السمحة.
والنفس الإنسانية الكاملة بإيمانها الصحيح ترى الجمال صفة جوهرية فيها، تنطلق منها إلى آفاق السموّ والكمال البشري.
...
تابع
الجزء الثاني في الأسفل
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 08 - 2003, 12:16 ص]ـ
الجمال المعنوي
وهذا يدفعنا إلى تدبّر ما قاله القرآن الكريم في مجال الجمال المعنوي، لقد جاء الجمال المعنوي في القرآن الكريم مقروناً بأنماط شتّى من السلوك البشري، وقد نعجب لبعضها! ما لها وللجمال حتى تقترن به؟! إنّها من ألوان السلوك غير المستحب، ومن أنواع الحلال البغيض عند الله الذي شرعه ليتيسّر للحياة أسباب الجمال!
لقد اقترن الجمال بالصبر، واقترن بالصفح.
واقترن بسراح المرأة من عصمة الزوجية، واقترن بالهجر.
إنّ الصبرَ من أعظم الصفات التي تزداد بها النفس جمالاً وكمالاً، والصبر الجميل هو الذي تزدان النفس فيه باليقين والثقة، وتمتلئ بالأمل، ويغمرها بالرجاء في الله، وتكون بمنأى عن الجزع والسخط على القضاء.
وجاء الحديث عن الصبر الجميل في موضعين، كلاهما في سورة يوسف، أولهما: على لسان يعقوب عليه السلام، وقد جاءه أبناؤه يخبرونه بأنّ يوسف أكله الذئب، وبرهنوا على قولهم بدمٍّ كذب على قميصه، وبرغم الفاجعة الرهيبة على قلب الأب المؤمن واجه الأمر بأناة بالغة، وثقة عظيمة، جعلته يحسّ أنّ الأمر على غير ما صوّر أبناؤه، وتذرّع بالصبر الجميل، يقول تعالى على لسانه: {قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون} (يوسف:18).
وثانيهما: على لسان يعقوب أيضاً، عندما جاءه نبأ احتجاز ابنه الثاني في سجن العزيز بمصر، وبرُغم تتابع المحنة، وعمقها في وجدان الشيخ الرسول، لكن مايزال للصبر الجميل الغلبة على مشاعره، فقال: {بل سوّلت لكم أنفسُكم أمراً فصبرٌ جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً إنّه هو العليم الحكيم} (يوسف:83}.
ويقترن الجمال بالصفح، وهو من أسمى الصفات، إذ هو يعني التغاضي عن إساءات الآخرين. وقد طلبه الله تبارك وتعالى من نبيّه في مواجهة المُعرضين المُكذّبين من قومه، مُبيّناً له أنّه صاحب رسالة مُهمّتها الهداية، وعقاب الضّالين مرجعه لرب العالمين، والساعة آتية لا ريب فيها، فقال تعالى: {وما خَلَقنَا السَّمواتِ والأرضَ ومَا بَينهما إلاَّ بالحقِّ وإنّ السَّاعةَ لآتيةٌ فاصفَحِ الصَّفحَ الجميل} (الحجر:85}.
(يُتْبَعُ)
(/)
والصَّفحُ في حدِّ ذاتِه جَميل، وعندما يتّصف بالجمال يكون صفحاً لوجه الله، لا يجعله صاحبه حديثاً يُذكر به بين النَّاس.
وقد نقول: إنّ الجمال في الصبر والصفح قد يكون مألوفاً. لكن ماذا نقول في جمال الهجر وجمال السرح، وهُما لونان من المقاطعة؟! إنّ القرآن بهذا يُعطى بُعداً جديداً للسلوك الإنساني، وأنَّ الجمال مطلوب ومرغوب حتى في السلوك الذي لايخلو من ألم ومُعاناة.
لقد أساء المشركون إلى الرسول الكريم، وأمر الله في معاملتهم بالهجر مع الصبر، والهجر قد يتنافى مع مُهمّة الداعية، لكن الهجر الذي أمر الله به نبيّه الهجر الجميل الذي يُشعر المهجور بسوء تصرّفه، وضلال سعيه مع استبقاء البرّ به والودّ له، فقال تعالي: {واصبر على مايقولون واهجرهم هجراً جميلاً} (المزمل:10).
وسراح المرأة: أن تكون في حلّ من رابطة الزوجية، فهو الطلاق، وهو أبغض الحلال إلى الله، لكنَّه مع وقعه الأليم على النفس عندما يقترن بالجمال نحصل على ثمراته، وننأى عن سوءاته، ويَجْمُل السراح عندما تفارق المرأة بيت الزوجية من غير غبن، أو قهر، أو انتقاص للحقوق، بعيداً عن البغي والعدوان.
وذُكرَ السراحُ الجميل مرَّتين في مُحكم التنزيل، وكلتاهما في سورة الأحزاب، أولاهما: في تخيير النبي لزوجاته عندما سألنه التوسعة في النفقة، فقال ربُّ العالمين لنبيّه: {يا أيها النبي قُلْ لأزواجِكَ إن كُنتنّ تُردنَ الحياةَ الدُّنيا وزينتَها فتَعالَين أُمتِعُكن وأسرّحكم سراحاً جميلاً} (الأحزاب:28).
وثانيتهما: مطالبة الأزواج الذين يطلّقون الزوجات قبل الدخول، بأن يمتّعوا الزوجات، والمُتعة كسوة ملائمة لمكانة المرأة ومستواها الاجتماعي، ثم السراح الجميل دون بغي على الحقوق، وتعقب بالإساءة، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسّوهن فمالكم عليهن من عدّة تعتدّونها فمتِعوهُن وسرِّحوهُن سَراحَاً جَمِيلاً} (الأحزاب:49).
هذا هو حديث الجمال في القرآن الكريم، يُعطى مقاييس ثابتة راشدة للجمال المادي، كما يُعطى أبعاداً جديدة للجمال المعنوي، بحيث يتحرّاه الإنسان في إقباله وإعراضه، في حبّه وكراهيته، في ثوابه وعقابه، في منحه ومنعه. والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* باحث وأستاذ بجامعة الأزهر.
المراجع:
1ـ تفسير القرآن العظيم. لابن كثير، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، بدون تاريخ.
2ـ في ظلال القرأن. لسيد قطب، الطبعة الثانية، بيروت، دار الشروق 1979م.
3ـ المعجزة الكبرى: القرآن. لمحمد أبوزهرة، دار الفكر العربي، القاهرة.
4ـ المفردات في غريب القرآن. لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بـ"الراغب الأصفهاني"، دار المعرفة، بيروت.(/)
علم المعاني: الإسناد وأنواع الكلام
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[10 - 08 - 2003, 12:09 ص]ـ
الإسناد
هو العلاقة القائمة بيت ركني الجملة العربية لتربطهما معا في حكم
ففي الجملة الاسمية عندنا المبتدأ والخبر، فنسند الثاني إلى الأول، فيكون الأول مسندا إليه، والثاني مسندا
فإن قلنا: الشمس طالعة، فقد أسندنا الطلوع إلى الشمس، فالطلوع مسند وهو الخبر، والشمس مسند إليه وهو المبتدأ
وفي الجملة الفعلية ذات الفعل والفاعل، نسند الفعل إلى الفاعل، فيكون الأول مسندا والثاني مسندا إليه
فإن قلنا: طلعت الشمس، فقد أسندنا فعل الطلوع إلى الشمس، فالطلوع وهو الفعل هنا هو المسند، والشمس هي المسند إليه وهو المبتدأ
وما عدا هذين الركنين يسمى (قيدا)
===================
نوعا الكلام: الخبر والإنشاء
يقسم الكلام إلى نوعين
كلام خبري وكلام إنشائي
* أما الكلام الخبري فهو الكلام الذي يمكن الحكم عليه بالصدق أو الكذب، لأن له واقعا يمكننا بالرجوع إليه أن نتأكد من مطابقته أو عدم مطابقته
أمثلة: اللغة العربية لغة ذات خصائص فريدة ـ الجو بارد اليوم ـ اغتصب اليهود فلسطين بسبب ذلة العرب
* وأما الإنشائي فهو ما يطلب به إنشاء أمر لم يكن واقعا وقت التكلم ولا يحكم عليه بصدق أو كذب لأنه لا يخبر بأمر ولا يقدم معرفة ما
أمثلة: هل العربية أفضل اللغات؟ ـ لا تستسلم لتيارات الفكر الوافد دون تمحيص ـ يا رب أصلح النفوس ووحد الصفوف
من أنواع الكلام الإنشائي: الأمر، النهي، الدعاء، التمني، الاستفهام، النداء
... أغراض الخبر
ـ الخبر قد يفيد تقديم (فائدة) للسامع أو المخاطب إن لم يكن على علم بها
ـ وقد يفيد (لازم فائدة الخبر) إن كان المتكلم يريد أن يوضح للمخاطب أنه يعرف عنه هذا الأمر الذي لا يجهله المخاطب، كأن يقول له: أتيتَ من السفر منذ يومين ـ أو أن يقال له وهو يسيء إلى أبيه (هذا أبوك) فيكون المخاطب عارفا مضمون الخبر ولكن إلقاءه يكون من باب التذكير أو التوكيد أو النصح أو التحذير، فينزل العالم منزلة الجاهل ويخاطب بغرض توجيه الفائدة
ـ وكل من الخبر والإنشاء قد يتضمن أغراضا بلاغية غير ما يوحي به منطوق الكلام المباشر، بل هي أغراض تفهم من سياق ورود الخبر والإنشاء
من الأغراض الأخرى للخبر
* الفخر:
أنا القائد الحامي الذمار وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
* المدح والثناء:
اللهم أنت خالق السموات والأرض العليم القدير الحكيم
* التحسر والتأسف:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ** وبقيت في خَلْف كجلد الأجرب
* الاسترحام والاستعطاف:
رب إني لا أستطيع اصطبارا ** فاعف عني يا من يقيل العثارا
* إظهار الضعف: كشكوى زكريا لربه
" رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا"
*التوبيخ:
كالقول الذي يواجه به الذين يكنزون الذهب والفضة حين يكوون بها: هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون
* الدعاء:
كقولنا: مات فلان رحمه الله
ومثل: لا نامت أعين الجبناء
* الأمر:
" والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة"
فالجملة خبرية لكن غرضها هو الأمر، أي: فلترضع الوالدات أولادهن
وهناك أغراض كثيرة تفهم من سياق الجملة
نتابع مباحث علم المعاني في موضوعات قادمة بإذن الله
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 08 - 2003, 01:03 ص]ـ
الإنشاء لغة هو الإيجاد
وهو نوعان
إنشاء طلبي: وهو ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت التكلم
فيطلب به إيجاد أمر لم يكن متحققا من قبل
وهو محور من محاور اهتمام علم البلاغة
وإنشاء غير طلبي وهو ما لا يستدعي مطلوبا في الأصل كالقسم، وإبداء التعجب، وأسلوب المدح والذم والرجاء
فكلها أساليب لا تحتمل الصدق أو الكذب
أنواع الكلام الإنشائي وأغراضه:
الأمر: هو طلب إنشاء أمر لم يكن حاصلا وقت التكلم
الأصل في الأمر أن يدل على الوجوب، ولكن قديدل على معان أخرى بالقرائن
فإن كان الأمر صادرا من الأعلى إلى الأدنى فهو لطلب إحداث أمر أي هو باق على معناه الأصلي
فإن كان من الأدنى إلى الأعلى فهو للدعاء كقولك لله عز وجل: اغفر لي ذنبي
وإن كان بين متساويين فهو التماس، كقولك لصاحبك: أعطني كتابك
** وقد يخرج عن معناه الأصلي إلى معان أخرى، أهمها:
1 ـ الإرشاد: إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ـ البقرة
2 ـ الإباحة: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ـ البقرة
3 ـ التعجب: انظر كيف ضربوا لك الأمثال ـ الإسراء
4 ـ التهديد: اعملوا ما شئتم ـ فصلت
5 ـ التحقير والتهكم كقول جرير
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ** أبشر بطول سلامة يا مربع
6 ـ التعجيز كقول الله عز وجل: "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله"
النهي: وهو طلب الكف عن الفعل على جهة الاستعلاء
** وقد تخرج صيغة النهي عن دلالتها الأصلية إلى معان أخرى، منها:
1 ـ الدعاء: "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا"
2 ـ التيئيس: يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون ـ التحريم
3 ـ التوبيخ كقول أبي الأسود
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم
4 ـ التهديد: كقول الشاعر
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم ** وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
5 ـ التسلية والصبر: "لا تحزن إن الله معنا"
6 ـ الإرشاد والتعليم: كقول الشاعر
ولا تجلس إلى أهل الدنايا ** فإن خلائق السفهاء تعدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 08 - 2003, 01:15 ص]ـ
التمني: هو طلب حصول الشيء المحبوب دون أن يكون لك طمع وترقب في حصوله، أما ما تطمع في حصوله لأنه ممكن الوقوع فهو من الترجي، وبهذا نعرف أن قولنا (أتمنى أن تفعل كذا) يعني أن هذا الأمر صعب حدوثه، فإن كنا نأمل بالفعل في وقوعه فعلينا أن نقول: أرجو أن تفعل كذا
صيغته الأصلية هي (ليت)، وهناك أدوات تخرج عن معانيها الحقيقية لتدل على التمني، مثل: هل ـ لو ـ لعل
أمثلة:
ـ "ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا"
ـ ألا ليت الشباب يعود يوما ** فأخبره بما عل المشيب
يتمنى عودة الشباب وليس بعائد
ـ أسربَ القطا هل من يعير جناحه ... لعلي إلى من قد هويت أطير
فهو يتمنى أن يعيره الطير جناحه ليطير إلى من يهوى
ولكن لا يُتوقع حدوث هذا الشيء، لأنه غير ممكن الحدوث
النداء هو طلب إنشاء استجابة
** قد تخرج صيغة النداء إلى أغراض بلاغية تفهم من سياقها، مثل:
1 ـ التحسر والتوجع
فيا قبر معن كيف واريت جوده ** وقد كان منه البر والبحر مترعا
2 ـ الندبة
فواحزناه إن لم أودعه غدوة ... ويا أسفا إن كنت فيمن يودع
3 ـ الزجر
أيا حاسدا لي على نعمتي ** أتدري على من أسأت الأدب
أسأتَ على الله في حكمه ** لأنك لم ترض لي ما وهب
الاستفهامطلب فهم أمر لم يكن فهمه حاصلا من قبل
وأدواته كثيرة معروفة
** ويخرج الاستفهام إلى أغراض بلاغية تفهم من سياق الكلام، ومنها:
1 ـ التقرير أي أن تقرر المخاطب بشيء ثبت عنده كقول فرعون لموسى عليه السلام: "ألم نربك فينا وليدا"
2 ـ الإنكار: كقول الله عز وجل منكرا على المشركين قولهم: "أصطفى البنات على البنين. ما لكم كيف تحكمون"
3 ـ الاستبعاد: أي إشعار المخاطب بأن المطلوب بعيد الوقوع، كقوله عزوجل: " أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين"
4 ـ التحقير: كقول الكفار عن نبي الله: " أهذا الذي بعث الله رسولا"
5 ـ التمني: "فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا"
6 ـ التشويق: "يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم"
7 ـ الوعيد: " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب"
8 ـ النهي: "أتخشونهم فالله أحق ان تخشوه"
9 ـ النفي: "فهل ترى لهم من باقية"
ـ[أمامة عبد المجيد القادري]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مجهودكم في نشر العلم
ـ[زينب هداية]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 11:59 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا
لا تعلمين كم انتفعتُ بهذه المعلومات
نفع الله بعلمكِ و زادكِ علما، أيّتها الكريمة
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 12:10 م]ـ
كل الشكر للأخت الفاضلة .. أنوار الأمل .. أثابها الله .. وجعله في موازين حسناتها ...
ـ[ابو حمزة الفلسطيني]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 12:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مجهودكم في نشر العلم
ـ[ظنوووون]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 01:49 ص]ـ
جزاك الباري خيرا
ـ[يحيى النعمي]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 05:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فتون]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 03:55 ص]ـ
موضوع رائع، ونحن بحاجة إلى مثل
هذه المواضيع العلمية والجادة، وهي بمثابة تذكير
عالم وتعليم جاهل بها.
بارك الله فيك.
لكن لدي ملاحظة:
تكتمل سعادتنا وتتم الفائدة لنا
عندما تذكر لنا مراجع الموضوع.:)
ـ[علي كامل محمود]ــــــــ[21 - 09 - 2010, 11:21 م]ـ
علي كامل الزعبي / اربد
جزاك اللله كل خير وتمنيت لو كان الشرح بصورة أوسع وأشمل لأن هذا الشرح من أبسط الشروح ولا يفي بالغرض تمتما بل ينتابه شيئا من النقص
على العموم جهودكم مباركة(/)
ما معنى (الحيوان) في القرآن؟
ـ[معذاوي]ــــــــ[12 - 08 - 2003, 02:43 م]ـ
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الآية 64
ما المقصود ب (الحيوان)؟ ()
ـ[ربحي شكري محمد]ــــــــ[12 - 08 - 2003, 08:33 م]ـ
أخانا المعذاوي
بحثت لك في كتب التفاسير فكان البحث كالاّتي:
الطبري في كتابه "جامع البيان في تفسير القراّن"يقول: أي إن الدار الاّخرة لفيها الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع ولا موت فيها.
الزمخشري في كتابه "الكشاف" يقول: أي ليس فيها إلا حياة مستمرةخالدة لا موت فيهافكأنها في ذاتها حياة. ثم يضيف الزمخشري معللاً مجيء هذه اللفظة قائلاً:
الحيوان مصدرحي وقياسه حييان، فقلبت الياء الثانية واوا ....... ويكمل قائلا أن الفرق بينها وبين الحياة أن الحيوان على وزن فعلان وهو وزن يدل على الحركة والاضطراب. اه
الرازي في "مفاتيح الغيب" يتساءل فيقول: كيف أُطلق الحيوان على الدار الاّخرة مع أن الحيوان نامٍ مدرك؟ يجيب الرازي قائلا: الحيوان مصدر حي كالحياة لكن فيها مبالغة ليست في الحياةوالمراد بالدار الاّخرة هي الحياة الثانية.
وهكذا ترى يا عزيزنا اتفاق المفسرين على معنى الحيوان والذي يختلف عن معنى الحياة وهي بحق لفظة لا يستطيع أحد أن يعبّر بها إلا العزيز الحكيم.
أسمح لي أخيراً أن أحييك على هذا السؤال الرائع.
ـ[معذاوي]ــــــــ[12 - 08 - 2003, 09:40 م]ـ
شكرا لك أستاذي العزيز/ ربحي شكري محمد على الرد الوافي، وعلى المجهود الواضح. كما أشكرك على الإطراء. وتأكد أستاذي العزيز إن الهدف من هذه المشاركات هو عموم الفائدة لجميع المسلمين. وبارك الله فيك أستاذي العزيز
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 08 - 2003, 01:02 ص]ـ
الأخ الفاض معذاوي
شكرا لك لسؤالك وحرصك على نفع الجميع
والشكر الجزيل موصول للأستاذ ربحي على تفضله بالجواب
فجزاكما الله كل خير
وقد قمت منذ قراءة السؤال بمراجعة بعض كتب التفسير
ووجدت ما قاله الأستاذ ربحي
وأعدت التأمل في السورة لأتأكد مما قاله الأستاذ
"وهي لفظة لا يستطيع أحد أن يعبّر بها إلا العزيز الحكيم"
فالحيَوان مصدر على وزن فعَلان الدال على الحركة بل كثرة الحركة إن شئنا الدقة
والآية الكريمة تنفي أن تكون الحياة الدنيا حياة حقيقية وتخص الحياة الحقيقية بوصف يدل على تمام الحياة فيها، فكأن الحياة بمعانيها التأمة لا توجد إلا في الدار الآخرة
فناسب اختيار الكلمة ذاك المعنى المراد توصيله للناس في مقابل ما يشعرون به من حب الدنيا وما يقومون به من أعمال، فقد سبق في السورة ذكر بعض المنكرات التي ارتكبتها بعض الأقوام، وتطرقت الآيات إلى الشرك والتكذيب والاستكبار وتزيين الشيطان واستعجال العذاب ... ونحوها، فناسب هذا التعداد لتلك السلسلة من الأعمال المبالغة في إزالة قيمة الحياة الدنيا وترسيخ قيمة الحياة الآخرة بهذا الوصف (الحَيَوان) لكيلا يغتر أحد بالدنيا، وليحتسب وينتظر الآخرة متشوقا لحياتها الحقيقية عاملا من أجلها وقد سمت في نفسه إلى درجة عالية تستحق هذه المرتبة الكبيرة مرتبة الجهاد والهدى التي ختمت بها الآية: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين"
وهذا ما جاء في تفسير البيضاوي:
"وهو ابلغ من الحياة لما في بناء فعلان من الحركة والاضطراب اللازم للحياة ولذلك اختير عليها في هذا المقام المقتضى للمبالغة. لو كانوا يعلمون: أي لما آثروا عليها الدنيا التي أصلها عدم الحياة ثم ما يحدث فيها من الحياة عارضة سريعة الزوال وشيكة الاضمحلال "
ـ[معذاوي]ــــــــ[14 - 08 - 2003, 01:46 م]ـ
أحسنت أختي وأستاذتي أنوار الأمل على التوضيح والإهتمام، وجزاك الله خيرا.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[08 - 08 - 2005, 12:31 م]ـ
أخواني في
الله سبحانه له الحمد
هل زيادة الألف والنون في أخر الكلمة
تعني الحركة والاضطراب
وما الدليل على ذلك
ـ[أمين هشام]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 04:54 م]ـ
يقول شيخنا حفظه الله ..
إن من الأخطاء البالغة الشائعة, أن يقال على سبيل الذم: هذا رجل حيوان!.
وقال الشيخ: فلا بد من الاصطباغ بطير القرآن ومنطقه ..
فإذا علمنا أن الله لم يذكر "الحيوان" في القرآن إلا مرة واحدة .. في سياق المدح والثناء .. فلا ينبغي لأحد أن يستخدمها في خلاف ذلك .. وينبغ الرجوع عنها, مهما كان شأن قائلها
كذلك لم يثبت من حديثه:= في لفظها شيء .. والله أعلم ..
ومن أحسن من الله قيلا؟.
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 06:22 م]ـ
أخي في
الله سبحانه له الحمد
أمين هشام
قبل أستاذك تكلم في هذه المسألة
الإمام السبكي في طبقاته نقلا عن والده رحمهما
الله سبحانه له الحمد
حيث تكلم عن شتم الإنسان لأخيه الإنسان بقوله له: يا كلب
ويقصد التحقير فاعتبرها أهانه للكلب وبها فوائد أخرى راجعها
و العرب تقول للأنعام ثم تطورت اللغة وشملت الوحوش فأصبح يطلق عليها جميعها: حيوانات
لأن العرب أصل حياتهم بدوية ورعوية وكان جل اعتمادهم
عليها فسموها حيوانات على الجمع وحيوان على الإفراد
تعظيما لشأنهم ومن هنا تفهم لما سمت العرب الأنعام والنعم
وغير ذلك من الأسماء
و لم تظهر شتيمه (ياحيوان) إلا متأخرا ففي عصر الرسالة والجاهلية لا توجد هذه الشتيمه
وأصل سؤالي ما تعني زيادة الألف والنون
فركز معي حفظك
سبحانه له الحمد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
إن الذي قاله الزمخشري .. موضّح لما بين صيغة (حياة) وصيغة (حيوان).
وإن هذا المصدر (حيوان) يصلح مع الآخرة، ولا يصلح مع الحياة الدنيا، لما في الآخرة من عمق المعنى، وعمق المتعة وتنوّعها، من غير تكرّر.
قال تعالى: " الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (الزخرف: 69 - 71)، وقال تعالى: " فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (آل عمران: 148)، فجعل ثواب الآخرة موصوفاً بالحسن، ولم يصف به ثواب الدنيا. وقال تعالى: " قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى " (النساء: 77)، فقد فضّلها على الدنيا بأنها خير منها، لأن متاع الدنيا قليل - حجماً ومدّة، وقال تعالى: " فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ " (التوبة: 38)، وقال تعالى: " وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً " (الإسراء: 21)، وقال تعالى: " وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " (الأعلى: 17) ..
وإن المتأمّل في كتاب الله تعالى، يلاحظ أن تعبير (الحياة الدنيا) ورد في ثمان وستين آية في كتاب الله العزيز، ولم يرد تعبير (الحياة الآخرة) أبداً، مع أن القرآن الكريم يجعل كلمة (الدنيا) مقابلة لـ (الآخرة). ثم يلاحظ أيضاً أن تعبير (الدار الآخرة) ورد في تسع آيات من القرآن الكريم، ولم يرد تعبير (الدار الدنيا) أبداً. فهل لهذا من دلالة؟
نقول - والله أعلم - إن الحياة هي النمو والدوام والبقاء ما شاء الله عزّ وجلّ للمرء أن يدوم ويبقى في هذه الدنيا، ثم يتبعها الموت. فالحياة كلمة تقابل الموت، والموت ضدّ الحياة. فالحياة مهما طالت، فإن لها نهاية محتومة ستأتي يوماً ما. ولذا فإن الحياة الدنيا حياة مؤقتة لا بدّ لها من زوال , وليس كذلك الآخرة. فالآخرة حياة دائمة عند الله عزّ وجلّ، خلود إما في نعيم الجنة وإما في شقاء النار.
ولذا نجد القرآن الكريم يقول (الحياة الدنيا)، ولم يقل (الحياة الآخرة)، لأن الحياة الدنيا فانية زائلة، والحياة عند الله في الآخرة خلود لا يزول (هي الحيوان). ولهذا المعنى جاء في القرآن الكريم تعبير (الدار الآخرة)، ولم يرد فيه تعبير (الدار الدنيا)، لهذا السبب نفسه لا ريب.
فالدار في اللغة المحلّ الذي يجمع البناء والساحة، وهي المنزل المسكون وهي البلد، وكلمة الدار تحمل معنى الاستقرار والثبات والبقاء. والإنسان في حياته الإجتماعية يشعر أنه لا استقرار له إلا في داره، فالدار عنوان الثبات والدوام. ولذا قال القرآن (الدار الآخرة)، لأنها دار الدوام والاستقرار والثبات والخلود، ولم يقل (الدار الدنيا) لأنها زائلة ذاهبة.
تأمّل قوله تعالى: " يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ " (غافر: 39)، وقوله تعالى: " تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " (القصص: 83)، وقوله تعالى: " لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ " (النحل: 30).
وكل هذه الآيات تدلّ وتؤكّد على أن الآخرة أعمق وأغنى من الحياة الدنيا، وهي الحياة الدائمة التي لا يعقبها فناء .. هي الحياة النظيفة التي لا رجس فيها ولا دَنَس، هي حياة الحقّ التي لا باطل فيها .. ألا إنها الحيوان ..
و (الحيوان) بكل ما توحي به هذه الصيغة من توكيد الحياة الذي يأتيها من زيادة الألف والنون في آخرها لما يدلان عليه من مبالغة (عمق) وتوكيد ..
والله أعلم
ـ[القيصري]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم
منقول
ومن الأمثلة التطبيقية للاختيار في الصيغ:
- اختيار صيغة المصدر فعلان في قوله تعالى: ?وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? [العنكبوت:64]؛ حيث جاء اختيار صيغة الفعلان للتعبير عن الحياة في الدار الآخرة بما تشتمل عليه من حركة ونشاط وابتهاج وخفة النفس واهتزازها مع دوام ذلك واستمراره وتجدد ألوانه، وذلك في مقابل الحياة الدنيا -حياة اللهو واللعب- بما تشتمل عليه من انكسار وسأم من رتابة صور الحياة وتكرارها بلا تجدد، مع سرعة انقطاع لذاتها، وزوال نعيمها، وتحول عافيتها.
الإعجاز الصرفي في القرآن الكريم
الدكتور عبد الحميد هنداوي الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
شكرا
القيصري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 02:18 ص]ـ
شكرا يا أخي في
الله سبحانه له الحمد
القيصري فيما طرحت
ولكن ماتقول في هذه الأسماء
شبعان. جوعان. عطشان. فرحان. زعلان. غيضان.
نيمان. سرحان. مرضان. عرفان. غيران.
ورمضان وريدان وقرآن
وغيرها من الكلمات ماهو الرابط المعنوي بينهم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 04:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
إن الذي قاله الزمخشري .. موضّح لما بين صيغة (حياة) وصيغة (حيوان).
وإن هذا المصدر (حيوان) يصلح مع الآخرة، ولا يصلح مع الحياة الدنيا، لما في الآخرة من عمق المعنى، وعمق المتعة وتنوّعها، من غير تكرّر.
قال تعالى: " الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (الزخرف: 69 - 71)، وقال تعالى: " فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (آل عمران: 148)، فجعل ثواب الآخرة موصوفاً بالحسن، ولم يصف به ثواب الدنيا. وقال تعالى: " قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى " (النساء: 77)، فقد فضّلها على الدنيا بأنها خير منها، لأن متاع الدنيا قليل - حجماً ومدّة، وقال تعالى: " فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ " (التوبة: 38)، وقال تعالى: " وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً " (الإسراء: 21)، وقال تعالى: " وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " (الأعلى: 17) ..
وإن المتأمّل في كتاب الله تعالى، يلاحظ أن تعبير (الحياة الدنيا) ورد في ثمان وستين آية في كتاب الله العزيز، ولم يرد تعبير (الحياة الآخرة) أبداً، مع أن القرآن الكريم يجعل كلمة (الدنيا) مقابلة لـ (الآخرة). ثم يلاحظ أيضاً أن تعبير (الدار الآخرة) ورد في تسع آيات من القرآن الكريم، ولم يرد تعبير (الدار الدنيا) أبداً. فهل لهذا من دلالة؟
نقول - والله أعلم - إن الحياة هي النمو والدوام والبقاء ما شاء الله عزّ وجلّ للمرء أن يدوم ويبقى في هذه الدنيا، ثم يتبعها الموت. فالحياة كلمة تقابل الموت، والموت ضدّ الحياة. فالحياة مهما طالت، فإن لها نهاية محتومة ستأتي يوماً ما. ولذا فإن الحياة الدنيا حياة مؤقتة لا بدّ لها من زوال , وليس كذلك الآخرة. فالآخرة حياة دائمة عند الله عزّ وجلّ، خلود إما في نعيم الجنة وإما في شقاء النار.
ولذا نجد القرآن الكريم يقول (الحياة الدنيا)، ولم يقل (الحياة الآخرة)، لأن الحياة الدنيا فانية زائلة، والحياة عند الله في الآخرة خلود لا يزول (هي الحيوان). ولهذا المعنى جاء في القرآن الكريم تعبير (الدار الآخرة)، ولم يرد فيه تعبير (الدار الدنيا)، لهذا السبب نفسه لا ريب.
فالدار في اللغة المحلّ الذي يجمع البناء والساحة، وهي المنزل المسكون وهي البلد، وكلمة الدار تحمل معنى الاستقرار والثبات والبقاء. والإنسان في حياته الإجتماعية يشعر أنه لا استقرار له إلا في داره، فالدار عنوان الثبات والدوام. ولذا قال القرآن (الدار الآخرة)، لأنها دار الدوام والاستقرار والثبات والخلود، ولم يقل (الدار الدنيا) لأنها زائلة ذاهبة.
تأمّل قوله تعالى: " يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ " (غافر: 39)، وقوله تعالى: " تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " (القصص: 83)، وقوله تعالى: " لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ " (النحل: 30).
وكل هذه الآيات تدلّ وتؤكّد على أن الآخرة أعمق وأغنى من الحياة الدنيا، وهي الحياة الدائمة التي لا يعقبها فناء .. هي الحياة النظيفة التي لا رجس فيها ولا دَنَس، هي حياة الحقّ التي لا باطل فيها .. ألا إنها الحيوان ..
و (الحيوان) بكل ما توحي به هذه الصيغة من توكيد الحياة الذي يأتيها من زيادة الألف والنون في آخرها لما يدلان عليه من مبالغة (عمق) وتوكيد ..
والله أعلم
تحليل راق جدا من أخي لؤي أدامه الله لنا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 08:09 ص]ـ
أخ لؤي
عند ابن جنّي كلام لطيف جدا وهو (وهم قد أبدلوا الحييان إلى الحيوان ليختلف الحرفان) وذلك لأن العرب كرهوا التضعيف(/)
قناة المجد؟؟؟؟
ـ[بليغ]ــــــــ[16 - 08 - 2003, 03:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أود أن أشكر قناة المجد على إستضافتها للدكتور عويض العطوي، رئيس قسم اللغة العربية في كلية اعداد المعلمين في تبوك، في برنامج عنوانه، الملتقى الأدبي، وكانت الحلقة عن الإعجاز البلاغي في القرآن، والدكتور عويض له اهتمامات واسعة في هذا الجانب، أسأل الله له التوفيق. والحلقة كانت بحق رائعة، أتمنى أن يستمر هذا البرناج ويحدد له موعد ثابت. شكرا للقائمين على هذه القناة. نسأل الله لهم النجاح والتوفيق ويجزيهم الخير.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 08 - 2003, 11:57 م]ـ
أهلا بك أخي الكريم
خبر طيب
ولكن .. للأسف
لم أشاهد هذا البرنامج على الرغم من اهتمامي بالإعجاز القرآني
إن كنت تعرف أنه سيعاد في وقت معين فأرجو أن تخبرنا
وفقك الله
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[23 - 08 - 2003, 06:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبذا لو أتيتنا ببعض المقتطفات من حديثه في هذا المجال لتعم الفائدة لمن لايستطيع استقبال هذه القناة وشكرا.
ـ[الإقليد]ــــــــ[02 - 11 - 2003, 11:21 م]ـ
بالفعل كانت حلقة رائعة وواصلوا في الحلقة التي تليها(/)
كيف أتقن البلاغة
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[23 - 08 - 2003, 11:52 ص]ـ
قرأت كتاب ((حلية اللب المصون)) للدمنهوري على أحد المشائخ فلم أستفد كثيراً، ونصحني أحد الأخوة بالبلاغة الواضحة، مارأيكم؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 08 - 2003, 12:38 ص]ـ
الأخ الكريم
بارك الله حرصك وجعلك من المتذوقين للغة القرآن
إن البلاغة ذوق وحس، تصقلهما الممارسة ومطالعة الكلام الأدبي الجميل ذي اللمحات البلاغية، ولا مانع من مطاللعة كتب البلاغة للاطلاع على قواعد العلم دون الاكتفاء بها وترك ملاحظة المواضع البلاغية ومقدار مناسبتها أو لا، وأوجه الجمال فيها
كتاب البلاغة الواضحة جيد للمبتدئين
أفضل عليه كتاب الدكتور فضل عباس
(البلاغة العربية فنونها وأفنانها: علم البيان) وبالاسم نفسه لعلم المعاني
وكتاب الدكتور الشيخ عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني الموسوم بـ: البلاغة العربية، الصادر في جزئين كتاب جيد أيضا، وهو من إصدار دار القلم بدمشق، أما كتاب الدكتور فضل فمن إصدار دار الفرقان بالأردن
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[29 - 08 - 2003, 02:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً(/)
محاضرة للدكتور السامرائي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 08 - 2003, 10:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار التعبير القرآني
للأستاذ الدكتور فاضل السامرائي
http://213.42.1.10/ramgen/Archive/quran/6.rm(/)
إهداء: موقع عن إعجاز القرآن
ـ[الشعاع]ــــــــ[29 - 08 - 2003, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.aleijaz.net/
موقع عن إعجاز القرآن أتمنى أن تكون به الفائدة.
أخوكم الشعاع.
ـ[عبدالله]ــــــــ[31 - 08 - 2003, 02:04 ص]ـ
جزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 09 - 2003, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
هذا موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
وهو موقع قيم لهيئة ذات جهود طيبة
شكرا يا أخي الفاضل
وإن أحببت والأعضاء الكرام ان نفرد صفحة في القسم لعنوانات مواقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فسنفعل ذاك بإذن الله
أنتظر رأي الجميع
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[14 - 09 - 2003, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
أرجو ايضا وضع روابط المواقع التي تتحدث عن الاعجاز البياني واللغوي في القرآن الكريم.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 09 - 2003, 10:45 م]ـ
الأخ الفاضل تأبط خيرا
يعجبني حرصك على أشرف العلوم
وأعظم بإعجاز القرآن من علم يحيا به المرء
إليك هذين الموقعين
http://www.qassim.net/pages/islamic_page/ejaz_alquraan/index.htm
http://www.geocities.com/islamnoor1/
هناك موقع تحت الإنشاء، إن تم فسأخبركم به
دعواتكم للمواقع وأصحابها والذي تحت الإنشاء خاصة
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[15 - 09 - 2003, 06:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا. اللهم وفق كل دارس ومدرس لعلوم القرآن إلى ماتحب وترضى واكتب أعمالهم هذه في موازين حسناتهم صدقات جارية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.(/)
كيف (ومتى) يكون الظن مرادفا لليقين؟
ـ[بوحمد]ــــــــ[29 - 08 - 2003, 08:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت (أظن) أن "الظن" هو مرادف "للشك" ..
أما أن يكون "الظن" مرادف "لليقين" فهذا مالم أعرفه!!
وكأني لم أقرأ قوله تعالى:
((يظنون أنهم مُلاقوا ربهم)) البقرة 46
((وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه)) التوبة 118
فراجعت معنى (وظنوا) الوارد بسورة التوبة في الكشاف للخوارزمي ووجدته بمعنى "علموا"
وراجعت كلمة "الظن" بصفة عامة في كتاب العين فوجدتها تأتي بمعنى الشك واليقين!
الذي دفعني لهذا التساؤل هو تفسير الدينوري في "الشعر والشعراء" لبيت أوس بن حجر:
[/ poet]
فقومي وأعدائي يظُنُونَ أنني=متى يُحْدِثوا أمثالها أتكلَّمِ
ففسر "يظنون" بـ "يوقنون" وقال:"وليس من ظن الشك"
والحق أقول أنه لم يرد علي قبل بيت أوس هذا أي بيت تأتي به الظنون بمعنى اليقين!
يقول النابغة:
[/ poet]
أتيتك عارياً خلقاً ثيابي=على خوفٍ تُظَنُّ بيَ الظُّنونُ
ملاحظة: في كتاب العين وردت كلمة"دهشاً" بدلاً من "خوفٍ"
ويقول من لا أعرفه (بالمناسبة من قائل هذا البيت؟؟):
[/ poet]
عصفت بي الظنون من كل صوبٍ=وسقاني العذول مُرّ المذاقِ
فهل من يزيل الشك من نفس بوحمد نحو حقيقة الترادف بين الظن واليقين؟
كما راجعت فصلي الشك واليقين والظن في نجعة الرائد (وجزى الله خيراً معلمتي الفاضلة أنوار الأمل وأخي (ابو سارة)، فلم أجد به ما يثبت أن اليقين مرادف للظن (بل على العكس فهو يثبت الظن للشك).
وأورد هذا الجزء من نجعة الرائد للتحقق
فصل في الشك واليقين
يقال شككت في الامر، وارتبت فيه، واستربت، وتريبت، وامتريت، وتماريت، وخامرني فيك شك، وداخلني فيه ريب، وتنازعتني فيه الشكوك، وتجاذبتني فيه الظنون، وحك في صدري منه شيء، واحتك، وتخالج في صدري منه اشياء. ويقال تخالج هذا الشيء في صدري، واختلج، اذا نازعك فيه شك، وقد رابني الامر، وأرابني، ورابني فيه شك، وهو امر مريب، وفلان من هذا الامر في شك مريب، وهو في ليل من الشك مظلم. وفي المثل كفى بالشك جهلا. وتقول قد ترددت في صحة هذا الامر، وتوقفت، وتثبت، وهذا امر لست منه على يقين، وامر لا أثبته، ولا أحقه، ولا أوقنه، ولا أقطع به، ولا أجزم بوقوعه، ولم يثبت عندي، ولم تتحقق لي صحته، وقد شككت فيه بعض الشك، وعندي في هذا كل الشك، وهذا امر لا يطمأن اليه بثقة، ولا تناط به ثقة، ولا يخلد اليه بيقين، واني لعلى مرية منه، وعلى غير بينة منه، وعلى غير يقين. ويقال فلان يؤامر نفسيه، اذا اتجه له في الامر رأيان. ورأيت فلانا فجعلت عيني تعجمه، اذا شككت في معرفته كأنك تعرفه ولا تثبته.
ويقال في ضد ذلك قد ايقنت الامر، وتيقنته، واستيقنته، وحققته، وتحققته، وأثبته، وعلمته، يقينا، وعلمته علم اليقين، وهو امر لا شك فيه، ولا مرية، ولا امتراء، ولا يعتريني فيه شك، ولا تعترضني فيه شبهة، وأمر لا ظل عليه للريب، ولا غبار عليه للشك، وهو امر بعيد عن معترك الظنون، وهو بنجوة عن الشك، وبمعزل عن الشك، وقد تجافى عن مواطن الريب، وخرج من سترة الريب الى صحن اليقين. وتقول قد انجلى الشك، وانتفى الريب، ونسخ اليقين آية الشك، وانجلت ظلمات الشكوك، وانحسر لثام الشبهات، وأسفر وجه اليقين، وأشرق نور اليقين، ولاحت غرة اليقين، وظهر صبح اليقين. وقد وقفت على جلية الامر، واطلعت على حقيقته، وانا على بينة من هذا الامر، وانا منه على يقين جازم، وقد علمته عن يقين عيان. وهذا امر لا يعقل ان يكون الا كذا، وقد ثبت بالبينات الواضحة، والحجج الدامغة، وثبت بالدليل المقنع، وشهدت بصحته التجربة، وقامت عليه أدلة الوجدان، وأيده شاهد العقل والنقل، وتناصرت عليه أدلة الطبع والسمع.
فصل في الظن
(يُتْبَعُ)
(/)
يقال اظن الامر كذا، وأحسبه، وأعده، وإخاله، وأحجوه، وهو كذا في ظني، وفي حسباني، وفي حدسي، وفي تخميني، وفي تقديري، وفيما أظن، وفيما أرى، وفيما يظهر لي، وفيم يلوح لي. وأنا أتخيل في الامر كذا، وأتوسم فيه كذا، ويخيل لي انه كذا، ويخيل الي، وقد صور لي أنه كذا، وتراءى لي انه كذا، وتمثل في نفسي انه كذا، وقام في نفسي، وفي اعتقادي، وفي ذهني، ووقع في خلدي، وسبق الى ظني، والى وهمي، والى نفسي، وأشرب حسي أنه كذا، ونبأني حدسي أنه كذا، وأقرب في نفسي أن يكون الامر كذا، وأوقع في ظني ان يكون كذا. وهذا هو المتبادر من الامر، والغالب في الظن، والراجح في الرأي، وهذا أظهر الوجهين في هذا الامر، وأمثلهما، وأشبههما، وأشكلهما، وهذا أقوى القولين، وأرجحهما، وأدناهما من الصواب، وأبعدهما من الريب، وأسلمهما من القدح. وتقول فلان يقول في الأمور بالظن، ويقول بالحدس، ويقذف بالغيب، ويرجم بالظنون، وقال ذلك رجما بالظن، وانما هو يتخرص، ويتكهن، وقد تظنى فلان في الامر، وأخذ فيه بالظن، وضرب، في أودية الحدس، وأخذ في شعاب الرجم. وهذا امر لا يخرج عن حد المظنونات، وانما هو من الظنيات، ومن الحدسيات، وانما هذا حديث مرجم. وتقول كأني بزيد فاعل كذا، وظني أنه يفعل كذا، واكبر ظني، وأقرب الظن أنه يفعل كذا، ولعل الامر كذا، ولا يبعد ان يكون الامر كذا، وأحر به ان يكون كذا، وأحج به، وأخلق به، وما أحراه ان يكون كذا. ويقال افعل ذلك على ما خيلت أي على ما أرتك نفسك وشبهت وأوهمت. وفلان يمضي على المخيل أي على ما خيلت. وسرت في طريق كذا بالسمت أي بالحدس والظن. ويقال حزر الامر، وخرصه، اذا قدره بالحدس، وخرص الخارص النخل والكرم اذا قدركم عليه من الرطب او العنب، والاسم من ذلك الخرص بالكسر يقال كم خرص ارضك أي مقدار ما خرص فيها. وأمته مثل حزره يقال ائمت لي هذا كم هو أي احزره كم هو، وتقول كم أمت ما بينك وبين بلد كذا أي قدر ما بينك وبينه.
وتقول فلان صادق الظن، وصادق الحدس، صادق الفراسة، صادق القسم، وانه ليصيب بظنه شاكلة اليقين، ويرمي بسهم الظن في كبد اليقين، وانه ليظن الظن فلا يخطئ مقاتل اليقين، وانه لرجل محدث أي صادق الفراسة كأنه قد حدث بما يظنه، وفلان كأنما ينطق عن تلقين الغيب، وكأنما يناجيه هاتف الغيب، ويملي عليه لسان الغيب. ويقال فلان جاسوس القلوب اذا كان حاذق الفراسة، وان له نظرة تهتك حجب الضمير، وتصيب مقاتل الغيب، وتنكشف لها مغيبات الصدور، ويقال هذه فراسة ذات بصيرة أي صادقة. وتقول لمن أخبر بما في ضميرك قد أصبت ما في نفسي، ووافقت ما في نفسي، ولم تعد ما في نفسي، وكأنك كنت نجي ضمائري، وكأنك قد خضت بين جوانحي، وكأنما شق لك عن قلبي.
وتقول فلان فاسد الظنون، كاذب الحدس، كثير التخيلات، وقد كذب ظنه في هذا الامر، وأخطأت فراسته، وكذبته ظنونه، وطاش سهم ظنونه، وقد أبعد المرمى، ورمى المرمى القصي، وهذا وهم باطل، وخيال كاذب، وهذا امر لا أتوهمه، وأمر يبعد من الظن، ويبعد في نفسي ان يكون الامر كذا، وهذا ضرب من الخرص، ومن التخرص، وهذا من فاسد الأوهام، ومن بعيد المزاعم
انتهى
بوحمد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[30 - 08 - 2003, 12:28 م]ـ
أهلا بتلميذي الهارب .. تلميذي المعتزل حزنا وغيظا
وحق له من جهة وجانبه الصواب من جهات
فإن بين يديه أزهارا تنتظر الري لتطلع على الحياة بألق زاهر يضيء وجهها المظلم ويمنحنا أملا في حياة عزة طال انتظارها
فالله الله في رعيتك أيها الراعي فإنك عنها مسؤول لأن أمرها إليك موكول
وليكون حزن المؤمن مثمرا عليه أن يحوله إلى طاقة وعطاء ولا يكتفي بالحزن المجرد ولا بالعزلة الإجبارية
سؤال قيم من أبي حمد الذي افتقد المنتدى شيئا عزيزا بغيابه
الظن يأتي بمعنى الشك ويأتي بمعنى اليقين
والآيات التي ذكرتها تدل على ذلك تأكيدا
فهو بهذا قد يكون من الأضداد أي الكلمات التي تحمل معنيين متضادين كالبين الذي يعني الظهور ويعني الفراق
وأما نجعة الرائد يا أخي فإنه من الكتب الحديثة فعليك بالكتب الأصيلة التي كتبها الأولون حيث كانوا أقرب عهدا وأكثر ذكرا
وليس قولي طعنا في الكتب الحديثة أبدا، ولكن لكل كتاب منهجه في التأليف، ونجعة الرائد هدفه إثراء الكاتب بالمفردات والتعبيرات، أما سؤالك فيحتاج إلى معجم يشرح معاني المفردات
وفي هذا المجال أنصحك بلسان العرب لابن منظور
وقد رجعت إليه فوجدت ما يلي:
اللسان
المحكم: الظن شك ويقين، إلا أنه ليس بيقين عيان، إنما هو يقين تدبر، فأما يقين العيان فلا يقال فيه إلا علم. الجوهري: الظن: معروف، قال: وقد يوضع موضع العلم؛ قال دريد بن الصمة:
فقلت لهم: ظُنوا بألفي مدجج ... سراتُهُمُ في الفارسي المسرد
أي استيقنوا، وإنما يخوف عدوه باليقين لا بالشك
ووجدت هذا في (المحيط) .. منقول من موقع عجيب
http://lexicons.ajeeb.com/
المحيط
وقال في الكليّات الظن يكون يقينًا ويكون شكًّا من الأضداد كالرجاء يكون أمنًا وخوفًا
والظنُّ في حديثِ " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي" بمعنى اليقين والاعتقاد لا بمعنى الشك
وقال في التعريفات الظنُّ هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض ويُستعمَل في اليقين والشك
وقيل الظن أحد طرفي الشك بصفة الرحجان
وقيل الظنُّ اعتقاد راجح بلا جزم ولذا يقبل الشدَّة والضعف وطرفاهُ عِلمٌ وجهلٌ فإن بعض الظنون أقوى من بعض
أما البيت الذي طلبت معرفة قائله فإني لا أعرفه ولكن سأبحث وإن وجدت جوابا سآتيك به، وإن كان ثمة سؤال جديد في الموضوع نفسه أو غيره فلا تتردد
ولا تحرم نفسك من العلم ولا المنتدى من مشاركاتك وتساؤلاتك ..
وحاول ألا تحال معلمتك إلى التقاعد مبكرا؟: D :D
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بوحمد]ــــــــ[30 - 08 - 2003, 01:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في قسم البلاغة والإعجاز القرآني ... فالذي اريد حقاً معرفته -معلمتي الفاضلة- هو وجه البلاغة والإعجاز في استعماله سبحانه وتعالى لكلمة"يظنون" بدلاً من (يعلمون أو يوقنون) في قوله عزّ وجل:"يظنون أنهم مُلاقوا ربهم". أو في قوله سبحانه "وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه".
فبالتأكيد أن الكلمة التي ترد بالقرآن الكريم لا يسد مكانها أي كلمة أخرى .. وهذا سرّ الإعجاز القرآني .. "لا وجود للترادف" ... فلكل حرفٍ فيه هدف وغاية.
وهذا الذي أريد أن اعرفه ...
ما السر الكامن في معنى كلمة "الظن" التي فضلها سبحانه وتعالى على اليقين في هذه المواضع؟
بوحمد
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 09 - 2003, 02:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بأبي حمد، فكم نحن مشتاقون إليك بعد طول الغياب 0
وحول موضوع سؤالك، وجدت لك نصا نفيسا لابن كثير هذا نصه:
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله تعالى {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون} هذا من تمام الكلام الذي
قبله أي أن الصلاة أو الوصاة لثقيلة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم أي يعلمون أنهم محشورون إليه يوم القيامة معروضون عليه وأنهم إليه راجعون أي أمورهم راجعة إلى مشيئته يحكم فيها ما يشاء بعدله فلهذا لما أيقنوا بالمعاد والجزاء سهل عليهم فعل الطاعات وترك المنكرات فأما قوله "يظنون أنهم ملاقو ربهم" قال ابن جرير رحمه الله العرب قد تسمي اليقين ظنا والشك ظنا نظير تسميتهم الظلمة سدفة والضياء سدفة والمغيث صارخا والمستغيث صارخا وما أشبه ذلك من الأسماء التي يسمى بها الشيء وضده كما قال دريد بن الصمة.
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المسرد
يعني بذلك تيقنوا بألفي مدجج يأتيكم وقال عمير بن طارق.
فإن يعبروا قومي وأقعد فيكم وأجعل مني الظن غيبا مرجما
يعني وأجعل مني اليقين غيبا مرجما0
قال والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين أكثر من أن تحصر وفيما ذكرنا لمن وفق لفهمه كفاية ومنه قول الله تعالى "ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها" ثم قال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان عن جابر عن مجاهد كل ظن في القرآن يقين
أي ظننت وظنوا
وحدثني المثنى حدثنا أبو داود الجبري عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كل ظن في القرآن فهو علم
وهذا سند صحيح
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى "الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم" قال: الظن هاهنا يقين قال: ابن أبي حاتم ورُوي عن مجاهد والسدي والربيع بن أنس وقتادة نحو قول أبي العالية وقال سنيد عن حجاج عن ابن جريج "الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم" علموا أنهم ملاقو ربهم كقوله "إني ظننت أني ملاق حسابيه" يقول علمت وكذا قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم "قلت" وفي الصحيح أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة "ألم أزوجك ألم أكرمك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وترتع"؟ فيقول بلى فيقول الله تعالى "أظننت أنك ملاقي"؟ فيقول لا فيقول الله "اليوم أنساك كما نسيتني" وسيأتي مبسوطا عند قوله تعالى "نسوا الله فنسيهم" إن شاء الله تعالى.
لعلك تجد فيه بغيتك، ولي عودة إن شاء الله إن ظفرت بجديد0
ولك خالص التحية
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 09 - 2003, 12:51 ص]ـ
الأستاذ الفاضل (أبو سارة)
شكرا لك للإضافة القيمة فالعودة لكتب التفسير تثري كثيرا
جزاك الله خيرا
الأستاذ السائل
سؤالك في محله تماما حول سبب استعمال هذه الكلمة دون كلمة العلم
ولقد أحسست بالجواب عندما قرأت ما كتبه اللسان أول مرة وأردت أن أرد عليك مباشرة بعد قراءتي لتعقيبك
ولكني فضلت التأخر قليلا لكيلا أجيبك من احساس وظن بل أعود إلى مصادر تؤكد لي ما ذهبتُ إليه
أي أنني أردت ألا أحرم نفسي من متعة تصفح الكتب ومتعة البحث وفوائده
وأخيرا جئتك بالجواب ...
يبدو واضحا من معنى الظن كما أورده اللسان نقلا عن المحكم إذ قال:
الظن شك، ويقين، إلا أنه ليس بيقين عيان
أن الظن (اليقين) ليس ما تعرفه وتشاهده
فهذا اليقين لم يأته من تجربة حسية خاضها الظان بنفسه أو رأى أحدا أمامه قد تعرض لها
فلم يكن يقينه هذا ناتجا عن مشاهدة حقيقية أو معاينة لما يوقن به
وإنما هو يقين تدبر، يقين إيمان، يقين تجربة نفسية ـ إن صح هذا التعبير هناـ ناتجة عن صدق الإيمان
فلم ير أحد ما يحدث للمرء بعد الموت
إنه الإيمان بالغيب الذي يميز المؤمن عن غيره بل هي أول صفة للمتقين والمفلحين كما جاء في قوله تعالى: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون "
... والتأكيد تجده في قول السيرافي: (لا يستعمل الظن بمعنى العلم إلا في الأشياء الغائبة عن مشاهدة الحواس لها، لا يقال ظننت الحائط مبنيا، وأنت تشاهده) ...
أتمنى يا أخي الكريم أن أكون قد افدتك
وإن كنت كذلك فعلا فإني أرجو أن أراك حاضرا دوما لأستفيد أنا
فإن المرء يحرم نفسه من البحث بحجة قلة الوقت، ويقبل الأمور كما يعرفها (الظن هو اليقين) وانتهى الأمر لئلا نضغط على أنفسنا قليلا ونتعب في سبيل الحصول على فوائد مهمة والرجوع الى الكتب الأصول في العلوم
أما إن ووجهنا بالسؤال فنضطر إلى البحث والقراءة
فهذه دعوة من معلمتك (التي تزعم أنها كذلك) لتصير أنت معلما لها هذه المرة
وجزاك الله كل خير وزادك حبا لكتابه وفهما له وإيانا والمسلمين أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[03 - 09 - 2003, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لااضافة عندي إلا أن أقول جزاكم الله خيرا. ولتعلموا أني أتابع هذه الدروس والمناقشات الرائعة بشغف.
ـ[بوحمد]ــــــــ[05 - 09 - 2003, 07:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"لا يقال ظننت الحائط مبنيا، وأنت تشاهده"
فجأة –وأنا أحاول تطبيق هذاالمثال الذي أوردته معلمتي على بقية الآيات الكريمة التي وردت بها معنى كلمة "الظن" وهي 69 آيه- ظهر لدي سؤال آخر وهو:
لم نقول علم اليقين وليس ظن أو شك اليقين؟
لم أجد جواب شافي سوى أن اليقين هو العلم الذي لا شك ولا ظن فيه.
أظن هذا هو سر إخفاقي في فهم حقيقة ترادف (أو عدم ترادف) الظن واليقين حتى الآن!!
فأنا كنت احاول اثبات ان الظن هو مرادف للعلم، مفترضاً –بدون أن اشعر- أن العلم هو اليقين (وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه). عليه فقد حاولت مجددا تصحيح فهمي بدراسة معنى العلم هذه المرة بدلاً من الظن، ووجدت التالي:
وردت كلمة العِلم في القرآن الكريم 80 مرة أخترت منها التالي:
وزاده بسطة في العلم (البقرة 247)
والراسخون في العلم يقولون (آل عمران 7)
لكن الراسخون في العلم منهم (النساء 162)
فما اختلفوا حتى جاءهم العلم (يونس 93)
وفوق كل ذي علم عليم (يوسف 76)
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (الإسراء 85)
وليعلم الذين أوتوا العلم (الحج 54)
قال الذي عنده علم من الكتاب (النمل 40)
من يجادل في الله بغير علم (لقمان 20)
إن الله عنده علم الساعة (لقمان 34)
فرحوا بما لديهم من العلم (غافر 83)
إليه يردّ علم الساعة (فصلت 47)
وإنه لعلم للساعة (الزخرف 61)
وعنده علم الساعة (الزخرف 85)
فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم (الجاثية 17)
وأضله الله على علم (الجاثية 23)
أو أثاره من علم (الاحقاف 4)
قال إنما العلم عند الله (الاحقاف 23)
ذلك مبلغهم من العلم (النجم 30)
بعد تمعني بهذه الآيات الكريمة أتضح لي فجأة أنه لايوجد في حياتنا الدنيا هذه حقيقة مطلقة (أو علم يقين) إلا ما أثبته سبحانه وتعالى في كتابه. قال تعالى: قال إنما العلم عند الله (الاحقاف 23)، عليه فإن الحقيقة الوحيدة المطلقة (علم اليقين) في هذه الدنيا والتي لا يشك بها الإنسان والحيوان والجماد، هي وجوده سبحانه وتعالى. أما سوى ذلك فالحقيقة فيه تتفاوت ولا أقول تتعارض. فحقيقة الأشياء لا يعلم بها بالكامل سوى الله سبحانه وتعالى ولكن أجزاء متناثرة من بعض هذه الحقيقة يعلمها بعض من خلقه وبإرادته. وجدت ذلك في قوله تعالى: وفوق كل ذي علم عليم (يوسف 76). فلو أخذنا الماء أو الهواء –على سبيل المثال (ولا أقول الذرة) فلا أحد يحيط بعلم أي منهما بالكامل. فعالم الفيزياء يعلم جزء يسير منه وكذلك عالم الكيمياء وهكذا ... ومع ذلك فنحن – بجهلنا- نفترض أن الماء والهواء هما ابسط شئ وحتى أننا نضرب الأمثال بسهولة الشئ فنقول كالماء! وهاهو العلم يفاجئنا كل يوم بمدى جهلنا فخلال سنوات قليلة قادمة سوف يستخدم الماء كوقود لتشغيل المكائن والمحركات بدلاً من البترول (وهذه حقيقة تدرسها بجدية كبار شركات البترول لما لها من تأثير على سعر البترول!!).
فيا سبحان الله .. هما نفس الماء والهواء اللذان نستعين بهما حتى اليوم لإطفاء النيران!!
وسبحان القائل:
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (الإسراء 85)
ذلك مبلغهم من العلم (النجم 30)
عليه فإنا أرى أن المعرفة هي مراحل يمر بها الإنسان حتى يصل لليقين وأرى في خليل الله إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) أكبر دليل. فهو قد بدأ بالشك فيما يعبده آباءه من أصنام، ثم انتقل لمرحلة الظن بأن الشمس أو القمر هما الأولى بالعبادة ولكن الدلائل العقلية لديه أبت تلك البدائل لان الشمس والقمر يغيبان فلا بد أن يعبد من لا يغيب، فوصل بهذه النتيجة العقلية لمرحلة العلم بوجود الله، حتى أتاه الوحي وكلَّمه فصار مشاهداً لديه وليس غيب فهو بذلك وصل لمرحلة اليقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يزيد ترسيخ هذا المعنى لدي هو ما أجده في سورة التكاثر: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسئلن عن النعيم). فهذه الآية الكريمة تصور الإنسان وهو منشغل باللهو حتى تبدأ معه أول درجات المعرفة (الشك)، فيذهب للمقابر ويبدأ معه التخمين (كيف يكون من هو بالقبر؟ ما صورته؟ ما حاله ... ؟) وهذه هي مرحلة الظن، حتى يتذكر سورة التكاثر وما بها من أهوال فيصبح في مرحلة العلم ولكنه لم يصل لليقين بعد حتى يرى الجحيم بعينه وهذا بنص الآية نفسها.
الخلاصة:
1 - درجات المعرفة تبدأ بالشك ثم الظن ثم العلم فاليقين.
2 - أرى أن الظن لايأتي –كما قالت معلمتي-مع ما هو غير مشاهد (غائب) فقط- ولكنه يأتي أيضاً مع المشاهد، فإذا ما سألت من ينظر أمامك للنجم "هل هذا النجم هو موجود الآن وأنت تراه؟ " فإن أجاب بنعم أو لا فقط أخطأ بالحالتين والواجب أن يقول "أظن ذلك" لأننا (نعلم) أن صورة النجم تصلنا بعد ملايين السنوات وبالتالي فنحن ننظر لصورته بالماضي ولا نعلم (الآن) إذا ما كان موجود أم لا.
3 - أرى أن الظن درجة من درجات المعرفة وليس مرادفاً للعلم أو اليقين –كما أنه ليس من باب الأضداد أيضاً. عليه فأن قول كتب التراث (لسان العرب- العين .... ) بأن الظن يأتي مرادف للشك واليقين أراه خطأ. (مع المعذرة لمعلمتي فالظاهر لدي أن كتب التراث غير دقيقة! " و نجعة الرائد يكسب الرهان").
4 - أرى أن كلمة "الظن" تأتي بالقرآن الكريم بمعنى العلم إذا أيّد عقل من يظن هذا الظن. أما أن يأتي الظن دوماً بالقرآن الكريم بمعنى علموا فهذا غير صحيح. قال تعالى:" وظن أهلها أنهم قادرون" (يونس 24) وقال تعالى: "ولكن ظننتم أن الله لا يعلم" (فصلت 22)، فأين العلم في ظنهم هذا؟!. ((هذا مجرد استفسار وتعقيب على ما أورده أخي العزيز (أبو سارة) عندما أورد: "وحدثني المثنى حدثنا أبو داود الجبري عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كل ظن في القرآن فهو علم
وهذا سند صحيح")).
عليه فأنا أرى إن تفسيرنا لكلمة "يظنون" بـ "يوقنون" في قوله تعالى"يظنون أنهم مُلاقوا ربهم" (البقرة 46) هو تفسير خاطئ والواجب أن نقول كما قال الخوارزمي في الكشاف في تفسيره لقوله تعالى "وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه" (التوبة 118) بأن ظنوا أي يعلموا (وليس يوقنوا) لأنهم ظنوا -وعقولهم قبلت هذا الظن- فهم علموا فقط ولم يشاهدوا ليصبح يقين. وأرى هذا التفسير للظن يريحني أكثر -إذا ما قبلوا به المفسرون - فهو يزيل الغموض عن من هو الظان في قوله تعالى: "وقال للذي ظن أنه ناج منهما" (يوسف 42) هل هو ألشرابي أم يوسف عليه السلام، فإن كتب التفسير تقبل بالاحتمالين!! وهذا يخالف قوله تعالى " ذلك الكتاب لا ريب فيه" (البقرة 2) فإن نبي الله يوسف عليه السلام أولّ الرؤيا (بعلم اليقين) من ربه سبحانه وتعالى وليس بالظن، عليه فإن الاحتمال الثاني- وهو أن الظان هو ألشرابي- هو الصحيح عندي والله أعلم.
بوحمد
رسالة خاصة لأخي الحبيب (أبو سارة):
لم تُبق لي من حروف معبرة بعد عبير حروفك ...
سوى صدى عطرك الذائع: "ما أكرم أخلاقك"
فجزى الله من يظن بأخيه بمثل ظنه.
[/ poet]
يُحسن به ظنّهُ بالناسِ كُلّهمِ=من يُحسنُ الظن يكسو حُسنهُ حُسنُ
ونائلٌ منهُمُ في نولهمْ سَلَفاً= حَسْبُ امرءٍ كرماً أن نولَهُ ظَنُّ
وجزاكم الله جميعاً كل الخير
بوحمد
ـ[أبو سارة]ــــــــ[06 - 09 - 2003, 03:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ العزيز/ أبو حمد
جزاك الله خيرا، وما هذا إلا من نبل أخلاقك، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى0
وهذه عودة الى موضوعك الشيق، فجزاك الله خيرا، فمثل هذه المواضيع تجعلنا نعود بالذاكرة الى الوراء ونقلب صفحات الكتب، ويالها من فائدة عظيمة نقاوم بها الكسل ونقض بها مضجع الدعة، فجزاك الله خير الجزاء0
قال الجرجاني في التعريفات:
الظن: هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض ويستعمل في اليقين والشك وقيل الظن أحد طرفي الشك بصفة الرجحان0
اليقين: في اللغة العلم الذي لاشك معه وفي الاصطلاح اعتقاد الشيء بأنه كذا مع اعتقاد أنه لايمكن إلا كذا0
(يُتْبَعُ)
(/)
الشك: هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لإحدهما على الآخر عند الشاك، وقيل الشك ماتساوى طرفاه وهو الوقوف بين الشيئين لايميل القلب إلى أحدهما فإذا ترجح احدهما ولم يطرح الآخر فهو ظن فإذا طرحه فهم غالب الظن وهو بمنزلة اليقين0اهـ
وعلى هذا يكون الشك نقطة الوسط بين الظن واليقين، فإذا ثبت العلم بدليل أو قرينه ينتقل الى اليقين، وإن لم يثبت فيكون ظنا0
وعندما أقول: أظن الليلة أطول من البارحة0
فهو اعتقاد يحتمل الصحة دون دليل، فإذا انتهت تلك الليلة وثبت أنها أطول من البارحة فقد صار الظن يقينا، وإن لم يثبت فذلك شك بعيد عن اليقين، تماما كمسألة صيام يوم الشك، فيوم الشك هو آخر يوم من شهر شعبان وقد يكون أول يوم من رمضان، لذا أسماه الفقهاء يوم الشك، لأنه متأرجح بين الظن واليقين، فإذا صِيمَ ذلك اليوم وتمت رؤية هلال رمضان بعد مغيب الشمس فيحسب من رمضان، وإن لم تتم رؤية الهلال فهو آخر يوم من شعبان، ويكون اليوم التالي هو أول يوم من رمضان بيقين، فالقرينة الفاصلة هنا هي رؤية الهلال0
وقوله تعالى:)) يظنون أنهم مُلاقوا ربهم))
هو اعتقاد راجح لديهم بحقيقة الملاقاة، لذا يسمى الإيمان بالعلوم الغيبية بعلم العقائد، فنحن نعتقد بوجود الله تعالى بقرائن خَلْقِه ودلائل مخلوقاته، لذا فظننا بملاقاة الله تعالى يأتي بمرتبة اليقين0
وقوله تعالى يحمل ثناءا على عقيدة اولئك الظانون ملاقاة ربهم، لأنه أعلى مراتب الإيمان والعقيدة، وهو الإحسان، وقد وصف الرسول عليه الصلاة والسلام الإحسان بقوله: (أن تعبد الله، كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) 0
قال ابن جرير الطبري: الّذِينَ يَظُنون أنَهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ قال: لأنهم لم يعاينوا، فكان ظنهم يقينا، وليس ظنا في شك. وقرأ: إنِّي ظَنَنْتُ أنّي مُلاقٍ حسابيَهْ.
تقول لمن يجهلك عندما تريد أن تثبت حسن نيتك: أرجو أن أكون عند حسن ظنك0
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه كثيرا ما يوبخ نفسه، فإذا مدحوه قال:
(اللهم أغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرا مما يظنون).
قال تعالى: (وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
قال المفسرون: اليقين المذكور بالآية هو الموت، وقال بعض المفسرين أن اليقين هنا هو تمام العلم، وأن الإنسان إذا وصل لمرحلة اليقين بعبادته، سقطت عنه جميع التكاليف وحل له أن يفعل ما يشاء وكأنهم يقولون (أصبح من المبشرين بالجنة ولايضره مافعل بعد ذلك) وهذا تفسير شاذ تمجه العقول الصحيحة، وتأباه مقاصد الشريعة0
قوله تعالى:
{لَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}
قال القرطبي:
قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ} «الذين» في موضع خفض على النعت للخاشعين، ويجوز الرفع على القطع. والظن هنا في قول الجمهور بمعنى اليقين؛ ومنه قوله تعالى: {إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ} (الحاقة: 20) وقوله: {فَظَنُّواْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا} (الكهف: 53). قال دُريد بن الصِّمّة:
فقلت لهم ظُنُّوا بألفَيْ مدجَّج سَراتُهُم في الفارسيّ المُسَرَّدِ
وقال أبو دُؤاد:
رُبَّ هَمّ فرّجته بغريم وغيوب كشفتها بظنون
وقد قيل: إن الظن في الآية يصح أن يكون على بابه، ويضمر في الكلام بذنوبهم؛ فكأنهم يتوقّعون لقاءه مذنبين؛ ذكر المهدوِيّ والماوَرْدِي. قال بن عطية: وهذا تعسُّف. وزعم الفَرّاء أن الظنّ قد يقع بمعنى الكذب؛ ولا يعرف ذلك البصريون. وأصل الظن وقاعدته الشك مع ميل إلى أحد معتقديه، وقد يوقع موقع اليقين؛ كما في هذه الآية وغيرها، لكنه لا يوقع فيما قد خرج إلى الحِسّ؛ لا تقول العرب في رجل مرئيّ حاضر: أظن هذا إنساناً. وإنما تجد الاستعمال فيما لم يخرج إلى الحِسّ بعد؛ كهذه الآية والشعر، وكقوله تعالى: {فَظَنُّواْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا} (الكهف: 53). وقد يجيء اليقين بمعنى الظن، وقد تقدّم بيانه أوّل السورة. وتقول: سُؤت به ظنًّا، وأسأت به الظن. يدخلون الألف إذ جاءوا بالألف واللام.
وبناءا على ماتقدم يكون الجواب على سؤال أبي حمد أن عدم المعاينة هي السبب، فيكون الظن قائما مقام اليقين، وكما لايخفى فإن تعريف الأيمان: هو تصديق بالجنان وعمل بالأركان0
هذا مالدي والله تعالى أعلم بالصواب0
وكل الشكر موصول لأستاذتنا/ أنوار الأمل زادها الله نورا وعفافا، فلا غنى لنا عن تصويباتها المليحة0
والسلام
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 01:59 ص]ـ
" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض "(/)
مؤلفات شيطانية!
ـ[مسلمة]ــــــــ[01 - 09 - 2003, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أبيات كتبها أحد الملاحدة في محاولة منه لتحدي القرآن الكريم. الرجاء التعليق عليها
وجزاكم الله كل خير
سورة الكبر
و أما من استكبر (1) و بآياتنا كذّب و أنكر (2) سنذيقه العذاب الأصغر (3) ثم نذيقه العذاب الأكبر (4) و ما أدراكَ ما الأكبر (5) جحيمٌ مسَعَّر (6) و حميمٌ مُسجَّر (7) و ما هو منها مُحرَّر (8) يوم عن آياتنا أدبر (9) و قال ما لنا من مآبٍ يُذكَر (10) إن هي إلا أرضٌ تجمع (11) و عظامٌ تهجع (12) و قبورٌ تبلع (13) كلا سيُنحَر (14) ثم كلا سيُنحَر (15) و ما له من مفر (16) ظن أن لن يقدر عليه رب البشر (17) رب موسى و هارون و عيسى (18) و فرعون الذي تجبر (19) و طغى و تكبّر (20) و قال أنا ربكم الأكبر (21) فأغرقناه في البحر الأحمر (22) تذكرة لمن يذّكّر (23) نكالاً له في الدنيا و في الآخرة على وجهه سيُحشَر (24) إنه وعد عزيزٍ جبّار (25) فإذا نُفخ في الناقوس (26) و ارتدّت الروح للناموس (27) فلا تبحث يومئذٍ عن القاموس (28) قُدوسٌ قُدّوس (29) تلك آيات قِصار (30) تنبذ الكبر و الاستكبار (31) أنزلناها على عبدنا الختيار (32)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 09 - 2003, 01:30 ص]ـ
قاتل الله الختيار والدمشقي ومن معهم
لقد قرأت ما افترته ألسنتهم من هذا وأمثاله
ورأيت منتداهم الجديد
وتراءى لعيني لأول مرة بوضوح تام ما هز كياني من الأعماق وهو قوله عليه السلام: لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء
ردوا يا أهل الفصيح فما عاد عندي ما أستطيع أن أقوله من كثرة ما قرأت من افتراء وتطاول وليته يكون بكلام يساوي شيئا ولكن أنى لعقولهم أن تأتي بشيء
أخيرا صرت أقدر ما تفضلت به يا أختاه في بداية تعارفنا .. أعانك الله، لقد أرلست لك على بريدك هناك منذ فترة ولم أتلق ردا لعل المانع خير
ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 09 - 2003, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الباقلاني صاحب كتاب إعجاز القرآن والمتوفى سنة403هـ:
(000 فأما كلام مسيلمة الكذاب، وما زعم أنه قرآن، فهو أخس من أن نشتغل به، وأسخف من أن نفكر فيه000فإنه على سخافته قد أضل، وعلى ركاكته قد أزل، وميدان الجهل واسع، ومن نظر فيما نقلناه عنه، وفهم موضع جهله، كان جديرا أن يحمد الله على مارزقه من فهم، وآتاه من علم)
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن لم تستح فاصنع ماشئت) 0
رأيي أن لانلتفت الى مثل هذه التفاهات، ولانشغل عقولنا بها، ولنا في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام خير مثل، وقد قال الكفار عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون، وشاعر، وغيرها من الأوصاف المنحطة، ولكننا لم نسمع بحديث موضوع أو مكذوب أو ضعيف فضلا عن صحيح يرد به الرسول على هؤلاء ويقول لهم بأنني لست بمجنون!
أتدرون لماذا؟
لأنه يدري بأنهم يعلمون أنهم كاذبون0
وبصراحة أنا لا أؤيد نشر مثل هذه الإفتراءات والتفاهات، ولاتستحق أن نشغل عقولنا بها كما أسلفت، وماقاله الباقلاني أعتبرُه رد لمثل هؤلاء على مر العصور ابتداء من مسيلمة وكل من هم على شاكلته الى يوم القيامة0
والسلام
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 09 - 2003, 02:26 ص]ـ
الأخ الكريم أبا سارة
معك حق في عدم الرد
ولكن يا أخي الموضوع يتطور والمناقشة تزداد فيضطر المرء إلى البحث عن حل ورد علمي يرد به عليهم
فلا يجوز السكوت والانسحاب لأنهم يدعون ن ذلك نصر لهم وأن المسلميم لم يستطيعوا الرد عليهم
والأهم أن مثل هذه الأفكار وتلك الشبهات والافتراءات تبقى عالقة في نفوس القراء من زوار المنتدى إن لم يجدوا ردا مقنعا عليها
وليس ما تفعله الأخت نشرا لأقوالهم فإننا نتابع هذه الافتراءات والتفاهات منذ زمن ولكن الأخت وصلت إلى مرحلة احتاجت معها إلى رد على ما ادعوه
في بعض المنتديات إن لم يجد كلامهم ردا ومناقشة أهمل ونزل للأسفل فلا يلتفت له أحد
ولكن في بعض المنتديات يتعمدون الرد على بعضهم بعضا واستفزاز المسلمين للإجابة ويبقى الموضوع مرفوعا في الأعلى والرد الذي يحتاجه مثل هذا الكلام هو تبيان مواضع الضعف والعيب والقصور فيه
ولكن يا أخت مسلمة كما تعرفين سيقولون أنتم تتكلمون وفي عقولكم إيمان مسبق ولا ترضون بشيء. وسيخرجون لك العيوب المدعاة في كلام الله مع إنهم كما قال أخونا أبو سارة يعرفون أنفسهم ويكتبون هذا الكلام للسخرية
إن هذا الكلام يحمل دليل ضعفه وتفاهته في حروفه وكلماته وصياغته ولا يغتر بها إلا الجاهل الذي لم يتذوق لغة العرب ولم يقرأ شيئا منها ولم يعرف القرآن أو يسمعه ولن يقوم حرف منه أمام التحدي الذي يزعمون أنهم يدخلونه الآن ويثبتون أن الجاهليين كانوا أصدق منهم وأكثر أمانة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلمة]ــــــــ[02 - 09 - 2003, 11:24 ص]ـ
أخواي الكريمان
جزاكما الله خير الجزاء على ما تفضلتما به
نعم يا أختي العزيزة أنوار الأمل " قاتلهما الله "!
إنهم حقاً يعرفون أنهم كاذبون
لقد حاورتُ المتخلف الختيار ولم أجد عنده شيئاً يعتمد عليه
أما الدمشقي فقد تهرب من الحوار
لم أستلم منك شيئاً منذ مدة
بل ولم أستلم منك رداً على آخر رسالة
وبريد الرسائل هنا لا يعمل معي: (
ويا أخي الفاضل أبا سارة: كما قالت أختنا الفاضلة فلم أهدف الترويج لمثل هذا الغباء بل طرحت الموضوع لعلي أجد عندكم رداً لغوياً شافياً يُخرس أولئك الضائعين
النص كما ترى فارغ من كل شيء إلا الإصرار على الكفر
نسأل الله الثبات
والسلام على الجميع(/)
الحمد لله
ـ[المتنبي2]ــــــــ[20 - 09 - 2003, 05:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة انني دائمة البحث عن موقع للغة العربي
ولدي سؤال وهو: في سورة الواقعه يقول تعالى (أفرأيتم ماتحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون)
سؤالي اين المجاز المرسل هنا؟ ومانوعه؟
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 10 - 2003, 10:50 م]ـ
الحمد لله أن وفقك الله للفصيح ونرجو أن تجدي فيه ما يفيدك يا أختنا المتنبي: rolleyes: يبدو أنك تحبين امبراطور الشعراء كثيرا:)
أما سؤالك يا أختي فأظن والله العالم أن في الآية مجازا عقليا في قوله: تزرعونه
إذ أسند الفعل إليهم
وليسوا هم الفاعلين الأصليين
بل الله هو الفاعل الأصلي
ولذلك جاء التعقيب بـ: أم نحن الزارعون؟
وقرأت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قال لا تقولوا زرعنا وقولوا حرثنا أو كما قال(/)
ما الصورة البلاغية؟
ـ[قمراء]ــــــــ[23 - 09 - 2003, 10:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه اول مشاركة لي وارجو منكم مساعدتي: ما الصوة البلاغية في قوله تعالىفي سورة الواقعة حينما ذكرت مدى قدرة الله على تحويل النبات في قوله تعالى: " ولو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون" صدق الله العظيم. فقد احترت هل هي استعارة تمثيلية مكنية ام استعارة تمثيلية تصريحية؟ افيدوتي جزاكم الله خيرا.
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 10 - 2003, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال بليغ .. أختي العزيزة ..
ولكن -- أعتقد -- أنها استعارة مكنية .. لأن الخالق شبه (هنا) النبات بشيء يتحطم ..
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 10 - 2003, 11:37 م]ـ
أختي الفاضلة قملااء
سبق أن رددت عليك بعد أخذ ورد بيننا قبل تعطل المنتدى
فإن كنت تحتفظين بلجواب فأعيدي نشره
وإلا فسأعيد الجواب خلال يومين بإذن الله
الأخ الفاضل السراج
شكرا لمشاركتك ولكن الصورة المقصودة هي في قوله تعالى: فظلتم تفكهون"
ـ[قمراء]ــــــــ[29 - 10 - 2003, 12:27 ص]ـ
الفاضلة انوار الامل::::
لم يصلني ردك ايتها الفاضلة ومازلت محتاجة للاجابة انا انتظر ردك اذا لم يكن هناك مانع شكرا لكم.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 11 - 2003, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ولَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) (الواقعة:65)
الأخت العزيزة قمراء
سبق أن عرضتِ هذا السؤال وطلبت منك أن توضحي وجه حيرتك بين هذين النوعين من الاستعارة
ولست أذكر بالضبط ما تفضلتِ به وإن كنت أذكر أنك قصدت شيئا ما في قوله (تفكهون)
فرددت عليك من قبل ثم تعطل المنتدى فأعدت كتابة الرد من جديد وأتمنى ألا أكون قد نسيت شيئا مما كتبته في المرة السابقة
أولا ـ راجعت لسان العرب فرأيت أن:
التفكه: التندم. وفي التنزيل: فظلتم تفكهون معناه تندّمون
وعلى هذا الأساس لا أظن أن في الآية صورة لأن التفكه جاء على أصله
ولكن قد يكون انتقال المعنى من باب المجاز وعندها نرى نوع الصورة
ثانيا ـ الاستعارة التمثيلية هي تشبيه مركب بمركب مع حذف المشبه لأن الحال تدل عليه
وتجري في الأمثال وما جرى مجراها كالحكم والأحاديث والأشعار
كأن يقول المرء لمن يكثر الحديث والوعد دون إنجاز عمل: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا، أو لمن يقوم بعمل لا جدوى منه: أنت ترقم أو تخط على الماء
ولم أسمع من قبل يا أخية تقسيم الاستعارة التمثيلية إلى مكنية وتصريحية لأنها دوما تسير على حذف المشبه
ثالثا ـ إن قلنا بوجود الصورة فلا بد أن نميز بين النوعين من الاستعارة المكنية والتصريحية التي تحتارين فيهما
* الاستعارة المكنية هي ما حذف منها المشبه به وبقي المشبه مع صفة من المشبه به المحذوف
* أما التصريحية فهي التي يصرح فيها بذكر المشبه به، ويحذف المشبه
فإن قلنا إن الصورة قصدت تشبيه حيرة الكفار أو عجبهم أو ندمهم بعد أن يروا ما آل إليه الحال بمن يتفكه
فنرى أن المشبه به وهو التفكه مذكور
أما المشبه وهو موقف الندم فمحذوف
والله تعالى أعلم(/)
كلام الجرجاني حول ......... ؟
ـ[سحاب]ــــــــ[22 - 10 - 2003, 10:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا الموقع المبارك ويسعدني أن أنضم إليكم فعندي الكثير من الأسئلة في اللغة العربية والتي لم أجد أجابات لها وآمل منكم مساعدتي فيها بارك الله فيكم وجعل ماتقدمونه من مساعده في ميزان حسناتكم
وسؤالي حول كلمة (فهذا) وذلك في معرض قول مؤلف ما فهذا كتاب في كذا ...
وواجهني في بحثي هذا الكلام
(فهذا) إشارة إلى ماستحضره في ذهنه، وأقامه مقام الملفوظ الموجود بالعيان، سواء كانت مسميات الكتب الألفاظ أو النقوش أو المعاني أو المركب من الاثنين أو من الثلاثة فهذه سبعة احتمالات ذكرها الجرجاني
وعلى كلٍ ففيه استعارة تصريحية بأن تقول شيه مااستحضره في ذهنه بالشيء المدرك بحاسة البصر بجامع الايصال إلى المطلوب في كلٍ ثم استعار ما للمحسوس للمعقول
والسؤال: مامعنى كلام الجرجاني السابق وأين أجده في كتبه؟
وأين أجد تعريف الاستعارة التصريحية في كتب البلاغة
وجزى الله خيراً كل من أعانني.(/)
سورة الواقعة؟
ـ[جندي أول]ــــــــ[23 - 10 - 2003, 05:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبتُ سؤالاً، ولعله ذهب أدراج الرياح مع الخلل الذي أصاب المنتدى.
أين أجد التفاسير البلاغية لسورة الواقعة على الشبكة؟
ولكم جزيل الشكر.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 10 - 2003, 10:19 م]ـ
الأخ الفاضل
حياك الله من جديد في ربوع الفصيح
يمكنك أن تجد تفسير سورة الوقعة من كتاب الكشاف للزمخشري على العنوان التالي
http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=244&CID=105#s1
وقد كانت دروس تسجيلية في موقع طري قالإسلام لسلسة بلاغية في تفسير القرآن
ولكن تم حذفها وسيقومون بإعادة إنزالها في لموقع من جديد فإن تم ذلك وعلمت به سأخبرك
ويمكنك متابعتها لتعرف متى يتم إدراجها كاملة وهي للشيخ عبدالحميد هنداوي في قسم درو س وخطب
واعذرنا على التقصير إن لم يكن ما تقدم مناسبا لك
ـ[جندي أول]ــــــــ[24 - 10 - 2003, 06:00 ص]ـ
شكر الله لك هذا الجهد، وبارك فيك.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 10 - 2003, 10:40 م]ـ
أخي الكريم
يمكنك أيضا أن تطالع صفحة آيات ولمسات في هذا الموقع
فإن فيها تفسيرا بيانيا مفصلا لآية من سورة الواقعة
www.lamasaat.8m.com(/)
التشبيهات المعيبة في الكلام!!
ـ[الإقليد]ــــــــ[01 - 11 - 2003, 11:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الممكن توضيح كل من المشبه والمشبه به ووجه الشبه وأثر ذلك في المعنى في الأبيات التالية:
بل لو رأتني أخت جيراننا --- إذ أنا في الدار كأني حمار
أنا كالكلب في حفاظك للود --- وكالتيس في قراع الخطوب
كانت بنو غالب لأمتها ---كالغيث في كل ساعة يَكفُ
غيري جنى وانا المعذب فيكم--- فكأنني سبابة المتندم
لكلفتني ذنب امرئ وتركته--- كذي العر يكوى غيره وهو راتع
وأريد كذلك شرح بسيط للأبيات مع ذكر المناسبة إن أمكن
والشكر الجزيل لكم
ـ[الإقليد]ــــــــ[02 - 11 - 2003, 11:14 م]ـ
أرجوكم أريد ولو شيئا يسيرا مما طلبت فلا تخذلوني
ـ[الإقليد]ــــــــ[02 - 11 - 2003, 11:16 م]ـ
أرجوكم أريد ولو شيئا يسيرا مما طلبت فلا تخذلوني
أريده سريعا: (
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 11 - 2003, 11:26 م]ـ
أما البيت الأول
بل لو رأتني أخت جيراننا --- إذ أنا في الدار كأني حمار
فالقائل يشبه نفسه بالحمار وأداة الشبه هي (كأن)
وأما وجه الشبهه فهو أعلم بنفسه ولم سماها بذلك:)
ولم أعرف قائله أو مناسبة البيت
وأما الثاني فهذا تصحيحه
أنت كالكلب في حفاظك للود --- وكالتيس في قراع الخطوب
وهو بيت مشهور
يقال إنه لعلي بن الجهم حين مدح الموكل فأراد وصف المتوكل بالوفاء فشبهه بالكلب
وهو تسبيه مستقى من بيئة الشاعر
وفي هذه الصفحة تفصيل حول القصة وما قيل عنها
http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/oct/2/ar7.htm
وأما بقية لأبيات فسأؤجلها لوقت لاحق
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 11 - 2003, 11:35 م]ـ
قدم علي بن الجهم على المتوكل - و كان بدويًّا جافياً - فأنشده قصيدة قال فيها:
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمناك دلواً من كبار الدلا كثير الذنوب
فعرف المتوكل قوته، و رقّة مقصده و خشونة لفظه، وذ لك لأنه وصف كما رأى و لعدم المخالطة و ملازمة البادية. فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم لطيف و الجسر قريب منه، فأقام ستة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد، فقال:
عيون المها بين الرصافة و الجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
فقال المتوكل: أوقفوه، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة
منقول من شبكة نائل
*****************
والوفاء في السيرة العربية؛ هو ضد الخيانة والغدر. وهذه الخصلة؛ قدرها العرب ومجدوها، ولهذا شبه شاعرهم رأس قومه ب «الكلب»؛ حين أراد تمجيد طبع «الوفاء» فيه، فقال يمدح الخليفة العباسي «المتوكل»:
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدَّلوِ .. لا عدمناك دلواً من كبار الدِّلا .. كثير الذَّنُوب
.. وصاحب هذا التشبيه الفريد؛ هو الشاعر علي بن الجهم؛ الذي جاء من البدو؛ فاستوحى أدواته الشعرية؛ من محيطه الذي عاش فيه، لكنه عاش في الحضر بعد ذلك؛ فظل على سليقته في تقديس خُلة الوفاء بين الإخوان والخلان فقال:
وجرَّبنا .. وجرَّب أوَّلونا
فلا شيءٌُ أعَزَّ من الوفاء
منقول من صحيفة الرياض
ـ[الإقليد]ــــــــ[03 - 11 - 2003, 12:33 ص]ـ
شكراً لك اختي الكريمة على الإجابة السريعة
لكن بودي لو فصلت أكثر في توضيح أثر ذلك في المعنى ولم سميت معيبة؟؟
كما أريد ذلك في بقية الأبيات
مع دعواتي لك
ـ[الإقليد]ــــــــ[03 - 11 - 2003, 12:35 ص]ـ
أيضا أريد امثلة على تشبيهات معيبة غير ما ذكرت ..
ـ[التلميذ]ــــــــ[24 - 01 - 2004, 10:14 ص]ـ
البيت الأول00رواه المبرد في كتابه الكامل00والمشبه (أنا) والمشبه به (الحمار) ووجه الشبه (القوة وسلامة البدن) وعيب عليه لأن الصفة المراد نسبتها الى المشبه ليست ظاهرة في المشبه به00فقلما تخطرصفة القوة وسلامة البدن اذا ذكر الحمار000
البيت الثاني000لعلي بن الجهم في مدح المتوكل00فالمشبه (أنت) والمشبه به (الكلب) ووجه الشبه (في الوفاء) والمشبه به الاخر (التيس) ووجه الشبه (الشجاعة والمناطحة) وربما صرح الشاعر بوجه الشبه ولكن ذلك لايخرج تشبيهه من الرداءة الى الجودة لاستخدامه (الكلب والتيس)
البيت الثالث00المشبه (بنو غالب) والمشبه به (الغيث) ووجه الشبه (العطاء) وعيب على الشاعر أنه نسب الى المشبه به وصفا غير معهود فيه00 فليس من المألوف أن يسقط المطر في كل ساعة00علما بأن (يكف00بكسر الكاف00بمعنى يسيل أو ينهمر)
البيت الرابع00القائل (ابن شرف القيرواني) والمشبه (أنا أو الياء في كأنني العائده عليه) والمشبه به (سبابة المتندم) ووجه الشبه (تحمل الاذى) وعيب عليه ان المشبه به لايطابق المشبه 0فالمشبه هو البريء المعاقب والمشبه به هو سبابة المتندم التي يعضها حين يشعر بما وقع فيه من خطأ والسبابة هي بعض الانسان المخطيء 0فكيف لا يكون عقابها عقابا له؟ باختصار00ان الشاعر ادعى بأنه معاقب بريء من جناية غيره وهذا خطأ لان الجاني عندما يتندم سوف يعض اصابعه ندما ويؤذي نفسه وبالتالي لايتأذى الشاعر على حد زعمه بأنه كالسبابة000
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامح]ــــــــ[12 - 02 - 2004, 10:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك طرحكم الشيق ..
وبوركت ظرافة تعقيب أستاذنا العضو الجديد الذي أسعدنا بوجوده
بيننا (أبو الأصايل).:)
..................
أظن أن (تعييب) (*) النقاد القدماء لماورد في الأبيات راجع لتصورات خاصة بهم ..
وبمجتمعهم وبيئتهم .. فقد يرفضونه .. ويقبله ذوق الشاعر
وقد يقبلونه ويرفضه غيرهم في عصر مختلف وبيئة مغايرة
من هنا نحن لانسلم بنقد القدماء لبعض الأبيات ولانوافقهم لغموض العيب وعدم بروزه
ونوافقهم على بعض العيوب البارزة الجلية.
...............
في بيت (الحمار): D .. ذكر الأستاذ (التلميذ): D
إلى أن وجه الشبه (القوة وسلامة البدن) .. وكذا ذهب الفاضل أبو الأصايل
لكن أظن أن هذا الوجه موجود في غير الحمار .. ولم يختص الحمار وينفرد به
ولاأظن أن الأعرابي الجلف قائل البيت أراد هذا .. وإنما أذهب إلى ماذهب إليه
د. بسيوني عبد الفتاح في كتابه (علم البيان) حينما ذكر أن وجه الشبه
(شدة الغيرة) ويعلق على البيت بقوله " شبه نفسه بالحمار في شدة الغيرة
.. فهم يقولون (أغير من حمار) وهذا التشبيه وإن كان صحيحاً فإنه لايحسن
بالإنسان أن يشبه نفسه بالحمار لاسيما بلفظ الإطلاق كما في البيت .. لأن هذا
يتنافى مع الذوق السليم "
وهو في حالة إبراز لنفسه وفخر بها .. ودعوة إليها .. فهل يدعى إلى أحد يشبه الحمار .. ؟
هل ستنجذب أخت جيرانهم له حين يشبه الحمار أم ستنفر منه .. ؟؟
أنهينا بيت الأعرابي .. وهو قابل للنقاش والتداول.
*******
نأتي إلى بيت ابن رشيق (غيري جنى)
والبيت الذي يليه .. وأورد هنا قصة البيتين كما أوردهما الخطيب
القزويني في (الإيضاح)
يقول:
"حكي أن ابن شرف القيرواني أنشد ابن رشيق قوله:
غيري جنى وأنا المعاتب فيكم .. فكأنني سبابة المتندمُ
وقال له: " هل سمعت هذا المعنى "؟ فقال ابن رشيق:
" سمعته وأخذته أنت وأفسدته "
أما الأخذ فمن النابغة الذبياني , حيث , يقول:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة .. وهل يأثمن ذو إمة وهو طائع
لكلفتني ذنب امرئ وتركته .. كذي العر يكوى غيره وهو راتع
وأما الإفساد؛ فلإن سبابة المتندم أول شيء يتألم منه , فلايكون
المعاقب غير الجاني .. وهذا بخلاف بيت النابغة .. فإنّ المكوي
من الإبل يألم ومابه عر البتة وصاحب العر لايألم جملة "
معنى بيت النابغة " هو كي الإبل السليمة .. وترك الإبل المصابة
فيعاقب البريء من المرض .. ويترك المريض .. وهذا هو وجه الشبه
في البيتين (معاقبة البرئ وترك الجاني) وهو جه مركب.
وأنا أرى أن ابن شرف كان موفقاً نوعاً ما .. فالبيت مما يتردد على الألسنة
ورواجه يدل على توفيق الشاعر في عقد المشاركة.
ولازلت أبحث عن عذر لابن شرف في بيته .. وحالما يختمر في ذهني سأعرضه
لنناقشه معاً .. :)
أتمنى أن أكون أضفت مايفيد .. وليس لغواً باهتاً لانفع فيه
بوركتم ,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------------
(*) لاأدري هل كانت اللفظة (تعييب) سليمة الاشتقاق أم لا .. ؟؟(/)
ثبات الشخصية
ـ[حروف]ــــــــ[03 - 11 - 2003, 04:11 م]ـ
http://www.science4islam.com/pic/med-11-1.jpg
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم وعن المبتلي حتى يبرأ وعن الصبي حتي يكبر) صحيح الجامع.
ثبت في الطب الحديث أن خلايا الإنسان في الجلد والعضلات والعظام
والعيون كلها تتجدد كل سبع سنوات مرة واحدة ما عدا الخلايا العصبية
فإنها تتوقف عن النمو للإنسان عن السنة السابعة تقريبا حيث إن
9/ 10 من المخ ينمو في تلك الفترة. وإلاّ فلو تغيرت الخلايا العصبية
لتغيرت شخصية الإنسان ولكان له عدة تصرفات في يوم واحد. وهذا من
بديع صنع الله ورحمته إذ إن الله سبحانه رفع التكليف عن غير المكلف
وهو الذي لم يكتمل نموه بعد ..
فإذا كبر الصبي ثبتت شخصيته من خلال ثبات خلاياه العصبية التي لا
تزيد ولا تنقص بسبب تلف أو مرض وإلاّ لتعطلت وظائفه عن الحركة ..
فسبحان الله جلّت قدرته قال تعالى:
(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)،
ألا يستحق ذلك سجودا لله وشكرا؟
المصدر "وفي انفسكم أفلا تبصرون" أنس بن عبد الحميد القوز
تحياتي ..
محبة العربية / حروف(/)
آيات من سورة البقرة (دعوة للمشاركة من الجميع) دعوات لمن يفيد
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 - 11 - 2003, 08:02 م]ـ
الحمدلله
الإخوة الفضلاء ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
لدي استفسار بسيط.
في الأيات من 10 إلى 30 من سورة البقرة
هل بالإمكان من أحد المتخصصين أن يشير عليّ ما إذا كان بها:
: تشبيه. أو استعارة مكنية أو صريحة. أو كناية.
أتمنى من الإخوة ان يدلوا بدلوهم.؟
بذكر مختصر الآية وما فيها بدون إسهاب.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 11 - 2003, 11:35 م]ـ
أخي الكريم
لا شك أن هذا الجزء من السورة فيه صوربلاغية
سأمر سريعا على بعضها
** اشتروا الضلالة بالهدى= شبه الضلالة والهدى بسلعتين وحذف المشبه به وأبقى صفة من صفاته وهي الشراء
وهذه استعارة مكنية وفيها دلالة على استعداد أولئك لترك الخير واقتناء الشر مما يشي بجهلهم وعنادهم وفقدانهم القدرة على التمييز
** أصابعهم = مجاز مرسل علاقة جزئية، تفيد النبالغة في سدهم آذانهم حتى يبدو كأنهم يريدون أن يدخلوا أصابعهم كلها لتحميهم مما يسمعون
** مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما .. = تشبيه تمثيلي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 11 - 2003, 11:45 م]ـ
من إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين الدرويش
مثلهم كمثل الذي استوقد = تشبيه تمثيلي منتزع من متعدد
شبه المنافقين في إظهارهم الإيمان وإبطانهم الكفر بمن استوقد نارا ثم انقطعت
وذلك من ثلاثة أوجه
ـ أن مستوقدالناريستضيء بنورها وتذهب عنه وحشة الظلمة فإذا انطفأت ذهبت الاستضاءة وانتفى الانتفاع والاهتداء
ـ أن مستوقد النار إذا لم يمدها بالوقود ذهب ضوءها كذلك المنافق إذا لم يستد م الإيمان ذهب إيمانه
ـ أن مستوقد النار المستضيء بها هو في ظلمة ربداء من نفسه
فإذا ذهبت النار بقي في ظلمتين: ظلمة الليل وظلمة نفسه
ثم شبه الدين بالصيب لأن القلوب تحيا به حياة الأرض بالمطر
وما يتعلق به من تشبيه الكفار بالظلمات وما في ذلك من الوعد والوعيد بالبرق والرعد وما يصيب الكفرة من الفتن والبلايا بالصواعق(/)
ما الغرض البلاغي هنا ..
ـ[الإقليد]ــــــــ[04 - 11 - 2003, 08:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الغرض البلاغي من تأخير الضمير هنا ثم فصله في قوله تعالى
يُخرجون الرسولَ وإياكم
وشكر مقدم للمجيب
ـ[إيمان الخليفة]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 08:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وآله وصحبه ومن والاه , أما بعد:
فينبغي تحري الدقة عند نقل الآيات أوتخريجها , فهذا من الأدب مع كلام الله ...
والآية هي قول الحق - تبارك وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} [الممتحنة:1].
وسؤالك أخي الكريم عن تأخر الضمير وانفصاله في قوله سبحانه: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} , والجواب - والله تعالى أعلم – تجده في تفسير أبي حيان – رحمة الله عليه -؛ فهو يقول:
" {يخرجون الرسول}: استئناف، كالتفسير لكفرهم، أو حال من ضمير {كفروا}، {وإياكم}: معطوف على الرسول. وقدّم على (إياكم) الرسول لشرفه، ولأنَّه الأصل للمؤمنين به. ولو تقدم الضمير لكان جائزًا في العربية، خلافًا لمن خص ذلك بالضرورة، قال: لأنك قادر على أن تأتي به متصلا، فلا تفصل إلا في الضرورة، وهو محجوج بهذه الآية , وبقوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} [النساء:131]، وقدم الموصول هنا على المخاطبين للسبق في الزمان وبغير ذلك من كلام العرب". [البحر المحيط: 8/ 251].
والله ولي التوفيق ...
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 03:33 م]ـ
أعتقد هو تقديم تشريف للرسول:=
فجرت عادة العرب على تقديم ذكر الأعلى مكانة
والله أعلم(/)
القرآن
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[07 - 11 - 2003, 10:12 م]ـ
القرآن
آيات منزلة من حول العرش، فالأرض بها سماء هي منها كواكب، بل الجند الإلهي قد نشر له من الفضيلة علم وانضوت إليه من الأرواح مواكب، أغلقت دونه القلوب فاقتحم أقفالها، وامتنعت عليه "أعراف" الضمائر فابتز "أنفالها". وكم صدوا عن سبيله صدا، ومن ذا يدافع السيل إذا هدر؟ واعترضوه بالألسنة ردا، ولعمري من يرد على الله القدر؟
وتخاطروا له بسفهائهم كما تخاطرت الفحول بأذناب، وفتحوا عليه من الحوادث كل شدق فيه من كل داهية ناب. فما كان إلا نور الشمس: لا يزال الجاهل يطمع في سرابه ثم لا يضع منه قطرة في سقائه، ويلقي الصبي غطاءه ليخفيه بحجابه ثم لا يزال النور ينبسط على غطائه.
وهو القرآن كم ظنوا ـ مما انطوى تحت ألسنتهم وانتشر ـ كل ظن في الحقيقة آثم، بل كل ظن بالحقيقة كافر، وحسبوه أمرا هينا لأنه أنزل في الأرض على بشر. كما يحسب الأحمق في هذا السماء أرضا ذات دواب نورانية لأن هلالها كأنما سقط من حافر، وكم أبرقوا وأرعدوا حتى سال بهم وبصاحبهم السيل، وأثاروا من الباطل في بيضاء ليلها كنهارها ليجعلوا نهارها كالليل، فما كان لهم إلا ما قال الله: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل"
http://www.tahmeel.com/up/03/1067064938.gif
ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة، تذكر الدنيا فمنها عمادها ونظامها، وتصف الآخرة فمنها جنتها وصرامها، ومتى وعدت من كرم الله جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوب، وإن أوعدت بعذاب الله جعلت الألسنة ترعد من حمى القلوب
ومعانٍ بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان، ونور تبصر به في مرآة الإيمان وجه الأمان ... وبينا هي ترف بندى الحياة على زهرة الضمير، وتخلق في أوراقها من معاني العبرة معنى العبير، وتهب عليها بأنفاس الرحمة فتنم بسر هذا العالم الصغير ... ثم بينا هي تتساقط من الأفواه تساقط الدموع من الأجفان، وتدع القلب من الخشوع كأنه جنازة ينوح عليها اللسان، وتمثل للمذنب حقيقة الإنسانية حتى يظن أنه صنف آخر من الإنسان ـ إذ هي بعد ذلك إطباق السحاب وقد انهارت قواعده والتمعت ناره وقصفت في الجو رواعده، وإذ هي السماء وقد أخذت على ا لأرض ذنبها، واستأذنت في صدمة الفزع ربها، فكادت ترجف الراجفة تتبعها الرادفة: وإنما هي عند ذلك زجرة واحدة: فإذا الخلق طعام الفناء وإذا الأرض "مائدة"
http://www.tahmeel.com/up/03/1067064938.gif
توهموا السحر ما توهموه، فلما أنزل الله كتابه قالوا: هذا هو السحر المبين. وكانوا يأخذون في ذلك بباطن الظن فأخذوا هذا بحق اليقين "أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون"ومن الشعر ما تسمعونه أم أنتم لا تسمعون؟ بل إنه لسحر يغلب حتى يفرق بين المرء وعادته، وينفذ حتى ينصرف بين القلب وإرادته. ويجري في الخواطر كما تصعد في الشجر قطرات الماء، ويتصل بالروح فإنما يمد لها بسبب إلى السماء، وإنه لسحر، إذ هو ألحاظ لم تعهد كلم أحداقها، وثمرات لم تنبت في قلم أوراقها، ونورٌ عليه رونق الماء فكأنما اشتعات به الغيوم، وماء يتلألأ كالنور فكأنما عُصر من النجوم، وبلى إنه لشعر ولكن زنة مبانيه في معانيه، وزينة معانيه في مبانيه، فكل معنى ولا جرم من بحر، وكل لفظ كلؤلؤة ففي النحر، وإنه لشعر، إذ هو أيات لا يجانس كلامها البديعُ غيرَ كمالها، وحقيقة في الوجود لم يكن يعرف غير خيالها، ومرآة في يد الله تقابل كل روح بمثالها
... الإعجاز القرآني والبلاغة النبوية: مصطفى صادق الرافعي ...
http://www.tahmeel.com/up/03/1067064938.gif
ـ[السراج]ــــــــ[09 - 11 - 2003, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً ..
أختي الكريمة أنوار الأمل ..
على النقل الأمين .. والذي تعبر كلماته بصورة صادقة عن القرآن العظيم الكتاب المعجز ..
تحية
السراج
ـ[حروف]ــــــــ[16 - 11 - 2003, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم ..
أود أن أسجل إعجابي بما قد
أتحفتينا به في هذا الشهر الكريم ..
فبارك الله بجهدك ووقتك ..
وجعله في موازين حسناتك ..
همسة أخيرة:
كم أتمنى أن لا يطول الهجر غاليتي ..
فقد اشتاق المنتدى لمواضيعك وأطروحاتك الشيقة ..
تحياتي العطرة ..(/)
ألقى السمع
ـ[بوحمد]ــــــــ[07 - 11 - 2003, 10:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم:
{انّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}. سورة ق 37.
صدق الله العظيم
1 - لِمَ ذكر سبحانه كلمة "قلب" بدلاً من "عقل"، فالعقل هو المقصود هنا، أليس كذلك؟
2 - "ألقى السمع" .. أنا أفهم أن المقصود هو "أصغى جيداً" ولكن لِمَ استخدم سبحانه كلمة "ألقى"؟
فكلمة "ألقى" تستخدم لمفارقة الشئ، (ألق عصاك)، فكيف جاءت هنا بمعنى الالتصاق؟
هل هذه الصيغة هي من ما تفرد به القرآن الكريم من إعجاز بياني أم كانت دارجة أيام الجاهلية؟
وتقبَّل الله صيامكم وقيامكم إن شاء الله،
بوحمد
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[09 - 11 - 2003, 12:35 ص]ـ
أخي الفاضل أبا حمد تأسرني أسئلتك المميّزة واختيارتك الموّفّقة وهي دليل ثقافة عريضة في العلوم العربيّة و اهتمام واضح بلغة القرآن الكريم وودت لو عرضت أسئلتك مراعيا فسحة زمنية مناسبة بين السّؤال والسّؤال حتى يتسنّى للإخوة مناقشتها باستفاضة والإلمام بكل جوانبها حتى نفيد منها الفائدة المرجوّة 0
عن سؤالك هنا:
ـ يستعمل القلب في المعجم العربي بمعنى العقل 0
ـ ألقى السمع تعني: استمع و أصغى 0
تقبل فائق تقديري 0(/)
الاعراب: ودلالاته البلاعية
ـ[البلاغي]ــــــــ[13 - 11 - 2003, 04:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
هذه أول مشاركة لي في منتداكم الكريم
وهذه المشاركة ستكون بطرح سؤال فقط
هل الاعراب له دلالة بلاغية غير دلالته النحوية؟؟؟
الإجابة:
من لديه تعليق فليتفضل؟؟!
ـ[الكاتب1]ــــــــ[13 - 11 - 2003, 06:08 م]ـ
أولا: مرحبا بك أخي " البلاغي "أخا لنا في ربوع الفصيح واسم على مسمى إن شاء الله
ثانيا: نعم أخي البلاغي" الاعراب له دلالة بلاغية غير دلالته النحوية
ولعل علم المعاني في البلاغة أكبر دليل على ذلك فهو كما نقلته لك
تتبع خواص تراكيب الكلام ومعرفة تفاوت المقامات حتى يتمكن من الاحتراز عن الخطأ في تطبيق الأول على الثاني وذلك لأن للتراكيب خواص مناسبة لها يعرفها البلغاء أما بسليقتهم أو بممارسة علم البلاغة وتلك الخواص بعضها ذوقية وبعضها استحسانية وبعضها توابع ولوازم له معاني الأصلية لكن لزوماً معتبراً في عرف البلهاء وغلا لما اختص فهمها بصاحب الفطرة السليمة وكذا مقامات الكلام متفاوتة كمقام الشكر والشكاية والتهنئة والتعزية والجد والهزل وغير ذلك من المقامات
وكيفية تطبيق الخواص على المقامات تستفاد من علم المعاني ومداره على الاستحسانات العرفية
وموضوعه: التراكيب الخيرية والطلبية من حيث تطبيق خواصها على مقتضى الحال.
ومسائله: القواعد التي يتعرف منها أن أي مقام يقتضي أي خواص من الخواص
ومبادئه: المسائل النحوية واللغوية وبالجملة المسائل الأدبية كلها
ودلائله: استقراء تراكيب البلغاء
والغرض منه: تطبيق الكلام على مقتضى الحال
وغايته: الاقتدار على التطبيق المذكور وتمام تفصيل هذا المقام لا يسعه نطاق الكلام
فلو أخذنا مثلا التقديم والتأخير والحذف، ذكر المسند والمسند إليه
العطف وغيره كثير لو عددت لك موضوعات " علم المعاني كلها تدخل أو لها علاقة بعلم النحو أو بل قد تكون هي ما يدرسهاعلم النحو
و أرجو أن أكون بذلك حققت لك ولو بعض مطلوبك وأملي في أساتذة الفصيح ممن لديه إضافة أو تعليق
ـ[البلاغي]ــــــــ[14 - 11 - 2003, 02:40 ص]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
السلام عليكم
أخي النحوي العزيز
شكرا جزيلا على ما تفضلت به
ولكن أريد أن أخصص سؤالي أكثر؟؟
أنا أعرف أن علم المعاني هو علاقة النحو بالبلاغة في أكثر مسائله
أو قل إنه البلاغة المنطوي فيه النحو
سؤالي: من أين جاءت هذه العلاقة لكي تشكل ما يسمى ب " علم المعاني ".
في صيغته الأخيرة؟؟
وكوني مشغول في الوقت الحالي أعتذرعن مناقشة هذا الموضوع معكم
إلا بما يسمح به الوقت والتعليقات؟؟؟
وشكرا مرة أخر لأخي العزيز النحوي الصغير(/)
888 كأنما يصعد في السماء 888
ـ[حروف]ــــــــ[16 - 11 - 2003, 01:58 ص]ـ
كأنما يصعد في السماء
قال تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن
يضله يجعل صدره حرجاً كأنما يصعد في السماء) الأنعام 125.
تقدم هذه الآية الكريمة معجزة من وجوه عدة، و هي تعرض حقيقة
علمية ثابتة بأسلوب بلاغي دقيق، و من وجوه هذا الإعجاز:
أولاً: صعود الإنسان في السماء، فيوم سمع الناس بهذه الآية اعتبروا
الصعود في السماء ضرباً من الخيال، و أن القرآن إنما قصد الصعود مجازاً
لا حقيقةً، و الواقع أن هذه الآية تعتبر نبوءة تحققت، في حياة الناس
فيما بعد.
ثانياً: صحة التشبيه: فالارتفاع في الجو لمسافة عالية يسبب ضيقاً في
التنفس و شعوراً بالاختناق يزيد كلما زاد الارتفاع (يصّعد)، حتى يصل
الضيق إلى درجةٍ حرجةٍ و صعبة جداً أما سبب ضيق التنفس فيعود
لسببين رئيسيين هما:
1 ـ انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية، فهي تعادل
21% تقريباً من الهواء فوق سطح الأرض، و تنعدم نهائياَ في
علو 67ميلاً، و يبلغ توتر الأوكسجين في الاسناخ الرئوية عند سطح
البحر 100 مم، و لا يزيد عن 25 مم في ارتفاع 8000 متر حيث يفقد
الإنسان وعيه بعد 2ـ 3 دقائق ثم يموت.
2 ـ انخفاض الضغط الجوي: إن أول من اكتشف الضغط الجوي، هو
العالم تورشيلي و قدّره بما يعادل ضغط عمود من الهواء المحيط بالأرض
على سطح 1سنتي متر مكعب منها وهو يساوي ضغط عمود من
الزئبق طوله 67 سم، و ينخفض هذا الضغط كلما ارتفعنا عن سطح
الأرض مما يؤدي لنقص معدل مرور غازات المعدة و الأمعاء، التي تدفع
الحجاب الحاجز للأعلى فيضغط على الرئتين و يعيق تمددها، و كل ذلك
يؤدي لصعوبة في التنفس، و ضيق يزداد حرجاً كلما صعد الإنسان عالياً
، حتى أنه تحصل نزوف من الأنف أو الفم تؤدي أيضاً للوفاة.
لقد أدى الجهل بهذه الحقيقة العلمية الهامة التي شار إليها القرآن،
إلى حدوث ضحايا كثيرة خلال تجارب الصعود إلى الجو سواء بالبالونات
أو الطائرات البدائية، أما الطائرات الحديثة فأصبحت تجهز بأجهزة لضبط
الضغط الجوي و الأوكسجين.
المرجع:
مع الطب في القرآن الكريم ..
تأليف الدكتور عبد الحميد دياب / الدكتور أحمد قرقوز
مؤسسة علوم القرآن - دمشق
ودمتم جميعاً،،،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 11 - 2003, 11:04 م]ـ
شكرا يا أخت حروف لأنك تفضلت بتشريف المنتدى بالزيارة وبموضوع من الإعجاز القرآني
إن القرآن ذو سعة وعمق، وذو قرب ورفق
يسره الله للفهم للعامي وللمختص كل حسب ما وفقه الله إليه
ومن لم يستطع أن يفهم الأمر على حقيقته يحاول أن يتخيله ولا يعود من رحلة الخيال خائبا فإنما هو في عبادة وتدبر أمر به
قبل لحظات كنت أقرأ لبعض الملحدين اعتراضاتهم السمجة على أيات الإعجاز ومنها هذه الآية
يحاولون حجب الشمس بأكفهم فلا يرونها ولكنهم لا يحجبونها عن أحد، وهي تظل في عطائها لهم فإنهم يرون ما حولهم بنورها
سبحان الله سبحانك يا ربي ما أشد حلمك!
ـ[حروف]ــــــــ[23 - 11 - 2003, 01:23 ص]ـ
العفو عزيزتي أنوار الأمل ..
أشكركِ أنتِ أيضاً على مرورك الذي أسعدني جداً ..
وبالنسبة للإعجاز القرآني فأنا من أشد المحبين له ..
فسبحان الله ..
لا يملك القلب عند قراءة مثل هذه المواضيع إلا
أن يخر ساجداً في محراب الإيمان العامر ..
جزاك الله خيراً مرة أخرى ..
تحياتي ..(/)
ومضات .. من الإعجاز العلمي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[21 - 11 - 2003, 06:25 م]ـ
في ليالي القرآن تحب النفس أن تطوف في رياضه الغناء، وتفتح مجامع قلوبها وحواسها بشذاه الفواح، يعطر النفوس ويعلم العقول فتسجد خاشعة في محراب العظمة الإلهية
من وجوه إعجاز القرآن ما يثبته العلم الحديث في ثورته الهائلة في القرنين الأخيرين من حقائق أشار إليها القرآن الكريم قبل ثلاثة عشر قرنا من اكتشافها، وصار هذا الوجه الإعجازي داعية إلى الله اجتذب إلى رحاب الإسلام أعدادا كبيرة من الناس من العامة والخاصة، ومنهم علماء وباحثون أفذاذ في مجالاتهم وكان هذا نفسه إعجازا متجددا لقول الحق تبارك وتعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
وهو أيضا إعجاز رباني من الله العليم الذي جعل لكل زمان وجها إعجازيا في القرآن يأخذ دوره في الدعوة، فلئن كان أوائلنا مبهورين بعظمة لغة القرآن وكمال بلاغته، فإن أهل العصر الحديث الذين فسدت سلائقهم وانعدمت الذائقة اللغوية عندهم ـ إلا قليلا ـ وصاروا يمجدون العقل ويقدسون المادة شاء الله تعالى أن تكون تلك الإشارات العلمية سبب هدايتهم إلى الحق، وهو وجه إعجازي رائع فعلا لا سيما لغير العرب ممن لا يفهمون القرآن بلغته الأصلية، لكنهم يحرصون على فهمه بعد نقل معانيه إلى لغتهم، ويبقى الإعجاز اللغوي أصل التحدي الذي أعجز العرب وقت نزوله، وما زال معجزا بلغته وعلمه وتشريعه، ولا عجب أن يكون كذلك وهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
ومما يهتم به العلماء كثيرا في مجال إثبات الإعجاز القرآني (تاريخ العلوم)، فإن كل علم يعرف تطوره، ومقدار معرفة الناس منه، لذلك يسهل تحديد متى عرف البشر هذه الحقيقة العلمية ومالفترة التي بقيت فيها غائبة عنهم، ويقارن ذلك بالفترة التي مضت منذ نزول القرآن الكريم في عصر جاهلي لم يؤت من العلم شيئا، بل ظلت هذه الإشارات العلمية خفية إلى قرنين أو أقل، فأنى لبشر أن يأتي به؟
** من تلك الإشارات قوله عز وجل:
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ. أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ"
تبين الآيات ضياع أعمال الكفار وعدم قبولها، وتبين كفر الكفار وظلمة حياتهم على قول الجرجاني، فتشبه ذلك بالظلمات التي تكون في بحر لجي عميق، شديد الإظلام به موج يعلوه موج آخر، ومن فوقهما السحاب. وهذا الوصف وصف كامل لحالة البحار في الأعماق، وهذا ما لم يعرفه البشر إلا في القرن العشرين حين وصلوا الأعماق بالغواصات، فاكتشفوا الحقيقة بل الحقائق التي تتجلى في هذا التشبيه القرآني الدقيق
فتراكم الظلمات يتجلى أولا في ظلمة الألوان التدريجية، فإن الألوان حين تخترق سطح البحر لا تخترقه كلها، بل يتوقف كل لون من الألوان السبعة التي تكون الشعاع الضوئي عند حد معين حسب طول موجته، فاللون الأحمر يمتص عند العشرين مترا الأولى، وبعدها لا يمكن رؤية هذا اللون أبدا، فتتحقق ظلمة اللون الأحمر، وبعد أمتار أخرى تبدأ ظلمة اللون البرتقالي، ثم ظلمة اللون الأزرق، وهكذا، فهذه بعض أنواع الظلمات
ثم يبدأ الإظلام التام بدءا من 200 كيلو متر من سطح البحر حيث لا يرى شيء على ذلك العمق، وتحتاج الغواصات إلى أجهزة إنارة خاصة لترى ما حولها، ومخلوقات هذا المكان وما هو أسفل منه لها أنوار ذاتية تضيء لها الطريق، وهذه الظلمة التامة لم تكن معروفة من قبل، إذ إن البحر السطحي حين ينزله المرء يكون فيه شيء من ضوء
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الحقيقة العلمية الثالثة في هذه الآية فهي الأمواج الداخلية، فالمعروف أن الأمواج تكون على السطح، ولكن لم يعرف الإنسان أن هناك أمواجا داخلية إلا في القرن العشرين، حيث تبين أن هناك بحرا أسفل البحر الذي نراه، فالبحار ليست متجاورة فحسب، بل هي متطابقة بعضها فوق بعض، وبالتالي فالظلمات أيضا متطابقة. وهذه الأمواج يمكن أن تعتبر فاصلا بين منطقة البحر السطحي، ومنطقة البحر العميق حيث الظلمة التامة، وفوقها ظلمات متدرجة للألوان، وفوقها ظلمة الأمواج السطحية التي تعكس الضوء فتسبب الظلمة، وفوقها ظلمة السحاب، فالسحاب له ظل يؤدي إلى إظلام، فهي ظلمات متطابقة تشبه حال الكافر في ظلمة حياته مهما ظن أنها سعيدة مشرقة
** وقال عز وجل: "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" (النمل:88)
نراها بعظمتها وضخامتها فنظنها ثابتة جامدة، لكن القرآن يقول إنما ذاك ما تحسبونه، لكن الحقيقة مختلفة، فهي متحركة كحركة السحاب، وإن تأملنا في هذا التشبيه وجدنا أن السحاب لا يتحرك بنفسه، بل تحركه الرياح، وكذلك الجبال فهي ليست ذاتية الحركة، بل حركتها ناجمة عن حركة الأرض، فالآية إذن تثبت الحركة للجبال وللأرض أيضا، وتؤكد دورانها حول نفسها بإشارة لطيفة عن حركة الجبال التي نحسبها ثابتة لأن الأرض بما عليها تدور بسرعة واحدة، (ولتقريب الصورة يكفي أن نتصور قطارين انطلقا في نفس الوقت والاتجاه والسرعة، فالراكب في واحد منهما إذا نظر إلى الراكب الموازي له في القطار الآخر يظنه جامدا لا يتحرك)
** ولنتأمل في الآيات التي تتحدث عن الصعود في السماء: "تعرج الملائكة والروح إليه"، و" وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ"، وفي وصف السماء قال تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ"
السماء ذات حبك أي ذات طرق، والسير في السماء يكون بحركة العروج التي عبر عنها القرآن بهذا الوصف في أكثر من موضع، ولم يصفها بالصعود أو السير، فهناك ممرات خاصة في الغلاف الجوي يمكن عن طريقها الصعود في السماء، ضمن مسارات معينة تحددها الآن أجهزة إلكترونية بدقة لتضبط حركة المركبات الفضائية في صعودها للفضاء ونزولها إلى الأرض، ولا بد من الالتزام بهذه الممرات والأبواب وإلا احترقت قبل وصولها للأرض أو بقيت في الفضاء الخارجي. ومن هذه الطرائق في السماء طرائق تمنع الإشعاعات الكونية القاتلة من الوصول إلى الأرض لتحميها من آثارها الضارة. فسبحان الله منزل القرآن معلم البيان
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[23 - 11 - 2003, 11:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الأحمر]ــــــــ[23 - 11 - 2003, 11:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أيتها المشرفة العزيزة (أنوار الأمل)
تحية طيبة وبعد
أشكر لك هذا الموضوع الرائع الذي يدل على إعجاز القرآن العلمي(/)
سؤال حول آيتين
ـ[ابن خروف]ــــــــ[23 - 11 - 2003, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود التكرم بإجابة سؤالي
قال تعالى
(وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين)
1 - لماذا في بداية الآية قُدمت التجارة على اللهو وفي آخرها قُدم اللهو على التجارة؟
2 - لماذا أتت الكلمتان نكرتين في البداية ومعرفتين في آخرها؟
3 - لماذا عاد الضمير (إليها) للتجارة فقط دون اللهو ولم يكن الضمير (إليهما)؟
سورة الجمعة
قال تعالى
(يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام)
لماذا لم تكن الكلمة (فيؤخذون) حيث الكلام لجماعة الذكور؟
سورة الرحمن
ولكم جزيل الشكر
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 11 - 2003, 11:13 م]ـ
أخي الكريم .. أما سؤالك الأول فقد كنت قد كتبت موضوعا عن التقديم والتأخير في المنتدى
ولكني لم أجده الآن بسبب التغييرات الجديدة
لذلك قمت بنسخ الجزء المتعلق بالسؤال
وها أنا أدرجه هنا فاقرأ فيه ثم اسأل إن بدا لك سؤال جديد
* من مواضع التقديم والتأخير في القرآن الكريم ما ورد في آية واحدة من سورة الجمعة، وهي قوله تعالى:
" وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين "
ففي البدء قدم التجارة على اللهو، لأن التجارة هي السبب الحقيقي في انفضاضهم عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
فالآية نزلت في واقعة حدثت عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب الجمعة، فقدمت عير للتجارة إلى المدينة، فانصرف الناس إليها، وتركوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا
وكان من عاداتهم أن يتقدم الدف والطبل تلك العير فهو من اللهو، ولكنه لليس مقصودا لذاته، بل هو تبع للتجارة التي هي مقصدهم الأصلي
ولعل هذا هو السبب أيضا في إفراد الضمير وعودته على التجارة في قوله " انفضوا إليها " ولم يقل إليهما، وأعيد الضمير على التجارة أيضا للتأكيد على ذم الانفضاض عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لو كان لتجارة وهي ذات منفعة لهم لا سيما وأنهم كانوا في فترة جوع وغلاء سعر، فكيف بغيرها من توافه الأمور، فأنت إن خصصت النافع بذم أو نهي، فما دونه أولى في الترك، وأدخل في الذم
أما في الجزء الثاني من الآية فقد قدم اللهو، لأنه يتحدث عن أمر عام بأن ما كان عند الله خير، فناسب تقديم اللهو لأنه أعم، فاللهو يفعله أكثر الناس حتى الفقراء منهم /، أما التجارة فهي لبعض الناس
ولأن المعتاد أن نبدأ بالأدنى عند المفاضلة واللهو أدنى من التجارة، ففي الأخيرة شيء من كسب ونفع لا يوجدان في اللهو، ثم إن المقام مقام ذم، ولا شك أن اللهو أظهر في المذمة
وناسب تأخير التجارة لتكون ألصق بخاتمة الآية " والله خير الرازقين " فهي مصدر الرزق
لطيفة تفسيرية:
قد يخطر على الذهن سؤال: لم أعاد حرف الجر (من) في قوله: " خير من اللهو ومن التجارة "؟
والجواب أن الإعادة للتأكيد على أن الذم واقع على كل واحد منهما منفردا، إضافة إلى اشتراكهما، فلا يظنن ظان أن ما عند الله خير منهما في حالة واحدة هي اجتماعهما، أما لو انفرد أحدهما كالتجارة مثلا فقد يختلف الحكم.
فالواو كما نعلم تفيد الجمع والاشتراك، فقد يفهم منها ذلك، أما مع إعادة الجار فالأمر واضح بشمول الذم لاجتماعهما، ولكل منهما منفردا، وبخيرية ما عند الله وأفضليته على اللهو منفردا وعلى التجارة منفردة وعليهما مجتمعين
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 11 - 2003, 11:24 م]ـ
استكمالا للرد علىالسؤال الأول
تنكير التجارة واللهو في الجزء الأول من الآية قد يكون للتحقير والتقليل من قيمتها
فإن رأوا أي تجارة وأي لهو لا يستحق لالتفات إليه اهتموا به وتركوك
وفي المقابل عرفها في الجزء الثاني للدلالة على أنها مهما بلغت من الفخامة والقيمة والمنفة فإن ما عند الله خير منها
أما السؤال الثاني فلم يعد الفعل بالضمير لكيلا يخص المجرمين المتحدث عنهم فقط
بل للتخويف من ذلك اليوم وهو تخويف للجميع
ففيه تكون المعاملة أن يؤخذ بالنواصي والأقدام فهذا تهويل للحدث فكأن الشأن في ذلك اليوم هو الأخذ بهذه الطريقة
والله تعالى أعلم
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[26 - 11 - 2003, 07:47 م]ـ
الاستاذة الفاضلة
أرسلت عبر الخاص برسالة فأخبرني أن صندوق الرسائل ممتلئ، فهل لك أن تزيلي بعض الرسائل ليصلك استفسار
أرسلته، وجزاك الله خيرا(/)
بلاغة (الواو) في سورة (الزمر)
ـ[الزكي]ــــــــ[26 - 11 - 2003, 12:44 ص]ـ
باسمه تعالى
السلام عليكم
سؤالي حول ورود حرف الواو قبل كلمة (فتحت) عندما كان الحديث عن الذين اتقوا فقال تعالى:
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ ... } (73) سورة الزمر
وحينما تحدثت الآية الكريمة عن الذين كفروا وردت بدون حرف الواو، قال تعالى:
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ... } (71) سورة الزمر
رعاكم الله،،،(/)
تعرف الى اقسام الاستعارة وامثلتها في القران
ـ[الجابري]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم
ارجو ان يكون البحث وافيا لمن يريد تعلم فن الاستعارة واثره على الكلام
سارع بتحميل الملف
الجابري(/)
تدبرات فى قصة يوسف
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 08:17 ص]ـ
امرأة العزبز تراود فتاها عن نفسه
هكذا تحدثت النسوة فى المدينة .... ووصفت امرأة العزيز هذا الكلام بالمكر ... "فلما سمعت بمكرهن ... " .. فما المكر الكامن خلف تلك العبارة التي هي لبادئ الرأي عادية .... ؟
هنا سر قرآني باهر:
فلو قرأت جملة"امرأة العزبز تراود فتاها "مشددا على كلمة امراة ... اي بنبر زائد على كلمة امراة .. (لو كانت الجملة مثلا مكتوبة .. وأردت ان تؤكد كلمة امراة فانك ستكتبها بخط عريض او مسطرة او بلون مخالف ... ولكن اذا اردت ان تنطق بالجملة فانك ستؤكد الكلمة المقصودة بصوتك .. لكي تبرزها اكثر عن اخواتها فى السياق .. وهذا هو النبر عند علماء اللغة)
1 - الآن النبر على "امرأة":
سيكون مكر النسوة كما يلي: امرأة متزوجة وتفعل فعلتها تلك ... هذا شنيع جدا .. فلو كانت مثلا مراهقة او شابة .. لكان لها بعض العذر .. ولكن "امرأة"!!!!!!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 08:19 ص]ـ
2 - الآن حول النبر الى "العزيز"
سيكون مكر النسوة كما يلي: امراة العزيز تفعل ذلك ... هذا شنيع جدا .. فلو كانت مثلا ... زوجة فلاح .. او فراش .. او جندي ... لكان لها بعض العذر .. ولكن .. زوجة من ... العزيز"!!!!!!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 08:21 ص]ـ
3 - الآن حول النبر الى "تراود"
سيكون مكر النسوة كما يلي: المعهود عند بني آدم -بل وحتى عند الحيوان-ان يكون الذكر هو الطالب للأنثى ... فهو الذي يراود .. وهي التي تتدلل وتتمنع .. فكيف سمحت هذه " التي لا تسمى"لنفسها .. ان تحط من قدر كل إناث الأرض .. وتحل لنفسها ما هو محرم على الاناث .. فتأتي بفعل مخز .. تراود ذكرا عن نفسه .... ما سمع بهذا من قبل!!!!!!
4 - الآن حول النبر الى "فتاها":
سيكون مكر النسوة كما يلي: ما أشنع ما قامت به امراة العزيز .. الم تجد غير" فتاها"-فتاها تقرأ بالامالة .. وفيه معنى لا يخفى على اللبيب-
لو راودت مثلا شابا ... او رجلا من طبقتها ... لكان لها بعض العذر ... ولكن عبد ..... يباع ويشترى .. !!!!!!
الخلاصة .. ان عبارة النسوة تلك .. حملت من المكر ما انتبهت اليه امراة العزيز الذكية جدا ... فالعبارة على قصرها اتهمت المراة .. بالخروج عن غريزة الانثى ..... والفسق عن الاعراف الاجتماعية .... والتمرد على ارستقراطيتها ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 08:22 ص]ـ
الاعجاز السردي فى بداية قصة يوسف:
إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين
تأمل -رعاك الله- في بداية هذه القصة .... وأحسبك ممن قرأ مئات القصص .. ولعلك قد حاولت كتابة بعضها ... فقل لي -بربك-أليس من المعتاد ان يستهل السارد حكايته .. إما:
1 - بالزمان ....... فتخط مثلا: ذات يوم ...... او .... كان يا ما كان ..... أو ... فى سنة كذا ...
2 - بالمكان ..... فتكتب مثلا.: .. كان فى بادية العرب ... او .... فى قرية من صعيد مصر ....
3 - بالشخصية ... فتقص مثلا ... كان يوسف طفلا جميلا ... او ... كان الحارث بن همام ....
4 - بالحدث ... فتحكي مثلا ... رأى يوسف فى منامه .... أ, وقع اليوم حدث جلل ......
الآن عد الى بداية قصة يوسف .. لم تستهل ... بما يخطر على بالك .... بل بما لا يخطر على بالك ... اي استهلت -لا برؤيا يوسف-ولكن بحكاية الرؤيا .. وهذا عجيب كما ترى ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 10:20 ص]ـ
أخي "أبو محمد" أشكر ك على حسن ظنك ... وان كنت لست بذاك .....
أما موضوع "المجاز"فهو عندي-والله-كالحمى الذاهبة الراجعة ... أنساه ردحا .. ثم أعيد القراءة والبحث فيه .... وهاأنت -عفاك الله- تذكرني به ..
أعترف لك .. أن جماهير علماء اللغة والبيان ... يذهبون الى إثباته .... وقلة منهم ... يذهبون الى منعه ... فأحياتا اقع تحت إجلال الكثرة ... فأقول لعل المجاز ثابت .. وأحيانا تأخذني شهوة الاجتهاد ... وبريق الدليل .. فأقول .. بل هو ممنوع .. وأنا مستعد للحوار مع من يهمه الموضوع ... وخاصة مع الاخوة المرجحين لإثيات المجاز فى اللغة والقرآن ... وأنا الآن فى موقع النافي .... ولا يخفى عليك-ايها اللبيب-أن النافي ليس عليه دليل .. وأنا انتظر أدلة المثبتين ... لدحضها .. أو للاقتناع بها ...
وفي انتظار ذلك .. سنواصل ... تدبر قصة يوسف ..... وأعدك إن شاء الله .. ان نشير الى إعجاز سردي .. فى حبكة قصة يوسف ... وهو مهدى مني اليك لقاء ترحيبك وهشك وبشك .... ودمت سالما ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 11 - 2003, 09:24 م]ـ
الاعجاز السردي فى حبكة قصة يوسف-عليه السلام-
عندما نصل الى الآية19 (وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون.)
تكون الأحداث على النحو التالي:
*يوسف-عليه السلام- ينفصل عن ذويه ... ويسير الى مصير مجهول .. فى بلد مجهول ....
*اخوة يوسف يعودون الى ابيهم .. بعد نهاية المؤامرة ... ولا علم لهم بما وقع ليوسف ..
بعد بضع وثلاثين آية وبالضبط مع الآية 58 (وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون)
يكون لقاء الاخوة ....
وهنا يمكن للقرآن ان يتحدى الانس والجن .. ان يفتريا احداثا .. (من بنات الخيال لا من التاريخ) لكي يجعل اخوة يوسف يلتقون باخيهم الضائع ... ولكن بشرطين:
1 - ان تكون الاحداث مترابطة منطقيا. بلا صدف عشوائية.
2 - ان تكون الاحداث مترابطة طبيعيا. دون خوارق او معجزات ..
القصة القرآنية المعجزة تحقق الشرطين السالفين وتزيد اليهما .. الاختصار المذهل .. والاختزال المعجز:
-يباع يوسف لعزيز مصر
-يسجن بعد فضيحة اخلاقية ومؤامرة نسوة
-يتعرف فى السجن على غلام الملك ... ويظهر قدرته على تعبير الرؤى
-يرى الملك رؤيا فيفسرها يوسف ويكافؤ بتعيينه مشرفا على خزائن الدولة.
-تصاب المنطقة بقحط شديد ..
-ياتي اخوة يوسف من البدوطلبا للقوت
-يتم اللقاء
احداث متلاحقة منطقيا وطبيعيا .. وتتجه نحو اللقاء المحتوم ..
فياأيها الروائيون ... القصاصون ... السينمائيون ... الحكواتيون .. الصادقون. والمفترون ..
تخيلوا ما شئتم وافتروا ما طاب لكم وهاتوا بأحداث مختلقة ليصل اخوة يوسف الى اخيهم وقارنوا ذلك بمسار الاحداث القرآنية .. والله لن تستطيعوا-
لاحظوا فى القصة القرآنية ان اخوة يوسف هم الذين يذهبون الى اللقاء ... لا العكس .. فليس يوسف من يعود الى ابيه معتمدا على الذاكرة .. والاستخبار ... هذا هين جدا .. ولكن الاخوة هم الذين يذهبون الى اخيهم الذي لا يعرفون عنه شيئا .. اهو حي ام ميت .. اهو هنا ام هنالك .. وهذا منتهى الاعجاز ... من شك فى هذا الامر فليحاول ونحن منتظرون ..
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[14 - 12 - 2003, 03:49 ص]ـ
وهذا فصل جليل من (صيد الخاطر) أي خاطر ابن الجوزي, وأنا أسميه (صيد النفوس) أي نفوسنا, فخواطره رحمه الله تصطاد نفوسنا:
" فصل بين ادم ويوسف
قرات سورة يوسف عليه السلام فتعجبت من مدحه عليه السلام على صبره وشرح قصته للناس ورفع قدره بترك ما ترك.
فتاملت خبيئة الامر فاذا هي مخالفة للهوى المكروه.
فقلت: واعجباً لو وافق هواه من كان يكون.
ولما خالفه لقد صار امراً عظيماً تضرب الامثال بصبره ويفتخر على الخلق باجتهاده.
وكل ذلك قد كان بصبر ساعة فيا له عزاً وفخراً ان تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب.
وبالعكس منه حالة ادم في موافقته هواه لقد عادت نقيصة في حقه ابداً لولا التدارك فتاب عليه.
فالعاقل من ميز بين الامرين.
الحلوين والمرين.
فان من عدل ميزانه ولم تمل به كفة الهوى راى كل الارباح في الصبر وكل الخسران في موافقة النفس.
وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لاهل النهى والله الموفق "(/)
إعجاز عددي .. " منقووول "
ـ[إعجاز عددي .. " منقووول " [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > إعجاز عددي .. " منقووول "
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: إعجاز عددي .. " منقووول "]ــــــــ[إعجاز عددي .. " منقووول " [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > إعجاز عددي .. " منقووول "
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: إعجاز عددي .. " منقووول "]ـ
إعجاز عددي .. " منقووول " [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > إعجاز عددي .. " منقووول "
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: إعجاز عددي .. " منقووول "(/)
أغراض التكرار؟؟؟؟
ـ[أبو تمام]ــــــــ[06 - 12 - 2003, 01:13 ص]ـ
السلام عليكم
عندي سؤال أتمنى من الأخوة أن يفيدونا.
التكرار في كلام العرب هل هو معيب؟؟؟ وإن كان له غرض وفائدة فما هي أغراضه؟؟؟
أتمنى الإجابة مع الشواهد خصوصا من كتاب الرحمن المعجر بالبيان (القرآن الكريم).
تحياتي لكم
ـ[الكاتب1]ــــــــ[06 - 12 - 2003, 03:20 ص]ـ
أخي " أبو تمام قد يكون التكرار معيبا في كلام البشر أما القران فلا
وفي القرآن من هذه الظاهرة نوعان:
أحدهم: تكرار بعض الألفاظ او الجمل.
و ثاينهما: تكرار بعض المعاني كالأقاصيص، والأخبار.
فالنوع الأول: يأتي على وجه التوكيد، ثم ينطوي بعد ذلك على نكت بلاغية، كالتهويل، والإنذار , التجسيم و التصوير و للتكرار أثر بالغ في تحقيق هذه الأغراض البلاغية في الكلام، و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى: " الحاقة ما الحاقة، و ما أدراك ما الحاقة، كذبت ثمود و عاد بالقارعة " و قوله تعالى: " سأصليه سقر، و ما أدراك ما سقر، لا تبقي و لا تذر " و قوله تعالى: أولئك الذين كفروا بربهم، و أولئك الأغلال في أعناقهم، وأولئك أصحاب النار " و قوله تعالى: " و ما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم، و ما أنت بمسمع من في القبور ".
و النوع الثاني: و هو تكرار بعض القصص و الأخبار يأتي لتحقيق غرضين هامين:
الأول: إنهاء حقائق و معاني الوعد و الوعيد إلى النفوس بالريقة التي تألفها، و هي تكرار هذه الحقائق في صور و أشكال مختلفة من التعبير و الأسلوب، ولقد أشار القرآن إلى هذا الغرض بقوله: " و لقد صرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا" [سورة طه 113].
الثاني: إخراج المعنى الواحد في قوالب مختلفة من الألفاظ و العبارة، و بأساليب مختلفة تفصيلاً و إجمالاً، الكلام في ذلك حتى يتجلى إعجازه، و يستبين قصور الطاقة البشرية عن تقليده أو اللحاق بشأوه، إذ من المعلوم أن هذا الكتاب إنما تنزل للإقناع العقلاء، من الناس بأنه ليس كلام بشر، و لإلزامهم بالشريعة التي فيه، فلابد فيه من الوسائل التي تفئ بتحقيق الوسيلة إلى كلا الأمرين.
و من هنا كان من المحال أن تعثر في القرآن كله على معنى يتكرر في أسلوب واحد من اللفظ، و يدور ضمن قالب واحد من التعبير، بل لابد أن تجده في كل مرة يلبس ثوباً جديداً من الأسلوب، و طريقة التصوير و العرض، بل لابد أن تجد التركيز في كل مرة منها على جانب معين من جوانب المعنى او القصة و لنضرب لك مثالاً على هذا الذي نقول: بقصة موسى عليه السلام إذ أنها أشد القصص في القرآن تكراراً، فهي من هذه الوجهة تعطى فكرة كاملة على هذا التكرار.
وردت هذه القصة في حوالي ثلاثين موضعاً، ولكنها في كل موضع تلبس أسلوباً جديداً و تخرج أخراجاً جديدا يناسب السياق الذي وردت فيه، و تهدف إلى هدف خاص لم يذكر في مكان آخر، حتى لكأننا أمام قصة جديدة لم نسمع بها من قبل.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 12 - 2003, 12:06 ص]ـ
أخي الكريم أبا تمام
كان لي هنا مبحث عن التكرار في قصص القرآن
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?threadid=1350
يمكنك أن تطلع عليه مبدئيا
وسأحاول بإذن الله أن أتوسع في جزئيات من مباحث بلاغية
وإن كان عندك المزيد من الأسئلة بعد قراءة البحث أو أردت الاستزادة من موضوعات معينة أشرت إليها فلا تتردد في السؤال
أما أن التكرار كالحشو فليس على إطلاقه
فللتكرار أغراض بلاغية
وهو ضرورة في كثير من الأحيان وفقدانه نقص في الكلام
ويصح قولهم إن كان التكرار عشوائيا بلا غرض فإنه يكون حشوا فعلا ولا يعد ضمن التكرار
ويمكنك تصفح فهرس أي كتاب بلاغي في علم المعاني لترى أن التكرار واحد من مباحثه
ولا يفوتني أن أشكر الأخ الفاضل المشرف النحوي الصغير على تفاعله وتفضله بالرد المختصر المفيد لقضية التكرار جزاك الله خيرا أخي النحوي ونفع بعلمك
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[14 - 12 - 2003, 02:28 م]ـ
لذ في سمعي مكرره ..
كأس الحديث عن الأحباب معسول ... أطلق مسلسلة فالشمل مشمول
وهات عن ساكني الجرعاء لي خبراً ... اسناده ما لقلبي عنه تحويل
((عمري لقد لذ في سمعي مكرره ... وكل شيء على التكرار مملول))
شبب لسمعي بناء عن مواصلتي ... وارفع حديثك عنه فهو موصول
فطالما وصل العذال من طرق ... اسناد عذل لسمعي وهو معلول
قالوا نرى الحب قد أوهاك قلت لهم ... ذا الضعف عند حبيب القلب مقبول
يا فارغي القلب لي عن لومكم شغل ... هل يستوي فارغ منا ومشغول؟!
يا لهف نفسي ضاع العمر في لعب ... وليس عندي إلا القال والقيل
(كتابنا احكمت آياته فكذا ... لسان كل بليغ عنه مسلول)
(هو القديم فلا يبلى محاسنه ... من الجديدين دع ما قال ضليل)
(أخبار من قبلنا فيه محررة ... وفيه للدين تفريع وتأصيل)
به الرسول تحدى كل ذي لسن ... وهل تقوم مع الحق الأباطيل!!
هل بعث أحمد إلا رحمة شملت ... وظلها أبداً فيه لنا طول
لنا عن البوق والناقوس أي غنى ... إذ جاء آذان وتكبير وتهليل
ومزق الله جيش الملحدين به ... وكل من حجة الإسلام مجذول
بسيفه دمر الأعداء فلم يقهم ... من نسج داود في الهيجاء سرابيل
وقد أُمد (بصحب) كالنجوم هم ... السعر المغاوير والصيد البهاليل
(هم) الليوث العبوس الشوس ليس لهم ... سوى القنا السمر أو بيض الظياغيل
وبالمليك والرعب العظيم على ... شهير وللريح في الأعداء تنكيل
يا أصدق الناطقين الصادقين لدى ... قول وفعل ويا من قيله القيل
يا من علا ورقى السبع الطباق إلى ... مقام قرب تناءى عنه جبريل
هذا حديثك يا فتح الجواد قرأناه ... (ومسك الختام اليوم تكميل)
بأبي أنت وأمي يا رسول الله, صلى الله عليك وعلى آلك وصحبك وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[17 - 12 - 2003, 02:30 ص]ـ
أستاذي الكريم
هي للأديب الفاضل الناظم الناثر العلامة حسين بن عبد الباقي الزاهر الزبيدي
وتجدها كاملة في (النور السافر عن أخبار القرن العاشر) للعيدروس
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[24 - 12 - 2003, 09:18 م]ـ
ويحسن في قلبي مكرره
قال شيخ الإسلام ومفتي الأنام:
(واما قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ اِلاَّ اَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} [ال عمران: 147]،فهذا ليس من التكرار فى شىء، فان [قولهم]: خبر [كان] قدم على اسمها، و [ان قالوا]: فى تاويل المصدر، وهو الاسم، فهما اسم كان وخبرها، والمعنى: وما كان لهم قول الا قول: {ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}، ونظير هذا قوله تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ اِلاَّ اَن قَالُواْ} [الأعراف: 82]، والجواب قول؛ وتقول: ما لفلان قول الا قول: [لا حول ولاقوة الا بالله] فلا تكرار اصلاً.
واما قوله تعالى: {وَاِن كَانُوا مِن قَبْلِ اَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} [الروم: 49]، فهى من اشكل ما اورد، ومما اعضل على الناس فهمها، فقال كثير من اهل الإعراب والتفسير: انه على التكرير المحض والتاكيد، قال الزمخشرى: {مِّن قَبْلِهِ} من باب التوكيد، كقوله تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا اَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} [الحشر: 17]، ومعنى التوكيد فيه: الدلالة على ان عهدهم بالمطر قد تطاول وبَعُدَ فاستحكم ياسهم، وتمادى ابلاسهم، فكان الاستبشار بذلك على قدر اهتمامهم بذلك. هذا كلامه. وقد اشتمل على دعويين باطلتين:
احداهما: قوله: انه من باب التكرير.
والثانية: تمثيله ذلك بقوله تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا اَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} [الحشر: 17]، فان [فى] الأولى على حد قولك: زيد فى الدار، اى: حاصل او كائن، واما الثانية: فمعمولة للخلود وهو معنى اخر غير معنى مجرد الكون، فلما اختلف العاملان ذكر الحرفين، فلو اقتصر على احدهما كان من باب الحذف لدلالة الآخر عليه، ومثل هذا لا يقال له تكرار، ونظير هذا ان تقول: زيد فى الدار نائم فيها، او ساكن فيها، ونحوه مما هو جملتان مقيدتان بمعنيين.
واما قوله: {مِن قَبْلِ اَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ}، فليس من التكرار بل تحته معنى دقيق، والمعنى فيه: وان كانوا من قبل ان ينزل / عليهم الودق من قبل هذا النزول لمبلسين، فهنا قبليتان: قبلية لنزوله مطلقًا، وقبلية لذلك النزول المعين الا يكون متقدمًا على ذلك الوقت، فيئسوا قبل نزوله يَاْسَينِ: ياسًا لعدمه مرئيًا، وياسًا لتاخره عن وقته، فقبل الأولى ظرف للياس، وقبل الثانية ظرف المجىء والإنزال.
ففى الآية ظرفان معمولان، وفعلان مختلفان عاملان فيهما، وهما الإنزال والإبلاس، فاحد الظرفين متعلق بالإبلاس، والثانى متعلق بالنزول؛ وتمثيل هذا: ان تقول ـ اذا كنت معتادًا للعطاء من شخص فتاخر عن ذلك الوقت ثم اتاك به: قد كنت أيسًا)
وقال رحمه الله:
(وليس في القران تكرار محض، بل لابد من فوائد في كل خطاب)
وقال:
(فليس في القران تكرار للفظ بعينه عقب الأول قط ..... وكذلك قصص القران ليس فيها تكرار .....
فليس في القران من هذا شيء، ولا يذكر فيه لفظًا زائدًا، الا لمعنى زائد وان كان في ضمن ذلك التوكيد، وما يجيء من زيادة اللفظ في مثل قوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ} [ال عمران: 159]، وقوله: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} [المؤمنون: 40]، وقوله: {قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3]، فالمعنى مع هذا ازيد من المعنى بدونه. فزيادة اللفظ لزيادة المعنى، وقوة اللفظ لقوة المعنى. والضم اقوى / من الكسر، والكسر اقوى من الفتح؛ ولهذا يقطع على الضم لما هو اقوى مثل [الكره] و [الكَرْهُ]. فالكره هو الشيء المكروه، كقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ً} [البقرة: 216]، والكره المصدر، كقوله: {طَوْعًا اَوْ كَرْهًا} [فصلت: 11]، والشئ الذي في نفسه مكروه اقوى من نفس كراهة الكاره.)
قال الشاعر ذو الألفاظ العذبة, ابن المعلم:
يزداد في مسمعي تكرار ذكركم ... طيباً ويحسن في قلبي مكرره(/)
التجريد .... سؤال يريد جوابا
ـ[الكاتب1]ــــــــ[06 - 12 - 2003, 03:31 ص]ـ
عزيزي " الصدر "
إليك هذا الرابط علّه يفيدك
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=233&CID=7(/)
رد العجز على الصدر
ـ[أميرة الحزن]ــــــــ[12 - 12 - 2003, 06:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتوا اريد معلومات كافية عن رد العجز على الصدر وهو من المحسنات اللفظية (وخاصة في الشعر) من ناحية المقصود بصدر المصراع الأول والحشو أو صدر المصراع الثاني.
وجزاكم الله كل خير.
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[13 - 12 - 2003, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الباقلاني في إعجاز القرآن:
" رد العجز على الصدر
ومن ذلك رد عجز الكلام على صدره كقول الله عز وجل: "اُنْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً".
وكقوله: "لاتَفْتَرُوا على الله كذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بعذابٍ وقد خابَ من افْتَرى"،
ومن هذا الباب قول القائل ذي الرمة:
وإن لم يكن إلا تعللُ ساعةٍ ... قليلاً فإني نافعٌ لي قليلُها
وكقول جرير:
سقى الرملَ جونٌ مستهلٌ غمامُهُ ... وما ذاك إلا حُبّ من حلَّ بالرملِ
وكقول الآخر:
يَودُّ الفتى طولَ السلامةِ والغِنى ... فكيف يرى طولَ السلامةِ يفعلُ
وكقول أبي صخر الهذلي:
عجبتُ لسعي الدهرِ بيني وبينَها ... فلما انقضى ما بيننا سكنَ الدهرُ
وكقول الآخر:
أصدُّ بأيدي العيس عن قصدٍ أرضِها ... وقلبي إليها بالمودة قاصدُ
وكقول عمرو بن معدي كرب:
إذا لم تستطعْ شيئاً فدعْهُ ... وجاوزْهُ إلى ما تستطيعُ " انتهى
وقال السيوطي في الإتقان:
"وأما التصدير فهوأن تكون تلك اللفظة بعينها تقدمت في أول الآية، وتسمى أيضاً رد العجز على الصدر.
وقال ابن المعتز: هوثلاثة أقسام.
-الأول: توافق آخر الفاصلة وآخر كلمة في الصدر نحو أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً
-والثاني: أن يوافق أول كلمة منه نحو وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب قال إني لعلمكم من القالين
-الثالث: أ، يوافق بعض كلماته نحو ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على اله كذباً إلى قوله) وقد خاب من افترى فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً "
انتهى
وزاد النويري في (نهاية الأرب في فنون الأدب) واحدة فقال:
"وهو في النظم على أربعة أنواع:
- الأول: أن يقعا طرفين، إما متفقين صورة ومعنى كقوله:
سريع إلى ابن العم يشتم ... عرضه وليس إلى داعي الندى بسريع
وقوله:
سكران سكر هوىً وسكر ... مدامة أنى يفيق به سكران
أو متفقين صورةً لا معنى، وهو أحسن من الأول، كقول السري:
يسار من سجيتها المنايا ... ويمنى من عطيتها اليسار
وقول الآخر:
ذوائب سود كالعناقيد أرسلت .. فمن أجلها منا النفوس ذوائب
أو معنى لا صورة كقول عمر بن أبي ربيعة:
واستبدت مرة واحدة ... إنما العاجز من لا يستبد
وقول السري:
ضرائب أبدعتها في السماح ... فلسنا نرى لك فيها ضريبا
وقول الآخر:
ثلبك أهل الفضل قد دلني ... أنك منقوص ومثلوب
أولا صورة ولا معنى ولكن بينهما مشابهة اشتقاق، كقول الحريري:
ولاح يلحي على جرى العنان إلى ... ملهاً فسحقاً له من لائح لاحى
-الثاني: أن يقعا في حشو المصراع الأول وعجز الثاني، إما متفقين صورةً ومعنى كقول أبي تمام:
ولم يحفظ مضاع المجد شيء ... من الأشياء كالمال المضاع
وقول الآخر: أما القبور فإنهن أوانس ... بجوار قبرك والديار قبور
أو صورة لا معنى كقول الثعالبي:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فانف البلابل باحتساء بلابل
فالأول جمع بلبل، والثاني جمع بلبلة وهي الهمم والثالث جمع بلبلة الإبريق وقول الزمخشري:
وأخرني دهري وقدم معشراً ... لأنهم لا يعلمون وأعلم
فمذ أفلح الجهال أعلم أنني ... أنا الميم والأيام أفلح أعلم
أو معنى لا صورةً كقول امرئ القيس:
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شئ سواه بخزان
وقول أبي تمام:
دمن ألم بها فقال سلام ... كم حل عقده صبره والإلمام
وقول أبي فراس:
وما إن شبت من كبر ولكن ... لقيت من الأحبة ما أشابا
أو في الاشتقاق فقط، كقول أبي فراس:
منحناها الحرائب غير أنا ... إذا جرنا منحناها الحرابا
-الثالث: أن يقعا في آخر المصراع الأول وعجز الثاني إما متفقين صورة ومعنى كقول أبي تمام:
ومن كان بالبيض الكواعب مغرماً ... فما زلت بالبيض القواضب مغرما
أو صورة لا معنى كقول الحريري:
فمشغوف بآيات المثاني ... ومفتون بزنات المثاني
أو معنى لا صورة كقول البحتري:
ففعلك إن سئلت لنا مطيع ... وقولك إن سألت لنا مطاع
-الرابع: أن يقعا في أول المصراع الثاني والعجز، إما متفقين صورة ومعنى كقول الحماسي:
فإلا يكن إلا معلل ساعةً ... قليلاً فإني نافع لي قليلها
أو صورةً لا معنى كقول أبي دؤاد:
عهدت لها منزلاً داثراً وآلأ ... على الماء يحملن آلا
فالأول الأتباع والثاني أعمدة الخيام، كقول آخر:
رماك زمان السوء من حيث لا ترى ... فرامي ولم يظفر بما هو راما
أو معنى لا صورة، كقول أبي تمام:
ثوى في الثرى من كان يحيا به الثرى ... ويغمر صرف الدهر نائلة الغمر
وقد كانت البيض البواتر في الوغى ... بواتر فهي الآن من بعده بتر
قال: ومن نوادر هذا الباب بيتا الحريري اللذان سماهما المطرفين وهما:
سم سمة تحسن آثارها ... وأشكر لمن أعطى ولو سمسمه
والمكر مهما اسطعت لا تأته ... لتبتغي السودد والمكرمة
قال: فإن لم يقع في العجز فليس من هذا الباب كقوله:
ونبئتهم يستنصرون بكاهل ... وللؤم فيهم كاهل وسنام
وكقول الأفوه الأودي:
وأقطع الهوجل مستأنساً ... بهوجل عيرانة عنتريس
فالهوجل الأول: الفلاة، والثاني: الناقة السريعة" انتهى
والشكر لله ثم للقائم على موقع (الوراق)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشعاع]ــــــــ[13 - 12 - 2003, 07:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أسامة
ما شاء الله تبارك الله، علم غزير وأدب جم، وبحث دؤوب.
إنك حقا ثروة لهذا المنتدى.
أشكرك على جهدك في إفادتنا وإفادة الأعضاء الكرام.
سدد الله خطاك وبارك في وقتك وجهدك ونفع بك وبعلمك.
ـ[أميرة الحزن]ــــــــ[13 - 12 - 2003, 10:01 م]ـ
جزاك الله كل خير ووفقك لما تحب وترضا.(/)
عاجل جداً
ـ[بنت الضاد]ــــــــ[15 - 12 - 2003, 05:37 م]ـ
السلام عليكم
سعدت جداً بانضمامي إلىمنتديات الفصيح الزاخرة ..
ولي طلب صغير جداً:) ...
ما نوع التشبيه في البيت التالي؟
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصاً جناحاه.
....................
ولكم مني جزيل الشكر ..
ـ[السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 2003, 10:00 م]ـ
أختي الفاضلة هذا البيت
هنا تشبيه مفصل
وهو أيضا تشبيه مرسل لوجود الأداة(/)
آيات التحدي والإعجاز
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[21 - 12 - 2003, 10:39 م]ـ
التحدي في آيات الإعجاز
** "فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ. قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" القصص:48 ـ 49 ـ 50
** "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً" الاسراء:88
** "وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين" يونس:37 ـ 38
** "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. .فَإن لمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" هود:13 ـ 14
** "أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ. فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ" الطور:33 ـ 34
** "وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" البقرة:23 ـ 24
السور الأولى التي ضمت آيات الإعجاز كلها مكية مما يؤكد وقوع التحدي في العصر المكي حيث كان المسلمون مستضعفين، وعجز المشركون وهم أولو البلاغة والبيان عن الإتيان بمثله، فلا تقوم شبهة للقائلين إن المشركين عارضوا القرآن ولكن قوة الدولة الإسلامية منعتهم من المعارضة وألغت ما قالوه، والواقع يحوي أدلة كثيرة على بطلان افتراءاتهم
اختلف العلماء في تقدم نزول آيات سورة هود 13، 14 أو آيات سورة يونس 37، 38
فقال بعضهم إن آيات هود هي السابقة حيث وقع التحدي بعشر سور، ثم آيات يونس حيث تحدتهم بالإتيان بسورة
وقال بعضهم بل آيات يونس هي السابقة إذ تحدتهم بسورة، ثم جاءت آيات هود تتحداهم أن يأتوا بعشر سور (مفتريات) أما آيات هود فأرادت سورة مثله في المعاني والأحكام والإحكام، فيكون القدر المحدد في هود أكبر عددا ولكنه أقل مضمونا
والله أعلم
ـ[التلميذ]ــــــــ[24 - 01 - 2004, 02:15 م]ـ
جزاك الله خيرا00 اختي العزيزه00
وننتظر المزيد0000
ـ[المحب]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خير(/)
ما أسلوب التشخيص
ـ[الصدر]ــــــــ[24 - 12 - 2003, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم جميعا استفسار بسيط عن معنى التشخيص مع مثال يثبت المعلومة
تحياتي للجميع
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 01 - 2004, 11:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسلوب التسخيص هو أن يأتي المتكلم بصفة من صفات الأشخاص ويلصقها على جامد أو ليس من الأشخاص ..
ويكثر التشخيص في الاستعارات والتشبيهات ..
ومن الأمثلة قول الشاعر البحتري
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً ** من الحسن حتى كاد أن يتكلما
فهو صور الربيع كإنسان (يختال) و (يضحك) .. والاختيال والضحك هما من صفات الإنسان وليس للربيع .. فهذا العمل يسمى في العربية (أسلوب تشخيص) وهنا في البيت الشعري جاء عن طريق الاستعارة ..
ارجو أن أكون قد أفدت ..
السراج
ـ[الصدر]ــــــــ[03 - 01 - 2004, 01:04 ص]ـ
جزيت خيرا وزوجت بكرا تبلغ من العمر خمسة عشر عاما.
هل تطمح في دعوة غير هذه؟
ـ[السراج]ــــــــ[03 - 01 - 2004, 10:07 م]ـ
آمين ..
كفيت ووفيت ..
تحياتي ....... السراج(/)
وقفة قرآنية
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 12 - 2003, 02:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت على إشارات لطيفة، أحببت أن أنقلها لكم لتعم الفائدة0
قال ابن القيم في كتابه روضة المحبين:
قال تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن000) الآية
فلما كان غض البصر أصلا لحفظ الفرج بدأ بذكره ولما كان تحريمه تحريم الوسائل فيباح للمصلحة الراجحة ويحرم إذا خيف منه الفساد ولم يعارضه مصلحة أرجح من تلك المفسدة لم يأمر سبحانه بغضه مطلقا بل أمر بالغض منه وأما حفظ الفرج فواجب بكل حال لا يباح إلا بحقه فلذلك عم الأمر بحفظه
وقد جعل الله سبحانه العين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته وفي الصحيح أن الفضل بن عباس رضي الله عنهما كان رديف رسول الله يوم النحر من مزدلفة إلى منى فمرت ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فحول رسول الله رأسه إلى الشق الآخر وهذا منع وإنكار بالفعل فلو كان النظر جائزا لأقره عليه وفي الصحيح عنه أنه قال إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى اهـ
قال صاحب الإيجاز في آيات الإعجاز بعد ذكر الآية:
أمر الله بالغض من الأبصار إشارة إلى جوازه عند الحاجة، فانظر لهذه الإشارة بـ (مِنْ) المفيدة لبعض الأحوال، واله عليم بكل حال 0
ثم انظر إلىا قوله تعالى: (ويحفظوا فروجهم) حيث لم تدخل (مِنْ) هنا إشارة للفروق بين الفروج وغيرها، حيث لايباح النظر إليها إلا عند الضرورة المُلِحّة والحاجة القصوى، من خوف أو هلاك أو مرض لادواء له إلا الملمس والمعالجة، بخلاف النظر المذكور فإن مبيحاته أكثر وأمره أيسر، والله أعلم اهـ
فسبحان الله
روضة المحبين ( http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=63&ID=91)
والسلام
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 12 - 2003, 09:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
شكراً اخي العزيز
ابو سارة
على الموضوع الشيق .. الذي يدل ويدلل على إعجاز الكتاب العظيم ..
السراج(/)
إعجاز آية!
ـ[أبو سارة]ــــــــ[26 - 12 - 2003, 02:07 م]ـ
السلام عليكم
وصلتني هذه الرسالة بالبريد، أنقلها لكم بفصها ونصها مع اسم صاحبها0
وكما قلت سابقا في هذا المنتدى الفصيح، بأن هذه الأخبار أتعامل معها كالإسرائيليات في أخبار القرآن الكريم، للاستئناس فقط ليس إلا، لأن القرآن إعجاز بجملته، عرفنا ذلك أم جهلناه، ولسنا بحاجة لذكر مايدعم أو يثبت إعجازه 0
- - - - - - -
إعجاز آية
سأسألكم سؤالاً؛ و لا أظن أحدكم سيجيبه!
،،،،
" حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يَحطِمَنَّكُم سليمان و جنوده وهم لا يشعرون "؛ فهل تعلمون لم استُخدَمت كلمة " يَحطِمَنَّكم "؟؟
...
هذه القصة التي سمعتها اليوم في محاضرة دينية؛ استمعوا لما سأقوله لكم ...
قبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الكفّار في سبيل البحث عن خطأ في كتاب الله تعالى حتى تثبت حجتهم بأن الدين الإسلامي دين لا صحة فيه، وبدءوا يقلبون المصحف الشريف، و يدرسون آياته؛ حتى وصلوا إلى الآية الكريمة التي ذكرتها في بداية حديثي، أو بالأحرى عند لفظ " يَحطِمَنَّكم " وهنا اعترتهم الغبطة و السرور فها قد وجدوا _ في نظرهم _ ما يسيء للإسلام؛ فقالوا بأن الكلمة " يَحطِمَنَّكم " من التحطيم والتهشيم و التكسير، فكيف يكون لنملة أن تتحطم؟؟ فهي ليست من زجاج أو من أي مادة أخرى قابلة للتحطم! إذن فالكلمة لم تأتَ في موضعها؛ هكذا قالوا؛
" كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا "
وبدءوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيماَ، و لم يجدوا و لو رداً واحداً على لسان ر جل مسلم!!!
وبعد أعوام مضت من اكتشافهم؛ ظهر عالم أسترالي أجرى بحوثاً طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة ليجد ما لا يتوقعه إنسان على وجه الأرض!!!!
لقد وجد أن النملة تحتوي على نسبة كبيرة _ أجهل قيمتها _ من مادة الزجاج، ولذلك ورد اللفظ المناسب في مكانه المناسب .. !!!!
و على إثر هذا أعلن العالم الأسترالي إسلامه ...
فسبحان الله العزيز الحكيم .... " ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير"؟؟
كتبه /نايف الجهني
"منقول"
والسلام عليكم
ـ[التلميذ]ــــــــ[24 - 01 - 2004, 02:05 م]ـ
جزاك الله خيرا00 يا أبا سارة00 جميل جدا00
ورب ضارة نافعة .. فهم أرادوا تشويه الاسلام والتشكيك في قدرة الله ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا000 والنافعة00 اكتشاف ذلك العالم لهذا الاعجاز القرآني .. واسلامه بعد ذلك0000
ـ[حمزة]ــــــــ[18 - 07 - 2004, 11:36 ص]ـ
أخي العزيز / أبو سارة
قال تعالى (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين) صدق الله العظيم
وكلمة " ذلك " تدل على عظمة هذا الكتاب ورفعته ولم يقل " هذا الكتاب " أي أنه بعيد المنال، لا أقصد بالطبع المنال اليدوي بل المنال النحوي أي لا يستطيع أي بشر كائن من كان أن يخطئه أو ينقص من قدره كما ورد في القصة أعلاه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) .. جل وعلا في شأنه .. تقدست أسماؤه.
جعله الله في ميزان حسناتك
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا(/)
مراسلة الدكتور فاضل السامرائي
ـ[الزكي]ــــــــ[04 - 01 - 2004, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
هل من الممكن من أحد الأخوة الأعزاء في المنتدى معرفة إمكانية الاتصال بالدكتور فاضل السامرائي، والحصول على هاتفه أو معرفة أية طريقة للاتصال به.
رعاكم الله،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 01:34 ص]ـ
الإخوة الكرام أشكر كل من شارك في هذه الصفحة أو قرأها
وأرجو أن تجدوا بغيتكم سريعا
ولا أعلم شيئا للأسف عن توفر الكتب في السعودية ولا غيرها
كل ما أعرفه أنها من منشورات دار عمار بالأردن فاسألوا عن وكيلها في بلادكم لعلكم تحظوا بها
أو حاولوا الاتصال بهم ليرسلوها إليكم
أستاذنا الفاضل أبا محمد
ننتظر تشريفك للصفحة من جديد
أو مفاجأة طيبة منك بفتح صفحة خاصة لما اقترحته بنفسك وأنعِم به من اقتراح(/)
"بلى" في القرآن الكريم
ـ["بلى" في القرآن الكريم [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > "بلى" في القرآن الكريم
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: "بلى" في القرآن الكريم]ــــــــ["بلى" في القرآن الكريم [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > "بلى" في القرآن الكريم
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: "بلى" في القرآن الكريم]ـ
"بلى" في القرآن الكريم [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > "بلى" في القرآن الكريم
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: "بلى" في القرآن الكريم(/)
مسابقة قرآنية
ـ[مسابقة قرآنية [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > مسابقة قرآنية
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: مسابقة قرآنية]ــــــــ[مسابقة قرآنية [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > مسابقة قرآنية
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: مسابقة قرآنية]ـ
مسابقة قرآنية [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > مسابقة قرآنية
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: مسابقة قرآنية(/)
التوكيد في القرآن الكريم
ـ[التوكيد في القرآن الكريم [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > التوكيد في القرآن الكريم
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: التوكيد في القرآن الكريم]ــــــــ[التوكيد في القرآن الكريم [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > التوكيد في القرآن الكريم
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: التوكيد في القرآن الكريم]ـ
التوكيد في القرآن الكريم [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > التوكيد في القرآن الكريم
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: التوكيد في القرآن الكريم(/)
فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن
ـ[فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن]ــــــــ[فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن]ـ
فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: فأسقيناكموه .. من بلاغة القرآن(/)
تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه)
ـ[تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه) [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه)
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه)]ــــــــ[تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه) [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه)
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه)]ـ
تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه) [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه)
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني (أحوال الوجه)(/)
ينزِفون وينزَفون
ـ[ينزِفون وينزَفون [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > ينزِفون وينزَفون
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: ينزِفون وينزَفون]ــــــــ[ينزِفون وينزَفون [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > ينزِفون وينزَفون
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: ينزِفون وينزَفون]ـ
ينزِفون وينزَفون [الأرشيف]- شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ > قِسْمُ عُلُومِ اللُّغة العَرَبِيّة > مُنْتَديات البَلاغةِ والنَّقْدِ > البَلاغة العَرَبِيّة > ينزِفون وينزَفون
المساعد الشخصي الرقمي
اعرض النسخة الكاملة: ينزِفون وينزَفون(/)
هل الإعجاز في حرف (الواو) خاص بآية الزمر؟
ـ[التلميذ]ــــــــ[24 - 01 - 2004, 07:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته000 لافض الله فاك00 يا أخفش00 فعلا00 خير الكلام ماقل ودل00 وأنت وان اختصرت لم تنقص من الموضوع مثقال ذره00جزاك الله خيرا(/)
"سبحان الذي أسرى بعبده ((ليلاً)) "
ـ[الطائي]ــــــــ[26 - 01 - 2004, 06:49 م]ـ
السلام عليكم
قال - عزّ من قائل -: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً .... " الآية
أرجو ممّن لديه علم أن يفيدني عن سبب ذكر (ليلاً) رغم أن الإسراء لا يكون إلا بالليل.
وجزاكم الله خيرً،،،
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[29 - 01 - 2004, 12:00 ص]ـ
أخي الكريم الطائي، لئن فاتني أن أحتفل بإشراقتك البهيجة فكلي أمل أن تقبلوا ترحيبي المتأخر و أن تغضوا الطرف عن التقصير فأهلا بك وسهلا في ربوع الفصيح عالما ومبدعا .................
عن سؤالك: يقول محمد بن علي الشوكاني عند تفسيره لهذه الآية الكريمة: (وإذا كان الإسراء لايكون إلا في الليل فلابدّ للتصريح بذكر الليل بعده من فائدة، فقيل:
أراد تقليل مدّة الإسراء وأنّه أسري به في بعض الليل من مكّة إلى الشّام مسافة أربعين ليلة 0 ووجه دلالة ليلا على تقليل المدّة ما فيه من التنكير الدّال على البعضيّة، بخلاف ما إذا قلت: سرت الليل فإنه يفيد استيعاب السير له جميعا0
وذكر الدرويش في إعراب القرآن وبيانه:
ذكر الليل مع أنّ السرى لا يكون إلاّ بالليل يحتمل أمرين:
أولهما: أن الإسراء لما دلّ على أمرين أحدهما السير والآخر كونه ليلا أريد لإفراد أحدهما بالذّكر تثبيتا في نفس المخاطب وتنبيها على أنّه مقصود بالذّكر 0
وثانيهما: الإشارة بتنكير الليل إلى تقليل مدّته 0
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 02 - 2004, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الطائي ..
وتحية وشكر لمشرفنا الغالي ..(/)
السر في قوله تعالى: (ومن الذين قالوا: إنا نصارى)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 - 01 - 2004, 01:04 ص]ـ
كما يعلم حفاظ القرآن أن الله تعالى ذكر النصارى بوصفهم في كل المواضع إلا موضعين ـ وكلاهما في سورة المائدة ـ:
الموضع الأول ـ (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة:14).
الموضع الثاني: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82).
وفي كلا الموضعين سر عجيب، حري بالبحث عنه، وهو: لماذا جاءت حكاية قولهم بهذا اللفظ: (ومن الذين قالوا ... )، (الذين قالوا إنا نصارى) ولم يكن وصفهم كالمعتاد بـ"النصارى"؟
جوابه قريب بإذن الله، لكن أود من الإخوة المشاركة بما لديهم، تأملاً في الايتين، من دون رجوع إلى كتب المفسرين، فإن ذلك أدعى لرسوخ المعنى، وبعد تتابع الإخوة في التأمل، سأكتب ما تيسر بما يوضح المراد، ويكشف شيئاً يسيرا من عظمة هذا الكتاب.
ـ[الطائي]ــــــــ[27 - 01 - 2004, 07:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي عمر وشكر لك استنهاضك الهمم لتدبر كتاب ربنا
وفي انتظار مشاركة الإخوة ....
ـ[الفراء]ــــــــ[28 - 01 - 2004, 06:39 ص]ـ
السلام عليكم ...
في الآية الأولى قالوا عن أنفسهم: ((إنا نصارى)) وكانوا ـ والله أعلم ـ كاذبين في دعواهم. .
وفي الآية الثانية قالها قوم آخرون وكانوا صادقين في قولهم. والله تعالى أعلم. وأستغفر الله إن كنت وقعت في الخطأ.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 01 - 2004, 01:51 ص]ـ
أهلا بك يا أستاذنا الفاضل
طالما تساءلت عن السر في هذا التعبير لا سيما في الآية الثانية لأن الأولى واضح منها أنهم لم يكونوا نصارى فعلا أي أنهم لم يكونوا ممن يلتزم بالنصرانية الحقة فلعل هذا التعبير يومئ للقارئ أن الأقوال لا تعني الأوصاف الحقيقية
ولكن ماذا عن الآية الثانية؟ أفضل أن أنتظر لأحظى بالجواب منك ولا أقدم تعليلاتي الواهية .. فلا تتأخر علينا
ـ[الطائي]ــــــــ[30 - 01 - 2004, 02:05 م]ـ
يا عمر المقبل أقبِل!!
أين الجواب الذي قلت إنه قريب؟
في الانتظار بارك الله فيك …
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 - 04 - 2004, 11:56 م]ـ
الحمد لله، وبعد:
فهذه عودة لجواب هذا السؤال الذي سبق أن طرحته، معتذراً وبشدة عن تأخري في الرد، فإني لم أتمكن من كتابة ما عندي إلا الآن بسبب ضيق الوقت وكثرة المشاغل، وقد كان الجواب ـ بحمد الله ـ حاضراً، لكن ينقصه التوثيق من كتب المفسرين الذين وقفت على أقوالهم.
وحاصل كلام أهل التفسير على ما ذكرته في النقاط التالية:
1 ـ أن قولهم عن أنفسهم: "إنا نصارى " أي: أنهم ادعوا لأنفسهم أنهم نصارى متابعون المسيح بن مريم عليه السلام، والحقيقة: أنهم ليسوا كذلك، فقد أخذت عليهم العهود والمواثيق على متابعة الرسول ج، ومناصرته، وموازرته، واقتفاء آثاره، وعلى الإيمان بكل نبي يرسله الله إلى أهل الأرض، ولكنهم لم يوفوا بذلك، بل فعلوا كما فعل اليهود، فالفوا المواثيق، ونقضوا العهود.
2 ـ قال الحسن البصري ـ فيما نقله عنه الجصاص 4/ 42 ـ: "إنما قال (إنا نصارى) ولم يقل: من النصارى؛ ليدل على أنهم ابتدعوا النصرانية، وتسموا بها، وأنهم ليسوا على منهاج الذين اتبعوا المسيح في زمانه من الحواريين، وهم الذين كانوا نصارى في الحقيقة " انتهى المقصود منه.
ونقل البيضاوي هذا المعنى في تفسيره (2/ 306) من كلامه ولم ينسبه لأحد.
وللثعالبي نحوه (1/ 481) حيث قال: "إشارة إلى معاصري نبينا محمد ج من النصارى بأنهم ليسوا على حقيقة النصرنية، وإنما هو قول منهم وزعم".
وقال الألوسي رحمه الله (7/ 2): "وقال ابن المنير: لم يقل سبحانه: (النصارى) كما قال جل شأنه: (اليهود) تعريضاً بصلابة الأولين في الكفر والامتناع عن الانقياد لأن اليهود لما قيل لهم: (ادخلوا الأرض المقدسة) قالوا: () ا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا) والنصارى لما قيل لهم: (مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ) قالوا: (نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) وكذلك أيضاً ورد في أول السورة في قوله عز وجل () وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) لكن ذكر ههنا تنبيهاً على انقيادهم، وأنهم لم يكافحوا الأمر بالرد مكافحة اليهود، وذكر هناك تنبيهاً على أنهم لم يثبتوا على الميثاق، والله تعالى أعلم بأسرار كلامه" انتهى.
وينظر ـ غير المصادر الماضية ـ: الكشاف 1/ 328، زاد المسير 2/ 315، النسفي 1/ 275،تفسير القاسمي 6/ 134، التحرير والتنوير 5/ 64.
والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح عبدالله]ــــــــ[12 - 10 - 2010, 04:45 ص]ـ
الحمد الله وبعد:
السر فى قوله تعالى ومن الذين قالوا: أنا نصارى
هو إعجاز لغوي بالتأكيد
من المعروف أن النصارى (أو الطائفة التي سميت بالنصرانية) وقت نزول القرآن كانت طائفة موحدة تؤمن بالمسيح بن مريم كنبي مرسل من عند الله مع الحفاظ على الشريعة الموسوية الصحيحة من تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وتقديس السبت كما إنها تمسكت بصحيح التوراة والإنجيل وحفظت بشارة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى الكتب والعلامة التي فيه وهي الشامة التى فى كتفه وكانوا أول من آمن به حين بعثته ونذكر منها الطائفة الكسائية.
بينما رفضوا إطلاق كلمة مسيحيين عليهم وذلك من قبل التهكم والسخرية من قبل الروم الوثنيين إنذاك
بينما قبل الأمميون واللذين لم يحافظواعلى شريعة موسى عليه السلام
من أتبع بولس هذا اللقب رغم رفض بولس له أول الأمر
وحين إعتنق الروم بمذهب قريب من النصرانية ولكنه يؤلِه المسيح ويخالف جوهر النصرانية فى العبادة والتوحيد رفض الموحدون إنذاك تسمية المسيحيون لعدم التشبه بمشركى الطوائف الأخرى من اليعاقبة والملكانية فى ذلك الحين اللذين رفضوا مسمى نصارى القديم وتمسكوا بإسم التهكم!!!
إذن من اللذين قالوا إنا نصارى توؤل على وجهيين من الإعجاز
#أن ليس من قال إنا نصارى قد حافظ على العهد ولم يتمسك بشريعة التوحيد أو إبتدع فى دينه ككثير من الطوائف قبل نزول الآية وبعدها
#كما تتنبأ بإن هناك من يقال لهم نصارى وهم ليسوا بذلك كاليعاقبة والملكانية وما تفرع وإنتحل منهم كالكاثوليك وغيرهم ممن ضل عن طريق التوحيد وسلك طريق الشرك بالله تعالى
أو من الذين قيل لهم نصارى
إذن هناك من قالوا إنا نصارى وهم على حق
وهناك من قيل لهم إنهم نصارى مِن مَن إنتحل نحلتهم وهم ليسوا بذلك وهم على الشرك والباطل (وهذا ما حدث بعد ذلك)
هذا والله أعلم(/)
سورة (الكافرون)، تأمُّل وسؤال
ـ[الطائي]ــــــــ[30 - 01 - 2004, 02:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
أحبتي الكرام ….
كنت أتأمل في سورة (الكافرون) وأتساءل: لماذا جاء اسم الموصول (ما) وليس (من) في قوله تعالى (ولا أنتم عابدون ما أعبد)!!
قلت في نفسي ربما كان السبب هو ذلك الأسلوب البلاغي الجميل المسمى (المشاكلة)، ثم قلت لنفسي: لماذا أُخَمِّن وعندي كتب التفسير قد ملأَ بطونَها مصنِّفوها بكلّ ما تهش له نفس طالب العلم، فهرعت إليها طالباً شفاء الغليل؛ إلا أنّ غليلي لم يُشفَ (رجعت لتفاسير: الجلالين، القرطبي، ابن كثير).
ورغم ذلك فلم يذهب ورودي لتلك الينابيع سدىً؛ فقد صدرت منها محمّلاً بما لذّ وطاب من علمٍ ينعش النفس ويزيل صداها. وما أفدته من تلك الينابيع الجياشة، رغم قصر زمن مطالعتي لتلك الكتب، وقصور فهمي، كان – في ما يتعلق بالسورة الكريمة المذكورة - كما يأتي:
- سبب نزول السورة هو أن قريشاً عرضت على الحبيب صلى الله عليه وسلم أن تعبد (إلهه) سنة ويعبد آلهتها سنة أخرى، فنزلت هذه السورة.
- سبب التكرار: من المفسرين من يرى أن سبب التكرار في السورة جاء ليناسب تكرار عرض قريش هذا الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أعادوا الكرةَ مرةً بعد مرة.
- رأى بعض أهل اللغة أن (لا أعبد ما تعبدون) أي الآن، و (لا أنا عابد ما عبدتم) أي مستقبلاً.
هذا ما استفدته من امتياح تلك الكتب المباركة؛ ولكن ما زال السؤال قائماً:
لماذا ورد اسم الموصول (ما) بدلاً من (من) في قوله تعالى (ولا أنتم عابدون ما أعبد)؟؟!
أرجو من الإخوة المساعدة.
لكم جزيل الشكر،،،
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 02 - 2004, 11:39 م]ـ
أخي الكريم
كان هذا السؤال يطلب مني جوابا أتيضا
لا سيما بعد أن رأيت بعضهم يتخذونهم مطعنا في القرآن كما يظنون
ولكني لم أتوصل من قراءات قليلة سريعة إلى نتيجة أكيدة
ولكن أعدك أن يكون سؤالك هو أول ما أرسله ـ بإذن الله ـ إلى العلامة الفاضل الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي الذي أخذنا موافقته على تقديم الأسئلة، وأرجو الله أن يجيب لنا سريعا فإن في إجاباته دوما ما يروي الغليل
جزاك الله خيرا على طرح السؤال .. وننتظر منك المزيد .. ولا تتردد في توجيه أي سؤال لأي أمر يخطر ببالك
ـ[الطائي]ــــــــ[04 - 02 - 2004, 12:44 ص]ـ
أختي الفاضلة
لقد غمرتِني بفضلك، فلا أجد ما أجزيك به إلا أن أقول: جزاكِ الله خيراً ...
ـ[ ahmad najeeb] ــــــــ[06 - 02 - 2004, 10:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة في الله، سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد:
بالنسبة لاستخدام ما في قوله تعالى (ولا أنتم عابدون ما أعبد) أقول إن ما يجوز أن تكون للعاقل وغير العاقل بخلاف (من) فإنها للعاقل، وكثير ورد ذلك في القرآن انظروا إلى قوله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) وهذا معروف عند العرب فهم يقولون أيضاً (سبحان ما سبح الرعد بحمده)، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب (التحرير والتنوير) للطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 - 04 - 2004, 04:09 م]ـ
أخواني وأخواتي في المنتدى،
يسعدني أن أنضم إليكم في هذا المنتدى المبارك ومن خلال إطلاعي على بعض المواضيع أحببت أن أرد على بعض الأسئلة بما أعانني الله على جمعه:
ما حكمة تكرار قوله تعالى (ولا أنتم عابدون ما أعبد) في سورة الكافرون؟
قال تعالى في سورة الكافرون (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {6}). النفي في حقّ الرسول عليه الصلاة والسلام ورد مرتين ونُفي في حالتين: الأولى نفى عن نفسه عبادة ما يعبد الكافرون بالجملة الإسمية والفعلية والفعل جاء بصيغة الماضي (ولا أنا عابد ما عبدتم) مرة والمضارع مرة أخرى (لا أعبد ما تعبدون)) أما في حقّ الكافرين فجاء النفي في الجملة الإسمية فقط في قوله (ول أنتم عابدون ما أعبد) وهذا يدل على إصرار الرسول عليه الصلاة والسلام وإيمانه بعقيدته أكبر وأثبت من إصرار الكافرون. وقد نفى الله تعالى عن الكافرين العبادة بالجملة الإسمية للدلالة على الثبوت ونفاها عن الرسول بالجملة الفعلية والإسمية دليل على إصراره على عبادة ربه على وجه الدوام وبالحدوث والثبوت وفي الحال والماضي. وجاءت الجملة الإسمية لأنه جاء إسمهم (قل يا أيها الكافرون) فجاء النفي بالجملة الإسمية لأنه جاء تعريفهم بالإسم (الكافرون).
عن الدكتور فاضل السامرائي من برنامج قول معروف (قناة الشارقة) رداً على سؤال أحد المشاهدين
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 05 - 2004, 12:05 ص]ـ
السادة الأفاضل
شكر لا يحد لكم للمداخلات النافعة في هذا الموضوع
الأستاذ أحمد نجيب جزاك الله خيرا على حسن الجواب ونتمنى أن نراك في رياض الفصيح
لا خلاف في مجيء (ما) لصفات العقلاء
والسؤال هو لماذا؟ أي أننا نسعى لاستخراج الحكم والمعاني الكامنة خلف هذا الاختيار
أخت سمر بارك الله فيك وحياك في رياض الفصيح .. ليتك تنقلين السؤال إلى الدكتور مباشرة فقد أرسلت له ولكن ما زال الدور طويلا في طابور الانتظار فإننا نسعد بردوده ولطيف استنتاجاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربحي شكري محمد]ــــــــ[01 - 05 - 2004, 10:46 ص]ـ
لا خلاف في
مجيء "ما" لصفات العقلاء كما ذكرت الأستاذة أنوار الأمل.
وقول الله تعالى "ولا أنتم عبدون ما أعبد "
فهل جاء هنا على هذا الوجه؟
قد يكون الأمر من قبيل الإيمان برسالة سيدنا محمد وما أُنزل عليه من كتاب معجز لكفار مكة، ومن تصديق برسالته، وما جاء به صلوات الله عليه من أوامر ونواهٍ، ولا سبيل للكفار
للإيمان به، فهو كفر.
فالعبادة هنا قد يُتوسّع فيها لتكون بمعنى التصديق، والإيمان
بالرسالة، والنبوّة و. و.؛فكفار مكة لا يجهلون عبادة الله ولكنهم يعبدون أصنامهم تقرّبا إليه حسب زعمهم، فجاءت والله أعلم هذه الاّيات توكيداً على أن الإيمان إخلاص العبادة لله وترك عبادة غيره وإن كانت تقرباً كما يزعمون
فإذن فهم غير عابدين "ما" يوصلهم لعبادة الله أي غير مصدقين ولا مؤمنين بكل ذلك، فلذا
جاءت ما هنا، وهي أعم من "من" التي للعقلاء، فاستخدامها في هذه السورة جاء والله أعلم
لشمول أمرين:
1 - عبادة الله عبادة مخلَصة بجميع صفاته، فالاستخدام ل"ما" من هذه الجهة.
2 - رسالة سيدنا محمد صلوات الله عليه، ونبوّته، والقران الذي أُنزل عليه، وما يدخل هنا من وجوب التصديق والإيمان قبل توحيد الله.
لذا فاستخدام ما هنا مكان "من موافق يتناسب مع الدعوة المحمدية والتي فيها تدرّج من اقتناع العقل ثم الإيمان ثم. إلى الوصول إلى الإيمان بالله.
أما "من" التي للعاقل فلم يأتِ استخدامها هنا، لأن استخدامها في هذه الاّية يعني أنهم قد اّمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتركوا ما يعبدون من دون الله من أصنام وأوثان "لغير العقلاء" وبالتالي لم يبق إلا أن يُعبدوا الله عبادة خالصة بجميع صفاته، وهذا هو غير المعقول.
وهم أصلاً غير مؤمنين برسالة محمد وبنبوته وبدعوته فكيف يُراد منهم الإيمان بالله إن "استُعملت "من"؟
هذا اجتهاد مني في المسألة، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
ـ[الفراء]ــــــــ[03 - 05 - 2004, 11:19 م]ـ
أيها الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله ...
ذكر السمين الحلبي رحمه الله في الدر المصون ثلاثة آراء في (ما) الواردة في هذه السورة هي:
1 ـ أن (ما) موصولة بمعنى الذي، والمراد بها الأصنام في الآيتين الأولى والثالثة، وهذا لا إشكال فيه لأن الأصل في (ما) أن تكون لغير العاقل، والمراد بها الباري عزوجل في الثانية والرابعة، وهذا دليل على مجيء (ما) للعاقل ولغيره، وإن كان الغالب مجيئها لغير العاقل.
2 ـ أن (ما) مصدرية، والتقدير: لا أعبد عبادتكم ــــ ولا أنتم عابدون عبادتي (أي: مثل عبادتي).
3 ـ أن (ما) في الأوليين موصولة بمعنى الذي، والمقصود المعبود، و (ما) في الأخريين مصدرية، أي: لا أعبد عبادتكم المبنية على الشك وترك النظر، ولا أنتم تعبدون مثل عبادتي المبنية على اليقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الطائي]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 07:51 ص]ـ
إلى جميع الإخوة الذين تفضلوا بالمشاركة
جزاكم الله خير الجزاء على اهتمامكم بكتاب الله وجعل ذلك في موازين حسناتكم
وتقبلوا شكري وتقديري،،،(/)
هل من مجيب؟
ـ[الصدر]ــــــــ[09 - 02 - 2004, 07:49 م]ـ
لدي سؤال أرجو الإجابة عنه
س/ وضح الصورة البيانية فيما يأتي:
1 – قال تعالى (يسألونك عن الساعة أيان مرساها).
(واعتصموا بحبل الله جميعا)
(وكنتم على شفا حفرة من النار).
تحياتي
ـ[التلميذ]ــــــــ[10 - 02 - 2004, 07:28 ص]ـ
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى (أيان مرساها)
في الكلام استعارة تصريحية , حيث استعار الإرساء, وهو لايستعمل إلا فيما له تقل.
2 - أما في الاية (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا 000 وكنتم على شفا حفرة من النار00)
في الكلام استعارة تمثيلية: بأن شبهت الحالة الحاصلة للمؤمنين في استظهارهم بأحد ماذكر, ووثوقهم بحمايته, بالحالة الحاصلة في تمسك المتدلي من مكان رفيع بحبل وثيق مأمون الانقطاع من غير اعتبار مجاز المفردات00 واستعير مايستعمل في المشبه به من الألفاظ للمشبه000
هذا واالله أعلم(/)
قصة إسلام .. واعتراف بالإعجاز
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 01:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اهتديا عند سماعهما قراءة للقرآن بصوت الشيخ خالد القحطاني
اثنان من أعمدة فرقة غنائية مشهورة: مؤلف للأغاني وعازف للجيتار
القصة بقلم هارون سيلرز أحد المهتديين
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 -
إلى الشيخ خالد القحطاني
من أخيكم هارون سيلرز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
إنه حقا من فضل الله وكرمه أن تصلك رسالتي هذه من مدينتي الصغيرة بالولايات المتحدة. وبالنظر إلى أهمية الوقت وقصره سأحاول أن أختصر في رسالتي هذه
منذ ست سنوات فقط كنت على الدين المسيحي جاهلا بحقيقة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام
والحمد لله لقد شرح الله صدري للإسلام وذلك بصورة رئيسية من خلال القراءة والتفكير الجاد في ترجمة لمعاني القرآن أعطيت لي. إني أشعر أن الله قد أغدق علي نعما كثيرة لا تعد ولا تحصى منذ أن نطقت بالشهادة، وإني أسعى جاهدا لكي أكون عبدا شكورا له. ومن هذه النعم أن الله وهب قلبي متعة العيش للحظات كثيرة مليئة بالحلاوة والصفاء والإحساس بقوة هذا الدين خاصة من خلال سماع كلام الله وقراءته وتدبره
إن اللحظة التي لا تغيب عن ذهني أبدا هي عندما سمعت لأول مرة قراءة القرآن. لقد ذهبت إلى أحد المساجد المحلية وعندما كنت واقفا في الردهة سمعت هذا الصوت الجميل الذي بدا وكأن هناك شخصا يغني، وعندما ذهبت إلى غرفة الصلاة لم أر أحدا هناك فأخذت أتتبع الصوت إلى أن وصلت إلى غرفة حيث كان هناك أحد الإخوة ومعه مسجل وأشرطة للبيع فسألته عن ذلك الشريط الجميل الذي كان يديره فقال: إنه القرآن بصوت الشيخ خالد القحطاني
فلت له إنني أريد الشريط فورا وأريد مقابلة هذا الشيخ، فأخبرني أنه يمكن الحصول على الشريط ولكن الشيخ يعيش في بلد آخر.
فشعرت بالحزن الشديد لعدم تمكني من مقابلته ولكني كنت سعيدا بالحصول على الشريط، ثم أسرعت إلى سيارتي وكنت متلهفا لسماع هذا الشريط وأنا في طريقي للمنزل. لقد أصاب قلبي الذهول لما سمعته! وحتى ذلك الحين لم تكن صلتي بالقرآن إلا عن طريق اللغة الإنجليزية. وأصابتني الدهشة لمدى جماله باللغة العربية، فغمرت قلبي سعادة بالغة وأنا أفكر في مدى كرم الله ورحمته في إنزاله لكتابه بهذه الطريقة الجميلة. ونظرا لكوني موسيقيا من قبل في جاهليتي وأكتب الشعر كثيرا، بدأت ألاحظ أن هناك نمطا إيقاعيا في بعض الآيات ورفعت درجة الصوت أكثر فأكثر وأصبح قلبي أسيرا لما يسمع وشعرت برجفة في صدري وبدأت شفتاي ترتعشان وكذلك يداي وما لبثت أن انخرطت في البكاء وعلا نحيبي بدرجة قوية وحادة فاضطررت إلى أن أوقف السيارة إلى جانب الطريق حتى لا أسبب حادثا لم أستطع أن أصدق أنني تأثرت بشدة بالرغم من أنه لم تكن لدي أي فكرة عما كان يقوله الشريط
والحمد لله لقد هدى الله إلى الإسلام أحد أعز أصدقائي الذي كان عازفا للجيتار في فرقتي وبعد اعتناقه الإسلام تعلق قلبه بتعلم اللغة العربية فتعلمها بهمة قوية مثلما تعلم عزف الأغاني من قبل. وبعد فترة من الوقت دعاني صديقي (كريس) الذي أسمى نفسه الآن (خليل) إلى منزله في إحدى الليالي وبصوت شديد الانفعال طلب مني الحضور على الفور وعندما ذهبت إلى هناك أخبرني أنه عرف اسم السورة التي سمعتها لأول مرة في شريطي المفضل ذلك وأنه سيسمعني الشريط مرة أخرى ويساعدني في قراءة السورة بالإنجليزية. فانتابني شعور بالتوتر والفرحة لأنني عرفت أن ما سأسمعه وأفهمه في النهاية في هذه الرسالة القوية من الخالق المدبر للوجود كله
وكان أول ما شد قلبي هو اسم السورة التي أراني إياها أخي خليل كان اسمها (الشعراء) فقلت في نفسي سبحان الله هذه القراءة التي شددت إليها كثيرا هي من سورة الشعراء وأنا أيضا شاعر!
وعندما بدأ الشريط يدور ثانية كان خليل يشير إلى معنى كل آية بالإنجليزية. فشعرت وكأن أحدا يضع أثقالا فوق ظهري مع كل آية أسمعها. وأخذت أدير رأسي يمينا وشمالا لأنني لم أستطع أن أصدق أن مثل هذه المعاني العميقة الرحبة يمكن أن يعبر عنها بمثل هذه الطريقة الجميلة الأخاذة
وأردت أن أقفز صارخا (هذا من الله .. هذا من الله .. هذا من الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جعلني تأثير سماع وفهم هذه الآيات القوية على قلبي الضعيف أشعر وكأنني سيغمى علي لقد أدركت حينئذ حقيقة القصص التي قيلت لي عن بعض السلف الصالح الذين كانوا عندما يستمعون إلى آيات معينة ن القرآن يغمى عليهم بل يموت بعضهم من شدة التأثر
لقد تأثرت كثيرا ببعض عبارات الحكمة التي قرأتها عن الشيخ ابن تيمية ـ عليه رحمة الله ـ فقد قال ما معناه لا يوجد أعجب من ذلك الشخص الذي يتأثر عند سماعه للقرآن كثيرا إلى درجة الموت إلا ذلك الشخص الذي يسمع (أو يقرأ) القرآن ويتأثر به بشدة إلى درجة أنه هو نفسه يتغير ثم يحيا بعد ذلك! فما أعظم الفوائد التي يجلبها هذا التغيير لا لروحه فحسب وإنما أيضا لأرواح كثير من الآخرين! إنها شجرة أصلها ثابت تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
أخي الشيخ خالد منذ ذلك الحين وأنا أدرك أن أعظم دواء شاف لجميع أمراض القلوب هو كلام الله. ولكي أساعد في إيصال هذا الدواء إلى المرضى والمحتاجين بدأت في تكوين شركة باسم (الذين يفكرون في الإنتاج) ولأجل مشروعي الرئيسي قمت ببعض التسجيلات حيث كنت أقرأ معاني القرآن بالإنجليزية بعد قراءة الآية بالعربية بصوتك. والحمد لله كان الدعم والاستجابة لهذا العمل هائلين. ولم يكن لذلك تأثير على غير المسلمين فحسب بل وأيضا على المسلمين الكادحين في حياتهم، حتى إن شيخنا الحبيب الألباني ـ حفظه الله ـ بعد أن جرى إخباره بمشروعي قال: قولوا للأخ هارون إنه واجب عليه عمل هذا. وهذا جعلني بالإضافة إلى أشياء أخرى يطول شرحها أشعر أن هذا العمل هو فضل عظيم من الله تعالى
ولهذا السبب كنت أحاول منذ سنين الالتقاء بك والكتابة إليك طالبا الإذن منك والسماح بالاستمرار في هذا العمل باستخدام قراءتك الجميلة. إنك لا تعرف كيف أن الله استخدم النعمة التي وهبها لك للتأثير على نفوس كثيرة غالية لم تلتق بها أبدا في أرض لم تطأها قدماك من قبل! إنني أشعر وكأن الله قدم لنا وليمة جميلة أسأل الله أن يدعو إليها الكثير ليأكلوا منها إلى الأبد
أعتذر عن طول رسالتي هذه ولكني كتبت كل ما في قلبي وأسأل الله أن يبرد قلبي برؤيتك في هذه الحياة وإذا تعذر ذلك فأسأله أن أراك في أفضل حال في الآخرة
أرجو\ألا تنسانا من دعائك أنا وأخي خليل وجميع الذين يساندون هذا العمل، وجميع الإخوة والأخوات الذين يكابدون كل يوم من أجل الحفاظ على هذا الدين ونشره في بلاد تسمى أمريكا وأشكر لكم أية نصائح تقدمونها لي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم الفقير إلى الله (هارون سيلرز)
نقلتها لكم من كتاب
عجائب قراءة القرآن على الأوربين والأمريكان
للدكتور نجيب الرفاعي
ـ[نبراس]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 04:10 ص]ـ
ولكن الله يهدي من يشاء
قصة جميلة وهادفة
واختيار يدل على حب من نقله للدعوة الى قراءة القرآن وتدبر معانيه
وفقك الله ياأنوار هذا المنتدى
ـ[المحب]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 10:04 ص]ـ
جزاك الله خير اختي انوار الامل
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 09:09 م]ـ
[ size=4] إخوتي الكرام
إن الإسلام نعمة كبرى لم نشعر بها كما ينبغي؛ وهذا راجع إلى الرتابة التي طغت على حياتنا، ولهثنا وراء الدنيا، الأمر الذي فقدنا معه حلاوة الإيمان التي نجدها أحيانا عند سماع صوت ندي بالقرآن أو عندما تعصف بنا الدنيا مخلفة وراءها ندبا في القلب وثلمة في الكيان
لكن ما يتوجب علينا فعله هو تجديد الإيمان والمحافظة على المقدار المقيم منه في القلب
إذ إن الإيمان يزيد وينقص وكيف يزيد بلا طاعة بل كيف يبقى عند حد معين مع المعصية
أيتها النفوس الشاردة توقفي أمام هذه القصة لا لتعجبي من أثر القرآن ولكن لتثوبي إلى رشدك وتعلمي أن ما يشعر به المسلم الجديد هو في الحقيقة شعور ينبغي أن لا يفارقك أبدا ٍ
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 10:37 م]ـ
(فمن يرد الله أن يهديه يشرحْ صدره للإسلام).
الحمد لله فهذا الدين يسير شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا على تخاذل بيّن في المنتمين إليه. واليقين أن هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، أي الدنيا كلها.
جزاك الله خيرًا يا أستاذة على النقل واحتساب الأجر في الكتابة.(/)
وقفات مع آيات ـ 1
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 02 - 2004, 12:53 ص]ـ
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif
في آيات القرآن إشراقات نورانية تفيض على القلب رحمة وعلى العقل حكمة، تتدفق بعظات ودروس لا حصر لها، يجدر بكل من أدرك شيئا منها أن يبادر إلى تطبيقها وتعليمها.
والتأمل في الآيات خير ما يقضى به الوقت، ويعمل فيه الفكر، ويسال فيه مداد الأقلام، وتمضي لحظات الأيام استجابة لقول الحق تبارك وتعالى: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" ـ ص:29
ومن الآيات ما يظهر مضمونها واضحا تحمله ألفاظها، أو يشير إليه سياقها، ويبقى للتدبر دوره في استخراج كنوز المعاني التي لا تظهر على السطح، سنقوم بنزهة روحية وجولة فكرية عبر صفحات القرآن، نتوقف عند بعض الآيات نستنشق شذا معانيها التي تفوح خيرا وإرشادا وتزكية
* قال عز وجل: "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ"ـ الزمر:71
وقال سبحانه: "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ" ـ الزمر:73 الفريقان يأتيان زمرا، أهل النار يصلونها جماعات جماعات ويدخلونها كذلك، وأهل الجنة يتقدمون إليها جماعات ويلجونها جماعات. إلام يشير ذلك يا ترى؟
إنها إشارة إلى ضرورة التجمع والائتلاف في حياة الإنسان فهو في الدنيا يحتاج للصحبة فيتخذ له ممن حوله جماعة ترافقه أو تؤيده، وفي الآخرة سيحشر معها إن امتلأ قلبه بودها ونسج أخلاقه على منوالها فليحاذر إذن، وليختر تلك الصحبة التي تكون في الدنيا اختيارا دقيقا ممحصا لتكون رفيقته إلى الجنة، فإن أحسن الاختيار وجاهد في انتقاء الأصحاب كما ينتقي الدر باحثا عن أفضله فهو أثمن من أي در كان فوزه بالرفقة معهم إلى الجنة وإلا، تكن الأخرى، فليختر من الآن، فلا دخول إلى جنة إلا زمرا
* وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" ـ البقرة:186 يسألك العباد عن رب العباد فلا تجبهم بوصف ذات أو تعداد صفات، إنه ربهم يرد عليهم بنفسه يأتيهم الجواب ممن سألوا عنه (فإني قريب) يختار هذه الصفة دون غيرها ليهدهد العقول الحائرة، ويُطمئِن القلوب الخائفة، ويستدعي النفوس الشاردة
هو منهم قريب يجدونه في أي وقت احتاجوا إليه، فليخلصوا قصدهم ويتجهوا لخالقهم أنى كانوا، يدعونه ويرجونه، يناجونه بأعذب الألفاظ الصادقة، يسكبون عبراتهم في رحابه، ويصبون آلامهم معها ناثرين بين يديه وحده شكاواهم
(فإني قريب) الموضع الوحيد الذي جاء فيه الرد على السؤال بلا واسطة، ففي غيرها من الآيات يكون الجواب: قل كذا. أما هنا فرب العباد يجيب بنفسه، ونرى الفاء الرابطة تصل الجواب بالسؤال، والتعبير (إني قريب) جاء بالجملة الاسمية الدالة على الثبات فهذا حاله دوما (القرب منا) فليكن حالنا دوما (القرب منه ودعاؤه والاستجابة له والإيمان به)
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[16 - 02 - 2004, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم
شكر الله لكِ
قلتِ:
(فلا دخول إلى جنة إلا زمرا)
ليس على إطلاقه, وسأسوق الحديث بطوله لفائدة أخرى وهي سجود آخر من يدخل الجنة لقصره ظنا منه أنه ربه
اللهم أسكنا الفردوس الأعلى
(يُتْبَعُ)
(/)
(( ... حتى يمر الذي اعطى نوره على قدر إبهام قدمه يحبو على وجهه و يديه و رجليه تجر يد و تعلق يد و تجر رجل و تعلق رجل و تصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها ثم قال الحمد لله لقد أعطاني الله ما لم يعط أحدا اذ نجاني منها بعد ان رايتها قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة و الوانهم فيرى ما في الجنة من خلال الباب فيقول رب ادخلني الجنة فيقول الله تبارك و تعالى له أتسال الجنة و قد نجيتك من النار فيقول يا رب اجعل بيني و بينها حجابا لا اسمع حسيسها قال فيدخل الجنة قال و يرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأنما الذي هو فيه حلم ليدخله فيقول رب اعطني ذلك المنزل فيقول لعلك إن اعطيتكه تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسأل غيره و أي منزل يكون احسن منه قال فيعطاه فينزله قال و يرى أو يرفع له إمام ذلك منزل اخر ليدخله فيقول رب اعطني ذلك المنزل فيقول الله عز و جل فلعلك إن اعطيتكه تسأل غيره فيقول لا و عزتك لا أسألك غيره وأي منزل يكون احسن منه قال فيعطاه فينزله قال و يرى أو يرفع له أمام ذلك منزل آخر كأنما الذي هو فيه إليه حلم فيقول رب اعطني ذلك المنزل فيقول الله جل جلاله فلعلك إن اعطيتكه تسال غيره قال لا و عزتك لا أسال غيره و أي منزل يكون احسن منه قال فيعطاه فينزله ثم يسكت فيقول الله عز و جل مالك لا تسأل فيقول رب لقد سألتك حتى استحييتك و أقسمت لك حتى استحييتك فيقول الله عز و جل ألا ترضى أن أعطيك مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها و عشرة أضعافه فيقول أتستهزئ بي و أنت رب العزة فيضحك الرب عز و جل من قوله قال فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث بهذا الحديث مرارا كلما بلغت هذا المكان ضحكت فقال إني سمعت رسول الله يحدث بهذا الحديث مرارا كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه قال فيقول رب العزة عز و جل لا و لكني على ذلك قادر سل فيقول الحقني بالناس فيقول الحق الحق بالناس قال فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس ((رفع له قصر من درة فيخر ساجدا فيقال له ارفع رأسك مالك فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي فيقال له إنما هو منزل من منازلك)) قال ثم يلقى فيها رجلا فيهيأ للسجود فيقال له مه مالك فيقول رأيت انك ملك من الملائكة فيقول له إنما أنا خازن من خزانك عبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه ... ))
ـ[حمزة]ــــــــ[17 - 07 - 2004, 10:16 م]ـ
أكرمك الله يا أستاذتنا الغالية / أنوار
كم هو جميل شرحك الوافر ولكن أود أن أسألك سؤالاً عن آيتي سورة الزمر.
ذكر الله تعالى في الآية رقم (71): ( ... حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها) بينما ذكر تعالى في الآية رقم (73): ( ... حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها)
لماذا عطف بالواو في الآية رقم (73)؟؟؟؟
ولكم الشكر أنوار
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[30 - 08 - 2004, 07:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا يأخت أنوار
ولاتبخلوا علينا بما اكرمكم الله من العلم
وشكرا لك يأخ اسامة بن منقذ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 10 - 2004, 08:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رد على السؤال المطروح حول إضافة الواو وعدمه في سورة الزمر من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي:
[الفرق بين وصف دخول الكفار إلى النار ودخول المؤمنين إلى الجنة والفرق بينهما حرف واحد غيّر معنى الآيتين وهو حرف (الواو). في وصف دخول الكفار قال تعالى (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها) وفي دخول المؤمنين الجنة قال: (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) والفارق أن جهنم هي كالسجن أبوابها مقفلة لا تفتح إلا لداخل أو خارج فالأصل أن تكون الأبواب مغلقة ولا تفتح إلا لإدخال العصاة إليها وفي هذا الوصف تهويل ومفاجأة للكفار الذي يساقون ثم فجأة وهم لا يدرون أين يذهبون تفتح أبوب النار فيفاجأوا ويصابوا بالهلع. أما في حال المؤمنين فالجنة أبوابها مفتوحة على الدوام كما في قوله (جنّات عدن مفتّحة لهم الأبواب) وأهلها يتنقلون فيها من مكان إلى آخر في يسر وسرور وهم في طريقهم إليها يرونها من بعيد فيسعدون ويسرّون بالجزاء والنعيم الذي ينتظرهم وكأن الله تعالى يريد أن يعجّل لهم شعورهم بالرضا والسعادة بجزائهم وبالنعيم المقيم الذي ينتظرهم. ومن الناحية البيانية أن جواب الشرط في حال جهنم (إذا جاؤوها) مذكور وهو: (فتحت أبوابها)، أما في حال الجنة فلا يوجد جواب للشرط لأنه يضيق ذكر النعمة التي سيجدها المؤمنون في الجنة فكل ما يقال في اللغة يضيق بما في الجنة والجواب يكون في الجنة نفسها. فسبحانه جلّ جلاله. [/ size][/size]
المزيد من اللمسات على صفحة لمسات بيانية على هذا الرابط:
www.islamiyyat.com/lamsat.htm(/)
فائدة في قوله تعالى ليس كمثله شيئ
ـ[الجابري]ــــــــ[23 - 04 - 2004, 12:15 ص]ـ
قال تعالى واصفا مقامه الكريم .... ليس كمثله شيئ ....
والفرق بين المثل بسكون الثاء والمثل بفتح الثاء كبير جدا
فالمثل بسكون الثاء هو الفرد المطابق وهو ما يعبر عنه بالمثلان كقولك زيد وبكر مثلان في كون كل منهما حيوان ناطق.
اما المثل بفتح الثاء فهو الفرد ال>ي يطابق في بعض جهاته الفرد الاخر , ومنه فهو يساق له مثلا كقولك وجهه مثل البدر في جماله , فمحل المطابقة هو الجمال المشع دون سائر الاوصاف , والمولى تعالى قد نفى ان يكون له مثلا بسكون الثاء , الا انه لم ينفي ان يكون له مثلا بفتح الثاء , فلو تمثل زيد بالرحمة فانه بتلك الجهة قد تمثل برحمة الله العزيز الجليل , فهو ليس محال , انما المحال ان يكون للمولى مثلا بسكون الثاء ..
الجابري(/)
إصدار بـ (4) أشرطة = وزنه ذهباً بل أكثر!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 - 04 - 2004, 08:54 ص]ـ
نعم يا إخوة .. إصدار بـ (4) أشرطة = وزنه ذهباً بل أكثر!
هذه ليست مبالغة، ومن كان في شك فليستمع إلى أشرطة د. فاضل السامرائي بعنوان: (لمسات في البيان القرآني) والتي أصدرتها تسجيلات التقوى، وأجرى الحوار ـ باقتدار ـ الأستاذ: عبدالله الوشمي.
هي نقلة نوعية في الإصدرارات المتميزة ... فشكر الله للدكتور تلك الإبداعات، وشكر الله للأستاذ الوشمي حسن عره ومداخلته، وأخيرا نشكر ت. التقوى على إخراجها لهذا الإصدار.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 04 - 2004, 11:48 م]ـ
إنها ليست مبالغة أبدا
فكلام السامرائي لا يقدر بثمن
بحثت عنها عندنا ولم أجدها .. مع إن صاحبها هنا;)
لعلنا ننتظر الغيث من أرض الحرمين
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم على هذا الخبر المهم
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 04 - 2004, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلاً هي لا تقدر بثمن إن كان اصاحبها عالم من علماء العصر .. هو فاضل السامرائي ..
أتمنى أن تكون متوفرة هنا بمسقط ..
دمتم ..........
السراج .........
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[25 - 04 - 2004, 05:14 م]ـ
أخي عمر المقبل جزاك الله خيرا0
وبالفعل دللتنا على كنز عظيم نرجو أن نوفق في الحصول عليه0
ـ[نسمات الوجدان]ــــــــ[27 - 04 - 2004, 03:45 ص]ـ
شكراً لك أخي .. سنحاول الحصول على هذا الكنز:)
وبالمناسبة
هل هناك موقع خاص بالدكتور؟
إن كان .. فأرجو أن تزودوني بالرابط
: cool:
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 04 - 2004, 11:25 ص]ـ
www.lamasaat.8m.com
www.islamiyyat.com
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[30 - 04 - 2004, 11:56 م]ـ
في الحقيقة لا أدري إن كان من الجائز أن أقول هذا الكلام أو لا
قال الدكتور إنه لم يوافق على نشرها
ولكن قال أيضا عند سؤاله عن السبب أنه لا يريدها أن تباع بل يريدها للناس
ثم علمت من الأخت سمر أنهم كتبوا عليها: حقوق الطبع لكل مسلم
وبذلك أظن أن لا مشكلة في الأمر
وأتمنى بالفعل أن تصل للجميع كما أراد صاحبها جزاه الله خيرا
وأرجو أن تصل عندنا ـ وعند غيرنا ـ فأننا لم نجدها في أي مكان هنا
أما مواقع الدكتور فإن كان منكم من يشارك في البرنامج فنرجو أن يقدم العنوانين بقراءتهما حرفا حرفا لأن المشاهدين يريدون ذلك
وقد يكون محرجا للتلفزيون والله أعلم(/)
لمسات .. في سورة الناس
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[24 - 04 - 2004, 01:04 ص]ـ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ {6}
المعوذتان هما سورتان في القرآن الكريم، جمعتا الاستعاذة من الشرور كلها الظاهرة والخفية، والواقعة على الإنسان من الخارج والتي تصدر منه من الداخل.
فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشرور الظاهرة والخفية الواقعة على الإنسان من الخارج ولا يمكن له دفعها، ولا سبيل لذلك إلا بالصبر، وهذه الأمور إذا وقع فيها الإنسان وصبر سجل ذلك في صحيفة حسناته لأن الله تعالى يجزي الصابرين.
والشر في سورة الفلق مما لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس منكسبه فهو غير محاسب عليه
أما سورة الناس فهي سورة الاستعاذة من شرور الإنسان الداخلية (النابعة من نفسه) وهي التي قد تقع على صاحبها (القارئ)، وقد تقع على غيره، وهي التي يستطيع الإنسان أن يدفعها ويتجنب ظلم النفس والآخرين
وهذه الشرور إذا وقع فيها الإنسان سجلت في صحيفة سيئاته.
والشر المقصود في هذه السورة هو مما يدخل تحت التكليف ويحاسب عليه المرء لأنه يدخل ضمن ما نُهي عنه
فالسورتان جمعتا الاستعاذة من الشرور كلها الظاهرة والخفية .. ما يدخل تحت التكليف (ما جاء في الناس)، وما لا يدخل في التكليف (ما جاء في الفلق) .. ما لا يستطيع دفعه (الفلق) وما يستطيع دفعه (الناس .. ما يدخل سجل الحسنات (الفلق) وما يدخل سجل السيئات (الناس)
وقال عدد من المفسرين والمحققين: سورة الفلق استعاذة بالله من شرور المصائب، وسورة الناس استعاذة بالله من شرور المعايب.
جاء في التفسير القيم لابن القيم:
فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما”
قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس
قل أعوذ برب الناس
أعوذ بالله لغة: هي بمعنى ألتجئ وأعتصم بالله.
قل: أمر الله تعالى الرسول أن يقول
الأمر بالقول له أهميةكبيرة هنا ولو حذف الفعل لاختل المعنى المقصود
(قل) للإفصاح عن ضعفه والتجائه إلى ربه، فهي من باب الإعلان عن حاجة الإنسان إلى ربه جلّ وعلا، وهو يفصح عن حاجته هذه بنفسه وينطقها بلسانه
وفيها قتل للغرور، لأن الكِبر والغرور يمنعان المرء أحيانا من طلبالإعانة وهو في حاجة شديدة إليها، فتطلب منه لآية أن يعلن التجاءه إلى ربه، فلا يكتفي بالشعور بالحاجة بل يعلنها، سواء الرسول أو غيره من البشر
قالوا أتشكو إليه ما ليس يخفى عليه ** فقلت ربي يرضى ذل العزيز لديه
ففي هذا الإعلان قتل بل علاج للكِبر الذي في نفس الإنسان والذي قد يودي به إلى الطغيان
(إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى) لذلك لا بد من قولها باللسان ولا يجوز النطق بالاستعاذة دون الأمر (قل)
ثم إن هذا القول من أسباب الطاعة فإن المرء إن استعان بأحد فلا يمكن أن يعصيه
وإذا صاحب الاستعاذة شعور في النفس بالحاجة إلى غياث المستغيثين ليأوي إلى ركن شديد فهذا الشعور بالحاجة إلى مولاه يُلين القلوب القاسية.
قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس
الاستعاذة في السورة هي بـ: رب الناس، بملك الناس، وبإله الناس من شر الوسواس الخناس
فالمستعاذ منه هو شر واحد والاستعاذة منه جاءت بالربّ والملك والإله من وسوسة الشيطان المُهلكة.
أما في سورة الفلق فقد كانت الاستعاذة بشيء واحد من شرور متعددة.
وفي هذا إشارة عظيمة إلى خطورة الوسوسة على الإنسان وعلى غيره لأنه إن استجاب لهذها لوساوس فقد يردي نفسه في الدنيا والآخرة
أما الأمر الذي ليس من كسبه (ما جاء في سورة الفلق) فقد استعاذ منه بأمر واحد وهذه لفتة بيانية عظيمة من هاتين السورتين الكريمتين إلى خطورة البشر وخطورة الوسوسة
ـ وجاء الترتيب في سورة الناس هكذا: الرب، الملك، الإله.
فالإنسان إذا وقع في حاجة يستعين أولاً بخبرته وعلمه أو بمن لديه هذه الخبرة والتجربة ليرشده
وهذا شأن المربي فهو المرشد والمعلم والموجه، ولذا بدأت الآيات به (رب الناس).
فإن لم ينجح فيما يريد لجأ إلى السلطة وصاحبها وهو الملك (ملك الناس)
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن لم تُجد السلطة نفعاً التجأ إلى الله تعالى (إله الناس) " وأفوض أمري إلى الله
ـ والترتيب في الآيات في السورة هو على سياق هذا الترتيب الطبيعي، وكحاجة الإنسان للتعامل في الحياة. وهو واضح في مراحل حياة الإنسان ومعاشهم، فالأجنة هيالبداية ويخرجون ليواجهوا المربي الذي يقدم له ما يحتاجه من تربية ورعاية، فإذا كبروا احتاجوا إلى المجتمع وما ينظم علاقتهم به، ثم يأتي سن التكليف حيث يحاسبه الإله
والمجتمعات عموما بين الربوبية والملك، فكل مجتمع يحتاج صغاره إلى المربي ثم إلى السلطة، أما الألوهية فتتأخر وقد تخفى على بعض الناس وتحيطها الشكوك والأوهام .. والإلحاد وتحتاج إلى تذكير
ـ وقد تدرّجت الآيات من الكثرة إلى القلّة
فالربّ هو المرشد الموجّه وقد يكون في المجتمع الواحد العديد من المرشدين والمربّين
لكن لكل دولة أو مجتمع ملك واحد
والدنيا فيها ملوك كثر ولكن إلهها وإلههم واحد
فانتقل من الكثرة للقلة في الصفات من حيث دلالة الكلمة بالعدد (الرب كثير، الملك أقلّ وأما الإله فهو واحد).
ـ وردت كلمة الناس 3 مرات في السورة وكل منها تعني مجموعة من الناس مختلفة عن غيرها نوضحها فيما يلي:
كلمة الناس تطلق على مجموعة قليلة من الناس أو واحد من الناس أو كل الناس.
فالربّ هو مُرشد مجموعة من الناس قد تكون قليلة أو كثيرة
أما الملك فناسه أكثر من ناس المربي
وأما الإله فهو إله كل الناس وناسه الأكثر حتماً.
ولو قالت الآيات: أعوذ برب الناس وملكهم وإلههم لعاد المعنى كله إلى المجموعة الأولى من الناس .. ناس الرب .. دون أن يشمل غيرهم
لذلك لا يغني الضمير هنا، بل لا بد من تكرار المضاف إليه مذكورا صريحا، لأن لكل معنى مختلف
فالتدرج في الصفات بدأ من الكثرة إلى القلة، أما في المضاف إليه (الناس) فبالعكس من القلة إلى الكثرة، فناس المربي أقل، وناس الملك أكثر، وناس الإله هم الأكثر
ـ ولا يجوز أن يأتي بحرف العطف فيقول برب الناس وملك الناس وإله الناس
جاءت (قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس) حتى لا يُظنّ أنهم ذوات مختلفة، بل هي ذات واحدة، فهو سبحانه المربي وهو الملك وهو الإله الواحد. وحتى لا يُظن أن المقصود أكثر من واحد، بل هو واحد سبحانه، فمن أراد الرب يقصد رب الناس ومن أراد الملِك يقصد ملك الناس ومن أراد الإله فلا إله إلا الله
من شر الوسواس الخنّاس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنّة والناس
من شر الوسواس الخنّاس: جاءت الآية باستخدام (من شر الوسواس) وليس (من الوسواس) كما في الاستعاذة من الشيطان: فاستعذ بالله من الشيطانِ الرجيم، لأنه هنا لم يحدد الشيطان، بل قال: من الجِنّة والناس، فجعل الوسواس قسمين: من الجِنّة أو من الناس
فالجِنّة فيهم صالحون وفيهم قاسطون لذا لا يصحّ الاستعاذة من الجِنّة عموماً
وكذلك الناس نحن نستعيذ من الظالمين والأشرار من الناس وليس من الناس كلهم جميعاً ولذا جاءت الآية بتحديد الاستعاذة من الشر (من شر الوسواس الخنّاس)، وأما الشيطان فشرّ كله لذلك جاءت الآية بالاستعاذة منها، أما البشر فلا، ورد في الأثر: (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)
الوسواس: كلمة وسواس على صيغة (فعلال)، وهي صيغة تفيد التكرار لأنه لا ينفك عن الوسوسة
ويسمى في اللغة (تكرار المقطع لتكرار الحَدَث) حيث تكرر فيها المقطع (وس) كما في كلمة كبكب (تكرار كب) وحصحص (تكرار حص) للدلالة على تكرار الحدث.
وصيغة (فعلال) تفيد المبالغة أيضاً
إذن كلمة وسواس تفيد المبالغة والتكرار.
وقد جاء التعبير في الآية بكلمة الوسواس وليس الموسوس، لأن الموسوس لا تفيد المبالغة، ولأنها تقال للشخص الذي تعتريه الوسوسة دون أن تفيد المبالغة
وجاءت الاستعاذة بـ (شر الوسواس) وليس شر الوسوسة فقط للدلالة على أن الاستعاذة إنما تكون من كل شرور الوسواس سواء كانت وسوسة أو لم تكن.
الخنّاس: صفة من (الخنوس) وهو الاختفاء، وهي أيضا صيغة مبالغة، وتدل على أن الخنوس صار نوعا من حرفة يداوم عليها
عندما يكون للمرء عدو ففإنه يحرص على أن يعرف مقدار عدائه ومدى قوته والأساليب التي تمكنه من التغلب عليه أو النجاة منه، وقد أخبرنا الله تعالى عن عدونا أن قصارى ما نستطيع فعله هو أن نخنس وسوسته، لأن الشيطان باق إلى يوم الدين ولا يمكننا قتله أو التخلص منهبطريقة أخرى غير الاستعاذة بالله منه فيخنس الشيطان، أو أن نغفل وننسى فنقع في الوسوسة.
كما جاء في الحديث: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم إن ذكر الله خنس، وإن نسي وسوس)
الذي يوسوس في صدور الناس
ذُكر في الآية مكان الوسوسة وهو الصدور، ولم يقل القلوب لأن الصدور أوسع، وهي كالمداخل للقلب، فمنها تدخل الواردات إلى القلب، والشيطان يملأ الصدر بالوسوسة ومنه تدخل إلى القلب دون أن تترك خلفها ممرا نظيفا يمكن أن تدخله نفحات الإيمان، بل يملأ الساحة بالوساوس قدر استطاعته مغلقا الطريق إلى القلب.
من الجِنّة والناس: الوسواس قسمان، فقد يكون من الجِنّة وقد يكون من الناس
والناس هم المعتدى عليهم، ولذا جاء في الآية (رب الناس) ولم يقل رب الجِنّة والناس
لأن الناس لما وقع عليهم الأذى استعاذوا أو أمروا أن يستعيذوا بربهم ليخلصهم من شر ما أصابهم
وقدم الجنة على الناس لأنهم هم الأصل في الوسوسة، والناس تَبَع، وهم المعتدون على الناس، ووسوسة الإنسي قد تكون من وسوسة الجني
والجِنّة هم الأصل في الوسوسة، ولا تقع الوسوسة في صدورهم بل في صدور الإنس.
وقد وردت في القرآن آية أخرى بتقديم شياطين الإنس على الجنّ وذلك لأن السياق كان عن كفَرة الإنس الذين يشاركون الجن الوسوسة لذا تقدّم ذكرهم على الجنّ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) سورة الأنعام آية 112.
الدكتور فاضل السامرائي: برنامج قول معروف، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
إعداد: أنوار الأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 04 - 2004, 10:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر لك أنوار على إدراج الموضوع الشائق ..
والشكر موصول للأخت سمر ..
دمتم ...........
السراج ..........
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 04 - 2004, 12:49 ص]ـ
ولك الشكر أيها الأخ الفاضل على القراءة والتعليق
أرجو إعادة القراءة لأني قمت بكتابة اللمسات من جديد .. بنفسي هذه المرة
وأطلت فيها كثيرا إذ لم أشأ أن أختصر شيئا من كلام شيخنا السامرائي
إضافة إلى تعديلات أخرى وردت في ما كتب من قبل(/)
الفرق بين استخدام كلمة الله والرب في القرآن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 - 04 - 2004, 04:18 م]ـ
كنت قد قرأت في مكان ما في المنتدى سؤالاً عن الفرق بيت استخدام كلمتي الله والرب لكني لم أعد أذكر أين ولهذا أضع الإجابة بين أيديكم للإطلاع والفائدة:
ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة (الله) و (الربّ) في الآيتين: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا) سورة النساء وقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) سورة النساء؟
لفظ الجلالة الله هو اللفظ العامّ لله تعالى ويُذكر هذا اللفظ دائماً في مقام التخويف الشديد وفي مقام التكليف والتهديد. أما كلمة الربّ فتأتي بصفة المالك والسيّد والمربي والهادي والمشد والمعلم وتأتي عند ذكر فضل الله على الناس جميعاً مؤمنين وغير مؤمنين فهو سبحانه المتفضّل عليهم والذي أنشأهم وأوجدهم من عدم وأنعم عليهم. والخطاب في الآية الثانية للناس جميعاً وهو سبحانه يذكر النعمة عليهم بأن خلقهم والذين من قبلهم، ولذا جاءت كلمة (ربكم) بمعنى الربوبية. وعادة عندما تذكر الهداية في القرآن الكريم تأتي معها لفظ الربوبية (ربّ).
عن الدكتور فاضل السامرائي من برنامج لمسات بيانية على قناة الشارقة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[30 - 04 - 2004, 11:46 م]ـ
أهلا بالغالية سمر
اسمك شع بريقه مقترنا بالبرنامج المميز بين الفضائيات
:)
غاليتي .. واجهت سؤالا في منتدى آخر عن سبب اقتران لفظ الجلالة بالذين آمنوا، والرب بعامة الناس فقلت في نفسي قد يكون لأن لفظ الجلالة هو المختص بالله وهو ذوإشعاع وضيء من الرحمة الإلهية ترتاح بنطقه القلوب ولذلك اقترن بالمؤمنين
وها أنت تاتين من أستاذنا بتمييز بينهما في هاتين الآيتين .. جزاك الله خيرا على هذه المشاركة وعلى المشاركة في الفصيح عموما
نأمل أن يكون عودة قوية إلى عالم اللغة العربية بفروعها المتعددة
وأهلا بك في رياض الفصيح د وما
:)
ـ[الحالمة]ــــــــ[16 - 05 - 2004, 03:04 م]ـ
أحسنتِ لهذا النقل أخيتي وبارك الله فيكِ.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[14 - 07 - 2004, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما يكون لمعرفة الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية علاقة وثيقة للتفريق بين الكلمتين أعلاه0
والله تعالى أعلم وأحكم
ـ[حمزة]ــــــــ[14 - 07 - 2004, 10:04 م]ـ
ما أروعك يا سمر
ومن الملاحظ أيضاً أن كلمة رب هي شاملة، أي تأتي مع كل إسم من أسماء الله الحسنى، حتى الصفات المضادة لبعضها البعض مثلا:
رب شكور، رب غفور ـ رب رحيم، رب جبار، رب منتقم ... وهكذا
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته ... من القبر يجده سناً متههلا
لك التحية سمر وربنا يجعل إجتهادك في ميزان حسناتك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 08:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم إخوتي الافاضل في المنتدى على رأيكم في الموضوع السلام عليكم ولمزيد من هذه اللمسات الرائعة ارجو زيارة موقعي وصفحة الدكتور فاضل لمسات بيانية وكذلك صفحة الدكتور أحمد الكبيسي للفائدة
بارك الله فيكم جميعاً وعلّمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علّمنا
الموقع:
www.islamiyyat.com
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 05 - 2005, 08:31 م]ـ
ربما الأخت سحر تقرأ هذا الكلام
قلت ناقلة عن الدكتور فاضل ((أما كلمة الربّ فتأتي بصفة المالك والسيّد والمربي والهادي والمشد والمعلم)
هل يمكن أن تكوني أخطأت النقل؟؟(/)
مجلس قرآني 1 .. متشابهات وتأملات
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 05 - 2004, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة لرواد الفصيح وزواره من محبي لغة القرآن العظيم
لا شك أيها الأفاضل أننا ندرك أن أشهى ثمرة لإتقان لغتنا هي تدبر القرآن الكريم وحسن تلقيه وفهمه
لذلك سأعتبر هذه الصفحة مجلسا قرآنيا نجتمع في ظلاله نتدارس بعض آيات الكتاب ونستفيد مما آتانا الله من علم نتبادله بيننا
سأعرض سؤالا عن آيات متشابهات من القرآن الكريم وأطلب جوابا لما قد يخطر بالبال من أسئلة عن سبب بعض ما قد نراه بينها من اختلافات
ويثري كل منا هذا المجلس القرآني بما يفتحه الله عليه وبما قرأه أو سمعه
فعلينا أن نفكر أولا، ونقرأ ثانيا، ثم نتحاور ثالثا
وأنا هنا لأستفيد منكم وأفكر معكم وأتعلم برفقتكم
ولكن اسمحوا لي هذه المرة بعرض السؤال الأول، وبعد الانتهاء من الردود حوله يمكن لأي محب للغة القرآن أن يطرح السؤال الثاني ليكون محور بحثنا القادم في المجلس القرآن يالجديد في ظلال الرحمة الإلهية
أبدأ بهذا الآيات
* "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ).وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُون" البقرة:49 + 50
* "وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ" الأعراف:141
* "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ" إبراهيم:6
وها هنا سؤالان وإن كان محور الحديث واحدا
الأول: لم قال تعالى (نجيناكم) في النجاة من عذاب فرعون في سورة البقرة، وقال (أنجيناكم، وأنجاكم) في الأعراف وإبراهيم؟
الثاني: لم قال عن النجاة من العذاب في البقرة (نجيناكم)، وقال عن النجاة من البحر (أنجيناكم)؟
ـ[سامح]ــــــــ[07 - 05 - 2004, 01:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بورك هذا الحرص وتلك المبادرة لتوثيق صلة اللغة بالقرآن
والاستفادة منها لأجل التعمق في فهم هذا النظم الجليل الذي
لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ..
نحن معكِ في مجلسك ..
ولكن نظراً لخطورة الخطأ الذي قد يحصل بالتعجل في الوصول
إلى بعض أسرار الإعجاز القرآني نؤثر أن نتأنى ونتروى في البحث
والتمحيص حتى لاتزل قدم بعد ثبوتها ..
جزاكِ الله خيراً على ماتقدمين
ونسأل الله أن يعيننا على شغل أوقاتنا على الشبكة
بتبادل العلم النافع .. وتقديم الخير لهذه الأمة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 06 - 2004, 10:34 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ سامح على المشاركة
والحق معك في الانتظار
قرأت هذا البحث ولخصته هنا
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=3545
وما زال البحث جاريا
من الجميع كما أرجو!!!
ـ[حمزة]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 01:13 ص]ـ
أستاذتي / أنوار
الإنجاء يكون سريعاً مثل الإنجاء من البحر لا يحتمل التأخير، والتنجي لأنه من العذاب يكون على مراحل
ولكن دعك من سورة إبراهيم ودعك من قصة البحر. لماذا ذكر في سورة البقرة (ونجيناكم) وذكر في سورة الأعراف (وأنجيناكم) مع أن الآيتين متشابهتين تماماً ولا يوجد عطف بعد عبارة (يسومونكم سوء العذاب)
أرجو التوضيح؟؟؟؟؟
أعرض عليك لغزاً آخراً ارجو الاجتهاد فيه:
(ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم)
(ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم)
لماذا التقديم والتأخير في الضمائر؟
سبحانك اللهم وبحمدك
جل وعلا في شأنه
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 07 - 2004, 11:59 م]ـ
أخي الفاضل حمزة
أهلا بك وبأسئلتك
وقد أجبت عليها في موضوع: من دقائق التعبير القرآني
وأعيد الجواب باختصار
سياق سورة الأعراف ذكر مظاهر أكثر للعذاب الذي واجهه بنو إسرائيل
فاقتضى الرفق بهم وإتمام نعمة الله استعمال الفعل الدال على السرعة أنجى
وما آية الرزق فإنها في قوله نرزقهم وإياكم قدم رزق الأبناء لأنهم يخشون أن يصابوا بالفقر فلا يجدوا ما ينفقونه على أبنائهم
وأما عند قوله: نرزقكم وإياهم
فقد كان سبب قتل الأولاد أنهم في فقر بالفعل، وليس الأمر مجرد وهم أو خوف منه، فقدم رزقهم لأنهم الحاضرون والمحتاجون الآن إلى الرزق، وقبل أن يرزقوا بأطفال لم يجدوا لأنفسهم رزقا
والله العالم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 05:28 م]ـ
الاخت الكريمة أنوار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سورة الانعام: ولاتقتلوا اولادكم من إملاقٍ - هنا الفقر موجود فأكد بأنّ الله يرزق الاباء قبل الابناء
أمّا في سورة الاسراء ولاتقتلوا أولادكم خشية أملاق- الفقر في هذه الحالة غير موجود فأتى بلفظ خشية للمستقبل فقدم رزق الابناء على رزق الاباء
وجزاكم الله خيرا(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[07 - 05 - 2004, 12:58 ص]ـ
من لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي، ومن إعجاز القرآن للأستاذ محمد إسماعيل عتوك
أولاً- يقول الكتور فاضل:
لماذا قال الله تعالى أعطيناك ولم يقل آتيناك؟
أعطيناك: لماذا لم يقل آتيناك؟ هناك تقارب صوتي بين آتى وأعطى وتقارب من حيث المعنى أيضا لكن آتى تستعمل لما هو أوسع من أعطى في اللغة فقد يتقاربان.
آتى تستعمل لأعطى وما لا يصح لأعطى (يؤتي الحكمة من يشاء) (ولقد آتينا موسى تسع آيات) (وآتيناهم ملكاً عظيماً). آتى تستعمل للرحمة، للحكمة، للأموال (وآتى المال على حبه) وتستعمل للرشد (وآتينا إبراهيم رشده). آتى تستعمل عادة للأمور المعنوية (لقد آتيناك من لدنا ذكرا) وقد تستعمل للأمور المادية أيضا.
أما أعطى فهي تستعمل في الأمور المادية فقط (وأعطى قليلاً وأكدى) (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى)
إذن آتى تستعمل للأموال وغير الأموال وأكثر استعمالها للأمور الواسعة والعظيمة كالملك والرشد والحكمة.
وأعطى للتخصيص على الأغلب وهناك أمور لا يصح فيها استعمال أعطى أصلا كالحكمة والرشد.
وما دامت كلمة آتى أوسع استعمالا فلماذا إذن لم يستعمل آتى بدل أعطى؟
الإيتاء يشمله النزع بمعنى انه ليس تمليكا إنما العطاء تمليك. والإيتاء ليس بالضرورة تمليكا (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) (وآتيناه من الكنوز .... ثم خسفنا به وبداره الأرض) إذن الإيتاء يشمله النزع أما العطاء فهو تمليك. في الملك يستعمل الإيتاء لأنه قد ينزعه سبحانه أما العطاء فهو للتمليك وبما انه تمليك للشخص فله حق التصرف فيه وليس له ذلك في الإيتاء. (رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي .... هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) أي بما انه عطاء من الله تعالى لسيدنا سليمان فله حق التصرف في عطاء الله له.
وقد يكون الإيتاء آية فليس للنبي حق التصرف بها بل عليه تبليغها ورب العالمين ملك رسوله ? الكوثر وأعطاه إياه تمليكاً له أن يتصرف فيه كيفما شاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيًا- يقول الأستاذ محمد إسماعيل عتوك في مقال له نشر في جريدة البيان الإماراتية:
20 Nov 2003 13:36:17 GMT
من اعجاز القرآن
تنزيل من رب عظيم
قال تعالى مخاطباً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم «انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر» الكوثر 1 ـ 2. وقال سبحانه: «ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم» الحجر 87. لماذا قال سبحانه في آية الكوثر: اعطيناك، وقال في آية الحجر: اتيناك؟ .. وهل من فرق بين العطاء والايتاء؟ واجاب احدهم عن ذلك بأن العطاء والايتاء بمعنى واحد، إلا ان العطاء يكون في المال والايتاء يكون في غير المال، كالعلم، والرحمة، والحكمة، الملك، ونحو ذلك.
واستدل على الأول بآية الكوثر السابقة، وبقوله تعالى «ولسوف يعطيك ربك فترضى» الضحى 4، وعلى الثاني بقوله تعالى: «ولقد آتينا داود وسليمان علماً» النمل 15، «وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب» ص 20، «آتيناه رحمة من عندنا» الكهف 65.
واضاف قائلاً: ان العطاء لا ينزع من المعطى له بخلاف الايتاء. واستدل على ذلك بقوله تعالى «هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب» ص 39.
وقوله تعالى: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك فمن تشاء» آل عمران 26.
وهنا لابد من ان نفرق بين العطاء والاعطاء .. اما العطاء فهو النوال، واما الاعطاء فهو الانالة، وهو مصدر للفعل اعطى، والعطاء اسم لهذا المصدر، تقول اعطيته اعطاء وعطاء، كما تقول: اكرمته اكراماً وكرماً، فالاول مصدر، والثاني اسم ـ له. ويختص بما هو صلة ويكون في المال وفي غيره.
ومثاله قوله تعالى ملبياً دعاء سليمان ـ عليه السلام ـ حين دعاه بقوله: «قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي انك انت الوهاب» ص 35. فأجابه سبحانه وتعالى: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ـ والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين بالاصفاد) ص 36 ـ 38. ثم قال له صلى الله عليه وسلم «هذا عطاؤنا فأمنن أو امسك بغير حساب» ص 39.
(يُتْبَعُ)
(/)
اي: هذا العطاء الذي اعطيناك من الملك والمال، والبسطة هو عطاؤنا، لا عطاء غيرنا، ف «أمنن، أو أمسك بغير حساب». أي: فأعط منه ما شئت، أو امنع، مفوض اليك التصرف فيه. أي غير محاسب على شيء من الأمرين.
ومثل ذلك قوله تعالى في عطاء المؤمنين: «وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ» هود 108، «إن للمتقين مفازا، حدائق واعنابا، وكواعب اترابا، وكأساً دهاقاً، لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا، جزاء من ربك عطاء حسابا» النبأ 36.
هذا هو الاصل في العطاء، ان يكون اسماً للمصدر اعطاء، اما الايتاء فأكثر اللغويين على تفسيره بالاعطاء .. والصحيح الذي عليه المحققون ان بين الايتاء والاعطاء فرقاً من وجهين:
احدهما: ان الايتاء يحتمل ان يكون واجباً، وان يكون واجبا، وأن يكون تفضلا. أما الاعطاء فإنه بالتفضل اشبه، نحو قوله تعالى: (انا أعطيناك الكوثر) الكوثر: 1. فهذا العطاء عطاءُ تفضل، بدليل ان الله سبحانه أمره بالصلاة، والنحر عقب ذلك، فقال جل جلاله: (فصل لربك وانحر)، ولو كان واجبا، لما امره بذلك. ومثله قوله تعالى:
(ولسوف يعطيك ربك فترضى) الضحى: 4. ثم قال له: (فأما اليتيم فلا تقهر ـ وأما السائل فلا تنهرـ وأما بنعمة ربك فحدث).
ولكون العطاء اشبه بالتفضل، خص دفع الصدقة، في القرآن الكريم بالايتاء، دون الاعطاء، لكونها واجبة، نحو قوله تعالى: (وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) الانبياء: 73، وقوله تعالى: (أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة) البقرة: 277. فهذا من الايتاء الواجب، وهو في المال ـ كما ترى.
ومن الايتاد الواجب، في المال ـ ايضا ـ قوله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة) النساء: 24. ومن الايتاء الذي يكون تفضلا، في غير المال قوله تعالى: (لقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد) سبأ: 10.
وثانيا: ان الاعطاء يستعمل في القليل، والكثير، من كل شيء، نحو قوله تعالى: (أفرأيت الذي تولى ـ وأعطى قليلا وأكدى) النجم: 33 ـ 34. وقوله تعالى: إنا أعطيناك الكوثر) الكوثر: 1. ولسوف يعطيك ربك فترضى) الضحى: 4، وقوله تعالى: (قال فمن ربكما يا موسىـ قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) طه: 50.
أما الايتاء فلا يستعمل الا في الشيء العظيم، مالا كان ذلك الشيء، او غيره، ومثاله قوله تعالى: (او يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيماً) النساء: 54، وقوله تعالى: (وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين) النمل: 15، وقوله تعالى: (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا) النساء: 20.
ومن ذلك قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم). اي: قد اوتيت النعمة العظمى، التي كل نعمة، وإن عظمت، فهي اليها حقيرة ضئيلة، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم. وفي حديث ابي بكر رضي الله عنه: «من أوتي القرآن، فرأى ان أحدا أوتي من الدنيا افضل مما اوتي فقد صغر عظيما، وعظم حقيرا».
وقال الراغب الاصفهاني في كتابه (المفردات في غريب القرآن): «كل موضع ذكر في وصف الكتاب (آتينا) فهو ابلغ من كل موضع ذكر فيه ـأوتوا)، لأن (أوتوا)، قد يقال اذا اولي من لم يكن منه قبول، و (آتينا)، يقال فيمن كان منه قبول». فتأمل عظمة هذا الكلام، الذي يشهد انه تنزيل من رب عظيم!!
محمد اسماعيل عتوك
رياضة | فنون | منوعات | كتب وترجمات | الرأي | سياسة | محليات | اقتصاد | الأولى
حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة البيان للطباعة والنشر
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 02:30 ص]ـ
جهد مشكور يا أستاذ محمد عتوك في محاولات البحث في الإعجاز البياني
ويلح علي الآن سؤال وهو لماذا جئت بقولك (وأجاب أحدهم) بلا تحديد اسمه وواضح أنك تقصد الدكتور فاضل؟
ثانيا ـ لم أفهم ما تريده بالضبط: أتريد أن تقول إنك أتيت بإضافات إلى ما قاله الدكتور أو أنك ترى أن كلامه خطأ وأنك جئت بالصواب دونه؟ مع إني لم ألحظ أنك جئت بما يخالف الدكتور ولكنك جئت بوجه زائد وهو الواجب والتفضل، وهذا من التنوع المطلوب.
وقوله إن الإيتاء يشمل النزع لا يعني أن كل إيتاء ينزع
ثالثا ـ تفضلت بالقول
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة الهيثم 2
وهنا لابد من ان نفرق بين العطاء والاعطاء .. اما العطاء فهو النوال، واما الاعطاء فهو الانالة، وهو مصدر للفعل اعطى، والعطاء اسم لهذا المصدر، تقول اعطيته اعطاء وعطاء، كما تقول: اكرمته اكراماً وكرماً، فالاول مصدر، والثاني اسم ـ له. ويختص بما هو صلة ويكون في المال وفي غيره.
العطاء قد يكون اسما وقد يكون اسم مصدر
أما (كرم) فليست اسم مصدر، إنها مصدر ثلاثي سماعي
وقولك في العطاء: (إن اسم المصدر يختص بما هو صلة له) فأظن أنك تخلط بين الاسم واسم المصدر، لهذا أوردت لك الملحوظة الأولى عن مجيء الكلمة اسما واسم مصدر، فاسم المصدر هو بمعنى المصدر تماما ويعمل عمله، وأرجو من الإخوة في المنتدى أن يؤكدوا هذا الكلام أو ينفوه أو يصححوه
وقوله عز وجل: هذا عطاؤنا تحتمل الاسمية والمصدرية، وهذا من باب الدلالة الاحتمالية في اللغة وهي تعطي المعنى أبعادا أكثر، وتجمع له بين معان متعددة
وتعريف اسم المصدر في الكتب الحديثة: هو اسم يدل على الحدث المجرد من الزمان ونقصت أحرفه عن أحرف فعله لفظا وتقديرا ومن غير عوض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 05:43 ص]ـ
أشكرك على هذا الدرس الممتع في علم الصرف، وقد كنت محقة في قولك: إن عطاء يحتمل أن يكون اسمًا، واسم مصدر، وكرمًا ليس باسم مصدر، وكان ينبغي أن يكون المثال: سلمت تسليًا، وسلامًا.
ولكنك نست أن الكلام هو في المقارنة بين الإيتاء، والعطاء، وليس في المقارنة بين المصدر، واسمه .. وعلى كل فكون العطاء مصدرًا، أو اسم مصدر، لا يغير من الأمر شيئًا فيما نحن بصدده.
فالدكتور فاضل يقول: (أما أعطى فهي تستعمل في الأمور المادية فقط (وأعطى قليلاً وأكدى) (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى).
إذن آتى تستعمل للأموال وغير الأموال وأكثر استعمالها للأمور الواسعة والعظيمة كالملك والرشد).
والله سبحانه وتعالى يقول ملبياً دعاء سليمان ـ عليه السلام ـ حين دعاه بقوله: «قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب» ص 35. فأجابه سبحانه وتعالى بقوله: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ـ والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين بالأصفاد) ص: 36 ـ 38. ثم قال له: «هذا عطاؤنا فأمنن أو أمسك بغير حساب» ص 39.
والسؤال الذي ينبغي أن يسأل هنا: هل عطاء الله تعالى لسليمان كان مختصًا بالمال فقط، كما ذهب إلى ذلك الدكتور فاضل في قوله السابق؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 02:08 ص]ـ
أؤكد ما قلته من أن الأستاذ عتوك قد جاء بمعنى زائد
فالمقالان مكملان لبعضهما بعضا
وأؤكد أن طريقة عرض الأستاذ عتوك لمقاله جاءت مبهمة غير واضحة، هل هو يخطئه أو يضيف إلى كلامه؟ لم يكن سيضره شيء لو قال مثلا: إن هناك معاني أخرى يمكن أن نستنتجها من استقراء الآيات
أما تعمد رمي الدكتور بالخطأ ـ وهذا ما يفعله دوما ـ فغير مقبول
فإن العلماء قد وجدوا أكثر من خمسة أوجه في الفروق بين الكلمتين
كما أنه قال عن الدكتور في مكان ما إنه يأتي بما اعتاده جمهور النحاة، فإن خطّأ الدكتور فهو يخطئ كل النحويين من خلفه وكلنا عالة عليهم
والدكتور قد قال: في الأمور المادية
وهذه لا تعني الأموال فقط، فالمادية تقابلها المعنوية، ويدخل في الأمور المادية الملك وما يصلح للامتلاك أو الانتفاع من غير المعنويات التي هي مثل الآيات والحكمة والرحمة
ثم إنه قال كما سمعته: غالبا، ولم يعمم
وتقول:
=====
وعلى كل فكون العطاء مصدرًا، أو اسم مصدر، لا يغير من الأمر شيئًا فيما نحن بصدده.
فإن كان هذا صحيحا عندك فلماذا قال الأستاذ عتوك في بدايات مقاله: لا يد من التفريق بين العطاء والإعطاء؟
لا شك أنه يرى لهذا فائدة كبيرة
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 04:28 ص]ـ
السلام على من اتبع الهدى .. وبعد.
1 - [فالدكتور فاضل يقول:" أما أعطى فهي تستعمل في الأمور المادية فقط. (وأعطى قليلاً وأكدى)، (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى).
إذن آتى تستعمل للأموال وغير الأموال وأكثر استعمالها للأمور الواسعة والعظيمة كالملك والرشد)].
2 - وأنت تقولين: (فإن كان هذا صحيحا عندك فلماذا قال الأستاذ عتوك في بدايات مقاله: لا يد من التفريق بين العطاء والإعطاء؟
لا شك أنه يرى لهذا فائدة كبيرة)
3 - وأقول: إن التفريق بين العطاء، والإيتاء على أساس أن الأول لا يستعمل إلا في الأمور المادية فقط، وأن الثاني يستعمل للأموال، وغير الأموال، واضح في كلام الدكتور فاضل، لا يحتاج إلى تأويل، أو تبرير.
وليس هكذا يفرق العلماء بين العطاء، والإيتاء؛ وإنما يفرقون بينهما بما ذكر في المقال السابق؛ وهو الآتي:
(والصحيح الذي عليه المحققون أن بين الإيتاء والإعطاء فرقاً من وجهين:
أحدهما: أن الإيتاء يحتمل أن يكون واجباً، وأن يكون تفضلا. أما الإعطاء فإنه بالتفضل أشبه، نحو قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر: {الكوثر:1}. فهذا العطاء عطاءُ تفضل، بدليل أن الله سبحانه أمره بالصلاة، والنحر عقب ذلك، فقال جل جلاله: {فصل لربك وانحر}. ولو كان واجبًا، لما أمره بذلك ...
ولكون العطاء أشبه بالتفضل، خص دفع الصدقة، في القرآن الكريم بالإيتاء، دون الإعطاء، لكونها واجبة ...
وثانيهما: أن الإعطاء يستعمل في القليل، والكثير، من كل شيء، نحو قوله تعالى: {أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا وأكدى} [النجم: 33 ـ 34]. وقوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] ...
أما الإيتاء فلا يستعمل إلا في الشيء العظيم، مالاً كان ذلك الشيء، أو غيره ... ).
4 - قال الراغب الأصفهاني:" والإعطاء: الإنالة. (حتى يعطوا الجزية). واختصَّ العطية، والعطاء بالصلة. قال: {هذا عطاؤنا} ".
5 - قولك: (وأؤكد أن طريقة عرض الأستاذ عتوك لمقاله جاءت مبهمة غير واضحة، هل هو يخطئه أو يضيف إلى كلامه؟).
بعد كل هذا الوضوح والبيان تقولين طريقة عرض المقال مبهمة، وغامضة. أما إن كان يخطىء الدكتور فاضل، أو يضيف إلى كلامه فهذا ليس من شأنك؛ إلا إذا كان الدكتور فاضل قد أوكل إليك الدفاع عنه. فما بين الأستاذ عتوك، وبين الدكتور فاضل لا تعرفين أنت شيئًا عنه. ولهذا لا أرغب لك أن تضعي نفسك في هذا الموضع. عليك فقط أن تحكمي بصحة ما تقرأين، أو بخطأه. وهذا من حق كل أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 01:18 ص]ـ
قلتُ إن الدكتور قال: الأمور المادية وليست الماديات حكرا على الأموال
أما ما بين الدكتور وبين الأستاذ محمد عتوك فليس من شأني ولا أريد معرفته، ولكن يهم كل قارئ أن يعرف غرض كاتب المقال ما دام قد عرضه للناس
وأما دفاعي فليس عن شخص بل هو عن مبادئي التي لا تستطيع أن تقبل بسهولة من يرمي الناس بالخطأ ويرى أنه الصواب الوحيد، حتى إن جئت بأمثلة من كبار الأعلام في تراثنا
فما أجمل كلمة الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
والمرء يستطيع أن يقول إن غيره قد أخطأ ـ إن رأى ذلك ـ بأسلوب غير مباشر وبدون كلمات مثل السذاجة والادعاء .. وذلك كان سبب عدم تقبلي للأمر مع ما ظهر واضحا من العنوان، وإلا فإني لا أدافع عن أشخاص مهما أيا كانوا، ويمكنني تقبل الآراء المخالفة علميا بسهولة مع استيضاح ما قد يخفى أو يشكل
فما يشكل علي أريد أن أسأل عنه إلى أن أقتنع به، واقتناعي به لا يعني أنه هو الصواب الذي أقبله فقط وأنفي غيره من الآراء
والدكتور كما أسلفت أنت ليس معصوما عن الخطأ .. لا هو ولا غيره
ولست في مجال تحكيم بينهما ولا يحق لي أن أقول هذا صواب وهذا خطأ(/)
إلى أنوار الأمل (لمسات بيانية)
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[07 - 05 - 2004, 02:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي، ومن أسرار الإعجاز البياني في القرآن للأستاذ محمد إسماعيل عتوك.
ـــــــــــــــــــــــ
أولاً- يقول الدكتور فاضل السامرائي في الفرق بين السموات والأرض:
السماء والسموات
السماء في اللغة وفي المدلول القرآني لها معنيان
1ـ واحدة السموات السبع، كقوله تعالى: "ولقد زَيّنا السّماءَ الدنيا بِمَصابيح " الملك، وقوله: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ" ـ الصافات:6
2ـ كل ما علا وارتفع عن الأرض
ـ فسقف البيت في اللغة يسمى سماء، قال تعالى: " مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ" ـ الحج:15 يقول المفسرون: (أي ليمد حبلا إلى سقف بيته ثم ليخنق نفسه) فالسماء هنا بمعنى السقف
ـ وقد تكون بمعنى السحاب: "أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا " ّالرعد:17
ـ وقد تكون بمعنى المطر: " ينزل السماء عليكم مدرارا" نوح
ـ وقد تكون بمعنى الفضاء والجو: "أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" ـ النحل:79
ـ وقوله عن السحاب: "فيبسطه في السماء كيف يشاء"
و ذكر هذا الارتفاع العالي: "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:125)
فالسماء كلمة واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف
مثال آخر:
" وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ" ـ الحجر:15
فالإنسان إذا خرج من جو الأرض انتقل إلى ظلام فلا يبصر
وبهذا تكون السموات جزءا من السماء، لأن السماء كل ما علا وارتفع مما عدا الأرض، والسموات جزء منها بهذا المعنى الواسع الذي يشمل الفضاء والسقف والمطر والسحاب، فإن (السماء) تكون أوسع من (السموات) فهي تشملها وغيرها
قال تعالى: " قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:6)
وقال: "ربي يعلم القول في السماء والأرض" لأن القول أوسع من السر، فهو قد يكون سرا
" وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ" ـ المجادلة: 8
وقد يكون جهرا فهو أوسع من السر والسر جزء منه
فلما وسع قال (القول) وسع وقال (في السماء). ولما ضيق وقال (السر) قال (السموات)
فبهذا المعنى الشامل تكون (السماء) أوسع بكثير من (السموات)، ولذلك لما قال (السموات) قال (عرضها السموات)، ولكن عندما اتسعت اتساعا هائلا جاء بأداة التشبيه (عرضها كعرض السماء) لأن المشبه به عادة أبلغ من المشبه، فهي لا تبلغ هذا المبلغ الواسع الذي يشمل كل شيء
كلمة (السماء) تأتي عامة "والسماء بنيناها بأيد"، "وفي السماء رزقكم وما توعدون"، "أأمنتم من في السماء .. " ثم تتسع لأشياء أخرى، فعندما يقول: "سبع سموات طباقا" فهي ليست الفضاء ولا السقف ولا السحاب، فعندما اتسعت قال (كعرض السماء) وعلى هذا بني التعبير كله في الآيتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيًا- ويقول الأستاذ محمد إسماعيل عتوك في مقال له نشر في الملتقى العلمي لأهل التفسير في شبكة التفسير والدراسات القرآنية: (من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر مجيء لفظ (السماء) مجموعًا ومفردًا، خلافًًا للفظ (الأرض).
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله جل جلاله: {أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} [الأنبياء:30] 00 وقال عز من قائل: {وفي السماء رزقكم وما توعدون* فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون} [الذاريات:22 - 23] 0
والسؤال الذي يتردد كثيرًا: لماذا جاء لفظ (السماء) في القرآن الكريم مجموعًأ تارة؛ كما في آية الأنعام السابقة، وجاء مفردًا تارة أخرى؛ كما في آية الذاريات، خلافًا للفظ (الأرض) الذي لم يرد في القرآن الكريم إلا مفردًا؟
والجواب عن ذلك من وجهين: أحدهما لفظيٌّ0 والآخر معنويٌّ0
1 - فأما الوجه اللفظيُّ فإن لفظ السماء هو اسم جنس، يطلق على المقابل للأرض0 والأصل فيه التأنيث؛ كقوله تعالى: {إذا السماء انشقت} [الانشقاق:1]، وقد يذكر؛ كقوله تعالى: {السماء منفطر به} [المزمل:18] 00 ويستعمل للواحد؛ كما في الآيات السابقة، وللجمع؛ كما في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات} [البقرة:29] 0
ويطلق لفظ (السماء)، ويراد به العلوُّ0 قال بعضهم: كل سماء بالإضافة إلى ما دونها فسماء، وبالإضافة إلى ما فوقها فأرض؛ إلا السماء العليا فإنها سماء بلا أرض00 أما لفظ الأرض- وإن كان اسم جنس مؤنث، يطلق على الجرم المقابل للسماء- فإنه في الأصل مصدر لقولك: أرَضَ، على وزن فعَل؛ كضرب0 ويُعبَّر به عن أسفل الشيء؛ كما يعبَّر بالسماء عن أعلى الشيء0
ويماثل الأرض في لفظها: السَّفْل، والتحْت؛ وهما لا يثنَّيان، ولا يجمعان0 ويأتي في مقابلهما: الفوق، والعلو؛ وهما كذلك، لا يثنَّيان، ولا يجمعان؛ لأن المصادر لا تثنى، ولا تجمع، خلافًا للأسماء00 ولهذا جمع لفظ السماء، ولم يجمع لفظ الأرض0
أما قولهم: الأراضي، الأرضون فهما خلاف القياس0 يضاف إلى ذلك أنه ليس فيهما من الفصاحة والعذوبة ما في لفظ السموات، بدليل أنك تجد السمع ينبو عنهما بقدر ما يستحسن لفظ السموات00 فلفظ السموات يلج في السمع بغير استئذان لنصاعته، وعذوبته0 أما لفظ الأراضي، أو الأرضون فلا يأذن له السمع إلا على كره0
2 - وأما الوجه المعنوي فإن الكلام متى اعتُمِد به على السماء المحسوسة، التي هي السقف الرفيع، وقُصِد به إلى ذاتها، دون معنى الوصف، صحَّ جمعها00 ومتى اعتمِد الكلام على معنى الوصف- أي: معنى العلو والرفعة- جيء بلفظها مفردًا00 أما الأرض فأكثر ما تجيء مقصودًا بها معنى التحت، والسفل- أي: معنى الوصف- دون أن يقصَد ذواتها وأعدادها0 ولهذا جاء لفظها في القرآن مفردًا0
فإذا جاءت الأرض مقصودًا بها الذات والعدد، جيء بلفظ يدل على التعدد؛ كما في قوله تعالى: {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا} -[الطلاق:12] 0
وقد قيل في تفسير هذه الآية: إن الأرض واحدة، وأن المماثلة بينها، وبين السماوات في التركيب والخصائص0 وقيل: في الإبداع والإحكام0 والصحيح الذي عليه الجمهور أنها سبع، وأن المماثلة بينها، وبين السماوات في التعدد، وفي كونها طباقًا بعضها فوق بعض0 هذا ما نصَّت عليه الآية الكريمة، وأيدته الأحاديث الشريفة، وأكده العلم الحديث0 فأرضنا هذه التي نعيش فوقها هي سبع أرضين، بعضها فوق بعض، وليست أرضًا واحدة0
تأمل بعد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم:” من ظلم شبر أرض طُوِّقه من سبع أرَضين“، تجد أن المقصود به ذات الأرضين، وأنفسها على التفصيل والتعيين لآحادها، دون الوصف لها بتحت أو سفل، في مقابلة فوق أو علو00 ولهذا جيء بلفظها مجموعًا؛ كما جيء بلفظ السماء مجموعًا للعلة نفسها00 هذا فرق0
وفرق آخر: وهو أن الأرض لا نسبة لها إلى السموات وسعتها؛ بل هي بالنسبة إليها كحصاة في صحراء0 فهي- وإن تعددت، وتكبَّرت- فإنها بالنسبة إلى السماء كالواحد القليل0 ولهذا اختير لها اسم الجنس0
(يُتْبَعُ)
(/)
وفرق ثالث: وهو أن الأرض دار الدنيا التي هي بالإضافة إلى الآخرة؛ كما يدخل الإنسان أصبعه في اليمِّ، فما تعلق بها هو مثال الدنيا من الآخرة00 والله تعالى لم يذكر الدنيا إلا مقللاً لشأنها0 وأما السموات فليست من الدنيا- على أحد القولين فيها- وإنها مقرُّ ملائكة الرب تعالى، ومحل دار جزائه، ومهبط وحيه0 ولهذا ناسب التعبير عنها بلفظ الجمع؛ لأن المقصود ذواتها، لا مجرد العلو والفوق00 أما إذا أريد الوصف الشامل للسموات- وهو معنى العلو والفوق- أفرد لفظها بحسب ما يتصل به من الكلام والسياق (1) 0
تأمل بعد ذلك كيف جاء لفظ السماء مجموعًا في قوله تعالى: {وهو الله في السموات والأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون} [الأنعام:3] 0 والسر في ذلك يرجع إلى أن المراد من الآية: هو الله المعبود في كل واحدة من السموات0 ففي كل واحدة من هذا الجنس هو المألوه والمعبود00 فذكر الجمع- هنا- أبلغ، وأحسن من الاقتصار على لفظ الجنس الواحد0
وتأمل كيف جاء لفظها مجموعًا في قوله تعالى: {تسبح له السموات السبع} [الإسراء:44] 0 والسر في ذلك يرجع إلى أن المراد من الآية: الإخبار بأنها تسبح له سبحانه، بذواتها وأنفسها، على اختلاف عددها0 وأكد هذا المعنى بوصفها بالعدد، ولم يقتصر على السموات0
ونحو ذلك قوله تعالى: {أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} [الأنبياء:30] 0 فالمراد من الآية الدلالة على إلاهيته، ووحدانيته سبحانه، وأنه لا مبدع، ولا خالق سواه0 ولهذا كان لفظ السموات مجموعًا أبلغ من مجيئه مفردّا0
ثم تأمل كيف جاء لفظ السماء مفردًا في قوله تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور* أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير} [الملك:16 - 17] 0 والسر في ذلك يرجع إلى أن المراد من الآية: الوصف الشامل، والفوق المطلق للسماء، ولم يُرَد سماء معينة مخصوصة0
أما قوله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} [الذاريات:22]، فجاء لفظ السماء فيه مفردًا؛ لأن الرزق هو المطر، والذي وعدنا به هو الجنة، وكلاهما في هذه الجهة، لا في كل واحدة من السموات، فكان لفظ الإفراد أليق بالمقام00 وجاء لفظ السماء والأرض مفردين في قوله تعالى: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون} [الذاريات:23]، إرادة لهذين الجنسين0 أي: رب كل ما علا، وكل ما سفل0 فلما كان المراد عموم ربوبيته تعالى، أتى بالاسم الشامل لكل ما يسمَّى سماء، وكل ما يسمَّى أرضًا؛ وهو أمر حقيقي لا يتبدل، ولا يتغير، وإن تبدلت عين السماء والأرض0
فتأمل هذه الأسرار المعجزة، التي ينطق بها البيان الأعلى في كل لفظ من ألفاظه، مما يشهد أنه تنزيل من حكيم حميد0
ــــــــــــــــــ
(1) - هذه الفروق مع الشواهد ذكرها ابن قيِّم الجوزية في كتابه البديع (بدائع الفوائد) 0 وقد نقلتها عنه بتصرف0
محمد إسماعيل عتوك
ابلاغ المشرف |
وقال في مقال آخر له، عنوانه: (سر فتق السموات والأرض بعد رتقهما) ردًّا على أحد الأعضاء في الملتقى العلمي:
الله تعالى يقول: {ألم تر أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما}، وهم يقولون في تأويله: (ألم تر أن السماء والأرض كانتا رتقين، ففتقناهما} 0
لقد قلت في مقالي السابق: (إذا كان المراد بالسموات: السماء، فلم لم يقل سبحانه وتعالى: ألم تر أن السماء والأرض، كما قال في غيرها من الآيات؟ وأقول هنا: (إذا كان المراد بقوله تعالى: (رتقًا): رتقين- كما قالوا- فلم لم يقل سبحانه: (ألم تر أن السموات والأرض كانتا رتقين ففتقناهما)؟ ثم ما الحكمة من أن الله تعالى قال شيئًا، وأراد شيئًا آخر، كما قالوا؟
الله تعالى عندما يقول شيئًا فهو جل جلاله يعني ما يقول، وما على الذين يعرفون جوهر الكلام، ويدركون أسرار البيان إلا أن يتدبروا قول الله تعالى، ويتأولوه التأويل الصحيح00
الله تعالى عندما بأتي بلفظ السموات بالجمع؛ فإنما يريد التعبير عن حقيقة هذه السموات، وماهيتها، وعندما يأتي بلفظ السماء مفردًا؛ فإنما يريد التعبير عن صفة هذه السماء0 أما الأرض، فإذا ذكرت مع لفظ السموات، كان المراد منها الجمع، وإذا ذكرت مع لفظ السماء، كان المراد منها المفرد0 وهذا ما بينته في مقالي (سر مجيء لفظ السموات، بالجمع، وبالمفرد، خلافًا للفظ الأرض) 0
محمد إسماعيل عتوك
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 02:36 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ أود أن أعرف لم خصصت الموضوع بهذا العنوان وكان يمكنك أن تستعمل له ما يناسب مضمونه؟
على كل أعجبني ما قلته عن الفرق بين السماء والسموات فهو تحليل لطيف
ـ ثانيا ـ قلتَ أنت أن الدكتور ذكر الكلام الذي أوردتَه في الأعلى في مقام التفريق بين السماء والأرض
وهذا غير صحيح أبدا ويشهد على كلامي كل من يقرأ كلام الدكتور فهو لا يفرق بين السماء والأرض بل لا داعي لذلك أصلا في هذا الموطن، إنه يتعرض للفروق بين الآيتين اللتين لم تتفضل بنقلهما وهما:
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133)
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:21)
فلا مجال للتفريق بين السماء والأرض لأن لفظ الأرض جاء واحدا في الموطنين، وهو يريد الفرق بين قوله (عرضها السموات والأرض) وقوله (عرضها كعرض السماء والأرض)
وأتمنى أن أجد لك في تحليل بقية الآيات، وكذلك في التفريق بين آيتي سبأ 3، ويونس 61
ـ ثالثا ـ أو د أن أقول لك يا أخ محمد إسماعيل
لا تقارن نفسك بغيرك
فإنك بذلك تنقص من قدرك
وتبين من شخصيتك أمورا قد تكون حقيقية وقد لا تكون لكنها بالطبع ليست محمودة وإن كان كلامك أنت هو الأصوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 06:56 ص]ـ
تقولين في تعقيبك: (قلتَ أنت إن الدكتور ذكر الكلام الذي أوردتَه في الأعلى في مقام التفريق بين السماء والأرض.
وهذا غير صحيح أبدا ويشهد على كلامي كل من يقرأ كلام الدكتور فهو لا يفرق بين السماء والأرض بل لا داعي لذلك أصلا في هذا الموطن، إنه يتعرض للفروق بين الآيتين اللتين لم تتفضل بنقلهما وهما:)
وأقول لك إن الأستاذ محمد إسماعيل عتوك، لم يقل ذلك أبدًا. ولم يأت بمقاله هذا ليقارن بينه وبين كلام الدكتور فاضل؛ وإنما ذكر كلام الدكتور الذي يفرق فيه بين السماء، والسموات، والأستاذ محمد جاء بمقاله الذي يفرق فيه بين لفظ السماء مفردًا، وبين لفظ السموات جمعًا .. فالمقالان قد يكمل أحدهما الآخر .. ولو قرأت المقال جيدًا لأدركت أنك تسرعت في الحكم. ولكنك عذرك أنك مفتونة بما يقوله الدكنور فاضل.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 02:14 ص]ـ
تقول إن الأستاذ محمد إسماعيل لم يقل ذلك أبدا
وأنا أقول قد تكون صادقا إن لم تكن أنت هو
فإنني قصدتك أنت يا كاتب الموضوع سواء كنت الأستاذ عتوك أو لم تكن
فأنت الذي كتبت هذا الكلام بالنص
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة الهيثم 2
أولاً- يقول الدكتور فاضل السامرائي في الفرق بين السموات والأرض:
السماء والسموات
السماء في اللغة وفي المدلول القرآني لها معنيان
أرأيت؟
ألم تقل: الفرق بين السموات والأرض؟
وأما أن الأستاذ عتوك لم يقصد مقارنة نفسه بغيره فهذا أيضا يكون صحيحا إن كان واحدا آخر غيرك، أما أنت فقد جئت بما كتبه الدكتور فاضل متعمدا لتتم المقارنة بينهما
والمقارنة ليست عيبا ولا حراما، ولكن طريقة عرضك لها هي الخطأ
خاصة أنك في كل مقال جئت بما يقابله أو يماثله من كلام الدكتور فاضل
وقلت في أحدهما ما تعرف
وها أنت تؤكد بقولك: أنك مفتونة بما يقوله الدكتور فاضل
فإن أضفنا هذه العبارة إلى تعمد الإهداء لعضوين اثنين في المنتدى لهما صفة معينة فواضح أن هدف العرض هنا هو الاستعلاء على ما قاله الدكتور
مع إني قرأت المقال جيدا بحمد الله فلست ممن يرد بلا قراءة أو فهم، وقلت لك إن بعض ما فيه قد أعجبني، والمقالان يكمل أحدهما الآخر فعلا كما تفضلت فلا خلاف حول هذا الأمر
ولست بحمد الله ممن يتعصب بل أنا مستعدة للاعتراف بالخطأ ولو كان على نفسي أو أقرب الناس إلي ولكن بالحسنى وليس بطريقتك التي تجعلك على خطأ وإن كنت على صواب علمي
يمكن للمهزوم أن يكون منتصرا بأخلاقه، ويمكن للمنتصر أن يكون مهزوما .. بأخلاقه أيضا
وأخيرا .. اكشف حقيقتك .. هل أنت الأستاذ عتوك نفسه؟ فأنا مدينة له باعتذار
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 03:06 ص]ـ
يقول الدكتور فاضل السامرائي في الفرق بين السموات والأرض:
السماء والسموات
ـــــــــــــــــــــــــ
هذا ما ورد مكتوبًا .. وهو خطأ غير مقصود. وكان عليك أن تكتشفي هذا الخطأ بنفسك؛ لأ ن بعده مباشرة: (السماء، والسموات)، ثم ليس في قوله ذكر للأرض مطلقًا، حتى يفهم منه هذا الفهم. فهو خطأ غير مقصود, وهذا واضح. فلا ينبغي أن يبنى عليه ما بنيته أنت خاصة، والمقال التالي عن السموات والأرض، لم يتعرض لا من قريب، ولا من بعيد لما جاء في كلام الدكتور فاضل.(/)
هدية مني إلى أنوار الأمل، وسمر الأرناؤوط (من لمسات بيانية)
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[07 - 05 - 2004, 04:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد.
هذا جواب عن سؤال للدكتور فاضل السامرائي من (لمسات بيانية)، ومعه مقال في الموضوع نفسه للأستاذ محمد إسماعيل عتوك.
=======
أولاً- سئل الدكتور فاضل، فأجاب:
السؤال الرابع:
قال تعالى في سورة النساء: "مَن يَشفَعْ شفاعَةً حَسَنةً يكن له نصيبٌ منها ومَن يَشفَعْ شفاعَة سيئة يكن له كِفْلٌ منها وكان الله على كلّ شيء مقيتا"
لم قال عن الشفاعة الحسنة (يكن له نصيب منها) وعن الشفاعة السيئة (يكن له كفل منها)؟
الجواب: من معاني (الكِفل) في اللغة: النصيب المساوي، المثل. والكفيل يضمن بقدر ما كفل ليس أكثر
أما (النصيب) فمطلق غير محدد بشيء معين
لذلك قال الله عز وجل عن السيئة (يكن له كفل منها)؛ لأن السيئة تجازى بقدرها " من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها" غافر 40
أما الحَسَنة فتضاعف كما قال تعالى: " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " الأنعام 160. وقال عز وجل: " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا " القصص 84
فقال عن حامل السيئة أن له الكفل أي المثل، أما صاحب الشفاعة الحسنة فله نصيب منها والنصيب لا تشترط فيه المماثلة وهذا من عظيم فضل الله عز وجل
وورد في الحديث الشريف أنه عليه الصلاة والسلام قال فيما يرويه عن ربه: إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هَمّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة".
من لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
ثانيًا- قال الأستاذ محمد إسماعيل:
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن الكريم
قال الله تعالى: {مَن يَشفَعْ شفاعَةً حَسَنةً يكن له نصيبٌ منها ومَن يَشفَعْ شفاعَة سيئة يكن له كِفْلٌ منها وكان الله على كلّ شيء مقيتًا} [النساء:85].
ما المراد من كل من النصيب والكفل في الآية الكريمة؟ ولمَ استعمل الأول في الشفاعة الحسنة، واستعمل الثاني في الشفاعة السيئة؟
وفي الإجابة عن ذلك نقول وبالله المستعان:
النصيب في اللغة هو الحظ الجيد المعيَّن من الشيء. تقول: هذا نصيبي. أي: حظي. واشتقاقه من النصْب، بإسكان الصاد. والنصْب: هو إقامة الشيء في استواء، وإهداف، ووضعه موضعًا ناتئًا؛ كنصب الرمح، والحجر في الأرض. والنصْب، والنصيب حجر كان ينصَب، فيعبَد، فهو منصوب. قال الراغب في مفرداته:" النصيب: الحظ المنصوب. أي: المعيَّن ". وهو المراد من قوله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين} [النساء:11]، لقوله تعالى قبله: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا} [النساء:7].
أما الكفل فيستعمل في اللغة لمعان كثيرة؛ أشهرها: النصيب والحظ. وهذا قول الجمهور. ونقل عن المؤَرِّج قوله:" الكفل: النصيب بلغة هذيل ". وقال غيره:" بل بلغة الحبشة ". وذكر أبو حيَّان صاحب تفسير (البحر المحيط) أن أكثر استعماله في الشر .. ولهذا استعمل في الشفاعة السيئة. وقد يستعمل في الخير؛ كقوله تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد:28] .. وكان أبو حيَّان قد نقل عن إبَّان بن تغلب أن الكفل بمعنى: المِثل، ونقل عن الحسن وقتادة أنه بمعنى: الوزر والإثم .. وذكر الفيروز آبادي من معاني الكفل: الضِّعف. واشتقاق ذلك كله من كفل البعير. قال الكسائيُّ:" أصل الكفل مركَب يهيَّأ على ظهر البعير ". وقال ابن فارس:" الكاف والفاء واللام أصل صحيح يدل على تضمن الشيء للشيء. من ذلك الكفل: وهو كساء يدار حول سنام البعير ".
وأضاف ابن فارس قائلاً:" والكفل في بعض اللغات: الضعف من الأجر، وأصله ما ذكرنا أولاً؛ كأنه شيء يحمله حامله على الكفل الذي يحمله البعير، ويقال ذلك في الإثم ".
وعلى هذا المعنى يحمل قول الله تعالى: {يكن له كفل منها}. بمعنى: أنه يناله من شفاعته السيئة ضعف من الأجر الرديء؛ لأنه آثم بهذه الشفاعة.
والخلاصة: أن الشفاعة إما أن تكون حسنة، أو تكون سيئة. والشفاعة الحسنة هي التي يراعى بها حق المسلم، فيدفع بها عنه شر، أو يجلب بها إليه خير، ولا يبتغى بها إلا وجه الله تعالى .. والشفاعة السيئة ما كانت بخلاف ذلك. فإذا كانت الشفاعة في حق، كان لصاحبها من أجرها الذي يستحقه المُشفَّع أجرٌ حسن. وهذا ما عبَّر عنه بالنصيب. وإذا كانت الشفاعة في باطل، كان لصاحبها من أجرها الذي يستحقه المُشفَّع ضعفٌ من الأجر الرديء. وهذا ما عبِّر عنه بالكفل، تنبيهًا على أن الشفاعة المؤدية إلى إحقاق الحق تكون عظيمة الثواب عند الله تعالى، وأن الشفاعة المؤدية إلى إسقاط الحق تكون عظيمة العقاب عند الله تعالى. ولهذا قال الله تعالى في الموضعين: {منها}. {يكن له نصيب منها} .. {يكن له كفل منها} .. وإنه لمن السذاجة بمكان أن يقال في الأول: أضعافها، أو نحوه، وفي الثاني: مثلها.
فإذا تأملت ما ذكرنا تبين لك الفرق بين النصيب، والكفل، وأدركت الفرق بينه، وبين ما أجاب به الدكتور فاضل السامرائي. وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه إلا من منحه الله فهمًا من عنده .. فلله الحمد والمنة على ما أنعم به علينا من نعمة العلم والفهم لأسرار كلامه!!
محمد إسماعيل عتوك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 02:51 ص]ـ
هديتك لهما أن تأتي بموضوع تتفاخر فيه بعلمك وتترفع على العالم الفاضل الصالح الدكتور فاضل صالح السامرائي؟؟؟
ترى هل من يؤتى العلم يفعل هذا؟
كلام الله ليس حكرا على أحد بعينه، والعلماء منذ القديم اختلفوا في تفسير بعض الآيات، واللغة تمنح مجالا للاتساع في الفهم، والقرآن نفسه يعطي جديدا مع كل إقبال عليه
ولا يعيب واحد على آخر ما لم يأت بكفر أو ابتداع أو نقض لصحيح
أما الكفل فقد قال الدكتور إن من معانيه كذا، ولم يقل هذا هو معناه الوحيد
وأما لسان العرب فقد قال فيه ما يلي:
والكِفل: الحظ والضعف من الأجر والإثم، وعم به بعضهم، ويقال له كفلان من الأجر، ولا يقال هذا كِفل فلان حتى تكون قد هيأت لغيره مثله كالنصيب، فإذا أفردت فلا تقل كِفل ولا نصيب
والكِفل أيضا المِثل. وفي التنزيل: يؤتكم كفلين من رحمته؛ قيل: معناه يؤتكم ضعفين، وقيل مثلين؛ وفيه: ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها؛ قال الفراء: الكفل الحظ، وقيل يؤتكم كفلين أي حظين، وقيل ضعفين
...
والكِفل والكفيل: المِثل
يقال: ما لفلان كِفل أي ما له مِثل
قال عمرو بن الحارث:
يعلو بها ظهر البعير، ولم
يوجد لها، في قومها، كِفل
كأنه بمعنى مِثل. قال الأزهري: والضعف يكون بمعنى المثلوفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل: لك كفلان من الأجر، أي مثلان
والكِفل النصيب والجزء؛ يقال: له كفلان أي جزءان ونصيبان
ا. هـ
واكتفال البعير الذي أشرت إليه إنما هو لأن الكساء حين يوضع عليه ثم يركب فإنه لا يستعمل ظهره كله وإنما استعمل جزءا منه
وقال اللسان عن النصيب
والنصيب: الحظ من كل شيء
وقوله عز وجل: أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب؛ النصيب هنا ما أخبر الله من جزائهم، نحو قوله تعالى: فأنذرتكم نارا تلظى، ونحو قوله تعالى: يسلكه عذابا صعدا؛ ونحو قوله تعالى: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار؛ ونحو قوله تعالى: إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل، فهذه أنصبتهم من الكتاب على قدر ذنوبهم في كفرهم والجمع أنصباء وأنصبة أ. هـ
والقارئ يرى أن النصيب مطلقة بالفعل غير محددة بشيء معين وإنما يصلح ان يدخلها كل شيء يكون في نطاقها
ويرى أن (الكفل) يجوز فيه (الضعف) ويجوز فيه (المثل) كما تفضل الدكتور وليس قوله سذاجة كما تدعي بل هو قول اللغة، بل إن هناك من فسر (الضعف) بأنه (المثل) كما تقدم أعلاه
ثم هل من تفسير عندك لمضاعفة (الأجر الرديء) ـ وهو تعبير غريب ـ في مقابل الحديث الذي ي قول إن السيئة تكتب سيئة؟
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 05:38 ص]ـ
الظاهر أن الهدية وضعت في غير محلها، وقدمت لمن لا يستحقها. وإنها لهدية لا يعرف قدرها إلا المستحقون. وإني لأعجب منك لهذا التعصب الذي تظهرينه، والاتهام الذي تكيلينه بالمكاييل، لمن لا تعرفين. اذهبي إلى شبكة التفسير والدراسات القرآنية، لعلك تجدين شيئًا هناك، يهدىء من ثورانك، وانفعالك.
ثم من قال لك أن الأستاذ محمد يفخر بعلمه على الدكتور فاضل. كل له الحق في أن يقول رأيه، والكل يخطىء، ويصيب، ولا يوجد أحد معصوم عن الخطأ، وكل إنسان يرى خطأ فمن حقه أن يصوبه .. أرى أن لسانك قد سبق رأيك وقلبك، فنطق بما نطق. ولك العذر في ذلك ... ولو تمعنت جيدًا فيما ورد في المقال، لما قلت ما قلتيه. سامحك الله!
وأحب أن تعلمي أنه ليست العبرة في أن نسرد ما قالته في المادة اللغوية معاجم اللغة؛ وإنما العبرة في أن نلتقط مما ذكرته تلك المعاجم ما يتناسب مع الشيء الذي نبحث فيه، كمن يغوص إلى أعماق البحار؛ ليلتقط الجواهر والدرر. وهذا لا يحسنه إلا الغواصون البارعون.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 02:03 ص]ـ
أي اتهام كلته بالمكاييل لمن لا أدري؟ أنا لم أفتر عليك في شيء .. أليس هذا كلامك منقولا بنصه؟
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة الهيثم 2
وإنه لمن السذاجة بمكان أن يقال في الأول: أضعافها، أو نحوه، وفي الثاني: مثلها.
فإذا تأملت ما ذكرنا تبين لك الفرق بين النصيب، والكفل، وأدركت الفرق بينه، وبين ما أجاب به الدكتور فاضل السامرائي. وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه إلا من منحه الله فهمًا من عنده .. فلله الحمد والمنة على ما أنعم به علينا من نعمة العلم والفهم لأسرار كلامه!!
محمد إسماعيل عتوك
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا يعني اتهامك بالسذاجة من قال بالقول الآخر كأن ليس هناك تأويل إلا ما تفضلت به وكأن كل من سواك على خطأ؟
هذا وإن المادة اللغوية تحتمل أكثر من معنى، وكل له اتجاهه وميله نحو معنى معين يستقيم مع السياق من وجهة نظره، وكلها أمور اجتهادية لا يترتب عليها حكم شرعي
ثم من قال لك إنني لا أعرف شبكة التفسير ولا أعرف الأستاذ محمد عتوك أو اني لم أر ما كتبه في تلك الشبكة؟
إني أعرفه وأعرف مقالاته في الشبكة والملتقى وقرأت اسمه في بعض صحفنا أيضا
وحديثي كان موجها لك أنت الذي قدم الكلام السابق أعلاه سواء كنت الأستاذ محمد أو غيره
فلو جئتنا عارضا علمك فلك كل التقدير والاحترام، وإن وجدنا شيئا أحببنا أن نحاور فيه فعلنا، أو طلبنا المزيد للاستفادة، أو قدمنا بين يديك أسئلتنا، ولربما قارنا بأنفسنا وما احتجت أن تفعل بنفسك أو أن تقول عما تكتب مادحا نفسك بنفسك (لا يعرف قدره إلا المستحقون)
لكن طريقتك في العرض هي التي كانت محل انتقاد
وأما العلم فليس لي حكم عليه ولست بمسؤولة عن تقويم علم أحد
فإن كنت أنت الأستاذ محمد عتوك أو تكتب عنه فقد أسأت إليه بطريقة عرضك لعلمه
وقولك
كل له الحق في أن يقول رأيه، والكل يخطىء، ويصيب، ولا يوجد أحد معصوم عن الخطأ، وكل إنسان يرى خطأ فمن حقه أن يصوبه ..
صحيح تماما، وهو ما قلتُه أيضا
ولكن هذا إن كان خطأ تماما
و إن عبارتك المقتبسة قبل قليل هي التي تقول إن كاتب الكلام لا يحسن التعامل مع المخطئ بفرض أنه مخطئ، فكيف وما قاله لا يخرج عن حقيقة اللغة؟
وأما الفخر بالنجاح في اصطياد الجواهر الثمينة فهو مما ينبغي أن يحكم به الناس من أهل الاختصاص له، و لا يحكم به هو لنفسه، ولا يحجر على غيره إن قال برأي يخالف ما قاله هو
وما زال سؤالي عن مخالفة تأويل الأستاذ عتوك للحديث الشريف قائما
وأنقل ما قاله الطبري عن الْحسَن: مَنْ يَشْفَع شَفَاعَة حَسَنَة كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرَانِ
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 11:31 ص]ـ
أولاً- أنا الهيثم، والأستاذ محمد إسماعيل عتوك هو والدي، والأستاذة رفاه زيتوني هي والدتي. وإذا كنت قد سمعت بوالدي، فلا بد أنك قد سمعت بوالدتي، فاسمها على شبكة التفسير مع اسم والدي جنبًا إلى جنب. وبهذا يظهر لك أنني من أسرة، لا تضع البراقع على وجوهها، ولا تتخفى وراء الأسماء المستعارة. وكان ينبغي عليك أن توجهي كلامك لي أنا، وليس لوالدي. ثم إذا كنت تعرفينه حق المعرفة، فلا يصح أن تقولي عليه ما تقولين. وإذا كنت جادة فيما ذكرت، من أنك مدينة له بالاعتذار، فبريده على شبكة التفسير، وقد سافر يوم أمس إلى والدتي في الإمارات، حيث تعمل هناك مدرسة، وسيعود مساء الخميس إن شاء الله.
ثانيًا- قول الله تعالى: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان} يدل دلالة واضحة على أن النصيب هو الحظ المعين من التركة. كما فسره قوله تعالى بعد ذلك: {للذكر مثل حظ الأنثيين}. وهذا النصيب المعين قد يزيد بازدياد التركة، وقد ينقص بنقصها؛ ولكنه يبقى في الحالين معينًا. ولهذا قال الراغب الأصفهاني:" النصيب: الحظ المنصوب. أي: المعيَّن ".
ثالثًا- في الشفاعة يوجد: المشفَّغ؛ وهو صاحب الشفاعة. والمشفع له؛ وهو طالب الشفاعة .. والشفيع؛ وهو الذي يقوم بالشفاعة بينهما .. فالمشفع في الشفاعة له ثواب, أو عقاب .. والشفيع له ثواب معين من ذلك الثواب، أو العقاب المخصصين لصاحب الشفاعة. فإن كانت الشفاعة حسنة، كان للشفيع نصيب منها. وإن كانت سيئة، كان له كفل منها. والنصيب هو الحظ المعين من الأجر، والكفل هو الضعف من العقاب. ولا يتعارض هذا مع ما روي عن الْحسَن: (مَنْ يَشْفَع شَفَاعَة حَسَنَة كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرَانِ)؛ لأن النصيب قد يعادل أجرًا، وقد يعادل أجرين، أو أكثر من ذلك. فالأجر غير النصيب، والنصيب غير المثل، وغير الكفل .. ثم إن السيئة لا تقاس بالشفاعة السيئة؛ لأن هذه أكبر بكثير، وأعظم، لما فيها من إهدار للحقوق، وهتك للأ عراض والأموال، بخلاف السيئة. وليس في هذا لبس، ولا غموض، لمن أراد الفهم والهداية.
ثم لو قلنا: للرجال أجرين، أو مثلين مما ترك الوالدان، لكان ذلك خلفاً من القول, لا يقبله أحد .. وكذلك لو قلنا: من يشفع شفاعة حسنة، يكن له مثلها؛ لأن ذلك يدل على أن للشفيع أجر مماثل لأجر صاحب الشفاعة. وهذا لا يصح أبدًا؛ إذ لا يعقل أن يتساوى الاثنان في الأجر. وإذا كان ذلك لا يصح، فكيف إذا جعل أجر الشفيع مثلي أجر صاحب الشفاعة، أو أكثر؟ تصوري أنك شفعت لإنسان مظلوم عند الشيخ زايد، فهل يعقل أن يكون لك أجر مماثل لأجر الشيخ زايد، أو مثلي أجره؟ هذا إذا قلنا: يكن له مثلها، أو مثليها. فكيف يكون المعنى إذا قلنا: يكن له مثل منها، أو مثلين منها؟ فهل تحبين أن يكون لك نصيب من الهدية، أو لا يكون لك منها نصيب؟ اختاري!
ألا ترين أن من قال بعد هذا البيان، والتوضيح: (وإنه لمن السذاجة بمكان أن يقال في الأول: أضعافها، أو نحوه، وفي الثاني: مثلها) أنه محق في ذلك؟ ثم ألا ترين أن من حق ابن قيم الجوزية، أن يفخر بنفسه حين قال: (وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه إلا من منحه الله فهمًا من عنده .. فلله الحمد والمنة على ما أنعم به علينا من نعمة العلم والفهم لأسرار كلامه!!). هذا قول ابن قيم الجوزية، وقد أضفته أنا في نهاية المقال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 01:14 م]ـ
الأستاذ الهيثم رعاه الله
يبدو لي أن قول الأستاذة الفاضلة أنوار الأمل: كلام الله ليس حكرا على أحد بعينه، والعلماء منذ القديم اختلفوا في تفسير بعض الآيات، واللغة تمنح مجالا للاتساع في الفهم، والقرآن نفسه يعطي جديدا مع كل إقبال عليه
ولا يعيب واحد على آخر ما لم يأت بكفر أو ابتداع أو نقض لصحيح 0 اهـ
فيه الكثير من الفوائد، فتأمله جيدا0
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 07:44 م]ـ
الأخ (أبو سارة)! رعاه الله وحفظه!
هل رأيتني أنازع الأستاذة الفاضلة أنوار الأمل في كلامها؟ وهل سمعت مني أنني أحتكر كلام الله لي وحدي، حتى تدعو ني إلى التأمل في كلامها، وأنا أدعوك، وأدعو غيرك إلى التأمل والتبصر بكلام الله تعالى، وأن تقارن بين فيما قيل، وبين فيما يقال من تفسير، لتختار ما تراه صوابًا؟
نعم إن كلام الله تعالى ليس حكرًا على أحد، ولكنه في الوقت نفسه ليس مباحًا لكل أحد يدعي العلم أن يعبث بكلام الله تعالى، ويفسره كما يحلو له بحجة أن اللغة تمنح مجالا للاتساع في الفه. فكلام الله تعالى هو الحجة على اللغة، وليست اللغة هي الحجة عليه. تنزه عن ذلك وعلا علوًا كبيرًا .. وهذا ما ينبغي أن يعلمه كل أحد يهتم بتفسير كلام الله تعالى .. وأحب أن تعلم يا أخي أنني لا أعيب على أحد قوله؛ وإنما أصحح من كلامه ما أراه خطأ. وفرق كلبر بين الأمرين يا أبا سارة. هل سمعت المبرد يقول: غلط أبو عبيدة، و أخطأ أبو عبيد؛ لأنهما قالا يزيادة الاسم في قولنا: بسم الله. وكلاهما من كبار العلماء المتقدمين؟ وهل سمعت ردَّ ابن الطراوة على أبي علي الفارسي تأويله قول الله تعالى:?ولدار الآخرة? بقوله: ولدار الساعة الآخرة، واتهامه بسوء النظر، وبتوجيهه لما جاء من ذلك في القرآن الكريم إلى غير وجهه الصحيح؟ وهل سمعت الدكتور عباس حسن يتهم الفراء بسوء الفهم والنظر؛ لأنه ظن مجرد الظن أن الفراء يقول بزيادة الواو في آية كريمة؟ وغير ذلك كثير يضيق هذا المكان عن ذكره. فماذا يمكن أن يقول هؤلاء لو سمعوا الدكتور فاضل يقول بزيادة (لا) في قوله تعالى: {ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك}، ثم تعليله لهذه الزيادة بقوله: لا: في الآية هي لام، وألف وسورة آل عمران تبدأ بـ (ألم) وهي ألف ولام، فجاءت اللام والألف زيادة في الآية؛ تأكيدًا للألف واللام في أول السورة؟ أو قوله في تفسير {أيامًا معدودة} بأيام كثيرة؛ لأنها تنتهي بالتاء المربوطة التي تدل على المبالغة، كما يقول.، ومثل ذلك كثير؟ فأنا لم أقل مثل هذه الأقوال في دكتوركم الفاضل، حتى تغمضوا أعينكم عن الحقيقة، التي أضعها أمامكم جلية واضحة، كجلاء الشمس ووضوحها.
وإني أسألك أخيرًا: هل هذا الذي ذكرته في تعقيبك هو كل ما فهمته من كلامي الأول والأخير في تفسير هذه الآية الكريمة؟؟؟!!!
أسأل الله لي ولكم جميعًا العفو والعافية والهداية. اللهم آمين!
__________________
ـ[أنا الرشاش]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 05:11 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي الهيثم، وزادك من علمه وفضله.
الحقيقة أنني لم أفهم معنى النصيب من الشفاعة الحسنة، والكفل من الشفاعة السيئة الفهم الصحيح إلا بعد أن قرأت ما فصلته في شرح ذلك مدعومًا بالدليل القاطع. وقد أعجبني المثال الذي مثلت به عن صاحب الشفاعة، وطالب الشفاعة، والشفيع بينهما، فأوضحت المراد من الشفاعة بنوعيها: الحسنة، والسيئة. وكذلك أعجبني تفريقك بين السيئة، وبين الشفاعة السيئة0 وبذلك أوضحت أن جزاء السيئة يكون بمثلها0 أما جزاء الذي يشفع شفاعة سيئة فهو جزاء عظيم يتناسب مع فعله الذي يؤدي إلى سفك الدماء، وإضاعة الحقوق، وهتك الأعراض- كما تفضلت0
ثم إن مقارنتك بين هذه الآية الكريمة، وبين قوله تعالى: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا) هو الدليل القاطع الذي يؤكد على أن (النصيب) هو الحظ المعين المعلوم، كما فسره الله عز وجل بقوله: (للذكر مثل حظ الأنثيين) 0
وهناك آية أخرى في سورة النساء تحكي قول إبليس اللعين، وهي قوله تعالى: (لأتخذن من عبادك نصيبًا مفروضًا). أي: نصيبًا معلومًا، ومقطوعًا به0 هكذا فسرها المفسرون0
ولهذا يا أخي الهيثم فإني أذهب إلى أبعد مما ذهبت إليه أنت، فأقول: إن كل من فسر النصيب بأنه مطلق غير معين، وكل من أخذ بهذا التفسير، ودافع عنه على أنه صواب، يكون مخالفًا لقول الله تعالى: (نصيبا مفروضا) 0 وأرجو من الأخوة الأفاضل أن يصححوا معلوماتهم، وأن يتدبروا كلام الله تعالى كما أمر، وألا يتسرعوا في إطلاق الأحكام0 والحمد لله رب العالمين0
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 05:57 م]ـ
الأخ الكريم الهيثم 2 بن محمد إسماعيل:
هنا - في منتدى الفصيح - وفي غيره من المنتديات العلمية لا بأس بأن نتحاور ونتحرى الدقة في النقل والتصحيح لمن نرى أنه جانب الصواب في رأيه، على أن اللغة العربية باب واسع، ولا حكر فيه لرأي على رأي، والقرآن العزيز نزل - أخي الكريم - بلغة العرب، والمفسرون كثيرًا ما يرجعون إلى معجمات اللغة وأشعار العرب لتجلية الدلالة اللغوية للمفردة.
أخي الفاضل: أرجو أن تختار عنوانات مناسبة لموضوعاتك، بما يليق مع مكانة والدكم الفاضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 09:55 م]ـ
أشكرك جزيل الشكر يا أخي خالد الشبل على هذه النصيحة القيمة، ولكن قبل أن أغادر هذا المنتدى أحب أن تسمع مني ما أضيفه إلى أقوالي السابقة في هذه الآية الكريمة الآتي:
عندما نفسر الآية الكريمة بهذا القول: (من معاني (الكِفل) في اللغة: النصيب المساوي، المثل. والكفيل يضمن بقدر ما كفل ليس أكثر0
أما (النصيب) فمطلق غير محدد بشيء معين0
لذلك قال الله عز وجل عن السيئة (يكن له كفل منها)؛ لأن السيئة تجازى بقدرها " من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها" غافر 40) 0
أما الحَسَنة فتضاعف كما قال تعالى: " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " الأنعام 160. وقال عز وجل: " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا " القصص 84
فقال عن حامل السيئة أن له الكفل أي المثل، أما صاحب الشفاعة الحسنة فله نصيب منها والنصيب لا تشترط فيه المماثلة وهذا من عظيم فضل الله عز وجل) 0
أقول عندما نفسر الآية بهذا القول نكون قد قلبنا رأسها على عقب، وأعطينا عكس المعنى، الذي أراده الله تعالى منها تمامًا00 وفيه أيضًا خلط بين الشفاعة الحسنة، والحسنة من جهة، وخلط بين الشفاعة السيئة، والسيئة من جهة أخرى00 وفي ذلك من الخطورة ما فيه0 فلينتبه إلى ذلك الذين يهمهم أن يفهموا كلام الله تعالى على وجهه الصحيح0 ويبقى القول الفصل في ذلك هو قول الله تعالى، لا قول فلان، ولا قول علان0
اللهم ارزقنا حسن الفهم لكلامك، واعصمنا من الزلل والخطأ في القول والعمل، والحمد لله رب العالمين!!
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 01:15 ص]ـ
أهلا أيها الهيثم2
قرأت اسم والدتك الفاضلة فعلا وكان لها مقال لفت نظري لأنه في قضية أريد متابعتها وحفظته عندي فالحمد لله أنك ذكّرتني لأعود لقراءته
أما البراقع فإن قصدت بها التعميم فليس في منتدانا كله من يكتب باسمه إلا اثنين .. فأنت تغمز المنتدى كله
وإن خصصت فليست المنتديات بالأماكن التي يمكن أن تكتب فيها المرأة باسمها الحقيقي
والمرء قد يحب شخصا واسمه، أو لقبا، أو يفضل أن يُنادى بكنيته وهذه عادة العرب، فيسجل بالاسم الذي يحب، وليس في هذا عيب ما دام لا يشارك بألقاب مختلفة لأغراض متنوعة
وأما الاعتذار لوالدك فنعم .. ولكن .. هنا
لأني أخطأت هنا حين قلت له في مكان آخر: لا تقارن نفسك بغيرك
وكنت أنت من فرض هذه المقارنة بطريقة عرضك فظننتها من والدك ثم أحسست أنه ليس هو .. أعلم أن والدك يتتبع ما يقوله الدكتور ويرد عليه لكنه على الأقل لا يعرضه بهذا الشكل
بمناسبة الحديث عنهما فقد سمعت الحلقة القديمة التي رد فيها الدكتور على رسالة والدك وأذكر اسمه من يومها .. وعلى كل فأبلغه اعتذاري لأني استعجلت في ذلك القول فأرجو ألا يغضب من ذلك
ولسنا ها هنا نرفض ما يكتب .. ولكن مع عدم الحجر على أحد في رأيه
وقد رأيت من قراءاتي لبعض كتب التفسير أنها تقول إن من يشفع الشفاعة الحسنة فله نصيب من الأجر، ومن يشفع شفاعة سيئة فله نصيب من الوزر .. فهم قد سووا بينهما، هذا له نصيب وهذا له نصيب
ولوالدك رأي وللدكتور رأي وهما محدثان، فماذا عمن كانوا من قبل وفهموها بذاك المعنى؟ وماذا عمن قال بذاك الرأي ومنهم التابعون؟
وأما مثالك فلماذا لا يكون لمن سعى في الشفاعة أجر مضاعف. أليس هو السبب في حدوثها؟
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 02:16 ص]ـ
صدقيني أن لا أعني شيئًا مما تقولينه00 كل ما في الأمر أنني سمعتك ترددين بإلحاح: من أنت00؟ وتحبين أن تعرفي: الذي يخاطبك الهيثم، أم غيره، فأجبتك بصراحة، وكشفت لك عن حقيقتي0
أما عن البقية، فليس عندي ما أضيفه0 وهذه آخر مشاركة لي في هذا المنتدى 0 وإذا كنت ترين أنني قد أسأت إليك، فأعتذر 0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 02:24 م]ـ
فعلا يا أخ هيثم أردت أن أعرف أأنت الأستاذ محمد أو واحد غيره، ولئن كنت ظننت أول الأمر أنه هو إلا أني بعد ذلك تراجعت وقلت ليس هو، والحمد لله أن ظني صحيح
يا أخي .. المنتدى لا يضيق بك ولا نريد خروجك، ولكل رأيه النابع من اجتهاد لا تمنعه اللغة، والأمر في النهاية ليس مما تتعلق به أحكام شرعية، لكنها اجتهادات في الفهم
ولست ممن يصر على رأي أو يقدس رأي الدكتور كما تفضلت ولا أرفعه فوق القرآن أو أظن أنه نازل من السماء
بل ـ اسمح لي في هذه ـ أنت الذي تفعل ذلك في آراء والدك الفاضل، ولسنا نعارض في اعتمادك رأيه، ولكن لا تنقص من منزلة الآخرين، ولا تشتد على أعضاء المنتدى فلم يفعلوا لك شيئا، علما بأني أحترم رأي والدك حفظه الله وأحترم رأي الدكتور فاضل حفظه الله، وسألت أسئلة لمزيد من الاستيضاح عما استوقفني في موضوع (الكفل والنصيب) على أن تكون مناقشة علمية لا جدلية فلست أحب الجدل، ولك كل الاحترام والتقدير ولأسرتك الأسرة العلمية التي تحب القرآن وقد لمست فيك غيرة على كتاب الله أسأله تعالى أن يبارك فيها ويوجهها لما فيه الخير(/)
هدية إلى أعضاء المنتدى، وليس لأنوار الأمل نصيب منها
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 07:00 ص]ـ
من أسرار البيان في سورة (الكافرون)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة (الكافرون): {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:1 - 6]
هذه السورة على- قصرها- قد جمعت من بديع الفوائد، وأسرار البيان، ما يعجز عن الإتيان بمثله أرباب الفصاحة والبيان.
وأول ما نذكره من هذه الفوائد والأسرار سر النداء بـ {يا أيها}. فقد روي عن علي كرم الله وجهه أنه قال:" يا: نداء النفس. وأيُّ: نداء القلب. وها: نداء الروح ". ويقول النحاة:" يا: نداء الغائب البعيد. وأيُّ: نداء الحاضر القريب. وها: للتنبيه ".
والفائدة الثانية: هي في قوله تعالى: {قل يا أيها الكافرون}، فوصفهم بـ (الكافرين)، ولم يصفهم بـ (الجاهلين) - كما وصفهم في قوله تعالى: {قل أغير الله تدعوني أعبد أيها الجاهلون} - وذلك؛ لأن سورة (الكافرون) نزلت بتمامها فيهم، فلا بدَّ أن تكون المبالغة فيها أشد .. ثم إنه لا يوجد لفظ أبشع، ولا أشنع من لفظ (الكفر). وذلك؛ لأنه صفة ذمٍّ عند جميع الخلق سواء كان مطلقًا، أم مقيَّدًا. أما لفظ (الجهل) فإنه عند التقييد، قد لا يذم؛ كقوله عليه الصلاة والسلام في علم الأنساب:" علمٌ لا ينفع، وجهل لا يضر ".
والفائدة الثالثة: هي في قوله تعالى: {ولا أنتم عابدون ما أعبد}. فعبَّر بـ (ما) دون (من)؛ لأن المراد التعبير عن معبوده عليه الصلاة والسلام- على الإطلاق دون تخصيص؛ لأن امتناعهم عن عبادة الله تعالى ليس لذاته، بل كانوا يظنون أنهم كانوا يعبدون الله؛ ولكنهم كانوا جاهلين به. ولهذا ناسب إيقاع (ما) عليه دون (من)، لما في الأولى من دلالة على الإبهام، والوقوع على الجنس العام. هذا ما أجاب به الشيخ السهلي رحمه الله، ثم ذكر جوابًا آخر؛ وهو:
" أنهم كانوا يشتهون مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسدًا له، وأنفة من اتباعه. فهم لا يعبدون معبوده، لا كراهية لذات المعبود، ولكن كراهية لاتباعه صلى الله عليه وسلم، وشهوة منهم لمخالفته في العبادة كائنًا ما كان معبوده، وإن لم يكن معبوده إلا الحق سبحانه وتعالى. فعلى هذا لا يصح في النظم البديع، والمعنى الرفيع إلا (ما)، لإبهامها، ومطابقتها الغرض الذي تضمنته الآية ".
وأقرب من هذا وذاك- كما قال ابن قيِّم الجوزيَّة-:" هو أن المقصود- هنا- ذكر المعبود الموصوف بكونه أهلاً للعبادة، مستحقًا لها، فأتى ب (ما) الدالة على هذا المعنى. كأنه قيل: ولا أنتم عابدون معبودي الموصوف بأنه المعبود الحق. ولو أتى بلفظ (من)، لكانت إنما تدل على الذات فقط، ويكون ذكر الصلة تعريفًا، لا إنه جهة العبادة. ففرق بين أن يكون كونه تعالى أهلاً لأن يعبد تعريف محض، أو وصف مقتض لعبادته. فتأمله، فإنه بديعٌ جدًّا ".
والفائدة الرابعة: هي فائدة تكرار الأفعال في هذه السورة الكريمة. وقد قيل في ذلك أوجهًا؛ أحسنها:
أن قوله صلى الله عليه وسلم: {لا أعبد ما تعبدون} نفيٌ للحال، ويقابله: قوله تعالى: {ولا أنتم عابدون ما أعبد}. أي: ولا أنتم تعبدون الآن ما أعبده أنا.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: {ولا أنا عابدٌ ما عبدتم} فمعناه: ولا أعبد أنا في المستقبل، ما عبدتم أنتم في الماضي.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} فمعناه: ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبده الآن، وفي المستقبل.
وعلى هذا فلا تكرار أصلاً في السورة، خلافًا لمن زعم أن هذا تكرار، الغرض منه التأكيد .. وبهذا الذي ذكرناه تكون الآيات الكريمة قد استوفت أقسام النفي عن عبادته صلى الله عليه وسلم، وعبادة الكافرين، في الماضي، والحاضر، والمستقبل، بأوجز لفظ، وأخصره، وأبينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن في تكرير الأفعال بلفظ الحال والمستقبل حين أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه، وبلفظ الماضي حين أخبر عنهم، سرٌّ بديع؛ وهو الإشارة والإيماء إلى عصمة الله تعالى له عن الزيغ، والانحراف عن عبادة معبوده، والاستبدال به غيره .. وأن معبوده عليه الصلاة والسلام واحد في الحال، وفي المآل على الدوام، لا يرضى به بدلاً، ولا يبغي عنه حولاً، بخلاف الكافرين، فإنهم يعبدون أهواءهم، ويتتبعون شهواتهم في الدين، وأغراضهم .. فهم بصدد أن يعبدوا اليوم معبودًا، وغدًا غيره.
والفائدة الخامسة: هي أنه لم يأت النفي في حق الكافرين إلا باسم الفاعل: {ولا أنتم عابدون}. وفي جهته صلى الله عليه وسلم جاء النفي بالفعل المضارع: {لا أعبد} تارة، وباسم الفاعل: {ولا أنا عابدٌ} تارة أخرى. وذلك- والله أعلم- لنكتة بديعة؛ وهي أن المقصود الأعظم من ذلك براءته صلى الله عليه وسلم، من معبوديهم بكل وجه، وفي كل وقت. ولهذا أتى في هذا النفي بصيغة الفعل الدالة على الحدوث، والتجدد، ثم أتى بصيغة اسم الفاعل الدالة على الوصف، والثبوت؛ فأفاد في النفي الأول أن تلك العبادة لا تقع منه أبدًا، وأفاد في النفي الثاني أن تلك العبادة ليست من وصفه، ولا من شأنه. فكأنه قال عليه الصلاة والسلام: عبادة غير الله تعالى لا تكون فعلاً لي، ولا وصفًا، فأتى بنفيين لمنفيين مقصودين بالنفي.
وأما في حق الكافرين فإنما أتى باسم الفاعل الدال على الوصف والثبوت دون الفعل، فأفاد ذلك أن الوصف الثابت اللازم العائد لله تعالى منتف عن الكافرين؛ لأن هذا الوصف ليس ثابتًا لهم؛ وإنما هو ثابت لمن خصَّ الله تعالى وحده بالعبادة، ولم يشرك معه فيها أحدًا.
فتأمل هذه النكتة البديعة، كيف تجد في طيَّها أنه لا يوصف بأنه عابد لله تعالى، وأنه عبده المستقيم على عبادته إلا من انقطع إليه بكلِّيته، وتبتَّل إليه تبتيلاً، لم يلتفت إلى غيره، ولم يشرك به أحدًا في عبادته. وإنه، وإن عبده، وأشرك به غيره، فليس بعابد لله تعالى، ولا عبدًا له .. قال ابن قيِّم الجوزيَّة معقبًا على ذلك:" وهذا من أسرار هذه السورة العظيمة الجليلة، التي هي إحدى سورتيْ الإخلاص، والتي تعدل ربع القرآن، كما جاء في بعض السنن. وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه إلا من منحه الله فهمًا من عنده .. فلله الحمد والمنة ".
والفائدة السادسة: هي أن النفي في هذه السورة أتى بأداة النفي (لا)، دون (لن). وذلك؛ لأن النفي بـ (لا) أبلغ منه بـ (لن) وآكَدُ. وأن (لا) أدل على دوام النفي، وطوله من (لن)، وأنها للطول، والمدِّ في لفظها طال النفي بها، وامتدَّ .. وهذا خلاف لما قرَّره النحاة والمفسرون، حين زعموا أن (لن) - عند علماء اللغة- آكَدُ في النفي من (لا)، وأبلغ. وهو زعم باطل من مزاعم المعتزلة، ردَّه الواحدي- كما ذكر الفخر الرازي- بقوله:"
والفائدة السابعة: هي اشتمال هذه السورة العظيمة على النفي المحض. وهذا هو خاصيَّتها؛ فإنها سورة براءةٍ من الشرك- كما جاء في وصفها .. فالمقصود الأعظم منها هو البراءة المطلوبة بين الموحدين، والمشركين. ولهذا أتى بالنفي في الجانبين تحقيقًا للبراءة المطلوبة، مع أنها متضمنَّة للإثبات صريحًا. فقوله تعالى على لسن نبيه صلى الله عليه وسلم: {لا أعبد ما تعبدون} براءة محضة. وقوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} إثبات أن له عليه الصلاة والسلام معبودًا، يعبده، وأنهم بريئون من عبادته، فتضمنت بذلك النفي، والإثبات، وطابقت قول إمام الحنفاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} [الزخرف:26 - 27]، وطابقت قول الفئة الموحِّدين: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله} [الكهف:16]. فانتظمت بذلك حقيقة (لا إله إلا الله). ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن هذه السورة العظيمة بسورة (قل هو الله أحد)، في سنة الفجر، وسنة المغرب. فإن هاتين السورتين (سورتي الإخلاص) قد اشتملتا على نوعَيْ التوحيد، الذي لا نجاة للعبد، ولا فلاح له إلا بهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول- توحيد العلم والاعتقاد المتضمِّن تنزيه الله تعالى عما لا يليق به من الشرك والكفر، والولد والوالد، وأنه إله أحد صمد، لم يلد فيكون له فرع، ولم يولد فيكون له أصل، ولم يكن له كفوًا أحد، فيكون له نظير. ومع هذا فقد اجتمعت له جل جلاله صفات الكمال كلها؛ فتضمنَّت السورة إثبات ما يليق بجلاله من صفات الكمال، ونفي ما لا يليق بجلاله من الشريك أصلاً وفرعًا، وشبيهًا ومثيلاً. فهذا توحيد العلم والاعتقاد.
والثاني- توحيد القصد والإرادة؛ وهو أن لا يُعبدَ إلا إياه، فلا يُشرك به في عبادته سواه، بل يكون وحده هو المعبود. وسورة (قل يا أيها الكافرون) مشتملة على هذا النوع من نوعي التوحيد، فتضمنت بذلك السورتان نوعي التوحيد، وأخلصتا له.
والفائدة الثامنة: هي في قوله تعالى: {قل يا أيها الكافرون}. يقول النحويون: إن الألف واللام في قوله {الكافرون} بمعنى (الذي). وعليه يكون المعنى: قل: يا أيها الذين كفروا. وعلى هذا جاء قوله تعالى: {يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون} [التحريم:7]، بإزالة فعل القول .. فلمَ قال هنا: {يا أيها الذين كفروا}، وقال في الأولى: {قل يا أيها الكافرون}؟
والجواب عن ذلك: أن آية التحريم إنما تقال لهم يوم القيامة؛ وهو يوم لا يكون فيه الرسول رسولاً إليهم، فأزال الوساطة؛ وهي {قل}. ثم إنهم في ذلك اليوم يكونون مطيعين، لا كافرين؛ فلذلك ذكرهم بقوله: {الذين كفروا}. وأما في الأولى فكانوا موصوفين بالكفر، وكان الرسول رسولاً إليهم؛ فلهذا خاطبهم بقوله: {قل يا أبها الكافرون}. وفي ذلك إشارة إلى أن من كان الكفر وصفًا ثابتًا له، لازمًا لا يفارقه، فهو حقيق أن يتبرَّأ الله تعالى منه، ويكون هو أيضًا بريئًا من الله تعالى.
والفائدة التاسعة: هي في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}. والسؤال هو: هل أفاد هذا معنى زائدًا على ما تقدَّم؟ والجواب: أن النفي في الآيات السابقة أفاد براءته صلى الله عليه وسلم من معبوديهم، وأنه لا يتصور منه، ولا ينبغي له أن يعبدهم، وهم أيضًا لا يكونون عابدين لمعبوده. كما أفاد إثبات ما تضمنه النفي من جهتهم من الشرك، والكفر الذي هو حظهم، ونصيبهم؛ فجرى ذلك مجرى من اقتسم هو، وغيره أرضًا، فقال له: لا تدخل في حدِّي، ولا أدخل في حدِّك، لك أرضك، ولي أرضي .. فتضمَّنت الآية أن هذه البراءة اقتضت أن المؤمنين، والكافرين اقتسموا حظهم فيما بينهم، فأصاب المؤمنين التوحيد والإيمان. فهو نصيبهم الذي اختصوا به، لا يشركهم الكافرون فيه. وأصاب الكافرين الشرك بالله تعالى والكفر به. فهو نصيبهم الذي اختصوا به، لا يشركهم المؤمنون فيه.
ثم إن في تقديم حظ الكافرين ونصيبهم- هنا- على حظ المؤمنين ونصيبهم، وتقديم ما يختص به المؤمنون على ما يختص به الكافرون في أول السورة، من أسرار البيان، وبديع الخطاب ما لا يدركه إلا فرسان البلاغة وأربابها. وبيان ذلك: أن السورة، لما اقتضت البراءة، واقتسام دينَيْ التوحيد، والشرك بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين الكافرين، ورضي كلٌّ بقسمه، وكان المحق هو صاحب القسمة، وعلم أنهم راضون بقسمهم الدون، وأنه استولى على القسم الأشرف، والحظ الأعظم، أراد أن يشعرهم بسوء اختيارهم، فقدم قسمهم على قسمه، تهكمًا بهم، ونداء على سوء اختيارهم، فكان ذلك- كما يقول ابن قيِّم الجوزيَّة- بمنزلة من اقتسم هو، وغيره سُمًَّا، وشفاءً، فرضي مقاسمه بالسمِّ؛ فإنه يقول له: لا تشاركني في قسمي، ولا أشاركك في قسمك. لك قسمك، ولي قسمي! ولهذا كان تقديم قوله: {لكم دينكم} على قوله: {ولي دين} - هنا- أبلغ وأحسن. وكأنه يقول: هذا هو قسمكم، الذي آثرتموه بالتقديم، وزعمتم أنه أشرف القسمين، وأحقهما بالتقديم!!
وذكر ابن قيِّم الجوزيَّة وجهًا آخر؛ وهو: أن مقصود السورة براءة النبي صلى الله عليه وسلم من دينهم، ومعبودهم- هذا هو لبها ومغزاها- وجاء ذكر براءتهم من دينه ومعبوده بالقصد الثاني مكمِّلاً لبراءته، ومحققًا لها. فلما كان المقصود براءته من دينهم، بدأ به في أول السورة، ثم جاء قوله: {لكم دينكم} مطابقًا لهذا المعنى. أي: لا أشارككم في دينكم، ولا أوافقكم عليه. بل هو دين تختصون به أنتم، فطابق آخر السورة أولها.
فتأمل هذه الأسرار البديعة المعجزة، واللطائف الدقيقة، التي تشهد بأن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد، وأنه الأعلى في الفصاحة، والبلاغة، والبيان!
محمد إسماعيل عتوك
ـ[أنا الرشاش]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 05:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
بارك الله فيك يا أخي الهيثم، وجزاك من فضله خير الجزاء على هذه الهدية التي لا تقدر بثمن، وجعل ذلك في ميزان حسناتك، وحسنات صاحب المقال0
لقد قرأت اليوم مقالا ممتعا للأستاذ محمد إسماعيل عتوك، قام بنشره وتوزيعه على طلاب جامعة بيت لحم في فلسطين أخ فاضل من أبناء بيت لحم يدعى أبا الفضل، فجزاه الله خيرا على ما فعل0 وهذا ما شدني إلى قراءة هذا المقال الرائع00 وأتمنى أن تعرض علينا المزيد من هذه الدرر والجواهر، لينتفع بها الجميع0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 06:01 م]ـ
ما أدري لماذا ضحكت كثيرًا - أخي الكريم الهيثم 2 بن محمد - حينما قرأت هذا العنوان؟
لقد تبادر إلى ذهني قول ذلك الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 07:58 م]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة خالد الشبل
ما أدري لماذا ضحكت كثيرًا - أخي الكريم الهيثم 2 بن محمد - حينما قرأت هذا العنوان؟
لقد تبادر إلى ذهني قول ذلك الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا.
معك الحقّ أستاذي الكريم لكنه أعرابي عادل كان قد خصّ المستثنين هنا بهدية وها هو يتحفنا اليوم بهديتنا نحن بقيّة الأعضاء0
للهيثم وخالد عذب التحايا0
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 09:50 م]ـ
أشكرك للمرة الثانية يا أخي خالد، وإن كنت لا تستحق الشكر، وأشكر معك أيضًا ذلك الذي يلقب نفسه ببديع الزمان، ولكن هذه المرة أشكرك على استهزائك، وسخريتك، وكان بودي أن تترفع عن مثل هذا المستوى من الخطاب، وأن تبدأ بالسلام، لا بالخصام00 وكأني بك نسيت قول الله تعالى، وأظنك تذكره، وليت بديع زمانه يتحف أعضاء المنتدى بشيء من إبداعاته. وأظنها كثيرة، وإلا لما سمى نفسه بديع الزمان!
ثم أعقب على التعليق الذي أضحكني كثيرًا؛ كما تفضل بذلك الأخ خالد الشبل، فأقول: الظاهر أنني لما قصدت هذا المنتدى، ضللت الطريق0 ولهذا أفضل أن أغادر هذا المكان؛ لا لأنني قاصر عن الرد؛ ولكن لأنني أربأ بنفسي عن أن تنزل إلى هذا المستوى من الخطاب والنقاش، ولكي لا أضيع بين القائمين على إدارة هذا المنتدى، وكلهم- ما شاء الله- من كبار علماء اللغة والتفسير0
ولكن قبل أن أغادر هذا المكان أحب أن أؤكد للجميع أنني لم أقصد أن أعيب على أحد قوله، أو أفخر وأتعالى على أحد بقولي، وبما حملته معي إلى هذا المنتدى00 ولكنني رأيت أخطاء- ومثلها كثير- لا ينبغي السكوت عنها، وأنا أعلم أنها قيلت عن غير عمد00 وإن اضطررت على البوح بها، فسأنشرها هنا، أو في أي مكان آخر00 ولهذا لا أحب أن أدفع إلى ذلك إلى ذلك، كما فعلتما أنتما، وكما فعلت أنوار الأمل معي منذ البداية0
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 11:42 م]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة الهيثم 2
أشكرك للمرة الثانية يا أخي خالد، وإن كنت لا تستحق الشكر، وأشكر معك أيضًا ذلك الذي يلقب نفسه ببديع الزمان، ... ، ولكن لأنني لا أربأ بنفسي عن أن تنزل إلى هذا المستوى من الخطاب والنقاش،
الأخ الكريم الهيثم 2 بن محمد إسماعيل:
المنتدى ليس ملكًا لأحد، لكننا هنا يحترم بعضنا بعضًا، وإن أخطأ أحدنا فنحتمله، ونحمل ذلك منه على شيء من العذر.
لك تحياتي.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 12:48 ص]ـ
أخي الفاضل الهيثم، سامحك الله0
لا داعي لكل هذا الانفعال وثق أننا هنا نسعد بوجودك و لا يرضينا تركك المنتدى مغضبا دون سبب مقنع0
أخي إن كنت أتيت في مداخلتي بما يستدعي ثورتك ـ و كنت أردتها مفاكهة ليس إلا ـ فإنني مستعد للاعتذار إليك دون تردد0
صدقني لم أطلع على التفاعلات بينك وبين الزملاء في مشاركتك الأولى إلا بعد أن رأيت ردّك هنا فعلمت أنّ وراء الأكمة ما وراءها فذهبت أقرأ ما دار هناك فإذا الأمر خلاف علميّ مشروع لا يستدعي كلّ هذه الثّورة 0
أرجو ألا يخسر المنتدى قلما ننتظر منه الكثير والمفيد 0
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 01:35 ص]ـ
لا بأس عليك يا أخي بديع الزمان فأنا فعلاً كما تقول0 ولكن أحب أن أقول: إنني لم أقدم هديتي إلى أعضاء المنتدى بهذا العنوان: (هديتي إلى أعضاء المنتدى، وليس لأنوار الأمل نصيب منها) إلا لألفت انتباهها إلى أن المراد من (له نصيب منها)، في قوله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها} هو الحظ المعيَّن، المفروض، أوالمعلوم من أجر الشفاعة، الذي خصَّ الله تعالى به المشفَّع؛ وهو صاحب الشفاعة0 بعد أن ضربت لها الأمثلة، وحاولت بشتى الوسائل إقناعها00 ولكنها لم تقتنع؛ لأنها بادرتني منذ البداية بقولها: (هديتك لهما أن تأتي بموضوع تتفاخر فيه بعلمك وتترفع على العالم الفاضل الصالح الدكتور فاضل صالح السامرائي؟؟؟
ترى هل من يؤتى العلم يفعل هذا؟) 0
وكل ما قلته هو: (فإذا تأملت ما ذكرنا تبين لك الفرق بين النصيب، والكفل، وأدركت الفرق بينه، وبين ما أجاب به الدكتور فاضل السامرائي) 0 وأنا لم آت إلا بشواهد من القرآن الكريم، ومن اللغة.
وكأن كلام الدكتور فاضل منزل من السماء، وهي لا تدري بذلك أنها جعلت كلامه فوق كلام الله تعالى؛ لأن الله تعالى يقول: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا}، والدكتور فاضل يقول: (أما (النصيب) فمطلق غير محدد بشيء معين) 0
ولست أدري لماذا لا نرجو نحن البشر لله وقارًا، ونتأمل جيدًا قول الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}؟
وأقول للأخ خالد الشيل: إذا أردت أن تقتبس من كلام أحد، فلتكن أمينًا0 لا تأخذ منه شيئًا، وتترك الشيء الذي من أجله قيل الشيء المقتبس00 وكنت أود منه أن يتدبر كلامي الذي دار في المناقشات جيدًا قبل أن يصدر حكمه0 ويكرر ما قالته قبله أنوار الأمل، وما قاله أبو سارة0(/)
اعجاز القران
ـ[ hariri] ــــــــ[09 - 05 - 2004, 09:21 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم
أنا طلبي مستعجل أريد البحث عن مواطن الإعجاز في بعض الكلمات من بعض الآيات القرآنية التي سأحددها كالآتي:
قال تعالى: (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمُستقر و مُستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) سورة الأنعام آية 98
أريد معرفة موطن الإعجاز البلاغي في كلمة (أنشأكم - مستقر - مستودع)
2 - قال تعالى: (و لِتَصغى إليه إفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون) سورة الأنعام آية 113
أريد معرفة موطن الإعجاز البلاغي في (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون)
3 - قال تعالى: (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات و أن الله هو التواب الرحيم) سورة التوبة آية 104
أريد معرفة موطن الإعجاز وروعة التعبير القرآني في (يقبل التوبة عن عباده) (يأخذ الصدقات)
4 - قال تعالى: (يا أيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين) سورة يونس آية 57
علماً ان المراجع الحددة لذلك هي إعجاز القرآن للباقلاني و دلا ئل الإعجاز للجرجاني كما يمكن الاستعانة بعدد كبير من مراجع إعجاز القرآن بشرط القيام بعملية التوثيق ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
عفوا
ـ[هدى]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 11:07 م]ـ
هل من سياسة متبعة في هذا المنتدى وفي هذا القسم بالاخص أن تحذف مشاركات الناس؟
هل النصيحة عيب فاتجنبها؟ لماذا لا ينتصر المهزوم باخلاقه ويقر بخطئه كما تقول المشرفة انوار الامل
هل تريدني المشرفة ان انتصر لنفسي واقلب الموضوع ازعاج للمنتدى وضيوفه؟ هذا لن يحصل عزيزتي
لكن لا تحذفي نصاءحي فتعينين الشيطان علي
ارجو اعاده الموضوع المحذوف اذا كان لا يغيضك وأن يتسع صدرك وصدر الاخ الهيثم الذي اكلنا بعلمه وادبه!
انتما تملكان بعض العلم وتفتقرون كل الادب
لدي من هذا الموضوع كوبي فان تم حذفه سانشره في كل قسم من المنتدى لاتضطرووني لهذا الفعل المشين
الوائلية
هدى العنزي
ملاحظة: أن كان في انتسابي لكليب بن ربيعة التغلبي عيب سأتنازل واكتب فقط: هدى
ان كان هذا هو سبب حذف الموضوع
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 12:31 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
ما أعظم الإسلام وأجمله!
يجلس المرء مرتاحا في بيته غافلا عن كل أذى فإذا يه ينهال عليه وهو لا يدري بسيل اتهامات وأحكام
لكن الرحمن الرحيم لا يحرم بفضله من تناله تلك الأمور من الأجر
فاللهم آجرنا
من قرابة يومين وحاسوبي في محل الحواسيب لنقل ملفاتي إلى الحاسب الجديد
والآن أرى ما قرأت في الأعلى
يا أخت هدى لست أنا المسؤولة الوحيدة في هذا المكان
ومنذ أن عينت قبل ما يقارب السنتين ولم أغلق شيئا ولم أحذف موضوعا إلا مرة واحدة لتكراره
وذلك لأن منتدانا بفضل الله لا يُكتَب فيه إلا ما هو محترم ويستحق البقاء في مكانه دون حذف
ولا علم لي بما قلتِ وليس في قسم المحذوفات شيء يخصك
وهذا يعني أن شيئا لم يحذف
فإن كان ردا وترين أنه حذف فلا شك أن للمشرف الذي قام بذلك الحق فيما فعل لأنه وجد فيه شيئا مخالفا، وعليك قبول ذلك لأنه من قوانين الاشتراك في المنتدى
وأذكرك من باب الأخوة بعاقبة الظن السيء الذي هو نوع من الظلم
ـ[هدى]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 03:19 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات
كتبت نقدا لكِ وللهيثم
إن كان أحدهم حذفه فله الحق شريطة أن يريك النقد ويري الهيثم لعلمي الاكيد والقاطع انه لم يقرؤه بعد
ما يهمني هو ان تقرآه انتما وان تنزعا الكبر الذي يلبسكم اياه الشيطان
وكم لبس على عالم اعلم منكما فلا تظنان انكما بعلمكما تنجوان من مصائده اعتصموا بالله يرشدكما سواء السبيل
وبخصوص الظن السئ كيف لي لا اظن وانتي مشرفة المنتى وكان الموضوع يخصك فكيف لا اظن انه انتي التي تحذفينه؟
وقال بن عثيمين في شرح حلية طالب العلم لمؤلف اسمه بكر زيد: ليس كل سوء الظن يأثم عليه الانسان فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الحزم سوء الظن بالناس و قال الشاعر
اسأت اذ احسنت الظن بكموا@ والحزم سوء الظن بالناس
هذا كلام الشيخ والله اني صادقه والشريط موجود فارجوك صدقيني واسمعيه ولا تجعلي نصيحتي سبب للتباغض بيننا
ومهما تحاببنا لا تظنين اني ساسكت اذا رايت منك خطا .. ارجو ان تحملي كل نقدي على انه حوار علمي وان كنت انا جاهله ومقصره لكن النهار لا يحتاج الى دليل
الهيثم وسع صدرك وتذكر انك من اسرة جليلة وعالمه بالقران فلا تاخذ نقدي بشكل شخصي وتحمل ما تقرأه وما ستقرأه
ملاحظة: وصلتني عدة رسائل من عدة اشخاص سأرد عليهم في وقت الفراغ للنني في الكلية و وقت المحاضرة اقترب ولا يظنون اني متجاهلتهم
الوائلية
هدى العنزي
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 06:11 م]ـ
السلام على من اتبع الهدى يا سيدة هدى00 وبعد0
أرجو أن يكون اسمك علمًا على مسمَّى، وأن تكوني بالفعل مصدر نور وهداية للضالين، والعاصين00 لقد قرأت ما كتبته، فأرسلت إليك رسالة خاصة، أستوضح منك ما تعنينه بأقوالك، وها أنت الآن تفصحين عما في نفسك0 ولهذا أقول لك:
أولاً- أنني لا أعرف شيئًا عن الموضوع الذي تتحدثين عنه، وأقسم على ذلك، إن شئت، وإلا لما أرسلت إليك أستوضح عما تقصدين، ومن تقصدين بأقوالك0
ثانيًا- إذا كان سوء الظن بالناس من الحزم، فيجب أن تعرفي أن سوء الظن بالناس أيضًا من أكبر الفتن؛ وإلا لما قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم}.
ولهذا فأنت آثمة يا سيدة هدى0 وكان ينبغي عليك قبل أن تمتطي صهوة الإثم أن تستوضحي عن الأمر قبل أن ترمي الناس بما رميتهم به0 أما خشيت أن يطيح بك حصان الإثم، ويلقي بك، مع الشيطان في قعر جهنم؟
تقولين: (أنتما تملكان بعض العلم وتفتقرون كل الأدب) 0 (وان تنزعا الكبر الذي يلبسكم إياه الشيطان) 0 أهذا كلام يقال يا سيدة هدى0 بالله عليك لو وجه إليك مثل هذا الكلام، فكيف يكون ردك عليه؟ هلا اتقيت الله تعالى في نفسك يا أختاه!
ثم إنك تقولين: (الهيثم وسع صدرك وتذكر أنك من أسرة جليلة وعالمه بالقران فلا تأخذ نقدي بشكل شخصي وتحمل ما تقرأه وما ستقرأه) 0
أنا سأعمل بنصيحتك، ولن آخذ نقدك على أنه نقد شخصي، كما تقولين0 ولكن أحب أن تسمعي مني هذه الأبيات من الشعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويشتفى ... بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
وأرجو منك أخيرًا ألا تعودي إلى مثل ذلك هدانا، وهداك الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هدى]ــــــــ[12 - 05 - 2004, 10:52 ص]ـ
الهيثم كأنك تعيّرني بأجدادي النصارى!
يا استاذ يا عالم لا تز وازرة وز أخرى .. نعم كانت بني تغلب على دين النصارى ولكني بحمد الله أسلمت لله رب العالمين ولا ابتغي غير الاسلام دينا
ام ما زلت تشك في اسلامي؟ لماذا تلقي علي تحية اهل الكتاب؟
هل من يخالفك يكون بذلك قد اخرجك من الادب القرآني؟
اذا أنا لن اخالفك لكي لا اكسب الاثم الذي دفعتك اليه من دون قصد
واراك تتحرج من الاثم فهلا اجتنبته يا استاذ في اول سطر في ردك هذا
اما فتواك اني آثمه بظني فقد نقلت كلام الذين يستنبطونه -اي القرآن- وهما في السلف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن الخلف بن عثيمين .. وحلفت لكما اني سمعته وذكرت لكما المصدر والشريط لكنك جريء على الفتوى بغير علم
المشرفة انوار لم تذكر هل قرأت نقدي المحذوف اذا كانت يهمها ان يهدي لها الناس اخطائها العلمية فضلا عن الاخلاقية
ملاخظه: وان تنزعا الكبر الذي يلبسكم إياه الشيطان .. قد تبدى هذا الكبر من ردك يا استاذ هيثم
ومن سكوتك يا استاذه انوار
هل لاني طالبه صغيره وانتم من انتم بالعلم والمكانه
سامحكما الله
الوائلية
هدى العنزي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 05 - 2004, 12:57 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
أما عني فقد اعتذرت عن أي شيء بدر مني ها هنا، وأرجو المعذرة من الجميع
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=3422
وأما إهداؤك عيوبي لي (أخلاقية أو علمية) فهو ما أنتظره، فتفضلي وأخبريني بعيوبي أكن لك شاكرة
وأما قولك أني لم أخبرك عن نقدك هل قرأت أو لم أقرأ فأظن أن كلامي في الأعلى يفهمه كل قارئ وليس ألغازا لا تفهم فلماذا تعيدين الكلام؟
وأما الكِبر فوجهيني أين وقعت فيه، وأما عدم ردي فليس منه بحمد الله، وإنما هو إغلاق لباب الجدل خاصة بعد أن سجلت اعتذاري، ولم أدع يوما أني في مكانة من علم أو معرفة ولم أقلل من أحد لقلة في علم أو أي شيء، فالدنيا أرزاق من الله ولست ممن يعير أحدا بشيء من هذه الأمور لتقولي ما قلتِ عن سبب سكوتي، والله أعلم بما قلت مما لم أعرفه
والإشراف على المنتدى ليس مقتصرا علي، هناك عدد كبير من الإخوة الأفاضل مشرفون ولهم الحق في التصرف حين يرون ما لا يجوز بقاؤه في المنتدى. فكوني مشرفة فهذا لا يبرر إلصاق الحذف بي بلا تبين خاصة وأني مشرفة عامة وإلى جانبي عدد من المشرفين فهل كل حذف يحصل في أي مكان أكون السبب فيه؟
واعلمي أني لا أنتصر لنفسي فلا أحذف ما يخصني إن قيل عني شيء إلا في حالة واحدة هي أن يحتوي على كلام غير لائق (أخلاقيا) وحينها يجب علي أن أحذفه احتراما للمنتدى الذي منحني صلاحياته لكيلا يبقى فيه إلا كل نافع جميل سامي الغاية راقي الوسيلة، ولا أشك أن هذا هو ما قد يدفع أي مشرف في رياض الفصيح إلى الحذف
ثم إن كنت حريصة على فتاوى العلماء وهو أمر محمود فهل تعرفين أن هناك شيئا اسمه النصح في السر؟ وهل تعرفين أن عندنا شيئا اسمه رسائل خاصة؟
وسؤال يلح على كل من يقرأ تاريخ التسجيل ويطلع على مشاركاتك: هل سجلت عندنا لتهدي إلينا عيوبنا فقط؟ ألم يجذبك شيء ها هنا إلا مثل هذه المناقشات؟
فلم إذن لا نرى لك مشاركات أخرى في أقسام المنتدى الذي يرحب بكل قلم جاد ناقد؟
ـ[هدى]ــــــــ[27 - 05 - 2004, 12:28 ص]ـ
الحمد لله الكبير المتعال
فقد أرسل إلى الهيثم رساله بتاريخ 22 - 3 - 1425
ولم اقراها الا الآن وهذا نصها:
سلام الله عليك يا أخت هدى ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
صدقيني أنا لست كما أنت تظنين، وأنت واهمة في كل ما نسبته إلي0
فأنا أخذت بنصيحتك، وقدمت إليك في المقابل نصيحة، فلم لم تأخذي بها؟
أما عن السلام: فأقسم أنه لم يخطر ببالي أبدًا هذا الذي خطر ببالك أنت0 وأنا أعتذر منك، وإليك0 فكلنا إخوة في الدين سواء0 وإن أكرمكم عند الله أتقاكم0
وأما عن الكبر: فوالله لست بمتكبر، ولا بمتعال، إلا على المتكبرين، والمتعالين0 ومن عيوبي التي أراها أنا حسنات أنني صريح، وأن ما قلبي هو على لساني، وأن:
لساني صارم لا عيب فيه ... وبحري لا تكدره الدلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما عن أنني عالم: فلست كذلك، وأنا لم أفت بشيء، ثم أنني لم أكذبك فيما نقلت من فتوى، بل بالعكس تمامًا. ولكن أحببت أن أوضح لك أن الظن ظنان0 والآية الكريمة تشهد على ذلك، وفيها تشديد الأمر باجتناب الكثير من الظن؛ لأن بعضه إثم، وأنت لم تجتنبيه0 وليس معنى الفتوى التي تذكرين أن نرمي الناس بالشر، ونصفهم بالسوء، ونحكم عليهم بما حكمت من قبل أن نتأكد من وجود ذلك كله فيمن نظن بهم0 فهناك ظنان: ظن حسن، وهو المراد من الفتوى0 وظن سيء، وهو الذي نصت عليه الآية الكريمة0 فلهذا لا يجوز أن نأخذ الناس بالشبهات0
صدقيني أنني لعنت نفسي، ولعنت اليوم الذي دخلت فيه إلى هذا المنتدى، وقد ألغيت كل مشاركاتي قبل أن أرد على تعقيبك، فلا تدفعيني إلى ما أكره0 اتقي الله يا أختاه في نفسك، وفي الآخرين0، وهوني عليك0 والله يرحمنا، جميعًا، ويغفر لنا فإنه هو الغفور الرحيم0 والسلام عليك أوًلا، وأخيرًا0
إن أردت أن تردي الجواب فهذا عنواني: m-attouk44@mail.sy والأمر يعود إليك00 وقد أخبرتك أنني تركت المنتدى، ولم، ولن أعود إليه إن شاء الله أبدًا0
وأنا بدوري اشكر الهيثم وأسأل الله ان يعفوا عني وعنك واقول له ان ليس في قلبي على اي المسلم اي شيء فإن كانت النفس تدعوا للبغضاء يجب على المسلم ان يوجه البغضاء (البغضاء الشرعية: بغضاء خليل الله ابراهيم عليه السلام للمشركين) لأعداء الاسلام لا لإخوانه واخواته
وبقي لي ان اكمل النصيحة التي بدأت بها, فرأيتك تلعن نفسك وهذا لا يجوز فاستغفر الله فهو يقبل التوب ويقيل العثرة .. وانظر الى صنيع الاعرابي وتأمل:
قال الامام القرطبي في تفسير قول الله تبارك وتعالى
(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات.
فقوله {خذ العفو} دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين.
ودخل في قوله {وأمر بالعرف} صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار.
وفي قوله {وأعرض عن الجاهلين} الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة.
قلت: هذه الخصال تحتاج إلى بسط،
وقد جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن سليم. قال جابر بن سليم أبو جري: ركبت قعودي ثم أتيت إلى مكة فطلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنخت قعودي بباب المسجد، فدلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو جالس عليه برد من صوف فيه طرائق حمر؛ فقلت: السلام عليك يا رسول الله. فقال {وعليك السلام}. فقلت: إنا معشر أهل البادية، قوم فينا الجفاء؛ فعلمني كلمات ينفعني الله بها. قال {ادن} ثلاثا، فدنوت فقال {أعد علي} فأعدت عليه فقال: (اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا وأن تلقى أخاك بوجه منبسط وأن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي وإن امرؤ سبك بما لا يعلم منك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن الله جاعل لك أجرا وعليه وزرا ولا تسبن شيئا مما خولك الله تعالى). قال أبو جري: فوالذي نفسي بيده، ما سببت بعده شاة ولا بعيرا. أخرجه أبو بكر البزار في مسنده بمعناه
انتهى كلام الامام رضي الله عنه بتمامه من تفسيره الجليل
انظر لم يلعن الاعرابي بعدها شاة ولا بعير .. فلا تلعن نفسك الموحدة بتوحبد الله تعالى
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
الوائلية
هدى العنزي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[30 - 05 - 2004, 11:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة هدى .. هذا هو الهيثم قد سامحتِه فماذا عني؟ وهل لي أن أتلقى نصائحك أو نقدك أو توجيهاتك؟ لن يمحو أحد ما تتفضلين به إلا إن كانت فيه مخالفة، وما دمت تقصدين لنصيحة فلن تكون مخالفات بإذن الله فلا يتصور أحد أن النصح يأتي بهذا الشكل، وسأردد الدعاء لك: رحم الله من أهدى إلي عيوبي
الأخ الهيثم: الحمد لله على تراجعك عن صيغة التحية هذه
وتوجيهها لغير المسلمين معروف، وقد أسرفت في استخدامها في معظم مشاركاتك ولا ندري هدفك منها فالحمد لله على تراجعك
ـ[حمزة]ــــــــ[17 - 07 - 2004, 01:20 ص]ـ
الأخوة الأعزاء / أنوار، هدي، هيثم
والله كم تألمت لما طالعته في هذه الصفحة من مساجلات وكلمات لا تليق بمنتدى الفصيح
لكن أفرحتني بعض الإعتذارات لأن الإعتراف بالذنب فضيلة
لابد من الترفع عن النزغات الشيطانية أخوتي الأعزاء والإقتداء بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ذركتموها في المخاطبة .. يقول المثل:
تحتمل الأرض ما يسقط من السماء
لابد لأي شخص أن يكون مثل الأرض لكي نمنع فقدان المحبة والمودة والوئام
ولكم الشكر جميعاً
يمضي أخوك فلا تلقى له خلفاً ... والمال بعد ذهاب المال مكتسبُ(/)
طلب تفسير آية
ـ[أنا الرشاش]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 04:38 ص]ـ
السلام عليكم
عضو جديد يطلب المساعدة
ما تفسير قوله عز وجل: (ولله المثل الأعلى)؟ وما الفرق بين المَثل بفتح الميم، والمِثل بكسر الميم؟
وجزاكم الله كل خير.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 12:23 ص]ـ
وعليكم السلام
لله المثل الأعلى أي له الوصف الأعلى الذي ليس له شبيه ولا نظير
والمَثل بالفتح هو الصفة
أما المثل فبمعنى الشبيه
ملحوظة: كان يمكن أن تعرض السؤال في الموضوع الأصلي(/)
وجادلهم بالتي هي أحسن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 10:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي وأخواتي في المنتدى
تفاجأت كثيراً بما دار من حوارات في هذا المنتدى وبالأسلوب الذي تم التحاور فيه وأنا لست هنا كي أجادل في المواضيع التي طُرحت ولكن لي نصيحة واحدة أقدمها للجميع: هل يعقل ا أهل القرآن أن نتحاور فيما بيننا بهذه الطريقة في وقت أصبح الفرقان الأميركي (بديل القرآن كما يزعمون) في بلادنا وبين أيدي المسلمين! فهل نكون في صراع فيما بيننا أم الأجدر أن نوحّد الجهود حتى ندافع عمن يهاجمنا من أعداء الخارج؟!
ومن قال أن العلماء يجب أن يتفقوا في كل شيء ألم يختلف الأئمة والعلماء سابقاً؟ لكل واحد الحق أن يدلي بدلوه في مجال اختصاصه وأنا شخصياً أتابع الدكتور فاضل منذ سنوات وهو ليس بشهادتي أنا بل بشهادة علماء أفاضل وأهل لغة وقرآن وتفسير يشهدون له بالعلم الوفير وأنا كمتابعة له أجد فيه تواضع العلماء الراقي فهو لم يرضى أبداً أن يقال عما يتحدث يه إعجاز قرآني وإنما هي لمسات بيانية وقال الإعجاز أكبر مني أين أنا من هذا العلم وهذا ليس لجهاه وإنما لتواضعه الجمّ. واعذروني إن كنت لا أعلم عن الأستاذ عتوك ولم أقرأ له سابقاً ولكني سأقرأ كل ما جاء على لسانه في هذا المنتدى بتمعن.
كما أرجو من الأخ الهيثم الذي يقول أنه نشأ في أسرة مسلمة لهم باع طويل في علوم القرآن فأقول عليه إذن أن تخلّق بأخلاق القرآن في الحوار لأن المسلم الحقّ هو الذي سلم الناس من لسانه ولا أظن أن مستوى الحوار الذي جاء في المواضيع يندرج تحت هذا الباب وتذكروا جميعاً قوله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) وهذا لغير المسلمين فما بالنا بالمسلمين؟
كما أرجو من الجميع مراعاة أن هذا منتدى عام يدخله الناس يومياً ولا يجوز لنا أن نظهر بهذا المظهر أمامهمز نتحاور نعم لكن ضمن حدود وإطار الإحترام المتبادل ولا نشكك في علم أحد ولسنا مأمورين بالكشف عما في القلوب فلكل رب يحاسبه على صدقه أو كذبه لكن يجب علينا احترام بعضنا البعض وبالأخص علماؤنا الأفاضل وإن كان لدينا أي استفسار عما جاء على لسان هذا العالم أو ذاك بالإمكان بكل بساطة الإتصال به والإستفسار منه شخصياً لا الكلام من وراء ظهرهم لأني أظن والله أعلم أن هذا يدخل في باب الغيبة.
هذا ما لدي والكلام للجميع في المنتدى وأرجو الله أن لا يُفهم كلامي خطأ كما أضيف أنه علينا اختيار عناوين أكثر جدية في المنتدى فلا يعقل لأن نجعل مواضيعنا تبدو وكأنها رسائل شخصية.
أقول قولي وأستغفر الله تعالى لي ولكم جميعاً وأسأله أن يعيد الجميع إلى رشده وأن يوفق الجميع لما فيه خيري الدنيا والآخرة. ولنتق الله جميعاً ونوحّد جهودنا لردع أعداء الخارج ومنعهم من تحقيق ما يسعون إليه من نشر قرآنهم المزعوم بين أبنائنا وفي عقر ديارنا.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 11:15 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا أستاذة، وأسأل الله - تعالى - أن يهديَ قلوبنا، ويعيننا على أنفسنا، وأنا أقدم اعتذاري لكل من لمس مني خطأ في حقه.
(ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا).
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 11:42 م]ـ
وأنا كذلك أعتذر عن أي شيء بدر مني وأساء إلى أحد
اللهم طهر نفوسنا من الهوى والعصبية واملأها بحبك وحب كتابك واجعلنا عليه مجتمعين
آمين
وجزاك الله كل خير يا أختي الغالية
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 - 05 - 2004, 06:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله تعالى أن جعل في رسالتي القبول بينكم وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل عن طيب خُلُق وهو ما يُحبه الله ورسوله في المسلم، ولنا في رسول الله أسوة حسنة. وأسأله أن يغفر لنا جميعاً وأتمنى أن ينسحب هذا القبول على باقي المشاركين والأعضاء في المنتدى.
وأتمنى أن تتصف حواراتنت في هذا المنتدى بالعقلانية والموضوعية والأهم حسن الخلق فنحن نجتمع من بلاد شتى ومن مذاهب شتى ومن بيئات شتى نجتمع في هذا المنتدى المبارك لنستزيد من العلم بشؤون الدين وبلغتنا الجميلة فلنكن حضاريين في الطرح والإجابة حتى تعم الفائدة ولنتذكر قول الله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن).
بارك الله بالجميع وأشكركم من كل قلبي على تجاوبكم معي وأسأله أن يعمر قلوبكم بالطمأنينة والسكينة وأن يزيّنا جميعاً بالتقوى وحسن الخلق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أسوتنا وحبيبنا محمد.(/)
اختلاف أداة التعليل في (تقر عينها ـ تعلم)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 05 - 2004, 11:56 م]ـ
:::
جاء هذا السؤال في منتديات حفاظ الوحيين
لماذا اختلفت ا أداة التعليل للفعلين في قوله تعالى:
" فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" القصص:13
فعلل بكي (تقر عينها)
وعلل باللام (تعلم أن وعد الله حق)؟
وهذا الرد
------
التعليل بكي واللام
قد يرد سؤال على الذهن يحتاج إلى إنعام نظر وهو: ما الفرق بين اللام وكي؟، وهل التعليل بهما متطابق؟
الحقيقة أنه لا يبدو هناك فرق واضح بينهما في التعليل، فهما متقاربان جدا، غير أن الذي يبدو أن الأصل في (كي) أن تستعمل لبيان الغرض الحقيقي، واللام تستعمل له ولغيره، فاللام أوسع استعمالا من (كي)، وهذا ما نراه في الاستعمال القرآني
...
...
...
والظاهر من الاستعمال القرآني أن (كي) تستعمل للغرض المؤكد والمطلوب الأول، يدل على ذلك قوله تعالى: "فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق" القصص 13، فقد جعل التعليل الأول بـ (كي) "كي تقر عينها" والثاني باللام " ولتعلم أن وعد الله حق" والأول هو المطلوب الأول، والمقصود الذي تلح عليه الأم بدليل اقتصاره عليه في آية طه، قال تعالى: "فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن"
فالمطلوب الأول للأم هو رد ابنها إليها في الحال، أما جعله نبيا مرسلا، وهو ما يشير إليه قوله تعالى: "ولتعلم أن وعد الله حق" فهو غرض بعيد، إذ هي محترقة لرد ابنها الرضيع إليها
وهذا غرض كل أم سُلب منها ابنها، أعني أن يعاد إليها أولا، سواء كانت الأم مؤمنة، أم كافرة، بل هو مطلوب للأمات من الحيوان، ولذا عللها في الموطنين بـ (كي) ولم يعلله باللام
ثم إن أم موسى تعلم أن وعد الله حق لا يتخلف، وقد وعدها ربها بأنه سيرده إليها ويجعله من المرسلين: "إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين:
فقوله تعالى: "ولتعلم أن وعد الله حق" معناه الاطمئنان، لا مجرد العلم، ولو قال (كي تعلم أن وعد الله حق) لكان المعنى أنها تجهل أن وعد الله حق، وأنه رده إليها لتعلم هذا الأمر
ونظير هذا قوله تعالى: "وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها" الكهف 21، وهذا في أصحاب الكهف وهم يعلمون أن وعد الله حق ولا شك، وكيف لا وهم فارقوا قومهم لإيمانهم بالله تعالى؟ فلو قال (كي يعلموا) لكان المعنى أن هذا هو الغرض الحقيقي وقد كانوا يجهلون ذاك
وأما قوله "كي تقر عينها ولا تحزن" فهذا غرض حقيقي لا يتحقق إلا برد طفلها إليها
...
...
...
يتبين مما مر أن (كي) تستعمل للغرض الحقيقي، أما اللام فهي أوسع استعمالا منها، وأن الجمع بينهما يفيد التوكيد والله أعلم
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0
مبحث (حروف النصب) في كتاب معاني النحو ـ د. فاضل السامرائي ـ الجزء الأول ـ ص 307 إلى ص 310
ـ[نبراس]ــــــــ[14 - 05 - 2004, 05:55 ص]ـ
جزاك الله كل الخير.
ونفع بعلمك ...
يا أنوار المنتدى.(/)
سؤال عن قوله تعالى ((مّطاعٌٌ ثم أمين))
ـ[موسى 125]ــــــــ[14 - 05 - 2004, 11:19 م]ـ
الأخوة المعلمون ……السلام عليكم
قال تعالى ((ذي قوة عند ذى العرش مكين)) ((مّطاعٌ ثم أمين)) سورة التكوير
أحب أن أسألكم هل العربية تبدأ بحرف مشدد؟ وإذا كان الجواب، لا فلماذا بدأت الآية الكريمة ((مّطاعٌ ثم أمين)) بالتشديد؟ ولكم الشكر
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 05 - 2004, 12:14 ص]ـ
أخي الفاضل موسى
ورد خطأ في كتابتك للآية فهي هكذا: " ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاعٍ ثمّ أمين"
وأما الشدة التي تراها على الميم فهي بسبب إدغام الميم والنون السابقة
أي أنها لا تنطق في الوقف
هي خاصة بحالة الوصل لتعلقها بما قبلها إدغاما
وتلحظ هذا في القرآن كله فحيث جاء الإدغام ترى الشدة
ـ[موسى 125]ــــــــ[15 - 05 - 2004, 07:39 م]ـ
المشرفة العامة ........ السلام عليكم
شكراً لكِ على الإجابة السريعة .... وفقكِ الله(/)
لمسات بيانية
ـ[ ahmad] ــــــــ[21 - 05 - 2004, 02:50 ص]ـ
(ما الفرق بين دلالة الجمع في معدودة ومعدودات؟
معدودات جمع قلّة وهي تفيد القلّة (وهي أقل من 11) أما معدودة فهي جمع كثرة وهي أكثر من معدودات (هي أكثر من 11) (والقاعدة العامة أنه إذا وصفنا الجمع غير العاقل بالمفرد فإنه يفيد الكثرة) ومثال ذلك (أنهار جارية) و (أنهار جاريات) الجارية أكثر من حيث العدد من الجاريات وأشجار مثمرة أكثر من مثمرات وجبال شاهقة أكثر من شاهقات.
مثال: قال تعالى في سورة آل عمران (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24}) اختيار كلمة (معدودات) في هذه الآية لأن الذنوب التي ذُكرت في هذه الآية أقلّ. وقال تعالى في سورة البقرة (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {80}) اختيار كلمة (معدودة) في هذه الآية لأن الذنوب التي ذُكرت في هذه الآية أكثر).
ـــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه لمسة من لمسات الدكتور فاضل السامرائي الموجودة في موقعه على الإنترنت0
أولاً- يقول الدكتور فاضل:" معدودات جمع قلّة وهي تفيد القلّة (وهي أقل من 11) أما معدودة فهي جمع كثرة وهي أكثر من معدودات (هي أكثر من 11) " 0
1 - إذا كانت (معدودات) جمع قلة، وتفيد القلة (أقل من 11)، فهل هي كذلك في قوله تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم أيامًا معدودات)؟
2 - إذا كانت (معدودة) جمع كثرة، وهي أكثر من (معدودات)، فما مفرد (معدودات، ومعدودة)؟
ثانيًا- إذا كانت معدودة جمع كثرة، فكيف نوفق بين هذا القول، وبين قولنا:" والقاعدة العامة أنه إذا وصفنا الجمع غير العاقل بالمفرد فإنه يفيد الكثرة0 ومثال ذلك (أنهار جارية) و (أنهار جاريات) 0 الجارية أكثر من حيث العدد من الجاريات00 "؟
فهل أجد عندكم جوابًا عن هذه التساؤلات ولكم الشكر؟
ـ[ربحي شكري محمد]ــــــــ[21 - 05 - 2004, 01:50 م]ـ
معدودات مفردها معدودة؛ فمعدودات جمع مؤنث سالم.
أما معدودة فمفردة.
والقاعدة المعهودة في الإخبار أو وصف جمع غير العقلاء إنما تكون بجمع المؤنث السالم أو بالمفرد أو بجمع التكسير؛ فيقال:
مرّت بنا أيام خوالٍ؛ بجمع التكسير.
ومرّت بنا أيام خاليات؛ بجمع المؤنث السالم.
ومرّت بنا أيام خالية؛ بالمفرد.
هذا ما أعرفه.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[21 - 05 - 2004, 02:14 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سأجيب على حسب علمي.
1 - جمعا المذكر السالم والمؤنث السالم الغالب أنهما للقلة إلا بقرينة، فإن دلت القرينة على أنهم أكثر من 11 دلّا على جمع الكثرة. كقوله نعالىالقرآن عن المؤمنين والمؤمنات، فحينما يقول تعالى (((قد أفلح المؤمنين))) هل يدل هذا الجمع على 11 أو 10 أو 9 أو 8؟ أم أنه يدل على أمة لا يعرف قوامها إلا الله تعالى؟
كذلك في هذه الآية الكريمة (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم أيامًا معدودات) فمعروف أن رمضان ثلاثون يوما.
2 - بالنسبة لمعدودة هي مفرد معدودات، ومعدودة مفرد فلا نبحث عن مفردها.
انتظر التصويب والتكملة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 05 - 2004, 01:22 ص]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة ahmad
2- إذا كانت (معدودة) جمع كثرة، وهي أكثر من (معدودات)، فما مفرد (معدودات، ومعدودة)؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم يقل الدكتور فاضل إن (معدودة) جمع كثرة
أما القاعدة العامة التي ذكرتَها فهي صحيحة فالمقصود أن المفرد يفيد الكثرة، ولم يقل الدكتور إن المفرد هنا هو جمع كثرة فلا يمكن أن يخلط أحد بين المفرد والجمع
وأجابك الأخ أبو تمام أن الجمع السالم يدل على القلة إلا بقرينة
وبسط الأستاذ شكري أنواع الوصف لغير العاقل
فلهما الشكر على تفضلهما بذلك بارك الله في علمهما
والحلقة التي عرض فيها هذا السؤال ما زالت مسجلة عندي، وكنت قد كتبتها قبل فترة وراجعتها الآن بخط يدي مما نسخته عندي
كما راجعتها في موقع (لمسات) الذي يعرض بعضا مما جاء في دروسه وتأكدت أنه لم يقل إن معدودة جمع كثرة
أما أنك تقول إنه قال، فأقول: لا، لم يقل
ولا علاقة له ولا لي بما قد تلتقطه من هنا أو هناك من منتدى أو موقع، وقد يكون الناقل غير متخصص في اللغة فلا يميز بين جمع ومفرد، أو قلة وكثرة، وقد تكون زلة غير مقصودة حتى إن كان صاحبها متخصصا
ونرجو أن تبرئ الدكتور من أي شيء خطأ يكتب عنه حتى إن نسب إليه
أوفي موقع نسب إليه وإن كان هذا الذي سأعطيك عنوانه الآن، فهو لا يتحمل إلا مسؤولية ما ينطقه فقط، أو يكتبه في كتبه
وبناء على ما تقدم فليس عندنا تعارض لنعمل على التوفيق
يمكنك أن تتفضل بمشاهدة الصفحة التي فيها السؤال، وهي تنقل النص الكامل لرد الدكتور وهو مشابه لما كتبته عندي تقريبا، ونرحب بأي أسئلة أو اعتراضات أخرى عندك
http://lamasaat.8m.com/5-answers.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ ahmad] ــــــــ[26 - 05 - 2004, 03:35 م]ـ
جميل أن يكون الإنسان مخلصًا لأساتذته، ووفيًا لهم إلى هذا الحد، ولكن ليس بجميل أبدًا أن يقذف الآخرين بالكذب، وبالتلفيق، فما قلته أنا، ونفيته أنت بقولك:" أما أنك تقول إنه قال، فأقول: لا، لم يقل "0 وما قلته أنا ليس من عندي، ولكن نقلته من موقع الدكتور فاضل على الإنترنت: لمسات بيانية في آي القرآن الكريم 1
ورقم السؤال:/ 98 / وهو الآتي:
98 - ما الفرق بين دلالة الجمع في معدودة ومعدودات؟
معدودات جمع قلّة وهي تفيد القلّة (وهي أقل من 11) أما معدودة فهي جمع كثرة وهي أكثر من معدودات (هي أكثر من 11) (والقاعدة العامة أنه إذا وصفنا الجمع غير العاقل بالمفرد فإنه يفيد الكثرة) ومثال ذلك (أنهار جارية) و (أنهار جاريات) الجارية أكثر من حيث العدد من الجاريات وأشجار مثمرة أكثر من مثمرات وجبال شاهقة أكثر من شاهقات.
مثال: قال تعالى في سورة آل عمران (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24}) اختيار كلمة (معدودات) في هذه الآية لأن الذنوب التي ذُكرت في هذه الآية أقلّ. وقال تعالى في سورة البقرة (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {80}) اختيار كلمة (معدودة) في هذه الآية لأن الذنوب التي ذُكرت في هذه الآية أكثر.
وكنت أود منك أن تترفقي في الجواب، وأن يكون أسلوبك مهذبًا في الرد والسلام0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 05 - 2004, 10:46 م]ـ
يا أخ هيثم يمكنك أن تطرح أسئلتك كما تشاء ولكن حين ترد كن أنت المترفق في القراءة والرد، ولا تحمل كل شيء على هواك، ولا تكن دوما مستعجلا كما يلحظ كل من قد يقرأ لك
فإني لم أتهم أحدا بكذب أو تلفيق، خاصة إن كنت تقصد أني قصدتك فكلامي واضح إذ لم أقصدك
بل رجوتك وأرجو كل السامعين ألا ينسبوا شيئا خطأ يجدوه في أي موقع لأي أستاذ أو شيخ لأنه ليس مسؤولا إلا عما يقول أو يكتب بنفسه، وأستثني إن كان الشيخ هو بنفسه المشرف العام على الموقع وهو الذي يتولى كل ما جاء فيه
ولئن كان صاحب الموقع قد كتب ذاك فهو صاحب الخطأ، وقد يكون نقل الكلام على حسب فهمه هو لا كما قاله الدكتور، وفي الموقع الثاني نقل أصح
ونطالب صاحب الموقع الذي تشير إليه ـ ولعله موقع الأخت سمر ـ بتصحيح ما تقدم وإعفاء الدكتور من خطأ نسبة هذا الأمر إليه
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 05 - 2004, 10:47 م]ـ
وأنقل إليكم ما قاله الدكتور بنصه من موقع لمسات
http://lamasaat.8m.com/5-answers.htm
السؤال الثامن: معدودة ومعدودات
قال تعالى: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80)
وقال سبحانه: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (آل عمران:24)
فلماذا عبّر في الأولى عن مدة مس النار بالأيام المعدودة، وعبر في الثانية بالأيام المعدودات؟
ج: جمع غير العاقل إن كان بالإفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات، فالجارية أكثر من الجاريات، ومثلها شاهقة وشاهقات فالعدد في الأولى أكثر، وجمع السالم قلة
فهذه من المواضع التي يكون فيها المفرد أكثر من الجمع.
قال في آية أخرى عن يوسف عليه السلام: "وشروه بثمن بخس دراهم معدودة" أي أكثر من 11 درهما، ولو قال معدودات لكان ت أقل.
وفي الآيتين المتقدمتين قال في الأولى (أياما معدودة) وفي الثانية (أياما معدودات) لأن الذنوب التي ذُكرت في الأولى أكثر فجاء بمعدودة التي تفيد الكثرة، والتي ذكرت في الثانية أقل فاستعمل (معدودات) مناسبة لمعنى كل منهما.
ـ[ ahmad] ــــــــ[27 - 05 - 2004, 01:04 ص]ـ
هل وصلت بك الأمور إلى أن تخلطي بين اسمي واسم الهيثم؟
هل هذا هو عنوان الهيثم المسجل عندكم؟
تحرير الهوية - ahmad
(يُتْبَعُ)
(/)
التسجيل: المعلومات المطلوبة جميع الحقول ضرورية.
البريد الإلكتروني:
إعادة كتابة البريد الألكتروني:
معلومات إختياريّة جميع هذه البيانات يمكن مشاهدتها من قبل الأعضاء في منتديات الفصيح لعلوم اللغة العربية members.
الموقع الشّخصي:
رقم الـ ICQ:
معرّفك لماسنجر الـ AOL:
معرف الماسينجر:
ـ[ ahmad] ــــــــ[27 - 05 - 2004, 03:13 ص]ـ
1 - كون الدكتور فاضل قال عن (معدودة) جمع كثرة، أو نقل ذلك عنه خطأ من صاحب الموقع (لمسات بيانية) فهذا لا يغير من الأمر شيئًا؛ لأن السؤال ما يزال قائمًا:
هل (معدودة) تدل على العدد الكثير، أكثر من (11) ومعدودات تدل على العدد الكثير؟
2 - وهل اعتمد الدكتور فاضل على قرينة ما لفظية، أو معنوية، حتى قرر أن (معدودة) لفظ يدل الكثرة، وأن (معدودات) جمع يدل على القلة في الآيتين المذكورتين؟ أم كان ذلك اجتهاد منه؟
3 - إذا كانت (أيام) جمع قلة، فكيف توصف مرة بأنها كثرة، ومرة أخرى بأنها قليلة؟ ومثل ذلك يقال في قوله تعالى: (سبع سنابل) وقوله تعالى: (سبع سنبلات) فهي سبع0 فكيف تكون مرة كثيرة، وتكون مرة قليلة، كما ذكر الدكتور فاضل في لمسة أخرى من لمساته السحرية؟
4 - جمهور علماء اللغة، والتفسير أجمعوا على أن (معدودة) لفظ يدل على العدد القليل المحصور0 قال الراغب الأصفهاني في (مفرداته):" ويُتجَوَّز بالعدد على أوجه. يقال: شيء معدود ومحصور للقليل، مقابلة لما لا يحصى كثرة. وعلى ذلك: (أياما معدودة).أي: قليلة؛ لأنهم قالوا: نعذب الأيام التي عبدنا فيها العجل ".
وقال الفخر الرازي:" قيل في معنى (معدودة): قليلة كقوله تعالى: (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة) .. والله اعلم ".
وفي تفسير (دراهم معدودة) قال الزمخشري:" تعَدُّ عدًّا، ولا توزَن؛ لأنهم كانوا لا يزنون إلا ما بلغ الأوقية؛ وهي الأربعون، ويعدُّون ما دونها ". ثم علل لذلك بقوله:" وقيل للقليلة: معدودة؛ لأن الكثيرة يمتنع من عدها، لكثرتها ".
وحكى أبو حيان عن بعضهم في تفسير (معدودة) أنه قال:" أي: قلائل يحصرها العدُّ، لا أنها معينة العدِّ في نفسها " .. ومثلها في ذلك قوله تعالى: (وشرَوْه بثمن بخس دراهم معدودة) 0
وقال الزمخشري في تفسير قوله تعالى: (أيامًا معدودات):" معدودات: مؤقتات بعدد معلوم ". ومثل ذلك قال الرازي. ودليلهما: أن المراد بالأيام المعدودات في آية البقرة: أيام شهر رمضان.
5 - أنكذب هذه الأقوال كلها، ونكذب القرآن الكريم؛ لنثبت صحة قول العالم الجليل؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 - 05 - 2004, 07:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدهشتني طريقة الحوار في هذا المنتدى الذي كنت أظن فيه الخير. وغاب عن بال الجميع أن الدين النصيحة وواجب المسلم نحو أخيه المسلم أن ينصحه أو يرشده إن أخطأ لكن باللطف واللين وحسن الخلق والأدب لا كما جاء في هذا المنتدى، أشار البعض إلى موقعي وما جاء فيه وكأنه رجس من عمل الشيطان ولا أريد أن أعيد الإتهامات التي جاءت بحقي. لكن ألا سألتم أنفسكم أنه قد يكون خطأ بالطباعة غير مقصود فلقد قمت بطبع مجموعة من الحلقات لمدة ثمانية أشهر متواصلة لا يعينني إلا الله تعالى فهل لا يجوز لي أن يحصل معي خطأ في الطباعة هنا أو هناك؟ فلماذا لم تدفعكم الحمية والغيرة على تنبيهي بالخطأ لنصحيحه بكل بساطة؟؟؟ يصلني رسائل من الأصدقاء ومن الزوار المحترمين بأنه يوجد خطأ في الطباعة في مكان ما فأصححه على الفور. أفي هذا الأمر مشقة عليكم؟ لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.
وإن كنتم ترون في موقعي ما لا يعجبكم فأنصحكم بعدم زيارته وانتهى. لكن المشكلة أنكم تزورونه وتقرأون ما فيه وتبحثون عن الخطأ لإبرازه لا عن الصواب لنشره وتعميمه فها هذا خُلق المسلم؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحب أنو أنوه أني درست الهندسة المدنية وحاصلة على أعلى الشهادات الجامعية فيها وهذا لا يعني إني لا أحب اللغة العربية وأحب متابعة البرامج التي تعيننا على فهم القرآن بشكل أدقّ. ولا أدّعي العلم باللغة ولكن معلوماتي متواضعة ومستمرة في العلم والتعلم. فإن حدث خطأ في مكان ما في موقعي فأرجو أن تتسع صدوركم لالتماس العذر أولاً بأنه لم يكن مقصوداً فجلّ من لايُخطئ. أنا أعمل لوحدي على موقعي ويعلم الله كم يحتاج إلى جهد ووقت فهل يُرمى بكل ما قدمته وعملت على ابرازه بشكل جيد بشهادة الكثيين ممن زاروا الموقع إلى الآن ويُبحث عن خطأ هنا أو هناك؟ اتقوا الله وعودوا إلى رشدكم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سمر الأرناؤوط
صاحبة موقع إسلاميات (وليس لمسات بيانية) وإنما لمسات هي إحدى صفحات موقعي.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[30 - 05 - 2004, 09:35 م]ـ
الفاضلة أنوار، بعد إذنك ...
سمر أيتها الفاضلة ما هكذا تورد الإبل فقد أوردت إبلك إلينا وأنت مشتملة اشتمال سعد فجاءت نافرة منفعلة بعبارة صاخبة ولغة غريبة لم نتوقع أن تعاملينا بها لمجرد أن الأستاذة أنوار أشارت إلى أن موقعك المبجل ربما أخطا بنقص حرف أو زيادته أو رسمه أو شكله وعرضت رأيها بكل أدب واحترام دون تجريح أو إساءة وهو ما عهدناه منها على مدى مشاركاتها في هذا المنتدى المبارك (الفصيح)
قلت يا سمر: (أدهشتني طريقة الحوار في هذا المنتدى الذي كنت أظن فيه الخير. وغاب عن بال الجميع أن الدين النصيحة وواجب المسلم نحو أخيه المسلم أن ينصحه أو يرشده إن أخطأ لكن باللطف واللين وحسن الخلق والأدب لا كما جاء في هذا المنتدى، أشار البعض إلى موقعي وما جاء فيه وكأنه رجس من عمل الشيطان ولا أريد أن أعيد الإتهامات التي جاءت بحقي.)
فكيف تطلقين حكما عاما على منتدى حافل بمشاركات ثرية وجردته من الخيرية وسلبت عن أعضائه الذين يصل عددهم إلى ما يقرب من الألف عضو خاصية اللطف في النصح ومجانبة الطريق القويم في التعامل الإسلامي مع المنصوح ..
أيّ عدل هذا الذي تنادين به وأنت بعيدة كلّ البعد ـ مع بالغ الأسف ـ عمّا تنادين به؟
هل كلفت نفسك بتصفح المنتدى لتري أسلوب أعضائه الكرام في التفاعل ومنهجهم في النقاش؟
حكم ظالم جائر هذا الذي أطلقته على المنتدى ودهشة غير مبررة هذه التي اعترتك لمجرد إشارة لاحتمال خطأ وقع فيه منتداك!!!
ولله در المتنبي حين قال:
ولم تزل قلّة الإنصاف قاطعة ــــــــ بين الأنام ولو كانوا ذوي رحم
وتقولين: (وإن كنتم ترون في موقعي ما لا يعجبكم فأنصحكم بعدم زيارته وانتهى. لكن المشكلة أنكم تزورونه وتقرأون ما فيه وتبحثون عن الخطأ لإبرازه لا عن الصواب لنشره وتعميمه فها هذا خُلق المسلم؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.)
فمتى رأيتنا نزور هذا الموقع لتنصحينا بعدم الزيارة0 وهل أنشأت موقعا على الشبكة لتمنعي الزوار عنه؟
ومتى بالله عليك أيتها الأخت الكريمة رأيتنا نتصيد أخطاءك وننشرها بله ونعممها؟
سأزور موقعك فهل تأذنين؟ فأنا لم أزره من قبل!!!
لست أدري لماذا تتعاملون مع الأستاذة أنوار بهذه الطريقة لمجرد أنها اختارت منهج الوفاء والإنصاف لأستاذ جليل يحرص على تقديم جماليات القرآن الكريم واللمحات البيانية الفريدة التي اختص بها الذكر الحكيم ورحتم أنتم تتصيدون ما ترونه زللا أو خطأ وقع فيها الأستاذ الكبير فاضل ولا أظنني و لا الأستاذة أنوار ننزهه عن الخطأ أو نزعم له بما يرفع منزلته عن بني البشر فهو عالم مجتهد ولا عجب أن يخطئ ولكن العجيب الغريب أن نتتبع أخطاءه وما قد يقع فيه من زلل ونأتي لتضخيمها وتكريسها!!! ألست معي في هذا؟
الفاضلة سمر، ملحظان أود أن يحضرا في ذهنك:
ـ لست هنا لأدافع عن أستاذتنا أنوار فهي أقدر على مقارعة الحجة بالحجة لكنني رأيت أنك بالغت كثيرا في دهشتك من حال المنتدى وكأنه منتدى قائم على السب والشتم والهجوم والنزاع والعراك ولو تنقلت في أرجاء نادينا المبارك لكانت دهشتك الثانية غير الأولى (هكذا أقول معوّلا على إنصافك الذي إن غاب حينا فسيحضرـ إن شاء الله ـ في بقية الأحايين)
ـ أرجو ألا يكون تداخلي هذا معك مبررا لإعلان انسحاب وهجرة عن المنتدى كما يصنع البعض لمجرد الاختلاف معه وكأنه جاء فقط ليقول ونحن نسمع0
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه كلمة أراى أنها تصب في نهر الحق بعيدا عن العصبية أو الانتصار للذات أرجو أن تتقبليها وتغفري ما جاء فيها من خطل وخلل وأن تبقي في منتداك مشاركة فاعلة ومحاورة بارعة0
وللجميع تقديري 0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 05 - 2004, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن يكفي أي قول ليعبر عن دهشتي مما قرأت من أخت لي في الله تقول إني أتهمها أو أشير إلى موقعها أنه رجس منتهجة سوء الأدب في كلامي عنه!
ولا أدري ما الذي غرس في نفسها هذا الشعور! وكأني كنت أعرف من البداية أنه هو، فهل كل موقع ضم شيئا للدكتور فاضل يكون موقعك؟ ألم أقل إنه قد يكون موقعا أو منتدى هنا أو هناك؟
وأما الخطأ المطبعي فقد استبعدته بعد إعادة التأمل لأن الكلام واضح وهو يصف كلمة بجمع القلة والأخرى بجمع الكثرة، ولكني أظنه خلطا بين الوصفين (الجمع والمفرد) بسبب السرعة أو التعب .. وهذا ليس رجسا أو تهمة من غيرك عليك، فما أحد بمعصوم من الخطأ، فاقرئي الكلام بمهل نافية أي شعور ولا تحمليه أكثر من حجمه. ثم إني لما عرفت أن النقل مأخوذ من موقعك وضعت نفسي في موضعك ففزعت من أن أكون قد تسببت في نسبة خطأ لأي شخص أيا كان، فكيف إذا كان العالم الذي تفضل بالموافقة على أن أنشر له علمه مطوقا عنقي بأمانته إلى يوم الدين؟ سيكون الخطأ غير مقصود بالطبع وهذا ما قلته منذ أول رد فأعيدوا قراءته وكذلك قد أخطئ أنا إن كنت في موضعك ولكن لن أجعل الخطأ أيا كان سببه مسوغا لي للتهوين من خطئي في حق من ائتمنني عليه .. تلك كانت مشاعري حين عرفت أنه موقعك وظننت أنك ستشعرين بشيء من ذلك اللوم الذاتي الذي تخيلت نفسي فيه فأشفقت عليك منه .. ولكن .. !
تقولين: لم لم تدفعكم الحمية لتنبيهي؟ وأقول: هل لا بد أن نقرأ كل ما في موقعك، ونتتبع الأخطاء كلها لننبه عليها قبل أن يقع المحذور؟ كما أتساءل: كأنني لم أرسل لك رسالتين لأخبرك بما حدث وأرجوك تصحيح الخطأ؟ كأنني لم أعد لأذكرك بالأمر مرة أخرى خوفا من عدم وصول الرسالة حين رأيت صمتك؟ كأنني لم أصحح شيئا من قبل أبدا وإن كان بنشره مصححا ثم إخبارك؟ كأنني لم أعتذر لك عن تأخري أول يوم بسبب تعطل بريدي وكل من يدخل الموقع الذي أستخدم البريد فيه يعلم أنه كان مغلقا يومين، هذا غير ظروف أخرى لا يعلمها إلا الله ويعذر عليها البشر ورب البشر؟ والحمد لله على كل شيء
الأخ أحمد أو الهيثم: لا داعي للإتيان بتلك المعلومات عن هويتك وأرد على سؤالك حين قلت
>>> هل هذا هو عنوان الهيثم المسجل عندكم؟ <<<
نعم هو هذا
ليس ما كتبته أنت ولكن مانعرفه نحن
وأحب أن أنقل لك عبارة شهيرة ـ إن لم تكن تعرفها ـ تقول: الأسلوب هو الرجل
وأحب أن أقول أيضا إن كل من قرأ لك من قبل وقرأ الآن يعرف أنكما شخص واحد، ونزيد نحن ـ المشرفين ـ يقينا بدليل مادي. فإن كنت ابنا لبيت علم وأساتذة أفاضل فاحفظ والديك واحفظ القرآن الذي نشأت عليه ولا تخض في العلماء
ولقد نبهتك أكثر من مرة إلى المعرّف فإن لم تكن تعرفه فاسأل عنه، وإن لم يكن لدينا دليل المعرف فيكفي قولك، وطريقتك، وكتابتك، وتحاملك الواضح وهجومك على الدكتور. إلا إن كنتما اثنين بالفكر نفسه وفي البيت نفسه!
والدكتور فاضل لم يقل يوما: ما قلته أنا هو الصحيح.
إنه دوما يقول: الله أعلم، هذا اجتهاد.
وليس كمن يقدس الآراء ويقطع بصحتها ضاربا كلام نصف العلماء ـ أو أكثر ـ عرض الحائط
وكل قارئ أو سامع له يقبل رأيه، ويقبل رأي غيره إن قرأه ووجد في نفسه موقعا وإن كان مخالفا لكلام الدكتور، إلا شخص سمح لنفسه أن يدعي العصمة لكلام معين ويرفض كل ما سواه
أما أستاذي و أخي الذي حفظ غيبتي وحفظ أمانة هذا النبع المعطاء والروض الغناء فدفع عنا جميعا فلا أجد شيئا أقوله له إلا جزاك الله خيرا بقدر ما هو أهل لمنحه
وأسجل أمام الجميع اعتذارا لسمر واعتذارا لأحمد راجية الله أن يصفي النفوس ويقي أمراض القلوب
ـ[ ahmad] ــــــــ[31 - 05 - 2004, 02:36 ص]ـ
لا أقول لك إلا كفاك ظنًا بالناس، وأذكرك بما قالته الأخت هدى 0 لقد جعلت من الهيثم أحمدًا، وخا لدًا، وعبد القادر0 وأرجو أن تقرأي ما قاله الأخ سليمان داود، لعلك تتعلمين منه:
كاتب الرسالة الأصلية: سليمان داود
_________________
كاتب الرسالة الأصلية: سليمان داود
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد قرأت اللمسه البيانيه التي أوردتها أختنا الفاضله نقلا عن العالم الكبير السامرائي
وقرأت أيضا الردود اللاحقه
والله يا أخوتي عندما أقرأ للسامرائي أصاب بالذهول لسعة علمه ودقته
فأنني أحسبه عند الله من الراسخين في العلم والله حسبه وحسبنا
قال تعالى لايعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم
وهذا تكريم خاص للعلماء أمثال السامرائي أفادنا الله بعلمهم الغزير
وأنوه هنا وهذا من عندي فربما أصيب فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي
أن الله سبحانه وتعالى لم يقل لا يعلم تأويله الا الله والروح الأمين والنبيين؟؟؟؟؟؟؟؟
بل قال الراسخون في العلم ومن المؤكد أن هذه الصفه تشمل النبيين من البشر
ولهذا السبب ذهب موسى عليه السلام وذاق النصب والتعب والجوع كي يتعلم من العبد الصالح الذي أوتي علما"
وكان تلميذا"؟؟؟؟ بكل معنى الكلمه أمام من أوتي العلم من الله
وللتنويه
فهذا العبد الصالح ليس نبيا أو رسولا"؟؟؟؟
أشكرك أختي سمر وأرجو ا أن تزيدينا مما قرأتي أو سمعتي من لمسات عالمنا الجليل السامرائي
فأنني هنا (في الكويت) لم أجد مؤلفاته لأكتنزها؟؟؟
جزاك الله خيرا"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأعزاء أقدم اليوم هذه المشاركة
لآية يتحدى الله فيها أيضا كل البشر
اذ قال العزيز الجليل
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (النساء 82)
انها آية يتحدى الله بها كل البشرية أن تجد اختلافا في القرآن أو تضارب بين آية وأخرى
وهذا الأمر مفروغ منه ولا حاجة للحديث عنه
لأنه منذ أكثر من 1400 عام أوسنه حاول كل أئمة الكفر والألحاد أن يجدوا هفوة أو خطأ أو تضارب بين الآيات ولم ولن يفلحوا
لكن الذي استنتجته من هذه الآيه شئ آخر
فلو عكسنا المعنى؟؟؟
كأنني بالله يقول لنا نحن البشر الضعفاء بعلمنا مايلي:
(ان أي كتاب قاله بشر ستجد فيه اختلافا" كثيرا)
هذا الاستنتاج الذي أقرأه في هذه الآية الكريمة
ستبدل الكثير من آرائنا وتشددنا للكثير مما قاله وكتبه الأقدمون أو المعاصرون؟؟
وكأنها دعوة لنا بأن نعمل عقولنا وتدبرنا وبصرنا وبصيرتنا
في كل ما نقرأ
فلا نتشدد لشخص بعينه ونعتبر ما كتبه كأنه قرآن منزل أو قول نبي معصوم
فديننا دين العقل والتدبر والتفكر والتأمل
وكل من قال أن علينا أن نكتفي بكل الآثار الموجودة
ولا نناقش لهم أمرا
فكأننا نطبق على أنفسنا قوله تعالى
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (الزخرف 22)
فلا نحجر عقولنا لقول قاله أحد السابقين أو اللاحقين؟؟
مع اجلالنا واحترامنا لعلمهم وتقدمهم علينا بعلمهم أو ماطرحوه من أفكار
لكنها دعوة
بتحريك العقول والتدبر والتأمل
أتمنى أن أكون مصيبا في طرحي
وان كنت جانبت الصواب فاعذروني وصوبوا وجهة نظري
اللهم لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم اقرأي ما قالته الأخت سمر:
كاتب الرسالة الأصلية: سمر الأرناؤوط
أشكر الأخوة الأفاضل الذين علقوا على هذا الموضوع وأضافوا إليه المفيد من المعلومات التي لم أكن أعلمها أنا شخصياً لعدم توفر كل المراجع لدي. فجزاكم الله خير الجزاء على إضافاتكم القيّمة.
واسمحوا لي أن ألفت نظر الجميع أننا في هذا المنتدى أو غيره لسنا في موقع تقييم علمائنا الأفاضل مهما اختلفنا معهم في الآراء وعليه فأتمنى من الجميع التزام الإحترام لكل العلماء بدون ذكر أسماء وأسأله تعالى أن ينفعنا بما يعلّمنا ويعلمنا ما ينفعنا. فالعلم أبوابه واسعة وعلينا نحن طلاب العلم أن نقرأ ونسمع ونطرح مواضيع هنا ولكل منا أن يضيف ما قرأه هو أو سمعه حول الموضوع المطروح وهكذا نزداد جميعاً علماً وفهماً وكأننا قمنا ببحث حول الموضوع وعلى حسب اعتقادي هذه هي فائدة المنتديات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لا يعني أن يبدي أحدنا إعجابه بأحد علمائنا المعاصرين وليس في استطاعتنا نحن أن نكشف عن قلوب البشر وضمائرهم لنعلم صدقهم ولكن نقول نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا. فأرجو من الجميع الإلتزام بقوانين المنتدى وعدم إضفاء أي طابع شخصي عليه.
أما بخصوص رجاء الأخ الفاضل من الكويت فأنا أعمل في موقعي على جمع كل حلقات برنامج الكتور فاضل وأضفت صفحة لكتبه وأماكن تواجدها حسب آخر المعلومات التي عندي وإن شاء الله تجد في صفحات الموقع الكثير من الفائدة. الرابط هو التالي:
http://www.islamiyyat.com
ورابط صفحة الدكتور فاضل:
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
أتمنى للجميع الفائدة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 - 05 - 2004, 07:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الإخوة الأفاضل على تعقيباتهم وأحب أن أذكر أنها ليست المرة الأولى الذي يحدث فيها حوار صاخب حول موضوع لمسات بيانية وما يقوله الدكتور فاضل السامرائي. ولا أدري لماذا لا يكون الحوار رزيناً لكني أشتم منذ البداية هجمة في الموضوع وأنه لم يكن مطروحاً منذ البداية للإستفستر وإنما للمشادة وتغذية الخلاف بين الأعضاء وإذا كنتم قد قرأتم تعليقي حول موضوع سابق (هدية إلى سمر وأنوار) لرأيتم أني أحرص الناس على أن يكون الهدوء والعقلانية هما المسيطران على حوارات هذا المنتدى وغيره.
ولا أدري لماذا تؤخذ رسالتي أنا على هذا المحمل ولم تُقرأ ما في سطور الرسائل السابقة وبين طياتها من كلام لا يحمل خاصية الحوار الهادئ الذي سيفضي إلى اكتساب معلومة بل أشعر أننا في هيئة محكمة واحد يرافع والآخر أو الآخرون يهاجمون.
صحيح أنني في هذا المنتدى منذ فترة ولكني أقرأ وأشارك بما أفهم فيه أو يعنيني بشكل مباشر وأقرأ من حين لآخر ما يرد في موضوعات أخرى بحسب تفرغي واهتمامي.
كما أحب أن أنوه أني قد أخذت موافقة الدكتور على طباعة ونشر حلقات البرنامج قبل أن أكتب كلمة واحدة في الموقع والحمد لله أني أمينة في نقل المعلومة ولهذا أنقلها حرفياً كما يتفضل بها الدكتور وأسمعها مرتين بعد تسجيلها وأطبعها وأعيد تنقيحها وإن كان قد حدث أي خطأ مطبعي فلا داعي لأن يكون التوجيه بهذا الشكل كما أذكر أنه قيل (ولئن كان صاحب الموقع قد كتب ذاك فهو صاحب الخطأ، وقد يكون نقل الكلام على حسب فهمه هو لا كما قاله الدكتور، وفي الموقع الثاني نقل أصح
ونطالب صاحب الموقع الذي تشير إليه ـ ولعله موقع الأخت سمر ـ بتصحيح ما تقدم وإعفاء الدكتور من خطأ نسبة هذا الأمر إليه)
وأنوه للجميع أنه تحدث في كثير من الأحيان أن يتكلم أحد العلماء فيخطئون في كلامهم بغير قصد منهم وهذا يحصل معا الدكتور أحمد الكبيسي لسرعة عرضه للمعلومات فينبهه بعض المشاهدين أحياناً وكما يحدث معهم قد يحث معنا بالطباعة فهو خطأ غير مقصود والله وحده يشهد أني أحرص الناس على نقل المعلومة بشكل صحيح والذي لا أكتبه أنا أنسبه إلى من نقلته عنه أو إلى الموقع الذي استقصيت منه المعلومة.
فأرجو من الجميع التروي قبل تضخيم الأمور لأنني لا أتكلم من فراغ فقد سبق ودخلنا في سجال من هذا النوع في نفس الموضوع ليس فقط في هذا المنتدى وإنما في منديات أخرى تحت نفس الموضوع وكأنه هناك من يأخذ المعلومات من موقعي كما قلت سابقاً لا لعرضها ونشرها والإستفادة مما يقوله الدكتور وإنما لإشعال الجدال في المنتديات فالدكتور يعرض البرنامج منذ سنوات وقد قال كلاماً كثيراً فلماذا يؤخذ منه بعض الكلمات التي قد تؤدي إلى بعض الجدل ويُترك له كل العلم الذي شهدت له الدنيا به؟ ولهذا كان ردي لأني شعرت بأن هذا الموضوع ليس إلا واحداً منهم.
وللملاحظة أنا لم أشر إلى أحد بالإسم لا في هذا المنتدى ولا في غيره وإنما أحاول أن أعرض وجهة نظري بطريقة واضحة فلا أدري لماذا هذه الهجمة على رسالتي وقد وردت الكثير من الرسائل التي فيها تعريض ببعض أعضاء المنتدى بشكل مباشر.
أما بالنسبة لموقعي فيا إخوتي كان خطابي موجهاً إلى الذي يأخذ منه بغرض التشويه لا المعلومة فلماذا اعتبر البعض أنهم هم المقصودين في كلامي.
كما أنوه أنني لست من النوع الذي يهدد لا بالإنسحاب ولا بغيره فأنا والحمد لله أملك من الوعي ما يجعلني أشترك فيما أراه مناسباً ولا أُلزم نفسي بأي منتدى وإنما أنا من طلاب العلم والمعرفة وأسعى إلى اكتساب ما أراه مناسباً من كل المنتديات والمواقع بدليل أني وضعت في موقعي صفحة خاصة بحوار المنتديات أضيف إليها بعض الحوارات التي أراها مفيدة لي ولغيري.
فأرجو من الجميع حسن الظن وما كان كلامي في تعقيبي إلا توضيحاً لهذا الأمر وأنا لم أُسئ الظن بأحد وإنما وضعت الحل العملي لمن لا يعجبه ما نشرته فيه من كلام الدكتور الذي ظهر وكأنني أتعمد إيراد كلامه خطأ لغاية في نفسي، والله وحده يعلم كم أحترم الدكتور وكم أقدر رأيه وعلمه وأنا أحرص الناس على إيصال علمه للناس وإلا لما جهدت لإنشاء الموقع الذي يأخذ كل وقتي وجهدي والحمد لله.
أخيراً أتمنى أن لا يطول الحديث في هذا الموضوع لأنه للأسف ترانا نجادل ونكتب الصفحات في جدالات غير مجدية بينما عندما نكتب في موضوع هام قد نحظى بإجابة وقد لا نحظى ....
وعليه أتمنى أن نستغل أوقاتنا بالجديد المفيد من المعلومات التي نتناقلها فيما بيننا بعيداً عن العصبية وهوى النفس والتعرض للعلماء، علينا أن نكون أعلم منهم حتى نقيّمهم ثم إن متابعة أي منا لأي عالم هي رأي شخصي فلكل منا الحق في أن يتتلمذ على يد من يختار من العلماء دون أن يؤثر هذا عليه أو على غيرهزفهذه حرية شخصية. وأنا من متابعي الدكتور فاضل والدكتور أحمد الكبيسي لطرحهما الجديد والمميز في القرآن الكريم ولغيري أن يختار من يشاء ولا يلزمني أحد بغيرهم كما أني لا أُلزم أحداً بالأخذ منهما فمن كان لديه أي اعتراض على أحدهما أو كليهما فالأولى أن يتحول بجهده إلى من يحب أخذ العلم منه بدون التعرض لهذا العالم أو ذاك.
أدعو الله أن ينير قلب الجميع وعقولهم وأن يعيننا على قول الحق وحسن الظن والخلق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 - 05 - 2004, 09:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المشرف العام بديع الزمان
أشكرك على تعقيبك حول الموضوع ولكني أعدت قراءة ما جاء في الردود وأظن أن علي توضيح بعض الأمور: منها أني لم يسبق لي أن تهجمت على أحد لشخصه لا من قريب ولا من بعيد لا في هذا المنتدى ولا في غيره ولله الحمد وسجلّي في المنتديات يشهد بذلك.
ثم أنني لم أقصد في هذا المنتدى شمل المنتدى كله ولكني قصدت الموضوع الذي أردّ عليه فلذا اقتضى التنويه حتى لا تتصور إنني ممن يعممون. لكن هذا القسم من المنتدى هو الذي حدث فيه سابقا شيء مماثل وللأسف زُجّ باسمي فيه من دون علمي ثم دخلت لأطلب من الجميع الهدوء وسعة الصدر وأظن أنك رأيت مشاركاتي السابقة لأنني كما أسلفت في التعليق السابق لا أدخل المنتديات إلا للفائدة لي ولغيري وليس لأي قصد خفي آخر كما يظهر من البعض.
وإذا لاحظت أني لا أتعرض لشخص أحد ولم أقصد إهانة الأخت أنوار ولا غيرها لا الآن ولا في السابق أبداً ولا في هذا المنتدى ولا غيره من المنتديات التي تشارك كلتانا فيها ولكن الكلام الذي كُتب صيغ بطريقة تثير النفس حتى في الرد على تعليقي ما هو أشد أثراً في النفس منها (تلك كانت مشاعري حين عرفت أنه موقعك وظننت أنك ستشعرين بشيء من ذلك اللوم الذاتي الذي تخيلت نفسي فيه فأشفقت عليك منه .. ولكن .. ! وهذا يدل وكأنني تعمدت الخطأ وما دلالة (لكن .. !)
) و (وأقول: هل لا بد أن نقرأ كل ما في موقعك، ونتتبع الأخطاء كلها لننبه عليها قبل أن يقع المحذور؟ كما أتساءل: كأنني لم أرسل لك رسالتين لأخبرك بما حدث وأرجوك تصحيح الخطأ؟ كأنني لم أعد لأذكرك بالأمر مرة أخرى خوفا من عدم وصول الرسالة حين رأيت صمتك؟ كأنني لم أصحح شيئا من قبل أبدا وإن كان بنشره مصححا ثم إخبارك؟) وأنا لم أطلب من أحد قراءة كل ما في موقعي لتحذيري ولكني قلت إن وُجد خطأ وهذا ما أفعله شخصياً مع المواقع التي أزورها. علماً بأني لم يصلني أية رسالة تنبيه بما يحصل!
ولو أني لم أدخل المنتدى صدفة وأقرأ ما فيه لما علمت بهذا الموضوع ولكنت تعرضت للإتهام والرد عليه دون علم مني مسبق وأنا ليس لي علم بمن يقتبس مما جاء في موقعي ولا لماذا يوظفه وإنما هذا يعود إلى كل شخص وأمانته وضميره.
أتمنى أن تكون قد وضحت الأمور وأعتذر إن فُهم من كلامي ما ليس فيه أو اعتبره البعض هجوماً على أحد فهذا لم يكن القصد لكن لو وضع كل شخص نفسه في مكاني وهذا الأمر يتكرر أسبوعياً تقريباً إما في منتداكم المبارك أو في غيره مما جعلني أفكر كثيراً بالموضوع الذي أشارك فيه في كل منتدى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[31 - 05 - 2004, 11:59 ص]ـ
الأخت الكريمة سمر الأرناؤوطي
اغتبطت غاية الغبطة وأنا أقرأ ردك المنطقي المتزن الهادئ وهكذا هم إخوتنا أعضاء المنتدى عموما 0
نحن هنا نفحر بهذه العقليات الناضجة والرؤى المتسامية عن الانتصار للذات لتكون دعامة من دعائم المنتدى التي يعتمد عليها ليواصل أداء رسالته السامية ويحقق غاياته الفاضلة0
نحن هنا إخوة بما تعنيه الكلمة لا فرق بين مراقب ومشرف وعضو ذي مشاركة مفردة0
سأحرص على زيارة موقعك والإفادة مما يحويه من ذخائر0
للجميع تقديري0
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 - 05 - 2004, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكرك أخي الفاضل وأحمد الله أن أظهر كل شيء على ظاهره وهو أعلم بالسرائر وما تخفي النفوس. وهو وحده يعلم أني لا أكن لا ضغينة ولا حقداً على أحد من الناس فكيف بإخوة لي في الدين يجمعنا هذا المنتدى المبارك وغيره من المنتديات القيمة الزاخرة بما هو مفيد. وإنما حرصي على أن نتحاشى مثل هذه الجدالات يمكن أنه يعود لكوني لا أحب الجدال بطبعي كذلك أفضل استغلال الأوقات بما هو مفيد وقيّم ويعيننا على فهم ديننا فهماً صحيحاً ولهذا كان ردي منذ البداية يبدو صارماً لقطع أي استمرار لجدل لا طائل من ورائه.
وأتمنى من الجميع أن يدعو لنا هنا في المنطقة الشرقية بالسلامة لأننا منذ أيام نعيش في قلق مما يحدث فاسألوا الله تعالى أن يحفظ المسلمين جميعاً في أي بلد كانوا.
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
شكراً لك مسبقاً على زيارة الموقع وأتمنى أن أسمع تعليقاتك واقتراحاتك وملاحظاتك قريباً إن شاء الله
بارك الله بالجميع وأسأله تعالى أن يعفو عنا جميعاً ويسامحنا ويصفي القلوب اللهم آمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 06 - 2004, 01:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخت سمر على تفضلها بالرد وإني لأشد منها رغبة في إنهاء الموضوع، لكنها ترى سير الأحداث، وتعلم أن من الأمور ما ينبغي توضيحه خشية لبس كالذي حدث هنا
ولستِ يا سمر بحاجة إلى أن تبيني حرصك على العقلانية والالهدوء والتوازن في الكلام فذاك ملاحظ، ولو لم يكن ملاحظا ولو لم تكوني معروفة بهذا لما اهتم أحد أن يقول لك ما قال
كلمة لكن .. ! لا تعني أبدا أن المقصود أنك تعمدت الخطأ ولا أدري كيف يمكن أن يفهم ذلك من كلامي، فقد قلت إن هذا كان شعوري وخوفي عليك (بعد) أن علمت أن الخطأ كان من موقعك، وأنه مهما كان سببه فلا بد أن يثير في النفس لوما لها لما تسببت فيه من نسبة خطأ لمن ائتمنها، (ومهما مع اللوم لا تعني تعمد الخطأ، فمت يتعمد لن يلوم نفسه) وقلت إن هذا هو شعوري الخاص لو كنت في موضعك، ولم أكن لأبالي لو نسبوا لي الخطأ، لأن المهم هو أن أصلحه ما دمت قد اكتشفته، ولهذا قلت (صاحب الخطأ هو صاحب ا لموقع) دفعا عن الدكتور وعن أي شخص يمكن أن يكون في مكانه وهذا واضح من تعميمي ورجائي ألا ينسب شيء لأحد إلا لوكان هو كاتبه أو المشرف المباشر على كل ما فيه وليس اسما فقط، وما ظننت أن ذلك سيغضبك
ثم إني وضعت لكن ولم أكملها لأني لم أعرف كيف أعبر عنها، إذ كنت أقصد بها ردك الذي لم أتوقع أن يكون هكذا خاصة ما قلتِه عني وكان واضحا أني مقصودة به، مع إني لم أتهم أحدا بخطأ مقصود كما قلت في ردك الأول
>>> وضعت الحل العملي لمن لا يعجبه ما نشرته فيه من كلام الدكتور الذي ظهر وكأنني أتعمد إيراد كلامه خطأ لغاية في نفسي، <<<
ولا أدري كيف يُفهَم هذا، فلا الأخ الناقل يقصد أنك أخطأت تعمدا، بل كان يريد نسبة الخطأ المتعمد للدكتور، ولم أقل أنا شيئا من هذا، سواء قبل معرفتي أنه من موقعك، أو بعدها، حتى وضعي للاحتمال قلت فيه (قد) يكون ناقلا بفهمه، وأوردت قبلها أسبابا أخرى
أما الرسائل فقد أرسلتها وما زالت في بريدي الصادر، فإن لم تكن قد وصلتك فسأعيدها لك، ولا داعي أن تظني اني لم أنبهك لها، فقد نبهتك من قبل، وأخبرتك بموضوع الهيثم المعنون باسمي واسمك، ونبهتك لخطأ آخر مطبعي، توقعت منك ظن الخير الذي ينبغي أن يكون بين المسلمين عامة وكان يفترض أن يكون بيني وبينك أكثر إما لعلاقتنا أو لأخوتنا في الله أو للتجارب السابقة على الأقل ـ وإن لم تصلك مني رسالة حاليا لعطل ما لا أدري سببه ـ؟ ولا بد أن أعتذر منك ثانية لأني طبقت عليك مشاعري الذاتية واضعة نفسي مكانك، وحكمت بناء عليها فاعذريني
وأنت يا أحمد .. ما دمت قد نقلت كلام الأستاذ سليمان فهلا لنفسك كان ذا التعليم؟
وأما أنك عبد القادر فقد اعترفت به بنفسك حين أوردت في موضوعك الثاني الاقتباس، وعنونته: حتى لا يقول أحد عن البعض أنه يتصيد الأخطاء
وكان واضحا أنه رد على كلام سمر حين قالت: >>> لكن المشكلة أنكم تزورونه وتقرأون ما فيه وتبحثون عن الخطأ لإبرازه لا عن الصواب لنشره وتعميمه <<<
وأخيرا ما دمت تستشهد بكلام الأخت سمر فأرجو أن تقرأ كلامها في ردها الثاني هنا، خاصة من قولها: أتمنى ألا يطول هذا الحديث ... الخ، فهو يلخص لك وجهة نظر المنتدى، وأسس تعامله مع العلماء التي يجب أن تُحترم
ـ[حمزة]ــــــــ[17 - 07 - 2004, 12:58 ص]ـ
الأخوة الأعزاء الأساتذة / أنوار، سمر، أحمد، بديع الزمان
قرأت بتأن ما ورد في هذه الصفحة وكم تألمت لكتابة البعض وسوء الفهم الذي طال الجميع .. وكم فرحت بعد أن أكملت القراءة لتدارك كل شخص لأخطاءه
لابد من التعاون الوثيق والمحبة والوئام بين الأعضاء لتكتمل الفائدة .. لابد من سعة الصدر والأخذ بالمثل الذي يقول:
تحتمل الأرض ما يسقط من السماء
والترفع عن مثل هذه النزعات الشيطانية
ولكم الشكرجميعاً
يمضي أخوك فلا تلقى له خلفاً ... والمال بعد ذهاب المال مكتسب(/)
لمسات بيانية (2)
ـ[ ahmad] ــــــــ[24 - 05 - 2004, 01:27 ص]ـ
ما الفرق البياني بين قوله تعالى (ما منعك أن تسجد) سورة ص و (ما منعك ألا تسجد) سورة الأعراف؟
(هناك قاعدة (لا) يمكن أن تُزاد إذا أُمن اللبس، وسُمّيت حرف صلة وغرضها التوكيد وليس النفي. ونلاحظ أن سياق الآيات مختلف في السورتين ففي سورة الأعراف الآيات التي سبقت هذه الآية كانت توبيخية لإبليس ومبنية على الشدة والغضب والمحاسبة الشديدة وجو السورة عموماً فيه سجود كثير).
ـــــــــــــــ
هذا سؤال أجاب عليه الدكتور فاضل السامرائي بأن (لا) في آية الأعراف زائدة، أو: صلة، وغرضها التوكيد0
وقد ذهب الرازي إلى أن الحكم بالزيادة على كلمة من كتاب الله تعالى مشكل صعب وهو- كما قالت الدكتورة بنت الشاطىء في كتابها: الإعجاز البياني للقرآن- مما يجفوه حِسُّ العربية المرهف. ثم قالت: ولا يلطف من هذه الجفوة أبدًا قولهم: إن الغرض من هذه الزيادة التوكيد0
فما رأي الأخوة أعضاء المنتدى؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 05 - 2004, 01:33 ص]ـ
حروف الزيادة معروفة عند أهل اللغة والنحو بهذا الاسم وهو مصطلح تعارفوا عليه ولكنه لا يعني أن هذا شيء زائد يمكن أن نزيله دون أن يتأثر المعنى فيكون بقاؤه وعدمه سواء
نعم .. إزالته لا تسبب خللا في المعنى العام، لكنها تسلب الجملة التوكيد أو الاسغراق اللذين يكتسبهما المعنى من هذا الحرف الذي سموه حرف زيادة أو حرف صلة
والدكتور فاضل ليس هو المتفرد بالقول بحرف الزيادة في القرآن سواء في القديم أو الحديث
نحترم رأي الدكتورة ومن قال بقولها، ونحترم رأي الدكتور فاضل ومن سبقه أو تلاه، فالاتفاق قائم على أن الحرف له معنى في الجملة وهذا كاف
وكان لنا حديث يوما ما في منتدىالفصيح عن أحرف الزيادة وأذكر أني ضربت مثالا صغيرا كقولنا ما رأيت أحدا، وما رأيت من أحد
فالجملتان تفيدان نفي رؤية أحد، لكن الثانية تحمل توكيدا تفقده الأولى، وكل منهما له موضع تقال فيه ويكون أكثر مناسبة لها
استطراد وتوضيح خارج الموضوع: عندنا في المنتديات شيء اسمه (المعرف) أتمنى أن تسأل عن وظائفه
ـ[ ahmad] ــــــــ[26 - 05 - 2004, 03:37 م]ـ
أشكرك يا أخت أنوار الأمل على هذا التوضيح، ولي عندك رجاء وهو أن تعودي إلى ما قاله الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي في حروف الزيادة في القرآن الكريم؛ لتقفي على رأيه فيها، وإلى شرحه لآية الأعراف بالذات، وسوف ترين عندئذ كيف رد على القائلين بوجود الزيادة في كلام الله تعالى0 ومثاله المشهور في ذلك هو: ما عندي مال، وما عندي من مال0
والسلام(/)
السلام عليكم- حتى لا يقول أحد عن البعض أنه يتصيد الأخطاء
ـ[ ahmad] ــــــــ[31 - 05 - 2004, 12:20 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: ش. م
سورة الناس .. تفسير بياني
هي آخر سور القرآن بترتيب المصحف
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ {6}
* المعوذتان هما سورتان في القرآن الكريم، جمعتا الاستعاذة من الشرور كلها الظاهرة والخفية، الواقعة على الإنسان من الخارج والتي تصدر منه من الداخل.
* فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشرور الظاهرة والخفية الواقعة على الإنسان من الخارج ولا يمكن له دفعها، ولا سبيل لذلك إلا بالصبر، وهذه الأمور إذا وقع فيها الإنسان وصبر سجل ذلك في صحيفة حسناته لأن الله تعالى يجزي الصابرين.
والشر في سورة الفلق مما لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه فهو غير محاسب عليه
* أما سورة الناس فهي سورة الاستعاذة من شرور الإنسان الداخلية (النابعة من نفسه) وهي التي قد تقع على صاحبها (القارئ)، وقد تقع على غيره، وهي التي يستطيع الإنسان أن يدفعها ويتجنب ظلم النفس والآخرين
وهذه الشرور إذا وقع فيها الإنسان سجلت في صحيفة سيئاته.
والشر المقصود في هذه السورة هو مما يدخل تحت التكليف ويحاسب عليه المرء لأنه يدخل ضمن ما نُهي عنه
** فالسورتان جمعتا الاستعاذة من الشرور كلها الظاهرة والخفية .. ما يدخل تحت التكليف (ما جاء في الناس)، وما لا يدخل في التكليف (ما جاء في الفلق) .. ما لا يستطيع دفعه (الفلق) وما يستطيع دفعه (الناس .. ما يدخل سجل الحسنات (الفلق) وما يدخل سجل السيئات (الناس)
وقال عدد من المفسرين والمحققين: سورة الفلق استعاذة بالله من شرور المصائب، وسورة الناس استعاذة بالله من شرور المعايب.
جاء في التفسير القيم لابن القيم
فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما”
قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس
قل أعوذ برب الناس
ـ أعوذ بالله لغة: هي بمعنى ألتجئ وأعتصم بالله.
ـ قل: أمر الله تعالى الرسول أن يقول
الأمر بالقول له أهمية كبيرة هنا ولو حذف الفعل لاختل المعنى المقصود
(قل) للإفصاح عن ضعفه والتجائه إلى ربه، فهي من باب الإعلان عن حاجة الإنسان إلى ربه جلّ وعلا، وهو يفصح عن حاجته هذه بنفسه وينطقها بلسانه
وفيها قتل للغرور، لأن الكِبر والغرور يمنعان المرء أحيانا من طلب الإعانة وهو في حاجة شديدة إليها، فتطلب منه لآية أن يعلن التجاءه إلى ربه، فلا يكتفي بالشعور بالحاجة بل يعلنها، سواء الرسول أو غيره من البشر
قالوا أتشكو إليه ما ليس يخفى عليه ** فقلت ربي يرضى ذل العزيز لديه
ففي هذا الإعلان قتل بل علاج للكِبر الذي في نفس الإنسان والذي قد يودي به إلى الطغيان
(إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى) لذلك لا بد من قولها باللسان ولا يجوز النطق بالاستعاذة دون الأمر (قل)
ثم إن هذا القول من أسباب الطاعة فإن المرء إن استعان بأحد فلا يمكن أن يعصيه
وإذا صاحب الاستعاذة شعور في النفس بالحاجة إلى غياث المستغيثين ليأوي إلى ركن شديد فهذا الشعور بالحاجة إلى مولاه يُلين القلوب القاسية.
قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس
ـ الاستعاذة في السورة هي بـ: رب الناس، بملك الناس، وبإله الناس من شر الوسواس الخناس
فالمستعاذ منه هو شر واحد والاستعاذة منه جاءت بالربّ والملك والإله من وسوسة الشيطان المُهلكة.
أما في سورة الفلق فقد كانت الاستعاذة بشيء واحد من شرور متعددة.
وفي هذا إشارة عظيمة إلى خطورة الوسوسة على الإنسان وعلى غيره لأنه إن استجاب لهذها لوساوس فقد يردي نفسه في الدنيا والآخرة
أما الأمر الذي ليس من كسبه (ما جاء في سورة الفلق) فقد استعاذ منه بأمر واحد وهذه لفتة بيانية عظيمة من هاتين السورتين الكريمتين إلى خطورة البشر وخطورة الوسوسة
ـ وجاء الترتيب في سورة الناس هكذا: الرب، الملك، الإله.
فالإنسان إذا وقع في حاجة يستعين أولاً بخبرته وعلمه أو بمن لديه هذه الخبرة والتجربة ليرشده
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا شأن المربي فهو المرشد والمعلم والموجه، ولذا بدأت الآيات به (رب الناس).
فإن لم ينجح فيما يريد لجأ إلى السلطة وصاحبها وهو الملك (ملك الناس)
فإن لم تُجد السلطة نفعاً التجأ إلى الله تعالى (إله الناس) " وأفوض أمري إلى الله
والترتيب في الآيات في السورة هو على سياق هذا الترتيب الطبيعي، وكحاجة الإنسان للتعامل في الحياة. وهو واضح في مراحل حياة الإنسان ومعاشهم، فالأجنة هي البداية ثم يخرج الناس للحياة ليواجهوا المربي الذي يقدم لهم ما يحتاجونه من تربية ورعاية، فإذا كبروا احتاجوا إلى المجتمع وما ينظم علاقتهم به، ثم يأتي سن التكليف حيث يحاسبه الإله
والمجتمعات عموما بين الربوبية والملك، فكل مجتمع يحتاج صغاره إلى المربي ثم إلى السلطة، أما الألوهية فتتأخر وقد تخفى على بعض الناس وتحيطها الشكوك والأوهام .. والإلحاد .. وتحتاج إلى تذكير
ـ وقد تدرّجت الآيات من الكثرة إلى القلّة
فالربّ هو المرشد الموجّه وقد يكون في المجتمع الواحد العديد من المرشدين والمربّين
لكن لكل دولة أو مجتمع ملك واحد
والدنيا فيها ملوك كثر ولكن إلهها وإلههم واحد
فانتقل من الكثرة للقلة من حيث دلالة الكلمة بالعدد (الرب كثير، الملك أقلّ وأما الإله فهو واحد).
ـ وردت كلمة الناس 3 مرات في السورة وكل منها تعني مجموعة من الناس مختلفة عن غيرها نوضحها فيما يلي:
كلمة الناس تطلق على مجموعة قليلة من الناس أو واحد من الناس أو كل الناس.
والربّ هو مُرشد مجموعة من الناس قد تكون قليلة أو كثيرة
أما الملك فناسه أكثر من ناس المربي
وأما الإله فهو إله كل الناس وناسه الأكثر حتماً.
ولو قالت الآيات: أعوذ برب الناس وملكهم وإلههم لعاد المعنى كله إلى المجموعة الأولى من الناس .. ناس الرب .. دون أن يشمل غيرهم
لذلك لا يغني الضمير هنا، بل لا بد من تكرار المضاف إليه مذكورا صريحا، لأن لكل معنى مختلف
فالتدرج في الصفات بدأ من الكثرة إلى القلة، أما في المضاف إليه (الناس) فبالعكس من القلة إلى الكثرة، فناس المربي أقل، وناس الملك أكثر، وناس الإله هم الأكثر
ـ ولا يجوز أن يأتي بحرف العطف فيقول برب الناس وملك الناس وإله الناس
فجاءت (قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس) حتى لا يُظنّ أنهم ذوات مختلفة، بل هي ذات واحدة، فهو سبحانه المربي وهو الملك وهو الإله الواحد. وحتى لا يُظن أن المقصود أكثر من واحد، بل هو واحد سبحانه، فمن أراد الرب يقصد رب الناس ومن أراد الملِك يقصد ملك الناس ومن أراد الإله فلا إله إلا الله
من شر الوسواس الخنّاس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنّة والناس
من شر الوسواس الخنّاس:
ـ جاءت الآية باستخدام (من شر الوسواس) وليس (من الوسواس) كما في الاستعاذة من الشيطان: "فاستعذ بالله من الشيطانِ الرجيم"، لأنه هنا لم يحدد الشيطان، بل قال: من الجِنّة والناس، فجعل الوسواس قسمين: من الجِنّة أو من الناس
فالجِنّة فيهم صالحون وفيهم قاسطون " وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون" كما قال تعالى على لسان الجن في سورة الجن، لذا لا يصحّ الاستعاذة من الجِنّة عموماً
وكذلك الناس نحن نستعيذ من الظالمين والأشرار من الناس وليس من الناس كلهم جميعاً ولذا جاءت الآية بتحديد الاستعاذة من الشر (من شر الوسواس الخنّاس)، وأما الشيطان فشرّ كله لذلك جاءت الآية بالاستعاذة منها، أما البشر فلا، ورد في الأثر: (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)
ـالوسواس: كلمة وسواس على صيغة (فعلال)، وهي صيغة تفيد التكرار لأنه لا ينفك عن الوسوسة
ويسمى في اللغة (تكرار المقطع لتكرار الحَدَث) حيث تكرر فيها المقطع (وس) كما في كلمة كبكب (تكرار كب) وحصحص (تكرار حص) للدلالة على تكرار الحدث.
وصيغة (فعلال) تفيد المبالغة أيضاً
إذن كلمة وسواس تفيد المبالغة والتكرار.
ـ وقد جاء التعبير في الآية بكلمة الوسواس وليس الموسوس، لأن الموسوس لا تفيد المبالغة، ولأنها تقال للشخص الذي تعتريه الوسوسة دون أن تفيد المبالغة
ـ وجاءت الاستعاذة بـ (شر الوسواس) وليس شر الوسوسة فقط للدلالة على أن الاستعاذة إنما تكون من كل شرور الوسواس سواء كانت وسوسة أو لم تكن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الخنّاس: صفة من (الخنوس) وهو الاختفاء، وهي أيضا صيغة مبالغة، وتدل على أن الخنوس صار نوعا من حرفة يداوم عليها
عندما يكون للمرء عدو فإنه يحرص على أن يعرف مقدار عدائه ومدى قوته والأساليب التي تمكنه من التغلب عليه أو النجاة منه، وقد أخبرنا الله تعالى عن عدونا أن قصارى ما نستطيع فعله هو أن نخنس وسوسته، لأن الشيطان باق إلى يوم الدين ولا يمكننا قتله أو التخلص منه بطريقة أخرى غير الاستعاذة بالله منه فيخنس الشيطان، أو أن نغفل وننسى فنقع في الوسوسة.
كما جاء في الحديث: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم إن ذكر الله خنس، وإن نسي وسوس)
ـ الذي يوسوس في صدور الناس
ذُكر في الآية مكان الوسوسة وهو الصدور، ولم يقل القلوب لأن الصدور أوسع، وهي كالمداخل للقلب، فمنها تدخل الواردات إلى القلب، والشيطان يملأ الصدر بالوسوسة ومنه تدخل إلى القلب دون أن تترك خلفها ممرا نظيفا يمكن أن تدخله نفحات الإيمان، بل يملأ الساحة بالوساوس قدر استطاعته مغلقا الطريق إلى القلب.
ـ من الجِنّة والناس:
ـ لوسواس قسمان، فقد يكون من الجِنّة وقد يكون من الناس
والناس هم المعتدى عليهم، ولذا جاء في الآية (رب الناس) ولم يقل رب الجِنّة والناس
لأن الناس لما وقع عليهم الأذى استعاذوا أو أمروا أن يستعيذوا بربهم ليخلصهم من شر ما أصابهم
ـ وقدم الجنة على الناس لأنهم هم الأصل في الوسوسة، والناس تَبَع، وهم المعتدون على الناس، ووسوسة الإنسي قد تكون من وسوسة الجني
والجِنّة هم الأصل في الوسوسة، ولا تقع الوسوسة في صدورهم بل في صدور الإنس.
ـ وقد وردت في القرآن آية أخرى بتقديم شياطين الإنس على الجنّ وذلك لأن السياق كان عن كفَرة الإنس الذين يشاركون الجن الوسوسة لذا تقدّم ذكرهم على الجنّ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) سورة الأنعام آية 112.
** الدكتور فاضل السامرائي: برنامج قول معروف، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل بتاريخ 1 ـ 6 ـ 2001 م
http://lamasaat.8m.com/annaas.htm
ــــــــــــــــــــ
كاتب الرسالة الأصلية: عبد القادر يثرب
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير المعوذتين:
أولا- ما ورد في المعوذتين من الأحاديث: روى مسلم في صحيحه من حديث بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله:" ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط: أعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس "0 وفي لفظ آخر من رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن عقبة أن رسول الله قال له:" ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قلت: بلى! قال: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس " 0
وفي الترمذي حدثنا قتيبة بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة0 إسناده فيه ضعف، وهو صحيح0 لغيره قال: هذا حديث غريب0
وفي الترمذي والنسائي وسنن أبي داود عن عبد الله بن حبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة، نطلب النبي؛ ليصلي بنا، فأدركناه فقال:" قل0 فلم أقل شيئا0 ثم قال: قل0 فلم أقل شيئا0 ثم قال: قل0 قلت يا رسول الله! ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء صحيح "0 قال الترمذي حديث حسن صحيح0
وفي الترمذي أيضا من حديث الجريري، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله يتعوذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان0 فلما نزلتا أخذهما، وترك ما سواهما "0 قال: حسن0
ثانيًا- والمقصود: الكلام على هاتين السورتين، وبيان عظيم منفعتهما وشدة الحاجة، بل الضرورة إليهما، وأنه لا يستغني عنهما أحد قط، وأن لهما تأثيرا خاصا في دفع السحر والعين وسائر الشرور، وأن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس0
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول- والله المستعان: قد اشتملت السورتان على ثلاثة أصول: وهي أصول الاستعاذة0 أحدها: نفس الاستعاذة0 والثانية: المستعاذ به0 والثالثة: المستعاذ منه0 فبمعرفة ذلك تعرف شدة الحاجة والضرورة إلى هاتين السورتين0 فلنعقد لهما ثلاثة فصول: الفصل الأول- في الاستعاذة0 والثاني- في المستعاذ به0 والثالث- في المستعاذ منه0
الفصل الأول- الاستعاذة وبيان معناها:
اعلم أن لفظ عاذ، وما تصرف منه يدل على التحرز والتحصن والنجاة0 وحقيقة معناه: الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه0 ولهذا يسمى المستعاذ به: معاذا، كما يسمى: ملجأ ووزرا0 وفي الحديث:" أن ابنة الجون، لما أدخلت على النبي، فوضع يده عليها قالت: أعوذ بالله منك0 فقال لها: قد عذت بمعاذ! الحقي بأهلك "0 رواه البخاري0
فمعنى أعوذ: ألتجيء، وأعتصم، وأتحرز0 وفي أصله قولان: أحدهما: أنه مأخوذ من الستر0 والثاني: أنه مأخوذ من لزوم المجاورة0 فأما من قال إنه من الستر، قال: العرب تقول للبيت الذي في أصل الشجرة التي قد استتر بها: عوذ بضم العين وتشديد الواو وفتحها0 فكأنه لما عاذ بالشجرة واستتر بأصلها وظلها، سموه: عوذا0 فكذلك العائذ قد استتر من عدوه بمن استعاذ به منه واستجن به منه0 ومن قال هو لزوم المجاورة، قال: العرب تقول للحم إذا لصق بالعظم فلم يتخلص منه: عوذ؛ لأنه اعتصم به واستمسك به0 فكذلك العائذ قد استمسك بالمستعاذ به واعتصم به ولزمه0
والقولان حق، والاستعاذة تنتظمهما معا، فإن المستعيذ مستتر بمعاذه متمسك به معتصم به قد استمسك قلبه به ولزمه كما يلزم الولد أباه إذا أشهر عليه عدوه سيفا وقصده به فهرب منه فعرض له أبوه في طريق هربه فإنه يلقي نفسه عليه ويستمسك به أعظم استمساك0 فكذلك العائذ قد هرب من عدوه الذي يبغي هلاكه إلى ربه ومالكه وفر إليه وألقى نفسه بين يديه واعتصم به واستجار به والتجأ إليه0
وأصل هذا الفعل: أعوذ بتسكين العين وضم الواو، ثم أعل بنقل حركة الواو إلى العين وتسكين الواو: فقالوا: أعوذ، على أصل هذا الباب0 ثم طردوا إعلاله فقالوا في اسم الفاعل: عائذ0 وأصله: عاوذ 0 فوقعت الواو بعد ألف فاعل فقلبوها همزة، كما قالوا: قائم وخائف0 وقالوا في المصدر: عياذا بالله0 وأصله: عواذا، كلواذ، فقلبوا الواو ياء لكسرة ما قبلها ولم تحصنها حركتها؛ لأنها قد ضعفت بإعلالها في الفعل0 وقالوا: مستعيذ0 وأصله: مستعوذ، كمستخرج0 فنقلوا كسرة الواو إلى العين قبلها ثم قلبت الواو قبلها كسرة فقلبت ياء على أصل الباب0
فإن قلت: فلم دخلت السين والتاء في الأمر من هذا الفعل، كقوله: فاستعذ بالله، ولم تدخل في الماضي والمضارع، بل الأكثر أن يقال: أعوذ بالله، وعذت بالله، دون أستعيذ واستعذت؟
قلت السين والتاء دالة على الطلب0 فقوله: أستعيذ بالله0 أي: أطلب العياذ به، كما إذا قلت: أستخير الله0 أي: أطلب خيرته0 وأستغفره0 أي: أطلب مغفرته0 وأستقيله0 أي: أطلب إقالته0 فدخلت في الفعل إيذانا لطلب هذا المعنى من المعاذ0 فإذا قال المأمور: أعوذ بالله، فقد امتثل ما طلب منه؛ لأنه طلب منه الالتجاء والاعتصام0 وفرق بين نفس الالتجاء والاعتصام، وبين طلب ذلك0 فلما كان المستعيذ هاربا ملتجئا معتصما بالله، أتى بالفعل الدال على ذلك دون الفعل الدال على طلب ذلك فتأمله!
وهذا بخلاف ما إذا قيل: أستغفر الله0 فإنه طلب منه أن يطلب المغفرة من الله0 فإذا قال أستغفر الله: كان ممتثلا؛ لأن المعنى: أطلب من الله تعالى أن يغفر لي0 وحيث أراد هذا المعنى في الاستعاذة، فلا ضير أن يأتي بالسين فيقول: أستعيذ بالله تعالى0 أي: أطلب منه أن يعيذني0 ولكن هذا معنى غير نفس الاعتصام والالتجاء والهرب إليه0 فالأول: يخبر عن حاله وعياذه بربه، وخبره يتضمن سؤاله وطلبه أن يعيذه0 والثاني: طالب سائل من ربه أن يعيذه0 كأنه يقول: أطلب منك أن تعيذني0 فحال الأول أكمل مجيء امتثال هذا الأمر بلفظ الأمر0 ولهذا جاء عن النبي في امتثال هذا الأمر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم0 وأعوذ بكلمات الله التامات0 وأعوذ بعزة الله وقدرته، دون أستعيذ0 بل الذي علمه الله إياه أن يقول: أعوذ برب الفلق0 أعوذ برب الناس، دون أستعيذ0 فتأمل هذه الحكمة البديعة!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قلت فكيف جاء امتثال هذا الأمر بلفظ الأمر والمأمور به: فقال: (قل أعوذ برب الفلق- 1) و (قل أعوذ برب الناس-1)، ومعلوم أنه إذا قيل: قل الحمد لله، وقل سبحان الله، فإن امتثاله أن يقول: الحمد لله، وسبحان الله0 ولا يقول: قل: سبحان الله؟
قلت: هذا هو السؤال الذي أورده أبي بن كعب على النبي بعينه، وأجابه عنه رسول الله فقال البخاري في صحيحه: حدثنا قتيبة، ثنا سفيان عن عاصم وعبده عن زر قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين، فقال: سألت رسول الله، فقال: قيل لي، فقلت0 فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم0 رواه البخاري0 ثم قال: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، ثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش، وحدثنا عاصم عن زر قال: سألت أبي بن كعب قلت: أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود، يقول: كذا وكذا، فقال: إني سألت رسول الله، فقال: قيل لي: فقلت: قل، فنحن نقول كما قال رسول الله0
قلت: مفعول القول محذوف وتقديره: قيل لي: قل0 أو قيل لي: هذا اللفظ، فقلت كما قيل لي0 وتحت هذا السر أن النبي ليس له في القرآن إلا بلاغه، لا أنه هو أنشأه من قبل نفسه0 بل هو المبلغ له عن الله0 وقد قال الله له: قل أعوذ برب الفلق، فكان يقتضي البلاغ التام أن يقول: قل أعوذ برب الفلق، كما قال الله0 وهذا هو المعنى الذي أشار النبي إليه بقوله: قيل لي، فقلت0 أي: إني لست مبتدئا0 بل أنا مبلغ أقول، كما يقال لي، وأبلغ كلام ربي، كما أنزله إلي0 فصلوات الله وسلامه عليه، لقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وقال كما قيل له، فكفانا وشفانا من المعتزلة والجهمية وإخوانهم ممن يقول هذا القرآن العربي، وهذا النظم كلامه، ابتدأ هو به0 ففي هذا الحديث أبْيَن الردِّ لهذا القول، وأنه بلغ القول الذي أمر بتبليغه على وجهه ولفظه، حتى أنه لما قيل له: قل؛ لأنه مبلغ محض0 وما على الرسول إلا البلاغ0
الفصل الثاني المستعاذ به هو الله:
المستعاذ به وهو الله وحده رب الفلق، ورب الناس، ملك الناس، إله الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به، ولا يستعاذ بأحد من خلقه0 بل هو الذي يعيذ المستعيذين، ويعصمهم، ويمنعهم من شر ما استعاذوا من شره0 وقد أخبر الله تعالى في كتابه عمن استعاذ بخلقه أن استعاذته زادته طغيانا، ورهقا، فقال حكاية عن مؤمني الجن: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) الجن 6 0 جاء في التفسير أنه كان الرجل من العرب في الجاهلية إذا سافر فأمسى في أرض قفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فيبيت في أمن وجوار منهم حتى يصبح0 أي: فزاد الإنس الجن باستعاذتهم بسادتهم رهقا0 أي: طغيانا وإثما وشرا0 يقولون: سدنا الإنس والجن0 والرهق في كلام العرب: الإثم وغشيان المحارم0 فزادوهم بهذه الاستعاذة غشيانا، لما كان محظورا من الكبر والتعاظم، فظنوا أنهم سادوا الإنس والجن0
الفصل الثالث- الشرور المستعاذ منها:
في أنواع الشرور المستعاذ منها في هاتين السورتين0 الشر الذي يصيب العبد، لا يخلو من قسمين: إما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه0 ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها، وهو أعظم الشرين، وأدومهما، وأشدهما اتصالا بصاحبه0 وإما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه0 ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها، وهو أعظم الشرين، وأدومهما، وأشدهما اتصالا بصاحبه0
وإما شر واقع به من غيره0 وذلك الغير إما مكلف، أو غير مكلف0 والمكلف إما نظيره وهو الإنسان0 أو ليس نظيره وهو الجني0 وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمى وغيرها0 فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما0
فإن سورة الفلق تضمنت الاستعاذة من أمور أربعة: أحدها: شر المخلوقات التي لها شر عموما0 الثاني: شر الفاسق إذا وقب0 الثالث: شر النفاثات في العقد0 الرابع: شر الحاسد إذا حسد0 فنتكلم على هذه الشرور الأربعة ومواقعها واتصالها بالعبد والتحرز منها قبل وقوعها، وبماذا تدفع بعد وقوعها0
فصل الشرور المستعاذ منها في المعوذتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الشر الأول في قوله: (من شر ما خلق 2) فإذا عرفت هذا فلنتكلم على الشرور المستعاذ منها في هاتين السورتين الشر الأول العام في قوله من شر ما خلق0
و (ما) - ههنا- موصولة، ليس إلا0 و (الشر) مسند في الآية إلى المخلوق المفعول، لا إلى خلق الرب تعالى الذي هو فعله وتكوينه، فإنه لا شر فيه بوجه ما0 فإن الشر لا يدخل في شيء من صفاته، ولا في أفعاله، كما لا يلحق ذاته تبارك وتعالى؛ فإن ذاته لها الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه0 وأوصافه كذلك لها الكمال المطلق والجلال التام0 ولا عيب فيها، ولا نقص بوجه ما0 وكذلك أفعاله كلها خيرات محضة، لا شر فيها أصلا0 ولو فعل الشر سبحانه، لاشتق له منه اسم، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى، ولعاد إليه منه حكم0 تعالى وتقدس عن ذلك0 وما يفعله من العدل بعباده، وعقوبة من يستحق العقوبة منهم هو خير محض؛ إذ هو محض العدل والحكمة؛ وإنما يكون شرا بالنسبة إليهم0 فالشر وقع في تعلقه بهم، وقيامه بهم، لا في فعله القائم به تعالى0 ونحن لا ننكر أن الشر يكون في مفعولا ته المنفصلة؛ فإنه خالق الخير والشر0 ولكن هنا أمران ينبغي أن يكونا منك على باب: أحدهما: أن ما هو شر، أو متضمن للشر، فإنه لا يكون إلا مفعولا منفصلا، لا يكون وصفا له، ولا فعلا من أفعاله0 والثاني: أن كونه شرا هو أمر نسبي إضافي، فهو خير من جهة تعلق فعل الرب وتكوينه به، وشر من جهة نسبته إلى من هو شر في حقه0 فله وجهان هو من أحدهما خير؛ وهو الوجه الذي نسب منه إلى الخالق سبحانه وتعالى خلقا وتكوينا ومشيئة، لما فيه من الحكمة البالغة التي استأثر بعلمها، وأطلع من شاء من خلقه على ما شاء منها0 وأكثر الناس تضيق عقولهم عن مباديء معرفتها، فضلا عن حقيقتها، فيكفيهم الإيمان المجمل بأن الله سبحانه هو الغني الحميد، وفاعل الشر، لا يفعله لحاجته المنافية لغناه، أو لنقصه وعيبه المنافي لحمده، فيستحيل صدور الشر من الغني الحميد فعلا، وإن كان هو الخالق للخير والشر0 فقد عرفت أن كونه شرا هو أمر إضافي، وهو في نفسه خير من جهة نسبته إلى خالقه ومبدعه0 فلا تغفل عن هذا الموضع فإنه يفتح لك بابا عظيما من معرفة الرب ومحبته، ويزيل عنك شبهات حارت فيها عقول أكثر الفضلاء0
وفي الحديث الآخر:" أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزها بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرا وبرا ومن شر ما نزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن- صحيح0
الشر الثاني- فصل شر الغاسق إذا وقب: الشر الثاني (شر الغاسق إذا وقب) 0 فهذا خاص بعد عام وقد قال أكثر المفسرين: إنه الليل0 قال: عبد الله بن عباس:" الليل إذا أقبل بظلمته من الشرق، ودخل في كل شيء، وأظلم "0 والغسق الظلمة0 يقال: غسق الليل، وأغسق إذا أظلم0 ومنه قوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل الإسراء 78) 0 وكذلك قال الحسن ومجاهد0 والغاسق إذا وقب: الليل إذا أقبل ودخل0 والوقوب: الدخول0 وهو دخول الليل بغروب الشمس0 وقال مقاتل:" يعني ظلمة الليل إذا دخل سواده في ضوء النهار "0 وفي تسمية الليل غاسقا قول آخر إنه من البرد0 والليل أبرد من النهار0 والغسق: البرد0 وعليه حمل عبد الله بن عباس قوله تعالى: (هذا فليذوقوه حميم وغساق ص 75) 0 وقوله: (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا النبأ 24 25) 0 قال: هو الزمهرير يحرقهم ببرده، كما تحرقهم النار بحرها0 وكذلك قال مجاهد ومقاتل: هو الذي انتهى برده0 ولا تنافي بين القولين؛ فإن الليل بارد مظلم0 فمن ذكر برده فقط أو ظلمته فقط، اقتصر على أحد وصفيه0 والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة؛ فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل0 ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور من شر الغاسق الذي هو الظلمة، فناسب الوصف المستعاذ به للمعنى المطلوب بالاستعاذة، كما سنزيده تقريرا عن قريب إن شاء الله0
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل سبب الاستعاذة من شر الليل: والسبب الذي لأجله أمر الله بالاستعاذة من شر الليل، وشر القمر إذا وقب، هو أن الليل إذا أقبل فهو محل سلطان الأرواح الشريرة الخبيثة وفيه تنتشر الشياطين0 وفي الصحيح: أن النبي أخبر أن الشمس إذا غربت انتشرت الشياطين0 ولهذا قال: فاكفوا صبيانكم واحبسوا مواشيكم حتى تذهب فحمة العشاء0 رواه البخاري ومسلم0 وفي حديث آخر: فإن الله يبث من خلقه ما يشاء والليل هو محل الظلام وفيه تتسلط شياطين الإنس والجن ما لا تتسلط بالنهار فإن النهار نور والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمة وعلى أهل الظلمة0
وروي أن سائلا سأل مسيلمة: كيف يأتيك الذي يأتيك؟ فقال في ظلماء حندس0 وسأل النبي: كيف يأتيك؟ فقال في مثل ضوء النهار0 فاستدل بهذا على نبوته، وإن الذي يأتيه ملك من عند الله، وأن الذي يأتي مسيلمة شيطان0 ولهذا كان سلطان السحر، وعظم تأثيره؛ إنما هو بالليل دون النهار0 فالسحر الليلي عندهم هو السحر القوي التأثير0 ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محال الشياطين، وبيوتهم مأواهم0 والشياطين تجول فيها وتتحكم كما يتحكم ساكن البيت فيه0 وكلما كان القلب أظلم، كان للشيطان أطوع، وهو فيه أثبت وأمكن0
فصل السر في الاستعاذة برب الفلق: ومن- هاهنا- تعلم السر في الاستعاذة برب الفلق في هذا الموضع0 فإن الفلق الصبح الذي هو مبدأ ظهور النور، وهو الذي يطرد جيش الظلام وعسكر المفسدين0 في الليل يأوي كل خبيث وكل مفسد وكل لص وكل قاطع طريق إلى سرب أو كن أو غار وتأوي الهوام إلى أحجرتها والشياطين التي انتشرت بالليل إلى أمكنتها ومحالها، فأمر الله تعالى عباده أن يستعيذوا برب النور الذي يقهر الظلمة ويزيلها ويقهر عسكرها وجيشها0 ولهذا ذكر سبحانه في كل كتاب أنه يخرج عباده من الظلمات إلى النور ويدع الكفار في ظلمات كفرهم0
فصل تفسير الفلق: واعلم أن الخلق كله فلق0 وذلك أن فلقا فعل بمعنى مفعول كقبض وسلب وقنص، بمعنى مقبوض ومسلوب ومقنوص0 والله عز وجل فالق الإصباح وفالق الحب والنوى وفالق الأرض عن النبات والجبال عن العيون والسحاب عن المطر والأرحام عن الأجنة والظلام عن الإصباح0 ويسمى الصبح المتصدع عن الظلمة فلقا وفرقا0 يقال: هو أبيض من فرق الصبح وفلقه0 وكما أن في خلقه فلقا وفرقا فكذلك أمره كله فرقان يفرق بين الحق والباطل فيفرق ظلام الباطل بالحق كما يفرق ظلام الليل بالإصباح ولهذا سمى كتابه الفرقان، ونصره فرقانا؛ لتضمنه الفرق بين أوليائه وأعدائه0 ومنه فلقة البحر لموسى وسماه فلقا، فظهرت حكمة الاستعاذة برب الفلق في هذه المواضع وظهر بهذا إعجاز القرآن وعظمته وجلالته، وأن العباد لا يقدرون قدره، وأنه (تنزيل من حكيم حميد فصلت 42) 0
الشر الثالث- شر النفاثات في العقد: الشر الثالث شر النفاثات في العقد0 وهذا الشر هو شر السحر0 فإن النفاثات في العقد هن السواحر اللاتي يعقدن الخيوط، وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر0 والنفث هو النفخ مع ريق وهو دون التفل0 وهو مرتبة بينهما0 والنفث فعل الساحر0 فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة، نفخ في تلك العقد نفخا معه ريق، فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج للشر والأذى مقترن بالريق الممازج لذلك0 وقد تساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور، فيقع فيه السحر بإذن الله الكوني القدري، لا الأمر الشرعي0
فإن قيل: فالسحر يكون من الذكور والإناث، فلم خص الاستعاذة من الإناث دون الذكور؟ قيل في جوابه: إن هذا خرج على السبب الواقع، وهو أن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي0 هذا جواب أبي عبيدة وغيره0 وليس هذا بسديد؛ فإن الذي سحر النبي هو لبيد بن الأعصم كما جاء في الصحيح0 والجواب المحقق إن النفاثات هنا هن الأرواح والأنفس النفاثات لا النساء النفاثات؛ لأن تأثير السحر، إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة، والأرواح الشريرة0 وسلطانه، إنما يظهر منها0 فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث، دون التذكير والله أعلم0
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل العاين والحاسد: والعاين والحاسد يشتركان في شيء، ويفترقان في شيء0 فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه، وتتوجه نحو من يريد أذاه0 فالعاين تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته0 والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود وحضوره أيضا0 ويفترقان في أن العاين قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه، وربما أصابت عينه نفسه0 فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين0
والمقصود أن العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد0 ولهذا- والله أعلم- إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم0 فكل عائن حاسد ولا بد، وليس كل حاسد عائنا0 فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين0 وهذا من شمول القرآن الكريم، وإعجازه وبلاغته0 وأصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود، وتمني زوالها0
الساحر والحاسد: فالحاسد عدو النعم0 وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها، بل هو من خبثها وشرها، بخلاف السحر0 فإنه؛ إنما يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية0 فلهذا- والله أعلم- قرن في السورة بين شر الحاسد، وشر الساحر؛ لأن الاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن0 فالحسد من شياطين الإنس والجن، والسحر من النوعين0 وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن، وهو الوسوسة في القلب0 فذكره في السورة الأخرى، كما سيأتي الكلام عليها، إن شاء الله تعالى0
فالحاسد والساحر يؤذيان المحسود والمسحور بلا عمل منه0 بل هو أذى من أمر خارج عنه0 ففرق بينهما في الذكر في سورة الفلق0 والوسواس؛ إنما يؤذي العبد من داخله بواسطة مساكنته له، وقبوله منه0 ولهذا يعاقب العبد على الشر الذي يؤذيه به الشيطان من الوساوس التي تقترن بها الأفعال والعزم الجازم؛ لأن ذلك بسعيه وإرادته بخلاف شر الحاسد والساحر0 فإنه لا يعاقب عليه؛ إذ لا يضاف إلى كسبه، ولا إرادته0 فلهذا أفرد شر الشيطان في سورة، وقرن بين شر الساحر، والحاسد في سورة0
وكثيرا ما يجتمع في القرآن الحسد والسحر للمناسبة0 ولهذا اليهود أسحر الناس وأحسدهم0 فإنهم لشدة خبثهم فيهم من السحر والحسد ما ليس في غيرهم0 وقد وصفهم الله تعالى في كتابه بهذا، وهذا فقال: (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئسما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون البقرة 102) 0
والشيطان يقارن الساحر والحاسد ويحادثهما ويصاحبها0 ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان؛ لأن الحاسد شبيه بإبليس وهو في الحقيقة من أتباعه؛ لأنه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم، كما أن إبليس حسد آدم لشرفه وفضله وأبى أن يسجد له حسدا0 فالحاسد من جند إبليس0 وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه0 وربما يعبده من دون الله تعالى حتى يقضي له حاجته، وربما يسجد له0
والمقصود أن الساحر والحاسد كل منهما قصده الشر؛ لكن الحاسد بطبعه ونفسه وبغضه للمحسود، والشيطان يقترن به ويعينه ويزين له حسده ويأمره بموجبه، والساحر بعلمه وكسبه وشركه واستعانته بالشياطين0
فصل الحسد يشمل الحاسد من الجن والإنس0 وقول (من شر حاسد إذا حسد) يعم الحاسد من الجن والإنس0 فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله تعالى من فضله، كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته، كما قال تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فاطر 6) 0 ولكن الوسواس أخص بشياطين الجن، والحسد أخص بشياطين الإنس0 والوسواس يعمهما، كما سيأتي بيانهما0 والحسد يعمهما أيضا، فكلا الشيطانين حاسد موسوس، فالاستعاذة من شر الحاسد تتناولهما جميعا0 فقد اشتملت السورة على الاستعاذة من كل شر في العالم، وتضمنت شرورا أربعة يستعاذ منها: شرا عاما؛ وهو شر ما خلق0 وشر الغاسق إذا وقب0 فهذا نوعان0 ثم ذكر شر الساحر والحاسد؛ وهما نوعان أيضا؛ لأنهما من شر النفس الشريرة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحدهما يستعين بالشيطان ويعبده وهو الساحر0 وقلما يتأتى السحر بدون نوع عبادة للشيطان وتقرب إليه0 إما بذبح باسمه، أو بذبح يقصد به هو؛ فيكون ذبحا لغير الله، وبغير ذلك من أنواع الشرك والفسوق0 والساحر وإن لم يسم هذا عبادة للشيطان، فهو عبادة له، وإن سماه بما سماه به0 فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه، لا لاسمه ولفظه0 فمن سجد لمخلوق، وقال: ليس هذا بسجود له0 هذا خضوع وتقبيل الأرض بالجبهة، كما أقبلها بالنعم0 أو هذا إكرام، لم يخرج بهذه الألفاظ عن كونه سجودا لغير الله، فليسمه بما شاء0
سورة الناس: وأما سورة الناس فقد تضمنت أيضا استعاذة، ومستعاذا به، ومستعاذا منه0 فالاستعاذة تقدمت0 وأما المستعاذ به فهو الله تعالى رب الناس، ملك الناس، إله الناس0 فذكر ربو بيته للناس، وملكه إياهم، وإلاهيته لهم0 ولا بد من مناسبة في ذكر ذلك في الاستعاذة من الشيطان الرجيم كما تقدم0 فنذكر أولا معنى هذه الإضافات الثلاث ثم وجه مناسبتها لهذه الاستعاذة0
الإضافة الأولى: إضافة الربوبية المتضمنة لخلقهم وتدبيرهم وتربيتهم وإصلاحهم وجلب مصالحهم وما يحتاجون إليه ودفع الشر عنهم وحفظهم مما يفسدهم هذا معنى ربو بيته لهم0 وذلك يتضمن قدرته التامة ورحمته الواسعة وإحسانه وعلمه بتفاصيل أحوالهم وإجابة دعوا تهم وكشف كرباتهم0
الإضافة الثانية: إضافة الملك0 فهو ملكهم المتصرف فيهم وهم عبيده ومماليكه وهو المتصرف لهم المدبر لهم كما يشاء النافذ القدرة فيهم الذي له السلطان التام عليهم فهو ملكهم الحق الذي إليه مفزعهم عند الشدائد والنوائب وهو مستغاثهم ومعاذهم وملجؤهم فلا صلاح لهم ولا قيام إلا به وبتدبيره فليس لهم ملك غيره يهربون إليه إذا دهمهم العدو ويستصرخون به إذا نزل العدو بساحتهم0
الإضافة الثالثة: إضافة الإلهية0 فهو إلههم الحق ومعبودهم الذي لا إله لهم سواه ولا معبود لهم غيره فكما أنه وحده هو ربهم ومليكهم لم يشركه في ربوبيته ولا في ملكه أحد فكذلك هو وحده إلاههم ومعبودهم فلا ينبغي أن يجعلوا معه شريكا في إلهيته كما لا شريك معه في ربوبيته وملكه0 وهذه طريقة القرآن الكريم يحتج عليهم بإقرارهم بهذا التوحيد على ما أنكروه من توحيد الإلهية والعبادة0 وإذا كان وحده هو ربنا ومالكنا وإلهنا، فلا مفزع لنا في الشدائد سواه ولا ملجأ لنا منه إلا إليه ولا معبود لنا غيره فلا ينبغي أن يدعي ولا يخاف ولا يرجى ولا يحب سواه ولا يذل لغيره ولا يخضع لسواه ولا يتوكل إلا عليه لأن من ترجوه وتخافه وتدعوه وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك ومولي شأنك وهو ربك فلا رب سواه أو تكون مملوكه وعبده الحق فهو ملك الناس حقا وكلهم عبيده ومماليكه، أو يكون معبودك وإلهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك وروحك وهو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه فمن كان ربهم وملكهم وإلههم فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره ولا يستنصروا بسواه ولا يلجئوا إلى غير حماه0 فهو كافيهم وحسبهم وناصرهم ووليهم ومتولي أمورهم جميعا بربوبيته وملكه وإلاهيته لهم0 فكيف لا يلتجيء العبد عند النوازل ونزول عدوه به إلى ربه ومالكه وإلهه؟
فظهرت مناسبة هذه الإضافات الثلاث للاستعاذة من أعدى الأعداء، وأعظمهم عداوة، وأشدهم ضررا، وأبلغهم كيدا0 ثم إنه سبحانه كرر الاسم الظاهر، ولم يوقع المضمر موقعه فيقول: رب الناس، وملكهم، وإلههم تحقيقا لهذا المعنى، وتقوية له0 فأعاد ذكرهم عند كل اسم من أسمائه، ولم يعطف بالواو، لما فيهم من الإيذان بالمغايرة0 والمقصود الاستعاذة بمجموع هذه الصفات حتى كأنها صفة واحدة0
وقدم الربوبية لعمومها وشمولها لكل مربوب، وأخر الإلهية لخصوصها؛ لأنه سبحانه إنما هو إله من عبده ووحده واتخذه دون غيره إلها0 فمن لم يعبده ويوحده فليس بإلهه، وإن كان في الحقيقة لا إله له سواه؛ ولكن ترك إلهه الحق، واتخذ إلها غيره0 ووسط صفة الملك بين الربوبية والإلهية لأن الملك هو المتصرف بقوله وأمره، فهو المطاع، إذا أمر0 وملكه لهم تابع لخلقه إياهم، فملكه من كمال ربوبيته0 وكونه إلاههم الحق من كمال ملكه، فربوبيته تستلزم ملكه وتقتضيه، وملكه يستلزم إلهيته ويقتضيها0 فهو الرب الحق، الملك الحق، الإله الحق0 خلقهم بربوبيته، وقهرهم بملكه، واستعبدهم بإلاهيته0
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل هذه الجلالة، وهذه العظمة التي تضمنته هذه الألفاظ الثلاثة على أبدع نظام وأحسن سياق: رب الناس، ملك الناس، إله الناس0 وقد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الإيمان، وتضمنت معاني أسمائه الحسنى0
أما تضمنها لمعاني أسمائه الحسنى فإن الرب هو القادر الخالق الباريء المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد المعطي المانع الضار النافع المقدم المؤخر الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ويسعد من يشاء ويشقي ويعز من يشاء ويذل من يشاء إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى0
وأما الملك فهو الآمر الناهي المعز المذل الذي يصرف أمور عباده كما يحب ويقلبهم كما يشاء وله من معنى الملك ما يستحقه من الأسماء الحسنى كالعزيز الجبار الحكم العدل الخافض الرافع المعز المذل العظيم الجليل الكبير الحسيب المجيد الوالي المتعالي مالك الملك المقسط الجامع إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك0
وأما الإله فهو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال فيدخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى0 ولهذا كان القول الصحيح أن الله أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم، وأن اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى0 فقد تضمنت هذه الأسماء الثلاثة جميع معاني أسمائه الحسنى، فكان المستعيذ بها جديرا بأن يعاذ ويحفظ ويمنع من الوسواس الخناس، ولا يسلط عليه0
وأسرار كلام الله أجل وأعظم من أن تدركها عقول البشر وإنما غاية أولي العلم الاستدلال بما ظهر منها على ما خفي، وإن باديه إلى الخافي يسير0
فصل الاستعاذة من الشر: وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي كلها وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من خارج وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر من داخل0 فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه0 والشر الثاني في سورة الناس يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي0 فهذا شر المعائب، والأول شر المصائب0 والشر كله يرجع إلى العيوب، والمصائب، ولا ثالث لهما0 فسورة الفلق تتضمن الاستعاذة من شر المصيبات وسورة الناس تتضمن الاستعاذة من شر العيوب التي أصلها كلها الوسوسة0
فصل الوسواس: إذا عرف هذا الوسواس: فعلال من وسوس0 وأصل الوسوسة: الحركة0 أو الصوت الخفي الذي لا يحس فيحترز منه0 فالوسواس: الإلقاء الخفي في النفس إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من ألقي إليه0 وإما بغير صوت كما يوسوس الشيطان إلى العبد0 ومن هذا وسوسة الحلي وهو حركته الخفية في الأذن0 والظاهر والله تعالى أعلم أنها سميت وسوسة لقربها، وشدة مجاورتها لمحل الوسوسة من شياطين الإنس، وهو الأذن فقيل: وسوسة الحلي؛ لأنه صوت مجاور للأذن، كوسوسة الكلام الذي يلقيه الشيطان في أذن من يوسوس له0 ولما كانت الوسوسة كلاما يكرره الموسوس، ويؤكد عند من يلقيه إليه، كرروا لفظها بإزاء تكرير معناها، فقالوا: وسوس وسوسة0 فراعوا تكرير اللفظ؛ ليفهم منه تكرير مسماه0 ونظير هذا ما تقدم من متابعتهم حركة اللفظ بإزاء متابعة حركة معناه كالدوران والغليان والنزوان وبابه0 ونظير ذلك زلزل ودكدك وقلقل وكبكب الشيء؛ لأن الزلزلة حركة متكررة، وكذلك الدكدكة والقلقلة، وكذلك كبكب الشيء، إذا كبه في مكان بعيد، فهو يكب فيه كبا بعد كب، كقوله تعالى: (فكبكبوا فيها هم والغاوون الشعراء 94) 0 ومثله رضرضة، إذا كرر رضه مرة بعد مرة0 ومثله ذرذره، إذا ذره شيئا بعد شيء0 ومثله صرصر الباب، إذا تكرر صريره0 ومثله مطمط الكلام، إذا مطه شيئا بعد شيء0 ومثله كفكف الشيء، إذا كرر كفه وهو كثير0 وقد علم بهذا أن من جعل هذا الرباعي بمعنى الثلاثي المضاعف، لم يصب؛ لأن الثلاثي لا يدل على تكرار، بخلاف الرباعي المكرر0 فإذا قلت: ذر الشيء، وصر الباب، وكف الثوب، ورض الحب، لم يدل على تكرار الفعل، بخلاف ذرذر وصرصر ورضرض ونحوه0 فتأمله فإنه مطابق للقاعدة العربية في الحذو بالألفاظ حذو المعاني وقد تقدم التنبيه على ذلك فلا وجه لإعادته0 وكذلك قولهم عج العجل إذا صوت فإن تابع صوته
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا عجعج وكذلك ثج الماء إذا صب فإن تكرر ذلك قيل ثجثج0 والمقصود أن الموسوس لما كان يكرر وسوسته ويتابعها قبل وسوس0
فصل الخناس وبيان اشتقاقه: وأما الخناس فهو فعال من خنس يخنس، إذا توارى واختفى0 ومنه قول أبي هريرة:" لقيني النبي في بعض طرق المدينة وأنا جنب، فانخنست منه "0
وحقيقة اللفظ اختفاء بعد ظهور، فليست لمجرد الاختفاء0 ولهذا وصفت بها الكواكب في قوله تعالى: (فلا أقسم بالخنس التكوير 15) 0 قال قتادة هي النجوم تبدو بالليل، وتخنس بالنهار، فتختفي ولا ترى0 وكذلك قال علي رضي الله عنه: هي الكواكب تخنس بالنهار، فلا ترى0 وقالت طائفة: الخنس هي الراجعة التي ترجع كل ليلة إلى جهة المشرق؛ وهي السبعة السيارة0 قالوا: وأصل الخنوس: الرجوع إلى وراء0 والخناس مأخوذ من هذين المعنيين، فهو من الاختفاء والرجوع والتأخر0 فإن العبد إذا غفل عن ذكر الله جثم على قلبه الشيطان وانبسط عليه وبذر فيه أنواع الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها0 فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به، انخنس وانقبض كما ينخنس الشيء؛ ليتوارى0 وذلك الإنخناس والانقباض هو أيضا تجمع ورجوع وتأخر عن القلب إلى خارج0 فهو تأخر ورجوع معه اختفاء، وخنس0 وانخنس يدل على الأمرين معا0 قال قتادة: الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس0 ويقال: رأسه كرأس الحية، وهو واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه، ويحدثه، فإذا ذكر الله تعالى، خنس0 وإذا لم يذكره، عاد ووضع رأسه يوسوس إليه ويمنيه0
وجيء من هذا الفعل بوزن فعال الذي للمبالغة دون الخانس والمنخنس إيذانا بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله، وأن ذلك دأبه ودينه، لا أنه يعرض له ذلك عند ذكر الله أحيانا0 بل إذا ذكر الله، هرب وانخنس وتأخر0 فإن ذكر الله هو مقمعته التي يقمع بها كما يقمع المفسد والشرير بالمقامع التي تردعه من سياط وحديد وعصي ونحوها0 فذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب بها0 ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلا ضئيلا مضنى مما يعذبه ويقمعه به من ذكر الله وطاعته0
وفي أثر عن بعض السلف أن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي الرجل بعيره في السفر؛ لأنه كلما اعترضه، صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة0 فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة0 ولهذا يكون قويا عاتيا شديدا0 فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار0 فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه، أو يعذبه شيطانه0
وتأمل كيف جاء بناء الوسواس مكررا لتكريره الوسوسة الواحدة مرارا حتى يعزم عليها العبد، وجاء بناء الخناس على وزن الفعال الذي يتكرر منه نوع الفعل؛ لأنه كلما ذكر الله انخنس، ثم إذا غفل العبد عاوده بالوسوسة! فجاء بناء اللفظين مطابقا لمعنييهما0
فصل الصفة الثالثة للشيطان: وقوله الذي يوسوس في صدور الناس صفة ثالثة للشيطان0 فذكر وسوسته أولا، ثم ذكر محلها ثانيا، وأنها في صدور الناس0 وقد جعل الله للشيطان دخولا في جوف العبد، ونفوذا إلى قلبه وصدره0 فهو يجري منه مجرى الدم، وقد وكل بالعبد فلا يفارقه إلى الممات0
وفي الصحيحين من حديث الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت: كان رسول الله معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت، فانقلبت، فقام معي؛ ليقلبني- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي أسرعا، فقال النبي على رسلكما إنها صفية بنت حيي0 فقالا: سبحان الله يا رسول الله! فقال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا0 أو قال: شيئا0 رواه البخاري0
وفي الصحيح أيضا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان، وله ضراط0 فإذا قضي، أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا اذكر كذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر أثلاثا صلى أم أربعا سجد سجدتي السهو0 رواه البخاري ومسلم0
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن وسوسته ما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي قال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ ومن خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فمن وجد ذلك، فليستعذ بالله ولينته0 رواه البخاري ومسلم0
وفي الصحيح أن أصحاب رسول الله قالوا: يا رسول الله! إن أحدنا ليجد في نفسه ما لإن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به0 قال الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة0 صحيح0
ومن وسوسته أيضا أن يشغل القلب بحديثه، حتى ينسيه ما يريد أن يفعله0 ولهذا يضاف النسيان إليه إضافته إلى سببه0 قال تعالى حكاية عن صاحب موسى أنه قال: (إني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره الكهف 63) 0
وتأمل حكمة القرآن الكريم وجلالته كيف أوقع الاستعاذة من شر الشيطان الموصوف بأنه الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، ولم يقل من شر وسوسته لتعم الاستعاذة شره جميعه0 فإن قوله: (من شر الوسواس 4) يعم كل شره، ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا وأقواها تأثيرا وأعمها فسادا؛ وهي الوسوسة التي هي مباديء الإرادة0 فإن القلب يكون فارغا من الشر والمعصية فيوسوس إليه ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويمنيه ويشهيه فيصير شهوة ويزينها له ويحسنها ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليه فيصير إرادة ثم لا يزال يمثل ويخيل ويمني ويشهي وينسى علمه بضررها ويطوي عنه سوء عاقبتها فيحول بينه وبين مطالعته فلا يرى إلا صورة المعصية والتذاذه بها فقط وينسى ما وراء ذلك فتصير الإرادة عزيمة جازمة فيشتد الحرص عليها من القلب فيبعث الجنود في الطلب فيبعث الشيطان معهم مدادا لهم وعونا فإن فتروا حركهم وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى: (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا مريم 83) 0 أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا، كلما فتروا، أو ونوا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم، فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب وتنظم شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيدة0 قد رضي لنفسه بالقيادة لفجرة بني آدم وهو الذي استكبر وأبى أن يسجد لأبيهم بتلك النخوة والكبر ولا يرضيه أن يصير قوادا لكل من عصى الله كما قال بعضهم: عجبت من إبليس في تيهه وقبح ما أظهر من نخوته0 تاه على آدم في سجدة، وصار قوادا لذريته شرور الشيطان0
فأصل كل معصية وبلاء إنما هو الوسوسة فلهذا وصفه بها؛ لتكون الاستعاذة من شرها أهم من كل مستعاذ منه، وإلا فشره بغير الوسوسة حاصل أيضا0 فمن شره أنه لص سارق لأموال الناس فكل طعام أو شراب لم يذكر اسم الله تعالى عليه فله فيه حظ بالسرقة والخطف0 وكذلك يبيت في البيت إذا لم يذكر فيه اسم الله تعالى فيأكل طعام الإنس بغير إذنهم ويبيت في بيوتهم بغير أمرهم فيدخل سارقا ويخرج مغيرا ويدل على عوراتهم فيأمر العبد بالمعصية ثم يلقي في قلوب الناس يقظة ومناما إنه فعل كذا وكذا0 ومن هذا أن العبد يفعل الذنب لا يطلع عليه أحد من الناس، فيصبح والناس يتحدثون به0 وما ذاك إلا لأن الشيطان زينه له وألقاه في قلبه، ثم وسوس إلى الناس بما فعل، وألقاه فأوقعه في الذنب ثم فضحه به0 فالرب تعالى يستره، والشيطان يجهد في كشف ستره وفضيحته0 فيغتر العبد ويقول: هذا ذنب لم يره إلا الله تعالى0 ولم يشعر بأن عدوه ساع في إذاعته وفضيحته0 وقل من يتفطن من الناس لهذه الدقيقة0 ومن شره أنه إذا نام العبد عقد على رأسه عقدا تمنعه من اليقظة، كما في صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ويعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدة يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقده فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان0 رواه البخاري ومسلم0 ومن شره أن يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح كما ثبت عن النبي أنه ذكر عنده رجل نام ليله حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه0 رواه البخاري0 ومن شره أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه بجهده أن يسلكه فإن خالفه وسلكه ثبطه فيه وعوقه وشوش عليه بالمعارضات والقواطع فإن عمله وفرغ منه قيض له ما يبطل أثره ويرده على حافرته0
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكفي من شره أنه أقسم بالله ليقعدن لبني آدم صراطه المستقيم، وأقسم ليأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم0 ولقد بلغ شره أن أعمل المكيدة وبالغ في الحيلة حتى أخرج آدم من الجنة0 ثم لم يكفه ذلك حتى استقطع من أولاده شرطة النار من كل ألف وتسعة وتسعين0 ثم لم يكفه ذلك حتى أعمل الحيلة في إبطال دعوة الله من الأرض وقصد أن تكون الدعوة له وأن يعبد من دون الله0 فهو ساع بأقصى جهده على إطفاء نور الله وإبطال دعوته وإقامة دعوة الكفر والشرك ومحو التوحيد وأعلامه من الأرض0 ويكفي من شره أنه تصدى لإبراهيم خليل الرحمن حتى رماه قومه بالمنجنيق في النار فرد الله تعالى كيده عليه وجعل النار على خليله بردا وسلاما0 وتصدى للمسيح حتى أراد اليهود قتله وصلبه فرد الله كيده وصان المسيح ورفعه إليه0 وتصدى لزكريا ويحيى حتى قتلا واستثار فرعون حتى زين له الفساد العظيم في الأرض ودعوى أنه ربهم الأعلى0 وتصدى للنبي وظاهر الكفار على قتله بجهده والله تعالى يكبته ويرده خاسئا0 وتفلت على النبي بشهاب من نار يريد أن يرميه به وهو في الصلاة فجعل النبي يقول ألعنك بلعنة الله0 وأعان اليهود على سحرهم للنبي0 فإذا كان هذا شأنه وهمته في الشر فكيف الخلاص منه إلا بمعونة الله وتأييده وإعاذته0 ولا يمكن حصر أجناس شره فضلا عن آحادها إذ كل شر في العالم فهو السبب فيه0
فصل الصدور والقلوب: وتأمل السر في قوله تعالى: (يوسوس في صدور الناس)، ولم يقل: في قلوبهم0 والصدر هو ساحة القلب وبيته0 فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر، ثم تلج في القلب0 فهو بمنزلة الدهليز له0 ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود0 ومن فهم هذا، فهم قوله تعالى: (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم آل عمران 154) 0 فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته فيلقي ما يريد إلقاءه في القلب فهو موسوس في الصدر، ووسوسته واصلة إلى القلب0 ولهذا قال تعالى: (فوسوس إليه الشيطان طه 120)، ولم يقل: فيه؛ لأن المعنى أنه ألقى إليه ذلك وأوصله فيه، فدخل في قلبه0
فصل الجار والمجرور من الجنة والناس: وقوله تعالى: (من الجنة والناس) 0 اختلف المفسرون في هذا الجار والمجرور: بم يتعلق؟ فقال الفراء وجماعة: هو بيان للناس الموسوس في صدورهم0 والمعنى: يوسوس في صدور الناس الذين هم من الجن والإنس0 أي: الموسوس في صدورهم قسمان: إنس وجن0 فالوسواس يوسوس للجني كما يوسوس للإنسي0 وعلى هذا القول فيكون من الجنة والناس نصب على الحال؛ لأنه مجرور بعد معرفة على قول البصريين0 وعلى قول الكوفيين نصب بالخروج من المعرفة0 هذه عبارتهم0 ومعناها: أنه لما لم يصلح أن يكون نعتا للمعرفة، انقطع عنها0 فكان موضعه نصبا0 والبصريون يقدرونه حالا0 أي: كائنين من الجنة والناس0 وهذا القول ضعيف جدا لوجوه:
أحدها: أنه لم يقم دليل على أن الجني يوسوس في صدور الجن، ويدخل فيه كما يدخل في الإنسي، ويجري منه مجراه من الإنسي0 فأي دليل يدل على هذا حتى يصح حمل الآية عليه؟
والثاني: أنه فاسد من جهة اللفظ أيضا0 فإنه قال: (الذي يوسوس في صدور الناس) 0 فكيف يبين الناس بالناس؟ فإن معنى الكلام على قوله: يوسوس في صدور الناس الذين هم، أو كائنين من الجنة والناس0 أفيجوز أن يقال: في صدور الناس الذين هم من الناس، وغيرهم؟ هذا ما لا يجوز، ولا هو استعمال فصيح0
الثالث: أن يكون قد قسم الناس إلى قسمين: جنة وناس، وهذا غير صحيح0 فإن الشيء لا يكون قسيم نفسه0
الرابع: أن الجنة لا يطلق عليهم اسم الناس بوجه، لا أصلا، ولا اشتقاقا، ولا استعمالا0 ولفظها يأبى ذلك0 فإن الجن إنما سموا جنا من الاجتنان، وهو الاستتار0 فهم مستترون عن أعين البشر، فسموا جنا لذلك، من قولهم: جنه الليل، وأجنه، إذا ستره0 ومنه: الجنين، لاستتاره في بطن أمه0 قال تعالى: (وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم النجم 31) 0 ومنه: المجن، لاستتار المحارب به من سلاح خصمه0 ومنه: الجنة لاستتار داخلها بالأشجار0 ومنه: الجنة بالضم، لما يقي الإنسان من السهام والسلاح0 ومنه: المجنون، لاستتار عقله0
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الناس فبينه، وبين الإنس مناسبة في اللفظ والمعنى0 وبينهما اشتقاق أوسط، وهو عقد تقاليب الكلمة إلى معنى واحد0 والإنس والإنسان مشتق من الإيناس، وهو: الرؤية والإحساس0 ومنه: قوله: (آنس من جانب الطور نارا القصص 29) 0 أي: رآها0 ومنه: (فإن آنستم منهم رشدا النساء 6) 0 أي: أحسستموه، ورأيتموه0 فالإنسان سمي إنسانا؛ لأنه يونس0 أي: يرى بالعين0
والناس فيه قولان: أحدهما: أنه مقلوب من أنس، وهو بعيد0 والأصل عدم القلب0 والثاني: هو الصحيح0 أنه من النوس، وهو الحركة المتتابعة0 فسمي الناس ناسا، للحركة الظاهرة، والباطنة، كما سمي الرجل: حارث، وهمام0 أصدق الأسماء- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم0 صحيح- لأن كل أحد له هم، وإرادة0 وهي مبدأ وحرث وعمل هو منتهى0 فكل أحد حارث وهمام0 والحرث والهم حركتا الظاهر والباطن، وهو حقيقة النوس0 وأصل ناس: نوس0 تحركت الواو قبلها فصارت ألفا0
هذان هما القولان المشهوران في اشتقاق الناس0 وأما قول بعضهم: إنه من النسيان0 وسمي الإنسان إنسانا، لنسيانه، وكذلك الناس سموا ناسا، لنسيانهم، فليس هذا القول بشيء0 وأين النسيان الذي مادته: (ن س ي) إلى الناس الذي مادته: (ن و س)؟ وكذلك أين هو من الإنس الذي مادته: (أ ن س)؟
وأما إنسان فهو فعلان من (أ ن س) 0 والألف والنون في آخره زائدان، لا يجوز فيه غير هذا البتة؛ إذ ليس في كلامهم: أنس حتى لا يكون إنسانا إفعالا منه0 ولا يجوز أن يكون الألف والنون في أوله زائدتين؛ إذ ليس في كلامهم: انفعل0 فيتبين أنه: فعلان من الأنس0 ولو كان مشتقا من نسي، لكان نسيانا، لا إنسانا0
فإن قلت: فهلا جعلته إفعلالا، وأصله: إنسيان، كليلة إصحيان، ثم حذفت الياء تخفيفا، فصار إنسانا؟ قلت: يأبى ذلك عدم إفعلال في كلامهم0 وحذف الياء بغير سبب، ودعوى ما لا نظير له، وذلك كله فاسد0 على أن الناس قد قيل: إن أصله: الأناس0 فحذفت الهمزة، فقيل الناس0 واستدل بقول الشاعر: إن المنايا يطلعن على الأناس الغافلين0
ولا ريب أن أناسا فعالا0 ولا يجوز فيه غير ذلك البتة0 فإن كان أصل ناس أناسا، فهو أقوى الأدلة على أنه من أنس، ويكون الناس كالإنسان سواء، في الاشتقاق، ويكون وزن ناس على هذا القول: عال؛ لأن المحذوف فاؤه0 وعلي القول الأول يكون وزنه: فعل: لأنه من النوس0 وعلى القول الضعيف يكون وزنه: فلع؛ لأنه من نسي، فقلبت لامه إلى موضع العين، فصار ناسا0 ووزنه: فلعا0
والمقصود أن الناس اسم لبني آدم، فلا يدخل الجن في مسماهم0 فلا يصح أن يكون: (من الجنة والناس) بيانا لقوله: (في صدور الناس) 0 وهذا واضح لا خفاء فيه0
فإن قيل: لا محذور في ذلك0 فقد أطلق على الجن اسم الرجال، كما في قوله تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن 6) 0 فإذا أطلق عليهم اسم الرجال، لم يمتنع أن يطلق عليهم اسم الناس0
قلت: هذا هو الذي غر من قال إن الناس اسم للجن والإنس في هذه الآية0 وجواب ذلك: أن اسم الرجال؛ إنما وقع عليهم وقوعا مقيدا في مقابلة ذكر الرجال من الإنس0 ولا يلزم من هذا أن يقع اسم الناس والرجال عليهم مطلقا0 وأنت إذا قلت: إنسان من حجارة، أو رجل من خشب، ونحو ذلك، لم يلزم من ذلك وقوع اسم الرجل والإنسان عند الإطلاق على الحجر والخشب0 وأيضا فلا يلزم من إطلاق اسم الرجل على الجني أن يطلق عليه اسم الناس0 وذلك؛ لأن الناس، والجنة متقابلان0 وكذلك: والإنس، والجن0 فالله تعالى يقابل بين اللفظين، كقوله: (يا معشر الجن والإنس الرحمن 33) 0 وهو كثير في القرآن0 وكذلك قوله: (من الجنة والناس 6) يقتضي: أنهما متقابلان، فلا يدخل أحدهما في الآخر، بخلاف الرجال، والجن، فإنهما لم يستعملا متقابلين0 فلا يقال: الجن والرجال، كما يقال: الجن والإنس0 وحينئذ فالآية أبين حجة عليهم في أن الجن، لا يدخلون في لفظ الناس؛ لأنه قابل بين الجنة، والناس، فعلم أن أحدهما لا يدخل في الآخر0
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصواب القول الثاني0 وهو أن قوله: (من الجنة والناس) بيان للذي يوسوس، وأنهما نوعان: إنس، وجن0 فالجني يوسوس في صدور الإنس، والإنسي أيضا يوسوس إلى الإنسي0 فالموسوس نوعان: إنس، وجن0 فإن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب0 وهذا مشترك بين الجن، والإنس، وإن كان إلقاء الإنسي ووسوسته؛ إنما هي بواسطة الأذن0 والجني لا يحتاج إلى تلك الواسطة؛ لأنه يدخل في ابن آدم، ويجري منه مجرى الدم0 على أن الجني قد يتمثل له، ويوسوس إليه في أذنه، كالإنسي- كما في البخاري عن عروة عن عائشة عن النبي أنه قال:" إن الملائكة تحدث في العنان0 والعنان الغمام بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن، كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة من عند أنفسهم "0 رواه البخاري والترمذي0 فهذه وسوسة وإلقاء من الشيطان بواسطة الأذن0 ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني0 قال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا الأنعام 112) 0
فالشيطان يوحي إلى الإنسي باطله ويوحيه الإنسي إلى إنسي مثله0 فشياطين الإنس والجن يشتركان في الوحي الشيطاني، ويشتركان في الوسوسة0 وعلى هذا فتزول تلك الإشكالات والتعسفات التي ارتكبها أصحاب القول الأول0 وتدل الآية على الاستعاذة من شر نوعي الشياطين: شياطين الإنس، والجن0 وعلى القول الأول؛ إنما تكون الاستعاذة من شر شياطين الجن فقط0 فتأمله فإنه بديع جدا!!
فهذا ما من الله به من الكلام على بعض أسرار هاتين السورتين0 وله الحمد والمنة، وعسى الله أن يساعد بتفسير على هذا النمط، فما ذلك على الله بعزيز0 والحمد لله رب العالمين!
من كتاب (بدائع الفوائد)
للشيخ: ابن قيِّم الجوزيَّة- رحمه الله تعالى بتصرف!
ــــــــــــــــــــــ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو عاتكة
((فصل الصدور والقلوب: وتأمل السر في قوله تعالى: (يوسوس في صدور الناس)، ولم يقل: في قلوبهم0 والصدر هو ساحة القلب وبيته0 فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر، ثم تلج في القلب0 فهو بمنزلة الدهليز له0 ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود0 ومن فهم هذا، فهم قوله تعالى: (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم آل عمران 154) 0 فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته فيلقي ما يريد إلقاءه في القلب فهو موسوس في الصدر،))
اخي الفاضل لم أفهم الفرق بين ذكر القلب والصدر من كلام ابن القيم رحمه الله فهلا أفدتمونا بارك الله فيكم ونفع بكم
ـــــــــــــــــــــــ
كاتب الرسالة الأصلية: عبد القادر يثرب
لعلك تجد جواب سؤالك في قول الدكتور فاضل السامرائي من لمسات بيانية في سورة الناس، وهو:
(ذُكر في الآية مكان الوسوسة وهو الصدور، ولم يقل القلوب لأن الصدور أوسع، وهي كالمداخل للقلب، فمنها تدخل الواردات إلى القلب، والشيطان يملأ الصدر بالوسوسة ومنه تدخل إلى القلب دون أن تترك خلفها ممرا نظيفا يمكن أن تدخله نفحات الإيمان، بل يملأ الساحة بالوساوس قدر استطاعته مغلقا الطريق إلى القلب).
أو يجيبك عليه من عنده شيء من علم البيان، فأنا لست منهم، وإنما أنا أنقل ما قاله ابن القيم0 وبارك الله فيك0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[31 - 05 - 2004, 01:02 ص]ـ
أخي في الله أحمد
أشكر لك ذلك
وهذا ظننا فيك وفي البيت الذي خرجت منه
لا تحيز لعالم ضد عالم، بل نقبل من هذا ومن هذا، ولا نقلل من قيمة أحد أو علمه
فبارك الله فيك يا عبدالقادر ويا خالد وأيا ما أحببت من اسم وإن كنا نرجوك أن تعود لتشاركنا باسمك الأول وتطرح ما لديك بهدوء وبدون إساءة لأحد
واعذرنا على أي تقصير في حقك
ـ[ ahmad] ــــــــ[31 - 05 - 2004, 02:19 م]ـ
والله إنك إنسانة تثيرين أعصابي وإني أرى أن كل دار وما يدور في هذا المنتدى من جدل يضر ولا ينفع سببه هو أنت 0 ولست أحب أن أدخل معك في جدل لا ينفع 0 وليتك اعتبرت بما قالته لك الأخت هدى0 وبدلاً من أن تعملي عقلك لتستفيدي مما يطرح من المسائل المهمة تلجئين إلى هذا الأسلوب الاستفزازي 0 لتجعلي من لا شيء شيئًا مهمًا، وبذلك تصرفين الناس عن صلب الموضوع0 لماذا لا تناقشين المسائل المطروحة نقاشًا علميًا بريئًا من هوى النفس الأمارة بالسوء0 بغض النظر عمن يطرحها0 ألا ترين أنك لا تفرقين بين إنسان أخطأ (سهوًا، أو جهلاً) وبين إنسان يغير على أقوال القدماء، ويمسخ ما قالوه مسخًا، ثم ينسبه لنفسه0 ثم يقول مظهرًا تواضعه: إن هذا اجتهاد منه، وأنه لا يدعي أنه الصواب0 هل هذه هي أخلاق العلماء؟
أنصحك لوجه الله ألا تخاطبيني بهذا الأسلوب، وأن تكوني أكثر عقلانية في ردودك، حتى لا تملئي النفوس غيظًا عليك وعلى من تدافعين عنه0 ويجب أن تعلمي أنني لا أسيء لا إليك ولا إلى غيرك0 فأنا أطرح مسألة علمية للنقاش الجاد وليس للهزل أو اللعب0 فمن لم يستطع أن يقول فيها خيرًا، فالأجدر به أن يصمت0
وأستعيذ بما استعاذ به المتعوذون في هاتين السورتين الجليلتين من الشرور كلها ومن الآثام كلها والحمد لله رب العالمين0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[01 - 06 - 2004, 02:09 ص]ـ
الحمد لله على فضله
قد كتبت أنت
ورددت أنا
ثم رددت أنت
والقراء يقرؤون ويحكمون
والحمد لله(/)
من السمات الفنية للتشبيهات القرآنية
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 06 - 2004, 10:45 م]ـ
من السمات الفنية للتشبيهات القرآنية
كثافة التشبيه القرآني وغنى إيحائه
إن التشبيه القرآني عميق ومكثف، يحمل كثيرا من التفصيلات والجزئيات التي تتضافر جميعها على تشكيل صورة مجسدة محسوسة تحمل ظلالا كثيفة من المعاني والإيحاءات
إن صور التشبيه القرآني صورة عالم بأكمله، زاخر بالدلالات والأخيلة والمشاعر، ترفدها عناصر مختلفة من حركةوصوت ولون
ضرب الله مثلا للكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة، فقال: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" إبراهيم ـ 24 ـ 25
"وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ إبراهيم:26
شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة، من حيث أنها نافعة، وتتفرع بالأعمال الصالحة والأقوال الخيرة كما تتفرع الشجرة بالأغصان، ولكنه لم يكتفِ بذلك، بل أضاف إلىالتشبيه جزئيات أخرى، عمقت مدلوله، وأغزرت إيحاءه، فجعلها شجرة غير عادية، بل: " أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ" دلالة على رسوخها وشموخها وصمودهاوعظيم أجرها وثوابها، ثم أضاف جزئية أخرى عندما جعل هذه الشجرة ـ الممثل بها للكلمة الطيبة ـ " تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا" فكأن أثرها لا ينقضي، وخيرها لا ينتهي، وثوابها يبقى مستمرا حتى بعد موت صاحبها، وهي صورة متخيلة مرئية، تحمل معنى الحث والتشجيع، وتدعو إلى رعاية الكلمة الطيبة كما ترعى الشجرة الطيبة ويُعتنى بها.
وكذا الكلام على الكلمة الخبيثة، لم يكتفِ التشبيه القرآني بأن مثلها بالشجرة الخبيثة، دلالة على قبحها وهجانتها وخطر تأثيرها ونتن رائحتها، بل أضاف إلى الصورة قوله: " اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ" فهي ساقطة منهارة، لا قرار لها ولا شأن، وينبغي استئصالها واجتثاثها كما تجتث الشجرة الخبيثة، حتى لا تؤذي الناس والحياة، وتفسد الصفاء والطهارة
[ line]
البلاغة العربية ـ وليد قصاب: 71 ـ 72(/)
نموذجات .. من التشبيهات
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[05 - 06 - 2004, 02:01 ص]ـ
تشبيه الكافر والمشرك والضال:
1 ـ قال تعالى: "وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ" الحج:31
هذا تشبيه لحال المشرك، فهو ساقط عند الله، منتكس بضلالته، لا شأن له، يشبه من خر من السماء، لا شيء يحميه، أو ينقذه من الخطر الذي يحيط به، وهو لا بد ولقع في المعاطب، هاوٍ إلى التهلكة، ستخطفه الطير فتقطعه بمخالبها، وتمزقه إربا إربا، أو ستهوي به الريح في مكان سحيق.
إنها صورة التمزق والضياع التي يعيشها المشرك بالله، الكافر بنعمه، وهي صورة مرعبة مخيفة، تمثل سوء العاقبة وهولا لنهاية، وردت على شكل التشبيه التمثيلي: المشرك في انخلاعه من حماية الله، وتركه المرفأ الأمين، كالساقط من السماء والأخطار التي تحدق به منكل مكان.
2 ـ قال تعالى: "قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ" الأنعام:71
هذا تصوير لحال المؤن الذي يهم أن يرتد في الضلالة بعد الهداية، بتأثير أهل الباطل وإغوائهم وإفسادهم، بحال من استهوته الشياطين ـوهم أهل الضلال ـ واستغوته، وزينت له هواه، وحاولت إبعاده عن أصحابه أهل الحق، فهو حيران مضطرب، لا يدري إلى أين ينحاز؟ إلى أصحابه الذين يدعونه إل ىالهدى ويقولون له: تعالى ائتنا، أم الشياطين التي تجذبه بعيدا؟
صورة تمثل هذه الحيرة وهذا الاضطراب، وتصور هذا التمزق النفسي والضياع الروحي اللذين يتعرض لهما من يحاول أن يبتعد عن هدي الله. إنه عندئذ أسلم نفسه للشياطين، وضع نفسه تحت سلطانهم. إنه تشبيه أخرج الفكرة المجردة المبهمة في هذه الصورة التجسيدية المحسوسة.
3 ـ قال تعالى: " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" الأعراف
هذه صورة رائعة لحال الكافر الذي انسلخ من آيات الله بعد أن أعطيها وهُدي إليها، فكان هذا الانسلاخ سببا في أن يجتاله الشيطان ويتبعه ويضله عن سواء االسبيل، وسيعيش في هذه الحالة ـ حالة الكفر والضلال ـ شقيا ظمآن، يعاني الضنك والحرمان، لن يرويه شيء، ولن يشبعه شيء، ولن يقنعه شيء، "وَمَن أعْرَضَ عَنْ ذِكري فَإنّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكا" وسيعيش في تعب وصغار طوال عمره، وقد شبهه القرآن ـ في حاله هذه ـ بحال الكلب الذي لا يعرف السكينة ولا الراحة، فهو يلهث باستمرار، حملت عليه ام لم تحمل، عطش أم روِي، جاع أم شبع.
إنها صورة للقماءة وسوء الحال والتعب المستمر، جاءت على شكل التشبيه التمثيلي تزرع الرعب والخوف من مصير الكافر، وتنفر من صورة الضلال والارتداد عن الهدى أو الارتكاس في الضلال، أخرجت المعنى المجرد ـ معنى الانسلاخ من الإيمان ـ في صورة محسوسة، صورة الكلب المشاهدة المعاينة المعروفة.
[ line]
البلاغة العربية ـ وليد قصاب ـ ص 77 ـ 78
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[24 - 06 - 2004, 02:50 م]ـ
السلام عليكم: كيف يمكن الحصول على كتب البلاغة العربية -للسيد وليد قصاب؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 07 - 2004, 10:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك يا أخي الكريم
وعذرا لتأخري في الرد بسبب غيابي عن المنتدى فترة من الزمن
الكتاب من إصدارات دار القلم في دبي
ووجدته قبل فترة في مكتبة الجامعة في الشارقة، وهذا هو رقمها
065726001
والبراق (الفاكس) هو
065726003
وسأبحث عن رقم دار القلم وأكتبه لك حين أجده بإذن الله
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 07 - 2004, 01:11 ص]ـ
هذا رقم مؤسسة دار القلم للتوزيع في دبي
وهي ناشرة الكتاب وتوزعه للخارج
0097143930430
ـ[حمزة]ــــــــ[14 - 07 - 2004, 08:36 م]ـ
الرائعة أنوار الأمل
ما أجمل التشبيه في القرآن الكريم
جعلها الله في ميزان حسناتك وأفادنا الله وإياك بالقرآن وحعله ربيع قلوبنا
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا(/)
من دقائق التعبير القرآني
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[11 - 06 - 2004, 12:45 ص]ـ
ترد في القرآن الكريم أفعال تأني تارة بصيغة (فَعّلَ) وتارة بصيغة (أفعَلَ)، وقد يقترنان في آية أو آيات متتالية، وقد يردان في القصة نفسها في سورتي مختلفتين، وسنحاول أن نتلمس الفرق بينهما في الاستعمال القرآني
إن بناء (فعّل) يفيد التكثير والمبالغة غالبا نحو: (قطّع وكسّر وفتّح وحرّق وسعّر)، ومن مقتضيات التكثير والمبالغة في الحدث استغراقُ وقت أطول، وأنه يفيد تلبثا ومكثا، فـ (قطّع) يفيد استغراق وقت أطول من (قطَع)، وفي (علّم) من التلبث وطول الوقت في التعلم ما ليس في (أعلم). تقول (أعلمت محمدا خالدا مسافرا) وتقول: (علمته الحساب)، ولا تقول (أعلمته الحساب)
ومن استعمال فعّل وأفعل نحو (كرّم وأكرم) فإن القرآن يستعمل (كرّم) لما هو أبلغ وأدوم، فمن ذلك قوله تعالى: "ولقد كرّمنا بني آدم" الإسراء، وهذا تكريم لبني آدم على وجه العموم والدوام، وقوله على لسان إبليس: "قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ" الإسراء، أي فضلته عليّ، في حين قال: "كلا بل لا تكرمون اليتيم"، وقال: "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن" الفجر، وهو يقصد إكرامه بالمال، فاستعمل التكريم لما هو أبلغ وأدوم وأعم
ومنه استعمال (نزّل وأنزل) حيث يفيد (نزّل) التدرج والتكرار، والإنزال عام، وذلك هو الأكثر. ولذلك يوصف نزول القرآن بالتنزل لأنه لم ينزل جملة واحدة بل سورة سورة وآية آية، قال تعالى: "نزّل عليك الكتابَ بالحقّ مُصدّقا لما بين يديه وأنزل التورة والإنجيل" آل عمران، فلفظ (نزل) يفيد التفصيل والتنجيم والتفرق في النزول، أما لفظ (أنزل) فلا يقطع بذلك بل يحتمله. أما التوراة فقد أوتيَها موسى عليه السلام جملة واحدة في وقت واحد، ونجد هذا أيضا في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ" النساء والمراد التوراة
ومنه استعمال (نجّى وأنجى) فإن الملاحظ أن القرآن الكريم كثيرا ما استعمل (نجّى) للتلبث والتمهل في التنجية، ويستعمل (أنجى) للإسراع فيها. فإن (أنجى) أسرع من (نجّى) في التخليص من الشدة والكرب،
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ" البقرة:50
فإنه لما كانت النجاة من البحر تحتاج للسرعة ولم تستغرق وقتا طويلا استعمل (أنجى) فقال "فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون" بخلاف البقاء مع آل فرعون تحت العذاب فإنه استغرق وقتا طويلا ومكثا فاستعمل له (نجّى) "وإذ نجيناكم من آل فرعون"
وكذا إن قارنا الآية السابقة بآية شبيهة في سورة إبراهيم وهي قوله تعالى:
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ""
ومثلها أيضا في الأعراف "وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ"
نلحظ استعمال (أنجى) في هاتين الآيتين اللتين تتحدثان عن أمر واحد، والسبب فيه أنه في هاتين الآيتين ذكر العذاب مضاعفا عما في البقرة فاقتضى ذلك الإسراع في الإنجاء، أما البقرة فكان العذاب المذكور فيها أقل، فإنه في البقرة فسّر سوء العذاب أنه تذبيح الأبناء واستحياء النساء، أما في الأعراف وإبراهيم فقد جعل التذبيح شيئا آخر غير سوء العذاب بعطف التذبيح على سوء العذاب بالواو مما يدل على أن هناك عذابا سيئا آخر غير ما ذكر
فالعذاب ها هنا أشد من العذاب الذي ذكره في البقرة فاستدعى الأمر ذكر السرعة في النجاة فقال (أنجيناكم وأنجاكم)، والأمر نسبي حسب لحالة التي نتحدث عنها أو المنظار الذي نشاهدها به في موطن معين يختلف عن موطن آخر، فإننا قد نقول في مقام (الدنيا طويلة) ونقول في مقام آخر (الدنيا قصيرة) فلكل مقام مقال.
=========================================
اختصار مبحث (فعّل وأفعَلَ بمعنى) من كتاب بلاغة الكلمة في القرآن الكريم للسامرائي ص 62 ـ 77
http://hetta.com/current/arabia_wamadhat23.htm
ـ[سامح]ــــــــ[11 - 06 - 2004, 11:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الجهد المبارك
تعرضتِ لما كان مشكلاً عليّ
نحتاج دوماً إلى البحث في دقائق التعبير القرآني
رغبة في الوصول إلى كمال التأثر به حتى ينتج
العمل , وتزدان النفوس بهذا العمل ..
بوركتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغريب]ــــــــ[11 - 06 - 2004, 06:03 م]ـ
شكر الله سعيك
وبارك فيك
ونفع بك
وغفر لك
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[12 - 06 - 2004, 05:43 م]ـ
بارك الله جهودك في خدمة لغة القرآن0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[14 - 07 - 2004, 12:09 ص]ـ
وبارك الله فيكم وأعزكم بالقرآن
ونفعنا جميعا به
ـ[حمزة]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 12:19 ص]ـ
والله يا أنوار الأمل أنرت لنا الطريق إلى فهم الإعجاز في القرآن الكريم .. نور الله عليك
لقد سردت تحليلاً منطقياً في هذه الفروق في الآيات سرداً وافياً ... جعله الله تعالى في ميزان حسناتك
ونور الله قلوبنا جميعاً بنور القرآن ولكن لم تذكري لماذا ذكر الله تعالى (ونجيناكم) في سورة البقرة وذكر (وأنجيناكم) في سورة الأعراف مع أن الآيتين متشابهتان تماماً ولم يرد فيهما عطف على (يسومونكم سوء العذاب)؟؟؟ أرجو توضيح هذه النقطة إن أمكن ذلك ولك منا جزيل الشكر
والله يا أستاذة، إن القرآن الكريم ملئ بالعجائب والتشبيهات، منها ما نعلمه ومنها ما نجعله ... نساله تعالى أن يعلمنا منه ما جهلنا وأن يذكرنا منه ما نسينا
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث المرء يرتاع في ظلماته ... من القبر يجده سناً متهللا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 07 - 2004, 12:13 ص]ـ
أهلا بك يا أخي حمزة
سررت لنشاطك في القسم بارك الله فيك
ذكر العذاب مضاعفا في سورة إبراهيم فقال: "يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم"
(فالذبح والاستحياء يضافان إلى سوء العذاب) إبراهيم
أما عندما لم يعطفهما على (سوء العذاب) فهو قد فسر سوء العذاب بهما فجعل ما أصابهم هو (سوء العذاب المتمثل في التذبيح والاستحياء) = البقرة والأعراف
الفعل المستعمل هو
(نجّى) في البقرة
(أنجى) في الأعراف وإبراهيم
فأما نجى في البقرة فلمناسبة مكثهم في العذاب مدة من الزمان في مقابل سرعة النجاة أمام البحر حين تبعهم فرعون بجنده
وأما (أنجى) في إبراهيم فلمضتعفة العذاب ـ المستفاد من العطف ـ الذي يقتضي الإسراع في النجاة تماما للنعمة كما في الآية:
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ"
وأما الفعل (أنجى) في الأعراف فلمناسبة السرعة أيضا، وهي ما يقتضيه السياق الذي عدد ما واجهه القوم من فرعون حتى قالوا لموسى عليه السلام "قالوا أوذينا من قبلِ أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا"، ويمكن أن نرى بعض مظاهر العذاب إن قرأنا الأعراف
ولعله هنا لم يعطف التذبيح والاستحياء على سوء العذاب تخفيفا عنهم واكتفاء بتعداد مظاهر العذاب الأخرى
والله العالم(/)
من مميزات التعبير القرآني
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[19 - 06 - 2004, 01:18 ص]ـ
إذا قلبت النظر بين ألفاظ القرآن ومعانيه تجد إعجازه يشع عليك منهما معا، فتترتب حروفه بمالها من صفات وإيحاءات وتناسق كلماته بما لها من شعاع يتألق من رصفها وترتيبها وتساوق المعاني التي تسابق إلى النفس وقع ألفاظها في السمع كل ذلك من أسرار الإعجاز البياني في القرآن فقد قدر في ترتيب حروفه مخارجها ونبراتها وصفاتها وما يوحي به كل حرف من أثر في النفس كما قدر في ترتيب الكلمات التناسق العجيب بحيث تكون كل كلمة منها لقف أختها فلا تجد ما بينها ما ينبو عنه السمع أو ينفر منه الطبع، وما أجمل وصف الأستاذ الرافعي لحروف القرآن إذ وصف كل حرف منها بأنه يمسك الكلمة ليمسك بها الجملة، وما أروع المثل الذي ضربه للقرآن حيث جعل مثله مثل نظام الكون في ترتيبه الدقيق وتناسقه العجيب بكل ما فيه من الذرة إلى المجرة، وإذا كان الأستاذ الرافعي يراعي في هذا المثل الشبه بين نظام القرآن ونظام الكون في تناسقهما فإن هناك وجها آخر للشبه بينهما وهو ما يستجلي بين حين وآخر من أسرار آيات الله الكونية وآياته القرآنية سواء ما يتعلق ببيان القرآن المعجز أو معانيه الباهرة ولنعد إلى ذكر بعض الأمثلة لما ذكرنا
من مميزات التعبير القرآني:
يقول تعالى مصورا عاقبة نوح وما أصابهم من الغرق] وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [(هود/44)
إن كل من أوتي نصيبا من الذوق والحس يشعر بتلاوة هذه الآية إن تلاها أو تليت عليه بهاجس نفسي يستوقفه عند كل كلمة بل عند كل حرف منها وما ذلك إلا لما فيها من دقة الترتيب وجمال التنسيق بين الحروف وبين الكلمات وما يصحب ذلك من ترتب المعاني وتساوقها فكان كل حرف منها له إشاعة الخاص ويبدأ تجلي ما فيها من جمال وجلال بتصدير الآية بالقول مبنيا للمجهول: وقيل" وما ولي ذلك من نداء الأرض باسمها الصريح بنا من أحرف النداء دون غيرها وأمرها بأن تبلغ الماء وإضافة الماء إليها وإتباع نداء الأرض بنداء السماء بنفس الأداة وأمرها بالإقلاع وإظهار النتيجة وهي غيض الماء وقضاء الأمر بصياغة فعل مبني للمجهول من كل منهما واستواء السفينة على الجودي وإعلان النهاية وهي بعد القوم الظالمين، ولو أن حرفا من هذه الحروف انتزع من مكانه لم يسد غيره مسده وبهذا يظهر أن البلاغة كما تكون في الجمل تكون في المفردات أيضا مع الترتيب وإن كانت الكلمات المفردة لا يتجلى جمالها ولا يسطع ضياؤها إلا إذا قرنت بما يناسبها بحيث تكون كل واحدة منها آخذة بحجزة أختها بحسب ترتب المعاني في النفس
وإن شئت فانظر في قوله تعالى: وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ [(التكوير/18) تجد من الروعة والجمال باجتماع كلمتي الصبح والتنفس ما لا تجده لو جيء بأي كلمة لتوضع مكان إحدى الكلمتين بهذا التأثر فإن كلمة الفجر إذا تنفس لم تخالط نفسك هذه الروعة ولم تحس بهذا التأثر فإن كلمة الفجر وإن كانت رديفة لكلمة الصبح فهي تختلف معها في الاشتقاق لأنها مشتقة من الانفجار وهذا يعني أن الفجر أول سطوع ينشق عنه ظلام الليل والصبح مأخوذ من الإصباح وهو سريان الضوء لتمزق رداء الظلام الذي يجلل الفضاء ولذلك كانت كلمة الصبح هنا أليق وأنسب من كلمة الفجر لاقترانها بذكر التنفس والتنفس دليل الحياة لأنه عبارة عن جذب الأنفاس إلى داخل الجسم وإخراجها منه وبدخول الأنفاس في الجسم تعطي الجسم مادة الحياة وخروجها استمرار للحياة وهذا لا يناسب ذكر الفجر كما يناسب ذكر الصبح لما تصوره جملة "والصبح إذا تنفس" من ذلك المشهد الذي ينساب فيه ضوء الصباح في الفضاء فيطوي رداء الظلام وتسري الحياة في عالم الأرض فتغني الطيور وتحيا الحركة إذ ترى الناس بين آت وذاهب يغدون إلى أعمالهم والحيوانات تنطلق من مرابضها ساعية وراء رزق الله، والأشجار تستقبل أزهارها وأوراقها هذا الضياء استقبال العاشق لمعشوقه، ومثل ذلك قل في تناسب جميع الكلمات وتآخيها
منقول من جواهر التفسيرللخليلي
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[09 - 07 - 2004, 07:50 م]ـ
الاخت انوار الامل المحترمة
: جزاك الله كل خير
وجعل كل ماتقدميه في ميزان حسانتكم،
وكما يقال (من لايشكر الناس لايشكر الله)
ـ[حمزة]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 12:57 ص]ـ
ما أروعك يا أنوار
إيه الجمال دة؟؟؟ إيه الأحاسيس دي؟؟؟ أرسلت لك رداً في الإعجاز أرجو إفاداتي بما ورد فيه
نور الله قلبك بالإيمان والقرآن
لك التحية
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا(/)
بلاغة القرآن وعناية العلماء به
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 06 - 2004, 12:37 م]ـ
:::
الحمد لله القائل: " وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد" (1) والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: " ألا وإني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة" (2) وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فمن نعم الله على هذه الأمة أن نزَّل اليها أعظم الكتب وهو القرآن الكريم وأرسل إليها أفضل رسله وهو محمد صلى الله عليه وسلم فكانت هذه الأمة، وحُقَّ لها، خير أمة أخرجت للناس.
وهذه الأمة إنما عزت بالإسلام لا بغيره فمتى تمسكت بكتاب ربها ورأت عزها ورأت علامات النصر ومخائل الظفر وتباشير الخير.
لقد أعجز القرآن الكريم العرب وحاول بعضهم أن يعارضه بشيء وأنى لهم ذلك: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" (3).
وكل من رام معارضته بشيء رجع خاسئا خائبا هائبا ونكس على رأسه وارتكس في أمره، وأقام نفسه على شفا جرف هارٍ ووقفها على رجا حفرة من النار.
وحاولت شرذمة أخرى أن تطعن في القرآن الكريم بالتناقض وما طعن هؤلاء الا بعقولهم إذ حسمت هذه القضية بقوله تعالى: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".
وقد خسر وخاب من حاد عن سبيل الرشاد وسلك سبيل الفناء وحاول أن يخبئ مصابيح القرآن ويطفئ نور سراج الإيمان، وصدق الله: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" (4). إن كتاب الله عز وجل زاد المسلم في حياته فما قرأه مسلم وفقهه الا وانحسرت غمومه وانقشعت همومه وجفل كربه وسرى عنه حزنه، وما أعرض عنه عبد إلا وتاه عن الطريق المثلى وفارق العروة الوثقى وتنكب مناهج الهدى وركب سنن الضلالة والردى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشه ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) (5).
ولقد هيأ الله جل وعلا لهذا القرآن من العلماء والأصفياء والأولياء الأخيار والأتقياء الصالحين من اتصلت محامدهم، وعلت مبانيهم، وجمعت مكارمهم، فلهم من كل فضيلة السهم الأعلى والقدح المعلّى، فجردوا فيه العناية وأظهروا فيه الكفاية، وصرفوا اليه اهتمامهم فأوضحوا للناس ما التبس عليهم فهمه واستبهم، وبينوا لهم معاني القرآن الكريم وكثيراً من أسراره وأحكامه وبلاغته ومعجزاته وذلك بفضل الله عز وجل ثم بتقواهم وعبادتهم فصار عسير الناس عليهم يسيراً وجبلهم عندهم سهلاً، ووعرهم عندهم هيناً، فلهم أنفس أبية وهمم علية، فأنجح الله سعيهم وسدد أمرهم وسهل مطلبهم فلله درّهم ما أحسن سيرتهم وأنقى سريرتهم وأكرم أخلاقهم وأمجد أعراقهم.
ولتعظيمهم كتاب ربهم وخدمته جرى على بشرتهم صفاء وضياء وحسن وبهاء، وكلما قرأنا سير هؤلاء العلماء المرتضين الأوابين والأزكياء المنيبين صارت قلوبنا مشوقة اليهم وأعيننا تواقة للنظر اليهم وأنفسنا ذات حسرة عليهم وصبابة بهم وانتزاعا الى لقائهم، يشوقنا اليهم كثرة محاسنهم وحسن أخلاقهم وبذلهم الغالي والنفيس خدمة للعلم.
وإن أمة كثر فيها أولئك العلماء البررة لجديرة أن تصافحها يد السعادة والهناء والعز والإباء، ويأبى القلم ويعجز أن يخط مآثرهم فذلك ما لا نستطيعه، ولكننا لا نعجز أن ننقش محبتهم في سويداء قلوبنا فهي تخفق بمحبتهم، وأن نلهج بالدعاء لهم والاستغفار آناء الليل وأطراف النهار.
وإن شئت أخي المسلم أن تحظى بشيء من عزهم وأن تلحق بركبهم فاجعل الورع شعاراً والنزاهة دثاراً والحقّ جنة والصدق سنة والعلم سراجاً والحلم منهاجاً، ولئن صدقت في طلبك لعزهم وأعطيته همك وعملك ونشاطك فسترى بوارق العز تلوح وتلمع، ومخائله تبوح وتسطع، وفق الله الجميع وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الهوامش:
1 - سورة فصلت آية (42).
2 - مسلم (2408)
3 - سورة الاسراء آية (88)
4 - سورة النساء آية (82)
5 - سورة الصف آية (8)
6 - سورة طه آيه (124)
طارق الخويطر
http://haras.naseej.com/Detail.asp?InSecti...wsItemID=138574(/)
هل يجوز في العربية الآتي ... تحدي مع شخص مستغرب
ـ[عروبي]ــــــــ[09 - 07 - 2004, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
هل يجوز لنا من باب التقديم والتأخير أن نرى الجمل الآتية:
أخذَ زيدٌ موثقاً على عمرٍ بالوفاء
أخذَ زيدٌ على عُمرٍ موثقا بالوفاء
أخذَ زيدٌ بالوفاء على عمرٍ موثقاً
أخذَ زيدٌ على عمرٍ بالوفاءِ موثقاً
على عمرٍ أخَذَ زيدٌ موثقاً بالوفاء
على عمرٍ بالوفاء أخذَ زيدٌ موثقاً
على عمرٍ موثقاً بالوفاءِ أخذَ زيدٌ
على زيدٌ بالوفاءِ موثقاً أخَذَ زيدٌ
بالوفاءِ أخذَ زيدٌ على عمرٍ موثقاً
بالوفاءِ موثقاً أَخَذَ زيدٌ على عمر
بالوفاء على عمرٍ أخذَ زيدٌ موثقاً
بالوفاءِ أخَذَ زيدٌ موثقاً على عمر
ـ[ربحي شكري محمد]ــــــــ[09 - 07 - 2004, 02:29 م]ـ
أخي الكريم
باختصار شديد، كل ما ذكرت من جمل جائز فيها تقديم الجار والمجرور على العامل، وجائز تقديم المفعول على فاعله وعلى فعله.
لكن يقى منع (عمر) من الصرف في كل ما ذكرت.
اعذرني على الإيجاز.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[09 - 07 - 2004, 11:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عروبي تتسع اللغة العربية لكل ما ذكرت، مع وجود الفرق في المعنى بسبب التقديم والتأخير، ولكن ألفت انتباهك إلى اختلاف الجمل وتباينها من حيث الفصاحة، لأن تعقيد المعنى يخل بفصاحة التركيب ... تحياتي.
ـ[حمزة]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 12:43 ص]ـ
الرائع / عروبي
التحية لك
التقديم والتأخير ورد كثيراً في القرآن الكريم لحكمة يعلمها منزل الكتاب وان لم نجحد إجتهادات العلماء والفقهاء جزاهم الله خيراً مثلاً:
(تنزل الملائكة والروح فيها) سورة القدر، ثم في موضع آخر يقول تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون) سورة النبأ وهذا غيض من فيض
فلذلك يجوز التقديم والتأخير في اللغة العربية لأن اللغة العربية هي لغة القرآن.
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 11:20 م]ـ
الأخ الفاضل جزاك الله خيرا وأعانك على الصمود أمام المستشرقين والمستغربين
إن ما تسأل عنه يا أخي الكريم هو موضوع علم المعاني الذيي عد قسما من أقسام البلاغة العربية، ولعل الأمثلة الشائعة عندهم (زيد منطلق، ومنطلق زيد، إن زيدا منطلق، وإن زيدا لمنطلق .. الخ)
وتجده أيضا في علم معاني النحو
وهما مدار الإعجاز القرآني القائم على نظرية النظم التي استوت على سوقها على يدي عبدالقاهر الجرجني وأثبتت أن كل لفظة في القرآن الكريم وضعت في مكانها الملائم الذي يحقق المعنى المقصود إنا تحديدا وإما توسعا في سياق منتظم تام المعنى
ويختلف مقدار بلاغة الجملة حسب موضعها الذي جاءت فيه، فهناك مواضع لا يجوز أن نستعمل فيها إلاتعبيرا محددا، ومواضع لا يجوز فيها هذ التعبير .. وهكذا
وهذه براعة العربية ومرونتها، وتلاؤم ألفاظها مع المعاني التي تقدمها، والتي أحسن القرآن استعمالها وتوظيفها توظيفا يمنحها رونقا وجمالا وإيحاء لا ينقص عن المعنى ولا يزيد(/)
تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الأول (أحوال البصر)
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[11 - 07 - 2004, 02:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز
هناك مشكلة في هذا الموضوع حيث أنّه لا يظهر!!!!؟؟؟؟؟
أرجو الرد للأهمية
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[11 - 07 - 2004, 03:21 م]ـ
نعم أخي الكريم فَقَد فُقِد جزء من موضوعات المنتدى لخلل في الخادم.
تجد الموضوع في هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1252)(/)
موقع يستحق الزيارة
ـ[الجهني]ــــــــ[12 - 07 - 2004, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
هذا الموقع جدير بالزيارة
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
والله من وراء القصد
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 07 - 2004, 01:56 ص]ـ
أهلا بك يا أخانا الفاضل
يا صياد درر المواقع
طالت غيبتك واشتاق الفصيح وأهل الفصيح لعودتك
فهلا أمتعتنا دوما بزياراتك
ومداخلاتك
وموضوعاتك
بارك الله فيك
لعلنا نستعيد عهد الفصيح في بدئه حيث الحماسة على أشدها
ـ[سامح]ــــــــ[13 - 07 - 2004, 09:38 ص]ـ
حياك الله أستاذنا الغائب الحاضر
موقع جدير بالزيارة حقاً
بل بالمكوث في بطونه والنهل مما فيه
بوركت أستاذنا .. وجزاك الله خيراً
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 07 - 2004, 07:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل الجهني: تُشكر على هداية القراء إلى المواقع الجميلة والقيمة، ولي أن أشكر صاحبة موقع إسلاميات، الأخت الفاضلة المهندسة سمر الأرناؤوط، وهي من أعضاء الفصيح الكرام، على هذا الموقع، وعلى صفحاته الرائعة، التي من ضمنها صفحة اللمسات.
وهذا من مشاركة سابقة لها:
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة سمر الأرناؤوط
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.... فإن حدث خطأ في مكان ما في موقعي فأرجو أن تتسع صدوركم لالتماس العذر أولاً بأنه لم يكن مقصوداً فجلّ من لايُخطئ. أنا أعمل وحدي على موقعي ويعلم الله كم يحتاج إلى جهد ووقت فهل يُرمى بكل ما قدمته وعملت على ابرازه بشكل جيد بشهادة الكثيين ممن زاروا الموقع.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سمر الأرناؤوط
صاحبة موقع إسلاميات (وليس لمسات بيانية) وإنما لمسات هي إحدى صفحات موقعي.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 - 07 - 2004, 08:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الأفاضل
الشكر الجزيل للأخ الجهني بارك الله فيه وجزاه عني خير الجزاء فالدال على الخير كفاعله إن شاء الله.
شكر الله للجميع رأيهم بالموقع وزياراتهم لصفحاته وأسأله تعالى أن يعينني على نشر المزيد من المفيد لكم جميعاً. ونحن بانتظار عودة الدكتور فاضل لعرض الجديد من الحلقات واللمسات.
كما ألفت نظركم جميعاً إلى أن صفحة الكلمة وأخواتها للدكتور أحمد الكبيسي لا تقل أهمية عن صفحة لمسات والموقع يضيف أسبوعياً حلقة جديدة للدكتور من برنامجه الذي يُعرض اسبوعياً مساء الجمعة الساعة السادسة والنصف بتوقيت مكة المكرمة.
لا تبخلوا على باقتراحاتكم وملاحظاتكم وفقنا جميعاً لما فيه خيري الدنيا والآخرة.
أختكم في الله(/)
دليل المواقع القرآنية
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 12:12 ص]ـ
السادة الكرام زوار المنتدى
سنخصص هذه الصفحة ـ بإذن الله ـ لجمع المواقع القرآنية، وسنركز على مواقع إعجاز القرآن خاصة الإعجاز اللغوي البياني
ولا مانع من إضافة مواقع قرآنية عامة إن كانت متميزة في الشكل والمضمون، أو كانت ذات مادة قيمة
سأثبت الصفحة ولنبدأ بإضافة ما لدينا بإذن الله، ولا ننس الصفحة كلما حظينا بجديد
وسأعمل بإذن الله على العودة إلى صفحات سابقة هنا عرضت فيها أو أشير إلى بعض المواقع لإضافتها إلى هذا
الدليل القرآني
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 01:39 ص]ـ
جمعية المحافظة على القرآن الكريم ( http://www.hoffaz.net/default.htm)
تفسير الشيخ الشعراوي ( http://stream.islamonline.net/sharawi/)
مقالات في الإعجاز القرآني ( http://www.balagh.com/mosoa/ejaz/ejazq1.htm)
المجلة القرآنية: مجلة الفرقان ( http://www.hoffaz.net/FURQAN/archive.htm)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[17 - 07 - 2004, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم
جهد تشكرين عليه، جزاك الله خيرا0
كما أرجو حذف المكرر من الموضوعات إن وجد، ولك خالص الشكر يا أستاذتنا الفاضلة0
الإعجاز العلمي في القرآن مع الدكتور زغلول النجّار ,ومعه روابط جميلة أخرى0 ( http://www.islamiyyat.com/scientific_eijaz.htm)
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( http://www.maknoon.com/e3jaz.php)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[17 - 07 - 2004, 01:08 ص]ـ
أخي أبا سارة جزاك الله كل خير
حقيقة إن موقع إسلاميات موقع متميز ويستحق الإشارة إليه في أكثر من ججال
وهو عموما يمكن أن يصنف ضمن المواقع القرآنية لتركيزه على برامج القرآن ومقالات عنه إضافة إلى موضوعات أخرى مهمة
إذن: موقعنا الآن هو إسلاميات ـ وقد سبقت الإشارة إليه عدة مرات في هذا القسم، وجئت لأضعه ها هنا وسبقني أخي أبو سارة أيضا جزاه الله خيرا ـ
http://www.islamiyyat.com
وفيه عدد من الموضوعات القرآنية المتميزة
وهذا قسم الكلمة وأخواتها الذي يتعلق باختصاص منتدى الفصيح
http://www.islamiyyat.com/kalema.htm
وهذا قسم اللمسات البيانية المتعلقة بمنتدانا (قسم البلاغة والإعجاز القرآني)
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
وهذا موقع آخر للمسات البيانية
www.lamasaat.8m.com
وأود أن أذكر أننا يمكن أن نضيف المواقع التي تتحدث عن البلاغة العربية أيضا
ـ[سامح]ــــــــ[01 - 08 - 2004, 02:17 ص]ـ
جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة
وكعادتكِ سباقة للخير دوماً
كيف تتأثر بالقرآن وكيف تحفظه؟
ولأن هذه هي غاية دراسة بلاغة القرآن , ولأنها تعين
على ذلك نورده هنا ..
http://gesah.net/quran/
وأتمنى أن نجد مواقع تهتم بالبلاغة
لاأدري ألاحظ أن أغلب البلاغيين عازفين عن التعامل
مع الشبكة:)
بارك الله فيكم جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[04 - 08 - 2004, 05:30 م]ـ
جزى الله كل القائمين على هذا الموقع وكل من يساهم في تبيان الاعجاز البياني والعلمي في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجعل ذلك في ميزان حسناتكم إن شاء الله
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 08 - 2004, 05:51 م]ـ
بارك الله فيكم، فالدال على الخير كفاعله.
يمكن الإفادة من هذا الجمع ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1087).
ـ[أبو تمام]ــــــــ[30 - 08 - 2004, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ماتقدموه، ونخص دعاءنا للأستاذة أنوار صاحبة هذه الفكرة وليس بمستغرب.
إليكم هذا الموقع الرائع:
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
http://www.55a.net
وإليكم منتدى هذا الموقع الخاص بالإعجاز:
http://www.55a.net/forums/ar/index.php
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[29 - 09 - 2004, 01:04 م]ـ
تفسير وإعراب:
http://www.kl28.com/img_dic/new_08.jpg (http://www.kl28.com/Quran.php)
ـ[أحلام]ــــــــ[17 - 10 - 2004, 05:44 م]ـ
الاخت العزيزة امل الغالية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك مشكلة في فتح موقع لمسات بيانية للدكتور فاضل صالح السامرائي http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
وشكرا
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:21 م]ـ
القرآن العظيم بالفلاش. ( http://www.flashyat.com/quran/quran.htm)
ـ[احمد علي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 04:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الفاضلة جزاكِ الله عنا كل خير وحياكِ الله وحيا كل من يساهم في هذا المنتدى بهذه الطرق الجميلة والفوائد الرائعة ونريد اكثر واكثر منكم ياابائنا ويا امهاتنا
ولكم مني جزيل الشكر والامتنان
اخوكم وولدكم
ـ[ابو سيف المجمعي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 05:24 م]ـ
السلام عليكم يا اخ احمد ابو عبد الله
نرجو ان تزودنا بالمعلومات المفيدة فانت غير قاصر بكل المعارف انا اعرفك من بعيد
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسلام 1975]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 02:47 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[29 - 12 - 2005, 09:15 ص]ـ
بارك الله في أصحاب الهمم العالية، قليل دائم خير من كثير منقطع، اللهم بارك لنا في (الوقت) لنشارك في القراءة والكتابة فيما يرضيّك عنا آمين يارب العالمين.
ـ[سليم]ــــــــ[29 - 01 - 2006, 12:48 ص]ـ
السلام عليكم
اخواني في الله وهذا موقع للقرآن الكريم مع التلاوة لجمع من المقرئين:
http://quran.muslim-web.com/
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 10:00 م]ـ
http://www.khayma.com/tajweed/khayma.jpg (http://www.khayma.com/tajweed/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 05:09 م]ـ
بورك فيكم جميعا وبالتوفيق إن شاء الله
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 07:12 م]ـ
http://www.hqw7.com/q8.htm
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 07:05 م]ـ
بوركتم
ـ[اليافع]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 12:39 م]ـ
موقع متخصص في الدراسات القرآنية ومنها البيانية
http://www.tafsir.org/vb/
ـ[سديم2001]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 06:12 م]ـ
حسنا .. هل أجد كتاب إعجاز القران للخطابي .. ؟
ـ[أبوأنس]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 11:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
هناك موقع: (الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه)
انظر الرابط:
http://www.alquran.org.sa/
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 11:37 م]ـ
:::
السلام عليكم ,
جزاك الله خيرًا أختنا أنوار الأمل , ومن الموافقات أني فكرت في فتح مثل هذا الموضوع قبل مدة يسيرة, فصرفني عنه الاشتغال بغيره, وإشفاقي من عدم الفراغ له ,ولكنه من أولى ما يصرف فيه الجهد ,وكنت قد جمعت ما لا يحصى من هذه المواقع مع جمع من الفضلاء في منتدى آخر قبل عدة سنوات, ولكنّ الموقع لم يعد موجودًا على الشابكة! فالحمد لله على ما يسر لخدمة كتابه عز وجل.
وآمل أن يكتفى بجمع مواقع القرآن الكريم أو المواقع التي تعنى بالبلاغة القرآنية والإعجاز البياني , أمّا مواقع البلاغة فلا أرى أن تثبت هنا , ويمكن أن يكون لها موضوع مستقل , وإن كنت أرى أن دليل مواقع اللغة العربية ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=24606) المثبت في المنتدى العام ـ أولى بها.
كتب الله أجر كل من يشارك هنا.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 12:19 ص]ـ
القرآن الكريم ـ نسيج الإسلامية ( http://islamic.naseej.com.sa/staticpages/islamic/quran/index.asp)
دليل المواقع القرآنية - شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=3727)
معجم المصطلحات المتعلقة بالقرآن الكريم ـ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ( http://www.qurancomplex.org/quran/mostalhat.asp?TabID=1&SubItemID=8&l=arb)
مخطوطات القران ( http://www.khayma.com/so7ba/qoran/qrnmkh.html)
القرآن الكريم ـ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية , مصر ( http://www.islamic-council.com/Quran/Default.asp?Lang=a&Doc=Doc1&n=10)
خواطرالشيخ محمد متولى الشعراوى ( http://www.elsharawy.com/)
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 01:40 ص]ـ
لتحميل عدد كبير من كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم , القديمة والحديثة , وغيرها:
الموقع الرسمي لبرنامج المكتبة الشاملة ( http://www.shamela.ws/index.php)
ـ[الدوسري]ــــــــ[27 - 05 - 2010, 08:42 م]ـ
السلام عليكم
اضيف دليل مواقع اسلامية ومشاءخ
http://directory.3bir.com/islam/
شكر الله سعيكم
ـ[سنهور]ــــــــ[29 - 05 - 2010, 12:40 م]ـ
أكرم الله كل من بذل جهدا لنشر ما ينفع المسلمين
من أمور تساعد على دراسة كتاب الله
ـ[البراك]ــــــــ[18 - 06 - 2010, 04:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
سر ميزة التعبير القرآني
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 01:31 ص]ـ
وقد يتساءل بعض الناس كيف تكون هذه الميزة للتعبير القرآني؟ وكيف يعجز العرب عن الإتيان بمثله؟ مع أنه لم يأت بجديد من الحروف والكلمات فحروفه هي حروفهم التي ألفوها وكلماته هي كلماتهم التي عرفوها؟
وأرى أن ترك الإجابة هنا للباحث الكبير الدكتور محمد دراز الذي أجاب عن مثله في كتاب "النبأ العظيم" بأن صنعة البيان كصنعة البنيان، فالمهندس الماهر لا يأتي بمادة جديدة في البنيان ولكن يظهر تفوقه بحسن التصميم وباختيار النوع الجيد من مادة البناء وترتيبه للغرف والأبهاء حتى تتسع المساحة الصغيرة من الأرض لكثير من الحجر التي لم تكن لتتسع لها لولا حسن الترتيب وحتى يتخللها الضوء والهواء إلى غير ذلك من نحو خفة السقف ومتانة الأسس، فكذلك يكون التفاوت في صنعة البنيان في جودة المعاني وترتيب الكلمات وإلا فالحروف هي الحروف والكلمات هي الكلمات
وأريد أن أضيف إلى ما يقوله العلامة دراز شيئا آخر وهو أن التفاوت بين صنعة- تفاوت لا تمكن معه المقارنة فالناس يصنعون من مادة التراب أنواع الأوعية الخزفية والآجر وسائر المصنوعات المألوفة وهي كلها من أنواع الجمادات الميتة والله تعالى صنع من التراب نفسه الإنسان وجميع عناصر التراب موجودة في جسمه وقد نفخ الله فيه من روحه فسرت الحياة إلى كل خلية من خلاياه وجعل فيه من الغرائز والطبائع والأحاسيس والأفكار ما يؤهله لأن يكون خليفة في الأرض، وجعل فيه من عجائب التكوين ما يبهر الباحثين فجسمه يشتمل على ملايين الملايين من الخلاياء ولكل خلية وظيفتها ولكل خلية مطالبها التي هيأها الله تعالى لها، وهكذا مثل الفارق بين كلام الله وكلام الناس فالحروف هي الحروف والكلمات هي الكلمات ولكن لكلام الله روح تميزه ليست في كلام الناس، وبسبب هذه الروح كان هذا القرآن يسري في نفس أي إنسان سريان الروح في الجسم والضوء في الفضاء والماء في الشجر.
ويتميز القرآن عن كل كلام بأنك لا ترى فيه أثرا للسأم ولا تجد فيه ما يشير إلى الملل ولذلك لا تستطيع أن تفاصل بين عبارة وأخرى منه فهو كنهر من النور كل حرف منه لمعة نورانية ساطعة بينما كلام الخلق تظهر فيه كبوة جواد البيان بأحدهم فترى في كلامه الإسفاف الذي لا يقارن ببليغ كلامه فهذا امرؤ القيس من نوابغ شعراء الجاهلية تجد له كبوات في شعره ومثله المتنبي من كبار شعراء المولدين وقل مثل ذلك في جميع الشعراء والخطباء والكتاب بدون استثناء.
أحمد الخليلي(/)
من بلاغة القرآن الكريم
ـ[معاوية]ــــــــ[17 - 07 - 2004, 02:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم ما قرأته للكاتب د. أحمد طاهر حسنين
القرآن الكريم هو كتاب الإسلام الخالد, الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (سورة فصلت, 42)
ومنذ نزل هذا الكتاب السماوي الخالد, والمسلمون عاكفون عليه: يأخذون عنه, وينهلون منه, فكان أن امتدّت بركته ونفحاته إلى كل مجالات تراثنا العربيّ الإسلاميّ, فأخصبها, ونمّاها.
ومن بين المجالات التي أوسعها الباحثون درسا وتمحيصا: جوانب الإعجاز في القرآن الكريم.
وهذه المجالات في رأيي ليست خاتمة المطاف, فكلما اقتربنا من مائدة الرحمن هذه, ازددنا يقينا على يقين, ورأينا رأيَ العين كيف أننا أمام بحر زاخر لا ساحل له.
أشير هنا فقط إلى جانب واحد من جوانب الإعجاز البياني في القرآن الكريم, وهو تلاؤم الألفاظ مع معانيها تلاؤما محكما من خلال بضعة نماذج من القرآن الكريم.
لا يغيب عن الأذهان أن القرآن الكريم كله محكم في هذه الناحية, وهذا هو الذي جعل إعجازه أبعد الغايات عن طاقة التعبير الأدبي عن البشر,
(ولو كان من عندِ غيرِ الله لوجدوا فيهِ اختلافاً كثيراً) (سورة النساء, 82)
انطلاقا من هذا التصور, أعرض فيما يلي عدداً من التعبيرات القرآنية التي تُبلور التلاؤم الحي بين المعاني وألفاظها من ناحية, بل بين التعابير القرآنية, وسياقاتها من ناحية أخرى.
وقد أحار إذ أختار؛ إذ كل كلام الله مختار.
يقول الباقلاني (ت403هـ) في هذا الصدد, وهو يشير إلى شريف النظم وبديع التأليف في قوله سبحانه
(وكذلك أوحينا إليكَ روحاً من أمرنا) (سورة الشورى, 52):
خذ كلمة قرآنية واستخدمها في شعر أو نثر,
ستجدها كالدرة وسط العقد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأكله الذئب
أول مثال هنا قوله سبحانه: (فأكله الذئب) في قصة يوسف عليه السلام.
قد يطرأ سؤال مؤادّاه: إننا بعقولنا البشرية, قد نقول في هذا المقام: فافترسه الذئب, وبخاصة وأن الذئب حيوان مفترس, من شأنه أن يهجم على فريسته, فيشبع بطنه, ويرد جوعته, بافتراس ما تيسر له منها من شحم أو لحم, أو عظم ودم, وسرعان ما ينصرف عنها تاركاً سقطها: دماءً تنزف, وعظما تهشمّ, وبقايا مختلطة من جلد وشعر, وما إلى ذلك.
ومعنى هذا أن (الافتراس) يعقبه عادة بقايا من الفريسة أو الضحية.
وفي ضوء هذا, لم يكن ممكنا لإخوة يوسف- وهم يكذبون على أبيهم- أن يقولوا له: إن الذئب قد (افترس) أخاهم, وإلاّ لسألهم الأب عما تبقّى من ابنه بعد حادثة الهجوم والافتراس.
وهنا فقد كان لهم أن يفتضح أمرهم, حيث لم يكونوا قادرين على إخفاء جريمتهم, ولذلك فقد اختاروا-أو بالأحرى- اختار القرآن الكريم لهم أن يجيئ تعبيرهم بفعل (أكل) في هذا السياق, وذلك بدلاً عن فعل (افترس) حيث كان (الأكل) يداري فعلتهم النكراء, وجريمتهم الشنعاء, إذ هو إتيان على المأكول كله, دون ترك آثار منه. ومعنى ذلك أن التعبير بالأكل, دون الافتراس قد جاء تغطية أمينة لموقفهم الفاضح, وفعلهم الجاهل. وهذا بالضبط هو ما قصدناه من تلاؤم اللفظ مع الدلالة, بل أيضا مع الموقف والسياق.
يقول الخطابيّ (ت388هـ):
(إن الافتراس معناه في فعل السبع القتل فحسب, وأصل الفَرْس دقُّ العنق.
والقوم إنما ادّعو على الذئب أنه أكله, وأتى على جميع أجزائه وأعضائه, فلم يترك منه مفصلا ولا عظما, وذلك أنهم خافوا مطالبة أبيهم بأثر باق منه يشهد بصحة ما ذكروه, فادّعوا فيه الأكل ليزيلوا عن أنفسهم المطالبة, والفَرْس لا يعطي تمام هذا المعنى, فلم يصلح على هذا أن يعبَّر عنه بالأكل.)
(انظر كتاب د/ محمد محمد أبو موسى: الإعجاز البلاغي. ص 60).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإملاق (الفقر)
مثال آخر على تلاؤم الألفاظ مع معانيها لمناسبة سياق معين, قول الله تعالى:
(ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم) (سورة الأنعام,151) , وقول الله تعالى في آية أخرى:
(ولا تقتلوا أولادكم خَشيةَ إملاق نحن نرزقهم وإياكم) (سورة الإسراء,31).
الذي ينظر إلى هاتين الآيتين يرى أن ثمة بعض التشكيلات اللغوية الخاصة في كل منهما. وهذه التشكيلات لها دلالاتها الوثيقة بالمعنى في كل حالة.
فالآية الأولى تقول: (من إملاق) , وتردف ذلك بأن يأتي فعل الرزق فيها متصلا بضمير المخاطبين (نرزقكم) على حين تذكر الآية الأخرى: (خشية إملاق) ويأتي بعدها فعل الرزق متصلا بضمير الغائبين (نرزقهم).
فما دلالة كل من هذا وذاك؟
بإمعان النظر في الآية الأولى, نجد أن سبب النهي عن القتل هو الفقر الواقع بالآباء.
فالآية تقول: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق) أي بسبب الفقر.
ومعنى ذلك أن الآية هنا تخاطب (فقراء) على الحقيقة.
وأهم ما يسعى إليه الفقير وينتظره, أن يطمئن على رزقه أولا, وقبل أي إنسان آخر, مهما يكن, حتى لو كان ولده , ومن صلبه.
ومن هنا جاء مناسبا أن يتوجه الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الفقراء على الحقيقة, فيطمئنهم مباشرة بأنه سيرزقهم ومن ينجبون.
وبنفس القدر من التأمل, نستطيع أن نكشف السرّ, في مدى ملائمة التعبير في الآية الثانية للموقف والسياق. فالآية تقول: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) أي خوفا أو تحسبا لفقر مرتقب.
ومعنى ذلك أن المخاطبين- الآن على الأقل - آمنون على رزقهم, لديهم ما يسد رمقهم, ومن هنا فليسوا بحاجة إلى طمأنة على أرزاقهم الآن, لأن كل ما يخشونه أن يجيئ هؤلاء الأولاد المستقبليون, فيهددوا رزقهم, أو ينقصوا منه.
من أجل هذا تجيئ طمأنة القرآن الكريم لهم في هذه الحالة نابعة من واقعهم: (نحن نرزقهم وإياكم) أي لا تخشوا, فلن يكون الأبناء عبئا عليكم في المستقبل, لأنهم سيجيئون ومعهم أرزاقهم, وبالطبع فلن ننساكم كذلك.
ولكلام الدكتور أحمد طاهر حسنين عن بلاغة القرآن بقية إنشاء الله سأكملها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمزة]ــــــــ[17 - 07 - 2004, 12:16 م]ـ
رائع أنت أخي معاوية
قال تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) صدق الله العظيم
القرآن الكريم ملئ بمثل هذه المعجزات ... كم هو رائع تفسيرك لهتين الآيتين .. كم هو دقيق التعبير القرآني
جعله الله في ميزان حسناتك
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[21 - 07 - 2004, 12:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي معاوية
ونرجو منك المزيد من هذه الدرر القرآنية من الكتاب القيم الذي بين يديك
جعل الله جهدك في الكتابة منه في ميزان حسناتك وأثاب كاتبه خيرا
ـ[معاوية]ــــــــ[14 - 08 - 2004, 05:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي حمزة وأختي أنوار , أتمنى لي ولكما الفائدة , وجزاكم الله خير.
وإليكم هذا المثال:
مثال ثالث, قول الله تبارك وتعالى: (وهمّت كل أمة برسولهم ليأخذوه) (سورة غافر,5) يجيء فعل "ليأخذوه" هنا مناسبا غاية التناسب, لأنه يعبر عن الأحوال جميعها: تلك التي طرأت على الأنبياء والرسل من قبل الأمم التي أرسلوا إليها.
لقد لقي هؤلاء الرسل صنوفا وألوانا من المجادلات والمحاكمات والمضايقات, تمخضت جميعها في الاعتداءات التي اتخذت أشكالا متباينة.
والقرآن الكريم يُجمل كل ما وقع في كلمة واحدة هي " ليأخذوه " التي جاءت لتشمل وتستوعب كل ما حدث.
ومن هنا لا يصلح في موضعها غيرها.
هب أن أحداً يقول إنه كان ممكنا أن يقال مثلا: ليقتلوه, أو: ليرجموه, أو: لينفوه, أو: ليطردوه, أو: ليهلكوه, أو: ليذلوه - نقول: إن شيئا من هذا لم يكن ليتناسب والمقصود أبدا, ذلك لأن كل كلمة من هذه البدائل تؤدي فقط معناها الخاص بها, دون أن يندرج تحتها غيره. ومعنى ذلك أن يظل التعبير - والحالة هذه - غير مكتمل عن الوفاء بما أُريد.
ولهذا السبب, يجيئ تمكن الفعل " ليأخذوه " في هذا السياق تمكنا أمينا, ومؤاتاة دقيقة وموجزة يمتد في دلالته القصوى ليشمل كل تلك الأحوال.
يقول الباقلاني:
" فانقد موضع هذه الكلمة, وتعلم بها ما تذهب إليه من نخب الكلام, وجميل الألفاظ, والاهتداء للمعاني - إن كنت تقدر أن شيئا من هذه الكلمات التي عددناها عليك أو غيرها تصلح موقعها؟ بالطبع لن تجد ".
ـ[الاكل شيء ماخلا الله باطل]ــــــــ[14 - 08 - 2004, 02:29 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
خذوا ايضا هذه
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف متحدثا عن اؤلئك الفتية الذين امنوا بربهم:
(إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض ... ) الايه
انظر سبحان الله العظيم الى اللفظ هنا
لم يقل سبحانه: (اذ قالوا فقاموا .. )
الفاظ القران ليست عبث
لأن الفعل ابلغ من القول دائما لانك لو قلنا على سبيل المثال فلان قال سأذهب الى السوق! وقلنا: فلان ذهب الى السوق!
بالطبع الثانية هي الابلغ لانه تم الفعل
فهذا متعارف عليه في العقيده لان الذي يريد الرزق مثلا لابد ان يبذل الاسباب لذلك ويعمل حتى يجد مايتمناه
كذلك الله سبحانه وتعالى عندما تحدث عن هؤلاء الفتية وكيف انهم افلتوا من تلك المعتقدات الباطلة وهربوا من ذلك الملك الظالم
لم يتحقق لهم ذلك دونما تعب ومعاناه
فهم اولا تركوا قومهم ومايعبدون من دون الله وقدموا التنازلات لذلك حتى وصلوا مرحلة من الخوف كما قال تعالى: (انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم) والرجم من اشنع انواع القتل
فهم تحملوا ذلك كله وبعد ذلك دعوا الله ان (قالوا) يريهم الحق
فلذلك فالذي يريد التوبه نقول له ان الدعاء وحده لايكفي بل العمل وبذل السبب قبل كل شيء كما فعل اصحاب الكهف
فالشاهد يا احبابي انظر الى الفاظ القران الكريم كيف هي دقتها حثت اولا على الفعل وبعدها القول
فهل من متأمل للقران الكريم؟؟
يا اخوة لانريد فقط ان نقرأ القرآن فهذا لايكفي بل نقرأه بتأمل
ولاتنسوا ان من انواع هجر القرآن هجر التدبر فيه
حفظكم الله
ـ[معاوية]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الا كل شئ ما خلا الله باطل
شكرا على إضافتك القيمة , وأعتذر لتأخري في الرد
وأستمر في قراءة ما كتبه د. أحمد طاهر حسنين.
مثال رابع, نسوقه دليلا على الدقة القرآنية , وتلاؤم كل لفظ ومعناه, ولكنه هذه المرة في الأداتيْْن الشرطيتين: إذا , إن.
قال الله تعالى: " فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطّيروا بموسى ومن معه ".
كما نرى, أتى في جانب الحسنة بالأداة " إذا " , لأن المراد بالحسنة هنا: الحسنة المطلقة التي يكون حصولها دوما أمرًا مقطوعا به.
وأتى في جانب السيئة بلفظة " إن " لأن السيئة نادرة بالنسبة إلى الحسنة المطلقة ولذلك نكرت.
قد أستطرد للحظة فأقول: إن النفس البشرية مفطورة دوما على الخير أساسا, ولذلك فهي خيّرة محسنة , وما يطرأ عليها من انحراف أو ضلال إنما يكون ناتجا عن نزعات الشيطان ووسوساته , وهذا انحراف بها عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
من أجل هذا , كان اختيار الأداة " إذا " للحسنة و " إن " للسيئة. وبيان ذلك أن كلتا الأداتيْن للشرط في الاستقبال , ولكن الأصل في " إذا " أن الشرط معها يكون مقطوعاً بوقوعه. نقول مثلاً: إذا زالت الشمس آتيك.
فالإتيان هنا أمر مترقب ومتوقع لأنه معلق على أمر لا شك سيقع , وهو زوال الشمس.
هذا على حين أن الشرط مع " إن " لا يكون مقطوعا بوقوعه. نقول: إن تكرمني أكرمْك, فأنت هنا لا تقطع بأنه يكرمك, وإنما إكرامه لك معلق على إرادته هو , قد يفعله وهو محتمل , وقد لا يفعله لأنه ليس مقطوعا بوقوعه.
ولذلك عبّرت الآية الكريمة بلفظ " إذا " في جانب الحسنة , نظرا لأنها أمر مترقب يعمله الإنسان بفطرته ,على حين جاءت في جانب السيئة بلفظ " إن " لأن السيئة انحراف عن القصد , وهو أمر غير مقطوع بوقوعه من جانب إنسان, فطره الله على الخير. (القزويني: الإيضاح في علوم البلاغة , ص 53)(/)
المشاكلة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 07 - 2004, 12:41 ص]ـ
المشاكلة
من فنون البديع المعنوية
المشاكلة: هي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لايصح اطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وانما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كقوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) (15) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة
وكقوله:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً
أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام
من يأتي بأمثلة أخرى؟؟؟
ـ[سامح]ــــــــ[01 - 08 - 2004, 03:25 ص]ـ
أهلاً بك أستاذة أنوار
وموضوع متميز .. وفن بديعي رائق
من المشاكلة قول الله تعالى ((وجزاء سيئة سيئة مثلها))
لأن تسمية الجزاء بالسيئة جاء لوقوعه في صحبة السيئة الأولى
وإلا فالسيئة قصاص لكن المسوغ (وقوعه في صحبة السيئة
الأولى.
ومنه قوله تعالى ((فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى
عليكم))
قوله (اعتدوا) أي جازوه على اعتدائه , ولكنه تعالى - عبر عن
المجازة بالاعتداء؛ لأنه سببها وقد سوغت هذه (السببية) أن
تقيم الاعتداء مقام مايترتب عليه وتنيبه عنه في الدلالة , ووراء
هذا المجاز إبراز لقوة السببية بين الاعتداء وجزائه وأنه (الجزاء)
ويجب أن يكون نتيجة ومحصلة لازمة للعتداء فهو لايتخلف عنه
وكأن هذه الفاء أيضاً مشعرة بسرعة المكافحة وضرورة الترتب
وليس هذا الذي أشي إليه متناقضاً مع الدعوة إلى العفو والحث عليه
لأن المقام في الآية الكريمة ليس مقام تسامح؛ لأنه يحدد الموقف
بين المسلمين وغير المسلمين وحينئذ لاعفو ولاتسامح حتى
تظهر الشوكة والغلبة.
ومنه قول عمرو بن كلثوم:
ألا لايجهلن أحد علينا / فنجهل فوق جهل الجاهلينا
عبر الشاعر بقوله (نجهل) عن جزاء الجهل عليهم؛ لأنه سببه
وفي هذا التعبير إشارة حاسمة من الشاعر إلى أن الجهل
عليهم إنما هو جهل على من جهل؛ لأن الجزاء لايتخلف عنه
بل إنه سيجد عندهم جهلاً فوق الجهل , والشاعر هنا يتخطى
حدود العدل ولكن الآية الكريمة وهي تحظ على مواجهة أعداء
الحق الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم تلتزم بمنطق العدل ,
فتقيد الاعتداء الثاني بالمثل ويعقبه الأمر بالتقوى بمفهومه
الفسيح الذي يشمل العدل والالتزام كما يشمل الصلابة في
المواجهة ودفع الظلامة. (1)
ومنه
هذه الطرفة:
دخل دمشق أعرابي كان جائعاً فرأى حانوتاً فيه حلوى , وجفنة
أرز متوج باللحم والشحم والأفاويه واللوز والفستق وغير ذلك
من المقبلات والمشهيات , فظنه داراً للضيافة شارعة , فدخله
مسلماً وعرف الطباخ الذكي قصده , وأراد مداعبته فقال له:
ألا أسقيك ماءاً مثلجا؟ فرد عليه الأعرابي: بل اسقني رزاً
متوجاً , وكنافة وكربجاً .. ثم قال بعد أن رجع إلى أهله يقص
عليهم خبره:
مررتُ بطباخ بِجِلق عارفٍ / بأسرار طهي الرز واللحم والشحم
فسألته: هل منك مايمسك الحشا / وقد كاد مني الجوع يفتك بالجسم
فقال: ألا أسقيك ماء مثلجا / فقلت: اسقني الرز المتوج باللحم
وإلا اسقنيه كُربُجا وكُنافة / ولاتسقني مليس يُبْنى به عظمي (2)
أتمنى أن أكون قدمتُ شيئاً
بورك فيك ..
-------------
(1) التصوير البياني .. د. محمد أبو موسى
(2) البلاغة العربية في ثوبها الجديد (البديع)
.. د. بكري شيخ الأمين
ـ[أبو غازي]ــــــــ[07 - 09 - 2004, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة أنوار الأمل جزاها الله خيراً.
أشكرك على طرح هذا (الموضوع) الجميل.
ولكن المثال الذي اخترتيه يا أختي الفاضلة لا يصلح للاستشهاد.
لأنه يمس العقيدة, وأظن أنك أخذت هذا المثال من أحد التفاسير التي لا تسير على منهج السلف الصالح (الصحابة والتابعين وتابعيهم) وأظنك لا تعلمين هذا, فأنت معذورة جزاك الله خيراً.
فلقد قلتِ حفظكِ الله تعالى:" فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة ".
وهذا الكلام غير صحيح فإن الله جل جلاله, له نفس. ولكن لا نُشَبِّهها بأنفس المخلوقين, ولا نكيّفها ولا نمثلها ولا نعطلها. بل نثبتها لله تعالى لأنه أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى:" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي 5/ 73:" ثم إن الله تعرف إلينا بعد إثبات الوحدانية والإقرار بالألوهية, أن ذكر تعالى في كتابه بعد التحقيق, بما بدأ من أسمائه وصفاته, وأكد عليه السلام بقوله فقبلوا منه كقبولهم لأوائل التوحيد من ظاهر لا إله إلا الله, إلى أن قال بإثبات نفسه بالتفصيل من المجمل.
فقال لموسى عليه السلام:" واصطنعتك لنفسي" طه:41.
وقال:" ويحذركم الله نفسه" آل عمران:28.
ولصحة ذلك واستقرار ما جاء به المسيح عليه السلام فقال:" تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" المائدة 116
وقال عز وجل:" كتب ربكم على نفسه الرحمة" الأنعام 54.
وأكد عليه السلام صحة إثبات ذلك في سنته فقال:" يقول الله عز وجل من ذكرني في نفسه, ذكرته في نفسي". رواه البخاري
وقال:" كتب كتاباً بيده على نفسه: أن رحمتي غلبت غضبي " رواه البخاري ومسلم.
وقال:" سبحان الله رضى نفسه" رواه مسلم.
وفي في محاجة لآدم لموسى:" أنت الذي اصطفاك الله واصطنعك لنفسه" رواه البخاري.
فقد صرّح بظاهر قوله أنه أثبت لنفسه نفساً.
وأثبت له رسوله ذلك.
فعلى من صدّق الله ورسوله اعتقاد ما أخبر به عن نفسه, ويكون ذلك مبنياً على ظاهر قوله:" ليس كمثله شيء"
انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ولو كانت هذه الصفة من باب المشاكلة لأخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفصح الناس وأبلغهم.
وللعلم: فإن الخوض بأسماء الله وصفاته والعبث بها يدخل في باب قوله تعالى:" ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون".
وقوله:" ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذّب بآياته".
وقوله:" فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم"
وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبراس]ــــــــ[08 - 09 - 2004, 03:28 م]ـ
لافض فوك يا أبا غازي
وجزاك الله خيرا000
ـ[حميدي2005]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 09:23 م]ـ
:::
المشاكلة
تعريفها: ذكر الشيء بلفظ غيرة لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً. (1) بغية الأيضاح لتلخيص ا لمفتاح ص19
وقيل أنها: هي الاتيان باسم من الاسماء المشتركة في موضعيين ومفهومها مختلف. (2) الصبغ البديعي في اللغة العربيةص285.
وهي لون من اتحاد اللفظ واختلاف المعنى , يرتكز على انحراف دلالة أحد الدالين المتشاكلين. (3) البديع في علم البديع ص239.
والمشاكلة نوع من أنواع التكرير اللفظي. ومن أنواعه التكرير المعنوي " المناسبة ".
التكرير اللفظي " المشاكلة " وهو إعادة اللفظ الواحد بعينه وبالعدد أو بالنوع مرتين فصاعداً.
انواعه: نوعان:
1/ الاتحاد 2/ المقاربة.
الاتحاد: ان يتحد اللفظان في كل وجه وعلى الاطلاق.
المقاربة: ان يتحد اللفظان في بعض الوجوه.
والاتحاد نوعان:
1 - البناء. 2 - التجنيس
إما أن يكون معنى اللفظ الثاني مع اتحاد اللفظين على الإطلاق. هو البناء.
إما أن يكون معنى اللفظ الثاني مبايناً للمعنى الأول. وهو التجنيس.
الأمثلة:
* المشاكلة تحقيقاً: كقولة: الالا يجهلن احد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصا
كأنه قال: خيطوا لي.
* المشاكلة تقديرا قول أبي تمام: من مبلغ الإناء يعرب كلها
أني بنيت الجار قبل المنزل
الشاهد (بنيت الجار) فهو لايبنى وأنما شاكل به قبل المنزب لان التقدير قبل بناء المنزل. (4) بغية الايضاح ,ص20.
وكقول الصاحب بن عباد: أترى القاضي أعمى
أم تراه يتعامى
سرق العيد كأن الـ عيد أموال اليتامى.
* من أمثلة البناء: قال تعالى " وهم عن الآخرة هم غافلون ".
فقوله "هم " الثاني بناءُ على الأول لما طال القول.
* التجنيس أنواعه اربعة:
1: تجنيس المماثلة: تكرار اللفظ باختلاف المعنى.
* مثاله: فانع المغيرة للمغيرة إذ بدت
شعواء مشعلة كنبح النابح.
يرثي المغيرة. فالأول: اسم رجل , الخيل المغيرة ,
2: تجنيس المضارعة: أعادة اللفظ بمعنين مختلفين بزيادة حروف أو نقصها أو قلبها أوتقاربها.
* مثاله: كقوله تعالى: " وهم ينهون عنه وينأون عنه "
* أنواع تجنيس المضارعة:
أ- الزيادة والنقص: مثاله: يمدون من أيد عواص عواصم
تصول بأسياف قواض قواضب
ب- تجنيس القلب: مثاله: بيض الصفائح لاسود الصحائف في
متونهن جلاء الشك والريب
ج- تجنيس السمع: مثاله: إن المكارم في المكاره
والمغانم في المغارم
د- تجنيس الخط: مثاله: فلما بلوناكم تلونا مديحكم
فيل طيب مانبلو وياحسن مانتلو
3: تجنيس التركيب: أعادة الكلمة في موضعين من القول هي في أحداهما بسيطة وفي الآخر ملفقة من كلمتين.
أنواعه: أ - التلفيق ب- التغيير.
أ*- التلفيق: ان تكون أحدى الكلمنين المركبة تساوي الأخرى.
أنواعها: 1* مايقع في البيت مثاله:
عارضاه بما جنت عارضاه
أو دعاني أمت بما أودعاني
2* مايقع في القوافي: مثاله:
لقد راعني بدر الدجى بصدوده
ووكل أجفاني برعي كواكبه
فيا جزعي مهلا عساه يعود لي
ويا كبدي صبراً علىماكواك به
ب*- التغيير مساوة الكلمة الواحدة البسيطة المركبة بتغيير ما بزيادة او نقص.
أنواعه 1* النقص مثاله: ومن يسري فوق الأرض يطلب غايةَ
من المجد نسري فوق جماجمه النسر
ومن يختلف في العالمين نجاره
فإنا من العلياء نجري على نجر
ب* الزيادة ومثاله: مالك لاتجري وأنت الذي
تحوي من الغايات إذ تجري؟
فقال لي: دعني ولا تؤذني حتى متى أجري بلا أجر؟
4: تجنيس الكناية: إعادة الكلمتين بمعنين مختلفتين في موضعين من القول هي في احدهما مصرح بها.
إني أحبك حباً لو تضمنه سلمى سميك خر الشاهق الراسي
النوع الثاني من المشاكلة: المقاربة: تنقسم الى قسمين هما:
أ- التصريف ب- المعادلة.
والتصريف ينقسم الى قسمين:
1 - الاشتقاق 2 - والاشتراك.
ب* المعادلة تنقسم الى قسمين:
1 - الترصيع 2 - والموازنة (5) انظر كتاب المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع ص498,ص515.
ـ[حميدي2005]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 11:54 م]ـ
:::
المشاكلة
تعريفها: ذكر الشيء بلفظ غيرة لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل ذكر الشيء بلفظ غيرة لوقوعه في صحبته , أو بلفظ مضاد للمصاحب له , أو بلفظ مناسب له. (1) بغية الأيضاح لتلخيص ا لمفتاح ص19.
وقيل أنها: هي الإتيان باسم من الأسماء المشتركة في موضعيين ومفهومها مختلف. (2) الصبغ البديعي في اللغة العربيةص285.
وقيل: هي لون من اتحاد اللفظ واختلاف المعنى , يرتكز على انحراف دلالة أحد الدالين المتشاكلين. (3) البديع في علم البديع ص239.
والمشاكلة نوع من أنواع التكرير اللفظي. ومن أنواعه التكرير المعنوي " المناسبة ".
التكرير اللفظي " المشاكلة " وهو إعادة اللفظ الواحد بعينه وبالعدد أو بالنوع مرتين فصاعداً.
المجاز المرسل: هو اللفظ المستعمل في غير ماوضعت له في اصطلاح التخاطب لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعه من إرادة المعنى الوضعي.
(1) مراجعات بلاغية في المجاز المرسل. د محمود توفيق. ص3.
وهو ماكانت العلاقة بين مااستعمل فيه وما وضع له ملابسة غير التشبيه. مثاله: كاليد إذا استعملت في النعمة لأن من شانها أن تصدر عن الحاخة ومنها تصل الى المقصود بها. ويشترط ان يكون في الكلام اشارة الى المولي لها. فلايقال (أتسعت اليد في البلد) كما يقال: (اتسعت النعمة في البلد). وإنما يقال: (جلت يده عندي). الايضاح ص292.
التورية والابهام: ان يطلق اللفظ وله معنيان قريب وبعيد ويراد به البعيد منهما.
ولافرق فيها ان يكونا حقيقين او مجازين أو مختلفين. ولابد في التورية من قرينة خفية تدل على المعنى المراد.
فإذا كانت القرينة ظاهرة لم يكن تورية. وبهذا تمتاز عن المجاز والكناية. كما تمتاز بأن كل واحد من معنييها يفهم من اللفظ من غير وساطة الاخر او احتياج إلى علاقة بينهما. وهذا سبب في ان التورية ليست من علم البيان كالمجاز والكناية. وإني أرى أن تدخل في إرادة المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة.
فيقال في معنى الاستيلاء مثلاً: " الرحمان استوى على العرش وستولى عليه. وهكذا - وبهذا يمكن إدخالها في علم البيان كالمجاز والكناية ومن عدها في البديع نظر الى المعنى القريب لسرعة ادراكه قبل البعيد يكون له كالحجاب , فيظهر من ورائه للطفه بصورة الوجه المبرقع الجميل.
بغبية الايضاح لتلخيص المفتاح. ج4.ص26.
وعدت المشاكلة من المحسنات البديعية لأنها تنقل المعنى إلى لباس له غير مألوف فيحدث عجباً أو طربا.
* أن المشاكلة مجاز مرسل علاقة المجاورة. والحق أنها ليست منه لأن علاقة المجاورة تكون بين مدلول اللفظين لابين اللفظين كما في المشاكلة. فهي تصبح بمجرد وقوع اللفظ في صحبة آخر ولو لم توجد علاقة بين مدلوليهما كما في قول (قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ... البيت.
وقد توجد علاقة بين مدلوليها كما في قوله تعالى:" وجزاء سيئة سيئة مثلها " فإن السيئة الأولى المعصية والثانية جزاؤها. وبينها علاقة السببية.
* المجاز استخدام المفردات في غير ماوضعت له أصلاً ولو جودة علاقة مع قرين ة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي لها , والمجاز هو كلام الذي يحتمل التأول.
* حاجة المشاكلة الى قرينة والفرق بينها وبين قرينة المجاز والكناية الفرق بين الكناية والمجاز من جهة إرادة المعنى مع إرادة لازمة. فإن المجاز ينافي ذلك فلا يصح في نحو قولك (في الحمام أسد) أن تريد معنى الأسد من غير تأول. لأن المجاز ملزوم قرينةمعاندة لأرادة الحقيقة , وملزوم معاندة الشيء معاندة لذلك الشيء. بغبية الايضاح لتلخيص المفتاح. ج3
ـ[حذام]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 03:44 ص]ـ
الأخت الفاضلة (أنوار الأمل)
جزيت خيرا على فتح باب القول في هذا الفن البديعي الجميل
ولكنك سيدتي قد وقعت في بعض اللبس
عند التمثيل له
فأوردت أمثلة من باب المجاز المرسل بعلاقة السببية بدلا من المشاكلة
وكان منها فقط (قالوا اقترح 00) وكذلك أمثلة الأخ الفاضل (سامح)
وفيما كتبه الأخ حميدي 2005 ما فيه كفاية وبه استفاضة أيضا
وزبدة القول أن تعريفها ذاك الذي ذكره مستندا لكتاب الإيضاح: وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً0
والمعروف أن تعريفات علم البديع ملبسة أحيانا لأن العلم متأخر في ضبط أصوله ومناهجه بالنسبة لباقي علوم البلاغة
والأصوب أن نعتمد في تعاريفه على كتاب الإيضاح لأنه الأشبه بما استقرت عليه مسميات هذه الفنون في العصر الحديث
وإن شئت زيادة فكتاب تحرير التحبير لابن أبي الإصبع
حتى لا ندخل في متاهات يطلق فيها المسمى الواحد على أكثر من فن بديعي كما استطرد أخي الفاضل (حميدي) مشكورا
ودمتم
حذام
ـ[أبو صالح الأزهري]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 08:55 م]ـ
عد علماء البلاغة ومنهم الخطيب القزويني مثال
إخواننا قصدوا الصبوح بسحرة ... فأتى رسولهم إلى خصوصا
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ... قلت اطبخوا لي جبة وقميصا
من أمثلة المشاكلة التحقيقية.
وقد قلتِ إنها من باب المجاز المرسل علاقته السببية فعلى أي شيء بنيت قولك، ومن من علماء البلاغة المتقدم منهم والمتأخر استشهد به في هذا الباب، على أن مع الإخوة والأخوات الذين ذكروه في باب المشاكلة من يساندهم من أهل العلم في قولهم
أرجو الجواب عسى أن يرشدنا الله للحق
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
وجزاك الله خيرا.(/)
الترادف .. والقرآن؟؟؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[21 - 07 - 2004, 01:10 ص]ـ
هل في القرآن الكريم ترادف؟
الترادف يعني اشتراك لفظين أو أكثر في حمل معنى واحد باعتبار واحد أي أن يكونا من نوع واحد اسمين أو صفتين ليسا متغايرين
ولكن الترادف ليس مما يتفق العلماء على الإقرار به في لغتنا العربية الجميلة، فبعض العلماء من المتقدمين والمحدثين أقر به واعتبر تلك الألفاظ مؤدية لمعنى واحد كالأصمعي والفيروزأبادي صاحب القاموس المحيط. ومنهم من لا يرى ذلك كأبي منصور الثعالبي صاحب كتاب (فقه اللغة وأسرار العربية) وكأبي هلال العسكري الذي ترجم إنكار الترادف عمليا بتصنيف كتاب (الفروق في اللغة) ليؤكد من خلاله أن هذ الألفاظ ليست مترادفة، فهذا الفريق يؤمن بهذه الفكرة ويرى أن الأالفاظ التي يظن أنها مترادفة ليست كذلك حقيقة، لكنها متقاربة، وهي تحمل فروقا دقيقة بينها لم تكن تخفى على أصحاب اللغة الذين كانت اللغة عندهم حسا وذوقا وفطرة
والفصل في ذلك كله ينبغي أن يكون للقرآن الكريم، فهو (كتاب العربية الأكبر)، وهو الذي جاء في ذروة البلاغة العليا، وهو الحاكم على اللغة المخصص للاستعمال، لم ينكره العرب أو يستنكروا شيئا منه، بل هو قد ارتقى بلغتهم وصار المهيمن عليها والحكم بينهم
ومن التأمل في مواطن ورود بعض الكلمات التي يقال بترادفها في القرآن الكريم نلحظ أن هناك فروقا بين تلك الكلمات ن وأنه لا يجوز أن تأخذ إحداها مكان الأخرى وإلا لضعف المعنى
سنتعرف الآن على بعض الأمثلة القرآنية لنرى تفريق القرآن في الاستعمال بين الألفاظ المتقاربة المعنى
** الرؤيا والحلم: يستعمل القرآن الكريم كلمة الرؤيا لما يكون حقا وصدقا.
يتجلى لنا ذلك بوضوح تام في رؤيا إبراهيم أنه يذبح ولده في سورة الصافات، وفي رؤيا يوسف التي تحققت بسجود والديه وإخوته له، وفي رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سورتي الإسراء والفتح كقوله تعالى: "لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً" ـ الفتح
وفي رؤيا الملك في سورة يوسف إذ قال" إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ. قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ"
ونلاحظ من الآية الأخيرة بوضوح تام أن الملأ ردوا عليه بأنها (أحلام)، وأنهم لا يعرفون تأويل الأحلام مما يقطع بأن الحلم يقصد به الهواجس المختلطة والصور المشوشة التي لا تصدق وقد ظنوا أن رؤيا الملك كذلك، أما هو نفسه فقد عبر عنها بالرؤيا لأنها كانت واضحة جلية له، ولأن الله تعالى يعلم صدق وقوعها فاختار لها هذا اللفظ
**الخشية والخوف: فالخشية هي ما كان عن يقين صادق بعظمة من نخشاه وإن كنا أقوياء في عالمنا
أما الخوف قد يكون عن تسلط بالقهر والإرهاب، وقد يكون ناجما عن ضعف الخائف وإن كان المخوف أمرا يسيرا
وعلى هذا فالخشية أعلى مرتبة من الخوف لأنها ثمرة اليقين وصدق الانفعال الناجم عن ذروة الإجلال، والخشية في القرآن تكون من الله، وقد تقترن بالأمور العظيمة كالغيب والساعة واليوم الآخر، و (خشية الله منزلة رفيعا يختص بإدراكها فئة معينة من الناس هم العلماء وأولو العقول والألباب من المؤمنين والمتبعين للذكر ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه)
** المطر والغيث: ويفرق القرآن الكريم في الاستعمال أيضا بين المطر والغيث، فنرى المطر في مواطن العذاب ولانتقام كقوله تعالى في سورتي الشعراء والنمل: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ"، وقوله عز وجل في الأعراف: " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ"
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الغيث فيغلب وروده في مواطن الرحمة والخير المقترن بالبشرى والخصب والنماء، قال سبحانه: " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" الشورى
** ويمتد الفرق بين الألفاظ إلى استعمال الجمع والمفرد منها، فلكل موضع يناسب المقام الذي يذكر فيه، فحين تُفرَد الرياح بالذكر فإنها تحمل العذاب كقوله تعالى في سورة القمر: "إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ. تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ"، وفي سورة الإسراء "أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً"
أما إن جاءت الرياح بالجمع فإنها تدل على الرحمة والبركة، أو مبشرة بنعمة تأتي من بعد كالغيث والإخصاب، قال عز وجل: "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِين"، وقال أيضا: "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَته"
** الريب والشك: دأب المفسرون على تعريف أحدهما بالآخر، والحقيقة أن بينهما تقاربا في المعنى يسوغ ذلك، ويسوغ له أن ألفاظ العربية ـ حسب المنكرين للترادف ـ لا يمكن أن يحل أحدها مكان الآخر، فالريب والشك بينهما فروق في المعنى، وأكثر ما يؤكد الفرق بينهما أن الريب جاء وصفا للشك في عدة مواقع من القرآن الكريم، كقوله: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ " هود. وقوله تعالى في سبأ: " وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ"
والشيء لا يوصف بنفسه ولكن يوصف بوصف يقاربه معنى، وهذا يؤكد قول المنكرين للترادف الباحثين عن الفروق. فالشك هو التداخل الداعي إلى الغموض وعدم استبانة الأمور، والتردد. أما الريب فهو شك مع تهمة مصحوبة بقلق النفس واضطرابها، والشك المريب هو التردد الموقع في القلق والاضطراب
من العرض المتقدم تبين لنا رأي القائلين أن لا ترادف في القرآن الكريم، ويتجلى أنهم ينتصرون للدقة القرآنية التي تشكل وجها مشرقا من وجوه الإعجاز القرآني حيث الكلمة درة نادرة بل فريدة لا يحل غيرها محلها أبدا على سعة قاموس العربية وثراء أعماقعا بلآلئ الألفاظ ودرر المفردات، هذا وقد يخرّج مقرو الترادف ما تقدم بمسوغات أخرى، والله العالم
[ line]
المراجع: (الإعجاز البياني للقرآن الكريم) لبنت الشاطئ، و (الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم) للدكتور وليد قصاب، و (الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم) للدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع
http://nabdh.8m.com/w-7.htm
>>> ملحوظة: موضوع سبق نشره هنا .. ثم حذف عند توقف الفصيح وحذف موضوعات شهر كامل منه<<<
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 08 - 2004, 07:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أستاذتنا الفاضلة
ما أجمل هذا الموضوع 0
هل يسمح بالأسئلة، أم للقراءة فقط؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 08 - 2004, 11:57 م]ـ
وجزاك الله من الخير بما هو أهله
تفضل يا أبا سارة
يمكنك السؤال طبعا
وبلا استئذان
وأسأل الله أن يعينني ويهيء لنا من يرد ردا شافيا
ـ[حمزة]ــــــــ[14 - 08 - 2004, 01:14 ص]ـ
الأستاذة الرائعة / أنوار الأمل
كم أنت رائعة بتفسيرك لهذه المترادفات وتحليلها تحليلاً سليماً يعكس مدى إطلاعك الواسع بآيات الذكر الحكيم ... أتمنى لك التقدم والإزدهار
لك التحية أنوار الأمل
طلب ورجاء خاص:
أتقدم بطلبي هذا وكلي أمل في تحقيقه يا أستاذة أنوار الأمل ألا وهو تثبيت موضوع "نوادر شعرية (حلقات) " في منتدى الأدب العربي ـ إن أمكن ذلك ـ لأنه سيكون وعاءً لمجموعة من النوادر الشعرية غير المتناهية، وآمل أن ينال إعجاب الجميع بإذن الله تعالى، ولك مني جزيل الشكر وأني متخوف من أن تحسبي أنني شخص أناني أو أحب نفسي أكثر من اللازم، لكن الموضوع بطبيعته شيق للغاية وسيسعد الكل إن شاء الله وأنت أهل لذلك.
لك التحية(/)
بَشَر
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[21 - 07 - 2004, 10:46 م]ـ
بَشر
وردت كلمة «بشر» في لغة التنزيل سبعاً وثلاثين مرةً في آيات مختلفات. وقد وقفتُ على هذه الآيات فوجدت «البشَر» فيها هو المخلوق الضعيف أَزاء الخالق القوي الكبير:
ـ «بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ"
ثمّ إن «البشر» متساوون في أنهم ضعاف أمام الخالق، وأنهم هم والأنبياء سواء من حيث أنهم جميعاً خلق الله، سوى أن الأنبياء والرسل قد أُوحيَ إليهم فكُلّفوا ببيَّنات ورسالات. قال تعالى:
ـ «مَا هَذَا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلْون مِنْهُ»
والنبي صاحب بيِّنة أو رسالة، وإنه ممن اصطفاه الله لأمر من الأمور ـ جلت عظمته ـ وقد أدرك الناس هذه الحقيقة.
ـ قال تعالى: «مَاأنْتَ إلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيةٍ إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ»
ـ وقال تعالى أيضاً:
«قُلْ إنّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ»
فالرسول والنبي من البشر خُصَّ بالوحي والرسالة والبيّنة. وقد فهم الخلق أن الأنبياء منهم: «فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا وَاسْتَغْنَى الله»
إن هذا «البشر» من هذه الأرض، خُلق منها، وعليها دَرَج، وإليها يعود:
ـ «وَمِن آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ»
ـ «وَإِذْ قال رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ»
أقول: وفي هذا القدْر من الآيات الكريمة كفاية أخلص منها لأُقرّر أن «البشر» في «القرآن» من الكلم القرآني، فلم أجده في الشعر الجاهلي مما بين أيدينا من نصوصه الوافرة.
ثمّ إني أُحسّ أن «البشر» يعني في أول إطلاقه «الهالك أو الفاني» الذي لم يُرزق البقاء والخلود بالنظر إلى الذات الإِلهية العلية الباقية الخالدة.
ويحسن بي أن أرجع إلى أصل هذه المادة فأجد «البَشَرة» بفتحتين وهي أعلى جلدة الرأس والوجه والجسد من الإِنسان وهي التي عليها الشَّعر، وهذا يعني أنها ظاهر الجلد.
إن هذه المادة التي تصرفت بها العربية فجاء الفعل «بَشَّر» أي انطلقت وانبسطت بشرته إعراباً عن الارتياح، ومنها: البشارة والتباشير وبَشَّرت الشجرة، وغيرها كثير.
ألا ترى أنّ هذه المادة تعني أن «البشرة» شيء فانٍ وأنه لابد من هَرَم فعَجْز فموت، ومن هنا سُمّي بها المخلوق الفاني أي الإِنسان فكان «بشراً» أي هالكاً وفانياً؟!
[ line]
من كتاب: من وحي القرآن، تأليف: الدكتور إبراهيم السامرائي
منقول
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[27 - 07 - 2004, 04:00 م]ـ
الاخت أنوارالأمل السلام عليكم
جزاكم الله خيراً وجعل كل ذلك في ميزان حسناتكم
-كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اثنان لا يشبعان طالب دنيا وطالب علم)
-ونطلب المزيد من هذه اللطائف القرآنية
- (ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله)
فلكم كل الشكر
ـ[سامح]ــــــــ[01 - 08 - 2004, 02:48 ص]ـ
سبحان الله
ماأعظم سرائر التعبير القرآني وأدقها
((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها))
وفقكِ الله أستاذة أنوار
على هذا النقل المفيد .. وبورك فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 08 - 2004, 03:18 ص]ـ
بورك فيكِ على هذا النقل، يا أستاذة.
هل خلا الشعر الجاهلي ونثره من مفردة (بشر)؟
أرجو أن يتوجه أحد الأساتذة إلى التنقيب، فلربما وقف على شيء من ذلك.(/)
بالفعلية والاسمية يجوز ولكن
ـ[عروبي]ــــــــ[22 - 07 - 2004, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يصح في العربية أن نعبر بالفعلية فنقول:
يَأخُذُ زَيْدٌ مَضْجَعَهُ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ صَلاةُ الْعِشَاءِ وَ هَذَا يَدْلُ عَلَى إلتِزَامِهْ
و يجوز أيضاً أن نعبر في هذه الحالة بالأسمية ونقول:
مَضْجَعُ زَيْد كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ صَلاةُ الْعِشَاءِ يَدُلُ عَلَى إلْتِزَامِهْ
فهل يجوز لنا في هذه الحالة إستعمال إسم الموصول ونقول:
مَضْجَعُ زَيْد الَّذِي يَاْخُذَهُ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ صَلاةُ الْعِشَاءِ يَدُلُ عَلَى إلْتِزَامِهْ
ولكم مني كل التقدير
أخوكم المُتْعِبْ(/)
ودَع كل صوت غير صوتي ..
ـ[مسلم عربي]ــــــــ[05 - 08 - 2004, 12:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي في مدح نفسه أمام سيف الدولة:
وَدَعْ كل صوتٍ غير صوتي فإنني أنا الصائحُ المحكيُّ والآخر الصدى
ما غرض أسلوب الأمر هنا؟
شكرا جزيلا
ـ[مسلم عربي]ــــــــ[05 - 08 - 2004, 09:31 م]ـ
؟؟؟(/)
فنُّ الَّتورية ......
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[08 - 08 - 2004, 06:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فنُّ الَّتورية:
التورية هي أن يطلق لفظ له معنيان. أحدهما قريب. والآخر بعيد فيراد البعيد منهما , ويورَّى عنه بالقريب.
وتنقسم التورية إلى أربعة أقسام – مجردة. ومرشحة. ومبينة. ومهيأة.
1 - فالمجردة: هي التي لم تقترن بما يلائم المعنيين كقول الخليل لما سأله الجبار عن زوجته: فقال:
" هذه أختي " – أراد أخوة الدين وكقوله (وهو الذي يتوفاكم باليل ويعلم ماجرحتم بالنهار).
2 - المرشحة: هي التي اقترنت بما يلائم المعنى القريب وسميت بذلك لتقويتها به لأن القريب غير مراد فكأنه ضعيف فإذا ذكر لازمه تقوّى به نحو (والسماء بنيناها بأييدٍ) فإنه يحتمل الجارحة وهو القريب.
3 - المبينة: هي ما ذكر فيها لازم المعنى البعيد – سميت بذلك لتبيين المورى عنه بذكر لازمه , إذ كان قبل ذلك خفياً فلما ذكر لازمه تبين , نحو:
يا من رآني بالهموم مطوقاً ... وظلت من فقدي غصوناً في شجون
أتلومني في عظم نوحي والبكا ... شأن المطوق أن ينوح على غصون
4 - المهيأة: هي التي لاتقع التورية فيها إلا بلفظ قبلها أو بعدها , فهي قسمان أيضا فالأول - وهو ما تتهيأ بلفظ قبل , نحو قوله:
وأظهرت فينا من سماتك سنة ... فأظهرت ذاك الفرض من ذلك الندب
فاافرض والندب معناهما القريب الحكمان الشرعيان , والبعيد: الفرض معناه العطاء والندب الرجل السريع في قضاء الحوائج , ولولا ذكر السنة لما تهيأت التورية ولا فهم الحكمان.
والثاني – وهو ماتتهيأ بلفظ بعد: كقول الإمام علي رضي الله عنه في الأشعث بن قيس أنه كان يحرك الشمال باليمين , فالشمال معناها القريب ضد اليمين , والبعيد جمع شملة , ولولا ذكر اليمين بعده لما فهم السامع معنى اليد الذي به التورية: ومن المجردة قوله:
حملناهموا طراّ على الدهم بعدما ... خلعنا عليهم بالطعان ملابسا
فإن الدهم له معنيان – قريب وهو الخيل الدهم , وليس مراداً. وبعيد وهو القيود الحديد السودوهو المراد.
والله اعلم .......
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[24 - 08 - 2004, 12:21 ص]ـ
شكرا لك .. جهد طيب .. ومعلومات مهمة
فن الورية من فنون علم البديع وهو العلم الثالث في مثلث علوم البلاغة
وأحب ان أضيف أمثلة أخرى وأطلب من القراء المشاركة في عرض أمثلة جديدة
يذكَر أن في خزانة الأدب بحر زاخر من لآلئ التورية
* رفقا بخل ناصح
أبليته صدا وهجرا
وافاك سائل دمعه
فرددته في الحال نهرا *
التورية في (نهرا)
إذ ينصرف الذهن إلى المعنى القريب لهذا اللفظ وهو نهر الماء الجاري
ويقوي هذا المعنى كلمة سائل
فهي تورية مرشحة
ولكن المعنى المراد هو المعنى البعيد للفظ وهو: مصدر لفعل (نهَر) أي رد وزجر وطرد
ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 08 - 2004, 09:38 م]ـ
ومن ذلك قول عمرُ بن عبد الله بن أبي ربيعة:
أيها المنكحُ الثريا سهيلاً ... عمركَ الله، كيف يلتقيانِ!
هي شاميةٌ إذا ما استقلت ... وسهيلٌ إذا استقل يماني
فذكر الثريا وسهيلاً ليوهم السامع أنه يريد النجمين، ويقول: كيف يجتمعان والثريا من منازل القمر الشامية، وسهيل من النجوم اليمانية?
وهذا هو المعنى القريب، ولكن الأمر ليس كذلك، فالمقصود هي الثريا بنت علي بن عبد الله بن الحارث عندما تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوفٍ الزهري ونقلها إلى مصر، وهي من أهل الحجاز 0
والله تعالى أعلم وأحكم0
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[09 - 09 - 2004, 06:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركِ ياأنوار الإيمان وأبا سارة على هذه المعلومات ... وسوف أزيد في الموضوع
@ في عصر الخلية العباسي هارون الرشيد لم يزل مذهب الاعتزال ينمو , فظهر بشر
المرسي , وأحضر الإمام الشافعي مكبلاً في الحديد , فسأله بشر:
بشر: ما تقول يا قرشي في القرآن؟
الشافعي: إياي تعني؟
بشر: نعم.
الشافعي: مخلوق.
(فخلى الرشيد عنه , وأحسَّ الشافعي رضي الله عنه بالشَّر وأن الفتنة تشتدُ في إظهار القول
بخلق القرآن , فهرب من بغداد إلى مصر).
** جواب الإمام الشافعي رضي الله عنه كان تورية. والتورية أن تذكر كلمة لها معنيان
أحدهما قريب , ظاهر الكلام يدل عليه , والآخر بعيد وهو الذي يقصده القائل , نحو:
أنت الحُسين ولكن. . . جفاك فينا يزيدُ
والشافعي رضي الله عنه عندما سُئل هذا السؤال وقال: إياي. عنى أنه هو المخلوق.
والله أعلم ........(/)
فن تراسل الحواس.
ـ[كان هنا]ــــــــ[09 - 08 - 2004, 04:52 م]ـ
تراسل الحواس فن بلاغي على حد علمي القاصر هو أن تلقي وصفا على حاسة معينة بوصف ليس من طبيعتها
مثلا: التهمت عيناي الكتاب .... الالتهام هنا خاص بالفم لا بالنظر بالعين
مارأيكم؟ .. هل من صواب فيما عرضت؟.
وهل هو فن عربي أم من مميزات المذهب الرمزي؟؟ وهل يدخل في باب الاستعارة والكناية؟؟
أرجو المساهمة في إثراء الموضوع لحلاوته ..
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[09 - 08 - 2004, 09:47 م]ـ
الأخ كان هنا المحترم
يمكن ان نستعمل بعض الحواس للتعبير عن بعض الافعال كما تستعمل حاسة الذوق وهي من اختصاص اللسان للتعبير عن الالم في مواطن كثيرة في القرآن الكريم
(ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بماكنتم تكسبون) يونس 52
وهذا الفن رائع في اللغة العربية
يعطي معنا جميلا فالذوق هو أقل الاكل فما بالك بالاكل؟؟؟
ومثل ذلك كثير في آي القرآن
لك شكري
ـ[سامح]ــــــــ[11 - 08 - 2004, 10:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تراسل الحواس وسيلة من وسائل تشكيل
الصورة الشعرية التي عنى بها الرمزيون
- كما قرر ذلك د. علي عشري زايد -
وشاعت هذه الوسيلة من وسائل التصوير الشعري
في القصيدة العربية الحديثة , وأسرف فيها بعض الشعراء
وبخاصة في بداية فترة التأثير الرمزي في الشعر العربي
المعاصر .. ومن هذا قول الشاعر محمد عبد المعطي الهمشري:
هيهات لن أنسى بظلك مجلسي .. وأنا أراعي الأفق نصف مغمضِ
خنقت جفوني ذكريات حلوة .. من عطرك القمري والنغم والوضي
فانساب منك على كليل مشاعري .. ينبوع لحن في الخيال مفضفض
وهفت عليك الروح من وادي الأسى .. لتعب من خمر الأريج الأبيض
وعن طريق هذا التراسل تتجرد هذه المحسوسات عن حسيتها وماديتها
وتتحول إلى مشاعر وأحاسيس خاصة ذلك أن اللغة في أصلها رموز
اصطلح عليها لتثير في النفس معاني وعواطف خاصة والألوان
والأصوات والعطور تنبعث من مجال وجداني واحد فنقل
صفات بعضها إلى بعض يساعد على نقل الأثر النفسي
كما هو أو قريباً مما هو وبذا تكمل أداة التعبير بنفوذها إلى
نقل الأحاسيس الدقيقة وفي هذا النقل يتجرد العالم الخارجي
عن بعض خواصه المعهودة ليصير فكرة أو شعوراً وذلك
لأن العالم الحسي صورة ناقصة لعالم النفس الأغنى والأكمل
------------
عن بناء القصيدة العربية .. د. علي عشري زايد
تحياتي لكما ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[كان هنا]ــــــــ[14 - 08 - 2004, 10:03 م]ـ
د. عبد الحميد ..
شكرا لتعقيبك المفيد على الموضوع ولسردك هذا المثال وتوضيحه
حقا إن اللغة العربية كنز ثمين باهر .. ومعين ثر لا ينضب ...
تحياتي لك أخي الكريم ...
الأخ الكريم ... سامح ..
تعقيب جميل ... وتعليل رائع ..
أشكرك لتفاعلك مع الموضوع ..
حقيقة لقد أوضحت لي من الأمور ما كان غائبا ..
وشكرا لإتحافنا بهذا المقطع المنتقى ...
تحياتي للجميع
ـ[حمزة]ــــــــ[15 - 08 - 2004, 01:23 م]ـ
أخي العزيز كان هنا
لك التحية
نظر أو رأى من إختصاص نعمة البصر ولكن الكلمتين وردتا في القرآن الكريم بمعنى ألم تعلم مثل:
قال تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)
وقوله تعالى (انظر كيف نفصل الآيات)
وهكذا، فإن القرآن الكريم ملئ بمثل هذه البلاغة،، نعلم منها والكثير لا نعلمه
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[15 - 08 - 2004, 05:50 م]ـ
الاخ العزيز حمزة حفظك الله ورعاك
وشكرا على تعقيبك ...
ألم تر في القرآن غالبا ماتأتي بمعنى ألم تعلم
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يشهد حادثة غزو مكة من قبل ابرهة الحبشي
ولكن أعلمه الله بها
وقال (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)
وقول الله عند العبد المؤمن اوثق من رؤيته بعينه إذ كثيرا ما ينخدع البصراو يزيغ
ولكن قول الحق سبحانه أصدق مما تراه العيون أو تشعر به الحواس
وكانت العرب تقول (ليس مع العين أ ين) وذلك لصدق ماتراه وشك ماسمعت به
وجزاكم الله خيرا
خذ شيئا رأيته ودع ما سمعته فإن في طلوع الشمس ما يغنيك عن زحل
ـ[كان هنا]ــــــــ[17 - 08 - 2004, 11:16 م]ـ
الأخ الكريم .. حمزة ..
شكرا على تعقيبك وعلى ما أضفت من فوائد وفرائد ...
لاشك بأن رأى تكون علمية من باب الرأي وتكون من العين والمشاهدة (الرؤية) ولكل عملها في باب النحو ...
ولكن قولك (انظر في أمري) تندرج في أيهما؟
ولفظة (أنظرنا) الواردة في القرآن هل لها علاقة في لب الموضوع ...
شاكرا تفاعلك أخي الفاضل ...
الأخ الكريم د. عبد الحميد ..
أدهشني جدا تعليلك الدقيق .. (فشكرا لك) ..
لكن أخي الغالي لم أعرف جيدا ما قصدته العرب في قولها (ليس مع العين أ ين)
شاكرا ومقدرا للجميع ...
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[18 - 08 - 2004, 05:08 م]ـ
الاخ الكريم كان هنا المحترم
شكرا جزيلا على ردكم
وتوضيحي ليس مع العين أين كما تقول العرب من باب تفضيل البصرعلى السمع في بعض
المواضع وتفضيل السمع على البصر في بعض المواضع فالشاهد هنا:
(ألم ترَ) فعندما تكون حاضرا في موقع المعاينة لامر ما فلا يطلب منك المزيد من التفصيل كما لوأنك كنت سمعت بهذا الامر (فعندما تقول سمعت أن: فورا يتبادر الى الذهن: من قال لك؟ وأين؟ ومتى؟ وكيف؟ وهل سمع احدغيرك هذا الخبر مثلا وكثير من الاسئلة)
- وأما في حالتنا هذه (ألم ترَ) فتقول رأيت كذا توصفه كما رأيت ..... ولايطلب منك المزيد
-------------------
ومن الكلام الجميل عن المشاهدة والشهادة
(اليست الشهادة ا بتكار عقل إنما هي حضور مشهدٍ وأمانة نقل)
اكرر شكري لجميع المشاركين في الموقع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاكهة المجلس]ــــــــ[20 - 08 - 2004, 08:49 م]ـ
قول الله عز وجل
(طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ)
(الصافات:65)
مع إننا لم نر رؤوس الشياطين فكيف ضرب المثل بطلعها؟
هل هذا من المبالغة في اللغة العربية؟؟
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[20 - 08 - 2004, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع ممتع حقا
بارك الله فيكم
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[21 - 08 - 2004, 05:18 م]ـ
الأخ العزيز. فاكهة المجلس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في قوله تعالى (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)
نقف عند رؤوس الشياطين: فنحن كبشر لم نرَ الشياطين ولا بنيان اجسادها أو ايديها او ماشابه ذلك.
فأحدنا عندما يصف أحد بالبشاعة يقولُ كأنه شيطان والمقابل لذلك الجميل تقول عنه أنه كأنه ملك علما بأنك الم تراهما؟
فالقرآن في اسلوبه الفريد يخاطب العقل والخيال معا.
فيترك لك أن تتخيل بشاعة هذا الطلع وهو (الثمار) ولوأننا جمعنا جمع رسامين الكاراكتير في الدنيا ونطلب منهم ان يرسم كل واحد صورة للشيطان كما يتخيله فتكون النتيجة: ابشع صورة هي الفائزة ....
لأن خيال كل فنان سوف يرسم اشكال مرعبة ومروعة فيكون الابداع في هذه الحالة في البشاعة وليست في الجمال ..
ولك ان تتصور شجرة في الجحيم وتتدلى منها ثمار وعناقيد كأنها رؤوس الشياطين ...
والله أعلم
(وما كان صوابا فهو من الله ماكان خطأ فهو من نفسي)
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينصر الاسلام و يعزالمسلمين
و
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[26 - 08 - 2004, 02:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام أحببت أن أشارك معكم في هذا الموضوع الجميل، بعيدا عن التصور الفني والإبداعي، عائدا إلى كتب التفسير، راجيا أن تكون في هذه المشاركة فائدة لي و لكم
في تأويل قول الله تعالى (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)
جامع البيان الطبري
طلعها كأنه رؤوس الشياطين يقول تعالى ذكره: كأن طلع هذه الشجرة، يعني شجرة الزقوم في قُبحه وسماجته رؤوس الشياطين في قُبحها.
وأما في تمثيله طلعها برؤوس الشياطين، فأقول لكلّ منها وجه مفهوم: أحدها أن يكون مثل ذلك برؤوس الشياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أن استعمال الناس قد جرى بينهم في مبالغتهم إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشيء، قال: كأنه شيطان، فذلك أحد الأقوال.
والثاني أن يكون مُثِّل برأس حية معروفة عند العرب تسمى شيطانا، وهي حية لها عُرْف فيما ذُكر قبيح الوجه والمنظر،
والثالث: أن يكون مثل نبت معروف برؤوس الشياطين ذُكِر أنه قبيح الرأس
تفسير ابن كثير
طلعها كأنه رؤوس الشياطين تبشيع لها وتكريه لذكرها. وإنما شبهها برؤوس الشياطين وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر، وقيل المراد بذلك ضرب من الحيات رؤوسها بشعة المنظر، وقيل جنس من النبات طلعه في غاية الفحاشة وفي هذين الاحتمالين نظر، وقد ذكرهما ابن جرير والأول أقوى وأولى، والله أعلم.
الجامع لأحكام القرآن القرطبي
كأنه رؤوس الشياطين قيل: يعني الشياطين بأعيانهم شبهها برؤوسهم لقبحهم، ورؤوس الشياطين متصوَّر في النفوس وإن كان غير مرئيّ. ومن ذلك قولهم لكل قبيح هو كصورة الشيطان، ولكل صورة حسنة هي كصورة مَلَك. ومنه قوله تعالى مخبراً عن صواحب يوسف: {مَا هَـ?ذَا بَشَراً إِنْ هَـ?ذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} وهذا تشبيه تخييلي
الجلالين
كأنه رؤوس الشياطين أي الحيات القبيحة المنظر.
تلميذكم المحب
أبو أيمن
ـ[فاكهة المجلس]ــــــــ[26 - 08 - 2004, 06:42 م]ـ
دعبدالحميد
و
ابوايمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
ما اجمل ما قلتم .. كلام عذب
بارك الله فيكم
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[27 - 08 - 2004, 05:18 م]ـ
السلام عليكم أخي فاكهة المجلس
وبارك الله فيكم وجميع من يشارك في هذا المنتدى
كانوا يقولون استمعوا لقول للرجال؟
فإنهم يكتبون اسم مايقرأون
ويحفظون أحسن ما يكتبون
يقولون احسن مايحفظون
فلا يبخل علينا الاخوة مما يكتبون ويحفظون فنحن منتظرون ......(/)
ما الفرق بين (أنزل) و (نزل)؟
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[12 - 08 - 2004, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذا موضوع أطرحه للنقاش يدلي فيه الإخوة بما فتح الله عليهم، وهو: ما الفرق بين (أنزل) و (نزّل) في كتاب الله تعالى؟
وأرجو أن تكون الإجابة متضمنة الجانب اللغوي والجانب الاستقرائي وأقوال العلماء قدر المستطاع، والله الموفق والهادي.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 08 - 2004, 11:47 م]ـ
أرجو أن تتفضل أيها الأخ الفاضل بالاطلاع على هذا التلخيص عن الفرق بين استعمال صيغتي (فعّل) وأفعل)
وننتظرك بعدها هنا لإتمام المناقشة
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=3545
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=3377(/)
بصيرة في (السمع)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[13 - 08 - 2004, 12:14 ص]ـ
بصيرة في السمع
وهو قوة في الأذن بها تدرك الأصوات. وفعله يقال له السمع أيضا. وقد سمع سمعا.
ويعبر تارة بالسمع عن الأذن نحو: "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم" 7 البقرة.
وتارة عن فعله كالسماع نحو: "إنهم عن السمع لمعزولون" 212 الشعراء.
وتارة عن الفهم، وتارة عن الطاعة، تقول: اسمع ما أقول لك. ولم تسمع ما قلتُ، أي لم تفهم.
وقوله "سمعنا وعصينا" 93 البقرة، أي فهمنا ولم نأتمر لك. وقوله "سمعنا وأطعنا" 285 البقرة، أي فهمنا وارتسمنا
وقوله: "ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون" 21 الأنفال، يجوز أن يكون معناه: فهمنا وهم لا يعملون بموجبه، وإذا لم يعمل بموجبه فهو في حكم من لم يسمع، قال تعالى: "ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم" 26 الأنفال، أي أفهمهم بأن جعل لهم قوة يفهمون بها.
وقوله: "واسمع غير مسمع" 46 النساء، فغير مسمع يقال على وجهين:
أحدهما: دعاء على الإنسان بالصمم
والثاني: أن يقال أسمعت فلانا إذا سببته. وذاك متعارف في السب.
وروي أن أهل الكتاب كانوا يقولون ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم يوهمون أنهم يعظمونه ويدعون له، وهم يدعون عليه بذلك
وكل موضع أثبت فيه السمع للمؤمنين أو نُفي عن الكافرين أو حُثّ على تحريه فالقصد به إلى تصور المعنى والتفكر فيه.
...
...
وقوله في صفة الكفار: "أسمِع بهم وأبصِر يوم يأتوننا" 38 مريم، معناه: أنهم يسمعون ويبصرون في ذلك اليوم ما خفي عنهم وضلوا عنه اليوم؛ لظلمهم أنفسهم وتركهم النظر
وقوله: "سماعون للكذب" 41 المائدة، أي يسمعون منك لأجل أن يكذبوا، "سماعون لقوم آخرين" أي يسمعون لمكانهم.
والاستماع: الإصغاء.
...
...
وقد ورد السمع في التنزيل على وجوه
الأول: بمعنى الإفهام " إنك لا تسمع الموتى" 80 النمل، أي لا تفهمهم.
الثاني: بمعنى إجابة الدعاء "إنك سميعالدعاء" 38 آل عمران
الثالث: بمعنى فهم القلب "أو ألقى السمع وهو شهيد" 37 ق، "إنهم عن السمع لمعزولون" 212 الشعراء، أي سمْع الفؤاد، "سمعنا وأطعنا" أي سمعنا بقلوبنا وأطعنا بجوارحنا.
الرابع: بمعنى سماع جارحة الأذن "سمعوا لها تغيظا وزفيرا" 12 الفرقان، "نقعد منها مقاعد للسمع" 9 الجن، "سمعنا وعصينا" 46 النساء أي سمعنا بالآذان وعصينا بالجنان.
الخامس: بمعنى سمْع الحق تعالى ... "وكان الله سميعا بصيرا" 134 النساء
[ line]
باختصار من ص 257 إلى ص 260
من الجزء الثالث من كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأبادي صاحب المعجم الشهر (القاموس المحيط)
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[16 - 08 - 2004, 05:56 م]ـ
الاخت انوار الامل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. وجزاكم الله خيرا
نعلم تشريحيا ان مركز السمع موجود في الفص الصدغي من الدماغ (وهو يوفق المنطقة فوق الصيوان في الجهتين من الرأس)
فالاصوات تنتقل عبر غشاء الطبل الى عظيمات السمع ثم الىالان الباطنة حيث تتحول الموجات الحركية الى اشارات عصبية (سيالات عصبية) ثم تمر الى النويات السمعية عبر الياف عصبية
ثم الى مركز السمع الموجود في الفص الصدغي ويقوم الدماغ بتفسيرهده الاشارات
ثم تيحيلها الى منطقة حول هده المنطقة وتسمى منطقة الادراك السمعي ...
وكدلك منطقة البصر
فإصابة هده المنطقة في الحوادث الدماغية يصبح الانسان يسمع ولايعي مايقال له
ولايدرك مايقال له
وكانه طفل في اشهره الاولى
(ومن القصص المشهورة ان استاد يجيد سبع لغات إجادة ممتازة فاصيب بحادث وعائي دماغي وبع تماثله للشفاء تبين للقا ئمين على معالجته أنه كالطفل الصغير لا يعي ما يقال له وبدأتعلم اللغة من جديد ... وهو من أصل تشيكي)
لدلك نجد شخص يستمع اليك احيانا وتسأله ماقلت آنفا لايستطيع ان يجيبك؟؟؟
كما هنا منطقة بين مركز السمع والبصر (منطقة فيرنيكة) خاصة بوعي الكلام ومايسمعه الشخص تسمى منطقة الادراك لدلك نجد في القرآن يكرر صم بكم عمي
حسب لترتيب التشريحي لمنطقة إدراك السمع والكلام والبصر هدا ادا كان يتكلم عن
حاسة السمع أوالبصر أما ادا تكلم عنهما كجارحتين يقدم العين على الادن
(العين بالعين والادن بالادن)
(الهم أعين يبصرون بها أم لهم آدان يسمعون بها .... )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
سبحان الله العظيم فعلا اعجاز
ـ[الاكل شيء ماخلا الله باطل]ــــــــ[13 - 08 - 2004, 05:12 م]ـ
CC6600 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم اما بعد
0000 FF اخوتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
CC3366 يقول عزوجل في سورة الروم:
000000 (غلبت الروم في ادنى الارض)
339999فتعالوا معي لنرى مامعنى في ادنى الارض,,
المعنى الاول: اي في اكبر منخفض عن سطح البحر
الادله:
660000
عندما جاء علماء الجيولوجيا لقياس النقطه الاكثر انخفاظا من سطح البحر وجدت هذه النقطه
في منطقة في الاردن .. تسمى الاغوار .. هذه النقطه هي النقطه التى تقابل عندها جيش الروم بالجيش الاسلامي وهزم شر هزيمة عندها
CC3366
كيف عرف محمد:= ذلك النبي الامي الذي لايجيد الكتابة ايضا فضلا انه لم يكن عالم جغرافيا ولم يكن في وقته احدا من متخصصي هذا العلم انها فعلا ادنى الارض؟؟ (لكم التعليق)
33 CC33
المعنى الثاني: اي اقرب مكان مواجه لجهة المسلمين
فسبحان الله انظروا الى الاغوار تجدوها فعلا قريبة جدا من ديار المسلمين بل واقرب معاركهم مع الروم كانت هناك
سبحانه ماأعظمه
(لكم التعليق)!!
ـ[ابن عيبان]ــــــــ[13 - 08 - 2004, 11:14 م]ـ
السلام عليكم:
حياك الله اخي الا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل:)
قال تعالى: ((الم غُلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين
لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز
الرحيم))
اخي بارك الله فيك انت تقول (هذه النقطه هي النقطه التى تقابل عندها جيش الروم بالجيش
الاسلامي وهزم شر هزيمة عندها)
هذه الايات كما اعلم - والله اعلم- نزلت حين تقابل جيشا الروم والفرس فغلبت الفرس
الروم وحزن المسلمون وفرح المشركون لهزيمة الروم وذلك لان الروم اهل كتاب -
نصارى- والفرس مجوس -عبدة نار- فاخبر الله تعالى ان الروم سيغلبون الفرس في بضع
سنين وبضع هي كناية عدد من 3 الى 9 وبالفعل غلبت الروم الفرس ففرح المؤمنون وحزن
المشركون ..
اعتذر اخي الكريم عن الاحتصار في سرد القصة كوني لا اعلم عنها الشيء الكثير .. لعل
الاخوة يوضحونها اكثر مني ..
والسلام
ـ[ابوعبدالله]ــــــــ[13 - 08 - 2004, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي هذه المعومات القيمه
ـ[الاكل شيء ماخلا الله باطل]ــــــــ[14 - 08 - 2004, 12:12 ص]ـ
بارك الله فيك اخي
لكني نقلت هذه القصه من كتاب معجزات لغويه
يبدو والله اعلم خطأمطبعي
الاخوة من لديه معلومات فليسعفنا
جزاكم الله خيرا
ـ[اللبيب1]ــــــــ[22 - 08 - 2004, 09:22 م]ـ
لعل الآية في أولها تتحدث عن معركة الفرس مع الروم ومن ثم نصر الله للمؤمنين
((ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم))(/)
معجزة انشقاق القمر بالصورة من موقع ناسا اليهودي
ـ[الاكل شيء ماخلا الله باطل]ــــــــ[14 - 08 - 2004, 04:08 ص]ـ
:::
السلام عليكم احبتي
ربما يكون موضوعي هذا اعجازا ليس لغويا لكن والله انه دين الله
من الذي لايسلم عندما يرى هذه الحقائق القرانيه
وماينطق عن الهوى
هذه صوره للقمر اخذت من موقع ناسا اليهودي الصهيوني
فقط اضغط على الرابط
http://antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/ap021029.html
ملاحظه/الصوره حقيقية وليست مزيفه سرقت من المحطه
انشر ولك الاجر
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[16 - 08 - 2004, 05:22 م]ـ
جزاك الله خيرا يأخي
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
يدفعون مليارات الدولارات حتى يثبتوا صدق قرآننا وصدق حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ...
(حتى بظهره على الدين كله ولو كره الكافرون)
لك تحياتي وشكري وللمشرفين على ها الموقع
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 08 - 2004, 09:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل
انشقاق القمر في الآية مقرون باقتراب يوم القيامة، وانشقاق القمر في عهد الرسول عليه السلام كان معجزة، والمعجزة هي أمر خارق للعادة0
من جهة أخرى انشقاق القمر يعني انقسامه إلى شطرين وليس كما هو ظاهر في الصورة، وفي الحديث: تصدقوا ولو بشق تمرة، أي نصفها، فالشق هو تقسيم الكل إلى نصفين 0
والقمر كوكب تابع للأرض، وهو يدور حولها باستمرار وهي بذات الوقت تدور حول الشمس، ونحن على الأرض نرى وجه واحد للقمر فقط ولا نرى الوجه الآخر لأنه في الجهة الأخرى 0
وفي مسار القمر شذوذ عن سائر الكواكب السيارة، وهذا الشذوذ يتمثل في ميلان مستوى مدار القمر على مستوى مدار الأرض حوالي 5 درجات، ورغم تقدم العلم وغزو الفضاء الخارجي، فلم يجد العلماء تفسيرا لهذا الشذوذ رغم أنه شذوذ منتظم، وتكمن الحيرة بأنه أفسد عليهم قواعدهم الأخرى مقارنة مع سائر الكواكب الأخرى، ولو لم يكن هذاالشذوذ لكان الخسوف مستمر، فسبحان الخالق المبدع0
أخي الكريم، الكون كله إعجاز يدل على عظمة الخالق، ولك أن تتخيل ما سأقوله لك:
تخيل أنك تضع قلم فوق سطح الأرض، فما هي نسبة حجم هذاالقلم بالنسبة لكتلة الأرض ببحارها ويابستها!
ثم تعال وتخيل أرضنا بالنسبة لمجرتنا إذا علمت أن المسمى عند العرب (يد الجوزاء) هو شمس أكبر من شمسنا بـ512 مايون مرة!،وهو عاشر أكبر نجم في السماء، فالشعرى اليمانية أكبر منه بثلاثة مرات!
ثم أترك هذا وتخيل أن مجرتنا هذه على كبر حجمها ماهي إلا كقلمنا المذكور بالمثال بالنسبة للمجرات الأخرى!
سبحان الله الخالق المبدع
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
ولك مني أجمل التحايا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 09 - 2004, 12:23 ص]ـ
لك جزيل الشكر أخانا الفاضل على ما قدمته من موقع وصور
ويظهر فيها أثر الشق بعد التحامه
كأن الله شاء أن يبقى أثره طوال هذيالسنين ليكون دليلا ماديا مرئيا في عصر لا يؤمن أهله إلا بما يرونه بأنفسهم
وإليكم هذا الخبر
عثر في الصين على بناء قديم مكتوب فيه أنه بني عام كذا الذي وقع فيه حادث سمتوي عظيم وهو انشقاق القمر نصفين
فحرر الحساب فوافق سنة انشقاقه لسيدنا محمد:=
وقد نشرت جريدة (الرأي العام) الكويتية 12 ـ 11 ـ 71 م قولها: وقد أكد ذلك قائد رحلة أبولو 15 التي تمت في الفترة من 26 ـ 7 ـ 71 وحتى 7 ـ 8 ـ 71م حيث ذكرت صحيفة الغارديان الانجليزية في تحقيق حول الرحلة في عددها الصادر يوم 29 ـ 7 ـ 71: أنه يمكن أن يؤدي الشرخ الموجود على سطح القمر والذي سون يتحى عنه رجال أبولو 15 إلى العودة من القمر بدليل يثبت المعجزة التي بها النبي قبل 1393 سنة، وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم في مكة، وهذا الشرخ يبلغ عرضه ميلا، ويسميه العلماء (أفريز هادلي)
أخي أبا سارة كأني ألمح من كلامك أنك ممن لا يقولون بوقوع الانشقاق؟
وأنت تقول: كان معجزة، والمعجزة أمر خارق للعادة
وهذا يعني أنك تؤمن به، ولكن لا أعرف لم أحسست بما دفعني للسؤال؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[16 - 09 - 2004, 10:08 ص]ـ
السلام عليكم
أستاذتي الفاضلة أنوار رعاها الله
اللمحة غير موفقة، والإحساس مدفوع 0
ما أردت قوله من مشاركتي السابقة، أن معجزات الله في خلقه أكبر من أن يحصرها عقل بأمر ظني، والأمر الظني هنا الصورة، وليست حادثة انشقاق القمر في عصر الرسول عليه السلام 0
ولابد هنا من التقرير بأن كل ماهو شرعي قطعي هو علمي، وكل ماهو علمي قطعي هو شرعي، مع الإشارة بأن أي اكتشاف بشري لظاهرة كونية وما شاكلها لايعتبر شيء جديد! إذ أنه قديم أزلي، بل هو تقرير بأن علم الإنسان به قديم ومتأخر0
أنا أنظر إلى هذه الأشياء من هذه الزاوية 0
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقبل أيام هاتفني أحد الأصدقاء يسألني عن صحة المقولة العلمية التي تقول: أن القمر جرم منتزع من الأرض!، وأن مكانه الأصلي كان في المحيط الهادي، ومن حسن حظه أنني كنت لحظتها عند أحد جهابذة الفلك، فاعطيته الهاتف ليجيبه، وكان الجواب بـ (نعم) 0
وفي اليوم التالي هاتفت أحد المهتمين وهو دكتور يبحث علوم الفلك والفضاء، وأبلغني بأن هذه النظرية صحيحة علميا، ولعل الفرصة تسنح مستقبلا لتفصيلها إن شاء الله0
والحمد لله من قبل ومن بعد0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 10 - 2004, 11:13 م]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أبو سارة
السلام عليكم
أستاذتي الفاضلة أنوار رعاها الله
اللمحة غير موفقة، والإحساس مدفوع 0
الحمد لله على خيبة الإحساس:):)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 10 - 2004, 11:39 م]ـ
جعلنا الله وإياكِ من الخائبين والخائبات
عن مثل هذه الأحاسيس:):):)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[17 - 10 - 2004, 09:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموضوع الماتع. ولكن لدي استفسار
هل كل ما يكتشفه الغرب يجب علينا التصديق به؟
كما تعلمون أن علماء الفلك الغربيون يعملون لإثبات أن الطبيعة هي التي خلقت كل شيء. وليس الله فهم لا يؤمنون بالله العظيم.
وأما القول بأن القمر جزء من الأرض فهذا يستحيل إثباته, لأن الله أخبرنا بأنه خلق الشمس والقمر, وهذا يعني أنه خلق الشمس منفصلة عن الأرض, وخلق القمر منفصل عن الأرض, فإن قلت بأن القمر جزء من الأرض, يلزمك القوم بأن الشمس أيضاً جزء من الأرض. ولا دليل لك لأن تقول أن القمر هو الذي انفصل وأما الشمس فلا.
قال تعالى:" هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ... "
على ضوء هذه الآية الكريمة, يستحيل أن يكون القمر جزءاً من الأرض لأنه لن يكون للأرض نوراً, وهذه الآية ليست مقيدة بزمن معين, فهي صالحة لكل زمان (القديم والحديث) حتى يوم القيامة. وإن قلنا أن القمر كان في المحيط الهادئ فلن تنطبق هذه الآية على تلك الحالة. وبذلك يظهر فساد هذا القول.
قال تعالى:" وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى"
إذا قلنا بأن القمر كان جزءاً من الأرض ويقع في المحيط الهادئ, فكيف يجري القمر لأجل مسمى؟
الشاهد أن الله عز وجل خلق الأرض وخلق الشمس وخلق القمر, كل له مستقر, ولم يكن أي منهم جزءاً من الآخر.
وأنا لا أصدق أقوال الفلكيين المعطليين, وأنصح إخواني بعدم التسليم لما يقولون بحجة أنهم متقدمون علينا, والواجب علينا عرض ما يزعمون على الكتاب والسنة, فإن كان هناك مجال ولم يعارض مافي الكتاب والسنة قبلناه, وإن عارض الكتاب والسنة رددناه عليهم. فلسنا بحاجة لمعرفة هل القمر كان جزءاً من الأرض أم لا.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 10 - 2004, 04:21 ص]ـ
كلام جميل يا أبا غازي وجزاك الله عنا كل خير0
والقول بأن القمر قطعة من الأرض ليس فيه تعارض من جهة الشرع، والاحتجاج باستحالة ذلك وفق الآيات التي ذكرتها مردود من هذا الوجه لأن الله ذكر أنه خلق الأرض وخلق الإنسان، وكلاهما من جنس واحد، أي أن الإنسان مخلوق من التراب، وهذا شيء له دليل شرعي وله دليل علمي أيضا0
نعود إلى القمر فنقول، إن مواد القمر متوافقة مع مكونات قشرة الأرض، وهذا هو السبب الذي نشأت معه هذه النظرية، والدليل الآخر هو أن القمر خرج باندفاع عن الأرض ولكنه لم يفلت لأنه مربوط بالجاذبية الأرضية، وهذا هو تفسير المد والجزر في البحار والمحيطات على الأرض0
والقول بهذه النظرية ليس معناه أن هذا حدث بعد خلق الله تعالى لهذه الكواكب، إذ قد يكون منذ نشأة الخلق، وهو تفسير جاء من تحليل عناصر كل منهما0
وحتى ترتاح يا أخي الكريم، فهذه النظرية ليست على سبيل الجزم، ولكنها صحيحة ومنطقية وليس في الشرع مايعارضها أبدا، ولو كان فيها تعارض شرعي، فسنقدم نصوص الشرع على أصح الأدلة العلمية مهما عظمت وبانت، لأن النصوص الشرعية مقدمة على أعلى الاجتهادات البشرية دون شك0
وإذا كان الله تعالى أمرنا بالتفكر في السموات والأرض في كثير من الآيات، فلنعتبرهذه الافتراضات نتائج لهذا الأمر الرباني!
أما الشمس فلاتدخل في ذلك لأنها نجم والأرض والقمر كواكب، وتقدير أبعاد النجوم ينطلق من قياس الضوء المنبعث منها، وهي قياسات افتراضية صحيحة علمية0
ونحن لانحارب نتائج العلم بشكل مطلق، بل نوجهها بما يتوافق مع شريعتنا وعقيدتنا إن كان هذا الأمر في حدود المباح، والأصل في هذه الأمور الإباحة مالم يكن هناك نص شرعي يحرمها 0
أرجو أن أكون أوضحت لك بعض ماخفي عنك، وأشكر لك غيرتك على دينك، ولك أجمل التحايا0
ـ[أبو غازي]ــــــــ[19 - 10 - 2004, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا سارة.
لعلي أكون مخطئاً.
قد قرأت اليوم قوله تبارك وتعالى في سورة الأنبياء آية 30:" أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما".
ألهذه الآية علاقة فيما نحن فيه؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[20 - 10 - 2004, 11:14 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم على ملحوظاتك القيمة، وبما أن علم الفلك لم يكن عربيا ابتداءا، لكن العرب أبدعوا فيه أيما إبداع، وقد ذكروا فيه صور الأفلاك وأبعاد النجوم بطريقة عجيبة بكل ماتحمل كلمة العجب من معنى، وتصوراتهم فيه ليست بعيدة عن العلم الحديث بل تطابقة على الأكثر، رغم بعد الزمان وبساطة الأساليب، ولو نظرنا إلى أسماء النجوم وأسماء البروج (الكوكبات النجمية) في كتب الغرب رغم تقدمهم الآن في علم الفلك، لوجدنا أكثر من ثلثي النجوم تحمل أسماء عربية صرفة، ولو نظرنا إلى خرائط النجوم التي يستعملونها لوجدناها عربية رسما وكتابة، وللعرب آلات رصد أخذها عنهم غيرهم ولازالت تنسب إليهم، أما في العصر الحديث فقد درس هذا العلم عند العرب وقلت أهميته إلى حد كبير، ولا نعرف إلا آحاد من العلماء يهتمون به، هذا اختصاروإن أردت تفصيل ذلك لطال بنا المقال، وإن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن هذا الأمر، فأنا رهن طلبك واختياراك0
وشكرا لك أخي الكريم ولك خالص التحايا0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قريع دهره]ــــــــ[25 - 10 - 2004, 04:32 ص]ـ
من علماء الفلك العرب
ابن سينا ... عمر الخيام ((أنا معجب بهذا الشخص)) ... ابن الجوزي ... ابن رشد
والقائمة تطول
وانا ذكرت هؤلاء بالتحديد لأنهم أدباء مثل الشلة اللي فوق ^^^^^^
المهم
أحب أن أقول أن العلم المتختص بالنجوم أيام الحضارة الإسلامية هو علم الأنواء ومفرده
هو النوء والنوء في لغة العرب:
هو النجم إذا مال إلى الغروب، وهو المطر الشديد، وأن لفظ الأنواء يدل على العلم بالنجوم ولذلك تقول العرب: ما بيننا أنوأ منه، أي أعلم منه بالأنواء. وفي لغة العرب: أن نوء النجم أو تنواءه يعني سقوط النجم في الغرب مع الفجر مع طلوع نجم آخر يقابله في المشرق، وأن إناءة السماء وإنواءها تعني اكتساء السماء بالغيم المنذر أو المبشر بالمطر.
وقد تحدث الطرابلسي المغربي عن معنى النوء في علم الأنواء في باب بعنوان: (باب في معنى النوء) فقال: " ... النجوم التي تنسب إليه ا الأنواء هي منازل القمر الثمانية والعشرون. ومعنى النوء أن يسقط النجم منها في المغرب بالغداة، وقد بقي من الليل غبش يسير، ويطلع آخر يقابله تلك الساعة من المشرق، والذي ناء منهما في الحقيقة هو (النجم) الطالع، لأن النوء في اللغة: النهوض"، ثم قال: "واعلم أن للعرب في النوء مذهبين: أحدهما أن تجعل للكواكب فعلا حادثا عنها، وهذا هو مذهب أهل الجاهلية وهو مذهب فاسد واعتقاده كفر. والمذهب الآخر أن تجعل الأنواء إعلاما للأمطار وأوقاتا لها، على وجه ما أجرى الله تعالى به العادة، كما جعل شهر كانون وقتا للبرد وشهر حزيران وتموز وقتا للقيظ"
ومن أهم العلماء المسلمين الذين اهتموا بالأنواء وألفوا فيها هم: أبو يحيى عبد الله بن يحيى بن كناسة (ت207هـ /822 م). والأصمعي عبد الملك بن قريب (ت216 هـ /831 م). وابن قتيبة عبد الله بن مسلم الدينوري (ت276 هـ /889 م). وأبو علي المرزوقي (ت241هـ /855 م). و أبو حنيفة الدينوري.
معليش على هذه الإضافة ولكن أحب أن أفرق بين علم الفلك وعلم النجوم ((الأنواء))
تحياتي لكم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[27 - 10 - 2004, 03:31 ص]ـ
شكرا لك أخي قريع دهره، وهذا توضيح لما تفضلتَ به:-
عندما ابتكر العرب منازل القمر وعددها ثمانية وعشرون منزلة، وهي نجوم تبدأ بالشرطين وتنتهي بمنزلة الرشاء، جعلوا لكل نجم من هذه المنازل نوء وهو ثلاثة عشر يوم لكل نجم من هذه المنازل، ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة وهي 13×28 لكان الناتج356 وهي عدد أيام السنة0
فلما جعلوا لكل نجم وقت وهو 13 يوم، دققوا في الظواهر الطبيعية لهذا النجم من برد أو حر أو مطر أو رطوبة إلخ0
وربطوا طلوع هذه المنازل مع الشمس رغم استعمالهم للشهور القمرية في عدد السنين، ولك لأن الأيام الشمسية ثابتة على عكس الأيام القمرية، وهذا من حذقهم بهذا الفن، وعلى هذا أصبح طلوع هذه المنازل ثابت عندهم، ونوء كل نجم من هذه المنازل يبدأ من طلوعه فجرا قبيل شروق الشمس، فهذا نوؤه، وينتهي نوء النجم بعد ثلاثة عشر يوم من طلوعه فجرا لتحل المنزلة التالية مكانه وينسب النوء لها، وهكذا في بقية المنازل0
وللمثال على ذلك، فنوء الثريا يبدأ في السابع من يونيو، ويوافق السابع عشر من برج الجوزاء، والثريا هي المنزلة الثالثة من منازل القمر، هذا أمر ثابت لايتغير إلا كل 1500 سنة، ثم يليه نوء الدبران وهكذا في بقية المنازل0
وعلى هذا يكون تعريف النوء بشكل أدق كالتالي: هو الظواهر الطبيعية المرتبطة بطلوع المنزلة فجرا 0
ونوء الثريا الذي ذكرناه معروف بأنه بداية الحر وتصرم فصل الربيع، فهذا النوء مشهور بالحر دائما، بينما نجد نوء القلب مشهور بقوة البرد دائما، فكل نوء له سمات يختلف بها عن غيره من الأنواء، وكل نوء مرتبط بنجم من هذه المنازل للدلالة عليه ولتمييزه عن بقية الأنواء الأخرى0
والله تعالى أعلم وأحكم0(/)
الصَّافِنَاتُ
ـ[فاكهة المجلس]ــــــــ[20 - 08 - 2004, 08:35 م]ـ
{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ}
أي اذكر حين عُرض على سليمان عشية يوم من الأيام -أي بعد العصر- الخيل الواقفة على طرف الحافر، السريعة الجري، قال الرازي: وُصفت تلك الخيل بوصفين: الأول: الصفون وهو صفة دالة على فضيلة الفرس، والثاني: الجياد وهي الشديدة الجري، والمراد وصفها بالفضيلة والكمال في حالي الوقوف والحركة، فإِذا وقفت كانت ساكنة مطمئنة في مواقفها، وإِذا جرت كانت سراعاً في جريها
ـ[الأحمر]ــــــــ[21 - 08 - 2004, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرًا لك أخي العزيز (فاكهة المجلس) على توضيح معنى هذه الآية وأحب أن أضيف أن الصافن هو الخيل الذي يقف على ثلاث قوائم وطرف حافر الرابعة
ـ[ابو فهد 100]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 12:52 ص]ـ
بارك الله فيك يا اخي الكريم ..
ـ[العتيق]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 12:59 ص]ـ
شكرًا لك أخي فاكهة المجلس على العناية بألفاظ الكتاب العزيز.
وهذه مشاركة لا تخرج عما أفاده أخي الأخفش بارك الله في علمه , لكن من باب المذاكرة والمسامرة , وأتمنى أن يكون فيها الجديد والمفيد.
قال ابن فرس رحمه الله (ت: 395):
" الصاد والفاء والنون أصلان صحيحان، أحدهما: جنس من القيام. والآخر وعاء من الأوعية.
فالأول ـ وهو المراد هنا ـ الصُّفون , وهو أن يقوم الفرس على ثلاث قوائم ويرفع الرابعة , إلا أنه ينال بطرف سُنْبُكها الأرض ".
وبهذا المعنى فسر مجاهد بن جبر , وقتادة , والسدي , نقله عنهم الطبري في تفسيره.
إلا أن السدي قال في تفسيره: الصافنات: الخيل. وهو في هذا التفسير لا يبين لنا معنى لفظة الصافنات من حيث هي في اللغة ـ لأنه كما تقدم يُراد به جنس من القيام ـ لكنه يُبين لنا المراد من الصافنات في هذه الآية.
فنخلص من هذا أنّ عندنا نوعين من التفسير: 1) تفسير لفظي وهو بيان المعنى اللغوي للفظة القرآنية.
2) تفسير معنى: وهو بيان معنى اللفظة في سياق الآية.
(الجياد): المراد بها السراع , واحدها: الجواد.
فائدة: رُوي أنّها كانت عشرين فرساً ذوات أجنحة.
العتيق(/)
ما اللفتة البلاغية في هذه الآية ....... ؟
ـ[موسى 125]ــــــــ[28 - 08 - 2004, 07:17 م]ـ
الأخوة الكرام ..... السلام عليكم
قال تعالى ((والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً)) سورة الفرقان (67)
لماذا جاءت (كان) بصيغة المفرد مع أن السياق جمعي؟ يعني لم لم تأت (كانوا)؟ أرجو التوضيح ولكم الشكر.
ـ[الأحمر]ــــــــ[28 - 08 - 2004, 08:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التقدير (وكان إنفاقهم بين ذلك قوامًا)
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[28 - 08 - 2004, 11:20 م]ـ
-(/)
سؤال عن كتب الفروق اللغوية؟
ـ[العتيق]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 12:43 ص]ـ
سؤال عن كتب الفروق اللغوية؟
التفريق بين الألفاظ المتقاربة علم دقيق , مبني على سعة الإطلاع في معاجم اللغة , واستقراء حقيقة اللفظ في استعمالات العرب المتنوعة. وهذا ما يعبر عنه: بأصل اللفظ , أو حقيقة اللفظ في اللغة.
وأشهر الكتب التي أفردت هذه المسألة بالبحث والتأليف هو كتاب الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري.
والسؤال الذي أريد الإجابة عليه:
1 ـ ما هي أحسن طبعات هذا الكتاب؟
2 ـ هل هناك كتب أخرى اهتمت بهذا الجانب سواء من القدامى أو من المعاصرين؟
العتيق
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
ليت هذا السؤال كان بالمنتدى اللغوي، لكي تجتمع كل الأسئلة والموضوعات المختصة باللغة في مكان واحد، ورغم هذا، خذ الجواب:
http://www.al-ilmiyah.com/pictures/2-7451-4167-8.jpg
في رأيي أحسن طبعة هي طبعة دارالكتب العلمية ( http://www.al-ilmiyah.com/cgi-bin/display_item_details_in_in.pl?cat=&subcat=&id=1993&clientID=null)
ـ[العتيق]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 12:55 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب أبو سارة سلمه الله:
أشكر لك هذه المشاركة والإفادة التي أعتز بها. ولقد عتبت عليّ أُخي فيما يتعلق بمكان طرح هذا الموضوع
وهو عتب أحمده لك , ولكن لو علمت سبب اختياري لربما زال عتبك. وهو أني رأيت هذا الموضوع ألصق ما يكون بمنتدى البلاغة والإعجاز القرآني , إذ كل من يتكلم عن إنكار وقوع الترادف في ألفاظ القرآن ـ على سبيل المثال ـ يعمد إلى بيان الفروق بين الألفاظ وإن دقت , ويجعل هذا الوجه البلاغي من أوجه إعجاز القرآن.
مرةً أخرى أشكرك أخي العزيز على هذه الإطلالة , وأتمنى أن تثري هذا الموضوع بما يستجد عندك من الفوائد واللطائف ثم تقبل تحيات أخ لك محب.
وأيضاً أتمنى من سائر الأخوة إضافة ما يرونه مناسباً لهذا الموضوع , أكن لهم شاكر ولجميل صنعهم مقدر.
العتيق
ـ[البغدادي77]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 10:42 م]ـ
نعم اخي العزيز هناك كتاب اخر غاية في الروعة لابي هلال العسكري ايضا واسمه (الفروق في اللغة) حيث يتناول الالفاظ المترادفة واسرار الفروق بينهم.
والله ورسوله اعلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 12:24 ص]ـ
هذا ميدان فقه اللغة، ومن الكتب " مثلثات قطرب " وكتاب الأجناس من كلام العرب وما اشتبه فاللفظ واختلف في المعنى: لابي عبيد القاسم الهروي(/)
الحياة في ظلال القرآن للشهيد الأديب / سيد قطب رحمه الله تعالى ..
ـ[ابو فهد 100]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 12:54 ص]ـ
الحياة في ظلال القرآن
الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها. نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه.
والحمد لله .. لقد منَّ علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه.
لقد عشت أسمع الله - سبحانه - يتحدث إلي بهذا القرآن .. أنا العبد القليل الصغير .. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟
أي مقام كريم تفضل به على الإنسان خالقه الكريم؟
وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة .. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال .. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال .. وأعجب .. ما بال هذا الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟
عشت أتملى - في ظلال القرآن - ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود .. لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني .. وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية، في شرق وغرب، وفي شمال وجنوب .. وأسأل .. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن، وفي الدرك الهابط، وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتع الزكي، وذلك المرتقى العالي، وذلك النور الوضيء؟ وعشت - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما بريدها الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله .. ثم أنظر .. فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها.
وأقول في نفسي: أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم؟ يا حسرة على العباد!!!
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود .. أكبر في حقيقته، وأكبر في تعدد جوانبه .. إنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وإنه الدنيا والآخرة، لا هذه الدنيا وحدها .. والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول .. والموت ليس نهاية الرحلة وإنما هو مرحلة في الطريق. وما يناله الإنسان من شيء في هذه الأرض ليس نصيبه كله إنما هو قسط من ذلك النصيب. وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك. فلا ظلم ولا بخس ولا ضياع. على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس، وعالم صديق ودود. كون ذي روح تتلقى وتستجيب، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع: (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال) .. (تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده) .. أي راحة، وأي سعة وأي أنس، وأي ثقة يفيضها على القلب هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح؟
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد .. إنه إنسان بنفخة من روح الله: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) .. وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض: (وإذ قال ربك الملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة) .. ومسخر له كل ما في الأرض: (وسخر لكم ما في الأرض جميعا) .. ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والسمو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة. جعلها آصرة العقيدة في الله .. فعقيدة المؤمن هي وطنه، وهي قومه، وهي أهله .. ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
والمؤمن ذو نسب عريق، ضارب في شعاب الزمان. إنه واحد من ذاك الموكب الكريم، الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم: نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب ويوسف، وموسى وعيسى، ومحمد .. عليهم الصلاة والسلام .. (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) ..
ذا الموكب الكريم، الممتد في شعاب الزمان من قديم، يواجه - كما يتجلى في ظلال القرآن - مواقف متشابهة، وأزمات متشابهة، وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكر الدهور، وتغير المكان، وتعدد الأقوام. يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى، والاضطهاد والبغي، والتهديد والتشريد .. ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو، مطمئن الضمير، واثقا من نصر الله، متعلقا بالرجاء فيه، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد: (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا. فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم. ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد) .. موقف واحد وتجربة واحدة. وتهديد واحد. ويقين واحد. ووعد واحد للموكب الكريم .. وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف. وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد ..
الحياة في ظلال القرآن: وفي ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء، ولا للفلتة العارضة: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) .. (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) .. وكل أمر لحكمة. ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تتكشف للنظرة الإنسانية القصيرة: (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل) (الله فيه خيرا كثيرا) .. (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وأنتم لا تعلمون) .. والأسباب التي تعارف عليها الناس قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها، والمقدمات التي يراها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها. ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج، وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ الآثار والنتائج كما تنشئ الأسباب والمقدمات سواء: (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) .. (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) .. والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بالأخذ بها، والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها .. والاطمئنان إلى رحمة الله وعدله وإلى حكمته وعلمه هو وحده الملاذ الأمين، والنجوة من الهواجس والوساوس: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا، والله واسع عليم) ..
ومن ثم عشت - في ظلال القرآن - هادئ النفس، مطمئن السريرة، قرير الضمير .. عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر. عشت في كنف الله وفي رعايته. عشت أستشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها .. (أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء؟) .. (وهو القاهر فوق عباده وهوا لحكيم الخبير) .. (والله غالب على أمره ولكن أكثرا لناس لا يعلمون) .. (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) .. (فعال لما يريد) .. (ومن يتق الله يجعل له مخرجا وبرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. إن الله بالغ أمره) .. (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) .. (أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه) .. (ومن يهن الله فما له من مكرم) .. (ومن يضلل الله فما له من هاد) .. إن الوجود ليس متروكا لقوانين آلية صماء عمياء. فهناك دائما وراء السنن الإرادة المدبرة، والمشيئة المطلقة .. والله يخلق ما يشاء ويختار. كذلك تعلمت أن يد الله تعمل. ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة؛ وأنه ليس لنا أن نستعجلها؛ ولا أن نقترح على الله شيئا.
فالمنهج الإلهي - كما يبدو في ظلال القرآن - موضوع ليعمل في كل بيئة، وفي كل مرحلة من مراحل النشأة الإنسانية، وفي كل حالة من حالات النفس البشرية الواحدة .. وهو موضوع لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض، آخذ في الاعتبار فطرة هذا الإنسان وطاقاته واستعداداته، وقوته وضعفه، وحالاته المتغيرة التي تعتريه .. إن ظنه لا يسوء بهذا الكائن فيحتقر دوره في الأرض، أو يهدر قيمته في صورة من صور حياته، سواء وهو فرد أو وهو عضو في جماعة. كذلك هو لا يهيم مع الخيال فيرفع هذا الكائن فوق قدره وفوق طاقته وفوق مهمته التي أنشأه الله لها يوم أنشأه .. ولا يفترض في كلتا
(يُتْبَعُ)
(/)
الحالتين أن مقومات فطرته سطحية تنشأ بقانون أو تكشط بجرة قلم! .. الإنسان هو هذا الكائن بعينه. بفطرته وميوله واستعداداته. يأخذ المنهج الإلهي بيده ليرتفع به إلى أقصى درجات الكمال المقدر له بحسب تكوينه ووظيفته، ويحترم ذاته وفطرته ومقوماته، وهو يقوده في طريق الكمال الصاعد إلى الله .. ومن ثم فإن المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل - الذي يعلمه خالق هذا الإنسان ومنزل هذا القرآن - ومن ثم لم يكن معتسفا ولا عجولا في تحقيق غاياته العليا من هذا المنهج. إن المدى أمامه ممتد فسيح، لا يحده عمر فرد، ولا تستحثه رغبة فان، يخشى أن يعجله الموت عن تحقيق غايته البعيدة؛ كما يقع لأصحاب المذاهب الأرضية الذين يعتسفون الأمر كله في جيل واحد، ويتخطون الفطرة المتزنة الخطى لأنهم لا يصبرون على الخطو المتزن! وفي الطريق العسوف التي يسلكونها تقوم المجازر، وتسيل الدماء، وتتحطم القيم، وتضطرب الأمور. ثم يتحطمون هم في النهاية.
وتتحطم مذاهبهم المصطنعة تحت مطارق الفطرة التي لا تصمد لها المذاهب المعتسفة! فأما الإسلام فيسير هينا لينا مع الفطرة، يدفعها من هنا، ويردعها من هناك، ويقومها حين تميل، ولكنه لا يكسرها ولا يحطمها. إنه يصبر عليها صبر العارف البصير الواثق من الغاية المرسومة .. والذي لا يتم في هذه الجولة يتم في الجولة الثانية أو الثالثة أو العاشرة أو المائة أو الألف .. فالزمن ممتد، والغاية واضحة، والطريق إلى الهدف الكبير طويل، وكما تنبت الشجرة الباسقة وتضرب بجذورها في التربة، وتتطاول فروعها وتتشابك .. كذلك ينبت الإسلام ويمتد في بطء وعلى هينة وفي طمأنينة. ثم يكون دائما ما يريده الله أن يكون .. والزرعة قد تسقى عليها الرمال، وقد يأكل بعضها الدود، وقد يحرقها الظمأ. وقد يغرقها الري. ولكن الزارع البصير يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء، وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل؛ فلا يعتسفولا يقلق، ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة، السمحة الودود .. إنه المنهج الإلهي في الوجود كله .. (ولن تجد لسنة الله تبديلا) ..
والحق في منهج الله أصيل في بناء هذا الوجود. ليس فلتة عابرة، ولا مصادفة غبر مقصودة .. إن الله سبحانه هو الحق. ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده: (ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، وأن الله هو العلي الكبير) .. وقد خلق الله هذا الكون بالحق لا يتلبس بخلقه الباطل: (ما خلق الله ذلك إلا بالحق) .. (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك!) والحق هو قوام هذا الوجود فإذا حاد عنه فسد وهلك: (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) .. ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر، ولابد للباطل أن يزهق .. ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى تكشف صريح: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) ..
والخير والصلاح والإحسان أصيلة كالحق، باقية بقاءه في الأرض: (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها، فاحتمل السيل زبدا رابيا، ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع، زبد مثله. كذلك يضرب الله الحق والباطل. فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. كذلك يضرب الله الأمثال) ... (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون. ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) ..
أي طمأنينة ينشئها هذا التصور؟
وأي سكينة يفيضها على القلب؟
وأي ثقة في الحق والخير والصلاح؟
وأي قوة واستعلاء على الواقع الصغير يسكبها في الضمير؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أثر الحياة في ظلال القرآن: وانتهيت من فترة الحياة - في ظلال القرآن - إلى يقين جازم حاسم .. إنه لا صلاح لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة .. إلا بالرجوع إلى الله .. والرجوع إلى الله - كما يتجلى في ظلال القرآن - له صورة واحدة وطريق واحد .. واحد لا سواه .. إنه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم .. إنه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها. والتحاكم إليه وحده في شؤونها. وإلا فهو الفساد في الأرض، والشقاوة للناس، والارتكاس في الحماة، والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله: (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم. ومن أظل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله؟ إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ..
إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس نافلة ولا تطوعا ولا موضع اختيار، إنما هو الإيمان .. أو .. فلا إيمان .. (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) .. (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون. إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض، والله ولي المتقين) .. والأمر إذن جد .. إنه أمر العقيدة من أساسها .. ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها ..
إن هذه البشرية - وهي من صنع الله - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع الله؛ ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده - سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق، وشفاء كل داء: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) .. (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) .. ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه، ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه، ولا تسلك في أمر نفسها، وفي أمر إنسانيتها، وفي أمر سعادتها أو شقوتها .. ما تعودت أن تسلكه في أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة .. وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع الجهاز. ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه، فترده إلى المصنع الذي منه خرج، ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب، الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف، الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه وأنشأه: (إنه عليم بذات الصدور. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟) ..
ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة. البشرية المسكينة الحائرة، البشرية التي لن تجد الرشد، ولن تجد الهدى، ولن تجد الراحة، ولن تجد السعادة، إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير، كما ترد الجهاز الزهيد إلى صانعه الصغير!
ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها، ونكبة قاصمة في حياتها، نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها من نكبات .. لقد كان الإسلام قد تسلم القيادة بعدما فسدت الأرض، وأسنت الحياة، وتعفنت القيادات، وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة؛ و (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) ..
تسلم الإسلام القيادة بهذا القرآن، وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن، وبالشريعة المستمدة من هذا التصور .. فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان أعظم في حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته. لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جد يدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم؛ كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا، كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور، قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء ..
نعم! لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال، والعظمة والارتفاع، والبساطة واليسر، والواقعية والإيجابية، والتوازن والتناسق ... بحيث لا يخطر للبشرية على بال، لولا أن الله أراده لها، وحققه في حياتها .. في ظلال القرآن، ومنهج القرآن، وشريعة القرآن.
ثم وقعت تلك النكبة القاصمة، ونحي الإسلام عن القيادة. نحي عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى، في صورة من صورها الكثيرة. صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم، كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية. يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى؛ ثم يقولون لها: اختاري!!! اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله!!! وهذا خداع لئيم خبيث. فوضع المسألة ليس هكذا أبدا .. إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني. إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة .. ذاك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض. هذا المقام الذي منحه الله له، وأقدره عليه، ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه؛ وسخر له من القوانين الكونية ما يعينه على تحقيقه؛ ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع .. على أن يكون الإبداع نفسه عبادة لله، ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام، والتقيد بشرطه في عقد الخلافة؛ وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله. فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة، والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى .. فهم سيئو النية، شريرون، يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال، وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة. وأن تطمئن إلى كنف الله ..
وهنالك آخرون لا ينقصهم حسن النية؛ ولكن ينقصهم الوعي الشامل، والإدراك العميق .. هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية، وتروعهم انتصارات الإنسان في عالم المادة. فيفصل ذاك البهر وهذه الروعة في شعورهم بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية، وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي واقع الحياة؛ ويجعلون للقوانين الطبيعية مجالا، وللقيم الإيمانية مجالا آخر؛ ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غبر متأثرة بالقيم الإيمانية، وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا. اتبعوا منهج الله أم خالفوا عنه. حكموا بشريعة الله أم بأهواء الناس!
هذا وهم .. إنه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين. فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء. ونتائجها مرتبطة ومتداخلة؛ ولا مبرر للفصل بينهما في حس المؤمن وفي تصوره .. وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش في ظلال القرآن. ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها وأثر هذا الانحراف في نهاية المطاف: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم. ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم). وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه: (فقلت: استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) .. وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله الله بهم: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغبروا ما بأنفسهم) ..
إن الإيمان بالله، وعبادته على استقامة، وإقرار شريعته في الأرض ... كلها إنفاذ لسنن الله. وهي سنن ذات فاعلية إيجابية، نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحس والاختبار.
ولقد تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية، حين نرى أن اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية .. هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق؛ ولكنها تظهر حتما في نهايته .. وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه. لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية. وبدأ خط هبوطه من نقطة افتراقهما. وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض عندما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الطرف الآخر تقف الحضارة المادية اليوم. تقف كالطائر الذي يرف بجناح واحد جبار، بينما جناحه الآخر مهيض، فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في المعنى الإنساني، ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما يصرخ منه العقلاء هناك .. لولا أنهم لا يهتدون إلى منهج الله. وهو وحده العلاج والدواء.
إن شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون. فإنفاذ هذه الشريعة لا بد أن يكون له أثر إيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون .. والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير أصلها الكبير. فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم، كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم. وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الإنساني، ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير، ونظافة في الشعور، وضخامة في الاهتمامات، ورفعة في الخلق، واستقامة في السلوك ... وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما نسميه القيم الإيمانية .. فكلها أطراف من سنة الله الشاملة لهذا الوجود.
والإنسان كذلك قوة من قوى الوجود. وعمله وإرادته، وإيمانه وصلاحه، وعبادته ونشاطه ... هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود. وهي مرتبطة بسنة الله الشاملة للوجود .. وكلها تعمل متناسقة، وتعطي آثارها كاملة حين تتجمع وتتناسق، بينما تفسد آثارها وتضطرب. وتفسد الحياة معها، وتنتشر الشقوة بين الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم: (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .. فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين ماجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع. ولا يوحي بتمزيق هذا الارتباط، ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق، ولا يحول بين الناس وسنة الله الجارية، إلا عدو للبشرية يطاردها دون الهدى؛ وينبغي لها أن تطارده، وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم ..
هذه بعض الخواطر والانطباعات من فترة الحياة في ظلال القرآن. لعل الله ينفع بها ويهدي {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}. .
المصدر:
http://www.qotob.jeeran.com/mk10.htm
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 10:28 م]ـ
أخي أبا فهد رعاه الله
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع، ولي ملحوظة أرجو أن تتقبلها بصدر رحب، وهي بخصوص عنوان الموضوع!
فهل يصح عند المسلمين قولهم لشخص معيّّن أنه شهيد؟
كثيرا ما نسمع هذه الكلمة ونحوها مثل قولهم: المغفور له فلان! وكلها أمور غيبية، وفي رأيي أن قولنا لشخص أنه شهيد، يعني الجزم بأنه من أهل الجنة، لأن الشهادة توجب الجنة، وهذا من علم الغيب، وأذكر إن لم أنس، أن في صحيح البخاري باب اسمه: باب لايقال فلان شهيد!
ولست متأكدا إن كان للعلماء توجيه لهذه الكلمة من عدمه، ومنكم نستفيد0
والسلام
ـ[ابو فهد 100]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 02:57 ص]ـ
على هذا الرابط تجد _ وفقك الله _ رابط وهو بحث للأخ الشيخ / عبد الله زقيل حول هذه المسألة: http://www.islamgold.com/view.php?gid=10&rid=131 وقد رجح الجواز ...
__________________
ورد إلى اللجنةِ الدائمةِ كما في " فتاويها " (12/ 23) سؤالٌ نصه:
9248 – هل يجوزُ إطلاقُ كلمة " الشهيد " على من استبان لنا منه أنه من أهل الصلاحِ والتقوى ثم قتل في سبيل اللهِ، هل يجوزُ لنا أن يقولَ عنه شهيد؟
ج. من قتل في سبيلِ الله في معركةٍ مع العدو وهو صابرٌ محتسبٌ فهو شهيدُ معركةٍ، لا يغسلُ ولا يكفنُ بل يدفنُ بملابسهِ.
أما غيرُ شهيدِ المعركةِ فهو كثيرٌ ويسمى شهيداً كمن قتل دون عرضهِ أو نفسهِ أو مالهِ، وكالمبطونِ والمطعونِ والغريقِ ونحوهم، وهذا يغسلُ ويكفنُ ويصلى عليه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآلهِ وصحبهِ وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية.
الرئيس: عبد العزيز بن باز
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان.
عضو: عبد الله بن قعود.
_________________
وقد سُئل سماحةُ الشيخِ عبدُ العزيز بنُ باز ما نصه:
إلى سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز حرسه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأرجو من سماحتكم إفتائي في حكم إطلاق لفظة (الشهيد) على المعين، مثل أن أقول: الشهيد فلان، وهل يجوز كتابة ذلك في المجلات والكتب وجزاكم الله خيرا؟
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده كل من سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا فإنه يسمى شهيدا؛ كالمطعون والمبطون وصاحب الهدم والغرق والقتيل في سبيل الله والقتيل دون دينه أو دون ماله أو دون أهله أو دون دمه، لكن كلهم يغسلون ويصلي عليهم ما عدا الشهيد في المعركة فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه إذا مات في المعركة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغسل شهداء أحد الذين ماتوا في المعركة ولم يصل عليهم كما رواه البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه.
وفق الله الجميع لما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية
http://binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2512
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عيبان]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 06:24 ص]ـ
السلام عليكم:
ردود أهل العلم في سيد قطب ووحدة الوجود:
قال شيخ الإسلام العلامة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
قرأتُ تفسيره لسورة الإخلاص وقد قال قولاً عظيماً فيها مخالفاً لما عليه أهل السنة
والجماعة؛ حيث أن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود.
وقال شيخ الإسلام العلامة الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
نعم، نقل كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود.
وهذا مما قاله الشيخ ربيع المدخلي في "ينبوع الفتن والاحداث الذي ينبغى للامة معرفته ثم ردمه":
وكتاب "في ظلال القرآن" الذي شحنه سيد قطب بتكفير المجتمعات الإسلامية وحتى إنه ليكفر من يعلن بالأذان
على المنارات حتى يكفر بالجزئية مهما دقت.
كما ضمنه كثيراً من العقائد الباطلة كالقول بالحلول ووحدة الوجود والجبر وكتعطيل صفات الله عز وجل وكالقول
بأزلية الروح والدندنة حول إنكار معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكتحريف كلمة لا إله إلا الله متبعاً تحريفات المتكلمين ومخترعاً لها تفسيراً سياسياً يناسب منهجه السياسي
التكفيري إلى تحميل نصوصه بالموسيقى وما شاكلها مما حواه كتاب التصوير الفني.
منقول
ـ[ابو فهد 100]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 03:08 م]ـ
الأخ / ابن عيبان ...
نحن ليس نقاشنا عن منهج الشيخ الشهيد رحمه الله وان كانت له بعض الهفوات فراجع كلام اهل العلم الصحيح فيه وليس الملفق والمحرف والملبس .. وإن اذن لي المشرف في ان اناقشك وشاكلتك عن هذا الموضوع هنا فلابأس .. ولنا صولات وجولات مع الأخوة في الساحة العربيه ..
وارى انكم تجنبتم الموضوع نفسه اوالمقال القيم للشهيد رحمه الله وقمت تصرف الموضوع عن المقصد الأساسي .. كأنه انتقاما منكم لرجل خدم الإسلام بمؤلفاته القيمه حتى استشهد رحمة الله من اجل تطبيق الشريعة الإسلاميه ..
راجع الروابط التاليه:
1_
هذا آخر ما قاله العلامه المحدث / الألباني .. عن الشهيد/ سيد قطب .. !!
http://alsaha2.fares.net/sahat?14@106.4x8PnLNEd21.5@.1dd61d2f/3
2_
اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد (سيدقطب) قبل إعدامه!!
http://alsaha2.fares.net/sahat?14@106.4x8PnLNEd21.5@.1dd61ef3
ـ[ابن عيبان]ــــــــ[06 - 09 - 2004, 03:05 ص]ـ
السلام عليكم:
اخي ابا فهد بارك الله فيك .. صدقني لم اكن اقصد اغاظتك لا سمح الله .. ولكني نقلت كلام
العلماء الذيين انتقدوا (بعض) ما كتبه سيد قطب -رحمه الله- في كتابه "في ظلال القران"
ولعلك تتنبه الى اخر كلمة في مداخلتي السابقة (منقول) ..
كنت اقصد من ذلك توضيح الصورة فقط .. اما ان كانت مداخلتي السابقة بها ما يسيء فانا
اطلب من المشرفين حذفها واكرر ان كان بها ما يسيء .. ونبقى اخوة واحبة ان شاء الله ..
والسلام
ـ[أبو سارة]ــــــــ[06 - 09 - 2004, 03:40 ص]ـ
السلام عليكم
نعم صدقت أخي أبا فهد، فحديثنا ليس عن منهج قطب، وإنما كان عن كلمة شهيد فحسب، وكل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه، ومعاذ الله أن نتهم مسلما بشيء من ذلك0
وبما أن هذا المنتدى مختص بعلوم اللغة العربية، وعلم العربية هو جزء من علوم الإسلام، بل هو أداة علوم الإسلام كلها، إذ لايمكن أن نفهمها دون فهم العربية، فلا بأس أن نتبادل المعلومات والمعارف الدائرة في فلك العلوم الإسلامية مع المحافظة على آداب الحوار وإحسان الظن بالآخرين 0
وجزاكم الله خيرا0
ـ[أبو غازي]ــــــــ[10 - 09 - 2004, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ ابن عيبان حفظه الله.
أقدر لك شعورك وخوفك على عقائد الناس, فقد نقلت لنا أقوال بعض العلماء في سيد قطب رحمه الله تعالى وتقبله من الشهداء.
فكل يصيب ويخطئ ويؤخذ من قوله ويرد.
ولكن يا أخي هؤلاء الذين نقلت عنهم أناس حاقدون (لا أعني العلماء) لا همّ لهم سوى تجميع الأخطاء, فهم كالذباب الذي لا يقع إلا على القذارات, حاشكم.
فالشهيد بإذن الله سيد قطب قد نقّح بعض ما في كتبه من زلات وأخطاء, فالواجب على من يريد الحكم على فكر سيد رحمه الله أن يقرأ من آخر الطبعات لا من أولها!
وهو ليس بتكفيري كما يقال, فهل كل من يطالب بتطبيق الشريعة يسمى تكفيرياً! وأصحاب هذه المقولة أناس جهال لا يفقهون شيئاً سوى تجميع قوائم بأسماء العلماء ويعطون كلاً منهم لقباً, ولو دخلت على مواقع هؤلاء الجهلة لعجبت أشد العجب, ولَمَا صدّقت أن هناك طلبة علم يسلكون هذا المسلك السخيف والتافه, نسأل الله العافية والسلامة.
وأنصح نفسي وإياك والجميع بالإعداد لهذا الدين, كلٌ يقدم ما يحسنه لخدمة هذا الدين, ولا يحقرن أحد نفسه, بل اجتهد ولا تعتمد على الغير. اعمل كما لو أن الأمة كلها عيال عليك.
ولا تشغل نفسك بتتبع الزلات والأخطاء وماذا قال فلان وعلان, فيمتلئ قلبك بالحقد على الناس وازدرائهم, ولا يبقى فيه مكان لتقوى الله وخشيته, فما أكثر المنتكسين من تلك الجماعة (هداهم الله) , نسأل الله التثبيت على هذا الدين وحسن الخاتمة. وأن يصرف أعمالنا لطاعته.
وفي النهاية رحم الله العالم الذي ضحى بنفسه من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في زمن لا يعتدّ بقوله الله جل جلاله:" إن الحكم إلا لله , أمر ألا تعبدوا إلا إياه" سيد قطب وتقبله من الشهداء وأسكنه الفردوس الأعلى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السراج]ــــــــ[12 - 09 - 2004, 10:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكرك أخي أب فهد ..
على الموضوع القيم فعلاً ..
وسيد قطب شخصية إسلامية مناضلة ونرى في هذه الكلمات التي تجري مجرى الماء العذب وتذوب بسلاسة ورقة نرى كيف يقربنا إلى القرآن الكريم بهذه اللغة الراقية ويبعث شعوراً بالحقيقة الدائمة وهي أن القرآن تسجيل لكل شيء في الوجود وإخبار به ..
ـ[ابو فهد 100]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 07:36 م]ـ
بارك الله في الجميع على ردودة القيمة ونحترم جميع وجهات النظر ..
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[03 - 03 - 2005, 06:26 ص]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
لعلكم تزورون هذا الرابط حيث يتحدث فيه الشيخ عبدالحميد كشك – رحمه الله – عن مقتل سيد قطب الذي نحسبه من الشهداء.
قصة مقتل سيد قطب ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4590)
ـ[أبو عبد الرحمن الغافقى]ــــــــ[07 - 04 - 2005, 07:24 م]ـ
رحم الله الشهيد بإذن الله سيد قطب,
وهذا أيضا لبيان جواز قول إن شاء الله أو بإذن الله على الشهيد على حد علمى والله أعلم.
ويحتسب للشيخ سيد قطب أنه فسر القرأن الكريم تفسيرا عصريا لم يسبقه إليه أحد والمدهش أنه لم يفسره فى النوادى أو الفنادق كما يفعل المخرجون والسيناريست ووو, بل فسره فى أقبية السجون والمعتقلات وهو يعانى من الذبحة الصدرية, جزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.(/)
مصطللحات بلاغية
ـ[بقايا عمر]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 01:56 ص]ـ
بعض الصطلحات البلا غية المستخدمة في مادة الأدب
1 / التشبيه:
وهو بيان أن شيئاً أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر0
مثل الرجل كالأسد 0فهنا الاشتراك في الشجاعة
2/ الكناية:
هي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع إرادة ذلك المعنى
مثل تقول العرب: فلانة بعيدة مهوى القرط0
مهوى القرط / هو المسافة بين شحمة الأذن إلى الكتف , وإذا كانت هذه المسافة بعيدة لزم أن يكون العنق طويلاً فكأن العربي بدل أن يقول هذه المرأة طويلة الجيد أو العنق أتى بتعبير جديد يفيد اتصافها بهذه الصفة
3/ الجناس:
وهو أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى وهو نوعان # تام
وهو ما اتفق فيه اللفضان في أمور أربعة هي: نوع الحروف وشكلها وعددها وترتيبها× مثل ÷ (ويوم تقوم الساعة يقسم الجرمون ما لبثوا غير ساعة) الروم
فالساعة الأولى هي يوم القيامة والساعة الثانية الزمنية
غير تام: وهو ما اهتلف فيه اللفظان في واح من الأمور الأربعة المتقدمه
مثل (وهم ينهون عنه وينأون عنه)
4/ الاقتباس:
. هو تضمين شيئ من القرآن أو الحديث لفظاً ومعنى في الشعر أو النثر دون الإشارة إليه
مثل: لا تغرنك من اظلمة كثرة الحيوش والأنصار إ نما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار
5/ التضمين:
هو تضمين العنى فقط
مثل رحلو ا فلست مسائلاً عن دارهم أنا باخع نفسي على آثارهم
الآ ية في القران (_ فلعلك باهع نفسك علىآثارهم
والآية في القران (فلعلك باخع نفسك على آثارهم)
6= السجع:
هو تتوافق الفاصلتين أو الكلمتين في نهاية الحمل في الحرف الأخير
مثل قال أبو منصور الثعالبي؛ الحقد صدأ القلوب: واللجاج سبب الحروب
7 - الطباق:
وهو جمع الشئ وضده في الكلام مثل
وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود)
8= المقابلة:
هو أن يؤتي بمعنيين أو أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذللك على الترتيب
مثل: قال خالد بن صفوان وهو يصف رجلاً ليس له صديق في السر ولاعدو في العلانية
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 05:32 م]ـ
مرحبا بك أخي الكريم بقايا عمر وشكرا على اتحافنا بهذه الباقة الفواحة من بستان البلاغة الوارف0
مرة أخرى أهلا وسهلا يا عاشق الفصحى0
ـ[بقايا عمر]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 09:59 م]ـ
شكرا على المرور
وعلى هذا الاطرا الجميل
ـ[الأحمر]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 10:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير أخي العزيز على إتحافنا بهذه الفوائد البلاغية(/)
التقوى
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 05:37 م]ـ
التقوى
من خصال التقوى:
إن خيرات الدنيا و الآخرة جمعت تحت كلمة واحدة وهي التقوى: انظر ما في القرآن الكريم من ذكرها.
فكم علق عليها من خير ووعد عليها من ثواب وأضاف أليها من سعادة دنيوية وكرامة، و أخروية و عزة
لتذكر من خصالها و آثارها الواردة:
1 - المدح والثناء: "وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور"
2 - الحفظ والحراسة: "وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا"
3 - التأييد والنصر: "ان الله مع الذين اتقوا"
4 - النجاة من الشدائد والرزق الحلال: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ريرزقه من حيث لا يحتسب"
5 - صلاح العمل: "يا ايها الذبن أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم "
6 - غفران الذنوب: "ويغفر لكم ذنوبكم"
7 - محبة الله: "إن الله يحب المتقين"
8 - قبول الأعمال: "إنما يتقبل الله من المتقين"
9 - الإكرام والإعزاز: "إن أكرمكم عند الله اتقاكم"
10 - البشارة عند الموت:"الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا والاخرة"
11 - النجاة من النار: "ثم ننجي الذين اتقوا "
12 - الخلود في الجنة: "أعدت للمتقين
جعلنا الله من المتقين:;::::::(/)
أسئلة في سورة يوسف
ـ[السراج]ــــــــ[08 - 09 - 2004, 10:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم ..
لدي بعض الأسئلة في سورة يوسف ..
1 - ما الفرق بين (القَصص) - بفتح القاف - و (القصص) - بكسر القاف - من حيث اللغة ولماذا جاءت بالفتح في الآية الكريمة " نحن نقص عليك أحسن القَصص "؟
2 - ما الجمال البلاغي في اختيار الله عزوجل (يا ابت) في قوله " إذ قال يوسف يا أبت " وهل هناك اختلاف بينها وبين (يا ابي)؟
3 - في قوله تعالى " رأيتهم لي ساجدين " هل نعرب (ساجدين) مفعولا ثانيا أم حالا .. ؟
4 - يقول الله تعالى في هذه السورة " ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق " ما المقصود ب (آل يعقوب)؟
وتقبلوا تحياتي .. السراج
ـ[أبو تمام]ــــــــ[09 - 09 - 2004, 01:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إليك بعض ماطلبت:
2) الفرق بين (أبي) و (أبت) أن كليهما يعبر عن لغة لفبيلة معينه فالمعروف أن المنادى إذا كان لفظ أب أو أم ثم أضيف إلى ياء المتكلم له عدة لغات منها (أبي) و (أبت) والتاء في الأخيرة عوضا عن ياء المتكلم المحذوفة.
3) ساجدين: مفعول به ثان لـ رأيتهم (هذا على ما قاله ابن مالك في الرؤية المنامية:
ولرأى الرؤيا انمِ ما لعلما ** طالبَ مفعولين من قبل انتمى
انم ما لعلما: انسبها في العلم للفعل علِم الناصبة لمفعولين) لكن رؤيا الأنبياء حق فهل نستطيع اعتبار الرؤية حقيقية بصرية؟؟؟
4) آل يعقوب: قال القرطبي: أهل دين يعقوب وملته، وقال الطبري: بني يعقوب.
ولعل الأخوة لهم تعليق على ماذكرت.
لك التحية
ـ[حمزة]ــــــــ[10 - 09 - 2004, 12:33 ص]ـ
لكما التحية الأعزاء السراج وأبي تمام
القَصَصْ (بفتح القاف) هو الإسم الصحيح للنوادر أو الحكايات أو الطرائف في اللغة العربية وليس القِصَصْ (بكسر القاف)، وهذه الأخيرة تحسب من الكلمات العامية أو الدارجية وليست من اللغة العربية الفصحى .. والله أعلم
ـ[الأحمر]ــــــــ[10 - 09 - 2004, 10:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القَصص بفتح القاف أي الخبر
القِصص بكسر القاف جمع القِصة
ـ[السراج]ــــــــ[12 - 09 - 2004, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعاً .. ونفعنا بعلمكم بإذنه تعالى ..
ولكي أكون قريباً لدي أسئلة أخرى ..
1 - قرات في بعض كتب التفسير أن اسم يوسف هو اسم أعجمي .. فهل هو كذلك؟
2 - قال تعالى حكاية عن إخوة يوسف " اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين " السؤال .. إلى من يعود الضمير في (بعده)؟؟
3 - هل هناك فرقاً بين (الجب) و (البئر)؟
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 09 - 2004, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألتمس من الأساتذة الكرام الإجابة عن آخر سؤال:
هل هناك فرق بين البئر والجب؟؟
ـ[حمزة]ــــــــ[20 - 09 - 2004, 12:41 ص]ـ
مرحباً بك أخي العزيز / السراج
1/ إسم يوسف نعم هو أعجمي مثل إبراهيم.
2/ الضمير في " من بعده " يرجع إلى يوسف عليه السلام أي بعد أن يقتلوه أو يطرحوه أرضاً يخلو لهم الجو لينالوا حب أبيهم يعقوب عليه السلام مثله مثل الضمير في كلمة " اطرحوه " فإنه يعود إلى يوسف عليه السلام.
3/ الجب نعم هو البئر بدليل أنهم قالوا " وألقوه في غيابة الجب .. " ألقى تفيد الإنزال بقوة من مكان عالٍ إلى أسفل وهذا لا يعني أنعم ألقوه من فوق جبل فسقط على الأرض لكنهم ألقوه في حفرة يعجز عن الخروج منها وطالما عجز عن الخروج منها تسمى بئراً .. والله أعلم
وفقنا الله وإياك لما فيه النجاح والهداية.
ـ[السراج]ــــــــ[21 - 09 - 2004, 09:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي العزيز حمزة
وفقك الله .. وجزاك خيراً
سؤال عابر
علمت بوجود كلمة (بئر) في سورة الحج .. وفي سورة يوسف ذكر (الجب) ما السبب في عدم ذكر البئر بلفظها في سورة يوسف .. ؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 - 10 - 2004, 05:47 م]ـ
كلمة الجُبّ في سورة يوسف
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى في قوله تعالى (قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيّارة إن كنتم فاعلين) أن الجب هي البئر المطوية التي تُحفر لكي يتجمع فيها الماء من باطن الأرض. والبئر المطوية يأتيها استطراق الماء من أسفل، إذن ففي غيابة الجب أي في فجوة من الجب حتى لا يراه أحد. وكلمة غيابة أي المنطقة الخفية من الجُبّ فالجب مخفي بالنسبة للواقف على سطح الأرض ولكن كونهم يريدون أن يخفوه ولا يراه أحد لا يتلاءم مع قوله تعالى (يلتقطه بعض السيّارة) ولقد قلنا إن الشرّ عند الأخيار يتناقص لذلك بدأوا بالقتل ثم قالوا اطرحوه أرضاً أخف من القتل فقد ينجو وقد تفترسه الوحوش، ثم قالوا ضعوه في الجُب عملية أقل ضرراً على الأقل يجد الماء الذي يشرب منه ويحفظ حياته مدة طويلة، ثم يقولون (يلتقطه بعض السيّارة).
وكلمة سيّارة هنا استعملها القرآن الكريم وهي تعمي جماعة سائرون لكنه تعالى لم يقل سائرون لأن السائر هو الذي يقوم بالسير مرة واحدة. وكلمة سيّارة تعني قافلة تحترف السير من مكان إلى مكان ولذلك فهي تعرف دروب الصحراء وتعرف مواقع المياه وتعرف أن هنا جبّاً فيه ماء. أما السائر العادي فلا يعرف لأنه ليس له خبرة. حينما تأتي القافلة وتريد الماء لا يذهبون جميعاً إلى البئر وإنما يذهب بعضهم ليأتي للباقي بالماء وهذا اسمه الوارد أي أن الوارد هو الذي يرد الماء ليأتي به لبقية القافلة.
(من كتاب قصص الأنبياء والمرسلين للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[10 - 10 - 2004, 07:03 م]ـ
سادتي الأفاضل
والله إني لمستمتعٌ جداً بهذه المناقشة. زادكم الله علماً وجزاكم ألف خير.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 08:46 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
إليكم المزيد حول سورة يوسف:
القول الفصل في قضية الهمّ يوسف عليه السلام وامرأة العزيز:
www.islamiyyat.com/yosof.htm
كتاب 100 فائدة من سورة يوسف للشيخ محمد المنجد
www.islamiyyat.com/books.htm
نفعنا الله جميعاً بما نتعلّمه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 - 10 - 2004, 08:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرد مكرر(/)
من بديع بلاغة القرآن
ـ[دعبدالحميد]ــــــــ[10 - 09 - 2004, 05:03 م]ـ
من بلاغة القرآن الكريم
اللفظ في القرآن {اللفظ في القرآن عاشقٌ لمكانه}
يتأنق اسلوب القرآن في اختيار ألفاظه ولما بين الألفاظ من فروق دقيقة في دلالتها يستخدم كلا حيث يؤدي معناه في دقة فائقة تكاد بها تؤمن بان هذا المكان كانما خلقت له، تللك الكلمة بعينها وان كلمة اخرى لاتستطيع توفيه المعنى الذى وفت به اختها فكل لفظة وضعت لتؤدى نصيبها من المعنى اقوى اداء ولذلك لاتجد في القران ترادفا بل فيه كل كلمة تحمل اليك معنى جديدا ولما بين الكلمات من فروق ولما يبعثه بعضها في نفس من ايحاءات خاصة دعا القران الايستخدم لفظ مكان اخر فقال {قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم} فهو لايرى التهاون في استعمال اللفظ ولكنه يرى التدقيق فيه ليدل على الحقيقة من غير لبس ولا تمويه ولما كانت كلمة (راعنا) لها معنى في العبرية مذموم نهى المؤمنين عن مخاطبة الرسول بها فقال (يايها الذين امنو لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا) فالقرآن شديد الدقة فيما يختار من لفظ يؤدي به المعنى.
- وتنكير كلمة حياة في قوله تهالى (واتجدنهم احرص الناس على حياة} يعبر تعبيرا دقيقا عن حرص هؤلاء الناس علي مطلق حياة يعيشونها مهما كانت حقيرة القدر ضئيلة القيمة وعندما اضيفت هذه الكلمة الى ياء المتكلم في قوله تعالى (وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى يقول ياليتني قدمت لحياتي) عبرت ادق تعبير عن شعور الانسان يومئذ وقد ادرك في جلاء ووضوح أن تلك الحياة الدنيا لم تكن الاوهما ىباطلا وسرابا خادعا اما الحياة الحقة الباقية فهي تلك التي بعد البعث لانها دائمة لاانقطاع لها فلا جرم أن سماها حياته وندم على انه لم يقدم عملا صالحا ينفعه في تلك الحياة ...
- ومن دقة التمييز بين معاني الكلمات مانجده من الفرق في الاستعمال بين يعلمون ويشعرون ففي الامور التي ترجع الى العقل وحده امر الفصل فيها تجد كلمة يعلمون صاحبة الحق في التعبير عنها؛ اما الامور التي يكون للحواس مدخل في شانها فكلمة (يشعرون) اولى بها؛
- وتأمل لذلك قوله تعالى {الا انهم هم السفهاء ولكن لايعلمون} فالسفاهه امر مرجعه الى العقل وقوله تعالى {فاما الذي امنو فيعلمون انه الحق من ربهم} وقولة تعالى {اولا يعلمون أن الله يعلم مايسرون وما يعلنون} وقوله تعالى {والذي اتيناهم التاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق} وقوله تعالى الا أن وعد الله الحق ولكن اكثرهم لايعلمون وقوله تعالى بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون) وقوله تعالى {ويعلمون أن الله هو الحق المبين) الى غير ذلك مما يطول بي امر تعداده اذا مضيت قي ايراد كل مااستخدمت فيه كلمة يعلمون وتأمل قوله تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لاتشعرون} فمن الممكن أن يرى الأحياء وان يحس بهم وقوله تعالى {واتبعوا احسن مانزل اليكم من ربكم من قبل أن ياتيكم العذاب بغتة وانتم لاتشعرون} فالعذاب مما يشعر به ويحس وقوله تعالى (واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الاانهم هم المفسدون ولكن لاتشعرون وقوله تعالى قالت {نملة يايها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون} وقوله تعالى {وقلت لاخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لايشعرون} وغير ذلك كثير ...
- واستخدم القرآن كلمة التراب ولكنه حين اراد هذا التراب الدقيق الذي لايقوى على عصف الريح استخدم الكلمة الدقيقة وهي الرماد فقال والذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف) كما انه اثر عليها كلمة الثرى عندما قال {تنزيلا ممن خلق الارض والسموات العلي الرحمن على العرش استوى له مافي السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى} لانه يريد على مايبدو من سياق الايات الكريمة الارض المكونة من التراب وهي من معاني الثرى فضلا عما في اختبار الكلمة من المحافظة على الموسيقى اللفضية.
في فواصل الايات ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبر القران عن القوة العاقلة في الانسان بالفاظ منها واللب والقلب واستخدام القرآنى يراد به تللك الالة التي منحها الله الانسان ليفكر بها ولذا كانت مما سوف يسال المرء عن مدى انتفاعه بها يوم القيامة كالسمع والبصر قال تعالى {وان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا} وتجد هذا واضحا فيما وردت فيه تللك الكلمة من الايات واستمع الى قوله تعالى {قل هو الذى انشاكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا مانشكرون} وقوله تعالى {ماكذب الفؤاد ماراى} وقوله تعالى {ولتصغى اليه افئدة الذين لايؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون} وقوله تعالى {نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة} وقوله تعالى {مهطعين مقنعي رؤسهم لايرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء} ....
أمّا اللب ولم يستخدم في القرآن الا مجموعا فيراد به التفكر الذي هو من عمل تلك الالة تجد هذا المعنى في قوله تعالى {ولكم في قصاص حياة يأولى الالباب
لعلكم تتقون} _ (2: 179) وقوله تعالى (إنّ في خلق السموات والارض واختلاف اليل والنهار لايات لاولى الالباب) (3 - 190) وقولة تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الالباب) (12 - 111) وقولة تعالى (وما يذكر الا أولو الالباب) (2 - 269)
أمّا القلب وهو اكثر هذه الكلمات دورانا في الاستخدام القرآني فهو بمعنى اداة
التفكر في قوله تعالى (لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لايبصرون بها) (7 - 179) وقوله تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها) (22 - 46) وقوله تعالى (ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة (3 - 8) وقوله تعالى (فانها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وهو اداة الوجدان كما تشعر بذلك في قوله تعالى (انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ((8 - 2) وقوله تعالى (واذا زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر (33 - 10) وقوله تعالى يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة يومئذ واجفة (79_ 8) وقوله تعالى (هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا) (48 - 4 - ) وقوله تعالى (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة ورحمة) (75 - 27)
- وهو اداة الارادة كما يبدو ذلك في قوله تعالى (الابذكر الله تطمئن القلوب) (13 - 28) وهو اداة الارادة كما يبدو ذلك في قولة تعالى {أن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين) (28 - 10) وقوله تعالى (وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام) (8 - 11) وقوله تعالى (وليس عليكم جناح فيما اخطاتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم) (33 - 5)
فالقران يستخدم القلب فيما نطلق عليه اليوم كلمة العقل وجعله في الجوف حينا في قوله تعالى (ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه) (33 - 4) وفي صدر حينا في قوله (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) تعبير عما يشعر به الإنسان عند
ما يلم به وجدان او تملؤه همه وارادة ....
.....
من كتاب من بلاغة القرآن للمؤلف أحمد أحمد بدوي
دار نهضة مصر للطبع والنشر - القاهرة
الى اللقاء في موضوع آخر ... بإذن الله
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 09 - 2004, 12:48 ص]ـ
شكرا لك يا دكتور عبدالحميد على هذا الموضوع الماتع، ونتطلع منك إلى المزيد من هذه الموضوعات المفيدة، ولك مني الشكر الأجزل0(/)
من روائع التشبيه في القرآن الكريم
ـ[بحر العطاء]ــــــــ[15 - 09 - 2004, 08:44 م]ـ
:::
من روائع التشبيه في القرآن الكريم:
قال تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24).
شبه القرآن حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها، واغترار الناس بها، بحال ماء نزل من السماء وأنبت أنواع العشب، وزين بزخارفها وجه الأرض كالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة، حتى إذا طمع أهلها فيها، وظنوا أنها مسلمة من الجوائح أتاها بأس الله فجأة فكأنها لم تكن بالأمس.
تأمل بعقلك وخيالك وذوقك نظم الآية الكريمة أنها مكونة من عشر جمل لو سقط منها شيء اختل التشبيه، وانظر إلى هذه الجمل تجد كل جملة تعبر عن مشهد من مشاهد الحياة الدنيا، وقد رتبت ترتيبا عجيبا ً كان كل جملة منها تلد التي تليها، وقد تكونت كل جملة من طائفة من الكلمات تألفت بأصواتها وظلالها وأجراسها فعبرت أصدق تعبير عن المشهد الذي استقلت به، أن نظمها أو حرفا بأخر اختل بمقدار، بحيث إذا أخرت أو قدمت أو غيرت كلمة بأخرى أو حرفا بآخر اختل المعنى، وتبعثرت مشاهد الصورة الدنيوية.
قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (ابراهيم:18).
الذين كفروا في ضياعها، وذهابها إلى غير عودة بهيئة رماد تذروه الرياح وتذهب به بددا إلى حيث لا يتجمع أبدأ.
تأمل نظم الآية تجد كل كلمة قارة في مكانها، مطمئنة في موضعها لا تشكو قلقاً ولا اضطراب، معبرة في دقة وصدق عن معناها، وتأمل تناسق الكلمات وتألقها، وترتيب الجمل وتعانقها، ومخارج الحروف وأصواتها، وإيحاءات الألفاظ واشاراتها تجد نظماً عجيباً لا يقدر عليه إلا خالق الأرض والسماوات.
تأمل كلمة " رماد " إنها توحي بخفة الوزن، وتأمل، " اشتدت " فإنها توحي بسرعة الرياح وتأمل كلمة " عاصف " فإنها توحي بالعنف.
و تأمل كيف أبرز لك هذا التشبيه ببديع نظمه الصورة حية متحركة كأنك تراها وتلمسها.
قال تعالى: (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة:265).
شبه القرآن الصدقات التي تنفق ابتغاء مرضات الله في كثرة ثوابها ومضاعفة أجرها بجنة فوق ربوة أصابها مطر غزير فأخصبت تربتها، وتضاعف أكلها.
تأمل نظم الآية العجيب كلمات إلهية لا يصلح في مكانها غيرها تعبر عن معانيها في دقة وإحكام، وتنبعث منها لطائف وأنوار، وينطوي تحتها الكثير من العجائب والأسرار، وجمل ربانية متناسقة متلاحقة قد فصلت على معانيها بمقدار، وحروف ذات أصوات وأنغام تبعث في الصورة الحركة وتبث فيها الحياة.
تأمل نظم الآية العجيب كلمات إلهية لا يصلح في مكانها غيرها تعبر عن معانيها في دقة وإحكام، وتنبعث منها لطائف وأنوار، وينطوي تحتها الكثير من العجائب والأسرار، وجمل ربانية متناسقة متلاحقة قد فصلت على معانيها بمقدار، وحروف وأنغام تبعث في الصورة الحركة وتبث فيها الحياة.
إنما من يقرأ الآية الكريمة، يتذوق خلاوتها يخيل إليه أنه يرى هذه الصورة الغيبية الخفية أمام عينيه وأنه يلمسها ويتقراها بيديه.
أبعد هذا التصوير يأتي مكابر مجهول يصف التشبيه القرآني بأنه عن الإعجاز معزول؟
قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:41).
(يُتْبَعُ)
(/)
شبه القرآن الكريم حال هؤلاء الذين اتخذوا من دون الله أندادا في لجوئهم واحتمائهم بهؤلاء الأنداد الضعفاء المتناهين في الضعف بحال العنكبوت حينما تأوي إلى بيتها الضعيف الواهن وتحتمي به.
صورة عجيبة تلح على الحس والوجدان، وتجتذب إليها الألتفات، وتسترعي الانتباه، وتسترق الأسماع وتبهر الألباب وتستولي على الأحاسيس والمشاعر، ويقف أمامها دهاقين الكلام حيارى يتساءلون كيف نظمت هذه الصورة؟ وكيف تكونت؟ ثم لا يجدون من يجيبهم على تساؤلاتهم، لأن البشر مهما أوتوا من البراعة والبيان لا يمكنهم الوصول إلى معرفة سر نظم القرآن.
إنها تصور لك هؤلاء العباد الغافلين بصورة العناكب الضئيلة الواهنة، وتصور لك هؤلاء الضعفاء العاجزين بصورة بيت العنكبوت الذي يضرب به المثل في الضعف والوهن.
و أظنك أيها القارئ الكريم لست في حاجة إلى أن أحدثك عن نظم هذه الصورة البلاغية فذلك متروك لذوقك وإحساسك، ولكنني أدعوك إلى النظر والتأمل في الكلمات التي اختيرت للمشبه به ونظمت منها صورته ":كمثل العنكبوت اتخذت بيتا .. " هل في مقدورك أو في مقدور أي بليغ مهما كان حظه من الفصاحة البيانية، ومهما كان يحفظ من مفردات اللغة العربية أن يأتي بألفاظ تسد مسد هذه الألفاظ التي نظمت منها صورة المشبه به؟ إن أحداً من البشر لن يستطيع، واللغة العربية على اتساع مفرداتها ليس فيها ما يسد مسد هذه الألفاظ.
إنها الصياغة الإليهة يقف البشر أمامها عاجزين حيارى مذهولين.
قال تعالى: {174} وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ {177} [سورة العنكبوت].
تأمل الصورة التشبيهية التي اشتملت عليها الآية الكريمة.
لقد شبه القرآن الكريم في هذه الآية حال الكذب بآيات الله في إصرار على ضلاله في جميع أحواله كالكلب في إدامه اللهثان.
إنها صورة فنية رائعة أحكم القرآن الكريم صياغتها، وأجادت الريشة الإلهية رسمنها، تكشف في جلاء ووضوح عن حقيقة هذا الكذب الضال، إنه حقير قذر، لا يؤثر فيه النصح والإرشاد ولا ينفع معه الوعظ والتذكير، قد ركب رأسه، ولج في ضلاله، واتخذ الشيطان إلها من دون الله ثم تأمل الكلمات التي نظمت منها صورة المشبه به لا تجد في مفردات اللغة ـ على كثرتها، من بقوم مقامها ويسد مسدها، ثم تأمل كلمة " الكلب " وحدها لا تجد كلمة في اللغة تصور هذا المعنى وتبرزه في صورة حية متحركة سواها، إذ كل مخلوق إنما يلهث من مرض أو عطش أو إعياء إلا الكلب فإنه يلهث في جميع أحواله في حال الدلال وفي حالة الراحة، وفي حالة الصحة والمرض وفي حالة الري والعطش.
قال تعالى: {21} وَحُورٌ عِينٌ {22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ {23} جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {24} [سورة الرحمن].
شبه القرآن الكريم الحور العين باللؤلؤ المكنون في الصفاء والنقاء والهدوء والصيانة.
تأمل نظم هذه الصورة التشبيهية الإلهية أنه فوق طاقة البشر. ثم تأمل هذه الكلمة العجيبة " اللؤلؤ " هل في مقدورك أو في مقدور أي بليغ مهما أوتي من البراعة والبيان أن يأتي بكلمة أخرى تؤدي معناها، وتصور ما صورته؟ ثم تأمل الدقة في صفة هذا اللؤلؤ بكونه مكنونا.
إن اللؤلؤ فيه الصفاء والهدوء والنقاء، وهو أحجار كريمة من شأنها أن تصان ويحرص عليها.
تأمل الارتباط العجيب والصلة الوثيقة بين الحور العين واللؤلؤ المكنون، إنه الإعجاز يلبس ثوب التشبيه فيقف البلغاء أمامه ضعفاء قد استولت عليه الحيرة وسيطرت على عقولهم الدهشة وداعبت أنامل الإعجاب حبات قلوبهم. فخروا ساجدين لعظمته، وشهدوا بأنه البيان الإلهي الذي لا يقدر عليه بشر.
قال تعالى: {3} يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ {4} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ {5} فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ {6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ {7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ {8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ {9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ {10} نَارٌ حَامِيَةٌ {11} [سورة القارعة].
شبه القرآن الكريم الناس يوم القيامة بالفراش المبثوث في ضعفهم وضالتهم وتهافتهم.
و شبه الجبال بالعهن " الصوف " المنفوض في هشاشتها وخفتها.
مشهدان رائعان رسمتهما الريشة الإلهية فأجادت وأعجزت، وسخرت وأدهشت.
تأمل هذه الكلمة " الفراش " إنها تصور لك بظلها وجرسها، وإيحائها الناس في هذا اليوم في منتهى الضعف والضالة، وهم مستخفون من هول هذا اليوم.
و تأمل الدقة في وصف الفراش في وصف الفراش بكونه مبثوثاً أن هذا الوصف يصور لك كثرة الناس في هذا اليوم وتهافتهم. ثم حدثني بربك هل في مفردات اللغة كلمة تصور هذا المشهد سوى هذه الكلمة القرآنية؟
و هل هناك أعجب من هذه الدقة في وصف الفراش بكونه مبثوثاً؟.
ثم دقق نظرك في كلمة " العهن " هل في قواميس اللغة العربية كلمة أقدر على تصوير هذا المشهد من هذه الكلمة؟ إنها بجمالها وظلها وجرسها الساحر تصور لك الجبال الضخمة الثابتة بالصوف المنقوش الذي تتقاذفه الرياح الهوج. ثم تأمل بعقلك ر خيالك الدقة والإحكام في وصف العهن بكونه منفوشاً إن هذا الوصف يصور لك الجبال الضخمة الثابتة في منتهى الهشاشة والخفة.
إنه النظم القرآني يبهر العقول، ويطير بالألباب، ويذهب بسر البلاغة وسحر البيان.
(منقول)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الناي الحزين]ــــــــ[04 - 06 - 2007, 11:06 م]ـ
جزاك الله خير
وبورك فيك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 09:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الوقفات الجميلة، لكن عندي استفسار عن الآية التي أوردتها: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:41).
فهل المقصود في الاية وهن بيت العنكبوت فقط، فإذا كان الجواب نعم فهل يحتاج معرفة هذا الوهن إلى آية من الله، ومن ثم تختم الآية ب لو كانوا يعلمون، فهل يحتاج معرفة وهن بيت النكبوت إلى هذا، لابد أن يكون الأمر أكبر من ذلك الكريم بحر العطاء.
ـ[أحلام]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 02:58 م]ـ
ماشاء الله
وجزاك الله خيرا
ـ[ابو شذى]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 11:01 م]ـ
مشكور كل الشكر والله يكرمك بكل ماتحب
http://http://www.melody7.com//up/upload1/2231-696-5929.bmp
ـ[ابو شذى]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 11:02 م]ـ
http://www.melody7.com//up/upload1/7474-794-701.gif
ـ[الأسد]ــــــــ[16 - 06 - 2007, 01:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا الاختيار , فهذا الموضوع يجعل الإنسان أكثر صلة وقربا من القرآن الكريم.(/)
الحزن
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 09 - 2004, 12:33 ص]ـ
الفرق بين “الهم والغم”:
أن الهمّ هو الفكر في إزالة المكروه واجتلاب المحبوب
والغمّ معنى ينقبض القلب معه ويكون لوقوع ضرر قد كان، أو توقع ضرر يكون أو يتوهمه، وقد سمي الحزن الذي تطول مدته حتى يذيب البدن: هماً، واشتقاقه من قولك انّهَم الشحم إذا ذاب وهَمهُ إذا أذابه
الفرق بين “الحُزْنِ” والكَرْبِ”:
أن الحزن تكاثف الغم وغلظه، مأخوذة من الأرض الحَزْنِ وهي الغليظة الصلبة
والكرب تكاثف الغم مع ضيق الصدر، ولهذا يقال لليوم الحار: يوم كرب لأنه يؤدي الى ضيق الصدر، وقد كُرِبَ الرجل وهو مكروب، وقد كَرَبَهُ إذا غمه وضَيقَ صدره.
(الحزن والكآبة)
الفرق بين “الحُزْنِ” و”الكآبةِ”: أن الكآبة أثر الحزن البادي على الوجه ومن ثم يقال: عَلَتْهُ كآبة ولا يقال: علاه حزن أو كرب، لأن الحزن لا يرى ولكن دلالاته على الوجه. وتلك الدلالات تسمى كآبة.
الفرق بين “الحَسْرَةِ” و”الأسفِ”:
أن الحسرة غمّ يتجدد لفوت فائدة فليس كل غم حسرة
والأسف حسرة معها غضب أو غيظ، والآسف: الغضبان المتلهف على الشيء ثم كثر ذلك حتى جاء في معنى الغضب وحده في قوله تعالى: “فلما آسفونا انتقمنا منهم” أي أغضبونا.
الفرق بين “الحُزْنِ” و”البَث”
أن قولنا: “الحزن” يفيد غِلَظَ الهم
وقولنا “البث” يفيد أنه يَنْبَث ولا ينكتم، من قولك: أبْثَثْتُهُ ما عندي، وبَثَثْتُهُ إذا أعلمته إياه. وأصل الكلمة كثرة التفريق، ومنه قوله تعالى: “كاَلْفَرَاشِ المَبْثُوثِ”.
--------------------------------------
منظومة حزن
الحزن– الضَيْق – الحسرة – الأسف – الابتئاس – الهمّ – الغمّ – النّكد - الأسى
الحزن كلمة تنطوي تحتها عدة كلمات كلها تُشكّل منظومة الحُزن. وهذه الكلمات تُعبّر عن حالة ضد الفرح والسرور والارتياح وكل كلمة ترسم في هذا الباب زاوية دقيقة لا تُغني عنها كلمة أخرى.
الحزن: عندما يغلب على مشاعرك شيء تكرهه وتأسف على ما فات فأنت تحزن وسٌمّيَ حينئذ حزناً، وهو أعمّ وأشمل من أية كلمة (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) طه) (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) القصص) (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) النحل). وينقسم الحزن إلى عدة حالات:
الضَيْق: من الحزن ما هو ضيق أي الشعور بعدم تحقيق الهدف. كأن تكون أمامك مهمة أو هدف لكن بعض الظروف والأوضاع أو الأشخاص يحولون بينك وبين تحقيق الهدف فيصيبك ضيق. (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) النحل) (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) النمل).
الحسرة: كانت أمامك فرصة عظيمة سهلة المنال ثم لم تأخذها لتقصير منك أو تخلفك عنها فتشعر بالحسرة. مثال إذا دُعيت لاستلام جائزة عظيمة وطُلِب منك الحضور في موعد محدد لاستلام الجائزة ثم تخلّفت عن الموعد لسبب ما تشعر بالحسرة. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) آل عمران) (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39) مريم) (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) يس) (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) الزمر) (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الحاقة).
الأسف: هو حزن يبعث على الغضب ويثير الحزن في نفسك الغضب وحب الانتقام فمتى كلن ذلك على من دونه انتشر فصار غضباً ومتى كان على من فوقه انقبض فصار حزناً. (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا) (فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) الزخرف) (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف) (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) يوسف) حزن يعقوب ? على يوسف مشوب بالغضب على إخوة يوسف. والأسف هو كل حزن عميق على شيء مهم جداً يثير غضباً.
الابتئاس: هو كل ما كان ناتجاً عن البأساء من فقر أو مرض أو قهر عدو، هذا الحزن يؤدي إلى انهيارك لشدة الفقر أو شدة المرض أو قهر العدو. (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) يوسف) (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) هود).
الهمّ: مأخوذ من اسم المصدر (المهمة). هو الحزن على عدم قدرتك على مهمة عظيمة ثقيلة عليك حُكم بلاد مثلاً أو أولاد كُثُر ولا يوجد ما تنفقه عليهم أو امتحان صعب والهمّ يُذيب قلب المهموم ويُضعفه ويُذهله لأنه يطول فالحزن قد يكون ساعة والأسف قد يكون يوماً والحسرة قد تكون أياماً أما الهمّ فيطول كهمّ الاولاد من صغرهم حتى يكبروا يتعلموا ويتزوجوا وينجبوا فهمّهم يكول. فالحزن إذا كان من أجل عدم قدرتك على مهمة عظيمة تُحبّها يُسمى همّاً. وجاء في الحديث الشريف "إن من الذنوب ذنوباً لا يغفرها إلا الهمّ للعيال". (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) آل عمران آية 154.
الغمّ: هو الحزن الذي تشعر به وأنت في محنة تظن أنها مُهلِكة أو كُربة لا بد أن تقضي عليك يسمّى غمّاً. مثال ما حصل مع يونس ? حينما التقمه الحوت وهو يمشي على شاطئ البحر فظنّ أنه هالك لا محالة فهو في كربة عظيمة ما ظنّ أنه ناجٍ منها فنادى في بطن الحوت (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الانبياء) فنجّاه الله تعالى من الغمّ. وهكذا على كل من أصابه غمٌ ظنّ أنه لا يستطسع أن ينجو منه فعليه أن يلجأ إلى الله كما فعل ذو النون لأن الله تعالى قال في الآية (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ). وقال تعالى (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) طه) (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) الحج).
النّكد: الحزن الناتج عن خيبة الأمل والنكد هو الذي يكون جُهده لا يأتي إلا بمردود ضعيف جداً. كأن تكون في امتحان تتوقع أن تحصل على درجة ممتازة فتحصل على درجة منخفضة أو تاجر قدّر أن ربحه سيكون كبيراً من تجارته فلم يربح إلا القليل أوالمزارع الذي يتوقع أن يكون محصوله الزراعي عظيماً فيخرج النبات بائساً قليلاً لا يساوي الجهد الذي بذله. قال تعالى (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الأعراف) والبلد الخبيث هو البلد الذي فيه ظُلم وقلنا سابقاً أن النبات يتأثر بواقع الزُارع وبواقع الحُكم في البلد فالبلد العادل يبارك
(يُتْبَعُ)
(/)
الله تعالى في زرعه ونباته كما حدث في دولة الإمارات التي أصبح لديها الآن أكثر من 50 مليون نخلة مع أنه ليس لديها أنهار بينما انخفض معدل النخيل في العراق من الظلم الذي ساد هذه البلاد.
وأضيف إلى هذه الكلمات كلمة الأسى وكلمة الكَرْب وهما كما أظن والله أعلم من ضمن المنظومة
الأسى: وهو الحزن وحقيقته اتباع الفائت بالغمّ يُقال اسيت عليه أسى وأسيت له (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26) المائدة) (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) المائدة) (لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد) (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93) الأعراف).
الكَرْب: وهو الغمّ الشديد والكُربة كالغُمّة وأصل ذلك من كرب الأرض وهو قلبُها بالحفر فالغمّ يٌثير النفس إذارة ذلك أو من الكَرَب وهو عقد غليظ في رشا الدلو وقد يوصف الغمّ بأنه عقدة على القلب يُقال أكربت الدلو. (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) الأنبياء) و (وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) الصافات) (وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) الصافات)
أثر وفلسفة الحزن:
الحزن عموماً شعور فاضل قال الرسول ? في الحديث: "إن هذا القرآن أُنزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تستطيعوا فتباكوا" وكان الرسول ? لا يُرى إلا حزيناً لأن الحزن يعني أن ما حزلك ليس كما ترضاه أو تتمناه والحزن قانون بشري وهو يفرض نفسه على الانسان وقد قال الرسول ? في موت ولده ابراهيم "إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا" وهذا هو محل النهي عن الحزن (لا نقول إلا ما يُرضي ربنا) عندما يطلب ربنا تعالى من رسوله أو منا أن لا نحزن فهو لا ينهانا عن الحزن الطبيعي الذي هو قانون البشر وإنما ينهانا عن آثار الحزن السلبي (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج) والنهي عن البكاء ولطم الخدود وشق الجيوب "إن الميت ليُعذّب ببكاء أهله". وكل حزن يؤدي إلى أثر سلبي فهذا هو المنهي عنه لأنه خلاف الصبر والله تعالى بشّر الصابرين (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) البقرة). فالنهي إذن هو أن لا تصل بحزنك الذي هو عبادة عظيمة إلى معصية وقد جاء في الأثر:" الحزين في ظلّ الله يوم القيامة" فالحزن يمكن استغلاله كعبادة عظيمة وهو نوع من تصفية النفس وتجعل المحزون قريباً من الله تعالى.
وقد جعل الله تعالى الحزين مكرّماً ودلّنا الرسول ? كيف ننجو من الحزن إذا كان شديداً فقد جاء في الحديث الشريف: "ما من عبد أُصيب بحزن وقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حُكمك عدلٌ فيّ قضاؤك أسألك بأسمائك الحسنى كلها وبكل اسم هو لك سميّت به نفسك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب غمي إلا أبدل الله حزنه فرحا وكشف الله كربه" وقال الرسول ? عن هذا الحديث:" من سمعه فليتعلّمه" أي فليحفظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الله تعالى عندما جعل القوانين تجري على البشرية من فرح وشقاء ونصر وهزيمة وسعادة وحزن جعلها وفق منظومة دقيقة من حيث التطبيق العملي الذي يكون في محيط المشروع وفي محيط التحضّر الإنساني العظيم الذي كرّم الله تعالى به بني آدم وهذا الانسان المكرّم في سلوكياته أرسله الله تعالى بعد أن نفخ فيه تعالى من روحه ولا يليق بالانسان أن يتدنّى به إلى مرحلة الحيوانية.
والحزن فرصة للحزين أن لا يُبقي الله عزّ وجلّ عليه ذنباً كما في الحديث " إن العبد لتسبق له المزلة عند الله فلا يبلغها بعمله فيسلّط الله تعالى عليه الهمّ والحزن فيبلغها بذلك" وليس عيثاً أن الحزين في ظلّ الله تعالى يوم القيامة. والحزن هو من المصائب التي قد تعمي العيون كما حصل مع يعقوب ? (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) يوسف) الذي كتم حزنه بدون شكوى فقال (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)) لكنه أوكل أمره إلى الله تعالى وهكذا يجب على المحزون أو يوكل أمره إلى ربه تعالى ويقترب بحزنه من الله تعالى فيتكفّل سبحانه بما أنت حزين من أجله وكل من أصابته مصيبة فقال (إنا لله وإنا إليه راجعون) فإن الله تعالى يجعله في مرحلة (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة) وكلما تذكّر مصيبته فاسترجع كما فعل في أول يوم يعطيه الله تعالى مثلما أعطاه في الرمة الأولى من رفعة درجة ومفغرة ذنب.
وهناك الحُزن والحَزَن والبعض يقول الثانية هي من أدوات الحُزن لكن هذا الكلام ليس منضبطاً إنما الحُزن والحَزَن لغة واحدة فيما عدا أن الحَزَن هو حزن لا يذهب (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) فاطر) (فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) القصص) ففرعون بقي للنهاية وموسى له عدو وحَزَن.
الحسرة: هذه أعجوبة العجائب وهي أن تتاح لك فرصة هائلة ثم تفقدها بشكل نهائي لا رجاء بالعودة إليها لكنك ضيّعتها بشكل يدل على حُمق وسوء حظ. كل شيء في حياتك له قيمة عالية مادية أو معنوية تفقده بشكل نهائي بسبب تافه يورثك حسرة كما أصاب سيدنا يعقوب ? فهو كان يعلم أن إخوة يوسف يغارون منه ويحقدون عليه ومع هذا سمح لهم بأن يأخذوه ووصى أولاده بأن ينتبهوا له وهو غير مطمئن (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)) فكيف فرّط بيوسف وحصل ما حصل فقال (وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) والحسرة في الدنيا كثيرة مثل فوات منصب أو جائزة أو زواج من امرأة معينة كلها ضاعت بسبب تصرف سخيف لكن حسرات الدنيا فانية لكن المصيبة الكبرى هي الحسرة يوم القيامة وهي التي لا علاج لها وهي تقطع الأكباد ولذلك سمّى تعالى يوم القايمة بيوم التغابن لأن الإنسان يشعر يومها بأنه مغبون غبِن نفسه فسيصاب بالحسرة بحيث ضاعت عليه المكانة في جنة الخلد وفي الحديث الشريف:" لا يتحسّر أهل الجنة إلا على ساعة لم يذكروا فيها اسم الله عزّ وجلّ" يتحسرون لما يروه من نعيم من ذكر الله دائماً ويتمنون لو أنهم ذكروا ربهم أكثر في الدنيا لينعموا بهذا العطاء وتلك المكانة العالية في الجنة. والذكر من أعظم العبادات والأذكار المأثورة الواردة علينا أن نتمسك بها منها أذكار بعد الصلاة وعند سماع المؤذن وعند الدخول والخروج من البيت وعند الأكل واللبس ونزول المطر وغيرها من الأذكار المأثورة ومن سمع المؤذن فقال بعد قوله أشهد أن لا إله إلا الله: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت رضيت بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمد نبياً فليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت". وفي الحديث " ذهب الذّاكرون بكل خير يضع الذكر عنهم أوزارهم" "أحبُّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ" والأحاديث في هذا الباب كثيرة. ومن حسرة المسلم أيضاً يوم القيامة من لم يحفظ البقرة وقد كان قادراً عليها في الدنيا لشدة ما سيرى من عطاء الله تعالى لحافظ البقرة كما في الحديث "البقرة أخذها بركة وتركها حسرة" وحسرات أهل الجنة تنطلق من اهمالنا لكل ما يُحبّه الله تعالى كالذاكرين والمتطهرين والتضرع والتوابين والدعاء فهذه عبادات سهلة جداً وأن يكون الانسان على وضوء دائم طيلة يومه وأن يذكر الله تعالى بالأذكار المأثورة هذه العبادات السهلة إن قصّرنا فيها ستكون علينا حسرة يوم القيامة لأننا فرّطنا فيها.
أما الحسرة العظمى فهي حسرة دخول النار (وأنذرهم يوم الحسرة) يتحسّر الكافر على ما أشرك بالله من شركاء وأنكر الخالق وهو في قرارة نفسه كان على علم بأن لهذا الكون خالق واحد (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل) لغبائه وعدم مسؤوليته أشرك بالله وسيصاب يوم القيامة بالحسرة الكبرى العظيمة
المصار: كتاب الفروق + برنامج الكلمة وأخواتها في القرآن الكريم
للشيخ أحمد الكبيسي، من موقع إسلاميات
www.islamiyyat.com/kalema.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 09 - 2004, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أختي الكريمة .. أنوار
على الموضوع الثري بمعلوماته ..
ولكن كنت أتساءل دائماً أن في سورة فاطر ذكر الله جل جلاله كلمة الحَزن بالفتح .. وكنت قد ربطت بينها وبين الحُزن بالضم ..
السراج(/)
سؤال ..
ـ[الصدر]ــــــــ[17 - 09 - 2004, 02:34 ص]ـ
س/ يقال أن المجاز هو استخدام الكلمة في غير معناها الأصلي لذا هل لنا أن نقول أن في القرآن مجازا؟
سنقول لا. إذن لماذا تورد أمثلة عليه من القرآن؟
س/ ملمعنى عبارة (مجاز مرسل)؟ ولم سمي المجاز المرسل بهذا الاسم؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[30 - 09 - 2004, 12:57 ص]ـ
أخي الكريم
أما المجاز فقد دار حوله حديث طويل في هذاا القسم سابقا
والناس حوله ما بين مؤيد ومعارض
ومن حجج المعارضين أن القدماء لم يذكروه
مع إن من القدماء من ذكره تطبيقا بالوصف والمثال في كتبه دون اسمه
والأسماء والمصطلحات هي مما يتأخر العلماء في وضعه
وكنت قبل قليل أرد على سؤال في القسم اللغوي عن الجر والهمز يؤكدان تأخر الاسم مع استمرار العمل بالمسمى
ومنكر المجاز منكر للاستعارة أيضا باسمها
ويسمى المرسل بهذا الاسم لأنه غير محدد العلاقة أخذا من الإرسال بمعنى الإطلاق
أما الاستعارة فتكون علاقتها محددة وهي المشابهة
والاستعارة والمجاز المرسل هما نوعان يسميهما العلماء بالمجاز اللغوي(/)
أغراض التشبيه
ـ[الصدر]ــــــــ[18 - 09 - 2004, 06:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آمل منكم التكرم بالإجابة عن هذا السؤال فلا خاب من استشاركم:
س/ بين الغرض من التشبيه:
1 - ((الذين يأكلون الربا لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)).
2 - ((مثل المؤمن مثل النحلة لاتأكل إلا طيبا ولاتطعم إلا طيبا)).
3 - فإنك شمس والملوك كواكب ==إذا طلعت لم يبد منهن كوكب.
4 - وكنا في اجتماع كالثريا = = فصرنا فرقة كبنات نعش
5 - أرى كل ذي جود إليك مصيره = = كأنك بحر والملوك جداول
6 - إن القلوب إذا تنافر ودها = = مثل الزجاجة كسرها لايشعب
7 - أبوك لنا غيث نعيش بسيبه = = وأنت جراد ليس تبقي ولا تذر.
8 - كأن سهيلا والنجوم وراءه = = صفوف صلاة قام فيها إمام
9 - دانٍ إلى أيدي العفاة وشاسع = = عن كل ندٍ في الندى وضريب
كالبدر أفرط في العلو وضوؤه = = للعصبة السارين جد قريب
ـ[الكاتب1]ــــــــ[19 - 09 - 2004, 01:10 ص]ـ
بين الغرض من التشبيه:
أولا: أخي الكريم / أحب أن أنبه إلى أن أغراض الشعر يمكن أن ندركها بذوقنا وفكرنا لذا قد يكون الغرض عند بلاغي مختلفا عند الآخر ولكن لايكون الاختلاف متباينا بل لابد من كونه متقارب فمثلا في قول الشاعر:
فإنك شمس والملوك كواكب ==إذا طلعت لم يبد منهن كوكب.
فبلاغي يرى الغرض بيان حالة المشبه، و آخر يراه تحسين المشبه
لذا فأنا سأحاول توضيح الغرض حسب تذوقي للأبيات ولعل من لديه حس بلاغي يسعفنا به
1 - ((الذين يأكلون الربا لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)).
تقبيح المشبه
2 - ((مثل المؤمن مثل النحلة لاتأكل إلا طيبا ولاتطعم إلا طيبا)).
تزيين المشبه
3 - فإنك شمس والملوك كواكب ==إذا طلعت لم يبد منهن كوكب.
تحسين المشبه ومنهم من يراه بيان حال المشبه
4 - وكنا في اجتماع كالثريا = = فصرنا فرقة كبنات نعش
قد يكون بيان حال المشبه؟؟
5 - أرى كل ذي جود إليك مصيره = = كأنك بحر والملوك جداول
تحسين المشبه
6 - إن القلوب إذا تنافر ودها = = مثل الزجاجة كسرها لايشعب
تقرير حالة المشبه
7 - أبوك لنا غيث نعيش بسيبه = = وأنت جراد ليس تبقي ولا تذر.
استتطراف المشبه
8 - كأن سهيلا والنجوم وراءه = = صفوف صلاة قام فيها إمام
الاستطراف
9 - دانٍ إلى أيدي العفاة وشاسع = = عن كل ندٍ في الندى وضريب
كالبدر أفرط في العلو وضوؤه = = للعصبة السارين جد قريب
بيان إمكان المشبه أي " كونه ممكن "
ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 09 - 2004, 02:37 ص]ـ
السلام عليكم
شكرا للأخ الصدر والأستاذ النحوي الصغير على الجواب، ولي ملحوظة وهي بخصوص البيت الثامن:
8 - كأن سهيلا والنجوم وراءه = = صفوف صلاة قام فيها إمام
رغم عدم معرفتي لقائل هذا البيت، إلا أنه في رأيي تشبيه فاسد وقائله جاهل، وذلك لسببين:
الأول: أن النجوم ليست وراء سهيل0
الثاني: أن اصطفاف النجوم ليس كاصطفاف المصلين، لأن اصطفاف المصلين منتظم، والنجوم مبعثرة 0
وإن قال قائل: ربما يقصد انفراد سهيل في الجنوب واحتشاد النجوم في السماء، سنقول: هذا خطأ أيضا، لأن الجدي منفرد في الشمال ولايسير مع النجوم0
وأجمل ما قرأت في وصف سهيل، هو قول البحتري:
كأن سهيلاً شخصٌ ظمآنَ جانحٍ ... من الليلِ في نهر من الماء يكرعُ
والله تعالى أعلم وأحكم0
ولكم أعذب التحايا
ـ[الصدر]ــــــــ[19 - 09 - 2004, 01:08 م]ـ
هل لي أن أعرف معنى قولهم: بيان إمكان المشبه؟
فقد رأيت ما أبديته أخي النحوي من إيضاح ولكن لازال الإشكال موجودا.
وكذلك مامعنى: استطراف المشبه؟
تقبلوا تحياتي
ـ[نبراس]ــــــــ[29 - 09 - 2004, 04:06 م]ـ
استطراف المشبه , أحد أغراض التشبيه.
استطرافه (أي عده طريفا حديثا) إما لإبرازه في صورة الممتنع عادة كما في تشبيه (فحم فيه جمر متقد, ببحر من المسك موجه بالذهب)
وإما لندور حضور المشبه به في النفس عند حضور المشبه , كقوله:
أنظر اليه كزورق من فضة 000 قد أثقلته حمولة من عنبر
الحمولة مايحمل فيه ويوضع ـ والمقصد من التشبيه في البيت السابق (وجود شئ أسود داخل أبيض)
المرجع (جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع) تأليف: السيد أحمد الهاشمي
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[29 - 09 - 2004, 11:40 م]ـ
من أغراض التشبيه: بيان إمكان المشبه حين يأتي بالمشبه فيظن المستمع أنه غير ممكن التحقق، فيأتي بالمشبه به ايثبت هذا الإمكان ويبرهن عليه
مثال: (قد يشيب الفتى) وليس عجيبا ** أن يرى النور في القضيب الرطيب
فكأن (القول الأول) كان عجيب الوقع أو موطن إنكار من السامع، فصور له الشاعر الأمر بصورة ممكنة حين قارته بالممكن المشاهد الذي يشبهه
أغراض أخرى:
ـ تقرير حال المشبه حتى تتضح صورته في نفسك وتثبت في قلبك ثبوتا يصل بك إلى اليقين
ـ بيان مقدار المشبه كقوله تعالى: ولله غيب السموات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب
ـ بيان حال المشبه كقول الشاعر:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على ** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
ـ الاستطراف يكون في حالة غرابة الصلة بين المشبه والمشبه به، أو عند إرادة تصويره في صورة ما يمتنع في العادة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبداللطيف]ــــــــ[07 - 10 - 2004, 10:58 م]ـ
أولاً أشكر الأخت أنوار الأمل على هذا التوضيح اللطيف حول معنى (إمكان المشبه) ولعلي أضيف أن معناه يتضح من خلال النظر إلى المشبه فإ ن كان معناه مستعصياً وذلك لمخالفته للواقع أو لفهم القارىء فإننا نأتي بالمشبه به حتى يزيل هذا الغموض ومثال ذلك قول الشاعر:
دنوت تواضعاً وعلوت قدراً فشأناك انخفاضٌ وارتفاعٌ
كذاك الشمس تبعد أن تسامى ويدنو الضوء منها والشعاع
فلو نظرنا إلى المشبه في البيت الأول لوجدناه يثير التساؤل إذ كيف يكون يجمع هذا الممدوح بين صفتين متناقضتين وهما القرب والبعد فأتى بالمشبه به ليزيل هذه الغموض وهو أن الشمس بعيدة في مكانها ومكانتها وفي نفس الوقت قريبة بشعاعها وضوئها. والله اعلم ولعلي أكون قد وفقت في الإجابة على أخي الصدر.
ـ[حميدي2005]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 04:54 م]ـ
شكرا
وجزيتم خيرا(/)
الليلة ضروري جداً .....
ـ[أميرة الحزن]ــــــــ[18 - 09 - 2004, 07:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو مساعدتكم في هذه الليلة لي
قال تعالى ((ووالد وما ولد)) فكل من الوالد والولد مشتق من الولادة بمعنى يعتبر جناس الاشتقاق. هل هذا الكلام صحيح وإذا كان صحيحاً ما تعريف جناس الاشتقاق؟
وقال تعالى ((وهديناه النجدين)
ما نوع الاستعارة هنا.
أرجو الإجابة على هذه الاسئلة الليلة.
;)(/)
بلاغة الصف الثالث الثانوي
ـ[الصدر]ــــــــ[22 - 09 - 2004, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فقد جعلت هذه الصفحة لأسئلة البلاغة للصف الثالث الثانوي
أرجو من أساتذتي التفاعل معها لتعم الفائدة أخاكم وغيره من مرتادي المنتدى وعلي أبدأ بأغراض التشبيه:
استخرج طرفي التشبيه , وبين غرضه فيما يأتي:
1 - قال عليه السلام: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)).
2 - وقوله عليه السلام: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)).
3 - وكنا في اجتماع كالثريا = = فصرنا فرقة كبنات نعش
4 - أرى كل ذي جود إليك مصيره = = كأنك بحر والملوك جداول
5 - وهم غرابيل الحديث إذا وعوا = = سرا تقطر منهم أو سالا
كون تشبيهات الغرض منها ما يأتي:
1 - بيان صفة صديق حميم
2 - تزيين المروءة
3 - تقبيح التدخين
4 - تصوير من يجتهد ويتحقق له النجاح بصورة محسوسة.
ـ[الصدر]ــــــــ[23 - 09 - 2004, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن توضحوا لي معنى ((بيان الصفة))
حيث أن من أغراض التشبيه بيان الصفة لذا مامعنى هذا لقد اتضح لي من الاستقراء أن هناك صفة مابين المشبه والمشبه به كقولنا:
الأرض كالكرة ... وكقولنا: شجر النارنج كشجر البرتقال
فهذين المثالين واضحين تماما لأن صفة الكرة (الشكل الكروي) كالأرض في شكلها الكروي كذلك.
وكذلك شجر النارنج في صفته الشكلية كشجر البرتقال ... ولكن الصعوبة تكمن في المثال التالي: المؤمن مرآة أخيه
فكيف يكون الغرض بيان صفة المشبه؟
شاكرا للجميع مشاركته
راجيا أن أجد ضالتي عاجلا فضلا لا أمرا
ـ[نبراس]ــــــــ[29 - 09 - 2004, 03:49 م]ـ
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أولا أريد أن أوجه لك نصيحة:
لاتأخذ بقواعد الكتب المدرسية الصحة المطلقة, فأكثر قواعدها وأمثلتها لاتفي بالغرض المطلوب, وبعضها يكون
مخالفا نوعا ما للقاعدة الأساسية , إما للتبسيط أو غير ذلك, ـ أعني ـ يغلب عليها الاختصار الشديد وعدم الدقة.
هذا ماقد بلغني من أحد الأساتذة.
وقد تأكدت بنفسي,
والدليل على ذلك: درس أغراض التشبيه مثلا.
فقد تجاهلوا الكثير من الأغراض وحصروها في أغراض معينة وأتوا بأمثلة لاتتوافق مع ماطرحوه للطلاب,
فمن أجل ذلك لابد عليك إن كنت معلما أن ترجع لأمهات الكتب سواء في البلاغة أو غيرها.
ففي عرضهم لدرس أغراض التشبيه , ذكروا من ضمن تلك الأغراض (بيان صفة المشبه)
والصواب (بيان حال المشبه) وذلك حينما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيفيده التشبيه الوصف ـ
كقول الشاعر: إذا قامت لحاجتها تثنت 00 كان عظامها من خيزران
فشبه عظامها بالخيزران بيانا لما فيها من اللين.
وقس على ذلك. فهناك من الأغراض بيان حاله وإمكانية حاله وبيان مقدار حاله قوة وضعفا وتقرير حاله. الخ
فلا يمكن لك التفريق ومعرفة أحد الأغراض إلا إذا عرفت باقيها حتى تستطيع فهمها.
والمعذرة عن الإطالة.
ـ[الصدر]ــــــــ[29 - 09 - 2004, 11:02 م]ـ
الشكر لك أخي نبراس وكذلك موصولا لجميع الزملاء في منتدانا
وإليكم ما يأتي:
استخرج أركان التشبيه فيما يأتي مع تحديد التشبيه المفرد والتمثيلي:
1 - (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا).
المشبه: ...................... المشبه به: ......................... وجه الشبه: .......................
2 - له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لايستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه).
المشبه: ................... المشبه به: .......................... وجه الشبه: ........................
3 - (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
المشبه: .................. المشبه به: ....................... وجه الشبه: ..........................
4 - مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات).
المشبه: ................. المشبه به: ....................... وجه الشبه: ........................
ـ[نبراس]ــــــــ[03 - 10 - 2004, 02:22 ص]ـ
استخرج أركان التشبيه فيما يأتي مع تحديد التشبيه المفرد والتمثيلي:
1 - (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا).
شبه الله سبحانه حال الذين اتخذوا الأوثان نصراء ينصرونهم من دون الله ـ وهي أضعف من أن يلتجأ إليها ـ بحال العنكبوت تتخذ من خيوطها بيتا تعتقد أنه يقيها صولة الأعداء ـ وإنه لواه ضعيف ـ ووجه الشبه (صورة شئ يحتمي بآخر لايحميه , ونوعه (تمثيل)(/)
أسرار تاسع كلمة
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 10 - 2004, 10:18 م]ـ
:::
يقول الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل في مصر
طلب مني ذات يوم كتابة محاضرة باللغة الإنجليزية عن اهتمام الإسلام بالعلم .. كي تلقى على حشد من الأمريكيين بمناسبة حفل افتتاح إحدى المكتبات الأمريكية الكبيرة بالقاهرة .. وقد كان من الطبيعي أن استشهد في هذه الكلمة ببعض الآيات القرآنية التي تدعو إلي القراءة والعلم والتعليم فضلاً عن الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث المسلمين على القراءة وطلب العلم ..
ورأيت من المناسب الإشارة بأن أول كلمة نزلت من السماء على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كانت " اقرأ".
فاستشهدت في كلمتي بالنص القرآني الكريم " اقرأ باسم ربك الذي خلق .. خلق الإنسان من علق .. " فكانت كلمة علق هي تاسع لفظة قرآنية أوحى بها الله لآخر رسله - عليه الصلاة والسلام -.
وبمراجعة الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن وجدت أن كلمة علق مترجمة إلى Blood clot أي جلطة دم أو دم متجلط .. وبمناظرة الترجمة الفرنسية وجدتها قد ترجمت أيضا إلى Un caillot de sang بنفس المعني أي دم متجلط ..
وبالنظر إلي مادة علق في لسان العرب وهو القاموس الجامع للغة العربية وجدت معاني كثيرة مذهلة لكلمة علق.
وسأنقل إليك ملخصاً لهذه المعاني كما جاءت في لسان العرب لابن منظور الأفريقي – الجزء العاشر ص 261 – 270 (أي في عشر صفحات كاملة) ..
1 - علق في الشيء علقاً = نشب فيه والعلق = النشوب في الشيء مثل جبل أو ارض أو ما شابه.
2 - علقت الشيء علقاً = لزمه = الشيء تأخذه فلا تريد أن يفلت منك (حب التملك)
3 - علقت نفسه بالشيء = لهجت به
4 - علقت منه كل معلق = أحبها وشغف بها والعلق = الهوي والحب والعشق
5 - أعلق أظافره في الشيء = انشبها
6 - رجل علاقية: اذا علق شيئاً لم يقلع عنه (التعود علي الشئ والعادة)
7 - علق علاقاً وعلوقاً = الأكل
8 - العلق = كل ما يتبلغ به من العيش (أي الطعام)
9 - علوق = لبن (ما بالناقة علوق = ليس بها لبن)
10 - عليق = الشراب مثل الماء
11 - العلوق = مني الفحل (السائل المنوي)
12 - يعلق في الشئ من شجر أو ثمر أو نبات الخ = يصيب منه
13 - رجل ذي معلقة = مغير يعلق بكل شئ أصابه
14 - المعلق = الذي يعلق به الإناء
15 - علق الثوب من الشجر علقاً = بقي متعلقاً به (التعلق)
16 - العليق = نبات معروف يتعلق بالشجر ويلتوي عليه (الاعتماد علي الغير ولو بطريق الالتواء والخداع)
17 - المرأة العلوق = التي لا تحب زوجها (الكره والبغض)
18 - العلوق = المنية (الموت)
19 - العلاقة = الخصومة ... علق به علقات أي خاصمة ... ورجل معلاق = شديد الخصومة مجادل .. و معلاق الرجل = لسانه إن كان مجادلاً
20 - العلق = الدم الجامد الغليظ (دم عبيط = جلطة دم)
21 - علقة = دابة تكون في الماء حمراء كالدم
22 - علق = دود أسود في الماء
23 - علقة = دودة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم (مثل الجنين داخل الرحم)
24 - العلاقة = التباعد والكره
25 - العلائق = البضائع (التجارة بين الناس)
26 - العلق = الشيء النفيس الغالي من كل شيء مثل المال الكريم والثوب الكريم .. أو الجزء النفيس جداً من كل شيء (في إشارة إلي أن في الإنسان جوهر نفيس جداً وهو الروح)
27 - العلاقي = الألقاب (والإنسان يحب الألقاب والتفاخر بالحسب والنسب والمال)
28 - العلاقي = خصيم شديد الخصومة يتعلق بالحجج ويستدركها = محب للجدل
29 - لمعلاق = صاحب لسان بليغ (البلاغة)
30 - علقت المرأة أي حبلت = الحمل
31 - وما يعلق علي يديها من خير = ما ذقت من يديها خير (وهي تشمل حاسة التذوق وأيضا صفة إنكار المعروف)
كانت هذه هي المعاني التي جاءت تحت مادة علق في لسان العرب .. وقد لخصناها كما هي دون ترتيب.
وهكذا تجد لفظة علق تعطي عدة معان مختلفة واسعة شاملة بل وعجيبة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا تدبرنا هذه المعاني نجدها قد تضمنت بشمولية أي إنسان علي وجه الأرض من حيث أصله وفصله ونوعه وصفاته وطباعه وسلوكه .. فقد وصفت جميع صفات الإنسان التشريحية والفسيولوجية والنفسية والعاطفية والاجتماعية .. منذ كان جنينياً في بطن أمه حتي صار رجلاً يحب ويكره – يجادل ويخاصم – يتعلق وقد يلتوي – يتعود ويتعلم .. فإذا حاولنا ترتيب هذه المعاني ووصفها في تصنيفات جديدة فسنري العجب:
1 - مراحل تكوين و تطور و نمو الجنين: السائل المنوي- حدوث الحمل- الجنين داخل الرحم (دودة حمراء تمص الدم)
2 - المواد الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان لاستمرارية حياته مثل: الماء (الشراب) – اللبن – الطعام – الدم .. الخ
3 - أنشب في الشئ وتشبث به كالجبل والأرض وما شابه .. فهو ينشب في رحم أمه عندما كان جنيناً ثم عندما يكبر فإنه ينشب ويتشبث بالأشياء كالأرض والممتلكات.
4 - حب التملك والأثرة وحب الاستيلاء علي الأشياء والرغبة في ألا تفلت منه (دائماً متعلق بالدنيا)
5 - حب الإغارة والعدوان وأخذ كل شيء يصيبه (قصة الحروب والمعارك بين الناس والدول وغنائم الحرب)
6 - التعود والتعلق بالأشياء وملازمتها (العرف والعادات والتقاليد)
7 - الحرص وحب المال
8 - التعلم من الغير والأخذ منه (وأحياناً إنكار من أسدي إليك معروفاً)
9 - التسرع والعجلة والالتواء في المعاملة
10 - الحب والهوى والعشق والعواطف وما يقابلها من التباعد والكره والتنافر
11 - شدة الخصومة وقوة البلاغة وحب الجدل
12 - حب التفاخر والتفوق والشغف بالألقاب
13 - الحياة التجارية بين الناس (البضائع)
14 - الجزء النفيس الغالي في أي إنسان وهو الروح
15 - كما أحاطت اللفظة بمرحلتي ما قبل حياة الإنسان وما بعدها وهو الموت .. فأي إنسان قد نشأ من العدم (الموت) ثم إنه صائر لا محالة إلي العدم (الموت) .. فسبحان من أودع هذه المعاني فى لفظة واحدة تتكون من ثلاث حروف هي: ع ل ق
وهي كما تري يمكن شرحها في مؤلفات ضخمة يشترك في تصنيفها الجهابذة من علماء التشريح والأجنة ووظائف الأعضاء والاجتماع والنفس والسلوكيات والمنطق .. كل هذا في ثلاثة حروف .. أحاطت بأي إنسان علي وجه الأرض وهي لفظة تعتبر من معجزات القرآن التي غفل عن معانيها الكثير .. أما لو نظرنا إلي حرف الجر "من" والذي سبق لفظة علق .. فأنت تعلم أن من تستخدم للتبعيض .. إذاً فكل إنسان أخذ لنفسه جزءاً أو نصيباً من علق الحب والكره وحب التملك والخصومة والجدل والتعود والتعليم و ... الخ ... فتأمل "من" التبعيضية ثم معاني "علق" الشمولية .. ورحم الله الرماني والخطابي والجرجاني في كتابهم إعجاز القرآن حيث يقولون: إن القرآن رغم إيجازه المعجز في عدد كلماته بل وفي عدد حروفه إلا أن المعاني التي تجئ بها كل كلمة فيها إرباء وإنماء وزيادة أي أن كل كلمة تولد وتعطي من المعاني ما لا حصر له
هذه هي ألفاظ القرآن الدقيقة .. ومعانيها الكثيرة والعجيبة ... فأين هذا من ترجمة علق إلي دم متجلط أو دم عبيط .. ولعل هذا يجعلنا ندقق النظر في كيفية معالجة قصور اللغات غير العربية في احتواء معاني القرآن المترجمة ولكن لعل عذر المترجمين لمعاني القرآن هو عدم إطلاعهم على كنوز معاني الكلمات العربية ...
وفى كلمتي أمام جمهور الحضور عرضت على المستمعين ترجمة معاني كلمة علق (31 معنى مختلفا) كما جاءت في لسان العرب ثم أوضحت لهم أن القرآن تحدى – ولا يزال – صناديد اللغة العربية بالإتيان بسورة واحدة من مثله فعجزوا أيما عجز .... ثم قلت لهم: هل يمكن لأي من المستمعين الكرام أن يأتي بكامة واحدة تتكون من ثلاث حروف في أي لغة من لغات العالم – بما فيها العربية- وتعطى كل هذه المعاني لكلمة علق .. أو حتى نصف المعاني ... أو ربعها ... فجاءت الإجابة بالنفي ...
وعلمت بعدها أن 57 أمريكيا اشتروا القران المترجم وأن 17 منهم يدرسون اللغة العربية.
فسبحان الذي قال: " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".
فأيهما أفضل: - الدعوة بالحكمة أم الإرهاب؟
- الوعظ الجميل أم العنف؟
- الجدال بالحسنى أم قتل الأبرياء؟
=====================
أ. د. إبراهيم خليل
منقول
ـ[السراج]ــــــــ[03 - 10 - 2004, 10:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي أنوار ..
محاضرة غاية في الجمال والروعة ..
فعلاً الكلمة هي أقوى من كل شيء، ولها وقع يكون - في بعض الأحيان - اقوى من السيف .. الم يقل المتنبي:
جراحات السنان لها التئام ** ولا يلتام ما جرح اللسان
فبالإعجاز القرآني وبرجوعنا لهذا الكتاب الخالد نستطيع الرجوع لسابق عهدنا المجيد ..
السراج(/)