ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 04:59 م]ـ
ثانيا ـ اسم الموصول المشترك
المذكر: من، نحو: قوله تعالى:
214 ـ {وأما من أوتي كتابه بشماله} 25 الحاقة.
وقوله تعالى: {ومنكم من يُتَوفى من قبل} 5 الحج.
(ألم يصدون عن سبيل الله من آمن) 99 آل عمران.
{لآمن من في الأرض كلهم} 99 يونس.
{إلا من تاب وآمن} 70 الفرقان.
ما، نحو: 216 ـ {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} 27 البقرة.
{لا علم لنا إلا ما علمتنا} 32 البقرة.
{وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون} 24 آل عمران.
{فإن لكم ما سألتم} 61 البقرة.
أل، نحو: 217 ـ {ولا يفلح الساحر حيث أتى} 69 طه.
{وقليل من عبادي الشكور} 13 سبأ.
{والمقيمي الصلاة} 35 الحج. {وما كان من المشركين} 67 آل عمران.
أي، نحو: 218 ـ {فأي الفريقين أحق بالأمن} 81 الأنعام.
220 ـ {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} 110 الإسراء ..
{أيهم يكفل مريم} 43 آل عمران.
ذا، نحو: 221 ـ {يسألونك ما ذا أحل لهم} 5 المائدة.
{ماذا أراد الله بهذا مثلا} 26 البقرة.
222 ـ {من ذا الذي يعصمكم} 17 الأحزاب
{من ذا الذي يشفع عنده} 255 البقرة.
المؤنث: من، نحو: 215 ـ {ومن يقنت منكن لله ورسوله} 31 الأحزاب.
ما، نحو: أعجبتني القصة بما فيها من حوادث.
أل، نحو: حضر الكاتبة إلى المحكمة.
أية: أكرمت أيتهم حضرت.
ذا: ماذا أعددت من طعام.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 05:01 م]ـ
شروط وأحكام بعض أسماء الموصول:
هناك بعض أسماء الموصول مما ذكرنا آنفا لا بد أن يتوفر فيه بعض الشروط، والأحكام ليكون اسما موصولا، ولتميزه عن غيره من الألفاظ الأخرى التي تتشابه معه، وسنوضح ذلك بالتفصيل.
أولا ـ من، وما:
1 ـ اسما موصول، الأول يدل على العاقل، والثاني لغير العاقل.
223 ـ نحو قوله تعالى: {والله يؤتي ملكه من يشاء} 1.
224 ـ وقوله تعالى: {ما عندكم ينفذ وما عند الله باق} 2.
2 ـ تأتي من، وما اسما استفهام.
نحو قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} 3.
وقوله تعالى: (ما منعك ألا تسجد) 4. وقوله تعالى: {يسألونك ما ذا ينفقون} 5.
3 ـ وتأتي من وما اسما شرط.
كقوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} 6.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} 7.
وقوله تعالى: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} 8.
وقوله تعالى: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم} 9
ثانيا ـ أي، ولها عدة أحكام كالتالي:
1 ـ تأتي موصولة كما في الأمثلة التي وردت عنها، ومن شروطها أن يكون
عاملها مستقبلا، ومتقدما عليها، وأن تضاف لفظا ومعنى معا، أو تضاف معنى فقط إذا حذف المضاف إليه بقرينة، كما أنها تعرب، أو تبنى، فهي تبنى في حالة واحدة، وذلك إذا أضيفت، وكانت صلتها جملة اسمية صدرها ـ وهو المبتدأ ـ ضمير محذوف. نحو: أقدر من الطلاب أيهم مؤدب.
ونحو: يكافأ من الطلاب أيهم متفوق. والتقدير: هو مؤدب، وهو متفوق.
225 ـ ومنه قوله تعالى: {ثم لننزِعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} 1. وقوله تعالى: {أيكم أحسن عملا} 2. وقوله تعالى: {أيهم أحسن عملا} 3.
أما إذا لم يتحقق فيها شرط من شروط البناء حينئذ يجب إعرابها، وذلك في الحالات التالية:
أ ـ إذا كانت مضافة وصلتها جملة اسمية يكون صدرها المبتدأ " ضمير " مذكور في الجملة.
نحو: كافأت من الطلاب أيهم هو مجتهد.
ب ـ إذا كانت مضافة، وصدر صلتها اسم ظاهر، يجب إعرابها.
نحو: هل زرت أيهم محمد مكرمه.
أو إذا كان صدر صلتها فعلا ظاهرا. نحو: سنجزل العطاء لأيهم يأتي أولا.
226 ـ ومنه قوله تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} 4.
وكذلك إذا كان صدر صلتها فعلا مقدرا.
نحو: سنجزل العطاء لأيهم في المعركة. والتقدير: ليهم كان في المعركة.
ج ـ إذا كانت غير مضافة، وصلتها جملة اسمية، يكون صدرها الضمير
المذكور في الكلام. نحو: سيفوز أيٌّ هو مجتهد.
وسنعاقب أيّا هو مقصر. ومررت بأيٍّ هو صالح.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 05:02 م]ـ
د ـ إذا كانت غير مضافة، وصلتها جملة اسمية لم يذكر صدرها وهو الضمير.
نحو: سيفوز بالجائزة أيُّ مجتهد. وسنكافئ أيَّ مجتهد، وسنعتني بأيِّ مجتهد.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 05:02 م]ـ
2 ـ تأتي أي اسم شرط جازم. نحو: أيُّ كاتب تقرأه تستفد منه.
أيَّ خير تفعل تجده عند الله.
3 ـ تأتي اسم استفهام وتكون معربة كغيرها من الأسماء.
نحو: أيُّ كتاب هذا؟، وبأيِّ قلم تكتب؟،
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 05:04 م]ـ
227 ـ ومنه قوله تعالى: {فبأي حديث بعده يؤمنون} 1.
وقوله تعالى: (فأي الفريقين أحق بالأمن} 2.
وقوله تعالى: {من أي شيء خلقه} 3.
4 ـ تأتي أي وصلة لنداء المعرف بأل.
نحو قوله تعالى: {يا أيها الملأ افتوني} 4.
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا} 5.
228 ـ وقوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة} 6.
5 ـ تأتي نعتا يدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم.
مثال المدح قولهم: المتنبي شاعر أيُّ شاعر.
ومثال الذم: بئس الخلق الخيانة أيُّ خيانة.
ومنه قولهم: احترسنا من خائن أيِّ خائن.
6 ـ وقد تأتي حالا بعد اسم معرف تدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم.
كأن تقول: لقد استمعت إلى محمد أيَّ خطيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 05:06 م]ـ
بورك فيك جهد مشكور ومأجور بإذن الله.
ولي رأي: لو أنك تجعل مهلة بين الرد والآخر حتى تسهل المناقشة عليه , وقد يكون للطلاب في ذلك أسئلة , فوجود المهلة تسهل للنقاش. حبذا لو جعلت المهلة يوماً واحداً فقط. مجدر رأي ولا أمر عليك.
دمت بخير
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:21 م]ـ
أشكرك أخي (أبو طارق) على المتابعة
(أخذنا برأيك) وجعلنا هناك مهلة بين الرد والآخر
ـــــــــــــــــــ أخوك
عبدالله الصاعدي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 03:41 م]ـ
بوركت أخي الكريم
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:49 م]ـ
الإعراب والبناء
تعريف الإعراب: تغيير العلامة الموجودة في آخر الكلمة، لاختلاف العوامل الداخلة عليها، لفظا، أو تقديرا (1).
نحو: أشرقت الشمس. شاهد الناس الشمس مشرقة بعد يوم مطير.
ابتهج الناس بشروق الشمس.
في الأمثلة الثلاثة السابقة، نجد أن كلمة " الشمس " قد تغيرت علامة إعرابها، لتغيير موقع الكلمة، وما رافق ذلك من العوامل الداخلة عليها.
فقد جاءت " الشمس: في المثال الأول فاعلا مرفوعا بالضمة الظاهرة.
وجاءت في المثال الثاني مفعولا به منصوبا بالفتحة الظاهرة.
وفي المثال الثالث مضافا إليه مجرورا بالكسرة الظاهرة. وهذا ما يعرف بالإعراب.
247 ـ ومنه قوله تعالى: {ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد} 2.
وقوله تعالى: {إني أرى سبع بقرات سمان} 3.
وقوله تعالى: {أفتنا في سبع بقرات سمان} 4.
والشاهد في الآيات السابقة كلمة: " سبع "، حيث تغيرت علامة إعرابها بتغير موقعها من الجملة، واختلاف العوامل الداخلة عليها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:50 م]ـ
أنواع الإعراب
الإعراب أربعة أنواع: الرفع، والنصب، والجر، والجزم.
يشترك الاسم والفعل في الرفع، والنصب، ويختص الاسم بالجر، أما لجزم فيختص به الفعل. حيث لا فعل مجرور، ولا اسم مجزوم.
كما يختص الإعراب بالأسماء، والأفعال. أما الأحرف فمبنية دائما، ولا محل لها من الإعراب.
تعريف البناء:
هو لزوم لآخر الكلمة علامة واحدة في جميع أحوالها مهما تغير موقعها الإعرابي، أو تغيرت العوامل الداخلة عليها.
مثال ما يلزم السكون: " كمْ "، و " لنْ ".
248 ـ نحو قوله تعالى: {كم تركوا جنات وعيون} 1.
وقوله تعالى: {قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل} 2.
ولزوم الكسر نحو " هؤلاءِ "، و " هذهِ "، و " أمسِ ".
249 ـ نحو قوله تعالى: {هؤلاءِ قومنا اتخذوا من دونه آلهة} 3.
وقوله تعالى: {هذه أمتكم أمة واحدة} 4.
14 ـ ومنه قول الشاعر
اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمسِ
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:50 م]ـ
ومنه قول الآخر:
أراها والها تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
ولزوم الضم: " منذُ "، و " حيثُ ". نحو: لم أره منذُ يومين.
15 ـ ومنه قول الشاعر:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
ونحو قوله تعالى: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام} 5.
ولزوم الفتح: " أينَ "، و " أنتَ "، و " كيفَ ".
250 ـ نحو قوله تعالى: {أينما تكونوا يدركُّم الموت} 1.
ونحو قوله تعالى: {إنك أنت العليم الحكيم} 2.
ونحو قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 3.
والبناء في الحروف، والأفعال أصلي، وإعراب الفعل المضارع الذي لم تتصل به نون التوكيد، ولا نون النسوة فهو عارض. وكذا الإعراب في الأسماء أصلي، وبناء بعضها عارض.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:51 م]ـ
بناء الاسم لمشابهته للحرف:
يبنى الاسم إذا أشبه الحرف شبها قويا، وأنواع الشبه ثلاثة:
1 ـ الشبه الوضعي: وهو أن يكون الاسم على حرف، كـ " تاء " الفاعل في " قمتُ "، أو على حرفين كـ " نا " الفاعلين. نحو: قمنا، وذهبنا، لأن الأصل في الاسم أن يكون على ثلاثة أحرف إلى سبعة أحرف.
فالتاء في قمت شبيهة بباء الجر ولامه، وواو العطف وفائه، والنا في قمنا وذهبنا
شبيهة بقد وبل وعن، من الحروف الثنائية. لهذا السبب بنيت الضمائر لشبهها بالحرف في وضعه، وما لم يشبه الحرف في وضعه حمل على المشابهة، وقيل أنها أشبهت الحرف في جموده، لعدم تصرفها تثنية وجمعا.
2 ـ الشبه المعنوي: وهو أن يكون الاسم متضمنا معنى من معاني الحروف، سواء وضع لذلك المعنى أم لا.
فما وضع له حرف موجود كـ " متى "، فإنها تستعمل شرطا.
16 ـ كقول سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
فـ " متى " هنا شبيهة في المعنى بـ " أنْ " الشرطية.
ومنه قول طرفة بن العبد:
متى تأتني أصحبك كأسا روية وإن كنت عنها في غنى فاغن وازدد
وتستعمل استفهاما.
نحو قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} 1.
251 ـ وقوله تعالى: {فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هذا الوعد} 2.
فـ " متى " في الآيتين السابقتين شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام.
أما الذي لم يوضع له حرف ككلمة " هنا " فإنها متضمنة لمعنى الإشارة، لم تضع العرب له حرفا، ولكنه من المعاني التي من حقها أن تؤدى بالحروف، لأنه كالخطاب والتثنية) 3.
لذلك بنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا، وقد أعرب هذان وهاتان مع تضمنهما معنى الإشارة لضعف الشبه لما عارضه من التثنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:52 م]ـ
3 ـ الشبه الاستعمالي:
وهو أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف وهي:
ا ـ كأن ينوب عن الفعل ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه، وبذلك يكون الاسم عاملا غير معمول فيه كالحرف.
ومن هذا النوع أسماء الأفعال. نحو: هيهات، وأوه، وصه، فإنها نائبة عن: بَعُد، وأتوجع، واسكت. فهي أشبهت ليت، ولعل النائبتين عن أتمنى وأترجى، وهذه تعمل ولا يعمل فيها.
ب ـ كأن يفتقر الاسم افتقارا متأصلا إلى جملة تذكر بعده لبيان معناه. مثل: إذ، وإذا، وحيث من الظروف، والذي، والتي، وغيرها من الموصولات.
فالظروف السابقة ملازمة الإضافة إلى الجمل.
فإذا قلنا: انتهيت من عمل الواجب إذ. فلا يتم معنى " إذ " إلا أن تكمل الجملة بقولنا: حضر المدرس. وكذلك الحال بالنسبة للموصولات، فإنها مفتقرة إلى
جملة صلة يتعين بها المعنى المراد، وذلك كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها من الكلام لإفادة الربط.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:52 م]ـ
أنواع البناء
البناء أربع أنواع: الضم، والفتح، والكسر، والسكون. وهذه الأنواع الأربعة تكون في الاسم، والفعل، والحرف. في حين لا يكون الإعراب في الحرف.
1 ـ المبني على الضم، أو ما ينوب عنه:
أ ـ يبنى على الضم ستة من ظروف المكان هي: قبلُ، وبعدُ، وأولُ، ودونُ، وحيثُ،
وعوضُ.
ب ـ ويبنى على الضم ثمانية من أسماء الجهات هي: فوقُ، وتحتُ، و وعلُ، وأسفلُ، وقدامُ، ووراءُ، وخلفُ، وأمامُ.
ج ـ ويبنى على الضم: غيرُ إذا لم تضف إلى ما بعدها، وكانت واقعة بعد " لا ".
نحو: اشتريت كتابا لا غير.
أو واقعة بعد ليس. نحو: قرأت فصلا من الكتاب ليس غير.
ومنها " أيُّ " الموصولة إذا أضيفت، وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا.
نحو: ارفق على أيُّهم أضعف.
أما ما يبنى على نائب الضم، فهو المنادى المثنى، وجمع المذكر السالم، وما يلحقهما. نحو: يا محمدان، ويا محمدون. فالألف نابت عن الضم في المثنى المنادى، ونابت الواو عن الضم في جمع المذكر السالم المنادى.
2 ـ المبني على الفتح، أو ما ينوب عنه:
أ ـ يبنى على الفتح: الفعل الماضي مجردا من الضمائر. نحو: ذهبَ، وجلسَ.
ب ـ الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد الثقيلة، أو الخفيفة. نحو:
والله لأتصدقنَّ من حر مالي. أتصدقن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة. ونحو: هل تذهبنَ إلى مكة؟
ج ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر. ما عدا اثني عشر، واثنتي عشرة، لأنهما ملحقان بالمثنى.
د ـ المركب من الظروف الزمانية، أو المكانية. نحو: يحضر يومَ يومَ، ويأتي العمل صباحَ مساءَ، ويسقط بينَ بينَ، وهذا جاري بيتَ بيتَ.
هـ ـ المركب من الأحوال. كقول العرب: تساقطوا أخولَ أخولَ. أي: متفرقين.
و ـ الزمن المبهم المضاف إلى جملة كالحين، والوقت والساعة.
نحو: حينَ حضر المعلم سكت التلاميذ.
ز ـ المبهم المضاف إلى مبني، سواء أكان المبهم زمانا، كـ: بين، ودون،
أم كان غير زمان. كـ: مثل، وغير.
والمبني على نائب الفتح: هو اسم لا النافية للجنس. فيبنى على الياء نيابة عن الفتحة، إذا كان مثنى، أو ما يلحق به. نحو: لا طالبين في الفصل.
ونحو: لا اثنين حاضران.
أو جمعا مذكرا سالما وما يلحق به. نحو: لا معلمين في المدرسة.
ونحو: لا بنين مهملون.
كما يبنى اسم لا النافية للجنس على الكسر نيابة عن الفتحة، إذا كان جمعا مؤنثا سالما، أو ما يلحق به. نحو: لا فتياتِ في المنزل.
ونحو: لا عرفات أهملت من التوسعة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:53 م]ـ
3 ـ المبني على الكسر:
أ ـ العلم المختوم " بويه ": كنفطويه، وسيبويه، وخمارويه.
ب ـ اسم الفعل، إذا كان على وزن " فَعالِ "، كنزالِ، وتراكِ، وحذارِ.
ج ـ ما كان على وزن " فَعالِ " وهو علم لمؤنث، مثل: حذامِ.
د ـ ما كان على وزن فَعالِ، وهو سب لمؤنث. مثل: خباثِ، ولكاعِ.
هـ ـ لفظ " أمسِ "، إذا استعمل ظرفا معينا خاليا من " أل "، و الإضافة.
4 ـ المبني على السكون:
(يُتْبَعُ)
(/)
المبني على السكون كثير، ويكون في الأفعال، والأسماء، والحروف.
أ ـ من الأفعال المبنية على السكون: الفعل الأمر الصحيح الآخر مثل: اكتبْ، اجلسْ سافرْ. والمضارع المتصل بنون النسوة نحو: اكتبْنَ، العبْنَ، اجلسْنَ.
ومنه: الطالبات يكتبْنَ الواجب.
ب ـ من الأسماء المبنية على السكون: منْ، وما، ومهما، والذي، والتي، وهذا.
ج ـ من الحروف المبنية على السكون: مِنْ، وعنْ، وإلى، وعلى، وأنْ، وإنْ.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:54 م]ـ
أقسام الأسماء المبنية:
تنقسم الأسماء المبنية إلى قسمين:
1 ـ بناء عارض. 2 ـ بناء لازم.
أولا ـ البناء اللازم: وهو بناء الاسم بناء لا ينفك عنه في حال من الأحوال.
من هذا النوع: الضمائر، وأسماء الشرط، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة، وأسماء الاستفهام، وكنايات العدد، وأسماء الأفعال، وأسماء الأصوات، وبعض الظروف، والمركب المزجي الذي ثانيه معنى حرف العطف، أو كان مختوما بويه، وما كان على وزن فَعالِ علما، أو شتما لها. وما سبق ذكره يكون مبنيا على ما سمع عليه.
2 ـ البناء العارض: وهو ما بني من الأسماء بناء عارضا، في بعض الأحوال، وكان في بعضها معربا، ويشمل هذا النوع:
أ ـ المنادى، إذا كان علما مفردا، ويبنى على الضم، أو نكرة مقصودة، وتبنى على ما ترفع به.
ب ـ اسم لا النافية للجنس، إذا لم يكن مضافا، ولا شبيها بالمضاف، ويكون مبنيا على ما ينصب به.
ج ـ أسماء الجهات الست، وبعض الظروف، ويلحق بها لفظتا " حسب، وغير ".
المبني والمعرب من الأفعال
ينقسم الفعل من حيث البناء والإعراب إلى نوعين: ـ
1 ـ الأفعال المبنية، وهي الأصل.
2 ـ الأفعال المعربة، وهي الفرع.
أولا ـ الأفعال المبنية:
1 ـ الفعل الماضي:
أ ـ يبنى على فتح أخره ظاهرا، أو مقدرا، إذا لم يتصل به شيء.
نحو: كتبَ، جلسَ، أكلَ، ذهبَ.
252 ـ ومنه قوله تعالى: {وما اختلف فيه إلا الذين أتوه من بعد ما جاءتهم البينات} 1.
ومثال الفتح المقدر: رمى، ودعا، وسعى. فالأفعال السابقة مبنية على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر.
253 ـ ومنه قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} 2.
ويبنى على الفتح إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة. نحو: كتبتْ فاطمة الدرس. جلستْ عائشة في الحديقة.
254 ـ ومنه قوله تعالى: {فأما الذين اسودت وجوههم أ كفرتم بعد إيمانكم} 3.
وقوله تعالى: {قالت ربي إني ظلمت نفسي} 4.
ويبنى على الفتح إذا اتصلت به ألف الاثنين. نحو: قالا، وباعا، وذهبا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:55 م]ـ
255 ـ ومنه قوله تعالى: {كانا يأكلان الطعام} 1.
وقوله تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب} 2.
ب ـ يبنى الفعل الماضي على السكون، إذا اتصلت به تاء الفاعل. نحو: كتبتُ، وجلستُ، وذهبتُ.
256 ـ ومنه قوله تعالى: {ما قلتُ لهم إلا ما أمرتني} 3.
أو " نا " الفاعلين. نحو: سافرنا، ودرسنا، ورجعنا.
257 ـ ومنه قوله تعالى: {فقلنا هاتوا برهانكم} 4.
وقوله تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح} 5.
أو نون النسوة. نحو: الطالبات كتبن الواجب. والأمهات أرضعن أطفالهن.
258 ـ ومنه قوله تعالى: {وقطعن أيديهن} 6.
ج ـ يبنى الفعل الماضي على الضم، إذا اتصلت به واو الجماعة. نحو: كتبوا، وباعوا. 259 ـ ومنه قوله تعالى: {قالوا إنما نحن مصلحون} 7.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:55 م]ـ
2 ـ الفعل الأمر:
أ ـ يبنى الفعل الأمر على السكون، إذا جرد آخره من كل شيء. نحو: اكتب، وارسم، والعب.260 ـ ومنه قوله تعالى: {قل هو الله أحد} 8.
أو اتصلت به نون النسوة. نحو: اكتبْن، وارسمْن، واطهيْن.
261 ـ ومنه قوله تعالى: {وقلن قولا معروفا} 9.
وقوله تعالى: {وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله} 10.
ب ـ يبنى على الفتح، إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة، أو الثقيلة. نحو: اعفوَنْ، واشكرَنْ، وشاركَنَّ في الرحلة، وعالجَنَّ الجرحى.
ج ـ يبنى على حذف النون إذا اتصل بآخره ألف الاثنين. نحو: اخرجا، واذهبا، والعبا.
262 ـ ومنه قوله تعالى: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما} 1.
أو: واو الجماعة. نحو: اكتبوا، والعبوا، واذهبوا.
263 ـ ومنه قوله تعالى: {فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} 2.
أو: ياء المخاطبة. نحو: أخرجي، واكتبي، والعبي.
264 ـ ومنه قوله تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} 3.
17 ـ ومنه قول الشاعر:
يا دار عبلة بالجوار تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
الشاهد قوله: " عمي، واسلمي " فعلا أمر أسندا إلى ياء المخاطبة، لذلك بنيا على
حذف النون.
د ـ يبنى على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر. نحو: اخشَ الله في عملك، ادعُ بالتي هي أحسن، ارمِ الكرة عاليا.
265 ـ ومنه قوله تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله} 4.
وقوله تعالى: {ادعُ إلى سبيل ربك} 5.
وقوله تعالى: {وأوحينا إلى موسى أن ألقِ عصاك} 6.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:56 م]ـ
3 ـ بناء الفعل المضارع:
يبنى في حالتين: ـ
أ ـ يبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة. نحو: الطالبات يكتبْنَ الدرس.
266 ـ ومنه قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض} 1.
وقوله تعالى: {يتربصن بأنفسهن} 2.
ب ـ يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة. نحو: ليفعلَنْ أحدكم الخير. وهل ترجوَنْ غير الله. وتالله لأقولَنَّ الصدق.
267 ـ ومنه قوله تعالى: {لأحتنكَنَّ ذريته إلا قليلا} 3.
وقوله تعالى: {لئن أمرتهم ليخرجَنَّ} 4.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:57 م]ـ
فالفعل " أكلم " معطوف على محل أجالسن، وهو النصب.
2 ـ إذا وقعت نون التوكيد بعد ألف الاثنين، تثبت ألف الاثنين، وتحذف نون التثنية لتوالي الأمثال، كما تكسر نون التوكيد. نحو: يفهمانِّ.
3 ـ إذا فصل ـ بين نون التوكيد والفعل ـ فاصل، كألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، لم يعد الفعل مبنيا، بل يكون معربا بثبوت النون في حالة الرفع.
نحو: هما يكتبانِّ، وهم يكتبُنَّ، وأنت تكتُبِنَّ.
ففي الأفعال السابقة حذفت نون الرفع مع المثنى، " كتبنانِّ ". وحذفت نون الرفع، وواو الجماعة مع جمع المذكر السالم، " يكتُبُنَّ ". ونون الرفع وياء المخاطبة عند إسناد الفعل لياء المخاطبة، وتوكيده بالنون، " تكتُبِنَّ ".
ولكن في جميع الأحوال السابقة يكون الفعل مرفوعا بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال. أما النون المثبتة في آخر الفعل فهي نون التوكيد.
4 ـ إذا وقعت نون التوكيد بعد واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، حذفت نون
الرفع، واو الجماعة، مع ضم ما قبلهما. نحو: يفهمُنَّ.
كما تحذف نون الرفع، وياء المخاطبة، مع كسر ما قبل نون التوكيد.
نحو: أنتِ تفهمِنَّ.
أما إذا كان الفعل معتل الآخر رجعت الواو وحرك بالضم، وحذف حرف العلة.
نحو: يرضَوُنَّ. فالفعل " يرضى " عند إسناده إلى واو الجماعة، وتوكيده بالنون، حذفت " ألف " العلة، ثم حذفت " نون " الرفع، وحركت " واو " الجماعة بالضم.
وكذلك الحال مع إسناد الفعل المعتل الآخر إلى " ياء " المخاطبة، نجد أن " ألف " العلة قلبت " ياء "، ثم حذفت مع بقاء الفتحة قبلها دليلا عليها، ثم الأتيان بـ " ياء " المخاطبة مكسورة وبعدها " نون " الرفع مفتوحة. نحو: أنت ترْضَيِنَّ.
5 ـ إذا تلى نون النسوة نون توكيد مشددة، وجب الفصل بينهما بالألف الزائدة،
كراهية توالي الأمثال. نحو: يفهمْنانِّ.
وما سبق بيانه في الفعل لمضارع من أحكام اتصاله بنون التوكيد، يقال في الفعل الأمر
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:58 م]ـ
لمزيد من الأيضاح:
أحكام اتصال الفعل المضارع والأمر بنون التوكيد بعد إسناده إلى الضمائر التي تلحق به:
الفعل: نوعه: توكيده دون إسناده للضمير:
يلعب: مضارع صحيح الآخر. يلعبَنَّ
1 ـ زيادة نون توكيد بنوعيها.
2 ـ بناء الفعل على الفتح.
ألعب: أمر: العبنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد
العب فعل أمر مبني على الفتح، والفاعل مستتر، والنون حرف توكيد لا محل له من الإعراب.
يلعبانِّ:
1 ـ زيادة نون توكيد محركة بالكسر.
2 ـ حذف نون الرفع لتوالي الأمثال.
العبانِّ:
1 ـ زيادة نون التوكيد.
العبا فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:59 م]ـ
إسناده إلى واو الجماعة مع التوكيد:
يلعبُنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد.
2 ـ حذف نون الرفع.
3 ـ حذف واو الجماعة.
العبُنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد
2 ـ حذف واو الجماعة مع ضم ما قبلها.
العبوا فعل أمر وبني على حذف النون. وواو الجماعة المحذوفة في محل رفع فاعله
إسناده إلى ياء المخاطبة مع التوكيد:
أنت تلْعَبِنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد
2 ـ حذف نون الرفع.
3 ـ حذف ياء المخاطبة.
العبِنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد.
2 ـ حذف ياء المخاطبة مع كسر ما قبلها.
العبي فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة المحذوفة في محل رفع فاعله.
إسناده إلى نون النسوة مع التوكيد:
يلعبنانِّ
1 ـ الأتيان بنون النسوة مفتوحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ زيادة ألف بعد نون النسوة
3 ـ مجيء نون التوكيد.
العبنانَّ
1 ـ الأتيان بنون النسوة، ثم ألف زائدة.
2 ـ نون التوكيد
العبن فعل أمر مبني على السكون، ونون النسوة في محل رفع فاعله، والألف زائدة، والنون للتوكيد.
يرضى: مضارع معتل الآخر بالألف. يرضينَّ
1 ـ قلب ألف العلة ياء مفتوحة.
2 ـ بناء المضارع على الفتح.
3 ـ زيادة نون التوكيد.
ارض: أمر معتل الآخر بالألف المحذوفة، وبني الفعل على حذفها.
ارضَيَنّ: 1 ـ قلبت ألف العلة ياء مفتوحة 2 ـ بناء الفعل على الفتح لاتصاله بنون التوكيد.
يرضى: يرضيانِّ:
1 ـ قلب ألف العلة ياء مفتوحة.
2 ـ حذف نون الرفع.
3 ـ زيادة نون التوكيد وتحريكها بالكسر.
ارضينانِّ
1 ـ ثم فيه ما تم في مضارعه من قلب، وحذف، وزيادة.
2 ـ مبني على حذف النون.
مع واو الجماعة: يرضَوُنَّ:
1 ـ حذف ألف العلة.
2 ـ حذف نون الرفع، مع تحريك واو الجماعة بالضم.
3 ـ زيادة نون التوكيد.
ارضَوُنَّ:
مثل المضارع، مع بنائه على حذف النون.
مع ياء المخاطبة: أنت ترضَيِنَّ.
1 ـ قلب ألف العلة ياء، مع حذفها، وترك الفتحة.
2 ـ حذف نون الرفع مع كسر ياء المخاطبة.
3 ـ زيادة نون التوكيد.
ارضَيِنَّ:
مثل المضارع مع بناءه على حذف النون.
مع نون النسوة: ترضيْنانِّ:
1 ـ قلب ألف العلة ياء ساكنة، بعدها نون النسوة مفتوحة.
2 ـ زيادة ألف فاصلة بعد نون النسوة. 3 ــ نون التوكيد.
ارضينان:
كالمضارع تماما.
تسمو: مضارع معتل الآخر بالواو.
تسمُوَنَّ
1 ـ زيادة نون النوكيد. 2 ـ بناء المضارع على الفتح.
اسم: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.
اسمُوَنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد. 2 ـ بناء الفعل على الفتح.
3 ـ يعرب فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد،
ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب.
تسمو: يسموانِّ
1 ـ زيادة نون التوكيد مكسورة.
2 ـ حذف نون الرفع.
اسموانِّ
1 ـ زيادة نون التوكيد، وتحريكها بالكسر.
ويعرب فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين فاعله.
والنون حرف لا محل له من الإعراب.
مع واو الجماعة: يسْمُنَّ:
1 ـ حذف واو العلة مع ضم ما قبلها.
2 ـ حذف واو الجماعة.
3 ـ حذف نون الرفع.
4 ـ زيادة نون التوكيد.
اسمنَّ:
1 ـ زيادة نون التوكيد العلة.
2 ـ حذف واو العلة.
3 ـ حذف واو الجماعة.
والفعل مبني على حذف النون.
مع ياء المخاطبة: أنت تسْمِنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد.
2 ـ حذف واو العلة.
3 ـ حذف ياء المخاطبة مع بقاء كسر ما قبلها.
4 ـ حذف نون الرفع.
اسْمِنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد.
2 ـ حذف حرف العلة.
3 ـ حذف ياء المخاطبة مع كسر ما قبلها.
والفعل مبني على حذف النون.
مع نون النسوة: هنَّ يسْمَونانِّ
1 ـ زيادة نون النسوة.
2 ـ زيادة ألف فاصلة.
3 ـ يليها نون التوكيد.
4 ـ يعرب فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والألف
زائدة، والنون للتوكيد حرف لا محل له من الإعراب.
اسمونانَّ
1 ـ زيادة نون النسوة.
2 ـ الفصل بألف زائدة تليها نون التوكيد.
الفعل مبني على السكون، ونون النسوة في محل
رفع فاعله، والألف زائدة، والنون حرف لا محل له من الإعراب.
يرمي: مضارع معتل الآخر بالياء.
يجري عليهما ما جرى على الفعل المضارع المعتل الآخر بالواو.
ارمِ: أمر معتل الآخر بالياء: يجري عليهما ما جرى على الفعل الأمر المعتل الآخر بالواو.
إسناد الفعل إلى ألف الاثنين مع التوكيد: يلعب:
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:00 م]ـ
المعرب من الأفعال
الفعل المضارع
إعرابه: ـ
يعرب الفعل المضارع إذا لم يتصل به نون النسوة، أو نون التوكيد الخفيفة، أو الثقيلة، كما بينا ذلك في بناء المضارع.
وقد أعرب الفعل المضارع لشبهه باسم الفاعل في ترتيب الحروف الساكنة والمتحركة، وفي احتماله الدلالة على زمن الحال والاستقبال، لذلك سمي مضارعا، أي: مشابها للاسم (1).
رفع الفعل المضارع: ـ
يرفع الفعل المضارع الصحيح الآخر بالضمة الظاهرة على آخره، إذا لم يسبقه ناصب ولا جازم. نحو: يقول الصدق، ونعمل الواجب.
268 ـ ومنه قوله تعالى: {يعلم الله ما في قلوبهم} 2.
وقوله تعالى: {يوم يجمعُ الله الرسل} 3.
ويرفع المضارع المعتل الآخر بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. نحو: يسعى الرجل لطلب الرزق.
ومنه قوله تعالى: {سيذكر من يخشى} 4.
269 ـ وقوله تعالى: {فإذا هي حية تسعى} 5.
ويرفع بالضمة المقدرة على الواو أو الياء منع من ظهورها الثقل.
نحو: المؤمن يدعو ربه. اللاعب يرمي الكرة.
270 ـ وقوله تعالى: {والله يدعو إلى الجنة} 6.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:00 م]ـ
نصب الفعل المضارع: ـ
ينصب الفعل المضارع الصحيح الآخر بالفتحة الظاهرة على آخره إذا سبقه حرف من أحرف النصب. نحو: لن يتأخرَ والدي عن الحضور.
271 ـ ومنه قوله تعالى: {لنفد البحر قبل أن تنفدَ كلمات ربي} 4.
وينصب بالفتحة الظاهرة على أخره أيضا إذا كان معتل الآخر بالواو، أو الياء.
نحو: يجب أن تسموَ بنفسك.
272 ـ ومنه قوله تعالى: {لن ندعو من دونه إلها} 5.
ونحو: كافأتك كي تأتيَ بسرعة.
273ـ ومنه قوله تعالى: {لن تغني عنهم أموالهم} 6.
وينصب بالفتحة المقدرة، منع من ظهورها التعذر، إذا كان معتل الآخر بالألف،
نحو: لن يخشى المؤمن إلا الله.
274 ـ ومنه قوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود} 7.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:02 م]ـ
نواصب الفعل المضارع:
ينصب الفعل المضارع بأحد الحروف التالية: أن، لن، كي، إذن.
أولا ـ أن: حرف مصدري ونصب واستقبال، وهي حرف مصدري لأنها تؤول
مع ما بعدها بمصدر صريح يعرب بحسب مقتضى الكلام قبلها من فاعل، أو مبتدأ أو خبر، أو مفعول به، أو مجرور ... إلخ.
1 ـ الفاعل: يجب أن تحضر مبكرا. والتقدير: يجب حضورك. فحضور فاعل.
275 ـ ومنه قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم} 1.
فالمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ليأن.
2 ــ المبتدأ: 276 ـ نحو قوله تعالى: {وأن تعفوا أقرب للتقوى} 2.
وقوله تعالى: {وأن تصوموا خير لكم} 3.
3 ــ الخبر: نحو: تفوقك أن تتقن العمل. التقدير: تفوقك إتقان العمل.
4 ــ المفعول به: أخشى أن تسافر فجأة. والتقدير: أخشى سفرك. فسفرك مفعول به.
277 ـ ومنه قوله تعالى: {إني أخاف أن يبدل} 4. والتقدير: أخاف تبديل.
وقوله تعالى: {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} 5.
5 ــ المجرور بالإضافة:
278 ـ نحو قوله تعالى: {أوذينا من قبل أن يأتينا} 6.
فالمصدر المؤول من أن وفعلها في محل نصب مفعول به. والتقدير: نخشى إصابتنا.
وهي للنصب، لأنها تعمل في الفعل المضارع النصب، وهي للاستقبال لأنها تعين وقوع الفعل في الزمن المستقبل.
نحو قوله تعالى: {فلما أراد أن يبطش} 1.
أي: أن إرادة البطش تعينت في الزمان المستقبل.
18 ـ ومنه قول لبيد:
ألا أيهذا اللائمي احضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:02 م]ـ
أحكام أن المصدرية:
1 ـ لا يجوز لأن المصدرية أن تفصل عن فعلها بغي " لا " النافية، أو الزائدة.
279 ـ نحو قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجة} 2.
وقوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألاّ يقدرون على شيء} 3.
2 ـ إذا اتصلت " أن " بـ " لا " النافية، أو الزائدة، حذفت نونها، وأدغمت مع " لا " كتابة ولفظا.
280 ـ نحو قوله تعالى: {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} 4.
وقوله تعالى: {وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا} 5.
وقوله تعالى: {قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين} 6.
3 ـ تدخل أن المصدرية على الفعل الماضي ولا تؤثر فيه، وإنما تكون معه مصدرا مؤولا، لا غير، كقول أبي تمام:
فإني رأيت الشمس زيدت محبة إلى الناس أن ليس عليهم بسرمد
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:03 م]ـ
إضمار " أنْ " وإظهارها: ـ
1 ـ يجوز إضمار " أن " وإظهارها في موضعين:
أ ـ إذا سبقها لام الجر التعليلية، دون أن يفصلها عن الفعل المضارع فاصل.
281 ـ نحو قوله تعالى: {قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} 1.
وقوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله} 2.
وقوله تعالى: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} 3.
أو سبقها لام العاقبة.
282 ـ نحو قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا} 4.
ب ـ ويجوز إظهارها وإضمارها، إذا سبقها: الواو، أو الفاء، أو ثم، و" أو" العاطفة، بشرط ألا يدل حرف العطف على معنى من المعاني التي توجب إضمار " أن "، وأن يكون المعطوف عليه اسما جامدا، والمعطوف المصدر المؤول مذكورا في الكلام.
19 ـ كقول: ميسون الكلبية.
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس الشفوف
الشاهد: تقرَّ. حيث نصبه بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف.
2 ـ يجب إضمار " أن " في المواضع التالية:
أ ـ بعد لا الجحود ـ ولام الجحود حرف جر ـ والمصدر المؤول من أن والفعل يكون في محل جر. ويشترط أن يسبق لام الجحود نفي يأتي بعده " كان " الناقصة، واسمها الظاهر، ويكون خبرها الجار والمجرور المكون من لام الجحود، والمصدر المؤول
283 ـ نحو قوله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين} 5.
وقوله تعالى: {ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} 6.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:04 م]ـ
ب ـ يجب إضمارها بعد " أو " التي بمعنى " حتى "، أو " إلاّ " الاستثنائية، ويشترط في " حتى " أن تكون بمعنى " إلى "، لا بمعنى " كي ". كما يشترط في " أو " أن تكون صالحة للحذف، ووضع " حتى " في مكانها من غير أي تغيير في المعنى.
20 ـ كقول الشاعر:
لاستسهلن الصعب أو أدركَ المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
الشاهد: أو أدرك. حيث نصب الفعل بأن مضمرة وجوبا بعد " أو " العاطفة التي بمعنى
" حتى ".
ومثال " أو " التي بمعنى " إلا ":
21 ـ قول الشاعر:
وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما
الشاهد: أو تستقيما. فقد نصب الفعل بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى إلا.
ج ـ يجب إضمار " أن " بعد " حتى " التي بمعنى " كي " التعليلية، وتكون حتى حينئذ حرف جر، ويشترط في الفعل بعدها أن يكون مستقبلا.
284 ـ نحو قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا} 1.
وقوله تعالى: {حتى يأذن لي ربي} 2.
أما إذا دل الفعل المضارع الواقع بعد حتى على الحال حقيقة أو مجازا " مؤولا " وجب رفعه (3). نحو: يستمع المعلم إلى شرح الطالب الآن حتى يعرف مستواه.
ونحو: سرت حتى أدخل البلد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:04 م]ـ
4 ـ تضمر " أن " وجوبا بعد فاء السببية، وهي حرف يفيد الترتيب والتعقيب، ويشترط في الفاء الدالة على السببية الجوابية الآتي:
أ ـ أن تسبق بنفي. نحو: لست شحيحا فأتهم بالبخل.
285 ـ ومنه قوله تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} 1.
ومنه قول جميل بثينة:
فكيف ولا توفى دماؤهم دمي ولا مالهم ذو ندهة فَيَدُوني
الشاهد: فيدوني، أي: يعطوا ديني، وهو منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية المسبوقة بنفي، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
ب ـ أم تسبق بطلب: نهي، أو أمر، أو استفهام، أو دعاء، أو عرض، أو تحضيض، أو تمني.
مثال النهي: لا تسرق فتقطع يدك.
286 ـ ومنه قوله تعالى: {لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي} 2.
ومثال الأمر: اعمل الواجب فأكافئك.
22 ـ ومنه قول الشاعر:
يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فتستريحا
ومثال الاستفهام: هل تعاقب المجرم فيستقيم.
287 ـ ومنه قوله تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} 3.
وقوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه} 4.
ومثال الدعاء: ربِّ انصرني فلا أخذل.
ومثال العرض: ألا تقدم إلينا فتجد الحفاوة والتكريم.
23 ـ ومنه قول الشاعر:
يا بن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فما راء كمن سمعا
ومثال التحضيض: هلاّ تجتهد فتنجح.
288 ـ ومنه قوله تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} 1.
ومثال التمني: يا ليتني اشتركت في الرحلة فأطلع على معالم الآثار.
289 ـ ومنه قوله تعالى: {يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} 2.
ويلاحظ في الفاء المضمر بعدها " أن "، أن تدل على السببية، فإن خلت من معنى السببية كانت للاستئناف، والفعل بعدها مرفوع.
نحو: على المعلمين مراعاة طلابهم ولا يهملون فيفشلون.
5 ــ تضمر " أن " وجوبا بعد واو المعية:
واو المعية حرف يفيد مصاحبة ما قبله لما بعده، ويشترط فيه كي تضمر بعده " أن " وجوبا أن يكون مسبوقا بنفي أو بطلب، كفاء السببية السابق ذكرها، والفارق بين واو المعية، وفاء السببية، أن " الواو " تدل على المصاحبة.
290 ـ نحو قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} 3.
24 ـ ومنها قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
الشاهد: وتأتي، حيث نصب الفعل المضارع " تأتي " بـ " أن " مضمرة وجوبا بعد واو المعية.
ثانيا ـ " لن ":
حرف نفي واستقبال ونصب. نحو: لن يهمل المجتهد واجباته.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:05 م]ـ
ثالثا ـ " كي ":
حرف مصدري واستقبال، واستقبال ونصب.
نحو: حضرت كي أشارك معكم.
292 ـ ومنه قوله تعالى: {كي تقر عينها ولا تحزن} 4.
وقوله تعالى: {كي نسبحك كثيرا} 5.
أحكام " كي ": ـ
1 ـ تأتي " كي " حرف جر، والفعل المضارع بعدها منصوب بـ " أن " مضمرة وجوبا، ويشترط في " كي " حينئذ التجرد من اللام، وأن ما بعدها في تأويل مصدر مجرور بها، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المقدم عليها.
نحو: قدمت كي أراك.
2 ـ تأتي حرف مصدري واستقبال ونصب يفيد التعليل، ويشترط فيها أن يقدر قبلها " لام " الجر، وتكون والفعل بعدها في تأويل مصدر صريح مجرور بلام الجر المحذوفة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلها، كما هو مبين في المثال السابق.
ومنه قوله تعالى: {فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن} 6.
3 ـ وتأتي " كي " مسبوقة بلام الجر وهي حينئذ حرف ناصب فحسب، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يكون في محل جر باللام.
293 ـ نحو قوله تعالى: {لكي لا يعلم بعد علم شيئا} 1.
وقوله تعالى: {لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} 2.
4 ـ وإذا جاءت أن ظاهرة بعد " كي "، كانت " كي " تعليلية جارة.
نحو: جئت كي أن أحظى برؤياك.
25 ـ ومنه قول الشاعر
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا لسانك كيما أن تفرَّ وتخدعا
الشاهد: كيما أن تفر. فقد نصب الفعل بعد " كي " بأن المصدرية الظاهرة، وكي حرف جر لا غير، وهذا شاذ.
وقد ذهب الأخفش إلى أن كي حرف جر دائما، وإن نصب الفعل بعدها يكون بأن مضمرة، وقد تظهر كما في البيت السابق (3).
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:06 م]ـ
رابعا ـ إذن:
حرف جواب وجزاء لشرط مقدر، أو ظاهر، ناصبة للفعل المضارع.
مثال مجيئها جوابا وجزاء لشرط مقدر: إذن أكرمك.
ومثال مجيئها جوابا للشرط الظاهر:
26 ـ قول الشاعر:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها
الشاهد: إذن لا أقيلها. فقد جاءت إذن في هذا الموقع جوابا للشرط الموجود في أول البيت، وهو قوله: لئن ... إلخ.
وقد تأتي " إذن " جوابا لغير الجزاء.
294 ـ نحو قوله تعالى: {قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين} 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:06 م]ـ
حقيقة " إذن ": ـ
اختلف النحويون في حقيقة " إذن "، فقال جمهور النحاة: إنها حرف بسيط
غير مركب من (إذ، وأن)، أو (إذا، وأن).
وذهب الكوفيون إلى أنها اسم، وأنَّ أصلها (إذا) الظرفية لحقها التنوين، عوضا عن الجملة المضاف إليها المحذوفة.
وذهب الخليل بن أحمد إلى أنها حرف مركب من (إذ، وأن)، ونقلت حركة الهمزة إلى الذال، ثم حذفت.
وذهب الرضي إلى أنها اسم، وأصله " إذ " حذفت الجملة المضاف إليها، وعوض عنها التنوين.
وقد ورد في حاشية السيوطي على المغني عن بعضهم أن " إذن " تأتي على وجهين:
1 ـ حرف ناصب للفعل المختص به.
2 ـ اسم أصله " إذا، أو إذ " حذفت الجملة المضاف إليها، وعوض عنها
التنوين، وهذه تدخل على المضارع، وغير المضارع فيرفع بعدها.
فيجوز أن نقول لمن " قال آتيك "، إذن أكرمك بالرفع على الأصل، وبالنصب على أنها حرفية " (1).
شروط النصب بإذن: ـ
1 ـ أن يكون الفعل مستقبلا.
2 ـ أن تكون في أول الكلام.
3 ـ ألا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم.
توضيح الشروط السابقة:
1 ـ يشترط في عمل إذن دلالة الفعل بعدها على الاستقبال.
نحو: إذن أكرمَك. جوابا لمن قال: سأزورك.
فإذا لم يدل الفعل على الاستقبال، امتنع عمل إذن، وجاء الفعل بعدها مرفوعا.
نحو: إذن أظنك صادقا. برفع أظنك، جوابا لمن قال: أنا أحترمك.
2 ــ وأن تكون في أول الكلام. نحو: إذن أجيئَك. بنصب الفعل. فإذا لم تتصدر الكلام امتنع عملها. نحو: محمد إذن يكرمك. برفع الفعل.
3 ــ ولا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل، كما هو في الأمثلة السابقة. فإذا فصل بينهما امتنع عملها. نحو: إذن أخي يكرمك. برفع الفعل.
وإذا كان الفاصل بينهما القسم لم يمتنع عملها. نحو: إذن والله آتيك. بنصب الفعل.
حكم " إذن " بعد الفاء والواو: ـ
إذا جاءت " إذن " بعد الفاء أو الواو ثم تلاها الفعل المضارع الدال على الاستقبال، جاز فيها العمل. نحو: فإذن أكرمك. بنصب الفعل.
وإذن أحضر. بنصب الفعل.
كما يجوز إهمالها، والفعل بعدها مرفوع.
295 ـ نحو قوله تعالى: {فإذن لا يأتون الناس نقيرا} 1.
وقوله تعالى: {وإذن لا يلبثون خلفك إلا قليلا} 2.
ولكن الإهمال أكثر كما ذكر صاحب لسان العرب.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:07 م]ـ
جزم الفعل المضارع الصحيح والمعتل الآخر
أولا ـ يجزم الفعل المضارع الصحيح الآخر، أو المعتل الآخر إذا سبقه حرف من أحرف الجزم، وتكون علامة جزم الصحيح الآخر السكون، وعلامة جزم المعتل الآخر حذف حرف العلة من أخره.
نحو: لم يهمل المجتهد واجبه.
296 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لم ينزل به سلطانا} 1.
ونحو: لتخش الله في ما تقول.
ومنه قوله تعالى: {أو لم ير الذين كفروا} 2.
وقوله تعالى: {ولم يخش إلا الله} 3.
ونحو: لا تدع أخاك إلى الرحلة.
ومنه قوله تعالى: {كأن لم يدعنا إلى ضر مسه} 4.
ونحو: لم يرم محمد الكرة.
ومنه قوله تعالى: {كأن لم تغن بالأمس} 5.
ثانيا ـ يجزم الفعل المضارع إذا جاء جوابا للطلب. سواء أكان الطلب أمرا.
نحو: احرصْ على الموت توهبْ لك الحياة.
أو نهيا. نحو: لا تهملْ دروسك تسلمْ من الفشل.
أو استفهاما. نحو: أين أخوك أهنئْه
أو تمنيا. نحو: ليتك قريب أزرْك.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:08 م]ـ
ويشترط في الفعل المضارع المجزوم في جواب الطلب الشروط الآتية: ـ
1 ـ أن يسبق الفعل المضارع بنوع من أنواع الطلب التي بيناها آنفا.
2 ـ أن تقع جملة المضارع جوابا وجزاء للطلب الذي قبلها.
3 ـ أن يستقيم المعنى بالاستغناء عن أداة الطلب، وإحلال محلها " إن " الشرطية. نحو: اترك الإهمال تنجح في الامتحان.
تصبح بعد إبدال أداة الطلب بإن الشرطية:
إن تترك الإهمال تنجح في الامتحان.
أو " لا " النافية محل لا الناهية. نحو: لا تكن إمعة تسلم من الإهانة.
تصبح: إلاّ تكن إمعة تسلم من الإهانة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:09 م]ـ
ثانيا ـ الأحرف الجازمة لفعل مضارع واحد.
تحدثنا في أسلوب الشرط عن الأدوات التي تجزم فعلين مضارعين، وفي هذا المقام نتحدث عن الأحرف الجازمة لفعل مضارع واحد وهي:
لم، ولمّا، ولام الأمر، ولا الناهية.
1 ـ " لم "
حرف نفي وجزم وقلب. ينفي الفعل المضارع، ويجزمه، ويقلب معناه إلى الماضي. نحو قوله تعالى: {لم يلد ولم يولد} 1.
وقوله تعالى: {ما لم يؤت أحد من العالمين} 2.
وقوله تعالى: {أو لم يهد للذين يرثون الأرض} 3.
2 ـ " لمّا "
حرف نفي وجزم واستغراق. فهي تنفي المضارع، وتجزمه، ويستغرق النفي جميع أجزاء الزمن الماضي. نحو: لمّا يفرغ من عمله.
ومنه قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} 4.
27 ـ ومنه قول الشاعر:
فقلت له لما دنا أن شأننا قليل الغنى إن كنت لمّا تموَّل
ومنه قول عثمان بن عفان:
فإن أك مأكولا فكن أنت آكلي وإلا فأدركني ولمّا أمزّقِ
3 ـ " لام " الأمر:
يطلب بها إنجاز الفعل في الزمن الحاضر، أو المستقبل، يؤمر بها الغائب كثيرا. 297 ـ نحو قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} 1.
وقوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا} 2.
وقوله تعالى: {فليدع ناديه} 3.
ويؤمر بها المخاطب والمتكلم قليلا.
نحو قوله تعالى: {ولنحمل خطاياهم} 4.
وتحذف لام الأمر كثيرا إذا وقعت بعد فعل الأمر (5).
298 ـ نحو قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} 6.
أما إذا لم تقع بعد فعل الأمر فحذفها قليل، ويقتصر على الضرورة.
4 ـ " لا " الناهية:
هي الموضوعة لطلب الكف عن العمل، ويخاطب بها المخاطب، والغائب كثيرا. 299 ـ نحو قوله تعالى: {ولا تصغر خدك للناس} 7.
وقوله تعالى: {لا تخف إنك أنت الأعلى} 8.
وقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله} 9.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:10 م]ـ
ومثال الغائب: لا يهمل أحكم الدرس.
300 ـ ومنه قوله تعالى: {لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء} 1.
أما مجيئها مع المتكلم فنادر.
28 ـ ومنه قول الوليد بن عقبة:
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد لها أبدا ما دام فيها الجراضم
تنبيه:
إذا جزم الفعل المضارع المضعف الآخر، نابت " الفتحة " لخفتها عن " السكون "، أو حرك الفعل بالفتحة لخفتها عن السكون.
نحو: لا تمسَّ أخاك المسلم بضر.
301 ـ ومنه قوله تعالى: {لا تضارَّ والدة بولدها} 2.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:10 م]ـ
نماذج من الإعراب
247 ـ قال تعالى: {ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد} 48 يوسف.
ثم يأتي: ثم حرف عطف، يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة.
من بعد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، وبعد مضاف.
ذلك: اسم إشارة في محل جر مضاف إليه.
سبع: فاعل مرفوع بالضمة ليأتي. شداد: صفة لسبع مرفوعة بالضمة.
والجملة معطوفة على ما قبلها.
248 ـ قال تعالى: {كم تركوا من جنات وعيون} 25 الدخان.
كم: خبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتركوا.
تركوا: فعل ماض مبني على الضم، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
من جنات: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
وعيون: الواو حرف عطف، وعيون معطوفة على جنات.
249 ـ قال تعالى: {هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة} 15 الكهف.
هؤلاء: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
قومنا: قوم بدل من اسم الإشارة مرفوع، أو عطف بيان، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. اتخذوا: فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر.
من دونه: جار ومجرور، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال.
آلهة: مفعول به منصوب بالفتحة.
ويجوز أن تعرب قومنا خبر لمبتدأ هؤلاء، وجملة اتخذوا في محل نصب حال.
14 ـ قال الشاعر:
اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمسِ
اليوم: مبتدأ مرفوع بالضمة. أعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به لأعلم.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر ليوم.
يجيء: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى اليوم. به: جار ومجرور متعلقان بيجيء.
وجملة يجيء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد الضمير الغائب المجرور بالباء.
ومضى: الواو حرف عطف، ومضى فعل ماض مبني على الفتح.
بفضل قضائه: جار ومجرور متعلقان بمضى، وفضل مضاف، وقضائه مضاف إليه، وقضاء مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
أمسِ: فاعل مضى مبني على الكسر في محل رفع.
الشاهد: مضى أمس، حيث وردت كلمة أمس مكسورة مع أنها فاعل لمضى، والدليل على كسرها قافية البيت السابق للبيت المستشهد به وهو قوله:
منع البقاء تقلب الشمسِ وطلوعها من حيث لا تمسي
15 ـ قال الشاعر:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
قفا: فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
نبك: فعل مضارع مجزوم بجواب الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن، وجملة نبك لا محل لها من الإعراب لأنها جواب الأمر.
من ذكرى: جار ومجرور متعلقان بنبك، وذكرى مضاف.
حبيب: مضاف إليه مجرور من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعل ذكرى محذوف تقديره: من تذكرنا حبيباً.
ومنزل: الواو حرف عطف، ومنزل معطوف على ما قبلها.
بسقط: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لمنزل، وسقط مضاف، اللوى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
بين الدخول: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والدخول مضاف إليه. فحومل: الفاء عاطفة، وحومل معطوف على الدخول، والأصل في الدخول المنع من الصرف للعلمية والعجمة، وقد صرفه الشاعر لضرورة الشعر.
250 ـ قال تعالى: {أينما تكونوا يدركّم الموت} 78 النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أينما: اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بمحذوف خبر تكونوا المقدم إذا كانت " تكونوا " ناقصة، أو بجواب الشرط إذا كانت تامة.
تكونوا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع اسمها أو فاعلها.
يدركّم: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة جزمه السكون، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. الموت: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة يدركم الموت في محل نصب خبر كان على الوجه الأول.
وجملة أينما وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لخطاب اليهود والمنافقين.
16 ـ قال الشاعر:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
أنا ابن: أنا ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وابن خبر مرفوع بالضمة.
جلا: أحسن ما فيه من الأعاريب أنه فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وله مفعول به محذوف، والتقدير: أنا ابن رجل جلا الأمور.
وجملة الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر صفة لموصوف مجرور بالإضافة محذوف كما ظهر في التقدير.
وطلاع الثنايا: الواو حرف عطف، وطلاع معطوف على الخبر ابن، وطلاع مضاف، والثنايا مضاف إليه مجرور.
متى: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
أضع: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
العمامة: مفعول به منصوب بالفتحة.
تعرفوني: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به.
251 ـ قال تعالى: {فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو} 51 الإسراء.
فسينغضون: الفاء حرف عطف، والسين حرف استقبال، وينغضون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها. إليك: جار ومجرور متعلقان بينغضون.
رؤوسهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ويقولون: الواو حرف عطف، ويقولون عطف على ينغضون.
متى: اسم استفهام متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر، " ويقصد بهو يوم البعث ".
252 ـ قال تعالى: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات} 213 البقرة.
وما: الواو حرف عطف، وما نافية لا عمل لها.
اختلف: فعل ماض مبني على الفتح. فيه: جار ومجرور متعلقان باختلف.
إلا: أداة حصر لا عمل لها.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
أوتوه: فعل ماض مبني للمجهول، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به ثان، لأن نائب الفاعل في موضع المفعول به الأول. من بعد ك جار ومجرور متعلقان باختلف.
ما جاءتهم: ما مصدرية، وجاء فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، و" ما " وما بعدها مؤولة بمصدر في محل جر بالإضافة، والتقدير: من بعد مجيء البينات. البينات: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة و " ما اختلف " وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:11 م]ـ
253 ـ قال تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} 94 المائدة.
فمن: الفاء حرف استئناف، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
اعتدى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة اعتدى في محل جزم فعل الشرط.
بعد ذلك: بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق باعتدى، وهو مضاف واس الإشارة في محل جر مضاف إليه.
فله: الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. عذاب: مبتدأ مؤخر.
والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط. أليم: صفة مرفوعة بالضمة.
وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر من.
وجملة من وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
254 ـ قال تعالى: {فأما الذين اسودت وجوههم أ كفرتم بعد إيمانكم} 106 آل عمران.
فأما: الفاء للتفريع متضمنة معنى الاستئناف، وأما حرف شرط وتفصيل.
الذين: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
اسودت وجوههم: فعل وفاعل، وهاء الغائب في وجوههم في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة أما وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
أ كفرتم: الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي، وكفرتم فعل وفاعل.
بعد إيمانكم: بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بكفرتم، وبعد مضاف، وإيمانكم مضاف إليه مجرور بالكسرة، وإيمانكم مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة أ كفرتم في محل نصب مقول القول لقول محذوف، والتقدير: فيقال لهم أ كفرتم، وهذه الجملة مع المقول في محل رفع خبر المبتدأ " الذين "، وهي في الوقت نفسه جواب أما.
وشرط أما لا يذكر صريحا بل التزموا بحذفه، ويظهر عند حل المعنى والتعبير بما نابت عنه " أما " وهو مهما، والتقدير: مهما يكن من شيء فأما الذين اسودت وجوههم فيقال لهم كذا وكذا.
255 ـ قال تعالى: {كانا يأكلان الطعام} 75 المائدة.
كانا: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، والألف في محل رفع اسمها.
يأكلان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، وجملة يأكلان في محل نصب خبر كان. الطعام: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة كانا وما بعدها لا محل لها من الإعراب مفسرة.
256 ـ قال تعالى: {ما قلت لهم إلا ما أمرتني} 117 المائدة.
ما قلت: ما نافية لا عمل لها، قلت فعل وفاعل.
جار ومجرور متعلقان بقلت. إلا: أداة حصر لا عمل لها.
ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به لقلت.
أمرتني: أمر فعل ماض، والتاء في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به. وجملة أمرتني لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
257 ـ قال تعالى: {فقلنا هاتوا برهانكم} 175 القصص.
فقلنا: الفاء حرف عطف، وقلنا فعل وفاعل، والجملة معطوفة على نزعنا.
هاتوا: اسم فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
برهانكم: مفعول به منصوب بالفتحة، والكاف في محل جر مضاف إليه.
258 ـ قال تعالى: {وقطعن أيديهن} 31 يوسف.
وقطعن: الواو حرف عطف، وقطعن فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة في محل رفع فاعل.
أيديهن: مفعول به منصوب بالفتحة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة قطعن معطوفة على جملة أكبرنه.
259 ـ قال تعالى: {قالوا إنما نحن مصلحون} 11 البقرة.
قالوا: فعل وفاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. إنما: كافة ومكفوفة.
نحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مصلحون: خبر مرفوع بالواو.
والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:12 م]ـ
260 ـ قال تعالى: {قل هو الله أحد} 1 الإخلاص.
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت يعود على محمد.
هو: ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ لأنه موضع تعظيم، فإن قيل: لم ابتدأت بالمكني ولم يتقدم ذكره؟ قل: لأن هذه الصورة ثناء على الله تعالى وهي خالصة له ليس فيها شيء من ذكر الدنيا.
الله: ولفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة. أحد: بدل من لفظ الجلالة مرفوع بالضمة.
ويجوز أن يكون هو مبتدأ. ولفظ الجلالة " الله " مبتدأ ثان مرفوع بالضمة، وأحد خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول هو.
كما يجوز أن يكون أحد خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أحد.
261 ـ قال تعالى: {وقلن قولاً معروفاً} 32 الأحزاب.
وقلن: الواو حرف عطف، وقلن فعل أمر مبني على السكون، ونون النسوة في محل رفع فاعل. والجملة معطوفة على ما قبلها.
قولا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة. معروفاً: صفة منصوبة بالفتحة.
262 ـ قال تعالى: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما} 89 يونس.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
قد: حرف تحقيق مبني على السكون.
أجيبت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث.
دعوتكما: دعوة نائب فاعل مرفوع بالضمة، وكاف الخطاب في محل جر مضاف إليه، وجملة قد أجيبت في محل نصب مقول القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاستقيما: الفاء حرف استئناف، استقيما فعل ماض مبني على الفتح، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
263 ـ قال تعالى: {فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} 15 النساء.
فاستشهدوا: الفاء حرف استئناف لما في الموصول من رائحة الشرط، ولذلك جاز أن يخبر بالأمر عن المبتدأ بقوله فاستشهدوا، ولك أن تجعل خبر اسم الموصول محذوفاً، والتقدير: فيما يتلى عليكم حكم الآتي، واستشهدوا فعل وفاعل وهو مبني على حذف النون. عليهن: جار ومجرور متعلقان باستشهدوا.
أربعة: مفعول به منصوب بالفتحة.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لأربعة.
وجملة استشهدوا وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
264 ـ قال تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} 28 الفجر.
ارجعي: فعل أمر مبني على حذف النون، والياء في محل رفع فاعل.
إلى ربك: جار ومجرور، ورب مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بارجعي. راضية: حال منصوب بالفتحة.
مرضية: حال ثانية منصوبة بالفتحة.
17 ـ قال الشاعر:
يا دار عبلة بالجوار تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
يا دار عبلة: يا حرف نداء، ودار منادى مضاف منصوب بالفتحة، وعبلة مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
بالجوار: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لدار، أو في محل نصب حال منه، والعامل حرف النداء " يا " لما فيه من معنى الفعل، وهو أقوى من الصفة.
تكلمي: فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، كالجملة الندائية قبلها.
وعمي: الواو حرف عطف، وعمي فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على جملة تكلمي لا محل لها من الإعراب.
صباحا ً: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل قبله، وجوز السيوطي أن يكون تمييزاً محمولاً عن الفاعل، مثل قوله تعالى: {واشتعل الرأس شيباً}، أو مثل قولك: طب نفساً، وهو أظهر.
دار عبلة: منادى حذف منه حرف النداء، وقد سبق إعرابه.
واسلمي: الواو حرف عطف، واسلمي معطوف على عمي.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:12 م]ـ
271 ـ قال تعالى: {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} 91 الكهف.
لنفد: اللام واقعة في جواب لو، ونفد فعل ماض مبني على الفتح.
البحر: فاعل مرفوع بالضمة، وجملة نفد لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم. قبل: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بنفد.
أن تنفد: أن حرف مصدري ونصب، وتنفد فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة لقبل.
كلمات ربي: كلمات فاعل مرفوع بالضمة، وهي مضاف، وربي مضاف إليه، ورب مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
272 ـ قال تعالى: {لن ندعو من دونه إلهاً} 14 الكهف.
لن ندعو: لن حرف نفي نصب واستقبال، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وندعو فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن.
من دونه: جار ومجرور، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال لإلهاً، لأنه كان صفة له وتقدم عليه.
إلهاً: مفعول به منصوب بالفتحة.
273 ـ قال تعالى: {لن تغني عنهم أموالهم} 10 آل عمران.
لن تغني: لن نفي ونصب واستقبال، وتغني فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وجملة لن تغني في محل رفع خبر إن في أول الآية.
عنهم: جار ومجرور متعلقان بتغني.
أموالهم: أموال فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
274 ـ قال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود} 120 البقرة.
ولن ترضى: الواو حرف استئناف، ولن حرف نفي ونصب واستقبال، وترضى فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
عنك: جار ومجرور متعلقان بترضى. اليهود: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة لن ترضى لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
275 ـ قال تعالى: {أ لم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم} 16 الحديد.
أ لم: الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ولم حرف نفي وجزم
وقلب. يأن: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
للذين: جار ومجرور متعلقان بيأن، وأجاز العكبري أنهما متعلقان بمحذوف تقديره أعني، فهي للتبيين، ولا داعي للتقدير لما فيه من تكلف.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أن تخشع: أن حرف مصدري ونصب، وتخشع فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والمصدر المؤول من أن والفعل مضارع في محل رفع فاعل ليأن، والتقدير: ألم يأن خشوع.
قلوبهم: قلوب فاعل لتخشى مرفوع بالضمة، وقلوب مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف أليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:13 م]ـ
276 ـ قال تعالى: {وأن تعفو أقرب للتقوى} 237 البقرة.
وأن تعفو: الواو حرف استئناف، وأن حرف مصدري ونصب، وتعفو فعل مضارع منصوب
بأن، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وأن والفعل في تأويل مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ.
أقرب: خبر مرفوع بالضمة. للتقوى: جار ومجرور متعلقان بأقرب.
وجملة أن تعفو لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
277 ـ قال تعالى: {إني أخاف أن يبدل دينكم} 26 غافر.
إني: إن واسمها. أخاف: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره
أنا.
أن يبدل: أن حرف مصدري ونصب، ويبدل فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به لأخاف، والتقدير أخاف تبديل، وفاعل يبدل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
دينكم: مفعول به، ومضاف إليه.
278 ـ قال تعالى: {أوذينا من قبل أن يأتينا} 129 الأعراف.
أوذينا: فعل ماض مبني للمجهول، ونا المتكلمين في محل رفع فاعل، وجملة أوذينا في محل نصب مقول قول سابق.
من قبل: جار ومجرور متعلقان بأوذينا.
أن تأتينا: أن حرف مصدري ونصب، وتأتي فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ونا المتكلمين في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة لقبل، والتقدير: قبل إيتائك لنا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:14 م]ـ
18 ـ قال الشاعر:
ألا أيّهذا اللائمي أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
ألا: حرف تنبيه واستفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أيّهذا: أي منادى نكرة مقصودة حذفت منه ياء النداء، مبني على الضم في محل نصب بياء القائمة مقام أدعو، وهذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع صفة لأي باعتبار لفظه، أو في محل نصب باعتبار محله.
اللائمي: بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة، ولا يصح أن يكون نعتاً له لأنه غير معرفة، وأما إضافته لياء المتكلم فهي من إضافة الوصف لمعموله، لا تفيده تعريفاً ولا تخصيصاً، لذا اغتفر دخول أل عليه مع الإضافة، واللائمي إما مرفوع أو منصوب، وعلامة رفعه أو نصبه ضمة أو فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، واللائمي مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو.
أحضر: يروى بالنصب والرفع، فالنصب رواية الكوفيين، وهو منصوب عندهم بأن محذوفة، والذي سهل النصب عندهم مح الحذف ذكر " أن " في المعطوف وهو قوله " وأن أشهد ". وأما الرفع فهي رواية البصريين، وهو مرفوع عندهم بعد حذف " أن " على حد قوله تعالى: {ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعاً}، والذي سهل حذف " أن " ثبوت " أن " بعدها كما عند الكوفيين، وعلى هذا فالفعل قائم مقام المصدر، فهو في محل جر بعن محذوفة، والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل السابق، والتقدير: ألا أيهذا اللائمي عن حضور الوغى، وفاعل أحضر ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا. (1)
الوغى: مفعول به منصوب ن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
وأن أشهد: الواو حرف عطف، وأن حرف مصدري ونصب، وأشهد فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا، وأن والفعل المضار في تأويل مصدر مجرور بعن محذوفة أيضاً، والجار والمجرور معطوفان على ما قبلهما.
اللذات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
هل أنت: هل حرف استفهام مبني على السكون لا محل لها من الإعراب، وأنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
مخلدي: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، ومخلد مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعل مخلد ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت.
وجملة أنت مخلدي لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:15 م]ـ
279 ـ قال تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجة} 150 البقرة.
لئلا: اللام للتعليل، وأن المدغمة بلا النافية حرف مصدري ونصب، ولا نافية لا
عمل لها. يكون: فعل مضارع ناقص منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة.
للناس: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون المقدم.
عليكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، لأنه كان في الأصل صفة لحجة، فلما تقدمت الصفة على الموصوف أعربت حالاً على القاعدة.
حجة: اسم يكون المؤخر مرفوع بالضمة.
والمصدر المؤول من أن والفعل " يكون " في تأويل مصدر مجرور بلام التعليل، وشبه الجملة متعلق بولوا.
280 ـ قال تعالى: {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} 12 الأعراف.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو.
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
منعك: منع فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والكاف في محل نصب مفعول به ن وجملة منعك لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة ما منعك وما بعدها في محل نصب مقول القول.
ألا تسجد: أن المدغمة حرف مصدري ونصب، ولا زائدة لتوكيد معنى النفي، وتسجد فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره:
أنت، والمصدر المؤول من أن والفعل المضارع في تأويل مصدر منصوب على نزع الخافض، والتقدير: ما منعك من السجود.
إذ أمرتك: إذ ظرف للزمن الماضي مبني على السكون في محل نصب متعلق يتسجد، والتقدير: ما منعك من السجود وقت أمري إياك به، وأمرتك فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذ إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:16 م]ـ
281 ـ قال تعالى: {قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} 260 البقرة.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
بلى: حرف جواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وجيء بها لتثبيت الإيمان
المنفي.
ولكن: الواو حرف عطف، ولكن حرف استدراك مهمل، ولكن وما بعدها معطوفة على جملة محذوفة تقديره: " سألتك ".
ليطمئن: اللام للتعليل، ويطمئن فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد لام التعليل، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل يطمئن في محل جر بلام التعليل، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف، والتقدير: ولكن سألتك كيفية الإحياء ليطمئن قلبي. قلبي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء في محل جر بالإضافة.
282 ـ قال تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا} 8 القصص.
فالتقطه: الفاء حرف عطف، والتقط فعل ماض مبني على الفتح، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والجملة معطوفة على محذوف للإيجاز، والتقدير: فأرضعته وألقته في النهر فالتقطه آل فرعون، وتعرف هذه الفاء بالفصيحة أيضاً.
آل فرعون: آل فاعل مرفوع بالضمة، وآل مضاف، وفرعون مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
ليكون: اللام لام العاقبة وتعرف بلام المآل ولام الصيرورة، وهي شبيه بلام كيي التعليلية في دخولها على الأفعال المضارعة، وجرها للمصادر، إلا أنها تختلف عنها في المعنى. ويكون فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد اللام، واسم يكون ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
لهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من عدو، لأنه في الأصل كان صفة له فلما تقدم عليه أعرب حالاً على القاعدة.
عدواً: خبر يكون منصوب بالفتحة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:16 م]ـ
19 ـ قال الشاعر:
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس الشفوف
ولبس: الواو حسب ما قبلها، ولبس مبتدأ، وهو مضاف،
عباءة: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وتقر: الواو حرف عطف، وتقر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد الواو العاطفة على اسم خالص من التقدير بالفعل.
عيني: فاعل، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أحب: خبر المبتدأ " لبس ". إليّ: جار ومجرور متعلقان بأحب.
من لبس الشفوف: جار ومجرور متعلقان بأحب أيضا، ولبس مضاف، والشفوف مضاف إليه.
الشاهد: وتقر، حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف التي تقدمها اسم خالص من التقدير بالفعل وهو " لبس ".
283 ـ قال تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين} 179 آل عمران.
ما: نافية لا عمل لها، وكان فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة اسمها مرفوع بالضمة.
ليذر: اللام لام الجحود وهي المسبوقة بكون منفي، وتكون لتوكيد النفي، ويذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد لام الجحود الجارة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في تأويل مصدر مجرور باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان، والتقدير: لم يكن الله مريداً تركهم على حالة من الاختلاط والالتباس.
المؤمنين: مفعول به منصوب بالياء لتذر.
وجملة ما كان الله وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لبيان أن الله عالم بكل شيء.
20 ـ قال الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فمن قادت الآمال إلا لصابر
لأستسهلن: اللام موطئة للقسم، واستسهلن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
الصعب: مفعول به منصوب بالفتحة.
أو أدرك: أو حرف عطف، ومعناه هنا " حتى "، أدرك فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
المنى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
فما انقادت: الفاء حرف دال على التعليل، وما نافية لا عمل لها، وانقادت فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث.
الآمال: فاعل مرفوع بالضمة. إلا: أداة حصر لا عمل لها.
لصابر: جار ومجرور متعلقان بنقادت.
الشاهد: أو أدرك، حيث نصب الفعل المضارع أدرك بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى
حتى، والتقدير: حتى أن أدرك.
21 ـ قال الشاعر:
وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما
وكنت: الواو حسب ما قبلها، وكان واسمها.
إذا غمزت: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب بجوابه " كسرت "، وغمزت فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
قناة قوم: مفعول به منصوب، وقناة مضاف، وقوم مضاف إليه مجرور.
كسرت: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير
جازم. كعوبها: مفعول به، والضمير في محل جر بالإضافة.
وجملتا الشرط والجواب في محل نصب خبر كان.
أو تستقيما: أو حرف عطف بمعنى إلا، تستقيما فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد
أو، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي.
الشاهد: أو تستقيما، حيث نصب الفعل المضارع تستقيم بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى
" حتى ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:17 م]ـ
284 ـ قال تعالى: {قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} 91 طه.
قالوا: فعل وفاعل.
لن نبرح: لن حرف نفي ونصب واستقبال، ونبرح فعل مضارع ناقص منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، واسمها ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن.
عليه: جار ومجرور متعلقان بعاكفين. عاكفين: خبر نبرح منصوب بالياء.
وجملة لن نبرح في محل نصب مقول القول.
حتى يرجع: حتى حرف جر وغاية، ويرجع فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد حتى. إلينا: جار ومجرور متعلقان بيرجع.
والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر مجرور بحتى، والتقدير: حتى رجوع موسى إلينا، وشبه الجملة متعلق بعاكفين أيضاً.
موسى: فاعل ليرجع مرفوع بالضمة المقدرة.
285 ـ قال تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} 36 فاطر.
لا يقضى: لا نافية لا عمل لها، ويقضى فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على " بالموت "، والتقدير: لا يقضى عليهم بالموت. عليهم: جار ومجرور متعلقان بيقضى.
فيموتوا: الفاء للسببية، ويموتوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
286 ـ قال تعالى: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي} 81 طه.
ولا تطغوا: الواو حرف عطف، ولا ناهية، وتطغوا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، والواو في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
فيه: جار ومجرور متعلقان بتطغوا.
فيحل: الفاء للسببية، ويحل فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد فاء السببية، لأنه وقع في جواب النهي. عليكم: جار ومجرور متعلقان بيحل.
غضبي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة، والياء في محل جر بالإضافة.
22 ـ قال الشاعر:
يا ناقُ سيري عَنَقاً فسيحا إلى سليمان فتستريحا
يا ناق: يا حرف نداء، وناق منادى مرخم مبني على الضم، واصله: يا ناقة.
سيري: فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل.
عنقا: نائب عن المفعول المطلق مبين لصفته منصوب بالفتحة، فهو صفة لمفعول مطلق محذوف عامله سيري، والتقدير: سيري سيرا عنقا.
فسيحا: صفة لعنق. منصوبة مثلها.
إلى سليمان: جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعليمة وزيادة الألف والنون، وشبه الجملة متعلق بسيري.
فنستريحا: الفاء للسببية، ونستريح فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، واللأف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن.
الشاهد: فنستريحا، حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية في جواب الأمر.
287 ـ قال تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} 53 الأعراف.
فهل: الفاء حرف عطف، وهل حرف استفهام.
لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
من شفعاء: من حرف جر زائد، وشفعاء مجرور بمن لفظاً مرفوع محلاً لأنه مبتدأ.
فيشفعوا: الفاء للسببية لوقوعها في جواب الاستفهام، ويشفعوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
لنا: جار ومجرور متعلقان بيشفعوا. وجملة هل لنا معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:18 م]ـ
289 ـ قال تعالى: {يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً} 73 النساء.
يا: يا حرف نداء، والمنادى محذوف، أو الياء لمجرد التنبيه، والأول أولى.
ليتني: ليت حرف تمني ونصب، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب اسمها. كنت: كان الناقصة واسمها، وكنت في محل رفع خبر ليت.
معهم: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كنت، وهاء الغائب في محل جر بالإضافة
فأفوز: الفاء للسببية، وأفوز فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.
فوزاً: مفعول مطلق منصوب بالفتحة. عظيما: صفة منصوبة بالفتحة.
290 ـ قال تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} 142 آل عمران.
ولما: الواو واو الحال، ولما حرف جزم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعلم: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
جاهدوا: فعل وفاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من واو الجماعة.
وجملة لما يعلم وما بعدها في محل نصب حال.
ويعلم: الواو للمعية، ويعلم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد واو المعية، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو. الصابرين: مفعول به منصوب بالياء.
ولا يصح أن تكون حركة الفتحة على الميم في يعلم الثانية فتحة التقاء الساكنين والفعل مجزوم، لأن في ذلك حملاً للقرآن على الوجوه المرجوحة.
24 ـ قال الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
لا تنه: لا ناهية، وتنه فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
عن خلق: جار ومجرور متعلقان بتنه.
وتأتي: الواو للمعية، وتأتي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
مثله: مثله مفعول به ن والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
عار عليك: عار خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: ذلك عار، وعليك جار ومجرور متعلقان بعار.
إذا فعلت: إذا ظرف للزمان المستقبل تضمن معنى الشرط في محل نصب بجوابه المحذوف يدل عليه ما قبله، والتاء في محل رفع فاعل، وجملة فعلت في محل جر بإضافة إذا إليها. والجملة من الشرط وجوابه معترضة بين الصفة وموصوفها " عار عظيم " لا محل لها من الإعراب.
عظيم: صفة لعار مرفوعة مثلها.
الشاهد: وتأتي، حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية في جواب النهي.
291 ـ قال تعالى: {ولن تجد لسنة الله تبديلاً} 62 الأحزاب.
ولن تجد: الواو حرف عطف، ولن حرف نفي ونصب واستقبال، وتجد فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والجملة معطوفة على ما قبلها.
لسنة الله: لسنة جار ومجرور متعلقان بتبديل، وسنة مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. تبديلاً: مفعول به منصوب بالفتحة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:19 م]ـ
26 ـ قال الشاعر:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها
لئن: اللام واقعة في جواب قسم مقدر، وإن حرف شرط جازم لفعلين.
عاد: فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط.
لي: جار ومجرور متعلقان بعاد.
عبد العزيز: عبد فاعل، والعزيز مضاف إليه.
بمثلها: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بعاد السابقة.
وأمكنني: الواو عاطفة، وأمكن فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على عبد العزيز، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به. منها: جار ومجرور متعلقان بأمكن.
إذن: حرف جزاء وجواب مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
لا أقيلها: لا حرف نفي لا عمل له، وأقيل فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به.
وجملة إذن لا أقيلها لا محل لها من الإعراب جواب القسم، وجواب الشرط محذوف يدل عليه جواب القسم، والشاهد قوله " إذن لا أقيلها " حيث رفع الفعل المضارع الواقع بعد إذن لكون إذن غير مصدرة أي: لم تقع في صدر الجملة.
الشاهد قوله " إذن لا أقيلها " حيث وقعت إذن جواباً وجزاء للشرط الظاهر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:20 م]ـ
294 ـ قال تعالى: {قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين} 20 الشعراء.
قال: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على موسى.
فعلتها: فعل وفاعل ومفعول به، ويجوز في ضمير الغائب أن يكون مفعولاً مطلقاً، أي: فعلة الفعلة.
إذن: حرف جزاء بمثابة الجواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
وأنا: الواو للحال، وأنا مبتدأ.
من الظالمين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
والجملة الاسمية في محل نصب حال. وجملة فعلتها في محل نصب مقول القول.
296 ـ قال تعالى: {ما لم ينزل به سلطاناً} 151 آل عمران.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل أشركوا في أول الآية. لم ينزل: لم حرف نفي وجزم وقلب، وينزل فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، لأنه كان في الأصل صفة لسلطاناً فتقدم عليه. سلطاناً: مفعول به لينزل.
27 ـ قال الشاعر:
فقلت له لما دنا أن شأننا قليل الغنى إن كنت لمّا تمول
فقلت: الفاء حرف استئناف، وقلت فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
له جار ومجرو متعلقان بقلت. لما: الحينية الظرفية مبني على السكون في محل نصب متعلق بقلت. دنا: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة في محل جر بإضافة لما إليها.
أن شأننا: أن حرف توكيد ونصب، وشأن اسمها منصوب، والضمير المتصل بشأن في محل جر مضاف إليه. قليل الغنى: قليل خبر أن مرفوع، وهو مضاف، والغنى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
وجملة أن شأننا قليل الغنى في محل نصب مقول القول.
إن كنت: إن حرف شرط جازم لفعلين، وكنت كان الناقصة، واسمها ضمير متصل في محل
رفع.
لمّا تمول: حرف نفي وجزم واستغراق، وتمول فعل مضارع مجزوم بلما، وعلامة جزمه السكون المقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت. وجملة لما تمول في محل نصب خبر كان. وجملة كنت لما تمول ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:20 م]ـ
296 ـ قال تعالى: {ما لم ينزل به سلطاناً} 151 آل عمران.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل أشركوا في أول الآية. لم ينزل: لم حرف نفي وجزم وقلب، وينزل فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، لأنه كان في الأصل صفة لسلطاناً فتقدم عليه. سلطاناً: مفعول به لينزل.
27 ـ قال الشاعر:
فقلت له لما دنا أن شأننا قليل الغنى إن كنت لمّا تمول
فقلت: الفاء حرف استئناف، وقلت فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
له جار ومجرو متعلقان بقلت. لما: الحينية الظرفية مبني على السكون في محل نصب متعلق بقلت. دنا: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة في محل جر بإضافة لما إليها.
أن شأننا: أن حرف توكيد ونصب، وشأن اسمها منصوب، والضمير المتصل بشأن في محل جر مضاف إليه. قليل الغنى: قليل خبر أن مرفوع، وهو مضاف، والغنى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
وجملة أن شأننا قليل الغنى في محل نصب مقول القول.
إن كنت: إن حرف شرط جازم لفعلين، وكنت كان الناقصة، واسمها ضمير متصل في محل
رفع.
لمّا تمول: حرف نفي وجزم واستغراق، وتمول فعل مضارع مجزوم بلما، وعلامة جزمه السكون المقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت. وجملة لما تمول في محل نصب خبر كان. وجملة كنت لما تمول ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة جواب الشرط محذوفة، والتقدير: إن كنت قليل المال مثلي فإننا فقراء.
الشاهد قوله: " لما تمول " حيث جزم بلما العل تمول، وهي حرف جزم ونفي واستغراق.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:21 م]ـ
297 ـ قال تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} 7 الطلاق.
لينفق: اللام لام الأمر حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وينفق فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه السكون.
ذو سعة: ذو فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، وذو مضاف، وسعة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
من سعته: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بينفق.
298 ـ قال تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} 31 إبراهيم.
قل: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
لعبادي: جار ومجرور متعلقان بقل.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة لعبادي.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
يقيموا: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل. الصلاة: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة مقول القول محذوفة يدل عليها الجواب، والتقدير: قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا، " وفيه نظر ".
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:21 م]ـ
299 ـ قال تعالى: {ولا تصعر خدك للناس} 18 لقمان.
ولا تصعر: الواو حرف عطف، ولا ناهية، وتصعر فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، وجملة تصعر معطوفة على ما قبلها. خدك: مفعول به، ومضاف إليه.
للناس: جار ومجرور متعلقان بتصعر.
300 ـ قال تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء} 28 آل عمران.
لا يتخذ: لا ناهية، ويتخذ فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. المؤمنون: فاعل مرفوع بالواو.
الكافرين: مفعول به أول منصوب بالياء. أولياء: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة لا يتخذ كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للنهي عن موالاة الكافرين.
28 ـ قال الشاعر:
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد لها أبداً ما دام فيها الجراضم
إذا ما خرجنا: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه، وما: زائدة، وخرجنا فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
من دمشق: جار ومجرور متعلقان بخرجنا.
فلا نعد: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية تفيد هنا الدعاء، ونعد فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
لها: جار ومجرور متعلقان بنعد. أبدا: ظرف زمان منصوب متعلق بنعد.
ما دام: ما مصدرية ظرفية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ودام فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
فيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر مادام مقدم.
الجراضم: اسم مادام مؤخر مرفوع بالضمة.
وما وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بإضافة اسم زمان مقدر ينتصب بقوله نعد،
والتقدير: فلا نعد مدة دوام الجراضم فيها.
الشاهد: " فلا نعد " حيث جزم فعل المتكلم " نعد " بلا الناهية الدعائية وهو قليل.
301 ـ قال تعالى: {لا تضار والدة بولدها} 233 البقرة.
لا تضار: لا ناهية، وتضار فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، ونابت الفتحة عن السكون لخفتها في الفعل المضعف، والفعل مبني للمجهول.
والدة: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
بولدها: جار ومجرور متعلقان بتضار، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية في محل نصب حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:36 م]ـ
علامات الإعراب الفرعية
أولا ـ علامات الرفع:
ينوب عن الضمة في الرفع العلامات الفرعية الآتية:
1 ـ الواو في جمع المذكر السالم.
نحو: المجاهدون منتصرون.
ومنه قوله تعالى: (وهم معرضون) 1.
2 ـ الواو في الأسماء الستة.
نحو: حموك فاضل.
ومنه قوله تعالى: (وأبونا شيخ كبير) 2.
3 ـ الألف في المثنى.
نحو: وصل المسافران.
وقوله تعالى: {ودخل معه السجن فتيان} 3.
4 ـ ثبوت النون في الأفعال الخمسة.
نحو: الطلاب يكتبون الدرس.
ومنه قوله تعالى: (لعلكم تشكرون) 4.
وقوله تعالى: (فيقسمان بالله لشهادتنا أحق) 5.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:37 م]ـ
ثانيا ـ علامات النصب:
ينوب عن الفتحة في حالة النصب العلامات الفرعية الآتية:
1 ـ الألف في الأسماء الخمسة.
نحو: سافر أباك.
ومنه قوله تعالى: (إن أبانا لفي ضلال مبين) 1.
2 ـ الياء في المثنى.
نحو: كافأت المجتهدين.
ومنه قوله تعالى: (جعل فيها زوجين اثنين) 2.
3 ـ الياء في جمع المذكر السالم.
نحو: كرم المدير المتفوقين.
وقوله تعالى: (إن الله يحب المحسنين) 3.
4 ـ الكسرة في جمع المؤنث السالم.
نحو: شكرت المعلمة الطالبات.
ومنه قوله تعالى: (إن الله رفع السموات بغير عمد) 4.
5 ـ حذف النون من الأفعال الخمسة.
نحو: المقصران لن يفلحا.
ثالثا ـ علامات الجر: (ينوب عن الكسرة في حالة الجر العلامات الفرعية
التالية:
1 ـ الياء في المثنى. نحو: شكرت المتسابقين.
ومنه قوله تعالى: (حتى أبلغ مجمع البحرين) 5.
2 ـ الياء في جمع المذكر السالم.
نحو: سلمت على القادمين.
ـــــــــــ
1 ـ 8 يوسف. 2 ـ 3 الرعد.
3 ـ 195 البقرة. 4 ـ 2 الرعد.
5 ـ 60 الكهف.
ومنه قوله تعالى: (وقيل بعدا للقوم الظالمين) 1.
3 ـ الياء في الأسماء الستة.
نحو: التقيت بأبيك.
ومنه قوله تعالى: (فطوعت له نفسه قتل أخيه) 2.
وقوله تعالى: (إلا كما أمنتكم على أخيه) 3.
4 ـ الفتحة في الممنوع من الصرف.
نحو: جلست مع أحمد.
ومنه قوله تعالى: (اذهب إلى فرعون إنه طغى) 4.
رابعا ـ علامات الجزم:
ينوب عن السكون في حالة الجزم العلامتان الفرعيتان التاليتان:
1 ـ حذف حرف العلة من الفعل المضارع المعتل الآخر.
نحو: لا تعدُ مسرعا.
ومنه قوله تعالى: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم) 5.
2 ـ حذف النون في الأفعال الخمسة.
نحو: المعلمون لم يقصروا في أداء الواجب.
ومنه قوله تعالى: (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) 6.
وقوله تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) 7.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:38 م]ـ
ما ينوب فيه حركة عن حركة
المثنى
هو كل اسم دل على اثنين، أو اثنتين متفقين لفظا ومعنى، بزيادة ألف ونون، أو ياء ونون على مفرده، مفتوح ما قبل الألف والياء، ومكسور النون، صالحا للتجريد منها، سد مسد العاطف والمعطوف.
مثل: معلم ومعلم: معلمان، معلمة ومعلمة: معلمتان.
نقول: هذان معلمان مخلصان، وهاتان معلمتان مخلصتان.
إعرابه: يرفع المثنى بالألف. نحو: أنتما طالبان مجتهدان.
فطالبان، ومجتهدان كل منهما مثنى جاء مرفوعا، وعلامة رفعه الألف.
1 ـ ومنه قوله تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان} 1.
وينصب ويجر بالياء. نحو: شاهدت لاعبين ماهرين. وسلمت على الصديقين.
فالكلمتان: لاعبين، وماهرين، كل منهما جاء منصوبا، وعلامة نصبه الياء.
2 ـ ومنه قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل} 2.
وقوله تعالى: {واجعلنا مسلمين} 3.
وجاءت كلمة الصديقين مجرورة وعلامة جرها الياء.
3 ـ ومنه قوله تعالى: {وجعل بين البحرين حاجزا} 4.
وقوله تعالى: {وبالوالدين إحسانا} 5.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:39 م]ـ
شروط التثنية:
يشترط في الاسم المفرد المراد تثنيته شروط عامة ينبغي توافرها عند التثنيه هي:
1 ـ أن يكون الاسم مفردا.
فلا يثنى المثنى. فلا نقول: في " طالبان ": " طالبانان ".
ولا يثنى جمع المذكر، أو المؤنث السالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا نقول في " معلمون ": معلمونان "، ولا في " معلمات ": " معلماتان ".
وتمتنع تثنية المثنى، وجمعي السلامة، كيلا يجتمع إعرابان بعلاماتهما على كلمة واحدة في حالة التثنية، ولتعارض معنى التثنية وعلامتها مع معنى الجمع السالم بنوعيه وعلامتهما.
فلا يصح تثنية الجموع التي لا واحد لها من مفردها. فلا نقول في: أبابيل: أبابيلان، ولا في: عبابيد: عبابيدان.
2 ـ أن يكون معربا. والمعرب: ما تغير شكل آخره بتغير موقعه الإعرابي.
نحو: محمد، ورجل، وشجرة، وفاطمة، ومعلم.
ولا يثنى المبني من الأسماء كالضمائر، وأسماء الموصول، والاستفهام، والإشارة، وأسماء الشرط، ونحوها.
أما بعض الأسماء المثناة وهي مبنية في حالة الإفراد، مثل اللذان واللتان، وذان، وتان، وهذا وهاتان، فلا يقاس عليها ل، لأنها وردت عن العرب بصيغة المثنى، وليست مثناة حقيقة.
4 ـ ومنها قوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} 1.
وقوله تعالى: {فذانك برهانان من ربك} 2.
ـــــــــــــ
1 ـ 16 النساء. 2 ـ 32 القصص.
3 ـ ألا يكون مركبا:
فلا يثنى المركب تركيبا مزجيا. نحو: حضرموت، وسيبويه. فلا نقول: حضرموتان،
ولا: سيبويهان، ولا: بعلبكان. ولكن تصح التثنية بالواسطة، أي بزيادة كلمة " ذوا " قبل العلم المركب تركيبا مزجيا المراد تثنيته، ويقع الإعراب على الكلمة المزادة، أما العلم المركب تركيبا مزجيا فيعرب مضافا إليه.
في حالة الرفع نقول: اشتهر ذوا سيبويه بصناعة النحو.
وشاهدت ذاتي حضرموت، أو ذواتي حضرموت.
وتجولت بذاتي بعلبك، أو ذواتي بعلبك.
ويحتفظ الاسم المركب تركيبا مزجيا بإعرابه قبل التثنية، وهو الجر بالفتحة لمنعه من الصرف.
وما ذكرناه في المركب المزجي ينسحب على المركب الإسنادي. فنقول في:
جاد الحق، وتأبط شرا.
جاء ذوا جاد الحق. وصافحت ذوي تأبط شرا. ومررت بذوي تأبط شرا.
ويبقى إعراب المركب الإسنادي على حاله قبل التثنية، فيكون مبنيا على الحكاية في محل جر مضافا إليه.
أما المركب تركيبا إضافيا. نحو: عبد الله، وعبد الرحمن.
يثنى صدره دون عجزه. نقول: جاء عبدا الله. رأيت عبدي الله.
وسلمت على عبدي الله.
أما العلم المركب تركيبا وصفيا، نحو: الطالب المؤدب، والمعلم المخلص.
يثنى جزءاه معا " الموصوف، والصفة "، ويعربان بالحروف.
نقول: جاء الطالبان المؤدبان. وكافأت المعلمين المخلصين.
وأثنيت على المعلمين المخلصين.
4 ـ يشترط فيه التنكير.
فالعلم لا يثنى. فلا نقول في: محمد: محمدان، ولا في: عليّ: عليان، ولا
في: أحمد: أحمدان، ولا في: إبراهيم: إبراهيمان.
لأن الأصل في العلم أن يكون مسماه شخصا واحدا.
أما إذا اشترك عدة أفراد في اسم واحد جاز تثنيته، وهو حينئذ صار في حكم النكرة، فتدخل عليه " أل " التعريف. نقول: جاء المحمدان، ورأيت العليين.
وسلمت على الإبراهيمين.
كما يعوض عن العلمية بالنداء. فنقول: يا محمدان، وياعليان.
وهذا مضمون قول ابن يعش في شرح المفصل " اعلم أنك إذا ثنيت الاسم العلم ينكر ويزال عنه تعريف العلمية لمشاركة غيره له في اسمه، وصيرورته بلفظ لم يقع به التسمية في الأصل، فيجري مجرى رجل وفرس، فقيل: زيدان، وعمران، كما قيل رجلان، وفرسان، والفرق بينهما أن الزيدين والعمرين مشتركان في التسمية بزيد وعمرو، والرجلان والفرسان مشتركان في الحقيقة وهي الذكورية والآدمية " (1).
ولهذا فإن كنايات الأعلام لا تثنى لأنها لا تقبل التنكير، بل تلحق بالمثنى. (2).
نحو: كلمة " فلان "، و " علان " فلا نقول: فلانان، ولا علانان.
وإنما نقول: جاء فلان، وذهب علان.
كما أن هناك ألفاظ أخرى جاءت على هيئة المثنى. نحو: حنانيك، ودواليك، وسعديك ولبيك. وهي ألفاظ دالة على الإحاطة والشمول، وتعرب مفاعيل مطلقة منصوبة بالياء في جميع حالاتها. (3).
ــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج1 ص46.
2 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص56.
3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص293.
نقول: لبيك اللهم لبيك.
ونقول: تعاقب على تقديم الحفل فلان وفلان وهكذا دواليك.
5 ـ الموافقة في اللفظ.
فلا يثنى اسمان مختلفان في لفظهما، أو عدد حروفهما، أو ضبطهما.
وما ورد عن العرب من الألفاظ المثناة، ولم تستوف الشروط المذكورة، فهو من باب التغليب. نحو: الأبوان مثنى الأب والأم، وهما مختلفان في اللفظ.
ونحو: العمران مثنى عمر بن الخطاب، وعمرو بن هشام، وهما مختلفان في حركة
الأحرف، وهكذا.
6 ـ الموافقة في المعنى.
فلا يثنى اللفظان المشتركان في الحروف، ولكنهما مختلفان في المعنى حقيقة، أو مجازا. فلا نقول: هاتان عينان. ونريد بإحداهما العين التي نبصر بها، وبالأخرى عين الماء الجارية.
أما ما ورد عن العرب مثنى لفظا، ومختلفا معنى فشاذ.
نحو قولهم: الأحمران للذهب والفضة، والأسودان للخبز والماء، ونحوهما.
7 ـ ويشترط فيه عدم الاستغناء بتثنيته عن تثنية غيره.
فلا تثنى كلمتا " سواء "، و" بعض ". استغناء عنهما بتثنية " جزء "، و" سيّ ".
فنقول: جزءان، وسيان.
كذلك لا تثنى بعض الألفاظ الدالة على التوكيد. نحو: اجمع، وجمعاء للاستغناء عنهما في التثنية بلفظ " كلا "، و " كلتا ".
8 ـ وأن يكون له نظير في الوجود.
فلا يصح أن نثني كلمة " شمس "، ولا " قمر "، ولا " زحل "، ولا " سهيل "
فلا نقول: شمسان، وقمران، وزحلان، وسهيلان.
وقد ذكر عباس حسن أن هذا الشرط ثبت بطلانه بالاكتشافات العلمية لغزو الفضاء. حيث توصل علماء الفضاء إلى وجود شموس، وأقمار، وكواكب كثيرة متشابهة في التسمية، لذلك إذا ثنينا الألفاظ السابقة فلا حرج في ذلك. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:40 م]ـ
والجر. نحو: حضر القاضيان إلى المحكمة. وصافحت القاضيين. ومررت بالقاضيين.
فإذا كان المنقوص محذوف الياء ردت مفتوحة عند التثنية.
نحو: ساعٍ، وقاض، وداعٍ. نقول: هذان ساعيان نشيطات. وصافحت القاضيين.
وأثنيت على الداعيين.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:40 م]ـ
3 ـ تثنية المقصور:
المقصور هو الاسم المنتهي بألف لازمة، لذلك عند تثنيته لا يمكن اجتماع ألفه مع
ألف التثنية، لهذا ينظر إلى ألفه على النحو التالي، لتلافي التقاء الساكنين.
أ ـ إذا كانت ألفه ثالثة ردت إلى أصلها " الواو، أو الياء ":
فترد ياء إذا كان أصلها الياء. نحو: فتى، وهدى، ورحى.
نقول: الفتيان مهذبان، وجاءت الهديان.
وكافأت الفتيين، وعطفت على الهديين.
في الأمثلة السابقة ردت الألف إلى أصلها ياء، للتخلص من التقاء الساكنين.
وترد واوا إذا كان أصلها الواو. نحو: عصا، وقفا، وشذا.
نقول: للأعرج عصوان يتكئ عليهما. وصنع النجار للأعرج عصوين.
وهذا أعرج يمشي عل عصوين.
في الأمثلة السابقة ردت الألف إلى أصلها واوا للتخلص من التقاء الساكنين.
ب ـ وإذا كانت ألف المقصور رابعة فأكثر قلبت ياء.
نحو: بشرى، وحسنى، ومنتدى، ومصطفى.
نقول: هذان بشريان، وشيدت الحكومة منتديين كبيرين، ومررت بمصطفيين.
6 ـ ومنه قوله تعالى: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} 1.
في الأمثلة السابقة قلبت الألف ياء للتخلص من التقاء الساكنين.
4 ـ تثنية الممدود:
الممدود هو كل اسم معرب ينتهي بهمزة قبلها ألف زائدة.
وعند تثنيته يجب مراعاة الحالات الآتية في همزته:
أ ـ أن كانت همزته أصلية، وجب إبقاؤها على حالها.
نحو: إنشاء، وابتداء، ووضّاء، ومُضاء، وقرّاء.
نقول: إنشاءان، وابتداءان، ووضاءان، ومضاءان، وقراءان.
الأمثلة: هذان إنشاءان كبيران. وأثنيت على قارئين مجيدين.
ومررت بفتيين وضاءين.
في الأمثلة السابقة بقيت همزة الممدود عند التثنية على حالها لأنها من أصل الكلمة.
تنبيه: ويمكننا معرفة أصل الكلمة بردها إلى الفعل الماضي.
إنشاء أصلها أنشأ، وابتداء أصلها ابتدأ، وهكذا، ونلاحظ أنها أفعال مهموزة الآخر.
ب ـ وإن كانت الهمزة زائدة للتأنيث، وجب قلبها واوا.
نحو: صحراء، وبيداء، وحمراء، وخضراء.
نقول في التثنية: صحراوان، وبيداوان، وحمراوان، وخضراوان.
نحو: هاتان صحراوان واسعتان. واستصلحت الدولة صحراوين واسعتين.
ودارت المعركة في صحراوين واسعتين.
ــــــــــ
1 ـ 52 التوبة.
ج ـ وإن كانت الهمزة مبدلة من حرف أصلي جاز فيها القلب، أو الإبقاء، والقلب أجود. مثل: كساء، وسماء، ودعاء، وبناء، واهتداء، وارتواء.
نقول: كساءان، أو كساوان، وسماءان، أو سماوان، ودعاءان، أو دعاوان.
نحو: هذان كساءان، أو كساوان جميلان.
وإن السماءين، أو السماوين ملبدتان بالغيوم.
وانطلقت الطائرة في سماءين، أو سماوين ملبدتين بالغيوم.
ونلاحظ أن الهمزة في كل من " كساء، وسماء، ودعاء " مبدلة من حرف أصلي هو الواو. فأصلها: كساو، وسماو، ودعاو. فلحقها الإعلال، وانقلبت الواو همزة.
والهمزة في كل من " بناء، واهتداء، وارتواء " مبدلة أيضا من حرف أصلي هو الياء.
فأصلها: بناي، واهتداي، وارتواي، فلحقها الإعلال وانقلبت الياء همزة.
وكذلك إن كانت الهمزة للإلحاق جاز فيها الإبقاء، أو القلب، والقلب أجود.
نحو: عِلباء، وقُوباء. (1).
فهمزة كل من الكلمتين السابقتين زيدت للإلحاق، الأولى ألحقت بـ " قِرطاس "، والثانية ألحقت بـ " قُرناس " (2)، وعند التثنية نقول: علباءان، أو علباوان.
وقوباءان، أو قوباوان.
ـــــــــــــ
1 ـ العلباء: العصبة الممتدة في العنق.
والقوباء: داء معروف يصيب الجلد.
2 ـ القرناس: انف الجبل.
ما يلحق بالمثنى:
يلحق بالمثنى في إعرابه بعض الألفاظ الدالة على التثنية لزيادة جاءت في آخرها، ولكنها في الحقيقة لا تغني عن العاطف والمعطوف، ولا مفرد لها من جنسها.
وهذه الألفاظ محصورة في خمسة ليس غير. بعضها ألحق بالمثنى بلا شروط وهي:
1 ـ اثنان، واثنتان، وثنثان. سواء أضيفت إلى ظاهر، أم إلى مضمر، أم لم تضف.
في حالة الرفع. نحو: فاز اثنان من المتسابقين. وفازت طالبتان اثنتان، أو ثنثان.
ومنه قول الشاعر:
سهل الخليقة لا تخشى بوادره يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
7 ـ ومنه قوله تعالى:
{إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم} 1.
ومثال النصب: كافأت طالبين اثنين، أو طالبتين اثنتين.
8 ـ ومنه قوله تعالى: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين} 2.
وقوله تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين} 3.
وقوله تعالى: {فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك} 4.
ومثال الجر: أوكلت الأمر لمعلمين اثنين. أو لمعلمتين اثنتين.
9 ـ ومنه قوله تعالى: {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} 5.
ولا يختلف إعراب " اثنان، واثنتان، وثنثان " إعراب المثنى في حالة تركيبها مع
العشرة نقول في الرفع: في الفصل اثنا عشر طالبا، أو اثنتا عشرة طالبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:41 م]ـ
10 ـ ومنه قوله تعالى: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} 1.
وفي النصب نقول: صافحت اثني عشر لاعبا. وكافأت اثنتي عشرة طالبة.
11 ـ ومنه قوله تعالى: {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما} 2.
أما العدد عشرة فهو اسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، لأنه بدل من نون المثنى المبنية على الكسر.
وفي حالة إضافة " اثنان " وأخواتها إلى الاسم الظاهر، أو الضمير، نقول في إضافتها إلى الضمير: وصلني اثنا كتبك. وتسلمت اثنتي رسائلك. وشرحت على اثني خطاباتك.
مضافة إلى الاسم الظاهر.
ونحو: تأخر اثناكما، وعاقبت اثنيكما، مضافة إلى الضمير.
ولكن يشترط في المضاف إليه أن يكون غير المراد من المضاف، فلا يصح أن نقول: جاء اثنا محمد وأحمد. ولا: عاقبت اثنيكما. إذا كان مدلول المضاف إليه هو مدلول المضاف، وهذا ما يعرف بإضافة الشيء إلى نفسه.
2 ـ أما ما ألحق بالمثنى من الألفاظ، ولكن بشروط: كلا، وكلتا.
ويشترط في " كلا، وكلتا " كي يعربا إعراب المثنى أن يضافا إلى الضمير.
نحو: فاز الطالبان كلاهما. وكافأت الفائزتين كلتيهما. وأثنيت على الفائزين كليهما.
12 ـ ومنه قوله تعالى: {إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف}
فإذا أضيفا إلى الاسم الظاهر أعربا حسب موقعهما من الجملة إعراب الاسم المقصور بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا.
نحو: جاء كلا الطالبين. " كلا ": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. 13 ـ ومنه قوله تعالى: {كلتا الجنتين آتت أكلها} 1.
ومنه قول لبيد:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
وصافحت كلا الضيفين. " كلا ": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ومررت بكلا الحاجين. " كلا " اسم مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ويلحق بالمثنى هذا وهاتان، واللذان واللتان على الأفصح.
ويلحق به ماثني من باب التغليب. كالعمرين، والأبوين، والقمرين.
ويلحق به ماسمي من الأسماء المثناة. نحو: حسنين، ومحمدين، وزيدان، وحمدان.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:42 م]ـ
إعراب المثنى وملحقاته:
يعرب المثنى على المشهور بالحروف، فيرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء.
مثال الرفع، نحو قوله تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله} 2.
وقوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} 3.
وقوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} 4.
ــــــــــ
1 ـ 33 الكهف. 2 ـ 166 آل عمران.
3 ـ 64 المائدة. 4 ـ 19 الحج.
ومثال النصب، نحو قوله تعالى: {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان} 1.
وقوله تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} 2.
ومثال الجر، نحو: {ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى} 3.
وقوله تعالى: {وجعل بين البحرين حاجزا} 4.
* وقد أعربت بعض قبائل العرب المثنى وملحقاته بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا، كما هو الحال في الاسم المقصور.
نحو: جاء اللاعبانَ مسرعانَ.
فاللاعبان فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، ومسرعان: حال منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف. وأكرمت الضيفان. الضيفان مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف. ومررت بالطالبان المسرعان.
بالطالبان: جار ومجرور، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف.
والمسرعان صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف.
ومنه قول الشاعر:
أعرف منها الجيد والعينانا ومنخرينِ أشبها ظبيانا
فالعينان ألزم الشاعر في نونها الفتح، ومن حقها الكسر، وهي لغة من يلزم المثنى الألف في جميع أحواله، ويعربه بالحركات المقدرة على الألف للتعذر.
وقيل أن هذا هو المشهور في إعراب المثنى، ولكنه ليس بفصيح.
تعريف نون المثنى ووضعها عن الإضافة:
هي نون مكسورة، وفتحها لغة، وقد تضم.
وهي مكسورة بعد الألف والنون لالتقاء الساكنين وهو الرأي الصحيح.
نحو: الطالبانِ مجتهدانِ. وصافحت الضيفينِ. وفصلت بين الخصمينِ.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 282 البقرة. 2 ـ 49 الذاريات.
3 ـ 12 الكهف. 4 ـ 61 النمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفتحها بعد الياء لغة لبني أسد حكاها الفراء.
كقول حميد بن ثور:
على أحوذيينَ استقلت عشية فما هي إلا لمحة وتغيب
أما الضم بعد الألف فهي لغة أيضا.
كقول الشاعر:
يا أبتا أرَّقني القِذَّانُ فالنوم لا تألفه العينانُ
يجب حذف نون المثنى عند الإضافة، لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
نحو: بابا المنزل مفتوحان.
ومنه قوله تعالى: {ورفع أبويه على العرش} 1.
ومنه قول الشاعر:
كأن ذراعيها ذراعا مُدِلَّة بُعيد السباب حاولت أن تعَذَّرا
غير أن الأصح في حذف النون هو تعويض المثنى عما فاته من الإعراب بالحركات، والدلالة على ذلك أنها لا تحذف عند اجتماعها مع " أل " التعريف في كلمة واحدة، بخلاف التنوين، فإنه يحذف بوجود " أل ". فإذا قلت: الرجلان، فليست النون هنا عوضا عن التنوين في الاسم المفرد، بل هي تعويض عن الحركة التي حرم منها المثنى.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ يجوز تثنية جمع التكسير، واسم الجمع أحيانا.
نحو: جمال: جمالان، وركب: ركبان.
فجمال جمع تكسير، وركبان اسم جمع. ويجوز التثنية فيهما بقصد الدلالة على التنويع، ووجود مجموعتين متميزتين بأمر من الأمور (2).
ـــــــــــ
1 ـ 100 يوسف.
1 ـ النحو الوافي ج1 ص118.
2 ـ يجوز أيضا تثنية اسم الجنس. نحو: ماء: ماءان، وسمن: سمنان.
3 ـ إذا سمي بالمثنى، نحو: حمدان، وبدران، وعبدان، وعمران، وسعدان، وجمعان. وهي في الأصل أسماء مفردة ولحقها علامة الثنية في حالة الرفع، ثم سمي بها كما رأينا آنفا جاز تثنيتها لدخولها في العلمية، وانسلاخها عن معنى التثنية، ولكن
تثنيتها مرة أخرى لا تكون مباشرة، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية ـ كما في
" حمدان "، ونظائرها ـ علاوة تثنية مرة أخرى، فلا يصح أن نقول: حمدانان، ولا بدرانان، ولكن يجوز التثنية بواسطة، وهو استعمال كلمة " ذوا " في حالة الرفع قبل
المثنى المسمى به، والمراد تثنيته مرة أخرى، ويقع الإعراب على كلمة " ذوا " في حالة الرفع للمثنى المذكر، و " ذوي " في حالتي النصب والجر، والعلم بعدها يبقى على صورته، ويعرب مضافا إليه. وكذلك الأمر بالنسبة للمثنى المؤنث المسمى به، يسبق بكلمة " ذاتا، أو " ذواتا " رفعا، وبكلمة " ذاتي "، أو " ذواتي " نصبا وجرا.
نحو: جاء ذوا حمدان. ورأيت ذوي حمدان، ومررت بذوي حمدان.
ونحو: جاءت ذاتا أو ذواتا هندات. ورأيت ذاتي، أو ذواتي هندات.
ومرري بذاتي، أو بذواتي هندات.
فمن الأمثلة السابقة نلاحظ أن التثنية وقعت على كلمة: ذوا، وذوي، وذاتا، وذواتا، وذواتي. شكلا، وإعرابا. أما الاسم الواقع بعدها فلم يتغير شكله، ولا موقعه الإعرابي،
فهو في كل الحالات يكون مضافا إليه مجرورا بالفتحة نيابة عن الكسرة لمعاملته معاملة
الممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، مثل: سلمان، وسلطان، وعثمان.
4 ـ وكذلك الحال إذا سمي بجمع المذكر السالم، أو المؤنث السالم جاز تثنيته، ولن بصورة غير مباشرة، كما بينا في حالة تثنية المثنى المسمى به.
ففي تثنية جمع المذكر السالم المسمى به نقول: جاء ذوا حمدون. ورأيت ذوي حمدون.
ومررت بذوي حمدون.
وفي تثنية جمع المؤنث السالم نقول: جاءت ذاتا عطيات، ورأيت ذاتي جميلات.
وسلمت على ذاتي عرفات.
ويعرب الاسم المسبوق بكلمة " الواسطة " مضافا إليه مجرورا بالكسرة في جمع المذكر السالم، ومجرورا بالفتحة في جمع المؤنث السالم لمعاملته معاملة الممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، مثل: سعاد، وفاطمة.
5 ـ تثنية الأسماء المحذوفة الآخر:
أ ـ نوع ترد لامه المحذوفة عند التثنية كما ترد عند الإضافة.
نحو: أب، وأخ. وأصلهما: أبو، وأخو وعند التثنية نقول: أبوان، وأخوان.
ب ـ نوع لا ترد لامه المحذوفة لا في التثنية، ولا عند الإضافة.
نحو: يد، ودم. وأصلهما: يَدْيٌ، ودَمْيٌ. نقول في التثنية: يدان، ودمان.
6 ـ يمكن تثنية الجمع. نحو: غنم: غنمان، ورماح: رماحان، وبلاد: بلادان.
وخيل: خيلان، وبُرّ: بران، وشجر: شجران، وبلح: بلحان، وثمر: ثمران.
7 ـ لو سميت بـ " متى "، و " بلى " ثم ثنيتهما تقول: متيان، وبليان.
لأن " متى، وبلى " سمع فيهما الإمالة، وهي مدهما بصوت هو بين الكسرة، والفتحة، وما لم يسمع فيه الإمالة تقلب فيه الألف واوا. نحو: " إلى، ولدى، وإذا "، عند تثنيتهما نقول: إلوان، ولدوان، وإذوان.
8 ـ وبعضهم يعرب المثنى بالحركات الظاهرة على النون رفعا ونصبا وجرا.
نحو: فاز المتسابقانُ. وكافأت المتسابقانَ. وأثنيت على المتسابقانِ.
9 ـ قد تجعل العرب الجمع مكان المثنى، إذا كان الشيئان كل واحد منهما متصلا بالآخر. نحو: ما أنضج عقولهما. وصفت قلوبهما.
ومنه قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} 1.
وقوله تعالى: {فقد صغت قلوبكما} 2.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:42 م]ـ
نماذج من الإعراب
1 ـ قال تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان} 166 آل عمران.
وما: الواو استئنافية، ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
أصابكم: أصاب فعل ماض مبني على الفتح، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة أصابكم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأصابكم، وجملة ما أصابكم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة للتتمة قصة أحد.
التقى: فعل ناض مبني على الفتح المقدر. الجمعان: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى.
وجملة التقى الجمعان في محل جر مضاف إليه ليوم.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:43 م]ـ
2 ـ قال تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل} 12 الإسراء.
وجعلنا: الواو للاستئناف، جعلنا فعل وفاعل.
الليل: مفعول به أول. والنهار: الواو حرف عطف، والنهار معطوف على الليل. آيتين: مفعول به ثان. فمحونا: الفاء حرف عطف، محونا معطوف
على جعلنا. وجملة جعلنا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
آية: مفعول به، وهو مضاف، الليل: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
3 ـ قال تعالى: {وجعل بين البحرين حاجزاً} 61 النمل.
وجعل: الواو حرف عطف، جعل فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
بين: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بجعل، وبين مضاف.
البحرين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
حاجزاً: مفعول به منصوب بالفتحة.
4 ـ قال تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} 16 النساء.
واللذان: الواو حرف عطف، اللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف يعرب إعراب المثنى. يأتيانها: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الإثنين في محل رفع فاعل، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
فآذوهما: الفاء رابطة لما في اسم الموصول من معنى الشرط، آذوا فعل أمر مبني على حذف
النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وهما في محل نصب مفعول به، وجملة آذوهما في محل رفع خبر. وجملة واللذان وما في حيزها عطف على ما قبلها.
5 ـ قال تعالى: {وما يستوي البحران هذا عذب فرات} 12 فاطر.
وما: الواو للاستئناف، وما نافية لا عمل لها.
يستوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل.
البحران: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
هذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. عذب: خبر مرفوع بالضمة.
فرات: خبر ثان أو صفة مرفوع بالضمة.
وجملة وما يستوي لا محل لها من الإعراب استئنافية.
6 ـ قال تعالى: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} 52 التوبة.
قل: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
هل: حرف استفهام مبني على السكون.
تربصون: فعل مضارع حذفت إحدى تاءيه مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة في محل نصب مقول القول.
بنا: جار ومجرور متعلقان بتربصون. إلا: أداة حصر لا عمل لها.
إحدى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وهي مضاف.
الحسنيين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
7 ـ قال تعالى: {إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم} 106 المائدة.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب، متعلق بجوابه المحذوف والتقدير: فشهادة اثنين.
حضر: فعل ماض مبني على الفتح.
أحدكم: أحد مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة.
الموت: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة حضر في محل جر بالإضافة إلى إذا.
حين الوصية: حين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بحضر، وهو مضاف، الوصية مضاف إليه مجرور بالكسرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
اثنان: خبر لـ " شهادة " في أول الآية على تقدير مضاف محذوف ليتطابق المبتدأ والخبر مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وأجاز الزمخشري أن تكون " شهادة " مبتدأ، والخبر محذوف والتقدير: فيما فرض عليكم شهادة، واثنان فاعل بشهادة، والتقدير: أن يشهد اثنان، وبه قال ابن هشام أيضاً.
ذوا عدل: ذوا صفة مرفوعة لاثنان وعلامة رفعها الألف، وذوا مضاف، وعدل مضاف إليه مجرور بالكسرة.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لاثنان أيضاً.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:45 م]ـ
8 ـ قال تعالى: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين} 51 النحل.
وقال: الواو استئنافية، قال فعل ماض مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
لا تتخذوا: لا ناهية جازمة، وتتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل. إلهين: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى.
اثنين: صفة منصوبة لإلهين وعلامة نصبها الياء لأنها ملحقة بالمثنى.
وجملة لا تتخذوا في محل نصب مقول القول. وجملة قال وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
9 ـ قال تعالى: {فإن كن نساءً فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} 11 النساء.
فإن: الفاء تفريعية حرف مبني لا محل لها من الإعراب، وهي شبيهة بفاء الاستئناف وفاء
التعليل، إن حرف شرط مبني على السكون.
كن: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم فعل الشرط، ونون النسوة في محل رفع اسمها. نساء: خبر كان منصوب بالفتحة.
والجملة بعد الفاء لا محل لها من الإعراب استئنافية.
فوق اثنتين: فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صفة لنساء، وهو مضاف، اثنتين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى، ويجوز أن يكون " فوق " متعلقاً بمحذوف خبر ثان لكان.
فلهن: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولهن جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. ثلثا: مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
ترك: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
وجملة ترك لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. وجملة فلهن ثلثا في محل جزم جواب
الشرط.
10 ـ قال تعالى: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} 60 البقرة.
فانفجرت: الفاء هي الفصيحة لأنها أفصحت عن كلام مقدر، وانفجرت فعل ماض مبني على
الفتح، والتاء للتأنيث. منه: جار ومجرور متعلقان بانفجرت.
اثنتا عشرة: اثنتا فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وعشرة الجزء الثاني من العدد المركب مبني على الفتح دائماً. عيناً: تمييز ملفوظ منصوب بالفتحة.
11 ـ قال تعالى: {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً} 160 الأعراف.
وقطعناهم: الواو حرف عطف، قطعناهم: فعل وفاعل ومفعول به.
اثنتي عشرة: اثنتي حال من المفعول به في قطعناهم منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى، وعشرة مبنية على الفتح، وأجاز أبو البقاء العكبري أن يكون قطع بمعنى
صير فتكون " اثنتي عشرة " مفعولاً به ثانياً (1).
ـــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص287.
أسباطاً: بدل منصوب بالفتحة من اثنتي عشرة، والتمييز محذوف والتقدير: اثنتي عشرة فرقة وقال الزجاج لا يجوز أن يكون " أسباطاً " تمييزاً، لأنه لو كان تمييزاً لكان مفرداً.
أمماً: بدل منصوب بالفتحة من أسباطاً.
12 ـ قال تعالى: {إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ} 23 الإسراء.
إمّا: إن حرف شرط جازم لفعلين، وما زائدة للتوكيد.
يبلغن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والجملة في محل
جزم فعل الشرط.
عندك: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيبلغن، وعند مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
الكبر: مفعول به منصوب بالفتحة.
أحدهما: فاعل يبلغن، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أو كلاهما: أو حرف عطف، وكلاهما معطوف على أحدهما مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى.
فلا تقل: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية، وتقل فعل أمر مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والجملة في محل جزم جواب الشرط. لهما: جار ومجرور متعلقان بتقل.
أف: اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، مبني على الكسر مع التنوين، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
13 ـ قال تعالى: {كلتا الجنتين آتت أكلها} 33 الكهف.
كلتا: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه يعرب إعراب الاسم المقصور، وهو مضاف.
الجنتين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
آتت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، والتاء للتأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
أكلها: مفعول به منصوب بالفتحة، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة آتت في محل رفع خبر كلتا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:46 م]ـ
الأسماء الستة
هي: أب، أخ، حم، فم، هن، ذو.
ولكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف ينبغي أضافتها لغير ياء المتكلم.
نقول: أبوك، أخوك، حموك، فوك، هنوك، ذو علم.
نحو: وصل أبوك من السفر. وصافحت حماك. والتقيت بذي فضل.
14 ـ ومنه قوله تعالى: {وأبونا شيخ كبير} 1.
15 ـ وقوله تعالى: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه} 2.
16 ـ وقوله تعالى: {فطوعت له نفسه قتل أخيه} 3.
شروط إعراب الأسماء السابقة بالحروف:
لكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف يشترط فيها الآتي:
1 ـ أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم، فإن قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الظاهرة.
نحو: هذا أبٌ حليم. ورأيت أخًا كريما، وجلست مع حمٍ رحيم.
17 ـ ومنه قوله تعالى: {وله أخ أو أخت} 4.
وقوله تعالى: {إن له أبا شيخا كبيرا} 5.
وقوله تعالى: {وبنات الأخ وبنات الأخت} 6.
18 ـ وقوله تعالى: {قال ائتوني بأخ لكم} 7.
وإن أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة على ما قبل الياء.
نحو: أبي رجل فاضل. وأقدر أخي الأكبر. وسلمت على حمي.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:47 م]ـ
19 ـ ومنه قوله تعالى: {حتى يأذن لي أبي} 1.
20 ـ وقوله تعالى: {قالت إن أبي يدعوك} 2.
وقوله تعالى: {قال ربي اغفر لي ولأخي} 3.
وقوله تعالى: {واغفر لأبي إنه كان من الضالين} 4.
2 ـ أن تكون مفردة، غير مثناة، ولا مجموعة.
فإن ثنيت أعربت إعراب المثنى. نحو: أبواك يعطفان عليك. وأخواك محبوبان.
21 ـ ومنه قوله تعالى: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} 5.
22 ـ وقوله تعالى: {فأصلحوا بين أخويكم} 6.
وإن جمعت جمع تكسير أعربت إعرابه بالحركات الظاهرة.
مثال الرفع: الإخوان كثيرون لكن الأوفياء قليلون.
23 ـ ومنه قوله تعالى: {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} 7.
24 ـ وقوله تعالى: {فإن كان له إخوة فلأمه السدس} 8.
ومثال النصب: نوقر آباءنا.
25 ـ ومنه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا إخوانكم أولياء} 9
26 ـ وقوله تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} 10.
ومثال الجر: اعطفوا على آبائكم.
27 ـ ومنه قوله تعالى: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} 11.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 80 يوسف. 2 ـ 25 القصص.
3 ـ 151 الإسراء. 4 ـ 86 الشعراء.
5 ـ 81 الكهف. 6 ـ 10 الحجرات.
7 ـ 62 هود. 8 ـ 11 النساء.
9 ـ 23 التوبة. 10 ـ 27 الإسراء. 11 ـ 36 الدخان.
وإن جمعت جمع مذكر سالما أعربت إعرابه.
نحو: جاء ذوو الفضل.
28 ـ ومنه قوله تعالى: {وآتى المال على حبه ذوي القربى} 1.
3 ـ أن تكون مكبرة. فإن صغرت أعربت بالحركات الظاهرة.
نحو: هذا أخيٌّ. وصافحت حميّا. وسلم على أبيّ.
4 ـ ويشترط في كلمة " فوك " إضافة إلى الشروط السابقة أن تخلو من الميم، فإن اتصلت بها الميم أعربت بالحركات الظاهرة.
نحو: فمك نظيف. واغسل فمك. ولا تنم وبقايا الحلوى في فمك.
إعراب الأسماء الستة:
المشهور في إعراب الأسماء الستة أنها ترفع بالواو.
نحو: أبوك فاضل. ومنه قوله تعالى: {اذهب أنت وأخوك بآياتي} 2.
وقوله تعالى: {وأبونا شيخ كبير} 3.
وتنصب بالألف. نحو: إن أخاك متفوق.
ومنه قوله تعالى: {وجاءوا أباهم عشاء يبكون} 4.
وقوله تعالى: {إن أبانا لفي ضلال مبين} 5.
وتجر بالياء. نحو: سلمت على حمي.
ومنه قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه} 6.
وقوله تعالى: {وأخوه أحب إلى أبينا منا} 7.
ـــــــــــــــ
1 ـ 177 البقرة. 2 ـ 42 طه
3 ـ 23 القصص. 4 ـ 16 يوسف.
5 ـ 8 يوسف. 6 ـ 26 الزخرف.
7 ـ 8 يوسف.
غير أن كثير من النحويين يذكرون أن في إعراب الأسماء الستة لغات هي: ـ
1 ـ الإعراب بالحروف كما ذكرنا آنفا.
2 ـ أن تلزم الألف مطلقا، وتعرب بحركات مقدرة، كإعراب الاسم المقصور.
نحو: جاء أباك. فأباك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
ورأيت أباك. فأباك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
ومررت بأباك. فأباك اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
3 ـ أن يحذف منها الحرف الثالث، وهو حرف العلة، كما في كلمة " أبوك " فتصبح " أبك "، وتعرب بحركات ظاهرة. وأكثر ما يكون في كلمة: أب، وأخ، وحم،
وهن. نحو: جاء أبُكَ. ورأيت أبَك. وسلمت على أبِك.
1 ـ ومنه قول الشاعر:
بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن شابه أبه فما ظلم
وهذا نادر، وربما ألجأته إليه الضرورة الشعرية.
4 ـ أما ذو وفو ففيهما لغة واحدة وهي الإعراب بالحروف.
نحو: جاء ذو الفضل. وفوك نظيف.
29 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} 1.
وقوله تعالى: {وآت ذا القربى حقه} 2.
وقوله تعالى: {ويؤتِ كل ذي فضل فضله} 3.
5 ـ وفي " هن " لغتان (4):
أ ـ حذف حرف العلة وإعرابه بالحركات الظاهرة على آخره، وهو الأفصح.
نحو: هذا هنٌ. ورأت هنًا. وعجبت من هنٍ.
ب ـ الإتمام وهو الإبقاء على حرف العلة، وإعرابه بالحروف، وهو قليل.
نحو: هذا هنوك. واستر هناك. وعجبت من هنيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:47 م]ـ
فوائد وتنبيهات:
1 ـ الأفصح في لفظ " هن " بتخفيف النون، أو تشديدها إذا كان مضافا حذف الواو منه، ويعرب بالحركات على النون رفعا ونصبا وجرا.
نحو: هذا هنُ محمد. ورأيت هنَ محمد. ودهشت من هنِ محمد.
ومنه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهنِ أبيه ولا تكْنوا ".
الشاهد في الحديث قوله: بهن أبيه، فعندما أضيفت كلمة " هن " إلى ما بعدها، حذفت منها الواو، وأعربت بالكسرة الظاهرة.
ويجوز في " هن " الإتمام لكنه قليل جدا.
نحو: هذا هنوك. ورأيت هناك. وعجبت من هنيك.
2 ـ من المتفق عليه عند النحويين، أن الأسماء الستة ترفع بالحروف نيابة عن الحركات، غير أن مذهب سيبويه والفارسي، وجمهور من البصريين هو إعراب تلك الأسماء بالحركات المقدرة، ففي حلة الرفع تقدر الضمة على الواو، وفي النصب تكون الفتحة مقدرة على الألف، وفي الجر تكون الكسرة مقدرة على الياء. نحو: سافر أبوك. فأبوك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الواو.
ورأيت أخاك. أخاك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف.
ومررت بحميك. حميك اسم مجرور بكسرة مقدرة على الياء.
3 ـ ومن النحويين من ألزم الأسماء الستة الألف وأعربها بحركات مقدرة عليه.
نحو: جاء أبا محمد. فأبا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف.
وصافحت أبا محمد. فأبا مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف.
وسافرت مع أبا محمد. فأبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف.
2 ـ ومنه قول الشاعر:
إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها
الشاهد قوله: وأبا أباها، حيث وقعت أباها الثانية مضافا إليه، وحقه أن يجر بالياء على المشهور، غير أن الشاعر ألزم الأسماء الستة الألف، وأعربها بالحركات المقدرة
4 ـ يشترط في ذو خاصة، أن تكون بمعنى صاحب.
نحو: جاء ذو فضل. أي: صاحب فضل. وهي بذلك تختلف عن " ذو " الطائية التي لا تكون بمعنى صاحب، بل هي بمعنى الذي، وتلزم آخرها الواو رفعا ونصبا وجرا. نحو: زارني ذو أكرمته. ورأيت ذو أحسن إليّ , وسلمت على ذو جاءني.
ومنه قول سحيم الفقعسي:
فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا
الشاهد قوله: من ذو، حيث جاء ذو بمعنى الذي، وجرت بكسرة مقدرة على الواو، والتقدير: من الذي.
نماذج من الإعراب
14 ـ قال تعالى: {وأبونا شيخ كبير} 23 القصص.
وأبونا: الواو واو الحال، أبونا مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة.
شيخ: خبر مرفوع بالضمة. كبير صفة مرفوعة بالضمة. والجملة في محل نصب حال.
15 ـ قال تعالى: {واذكر أخا عاد} 21 الأحقاف.
واذكر: الواو للاستئناف، اذكر فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره: أنت أخا عاد: أخا مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، وعاد مضاف إليه مجرور بالكسرة. والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
16 ـ قال تعالى: {فطوعت له نفسه قتل أخيه} 30 المائدة.
فطوعت: الفاء حرف عطف، طوعت فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة. له: جار ومجرور متعلقان بطوعت.
نفسه: فاعل مرفوع بالضمة، ونفس مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. قتل أخيه: قتل مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وأخي مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. وجملة طوعت معطوف على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:48 م]ـ
17 ـ قال تعالى: {وله أخٌ أو أخت} 12 النساء.
وله: الواو واو الحال، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
أخٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. أو أخت: أو حرف عطف، أخت معطوفة على أخ مرفوعة. والجملة في محل نصب حال.
قال تعالى: {إن له أباً شيخاً كبيراً} 78 يوسف.
إن: حرف توكيد ونصب. له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم. أباً: اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة الظاهرة. شيخاً: صفة منصوبة بالفتحة. كبيراً: صفة منصوبة بالفتحة.
18 ـ قال تعالى: {قال ائتوني بأخٍ لكم} 59 يوسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: فعل ماض مبني على الفتح وفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو.
ائتوني: فعل أمر مبني على حذف النون، واو الجماعة في محل رفع فاعل، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به. بأخٍ: جار ومجرور متعلقان بائتوني. لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لأخ. وجملة ائتوني في محل نصب مقول القول.
19 ـ قال تعالى: {حتى يأذن لي أبي} 80 يوسف.
حتى: حرف جر وغاية مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يأذن: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى، والفاعل ضمير مستتر جوازاً , تقديره: هو. لي: جار ومجرور متعلقان بيأذن.
أبي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم، وأب مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
20 ـ قال تعالى: {قالت إن أبي يدعوك} 25 القصص.
قالت: قال فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هي. إن: حرف توكيد ونصب. أبي: أب اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم، وأب مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
يدعوك: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو. وجملة يدعوك في محل رفع خبر إن. وجملة إن أبي في محل نصب مقول القول.
21 ـ قال تعالى: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} 81 الكهف.
وأما: الواو حرف عطف، أما حرف شرط وتفصيل. الغلام: مبتدأ مرفوع بالضمة.
فكان: الفاء رابطة لجواب الشرط، كان فعل ماض ناقص.
أبواه: اسم كان مرفوع بالألف لأنه مثنى، وأبوا مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. مؤمنين: خبر كان منصوب بالياء لأنه مثنى.
وجملة كان في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة أما معطوف على ما قبلها.
22 ـ قال تعالى: {فأصلحوا بين أخويكم} 10 الحجرات.
فأصلحوا: الفاء حرف استئناف، أصلحوا فعل أمر مبني إلى حذف النون والواو في محل رفع فاعل، والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
بين أخويكم: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة، وبين مضاف، وأخويكم مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وأخوي مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع، وشبه الجملة بين أخويكم متعلق بأصلحوا.
23 ـ قال تعالى: {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} 2 هود.
أتنهانا: الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، تنهانا فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والنا ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
أن نعبد: أن حرف مصدري ونصب، نعبد فعل مضارع منصوب بأن، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والمصدر المؤول من أن والفعل في تأويل مصدر منصوب على نزع الخافض، وشبه الجملة متعلقٌ بتنهانا.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لنعبد.
يعبد: فعل مضارع مرفوع بالضمة. آباؤنا: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة. وجملة يعبد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
24 ـ قال تعالى: {فإن كان له إخوةٌ فلأمه السدس} 11 النساء.
فإن: الفاء حرف عطف، إن حرف شرط جازم. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم. له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان.
إخوة: اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة.
فلأمه: الفاء رابطة لجواب الشرط، لأمه جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وأم مضاف، والضمير المتصل في جر بالإضافة.
السدس: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة جواب الشرط في محل جزم.
25 ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا إخوانكم أولياء} 23 التوبة.
يا أيها الذين: يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب، والهاء للتنبيه، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من أي.
(يُتْبَعُ)
(/)
آمنوا: فعل ماض مبني على الضم وواو الجماعة في محل رفع فاعل. وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
لا تتخذوا: لا ناهية، تتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
آباءكم: مفعول به منصوب بالفتحة، وآباء مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. ولا إخوانكم: الواو حرف عطف، لا نافية لا عمل لها، إخوانكم معطوف على ما قبله. أولياء: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة النداء مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:49 م]ـ
26 ـ قال تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} 27 الإسراء.
إن المبذرين: إن حرف توكيد ونصب، المبذرين اسم إن منصوب بالياء.
كانوا: كان فعل ماض ناقص وواو الجماعة في محل رفع اسمها.
إخوان الشياطين: خبر كان منصوب بالفتحة وهو مضاف، والشياطين مضاف إليه مجرور بالياء. وجملة كان في محل رفع خبر إن.
27 ـ قال تعالى: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} 36 الدخان.
فأتوا: الفاء الفصيحة (1)، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والتقدير إن كنتم صادقين فيما تقولون فاجعلوا لنا إحياء من مات من آبائنا ليكون دليلاً على ما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى.
أتوا: فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
بآبائنا: جار ومجرور متعلق بأتوا وعلامة جره الكسرة الظاهرة وهو مضاف، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة.
إن كنتم: إن حرف شرط مبني على السكون، كنتم كان واسمها. صادقين: خبرها منصوب بالياء. وجملة كنتم في محل جزم فعل الشرط. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما تقدم، والتقدير: إن كنتم صادقين فأتوا بآبائنا.
28 ـ قال تعالى: {وآتي المال على حبه ذوي القربى} 177 البقرة.
وآتى: الواو حرف عطف، آتى فعل ماض مبني على الفتح المقدر معطوف على آمن في أول الآية، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو.
ـــــــــــــ
1 ـ الفاء الفصيحة: هي التي تفصح عن شرط مقدر وتقع في أول الكلام،
ولم تخرج عن واحد من المعاني التالية:
أ ـ معنى السببية،، نحو قوله تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} 36 فاطر
ب ـ وتكون عاطفة، نحو قوله تعالى:
{فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} 60 البقرة
ج ـ أو استئنافية، نحو قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم} 10 الحجرات
د ـ أو زائدة، نحو قوله تعلى: {نحن أبناء الله وأحباؤه قل: فلم يعذبكم الله بذنوبكم} 18 المائدة.
المال: مفعول به أول منصوب بالفتحة. على حبه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، وحب مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله، والتقدير: مع حبه.
ذوي القربى: ذوي مفعول به ثان لآتى منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف، القربى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. وجملة آتى معطوفة على ما قبلها.
29 ـ قال تعالى: {وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة} 280 البقرة.
وإن: الواو للاستئناف، إن شرطية جازمة.
كان: فعل ماض تام مبني على الفتح بمعنى وجد وحدث والتقدير إن حدث ذو عسرة.
ذو عسرةٍ: ذو فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، وعسرةٍ مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة كان في محل جزم فعل الشرط.
فنظرةٌ: الفاء رابطة لجواب الشرط، نظرةٌ خبر مرفوع لمبتدأ محذوف والتقدير: فالحكم نظرة. إلى ميسرة: جار ومجرور متعلقان بنظرة، ويصح أن يتعلقا بمحذوف صفة لها. وجملة فنظرةٌ في محل جزم جواب الشرط. وجملة وإن كان وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
1 ـ قال الشاعر:
بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه أبه فما ظلم
بأبه: الباء حرف جر، أب اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، والجار والمجرور متعلقان باقتدى.
اقتدى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف.
عدي: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
في الكرم: في حرف جر، الكرم اسم مجرور بالكسرة الظاهرة وسكن لأجل الوقف.
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يشابه: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو.
أبه: أب مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
فما: الفاء واقعة في جواب الشرط، ما حرف نفي.
ظلم: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى من الشرطية، وله مفعول محذوف، وتقدير الكلام: فما ظلم أمه، على ما بيناه لك في لغة البيت والجملة من الفعل الماضي المنفي بما وفاعله ومفعوله المحذوف في محل جزم جواب الشرط، وجملة الشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو اسم الشرط.
2 ـ قال الشاعر:
إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها
إن: حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، ناصب لاسمه رافع لخبره، مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب.
أباها: أبا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف وضمير الغائبة في محل جر مضاف إليه، ويجوز نصب " أبا " بالفتحة المقدرة على الألف كما هو الشاهد في البيت.
وأبا: معصوف على ما قبله منصوب بالألف وهو مضاف.
أباها: أبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف، وأبا مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
قد بلغا: قد حرف تحقيق، بلغا فعل ماضي مبني على الفتح وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
في المجد: جار ومجرور متعلقان ببلغ.
غايتاها: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف، ويجوز نصبه بالألف على المشهور في الأسماء الستة، والضمير في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية " قد بلغا .. إلخ " في محل رفع خبر إن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:49 م]ـ
جمع المؤنث السالم
تعريفه:
هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة ألف وتاء على آخره، ولم يتغير مفرده عند الجمع. نحو: فاطمة: فاطمات، زينب: زينبات، معلمة: معلمات، طلحة: طلحات، منتدى: منتديات.
30 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} 1.
وقوله تعالى: {ولله غيب السموات والأرض} 2.
وقوله تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 3.
شروط جمعه:
يشترط في جمع المؤنث السالم أن يكون مفرده أحد الكلمات الآتية:
1 ـ العلم المؤنث تأنيثا معنويا.
نحو: مريم: مريمات، هند: هندات، سعاد: سعادات، زينب: زينبات.
2 ـ ما ختم بتاء التأنيث الزائدة علما كان، أو غير علم.
العلم، نحو: عائشة: عائشات، فاطمة: فاطمات، طلحة: طلحات.
وغير العلم، نحو: شجرة: شجرات، كراسة: كراسات، حديقة: حديقات.
3 ـ ما ختم بتاء العوض، أو تاء المبالغة.
مثال ما كانت التاء فيه عوض عن محذوف: ثُبة: ثبات، عدة: عدات.
فالتاء في " ثبة " عوض عن الواو المحذوفة. فالأصل: ثُبَوٌ.
وفي عدة عوض عن الواو المحذوفة من أول الكلمة، فالأصل: وعد.
ومثال ما كانت فيه التاء للمبالغة: قتَّالة: قتَّالات، وعلاَّمة: علاَّماتا،
ـــــــــــــــــ
1 ـ 114 هود. 2 ـ 3 ـ 5 المائدة.
وفهَّامة: فهَّامات. فالتاء في قتالة، وعلامة، وفهامة للمبالغة.
4 ـ ما كان صفة لمؤنث. نحو: مرضع: مرضعات، طالق: طالقات، عانس: عانسات، نقول: هؤلاء مرضعات.
5 ـ ما كان صفة لمذكر غير عاقل. نحو: شاهق: شاهقات، شامخ: شامخات، معدود: معدودات. نقول: جبال شامخات.
6 ـ ما كان مصغرا لمذكر غير عاقل. نحو: دريهم: دريهمات، نهير: نهيرات، جبيل: جبيلات. نقول: معي دريهمات قليلة.
7 ـ ما صدر بـ " ابن، أو ذي " من الأسماء غير العاقلة، حيث تجمع صدورها. نحو: ابن آوى: بنات آوى، وذو القرون: ذوات القرون.
8 ـ كل خماسي لم يسمع له عن العرب جمع تكسير.
نحو: سرادق: سرادقات، حمّام: حمامات، إصطبل: إصطبلات.
وكذلك الأسماء الأعجمية التي لم تجمع على غير جمع المؤنث السالم.
نحو: تلفون: تلفونات، تلفزيون: تلفزيونات، تلغراف: تلغرافات.
9 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث المقصورة، علما، أو غير علم مؤنثا، ومذكرا. مثال الأعلام المؤنثة: ليلى: ليلات، سعدى: سعدات.
مثال الصفات: ذكرى: ذكرات، نعمى: نعمات.
مثال الأعلام المذكرة: رضوى: رضوات.
10 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث الممدودة، علما، أو غير علم، مؤنثا ومذكرا.
مثال الأعلام المؤنثة: صحراء: صحراوات، بيداء: بيداوات، سناء: سناءات.
مثال الصفات: حمراء: حمراوات، حسناء: حسناوات، شقراء: شقراوات.
مثال الأعلام الذكور: مضاء: مضاءات، ذكرياء: ذكرياءات.
كيفية الجمع أو طريقته:
لابد لجمع المفرد جمعا مؤنثا سالما أن نتبع الآتي:
أولا ـ جمع الاسم الصحيح:
1 ـ إذا كان المفرد مختوما بالتاء، وجب حذفها عند الجمع، تم تلحقه الألف والتاء الزائدتين، للدلالة على الجمع.
نحو: فاطمة: فاطمات، ومعلمة: معلمات.
31 ـ ومنه قوله تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب} 1.
وقوله تعالى: {ويخرجهن من الظلمات إلى النور} 2.
2 ـ إذا كان الاسم المفرد صحيح الآخر، فلا يحدث في أخره تغيير.
نحو: زينب: زينبات، ومريم: مريمات.
3 ـ إذا كان الاسم مؤنثا لفظيا حذفت حذفت تاؤه أيضا.
نحو: طلحة: طلحات، معاوية: معاويات، عبيدة: عبيدات.
4 ـ إذا كان الاسم ثلاثيا ساكنا، وصحيح العين، غير مضعف، مختوما، أو غير مختوم بتاء زائدة يراعى في جمعه جمعا مؤنثا سالما الآتي:
أ ـ إذا كان مفتوح الفاء وجب في جمعه فتح عينه إتباعا لفائه.
نحو: تمرة: تمرات، ودعد: دعدات، وجمرة: جمرات، صخرة: صخرات.
32 ـ ومنه قوله تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} 3.
3 ـ ومنه قول العرجي:
" بالله يا ظبيات القاع قلن لنا "
ب ـ إذا كان مضموم الفاء جاز في جمعه ضم العين، وفتحها، وإسكانها.
نحو: غرفة: غُرُفات، غُرَفات، غُرْفات. وحجرة: حُجُرات، حُجَرات،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:50 م]ـ
حُجْرات. وذلك بضم العين على الإتباع للفاء، أو الفتح، أو الإسكان.
33 ـ ومنه قوله تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} 1.
وقوله تعالى: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات} 2.
وقوله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} 3.
ج ـ وإذا كان المفرد مكسور الفاء جاز في عينه عند الجمع الكسر على الإتباع، أو الفتح، أو الإسكان. نحو: هند: هِنِدات بكسر العين، وهِنَدات بفتحها، وهِنْدات
بإسكانها. وسِدرة: سِدِرات، سِدَرات، سِدْرات.
5 ـ وإذا كان المفرد ثلاثيا مفتوح الفاء، ومفتوح أو مضموم، أو مكسور العين صحيحها يبقى في الجمع على حاله.
نحو: شجرة: شَجَرات. وبقرة: بقرات. وثمرة: ثَمَرات. بفتح العين.
34 ـ ومنه قوله تعالى: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان} 4.
ونحو: سَمُرة: سَمُرات (5). بضم العين. 4 ـ ومنه قول امرئ القيس:
كأني غداة البين يوم ترحلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ونحو: نَمِرة: نَمِرات. بكسر العين.
6 ـ إذا كان الاسم الثلاثي معتل العين، بقى الإسكان في الجمع.
نحو: تارة: تارات. دولة: دولات. بيضة: بيضات.
7 ـ أما إذا كان الاسم مضغم العين " مشدد " فلا تتغير حركته عند الجمع.
نحو: جنّة: جنّات. حبّة: حبات. حيّة: حيّات، خطّة: خطّات.
35 ـ ومنه قوله تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات} 6.
ــــــــــــــــ
1 ـ 37 النبأ. 2 ـ 4 الحجرات.
3 ـ 30 الحج. 4 ـ 43 يوسف.
5 ـ السُمر: نوع من أنواع الطلح. 6 ـ 141 الأنعام.
8 ـ وإذا كان المفرد صفة ساكنة العين، سواء أكان مفتوح الفاء، أم مضمومها، أم مكسورها، فليس في جمعه إلا تسكين العين.
نحو: ضَخمة: ضخْمات، حُلوة: حلْوات، جِلفة: جلْفات.
ثانيا ـ جمع الاسم المقصور:
لجمع الاسم المقصور جمعا مؤنثا سالما حالتان: ـ
1 ـ إذا كانت ألف المقصور ثالثة ردت إلى أصلها واوا، أو ياء.
مثال ما أصله واوا: عصا: عصوات. رضا: رضوات. شذا: شذوات.
ومثال ما أصله ياء: هدى: هديات. مدى: مديات.
2 ـ إذا كانت ألفه رابعة فأكثر قلبت ياء.
نحو: ذكرى: ذكريات. منتدى: منتديات. مستشفى: مستشفيات.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:50 م]ـ
ثالثا ـ جمع الممدود:
عند جمع الاسم الممدود جمعا مؤنثا سالما يراعى نوع الهمزة في آخره.
1 ـ إذا كانت الهمزة أصلية بقيت في الجمع على حالها.
نحو: إنشاء: إنشاءات. إملاء: إملاءات.
2 ـ إذا كانت زائدة للتأنيث وجب قلبها واوا.
نحو: صحراء: صحراوات. حمراء: حمراوات.
3 ـ إذا كانت مبدلة من حرف أصلي " واو، أو ياء " جاز بقاؤها، أو إبدالها واوا. نحو: سماء: سماءات وسماوات. دعاء: دعاءات ودعاوات.
زكرياء: زكرياءات وزكرياوات. وفاء: وفاءات ووفاوات.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:52 م]ـ
رابعا ـ جمع المنقوص:
إذا جمع الاسم المنقوص جمعا مؤنثا سالما فلا يتغير فيه شيء عند الجمع إذا كانت ياؤه موجودة.
نحو: الساعية: الساعيات. الرابية: الرابيات. الداعية: الداعيات.
وإذا كانت ياؤه محذوفة ردت إليه عند الجمع.
نحو: قاض: قاضيات. ساع: ساعيات: راس: راسيات.
36 ـ ومنه قوله تعالى: {وجفان كالجواب وقدور راسيات} 1.
ملحقات جمع المؤنث السالم:
يلحق بجمع المؤنث السالم نوعين من الأسماء الشبيهة بجمعه، وليس في الأصل جمعا مؤنثا سالما، وهي:
1 ـ الكلمات التي لها معنى الجمع، ولكن لا مفرد لها من لفظها.
نحو: أولات: فهي يدل على جماعة الإناث، ولكن مفردها " ذات " بمعنى صاحبة.
نقول: المعلمات أولات فضل.
37 ـ ومنه قوله تعالى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} 2.
ونحو: بنات، وأخوات: هاتان الكلمتان من الكلمات التي لم يسلم فيها بناء المفرد من التغيير عند جمعها جمعا مؤنثا سالما، وهذا مخالف لقاعدة جمع السلامة، إذ يجب عدم تغيير صورة المفرد عند الجمع السالم، لذلك ألحقت الكلمتان السابقتان، ومثيلاتها به.
نقول: هؤلاء بنات مهذبات. وصافحت البناتِ والأخواتِ المهذبات.
وأثنت المعلمة على البنات والأخوات المهذبات.
ومنه قوله تعالى: {فاصطفى البنات على البنين} 3.
وقوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم} 4.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:53 م]ـ
2 ـ بعض الألفاظ التي سمي بها من جمع المؤنث، وصارت أعلاما لمذكر أو لمؤنث بسبب التسمية، ولعل من أهم دواعي التسمية بجمع المؤنث، أو المذكر السالمين، أو غيره من الجموع الأخرى هو المدح، أو الذم، أو التمليح (1).
ومن هذه الألفاظ: أذرعات (2).
5 ـ قال الشاعر:
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالِ
الشاهد " أذرعات " حيث أعربت إعراب جمع المؤنث السالم فجرت بتنوين الكسر، لأن أصلها جمع مؤنث سالم، ثم سمي بها بلد، فهو في اللفظ جمع، وفي المعنى مفرد.
ومنه: سادات، وعنايات، وسعادات، وزينبات، وعرفات، وما شابه ذلك من الأسماء المسمى بها لأسماء مفردة، ولكنها في الأصل جموع مؤنثة، فعوملت معاملة جمع المؤنث السالم في الإعراب.
إعرابه:
يعرب جمع المؤنث السالم رفعا بالضمة، ونصبا وجرا بالكسرة، فهو من المعربات التي نابت فيها حركة عن حركة أخرى. فقد نابت الكسرة عن الفتحة في حالة النصب. ففي الرفع نقول: جاءت الطالباتُ مبكراتٍ.
فالطالبات فاعل مرفوع بالضمة، ومبكرات حال منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة. 39 ـ ومنه قوله تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 3.
وقوله تعالى: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره} 4.
وفي النصب نقول: إن المعلمات مخلصات.
المعلمات اسم إن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:54 م]ـ
ومنه قوله تعالى: {والذين يرمون المحصنات} 1.
المحصنات مفعول به منصوب بالكسرة، والغافلات صفة منصوبة بالكسرة.
40 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات} 2.
وفي الجر نقول: أثنيت على المربياتِ الفاضلاتِ.
41 ـ ومنه قوله تعالى: {لتخرج الناس من الظلمات} 3.
وقوله تعالى: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} 4.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ هناك بعض الكلمات المنتهية بالألف والتاء، ولكنها في حقيقتها ليست جمعا مؤنثا سالما، إما لكون الألف فيها أصلية. نحو: قضاة، وغزاة.
أو لأن التاء فيها أصلية. نحو: أقوات وأبيات.
وهذه الكلمات عبارة عن جموع تكسير، ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة. نقول: جاء القضاةُ. إن القضاةَ عادلون. وسلمت على القضاةِ.
ونقول: هذه أبيات شعرية جميلة. وقرأت أبياتا شعرية جميلة.
42 ـ ومنه قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 5.
" فأمواتا " خبر كان منصوبة بالفتحة، لأنها جمع تكسير والتاء فيه أصلية، وليست جمع مؤنث سالما.
ومنه قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} 6.
2 ـ يجوز في الأسماء المسماة بجمع المؤنث السالم، والتي ذكرناها في موضعها، ثلاثة أنواع من الإعراب:
ــــــــــــــــ
1 ـ 5 المائدة. 2 ـ 5 المائدة.
3 ـ 11 البروج. 4 ـ 1 إبراهيم.
5 ـ 4 الحجرات. 6 ـ 28 البقرة.
أ ـ النوع الأول وهو أصحها: أن يعرب الاسم كما كان عليه قبل التسمية، فيرفع بالضمة مع التنوين، لأن التنوين للمقابلة. نحو: هذه عناياتٌ.
وينصب ويجر بالكسرة مع التنوين، نحو: رأيت عناياتٍ، ومررت بعناياتٍ.
ب ـ النوع الثاني: أن يعرب الاسم رفعا بالضمة، ونصبا وجرا بالكسرة بدون
تنوين. نحو: هذه عرفاتُ. وزرت عرفاتِ. ووقفت في عرفاتِ.
ج ـ النوع الثالث: أن يعرب الاسم إعراب الممنوع من الصرف، فيرفع بالضمة بدون تنوين، وينصب ويجر بالفتحة.
نحو: هذه أذرعاتُ. وسكنت أذرعاتَ. ورحلت إلى أذرعاتَ.
وأرى أن هذا النوع من الإعراب حسن أيضا، إلى اعتبار استعمال هذه الأسماء مفردة مؤنثة.
3 ـ لا يصح جمع ما كان من الأسماء على وزن " فَعْلاء " مؤنث " أفعل " جمع مؤنث سالما، وإنما تجمع جمع تكسير.
فنقول في جمع حمراء مؤنث أحمر: حُمْر، ولا نقول: حمراوات.
وفي خضراء مؤنث أخضر: خُضْر، ولا نقول: خضراوات.
4 ـ لا يصح جمع " فعلى " مؤنث " فعلان " جمعا مؤنثا سالما، وإنما تجمع جمع تكسير. فلا نقول في: سكرى مؤنث سكرن: سكريات، وإنما نقول: سُكارى.
كذلك لا يجوز جمعها جمعا مذكرا سالما، فلا نقول في سكرى: سكرانون.
5 ـ لا يصح في بعض الألفاظ أن تجمع جمعا مؤنثا سالما، وإنما الصحيح فيها أن تجمع جمع تكسير، وأهم هذه الألفاظ: امرأة، أَمة، شاة، أُمَّة، شفة، ملة.
فلا يقال فيها: امرآت، أمات، شاهات، أُمّات، شفات، مِلاّت.
لأن ذلك مناف لقواعد، وأصول اللغة. وإنما نقول: نساء، إماء، شياه، أمم، شفاه ملل.
نماذج من الإعراب
30 ـ قال تعالى: {أن الحسنات يذهبن السيئات} 114 هود.
إن: حرف توكيد ونصب. الحسنات: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة. يذهبن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل.
السيئات: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة.
وجملة يذهبن في محل رفع خبر إن.
31 ـ قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب} 34 النساء.
فالصالحات: الفاء حرف استئناف، الصالحات مبتدأ مرفوع بالضمة.
قانتات: خبر أول مرفوع بالضمة. حافظات: خبر ثان مرفوع بالضمة.
للغيب: جار ومجرور متعلقان بحافظات.
والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية.
32 ـ قال تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} 167 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك: الكاف حرف تشبيه وجر، ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب لمفعول مطلق محذوف عامله الفعل الذي بعده، والتقدير: يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم إراءة مثل تلك الإراءة.
يريهم: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
أعمالهم: مفعول به ثان، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
حسرات: مفعول به ثالث منصوب بالكسرة.
ويجوز في حسرات أن تعرب حالا، إذا اعتبرنا الرؤية بصرية، والوجه الأول أرجح باعتبار أن الرؤية قلبية فيتعدى الفعل " يرى " لثلاثة مفاعيل.
3 ـ قال العرجي:
بالله يا ظبيات القاع قلنا لنا ليلاي منكن أم ليلى من البشر
بالله: جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف.
يا ظبيات: يا حرف نداء، ظبيات منادى منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف، القاع: مضاف إليه مجرور.
قلنا: فعل ماض، ونون النسوة في محل رفع فاعل.
لنا: جار ومجرور متعلقان بقال.
ليلاي: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وليلا مضاف وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
منكن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. والجملة في محل نصب مقول القول.
أم: حرف عطف. ليلى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة.
من البشر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.
الشاهد المطلوب قوله ظبيات حيث فتح العين وهي الباء تبعاً لفتحة الفاء التي هي الظاء في جمع الاسم الثلاثي الساكن العين الصحيحها وهو ظبية.
33 ـ قال تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} 37 سبأ.
وهم: الواو حرف عطف، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
في الغرفات: جار ومجرور متعلقان بـ " آمنون "، أو في محل نصب حال.
آمنون: خبر مرفوع بالواو.
34 ـ قال تعالى: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان} 43 يوسف.
وقال: الواو حرف عطف، قال فعل ماض مبني على الفتح.
الملك: فاعل مرفوع بالضمة. إني: إن واسمها.
أرى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا. سبع: مفعول به منصوب بالفتحة، وسبع مضاف.
بقرات: مضاف إليه مجرور بالكسرة. سمانٍ: صفة لبقرات مجرورة بالكسرة.
وجملة أرى في محل رفع خبر إن. وجملة إني وما في حيزها في محل نصب مقول القول.
4 ـ قال امرؤ القيس:
كأني غداة البين يوم تحمّلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
كأني: كأن حرف مشبه بالفعل من أخوات إن، وياء المتكلم في محل نصب اسمها.
غداة: ظرف زمان متعلق بناقف الآتي، ويصح تعليقه بكأن لما فيها من معنى التشبه، وتعليق الظرف والجار والمجرور بالحرف جائز إذا تضمن الحرف معنى الفعل، والتقدير: أشبه نفسي، وتعليقه بناقف أقوى، وغداة مضاف، والبين: مضاف إليه.
يوم: ظرف زمان بدل من غداة بدل كل من بعض.
تحملوا: فعل وفاعل والألف فارقة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة يوم إليها.
لدى: ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب متعلق بما تعلق به غداة، ولدى مضاف، وسمرات: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسمرات مضاف، والحي مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
ناقف: خبر كأن مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وحنظل: مضاف إليه مجرور بالكسرة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعل ناقف ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا. والجملة الاسمية كأني وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
35 ـ قال تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات} 141 الأنعام.
وهو: الواو استئنافية، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر.
أنشأ: فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول وهو العائد أو الرابط لجملة الصلة، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
جنات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
معروشات: صفة لجنات منصوبة بالكسرة.
36 ـ قال تعالى: {وجفان كالجواب وقدور راسيات} 13 سبأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجفان: الواو حرف عطف، جفان معطوفة على تماثيل مجرورة بالكسرة.
كالجواب: الكاف حرف جر وتشبيه والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لجفان، وحذفت ياء الجواب في خط القرآن.
وقدورٍ: عطف على الجفان. راسيات: صفة مجرورة لقدور.
37 ـ قال تعالى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} 4 الطلاق.
وأولات: الواو حرف عطف وأولات مبتدأ مرفوع بالضمة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم، وأولات مضاف، والأحمال: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
أجلهن: مبتدأ مرفوع بالضمة والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
أن: حرف مصدري ونصب.
يضعن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب والمصدر المؤول في محل رفع خبر المبتدأ أجلهن والتقدير: وضع، ونون النسوة في محل رفع فاعل يضع. حملهن: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة أجلهن في محل رفع خبر المبتدأ أولات. وجملة أولات معطوفة على ما قبلها.
38 ـ قال تعالى: {أصطفى البنات على البنين} 153 الصافات.
أصطفى: الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب استغني بها عن همزة الوصل للتوصل للنطق بالساكن، واصطفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله. البنات: مفعول به منصوب بالفتحة.
على البنين: جار ومجرور متعلقان باصطفى بعد تضمينه معنى أفضل.
5 ـ قال الشاعر:
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي
تنورتها: فعل وفاعل ومفعول به.
من أذرعات: جار ومجرور وعلامة جره الكسرة إذا قرأناه منوناً أو من غير تنوين، أما إذا قرأناه بالفتح فعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، والجار والمجرور متعلقان بتنور.
وأهلها: الواو للحال وأهل مبتدأ والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بيثرب: جار ومجرور وعلامة جره الفتحة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال.
أدنى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وأدنى مضاف، ودارها: مضاف إليه، ودار مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
نظر: خبر المبتدأ مرفوع. عال: صفة مرفوعة لنظر.
الشاهد في قوله: " أذرعات " فإن أصله جمع ثم نقل فصار اسم بلد فهو في اللفظ جمع وفي المعنى مفرد.
وفي كلمة " أذرعات " ثلاثة أوجه من الإعراب كما ذكر ابن عقيل في شرحه على الألفية.
1 ـ الوجه الأول: ينصب بالكسرة كما كان قبل التسمية به، ولا يحذف منه التنوين " من أذرعاتٍ " وهذا هو الوجه الصحيح.
2 ـ الوجه الثاني: أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة من غير تنوين " من أذرعاتِ ".
3 ـ الوجه الثالث: أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة من غير تنوين باعتباره ممنوعاً من الصرف " من أذرعاتَ ".
39 ـ قال تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 5 المائدة.
والمحصنات: الواو استئنافية أو عاطفة، المحصنات مبتدأ مرفوع بالضمة،
وخبره محذوف دل عليه ما قبله، أي: حل لكم، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.
من المؤمنات: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المحصنات. والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية، أو معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:54 م]ـ
40 ـ قال تعالى: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا} 24 النور.
إن: حرف توكيد ونصب.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن.
يرمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
المحصنات: مفعول به منصوب بالكسرة. والغافلات المؤمنات نعت للمحصنات.
لعنوا: فعل ماض مبني للمجهول وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل.
وجملة لعنوا في محل رفع خبر إن. في الدنيا: جار ومجرور متعلقان بلعنوا.
41 ـ قال تعالى: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} 1 إبراهيم.
لتخرج: اللام لام التعليل، وتخرج فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. الناس: مفعول به منصوب.
من الظلمات: جار ومجرور متعلقان بتخرج.
إلى النور: جار ومجرور متعلقان بتخرج أيضاً.
42 ـ قال تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 28 البقرة.
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال والعامل فيه الفعل بعده، وصاحبه واو الجماعة.
تكفرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون واو الجماعة في محل رفع فاعل.
بالله: جار ومجرور متعلق بتكفرون، وجملة كيف تكفرون مستأنفة لا محل لها من الإعراب. وكنتم: الواو للحال، وكان واسمها والجملة في محل نصب حال من واو الجماعة في تكفرون، والرابط الواو والضمير، وقد المقدرة قبل الفعل الماضي الناقص لتقربه من الحال. أمواتاً: خبر كان منصوب بالفتحة.
فأحياكم: الفاء حرف عطف، وأحيى فعل ماض مبني على الفتح المقدر والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. وجملة أحيى معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:44 م]ـ
جمع المؤنث السالم
تعريفه:
هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة ألف وتاء على آخره، ولم يتغير مفرده عند الجمع. نحو: فاطمة: فاطمات، زينب: زينبات، معلمة: معلمات، طلحة: طلحات، منتدى: منتديات.
30 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} 1.
وقوله تعالى: {ولله غيب السموات والأرض} 2.
وقوله تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 3.
شروط جمعه:
يشترط في جمع المؤنث السالم أن يكون مفرده أحد الكلمات الآتية:
1 ـ العلم المؤنث تأنيثا معنويا.
نحو: مريم: مريمات، هند: هندات، سعاد: سعادات، زينب: زينبات.
2 ـ ما ختم بتاء التأنيث الزائدة علما كان، أو غير علم.
العلم، نحو: عائشة: عائشات، فاطمة: فاطمات، طلحة: طلحات.
وغير العلم، نحو: شجرة: شجرات، كراسة: كراسات، حديقة: حديقات.
3 ـ ما ختم بتاء العوض، أو تاء المبالغة.
مثال ما كانت التاء فيه عوض عن محذوف: ثُبة: ثبات، عدة: عدات.
فالتاء في " ثبة " عوض عن الواو المحذوفة. فالأصل: ثُبَوٌ.
وفي عدة عوض عن الواو المحذوفة من أول الكلمة، فالأصل: وعد.
ومثال ما كانت فيه التاء للمبالغة: قتَّالة: قتَّالات، وعلاَّمة: علاَّماتا،
وفهَّامة: فهَّامات. فالتاء في قتالة، وعلامة، وفهامة للمبالغة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:45 م]ـ
4 ـ ما كان صفة لمؤنث. نحو: مرضع: مرضعات، طالق: طالقات، عانس: عانسات، نقول: هؤلاء مرضعات.
5 ـ ما كان صفة لمذكر غير عاقل. نحو: شاهق: شاهقات، شامخ: شامخات، معدود: معدودات. نقول: جبال شامخات.
6 ـ ما كان مصغرا لمذكر غير عاقل. نحو: دريهم: دريهمات، نهير: نهيرات، جبيل: جبيلات. نقول: معي دريهمات قليلة.
7 ـ ما صدر بـ " ابن، أو ذي " من الأسماء غير العاقلة، حيث تجمع صدورها. نحو: ابن آوى: بنات آوى، وذو القرون: ذوات القرون.
8 ـ كل خماسي لم يسمع له عن العرب جمع تكسير.
نحو: سرادق: سرادقات، حمّام: حمامات، إصطبل: إصطبلات.
وكذلك الأسماء الأعجمية التي لم تجمع على غير جمع المؤنث السالم.
نحو: تلفون: تلفونات، تلفزيون: تلفزيونات، تلغراف: تلغرافات.
9 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث المقصورة، علما، أو غير علم مؤنثا، ومذكرا. مثال الأعلام المؤنثة: ليلى: ليلات، سعدى: سعدات.
مثال الصفات: ذكرى: ذكرات، نعمى: نعمات.
مثال الأعلام المذكرة: رضوى: رضوات.
10 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث الممدودة، علما، أو غير علم، مؤنثا ومذكرا.
مثال الأعلام المؤنثة: صحراء: صحراوات، بيداء: بيداوات، سناء: سناءات.
مثال الصفات: حمراء: حمراوات، حسناء: حسناوات، شقراء: شقراوات.
مثال الأعلام الذكور: مضاء: مضاءات، ذكرياء: ذكرياءات.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:46 م]ـ
كيفية الجمع أو طريقته:
لابد لجمع المفرد جمعا مؤنثا سالما أن نتبع الآتي:
أولا ـ جمع الاسم الصحيح:
1 ـ إذا كان المفرد مختوما بالتاء، وجب حذفها عند الجمع، تم تلحقه الألف والتاء الزائدتين، للدلالة على الجمع.
نحو: فاطمة: فاطمات، ومعلمة: معلمات.
31 ـ ومنه قوله تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب} 1.
وقوله تعالى: {ويخرجهن من الظلمات إلى النور} 2.
2 ـ إذا كان الاسم المفرد صحيح الآخر، فلا يحدث في أخره تغيير.
نحو: زينب: زينبات، ومريم: مريمات.
3 ـ إذا كان الاسم مؤنثا لفظيا حذفت حذفت تاؤه أيضا.
نحو: طلحة: طلحات، معاوية: معاويات، عبيدة: عبيدات.
4 ـ إذا كان الاسم ثلاثيا ساكنا، وصحيح العين، غير مضعف، مختوما، أو غير مختوم بتاء زائدة يراعى في جمعه جمعا مؤنثا سالما الآتي:
أ ـ إذا كان مفتوح الفاء وجب في جمعه فتح عينه إتباعا لفائه.
نحو: تمرة: تمرات، ودعد: دعدات، وجمرة: جمرات، صخرة: صخرات.
32 ـ ومنه قوله تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} 3.
3 ـ ومنه قول العرجي:
" بالله يا ظبيات القاع قلن لنا "
ب ـ إذا كان مضموم الفاء جاز في جمعه ضم العين، وفتحها، وإسكانها.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: غرفة: غُرُفات، غُرَفات، غُرْفات. وحجرة: حُجُرات، حُجَرات،
حُجْرات. وذلك بضم العين على الإتباع للفاء، أو الفتح، أو الإسكان.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:47 م]ـ
33 ـ ومنه قوله تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} 1.
وقوله تعالى: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات} 2.
وقوله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} 3.
ج ـ وإذا كان المفرد مكسور الفاء جاز في عينه عند الجمع الكسر على الإتباع، أو الفتح، أو الإسكان. نحو: هند: هِنِدات بكسر العين، وهِنَدات بفتحها، وهِنْدات
بإسكانها. وسِدرة: سِدِرات، سِدَرات، سِدْرات.
5 ـ وإذا كان المفرد ثلاثيا مفتوح الفاء، ومفتوح أو مضموم، أو مكسور العين صحيحها يبقى في الجمع على حاله.
نحو: شجرة: شَجَرات. وبقرة: بقرات. وثمرة: ثَمَرات. بفتح العين.
34 ـ ومنه قوله تعالى: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان} 4.
ونحو: سَمُرة: سَمُرات (5). بضم العين. 4 ـ ومنه قول امرئ القيس:
كأني غداة البين يوم ترحلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ونحو: نَمِرة: نَمِرات. بكسر العين.
6 ـ إذا كان الاسم الثلاثي معتل العين، بقى الإسكان في الجمع.
نحو: تارة: تارات. دولة: دولات. بيضة: بيضات.
7 ـ أما إذا كان الاسم مضغم العين " مشدد " فلا تتغير حركته عند الجمع.
نحو: جنّة: جنّات. حبّة: حبات. حيّة: حيّات، خطّة: خطّات.
35 ـ ومنه قوله تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات} 6.
ــــــــــــــــ
1 ـ 37 النبأ. 2 ـ 4 الحجرات.
3 ـ 30 الحج. 4 ـ 43 يوسف.
5 ـ السُمر: نوع من أنواع الطلح. 6 ـ 141 الأنعام.
8 ـ وإذا كان المفرد صفة ساكنة العين، سواء أكان مفتوح الفاء، أم مضمومها، أم مكسورها، فليس في جمعه إلا تسكين العين.
نحو: ضَخمة: ضخْمات، حُلوة: حلْوات، جِلفة: جلْفات.
ثانيا ـ جمع الاسم المقصور:
لجمع الاسم المقصور جمعا مؤنثا سالما حالتان: ـ
1 ـ إذا كانت ألف المقصور ثالثة ردت إلى أصلها واوا، أو ياء.
مثال ما أصله واوا: عصا: عصوات. رضا: رضوات. شذا: شذوات.
ومثال ما أصله ياء: هدى: هديات. مدى: مديات.
2 ـ إذا كانت ألفه رابعة فأكثر قلبت ياء.
نحو: ذكرى: ذكريات. منتدى: منتديات. مستشفى: مستشفيات.
ثالثا ـ جمع الممدود:
عند جمع الاسم الممدود جمعا مؤنثا سالما يراعى نوع الهمزة في آخره.
1 ـ إذا كانت الهمزة أصلية بقيت في الجمع على حالها.
نحو: إنشاء: إنشاءات. إملاء: إملاءات.
2 ـ إذا كانت زائدة للتأنيث وجب قلبها واوا.
نحو: صحراء: صحراوات. حمراء: حمراوات.
3 ـ إذا كانت مبدلة من حرف أصلي " واو، أو ياء " جاز بقاؤها، أو إبدالها واوا. نحو: سماء: سماءات وسماوات. دعاء: دعاءات ودعاوات.
زكرياء: زكرياءات وزكرياوات. وفاء: وفاءات ووفاوات.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:47 م]ـ
رابعا ـ جمع المنقوص:
إذا جمع الاسم المنقوص جمعا مؤنثا سالما فلا يتغير فيه شيء عند الجمع إذا كانت ياؤه موجودة.
نحو: الساعية: الساعيات. الرابية: الرابيات. الداعية: الداعيات.
وإذا كانت ياؤه محذوفة ردت إليه عند الجمع.
نحو: قاض: قاضيات. ساع: ساعيات: راس: راسيات.
36 ـ ومنه قوله تعالى: {وجفان كالجواب وقدور راسيات} 1.
ملحقات جمع المؤنث السالم:
يلحق بجمع المؤنث السالم نوعين من الأسماء الشبيهة بجمعه، وليس في الأصل جمعا مؤنثا سالما، وهي:
1 ـ الكلمات التي لها معنى الجمع، ولكن لا مفرد لها من لفظها.
نحو: أولات: فهي يدل على جماعة الإناث، ولكن مفردها " ذات " بمعنى صاحبة.
نقول: المعلمات أولات فضل.
37 ـ ومنه قوله تعالى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} 2.
ونحو: بنات، وأخوات: هاتان الكلمتان من الكلمات التي لم يسلم فيها بناء المفرد من التغيير عند جمعها جمعا مؤنثا سالما، وهذا مخالف لقاعدة جمع السلامة، إذ يجب عدم تغيير صورة المفرد عند الجمع السالم، لذلك ألحقت الكلمتان السابقتان، ومثيلاتها به.
نقول: هؤلاء بنات مهذبات. وصافحت البناتِ والأخواتِ المهذبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأثنت المعلمة على البنات والأخوات المهذبات.
ومنه قوله تعالى: {فاصطفى البنات على البنين} 3.
وقوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم} 4.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:48 م]ـ
2 ـ بعض الألفاظ التي سمي بها من جمع المؤنث، وصارت أعلاما لمذكر أو لمؤنث بسبب التسمية، ولعل من أهم دواعي التسمية بجمع المؤنث، أو المذكر السالمين، أو غيره من الجموع الأخرى هو المدح، أو الذم، أو التمليح (1).
ومن هذه الألفاظ: أذرعات (2).
5 ـ قال الشاعر:
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالِ
الشاهد " أذرعات " حيث أعربت إعراب جمع المؤنث السالم فجرت بتنوين الكسر، لأن أصلها جمع مؤنث سالم، ثم سمي بها بلد، فهو في اللفظ جمع، وفي المعنى مفرد.
ومنه: سادات، وعنايات، وسعادات، وزينبات، وعرفات، وما شابه ذلك من الأسماء المسمى بها لأسماء مفردة، ولكنها في الأصل جموع مؤنثة، فعوملت معاملة جمع المؤنث السالم في الإعراب.
إعرابه:
يعرب جمع المؤنث السالم رفعا بالضمة، ونصبا وجرا بالكسرة، فهو من المعربات التي نابت فيها حركة عن حركة أخرى. فقد نابت الكسرة عن الفتحة في حالة النصب. ففي الرفع نقول: جاءت الطالباتُ مبكراتٍ.
فالطالبات فاعل مرفوع بالضمة، ومبكرات حال منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة. 39 ـ ومنه قوله تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 3.
وقوله تعالى: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره} 4.
وفي النصب نقول: إن المعلمات مخلصات.
المعلمات اسم إن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة.
ومنه قوله تعالى: {والذين يرمون المحصنات} 1.
المحصنات مفعول به منصوب بالكسرة، والغافلات صفة منصوبة بالكسرة.
40 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات} 2.
وفي الجر نقول: أثنيت على المربياتِ الفاضلاتِ.
41 ـ ومنه قوله تعالى: {لتخرج الناس من الظلمات} 3.
وقوله تعالى: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون}
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:49 م]ـ
فوائد وتنبيهات:
1 ـ هناك بعض الكلمات المنتهية بالألف والتاء، ولكنها في حقيقتها ليست جمعا مؤنثا سالما، إما لكون الألف فيها أصلية. نحو: قضاة، وغزاة.
أو لأن التاء فيها أصلية. نحو: أقوات وأبيات.
وهذه الكلمات عبارة عن جموع تكسير، ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة. نقول: جاء القضاةُ. إن القضاةَ عادلون. وسلمت على القضاةِ.
ونقول: هذه أبيات شعرية جميلة. وقرأت أبياتا شعرية جميلة.
42 ـ ومنه قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 5.
" فأمواتا " خبر كان منصوبة بالفتحة، لأنها جمع تكسير والتاء فيه أصلية، وليست جمع مؤنث سالما.
ومنه قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} 6.
2 ـ يجوز في الأسماء المسماة بجمع المؤنث السالم، والتي ذكرناها في موضعها، ثلاثة أنواع من الإعراب:
أ ـ النوع الأول وهو أصحها: أن يعرب الاسم كما كان عليه قبل التسمية، فيرفع بالضمة مع التنوين، لأن التنوين للمقابلة. نحو: هذه عناياتٌ.
وينصب ويجر بالكسرة مع التنوين، نحو: رأيت عناياتٍ، ومررت بعناياتٍ.
ب ـ النوع الثاني: أن يعرب الاسم رفعا بالضمة، ونصبا وجرا بالكسرة بدون
تنوين. نحو: هذه عرفاتُ. وزرت عرفاتِ. ووقفت في عرفاتِ.
ج ـ النوع الثالث: أن يعرب الاسم إعراب الممنوع من الصرف، فيرفع بالضمة بدون تنوين، وينصب ويجر بالفتحة.
نحو: هذه أذرعاتُ. وسكنت أذرعاتَ. ورحلت إلى أذرعاتَ.
وأرى أن هذا النوع من الإعراب حسن أيضا، إلى اعتبار استعمال هذه الأسماء مفردة مؤنثة.
3 ـ لا يصح جمع ما كان من الأسماء على وزن " فَعْلاء " مؤنث " أفعل " جمع مؤنث سالما، وإنما تجمع جمع تكسير.
فنقول في جمع حمراء مؤنث أحمر: حُمْر، ولا نقول: حمراوات.
وفي خضراء مؤنث أخضر: خُضْر، ولا نقول: خضراوات.
4 ـ لا يصح جمع " فعلى " مؤنث " فعلان " جمعا مؤنثا سالما، وإنما تجمع جمع تكسير. فلا نقول في: سكرى مؤنث سكرن: سكريات، وإنما نقول: سُكارى.
كذلك لا يجوز جمعها جمعا مذكرا سالما، فلا نقول في سكرى: سكرانون.
5 ـ لا يصح في بعض الألفاظ أن تجمع جمعا مؤنثا سالما، وإنما الصحيح فيها أن تجمع جمع تكسير، وأهم هذه الألفاظ: امرأة، أَمة، شاة، أُمَّة، شفة، ملة.
فلا يقال فيها: امرآت، أمات، شاهات، أُمّات، شفات، مِلاّت.
لأن ذلك مناف لقواعد، وأصول اللغة. وإنما نقول: نساء، إماء، شياه، أمم، شفاه ملل.
نماذج من الإعراب
30 ـ قال تعالى: {أن الحسنات يذهبن السيئات} 114 هود.
إن: حرف توكيد ونصب. الحسنات: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة. يذهبن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل.
السيئات: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة.
وجملة يذهبن في محل رفع خبر إن.
31 ـ قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب} 34 النساء.
فالصالحات: الفاء حرف استئناف، الصالحات مبتدأ مرفوع بالضمة.
قانتات: خبر أول مرفوع بالضمة. حافظات: خبر ثان مرفوع بالضمة.
للغيب: جار ومجرور متعلقان بحافظات.
والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:50 م]ـ
32 ـ قال تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} 167 البقرة.
كذلك: الكاف حرف تشبيه وجر، ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب لمفعول مطلق محذوف عامله الفعل الذي بعده، والتقدير: يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم إراءة مثل تلك الإراءة.
يريهم: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
أعمالهم: مفعول به ثان، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
حسرات: مفعول به ثالث منصوب بالكسرة.
ويجوز في حسرات أن تعرب حالا، إذا اعتبرنا الرؤية بصرية، والوجه الأول أرجح باعتبار أن الرؤية قلبية فيتعدى الفعل " يرى " لثلاثة مفاعيل.
3 ـ قال العرجي:
بالله يا ظبيات القاع قلنا لنا ليلاي منكن أم ليلى من البشر
بالله: جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف.
يا ظبيات: يا حرف نداء، ظبيات منادى منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف، القاع: مضاف إليه مجرور.
قلنا: فعل ماض، ونون النسوة في محل رفع فاعل.
لنا: جار ومجرور متعلقان بقال.
ليلاي: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وليلا مضاف وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
منكن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. والجملة في محل نصب مقول القول.
أم: حرف عطف. ليلى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة.
من البشر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.
الشاهد المطلوب قوله ظبيات حيث فتح العين وهي الباء تبعاً لفتحة الفاء التي هي الظاء في جمع الاسم الثلاثي الساكن العين الصحيحها وهو ظبية.
33 ـ قال تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} 37 سبأ.
وهم: الواو حرف عطف، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
في الغرفات: جار ومجرور متعلقان بـ " آمنون "، أو في محل نصب حال.
آمنون: خبر مرفوع بالواو.
34 ـ قال تعالى: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان} 43 يوسف.
وقال: الواو حرف عطف، قال فعل ماض مبني على الفتح.
الملك: فاعل مرفوع بالضمة. إني: إن واسمها.
أرى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا. سبع: مفعول به منصوب بالفتحة، وسبع مضاف.
بقرات: مضاف إليه مجرور بالكسرة. سمانٍ: صفة لبقرات مجرورة بالكسرة.
وجملة أرى في محل رفع خبر إن. وجملة إني وما في حيزها في محل نصب مقول القول.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:51 م]ـ
4 ـ قال امرؤ القيس:
كأني غداة البين يوم تحمّلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
كأني: كأن حرف مشبه بالفعل من أخوات إن، وياء المتكلم في محل نصب اسمها.
غداة: ظرف زمان متعلق بناقف الآتي، ويصح تعليقه بكأن لما فيها من معنى التشبه، وتعليق الظرف والجار والمجرور بالحرف جائز إذا تضمن الحرف معنى الفعل، والتقدير: أشبه نفسي، وتعليقه بناقف أقوى، وغداة مضاف، والبين: مضاف إليه.
يوم: ظرف زمان بدل من غداة بدل كل من بعض.
تحملوا: فعل وفاعل والألف فارقة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة يوم إليها.
لدى: ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب متعلق بما تعلق به غداة، ولدى مضاف، وسمرات: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسمرات مضاف، والحي مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
ناقف: خبر كأن مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وحنظل: مضاف إليه مجرور بالكسرة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعل ناقف ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا. والجملة الاسمية كأني وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
35 ـ قال تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات} 141 الأنعام.
وهو: الواو استئنافية، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر.
أنشأ: فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول وهو العائد أو الرابط لجملة الصلة، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
جنات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
معروشات: صفة لجنات منصوبة بالكسرة.
36 ـ قال تعالى: {وجفان كالجواب وقدور راسيات} 13 سبأ.
وجفان: الواو حرف عطف، جفان معطوفة على تماثيل مجرورة بالكسرة.
كالجواب: الكاف حرف جر وتشبيه والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لجفان، وحذفت ياء الجواب في خط القرآن.
وقدورٍ: عطف على الجفان. راسيات: صفة مجرورة لقدور.
37 ـ قال تعالى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} 4 الطلاق.
وأولات: الواو حرف عطف وأولات مبتدأ مرفوع بالضمة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم، وأولات مضاف، والأحمال: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
أجلهن: مبتدأ مرفوع بالضمة والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
أن: حرف مصدري ونصب.
يضعن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب والمصدر المؤول في محل رفع خبر المبتدأ أجلهن والتقدير: وضع، ونون النسوة في محل رفع فاعل يضع. حملهن: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة أجلهن في محل رفع خبر المبتدأ أولات. وجملة أولات معطوفة على ما قبلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:52 م]ـ
38 ـ قال تعالى: {أصطفى البنات على البنين} 153 الصافات.
أصطفى: الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب استغني بها عن همزة الوصل للتوصل للنطق بالساكن، واصطفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله. البنات: مفعول به منصوب بالفتحة.
على البنين: جار ومجرور متعلقان باصطفى بعد تضمينه معنى أفضل.
5 ـ قال الشاعر:
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي
تنورتها: فعل وفاعل ومفعول به.
من أذرعات: جار ومجرور وعلامة جره الكسرة إذا قرأناه منوناً أو من غير تنوين، أما إذا قرأناه بالفتح فعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، والجار والمجرور متعلقان بتنور.
وأهلها: الواو للحال وأهل مبتدأ والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بيثرب: جار ومجرور وعلامة جره الفتحة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال.
أدنى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وأدنى مضاف، ودارها: مضاف إليه، ودار مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
نظر: خبر المبتدأ مرفوع. عال: صفة مرفوعة لنظر.
الشاهد في قوله: " أذرعات " فإن أصله جمع ثم نقل فصار اسم بلد فهو في اللفظ جمع وفي المعنى مفرد.
وفي كلمة " أذرعات " ثلاثة أوجه من الإعراب كما ذكر ابن عقيل في شرحه على الألفية.
1 ـ الوجه الأول: ينصب بالكسرة كما كان قبل التسمية به، ولا يحذف منه التنوين " من أذرعاتٍ " وهذا هو الوجه الصحيح.
2 ـ الوجه الثاني: أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة من غير تنوين " من أذرعاتِ ".
3 ـ الوجه الثالث: أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة من غير تنوين باعتباره ممنوعاً من الصرف " من أذرعاتَ ".
39 ـ قال تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 5 المائدة.
والمحصنات: الواو استئنافية أو عاطفة، المحصنات مبتدأ مرفوع بالضمة،
وخبره محذوف دل عليه ما قبله، أي: حل لكم، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.
من المؤمنات: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المحصنات. والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية، أو معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:53 م]ـ
.
40 ـ قال تعالى: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا} 24 النور.
إن: حرف توكيد ونصب.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن.
يرمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
المحصنات: مفعول به منصوب بالكسرة. والغافلات المؤمنات نعت للمحصنات.
لعنوا: فعل ماض مبني للمجهول وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل.
وجملة لعنوا في محل رفع خبر إن. في الدنيا: جار ومجرور متعلقان بلعنوا.
41 ـ قال تعالى: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} 1 إبراهيم.
لتخرج: اللام لام التعليل، وتخرج فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. الناس: مفعول به منصوب.
من الظلمات: جار ومجرور متعلقان بتخرج.
إلى النور: جار ومجرور متعلقان بتخرج أيضاً.
42 ـ قال تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 28 البقرة.
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال والعامل فيه الفعل بعده، وصاحبه واو الجماعة.
تكفرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون واو الجماعة في محل رفع فاعل.
بالله: جار ومجرور متعلق بتكفرون، وجملة كيف تكفرون مستأنفة لا محل لها من الإعراب. وكنتم: الواو للحال، وكان واسمها والجملة في محل نصب حال من واو الجماعة في تكفرون، والرابط الواو والضمير، وقد المقدرة قبل الفعل الماضي الناقص لتقربه من الحال. أمواتاً: خبر كان منصوب بالفتحة.
فأحياكم: الفاء حرف عطف، وأحيى فعل ماض مبني على الفتح المقدر والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. وجملة أحيى معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:53 م]ـ
جمع المذكر السالم
تعريفه: هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون، على مفردة، في حالة الرفع، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب، والجر، وسلم بناء مفرده عند الجمع.
نحو: سافر المحمدون. وفاز المجتهدون.
43 ـ ومنه قوله تعالى: {وإنّا إن شاء الله لمهتدون} 1.
ونحو: ودعت المسافرين. وسلمت على الفائزين.
ومنه قوله تعالى: {كونوا قردة خاسئين} 2.
وقوله تعالى: {أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} 3.
إعرابه: يرفع جمع المذكر السالم بالواو. نحو: وصل المسافرون.
44 ـ ومنه قوله تعالى: {هم فيها خالدون} 4.
وقوله تعالى: {إلا قليلا منكم وأنتم معرضون} 5.
وينصب بالياء. نحو: كافأت المتفوقين.
45 ـ ومنه قوله تعالى: {فاقع لونها تسر الناظرين} 6.
وقوله تعالى: {إن الله يحب المتقين} 7.
ويجر بالياء. نحو: عاقبت المهملين.
46 ـ ومنه قوله تعالى: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين} 8.
وقوله تعالى: {وذلك جزاء المحسنين} 9.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:54 م]ـ
شروط جمعه:
يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية:
1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل، خاليا من التأنيث والتركيب.
فلا يصح جمع مثل " رجل، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام، وإنما هما اسما جنس. فلا نقول: رجلون، وغلامون.
فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما.
فلا نقول في " هند " هندون، ولا في " زينب " زينبون.
وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل. فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون.
ومثله العلم المذكر العاقل المختوم بتاء التأنيث، فلا يجمع جمع مذكر سالما.
فلا يقال في " طلحة " طلحون، ولا في " معاوية " معاويون، ولا في " عبيدة " عبيدون.
كما لا يجمع العلم المركب بأنواعه المختلفة جمعا مذكرا سالما.
فلا يجمع: عبد الله، و سيبويه، و جاد الحق، و تأبط شرا، و بعلبك، ونظائرها.
2 ـ أ ـ أن يكون صفة لمذكر عاقل خالية من التاء، وصالحة لدخول التاء عليها.
نحو: ماهر: ماهرون، عاقل: عاقلون، جالس ك جالسون.
والصفات السابقة، وأشباهها صالحة لدخول التاء عليها. فنقول: ماهرة، وعاقلة.
ب ـ أو وصف على وزن أفعل التفضيل. نحو: أعظم، وأكبر، وأحسن وأفضل. نقول: أعظمون، وأكبرون، وأحسنون، وأفضلون.
47 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} 1.
فإن كانت الصفة على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء، كأحمر حمراء، وأخضر خضراء. امتنع جمعه جمع مذكر سالما. فلا نقول: أحمرون، وأخضرون.
ــــــــــــ
1 ـ 139 آل عمران.
وإن كانت الصفة أيضا على وزن فعلان فعلى، كعطشان عطشى، وسكران سكرى.
فلا تجمع جمع مذكر سالما. فلا يصح أن نقول: عطشانون، وسكرانون.
وكذلك إذا كانت الصفة مما يستوي فيها المذكر والمؤنث. مثل: صبور، وغيور، وغريق، وجريح، وذلك لعدم قبولها تاء التأنيث.
فلا نقول: صبورون، وغيورون، وقتيلون.
طريقة الجمع:
1 ـ يجمع الاسم الصحيح الآخر، أو شبهه جمع مذكر سالما بزيادة واو ونون، أو ياء ونون على مفرده، دون أن يحدث فيه تغيير.
نقول في جمع معلم: معلمون، ومعلمين، ومذنب: مذنبون، ومذنبين.
وفي جمع ظبي علما لرجل: ظبيون، وظبيين.
2 ـ يجمع الاسم المقصور، بحذف ألفه، وتبقى الفتحة قبل الواو، والياء دليلا على الألف المحذوفة من المفرد.
نقول: مصطفى: مصطفون، الأعلى: الأعلون، الأدنى: الأدنون، منتدى: منتدون. نحو: عامل الأدنين بالمحبة والرحمة.
48 ـ ومنه قوله تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} 1.
وقوله تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون} 2.
ولا فرق بين المقصور الثلاثي، أو المزيد عند الجمع. فنقول في جمع " رضا " علم ثلاثي لرجل: رضون. ونقول في " مرتضى ": مرتضون.
3 ـ يجمع المنقوص بحذف يائه، وتبقى الكسرة قبل الياء، ويضم ما قبل الواو للمناسبة، وذلك في حال وجود الياء.
نحو: الشادي: الشادون، الغادي: الغادون، الداعي: الداعون، الراعي: الراعون.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:55 م]ـ
نقول: هذا داع، وهؤلاء داعون.
وأنت قاض، وهم قاضون.
4 ـ عند جمع الممدود جمعا مذكرا سالما ينظر إلى همزته، وذلك على النحو التالي:
أ ـ إن كانت أصلية بقيت. مثل: رفّاء: رفّاؤون. قرّاء: قراؤون.
نكّاء: نكّاؤون. ملاّء: ملاّؤون.
نقول: الرفاؤون ماهرون. والقراؤون مجيدون.
ب ـ وإن كانت الهمزة منقلبة عن أصل، وهو الواو، أو الياء، جاز أن تبقى في الجمع، وأن تقلب واوا، وقلبها أفصح.
نحو: بنّاء: بنّاؤون، وبناوون. وكسّاء: كسّاؤون، وكساوون.
وعدّاء: عدّاؤون، وعدّاوون.
ج ـ وإن سمي المذكر باسم ينتهي بألف التأنيث الممدودة التي تليها الهمزة، قلبت الهمزة واوا عند الجمع. مثل: " ورقاء " علم لمذكر عاقل، نقول: ورقاوون.
وزكرياء: زكرياوون.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:56 م]ـ
ما يلحق بجمع المذكر السالم:
يلحق بجمع المذكر السالم في إعرابه ما ورد عن العرب مجموعا بالواو والنون، ولكنه لم يستوف الشروط السابق ذكرها، وذلك مثل:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين، لأنه لا واحد له من لفظه.
نحو: اشترك في الرحلة عشرون طالبا.
49 ـ ومنه قوله تعالى: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} 1.
وقوله تعالى: {إن يكن منكم عشرون صابرون} 2.
نحو قوله تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين} 1.
وقوله تعالى: {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} 1
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:57 م]ـ
6 ـ أرضون، اسم جنس جامد مؤنث. نحو: الله مالك السموات والأرضين.
7 ـ سنون، وعضون، وعزون، وتبون، ومئون، وظبون، وكرون، ونظائرها. مفردها: سنة، وعضة، وعزة، وتبة، ومئة وظبة، وكرة (2).
والكلمات السابقة لا تجمع جمع مذكر سالما، لأنها غير مستكملة للشروط، فهي أسماء أجناس جامدة مؤنثة، وهي جموع تكسير لتغيير لفظ مفردها عند الجمع، وقد أجريت مجرى جمع المذكر السالم في الإعراب تعويضا عن الحرف المحذوف وهو " التاء ".
54 ـ نحو قوله تعالى: {في بضع سنين} 3.
وقوله تعالى: {أفرأيت أن متعناهم سنين} 4.
55 ـ وقوله تعالى: {الذين جعلوا القرآن عضين} 5.
56 ـ وقوله تعالى: {عن اليمين وعن الشمال عزين} 6.
8 ـ بنون: جمع ابن، اسم جنس جامد، ويكسَّر مفرده عند الجمع.
57 ـ كقوله تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} 7.
وقوله تعالى: {أم له البنات ولكم البنون} 8.
9 ـ يلحق بجمع المذكر السالم أيضا ما سمي من الأسماء المجموعة بالواو والنون، أو الياء والنون.
مثل: عابدين، وزيدين، وعلبين. نقول: جاء عابدون، وصافحت زيدين.
ــــــــــــ
1 ـ 18 المطففين.
2 ـ العضة: الفرقة، والقطعة من الشيء. العزة: الجماعة، والفرقة، والعصبة. التبة: الجماعة. الكرة: كل جسم مدور. الظبة: حد السيف.
3 ـ 4 الروم. 4 ـ 39 الطور.
5 ـ 91 الحجر. 6 ـ 70 المعارج.
7 ـ 46 الكهف. 8 ـ 39 الطور.
نون جمع المذكر:
الأصل في نون جمع المذكر السالم الفتح، وقد أجمع النحويون على ذلك، أما كسرها فضرورة شعرية، وليس لغة. 6 ـ كقول سحيم الرياحي:
أكل الدهر حل وارتحال أما يبقي عليَّ ولا يقيني
وماذا يبتغي الشعراء منِّي وقد جاوزت حد الأربعينِ
ومنه قول الفرزدق:
ما سدَّ حيٌّ ولا ميت مسدهما إلا الخلائف من بعد النبيينِ
ونون جمع المذكر السالم عوض عن التنوين في الاسم المفرد لذلك وجب حذفها عند الإضافة. نحو: سافر معلمو المدرسة.
58 ـ ومنه قوله تعالى: {وأعلموا أنكم غير معجزي الله} 1.
وقوله تعالى: {فظنوا أنهم مواقعوها} 2.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:58 م]ـ
فوائد وتنبيهات:
1 ـ ذكرنا من الكلمات التي لا تجمع جمع مذكر سالما بعض الصفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث. مثل صبور، وغيور. وهما صفتان على وزن فعول بمعنى فاعل لذلك يستوي فيهما التذكير والتأنيث. نقول: رجل صبور، وامرأة صبور، بمعنى صابر.
ومنها: قتيل وغريق وجريح، وهن صفات على وزن فعيل بمعنى مفعول، لذلك يستوي فيهن التذكير، والتأنيث.
نقول: رجل قتيل، وامرأة قتيل، بمعنى مقتول.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:58 م]ـ
فإن كان مفعول بمعنى مفعول، نحو: دابة ركوب، أي: مركوبة، أو كان فعيل بمعنى فاعل، نحو: أليم بمعنى مؤلم، فلا يستوي فيهما التذكير والتأنيث.
نقول: عذاب أليم، وحادثة مؤلمة.
كما لا يستوي التذكير والتأنيث في صبور ونظائرها إذا لم يذكر الموصوف.
نقول: هذا صبور وصبورة. ورأيت جريحا وجريحة.
2 ـ جمعت الصفة التي على وزن " أفعل " ومؤنثها " فعلاء " شذوذا.
كأسود وسوداء، وأصفر وصفراء.
7 ـ ومنه قول حكيم بن عياش:
فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودينَ وأحمرينَ
الشاهد قوله: أسودين، وأحمرين، حيث جمعهما جمع مذكر سالما شذوذا، لأن مفرد كل منهما: أسود، وأحمر، ومؤنثها: سوداء، وحمراء.
والصواب أن يجمعا جمع تكسير، فنقول: سُود، وحُمر.
3 ـ بعض العرب يعرب كلمة " سنين " بالحركات الظاهرة، على النون، شريطة أن تلازمها الياء، ويجرونها مجرى " حين "، ويعتبرون تلك النون الزائدة كأنها من أصل الكلمة، كما هي أصلية في كلمة " مسكين "، فيثبتون النون مع الإضافة.
8 ـ كقول الصمة بن عبد الله:
دعاني من نجد فإن سنينَه لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا
الشاهد قوله " سنينه "، حيث نصبه بالفتحة الظاهرة على آخره لأنه اسم إن، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، ولو أن " سنين " ملحقة بجمع المذكر السالم لوجب حذف نونها عند الإضافة، وهذا الإعراب غير مطرد، وهو مقصور على السماع، ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إحدى الروايتين: " اللهم اجعلها علينا سنينًا كسنينَ يوسف ".
والرواية الثانية " اللهم اجعلها سنينَ ــ بلا تنوين ــ كسني يوسف " بحذف النون للإضافة. ففي الرواية الأولى أعربت " سنين " بالحركات الظاهرة على النون، وفي الرواية الثانية أعربت إعراب جمع المذكر السالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 07:59 م]ـ
4 ـ ذكر صاحب الألفية أن فتح نون المثنى ككسر نون الجمع في القلة، لكن الأمر ليس كذلك، وإنما ما أجمع عليه النحويون أن فتحها في التثنية لغة، وكسرها في الجمع شاذ، وليس لغة.
5 ـ أجاز الكوفيون جمع العلم المختوم بتاء التأنيث، كطلحة، وحمزة، ومعاوية، وعبيدة جمع مذكر سالما، بعد حذف التاء التي في مفرده.
فيقولون: جاء الطلحون، ورأيت الحمزين، وسلمت على المعاوين.
لأن هذه التاء في تقدير الانفصال، بدليل سقوطها في جمع المؤنث السالم، كطلحات، وحمزات، ومعاويات، وعبيدات.
6 ـ يجمع النحويون على جواز جمع العلم المذكر المختوم بألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة جمعا مذكرا سالما. فلو سمينا رجلا بـ " خضراء "، أو بـ " ذكرى " جاز جمعه جمع مذكر سالما. فنقول: خضراوون، وذكراوون.
ومما هو متعارف عليه أن المختوم بألف التأنيث، أشد تمكنا في التأنيث من المختوم بالتاء، وإذا جوزنا جمع المختوم بالألف، فجواز المختوم بالتاء أولى.
7 ـ يجوز في اسم الجنس إذا صغر أن يجمع جمع مذكر سالما، فلو صغرنا " رجل " لقلنا " رجيل "، وعندئذ يمكن جمعها بالواو والنون، فنقول: رجيلون.
والعلة في جمعه بعد التصغير أنه أصبح وصفا.
وكذلك الاسم المنسوب، نحو: مصري، وسعودي، وسوري، وفلسطيني، يجوز جمعه بالواو والنون. نقول: مصريون، وسعوديون، وسوريون، وفلسطينيون.
8 ـ إذا سمي بجمع المذكر السالم، نحو: عابدون، وحمدون، وخلدون، وزيدون، وهي في الأصل أسماء مفردة، ولحقتها علامة الحمع " الواو والنون " في حالة الرفع، يجوز جمعها لدخولها في العلمية، وانسلاخها عن معنى الجمع، ولكن جمعها مرة أخرى لا يكون بصورة
مباشرة، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية علامة جمع المذكر السالم مرة أخرى، فلا يصح أن نقول: عابدونون، وخلدونون، ولكن يجوز الجمع بواسطة. وهو استعمال كلمة " ذوو " في حالة الرفع قبل الجمع السالم المسمى به، والمراد جمعه مرة أخرى، ويقع الإعراب على كلمة " ذوو " في حالة الرفع، و " ذوي " نصبا وجرا.
نحو: جاء ذوو عابدين، وصافحت ذوي خلدين، ومررت بذوي زيدين.
ويلاحظ أن الجمع المسمى به يعرب مضافا إليه في كل الحالات.
9 ـ جوز النحويون فيما سمي به من جمع المذكر السالم أن يعرب إعرابه.
نحو: جاء زيدون. وكافأت حمدين. وأثنيت على عابدين.
كما يجوز أن تلزم مثل هذه الأسماء الياء والنون، وتعرب بالحركات الثلاثة مع التنوين. نحو: جاء زيدينٌ. وإن عابدينًا مجتهدٌ. وذهبت إلى حمدينٍ.
ويجوز أن تلازمها الياء والنون بدون تنوين، وتعرب إعراب الممنوع من الصرف تشبيها لها بـ " هارون "، فتجري مجراه، وتمنع من الصرف للعلمية والعجمة.
نحو: فاز عابدينُ. وصافحت زيدينَ. وسافرت مع حمدينَ.
نماذج من الإعراب
43 ـ قال تعالى: {وإنا إن شاء الله لمهتدون} 70 البقرة.
وإنا: الواو استئنافية وإنا حرف توكيد ونصب والضمير المتصل في محل نصب اسمها. إن: حرف شرط جازم.
شاء: فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط.
الله: فاعل مرفوع بالضمة، والمفعول به محذوف. وجواب الشرط محذوف لدلالة خبر إن عليه. وإن الشرطية وما في حيزها جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب. لمهتدون: اللام هي المزحلقة، ومهتدون خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وجملة إنا لمهتدون معطوف على جملة إن البقر، لذلك فهي متضمنة للتعليل أو هي مستأنفة، ولا محل لها من الإعراب في الحالتين.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:00 م]ـ
44 ـ قال تعالى: {هم فيها خالدون} 83 البقرة.
هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
فيها: جار ومجرور متعلقان بـ " خالدون ".
خالدون: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان لاسم الموصول في أول الآية.
45 ـ قال تعالى: {فاقع لونها تسر الناظرين} 69 البقرة.
فاقع: صفة ثانية مرفوعة لبقرة.
لونها: فاعل للصفة المشبهة فاقع لأنه صفة ثابتة، وليست متجددة، لذلك لا يمكن اعتبارها اسم فاعل، ولون مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ويجوز أن يكون فاقع خبراً مقدماً، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو، ولونها مبتدأ
مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع صفة ثانية لبقرة.
تسر: فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
الناظرين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة تسر الناظرين في محل رفع صفة ثالثة لبقرة.
هذا ويجوز أن يكون لونها مبتدأ وجملة تسر الناظرين في محل رفع خبر. (1).
46 ـ قال تعالى: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين} 64 البقرة
فلولا: الفاء حرف عطف، لولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط.
فضل: مبتدأ حذف خبره وتقديره موجود، وفضل مضاف، الله: لفظ الجلالة مضاف إليه. عليكم: جار ومجرور متعلقان بفضل.
ورحمته: الواو حرف عطف، ورحمة معطوف على ما قبله وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. لكنتم: اللام واقعة في جواب لولا وكان واسمها.
من الخاسرين: جار ومجرور وعلامة جره الياء، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم. وجملة كنتم لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة لولا وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
47 ـ قال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} 139 آل عمران.
ولا تهنوا: الواو حرف عطف، والكلام معطوف على المفهوم من قوله: فسيروا في الأرض، ولا ناهية جازمة، تهنوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون، واو الجماعة في محل رفع فاعل.
ولا تحزنوا: عطف على ما قبله.
وأنتم: الواو واو الحال، أنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
الأعلون: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
والجملة الاسمية في محل نصب حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:00 م]ـ
48 ـ قال تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} 47 ص.
وإنهم: الواو للاستئناف، إن واسمها.
عندنا: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل نصب حال وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
لمن المصطفين: اللام هي المزحلقة، ومن حرف جر، والمصطفين مجرور بمن وعلامة جره الياء وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن.
الأخيار: صفة مجرورة للمصطفين.
49 ـ قال تعالى: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} 4 المعارج.
في يوم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف دل عليه واقع، أي يقع العذاب بهم في يوم القيامة. كان: فعل ماض ناقص. مقداره: اسم كان، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. خمسين: خبر كان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
ألف: تمييز منصوب بالفتحة وألف مضاف، وسنة تمييز مجرور بالإضافة.
50 ـ قال تعالى: {شغلتنا أموالنا وأهلونا} 11 الفتح.
شغلتنا: شغل فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث الساكنة، ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أموالنا: فاعل ومضاف إليه.
وأهلنا: الواو حرف عطف، وأهلنا معطوف على ما قبله مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة شغلتنا وما في حيزها في محل نصب مقول القول في أول الآية.
51 ـ قال تعالى: {إنما يتذكر أولو الألباب} 19 الرعد.
إنما: كافة ومكفوفة. يتذكر: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
أولو: فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف.
الألباب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
52 ـ قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} 2 الفاتحة.
الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر. ويجوز في قراءة من نصب الحمد أنه مفعول مطلق منصوب للفعل حمد ودخلت عليها الألف واللام في المصدر تخصيصاً لها. (1)
رب: صفة مجرورة لله أو بدل مجرور منه، ورب مضاف.
العالمين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
53 ـ قال تعالى: {وما أدراك ما عليون} 19 المطففين.
وما: الواو حرف عطف، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.
أدراك: أدرى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. ما: اسم استفهام للتفخيم والتعظيم في محل رفع مبتدأ.
عليون: خبر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والجملة المعلقة بالاستفهام الثاني سدت مسد مفعول أدراك الثاني وجملة الاستفهام الأول معطوفة على ما قبلها.
ــــــــــ
1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص19.
54 ـ قال تعالى: {في بضع سنين} 4 الروم.
في بضع: جار ومجرور متعلقان بقوله سيغلبون في الآية السابقة، وبضع مضاف.
سنين: تمييز مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
55 ـ قال تعالى: {الذين جعلوا القرآن عضين} 91 الحجر.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للمقتسمين.
جعلوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
القرآن: مفعول به أول منصوب بالفتحة.
عضين: مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
56 ـ قال تعالى: {عن اليمين وعن الشمال عزين} 37 المعارج.
عن اليمين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال بالاسم الموصول في الآية السابقة، وقيل إنه متعلق بمهطعين. وعن الشمال: معطوفة على ما قبلها.
عزين: حال منصوبة من الاسم الموصول أيضاً أو من الضمير في مهطعين، وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
وجعل أبو البقاء العكبري عن اليمين وعن الشمال متعلقين بعزين.
وأعرب بعض المعربين عزين صفة لمهطعين. 1
57 ـ قال تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} 46 الكهف.
المال: مبتدأ مرفوع بالضمة. والبنون: الواو حرف عطف، والبنون معطوفة على المال مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
ــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحيي الدين درويش ج10 ص218.
زينة: خبر مرفوع وهو مضاف. الحياة: مضاف إليه مجرورة بالكسرة.
الدنيا: صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف.
6 ـ قال الشاعر:
وماذا تبتغي الشعراء مني وقد جاوزت حد الأربعين
وماذا: الواو حسب ما قبلها، ماذا اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتبتغي.
تبتغي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
الشعراء: فاعل مرفوع بالضمة. مني: جار ومجرور متعلقان بتبتغي.
وقد: الواو واو الحال، وقد حرف تحقيق. جاوزت: فعل وفاعل.
حد: مفعول به وهو مضاف، الأربعين: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وقد يكون مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
الشاهد في البيت قوله: حد الأربعينِ، اختلف النحاة في تخريج هذه الرواية التي وردت فيه النون بالكسر، فمنهم من قال إن هذه الكسرة هي كسرة الإعراب وعللوا ذلك بأن ألفاظ العقود يجوز فيها أن تلزم الياء ويجعل الإعراب بحركات ظاهرة على النون، ومنهم من ذهب إلى أن هذه الكلمة معربة إعراب جمع المذكر السالم، فهي مجرورة بالياء، واعتذر عن كسر النون لأنها كسرت على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، وذهب ابن مالك إلى أن كسر النون في هذه الحالة لغة من لغة العرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:01 م]ـ
58 ـ قال تعالى: {واعلموا أنكم غير معجزي الله} 2 التوبة.
واعلموا: الواو حرف عطف، اعلموا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل. أنكم: أن واسمها. غير: خبر أن، وغير مضاف.
معجزي: مضاف إليه، ومعجزي مضاف.
الله: مضاف إليه، وحذفت نون معجزي للإضافة.
وجملة أنكم وما في حيزها سدت مسد مفعولي اعلموا.
7 ـ قال الشاعر:
فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودين وأحمرينا
فما: الفاء حسب ما قبلها، ما نافية لا عمل لها.
وجدت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء علامة التأنيث الساكنة.
نساء: فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف.
بني: مضاف إليه مجرور بالياء، وبني مضاف.
تميم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. حلائل: مفعول به منصوب بالفتحة.
أسودين: صفة لحلائل منصوبة بالياء.
وأحمرين: الواو حرف عطف، أحمرين معطوفة على ما قبلها.
الشاهد قوله: " أسودين وأحمرين " وهو جمع أسود وأحمر وهذا جمع شاذ لأن ما كان من باب أفعل فعلاء القياس في جمعه على وزن أفاعل كافضل: أفاضل، وعلى فُعُل مثل: حُمُر وخُضُر. (1)
8 ـ قال الشاعر:
دعاني من نجد فإن سنينه لعبن بنا شيباً وشيبننا مردا
دعاني: دعا فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به.
من نجد: جار ومجرور متعلقان بدعاني.
ــــــــــــ
1 ـ همع الهوامع للسيوطي ج1 هامش ص152 ط1 1998م.
فإن سنينه: الفاء حرف تعليل، وإن حرف توكيد ونصب، سنين اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
لعبن: فعل ماض والنون في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع خبر إن.
بنا: جار ومجرور متعلق بلعبن. شيباً: حال من الضمير المجرور في بنا.
وشيبننا: الواو حرف عطف، وشيبننا فعل وفاعل ومفعول به، والجملة معطوفة على جملة لعبن. مردا: حال من المفعول به في قوله شيبننا.
الشاهد في قوله: " فإن سنينه " حيث نصبه بالفتحة الظاهرة لإجرائه مجرى الحين، بدليل بقاء النون مع الإضافة إلى الضمير.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:01 م]ـ
الممنوع من الصرف
ينقسم الاسم المعرب إلى قسمين: متمكن أمكن إذا كان مصروفا، بحيث يدخله التنوين، ويجر بالكسرة، ومتمكن غير أمكن وهو غير المنصرف.
تعريف الممنوع من الصرف:
هو الاسم المعرب الذي لا يدخله تنوين التمكين، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، إلا إذا عرّف بـ " أل "، أو الإضافة، فإنه يجر بالكسرة.
أنواعه: ينقسم الممنوع من الصرف إلى نوعين:
1 ـ الممنوع من الصرف لعلتين اسما كان أو صفة.
2 ـ الممنوع من الصرف لعلة واحدة سدت مسد العلتين.
أولا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلتين:
هو كل اسم علم معرب اجتمع فيه مع علة العلمية علة أخرى مساندة فامتنع بسببها من الصرف. ويشمل الأنواع الآتية.
1 ـ كل اسم على وزن الفعل المستقبل، أو الماضي، أو الأمر، بشرط خلوه من الضمير، وألا يكون الوزن مشتركا بين الأسماء، والأفعال، وألا يكون الاسم منقوص الآخر.
مثال ما كان على وزن الفعل مستوفيا الشروط السابقة: يزيد، أحمد، أسعد، تغلب، يعرب،
يشكر، يسلم، ينبع، شمر، تعزَّ.
نقول في الرفع: جاء يزيدُ. برفع يزيد بدون تنوين.
59 ـ ومنه قوله تعالى: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}
والنصب: رأيت يزيدَ. بنصب يزيد بدون تنوين.
والجر: سلمت على أسعدَ. بجر أسعد بالفتحة نيابة عن الكسرة.
فإذا احتوى الاسم الشبيه بالفعل على الضمير خرج عن بابه، وصار حكاية.
نحو: يشكر المجتهدين. فيشكر فعل مضارع لاحتوائه على الضمير المستتر فيه، وليس اسما ممنوعا من الصرف. ومثال اشتراك الوزن بين الاسمية والفعلية على
السواء قولهم: رجب، وجعفر. فهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف.
نقول: جاء رجبٌ، ورأيت رجباً، ومررت برجبٍ.
فينون في جميع إعراباته، ويجر بالكسرة. ورجب اسم لعلم، وشهر من شهور السنة الهجرية. وأما الاسم المنقوص الآخر فنحو: يغز، ويدع. إذا سمي بأحدهما رجل.
وهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف، لأن أصلهما: يغزو، ويدعو، فعند التسمية بهما جعلت الضمة قبل الواو كسرة، فتقلب الواو ياء لأنه ليس في الأسماء المعربة اسم آخره واو قبلها ضمة، فصار: يغزي، ويدعي، ثم تحذف الياء في حالة الرفع والجر، ويعوض عنها بتنوين العوض.
نحو: جاء يغزٍ. يغزٍ: فاعل مرفوع بالضمة على الياء المحذوفة.
وذهبت إلى يغزٍ. يغز: اسم مجرور بالكسرة على الياء المحذوفة.
ورأيت يغزيَ. يغزيَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. ممنوع من الصرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:02 م]ـ
2 ـ العلم المؤنث المختوم بتاء التأنيث سواء أكان التأنيث حقيقيا، أم لفظيا، والعلم المؤنث المزيد على ثلاثة أحرف، ولا علامة فيه للتأنيث (المؤنث المعنوي).
مثال المؤنث الحقيقي المختوم بالتاء: فاطمة، عائشة، مكة.
نقول: سافرت فاطمةُ إلى مكةَ. وكافأت المديرة عائشةَ.
60 ـ ومنه قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} 1.
ـــــــــــ
1 ـ 96 آل عمران.
ومثال العلم المؤنث تأنيثا معنويا: مريم، وزينب، وسعاد.
نحو: وصلت مريمُ، ورأت سعادَ، وسلمت على زينبَ.
61 ـ ومنه قوله تعالى: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} 1.
وقوله تعالى: {فأما تمود فأهلكوا بالطاغية} 2.
فإذا كان العلم المؤنث المجرد من تاء التأنيث ثلاثيا اتبعنا في صرفه، أو عدمه الأحوال التالية:
أ ـ إذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربي الأصل، ساكن الوسط، نحو: هند، ودعد، وعدن، ومي. فالأحسن فيه عدم منعه من الصرف. ويجوز منعه.
نقول: هذه هندٌ، وإن هندًا مؤدبة، وأشفقت على هندٍ.
62 ـ ومنه قوله تعالى: (ومساكن طيبة في جنان عدن} 3.
وقوله تعالى: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} 4.
ب ـ فإذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربيا متحرك الوسط. نحو: أمل، وقمر، ومضر. وجب منعه من الصرف.
نقول: جاءت أملُ. ورأيت أملَ، وسلمت على أملَ. بدون تنوين، وجر بالفتحة.
ج ـ وإذا كان العلم المؤنث الثلاثي أعجميا. نحو: بلخ، اسم مدينة.
وجب منعه من الصرف. نقول: بلخُ مدينة جميلة، وشاهدت بلخَ، وسافرت إلى بلخَ. بدون تنوين، وجر بالفتحة.
ومما جاء ممنوعا حينا، ومصروفا حينا آخر كلمة " مصر " وهي ثلاثية ساكنة الوسط، أعجمية مؤنثة، يجوز تذكيرها (5).
63 ـ مثال جواز منعها من الصرف قوله تعالى: {وقال الذي اشتراه من مصر}
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:03 م]ـ
وقوله تعالى: {أليس لي ملك مصر} 1. وقوله تعالى: {وقال ادخلوا مصر} 2.
64 ـ ومثال صرفها قوله تعالى: {اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم} 3.
ومثال العلم المختوم بتاء التأنيث اللفظي: طلحة، وعبيدة، ومعاوية.
نقول: تفوق طلحةُ في دراسته، وكافأ المدير طلحةَ، وأثنى المعلمون على طلحةَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
3 ـ العلم الأعجمي:
يشترط في منعه من الصرف أن يكون علما في اللغة التي نقل منها إلى اللغة العربية، أو لم يكن علما في اللغة التي نقل منها ثم صار علما في اللغة العربية. كما يشترط فيه أن يكون مزيدا على ثلاثة أحرف، فإن كان ثلاثيا صرف في حالة، ومنع في أخرى. مثال الأعجمي المزيد: آدم، وإبراهيم، وإسماعيل، وبشار،
ويوسف، ويعقوب، وإسحاق، وجورج، نقول: كان آدمُ أول الخلق أجمعين.
إن إبراهيمَ خليل الله، وسلمت على بشارَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
65 ـ ومنه قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} 4.
وقوله تعالى: {نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق} 5.
وقوله تعالى: {وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب} 6.
أما إذا كان العلم الأعجمي ثلاثيا فله حالتان:
1 ـ إن كان متحرك الوسط، وجب منعه من الصرف.
نحو: حلب، وقطر.
تقول: حلبُ مدينة جميلة، وإن قطرَ دولة خليجية، وسافرت إلى حلبَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 51 الزخرف. 2 ـ 99 يوسف. 3 ـ 61 البقرة.
4 ـ 7 يوسف. 5 ـ 3 القصص. 6 ـ 163 النساء.
2 ـ وإن كان ساكن الوسط وجب صرفه. نحو: هود، ولوط، ونوح، وخان.
نقول: كان لوطُ نبيا، وأرسل الله هودَ إلى قوم عاد، واستجاب الله إلى نوحَ.
4 ـ العلم المختوم بألف ونون زائدتين، وكانت حروفه الأصلية ثلاثة، أو أكثر.
مثل: سليمان، وسلطان، وحمدان، ولقمان، ورمضان، وسرحان.
نقول: كان عثمانُ ثالث الخلفاء الراشدين. وإن سليمان طالب مجتهد. ومررت بسلطان.
66 ـ ومنه قوله تعالى: {ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره} 1.
وقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} 2.
وقوله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه} 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {إذ قالت امرأة عمران} 4.
فإن شككت في زيادة النون، أو عدم زيادتها، كأن تكون أصلية، لم يمنع الاسم من الصرف. نحو: حسان، وعثمان، وسلطان.
فإذا اعتبرنا الأصل: الحسن، وعثمن، وسلطن، كانت النون أصلية فلا تمنع من الصرف. نقول: هذا حسانٌ، واستقبلت عثمانًا بالبشر، وسلمت على سلطانٍ.
67 ـ ومنه قوله تعالى: {ليس لك عليهم سلطانٌ} 5. 68 ـ وقوله تعالى: {ما لم ينزل به سلطانا} 6. 69 ـ وقوله تعالى: {ما أنزل الله بها من سلطانٍ} 7.
وقوله تعالى: {لا تنفذوا إلا بسلطانٍ} 8.
بالتنوين، والجر بالكسرة. والواضح من كلمة " سلطان " في الآيات السابقة، وغيرها مما ورد فيها ذكر هذه الكلمة أنها ليس علما، وإنما هي بمعنى المُلك، أو القوة،
والله أعلم، وقد وردت في القاموس علما، فقد ذكر صاحب القاموس أن من فقهاء القدس: سلطانُ بنُ إبراهيم. (1)
وإن كانت النون فيها زائدة وجب منعها من الصرف.
نقول: كان حسانُ شاعر الرسول، وإن عثمانَ خليفة ورع. والتقيت بسلطانَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
كذلك إذا كانت حروف الاسم المختوم بالألف والنون الزائدتين أقل من ثلاثة أحرف وجب صرفه. نحو: سنان، وعنان، ولسان، وضمان، وجمان.
لأن الألف والنون في هذه الحالة تكون أصلية غير زائدة.
نقول: سافر سنانٌ ن واستقبلت سنانًا، وسلمت على سنانٍ.
الذكر في الصفة الممنوعة من الصرف على وزن " أفعل ".
فنقول: مررت برجل أرملٍ، وذهبت مع نسوة أربعٍ. بالتنوين والجر بالكسرة.
وكذلك إذا كانت الصفة عارضة، غير أصلية فلا تمنع من الصرف.
نحو: أرنب، صفة لرجل. فلا نقول: سلمت على رجل أرنبَ. بجر " أرنب " بالفتحة، ولكن نقول: سلمت على رجل أرنبٍ. بجره بالكسرة مع التنوين.
2 ـ الصفة المنتهية بألف ونون زائدتين، بشرط ألا يدخل مؤنثها تاء التأنيث، ولا تكون الوصفية فيها عارضة غير أصلية. نحو: ريان، وجوعان، وغضبان،
وعطشان، وسكران. نقول: عطفت على حيوان عطشانَ.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:04 م]ـ
71 ـ ومنه قوله تعالى: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} 1.
أما إذا كانت الصفة على وزن فعلان مما تلحق مؤنثه تاء التأنيث، فلا يمنع من الصرف. مثل: سيفان صفة للطويل، ومؤنثه سيفانة. وصيحان ومؤنثها صيحانة.
وندمان ومؤنثها ندمانة. وسخنان وسخنانة. وموتان وموتانة. وعلان وعلانة.
فلا نقول: مررت برجل سيفانَ. بالجر بالفتحة.
ولكن نقول: مررت برجل سيفانٍ. بجر بالكسرة مع التنوين.
وكذلك إذا كانت صفة فعلان عارضة غير أصلية فلا تمنع من الصرف.
نحو: سلمت على رجل صفوانٍ قلبه.
فكلمة " صفوان " صفة عارضة غير أصلية بمعنى " شجاع " لذلك وجب جرها بالكسرة مع التنوين.
3 ـ الصفة المعدولة عن صيغة أخرى، وذلك في موضعين:
أ ـ الصفة المعدولة عن " فُعَال، ومَفعَل " من الأعداد العشرة الأول وهي:
أُحاد وموحد، وثُناء ومثنى، وثُلاث وثلث، ورُباع ومربع. إلى: عُشار ومعشر.
والعدل إنما هو تحويل الصفات السابقة عن صيغها الأصلية، وهو تكرير العدد
مرتين إلى صيغة " فُعال ومَفعل ".
فإذا قلنا: جاء الطلبة أُحاد، أو موحد. كان أصلها التي تم العدل عنه:
جاء الطلبة واحدا واحدا. ووزعنا التلاميذ على لجان الاختبار عشرة عشرة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:05 م]ـ
72 ـ ومنه قوله تعالى: {جاعلِ الملائكةِ رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} 1
ب ـ الصفة المعدولة عن صيغة " آخر " إلى " أُخَر " على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين. وهي وصف لجمع المؤنث.
نحو: وصلتني رسائلُ أُخرُ. وأرسلت برسائل أُخرَ.
73 ـ ومنه قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر} 2
فـ " أُخر " جمع " أُخرى " مؤنث " آخر " وهو اسم تفضيل على وزن " أفعل " وأصله " أأخر "، إذ القياس فيه أن يقال: قرأت رسائل آخر.
كما يقال: قرأت رسائل أفضل. بإفراد اسم التفضيل وتذكيره لتجرده من " أل " والإضافة، لذلك كان جمعه في قولنا: قرأت رسائل أُخر، إخراجا له عن صيغته الأصلية، وهذا هو المقصود بالعدل.
ثالثا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلة واحدة سدت مسد علتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ الاسم والصفة المختومة بألف التأنيث المقصورة.
نحو: سلمى، وذكرى، وليلى، ودنيا، ورضوى، وحبلى، ونجوى.
74 ـ ومنه قوله تعالى: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} 3.
وقوله تعالى: {ونزلنا عليكم المن والسلوى} 4.
ويستوي في الاسم المقصور منعا من الصرف ما كان اسما نكرة، نحو: ذكرى، نقول: له في خاطري ذكرة حسنة.
أو معرفة، نحو: ليلى، ورضوى. نقول: مررت برضوى.
أو مفردا كما مثلنا، أو جمع تكسير، نحو: جرحى، وقتلى.
نقول: سقط في المعركة كثير من الجرحى.
أو صفة، نحو: حبلى، نقول: وفروا للحبلى قسطا من الراحة.
فجميع الكلمات السابقة بأنواعها المختلفة ممنوعة من الصرف لعلة واحدة، وهي انتهاؤها بألف التأنيث المقصورة، وقد سدت هذه العلة مسد علتين.
العلة الأولى: مشاركتها للتاء في الدلالة على التأنيث.
والثانية: لأن الألف لازمة لا تتغير من آخر الكلمة، فهي تصير مع الاسم كبعض حروفه، بينما التاء لا تكون لها تلك الميزة.
2 ـ الاسم، أو الصفة المنتهية بألف التأنيث الممدودة، ويستوي في ذلك الأسماء النكرة، نحو: صحراء. نقول: مررت بصحراء قاحلة.
أو الأسماء المعرفة، نحو: زكرياء، نقول: سلمت على زكرياء.
أو الاسم المجموع، نحو: شعراء، وأصدقاء، نحو: استمعت إلى شعراء فحول.
أو الوصف المفرد، نحو: حمراء، وبيضاء.
75 ـ نحو قوله تعالى: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} 1.
وقوله تعالى: {يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين} 2.
يقول ابن الناظم " وإنما كانت الألف وحدها سببا مانعا من الصرف لأنها زيادة لازمة لبناء ما هي فيه، ولم تلحقه إلا باعتبار تأنيث معناه تحقيقا أو تقديرا، ففي المؤنث بها فرعية في اللفظ، وهي لزوم الزيادة حتى كأنها من أصول الاسم، فإنه لا يصح انفكاكها عنه، وفرعية في المعنى وهي دلالته على التأنيث.
ويقول ابن السراج " وكل اسم فيه ألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة فهو غير مصروف، معرفة كان أو نكرة، فإن قال قائل فما العلتان اللتان أوجبتا ترك صرف بشرى، وإنما فيه ألف للتأنيث فقط؟ قيل: هذه التي تدخلها الألف يبنى الاسم لها وهي لازمة وليست كالهاء التي تدخل بعد التذكير فصارت للملازمة والبناء كأنه تأنيث آخر " (1).
ويشترط في ألف التأنيث الممدودة إلى جانب لزومها كي يمنع الاسم بسببها من الصرف، أن تكون رابعة فأكثر في بناء الكلمة.
نحو: خضراء، وبيداء، وهوجاء.
فإن كانت ثالثة فلا تمنع معها الكلمة من الصرف.
نحو: هواء، وسماء، ودعاء، ورجاء، ومواء، وعواء، وغيرها، نقول: هذا هواءٌ بارد. بتنوين هواء تنوين رفع.
ونقول: رأيت سماءً صافية. بتنوين سماء تنوين نصب.
ونقول: غضبت من عواءٍ مزعج. بجر عواء وتنوينها بالكسر.
أما كلمة " أشياء " فجاءت ممنوعة من الصرف على غير القياس
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:05 م]ـ
76 ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ} 2.
وقد اختلف علماء النحو في علة منعها من الصرف:
1 ـ ذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين إلى أن علة منعها من الصرف هو اتصالها بألف التأنيث الممدودة، وهي اسم جمع لـ " شيء "، والأصل " شيئاء " على وزن " فعلاء " فقدمت اللام على الألف كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف.
2 ـ وقال الفراء إن " أشياء " جمع لشيء، وإن أصلها " أشيئاء "، فلما اجتمع همزتان بينهما ألف حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا.
3 ـ وذهب الكسائي إلى أن وزن " أشياء ": " أفعال "، وإنما منعوا صرفه تشبيها له بما في آخره ألف التأنيث.
وأرى في جمع " أشياء " على أفعال هو الوجه الصحيح، لأن مفردها " شيء " على وزن " فَعْل " المفتوح الفاء، ومعتل العين ساكنها مثل " سيف "، و" ثوب "، وجميعها تجمع على " أفعال ". أما القول بأنها اسم جمع فلا أرجح هذا الرأي.
والقول بمنعها من الصرف تشبيها لها بالاسم الذي لحقته ألف التأنيث الممدودة فلا أرى هذا القول عادلا، وإلا لوجب منع نظائرها نحو: أفياء، وأنواء، وأحياء، وأضواء، وأعباء. 77 ـ قال تعالى: {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا} 1.
فأحياء غير ممنوعة من الصرف.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:06 م]ـ
تنبيه:
يعرب إعراب الممنوع من الصرف كل اسم منقوص، آخره ياء لازمة غير مشددة، قبلها كسرة، وكان على صيغة منتهى الجموع، بشرط حذف الياء في حالتي الرفع، والجر، ووجود تنوين العوض على الحرف الأخير بعد حذف الياء.
نحو: معانٍ، ومساع، ومراع، ومبان.
نقول: لبعض الكلمات معانٍ كثيرة. وفي السودان مراع واسعة.
وأنجزت الحكومة مبانيَ ضخمة. وقام الوسطاء بمساعٍ حميدة.
فـ " معان "، و " مراع " كل منهما مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة.
و " مبانيَ " منصوبة بالفتحة الظاهرة على الياء بدون تنوين.
و " مساع " مجرورة بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة.
وفي حالة اقتران هذا النوع من الأسماء بـ " أل " التعريف تبقى الياء، وتقدر
الضمة والكسرة عليها، في حالتي الرفع والجر، وتكون الفتحة ظاهرة.
نحو: نجحت المساعي الحميدة في التوفيق بين الطرفين.
وبذلت الحكومة جهدها في المساعي الحميدة بين الطرفين.
وهم يقدمون المساعيَ الحميدة لرأب الصدع بينهم.
واعتبرت صيغة منتهى الجموع علة مانعة للصرف سدت مسد علتين لتضمنها علة لفظية بخروجها عن الآحاد العربية من ناحية، ولدلالتها على منتهى الجموع من ناحية أخرى، وهي العلة المعنوية فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:07 م]ـ
إعراب الممنوع من الصرف:
يعرب الممنوع من الصرف اسما كان، أم صفة إعراب الاسم المفرد، بالحركات الظاهرة، أو المقدرة، رفعا ونصبا وجرا، بدون تنوين، ويجر بالفتحة
نيابة عن الكسرة.
مثال الرفع: جاء أحمدُ. أحمد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة بدون تنوين.
وسافر عيسى. عيسى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، ولا يدخله التنوين لمنعه من الصرف للعلمية و مشابهة الفعل في المثال الأول، وللعلمية والعجمة في المثال الثاني.
80 ـ ومنه قوله تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا} 1.
وقوله تعالى: {فاتبعهم فرعون وجنوده} 2.
ومثال النصب: شيدت الحكومة مدارسَ كثيرة.
فـ " مدارس " مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين.
81 ـ ومنه قوله تعالى: {وتتخذون مصانع لكم تخلدون} ومثال الجر: سلمت على يوسفَ.
يوسف: اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة.
82 ـ ومنه قوله تعالى: (وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط} 1. وقوله تعالى: {ما لك لا تأمنا على يوسف} 2.
أما إذا كان الممنوع من الصرف معرفا بـ " أل "، أو بالإضافة، أو صُغِّر صُرِف.
وعندئذ ينون، ويجر بالكسر كغيره من الأسماء المعربة المصروفة.
مثال المعرف بأل: درست في كثير من المدارس الحكومية.
83 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجدِ} 3.
وقوله تعالى: (قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن خاسرين} 4.
فكل من كلمة " المدارس، والمساجد، والمدائن " جاءت مجرورة بالكسرة مع أنها في الأصل ممنوعة من الصرف، ولكن العلة في صرفها أنها جاءت معرفة بأل.
ومثال المضاف: ينبغي من كافة الموظفين أن يتواجدوا في مكاتبهم.
84 ـ ومنه قوله تعالى: {يمشون في مساكنهم} 5.
وقوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} 6.
فالكلمتان: مساكن، وأحسن، جاءت مجرورة بالكسرة وهي ممنوعة من الصرف، والعلة في ذلك أنها وقعت مضافة.
ومثال المصغر: مررت بسميراء.
فـ " سميراء " مجرورة، وعلامة جرها الكسرة مع أنها ممنوعة من الصرف علما ممدودا، وعلة جرها بالكسرة تصغيرها، فأصلها: سمراء (7).
ولم يذكر سيبويه صرف الممنوع من الصرف إذا كان مصغرا، واقتصر على صرف ما دخله أل التعريف، أو الإضافة، فقال: " وجميع ما لا ينصرف إذا دخلت عليه الألف واللام، أو أضيف جُرَّ بالكسرة، لأنها أسماء أدخل عليها ما يدخل على المنصرف " (1).
وقال في موضع آخر " واعلم أن كل اسم لا ينصرف فإن الجر يدخله إذا أضفته، أو أدخلت فيه الألف واللام، وذلك أنهم أمنوا التنوين، وأجروه مجرى الأسماء (2).
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:08 م]ـ
نماذج من الإعراب
59 ـ قال تعالى: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) 6 الصف.
ومبشرا: الواو حرف عطف، ومبشرا عطف على مصدقا حال منصوب مثله.
برسول: جار ومجرور متعلقان بمبشرا.
يأتي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. والجملة في محل جر صفة لرسول.
من بعدي: جار ومجرور، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بيأتي.
اسمه: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
أحمد: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة بدون تنوين، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ومشابهة الفعل. والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر صفة ثانية لرسول.
60 ـ قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) 96 آل عمران.
إن أول بيت: عن حرف توكيد ونصب، وأول اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة، وأول مضاف، وبيت مضاف إليه. والكلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للدلالة على أن أول مسجد وضع للناس هو المسجد الحرام.
وضع للناس: وضع فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. للناس جار ومجرور متعلقان بوضع.
للذي: اللام المزحلقة، وهي لا مفتوحة تزحلقت من اسم إن إلى خبرها، والذي اسم موصول في محل رفع خبر إن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ببكة: جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة، لأن مكة ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث، وشبه الجملة متعلقان بمحذوف لا محل له من الإعراب صلة الموصول.
61 ـ قال تعالى: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) 50 المؤمنون.
وجعلنا: الواو حرف عطف، وجعلنا فعل وفاعل.
ابن مريم: ابن مفعول به أول منصوب بالفتحة، وهو مضاف، ومريم مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
وأمه: الواو حرف عطف، وأمه معطوف على ابن منصوب مثله، وأم مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
آية: مفعول به ثان لجعلنا منصوب بالفتحة.
وجملة جعلنا معطوفة على ما قبلها.
62 ـ قال تعالى: (ومساكن طيبة في جنات عدن) 12 الصف.
ومساكن: الواو حرف عطف، ومساكن معطوفة على جنات في أول الآية منصوبة مثلها وعلامة النصب الفتحة الظاهرة بدون تنوين، لامتناع مساكن من الصرف لأنها على صيغة منتهى الجموع.
طيبة: صفة لمساكن منصوبة بالفتحة الظاهرة.
في جنات عدن: في جنات جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة ثانية لمساكن، وجنات مضاف، وعدن مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
63 ـ قال تعالى: (وقال الذي اشتراه من مصر) 21 يوسف.
وقال: الواو حرف عطف، وقال فعل ماض مبني على الفتح.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.
والجملة عطف على محذوف، والتقدير: دخلوا مصر وعرضوه للبيع فاشتراه عزيز مصر الذي كان على خزائنها.
اشتراه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة اشتراه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من مصر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من ضمير الفاعل.
64 ـ قال تعالى: (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) 61 البقرة.
اهبطوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل.
مصرا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة مع التنوين، لأنه مصروف.
وجملة اهبطوا في محل نصب مقول قول محذوف، والتقدير: قلنا.
فإن لكم: الفاء تعليلية، وإن حرف توكيد ونصب، لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن مؤخر.
سألتم: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
65 ـ قال تعالى: (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) 7 يوسف.
لقد كان: لقد اللام جواب قسم محذوف، وقد حرف تحقيق، وكان فعل ماض ناقص. في يوسف: في حرف جر، ويوسف اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وشبه الجملة في محل نصب خبر كان مقدم.
وإخوته: الواو حرف عطف، وأخوته معطوف على يوسف، وإخوة مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
آيات: اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة.
للسائلين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لآيات.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:08 م]ـ
66 ـ قال تعالى: (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره) 81 الأنبياء.
ولسليمان: الواو حرف عطف، ولسليمان جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره: سخرنا. والجملة معطوفة على سخرنا مع داود.
الريح: مفعول به للفعل المحذوف، والتقدير سخرنا لسليمان الريح.
عاصفة: حال منصوبة بالفتحة.
تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وجملة تجري في محل نصب حال ثانية من الريح.
بأمره: جار ومجرور متعلقان بتجري، وأمر مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
67 ـ قال تعالى: (ليس لك عليهم سلطان) 43 الحجر.
ليس لك: ليس فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح، ولك جار ومجرو متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليس مقدم.
عليهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من سلطان، لأنه كان في الأصل صفة له فلما تقدم عليه اصبح حالا على القاعدة.
سلطان: اسم ليس مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة مع التنوين، لأنه مصروف لكونه ليس علما، وإنما هي بمعنى الملك والقوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجملة ليس في محل رفع خبر إن في أول الآية.
68 ـ قال تعالى: (ما لم ينزل به سلطانا) 151 آل عمران.
ما: ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل أشركوا في أول الآية.
لم ينزل ك لم حرف نفي وجزم وقلب، وينزل فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من سلطان، لأنه كان في الأصل صفة له، قلم تقدم عليه أعرب على القاعدة حالا.
سلطانا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة مع التنوين، لأنه مصروف.
69 ـ قال تعالى: (ما أنزل الله بها من سلطان) 23 النجم.
ما أنزل: ما مافية لا عمل لها، وأنزل فعل ماض مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
بها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال لسلطان، لأنه كان في الأصل صفة له وتقدم عليه فأعرب على القاعدة حالا.
من سلطان: جار ومجرور بحرف جر زائد، وعلامة الجر الكسرة الظاهرة مع التنوين، لأن سلطان في هذا الموضع مصروفة للعلة التي ذكرنا سابقا، وسلطان منصوب محلا لأنه مفعول به لأنزل.
70 ـ قال تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها) 86 النساء.
وإذا: الواو حرف استئناف، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه حيوا.
حييتم: فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب استئنافية، مسوقة للترغيب في التحية. بتحية: جار ومجرور متعلقان بحييتم.
فحيوا: الفاء رابطة لجواب الشرط، وحيوا فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
بأحسن: الباء حرف جر، وأحسن اسم مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل، وشبه الجملة متعلق بحيوا.
منها: جار ومجرور متعلقان بأحسن.
71 ـ قال تعالى: (فرجع موسى إلى قومه غضبان أَسفا) 86 طه.
فرجع: الفاء حرف عطف يفيد التعقيب، ورجع فعل ماض مبني على الفتح.
موسى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
والجملة معطوفة على ما قبلها.
إلى قومه: جار ومجرور متعلقان برجع، وقوم مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
غضبان: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة بدون تنوين، لأنها ممنوعة من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
أسف: حال ثانية منصوبة بالفتحة الظاهرة.
72 ـ قال تعالى: (جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) 1 فاطر
جاعل الملائكة: جاعل صفة ثانية للفظ الجلالة في أول الآية، وجاعل مضاف والملائكة مضاف إليه، والإضافة محضة لأن جاعل دال على الزمن الماضي، وبعضهم اعتبرها غير محضة، لأنها حكاية حال، لذا ساغ إعمال اسم الفاعل، لأنه لا يعمل إذا كان بمعنى الماضي من هنا جعل بعضهم رسلا منصوبة بفعل مضمر، وجوز الكسائي عمله على كل حال.
رسلا: مفعول به ثان لجاعل على اعتباره عاملا، ومفعوله الأول ملائكة التي أضيف إليها، وهي من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وإذا كان جاعل بمعنى خالق كانت رسلا حالا مقدرة (1)، ويجوز في رسلا النصب بفعل مضمر كما ذكرنا سابقا.
أولي أجنحة: أولي صفة منصوبة لأجنحة، وعلامة النصب فتحة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وأولي مضاف، وأجنحة مضاف ‘ليه مجرورة بالكسرة.
مثنى و ثلاث ورباع: صفات لأجنحة وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف في مثنى منع من ظهورها التعذر، والفتحة الظاهرة بدون تنوين على ثلاث ورباع لأنها ممنوعة من الصرف صفات على وزن مَفعَل وفُعَال بما فيها مثنى.
73 ـ قال تعالى: (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) 184 البقرة.
فمن كان: الفاء حرف عطف، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وكان فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
والجملة في محل جزم فعل الشرط.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من مريضا، لأنه في الأصل صفة له فلما تقدم عليه أعرب حسب القاعدة حالا.
مريضا: خبر كان منصوب.
أو على سفر: أو حرف عطف، وعلى سفر جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب معطوف على مريضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعدة: الفاء رابطة لجواب الشرط، وعدة مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: فعليه عدة. والجملة في محل جزم جواب الشرط.
من أيام: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لعدة.
أخر: صفة لأيام مجرورة، وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف صفة على وزن فُعل.
ــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص 199،
وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج2 ص 592.
74 ـ قال تعالى: (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام) 69 هود.
ولقد جاءت: الواو حرف عطف، أو استئنافية، واللام جواب للقسم المحذوف، وقد حرف تحقيق، وجاء فعل ماض، والتاء للتأنيث.
رسلنا، فاعل أ وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
إبراهيم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
بالبشرى: جار ومجرور متعلقان بجاءت.
قالوا سلاما: قالوا فعل وفاعل، وسلاما مفعول مطلق لفعل محذوف، والتقدير: سلمنا سلاما.
قال: قال فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو سلام: مبتدأ مرفوع بالضمة، والخبر محذوف، تقديره: سلام عليكم، وقد سوغ الابتداء به وهو نكرة لتضمنه معنى الدعاء، وهو أولى من جعله خبر لمبتدأ محذوف تقديره: قولي سلام. والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول الثاني.
75 ـ قال تعالى: (اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء) 32 القصص
اسلك يدك: اسلك فعل أمر ن والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، ويدك مفعول به، ويد مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
في جيبك: جار ومجرور، وجيب مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق باسلك.
تخرج: فعل مضارع مجزوم في جواب طلب الأمر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي.
بيضاء: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة بدون تنوين، لمنعها من الصرف لأنها وصف مفرد منته بألف تأنيث ممدودة.
من غير سوء: جار ومجرور متعلقا ببيضاء، وغير مضاف، وسوء مضاف إليه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:09 م]ـ
76 ـ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء) 101 المائدة.
يا أيها: يا حرف نداء، وأي منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم، والهاء للتنبيه.
الذين: اسم موصول بدل من أي في محل رفع.
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، مسوقة للنهي عن كثرة السؤال.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
لا تسألوا: لا ناهية، وتسألوا فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل.
عن أشياء: جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف غير القياس.
77 ـ قال تعالى: (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا) 25، 26 المرسلات
ألم: الهمزة للاستفهام الإنكاري التقريري، ولم حرف نفي وجزم وقلب.
نجعل: فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن.
الأرض: مفعول به أول.
كفاتا: مفعول به ثان.
أحياء وأمواتا: مفعولان به لكفاتا إذا اعتبرناها مصدرا، أو جمع كافت وهو اسم فاعل، فإذا لم يكن كفاتا مصدرا، أو جمع اسم فاعل، بل هو موضع فإنهما حينئذ منصوبان بفعل مضمر يدل عليه كفاتا، والتقدير: تكفت الأرض أحياء على ظهرها، وأمواتا في بطنها.
وأجاز الزمخسري نصبهما على الحالية من الضمير والتقدير: تكفتكم أحياء وأمواتا.
78 ـ قال تعالى: {وأرسل عليهم طيراً أبابيل} 3 الفيل.
وأرسل: الواو حرف عطف، وأرسل فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
عليهم: جار ومجرور متعلقان بأرسل.
طيراً: مفعول به منصوب بالفتحة.
أبابيل: صفة لطير لأنه اسم جمع، منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين، لمنعه من الصرف جمع لا مفرد له، على صيغة منتهى الجموع.
والجملة معطوفة على " ألم نجعل " في الآية السابقة، وسوغ العطف على الاستفهام لأنه تقريري.
79 ـ قال تعالى: {وزينا السماء الدنيا بمصابيح} 12 فصلت.
وزينا: الواو حرف عطف، وزينا فعل وفاعل.
السماء: مفعول به منصوب بالفتحة. الدنيا: صفة للسماء منصوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بمصابيح: جار ومجرور متعلقان بزينا، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف على صيغة منتهى الجموع.
80 ـ قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا} 143 الأعراف.
ولما: الواو حرف عطف، ولما رابطة أو حينية متضمنة معنى الشرط.
جاء موسى: فعل وفاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بدون تنوين لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر بالإضافة للما.
لميقاتنا: جار ومجرور متعلقان بجاء، واللام للاختصاص، كقولك: أتيته لعشر خلون من الشهر.
81 ـ قال تعالى: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} 129 الشعراء.
وتتخذون: الواو حرف عطف، وتتخذون فعل وفاعل، والجملة معطوفة على أ تبنون. مصانع: مفعول به منصوب بالفتحة بدون تنوين، لأنه ممنوع من الصرف لأنه على وزن مفاعل.
لعلكم: لعل حرف ترجي ونصب، والكاف في محل نصب اسمها. تخلدون: فعل مضارع، والواو في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لعل.
وجملة لعل ومعموليها في محل نصب على الحال، والتقدير: راجين أن تخلدوا في الدنيا.
82 ـ قال تعالى: {وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} 136 البقرة.
وما: الواو حرف عطف، وما اسم موصول في محل جر معطوف على ما قبله.
أنزل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق: إلى إبراهيم جار ومجرور متعلقان بأنزل، وإسماعيل وإسحاق معطوفة عليها، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف للعلمية والعجمة.
83 ـ قال تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} 187 البقرة.
ولا: الواو حرف عطف، ولا ناهية.
تباشروهن: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به، ونون النسوة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
وأنتم: الواو للحال، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
عاكفون: خبر مرفوع بالواو.
في المساجد: جار ومجرور متعلقان بعاكفون، وعلامة جر المساجد الكسرة الظاهرة، لأنه مصروف لدخول أل التعريف عليها.
والجملة الاسمية في محل نصب حال. وجملة لا تباشروهن معطوفة على ما قبلها.
84 ـ قال تعالى: {يمشون في مساكنهم} 128 طه.
يمشون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب حال من مفعول أهلكنا، أو من الضمير في لهم في أول الآية.
في مساكنهم: جار ومجرور، وعلامة الجر الكسرة، لأنه مصروف لتعريفه بالإضافة، وشبه الجملة متعلقان بيمشون، والضمير في مساكنهم يعود على المهلَكين بفتح اللام، وهم قوم قريش.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:23 م]ـ
الأفعال الخمسة
هي كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة.
نحو: الجنديان يجاهدان في سبيل الله.
هم يعملون بإخلاص.
أنت تساعدين والدتك.
85 ـ ومنه قوله تعالى: (وما الله بغافل عما تفعلون) 1.
86 ـ وقوله تعالى: (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم) 2.
وعرفت بالأفعال الخمسة، أو (الأمثلة الخمسة) كما يسميها بعض شراح الألفية، لأنها تتكون من خمسة أوزان حسب الفعل الثلاثي وهي:
يفعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتفعلون، وتفعلين. وتتكون من الآتي:
1 ـ الفعل المضارع المتصل بألف الاثنين الدال على الغائبين.
نحو: هما يلعبان الكرة.
87 ـ ومنه قوله تعالى: (كانا يأكلان الطعام) 3.
وقوله تعالى: (هل يستويان مثلا) 4.
وقوله تعالى: (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما) 5.
2 ـ الفعل المضارع المتصل بألف الاثنين الدال على المخاطبين.
نحو: أنتما تعملان الواجب.
88 ـ ومنه قوله تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة) 6.
ــــــــــــ
1 ـ 85 البقرة. 2 ـ 63 طه.
3 ـ 75 المائدة. 4 ـ 24 هود.
5 ـ 16 النساء. 6 ـ 35 البقرة.
3 ـ الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة الدال على الغائبين.
نحو: هم يدافعون عن الوطن.
89 ـ ومنه قوله تعالى: (ويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) 1.
وقوله تعالى: (يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف) 2.
4 ـ الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة الدال على المخاطبين.
أنتم تعملون بإخلاص.
ومنه قوله تعالى: (والله يعلم ما تصنعون) 3.
وقوله تعالى: (إنه خبير بما تفعلون) 4.
5 ـ الفعل المضارع المتصل بياء المخاطبة.
نحو: أنت تحافظين على قيم الإسلام.
90 ـ ومنه قوله تعالى: (قالوا أتعجبين من أمر الله) 5.
إعراب الأفعال الخمسة:
تعرب الأفعال الخمسة بعلامات فرعية على النحو التالي:
ترفع بثبوت النون.
نحو: المعلمان يشرحان الدرس.
91 ـ ومنه قوله تعالى: (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) 6.
وقوله تعالى: (لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله) 7.
وقوله تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا) 8.
وقوله تعالى: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها) 9.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:24 م]ـ
9 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
ومنه قول امرئ القيس:
تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا علىّ حراس لو يسرون مقتلي
وتنصب بحذف النون:
نحو: العاملان لن يتركا العمل.
92 ـ ومنه قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) 1.
وقوله تعالى: (قال إني ليحزنني أن تذهبوا به) 2.
وقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) 3.
وتجزم بحذف النون.
نحو: أيها الأبناء لا تهملوا دراستكم.
93 ـ ومنه قوله تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل) 4.
وقوله تعالى: (ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادوه إليك) 5.
وقوله تعالى: (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم) 6.
10 ـ ومنه قول عنترة:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
ـــــــــــــ
1 ـ 92 آل عمران. 2 ـ 13 يوسف.
3 ـ 11 الرعد. 4 ـ 42 البقرة.
5 ـ 7 القصص. 6 ـ 60 يوسف.
نماذج من الإعراب
85 ـ قال تعالى: (وما الله بغافل عما تعملون) 85 البقرة.
وما: الواو حرف استئناف، وما حجازية نافية تعمل عمل ليس.
الله: لفظ الجلالة اسم ما مرفوع بالضمة.
وجملة ما الله وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
بغافل: الباء حرف جر زائد، وغافل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا.
عما: عن حرف جر، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بتعملون.
تعملون: فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
وجملة تعلمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
86 ـ قال تعالى: (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم)
يريدان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع صفة لساحران.
أن يخرجاكم: أن حرف مصدري ونصب، ويخرجاكم فعل مضارع من الأفعال الخمسة منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون، وألف الاثنين في محل رفع
فاعل، وكاف الخطاب في محل نصب مفعول به.
والمصدر المؤول من أن والفعل في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به ليريدان.
من أرضكم: جار ومجرور، وأرض مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بيخرجاكم.
87 ـ قال تعالى: (كانا يأكلان الطعام) 75 المائدة.
كانا: كان فعل ماض ناقص، وألف الاثنين في محل رفع اسمها، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة.
يأكلان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، والجملة في محل نصب خبر كانا.
الطعام: مفعول به منصوب.
88 ـ قال تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة) 35 البقرة.
ولا: الواو حرف عطف، ولا ناهية.
تقربا: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به.
الشجرة: بدل منصوب بالفتحة. وجملة لا وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
89 ـ قال تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) 79 البقرة.
فويل: الفاء حرف استئناف، وويل مبتدأ مرفوع بالضمة، وسوغ الابتداء به لأنه متضمن معنى الدعاء والتهويل والوعيد.
للذين: اللام حرف جر، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ويل.
يكتبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأته من الأفعال الخمسة، والواو في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
الكتاب: مفعول به منصوب بالفتحة.
بأيديهم: جار ومجرور متعلقان بيكتبون، وأيدي مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة ويل وما بعدها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
90 ـ قال تعالى: (قالوا أتعجبين من أمر الله) 73 هود.
قالوا: فعل وفاعل.
أتعجبين: الهمزة للاستفهام، والمقصود به النهي، أي: لا تعجبي، وتعجبين فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل.
والجملة في محل نصب مقول القول.
من أمر الله. جار ومجرور، وأمر مضاف، ولفظ الجلالة في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بتعجبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
91 ـ قال تعالى: (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) 41 يوسف.
قضي الأمر: فعل ماض مبني للمجهول، والأمر نائب فاعل مرفوع.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للأمر.
فيه: جار ومجرور متعلقان بتستفتيان.
تستفتيان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
وجملة تستفتيان لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
9 ـ قال الشاعر:
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
أيها: أي منادى بحرف نداء محذوف، وهو نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب، والهاء للتنبيه.
المنكح: صفة مرفوعة بالضمة لأي، وأعربناها صفة لأنها مشتقة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
الثريا: مفعول به أول لاسم الفاعل منكح.
سهيلا: مفعول به ثان لاسم الفاعل، لأنه من الفعل أنكح الذي يتعدى لمفعولين بعد دخول همزة التعدية عليه.
عمرك: عمر مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
الله: لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة.
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال تقدم على صاحبه، وهو الفاعل في يلتقيان.
يلتقيان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف في محل رفع فاعل.
92 ـ قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) 92 آل عمران.
لن تنالوا: لن حرف نفي ونصب واستقبال، وتنالوا فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، والواو في محل رفع
فاعل، والكلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لبيان ما ينفع المؤمنين.
البر: مفعول به منصوب.
حتى تنفقوا: حتى حرف جر وغاية، وتنفقوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى، وعلامة نصبه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة.
والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بتنالوا.
مما جار ومجرور متعلقان بتنفقوا، وما موصولة، أو نكرة موصوفة.
تحبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما، أو في محل جر صفة لها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:25 م]ـ
93 ـ قال تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل) 42 البقرة.
ولا تلبسوا: الواو حرف عطف، ولا ناهية، وتلبسوا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
الحق: مفعول به منصوب بالفتحة.
بالباطل: جار ومجرور متعلقان بتلبسوا، والباء للاستعانة، أو الملابسة.
10 ـ قال الشاعر:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلمي
هلاّ: حرف تحضيض مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ولا يعمل فيما بعده.
سألت: فعل وفاعل. الخيل مفعول به منصوب بالفتحة.
يا ابنة مالك: يا حرف نداء، وابنة منادى منصوب بالفتحة وهو مضاف، ومالك مضاف إليه مجرور بالكسرة.
إن كنت: إن حرف شرط جازم، وكنت كان واسمها، وكان في محل جزم فعل الشرط. جاهلة: خبر كنت منصوب بالفتحة، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: إن كنت جاهلة فاسألي.
وجملة كنت جاهلة لا محل لها من الإعراب ابتدائية، أو جملة شرط غير ظرفي.
بما: جار ومجرور متعلقان بجاهلة، وإذا اعتبرنا الباء بمعنى عن، فشبه الجملة متعلق بسألت، وتكون الجملة الشرطية معترضة بين الفعل ومتعلقه.
لم تجهلي: لم حرف نفي وجزم وقلب، وتجهلي فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف، والتقدير: بما لم تفعليه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:26 م]ـ
الصحيح والمعتل
ينقسم الفعل من حيث نوع الحروف التي يتكون منها إلى قسمين:
أ ـ فعل صحيح. ب ـ فعل معتل.
أولاً ـ الفعل الصحيح:
تعريفه: هو كل فعل تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة، وهي " الألف ـ الواو ـ الياء ".
مثل: جلس، حضر، كتب، رفع، قرأ، أمر، سمع.
وينقسم الفعل الصحيح بدوره إلى ثلاثة أنواع:
1 ـ الصحيح السالم: وهو كل فعل خلت حروفه الأصلية من الهمزة والتضعيف.
مثل: جلس، حضر، رفع، سمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ الصحيح المهموز: كل فعل كان أحد أصوله حرف همزة سواء أكانت في أول الفعل أم وسطه أم آخره.
مثل: أخذ، أمر، أذن، أكل.
سأل، سأم، دأب، جأر.
ملأ، ذرأ، قرأ، لجأ.
3 ـ الصحيح المضعف، وينقسم إلى نوعين:
أ _ المضعف الثلاثي: وهو ما كان عينه ولامه من جنس واحد " مكرراً ".
مثل: مدّ، عدّ، سدّ، شدّ.
ب _ المضعف الرباعي: وهو ما كان حرفه الأول والثالث " فاؤه ولامه الأولى " من جنس واحد، وحرفه الثاني والرابع " عينه ولامه الثانية " من جنس أيضاً.
مثل: زلزل، وسوس، لجلج، ولول.
ثانياً ـ الفعل المعتل.
تعريفه: هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفاً من حروف العلة.
مثل: وجد، قال، سعى.
وينقسم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع:
1 ـ المثال: وهو ما كانت فاؤه " الحرف الأول " حرف علة.
مثل: وعد، وجد، ولد، وسع، يبس، ينع، يتم، يئس.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الفعل المعتل الأول بالواو يغلب على الفعل المعتل الأول بالياء، وقد حصر بعض الصرفيين الأفعال المعتلة الأول بالياء فيما يقرب من أربعة وعشرين فعلاً بعضها قليل الاستعمال في اللغة وإليك بعضها للاستزادة.
يفع، يقن، يمن، يسر، يقظ، يرق.
يتن بمعنى ولدت المرأة ولداً يتناً وهو المنكوس.
يهت بمعنى انتن، مثل: انتن الجرح.
يقه بمعنى أطاع وأسرع.
يعر بمعنى أصاح، تقول: يعرت الغنم.
يفخ بمعنى الضرب على اليافوخ، تقول: ضربت يافوخه.
يمم بمعنى غرق في اليم.
يدع بمعنى صبغ.
يلل بمعنى قصر، تقول: يلّت الأسنان أي قصرت.
يرر بمعنى صلب.
2 ـ الأجوف: وهو ما كانت عينه " الحرف الثاني " حرف علة.
مثل: قال، باع، نام، صام.
3 ـ الناقص: وهو ما كانت لامه " الحرف الأخير " حرف علة.
مثل: رمى، سعى، دعا، سما.
4 ـ اللفيف: وهو ما كان فيه حرفا علة، وينقسم إلى نوعين:
أ ـ لفيف مقرون: وهو ما اجتمع فيه حرفا علة دون أن يفرق بينهما حرف آخر صحيح.
مثل: أوى، شوى، روى، عوى، لوى.
ب ـ لفيف مفروق: وهو ما كان فيه حرفا علة متجاورين بمعنى أن يفرق بينهما حرف صحيح.
مثل: وقى، وعى، وفى، وشى، وأى، وخى، وصَى، ولى، ونى، وهى.
تنبيه وفوائد:
1 ـ لمعرفة الأفعال الصحيحة أو المعتلة المضارعة يجب الرجوع إلى الفعل الماضي.
مثل: يتعلّم: ماضيه علم ـ صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة. ينتهز: ماضيه نهز ـ صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة. يستعين: ماضيه عان ـ معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط. يستقيم: ماضيه قام ـ معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط.
2 ـ وكذلك عند معرفة الفعل أمجرداً هو أم مزيداً يجب رده إلى صورة الماضي ثم تجريده من حروف الزيادة بموجب الميزان الصرفي " ف ع ل ".
مثال: يتكسر: ماضيه تكسَّر، وبمقابلته للميزان الصرفي " فعل ".
يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " كسر ".
يستلهم: ماضيه استلهم بمقابلته للميزان الصرفي " فعل ".
يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " لهم " وقس على ذلك.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:27 م]ـ
الفعل الجامد وغير الجامد (المتصرف)
ينقسم الفعل من حيث الجمود وعدمه (التصرف) إلى قسمين:
فعل جامد، وفعل غير جامد (متصرف).
وذهبنا لاختيار مصطلح جامد وغير جامد في الأفعال بدلا من جامد ومتصرف، لأن المصطلح (جامد) يطلق على الأفعال والأسماء، ومع ذلك فهو يعد من قبيل المشترك اللفظي، ذلك أن مفهوم الجمود في الأفعال يختلف عنه في الأسماء ففي الأفعال نجد المصطلح جامد يقابله المصطلح متصرف، بينما في الأسماء نجد مصطلح جامد يقابله المصطلح مشتق، ونتيجة لاختلاف اللفظ في المصطلحات المقابله للجامد أخترنا مصطلحا مشتركا وهو (غير جامد) لجمع دراسة ظاهرتين متشابهتين في حيز واحد.
أولا ـ الفعل الجامد:
هو كل فعل يلازم صورة من صور التصريف الدالة على الحدث والمقرونة، أو غير المقرونة بزمن. وهو نوعان:
1 ـ الفعل الملازم لصورة الماضي:
هو كل فعل وجد في اللغة على صورة الماضي، ولا يمكن أن نشتق منه مضارعا، أو أمرا. ومن هذه الأفعال:
أ ـ ليس، وما دام من أخوات كان.
ب ـ كرب عسى، حرى، اخلولق، أنشأ، طفِق، طفَق، أخذ، جعل، علق،
(يُتْبَعُ)
(/)
هبَّ، قام، هلهل، أولى، ألَمَّ، وهي من أخوات كاد (1).
ـــــــــــ
1 ـ قال بعض اللغويين بتصرف بعض هذه الأفعال، فقد حكى الجوهري مضارع طفق، وحكى الأخفش مصدره، وحكى الجرجاني اسم الفعل من عسى، وحكى الكسائي مضارع جعل. انظر همع العوامع في شرج جمع الجوامع للسيوطي تحقيق عبد العال سالم مكرم ط1975، ج2 ص 136.
وجمود هذه الأفعال مرتبط بحال نقصانها، أما إذا كانت تامة فهي متصرفة كغيرها من الأفعال.
ج ـ نعم، بئس، ساء، حَسُنَ، حبذا، لا حبذا، أفعال للمدح والذم.
د ـ خلا، عدا، حاشا. في حال اعتبارها أفعالا.
هـ ـ وهب، وهو من أخوات ظن، ولا يستعمل بمعنى صير إلا إذا كان في صيغة الماضي.
و ـ أفعال التعجب وهي: ما أحسنه، وأحسن به، ولا تستعمل هاتان الصيغتان إلا في صورة الماضي. أما " حَسُن " بمعنى ما أحسنه، وغيره من الأفعال التي بنيت هذا البناء للتعبير عن التعجب، فهي متصرفة في الأصل، وجمودها مرهون بجعلها ضمن صيغ التعجب فحسب.
ز ـ الفعل (قلَّ) النافي، وهو بمعنى (ما) النافية.
نحو: قل طالب يهمل الواجب، أي: ما طالب يهمل الواجب.
ويكف (قل) ونظائره عن طلب الفاعل بـ " ما " الكافة، نقول: قلما يذكر كذا.
ومثلها: طالما، وشدَّ ما، وعزَّما، وكثر ما، وغيرها.
أما إذا كان (قل) ضد (كثر)، أو اتصل به (ما) المصدرية فهو فعل متصرف، وعندئذ يجب فصل ما عن الفعل. نحو: قلَّ ما حضرت مبكرا.
ح ـ الفعل (كذب) في الإغراء، يقال: كذباك، أي: عليك بهما، وكذب عليك، أي: عليك به، وكذبتك الظهائر، أي: عليك بالمشي في حر الهواجر وابتذال النفس (1).
ـــــــــــــ
1 ـ انظر الفائق في غريب الحديث لجار الله الزمخشري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وآخرون ط2 عيسى البابي الحلبي / القاهرة، ج3 ص 250، وشرح ابن عقيل ج3 ص 246، وعده الرضي في شرح الكافية بهذا الاستخدام اسم فعل، غير أن البغدادي رد عليه في خزانته، انظر خزانة الأدب ج6 ص 183، 190 تحقيق عبد السلام هارون.
ط ـ الفعل (سُقِطَ) يقال: سُقِطَ في يده، وأُسْقِط في يده. أي: ندم. ويقال إنه بمعنى ارتبك (1).
ك ـ الفعل (هدَّ) يقال: مررت برجل، هدّك من رجل.
أي: أثقلك وصف محاسنه (2).
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:28 م]ـ
2 ـ الفعل الملازم لصورة الأمر:
هو كل فعل لا يمكن أن نشتق منه ماضيا، أو مضارعا.
ومن هذه الأفعال:
أ ـ هبْ، وتعلَّمْ:
و " هب " فعل قلبي من أخوات ظن. نحو: هبْ عليّا حاضرا.
ولم يكن المقصود به فعل الأمر من الفعل " هاب " من الهيبة، لأن هاب متصرف نقول: هاب، يهاب، هبْ، وكذلك ليس الأمر من " وهب " بمعنى الهبة، لأن وهب متصرف، نقول: وهب، يهب، هبْ.
أما " تعلَّمْ " فهو فعل قلبي أيضا من أخوات " ظن " بمعنى " اِعْلَمْ ".
تقول: تعلَّمِ الأمانة فائز حاملها.
فإن كان " تعلَّمْ " من " تعلَّمَ " الدال على المعرفة فهو متصرف، وينصب مفعولا واحدا فقط. نحو: تعلَّمَ، يتعلَّمُ، تعلَّمْ. تقول: تعلمت درسا من الماضي.
ب ـ هأْ، وهاء بمعن خذ، (3).
ج ـ أفعال زجر الخيل وهي: أقْدِم، واقْدُم، وهبْ، وارحبْ، وهِجِدْ.
ـــــــــــــ
1 ـ الفعل في القرآن الكريم: تعديه ولزومه، أبو أوس إبراهيم الشمسان ط1، جامعة الكويت 1986 ص 573.
2 ـ ابن عقيل، المساعد ج3 ص245.
3 ـ ابن مالك: تسهيل الفوائد ص247.
قال ابن مالك ليست أصواتا، ولا أسماء أفعال لرفعها الضمائر البارزة (1).
د ـ الفعل " هلمَّ " في لغة تميم، ولم تستعمله إلا في صورة الأمر. (2)
هـ ـ الفعل " عِمْ ". يقولون: عِم صباحا. (3)
و ـ " تعال، وهات ":
الفعل " تعال " مرهون جموده بدلالته على الأمر بالإقبال. (4)
أما " هات " فهو جامد لأن العرب قد أماتت كل شيء من فعلها غير الأمر.
وقد عده الزمخشري في أسماء الأفعال (5).
3 ـ ما لزم صيغة المضارع:
أ ـ " أهَلُمُّ " فعل مضارع جامد، ودخول همزة المتكلم دليل فعليته، ولم يستعمل العرب منه ماضيا، كما لا يستعمل أكثرهم منه أمرا، لذل قيل: إنه غير متصرف. يقال: هلُمَّ، فتقول: إلى مَ أَهَلُمُّ؟ (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
ب ـ " يَهِيطُ " بمعنى يصيح ويضج (7).
ج ـ " يسْوى " فعل مضارع جامد بمعنى: يساوي، وعده في الجوامد ابن الحاج. (8).
ــــــــــــ
1 ـ ابن عقيل، المساعد ج3 ص 249.
2 ـ المرجع السابق ج3 ص 250.
3 ـ أحمد سليمان ياقوت: الأفعال غير المتصرفه وشبه المتصرفة ص159.
4 ـ ابن منظور: اللسان مادة " هتا " ج3 ص 769.
5 ـ المفصل للزمخشري ص 151.
6 ـ المساعد، ابن عقيل ج3 ص 249.
7 ـ كتاب الأفعال لابن القطاع ج3 ص 366.
8 ـ ارتشاف الضرب لأبي حيان ج 3 ص 14.
د ـ " أهاءُ " بمعنى آخذُ وأعطي، وهو فعل مضارع جامد. جاء في تاج العروس " وإذا قيل لك: هاءَ، بالفتح، قلت: ما أهاءُ، أي: ما آخذ؟ ولا أدري ما أهاءُ، أي: ما أُعطي، وما أهاءُ، أي: على ما لم يسم فاعله، أي: ما أُعطي (1).
ثانيا ـ الفعل المتصرف:
هو كل فعل لا يلزم صورة واحدة من صور التصريف الدالة على الحدث، والمقرونة بزمن، أو غير مقرونة.
وهو نوعان:
1 ـ فعل ناقص التصرف: وهو ما يشتق من ماضيه المضارع فقط، للدلالة على حدث مقترن بزمن، واسم الفاعل والمصدر مما لا يقترن بزمن.
نحو: زال: يزال، زائل، وزيْل.
برح: يبرح، بارح، وبراح.
فتئ: يفتأ، فاتئ. ولا مصدر له.
انفك: ينفك، منفك. ولا مصدر له.
كاد: يكاد، كائد، وكود وكيد.
أوشك: يوشك: موشك. اسم فاعله على قلة، ولا مصدر له.
ومنها الفعل: انبغى له، وينبغي له بمعنى تيسر وأمكن (2).
2 ـ فعل تام التصرف: وهو كل فعل يمكن أن نأخذ منه الماضي والمضارع والأمر مما يدل على حدث مقترن بزمن، واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر،
وغيرها من المشتقات مما يدل على حدث غير مقترن بزمن. وهو بقية الأفعال في اللغة العربية غير ما ذكرنا في الفعل الناقص التصرف.
نحو: جلس: وهو الفعل الماضي التام الذي نشتق منه الآتي:
المضارع: يجلس، والأمر: اجلس، واسم الفاعل: جالس، واسم المفعول:
مجلوس، وصيغة المبالغة: جلاس، واسم المكان: مجلس، واسم التفضيل: أجلس، والصفة المشبهة: جليس، وغيرها.
ونقول في غضب: يغضب، واغضبْ، وغاضب، ومغضوب، وغضْب.
ونلاحظ من اشتقاقات الفعل " جلس " أنه تام التصرف، فقد أمكننا أن نأخذ منه: الماضي، والمضارع، والأمر، والمصدر، واسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغة المبالغة، واسم المكان، وغيرها، ومثله جميع الأفعال تامة التصرف.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:29 م]ـ
كيفية تصريف الأفعال:
يمكننا تصريف الأفعال بعضها من بعض على النحو التالي:
1 ـ تصريف المضارع من الماضي:
أ ـ إذا كان الماضي ثلاثيا سكنت فاؤه، وحركت عينه بالفتح، أو الضم، أو الكسر حسبما يقتضيه نص اللغة بعد أن يزاد في أوله أحد أحرف المضارعة.
مثل: ذهَبَ: يذهَبُ، وضَعَ: يضَعُ، لعِبَ: يلعَبُ، سمِعَ: يسمَعُ، غضِبَ: يغضَبُ، حسِبَ: يحسَبُ.
رسَمَ: يرسُمُ، كتَبَ: يكتُبُ، عظُمَ: يعظُمُ، حسُنَ: يحسُنُ. كبُرَ: يكبُرُ.
نزَلَ: ينزِلُ، وعَدَ: يعِدُ، وجَدَ: يجِدُ.
ب ـ وإذا كان الماضي رباعيا زيد في أوله أحد أحرف المضارعة مضموما.
مثل: دحرج: يُدحرج، بعثر: يُبعثر، زلزل: يُزلزل، طمأن: يُطمئن، أعطى: يُعطي، أفاد: يُفيد، أهدى: يُهدي، أعان: يُعين.
ج ـ إذا كان الفعل الماضي خماسيا مبدوءا بتاء زائدة بقي على حاله.
مثل: تعلَّم: يَتَعلَّمُ، تدحرج: يَتَدحْرَجُ، تكلَّم: يتكلم، تعاون: يتعاون. تبعثر: يتبعثر، تغير: يتغير.
وإذا لم يكن مبدوءا بتاء كسر ما قبل آخره سواء أكان رباعيا، أم أكثر.
مثل: واصل: يواصِل، بايع: يبايِع، انكسر: ينكسِر، انفجر: ينفجِر.
استعمل: يستعمِل، استعان: يستعين، استولى: يستولِي.
وشذ منه: احمرَّ: يحمرُّ، واغبرَّ: يغبرُّ، واسودَّ: يسودُّ وانهدّ: ينهدَّ، وأشباهها فلا يكسر ما قبل آخرها.
فإن كان مزيدا بالهمزة في أوله سواء أكان رباعيا، أم أكثر حذفت همزته.
مثل: أعطى: يعطي، أرسل: يرسل، أيلغ: يبلغ، أفاد: يفيد.
انتصر: ينتصر، انعطف: ينعطف، انكسر: ينكسر.
اشتمل: يشتمل: استقام: يستقيم، استغنى: يستغني.
2 ـ تصريف الأمر من المضارع:
يؤخذ الأمر من المضارع بحذف حرف المضارعة من أول الفعل.
مثل: يكتب: اكتب، يلعب: العب، ينام: نم، يقول: قل، يبيع: بع، يسعى: اسع، يرمي: ارم. يدحرج: دحرج، يوسوس: وسوس، ينتصر: انتصر، يستقيم: استقم.
فإن كان أول الفعل بعد حذف حرف المضارعة ساكنا، زيد في أوله همزة، لأن الهمزة متحركة، ولا يصح الابتداء بالحرف الساكن.
مثل: جلس: اجلس، كتب: اكتب، انكسر: انكسر، استحوذ: استحوذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:30 م]ـ
الاسم الجامد والاسم المشتق
ينقسم الاسم من حيث الجمود والاشتقاق إلى قسمين:
1 ـ الاسم الجامد: وهو اسم مرتجل وضع للدلالة على معناه، ولم يؤخذ من لفظ غيره.
وهو نوعان:
أ ـ اسم ذات، وهو ما يدرك بالحواس، وله حيز في الوجود.
مثل: الرجل، الغلام، العصفور، الحصان، الشجرة.
ب ـ اسم معنى، وهو: ما دل على معنى يدرك بالذهن، ويشمل المصادر الدالة على أحداث.
(1) مثل: الأمانة، الوفاء، العدل، الحق، الكراهية.
2 ـ اسم مشتق: وهو ما أخذ من غيره.
مثل: قائم، مؤمن، مكسور، مُبعثر، جبار، عليم، منشار، مكتب.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:31 م]ـ
المجرد والمزيد من الأفعال
يطلق مصطلح " مجرد " على الكلمات التي تتألف من الحد الأدنى من الأحرف المعبرة عن الدلالة العامة للكلمة، فكلمة " جلس " مثلا تتكون من ثلاثة أحرف هي: الجيم، واللام، والسين، ولا يمكن إدراك دلالة الكلمة بأقل من هذه الأحرف. أما كلمة " جلوس "، فمن المؤكد أن لها ارتباط بالكلمة السابقة، وهذا الارتباط هو تضمنها معنى الفعل السابق، مع معنى إضافي نتج عن زيادة حرف الواو، وهذا النوع من الكلمات يطلق عليه مصطلح " المزيد "، لأنه زيد فيه حرف، أو أكثر على الأحرف الأصول للكلمة.
والفرق بين الأحرف الأصلية للكلمة، والأحرف الزائدة أن الأولى خاصة بالكلمة نفسها، وتحمل معناها المعجمي الأساسي المتفرد، أما الثانية فهي تتكرر في نظائر كثيرة لهذه الكلمة تشترك معها في البناء، فحرف الواو الزائد في كلمة " جلوس " نجده في كلمات أخرى مثل وجد،
سمو، وردة، عصفور ... إلخ وهذا يعني أن هناك مستويين لمعنى الكلمة المزيدة، أحدهما المعنى المعجمي الخاص وهو ما تحمله الأحرف المجردة، والآخر معنى البناء الذي تشارك في حمله أحرف الزيادة، والنعنى الذي جلبته أحرف الزيادة إنما هو معنى البناء، ذلك المعنى الذي قد تكرر مع كل كلمة على هذا البناء. (1).
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:32 م]ـ
أحرف الزيادة:
يزاد على الأصل بطريقتين:
1 ـ تضعيف الحرف الأصلي، وهو زيادة حرف من جنس عين الكلمة، أو لامها. مثل: كَرُمَ: كرَّم، حَطَمَ: حطَّم، عَلِمَ: علَّم، جلب: جلبَبَ، طمأن: اطمأنَّ.
وهذا النوع من الزيادة ليس خاصا بحرف دون الآخر، بل كل أحرف الهجاء يمكن تضعيفها ماعدا " الألف " فلا تضعف، لأنها حرف مد، وتظهر هذه الأحرف في الميزان مضعفة بشكلها الموجود في الكلمة الموزونة، لا بنصها.
مثل: علَّم: فَعَّلَ، جلبب: فعلل.
2 ـ إقحام حرف من أحرف الزيادة المعرفة في كلمة (سألتمونيها).
ويمكن التفريق بين الحرف الناتج عن التضعيف الأصلي، ومماثلة من أحرف سألتمونيها في زيادة الكلمة، أن زيادة أي حرف من أحرف سألتمونيها يكون مطردا في زيادته، وفي مواضع مختلفة من الكلمة، في حين زيادة الحرف المضعف لا يكون إلا تكرارا لعين الكلمة، ولا يظهر في هذا الموضع مع أفعال أخرى. ففي كلمة: حوَّل، وقتَّل، وعيَّن، وجلَّس.
نجد أن أحرف الزيادة وهو الواو في حوّل، والتاء في قتّل، والياء في عيّن،
ـــــــــــــــ
1 ـ دروس في الصرف ج1 ص 86.
واللام في جلّس ليست من أحرف سألتمونيها وإن كانت مشابهة لها، لأن هذه الأحرف ما هي إلا تكرار لعين الكلمة، ولا يمكن زيادتها في نفس الموضع مع أفعال أخرى، إذ لا يصح زيادة الواو في الفعل كسر ونقول: كوسر، ولا الياء في علم، ونقول عيلم، وإنما نزيد على كسر سينا ونقول: كسّر، ونزيد على علم لاما، ونقول: علَّم، لأن أحرف الزيادة التي تجمعها كلمة سالتمونيها تتغير بتغير الأصل الذي زيدت عنه، أما زيادة الحرف المضعف الأصلي ما هي إلا تضعيف لعين الكلمة كما ذكرنا سابقا.
أنواع الزيادة:
1 ـ الزيادة البنائية:
وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي، فينتج عن ذلك كلمة جديدة، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل.
نحو: كتب: كاتب، وعطف: معطوف، اسم: أسماء.
2 ـ زيادة إلصاقية:
وهي الزيادة الناتجة عن أحرف تلصق إلى الكلمة الأصل دون تغيير في بنائها، ولا تنقلها من المجرد إلى المزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: قرأ: يقرأ، اقرأ، أقرأ، نقرأ.
قلم: قلمان، مجتهد: مجتهدون، هند: هندات، معلمة: معلمات.
نصر: انتصر، عمل: استعمل.
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن الزيادة الإلصاقية تدخل على كل الكلمات المجردة منها والمزيدة، لذلك لا تعد أبنية هذه الكلمات من أبنية المزيد، وإن كانت تلك الأحرف قد زيدت على الكلمات الأصول، وتظهر في الميزان كما تظهر في أحرف الزيادة.
نحو: قرأ: فعل، اقرأ: افعل، قلم: فعل، قلمان: فعلان، مجتهد: مفتعل، مجتهدون: مفتعلون.
أبنية الأفعال:
ينقسم الفعل من حيث عدد أحرفه الأصول، أو الزوائد إلى نوعين.
الفعل المجرد، والفعل المزيد.
الفعل المجرد:
هو كل فعل جردت حروفه الأصلية من أحرف الزيادة، بمعنى أن تكون جميع الأحرف المكونة للفعل ـ ويعطي بوساطتها دلالة صحيحة ـ أحرفا أصلية، ولا يسقط منها حرف في أحد التصاريف التي تلحق بالفعل، إلا لعلة تصريفية، وأقل أحرف الفعل المجرد ثلاثة، حرف يُبدأ
به، وحرف يُقف عليه، وحرف يتوسط بينهما. نحو: كتب، جلس، ذهب، قام، رمى، دعا.
فكل فعل من الأفعال السابقة يعتبر فعلا مجردا من أحرف الزيادة، لأن جميع أحرفه المكونة له، وتؤلف منه كلمة لها دلالتها التي يقبلها المنطق أحرفا أصلية لا يمكن الاستغناء عن أحدها، وبإسقاط أي منها يختل تركيب الفعل وتزول دلالته.
فالفعل " ذهب " مثلا مكون من ثلاثة أحرف هي: الذال، والهاء، والباء، وهذه الأحرف الثلاثة أحرف أصول في تركيب الفعل المذكور لكي يكون ذا دلالة لغوية،
فإذا حذفنا حرفا منها اختل بناؤه، وما تبقى فيه من أحرف لا يفي ببنائه ليكون ذا قيمة دلالية، فهذه الأحرف الثلاثة تشكل في مجموعها القواعد الأساس التي بني عليها الفعل مجتمعة، وكذلك الحال إذا كان الفعل مكونا من أربعة أحرف أصلية.
نحو: دحرج، بعثر، وسوس، زلزل، طمأن، عسعس.
فلو جردنا أحرف الفعل دحرج مثلا لوجدناه مكونا من أربعة أحرف هي: الدال، والحاء، والراء، والجيم، وهذه الأحرف مجتمعة شكلت بنيته لتدل على معنى معين له ارتباط زمني يتقبله العقل، فإذا حذفنا حرفا من تلك الأحرف الأساس في تكوين الفعل السابق ونظائره اختل بناؤه اللغوي والدلالي، ولم يعد للأحرف الباقية قيمة في بناء الفعل، أو دلالته.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:32 م]ـ
أقسام الفعل المجرد:
ينقسم الفعل المجرد إلى قسمين:
1 ـ المجرد الثلاثي. 2 ـ المجرد الرباعي.
أوزان المجرد الثلاثي:
للفعل المجرد الثلاثي باعتبار صورة الماضي ثلاثة أوزان، ويرجع هذا التحديد إلى أن الفعل الماضي المكون من ثلاثة أحرف أصلية وهي: الفاء، والعين، واللام.
لا تكون فاؤه ولامه إلا متحركتان بالفتح دائما، أما عينه فتتحرك بالفتح، أو الضم، أو الكسر، وبناء عليه يتشكل منه ثلاثة أبنية (أوزان) على النحو الآتي:
كَتَبَ: فَعَلَ. جَلَسَ: فَعَلَ. دَفَعَ: فَعَلَ.
عَظُمَ: فَعُلَ. كَبُرَ: فَعَلَ. حَسُنَ: فَعُلَ.
عَلِمَ: فَعِلَ. رَبِحَ: فَعِلَ. حَفِظَ: فَعِلَ.
أما إذا نظرنا إلى الفعل باعتبار صورتي الماضي والمضارع معا فإننا نجد له ستة أوزان على النحو التالي:
1 ـ الثلاثي المفتوح العين ولمضارعة ثلاثة أوزان هي:
أ ـ فتح عين مضارعه (فَعَلَ: يَفْعَلُ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: قَرَأَ: يَقْرَأُ. سَأَلَ: يَسْأَلُ. رَفَعَ: يَرْفَعُ. ذَهَبَ: يَذْهَبُ. نَهَضَ: يَنْهَضُ.
فالمتعدي مثل: قرأ محمد الدرس، ويقرأ التلميذ النشيد. وسأل الفقير الغني مالا، ويسأل العبد ربه مغفرة. ورفع اللاعب الأثقال. ويرفع الله المؤمن درجات.
ومثال اللازم: ذهب الولد إلى المدرسة، ويذهب الرجل إلى عمله مبكرا.
ب ـ ضم عين مضارعه (فَعَلَ: يَفْعُلُ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: مدَّ: يمُدُّ. ردّ: يرُدُّ. كتَبَ: يكتُبَ. طلَعَ: يطلُعُ. مَكَثَ: يَمْكُثُ.
ومثال المتعدي: مدَّ الرجل يده للمصافحة، ويمد يده للمصافحة.
كتب التلميذ الواجب، ويكتب التلميذ الواجب.
ومثال اللازم: طلع الفجر، ويطلع الفجر.
ومكث الزرع في الأرض طويلا، ويمكث الزرع في الأرض طويلا.
ج ـ كسر عين مضارعه (فَعَلَ: يَفْعِلُ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: وَعَدَ: يَعِدُ. ضَرَبَ: يَضْرِبُ. قَفَزَ: يَقْفِزُ. نَزَلَ: يَنْزِلُ.
مثال المتعدي: وعد الله المؤمنين النصر، ويعد الله المؤمنين النصر.
ومثال اللازم: قفز اللاعب قفزا عاليا، ويقفز اللاعب قفزا عاليا.
2 ـ الثلاثي المضموم العين (فَعُلَ: يَفْعُلُ) لمضارعه وزن واحد، وهو ضم عين مضارعه، ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على طبائع البشر، وهو ما جبل عليه الإنسان من الأفعال الصادرة عن الطبيعة، ولا يكون إلا لازما.
نحو: حَسُنَ: يَحْسُنُ. كَرُمَ: يَكْرُمُ. شَرُفَ: يَشْرُفُ. عَظُمَ: يَعْظُمُ.
ومنها: قبُح، ووسُمَ، وصغُر، وكبُر، وطوُل، وقصُر، وغلُظ، ورفُق، وسهُل، وصعُب، وسهُل، وسرُع، وبطُأ، وفحُش، وغيرها.
حسن عمل الرجل، ويحسن عملك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:33 م]ـ
3 ـ الثلاثي المكسور العين ولمضارعه وزنان هما:
أ ـ فتح عين المضارع (فَعِلَ: يَفْعَلُ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: عَلِمَ: يَعْلَمُ. نَسِيَ: يَنْسَى. أَمِنَ: يَأمَنُ. وَجِلَ: يَوجِلُ. وَسِنَ: يَوسِنُ.
ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على الآتي:
ـ الفرح والحزن. نحو: فرِح: يفرَح. طرِب: يَطرَبُ. حَزِن: يحزَن.
ـ الامتلاء والخلو. نحو: بَطِر: يَبطَر. أشِر: يأشَر. غضِب: يغضَب.
شَبِع: يشبَع. عطِش: يعطَش.
ـ الألوان والعيوب. نحو: حَمِرَ: يحْمَرُ. سَوِدَ: يَسْوَدُ. عوِر: يَعْوَرَ.
ـ وعلى الخَلْق الظاهر. نحو: غَيِدَ: يَغْيَدُ. هَيِفَ: يَهْيَفُ. نَحِفَ: يَنْحَفُ.
سَمِنَ: يَسْمَنُ. تَخِن: يَتْخَنُ.
مثال المتعدي: علم الله ما في نفوسنا، ويعلم الله ما في نفوسنا.
ومثال اللازم: فرح عليّ بنجاح أخيه، ويفرح الطفل بالثناء عليه.
ب ـ كسر عين مضارعه (فَعِلَ: يَفْعِلَ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: حَسِبَ: يَحْسِبُ. وَرِثَ: يَرِثُ. وَلِيَ: يَلِي. وَثِقَ: يَثِقُ.
مثال المتعدي: حسبت الأمر هينا، ويحسب الأمر هينا.
وثق الرجل بصديقه، ويثق الرجل بصديقه.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ لا تكون فاء الفعل إلا مفتوحة كما ذكرنا سابقا، وبفتحها يحصل للمتكلم العذوبة في اللفظ، ويصغي السامع إليه لأنس المسامع بالأخف، بخلاف الاسم فإنه لما كان خفيفا يجوزون الابتداء فيه بالثقيل.
2 ـ لا يصح تسكين عين الفعل كما هو الحال في عين الاسم، لأن الفعل عند اتصاله بضمائر الرفع المتحركة يجب إسكان لامه لئلا يتوالى أربع حركات، ولكونه إذا اتصل بالضمير يصبح كالكلمة الواحدة، فلو كانت عين الفعل ساكنة للزم اجتماع ساكنين.
فنقول في " جلس " بعد اتصاله يضمير رفع متحرك " جلسْتُ ".
وفي " كتب " كتبْنا ".
فنلاحظ تسكين " لام " الفعل، فلو كانت " عينه " ساكنة أيضا لالتقى ساكنان، وذلك لا يصح لاستثقال النطق، وعدم استقامة لفظ الكلمة.
ثانيا ـ المجرد الرباعي:
للفعل الرباعي المجرد بناء واحد على وزن " فَعْلَلَ "، ومضارعه " يُفَعْلِلُ "، ويكون متعديا وهو الغالب، ويأتي لازما.
نحو: دَحْرَجَ: يُدَحْرِجُ، بعثر: يبعثر، طمأن: يطمئن، جلجل: يجلجل.
وسوس: يوسوس، زخرف: يزخرف، زلزل: يزلزل، ولول: يولول.
مثال المتعدي: دحرج اللاعب الكرة، يدحرج اللاعب الكرة.
106 ـ ومنه قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} 1. 1 الزلزلة
ونحو: بعثر الفلاح الحبوب، ويبعثر الفلاح الحبوب.
107 ـ ومنه قوله تعالى: {وبعثر ما في القبور} 2.
ومثال اللازم: وسوس له الشيطان، ويوسوس لهم الشيطان.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:34 م]ـ
108 ـ ومنه قوله تعالى: {فوسوس لهما الشيطان} 3.
وقوله تعالى: {ونعلم ما توسوس به نفسه} 4.
ويلحق بالرباعي المجرد ستة أوزان أخرى هي:
1 ـ ما كان على وزن " فَوْعَلَ ": " يُفَوْعِلُ ". وهو لازم.
نحو: حَوْقَلَ: يُحَوْقِلُ، وأصله: حَقُلَ بمعنى ضَعُفَ.
نقول: حوقل الشيخ. إذا ضعف وفتر عن الجماع.
ويكون مركبا في النحت. نحو: حوقل المصلي.
قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنه: جَوْرَبَ: يُجَوْرِبُ. وهو متعد.
نحو: جوربت الأم طفلها. أي: ألبسته الجورب.
2 ـ ما كان على وزن " فَعْوَلَ ": " يُفَعْوِلُ ". ويكون متعديا ولازما.
مثال المتعدي: جَهْوَرَ: يُجَهْوِرُ. وأصله جَهَرَ بالقول. أي: رفع صوته به.
تقول: جهور الرجل قوله. أي: رفعه.
ومثال اللازم: رَهْوَلَ: يُرَهْوِلُ. أي: أسرع.
تقول: رهول الغلام في مشيته.
3 ـ ما كان على وزن " فَيْعَلَ ": " يُفْعِلُ ". ويكون متعديا ولازما
مثال المتعدي: بَيْطَرَ: يُبَيْطِرُ. بمعنى عالج الحيوان.
ويأتي بمعنى البمالغة في التبختر.
تقول: بيطر الطبيب القط، ويبيطر الطبيب القط. أي: يعالجه.
ومثال اللازم: بَيْقَرَ: يُبَيْقِرُ. بمعنى: أسرع.
تقول: بيقر الرجل، ويبيقر الغلام.
ومصدره: البيقرة، وهو إسراع يطأطئ الرجل فيه رأسه.
ومنه قول المثقب العبدي:
فبات يجتاب شُعَارى كما بيقر من يمشي إلى الجلسد (1)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:34 م]ـ
4 ـ ما كان على وزن " فَعْيَلَ ": " يُفَعْيِلُ ". وهو متعد.
نحو: شَرْيَفَ: يُشَرْيِفُ. بمعنى قطع.
تقول: شريف الفلاح الزرع. أي: قطع شريافه.
ونحو: عثير: يعثير. وأصله عثر بمعنى: زلق ولم تستقر رجله.
وعثير بمعنى أثار.
تقول: عثيرت الريح الغبار. إذا أثارته.
5 ـ ما كان على وزن " فَعْلى ": " يُفَعْلي ". ويكون متعديا ولازما.
مثال المتعدي: سليقت الرجل. أي: ألقيته.
ومثال اللازم: سَلْقَى: يُسَلْقِي. بمعنى: استلقى.
تقول: سلقى الرجل على ظهره. أي: استلقى على ظهره.
6 ـ ما كان على وزن " فَعْنَلَ ": " يُفَعْنِلُ ". وهو متعد.
نحو: قَلْنَسَ: يُقَلْنِسُ. بمعنى: ألبس.
تقول: قلنست الطفل من البرد. أي: ألبسته القلنسوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:35 م]ـ
ـ " شُعَارى " مخفف للضرورة من " شُعَّارى وهو نوع من النبات.
الجلسد: الصنم، أو الوثن.
فوائد وتنبيهات:
لقد استعمل العرب وزن فعلل لمعان كثيرة منها:
1 ـ الدلالة على المشابهة:
نحو: علقمت القهوة. أي: صارت كالعلقم في مرارته.
ونحو: عندم الجسد. صار محمرا كالعندم. والعندم شجر أحمر.
2 ـ للصيرورة:
نحو: مركشت الرجل. أي: صيرته مراكشيا.
وسعوده. صيره سعوديا، ولبننه، صيره لبنانيا.
3 ـ للدلالة على ان الاسم المأخوذ منه آلة:
نحو: عرجن. أي: استعمل العرجون.
وتلفز. استعمل التلفاز.
4 ـ للنحت على وزنه، سواء أكان النحت من مركب إضافي.
نحو: عمنفى من عبد مناف.
وعبقسى من عبد قيس.
وعبدلى من عبد الله.
أم كان النحت من جملة.
نحو: بسمل. من قوله: بسم الله.
وحوقل. من قوله: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:36 م]ـ
نماذج من الإعراب
106 ـ قال تعالى: (إذا زلزلت الأرض زلزالها) 1 الزلزلة.
إذا زلزلت: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه " تحدث "، وزلزلت فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، وجملة زلزلت في محل جر بإضافة إذا إليها.
الأرض: نائب فاعل مرفوع.
زلزالها: مفعول مطلق منصوب، وزلزال مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
107 ـ قال تعالى: (وبعثر ما في القبور) 9 العاديات.
وبعثر: الواو حرف عطف، وبعثر فعل ماض مبني للمجهول.
ما: اسم موصول في محل رفع نائب فاعل.
وجملة بعثر معطوفة على ما قبلها.
في القبور: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
108 ـ قال تعالى: (فوسوس لهما الشيطان) 20 الأعراف.
فوسوس: الفاء حرف عطف، ووسوس فعل ماض مبني على الفتح.
لهما: جار ومجرور متعلقان بوسوس.
الشيطان: فاعل مرفوع بالضمة، وجملة وسوس معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:48 م]ـ
الفعل اللازم والفعل المتعدي
ينقسم الفعل من حيث اللزوم والتعدي إلى قسمين: ـ
أ ـ الفعل اللازم. ب ـ الفعل المتعدي.
الفصل الأول
أولا ـ الفعل اللازم
تعريفه وأنواعه: ـ
هو كل فعل لا يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به، بل يكتفي بالفاعل.
وهذا النوع من الأفعال مما لا يتعدى فاعله مطلقا، أي لا ينصب مفعولا به البتة، ولا يتعدى لمفعوله بحرف الجر أيضا، لأنه لا يتوقف فهمه إلا على الفاعل وحده، ومن هذا النوع الأفعال التالية:
طال، حَمُر، شَرُف، ظَرُف، كَرُم، نهم، راح، اغتدى، انصرف، حَسُن، تدحرج، تمزق، وسخ، دنس، أنكر، انفلج، احمرّ، اسودّ، ابيضّ، اصفرّ، اقشعرّ، اطمأنّ، احرنجم، اشمخرّ، وما شابهها.
ومن أمثلتها: طال الوقت. واحمرّ البلح، وشَرُف الرجل، واغتدت الطير.
ونحو قوله تعالى: {وحسن أولئك رفيقا} 1.
وقوله تعالى: {حسنت مستقرا ومقاما} 2. 11 ـ ومنه قول امرئ القيس:
وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
ومن الأفعال ما جاء متعديا، ولازما، وهذا النوع يكثر في الأفعال الثلاثية المكسورة العين ـ من باب فَعِلَ ـ فإن دلت هذه الفعال على علل وأحزان وأمراض، وأضادها كانت لازمة. نحو: مرض محمد، وسقم الرجل، وحزن علي، وبطر الجائع، وشهب الثوب، وفرح الناجح، وفزع الطفل.
ــــــــــــــــ
1 ـ 69 النساء. 2 ـ 76 الفرقان.
وإن دلت على غير ما سبق جاءت متعدية بنفسها.
نحو: ربح محمد الجائزة، وكسب الرجل القضية، ونسي المريض الدواء، وسمع الملبي النداء، وشرب الظامئ الماء.
ومن الفعال اللازمة ما يتعدى لمفعوله بوساطة حرف الجر، وهذا النوع من الأفعال لا يعتبر متعديا على الوجه الصحيح، لأن الجار والمجرور الذي تعدى له الفعل اللازم لا يصح أن يكون مفعولا به، وإنما الحق به لأن إعرابه الصحيح هو الجر.
نحو: مررت بخالد، وسلمت على الضيف، وذهبت إلى مكة، وسافرت إلى الشام، وتنزهت في الطائف.
فمتمم الجملة في الأمثلة السابقة هو الجار والمجرور، وقد جعله البعض في موضع النصب على المفعولية، وكأنهم علقوا شبه الجملة بمحذوف في محل نصب مفعول به، وأرى الصواب أن شبه الجملة متعلق بالفعل قبله.
فالأصل في تعلق الجار والمجرور هو الفعل، أو ما يشبهه، كاسم الفاعل، أو اسم المفعول، أو الصفة المشبهة، وإذا حذف المتعلق وكان كونا عاما فلا يخرج المتعلق عن واحد من المواضع الآتية:
1 ـ الخبر. نحو: الكتاب في الحقيبة.
فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ.
2 ـ الحال. نحو قوله تعالى: {فأتبعهم فرعون بجنوده} 1.
فبجنوده شبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فرعون.
109 ـ ومنه قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} 2.
فقوله: إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في " يذكرون ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:49 م]ـ
3 ـ الصفة. نحو: شاهدت رجلا على دابته.
على دابته جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لرجل.
4 ـ صلة الموصول 110 ـ نحو قوله تعالى: {ويشهد الله على ما في قلبه} 1.
في قلبه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما.
مما سبق يتضح لنا أن العامل في الجار والمجرور إما أن يكون الفعل، أو شبهه كما ذكرنا. نحو: ذهب محمد إلى السوق.
ونحو: علي ذاهب إلى السوق.
وإما أن يكون العامل محذوفا، ونقدره كما هو في الأمثلة السابقة بـ " استقر، أو حصل، أو كان، أو مستقر، أو حاصل، أو كائن "، ما عدا الصلة فنقدره فيها بـ " استقر، أو حصل، أو كان " لأنها لا تكون إلا جملة، أو شبه جملة.
وقال أكثر النحاة أن أغلب الأفعال اللازمة تكون قاصرة عن التعدي للمفعول به بنفسها، أو لا تقوى على الوصول إلى المفعول به بذاتها فقووها بأحرف الجر، وأطلقوا على تلك الأحرف أحرف التعدي، ومنها: الباء، واللام، وعن، وفي، ومن، وإلى، وعلى.
111 ـ نحو قوله تعالى: {ذهب الله بنورهم} 2.
وقوله تعالى: {يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين} 3.
وقوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم} 4. وقوله تعالى: {وكفر عنا سيئاتنا} 5.
وقوله تعالى: {ويسارعون ي الخيرات} 6.
وقوله تعالى: {ويسخرون من الذين آمنوا} 7.
وقوله تعالى: {فحق علينا قول ربنا} 8.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 204 البقرة. 2 ـ 17 البقرة.
3 ـ 61 التوبة. 4 ـ 61 الأنفال. 5 ـ 193 آل عمران.
6 ـ 114 آل عمران. 7 ـ 212 البقرة. 8 ـ 31 الصافات.
وقوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} 1.
والفعل أهدى متعد لمفعولين الثاني منهما بحرف الجر وهو: إلى صراط.
وخلاصة القول أننا لا ننكر تعدي بعض الأفعال بوساطة أحرف الجر سواء أكانت لازمة، أم متعدية بنفسها.
نحو قوله تعالى: {إنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} 2.
وقوله تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الله} 3.
وغيرها من الشواهد التي ذكرناها آنفا وهي كثيرة في كلام الله جل وعلا، وفي أدب العرب شعرا، ونثرا.
غير أن هذا التعدي يكون في حصول المعنى، وارتباط الجار والمجرور في دلالته بالفعل لكي نصل إلى المعنى المراد من خلال البناء، أو التركيب اللغوي، بدليل أن هنالك أفعالا لا تحتاج في تعديها إلى مفعولها لحرف الجر، ومع ذلك تعدت إلى مفعول آخر بالحرف، وقد أوردنا على ذلك بعض الأمثلة.
والذي نراه أن تعدي الفعل إلى مفعوله بوساطة حرف الجر لا علاقة لها بالوضع الإعرابي للجار والمجرور، ولا تأثير للفعل فيه إعرابيا.
فعندما نقول: ذهب محمد إلى المدرسة، أو جاء الرجل من المسجد.
فلا علاقة إعرابية بين الفعل وشبه الجملة. إذ لم يعمل الفعل فيها النصب في الظاهر، كما يعمل في المفعول به، ونحوه، وهذا هو الوجه الأيسر. ويكفي أن تكون العلاقة بين الفعل وشبه الجملة علاقة معنى. إذ إن الجار والمجرور متعلق في دلالته بالفعل، أو ما شابهه، أو بالمحذوف كما أوضحنا.
ولتأكيد تعدي الفعل اللازم إلى المفعول به بوساطة حرف الجر جعل النحاة من هذه الفعال أفعالا لا تستغني عن حرف الجر لتعديها إلى المفعول به، ولا يجوز حذفه منه إلا لضرورة. نحو: مررت بأخي، ونزلت على محمد.
إذ لا يصح حذف حرف الجر منها إلا ضرورة.
واعتبروا حرف الجر كالجزء من ذلك الاسم لشدة اتصال الجار بالمجرور، أو هو كالجزء من الفعل لأنه به وصل معناه إلى الاسم فلو انحذف لاختل معناه.
ومن الأفعال ما يصح حذف حرف الجر من متعلقها للتخفيف، أو للاضطراد.
فالحذف للتخفيف، نحو: سافرت مكة، ودخلت المسجد.
فـ " مكة، والمسجد " منصوبان على نية حذف حرف الجر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:49 م]ـ
ـ ومنه قول جرير:
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
والحذف للاضطراد يكون مع أن المصدرية وفعلها، وأن المشبهة بالفعل ومعموليها.
نحو: طمعت في أن أراك، وطمعت أن أراك.
ونحو: عجبت من أنك انقطعت عنا، وعجبت أنك انقطعت عنا.
كما وردت بعض الفعال مما يجوز فيها التعدي بنفسها تارة، وتارة بحرف الجر، ومنها: شكر، تقول: شكرتك، وشكرت لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
112 ـ ومنه قوله تعالى: {واشكروا لي ولا تكفرون} 1.
ومنها: نصح، ووزن، وعدد، وكال، وجاء، وغيرها.
فتقول: نصح المعلم الطالب، ونصحت للطالب.
ومنه قوله تعالى: {ونصحت لكم} 1.
وتقول: جئت محمدا، وجئت إلى محمد. وهذه الأفعال سماعية لا ينقاس عليها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:50 م]ـ
نماذج من الإعراب
11 ـ قال الشاعر:
وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وقد: الواو حرف استئناف، قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
اغتدي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر فبه وجوبا تقديره: أنا.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب استئنافية.
والطير: الواو واو الحال، الطير مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
في وكناتها: جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر، ووكنات مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
والجملة الاسمية في محل نصب حال من الفاعل في " أغتدي " والتقدير: أغدوا إلى الصيد ملابسا لهذه الحالة، والرابط الواو.
بمنجرد: الباء حرف جر، منجرد اسم مجرور بالباء، والجر والمجرور متعلقان بـ " أغتدي "، ومنجرد صفة لموصوف محذوف وهو اسم فاعل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على فرس الشاعر.
قيد الأوابد: قيد صفة ثانية للموصوف المحذوف، وقيد مضاف والأوابد مضاف إليه وهو من باب إضافة الوصف لمعموله، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على الفرس.
هيكل: صفة ثالثة للموصوف المحذوف مجرور بالكسرة.
والشاهد قوله: أغتدي. فهو فعل لازم يكتفي بفاعله ولا يتعدى للمفعول به لا بنفسه، ولا بوساطة حرف الجر.
109 ـ قال تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}
مذبذبين: حال منصوبة بالياء من الضمير في " يذكرون " {1}، ومسوغ مجيئه حالا لأنه اسم مشتق.
بين ذلك: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين، وهو مضاف، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح. ويصح إعراب " ذلك " ككلمة واحدة مبنية على الفتح في محل جر بالإضافة. ومثلها أسماء الإشارة المتصلة بالكاف.
لا إلى هؤلاء: لا نافية لا عمل لها، إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
ولا إلى هؤلاء: الواو حرف عطف، وما بعدها معطوف على ما قبلها.
وتقدير الحال: لا منسوبين إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
110ـ قال تعالى: {ويشهد الله على ما في قلبه}
ويشهد: الواو حرف عطف على الوجه الأرجح ـ وسنبين ذلك ـ وقيل استئنافية، ويشهد فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود إلى " من ". الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب.
على ما: على حرف جر، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد ".
في قلبه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما، أو صفة لها إن اعتبرنا " ما " نكرة موصوفة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة: يشهد ... إلخ معطوفة على جملة يعجبك في أول الآية {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله ... } الآية.
ويصح أن تكون جملة: يشهد في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وهو يشهد، والجملة الاسمية من المبتدأ المحذوف وخبره " وهو يشهد " في محل نصب حال من الفاعل في " يعجبك " والرابط الواو والضمير.
وما ذكرنا من إعراب لجملة " وهو يشهد " يجعل الواو حالية، وليست استئنافية، ولا عاطفة، وإن اكتفينا بإعراب " يشهد " كما بيناه آنفا تكون الواو عاطفة، وهو أرجح الأقوال. وإن جعلنا الواو للاستئناف كانت جملة " يشهد " لا محل لها من الإعراب مستأنفة، ولا أرى ذلك لأن الكلام غير منقطع لا لفظا، ولامعنى، بل هو متصل بالعطف والمعنى.
ومن الناس من الله يعلم أن ما في قلبي موافق لما في لساني، وهو معطوف على " يعجبك " كما ذكر ذلك صاحب روح المعاني {1}.
111 ـ قال تعالى: {ذهب الله بنورهم}
ذهب: فعل ماض مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بنورهم: جار ومجرور متعلقان بـ " ذهب " والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ومن قال بتعدية الفعل اللازم إلى المفعول به بواسطة حرف الجر، يعرب الجار والمجرور " بنورهم " في محل نصب مفعول به، واظن أن فساده ظاهر.
ويتضح إعراب بعض المعربين في جعل الجار والمجرور متعلقا بمحذوف مفعول به، سواء أكان الفعل متعديا بنفسه، أو لازما في مثل إعرابهم لقوله تعالى ــ بقية الآية السابقة ــ {وتركهم في ظلمات يعمهون}.
فمنهم من جعل الفعل ترك متعديا لمفعولين أحدهما بنفسه، والآخر بوساطة حرف الجر، فأعربوا الضمير في " وتركهم " في محل نصب مفعول به أول، وفي ظلمات جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول به ثان لـ " ترك "، باعتبار ترك بمعنى " صير " {1}.
ومنهم من اعتبر ترك متعديا لمفعول به واحد، وهو الأوجه.
وأعرب " في ظلمات " جار ومجرور متعلقان بالفعل {2}، وجملة يبصرون في آخر الآية في محل نصب حال من الضمير في " تركهم ".
ومنهم من جعل جملة يبصرون في محل نصب مفعول به ثان، ولا أرى ذلك صوابا، لأن الصواب نصبه على الحالية {3}.
وخلاصة القول أن الفعل " ترك " في هذا الموضع لم يتضمن معنى " صير "، وإنما هو بمعنى الطرح والتخلي عن الشيء، كترك العصا، أو ترك الوطن، وما إلى ذلك، وعليه اكتفى بمفعول به واحد، وهو ضمير الغائب المتصل به، والجار والمجرور متعلق بترك وليس مفعولا به ثانيا.
غير أن العكبري جعل " ترك " في هذا الموضع بمعنى " صير "، واعتبر الجار والمجرور هو المفعول الثاني، وجملة يبصرون حال، هذا أحد الوجوه، والوجه الأخر عنده: أنه جعل يبصرون هو المفعول الثاني، وفي ظلمات ظرف متعلق بالفعل ترك، أو يبصرون، وجوز أن يكون شبه الجملة في محل نصب حال من الضمير في يبصرون، أو من المفعول به الأول {4}، وعليه لا ندري أين الصواب.
ـــــــــــــــ
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:51 م]ـ
سافرت مكة.
سافرت: فعل وفاعل.
مكة: منصوب على تقدير حرف الجر المحذوف، وأصله: سافرت إلى مكة.
12 ـ قال الشاعر:
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
تمرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
الديار: منصوب على نزع الخافض، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وأصله تمرون بالديار، وجملة تمرون ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
ولم تعوجوا: الواو للحال، ولم حرف نفي وجزم وقلب، وتعوجوا فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجملة تعوجوا في محل نصب حال.
كلامكم: مبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة.
علىّ: جار ومجرور متعلقان بحرام.
إذن: حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
حرام: خبر مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله: تمرون الديار، حيث حذف حرف الجر، وأوصل الفعل اللازم إلى السم الذي كان مجرورا فنصبه، والأصل: تمرون بالديار.
112 ـ قال تعالى: {واشكروا لي ولا تكفرون}.
واشكروا: الواو حرف عطف، اشكروا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
لي: جار ومجرور متعلقان بـ " اشكروا "، وهذا هو الوجه الصحيح في إعراب الجار والمجرور سواء أكان الفعل متعديا أو لازما.
والفعل شكر ذكرنا أنه يتعدى بنفسه، فنقول: شكرتك على صنيعك، ويتعدى بحرف الجر كما هو في الآية السابقة، وفي رأيي المتواضع أن التعدي هنا لا يتجاوز المعنى، أما العمل في مواضع إعراب الجار والمجرور فلا. إذ لا ينبغي أن نقول: والجار والمجرور في محل نصب مفعول به، فإعرابه جارا ومجرورا وتعلقه في المعنى بعامله يكفي، والله أعلم.
ولا تكفرون: الواو عاطفة، ولا ناهية جازمة، تكفرون مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والنون للوقاية، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآي في محل نصب مفعول
به، والكسرة المرسومة تحت النون دليل عليها، إذ الأصل تكفرونني، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:51 م]ـ
ثانيا ـ الفعل المتعدي
تعريفه: كل فعل يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به أم أكثر، إذ إن فهمه لا يقف عند حدود الفاعل، بل لا بد له من مفعول به ليكمل معناه بلا وساطة.
نحو: أكل الجائع الطعام، وكسر المهمل الزجاج.
أنواعه: ـ
ينقسم الفعل المتعدي إلى ثلاثة أنواع: ـ
1 ـ فعل يتعدى إلى مفعول به واحد. وسنتحدث عنه مع المفعول به.
2 ـ فعل يتعدى إلى مفعولين، وهذا النوع من الفعال ينقسم بدوره إلى قسمين:
أ ـ ما يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
ب ـ ما يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر.
3 ـ فعل يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل.
الأفعال المتعدية لمفعولين
تنقسم الأفعال المتعدية لمفعولين إلى قسمين: ـ
1 ـ أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
2 ـ أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر.
أولا ـ الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:52 م]ـ
" ظن وأخواتها "
تنقسم ظن وأخواتها إلى ثلاثة أنواع: ـ
النوع الأول يشمل الأفعال التالية: رأى علم ـ وجد ـ درى ـ تعلم ـ ألفى. وهذه الأفعال تدل على اليقين.
النوع الثاني ويشمل الأفعال التالية: ظن ـ خال ـ حسب ـ زعم ـ عد ـ حجا ـ هب. وتسمى هذه الأفعال أفعال الرجحان. والنوعان معا يطلق عليهما أفعال القلوب.
النوع الثالث ويشمل الأفعال التالية: صير ـ جعل ـ وهب ـ تخذ ـ اتخذ ـ ترك ـ رد. وهذا النوع يعرف بأفعال التحويل.
فالأفعال التي سميت بأفعال اليقين أطلق عليها هذا الاسم لأنها تفيد تمام الاعتقاد واليقين، والتأكد بمعنى الجملة التي تدخل عليها.
ومن أمثلتها: رأيت الصدق خير وسيلة للنجاح في الحياة.
113 ـ ومنه قوله تعالى: {أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} 1.
وقوله تعالى: {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} 2.
وقوله تعالى: (ولكني أراكم قوما تجهلون} 3.
فالمفعولان في الآية الأولى هما: ضمير الغائب " الهاء "، و " حسنا ". وفي الآية
الثانية ضمير الغيبة " الهاء "، وجملة استغنى. وفي الآية الثالثة: ضمير المخاطب " الكاف "، وقوما.
وتأتي رأى بصرية بمعنى أبصر الشيء بعينه فتتعدى لمفعول واحد فقط.
نحو: رأيت عليا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:53 م]ـ
114 ـ ومنه قوله تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا} 1.
وقوله تعالى: {فلما رأى قميصه قد من دبر} 2.
فـ " رأى " في الآيتين السابقتين تعنى المشاهد بالعين المجردة، لذلك تعدت إلى مفعول به واحد وهو: " كوكبا " في الآية الأولى، و " قميصه " في الآية الثانية.
وقد تتضمن رأى معنى الظن " ظن ".
115 ـ نحو قوله تعالى: {إنهم يرونه بعيدا} 3.
وتأتي رأى بمعنى الرأي والتفكير، فتنصب مفعولا به واحدا.
نحو: رأى المُشرِّع حل الشيء وحرمته.
ومثال علم: علمت محمدا أخاك.
116 ـ ومنه قوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} 4.
وقوله تعالى: {فعلموا أن الحق لله} 5.
وقوله تعالى: {ولتعلم أن وعد الله حق} 6.
وتأتي علم بمعنى عرف فتنصب مفعولا واحدا فقط.
117 ـ نحو قوله تعالى {قد علم كل أناس مشربهم} 7.
وقوله تعالى: {كل قد علم صلاته وتسبيحه} 8.
فـ " مشرب، و " صلاة " كل منهما وقع مفعولا به لعلم في الآيتين.
ومثال وجد: وجدت العلم نافعا.
ومنه قوله تعالى: {ووجدك ضالا فهدى} 9.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:53 م]ـ
وقوله تعالى: {ووجدك عائلا فأغنى} 1.
وقوله تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} 2.
فـ " وجد " في الآيات السابقة بمعنى علم لذا نصبت مفعولين وهما: ضمير المخاطب " الكاف "، وضالا في الآية الأولى. وضمير المخاطب " الكاف "، وعائلا في الآية الثانية، وأكثرهم، والفاسقين في الآية الثالثة.
13 ـ ومثال درى قول الشاعر *:
دُريت الوفيَّ العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد
فـ " التاء " في دريت في محل رفع نائب فاعل لكون الفعل مبني للمجهول، وهي المفعول به الأول، والوفي مفعول به ثان.
ودرى الناصبة لمفعولين لا تكون إلا بمعنى علم، واعتقد.
نحو: درى الرجل المر سهلا.
فإن كانت بمعنى خدع، أو حك نصبت مفعولا به واحدا.
نحو: درى اللص الرجل.
ومثال تعلم ـ وهو فعل جامد ـ بمعنى علم واعتقد 14 ـ قول زياد بن سيار:
تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر
وقول الآخر *:
تعلم أن خير الناس طرا قتيل بين أحجار الكُلاب
فـ " شفاء، و قهر " مفعولان لتعلم في شطر البيت الأول، و " أن " ومعموليها سدت مسد المفعولين في البيت الثاني.
ومثال ألفى الناصبة لمفعولين إذا كانت بمعنى علم، واعتقد، ووجد:
ألفيت عليا مسافرا. 118 ـ ومنه قوله تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب} 3.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 8 الشرح. 2 ـ 102 الأعراف.
3 ـ 25 يوسف.
وقوله تعالى {قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا} 1.
ويجوز أن يكون الفعل " ألفى " في الآيتين السابقتين ناصبا لمفعول به واحد، إذا اعتبرنا الظرف في الآية الأولى متعلقا بالفعل، وكذلك الجار والمجرور في الآية الثانية.
وقد ذكر صاحب البحر المحيط أن في تعدي " ألفى " إلى مفعولين خلاف، ومن منع جعل الثاني حالا، والأصح كونه مفعولا لمجيئه معرفة، وتأويله على زيادة اللف واللام خلاف الأصل {2}.
أما أفعال الرجحان فقد سميت بهذا الاسم لكونها ترجح اليقين على الشك وهي: ظن: نحو: ظننت الجو معتدلا.
119 ـ ومنه قوله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مبتورا} 3.
وقوله تعالى: {وما أظن الساعة قائمة} 4.
وقوله تعالى: {وإني لظنه كاذبا} 5.
وتأتي ظن بمعنى اتهم فتنصب مفعولا واحدا.
نحو: سرق لي كتاب فظننت محمدا، أي: اتهمته.
خال: نحو: خلت الكتاب جديدا.
فإذا جاءت بمعنى اشتبه تعدت لمفعول به واحد. نحو: خالت على أحمد الأمور.
وحسب: نحو: حسبت الأمر هينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:54 م]ـ
نماذج من الإعراب
113 ـ قال تعالى: {أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسناً} 8 فاطر.
أ فمن: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والفاء حرف عطف، ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف دل عليه سياق الكلام، والتقدير كمن هداه الله، وأعرب البعض " من " اسم شرط، وجواب الشرط محذوف تقديره: ذهبت نفسك عليهم حسرة.
زين: فعل ماض مبني للمجهول، وجملة زين لا محل لها من الإعراب صلة من على الوجه الأول، وفي محل جزم فعل الشرط على الوجه الثاني.
له: جار ومجرور متعلقان بزين. سوء: نائب فاعل، وهو مضاف.
عمله: مضاف إليه، وعمل مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
فرآه: الفاء حرف عطف، ورأى فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول، وجملة رأى معطوفة على جملة زين. حسناً: مفعول به ثان لرأى، لأن رأى قلبية.
وجملة من زين معطوفة على ما قبلها.
114 ـ قال تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكباً} 76 الأنعام.
فلما جن: الفاء حرف عطف، ولما حينية أو رابطة، وجن فعل ماض مبني على الفتح، وجملة جن معطوفة على جملة قال إبراهيم لأبيه في الآية التي قبلها.
عليه: جار ومجرور متعلقان بجن. الليل: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة جن في محل جر بالإضافة للظرف لما على الوجه الأول، أو لا محل لها من الإعراب على الوجه الثاني.
رأى: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة رأى لا محل لها من الإعراب، جواب شرط غير جازم على الوجه الأول أيضاً.
كوكباً: مفعول به منصوب بالفتحة، ورأى بصرية.
115 ـ قال تعالى: {إنهم يرونه بعيداً} 6 المعارج.
إنهم: إن واسمها. يرونه: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
وجملة يرونه في محل رفع خبر إن. والرؤيا قلبية " علمية ".
بعيداً: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة إنهم يرونه لا محل لها من الإعراب تعليلية.
116 ـ قال تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} 10 الممتحنة.
فإن: الفاء حرف عطف، وإن شرطية جازمة لفعلين.
علمتموهن: فعل ماض، وتاء المتكلم في محل رفع فاعل، ونون النسوة في محل نصب مفعول به أول، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
مؤمنات: مفعول به ثان منصوب بالكسرة، لأنه جمع مؤنث سالم.
116 ـ قال تعالى: {قد علم كل أناس مشربهم} 60 البقرة.
قد علم: حرف تحقيق، علم فعل ماض.
كل أناس: كل فاعل مرفوع بالضمة، وأناس مضاف إليه مجرور بالكسرة.
مشربهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وعلم هنا بمعنى عرف تنصب مفعول به واحد، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
قال تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} 102 الأعراف.
وإن: الواو حرف عطف ن وإن مخففة من الثقيلة لا عمل لها على قلة، ويجوز أن تكون عاملة واسمها ضمير الشأن المحذوف.
وجدنا: فعل وفاعل. أكثرهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة
لفاسقين: اللام الفارقة، وفاسقين مفعول به ثان لوجدنا.
13 ـ قال الشاعر:
دُريت الوفي العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد
دريت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعل، وهو المفعول به الأول.
الوفي: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة دريت لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
العهد: يجوز جره على الإضافة، ونصبه على التشبيه بالمفعول به، ورفعه على الفاعلية، لأن قوله الوفي صفة مشبهة، والصفة المشبه يجوز في معمولها الأوجة الثلاثة التي سبق ذكرها.
يا عرو: يا حرف نداء، وعرو منادى مرخم يجوز بنائه على الضم وعلى الفتح، حذفت تاؤه، وأصله عروة.
فاغتبط: الفاء حرف عطف، واغتبط فعل أمر مبني على السكون، وفاعلة ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت. والجملة معطوفة على دريت لا محل لها من الإعراب.
فإن اغتباطا: الفاء للتعليل، وإن حرف مشبه بالفعل واغتباطا اسم إن منصوب.
بالوفاء: جار ومجرور متعلقان متعلقان باغتبط، أو بمحذوف في محل نصب صفة لاغتباطا.
حميد: خبر إن مرفوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاهد قوله: دريت الوفي العهد، فإن درى فعل دال على اليقين، وقد نصب الشاعر به مفعولين، أحدهما التاء التي وقعت نائبا للفاعل، والثاني قوله الوفي.
14 ـ قال الشاعر:
تعلمْ شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر
تعلّمْ: فعل أمر مبني على السكون بمعنى أعلم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
شفاء: مفعول به أول منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
النفس: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
قهر عدوها: قهر مفعول به ثان، وهو مضاف، وعدوها مضاف إليه مجرور، وعد مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
فبالغ: الفاء للتفريع، حرف مبني لا محل له من الإعراب، وبالغ فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
بلطف: جار ومجرور متعلقان ببالغ.
في التحيل: جار ومجرور متعلقان بلطف، أو بمحذوف صفة له.
والمكر: الواو حرف عطف، والمكر معطوف على التحيل مجرور مثله.
الشاهد قوله: تعلم شفاء النفس قهر عدوها، حيث ورد فيه تعلم بمعنى أعلم، وأعلم ينصب مفعولين كما ورد ذكره.
118 ـ قال تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب} 25 يوسف.
وألفيا: الواو حرف عطف، وألفيا فعل وفاعل.
سيدها: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
لدى: ظرف مكان في محل نصب مفعول به ثان، ولدى مضاف.
الباب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والجملة معطوفة على ما قبلها.
119 ـ قال تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً} 102 الإسراء.
وإني: الواو حرف عطف، وإن واسمها.
لأظنك: اللام مزحلقة، وأظن فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنا، والكاف في محل نصب مفعول به أول، وجملة لا أظنك في محل رفع خبر إن.
يا فرعون: يا حرف نداء، فرعون منادى مبني على الضم.
مثبوراً: مفعول به ثان لأظن، وجملة إن وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
120 ـ قال تعالى: {لا تحسبوه شراً لكم} 11 النور.
لا تحسبوه: لا ناهية، وتحسبوه فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به أول. شراً: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
لكم: جار ومجرور متعلقان بشر.
121 ـ قال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا} 7 التغابن.
زعم: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول في محل رفع فاعل.
كفروا: فعل وفاعل، وجملة كفروا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: أنهم.
لن: حرف نرف نفي ونصب واستقبال.
يبعثوا: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب خبر أن، وجملة أن واسمها وخبرها في محل سدت مسد مفعولي زعم.
15 ـ قال الشاعر:
فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ولكنّما المولى شريكك في العُدْم
فلا تعدد: الفاء حرف عطف، ولا ناهية، وتعدد فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
المولى: مفعول به أول منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
وجملة تعدد معطوفة على ما قبلها.
شريكك: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به ثان.
في الغنى: جار ومجرور متعلقان بشريك.
ولكنما: الواو حرف استئناف، ولكن حرف استدراك لا عمل له، وما كافة.
المولى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة.
شريكك: خبر مرفوع بالضمة، وشريك مضاف والكاف في محل جر بالإضافة.
في العدم: جار ومجرور متعلقان بشريك. وجملة لكنما وما بعدها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد قوله: فلا تعدد المولى شريكك، حيث جعل عد بمعنى ظن ونصب بمضارعه مفعولين هما المولى وشريك.
16 ـ قال الشاعر:
قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات
قد كنت: قد حرف تحقيق، وكنت كان واسمها في محل رفع.
أحجو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، جملة أحجو في محل نصب خبر كان.
أبا عمرو: أبا مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف وعمرو مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة تحت الراء، والواو في عمرو زائدة خطا لا نطقا فانتبه.
أخا ثقة: أخا مفعول به ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وأخا مضاف، وثقة مضاف إليه مجرور، في رواية " أخاً " بالتنوين تكون أخاً منصوبة بالفتحة الظاهرة لأنها معربة بالحركات الظاهرة لتجردها من الإضافة، وتكون " ثقة " صفة لها منصوبة بالفتحة الظاهرة فتدبر.
حتى ألمت: حتى حرف جر وغاية، وألمت فعل ماض، والتاء للتأنيث.
بنا: جار ومجرور متعلقان بألمت.
يوما: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بألم.
ملمات: فاعل ألمت مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله: أحجو أبا عمرو أخا، حيث استعمل الفعل المضارع " أحجو " من حجا بمعنى الظن، ونصب به مفعولين هما: أبا وأخا.
ولم يذكر أحد من النحاة أن " حجا يحجو " يتعدى إلى مفعولين غير ابن مالك. (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:55 م]ـ
أفعال التحويل
صير: نحو: صير الحائك القماش ثوبا.
جعل: نحو: جعل النجار الخشب بابا.
122 ـ ومنه قوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرض فراشا} 1.
وقوله تعالى: {وجعل الليل سكنا} 2.
وقوله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء} 3.
فإن كانت بمعنى أحدث، وأنشأ نصبت مفعولا واحدا.
123 ـ نحو قوله تعالى {وجعل الظلمات والنور} 4.
وإن كانت بمعنى خلق نصبت مفعولا واحدا أيضا.
نحو قوله تعالى: {وجعل منها زوجها} 5.
124وقوله تعالى: {وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} 6.
وكذلك إذا كانت بمعنى وضع فلا تنصب إلا مفعولا واحدا.
125 ـ نحو قوله تعالى: {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق} 7.
أي: يضعون أصابعهم في آذانهم.
وهب: وهي بمعنى صير: نحو: وهبني الله فداك. والمعنى: صيرني فداك.
ويأتي وهب بمعنى منح، أو رزق، فيتعدى لمفعولين أحدهما بحرف الجر.
126 ـ نحو قوله تعالى: {ووهبنا له إسحق} 8.
وقوله تعالى: {وهب لي على الكبر إسماعيل} 9.
ووهب في هذا الموضع مثل " هدى " حين تتعدى للمفعول الثاني بحرف الجر،
فلا تكون ناصبة لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:55 م]ـ
127 ـ نحو قوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا} 1.
وقوله تعالى: {وهديناهم إلى صراط مستقيم} 2.
كما يتعدى هدى بنفسه إلى المفعولين.
128 ـ نحو قوله تعالى: {وقد هدانا سبلنا} 3.
وقوله تعالى: {وهديناه النجدين} 4.
تخذ: بمعنى جعل وصير. نحو: تخذتك صديقا.
اتخذ: بمعنى صير. نحو: اتخذت الكتاب صديقا.
129 ـ ومنه قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} 5.
وقوله تعالى: {أ فاتخذتموهم سِخريا} 6. وقوله تعالى: {اتخذوا دينهم لعبا} 7.
وتأتي اتخذ بمعنى صنع وعمل فتنصب مفعولا واحدا.
130 ـ نحو قوله تعالى: {أم اتخذوا آلهة من الأرض} 8.
والمعنى: صنعوا، أو صوروا، أو جعلوا آلهة أصناما من الأرض {9}.
ومنه قوله تعالى: {يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} 10.
ترك: بمعنى صير. 131 ـ نحو قوله تعالى: {فأصابه وابل فتركه صلدا} 11
132 ـ وقوله تعالى: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} 12.
المفعول الأول في الآية السابقة: بعضهم، والمفعول الثاني: الجملة الفعلية: يموج. وتأتي ترك بمعنى خلف وخلى فتنصب مفعولا واحدا.
نحو قوله تعالى: {وتركنا يوسف عند متاعنا} 13.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 43 الأعراف. 2 ـ 87 الأنعام. 3 ـ 12 إبراهيم.
4 ـ 10 البلد. 5 ـ 125 النساء. 6 ـ 110 المؤمنون.
7 ـ 70 الأنعام. 8 ـ 21 الأنبياء.
9 ـ البحر المحيط ج6 ص304. 10 ـ 27 الفرقان.
11 ـ 264 البقرة. 12 ـ 99 الكهف. 13 ـ 17 يوسف.
وقوله تعالى: {أو تركه يلهث} 1.
فـ " عند متاعنا " متعلق بالفعل، و " يلهث " في محل نصب حال.
ومنه قوله تعالى: {وتركهم في ظلمات لا يبصرون} 2.
فيجوز في " ترك " أن تكون بمعنى " خلاهم " فلا يتعدى إلا إلى مفعول به واحد، وهو الضمير المتصل بالفعل هاء الغيبة، فتكون في ظلمات ولا يبصرون
حالين من الضمير في تركهم {3}.
رد: بمعنى صير.
133 ـ نحو قوله تعالى: {لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا} 4.
وقوله تعالى: {يردونكم بعد إيمانكم كافرين} 5.
وقوله تعالى: {ثم رددناه أسفل سافلين} 6.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:56 م]ـ
نماذج من الإعراب
122 ـ قال تعالى: (الذي جعل لكم الأرض فراشا) 22 البقرة
الذي: اسم موصول في محل نصب صفة ثانية لربكم.
جعل: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال، لأنه كان في الأصل صفة لفراشا ثم تقدم عليها. الأرض: مفعول به أول لجعل.
فراشا: مفعول به ثان.
123 ـ قال تعالى: (وجعل الظلمات والنور) 1 الأنعام.
وجعل: الواو حرف عطف، وجعل فعل ماض بمعنى أحدث يتعدى لمفعول به واحد، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
الظلمات: مفعول به منصوب بالكسرة. وجملة جعل عطف على ما قبلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنور: الواو حرف عطف، والنور عطف على الظلمات.
124 ـ قال تعالى: (هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه) 67 يونس.
هو الذي: هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، والذي اسم موصول في محل رفع خبر. جعل: فعل ماض بمعنى خلق ينصب مفعولا به واحدا، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وجملة جعل لا محل لها صلة الموصول.
لكم: جار ومجرور متعلقان بجعل.
الليل: مفعول به منصوب بالفتحة.
لتسكنوا: اللام حرف تعليل وجر، وتسكنوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام
التعليل، وعلامة نصبه حذف النون، وواو في محل رفع فاعل.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام، وشبه الجملة متعلقة بمحذوف في محل نصب مفعول لأجله، وإن اعتبرنا جعل بمعنى التصيير فشبه الجملة يكون في محل نصب مفعول به ثان.
فيه: جار ومجرور متعلقان متعلقان بتسكنوا.
125 ـ قال تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق) 19 البقرة.
يجعلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجعل هنا بمعنى وضع تنصب مفعولا به واحدا.
أصابعهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة يجعلون لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوق للإجابة عن سؤال مقدر.
في آذانهم: جار ومجرور، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من أصابعهم، أو في محل نصب مفعول به ثان إن كانت جعل هنا تنصب مفعولين.
من الصواعق: من حرف جر سببي، والصواعق اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بيجعلون.
126 ـ قال تعالى: (ووهبنا له إسحق) 27 العنكبوت.
ووهبنا: الواو حرف عطف، ووهبنا فعل وفاعل، وهو يتعدى لمفعولين أحدهما يتعدى له بحرف الجر.
له: جار ومجرور متعلقان بوهبنا.
أو هما في محل نصب مفعول به أول لوهب.
إسحق: مفعول به ثان. وجملة وهبنا معطوفة على ما قبلها.
127 ـ قال تعالى: (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا) 43 الأعراف.
وقالوا: الواو حرف عطف، وقالوا فعل وفاعل، والجملة عطف على ما قبلها.
الحمد لله: الحمد مبتدأ، ولله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
الذي: اسم موصول في محل صفة لله.
هدانا: فعل ماص، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، ونا المتكلمبن في محل نصب مفعول به، وجملة هدانا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
لهذا: جار ومجرور متعلقان بهدانا.
128 ـ قال تعالى: (وقد هدانا سبلنا) 12 إبراهيم.
وقد هدانا: وقد حرف تحقيق، وهدانا فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
سبلنا: سبل منصوب على حذف حرف الجر " بنزع الخافض "، وسبل مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. ويصح أن يكون سبلنا مفعول به ثان لهدى.
129 ـ قال تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا) 125 النساء.
واتخذ: الواو حرف اعتراض، واتخذ فعل ماض مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
إبراهيم: مفعول به أول منصوب بالفتحة.
خليلا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة اتخذ وما بعدها لا محل لها من الإعراب اعتراضية فائدتها التوكيد على تقريب إبراهيم وتمييزه بأن الله اتخذه خليلا.
130 ـ قال تعالى: (أم اتخذوا آلهة من الأرض) 21 الأنبياء
أم واتخذوا: هي المنقطعة العاطفة وتفيد الإنكار، واتخذوا: فعل وفاعل، واتخذ بمعنى صنع وعمل تنصب مفعولا واحدا.
آلهة: مفعول به منصوب بالفتحة.
من الأرض: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لآلهة.
131 ـ قال تعالى: (فأصابه وابل فتركه صلدا) 264 البقرة.
فأصابه: الفاء حرف عطف، عطفت أصابه على متعلق عليه، والتقدير: استقر عليه فأصابه. وأصاب فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم على فاعله. وابل: فاعل أصاب مؤخر.
فتركه: الفاء حرف عطف، وترك فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والضمير المتصل بتركه في محل نصب مفعول به أول.
صلدا: مفعول به ثان لترك. وجملة ترك معطوفة على ما قبلها.
132 ـ قال تعالى: (وتركنا يوسف عند متاعنا) 17 يوسف.
وتركنا: الواو حرف عطف، وتركنا فعل وفاعل، والجملة معطوفة على ذهبنا.
يوسف: مفعول به منصوب بالفتحة.
عند متاعنا: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بترك، وعند مضاف ومتاعنا مضاف إليه، ومتاع مضاف، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه.
133 ـ قال تعالى: (لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا) 109 البقرة.
لو يردونكم: لو مصدرية، ويردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به أول، والمصدر المؤول من لو والفعل المضارع في محل نصب مفعول به " ود " في أول الآية.
من بعد إيمانكم: من بعد جار ومجرور متعلقان بيردون، وبعد مضاف، وإيمان مضاف إليه، وإيمان مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة.
كفارا: مفعول به ثان ليردونكم منصوب بالفتحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:57 م]ـ
ثانيا ـ الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر
من الأفعال المتعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر الآتي:
كسا: نحو: كسوت البائس ثوبا.
134 ـ ومنه قوله تعالى: {فكسونا العظام لحما} 1.
وقوله تعالى: {ثم نكسوها لحما} 2.
قال أبو حيان: كسا: يكسو وفعله يتعدى إلى اثنين. تقول: كسوت زيدا ثوبا، وقد جاء متعديا إلى واحد {3}.
17 ـ كقول الشاعر:
وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر فـ " كسا " بمعنى غطى، فتعدى إلى واحد.
ألبس: نحو: ألبس الفنان ضفة النهر حللا سندسية.
سأل: نحو: سأل الفقير الغنى مالا.
135 ـ ومنه قوله تعالى: {يا قوم لا أسألكم عليه مالا} 4.
وقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا} 5.
وقوله تعالى: {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك} 6.
أعطى: نحو: أعطيت الفقير ريالا.
136 ـ ومنه قوله تعالى: {قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه} 7.
أطعم: نحو: أطعمت الجائع خبزا.
137 ـ ومنه قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا} 8.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 14 المؤمنون. 2 ـ 259 البقرة.
3 ـ البحر المحيط ج2 ص206. *
4 ـ 29 هود. 5 ـ 90 الأنعام.
6 ـ 153 النساء. 7 ـ 50 طه. 8 ـ 8 الإنسان.
وقوله تعالى: {من أوسط ما تطعمون أهليكم} 1.
فالمفعول الأول لتطعمون محذوف، وتقديره: تطعمونه {2}.
سقى: نحو: سقيت الظامئ ماء.
138 ـ ومنه قوله تعالى: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} 3.
علَّم: نحو: علمت الطالب درسا.
ومنه قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها} 4. وقوله تعالى: {علمه البيان} 5.
139 ـ وقوله تعالى: (علم الإنسان ما لم يعلم} 6.
فـ " الإنسان " مفعول به أول و " ما " الموصولة في محل نصب مفعول به ثان.
زود: نحو: زودت المسافر قوتا.
من جميع الأمثلة السابقة نلاحظ أن ما تعدت إليه الأفعال من مفاعيل لم يكن أصله المبتدأ والخبر، لأننا إذا فصلنا الفعل الناقص عن بقية الجملة، نجد أن الجملة لا تعطينا مدلول الابتداء، والإخبار، لأنها ناقصة المعنى، ويكمل معناها بإدخال الفعل عليها ليعمل في ركنيها النصب، ويكون المفعول الأول فاعلا في المعنى.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 89 المائدة.
2 ـ البحر المحيط ج4 ص10.
3 ـ 21 الإنسان. 4 ـ 31 البقرة.
5 ـ 2 الرحمن. 6 ـ 5 العلق.
نماذج من الإعراب
134 ـ قال تعالى: (فكسونا العظام لحما) 14 المؤمنون.
فكسونا: الفاء حرف عطف، وكسونا فعل وفاعل.
العظام مفعول به أول منصوب بالفتحة. لحما: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة كسونا معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:58 م]ـ
17 ـ قال الشاعر:
وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر
وأركب: الواو حسب ما قبلها، وأركب فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
في الروع: جار ومجرور متعلقان بأركب.
خيفانة: مفعول به منصوب بالفتحة.
كسا: فعل ماض مبني على الفتح بمعنى غطى ينصب مفعول به واحد.
وجهها مفعول به منصوب بالفتحة لكسا، وهو مضاف وهاء الغائب في محل جر مضاف إليه.
سعف: فاعل مرفوع بالضمة: منتشر: صفة مرفوعة لسعف.
135 ـ قال تعالى: (ويا قوم لا أسألكم عليه مالا) 29 هود.
ويا قوم: الواو حرف عطف، ويا حرف نداء، وقوم منادى مضاف منصوب بالفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم المحذوفة، وقوم مضاف، والياء في محل جر مضاف إليه.
لا أسألكم: لا نافية لا عمل لها، وأسألكم فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المفعول به.
أجرا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
136 ـ قال تعالى: (قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلْقه) 50 طه.
قال: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
ربنا: مبتدأ، ورب مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي: اسم موصول في محل رفع خبر. والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. أعطى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. وجملة أعطى لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
كل شي: كل مفعول به منصوب، وكل مضاف، وشئ مضاف إليه مجرور.
خلقه: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. وقيل: خلقه " أول مفعولي أعطى، وقدم للاهتمام به، أي أعطى خليقته، وكل شئ ثانيهما.
وقرئ " خَلَقه " على أنه فعل، والمفعول الثاني لأعطى محذوف للعلم.
137 ـ قال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا) 8 الإنسان.
ويطعمون: الواو حرف عطف، ويطعمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والجملة معطوفة على يوفون ويخافون.
الطعام: مفعول به منصوب بالفتحة.
على حبه: على حرف جر يفيد المصاحبة، وحبه اسم مجرور، وحب مصدر مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه من إضافة المصدر إلى
مفعوله، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الطعام، والتقدير محبين له، فالضمير في حبه على الطعام، أي مع اشتهائه.
مسكينا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
138 ـ قال تعالى: (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) 21 الإنسان.
وسقاهم: الواو حرف عطف، وسقاهم فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول. ربهم: فاعل، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. وجملة سقاهم معطوف على جملة حلّوا.
شرابا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
طهورا: صفة لشراب منصوبة بالفتحة.
139 ـ قال تعالى: (وعلّم آدم الأسماء كلها) 31 البقرة.
وعلم: الواو حرف عطف، وعلم فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، وجملة علم معطوفة على جملة محذوفة تقديرها: فجعل في الأرض خليفة وسماه آدم. آدم: مفعول به أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
الأسماء: مفعول به ثان منصوب. كلها: توكيد معنوي منصوب بالفتحة أ وكل مضاف، والضمير المتصل قي محل جر مضاف إليه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:58 م]ـ
ثالثا ـ الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل
من الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل الآتي: ـ
أرى ـ أعلم ـ حدَّث ـ نبَّأ ـ أنبأ ـ خبَّر ـ أخبر.
تنقسم الأفعال السابقة إلى قسمين:
1 ـ منها ما يتعدى لثلاثة مفاعيل بوساطة الهمزة التي تعرف بهمزة النقل، أو التعدية وهي
الفعلين: أرى، وأعلم.
نحو: أرى والدك زيدا خالدا أخاك.
ونحو: أعلمت عليا محمدا مسافرا.
فالمفعول الأول من هذه المفاعيل في المثالين السابقين كان في الأصل فاعلا، وذلك قبل أن يتعدى الفعل بالهمزة، وأصل الكلام:
رأى زيد خالدا أخاك. وعلم عليّ محمدا مسافرا.
وقد يكون من " أرى " الناصبة لثلاثة مفاعيل.
140 ـ قوله تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} 1.
فالفعل " يرى " مضارع " أرى "، ومفعوله الأول الضمير المتصل به، وأعمالهم مفعوله الثاني، وحسرات مفعوله الثالث كما ذكر الزمخشري {2}. وقيل حسرات حال {3}.
141 ـ وقوله تعالى: {فأروني ماذا خلق الذين من دونه} 4.
فالضمير في " أروني " مفعول به أول، وجملة: ماذا ... إلخ سدت مسد المفعولين الآخرين. ومثله قوله تعالى: {أروني ماذا خلقوا من الأرض} 5.
فجملة الاستفهام سدت مسد المفعولين الآخرين، والضمير في " أروني " المفعول الأول {6}. أما الأفعال الخمسة الأخرى فتتعدى إلى ثلاثة مفاعيل بلا وساطة، وهي:
حدَّث: نحو: حدت إبراهيم محمدا موجودا.
نبَّأ: 18 ـ كقول كعب بن زهير:
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
نبئت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل، وهي المفعول الأول في الأصل، وأن واسمها وخبرها سدت مسد المفعولين الآخرين.
قال أبو حيان الأصل في: نبَّأ، وأنبأ أمن يتعديا إلى واحد بنفسيهما، وإلى اثنين بحرف الجر، ويجوز حذفه، فتقول: نبَّأت به، ونبَّأنيه، فإذا ضمنت معنى " أعلم " تعدت إلى ثلاثة مفاعيل {1}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:59 م]ـ
19 ـ كقول النابغة الذبياني:
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها يهدي إلي غرائب الأشعار
نبئت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعله وهي المفعول الأول في الأصل، وزرعة المفعول الثاني، والجملة الفعلية: يهدي ... إلخ في محل نصب المفعول به الثالث.
ويجوز أن يكون منه قوله تعالى: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} 2.
فـ " عبادي " مفعول به أول، وأن مع معموليها سدت مسد المفعولين الآخرين، إذا اعتبرنا نبئ متعديا لثلاثة مفاعيل، فإن لم يتعد لثلاثة سدت أن مع معموليها مسد المفعول به الثاني.
أنبا: نحو: أنبأت محمدا عليا قادما.
ومنه قول الأعشى:
وأُنبِئتُ قيسا ولم أبلُهُ كما زعموا خيرا أهل اليمن
فـ " أنبئت " فعل ماض مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل، وهي المفعول الأولفي الأصل، قيسا مفعول به ثان، وخيرا مفعول به ثالث.
ويجوز أن يكون منه قوله تعالى: (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين} 1.
قال أبو حيان: الجملة الاستفهامية في موضع نصب لأنبئكم، لأنه معلق، لمجيئه بمعنى أعلمكم، فإن قدرتها متعدية لاثنين كانت سادة مسد المفعول الثاني، وإن قدرتها متعدية لثلاثة كانت سادة مسد المفعول الثاني والثالث {2}.
والضمير المتصل بالفعل في محل نصب المفعول الأول.
خبَّر: نحو: خبرت الطلاب أن الامتحان غدا.
أخبر: نحو: أخبرت والدي عليا قادما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:00 م]ـ
فوائد وتنبيهات
أولا ـ يمكن تعدية الفعل إذا كان لازما بواحدة مما يأتي:
1 ـ الهمزة، نحو: جلس الطالب. نقول: أجلست الطالب.
فأصبح الفاعل مفعولا لتعدي الفعل بوساطة همزة التعدية " النقل "، وفي هذه الحالة تعدى الفعل لمفعول به واحد لأنه لازم في الأصل.
وإذا كان الفعل متعديا في الأصل إلى مفعول به واحد تعدى بالهمزة إلى مفعولين، وإذا كان متعديا لمفعولين يتعدى بالهمزة إلى ثلاثة مفاعيل.
مثل: علم وأعلم، ورأى وأرى.
2 ـ تضعيف عين الفعل نحو: عظم القائد. نقول بعد التضعيف: عظمت القائد. فعندما ضعفنا عينه تعدى إلى المفعول الذي كان في الأصل فاعلا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:01 م]ـ
ـ يتعدى الفعل إذا كان لازما بنقله من زنة " فعل " إلى " فاعل ".
نحو: مشى صاحب الخلق الحسن. نقول: ماشيت صاحب الخلق الحسن.
ومن زنة " فعل " إلى " استفعل ". نحو: خرج الماء من البئر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:01 م]ـ
نقول: استخرجت الماء من البئر.
ثانيا ـ يمكننا نصب الاسم بعد الفعل اللازم، إذا كان مجرورا بحرف الجر، ثم حذفنا حرف الجر، فينصب على حذف حرف الجر، أو نزع الخافض كما يسميه النحاة. والفعل في هذه الحالة لا يكون متعديا.
142 ـ نحو فوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا} 1.
فـ " موسى " منصوب على نزع الخافض، والتقدير: من قومه.
ومنه قوله تعالى: {وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم} 2.
الطلاق: منصوب على نزع الخافض، لأن عزم تتعدى بـ " على "، أو تضمينها معنى " نوى " {3}.
ومنه قوله تعالى: {فتيمموا صعيدا طيبا} 4.
صعيدا: يجوز أن تكون مفعولا به، ويجوز فيها النصب على حذف حرف الجر الباء، والتقدير: بصعيد {5}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:02 م]ـ
نماذج من الإعراب
140 ـ قال تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات} 167 البقرة.
كذلك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، والتقدير: إراءة مثل تلك الإراءة، واختار سيبويه النصب على الحال وهو صحيح.
يريهم: فعل مضارع، والرؤيا هنا تحتمل أن تكون بصرية فتتعدى لمفعولين، الأول ضمير المتصل في الفعل يريهم. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
أعمالهم: مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
ويحتمل أن تكون يريهم قلبية وهو الأرجح، فتتعدى لثلاثة مفاعيل، وعليه يكون مفعولها الثالث حسرات منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة.
141 ـ قال تعالى: {فأروني ماذا خلق الذين من دونه} 11 لقمان.
فأروني: الفاء هي الفصيحة، وأروني فعل أمر مبني على حذف النون، ينصب ثلاثة مفاعيل، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به أول.
ماذا: اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لخلق، ويجوز أن تكون ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر.
خلق: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: فاعل مرفوع بالضمة.
من دونه: جار ومجرور، ودون مضاف، والضمير في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة لا محل له من الإعراب صلة الذي.
وجملة خلق لا محل لها من الإعراب صلة ذا الموصولة على الوجه الثاني.
وجملة الاستفهام المعلقة " ماذا خلق " سدت مسد مفعولي أروني.
ويجوز أن تكون بمعنى أخبروني فتتعدى لمفعولين فقط، الأول الضمير المتكلم المتصل بها، والثاني الجملة الاستفهامية، والوجه الأول أحسن.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:03 م]ـ
142 ـ قال تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً} 155 الأعراف.
واختار: الواو حرف استفهام، واختار فعل ماض مبني على الفتح.
موسى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لسرد قصة اللذين لم يعبدوا العجل.
قومه: منصوب على نزع الخافض، والتقدير: من قومه، فحذف الجار وأوصل الفعل. سبعين: مفعول به ثان، لأن الفعل اختار يتعدى إلى مفعولين، أحدها بنفسه والآخر بوساطة حرف الجر. رجلاً: تمييز منصوب بالفتحة.
20 ـ قال الشاعر:
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم علي إذن حرام
تمرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
الديار: منصوب على نزع الخافض، وأصله تمرون بالديار.
ولم تعوجوا: الواو للحال، ولم حرف نفي وجزم وقلب، وتعوجوا قعل مضارع مجزوم بل، وعلامة جزمه حذف النون، والواو قي محل رفع فاعل، والجملة في محل نصب حال.
كلامكم: مبتدأ مرفوع بالضمة، وكلام مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. علىّ: جار ومجرور متعلقان بحرام.
إذن: حرف جواب وجزاء لا محل له من الإعراب.
حرام: خبر مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله: تمرون الديار، حيث حذف حرف الجر، وأوصل الفعل اللازم " تمرون " إلى الاسم الذي كان مجرورا فنصبه، وأصل الكلام: تمرون بالديار، ويسمى ذلك بـ " الحذف والإيصال "، وهو مقصور على السماع، إلا إذا كان المجرور مصدرا مؤولا من " أنَّ " المشبهة بالفعل مع اسمها وخبرها، أو من " أنْ " المصدرية مع فعلها المنصوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:05 م]ـ
التضمين
نوع من المجاز، لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا، والجمع بينهما مجاز خاص يعرف بالتضمين، وهو على وجه الخصوص: أن يتضمن فعل معنى فعل آخر، وبذلك قد ينتقل الفعل إلى أكثر من درجة، فإن كان لازما يصبح بالتضمين متعديا، وإن كان متعديا لمفعول به، فإنه يتعدى بالتضمين لأكثر.
والأفعال المتضمنة معنى بعض كثيرة، ومنها على سبيل المثال الآتي: ـ
أتمَّ: 143 ـ نحو قوله تعالى: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} 1.
تعدى " أتم " بحرف الجر " إلى " لتضمنه معنى " فأدوا ".
أحب: 144 ـ نحو قوله تعالى: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} 2.
فـ " حب " مفعول به لأحببت، لأنه تضمن معنى آثرت.
تخشى: 145 ـ نحو قوله تعالى: {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} 3.
الناس " مفعول به لتخشى، لتضمنه معنى تستحي، أي: وتستحي الناس والله أحق أن تستحييه.
سمع: 146 ـ نحو قوله تعالى: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} 4.
فضمن تسمع معنى تصغي، فتعدى لمفعوله باللام في قوله: لقولهم.
ومن الأفعال المتعدية لمفعولين عن طريق التضمين التالي:
وصَّى: نحو قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} 5.
قيل: ضمن " وصينا " معنى " ألزمنا " فتعدى لاثنين، الثاني: إحسانا، وقيل مصدر {6}. زوَّج: 147 ـ نحو قوله تعالى: {وزوجناهم بحور عين} 7.
زوج يتعدى بنفسه إلى المفعولين، وتعدى في الآية إلى المفعول الثاني بـ " الباء " لتضمنه معنى قرناهم {1}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:06 م]ـ
رابعا ـ تضمن بعض الأفعال معنى الظن
هناك قول يتضمن معنى الظن، ويشترط في هذا القول أن يكون الفعل مضارعا مسبوقا باستفهام، وأن يكون للمخاطب، وفي هذه الحالة يمكن لفعل القول أن يعمل عمل " ظن "، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
نحو: أتقول محمدا مسافرا، وأتقول أخاك ناجحا.
أما إذا اختل شرط من الشروط السابقة، وجب رفع المفعولين باعتبارهما مبتدأ وخبر، وهما في محل نصب مقول القول.
خامسا ـ هناك أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ غير التي ذكرنا، ومن هذه الأفعال:
آتي ـ آجر ـ بخس ـ بلّغ ـ بوأ ـ اتبع ـ جرم ـ جزى ـ حذّر ـ أحضر ـ أحل ـ أخسر ـ خوّف ـ أرهق ـ أدخل ـ زوّج ـ زاد ـ سلب ـ سمّى ـ سام ـ أصلى ـ أضل ـ أغشى ـ غشّى ـ قدّر ـ كتم ـ كلّف ـ لقّى ـ ملأ ـ منع ـ أنذر ـ أنسى ـ أنكح ـ ذرّ ـ أورث ـ أورد ـ وصّى ـ وعد ـ واعد ـ وفّى ـ ولّى ـ اختار ـ صدّق ـ وغيرها كثير {2}.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الجمل ج4 ص210.
2 ـ انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص293 وما بعدها.
نماذج من الإعراب
143 ـ قال تعالى: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} 4 التوبة.
فأتموا: الفاء حرف عطف، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
إليهم: جار ومجرور متعلقان بأتموا.
عهدهم: عهد مفعول به منصوب، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
إلى مدتهم: جار ومجرور، ومدة مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل جر بدل من إليه.
144 ـ قال تعالى: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} 32 ص.
فقال: الفاء حرف عطف، وقال فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو. إني: إن واسمها في محل نصب.
أحببت: فعل وفاعل، وحب هنا متضمنة معنى آثر فيتعدى بعن، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن. وإن وما بعدها في محل نصب مقول القول.
وجملة قال وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
حب الخير: حب مفعول به للفعل أحببت، أو مفعول مطلق، وقيل مفعول من أجله، وحب مضاف، والخير مضاف إليه.
عن ذكر: جار ومجرور متعلقا بأحببت، وذكر مضاف.
ربي: مضاف إليه، ورب مضاف، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة.
وقد ذكر أحد المعربين القدامى أن " حب الخير " فيه أوجه كثيرة منها: 1 – أنه مفعول أحببت، لأنه بمعنى آثرت، و " عن " على هذا بمعنى " على "
2 ـ أن حب مصدر على حذف الزوائد، والناصب له أحببت.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ أنه مصدر تشتهي، أي: حباً مثل حب الخير.
4 ـ أنه ضمن معنى أنبأت، فلذلك تعدى بـ " عن ".
5 ـ أن حببت بمعنى لزمت.
6 ـ أن أحببت من أحب البعير إذا سقط وبرك من الإعياء، والمعنى قعدت عن ذكر ربي، فيكون حب الخير على هذا مفعولاً من أجله، وعن ذكر ربي متعلقان بأحببت، والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول، أي: عن أن أذكر ربي، أو إلى الفاعل، والتقدير: عن أن يذكرني ربي.
145 ـ قال تعالى: {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} 37 الأحزاب.
وتخشى: الواو للحال أو عاطفة، تخشى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. الناس: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة تخشى في محل نصب حال، أو معطوفة على ما قبلها.
والله: الواو حالية أو عاطفة، وكونها حالية أحسن، والله مبتدأ مرفوع بالضمة.
أحق: خبر مرفوع بالضمة، والجملة الاسمية في محل نصب حال.
أن تخشاه: أن حرف مصدري ونصب، وتخشى فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مؤول في محل رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة، ويجوز أن يكون المصدر المؤول منصوباً على نزع الخافض متعلق بأحق، وقال أبو البقاء يجوز أن يكون المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ، وأحق خبره مقدم عليه، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لفظ الجلالة.
146 ـ قال تعالى: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} 4 المنافقون.
وإن يقولوا: الواو حرف عطف، وإن حرف شرط جازم لفعلين، ويقولوا فعل
الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
تسمع: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. لقولهم: جار ومجرور متعلقان بتسمع، وتسمع متضمن معنى تصغي، وقول مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة إن يقولوا معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} 15 الأحقاف.
ووصينا: الواو حرف استئناف، ووصينا فعل وفاعل.
الإنسان: مفعول به منصوب بالفتحة، وجملة وصينا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان العبرة في اختلاف حال الإنسان مع أبويه.
بوالديه: جار ومجرور متعلقان بوصينا، ووالد مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
إحساناً: مفعول به أول منصوب بالفتحة على تضمين وصينا معنى ألزمنا، ويجوز أن يكون إحساناً مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره يحسن، أي: وصيناه أن يحسن إليهما إحساناً، وقيل أن إحساناً منصوب على أنه مفعول من أجله، والتقدير: وصيناه بهما إحساناً منا إليهما.
147 ـ قال تعالى: {وزوجناهم بحور عين} 54 الدخان.
وزوجناهم: الواو حرف عطف، وزوجناهم فعل وفاعل ومفعول به، والجملة عطف على يلبسون.
بحور: جار ومجرور متعلقان بزوجناهم. عين: نعت مجرور لحور.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:07 م]ـ
سادسا ـ المشبه بالمفعول به:
يجوز في معمول الصفة المشبهة إذا كان معرفة الرفع لأنه فاعل.
نحو: محمد حسنٌ وجهُهُ.
فإن قصد به المبالغة حولنا الإسناد عن الفاعل إلى الضمير المستتر في الصفة المشبهة، والعائد إلى ما قبلها، ونصبنا ما كان فاعلا تشبيها له بالمفعول به.
فنقول: محمد حسنٌ وجهَهُ، أو: حسنٌ الوجهَ.
فـ " فوجهَهُ، أو الوجهَ " مشبه بالمفعول به منصوب بالفتحة، ولا يصح أن نعتبرها مفعولا به، لأن الصفة المشبهة لازمة لا تتعدى لمعمولها، ولا يصح نصبه على التمييز، لأن الاسم معرفة بإضافته إلى الضمير، أو بـ " أل " التعريف، والتمييز لا يكون إلا نكرة.
سابعا ـ هناك علامتان يجب توفرهما في الفعل المتعدي إلى المفعول به، أوأكثر، هما:
1 ـ أن يصح اتصاله بضمير الغائب " الهاء ". نحو: كتبه، أرسله، كافأه.
إذ إن الفعل اللازم لا يصح اتصاله بذلك الضمير.
فلا نقول: ذهبته، وجلسته.
2 ـ أن يصاغ منه اسم مفعول تام على وزن " مفعول ".
نحو: كتب ـ مكتوب، أكل ـ مأكول، ضرب ـ مضروب.
ولا يصح أن يصاغ من الفعل اللازم، فلا نقول: مذهوب، ومجلوس.
ثامنا ـ يجوز في أفعال القلوب " ظن " وأخواتها حذف أحد مفعوليها، أو حذف المفعولين معا.
148 ـ فمثال الأول قوله تعالى: {اتخذوه وكانوا ظالمين} 1. أي اتخذوه إلها.
ـــــــــــــــ
1 ــ 148 الأعراف.
ومنه قول عنترة:
ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
فحذف أحد المفعولين، والتقدير: فلا تظني غيره حاصلا.
غير أن حذف أحد المفعولين عند أكثر النحويين ممتنع، لأنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول، لأن الشك والعلم وقعا في المفعول الثاني، وهما معا كالاسم الواحد، ومضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة، فلو حذفت أحدهما كأن حذفت بعض أجزاء الكلمة الواحدة إلا أن الحذف وارد مع القرينة.
ومثال الثاني: 149 ـ قوله تعالى: {أين شركائي الذين كنتم تزعمون} 1.
فالمفعولان محذوفان: أحدهما عائد للموصول، أي: تزعمونهم شركاء.
وقدرهما ابن هشام في المغنى بقوله: تزعمون أنهم شركاء. أي من " أن " ومعموليها، لأن زعم في الغالب لا يقع على المفعولين صريحا، بل على أن
وصلتها. 150 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن هم لا يظنون} 2.
فحذف المفعولين، وحذفهما جائز، والتقدير: يظنون ما هو نافع لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:08 م]ـ
تاسعا ـ إذا كان المفعول به تابعا لجواب " أما " وجب تقديمه على عامل الفعل ـ " لا " الناهية ـ إذا انعدم الفاصل بين " ما " والجواب.
151 ـ نحو قوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} 3.
وقوله تعالى: {وأما السائل فلا تنهر} 4.
فـ " اليتيم، والسائل " كل منهما منصوب بالفعل بعده، والفاء غير فاصلة بين الفعل ومعموله، ولا مانعة {5}.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 62 القصص. 2 ـ 178 البقرة.
3 ـ 9 الضحى. 4 ـ 10 الضحى.
5 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص155.
نماذج من الإعراب
148 ـ قال تعالى: {اتخذوه وكانوا ظالمين} 148 الأعراف.
اتخذوه: اتخذ فعل ماض، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والهاء في محل نصب مفعول به أول، والمفعول به الثاني محذوف تقديره: إلهاً.
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون جواباً عن سؤال نشأ من سياق الكلام، أي: فكيف اتخذوه؟.
وكانوا: الواو حرف عطف، وكان واسمها في محل رفع.
ظالمين: خبرها منصوب بالياء، والجملة معطوفة على ما قبلها.
149 ـ قال تعالى: {أين شركائي اللذين كنتم تزعمون} 62 القصص.
أين: اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
شركائي: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة، وجملة شركائي في محل نصب مقول قولٍ سابق. اللذين: اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي.
كنتم: كان واسمها في محل رفع.
تزعمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، ومفعولا تزعمون محذوفان تقديرهما: تزعمونهم شركائي.
والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان.
وجملة كنتم تزعمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
150 ـ قال تعالى: {وإن هم إلا يظنون} 78 البقرة.
وإن: الواو للحال، وإن نافية لا عمل لها. هم: ضمير في محل رفع مبتدأ.
إلا: أداة حصر لا عمل لها لتقدم النفي.
يظنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " هم ".
ومفعولا ظن محذوفان، وحذفهما جائز، والتقدير: يظنون ما هو نافع لهم.
وجملة إن وما بعدها في محل نصب حال.
151 ـ قال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} 10 الضحى.
فأما: الفاء هي الفصيحة، وأما حرف شرط وتفصيل.
اليتيم: مفعول به مقدم لتقهر. فلا: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية.
تقهر: فعل مضارع مجزوم بلا، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
حالات عمل أفعال القلوب
لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال: ـ
أولا ـ الإعمال: ـ
بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر، وتعمل فيهما النصب، ويكونان مفعولين للفعل، وقد مثلنا له سابقا، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها، أما إذا توسطت فعملها جائز. نحو: زيدا ظننت مسافرا.
أو إذا تأخر الفعل. نحو: زيدا مسافرا ظننت.
ففي هاتين الحالتين: يجوز إعمال الفعل، ويجوز إهماله.
وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا.
ثانيا ـ الإلغاء:
وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها، أو تأخرت عنهما.
نحو: محمد ظننت حاضر، وعمرو حسبت متأخر.
ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب، وما دخل في بابهما من الأفعال، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها، وفي محلها أيضا.
فـ " محمد " مبتدأ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب، و " مسافر " خبر. وقس على ذلك.
ثالثا ـ التعليق:
وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي:
1 ـ لام الابتداء. نحو: علمت لخالد موجود.
فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول، ولكنه لم يعلق في المحل أو التقدير،
فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا.
152 ـ ومنه قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} 1. ومنه قوله تعالى: {والله يعلم إنك لرسوله} 2.
وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة، والصحيح جوازه، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر: بلا نسبة
حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
فعلق الفعل " نبئت " عن العمل لاتصال خبر إن باللام، ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ.
2 ـ لام جواب القسم. نحو: علمت ليحضرن أخوك.
والتقدير: علمت والله ليحضرن أخوك.
22 ـ ومنه قول لبيد:
ولقد علمت لتاتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها
فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله، ولوعمل فيهما لكان التقدير: علمت منيتي آتية.
منيتي: مفعول به أول. والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان.
3 ـ لا النافية. نحو: ظننت لا محمد قائم ولا أحمد
ونحو: علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس.
4 ـ ما النافية. 153 ـ نحو قوله تعالى: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} 3.
وقوله تعالى: {ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص} 4
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:08 م]ـ
وقوله تعالى: {قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق} 1.
5 ـ إن النافية. نحو قوله تعالى: {وتظنون إن لبثتم إلا قليلا} 2.
6 ـ الاستفهام بالهمزة.
154 ـ كقوله تعالى: {وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون} 3.
أو بأي. 155 ـ نحو قوله تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} 4.
وقوله تعالى: {ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى} 5.
7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى: (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن} 6.
8 ـ الاستفهام بأنَّى. 156 ـ نحو قوله تعالى: {ثم انظر أنى يأفكون} 7.
9 ـ الاستفهام بأيان. 157 ـ نحو قوله تعالى: {يسألون أيان يوم الدين} 8.
10 ـ الاستفهام بكيف. 158 ـ نحو قوله تعالى: {فستعلمون كيف نذير} 9.
وقوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} 10.
11 ـ الاستفهام بما. 159 ـ نحو قوله تعالى: {وما أدراك ما الحاقة} 11.
وقوله تعالى: {وما أدراك ما ليلة القدر} 12.
12 ـ الاستفهام بمن.
160 ـ نحو قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} 13.
13 ـ الاستفهام بهل.
161 ـ نحو قوله تعالى: {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ}
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:10 م]ـ
22 ـ قال الشاعر:
ولقد علمت لتأتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها
ولقد: الواو حرف عطف، واللام موطئة للقسم، وقد حرف تحقيق.
علمت: فعل وفاعل. لتأتين: اللام واقعة في جواب القسم، وتأتين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون حرف مبني لا محل له من الإعراب. منيتي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
إن المنايا: إن حرف توكيد ونصب، والمنايا اسمها منصوب الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
لا تطيش: لا نافية لا عمل لها، وتطيش فعل مضارع مرفوع بالضمة.
سهامها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والضمير في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.
الشاهد قوله: علمت لتأنين منيتي، حيث وقع الفعل الذي ينصب في الأصل مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر وهو " علمت " قبل لا جواب القسم، لذلك علق عن العمل في لفظ الجملة، ولولا هذه اللام لنصب الفعل المفعولين، وعليه كان يقول: ولقد علمت منيتي آتية. بنصب منية نصبا تقديريا على أنه المفعول الأول، ونصب آتية نصبا ظاهرا على أنه المفعول الثاني، ولكن وجود اللام منع النصب في اللفظ، وجعله موجودا في المحل، والليل على وجوده في المحل أنك
لو عطفت على محل جملة " لتأتين منيتي " لعطفت بالنصب.
153 ـ قال تعالى: (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) 65 الأنبياء.
لقد علمت: اللام جواب للقسم المحذوف، وقد حرف تحقيق، وعلمت فعل وفاعل. والجملة في محل نصب مقول قول محذوف في موضع الحال.
ما هؤلاء: ما حجازية نافي تعمل عمل ليس، وهؤلاء في محل رفع اسمها.
ينطقون: فعل مضارع وفاعله، والجملة في محل نصب خبر ما.
وجملة ما هؤلاء ينطقون في موضع المفعولين لعلمت.
قال تعالى: (وتظنون إن لبثتم إلا قليلا) 52 الإسراء.
وتظنون: الواو للحال، وتظنون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة في محل نصب حال.
إن لبثتم: إن نافية لا عمل لها ن ولبثتم فعل وفاعل.
إلا قليلاً: إلا أداة حصر لا عمل لها، وقليلاً ظرف زمان متعلق بلبثتم، وهو صفة لزمان محذوف، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، والتقدير: لبثاً قليلاً.
154 ـ قال تعالى: {وإن أدري أ قريب أم بعيد ما تعودون} 109 الأنبياء.
وإن أدري: الواو للحال، وإن نافية لا عمل لها، وأدري فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.
أ قريب: الهمزة للاستفهام، وقريب خبر مقدم مرفوع.
أم بعيد: أم حرف عطف، وبعيد عطف عليه مرفوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما توعدون: ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر، وتوعدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجملة توعدون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وأجاز العكبري أن يرتفع ما توعدون على أنه فاعل لقريب سد مسد خبره، وقريب مبتدأ، قال لاعتماده على الهمزة، أو فاعلاً لبعيد لأنه أقرب إليه، فتكون المسألة من باب التنازع.
وجملة أ قريب أم بعيد ما توعدون في محل نصب مفعول أدري المعلقة عن العمل. وجملة إن أدري وما بعدها في محل نصب حال.
155. قال تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} 227 الشعراء.
وسيعلم: الواو حرف استئناف، والسين للاستقبال، ويعلم فعل مضارع مرفوع بالضمة. الذين: اسم موصول في محل رفع فاعل.
وجملة سيعلم لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
ظلموا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أي منقلب: أي منصوبة على المفعولية المطلقة، لأنها تعرب حسب ما تضاف إليه، وقد علقت بعلم عن العمل، والعامل فيها ينقلبون وليس يعلم، لأن أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها، وأي مضاف، ومنقلب مضاف إليه.
ينقلبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
وقد ذكر النحاس أن الاستفهام معنى وما قبله معنى آخر، فلو عمل فيه لدخل بعض المعاني في بعض. (1)
156. قال تعالى: {ثم انظر أنى يؤفكون} 75 المائدة.
ثم: حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي.
انظر: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
أنى: اسم استفهام بمعنى كيف في محل نصب على الحال.
يؤفكون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
وجملة انظر معطوفة على جملة انظر الأولى لا محل لها من الإعراب، لأن الجملة المعطوف عليها مستأنفة، والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول
انظر، وقد علقت انظر عن العمل لفظاً فيما بعدها.
157 ـ قال تعالى: {يسألونك أيان يوم الدين} 12 الذاريات.
يسألونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به أول.
أيان: اسم استفهام في محل نصب ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم.
يوم الدين: يوم مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والدين مضاف إليه، وجملة أيان في
محل نصب مفعول ثان ليسألون.
158 ـ قال تعالى: {فستعلمون كيف نذير} 17 الملك.
فستعلمون: الفاء هي الفصيحة، والسين حرف استقبال، وتعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم.
نذير: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة رسماً من الكلمة، والجملة المعلقة في محل نصب مفعول تعلمون.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:10 م]ـ
159 ـ قال تعالى: {وما أدراك ما الحاقة} 3 الحاقة.
وما: الواو حرف عطف، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.
أدراك: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والكاف في محل نصب مفعول به، وجملة أدراك خبر ما.
ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. الحاقة: خبر مرفوع بالضمة.
والجملة في محل نصب مفعولي أدراك الثاني والثالث، لأن أدري ينصب ثلاثة مفاعيل ومعناه
أعلم، وقد علقت أدراك عن العمل بالاستفهام.
160 ـ قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} 87 الزخرف.
ولئن: الواو حرف عطف، واللام موطئة للقسم، وإن شرطية جازمة لفعلين.
سألتهم: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
من خلقهم: من اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وخلق فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والجملة في محل رفع خبر من، وجملة الاستفهام المعلقة في محل نصب مفعول به ثان لسألتهم.
ليقولن: اللام جواب القسم، وجواب الشرط محذوف على القاعدة، ويقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل، والنون نون التوكيد الثقيلة.
الله: فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف دل عليه موصول الاستفهام، والتقدير: خلقنا الله، والدليل على أن المرفوع فاعل فعله محذوف لا مبتدأ، أنه جاء عند عدم الحذف، كقوله تعالى الآنف الذكر: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم}.
على أن هذه الحجة قد تعارض بالمثل فيقال: والدليل على أنه مبتدأ أنه قد جاء كذلك كقوله تعالى: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ـ إلى قوله ـ قل الله ينجيكم منها}. وعليه قال ابن هشام: " يقول بعضهم في: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) أن اسم الله سبحانه وتعالى مبتدأ أو فاعل، والتقدير: أي الله خلقهم، أو خلقهم الله، والصواب الحمل على الثاني بدليل قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم}، " والمسألة خلافية ".
161 ـ قال تعالى: {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} 15 الحج.
فلينظر: الفاء حرف عطف، واللام لام الأمر، وينظر فعل أمر مجزوم باللام،
وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
هل: حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يذهبن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.
كيده: فاعل مرفوع بالضمة، والهاء في محل جر بالإضافة.
ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به.
يغيظ: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة يغيظ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة هل يذهبن في محل نصب بينظر، وجملة ينظر معطوفة على ما قبلها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:11 م]ـ
قال تعالى: {يسألونك ماذا أحل لهم} 4 المائدة.
يسألونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة للإجابة عن سؤالهم: ماذا أحل لهم؟.
ماذا: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وجملة أحل في محل رفع خبر، أو ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر، وجملة أحل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أحل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
لهم: جار ومجرور متعلقان بأحل.
وجملة ماذا أحل في موضع المفعول الثاني ليسألونك، لأن القاعدة تقول: إن فعل السؤال يعلق عن العمل وإن لم يكن من أفعال القلوب، لأنه سبب العلم فكما يعلق العلم فكذلك يعلق سببه.
162 ـ قال تعالى: {وإن أدري لعله فتنة لكم} 111 الأنبياء.
وإن: الواو حرف عطف، وإن نافية لا عمل لها.
أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا. لعله: لعل حرف ترجي ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
فتنة: خبر لعل مرفوع بالضمة. لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لفتنة. وجملة لعله فتنة في محل نصب بأدري.
والكوفيون يجرون الترجي مجرى الاستفهام للتعليق عن العمل، وهو الشاهد في الآية وفي آيات أخرى كثيرة، كقوله تعالى: {وما يدريك لعل الساعة قريبة}، وقوله تعالى: {وما يديك لعله يزكى}. وجملة إن أدري معطوفة على ما قبلها.
23 ـ قال الشاعر:
ما كنت أدري قبل عزة ما البكى ولا موجعات القلب حتى تولتِ
وما كنت: الواو حسب ما قبلها، وما نافية لا عمل لها، وكنت كان واسمها.
أدري: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
والجملة في محل نصب خبر كان.
قبل عزة: قبل ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بأدري، وهو مضاف، وعزة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
ما البكى: ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، والبكى خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والجملة الاسمية في محل نصب بأدري سدت مسد مفعوليها.
ولا موجعات: الواو حرف عطف، ولا زائدة لتأكيد النفي، وموجعات معطوف على محل ما البكى منصوب مثله لأن محل البكى النصب.
وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة، لأنه جمع مؤنث سالم، وموجعات مضاف، والقلب مضاف إليه.
حتى تولت: حتى حرف جر وغاية، وتولت فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي يعود على عزة. وأن المحذوفة بعد حتى منسبكة مع الفعل بعدها في تأويل مصدر مجرور بحتى، وشبه الجملة متعلق بالنفي الذي دل عليه " ما " في قوله ما كنت أدري.
الشاهد قوله: ما كنت أدري ما البكى، ولا موجعات. حيث إن الفعل " ادري " ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وجملة ما البكى مكونة من المبتدأ والخبر، وكان على الفعل أن يعمل في لفظهما النصب، ولكن المبتدأ اسم استفهام، واسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله لأن رتبته التصدير، لهذا السبب امتنع عمل الفعل في لفظ المبتدأ والخبر، وعمل في محلهما النصب، وقد بينا ذلك في إعرابات سابقة فتدبرها. والدليل على أن الفعل عمل في محل المبتدأ والخبر النصب أنه لما عطف عليهما قوله " موجعات " جاء به منصوبا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:11 م]ـ
الاشتغال
تعريفه: هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم، أو بما يلابس ضميره. نحو: محمدا أكرمته. وواجبك اكتبه.
163 ـ ومنه قوله تعالى: {وكل شيء فصلناه تفصيلا} 1.
وقوله تعالى: {والجبال أرساها} 2.
وقوله تعالى: {والقمر قدرناه منازلا} 3.
24 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
ومثال انشغال الفعل بما يلابس ضمير الاسم المتقدم قولنا: صديقك أحسن وفادتَه , وعدوك اقطع دابره.
وفي هذه الحالة نقدر فعلا ملائما للمعنى. نحو: أكرم صديقك أحسن وفادته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما تجدر الإشارة إليه أن الاسم المتقدم على الفعل في الأمثلة السابقة، لا نقطع فيه النصب بفعل محذوف يفسره ما بعده. إذ يجوز فيه الرفع على الابتداء، والجملة بعده في محل رفع خبر، إلا إذا توفرت فيه شروط معينة وجب فيه النصب.
فـ " محمدا " يجوز أن نعربه مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور، والتقدير: أكرمت محمدا أكرمته، واكتب واجبك اكتبه، وفصلنا كل شيء فصلناه، وأرسى الجبال أرساها، وقدرنا القمر قدرناه، ونملأ ماء البحر نملؤه.
ويجوز أن نعربه مبتدأ، والجملة بعده في محل رفع خبر.
ــــــــــــــــــ
* قسم من أقسام المفعول به المحذوف عامله.
1 ـ 12 الإسراء. 2 ـ 32 النازعات.
3 ـ 39 يس.
أولا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب النصب للاسم المشغول عنه: ــ
يجب نصب الاسم المشغول عنه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور إذا وقع بعد الأدوات التي تختص بالفعل. كأدوات الاستفهام ما عدا الهمزة، وأدوات الشرط، والتخصيص، والعرض.
مثال الاستفهام: هل الواجب عملته؟ وهل الخير فعلته؟
مثال الشرط: إن محمدا صادفته فسلم عليه.
وإن درسك أهملته عاقبتك.
والتحضيض نحو: هلاّ الحق قلته. هلاّ العمل أتقنته.
والعرض نحو: ألا صديقا تزره، ألا العاجز ساعدته.
ثانيا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب الرفع:
يجب رفع المشغول عنه إذا وقع مبتدأ، وذلك في ثلاثة مواضع:
1 ـ بعد إذا الفجائية. نحو: خرجت فإذا الشوارع تغمرها السيول.
الشوارع: مبتدأ، ولا يصح أن تكون مفعولا به لفعل محذوف، لأن إذا الفجائية لم يوليها العرب إلا مبتدأ أو خبر.
164 ـ نحو قوله تعالى: {فألقاها فإذا هي حية تسعى} 1.
وقوله تعالى: {فإذا لهم مكر في آياتنا} 2.
فـ " إذا " الفجائية لا يقع بعدها إلا الجملة الاسمية {3}.
فإن نصبنا بعدها الاسم بفعل محذوف امتنع ذلك، لأنها لا تختص بالدخول على الأفعال.
وعلى عكسها " إذا " التي للجزاء، فهي لا تختص إلا بالدخول على الأفعال، لأن
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 طه. 2 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص194.
3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص 66.
الجزاء لا يكون إلا بالفعل {1}.
165 ـ نحو قوله تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} 2.
وقوله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة} 3.
فإن جاء بعدها اسم رفعناه على تأويل فعل محذوف.
166 ـ نحو قوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت} 4.
وقوله تعالى: {وإذا الجنة أزلفت} 5. وقوله تعالى: {إذا الشمس كورت} 6.
والتقدير: فإذا سئلت الموءودة، وقس عليه.
2 ـ بعد واو الحال. نحو: وصلت والشمس مائلة للمغيب.
ونحو: صافحت محمدا وخالد يبتسم. وينام الناس والجندي تسهر عيناه.
3 ـ قبل ما له الصدارة كأدوات الاستفهام، أو الشرط، أو التحضيض، أو كم الخبرية، أو لام الابتداء، أو ما النافية، أو ما التعجبية، أو إن وأخواتها.
نحو: القلم هل أعدته لصاحبه، والكتاب هل قرأته.
ونحو: محمد إن يحضر فبلغه تحياتي، والدرس متى تحفظه تنجح.
ونحو: القصة هلاّ قرأتها، والمقالة هلاّ كتبتها.
ونحو: عليّ كم أحسنت إليه، وعبد الله كم جالسته.
ونحو: الكتاب لأنا اشتريته، والواجب لأنا حللته.
ونحو: الكذب ما قلته، والشر ما فعلته.
ونحو: الجو ما ألطفه، والسماء ما أجملها.
ونحو: يوسف إني أكرمه، وأخون لعلي أعرفه.
فلأسماء في الأمثلة السابقة، والواقعة قبل ما له الصدارة جاءت مبتدآت، والجمل بعدها في
محل رفع أخبار لها، ولا يصح نصب تلك الأسماء بأفعال محذوفة يدل عليها الأفعال المذكورة، لأن الأفعال الواقعة بعد الأدوات السابقة لا تعمل فيما قبل تلك الأدوات، وما لا يعمل لا يفسر عاملا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:12 م]ـ
ثالثا ـ المواضع التي يتعين فيها ترجيح النصب:
يرجح نصب المشغول عنه في ثلاثة مواضع هي:
1 ـ أن يقع بعد الاسم المشغول عنه فعل طلبي: أمر، أو نهي، أو دعاء.
نحو: الدرس احفظه، والصديق أكرمه.
ونحو: الواجب لا تهمله، والكتاب لا تمزقه.
ونحو: عليا هداه الله، وأحمد سامحه الله، واللهم أمري يسره.
2 ـ أن يقع الاسم بعد: حتى، وبل، ولكن الابتدائيات.
نحو: صافحت الحاضرين حتى محمدا صافحته.
ونحو: ما عاقبت عليا ولكن يوسف عاقبته.
ونحو: ما شربت الشاي بل اللبن شربته.
3 ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام. نحو: أ الكتاب قرأته، وأمحمدا كافأته.
167 ـ ومنه قوله تعالى: {أ هؤلاء من الله عليهم من بيننا} 1.
وقوله تعالى: {قالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه} 2.
4 ـ أن يقع الاسم جوابا لمستفهم عنه منصوب. نحو: عليا استقبلته.
في جواب من سأل: من استقبلت؟
ونحو: التمر أكلته. في جواب: ماذا أكلت؟
5 ـ أن يعطف الاسم المشغول عنه على جملة فعليه عمل فعلها النصب فيما بعده. نحو: شاهدت محمدا وعليا صافحته، عاقبت المهمل والمجتهد كافأته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:13 م]ـ
168 ـ ومنه قوله تعالى: {ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك} 1.
فـ " رسلا " الثانية أجاز فيها النحاة النصب بفعل مضمر يفسره ما بعده.
وقوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم} 2.
وقوله تعالى: {يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما} 3.
فـ " الجان، والظالمين " كل منهما مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده، لعطفه على ما عمل فيه الفعل " خلقنا " وهو كلمة " الإنسان "، والفعل " يدخل "، ومعموله اسم الموصول " من "، وتقدير الأفعال المحذوفة في الآيات الثلاث السابقة هي: وقصصنا رسلا، وخلقنا الجان، ويعذب الظالمين.
ومنه قول ضبع الفزاري:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا
والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا
الشاهد قوله: والذئب أخشاه. فنصب الذئب باعتباره مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل أخشى، لأنه عطف على الجملة الفعلية في البيت الأول، والتي نصب فيها الفعل مفعولا به وهي: لا أحمل السلاح، ولا أملك رأس البعير.
والتقدير: وأخشى الذئب.
رابعا المواضع التي يتعين فيها ترجيح الرفع: ـ
يترجح رفع الاسم المشغول عنه في غير المواضع السابقة، أي إذا لم يكن ما يوجب نصبه، أو يرجحه، أو يوجب رفعه.
نحو: المجتهد كافأته، والمهمل عاقبته.
فقد رجح النحاة في الاسم الواقع قبل الفعل كما هو واضح في الأمثلة السابقة الرفع
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 164 النساء. 2 ـ 31 الإنسان.
على الابتداء، والجملة بعده في محل رفع خبر.
وقد أجاز بعضهم نصبه على الاشتغال. فنقول: المجتهدَ كافأته. بنصب المجتهد، ومحمدا أكرمته.
169 ـ ومنه قوله تعالى: {ذلك نتلوه عليك من الآيات} 1.
فـ " ذلك " جاز فيها أن تكون في موضع على الابتداء، وهو الأرجح، والنصب على الاشتغال، وهو المرجوح.
ومنه قوله تعالى: {أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما} 2.
جاز في " أولئك " الرفع لأنها مبتدأ، وخبره الجملة الفعلية، وجاز فيه النصب بإضمار فعل يفسره ما بعده فيكون من باب الاشتغال. إير أن الوجه الأول أرجح.
وقد عللوا رجحان الوجه الأول بقولهم: أن من يقل: زيد ضربته. أفصح وأكثر شيوعا من قولهم: زيدا ضربته. بالنصب، ولن معمول ما بعد حرف الاستقبال مختلف في جواز تقديمه في نحو: سأضرب زيدا، وإذا كان كذلك فلا يجوز الاشتغال، فالأجود الحمل على ما لا خلاف فيه {3}.
ومنه قوله تعالى: {وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به} 4.
فـ " ذلكم " يجوز فيها الرفع على الابتداء، وخبره جملة وصاكم، أو مفعول به منصوب على الاشتغال. والوجه الأول أحسن لما بينا آنفا من ترجيح الرفع على النصب في مثل هذه المواضع، فتدبر، والله أعلم.
خامسا ـ جواز الرفع والنصب:
يجوز في الاسم المشغول عنه الرفع والنصب إذا عطفنا على الجملة ذات الوجهين
والمقصود بالجملة ذات الوجهين: أنها الجملة التي صدرها اسم وعجزها فعل،
فهي اسمية باعتبارها مبتدأ وخبر، وفعلية باعتبارها مختومة بفعل ومعموله {1}.
نحو: محمد مسافر وعليٌّ أو عليا أنزلته عندي.
ونحو: خالد أخفق وإبراهيمَ أو إبراهيمُ كافأته.
ومنه قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل} 2.
170 ـ وقوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان} 3.
فقد قرئ " القمر " بالرفع على الابتداء، وقرئ بالنصب على الاشتغال {4}.
وقال العكبري: إنه في رواية الرفع محمول على " آية "، أو على و الشمس {5}
أما " السماء " فقد قرأها الجمهور بالنصب على الاشتغال، وقرأ أبو السمال بالرفع مراعيا مشاكلة الجملة الابتدائية، أما الجمهور فقد راعوا مشاكلة الجملة التي تليه وهي " يسجدان " {6}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:13 م]ـ
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يجوز النصب على الاشتغال لاسم الموصول المشبه بالشرط الذي دخلت في خبره الفاء. 171 ـ نحو قوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} 7.
وقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} 8
(يُتْبَعُ)
(/)
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم ص240.
2 ـ 38، 39 يس. 3 ـ 6، 7 الرحمن.
4 ـ البحر المحيط ج7 ص 325.
5 ـ العكبري ج2 ص 105.
6 ـ البحر المحيط ج8 ص 189، والعكبري ج2 ص 123.
7 ـ 16 النساء. 8 ـ 15 النساء.
ففي الآيتين السابقتين أجري الموصولان " اللذان، و اللاتي " مجرى الشرط بدخول الفاء في الفعل " فاستشهدوا "، و الفعل " فآذوهما " لذلك لا يجوز أن ينتصب كل من الموصولين السابقين بإضمار فعل يفسره ما بعده، ويكون ذلك من باب الاشتغال، لأن كلا من الفعلين المذكورين لا يصح أن يعمل في الاسم الموصول لجريانه مجرى فعل الشرط.
وقال العكبري: لا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها في مثل هذا الموضع يعني الموضع السابق ـ ولو عري من ضمير المفعول، لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها {1}.
وبناء على ما تقدم يعرب اسم الموصول في كل من الآيتين السابقتين مبتدأ، وخبره في الآية الأولى: الجملة الفعلية " فاستشهدوا ... إلخ " مع جواز دخول الفاء زائدة على الخبر على رأي الجمهور، لأن المبتدأ أشبه بالشرط في كونه موصولا عاما صلته فعل مستقبلي. ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره: فيما يتلى عليكم حكم اللاتي، فحذف الخبر، والمضاف إلى المبتدأ لدلالته عليهما، وأقيم المضاف إليه مقامه، ونظيره ما تمثل به سيبويه في قوله تعالى:
{الزانية والزاني فاجلدوا} 2.
172 ـ وقوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا} 3.
وما قيل في الآية الأولى يقال في الآية الثانية.
وقد أجاز البعض النصب على تقدير إضمار فعل يفسره الخبر، ويقبح أن يفسره ما في
الصلة {4}.
2 ـ ذكرنا فيما سبق في تعريف الاشتغال أن بتقدم اسم، ويتأخر عنه فعل، أو وصف صالح للعمل فيما قبله منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره، أو ملابسه. إلا أن بعض الأفعال لا يصلح أن يكون ناصبا للاسم المتقدم عليه ولو لم يشغل عنه بضميره، وذلك كالأفعال الواقعة شرطا، أو جوابا، أو كانت جامدة مسبوقة بما التعجبية، وقد ذكرنا ذلك في موضعه، وكذلك الفعل الواقع صفة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:14 م]ـ
173 ـ نحو قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر} 1.
فـ " كل " وجب فيها الرفع على الابتداء، لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر عاملا {2}.
فالجملة الفعلية في محل رفع صفة لكل {3}. و " في الزبر " في محل رفع خبر.
3 ـ إن العامل المنشغل بضمير الاسم المتقدم عليه، إما أن يكون فعلا كما في جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب، وقد يكون شبيها بالفعل في عمله، كالأوصاف المشتقة من الفعل كاسم الفاعل، واسم المفعول إذا جاءا بمعنى الحال، أو الاستقبال، وألا يقعا صلة " لأل " لامتناع عمل الصلة فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر عاملا، وعليه امتنع تفسير الصفة المشبهة، فلا يجوز نحو: خالدا أنا الضاربه. ولا: وجه الأب محمد حسنه.
ومن الأمثلة على الأوصاف التي توفرت فيها شروط العمل قولنا: محمدا أنا ضاربه. وعليا أنت أكرمته.
4 ـ إذا وقع الفعل جوابا للقسم فلا يفسر عاملا، لذلك يجب رفع الاسم المتقدم.
نحو: المجتهد والله لأكافئنه، والمهمل والله لأعاقبنه.
174 ـ ومنه قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم} 4.
وقوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة} 5.
فـ " المهمل، والمجد، والذين " في الآيتين السابقتين وجب في كل منها الرفع على الابتداء، وجملة جواب القسم في محل رفع خبر.
ذكر ذلك صاحب شرح الكافية فقال: " وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم، فيجب الرفع في مثل: زيد والله لأضربنه، لأن القسم له صدر الكلام لتأثيره في الكلام " {1}. ولكن البعض أجاز النصب بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور، وهو غير صحيح لأن جواب القسم لا يفسر ما قبله فانتبه.
5 ـ إذا فصلت " إلا " بين الفعل المتأخر عنها، العامل في ضمير الاسم المتقدم عليها، امتنع بصب الاسم على الاشتغال. نحو: ما كتاب إلا قرأته. وما عمل إلا أنجزته.
فـ " كتاب، وعمل " كل منهما واجب الرفع على الابتداء، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، ولا يصح نصبه على الاشتغال، لأن ما بعد " إلا " لا يعمل فيما قبلها، وعلة ذلك أن ما بعد " إلا " من حيث الحقيقة جملة مستأنفة، لكن صيرت الجملتان في صورة جملة قصرا للاختصار، فاقتصر على عمل ما قبل إلا فيما يليها فقط، ولم يجز عمله فيما بعده على الأصح {2}.
وما لا يعمل لا يفسر عاملا.
6 ـ يرجح رفع الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد " أما " الفصلية.
175 ـ نحو قوله تعالى: {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفينهم أجورهم} 3. وقوله تعالى: {فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا} 4.
فـ " الذين " في الآيتين يرجح فيهما الرفع على الابتداء، وجملة: فيوفينهم ... إلخ خبر في الآية الأولى، وجملة: فأعذبهم ... إلخ خبر في الآية الثانية.
وجوز البعض النصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور {5}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:15 م]ـ
7 ـ يشترط في الاسم المشتغل عنه أن يكون معرفة حتى يصح الابتداء به، كما
مر معنا في الأمثلة السابقة في باب الاشتغال. نحو: هل الكتاب قرأته؟
وهل عليا قابلته؟ فإن جاء الاسم نكرة محضة أول بمعرفة.
176 ـ نحو قوله تعالى: {وأخرى تحبونها} 1.
فـ " أخرى " صفة لموصوف محذوف، والتقدير: النعمة، أو المثوبة الأخرى.
وأما قوله تعالى {ورهبانية ابتدعوها} 2.
فلا يصح في " رهبانية " النصب على الاشتغال، لأنها نكرة لا تصلح للابتداء، والجملة بعدها صفة.
وجاز الاشتغال فى قوله تعالى: {ورسلا قد قصصناهم عليك} 3.
لأنه موضع تفضيل {4}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:16 م]ـ
نماذج من الإعراب
163 ـ قال تعالى: {وكل شيء فصلناه تفصيلاً} 12 الإسراء.
وكل شيء: الواو حرف عطف، وكل مفعول به منصوب على الاشتغال لفعل محذوف يفسره ما بعده لانشغال الفعل الثاني في العمل في الضمير المتصل به العائد على المفعول به المقدم، وكل مضاف، وشيء مضاف إليه، ورجح نصبه لتقدم جملة فعلية عليه.
فصلناه: فعل وفاعل ومفعول به. تفصيلاً: مفعول مطلق منصوب بالفتحة.
24 ـ قال الشاعر:
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
ملأنا: فعل وفاعل. البر: مفعول به، وجملة ملأنا لا محل لها من الإعراب مستأنفة. حتى ضاق: حتى حرف جر وغاية بعدها " ان " مضمرة وجوبا، وضاق فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
عنا: جار ومجرور متعلقان بضاق. والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل ضاق في تأول مصدر مجرور بحتى، وشبه الجملة متعلق بملأنا، والبعض يرى أن حتى في هذا الموضع حرف ابتداء والجملة الفعلية بعده مستأنفة، والوجه الأول أقوى معنى. وماء البحر: الواو حرف عطف، وماء يجوز فيه الرفع والنصب، فالرفع على الابتداء، والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها من الإعراب
مثلها. والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، وتكون الجملة فعليه معطوفة على مثلها، والتقدير: ونملأ ماء البحر وماء مضاف، والبحر مضاف إليه.
نملؤه: نملأ فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية في محل رفع خبر لماء على رواية الرفع، ولا محل لها من الإعراب على رواية النصب، لأنها مفسرة. سفينا: تمييز منصوب بالفتحة.
164 ـ قال تعالى: {فألقاها فإذا هي حية تسعى} 20 طه.
فألقاها: الفاء واقعة في جواب الأمر، وألقى فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به.
فإذا: الفاء حرف عطف، وإذا فجائية لا عمل لها، ويجوز فيها الاسمية والحرفية على خلاف بين النحاة.
هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. حية: خبر مرفوع بالضمة.
تسعى: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
وجملة تسعى في محل رفع خبر ثان لهي، أو في محل نصب حال من حية.
وهذه المسألة فيها خلاف بين سيبويه والكسائي عرفت بالمسألة الزنبورية.
وجملة إذا معطوفة على ما قبلها.
165 ـ قال تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} 15 القلم.
إذا: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه.
تتلى: فعل ماض مبني للمجهول. عليه: جار ومجرور متعلقان بتتلى.
وجملة تتلى في محل جر بإضافة إذا إليها.
آياتنا ك نائب فاعل، وآيات مضاف، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة.
قال: فعل ماض ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة قال لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم.
أساطير: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي أساطير، وأساطير مضاف.
الأولين: مضاف إليه مجرور بالياء.
166 ـ قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت} 8 التكوير.
وإذا: الواو حرف عطف، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه، وجوابها " علمت نفس ".
الموءودة: نائب فاعل لفعل مقدر يفسره ما بعده، وإلى هذا جنح الزمخشري ومنع أن يرفع
بالابتداء، لأن إذا تتقاضى الفعل لما فيها من معنى الشرط، ولكن ما منعه الزمخشري من وقوع المبتدأ بعد إذا أجازه الكوفيون والأخفش من البصريين.
سئلت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود على الموءودة.
وجملة إذا معطوفة على ما قبلها.
167 ـ قال تعالى: {أ هؤلاء منّ الله عليهم من بيننا} 53 الأنعام.
أ هؤلاء: الهمزة للاستفهام التقريري والتهكمي، وهؤلاء اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
منّ: فعل ماض. الله: لفظ الجلالة فاعل، والجملة في محل رفع خبر هؤلاء، وجملة أ هؤلاء وما بعدها في محل نصب مقول القول السابق.
عليهم: جار ومجرور متعلقان بمن.
من بيننا: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال.
ويجوز أن نعرب هؤلاء مفعول به في محل نصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر العامل في ضميره بوساطة حرف الجر " على "، ويكون المفسر من حيث المعنى لا من حيث اللفظ، والتقدير: أ فضل الله هؤلاء ومن عليهم، وتكون جملة من الله عليه لا محل لها من الإعراب لأنه مفسرة، وإنما صاغ هذا الوجه وفضله الكثيرون لأنه ولي همزة الاستفهام وهي أداة يغلب مجيء الفعل بعدها.
168 ـ قال تعالى: {ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك} 164النساء.
ورسلاً: الواو حرف عطف، ورسلاً مفعول به لفعل محذوف معطوف على أوحينا تقديره وآتينا. قد: حرف تحقيق.
قصصناهم: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل نصب صفة لرسلاً.
عليك: جار ومجرور متعلقان بقصصنا.
من قبل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال.
ورسلا: الواو حرف عطف، والجملة معطوفة على ما تقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:16 م]ـ
169 ـ قال تعالى: {ذلك نتلوه عليك من الآيات} 58 آل عمران.
ذلك: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
نتلوه: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل رفع خبر.
عليك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال.
ويجوز أن يكون اسم الإشارة مبتدأ، وجملة نتلوه في محل نصب على الحال.
من الآيات: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر.
ويجوز في اسم الإشارة أن يكون في محل نصب على الاشتغال، والوجه الأول أرجح.
170 ـ قال تعالى: (والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها) 6 الرحمن.
والنجم: الواو حرف عطف، والنجم مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
والشجر: الواو حرف عطف، والشجر معطوف على القمر.
يسجدان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل، والجملة في محل رفع خبر النجم، وجملة النجم معطوفة على ما قبلها.
والسماء: مفعول به بفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: ورفع السماء.
والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.
رفعها: رفع فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والحملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها.
171 ـ قال تعالى: (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما) 16 النساء.
واللذان: الواو حرف عطف، واللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى. يأتيانها: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، وهاء الغائب العائد على الفاحشة في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
فآذوهما: الفاء رابطة، وآذوا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والهاء في محل نصب مفعول به، والجملة في محل رفع خبر اللذان.
172 ـ قال تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) 38 المائدة.
والسارق: الواو حرف استئناف، والسارق مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف، والتقدير: فيما فرض عليكم السارق والسارقة، أي: حكمهما. فحذف المضاف الذي هو " حكم "، وأقيم المضاف إليه مقامه وهو السارق والسارقة، وحذف الخبر وهو الجار والمجرور، لأن الفاء بعده تمنع من نصبه على الاشتغال كما هي القاعدة، إذ يترجح النصب قبل الطلب وهي أي: الفاء التي جاءت لشبهه بالشرط تمنع أن يكون ما بعدها الخبر، لأنها لا تدخل عليه أبدا، فلم يبق إلا الرفع.
ويرى الأخفش والمبرد وجماعة أن الخبر هو الجملة الأمرية " فاقطعوا "، وإنما دخلت الفاء في الخبر، لأنه يشبه الشرط، لأن الألف واللام في كلمة السارق والسارقة موصولة بمعنى الذي والتي، والصفة صلتها. وقد أجاز الزمخشري ذلك، وإن رجح ما ارتآه سيبويه.
وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب مستأنفة. والسارقة: الواو عاطفة، والسارقة معطوفة على السارق مرفوعة.
فاقطعوا: الفاء واقعة في جواب " أل " الموصولة، واقطعوا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل. أيديهما: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وأيدي مضاف، والضمير في محل جر بالإضافة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:17 م]ـ
173 ـ قال تعالى: (وكل شئ فعلوه في الزبر) 52 القمر.
وكل شئ: الواو حرف عطف، وكل مبتدأ، وكل مضاف وشئ مضاف عليه.
فعلوه: فعل ماض، وفاعل، ومفعول به، والجملة في محل رفع صفة لكل.
في الزبر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ.
وجملة كل وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
174 ـ قال تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) 7 العنكبوت.
والذين: الواو حرف عطف، والذين اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة الذين وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
وعملوا: الواو حرف عطف، وعملوا معطوفة على آمنوا.
الصالحات: مفعول به لعملوا.
لنكفرن: اللام موطئة للقسم، ونكفرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
وجملة نكفرن في محل رفع خبر الذين.
عنهم: جار ومجرور متعلقان بنكفرن. سيئاتهم: مفعول به منصوب بالكسرة.
175 ـ قال تعالى: (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) 57 آل عمران.
وأما: الواو حرف عطف، وأما حرف شرط وتفصيل غير جازم.
الذين: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة الموصول.
وعملوا: الواو حرف عطف، وعملوا معطوف على آمنوا.
الصالحات مفعول به منصوب بالكسرة.
فيوفيهم: الفاء رابطة لجواب أما، ويوفيهم فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول. أجورهم: مفعول به ثان، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة فيوفيهم في محل رفع خبر الذين.
وجملة الذين وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
176 ـ قال تعالى: (وأخرى تحبونها) 13 الصف.
وأخرى: الواو حرف عطف، وأخرى مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وخبره المقدم محذوف، والتقدير: لكم نعمة أخرى، ويجوز في أخرى أن تكون منصوبة على إضمار فعل تقديره: ويمنحكم أخرى، وحملة تحبونها صفة لأخرى، أو يكون منصوبا بفعل مضمر يفسره الفعل تحبون، فيكون من باب الاشتغال، وحينئذ لا تكون جملة تحبونا صفة، لأنها مفسرة للعامل قبل أخرى.
تحبونها: فعل مضارع مرفوع بثبت النون، والواو في محل رفع فاعله، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به. والجملة إما في محل رفع خبر المبتدأ، أو صفة، أو مفسرة حسب ما ذكرنا سابقا، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:15 م]ـ
أدوات الشرط الجازمة
هو الربط بين حدثين يتوقف ثانيهما على الأول.
نحو: إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان.
177 ـ ومنه قوله تعالى: {إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم} 1.
178 ـ وقوله تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} 2.
تركيب جملة الشرط:
كما هو واضح من التعريف السابق أن جملة الشرط تتكون من جملتين صغيرتين، تسمى الأولى جملة فعل الشرط، وتسمى الثانية جملة جواب الشرط وجزائه. فالنجاح في المثال الأول مرتبط بالدراسة الجيدة، ومتوقف عليها، فإذا تمت الدراسة الجيدة حصل النجاح، وكذلك العكس، فإن لم تتم الدراسة الجيدة لم يحصل النجاح.
وأدوات الشرط هي العاملة في فعلي الشرط، وجوابه لفظا، ومحلا إذا كان الفعلين مضارعين، أو محلا فقط إذا كان الفعلين غير مضارعين. كما تربط بين معنى جملتي الشرط لتجعل منهما جملة واحدة تسمى تلك الجملة مع الأداة جملة الشرط، أو أسلوب الشرط.
ومما سبق يتضح أن جملة الشرط تتكون من أداة الشرط، وفعل الشرط، وجواب الشرط وجزائه.
أقسام أدوات الشرط ومعانيها:
1 ـ أدوات شرط جازمة.
2 ـ أدوات شرط غير جازمة، سنقوم بدراستها مع أساليب النحو (أسلوب الشرط).
أدوات الشرط الجازمة لفعلين:
تنقسم أدوات الشرط الجازمة إلى: حروف الشرط، وأسماء الشرط.
أ ـ حرفا الشرط هما: إنْ، وإذما.
179 ـ نحو قوله تعالى: {إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} 1
وقوله تعالى: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم} 2.
وقوله تعالى: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} 3.
ونحو: إذما تجتهد تنل جائزة.
إذما: حرف شرط مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تجتهد: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت، تنل: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ومنه قول: عباس بن مرداس:
إذْ ما أتيت على الرسول فقل له حقا عليك إذا اطمأن المجلس
وتفصيل القول في الحرفين السابقين كالتالي:
أولا ـ إنْ: حرف شرط جازم، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط.
نحو قوله تعالى: {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل} 4.
وقوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد} 5.
وقوله تعالى: {إن نشا ننزل عليهم من السماء آية} 6
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:16 م]ـ
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي:
1 ـ من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في " إن " الشرطية أن تجزم فعلين لفظا، أو محلا، يسمى الأول فعل الشرط، ويسمى الثاني جواب الشرط وجزاءه غير أنه قد يأتي بعدها اسم، وفي هذه الحالة نقدر بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعل المذكور. نحو: إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه.
إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محمد: فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير: إن تأخر محمد فعاقبه.
ومنه قوله تعالى: إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما ترك} 1.
وقوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك} 2.
2 ــ يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها، فتدغم فيها النون.
نحو: إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة.
إمَّا: أصلها: إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل لهما من الإعراب.
180 ـ ومنه قوله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} 3.
وقوله تعالى: {فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما} 4.
وقوله تعالى: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف} 5.
3 ـ قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية التي لا عمل لها، فتدغم " لا " في " النون ". نحو: إلا تحضر الامتحان ترسب.
إلا: أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون، لا محل لهما من الإعراب.
181 ـ ومنه قوله تعالى: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} 1.
وقوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله} 2.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا ـ إذما: حرف شرط جازم، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين، وبمنزلة " إنما ".
نحو: إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:17 م]ـ
25 ـ ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما "، كما أجاز ذلك في " حيث "، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا، فإنه يمكن الاستشهاد عليه
بقوله تعالى: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف} 3.
فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم "، وجوابه " فأوا "، والله أعلم.
ب ـ أسماء الشرط:
أما أسماء الشرط فهي: من، ما، مهما، متى، أيان، أنى، أين، حيثما، كيفما، أي.
وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه.
1 ـ من: اسم شرط للعاقل، تربط بين فعل الشرط، وجوابه بذات واحدة عاقلة. نحو: من يحفظ القصيدة ينل درجة.
182 ـ ومنه قوله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} 1.
وقوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} 2.
وقوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} 3.
2 ـ ما: اسم شرط لغير العاقل، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة. نحو: ما تفعل من شيء يعلمه الله.
183 ـ ومنه قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} 4.
وقوله تعالى: {وما تفعلوا من خير يوف إليكم} 5.
وقوله تعالى: {وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم} 6.
ومنه قوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} 7.
وقوله تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} 8.
3 ـ مهما: اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة، وإبهامه يجعله لغير العاقل. نحو: مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم.
183 ـ وقوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} 9.
وفي " مهما " قول ذكره سيبويه قال: سألت الخليل عن " مهما " فقال: هي " ما " أدخلت معها " ما " ولكنهم استقبحوا تكرار لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى. وقال بعضهم أن " مهما " حرف واستدلوا على حرفيتها
بقول زهير بن أبي سلمى:
ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فقد أعرب البعض " خليقة " اسم لتكن، و " من " زائدة، فتعين خلو الفعل من الضمير، والصحيح أن " مهما: اسم، وتكن الناقصة اسمها ضمير مستتر فيها تقديره: هي، وقد جعل الضمير مؤنثا تبعا لمعنى " مهما " لأن لفظها مذكر، والمراد منها هنا الخليقة، فهي مفسرة
بمؤنث، فجاز تأنيث الضمير الراجع عليها بهذا الاعتبار.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:17 م]ـ
(1) 26 ـ ومنه قول الطفيل الغنوي:
نبئت أن أبا شُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ
4 ـ متى: اسم شرط جازم يفيد الزمان، فهي تربط الجواب، والشرط بزمن واحد. نحو: متى تخلص في عملك تنل رضى الله.
27 ـ ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
28 ـ وقول الآخر:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
5 ـ أيان: اسم شرط للزمان المستقبل.
نحو: أيان تطع الله يساعدك. أيان تأتي تلق ما يسرك.
29 ـ ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا
ومنه قول الآخر: بلا نسبة.
إذا النجمة الأدماء كانت بقفزة فإيان ما تعدل به الريح تنزلِ
6 ـ أنّى: اسم شرط يفيد المكان، يربط الشرط والجواب بمكان واحد.
نحو: أنّى تدع الله تجده سميعا، ونحو: أنى تأته تأت رجلا كريما.
30 ـ قال الشاعر:
خليليَّ أنَّى تأتيانيَ تأتيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول
(يُتْبَعُ)
(/)
أنّى: اسم شرط جازم لفعلين، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تجده ".
تدع: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
الله: لفظ الجلالة مفعول به.
تجده: جواب الشرط مجزوم بالسكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
سميعا: مفعول به ثاني.
ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
فأصبحتَ أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر
7 ـ أين: اسم شرط للمكان.
نحو: أين تسقط الأمطار تخضر المراعي.
أين: اسم شرط جازم، مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية.
تسقط: فعل الشرط مجزوم بالسكون.
الأمطار: فاعل مرفوع بالضمة.
تخضر: جواب الشرط مجزوم بالسكون.
المراعي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة.
185 ـ نحو قوله تعالى: {أينما تكونوا يدركّم الموت} 1.
وقوله تعالى: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا} 2.
وقوله تعالى: {أينما يوجهه لا يأت بخير} 3.
وقوله تعالى: {أينما يوجهه لا يأت بخير} 4.
186 ـ ومنه قوله تعالى: {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} 5.
8 ـ حيثما: اسم شرط للمكان. نحو: حيثما تستقم يقد لك الله نجاحا.
وحيثما تذهب تجد أصدقاء.
ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة، ويكونان كالكلمة الواحدة، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم.
9 ـ كيفما: اسم شرط يدل على الحال، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة، كما هو الحال في " حيثما "، و " إذما " وبدنها تكون اسما للاستفهام دالا على الحالية، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفط والمعنى.
نحو: كيفما تعامل الناس يعاملوك. وكيفما تكن الأمة يكن الولاة.
9 ـ أي: اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة.
نحو: أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في الكبر.
187 ـ ومنه قوله تعالى: {أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى} 6.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:20 م]ـ
إعراب أدوات الشرط
يطلق كثير من النحاة على ما اختلطت فيه الحروف بالأسماء اسم " الأدوات " ما دامت كلها في باب واحد، وعملها واحد، وذلك تجاوزا، لكي لا يقول البعض هذه حروف، وتلك أسماء إلا في حالة التفصيل، فاستعملوا لها مسمى وسطا يجمع بين الحرفية، والاسمية.
وإليك تفصيل القول في إعراب تلك الأدوات.
أولا ـ إنْ، وإذما:
حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب.
188 ـ نحو قوله تعالى: {قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله} 1.
وقوله تعالى: {إن تأمنه بقنطار يؤده إليك} 2. ونحو: إذ ما تفعل يعلمه الله.
ثانيا ـ من، وما، ومهما: أسماء شرط مبنية، كل منها في محل:
1 ـ رفع مبتدأ، إذا كان فعل الشرط متعديا، واستوفى مفعوله.
189 ـ نحو قوله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} 3.
وقوله تعالى: ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم} 4.
190 ـ وقوله تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله} 5.
191 ـ قال تعالى: (وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) 6.
فمن، وما، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر.
أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول.
نحو: من يجتهد ينجح. مهما تعش تسمع بما لا تسمع.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:20 م]ـ
ومنه قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} 1.
وقوله تعالى: {من كفر فعليه كفره} 2.
فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر.
أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره.
193 ـ نحو قوله تعالى: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} 3.
وقوله تعالى: {من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك} 4.
وقوله تعالى: {من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة} 5.
وقوله تعالى: {وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم} 6.
فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه، وخبره.
2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به، إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله. نحو: من تجامل أجامله. وما تزرع اليوم تحصد غدا.
ومهما تفعل يعلمه الله.
194 ـ ومنه قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي} 7.
وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} 8.
وقوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها} 9.
195 ـ وقوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله} 10
فـ " من وما ومهما " في الأمثلة، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به، لأن أفعال الشرط متعدية، ولم تستوف مفاعيلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:21 م]ـ
وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا.
نحو: كيفما يكن المرء يكن قرينه.
سادسا ـ أي: اسم شرط معرب، لإضافتها إلى الاسم المفرد، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي:
1 ـ مبتدأ، إذا كان فعل لشرط متعديا، واستوفى مفعوله.
نحو: أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك.
2 ـ وتأتي مبتدأ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به.
نحو: أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان.
3 ـ وتعرب مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله.
نحو: أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه.
ومنه قوله تعالى: {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} 4.
4 ـ وتعرب حالا من فاعل فعل الشرط. نحو: أيا تجلس أجلس بجوارك.
فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس ".
وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة، فهي تضاف إلى العاقل.
نحو: أي طالب يجتهد يتفوق.
وتضاف إلى غير العاقل. نحو: أي كتاب تقرأه ينمِ ثقافتك.
وتضاف إلى المصدر، فتعرب مفعولا مطلقا.
نحو: أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك.
وتضاف إلى الزمان، أو المكان، فتعرب مفعولا فيه.
نحو: أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك.
ونحو: أي بلد تسافر تجد أصدقاء.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:22 م]ـ
جواز ووجوب الحذف في فعل الشرط وجوابه
أولا ـ جواز حذف فعل الشرط:
يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية:
1 ـ إذا وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية.
نحو: قل خيرا وإلا فاصمت.
والتقدير: قل خيرا وإن لا تقل فاصمت.
ومنه قول الشاعر:
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
والتقدير: وإن لا تطلقها يعل ... إلخ.
2 ـ يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل، والدليل هو سياق الآيات الكريمة. كقوله تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} 1.
والتقدير: إن افتخرتم (أو ما في معناه) بقتلهم فلم تقتلوهم، وقوله: " ولكن الله
قتلهم " يستدل به على المحذوف.
وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} 1.
فالجواب في الآية السابقة: يحببكم الله، وحذف الشرط مع الأداة، والتقدير: فإن تتبعوني. والدليل قوله: " فاتبعوني " المذكورة في الآية.
3 ـ ويجوز حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ لا النافية.
نحو: من أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه. والتقدير: ومن لا يكرمك فدعه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:23 م]ـ
ثانيا ـ جواز حذف جواب الشرط.
يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه.
نحو قوله تعالى: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية} 2. والتقدير: فابتغ، أو افعل.
ومنه قوله تعالى: {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم} 3.
الجواب محذوف، والتقدير: لارتعدتم.
وقد دل عليه قوله تعالى: لترون الجحيم.
وقوله تعالى: {أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} 4.
حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية
وهو قوله: {ولو كنتم في بروج مشيدة}.
والتقدير: يدركم الموت، ودل عليه جواب الشرط في قوله {أينما تكونوا يدركم الموت}.
فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:24 م]ـ
ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط:
يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية:
1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف.
نحو: أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد.
التقدير: إن كتبت الدرس فأنت مجتهد.
فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي.
2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه.
نحو قوله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين} 1.
تم حذف جواب الشرط من الآية، لأن القسم أحق بالجواب منه، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق، والتكذيب، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب. والتقدير: إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين. فيكون حينئذ الجواب للشرط.
والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له، والتقدير: والله لئن اتبعت ... الآية.
3 ـ يجب حذف جواب الشرط، إذا كان فعل الشرط ماضيا، وتقدم ما يدل على الجواب
المحذوف. نحو: أنت تستحق الجائزة إن تفوقت.
والتقدير: إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة.
فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن.
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم. . . الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟
فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ".
والتقدير: أكفر عنك خطاياك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:25 م]ـ
جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا:
يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل.
نحو: من ساعدك فساعده وإلا فلا. فقد حذف فعل الشرط وجوابه.
والتقدير: وإن لم يساعدك فلا تساعده.
ومنه قول الشاعر:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كانـ فقيرا معدما، قالت: وإن
الشاهد قوله: وإن كان فقيرا معدما ارتضي به. فانحذف الفعل والجواب معا.
اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة:
1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة، فالجواب للشرط من باب أولى، وهذا هو الصحيح. نحو: إن تحضر إلينا ــ والله ــ نكرمك.
فالجواب: نكرمك، يكون للشرط مجزوما.
2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم، ولكن تقدم عليها مبتدأ، يكون الشرط والقسم خبرا له. نحو: أنت والله إن تجتهد تتفوق.
فالجواب: تتفوق، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر. ومنه: العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية.
3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم. نحو: والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله.
الجواب: لتنجحن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل اتصال الفعل بلام القسم، وتوكيده بالنون، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما.
ومنه قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن} 1.
الجواب: ليخرجن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل: اتصاله بلام القسم،
وتوكيده بالنون.
وقوله تعالى: {قال تالله إن كدت لَتُردِين} 1.
وقوله تعالى: {وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} 2.
وقوله تعالى: {قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين} 3.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:26 م]ـ
اقتران جواب الشرط بالفاء
ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط، وجملة جوابه، كما يتوقف الجواب على الشرط، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب. لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما: فعل الشرط، وجواب الشرط، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط.
وهذه الصور هي:
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا، وجوابه مضارعا.
نحو: من يدرس ينجح. ومنه قوله تعالى: {ومن يغلل يأت بما غل} 4.
يلاحظ أرقام الآيات الأربعة التي حذفت.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:26 م]ـ
وقوله تعالى: {إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} 1. . وقله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} 2.
2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا.
نحو قوله تعالى: {لو نشأ لجعلناه حطاما} 3.
وقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} 4.
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا.
نحو: إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم.
ومنه قوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} 5.
وقوله تعالى: {إن شاء جعل لكم خيرا} 6.
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا.
نحو: حيثما أقمت تجد أصدقاء.
ومنه قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} 7.
وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم} 8.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:27 م]ـ
يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا، إما مضارعة، وإما ماضية، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط، للأسباب الآتية:
1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة.
2 ـ لم تكن أفعالا طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.
3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما، أو لن.
4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح، كالسين، وسوف، ولن.
5 ـ لم تكن جملا اسمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط، ومتى لا يكون صالحا له. وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون جوابا للشرط، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في القائمة السابقة، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة، والفاء حرف يدل على السببية، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:27 م]ـ
ومنه قول الشاعر:
إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن
الشاهد: فربَّ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء.
2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد، والفعل الجامد هو مان دائما على صورة الماضي، فلا يؤخذ منه مضارع، ولا أمر، ومنه: نعم، وبئس، وعسى، وليس. نحو: إن تحضر فنعم بحضورك.
ومنه قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} 1.
وقوله تعالى: {فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين} 2
وقوله تعالى: {فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا} 3.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} 4.
3 ــ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.
نحو: متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر.
ونحو: إن ترد الأجر فلا تهمل العمل.
ونحو: أيان نزرك فهل تكن موجودا؟
ومنه قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} 5.
وقوله تعالى: {يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه} 6.
وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} 7.
وقوله تعالى: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} 1.
وقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} 2.
ومثال النهي: من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا.
ومنه قوله تعالى: {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني} 3.
ومثال الاستفهام: متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا.
ومنه قوله تعالى: {وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} 4.
4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما، أو لن، أو لا ".
نحو: من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل.
ومنه قوله تعالى: {إن توليتم فما سألتكم من أجر} 5.
وقوله تعالى: {ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا} 6.
وقوله تعالى: {إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير} 7.
ونحو: من يعتذر فلن نقبل عذره.
ومنه قوله تعالى: {ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه} 8.
وقوله تعالى: {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا} 9.
وقوله تعالى: {ومن يضلل فلن يجد له وليا مرشدا} 10.
وقوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} 11.
ونحو: من يقصر فلا يلومنَّ إلا نفسه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:28 م]ـ
ومنه قوله تعالى: {من يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا} 1.
وقوله تعالى: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} 2.
وقوله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} 3.
وقوله تعالى: {ومن كفر فلا يحزنك كفره} 4.
وقوله تعالى: {فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله} 5.
5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد، أو السين، أو سوف ".
نحو: من يتفوق فقد يفوز بالجائزة.
ومنه قوله تعالى: {ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} 6.
وقوله تعالى: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} 7.
وقوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} 8.
وقوله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} 9.
ومثال السين: من يفعل الخير فسيجده عن الله.
ومنه قوله تعالى: {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} 10.
وقوله تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا فسيدخلهم في رحمة من} 11.
ومثال سوف: متى تفز فسوف تنال جائزة.
ومنه قوله تعالى: {وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله} 12.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا} 13.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {فإن استقر مكانه فسوف تراني} 14.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:29 م]ـ
4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية:
أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية.
ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل.
ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى: {فلما نجاهم إذا هم يبغون} 1
ومنه قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} 2.
وقوله تعالى: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} 3.
فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء ".
5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية، في محل جر مضاف إليه. أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط.
6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما، وبدون عاطف للثاني على الأول، فإن جواب الشرط للأداة الأولى.
كقوله تعالى: (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم) 4.
ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
إن تستغيثوا بنا، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم
فالجواب " تجدوا "، وهو جواب للشرط الأول: أن تستغيثوا، لأنه صاحب الصدارة في الكلام، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني، ولأن الشرط الثاني: إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر.
أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو "، أو بـ " أو "، أو بـ " الفاء " يكون القول كالتالي:
أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته، وكان حرف العطف هو " الواو "، يكون الجواب للفعلين معا، لأن الواو تفيد الجمع.
نحو: من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر.
ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو "، الجواب لأحدهما، لأن أو تفيد التخيير.
نحو: إن تشترك في إعداد الصحيفة، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة.
فالجواب: تنل جائزة، يكون لأي الفعلين شئت.
ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب.
نحو: متى تبذل جهدك، فإن تجتهد تنجح في الامتحان.
فالجواب: تنجح، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني، لأن الفاء تفيد الترتيب.
7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها
" ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة، أو غير جازمة. ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة:
لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله: " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1).
ويقول سيبويه وكثير: " يجازي بها معنى لا عملا، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى.
نحو: كيف تصنع أصنع. ولا يجوز كيف تجلس أذهب. باتفاق.
ويستطرد سيبويه فيقول: سألت الخليل عن قوله: كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال: هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم: كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1).
وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2).
ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3)، ولا في شذور الذهب (4).
كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5، 6، 7، 8).
ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9).
ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10).
ونقول وبالله التوفيق: إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين
(يُتْبَعُ)
(/)
" كيف " الاستفهامية الحالية، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة، والله أعلم.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:30 م]ـ
نماذج من الإعراب
177 ـ قال تعالى: (إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم) 17 التغابن.
إن: حرف شرط جازم لفعلين، مبني على اسكون لا محل له من الإعراب.
تقرضوا: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة.
قرضا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، حسنا: صفة منصوبة لـ " قرضا ".
يضاعفه: يضاعق فعل مضارع مجزوم بإن جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه السكون، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. لكم: جار ومجرور متعلقان بيضاعف.
178 ـ قال تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} 11 التغابن
ومن: الواو حرف عطف، من أسم شرط جازم لفعلين، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يؤمن: فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، بالله جار ومجرور متعلقان بيؤمن.
يهد: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، قلبه: مفعول به، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من ".
179 ـ قال تعالى: {إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} 31 النساء.
إن: حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تجتنبوا: فعل مضارع مجزوم بإن فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
كبائر: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
تنهون: فعل مضارع من الأفعال الخمسة مبني للمجهول، مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعله. عنه: جار ومجرور متعلقان بتنهون.
وجملة تنهون وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
نكفر: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن يعود على الله.
عنكم: جار ومجرور متعلقان بنكفر. سيئاتكم: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إلية، والميم علامة الجمع. وجملة إن تجتنبوا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة، لأنه كلام مسوق للدعوة إلى اجتناب كبائر الله.
180 ـ قال تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} 200 الأعراف.
وإما: الواو حرف عطف، وإن شرطية جازمة أدغمت نونها بما الزائدة.
ينزغنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وهو في محل جزم فعل الشرط، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
من الشيطان: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، لأنه
كان في الأصل صفة لـ " نزغ "، ونزغ: فاعل.
نزغ: فاعل مرفوع بالضمة.
فاستعذ: الفاء رابطة لجواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، واستعذ فعل أمر مبني على السكون في محل جزم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
بالله: جار ومجرور متعلقان باستعذ. وجملة الشرط وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:30 م]ـ
181 ـ قال تعالى: إلاّ تنفروا يعذبكم الله عذابا أليما) 39 التوبة.
إلا: إن حرف شرط جازم، ولا نافية لاعمل لها.
تنفروا: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
يعذبكم: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر
جوازا تقديره: هو يعود على الله، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع. عذابا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وأليما صفة منصوبة.
25 ـ قال الشاعر:
وإنك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وإنك: إن حرف توكيد ونصب، والكاف اسمه. إذما: حرف شرط جازم لفعلين، فعل الشرط وجوابه. تأت: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتأت.
أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. آمر: خبر. به: جار ومجرور متعلقان بآمر.
والجملة من المبتدأ وخبر لا محل لها من الإعراب صلة " ما " الموصولة.
تلف: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت لتلف.
من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
إياه: ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم على عامله " تأمر ".
تأمر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. وجملة: تأمر وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
آتيا: مفعول به ثان لتلف.
الشاهد: " إذ ما تأت ... تلف " حيث جزم بإذما فعلين. الأول فعل الشرط: تأت، والثاني جواب الشرط: تلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:31 م]ـ
182 ـ قال تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} 85 النساء.
من: اسم شرط جازم لفعلين، مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
يشفع: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا، تقديره: هو يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شفاعة: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وحسنة صفة منصوبة.
يكن: فعل مضارع ناقص، جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وحذفت الواو للتخفيف له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن مقدما.
نصيب: اسم يكن مرفوع بالضمة.
منها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنصيب.
وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من ".
وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية لأنها مسوقة لبيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم يدا في تحريض المؤمنين على القتال والجهاد.
183 ـ قال تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} 106 البقرة.
ما: اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ
ننسخ: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوبا،
تقديره: نحن، يعود على الله.
من آية: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط " ما "، وما ليست معرفة، فلا يجوز أن تكون شبه الجملة حالا منها.
والتقدير: أي شيء ننسخ من الآيات، فهو مفرد وقعت موقع الجمع، وهذا مطرد بعد الشرط لما فيه من معنى العموم.
وأجاز بعضهم أن تكون " من آية " في موضع نصب على التمييز، والمميز " ما "، وليس ذلك بغريب، وأعربها ابن هشام في موضع نصب على الحال، ويصح ذلك.
أو ننسها: أو حرف عطف، وننسها معطوف علة ننسخ، وقد سهلت الهمزة في " ننسها " فلم يظهر السكون، والأصل " نُنسِئها "، أي: نرجئها.
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، يعود على الله، والضمير المتصل في " ننسها " في محل نصب مفعول به.
نأت: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، يعود على الله.
بخير: جار ومجرور متعلقان بنأت.
منها: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل " خير ".
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:31 م]ـ
184 ـ قال تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} 132 الأعراف.
وقالوا: الواو حرف عطف، قالوا فعل وفاعل. مهما: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
تأتنا: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
به: جار ومجرور متعلقان بتأتنا. من آيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
لتسحرنا: اللام حرف تعليل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وتسحرنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على الرسول، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. ولام التعليل الجارة، والمصدر المؤول المجرور متعلقان بتأتنا. بها: جار ومجرور متعلقان بتسحرنا.
فما: الفاء رابطة لجواب الشرط، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس، ونحن: ضمير منفصل في محل رفع اسم ما، ولك: جار ومجرور متعلقان بمؤمنين.
بمؤمنين: الباء حرف جر زائد، ومؤمنين مجرور لفظا منصوب محلا، لأنه خبر " ما " والجملة في محل جزم جواب الشرط. وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما.
184 ـ قال تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} 132 الأعراف.
وقالوا: الواو حرف عطف، قالوا فعل وفاعل. مهما: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
تأتنا: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
به: جار ومجرور متعلقان بتأتنا. من آيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
لتسحرنا: اللام حرف تعليل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وتسحرنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على الرسول، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. ولام التعليل الجارة، والمصدر المؤول المجرور متعلقان بتأتنا. بها: جار ومجرور متعلقان بتسحرنا.
فما: الفاء رابطة لجواب الشرط، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس، ونحن: ضمير منفصل في محل رفع اسم ما، ولك: جار ومجرور متعلقان بمؤمنين.
بمؤمنين: الباء حرف جر زائد، ومؤمنين مجرور لفظا منصوب محلا، لأنه خبر " ما " والجملة في محل جزم جواب الشرط. وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما.
26 ـ قال الطفيل الغنوي:
نبئت أن أبا شُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ
نبئت: نُبيء فعل مضارع مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل.
أن أبا: أن حرف توكيد ونصب، وأبا سمها منصوب بالألف، لأنه من الأسماء الخمسة، وأبا مضاف، وشتيم مضاف إليه مجرور بالكسرة. يدعي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. والجملة الفعلية في محل رفع خبر أنّ، والمصدر المؤول من " أن واسمها وخبرها " سدت مسد مفعولي نبيء.
مهما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يعش: فعل الشرط مجزوم بالسكون وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. يسمع: جواب الشرط مجزوم بالسكون، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
بما: الباء حرف جر، وما اسم موصول في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بيسمع. لم حرف جزم ونفي وقلب، يسمع: فعل مضارع مبني للمجهول، مجزوم وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لمناسبة الروي، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. وجملة لم يسمع لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:32 م]ـ
29 ـ قال الشاعر:
أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا
أيان: اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية. نُؤمِنك: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. تأمن: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. غيرنا: مفعول به منصوب، وغير مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وإذا: الواو حرف عطف، إذا ظرف زمان متضمن معنى الشرط، مبنيي على السكون في محل نصب. لم: حرف نفي وجزم وقلب، تدرك: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. الأمن: مفعول به منصوب بالفتحة، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها. منا: جار ومجرور متعلقان بتدرك.
لم: حرف نفي وجزم وقلب. تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. حذرا: خبر تزل منصوب بالفتحة.
وجملة " تزل حذرا " جواب إذا.
الشاهد: " أيان نؤمنك تأمن ــ إلخ " حيث جزم بـ " أيان " فعلين هما: نأمنك فعل الشرط، والثاني: تأمن جواب الشرط وجزاؤه.
30 ـ قال الشاعر:
خليليَّ أنَّى تأتيانيَ تأتيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول
خليليّ: منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالياء، لأنه مثنى، وهو مضاف، وياء المتكلم المدغمة في ياء التثنية في محل جر مضاف إليه. أنّى: اسم شرط جازم متضمن معنى الظرف، مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تأتيا ".
تأتياني: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال
الخمسة، وألف الاثنين في محل رفع فاعله، والنون حرف وقاية مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. تأتيا: جواب الشرط مجزوم بحذف النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعله.
أخا: مفعول به منصوب بالفتحة. غير: مفعول به منصوب تقدم على عامله وهو " يحاول "، وغير مضاف، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يرضيكما: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على ما الموصولة، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة: يرضيكما، لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. لا: نافية لا عمل لها، يحاول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، يعود على " أخا " وجملة لا يحاول في محل نصب صفة لـ " أخا ".
الشاهد قوله: " أنّى تأتياني تأتيا "، حيث جزم بـ " أنّى " فعلين، الأول تأتياني فعل الشرط، والثاني تأتيا جواب الشرط وجزاؤه.
185 ـ قال تعالى: {أينما تكونوا يدركّم الموت} 78 النساء.
أينما: اسم شرط جازم، مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر تكونوا المقدم، إذا كانت " تكونوا " ناقصة، أو جواب الشرط إذا كانت تامة، وتكونوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، أو اسم تكونوا.
يدركم: يدرك جواب الشرط مجزوم، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. الموت: فاعل يدرك مرفوع بالضمة.
وجملة يدركم لا لمحل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لخطاب واليهود.
186 ـ قال تعالى: (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) 144 البقرة.
وحيثما: الواو حرف استئناف، وحيثما أسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم المقدم.
كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون، والضمير المتصل في محل رفع اسمها. والجملة في محل جزم فعل الشرط. والقياس أن تكون في محل جر بإضافة الظرف إليها لولا المانع وهو كونها من عوامل الأفعال.
فولوا: الفاء رابطة لجواب الشرط، وولوا فعل أمر مبني على حذف النون، واو في محل رفع فاعل، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
وجوهكم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، ووجوه مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
شطره: ظرف زمان متعلق بولوا، وشطر مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
187 ـ قال تعالى: (أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) 110 الإسراء.
أيا ما: أيا اسم شرط جازم مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تدعو، وما زائدة للإبهام المؤكد.
تدعوا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
فله: الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
الأسماء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الحسنى: صفة مرفوعة بالضمة المقدرة.
188 ـ قال تعالى (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يحاسبكم به الله) 29 آل عمران.
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنتم.
والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون بيانا لقوله (ويحذركم الله نفسه) في الآية التي قبلها.
إن تخفوا: إن حرف شرط جازم، وتخفوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
في صدوركم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل له من الإعراب، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أو تبدوه: أو حرف عطف، وتبدوه فعل مجزوم وفاعل ومفعول به، والجملة معطوفة على تخفوا.
يحاسبكم: جواب الشرط مجزوم، والكاف في محل نصب مفعول به مقدم.
به: جار ومجرور متعلقان بيحاسبكم. الله: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة الشرط وجوابه في محل نصب مقول القول.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:33 م]ـ
194 ـ قال تعالى: (من يهد الله فهو المهتدي) 178 الأعراف.
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليهد.
يهد: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
فهو: الفاء واقعة في جواب الشرط ورابطة له، لأنه جملة اسمية، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
المهتدي: خبر مرفوع بالضمة المقدرة.
195 ـ قال تعالى: (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة) 5 الحشر
ما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لقطعتم.
قطعتم: فعل ماض مبني على السكون، والتاء في محل رفع فاعل، والميم علامة الجمع، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
من لينة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
أو تركتموها: الواو حرف عطف، وتركتموها معطوف على قطعتم، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول. قائمة: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
على أصولها: جار ومجرور متعلقان بقائمة.
196 ـ قال تعالى: (أينما يوجههُّ لا يأت بخير) 76 النحل
أينما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بفعل الشرط حسب القاعدة، وقيل بجوابه، والمسألة خلافية.
يوجهه: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، الضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
لا يأت: لا نافية لا عمل لها، ويأت جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
بخير: جار ومجرور متعلقان بيأت.
31 ـ ومنه قول الشاعر:
متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
متى: اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل ظرف زمان متعلق بجوابه " يكونوا "، وهو مضاف.
ننقل: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن، والجملة في محل جر مضاف إليه.
إلى قوم: جار ومجرور متعلقان بننقل.
رحانا: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، ورحى مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
يكونوا: فعل مضارع ناقص جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع اسمها.
في اللقاء: جار ومجرور متعلقان بيكونوا.
لها: جار ومجرور متعلقان بطحينا.
طحينا: خبر يكون منصوب بالفتحة.
وجملة يكونوا وما بعدها لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:33 م]ـ
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
تعريف اسم الفعل:
لفظ ناب عن الفعل، في معناه واستعماله، غير متأثر بالعوامل الداخلة على الفعل، مفيدا للكثرة والتوكيد.
نحو: شتان محمد وعلى. شتان ما بين الثريا والثرى. صه عن بذيء الكلام.
وآه ممن يعترضون سبيل الإصلاح.
أقسامه:
ينقسم اسم الفعل إلى ثلاثة أقسام:
أ ـ اسم فعل مرتجل. ب ـ اسم فعل منقول. ج ـ اسم فعل معدول.
أولا ـ اسم الفعل المرتجل:
هو كل كلمة وضعت من أول أمرها " اسم فعل ". نحو: هيهات، وأف، وصه، ومه.
ثانيا: اسم الفعل المنقول:
وهو ما استعمل في غير اسم الفعل، ثم نقل إليه، ويكون النقل عن الآتي:
1 ـ عن الجار والمجرور. مثل: " عليك " بمعنى " إلزم ". نحو: أتينا عليك.
فالجار والمجرور " عليك " نقلت إلى اسم فعل أمر بمعنى " إلزم ".
ومنه: عليك بكذا. أي: تمسك به.
32 ـ ومنه قول الشاعر:
ألكني ياعيين إليك قولا سأهديه إليك إليك عني
الشاهد: قوله: " إليك عني "، فإليك وهي في الأصل جار ومجرور نقلت إلى اسم الفعل بمعنى: ابتعد، وتنح.
ومنه قول الآخر:
عليك نفسك هذبها فمن ملكت قياده النفس عاش الدهر مذموما
الشاهد قوله: عليك نفسك حيث نقل الجار والمجرور إلى معنى اسم الفعل " إلزم ".
2 ـ عن الظرف: مثل: أمامك بمعنى " تقدم ". نحو: الأمل فسيح أمامك.
فـ " أمامك " ظرف مكان، كما يستعمل اسم فعل أمر بمعنى " تقدم ".
ومنه: وراءك بمعنى " تأخر "، ودونك بمعنى " خذ ". نحو: دونك الكتاب.
3 ـ عن المصدر: نحو: رويدك أخاك. بمعنى " أمهله ". فـ " رويدك " مصدر منقول إلى اسم الفعل. ومنه: " بله " الجدال. بمعنى: " اترك " الجدال. و" بله " في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف " لدع، واترك " (1).
فإذا جر ما بعد " رويد، و بله " كانت مصادر، وإذا نصب ما بعدها كانت أسماء أفعال، وكذلك الحال في كل اسم فعل أصله مصدر.
4 ـ عن حرف تنبيه: مثل " ها ". نحو: ها الكتاب. أي: خذه.
فـ " ها " من الأصوات المسمى بها الفعل في الأمر، ومسماه " خذ " و " تناول "، ونحوهما. ومنهم من يجعله ثنائيا. مثل " صه، ومه.
وتلحقه " كاف " الخطاب. فيقال: هاك يا رجل. وهاكما يا رجلان. وهاكم يا رجال (2).
وهذه الأنواع الأربعة السابقة الذكر لا تكون إلا سماعية، لأنه لا قاعدة لها ينقاس عليها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:34 م]ـ
ثالثا ـ اسم الفعل المعدول:
1 ـ يعدل عن الفعل. نحو: تراك وحذار، فهما معدولان عن اترك واحذر، وهذا النوع قياسي لأنه يبنى على صيغة " فَعالِ " من كل فعل ثلاثي مجرد تام
متصرف (3). نحو: ضراب، ونزال.
وشذ مجيئه من مزيد الثلاثي مثل: دراك بمعنى أدرك، وبدار بمعنى بادر (1).
وقال ابن الناظم: " وشذ صوغه من الرباعي كـ " قرقار " بمعنى قرقر، وقاس عليه الأخفش " (2).
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:35 م]ـ
2 ـ يعدل اسم الفعل عن مصدر علم. كـ: فُجَّار، وبُدَّاد.
ولا تبنى إلا إذا اجتمع فيها ما اجتمع في " نزال، وتراك " من التعريف والتأنيث والعدل، فهي محمولة عليه في البناء، لأنها على لفظه، ومشابهة له.
3 ـ أن يعدل عن صفة. نحو: يا فساق، ويا خبات.
وأصلها: يا فاسقة، ويا خبيثة. وإنما عدل إلى " فَعال " لضرب من المبالغة في الفسق والخبث.
4 ـ أما القسم الرابع من أقسام " فَعال "، وهو ضرب من المرتجل، لأنه لم يكن قبل العلمية بإزاء حقيقة معدولا، ثم نقل إلى العلمية. والفرق بين هذا النوع، والذي قبله أن هذا النوع مقطوع النظر فيه عن معنى الوصفية، والذي قبله الوصفية فيه مرادة. ومن ذلك: حَزامِ بالبناء على الكسر. وهو اسم من أسماء النساء معدول عن حازمة علما …) 3.
33 ـ ومنه قول لجيم بن صعب:
إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
أنواع اسم الفعل من حيث الزمن:
1 ـ اسم الفعل الماضي:
وهو كل اسم فعل يدل على الفعل الماضي، ولا يقبل علامة من علاماته،
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:36 م]ـ
وإذا وقعت بعد اسم الفعل الماضي " لام " تكون اللام زائدة.
197 ـ نحو قوله تعالى: {هيهات هيهات لما توعدون} 1.
ومنه: بطآن بمعنى أبطأ، وسرعان بمعنى أسرع، وشتان بمعنى بَعُدَ.
وقد تزاد " ما " بعد شتان. نحو: شتان ما خالد ومحمد.
وقد تزاد " ما بين ". نحو: شتان ما بين المجد والكسول. وجاز عدم زيادتها (2)
ومنه قول ربيع الرقي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم
يقول ابن يعش: " وكان الأصمعي ينكر هذا الوجه، ويأباه، وحجته أن شتان ناب عن فعل تقديره: تفرق وتباعد وهو من الأفعال التي تقتضي فاعلين، لأن التفرق لا يحصل من
واحد، والقياس لا يأباه من جهة المعنى، لأنه إذا تباعد ما بينهما، فقد تباعد كل واحد منهما من الآخر " (3).
2 ـ اسم الفعل المضارع:
هو اسم الفعل الدال على المضارع، ولا يقبل علامة من علاماته، كـ " لم " الجازمة، " والسين، وسوف ". نحو: " أف " بمعنى " أتضجر ".
198 ـ ومنه قوله تعالى: {فلا تقل لهما أف ولا تنرهما} 4.
ومنه: " آهٍ "، و " أواه " بمعنى " أتوجع ". نحو: آه ممن يهملون واجباتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:35 م]ـ
35 ـ ومنه قول الشاعر:
فأوْهِ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعْدِ أرض بيننا وسماء
الشاهد: كلمة " أوه " بسكون الواو، وكسر الهاء، وهي اسم فعل بمعنى الفعل
المضارع: " أتوجع ".
ومن أسماء الأفعال الدالة على المضارع: بجل، وقد، وقط، وهي بمعنى: يكفي، وقد تزاد الفاء في أول قط لتزيين اللفظ فتصبح " فقط "، كما تزاد " الكاف " في آخر " قد "، و " قط " فتصبح " قدك "، و " قطك "، وقد تزاد ياء المتكلم على " قد " فتصبح " قدي ".
ومن أسماء المضارعة أيضا: بخَّ، وبحْ، وبدْ، وبَهْ، وكلها بمعنى " أتعجب "، أو
" أمدح ". وهذه نادرة الاستعمال. ومنها: " زه " بمعنى " استحسن ".
ومنها: " أو "، و " واها "، و " وَيْ " بمعنى " أتلهف ".
وقد تزاد الكاف على " وي " فتصبح " ويك "، وبعضهم جعلها مختصر ويلك (1)، ومعناها " التحريض ".
199 ـ قوله تعالى: (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) 2.
نحو قوله تعالى: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} 3.
36 ـ ومنه قول عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ
3 ـ اسم فعل الأمر:
وهو الذي يدل على معنى فعل الأمر، ولا يقبل علامة من علاماته، كياء المخاطبة، أو نون التوكيد.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:36 م]ـ
ومنه: آمين بمعنى استمع، و إيه بمعنى زد، وصه بمعنى اسكت، ومه بمعنى كف، وحي بمعنى أقبل، ورويد بمعنى أمهل، وتيد بمعنى رويد أيضا، وهلم بمعنى أحضر، وهات بمعنى أعطي، وها بمعنى خذ، وحيّهل بمعنى أئتي، وبله بمعنى دع، وتراك بمعنى اترك، ومناع بمعنى امنع، وأمثلتها على التوالي: قوله تعالى: {ولا الضالين) 1، آمين.
وإيه من حديثك الطريف.
وصه عن بذيء القول. وتماديت في الأذى فمه، وحي على الصلاة.
ومنه: إليك بمعنى اعتزل، وأمامك بمعنى تقدم، وعندك، ولديك، ودونك، وهاك، وها، وهي بمعنى خذ، ووراءك بمعنى تأخر، ومكانك بمعنى اثبت.
والكاف في " عندك " وما بعدها من أسماء الأفعال تكون مجرورة بالإضافة، أو بحرف الجر. وعليّ الأمر بمعنى أقبل عليه، وإليّ بمعنى عجل، ومنه: إليّ الأمر. أي " عجل به. وإليّ بالأمر: أي: عجل به. ومنه: هيّأ، وهيت بمعنى أسرع. وهات بمعنى أعطنيه، ومنه قوله تعالى: (قل هاتوا برهانكم) 2.
ومنه: حيَّهل بمعنى أئت. نحو: حيهل الأمر أي: أئته.
و " حيهل " مركب من حي وهل وفيه لغات منها البناء على الفتح بدون تنوين، والفتح مع التنوين، وحيهلا بالألف. فمثال التعدي بنفسه قول النابغة الجعدي،
37 ـ ويقال لمزاحم بن الحارث العقيلي:
بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ
وتعال بمعنى أقبل، وحذار بمعنى احذر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:36 م]ـ
38 ـ ومنه قول الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي وهيّك وهيا بمعنى أسرع، ومنه قول الراجز:
" فقد دجا الليل فهيا هيا "
استعمال أسماء الأفعال:
تستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة للمفرد والمثنى والجمع، مع التذكير والتأنيث، ما عدا اسم الفعل المتصل بكاف الخطاب.
نحو: صه أيها الولد. أو أيتها البنت. وصه أيها الولدان. أو أيتها البنتان.
وصه أيها الأولاد. أو أيتها الفتيات.
أما إذا كان اسم الفعل متصلا بالكاف، طابقت الكاف المخاطب.
فتقول: إليك الكتاب. وإليكِ الكتاب. وإليكما الكتاب. وإليكم الكتاب. وإليكن الكتاب.
عمل أسماء الأفعال:
تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها، فترفع الفاعل ظاهرا، أو مضمرا.
مثال الفاعل الظاهر: شتان خالدٌ ومحمدٌ. ومنه قولهم: هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل.
ومنه قول الشاعر:
هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله
ومثال الفاعل المضمر قولهم: نزال، وصه، ومه.
ففي أسماء الأفعال السابقة ضمائر مستترة. ومنها اسكت، واكفف.
وجميع أسماء الأفعال السابقة جاءت بمعنى أفعال لازمة.
أما إذا كانت أسماء الأفعال بمعنى أفعال متعدية فهي حينئذ ترفع فاعلا، وتنصب مفعولا به. نحو: دراك محمدا. أي: أدركه. وضراب عليا. أي: اضربه. فالفاعل في دراك، وضراب ضمير مستتر.
أما " محمد، وعلي " فهما مفعولان بهما. كما يتعدى اسم الفعل بنفسة كما مر سابقا. 39 ـ ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري:
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق
يتعدى أيضا بالباء (1). نحو: حيَّهل بخليل.
ومنه في الحديث " إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر.
ويجب تأخير معمول اسم الفعل، ولا يستوي مع الفعل في تقديم معموله عليه.
فنقول: دراك محمدا. كما نقول: أدْرك محمدا.
ونقول: محمدا أدرك. ولا نقول: محمدا دراك (2).
أسماء الأفعال بين التعريف والتنكير:
تكون أسماء الأفعال من قبل المعنى أفعالا، ومن قبل اللفظ أسماء، جعل لها تعريف وتنكير.
وعلامة المعرفة منها تجرده من التنوين، وعلامة النكرة منها استعماله منونا.
وقد ألزم النحاة بعض أسماء الأفعال التعريف كـ: نزال، وبله، وآمين. وألزموا
بعضها التنكير كـ: كواها وويها. وقد استعملوا بعضها معرفة ونكرة. فما نونوه
قصدوا تنكيره كقولهم: صهٍ، وأفٍ، وما لم ينونوه قصدوا تعريفه كصهْ، وأفْ بلا تنوين (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:37 م]ـ
وهذه بعض أسماء الأفعال للفائدة:
آمين: اسم فعل أمر بمعنى استجب، وتأتي بعد الدعاء، كما بعد قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) 1 فنقول آمين.
ومنه قول ابن زيدون:
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن تغص فقال الدهر آمينا.
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا
أمامك: اسم فعل أمر بمعنى تقدم، نحو أمامك أيها المجاهد.
آه: اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، ويبنى على الكسر بدون تنوين نحو: آهِ، أو على الكسر مع التنوين فنقول: آهٍ من الظلم، ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
آه من تياك آها تركت قلبي متاها
أوه: اسم فعل مضارع بمعنى أشكو وأتألم مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. ومنه قول المتنبي:
أوه لمن لا أرى محاسنها وأصل واها وأوه مرآها
إيه: اسم فعل أمر مبني على السكون وقد ينون بمعنى استمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: إيه.
ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنشد شعرا لأمية بن أبي الصلت، فقال عند كل بيت: أي. وينون إيه عند الوصل فتقول: إيهٍ حدثنا.
وقد جاء به ذو الرمة موصولا غير منون خلافا للقاعدة، وقد خطأه فيه الأصمعي نحو:
وقفنا فقلنا: إيهِ عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع
ـــــــــ
1 ـ 7 الفاتحة.
إيْها: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى كف واسكت، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: إيها عن الكذب.
بخ: اسم فعل أمر بمعنى استحسن، ويستعمل غالبا مكرورا منونا بالكسر، وتكراره للمبالغة، والأصل فيه البناء على السكون، أما إذا وصل بما بعده كان التنوين فيه حسن. مثال مجيئه غير منون قول الأعشى:
بين الأشج وبين قيس باذخ بخْ بخ لوالده وللمولود
ومثال مجيئه منونا قول الشاعر بلا نسبة:
روافده أكرم الرافدات بخٍ بخٍ لبحر خضم
بدار: اسم فعل أمر معدول بمعنى أسرع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: بدار أيها الطالب.
بطآن: اسم فعل ماض بمعنى أبطأ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
تراك: اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى اترك، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:
أنت. ومنه قول أحد شعراء هذيل:
تراكها من أبل تراكها أما ترى الخيل لدى أوراكها
رويد: اسم فعل أمر بمعنى أمهل، وذلك إذا اتصل بالكاف، أو تلاه اسم منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، وهو حينئذ غي منون.
نحو: رويدك في العمل، ورويد محمدا، ورويدك زيدا. أي أمهله.
وزيدا مفعول به لرويدك. ومنه قول مالك بن خالد الهزلي:
رويدا عليا جد ما ثدي أمهم إلينا ولكن ودهم متماين
دراك: اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أدرك، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: دراك أخاك.
دونك: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: دونك الكتاب.
ومنه قول صبية لأمها بلا نسبة:
" دونكها يا أم لا أطيقها ".
شتان: اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى افتراق وتباعد، ولا بد له من فاعل، نحو: شتان زيد وعمر.
ومنه قول لقيط بن زرارة:
شتان هذا والعناق والنوم والمشرب البارد في ظل الدم
وقد تزاد ما بعده، وتكون قبل الفاعل. نحو: شتان ما محمد وعلي.
ومنه قول الأعشى ميمون:
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر.
صه: اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اسكت، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت: نحو: صه يا ولد.
وهو من أسماء الأفعال اللازمة، ويكون مع غيره من أسماء الأفعال التي تستعمل للمفرد نحو: صه يا محمد، وللتثنية نحو: صه يا ولدان، وللجمع نحو: وصه يا أولاد. وللمذكر، وللمؤنث نحو: صه يا فاطمة.
عليك: عليك اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى الزم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، نحو: قوله تعال: (عليكم أنفسكم) (1).
ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
عليك بالصدق في كل الأمور ولا تكذب فاقبح ما يزري بك الكذب
عندك: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: عندك القلم، أي: خذه.
قد: اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي: نحو: قد محمدا ريالا.
قط: اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي. نحو: قطني ما فعلت، أي يكفيني ما فعلت.
مه: اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اكفف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ها: اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى خذ. ومنه قوله تعالى: (هاؤم اقرؤوا كتابية) 1.
وقد تلحقه كاف الخطاب، نحو: هاك القلم، وهاكما، وهاك بالكسر للمؤنثة، وهاكن. وفي التثنية تقول: هاؤما، وفي الجمع هاؤم، ولجماعة الإناث هاؤن.
هات: اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أعط، ويقال فعل أمر جامد.
ومنه قوله تعالى: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) 2.
ومنه قول امرئ القيس:
إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل
هيت: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى أسرع وأقبل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. وهو للمفرد والمثنى والجمع تأنيثا وتذكيرا.
نحو قوله تعالى: (وقالت هيت لك) 3.
واه: اسم فعل مضارع مبني على الفتح بمعنى أعجب وأتلهف، وينون واه بالنصب فتقول: واهاً لفلان.
ومنه قول أبي النجم العجلي:
واها لريا ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها
وشكان: اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى ما أسرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:38 م]ـ
أسماء الأصوات
تعريفها:
الفاظ تشبه أسماء الأفعال في دلالتها على المقصود بدون مساعدة.
وكلها سماعية، ولا تعمل في غيرها، وليس لها محل من الإعراب، ولم تجعل أسماء أفعال، لأنها لم تحمل ضمائر، ولم تقع في شيء من تراكيب الكلام.
أقسامها:
تنقسم أسماء الأصوات إلى قسمين:
1 ـ قسم يخاطب ما لا يعقل من الحيوانات، أو صغار الآدميين. نحو: " هلا " لزجر الفرس، و " عدس " لزجر البغل، و " هس " لزجر الغنم، و" كخ " لزجر الطفل.
2 ـ قسم يحاكى به صوت: نحو: طق، وغاق لصوت الغراب، وقب لصوت وقع السيف، وطيخ للضاحك، وطاق لصوت الضرب، وخاز ياز لصوت الذباب.
وجميع أسماء الأصوات تكون أسماء، لامتناع كونها حروفا من قبل الاكتفاء بها، وامتناع كونها أفعالا من قبل أنها لا تدل على الحدث والزمن.
حكم أسماء الأفعال وأسماء الأصوات:
جميع أسماء الأفعال، وأسماء الأصوات تكون مبنية، إلا ما وقع منها متمكنا، فيجوز فيه الإعراب والبناء. 40 ـ كقول الشاعر:
دعاهن رِدْفي فارعوين لصوته كما رُعْت بالجوت الضماء الصواديا
الشاهد:: بالجوت " فقد رويت بالكسر على أنها اسم فعل معرب، وبالفتح على أنها اسم فعل مبني.
وإليك بعض أسماء الأصوات ومعانيها للفائدة:
أح: اسم صوت الساعل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
آخ: اسم صوت للموجوع مبني على حركة آخره، لا محل له من الإعراب.
آها: اسم صوت الضحك مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
بس: اسم صوت لدعاء الغنم والأبل مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وغالبا ما يكون مكررا فتقول: بس بس.
سأ: اسم صوت للحمار يورد به، أو يزجر، وهو من أسماء الأصوات التي تشبه اسم الفعل، لأنه يخاطب به ما لا يعقل من الحيوان، أو صغار الإنسان.
طق: اسم صوت لحكاية سقوط الحجارة بعضها على بعض.
يقال طقطقت الحجارة إذا جاء صوتها طق طق.
عدس: اسم صوت لزجر البغل. كقول الشاعر:
عدس ما لعباد عليك إمارة أمنت وهذا تحملين طليق
غاق: اسم صوت للغراب مبني على السكون.
قب: اسم صوت لوقع السيف، مبني على السكون.
ها ها: اسم صوت لزجر الكلب، أو حضه على ملاحقة فريسته.
ومنه قول أبي نواس:
تراه في الحضر إذا ما هابه يكاد أن يخرج من إهابه
هئ هئ: اسم صوت تدعى به الإبل للعلف. وهأ هأ: اسم صوت لزجر الإبل.
هه: اسم صوت للتذكرة والوعيد.
هيه هيه: اسم صوت للزجر والاستزادة من محدثك أثناء الحديث.
وع: اسم صوت لابن آوى.
نماذج من الإعراب
32 ـ قال النابغة الذبياني:
ألكني يا عيين إليك قولا سأهديه إليك، إليك عني
ألكني: فعل أمر مبني على السكون بمعنى بلِّغ، وأصله إمّا: ألئكني، فحولت كسرة الهمزة إلى اللام، وأسقطت الهمزة، أو أألكني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفا (1)، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به.
يا عيين: يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وعيين منادى مرخَّم حذف من آخره التاء، إذ أصله عيينة، مبني على الضم لأنه علم مفرد، ويجوز بناؤه على الفتح وهي حركة الحرف الذي قبل التاء المحذوفة " راجع في ذلك الترخيم ".
إليك: اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى خذ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على عيين.
قولا: مفعول به منصوب بالفتحة لاسم الفعل إليك.
سأهديه: السين حرف استقبال، وأهدي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به. إليك: جار ومجرور متعلقان بسأهديه.
إليك: أسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى تنح أو ابتعد.
غني: جار ومجرور متعلقان بإليك الأخير.
الشاهد قوله: إليك قولا، وإليك عني، فالأول اسم فعل أمر بمعنى خذ، والثاني بمعنى ابتعد.
ــــــــــــــ
انظر لسان العرب ج 10 ص 394.
33 ـ قال الشاعر:
إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا قالت: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه، قالت فعل ماض، والتاء للتأنيث.
حذام: فاعل قالت مبني على الكسر في محل رفع.
والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها.
فصدقوها: الفاء رابطة لجواب الشرط، وصدقوها فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله
ومفعوله، وجملة صدقوها لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
فإن القول: الفاء للتعليل، وإن حرف توكيد ونصب، والقول اسمها منصوب.
ما: اسم موصول مبني في محل رفع خبر إن.
قالت حذام: قال فعل ماض، والتاء للتأنيث، وحرام فاعل.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة ما، والعائد ضمير منصوب بقال، والتقدير: فإن القول هو الذي قالته حذام.
الشاهد قوله: " حذام " فإنه أسم فعل مبني على الكسر على لغة أهل الحجاز.
34 ـ قال الشاعر:
تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهاتَِ هيهاتٍ إليك رجوعها
تذكرت: فعل وفاعل. أياما: مفعول به منصوب.
مضين: مضى فعل ماض مبني على السكون، ونون النسوة في محل رفع فاعله، والجملة في محل نصب صفة " لأياما ".
من الصبي: جار ومجرور متعلقان بمضين.
فهيهات: الفاء استئنافية، وهيهات اسم فعل ماض بمعنى بعد، مبني على الفتح وهي لغة أهل الحجاز، وبالبناء على الكسر لغة أسد وتميم.
هيهات: توكيد لفظي. إليك: جرار ومجرور متعلقان برجوعها، أو في محل نصب مفعول به لرجوع.
رجوعها: فاعل هيهات الأولى، ورجوع مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله.
197 ـ قال تعالى: (هيهات هيهات لما توعدون) 36 المؤمنون.
هيهات: اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى بعد، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير هو. هيهات: توكيد لفظي للأولى. ويلاحظ في هيهات لغات كثيرة اشهرها الفتح من غير تنوين كما ذكرنا، وهو مبني لوقوعه موقع المبني، أو لشبه الحرف، وهيهاتا بالفتح والتنوين، وبالضم والتنوين فتقول: هيهاتٌ، وهيهاتٍ بالكسر والتنوين، وهيهاتِ بالكسر من غير تنوين، وهيهات ْ بإسكان التاء، وغيرها كثير.
لما: اللام حرف جر زائد، وما اسم موصول في محل رفع فاعل لهيهات، وفي محل جر على اللفظ بحرف الجر الزائد.
ويجوز في " ما " أن تكون مصدرية، والمصدر المؤول منها ومن الفعل توعدون في محل رفع فاعل لهيهات.
توعدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب على الوجه الأول.
198 ـ قال تعالى: (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) 23 الإسراء.
فلا: الفاء واقعة في جواب الشرط، ولا ناهية.
تقل: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
لهما: جار ومجرور متعلقا بتقل.
أف: اسم فعل مضارع مبني على الكسر مع التنوين، وتشديد الفاء، وضم الهمزة، وهي لغة من لغات كثيرة في اسم الفعل " أف " وبها قراءة حفص، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
ولا: الواو حرف عطف، ولا ناهية.
تنهرهما: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل صمير مستتر وجوبا
تقديره: أنت، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به.
وجملة تنهرهما معطوفة على ما قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:38 م]ـ
وسنذكر بعض هذه اللغات الأخرى في " أف " للفائدة:
1 ـ همزة أف إما أن تكون مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة.
2 ـ فإن كانت الهمزة مضمومة فحاصل ضبطها أنها إما مجردة عن اللواحق، أو ملحقة بزائد.
3 ـ والمجردة إما أن يكون آخرها ساكنا أو متحركا. والمتحركة إما أن تكون مشددة، أو مخففة مع التنوين أو عدمه، والساكنة إما مشددة، أو مخففة.
4 ـ واللواحق لها من الزوائد إما هاء السكت، أو حرف المد، فإن كان هاء السكت فالفاء مثلثة مشددة، وإن كان حرف مد، فهو إما واو أو ياء أو ألف، والفاء فيهن مشددة، والألف إما مفخمة، أو بالإمالة المحضة، أو بين بين.
4 ـ وإن كانت الهمزة مكسورة فالفاء مثلثة مخففة مع التنوين، وعدمه، أو فتح الفاء وكسرها بالتشديد مع التنوين وعدمه وغيرها من اللغات التي تجاوزت الأربعين.
35 ـ قال الشاعر:
فأوهِْ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعد أرض بيننا وسماء
(يُتْبَعُ)
(/)
فأوه: الفاء واقعة في جواب الشرط، وأوه اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع، مبني على السكون، كما يجوز بنائه على الكسر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. لذكراها: جار ومجرور متعلقان بأوه، وذكرى مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
إذا ما ذكرتها: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه، وما مصدرية حينية، وذكرتها فعل وفاعل ومفعول به، والمصدر المؤول من ما والفعل في تأويل مصدر مجرور بالإضافة لإذا، وجواب الشرط محذوف دلت عليه القرينة في أول الكلام وهو قوله: فأوه لذكراها. والتقدير: إذا ما ذكرنها فأوه لذكراها.
ومن بُعد أرض: الواو حرف عطف، ومن بعد جار ومجرور متعلقان متعلقان بأوه، وبعد مضاف، وأرض مضاف إليه مجرور.
بيننا: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من سماء، حيث كان في الأصل صفة له فلما تقدم عليه أعرب حالا على القاعدة، وبين مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وسماء: الواو حرف عطف، وسماء معطوف على أرض مجرور مثلها.
الشاهد قوله: فأوه، حيث يبنى على السكون، والكسر.
199 ـ قال تعالى: (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) 82 القصص.
ويكأن: وي اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى أتعجب، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والكاف حرف جر يفيد التعليل وليس التشبيه، وأنّ حرف توكيد ونصب " مشبه بالفعل "، وهي وما بعدها في محل جر بالكاف، وشبه الجملة متعلق بـ " وي ".
الله: لفظ الجلالة اسم أن منصوب بالفتحة.
يبسط: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
الرزق: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة يبسط في محل رفع خبر أن.
لمن: جار ومجرور متعلقا بيبسط.
يشاء: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
وجملة يشاء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من عباده: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل.
ويقدر: الواو حرف عطف، ويقدر معطوف على ما قبله.
36 ـ قال الشاعر:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر اقدم
ولقد شفى: الواو حرف قسم، والمقسم به محذوف تقديره الله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم، واللام واقعة في جواب القسم، وقد حرف تحقيق، وشفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر.
نفسي: مفعول به، والياء في محل جر مضاف إليه.
وابرأ سقمها: الواو حرف عطف، وأبرأ معطوف على شفى، وسقمها مفعول به، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
قيل الفوارس: فاعل يطلبه كل من الفعلين شفى وأبرأ على التنازع، فالبصريون يجعلونه فاعل للفعل أبرأ لقربه منه، ويجعلون فاعل الفعل شفى ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، ويختار الكوفيون العكس. وقيل مضاف، والفوارس مضاف إليه.
ويك: اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى نعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب.
عنتر: منادى مرخم مبني على الضم، ويجوز بنائه على الفتح، وحرف النداء محذوف، والتقدير: ياعنتر، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول للمصدر قيل. اقدم: فعل أمر مبني علي السكون وحرك بالكسر لموافقة الروي، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول أيضا. وجملة لقد شفى جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
والقسم وجوابه لا محل له من الإعراب كلام مستأنف.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:39 م]ـ
37 ـ قال الشاعر:
بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ
بحيهلا: جار ومجرور قصد به لفظه لحكايته، وشبه الجملة متعلق بيزجون.
يزجون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
كل مطية: كل مفعول به، وهو مضاف، ومطية مضاف إليه.
أمام المطايا: أمام ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والمطايا مضاف إليه، والظرف مع متعلقه في محل جر صفة لمطية.
سيرها: مبتدأ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
المتقاذف: خبر مرفوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر البغدادي في خزانته إعرابا أجود من السابق فقال: أن يكون سيرها فاعلا للظرف لاعتماد الظرف على الموصوف، والمتقاذف صفة لسير.
38 ـ قال الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي هي الدنيا: ضمير الشأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أول، والدنيا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
تقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على الدنيا. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
بملء فيها: جار ومجرور متعلقان بتقول، وملء مضاف، وفيها مضاف إليه مجرور بالياء، وفي مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
حذار: اسم فعل أمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت.
حذار: توكيد لفظي لحذار الأولى.
من بطشي: جار ومجرور متعلقان بحذار، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. وفتكي: الواو حرف عطف، وفتكي معطوف على ما قبله. وجملة: حذار وما في حيزها في محل نصب مفعول به مقول القول.
39 ـ قال الشاعر:
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق
تذر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي يعود إلى الحرب.
الجماجم: مفعول به منصوب. ضاحيا: حال منصوبة من الجماجم.
هاماتها: فاعل لضاحيا لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله ضحى، وهامات مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بله الأكفَّ: بله على رواية نصب الأكف اسم فعل أمر بمعنى دع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والأكف مفعول به منصوب بالفتحة، " وهذا هو الشاهد المطلوب ". وعلى رواية الجر، فبله مصدر مضاف إلى الأكف، والأكف مضاف إليه مجرور بالكسرة، وعلى رواية الرفع، فبله بمعنى كيف للاستفهام التعجبي مبنية على الفتح في محل رفع خبر مقدم، والأكف مبتدأ مؤخر مرفوع.
كأنها: الكاف حر جر للتشبيه، وأن حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
لم تخلق: لم حرف نفي وجزم وقلب، وتخلق فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لموافقة الروي، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن.
الشاهد قوله " بله " حيث جاء اسم فعل فنصب المفعول به، كما جاء مصدرا، وبمعنى " كيف ".
40 ـ قال الشاعر:
دعاهن ردفي فارعوين لصوته كما رعت بالجوت الضماء الصواديا
دعاهن: دعا فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف، ونون النسوة في محل نصب مفعول به.
ردفي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الفاء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء
المتكلم، وردف مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
فارعوين: الفاء عاطفة، وارعوى فعل ماض، ونون النسوة في محل رفع فاعله.
لصوته: جار ومجرور متعلقان بارعوين.
كما رعت: الكاف للتشبيه، وما مصدرية، ورعت فعل وفاعل، والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بارعوين.
بالجوت: جار ومجرور متعلقان برعت.
الظماء: مفعول به لرعت. الصواديا: صفة منصوبة للظماء.
الشاهد قوله: بالجوت، حيث دخلت أل التعريف على على اسم الصوت، وهو " جوت ".
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:39 م]ـ
المبتدأ
تعريفه: اسم مرفوع يبتدأ به الكلام، ويقع في أول الجملة غالبا، مجرد من العوامل اللفظية، أو مسبوق بنفي، أو استفهام، مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى، وإتمام الجملة.
نحو: محمد مبتسم. 1 ـ ومنه قوله تعالى {والله واسع عليم} 1.
ومثال المسبوق بنفي: ما قادم الضيف، ومثال المسبوق باستفهام: أ ناجح عليُّ.
2 ـ ومنه قوله تعالى {أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم} 2.
1 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
أمنجز أنتم وعدا وثقت به أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب
حكمه:
المبتدأ مرفوع دائما، إلا إذا سبق بحرف جر زائد أو شبيه بالزائد، فيجر لفظا، ويرفع محلا.
نحو: بحسبك درهم. 3 ـ ونحو قوله تعالى: {وما من إله إلا الله} 3.
ونحو: " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة ".
أقسامه:
ينقسم المبتدأ إلى قسمين:
1 ـ مبتدأ صريح، ويشتمل على الاسم الظاهر، كما في الأمثلة السابقة.
أو الضمير. نحو: أنت مخلص، وهو مجتهد.
ومنه قوله تعالى: (وهم يصرخون فيها) 4.
وقوله تعالى: (أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) 1.
2 ـ مبتدأ مؤول من أن والفعل. نحو: أن تتحدوا أرهب لعدوكم.
4 ـ ومنه قوله تعالى {وأن تصوموا خير لكم} 2.
وقوله تعالى: (وان تعفوا أقرب للتقوى) 3
والتقدير: اتحادكم أرهب لعدوكم، وصيامكم خير لكم.
أنواع المبتدأ:
ينقسم المبتدأ بالنسبة لأخذه خبرا إلى نوعين:
1 ـ مبتدأ له خبر. نحو: الحكمة ضالة المؤمن.
الحكمة: مبتدأ، وضالة: خبر.
ومنه قوله تعالى: (أولئك لهم جنات عدن) 4.
2 ـ مبتدأ ليس له خبر، ولكن له مرفوع يسد مسد الخبر.
نحو: أنائم الطفل، وما محمود البخل.
ومنه قوله تعالى: (أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم) 5.
نائم: مبتدأ، والطفل: فاعل سد مسد الخبر.
ومحمود: مبتدأ، والبخل: نائب فاعل سد مسد الخبر.
ومنه قول: عبيدة بن الأبرص:
أعاقر مثلُ ذات رحم أو غانم مثل من يخيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:40 م]ـ
ما يتفق فيه النوعان:
1 ـ مجردان من العوامل اللفظية.
2 ـ العامل فيهما معنوي، وهو الابتداء.
ما يختلفان فيه:
1 ـ المبتدأ صاحب الخبر: إما أن يكون اسما صريحا، أو مصدرا مؤولا بالصريح، ولا يكون المبتدأ الذي لا خبر له في تأويل الاسم، بل لا بد أن يكون صفة مشبهة بالفعل: كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة باسم الفاعل.
2 ــ المبتدأ صاحب الخبر: لا يعتمد على شيء، أما المبتدأ الذي لا خبر له فلابد أن يعتمد على نفي، أو استفهام كما مثلنا سابقا.
ومنه قوله تعالى: (ولا مولود هو جاز عن والده شيئا) 1.
ومنه قوله تعالى: (أ قريب ما توعدون) 2.
فمولود مبتدأ نكرة وسوغ الابتداء به اعتماده على نفي، وجاز نائب فاعل سد مسد الخبر، أو مبتدأ مؤخر، ومولود خبر مقدم، وقيل مولود مبتدأ، وجاز خبره.
وجوه الإعراب في الاسم المرفوع بعد المبتدأ الذي لا خبر له:
في الاسم الواقع بعد المبتدأ المعتمد على نفي، أو استفهام، والذي اكتفى بمرفوعه ثلاثة أوجه من الإعراب: ـ
1 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا وتاليه مفردا.
نحو: أ مسافر الرجل، وما محبوب الكسول.
وجاز أن يكون منه قوله تعالى: (أحق هو) 3.
ـــــــــــ
1 ـ 33 لقمان
2 ـ 25 الجن. 3 ـ 53 يونس.
على اعتبار أن " حق " مصدر بمعنى اسم الفاعل ثابت، فيكون حق مبتدأ، وهو فاعل، ويجوز أن يكون " حق " خبر مقدم، وهو مبدأ مؤخر.
جاز فيه وجهان:
أ ـ أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر. ويكون الفاعل بعد اسم الفاعل، ونائب الفاعل بعد اسم المفعول.
فمسافر مبتدأ، والرجل فاعل سد مسد الخبر.
ومحبوب مبتدأ، والكسول نائب فاعل سد مسد الخبر.
ب ـ كما يجوز أن يكون الوصف المشتق خبرا مقدما وتاليه مبتدأ مؤخرا.
فمسافر: خبر مقدم، والرجل: مبتدأ مؤخر.
2 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا، وتاليه مثنى، أو جمعا، وجب أن يكون الوصف مبتدأ، وتاليه فاعلا، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر.
نحو: ما مهمل الطالبان، وما محبوب المقصرون.
مهمل: مبتدأ، والطالبان: فاعل سد مسد الخبر.
ومحبوب: مبتدأ، والمقصرون: نائب فاعل سد مسد الخبر.
3 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
أ قاطن قوم سلمى أو نووا ضعنا أن يضعنوا فعجيب عيش من قطنا
الشاهد في البيت قوله " أ قاطن قوم " إذ اكتفى بالفاعل " قوم " عن الخبر؛ لكون المبتدأ " قاطن " وصفا معتمدا على الاستفهام.
ومثلما رفعت الصفة المشتقة الواقعة مبتدأ، والمعتمدة على استفهام أو نفي اسما ظاهرا كما في البيت السابق، فإنها ترفع الضمير الظاهر أيضا.
4 ـ نحو قول الشاعر:
خليليّ ما وافٍ بعهدي أنتما إذا لم تكونا لي على من أقاطع
فإن رفعت الصفة الضمير المستتر فهي ليست من هذا الباب، وإنما هي خبر عما قبلها. نحو: محمد لا مجتهد ولا مؤدب.
ففاعل كل من مجتهد ومؤدب ضمير مستتر تقديره: هو.
وإن اكتفت بمرفوعها الظاهر فهي خبر مقدم، وما بعد المرفوع مبتدأ مؤخر.
نحو: ما مسافر والداه أحمد.
مسافر خبر مقدم، ووالداه فاعل لمسافر، وأحمد مبتدأ مؤخر.
3 ـ إذا كان الوصف المشتق مثنى، أو جمعا وتاليه مثنى، أو جمعا، وجب أن يكون الوصف خبرا مقدما، وتاليه مبتدأ مؤخرا.
نحو: أ مسافران الضيفان، وما مقصرون المجتهدون.
مسافران: خبر مقدم، والضيفان: مبتدأ مؤخر.
تعدد المبتدأ:
يجوز تعدد المبتدأ وخبره واحد.
نحو: صديقك والده أمنيته تحقيقها أن يشفى ابنه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:41 م]ـ
تعريف المبتدأ وتنكيره:
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة كما مر معنا في جميع الأمثلة، ما عدا المعتمدة على نفى، أو استفهام. غير أنه يجوز الابتدالخطأ 500(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:58 م]ـ
أنواع الخبر:
ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي:
أولا ـ الخبر المفرد. وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد، أو اثنان، أو جمع. بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع، كما بينا سابقا في أحكام الخبر.
نحو: القمر منير. والطالبة مؤدبة.
فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا. نحو قوله تعالى: (كل شيء هالك) 2.
5 ـ ومنه قول لبيد:
وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها
وهم: مبتدأ مفرد مذكر. وربيع: خبر مفرد مذكر.
وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا.
ومنه قوله تعالى: (تلك آيات القرآن) 3.
ومنه قوله تعالى (والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك) 4.
ونحو: محمد قادم. واللاعبان ماهران. والمعلمون مخلصون.
ونلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول، والتثنية كما في المثال الثاني، والجمع كما في المثال الثالث.
نحو قوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب) 1.
وقوله تعالى: (وهذا ذكر مبارك) 2.
6 ـ ومنه قول طرفة:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد
أنا الرجل: مبتدأ وخبر مفرد.
ومع المثنى قوله تعالى: (هذان خصمان) 3.
ومنه قول الفرزدق:
هما جبلا الله اللذان ذراهما مع النجم في أعلى السماء المُحَلِّق
ومثال الجمع قوله تعالى: (وأولئك هم المفلحون) 4.
ومنه قول الفرزدق:
هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف
ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا.
نحو: الشمس محجوبة، والجو بارد، والسماء ملبدة بالغيوم.
نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي: محجوبة، وبارد، وملبدة، جاءت أخبارا مفردة، وهي أوصاف مشتقة، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها: محجوبة هي، وبارد هو، وملبدة هي.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:59 م]ـ
كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز، أو الاسم الظاهر بعده.
نحو: محمد مسافر هو إلى القاهرة.
ونحو: الوردة عطرة رائحتها. ووالدي رحيم قلبه.
فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي: مسافر، وعطرة، ورحيم، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة، ورحيم.
ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره، وهذا ما عبروا عنه بقولهم: الخبر الجاري على غير صاحبه.
الشاب الشيخ مساعده هو.
ونحو: الطفل الأم مرضعته هي.
فالشاب مبتدأ أول، والشيخ مبتدأ ثان، ومساعد خبر المبتدأ الثاني، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول، لأن الشاب هو المساعد، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني.
وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير، وهو ما عبروا عنه بقولهم: إذا كان الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له، وعلى غير من هو له، فيقع اللبس في المراد، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما، أي على المبتدأ الأول، أو على المبتدأ الثاني، وجب إبراز الضمير.
نحو: المعلم الطالب مكرمه.
فالمعلم مبتدأ أول، والطالب مبتدأ ثان، ومكرم خبر المبتدأ الثاني، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم، فسيكون الخبر جاريا على من هو له، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له.
ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما، وهذا ما يعرف بحالة اللبس، وجب استثارة الضمير، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له، وهو المبتدأ الثاني، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول، أي على المعلم، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول: المعلم الطالب مكرمه هو.
فالضمير " هو " عائد على المعلم. لوجود اللبس، وكذلك الحال إذا أمن اللبس.
نحو: طفل فاطمة مرضعته هي.
غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين، أي: إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس،
نحو: المعلم عائشة مكرمها هو. بإبراز الضمير " هو ".
أو: المعلم عائشة مكرمها. بدون إظهار الضمير " هو ".
ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط.
نحو: المعلم الطالب مكرمه هو.
وعند عدم اللبس لا يبرزونه
7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة:
قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
الشاهد فيه قوله " قومي ذرا المجد بانوها " حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله: " بانوها " ولم يبرز الضمير، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى، ولو أراد إبراز الضمير لقال: بانوها هم.
وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس.
ثانيا ـ الخبر الجملة:
يأتي خبر المبتدأ جملة، إما اسمية، وإما فعليه.
1 ـ الاسمية نحو: الثوب لونه ناصع، والحديقة أشجارها خضراء.
فالثوب مبتدأ أول، ولون مبتدأ ثان، وهو مضاف، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه، وناصع خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني، وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط الضمير المتصل بالمبتدأ الثاني، أي الضمير المتصل بكلمة " لونه "، وهو ضمير بارز.
20 ـ ومنه قوله تعالى: (أولئك مأواهم جهنم) 1.
وقوله تعالى: (وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) 2.
وقوله تعالى: (الله لا إله إلا هو) 3.
وقوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) 4.
8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص:
عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيب
عيناك: مبتدأ أول مرفوع بالألف، دمعهما: مبتدأ ثان، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه، وهو الرابط. سروب: خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
ومنه قول زهير:
وجار البيت والرجل المنادي أمام الحي عَقدُهُما سواءُ
2 ـ الفعلية نحو: العمل الطيب يرفع قدر صاحبه.
والأطفال يلعبون في الحديقة.
العمل مبتدأ، والطيب صفة، ويرفع فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، وقدر مفعول به، وصاحبه مضاف إليه، وصاحب مضاف والضمير المتصل بصاحبه في محل جر مضاف إليه، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والرابط الضمير المستتر هو.
21 ـ ومنه قوله تعالى: (أولئك ينالهم نصيب من الكتاب) 1.
وقوله تعالى: (الله يبسط الرزق لمن يشاء) 2.
وقوله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم) 3.
وقوله تعالى: (كلتا الجنتين آتت أكلها) 4. 9 ـ
9 ـ ومنه قول لبيد:
إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها
والسن: الواو للحال، والسن مبتدأ. ويلمع فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
10 ـ ومنه قول عنترة:
والخيل تقتحم الغبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظم
الخيل: مبتدأ. تقتحم: فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:59 م]ـ
الرابط في الجملة الواقعة خبرا:
ولا بد في الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين المبتدأ الأول حتى يستساغ التعبير، ولا يكون الكلام مفككا، ويكون الرابط واحدا مما يأتي:
1 ـ الضمير:
وهو إما بارز كما في أمثلة الجملة الاسمية، أو مستتر كما في أمثلة الجملة الفعلية التي سبق ذكرها، وقد يكون مقدرا.
نحو: التمر الكيلة بدينار. والقمح الكيس بخمسين ريالا.
22 ـ ومنه قوله تعالى (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) 1.
والتقدير: هي مأواه.
التمر مبتدأ، والكيلة مبتدأ ثان، وبدينار جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط هو الضمير المحذوف، وتقديره: التمر الكيلة منه بدينار.
2 ـ قد يكون الرابط اسم إشارة.
نحو: عملك هذا مشرّف.
عملك مبتدأ أول، ومضاف إليه، هذا مبتدأ ثان، ومشرف خبر المبتدأ الثاني، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط اسم الإشارة.
ومنه قوله تعالى: (ولباس التقوى ذلك خير) 2. في قراءة الرفع للباس.
وقوله تعالى: (والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار) 3.
3 ـ وقد يكون بإعادة المبتدأ بلفظه ومعناه بقصد التفخيم، أو التهويل، أو التحقير. نحو: الأمانة ما الأمانة. والإخلاص ما الإخلاص.
23ـ وبغرض التفخيم قوله تعالى: (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة) 4. ومنه بغرض التهويل قوله تعالى: (القارعة ما القارعة) 5.
وقوله تعالى: (الحاقة ما الحاقة) 1.
ونحو: الكاذب من الكاذب.
ومنه بغرض التحقير قوله تعالى: (وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة) 2.
وقد تكون الإعادة بالمعنى فقط.
نحو: السيف ما المهند. والأسد ما الغضنفر.
4 ـ أو بإعادة المبتدأ بلفظ أعم منه.
نحو: الأمانة نعم العمل. والخيانة بئس الرذيلة.
فالعمل يعم الأمانة وغيرها، فالأمانة داخلة في عموم العمل، والعموم واضح من " أل " الدالة على الجنس.
ومنه قول ابن ميادة:
ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر سبيل؟ فأما الصبر عنها فلا صبر
الشاهد فيه قوله: " فأما الصبر فلا صبر " فالرابط بين جملة الخبر والمبتدأ قد يكون عموم الخبر بحيث يصدق على المبتدأ وغيره.
5 ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها
بالواو، أو بالفاء، أو بثم، مع اشتمال الجملة المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ الأول، فيكتفى في الجملتين بالضمير الرابط الذي في الجملة الثانية.
فمثال الجملة المعطوفة بالواو: الأولاد بدأت الدراسة واستعدوا لها.
ونحو: العمال بدأ العمل وأنجزوه.
ومثال المعطوفة بالفاء: الطالب تهيأت أسباب الدراسة فأقبل بكل حماس.
ومثال المعطوفة بثم: الحفل بدأت التلاوة ثم توالت فقراته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:01 م]ـ
6 ـ أن يقع بعد الجملة الواقعة خبرا، والخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ.
نحو: المدير يقف الطلاب إن حضر.
ونحو: المدرب يتهيأ اللاعبون متى يصل.
فإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط، لأنها ليست أجنبية عنه كي تحتاج إلى ما يربطها به.
نحو: هم رجال مجاهدون. ونحو: نطقي الله حسبي.
هم: ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ أول، ورجال مبتدأ ثان، ومجاهدون خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، ولا حاجة إلى رابط، لأن الجملة المنطوق بها هي عين المبتدأ الأول.
ومنه قوله تعالى: (قل هو الله أحد) 1.
24 ـ وقوله تعالى: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا) 2.
وبالإضافة إلى توافر شرط الرابط في الجملة الواقعة خبرا، أجمع النحاة على توافر شرطين آخرين هما:
1 ـ ألاّ تكون الجملة ندائية. فلا يجوز أن نقول: خالد يا أكرم الناس.
على أن تكون جملة يا أكرم الناس خبرا عن خالد.
2 ـ ألاّ تكون الجملة الواقعة خبرا مبدوءة بأحد الأحرف التالية:
لكن، وبل، وحتى.
وأضاف تعلب شرطا رابعا، هو: ألاّ تكون الجملة الخبرية جملة قسمية.
وأضاف ابن الأنباري شرطا خامسا، هو: ألاّ تكون إنشائة.
والمجمع عليه عند جمهور النحويين صحة وقوع القسمية خبرا عن المبتدأ
نحو: علي والله إن زرته ليكرمنك.
كما أن الصحيح عندهم أيضا جواز وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ.
نحو: محمد أكرمه. واللص احبسه.
ثالثا ـ الخبر شبه الجملة:
هو ما ليس بمفرد ولا جملة. وإنما هو جار ومجرور أو ظرف بنوعيه.
1 ـ الخبر الجار والمجرور.
نحو: الكتاب في الحقيبة، والعلم في الصدور، والماء في الإبريق.
25 ـ ومنه قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) 1.
وقوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب) 2.
وقوله تعالى: (ذلك الفضل من الله) 3.
11 ـ ومنه قول عنترة:
عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم
عهدي: مبتدأ. به: جار ومجرور في محل رفع خبر.
2 ـ الخبر الظرف وينقسم إلى نوعين:
خبر طرف المكان. نحو: الجنة تحت أقدام الأمهات.
والطائر فوق الغصن. والقائد بين جنوده.
26 ـ ومنه قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب) 4.
ومنه قوله تعالى: (والله عنده حسن التواب) 5.
ومنه قول عبدة بن الأبرص:
واهية أو معين ممعن من هضبة دونها لُهُوب
دونها: ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه. لهوب: مبتدأ مؤخر.
12 ـ وقول الحارث بن حلزة:
ومع الجون جونِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواء
مع الجون: مع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، والجون مضاف إليه. عنود: مبتدأ مؤخر.
ومنه قول زهير:
وخلفها سائق يحدو إذا خشيت منه اللحاق تمُدُّ الصُّلبَ والعنقا
وخبر ظرف زمان. نحو: الرحلة يومَ الخميس.
والصيام غدا. والسفر بعد أسبوع.
ومنه قول الفرزدق.
ويوماك يومٌ ما تُوازى نُجوُمُهُ كريهٌ ويوم ماطر من عطائكا
ويوماك: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى، ويوم خبر مرفوع بالضمة.
ويخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني، وأسماء الذوات، أي عن الأسماء المحسوسة. مثال النوع الأول: الصدق فوق كل اعتبار.
والأمانة فضيلة.
ومثال النوع الثاني: الطائر فوق الشجرة.
ونحو: الجنة تحت ظلال السيوف.
27 ـ ومنه قوله تعالى: (الركب أسفل منكم) 1.
وقوله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) 2.
ومنه قول الفرزدق:
بَجِيلةُ عند الشمس أو هي فوقها وإذ هي كالشمس المضيئة يُطرِقُ
بجيلة: اسم قبيلة، مبتدأ مرفوع بالضمة بدون تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، عند الشمس: ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر، وهو مضاف، والشمس مضاف غليه.
أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن أسماء المعاني.
نحو: العطلة يومَ الجمعة. والسفر بعدَ أسبوع.
وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك.
نحو: الليلةَ الهلال. واليومَ أمر. وغدا خمر.
ويشترط في الخبر شبه الجملة جارا ومجرورا، أو ظرفا بنوعيه أن يكون تاما بمعنى أن يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره، ويكمل به المعنى المطلوب مع غير إخفاء ولا لبس كما في جميع الأمثلة السابقة.
ولا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصا.
نحو: الرجل غدا. ومحمدا الليلة. وأحمد بك، أو لك، وما شابه ذلك، لنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:01 م]ـ
وجوب تقديم الخبر:
يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية:
1 ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة غير مفيدة وأخبر عنها بالجار والمجرور، أو الظرف. نحو: في المدرسة معلمون.
ونحو: عندنا ضيف. ويوم الخميس رحلة.
28 ـ ومنه قوله تعالى: (وعلى أبصارهم غشاوة) 1.
وقوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة) 2.
وقوله تعالى: (لهم في الدنيا خزي) 1.
13 ـ ومنه قول الشاعر:
وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول
29 ـ ونحو قوله تعالى: (ولدينا مزيد) 2.
وقوله تعالى: (وفوق كل ذي علم عليم) 3.
وقوله تعالى: (بينهما برزخ) 4.
ومنه قول الشاعر:
عندي اصطبار وشكوى عند فاتنتي فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا
والعلة في وجوب تقديم الخبر في هذا الموضع لأن تأخيره يوهم أنه صفة، وأن الخبر منتظر.
وإن كانت النكرة مفيدة جاز التقديم والتأخير.
نحو: صديق قديم عندنا. فعندما وصفت النكرة اتضح أن الظرف هو الخبر.
ومنه قوله تعالى (وأجل مسمى عنده) 5.
2 ـ إذا كان الخبر استفهام، أو مضافا إلى استفهام، لأن الاستفهام مما له الصدارة في الكلام. نحو: كيف حالك. وابن من هذا. وأي ساعة السفر.
30 ـ ومنه قوله تعالى: (أين شركائي) 6.
وقوله تعالى: (أسحر هذا) 7.
وقوله تعالى: (متى هذا الوعد) 8.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:02 م]ـ
3 ـ إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على شيء من الخبر.
نحو: في المدرسة طلابها. وفي الحديقة أطفالها.
31 ـ ومنه قوله تعالى: (أم على قلوب أقفالها) 1.
14 ـ وقول الشاعر:
أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عين حبيبها
ووجب تقديم الخبر هنا، لأنه لو تأخر لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة.
4 ـ أن يحصر الخبر في المبتدأ بما وإلا، أو بإنما.
نحو: ما فائز إلا محمد. وإنما فائز محمد.
32 ـ ومنه قوله تعالى: (ما على الرسول إلا البلاغ) 2.
وقوله تعالى: (فإنما على رسولنا البلاغ المبين) 3.
ومعنى الحصر هنا أن الفوز في المثالين منحصر في محمد، وليست صفة الفوز إلا له. وكذلك في الآية فالخبر وهو خالق منحصر في الله.
ومن المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر الآتي:
1 ـ ما ورد مسموعا. نحو: راكب الناقة طَلِيحان. بمعنى متعبان. (4)
وأصله راكب الناقة، والناقة طليحان.
وهو كل مبتدأ مضاف، أخبر عنه بخبر مطابق في التثنية أو الجمع للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف شيء ظاهر على المبتدأ. أي: من غير ظهور عاطف ولا معطوف.
ومنه: منسق الحديقة جميلان. أي: منسق الحديقة والحديقة جميلان.
فالمعطوف على المبتدأ محذوف لوضوح المعنى، والخبر واجب التأخير.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:03 م]ـ
2 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء.
نحو: من يساعدني فمخلص. فإن تقدم الخبر وجب حذف الفاء.
3 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالباء الزائدة.
نحو: ما كسول بناجح. وما شريف بخائن.
4 ـ أن يكون الخبر طلبا. نحو: الضعيف ساعده، والمحتاج أعطه.
5 ـ أن يكون الأخبار عن مذ ومنذ بجعلهما مبتدأين معرفتين في المعنى.
نحو: ما رأيتك مذ أسبوعان. وما سافرت منذ عامان.
أي زمن انقطاع الرؤية أسبوعان.
6 ـ الخبر عن ضمير الشأن الواقع مبتدأ.
33 ـ نحو قوله تعالى: (قل هو الله أحد) 1.
7 ـ خبر المبتدأ إذا كان هذا الخبر جملة هي عين المبدأ في المعنى.
نحو: قولي: حسبي الله. وحديثي: العلم مفيد.
8 ـ خبر اسم الإشارة المبدوء بها التنبيه بشرط ألا يفصل بين الهاء واسم الإشارة فاصل. نحو: هذا كتبك. وهذه حقيبتك. وفيه خلاف بين النحويين بأنه لا يجب تأخير الخبر، وإنما يستحب تقديم المبتدأ في مثل هذه الحالة.
9 ـ خبر المبتدأ الذي للدعاء وقد أشرنا له في موضعه عند الابتداء بالنكرة.
نحو قوله تعالى: (سلام على آل ياسين) 2.
وقوله تعالى: (ويل للمطففين) 3.
10 ـ الخبر المتعدد لمبتدأ واحد ويؤدي تعدده معنى واحدا.
نحو: الليمون حامض حلو. أي: متوسط بينهما.
والرجل طويل قصير. أي: متوسط بين الأمرين.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:03 م]ـ
11 ـ خبر المبتدأ التالي " أمّا " الشرطية التفصيلية.
نحو: أمّا محمد فشاعر. وأمّا أحمد فكاتب.
12 ـ خبر المبتدأ المفصول عن خبره بضمير الفصل.
نحو: الأسطورة هي حكاية شعبية. وكاتم الشهادة هو شيطان أخرس.
13 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المتكلم، أو المخاطب، وأخبر عنه باسم الموصول، مع وقوعه بعد الضمير مباشرة مطابقا له في الخطاب، أو التكلم.
نحو: أنا الذي فعلت كذا، وأنتما اللذان رفعتما شعار الحرية.
ونحن الذين نقوم ببناء الوطن.
ومنه قول المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
14 ـ ويجب تقديم الخبر في باب ما يسمى: " الإخبار عن الذي ".
نحو: الذي فاز بالجائزة محمد. والذي تفوق في السباق إبراهيم.
15 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المخاطب، أو المتكلم، وخبره معرف بـ " أل " التعريف، وبعدها ضمير مطابق للمبتدأ في الخطاب والتكلم.
نحو: أنت العالم تنير طريق الهدى. وأنا المتعلم أبحث عن سبل العلم.
16 ـ إذا كان الخبر جملة فعلية ماضوية، والمبتدأ ما التعجبية.
نحو: ما أعظم القائدَ أن يتقدم الصفوف. وما أجمل القمر يبدد ظلمة الليل.
جواز التقديم والتأخير:
1 ـ يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية.
15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة:
عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبريني
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة، وإن المكسورة الهمزة لفظا، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى.
وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم.
2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن، أو بئس.
نحو: نعم الرجل محمد. وبئس العمل الخيانة.
فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا، ومحمد خبره.
فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ، والجملة خبرا مؤخرا، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما.
حذف الخبر:
أولا ـ جواز الحذف:
يجوز حذف الخبر إن دل عليه دليل وذلك في موضعين:
1 ـ بعد إذا الفجائية: نحو: وصلت فإذا المطر. وخرجت فإذا الأسد.
والتقدير: فإذا المطر منهمر. وإذا الأسد حاضر.
2 ـ إذا دل عليه دليل ملحوظ، وذلك بعد السؤال. تقول: من غائب؟ فيقال في الجواب: عليّ. والتقدير: عليّ غائب.
وقد يكون الدليل غير ملحوظ، وإنما يدرك من السياق
16 ـ نحو قول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
فنحن: مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: راضون. أي: نحن بما عندنا راضون.
3 ـ إذا عطفت جملة اسمية على جملة أخرى خبرها غير محذوف.
نحو: محمد مجتهد وأحمد.
والتقدير: وأحمد مجتهد. فحف الخبر لدلالة ما قبله عليه.
34 ـ ومنه قوله تعالى: (أكلها دائم وظلها) 1.
والتقدير: وظلها كذلك.
ثانيا ـ وجوب الحذف:
يجب حذف الخبر في المواضع التالية:
*1 ـ إذا كان المبتدأ اسما صريحا في القسم.
نحو: أيمن الله لأفعلن الخير. والتقدير: أيمن الله قسمي.
ونحو: لعمرك لأشهدن الحق. والتقدير: لعمرك قسمي.
35 ـ ومنه قوله تعالى: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) 2.
17 ـ ومنه قول معن بن أوس:
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُ
ومنه قول زهير:
لَعَمْرُكَ والخطوبُ مُغيِّراتٌ وفي طول المعاشرة التّقالي
ومنه قول امريء القيس:
لعمرك ما أمري عليّ بغُمّةٍ نهاري ولا ليلي عليّ بسرمد
فكلمة " لعمرك " في الأبيات الثلاثة السابقة مبتدآت حذفت أخبارها. والتقدير:
لعمرك قسمي.
فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم، بمعنى أنه يستعمل للقسم ولغيره،
جاز حذف الخبر وإثباته. نحو: عهد الله لتصدقن بما عندي.
ونحو: عهد الله عليّ لأتصدقن بما عندي.
ففي المثال الأول حذف الخبر، وفي الثاني أثبته وهو: عليّ الجار والمجرور.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:04 م]ـ
ومنه قول زهير:
ولولا عَسْبُهُ لرددتموه وشر مَنِيحَة عَسْبٌ مُعار
فإن كانت الصفة مقيدة أي دالة على كون خاص، كالمشي والركوب والقعود والأكل والشرب
ونحوها، وجب ذكر الخبر إن لم يدل عليه دليل.
نحو: لولا العدو سالمنا ما سلم. ونحو: والطالب يعمل واجباته في منزله.
ونحو: الطيور مغردة فوق الأغصان.
فإن دل عليه دليل جاز حذفه وذكره.
نحو: لولا مساعدوه لفشل. أو لولا مساعدوه قدموا له العون لفشل.
ونحو: الأطفال في المدرسة. أو الأطفال موجودون في المدرسة.
3 ـ أن يكون المبتدأ مصدرا، أو اسم تفضيل مضافا إلى مصدر، وبعدهما حال لا تصلح أن تكون خبرا، وإنما تصلح أن تسد مسد الخبر في الدلالة عليه.
مثال النوع الأول: تشجيعي الطالب متفوقا.
والتقدير: تشجيعي الطالب حاصل عند تفوقه.
ومنه قوله تعالى: (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم) 1.
كلمته: مبتدأ، وألقاها حال سدت مسد الخبر، والعامل فيها معنى: كلمته.
والتقدير: كأنه قال: منشؤه ومبتدعه. ويجوز أن يكون العامل فيها " إذا كان "
المحذوفتين، فإذا ظرف للكلمة، وكان تامة، و" ألقاها " حال من فاعل كان. وهو مثل قولهم: ضربي زيدا قائما. ومثال الثاني: أفضل صلاة العبد خاشعا.
والتقدير: أفضل صلاة العبد عند خشوعه.
ولا فرق أن يكون اسم التفضيل مضافا إلى مصدر صريح، كما في الأمثلة السابقة، أو مؤول.
نحو: أفضل ما تساعد المحتاج مستترا.
والتقدير: أفضل مساعدتك المحتاج عند الاستتارة.
كذلك لا فرق بين الحال المفردة كما ذكرنا، والحال الجملة.
نحو: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
ومنه قول الشاعر وقد اجتمعت فيه الحال بنوعيها:
خير اقترابي من المولى حليف رضاً وشر بعدي عنه وهو غضبان
فالحال في جميع الأمثلة السابقة دالة على الخبر المحذوف وهو حاصل، وقد سدت مسده، ولكنها لم تصلح لأن تكون خبرا مباشرا لمباينتها للمبتدأ، لأنه لا تتم بها الفائدة لو جعلناها خبرا. نحو قولنا: تشجيعي الطالب متفوقٌ.
أمّا إن صح الإخبار بها لعدم مباينتها للمبتدأ وجب رفعها.
نحو: تشجيعك المتفوق واجب. وعقابك المهمل شديد.
4 ـ أن يقع الخبر بعد واو تعين أن تكون بمعنى " مع ".
نحو: كل رجل وعمله. وكل طالب وزميله.
والتقدير، متلازمان، أو مقرونان.
37 ـ ومنه قوله تعالى: (فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين) 1.
قال الزمخشري: يجوز أن تكون " الواو" بمعنى " مع " مثلها في قولهم:
كل رجل وضيعته. فلما جاز السكوت على " كل رجل وضيعته " جاز أن يسكت على قوله: " إنكم وما تعبدون "، لن قوله " وما تعبدون " ساد مسد الخبر، لأن معناه: إنكم مع ما تعبدون.
ويقول العكبري: " وما تعبدون " الواو عاطفة، ويضعف أن تكون بمعنى " مع "
إذ لا فعل هنا.
وفي الكشاف يجوز أن تكون الواو بمعنى " مع " مثلها قولهم: كل رجل وضيعته.
فإن لم يتعين كون الواو بمعنى " مع " جاز إثبات الخبر.
كقول الشاعر:
تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى وكل امرئ والموت يلتقيان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:05 م]ـ
فوائد وتنبيهات:
1 ـ يأتي المبتدأ معرفة وهو الأصل والخبر نكرة.
نحو: محمد فاضل.
وقد يأتي المبتدأ معرفة، والخبر معرفة أيضا.
نحو: الله ربنا، ومحمد نبينا.
الله: مبتدأ، وربنا خبر، وهو معرف بالإضافة.
ومنه قوله تعالى: (والسابقون السابقون) 1.
السابقون: مبتدأ، والسابقون الثانية خبره نحو قولهم: أنت أنت. ويجوز أن تكون الثانية توكيدا للأولى، ولكن يدعم الوجه الأول قول أبي النجم العجلي:
" أنا أبو النجم وشعري شعري "
وهو رأي سيبويه أيضا على تعظيم الأمر وتفخيمه. (2)
2 ـ ويجوز تقديم المبتدأ إذا كان مصدرا مرفوعا.
نحو: سلام عليكم.
ومنه قوله تعالى: (وويل للكافرين من عذاب شديد) 3.
وقوله تعالى: (فقال سلام عليكم) 4.
وقوله تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) 1.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:06 م]ـ
3 ـ تعدد الخبر:
الأصل في خبر المبتدأ أن يكون واحدا، ولكنه قد يتعدد في بعض الأحيان فيكون للمبتدأ الواحدة أكثر من خبر.
نحو: محمد شاعر كاتب قاص.
محمد: مبتدأ. وشاعر وكاتب وقاص، كل منها جاء خبرا للمبتدأ.
ومنه قوله تعالى: (هو الغفور الودود ذو العرش المجيد) 2.
هو: مبتدأ، والغفور، والودود، وذو العرش كلها أخبار للمبتدأ " هو "
ومنه قوله تعالى: (ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا غله إلا هو) 3.
ومنه قوله تعالى: (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم) 4.
ومنه قول الأعشى:
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحِل
غراء، وفرعاء، ومصقول كلها أخبار لمبتدأ محذوف تقديره: هي.
ومنه قول الآخر بلا نسبة:
من يك ذا بت فهذا بتي مُقيِّظ مصيِّف مشتِّي
19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم.
وكما يتعدد الخبر المفرد يتعدد الخبر الجملة وشبه الجملة، وقد يكون مختلطا. فتعدد المفرد انظره فيما سبق.
وتعدد الجملة نحو: الصيف نهاره طويل ليله قصير.
وتعدد شبه الجملة نحو: الكتاب أمامك قربك.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:07 م]ـ
ومثال المختلط: هذا طائر يغرد. فطائر خبر أول مفرد، ويغرد خبر ثان جملة فعليه.
4 ـ يصح الإخبار عن النكرة بالمعرفة.
نحو قوله تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم) 1.
فعجب خبر مقدم، ولا بد فيه من تقدير صفة، لأنه لا يتمكن المعنى فلا بد من تقييده، والتقدير: فعجب غريب، وإذا قدرنا أن " عجب " موصوف جاز أن يعرب مبتدأ، لأنه نكرة وسوغ الابتداء بها الوصف المقدر، وقولهم خبر معرف بالإضافة.
ومنه قوله تعالى: (أم من هذا الذي هو جند لكم) 2.
5 ـ يكثر حذف الخبر إذا كان معادلا.
38 ـ نحو قوله تعالى: (فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا) 3.
وقوله تعالى: (أم من هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما) 4.
فمن في الآية الأول مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: أشد.
وفي الثانية: مقابله محذوف لفهم المعنى والتقدير: أهذا القانت خير أم الكافر.
6 ـ اقتران الخبر بالفاء
إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره، وذلك بالشروط التالية:
1 ـ أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم كالأسماء الموصولة، أو النكرة.
أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل
الشرط.
ويكون الاقتران واجبا إذا وقع المبتدأ بعد أما الشرطية:
نحو: أمّا خالد فمؤدب. وأمّا علي فمجتهد.
ويكون الاقتران جائزا إذا دل المبتدأ على إبهام، أو عموم كاسم الموصول، والنكرة الموصوفة.
أ ـ الاسم الموصول إذا كانت الصلة فعلا، أو ظرفا.
نحو: الذي يعمل بإخلاص فله مكافأة.
ونحو: من في الملعب فعليه جزاء.
ومنه قوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم) 1.
ب ـ النكرة الموصوفة إذا كانت الصفة فعلا، أو ظرفا أيضا.
نحو: طالب يجتهد فناجح.
ونحو: ما تقرؤون من علم فللفائدة.
ونحو: ما بنا من قصور فمن أنفسنا.
ومنه قوله تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله) 2.
7 ـ مراعاة مطابقة الخبر للمبتدأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرنا أن من أحكام الخبر أن يكون مطابقا للمبتدأ، ولكن وردت بعض الآيات القرآنية قد توهم بعض الدارسين أنها مخالفة لهذا الحكم، أعني عدم المطابقة، غير أنه إذا ما أمعنا فيها النظر نجد المطابقة قائمة بين المبتدأ وخبره.
1 ـ من حيث الإفراد والتثنية والجمع:
أ ـ إفراد المبتدأ لفظا وجمع الخبر:
نحو قوله تعالى: (تلك أمانيهم) 3.
فتلك مبتدأ مفرد، وأمانيهم خبر جمع تكسير مفرده أمنية.
والتخريج على النحو التالي: أفرد المبتدأ لفظا، لأنه كناية عن المقالة، والمقالة مصدر يصلح للقليل والكثير، فأريد بها الكثير باعتبار القائلين، ولذلك جمع الخبر، فتمت المطابقة من حيث المعنى في الجمع.
ب ـ جمع المبتدأ وإفراد الخبر على المعنى:
نحو قوله تعالى: (هن أم الكتاب) 1.
هن: ضمير جماعة النسوة مبتدأ، وأم خبر مفرد.
التخريج: أن جميع الآيات بمنزلة آية واحدة، فأفرد الخبر على المعنى.
ويجوز أن يكون المعنى: كل منهن أم الكتاب، نحو قوله تعالى:
(فاجلدوهم ثمانين جلدة) 2.
أي: فاجلدوا كل واحد منهم.
2 ـ من حيث التذكير والتأنيث:
يجب مطابقة الخبر للمبتدأ من حيث التذكير والتأنيث، ولكن قد نرى في بعض الآيات مخالفة، وهذه المخالفة لها تخريج لتتم المطابقة.
نحو قوله تعالى: (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي) 3.
هذا: اسم إشارة للمفرد المذكر في محل رفع مبتدأ.
ربي: خبر مفرد مذكر.
غير أن " هذا " عائد على الشمس، والشمس مؤنث مجازي، وهنا عدم المطابقة بين المبتدأ العائد على مؤنث ن وبين الخبر المذكر.
التخريج: جاء المبتدأ مذكرا مع أنه عائد على مؤنث على اعتبار وجود حذف،
والتقدير: هذوقيل أن الشمس هنا بمعنى الضياء، والضياء مذكر فتمت المطابقة.
وقيل جعل المبتدأ مثل الخبر ـ أي متطابقان في التذكير ـ لكونهما عبارة عن شيء واحد نحو قولنا: ما جاءت حاجتك.
وكان اختيار هذه الطريقة لصيانة الرب عن شبهة التأنيث، فقالوا في صفة الله: علام الغيوب، ولم يقولوا علامة، وإن كان علامة أبلغ، وذلك احترازا من علامة التأنيث.
ومنه قوله تعالى: (فذانك برهانان من ربك) 1.
فذانك: مبتدأ، وهو اسم إشارة للمثنى المذكر، ولكنه جاء هنا إشارة إلى العصا واليد وهما مؤنثان.
والتخريج: أن تذكيره جاء ليطابق تذكير الخبر.
8 ـ إذا كان ظرف الزمان نكرة، وأخبر به عن المصدر فإنه يجوز فيه الرفع، والنصب، سواء كان الحدث مستغرقا للزمان، أو غير مستغرق. (2)
نحو قوله تعالى: (الحج أشهر معلومات) 3.
فالحج مبتدأ، وأشهر خبر، وفي أحدهما محذوف مقدر، فإن قدرت في المبتدأ
قلت اشهر الحج، وإن قدرت في الخبر قلت: حج أشهر.
9 ـ الخبر الجار والمجرور، والخبر الظرف بنوعيه، في الحقيقة ليس هو الخبر، وإنما هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر، وتقدير المحذوف:
كائن، أو مستقر، والضمير المستتر فيه انتقل إلى الجار والمجرور، أو الظرف.
كقول جميل بثينة:
فإن يك جثماني بأرض سواكم فإن فؤادي عندك الدهرَ أجمعُ
الشاهد فيه قوله: " أجمع " بالرفع، وهو من ألفاظ التوكيد المعنوي، ولكنه لا يصلح أن ا المرئي.
يكون توكيدا لأي من فؤادي، أو عندك، أو الدهر لأن كل واحد منها منصوب، والمرفوع لا يصلح أن يكون توكيدا للمنصوب، ولا يصلح أن يكون توكيدا لمحذوف، لأن التوكيد ينافي الحذف، فلم يبق إلا أن يكون توكيدا لضمير مستكن في الظرف الواقع متعلقه خبرا، لأن هذا الضمير مرفوع على الفاعلية، فدل ذلك على أن الضمير الذي كان مستكنا في المتعلق الواقع خبرا قد انتقل من هذا المتعلق إلى الظرف فاستكن فيه.
10 ـ ذكرنا في موضعه أن ظرف الزمان يصلح أن يقع خبرا عن المبتدأ المعنى فقط، ونضيف أن يكون ذلك مشروطا، وهذا الشرط هو تحقيق الإفادة، بمعنى أن يكون الزمن خاصا.
نحو: الحفل ليلة الخميس. والسفر يوم الجمعة. والعطلة بعد ظهر الأربعاء.
وألا يكون الزمن عامَّا لعدم الإفادة. نحو: السفر حينا. والرحلة دهرا.
كما أن ظرف الزمان لا يصلح أن يكون خبرا عن الذات " الشيء المحسوس " إلا قليلا، وذلك حين تتم الفائدة، ولتمام الفائدة شروط هي:
أ ـ أن يتخصص ظرف الزمان بنعت.
نحو: نحن في يوم شديد الحرارة.
أو يتخصص بعلمية. نحو: نحن في رمضان.
(يُتْبَعُ)
(/)
أو بإضافة. نحو: نحن في يوم الجمعة.
وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في ".
ولا يعرب في حالة رفعه، أو جره ظرفا، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية فقط.
ب ـ أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد، بمعنى أن يظهر في بحض الأحيان دون بعضها، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف، أو جره بفي، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا.
نحو: العنب شهور الصيف، أو في شهور الصيف.
ونحو: والبلح شهور الشتاء، أو في شهور الشتاء.
ج ـ أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا.
نحو: المدرسة صباحا. والبيت عصرا.
والتقدير: عمل المدرسة صباحا، وملازمة البيت عصرا.
11 ـ حالات إعراب ظرف الزمان الواقع خبرا:
أ ـ إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه ونصبه وجره بفي، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة، ويكون المنصوب، أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع خبر.
نحو: العطلة أسبوعٌ، أو أسبوعاً، أو في أسبوع. والتقدير: زمن العطلة. . .
والأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى. نحو: السفر يومٌ.
ب ـ إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان، تعين رفع الخبر.
نحو: شهر الصوم رمضان. وأول العام الهجري المحرم.
ج ـ وإن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن ـ في معناه عملا ـ جاز الرفع والنصب.
نحو: العيد اليوم. والجمعة اليوم. والسبت اليوم.
وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع.
ومنه قولنا: اليوم يومك. لتضمنه معنى: شأنك الذي تذكر به.
د ـ وإن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات، أو معنى، وكان متصرفا، ـ والظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف كالرفع مبتدأ، أو فاعلا، أو نائب فاعل، أو مفعولا به ـ جاز رفعه ونصبه.
نحو: الرجال جانب، أو جانبا. والنساء جانب، أو جانبا.
برفع جانبا ونصبها.
ونحو: المسجد أمامك. والحديقة خلفك. برفع أمامك، أو خلفك، أو نصبهما.
ومثال وقوعه عن معنى: العلم ناحيتك، والعمل ناحيتك.
برفع، أو نصب ناحية.
12 ـ إذا كان الخبر جملة معناها هو معنى المبتدأ نحو: قولي: السلام عليكم.
ونحو: حديثي: احذروا العملاء.
يجوز في إعراب الخبر الجملة إعرابان:
الأول: أن نعرب الجملة مفصلة، فنقول: السلام مبتدأ ثان، وعليكم متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، والجملة الاسمية في محل رفع الخبر الأول.
والثاني: أن نعرب الجملة أعرابا مجملا، أي كأنها كلمة واحد دون أن نغير من ضبطها، ونقول هي خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره لأجل الحكاية، ويكون الخبر في هذه الحالة من قبيل الخبر المفرد. (1)
وهذا ما يعرف بالجملة المحكية.
وقد تكون الحكاية في المبتدأ فيكون جملة والخبر مفردا يتضمن معناها.
كأن يسأل سائل دلني على آية قرآنية فتجيب:
(قل هو الله أحد) آية قرآنية.
فالآية كلها من مطلعها إلى منتهاها مبدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية، وكلمة " آية " خبر المبتدأ.
وقد مر معنا مثل هذا الإعراب في إعراب العلم المركب تركيبا إسناديا: كتأبط
شرا، وشاب قرناها، وسر من رأى فتدبره.
نحو: تأبط شرا شاعر جاهلي.
ونحو: سر من رأى مدينة عراقية.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:08 م]ـ
12 ـ يصح عطف الخبر المفرد على الخبر الجار والمجرور.
نحو قوله تعالى: (فهي كالحجارة أو اشد قسوة) 1.
13 ـ يصح أن تقع جملة القسم خبرا.
نحو قوله تعالى: (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم) 2.
لأكفرن جواب القسم المحذوف، والقسم وجوابه خبر عن المبتدأ " الذين ".
ومنه قوله تعالى: (ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله) 3.
ومنه قول الشاعر:
جشأت فقلت الذي خشيت ليأتين وإذا أتاك فلات حين مناص
وفي ذلك رد على ثعلب الذي زعم أن الجملة القسمية لا تكون خبرا.
14 ـ تقع جملة التشبيه خبرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو قوله تعالى: (الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها) 4.
الذين مبتدأ، وجملة التشبيه " كأن لم .. " في محل رفع خبر.
وأجاز العكبري أن تكون جملة التشبيه في محل نصب حال ن والخبر جملة
كذبوا، وإذا كان الأمر كذلك فأين صلة الموصول؟
وإن كانت جملة كذبوا هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ن فكيف تكون في نفس الوقت في محل رفع خبر؟
والذي أراه أن جملة التشبيه تأتي صلة في الوقت الذي لا يكون فيه اسم الموصول مبتدأ.
ــــــــــــــ
1 ـ 74 البقرة. 2 ـ 195 آل عمران.
3 ـ 60 الحج. 4 ـ 92 الأعراف.
كما في قول الشاعر:
ألا أيهذا المنزل الدارس الذي كأنك لم يعهد بك الحي عاهد
فجملة التشبيه " كان وما بعدها " جاءت صلة لاسم الموصول لا محل لها من الإعراب، واسم الموصول في محل رفع صفة لمنزل.
أما في الآية السابقة فلا يكون الذي إلا مبتدأ والجملة الفعلية بعدة صلة لا محل لها، وجملة التشبيه هي الخبر والله أعلم.
15 ـ ويصح وقوع الجملة الإنشائية خبرا للمبتدأ. نحو قوله تعالى:
(والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم، هل يجزون إلا ما كانوا يعملون) 1.
الذين: مبتدأ، وكذبوا صلته، وحبطت أعمالهم في محل رفع خبر.
ويجوز أن يكون الخبر هل يجزون، وحبط أعمالهم كما يذكر العكبري (2).
ومنه قوله تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) 3.
الذين: مبتدأ وهو اسم موصول تضمن معنى الشرط لذلك دخلت الفاء على خبر: " فبشرهم ".
16 ـ عرفنا فيما سبق أنواع الرابط في الخبر الجملة، وأن هذا الرابط من شروطه أن يكون موجودا في الجملة. غير أنه قد يحذف في بعض الأحيان.
نحو قوله تعالى:
(أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله) 4.
فقد أجاز أبو حيان والعكبري: أن يكون " المؤمنون " مبتدأ أول، كل مبتدأ ثان، وأمن بالله خبر
ـــــــــــــ
1 ـ 147 الأعراف.
2 ـ إعراب ما من به الرحمن ج1 ص 158.
3 ـ 34 التوبة. 4 ـ 285 البقرة.
المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط محذوف.
التقدير: كل منهم. كقولهم: السمن منوان بدرهم. (1)
ومنه قوله تعالى: (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها) 2.
فالذين مبتدأ أول، وجزاء مبتدأ ثان، وبمثلها خبر المبتدأ الثاني، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط محذوف تقديره: منهم. ومنه قوله تعالى:
(والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) 3.
الخبر: عن ربك لغفور رحيم، والرابط محذوف تقديره: لهم.
17 ـ يمكن الفصل بين المبتدأ والخبر.
كما في قوله تعالى: (وهم بالآخرة هم يوقنون) 4.
هم: مبتدأ، وخبره: يوقنون، وبالآخرة متعلق به، ولما فصل بين المبتدأ والخبر بمتعلق الخبر أعيد المبتدأ ثانيا ليتصل بخبره في الصورة.
ومنه قوله تعالى: (وهم في الآخرة هم الأخسرون) 5. ومنه قوله تعالى:
(والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم) 6.
الذين مبتدأ، وقيل خبره " ما لهم من الله من عاصم " وقد فصل بينهما بجملتين،
والصحيح جوازه، ومنعوا الاعتراض بثلاث جمل أو بأربع.
ــــــــــــــ
1 ـ البحر المحيط ج2 ص364، والعكبري ج1 ص68.
2 ـ 17 ـ الإسراء. 3 ـ 153 الأعراف.
4 ـ 4 ـ لقمان. 5 ـ 5 النمل.
6 ـ 27 ـ يونس.
18 ـ قد يجر المبتدأ بحر جر زائد " الباء ومن "، أو شبه الزائد " رب "، فيكون المبتدأ مجرورا لفظا مرفوعا محلا.
نحو: بحسبك لقمة تقيم أودك.
39 ـ ونحو قوله تعالى: (وهل من خالق غير الله) 1.
ومنه قول الشاعر:
بحسبك في القوم أن يعلموا بأنك فيهم غني مُضِر
وتزاد من مع المبتدأ بشرطين:
أ ـ أن يتقدمها نفي، أو استفهام بهل.
2 ـ أن يكون مدخولها نكرة.
20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني:
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
الشاهد قوله: من أحد. من حرف جر زائد، وأحد مبتدأ مؤخر مرفوع محلا مجرور لفظا.
ومنه قوله تعالى: (هل لنا من شفعاء) 2.
أما الكوفيون والأخفش فيقولون بزيادة " من " دون شروط.
وتدخل " ربَّ " على المبتدأ إذا كان نكرة موصوفة، وهذا الوصف قد يكون مفردا، وقد يكون جملة اسمية، أو فعلية، وقد يكون مذكورا، وقد يكون مقدرا معنويا.
مثال دخولها على المبتدأ الموصوف بمفرد قول امريء القيس:
ألا رب يوم صالح لك منهما ولا سيما يوم بدارة جلجل
ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة فعليه قول سويد اليشكري:
رب من أنضجت غيظا قلبه قد تمني لي موتا لم يُطَع
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:08 م]ـ
ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة اسمية قول لبيد:
" يا رب هيجا هي خير من دمعة "
ومثال دخولها على المبتدأ النكرة التي حذفت صفتها قول هند بنت عتبة:
يا ربّ قائلة غدا يا لهف أم معاويهْ
يا ربّ باكية غدا في الباكيات وباكه
19 ـ إذا جاء الاسم المفضل الواقع بعد لا سيما مرفوعا فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره: هو. نحو: أحب قراءة الكتب ولا سيما كتبُ الأدب.
والتقدير: ولا مثل التي هي كتب الأدب.
20 ـ بعض المبتدآت تتضمن معنى الشرط فيقترن خبرها بالفاء، وتعرف هذه الفاء بالفاء الفصيحة وهي زائدة، وذلك إذا كان المبتدأ نكرة عامة. (1)
نحو: كل خير يصيبنا فمن الله، وكل شر يصيبنا فمن أنفسنا.
وكذلك كان المبتدأ نكرة موصوفة، أو اسما موصولا صلته جملة فعلية، أو ظرف، أو اسما موصوفا بالاسم الموصول، أو بالجملة الفعلية، أو الظرف، أو الجار والمجرور فإنه يجوز زيادة الفاء في خبره.
فالموصول الذي صلة جملة فعليه نحو قوله تعالى:
(وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله) 2.
وقوله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) 3.
ومثال الموصوف بالجار والمجرور فقوله تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله) 4.
ومثال الموصوف بالاسم الموصول قوله تعالى:
(والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح) 5.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:09 م]ـ
ومما تجدر الإشارة إليه أن كل مبتدأ تضمن معنى الشرط، أو لمح في معناه ولو إشارة بعيدة إلى معنى الشرط جاز في خبره الاقتران بالفاء.
نحو قول زينب بنت الطرية:
يسرّك مظلوما ويرضيك ظالما وكل الذي حمَّلتَه فهو ظالم.
وقد زيدت الفاء في كل أخبار المبتدآت التي فيها معنى الشرط.
نقوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم) 1.
وقوله تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) 2.
ولا تحذف الفاء الزائدة من أخبار تلك المبتدآت إلا إذا دخل عليها أحد النواسخ، ما عدا " إنَّ وأن، ولكن " فتبقى الفاء في أخبارها.
نحو قوله تعالى: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم) 3.
ومنه قول الشاعر:
فو الله ما فارقتكم قاليا لكم ولكنَّ ما يُقضي فسوف يكون
21 ـ يكون المبتدأ في أول الجمل التالية:
الجملة الابتدائية. نحو: العلم نور.
الجملة الحالية. نحو: وصلت وصديقي ينتظر.
الجملة النعتية. نحو: رأيت لاعبا قدمه لا تخطئ الهدف.
قدمه: مبتدأ، والجملة بعده في محل رفع خبر، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لرجلا.
الجملة الخبرية. نحو: الظلم مرتعه وخيم.
جملة صلة الموصول. نحو: التقيت بالذي أبوه فاضل.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:10 م]ـ
نماذج من الإعراب
17 ـ قال تعالى: (الله مولاكم).
الله: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة.
مولاكم: خبر مرفوع بالضمة، ومولى مضاف، والضمير المتصل في محل جر
مضاف إليه.
18 ـ قال تعالى: (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه) 1.
الم: كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذه الم. وقال العكبير في موضعها ثلاثة أوجه:
1 ـ الجر على القسم، وحرف القسم محذوف، وبقي عمله.
2 ـ النصب، وفيه وجهان: أ ـ وذلك على تقدير حذف القسم نحو قولك: الله لأفعلن، والتقدير: التزمت الله.
ب ـ مفعول به لفعل محذوف تقديره: أتل الم.
3 ـ الرفع على أنها مبتدأ وما بعدها خبر (1).
ذلك " ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد والكاف حرف حطاب مبني على الفتح.
الكتاب: خبر لاسم الإشارة، وهو أولى من جعله بدلا منها، لأنه قصد به الإخبار بأنه الكتاب المقدس المستحق الاسم تدعيما للتحدي ن والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب، على أنه يجوز جعل الكتاب بدلا من اسم الإشارة، فتكون جملة لا ريب فيه خبرا لاسم الإشارةلا ريب فيه: لا نافية للجنس، وريب اسمها مبني على الفتح في محل نصب، وفيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا.
وجملة لا ريب فيه في محل رفع خبر ذلك على الوجه الثاني، أو في محل نصب حال من الكتاب على الوجه الأول.
19 ـ قال تعالى: (وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد).
وهو: الواو حرف عطف ن وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
الغفور: خبر مرفوع بالضمة، وما بعدها أخبار أيضا.
5 ـ ومنه قول لبيد:
وهُمُ ربيع للمجاور فيهُمُ والمرملات إذا تطاول عامها
وهم: الواو حرف عطف، وهم ضمير منفصل مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ، وحرك بالضم لضرورة الشعر.
ربيع: خبر مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية عطف على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها من الإعراب مثلها.
للمجاور: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لربيع.
فيهم: جار ومجرور متعلقان بمجاور، والميم علامة الجمع وحركت بالضم لضرورة الشعر.
والمرملات: الواو حرف عطف، والمرملات عطف على المجاور مجرور مثله.
إذا: ظرف متعلق بالمرملات مبني على السكون في محل نصب.
تطاول: فعل ماض مبني على الفتح.
عامها: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها.
6 ـ ومنه قول طرفة:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
الرجل: الرجل خير مرفوع بالضمة.
الضرب ك صفة للرجل مرفوعة بالضمة.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ثانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
تعرفونه: تعرفون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والهاء ضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة تعرفونه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
خشاش: مبتدأ ثان للضمير أنا. كرأس: جار ومجرور متعلقان بخشاش، لنه بمعنى سريع، أو متعلقان بمحذوف صفة لخشاش، ورأس مضاف، الحية: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
المتوقد: صفة مجرورة لرأس.
7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة:
قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
قومي: مبدأ أول مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وقوم مضاف ن وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
ذرا المجد: ذرا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وذرا
مضاف، والمجد مضاف إليه مجرور بالكسرة.
بانوها: بانو خبر المبتدأ الثاني، وبانو مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
وقد: الواو واو الحال، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
علمت: علم فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث.
بكنه: جار ومجرور متعلقان بعلمت، وكنه مضاف،
ذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه، واللام للبعد، والكاف للخطاب.
عدنان: فاعل علمت مرفوع بالضمة. وقحطان معطوف عليه.
20 ـ قال تعالى: (أولئك مأواهم جهنم).
أولئك: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
مأواهم: مبتدأ ثان ن ومأوى مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
جهنم: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة.
والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط الضمير.
8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص:
عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيب
عيناك: مبتدأ أول مرفوع بالألف، وهو مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
دمعهما: دمع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
سرب: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة.
وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
وجملة عيناك وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
كأن: حرف ناسخ من أخوات إن يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
شأنيهما: اسم كأن منصوب بالياء لنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، وشأني مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، والميم والألف دلالة على التثنية.
شعيب: خبر كأن مرفوع بالضمة.
وجملة كأن واسمها وخبرها في محل رفع خبر ثان للمبتدأ الأول.
21 ـ قال تعالى: (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب).
أولئك: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
ينالهم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. وجملة ينالهم في محل رفع خبر.
نصيبهم: فاعل مرفوع بالضمة، ونصيب مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
من العذاب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خال من نصيب.
9 ـ ومنه قول لبيد:
إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها
إن يفزعوا: إن حرف شرط جازم، يفزعوا فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل.
والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية، وقيل لأنها جملة شرط غير ظرفي.
تلق: بالبناء للمجهول أو للمعلوم فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
المغافر: نائب فاعل مرفوع بالضمة على اعتبار الفعل مبني للمجهول كما هي رواية البيت عندنا، أو مفعول به على رواية البناء للمعلوم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
عندهم: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل تلق، وهو مضاف، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه.
وجملة تلق وما في حيزها لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط لفم يقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية.
والسن: الواو حرف عطف، السن معطوف على المغافر، فيجوز في الرفع والنصب مثله.
يلمع: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
كالكواكب: جار ومجرور متعلقان بيلمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
لامها: فاعل يلمع مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. وجملة يلمع، وما في حيزها في محل نصب حال من واو الجماعة في يفزعوا والرابط الضمير العائد بدوره على الواو، والتقدير لام جماعتها.
ويجوز أن تكون الجملة حالا من السن، والعائد هو الضمير أيضا، ويكون عائدا عليها للملابسة.
10 ـ ومنه قول عنترة:
والخيل تقتحم الخَبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظم
والخيل: الواو للاستئناف، الخيل مبتدأ مرفوع بالضمة.
تقتحم: فعل مضارع مرفوع بالضمة ن والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الخيل.
الغبار: مفعول به منصوب بالفتحة.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ز
وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب استئنافية.
عوابسا: حال منصوب بالفتحة ونون لضرورة الشعر لأنه في الأصل ممنوع من الصرف.
من بين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من فاعل تقتحم المستتر، ومن هنا تفسيرية وتوضيحية له، وبين مضاف،
شيظمة: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو صفة لموصوف مجرور.
وأجرد: معطوف على شيظمة مجرور، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل ن وهو وصف لموصوف محذوف أيضا.
شيظم: صفة ثانية لموصوف محذوف.
22 ـ قال تعالى (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) 1.
وأما: الواو حرف عطف، والجملة معطوفة على ما قبلها، أما حرف تفصيل وجوابها مقترن بالفاء وجوبا.
اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
خاف: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:
هو. مقام: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، وربه مضاف إليه،
ورب، مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة أمّا معطوفة على ما قبلها.
ونهى النفس عن الهوى: عطف على ما قبلها.
فإن: الفاء واقعة في جواب أمّأ، وإن حرف توكيد ونصب.
الجنة: اسم إن منصوب بالفتحة.
هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
المأوى: خبر المبتدأ هي، والجملة الاسمية في محل رفع خبر إن، والرابط الضمير المستتر، والتقدير: هي المأوى. وقيل: هي مأواه، والألف واللام عوض عن المحذوف (1)
23ـ قال تعالى: (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة).
فأصحاب: الفاء عاطفة تفريعية للشروع في تفصيل وشرح أحوال الأزواج
الثلاثة، وأصحاب مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والميمنة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان، والمقصود بالاستفهام التعظيم.
وجملة فأصحاب معطوفة على ما قبلها.
أصحاب الميمنة: أصحاب خبر المبتدأ الثاني، وهو مضاف، والميمنة مضاف إليه مجرور.
وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط هو التكرار الذي أغنى عن الضمير.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:11 م]ـ
24 ـ قال تعالى: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا).
فإذا: الفاء رابطة، وإذا فجائية، ودخلت الفاء عليها لتقويتها على وصل الجواب بالشرط بغرض التوكيد.
هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
شاخصة أبصار: شاخصة خبر هي، وأبصار فاعل لاسم الفاعل شاخصة، وأبصار مضاف، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
كفروا: فعل وفاعل ن والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
25 ـ قال تعالى: (الحمد لله رب العالمين).
الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة.
لله: جار ومجرور بحرف جر زائد وهو اللام، لأن الأصل " الله " بلامين، ثم دخلت لام الملك، وتسمى أيضا لام التحقيق، بمعنى استق الله الحمد، والثانية دخلت مع الألف واللام للتعريف، والثالثة لام سنخية كما يذكر ابن خالويه، لأن الأصل " لاه " (1)،وكون اللام حرف جر زائد فالله مجرور لفظا مرفوع محلا على الخبرية.
رب: صفة لله، أو بدل منه، ورب مضاف،
العالمين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
وذكر مكي القيسي أنه يجوز في " رب العالمين " النصب على النداء، والتقدير: يا رب العالمين، ويجوز رفعه على الخبرية، والتقدير: هو رب العالمين (2).
وأجاز العكبري في " رب " النصب على المفعولية بفعل محذوف تقديره: أعني،
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندي الجر على البدلية أو الوصفية هو خير الوجوه المذكورة وأقواها، وأقربها إلى المعنى والمنطق وقد أكد هذا الإعراب ابن خالويه وغيره من المعربين (3).
11 ـ ومنه قول عنترة:
عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم
عهدي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله.
به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ.
وجوز بعض المعربين أن شبه الجملة متعلق بالمصدر عهدي على أنهما في موضع المفعول به، وخبر المبتدأ محذوف لسد الجملة الآتية الواقعة حالا مسده (1).
مد النهار: مد ظرف زمان بدل من شبه الجملة " به " كما حكى التبريزي، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي وهو الخبر، على نحو قوله تعالى: (إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر) حيث لم يعلق الظرف بالمصدر السابق. ويرى بعض المعربين المعاصرين أن " مد " متعلق بالمصدر. ومد مضاف، والنهار مضاف إليه.
كأنما: كافة ومكفوفة.
خضب: فعل ماض مبني للمجهول. البنان: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
ورأسه: الواو عاطفة، ورأس عطف على البنان، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بالعظلم: جار ومجرور متعلقان بالفعل خضب.
وجملة كأنما خصب في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالباء، والعامل فيه المصدر، والرابط الضمير فقط، وهذه الحال سادة مسد الخبر كما ذكرنا سابقا.
والجملة الاسمية: عهدي وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية، وذلك بالإعراض عما قبل البيت.
26 ـ قال تعالى: (وعنده مفاتح الغيب).
وعنده: الواو حرف استئناف، وعنده ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم / وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف غليه. مفاتح الغيب: مفاتح مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والغيب مضاف إليه مجرور. والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:11 م]ـ
12 ـ وقول الحارث بن حلزة:
ومع الجَوْن جَوْنِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواء
ومع الجون: الواو حرف استئناف، ومع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، ومع مضاف، والجون مضاف إليه مجرور بالكسرة.
جون آل: جون بدل من الجون الأولى مجرورة وعلامة جرها الكسرة، وهو بدل كل من كل، وجون مضاف، وآل مضاف إليه مجرور بالكسرة، وآل مضاف،
بني الأوس: بني مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف، والأوس مضاف إليه مجرور بالكسرة.
عنود: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
والجملة الاسمية من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
كأنها: كأم حرف مشبه بالفعل من أخوات كان يفيد التشبه ن والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
دفواء: خبر: كأن مرفوع بالضمة.
والجملة الاسمية في محل رفع صفة لعنود.
27 ـ ومنه قوله تعالى: (والركب أسفل منكم).
والركب: الواو واو الحال، والركب مبتدأ مرفوع بالضمة.
أسفلَ: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر تقديره: استقر، أو
مستقر، وقال ابن هشام في المغني لا يترجح تقدير اسما ولا فعلا، ولكن بحسب المعنى، وقال ابن مالك متعلق بكائن، أو استقر. .
منكم: جار ومجرور متعلقان بأسفل لأنه في الأصل أسم تفضيل استعمل صفة لمكان محذوف أقيم مقامه. والجملة الاسمية في محل نصب خال.
28 ـ قال تعالى: (وعلى أبصارهم غشاوة).
وعلى أبصارهم: الواو حرف استئناف، على أبصارهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وأبصار مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ,
غشاوة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
13 ـ ومنه قول الشاعر:
وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول
وفي الناس: الواو حسب ما قبلها، في الناس جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
إن رثت: حرف شرط جازم لفعلين، رثت فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، وهو في محل جزم فعل الشرط.
حبالك: حبال فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
واصل: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله: في الناس واصل إن رثت حبالك.
وفي الأرض: الواو حرف عطف، في الأرض جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
عن دار القلى: جار ومجرور متعلقان بمتحول الآتي، ودار مضاف، والقلى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر.
متحول: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
والجملة الاسمية عطف على ما قبلها.
29 ـ قال تعالى: (ولدينا مزيد).
ولدينا: الواو حرف عطف، لدينا ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
مزيد مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. والجملة عطف على ما قبلها.
30 ـ ومنه قوله تعالى: (أين شركائي).
أين: اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
شركائي: مبتدأ مؤخر، وشركاء مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف
إليه.
31 ـ قال تعالى: (أم على قلوب أقفالها).
أم: منقطعة بمعنى بل، والهمزة للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة.
على قلوب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
أقفالها: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وأقفال مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف
إليه.
14 ـ وقول الشاعر:
أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عينٍ حبيبها
أهابك: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره:
أنا، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
إجلالا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة.
وما بك: الواو للحال، وما نافية تميمية لا عمل لها، وبك جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
قدرة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
عليّ: جار ومجرور متعلقان بقدرة، أو بمحذوف نعت لها.
ولكن: الواو للاستئناف، ولكن حرف استدراك مبني على السكون لا عمل له.
ملء عينٍ: ملء خبر مقدم مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وعين مضاف إليه.
حبيبها: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة لكن وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
32 ـ قال تعالى: (ما على الرسول إلا البلاغ).
ما: نافية لا عمل لها.
على الرسول: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
إلا: أداة حصر ل لا عمل لها.
البلاغ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
33 ـ قال تعالى: (قل هو الله أحد).
قل: فعل أمر وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت، يعود على محمد.
وفي إعراب: " هو الله أحد " وجوه نذكرها:
1 ـ هو: ضمير الشأن مبتدأ، لأنه موضع تعظيم، كأنه قيل الشأن هو وهو أن الله واحد لا ثاني له، والله مبتدأ ثان، وأحد خبره، والجملة في محل رفع خبر هو مفسرة له ولا رابط فيها لأن حكمها حكم المفرد (1).
2 ـ هو: ضمير عائد على ما يفهم من السياق، والله مبتدأ، وأحد خبره.
3 ـ وهو في محل رفع مبتدأ، والله خبره.
أحد: بدل من لفظ الجلالة. ويجوز أن يكون بدلا من قوله: هو الله، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا للضمير هو.
وقال أبن خالويه: هو في محل رفع مبتدأ، والله خبره، وأحد بدل من الله (2)
وقال صاحب مشكل إعراب القرآن:
هو: ابتداء، وهو إضمار الحديث أو الخبر أو الأمر.
الله: مبتدأ ثان. أحد: خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر عن المبتدأ هو،
والتقدير: قل يا محمد: الحديث الحق الله أحد (3).
15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة:
عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبريني
عندي: ظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
اصطبار: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
وأمّا: الواو للاستئناف، وأمّا حرف شرط وتفصيل وتوكيد.
أنني: أنني أن حرف توكيد ونص، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب اسمها.
جزع: خبر أن مرفوع بالضمة.
والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع مبتدأ.
وجملة أمّا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
يوم النوى: يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بجزع، وهو مضاف، والنوى مضاف إليه مجرور بالكسرة.
فلوجد: الفاء واقعة في جواب الشرط، ولوجد جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ المؤول من أن ومعموليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
كاد: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
يبريني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والنون حرف وقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد.
وجملة كاد في محل جر صفة لوجد.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:12 م]ـ
16 ـ نحو قول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ن وخبره محذوف دل عليه ما بعده، والتقدير: نحن راضون.
بما: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف.
عندنا: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة المجرورة محلا بالباء، وعند مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وأنت: الواو حرف عطف ن وأنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
بما: جار ومجرور متعلقان براض الآتي.
عندك: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة، وعند مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
راض: خبر أنت مرفوع بالضمة المقدرة على آخرة منع من ظهورها تنوين العوض، والجملة عطف على ما قبلها.
والرأي مختلف: الواو للاستئناف، والرأي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، ومختلف خبره مرفوع بالضمة، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية.
34 ـ قال تعالى: (أكلها دائم وظلها).
أكلها: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
دائم: خبر مرفوع بالضمة.
وظلها: الو حرف عطف، وظل مبتدأ، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، والخبر محذوف دل عليه ما قبله أي: دائم.
35 ـ قال تعالى: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون).
لعمرك: اللام لام الابتداء، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة حذف خبرة وجوبا، تقديره قسمي، والكاف في محل جر مضاف إليه.
إنهم: إن واسمها في محل نصب.
لفي سكرتهم: اللام المزحلقة، في حرف جر، وسكرتهم اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بيعمهون، وسكرة مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
يعمهون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.
وجملة إنهم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
وجملة لعمرك وما في حيزها لا محل لها من الإعراب اعتراضية.
17 ـ ومنه قول معن بن أوس:
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُ
لعمرك: اللام لام الابتداء، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة، وخبره محذوف وجوبا تقديره: قسمي، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
ما أدري: ما نافية لا عمل لها، وأدري فعل وضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.
وإني: الواو واو الحال، وإن واسمها في محل نصب.
لأوجل: اللام هي المزحلقة، وأوجل فعل مضارع مرفوع بالضمة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.
على أيّنا: على حرف جر، وأي اسم مجرور بعلى والجار والمجرور متعلقان بتعدو الآتي، وأي مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
تعدو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل.
المنية: فاعل تعدو مرفوع بالضمة، والجملة في محل نصب مفعول به لأدري.
أولُ: ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب، وعامله تعدو.
36 ـ قال تعالى: (ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين).
ولولا: الواو حرف عطف، ولولا حرف امتناع لوجود.
نعمة ربي: نعمة مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، وربي مضاف إليه مجرور.
والخبر محذوف وجوبا بعد لولا، والتقدير: موجودة.
لكنت: اللام واقعة في جواب لولا، وكنت: كان الناسخة، واسمها ضمير متصل في محل رفع.
من المحضرين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان.
18 ـ ومنه قول جرير:
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
لولا: حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط.
الحياء: مبتدأ مرفوع بالضمة، وخبره محذوف وجوبا تقديره: موجود.
والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
لهاجني: اللام واقعة في جواب الشرط، هاج فعل ماض مبني على الفتح، والنون للوقاية: والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
(يُتْبَعُ)
(/)
استعبار: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة هاجني استعبار لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
ولزرت: الواو حرف عطف، ولزرت اللام مؤكدة لللام الواقعة في جواب الشرط وزرت فعل وفاعل، والجملة عطف على ما قبلها.
قبرك: مفعول به منصوب بالفتحة، وقبر مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف
إليه.
والحبيب يزار: الواو للاستئناف، والحبيب مبتدأ مرفوع بالضمة.
يزار: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والجملة الفعلي’ في محل رفع خبر المبتدأ.
وجملة الحبيب يزار لا محل لها من الإعراب استئنافية.
37 ـ قال تعالى: (فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين).
فإنكم: الفاء تعليلية، وإن واسمها، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وما تعبدون: الواو واو المعية، وما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول معه ن وقد سدت مسد خبر إن: والمعنى: إنكم وآلهتكم قرناء لا تزالون تعبدونها.
تعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل.
ما أنتم: ما نافية حجازية تعمل عمل ليس، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع اسمها.
عليه: جار ومجرور متعلقان بقانتين.
بقانتين: الباء حرف جر زائد ن وقانتين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا.
ورجح الزمخشري والبيضاوي أن تكون ما معطوفة على اسم إن، وجملة ما أنتم في محل رفع خبر إن.
19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم.
ينام: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:
هو. بإحدى: جار ومجرور متعلقان بينام، وإحدى مضاف،
مقلتيه: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، ومقلتي مضاف، والضمير المتصل في محل جرمضاف إليه، وحذفت النون للإضافة.
ويتقي: الواو حرف عطف، يتقي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
والجملة معطوفة على جملة ينام.
بأخرى: جار ومجرور متعلقان بيتقي وعلامة حرها كسرة مقدرة على الألف.
المنايا: مفعول به ليتقي منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
فهو: الفاء إما زائدة، أو للاستئناف، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
يقظان: خبر مرفوع بالضمة، ونائم، أو هاجع ـ كما هو في بعض الروايات، لأن القصيدة التي منها البيت عينية ـ خبر ثان.
38 ـ قال تعالى: (فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا).
فاستفتهم: يجوز أن تكون الفاء هي الفصيحة ن ويجوز أن تكون عاطفة المعقبة،
واستفتهم فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
أهم: الهمزة للاستفهام، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
أشد: خبر مرفوع بالضمة.
خلقا: تمييز منصوب بالفتحة.
أم من: أم حرف عطف مبني على السكون، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع عطفا على هم.
خلقنا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
39 ـ قال تعالى: (هل من خالق غير الله).
هل: حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
من خالق: من حرف جر زائد، وخالق مبتدأ، مجرور لفظا مرفوع محلا.
غير الله: غير صفة لخالق على اللفظ أو على المحل، أو منصوب على الاستثناء، وخبر خالق محذوف: والتقدير: لكم، ويجوز أن تكون جملة يرزقكم في محل رفع خبر لخالق، كما يجوز أن تكون منصوبة على الحال، أو صفة لخالق على اللفظ أو المحل.
20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني:
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
وقفت: فعل وفاعل. فيها: جار ومجرور متعلقان بوقفت.
أصيلا: ظرف زمان منصوب بالفتحة، والعامل فيه وقفت.
كي أسائلها: كي: حرف مصدري ونصب، وأسائلها فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
عيّت: عيّ فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي.
جوابا: مفعول مطلق لفعل محذوف، والتقدير ن عيت عن أن تجيب جوابا.
وما: الواو للحال، وما نافية لا عمل لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
بالربع: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
من أحد: من حرف جر زائد، وأحد مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا.
وجملة المبتدأ المؤخر، وخبره المقدم في محل نصب حال.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:24 م]ـ
اسم كان وأخواتها
تعريفه: هو كل مبتدأ تدخل عليه كان، أو إحدى أخواتها.
حكمه: الرفع دائما. نحو: كان الجو صحوا.
فـ " الجو " اسم كان مرفوع بالضمة، و " صحوا " خبرها منصوب بالفتحة.
40 ـ ومنه قوله تعالى: {وكان الله بكل شيء مخيطا} 1.
وقوله تعالى: {كان أكثرهم مشركين} 2.
تعريف كان وأخواتها:
تعرف كان وأخواتها بأنها ناسخة، ويقصد بالنواسخ لغة: إزالة الشيء، ونسخه.
واصطلاحا: ما يدخل على الجملة الاسمية من الأفعال فيرفع المبتدأ، ويسمى اسمه، وينصب الخبر ويسمى خبره، وهي بذلك تحدث تغييرا في الاسم، وفي حركة إعرابه.
وتعرف أيضا بالأفعال الناقصة؛ لأن كل منها يدل على معنى ناقص لا يتم بالمرفوع كالفاعل، بل لا بد من المنصوب {3}.
أقسام كان وأخواتها من حيث شروط العمل.
تنقسم كان وأخواتها إلى قسمين:
الأول: ما يرفع المبتدأ بلا شروط وهي: ـ
كان ـ ظل ـ بات ـ أضحى ـ أصبح ـ أمسى ـ صار ـ ليس
تنبيه: هناك أمور عامة تشترك فيها جميع الأفعال الناسخة يجب مراعاتها منها:
1 ـ يشترط في عملها أن يتأخر اسمها عنها.
2 ـ ألا يكون خبرها إنشائيا.
3 ـ ألا يكون خبرها جملة فعلية فعلها ماض، ماعدا " كان " فيجوز معها ذلك.
4 ـ لا يصح حذف معموليها معا، ولا حذف أحدهما، إلا مع “ ليس “ فيجوز حذف خبرها، وكذلك “ كان “ فيجوز في بعض أساليبها أنواع من الحذف سنذكرها لاحقا.
الثاني: ما يرفع المبتدأ بشروط، وينقسم إلى قسمين.
1 ـ ما يشترط في عمله أن يسبقه نفي، أو شبهه وهي:
زال ـ برح ـ فتئ ـ انفك
ويكون النفي إما لفظا. نحو: ما زال العمل مستمرا.
41 ـ ومنه قوله تعالى: {فما زلتم في شك} 1.
أو تقديرا.42 ـ نحو قوله تعالى: {تالله تفتؤ تذكر يوسف} 2.
ولا يقاس حذف النفي إلا بعد القسم كما في الآية السابقة، وما ورد منه في أشعار العرب محذوفا بدون الاعتماد على القسم فهو شاذ.
ومنه قول الشاعر:
فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وشبه النفي: النهي. نحو: لا تزل قائما.
19 ـ ومنه قول الشاعر:
صاح شمر ولا تزل ذاكر المو ت فنسيانه ضلال مبين
الشاهد في البيت قوله: لا تزل فقد سبقت “ تزل “ بلا الناهية الجازمة، وهي تفيد شبه النفي.
ومن شبه النفي الدعاء. نحو: لايزال الله محسنا إليك.
تنبيه: ويرجع اشتراط النفي، وشبهه في عمل الأفعال السابقة؛ لأن الجملة الداخلة عليها تلك الأفعال مقصود بها الإثباث، وهذه الأفعال معناها النفي، فإذا نفيت انقلبت إثباثا؛ لأن نفي النفي إثباث.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:24 م]ـ
ويصح أن يكون النفي بالحرف كما مثلنا سابقا، أو بغيره كالفعل الموضوع للنفي" ليس "، أو بالاسم المتضمن معنى النفي كـ " غير "، فتدبر.
ما يشترط في عمله أن تسبقه " ما " المصدرية الظرفية وهو الفعل " دام ".
43 ـ نحو قوله تعالى: {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا} 1.
فـ " ما " مصدرية ظرفية؛ لأنها تقدر مع فعلها بالمصدر، وهو الدوام، وتفيد الظرف وهو المدة، التقدير: مدة دوامي حيا.
تنبيه: هناك أفعال جاءت بمعنى " صار "، وأخذت حكمها من رفع المبتدأ، ونصب الخبر وهي:
آض ـ رجع ـ عاد ـ استحال ـ ارتد ـ تحول ـ غدا ـ راح ـ انقلب ـ تبدل.
وقد يكون منها: قعد، وجاء.
44 ـ نحو قوله تعالى: {فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا} 2
45 ـ وقوله تعالى: {انقلبتم على أعقابكم} 3.
20 ـ ومنه قول كعب بن زهير:
قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي
ومنه قول أعرابي:
" أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة ".
ونحو: غدا الرجل راحلا، ونحو: راح محمد راكبا.
وغيرها من الأمثلة التي استشهد بها النحويون على اعتبار أن هذه الأفعال ناسخة،
تعمل عمل “ صار “، ومتضمنة لمعناها، وإذا لم تتضمن معناها فهي تامة {4}.
والخلاصة: إن اعتبار هذه الأفعال من أخوات كان فيه نوع من التكلف، وكد الذهن،
لأنها حين تعمل عملها تحتاج إلى تأويل، وما ورد منها عاملا النصب فيما بعد الاسم كان مؤولا، فهي بذلك لا تكون إلا تامة تكتفي بمرفوعها، وما جاء بعدها منصوبا فهو حال.
فـ " صبرا، وعلى أعقابكم " في الآيتين السابقتين، الأول حال منصوبة من الضمير في ارتد، والمعنى: أنه رجع إلى حالته الأولى من سلامة البصر {1}.
وكذلك " على أعقابكم " فهو كتعلق بمحذوف حال من الضمير المتصل في انقلبتم.
أما الشاهد في البيت فقوله: " آض كأنه سيوف "، فـ " آض " في البيت تحتمل الوجهين وهما: الصيرورة، والرجوع، غير أن غلبة الصيرورة عليها بائنة
فأعملت عمل صار، وكان اسمها ضمير مستتر، وخبرها " كأنه سيوف ".
ومنه حديث سمرة في الكسوف " إن الشمس اسودت حتى آضت كأنها تنومة ".
قال أبو عبيد: آضت أي: صارت ورجعت {2}.
أما الشاهد قي قول الأعرابي: " قعدت كأنها حربة " فجعلوا قعدت بمعنى صارت، وليس بمعنى جلست، وبذلك رفع الاسم وهو الضمير المستتر العائد على الشفرة، وجملة كأنه حربة في محل رفع خبره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:25 م]ـ
أنواع كان وأخواتها من حيث التمام والنقصان.
كان وأخواتها على نوعين: ــ
الأول ما يكون تاما، وناقصا.
والثاني: ما لا يكون إلا ناقصا.
فالفعل التام هو: ما يكتفي بمرفوعه، ويكون بمعنى وجد، أو حصل.
46 ـ نحو قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} 3.
فـ " كان " في الآية السابقة تامة لأنها بمعنى وجد، و " ذو " فاعله مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة.
والأفعال التي تستعمل تامة، وناقصة هي: ــ
كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظل، صار، بات، مادام، ما برح، ما انفك.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:26 م]ـ
تنبيه:
يكون اتصاف اسم كان بخبرها في الزمن الماضي نحو: كان البحر هادئا.
وقد يكون مستمرا، 47 ـ نحو قوله تعالى: {وكان الله غفورا رحيما} 1.
الثاني: ما لا يكون إلا ناقصا.
الفعل الناقص لا يكتفي بمرفوعه، بل يحتاج إلى متمم وهو الخبر، وهذا النوع من الأفعال هو:
فتئ: نحو: ما فتئ المؤمن ذاكرا ربه.
48 ـ ليس: نحو قوله تعالى: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} 2.
زال التي مضارعها يزال: 49 ـ نحو قوله تعالى: {لا يزالون مختلفين} 3.
أم زال التي مضارعها يزول فتأتي تامة، ولا تكون ناقصة. نحو: زالت الشمس.
وهي حينئذ بمعنى تحرك، أو ذهب، أو ابتعد.
21 ـ ومنه قول كعب ابن زهير:
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
فـ " زال " في البيت تامة بمعنى " انتقل "، وفاعل زالوا " واو الجماعة "، وفاعل فما زال " أنكاس ".
وتأتي زال التامة بمعنى " ميز ".
نحو: زال الراعي غنمه من غنم أخيه. ومضارعها في هذه الحالة " يزيل ".
ومن معانيها: نحى، وأبعد. وهي باختصار تفيد: الذهاب، والانتقال.
تنبيه: قد تأتي " كان " زائدة بخلاف أنها تامة، أو ناقصة، وفي هذه الحالة لا عمل لها، وتكون زيادتها في المواضع التالية:
1 ـ بين المبتدأ والخبر. نحو: زيد كان قائم.
فـ " زيد " مبتدأ مرفوع، و” كان “ زائدة لا عمل لها، و " قائم " خبر مرفوع بالضمة.
2 ـ بين الفعل ومعموله. نحو: لم أر كان مثلك. وما صادقت كان غيرك.
أر: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا.
كان: زائدة لا عمل لها.
مثلك: مفعول به، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
3 ـ بين الصلة والموصول. نحو: وصل الذي كان أوعدك.
4 ـ بين الصفة والموصوف. نحو: التقيت بصديق كان مسافرٍ.
22 ـ ومنه قول الشاعر*:
وماؤكم العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها
فجملة " طال اعتلالها " في محل جر صفة، وقد جاءت كان زائدة لا عمل لها.
5 ـ بين الجار والمجرور. 23 ـ كقول الشاعر*:
سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب
6 ـ بين ما التعجبية وفعل التعجب. نحو: ما كان أكرمك.
ما كان: تعجبية مبتدأ، وكان: زائدة لا عمل لها.
أكرمك: فعل ماض، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره: هو يعود على ما، والجملة في محل رفع خبر ما.
تنبيه: لا تكون زيادة " كان " إلا بصيغة الماضي.
كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف.
تنقسم كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف إلى قسمين: ـ
1 ـ قسم جامد لا يتصرف مطلقا، ولا يكون إلا في صيغة الماضي وهو:
ما دام الناقصة، وليس. أما دام التامة فيؤخذ منها المضارع، والأمر.
نحو: مثال المضارع " يدوم ": لا يدوم إلا وجه الله.
ومثال الأمر " دم " دم في عملك حتى حين.
2 ـ قسم متصرف، وينقسم بدوره إلى نوعين: ـ
أ ـ ما يتصرف تصرفا ناقصا، فلا يؤخذ منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل.
وهو: زال، فتئ، برح، وانفك.
مثال ماضي زال، 50 ـ قوله تعالى: {فما زالت تلك دعواهم} 1.
ومثال المضارع، 51 ـ قوله تعالى: {ولا يزال الذين كفروا في مرية منه} 2.
ومثال اسم الفاعل، 24 ـ قول الحسين بن مطير الأسدي:
قضى الله يا أسماء أن لست زائرا أُحِبُّك حتى يُغمِض الجفنَ مُغمَضُ
الشاهد في البيت قوله: زائرا، فهو اسم فاعل من زال الناقصة، واسمه ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، وجملة أحبك في محل نصب خبره {3}.
ومضارع فتئ: يفتأ. نحو قوله تعالى: {تالله تفتؤ تذكر يوسف} 4.
واسم الفاعل: فاتئ. 52 ـ نحو: ما فاتئ المصلي قائما.
ومضارع برح: يبرح. 53 ـ نحو قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين} 5.
واسم الفاعل: بارح. نحو: ما بارح محمد مسافرا.
ومضارع انفك: ينفك. نحو: لا تنفك الحرب قائمة.
واسم الفاعل: منفك. نحو: ما منفكة جهود السلام متعثرة.
تنبيه: ربما يدور في ذهن القارئ سؤل حول اسم الفاعل من الفعل الناقص عندما يقع مبتدأ، فيسأل: أين خبره؟ وجواب ذلك هو: مرفوع اسم الفاعل.
فإذا قلنا: ما بارح محمد مسافرا.
نعرب " بارح " مبتدأ، وخبره: محمد.
وفي نفس الوقت نعرب " محمد ": اسم بارح، وخبره: مسافرا.
فإذا قلت: كيف يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت، مع أنه لا يتم المعنى به.
الجواب: نقول إنه لا يمنع مانع أن يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت. أما عدم تمام المعنى به، فلم يكن حاصلا من الخبر، وإنما من نقصان المبتدأ، فهو اسم فاعل لفعل ناقص {1}، والله أعلم.
ب ـ ما يتصرف تصرفا تاما، وهو بقية أخوات " كان ".
مثال المضارع، 54 ـ قوله تعالى: {ويكون الرسول عليكم شهيدا} 2.
ومثال الأمر قوله تعالى: {كونوا قوامين بالقسط} 3.
واسم الفاعل: محمد كائن أخاك.
25 ـ ومنه قول الشاعر*:
وما كل ما يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
الشاهد قوله " كائنا " فهو اسم فاعل من كان الناقصة عمل عملها فرفع اسما تقديره: هو، ونصب الخبر: أخاك.
والمصدر من كان: كون. نحو: سنلتقي غدا كونك موافقا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:26 م]ـ
26 ـ ومنه قول الشاعر*:
ببذل وحل ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير
الشاهد قوله: كونك إياه، فـ " كون " مصدر من كان الناقصة رفع اسما وهو: الضمير المتصل في " كونك "، ونصب خبرا وهو: إياه.
وقس على ذلك بقية أخوات “ كان “ التامة.
حكم اسم كان وأخواتها، وخبرهن من حيث التقديم والتأخير.
أولا ـ حكم الاسم: لا يجوز تقديم اسم كان وأخواتها عليها؛ لأنه بمنزلة الفاعل من
الفعل، فإذا تقدم الفاعل على فعله أصبح مبتدأ. نحو: محمد قام.
وكذلك إذا تقدم الاسم على الفعل الناسخ أصبح مبتدأ.
نحو: أحمد كان مسافرا، وعليّ أصبح متفوقا.
ثانيا ـ حكم الخبر من حيث التقديم والتأخير.
لخبر الأفعال الناسخة ست حالات: ـ
1 ـ وجوب التأخير عن الاسم:
أ ـ إذا كانا متساويين في التعريف وخشي اللبس بينهما. نحو: كان محمد صديقي، وأصبح يوسف جاري.
فإذا قدمنا خبر كان، أو إحدى أخواتها في هذه الحالة على الاسم صار الخبر هو الاسم، والاسم هو الخبر لذا وجب التأخير.
ب ـ يجب التأخير إذا كان الخبر مقصورا على المبتدأ بـ " إلا " المنفية، أو بإنما.
55 ـ نحو: ما كان القائد إلا صديقا لجنوده.
ونحو: إنما كان القائد صديقا لجنوده.
2 ـ وجوب التقديم على الاسم ليس غير، وذلك إذا كان في الاسم ضمير يعود على بعض الخبر شبه الجملة، مع وجود ما يمنع تقدم الاسم على الحرف المصدري
56 ـ " أن ". نحو: سرني أن يكون في المنزل أصحابه.
فلا يصح أن نقول: سرني أن يكون أصحابه في المنزل. لئلا يعود الضمير على
متأخر لفظا ورتبة.
كما لا يصح تقديم الاسم على " أن " لئلا يلزم تقديم معمول الصلة على الموصول {1}.
3 ـ أ ـ جواز تقديم الخبر على الاسم، وذلك إذا أمن اللبس بأن كان الخبر نكرة والاسم معرفة.
57 ـ نحو قوله تعالى {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} 2.
فـ " حقا " خبر كان تقدم على اسمها " نصر " المعرف بالإضافة.
ب ـ جواز تقديم الخبر على الفعل الناسخ واسمه.
58 ـ نحو: مبالغا كان محمد في حديثه.
وعلة التقديم يرجع إلى: جواز تقديم معمول الخبر على العامل.
59 ـ كما في قوله تعالى: {وأنفسهم كانوا يظلمون} 3.
فـ " يظلمون " في محل نصب خبر كان، وأنفسهم مفعول به ليظلمون، وقد تقدم المفعول به على كان العاملة النصب في الخبر “ يظلمون “ فمن باب أولى أن يتقدم الخبر على الفعل الناسخ.
4 ـ يجب تقديم الخبر على الفعل الناسخ واسمه؛ إذا كان الخبر من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام، والشرط، وكم الخبرية.
نحو: أين كان والدك، ومن كان يحترمك فاحترمه، 60 ـ وكم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال.
ويستثنى في هذه الحالة من الأفعال الناقصة " ليس "؛ لأن خبرها لا يجوز أن يسبقها على الوجه الصحيح.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:27 م]ـ
5 ـ وجوب التقدم على الفعل، واسمه، أو التوسط بينهما، وذلك إذا كان الاسم متصلا بضمير يعود على بعض الخبر، ولم يكن ثمة ما يمنع من التقدم على الفعل. نحو: كان في الحديقة زوارها، وأمسى خادمَ فاطمة زوجها.
بنصب " خادم " على أنه خبر أمسى مقدم عليها.
6 ـ ويمتنع تقدم الخبر على الفعل واسمه، غير أنه يجوز التوسط بينهما، أو التأخر عنهما؛ وذلك إذا كان الفعل مسبوقا بأداة لها الصدارة في الكلام، ولا يجوز الفصل بين الأداة، وبين الفعل. نحو: هل صار العجين خبزا؟
فلا يجوز تقدم الخبر على " هل "؛ لأن لها الصدارة، فلا يصح أن نقول: خبزا
هل صار العجين، ولا على " كان " لئلا نفصل بين هل والفعل، فلا يصح أن نقول: هل خبزا صار العجين؟
ولكن يجوز أن نقول: هل صار خبزا العجين. بعدم وجود المانع من التوسط.
تنبيه: يستثنى من الأحكام السابقة أخبار: مادام، وما زال، وما فتئ، وما برح، وما انفك، و" ليس " في بعض الحالات.
أحكام أخبار: ما دام وما زال، وأخواتها، وليس.
1 ـ حكم خبر ما دام:
أ ـ منع بعض النحاة تقدم خبر ما دام على اسمها، فلا يصح أن نقول: امتنعت من الحضور ما دام حاضرا محمد.
والصحيح جواز التقديم، والشاهد على ذلك 27، ـ قول الشاعر*:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادِّكار الموت والهرم
الشاهد قوله: مادامت منغصة لذاته. حيث قدم خبر ما دام وهو " منغصة " على اسمها وهو
" لذاته ".
وفي ذلك نظر لأنه يجوز في اسم ما دامت الإضمار، والتقدير: ما دامت هي يعود على الذات
الآتية، وإن كان الضمير قد عاد على متأخر، وليس في ذلك ما ينكره أحد، فقد ورد في
61 ـ قوله تعالى: {فأوجس في نفسه خيفة موسى} 1.
فالضمير في " نفسه " عائد على موسى المتأخر عنه.
وبذلك تكون " منغصة " خبر ما دام مؤخرا على اسمها، و " لذاته " نائب فاعل لاسم المفعول " منغصة "، وعليه لا شاهد في البيت على جواز تقديم خبر ما دام على اسمها وهو مذهب ابن معط.
ب ـ يمتنع تقديم خبر ما دام عليها، فلا يجوز أن نقول: سأنتظرك قادما ما دمت.
ولن أصحبك موجودا ما دام أخوك.
واجاز البعض التقديم على " ما " وحدها. فنقول:
لن أصحبك ما موجودا دام أخوك، وفيه تكلف.
2 ـ حكم خبر الأفعال المسبوقة بـ " ما " النافية: ما زال وأخواتها.
لا يجوز تقدم الخبر على هذه الأفعال، إذ لا يصح أن نقول:
منهمرا ما زال المطر. بنصب " منهمرا " على أنه خبر ما زال.
غير أن بعضهم أجاز التقديم؛ إذا كان النفي بغير " ما "، كأن يكون بـ " لم " وسواها. نحو: قائما لم يزل محمد. وفيه نظر؛ لأن أغلب النحاة على منعه.
3 ـ حكم خبر ليس:
أ ـ اختلف كثير من النحاة على منع تقدم خبر ليس على اسمها، ولم يجيزوا ذلك،
فلا نقول: ليس موجودا محمد، وليس مسافرا علي.
والصحيح الجواز فقد ورد في، 62 ـ قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم} 2.
بنصب البر على أنها خبر ليس مقدم، واسمها المصدر المؤول من أن والفعل تولوا، والتقدير: ليس البر تولية وجوهكم.
28 ـ ومنه قول السموءل بن عدياء:
سلي ـ إن جهلت ـ الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول
فـ " سواء " خبر ليس مقدم، و " عالم " اسمها مؤخر.
ب ـ كما اختلفوا حول تقدم خبرها عليها، وعلى اسمها، وقال أكثرهم بالمنع، فلا يصح أن نقول: قائما ليس زيد.
وأجازه البعض على اعتبار جواز تقديم معمول الخبر على الفعل الناسخ كما ذكرنا سابقا، واستدلوا 63 ـ بقوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} 1.
فـ " يوم يأتيهم " معمول الخبر " مصروفا " تقدم على ليس، ولا يتقدم المعمول إلا حيث يتقدم العامل، وهو من باب أولى، وفيه خلاف، والله أعلم.
مواطن حذف كان.
1 ـ تحذف كان وجوبا دون اسمها وخبرها بالشروط الآتية: ــ
أن تقع " كان " صلة لأن المصدرية، ويعوض عنها بـ " ما " الزائدة مع دغمها بـ " أن ". نحو: أمّا أنت مسافرا سافرت.
29 ـ ومنه قول عباس بن مرداس:
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
الشاهد في البيت قوله: أمّا أنت ذا نفر
فـ " أمّا " هي " أن " المصدرية المدغمة في " ما " الزائدة النائبة عن كان المحذوفة.
أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة.
ذا نفر: ذا خبر كان، وذا مضاف، ونفر مضاف إليه.
والتقدير: أن كنت ذا نفر، ويصح أن نقول: أمّا محمد مقيما أقمتُ.
2 ـ يجوز حذفها مع اسمها دون خبرها بعد " إن، و لو " الشرطيتين.
64 ـ نحو قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ".
والتقدير: إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير، وإن كان عملهم شرا فجزاؤهم شر.
65 ـ ونحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " التمس ولو خاتما من حديد ".
ومنه: أعطني ولو ريالا. والتقدير: ولو كان الذي تلتمسه خاتما من حديد.
30 ـ ومنه قول النعمان بن المنذر ملك الحيرة:
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيل
الشاهد في البيت: إن صدقا وإن كذبا.
فـ " صدقا " خبر لكان المحذوفة مع اسمها بعد " إن " الشرطية، والتقدير: إن كان المقول صدقا، وإن كان المقول كذبا.
3 ـ ويجوز حذفها مع معموليها بلا عوض، وذلك بعد " إن " الشرطية.
جوابا لمن يسأل. هل ستسافر برا وإن كان الجو ممطرا، فتجيب: نعم وإن.
التقدير: وإن كان الجو ممطرا. 31 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيرا معدما قالت وإن
فالشاهد قوله: " قالت وإن " فحذف كان واسمها وخبرها بعد " إن " الشرطية، ولم يعوض عنهم، والتقدير: وإن كان هو فقيرا.
4 ـ تحذف نون كان بالشروط الآتية:
أ ـ أن تكون فعلا مضارعا.
ب ـ أن يكون المضارع مجزوما.
ج ـ ألا يقع بعد نونها ساكن.
د ـ ألا يقع بعد الفعل المضارع ضمير متصل.
نحو قوله تعالى: {ولم يك من المشركين} 1.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:28 م]ـ
وقوله تعالى: {ولم أك بغيا} 1.
ومنه قول الحطيئة: 32 ـ
ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:29 م]ـ
نماذج من الإعراب
40 ـ قال تعالى: {وكان الله بكل شيء محيطا}.
وكان: الواو حرف عطف، كان فعل ماض ناقص، ويجوز أن تكون الواو استئنافية.
الله: لفظ الجلالة اسم كان مرفوع.
بكل شيء: بكل جار ومجرور متعلقان بـ " محيطا " وكل مضاف، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة.
محيطا: خبر كان منصوب بالفتحة.
وجملة " كان ... إلخ " معطوفة على ما قبلها، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
41 ـ قال تعالى: {فما زلتم في شك}.
فما: الفاء حرف عطف، وما نافية لا عمل لها.
زلتم: زال فعل ماض ناقص مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك، والضمير المتصل في محل رفع اسمه.
في شك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر زال.
والجملة معطوفة على ما قبلها.
42 ـ قال تعالى: {تالله تفتؤ تذكر يوسف}.
تالله: التاء حرف جر يفيد القسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ولفظ الجلالة اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ " تفتؤ ".
تفتؤ: فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة، وأصله لا تفتأ، فحذف حرف النفي الذي هو شرط في عمل هذا الفعل وما شابهه من الفعل " زال " وأخواتها، وقد سد القسم مسد النفي؛ لأن القسم إذا لم يؤكد الفعل بعده باللام والنون فهو نفي {1}، وإذا أكد باللام والنون فهو إثبات، والقسم هنا لم يؤكد الفعل بعده باللام بالنون، لذلك اعتبر القسم نفيا، والفعل في أصله يفيد النفي، ونفي النفي إثبات، وهذا هو الغرض من سبق هذه الأفعال بحرف النفي.
واسم تفتؤ ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت يعود على والد يوسف.
تذكر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على والد يوسف أيضا.
يوسف: مفعول به منصوب بالفتحة، وجملة " تذكر يوسف " في محل نصب خبر تفتؤ. وتقدير الآية: نقسم بالله تعالى لا تزال ذاكرا يوسف متفجعا عليه.
والشاهد في الآية تقدير النفي بعد القسم.
19 ـ قال الشاعر:
صاح شمر ولا تزل ذاكرا المو ت فنسيانه ضلال مبين
صاح: منادى مرخم بحرف نداء محذوف، وترخيمه شاذ؛ لأنه نكرة، إذ لا يرخم مما ليس آخره تاء إلا العلم.
شمر: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على صاح.
ولا تزل: الواو حرف عطف، ولا ناهية، تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف النهي، وعلامة جزمه السكون، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ذاكر الموت: ذاكرا خبر تزل منصوب بالفتحة، وذاكر مضاف، والموت مضاف
إليه مجرور بالكسرة.
فنسيانه: الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، نسيان مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
ضلال: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
مبين: صفة مرفوعة بالضمة، وجملة لا تزل معطوفة على ما قبلها.
43 ـ قال تعالى: {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا}.
وأوصاني: الواو حرف عطف، أوصى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو يعود على الله، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
بالصلاة: جار ومجرور متعلقان بأوصاني.
والزكاة: الواو حرف عطف، الزكاة معطوف على ما قبله.
ما دمت: ما مصدرية تفيد الظرف حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، دام فعل ماض انقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والضمير المتصل في محل رفع اسم دام.
حيا: خبر ما دام منصوب بالفتحة.
44 ـ قال تعالى: {فلمّا أن جاء البشير ألقاه على ظهره فارتد بصيرا}.
فلما: الفاء حرف عطف، لما ظرفيه بمعنى " حين " متضمنة معنى الشرط غير جازمة، مبنية على السكون في محل نصب، وامتناع عملها الجزم لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية
أن جاء: أن حرف مصدري ونصب، جاء فعل ماض مبني على الفتح، والتقدير: حين مجيء البشير.
البشير: فاعل مرفوع بالضمة.
ألقاه: ألقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على البشير، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
(يُتْبَعُ)
(/)
على وجهه: جار ومجرور متعلقان بالفعل ألقى، والضمير المتصل بوجه في محل جر مضاف إليه.
فارتد: الفاء تفيد السببية حرف مبني لا محل له من الإعراب، ارتد فعل ماض تام مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على والد يوسف.
بصيرا: حال منصوبة من الضمير المستتر في ارتد.
وجملة " لما " ... إلخ معطوفة على ما قبلها.
45 ـ قال تعالى: {انقلبتم على أعقابكم}.
انقلبتم: انقلب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والضمير المتحرك مبني على الضم في محل رفع فاعل، والميم علامة الجمع، وجملة " انقلبتم " في محل جزم جواب
الشرط.
على أعقابكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في
" انقلبتم "، والكاف ضمير في محل جر مضاف إليه.
20 ـ قال الشاعر:
قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي
قطعت: فعل وفاعل.
إذا ما: لفظ مركب من إذا الشرطية، وما الزائدة.
الآل: مبتدأ مرفوع بالضمة باعتبار الفعل بعده ناقص بمعنى صار، ولو كان الفعل تاما لأعربنا " الآل " فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده.
آض: فعل ماض ناقص بمعنى صار مبني على الفتح، ـ وهو مكان الشاهد ـ واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على " الآل ".
كأنه: كأن حرف مشبه بالفعل ناصب لاسمه رافع لخبره، والضمير المتصل في محل نصب اسمه.
سيوف: خبر كأن مرفوع بالضمة.
وجملة " كأنه سيوف " في محل نصب خبر آض باعتبارها ناقصة بمعنى صار.
وجملة " آض " في محل رفع خبر المبتدأ " الآل ".
تنحى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على سيوف.
ساعة: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " تنحى ".
ثم: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
تلتقي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على السيوف، وجملة تلتقي معطوفة على جملة تنحى.
تنبيه:
إذا اعتبرنا آض بمعنى رجع فلا شاهد في البيت، ويكون الضمير المقدر فيها فاعلا، والآل قبلها فاعل لفعل محذوف كما ذكرنا سابقا، وتكون جملة كأنه في محل نصب حال من الضمير في آض. والله أعلم.
46 ـ قال تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة.
وإن كان: الواو للاستئناف، إن شرطية جازمة، كان فعل ماض تام مبني على الفتح.
ذو: فاعل كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف.
عسرة: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط.
فنظرة: الفاء واقعة في جواب الشرط، نظرة خبر لمبتدأ محذوف وتقدير الكلام: فالحكم نظرة. والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.
إلى ميسرة: جار ومجرور متعلقان بنظرة، أو بمحذوف صفة لها.
وجملة " وإن كان " ... إلخ لا محل لها من الإعراب استئنافية، ويجوز فيها العطف إذا اعتبرنا الواو عاطفة.
47 ـ قال تعالى: {وكان الله غفورا رحيما}.
وكان: الواو للاستئناف، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة اسم كان مرفوع بالضمة.
غفورا: خبر كان منصوب بالفتحة.
رحيما: خبر ثان لكان منصوب بالفتحة.
وجملة كان ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
48 ـ قال تعالى: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها}.
وليس: الواو للاستئناف، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
البر: اسم ليس مرفوع بالضمة.
بأن: الباء حرف جر صلة " زائد "، أن حرف مصدري ونصب.
تأتوا: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، واو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل.
وأن المصدرية والفعل في تأويل مصدر صريح في محل جر لفظا بحرف الجر الزائد، ومنصوب محلا خبر ليس، والتقدير: ليس البر آتيان البيوت.
البيوت: مفعول به منصوب بالفتحة.
من ظهورها: جار ومجرور متعلقان بالفعل تأتوا، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. وجملة ليس البر ... إلخ معطوفة على ما قبلها.
49 ـ قال تعالى: {لا يزالون مختلفين}.
لا يزالون: لا نافية لا عمل لها، يزالون فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع اسمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
مختلفين: خبر يزال منصوب بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.
21 ـ قال الشاعر:
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
زالوا: زال فعل ماض تام مبني على الضم؛ لاتصاله بواو الجماعة، وهي في محل رفع فاعلة.
فما زال: الفاء لتزيين اللفظ حرف مبني على الفتح لا عمل له، وما نافية لا عمل لها، زال فعل ماض تام مبني على الفتح.
أنكاس: فاعل مرفوع بالضمة.
ولا كشف: الواو عاطفة، ولا نافية لا عمل لها، وكشف معطوف على أنكاس.
عند اللقاء: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بزال، وهو مضاف، واللقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة.
ولا ميل معازيل: الجملة معطوفة على كشف، ويصح ويصح أن يلحق العطف " ميل " فقط، وتكون معازيل صفة لميل مرفوعة مثلها.
22 ـ قال الشاعر:
وماؤكما العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها
وماؤكما: الواو حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وماء مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة، والميم والألف علامة التثنية.
العذب: صفة مرفوعة بالضمة.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر.
لو شربته: لو حرف امتناع لامتناع " امتناع الجواب لامتناع الشرط " مبني على السكون لا محل له من الإعراب؛ وهي غير جازمة. شربته فعل وفاعل ومفعول به. وجملة " شربته " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
شفاء " مفعول لأجله منصوب بالفتحة.
لنفس: جار ومجرور متعلقان بشفاء.
كان: زائدة لا عمل لها.
طال اعتلالها: طال فعل ماض مبني على الفتح، واعتلالها فاعل مرفوع بالضمة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وجملة " اعتلالها " في محل جر صفة " لنفس " فصل بينهما " كان "
23 ـ قال الشاعر:
سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب
سراة: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
بني أبي بكر: بني مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وبني مضاف، وأبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وأبي مضاف، وبكر مضاف إليه مجرور
بالكسرة.
تسامى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على جياد، والجملة في محل رفع خبر.
على: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
كان: زائدة لا عمل لها.
المسومة: اسم مجرور بعلى، وشبه الجملة متعلق بـ " تسامى ".
العراب: صفة مجرورة لمسومة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:30 م]ـ
50 ـ قال تعالى: {فما زالت تلك دعواهم}.
فما: الفاء حرف استئناف، ما نافية لا عمل لها، زال فعل ماض ناقص مبني على الفتح، والتاء للتأنيث الساكنة.
تلك: اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع اسم زال.
دعواهم: خبر زال منصوب بالفتحة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر
مضاف إليه.
وجملة " ما زالت ... إلخ " لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
51 ـ قال تعالى: {ولا يزال الذين كفروا في مرية منه}.
ولا يزال: الواو حسب ما قبلها، أو استئنافية، لا نافية، يزال فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع اسم يزال.
كفروا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
في مرية: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يزال.
من: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف، والتقدير: يشكون منه.
24 ـ قال الشاعر:
قضى الله يا أسماء أن لست زائلا أحبك حتى يغمض الجفن مغمض
قضى الله: قضى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، ولفظ الجلالة فاعل.
يا أسماء: يا حرف نداء مبني على السكون، أسماء منادى علم مبني على الضم في محل نصب.
أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: أنه.
لست: فعل ماض ناقص مبني على السكون، واسمه ضمير متصل فيه في محل رفع، وجملة " أن لست " في محل نصب مفعول به لقضى، والتقدير: قضى الله بعدم زوالي.
زائلا: خبر ليس منصوب بالفتحة، وجملة " لست زائلا " في محل رفع خبر أن.
واسم زائل محذوف تقديره: أنا، في محل رفع؛ لأن زائل اسم فاعل من زال يعمل عملها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أحبك: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به.
وجملة " أحبك " في محل نصب خبر زائل.
حتى يغمض: حتى حرف جر وغاية، يغمض فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحتى والتقدير: حتى إغماض الجفن.
الجفن: مفعول به تقدم على فاعله منصوب بالفتحة.
مغمض: فاعل مؤخر مرفوع بالضمة.
52 ـ ما فاتئ المصلي قائما.
ما فاتئ: ما نافية لا عمل لها، فاتئ مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص فتئ ويعمل عمله.
المصلي: اسم فاتئ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
قائما: خبر فاتئ منصوب بالفتحة. وقيل اسم فاتئ محذوف وتقدير: هو، والمصلي خبره، وفي ذلك خلاف، والوجه الأول أحسن، وأقرب إلى المنطق.
53 ـ قال تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين}.
لن نبرح: لن حرف نفي ونصب، نبرح فعل مضارع ناقص منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن.
عليه: جار ومجرور متعلقان بعاكفين.
عاكفين: خبر نبرح منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
54 ـ قال تعالى: {ويكون الرسول عليكم شهيدا}.
ويكون: الواو حرف عطف، يكون فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة.
الرسول: اسم يكون مرفوع بالضمة.
عليكم: جار ومجرور متعلقان بـ " شهيدا ".
شهيدا: خبر يكون منصوب.
25 ـ قال الشاعر:
وما كل من يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
وما كل: الواو حسب ما قبلها، ما نافية تعمل عمل ليس، كل اسمها مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
يبدي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على من.
وجملة " يبدي ... " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
البشاشة: مفعول به منصوب بالفتحة.
كائنا: اسم فاعل من كان الناقصة، خبر ما منصوب بالفتحة، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره: هو يعود إلى كل.
أخاك: خبر كائن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل لجر مضاف إليه.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان منصوب بالفتحة المقدرة، تضمن معنى الشرط.
لم تلفه: لم حرف نفي وجزم وقلب، تلفه فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به أول.
لك: جار ومجرور متعلقان بـ " منجدا ".
منجدا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة لتلفي.
26 ـ قال الشاعر:
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير
ببذل: جار ومجرور متعلقان بساد الآتي.
وحلم: الواو عاطفة، حلم معطوف على ما قبله مجرور بالكسرة.
ساد في قومه: ساد فعل ماض مبني على الفتح، في قومه جار ومجرور متعلقان بساد، وقوم
مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
الفتى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
وكونك: الواو للاستئناف، كون مصدر من كان الناقصة مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، وهو أيضا في محل رفع اسم " كون ".
إياه: ضمير منفصل في محل نصب خبر كون.
عليك: جار ومجرور متعلقان بيسير.
يسير: خبر المبتدأ " كون " مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة " كون " وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
55 ـ ما كان القائد إلا صديقا لجنوده.
ما كان: ما نافية لا عمل لها، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
القائد: اسم كان مرفوع بالضمة.
إلا صديقا: إلا أداة حصر لا عمل لها، صديقا خبر كان منصوب بالفتحة.
لجنوده: جار ومجرور متعلقان بـ " صديقا " وجنود مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
56 ـ سرني أن يكون في المنزل أصحابه.
سرني: سر فعل ماض مبني على الفتح، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب، والياء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به.
أن يكون: أن حرف مصدري ونصب، يكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه
الفتحة، والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع فاعل " سر "، والتقدير: سرني كون أصحاب المنزل فيه.
في المنزل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمها.
أصحابه: اسم يكون مرفوع بالضمة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وتقدم الخبر على اسمه لاشتمال الاسم على ضمير يعود على الخبر، فلو تقدم الاسم لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة.
57 ـ قال تعالى: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين}.
وكان: الواو حسب ما قبلها (تلاحظ)، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
حقا: خبر كان تقدم على اسمها، منصوب بالفتحة الظاهرة.
علينا: جار ومجرور متعلقان بـ " حقا ".
نصر المؤمنين: نصر اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، المؤمنين مضاف إليه مجرور بالياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:30 م]ـ
58 ـ مبالغا كان محمد في حديثه.
مبالغا: خبر كان تقدم عليها منصوب بالفتحة.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
محمد: اسم كان مرفوع بالضمة.
في حديثه: جار ومجرور متعلقان بـ " مبالغا "، وحديث مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
59 ـ قال تعالى: {وأنفسهم كان يظلمون}
وأنفسهم: الواو حرف عطف، أنفسهم مفعول به مقدم ليظلمون، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
كانوا: كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها.
يظلمون: فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوث النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، وجملة " يظلمون " في محل نصب خبر كان.
وجملة " أنفسهم " ... إلخ معطوفة على ما قبلها.
60 ـ كم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال.
كم: خبرية مبنية على السكون في محل نصب خبر كان مقدم عليها، وكم مضاف، وطالب تمييز مجرور بالإضافة.
كان رسوبه: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، ورسوبه اسم كان مرفوع، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بسبب الإهمال: بسبب جار ومجرور متعلقان بـ " رسوب "، وسبب مضاف، والإهمال مضاف إليه مجرور.
27 ـ قال الشاعر:
لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم.
لا طيب: لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، طيب اسمه مبني على الفتح في محل نصب.
للعيش: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا، ويجوز أن يكون تعلق الجار والمجرور بـ " طيب "، وخبر " لا " محذوف.
ما دامت: ما مصدرية تفيد الظرف، دامت فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث الساكنة.
منغصة: خبر ما دام مقدم على اسمها منصوب بالفتحة.
لذاته: اسم مادام مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
بادكار: جار ومجرور متعلقان بـ " منغصة " وهو مضاف.
الموت: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
والهرم: الواو عاطفة، الهرم معطوف على الموت مجرور بالكسرة.
61 ـ قال تعالى: {فأوجس في نفسه خيفة موسى}.
فأوجس: الفاء للاستئناف، أوجس فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
في نفسه: جار ومجرور متعلقان بـ " أوجس "، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه يعود على موسى.
خيفة: حال منصوبة بالفتحة.
موسى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
62 ـ قال تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم}.
ليس: فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح، وجمدت لكونها جاءت بصيغة الماضي، ومعناها نفي الحال، فلم يتكلف لها بناء آخر فاستعملت على لفظ واحد، كما أنها خالفت الأفعال بوضعها للنفي والسلب، ولم تضع الأفعال لنفي وسلب المعنى، لذلك أنزلت منزلة الحرف، فجمدت، ولم
تتصرف، والدليل على فاعليتها اتصالها بالضمائر المرفوعة بها.
البر: خبر ليس مقدما علي اسمها منصوب بالفتحة.
أن تولوا: أن حرف مصدري ونصب، تولوا فعل مضارع من الأفعال الخمسة منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع اسم ليس مؤخر، ويجوز في " البر " أن يكون اسم ليس، والمصدر خبرها وذلك في إحدى القراءات.
وجوهكم: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل لفي محل جر مضاف إليه.
28 ـ قال الشاعر:
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول
سلي: فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله.
إن جهلت: إن حرف شرط جازم، جهلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل.
وجملة " جهلت " في محل جزم فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف يل عليه سياق الكلام، والتقدير: إن جهلت فاسألي.
الناس: مفعول به منصوب بالفتحة.
عنا وعنهم: عنا جار ومجرور متعلقان بـ " سلي "، وعنهم الواو حرف عطف، عنهم جار ومجرور معطوف على ما قبله.
فليس: الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح
سواء: خبر ليس مقدم عليها منصوب بالفتحة الظاهرة.
عالم: اسم ليس مؤخر عن الخبر مرفوع بالضمة.
وجهول: الواو حرف عطف، جهول معطوف على ما قبله.
63 ـ قال تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم}.
ألا يوم: ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب، يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة لأنه مفعول به تقدم على عامله " مصروف "، وقيل هو ظرف، والعامل فيه محذوف، ويوم مضاف.
يأتيهم: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء تتقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره: هو يعود على العذاب، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع.
وجملة: يأتيهم: في محل جر مضاف إليه ليوم.
ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على العذاب أيضا.
مصروفا: خبر ليس منصوب بالفتحة.
عنهم: جار ومجرور متعلقان بـ " مصروفا ".
والشاهد في الآية قوله تعالى: " يوم يأتيهم " على اعتبار أن " يوم " مفعول به لخبر ليس
" مصروفا " واستدلوا به على جواز تقديم خبر ليس عليها بحكم تقدم معمول خبرها، ولم يجزه العض فتدبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:31 م]ـ
29 ـ قال الشاعر:
أبا حراسة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
أبا: منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف.
خراشة: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث.
أما: كلمة مركبة من " أن " المصدرية، و" ما " الزائدة، معوض بها عن " كان " المحذوفة.
أنت: ضمير منفصل في محل رفع كان المحذوفة.
ذا نفر: ذا خبر كان منصوب بالألف من الأسماء الستة، وهو مضاف، ونفر مضاف إليه مجرور بالكسرة، والتقدير: أن ما كنت ذا نفر.
فإن قومي: فأن الفاء حرف دال على التعليل، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، قومي اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون قي محل جر مضاف إليه.
لم تأكلهم: لم حرف نفي وجزم وقلب، تأكلهم فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
الضبع: فاعل مرفوع بالضمة تأخر عن المفعول به؛ لأن المفعول به ضمير متصل بالفعل، والفاعل اسم ظاهر، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.
64 ـ قال تعالى: {الناس مجزيون بأعمالهم أن خيرا فخير وإن شرا فشر}.
الناس: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
مجزيون: خبر مرفوع بالواو جمع مذكر سالم.
بأعمالهم: جار ومجرور متعلقان بـ " مجزيون " وأعمال مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
إن خيرا: إن حرف شرط جازم، خبرا خبر كان المحذوفة مع اسمها بعد إن الشرطية، منصوب بالفتحة الظاهرة، والتقدير: إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير.
فخير: الفاء واقعة في جواب الشرط، خير خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف تقديره: فجزاؤهم، والجملة في محل جواب الشرط.
وجملة: كان المحذوفة مع اسمها وخبرها في محل جزم فعل الشرط.
وإن شرا فشر: الواو حرف عطف، والجملة معطوفة على ما قبلها.
65 ـ التمس ولو خاتما من حديد.
التمس: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
ولو: الواو للاستئناف، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع لامتناع (امتناع الجواب لامتناع الشرط)، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
خاتما: خبر كان المحذوفة مع اسمها بعد لو، منصوب بالفتحة.
والتقدير: ولو كان الملتمس خاتما.
من حديد: جار ومجرور متعلقان بـ " خاتما ".
30 ـ قال الشاعر:
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيل
قد قيل: قد حرف تحقيق، وقيل فعل ماض مبني على الفتح.
ما: ما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.
قيل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود على " ما " الموصولة. والجملة الفعلية بعد " ما " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
إن صدقا: إن شرطية، صدقا خبر كان المحذوفة مع اسمها، منصوب بالفتحة، والتقدير: إن كان المقول صدقا.
وإن كذبا: الواو حرف عطف، إن كذبا معطوف على ما قبله.
وكان المحذوفة في الموضعين في محل جزم فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف في الموضعين لدلالة ما قبله عليه.
فما اعتذارك: الفاء لتزيين اللفظ حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وما اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ، اعتذارك خبر مرفوع بالضمة، وهو
مضاف، والكاف ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
من قول: جار ومجرور متعلقان بـ " اعتذار ".
إذا قيلا: إذا ظرف للزمان المستقبل تضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب، وهو مضاف، وقيل فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الفتح، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود إلى قول، والجملة في محل جر بالإضافة لـ " إذا ".
وجواب إذا محذوف يدل عليه ما قبله، والتقدير: إذا قيل قول فما اعتذارك منه.
31 ـ قال الشاعر:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيرا معدما قالت وإن
قالت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة.
بنات العم: بنات فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف والعم مضاف إليه مجرور.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا سلمى: يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، سلمى منادى علم مبني على الضم المقدر على الألف منع من ظهره التعذر في محل نصب.
وإن: الواو زائدة، إن حرف شرط يجزم فعلين، مبني على السكون.
كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
والفعل في محل جزم فعل الشرط.
فقيرا: خبر كان منصوب بالفتحة.
معدما: خبر ثان لكان منصوب بالفتحة، وجواب الشرط محذوف يدل غليه ما قبله.
قالت: قال فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي.
وإن: الواو زائدة، إن حرف شرط وفعل الشرط محذوف، وهو " كان " الناقصة مع اسمها وخبرها وتقديره: وإن كان فقيرا، وكذلك جواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله.
32 ـ قال الشاعر:
ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء
ألم: الهمزة للاستفهام التقريري حرف مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب، لم حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أك: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة مع الواو للتخفيف، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا.
جاركم: جار خبر أك منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه والميم علامة الجمع.
ويكون: الواو واو المعية، يكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية.
بيني: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر
مضاف إليه.
وبينكم: الواو حرف عطف، بينكم ظرف مكان معطوف على الظرف السابق.
المودة: اسم يكون مرفوع بالضمة.
والإخاء: الواو حرف عطف، الإخاء معطوف على المودة.
66 ـ قال تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين}.
أليس: الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة اسم ليس مرفوع بالضمة.
بأحكم: الباء حرف جر زائد، أحكم خبر ليس مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد، وأحكم مضاف.
الحاكمين: مضاف إليه مجرور بالياء جمع مذكر سالم.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:31 م]ـ
ما يعمل عمل ليس من الحروف
أولا: ما النافية.
تنقسم " ما " النافية إلى قسمين: ـ
1 ـ ما النافية التي لا عمل لها، ودخولها على الجملة لا يؤثر فيها، وتعرف بالتميمية، وسبب عدم عملها؛ أنها أهملت إهمال ليس عند الكوفيين، ولا يختص دخولها على الأسماء، وإنما تدخل على الأسماء والأفعال على حد سواء، لذلك أهملها التميميون.
مثال دخولها على الأسماء: ما أخوك قائم، وما عمرو مسافر.
فأخوك مبتدأ، وقائم خبره.
ولم يرد ذكرها في القرآن الكريم مع الأسماء. وقد كثر ذكرها مع الأفعال الماضية والمضارعة.
مثال دخولها على الأفعال الماضية، 67 ـ قوله تعالى: {فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين} 1. وقوله تعالى: {ما اتبعوا قبلتك} 2.
وقوله تعالى: {وما كان من المشركين} 3.
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة قوله تعالى: {وما يعلمنا من أحد} 4.
وقوله تعالى: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج} 5.
وقوله تعالى: {ما يأكلون في بطونهم إلا النار} 6.
2 ـ ما النافية العاملة، والتي يختص دخولها بالأسماء، وتعمل عمل ليس؛ لأنها
تشبهها في نفي الحال عند الجمهور وتعرف بالحجازية.
68 ـ نحو قوله تعالى: {ما هذا بشر} 1. وقوله تعالى: {ما هن أمهاتهم} 2.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:32 م]ـ
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يكثر اتصال خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس بالباء الزائدة.
69 ـ كقوله تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد} 1. وقوله تعالى: {وما هم بمؤمنين} 2.
وقوله تعالى: {وما صاحبكم بمجنون} 3.
34 ـ ومنه قول امرئ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
الشاهد في البيت " بأمثل " فالباء زائدة، وأمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد.
2 ـ ذكرنا سابقا أنه يمتنع تقديم خبر " ما " العاملة على اسمها إذا كان الخبر اسما ظاهرا، غير أنه يجوز التقديم إذا كان الخبر شبه جملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
35 ـ كقول عبد الله بن كعب الحميري:
وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل
الشاهد: وما لي شيء، حيث قدم خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس على اسمها
" شيء "، وفيه خلاف بين النحاة، فمنهم من أبطل عملها، وجعل " لي " في محل رفع خبر مقدم، و " شيء " مبتدأ مؤخر.
3 ــ من شروط عمل ما عدم زيادة " إن " بعدها، غير أنه يجوز زيادة غيرها من الأحرف كم الجارة. 70 ـ نحو قوله تعالى: {فما منكم من أحد عنه حاجزين} 4.
ـــــــــــــ
1 ـ 46 فصلت. 2 ـ 8 البقرة.
3 ـ 22 التكوير. 4 ـ 47 الحاقة.
ومنه قول الشاعر:
لا ينسينك الأسى تأسيا فما من حِمام أحدٌ معتصما
الشاهد في الآية قوله تعالى: فما منكم من أحد، حيث جيء بـ " من " الجارة بعد " ما ".
والشاهد في البيت قول الشاعر: ما من حمام، حيث قدم معمول الخبر " معتصما " وهو الشبه الجملة الجار والمجرور على اسمها، وجاءت من الجارة بعد " ما " العاملة.
4 ـ إذا وقعت " بل ولكن " بعد " ما " النافية العاملة، وجب رفع ما بعدها على أنه خبر لمبتدأ محذوف، باعتبار بل ولكن ابتدائيتين، وليستا عاطفتين؛ لأن " ما " لا تعمل في الموجب، وإنما تعمل في المنفي. نحو: ما محمد مسافرا بل مقيم،
وما زيد مهملا لكن مجتهد.
وعلة عدم إعمالها بعد بل ولكن أن " ما " تقتضي العمل في المنفي، و " بل ولكن " في هذه الحالة يقتضيان الإيجاب.
فإذا عطف على معمولي " ما " بحرف يقتضي النفي، ولا يقتضي الإيجاب كـ " الواو " مثلا جاز النصب. نحو: ما سعيد كسولا ولا مهملا.
وجاز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف. نحو: ما سعيد كسولا ولا مهملٌ {1}.
ثانيا ـ " لا " النافية، وهي إما عاملة، أو غير عاملة.
1 ـ " لا " النافية العاملة عمل ليس، وتعرف بلا الحجازية أيضا، وهي لنفي الوحدة، وتعمل بالشروط الآتية، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة.
أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين. نحو: لا رجل مسافرا.
ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها. فلا يجوز أن نقول: لا رجلا مسافر.
ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة.
نحو: لا في الدار أحد موجودا.
د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا، فلا تقول: لا طالب إلا متفوقا.
هـ ـ ألا تتكرر، لأن نفي النفي إثبات، وهي لا تعما إلا في النفي.
ومما سبق نجد أن الشروط المتوفرة في عمل " ما " هي نفس الشروط المطلوبة في عمل " لا "،
ما عدا شرط عدم زيادة " إن " فإنها لا تزاد بعد " لا " أصلا.
ومن الأمثلة التي استوفيت فيها الشروط قولنا: لا رجلٌ أفضلَ من رجل.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:32 م]ـ
36 ـ ومنه قول الشاعر*:
تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا
الشاهد: فلا شيء باقيا. لا: نافية تعمل عمل ليس، وشيء: اسمها مرفوع، وباقيا:
خبرها منصوب.
ومنه قول الآخر*:
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ومنه قول المتنبي:
نصرتك إذ لا صاحبٌ غيرَ خاذل فبؤت حصنا بالكماة حصينا
37 ـ والغالب في خبرها الحذف كقول سعيد بن مالك:
من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح
الشاهد: لا براح، فلا نافية عاملة عمل ليس، وبراح اسمها مرفوع، وخبرها محذوف تقديره:
لا براح لي.
2 ـ " لا " النافية غير العاملة، وهي لا تختص بالدخول على الأسماء، وإنما تدخل على الأسماء، والأفعال، كما هو الحال في " ما " غير العاملة.
فإذا دخلت على الأسماء بقيت الجملة بعدها مبتدأ وخبرا.
71 ـ نحو قوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} 1.
وقوله تعالى: {لا بيع فيه ولا خلال} 1.
وقوله تعالى: {لا الشمس ينبغي ان تدرك القمر} 2.
ويشترط فيها التكرار إذا وليها نعت. نحو قوله تعالى: {زيتونة لا شرقية ولا غربية} 3.
72 ـ وقوله تعالى: {لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث} 4.
ومثال دخولها على الأفعال قوله تعالى: {فلا صدق ولا صلى} 5.
وقوله تعالى {لا يعزب عنه مثقال ذرة} 6.
وقوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم} 7.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:33 م]ـ
فوائد وتنبيهات
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا، ولم يرد عملها في القرآن، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه.
38 ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب:
وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل
وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا "، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها.
أما قوله تعالى: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} 1.
فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء {2}.
و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف "، و " لا " لا عمل لها، وعلتهم في ذلك قوله تعالى: ولا هم يحزنون، أن ما بعد " لا " معرفة،
و " لا " لا تعمل إلا في النكرة، فحملوا الأول على الثاني.
أي حملوا قوله تعالى: لا خوف عليهم، على قوله تعالى: ولا هم يحزنون.
وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط. فقد يأتي اسمها معرفة، وخبرها نكرة، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي:
وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا
ومنه قول المتنبي:
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
وعلى ذلك حملت الآية السابقة: ولا هم يحزنون.
والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي: ولا أنا باغيا، و: فلا الحمد مكسوبا.
حيث عملت " لا " عمل ليس، واسمها ضمير، والضمير أعرف المعارف، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل. و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان.
وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف؛ لأن " لا " للنفي مطلقا، و " ليس " لنفي الحال ليس غير.
2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد.
ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها.
فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً. برفع المبتدأ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة، والتفي في هذه الحالة ليس عاما، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها، بل يكون واحدا أو أكثر، وكأننا قلنا: ليس رجلٌ مسافراً، بل رجلان أم ثلاثة.
وإذا قلنا: لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً. بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا. إذ لا يصح أن نقول: لا رجلَ مسافر ولا امرأة، بل رجلان؛ لأن المنفي وقع على الجميع، فلا يستثني منهم أحد.
وقد قرئ قوله تعالى: {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} 1.
بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة.
3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار.
نحو قوله تعالى: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} 2.
وقوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} 1.
4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام.
نقول: ألا رجل محسنا إلى للفقير، ألا طالب فائزا في المسابقة.
5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب:
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
الشاهد: بمغن، فقد زيد الباء قبل خبر لا.
6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم: أ، ب، ج، د.
ثالثا ـ لات.
هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ، الغرض من زيادتها المبالغة.
وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع، ولم تتمكن تمكنها، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة، والإخبار عن الغائب.
ويشترط في عملها الشروط الآتية: ـ
1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين ".
2 ـ أن يحذف اسمها، أو خبرها، والغالب حذف اسمها.
73 ـ نحو قوله تعالى: {ولات حين مناص} 2.
والتقير: ولات الحينُ حينَ مناص. أي: ليس الحين حين مهرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
39 ـ ومنه قول قول الشاعر*:
ندم الغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم
الشاهد: ولات ساعة. فقد عملت ساعة في الخبر؛ لأنه ظرف زمان، ولكنه ليس بلفظ الحين.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:34 م]ـ
تنبيهات وفوائد
1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا "، ولكنها جاءت مجرورة، وهذا شاذ في كلام العرب، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم، وهو في الغالب ما يكون محذوفا، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان. فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1}.
وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة، وهي: لعل، ومتى، ولولا وغيرها.
ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات، 40 ـ قول المنذر بن حرملة *:
طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء
الشاهد: ولات أوان. بجر أوان وتنوينها، أي: ليس الجر جر بناء.
فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت.
ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي:
لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ ولآن أقحم حتى لات مقتحمِ
الشاهد: لات مصطبرٍ، ولات مقتحمِ. حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات.
والجر كما ذكرنا: إما على إضمار حرف الجر " من "، وهو الوحه الحسن، أو على لغة بعض القبائل.
2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء، أو الفاعلية.
كقول شمردل الليثي:
لهفي عليك للهفة من خائف يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ
الشاهد: لات مجير. برفع مجير؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما.
والتقدير: لات له مجير، أو لات يحصل مجير.
3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها، فلم تقو على العمل في معمولين، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف {1}.
4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره: لات أرى حين مناص، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف، والتقدير: لات حينُ مناص كائن لهم. والله أعلم.
رابعا ـ إن:
حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين. نحو: إن معلمٌ حاضراً.
بل جاز في اسمها التعريف، وفي خبرها التنكير. نحو: أن محمدٌ قائماً.
وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب، 74 ـ نحو: إن أحدٌ خيراً من أحد.
وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا، فإن انتقض أهملت.
75 ـ نحو قوله تعالى: {إن هذا إلا ملك كريم} 1.
وقوله تعالى: {إن هذا إلا أساطير الأولين} 2.
وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها، أو معموله على اسمها. فلا يصح أن نقول: إن موجودا أخوك، ولا: إن عمله خالد مشكورا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:35 م]ـ
فوائد وتنبيهات
1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم، وهي بذلك تكون للنفي فقط، وتدخل على الجمل الاسمية، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية.
نحو: إن محمد ٌ مجتهدٌ. برفع المبتدأ، والخبر.
ومنه قوله تعالى: {إن أنت إلا نذير} 3.
وقوله تعالى: {إن نحن إلا بشر مثلكم} 4.
وقوله تعالى: {إن في صدورهم إلا كبر} 5.
والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا.
ومثال دخولها على الجمل الفعلية، 76 ـ قوله تعالى: {إن أردنا إلا الحسنى} 6.
وقوله تعالى: {إن يقولون إلا كذبا} 7.
2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة. نحو قوله تعالى: {وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ} 8.
وقوله تعالى: {وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون} 9.
غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا "، أو " لمَّا.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو قوله تعالى: إن عندكم من سلطان} 1.
وقوله تعالى: {وإن أدري أقريب أم بعيد} 2.
فـ " إن " في الآيتين غير عاملة مع أنها دخلت في الآية الأولى على الجملة الاسمية.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:36 م]ـ
نماذج من الإعراب
" ما " النافية
67 ـ قال تعالى: {فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}.
فما ربحت: الفاء حرف عطف مع التعقيب، ما نافية لا عمل لها، ربحت فعل ماض مبني على
الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة.
تجارتهم: تجارة فاعل مرفوع، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة: ربحت .. إلخ معطوفة على ما قبلها.
وما كانوا: الواو عاطفة، وما نافية لا عمل لها، كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. مهتدين: خبر كان منصوب بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة: ما كانوا ... إلخ معطوفة على ماقبلها.
68 ـ قال تعالى: {ما هذا بشرا}.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب يعمل عمل ليس.
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفه اسم ما.
بشرا: خبر ما منصوب.
33 ـ قال الشاعر:
ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق
ما الحسن: ما نافية تعمل عمل ليس، والحسن اسمها مرفوع بالضمة.
في وجه: جار ومجرور متعلقان بالحسن، ووجه مضاف.
الفتى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
شرفا له: شرفا خبر ما منصوب بالفتحة، له جار ومجرور متعلقان بـ " شرفا ".
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط.
لم يكن: لم حرف نفي وجزم وقلب، يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على الحسن.
في فعله: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن، وفعل مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
والخلائق: الواو حرف عطف، الخلائق معطوف على فعل مجرور بالكسرة.
69 ـ قال تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد}.
وما ربك: الواو حرف عطف، ما نافية عاملة، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وربك اسمها مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
بظلام: الباء حرف جر زائد، ظلام خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
للعبيد: جار ومجرور متعلقا بـ " ظلام ".
34 ـ قال الشاعر:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
ألا: حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أيها: منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بياء النداء المحذوفة، وها حرف تنبيه لا محل له من الإعراب.
الليل: بدل مرفوع بالضمة لأن الليل اسم جنس جامد، أو عطف بيان، ولا يصح أن يكون صفة لأنه غير مشتق.
ويعربه البعض بالنصب تبعا لمحل " أي "، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع اللفظية وهي الضمة.
واتبعت ضمة البناء ـ مع أنها لاتتبع ـ لكونها عارضة فأشبهت ضمة الإعراب.
والأحسن الرفع على البدلية، أو عطف البيان، وهو رأي أكثر النحاة.
الطويل: صفة مرفوعة بالضمة.
ألا انجلي: ألا حرف5 تنبيه مؤكد للأول، انجلي فعل أمر مبني على حذف حرف العلة هو " الياء " أما الياء التابثة في آخر الفعل فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام.
ومن الشواهد على ثبوت الحرف الشبيه بالحرف المحذوف من أخر الفعل المعتل الآخر في حالتي البناء، أو الجزم قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} 1.
فلا ناهية تجزم الفعل المضارع، وتنسى فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف، والألف المتلصة بالفعل صلة لفتحة السين.
ومنه في الكسر قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد
فالياء في " يأتيك " المجزوم بلم صلة لكسرة التاء في الفعل، فكان مقتضى القياس حذفها ولنها ثبتت لضرورة الشعر {2}.
وفاعل انجلي ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
والجملة الفعلية مع الجملة الندائية في محل نصب مقول القول في البيت السابق. بصبح: جار ومجرور متعلقان بالفعل انجلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما الإصباح: الواو للحال، ما نافية عاملة، الإصباح اسمها مرفوع بالضمة.
منك: جار ومجرور متعلقان بأمثل.
بأمثل: الباء حرف جر زائد، أمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وصرف لضرورة الشعر، والأصل فيه الجر بالفتحة لمنعه من الصرف لأنه وصف على وزن أفعل، وجملة: وما الإصباح ... إلخ في محل نصب حال من فاعل انجلي، والرابط الواو، والضمير المجرور في قوله " منك ".
35 ـ قال الشاعر:
وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل
وما لي: الواو حسب ما قبلها، ما نافية عاملة عمل ليس، لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ما مقدم على اسمها، وفيه نظر.
شيء: اسم ما مؤخر مرفوع بالضمة.
تنبيه: بعض النحاة لم يجز إعمال " ما " في مثل هذه الحالة، لتقدم خبرها على اسمها؛ لأن من شروط عملها عدم تقدم الخبر على الاسم، وأجازه البعض إذا كان شبه جملة كما هو الحال في هذا البيت، وهو موضع الشاهد.
منكما: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف.
غير: يجوز فيها النصب على الاستثناء، أو الرفع على البدلية من شيء إذا اعتبرنا أنها مستثنى، وجملة الاستثناء تامة منفية، وغير مضاف.
أنني: أن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
أمني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا.
الصدى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
وجملة أمني في محل رفع خبر " أنني ".
وجملة أنني وما في حيزها في محل جر بالإضافة لغير.
ظليكما: ظلي منصوبة على نزع الخافض، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى.
والتقدير: من ظلي، وظل مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، وما علامة التثنية.
ولا يصح إعراب " ظليكما " مفعولا به؛ لأن الفعل " أمني " لا يتعدى لمفعولين.
فأطيل: الفاء للتعليل، أطيل فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا.
70 ـ قال تعالى: {فما منكم من أحد عنه حاجزين}.
فما: الفاء تفيد التعليل، ما نافية عاملة عمل ليس عند من أجاز الفصل بينها وبين اسمها بمن الزائدة، والفصل بشبه الجملة بينها وبين اسمها أيضا.
منكم: جار ومجرور متعلقان إما: بمحذوف في محل نصب حال من " أحد " القادم لأنه تقدم عليه، ولو تأخر لأعرب صفة له، وهذا هو الشائع في نعت النكرة إذا تقدم عليها {1}، وقيل: إنه متعلق بـ " حاجزين ".
وقيل: إن " منكم " يجوز أن تتعلق بمحذوف خبر " ما " {2}.
والذي نراه أن " منكم " متعلقة بمحذوف حال من أحد، ولو تأخرت عنها لكانت صفة لها.
من أحد: من حرف جر زائد، أحد اسم ما مجرور لفظا مرفوع محلا بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
عنه: جار ومجرور متعلقان بحاجزين.
حاجزين: خبر ما منصوب بالياء، وهو الوجه الأحسن، وفي بعض الوجوه صفة لأحد على المحل باعتبار " منكم " هي الخبر كما بينا سابقا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:37 م]ـ
نماذج من الإعراب على
" لا " النافية
71 ـ قال تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون}.
لا فيها: لا نافية لا عمل لها، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
غول: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
ولا هم: الواو حرف عطف، لا نافية لا عمل لها، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
عنها: جار ومجرور متعلقان بينزفون.
ينزفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر هم.
والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.
وأجاز البعض إعمال " لا " عمل ليس باعتبار عدم اشتراط التنكير في اسمها وخبرها.
72 ـ قال تعالى: {لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث}.
لا ذلول: لا نافية لا عمل لها، ذلول صفة لبقرة مرفوعة بالضمة الظاهرة.
تثير الأرض: تثير فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على البقرة، الأرض مفعول به منصوب بالفتحة،
وجملة تثير الأرض في محل رفع صفة ثانية لبقرة.
والمقصود نفي إثارتها للأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تسقي الحرث: الواو حرف عطف، ولا زائدة لتوكيد النفي.
وجملة تسقي الحرث: معطوفة على ما قبلها " صفة لبقرة أيضا ".
36 ـ قال الشاعر:
تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا
تعز: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
فلا شيء: الفاء للاستئناف، لا نافية تعمل عمل ليس، شيء اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
على الأرض: جار ومجرور متعلقا بـ " واقيا ".
باقيا: خبر لا منصوب بالفتحة، وجمله لا شيء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
ولا وزر: الواو حرف عطف، لا نافية عاملة، وزر اسمها مرفوع.
مما: من حرف جر، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر، وشبه الجملة متعلق بـ " واقيا ".
قضى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
واقيا: خبر لا منصوب بالفتحة، وجملة: قضى الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وجملة: ولا وزر معطوفة على جملة فلا شيء لا محل لها من الإعراب.
37 ـ قال الشاعر:
من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح
من صد: من اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، صد فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وجملة: صد ... إلخ في محل رفع خبر.
عن نيرانها: جار ومجرور متعلقان بصد، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وهو عائد على الحرب.
فأنا: الفاء واقعة في جواب الشرط، أنا ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ابن قيس: ابن خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وقيس مضاف إليه مجرور بالكسرة، وجملة: فأنا ... إلخ في محل جزم جواب الشرط.
لا براح: لا نافية تعمل عمل ليس، براح اسمها مرفوع بالضمة، وخبرها محذوف تقديره: لا براح لي. ويجوز في جملة: لا براح أن تكون مستأنفة لا محل لها من الإعراب، والتقدير: أنا ابن قيس الذي عرفت بالشجاعة فلا يحتاج إلى بيان.
ويجوز أن تكون حالا مؤكدة من الضمير " أنا "، والتقدير: أنا ابن قيس ثابتا في الحرب {1}.
38 ـ قال الشاعر:
وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل
وما صرمتك: الواو حسب ما قبلها، ما نافية لا عمل لها، صرمتك فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير رفع متحرك، والضمير في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به.
حتى قلت: حتى حرف جر وغاية، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرم، والضمير في محل رفع فاعل، والجملة في محل جر بحتى.
معلنة: حال منصوبة بالفتحة من الضمير في " قلت ".
لا ناقة: لا نافية لا عمل لها، وعلة عدم إعمالها أنها مكررة، والبعض أجاز عملها، ناقة: على الوجه الأول مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو الوجه الأحسن؛ لأن ناقة في هذا الموضع وقعت جوابا لمن قال: ألك في هذا ناقة أو جمل، فقيل له: لا ناقة لي في هذا ولا جمل، فجرى ما بعد " لا " في الجواب مجراه في السؤال {1}.
لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لناقة.
في هذا: في حرف جر، وهذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بكسرة مقدرة منع من ظهورها حركة البناء الأصلية، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لناقة على الوجه الأول وهو الأحسن والأكثر، فتدبر.
ولا جمل: الواو حرف عطف، لا نافية لتوكيد النفي، جمل مبتدأ مرفوع، وخبر محذوف تقديره: ولا جمل لي، والجملة معطوفة على ما قبلها.
وجملة: لا ناقة لي ... إلخ في محل نصب مقول القول.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:38 م]ـ
نماذج من الإعراب على
" لات "
73 ـ قال تعالى: {ولات حين مناص}.
ولات: الواو للحال، لات حرف نفي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، تعمل عمل ليس، واسمها محذوف تقديره: لات الحين.
حين: اسم زمان خبر ليس منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
مناص: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: لات ... إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة في الفعل " نادوا " قبلها، والعائد مقدر، وإن لم يلزم، والتقدير: ونادوا ولات الحين حين مناصهم.
39 ـ قال الشاعر:
ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ندم البغاة: فعل ماض مبني على الفتح، والبغاة فاعل مرفوع بالضمة.
ولات: الواو للحال، لات نافية عاملة، واسمها محذوف تقديره: ولات الساعة،
ساعة: خبر لات منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
مندم: مضاف إليه مجرور بالكسرة، والجملة من: لات ... إلخ في محل نصب حال، والتقدير: ندم البغاة، والحال أن الوقت ليس وقت الندم.
والبغي: الواو للاستئناف، البغي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
مرتع مبتغيه: مرتع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة، وهو مضاف، مبتغيه مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، ومبتغي مضاف، والضمير المتصل في محل جر
بالإضافة.
وخيم: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة، والرابط الضمير في مبتغيه.
وحملة: والبغي ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
40 ـ قال الشاعر:
طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء
طلبوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل.
صلحنا: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ولات: الواو واو الحال، لات حرف نفي يعما عمل ليس، واسمه محذوف.
أوان: اسم زمان مبني على الكسر في محل نصب خبرلات، وعلى ذلك لا شاهد في البيت سوى إعمال لات.
أما إذا اعتبرنا كسر اوان هو تنوين جر، وهو موضع الشاهد كما ذكرنا في المتن تكون لات غير عاملة، وأوان اسم مجرور بحرف جر مقدر، والتقدير: من أوان، أو مجرور في لغة بعض
القبائل، والجر بالحرف أحسن، أو بلات نفسها، وهو مذهب الفراء، حيث يقول: إن " لات " لا تعمل النفي، وإنما هي حرف جر.
وذكر أيضا أن " أوان " بالفتح، والتقدير: ولات أوانَ طلبوا.
فحذفت الجملة وبني " أوان " على السكون، أو على الكسر، ثم أبدل التنوين من المضاف إليه، كما في " يومئذٍ "، ولكن ذلك مردود، لأن أوان تضاف إلى مفرد كما في قول رشيد بن رميض:
" هذا أوان اشد فاشتدي زيم ".
وقال بعضهم: إنه تنوين الضرورة، كأن تقول يا محمدٌ.
وخلاصة القول: أن " أوان " مجرورة إما بحرف الجر " من "، والتقدير: من أوانٍ، أو بلات نفسها، أو هي لغة بعض القبائل، وفي جميع الحالات " لات " غير عاملة. وقد أوضحنا ذلك للفائدة فتدبر أخي الدارس.
فأجبنا: الفاء حرف عطف، أجاب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب " نا " المتكلمين، والنا ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل.
أن ليس: أن تفسيرية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح، واسمه محذوف تقديره: ليس الحين.
حين بقاء: حين خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف، وبقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: فأجبنا ... إلخ معطوفة على ما قبلها.
وجملة: ولات ... إلخ في محل نصب حال.
نماذج من الإعراب على
" إن "
74 ـ إن أحد خيرا من أحد.
إن: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، يعمل عمل ليس.
أحد: اسم أن مرفوع بالضمة الظاهرة.
خيرا: خبر إن منصوب بالفتحة الظاهرة.
من أحد: جار ومجرور متعلقان بخير.
75 ـ قال تعالى: {إن هذا إلا ملك كريم}.
إن هذا: إن نافية لا عمل لها، هذا اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حرمة الباء الأصلية.
إلا ملك: إلا أداة حصر لا عمل لها، ملك خبر مرفوع بالضمة.
كريم: صفة مرفوعة بالضمة.
76 ـ قال تعالى: {إن أردنا إلا الحسنى}.
إن نافية لا عمل لها، أردنا فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بن الفاعلين، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله.
إلا الحسنى ك إلا أداة حصر، الحسنى مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 02:23 م]ـ
أفعال المقاربة والرجاء والشروع
هي: كاد وأخواتها من الأفعال الناقصة، التي تعمل عمل كان، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها.
أقسامها: تنقسم كاد وأخواتها ثلاثة أقسام.
الأول: ما دل على المقاربة، وهي: كاد، وأوشك، وكرب.
وهذه الأفعال سميت بأفعال المقاربة؛ لأنها تدل على قرب وقوع الخبر.
نحو: كاد الوقت يقطعنا. وأشك الماء أن يغيض. وكرب المطر يهطل.
الثاني: ما دل على الرجاء، وهي: عسى، وحرى، واخلولق.
وسميت بأفعال الرجاء لأنها تفيد تمني وقوع الخبر.
نحو قوله تعالى: {عسى ربكم أن يرحمكم} 1.
77 ـ وقوله تعالى ك {عسى الله أن يأتي بالفتح} 2.
41 ـ ومنه قول هدبة بن خشرم:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو: حرى المسافر أن يعود. ونحو: اخلولق المهمل أن يجتهد.
الثالث: ما دل على الشروع، وهي: جعل، وأخد، وأنشأ، وشرع، وطفق، وعلق، وهبَّ،
وبدأ، وابتدأ، وقام، وانبرى.
وتل هذه الأفعال على البدء في الخبر " العمل ".
ويلحق بها كل فعل تضمن معناها، ودل على البدء في العمل، ولا يرفع فاعلا.
نحو: شرع المهندسون يخططون الملعب، وأخذ العمال يضعون حجر الأساس.
ونحو: بدأ الناس يتسابقون في الاحتفال به، وجعل اللاعبون يتدربون بنشاط.
أحكامها: ينطبق على كاد وأخواتها ما ينطبق على كان وأخواتها من أحكام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 02:24 م]ـ
خبر كاد وأخواتها: ـ
يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها، وبعضها يقترن بأن المصدرية، وبعضها يمتنع اقترانه، وسنوضح ذلك في موضعه.
تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها بأن إلى ثلاثة أقسام: ـ
1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا، وهي: حرى، واخلولق.
نحو: حرى المسافر أن يعود، واخلولق المطر أن يسقط.
2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن ". وهي: كاد، وأوشك، وكرب، وعسى.
فأوشك، وعسى الغالب في أخبرها الاقتران بـ " أن ".
نحو: أوشك الغيم أن ينقشع.
ومنه قول الشاعر*:
لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ومنه قول جرير:
إذا جهل الشقي ولم يقدر ببعض الأمر أوشك أن يصابا
78 ـ ونحو قوله تعالى: {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} 1.
ومنه قول الشاعر*:
عسى الله بعد الناي أن يصقب النوى ويُجمع شملٌ بعهدها وسرورُ
ويقل اقترانها بـ " أن ". نحو: عسى فرج يأتي يه الله.
ومنه قول هدبة بن الخشرم:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو: أوشك المتسابق أن يفوز.
أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن ".
نحو: كاد اللاعب يسقط على الأرض.
ومنه قوله تعالى: {يكاد البرق يخطف أبصارهم} 1.
وقوله تعالى: {وكادوا يقتلونني} 2.
ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل، 43 ـ قول أبي زيد الطائي:
كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
ومثال عدم اقتران خبر كرب بأن: كرب الوقت ينصرم.
44 ـ ومنه قول الشاعر*:
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
ومثال اقتران خبرها بأن قولهم: " كاد الفقر أن يكون كفرا ".
45 ـ ومنه قول الشاعر*:
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا
3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن ".
تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع الاقتران بأن، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال، و " أن " للاستقبال، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها.
ما ينصرف من هذه الأفعال وما لا ينصرف
من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا: كاد وأوشك. فأنهما يتصرفان، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة، وكذلك المضارع والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول ن والمصدر.
مثال الماضي من كاد قوله تعالى: {كاد ليظلنا عن آلهتنا} 1.
والمضارع قوله تعالى: {يكاد البرق يخطف أبصارهم} 2.
ومنه قول أبي يزيد الأسلمي:
سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس
واسم الفاعل: كائد. 46 ـ كقول الشاعر*:
أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد
واسم المفعول والمصدر منها: مكود، وكودا، ومكادا، ومكادة، وكيدا {3}.
وأوشك المضارع منها: يوشك، 47 ـ كقول أمية بن الصلت:
يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها
والمصدر: موشك، 48 ـ كقول كثير عزة:
فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي
أما المصدر، واسم المفعول فهما: إيشاك، ومُوشَك، بضم الميم، وفتح الشين، واسم الفعل وشكان مثل سرعان، وقليل استعمال هذه المشتقات، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو، ومعاجم اللغة، ماعدا اسم الفعل، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا.
خصائص عسى واخلولق وأوشك.
تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي:
1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل، ويكون المصدر هو الفاعل.
نحو: عسى أن تحضر الليلة. واخلولق أن تشارك في الحفل، وأوشك أن نسافر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 02:25 م]ـ
80 ـ ومنه قوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو
شر لكم} 1. وقوله تعالى: {فعسى أن يكون من المفلحين} 2.
وقوله تعالى: {عسى أن يكون قريبا} 3.
وقوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم، وكانت مسندة إليه في المعنى.
نحو: الطالب عسى أن يتفوق، والمريض أوشك أن يشفى.
توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن، والثاني أحسن.
أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو: أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها، ويظهر الضمير في التثنية، والجمع، والتأنيث. 81 ـ نحو: الطالبان عسيا أن يتفوقا.
والمسافرون أوشكوا أن يعودوا، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى.
والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض.
ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن، والأفصح، والأقوى هو: أن تخلو هذه الأفعال من الضمير
المستتر، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها، فتكون تامة، والمصدر
المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل، وبه نزل القرآن الكريم.
82 ـ نحو قوله تعالى: {لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن} 5.
ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير.
نحو: عسوا أن يكونوا، وعسين أن يكن.
3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى، وأختاها، وكان في موقع
الفاعل. 84 ـ نحو: عسى أن يغفر لي ربي، وأوشك أن يشفى المريض،
واخلولق أن يثمر العمل.
صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي:
أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى، أو أختاها.
ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها.
ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى "، أو أختاها ناقصتين، أم تامتين.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب، نحو عساه يعود، وعسال تفوز.
بقيت على عملها في رفع الاسم ونصب الخبر، غير أن الأحسن أن تكون في هذا الموقع حرفا مشبها بالفعل تفيد الترجي كـ " لعل "، ويعرب الضمير اسما لها في محل نصب، والجملة بعده في محل رفع خبر، ومن قال بعملها على بابها جعل الضمير المتصل بها في محل نصب خبرها، والمصدر في محل رفع اسمها بعكس الإسناد. وجعل البعض أن الضمائر أسماؤها من باب إنابة ضمير النصب عن
ضمير الرفع، والمصدر خبرها، وأرى في هذا كثير تكلف.
2 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير رفع للمتكلم، أو المخاطب، أو الغائبات،
نحو: عسيتُ، وعسيتَ، وعسين، وعسيتم.
جاز في سينها الفتح والكسر، والفتح أشهر.
وقد قرئت الآيات التالية بالفتح والكسر.
قال تعالى: {قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا} 1.
وقوله تعالى: {هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض} 1.
3 ـ يمتنع أن يعرب الاسم الظاهر في مثل قولنا 84 ـ: أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة، أو عسى أن يكافئ المعلم الفائز.
يمتنع أن يعرب مبتدأ مؤخرا، أو اسما لعسى، لئلا يفصل بين صلة " أن " وهما الفعل " يتأخر، ويكافئ " وبين معموليها وهما في الجملة الأولى الجار والمجرور
" عن المدرسة "، وفي الجملة الثانية المفعول به " الفائز "، بأجنبي وهو " محمد " في الجملة الأولى، و " المعلم " في الجملة الثانية.
4 ـ قال بعض النحاة بحرفية " عسى "، ذلك لجمودها، وعدم تصرفها من جهة، ولدلالتها من جهة أخرى. فأما من حيث الجمود، فلا يؤخذ منها إلا صيغة الماضي، وليس لها مضارع، أو أمر، أو اسم فاعل، وغيره من المشتقات، وأما الدلالة فقالوا: إنها بمعنى " لعل "، ودليلهم على ذلك اتصالها بضمائر النصب كما مثلنا سابقا، 49 ـ ومنه قول الشاعر:
فقلت عساها نار كأس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
غير أن القول بحرفيتها مردود لاتصالها بضمائر الرفع كما في الآيات السابقة، وهي تشبه في ذلك " ليس "، وإن كانت الأخيرة لا تتصل بضمائر النصب.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ــ احتار النحاة حول خبر " كاد " وأخواتها مما يستوجب اقترانه بـ " أن " المصدرية، أيكون الخبر المصدر المؤول، أم الفعل فقط، وقد ذهب بعضهم إلى أن " أن " ليست المصدرية التي تسبك مع فعلها بمصدر؛ لئلا يكون الخبر مفردا، وليلا يخبر بالمعنى عن اسم ذات. ورضي البعض بمصدرية " أن " على أن يقدر مضاف محذوف فبل المصدر. نحو: عسى الغيم أن يتبدد.
نقول: عسى الغيم ذا تبدد. وأوشك الطفل أن يتكلم. نقول: أوشك الطفل ذا تكلم.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 02:25 م]ـ
نماذج من الإعراب
77 ـ قال تعالى: {عسى الله أن يأتي بالفتح}.
عسى: فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
الله لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة.
أن يأتي: أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون، يأتي: فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على لفظ الجلالة.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى.
بالفتح: جار ومجرور متعلقان بـ " يأتي ".
41 ـ قال الشاعر:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
عسى: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الكرب: اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للكرب.
أمسيت: أمسى فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمه.
فيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أمسى.
وجملة أمسيت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد الضمير في " فيه ".
يكون: فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على الكرب.
وراءه: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
فرج: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية في محل نصب خبر يكون، وجملة يكون وما في حيزها في محل نصب خبر عسى.
قريب: صفة لفرج مرفوعة بالضمة الظاهرة.
الشاهد في البيت قوله: يكون، فهو خبر عسى غير مقرون بـ " بأن " المصدرية.
42 ـ قال الشاعر:
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ولو سئل: الواو استئنافية، لو: حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط، وسئل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح.
الناس: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
التراب: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
لأوشكوا: اللام واقعة في جواب الشرط، أوشكوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك.
إذا قيل: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ " يملوا "، وقيل: فعل ماض مبني للمجهول.
هاتوا: فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله، ومفعوله محذوف.
أن يميلوا: أن حرف مصدري ونصب، يميلوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر أوشك.
ويمنعوا: الواو حرف عطف، يمنعوا فعل ماض مبني على الضم، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
وجملة هاتوا ... إلخ في محل رفع نائب فاعل لـ " قيل ".
وجملة قيل ... إلخ في محل جر بالإضافة لـ " إذا ".
وجملة أوشكوا لا محل لها من الإعراب جواب " لو ".
وجملة لو سئل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
الشاهد في البيت قوله: أن يملوا، فقد اقترن خبر أوشك بأن المصدرية.
78 ـ قال تعالى: {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}
عسى: فعل ماض ناقص جامد مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
ربي: اسم عسى مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء، ورب مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
أن: حرف مصدري ونصب.
يهديني: يهدي فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى.
(يُتْبَعُ)
(/)
سواء: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
السبيل: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
الشاهد قوله: أن يهديني، فقد اقترن خبر عسى بأن المصدرية.
79 ـ قال تعالى: {يكاد البرق يخطف أبصارهم}
يكاد فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة.
البرق: اسم يكاد مرفوع بالضمة الظاهرة.
يخطف: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على
البرق.
أبصارهم: مفعول به منصوب بالفتحة، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة يخطف أبصارهم في محل نصب خبر يكاد.
الشاهد: عدم اقتران خبر يكاد بـ " أن " المصدرية، وهو الفعل: يعطف.
43 ـ قال الشاعر:
كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
كادت: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة.
النفس: اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة.
أن تفيض: أن حرف مصدري ونصب، تفيض فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على النفس. والمصدر المؤول في محل نصب خبر كاد.
عليه: جار ومجرور متعلقان بتفيض.
إذ: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بتفيض.
غدا: فعل ماض ناقص بمعنى صار، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
حشو ريطة: حشو: خبر إذا منصوب بالفتحة، وهو مضاف، ربطة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وبرود: الواو حرف عطف، وبرود معطوف على ريطة.
وجملة غدا ... إلخ في محل جر بالإضافة لإذا.
وجملة كادت النفس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
الشاهد قوله: أن تفيض، فقد جاء خبر كاد مقترنا بأن.
44 ـ قال الشاعر:
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
كرب القلب: كرب: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، القلب اسمه مرفوع بالضمة.
من جواه: جار ومجرور متعلقان بيذوب، والضمير المتصل بجوى في محل جر بالإضافة.
يذوب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على القلب، والجملة في محل نصب خبر كرب.
حين: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيذوب.
قال: فعل ماض مبني على الفتح.
الوشاة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. والجملة في محل جر بالإضافة لحين.
هند غضوب: هند مبتدأ مرفوع بالضمة، وغضوب خبره مرفوع بالضمة.
والجملة في محل نصب مقول القول.
الشاهد: يذوب فقد تجرد خبر كرب من أن المصدرية.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 02:26 م]ـ
45 ـ قال الشاعر:
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الضما وقد كربت أعناقها أن تقطعا
سقاها: سقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم.
ذوو الأحلام: فاعل سقى مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وذوو أصله ذوون حذفت نونه للإضافة لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهو مضاف، والأحلام مضاف إليه مجرور بالكسرة.
سجلا: مفعول به ثان لسقى منصوب بالفتحة.
على الضما: جار ومجرور متعلقان بسقى.
وقد كربت: الواو للحال، قد حرف تحقيق مبني على السكون، كربت فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التانيث الساكنة.
أعناقها: اسم كرب مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أن تقطعا: أن حرف مصدري ونصب، تقطع فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود على الأعناق.
وجملة أن تقطعا مصدر مؤول في محل نصب خبر كرب.
الشاهد قوله: أن تقطعا فقد جاء خبر كرب مقرونا بأن المصدرية وهو قليل.
46 ـ قال الشاعر:
أموت أسى يوم الرجام وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد
أموت: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، يعود على القائل.
أسى: مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، ويجوز أن يكون حالا من فاعل أموت بتقدير: آسيا.
يوم الرجاء: يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأموت، وهو مضاف، والرجاء مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وإنني: الواو واو الحال، إن حرف توكيد ونصب، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محا نصب اسم إن.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقينا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره: أوقن يقينا.
لرهن: اللام لام الابتداء المزحلقة " تعرف باللام المزحلقة " وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ولا عمل له سوى التوكيد، ورهن خبر إن منصوب بالفتحة، وجملة إن ومعموليها في محل نصب حال من فاعل أموت.
بالذي: الباء حرف جر، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل جر، وشبه الجملة متعلق برهن.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
كائد: خبر مرفوع بالضمة، وجملة أنا كائد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد ضمير محذوف في محل نصب بفعل محذوف، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله ومفعوله في محل نصب خب كائد؛ لأنها اسم فاعل تعمل عمل فعلها الناقص، واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، يعود على الشاعر.
الشاهد قوله: كائد، وهو اسم فاعل استعمله الشاعر استعمال كاد، فرفع اسما، ونصب خبرا، وكلاهما محذوف.
47 ـ قال الشاعر:
يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها
يوشك: فعل مصارع ناقص مرفوع بالضمة.
من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك.
فر: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من منيته: جار ومجرور متعلقان بفر، ومنية مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
في بعض: جار ومجرور متعلقان بيوافقها الآتي، وهو مضاف.
غراته: مضاف غليه مجرور بالكسرة، وغرات مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
يوافقها: يوافق فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة يوافقها في محل نصب خبر يوشك.
الشاهد قوله: يوافقها، فهو فعل مضارع مجرد من أن المصدرية في محل نصب خبر يوشك.
48 ـ قال الشاعر:
فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي
فإنك: الفاء حسب ما قبلها، إن حرف توكيد ونصب، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها.
موشك: خبر إن مرفوع، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص أوشك، ويعمل عمله، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ألا تراها: أن حرف مصدري ونصب، ولا نافية لا عمل لها، وأدغم الحرفان معا. ترى فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول في محل نصب خبر موشك.
وتعدو: الواو للاستئناف، تعدو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل.
دون غاضرةَ: دون ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بتعدو، وهو مضاف، وغاضرة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
العوادي: فاعل تعدو مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
وجملة تعدو ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
80 ـ قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم}
وعسى: الواو استئنافية، عسى فعل ماض جامد تام يفيد الترجي مبني على الفتح.
أن تكرهوا: أن حرف مصدري ونصب، تكرهوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
والمصدر المؤول في محل رفع فاعل عسى.
شيئا: مفعول به منصوب بالفتحة.
وهو: الواو للحال، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
خير: خبر مرفوع بالضمة.
لكم: جار ومجرور متعلقان بخير.
وجملة وهو خير في محل نصب حال من " شيئا " وهو نكرة لأن المعنى يقتضيه، ويجوز أن يكون في محل نصب صفة، وصوغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا
كانت حالا 1.
وجملة عسى وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
81 ـ الطالبان عسيا أن يتفوقا.
الطالبان: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى.
عسيا: فعل ماض ناقص، وألف الاثنين في محل رفع اسمه.
أن يتفوقا: أن حرف مصدري ونصب، يتفوقا فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف في محل رفع فاعله، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى.
وجملة عسى ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ.
82 ـ قال تعالى: {لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم}
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يسخر: لا حرف نهي وجزم، يسخر فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون.
قوم: فاعل مرفوع بالضمة. والجملة لا محل لها من الإعراب جواب النداء في أول الآية.
من قوم: جار ومجرور متعلقان بيسخر.
عسى: فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح، ويجوز فيه أن يكون تاما، وهو الأحسن، وعلى الوجه الأول اسمه ضمير الشأن مستتر فيه جوازا تقديره: هم.
أن تكونوا: أن حرف مصدري ونصب، تكونوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع اسمه.
خير: خبر يكون منصوب بالفتحة. والجملة في محل نصب خبر عسى على الوجه الأول، ويجوز أن تكون في محل رفع فاعل عسى على الوجه الثاني، وهو الأحسن، وموضع الشاهد، والدليل على ذلك عدم بروز الضمير في عسى.
منهم: جار ومجرور متعلقان بخير. وجملة عسى ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
83 ـ عسى أن يغفر لي ربي.
عسى: فعل ماض جامد تام مبني على الفتح.
أن يغفر: أن حرف مصدري ونصب، يغفر فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
لي: جار ومجرور متعلقان بيغفر.
ربي: فاعل ليغفر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى. " هذا من وجه ".
ويجوز في " ربي " أن تكون اسما لعسى إذا اعتبرنا الفعل ناقصا، ويكون المصدر المؤول في محل نصب خبره، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، كما يجوز في " ربي " أن يرفع على الابتداء، وجملة عسى في محل رفع خبر مقدم، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
وفي هذه الحالة يصح في " عسى " أن تكون تامة أو ناقصة.
وهذا هو الوجه الثالث، وكلها حسنة.
84 ـ أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة.
أوشك: فعل ماض مبني على الفتح يجوز فيه التمام، والنقصان.
فإذا اعتبرناه تاما كان المصدر المؤول في محل رفع فاعل.
وإذا اعتبرناه ناقصا كان اسمه ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره: هو.
والوجه الأول أحسن كما بينا سابقا.
أن يتأخر: أن حرف مصدري ونصب، يتأخر فعل مضارع منصوب بـ " أن "، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ " أوشك "، كما يجوز فيه أن يكون في محل نصب خبر. والوجه الأول أحسن.
محمد: فاعل ليتأخر مرفوع بالضمة.
عن المدرسة: جار ومجرور متعلقان بيتأخر.
49 ـ قال الشاعر:
فقلت عساها نار كاس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
فقلت: الفاء حسب ما قبلها، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، وهو التاء، والتاء في محل رفع فاعل.
عساها: عسى حرف ترج يعمل عمل " إن " والضمير المتصل في محل نصب اسمه.
نار كأس: نار خبر عسى مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وكأس مضاف إليه مجرور بالكسرة. وهذا هو الوجه الأحسن في إعراب " عسى " إذا اتصلت بضمير الغائب. وأجاز البعض أن تكون عسى على بابها من رفع الاسم ونصب الخبر، وهو ضعيف في هذا الموضع. وقد بينا ذلك في موضعه.
وعلها: الواو حرف عطف، عل حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي، والضمير المتصل في محل نصب اسمه. و " عل " لغة في " لعل ".
تشكى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي، وجملة تشكى في محل رفع خبر عل.
فآتي: الفاء جوابية واقعة في جواب الترجي، آتي: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا.
نحوها: نحو ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بـ " آتي "، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
فأزورها: الفاء استئنافية، أزورها فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، والضمير المتصل بالفعل في محل نصب مفعول
به. والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
الشاهد قوله: عساها، فعسى حرف تعليل بمعنى لعل لاتصاله بضمير الغائب.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:40 م]ـ
خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة "
تعريفه: هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها، وتعمل فيه الرفع نحو: إن العمل واجب، ونحو قوله تعالى: {إن الساعة آتية} 1.
إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل.
الساعة: اسم إن منصوب بالفتحة.
آتية: خبر إن مرفوع بالضمة.
علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل.
تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا، ومعنويا، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي: ـ
1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل.
2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي.
3 ـ يوجد فيها معنى الفعل، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ، ومعنى " كأن " شبهتُ، ومعنى
" لكن " استدركتُ، ومعنى " ليت " تمنيتُ، ومعنى " لعل " ترجيتُ.
4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل. فنقول: إنه، كما نقول: ضربه، وإنني كما نقول: صافحني.
بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا.
كـ " ليس، وعسى، ونعم، وبئس ".
5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا.
فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل، ونصبه للمفعول به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:41 م]ـ
6 ـ تتصل بها نون الوقاية، كما أنها تتصل بالفعل.
نحو: إنني، وليتني، وكأنني. ونقول في الفعل: أكرمني، وكافأني، وأعطاني.
عدد الأحرف المشبهة بالفعل.
الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ "، و " أنَّ " حرف واحد، والصحيح أن كلا منهما حرف.
ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به.
أولا ـ إنَّ وأنَّ: يفيدان التوكيد. 85 ـ نحو قوله تعالى: {وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس} 1.
وقوله تعالى: {اعلموا أنَّ الله شديد العقاب} 2.
50 ـ ومنه قول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول
ثانيا ـ كأن: تفيد التشبيه. نحو: كأن عليا أسد.
ونحو قوله تعالى: {كأن في أذنيه وقرا} 3.
86 ـ وقوله تعالى: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} 4.
51 ـ ومنه قول لبيد:
حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
ثالثا ـ لكنَّ: تفيد الاستدراك والتوكيد. نحو: أخوك عالم لكنه بخيل.
وقوله تعالى: {إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون} 5.
87 ـ وقوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد} 6.
ومنه قول عمرو بن كلثوم:
نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا
ومثال مجيئها للتوكيد قولنا: لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز.
ونحو: لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني.
رابعا ـ ليت: تفيد التمني، وهو طلب ما لا طمع فيه. نحو: ليت الجو دافئ.
88 ـ ونحو قوله تعالى: {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} 1.
وقوله تعالى: {يا ليت قومي يعلمون} 2.
ومنه قول الفرزدق:
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
خامسا ـ لعل: تفيد الترجي، وهو توقع الأمر المحبوب. نحو: لعل الله يرحمنا.
ومنه قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} 3.
وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا، فتكون بمعنى " كي ".
89 ـ نحو قوله تعالى: {إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} 4.
وقوله تعالى: {لعلكم ترحمون} 5.
والمعنى في الآيتين: لكي تعلموا معانيه، وكي ترحموا.
وتفيد الإشفاق نحو: لعل المريض مشرف على نهايته.
ونه قوله تعالى: {لعلنا نتبع السحرة} 6، وقوله تعالى: {لعل الساعة قريب} 7.
عمل الحروف الناسخة.
تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها، والرفع في الخبر، ويسمى خبرها، ولكن بشروط هي: ـ
1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام.
2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة.
أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام، كأسماء الاستفهام، والشرط: من، ما، مهما، كيف، كيفما، أين، أينما، متى ... إلخ.
ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها.
من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية، أو لا تعمل.
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إنما الأعمال بالنيات ".
ومنه قوله تعالى: {إنما هو إله واحد} 1.
وقوله تعالى: {إنما نحن مصلحون} 2.
وقوله تعالى: {إنما يأكلون في بطونهم نارا} 3.
وقوله تعالى: {وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة} 4.
وقوله تعالى: {فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم} 5.
وقوله تعالى: {كأنما يساقون إلى الموت} 6.
52 ـ ومنه قول الشاعر:
وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم
ونحو: لعلما المريضُ يشفى، ولعلما ينظر في الأمر.
ونحو: الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ.
أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا.
53 ـ نحو قول الشاعر:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد
فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت، والحمام خبر ليت مرفوع، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ، والحمام خبره.
أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة ".
يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ، وهو على ثلاثة أنواع: ـ
1 ـ خبر مفرد: وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة.
نحو: محمد مجتهد، والطالبان فائزان، والمعلمون قادمون.
90 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الله غفور رحيم} 1. وقوله تعالى: {إنكم متبعون} 2.
وقوله تعالى: {إن المنافقين كاذبون} 3.
وقوله تعالى: {ولكن الله ذو فضل على العالمين} 4.
وقوله تعالى: {كأنها كوكب دري} 5.
فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد، أم المثنى، أم الجمع.
2 ـ جملة بنوعيها:
أ ـ جملة اسمية. نحو: إن الحديقة أشجارها باسقة، ولعل العمال عملهم مثمر.
91 ـ ونحو قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله} 6.
وقوله تعالى: {ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض} 7.
ب ـ جملة فعلية: نحو قوله تعالى: {إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا} 8. وقوله تعالى: {لعلكم تفلحون} 9.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:41 م]ـ
92 ـ وقوله تعالى: {ولكن الله يسلط رسله على من يشاء} 1.
وقوله تعالى: {ياليتني قدمت لحياتي} 2.
وقوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون} 3.
3 ـ شبه جملة بنوعيها:
أ ـ جار ومجرور. نحو: إن الكتاب في الحقيبة.
93 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن للمتقين لحسن وآب} 4.
وقوله تعالى: {إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء} 5.
ب ـ ظرف مكان. نحو: ليتك عندي فأكرمك.
94 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الله مع الصابرين} 6.
وقوله تعالى: {فإن مع العسر يسرا} 7.
ج ـ طرف زمان. 95 ـ نحو: لعل السفر يوم الخميس.
وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن، أو مستقر، أو موجود، أم كان جملة ككان، أو استقر، أو وجد، أو يكون.
حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم، والتأخر عنها.
لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها، ولا على اسمها، ولا يجوز تقدم الاسم عليها. إذ لا يصح أن نقول: مسافر إن محمد، ولا: إن مسافر محمدا.
ولا: محمدا إن مسافر.
ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود
على بعض الخبر. 96 ـ نحو: لعل في المصنع أصحابه.
فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير. نحو: لعل محمد في انتظارك، ولعل في انتظارك محمد.
وإن خالد عندنا، وإن عندنا خالد.
97 ـ ومنه قوله تعالى: {إن فيها قوما جبارين} 1.
وقوله تعالى: {إن في ذلك لآية للمؤمنين} 2.
وقوله تعالى: {إن لدينا أنكالا وجحيما} 3.
وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم. فلا يصح أن نقول:
إن كتابك محمدا آخذ.
غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة. نحو: إن في المدرسة عليا موجود.
54 ـ ومنه قول جميل بن معمر:
فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله
الشاهد في البيت قوله: فإن بحبها أخاك مصاب، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها
" أخاك ".
أما تقدم المعمول على الخبر فكثير. نحو قوله تعالى: {إن الله بما تعملون بصير} 4.
98 ـ وقوله تعالى: {إن الله على كل شيء قدير} 5.
حكم حذف الحرف الناسخ، وحذف أحد معموليه، أو حذف الحرف ومعموليه.
1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه. إذ لا يصح أن نقول:
محمدا مجتهد. بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة، ومجتهد خبرها
مرفوع، لعدم وجود القرينة على حذفه.
غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه.
99 ـ كما في قوله تعلى: {أين شركائي الذين كنتم تزعمون} 1.
والتقدير: تزعمون أنهم شركائي.
2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين:
أ ـ بعد قولهم ليت شعري. نحو: ليت شعري هل يعود الغائب.
والتقدير: ليتني أشعر بعودته.
ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا.
55 ـ ومنه قول جميل:
ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
الشاهد قوله: ليت شعري هل أبيتن ليلة. فقد حذف خبر ليت وجوبا، والتقدير: ليتني أشعر بمبيتي ليلة.
وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا.
ومنه قول امرئ القيس:
ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ
2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف، أو جار ومجرور. وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره: كائن، أو موجود.
نحو: إن الأمر في يدك، ولعل محمدا عندنا.
فالتقدير: كائن في يدك، وموجود عندنا.
ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل.
كما في قوله تعالى: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} 2.
ـــــــــــــ
1 ـ 62 القصص. 2 ـ 25 الحج.
الشاهد في الآية قوله تعالى: {إن الذين كفروا ويصدون}. حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه، وهو قوله تعالى: {نذقه من عذاب أليم}.
والتقدير: إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم.
100 ـ وقوله تعالى: {إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز} 1.
الشاهد قوله: إن الذين كفروا بالذكر، ثم حذف الخبر، وتقديره: معاندون، أو معذبون.
تعدد خبر " إن " وأخواتها.
يجوز تعدد خبر إن، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ.
فنقول: إن الطالب مجتهد مؤدب.
101 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الله عليم خبير} 2، وقوله تعالى: {إن الله عليم حكيم} 3.
اقتران اللام في خبرها، واسمها المؤخر.
يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4}.
نحو قوله تعالى: {والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} 5.
وقوله تعالى: {وإن ربك ليحكم بينهم} 6.
102 ـ وقوله تعالى: {إني ليحزنني أن تذهبوا به} 7.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:42 م]ـ
ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي: ـ
1 ـ ألا يكون الخبر منفيا؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي.
2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد. فلا نقول: إن محمدا لقام.
أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام.
نحو: إن عليا لقد كان مجتهدا.
ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا، كنعم وبئس.
نحو: إن أخاك لنعم الرجل.
وإذا كان الخبر اسما، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام.
ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة.
نخو: إن الطالب لَكتابَك آخذ. وإن المعلم لأخاك مكافئ.
ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم.
وقد دخلت اللام على ضمير الفصل.
نحو قوله تعالى: {وإن الله لهو العزيز الحكيم} 1.
وقوله تعالى: {إن هذا لهو الفضل المبين} 2.
وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر.
نحو: إن في الصدق لمنجاة، وإن في الصدق لخيرا.
ومنه قوله تعالى: {إن في ذلك لآية لكم} 3.
وقوله تعالى: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب} 4.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:43 م]ـ
ومنه قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون} 1.
ومثال النوع الثاني قوله تعالى: {إلا إنهم ليأكلون الطعام} 2.
8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات. نحو: الرجل إنه قادم.
ومنه قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم} 3.
9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها. نحو: جاء طالب إنه مهذب.
وهذا قول إنه حق.
10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان. نحو: كان الرجل إنه مسافر.
11 ـ أن تقع بعد كلاّ. نحو قوله تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى} 4.
وقوله تعالى: {كلا إنها كلمة هو قائلها} 5.
12 ـ أن تقع بعد إذ. نحو: وصلت إذ إن أباك يستقل العربة.
13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية. نحو: غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها.
14 ـ أن تقع بعد حيث. نحو: جلست حيث إنك جالس.
والبعض أجاز فتحها.
فتح همزة " أن ".
يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح. وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية: ــ
1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل. نحو: أعجبني أنك مجتهد.
والتقدير: أعجبني اجتهادك.
ومنه قوله تعالى: {أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب} 1.
وقوله تعالى: {فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه} 2.
2 ـ في موضع نائب الفاعل. نحو: يخيل لي أن السماء صحو.
ومنه قوله تعالى: {قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن} 3.
3 ـ في موضع المفعول به. نحو: ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى.
ومنه قوله تعالى: {وظن أهلها أنهم قادرون عليها} 4.
وقوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} 5.
وقوله تعالى: {فعلموا أن الحق لله} 6.
ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا، وإلا كسرت همزتها.
4 ــ في موضع المبتدأ. نحو: في اعتقادي أنك مسافر.
ومنه قوله تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} 7.
5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى. نحو: حسبك أنك مجتهد.
اعتقادي أ6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى. إن رأيي أنك متواضع.
7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن. نحو: أتقول أنك مسافر؟
8 ـ في موضع المجرور بحر الجر. نحو: كافأتك لأنك مجتهد.
ومنه قوله تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق} 1.
9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو، ولولا. نحو: احترمك ولو أنك أصغر مني.
ومنه قوله تعالى: {ولو أنهم صبروا} 2.
وقوله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين} 3.
10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق.
فمثال العطف قوله تعالى: {وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى} 4.
وقوله تعالى: {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم} 5.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال البدل قوله تعالى: {فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا} 6.
فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه، والتقدير: إلى أنعامنا في طعامه.
ومنه قوله تعالى: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} 7.
جواز الفتح والكسر.
يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول، أو عدم تأويلها، ذلك في المواضع التالية: ـ
1 ـ بعد فاء الجزاء. نحو: من يأتني فإنه مكرم. ومنه قوله تعالى {من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم} 8.
ن التجارة رابحة.
فقد قرئت الآية: {فإنه غفور رحيم} بالوجهين، أي بكسر همزة " إن " وفتحها.
فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة، والتقدير: فهو غفور.
واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ، والخبر محذوف، أو خبر والمبتدأ محذوف {1}.
والتقدير: فغفرانه حاصل، أو فجزاؤه حاصل.
2 ـ بعد إذا الفجائية. نحو: خرجت فإذا إن المطر منهمر.
جواز الكسر على عدم التأويل، والتقدير: فإذا المطر منهمر.
والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا، والتقدير: انهمار المطر
حاصل.
ومنه قول الشاعر:
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم
الشاهد قوله: إذا أنه. فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا، وهذا الوجه أحسن؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير. أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف.
3 ـ بعد لا جرم، وفتح الهمزة أشهر. نحو قوله تعالى: {لا جرم أن لهم النار} 2.
فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى
" حق "، والتقدير: حق حصول النار لهم، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر
لا، والتقدير: لابد من حصول النار لهم. أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب، وفاعلها ضمير مستتر،
والتقدير: كسب لهم كفرهم. وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:44 م]ـ
ومنه قوله تعالى: {لا جرم أن الله يعلم ما يسرون} 1.
4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا "، أو " ذا ".
نحو قوله تعالى: {ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين} 2.
فذلكم خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: الأمر ذلك، والأمر أن الله موهن ... إلخ.
وهذا وجه الفتح في همزة " أن ".
أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها.
5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل، والكسر أبلغ. نحو: اطلب العلم إنه سبيل النجاح.
ومنه قوله تعالى: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} 3.
وقوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير} 4.
فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل، والتقير: لأنه سبيل النجاح. والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها. أي أنها جملة استئنافية.
6 ـ بعد حتى الجارة، أو العاطفة. نحو: بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ.
ووقفت معه حتى أنك لم تقصر. وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل.
فالفتح على اعتبار " حتى " جارة، أو عاطفة. والكسر على اعتبارها ابتدائية.
7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام، وذكر فعل القسم
قبلها. نحو: أقسمت إن محمدا مسافر، وأقسمت أن محمدا مسافر.
أما إذا ذكر فعل القسم، أم لم يذكر، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة.
نحو: أقسمت إنك لمخلص، والله إنك لمخلص.
وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم، ولم يتصل الخبر باللام.
نحو قوله تعالى: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة} 1.
ومنه قول الشاعر:
أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاهد قوله: أني، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر.
والتقدير: على أني أبو ذيالك الصبي.
8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه.
نحو قوله تعالى: {إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى} 2.
فجواز الكسر يكون على الاستئناف، أو العطف على جملة " إن " الأولى.
وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع ". والله أعلم.
تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها.
1 ـ تخفيف نون " إنَّ ":
إذا خففت نون " إنَّ " المشددة، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل.
103 ـ نحو قوله تعالى: {وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين} 1.
وقوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} 2.
وقوله تعالى: {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} 3.
والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة.
غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال، والإهمال، والإهمال أحسن.
فمثال الإعمال: إنْ محمدا لمسافر، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر.
ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما "
104 ـ مخففتين: {وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم} 4.
وحجة من يراها عاملة يقول: أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله.
ومثال إهمالها قوله تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} 5.
ووجب عند تخفيفها، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس.
كما في الآية السابقة، ومنه قوله تعالى: {وإن كل نفس لما عليها حافظ} 6.
وقد يستغنى عن اللام الفارقة، إذا تضمن الكلام قرينة، إما لفظية:
كقول الشاعر*:
إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند
الشاهد قوله: لا يخفى، ولم يعدم، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام؛ لأن اللام تفيد التوكيد، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي.
ومثال القرينة المعنوية: قول الطرماح بن حكيم:
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن
فإن المخففة في قوله: وإن مالك، لا يعقل أن تكون نافية، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة، وليست " إن " النافية، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة، ولو قرنه بها لكان التقدير: وإن مالك لكانت.
2 ـ أنَّ: إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها.
لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق.
105 ـ نحو قوله تعالى: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} 1.
فـ " أن " مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره: أنه، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ "، ولا فاصل بين الجملة، وان، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى.
أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم. 106 ـ كقوله تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى} 2.
وكذلك إذا خففت، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين
" أن "، وخبرها
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:45 م]ـ
ويكون الفاصل واحدا مما يأتي: ـ
1 ـ السين، أو سوف. نحو قوله تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى} 1.
ونحو: حسب أن سوف تحضر مبكرا.
2 ـ قد. نحو قوله تعالى: {ونعلم أن قد صدقتنا} 2.
وقوله تعالى: {ليعلم أن قد أبلغوا} 3.
3 ـ لا أو لن أو لم. نحو قوله تعالى: {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا} 4.
وقوله تعالى: {أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه} 5.
وقوله تعالى: {أيحسب أن لم يره أحد} 6.
4 ـ لو: نحو قوله تعالى: {وأن لو استقاموا على الطريقة} 7.
5 ـ ربَّ. 56 ـ كقول الشاعر*:
(يُتْبَعُ)
(/)
تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين، وخوان يخال أمينا
وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع.
فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين
" أن ".
نحو قوله تعالى {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} 8.
نحو قوله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} 9.
في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ ".
57 ـ ومنه قول الأعشى:
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} 1.
وقوله تعالى: {وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم} 2
3 ـ كأنَّ. حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف. غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن "، واستدلوا على ذلك، 58 ـ بقول الشاعر*:
ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم
فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة، وظبية في رواية النصب اسمها، وخبرها محذوف.
وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: كأنه
ظبية. وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما.
ومنه قول الشاعر*:
وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان
ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق.
وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت، أم فعلية.
فمثال الأول: كأن أسد أقبل نحونا. ومنه الشواهد السابقة، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا.
وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا، ويكون الفصل إما بـ " قد "، أو بـ " لم ".
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:46 م]ـ
59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني:
أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ
التقدير: وكأن قد زالت، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد ".
ومنه قول الآخر*:
لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما
107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى: {كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه} 1.
وقوله تعالى: {كأن لم تغن بالأمس} 2.
وقوله تعالى: {ولى مستكبرا كأن لم يسمعها} 3.
وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه.
4 ـ لكنَّ. إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها، وبطل عملها بالإجماع، إلا يونس، والأخفش قالا بإعمالها.
وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية.
وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل "، أو حرف ابتداء.
108 ـ نحو قوله تعالى: {لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك} 4.
وقوله تعالى: {لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين} 5.
ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى: {ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون} 1.
وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو.
نحو قوله تعالى: {ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون} 2.
وتخفيفها إذا لم تقترن بها.
نحو قوله تعالى: {لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا} 3.
وقوله تعالى: {لكنِ الذين اتقوا ربهم} 4.
وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:47 م]ـ
تنبيهات وفوائد
1 ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند جمهور النحاة، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد، والتحقيق، وبعضهم جعلها للثبات والدوام {1}.
كما تفيد " أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل ".
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو قوله تعالى {وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون} 2.
في قراءة فتح الهمزة، أي: لعلها إذا جاءت.
وقد نقل لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل، ومنه قولهم: أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا. أي لعلك تشتري {3}.
2 ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه، فمنهم من جعلها للتحقيق واستدل على ذلك
بقول عمر بن أبي ربيعة *:
كأني حين أمي لا تكلمني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا
ومنهم من قال إنها تفيد الشك، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه، وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن "، أما إذا كان خبرها فعلا.
نحو: كأنَّ زيدا قام، أو جملة اسمية. نحو: كأن خالدا أبوه قائم.
أو وصفا مشتقا. نحو: كأن محمدا قائم. فهي للظن والحسبان.
كما ذكروا أنها تكون للتقريب. نحو: كأن الشتاء مقبل.
والمعنى على تقريب إقبال الشتاء، وهو مذهب الكوفيين {4}.
3 ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها:
أ ـ تكون للاستفهام. نحو قولك للرجل: لعلك شتمتني؟ تريد هل تشتمني؟ فيقول:
لا أو نعم 1.
ب ـ وتكون للشك بمنزلة " عسى ". نحو: لعل أخاك في المدرسة.
تريد: عسى أخوك في المدرسة. ومنه قوله تعالى {لعلي أبلغ الأسباب} 2.
وتقدير المعنى: عسى أبلغ الأسباب.
4 ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا، نحو:
إن ما تفعله مثمر. ومنه قوله تعالى: {إن ما تدعون لآت} 3.
وقوله تعالى: {لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا} 4.
أو " ما " المصدرية، نحو: إن ما عملت مثمر. أي: إن عملك مثمر.
فإن عملها يبقى قائما، وتكتب " ما " مفصولة عنهن، وإن وردت في بعض آيات القرآن متصلة بهن.
5 ـ الغالب عند النحاة، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن " وأخواتها إلا إذا كانت مخففة، وكان المحذوف ضمير الشأن.
غير أن قلة منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر، بل سمع في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5.
وعليه يحمل قول الرسول الكريم: " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ". لا على زيادة " من ". خلافا للكسائي.
ومن الذين قالوا بحذفه الخليل، وأبو حيان، واستشهدوا بقول الفرزدق:
فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر
الشاهد قوله: ولكن زنجي، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ، واسمها محذوف.
إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك، فقدره سيبويه بقوله: ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي 1.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:48 م]ـ
6 ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل " أنَّ " على نفي.
نحو قوله تعالى: {أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى} 2.
والتقدير كأنه قيل: أو ليس الله بقادر، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس، وليس إذا سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة.
7 ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم، واليقين، لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ "، والمضارع بعدها مرفوع.
نحو قوله تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى} 3.
ولا يجوز أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل.
أما إذا سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ " والمضارع بعدها مرفوع، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها منصوب، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى: {وحسبوا أن لا تكون فتنة} 4.
وقرئ برفع " تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة.
والعلة في نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء، والطمع فيما بعدها، فلا يناسبها اليقين {5}.
8 ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع، والنصب، وهو مذهب أهل البصرة، والخليل وسيبويه، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى:
{إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى} 6.
وقوله تعالى: {يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله} 1.
وكان الرفع عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى.
أما في الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر، أو على محل اسم " أن "، أو هو مبتدأ حذف خبره، والتقدير: ورسوله بريء، وهو أحسن الوجوه؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار والمجرور، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف على المحل {2}.
ومثال ما جاء منصوبا قوله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} 3.
قرئت " البحرُ " بالرفع والنصب، فالرفع على الاستئناف بالواو، أو رده على محل اسم " إن " قبل دخولها عليه.
وحجة من نصبه أنه عطفه على اسم إن.
ومنه قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} 4.
بنصب الصابئين عطفا على اسم إن.
وقال بعض النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ، وأنّ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى:
{أن الله بريء من المشركين ورسوله} 5.
وأن النصب بعد اسم وخبر " كأن، ولعل، وليت " أجود.
وقد ذكر السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا النصب، ثم عقب بقوله: وجوزوا الرفع 6.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:49 م]ـ
نماذج من الإعراب
85 ـ قال تعالى: {وإن ربك لذو مغفرة للناس}
وإن: الواو حرف استئناف، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل.
ربك: رب اسم إن منصوب بالفتحة، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح
في محل جر مضاف إليه.
لذو مغفرة: اللام هي اللام المزحلقة، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة،
وذو مضاف، ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
للناس: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة.
50 ـ قال الشاعر:
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
إن الذي: إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
سمك السماء: سمك فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، السماء مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة سمك ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
بنى لنا: بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. لنا جار ومجرور متعلقان ببنى.
وجملة بنى ... إلخ في محل رفع خبر إن.
بيتا: مفعول به منصوب بالفتحة.
دعائمه: مبتدأ مرفوع بالضمة، ودعائم مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أعز وأطول: أغز خبر مرفوع بالضمة، والواو حرف عطف، وأطول معطوف على أعز. والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت.
86 ـ قال تعالى: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين}
طلعها: طلع مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
كأنه: كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
رؤوس الشياطين: رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة كأنه ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع.
51 ـ قال الشاعر:
حُفزتْ وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
حفزت: فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة،
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود إلى الضعن.
والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
وزايلها: الواو حرف عطف، زايلها فعل ماض مبني على الفتح، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
السراب: فاعل مرفوع بالضمة، والجملة معطوفة على ما قبلها.
كأنها: كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
أجزاع: خبر كأن مرفوع بالضمة، وهو مضاف،
بيشة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث.
وجملة كأنها ... إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها.
أثلها: بدل مرفوع من أجزاع بيشة، وأثل مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ورضامها: الواو حرف عطف، رضام معطوف على أثل، وهو مضاف، والضمير المتصل برضام في محل جر مضاف إليه.
87 ـ قال تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}
ولو شاء: الواو حرف استئناف، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط، شاء فعل ماض مبني على الفتح،
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع، والمفعول به محذوف تقديره: عدم اقتتالهم.
ما اقتتلوا: ما نافية لا عمل لها، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب لو. وجملة شاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
ولكن: الواو عاطفة، وقيل استئنافية، لكن حرف مشبه بالفعل.
الله: لفظ الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة.
يفعل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على لفظ الجلالة.
ما يريد: ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، يريد فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
وجملة يريد ... إلخ لا محل لها صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: يريده.
وجملة يفعل ... إلخ في محل رفع خبر لكن، وجملة لكن ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا.
88 ـ قال تعالى: {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الكافر: الواو عاطفة، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة، والكافر فاعله.
يا ليتني: يا حرف نداء، والمنادى محذوف، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى، ليتني: ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسم ليت.
كنت: كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم كان.
ترابا: خبر كان منصوب بالفتحة.
وجملة كنت ... إلخ في محل رفع خبر ليت.
وجملة يا ليتني ... إلخ في محل نصب مقول القول.
89 ـ قال تعالى: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}
إنا: إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
أنزلناه: أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
وجملة أنزلناه ... إلخ في محل رفع خبر إن.
قرآنا: حال منصوبة بالفتحة من المفعول به، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول
بالمشتق؛ لأنه موصوف. ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في أنزلناه.
عربيا: صفة لقرآن منصوبة بالفتحة.
لعلكم: لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لعل، والميم علامة الجمع.
تعقلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل.
وجملة إنا أنزلناه ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة لعلكم ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
52 ـ قال الشاعر:
وكأنما نظرت بعيني شادن رشأ من الغزلان ليس بتوءم
وكأنما: الواو حسب ما قبلها، كأن حرف مشبه بافعل، وما زائدة كافة.
نظرت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي.
بعيني: جار ومجرور، وعلامة الجر الياء؛ لأن مثنى، وحذفت النون للإضافة، وشبه الجملة متعلق بنظرت، وعيني مضاف.
شادن: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
رشأ: صفة لشادن مجرور بالكسرة.
من الغزلان: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشادن.
ليس: ليس فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على شادن.
بتوءم: الباء حرف جر زائد، توءم اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وجملة ليس بتوءم في محل جر صفة ثالثة لشادن.
53 ـ قال الشاعر:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أم نصفه فقدِ
قالت: قال فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على فتاة الحي.
ألا ليتما: ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ليتما: ليت حرف مشبه بالفعل يفيد التمني، وما زائدة، وهو الوجه الأحسن، ويجوز أن تكون كافة فتبطل عمل ليت.
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت على الوجه الأول، أو مبتدأ في محل رفع على الوجه الثاني.
الحمام: بدل من اسم الإشارة، فهو إما منصوب، وهو الأحسن، أو مرفوع.
لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ليت، أو خبر المبتدأ.
إلى حمامتنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ما اسم الإشارة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أو نصفه: أو حرف عطف، نصفه معطوف على اسم الإشارة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
فقد: الفاء فاء الفصيحة العاطفة، قد اسم بمعنى " كاف " مبني على الكسر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، ويصح أن تكون " قد " اسم فعل مضارع بمعنى يكفي.
والمبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط المحذوف، والتقدير: إن حصل ذلك فهو كاف. وجملة ألا ليتما ... إلخ في محل نصب مقول القول.
الشاهد قوله: ألا ليتما هذا الهمام. فروي " الحمام " بالنصب لأنه بدل من اسم ليت، وبالرفع لأنه بدل من المبتدأ.
90 ـ قال تعالى: {إن الله غفور رحيم}
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الله: إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب.
غفور: خبر إن مرفوع بالضمة. نوعه مفرد.
رحيم: خبر ثان مرفوع بالضمة. نوعه مفرد.
قال تعالى: {إنكم متبعون}
إنكم: إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
متبعون: خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. نوعه مفرد.
91 ـ قال تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون
رحمة الله}.
إن الذين: حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها.
آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعله، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
والذين: الواو حرف عطف، الذين اسم موصول مبني على الفتح معطوف على ما قبله في محل نصب.
هاجروا وجاهدوا: هاجروا فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وجاهدوا: الواو حرف عطف، جاهدوا معطوف على ما قبله.
في سبيل الله: في سبيل جار ومجرور متعلقان بجاهدوا، وسبيل مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
أولئك: اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
يرجون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الستة، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ أولئك.
رحمة الله: رحمة مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن. نوع الخبر جملة اسمية.
92 ـ قال تعالى: {ولكن الله يسلط رسله على من يشاء}
ولكن الله: الواو للاستئناف، لكن حرف استدراك ونصب مشبه بالفعل، ولفظ الجلالة اسمه منصوب بالفتحة.
يسلط: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على لفظ الجلالة.
رسله: رسل مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكن. نوع الخبر: جملة فعلية.
على من: على حرف جر، من اسم موصول مبني على السكون في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بيسلط.
يشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو وجملة يشاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة لكن الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
93 ـ قال تعالى: {وإن للمتقين لحسن مآب}
وإن للمتقين: الواو للاستئناف، إن حرف توكيد ونصب، للمتقين جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم. نوع الخبر: جار ومجرور.
لحسن: اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، حسن اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
مآب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: إن للمتقين ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
94 ـ قال تعالى: {إن الله مع الصابرين}
إن الله: حرف توكيد ونصب، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة.
مع الصابرين: ظرف مكان منصوب على الظرفية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو
مضاف، الصابرين مضاف ‘ليه مجرور بالياء.
والظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن. نوع الخبر: ظرف مكان.
95 ـ لعل السفر يوم الخميس.
لعل السفر: حرف ترجى ونصب مشبه بالفعل، السفر اسم لعل منصوب بالفتحة.
يوم الخميس: يوم ظرف زمان منصوب على الظرفية، وعلامة نصبه الفتحة، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم، وهو مضاف، والخميس مضاف إليه مجرور بالكسرة. نوع الخبر: ظرف زمان.
96 ـ لعل في المصنع أصحابه.
لعل في المصنع: لعل حرف ترجي ونصب، في المصنع جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم على اسمها.
" وهو واجب التقديم " لاتصال اسمها بضمير يعود على الخبر.
أصحابه: أصحاب اسم لعل مؤخر منصوب بالفتحة، وعلة التأخير أنه اتصل بضمير يعود على الخبر، فلو قدمناه لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة، والضمير في محل جر مضاف إليه.
97 ـ قال تعالى: {إن فيها قوما جبارين}
(يُتْبَعُ)
(/)
إن فيها: حرف توكيد ونصب، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم على اسمها، وجوز التقديم؛ لأن الخبر شبه جملة، والمبتدأ نكرة لم يتصل بضمير يعود على
الخبر.
قوما جبارين: اسم إن مؤخر، وجبارين صفة لقوم.
54 ـ قال الشاعر:
فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جم بلابله
فلا تلحني: الفاء حسب ما قبلها، لا ناهية، تلحني فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
فيها: جار ومجرور متعلقان بـ " تلحني ".
فإن: الفاء تعليلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل.
بحبها: جار ومجرور متعلقان بـ " مصاب " الآتي، وحب مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أخاك: أخا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
مصاب القلب: مصاب خبر إن مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والقلب مضاف إليه مجرور
بالكسرة.
جم بلابله: جم خبر ثان لـ " إن " مرفوع بالضمة، وبلابل فاعل مرفوع بالضمة للمصدر
" جم "؛ لأن المصدر يعمل عمل فعله، وبلابل مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
الشاهد: تقديم معمول خبر إن وهو " بحبها " على اسمها.
98 ـ قال تعالى: {إن الله على كل شيء قدير}
إن الله: إن حرف توكيد ونصب، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة.
على كل شيء: جار ومجرور متعلقان بـ " قدير "، وكل مضاف، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة.
قدير: خبر إن مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله تعالى: {على كل شيء قدير}، فقد تقدم معمول الخبر وهو: " على كل شيء " على الخبر. وهو كثير.
99 ـ قال تعالى: {أين شركائي الذين كنتم تزعمون}
أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم.
شركائي: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء، وشركاء مضاف، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة لـ " شركائي ".
كنتم: كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان، والميم علامة الجمع. والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
تزعمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
وجملة تزعمون في محل رفع خبر كان.
ومفعولا تزعمون محذوفان، والتقدير: تزعمونهم شركاء.
وقد قدر بعض المعربين أن المفعولين المحذوفين سد مسدهما إن ومعموليها، حيث إنها ومعموليها تسد مسد مفعولي " ظن " وأخواتها، وزعم من الأفعال الناصبة لمفعولين، وتقدير الكلام: تزعمون أنهم شركائي، أو زعمكم أنهم شركائي {1}.
وقال الألوسي: إن ابن هشام ذكر أن الأولى أن يقدر هنا " الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي "؛ لأنه لم يقع الزعم في التنزيل على المفعولين الصريحين، بل على أن وصلتها،
كقوله تعالى: {الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء} 2.
ثم قال الألوسي: وفيه نظر {3}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:51 م]ـ
55 ـ قال الشاعر:
يا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
يا ليت: يا حرف تنبيه لعدم وجود المنادى، ويجوز أن يكون حرف نداء، والمنادى محذوف،
ليت: حرف تمني ونصب مشبه بالفعل.
شعري: اسم ليت منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء، والياء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، وخبر ليت محذوف وجوبا تقديره: ليتني أشعر.
هل أبيتن: هل حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب، أبيتن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا يعود على الشاعر. وجملة هل أبيتن ... إلخ في محل نصب مفعول به للمصدر " شعر ".
ليلة: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " أبيتن ".
(يُتْبَعُ)
(/)
بوادي القرى: بوادي جار ومجرور متعلقان بـ " أبيتن "، ووادي مضاف، والقرى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره من ظهورها التعذر.
إني: إن حرف توكيد ونصب، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها.
إذن لسعيد: إذن حرف جواب وجزاء مهمل، لسعيد: اللام لام المزحلقة، وسعيد خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.
100 ـ قال تعالى: {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز}
إن الذين: إن حرف توكيد ونصب، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن.
كفروا: كفر فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
بالذكر: جار ومجرور متعلقان بـ " كفروا ".
والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول.
لما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وشبه الجملة متعلق بـ " كفروا ".
جاءهم: جاء فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع.
والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه بإضافة " لما " إليها، وخبر إن محذوف جوازا لدلالة الدليل عليه تقديره: معذبون، أو هالكون.
وإنه: الواو واو الحال {1}، إن حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
لكتاب: اللام لام المزحلقة، كتاب خبر إن مرفوع بالضمة.
والجملة في محل نصب حال، والتقدير: وهذه حاله وعزته.
عزيز: صفة لكتاب مرفوعة بالضمة.
101 ـ قال تعالى: {إن الله عليم خبير}
إن الله: إن حرف توكيد ونصب، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة.
عليم خبير: خبر إن مرفوع بالضمة، وخبير: خبر ثان مرفوع بالضمة.
102 ـ قال تعالى: {إني ليحزنني أن تذهبوا به}
إني: إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها.
ليحزنني: اللام هي المزحلقة حرف مبني لا محل له من الإعراب، يحزن فعل مضارع مرفوع بالضمة، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
أن تذهبوا: أن حرف مصدري ونصب، تذهبوا فعل مضارع منصوب بـ " أن "، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ "يحزنني ".
وجملة ليحزنني ... إلخ في محل رفع خبر إن.
به: جار ومجرور متعلقان بـ " تذهبوا ".
103 ـ قال تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين}
وإن: الواو حرف عطف، إن مخففة من الثقيلة حرف مبني على السكون لا عمل له؛ لأنه تلاه جملة فعلية.
وجدنا: وجد فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والضمير المتصل في محل رفع فاعل.
أكثرهم: أكثر مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
لفاسقين: اللام هي الفارقة حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب، ولا عمل لها. فاسقين: مفعول به ثان لـ " وجد ".
وجملة إن وجد ... إلخ معطوفة على ما قبلها.
104 ـ قال تعالى: {وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم}
وإن: الواو حرف عطف، أو استئناف. إن مخففة من الثقيلة عاملة عملها، مع تخفيف " لما ".
كلا: اسم إن منصوب بالفتحة، ويجوز في تنوينه أن يكون تنوين عوض عن المضاف إليه، أو تنوين تمكين. غير أنه لا يمنع من تقدير المضاف إليه.
لما: اللام هي الفارقة الداخلة على خبر إن، وما موصولة، أو موصوفة في محل رفع خبر إن، وقيل " ما " زائدة صلة بين لام التوكيد ولام القسم.
ليوفينهم: اللام واقعة في جواب القسم، يوفين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وهاء الغيبة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع. والجملة الفعلية: إما صلة " ما " لا محل لها من الإعراب، أو صفة لها. وإذا اعتبرنا " ما " زائدة جاز أن يكون الفعل في محل رفع خبر إن.
ربك: ربُّ فاعل يوفي مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. وجملة إن ... إلخ عطف على ما قبلها، أو مستأنفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أعمالهم: أعمال مفعول به ثان ليوفي، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وفي قراءة من شدد " إنَّ، و لمَّا " نعرب " كلا " كالتالي: اسم إن منصوب بالفتحة، والتنوين كما بينا سابقا، ولما: في محل رفع خبر إنَّ. وعلى ذلك لا شاهد في الآية. ولن نتعرض لنوع
" لما " وتركيبها لما فيه من خلاف بين النحاة {1}. كما أنه في حالة تشديد " إنَّ " يجوز في خبرها ما جاز في خبر " أن " المخففة، وهو: إما أن يكون الخبر " لما " باعتبارها صلة، أو صفة، أو يكون الفعل " يوفي " باعتبار " ما " زائدة فاصلة بين اللامين {2}.
105 ـ قال تعالى: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}
وآخر: الواو للاستئناف، آخر مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
دعواهم: دعوى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، ودعوى مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أن: مخففة من الثقيلة حرف مشبه بالفعل، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: أنه.
الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة.
لله: اللام حرف جر، ولفظ الجلالة اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ.
والجملة الاسمية في محل رفع خبر أن.
والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ " آخر ".
رب: بدل من لفظ الجلالة مجرور بالكسرة، وهو مضاف.
العالمين: مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
وجملة آخر دعواهم ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
106 ـ قال تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى}
علم: فعل ماض مبني على الفتح ينصب مفعولين.
أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره: أنه.
سيكون: السين حرف تنفيس مبني على الفتح لا محل له من الإعراب جيء به للفصل بين أم وخبرها، يكون فعل مضارع مرفوع بالضمة.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمه.
مرضى: اسم يكون مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
وجملة سيكون ... إلخ في محل رفع خبر أن.
56 ـ قال الشاعر:
تيقنت أن ربَّ امرئ خيل خائنا أمين وخوان يخال أمينا
تيقنت: تيقن فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل.
أن: مخففة من الثقيلة عاملة عملها، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره: أنه.
رب: رب حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
امرئ: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد " مجرور لفظا مرفوع محلا ".
خيل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
خائنا: مفعول به ثان لـ " خيل ".
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " امرئ ".
والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي " تيقن "
أمين: خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: وهو أمين.
وخوان: الواو حرف عطف، خوان مبتدأ مرفوع بالضمة.
والذي أراه مناسبا أن الواو واو رب، وخوان مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. إذ لا يصح الابتداء بالنكرة ما لم يكن لها مسوغ. أما " رب " فتدخل على النكرات، وإن حذفت سدت مسدها الواو، فتكون هي المسوغ.
يخال: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
أمينا: مفعول به ثان لـ " يخال ".
وجملة يخال ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ خوان.
الشاهد قوله: أن رب امرئ خيل، فقد فصل بين أن والفعل بربَّ.
57 ـ قال الشاعر:
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
في فتية: جار ومجرور متعلقان بـ " غدوت " في البيت السابق {1}.
وقيل متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من شاوٍ، أو من الياء في يتبعني {2}.
كسيوف: الكاف حرف جر يفيد التشبيه، سيوف اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لـ " فتية ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قد علموا: قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب، علموا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية لـ " فتية ".
أن هالك: أن مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره: أنه. هالك: خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة.
كل: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
وجملة هالك ... إلخ في محل رفع خبر أن.
والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي علم.
يحفى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة علة الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول.
وينتعل: الواو حرف عطف، ينتعل فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، وجملة ينتعل معطوفة على جملة يحفى لا محل لها من الإعراب.
58 ـ قال الشاعر:
ويوما توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
ويوما: الواو حسب ما قبلها، يوما ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بـ " توافي ".
توافينا: توافى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي، ونا المتكلمين ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
بوجه: جار ومجرور متعلقان بـ " توافي ".
مقسم: صفة مجرورة بالكسرة.
كأن: حرف تشبيه ونصب مخففة من الثقيلة.
ظبية: " في رواية النصب " اسم كأن منصوب بالفتحة، وخبرها محذوف تقديره: كأن ظبية عاطية هذه المرأة. وهذا الوجه أبلغ.
" وفي رواية الرفع " تكون ظبية خبر كأن مرفوع بالضمة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: كأنها ظبية، وهذا الوجه أحسن، لأن كأن إذا خففت حذف اسمها، وكان ضمير الشأن.
تعطو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الصقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود إلى ظبية.
والجملة الفعلية في محل نصب صفة لظبية على رواية النصب، وفي محل رفع صفة لها على رواية الرفع.
إلى وارق: جار ومجرور متعلقان بـ " تعطو "، ووارق مضاف.
السلم: مصاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن لأجل الوقف.
تنبيه: هناك رواية ثالثة في كلمة " ظبية "، وهي رواية الجر على اعتبار زيادة " أن " بين الكاف الجارة ومجرورها {1}.
59 ـ قال الشاعر:
أزف الترحل غير أن ركابنا لمَّا تزل برحالنا وكأن قدِ
أزف: فعل ماض مبني على الفتح.
الترحل: فاعل مرفوع بالضمة.
غير مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة.
أن ركابنا: أن حرف مشبه بالفعل، ركاب اسم أن منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
لما تزل: لما: حرف نفي وجزم، تزل فعل مضارع تام مجزوم بـ " لما "، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي.
برحالنا: برحال جار ومجرور متعلقان بـ " تزل "، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وكأن: الواو للاستئناف أو للحال، كأن مخففة من الثقيلة حرف تشبيه ونصب، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره: وكأنها.
قد: حرف تحقيق مبني على السكون حذف مدخوله، والأصل: وكأن قد زالت، وزالت المحذوفة فعل ماض تام بمعنى " فارقت "، والتاء تاء التأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود إلى ركابنا.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن.
وجملة كأن ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة. أو في محل نصب حال من ركابنا، والعائد الواو والضمير المحذوف وتقدير الكلام: وكأنها قد زالت.
107 ـ قال تعالى: {كأن لم يدعنا إلى ضر مسه}
كأن: حرف تشبيه ونصب مخفف من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف في محل نصب، والتقدير: كأنه.
لم يدعنا: لم حرف نفي وجزم وقلب، يدعُ فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن،، وقد فصل بين الفعل وكأن بحرف النفي
" لم ".
إلى ضر: جار ومجرور متعلقان بـ " يدعنا ".
مسه: مس فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
108 ـ قال تعالى: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك}
لكن: حرف استدراك مهمل مخفف من الثقيلة مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ولا عمل له.
الله: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة.
يشهد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود إلى لفظ الجلالة، والجملة في محل رفع خبر.
بما: الباء حرف جر، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد ".
أنزل: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على لفظ الجلالة. إليك: جار ومجرور متعلقان بـ " أنزل ".
وجملة أنزل ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة الله شهد ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:17 م]ـ
أنواع لا
لـ " لا " عدة أقسام: ـ
1 ـ " لا " النافية. 2 ـ " لا " الناهية. 3 ـ " لا " الزائدة.
" لا " النافية: ـ
تنقسم " لا " النافية إلى الأقسام التالية: ـ
أولا ـ " لا " النافية للجنس
تعرفها: حرف يعمل للدلالة على نفي الحكم عن جنس أسمها بغير احتمال، لأكثر من معنى واحد.
وتعرف بـ " لا " الاستغراقية، لأن حكم النفي يستغرق جنس اسمها كله بغير احتمال.
وتعرف بـ " لا " التي للتبرئة، لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله من معنى الخبر.
مثال: لا محاباة في الدين. لا إله إلا الله. لا كافر ناج من النار.
109 ـ ومنه قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} 1.
وقوله تعالى: {لا غالب لكم اليوم من الناس} 2.
ومن التعرف السابق يكون قد خرج من حيزها " لا " التي لنفي الوحدة العاملة عمل ليس، لأنها لا تنفي الحكم عن جميع أفراد اسمها.
نحو: لا كرسيٌ في الفصل، ولا قلمٌ في الحقيبة.
ومنه قوله تعالى: {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} 3.
وهذا يعني أن في الفصل أكثر من كرسي، وأن في الحقيبة أكثر من قلم.
غير أن الحكم لم ينتف عن جميع أفراد الجنس الواحد، لذلك كانت " لا " النافية للوحدة تحتمل لأكثر من معنى، وقد ورد عن بعض النحاة أن عمل " لا " النافية للوحدة فيه شذوذ.
عمل " لا " النافية للجنس: ـ
تعمل " لا " عمل " إن " وأخواتها، فتنصب الاسم ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، كما في الأمثلة السابقة،
ومنه قوله تعالى: {لا مبدل لكلماته} 1.
وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا أحد أغير من الله ".
60 ـ ومنه قول عمرو القنا: ـ
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أنسابكم ذودوا
شروط عملها: ـ
لعمل " لا " النافية للجنس عدة شروط هي: ـ
1 ـ أن يكون حكم النفي بها شاملا جنس اسمها كله، و أو تكون نافية أصلا.
نحو قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} 2.
وقوله تعالى: {فلا جناح عليهما} 3.
ومنه قول عبد الله بن الحشرج: ـ
رأيت الفتى يفنى وتبقى فعاله ولا شيء خير في الحديث من الحمد
فإذا لم يكن النفي مستغرقا لجميع أفراد جنس اسمها، أو لم تكن نافية أصلا، بطل عملها، وتكون حينئذ اسما بمعنى " غير "، أو زائدة.
فمثال مجيئها اسما بمعنى غير: عاقبت المهمل بلا رحمة.
والدليل على اسميتها قبولها حرف الجر، وحروف الجر لا تخل على الحروف الأخرى.
الإعراب: عاقبت المهمل بلا رحمة.
عاقبت: فعل وفاعل. المهمل: مفعول به.
بلا: جار ومجرور، ولا مضاف، ورحمة مضاف إليه مجرور.
وتقدير المعنى: بغير رحمة.
ومثال الزائدة: قوله تعالى في مخاطبة إبليس: {ما منعك ألا تسجد} 1.
الإعراب: {ما منعك ألا تسجد} 1.
ما: استفهامية في محل رفع مبتدأ، منعك: فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية في محل رفع خبر. ألا: أن حرف مصدري ونصب، ولا زائدة صلة لتأكيد معنى النفي.
تسجد: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف جر محذوف، والتقدير: ما منعك من السجود، وشبه الجملة السابق متعلق بالفعل " منع " على اعتبار أنه مفعول به ثان.
2 ـ أن يقصد بنفيها التنصيص، لا الاحتمال، فإذا لم تفد في حكم نفيها عن الجنس التنصيص، أو الاستغراق، كانت " لا " نافية للوحدة، عاملة عمل " ليس " كما بينا سابقا. نحو: لا لاعب في ارض الملعب.
110 ـ ومنه قوله تعالى: {من قبل أن يأتي يوم لا بيعٌ فيه ولا خلة ولا شفاعة} 2.
3 ـ ألا تتوسط بين عامل ومعموله، بمعنى: ألا تكون مسبوقة بعامل قبلها يحتاج لمعمول بعدها، كحرف الجر، بل لابد أن يكون لها لصدارة في الكلام، فإن وقعت غير ذلك بطل عملها.
نحو: حضرت إلى المدر بلا تأخير.
61 ـ ومنه قول الشاعر:
متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب
الشاهد: بلا جواب، فقد توسطت " لا " بين حرف الجر ومجروره كلمة " جواب ".
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ تنكير اسمها وخبرها، فإن لم يكونا نكرتين، أهمل عملها، وكررت، وعندئذ لا تكون من أخوات " إن "، ولا تعمل عمل ليس، وبعدها تكون الجملة مبتدأ وخبرا. نحو: لا الغني مرتاح ولا الفقير مرتاح.
111 ـ ومنه قوله تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار} 1.
وقوله تعالى: {ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم} 2.
ومنه قول الشاعر:
لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني إذا ونى يوم تحصيل العلا وانٍ
5 ـ عدم الفصل بينها وبين اسمها، فإذا فصل بينهما أهمل عملها ووجب تكرارها أيضا. نحو: لا في الإهمال منفعة لأحد. لا فيها إنس ولا جن.
ومنه قوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} 3.
كما أنه لا يجوز تقدم خبرها، أو معموله على اسمها، فإذا تقدم أحدهما أهمل عملها. نحو: لا لفاشل نجاح في الحياة.
ومثال تقدم معمول الخبر: لا وطنه مواطن ناسٍ، ولا علمه عالم مهمل.
حكم اسم " لا " النافية للجنس غير المكررة: ـ
ينقسم اسم " لا " النافية للجنس إلى قسمين: ـ
1 ـ اسم مفرد: وهو الاسم الذي لا يكون مضافا، ولا شبيها بالمضاف، ويكون مبنيا دائما في محل نصب. نحو: لا خائن محبوب.
112 ـ ومنه قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} 1.
ونحو: لا مهملين ناجحان. ولا مقصرين فائزون. ولا خائنات محبوبات.
فخائن: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، ومهملين: اسم لا مبني على الياء لأنه مثنى في محل نصب، ومقصرين اسم لا مبني على الياء لنه جمع مذكر سالم، وخائنات اسم لا مبني على الكسر لأنه جمع مؤنث سالم، كما يجوز في جمع المؤنث السالم الواقع اسما لـ " لا " أن يبنى على الفتح.
نحو: لا مهملاتَ مشكورات.
2 ـ الاسم المضاف: وهو ما أضيف لاسم بعده، وحكمه: واجب النصب.
نحو: لا طالب علم مذموم، ولا طالبي علم مذمومان، ولا طالبي علم مذمومون، ولا طالبات علم مذمومات.
ومنه: لا ذا حلم متسرع.
فطالب أسم لا منصوب بالفتحة، وطالبي أسم لا منصوب بالياء لأنه مثنى، وطالبي اسم لا منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وطالبات اسم لا منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وذا اسم لا منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.
3 ـ الشبيه بالمضاف: وهو كل اسم تلاه اسم آخر يتمم معناه، ويستفيد منه معنى الإضافة. حكمه: واجب النصب.
نحو: لا كريما خلقه مضام، ولا طالعا جبلا موجود، ولا طامعا في الجنة كافر.
فـ " كريما، وطالعا، وطامعا " أسماء لا النافية للجنس منصوبة بالفتحة.
حكم الاسم المعطوف على اسم " لا " النافية للجنس المفرد دون تكرارها: ـ
إذا عطف اسم على أسم لا النافية للجنس المفرد دون أن تتكرر جاز في المعطوف وجهان: ـ
1 ـ الرفع على المحل، إذا كان المعطوف معرفة.
نحو: لا صديق معك ومحمد.
فـ " محمد " معطوف على محل " لا " واسمها، ومحلهما الرفع بـ " الابتداء "، لذلك وجب رفع الاسم المعطوف.
2 ـ جواز الرفع، أو النصب، إذا كان المعطوف نكرة.
نحو: لا كاذب محبوب وخائنٌ.
فـ " خائن " معطوف على محل لا واسمها، ومحلهما الرفع على الابتداء لذا جاز الرفع في الاسم المعطوف.
ونحو: لا كاذب محبوبٌ وخائنا.
فـ " خائنا " معطوف على محل اسم " لا "، ومحل اسم لا هو النصب، ومعطوف المنصوب منصوب مثله.
62 ـ ومنه قول الشاعر*: ـ
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
الشاهد قوله: " وابنا " حيث جاء بالمعطوف منصوبا على محل اسم " لا " ويجوز فيه الرفع على محل لا واسمها كما ذكرنا آنفا.
حكم الاسم المعطوف بلا المكررة: ـ
يجوز في الاسم المعطوف بلا المكررة على اسم لا النافية للجنس ثلاثة أوجه من الأعراب: ـ
ـ بناء الاسمين: المعطوف، والمعطوف عليه.
نحو قوله تعالى: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله.
الإعراب:
لا: حرف نفي للجنس مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
حول: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
ولا قوة: الواو حرف عطف، لا نافية للجنس، وقوة اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، وجملة " لا " الثانية واسمها وخبرها المحذوف معطوفة على ما قبلها.
2 ـ بناء الأول، ونصب الثاني على المحل.
نحو: لا محاباةَ في الدين ولا مجاملةً.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإعراب:
لا نافية للجنس، محاباة: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
في الدين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا.
ولا: الواو حرف عطف. لا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي.
مجاملةً: معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة.
3 ـ بناء الأول، ورفع الثاني على محل لا واسمها.
نحو: لا طالبَ في المدرسة ولا مدرسٌ.
الإعراب:
طالب: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
ولا: الواو حرف عطف، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي.
مدرس: معطوف على محل لا واسمه مرفوع، لأن محل " لا " واسمها الرفع على الابتداء، وأجاز البعض أن " لا " المكررة عاملة عمل ليس لذلك رفع اسمها.
كما يجوز الرفع على الابتداء، والخبر محذوف، والتقدير: لا طالبَ موجود، ولا مدرسٌ موجودٌ.
أما إذا جاز في " لا " الأولى أن تكون لنفي الوحدة عاملة عمل ليس جاز في الاسم الواقع بعد " لا " المكررة وجهان: ـ
1 ـ البناء على الفتح.
نحو: لا كراسٌ في الحقيبة ولا قلمَ.
الإعراب:
لا: نافية عاملة عمل ليس.
كراس: اسم لا مرفوع بالضمة.
في الحقيبة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليس.
ولا: الواو حرف عطف، ولا نافية للجنس عاملة عمل إن.
قلم: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف تقديره موجود.
وجملة " لا " واسمها، وخبرها المحذوف معطوف على ما قبلها.
2 ـ الرفع عطفا على اسم " لا " الأولى.
نحو: لا رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ.
الإعراب:
لا نافية عاملة عمل ليس.
رجل: اسم لا مرفوع بالضمة.
في الدار: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لا.
ولا: الواو حرف عطف، لا زائدة لتوكيد النفي.
امرأة: معطوف على اسم لا مرفوع مثله.
حكم نعت اسم لا: ـ
أولا ـ إذا كان اسم لا مفردا مبنيا، وكان منعوته مفردا لا فاصل بينهما، جاز في النعت ثلاثة أوجه من الإعراب: ـ
1 ـ البناء على الفتح.
نحو: لا طالب كسلانَ محمودٌ.
الإعراب:
طالب: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
كسلان: صفة مبنية على الفتح لتركيب النعت مع المنعوت قبل دخول " لا " تركيب خمسة عشر، والعدد المركب يبنى على فتح الجزأين.
وقيل أن فتحة الصفة ليست فتحة بناء، وإنما هي فتحة إعراب، وحذف التنوين لمشاكلته الأول {1}.
2 ـ النصب على المحل.
نحو: لا رجل كاذبا محبوب.
كاذبا: صفة منصوبة باعتبار محل الموصوف " رجل " ومحله النصب بالفتحة لأنه اسم لا.
3 ـ الرفع على محل لا واسمها.
نحو: لا رجلَ كريمٌ مذمومٌ.
الإعراب:
كريم: صفة مرفوعة بالضمة حملا على محل لا واسمها، ومحل لا واسمها الرفع بالابتداء.
وقيل حملا على محل الموصوف قبل دخول لا، وهو الرفع على الابتداء أيضا {1}.
ثانيا ـ أما إذا كان اسم " لا " المنعوت مضافا، أو شبيها بالمضاف " معربا " جاز في النعت
وجهان: ـ
1 ـ النصب. نحو: لا قائل حق صادقا مظلوم.
قائل حق: قائل اسم لا منصوب، وهو مضاف، وحق مضاف إليه مجرور.
صادقا: صفة لقائل منصوبة بالفتحة.
2 ـ الرفع على محل لا واسمها.
نحو: لا قائل حق صادقٌ مظلوم ٌ.
صادق: صفة مرفوعة باعتبار محل لا واسمها، لأن محلهما الرفع على الابتداء.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:18 م]ـ
حذف خبر لا: ـ
يجب حذف خبر لا النافية للجنس كما هو الحال في خبر إن وأخواتها، إذا دل عليه دليل، وذلك في جواب الاستفهام.
كأن نقول: هل من طالب مهمل؟ فنجيب: لا طالب.
حُذف الخبر وجوبا، والتقدير: لا طالب مهمل.
ومثال حذف خبر لا النافية للجنس إذا كان شبه جملة: جارا ومجرورا: ـ
هل في المنزل أحد؟ نجيب: لا أحد، والتقدير: لا أحد في المنزل.
ومنه قول الشاعر:
إذا كان إصلاحي لجسمي واجبا فإصلاح نفسي لا محالة أوجب
الشاهد قوله: لا محالة، فحذف خبر لا، والتقدير: لا محالة في ذلك.
ومثال شبه الجملة: الظرف المكاني: ـ
قولهم: هل عندك مال؟ فتجيب: لا مال. والتقدير: لا مال عندي.
ويكثر حذف خبر لا النافية للجنس بعد تركيب " لاسيما ".
نحو: أحب قراءة الكتب ولاسيما كتب الأدب.
لا: نافية للجنس، وسي اسمها، وخبرها محذوف وجوبا. تقديره: موجود.
كما يكثر حذف خبر لا النافية للجنس قبل " إلاّ " الاستثنائية.
نحو قوله تعالى: {لا إله إلا أنا فاتقون} 1.
وقوله تعالى: {لا إله إلا هو إليه المصير} 2.
والتقدير: لا غله موجود إلا أنا.
دخول همزة الاستفهام على " لا " النافية للجنس: ـ
إذا دخلت همزة الاستفهام على لا فلا يتأثر عملها فيما بعدها سواء أكان اسمها مفردا، أم مضافا، أم شبيها بالمضاف، وسواء أكان الاستفهام يفيد التوبيخ.
نحو: ألا رجوعَ وقد شبت؟ ونحو: ألا نجاحَ وقد رسبت؟
ومنه قول الشاعر: *
ألا ارعواءَ لمن ولت شبيبته وآذنت بمشيب بعده هرم
ومثال الاستفهام الذي يفيد النفي: ألا طالبَ متأخر؟
ومنه قول مجنون ليلى:
ألا اصطبارَ لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
ومثال الاستفهام الذي يفيد التمني: ألا ماءَ ماءً بارداً.
ولا يؤثر الاستفهام الداخل على " لا " سواء أكانت مكررة، أم غير مكررة، وسواء نعت اسمها، أم لم ينعت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:19 م]ـ
فوائد وتنبيهات: ـ
1 ـ يجوز في الاسم المبدل من اسم لا النافية للجنس إذا كان نكرة: الرفع والنصب.
مثال الرفع: لا أحدَ طالبٌ ومدرسٌ في المدرسة.
طالب: بدل من محل لا واسمها مرفوع، لأن بدل المرفوع مرفوع مثله، ولا واسمها في محل رفع بالابتداء.
ومثال النصب: لا أحد طالباً ومدرساً في المدرسة.
طالبا: بدل من أحد منصوب، مراعاة للمحل، لأن أحد في محل نصب اسم لا.
* أما إذا كان البدل معرفة فلا يجوز فيه إلا الرفع.
نحو: لا أحد محمدٌ وإبراهيمُ في المنزل.
محمد: بدل من لا واسمها، محلهما الرفع لأنهما في موضع المبتدأ.
2 ـ إذا تأكد اسم لا النافية للجنس توكيدا لفظيا جاز فيه وجهان: ـ
أ ـ الرفع. نحو: لا رجلَ رجلٌ في البيت.
رجل: اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب.
رجل " الثانية " توكيد لفظي مرفوع مراعاة لمحل لا واسمها.
ب ـ النصب. نحو: لا رجل رجلاً في البيت.
رجلا: توكيد لفظي منصوب على محل اسم لا.
* فإذا كان التوكيد معنويا فلا يجوز البتة، لأن ألفاظ التوكيد المعنوي معارف، واسم لا نكرة، ولا يجوز توكيد النكرة بالمعرفة.
3 ـ تأتي " لا " استفتاحية لمجرد التنبيه، فتدخل على الجمل الاسمية والفعلية على حد سواء.
نحو قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} 1.
وقوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} 1.
ومثال دخولها على الجمل الفعلية: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} 2.
وقوله تعالى: {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم} 3.
4 ـ يعلل بناء اسم لا النافية للجنس على الفتح، أو على ما ينصب به لتضمنه حرف الجر. فعندما نقول: لا طالب في المدرسة.
هذا جواب لسؤال محقق، أو مقدر هو: هل من طالب في المدرسة؟
فكان من الضروري أن تشمل الإجابة حرف الجر.
فنقول: لا من طالب في المدرسة.
ولكون الجواب مطابقا للسؤال، وقد جرى ذكر " من " في السؤال، استغني عنها في الجواب، وبحذفها بني الاسم.
5 ـ إذا فصل بين " لا " واسمها بفاصل، أو جاء اسمها معرفة، بطل عملها، ووجب تكرارها.
نحو قوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها يُنزفون} 4.
ومثال الاسم المعرفة قوله تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار} 5.
فإذ كان الاسم معرفة مؤولا بنكرة، فهي عاملة فيه {6}.
6 ـ اشترط في عمل لا النافية للجنس أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وعلة ذلك أنها تفيد النفي العام، وتتضمن معنى " من "، والنكرة في سياق النفي لا تقتضي العموم، إلا إذا كانت معها " من " ظاهرة، أو مقدرة.
ومن هنا تكمن علة عدم عملها في المعرفة، فالمعرفة لا يمكن تقدير " ن " معها.
7 ـ يجوز حذف اسم " لا ". فيقال: لا عليك، أي: لا باس عليك، وهو نادر.
8 ـ يجوز في اسم لا النافية للجنس أن يكون معرفة مؤولة بنكرة، كأن يكون اسم علم لم يُرد منه مسمى معين محدد، وإنما قصد منه كل من يشبه المسمى به في الصفات.
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ".
فالعلمان كسرى، وقيصر اللذان وردا في الحديث بعد " لا " لا يقصد بهما اسما علم معين، وغنما أريد بهما الشيوع، فكأنه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: فلا ملك بعدهما يسمى كسرى، أو قيصر. ومنه قولهم: لا حاتم اليوم، ولا عنترة.
وتأويله: لا جواد كحاتم، ولا شجاع كعنترة.
فحاتم، وعنترة أمسيا علمين مشتهرين بصفات معينة تطلق على كل من اتصف بالمعنى الذي اشتهر به هذان العلمان.
9 ـ إذا بني اسم لا النافية للجنس، كانت نصا في نفي العموم بشرط أن يكون اسمها واحدا. نحو: لا رجل في المنزل.
فإن كان اسمها مثنى، أو مجموعا. نحو: لا رجلين في المنزل.
ولا معلمين في المدرسة. أو: لا رجال في الحفل.
احتمل أن تكون لنفي الجنس، واحتمل أن تكون لنفي الوحدة، فتعمل عمل ليس، وسياق الكلام هو الذي يحدد ذلك، فنقول: لا رجلين في المنزل.
أو: لا رجلان في المنزل بل رجلَ أو رجالَ. أو: بل رجلٌ أو رجالٌ.
10 ـ قال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه} 1.
إن النفي بـ " لا " التي لنفي الجنس أبلغ من النفي بالفعل، فقوله: فلا كفران لسعيه أبلغ من قوله فلا يكفر بسعيه {2}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:20 م]ـ
11 ـ إذا وقع بعد " لا " النافية للجنس مباشرة خبر، أو حال، أو نعت أبطل عملها، ووجب تكرارها.
مثال وقوع الخبر بعد لا، قوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} 1.
113 ـ ومثال الحال قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} 2.
114 ـ ومثال وقوع النعت قوله تعالى: {إنها بقرة لا فارض ولا بكر} 3.
ومنه قوله تعالى: {زيتونة لا شرقية ولا غربية} 4.
12 ـ من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها قولهم: لا أبا لزيد، ولا أخا لعمر، ولا أبا لك.
ومنه قول الشاعر:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يُلقينّكم في سوءة عمر
وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي: ـ
أ ـ لا نافية للجنس، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة، واللام في لزيد، أو لك، أو لكم زائدة، والكاف في محل جر بالإضافة، واستدلوا على ذلك بورود " أباك " بغير اللام كقول مسكين الدارمي:
وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد وأي كريم لا أباك يُمتّع
وقول أبي حية النميري:
أبا الموت الذي لا بد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني
ب ـ أن " أبا " اسم مبني على الفتح المقدر على اللف لمعاملته معاملة الاسم المقصور، وهي إحدى لهجات القبائل العربية، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي:
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
والجار والمجرور في " لا أبا لك " متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا.
ج ـ أب: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والألف زائدة لإشباع الحركة،
ولك، أو لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا، ويحتمل أن يكون صفة، والخبر محذوف، والوجه الأول أحسن. وهذا الرأي هو أرجح الآراء، وأفصحها، وهو بناء " أب " على الفتح.
لاسيما
ذكرنا في مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما.
نحو: أقدر الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء.
ونحو: أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة ناضجة.
لا: نافية للجنس تعمل عمل إن.
سي: اسم لا منصوب بالفتحة، وسي مضاف.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه أيضا، وقد تكون " ما " زائدة، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره: موجود.
والجملة الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وبعد " ما " الموصوفة في محل جر صفة.
والاسم الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول، أو نكرة كما في المثال الثاني.
فإن كان معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي: ــ
1 ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم الأصدقاء، وما موصولة، أو موصوفة.
2 ـ الجر بالإضافة إلى " سي " وما زائدة.
أما الوجه الثالث الذي أجازه بعض النحاة، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو:
النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره: أحب، أو أعني.
أو منصوب على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية، وما زائدة، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة.
وإن كان الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة.
نحو: أحب القراءة ولاسيما قراءة متأنية.
جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي: ـ
1 ـ الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي قراءة.
و " ما " إما موصولة، وما بعدها صلة الموصول، أو موصوفة وما بعدها في محل جر صفة. وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة.
2 ـ النصب على التمييز، وما زائدة.
3 ـ الجر بالإضافة، وما زائدة أيضا.
تنبيه:
1 ـ ذكر صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما، كما في قولهم:
أقدر العلم ولاسيما علما نافعا.
واو اعتراضية، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة {1}.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ قال الأندلسي لا ينتصب بعد لاسيما إلا نكرة، ولا وجه لنصب المعرفة، وهذا القول مؤذن منه بجواز نصبه قياسا على أنه تمييز لأن " ما " بتقدير التنوين، كما في كم رجلا، إذ لو كان بإضمار الفعل لاستوى المعرفة والنكرة {2}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:21 م]ـ
نماذج من الإعراب
109 ـ قال تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له}.
من: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل.
يضلل: فعل مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
فلا: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا نافية للجنس.
هادى: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا.
وجملة: فلا هادي له في محل جزم جواب الشرط.
60 ـ قال الشاعر:
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أحسابكم ذودوا
لا قوم: لا نافية للجنس، وقوم اسمها مبني على الفتح في محل نصب.
أكرم: خبر لا مرفوع بالضمة.
منهم: جار ومجرور متعلقان بـ " أكرم ".
يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " قال " وهو مضاف.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
لهم: جار ومجرور متعلقان بـ " قال ".
محرض الموت: محرض فاعل، وهو مضاف، والموت مضاف إليه مجرور.
وجملة قال ... إلخ في محل جر مضافة ليوم.
عن أحسابكم: عن أحساب جار ومجرور متعلقان بـ " ذودوا "، وأحساب مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
ذودوا: فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
وجملة ذودوا ... إلخ في محل نصب مقول القول.
110 ـ قال تعالى: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة}.
من قبل: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بـ " اتقوا " في أول الآية.
أن يأتي: أن حرف مصدري، ونصب، يأتي فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
يوم: فاعل مرفوع بالضمة.
والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل جر بالإضافة لـ " قبل ".
لا بيع: يجوز في " لا " أن تكون نافية للوحدة، تعمل عمل ليس، وبيع اسمها مرفوع بالضمة، ويجوز أن تكون " لا " نافية لا عمل لها، وبيع مبتدأ، وسبب إهمالها التكرار. هذا على رواية الرفع.
فيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر على الوجه الأول، أو متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ على الوجه الثاني.
ولا خُلة: الواو حرف عطف، ولا زائدة لتوكيد النفي، خلة معطوف على بيع.
ولا شفاعة: الواو عاطفة، ولا زائدة لتوكيد النفي، وشفاعة معطوف على بيع أيضا.
ويجوز أن يكون خلة وشفاعة اسما لا المكررة، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف تقديره: ولا خلة فيه، ولا شفاعة فيه على الوجه الأول، وعلى الوجه الثاني يكون المتعلق في محل رفع خبر لخلة، وفي محل رفع خبر لشفاعة.
ويجوز في " لا " أن تكون نافية للجنس عاملة فيما بعدها، وبيع اسمها مبني على الفتح في محل نصب، وفيه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا، ولا خلة، ولا شفاعة معطوفان على بيع على اعتبار أن الواو عاطفة، ولا زائدة لتوكيد النفقي، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف في محل في محل رفع خبر لا تقديره: لا خلة فيه ولا شفاعة فيه.
وعمل لا النافية للجنس في هذه الآية محمول على عملها في قوله تعالى: {فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج} 1.
مع ملاحظة تقديم الجار والمجرور في الآية الأولى على لا المكررة، وتأخيره في الآية الثانية، ولا تأثير له على عمل لا النافية للجنس، وإنما تأثيره يقع على وجوب إعراب الخبر في الآية الثانية.
61 ـ قال الشاعر:
متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب
متاركة: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
السفيه: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
بلا جواب: الباء حرف جر، ولا زائدة لا عمل لها، وجواب اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ " متاركة ".
أشد: خبر مرفوع بالضمة.
على السفيه: جار ومجرور متعلقان بـ " أشد ".
من الجواب: جار ومجرور متعلقان بـ " اشد " أيضا.
111 ـ قال تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار}.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا الشمس: لا نافية لا عمل لها، والشمس مبتدأ مرفوع بالضمة.
ينبغي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
لها: جار ومجرور متعلقان بـ ينبغي ".
أن تدرك: أن حرف مصدري ونصب، تدرك فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على الشمس، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ينبغي.
وجملة ينبغي وما في حيزها في محل رفع خبر المبتدأ.
وجملة لا الشمس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
القمر: مفعول به منصوب بالفتحة.
ولا: الواو حرف عطف، ولا نافية لا عمل لها.
الليل: مبتدأ مرفوع بالضمة.
سابق النهار: سابق خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والنهار مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة الليل ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب.
112 ـ قال تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو}.
شهد الله: شهد فعل ماض مبني على الفتح، والله لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
أنه: أن حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل اسمها.
لا إله: لا نافية للجنس تعمل عمل إن، إله اسمها مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف تقديره: موجود.
إلا: حرف حصر لا عمل له.
هو: فيه وجوه من الإعراب هي: ـ
1 ـ بدل من اسم " لا " قبل دخولها عليه، ومحله الرفع على الابتداء، وأقول قبل دخول لا، لأن محل اسمها بعد دخولها عليه النصب.
2 ـ بدل من محل لا واسمها، ومحلهما الرفع على الابتداء أيضا.
3 ـ بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف " موجود "، وهذا أحسن الوجوه وأقواها، والله أعلم. وجملة لا إله ... إلخ في محل رفع خبر إن.
وجملة أنه لا ... إلخ في محل نصب مفعول به لشهد، أو في محل نصب على حذف حرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بشهد.
62 ـ قال الشاعر:
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
فلا: الفاء حسب ما قبلها، لا نافية للجنس تعمل عمل إن.
أب: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
وابنا: الواو حرف عطف / ابنا معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة.
مثل: خبر لا مرفوع بالضمة، ويجوز فيه أن يكون صفة مرفوعة على موضع الاسمين معا وهو الابتداء، أو منصوبة على محل لفظهما بعد دخول لا، ومحلهما النصب لأنهما اسمها. وعلى الوجه الأخير يكون خبر لا محذوف تقديره: موجود.
ومثل مضاف ومروان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
وابنه: الواو عاطفة، ابن معطوف على مروان مجرور مثله، وابن مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متعلق بالخبر المحذوف، أو بمعنى المماثلة في حال جعلها خبرا، أو وصفا {1}، أو بالفعل المحذوف {2}.
هو: ضمير منفصل في محل رفع فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: إذا ارتدى.
بالمجد: جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " المحذوف، والجملة من الفعل المحذوف، وفاعله في محل جر بإضافة إذا.
ارتدى: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على مروان، وابنه. والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها.
فأزرا: الواو عاطفة، تأزرا فعل ماض مبني على الفتح، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على مروان، وابنه.
والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب.
وقيل: إن الضمير " هو " بعد " إذا " مبتدأ، وبالمجد جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " الآتي، وجملة ارتدى في محل رفع خبر المبتدأ {1}.
غير أن إعراب الضمير، أو الاسم بعد إذا فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده هو الوجه الأحسن، وأجاز سيبويه وقوع الاسم بعد إذا مبتدأ إذا كان الخبر فعلا، وأجاز الأخفش وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط، وقال بذلك ابن مالك {2}، والله أعلم.
بيان وجوه الإعراب في قوله تعالى: {لا حول ولا قوة إلا بالله}.
ذكرنا بعضا منها في حكم الاسم المعطوف بلا المكررة، وفي هذا الموضع نفصل هذه الوجوه زيادة في الفائدة: ـ
الوجه الأول: بناء الاسمين، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله.
لا: نافية للجنس تعمل عمل إن.
(يُتْبَعُ)
(/)
حول: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف تقديره: موجود.
ولا: الواو حرف عطف، لا نافية للجنس.
قوة: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف تقديره: موجود.
وجملة لا واسمها وخبرها المحذوف، معطوفة على الجملة السابقة، لا محل لها من الإعراب، لأن الجملة الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
إلا بالله: إلا أداة حصر لا عمل لها، بالله جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف.
الوجه الثاني: بناء الأول ونصب الثاني. لا حولَ ولا قوةً إلا بالله.
حول: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف.
ولا: الواو حرف عطف، ولا زائدة لتوكيد النفي.
قوة: معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة.
الوجه الثالث: بناء الأول ورفع الثاني. لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله.
حول: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف.
ولا: الواو عاطفة، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي.
قوة: معطوف على محل لا واسمها مرفوع، لأن محلهما الابتداء.
وأجازوا في " قوة " الرفع على أنها اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس، باعتبار أن " لا " إذا تكررت تعمل عمل ليس، ويجوز فيه الرفع على الابتداء باعتبار أن " لا " المكررة لا عمل لها، وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه وأعدناه للتذكير به.
الوجه الرابع: رفع الأول وبناء الثاني. لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله.
لا: نافية تعمل عمل ليس، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر.
حول: اسم لا مرفوع بالضمة، وخبرها محذوف في محل نصب تقديره: موجود.
ولا: الواو عاطفة، ولا نافية للجنس تعمل عمل إن.
قوة: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف تقديره: موجود.
وجملة لا الثانية معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب، لأن الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الوجه الخامس: الرفع في الاسمين. لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله.
حول: اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس، مرفوع بالضمة.
ولا: الواو عاطفة، ولا زائدة لا عملها لها لتوكيد النفي.
قوة: معطوف على حول مرفوع مثله.
قال تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}.
مذبذبين: حال من واو الجماعة في قوله تعالى " يذكرون {1}، وقيل: في يراؤون " {2}، وجاز نصبه على الذم بفعل محذوف، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والوجه الأول أحسن، لأن " مذبذبين " وصف مشتق اسم مفعول، فنصبه على الحالية أولى.
بين ذلك: بين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين، وبين مضاف، وذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
لا: نافية لا عمل لها.
إلى هؤلاء: إلى حرف جر، والهاء حرف تنبيه، أولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستتر في مذبذبين، والتقدير: لا منسوبين إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء.
ولا إلى هؤلاء: الواو عاطفة، وما بعدها معطوف على ما قبلها.
114 ـ قال تعالى: {إنها بقرة لا فارض ولا بكر}.
إنها: إن حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل اسمها في محل نصب.
بقرة: خبر إن مرفوع، والجملة في محل نصب مقول القول للفعل " يقول ".
لا فارض: لا نافية لا عمل لها، فارض صفة لبقرة مرفوعة بالضمة.
ولا بكر: الواو عاطفة، ولا نافية لا عمل لها، بكر صفة لبقرة أيضا.
وكلا الصفتين منفيتين.
وأجازوا أن تكون فارض، وبكر خبرين لمبتدأين محذوفين. والتقدير: لا هي فارض، ولا هي بكر، وكلا الجملتين في محل رفع صفة لبقرة {1}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:21 م]ـ
الفاعل
تعريفه:
اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم، ويدل على من فعل الفعل.
نحو: سافر الحجاج، ونحو: حضر القاضي.
115 ـ ومنه قوله تعالى: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} 1.
حكمه:
يكون الفاعل مرفوعا دائما، غير أنه قد يسبق بحر جر زائد فيجر لفظا، ويرفع محلا.
نحو قوله تعالى: {وكفى بالله شهيدا} 2.
116 ـ وقوله تعالى: {كفى بالله نصيرا} 3.
أنواعه: ينقسم الفاعل إلى ثلاثة أنواع: ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ اسم ظاهر. نحو: غزا العالم الفضاء في القرن العشرين.
العالم: فاعل. نوعه: اسم ظاهر.
2 ـ ضمير بأنواعه: متصل. نحو: عاقبت المسيء.
مستتر. نحو: محمد سافر. التقدير: سافر هو.
" التاء " في عاقبت ضمير متصل في محل رفع فاعل. و " هو " في سافر ضمير مستتر في الأصل في محل رفع فاعل.
3 ـ أ ـ أن يكون مؤولا من حرف مصدري والفعل.
117 ـ نحو قوله تعالى: {ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} 1.
وتقدير الفاعل المصر المؤول بالصريح " خشوع ".
ب ـ أن يكون مؤولا من أن ومعموليها. نحو: أعجبني أنَّ النظام مستتب.
والتقدير: استتباب النظام.
ــــــــــــ
1 ـ 16 الحديد.
العامل في الفاعل: ينقسم العامل في الفاعل إلى قسمين: ـ
1 ـ عامل صريح وهو: الفعل، كما في جميع الأمثلة السابقة.
2 ـ عامل مؤول وهو على خمسة أنواع: ـ
أ ـ اسم الفعل. نحو: هيهات التقهقر بعد اليوم.
هيهات: اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى " بَعُدَ ".
التقهقر: فاعل مرفوع بالضمة.
ب ـ المصدر. نحو: عجبت من إهمالك درسك.
من إهمالك: جار ومجرور، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
درسك: مفعول به منصوب، ودرس مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت. أي: من أنك أهملت درسك.
ج ـ اسم الفاعل. نحو: أعارف الدليل دروب الصحراء.
118 ـ ومنه قوله تعالى {يخرج به زرعا مختلفا ألوانه} 1.
ــــــــــــــ
1 ـ 21 الزمر.
د ـ اسم التفضيل. نحو: لم أر تلميذا أجدر به الثناء من المجتهد.
فالثناء فاعل لاسم التفضيل " أجدر ".
هـ ـ الصفة المشبهة. نحو: محمد حسن وجهه، والعنب حلو مذاقه.
فوجهه فاعل للصفة المشبهة " حسن ".
أحكام الفاعل:
للفاعل ثلاثة أحكام هي:
1 ـ لا يتقدم الفاعل على فعله، فلا يجوز أن نقول في " قام أخوك " أخوك قام، ولكن نقول أخوك قام هو، على اعتبار أن " هو " ضمير مستتر في محل رفع فاعل لقام، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " أخوك ".
2 ـ لا يثنى الفعل مع الفاعل المثنى، ولا يجمع مع الفاعل الجمع.
فلا يصح أن نقول مثلا: جاءا الطالبان، ونقول: جاء الطالبان.
لأنه لا يصح أن يأخذ الفعل فاعلين الأول: ألف الاثنين، والثاني: الطالبان.
وكذلك لا يصح أن نقول: صافحوا المدرسون مدير المدرسة.
ونقول: صافح المدرسون مدير المدرسة.
وما ينطبق على التثنية ينطبق على الجمع.
3 ـ إذا كان الفعل مؤنثا لحق عامله علامة التأنيث الساكنة إن كان العامل فعلا ماضيا. نحو: قامت هند، وحضرت فاطمة.
أو المتحركة إذا كان عامله وصفا مشتقا. نحو: محمد قائمة أمّه.
وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل:
يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في موضعين: ـ
1 ـ إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ظاهرا متصلا بفعله المتصرف، وسواء أكان مفردا، أم مثنى، أم جمع مؤنث سالما.
نحو: ذهبت آمنة إلى السوق.
119 ـ ومنه قوله تعالى: {إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني} 1.
وقوله تعالى: {قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم} 2.
ومنه قول كعب بن زهير:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
2 ـ أن يكون الفاعل ضميرا عائدا على مؤنث حقيقي التأنيث، أو مجازي التأنيث.
ـــــــــــــ
1 ـ 35 آل عمران.
2 ـ 18 النمل.
نحو: مريم قامت، والتقدير: قامت هي.
ونحو: الشمس أشرقت، والتقدير: أشرقت هي.
ومنه قوله تعالى: {قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا} 1.
وقوله تعالى: {إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت} 2.
جواز تأنيث الفعل مع الفاعل:
يجوز تأنيث الفعل مع الفاعل في أربعة مواضع: ـ
1 ـ إذا كان الفاعل المؤنث اسما ظاهرا مجازي التأنيث.
نحو: طلعت الشمس، وطلع الشمس.
120 ـ ومنه قوله تعالى: {قد جاءتكم موعظة} 3.
والوجه الأول أحسن لغلبة معنى التأنيث على الفاعل " شمس ".
2 ـ أن يكون الفاعل اسما ظاهرا حقيقي التأنيث، منفصلا عن فعله بغير " إلا ".
نحو: حضرت إلى القاضي امرأة، ويجوز: حضر إلى القاضي امرأة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إذا فصل بين الفاعل المؤنث الحقيقي التأنيث وفعله بـ " إلا " فلا تدخل على فعله التاء. نحو: ما نجح إلا فاطمة.
3 ـ يجوز التأنيث مع الفاعل المؤنث إذا كان فعله جامدا.
نحو: نعمت المرأة عائشة، ونعم المرأة عائشة.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 57 يونس. 2 ـ 25 القصص.
3 ـ 2 الانشقاق.
والوجه الثاني أحسن، وهو عدم إلحاق التاء بالفعل الجامد، لأن الألف واللام في الفاعل
للجنس، والجنس ليس له تأنيث حقيقي، وإثبات التاء أفصح.
4 ـ يجوز التأنيث إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث، أو مذكر، أو كان الفاعل ضميرا يعود على جمع تكسير.
مثال جمع التكسير لمذكر، أو مؤنث: قالت الرواة، وقال الرواة.
وجاءت النساء، وجاء النساء. والأحسن التأنيث مع المؤنث، والتذكير مع المذكر.
ونحو: الرواة قالت. والرواة قالوا. والرجال جاءت، والرجال جاءوا.
5 ـ أو اسم جنس جمعي، أو اسم جمع.
ومثال اسم الجنس الجمعي: أورقت الشجر، وأورق الشجر.
ومثال اسم الجمع: جاء القوم، أو جاءت القوم.
6 ـ أو كان الفاعل ملحقا بجمع المذكر، أو المؤنث السالمين.
ومثال الملحق بجمع المذكر السالم: جاءت البنون، وجاء البنون.
ومثال الملحق بجمع المؤنث السالم: وضعت أولات الحمل، ووضع أولات الحمل.
أما جمع المذكر السالم فلا يجوز معه اقتران الفعل بالتاء.
إذ لا يصح أن نقول: قامت المعلمون.
ويجوز اقتران الفعل بالتاء، أو عدم اقترانه إذا كان الفاعل جمع مذكر سالما.
نحو: وصلت الطالبات إلى المدرسة مبكرات.
ووصل الطالبات إلى المدرسة مبكرات.
فالتأنيث يكون على إرادة الجماعة، والتذكير على إرادة الجمع {1}.
ومنه قوله تعالى: {إذا جاءك المؤمنات} 2.
7 ـ إذا كان الفاعل مذكرا مجموعا بالألف والتاء. نحو: طلحة ـ طلحات، ومعاوية ـ معاويات. نقول: فازت الطلحات، وفاز الطلحات. والتذكير أفصح.
8 ـ إذا كان الفاعل ضميرا منفصلا لمؤنث.
نحو: إنما ذهب هي، وإنما ذهبت هي. والأحسن ترك التأنيث.
تنبيه:
يجوز الفصل بين الفاعل وعامله بفاصل، أو أكثر.
نحو قوله تعالى: {وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون} 3.
122 ـ وقوله تعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر} 4.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1، ص343 هامش.
2 ـ 12 الممتحنة. 3 ـ 49 العنكبوت. 4 ـ 41 القمر.
تقديم الفاعل وتأخيره على المفعول به:
أولا: يجب تقديم الفاعل على المفعول به في أربعة حالات: ـ
1 ـ إذا التبس إعراب الفاعل، والمفعول به لانتفاء الدلالة على فاعله الأول، ومفعوله الثاني.
نحو: ضرب عيسى موسى، وأكرم أبي صديقي.
2 ـ إذا كان الفاعل ضميرا متصلا، والمفعول به اسما ظاهرا.
نحو: أكلنا الطعام، وشربنا الماء.
3 ـ إذا كان المفعول به محصورا بإلا، أو بإنما.
نحو: ما كافأ المعلم إلا المجتهد. ونحو: إنما أكرم عليٌّ محمداً.
4 ـ إذا كان الفاعل، والمفعول به ضميرين متصلين.
نحو: عاقبته، كافأته، أحببته.
ثانيا: يجب تقديم المفعول به على الفاعل في ثلاث حالات:
1 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا، والفاعل اسما ظاهرا.
نحو: شكره المعلم، ساعده القويّ.
123 ـ ومنه قوله تعالى: {أخذتهم الصيحة} 1.
2 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به.
9 ـ نحو قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ} 2.
فلو قدمنا الفاعل " ربه " لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وهذا غير جائز، إذ
لا يصح أن نقول: أصلح الساعة صاحبها.
3 ـ إذا كان الفاعل محصورا بـ " إلا "، أو بـ " إنما ".
نحو: ما قطف الثمر إلا الحارس. ونحو: إنما ضرب محمدا عمرو.
ـــــــــــــــ
1 ـ 73 الحجر. 2 ـ 124 البقرة.
تنبيه وفوائد: حول تقديم الفاعل، أو المفعول به المحصور بـ " إلا "، أو بـ " إنما ".
أجمع النحاة على أنه لا خلاف حول عدم جواز تقديم المحصور بإلا، أو بإنما فاعلا كان، أو مفعولا كما بينا في الأمثلة السابقة.
أما المحصور بإلا ففيه خلاف، وقد حصره النحويون في ثلاثة مذاهب: ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ مذهب أكثر البصريين، والفراء، وابن الأنباري، فقالوا: إذا كان المحصور بإلا فاعلا امتنع تقديمه، فلا يجوز أن نقول: ماضرب إلا محمدٌ عليا.
وما ذكر من شواهد في كتب النحو على جواز تقديمه فهو مؤول {1}.
وإن كان المحصور مفعولا به جاز تقديمه. نحو: ما ضرب إلا عمرا زيدٌ.
2 ـ مذهب الكسائي، وقد جوز فيه تقديم المحصور بإلا فاعلا كان، أو مفعولا.
3 ـ مذهب بعض البصريين، واختاره بعض النحاة كالجزولي، والشلوبين،
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ من الشواهد على جواز تقديم الفاعل المحصور بإلا قول الشاعر:
فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا عشيَّة آناءُِ الديار وشامها
والتأويل حاصل باعتبار أن جملة " هيجت " مفعول به لفعل محذوف والتقدير:
درى ما هيجت لنا. انظر التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1، ص 384.
وخلاصة القول: إنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان، أو مفعولا. وهذا الوجه هو الذي عليه القاعدة أعلاه في تقديم الفاعل، أو المفعول به المحصور بإلا، أو بإنما.
وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل: ـ
يجب تقديم المفعول به على الفعل، والفاعل معا في ثلاث حالات:
1 ـ إذا كان المفعول به له صدر الكلام، كأسماء الشرط والاستفهام.
124 ـ نحو قوله تعالى: {أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى} 1.
125 ـ وقوله تعالى: {ومن يضلل الله فما له من هاد} 2.
ومثال الاستفهام: من اصطحبت في رحلتك؟
أو كان مضافا إلى ما له الصدارة في الكلام. نحو: ورقة من صححت.
أو كان المفعول به " كم "، و " كأين " الخبريتين.
نحو: كم صدقةٍ أنفقت. 126 ـ وكأين من حسنةٍ فعلت.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 110 الإسراء. 2 ـ 33 الرعد.
2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا منفصلا. نحو قوله تعالى: {إياك نعبد} 1.
إياك: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم.
نعبد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره: نحن.
ـــــــــ
1 ـ 5 الفاتحة.
3 ـ إذا كان الفعل العامل في المفعول به واقعا بعد الفاء الرابطة في جواب " أمّا "، وليس للفعل مفعول به آخر. 127 ـ نحو قوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} 1.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:23 م]ـ
حذف الفعل: ـ
يحذف الفعل في موضعين:
الأول: واجب الحذف، وذلك إذا كان مفسرا بما بعد الفاعل من فعل، ويكون ذلك بعد: إذا، وإن، ولو.
128 ـ نحو قوله تعالى: {إذا السماء انشقت} 2.
ونحو: لو الحارس تيقظ ما تمكن اللصوص من السرقة.
129 ـ ونحو قوله تعالى: {إن أحد من المشركين استجارك} 3.
ــــــــــــ
1 ـ 9 الضحى. 2 ـ 1 الانشقاق. 3 ـ 6 التوية.
الثاني: جائز. نحو قولك: خالدٌ، جوابا لم سأل: من قرأ الدرس؟
وهذا الوجه فيه آراء كثيرة، والصحيح الحذف طالما هناك دليل دل على الفعل المحذوف،
130 ـ ومنه قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله} 1.
15 ـ وقوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} 2.
ــــــــــــــ
1 ـ 87 الزخرف. 2 ـ 25 لقمان.
نماذج من الإعراب
115 ـ قال تعالى: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}.
إن: حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
تستفتحوا: فعل مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع.
فقد: الفاء رابطة لاقتران الجواب بقد، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من لإعراب.
جاءكم: فعل ماض مبني على الفتح، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع.
الفتح: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
116 ـ قال تعالى: {كفى بالله نصيرا}.
كفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.
بالله: الباء حرف جر زائد، الله لفظ الجلالة فاعل مجرور لفظا مرفوع محلا.
شهيدا: تمييز منصوب، بالفتحة، وقيل: حال والوجه الأول أحسن {1}.
117 ـ نحو قوله تعالى: {ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم: الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، لو حرف نفي وجزم وقلب.
يأنِ: فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
للذين: اللام حرف جر، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بـ " يأن ".
آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أن تخشع: أن حرف مصدري ونصب، فعل مصارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
قلوبهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل للفعل " يأن "، والتقدير: ألم يأن للذين آمنوا خشوع قلوبهم لذكر الله.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه لمحمد الدرة المجلد الثاني ج4 ص 314.
118 ـ قال تعالى {يخرج به زرعا مختلفا ألوانه}.
يخرج: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
به: جار ومجرور متعلقان بـ " يخرج ".
زرعا: مفعول به منصوب بالفتحة.
مختلفا: صفة منصوبة بالفتحة.
ألوانه: فاعل مرفوع بالضمة لاسم الفاعل " مختلفا "، والهاء في ألوانه ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
119 ـ ومنه قوله تعالى: {إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني}.
إذ: ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره: أذكر، أو مفعول به لفعل محذوف تقديره: أذكر أيضا {1}.
وذكر العكبري أنه ظرف لعليم، أو أن العامل فيه اصطفى المقدّرة مع آل عمران {1}، وتكون الجملة مستأنفة مسوقة لتقرير اصطفاء آل عمران.
قالت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب.
امرأة: فاعل مرفوع بالضمة، وامرأة مضاف.
عمران: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
وجملة قالت امرأة عمران في محل جر بإضافة إذا إليها.
ـــــــــــــــــــ
2 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه المجلد الثاني ج1 ص119،
وإعراب القرآن المجلد الأول ج3 ص496.
3 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص131.
120 ـ قال تعالى: {قد جاءتكم موعظة}.
قد: حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
جاءتكم: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب، والميم علامة الجمع.
موعظة: فاعل مرفوع بالضمة " مؤنث مجازي لأنه لا مذكر له من جنسه ".
121 ـ وقوله تعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر} 4.
ولقد: الواو واللام حرف قسم مبني على الفتح لامحل له من الإعراب، قد حرف تحقيق.
جاء: فعل ماض مبني على الفتح.
آل فرعون: آل مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، فرعون مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة.
النذر: فاعل مرفوع بالضمة.
122 ـ ومنه قوله تعالى: {أخذتهم الصيحة}.
أخذتهم: أخذ فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع.
الصيحة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
123 ـ نحو قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ}.
وإذ: الواو حرف عطف إذا كان الكلام موجها إلى اليهود، وحرف استئناف إذا كان موجها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إذ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكروا، أو اذكر ـ وذلك حسب ما يقتضيه المعنى ـ مبني على السكون في محل نصب، وقيل هو في محل نصب مفعول به للفعل المقدر.
ابتلى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، منع من ظهوره التعذر.
إبراهيم: مفعول به منصوب بالفتحة " واجب التقديم ".
ربه: فاعل مرفوع بالضمة، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة: " ابتلى ... " في محل جر بإضافة إذ إليها.
124 ـ نحو قوله تعالى: {أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى}.
{أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى}.
أيّا ما: اسم شرط جازم لفعلين، منصوب بالفتحة؛ لأنه مفعول به مقدم على فعله، وفاعله، وما زائدة لا عمل لها.
تدعوا: فعل مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
فله: الفاء واقع في جواب الشرط، حرف مبني على الفتح لا محل له مكن الإعراب، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
الأسماء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
الحسنى: صفة مرفوعة بالضمة المقدرة.
وجملة جواب الشرط: " فله الأسماء ... " في محل جزم.
125 ـ قال تعالى: {ومن يضلل الله فما له من هاد}.
ومن: الواو حرف استئناف مبني لا محل له من الإعراب، من اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
يضلل: فعل مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
فما: الفاء حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب رابط لجواب الشرط، ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له.
له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
من: حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
هاد: مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
والجملة من المبتدأ وخبره " له من هاد " في محل جزم جواب الشرط.
وجملة الشرط " ومن يضلل ... " لا محل لها من الإعراب استئنافية.
126 ـ كأين من حسنة فعلت.
كأين: كناية عددية مبنية على السكون، في محل نصب مفعول به مقدم.
من حسنة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأين في محل نصب.
فعلت: فعل وفاعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:24 م]ـ
127 ـ قال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر}.
فأما: الفاء زائدة حرف مبني لا محل له من الإعراب، أما حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء {1}.
اليتيم: مفعول به متقدم على فعله وفاعله منصوب بالفتحة.
فلا: الفاء واقعة في جواب الشرط، لا ناهية جازمة.
تقهر: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ــــــــــــــــــ
1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص121.
128 ـ قال تعالى: {إذا السماء انشقت}.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط، مبنية على السكون في محل نصب متعلقة بجوابها، وهي مضاف.
السماء: فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف يفسره مابعده تقديره: انشقت.
انشقت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على السماء.
129 ـ قال تعالى: {إن أحد من المشركين استجارك}.
إن: حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أحد: فاعل لفعل محذوف تقديره: استجارك يفسره ما بعده.
من المشركين: جار ومجرور متعلقان بـ " استجارك ".
استجارك: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
130 ـ وقوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} 1.
ولئن: الواو للاستئناف، لئن: اللام حرف موطئ للقسم، وأن حرف شرط، والتقدير: والله لئن سألتهم ... إلخ.
سألتهم: فعل وفاعل ومفعول به.
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
خلق: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
وجملة " خلق " وما في حيزها في محل رفع خبر.
وجملة " من خلق " في محل نصب مفعول به للفعل سأل.
السموات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالما.
والأرض: الواو حرف عطف، الأرض معطوف على ما قبله منصوب بالفتحة.
ليقولن: اللام واقعة في جواب القسم، حرف مبني على الفتح لا محل له من
الإعراب، يقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل، والنون حرف توكيد {1}.
وجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وحذف جواب الشرط؛ لأن جواب القسم يفسره.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة لفعل محذوف جوازا لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: خلقهم الله.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ لم يبن الفعل " يقولن " على الفتح لاتصاله بنون التوكيد؛ لأنه فصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل وهو:
نون الرفع، أما إذا لم يفصل بين الفعل ونون التوكيد بفاصل فلا بد من بنائه على الفتح، كما هو واضح
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:24 م]ـ
ما ينوب عن الفاعل بعد حذفه: ـ
1 ـ المفعول به إذا كان الفعل متعديا لواحد، فإن تعدى لأكثر من مفعول، ناب المفعول به الأول عن الفاعل، وكذلك إذا اشتملت الجملة على مفعول به، ثم مفعول مطلق، لزمت الإنابة المفعول به مادام مقدما.
نحو: كسر المهمل الزجاج (الفعل مبني للمعلوم). نقول بعد بنائها للمجهول: كُسِر الزجاج.
143 ـ ومنه قوله تعالى: {قضي الأمر} 3. وأصله: قضى الله الأمر.
ونحو: علمت محمدا ناجحا.
نقول بعد بنائها للمجهول: عُلِم محمدٌ ناجحا.
ــــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن عقيل ج1، ص505. ومعنى الإشمام: أن تنحو بكسر فاء الفعل نحو الضمة، فتميل الياء نحو الواو إذانا بأن الأصل فيه ضم أوله، وجاء الواو فقيل: قول، وغوض، والأصل قول وغيض، فيحذف كسر العين، وتقلب الياء واوالسكونها، وضم ما قبلها. انظر لباب الإعراب هامش ص 240.
2 ـ 11 الحشر. 3 ـ 210 البقرة.
فـ " محمد " في الأصل مفعول به أول، وناجحا مفعول به ثان، فناب المفعول به الأول عن الفاعل بعد حذفه، وبقي المفعول به الثاني علة حاله، وكذلك إذا اشتملت الجملة على أكثر من مفعولين.
نحو: أخبرت والدي عليا قادما. بعد البناء للمجهول نقول:
أخبر والدي عليا قادما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال اشتمال الجملة على مفعول به، ومفعول مطلق:
صافحت الضيف مصافحة حارة. نقول بعد بنائها للمجهول:
صوفح الضيفُ مصافحةً حارَّة.
فـ " الضيف " في الأصل مفعول به، و" مصافحة " مفعول مطلق، فناب المفعول به عن الفاعل؛ لأنه مقدم على المفعول المطلق في الجملة.
صوفح: فعل ماض مبني للمجهول.
الضيف: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
مصافحة: مفعول مطلق منصوب بالفتحة.
حارة: صفة منصوبة بالفتحة.
2 ـ وإن كان الفعل لازما ناب عن الفاعل كل من الآتي: ـ
أ ـ المصدر المختص المتصرف {1}.
نحو: اُنْطُلِقَ انطلاقُ السهم.
144 ـ ومنه قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} 2.
لذلك لا يصح لبعض المصادر أن تنوب عن الفاعل لملازمتها المصدرية، وعدم تصرفها. مثل: معاذ، وسبحان.
ـــــــــــــ
1 ـ المختص من المصادر ما دل على العدد، أو النوع، وذلك بوصفه، أو بإضافته. والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على المصدرية إذا تأثر بالعوامل اللفظية.
2 ـ 13 الحاقة.
فإن كان الفعل متعديا لزم مصدره الذي سينوب مناب الفاعل أن يكون مؤولا من أن المصدرية والفعل. نحو: يُستحسن أن تحضر المناقشة.
فنائب الفاعل هو: المصدر المؤول بالصريح " حضورك ".
ب ـ ظرفا المكان والزمان المختصان المتصرفان {1}.
نحو: جُلِس أمامُ المنزل. ونحو: صيم يومُ الخميس. وسُهرتْ ليلة الجمعة.
فـ " أمام، ويوم، وليلة " ظروف مختصة متصرفة لذلك صح أن تنوب مناب الفاعل بعد حذفه، وتصبح نائبا له، وتأخذ أحكامه وأهمها الرفع.
فإن كان الظرف غير مختص، ولا متصرف لم ينب عن الفاعل، ومن الظروف الملازمة للظرفية: عند، ولدى، وإذ، وغيرها.
ج ـ الجار والمجرور، ويشترط لنيابة ثلاثة شروط: ـ
1 ـ أن يكون مختصا، أي: أن يكون مجروره معرفة لا نكرة.
نحو: اقتطعت من المال. بعد بناء الجملة للمجهول نقول: اقتطع من المال.
فكلمة " المال " معرفة لذلك كان حرف الجر مختصا، فناب الجار والمجرور مناب الفاعل المحذوف.
2 ـ ألا يكون حرف الجر ملازما لطريقة واحدة، كمذ، ومنذ الملازمتين لجر الزمان، وكحروف القسم الملازمة لجر القسم مثل: الواو، والتاء، والباء.
3 ـ ألا يكون حرف الجر دالا على التعليل. كاللام، والباء، ومن.
إذا استعملت إحداها في الدلالة على التعليل.
ومثال الجار والمجرور النائب عن الفاعل لتوفر الشروط السابقة فيه:
قبض على الجاني، ومُرَّ بمحمد، وفي أوقات الأزمات يستغنى عن الكماليات.
145 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} 2.
ــــــــــــــ
1 ـ المختص من الظروف ما خص بإضافة، أو وصف، والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على الظرفية، والجر بمن إلى التأثر بالعوامل الداخلة عليه. 2 ـ 70 الأنعام.
أحكام نائب الفاعل:
لنائب الفاعل أحكام الفاعل، انظرها في بابها بالتفصيل. وهذه باختصار:
1 ـ لا يحذف عامله إلا لقرينة، ويكون حذفه إما جائز، أو واجب.
أ ـ الحذف الجائز نحو: من جُلد؟ فنقول: اللص، جوابا للسؤال، فـ " اللص " نائب فاعل للفعل المحذوف المبني للمجهول وتقديره: جُلد.
ب ـ الحذف الواجب: وهو أن يتأخر عنه فعل يفسره.
نحو قوله تعالى: {وإذا الأرض مدت} 1.
فـ " الأرض " نائب فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل مدت المتأخر.
أو جاء بعد إذا الفجائية. نحو: خرجت فإذا القاتلُ يُشنق.
فـ " القاتل " نائب فاعل لفعل محذوف بعد إذا الفجائية.
2 ـ تأنيث عامله إذا كان مؤنثا: (انظره في باب الفاعل) وللزيادة سنذكر بعض الشواهد القرآنية:
أ ـ جواز التأنيث نحو 146 ـ قوله تعالى: {ولا يقبل منها شفاعة} 2.
وقوله تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} 3.
وقوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} 4.
ب ـ وجوب التأنيث:
147 ـ نحو قوله تعالى: {وجدوا بضاعتهم ردت إليهم} 5.
وقوله تعالى: {وإذا الصحف نشرت} 6.
وقوله تعالى: {وإذا القبور بعثرت} 7.
3 ـ لا يثنى العامل ولا يجمع مع نائب الفاعل المثنى، أو الجمع.
ـــــــــــ
1 ـ 3 الانشقاق. 2 ـ 48 البقرة.
3 ـ 13 المطففين. 4 ـ 1 الزلزلة.
5 ـ 65 يوسف. 6 ـ 10 التكوير.
7 ـ 4 الانفطار.
(يُتْبَعُ)
(/)
العامل في نائب الفاعل:
ينقسم العامل في نائب الفاعل إلى قسمين: ـ
1 ـ عامل صريح وهو الفعل المبني للمجهول، كما هو موضح في جميع الأمثلة السابقة.
2 ـ عامل مؤول ويشمل: اسم المفعول، والمنسوب إليه، وقد مثلنا لهما في موضعه أيضا، وللاستزادة نذكر بعض الأمثلة:
مثال اسم المفعول: هذه أسرة مهذب أبناؤها. والتأني محمود عواقبه.
ومثال المنسوب إليه: هذا رجل ريفي طبعه. وهذه فتاة هندية لغتها.
فوائد وتنبيهات
1 ـ إذا كان الفعل الذي يراد بنائه للمجهول من الأفعال التي تنصب مفعولين من باب أعطى ففي أقامة المفعول الثاني عن الفاعل دون الأول أقوال نستعرضها للفائدة.
أ ـ أصح هذه الأقوال وعليه الجمهور: الجواز إذا أمن اللبس.
نحو: أُعْطِيَ مالٌ الفقيرَ. والأحسن إقامة المفعول به الأول.
وأصل الجملة: أعطى الغني الفقير مالا.
ب ـ منع تقديم المفعول به الثاني على الأول ليحل محل الفاعل المحذوف.
ج ـ منع تقديم الثاني إذا كان نكرة والأول معرفة، لن المعرفة أولى بالرفع قياسا على باب كان.
د ـ أما الكوفيون فقالوا إذا كان الثاني نكرة والأول معرفة فتقديم الأول قبيح، وإذا تساويا في التعريف كانا في الحسن سواء.
2 ـ وإن كان الفعل الذي ينصب مفعولين من باب ظن، أو أعلم الذي ينصب ثلاثة مفاعيل ففي المفعول به الثاني إذا تقدم ليحل محل الفاعل أقوال وهي على النحو التالي:
أ ـ جواز التقديم إذا أمن اللبس، ولم يكن جملة ولا ظرفا، مع أن الأحسن إقامة الأول.
نحو: ظنَّ مسافرٌ خالدا.
والأصل: ظننتُ خالدا مسافرا.
فقدم المفعول الثاني ليحل محل الفاعل المحذوف.
ونحو: أُعلم النبأُ أحمدَ صحيحا
والأصل: أعلم محمدٌ أحمدَ النبأَ صحيحا.
ب ـ امتناع التقديم إذا وقع اللبس.
ظنّ صديقك زيدا.
وأعلم عليا الرجلُ مسافرا.
أو كان جملة، أو ظرفا. نحو: ظن فوق المكتب كتابا.
وطن عليا أخوه مسافر.
ونحو: أُعلم أخاك صديقه في المنزل.
ونحو: أُعلم محمدا صديقك أخوه مسافر.
ج ـ منع تقديم المفعول به الثاني مطلقا، وتقديم الأول، لأنه مبتدأ في الأصل، وهو أشبه بالفاعل، فكان بالنيابة عنه أولى.
د ـ الجواز بالشروط السابقة، وبشرط إلا يكون نكرة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:25 م]ـ
فلا يجوز نحو: ظن قائمٌ الرجلَ.
3 ـ وإذا كان الفعل من باب اختار ففي تقديم مفعوله الثاني قولان هما:
أ ـ تعيين تقديم الأول، وقال به أبو حيان وعليه الجمهور، وهو ما تعدى إليه بنفسه.
ب ـ امتناع تقديم الثاني، فلا يجوز نحو: اختير محمدٌ الطلابَ.
4 ـ أما القول في تقديم غير المفعول به مع وجوده ليحل محل الفاعل ففيه أقوال أيضا:
أ ـ يمتنع تقديم غير المفعول به إذا كان موجودا لأنه شريك الفاعل، وقال بهذا الرأي البصريون.
ب ـ والكوفيون والأخفش، وابن مالك لم يمنعوا التقديم لوروده في قراءة أبي جعفر لقوله تعالى {ليُجْزى أقواما بما كانوا يكسِبون} 1.
وقراءة عاصم لقوله تعالى: {نُجِّى المؤمنين} 2.
ومنه قول جرير:
ولو ولدت فقيرة جرو كلب لَسسُبَّ بذلك الجروِ الكلابا
وكان حق الشاعر أن يسند الفعل (سب) إلى الكلاب، لأنه يتعدى إليه بغير حرف الجر، ولكنه قدم المعمول الثاني للفعل المتعدى إليه بالخرف وهو " بذلك "، وقد عد صحاب كتاب لباب الإعراب هذا البيت من الشواذ، وقال عنه ابن جني في خصائصه إنه ضرورة من أقبح الضرورات (3).
5 ـ إذا نصب الفعل أكثر من مفعول به كأن ينصب مفعولين أو ثلاثة أقيم الأول مقام الفاعل المحذوف على الوجه الصحيح، أو أحدها كما أوضحنا آنفا، وفي نصب المفاعيل الباقيه وجوه نذكرها.
ــــــــــــ
1 ـ 14 الجاثية. 2 ـ 88 الأنبياء.
3 ـ لباب الإعراب للإسفراييني ص 241.
أ ـ أن ناصب المفاعيل الباقية هو الفعل المبني للمجهول كما ذكر سيبويه وجمهور النحاة.
ب ـ أن المفاعيل الباقية منصوبة على أصلها بفعل الفاعل عندما كان الفعل مبنيا للمعلوم، وقال بهذا الرأي الزمخشري.
ج ـ وذهب الفراء وابن كيسان على أن هذه المفاعيل منصوبة بفعل مقدر.
أي: وقَبِل، وأخذ.
د ـ وقال الزجاجي أنها انتصبت على أنها أخبار ما لم يسما فاعلها كما في: كان عليٌّ واقفا.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ أما المفعول لأجله ففيه وجهان أيضا:
أ ـ لا يجوز نيابته عن الفاعل إذا كان منصوبا باتفاق جمهور النحويين.
ب ـ فإذا كان المفعول لأجله مجرورا بالحرف في قولا:
1 ـ لا يصح تقديمه لأن المجرور لا يقام، ولأنه بيان لعلة الشيء، وذلك لا يكون إلا بعد ثبوت الفعل بمرفوعه.
2 ـ قيل بجواز تقديمه بناء على جواز إقامة المجرور.
7 ـ كما لا يجوز إقامة التمييز مقام الفاعل المحذوف، وقد جوزه الكسائي، وهشام. فيقال في نحو: امتلأت الدار رجالا.
اُمْتُلِئ رجال ٌ.
ومجمل القول كما ذكر أبو حيان:
لا يقام في هذا الباب مفعول له (لأجله)، ولا مفعول معه، ولا حال، ولا تمييز، لأنها لا يتسع فيها بخلاف المصدر.
نماذج من الإعراب
133 ـ قال تعالى: {كتب عليكم القتال}.
كتب: فعل ماض مبني على الفتح، وهو مبني للمجهول.
عليكم: جار ومجرور متعلقان بالفعل كتب. القتال: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
134 ـ قال تعالى: {خلق الإنسان ضعيفا}.
وخلق: الواو للاستئناف، خلق فعل ماض مبني على الفتح، وهو مبني للمجهول.
الإنسان: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
ضعيفا: حال منصوبة بالفتحة.
135 ـ قال تعالى: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي}.
فإن: الفاء الفصيحة، وإن حرف شرط جازم.
أحصرتم: فعل ماض مبني للمجهول، مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، والميم علامة الجمع.
فما: الفاء واقعة في جواب الشرط، وما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف، والتقدير: فعليكم ما استيسر.
وجملة ما في محل جزم جواب الشرط.
استيسر: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من الهدي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، والتقدير: كانا من الهدي.
65 ـ قال الشاعر:
فإذا شربت فإنني مستهلك مالي وعرضي وافر لم يُكلم
فإذا: الفاء حرف استئناف، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط خافض لشرطه، منصوب بجوابه، مبني على السكون في محل نصب.
شربت: فعل وفاعل، والمفعول به محذوف.
والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها.
فإنني: الفاء واقعة في جواب الشرط، وإن حرف توكيد ونصب، والنون للوقاية، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
مستهلك: خبر إن مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله المبني للمعلوم.
وجملة إنني مستهلك لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
وجملة إذا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
مالي: مفعول به لمستهلك وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، ومال مضاف، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
وعرضي: الواو واو الحال، وعرض مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة.
وافر: خبر مرفوع بالضمة، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المستتر في مستهلك، أو من ياء المتكلم المتصلة بمالي، والرابط الواو والضمير.
لم يكلم: لم حرف نفي وجزم وقلب، ويكلم فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لمناسبة الروي، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على عرض.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب مفسرة لوافر ن أو هي في محل رفع خبر ثان للمبتدأ عرضي.
136 ـ قال تعالى: {ومن عاقب بمثل ما عُوقب به ثم بُغِي عليه}.
ومن عاقب: الواو حرف استئناف، ومن اسم شرط جازم، أو اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
عاقب: فعل ماض في محل جزم فعل الشرط، أو لا محل له من الإعراب صلة من. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
بمثل: جار ومجرور متعلقان بعاقب، ومثل مضاف.
ما: اسم موصول في محل جر مضاف إليه.
عوقب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. به: جار ومجرور: متعلقان بعوقب.
وجملة عوقب لا محل لها من الإعراب صلة ما.
ثم بغي: ثم حرف عطف مبني على الفتح، وبغي فعل ماض مبني للمجهول.
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل.
والجملة عطف على جملة عاقب ولها محلها من الإعراب.
66 ـ قال الأعشى:
عُلِّقتها عرضا وعُلِّقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
علقتها: علق فعل ماض مبني للمجهول، وبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل، وهاء الغائب ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان، أو في محل نصب على نزع الخافض إذا كان تقدير الكلام: علقت بها.
عرضا: حال منصوبة بالفتحة.
والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
وعلقت: الواو حرف عطف، وعلق فعل ماض مبني على الفتح مبني
للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي.
رجلا: مفعول به ثان منصوب، أو هو منصوب على نزع الخافض.
والجملة عطف على ما قبلها لا محل لها من الإعراب.
غيري: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وغير مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
وعلق: الواو حرف عطف، وعلق فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول.
أخرى: مفعول به ثان مقدم منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، أو منصوب على نوع الخافض.
غيرها: صفة منصوبة، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
الرجل: نائب فاعل مؤخر مرفوع بالضمة.
والجملة عطف على ما قبلها.
137 ـ قال تعالى: {وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون}.
وإذا: الواو واو العطف، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب بجوابه. قرئ: فعل ماض مبني للمجهول.
عليهم جار ومجرور متعلقان بقرئ.
القرآن نائب فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة قرئ في محل جر بإضافة إذا إليها.
وجملة إذا وما في حيزها عطف على الجملة الحالية قبلها.
لا يسجدون: لا نافية لا عمل لها، ويسجدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
138 ـ قال تعالى: {وما أرسلوا عليهم حافظين}.
وما: الواو واو الحال، وما نافية لا عمل لها.
أرسلوا: فعل ماض مبني للمجهول، وهو مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعله.
والجملة في محل نصب حال من الواو في قالوا في الآية السابقة.
عليهم: جار ومجرور متعلقان بحافظين.
حافظين: حال منصوبة بالياء.
139 ـ قال تعالى: {وإذا الوحوش حشرت}.
وإذا: الواو حرف عطف، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب بجوابه وهو قوله تعالى:
(علمت نفس ما أحضرت).
الوحوش: نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: حشرت الوحوش. والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
حشرت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على الوحوش.
140 ـ قال تعالى: {قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن}.
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
أوحي: فعل ماض مبني للمجهول.
إليّ: جار ومجرور متعلقان بأوحي.
أنه: ان واسمها.
استمع: فعل ماض مبني على الفتح.
نفر: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة أن وما في حيزها مصدر مؤول في محل رفع نائب فاعل.
من الجن جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنفر.
وجملة أوحي وما في حيزها في محل نصب مقول القول.
141 ـ قال تعالى: {ولمَّا سقط في أيديهم}.
ولما: الواو حرف استئناف، ولما ظرفية بمعنى " حين " متضمنة معنى الشرط غير جازمة، مبنية على السكون في محل نصب.
سقط: فعل ماض مبني للمجهول.
في أيديهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل، وأيدي مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة لما وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
67 ـ قال الشاعر:
حيكت على نِيْرين إذ تحاك تختبط الشوك ولا تُشاك
حيكت: فعل ماض مبني على الفتح، وهو مبني للمجهول، والتاء تاء التأنيث الساكنة، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي.
(يُتْبَعُ)
(/)
على نيرين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في الفعل حيك. أي من نائب الفاعل.
إذ: ظرف زمان بمعنى " حين " مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل " حيك "، وهو مضاف.
تحاك: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي. والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة.
تختبط: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي. الشوك: مفعول به منصوب بالفتحة.
ولا تشاك: الواو لتزيين اللفظ، لا نافية لا عمل لها، تشاك فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع بالضمة، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي.
68 ـ قال الشاعر:
ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت
ليت: حرف تمني ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
وهل: الواو لتزيين اللفظ، هل حرف استفهام يفيد النفي، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
ينفع: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
شيئا: مفعول به منصوب بالفتحة.
ليت: فاعل مرفوع بالضمة لينفع، وهو مقصود لفظه دون معناه، لأن الشاعر يعني الحرف ليت في أول البيت.
ليت: حرف تمني ونصب، توكيد للأولى.
شبابا: اسم ليت الأول منصوب بالفتحة.
بوع: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على شباب. والجملة " ليت شبابا .. إلخ في محل رفع خبر ليت الأولى.
فاشتريت: الفاء حرف عطف، اشتريت فعل وفاعل.
والجملة معطوفة على جملة " بوع ".
142 ـ قال تعالى: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء}.
وقيل: الواو للاستئناف، قيل فعل ماض مبني للمجهول.
يا أرض: يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، أرض منادى مبني على الضم في محل نصب.
ابلعي: فعل أمر مبني على حذف النون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنتِ، يعود على الأرض.
ماءك: ماء مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
وجملة " قيل " وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
وجملة يا أرض ... إلخ في محل رفع نائب فاعل.
ويا سماء أقلعي: الواو حرف عطف، ويا حرف نداء، أرض منادى مبني على الضم في محل نصب، أقلعي فعل أمر مبني على حذف النون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، يعود على السماء.
والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب.
وغيض: الواو حرف عطف، غيض فعل ماض مبني للمجهول.
الماء: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
والجملة معطوفة على ما قبلها، لا محل لها من الإعراب.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:26 م]ـ
المفعول به
تعريف المفعول به:
كل اسم منصوب يدل على من وقع عليه فعل الفاعل دون تغيير معه في صورة الفعل.
نحو: كتب الطالب الدرس، وجنى المزارع الفاكهة.
1 ـ ومنه قوله تعالى: {لا نشتري به ثمنا} 2.
وقوله تعالى: {قد بلغت من لدنا عذرا} 3.
حكمه: واجب النصب.
العامل فيه:
الأصل أن يعمل الفعل في المفعول به النصب، غير أن هناك من يعمل عمل الفعل وهو: ـ
1 ـ اسم الفاعل. نحو: جاء الشاكر نعمتك، وأقبل جندي حامل سلاحه.
2 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا آمين البيت الحرام} 4.
وقوله تعالى: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} 5.
ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
أمنجز أنت وعدا قد وثقت به أم اقتفيتم جميعا وعد عرقوب
فالكلمات " نعمتك، وسلاحه، والبيت، وذراعيه، ووعدا " جميعها مفاعيل بها العامل
ـــــــــــــ
1 ـ 106 المائدة. 2 ـ 106 المائدة.
3 ـ 76 الكهف. 4 ـ 2 المائدة. 5 ـ 18 الكهف.
فيها أسماء الفاعلين، وهي على الترتيب: الشاكر، حامل، آمين، باسط، منجز.
2 ـ اسم المفعول المشتق من الفعل المتعدي لمفعولين.
نحو: محمد مكسو أخوه ثوبا، وأحمد مُخْبَرٌ أبوه الامتحان قريبا.
فكلمة " ثوبا، والامتحان " كل منهما مفعول به منصوب باسم المفعول: مكسو، ومخبر. لأن اسمي المفعول السابقين كل منهما مشتق من فعل متعد لمفعولين، فالمفعول الأول وقع نائبا للفاعل لكون اسم المفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول، والثاني بقي مفعولا به.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ المصدر. نحو قولهم: حبك الشيء يعمي ويصم.
ونحو: يسعدني إكرامك الضيف.
3 ـ ومنه قوله تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما} 1.
فالكلمات " الشيء، والضيف، ويتيما " جاءت مفاعيل بها منصوبة للمصادر: حب،
وإكرام، وإطعام، وجميعها عملت عمل أفعالها المتعدية.
4 ـ صيغ المبالغة. نحو: أنت حمالٌ الضر، والكريم منحارٌ إبله لضيوفه.
1 ـ ومنه قول القلاح بن حزن: ـ
أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاج الخوالف أعقلا
فالكلمات " الضر، وإبله، وجلالها " جاء كل منها مفعولا به لصيغة المبالغة: حمال في المثال الأول، ومنحار في المثال الثاني، ولباس في بيت الشعر. لأن صيغ المبالغة إذا اشتقت من أفعال متعدية عملت عمل أفعالها المتعدية، فترفع فاعلا، وتنصب مفعولا به.
5 ـ صيغ التعجب. نحو: ما أجمل القمر، وما أكرم محمدا.
4 ـ ومنه قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} 2.
وقوله تعالى: {قتل الإنسان ما أكفره} 3.
ـــــــــــ
1 ـ 14، 15 البلد. 2 ـ 175 البقرة. 3 ـ 17 عبس
ومنه قول الشاعر:
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
فالكلمات " القمر، ومحمدا، والضمير في أصبرهم، والضمير في أكفره، والإخوان" وقعت مفاعيل بها لأفعال التعجب التي سبقتها وهي: أجمل، وأكرم، وأصبر، وأكفر، وأكثر.
6 ـ اسم الفعل. نحو: دونك الكتاب. ومنه قوله تعالى: {عليكم أنفسكم} 1.
5 ـ وقوله تعالى: {قل هلم شهداءكم الذين يشهدون} 2.
فـ " الكتاب، وأنفسكم، وشهداءكم " مفاعيل بها لأسماء الأفعال: دونك، وعليكم، وهلمَّ، لأنها تعمل عمل الفعل.
أنواع المفعول به: ـ
1 ـ الأصل في المفعول به أن يكون اسما ظاهرا. نحو: كتب الطالب الواجب.
ومنه قوله تعالى: {لا نشتري به ثمنا} 3.
وقوله تعالى: {الذي أحلنا دار المقامة} 4.
وقوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرض فراشا} 5.
وقوله تعالى: {إذ ابتلى إبراهيم ربه} 6.
فالكلمات " الواجب، وثمنا، ودار، والأرض، وفراشا، وإبراهيم " جميعها مفاعيل بها جاءت أسماء ظاهرة.
2 ـ يأتي المفعول به ضميرا متصلا، أو منفصلا.
مثال المتصل: صافحتك، أنت أكرمتني، أنا كافأته.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 105 المائدة. 2 ـ 150 الأنعام.
3 ـ 106 المائدة. 4 ـ 35 فاطر.
5 ـ 22 البقرة. 6 ـ 124 البقرة.
6 ـ ومنه قوله تعالى: {هو الذي يصوركم في الأرحام} 1.
وقوله تعالى: {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} 2.
وقوله تعالى: {عسى ربي أن يهديني} 3.
فالضمائر المتصلة وهي: الكاف في صافحتك، والياء في أكرمتني، والهاء في كافأته، والكاف في يصوركم، والهاء في جمعهم، والياء في يهديني، وقعت جميعها في محل نصب مفاعيل بها للأفعال المتصلة بها.
ومثال الضمير المنفصل: 7 ـ قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} 4.
وقوله تعالى: {إيانا يعبدون} 5. وقوله تعالى: {وإياي فارهبون} 6.
فالضمائر المنفصلة " إياك، وإياك، وإيانا، وإياي " وقعت جميعها في محل نصب مفاعيل بها للأفعال التي تلتها وهي: نعبد، ونستعين، ويعبدون، وفارهبون.
3 ـ المصدر المؤول بالصريح. وهو كل فعل مضارع مسبوق بأن المصدرية، أو كل جملة مكونة من " إن " المشبهة بالفعل ومعموليها.
مثال المصدر المسبوك من أن والفعل: ينبغي أن تعمل واجبك أولا بأول.
8 ـ ومنه قوله تعالى: {أ فأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا} 7.
وقوله تعالى: {وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب} 8.
وقوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} 9.
فالمصدر المؤول: أن تعمل، وتقديره: عمل، وأن يأتيهم وتقديره: إيتاء أو آتيان، وأن يجعلوه، وتقديره: جعل، وأن تذبحوا، وتقديره: ذبح، وقعت كلها في محل نصب مفاعيل بها.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 6 آل عمران. 2 ـ 35 الأنعام.
3 ـ 22 القصص. 4 ـ 5 الفاتحة.
5 ـ 63 القصص. 6 ـ 40 البقرة.
7 ـ 97 الأعراف. 8 ـ 15 يوسف.
9 ـ 67 البقرة.
ومثال المصدر المؤول من أن ومعموليها: أثبت المعلم أن التجربة خاطئة.
والتقدير: أثبت خطأ التجربة.
ونحو: عرفت أن الأسد لا يأكل الجيف.
والتقدير: عدم أكل الأسد الجيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 ـ ومنه قوله تعالى: {زعمتم أنهم فيكم شركاء} 1.
وقوله تعالى: {ليعلموا أن وعد الله حق} 2.
والتقدير في الآية الأولى: زعمتموهم شركاء، فالضمير مفعول أول، وشركاء مفعول ثان، لأن زعم يتعدى لمفعولين.
وفي الآية الثانية: ليعلموا وعد الله حقا، فالمفعول الأول: وعد، والمفعول الثاني: حقا، لأن علم متعد لمفعولين.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:27 م]ـ
حذف المفعول به: ـ
1 ـ يجوز حذف المفعول به إذا دل عليه دليل.
10 ـ نحو قوله تعالى: {أين شركائي الذين كنتم تزعمون} 3.
والتقدير: يزعمونهم شركاء.
وقوله تعالى: {وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء} 4.
فـ " شركاء " مفعول يتبع، وأما مفعول يدعون فهو محذوف لفهم المعنى، وتقديره: آلهة، وقد جوزوا أن تكون " ما " استفهامية مفعول يتبع، وشركاء مفعول يدعون، ولا حذف في الآية.
وقوله تعالى: {فإن يخرجوا منها فإنا داخلون} 3. والتقدير: داخلوها.
2 ـ يحذف المفعول به طلبا للاختصار.
ـــــــــــــ
1 ـ 94 الأنعام. 2 ـ 21 الكهف.
3 ـ 62 القصص. 4 ـ 66 يونس. 5 ـ 22 المائدة.
11 ـ نحو قوله تعالى: {ما ودعك ربك وما قلى} 1.
وقوله تعالى: {ألم يجدك يتيما فآوى} 2.
والتقدير: قلاك، وآواك، وهو عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 ـ يحذف اقتصارا.
12 ـ كقوله تعالى: {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} 3.
والتقدير: وهم من ذوي العلم، وقد يكون الحذف للاختصار، والتقدير: يعلمون كذبهم. ومنه قوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله} 4.
فقد حذف مفعول يعلمون اقتصارا، لأن المقصود إنما هو نفي نسبة العلم إليهم، لا نفي علمهم بشيء مخصوص، فكأنه قيل: وقال الذين ليس لهم سجية في العلم لفرط غباوتهم {5}. ويراد بالاختصار الحذف لدليل، وبالاقتصار الحذف لغير دليل.
4 ـ يحذف المفعول به بعد لو شئت.
13 ـ نحو قوله تعالى: {فلو شاء لهداكم أجمعين} 6. والتقدير: لو شاء هدايتكم.
وقوله تعالى: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} 7.
فالمفعول به محذوف تقديره: لو نشاء طمسها.
5 ـ ويحذف بعد نفي العِلْم.
14 ـ كقوله تعالى: {ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون} 8.
والتقدير: لا يعلمون أنهم السفهاء. فالمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل نصب مفعول به محذوف.
ومنه قوله تعالى: {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون} 9.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 2 الضحى. 2 ـ 5 الضحى.
3 ـ 75 آل عمران. 4 ـ 118 البقرة.
5 ـ البحر المحيط ج1 ص366، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص214،
للشيخ عبد الخالق عظيمة. 6 ـ 149 الأنعام. 7 ـ 66 يس.
8 ـ 13 البقرة. 9 ـ 85 الواقعة.
والتقدير: لا تبصرون الحق.
6 ـ ويحذف إذا كان المفعول به عائدا على الموصول.
15 ـ نحو قوله تعالى: {أ هذا الذي بعث الله رسولا} 1. والتقدير: بعثه.
7 ـ كما يكثر حذفه في الفواصل.
16 ـ نحو قوله تعالى: {ووجدك ضالا فهدى} 2.
وقوله تعالى: {ووجدك عائلا فأغنى} 3. والتقدير: فهداك، فأغناك.
حذف العامل في المفعول به: ـ
1 ـ يجوز حذف عامل المفعول به إذا دلت عليه قرينة، وذلك في جواب الاستفهام.
نحو: من ضربت؟ فتقول: خالدا، والتقدير: ضربت خالدا.
فحذفنا الفعل لدلالة ما قبله عليه وهو: من ضربت؟
ويجوز الحذف إذا دلت عليه القرينة في غير جواب الاستفهام.
17 ـ نحو قوله تعالى: {ولوطا إذ قال لقومه} 4.
فـ " لوط " منصوب بإضمار الفعل " وأرسلنا ".
18 ـ وقوله تعالى: {ولسليمان الريح عاصفة} 5.
فـ " الريح " مفعول به على إضمار " سخرنا "
19 ـ وقوله تعالى: {ومريم ابنة عمران الني أحصنت فرجها} 6.
فـ " مريم " مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره: واذكر مريم.
2 ـ يجب حذف عامل المفعول به إذا تقدم المفعول به على فعل عمل في الضمير المتصل العائد عليه. نحو: محمدا أكرمته.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 41 الفرقان. 2 ـ 6 الضحى.
3 ـ 7 الضحى. 4 ـ 28 العنكبوت.
5 ـ 81 الأنبياء. 6 ـ 12 التحريم.
20 ـ ومنه قوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ " الأرض " مفعول به لفعل واجب الحذف يفسره ما بعده، والتقدير: ودحا الأرض. ومنه قوله تعالى: {والجبال أرساها} 2.
والتقدير: أرسى الجبال، وفسره الفعل الموجود.
تقديم المفعول به وتأخيره: ـ
أولا ـ جواز التقديم:
الأصل في المفعول به أن يكون مؤخرا، وأن يتقدم عليه فعله وفاعله، كما بينا ذلك في باب الفاعل، غير أنه يجوز تقديم المفعول به على فعله، وفاعله إذا أمن اللبس. نحو: كسر زجاجا التلميذ، وكتب الواجب الطالب.
ونحو: درسا كتب الطالب، وزجاجا كسر التلميذ.
ففي المثالين اللذين تقدم فيهما المفعول به على فاعله لا خلاف في تجويزه، لأمن اللبس.
ومثله قولهم: خرق الثوب المسمار.
إذ لا يعقل أن يكون الثوب هو الفاعل لأن المسمار هو الذي يخرق، وكذا لا يعقل أن يكسر الزجاج التلميذ، ولا يكتب الدرس الطالب، لأن كل من الزجاج والدرس هما المفعول بهما أصلا.
أما في تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا، قد يوهم أن يكون مبتدأ، غير أنه في المثالين السابقين، وما شابهّما لا يصح أن يكونا مبتدأين لأن كل منهما نكرة ولا مسوغ للابتداء بها إلا إذا أفادت.
أما إذا كان المفعول به المقدم على فعله وفاعله معرفة. نحو: الدرس كتب الطالب، والزجاج كسر المهمل. يصح في كل منهما أن يكون في موضع المبتدأ، إذ لا مانع للبس في هذه الحالة بين المفعول به، وبين المبتدأ، فكل منهما يجوز فيه أن يكون مفعولا به، ويجوز فيه أن يكون مبتدأ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، فتدبر.
ـــــــــ
1 ـ 30 النازعات. 2 ـ 32 النازعات.
ثانيا ـ وجوب التقديم:
1ـ يجب تقديم المفعول به على الفاعل إذا كان الفاعل محصورا بـ " ما أو إنما ".
نحو: ما أكل الطعام إلا محمد. ونحو: إنما كتب الدرس المجتهد.
21 ـ ومنه قوله تعالى: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} 1.
2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا بالفعل، والفاعل اسما ظاهرا.
نحو: كافأك المدير، وأكرمني صديقي، وشكره عليّ.
22 ـ ومنه قوله تعالى: (لا يحطمنكم سليمان وجنوده} 2.
وقوله تعالى: (يوم يغشاهم العذاب} 3.
2 ـ ومنه قول أبي فراس الحمداني:
سيذكرني قومي إذا جد جدهُمُ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
3 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به.
نحو: أخذ الكتاب صاحبه. ومنه قولهم: إعط القوس باريها.
23 ـ ومنه قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ} 4.
فـ " الكتاب، والقوس، وإبراهيم " مفاعيل بها تقدمت على فاعليها لاتصال فاعل كل منها بضمير يعود عليها، فلو قدمنا الفاعل وأخرنا المفعول به لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وهو غير جائز لأن الأصل أن يتقدم الاسم ويتأخر الضمير العائد عليه.
ثالثا ـ وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا: ـ
1 ـ يجب تقديم المفعول به على فعله، وفاعله إذا كان ضمير منفصلا.
نحو قوله تعالى: {إياك نعبد} 5، وقوله تعالى: {وإياى فارهبون} 6.
ـــــــــــــــ
1 ـ 31 المدثر. 2 ـ 18 النمل.
3 ـ 55 العنكبوت. 4 ـ 124 البقرة.
5 ـ 5 الفاتحة. 6 ـ 40 البقرة.
وقوله تعالى: {إيانا تعبدون} 1.
2 ـ إذا كان المفعول به من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام.
كأسماء الشرط. نحو: أياً تصاحب أصاحب.
24 ـ ومنه قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} 2.
وقوله تعالى: {من تدخل النار فقد أخزيته} 3.
أو أضيف إلى أسماء الشرط. نحو: كتابَ أي عالم تقرا تستفد.
وأسماء الاستفهام. نحو: من قابلت؟
25 ـ ومنه قوله تعالى: {إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي} 4.
أو أضيف إلى أسماء الاستفهام. نحو: كتاب من استعرت؟
3 ـ إذا كان المفعول به كم، أو كأين الخبريتين، وما أضيف إليهما.
نحو: كم من دروس قرأت ولم تستفد.
ونصيحة كم صديق سمعت ولم تتعظ.
26 ـ ومنه قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرون} 5.
وقوله تعالى: {وكم أرسلنا من نبي في الأولين} 6.
فـ " كم " في الآيتين وقعت كل منهما في موضع نصب مفعول به، الأولى للفعل أهلكنا، والثانية للفعل أرسلنا.
ومثال كأين: كأين من صديق عرفت. والتقدير عرفت كأين من صديق.
ـــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ 28 يونس. 2 ـ 106 البقرة.
3 ـ 192 آل عمران. 4 ـ 133 البقرة.
5 ـ 6 الأنعام. 6 ـ 6 الزخرف.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:28 م]ـ
نماذج من الإعراب
1ـ قال تعالى: {لا نشتري به ثمنا}.
لا نشتري: لا نافية لا عمل لها، نشتري فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع
من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن.
والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
به: جار ومجرور متعلقان بـ " نشتري ".
ثمنا: مفعول به منصوب بالفتحة.
2ـ قال تعالى: {ولا آمين البيت الحرام}.
ولا: الواو حرف عطف، ولا ناهيه جازمة معطوفة على ما قبلها.
آمين: مفعول به لفعل محذوف ـ هذا عند البعض ـ وهو صفة لموصوف محذوف ـ عند البعض الآخر ـ وأظنه أوجه وأحسن. إذ التقدير: ولا تحلوا قوما آمين أو قاصدين {1}، لآن آمين بمعنى قاصدين، والمعنى: لا تحلوا قتالهم ماداموا قاصدين البيت الحرام.
وسواء أكان " آمين " مفعولا به، أم صفة لمفعول به محذوف، فهو على الوجهين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هم يعود على الذين آمنوا، لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله.
البيت: مفعول به لاسم الفاعل " آمين ".
الحرام: صفة البيت منصوبة بالفتحة الظاهرة.
3 ـ قال تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما}.
أو إطعام: أو حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وإطعام
معطوف على " فك رقبة " مرفوع مثله، لأن " فك " خبر لمبتدأ محذوف {2}، والتقدير: هو فك، وإطعام مصدر منون يعمل عمل فعله، ولا ضمير فيه، لأن
المصادر لا تتحمل الضمائر كالمشتقات الوصفية الأخرى.
في يوم: جار ومجرور متعلقان بـ " إطعام ".
ذي مسغبة: ذي صفة ليوم مجرورة مثله، وعلامة الجر الياء، لأنه من الأسماء الستة، وذي مضاف ومسغبة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
يتيما: مفعول به للمصدر " إطعام " منصوب بالفتحة الظاهرة.
1 ـ قال الشاعر:
أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاّج الخوالف أعقلا
أخا الحرب: حال منصوبة بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو حال من الضمير المستتر في قوله بـ " أرفع "، أو من الضمير المنصوب محلا بـ " إن " في قوله: فإنني، وكلاهما في البيت السابق للبيت الذي نحن بصدد إعرابه وهو قوله:
فإن تك فاتتك السماء فإنني بأرفع ما حولي من الأرض أطولا
وأخا مضاف، والحرب مضاف إليه مجرور بالكسرة.
لباسا: حال ثانية منصوبة بالفتحة، وهي صيغة مبالغة من الفعل " لبس " تعمل عمل فعلها، وفاعلها ضمير مستتر فيها جوازا تقديره: هو.
إليها: جار ومجرور متعلقان بـ " لباس ".
جلالها: مفعول به لصيغة المبالغة لباس، منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وليس: الواو حرف عطف، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
ــــــــــــــــــ
1 ـ البحر المحيط ج3 ص 420.
2 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 287، والبحر المحيط ج8 ص 473.
بولاج: الباء حرف جر زائد، ولاج خبر ليس منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهرها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وهو مضاف.
الخوالف: مضاف غليه مجرور بالكسرة، وهو من باب إضافة الوصف إلى معموله.
أعقلا: خبر ثان لـ " ليس " منصوب بالفتحة.
الشاهد قوله: لباسا إليها جلالها. حيث عملت صيغة المبالغة عمل الفعل، فرفعت فاعلا، ونصبت مفعولا به.
4 ـ قال تعالى: {فما أصبرهم على النار}.
فما: الفاء حرف عطف، أو استئناف، ما نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ، وهي تعجبية، وما ذكرنا أصح الوجوه.
أصبرهم: أصبر فعل ماض جامد، مبني على الفتح فعل التعجب، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: هو يعود على ما.
وقدر الفاعل مع الفعل وجوبا بصورة خاصة.
والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر ما.
على النار: جار ومجرور متعلقان بـ " أصبرهم ".
5 ـ قال تعالى: {قل هلم شهداءكم الذين يشهدون}.
(يُتْبَعُ)
(/)
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
هلم: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى أقبل، أو أقبلوا، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنتم.
شهداءكم: شهداء مفعول به لاسم الفعل، لأنه يعمل عمل فعله، وشهداء مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة لشهداء، ويصح أن يكون بدلا.
يشهدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة: هلم ... إلخ في مجل نصب مقول القول.
وجملة: قل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
6 ـ قال تعالى: {هو الذي يصوركم في الأرحام}.
هو: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر.
يصوركم: يصور فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع.
في الأرحام: جار ومجرور متعلقان بـ " يصوركم ".
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
7 ـ قال تعالى: {إياك نعبد}.
إياك: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله.
نعبد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن.
8 ـ قال تعالى: {أ فأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا}.
أ فأمن: الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والمعطوف عليه قوله تعالى: {فأخذناهم بغتة} في الآية 95، وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض، وفي مثل هذا التركيب يكون حرف العطف في نية التقديم، وإنما تأخر، وتقدمت عليه الهمزة لقوة تصدرها في أول الكلام، وأمن فعل ماض مبني على الفتح.
أهل القرى: أهل فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والقرى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
أن يأتيهم: أن حرف مصدري ونصب، يأتي فعل مضارع منصوب، وعرمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله. والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل نصب مفعول به لـ " أمن ".
بأسنا: بأس فاعل ليأتي، مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بياتا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة، أو ظرف زمان منصوب.
9 ـ قال تعالى: {زعمتم أنهم فيكم شركاء}.
زعمتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، ينصب مفعولين، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعله، والميم علامة الجمع، وجملة: زعمتم ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أنهم: أن حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
فيكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من " شركاء " وهو في الأصل صفة له، ولما تقدم عليه أعرب حالا، لأنه لا يصح تقديم الصفة على الموصوف، بحكم أنها تابع.
شركاء: خبر أن مرفوع بالضمة.
والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي زعم، لأن زعم لم يرد في القرآن الكريم ناصبا لمفعولين صريحين.
10 ـ قال تعالى: {أين شركائي الذين كنتم تزعمون}.
أين: اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم.
شركائي: مبتدأ مؤخر، والياء في محل جر بالإضافة.
الذين: اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي.
كنتم: كان واسمها، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
تزعمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجملة تزعمون في محل نصب خبر كان، ومفعولا تزعمون محذوفان، والتقدير: تزعمونهم شركائي.
11 ـ قال تعالى: {ما ودعك ربك وما قلى}.
ما ودعك: ما حرف نفي لا محل له من الإعراب، وهو جواب القسم، وودعك فعل ماض ومفعول به.
ربك: رب فاعل، والضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة ما ودعك لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
وما قلى: معطوفة على ما ودعك لا محل لها من الإعراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفاعل قلى ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والمفعول به محذوف اختصاراً تقديره قلاك.
12 ـ قال تعالى: {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}.
ويقولون: الواو حرف استئناف، ويقولون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل. على الله: جار ومجرور متعلقان بيقولون.
الكذب: مفعول به على التضمين منصوب بالفتحة، لأن معنى يقولون يفترون، والأحسن أن تعرب الكذب نائباً عن المفعول المطلق مبيناً لصفته، والتقدير: يقولون القول المكذوب، وجملة يقولون لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
وهم يعلمون: الواو للحال، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، ويعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والمفعول بع محذوف اقتصاراً تقديره يعلمونه.
وجملة يعلمون في محل رفع خبر، وجملة هم يعلمون في محل نصب حال.
12 ـ قال تعالى: {فلو شاء لهداكم أجمعين}.
فلو: الفاء حرف عطف، ولو حرف شرط غير جازم.
شاء: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والمفعول به محذوف، والتقدير: لو شاء هدايتكم.
لهداكم: اللام واقعة في جواب لو، وهداكم فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وكاف المخاطبين في محل نصب مفعول به، وجملة هداكم لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
أجمعين: توكيد معنوي للضمير في هداكم منصوب بالياء.
وجملة لو شاء معطوفة على ما قبلها.
14 ـ قال تعالى: {ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون}.
ألا إنهم: ألا حرف استفتاح وتنبه مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له، وإنهم إن واسمها في محل نصب.
هم: ضمير فصل أو عماد لا محل من الإعراب، ويجوز أن نعربه مبتدأ، والسفهاء خبره، والجملة في محل رفع خبر إن.
ولكن: الواو حرف عطف، ولكن مخففة من الثقيلة لا عمل لها، لمجرد الاستدراك.
لا يعلمون: لا نافية لا عمل لها، ويعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والمفعول به محذوف بعد العلم المنفي تقديره لا يعلمون أنهم السفهاء، والجملة معطوفة على ما قبلها.
15 ـ قال تعالى: {أ هذا الذي بعث الله رسولاً}.
أ هذا: الهمزة للاستفهام الإنكاري، وهذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
الذي: اسم موصول في محل رفع خبر.
بعث: فعل ماض. الله: لفظ الجلالة فاعل، وجملة بعث لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره بعثه.
رسولاً: حال منصوبة بالفتحة، ويجوز أن يكون بمعنى مرسل، وأن يكون مصدراً حذف منه المضاف، والتقدير: ذا رسول وهو الرسالة.
وجملة أ هذا وما في حيزها في محل نصب على الحال من الواو في يتخذونك في أول الآية على تقدير القول أي: قائلين.
16 ـ قال تعالى: {ووجدك ضالاً فهدى} 6 الضحى.
ووجدك: الواو حرف عطف، ووجدك فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والكاف في محل نصب مفعول به، والجملة معطوفة على ما قبلها.
ضالاً: مفعول به ثان منصوب، أو حال.
فهدى: الفاء حرف عطف، وهدى فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والمفعول به محذوف في الفواصل، والتقدير: فهداك.
17 ـ قال تعالى: {ولوطا إذ قال لقومه}.
ولوطا: الواو حرف استئناف، لوطا مفعول به منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره: أرسلنا، أو اذكر لوطا، ويجوز أن تكون الواو للعطف، ولوطا معطوف على نوح، أو على الضمير في أنجيناه.
إذ قال: إذ بدل اشتمال من " لوطا " مبنية على السكون في محل نصب، والمعنى: واذكر إذ قال لقومه، قال فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
والجملة في محل جر مضاف إليه بإضافة إذ إليها.
لقومه: جار ومجرور متعلقان بـ " قال "، وقوم مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
18 ـ قال تعالى: {ولسليمان الريح عاصفة}.
ولسليمان: الواو للاستئناف، لسليمان جار ومجرور، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وختمه بالألف والنون، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف، تقديره: سخرنا.
الريح: مفعول به لسخرنا المحذوف، والتقدير: سخرنا الريح.
عاصفة: حال من الريح منصوبة بالفتحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجملة: لسليمان ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
19 ـ قال تعالى: {ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها}.
ومريم: الواو حرف عطف، ومريم مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، أو معطوفة على امرأة فرعون منصوبة مثلها.
ابنة عمران: ابنة بدل منصوب بالفتحة، وابنة مضاف، وعمران مضاف إليه مجرور بالفتحة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
التي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لمريم.
أحصنت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
فرجها: مفعول به، ومضاف إليه. وجملة أحصنت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد الضمير، والتقدير: حفظته من الرجال.
20 ـ قال تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها}.
والأرض: الواو للاستئناف، الأرض مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: ودحا الأرض.
بعد ذلك: بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق بـ " دحاها " الآتي، وهو مضاف، وذلك اسم إشارة مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
دحاها: دحا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على لفظ الجلالة، والهاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
21 ـ قال تعالى: {وما يعلم جنود ربك إلا هو}.
وما: الواو للاستئناف، وما نافية لا عمل لها.
يعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
جنود: مفعول به تقدم على فاعله، وهو مضاف.
ربك: رب مضاف إليه مجرور، ورب مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
إلا: أداة حصر لا عمل لها.
هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
والجملة لا محل لها مستأنفة.
22 ـ قال تعالى: {لا يحطمنكم سليمان وجنوده}.
لا يحطمنكم: لا نافية لا عمل لها، يحطمنكم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف ضمير المخاطب مبني على الضم في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله لاتصاله بالفعل، والميم علامة الجمع.
سليمان: فاعل مرفوع بالضمة.
وجنوده: الواو حرف عطف، وجنود معطوفة على سليمان مرفوعة مثلها. وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
23 ـ قال تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه}.
وإذ: الواو حرف عطف، أو استئناف، إذا كان الكلام موجها إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
إذ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره: اذكر، مبني على السكون في محل نصب، ابتلى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
إبراهيم: مفعول به منصوب بالفتحة تقدم على فاعله، لاتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول به.
ربه: فاعل مؤخر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة: ابتلى ... إلخ في محل جر بإضافة إذا إليها.
وجملة: إذ ابتلى ... معطوفة على ماقبلها، أو لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
2 ـ قال الشاعر:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقر البدر
سيذكرني: السين حرف استقبال، ويذكر فعل مضارع مرفوع بالضمة، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به مقدم على فاعله.
قومي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة.
إذا جد: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه المحذوف دل عليه سيذكرني في أول البيت، وجد فعل ماض، وجملة جد في محل جر بإضافة إذا إليها.
جدهم: فاعل، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجواب الشرط المحذوف لا محل له من الإعراب، لأنه جواب لشرط غير جازم.
وفي الليلة الظلماء: الفاء حرف عطف، وفي الليلة جار ومجرور متعلقان بيفتقد، والليلة مضاف، والظلماء مضاف إليه مجرور. ويجوز أن يكون شبه الجملة متعلق بمحذوف حال من البدر على نية التقديم والتأخير، والله أعلم.
يفتقد: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة.
البدر: نائب فاعل مرفوع بالضمة، وجملة يفتقد وما في حيزها معطوفة على ما قبلها، والتقدير: ويفتقد البدر في الليلة الظلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاهد قوله: سيذكرني قومي، حيث تقدم المفعول به وجوبا على الفاعل لأنه ضمير متصل بالفعل.
24 ـ قال تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها}.
ما ننسخ: اسم شرط جازم لفعلين في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ، وننسخ فعل الشرط مجزوم، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن.
من آية: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط، لأن اسم الشرط نكرة، والمعنى: أي شيء ننسخ من الآيات، ويجوز أن تكون من آية في موضع نصب على التمييز، وقد أعربها ابن هشام في محل نصب على الحال، وكل ذلك جائز وليس ببعيد.
أو ننسها: أو حرف عطف، وننسها فعل مضارع معطوف على ننسخ مجزوم، وعلامة جزمه السكون الذي لم يظهر لتسهيل الهمزة، والأصل ننسئها أي نرجئها، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن، والهاء في محل نصب مفعول به.
نأت: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن. بخير: جار ومجرور متعلقان بنأت.
منها: جار ومجرور متعلقان بخير، لأن خير اسم تفضيل.
25 ـ قال تعالى: {إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي}.
إذ: إذ ظرف لما مضى من الزمان بدل من إذ في أول الآية متعلق بالموت.
قال: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة قال في محل جر لإضافة إذ إليها. لبنيه: جار ومجرور متعلقان بقال، والهاء في محل جر بالإضافة.
ما: اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لتعبدون.
تعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجملة تعبدون في محل نصب مقول القول.
من بعدي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل، وبعد مضاف، والياء في محل جر بالإضافة.
26 ـ قال تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن}.
ألم: الهمزة للاستفهام التقريري والتوبيخي في وقت واحد، ولم حرف نفي وجزم وقلب. يروا: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والرؤيا إما بصرية أو علمية.
كم أهلكنا: كم خبرية أو استفهامية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لأهلكنا، وأهلكنا فعل وفاعل، وجملة أهلكنا سدت مسد مفعول أو مفعولي الرؤيا.
من قبلهم: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فاعل أهلكنا.
من قرن: من حرف جر، وقرن تمييز كم مجرور لفظاً منصوب محلاً.
وجملة ألم يروا وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للشروع في توبيخ اللذين لا يؤمنون
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:29 م]ـ
الاختصاص
تعريفه:
اسم ظاهر معرفة منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره أخص، أو أعني، يقع بعد ضمير المتكلم، أو المخاطب، لتوضيح المراد من ذلك الضمير.
نحو: أنتم ـ معشر العلماء ـ ورثة الأنبياء.
25 ـ ومنه قول الأعرج المَعْنى كما في حماسة أبي تمام:
نحن ـ بني ضبة ـ أصحاب الجمل ننعى ابن عفان بأطراف الأسل
ونحو: نحن ـ الشبابَ ـ عماد المستقبل.
نحن: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
الشباب: مفعول به منصوب بفعل محذوف على الاختصاص، تقديره أخص.
عماد المستقبل: عماد خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والمستقبل مضاف إليه مجرور، وعلامته الكسرة.
أنواع الاسم المختص:
1 ـ أن يكون معرفا بأل، أو بالإضافة:
نحو: نحن ـ المجاهدين ـ نعمل على رفع راية الإسلام.
ونحو: نحن ـ حراس الوطن ـ عيون ساهرة على أمنه.
ومنه قول الرسول الكريم: " نحن ـ معاشر الأنبياء ـ لا نورث ".
26 ـ وقول الشاعر بلا نسبة:
لنا معشر الأنصار مجد مؤثل بإرضائنا خير البرية أحمدا
27 ـ وقول بشامة بن حزن النهشلي كما في حماسة أبي تمام:
إنّا ـ بني نهشل ـ لا ندعي لأب عنه ولا هو بالأبناء يشرينا
2 ـ أن يكون بلفظ " أيها، أو أيتها "، ويستعملان في هذا الموضع كما يستعملان في النداء، فيبنيان على الضم في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، ويليهما اسم معرفة يكون مرفوعا باعتباره وصفا لهما، أو بدلا، أو عطف بيان.
نحو: أنا ـ أيها الأصدقاء ـ أقدر المخلص في عمله.
نحن ـ أيتها الفتيات ـ نعمل من أجل مستقبلكن.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها: اسم مبني على الضم في محل نصب مفعول به على الاختصاص بفعل محذوف تقديره أخص، والهاء للتنبيه.
الأصدقاء: بدل أو عطف بيان مرفوع بالضمة، ويصح أن تكون صفة.
ولكن الأفضل في حال إعرابها صفة أن تكون مشتقة.
أقدر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا.
المخلص: مفعول به منصوب.
في عمله: جار ومجرور، وعمل مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، والجملة الفعلية من الفعل أقدر وما في حيزه في محل رفع خبر.
أغراض الاسم المنصوب على الاختصاص:
1 ـ يأتي للفخر. نحو: عليَّ ـ أيها الجواد ـ يعتمد الفقير.
2 ـ للتواضع. نحو: أنا ـ أيها المسيء ـ ملتمس عفو الله.
3 ـ للبيان والتوضيح. نحو: نحن ـ العرب ـ نكرم الضيف.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ يغلب في الضمير الذي يسبق الاسم المختص أن يكون للمتكلم.
نحو: أنا، أو نحن ـ المعلمين ـ نعمل على تربية النشء.
غير أنه قد يأتي للمخاطب، وهو قليل.
نحو: أنتم ـ الأطباء ـ تسهرون على راحة المرضى.
ويندر أن يكون للغائب.
2 ـ من أنواع الاسم المنصوب على الاختصاص أن يكون علما، ولكنه على قلة.
نحو: أنا ـ عليّا ـ أعطف على المساكين.
3 ـ في أعراب أيها، وأيتها الواقعة في الاختصاص وجوه من الإعراب هي:
أ ـ عند الجمهور أنهما مبنيان على الضم في محل نصب بفعل محذوف وجوبا كما ذكره ابن هشام في شذور الذهب.
ب ـ وذهب الأخفش إلى أنهما مناديان بحرف نداء محذوف، تقديره: يا أيها، ويا أيتها، وليس ببدع أن ينادي الإنسان نفسة، كما لا يستنكر أن يخاطب الإنسان نفسه.
ومنه قول عمر بن الخطاب: " كل الناس أفقه منك يا عمر ".
ج ـ وقال السيرافي: أيها أو أيتها مبتدأ حذف خبره، والتقدير: أيها الرجل المخصوص أنا. أو هما خبر لمبتدأ محذوف.
والأرجح عندي ما قال به الجمهور، وهو أقرب للمنطق، وأبعد عن التكلف.
نماذج من الإعراب
25 ـ ومنه قول الشاعر:
نحن بني ضبة أصحاب الجمل ننعى ابن عفان بأطراف الأسل
نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
بني ضبة: بني اسم منصوب على الاختصاص بفعل محذوف وجوبا، وبني مضاف، وضبة مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث.
أصحاب الجمل: خبر مرفوع بالضمة، وأصحاب مضاف، والجمل مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن من أجل الوقف.
ننعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، وجملة ننعى في محل رفع خبر ثان.
ابن عفان: ابن مفعول به منصوب ن وهو مضاف، وعفان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية زيادة الألف والنون.
بأطراف: جار ومجرور متعلقان بننعى، واطراف مضاف.
الأسل: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن من أجل الوقف.
الشاهد قوله: بني ضبة، حيث نصبه على الاختصاص بفعل محذوف تقديره: نخص.
26 ـ وقول الشاعر:
لنا معشر الأنصار مجد مؤثل بإرضائنا خير البرية أحمدا
لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
معشر الأنصار: معشر اسم منصوب على الاختصاص بفعل محذوف تقديره: أخص، ومعشر مضاف، والأنصار مضاف إليه مجرور بالكسرة.
مجد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
مؤثل: صفة مرفوعة بالضمة.
بإرضائنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة ثانية لمجد، وإرضاء مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
خير البرية: خير مفعول به للمصدر إرضاء، وخير مضاف، والبرية مضاف إليه مجرور بالكسرة.
أحمدا: بدل، أو عطف بيان مجرور من خير، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف على وزن الفعل، والألف للإطلاق.
الشاهد قوله: معشر الأنصار حيث نصبه على الاختصاص لإفادة الفخر.
27 ـ وقول بشامة بن حزن النهشلي كما في حماسة أبي تمام:
إنّا بني نهشل لا ندعي لأب عنه ولا هو بالأبناء يشرينا
أنا: إن حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
بني نهشل: بني منصوب على الاختصاص بفعل محذوف تقديره: نخص، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، وبني مضاف، ونهشل مضاف إليه مجرور.
لا ندعي: لا نافية لا عمل لها، وندعي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إنّ.
لأب: جار ومجرور متعلقان بندعي.
عنه: جار ومجرور متعلقان بندعي أيضا.
ولا هو: الواو حرف عطف، ولا نافية لا عمل لها، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
بالأبناء: جار ومجرور متعلقان بيشري.
يشرينا: يشري فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل، والفعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة يشرينا في محل رفع خبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:32 م]ـ
المفعول المطلق
تعريفه:
اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن، ويعمل فيه فعله، أو شبهه، على أن يذكر معه.
نحو: أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما.
فتقديرا: مفعول مطلق منصوب، العامل فيه فعله وهو: أقدر.
وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه عن شاء الله.
ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق، وقد يكون معرفا بأل نحو 59 ـ قوله تعالى: {فيعذبه الله العذاب الأكبر} 1.
60 ـ أو بالإضافة. نحو قوله تعالى: {وقد مكروا مكرَهم} 2.
وقوله تعالى: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها} 3.
ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه، ويكون منصوبا دائما.
أنواعه:
1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله.
نحو: قفز النمر قفزا. وأجللت الأمير إجلالا.
61 ـ ومنه قوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} 4.
فالكلمات: قفزا، وإجلالا، وتكليما مفاعيل مطلقة، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز، وأجلّ، وكلم، وقد جاءت مؤكدة حدوثها.
ومنه قوله تعالى: {إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا} 5.
وقوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا} 6.
ــــــــــ
1 ـ 24 الغاشية. 2 ـ 46 إبراهيم.
3 ـ 19 الإسراء. 4 ـ 164 النساء.
5 ـ 4، 5 الواقعة. 6 ـ 21 الفجر.
28 ـ ومنه قول الشاعر:
أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد عليّ جنون
2 ـ لبيان نوعه.
نحو: تفوق المتسابق تفوقا كبيرا.
ونحو: انطلقت السيارة انطلاق السهم.
فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا "، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله، لأنه مضاف لما بعده، وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله.
62 ـ ومنه قوله تعالى: {ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} 1.
ومنه قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} 2.
وقوله تعالى: {يرونهم مثليهم رأي العين} 3.
وقوله تعالى: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} 4.
29 ـ ومنه قول المتنبي:
لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة إلا إذا شقيت بك الأحياءُ
3 ـ أو لبيان عدده.
نحو: ركعت ركعة. وسجدت سجدتين.
" فركعة، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل.
فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين، وكلاهما مصدر أسم مرة.
63 ـ ومنه قوله تعالى: {وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة} 5.
ــــــــــ
1 ـ 71 الأحزاب. 2 ـ 1 الفتح.
3 ـ 13 آل عمران. 4 ـ 33 الأحزاب.
5 ـ 14 الحاقة.
* تثنية المفعول المطلق وجمعه:
1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع، فلا نقول:
انطلقت انطلاقا: انطلقت انطلاقين، ولا انطلقت انطلاقات.
2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة.
نحو: وقفت وقوفي محمد وأحمد.
بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد.
3 ـ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق، لأن هذه هي طبيعته.
نقول: جلدت اللص جلدة. وجلدت اللص جلدتين، وجلدته جلدات.
* عامل المفعول المطلق:
يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي:
1 ـ الفعل وهو الأصل. نحو: احترم أصدقائي احتراما عظيما.
وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة.
2 ـ المصدر. 64 ـ نحو قوله تعالى: {إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا} 1.
فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر: جزاؤكم.
3 ـ اسم الفاعل. 65 ـ نحو قوله تعالى: {والصافات صفا} 2.
صفا: مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل: الصافات.
4 ـ الصفة المشبهة. نحو: هذا قبيح قبحا شديدا.
قبحا: مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة: قبيح.
5 ـ اسم التفضيل. نحو: عليّ أشجعهم شجاعة. ومحمد أكرمهم كرما.
فشجاعة، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل:
أشجعهم في المثال الأول، وأكرمهم في الثاني.
ـــــــــــ
1 ـ 63 الإسراء. 2 ـ 1 الصافات.
ما ينوب عن المفعول المطلق
(يُتْبَعُ)
(/)
وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده، أو لتبين نوعه، أو مرادفه، أو صفته، أو عدده، وغيرها من الأنواع الأخرى، ولكنها غير مشتقة من لفظه، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق، ولها أحكامه، فهي منصوبة مثله. وسنتحدث عنها بالتفصيل:
1 ـ مرادف المفعول المطلق.
نحو: فرحت جذلا. ووقفت نهوضا.
فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح: فرحا.
الذي لم يذكر في الجملة، وذكر مرادفه عنه.
وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو: وقوفا.
ونحو: سرت مشيا، وجريت ركضا، وأكرهه بغضا. وقعدت جلوسا.
غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له، لأن القعود يكون من قيام،
أما الجلوس فيكون من اتكاء. (1).
66 ـ ومنه قوله تعالى: {فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} 2.
2 ـ ينوب عنه أسم المصدر.
واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي، وكان أقل منه أحرفا نحو: أعنته عونا.
فعونا نائبا عن المفعول المطلق، وليس مفعولا مطلقا، لأنه ليس مشتقا من الفعل
أعان المذكور في الجملة، والذي مصدره: إعانة، وإنما هي مصدر الفعل: عان.
ومنه: اغتسلت غسلا، وأعنته عونا، وأعطيته عطاء، وكلمته كلاما.
67 ـ ومنه قوله تعالى: {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا} 3.
وقوله تعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتا} 4.
ــــــــــــ
1 ـ الواضح في النحو والصرف ص239 لمحمد خير الحلواني.
2 ـ 17 الطارق. 3 ـ 37 آل عمران. 4 ـ 17 نوح.
4 ـ ملاقيه في الاشتقاق. وهذا يختلف عن اسم المصدر، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي.
68 ـ نحو قوله تعالى: {وتبتل إليه تبتيلا} 1.
فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق.
30 ـ ومنه قول امرئ القيس:
فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ
4 ـ صفة المصدر المحذوف.
نحو: ضحكت كثيرا.
فكثيرا: نائب عن المفعول المطلق المحذوف، وهو في الأصل صفة له، كما لو قلت: ضحكت ضحكا كثيرا.
ومنه: صرخت عاليا، وسرت سريعا، وهاجمته عنيفا، ومشيت حثيثا.
69 ـ ومنه قوله تعالى: {واذكروا الله كثيرا} 2.
وقوله تعالى: {واذكر ربك كثيرا} 3.
5 ـ لبيان نوعه.
نحو: رجع العدو القهقرى.
فالقهقرى: نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل.
والأصل: رجع العدو رجوع القهقرى.
ومنه: جلست القرفصاء، وسرت الهوينى.
6 ـ لبيان عدده.
نحو: صليت ركعتين.
ركعتين: نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده، وليس مفعولا مطلقا، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو: صلى.
ـــــــــ
1 ـ 8 المزمل. 2 ـ 10 الجمعة.
3 ـ 41 آل عمران.
ومنه: قرعت الجرس ست مرات. يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة.
فستين: نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده، ودورة: تمييز منصوب.
70 ـ ومنه قوله تعالى: {فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} 1.
7 ـ ما يدل على آلته.
نحو: ضربت المهمل عصا. عصا نائب عن المفعول المطلق، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل. والأصل: ضربت المهمل ضربة عصا.
ومنه: ركلت الكرة رجلا. وضربت الكرة رأسا. ورشقنا العدو قنبلة.
8 ـ الإشارة إليه.
نحو: أقدره هذا التقدير.
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق.
التقدير: بدل منصوب من اسم الإشارة، وهو في الأصل المفعول المطلق.
ومنه: غضبت ذلك الغضب. وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية.
9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق.
نحو: أحترمه كل الاحترام.
كل: أضيفت إلى المفعول المطلق، فصارت نائبة عنه، وأخذت حكمة وهو النصب.
ونحو: أسفت بعض الأسف. وقصرت بعض التقصير.
وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه.
71 ـ ومنه قوله تعالى: {فلا تميلوا كل الميل} 2.
وقوله تعالى: {ولا تبسطها كل البسط} 3.
31 ـ ومنه قول الشاعر:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا
ــــــــــــ
1 ـ 3 النور. 2 ـ 129 النساء.
3 ـ 29 الإسراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق.
نحو: كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل.
فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة ".
والأصل: لم أكافئ المكافأة، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق، وليس مفعولا به. ومنه: سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري.
72 ـ ومنه قوله تعالى: {فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين} 1.
11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق.
وهي: أفضل، أجود، أحسن، أتم … إلخ.
نقول: اجتهدت أفضل الاجتهاد. واجتهدت أجود الاجتهاد.
واجتهدت أحسن الاجتهاد. واجتهدت أتم الاجتهاد، أو تمام الاجتهاد.
فكل من كلمة: أفضل، وأجود، وأحسن، وأتم، وتمام، جاءت نائبة عن المفعول المطلق، لكونها أضيفت إليه.
12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما، وأي الاستفهاميتان.
نحو: ما كافأت الفائز؟ وما كتبت؟ وأي شراب تناولت؟ ونحو: أي عمل تعملُ؟
73 ـ ومنه قوله تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} 2.
13 ـ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات.
نحو: ما تفعل أفعل. ومهما تقرأ أقرأ. وأي رياضة تمارس تفدك.
14 ـ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر.
نحو: اجتهد أي اجتهاد. والتقدير: اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد.
وأصل " أي " صفة للمصدر.
ــــــــــــ
2 ـ 115 المائدة. 3 ـ 227 الشعراء.
حذف عامل المفعول المطلق:
يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي:
أولا: حذف العامل جوازا:
1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع، والمبين للعدد، وذلك في الجواب عن السؤال. كأن يقال لك: كيف سبحت؟ فتقول: سباحة جيدة.
أي: سبحت سباحة جيدة.
ونحو: كيف قرأت؟ فتقول: قراءة متأنية. أي: قرأت قراءة متأنية.
وكأن يقال لك: كم سافرت؟ فتقول: سفرتين. أي: سافرت سفرتين.
ونحو: كم قفزت؟ فتجيب: قفزتين، أو ثلاث. أي: قفزت قفزتين، أو ثلاث.
2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها.
كأن تقول لمن قدم من الحج: حجا مبرورا، وسعيا مشكورا.
وأنت تريد: حججت حجا مبرورا، وسعيت سعيا مشكورا.
غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة.
أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه، لأنه في حاجة إلى توكيد، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه؟
ثانيا ـ حذف العامل وجوبا:
يجب حذف عامل المفعول المطلق، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية:
1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله.
نحو: سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا، وإما شهادة.
ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا.
والتقدير: فإما تفوز فوزا، وإما تستشهد شهادة.
2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين (شخص).
نحو: محمدٌ قياما قياما.
فقياما الأولى: مفعول مطلق. وقياما الثانية: توكيد لفظي.
وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره: يقوم. والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ: محمد. ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ. لأن محمد ليس السير نفسه، بل هو صاحبه. أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل: محمدٌ قيامٌ.
32 ـ ومنه قول الخنساء:
ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت فإنما هي إقبال وإدبار
3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا.
نحو: ما يوسف إلا اتكالا.
والتقدير: إلا يتكل اتكالا.
وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ، لأن يوسف ليس الاتكال، وإنما هو صاحبه.
4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة.
نحو: هذا صديقي حقا. ولم أفعله البتة. وهذا عملي فعلا. وله عليّ ألف عرفا.
وأحمد صديقي قطعا.
والتقدير: أحق حقا، وأبت البتة، وأفعل فعلا، وأعرف عرفا، وأقطع قطعا.
وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذي تقوم عليه الجملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه، وفيها فاعله من حيث المعنى.
ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب، والبكاء، والصياح، والشتم. ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر.
نحو: لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال.
لعليٍّ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
عملٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
عملَ: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف، والأبطال مضاف إليه.
فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو: عليّ.
ومنه: لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء. ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء.
ومنه: مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى.
6 ـ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة، وصارت كالأمثال.
نحو: صبرا على المكاره. وشكرا لله وحمدا. وسمعا وطاعة، وعفوا.
والتقدير: أصبر صبرا، وأشكر الله شكرا، وأحمده حمدا، وأسمعك سمعا، وأطيعك طاعة.
7 ـ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة.
نحو: سبحان، ومعاذ، ولبيك، وسعديك، وحنانيك، ودواليك.
المصدر النائب عن فعله:
مصدر ينوب عن فعله، ويؤدي معناه، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه.
وهو يختلف عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا، أو مُشبها الطلبي، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل عمل فعله فيأخذ فاعلا من الفعل اللازم، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي. وهو على النحو التالي:
1 ـ مصدر يقع موقع الأمر والنهي.
مثال الأمر: انقضاضا على العدو.
انقضاضا: مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، أو أنتم. وقد ناب عن فعله انقض، ولا يجوز أن تحضره فتقول:
انقض انقضاضا، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله، وقد أفاد المصدر هنا الأمر، كما أفاد فعله.
ومنه: استعدادا للمسابقة، وتكريما للفائزين، وتخليدا للشهداء، واعتزازا بالمناضلين.
74 ـ ومنه قوله تعالى: {فسحقا لأصحاب السعير} 1.
33 ـ ومنه قول قطري بن الفجاءة:
فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع
ومثال النهي: حلاّ لا ارتحالا.
خلاّ: مصدر منصوب ناب عن فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
لا: حرف نهي.
ارتحالا: مصدر منصوب ناب عن فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ومنه: قياما لا قعودا، وفعلا لا قولا، واجتهادا لا كسلا، وجدا لا لهوا.
2 ـ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ.
نحو: أتلاعبا وقد وثق فيك الناس.
أتلاعبا: الهمزة للاستفهام. وتلاعبا: مصدر منصوب ناب عن فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ومنه: أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة. وأتوانيا وقد علاك الشيب.
34 ـ ومنه قول الشاعر:
أذلا إذا شب العدو نار حربهم وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم
وقد يراد به التعجب. نحو: أبؤسا وضعفَ جسد.
أبؤسا: مصدر منصوب ناب عن فعله، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
وقد يراد به التوجع. 35 ـ كقول سحيم عبد بني الحسحاس:
أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:33 م]ـ
فوائد وتنبيهات:
1 ـ المفعول المطلق نوعان: مبهم وهو المؤكِّد، ومختص وهو المبين للنوع والمبين للعدد. فلأول نحو: قفز قفزا. والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة.
نحو: زحف الطفل زحفا سريعا، وانطلقت السيارة انطلاق السهم.
أما المبين للعدد فنحو: سجدت سجدتين.
2 ـ بله: مصدر متروك الفعل، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل، أو بفعل من معناه تقديره: دع، وهو إما أن يستعمل مضافا، أو منونا.
نحو: بلهَ الكسلِ. وبلهاً الكسلَ.
3 ـ سمعا وطاعة: كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف، فإذا قلت: سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف، أو بالعكس، أي: خبر والمبتدأ محذوف، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل التأخير. فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما، أو شرطا كما ذكرنا سابقا.
وقد يكون التقدم جوازا. نحو: رؤية بعيني رأيت اللص يجلد.
ونحو: سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره.
5 ـ عندما نقول: سافر عليّ بغتة. وحضر المدير فجأة.
فإن المعربون يعربون " بغتة، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو " بغتة ".
والتقدير: سافر عليّ سفر بغتة، وحضر المدير حضور فجأة.
6 ـ في قولهم: له بكاءٌ بكاءَ الثكلى. نعرب بكاءَ الثانية مفعولا مطلقا، لأن تقدير الكلام: إنه يبكي بكاء الثكلى. شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا بعد مصدر مشعر بالحدوث، يحوي معنى المصدر المنصوب.
ومنه: مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور.
والعامل في كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل، لا بمحذوف.
والتقدير: فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور.
أما مثل التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا، والتقدير: مشبها خوار الثور.
7 ـ المصدر المتصرف، والمصدر غير المتصرف:
المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا.
نحو: يكثر الرعي في المناطق المعشبة. فالرعي: مصدر رعى، وقد وقع فاعلا.
أو نائب فاعل. نحو: تستثمر الزراعة في كثير من البلاد.
فالزراعة مصدر زرع، وقد وقع نائبا للفاعل.
أو مفعولا به، أو اسم كان وأخواتها، أو اسم إن وأخواتها، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخرى غير المفعول المطلق.
أما المصدر غير المتصرف، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلقة، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا، ومن هذه المصادر:
سبحان، ومعاذ، ولبيك، وسعديك، وحنانيك، ودواليك، وحذاريك.
8 ـ مر معنا " أي " الكمالية، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تدل على معنى الكمال، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها.
نحو: شوقي شاعر أي شاعر. أي: هو كامل في صفات الشعراء.
وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حالا منها.
نحو: مررت بمحمد أيَّ رجل.
ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث، تشبيها لها بالصفات المشتقات، ولا تطابقه في غيرها.
9 ـ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم: لا أفعله بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:34 م]ـ
أقسام ظرف المكان من حيث الجمود والتصرف.
ينقسم ظرف المكان إلى نوعين:
1 ـ ظرف مكان متصرف. 2 ـ ظرف مكان جامد، غير متصرف.
* المتصرف: هو كل اسم مكان لا يتقيد بالنصب على الظرفية، بل يأتي مرفوعا، أو مجرورا، أو منصوبا، وذلك حسب موقعه من الجملة.
مثل: الجنة، البيت، المنزل، أمام، خلف، قدام، الميل، الفرسخ.
ــــــــــ
1 ـ 17 الأعراف.
2 ـ 37 المعارج.
3 ـ 12 النبأ.
4 ـ 66 المائدة.
5 ـ 31 يوسف.
6 ـ 15 التوبة.
فمثال الرفع قول الرسول الكريم " الجنة تحت أقدام الأمهات ".
ومنه قول لبيد بن ربيعة:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
ومثال النصب: من يعمل عملا صالحا حق له أن يدخل الجنة،
ومنه قول ذي الرمة:
وصحراء يحمى خلفها ما أمامها ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر
والشاهد في البيت الأول: " خلفها وأمامها " خلفها خبر أن مرفوع، وأمامها معطوف عليه. والشاهد في البيت الثاني: " أمامها " فهو منصوب على الظرفية المكانية.
ومثال الجر قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه} 1.
وقوله تعالى: {إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم} 2.
* أما غير المتصرف: فهو كل اسم مكان لا يكون إلا ظرفا.
وينقسم إلى قسمين:
1 ـ نوع ملازم النصب على الظرفية المكانية الظاهرة أو المقدرة، إذا كان الظرف مبنيا، ومن ذلك: بين وبينما كقوله تعالى: {والسحاب المسخر بين السماء والأرض} 3، وقوله تعالى: {الله يحكم بينكم يوم القيامة} 4.
2 ـ ما يلزم النصب على الظرفية، أو الجر بأحد أحرف الجر التالية:
من، إلى، حتى، مذ، منذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تلك الظروف: فوق، تحت، لدى، لدن، عند، ثَمَّ، حيث.
نحو قوله تعالى: {وبنينا فوقكم سبعا شدادا} 5.
ــــــــــ
1 ـ 11 الرعد.
3 ـ 164 البقرة.
2 ـ 14 فصلت.
4 ـ 131 النساء.
5 ـ 2 النبأ.
ومثال الجر قوله تعالى: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} 1.
وقوله تعالى: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} 2.
وقوله تعالى: {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} 3.
وقوله تعالى: {لهم أجرهم عند ربهم} 4.
ومثال الجر قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم} 5.
ومثال لدى ولدن قوله تعالى: {كل حزب بما لديهم فرحون} 6.
وقوله تعالى: {وهب لنا من لدنك رحمة} 7.
ومثال حيث قوله تعالى: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} 8.
ومثال جرها محلا قوله تعالى: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم} 9.
نصب ظرف الزمان وجره:
1 ـ ينصب ظرف الزمان إذا كان دالا على زمان الفعل سواء أكان مبهما أم محدودا " مختصا "، بشرط أن يتضمن معنى " فى ".
نحو: مكث حينا، وانتظرت مدة، وحضرت اليوم، وتأخرت ساعة.
ومنه قوله تعالى: {ولات حين مناص} 10.
* كما يجوز جره إذا سوغه المعنى واقتضاه، نحو: غادرت المدينة في يوم الجمعة. ومنه قوله تعالى: {وخل المدينة على حين غفلة من أهلها} 11.
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 41 الأعراف. 2 ـ 18 الفتح.
3 ـ 66 المائدة. 4 ـ 263 البقرة.
5 ـ 89 البقرة. 6 ـ 53 المؤمنون.
7 ـ 8 آل عمران. 8 ـ 191 البقرة.
9 ـ 68 يوسف. 10 ـ 3 ص.
11 ـ 15 القصص.
* فإذا لم يتضمن معنى " في " يعرب حسب موقعه من الجملة.
نحو: يوم الجمعة يوم مبارك، وجاء يوم الخميس.
ومنه قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة} 1، وقوله تعالى: {يخافون يوما} 2.
" فيوم " في المثال الأول مبتدأ، وفى المثال الثاني فاعل، وفى الآيتين:
مفعول به. ويجوز في " يوم الحسرة " أن يكون ظرفا متعلقا بالفعل، غير أن نصبه على المفعولية، هو الوجه الأحسن.
2 ـ ظرف المكان لا ينصب منه إلا ما كان مبهما، أو سبه مبهم، بشرط أن يتضمن معنى " في " نحو: مشيت أمام الجند، ووقفت فوق المنبر، وسرت ميلا.
* كما يجوز جره بالحرف، نحو: البحر من ورائكم، ومررت من أمامكم.
ومنه قوله تعالى: {فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب} 3
* أما إذا كان ظرف المكان محدودا وجب فيه الجر. نحو: جلست في المنزل، وذهبت إلى المدرسة، وصليت في المسجد.
* فذا لم يتضمن معنى " في " أعرب بحسب العوامل الداخلة عليه " حسب موقعه من الجملة " نحو: المنزل واسع، هذه مدرسة كبيرة، والميل ثلث الفرسخ، ورأيت ملعبا واسعا.
* وإذا كانت أسماء المكان مشتقة سواء أكانت مبهمة أم محدودة، نصبت بشرط أن يكون ناصبها الفعل الذي اشتقت منه. نحو: وقفت موقف الحق، وجلست مجلس
أهل العلم، وذهبت مذهب أهل الفضل.
* فإذا كان عامله غير ما اشتق من وجب جره، نحو: جلست فى مجلس زيد، ونزلت في منزل أهل الفضل.
ــــــــــــ
1 ـ 39 مريم.
2 ـ 7 الإنسان.
3 ـ 71 هود.
ما ينوب عن المفعول فيه
1 ـ المصدر: إذا كان متضمنا معنى الظرف، دالا على تعيين الوقت، أو المقدار، وفى هذه الحالة يكون الظرف مضافا إلى المصدر، فيحذف الظرف المضاف، ويقوم المصدر " المضاف إليه " مقامه.
نحو: ذهبت إلى عملي طلوع الشمس، وسافرت خفوق النجم.
فهي في الأصل ذهبت إلى عملي وقت طلوع الشمس، ووقت خفوق النجم.
ونحو: لقيتك مقدم الحجاج، أي: زمن قدوم الحجاج.
ونحو: أجبتك صلاة المغرب، أي: وقت صلاتها.
ومثله قولهم: فرقته طرفة عين، أي: مدة طرفة عين.
ونزل المطر ركعتين من الصلاة، وأقمت في البلد راحة مسافر.
أي: مدة ركعتين، ومدة راحة مسافر.
ومنه قوله تعالى: {ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم} 1.
3 ـ ومنه قول عنترة:
عهدي به مدّ النهار كأنما خُضِبَ البنان ورأسه بالعظلم {2}.
والأصل: وقت مد النهار.
ومنه قول عبد الله بن جعفر بن أبى طالب:
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا
أي: مدة حياته.
* ومثله في ظرف المكان: جلست قرب محمد، وصليت خلف الإمام،
ورحلت نحو الشرق، وسافرت تجاه الشام.
ـــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ 49 الطور.
2 ـ العظلم: شجر يختضب بورقه.
* وقد يكون المصر مؤولا من " ما " المصدرية الزمانية، والفعل الماضي بعدها، نحو: سأحمل جميلك ما حييت، وتأويله: سأحمله حياتي، أي: مدة حياتي.
42 ـ ومنه قوله تعالى: {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} 1.
وقوله تعالى: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} 2.
والتقدير في الآيتين: لا يؤديه إليك في جميع الأزمنة إلا في مدة دوامك قائما عليه، وكنت شهيدا عليهم مدة دوامي فيهم.
2 ـ العدد المميز بالظرف، أو المضاف إليه.
نحو: مشيت ثلاثة أيام، وقطعت عشرين كيلا.
3 ـ المضاف إليه الدال على الكلية أو، الجزئية.
43 ـ نحو: سرت كل الليل، 44 ـ وارتحت بعض النهار.
وقطعت نصف ميل أو كله أو بعضه أو جميعه أو عامته.
4 ـ صفته، نحو: صمت قليلا، ووقفت طويلا، وجلست غربي الشجرة. والتقدير: صمت وقتا قليلا، وجلست مكانا غربي الشجرة.
4 ـ ومنه قول الأعشى:
فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إنى مانع جارى
والشاهد: غير طويل، فغير نائب عن الظرف، وأصله: فشك زمنا غير طويل.
5 ـ الإشارة إليه، نحو: سرت ذلك اليوم سيرا متعبا، وسكنت تلك الجهة.
6 ـ بعض الألفاظ المسموعة:
فمما نُصب نصْب ظروف الزمان لكونها تضمنت معنى " في " بعض الألفاظ التي سمعت عن العرب، نحو: أحقا أنك مسافر، والتقدير: أفي الحق أنك مسافر.
ونحو: وجهد رأيي أنك مصيب، أي: في جهد رأيي.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 75 آل عمران. 2 ـ 117 المائدة.
ونحو: غير شك أنى سأزورك، أي: في غير شك.
5 ـ ومنه قول عبد يغوث:
أحقا عباد الله أن لست سامعا نشيد الرعاء المغربين المتاليا
والتقدير: أفي الحق.
ومنه قول النابغة الجعدي:
ألا أبلغ بنى خلف رسولا أحقا أن أخلطكم هجاني
وقد نطق " بفي " في قول الآخر وهو قائد بن المنذر:
أفي الحق أنى مغرم بك هائم وأنك لا خل هواك ولا خمر
ومنه قول أبى زيد الطائي:
أفي حق مواساتي أخاكم بمالي ثم يظلمني السريس
نماذج من الإعراب
27 ـ قال تعالى {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا}
وما: الواو حرف عطف، وما نافية لا عمل لها.
تدري: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل.
نفس: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
ما ذا " اسم استفهام مركب مبنى على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتكسب، وجملة تكسب ... الخ سدت مسد مفعولي تدري المعلقة بالاستفهام.
تكسب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقدير: هي يعود على النفس.
غدا: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتكسب.
ويجوز أن تكون ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر.
28 ـ قال تعالى {وما ظَنُ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة}
وما: الواو حرف عطف، وما: استفهاميه مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
ظنُّ: خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
الذين: اسم موصول مبنى على الفتح في محل جر مضاف إليه.
يفترون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة فى محل رفع فاعله، وجملة يفترون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
على الله: جار ومجرور متعلقان بيفترون.
الكذب: مفعول به منصوب بالفتحة.
يوم القيامة: يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالمصدر " ظَنُّ "، والتقدير: أي شيء ظَنُّ المفترين في ذلك اليوم أنه صانع بهم.
ومفعولا الظن سدت مسدهما أن المقدرة وما بعدها، ويم مضاف، والقيامة مضاف إليه.
29 ـ قال تعالى {وانشقت السماء فهى يومئذ واهية}
وانشقت: الواو عاطفة، انشق فعل ماض مبنى على الفتح، والتاء للتأنيث حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب.
السماء: فاعل مرفوع.
فهي: الفاء عاطفة، هي ضمير منفصل مبنى على الفتح في محل رفع مبتدأ.
يومئذ: ظرف زمان مضاف إلى مثله، أي يوم مضاف، وإذ مضاف إليه، متعلق باسم الفاعل " واهية "، والتنوين عوض عن الجملة المحذوفة بعد إذ، وهي في الأصل مضافة إليها، والتقدير: إذا بلغت النفس الحلقوم.
واهية: خبر المبتدأ هي.
(يُتْبَعُ)
(/)
30 ـ قال تعالى {ألا يَظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين}
ألا: الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب، ولا نافية لا عمل لها.
يظن: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والظن هنا بمعنى اليقين، أي ألا يؤمن أولئك، ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والوزن.
أولئك: اسم إشارة مبنى على الكسر في محل رفع فاعل، والكاف للخطاب حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب، ويصح إعرابها كلمة واحدة.
أنهم: أن واسمها في محل نصب.
مبعوثون: خبر أن مرفوع.
وجملة أن ومعموليها سدت مسد مفعولي يظن.
ليوم: جار ومجرور متعلقان بمبعوثون، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف.
عظيم: صفة ليوم، تتبعه في وجوه إعرابه.
يوم: بدل ليوم السابق على الموضع، ومحله النصب بمبعوثون، أو بمقدر مثله، ويجوز أن يكون عامله مقدر: أي يبعثون يوم القيامة.
يقوم: فعل مضارع مرفوع.
الناس: فاعل مرفوع، وجملة يقوم ... الخ في محل جر بالإضافة ليوم.
لرب العالمين: لرب جار ومجرور متعلقان بيقوم، وهو مضاف، العالمين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
31 ـ قال تعالى {يتلون آيات الله آناء الليل}
يتلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
آيات: مفعول به منصوب بالكسرة، وهو مضاف ..
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
آناء: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيتلون، وهو مضاف ..
الليل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وجملة يتلون في محل رفع صفة ثانية لأمة.
32 ـ قال تعالى {فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشيا}
فأوحى: الفاء حرف عطف، وأوحى فعل ماض مبنى على الفتح المقدر، وعطوف على خرج في أول الآية، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على زكريا.
إليهم: جار ومجرور متعلقان بأوحى.
أن سبحوه: أن تفسيره لأنها وقعت بعد جملة متضمنة معنى القول، وسبحوه فعل أمر مبنى على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به.
بكرة: ظرف زمان متعلق بسبحوه.
وعشيا: الواو عاطفة، وعشيا عطف على بكرة. ويجوز في " أن " أن تكون مصدرية مفعولا به لأوحى.
33 ـ قال تعالى {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}
لا يأتيه: لا نافية لا عمل لها، يأتيه فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل،
والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
الباطل: فاعل مرفوع بالضمة.
من بين: جار ومجرور متعلقان بيأتيه، وبين مضاف ..
يديه: مضاف إليه مجرور بالياء، ويدي مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ولا: الواو عاطفة، ولا نافية.
من خلفه: جار ومجرور معطوف على شبه الجملة السابق، وخلف مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
34 ـ قال تعالى {وما يهلكنا إلا الدهر}
وما: الواو عاطفة، وما نافية لا عمل لها.
يهلكنا: يهلك فعل مضارع مرفوع، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
إلا: أداة حصر لا عمل لها.
الدهر: فاعل مرفوع بالضمة.
35 ـ قال تعالى {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}
فسبحان: الفاء هي الفصيحة حرف مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب، وكأنها أفصحت وأبانت عما تقدم من عظمة الله في الخلق، وابتداء وقيام الساعة، وسبحان مفعول مطلق لفعل محذوف مبنى على التح في محل نصب، وهو مضاف،
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه.
حين: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بسبحان، وهو مضاف. .
تمسون: فعل مضارع تام مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله. وجملة تمسون في محل جر بالإضافة لحين.
وحين تصبحون: الواو حرف عطف، وحين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق
بتصبحون، وتصبحون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله. وجملة حين تصبحون معطوفة على جملة وحين تمسون.
36 ـ قال تعالى {لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}
لم يلبثوا: لم حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب، يلبثوا فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والألف فارقة. وجملة لم يلبثوا فى محل رفع خبر كأن في أول الآية.
إلا عشية: إلا أداة حصر، وعشية ظرف زمان متعلق بيلبثوا.
أو ضحاها: أو حرف عطف، وضحاها معطوف على عشية، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
قال الزمخشري: وقد صحت إضافة الضحى إلى العشية، لما بينهما من الملابسة، لاجتماعهما في نهار واحد، وفائدة الإضافة هنا للدلالة على أن مدة لبثهم كأنها لم تبلغ يوما كاملا، ولكن ساعة منه عشية أو ضحاه، فلما ترك اليوم أضافه إلى عشية، فهو كقوله: لم يلبثوا ساعة من نهار {1}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:35 م]ـ
الفصل الرابع
المفعول فيه " الظرف "
تعريفه: اسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه، متضمن معنى " في ".
نحو: حضرت اليوم لزيارتكم، وأقمت في مكة أسبوعا، ومنه قوله تعالى:
1 ـ {وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا} 1،
وقوله تعالى: {وبنينا فوقكم سبعا شدادا} 2.
العامل في المفعول فيه:
العامل فى الظرف هو الفعل كما في الأمثلة السابقة، ويعمل فيه غير الفعل مما يشبهه وهو:
1 ـ المصدر، نحو: حضورك اليوم مدعاة للخير، ونحو: جلوسي غدا في البيت يدخل البهجة على أطفالي.
28 ـ ومنه قوله تعالى: {وما ظَنُّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة} 3، وقوله تعالى: {فويل يومئذ للمكذبين} 4.
فالظروف في النماذج السابقة وهى: " اليوم، وغدا، ويوم القيامة، ويومئذ " نجد أن الذي عمل فيها النصب هو المصدر: " حضور، وجلوس، وظن، وويل ".
2 ـ اسم الفاعل، نحو: أنا قادم الساعة، ومسافر يوم الجمعة، 29 ـ ومنه قوله تعالى: {وانشقت السماء فهي يومئذ واهية} 5، " فالساعة، ويوم الجمعة " كل منهما عمل فيه اسم الفاعل " قادم، ومسافر، وواهية ".
ـــــــــــــــــ
1 ـ 34 لقمان. 2 ـ 12 النبأ.
3 ـ 60 يو نس. 4 ـ 11 الطور.
5 ـ 16 الحاقة.
3 ـ اسم المفعول، أنت محمود غدا في عملك، وأنا مرهق اليوم.
ويجوز أن يكون منه:
30 ـ قوله تعالى: {ألا يَظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم
يقوم الناس لرب العالمين} 1. " فغدا " العامل فيه اسم المفعول " محمود "، و " اليوم " العامل فيه " مرهق "، " ويوم " في الآية الثانية ظرف يجوز أن يكون عامله مقدر أي: يبعثون يوم يقوم الناس، ويجوز أن يكون عامله اسم المفعول " مبعوثون "، وقال بعضهم إنه بدل من يوم عظيم لكنه بُني {2}.
4 ـ الصفة المشبهة، نحو: على حليم عند الغضب، وشجاع عند المكاره.
فالظرف " عند " العامل فيه الصفة المشبهة " حليم، وشجاع ".
حذف عامل المفعول فيه " أو ما يتعلق به "
المفعول فيه يكون منصوبا دائما، وناصبه هو اللفظ الدال على المعنى الواقع فيه، كما بينا ذلك في موضعه، ولهذا اللفظ حالات ثلاث هي:
1 ـ أن يكون العامل مذكورا في الجملة:
نحو: جلست في الحديقة ساعة، وانتظرت صديقي لحظة.
فعامل الظرف في المثالين السابقين هو الفعل " جلس، وانتظر "، وهذا العامل مذكور في الجملة المشتملة عللا الظرف، يستوي في ذلك أن يكون العامل هو الفعل أو شبهه. 2 ـ أن يكون العامل محذوفا جوازا: وذلك إذا كان خاصا، ودل عليه دليل، كما هو الحال في جواب الاستفهام.
كأن تقول: متى جئت؟، فيكون الجواب يوم الخميس.
وكم قطعت من مسافة؟، فتقول: ميلين، أو ميلا أو كيلا ... الخ.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 4، 5، 6 المطففين.
2 ـ انظر البحر المحيط ج3 ص 439 وما بعدها، والعكبري ج2 ص23.
ففي الأمثلة السابقة أن ما يتعلق به الظرف جاز لك حذفه، كما هو موضح في الأمثلة، وكذلك يجوز لك إتباثه، كأن تقول: جئت يوم الخميس، وقطعت ميلين أو ميلا.
3 ـ أن يكون العامل محذوفا وجوبا:
يحذف عامل الظرف في عدة مواضع، وذلك إذا كان كونا عاما يصلح أن يراد به كل حدث: ككائن، أو موجود وحاصل، وكان ووجد وحصل، أو مضارعها، خاصة إذا كان الظرف متعلقا بمحذوف صلة الموصول، لأن متعلق الصلة لا يقدر إلا فعلا.
والمواضع التي يحذف فيها عامل الظرف وجوبا هي:
أ ـ إذا وقع الظرف صفة، نحو: جلست بصحبة رجل عندك.
ونحو: رأيت عصفورا فوق الغصن، ومنه قوله تعالى: {هم درجات عند الله} 1.
عند من أجاز أن يكون الظرف " عند الله " متعلق بمحذوف صفة " لدرجات ".
ب ـ إذا وقع حالا، نحو: مررت بمحمد عنك، ورأيت الهلال بين السحاب.
" فعندك، وبين السحاب " قد تعلق كل منها بمحذوف حال، وبذلك وجب حذف المتعلق به " العامل "، والتقدير: مررت بمحمد الجالس عندك، ورأيت الهلال الكائن بين السحاب.
ج ـ إذا وقع خبرا، نحو: عليّ عندك، والطائر فوق الغصن، والنهر أمامك، وتقدير العامل المحذوف: كائن عندك، ومستقر فوق الغصن، وموجود أمامك.
د ـ إذا كان صلة، نحو: صافحت الذي عندك، وسرني الذي معك.
(يُتْبَعُ)
(/)
حذف عاملا الظرف وجوبا في المثالين السابقين، لكون كل منهما متعلق بمحذوف صلة، والتقدير: استقر، أو وجد، لأن الصلة لا تكون إلا جملة، فنقول على
ــــــــــــ
1 ـ 163 آل عمران.
تقدير الكلام: صافحت الذي استقر عندك، وسرني الذي وجد معك، أو جاء أو استقر، ونظائرها.
هـ ـ أن يكون الظرف مشغولا عنه، نحو: يوم الجمعة سافرت فيه.
ونحو: الساعة ذهبت إلى عملي. ففي المثالين السابقين وجب حذف عامل الطرف، لكون العامل المتأخر عوض عنه ن إذ لا يجوز أن نقول: سافرت يوم الجمعة سافرت فيه، ولا ذهبت الساعة ذهبت إلى عملي.
و ـ أن يكون قد سمع بحذف العامل، نحو قولهم في المثل: ذكرَ أمراً تقادم عهده " حينئذ الآن "، ونحو: يومئذ الآن.
والتقدير: قد حدث ما تذكر حين إذ كان كذا، واسمع الآن، أو كان ذلك يومئذ، واسمع الآن.
أقسام المفعول فيه
ينقسم المفعول فيه إلى قسمين:
1 ـ ظرف زمان. 2 ـ ظرف مكان.
ظرف الزمان:
هو كل اسم دل على زمان وقوع الفعل متضمن معنى " في ".
مثل: يوم، دهر، ساعة، حين، شهر، ليلة، غرة، عشية، بكرة، سحر، الآن، أبدا، أمس، أيان، آناء.
31 ـ نحو قوله تعالى: {يتلون آيات الله آناء الليل} 1.
32 ـ وقوله تعالى: {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا} 2
ظرف المكان:
هو كل اسم دل على مكان وقوع الفعل متضمن معنى " في " مثل:
فوق، تحت، بين، أمام، خلف، يمين، شمال، ميل، فرسخ، حول، حيث.
نحو قوله تعالى: {ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا} 3.
33 ـ وقوله تعالى: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} 4.
أولا ـ أقسام ظرف الزمان.
ينقسم ظرف الزمان إلى قسمين:
1 ـ ظرف زمان مبهم.
2 ـ ظرف زمان مختص أو محدود.
تعريف ظرف الزمان المبهم: هو كل ظرف دل على زمان غير معلوم أو معين.
مثل: دهر، 34 ـ كقوله تعالى {وما يهلكنا إلا الدهر} 5.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 113 آل عمران. 2 ـ 11 مريم.
3 ـ 68 مريم. 4 ـ 42 فصلت.
5 ـ 24 الجاثية.
حين، كقوله تعالى {الله يتوفى الأنفس حين موتها} 1.
35 ـ وقوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} 2.
وقت، نحو: أمضيت في الرحلة وقتا طويلا.
زمان، نحو: استغرقنا زمنا في البحث عن الآثار.
تعريف ظرف الزمان المختص (غير المبهم):
هو كل ظرف دل على زمان مقدر ومعين.
مثل: ساعة، نحو: انتظرتك ساعة.
يوم، كقوله تعالى: {الله يحكم بينكم يوم القيامة} 3.
عشية، وضحى، 36 ـ كقوله تعالى: {لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} 4.
شهرا، نحو: أمضيت في دراسة البحث شهرا.
صيفا، رحلت إلى مصر صيفا.
عاما، كقوله تعالى {يحلونه عاما ويحرمونه عاما} 5.
وهناك كثير من الظروف الزمانية، كبقية فصول السنة: الربيع، والخريف، والشتاء.
* الظروف المبهمة إذا أضيفت إلى ما يفك إبهامها صح ذلك.
نحو: استغرقت رحلتي فصل الصيف، وأمضيت فترة الشتاء في منزلي.
ـــــــــــــ
1 ـ 42 الزمر.
2 ـ 17 الروم.
3 ـ 141 النساء.
4 ـ 46 النازعات.
5 ـ 37 التوبة.
أقسام ظرف الزمان من حيث الجمود والتصرف.
ينقسم ظرف الزمان إلى قسمين:
1 ـ ظرف زمان متصرف. 2 ـ ظرف زمان جامد.
* ظرف الزمان المتصرف: هو كل اسم يصح أن يكون ظرفا، وغير ظرف.
مثل: ساعة، يوم، أسبوع، شهر، سنة.
نحو قوله تعالى: {إن الساعة لآتية لا ريب فيها} 1.
37 ـ وقوله تعالى: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} 2.
" الساعة " ظرف زمان لكنها جاءت منصوبة لأنها اسم إن، و " يوم " ظرف زمان لكنها جاءت مرفوعة لوقوعها خبرا للمبتدأ هذا.
وبذلك يعرب الظرف الزماني المتصرف حسب موقعه من الجملة، فيكون خبرا، كما سبق، وقد يأتي فاعلا، كقوله تعالى {ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون} 3.
" فالساعة " ظرف للزمان، ولكنها وقعت فاعلا للفعل يقوم.
ويأتي مجرورا كقوله تعالى: {يسألونك عن الساعة} 4.
ظرف الزمان الجامد " غير المتصرف ":
هو كل اسم لا يأتي إلا ظرفا للزمان، ولا يخرج عن الظرفية.
وينقسم ظرف الزمان غير المتصرف إلى نوعين:
1 ـ ظرف الزمان الملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة، إذا كان الظرف مبنيا.
ــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ 59 غافر.
2 ـ 119 المائدة.
4 ـ 87 الأعراف.
3 ـ 12 الروم.
مثل: قط، عوض، أيان، أنى، ذا صباح، ذات مساء، وصباح مساء.
نحو: ما اقتربت منه قطُّ، ولا أفعله عوض.
38 ـ ومنه قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنىَّ شئتم} 1.
وقوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} 2
2 ـ ما يلزم النصب على الظرفية، أو جره بأحد أحرف الجر: من، إلى، حتى، مذ .. إلخ.
مثل: قبل، بعد، متى، الآن.
فمثال تقدير النصب في قبل، وبعد قوله تعالى: {لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ} 3.
39 ـ ومنه قوله تعالى: {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم} 4.
ففي المثالين السابقين نجد أن " قبل وبعد " قد جاء كل منها ظرف زمان مبنى على الضم في محل نصب على الظرفية الزمانية.
ومثال جرها ظاهرا، إذا جاءت مضافة لفظا، قوله تعالى: {إنا كنا من قبله مسلمين} 5.
ومثال " بعد " المجرورة لإضافتها قوله تعالى: {من بعد ما جاءتهم البينات} 6.
ثانيا ـ أقسام ظرف المكان
ينقسم ظرف المكان إلى قسمين:
1 ـ ظرف مكان مبهم.
2 ـ ظرف مكان مختص " غير مبهم ".
* ظرف المكان المبهم: هو كل اسم دل على ظرف مكان غير معين أو محدود.
ومن ذلك الجهات الأصلية، والفرعية وهى:
أمام أو قدام، نحو: وقف المعلم أمام الطلاب.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 223 البقرة. 2 ـ 187 الأعراف.
3 ـ 4 الروم. 4 ـ 94 النساء.
5 ـ 53 القصص. 6 ـ 53 النساء.
خلف ويمين وشمال، كقوله تعالى: {ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم} 1.
وقوله تعالى: {عن اليمين وعن الشمال عزين} 2.
فوق، كقوله تعالى: {وبنينا فوقكم سبعا شدادا} 3.
تحت، 40 ـ كقوله تعالى: {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} 4.
ومنها أيضا أسماء المقادير المكانية: الميل، والفرسخ، والكيلا، والبريد.
* ظرف المكان المختص: هو كل اسم دل على مكان معين، ومحدود بحدود أربعة، وهذا النوع لا يكون إلا مجرورا، ومنه: الدار، المدرسة، الملعب، القفص، الميدان، الجنة، والمجرى، والمرسى، والمتكأ، والمرصد.
نحو: خرجت من الدار، وذهبت إلى المدرسة، ووعد الله المؤمنين الدخول في الجنة. 41 ـ ومنه قوله تعالى: {وأعْتَدَتْ لهن متكأ} 5،
وقوله تعالى: {واقعدوا لهم كل مرصد} 6.
أقسام ظرف المكان من حيث الجمود والتصرف.
ينقسم ظرف المكان إلى نوعين:
1 ـ ظرف مكان متصرف. 2 ـ ظرف مكان جامد، غير متصرف.
* المتصرف: هو كل اسم مكان لا يتقيد بالنصب على الظرفية، بل يأتي مرفوعا، أو مجرورا، أو منصوبا، وذلك حسب موقعه من الجملة.
مثل: الجنة، البيت، المنزل، أمام، خلف، قدام، الميل، الفرسخ.
ــــــــــ
1 ـ 17 الأعراف.
2 ـ 37 المعارج.
3 ـ 12 النبأ.
4 ـ 66 المائدة.
5 ـ 31 يوسف.
6 ـ 15 التوبة.
فمثال الرفع قول الرسول الكريم " الجنة تحت أقدام الأمهات ".
ومنه قول لبيد بن ربيعة:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
ومثال النصب: من يعمل عملا صالحا حق له أن يدخل الجنة،
ومنه قول ذي الرمة:
وصحراء يحمى خلفها ما أمامها ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر
والشاهد في البيت الأول: " خلفها وأمامها " خلفها خبر أن مرفوع، وأمامها معطوف عليه. والشاهد في البيت الثاني: " أمامها " فهو منصوب على الظرفية المكانية.
ومثال الجر قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه} 1.
وقوله تعالى: {إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم} 2.
* أما غير المتصرف: فهو كل اسم مكان لا يكون إلا ظرفا.
وينقسم إلى قسمين:
1 ـ نوع ملازم النصب على الظرفية المكانية الظاهرة أو المقدرة، إذا كان الظرف مبنيا، ومن ذلك: بين وبينما كقوله تعالى: {والسحاب المسخر بين السماء والأرض} 3، وقوله تعالى: {الله يحكم بينكم يوم القيامة} 4.
2 ـ ما يلزم النصب على الظرفية، أو الجر بأحد أحرف الجر التالية:
من، إلى، حتى، مذ، منذ.
ومن تلك الظروف: فوق، تحت، لدى، لدن، عند، ثَمَّ، حيث.
نحو قوله تعالى: {وبنينا فوقكم سبعا شدادا} 5.
ــــــــــ
1 ـ 11 الرعد.
3 ـ 164 البقرة.
2 ـ 14 فصلت.
4 ـ 131 النساء.
5 ـ 2 النبأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال الجر قوله تعالى: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} 1.
وقوله تعالى: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} 2.
وقوله تعالى: {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} 3.
وقوله تعالى: {لهم أجرهم عند ربهم} 4.
ومثال الجر قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم} 5.
ومثال لدى ولدن قوله تعالى: {كل حزب بما لديهم فرحون} 6.
وقوله تعالى: {وهب لنا من لدنك رحمة} 7.
ومثال حيث قوله تعالى: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} 8.
ومثال جرها محلا قوله تعالى: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم} 9.
نصب ظرف الزمان وجره:
1 ـ ينصب ظرف الزمان إذا كان دالا على زمان الفعل سواء أكان مبهما أم محدودا " مختصا "، بشرط أن يتضمن معنى " فى ".
نحو: مكث حينا، وانتظرت مدة، وحضرت اليوم، وتأخرت ساعة.
ومنه قوله تعالى: {ولات حين مناص} 10.
* كما يجوز جره إذا سوغه المعنى واقتضاه، نحو: غادرت المدينة في يوم الجمعة. ومنه قوله تعالى: {وخل المدينة على حين غفلة من أهلها} 11.
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 41 الأعراف. 2 ـ 18 الفتح.
3 ـ 66 المائدة. 4 ـ 263 البقرة.
5 ـ 89 البقرة. 6 ـ 53 المؤمنون.
7 ـ 8 آل عمران. 8 ـ 191 البقرة.
9 ـ 68 يوسف. 10 ـ 3 ص.
11 ـ 15 القصص.
* فإذا لم يتضمن معنى " في " يعرب حسب موقعه من الجملة.
نحو: يوم الجمعة يوم مبارك، وجاء يوم الخميس.
ومنه قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة} 1، وقوله تعالى: {يخافون يوما} 2.
" فيوم " في المثال الأول مبتدأ، وفى المثال الثاني فاعل، وفى الآيتين:
مفعول به. ويجوز في " يوم الحسرة " أن يكون ظرفا متعلقا بالفعل، غير أن نصبه على المفعولية، هو الوجه الأحسن.
2 ـ ظرف المكان لا ينصب منه إلا ما كان مبهما، أو سبه مبهم، بشرط أن يتضمن معنى " في " نحو: مشيت أمام الجند، ووقفت فوق المنبر، وسرت ميلا.
* كما يجوز جره بالحرف، نحو: البحر من ورائكم، ومررت من أمامكم.
ومنه قوله تعالى: {فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب} 3
* أما إذا كان ظرف المكان محدودا وجب فيه الجر. نحو: جلست في المنزل، وذهبت إلى المدرسة، وصليت في المسجد.
* فذا لم يتضمن معنى " في " أعرب بحسب العوامل الداخلة عليه " حسب موقعه من الجملة " نحو: المنزل واسع، هذه مدرسة كبيرة، والميل ثلث الفرسخ، ورأيت ملعبا واسعا.
* وإذا كانت أسماء المكان مشتقة سواء أكانت مبهمة أم محدودة، نصبت بشرط أن يكون ناصبها الفعل الذي اشتقت منه. نحو: وقفت موقف الحق، وجلست مجلس
أهل العلم، وذهبت مذهب أهل الفضل.
* فإذا كان عامله غير ما اشتق من وجب جره، نحو: جلست فى مجلس زيد، ونزلت في منزل أهل الفضل.
ــــــــــــ
1 ـ 39 مريم.
2 ـ 7 الإنسان.
3 ـ 71 هود.
ما ينوب عن المفعول فيه
1 ـ المصدر: إذا كان متضمنا معنى الظرف، دالا على تعيين الوقت، أو المقدار، وفى هذه الحالة يكون الظرف مضافا إلى المصدر، فيحذف الظرف المضاف، ويقوم المصدر " المضاف إليه " مقامه.
نحو: ذهبت إلى عملي طلوع الشمس، وسافرت خفوق النجم.
فهي في الأصل ذهبت إلى عملي وقت طلوع الشمس، ووقت خفوق النجم.
ونحو: لقيتك مقدم الحجاج، أي: زمن قدوم الحجاج.
ونحو: أجبتك صلاة المغرب، أي: وقت صلاتها.
ومثله قولهم: فرقته طرفة عين، أي: مدة طرفة عين.
ونزل المطر ركعتين من الصلاة، وأقمت في البلد راحة مسافر.
أي: مدة ركعتين، ومدة راحة مسافر.
ومنه قوله تعالى: {ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم} 1.
3 ـ ومنه قول عنترة:
عهدي به مدّ النهار كأنما خُضِبَ البنان ورأسه بالعظلم {2}.
والأصل: وقت مد النهار.
ومنه قول عبد الله بن جعفر بن أبى طالب:
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا
أي: مدة حياته.
* ومثله في ظرف المكان: جلست قرب محمد، وصليت خلف الإمام،
ورحلت نحو الشرق، وسافرت تجاه الشام.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 49 الطور.
2 ـ العظلم: شجر يختضب بورقه.
* وقد يكون المصر مؤولا من " ما " المصدرية الزمانية، والفعل الماضي بعدها، نحو: سأحمل جميلك ما حييت، وتأويله: سأحمله حياتي، أي: مدة حياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
42 ـ ومنه قوله تعالى: {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} 1.
وقوله تعالى: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} 2.
والتقدير في الآيتين: لا يؤديه إليك في جميع الأزمنة إلا في مدة دوامك قائما عليه، وكنت شهيدا عليهم مدة دوامي فيهم.
2 ـ العدد المميز بالظرف، أو المضاف إليه.
نحو: مشيت ثلاثة أيام، وقطعت عشرين كيلا.
3 ـ المضاف إليه الدال على الكلية أو، الجزئية.
43 ـ نحو: سرت كل الليل، 44 ـ وارتحت بعض النهار.
وقطعت نصف ميل أو كله أو بعضه أو جميعه أو عامته.
4 ـ صفته، نحو: صمت قليلا، ووقفت طويلا، وجلست غربي الشجرة. والتقدير: صمت وقتا قليلا، وجلست مكانا غربي الشجرة.
4 ـ ومنه قول الأعشى:
فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إنى مانع جارى
والشاهد: غير طويل، فغير نائب عن الظرف، وأصله: فشك زمنا غير طويل.
5 ـ الإشارة إليه، نحو: سرت ذلك اليوم سيرا متعبا، وسكنت تلك الجهة.
6 ـ بعض الألفاظ المسموعة:
فمما نُصب نصْب ظروف الزمان لكونها تضمنت معنى " في " بعض الألفاظ التي سمعت عن العرب، نحو: أحقا أنك مسافر، والتقدير: أفي الحق أنك مسافر.
ونحو: وجهد رأيي أنك مصيب، أي: في جهد رأيي.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 75 آل عمران. 2 ـ 117 المائدة.
ونحو: غير شك أنى سأزورك، أي: في غير شك.
5 ـ ومنه قول عبد يغوث:
أحقا عباد الله أن لست سامعا نشيد الرعاء المغربين المتاليا
والتقدير: أفي الحق.
ومنه قول النابغة الجعدي:
ألا أبلغ بنى خلف رسولا أحقا أن أخلطكم هجاني
وقد نطق " بفي " في قول الآخر وهو قائد بن المنذر:
أفي الحق أنى مغرم بك هائم وأنك لا خل هواك ولا خمر
ومنه قول أبى زيد الطائي:
أفي حق مواساتي أخاكم بمالي ثم يظلمني السريس
نماذج من الإعراب
27 ـ قال تعالى {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا}
وما: الواو حرف عطف، وما نافية لا عمل لها.
تدري: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل.
نفس: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
ما ذا " اسم استفهام مركب مبنى على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتكسب، وجملة تكسب ... الخ سدت مسد مفعولي تدري المعلقة بالاستفهام.
تكسب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقدير: هي يعود على النفس.
غدا: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتكسب.
ويجوز أن تكون ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر.
28 ـ قال تعالى {وما ظَنُ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة}
وما: الواو حرف عطف، وما: استفهاميه مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
ظنُّ: خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
الذين: اسم موصول مبنى على الفتح في محل جر مضاف إليه.
يفترون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة فى محل رفع فاعله، وجملة يفترون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
على الله: جار ومجرور متعلقان بيفترون.
الكذب: مفعول به منصوب بالفتحة.
يوم القيامة: يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالمصدر " ظَنُّ "، والتقدير: أي شيء ظَنُّ المفترين في ذلك اليوم أنه صانع بهم.
ومفعولا الظن سدت مسدهما أن المقدرة وما بعدها، ويم مضاف، والقيامة مضاف إليه.
29 ـ قال تعالى {وانشقت السماء فهى يومئذ واهية}
وانشقت: الواو عاطفة، انشق فعل ماض مبنى على الفتح، والتاء للتأنيث حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب.
السماء: فاعل مرفوع.
فهي: الفاء عاطفة، هي ضمير منفصل مبنى على الفتح في محل رفع مبتدأ.
يومئذ: ظرف زمان مضاف إلى مثله، أي يوم مضاف، وإذ مضاف إليه، متعلق باسم الفاعل " واهية "، والتنوين عوض عن الجملة المحذوفة بعد إذ، وهي في الأصل مضافة إليها، والتقدير: إذا بلغت النفس الحلقوم.
واهية: خبر المبتدأ هي.
30 ـ قال تعالى {ألا يَظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين}
ألا: الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب، ولا نافية لا عمل لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
يظن: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والظن هنا بمعنى اليقين، أي ألا يؤمن أولئك، ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والوزن.
أولئك: اسم إشارة مبنى على الكسر في محل رفع فاعل، والكاف للخطاب حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب، ويصح إعرابها كلمة واحدة.
أنهم: أن واسمها في محل نصب.
مبعوثون: خبر أن مرفوع.
وجملة أن ومعموليها سدت مسد مفعولي يظن.
ليوم: جار ومجرور متعلقان بمبعوثون، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف.
عظيم: صفة ليوم، تتبعه في وجوه إعرابه.
يوم: بدل ليوم السابق على الموضع، ومحله النصب بمبعوثون، أو بمقدر مثله، ويجوز أن يكون عامله مقدر: أي يبعثون يوم القيامة.
يقوم: فعل مضارع مرفوع.
الناس: فاعل مرفوع، وجملة يقوم ... الخ في محل جر بالإضافة ليوم.
لرب العالمين: لرب جار ومجرور متعلقان بيقوم، وهو مضاف، العالمين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
31 ـ قال تعالى {يتلون آيات الله آناء الليل}
يتلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
آيات: مفعول به منصوب بالكسرة، وهو مضاف ..
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
آناء: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيتلون، وهو مضاف ..
الليل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وجملة يتلون في محل رفع صفة ثانية لأمة.
32 ـ قال تعالى {فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشيا}
فأوحى: الفاء حرف عطف، وأوحى فعل ماض مبنى على الفتح المقدر، وعطوف على خرج في أول الآية، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على زكريا.
إليهم: جار ومجرور متعلقان بأوحى.
أن سبحوه: أن تفسيره لأنها وقعت بعد جملة متضمنة معنى القول، وسبحوه فعل أمر مبنى على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به.
بكرة: ظرف زمان متعلق بسبحوه.
وعشيا: الواو عاطفة، وعشيا عطف على بكرة. ويجوز في " أن " أن تكون مصدرية مفعولا به لأوحى.
33 ـ قال تعالى {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}
لا يأتيه: لا نافية لا عمل لها، يأتيه فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل،
والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
الباطل: فاعل مرفوع بالضمة.
من بين: جار ومجرور متعلقان بيأتيه، وبين مضاف ..
يديه: مضاف إليه مجرور بالياء، ويدي مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ولا: الواو عاطفة، ولا نافية.
من خلفه: جار ومجرور معطوف على شبه الجملة السابق، وخلف مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
34 ـ قال تعالى {وما يهلكنا إلا الدهر}
وما: الواو عاطفة، وما نافية لا عمل لها.
يهلكنا: يهلك فعل مضارع مرفوع، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
إلا: أداة حصر لا عمل لها.
الدهر: فاعل مرفوع بالضمة.
35 ـ قال تعالى {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}
فسبحان: الفاء هي الفصيحة حرف مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب، وكأنها أفصحت وأبانت عما تقدم من عظمة الله في الخلق، وابتداء وقيام الساعة، وسبحان مفعول مطلق لفعل محذوف مبنى على التح في محل نصب، وهو مضاف،
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه.
حين: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بسبحان، وهو مضاف. .
تمسون: فعل مضارع تام مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله. وجملة تمسون في محل جر بالإضافة لحين.
وحين تصبحون: الواو حرف عطف، وحين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق
بتصبحون، وتصبحون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله. وجملة حين تصبحون معطوفة على جملة وحين تمسون.
36 ـ قال تعالى {لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}
لم يلبثوا: لم حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب، يلبثوا فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والألف فارقة. وجملة لم يلبثوا فى محل رفع خبر كأن في أول الآية.
إلا عشية: إلا أداة حصر، وعشية ظرف زمان متعلق بيلبثوا.
أو ضحاها: أو حرف عطف، وضحاها معطوف على عشية، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الزمخشري: وقد صحت إضافة الضحى إلى العشية، لما بينهما من الملابسة، لاجتماعهما في نهار واحد، وفائدة الإضافة هنا للدلالة على أن مدة لبثهم كأنها لم تبلغ يوما كاملا، ولكن ساعة منه عشية أو ضحاه، فلما ترك اليوم أضافه إلى عشية، فهو كقوله: لم يلبثوا ساعة من نهار {1}.
37 ـ قال تعالى {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم}
هذا: اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ.
يوم: خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف ..
ينفع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وجملة ينفع في محل جر مضاف إليه.
الصادقين: مفعول به منصوب بالياء.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ نقلا عن إعراب القرآن الكريم وبيانه ج10 ص372.
صدقهم: فاعل مؤخر مرفوع بالضمة، وصدق مضاف، والضمير المتصل في محل جر
مضاف إليه.
38 ـ قال تعالى {فأتوا حرثكم أنىَّ شئتم}
فأتوا: الفاء الفصيحة حرف مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب، وسميت بالفصيحة لأنها أفصحت عن شرط مقدر، أتوا فعل أمر مبنى على حذف النون، وواو الجماعة فى محل رفع فاعله، والألف فارقة.
حرثكم: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبنى فى محل جر بالإضافة.
أنى: اسم استفهام مبنى على السكون فى محل نصب ظرف زمان متعلق بشئتم، وقيل: هو في محل نصب حال تقدم على عامله شئتم أيضا، وقيل: هو ظرف متعلق بأتوا.
شئتم: فعل وفاعل والميم علامة الجمع، ومفعوله محذوف.
وجملة شئتم في محل جر بإضافة أنى إليها.
39 ـ قال تعالى {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم}
كذلك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لكنتم.
كنتم: كان فعل ماض ناقص مبنى على السكون، والضمير المتصل في محل رفع اسمه، وجملة: كذلك كنتم ... الخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب، مسوقة لتشبيه حالتهم الراهنة بحالتهم التي كانوا عليها.
من قبل: من حرف جر، وقبل ظرف زمان مبنى على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى، متعلق بمحذوف حال.
فمن: الفاء عاطفة، ومن فعل ماض مبنى على الفتح.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة، وجملة من الله معطوفة على ما قبلها.
عليكم: جار ومجرور متعلقان بمن.
40 ـ قال تعالى {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}
لأكلوا: اللام واقعة في جواب لو، وأكلوا فعل ماض مبنى على الضم لاتصاله بالواو، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ومفعوله محذوف لقصد التعميم، أو للقصد إلى نفس الفعل، كما في قولهم: فلان يحل ويعقد، والأصل في ذلك كله على إثبات المعنى المقصود في نفسك للشيء على الإطلاق، وجملة أكلوا لا محل لها من الإعراب جواب الشرط غير الجازم.
من فوقهم: جار ومجرور متعلقان بأكلوا، أو بمحذوف صفة للمفعول به المحذوف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ومن تحت أرجلهم: الواو عاطفة، ومن تحت أرجلهم معطوف على ما قبله.
41 ـ قال تعالى {واعتدت لهن متكأ}
واعتدت: الواو حرف عطف، اعتدت فعل ماض مبنى على الفتح، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على امرأة العزيز.
والجملة معطوفة على ما قبلها.
لهن: جار ومجرور متعلقان باعتدت.
متكأ: مفعول به، ويجوز أن يكون منصوبا على الظرفية المكانية، وقد ذكرنا هذا بالتفصيل، وبينا فيه رأي المفسرين والمعربين في موضعه من الفوائد والتنبيهات فانتبه.
3 ـ قال الشاعر:
عهدي به مدَّ النهار كأنما خُضِبَ البنانُ ورأسُهُ بالعِضْلم
عهدي: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من إضافة المصدر لفاعله.
به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، ويجوز أن يتعلقا بالمصدر، على أنهما فى موضع المفعول به، والخبر محذوف لسد الجملة الواقعة حالا مسده {1}.
مدَّ: ظرف زمان منصوب بالفتحة، قال التبريزي: بدل من الاستقرار، أي من الجار والمجرور
" به "، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي، وهو الخبر، ويجوز أن تتعلق بالمصدر، والتقدير: عهدته طول النهار حال كونه مخضوبا بنانه ورأسه بالعضلم.
كأنما: كأن حرف تشبيه ونصب كف عمله لاتصاله بما، وما كافة.
(يُتْبَعُ)
(/)
خضب: فعل ماض مبنى للمجهول.
البنان: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
ورأسه: الواو حرف عطف، رأس معطوف على البنان، ورأس مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بالعضلم: جار ومجرور متعلقان بخضب.
وجملة كأنما خضب ... الخ في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالباء، والعمل فيها المصدر، والرابط الضمير فقط، وهذه الحال سادة مسد الخبر.
وجملة عهدي به ... الخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
42 ـ قال تعالى {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما}
ومنهم: والوا حرف عطف، منهم جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
من: اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع مبتدأ مؤخر، أو نكرة موصوفة بمعنى ناس، وهى مبتدأ مؤخر أيضا.
إن تأمنه: إن شرطية تجزم فعلين، وتأمنه فعل الشرط مجزوم، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
بدينار: جار ومجرور متعلقان بدينار.
لا يؤده: لا نافية لا عمل لها، يؤده فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
إليك: جار ومجرور متعلقان بيؤده.
وجملة الشرط وجوابه إما صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، إذا اعتبرنا من موصولة، وإما في محل رفع صفة لها إذا اعتبرنا من بكرة موصوفة.
إلاّ: أداة حصر لا عمل لها " حرف استثناء ملغي ".
ما دمت: ما مصدرية ظرفية، ودمت فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمه، والمصدر المؤول من ما والفعل فى محل نصب على الظرفية الزمانية، متعلق بالفعل يؤده، والاستثناء مفرغ من الظرف العام، والتقدير: لا يؤده إليك في جميع الأزمنة، إلا في مدة دوامك قائما عليه.
عليه: جار ومجرور متعلقان " بقائما ".
قائما: خبر مادمت منصوب بالفتحة.
43 ـ " سرت كل الليل "
سرت: فعل وفاعل.
كل: نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة، وهو مضاف ..
الليل: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
والتقدير: سرت زمنا كل الليل.
44 ـ " ارتحت بعض النهار "
ارتحت: فعل وفاعل.
بعض: نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة، وهو مضاف ..
النهار: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
والتقدير: سرت زمنا بعض النهار.
4 ـ قال الشاعر:
فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إني مانع جاري
فشك: الفاء حسب ما قبلها، وشك فعل ماض مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
غير: نائب عن ظرف الزمان وهو مضاف ..
طويل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، والتقدير زمان غير طويل.
ثم قال: ثم حرف عطف، قال فعل ماض مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
له: جار ومجرور متعلقان بقال.
اقتل: فعل أمر مبنى على السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره أنت.
وجملة اقتل أسيرك في محل نصب مقول القول.
أسيرك: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
إني: حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمه.
مانع: خبر إن مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.
جاري: جار مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
5 ـ قال الشاعر:
أحقا عباد الله أن لست سامعا نشيد الرعاة المغربين المتاليا
أحقا: الهمزة حرف استفهام مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب، وحقا ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متضمن معنى " في "، وهو من الألفاظ المسموعة عن العرب، والتقدير أفي حق.
عباد: منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالفتحة، وهو مضاف ..
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
أن: مخففة من الثقيلة واسمها ضمير مستتر تقديره: أنني، أو أني بدون نون الوقاية، أو أنك، ومعنى هذا أن " أن " المخففة من الثقيلة تعمل عمل " أنَّ " الثقيلة بشرط أن يكون اسمها ضمير الشأن، أو المخاطب، وللضرورة.
لست: فعل ماض ناقص مبنى على السكون، لاتصاله بالتاء، والتاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل رفع اسمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
سامعا: خبر ليس منصوب بالفتحة، وفاعل: " سامعا " ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. وجملة لست سامعا في محل رفع خبر أنْ.
نشيد: مفعول به لاسم الفاعل، وهو مضاف ..
الرعاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
المغربين: صفة لرعاء مجرورة بالياء.
المتاليا: صفة ثانية لرعاء مجرورة بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والألف للإطلاق.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:39 م]ـ
المفعول معه
تعريفه:
اسم فضلة يذكر بعد " واو " بمعنى " مع " للدلالة على ما فعل الفعل بمصاحبته، وغالبا ما يكون بعد فعل، أو شبهه.
نحو: سهرت والقمر. وسرت وسور المدرسة.
واستيقظ النائم وآذان الفجر.
فكل من " القمر، والمدرسة، وآذان " قد وقع مفعولا معه بعد واو تعرف بواو مع، أو واو المصاحبة، ولا يمكن أن تكون تلك الأسماء معطوفة، لأن الأفعال التي سبقتها لم تقع من متعدد، بمعنى أن الفعل الذي وقع قبل الواو لا يمكن أن يقع على ما بعد الواو، فالفعل سهر حدث من المتكلم، ولكنه لا يمكن أن يحدث من القمر، لأن القمر لا يسهر، وقس بقية الأسماء الأخرى.
75 ـ ومنه قوله تعالى: {والذين تبوءوا الدارَ والإيمانَ} 1.
36 ـ ومنه قول الشاعر
إذا أنت لم تترك أخاك وزلة إذا زلها أوشكتما أن تفرقا
ومما سبق نلاحظ أن المفعول معه لا بد أن تتوفر فيه الشروط التالية وهي:
1 ـ أن يكون اسما لا فعلا ولا حرفا.
2 ـ أن يكون فضلة سبق تحديدها.
3 ـ أن يقع هذا الاسم بعد واو بمعنى " مع ".
4 ـ أن يتقدم الواو والاسم الذي يليها فعل، أو ما يشبه الفعل مما يعمل عمله، كالصفات المشتقة (اسم الفاعل، والمفعول، والتفضيل … إلخ).
5 ـ ألا يصح عطف الاسم المذكور على ما قبله، فالعطف يؤدي إلى اختلال المعنى
ــــــــــ
1 ـ 9 الحشر.
وفساده، كما أوضحنا سابقا، لأنه لا يصح حدوت الفعل من متعدد، فالمشاركة معدومة.
العامل في المفعول معه:
الأصل في عامل المفعول معه أن يكون فعلا كما في الأمثلة السابقة.
ونحو: استوى الماء والخشبة، ومشيت وشاطئ البحر.
76 ـ ومنه قوله تعالى: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} 1.
37 ـ ومنه قول الشاعر:
إذا أعجبتك الدهرَ حالُ من امرئ فدعه وواكل أمره واللياليا
فائدة:
عدم تقديم المفعول معه على مصاحبه، وإن كان بعض النحاة قد جوزا ذلك، فلا يصح القول: جلس وضوءَ القمر محمدٌ، أو سار والطريقَ أحمدُ.
ويعمل فيه ما يشبه الفعل، وذلك على النحو التالي:
1 ـ اسم الفاعل: نحو: أنا سائر والنيل. هو قادم والليل.
2 ـ اسم المفعول: نحو: وجد مصابا في حادث وطلوع الشمس.
3 ـ مشيك وسور الحديقة مفيد لصحتك.
4 ـ ويعمل فيه فعل مقدر بعد " ما "، " وكيف " الاستفهاميتين. فيما سمع عن العرب قولهم: ما أنت وعليّا؟
وكيف أنت وقصعة من ثريد؟
فالعامل في المثالين السابقين فعل الكون المقدر، والتقدير: ما تكون وعليا، وكيف تكون وقصعة من ثريد؟
ـــــــــــــ
1 ـ 71 يونس.
أحكام إعراب الاسم الواقع بعد الواو:
1 ـ وجوب النصب على المعية، إذا لم يقع الفعل من متعدد، ولم تتم المشاركة، ولزم من العطف فساد المعنى.
نحو: جلست والقمر. ونمت والفجر.
كما يجب النصب على المعية بسبب صفات لفظية في العطف، وذلك إذا وقع الاسم بعد ضمير رفع متصل، أو مستتر، لأن الاسم الظاهر لا يعطف على الضمير إلا إذا أكدناه بضمير منفصل.
فإذا قلت: حضرت ومحمدا، ووصل وزيدا.
أعرب الاسم مفعولا معه، وكان واجب النصب.
أما إذا قلت: حضرت أنا ومحمد، أو سافر أنت وعليّ.
أعرب الاسم معطوفا على ما قبله ويكون مرفوعا.
وكذلك يجب النصب بعد الواو إذا سبقها ضمير متصل في محل جر.
نحو: حضرت به ومحمدا.
لأنه لا يصح عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور إلا إذا كررنا حرف الجر. نحو: حضرت به وبمحمدٍ.
2 ـ وجوب العطف، وامتناع النصب على المعية، وذلك إذا وقع الفعل من متعدد وتمت المشاركة، وتعينت الواو للعطف.
نحو: سافر محمد وأحمد، وجاء عليّ وإبراهيم.
في المثالين السابقين وجب عطف الاسم الثاني على الأول، لأن الفعل يدل على المشاركة، والوقوع من متعدد، حيث أن السفر وقع من محمد، ومن أحمد أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ ترجح النصب على المفعول معه على العطف، مع جواز الأمرين، نحو: سافرت وعليا. وجئت ومحمدا.
فـ " عليا " و " محمدا " كل منهما نصب على أنه مفعول معه، وهو الأرجح، لأن العطف على الضمير المتصل، أو المستتر لا يستحسنه النحاة إلا إذا تم الفصل بينه وبين الواو بضمير بارز منفصل الغرض منه التوكيد.
نحو: سافرت أنا وعليّ.
4 ـ يجب النصب على المفعول معه، كما يجب النصب على المفعول به.
نحو: أطعمته خبزا ولبنا. ومنه قولهم: علفتها تبنا وماء.
فلبنا: مفعول معه منصوب على المعية، لأنه لا يصح أن يكون أطعم خبزا، وأطعم لبنا، فالخبز يؤكل، واللبن يشرب، فالفعل لا يفيد المشاركة.
ولبنا: مفعول به منصوب، بفعل محذوف، والتقدير: وسقيته لبنا، فتعين أن تكون الواو للعطف، ولكن ليس عطف كلمات، وإنما عطف جمل، فعطف جملة وسقيته لبنا على جملة أطعمته خبزا.
38 ـ ومنه قول الراعي النميري:
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
الشاهد: وزججن الحواجب والعيونا. فالعيونا: مفعول معه منصوب، لأن التزجيج لا يكون إلا للحواجب فقط، وتأتي " العيونا " مفعولا به لفعل محذوف، والتقدير:
وكحلن العيونا، وجملة كحلنا معطوفة على الجملة التي قبلها.
5 ـ رجحان العطف على النصب على المعية، مع جواز الأمرين.
نحو: تحركت الفرقة والقائد. ووقف الفريقان والحكم.
في المثالين السابقين يرجح العطف، فالقائد معطوف على الفرقة لدلالة الفعل تحرك على التعدد والمشاركة، والاسمان صريحان كل منهما قابل للعطف على الآخر، ومثلهما الفريقان والحكم كل منهما قابل للتعاطف لدلالة الفعل على المشاركة. أما النصب على المعية فعلى معنى تحركت الفرقة بمصاحبة القائد، ووقف الفريقان بمصاحبة الحكم.
ـــــــــ
1 ـ 71 يونس.
نماذج من الإعراب
75 ـ قال تعالى: {والذين تبوءوا الدارَ والإيمانَ من قبلهم يحبون}.
والذين: الواو واو الاستئناف، ويصح أن تكون للعطف، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ على الوجه الأول، وخبره جملة يحبون، والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر عطف على الفقراء في أو الآية على الوجه الثاني.
تبوءوا: فعل ماض مبني على الضم، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
الدار: مفعول به منصوب.
والإيمان: في إعرابها وجوه أهمها:
1 ـ أن تكون مفعول به لفعل محذوف، تقديره وأخلصوا الإيمان، والواو عاطفة من باب عطف الجمل على الجمل، وذلك على حد قولهم: " علفتها تبنا وماءً باردا ".
2 ـ وقيل هو على حذف مضاف، والمعنى دار الهجرة ودار الإيمان، فأقام " أل " التعريف في مقام المضاف إليه، وحذف المضاف من دار الأيمان، ووضع المضاف إليه مقامه، والعطف عطف مفردات.
3 ـ أو منصوب بتبوءوا بعد تضمينه معنى لزموا، كأنه قال: لزموا الدار ولزموا الإيمان، والعطف عطف الجمل.
4 ـ وقيل أن الإيمان معطوف على الدار عطف مفردات دون تأويل الإضافة، أو الفعل المحذوف كما بينا في الوجهين السابقين، على أن يكون التجوز واقعا في الإيمان على طريق الاستعارة.
5 ـ وقد تكون الواو للمصاحبة، والإيمان منصوب على المعية بالفعل تبوءوا، فيكون هذا الوجه الشاهد الذي سقنا الآية من أجله، والمعنى تبوءوا الدار مع الإيمان، لأن الفعل تبوءوا لم يقع من متعدد، ولم تفد الواو العطف. والله أعلم.
من قبلهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، والضمير المتصل بقبل في محل جر مضاف إليه.
يحبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع خبر الذين كما ذكرنا سابقا.
76 ـ قال تعالى: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} 1.
فأجمعوا: الفاء الفصيحة، وأجمعوا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
أمركم: مفعول به منصوب، وأمر مضاف، والكاف ضمير المخاطب في محل جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع.
وشركاءكم: الواو للمعية، وشركاء مفعول معه منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
36 ـ قال الشاعر:
إذا أنت لم تترك أخاك وزلة إذا زلها أوشكتما أن تفرقا
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط منصوب بجوابه خافض لفعله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
لم تترك: لم حرف نفي وجزم وقلب، وتترك فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
وجملة أنت وما في حيزها في محل جر بإضافة إذا إليها.
أخاك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف.
وزلة: الواو للمعية، وزلة مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة.
إذا زلها: ظرفية شرطية، وزلها فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها.
أوشكتما: أوشك فعل ماض ناقص من أفعال الشروع مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمه.
أن تفرقا: أن حرف مصدري ونصب، تفرقا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الستة، وأصله تتفرقان، وألف الاثنين في محل رفع فاعله. والجملة في محل نصب خبر أوشك.
وجملة أوشكتما لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
37 ـ ومنه قول الشاعر:
إذا أعجبتك الدهرَ حالُ من امرئ فدعه وواكل أمره واللياليا
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط منصوب بجوابه خافض لفعله.
أعجبتك: أعجب فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
الدهر: مفعول به ثان باعتبار الفعل أعجب يتعدى بنفسه لمفعولين، أو يتعدى للثاني بحرف الجر المحذوف، ويصح أن يكون منصوبا على نزع الخافض، والتقدير: أعجبتك من الدهر حال.
حال: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
من امرئ: جار ومجرور متعلقان باعجبتك، ويجوز أن يكون في محل نصب حال من الفاعل.
فدعه: الفاء واقعة في جواب الشرط، ودعه فعل أمر مبني على السكون، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
وواكل: والواو حرف عطف، وواكل فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت، والجملة معطوفة على جملة دعه.
أمره: مفعول به منصوب، وأمر مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
واللياليا: الواو للمعية، والليالي مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق.
38 ـ ومنه قول الشاعر:
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
إذا: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه، متضمن معنى الشرط.
ما الغانيات: ما زائدة لا عمل لها، والغانيات فاعل لفعل محذوف يفسر ما بعده.
وجملة الفعل المحذوف مع فاعله في محل جر بإضافة إذا إليها.
برزن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة.
يوما: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.
وزججن: الواو حرف عطف، وزجج فعل ماض، والنون للنسوة في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
الحواجب: مفعول به منصوب بالفتحة.
والعيونا: الواو يصح ان تكون للمعية، والعيونا مفعول معه منصوب، ويصح أن تكون الواو عاطفة، والعيونا مفعول به لفعل محذوف تقديره: كحلن، ويكون العطف لجملة على أخرى.
الشاهد: وزججن الحواجب والعيونا. فالعيونا: مفعول معه منصوب، لأن التزجيج لا يكون إلا للحواجب فقط، وتأتي " العيونا " مفعولا به لفعل محذوف، والتقدير: وكحلن العيونا، وجملة كحلنا معطوفة على الجملة التي قبلها.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 04:27 م]ـ
الاستثناء
تعريفه:
نوع من أنواع المفعول به، لأنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف تقديره " استثني "، وتدل عليه كلمة الاستثناء.
نحو: حضر الطلبة إلا طالبا.
فـ " طالبا " أعربه النحاة مفعولا به للفعل المقدر " استثني "، والتقدير: حضر الطلبة استثني طالبا.
غير أنه ينبغي التدقيق فيما ذكره النحاة حول عمل الفعل المحذوف في المستثنى، فنرى أن العامل في المستثنى أداة الاستثناء، وسنتعرض لهذا في حديثنا عن العامل في الاستثناء إن شاء الله.
مكونات جملة الاستثناء:
تتكون جملة الاستثناء من ثلاثة أجزاء على النحو التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ المستثنى منه.
2 ـ المستثنى.
3 ـ أداة الاستثناء.
* المستثنى منه: هو الاسم الداخل في الحكم ملفوظا كان أم ملحوظا، متقدما عليه النفي، أو شبهه، أو غير متقدم.
* والمستثنى: الاسم المُخرَج من جنس المُخرَج منه، أي: المطروح أو المتروك.
* أدوات الاستثناء " كلماته " فهي على النحو الآتي:
حروف ـ أسماء ـ أفعال وحروف.
وسوف نتطرق لكل منها في موضعه.
أما الاستثناء المسبوق بنفي، أو شبهه فيسمى استثناء منفيا، أو غير موجب.
نحو: ما حضر إلا محمدٌ. ولا تكافئ إلا المجتهدَ.
وإذا كان الاستثناء غير مسبوق بنفي، أو شبهه فيسمى استثناء مثبتا، أو موجبا.
نحو: انصرف الضيوف إلا ضيفا.
كما أنه إذا كان المستثنى من موجودا سميت جملة الاستثناء تامة.
نحو: أقلعت الطائرات إلا طائرة.
وإذا كان المستثنى من مفقودا " غير موجود " سميت جملة الاستثناء ناقصة، أو غير تامة. نحو: ما صافحت إلا أخاك.
وإذا كان المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء متصلا.
نحو: نجح الطلاب إلا طالبا.
وإذا لم يكن المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي منقطعا.
نحو: حضر المسافرون إلا حقائبهم.
أولا ـ حروف الاستثناء:
لا يعد من حروف الاستثناء دون المشاركة سوى " إلا "، والمستثنى بها له ثلاثة أحوال: ـ
الحالة الأولى: وجوب النصب، إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة، سواء أكان الاستثناء متصلا، أم منقطعا.
مثال المتصل: حضر المتفرجون الحفل إلا متفرجا.
حضر: فعل ماض مبني على الفتح.
المتفرجون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
الحفل: مفعول به منصوب بالفتحة.
إلا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
متفرجا: مستثنى منصوب بالفتحة.
93 ـ ومنه قوله تعالى: {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم} 1.
و قوله تعالى: {فأنجياه وأهله إلاّ امرأته قدرناها من الغابرين} 2.
و قوله تعالى: {ففزع من في السموات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله} 3.
وقوله تعالى: {فشربوا منه إلا قليلا منهم} 4.
ومثال المنقطع: حضر الطلاب إلا كتبهم، وغادر الحجاج مكة إلا أمتعتهم.
حضر فعل ماض مبني على الفتح، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة.
إلا: أداة استثناء مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب.
كتبهم: كتب مستثنى منصوب بالفتحة، وكتب مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
94 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} 5.
66 ـ ومنه قول النابغة الذبياني:
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيَّت جوابا وما بالربع من أحد
إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد
الحالة الثانية: وهي إذا كانت جملة الاستثناء منفية تامة، جاز في إعراب المستثنى وجهان:
1 ـ النصب على الاستثناء.
نحو: ما تأخر الطلاب إلا طالبا.
ما تأخر: ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، تأخر فعل ماض مبني على الفتح.
الطلاب: فاعل مرفوع بالضمة.
ـــــــــــــــ
1 ـ 4 التوبة. 2 ـ 57 النحل.
3 ـ 87 النحل.4 ـ 49 البقرة
5 ـ 157 النساء.
إلا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
طالبا: مستثنى منصوب بالفتحة.
95 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} 1.
بقراءة " امرأتك " منصوبة على الاستثناء.
2 ـ اتباع المستثنى للمستثنى منه، ويعرب بدلا بعض من كل، وفي هذه الحالة تكون " إلا " مهملة غير عاملة. نحو: ما تأخر الطلاب إلا طالبٌ.
ما تأخر: ما نافية لا عمل لها، تأخر فعل ماض مبني على الفتح.
الطلاب: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
إلا طالب: حرف استثناء ملغي " أداة حصر ". طالب بدل بعض من كل مرفوع بالضمة، لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع.
96 ـ ومنه قوله تعالى: {ما فعلوه إلا قليل منهم} 2. بقراءة الرفع في " قليل ".
وقوله تعالى: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون} 3.
ومثال التابع المنصوب: ما رأيت اللاعبين إلا محمدا.
محمدا: بدل بعض من كل منصوب بالفتحة الظاهرة، لأن المبدل منه " اللاعبين " مفعول به منصوب.
ومثال المجرور: ما مررت بالمعلمين إلا خالدٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
خالد: بدل بعض من كل مجرور، لأن المبدل من " المعلمين " مجرور.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ إذا كان الاستثناء منقطعا فالأفصح، والذي نزل به القرآن هو وجوب النصب. نحو: ما في البيت أحد إلا كلبا. وليس لي صديق إلا الكتابَ.
97 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} 4.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 81 هود. 2 ـ 66 النساء.
3 ـ 56 الحجر. 4 ـ 157 النساء.
وقوله تعالى: {لا يعلمون الكتاب إلا أماني} 1.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
في البيت: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
أحد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
إلا: حرف استثناء مبني على السكون.
كلبا: مستثنى منصوب الفتحة الظاهرة.
2 ـ وإذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه أيضا.
نحو: ما لي إلا خالدا صديقٌ. وليس عندي إلا الصدق قول.
ما لي: ما نافية لا عمل لها. لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
إلا خالدا: حر استثناء، وخالدا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة.
صديق: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
الحالة الثالثة: أن يعرب الاسم الواقع بعد إلا حسب موقعه من الجملة، وذلك إذا كانت جملة الاستثناء منفية ناقصة، وفي هذه الحالة يلغى عمل حرف الاستثناء، وهذا النوع يعرف بالاستثناء المفرغ.
أي: ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده. مثال الرفع على الفاعلية: ما تفوق إلا خالدٌ.
98 ـ ومنه قوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} 2.
وقوله تعالى: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} 3.
وقوله تعالى: {لا يأكله إلا الخاطئون} 4.
وقوله تعالى: {لا يصلاها إلا الأشقى} 5.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 78 البقرة. 2 ـ 65 النمل.
3 ـ 87 مريم. 4 ـ 37 الحاقة.
5 ـ 15 الليل. 6 ـ 59 القصص.
ما تفوق: ما حرف نفي مبني على السكون لا عمل له، تفوق فعل ماض مبني على الفتح. إلا حرف استثناء ملغي.
خالد: فاعل مرفوع بالضمة.
ومثال نائب الفاعل: ما كوفئ إلا الفائز. وما عولج إلا المريض.
ومثال الرفع على الابتداء: ما في البيت إلا محمدٌ.
إلا محمد: إلا حرف استثناء ملغي، و " محمد " مبتدأ مرفوع بالضمة.
99 ـ ومنه قوله تعالى: {ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} 5.
وقوله تعالى: {وما على الرسول إلا البلاغ المبين} 1.
ومثال الخبر: ما أخي إلا مثابر.
فـ " مثابر " خبر مرفوع بالضمة.
100 ـ ومنه قوله تعالى: {ما هذا إلا سحر مفترى} 2.
وقوله تعالى: {إن هو إلا ذكر وقرآن} 3.
وقوله تعالى: {وما محمد إلا رسول} 4.
67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد:
لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود
مثال المفعول به: ما قرأت إلا قصيدة. وما كافأت إلا طالبا.
فـ " قصيدة " مفعول به منصوب بالفتحة.
101 ـ ومنه قوله تعالى: {إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا} 5.
وقوله تعالى: {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} 6.
وقوله تعالى: {وما يعبدون إلا الله} 7.
ـــــــــــــــ
1 ـ 18 العنكبوت. 2 ـ 36 القصص.
3 ـ 69 يس. 4 ـ 144 آل عمران.
5 ـ 81 النحل. 6 ـ 8 الفرقان.
7 ـ 16 الكهف.
ومثال الجار والمجرور: ما التقيت إلا بمحمد، وما استمعت إلا لعلي.
فـ " محمد " اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة.
102 ـ ومنه قوله تعالى: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} 1.
وقوله تعالى: {ما خلق الله ذلك إلا بالحق} 2.
وقوله تعالى: {ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله} 3.
ثانيا ـ أسماء الاستثناء: غير وسوى.
يعرب ما بعدهما مجرورا بالإضافة، أما هما فيأخذان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا بأحواله الثلاث.
نحو: حضر الطلاب غيرَ طالبٍ، أو سوى طالبٍ.
حضر الطلاب: فعل ماض مبني على الفتح، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة.
غير: مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة، وغير مضاف.
طالب: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة.
ومثال ما يعرب فيه " غير وسوى " مستثنى منصوبا، أو بدلا: ما تأخر الطلاب غيرَ طالب، أو: سوى طالب.
أو: ما تأخر الطلاب غيرُ طالب. أو: سوى طالب.
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة.
والتقدير: ما تأخر الطلاب إلا طالبا.
و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع، والتقدير: ما تأخر الطلاب إلا طالبا.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 75 النمل. 2 ـ 5 يونس.
3 ـ 145 آل عمران.
ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة (وهو الاستثناء المفرغ): ما فاز غيرُ محمد، أو سوى محمد.
فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة.
والتقدير: ما فاز إلا محمدٌ.
ومثال النصب: ما كافأت غير المجتهد، أو سوى المجتهد.
فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة، والمجتهد مضاف إليه مجرور.
والتقدير: ما كافأت إلا محمدا.
103 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لبثوا غير ساعة} 1.
وقوله تعالى: {وما زادوهم غير تثبيب} 2.
ومثال الجر: ما مررت بغير خالد، أو: بسوى خالد.
بغير خالد: جار ومجرور متعلقان بـ " مررت "، وغير مضاف، وخالد مضاف إليه مجرور، والتقدير: ما مررت إلا بخالد.
ثالثا ـ أفعال الاستثناء:
عدا ـ خلا ـ حاشا.
عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية.
نحو: حضر الطلاب ما عدا محمدا. وسافر الحجاج ما خلا قليلا.
حضر الطلاب: فعل وفاعل.
ما عدا: ما حرف مصدري مبني على السكون، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.
محمدا: مفعول به منصوب بالفتحة.
ومثلها خلا. أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية، ويجوز في المستثنى بعدها
ــــــــــــ
1 ـ 55 الروم. 2 ـ 101 هود.
النصب على المفعولية، أو الجر على اعتبارها حرف جر.
نحو: نجح الطلاب حاشا محمدا، أو حاشا محمدٍ.
وذا خلت عدا، أو خلا من ما المصدرية، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر.
نحو: قدم الضيوف عدا ضيفا، أو: عدا ضيفٍ.
عدا ضيفا: عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر، وضيفا مفعول به منصوب.
عدا ضيف: عدا حرف جر مبني على السكون، وضيف اسم مجرور.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ جواز مجيء الجمل بعد إلا في الاستثناء المفرغ.
نحو: ما الجندي إلا يعمل للدفاع عن وطنه.
ما الجندي: حرف نفي، الجندي مبتدأ مرفوع بالضمة.
إلا يعمل: حرف استثناء ملغي، ويعمل فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
للدفاع: جار ومجرور متعلقان بالفعل.
عن وطنه: جار ومجرور متعلقان بالفعل أيضا، ووطن مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
2 ـ تستعمل " بيد " استعمال " غير " بشرط أن يكون الاستثناء منقطعا، وأن تكون مضافة إلى مصدر مؤول من " أن " ومعموليها.
نحو: محمد مؤدب بيد أنه كسول.
محمد: مبتدأ مرفوع بالضمة، ومؤدب: خبر مرفوع بالضمة.
بيد: مستثنى منصوب بالفتحة.
أنه كسول: أن واسمها وخبرها.
وجملة أن ومعموليها في محل جر مضاف إليه.
والتقدير: محمد مؤدب غير أنه كسول.
3 ـ من الأفعال التي تستعمل في الاستثناء " ليس "، و " لا يكون "، وهذه الأخيرة لا تستعمل بدون " لا ". إذ لا يصح القول: حضر الطلاب يكون محمدا.
والصحيح أن نقول: حضر الطلاب لا يكون محمدا.
والمستثنى بعد ليس ولا يكون ينصب على أنه خبر لهما.
نحو: سافر أفراد الأسرة ليس عليا.
4 ـ ذكرنا أن العامل في المستثنى هو الفعل المحذوف، وتقديره استثني، وهناك آراء أخرى لا داعي لذكرها، لكن أهم ما يمكن قوله: إن العامل في المستثنى هو حرف الاستثناء، وبهذا قال ابن مالك، وهو الصواب عندي لأنه أبعد عن التكلف.
5 ـ يجوز في إعراب تابع المستثنى بغير وسوى مراعاة اللفظ، أو المحل.
نحو: نجح الممتحنون غير محمدٍ وخالدٍ، أو: سوى محمد وخالد.
ونحو: نجح الممتحنون غير محمد وخالدا، أو: سوى محمد وخالدا.
فجررنا " خالد " مراعاة للفظ المجرور بالإضافة في المثال الأول، ونصبناه في المثال الثاني مراعاة للمحل، والتقدير: نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا.
والصحيح أن يعرب تابع المستثنى بغير وسوى نصبا على المحل.
نحو: نجح الممتحنون غير محمد وخالدا، أو: سوى محمد وخالدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن تقدير الكلام: نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا.
6 ـ يجوز حذف المستثنى بغير إذا فهم المعنى.
نحو: عملت الواجب ليس غيرُ، وأرسلت رسالة ليس غيرُ.
7 ـ لا يجوز اقتران ما المصدرية مع حاشا، وما قرئت به مقترنة فهو شاذ.
إذ لا يجوز أن نقول: حللت الواجبات ما حاشا واجبا.
والصحيح: حللت الواجبات حاشا واجبا، أو: حاشا واجب.
8 ـ جواز استعمال " لا سيما " ضمن كلمات الاستثناء، والاسم الواقع بعدها يجوز فيه حالات الإعراب الثلاث: الرفع، والنصب، والجر.
نحو: هزني منظر الجيش لا سيما قائد في مقدمتهم.
فـ " قائد " خبر مرفوع لمبتدأ محذوف، والجملة صلة " ما " إذا اعتبرناها موصولة.
نماذج من الإعراب
93 ـ ومنه قوله تعالى: {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم}.
94 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} 5.
66 ـ ومنه قول النابغة الذبياني:
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيَّت جوابا وما بالربع من أحد
إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد
95 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} 1.
96 ـ ومنه قوله تعالى: {ما فعلوه إلا قليل منهم} 2.
97 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} 4.
98 ـ ومنه قوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} 2.
99 ـ ومنه قوله تعالى: {ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} 5.
100 ـ ومنه قوله تعالى: {ما هذا إلا سحر مفترى} 2.
67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد:
لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود
101 ـ ومنه قوله تعالى: {إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا} 5.
102 ـ قال تعالى: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} 1.
103 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لبثوا غير ساعة} 1.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 04:29 م]ـ
المنادى
تعريفه:
اسم ظاهر يطلب من قبل المتكلم بوساطة أحرف النداء.
نحو: يا محمد.
82 ـ ومنه قوله تعالى {يا نوح اهبط بسلام} 1.
العامل في المنادى: يذكر أكثر النحاة المتقدمين أن جملة النداء جملة فعلية، وجعلوا المنادى نوعا من المفعول به، والعامل فيه محذوف تقديره: أنادي أو أدعو، وبما أن الفعل محذوف وجوبا استغنوا عنه بأحد أحرف النداء، نحو: يا إبراهيم،
فالتقدير أنادى، أو أدعو إبراهيم، وهذا لا يخلو من التكلف، فالفعل الذي يزعمه النحاة لا يظهر أبدا، ولو ظهر لانتفى كون الجملة ندائية، لأن الجملة الندائية جملة إنشائية طلبية، وهذا الفعل يجعلها جملة خبرية محتملة للصدق والكذب معا.
والذي نراه مناسبا ويراه غيرنا من النحاة المحدثين أن حرف النداء هو العامل في المنادى، ويكون المنادى منصوبا دائما لفظا أو محلا.
أحرف النداء وأقسامها:
أحرف النداء سبعة هي: يا ـ أيا ـ هيا ـ أي ـ الهمزة ـ وآ ـ وا.
وتنقسم أحرف النداء من حيث نوعية المنادى أقريبا كان أم بعيدا أم ندبة إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ أي والهمزة للمنادى القريب. نحو: أي أحمد، آي محمد.
ولا فرق بين أي الممدودة الهمزة، وأي المقصورة الهمزة “ بهمزة أو بمد “.
وذكر الأشموني أن “ آي “ للمنادى البعيد.
ومثال الهمزة: أعلي، آيوسف. ولا فرق أيضا بين المقصور منها أو الممدود.
ــــــــــ
1 ـ 48 هود.
2 ـ أيا، وهيا، ووآ للمنادى البعيد، نحو: أيا عبدالله، هيا فاطمة، وآ محمود.
3 ـ وا: للندبة، نحو: واصديقاه.
أما “ يا “ فهي أعم أحرف النداء السابقة، وتدخل في كل نداء، حتى في باب الندبة إذا أمن اللبس.
45 ـ كقول الشاعر:
حملت أمرا عظيما فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمرا
والشاهد في البيت قوله: يا عمرا، فالألف للندبة، ذلك لأن المقام مقام رثاء، والنداء في البيت للندبة غير ملتبس فيه، حيث استعملت “ يا “ مكان “ وا “ التي للندبة لأمن اللبس.
كما لا يقدر في أحرف النداء إلا “ يا “، ولا ينادى لفظ الجلالة، والمستغاث به، وأي، وأيَّت إلا بها.
المواضع التي يجب فيها ذكر حرف النداء:
قد يذكر حرف النداء في الجملة إذا شاء المتكلم، وقد لا تذكر.
83 ـ نحو قوله تعالى {يوسف اعرض عن هذا} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى {ربنا لا تزغ قلوبنا} 2، وقوله تعالى {ربنا عليك توكلنا} 3.
غير أن هناك مواضع يجب فيها ذكر حرف النداء هي:
1 ـ المندوب: نحو: واحر قلباه، واصديقاه، وذلك فى بكاء الصديق وندبه.
2 ـ المستغاث: نحو: يا لخالد.
3 ـ المنادى البعيد: نحو: يا طالعا جبلا، ذلك لأن، المراد إبلاغ الصوت إليه، وأداة النداء الممدودة تساعد على الإبلاغ.
4 ـ النكرة غير المقصودة: نحو: يا رجلا خذ بيدي.
5 ـ ضمير المخاطب:
ــــــــــــــــ
1 ـ29 يوسف. 2 ـ 18 آل عمران 3 ـ 4 الممتحنة.
46 ـ نحو قول الشاعر:
يا أبجر بن أبجر يا أنت أنت الذي طلقت عاما جعتا
ولكن من المعروف أن نداء المخاطب شاذ عموما.
6 ـ اسم الجلالة: وذلك عند عدم التعويض بالميم المشددة عن حرف النداء.
نحو: يا الله. أما إذا عوض عن حرف النداء بالميم المشددة، وجب حذف حرف النداء.
نحو: اللهم. 84 ـ ومنه قوله تعالى {اللهم مالك الملك} 1.
7 ـ اسم الإشارة: نحو: يا هذا اقبل، ويا هؤلاء تقدموا.
وقد أجاز الكوفيون حذف حرف النداء في هذا الموضع، وحجتهم على ذلك
47 ـ قول ذي الرمة:
إذا هملت عيني دما قال صاحبي بمثلك هذا لوعة وغرام
الشاهد في البيت قوله “ بمثلك هذا “ فحذف حرف النداء “ يا “ والأصل إثباته، نقول: “ بمثلك يا هذا “ وهو الأصح.
8 ـ اسم الجنس المعين “ النكرة المقصودة “، نحو: يا حاج اركب السيارة، ويا طبيب اعتني بالمرضى.
غير أن الكوفيين أجازوا الحذف أيضا كما في اسم الإشارة، واستشهدوا بقول البعض: اطرق كرى إن النعام في الكرى. وقولهم: افتد مجنون، وأصبح ليل.
والتقدير: اطرق يا كروان، وهو منادى مرخم، وافتد يا مجنون، وأصبح يا ليل، وهو مثل يضرب لمن يستبطئ الفرج من الشدة التي يعانيها.
أنواع المنادى: ينقسم المنادى إلى قسمين:
أولا ـ منادى معرب، ويكون منصوبا لفظا لا محلا ويشمل كلا من الآتي:
1 ـ المندى المضاف، وهو المنادى الذي أضيف إلى اسم بعده.
نحو: يا حارس المخيم، ويا فاعل الخير اقبل.
ــــــــــ
1 ـ 26 آل عمران.
85 ـ ومنه قوله تعالى {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم} 1.
وقوله تعالى {ربنا اغفر لنا} 2.
وإعرابه: يا حرف نداء مبنى على السكون لا مل له من الإعراب.
حارس: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والمخيم: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
2 ـ المنادى الشبيه بالمضاف: وهو ما اتصل به شيء من تمام المعنى، كالفاعل، أو المفعول به، أو الجار والمجرور، أو الظرف.
نحو: يا كريما خلقه، يا طالعا جبلا، يا مقيما في البيت، يا جالسا تحت الشجرة.
وإعرابه: كريما منادى منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
خلقه: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وخلق مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
3 ـ المنادى النكرة غير المقصودة: وهى التي بقيت بعد النداء على شيوعها، فلم يخرج بها قصد المنادى إلى التحديد.
نحو: يا رجلا خذ بيدي.
48 ـ ومنه قول الشاعر:
فيا راكبا إما عرضت فبلغن ندامايا من نجران أن لا تلاقيا
وإعرابه: رجلا منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ثانيا ـ منادى مبني، ويكون منصوبا محلا، ويشمل الآتي:
1 ـ العلم المفرد: نحو: يا محمد، يا أحمدان، يا عليون.
ومنه قوله تعالى {يا إبراهيم اعرض عن هذا} 3.
وقوله تعالى {يا نوح اهبط بسلام} 4.
ـــــــــــ
1 ـ 65 الأعراف.
2 ـ 147 آل عمران. 3 ـ 76 هود.
4 ـ 48 هود.
وإعرابه: البناء على الضم إن كان مفردا، والبناء على الألف إن كان مثنى، والبناء على الواو إن كان جمع مذكر سالما.
فنقول في إعراب “ يا محمد “ محمد منادى مبنى على الضم في محل نصب.
وأحمدان: منادى مبنى على الألف في محل نصب.
وعليون: منادى مبنى على الواو في محل نصب.
2 ـ النكرة المقصودة: وهي التي يقصدها النداء قصدا، فتكتسب منه التعريف لتحديده لها من بين النكرات، وتكون مبنية على ما ترفع به في محل نصب.
نحو: يا معلم خذ بيد التلاميذ، ياممرضات اعتنين بالجرحى، يا حاجان تمهلا، يامهندسون شيدوا البناء، 86 ـ ومنه قوله تعالى {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} 1، وقوله تعالى {يا أرض ابلعي ماءك} 2.
وإعرابه: معلم منادى مبني على الضم في محل نصب.
ممرضات: منادى مبنى على الضم في محل نصب.
حاجان: منادى مبني على الضم في محل نصب.
مهندسون: منادى مبني على الضم في محل نصب.
ــــــــــــــ
1 ـ 65 النبأ.
2 ـ 24 هود.
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
ينقسم المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إلى أربعة أقسام:
أولا ـ * المنادى المقصور، مثل: يا مصطفى، يا ليلى، يا مرتض الخطأ 500(/)
ماذا تفيد فعول؟
ـ[طالب2020]ــــــــ[17 - 07 - 2006, 06:22 م]ـ
مالفرق بين فاعل وفعول, كجاهل وجهول؟
سمعت انها تفيد الكثره
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[17 - 07 - 2006, 07:20 م]ـ
نعم أخى طالب
فعول تفيد الكثرة والمبالغة
رجل جهول أى كثير الجهل
ـ[طالب2020]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 09:19 م]ـ
شكرا استاذي(/)
أعرب
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 12:18 ص]ـ
الشخص الفلانى يقدم بلاغاً ضد الشخص الفلانى
فى انتظار تعقيبكم
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 12:44 م]ـ
السلام عليكم
ضد: صفة منصوبة
والله أعلم
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:13 م]ـ
أخي أبا الأسود يشترط في الصفة والموصوف أن يتطابقا في التعريف والتنكير وهذا لا يخفى عليك، فما قولك؟
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 11:31 م]ـ
وما قولك أخى ماجد فى الإعراب؟
ـ[بوزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 11:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشخص الفلانى يقدم بلاغاً ضد الشخص الفلانى
اعتقد والله اعلم انها مفعول به ثاني للفعل يقدم
والله اعلي واعلم
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 11:55 م]ـ
أخى بوزى شكرا على ردك ولكنى لا أعتقد أنها مفعول
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 11:57 م]ـ
أخى بوزى شكرا على ردك ولكنى لا أعتقد أنها مفعول
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:43 ص]ـ
ألا تعتقدون أن (ضد) نائب عن المفعول المطلق منصوب على الظرفية 000 وهذا بعد تقدير الجملة هكذا: الشخص الفلاني يقدم بلاغا يواجه مواجهة الشخص الفلاني
أو الشخص الفلاني يقدم بلاغا يضدُ ضدا الشخص الفلاني
هذا ما أراه 000 والله أعلم
أخوكم: مغربي: k-magraby*************
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 07:32 م]ـ
السلام عليكم:
ولماذا لاتكون (ضد) صفة ل: بلاغاً؟؟؟ أي بلاغاً مضادّاًً للشخص الفلاني؟
ـ[نور صبري]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 11:47 م]ـ
السلام عليكم:
ولماذا لاتكون (ضد) صفة ل: بلاغاً؟؟؟ أي بلاغاً مضادّاًً للشخص الفلاني؟
لايجوز أن تكون صفة، هل يمكن أن نقول: ضدُ الشخص؟
فضد يكون موقعها مضاف، والشخص مضاف اليه.
ـ[أبو محمود ومحمد]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 08:52 م]ـ
:::
ضد: الأرجح أنها تعرب صفة لكلمة بلاغا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:; allh :;allh :;allh
ـ[6332]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 10:54 م]ـ
بسمك اللهم
أعزائي أعتقد أن كلمة " ضد " تعرب ظرف مكان منصوب بالفتحة.
ـ[زيد العمري]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 12:50 ص]ـ
إليكم هذا الرابط
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10592&highlight=%D6%CF
راجيا أن يعود بالفائدة عليكم
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 01:21 ص]ـ
أخى الفاضل زيد بعد تصفحى للموضوع رأيت أنه من الممكن أن تعرب خبراً أو نعتاً
ولكنى أرى أن الأقرب هنا أن تعرب: نعت منصوب بالفتحة(/)
تبقى الأسدُ أسدٌ والكلاب كلاب
ـ[الدجران]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته
أود من الإخوة الأعزاء الفصحاء النجباء إخباري عن كلمة {الأسد} الأولى
وكلمة الأسد الثانية علما بأننا وقعنا في حيص بيص في إعرابها أنا ومعنا مجموعة من المتخصصين في اللغة
فقائل يقول: أن الثانية توكيد للأولى
وقائل يقول: أن الأسد مبتدأ في الأصل والجملة الفعلية بعده خبر
إلى غير ذلك من التأليفات
نرجو منكم الرد السريع والحازم حتى نقول: قطعت جهيزة رأي كل خطيب
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 09:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تبقى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر
الأسد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة
أسد: بدل مرفوع بالضمة
هذا رأيى المتواضع وفى انتظار تعقيبات باقى الإخوة
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 12:40 م]ـ
السلام عليكم
عفوا على المداخلة ,ولكن هنا تبقى بمعتى (تظل).
السؤال:
هل الجملة المكتوبة صحيحة؟ أم هي: تبقى الأسد أسدا
إذا كانت كذلك حلت المشكلة.
هذا رأي المتواضع
والله أعلم
ـ[بيان محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 04:00 م]ـ
السلام عليكم
يبدو لي ـ أخوتي ـ أنّ لفظة (أُسد) الثانية مرفوعة على أنها خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: تبقى الأسدُ هي أسدٌ، والجملة في محل نصب على الحال.
والله أعلم.
:; allh :;allh :;allh
ـ[الدجران]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 08:08 م]ـ
أين أهل النحو لم يتفاعلوا مع هذه المسألة التي نصطلح على تسميتها ب (الأسدية) على وزن الزنبورية
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 09:44 م]ـ
السلام عليكم الأسد الأولى فاعل والثانية منصوبة على على الخبرية لظل المؤولة من تبقى كما قال ابو الأسود
وإن لم نحمل تبقى على معنى تظل الناقصة فالقول ما قال أخونا بيان
والله أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 09:53 م]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[ CENTER] أنرت منتدى النحو والصرف يا أستاذ الإبداع
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 11:02 م]ـ
التركيب غير صحيح
ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 07:24 م]ـ
إخوتي الأعزاء
السلام عليكم
لدي ثلاثة احتمالات:
1ـ إما أن يكون التركيب غير صحيح.
2ـ وإما قول بيان.
3ـ وإما أن تكون عبارة (الأسد أسد والكلاب كلاب) محكية، وبالتالي تعرب العبارة كاملة في محل رفع فاعل ..
والله أعلم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 10:02 ص]ـ
في ظني أن العبارة غير صحيحة 000 والصواب هو _ (تبقى الأسدُ أسْداً والكلابُ كلابا) هذا ما تستسيغه ذائقتي المتواضعة 000 وإن كان كذلك فإن الإعراب هو:
تبقى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر
الأسدُ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره
أسداً: حال منصوبة
وإذا أردنا التأويل من تبقى بمعنى تظل فإنها 00 اي الأسدُ اسمها وأسدا خبرها
ولكنني أرى عدم قبولية التأويل ما دام ظاهر الجملة كما أسلفنا 000
والشكر للجميع
مغربي: k-magraby*************
ـ[الجَرْمي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 11:55 ص]ـ
[ QUOTE= مغربي] في ظني أن العبارة غير صحيحة 000 والصواب هو _ (تبقى الأسدُ أسْداً والكلابُ كلابا) هذا ما تستسيغه ذائقتي المتواضعة 000 وإن كان كذلك فإن الإعراب هو:
تبقى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر
الأسدُ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره
أسداً: حال منصوبة
وإذا أردنا التأويل من تبقى بمعنى تظل فإنها 00 اي الأسدُ اسمها وأسدا خبرها
ولكنني أرى عدم قبولية التأويل ما دام ظاهر الجملة كما أسلفنا 000
والشكر للجميع
مغربي: k-magraby*************/QUOTE]
وشكرا
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:02 م]ـ
السلام عليكم:
إذا كانت الجملة كما ظنها بعض الأخوة: تبقى الأسد أسدا، فقد حلت المشكلة وهي طبعا أقرب من الفصاحة والفهم، أما إذا كانت كما هي، فربما تكون:
تبقى: فعل مضارع ناقص (لأنها بمعنى تظل)
الأسد: اسمها مرفوع
أسدٌُ: خبر لمبتدا محذوف
والجملة الاسمية من الميتداالمحذوف والخبر المذكور في محل نصب خبر ل: تبقى
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 05:50 م]ـ
1 - استعمال "تبقى" من الأخطاء الشائعة جدا جدا, فالبقاء أو تبقى تعني أن "يخلص أحد أو شيء من مجموع أو موجود" (تعريف خاص بي) , بما معناه أن يبقى أحد بعد ذهاب أصحابه, أو أن يموت زيد ويبقى عمرو, ولذلك فالله تعالى هو الباقي لأنه تعالى يبقى بعد فناء الأكوان, ولا فناء له تعالى. أما المعنى المتداول لفعل "بقي" فهو معنى لبث, مكث, ظلّ, وغيرها من الأفعال الدالة عليه. فالفرق بين بقيت في البيت وحدي وظللت في البيت وحدي, أن الأولى تضمر خروج أفراد البيت وبقاء المتكلم وحده, والثانية لا تعني خروج أحد, إنما المتكلم وحده في البيت وفيه لابث.
2 - أسأل هل الضمير - إذا جاء بين مبتدأ وخبر قبلهما حرف من أخوات كان - ناقل للعمل أو مبطل له؟ هل نقول: كان أحمد هو المبحوثَ عنه, أو المبحوثُ عنه؟ أقرأ في القرآن أن الضمير ناقل للعمل وأنا مع القرآن حتى يأتي ما يصحح الرأي الآخر. ومن ذلك قوله نعالى: "لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [الشعراء: 40] ", فالغالبين جاءت منصوبة لأنها خبر كان والضمير لم يعمل شيئا.
3 - بناء على النقطة الثانية فنظرية إضمار ضمير ضعيفة بعض الشيء.
4 - وبناء على النقطة الأولى, فإن بقي هنا بمعناها الذي ذكرته وهي لا تتطلب خبرا أي أنها فعل تام, وبوجود "الأسد أسد والكلاب كلاب", فرأيي المتواضع هو أن الأسد والكلاب بدلان من أسد وكلاب اللذين هما اسما قبيلتين عربيتين, أسد وكلاب. فالبقاء هنا هو البقاء الذي عنيته في الشرح.
وبذلك: "تبقى الأسد (جمع أسد: مبدل منه) أسد (اسم قبيلة) والكلاب (جمع كلب: مبدل منه) كلاب (اسم قبيلة).
ولو أردناها في سياق لقلت على سبيل المثال: سنحارب كل القبائل وتبقى الأسد أسد والكلاب كلاب. (بقي: خلاص القبيلتين من مجموع القبائل).
والله تعالى أعلم.(/)
ليس لها إلا متمكن*****
ـ[المعتصم]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 11:48 ص]ـ
يقول ربنا في كتابه (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما) في العدد المركب العدد واحد واثنان يطابقان المعدود والعدد عشرة أيضا يطابق المعدود الآن وحسب القاعدة أسباطا مفردها سبط وهو مذكر وعليه نقول (اثني عشر سبطا) حاشا لله أن يخطئ ولكن لا بد من تخريج نحوي لها أفيدوني بلرك الله فيكم.
ـ[منتهى]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 01:22 م]ـ
السلام عليكم هنا المعدود (أمما) ومفردها (امة) اي العدد مطابق للمعدود والله اعلم
ـ[المبتدأ]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 01:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم , التمييز محذوف تقديره: (فرقة) فضلا انظر هنا:
http://www.qurancomplex.org/Earab.asp?nSora=7&nAya=160&l=arb
ـ[بيان محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 03:21 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفصيح المعتصم حفظك الله.
لفظة (أسباطاً) لا يجوز أن تعرب تمييزاً للعدد المركب؛ للسبب الذي ذكرتَه ولسبب آخر: وهو أن تمييز العدد المركب لا بدّ أن يكون مفرداً، لذلك كان ما ذكرتْه الأخت الكريمة منتهى لا يجوز؛ لأن (أمماً) ليست مفردة؛ فلا يقال على سبيل المثال: (تفوقَ أحد عشرَ طلاباً)، بل يقال: (تفوق أحدَ عشرَ طالباً) بالإفراد، لذلك كان توجيه الأخ المبتدأ صحيحاً، فالتمييز محذوف، ويكون التأويل ـ والله اعلم بمراده ـ: قطّعناهم اثنتي عشرة فرقةً أو أمةً أسباطاً، فيكون قوله: أسباطاً بدلاً من (اثنتي عشرة)، والله تعالى أعلم.
ـ[المعتصم]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 03:48 م]ـ
شكرا لكم أخوتي أعضاء الفصيح ولكن كيف نعرب أسباطا وأمما
ـ[بيان محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 04:58 م]ـ
السلام عليكم
(أسباطاً) بدل من (اثنتي عشرة)، و (أمماً) نعت لـ (أسباطاً)، والله أعلم.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 10:05 م]ـ
التمييز محذوف تقديره قطعة أو فرقة وأسباطا حال وأمما بدل من اسباطا بدل اشتمال أو نعت لها
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 08:00 م]ـ
السلام عليكم:
السبط عند اليهود كالقبيلة عند العرب، ويمكن تخريج الاّية على أساس أن "أسباطا" حلت محل قبيلة، أي على معنى قبيلة، وهي التمييز، كما يمكن تخريجها على حذف التمييز أو تقديره"قبيلة"، وهنا نعرب "أسباطا" بدلا، وكذلك إذا كان واحد المعدود جمعا جاز أن يكون التمييز جمعا، نقول مثلا: جاءني عشرون رجالا إذا كان كل واحد من العشرين جماعة رجال، وبهذا يكون المعنى: عشرون جماعة من الرجال، والأمرفي الاّية كذلك، لأن كل واحد من الاثنتي عشرة عبارة عن مجموعة، لأنها قبيلة والقبيلة: مجموعة من الرجال.
والله أعلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 12:36 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
في قوله تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا)، يقول الزمخشري غفر الله له:
فإن قلت: مميز ما بعد العشرة مفرد فما وجه مجيئه مجموعاً وهلا قيل: اثنتي عشر سبطاً، (قلت): لو قيل ذلك لم يكن تحقيقاً لأنّ المراد وقطعناهم {اثنتي عشرة} قبيلة وكلّ قبيلة أسباط لا سبط فوضع {أسباطاً} موضع قبيلة ونظيره.
بين رماحي مالك ونهشل، و {أمماً} بدل من {اثنتي عشرة} بمعنى {وقطعناهم} {أمماً} لأنّ كل أسباط كانت أمة عظيمة وجماعة كثيفة العدد وكل واحدة تؤمّ خلاف ما تؤمّه الأخرى لا تكاد تأتلف. اهـ
فكأن التمييز الأصلي "قبيلة"، و القبيلة مكونة من عدة أسباط، فلو حل محلها "سبط" المفرد، نقص المعنى لأننا ذكرنا جزءا، "السبط"، من كل، "القبيلة"، والمقصود في الآية الكل لا الجزء.
وقد اعترض أبو حيان، رحمه الله، بأن السبط في بني إسرائيل معادل القبيلة في العرب، لا جزء منها، وأورد على قول الزمخشري قوله تعالى:
{وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط}، إذ يلزم من ذلك أن يكون الأسباط بمنزلة القبيلة الواحدة، وهذا خلاف المقصود، وهو: أسباط بني إسرائيل، وهم بطبيعة الحال أكثر من واحد.
ورد استدلال الزمخشري بـ:
بين رماحي مالك ونهشل ...
بقوله:
وقوله، أي الزمخشري، ونظيره بين رماحي مالك ونهشل ... ، ليس نظيره لأنّ هذا من تثنية الجمع وهو لا يجوز إلا في الضرورة وكأنه يشير إلى أنه لو لم يلحظ في الجمع كونه أريد به نوع من الرماح لم يصحّ تثنيته كذلك هنا لحظ الأسباط وإن كان جمعاً معنى القبيلة فميز به كما يميز بالمفرد
فهو ضرورة لا تخرج عليه آيات القرآن، وكأن الشاعر لم يثن الجمع إلا بعد قصد النوع، لا معنى الجمع، فكأن المقصود: كأن نوعي الرماح: نوع رماح مالك، وهو الأول، ونوع رماح نهشل، وهو الثاني، وكذا "الأسباط" لحظ بها هنا معنى القبيلة، على قول الزمخشري، فهي بمثابة الجمع الذي أريد به المفرد، فصحت نيابته عن المفرد.
ونتيجة ضعف هذه اللغة، لأنها ضرورة، كما تقدم، رجح أبو حيان أن تمييز اثنتي عشرة محذوف لفهم المعنى تقديره اثنتي عشرة فرقة و {أسباطاً} بدل من {اثنتي عشرة} وأمما، قال أبو البقاء نعت لأسباطاً أو بدل بعد بدل ولا يجوز أن يكون {أسباطاً} تمييزاً لأنه جمع وتمييز هذا النوع لا يكون إلا مفرداً.
والله أعلى وأعلم.(/)
إعراب "فورا"
ـ[عرباوى]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 03:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما إعراب كلمة فورا:
"قابلت محمد فورا"
وشكرا جزيلا للمجيب.
ـ[نور صبري]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 04:03 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فوراً: حال منصوب.
ـ[بيان محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 04:24 م]ـ
السلام عليكم
في البدء لا بدّ أن تنصب لفظة (محمد) في مثالك ـ أخي عرباوي ـ لأنه مفعول به.
أما لفظة (فوراً)، فأرى أنها تعرب مفعولاً فيه ظرف زمان، والله تعالى أعلم.
ـ[الجَرْمي .. ]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 03:23 ص]ـ
فوراً: حال منصوب.
وشكرا(/)
أيهم صحيح (شذا - شذى) إذا كانت (شذى) علماً؟
ـ[موسى 125]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 06:18 م]ـ
في الحقيقة طرح هذا الموضوع في قسم الإملاء لكنه لم يأخذ حقه من النقاش ومازال في النفس شيء، عليه قررت أن أطرحه هنا مستمتعاً بآرائكم
والآن أنا أرى أن إذا كانت علماً تكتب (شذى) وما عذا ذلك تكون (شذا) ومثلها (ندى) (ندا).
ـ[بيان محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 07:25 م]ـ
السلام عليكم
قال ابن منظور: (شَذا كلِّ شيءٍ: حَدُّه. والشَّذاةُ: الحِدَّةُ، وجمعها شَذَواتٌ وشَذاً)، وقال أيضاً: (والشَّذى، مقصورٌ: الأَذى والشرُّ)، فالتي معناها: الحد، تكتب بالألف الطويلة، لذلك كان جمعها بالواو، وهو دليل على كتابتها بالألف، أما التي معناها: الأذى، فتكتب بالألف المقصورة. قال الجوهري: (الشَذى مقصورٌ: الأذى والشرّ. يقال: قد آذَيْتَ وأَشْذَيْتَ)، فلما كان ماضيه بالياء كُتِب الاسم بالألف المقصورة.
حاصل الأمر: أن لفظة (شذا) إذا كانت علماً أو غير علم وقُصد بها حد كل شيء، كُتبت بالألف الطويلة، وإذا كانت بمعنى الأذى سواء كانت علماً أم غير علم كُتبت بالمقصورة. هذا اجتهادي، والله أعلم. ويبدو أن المعجمات العربية قد كتبت لفظة (شذا) بالألف الطويلة، وعدوها مأخوذة من الأصل: (شذو) لا (شذي).
مع خالص تحياتي للجميع(/)
أعرب
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 07:20 م]ـ
يجب علينا الانتباه لهذا الدرس
ينبغى علينا الانتباه لهذا الدرس
فى انتظار تعقيبكم
ـ[بيان محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 07:30 م]ـ
السلام عليكم
كلاهما فاعل
معلومة: (الانتباه) يتعدى بـ (على) لا باللام.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 07:38 م]ـ
شكرا أخى بيان على سرعة الاستجابة
معلومة: (الانتباه) يتعدى بـ (على) لا باللام
لم أفهم هذه المعلومة القيمة جيداً
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 09:54 م]ـ
السلام عليكم
كلاهما فاعل إذ لا فرق بين الفعلين ينبغي ويجب في المعنى
وربما جاز رفعهما على الابتداء المؤخر فيصبح التقدير الانتباه لهذا الدرس يجب علينا
أما بالنسبة لتعدية الفعل انتبه فهي باللام وبعلى
والله اعلم
ـ[بيان محمد]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 04:31 م]ـ
شكرا أخى بيان على سرعة الاستجابة
معلومة: (الانتباه) يتعدى بـ (على) لا باللام
لم أفهم هذه المعلومة القيمة جيداً
السلام عليكم
أقصد أخي الكريم أنّ الفعل (انتبه) ومصدره (الانتباه) وما يشتق منه، الأفصح فيه أن يتعدى بحرف الجر (على)، فنقول: (الانتباه على هذا)، لا (الانتباه لهذا)، والله أعلم.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 06:47 م]ـ
ابو خالد السلام عليكم
كلاهما فاعل إذ لا فرق بين الفعلين ينبغي ويجب في المعنى
وربما جاز رفعهما على الابتداء المؤخر فيصبح التقدير الانتباه لهذا الدرس يجب علينا
أما بالنسبة لتعدية الفعل انتبه فهي باللام وبعلى
والله اعلم
================
السلام عليكم
هناك فرق في المعنى بين ينبغي ويجب، وهو أن"يجب" فيها تشديد للأمر أكثر من ينبغى، و"ينبغي" تحمل معنى الترغيب والطلب برفق.
والله أعلم
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 07:22 م]ـ
السلام عليكم
شكرا على الملاحظة وما كنت اقصده هو المعنى الوظيفي النحوي
لا المعنى الدلالي اللغوي(/)
أفيدوني ببعض ما عندكم
ـ[خليل أبو جمعة]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 01:24 ص]ـ
:::
بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
لي مشكلة كبيرة كوني أستغرب مما أراه في الردود في الإعراب وتفصيله
ولكن أريد منكم رداً يوضح لي كيفية الإعراب وووووووووووووووو
كوني أنني ضعيف في هذا المجال الرجاء الرد وبشكل سلس إذا سمحتم
وجزاكم الله قبل الرد وبعد الرد وإني أحبكم في الله فلا تردوني
أخوكم: أبو جمعة
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 11:43 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
أخي خليل
الإعراب فرع المعنى، فقبل الإعراب لابد من فهم الجملة حتى يحصل تصور صحيح لمواقع ألفاظها من الإعراب، وهذا العلم، كما نقل لي أحد إخواني ممن استمع لتسجيل شرح الألفية للشيخ محمد العثيمين، رحمه الله، بيت قش بابه حديد، فمن نجح في فتح الباب، صار عنده هذا العلم في سهولة هدم بيت من شق، فبدايته محرقة ونهايته مشرقة، فلا تشغل نفسك بالمسائل الخلافية في البداية، لئلا تصعب عليك المهمة فتعرض عن هذا العلم الجليل الذي جهل كثير من الناس فضله، فمن شغل نفسه بالمسائل الخلافية في أول أمره كان كمن أراد دراسة الفقه الحنبلي، على سبيل المثال، فاتجه رأسا إلى كتاب المغني لابن قدامة، رحمه الله، أوسع كتب الفقه الحنبلي، دون تدرج، فلا شك أنه سينهار من البداية، أو من ابتغى دراسة النحو فعمد إلى كتاب سيبويه، رحمه الله، رأسا، فحاله كحال الأول، وإنما التدرج في تحصيل العلوم أمر حتمي، ففي النحو على سبيل المثال، (وهذا رأي شخصي):
تحسن البداية بـ: "التحفة السنية" وهي شرح مختصر على الآجرومية، للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله.
ثم: قطر الندى مع شرحه لابن هشام، رحمه الله، وهو فارس من فرسان هذا الميدان، وكتبه عمدة في هذا الفن، وتحقيق الشيخ محيي الدين "سبيل الهدى" من أجل الحواشي عليه.
ثم: شذور الذهب، لابن هشام، مع شرحه، وهو أوسع بعض الشيء، من "قطر الندى"، وتحقيق الشيخ محيي الدين، أيضا، "منتهى الأرب" من أجل الحواشي عليه، وكل ما أذكره لك من الآن فصاعدا للشيخ محيي الدين، رحمه الله، اليد الطولى فيه، فتحقيقاته هي المقدمة على نظائرها، والله أعلم.
ثم يدخل الدارس في مرحلة "الألفية":
فيبدأ بشرح ابن عقيل، رحمه الله، وتحقيقه "منحة الجليل"، فهو أسهلها.
ثم يثني بـ "أوضح المسالك" لابن هشام، وتحقيقه "عدة السالك"، وهو يتميز بمنطقيته وتسلسله في عرض المسائل.
ثم يثلث بـ "شرح الأشموني"، رحمه الله، وتحقيقه ولا أدري اسمه لأني لم أصل إلى دراسته بعد.
ويحسن أن يقرأ الدارس في هذه المرحلة بعض الكتب المساعدة التي تعتبر مجمعا لملح ونكت هذا العلم، وعلى رأسها: "مغني اللبيب" لابن هشام، فقد أجاد وأفاد وجمع فيه من أشتات المسائل ما جمع بأسلوب سلسل بديع، ولا يكتفى بقراءة هذا الكتاب مرة واحدة، بل لابد من تكرار قراءته ومداومة النظر فيه، مع تعليق فوائده قدر الإمكان، وكذا تفسيري: أبو حيان والزمخشري، ففيهما من الفوائد ما فيهما، وخاصة الأول، مع بعض كتب النحو المعاصرة كـ "جامع الدروس العربية" للشيخ مصطفى الغلاييني رحمه الله.
ثم ينتقل الدارس إلى المرحلة النهائية وهي:
الكتاب، لسيبويه، رحمه الله، وما أدراك ما الكتاب؟، ولا شك أن كتب من سبق هي، كما قال الشيخ أبو فهر محمود شاكر، رحمه الله، سلم متين يوصل صاعده بأمان إلى "الكتاب"، لا كما قد أشاع بعض الجهلة والمغرضين، بأن كتب من تقدم، وخاصة ابن هشام، رحمه الله، قد أفسدت علم النحو، وهي دعوى فاسدة لا دليل عليها، وإنما أراد القوم صرف الهمم عن علوم العربية، بل وأوهموا المستمع لهم بأنهم غيورون على لغة العرب وعليه لابد من دراسة كتاب سيبويه رأسا، فمثلهم كمن يطعم الرضيع الذي لا أسنان له قطعة لحم نيئة، فأنى له أن يستسيغها، وإنما هم الذين أرادوا صرف الهمم وتوعير الطريق على سالكيه، وكما قلت لك في البداية الخوض في الخلافيات قبل تحقيق الأصول مضيعة للوقت.
والله أعلى وأعلم
وأعتذر عن الإطالة.
دمت طيبا أيها الكريم.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 07:41 م]ـ
السلام عليكم
هناك كتب سهلة لتعليم الاعراب منها مفتاح الاعراب
ـ[خليل أبو جمعة]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 01:11 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
الشكر الجزيل للأخ مهاجر على هذا الشرح الجيد ولكن ألا يمكنك التبسيط أكثرمما ذكرت شاكرا لك يأخي الحبيب
والشكر الجزيل لك أخي
ـ[خليل أبو جمعة]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 01:13 ص]ـ
شكرا للمشرف خالد على الرغم من قصر إجابتك(/)
المتعلق!؟
ـ[نوف]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 02:34 ص]ـ
أعزائي النحويين
أريد شرح المتعلق من الألف إلى الياء
شاكرة لكم تعاونكم
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 07:35 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ما يحضرني في هذه المسألة: متعلق الظرف والجار والمجرور، وهي مسألة اشتهر الخلاف فيها بين البصريين والكوفيين، في مسألة وقوع شبه الجملة: الجار والمجرور أو الظرف، خبرا للمبتدأ، كما في قولك: محمد في الدار، وقوله تعالى: (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)، فالكوفيون يختصرون المسألة، ويقولون: شبه الجملة: الجار والمجرور "في الدار"، أو الظرف "أسفل" هو الخبر، بينما يفصل البصريون فيقولون: الخبر هو محذوف تعلق به الجار والمجرور أو الظرف، تقديره:
"كائن"، أو "موجود"، أو "مستقر"، إن قدر الخبر جملة اسمية، فيكون تقدير الكلام: محمد مستقر في الدار، و: الركب مستقر أسفل منكم.
أو يقدرونه فعلا: كـ "يكون"، أو "يوجد"، أو "يستقر"، إن قدر الخبر جملة فعلية، فيكون تقدير الكلام: محمد يستقر في الدار، و: الركب يستقر أسفل منكم
فالمتعلق هو الكلمة المذكورة أو المقدرة، اسما كانت أو فعلا، التي يتعلق بها الجار والمجرور أو الظرف، أو المتعلق، بكسر اللام، أيا كان، فمثلا في قولك: يأكل محمد الطعام بيده، متعلق "بيده" هو الفعل المذكور "يأكل"، لأن الأيدي تتعلق بفعل الأكل، فالأكل لا يكون إلا باليد، وهكذا بالنسبة للمحذوف الذي تقدمت أمثلته، فالبيت يتعلق بالاستقرار لأن فعل الاستقرار لا يكون إلا فيه، وكذا "أسفل" يتعلق به، لأن الاستقرار لا يكون إلا في جهة سفلى أو عليا أو ....... الخ.
والله أعلى وأعلم.
ـ[نوف]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 12:47 م]ـ
.
.
فتح الله عليك أخي الكريم , وزادك من فضله.
ـ[إكليل]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 11:15 م]ـ
إضافة إلى ما قاله الأخ مهاجر .. لعل من الضروري التنبيه إلى أن التعلق لا يكون إلا بفعل أو ما عمل عمل الفعل كاسم الفاعل مثلاً .. فعندما نقول: زيد في الدار .. على تقدير أن شبه الجملة متعلق بخبر محذوف تقديره (مستقر) نلاحظ أن (مستقر) اسم فاعل .. وهكذا .. ونستفيد من مسألة التعلق إيضاح المعنى المراد من الجملة .. فمثلاً:
ــ ما زلت أمسكُ عهداً في الوفاء مضى ** عليه دهر بأسناني وأضراسي
فهل الجار والمجرور (بأسناني .. ) متعلق بالفعل (أمسك) أم بالفعل (مضى) .. بمعنى هل يكون المعنى أني ما زلت أمسك العهد بأسناني .. كناية عن التشبث به .. أم يكون المعنى بأن الدهر قد مضى بأسناني .. كناية عن الكِبَر والهرم وطول العهد .... الخ .. كلا المعنيين جائز حسب الغرض الشعري ..
ـ[بيان محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 09:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي إكليل، بارك الله فيك على هذه المشاركة النافعة الماتعة، ولكنني أرى أنّ المعنى الأول الذي ذكرتَهُ أقوى وأوجه، من حيث إنّ فيه تأكيداً على أنّ الشاعر ما زال متمسكاً بعهد الوفاء.
أما المعنى الثاني فينتفي معه هذا التمسك؛ لأنه إذا تهدمت أسنانه فلا يمكنه بعد ذلك أن يتشبث بهذا العهد، والله أعلم.
ـ[إكليل]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 02:03 م]ـ
بورك فيك أخي بيان .. ولكن ألا ترى بأنه يمكن القول بأن الشاعر ما زال يمسك بذلك العهد رغم طول الأمد .. ليس بالضروري أن تكون الأسنان والأضراس كناية عن التمسك بالعهد .. فقد يجوز أن أقول لك: ما زلت أمسك بذلك العهد رغم مرور الزمن الذي أودى بأسناني وأضراسي ..
ثم إن هذا الشاهد المتواضع أوردته من إحدى قصائدي لأن الذاكرة لم تسعفني للاستشهاد بأشعار الكبار .. (والمعنى في بطن الشاعر) (:
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 11:46 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومصداقا لقول إكليل حفظه الله:
ونستفيد من مسألة التعلق إيضاح المعنى المراد من الجملة.
فقد استشهد ابن عقيل، رحمه الله، بقول الشاعر:
لك العز إن مولاك عز وإن يهن ******* فأنت لدى بحبوحة الهون كائن
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجار والمجرور "لك" متعلق بخبر مقدم محذوف تقديره: "كائن"، و "العز": مبتدأ مؤخر، ولا إشكال في هذا التقدير، والإشكال في ذكر هذا الكون العام المقدر في آخر الشطر الثاني، فعلام يذكر وقد اتضح المعنى دون الحاجة لذكره، وهو ما حمل النحاة على اعتبار هذا البيت شاذا، خلاف ابن جني الذي أجاز ذكر المتعلق، وإن كان كونا عاما، لأن الأصل هو الذكر، والحذف مع التقدير هو الفرع، فلا يصار إليه ابتداء.
فالجمهور رأوا أن المعنى قد تم فذكر المتعلق لا يفيد أي معنى جديد، وابن جني نظر إلى الأمر من جهة التركيب اللغوي، فرأى أن ذكر المتعلق لن يضر من جهة صياغة الجملة لأنه الأصل، كما تقدم.
وأما الشيخ محمد محيي الدين، رحمه الله، فقد ارتضى التفريق بين: الكون العام، كقولك: محمد في الدار، فلا يذكر المتعلق لأن ذكره في هذه الحالة عبث، لوضوح المعنى بدونه، فلا تحتاج أن تقول: محمد كائن في الدار ليفهم المستمع أنك تقصد أنه مستقر بذاته في الدار.
بتصرف من "منحة الجليل"، (1/ 175، 176).
والكون الخاص: وهو الذي يفيد معنى زائدا على مجرد الحصول والاستقرار، كما في قوله تعالى: (فلما رآه مستقرا عنده)، فـ "مستقرا" هنا أفاد معنى زائدا على مجرد حصوله بين يديه، فالمعنى: فلما رآه ثابتا كأنه كان موجودا أمام عينيه من أول الأمر، من سرعة ما جيء به إليه، فلا يكون معنى: (فلما رآه مستقرا عنده)، كـ (فلما رآه عنده)، لذا حسن ذكر المتعلق هنا، وقد حمل الشيخ محيي الدين، رحمه الله، ذكر المتعلق في البيت السابق على أنه من قبيل ذكر الكون الخاص الذي لا يتم المعنى بدونه.
فضابط الأمر هو اكتمال المعنى في ذهن السامع، كما في خبر "لولا" على سبيل المثال، فهو يوضح مسألة الكون، عامه وخاصه، أكثر:
ففي: لولا الله ما اهتدينا، لا نحتاج إلى ذكر الخبر، بل إنه يحذف وجوبا، لدلالة المبتدأ عليه، فالمعنى: لولا الله موجود ما اهتدينا، والكون العام "موجود" لا حاجة لذكره لاستقرار معناه في ذهن كل سامع، ولو قدرناه بـ "هدانا"، على سبيل المثال، صار ذكره، أيضا، زيادة لا حاجة لذكرها، لدلالة ما بعدها "ما اهتدينا"، عليها لأن فيه معنى الهداية المستفاد منها، فسد مسدها.
وأما في قوله صلى الله عليه وسلم: لولا قومك حديثو عهد بإسلام ...... ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فـ "الكون" خاص فلم يمنعه صلى الله عليه وسلم من هدم الكعبة وإعادتها على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام، مجرد وجودهم، وإنما منعه كون خاص هو: وجودهم مع كونهم حديثي عهد بإسلام.
مستفاد من شرح الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، لـ "أوضح المسالك"، لابن هشام رحمه الله.
وأما في مثل قول أبي الطيب:
ولم أر في عيوب الناس شيئا ******* كنقص القادرين على التمام
فمتعلق "في عيوب الناس": الحال "كائنا" المقدمة على صاحبها النكرة "شيئا"، محذوف، وذكره لن يضيف أي معنى جديد، بل هو، كما سبق، ضرب من العبث، فأي معنى جديد في: ولم أر كائنا في عيوب الناس شيئا؟
وهكذا يخضع الأمر للمعنى
والله أعلى وأعلم.
ـ[بيان محمد]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 05:49 م]ـ
بورك فيك أخي بيان .. ولكن ألا ترى بأنه يمكن القول بأن الشاعر ما زال يمسك بذلك العهد رغم طول الأمد .. ليس بالضروري أن تكون الأسنان والأضراس كناية عن التمسك بالعهد .. فقد يجوز أن أقول لك: ما زلت أمسك بذلك العهد رغم مرور الزمن الذي أودى بأسناني وأضراسي ..
ثم إن هذا الشاهد المتواضع أوردته من إحدى قصائدي لأن الذاكرة لم تسعفني للاستشهاد بأشعار الكبار .. (والمعنى في بطن الشاعر) (:
السلام عليكم
إذا كنت أخي إكليل صاحب هذا البيت، فأنا أعتذر عن تأويلي البيت بما لا يتناسب مع ما تريد، إلا أنني أصرُّ على إجابتي لأنني أظنُّ أنّك في مقتبل العمر، ولم تتهدم منك أسنانٌ ولا أضراسُ.:p(/)
فعل في آية كريمة
ـ[المعتصم]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 12:12 م]ـ
جاء في كتاب الله عز وجل: ( ... فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين) لم نصب الفعل المضاع أكن؟ ولكم خالص حبي وتقديري.
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 12:48 م]ـ
جاء في كتاب الله عز وجل: ( ... فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين) لم نصب الفعل المضاع أكن؟ ولكم خالص حبي وتقديري.
السلام عليكم
عفواياأخي هذه كتب إعراب القرآن مليئة بالإعراب فلاتحتاج إلى فصيح
بارع ,وإليك هذا الإعراب:
أبدأ معك من قوله:"فيقول"
الفاء: فاء السببية.
يقول: مضارع منصوب بـ"أن"مضمرة في جواب الأمروعلامة نصبه فتحة مقدرة
نأتي إلى "فأصدق":
منصوب في جواب الطلب عن التخصيص أو التمني ,أي: ليتك أخرتني
المطلوب:
"وأكن": عطف على محل فأصدق ,فإنه مجزوم ,أي: إن أخرتني أصدق
ولكن ,وفي قراءة بإثبات الواو, وبالنصب عطفا
على نفس"أصدق" ,وهومتصرف من كان واسمها المستتروجوبا.
البرهان في إعراب آيات القرآن
وشكرا.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 08:01 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومصداقا لكلام أبي الأسود حفظه الله:
يقول الزمخشري غفر الله له:
وقرى: «وأكن»، عطفاً على محل {فَأَصَّدَّقَ} كأنه قيل: إن أخرتني أصدّق وأكن. ومن قرأ: «وأكون» على النصب، فعلى اللفظ.
وأشار أبو حيان، رحمه الله، لقراءة ثالثة بالرفع، بقوله:
وقرأ عبيد بن عمير: وأكون بضم النون على الاستئناف، أي وأنا أكون.
فتحصل لنا 3 قراءات:
أولا: الجزم، بالعطف على المحل، محل جواب التحضيض بـ "لولا"، بتقدير شرط محذوف.
ثانيا: والنصب بالعطف على اللفظ، فلفظ "فَأَصَّدَّقَ" منصوب بـ "أن" مضمرة بعد فاء السببية.
ثالثا: والرفع بالاستئناف، أي: فأنا أكون.
والله أعلى وأعلم
والله أعلم.
ـ[بيان محمد]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 10:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لا أوافقكم الرأي ـ إخوتي ـ في كون (لولا) تفيد التحضيض؛ لأن التحضيض لا يكون مع الله جلَّ شأنُه، وإنما أفادت (لولا) ههنا التمني والله أعلم.
ـ[المعتصم]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 11:01 ص]ـ
أشكركم أخوتي جميعكم وأطلب من أخي أبي الأسود إعطائي عناوين لكتب إعراب القرآن موجودة على الإنترنت
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 12:29 م]ـ
أشكركم أخوتي جميعكم وأطلب من أخي أبي الأسود إعطائي عناوين لكتب إعراب القرآن موجودة على الإنترنت
أكثر الكتب قراءةً. إعراب القرآن (21882) ... مُشكلُ التبيان في إعراب القرآن · الإمام العكبري ...
www.almeshkat.net/books/list.php?cat=7 - 109k
ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 12:39 م]ـ
من مشاركة للأستاذ المبتدأ حفظه الله: مشكل إعراب القرآن ( http://www.qurancomplex.org/earab.asp?TabID=2&SubItemID=5&l=arb&SecOrder=2&SubSecOrder=5)
ـ[المسك العربي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 05:34 ص]ـ
قول الله تعالى (فيقول) الفاء عاطفة (يقول) مضارع منصوب وهو معطوف على يأتي.
أما قول الله تعالى (فأصدق) الفاء فاء السببية (أصدق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء.
وتعقيباً على كلام بيان محمد أود أن أشير إلى أن (لولا) حرف تحضيض بمعنى الدعاء.
<الجدول في إعراب القرآن الكريم >(/)
اسم الله الأعظم .. الأعظم ليس اسم تفضيل!!!!!! فهموني يانحويين
ـ[ألوان]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 10:24 م]ـ
اسم الله الأعظم ثبت في حديث بريدة قال: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. قَالَ: فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى".
قال بعض العلماء أن الأعظم ليس اسم تفضيل .. فياليت من الإخوان الفاهمين في النحو والإعراب هل ممكن أن يكون كلمة الأعظم في الحديث ليس اسم تفضيل؟
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 11:28 م]ـ
ليس تفضيلا إنما هو صفة لاسمه
ـ[نور صبري]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ..
إنَّ من استعمال صيغة (أفْعَلَ) لغير التفضيل قوله تعالى: (وهو الذي يبدؤُا الخلقَ ثُمَّ يعيده وهو أهْوَنُ عليه). فكلمة أهون لاتدل على أنّ هناك شيئاً يصعب على الله -حاشاه- بل هي للدلالة على عظمته تعالى، وخلق الكون وإعادته هي من أهون وأسهل ما يكون عند الله تعالى.
كذلك قوله تعالى: (ربّكم أعْلَمُ بكم).أي ربكم عالم بِكُم، ولاتدل على وجود من هو أعلم منه، فهو ليس من باب المُفاضلة، وهذا الكلام سيّان لكلمة (الأعظم).
مع المحبة والود ...
ـ[عبدويه]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 10:09 م]ـ
لا أرى ذلك فجملة ما أراه انه بلاشك ان اسم الله الأعظم له مكانة سوى بقية الأسماء والأثر واضح ,ولا شك في عظمتها في المجموع لأنه وصف للأسماء إما إذا أريد رب العزة والجلال كما ذكر الإخوان ففلا شك ان التفضيل غي مراد لانعدام المفاضل مع الله جل وعلا ,أما الاأسماء بينها فتتفاضل بنص الحديث والله أعلم. وهل إذا قلنا: إنه للتفضيل حدث هناك إنقاص لبقية الأسماء؟ هذا تكلف وتمحيل!
ـ[ناجح أسامة سلهب]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 10:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
3847 حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع عن مالك بن مغول أنه سمعه من عبد الله بن بريدة عن أبيه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب * (صحيح) _ صحيح أبي داود 1341.
أصل الحديث للفائدة
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 11:03 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
يمكن الجمع بين القولين السابقين بأن أسماء الله، عز وجل، باعتبار دلالتها على ذاته غير متفاضلة، فكلها تدل على مسمى واحد هو ذات الله، عز وجل، وباعتبار معانيها تتفاضل، وإن كانت كلها دالة على أعلى الكمالات، فعلمه، عز وجل، أكمل علم، أحاط بكل شيء علما، وسمعه أكمل سمع، أحاط بكل المسموعات، وبصره أكمل بصر، أحاط بكل المبصرات .......... الخ.
وقد أجرى شيخ الإسلام، رحمه الله، هذه القاعدة على آيات القرآن الكريم، فهي باعتبار المتكلم بها، لا تتفاضل لأن المتكلم واحد، وهو الله عز وجل، وباعتبار معانيها تتفاضل فآيات الأسماء والصفات التي وصف الله، عز وجل، بها نفسه أشرف، من جهة المعنى، من الآيات التي تكلم فيها عن عبد من عبيده كـ "أبي لهب" و "فرعون" و "هامان" و "قارون" .......... الخ
وهذا القول يكاد يتطابق مع قول الأخ، عبدويه، حفظه الله.
والله أعلى وأعلم
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 12:51 م]ـ
نقل السيوطي في إتقانه مسألة بديعة، وهي مقطع من كلام البرهان الرشيدي في التفاضل بين أسماء المبالغة في أسماء الله تعالى، فهل يقع ذلك؟! وتبيان ذلك مر في هذا المنتدى الفاضل، فليراجعه كل مستزيد!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 01:29 م]ـ
السلام عليكم ..
إنَّ من استعمال صيغة (أفْعَلَ) لغير التفضيل قوله تعالى: (وهو الذي يبدؤُا الخلقَ ثُمَّ يعيده وهو أهْوَنُ عليه). فكلمة أهون لاتدل على أنّ هناك شيئاً يصعب على الله -حاشاه- بل هي للدلالة على عظمته تعالى، وخلق الكون وإعادته هي من أهون وأسهل ما يكون عند الله تعالى.
كذلك قوله تعالى: (ربّكم أعْلَمُ بكم).أي ربكم عالم بِكُم، ولاتدل على وجود من هو أعلم منه، فهو ليس من باب المُفاضلة، وهذا الكلام سيّان لكلمة (الأعظم).
مع المحبة والود ...
وأنا أؤيد ما قلته تماما ليس على سبيل المزايدة بل على سبيل التوافق
الشكر للجميع
أخوكم: مغربي(/)
لمَ جزم المضارع في هذا البيت؟
ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 10:26 م]ـ
السلام عليكم
دعاني دعاني الهوى وأراني ... قتيلا أمُتْ بسهام الغواني
هل كان جزم المضارع ضرورة أو أن له وجها غير ذلك؟
ولكم جزيل الشكر.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 10:54 م]ـ
جملة وأراني حالية
وأمت مجزومة لأنها وقعت في جواب طلب مضمر يعود لدعوة الهوى لك ((طلبني أمت))
وتحتمل الضروروة أيضا لأن معنى البيت مشكل
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 11:24 م]ـ
هل فاعل أراني هو الهوى أم هي ياء المتكلم؟
وهل جملة أراني قتيلا اعتراضية؟
اسف فقد فقد فسرت الماء بعد االجهد بالماء
لا ارى تخريجا لها غير الضرائر
ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 11:46 م]ـ
أخي أبا خالد
ولكن جزم المضارع الواقع في جواب الطلب من شروطه أن يكون مسبوقا بنوع من أنواع الطلب المحض، وهذا غير متحقق هنا، إضافة إلى أن جملة (دعاني الهوى) خبرية ماضوية ما يجعل تقدير إنْ الشرطية معها صعبا لأن إنْ الشرطية تنقل زمن الفعل إلى المستقبل فيكون التعارض مع الإخبار الصريح في الزمن الماضي ..
تحياتي.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 11:52 م]ـ
هل فاعل أراني هو الهوى أم هي ياء المتكلم؟
وهل جملة أراني قتيلا اعتراضية؟
اسف فقد فقد فسرت الماء بعد االجهد بالماء
لا ارى تخريجا لها غير الضرائر
الذي أستطيع أن أفتيك به هو أن ياء المتكلم ليست بفاعل لأنها ضمير نصب.
ـ[ضاد]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 01:05 ص]ـ
هل البيت صحيح نقلا؟
ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 01:43 ص]ـ
هل البيت صحيح نقلا؟
من حيث النقل نعم هو صحيح نقلا ..
ثم إن الفعل موضع الإشكال (أمُتْ) لا يمكن أن يكون مرفوعا (أموتُ) لأن البيت من البحر المتقارب ورفع الفعل يكسر الوزن، وذلك يعني أن علينا أن نجد له مخرجا أو نحكم بخطئه؛ لأن جزم المرفوع ليس من ضرورات الشعر الجائزة ..
والله أعلم.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم
هو ضرورة، نحو قول عبد المطلب:
محمد تفدِ نفسك كلُّ نفسٍ إذا ما خفتَ من شيءٍ تبالا
وذلك بجزم الفعل (تفدي)، وقيل أن لام الطلب محذوفة (لتفدِ)
ومن الضرورات كذلك عدم جزم المضارع المجزوم نحو قول العبسي:
ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زيادِ
فالفعل (يأتيك) الأصل أن يجزم بحذف حرف العلة (يأتِك) وذلك لأنه سبق بجازم.
وذا البيت روي بثلاث روايات، الثانية (هل أتاك)، والثالثة بالجزم (يأتِك).
والله أعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 03:20 ص]ـ
السلام عليكم
هو ضرورة، نحو قول عبد المطلب:
محمد تفدِ نفسك كلُّ نفسٍ إذا ما خفتَ من شيءٍ تبالا
وذلك بجزم الفعل (تفدي)، وقيل أن لام الطلب محذوفة (لتفدِ)
ومن الضرورات كذلك عدم جزم المضارع المجزوم نحو قول العبسي:
ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زيادِ
فالفعل (يأتيك) الأصل أن يجزم بحذف حرف العلة (يأتِك) وذلك لأنه سبق بجازم.
وذا البيت روي بثلاث روايات، الثانية (هل أتاك)، والثالثة بالجزم (يأتِك).
والله أعلم
أخي أبا تمام
في بيت أبي طالب الفعل مجزوم بلام الطلب المحذوفة والمعنى يشير إلى ذلك ويحتمله.
وإثبات الياء في بيت عنترة ـ على رواية إثباتها ـ تكون هذه الياء ياء إشباع للكسرة وليس للرفع مثل: "اختر قرينك واصطفيه تفاخرا ... "
لكن جزم (أمتْ) في البيت مختلف، ولعل له وجها لم نهتد إليه أو أنه خطأ لا سيما أنه ليس بشاهد، بل إنه لشاعر معاصر لا أريد ذكر اسمه لأنه لا يقدم ولا يؤخر ..
دمت طيبا.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 03:52 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم علي، إن كان البيت لمعاصر فهو ضرورة، وليس بخطأ،
لأن الشاعر المعاصر لم يأت بضرورة جديدة، بل هذه الضرورة قديمة، كذا نص ابن جني نقلا عن أستاذه أبي علي الفارسي في كتابه الخصائص، في جواز القياس على ضرورات القدماء، ولا يجوز استحداث ضرورة جديدة، لذا خُطِّئ أبو نواس في أحد أبياته لأنه شاعر مولد ليس من عصر الاحتجاج حينما استحدث ضرورة شعرية في قوله: (صغرى و كبرى).
ارجع إلى كتاب الضرائر للألوسي، وضرائر ابن عصفور، تجد أنّ حذف علامة الإعراب، وتسكين الحرف الأخير ضرورة، منها قول امرئ القيس في إحدى الروايتين:
فاليومَ أشربْ غيرَ مستحقبٍ **إثمًا من الله ولا واغل
بتسكين (أشرب).
كذلك عدم جزم المضارع المعتل يُعدُّ ضرورة.
بالنسبة للبيتين، فالثاني ليس لعنترة بل لقيس بن زهير العبسي، وقد عده ابن هشام أيضا في أوضح المسالك ضرورة، كذا الألوسي.
أما الأول فما أتيتك به وجه، والوجه الصائب عندي ما قلت أنت.
والله أعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 05:08 ص]ـ
أشكرك أخي أبا تمام جزيل الشكر .. وأنتظر بقية الأحبة ..
سعيد بك أيها العزيز.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 01:14 م]ـ
السلام عليكم
يمكن إعادة ترتيب البيت على الشكل التالي:
دعاني الهوى وأراني قتيلا
دعاني أمت بسيف الغواني
أو: دعاني أمت بسيف الغواني
دعاني الهوى وأراني قتيلا
وهنا يكون الفعل مجزوما لأنه واقع في جواب الطلب "دعاني " أي: اتركاني، أو مجزوم لأنه جواب شرط مقدر ويمكن تقديره هكذا: دعاني (اتركاني) وإن تدعاني أمت ..... إلخ.
فالفعل (دعاني) الذي تكرر، واحد منهما فعل أمر والثاني فعل ماض.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:01 م]ـ
السلام عليكم
يمكن إعادة ترتيب البيت على الشكل التالي:
دعاني الهوى وأراني قتيلا
دعاني أمت بسيف الغواني
أو: دعاني أمت بسيف الغواني
دعاني الهوى وأراني قتيلا
وهنا يكون الفعل مجزوما لأنه واقع في جواب الطلب "دعاني " أي: اتركاني، أو مجزوم لأنه جواب شرط مقدر ويمكن تقديره هكذا: دعاني (اتركاني) وإن تدعاني أمت ..... إلخ.
فالفعل (دعاني) الذي تكرر، واحد منهما فعل أمر والثاني فعل ماض.
والله أعلم
إذا كان كذلك, فالتركيب ركيك جدا ويخرج عن الضرورات الشعرية.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 05:44 م]ـ
انا مع عزام فدعاني الاولى بمعنى اتركاني والثانية بمعنى ناداني
ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 06:42 م]ـ
بورك فيك أستاذ عزام. تخريجٌ جيد
ـ[علي المعشي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 04:46 ص]ـ
الأخ عزام
أطربْتني!!
إذا كان كذلك, فالتركيب ركيك جدا ويخرج عن الضرورات الشعرية.
أخي. ضاد
ولماذا هو ركيك؟ وأي ضرورة تقصد؟ البيت ليس فيه ضرورة مطلقا، ومثل هذا التركيب يرد حتى في المنثور ناهيك عن المنظوم.
دعاني (دعاني الهوى وأراني قتيلا) أمتْ بسهام الغواني
دعاني: الأولى فعل أمر، دعاني الثانية فعل ماض، وما بين القوسين معترض.
أمتْ: مضارع مجزوم لأنه في جواب الطلب أو جواب لشرط مقدر كما ذكر الأخ عزام.
بقي أن أشير إلى أن البيت هو من مقول أخيكم المحب صاحب الموضوع، أحب أن يسهم به معكم في إثراء هذا المنتدى المميز ..
ولكم جميعا كل محبة وتقدير
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:45 م]ـ
لم أقصد الإساءة, إنما إدخال جملة في جملة وفصل بين عناصر الجملة الأولى بحيث يفقد التركيب تماسكة المعنوي فهذا ركيك. يرد في الشعر فصل بين عناصر الجمل ولكن ليس بالشكل الذي يفقدها تماسكها المعنوي, ومن ذلك تأخير الفاعل والفعل, ونحو ذلك من التقديمات والتأخيرات التي تستحسن إذا كانت لا تفقد التماسك المعنوي.
أما في هذا البيت, فالتماسك المعنوي مفقود, وما نقاشنا إلا بحثا عن أي خيط يقودنا إلى أي معنى, وليس هذا من حسن الشعر.
أشجع الأخ ناظم البيت وحظا سعيدا له.
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 04:16 م]ـ
السلام عليكم
طيب مارأيكم في هذا البيت الشهير؟ ..
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته = فالطبع مكتسب من كل مصحوب
بعدم جزم (تحظى) ,ولو جزمنا ه لاختل الوزن!.
قلماذا لم يجزم؟!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 04:54 م]ـ
بقي أن أشير إلى أن البيت هو من مقول أخيكم المحب صاحب الموضوع، أحب أن يسهم به معكم في إثراء هذا المنتدى المميز ..
إذن ننتظرك في منتدى الإبداع:)
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 06:49 م]ـ
السلام عليكم
طيب مارأيكم في هذا البيت الشهير؟ ..
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته = فالطبع مكتسب من كل مصحوب
بعدم جزم (تحظى) ,ولو جزمنا ه لاختل الوزن!.
قلماذا لم يجزم؟!
لم يجزم للضرورة الشعرية, غير أن هذا ليس من حسن الشعر, وفي سياق مساجلة شعرية سيكون لقائله الحظ الأنزر للفوز. إن الشاعر الذي يخالف قواعد النحو والصرف جزافا بدعوى الضرورة الشعرية ليس من أشعرهم لا محالة. هناك ضرورات شعرية معترف بها ومعتمدة جميلة جدا وتزيد البيت جمالا, من ذلك تنوين الممنوع من الصرف وحذف الهمزة المتطرفة بعد مد وغيرها مما يمكن مراجعته في منتدى الشعر والقوافي.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 08:38 م]ـ
إذن ننتظرك في منتدى الإبداع:)
ولا يرد الكريم إلا لئيم .. شرُفت بدعوتك أخي، وستجد آخر نص كتبته هناك الليلة إن شاء الله، وعمره لم يتجاوز الأسبوع تقريبا ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 08:49 م]ـ
بوركت أستاذنا الفاضل
ـ[علي المعشي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 08:53 م]ـ
لم أقصد الإساءة, إنما إدخال جملة في جملة وفصل بين عناصر الجملة الأولى بحيث يفقد التركيب تماسكة المعنوي فهذا ركيك. يرد في الشعر فصل بين عناصر الجمل ولكن ليس بالشكل الذي يفقدها تماسكها المعنوي, ومن ذلك تأخير الفاعل والفعل, ونحو ذلك من التقديمات والتأخيرات التي تستحسن إذا كانت لا تفقد التماسك المعنوي.
أما في هذا البيت, فالتماسك المعنوي مفقود, وما نقاشنا إلا بحثا عن أي خيط يقودنا إلى أي معنى, وليس هذا من حسن الشعر.
أشجع الأخ ناظم البيت وحظا سعيدا له.
أخي ضاد
أعلم ـ والله ـ أنك لا تقصد الإساءة، فأنت واحد منا، وليس من شيمنا في هذا الصرح العلمي أن يسيء بعضنا إلى بعض، وأصدقك القول: منذ تسجيلي في هذا المنتدى لم تصادفني من عضو كلمة تكدر الخاطر .. والحمد لله على ذلك، وإنها لنعمة نحسد عليها، ولا نثمنها إلا حينما نقرأ المراشقات الكلامية في المنتديات الأخرى، أما موقعنا فهو ملتقى الصفوة من محبي لغة الضاد ..
وأما بالنسبة للبيت فهو وإن كان فيه بعض التداخل إلا أن ذلك غير مخل من الناحية النحوية، وللعلم هو ليس من قصيدة، وهو بيت يتيم نظمته لأسهم به معكم؛ لذا وضعت فيه بعض اللبس المقصود، أما أسلوبي الحقيقي فستجده في منتدى الإبداع بعد قليل تلبية لدعوة كريمة من أخي أبي طارق أتمنى أن ينال بعض رضاك .. ولك وله وافر الود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بيان محمد]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 07:00 م]ـ
السلام عليكم
أشكركم إخوتي على هذا التفاعل الجميل، وهذا النقاش النافع، بوركتم، ودمتم للفصيح ذخراً.
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 01:11 ص]ـ
لم يجزم للضرورة الشعرية, غير أن هذا ليس من حسن الشعر, وفي سياق مساجلة شعرية سيكون لقائله الحظ الأنزر للفوز. إن الشاعر الذي يخالف قواعد النحو والصرف جزافا بدعوى الضرورة الشعرية ليس من أشعرهم لا محالة. هناك ضرورات شعرية معترف بها ومعتمدة جميلة جدا وتزيد البيت جمالا, من ذلك تنوين الممنوع من الصرف وحذف الهمزة المتطرفة بعد مد وغيرها مما يمكن مراجعته في منتدى الشعر والقوافي.
مع فائق احترامي ,لكن هذا البيت من عيون الشعر العربي
وأعتقد أن هذا البيت من قصيدة لا أعرف منها إلابيتين هما:
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته = فالطبع مكتسب من كل مصحوب
كالريح آخذة مما تمربه = نتنا من النتن أوطيبا من الطيب
تحياتي
ـ[ضاد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 01:47 ص]ـ
مع فائق احترامي ,لكن هذا البيت من عيون الشعر العربي
وأعتقد أن هذا البيت من قصيدة لا أعرف منها إلابيتين هما:
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته = فالطبع مكتسب من كل مصحوب
كالريح آخذة مما تمربه = نتنا من النتن أوطيبا من الطيب
تحياتي
هناك أبيات كثيرة ذهبت أمثالا واشتهرت بين الناس ولكن فيها عيوب شعرية, وزنا أو نحوا. فأن يكون البيت مشهورا لا يعني أنه سليم. فالناس يأخذون المعنى الحكمي المثلي ولا يعنيهم الوزن الشعري. ولو دخل هذا البيت مساجلة لعيب على قائله الخطأ النحوي, لأن بضدها تعرف الأشياء والمقارنة تظهر العيوب.
وهذا كما قلت لا يعني أن معنى البيت ليس بالجميل, بل إنما هو رائع.
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:55 ص]ـ
هناك أبيات كثيرة ذهبت أمثالا واشتهرت بين الناس ولكن فيها عيوب شعرية, وزنا أو نحوا. فأن يكون البيت مشهورا لا يعني أنه سليم. فالناس يأخذون المعنى الحكمي المثلي ولا يعنيهم الوزن الشعري. ولو دخل هذا البيت مساجلة لعيب على قائله الخطأ النحوي, لأن بضدها تعرف الأشياء والمقارنة تظهر العيوب.
وهذا كما قلت لا يعني أن معنى البيت ليس بالجميل, بل إنما هو رائع.
بحثت عن هذا البيت فوجدت أنه ينسب (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه)
فإن صح فهو حجة في اللغة لأنه ممن يحتج بكلامه.
وإن قلنا: إن عليا ليس شاعرا, فهو من أهل الفصاحة والبلاغة.
وتحظى ينبغي أن تكون مجزومة بالطلب ولاأعتقد أنه لم يتنبه لها.
ولعل أحد أساتذة العروض والقافية يفيدنا مشكورا.
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 07:57 م]ـ
هل جزم المضارع ضرورة ٌ؟!
قال الشاعر:
دعاني دعاني الهوى وأراني ... قتيلا أمُتْ بسهام الغواني
هل كان جزم المضارع ضرورة أو أن له وجها غير ذلك؟
وللجواب على ذلك نقول:
بداية ً، البيت الشعري ليس لأحد ٍ من الشعراء القدامى، فقد بحثت ُ عنه فيما بين يدي من المصارد ولم أجده، ولا شك أنّه لأحدٍ من الشعراء المحدثين، وليس ذلك ممّا يقلل من قيمة البيت الشعري، فالشعر لا يعرف القدم والحداثة، فهو غض ّ ٌ طري ٌ بكل وقت وزمان ٍ،
ولكن ذلك يجعله أقرب الى قبول الخطأ لجهل بعض الشعراء المحدثين – وليس كلهم – بقواعد اللغة العربية ومفهوم الضرورة الشعرية!.
فإنْ قيل: أن ذلك من باب الضرورة، نحو قول أبي طالب (ع):
محمد تفدِ نفسك كلُّ نفسٍ ... إذا ما خفتَ من شيءٍ تبالا
وذلك بجزم الفعل (تفدي)، و قيل أن لام الطلب محذوفة (لتفدِ)، فجزم المضارع من الضرورة، ومن الضرورة أيضاً عدم جزم المضارع المستحقّ للجزم، نحو قول العبسي:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زيادِ
فالأصل في الفعل (يأتيك) أن يجزم بحذف حرف العلة (يأتِك) وذلك لأنه مسبوق بحرف الجزم (لم)، ولم يرتكب الشاعر المعاصرخطأ ً إذ لم يأت بضرورة جديدة، بل هذه الضرورة قديمة، كذا نص ابن جني نقلا عن أستاذه أبي علي الفارسي في كتابه الخصائص، في جواز القياس على ضرورات القدماء، ولا يجوز استحداث ضرورة جديدة.
قلنا: ليس معنى الضرورة الشعرية مخالفة قواعد اللغة العربية، إذ لكل ما ورد من الضرورات
(يُتْبَعُ)
(/)
تأويلٌ وأصلٌ يمكن رده اليه، هذا من ناحية ٍ، ومن ناحية ٍ أخرى، فلم يرد ْ فيما تناقلته المصادر الادبية (قديمها وحديثها) أن جزم الفعل المضارع بلا جازم ٍ من الضرورة، وليس في شعر العرب من ذلك شيء ٌ.
أما بيت ابي طالب فليس مثالاً على جزم المضارع بلا جازم ٍ، فمن النقاد من يرى أن الفعل (تفد ِ) مجزوم بلام الطلب المحذوفة، وأنا أرى أن حذف الياء كثيرٌ في لغة العرب وفي القرآن الكريم وقد جاء منه فيما يخص الأفعال قوله تعالى: (والليل إذا يَسْرِ) و (ذلك ما كنا نبغ ِ فارتدا على آثارهما قصصا) و (يوم يأتِ لا تَكَلّمُ نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد) ومن الاسماء قوله تعالى: (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ِ) و (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ِ)، وفي شعر العرب، ورد ذلك في قول الاعشى:
وأخو الغوان ِ متى يشب ْ يصرمْنه ُ ... ويكُنّ أعداء ً بغير ِ وداد ِ
وقول يزيد بن الطثريّة، وهو شاعر أموي ّ:
فَطَرتُ بمنصلي في يعمُلات ٍ ... دوامي الأيد ِ يخبطن َ السريحا
وجاء في الفية بن مالك ٍ في باب الاضافة:
وبعضُ الاسماء يضافُ ابدا ... وبعضُ ذا قد يأت ِ لفظاً مفردا
وعلى الأرجح فإنّ هذه لغة من لغات العرب وكما يقول الزمخشري في الكشاف: الاجتزاء بالكسرة عن الياء كثير في لغة هذيل.
وبما أن ظاهرة حذف الياء ليستْ مقصورة على الشعر فقط، وإنّما هي موجودة في النثر كذلك وفي أعلى نص في الوجود وهو القرآن الكريم، فإن جَعْلها من الضرورات الشعرية غير صحيح ولا مستقيم.
أما إثبات الياء في بيت عنترة ـ على رواية إثباتها ـ فليس من باب عدم الجزم بالجازم حتى يقاس جواز عكسه على جوازه، وانما هو من باب الاشباع، فقد جوز الكوفيون إشباع الحركات في الضرورة، فالضمة والكسرة والفتحة ينشأ عن إشباعها الواو والياء والألف، كما قال الشاعر:
كأن في أنيابها القَرَنْفُول، أي: القرنفُل
وكما قال الآخر: لا عهد لي بنِيضال، اي: نِضال
وكما قال: أقول إذ خَرَّت عَلَى الكلكال، اي: الكلكَل
وعليه تكون هذه الياء ياء إشباع للكسرة مثل: "اختر قرينك واصطفيه تفاخرا ... "
اقول: المعروف أن البيت لقيس بن زهير العبسي صاحب الفرس داحس التي هي اساس الحرب بين عبس وذبيان، والبيت كالتالي:
ألمْ يبلُغْكَ والأنماءُ تنمي ... بما لاقت لبونُ بني زياد ِ
ولكي نجد للبيت الشعري مخرجا ً، نقول:
أن (دعاني) الاولى مثنى الفعل (دع ْ) بمعنى اترك وبذلك تكون هي فعل الشرط (الطلب)
وعليه يمكن جزم الفعل (امتْ) على انه جواب الشرط (الطلب) الجملة (دعاني الهوى وأراني قتيلا) جملة اعتراضية ويمكن تقدير الكلام على نحو:
(دعاني الهوى وأراني قتيلا ً بسهام الغواني فدعاني أمتْ بسهام الغواني) أو (دعاني أمتْ بسهام الغواني فقد دعاني الهوى وأراني قتيلا ً بسهام الغواني)
وعلى خلاف ذلك (اذا كان الفعل دعاني بمعنى الدعوة والنداء وهو مكرر للتأكيد) فالبيت فيه عيب وخطأ، ويمكن تصحيحهُ على النحو التالي:
دعاني دعاني الهوى وأراني ... قتيلا ً أموتُ بسهم الغواني
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 08:22 م]ـ
أولاً علينا أن نشكر المبدع الفذ شاعر هذا البيت على رقة مشاعره أولاً , ثم على فتح الفرصة أمام أرباب اللغة ليجودوا علينا بغزير علمهم , فبارك الله فيهم جميعاً.
،البيت الشعري ليس لأحد ٍ من الشعراء القدامى
صدقت وإليك الدليل:
بقي أن أشير إلى أن البيت هو من مقول أخيكم المحب صاحب الموضوع، أحب أن يسهم به معكم في إثراء هذا المنتدى المميز ..
وهذا بخصوص التخريج:
يمكن إعادة ترتيب البيت على الشكل التالي:
دعاني الهوى وأراني قتيلا
دعاني أمت بسيف الغواني
أو: دعاني أمت بسيف الغواني
دعاني الهوى وأراني قتيلا
وهنا يكون الفعل مجزوما لأنه واقع في جواب الطلب "دعاني " أي: اتركاني، أو مجزوم لأنه جواب شرط مقدر ويمكن تقديره هكذا: دعاني (اتركاني) وإن تدعاني أمت ..... إلخ.
فالفعل (دعاني) الذي تكرر، واحد منهما فعل أمر والثاني فعل ماض.
فبورك فيك أستاذ شاكر وبورك في الأساتذة جميعاً. وكذا الشكر موصول غير منقوص لشاعرنا ومبدعنا والنحوي النحرير على المعشي.
دمتم بخير
ـ[أبو تمام]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 12:54 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
تحية عطرة لجميع الأخوة الأساتذة المشاركين على ما أفادونا به.
أخي الكريم شاكر الغزي، أود أن أعقب على ما تفضلت به من مغالطات، وتصحيح ما زعمته من أمور، فليكن صدرك رحبا لقبول ذلك.
أولا: قلت - رعاك الله - "ليس معنى الضرورة الشعربية مخالفة قواعد اللغة العربية، إذ لكل ما ورد من الضرورات تأويلٌ وأصلٌ يمكن رده اليه".
فما الضرورة بنظرك؟ فحينما يقعدون على أن (ال) لا تدخل الفعل، ثم يرون من يكسر هذه القاعدة ويقول:
ما أنت بالحكم الترضى حكومته **ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
ماذا تسمي دخول (أل) على الفعل التي هي من علامات الاسم؟
وحينما يقعدون على وجوب استتار ضمير (أنْ) المخففة، ثم يرون من يكسر هذه القاعدة فيقول:
بأنْكَ ربيعٌ وغيثٌ مريعٌ **وأنْك هناك تكون الثمالا
فمذا تسمى هذا؟؟ أليس كسرا للقاعدة؟
اعلم أن" الشعراء أمراء الكلام (كما قال الخليل) يصرفونه أنّا شاؤوا "، غير أننا يجب أن نعلم أن كسرهم للقواعد محدود وله مواضع معينه، ولم يخطّؤهم أحد لأنهم في عصر أجمع النحاة على أن اللغة بلغت فيه الدرجة العليا في الفصاحة.
ثم إني أرى أنك تناقض نفسك بنفسك، فكيف تقول أن الضرورة ليست مخالفة القواعد، ثم تقول لأن لكل ما ورد تأويل وأصل يمكن الرجوع إليه، إذ على زعمك الضرورة تكون لما ليس له أصل وتأويل في كلامهم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى اعلم أن التاويل لم يأت به النحاة إلا لرد النصوص المخالفة للقواعد، لكي لا يحكم على هذه النصوص بالشذوذ، فالنحوي يلجأ للتأويل حينما يجد نصا مخالفا للقاعدة، وهذا النص من عصر الاحتجاج، فيحاول أن يرده إلى القاعدة بالتأويل، وإذا لم يمكن، تركَه وحكم عليه بأنه شاذ لأنه مخالف للقاعدة.
فإذا أمكن تأويل الضرورات (على حد زعمك) فما الفائدة إذن من إطلاق مصطلح (ضرورة) عليها التي هي نوع من الشذوذ النحوي خاص بالشعر؟
قال الأستاذ فتحي الدجني في كتابه (ظاهرة الشذوذ في النحو العربي):" نرى تقاربا شديدا بين المفهومين (أي الضرورة والشذوذ) فالضرورة خروج عن القياس، وكذلك الشذوذ". ص 39، ط1، 1974م، وكالة المطبوعات، الكويت.
وقال أحد المعاصرين (أظنه الأستاذ تمام حسّان) في كتاب (أسرار اللغة):" وقد خطرت فكرة الضرورة الشعرية بأذهان أولئك النحاة الأوائل الذين وجدوا بعض الشواهد لا تنطبق على قواعدهم وأصولهم، ففسروها على أن الناظم قد اضطر اضطرارا لسلوك هذا الشطط خضوعا للوزن، والقوافي الشعرية ". نقلا من السابق 45.
وهذا يجرني إلى الحديث عن الضرورة بإيجاز، لكي تعم الفائدة.
عرّف ابن مالك الضرورة بأنها:" ما ليس للشاعر عنده مندوحة (مخلص).
وعرّفه جمهور النحاة بأنه:" ماوقع في الشعر مما لا يقع في النثر سواء أكان للشاعر عنه مندوحة أم لا "
وقد رد الشاطبي، وأبو حيان على ابن مالك، لأنه على زعمه لا تجود ضرورة، لأنه ما من تعبير إلا ويمكن للشاعر تغييره.
ومن هذه الردود:
قال الشاطبي في أحد ردوده: أنه قد يكون للمعنى عبارتان أو أكثر، واحده يلزم فيها ضرورة إلا أنها مطابقة لمقتضى الحال، ولا شك أنهم في هذه الحال يرجعون إلى الضرورة لأن اعتناءهم بالمعاني أشد من اعتنائهم بالألفاظ.
وبين أبو حيّان الأندلسي أنّ ابن مالك لم يفهم معنى الضرورة في قول النحاة، فقال ابن مالك في غير موضع ": ليس هذا البيت بضرورة لأن قائله متمكن من أن يقول كذا". ففهم أن الضرورة في اصطلاحهم هو الإلجاء إلى الشيء، (يقال أنهم لا يلجؤون إلى ذلك إذ يمكن أن يقول كذا) وذكر أنه على زعمه لا توجد ضرورة أصلا لأنه ما من ضرورة إلا ويمكن إزالتها، ونظم تركيب آخر غير ذلك الترتيب، وإنما يعنون بالضرورة أن ذلك في تراكيبهم الواقعة في الشعر المختصة به، ولا يقع في كلامهم (النثر)، وإنما يستعملون في الشعر خاصة دون الكلام، ولا يعني النحاة بالضرورة أنه لا مندوحة عن النطق بهذا اللفظ، وإنما يعنون ما ذكرناه، وإلا كان لا يوجد ضرورة لأنه ما من لفظ إلا ويمكن الشاعر أن يغييره. نقلا من كتاب الضرائر وما يسوغ لشاعر دون الناثر، لمحمود شكري الالوسي، ط1، 1998م، دار الآفاق العربية، القاهرة، صفحة 6 يتصرف يسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويصنف النحاة الضرورة إلى حسنة وقبيحة، فالحسنة عندهم ما لا تستهجن، ولا تستوحش منه النفس، كصرف ما لا ينصرف، وقصر الممدود، وحذف ياء فعاليل، وغيرها.
أما المستقبحة ما تستوحش منه النفس، كالأسماء المعدولة عن وضعها الأصلي، بتغيير ما، كالزيادة، والنقصان. انظر الضرائر 15.
وقد قسمها النحاة إلى عدة تقسيمات، فالسيرافي في كتابه (مايحتمل الشعر من الضرورة) قسمها إلى: زيادة، ونقصان، وحذف، وتقديم، وتأخير، وإبدال، وتغيير وجه من الإعراب إلى وجه آخر على طريق التشبيه، وتأنيث المذكر، وتذكير المؤنث.
أما ابن عصفور فقسمها في كتابه (شرح جمل الزجاجي) إلى: زيادة، ونقص، وتقديم، وتأخير، والبدل.
أما الألوسي فجمعها في ثلاث: ضرورة الزيادة، وضرورة الحذف، وضرورة التغيير.
والضرائر سماعية، لا يجوز للمحدث أن يستحدث ضرورة جديدة، ويجوز القياس على ضرورات القدماء كما نص ابن جني في خصائصه عن أستاذه أبي علي الفارسي.
وابن عصفور في شرح جمل الزجاجي، يجعل من الضرورات ما هو قياسي جائز، وما هو غير جائز، في كل قسم قسمه فيما سبق ذكره.
وقد توافق الضرورة الشعرية بعض لغات العرب (في نثرهم وشعرهم)، فيصبح الحكم النحوي ليس ضرورة، بل شاذ، قال أبو سعيد القرشي في أرجوزته في فن الضرائر:
وربما تصادف الضرورة ** بعض لغات العرب المشهورة
ينظر الضرائر 24.
وقد بين الأستاذ فتحي الدجني في كتابه ظاهرة الشذوذ في النحوي العربي ذلك، فذكر أنه كل ماشذّ في الشعر، ولم يرد فيه كلام منثور يسمى ضرورة، اما إذا ورد فيه كلام منثور فهو شاذ، فهذا البغدادي صاحب خزانة الأدب (عقّب على قول الشاعر:
وقد بعدت بالوصل بيني وبينها ... بلى إن من زار القبور ليبعدا
ذاكرا أن بعض النحاة زعم ان بلى تستعمل بعد الإيجاب كما في البيت، وهو شاذ عندهم، لأن القياس أن يقول: نعم.
ولم يقولوا ضرورة لأنه جاء مثله في الحديث الصحيح.
أخرج البخاري في صحيحه ن عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قالوا: بلى.) نقلا من السابق 42، الذي نقله من خزانة الأدب للبغدادي.
كذلك في رده على الرضي، فحينما ذكر الرضي أن المبرد يرى أن (حتى) تجر الضمير، ذكر أن الجر بها خاص بالظاهر خلافا للمبرد الذي ذكر قول الشاعر:
فلا والله لا يلفي أناسُ ** فتًى حتّاكَ يابن أبي يزيدِ
أن هذا البيت شاذ.
أما البغدادي فقال أن الأحسن أن يقول ضرورة، فإنه لم يرد في كلام ٍ منثور. انظر السابق 43،وهو نقل من خزانة الأدب.
هذا وقد تختلف أحكام النحاة المتقدمين عن المتأخرين، لاختلاف السماع عندهم، فقد يحكم نحوي على بيت بالضرورة لأنه لم يسمع بالنثر مثيله، وقد يأتي نحوي بعده فيسمع أو يطلع على مثيله في النثر بحكم تأخره عن النحوي، فيذكر أن البيت شاذ وليس بضرورة، فمن ذلك دخول لام الابتداء على الخبر في قول الشاعر:
أمُ الحُليسِ لعجوزٌ شهر به ** ترضى من اللحمِ بعظمِ الرقبه
فحكم ابن جني وابن عصفور على البيت بالضرورة، أما ابن عقيل والرضي اعتبراه شاذ. 44 السابق.
هذا وقد يطول الحديث أكثر لكن تكتفي بما ذكر، ولنعد إلى الموضوع.
ثانيا: أخي الكريم شاكر، أما قولك - رعاك الله – "لم يرد فيما تناقلته المصادر الأدبية (قديمها وحديثها) أن جزم الفعل المضارع بلا جازم من الضرورة، وليس في شعر العرب من ذلك شيء " فعجيب!!!
إذ هذا يتطلب منك أولا ذكر المصادر التي استقت منها هذا الكلام، أما وإن تطلق الكلام جزافا، من غير دليل، ولا يعرف السبيل، فلا نسمح به بتاتا، فمن فقد الدليل ضلّ السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إني أودّ أن أعرف ماذا تقصد بالكتب الأدبية؟؟ هل الدواوين؟ أم أمهات الكتب كالبيان والتبيين، العقد الفريد، والأغاني، والشعر والشعراء، وطبقات فحول الشعراء .... ، أم كتب النقد القديمة والحديثة؟ أظنك تقصد الكتب النحوية لذا سأجيبك لأن النحاة هم من استفاض بالحديث عن الضرورة الشعرية وفصّلوا بها أكثر من غيرهم، وأول من تحدث بها، كسيبويه، وابن جني، والسيرافي، وابن عصفور، وغيرهم، فالنحوي قديما ناقد، وأديب، ولغوي، أما ما يتحدث به الأديب مستندا على أقواله، وما حوته كتب الأدب معتمدة عليها أيضا فيؤخذ منه.
انتبه أخي الكريم، السكون علامة الجزم الأصلية، والفعل المضارع إذا سكّن فهو دليل على جزمه، قال سيبويه بعد أن كر مجموعة من الشواهد سلبت فيها حركة الإعراب، واكتفي بالسكون:" شبهوا هذه الضمات والكسرات المحذوفة بالضمة من (عضُد)، والكسرة من (فخِذ) حين قالوا: عضْد، وفخْذ، غير أن حذفها من (عضد وفخذ) حسن مطّرد في الشعر والكلام جميعا، من قبل أنه لا يزيل معنى، ولا يغير إعرابا، وفيما ذكرناه يزول الإعراب الذي تنعقد المعاني، إلا أنه شبه اللفظ باللفظ" انظر ما يحتمل الشعر من الضرورة، للسيرافي، تحقيق عوض القوزي، ط3، 1993م، دار المعارف، السعودية، ص144، نقله السيرافي من الكتاب بتصرف.
فمن هذه الأبيات قول امرؤ القيس:
فاليومَ أشربْ غير مستحقبٍ **إثما من الله ولا واغلِ
قلت: عدّ سيبويه تسكين الفعل (أشربْ) إزالة للإعراب (وهو من حالة الرفع إلى حالة الجزم)، وقد عدّ السيرافي ذلك من الضرورة، ونص قائلا: ومن ذلك حذف الضمة والكسرة في الإعراب. السابق 138.
وقال في صفحة أخرى بعد أن عرض رأي المبرد الذي ينكر ذلك ويأباه (أي تسكين حركة الإعراب)، ويروي الأبيات بروايات أخرى:" والقول عندي ماقاله سيبويه في جواز تسكين حركة الإعراب للضرورة ". السابق144.
ونقل الألوسي في باب (إجراء المرفوع مجرى المجزوم) في كتابه الضرائر، والذي يعد بطبيعة الحال ذا منها قول ابن عصفورفي كتابه أيضا الضرائر:" ومن الضرورة حذف علامتي الإعراب الضمة، والكسرة من الحرف الصحيح تخفيفا " ثم ذكر بيت امرئ القيس السابق، " إلى أن قال وأنكر المبرد والزجاجي التسكين في جميع ذلك لما فيه من إذهاب حركة الإعراب وهي لمعنى ... " ص192.
قلت أليس الجزم بإعراب يا أخي شاكر؟؟
وقال ابن عصفور في كتابه شرح جمل الزجاجي في باب ما يجزم من الجوابات:" وأما ما ورد في الحديث من حملهم (لاتشرفْ يصبك سهم) فإنه من تسكين المرفوع الذي لايجوز إلا ضرورة أو في قليل من الكلام نحو قول امرئ القيس " ثم ساق البيت الذي ذكرناه. ينظر شرح جمل الزجاجي، تحقيق فواز الشعار، ط1، 1998م، دار الكتب العلمية، بيروت، 2/ 308.
كذلك ساق نفس البيت في نفس الكتاب في الجزء الثالث، باب (مايجوز للشاعر أن يستعمله في ضرورة الشعر) وعد ذلك من ضرورة الحذف. 3/ 202.
ومثله من المعاصرين وهو الأستاذ محمد حماسة في كتابه (العلامة الإعرابية في الجملة بين القديم والحديث)، حينما عد ذلك مما تسلب فيه العلامة من أجل ضرورة الشعر (الوزن)، فبين عددا من المواضع التي تعد ضرورة منها تحت رقم (6) جزم الفعل الصحيح الآخر في غير موضع الجزم، وساق بيت امرئ القيس، وعدة أبيات منها:
قول لبيد:
ترّاك أمكنةٍ إذا لم أرضها ** أو يرتبطْ بعض النفوس حمامها
الشاهد تسكين (يرتبط) لأنه منصوب بأن بعد (أو) التي بمعنى إلى أن، وليس معطوفا على السابق، لأن المعنى لا يحتمل.
وقول جرير: سيروا بني العم فالأهوازُ منزلكم **ونهر تيرى فلا تعرفْكم العربُ
بجزم (تعرفكم).
وقول امرئ القيس:
وناعٍ يخبرْنا بمهلك سيّدٍ ** تقطّعُ من وجدٍ عليه الأناملُ
بتسكين (يخبرنا).
وقول الراعي:
تأبى قضاعةُ أن تعرفْ لكم نسبا ** وابنا نزارٍ فأنتم بيضةُ البلدِ
ينظر العلامة الإعرابية، ط1، 2001م، دار غريب، القاهرة، ص393، هذا وللمؤلف كتاب بعنوان الضرورة الشعرية في النحو العربي، لم يقع بيدي.
وغيرها كثير من الشواهد التي أنكرت.، والتي ادعيت أنه ليس من شعر العرب شيء منها. فهل يصح هذا الكلام؟؟ أنصح نفسي وإياك بالتثبت قبل إصدار حرف واحد في مسألة ما.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولك:"فمن النقاد (النحاة أفضل) من يرى أن الفعل (تفدِ) مجزوم بلام الطلب المحذوفة، وانا أرى حذف الياء كثير في لغة العرب والقرآن ".
أقول نعم صدقت حذف الياء قد تحمل على أنها لغة، ولكن هذا البيت حُمل على أنّ (لام الطلب) لا تحذف إلا بالضرورة، لأنه وجد لها نظير من الشواهد، قال ابن هشام في مغني اللبيب باب الام (لام الجزم أو الطلب أو الأمر):" وقد تحذف اللام في الشعر ويبقى عملها كقوله:
فلا تستطلْ مني بقائي ومُدتي **ولكن يكنْ للخير منكَ نصيبُ
وقوله:
محمد تفدِ نفسك كلَّ نفسٍ ** إذا ما خِفت من شيءٍ تبالا
أي: ليكنْ، ولتفدِ" ...
ومنع المبرد حذف اللام وبقاء عملها حتى في الشعر ... " ينظر مغني اللبيب، تحقيق عبداللطيف الخطيب، ط1، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2000م، 3/ 228.
قال الألوسي:" جاء في ضرورة الشعر حذف لام الأمر في فعل غير الفاعل المخاطب، كقوله:
محمد تفدِ ...
والتقدير يا محمد لتفدِ نفسك كل نفس، قال سيبويه: واعلم أن هذه اللام قد يجوز حذفها في الشعر وتعمل مضمرة كأنهم شبهوها بأن إذ اعملوها ...
وقال متمم بن نويرة:
على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي **لك الويلُ حُرَّ الوجه، أو يبكِ من بكى
أراد: ليبكِ.
وقال الأعلم: هذا من أقبح الضرورة، لأن الجازم أضعف من الجار، وحرف الجر لا يضمر، وقد قيل أنه مرفوع حذفت لامه ضرورة، واكنفى بالكسرة منها، وهذا أسهل في الضرورة وأقرب. انتهى " الضرائر 57.
قال الأستاذ عباس حسن في كتابه النحو الوافي:" وإما قليل (أي حذف لام الأمر الطلب) مقصور على حالة الضرورة الشعرية، وهذا إن لم يسبقها شيء من مادة القول نحو:
محمد تفدِ ...
وقول الآخر:
فلا تستطلْ مني بقائي ومدتي ** ولكن يكنْ للخير منك نصيبُ
والأصل فيهما لتفدِ، وليكنْ، فحذف اللام للضرورة " ينظر النحو الوافي، ط3/ 1974م، دار المعرف، مصر، 4/ 408.
قلت: أما قوله (قبل هذا الكلام الذي نقلته) وحذفها كثير مطرد وهو بعد القول، فهو نحو قوله تعالى:"قل لعبادي الذين آمنوا يفيموا الصلاة ... " أي: ليقيموا الصلاة، أما هذه الأبيات فالقول منتفٍ، لذلك عدّ حذف اللام ضرورة.
وقد مرّ بنا أن الأستاذ محمد حماسة عدّ البيت الثاني مما سبق من ضرورة جزم المضارع الصحيح بلا جازم.
وقال ابن عصفور في شرح جمل الزجاجي 2/ 254:" فإن قلت أجزمه بإضمار اللام، فالجواب: أنه لايضمر الجازم إلا في ضرورة، مثل قوله:
محمد تفدِ .... ".
وقال في ص304 في نفس الجزء:" واعلم أنه لا يجوز حذف الجازم وإبقاء عمله إلا في لام الامر خاصة، وذلك ضرورة، نحو قوله:
محمد تفدِ ... ".
فما وقعت يدي، ولا وقع ناظري على أنّ هذا البيت استشهد به على أنه أتى على لغة من لغات العرب، إذ أغلب النحاة (قلت الأغلب) مما وجدت استشهدوا به على حذف لام الامر كما هو واضح، الذي لا يحمل على قوله تعالى:"إذا يسر"، و"ما كنا نبغِ"، "يوم يأتِ"، أما الأسماء التي في الآيات "المتعال" و "الواد" فمستحيل تقدير اللام فيها فتقول أنه أراد: والليل ليسر، يوم ليأت لا تكلم ... ، ذلك ما كنا لنبغ، كذلك في الأبيات التي ذكرت، فالمعنى لا يحتمل شيئا فتنبه أخي الكريم لأنك وضعت الشاهد في غير موضعه، ولا حجة في كل ما ذكرت لأنه من باب ضرورة أخرى، أو أنها لغة، وفي هذا تفصيل سوف أتجنبه إلا إذا أحببت أن أخوضه في مرة مقبلة- إن شاء الله -.
أما ما عنيته أنا عند ذكري لبيت قيس العبسي فليس من باب القياس – بارك الله فيك – بل للتبيين للأخرة أنه يعد كذلك من الضرورات، كنوع من زيادة معرفة لاأكثر ولا أقل، وقد عده جمهور النحاة ضرورة (أقول جمهور النحاة)، أما قولك إشباع فهو وجه، لا يفرض على بقية الوجوه إذ ورد نظير ذلك بأن (لم) قد لا تجزم في الضرورة، وفيه تفصيل إذا أحببت عرضناه لك.
تحية لك أخي الكريم واسمح لي على الإطالة لأني والله لا أرجو بها إلا الفائدة لي ولك وللأخوان، بارك الله في الجميع.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 08 - 2006, 07:30 م]ـ
أبا تمام جهد مشكور. وجزاك الله خيراً. أستاذنا الفاضل , مثل هذه الردود بهذا الحجم تتعب القارئ حفظك الله ورعاك , لا بأس لو جزأت ردك إلى عدة ردود فهذا أدعى للمتابعة.
ولا بأس من أن نخطئ , ولا بأس أن نوجَه. وصدورنا رحبة طالما أننا نتمتع بحسن التعامل فيما بيننا , وعدم تجريح بعضنا. ولم أرَ كأساتذة الفصيح أمثالكم في حسن تعاملهم مع إخوانهم.
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى(/)
المصراف: برنامج لتصريف الأفعال أعجبني جدا!
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 11:27 م]ـ
موقع عثرت عليه بقدر الله عبارة عن برنامج صغير لتصريف الأفعال, تحدد فيه الفعل ويقوم البرنامج بتصريفه في الماضي والمضارعات والأمر والمبني للمجهول.
محاولة جميلة جدا لـ"مكننة" تصريف الأفعال, وأنتظر آراء الخبراء بعد اختبار البرنامج.
http://acon.baykal.be/index.php
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 07 - 2006, 11:32 م]ـ
وجدت فيه أول مشكلة مع فعل \ر أ ي\ لم يعرف كيف يصرفها ( http://acon.baykal.be/index.php?r3=%D9%8A&r2=%D8%A3&r1=%D8%B1&pvowel=a&ivowel=a&root=v&I=1&II=1&III=1&IV=1&V=1&VI=1&VII=1&VIII=1&IX=1&X=1)
ـ[بيان محمد]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً أخي على هذا البرنامج الذي لا يخلو من الفائدة ..
إلا أنني وجدتُ فيه مشكلةً نحوية، وهي أنه في حال نصب الأفعال، وفي حال جزمها، لا يُدخِل عليها عوامل النصب أو الجزم، وإنما يكتفي بإدخال المبتدأ وهو الضمير المنفصل، فيحذف نون الرفع مثلاً من الأفعال الخمسة، فمثلاً الفعل (صرع)، يصرّفه البرنامج على الطريقة الآتية:
في حالة الرفع
هُوَ يَصْرَعُ، هُمَا يَصْرَعَانِ، هُمْ يَصْرَعُونَ، هِيَ تَصْرَعُ، هُمَا تَصْرَعَانِ، هُنَّ يَصْرَعْنَ، أَنْتَ تَصْرَعُ،
أَنْتُمَا تَصْرَعَانِ، أَنْتُمْ تَصْرَعُونَ، أَنْتِ تَصْرَعِينَ، أَنْتُمَا تَصْرَعَانِ، أَنْتُنَّ تَصْرَعْنَ، أَنَا أَصْرَعُ، نَحْنُ نَصْرَعُ
وفي حالة النصب ـ وهو المشكل ـ
هُوَ يَصْرَعَ، هُمَا يَصْرَعَا، هُمْ يَصْرَعُوا، هِيَ تَصْرَعَ، هُمَا تَصْرَعَا، هُنَّ يَصْرَعْنَ،
أَنْتَ تَصْرَعَ، أَنْتُمَا تَصْرَعَا، أَنْتُمْ تَصْرَعُوا، أَنْتِ تَصْرَعِي، أَنْتُمَا تَصْرَعَا، أَنْتُنَّ تَصْرَعْنَ، أَنَا أَصْرَعَ، نَحْنُ نَصْرَعَ
وفي حالة الجزم ـ وهو مشكل أيضاً ـ
هُوَ يَصْرَعْ هُمَا يَصْرَعَا هُمْ يَصْرَعُوا، هِيَ تَصْرَعْ، هُمَا تَصْرَعَا، هُنَّ يَصْرَعْنَ،
أَنْتَ تَصْرَعْ، أَنْتُمَا تَصْرَعَا، أَنْتُمْ تَصْرَعُوا، أَنْتِ تَصْرَعِي، أَنْتُمَا تَصْرَعَا، أَنْتُنَّ تَصْرَعْنَ، أَنَا أَصْرَعْ، نَحْنُ نَصْرَعْ
مع الشكر والاعتزاز
ـ[الهاشمية]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 09:18 م]ـ
شكرا لك أخي ضاد ..
إلا أنني وجدته كما وجده أخي بيان.(/)
ربما لها تخريج ولكنها محيرة جدا ****
ـ[المعتصم]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 11:07 ص]ـ
أخوتي أعضاء الفصيح أحيكم بتحية الإسلام العظيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جاء في قول الرسول _صلى الله عليه وسلم _: (يسعى بذمتهم أدناهم) ما هو موقع شيه الجملة (بذمتهم) من الإعراب؟ وما هو تاويلها؟ بارك الله فيكم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 04:47 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ربما كان الفعل "يسعى" لازما لا يتعدى لمفعوله إلا بواسطة حرف الجر، فتقول: سعيت به، أو: له، أو: معه، أو: فيه، فتكون "بذمتهم": جار ومجرور متعلق الفعل "يسعى"، فكأنه هو المفعول به على سبيل التقريب، و "أدناهم": الفاعل، ولست متأكدا من هذا القول، والله أعلى وأعلم.
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 08:58 م]ـ
الجار والمجرور متعلق بيسعى وليس فيها غير ذلك(/)
ولقد همت به ..
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 01:50 م]ـ
ذكر المفسؤون أوجها عديدة في شرح معنى الآية الكريمة من سورة يوسف، ونوعوا القول في بيان الوجه المراد من هم يوسف عليه السلام .. و تحصيل ما استقر عندي قول الغلامة النسفي رحمه الله تعالى من أن المراد من هم يوسف، هو هم الطباع مع الامتناع. ولكن تكرر على مسمعي قول بعضهم من أن المراد، هو هم الهروب؟! وهو تأويل لم أرتضه، ولما أستسغه! اذ قائل ذلك عندي، عن كلام العرب بمنقطع الثرى .. لمخالفته صريح النص القرآني .. مع ما فيه من ابطال لمعنى الامتناع في "لولا" .. وحكم ذلك مبني على فهم جملة المتناع فحسب، والله تعالى وحده أعلم بكلامه .. أنتظر ردا محكما وأمرا مبرما .. !
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 07:08 م]ـ
ذهب بعض المفسرين الى أن معنى هم بها هو انه هم أن يبطش بها والله أعلم
لأن الحق تبارك يقول بعدها ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء)) فالفحشاء هو مواقعة المرأة والسوء هو البطش بها
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 02:19 ص]ـ
السلام عليكم
وسمعت من أحد الإخوان أنه قرأتفسيرا مامفاده:
أن البرهان هو: الإيمان
فلولم يكن برهان ربه موجودا مسبقا, وهو وقاية من الوقوع في الخطيئة
لـ (همّ) بها فكان مانعا له.
والعهدة على الناقل.
والله أعلم
ـ[السوسني]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 04:54 ص]ـ
صح عن ابن عباس أنه همَّ بها كما يقع للرجل حينما يرى امرأة، لكنه لم يفعل الفاحشة، وقد وقاه الله منها، وابن عباس أعلم بكتاب الله، واعلم بمقام الأنبياء عليهم السلام منَّا، وكل من ردَّ هم يوسف إلى غير هذا المعنى رجع إلى أصل عقلي افترضه، وهو انه لا يصح أن يقع ذلك من يوسف عليه السلام.
ومن اخبره أن ذلك لا يصح أن يقع من يوسف؟!
أتُراه سيكون أعلم من ابن عباس والحسن البصري وأبي عبيد القاسم بن سلام وابن الأنباري وغيرهم من التابعين واتباعهم ممن أثبت هم يوسف عليه السلام؟!
وما من أحد صرف الهم عن ظاهره المعروف إلى منكرات التأويل إلا كان متعمده معتمد المعتزلة، وهو العقل المجرد الذي يفترض قواعد عقلية يحاكم النصوص إليها، فإن جاءت على وفق قواعده العقلية وإلا كان حقها التاويل، وكأن الله يخاطبنا بمالا نعلم، او يخاطبنا بألغاز، فيكون ظاهر الكلام غير الباطن الذي هو الصواب في نظرهم، وهو معنى التأويل عند بعضهم.
وهذه القواعد العقلية هي التي جرَّت بعض علماء الكلام إلى أن يقول: إن الإيمان بظواهر القرآن في بعض مسائل الاعتقاد كفر، وكأن الله يخاطبنا بما لا يريد ان نفهم من ظاهر كلامه.
عليكم بما قال الصحابة في مثل هذه الأمور، فهم أدرى منا وأعلم وأسلم وأحكم.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 01:53 م]ـ
في أضواء البيان تحقيقا كبيرا لهذه المسألة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 05:52 م]ـ
السؤال:
ما تفسير الآية: (ولقد همّت به وهمّ بها) في سورة يوسف، مع أن يوسف عليه السلام " عفيف " وقد رفض الانصياع لنزوة امرأة العزيز، فكيف يهمّ بها؟.
الجواب:
الحمد لله
قال تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ) يوسف/24
كان همها للمعصية، أما يوسف عليه السلام فإنه لو لم ير برهان ربه لَهَمَّ بها - لطبع البشر - ولكنه لم يهم؛ لوجود البرهان.
إذًا في الكلام تقديم وتأخير، أي: لولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بها.
قال أبو حاتم: كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة، فلما أتيت على قوله: (ولقد همت به وهم بها) قال أبو عبيد: هذا على التقديم والتأخير؛ كأنه أراد: ولقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها.
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 9/ 165.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان [3/ 58].
" الجواب عنه من وجهين:
الأول: أن المراد بِهَمِّ يوسف خاطر قلبي صرفه عنه وازع التقوى، وقال بعضهم: هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى، وهذا لا معصية فيه؛ لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف، كما في الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك) يعني ميل القلب. أبو داود، السنن، رقم الحديث 2134.
ومثل هذا ميل الصائم إلى الماء البارد والطعام مع أن تقواه تمنعه من الشرب والأكل وهو صائم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من هم بسيئة فلم يفعلها كتبت له حسنة كاملة) أخرجه البخاري في صحيحه برقم 6491، ومسلم برقم 207.
الجواب الثاني: أن يوسف عليه السلام لم يقع منه الهم أصلاً، بل هو منفي عنه لوجود البرهان.
إلى أن قال: هذا الوجه الذي اختاره أبو حسان وغيره هو أجرى على قواعد اللغة العربية " اهـ.
ثم بدأ يستطرد الأدلة على ما رجحه، وبناء على ما تقدم فإن معنى الآية والله أعلم أن يوسف عليه السلام لولا أن رأى برهان ربه لهم بها، ولكنه لما رأى برهان ربه لم يهم بها، ولم يحصل منه أصلاً.
وكذلك فإن مجرد الهم بالشيء دون فعله لا يعد خطيئة.
المصدر ( http://63.175.194.25/index.php?ds=qa&lv=browse&QR=45365&dgn=4&ln=ara)
ومن كان لديه كتاب الشنقيطي , فليأتينا بالأدلة مشكوراً مأجوراً بإذن الله.
للذكرى:
ألا تستهدف المقالات المنشورة إثارة النعرات الطائفية أو التعصب الديني أو النقاشات الدينية الساخنة أو إهانة معتقدات الأشخاص الآخرين.
لا يجوز لأحد فتح باب حوار عقدي في المنتدى ولا جعل القضايا اللغوية وسيلة لأهداف غير لغوية.
دمتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 06:32 م]ـ
لعل هذا ماأردته وفهمته
شكرا ياأباطارق على هذا النقل.
ـ[إكليل]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 11:44 م]ـ
أقول - والله أعلم - في هذه المسألة أن المقصود بالهمّ هو الميل إلى إرضائها عاطفياً - إذا صح التعبير- وليس بالضرورة أن يكون الهم لفعل الفاحشة .. لا بد أن نتصور أن هذا الهم كان نتيجة محاولات عدة من امرأة العزيز محاولات من طرف خفي بصورة تلميح .. ولما أحست منه نوعاً من الاستجابة تحول الأمر إلى تصريح (هيت لك) وقامت بتغليق الأبواب ..
وحين نقول أن النبي يوسف همّ بها على هذا النحو فتداركته عناية ربه به .. فهذا لا يُنقص من عظمة هذا النبي .. بل على العكس من ذلك لأن الامتناع عن شيء مرغوب بعد مجاهدة أثقل في الميزان من الامتناع عن شيء لا يؤبه له .. وبغض النظر عن أقوال المفسرين يمكننا فهم المقصود من الهمّ من خلال القرائن اللفظية والحالية الموجودة في نسيج القصة .. ومنها مثلاً قول يوسف: (وإلا تصرف عني كيدهنّ أصبُ إليهن ... ) فهذا دليل على مدى المعاناة التي يتلقاها يوسف كبشر .. والله أعلم.(/)
مساعدة ضرورية
ـ[بليغ]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:48 م]ـ
:::
لو سمحتم أريد معلومات عن
الأسلوب الخبري
الأسلوب الإنشائي
أسلوب الأمر
أسلوب النهي
أسلوب الاستفهام
وتسلمون
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 05:46 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
الخبر والإنشاء قسما الكلام.
والخبر هو: ما يقبل التصديق والتكذيب، كقولك: جاء زيد، فالمخاطب يستطيع أن يصدقك، أو يكذبك، وهو إما أن يكون:
ابتدائيا، إن كان المخاطب خالي الذهن، كقولك: زيد قائم، بلا مؤكدات.
أو طلبيا، إن كان المخاطب شاكا، كقولك: إن زيدا قائم، بمؤكد واحد "إن".
أو إنكاريا، إن كان المخاطب منكرا، كقولك: إن زيدا لقائم، بمؤكدين: "إن" و "اللام" في "لقائم".
فكلما ازداد إنكار المخاطب، كلما ازدادت المؤكدات.
وقد يراد به الإنشاء، كما في قوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ)، أي: ليرضعن أولادهن، فالصيغة صيغة خبر أريد بها أمرهن بإرضاع أولادهن، تأكيدا على الأمر، وكأنه أصبح خبرا مسلما به، لشروعهن فيه.
وأما الإنشاء: فضابطه، أنه ما لا يحتمل الصدق أو الكذب، كقولك: هل جاء زيد، فالمخاطب لا يستطيع تصديقك أو تكذيبك لأنك لم تأت بخبر يقبل تصديقا أو تكذيبا، ويندرج تحته ما ذكرته من:
الأمر: كقولك: قم، أو: لتقم.
والنهي: كقولك: لا تقم.
والاستفهام: كقولك: هل قمت.
والتمني: وهو طلب المستحيل أو ما فيه عسر، كقولك: ليت الشباب يعود يوما، فهو أمر مستحيل.
والرجاء: وهو طلب الأمر الممكن، كقولك: لعل الله يشفيني فأزورك.
والنداء: كقولك: يا بليغ ائتنا.
والعرض: وهو الطلب برفق، كقولك: ألا تزورنا فنكرمك.
والتحضيض: وهو الطلب مع حث وإزعاج، كقولك: هلا أديت واجبك فتنجح.
وقد يأتي الأمر ويراد به الخبر:
كما في قوله تعالى: (وقال الذين كفروا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم)، فقوله: (ولنحمل) بصورة الأمر، والمراد بها الخبر: أي: ونحن نحمل خطاياكم، وفائدة ذلك: تنزيل الشيء المخبر عنه منزلة المفروض الملزم به.
والله أعلى وأعلم.
دم طيبا أيها البليغ الكريم، ومرحبا بك في هذا المنتدى الكريم.
ـ[الأحمر]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم
هناك موضوع لي في منتدى البلاغة (الخبر والإنشاء) أرجو زيارته(/)
اعرب
ـ[منتهى]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 03:57 م]ـ
السلام عليكم ممكن اعراب (كلمةً) في الاية 5 من سورة الكهف في قوله تعالى (ما لهم به من علم ولا لابائهم كبُرتْ كلمةً تخرجُ من افواههم ان يقولون الا كذبا) وفقكم الله
:::
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 04:30 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
يقول الزمخشري في كشافه:
وكلمة: بالنصب على التمييز والرفع على الفاعلية، والنصب أقوى وأبلغ. وفيه معنى التعجب، كأنه قيل: ما أكبرها كلمة. اهـ
فهي إما تمييز، أو فاعل في قراءة من رفعها.
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 09:05 م]ـ
الفعل (كبر) أجري مجرى نعم وبئس في الاستعمال و (كلمة) تمييز مفسر لفاعل كبر المضمر والتقدير: كبرت الكلمة كلمة. والله اعلم
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 09:18 م]ـ
كلمة: تمييز منصوب بالفتحة
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 11:20 م]ـ
سورة الكهف آية رقم 5
{ما لهم به من علم ولا لأبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا}
إعراب الآية:
قوله "ما لهم به من علم": "ما" نافية مهملة، والجار "لهم" متعلق بخبر "علم"، "علم" مبتدأ و"من" زائدة، الجار "به" متعلق بحال من "علم". "كلمة" تمييز، "إن" نافية، وجملتا"كبرت" و "إن يقولون" مستأنفتان، "كذبا" مفعول به.
تفسير الجلالين:
(ما لهم به) بهذا القول (من علم ولا لآبائهم) من قبلهم القائلين له (كبرت) عظمت (كلمة تخرج من أفواههم) كلمة تمييز مفسر للضمير المبهم والمخصوص بالذم محذوف أي مقالتهم المذكورة (إن) ما (يقولون) في ذلك (إلا) مقولا (كذبا)
تفسير القرطبي:
" من " صلة , أي ما لهم بذلك القول علم ; لأنهم مقلدة قالوه بغير دليل.
المصدر / موقع كلمات (موقع متميز , يشمل على الإعراب , وكذلك بيان ا لألفاظ المشتركة في الآيات , وتفسير القرآن بعدة لغات)
الرابط
http://www.kl28.com/Quran.php?aea=5&sora=18
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 06:31 م]ـ
نعم ماقاله الاخ المهاجر في هذا
وان وردت الكلمة منصوبة في المصحف الشريف
ولذا فهي على الارحج: تمييز
ـ[حموكشة2]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 07:30 ص]ـ
انا بصفتي مبتدىء اشكركم كثيرا على هذه الردود لانها انارت بصيترتى بشكل كبير والى الامام يا من تحافظون على لغتنا(/)
اريد منكم مساعدة
ـ[العطاوي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 06:24 م]ـ
:::
عضو جديد اريد منكم مساعدة وهي البحث عن شرح لملحة الاعراب صوتي او مكتوب والله يثيبكم ,,,,,,,,,,,,,
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 06:37 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
هذا شرح ولكنه لم يكتمل حتى الآن لأحد مشايخ المغرب الحبيب
http://www.maghrawi.net/modules.php?name=Masmou3a&sinf=3&sheikh=32
والله أعلى وأعلم.
مرحبا بك أيها النجدي الكريم
ـ[العطاوي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 04:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:04 م]ـ
عليك بشرح الحريري نفسه على ملحته وهو متوفر في الأسواق(/)
الصرف
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 11:05 م]ـ
الصرف معناه
ثانيًا: الصرف، وحينما نتحدث عن الصرف أو عن مادة صرف (الصاد والراء والفاء) لا بد أن نستوعب المعاني التي دارت حول هذه المادة في اللسان العربي، ثم بعد ذلك كيف دارت في أسلوب القرآن الكريم "الصرف" و"التصريف" في الأصل مصدران "صرف" و"صرّف".
"صرف" و"صرّف" أخذنا من كل كلمة مصدرًا، فقلنا: الصرف وقلنا التصريف.
وكلمة "الصرف" قد وردت هذه الكلمة في اللغة العربية لمعان كثيرة تدور كلها حول: التغيير، والتحويل، والتغليب، أو والتقليب ثم الانتقال. ومثلها مثل كلمة "صرف" كلمة "التصريف" لكي نعرف المعاني التي تستفاد من هذه المادة، وأنها كلها تدور حول هذه المعاني الأربع "التغيير والتحويل والتقليب والانتقال" نرجع إلى (لسان العرب) مادة "صرف" يقول: الصرف رد الشيء عن وجهه، وصرف يصرفه صرفًا فانصرف، هذه عبارة (لسان العرب) ونرجع للقاموس حيث يقول صاحبه: والتصريف في الكلام اشتقاق بعضه من بعض، ومنه تصريف الرياح، أي: تغييرها وتحويلها ونقلها من جهة إلى جهة أخرى، ومن حال إلى حال، وتصريف الآيات، تبيين في أساليب مختلفة، وصور متعددة، فالله تعالى يقول: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا} (الإسراء: من الآية: 41) أي: كررنا هذا المعنى بوجوه من التقليل ليتعظوا ويعتبروا ويؤمنوا، وقال -جل ذكره-: {انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} (الأنعام: من الآية: 46) فتارة تعتمد على الوعد والوعيد وأخرى على الترغيب والترهيب وصارف نفسه عن الشيء صرفها عنه، ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ انصَرَفُوا} (التوبة: من الآية: 127) أي: رجعوا عن المكان الذي استمعوا فيه، ويجوز أن تستعمل هذه الكلمة في أشياء كثيرة لكن يجدر بنا أن نلاحظ أن تصريفا أبلغ في الدلالة من صرف.
وقبل البدء في تدريس الصرف كعلم نعرض لدوران هذه المادة في اللسان العربي لنرى استعمال العرب لها فنقول يقول الشاعر:
مر الشباب فما له من مصرف وصرف الله تعالى عنك السوء
أي: أبعده، وحفظك من صرف الزمان وصروفه وتصاريفه، وصرف الدراهم باعها بدراهم أو بدنانير، واصطرفها اشتراها، تقول لصاحبك: بكم اصطرفت هذه الدراهم، فيقول: اصطرفتها بدينار، وتقول: فلان صراف وصيرف وصيرفي، وهو من الصيارفة، وتقول: للدرهم على الدرهم صرف في الجودة والقيمة، أي: له قيمة وفضل عليه، وتقول: صرّفه في أعماله وأموره فتصرف فيها، وتصرّفت به الأحوال، وصرف الشيء عامله في غير وجهه، وكأنه يصرفه عن وجه إلى وجه، ولا يقبل الله تعالى له صرفًا أي لا يقبل له توبة، وهو يشرب الصريح والصريف، الصريف الذي هو الحليب الحار ساعة تصرُّفه عن الضرع، يعني: بعد احتلابه من ضرع الماشية، وعنز صارف، وبها صراف ولأنيابه صريف، وللبقرة صريف، وشراب صرف، وقد صرفه صاحبه وصرفه.
ومن المجاز لهذه المادة: لهذا عليّ صرفٌ، وفلان لا يحسن صرف الكلام فضل بعضه على بعض، وصرف عن عمله، عزل، وأنه لا يتصرف أي يحتال، وفلان يصطرف لعياله يكتسب، وتصريف الآيات تبيينها، وتصاريف الأمور تخاليفها، ومنه تصريف الرياح والسحاب تحويلها ونقلها من جهة إلى جهة ومن حال إلى حال.
وكلمة الصريف تطلق على سعف النخل اليابس والصرف رد الشيء من حال إلى حال، ومن الرد تجيء استعمالات كثيرة، والصرف بمعنى إخلاء السبيل، صرف كضرب صرفًا ومصرفًا، وصرف القلوب تحويلها عن الهداية، المصرف المعدل والتصريف كالصرف مع التكسير، كلاهما يدل على معنى واحد، لكن التصريف فيه كثرة عن الصرف، فتصريف الأمور والرياح والسحاب تحويلها من جهة إلى جهة -كما قلنا- ومن حال إلى حال، والانصراف مطاوع الصرف، يعني يقول: صرف فانصرف انصرافا يعني: أن هذه المادة مطاوعة لمادة الصرف.
وقد وردت من هذه المادة في القرآن الكريم استعمالات كثيرة نعرض لها فنقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى: {ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (التوبة: من الآية: 127) ويقول تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنْ الْجِنِّ} (الأحقاف: من الآية: 29) {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ} (آل عمران: من الآية: 152) يقول: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ} (الأعراف: من الآية: 146) وهذه الكلمة وردت في سور كثيرة، سورة الأعراف، {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ} (يوسف: من الآية: 34) {وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ} (يوسف: من الآية: 33) {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ} وقال تعالى: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} (يوسف: من الآية: 24) وقال تعالى: {وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} (النور: من الآية: 43) وقال تعالى: {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ} (الفرقان: من الآية: 65) وقال تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ} (الأعراف: من الآية: 47) أي: حولت ليروا أهل النار {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ} (الأنعام: من الآية: 16) وقال تعالى {أَنَّى يُصْرَفُونَ} (غافر: من الآية: 69) {أَنَّى تُصْرَفُون} (سورة يونس: من الآية: 32) {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً} (الفرقان: من الآية: 19) {فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً} (الكهف: من الآية: 53) {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ} (هود: من الآية: 8) {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا} (الإسراء: من الآية: 41).
ونمسك كلمة "صرفنا" فنجدها قد وردت في مجموعة من السور في الإسراء والكهف والأحقاف، في الإسراء مرتين وفي الكهف مرتين وفي طه وفي الأحقاف كلمة "صرفنا" وردت كثيرًا بهذا: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا} (الفرقان: من الآية: 50) وردت في سورة الفرقان: {انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ} (الأنعام: من الآية: 46) نصرف ستجدها في سورة الأنعام مرتين بل ثلاث، وفي سورة الأعراف مرة: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ} (البقرة: من الآية: 164) تجد كلمة تصريف جاءت في البقرة وجاءت في سورة الجاثية {ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} (التوبة: من الآية: 127).
هذه الآيات التي وردت فيها المادة بالمعاني المختلفة التي دلت عليها.
موعظة:
قال الحسن البصري (يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً , ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً , يا ابن آدم إذ رأيت الناس في الخير فنافسهم فيه , إذا رأيتهم في الشر فلا تغبطهم به)
ـ[ابتسام ... !]ــــــــ[20 - 06 - 2010, 08:08 م]ـ
يعطك الف عافيه .. ~(/)
الرجاء المساعدة في الإعراب جزاكم الله خير
ـ[طالب المعرفة]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم
الرجاء المساعدة في إعراب البيت لأبي فراس جزاكم الله خيراً
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة*****ولكن مثلي لا يذاع له سر
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 11:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بلى حرف جواب،
أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.
مشتاقٌ: خبر مرفوع. والجملة مستأنفة لا محل ها من الإعراب
وعندي: الواو عاطفة. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم.
لوعة: مبتدأ مؤخر مرفوع. والجملة لا محل لها معطوفة على ما قبلها.
ولكن: الواو أظنها استئنافية. لكنَّ حرف استدراك.
مثلي: اسم لكن منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة لياء المتكلم. وهو مضاف , وياء المتكلم مضاف إليه.
لا يذاع: لا حرف نفي. يذاع فعل مضارع مرفوع. مغير الصيغة
له: جار ومجرور
سرُ: نائب فاعل مرفوع. والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكنّ. والجملة الإسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
والله أعلم
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 01:52 م]ـ
السلام عليكم:
أستدرك على أخي وأستاذي الحبيب أبو طارق رعاه الله تعالى، في:/لكنَّ/،-فانها ليست حرف استدراك -بل هي حرف مشبه بالفعل، وهو يعلم أنها حرف مشبه بالفعل والدليل أنه أعرب ما بعدها على هذا الاساس وما بعدها اسم لكنَّ .. الخ، ولكني لا اعرف هل السرعة سبب ذلك أم له رأي آخر جزاه الله خيراَ؟؟؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلاً بك أخي الحبيب: وإني والله لسعيد أن نتشارك في صفحة معاً.
أستدرك على أخي وأستاذي الحبيب أبو طارق رعاه الله تعالى، في:/لكنَّ/،-فانها ليست حرف استدراك -بل هي حرف مشبه بالفعل،
أخي الحبيب أعلم - كما تفضلت - أن لكن مشبه بالفعل تنصب الاسم وترفع الخبر , لكن ما معناها؟ أليس الاستدراك؟ مثل إن وأن للتوكيد وليت للتمني ولعل للترجي وكأن للتشبيه , ولكنَّ للاستراك. فاقتصرت على معناها , وأعربت ما بعدها على النحو الذي ذكرت.
سؤال. إذا قلنا إن للتوكيد. ولم نقل مشبه بالفعل. هل يعد الإعراب ناقصاً؟ أرجو التوضيح.
ودمت بخير أخي الحبيب
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 04:42 م]ـ
ملاحظة شعرية قبل الإعراب.
هذا البيت من بحر الطويل وفيه ضرورتان شعريتان:
أنا: تقرأ على القصر "أنَ" دون مد للضرورة الشعرية, مثلما تقرأ "أنا" في القرآن, مما يبعث في نفسي سؤالا, ماهو الأصل في "أنا", المد أو القصر؟
وعندي: تقرأ "وعنديَ" بفتح الياء المتطرفة, وهو جائز في الشعر.
بخصوص "لكنّ", أسأل مجيبا, الفرق بين "لكن" و"لكنّ" هو أن الأولى حرف استدراك للعطف ولا يعمل شيئا, والثانية إحدى أخوات "إنّ" تنصب المبتدأ وترفع الخبر, أليس هذا صحيحا؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 05:12 م]ـ
إذا جوز حذف ألف أنا للضرورة الشعرية فلا يختلف الإعراب؛ لأن الألف على نية الثبوت. وأرجو التوضيح في هذه المسألة لأني لأول مرة أقرأ أن ألف أنا تحذف للضرورة الشعرية.
لكنَّ التي هي إحدى أخوات إن. ألا تفيد الاستدراك؟
جاء في المحيط ( http://qamoos.sakhr.com/openme.asp?fileurl=/html/1085203.html) :
حرفٌ معناه الاستدراك، وهو حرف مشبّه بالفعل ينصب الاسمَ ويرفع الخبر،
وفي لسان العرب ( http://qamoos.sakhr.com/openme.asp?fileurl=/html/7085202.html)
لَكِنَّ (وأصلها لاكِنَّ حُذِفت ألفها خطًّا لا لفظًا) حرف من الحروف المشبَّهة بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر. وفي معناها ثلاثة أقوال
أحدها وهو المشهور أنهُ واحد وهو الاستدراك
و هنا ( http://qamoos.sakhr.com/openme.asp?fileurl=/html/3075775.html) :
لَكِنَّ -: حَرْفٌ أَصْلُهُ لاَكِنَّ حُذِفَتِ الأَلِفُ خَطّاً لاَ لَفْظاً، وَهُوَ مُشَبَّهٌ بِالْفِعْلِ، يَنْصِبُ الِاسْمَ وَيَرْفَعُ الْخَبَرَ وَتَكُونُ: 1.لِلِاسْتِدْرَاك
ـ[طالب المعرفة]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 05:23 م]ـ
جزاكم الله كل خير إخواني في الله على المساعدة و أسكنكم جنان الفردوس الأعلى بإذنه
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 05:32 م]ـ
جزاكم الله كل خير إخواني في الله على المساعدة و أسكنكم جنان الفردوس الأعلى بإذنه
الله آمين
جزاك الله خير الجزاء على جميل دعائك أخي الحبيب , ونتشرف بوجودك معنا
دمت بخير
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 11:12 م]ـ
أليس من الممكن أن نعرب؟
لكن: حرف استدراك
مثلى: مبتدأ
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 08:29 م]ـ
إعراب مثلي مبتدا ممتنع في البيت لأنه يقتضي إهمال لكن وتخفيفها وهذا يكسر الوزن أما (أنا) فإن ألفها تحذف في الوصل نص على ذلك ابن هشام في مغني اللبيب في حرف الألف ولا يحضرني الآن الموضع بعينه، وأما معنى لكن المخففة والمشددة فمشهور في كتب النحو أنه الاستدراك والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:00 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الحبيب ابو طارق المحترم:
كلامك صحيح من جهة المعنى بالتأكيد، ولكن:
في الإعراب النحوي، ألسنا ننظر الى المحل الإعرابي النحوي والعوامل ولا نهتم بالمعاني الا لكي نعرف كيف نعرب نحوياً؟؟؟
، مثلاً:
يوجد بعض ممن أعربوا أمامي: (لو) حرف امتناع لامتناع، لدرجة أنهم نسوا أنَّ هذا معناها لااعرابها فهي حرف شرط غير جازم معناه: الامتناع للامتناع.
---
ومنكم نستفيد أخي العزيز أبو طارق، فأفدنا من علمك الغزير وكن لنا من الناصحين
--__ ... والله تعالى أجل وأعلم ... __--
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:00 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الحبيب ابو طارق المحترم:
كلامك صحيح من جهة المعنى بالتأكيد، ولكن:
في الإعراب النحوي، ألسنا ننظر الى المحل الإعرابي النحوي والعوامل ولا نهتم بالمعاني الا لكي نعرف كيف نعرب نحوياً؟؟؟
، مثلاً:
يوجد بعض ممن أعربوا أمامي: (لو) حرف امتناع لامتناع، لدرجة أنهم نسوا أنَّ هذا معناها لااعرابها فهي حرف شرط غير جازم معناه: الامتناع للامتناع.
---
ومنكم نستفيد أخي العزيز أبو طارق، فأفدنا من علمك الغزير وكن لنا من الناصحين
--__ ... والله تعالى أجل وأعلم ... __--
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:02 م]ـ
أنا آسف للتكرار، وأرجو المعذرة(/)
أسئلة للنحويين الكرام
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:11 م]ـ
السلام عليكم:
أساتذتي أخوتي الكرام:
السؤال الأول: ما إعراب: جازمٌ، في قولنا: حرفُ شرطٍ جازمٌ
السؤال الثاني: نحن نعلم أن العربي المبين عندما يريد أن يؤكد شرطاً حدوثه متوقع أكيد يستعمل اداة الشرط: إذا، شاهده قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}
أما إذا أراد أن يورد شرطاً حدوثه غير مؤكد يستعمل أداة الشرط: إنْ، وشاهده قوله تعالى: {فإنْ لم تفعلوا ولن تفعلوا}
والسؤال: ماذا نقول عندما نريد أن نشرح درساً نحويا، أ نقول: إذا جاء الاسم أو الفعل أو الحرف كذا فأعربه كذا، أم نقول: إن جاء الاسم أو الفعل أو الحرف كذا فأعربه كذا؟؟؟؟
جزاكم الله عني خير الجزاء
ـ[المدقق اللغوي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 02:55 م]ـ
الإجابة الأولى: جازم: صفة لـ (حرف) مرفوعة مثله
الإجابة الثانية: من الأفضل أن نقول (إذا)، لأن مجيء أحدها في الكلام محقق. و في نهاية المطاف الاسمان يؤديان الغاية نفسها، و الفرق بلاغي لا غير.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 10:47 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ولك أن تخفضها على الجوار، على سبيل الدعابة، على طريقة: جحر ضب خرب، بجر "خرب" لمجاورته "ضب" المجرور.
والله أعلى وأعلم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 11:18 ص]ـ
أخي العزيز عبدالقادر 000 بارك الله فيك
إجابة على سؤالك الأول: حرفُ شرطٍ جازمٌ
حرف: خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هذا، أو هو 000) وهو مضاف
شرطٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة
جازمٌ: صفة لحرف مرفوعة بالضمة
وإجابة السؤال الثاني: فكما قلت أنت: أن العربي عندما يريد أن يؤكد شرطاً حدوثه متوقع أكيد يستعمل اداة الشرط: إذا، شاهده قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}
أما إذا أراد أن يورد شرطاً حدوثه غير مؤكد يستعمل أداة الشرط: إنْ، وشاهده قوله تعالى: {فإنْ لم تفعلوا ولن تفعلوا}
إذن تتضح المسألة من خلال السياق المعطى لتحقق المعنى، هذا أولا، وثانيا
أدوات الجزم منها ما يجزم فعلا واحدا، كـ: لم يأكلْ أحدٌ 00 فيأكل، فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، ومن الأدوات ما يجزم فعلين وهنا تتحور الأداة الجازمة إلى أداة شرط مع بقاء جازميتها للفعلين المضارعين، كـ: إنْ تذاكرْ تنجحْ، فتذاكر فعل الشرط، مضارع مجزوم بالسكون، وتنجح، جواب الشرط، مضارع مجزوم بالسكون 00
بقي شيء آخر هو دخول أدوات الشرط على الفعل الماضي كالسياق القرآني الذي أوردته - أخي - في تساؤلاتك (إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيتَ الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبحْ بحمد ربك واستغفره * إنه كان توابا) 00 ها أنت ترى أن أداة الشرط (إذا) دخلت على الفعل الماضي وجعلت من فعل الأمر جوابا للشرط 00 كيف ذلك: كن معي ياصديقي:
إذا: أداة شرط لما يستقبل من الزمان
جاء: فعل ماضي مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط
نصر: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف
الله: الاسم الكريم، مجرور بالإضافة - مضاف إليه
والفتح: الواو حرف عطف، الفتح معطوف على ما قبله مرفوع بالضمة
ورأيت: الواو حرف عطف، رأيت فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك وهو التاء هنا (تاء الفاعل)
الناس: مفعول به منصوب بالفتحة
يدخلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة 0 وواو الجماعة فاعل
في دين الله: في حرف جر، دين اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة، وهو مضاف، الاسم الكريم، مضاف إليه مجرور بالكسرة
أفواجا: حال منصوبة بالفتحة
فسبح: 000 - هنا بيت القصيد - الفاء سببية سبح فعل أمر مبني على السكون في محل جزم جواب الشرط
بحمد: جار ومجرور، حمد مضاف
ربك: رب اسم مجرور بالإضافة، وهو مضاف، والكاف (كاف الخطاب)
ضمير متصل في محل جر مضاف إليه
واستغفره: الواو عاطفة، استغفره فعل أمر مبني على السكون معطوف على ما قبله (سبحْ) والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعولا به
00000
وبعد ياصديقي 000 هذا ما أرى 000 والله أعلم 000 والشكر للجميع
أخوك: مغربي k-magraby*************
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 08:12 م]ـ
ملاحظة على قول أخي المهاجر: لك أن تخفضه على الجوار. من المعلوم أن الجر بالمجاورة شاذ لا يقاس عليه
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 08:13 م]ـ
ملاحظة على قول أخي المهاجر: لك أن تخفضه على الجوار. من المعلوم أن الجر بالمجاورة شاذ لا يقاس عليه
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 06:14 م]ـ
1 - جازم: صفة مرفوعة نعود على الحرف
2 - نستخدم (اذا) لحرية الكلام وامكانية تعدد الوجوه معها
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:02 م]ـ
ملاحظتي على من قال: جازم صفة ل: حرف شرط
ولكن هل هناك مطابقة في التعريف والتنكير في ذلك؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 11:29 م]ـ
نعم أخي فلفظة (حرف) مضافة إلى نكرة والاسم لا يتعرف بإضافته إلى النكرة فتكون المطابقة حاصلة(/)
على مائدة الفصيح
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 05:29 م]ـ
إعراب البيت التالي:
إن القلوب إذا تنافر ودها =مثل الزجاجة كسرها لايجبر
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 05:45 م]ـ
إن: حرف مشبه بالفعل
القلوب: اسمها المنصوب
إذا: ظرفية شرطية غير جازمة
تنافر: فعل ماض مبني على الفتح
ودها: فاعل مرفوع، وها: في محل جر بالإضافة
مثل: خبر إن المرفوع
الزجاجة: مضاف إليه مجرور
كسرها: مبتدأمرفوع، وها: في محل جر بالإضافة
لا: نافية لاعمل لها
يجبر: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل: مستتر تقديره (هو)
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 10:35 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وجملة "تنافر ودها" في محل جر مضاف إليه، لأن "إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه، "أي جملة الشرط الذي تليه"، منصوب بجوابه، أي أنه ظرف منصوب مع كونه أداة شرط غير جازمة، كما قال "رورو"، وهو مضاف، والجملة بعده مضاف إليه، كما تقدم، ولكن أين جواب الشرط الذي عمل النصب فيه؟
هل يمكن تشكيل البيت على النحو التالي:
إن القلوب إذا تنافر ودها فكسرها مثل كسر الزجاجة لا يجبر
فتكون جملة "كسرها مثل ......... " المقترنة بالفاء المقدرة وجوبا، هي جملة جواب الشرط الناصبة لـ "إذا"؟
فائدة:
مجيء "إذا" هنا على بابها لأن دخولها على الماضي هو الكثير، وقد دخلت هنا على الفعل الماضي "تنافر".
وأقل منه دخولها على الفعل المضارع، كقول الشاعر:
والنفس راغبة إذا رغبتها ******* وإذا ترد إلى قليل تقنع
والشاهد: إذا ترد، إذ دخلت على مضارع.
وأقل منه دخولها على اسم، فيلزم تقدير فعل بعدها مفسر بما يلي الاسم الذي يليها، كما في قوله تعالى: (إذا السماء انشقت)، أي: إذا انشقت السماء انشقت، فقدر الفعل من جنس الفعل التالي للاسم، وحذف لأنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه، والله أعلم.
بتصرف من "مغني اللبيب"، (1/ 114).
ـ[علي المعشي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 03:50 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وجملة "تنافر ودها" في محل جر مضاف إليه، لأن "إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه، "أي جملة الشرط الذي تليه"، منصوب بجوابه، أي أنه ظرف منصوب مع كونه أداة شرط غير جازمة، كما قال "رورو"، وهو مضاف، والجملة بعده مضاف إليه، كما تقدم، ولكن أين جواب الشرط الذي عمل النصب فيه؟
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي مهاجر
جواب إذا الناصب لها محذوف دل عليه خبر إنَّ، وجملة (كسرها لا يجبر) يجوز أن تكون في محل نصب حال من الزجاجة، ويجوز أن تكون في محل جر صفة لـ (الزجاجة) على أساس أن أل جنسية، والجملة بعد المعرف بأل الجنسية يجوز أن تكون حالا أو صفة ..
تحياتي واحترامي.(/)
أتمني المساعدة ............. !!!
ـ[بوزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 12:20 ص]ـ
هناك بعض الأسئلة التي اشك في اجابتها واسألكم المساعدة
1 - تستخدم (ما) أكثر من استخدام أريد خمسة استخدامات لها مع الاستشهاد بالقرآن الكريم.
2 - ما هو اسم فاعل , اسم مفعول , اسم مكان , اسم زمان , مصدر ميمي من الفعل (اختار).
ولكم جزيل الشكر
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 12:58 ص]ـ
استخدامات ما
1 - استفهامية: ما هذا الشىء؟ " الحاقة ما الحاقة "
2 - موصولة: أحب ما يسعدنى
" قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى ..... " سورة البقرة
3 - شرطية: ما تفعله من خير يرد لك
" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ...... "
4 - تعجبية: ما أجمل الكون
5 - زائدة كافة: إذا دخلت على إن وأخواتها أو قل، طال، رب
"إنما المؤمنون إخوة"
(اختار)
اسم الفاعل: مختار
اسم المفعول: مختير
اسم مكان: النادى (مختار) الناس للترفيه " هنا طبعا يفهم من السياق "
اسم زمان: النهار (مختار) الناس للسفر
مصدر ميمى: أيضا مختار ولكنى لست متأكداً
فى انتظار التعقيب
ـ[الأحمر]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم
هناك موضوع لي (ما) أرجو الرجوع لها
ـ[أبو تمام]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم
تحية لك أخي الكريم بو زي، ولأخي مدرس عربي.
استعمالات (ما) كما تفضل أخي الكريم مدرس عربي، وإليك الشواهد.
1 - ما الاستفهامية، قال تعالى:"يسألونك ماذا ينفقون"، وهي مبتدأ، وذا اسم موصول خبرها.
2 - ما الموصولة، قال تعالى:"ما عندكم ينفد وما عند الله باق " الأولى مفعول به مقدم، والثانية مبتدأ.
3 - ما الشرطية، قال تعالى:"ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير" وهي مفعول به مقدم.
4 - ما التعجبية، لا تحضرني آية -إن كانت وردت في القرآن الكريم- ولكن إليك استعمال آخر لما وهي الحجازية العاملة عمل ليس، قال تعالى:"ما هذا بشرا".
5 - ما الزائدة، وهي كثير ما تدخل على (إن) الناسخة فتكفها عن العمل، فيعرب ما بعدها حسب موقعه في الجملة قال تعالى:"إنما المؤمنون أخوة"، وهذا نوع من ما الزائدة، ومنها ما يكون بين الجار والمجرور نحو قوله تعالى:"مما خطيئاتهم أغرقوا "، ومنها ما يدخل للتوكيد نحو قوله تعالى:"فبما رحمة من الله لنت لهم".
أما اسم الفاعل والمفعول، والزمان، والمكان، والمصدر الميمي، من اختار: مختار، والسياق هو الذي يحدد الفرق بين كل واحدة منها.
لك التحية
ـ[بوزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:52 ص]ـ
اشكركم أساتذتي الكرام جزيل الشكر
على المرور والمساعدة
ويجعلكم الله عونا لمن اراد العون
أمين يا الله
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 11:33 ص]ـ
أشكر الأخوة الكرام على المرور وإبداء الرأي 000 ويحضرني هنا بيتان من الشعر عن محامل (ما):
محاملُ ما عشْرٌ إذا رُمْتَ عَدَّها فَحافِظْ على بيْتٍ سليمٍ من الشعر
سَتَفْهَمُ شَرْطَ الوَصْلِ أعْجبْ لنكرها بكفٍ ونفيٍ زيدَ تعويض مصْدرِ
أخوكم: مغربي: k-magraby*************
ـ[بيان محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 01:58 م]ـ
السلام عليكم
(ما) النافية، وهي على أقسام:
1. النافية غير العاملة، (وما كفَرَ سُلَيمانُ ولكنّ الشياطينَ كفروا).
2. النافية العاملة عمل (ليس)، (وما أنتَ عليهم بجبارٍ)، وشرطها: أن لا يتقدم خبرُها على اسمها، وأن لا ينتقضَ نفيها بـ (إلاّ).
3. النافية المهملة، (ما لهم من محيصٍ)، و (ما أنتَ إلا بشرٌ)، وضابط معرفة المهملة: أن ينتفي أحد شروط العاملة عمل (ليس)، وقد تقدم الخبر في الآية الأولى على الاسم، وانتقض النفي بـ (إلا) في الآية الثانية.
ـ[بيان محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 02:04 م]ـ
5 - ما الزائدة، وهي كثير ما تدخل على (إن) الناسخة فتكفها عن العمل، فيعرب ما بعدها حسب موقعه في الجملة قال تعالى:"إنما المؤمنون أخوة"، وهذا نوع من ما الزائدة، ومنها ما يكون بين الجار والمجرور نحو قوله تعالى:"مما خطيئاتهم أغرقوا "، ومنها ما يدخل للتوكيد نحو قوله تعالى:"فبما رحمة من الله لنت لهم".
السلام عليكم
ومثال الزائدة أيضاً، (ما) التي بعد (إذا)، كقوله تعالى: (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ).
مع خالص الاعتزاز
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 07:49 م]ـ
مثال ما التعجبية من القرآن قوله تعالى ((فما أصبرهم على النار))(/)
اعرب
ـ[بوزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 12:23 ص]ـ
ما هو اعراب هذا البيت:
أقول لها وقد طارت شعاعا من الأبطال ويحك لن ترعى
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 12:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول لها وقد طارت شعاعا من الأبطال ويحك لن ترعى
أقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره " أنا"
لها: جار ومجرور
وقد: الواو حالية قد حرف تحقيق
طارت: فعل ماض مبنى على الفتح والتاء تاء التأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هى
شعاعا: تمييز منصوب بالفتحة
من الأبطال: جار ومجرور
ويحك: مفعول به منصوب بالفتحة
لن: حرف نفى ونصب للمستقبل
ترعى: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر والفاعل ضمير مستتر تقديره هى
ـ[أبو تمام]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
تحية لك أخي الكريم بو زي.
البيت صوابه:
أقول لها وقد طارت شعاعا ... من الأبطال ويحك لن تراعي
وهو مطلع المقطوعة الشهيرة لفارس الخوارج قطري بن الفجاءة، يحث فيها نفسه على عدم الفرار في المعارك.
أقولُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا).
لها: اللام حرف جر، و (ها) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
وقد: الواو واو الحال، و (قد) حرف تحقيق لامحل له من الإعراب.
طارت: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هي)، والتاء تاء التأنيث لا محل لها من الإعراب.
شعاعا: حال من الضمير المستترفي (طارت) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (وهي مؤولة بمشتق متفرقة).
من الأبطال: من حرف جر، والأبطال اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهما متعلقان بالفعل طارت.
ويحَك: ويحَ: كذا بالنصب فهي مفعول به لفعل محذوف تقديره ألزمك الله ويحا، ويمكن أن تعرب نائبا عن المفعول المطلق وهي في كلا الحالتين منصوبة (وهي لفظة دعاء) والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
لن: حرف ناصب للمضارع، و (تراعي) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبة الفتحة المقدرة على الياء، منع من ظهورها السكون العارض للقافية، و الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنتِ).
جملة (أقول) ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
جملة (وقد طارت) في محل نصب حال من الضمير في (لها)، ويعني بها الشاعر نفسه، فهو يخاطب نفسه.
جملة (ويحك) اعتراضية لامحل لها من الإعراب.
جملة (لن تراعي) في محل نصب مقول القول.
والله أعلم
ـ[بوزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:55 ص]ـ
شكرا لكم أساتذتي شكرا جزيلا
على المرور والمساعدة
متوفقين بإذن الله
واتمني من الله ان اصل لدرجة معرفتكم بهذا العلم
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 07:56 م]ـ
أقول:
المشهور انها:
أقول لها وقد طارت شعاعاَ ... من الابطال ويحك لا تراعي
لا: ناهية جازمة
تراعي: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لانه من الافعال الخمسة اصلها (تراعين) أي تخافين
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 10:11 م]ـ
السلام عليكم:
أخي العزيز أبو تمام:
قلت أن جملة: (ويحك) جملة اعتراضية وجملة: (لن تراعي) هي مقول القول
ولكن: لماذا لا تكون الاولى: مقول القول، والثانية استئنافية؟؟؟
ـ[أبو تمام]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ..
تحية عطرة للجميع.
أخي الكريم شاكر ما تفضلتم به هي رواية، والرواية الأخرى ما ذكرته، أما بالنسبة للإعراب فالصواب:
لن تراعي: لن حرف ناصب للمضارع.
تراعي: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. (الفعل من الروع أي الخوف والفزع)
والبيت الثاني يوضح المعنى وهو:
فإنك إن سألت بقاء يوم ... على الأجل الذي لك لن تطاعي
ورواية أخرى (لم تطاعي).
فكأنه يخاطب نفسه الفازعه قائلا: ويحك لن تخافي، لأنك إن طلبت بقاء يوم فوق ماكتب لك من الأجل، فلن يأتيك ما طلبت، لأ أجلك محدد لا يزاد ولا ينقص منه.
أما الرواية الثانية (لا تراعي) فواضحة المعنى كما تفضلتم.
فتحية لك أخي شاكر على التصويب.
أخي الكريم عبد القادر الصواب ماقلتم بارك الله فيكم، مع أني أرى (ويحك) دعائية، وكثيرا ما تلزم كلام العرب قبل الإفصاح عما يريدون، فالشاعر يريد أن يقول لنفسه (لن تراعي) ثم ذكر لفظة الدعاء، فكأني بها اعترضت بين القول ومقول القول الذي يريده الشاعر، مع أنّ المعنى يحتمل كبيرا ماقلتم بارك الله فيكم.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه(/)
اعراب من فضلكم
ـ[لحسن الحمري]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 07:26 م]ـ
ما اعراب ما يلي,
رز غبا تزدد حبا
مع تشكرات لحسن الحمري
ـ[بوزي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 12:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رز غبا تزدد حبا
اعتقد والله اعلم انها كالأتي:
رز: فعل امر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره انت
غبا: مفعول به منصوب بالفتحة
تزدد: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون لوقوعه في جملة طلبية
والفاعل ضمير مستتر تقديره انت
حبا: مفعول به منصوب بالفتحة
والله اعلى واعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 12:39 ص]ـ
ما اعراب ما يلي,
رز غبا تزدد حبا
مع تشكرات لحسن الحمري
السلام عليكم
زر غبا تزدد حبا
زر: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
غبا: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
تزددْ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون لوقوعه جوابا للأمر، أو جوابا لشرط مقدر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
حبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
والله أعلم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:33 ص]ـ
معك 00 يا معشي 000!!
لقد وقعت على الصواب
وفقك الله 000
أخوك مغربي(/)
اعراب من فضلكم
ـ[لحسن الحمري]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 07:29 م]ـ
ما اعراب رز غبا تزدد حبا
مع تشكراتي
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 07:44 م]ـ
غبا حال وحبا تمييز وتزدد جواب شرط مقدر
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 07:46 م]ـ
رز: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضميير مستتر تقديره انت
غباً: حال منصوب وعلامةنصبه تنوين الفتح (بمعنى قليلاً)
تزددْ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون لانه جواب طلب فالمعنى (أن تزر ْ غباً تزددْ حباً) والفاعل انت
حباً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح
ـ[بيان محمد]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 10:27 ص]ـ
السلام عليكم
حباً: تمييز منصوب، والفعل (يزداد) لازم، وليس متعدياً، تقول: (ازداد الماءُ).
و (حباً): تمييز محول عن الفاعل: تقول: ازداد حبُّ الرجلِ، وازداد الرجلُ حباً. والله أعلم.
تحياتي للجميع
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 02:44 م]ـ
السلام عليكم
انا مع الأخ ماجد غازي، وتزدد: مجزوم لأنه جواب الطلب.
والله أعلم
ـ[لحسن الحمري]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 07:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
لمسات بيانية!!!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:28 ص]ـ
هذه بعض اللمسات البيانية في آية الكرسي للدكتور فاضل السامرائي 00 أحببت أن أنقلها لكم لما فيها من جمال البحث
في لغتنا العربية الفاتنة التي تأخذ بالألباب 000 ولنقف معا على دقة التعبير القرآني في استعمالات اللفظ وبلاغة المعنى 000 أترككم إذن مع هذا النقل 000ولكم الشكر سلفا على المتابعة والمرور 000 وفقكم الله
قال الله تعالى: (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [سورة البقرة].
آية الكرسي هي سيّدة آي القرآن الكريم. بدأت الآية بالتوحيد ونفي الشرك وهو المطلب الأول للعقيدة عن طريق الإخبار عن الله. بدأ الإخبار عن الذات الإلهية ونلاحظ أن كل جملة في هذه الآية تصح أن تكون خبراً للمبتدأ (الله) لأن كل جملة فيها ضمير يعود إلى الله سبحانه وتعالى: الله لا تأخذه سنة ولا نوم، الله له ما في السموات وما في الأرض، الله من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، الله يعلم مابين أيديهم وما خلفهم، الله لا يحيطون بعلمه إلا بما شاء، الله وسع كرسيّه السموات والأرض، الله لا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم.
- قوله (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ):
الحيّ معرّفة والقيّوم معرّفة. والحيّ هو الكامل الاتصاف بالحياة ولم يقل حيّ لأنها تفيد أنه من جملة الأحياء. فالتعريف بـ (ال) هي دلالة على الكمال والقصر لأن ما سواه يصيبه الموت. والتعريف قد يأتي بالكمال والقصر، فالله له الكمال في الحياة وقصراً كل من عداه يجوز عليه الموت وكل ما عداه يجوز عليه الموت وهو الذي يفيض على الخلق بالحياة، فالله هو الحيّ لا حيّ سواه على الحقيقة لآن من سواه يجوز عليه الموت.
القيّوم: من صيغ المبالغة (على وزن فيعال وفيعول من صيغ المبالغة وهي ليست من الأوزان المشهورة) هي صيغة المبالغة من القيام ومن معانيها القائم في تدبير أمر خلقه في إنشائهم وتدبيرهم، ومن معانيها القائم على كل شيء، ومن معانيها الذي لا ينعس ولا ينام لأنه إذا نعس أو نام لا يكون قيّوماً ومن معانيها القائم بذاته وهو القيّوم جاء بصيغة التعريف لأنه لا قيّوم سواه على الأرض حصراً.
- قوله (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ):
سنة هي النعاس الذي يتقدم النوم ولهذا جاءت في ترتيب الآية قبل النوم وهذا ما يعرف بتقديم السبق، فهو سبحانه لا يأخذه نعاس أو ما يتقدم النوم من الفتور أو النوم، المتعارف عليه يأتي النعاس ثم ينام الإنسان. ولم يقل سبحانه لا (تأخذه سنة ونوم) أو (سنة أو نوم) ففي قوله سنة ولا نوم ينفيهما سواءً اجتمعا أو افترقا لكن لو قال سبحانه سنة ونوم فإنه ينفي الجمع ولا ينفي الإفراد فقد تأخذه سنة دون النوم أو يأخذه النوم دون السنة.
- قوله (لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)
دلالة (ما):ما تفيد ذوات غير العاقل وصفات العقلاء، إذن لمّا قال (له ما) جمع العقلاء وغيرهم ولو قال (من) لخصّ العقلاء. (ما) أشمل وعلى سبيل الإحاطة. قال (ما في السموات وما في الأرض) أولاً بقصد الإحاطة والشمول، وثانياً قدّم الجار والمجرور على المبتدأ (له ما في السموات) إفادة القصر أن ذلك له حصراً لا شريك له في الملك (ما في السموات والأرض ملكه حصراُ قصراً فنفى الشرك). وجاء ترتيب (له ما في السموات وما في الأرض) بعد (الحيّ القيّوم) له دلالة خاصة: يدلّ على أنه قيوم على ملكه الذي لا يشاركه فيه أحد غيره وهناك فرق بين من يقوم على ملكه ومن يقوم على ملك غيره فهذا الأخير قد يغفل عن ملك غيره أما الذي يقوم على ملكه لا يغفل ولا ينام ولا تأخذه سنة ولا نوم سبحانه. فله كمال القيومية. وفي قوله (له ما في السموات وما في الأرض) تفيد التخصيص فهو لا يترك شيئاً في السموات والأرض إلا هو قائم عليه سبحانه.
- قوله (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)
(يُتْبَعُ)
(/)
دلالة واضحة على تبيان ملكوت الله وكبريائه وأن أحداً لا يملك أن يتكلم إلا بإذنه ولا يتقدم إلا بإذنه مصداقاً لقوله تعالى: (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) هذا الجزء من الآية والجزء الذي قبلها (له ما في السموات وما في الأرض) يدل على ملكه وحكمه في الدنيا والآخرة لأنه لمّا قال (له ما في السموات وما في الأرض) يشمل ما في الدنيا وفي قوله (لمن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) هذا في الآخرة فدلّ هذا على ملكوته في الدنيا والآخرة وأخرجه مخرج الإستفهام الإنكاري لأنه أقوى من النفي. فدلّ هذا على أنه حيّ قيّوم كيف؟ لأن الذي يَستشفع عنده حيّ والذي لا يستطيع أحد أن يتقدم إلا بإذنه يجعله قائم بأمر خلقه وكلها تؤكد معنى أنه الحيّ القيّوم.
من ذا: فيها احتمالين كما يذكر أهل النحو: فقد تكون كلمة واحدة بمعنى (من) استفهامية لكن (من ذا) أقوى من (من) لزيادة مبناها (يقال في النحو: زيادة المبنى زيادة في المعنى)، فقد نقول من حضر، ومن ذا حضر؟
لماذا الاختلاف في التعبير في قصة إبراهيم في سورة الصافات (ماذا تعبدون) وفي سورة الشعراء (ما تعبدون)؟ في الأولى استعمال (ماذا) أقوى لأن إبراهيم لم يكن ينتظر جواباً من قومه فجاءت الآية بعدها (فما ظنكم برب العالمين)، أما في الشعراء فالسياق سياق حوار فجاء الرد (قالوا نعبد أصناماً). إذن (من ذا) و (ماذا) أقوى من (من) و (ما).
(من ذا) قد تكون كلمتان (من) مع اسم الإشارة ذا (من هذا) يقال: من ذا الواقف؟ من الواقف؟ ومن هذا الواقف؟ فـ (من ذا الذي) تأتي بالمعنيين (من الذي) و (من هذا الذي) باعتبار ذا اسم إشارة فجمع المعنيين معاً.
في سورة الملك قوله: (أمّن هذا الذي هو جند لكم) هذا مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و (ذا) اسم الإشارة وكذلك (هؤلاء) هي عبارة عن (هـ) و (أولاء). فالهاء تفيد التنبيه والتوكيد فإذا كان الأمر لا يدعو إليها لا يأتي بها فلنستعرض سياق الآيات في سورة الملك مقابل آية الكرسي: آيات سورة الملك في مقام تحدّي فهو أشد وأقوى من سياق آية الكرسي لأن آية سورة الملك هي في خطاب الكافرين أما آية الكرسي فهي في سياق المؤمنين ومقامها في الشفاعة والشفيع هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن الأمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه. أما آية سورة الملك فهي في مقام الندّ وليس مقام شفاعة ولذلك جاء بـ (هـ) التنبيه للإستخفاف بالشخص الذي ينصر من دون الرحمن (من هو الذي ينصر من دون الرحمن) وهذا ليس مقام آية الكرسي. والأمر الآخر أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين: قوة الإستفهام والإشارة بينما آية الملك دلت على الإشارة فقط ولو قال من الذي لفاتت قوة الإشارة. ولا يوجد تعبير آخر أقوى من (من ذا) لكسب المعنيين قوة الاستفهام والإشارة معاً بمعنى (من الذي يشفع ومن هذا الذي يشفع).
- قوله (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)
يعلم ما أمامهم مستقبلاً وما وراءهم والمقصود إحاطة علمه بأمورهم الماضية والمستقبلية ويعلم أحوال الشافع الذي يشفع ودافعه ولماذا طلب الشفاعة ويعلم المشفوع له وهل يستحق استجابة الطلب هذا عام فهذه الدلالة الأولية.
في سورة مريم قال تعالى: (له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك) فما الحكمة أنها لم ترد على هذا الأسلوب في آية الكرسي؟ في سورة مريم سياق الآيات عن الملك (ولهم رزقهم فيها، تلك الجنة التي نورث من عبادنا، رب السموات والأرض .. ) الذي يرزق هو الذي يورّث فهو مالك وقوله رب السموات فهو مالكهم) أما في سورة آية الكرسي فالسياق عن العلم (يعلم ما بين أيدينا) وبعد هذه الجملة يأتي قوله (ولا يحيطون بلمه إلا بما شاء) أي أن السياق في العم لذا كان أنسب أن تأتي (يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا) وهذه الجملة هي كما سبق توطئة لما سيأتي بعدها.
- قوله (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء)
(يُتْبَعُ)
(/)
ما هي فائدة (ما)؟ هي تحتمل معنيين في اللغة هنا تحتمل أن تكون مصدرية بمعنى (لا يحيطون بشيء من علمه إلا بمشيئته) وتحتمل أن تكون اسماًً موصولاً بمعنى (إلا بالذي شاء) وهنا جمع المعنيين أي لا يحيطون بعلمه إلا بمشيئته وبالذي يشاؤه أي بالعلم الذي يريد وبالمقدار الذي يريد. المقدار الذي يشاؤه نوعاً وقدراً. فمن سواه لا يعلم شيئاً إلا إذا ما أراده الله بمشيئته وبما أراده وبالقدر الذي يشاؤه والبشر لا يعلمون البديهيات ول أنفسهم ولا علّموا أنفسهم، فهو الذي شاء أن يعلّم الناس أنفسهم ووجودهم والبديهيات التي هي أساس كل علم. من سواه ما كان ليعلم شيئاً لولا أن أراد الله تماماً كما في قوله في سورة طه: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) أي بذاته في المعنى. إذن لماذا ذكر نفي الإحاطة بالذات في سورة طه ونفى الإحاطة بالعلم في آية الكرسي؟ في سورة طه جاءت الآية تعقيباً على عبادة بني إسرائيل للعجل وقد صنعوه بأيديهم وأحاطوا به علماً والله لا يحاط به، لقد عبدوا إلهاً وأحاطوا به علما فناسب أن لا يقول العلم وإنما قال (ولا يحيطون به علما) أما في آية الكرسي فالسياق جاء في العلم لذا قال تعالى (لا يحيطون بشيء من علمه).
- قوله (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)
دلّ أولاً على أنه من ملكه (السموات والأرض من ملكه) وقبل هذه الجملة قال تعالى (له ما في السموات وما في الأرض) فدلّ على أن الذي فيهما هو ملكه أيضاً لأن المالك قد يملك الشيء لكن لا يملك ما فيه وقد يكون العكس. فبدأ أولاً (له ما في السموات وما في الأرض) أي أن ما فيهما ملكه لم يذكر أن السموات والأرض ملكه وهنا ذكر أن السموات والأرض وما فيهما هو ملكه. وإن الكرسي وسع السموات والأرض كما ورد في الحديث القدسي (السموات والأرض كحلقة في فلاة في العرش، والكرسي كحلقة في فلاة في العرش)
فما الحكمة من استخدام صيغة الماضي في فعل (وسع)؟ الحكمة أن صيغة الماضي تدلّ على أنه وسعهما فعلاً فلو قال يسع لكان فقط إخبار عن مقدار السعة فعندما نقول تسع داري ألف شخص فليس بالضرورة أن يكون فيها ألف شخص ولكن عندما نقول وسعت داري ألف شخص فهذا حصل فعلاً. تسع: تعني إخبار ليس بالضرورة حصل، لكن وسع بمعنى حصل فعلاً وهذا أمر حاصل فعلاً.
- قوله (وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
أي لا يثقله ولا يجهده وجاء بـ (لا) للدلالة على الإطلاق لا تدل على الزمن المطلق وإن كان كثير من النحاة يجعلونها للمستقبل لكن الأرجح أنها تفيد الإطلاق (لا يمكن أن يحصل). والعليّ من العلو والقهر والتسلط والغلبة والملك والسلطان والعلو عن النظير والمثيل. والعظيم من العظمة وقد عرّفهما ـ (أل التعريف) لأنه لا علليّ ولا عظيم على الحقيقة سواه فهو العليّ العظيم حصراً.
وهذين الوصفين وردا مرتين في ملك السموات والأرض في آية الكرسي في سورة البقرة، وفي سورة الشورى (له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم) والأمرين في ملك السموات والأرض بما يدلّ على العلو والعظمة حصراً له سبحانه.
الملاحظ في آية الكرسي أنها ذكرت في بدايتها صفتين من صفات الله تعالى (الحيّ القيّوم) وانتهت بصفتين (العليّ العظيم) وكل حملة في الآية تدل على أنه الحيّ القيّوم والعليّ العظيم سبحانه تقدست صفاته. فالذي لا إله إلا هو؛ هو الحي القيوم؛ والذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو حيّ وقيّوم والذي له ما في السموات وما في الأرض أي المالك والذي يدبر أمر ملكه هو الحيّ القيوم والذي لا يشفع عنده هو الحي القيوم ولا يشفع إلا بإذنه والذي يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحاط بشيء من علمه هو الحيّ القيّوم القيّم على الآخرين والذي وسع كرسيه السموات والأرض هو الحيّ القيّوم والذي لا يؤده حفظهما هو الحيّ القيّوم لأن الذي يحفظ هو الحي القيوم وهو العلي العظيم.
والحي القيوم هو العلي العظيم والذي لا تأخذه سنة ولا نوم والذي له ما في السموات والأرض والذي لا يشفع عنده إلا بإذنه والذي يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم والذي لا يحاط بعلمه إلا بما شاء هو العليّ العظيم فكل جملة في آية الكرسي المباركة تدلّ على أنه الحيّ القيّوم والعلي العظيم.
الخطوط التعبيرية في الآية: الملاحظ في الآية أنها تذكر من كل الأشياء اثنين اثنين، بدأها بصفتين من صفات الله تعالى (الحي القيوم) وذكر اثنين من النم (سنة ونوم) وكرّر (لا) مرتين (لا تأخذه سنة ولا نوم) وذكر اثنين في الملكية (السموات والأرض) وكرر (ما) مرتين وذكر اثنين من علمه في (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) وذكر اثنين مما وسعه الكرسي (وسع كرسيه السموات والأرض) وختم الآية باثنين من صفاته (العليّ العظيم).
وقد ورد اسمين من أسماء الله الحسنى مرتين في القرآن: في سورة البقرة (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ومرة في سورة (آل عمران) في الآية الثانية (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (لاحظ الرقم 2). والعلي العظيم وردت في القرآن مرتين في القرآن أيضاً مرة في سورة البقرة ومرة (له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم) في سورة الشورى في الآية الرابعة (أربع أسماء في الآية الرابعة).
الدلالة: القرآن هو تعبير فني مقصود كل لفظة وكل عبارة وردت فيه لعظة على حروفها وهو مقصود قصداً.
منقول: عن موسوعة الإعجاز في القران
مغربي: k-magraby*************
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نردين]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:53 ص]ـ
جزيت خيراً على هذا النقل
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:57 ص]ـ
أم الدرداء 000 شكرا على المرور
ورعاك الله
مغربي(/)
ما هو " المحكى "؟
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 08:18 ص]ـ
خلال تصفحى للتصغير وجدت من شروط التصغير
* عدم تصغير أسماء الله وأنبيائه و أسماء الشهور و كل وبعض وسوى وغير والمحكى
فما هو المحكى؟ مع ذكر أمثلة جزاكم الله خيراً
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 10:28 م]ـ
المحكي كالجمل المسمى بها نحو تأبط شرا وشاب قرناها
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 12:06 ص]ـ
ولماذا لم يقل المركب الإسنادى؟
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 01:47 م]ـ
أخي الكريم:
هو يقول المحكي 000 ولم يتعرض للمركب الإسنادي على إطلاقه 00
صحيح أن بعض المحكي يدخل في هذا ذلك النوع من التراكيب 00 أقصد التركيب الإسنادي، لكن ليس كل المحكي هو مركب إسنادي 000
دعني أوضح لك المسألة 00
تعرفون أن في القرآن الكريم سورة (الكافرون) 00 وإذا أردنا مثلا أن نصوغ جملة كهذه: قرأتُ سورة الكافرون!
ترى هنا أنني لم أقل: قرأتُ سورةَ الكافرين!!
لأنه وبكل بساطة عنوان السورة هو الكافرون وليس الكافرين 000 هذا هو المحكي 00 ويكون إعراب الجملة هكذا:
قرأت: فعل وفاعل
سورة: مفعول به منصوب وهو مضاف
الكافرون: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على أخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية 000
ومثل هذا كثير 00 خذ أيضا: تأبط شراً 000 نقول مثلاً: جاء تأبط شراً
جاء: فعل ماضي مبني على الفتح
تأبط شراً: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الحكاية
ودمتم
أخوك: مغربي
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 11:48 م]ـ
أستاذى الفاضل أعطنى أمثلة واضحة عن المحكى يمتنع التصغير فيها
بارك الله فيك(/)
نوع آخر من المستعمل يجب أن يهمل!!!!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 11:08 ص]ـ
ثمة قضة مهمة أعتبرها أم القضايا على التموضع الثقافي العربي 000 أقصد على مسرح الألسنية العربية إن جاز لي التعبير ذلك التموضع شأنه شأن العديد من القضايا التعسفية التي لا مبرر لها سوى إذكاء المسائل وهجا لا يليق بها 000
قضيتنا أيها السادة هي قضية التجديد في النحو العربي والتيسير في أفق المعطيات الثقافية ونواتجها من 000 تلك القضية التي جعلت من كبار المشتغلين بحقل النحو العربي أمثالل شوقي ضيف وغيره من المعاصرين يتبنون مسألة التجديد في النحو فيخرجون لنا بين الحين والآخر بصرعات لا تقدم حلولا ولا تبتكر آفاقا 000
بين يدي مقال يؤيد في مبناه تلك الهواجس أطرحه بين يدي إخوتي هنا في المنتدى آملا أن يتقدموا بآراء حوله داعيا إياهم بشيء من العقلانية والحوار الهادىء وأن تتسع صدورنا 000 فالهواء نتنفسه جميعا 000 المقال تحت عنوان (نوع آخر من المستعمل يجب أن يهمل)
للكاتب محمد عابد الجابري 000 والآن أترككم مع المقال وفي انتظار ردودكم وآراءكم
أخوكم: مغربي k-magraby*************
من بين العلوم الإنسانية التي حققت تقدما هائلا في العقود الأخيرة: علم اللسانيات أو الألسنية. وقد استفادت اللغات الأوربية وتستفيد من نتائجه التطبيقية في إعادة تأسيس وهيكلة علم النحو فيها، فغدت قواعد اللغة في كثير من تلك اللغات تصاغ وتدرس لأبناء البلد وللطلبة الأجانب بصورة تختلف كثيرا عما كانت عليه منذ نصف قرن من الزمان. وإذا كانت القواعد ذاتها لم تتغير فإن طريقة عرضها وضبطها وأسلوب التعبير عنها قد عرفا من التجديد والتيسير والضبط ما جعل من الدرس النحوي المعاصر فيها، معاصرا فعلا، بمنهاجه ومضمونه، فغدا يعتمد أكثر فأكثر على مفاهيم جديدة كمفهوم البنية والنمط والنموذج وغيرها من المفاهيم التي تشكل في الفكر المعاصر "مفاتيح العلوم"، سواء منها العلوم الرياضية والفيزيائية أو العلوم الإنسانية.
ونحن في العالم العربي ما زلنا في مؤخر القافلة/ أو على الأصح نحن واقفون وراءها نتفرج. إننا لا ننكر أن هناك اهتماما متزايدا بالألسنية المعاصرة في كثير من الجامعات العربية، كما أننا نعرف أن كثيرا من المجلات الثقافية عندنا تعمل، إما بالترجمة وإما بالعرض والتلخيص، على "إطلاع" القارئ العربي، على بعض مسائل هذا العلم الجديد. غير أن ما يتداول عندنا من أبحاث وآراء ويجري من مناقشات ما زال معظمه، إن لم يكن كله، أجنبيا، بمعنى أن حظ اللغة العربية فيه سواء كميدان للبحث أو للتطبيق حظ ضئيل جدا
نحن نعلم أن الألسنية المعاصرة هي علم عام للغة، وبالتالي فالمتخصصون فيها يعتبرون ما يتوصلون إليه من قوانين ونتائج، قوانين ونتائج عامة لا تخص لغة دون لغة. ومع ذلك فإنه لا أحد ينكر أن لكل لغة خصوصيتها، وأن درجة هذه الخصوصية تختلف من لغة إلى أخرى. فاللغات التي هي من أرومة واحدة كاللغات المتفرعة من اللاتينية هي لغات متقاربة الخصوصية، بينما أن هناك لغات من أرومة مختلفة تماما لا نظن أنها تقبل أن تطبق عليها النظريات الألسنية الرائجة اليوم بمثل الدرجة التي تطبق بها في اللغات الأوروبية التي تشكل المجال اللغوي الأساسي الذي استخلصت منه تلك النظريات.
واللغة العربية كما نعرف جميعا تنتمي إلى أرومة تختلف أصلا عن أرومة اللغات الأوروبية، ولذلك فحاجتنا إلى "ألسنية عربية" هي من جنس حاجتنا إلى "علم اجتماع عربي". نريد أن نقول: إنه، كما لا يجوز تطبيق نتائج الأبحاث الاجتماعية التي تجرى في المجتمع الأمريكي، مثلا، على المجتمع العربي، فكذلك لا يجوز أن تطبق نتائج الأبحاث اللسانية التي تجرى في اللغات الأوروبية الحديثة على اللغة العربية تطبيقا استنساخيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما يهمنا من هذه المسألة التي أثرناها هنا ليس الألسنية ذاتها ولا حتى تحديد درجة قابلية نتائجها للتطبيق على لغة كاللغة العربية، بل ما يهمنا أساسا هو الدعوة مرة أخرى- فقد سبقت دعوات مماثلة- إلى التفكير في تجديد النحو العربي، نقصد بذلك جعله معاصرا للغة العربية التي نريدها معاصرة، وهنا كما في مجالات أخرى نريد أن نربط، في دعوتنا إلى "تدوين" جديد لقواعد اللغة العربية، بين الاستفادة من علم اللسانيات المعاصر، مناهج ونتائج، وبين الاستفادة من الدرس الذي يمكن استخلاصه من الظروف والملابسات التي تحكمت في وضع النحو العربي في عصر التدوين على يد الخليل وسيبويه والكسائي ومن عاصرهم أو جاء بعدهم من النحاة.
وهنا لا بد من التذكير أولا بأن الشكوى من مبالغة النحاة في التقعيد والتعسف في التعليل والتنظير شكوى قديمة. وقد احتفظت لنا كتب الأدب بنوادر تعبر عن تضايق واستغراب أهل اللغة العربية، أعني أولئك الذين كانوا يتكلمونها بالسليقة، من تعسف النحاة في التنظير لـ"كلام العرب" ومناقشاتهم لتراكيبه وعباراته. وما مخاطبة أحد الإعراب لجماعة من النحاة سمع مناقشتهم، قائلا: "إنكم تتكلمون قي كلامنا بكلام ليس من كلامنا"، إلا واحد من المؤشرات التي تدل على أنه كان هناك وعي مبكر، بابتعاد النحاة عن حدود "المعقول".
ولم يكن أصحاب السليقة هم وحدهم الذين تضايقوا من تفريعات النحاة وتأويلاتهم، بل لقد انتقلت عدوى "الثورة على النحاة" إلى علماء كبار من أمثال ابن حزم الأندلسي الذي وجه نقدا لاذعا لتأويلات وتفسيرات النحاة خاصة منها ما يتعلق بما سموه بـ"العلل" (العلل النحوية). قال أبو محمد ابن حزم عن هذه "العلل": إنها "كلها فاسدة لا يرجع منها شيء إلى الحقيقة البتة، وإنما الحق من ذلك أن هذا سُمع من أهل اللغة الذين يرجع إليهم في ضبطها ونقلها، وما عدا هذا، مع أنه تحكم فاسد متناقض، فهو أيضا كذب، لأن قولهم: كان الأصل كذا فاستثقل فنقل إلى كذا ... ، شيء يعلَم كل ذي حس أنه كذب لم يكن قط، ولا كانت العرب عليه مدة، ثم انتقلت إلى ما سمع منها بعد ذلك"، وإنما هو من عمل النحاة وتعليلاتهم التنظيرية الخيالية. من أجل ذلك دعا ابن حزم إلى الاكتفاء في النحو بما هو ضروري لمعرفة قواعد اللغة العربية وترك تعليلات النحاة جانبا. يقول "وأما التعمق في علم النحو ففضول لا منفعة بها، بل هي مشغلة عن الأوكد، ومقطعة دون الأوجب والأهم، وإنما هي أكاذيب. فما هو الشغل بما هذه صفته؟ وأما الغرض من هذا العلم فهي المخاطبة، وما بالمرء حاجة إليه في قراء الكتب المجموعة في العلوم فقط ".
ويأتي ابن مضاء القرطبي، بعد أكثر من قرن ليؤلف كتابا بعنوان "الرد على النحاة"، كرر فيه دعوة ابن حزم بأسلوب هادى فنادى بإلغاء نظرية العامل في النحو، وما تقوم عليه من تعليل وقياس، والاكتفاء بتقرير القواعد، كتقرير أن الفاعل مرفوع دون البحث عن من "فعل" الفعل ولا عن السبب الذي من أجله كان الرفع لا النصب.
غير أن دعوة ابني مضاء القرطبي بقيت صيحة في واد، فبقي النحو العربي كما كان مثقلا بكثير من التعليلات والتخريجات التي لا تفيد وظيفة النحو في شيء، بل بالعكس تعقدها وتجعل من الوسيلة غاية ومن الأداة هدفا. وعندما أثيرت قضية النحو العربي في العقود الأخيرة- منذ الخمسينات- انقسم ذوو الاختصاص من الباحثين واللغويين العرب المعاصرين إلى قسمين: قسم يطالب بإلغاء نظرية العامل واتخاذ ذلك منطلقا لتبسيط النحو العربي وتحديثه، وقسم يدافع عن تلك النظرية بوصفها تشكل قوام النحو العربي وأساس أصالته وخصوصيته، الشيء الذي يجعل من إلغائها إلغاء لقواعد اللغة العربية ككل، في نظرهم.
نحن لا نريد الدخول في نقاش يقع خارج اختصاصنا، وإذن فكل ما نريده، هو أن ننبه إلى مسألة تنتمي إلى الميدان الذي نشتعل فيه، ميدان البحث الإبيستيمولوجي في تراثنا، وهو ميدان العلوم العربية في تداخلها وترابطها على مستوى المنهج والمفاهيم وأسس التفكير وطرائقه. نريد أن ننبه إلى أن نظرية العامل في النحو هي، من الناحية الإبيستيمولوجية، امتداد لجملة من المبادئ والقواعد التي كرستها مناقشات المتكلمين لتصبح عبارة عن مبادئ تؤسس الحجاج والجدال في علم الكلام. وبما أن معظم النحاة الأوائل كانوا متكلمين، وبما أن علم الكلام كان يعتبر علما
(يُتْبَعُ)
(/)
عقليا، فلقد كان من الطبيعي أن تؤسس تواعد التفكير في علم الكلام البحثَ والنقاش في العلوم العربية الإسلامية الأخرى وفي مقدمتها النحو. ومن جملة تلك القواعد مجموعة من المبادئ تؤسس، معرفيا، ما يسمى في النحو بـ "نظرية العامل".
من هذه المبادئ مبدأ يصوغه النحاة هكذا: "لكل فعل فاعل"، وهو صياغة نحوية لمبدأ من مبادئ المتكلمين يعبرون عنه بقولهم: "لكل حادث محدِث"، وهي القضية العامة التي يوظفونها في برهنتهم على حدوث العالم. ومن ذلك أيضا قول النحاة: "لا يكون للفعل إلا فاعل واحد"، وهذا أيضا صيغة لمبدأ المتكلمين القائل: "لا يمكن أن يكون العالم من صنع الهين، لأنه لو كان هناك أكثر من إله واحد لحصل التنازع بينهما"، ومن هنا "باب التنازع" في النحو. أما المبدأ النحوي القائل "لا يجوز التقاء ساكنين" فهذا امتداد لمبدأ المتكلمين القائل: "العرض لا يبقى زمانين". ذلك لأنه بما أن الحركة عندهم عرض والسكون عرض، فإنه لا يمكن أن يبقى السكون ولا الحركة أكثر من "آن" واحد. و"الآن"، أو "الوقت" عندهم هو أصغر جزء من الزمان لا يقبل القسمة إلى ما دونه فهو جوهر فرد. وإذن، "لا يجوز التقاء ساكنين" لأن بعد كل سكون حركة وبعد كل حركة سكون، بل سكون الشيء عندهم هو بقاؤه متحركا في مكانه، كما أن الحركة هي مجموعة من السكنات والحركات. لقد نقل النحاة هذا التصور للحركة والسكون إلى النحو مثقلا بمضامين بعيدة عن النحو، مضامين كلامية ميتافيزيقية. ومثل ذلك فعلوا في "العلة" و"القياس" ... حتى جاءت العلل النحوية من جنس علل المتكلمين، كما لاحظ القدماء ذلك.
هكذا اتخذ النحو العربي صورة "منطق اللغة" بدل أن يكون مجرد قواعد لها. وهذا الفهم المنطقي للنحو كان النحاة يعونه ويكرسونه، وذلك ما أكده السيرافي النحوي في مناظرته المشهورة مع متى المنطقي حينما قال "والنحو منطق، ولكنه مسلوخ من العربية. والمنطق نحو، ولكنه مفهوم باللغة"، مؤكدا خلط النحاة بين قواعد اللغة وقواعد التفكير، تماما كما كان المتكلمون يفعلون.
لنختم إذن بالقول إن تبسيط النحو العربي أو تجديده، وبعبارة أفضل إعادة تدوينه، يجب أن تنطلق من التحرر من الأسس غير اللغوية التي كان يصدر عنها النحاة القدماء والتي كانت تنتمي إلى علم غير علمهم ... إنه نوع آخر من "المستعمل" الذي يجب أن يهمل.
أخوكم: مغربي
ـ[علي المعشي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 04:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك أخي مغربي، وأشكرك على إثارة هذا الموضوع الجدير بالاهتمام حقا ..
لو سألنا أنفسنا: هل كان النحاة الأوائل يخترعون القواعد، ويفرضونها على الناس؟ أو أنهم صاغوا تلك القواعد على أساس استقراء النصوص والشواهد الفصيحة؟
الإجابة أنهم اعتمدوا على أرقى الكلام ومن ذلك أصح كلام على الإطلاق وهو كلام الله، ثم الحديث النبوي، ثم جيد الشعر وبليغ النثر، وحددوا زمن الاستشهاد بفترة يتدنى فيها احتمال وقوع اللحن، وإن لم يكن مستبعدا تماما إلا أن ذلك التحديد لو امتد إلى ما بعد تلك الفترة لكان احتمال اللحن أكبر .. إذاً لقد بذل النحاة الأقدمون كل ما في وسعهم ليقدموا لنا قواعد لغتنا في أنقى صورة ممكنة .. فلنسأل الله لهم الرحمة والمغفرة وحسن الجزاء على ما بذلوه، وأفنوا أعمارهم في خدمة لغة القرآن ..
وإذا كان علم النحو يشتمل على تعليلات معقدة فإن هذه التعليلات ليست ملزمة لكل من أراد تعلم النحو، ومؤلفات النحو القديمة والحديثة شاهدة على ذلك فهي تتفاوت من حيث العمق والتفصيل وللدارس أن يختار منها ما يناسب حاجته، فالنحو الوظيفي هو أكثر ما يدرس حتى في الجامعات، وهو خلو من التعقيد إذ يقتصر على الحد الأدنى مما يستقيم به اللسان والقلم.
أما الباحثون وطلاب الدراسات العليا فعلى قدر الدرجة العلمية المطلوبة تكون درجة التعمق في هذا العلم ..
والسؤال الذي أطرحه هنا:
النحاة الأوائل لم يفرضوا علينا قواعد من لدن أنفسهم وإنما جمعوها من كلام العرب، فهل المطلوب اليوم أن تصاغ قواعد جديدة للنحو العربي ثم تفرض على الناس؟
أو أنه يجب أن تصاغ القواعد الجديدة وفقا للغة التي يتحدثها العرب اليوم؟ وهل هذه اللغة صحيحة صالحة للاستقراء؟
فقط سأضرب مثلا ببعض، أسماءالإشارة، و أدوات الاستفهام حيث أذكر اللفظ الأصيل ونظائره المعاصرة في مختلف الأقطار العربية:
الأداة الأصلية (هذا): في مصر (ده) في الأردن (هاض) في لبنان (هيدا) في اليمن (ذيَّه) إلخ
ماذا: في مصر (إيه)، في الخليج (وشهو)، في السودان (شنو)، في الشام (شو) إلخ
وعند تحديث النحو العربي .. أي الأقطار سنتخذ لغته أساسا للاستقراء؟ هل هناك ما يمكن الاعتماد عليه؟ أو الاتفاق عليه؟ أو الاطمئنان إليه من لغاتنا الحديثة؟
إذاً .. علينا أن نحثو التراب في وجه كل من أراد تهميش جهود علمائنا، والطعن في إخلاصهم لهذه اللغة .. وعلينا أن نختار من قواعد النحو ما يناسب كل مرحلة دراسية ونجتهد في تبسيط الصياغة قدر المستطاع، دون نسف جهود الأوائل بل نحافظ عليها لتبقى مرجعية لكل باحث ودارس متبحر في علوم اللغة ..
ولكم أعذب التحايا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 01:36 م]ـ
بوركت أخي علي 000 هذا ما أردت أن أصل إليه 00 وأعتقد جازما لو ترك الأمر لمثل هؤلاء المتسلقين فستفقد العربية أركانها وبالتالي هي نتيجة من النواتج التي يريدونها 0000
أشكرك مرة أخرى على المرور 000 ودمت عزيزا وأخا
أخوك مغربي(/)
ما هو إعراب لا حول و لا قوة إلا بالله
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 03:41 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
إخواني وفقكم الله
ما هو إعراب لا حول و لا قوة إلا بالله
مع التفصيل
وفقكم الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 03:51 م]ـ
حاول البحث قبل العرض. وإليك النتيجة:
الأول ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13032) الثاني ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13020)
دمت بخير
ـ[منتهى]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 11:58 م]ـ
السلام عليكم
لا: النافية للجنس، اثرها الاعرابي: تعمل عمل ان اي تنصب مبتدأ وترفع خبر
اثرها المعنوي: تنفي خبرها من جنس اسمها، ونفيها مؤكد
(تنفي اتصاف جنس اسمها بخبرها)
حول: اسم ان مبني على الفتح (لانه مفرد)
خبرها محذوف تقديره (موجودٌ)
ولا: الواو عاطفة (لا) حرف نفي زائد يفيد التوكيد. والسبب لانه سبق بنفي والواو وجاء بعده اسم مفرد
قوة معطوف على حول
الا: اداة حصر ملغاة
بالله: جار ومجرور متعلق ب (حول)
والله الموفق
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 01:57 م]ـ
أخي الكريم
سبق وأن قدمت بحثا في هذا الموضوع متعرضا لكل الأوجه الإعرابية
00 فقط أدخل هذا الرابط
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13032
لك تحياتي أخوك مغربي
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 06:11 م]ـ
جزيتم خيرا على التفاعل
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 08:13 م]ـ
لا عليك 00 بارك الله فيك
والشكر موصول للقائمين على هذا المنتدى الرائع وللإخوة المشاركين الذين يقدمون جل اهتمامهم فيما يخدم لغتنا الأصيلة لغة القرآن الكريم 00
مغربي(/)
مباحث لغويه باب الأفعال التي تستعمل وتلغى "ظن وأخواتها"
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 05:35 م]ـ
باب الأفعال التي تستعمل وتلغى "ظن وأخواتها"
تعالوا بنا -أيها الدارسون والدارسات- إلى بابٍ، هذا الباب سمّاه سيبويه -ونحن نسميه- يقول الإمام: "هذا باب الأفعال التي تستعمل وتلغى" هذا اسم الباب. وقد يسأل سائل: ما هذه الأفعال التي تستعمل وتلغى؟
والجواب: أن هذا من أسرار الكتاب ومن فتح عباراته أن نقول ونحن نسميه: ظن وأخواتها بين الاستعمال والإلغاء، اتضح العنوان إذن، وفهمنا أن مراد سيبويه -عليه رحمة الله- بقوله هذا باب الأفعال التي تستعمل وتلغى، أنه يتعرض بشيء من أحكامه ظن وأخواتها، يقول -عليه رحمة الله-: هي ظننت ولعلك تقف عند تعبير سيبويه، وهذا دأبه، أنه إذا مثل بالفعل ذكر معه الفاعل، وهذا على عكس ما تسمع من كثيرٍ من الناس، حين يقول لك: كان، وأصبح، وظل، وصار ... يسردها سردًا، تقول -وأنت دارس الدراسات العليا-: ظننتُ: ظنّ فعل ماض، والتاء فاعل. أهذا يا سيبويه فعل الجواب؟ نعم، وأنا أخاطبك -عاشق العربية- فأقول لك: اعلم أن التاء اتصلت بالفعل، فلما اتصلت بها حدثت أمور أنت تعرفها، ألا ترى أن "ظن" بنيت على الفتح المقدر الذي منع من ظهوره سكون عارض؛ جاء كراهية أن تتوالى المتحركات فيما هو كالكلمة الواحدة، ألم يقل النحاة ذلك؟ ألم تراجع ابن هشامٍ في شرحه (ألفية ابن مالك)؟ الجواب: بلى.
ما معنى فيما هو كالكلمة الواحدة؟
يعني أن اتصال الفاعل وهو التاء بالفعل وهو ظن جعل الصورة صورة كلمةٍ واحدة ويذكر فيها أن تتوالى المتحركات، فتقول: ظننات، ظاء مفتوحة والنون مفتوحة والنون الأخرى من ظن أنها مفتوحة، ثم تأتي تاء الفاعل، وأنت تعرف أن هذه التاء قد تكون مضمومة في نحو: ظننتُ، وقد تكون مفتوحة في نحو: ظننتَ، إذا كنتَ تخاطب مذكرًا، وتقول ظننتِِ، والتاء تاء فاعلٍ وهي مبنية على الكسر، ولا تظن أن التاء للتأنيث كما يظن صغار التلاميذ، وإنما تاء الفاعل متحرِّكة، تقول ظننتُ أي: أنا، وتقول ظننتَ أي أنتَ، وتقول ظننتِ يا فاطمة أي: أنتِ، كل هذه حركات لتاء الفاعل.
يذكر سيبويه الفعل:
وحين يذكر سيبويه -عليه رحمة الله- الفعل ومعه فاعله، فاعلموا -وفقكم الله تعالى- أن الرجل حريص على بناء العربية، فكأنه يذكر جملة إذ ذكر كلمة، وكأنه يريد أن يتم الكلام؛ ليستقيم على اللسان لفظه ومعناه معًا، ألا ترى إلى قوله ونحن نقرأ معه: هي ظننت، وحسبت، وخلت، وأريت، ورأيتن أو ورأيت، وزعمت، أو زعمت أو زعمت، ثم يقول لك: وما يتصرف من أفعالهنًّ، في هذه العبارة ذكر سيبويه ظن، وحسب وحسب وفيها لغتان، وخال ورأى وزعم.
ثم نبهنا إلى حقيقةٍ طالما غفل عنها كثير من الناس، وهي قوله: "وما يتصرف من أفعالهن" ما مراد سيبويه بقوله وما يتصرف من أفعالهن؟
إن هذه الأفعال التي تستعمل وتلغى، ظن ويأتي منه يظن، وحسب ويحسب ويحسب، وخال وإخال ويخال، أي: أن المضارع والأمر وما يتصرف من هذه الأفعال كهذه الأفعال، الملاحظ أن سيبويه يذكر الأفعال على هيئة ماضيها، يعني بعد أن يقول هذا باب الأفعال التي تستعمل وتلغى.
يقول: هي ظننتُ ظننتَ، يسند الفعل إلى الفاعل، وهو تاء الفاعل للمتكلم، ويقول: حسبت وكأنه يقصد أن الماضي يعبر به ويراعى فهو أصل الفعل، ثم يحمل عليه مضارعه، وأمره، بل واسم الفاعل منه، وكل ما يتصرف من هذه الأفعال يعمل ويلغى، وهو معنى الباب.
وللحديث بقية (من شروح جامعة المدينة العالمية) لكتاب سيبويه
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 03:16 ص]ـ
باب الأفعال التي تستعمل وتلغى "ظن وأخواتها"
تعالوا بنا -أيها الدارسون والدارسات- إلى بابٍ، هذا الباب سمّاه سيبويه -ونحن نسميه- يقول الإمام: "هذا باب الأفعال التي تستعمل وتلغى" هذا اسم الباب. وقد يسأل سائل: ما هذه الأفعال التي تستعمل وتلغى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أن هذا من أسرار الكتاب ومن فتح عباراته أن نقول ونحن نسميه: ظن وأخواتها بين الاستعمال والإلغاء، اتضح العنوان إذن، وفهمنا أن مراد سيبويه -عليه رحمة الله- بقوله هذا باب الأفعال التي تستعمل وتلغى، أنه يتعرض بشيء من أحكامه ظن وأخواتها، يقول -عليه رحمة الله-: هي ظننت ولعلك تقف عند تعبير سيبويه، وهذا دأبه، أنه إذا مثل بالفعل ذكر معه الفاعل، وهذا على عكس ما تسمع من كثيرٍ من الناس، حين يقول لك: كان، وأصبح، وظل، وصار ... يسردها سردًا، تقول -وأنت دارس الدراسات العليا-: ظننتُ: ظنّ فعل ماض، والتاء فاعل. أهذا يا سيبويه فعل الجواب؟ نعم، وأنا أخاطبك -عاشق العربية- فأقول لك: اعلم أن التاء اتصلت بالفعل، فلما اتصلت بها حدثت أمور أنت تعرفها، ألا ترى أن "ظن" بنيت على الفتح المقدر الذي منع من ظهوره سكون عارض؛ جاء كراهية أن تتوالى المتحركات فيما هو كالكلمة الواحدة، ألم يقل النحاة ذلك؟ ألم تراجع ابن هشامٍ في شرحه (ألفية ابن مالك)؟ الجواب: بلى.
ما معنى فيما هو كالكلمة الواحدة؟
يعني أن اتصال الفاعل وهو التاء بالفعل وهو ظن جعل الصورة صورة كلمةٍ واحدة ويذكر فيها أن تتوالى المتحركات، فتقول: ظننات، ظاء مفتوحة والنون مفتوحة والنون الأخرى من ظن أنها مفتوحة، ثم تأتي تاء الفاعل، وأنت تعرف أن هذه التاء قد تكون مضمومة في نحو: ظننتُ، وقد تكون مفتوحة في نحو: ظننتَ، إذا كنتَ تخاطب مذكرًا، وتقول ظننتِِ، والتاء تاء فاعلٍ وهي مبنية على الكسر، ولا تظن أن التاء للتأنيث كما يظن صغار التلاميذ، وإنما تاء الفاعل متحرِّكة، تقول ظننتُ أي: أنا، وتقول ظننتَ أي أنتَ، وتقول ظننتِ يا فاطمة أي: أنتِ، كل هذه حركات لتاء الفاعل.
يذكر سيبويه الفعل:
وحين يذكر سيبويه -عليه رحمة الله- الفعل ومعه فاعله، فاعلموا -وفقكم الله تعالى- أن الرجل حريص على بناء العربية، فكأنه يذكر جملة إذ ذكر كلمة، وكأنه يريد أن يتم الكلام؛ ليستقيم على اللسان لفظه ومعناه معًا، ألا ترى إلى قوله ونحن نقرأ معه: هي ظننت، وحسبت، وخلت، وأريت، ورأيتن أو ورأيت، وزعمت، أو زعمت أو زعمت، ثم يقول لك: وما يتصرف من أفعالهنًّ، في هذه العبارة ذكر سيبويه ظن، وحسب وحسب وفيها لغتان، وخال ورأى وزعم.
ثم نبهنا إلى حقيقةٍ طالما غفل عنها كثير من الناس، وهي قوله: "وما يتصرف من أفعالهن" ما مراد سيبويه بقوله وما يتصرف من أفعالهن؟
إن هذه الأفعال التي تستعمل وتلغى، ظن ويأتي منه يظن، وحسب ويحسب ويحسب، وخال وإخال ويخال، أي: أن المضارع والأمر وما يتصرف من هذه الأفعال كهذه الأفعال، الملاحظ أن سيبويه يذكر الأفعال على هيئة ماضيها، يعني بعد أن يقول هذا باب الأفعال التي تستعمل وتلغى.
يقول: هي ظننتُ ظننتَ، يسند الفعل إلى الفاعل، وهو تاء الفاعل للمتكلم، ويقول: حسبت وكأنه يقصد أن الماضي يعبر به ويراعى فهو أصل الفعل، ثم يحمل عليه مضارعه، وأمره، بل واسم الفاعل منه، وكل ما يتصرف من هذه الأفعال يعمل ويلغى، وهو معنى الباب.
صور استعمال هذه الأفعال
الآن نحن نقول: ما معنى استعمال هذه الأفعال؟ وما معنى إلغاء هذه الأفعال؟
أما استعمالها فتستعمل على وجهها من رفع الفاعل، ونصب المفعولين، إذن ننتبه إلى هذه الحقيقة أن المثال ظننت زيدًا قائمًا، ظن: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر كما عرفنا، والتاء فاعل، وزيد مفعول به أول منصوب بفتحةٍ ظاهرة، وقائمًا مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة.
ما اسم هذا التركيب؟
تركيب عربي، بدأ فيه بظن، بني على فعلٍ، والفعل يطلب فاعلًا يرفعه، ويعمل فيه الرفع، ولما كان هذا الفعل "ظن" عمل في فاعله فرفعه، ولا إشكال وعمل في المفعولين فنصبهما، فأنت تقول: ضربت زيدًا، ضرب: فعل ماضٍ مبني -كما قلت لك- على الفتح المقدر؛ كراهية اجتماع الحركات فيما هو كالكلمة الواحدة. وزيدًا: مفعولًا به منصوب بالفتحة الظاهرة. والأسلوب تام ولا يحتاج إلى ما يتمه، فإذا ما قلت: ظننت زيدًا قائمًا وراعيت أصل الوقف، فأنت تقف على المنون المنصوب بالألف.
(يُتْبَعُ)
(/)
-قلت: ظننت زيدًا قائمًا، هذا تركيب عربي صحيح، بدأت فيه بفعلٍ بنية عليه الجملة ورفع هذا الفعل فاعله، وهذا حقهما؛ لأن حق الفعل أن يعمل؛ ولأن حق الفاعل أن يعمل فيه، فهما متلازمان متصاحبان غير مفصولٍ بينهما بفاصل، واسمعوا هذه الهدية في اللغة, فلطالما كتبت وقلت:
إن اللغة العربية تمثل حياة أصحابها، ومعنى هذا في سرعةٍ وجيزة بأن العلاقة بين الفعل والفاعل كالعلاقة بين الأب والابن وبين الزوج والزوجة لا فاصل بين الفعل وفاعله، في نحو: حسبت، زعمت، أكلت، ضربت، لا غضاضة بين الفعل والفاعل حتى لو فصل بينهما، فالعمل قائم، وكأن هناك سفرة حدثت، فسافر الأب وبقيت مسئوليته عن ولده، أو سافر الابن وبقي بره بأبيه موصولًا. كما تقول: قام اليوم رجل، تقول: قام رجل اليوم، وتقول: اليوم رجل، وتقول: سافر إلى الهند محمد؛ يبقى لفظ "محمد" مرفوعًا، وإن فصل بينه وبين عامله بفواصل لا بفاصلٍ واحدٍ.
فلا نستفيد من ذلك أن هذه اللغة الشريفة إنما مثلت حياة الناس، يستطيع الناس في ضوئها أن يروا صورتهم الحقيقة في تضاعيف كلام الإمام وغيره من أئمة اللغة؛ ذلك لأني أوصي حضارتكم دائمًا بأن تعلموا أننا ندرس العربية جميع علومها، لا لكي نكون مثقفين، ولا لكي نحشّي أذهاننا بمعلومات، وإنما لكي نستضيء بهذه اللغة الشريفة في فهم كتاب الله تعالى، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- تسليمًا كثيرًا.
يقول: سيبويه في هذا الصدد ونحن نقرأ عبارته حيث يقول: "فإذا جاءت مستعملةً، فهي بمنزلة رأيت، وضربت، وأعطيت، في الإعمال والبناء على الأول" هذا سطر من النور، يحتاج إلى روية في فهمه، فإذا جاءت مستعملةً وأنت تضبط عبارة سيبويه مستعملة نصبتها على الحالية، أي: إذا جاءت هذه الأفعال: ظن وحسب وخال ورأى وزعم وما يتصرف منها، إذا جاءت مستعملة فهي بمنزلة رأيتْ، وضربتْ، لعلك تلحظ أنه ممثل بـ"رأى".
وتسأل هذا السؤال: أليست رأى مثل ظن؟
والجواب: بلى، لكنك لا بد أن تعمل أن هناك فرقًا بين رؤية العين، وبين رؤياالقلب، أنت تقول رأيت زيدًا أي: أبصرته، أن تقول: رأيت زيدًا، يعني رأيت المسمى زيدًا، وإني سميتها مريم، يصح لك أن تقول: رأيت المسمى زيدًا، وأن تقول: رأيت المسمى بزيدٍ، لكنّ الأعلى أن تقول: رأيت المسمى زيدًا، أي: أن تعدي الفعل بنفسه لا بواسطة الباء، التي سوف تصحبنا في كتاب سيبويه كثيرًا، تقول: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} (آل عمران: من الآية: 36) قال -الله تبارك وتعالى- هذا، ولم يأتِ النظم القرآني: وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا بمَرْيَمَ، بنفسه لا بواسطة الباء، فإن صح تعديته بالباء كانت تعديته بنفسه أعلى وأشرف وأفصح وأجمل. السؤال لماذا؟ الجواب: لأن على هذا المنوال جاء كتاب الله تعالى.
وكتاب الله تعالى لا أقول عاليًا، وإنما أقول أعلى درجات الفصاحة والبيان، فمن أراد كلامه فصيحًا لا أقول عاليًا، وإنما أقول من أراد أن يقيس كلامه صحيحًا أعلى في الفصاحة؛ فليتبع نظم القرآن الكريم في التعدي بالنفس، بالذات والأفعال، وما جرى مجراها، وفي الابتداء، وفي الخبر، وفي التعريف والتنكير، أي: أن يتأسًّى بأساليب القرآن الكريم في نظمه، رحم الله عبد القاهر الذي جعل القضية في (إعجاز القرآن) قضية نظم: "وليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، وأن تعمل على أصوله" هذا هو النحو.
في أي شيءٍ تشبه ظن وحسب ورأى وأري وزعم، وما يتصرف من أفعالهن ضربت يا سيبويه، دعنا نسأل الإمام، ويقول: لنا اقرءو كتابي واعلموا ما معنى ضربت؟ معناها فعل وفاعل، وظننت معناها: فعل وفاعل. ضربت زيدًا، أو رأيت زيدًا، بمعنى أبصرته بالعين، لكن إذا قلت رأيت النحو سهلًا، لا شك أني لم أر النحو يتعامل كما يتعامل الناس بسهولة، وفي ضوء الحديث الشريف: ((رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى)). وإنما رأيته بقلبي، وكأن هناك إبصارًا بالقلب، وهناك كذلك إبصار بالعين، فإذا كانت رأى من الرؤية العينية، فهي تنصب فعلًا واحدًا، تقول رأيت زيدًا، رأيت شجرةً، كأنك تقول أبصرت، وإذا كانت الرؤيا، ولا تقول الرؤية بالتاء، وإذا كانت الرؤيا هكذا مقصورة بالألف بالقلب نصبت رأى فعلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن يطيب لي أن أسألك الآن: ما الفرق بين رأيت زيدًا، ورأيت الحق نورًا والصدق برهانًا؟ رأى الأولى رؤية عين، ورأى الثانية رؤيا قلب. ورؤيا القلب: يترتب عليها أن الفعل ينصب مفعولين، أما رؤية العين فالفعل فيها ينصب مفعولًا واحدًا. هكذا عرفنا وعلمنا بأن هناك وجه شبهٍ لا يختلف فيها عالمان بين ظن وفاعلها، وبين ضرب وفاعلها، في أن عندنا عاملًا ومعمولًا، ويقول سيبويه: وأعطيت في الإعمال والبناء على الأول، أي: أن الجملة فعلية في الخبر، والاستفهام، وفي كل شيءٍ، وذلك قولك: أظن زيدًا منطلقًا؛ إذن ما الفرق بين أظن زيدًا منطلقًا، وضربت زيدًا؟ أو فرق واحد نلحظه جميعًا، وهو وجود مفعول زائد في جملة وظننت، أو أظن زيدًا منطلقًا، لكن ضربت زيد ليس فيه إلا مفعول واحد، لكن الجملة فعلية، والجملة ضربت زيدًا عمل فيها ضرب في التاء، وفي زيدًا أي: أنه رفع الفاعل، ونصب المفعول به.
وأمّا أظن وقد حرص سيبويه -عليه رحمة الله- أن يأتي بالمضارع بعد إذ أتى بالماضي حين بدأ بابه، قال: ظننت وحين مثًّل قال: أظن. وكأن سيبويه يفسر كلامه كلامه، أي: أنه ذكر الماضي ثم نبهنا إلى شيءٍ ربما يفوتنا، وهو أن هذه الأفعال تعمل هنا وما يتصرف منها، فجاء بما يتصرف منها أي بالمضارع فقال: أظن زيدًا منطلقًا، وأظن عمرو زاهدًا وسبحان الله كأن الرجل في سهولةٍ -إن شاء الله- نحن بالغوها، حين يفسر منطلقًا، كأن سائلًا سأله يا سيبويه ما معنى منطلقًا، فجاء بمعناها في المثال بعده، وقال وأظن عمرو ذاهبًا، فكأن معنى منطلقًا ذاهبًا، أتى بالمثالين عليه -رحمة الله تعالى- أتى بالفعلين أظن على شاكلةٍ واحدةٍ، هي: المضارع وفي الجملة الأولى قال: زيد منطلقًا، وفي الجملة الثانية قال: عمرو ذاهبًا، كأنه فسر كلمة منطلقًا بكلمة ذاهبًا.
وقال: وزيدًا أظن أخاك ها هنا، اختلف التركيب كيف اختلف التركيب؟
سيبويه حين قال: أظن زيدًا منطلقًا، ما إعراب هذه الجملة؟ إعرابها أظنه مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل مستتر تقديره أنا، وزيدًا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ومنطلقًا مفعول به ثانٍ علامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ما إعراب زيدًا أظن أخاك؟ ما وجه الخلاف بين هذه الجملة وبين الجملتين اللتين قبلها؟
لا خلاف في أن الفعل أظن موجود, وأن زيدًا موجود وأن أخاك على هذه الهيئة التي تعرفونها في نصب كلمة أخ، وهي من الأسماء الستة، وإن كان الأفصح في الهن النقصَ، هكذا أخاك، كل الذي حدث أن سيبويه عليه رحمة الله وسط أظن، ومعنى وسطها أي: جعلها وسطً بين ماذا وماذا؟ وسطًا بين زيدًا -طبعًا تلاحظون أن كلمة زيدًا على الحكاية، وإلا قلت: بين زيدٍ- وبين أخاك، فجاء التركيب هكذا: زيدًا أظن أخاك.
النحو أساسه الإعراب، فكيف تعرب هذه الجملة؟
تقول: زيدًا مفعول به لأظن، وأظن مضارع مرفوع، والفاعل مستتر تقديره أنا, وأخاك مفعول به ثان، الملاحظ هنا أن الفعل أظن الذي هو متصرف من ظن -كما قال سيبويه- قد عمل، عمل فرفع الفاعل وهو مستتر فيه, ونصب المفعولين, والمفعول الأول وهو كلمة زيدًا تقدّم عليه, والمفعول الثاني قد تأخّر, فالفعل العامل متوسط بين معموليه, كذلك يقول سيبويه، وعمرو زعمت أباك ألله في هذا التركيب الأصل فيه زعمت عمرو أباك، وتقدم عمرو وتوسط زعم وجاء بفاعله، فصار عمرو مفعولًا به أولًا، وصار أباك مفعولًا به ثان منصوبًا بالألف، لأنه من الأسماء الستة، والكاف مضاف إليه مبني في محل جر؛ لأن المضاف إليه مجرور كما هو معلوم، وتقول: زيد أظنه ذاهبًا، قال الإمام ومن قال: عبد الله ضربته نصب، فقال عبد الله أظنه ذاهبًا، وتقول: أظن عمرو منطلقًا، وبكرًا خارجًا، كما قلتَ ضربت زيدًا وعمرو كلمته، وإن شئت رفعت على الرفع في هذا، معنى هذا أن سيبويه يريد أن يقول لنا في مثل قولنا: زيد أظنه ذاهبًا، نبهنا على الاشتغال، وأجاز لنا أن نقول زيدًا أظنه ذاهبًا، وسوف يفسر لنا هذا الضمير في موضعٍ آخر في محاضرةٍ قادمةٍ -إن شاء الله تعالى.
لكنه قال وتقول زيد أظنه ذاهبًا، ومن قالك عبد الله ضربته نصب. نصب ماذا؟ نصب كلمة زيد الأصل الرفع زيد لانه مرفوع على الابتداء يعني هو مبتدأ مرفوع لكن النصب فيه جائز ولو ولي أداةً مختصةً بالدخول على الفعل كما درستم في باب الاشتغال، زيد أظنه ذاهبًا، من قال عبد الله ضربته، قال زيدًا أظنه ذاهبًا.
يريد سيبويه أن يقول: ومن نصب المبتدأ على الاشتغال فجعله مفعولًا به لفعلٍ محذوفٍ يفسره المذكور، كذلك نصب فقال: زيدًا أظنه ذاهبًا، ثم يقول الإمام: وتقول أظن عمرو منطلقًا، بدأ بالفعل أظن، والفاعل مستتر كما تعرفون، وعمرو مفعول به أولًا منصوب بالفتحة الظاهرة، ومنطلقًا مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة، كذلك وبكرًا أظنه خارجًا، كأنه -رحمه الله- يريد أن يدربنا على توسط الأفعال من ظن وأخواتها، فيأتي مرةً بالفعل مبتدءًا به، فيقول: أظن عمرو مبتدءًا، وبكرًا أظنه خارجًًا، كما قلت: ضربت زيدًا، وعمرو كلًّمته، وإن شئت رفعت، يعني قلت: عمرو كلمته، كما قلت لك في أن الأصل الرفع على الابتداء، لكنك نصبت بفعلٍ محذوفٍ يفسره المذكور كما اتفقنا.
ضرب سيبويه لنا أمثلةً متعددةً على الاستعمال ويجب أن نتذكر أن بابه في الأفعال التي تستعمل وتلغى إذن بقي أن يذكرها ملغاةً.
وللحديث تتمه
إشراقه:
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرت الله عليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 02:39 ص]ـ
معنى الإلغاء وصور التركيب معه
الأفعال التي تلغى هي نفسها الأفعال التي جاءت مستعملةً وأنبهك إلى أن معنى استعمالها إعمالها يعني أن تعملها في فاعلها وفي نصب مفعوليها كما قال سيبويه: أظن عمرو منطلقًا، أو أظن عمرو ذاهبًا، أعمل الفعل.
كيف يأتي الفعل عاملًا؟
الجواب هكذا: أظن زيدًا قائمًا، ماذا لو أن ألغينا الفعل -ألغيناه أي: لا نعمله-؟ إذن نحن نستعمل فعلًا في الأساليب العربية، ولكن لا أثر له من حيث العمل.
يقول: سيبويه -رحمة الله عليه- وكأنه يوجه الأنظار ويأخذ بالأيدي إلى الكتابة، ويرسم لنا طريق الصحة: يا أيها العربي المخاطب بهذا الكلام، يا من تريد أن تكون فصيحًا في التراكيب مؤلفًا بارعًا للأشعار والخطب وسائر فنون النثر، تعلم من سيبويه: فإن ألغيت قلت: عبد الله أظن ذاهب. هل هذا أسلوب عربي فصيح؟
الجواب: نعم. كيف ذلك ما عمل أظن؟ ألا تنصب أظن مفعولين؟! الجواب: بلى، لكن ذلك في الاستعمال، فإن ألغيت فلا نصب لها للمفعول ولا للمفعولين، فكأن وجودها كعدم وجودها، وكأنًّ صورتها ما هي إلا صورة لفظيةً تذكرنا بالأصل الأصيل، كما يذكرنا الطلل البالي بما كان عليه الربع من حياةٍ وربيع، قد يكون لها من معنى الاعتراض ما ينبه السامع إلى المبتدأ وانتظار خبره، دون أدنى حركةٍ منها, نحو: عملٍ وتأثيرٍ بحركة ألا ترى أن قول الإمام عليه -رحمة الله تعالى- عبد الله أظن ذاهب.
تعربه هكذا عبد: مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وأظن مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة، وكل فعلٍ لا بد له من فاعلٍ، ففاعل ظن ضمير مستتر تقديره أنا، وذاهب خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، المبتدأ كلمة عبد الله هنا لا بد أن أقف معه.
ألم تقل منذ قليلٍ أن المبتدأ: هي كلمة عبد، وهي مرفوعة بالضمة، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة فكيف قلت الآن عبد الله هو المبتدأ أقول لك هذا من ثمرة سيبويه لأن الإعراب الجزئي وهذه إضافة لا بد منها؛ لكي تتطلع على بعض الآثار، وبعض الجمال سيبويه عليه -رحمه الله- يقول: المضاف والمضاف إليه كالكلمة الواحدة، والنحاة من بعده على هذا، فأنت حين تقول المبتدأ عبد الله لا تعني أن المبتدأ مجموع عبد والله, وإنما تعني الكلمة الواحدة بجزأيها, دون أن تعني أن الجزأين معًا, هما المبتدأ، يعني أنت تقول في الإعراب عبد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة, ولفظ الجلالة الله مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة الظاهرة.
فإن سألك إنسان وقال: لك أين المبتدأ, فقال: عبد الله فإن قال يا شيخ ألم تقل إن عبد هو المبتدأ المرفوع, والله لفظ الجلالة قلت: أنا أعبر من منطلق المعنى؛ لأن المضاف والمضاف إليه كالكلمة الواحدة، وعلى هذا هذا تعبير لا يناقض الإعراب الجزئي بحالٍ من الأحوال, يجب أن نفهم هذا جيدًا, لا تناقض بين المضاف وبين المضاف إليه من حيث التعبير، ومن حيث الإعراب الجزئي، ذلكم كان له سبب بين ابن هشام المصري وبين أبي حيان -عليه رحمة الله- الأندلسي حين جاء إلى مصر، وكان بين الرجلين كما يكون بين المتنافسين، والضرائر، فمر عليه وهو يعبر, نحو: قولك مضى الذي كنت أرجوه، فقال: الفاعل الذي كنت وقامت الدنيا، واتهم الرجل الرجل بأنه يعرب الاسم الموصول وصلته فاعلًا, الرجل لم يعرب إعرابًا جزئيًا، وإنما أراد أن يقول: الذي فاعل وهو مبني في محل رفع، والجملة بعده الجملة بعده صلة، والصلة من تمامه من حيث المعنى، وهي من الإعراب كما تعلمون من حيث الإعراب لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، هذا كلام جيد، وإعراب صحيح، فإذا جاء وقال الفاعل الذي كنت أرجوه لم يخطئ، لكن الذي يتلمس الخطأ له يقول: انظروا إلى هذا الرجل كيف يعرب الذي وما بعده فاعلًا، وأنتم تعلمون أن ما بعده صلته لا محل لها من الإعراب.
هذا كلام لا يعول عليه والذين يدرسون الكتاب، لا بد أن يكونوا على فطنة وهم يتعلمون ما أسلوب سيبويه كيف يسوق العبارة ما مراده حيث يقول عبد الله فاعل أو عبد الله مبني عليه, وأحيانًا يقول سيبويه: وعبد الله حرف, ويطلق على الكلمة برمتها حرفًا, يعني يسمي الاسم حرفًا، هل يخطئ سيبويه في التفريق بين الحرف وبين الاسم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: لا يخطئ وإنما هو يسمي الكلمة حرف, ومن لم يدرس الكتابة لم يعرف أسراره, ولم يقف على أساليب الشيخ فيه -عليه رحمة الله- لذا وجب التنبيه؛ لأننا في السنة الأولى, وربما كنا في بدايات التعامل مع الكتاب, وهو كما قال المبرد بحر، ثم يقول سيبويه وإنما كان التأخير أقوى هنا مقارنة بين أسلوب ذكره الإمام في إلغاء الفعل كما قال: أظن ذاهب كأنك قلتك عبد الله ذاهب، ووضعت أظن بين المبتدأ والخبر، توسط أظن يعني: لم يأت في الأول، وإنما جاء في الوسط.
ينبهك سيبويه إلى الأعلى فصاحة، فيقول: والتأخير أولى واذكر هذه العبارة التي أقول وأنبهك إليها، وهي أن اللغة تمثل حياة أصحابها ماذا يريد بهذه العبارة سيبويه؟ يريد أن يقول لنا عبد الله ذاهب، أظن كأنه أخر أظن جاء بها في الطرف، والأطراف محل التغيير، كأنها على شفا حفرةٍ من الضياع لماذا؟ لأنها لم تعمل، والذي لا يعمل ينبغي أن يكون في الأطراف متأخرًا، هذه هي اللغة التي تمثل حياة أصحابها.
الذي يعمل إما أن يتقدم، وإما أن يتوسط. والذي لا يعمل تأخيره أولى هذا نص سيبويه هكذا يقول.
يقول: الإمام وإنما كان التأخير أقوى لماذا؟
لأنه يجيء بالشك بعدما يمضي كلامه على اليقين، كأن اليقين مقدم على الشك، ما معنى هذا؟ معناه أنك ساعة قلت: عبد الله ذاهب كنت على يقين، ثم بدا لك أنك لست متأكدًا، فقلت أظن، وأهملت أظن ألغيت، لم تعمل فجاءت متأخرًا، كما قال -عليه رحمة الله- هذه العبارة التي ينبهكم إليها: "وكلما طال الكلام ضعف التأخير" إذا أعملت يا أيها العربي المخاطب بالكلام العربي من سيبويه، اعلم أنه كلما طال الكلام ويرحمني الله وإياكم إلى كلمة كلما؛ لأن كثيرًا من الناس في زماننا يكررها يقول كلما طال الكلام كلما حسن كذا، وهذا خطأ لم يرد به لسان عربي، وصدق الله العظيم القائل: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: من الآية: 25) {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ} (النساء: من الآية: 56) بآية النساء يعني ليس هناك نظم يقول كلما نضجت جلودهم كلما بدلناهم، كما هو شائع في زماننا يعني ننتبه إلى هذه الحقائق يقول: سيبويه وكلما طال الكلام ضعف التأخير، إذا أعملت يقول وذلك قولك: زيدًا أخاك أظن فهذا ضعيف، إذا سألنا أنفسها هذا السؤال وقلنا: لما حكم سيبويه بالضعف على هذا الأسلوب لأن زيدًا أخاك أظنه عملت فيه ظن وتأخرت، وحقها إذا عملت أن تكون في الابتداء كما قلنا في أن اللغة تمثل حياة أصحابها.
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:01 ص]ـ
تابع: ظن وأخواتها بين الاستعمال والإلغاء
تابع الإلغاء والتعليق في باب ظن وأخواتها
الحمد لله رب العالمين ربّنا، والصلاة والسلام على رحمة الله تعالى للعالمين نبيّنا، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين:
العنوان: الإلغاء في أساليب سيبويه:
وتحت هذه المحاضرة نعرف أنّ سيبويه -رحمة الله عليه- قد ذكر أن الأفعال "ظنّ وأخواتها" تأتي مستعملةً وتأتي على الإلغاء، وخاطبنا بذلك -نحن أبناء العربية- فقال: إن أعملتَ، وقال: إن ألغيتَ. وجاء -كما بيّنا في المحاضرة السابقة- بأن أعلى درجات التركيب عند الإلغاء أن تتأخّر "ظن" وما تصرّف منها ومن أخواتها إذا أُلْغِيَتْ، وربطنا بين ذلك وبين حياة الناس، فالعامل مقدّم أو متوسط؛ لأنه يجلب الخير لأمته، والمهمل المقصِّر البطّال الذي لا يعمل عليه أن يأتي في آخر الصفوف كما يجيء الفعل الذي لم يعملْ في آخر التركيب.
وعَرفنا منه -رحمة الله عليه- أن القبح يكون في نحو: زيدًا ذاهبًا أظن، كيف تُعمل "أظن" في "زيدًا" و"ذاهبًا"، ثم تؤخِّر العامل، العامل يتقدّم أو يتوسّط فنقول: أظنّ زيدًا ذاهبًا، أو نقول زيدًا أظن ذاهبًا، وقد تلغى كما عرفنا. فقال: سيبويه: عبد الله أظن ذاهب فرفع عبد الله على الابتداء، ورفع ذاهبًا على الخبرية، وجاء بـ"أظن" متوسطةً بين الابتداء والخبر أو بين المبتدأ والخبر.
يقول -رحمة الله عليه-: ومما جاء في الشعر مُعْمَلًا في "زعمتُ" قول أبي ذؤيب، ماذا قال أبو ذؤيب؟ يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنْ تزعميني كنتُ أجهل فيكمُ فإني شَرَيتُ الحِلم بعدكِ بالجهل
والبيت من بحر الطويل -كما تعلمون-: فإنْ تَزْ/عميني كنْ/تُ أجهَ/لُ فيكمُ/ مفاعيلُ/ مقبوضة، أي: حُذِفَ الخامس الساكن منها، وهو حقّها -تعلمون- أن "مفاعيلن" في الطويل -وهي عروضه الوحيدة- تكون مقبوضةً وجوبًا، وربّما تأتي سالمةً من القبض عند التصريع.
فإنني/ فعولن/ شريتُ لحل/ مفاعيلن/ مَ بعدَ/ فعول "مقبوضة"/ كِ بلجهلِ/ كِ بلجهل/ مفاعيلن.
الشاهدُ فيه -كما ذكر الإمام- نحويًّا، عَرفنا أن بحره الطويل، وأن عروضه مقبوضةٌ "بعدك"، الضرب كذلك من أول الكاف "كِ بالجهل/ كِ بالجهل" صحيحة، يعني الضرب صحيح والعروض مقبوضة، نقول هكذا: العروض مقبوضة وجوبًا والضرب صحيح.
فإنْ تزعميني كنتُ أجهل فيكمُ فإني شَرَيتُ الحِلم بعدكِ بالجهل
يطيب لنا أن نذكر في معناه -وقد بيّنّا بحره-: أن الشاعر يخاطب امرأته فيقول: فإن تزعميني كنت جاهلًا فيكم أيام الوصال، فلستُ الآن بعد الوداع بجاهل، وإنما شتريت الحلم بعدك بالجهل، أي: أن الأمر صار على غير ما يُرام، وأصبح الفراق مؤثرًا في حياتي وفي وجودي.
فإن تزعميني، وتزعمين وتكتبين، لا بد أن نعلم أن إعرابه بأن: "إن" شرطية، و"تزعمين" فعل مضارع، ربما يكون طالب نحوٍ: إنه مرفوع بثبوت النون، نقول له: وكيف يكون مرفوعًا وهو شرط، وشرط لـ"إن" و"إن" جازمة، فنقول: إن النون للوقاية، والياء مفعول لـ"تزعم" و"تزعم" كما تعلمون متصرِّف من "زعم" كـ"حسِب" وكـ"خال" من الأفعال التي عَنْوَنَ لها سيبويه بأنّها أفعال تستعمَل وتُلغى، وجاء مضارعًا "عَمِلَ" وأوّل ما عَمِلَ الياء، وهي ياء المخاطبة، وهي فاعل، والياء "فإن تزعميني" الياء مفعوله الأول، و"كنت أجهل فيكم" كان واسمها، وهو التاء، وخبرها الجملة الفعليّة، يعني "أجهل" مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل مستتر تقديره أنا، وجملة "أجهل" في محل نصبٍ خبر كان، وكان واسمها وخبرها استغنيَ بها عن المفعول الثاني، المهم أنها جاءت عاملةً كما قال سيبويه.
وذكر -رحمةُ الله عليه- قول النابغة الجعدي؛ حيث قال:
عددتَ قشيرًا إذ عددتَ فلم أُسأ .......................
عَدَدْتَ/ فعولُ/قُشَيْرن إذ/ مفاعيلن/ عَدَدْتَ/ فعولُ/ فَلَمْ أُسَأْ/ مفاعيلن/ مضبوطة. بِذَاكَ/ فَعُولُ/ وَلَمْ أَزْعُمْ/ مَفَاعِيلُن/ كَـ عَنْ ذَا/ فعولن/ كَمَعْزِلِا/ مَفَاعلُنْ/ الضرب جاء مقبوضًا كالعروض.
وكأن سيبويه يريد أن يأخذ بأيديكم إلى علم العروض، فذكر في الشاهد الأول "فإن تزعميني" -وهو من الطويل- العروض المقبوضة، وذكر الضرب صحيحًا، ثم ذكر بيتَ النابغة -وهو من الطويل- وعروضه مقبوضة وجوبًا -وهذا حقّها- والضرب مقبوض كالعروض. سبحان الله! لم يبقَ من البحر كله إلا ضرب واحد هو المحذوف، وبهذا يكون العروض قد تمّ في بحر الطويل.
عددتَ قشيرًا إذ عددتَ فلم أُسأ .......................
إن معنى البيت لطيفٌ مؤثِّرٌ جميلٌ يتعلّم الإنسانُ منه، فقد قال النابغة لمن يخاطبه: لقد عددتَ قشيرًا، يعني ذكره في النبلاء وذكر قشيرًا في العظماء، وصدق الله العظيم إذ يقول في آية البقرة: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} (البقرة: من الآية: 200) كانوا يذكرون أبناءهم ويقولون: فعلوا كذا، وصنعوا كذا، ولهم أمجاد كذا، وغزوات كذا، وأيام كذا ... وهكذا، فقال الله تعالى: {كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} هو يقول لهم: لقد عددتَ قشيرًا إذ عددتَ، وكأنَّ المعدود هو المعتبَر، وكأن المتروك عند العدّ مهمَل لا يأبه به الشاعر ولا يهتمَ، هو يقول له: أنت ذكرتَ قشيرًا إذ عددتَ، فلم أُسأ أنا، وما الذي يسيئني، فلم أُسأ بذاك يعني: بعدك قشيرًا، ولم أزعمك عن ذاك مَعْزِلَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لاحظ أن معزلًا هي المفعول الثاني لـ"أزعم"، وأما مفعول "أزعم" الأول فهو الكاف، "أزعم" مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه السكون، والفاعل مستتر تقديره أنا، والكاف مفعول به أول، و"معزلَا" مفعول به ثانٍ، كأن سيبويه قد استشهد ببيت النابغة -من الطويل- على ورود "أزعم" عاملًا، ثم يقول: وتقول: أين تُرى عبد الله قائمًا، وهل تُرى زيدًا ذاهبًا؟ يقول عليه -رحمه الله-: إن "هل" و"إنَّ" "أين" وجودها كعدم وجوده، يعني احذر أن تظن أن اسم الاستفهام يؤثر على الأفعال التي تستعمل وتلغى، قال: لأن ما بعدهما ابتداء، أي لأن ما بعد اسم الاستفهام -وهو أين- وما بعد حرف الاستفهام -وهو هل المبني على السكون- ابتداء، كأنك قلت: أترى زيدًا ذاهبًا، وأتظن عمرً منطلقًا؟ يعني بدخول الحرف الذي هو همزة الاستفهام.
ومن ثم كان -عليه رحمة الله- يسأل شيخَه: لماذا يقولون كذا، ولم يقولوا كذا في أيّهم؟ فقال له شيخه: لأن أي استفهام، ولا يدخل استفهام على استفهام. أي أداة استفهام، فهو مستغنًًى بها عن الاستفهام الذي هو حرف الهمزة -كما ذكر العلماء، وكما ذكر سيبويه كذلك- قال: فإن قلت: أين وأنت تريد أن تجعلها بمنزلة الابتداء والخبر إذا استغنى بها الابتداء. ومعنى استغنى بها الابتداء أنها خبر مقدّم وجوبًا؛ لأن لها الصدارة، إذا كنت تريد أن تقول: أين تَرى زيد، كأنك قلت: أين زيد، وجعلت "ترى" اعتراضًا بين "أين" وبين "زيد".
ما إعراب هذه الجملة؟
"أين" خبر مقدم مبني في محل رفع؛ لأن له الصدارة، والكلام بلغة سيبويه مبني على زيد، أي أن زيد مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ودخلت "ترى" كما دخلت لو تذكرون بين عبد الله وبين ذاهب، يعني أنها دخلت بين المبتدأ والخبر، وكانت غير عاملة، أي أنها أُلغيت.
ينبهنا سيبويه هنا إلى أن هناك فرقًا بين أن تقول: أين تظن زيدًا قائمًا, أدخلت "أين" على جملةٍ عملت فيها تظن كما عملت قبل دخول أين. ومعنى ذلك أنك لا بدّ أن تنتبه إلى أسلوبين، وما أجمل أن يكون النحو دراسةً للأساليب في ضوء الكتاب.
هناك فرق بين قولك: أين تظن زيدًا قائمًا، وبين قولك: أين تظن زيد، الفرق بين الأسلوبين أن قولنا: "أين تظن زيدًا قائمًا" كأن كلمة "أين" غير موجودةٍ، وما بعدها كأنها كلام مستأنف، مبتدأ بها بدونها. لكنك حين قلت: "أين تظن زيدًا" كأنك قلت: أين زيد، كلام مبني على الخبر والابتداء، وتقدم فيه الخبر على المبتدأ؛ لأن له الصدارة، فهو اسم استفهام و"زيد" مبتدأ مؤخر، وجاءت كلمة "تظن" أو "ترى" ملغيةً غيرَ عاملةٍ، غير مستعملة، كما قال سيبويه -عليه رحمة الله.
استعمال "قال" بمعنى "ظن"
هنا فكرة مهمة جدًّا حين قال سيبويه: واعلم أنَّا قلت إنما وقعت في كلام العرب على أن يحكى بها، وقال: وإنما تحكي بعد القول ما كان كلامًا لا قولًا, هذه عبارة مهمة جدًّا يريد سيبويه فيها أن يفرِّق بين المحكي بالقول وبين القول، ما الفرق بين هذا وذاك؟ وما أثر هذا الفرق في إعمال القول؟
فرق كبير كبير؛ لأن "قال" تأتي كأنها ظن، وتأتي على أصل بابها، وأنت تعلم أن قلت جاءت كما قال: سيبويه: "لكي يُحكى بها الحق" إن سيبويه أراد أن يعلِّمنا درسًا بكرًا جميلًا في العربية، تستطيع أن تقول: قلت مثلًا حقًّا، وتعرب "حقًّا" على أنه مفعول به منصوب، ولا مشكلة في ذلك على الإطلاق، وتقول: قلت أنك، وأنا أفتح الهمزة؛ لأني ما قصدت بذلك كلامًا محكيًّا؛ وإنما قصدت بذلك قولًا.
هذا الدرس مهمٌّ جدًّا في حياة سيبويه، يقول: "والدليلُ على لسانه بأن القول يأتي ليحكى به، وأن الحكاية تكون كلامًا أنت تحكيه بـ"قال".
وأما الدليل الذي هو ملازمٌ سيبويه فهو استشهادُه بقول الله تعالى -من سورة آل عمران- {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران: 42) هنا قال: {قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ} من أوّل {إن} كان لسيبويه كلام؛ حيث قال -رحمة الله عليه-: ولهذا كسرت همزة "إنَّ"، ولو كان قولًا لفتحت الهمزة، ما معنى هذا؟ معنى هذا أن قال: {الْمَلائِكَةُ} فاعل، {يَا مَرْيَمُ} قالت الملائكة مثلًا: نعم. أين المقول؟ المقول هنا محكيٌّ، يعني ليس من تصرّف الملائكة، ولا من كلامٍ قِيل، وإنما هو
(يُتْبَعُ)
(/)
حكاية، بمثابة أن الملائكة رسل بلّغت مريم بالحرف الواحد: {يَا مَرْيَمُ} فقالت: نعم. قالت الملائكة: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} وحكى لنا ربُّنا تعالى بهذا النظم الجليل كلام الملائكة الذي هو لا تبديل فيه؛ لأنه بأمر الله، {إِنَّ اللَّهَ} كلام مستأنف، يعني كلام محكيٌّ، {إِنّ} ولفظ الجلالة {اللهَ} اسم {إِنّ} منصوب وعلامة نصبه الفتحة، و"اصطفى" فعل ماضٍ، والفاعل مستتر هو، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {إِنّ}، {قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} هذه الجملة اسميّة تامّة، كأنها ابتدائية؛ لذلك كُسر لفظ {إِنّ} أو كسرت همزة {إِنَّ} كما كسرت في أول الكلام في نحو قول الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (الفتح:1) في أول الفتح، وفي قول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر:1) والكلام المحكي كأنه ابتداء، يعني كلام مكوّن من أدواته على وجه كل أداة في العربية، تقول في أول الكلام "إنَّ" أم تقول في أول الكلام "أنَّ"؟ أنت تقول في أول الكلام "إنَّ"، فإذا حكيت ذلك بعد القول ينبغي ألا تتصرّف في الهمزة، فلا تقل بالنّهي، فلا تقل "إن" تتصرّف فيها فتقول: قالت الملائكة أنّ؛ لذلك نبّهنا سيبويه -عليه رحمة الله- إلى أنّ الهمزة مكسورةٌ بعد القول بأن الكلام محكيٌّ، والحكاية بعد القول كلام لا قول.
ما الفرق بين الكلام والقول؟ القول قول من قال، والكلام حكاية من قال، يعني أنا أقول لك قال فلان إني مسافر، وأقول لك قلت: أني مسافر، قولي أني مسافر على الابتداء والخبر، لكن قال فلان إني مسافر الهمزة مكسورة؛ لأنها في ابتداء الكلام، وهو كلام محكي كأني أنقل لك صورة ما قاله المتحدث بالحرف الواحد، أنا سمعته يقول إني مسافر، فلما أتيتك حدثتك بما سمعت، ونقلت لك كلامه بالحرف الواحد والنص، لا دخل لي فيه ولا تصريف، ولا تصرف، فقلت قال لي أبوك، أو قال لي أخوك إني مسافر، بين قوسين إني مسافر كلام أبيك، بالحرف كما حكى القرآن الكريم كلام لنا قول الملائكة لمريم "إن الله اصطفاك" فكأننا نسمع كلام الملائكة، وهي تخاطب مريم الآن بحروفه.
قال -عليه رحمة الله-: وكذلك جميع ما تصرّف من فعله" يعني: في ظن وأخواتها وجميع ما تصرّف، قال: في القول وجميع ما تصرف، إذن تقول مثل قال، وأقول مثل قال، وقلت أيضًا مثل قال، قال: شبهوها بظن، ولم يجعلوها كـ"يظن" و"أظن" في الاستفهام؛ لأنه لا يكاد يستفهم المخاطب عن "ظن" غيره، وإنما جعلت كـ"تظن" كما أن ما كـ"ليس" في لغة أهل الحجاز إشارة، كأنه يذكرك بـ"ما" التي درستها على أنها "ما" الحجازية التي تعمل عمل "ليس".
التشبيه في الأساليب العربية كلها له وجه شبه، ووجه الشبه بين "ما" وبين "ليس" هو النفي، وهي تعمل عمل "ليس" من حيث إنها ترفع الاسم وتنصب الخبر كما في قول الله تعالى: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِم} (المجادلة: من الآية: 2) في سورة المجادلة فجاءت {مَا} حجازية، وجاء اسمها {هُنَّ} مبنيًا في محل رفع، وجاء لفظ {أُمَّهَاتِهِم} منصوبًا بالكسرة نيابةً عن الفتحة، وهو -أي خبر {مَا} - منصوب بالفتحة الظاهرة في آية "يوسف" وهي قول الله تعالى: {مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} (يوسف:31) و {إِنْ} نافية بمعنى "ما"، {مَا هَذَا بَشَرًا} "ما" حجازية، أي: عاملة على لغة الحجاز، و {هَذَا} اسمها مبني في محل رفع، و {بَشَرًا} خبرها منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
والله -تبارك وتعالى- يقول: {مَا هَذَا بَشَرًا}، وبنو تميم يقرءون {مَا هَذَا بَشَرًا} فإذا مضوا إلى غاياتهم وحياتهم قالوا في غير القرآن الكريم: "ما هذا بشرٌ"؛ لأن بني تميم لا يعملون "ما" إعمال "ليس" كأهل الحجاز, وإنما يجعلونها مجرد حرفٍ للنفي، وما بعدها اسمان مرفوعان على الابتداء والخبر، يقول: يذكرنا بإعمال "ما" الحجازية، وقالوا: ما دامت في معناها، ومعنى ذلك أن "ما" شبهت بـ"ليس"؛ لأنها في معناها، أي أن "ما" تفيد النفي، و"ليس" تفيد النفي كذلك، وإذا تغيرت عن ذلك أو قُدّم الخبر رجعت إلى القياس، وصارت اللغات فيها كلغة تميم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الجزء -من الصفحة الثانية والعشرين بعد المائة الأولى- من الجزء الأول من (كتاب) سيبويه جزء مهم؛ لأن الرجل هذا أسلوبه، يذكرك بما مضى، ويذكر شيئًا مما يعدك به مما سيأتي، ويشرح لك درسًا في درس، وهذا؛ لأنه كان في زمانٍ متقدم، وكما قال لنا شيوخنا لم يكن هناك منهج للتأليف، ولا التزام بخطة بحثٍ، وإنما يكون هناك استطراد، وهو -إن شاء الله- نافع، لماذا؟
لأنك تدرس في هذا باب "ما" الحجازية، وأنت في الأصل تدرس باب "ظن" وأخواتها من حيث الإعمال، ومن حيث الإلغاء، فيأتيك بأن يقول: لك وتأتي "قال" بمعنى "أظن"، ثم يستطرد ويقول: كما جاءت "ما" بمعنى "ليس" ولكنَّ "ما" لا تكون على معنى ليس دائمًا؛ إذ إن هناك شروطًا ألّا يتقدّم الخبر، ولا تكون منتقضًا نفيها بإلَّا أشار إلى ذلك سيبويه، أنت تقول ما هذا رجلًا، هذا أسلوب يستقيم على لغة الحجاز، ما هذا على نحو قولك: {مَا هَذَا بَشَرًا} (يوسف: 31) لكن إن قلت ما هذا إلا بشر، فكيف تضبط كلمة "بشر" تقول: ما هذا إلا بشر لو وقفت قلت ما هذا بشر؛ لأنك تقف على المنون المرفوع بالسكون تقول: ما هذا إلا بشر، لماذا لم تقل: ما هذا إلاَّ بشرًا؟ لأن الإعمال كما قال سيبويه قد توقف.
ولماذا يقول الإمام: توقف الإعمال -إعمال "ما" على لغة الحجازيين إعمال "ليس"- لأن نفيها قد صار منتقضًا بإلَّا، حين أقول: ما هذا رجلًا، هذا صحيح، فإذا زدت إلاَّ فقلت: ما هذا إلا، لا أستطيع أن أقول رجلًا, وإنما أقول ما هذا إلا رجل، كأني قلت هذا رجل، هو -رحمه الله- يذكرنا بأن اللغة لم يقل أهملت، وإنما قال: صارت اللغة تميمية، ينبهنا بأن بني تميم لا يعملون ما، لا بشروط ولا بدون شروط، وإنما يعملها الحجازيون ووضعوا لها شروطًا، فإذن يريد سيبويه هنا أن يذكر لنا شيئًا خطيرًا: ما هو؟ يريد أن يقول إن وضع الشروط في "ما"؛ لبيان الفرق بين ما يعمل بالأصالة وبين ما يعمل بالحمل، ما معنى هذا؟ معناه أنَّ "ليس" ترفع المبتدأ وتنصب الخبر أصالة، لكن "ما" ترفع المبتدأ وتنصب الخبر بالحمل على "ليس"، فالمحمول عليه أصيل والمحمول فرع عن هذا الأصيل، ولا يستوي الفرع والأصل، -ألم أقل لحضراتكم إن اللغة تمثل حياة أهلها أتستوي أنت وأبوك- ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم- في رجل خطب فقال ومن يعصهما ((بئس الخطيب أنت أمتساويان!)) أيتساوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالله -عز وجل- قل: ومن يعصِ الله ورسوله، ولا تقل ومن يعصهما، فكأنك إذا قلت: "ومن يعصهما" قد جمعت وسويتهما، ليسا متساويين.
يريد سيبويه أن يذكرنا بذلك كله فيقول: اعلم أن "قال" ليست في جميع الأحوال مثل "ظن"، وأحب أن أنبِّه حضراتكم في أنه سأل شيخه أبا الخطاب وقال -عليه رحمة الله- عبارة نذكرها نحفظها ولا ننساها وقد سألته غير مرة -عليهم رحمة الله-: سألته -أي أبا الخطاب شيخ سيبويه سأل شيخه- غير مرة -أي كثيرًا ما سأله- عن قول الحق بظن. فقال له أبو الخطاب: اعلم أن من العرب الذين يوثق بعربيتهم من يعملون القول كالظن أبدًا كأن شيخ سيبويه يقول له ليست هناك مباعدة بين القول والظن، فكل قال كأنها ظن وكل يقول كأنه يظن وكأنك حيثما وجدت، قال وجدت ظن. أشار إلى ذلك سيبويه في (الكتاب) وقال: إن بني سليم من الذين يوثق بعربيتهم. هؤلاء ماذا فعلوا؟ جعلوا القول كالظن تمامًا بتمام.
ثم يقول: متى تقول زيدًا منطلقًا؟ لعلك لاحظت الآن أنه أدخل متى، كما أدخل أين على الظن، فهل أثرت كلمة أين على الظن، أم أن سيبويه قال اعلم أن وجودها كعدم وجودها، وأن ما بعدها ابتداء هكذا أيضًا يقول: واعلم أنك تقول متى تقول كأنك قلت متى تظن -سبحان الله- متى تقول زيدًا منطلقًا، وكما أتاني سيبويه بالهمزة وبعدها تظن فقال في مثالٍ سابقٍ: أتظن زيدًا قائمًا، قال هنا كذلك: أتقول عمرًا ذاهبًا؟ في الصفحة الثالثة والعشرين بعد المائة الأولى، يقول: أتقول عمر ذاهبًا، دخلت همزة الاستفهام على جملة القول، والقول مضارع. لماذا أدخل سيبويه الهمزة على الفعل، تقول: ليبين لنا أن الهمزة وهيَ حرف استفهام تدخل على تظن، وكذلك تدخل على تقول؛ لأن تقول بمعنى الظن، سواء على ما ذكره سيبويه هنا أو عن ما ذكره عندما قال: وزعم أبو الخطاب وسألته غير مرة هل يتغير الإعراب مع دخول همزة الاستفهام على الجملة القولية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: لا.
ما إعراب هذه الجملة: أتظن أو أتقول عمرًا ذاهبًا؟
الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وتقول مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم، والفاعل مستتر تقديره أنت، وعمرًا مفعول به أولن وذاهبًا مفعول به ثانٍ
ما وجه نصب المفعولين الاثنين؟
الوجه أنَّ تقول بمعنى تظن وتظن ينصب مفعولين، وكذلك تقول يحمل القول على الظن فينصب أيضًا مفعولين، فكأنك قلت أتظن عمرًا ذاهبًا وكذلك قال: أكل يومٍ تقول عمرًا منطلقًا.
ثم جاء بالشاهد الذي دخلت فيه همزة الاستفهام على الاسم المعمول فيه النصب، فلم تغير شيئًا، فقال -والبيت من الوافر-:
أجهّالًا تقول بني لؤي لعمر أبيك أم متجاهلين
والأصل في الوافر -كما تعلمون-: مفاعلتن/ مفاعلتن/ مفاعلتن/ إلا أنه لم يأت إلا مقطوفًا أي أنك تقول: مفاعلتن/ مفاعلتن/ مفاعي/ أجههالن/ مفاعلْتن "معصوبة"/ تقول بني/ مفاعلتن/ لؤيين/ فعولن بعد التحويل "وإن شئت أبقيته"/ لعمر أبي - لعمر أبي/ مفاعلتن/ كأم متجا - كأم متجا/ مفاعلتن/ هلينا/ مفاعي.
البيت -كما تعلمون- من الوافر، من حيث العروض التركيب النحوي يعنينا الأصل فيه قبل النظم، تقول: بني لؤي جهالًا، ربما يبدو التعبير غريبًا لكنا إذا فهمنا أن كلمة "تقول" هنا بمعنى "تظن" استرحنا، وفهمنا أن قول الشاعر قبل النظم. تقول: بني لؤي جهالًا أم متجاهلين بمعنى تظن، فكأنك قلت: أتظن بني لؤي جهالًا أم متجاهلين، وأنتم تعلمون أن هناك فرقًا بين الجهل والتجاهل الجهل جهل، والتجاهل ادعاء الجهل، يعني ترى المتجاهل يدَّعي أنه جاهل مع أنه ليس بجاهل، ليس الغبي بسيدٍ في قومه، لكن سيد قومه المتغابي، يعني لا الذي يدعي الغباء، وإنما الذي يتجاوز عن كثير من تصرفاته وبني قومه؛ لأنه لو دقق وحقق فسوف يخسرهم جميعًا؛ ولذلك يغض الطرف عن بعض الأعمال والأفعال؛ استبقاءً للصحبة واستئناسًا للمودة.
الهمزة للاستفهام، وجهالًا مفعول به، لتقول وهو مفعول به ثان، وتقول مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة أي: تقول أنت وتكون مفعولة على الظن، فهي تنصب مفعولين الأول بني لؤيٍ مضاف إليه مجرور وبني كما تعلمون ملحقة بجمع المذكر السالم فهي مفعول به منصوب لكن علامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة وجهالً مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة والأصل أتقول بني لؤيٍ جهالًا، فقدم المفعول الثاني ودخلت عليه همزة الاستفهام فلم تغير فيه شيئًا، وكأنها غير موجودةٍ كما ذكر سيبويه في المثال الذي هو ليس بشعرٍ، حين قال: أتقول عمرًا ذاهبًا، دخلت همزة الاستفهام على جملة تقول زيدًا ذاهبًا، أو تقول عمرًا ذاهبًا، فلم تؤثر شيئًا في الفعل، تقول وهو مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وفاعله مستتر فيه تقديره أنت، وعمرًا مفعول به أول منصوب بالفتحة، وذاهب مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة، والهمزة حرف استفهامٍ لا محل له من الإعراب، دخل على جملة فعليةٍ دخلت على القول الذي هو بمعنى الظن، فصار التركيب أتقول عمرًا ذاهبًا، هذا في النثر.
وفي الشعر ذكر من الوافر قول الشاعر:
أجهالًا تقول بني لؤي لعمر أبيك ..........
وهو اعتراض أم العاطفة متجاهلين، أم تقول متجاهلين.
هنا يذكر لنا سيبويه فكرة لطالما ذكرها في تضاعيف كتابه، وهي قوله: وإن شئت رفعت بما نصبت، فجعلته حكاية. ما أصل الحكاية؟
أصل الحكاية أن سيبويه ذكر لنا أن الفعل تقول بمعنى تظن، فهو على هذا إن جاء عاملًا يجئ ناصبًا لمفعولين والمفعولان منصوبان فالنصب حكم على المفعول به، كما أن الرفع محكوم به للمبتدأ بعد أن ذكر لنا النصب، للحمل على الظن قال: وإن شئت رفعت بما نصبت فجعلته حكاية يعني على الابتداء والخبر؛ لأنك إذا قلت قال بنو لؤيٍ جهال، فمعنى ذلك أن قال فعل ماض مبني على الفتح والفاعل مستتر يعود على ما ذكرت من الأسماء الصريحة، أو المؤولة بالصريحة من الابتداء، كما في مثال سيبويه الدائم عبد الله، نقول عبد الله يقول بنو لؤي جهال، أو عبد الله يقول النحو سهل. النحو مبتدأ مرفوع وسهل خبر المبتدأ المرفوع، والمبتدأ وخبره المرفوعان موضوعهما النصب، ولكنك ذكرت الحكاية يعني كأن الرجل قال بنو لؤي جهال فقلت: قال النحو سهل كما قلت أتقول النحو سهلًا، كما ذكر سيبويه أتقول عمرو ذاهبًا كذلك تستطيع أن تقول عمر ذاهب ما معنى هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
معنى هذا أن عمرو مبتدأ مرفوع، وذاهب خبر المبتدأ المرفوع، وكأن ذلك حكاية بالرفع نقلتها بعد الرفع ولم تنصب، قصدت بذلك الحكاية، أما إذا جاء الاسمان منصوبين، فقد أعملت تقول وأنت إذا أعملت تقول فعلى أي وجهٍ أعملت الجواب على وجه تشبيه القول بالظن هل هناك فرق بين العمل على الحمل وبين العمل على الأصالة؟ الجواب نعم، أنت تقول عبد الله أظنه قائمًا، وتقول أقول عبد الله قائمًا، وتقول أقول عبد الله قائم.
ما الفرق بين هذه الأساليب؟ أنت تعلم حين قلنا أظن عبد الله قائمًا، أننا أعملنا أظن ونصبنا بها عبد الله ونصبنا بها قائمًا أتقول عبد الله قائمًا أعملت تقول فنصبت عبد ونصبت قائمًا، وذلك بحملك تقول على أظن، ثم عاد سيبويه فقال: وتستطيع أن ترفع على الحكاية.
ما معنى هذا هل معنى هذا أن هناك حكاية في الظن؟
الجواب: لا، إنما الحكاية مع القول، كأنك تستطيع أن تقول، أتقول عبد الله ذاهب، برفع عبد الله، وذاهب على الحكاية، لكنك تقول: أظن عبد الله قائمًا، فإن أردت الإلغاء قلت عبد الله قائم أظن، وأخرت الفعل الذي ألغيت كما ذكر سيبويه، كما قلنا في المحاضرة السابقة إذن هناك فروق بين الأساليب تستطيع أن تدرب عليها في متعةٍ وجمال، تستطيع أن تقول في ضوء كتاب سيبويه، أقول عبد الله أظنه قائمًا وتقول: عبد الله أظنه قائمًا وتقول عبد الله أظنه قائم وتقول: أظن عبد الله قائمًا وتقول: أقول: عبد الله قائمًا، كل ذلك أساليب فصيحة وردت على وجوهها من الأصالة من إعمال أظن، ومن إهمالها ومن حمل، تقول على أظن إلى غير ذلك مما سوف يكون له -إن شاء الله- عود مع (الكتاب).
تحية لكم، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
انتهت المحاضرات في هذا الباب , ونريد الفوائد المستفادة والقواعد من زملائي في هذا ا لمنتدى المبارك , فلا تبخلوا علينا بكل ما هو مفيد في هذا الباب ولم يتطرق له المحاضر.
المصدر: جامعة المدينة ا لعالمية (شروحات من قسم اللغويات في كلية الدراسات العليا).
لا تنسونا من صالح الدعاء.
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:24 ص]ـ
ظن وأخواتها "
تنقسم ظن وأخواتها إلى ثلاثة أنواع: ـ
النوع الأول يشمل الأفعال التالية: رأى علم ـ وجد ـ درى ـ تعلم ـ ألفى. وهذه الأفعال تدل على اليقين.
النوع الثاني ويشمل الأفعال التالية: ظن ـ خال ـ حسب ـ زعم ـ عد ـ حجا ـ هب. وتسمى هذه الأفعال أفعال الرجحان. والنوعان معا يطلق عليهما أفعال القلوب.
النوع الثالث ويشمل الأفعال التالية: صير ـ جعل ـ وهب ـ تخذ ـ اتخذ ـ ترك ـ رد. وهذا النوع يعرف بأفعال التحويل.
فالأفعال التي سميت بأفعال اليقين أطلق عليها هذا الاسم لأنها تفيد تمام الاعتقاد واليقين، والتأكد بمعنى الجملة التي تدخل عليها.
ومن أمثلتها: رأيت الصدق خير وسيلة للنجاح في الحياة.
113 ـ ومنه قوله تعالى: {أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} 1.
وقوله تعالى: {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} 2.
وقوله تعالى: (ولكني أراكم قوما تجهلون} 3.
فالمفعولان في الآية الأولى هما: ضمير الغائب " الهاء "، و " حسنا ". وفي الآية
الثانية ضمير الغيبة " الهاء "، وجملة استغنى. وفي الآية الثالثة: ضمير المخاطب " الكاف "، وقوما.
وتأتي رأى بصرية بمعنى أبصر الشيء بعينه فتتعدى لمفعول واحد فقط.
نحو: رأيت عليا.
ـــــــــــــــ
1 ـ 8 فاطر. 2 ـ 7 العلق.
3 ـ 29 هود.
114 ـ ومنه قوله تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا} 1.
وقوله تعالى: {فلما رأى قميصه قد من دبر} 2.
فـ " رأى " في الآيتين السابقتين تعنى المشاهد بالعين المجردة، لذلك تعدت إلى مفعول به واحد وهو: " كوكبا " في الآية الأولى، و " قميصه " في الآية الثانية.
وقد تتضمن رأى معنى الظن " ظن ".
115 ـ نحو قوله تعالى: {إنهم يرونه بعيدا} 3.
وتأتي رأى بمعنى الرأي والتفكير، فتنصب مفعولا به واحدا.
نحو: رأى المُشرِّع حل الشيء وحرمته.
ومثال علم: علمت محمدا أخاك.
116 ـ ومنه قوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} 4.
وقوله تعالى: {فعلموا أن الحق لله} 5.
وقوله تعالى: {ولتعلم أن وعد الله حق} 6.
وتأتي علم بمعنى عرف فتنصب مفعولا واحدا فقط.
117 ـ نحو قوله تعالى {قد علم كل أناس مشربهم} 7.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {كل قد علم صلاته وتسبيحه} 8.
فـ " مشرب، و " صلاة " كل منهما وقع مفعولا به لعلم في الآيتين.
ومثال وجد: وجدت العلم نافعا.
ومنه قوله تعالى: {ووجدك ضالا فهدى} 9.
ـــــــــــــــ
1 ـ 76 الأنعام. 2 ـ 28 يوسف.
3 ـ 6 المعارج. 4 ـ 10 الممتحنة.
5 ـ 75. 6 ـ 13.
7 ـ 60 البقرة. 8 ـ 41 النور.
9 ـ 6 الضحى.
وقوله تعالى: {ووجدك عائلا فأغنى} 1.
وقوله تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} 2.
فـ " وجد " في الآيات السابقة بمعنى علم لذا نصبت مفعولين وهما: ضمير المخاطب " الكاف "، وضالا في الآية الأولى. وضمير المخاطب " الكاف "، وعائلا في الآية الثانية، وأكثرهم، والفاسقين في الآية الثالثة.
13 ـ ومثال درى قول الشاعر *:
دُريت الوفيَّ العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد
فـ " التاء " في دريت في محل رفع نائب فاعل لكون الفعل مبني للمجهول، وهي المفعول به الأول، والوفي مفعول به ثان.
ودرى الناصبة لمفعولين لا تكون إلا بمعنى علم، واعتقد.
نحو: درى الرجل المر سهلا.
فإن كانت بمعنى خدع، أو حك نصبت مفعولا به واحدا.
نحو: درى اللص الرجل.
ومثال تعلم ـ وهو فعل جامد ـ بمعنى علم واعتقد 14 ـ قول زياد بن سيار:
تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر
وقول الآخر *:
تعلم أن خير الناس طرا قتيل بين أحجار الكُلاب
فـ " شفاء، و قهر " مفعولان لتعلم في شطر البيت الأول، و " أن " ومعموليها سدت مسد المفعولين في البيت الثاني.
ومثال ألفى الناصبة لمفعولين إذا كانت بمعنى علم، واعتقد، ووجد:
ألفيت عليا مسافرا. 118 ـ ومنه قوله تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب} 3.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 8 الشرح. 2 ـ 102 الأعراف.
3 ـ 25 يوسف.
وقوله تعالى {قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا} 1.
ويجوز أن يكون الفعل " ألفى " في الآيتين السابقتين ناصبا لمفعول به واحد، إذا اعتبرنا الظرف في الآية الأولى متعلقا بالفعل، وكذلك الجار والمجرور في الآية الثانية.
وقد ذكر صاحب البحر المحيط أن في تعدي " ألفى " إلى مفعولين خلاف، ومن منع جعل الثاني حالا، والأصح كونه مفعولا لمجيئه معرفة، وتأويله على زيادة اللف واللام خلاف الأصل {2}.
أما أفعال الرجحان فقد سميت بهذا الاسم لكونها ترجح اليقين على الشك وهي: ظن: نحو: ظننت الجو معتدلا.
119 ـ ومنه قوله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مبتورا} 3.
وقوله تعالى: {وما أظن الساعة قائمة} 4.
وقوله تعالى: {وإني لظنه كاذبا} 5.
وتأتي ظن بمعنى اتهم فتنصب مفعولا واحدا.
نحو: سرق لي كتاب فظننت محمدا، أي: اتهمته.
خال: نحو: خلت الكتاب جديدا.
فإذا جاءت بمعنى اشتبه تعدت لمفعول به واحد. نحو: خالت على أحمد الأمور.
وحسب: نحو: حسبت الأمر هينا.
120 ـ ومنه قوله تعالى: {لا تحسبوه شرا لكم} 6.
وقوله تعالى: {فلما رأته حسبته لجة} 7.
وقوله تعالى: {إذا رايتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} 8.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 170 البقرة. 2 ـ البحر المحيط ج1 ص477.
3 ـ 102 الإسراء. 4 ـ 36 الكهف. 5 ـ 37 غافر.
6 ـ 11 النور. 7 ـ 44 النمل. 8 ـ 19 الإنسان.
أما إذا جاءت بمعنى عدَّ فلا تتعدى إلا لمفعول به واحد، وتكون مفتوحة السين.
نحو: حسَبت الدراهم. بمعنى: عددتها.
زعم: تأتي بمعنى ظن. نحو: زعمت الدرس سهلا.
121 ـ ومنه قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا} 1.
ويلاحظ أن المصدر المؤول من أن ومعموليها قد سد مسد مفعولي زعم.
عد: بمعنى ظن، نحو: عددتك صديقا وفيا.
15 ـ ومنه قول النعمان بن بشير الأنصاري:
فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ولكنّما المولى شريكك في العُدْم
فالمولى، وشريك مفعولان للفعل تعدد.
فإن لم تكن بمعنى ظن نصبت مفعولا به واحدا. نحو: عددت النقود.
حجا: وتفيد رجحان وقوع الشيء. 16 ـ كقول تميم بن أبي مقبل:
قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات
فـ " أبا، و أخا " مفعولان لـ " أحجو " مضارع حجا.
هبْ: فعل أمر بمعنى ظن. نحو: هب محمدا أخاك.
فإن كانت بمعنى وهب، أو أعطى نصبت مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: هِب الفائز جائزة. وهي حينئذ بكسر الهاء.
وإن كانت بمعنى الخوف والهيبة، اقتصرت على مفعول به واحد.
نحو: هب المعلم. أي: اخش المعلم وهبه.
ــــــــــــ
1 ـ 7 التغابن.
نماذج من الإعراب
113 ـ قال تعالى: {أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسناً} 8 فاطر.
أ فمن: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والفاء حرف عطف، ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف دل عليه سياق الكلام، والتقدير كمن هداه الله، وأعرب البعض " من " اسم شرط، وجواب الشرط محذوف تقديره: ذهبت نفسك عليهم حسرة.
زين: فعل ماض مبني للمجهول، وجملة زين لا محل لها من الإعراب صلة من على الوجه الأول، وفي محل جزم فعل الشرط على الوجه الثاني.
له: جار ومجرور متعلقان بزين. سوء: نائب فاعل، وهو مضاف.
عمله: مضاف إليه، وعمل مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
فرآه: الفاء حرف عطف، ورأى فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول، وجملة رأى معطوفة على جملة زين. حسناً: مفعول به ثان لرأى، لأن رأى قلبية.
وجملة من زين معطوفة على ما قبلها.
114 ـ قال تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكباً} 76 الأنعام.
فلما جن: الفاء حرف عطف، ولما حينية أو رابطة، وجن فعل ماض مبني على الفتح، وجملة جن معطوفة على جملة قال إبراهيم لأبيه في الآية التي قبلها.
عليه: جار ومجرور متعلقان بجن. الليل: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة جن في محل جر بالإضافة للظرف لما على الوجه الأول، أو لا محل لها من الإعراب على الوجه الثاني.
رأى: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة رأى لا محل لها من الإعراب، جواب شرط غير جازم على الوجه الأول أيضاً.
كوكباً: مفعول به منصوب بالفتحة، ورأى بصرية.
115 ـ قال تعالى: {إنهم يرونه بعيداً} 6 المعارج.
إنهم: إن واسمها. يرونه: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
وجملة يرونه في محل رفع خبر إن. والرؤيا قلبية " علمية ".
بعيداً: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة إنهم يرونه لا محل لها من الإعراب تعليلية.
116 ـ قال تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} 10 الممتحنة.
فإن: الفاء حرف عطف، وإن شرطية جازمة لفعلين.
علمتموهن: فعل ماض، وتاء المتكلم في محل رفع فاعل، ونون النسوة في محل نصب مفعول به أول، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
مؤمنات: مفعول به ثان منصوب بالكسرة، لأنه جمع مؤنث سالم.
116 ـ قال تعالى: {قد علم كل أناس مشربهم} 60 البقرة.
قد علم: حرف تحقيق، علم فعل ماض.
كل أناس: كل فاعل مرفوع بالضمة، وأناس مضاف إليه مجرور بالكسرة.
مشربهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وعلم هنا بمعنى عرف تنصب مفعول به واحد، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
قال تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} 102 الأعراف.
وإن: الواو حرف عطف ن وإن مخففة من الثقيلة لا عمل لها على قلة، ويجوز أن تكون عاملة واسمها ضمير الشأن المحذوف.
وجدنا: فعل وفاعل. أكثرهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة
لفاسقين: اللام الفارقة، وفاسقين مفعول به ثان لوجدنا.
13 ـ قال الشاعر:
دُريت الوفي العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد
دريت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعل، وهو المفعول به الأول.
الوفي: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة دريت لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
العهد: يجوز جره على الإضافة، ونصبه على التشبيه بالمفعول به، ورفعه على الفاعلية، لأن قوله الوفي صفة مشبهة، والصفة المشبه يجوز في معمولها الأوجة الثلاثة التي سبق ذكرها.
يا عرو: يا حرف نداء، وعرو منادى مرخم يجوز بنائه على الضم وعلى الفتح، حذفت تاؤه، وأصله عروة.
فاغتبط: الفاء حرف عطف، واغتبط فعل أمر مبني على السكون، وفاعلة ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت. والجملة معطوفة على دريت لا محل لها من الإعراب.
فإن اغتباطا: الفاء للتعليل، وإن حرف مشبه بالفعل واغتباطا اسم إن منصوب.
(يُتْبَعُ)
(/)