وقد أعرب بعض المعربين المعاصرين " ينابيع " بالنصب على التمييز، نحو قوله تعالى (وفجرنا الأرض عيونا) 1. وأعربه الزمخشري: بالنصب على نزع الخافض باعتباره المكان الذي ينبع فيه الماء، والله أعلم (2)
110 ـ قال تعالى: {تجعلونها قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً} 91 الأنعام.
تجعلونه: تجعلون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
ـــــــــــ
1 ـ 12 القمر. 2 ـ إعراب القران الكريم مجلد 8 ص 407.
قراطيس: مفعول به ثان منصوب بالفتحة وجملة تجعلونه في محل نصب حال من الكتاب في أول الآية أو من الضمير في به في أول الآية أيضاً.
تبدونها: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل وهاء الغائب في محل نصب مفعول به وجملة تبدون في محل نصب صفة لقراطيس.
وتخفون: الواو حرف عطف، تخفون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
كثيراً: مفعول به لتخفون منصوب بالفتحة وجملة تخفون معطوفة على ما قبلها.
111 ـ قال تعالى: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح} 5 الملك.
ولقد: الواو حرف استئناف واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق.
زينا: فعل وفاعل. السماء: مفعول به منصوب بالفتحة.
الدنيا: صفة للسماء منصوبة بالفتحة. بمصابيح: جار ومجرور متعلقان بزينا.
وجملة لقد وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
112 ـ قال تعالى: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} 52 الأنبياء.
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع خبر.
التماثيل: بدل من اسم الإشارة مرفوع بالضمة.
التي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة لتماثيل.
أنتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. لها: جار ومجرور متعلقان بعاكفون.
عاكفون: خبر مرفوع بالواو والجملة الاسمية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
113 ـ قال تعالى: {وأرسل عليهم طيراً أبابيل} 3 الفيل.
وأرسل: الواو حرف عطف، أرسل فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو. عليهم: جار ومجرور متعلقان بأرسل.
طيراً: مفعول به منصوب بالفتحة. أبابيل: صفة لطير منصوبة بالفتحة.
وجملة أرسل معطوفة على ما قبلها.
114 ـ قال تعالى: {كأنه جمالات صفر} 33 المرسلات.
كأنه: كأن حرف تشبيه ونصب والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
جمالات: خبر مرفوع بالضمة. صفر: نعت مرفوع لجمالات.
وجملة كأنه في محل جر صفة لشرر في الآية التي قبل ذلك
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى 4
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 05:39 م]ـ
:::
المبني من الأسماء
الضمائر
الضمير اسم جامد وضع للكناية الدالة عن متكلم، أو مخاطب، أو غائب، نيابة عن الاسم الظاهر للاختصار.
نحو: أنا احترم المعلم. أنت تحب والديك. هو يساعد الضعفاء. إياك أوقر.
115 ـ ومنه قوله تعالى: {قل هو الله أحد} 1.
وقوله تعالى: {أنتم بريؤون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون} 2.
116 ـ وقوله تعالى {فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض} 3.
وقوله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} 4.
وقوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} 5.
بناء الضمير:
لقد عد النحاة الضمير من المبنيات ولهم في ذلك حججهم التي استندوا عليها أهمها:
1 ـ مشابهة الضمير للحرف في الوضع، حيث إن أكثر الضمائر جاءت على حرف، أو حرفين.
2 ـ مشابهة الضمير للحرف في الافتقار، لأن المضمر لا تتم دلالته على مسماه إلا بضميمة من مشاهدة، أو غيرها.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الإخلاص. 2 ـ 41 يونس.
3 ـ 23 يونس. 4 ـ 43 الأنعام. 5 ـ 5 الفاتحة.
3 ـ مشابهة الضمير للحرف في الجمود، فهو لا يتصرف في لفظه بأي وجه من الوجوه، ولا يوصف، ولا يصف به.
4 ـ الاستغناء عن الإعراب باختلاف صيغه لاختلاف المعاني.
أقسام الضمائر باعتبار معانيها أو دلالاتها:
تنقسم الضمائر باعتبار دلالاتها إلى ثلاثة أنواع:
1 ـ ضمير المتكلم. 2 ـ ضمير المخاطب. 3 ـ ضمير الغائب.
أولا ـ ضمائر المتكلم:
أنا، نحن، نا، التاء، الياء، إياي، إيانا.
ـ " أنا " نحو: أنا أحترم الكبير.
117 ـ ومنه قوله تعالى: {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا} 1.
وقوله تعالى: {فقال أنا ربكم الأعلى} 2.
ومنه قول المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
ـ " نحن " نحو: نحو إخوة متحابون في الله.
118 ـ ومنه قوله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص} 3.
وقوله تعالى: {نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمُقْوين} 4.
وقوله تعالى: {نحن خلقناهم وشددنا أمرهم} 5.
ـ " نا " نحو: اللهم اعفو عنا وعافنا.
119 ـ ومنه قوله تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون} 6.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 35 الكهف. 2 ـ 24 النازعات.
3 ـ 3 يوسف. 4 ـ 73 الواقعة.
5 ـ 28 الإنسان. 6 ـ 10 الأنبياء
وقوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} 1.
ـ " التاء " نحو: قرأت الدرس.
120 ـ ومنه قوله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت} 2.
وقوله تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا} 3.
ـ " الياء " نحو: أعطاني والدي نقودا.
121 ـ ومنه قوله تعالى: {رب اجعلني مقيم الصلاة} 4.
وقوله تعالى: {وأوصاني بالصلاة} 5.
وقوله تعالى: {ولا تخاطبني في الذين ظلموا} 6.
ـ " إياي " نحو: إياك أجلّ.
122 ـ ومنه قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون} 7.
وقوله تعالى: {إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} 8.
ـ " إيانا " نحو: إيانا تكرمون.
123 ـ ومنه قوله تعالى: {ما كانوا إيانا يعبدون} 9.
وقوله تعالى: {ما كنتم إيانا تعبدون} 10.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 4 البلد. 2 ـ 75 ص.
3 ـ 4 المائدة. 4 ـ 40 إبراهيم.
5 ـ 31 مريم. 6 ـ 37 هود.
7 ـ 40البقرة. 8 ـ 51 النحل.
9 ـ 63 القصص. 10ـ 28 يونس.
ثانيا ـ ضمائر المخاطب:
أنت، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن، إياك، إياكِ، إياكما، إياكم، إياكن، الكاف، التاء، الألف، الواو، الياء، النون.
ـ " أنتَ " نحو: أنت طالب مهذب.
ـ " أنت " نحو: أنتِ تحترمين معلماتك.
124 ـ ومنه قوله تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر} 1.
وقوله تعالى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا} 2.
ـ " أنتما " نحو: أنتما صديقان.
125 ـ ومنه قوله تعالى: {أنتما ومن اتبعكما الغالبون} 3.
ـ " أنتم " نحو: أنتم مهذبون.
126 ـ ومنه قوله تعالى: {وأنتم حينئذ تنظرون} 4.
وقوله تعالى: {أنتم وآباؤكم الأقدمون} 5.
ـ " أنتن " نحو: أنتن قانتات.
ـ " إياك " نحو: إياك نحترم.
127 ـ ومنه قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} 6.
ـ " إياكما " نحو: إياكما نوقر.
ـ " إياكم " نحو: إياكم نبجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ " إياكن " نحو: إياكن والإهمال.
ـ " التاء المتكلم " نحو: كتبت الواجب.
128 ـ ومنه قوله تعالى: {قل أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ} 7.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 21 الغاشية. 2 ـ 27 المائدة.
3 ـ 35 القصص. 4 ـ 84 الواقعة.
5 ـ 76 الشعراء. 6 ـ 4 الفاتحة. 7 ـ 62 الإسراء.
" تاء المخاطب " نحو: قلتَ حقا. ومنه قوله تعالى: {وقتلتَ نفسا فنجيناك} 1.
ـ " ألف الاثنين " نحو: هما يلعبان، وذهبا يجريان.
129 ـ ومنه قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا} 2.
ـ " واو الجماعة " نحو: وقفوا يتهامسون.
130 ـ ومنه قوله تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم} 3.
وقوله تعالى: {واسجدوا واعبدوا ربكم} 4.
ـ " ياء المخاطبة " نحو: أنت تنظفين البيت.
131 ـ ومنه قوله تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} 5.
وقوله تعالى: {وهزي إليك بجزع النخلة} 6.
ـ " نون النسوة " نحو: الممرضات يعتنين بالمرضى.
132 ـ ومنه قوله تعالى: {وكنَّ من الساجدين} 7.
وقوله تعالى: {وقلن قولا معروفا} 8.
ضمائر الغائب:
هو، هي، هما، هم، هن، إياه، إياها، إياهما، إياهم، إياهن، هاء الغائب، ألف الاثنين، واو الجماعة، نون النسوة.
133 ـ هو، نحو قوله تعالى: {إنه هو يبدئ ويعيد} 9.
وقوله تعالى: {وهو سريع الحساب} 10.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 40 طه. 2 ـ 24 طه.
3 ـ 54 الزمر. 4 ـ 77 الحج.
5 ـ 28 الفجر. 6 ـ 24 مريم.
7 ـ 98 الحجر. 8 ـ 33 الأحزاب.
9 ـ 13 البروج. 10 ـ 43 الرعد.
ـ هي، 134 ـ نحو قوله تعالى: {وهي تمر مر السحاب} 1.
وقوله تعالى: {إن بيوتنا عورة وما هي بعورة} 2.
ـ هما، 135 ـ نحو قوله تعالى: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما} 3.
ـ هم، 136 ـ نحو قوله تعالى: {وهم يصدون عن المسجد الحرام} 4.
وقوله تعالى: {الذي هم فيه يختلفون} 5.
ـ هن، نحو: هن مهذبات. 137 ـ ومنه قوله تعالى: {هن لباس لكم} 6.
وقوله تعالى: {هن أم الكتاب} 7.
ـ إياه، 138 ـ نحو قوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} 8. وقو له تعالى: {إن كنتم إياه تعبدون} 9.
ـ إياها، نحو: إياها أكرمت. ـ إياهما، نحو: إياهما أحترمت.
ـ إياهم: إياهم أشكر على ما صنعوا.
ـ إياهن، نحو: إياهن أقدر لما يفعلن من خير.
ـ هاء الغائب، 139 ـ نحو قوله تعالى: {لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} 10.
ـ ألف الاثنين، 140 ـ نحو قوله تعالى: {كانا يأكلان الطعام} 11.
ـ واو الجماعة، 141 ـ نحو قوله تعالى: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} 12.
وقوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} 13.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 88 النمل. 2 ـ 13 الأحزاب.
3 ـ 23 الإسراء. 4 ـ 34 الأنفال.
5 ـ 76 النمل. 6 ـ 187 البقرة.
7 ـ 7 آل عمران. 8 ـ 23 الإسراء.
9 ـ 172 البقرة. 10 ـ 21 الحشر.
11 ـ 78 المائدة. 12 ـ 142 النساء. 13 ـ 63 الفرقان.
ـ نون النسوة، 142 ـ نحو قوله تعالى: {وقطعن أيديهن} 1.
وقوله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} 2.
أقسام الضمائر باعتبار دلالاتها
ضمائر المتكلم: عددها 7
أنا، نحن، إياي، إيانا، الياء في: اجعلني، الناء في: أنزلنا، التاء في: كتبت.
ضمائر المخاطب: عددها 16
أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن، إياكَ، إياكِ، إياكما،
إياكم، إياكن، الكاف في: رأيتك، التاء في: سافرتَ، الألف في: قولا، الواو في: اسجدوا، الياء في: ارجعي، النون في: قلن.
ضمائر الغائب: عددها 14
هو، هي، هما، هم، هن، إياه، إياها، إياهما، إياهم، إياهن، الهاء في: رأيته، الألف
في: وقفا، الواو في: قاموا، النون في: ذهبن.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 31 يوسف. 2 ـ 31 النور
أقسام الضمير باعتبار استعماله، أو حسب ظهوره أو عدمه:
1 ـ ضمير بارز. 2 ـ ضمير مستتر.
أولا ـ الضمير البارز:
هو الذي له صورة في اللفظ، ويذكر في الكلام.
نحو: أنت، في قولنا: أنت تلميذ مجتهد.
ونحو: التاء، في قولنا: قرأت الكتاب.
ـ ينقسم الضمير البارز إلى قسمين:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ــضمير متصل. 2 ـ ضمير منفصل.
الضمير المتصل:
هو الذي يذكر متصلا بغيره من الكلام، ويكون كالجزء من الكلمة وعلاماته:
أ ـ لا يفتتح به الكلام.
ب ـ لا يقع بعد إلا.
نحو: التاء، في ذهبت إلى المدرسة.
والألف في: المسافران وصلا.
والواو في: العمال يشيدون المسجد.
نحو: الياء في قولنا: جاءني رسول.
والهاء في قولنا، عمله متقن.
والكاف في قولنا: أشكرك على جهودك.
أقسام الضمائر باعتبار استعمالها، أو بحسب ظهورها، أو عدمه.
الضمير البارز: الضمير المتصل:
المختص بالرفع:
تاء المتكلم: قمتُ، تاء المخاطب: قمتَ. تاء المخاطبة: قمتِ.
قمتا، قمتم، قمتن. ياء المخاطبة: قومي تقومين.
نون النسوة: قمن يقمن. ألف الاثنين: قوما تقومان،
وقاما يقومان. واو الجماعة: قوموا تقومون
قاموا يقومون. نون النسوة: قمن يقمن.
المشترك بين النصب والجر:
ياء المتكلم: أعطاني، والدي. ناء المتكلمين: كافأنا، قلمنا.
كاف الخطاب: ساعدكَ، ساعدكِ، نصركما، نصركم، نصركن.
كتابكَ، كتابكِ، كتابكما، كتابكم، كتابكن.
هاء الغيبة: كرمه، كرمها، كرمهما، كرمهم، كرمهن.
قلمه، قلمها، قلمهما، قلمهم، قلمهن.
المشترك في الرفع والنصب والجر:
نا المتكلمين: في الرفع: شربنا.
في النصب: إننا. في الجر: لنا.
الضمير المستتر:
هو الضمير الذي لا يظهر إلا من خلال الجملة، ودلالة الفعل
الضمير المنفصل: ضمير رفع:
للمتكلم: أنا، نحن
للمخاطب: أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن.
للغائب: هو، هي، هما، هم، هن.
ضمير نصب:
للمتكلم: إيايا، إيانا.
للمخاطب: إياكِ، إياكِ، إياكما، إياكم، إياكن.
للغائب: إياه، إياها، إياهما، إياهم، إياهن.
أقسام الضمائر المتصلة من حيث الإعراب:
تنقسم إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي:
1 ـ ما يختص منها بمحل الرفع وهي:
تاء المتكلم، نحو: قمت، وسافرت.
وتاء المخاطب، نحو: قمتَ، وقمتِ، وقمتما، وقمتم، وقمتن.
وياء المخاطبة: نحو: قومي، وتقومين.
والنون، نحو: قمن، وتقمن.
والألف، نحو: قوما، وتقومان.
والواو، نحو: قوموا، وتقومون.
وللغائب:
الألف، نحو: كتبا، ويكتبان. والواو، نحو: كتبوا، ويكتبون.
والنون، نحو: كتبن، ويكتبن.
ضمائر الرفع المتصلة وموقعها من الإعراب
الضمائر التي تتصل بالفعل الماضي:
الضمير: تاء المتكلم. أمثلة الماضي:
قمتُ مبكرا. كوفئتُ على تفوقي. كنت طالبا مجتهدا.
ومنه قوله تعالى: {وإذا كففت بني إسرائيل عنك} 110 المائدة.
وقوله تعالى: {إني رأيت أحد عشر كوكبا} 4 يوسف.
تاء المخاطب. أمثلة الماضي:
جئتَ مبتسما. ومنه قوله تعالى: {ثم جئت على قدر يا موسى} 40 طه.
وقوله تعالى: {أفرأيت الذي تولى} 33 النجم.
عوقبت على إهمالك. سأنتظر ما دمت قادما.
تاء المخاطبة: أمثلة الماضي:
حضرتِ مبكرة.
ومنه قوله تعالى: {قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا} 27 مريم.
وقوله تعالى: {كنتِ من الخاطئين} 2 يوسف.
عوقبتِ على قصورك. مازلتِ في عملك.
المخاطبان: جئتما مبكرين.
ومنه قوله تعالى: {فكلا من حيث شئتما} 19 الأعراف.
وقوله تعالى: {وكلا منها رغدا حيث شئتما} 35 البقرة.
المخاطبون: جئتم مبكرين.
ومنه قوله تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى} 19 النجم.
المخاطبات: جئتن مبكرات.
ومنه قوله تعالى: {فإذا أحصن} 25 النساء.
" نا " المتكلمين: عملنا الواجب.
كوفئنا على نجاحنا. كنا مسافرين.
ومنه قوله تعالى: {وأنزلنا عليهم المن} 160 الأعراف.
وقوله تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا} 193 آل عمران.
ياء المخاطبة: لا تتصل بالماضي.
ألف الاثنين: هما كتبا الدرس. هما كوفئا على الفوز.
ومنه قوله تعالى: {كانا يأكلان الطعام} 78 المائدة.
وقوله تعالى: {جعلا له شركاء} 89 الأعراف.
المتسابقان ما زالا متفوقين.
واو الجماعة: الحراس كانوا يقظين.
الطلاب حققوا الفوز.
ومنه قوله تعالى: {بل زين للذين كفروا مكرهم} 23 الرعد.
وقوله تعالى: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} 89 الشعراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
المتسابقون كوفئوا على فوزهم.
نون النسوة:
المعلمات شرحن الدرس.
ومنه قوله تعالى: {فإذا أتين بفاحشة} 25 النساء
وقوله تعالى: {وللنساء نصيب مما اكتسبن} 32 النساء.
الطالبات كوفئن على تفوقهن.
الساعيات كن مخلصات.
الضمائر التي تتصل بالفعل المضارع والأمر:
المضارع: الضمير: تاء المتكلم، تاء المخاطب، نا المتكلمين
أمثلة المضارع: لا يسند الفعل المضارع إلى تاء المتكلم أو المخاطب،
والمخاطبة، ولا إلى نا المتكلمين.
أمثلة الأمر: لا يسند الفعل الأمر إلى تاء المتكلم، أو تاء المخاطب، والمخاطبة ولا إلى نا
المتكلمين.
الضمير: الماضي: ـ
الضمير: المضارع:
أنت تنظفين المنزل.
ومنه قوله تعالى: {فانظري ما تأمرين} 33 النمل.
أنتِ تُعلمين ما ينفعك.
ستكونين فاضلة.
ألف الاثنين: المتسابقان يجلسان.
ومنه قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} 32 الرحمن.
وقوله تعالى: {كانا يأكلان الطعام} 78 المائدة.
المتسابقان يُسألان.
واو الجماعة: المعلمون يخلصون في دراساتهم.
ومنه قوله تعالى: {والله خبير بما تعلمون} 152 آل عمران.
وقوله تعالى: {إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون} 70 الشعراء.
هم يحاسبون على عملهم.
ومنه قوله تعالى: {لا يُؤتون الناس نقيرا} 53 النساء.
سيصبحون مشعلا يضيء الطريق.
نون النسوة: المعلمات يخلصن في عملهن.
ومنه قوله تعالى: {حتى يضعن حملهن} 6 الطلاق.
وقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} 59 الأحزاب
سوف يحاسبن على إخلاصهن.
سيصبحن نبراسا للأجيال القادمة.
الأمر: نظفي المنزل. ومنه قوله تعالى: {ثم كلي من كل الثمرات} 69 النحل.
وقوله تعالى: {فكلي واشربي وقري عينا} 26 مريم.
كوني فاضلة.
اجلسا أيها المتسابقان.
ومنه قوله تعالى: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى} 43 طه.
وقوله تعالى: {فقولا له قولا لينا} 54 طه
وقوله تعالى: {وكلا منها رغدا} 35 البقرة.
كونا مهذبين.
أخلصوا في أداء رسالتكم.
ومنه قوله تعالى: {امكثوا غني أنست نارا} 10 طه.
كونوا مشعلا يضيء الطريق.
ومنه قوله تعالى: {كونوا حجارة أو حديدا} 50 الإسراء.
أخلصن في عملكن.
ومنه قوله تعالى: {واذكرن ما يتلى} 33 سبا.
وقوله تعالى: وقلن قولا معروفا} 33 الأحزاب.
كن مخلصات في عملكن.
إعراب الضمير:
يعرب الضمير المتصل مع الفعل الماضي والمضارع: فاعلا، أو نائبا للفاعل، أو اسما للفعل الناسخ. ويعرب مع الفعل الأمر: فاعلا، أو اسما للفعل الناسخ.
2 ـ ما يختص منها بمحل النصب والجر:
يا المتكلم، نحو: خاطبني، يخاطبني، كتابي.
نا الدالة على المتكلمين، نحو: خاطبنا، يخاطبنا، كتابنا.
كاف المخاطب، نحو: خاطبك، يخاطبك، كتابك.
كاف المخاطبة، نحو: خاطبكِ، يخاطبكِ، كتابكِ.
الكاف مع المثنى المخاطب، نحو: خاطبكما، يخاطبكما، كتابكما.
الكاف مع المخاطبين، نحو: خاطبكم، يخاطبكم، كتابكم.
الكاف مع المخاطبات، نحو: خاطبكن، يخاطبكن، كتابكن.
هاء الغائب، نحو: خاطبه، يخاطبه، كتابه.
هاء الغائبة، نحو: خاطبها، يخاطبها، كتابها.
مع الغائبين، نحو: خاطبهما، يخاطبهما، كتابهما.
مع جمع الغائبين، نحو: خاطبهم، يخاطبهم، كتابهم.
مع الغائبات، نحو: خاطبهن، يخاطبهن، كتابهن.
الضمائر المتصلة في حالتي النصب والجر
الضمير: المتصل بالاسم
ياء المتكلم: كتابي نظيف. ومنه قوله تعالى: {وكان وعد ربي حقا} 99
الكهف. وقوله تعالى: {وأقم الصلاة لذكري} 14 طه.
نا المتكلمين: كتبنا نظيفة. ومنه قوله تعالى: {يؤمن بآياتنا فهم مسلمون}
وقوله تعالى: {وقد أخرجنا من ديارنا} 246 البقرة.
كاف المخاطب: كتابكَ نظيف. {الحق من ربك} 147 البقرة.
{اقرأ وربك الأكرم} 96 آل عمران.
كاف المخاطبة: كتابكِ نظيف. {ارجعي إلى ربك} 28 الفجر.
{أنا رسول ربك} 19 مريم
المثنى المخاطب: كتابكما نظيف. {والله يسمع تحاوركما} 1 المجادلة.
المخاطبون: كتبكم نظيفة. {قد جاءكم الحق من ربكم} 108 يونس.
{ليبلوا بعضكم ببعض} 4 محمد.
المخاطبات: كتبكن نظيفة. {ما خطبكن إذ راودتن} 51 يوسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
{في بيوتكن من آيات الله} 34 الأحزاب.
هاء الغائب: ثوبه جميل. {إذ جاء ربه بقلب سليم} 84 الصافات.
{وكان عند ربه مرضيا} 55 مريم.
هاء الغائبة: ثوبها جميل. {ولولا أن ربطنا على قلبها} 10 القصص.
{بسم الله مجراها ومرساها} 41 هود.
المثنى الغائب: ثيابهما جميلة. {يخرجاكم من أرضكم بسحرهما} 63
طه. {جعلنا لأحدهما جنتين} 32 الكهف.
الغائبون: ثيابهم جميلة. {وقذف في قلوبهم الرعب} 26 الأحزاب.
{وإنا على آثارهم مقتدون} 23 الزخرف.
الغائبات: ثيابهن جميلة. {يضربن بخمرهن على جيوبهن} 31 النور.
{قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} 31 النور.
الضمير المتصل بالفعل
الماضي: أكرمني. {فمن تبعني فإنه مني} 36 إبراهيم.
(لما جاءني البيان من ربي} 66 غافر.
أكرمنا. {ولكن قولوا أسلمنا} 14 الحجرات.
{ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن} 46 الإسراء
أكرمكَ. {وإن جادلوك فقل الله} 68 الحج.
{فمن يتبعك منهم} 63 الإسراء.
أكرمكِ. {واصطفاكِ على نساء العالمين} 42 آل عمران.
أكرمكما. {ألا نبأتكما بتأويله} 37 يوسف.
{ما نهاكما ربكما} 19 الأعراف}.
أكرمكم. {ثم جاءكم رسول مصدق} 81 آل عمران.
{قد جاءكم من الله نور} 17 المائدة
أكرمكن. {عسى ربه إن طلقكن} 5 التحريم.
ساعده. فأتبعه شهاب مبين} 18 الحجر.
{فلما جاءه الرسول قال} 50 يوسف.
ساعدها. {إذ جاءها المرسلون} 13 يس.
{كذلك سخرها لكم} 37 الحج.
{فما رعوها حق رعايتها} 27 الحديد.
ساعدهما. {إن الله حرمهما} 4 الأعراف.
{فأخرجهما مما كانا فيه} 36 البقرة.
ساعدهم. {ولما جاءهم الحق} 2 الزخرف.
{فجعلهم كعصف مأكول} 5 الفيل.
ساعدهن. رب السموات والأرض الذي فطرهن} 56 الأنبياء.
(وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} 237 البقرة.
المضارع: يكرمني. {ولم يجعلني جبارا شقيا} 32 مريم.
{إني أراني أعصر خمرا} 36 يوسف.
يكرمنا. {يجادلنا في قوم لوط} 74 هود.
{عسى ربنا أن يبدلنا خيرا} 32 القلم.
يكرمكَ. {عسى أن يبعثك ربك} 79 الإسراء
{وكذلك يجتبيك ربك} 6 الرعد.
يكرمكِ. {إن الله يبشرك بكلمة منه} 45 آل عمران.
يكرمكما. {فلا يخرجنكما من الجنة} 117 طه.
{قال لايأتيكما طعام} 37 يوسف.
يكرمكم. {يعظكم الله أن تعودوا} 17 النور.
{يدعوكم ليغفر لكم} 10 إبراهيم.
يكرمكن. {فتعاليْن أمتعكن وأسرحكن} 28 الأحزاب.
يساعده. {يسلكه عذابا صعدا} 17 الجن.
(أن يبدله أزواجا خيرا} 5 التحريم.
يساعدها. ولا تبسطها كل البسط} 29 الأعراف.
{وهو يرثها إن لم يكن لها ولد} 175 النساء.
{لا يحلها لوقتها إلا هو} 186 الأعراف.
يساعدهما. {فأردنا أن يبدلهما ربهما} 82 الكهف.
{فلا تطعهما وصاحبهما} 15 لقمان.
يساعدهم. فلم يك ينفعهم إيمانهم} 85 غافر.
{أن يأتيهم بأسنا ضحى} 97 الأعراف.
يساعدهن. {لا يخرجوهن من بيتهن} 1 الطلاق.
{علم الله أنكم ستذكروهن} 235البقرة.
الأمر: أكرمني. {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} 35 إبراهيم.
{اجعلني على خزائن الأرض} 55 يوسف.
أكرمنا. {واجعلنا للمتقين إماما} 74 الفرقان.
{واغفر لنا وارحمنا} 286 البقرة.
لا يسند ـ لا يسند ـ لا يسند ـ لا يسند.
ساعده. {واجعله ربِ رضيا} 5 مريم. {فسأله ما بال النسوة} 50
يوسف.
ساعدها. {اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون} 64 ياسين.
{ادخلوها بسلام آمنين} 46 الحجر.
ساعدهما. {ارحمهما كما ربياني صغيرا} 24 الإسراء.
{وصاحبهما في الدنيا معروفا} 15 لقمان.
ساعدهم. {فاسألوهم إن كانوا} 63 الأنبياء.
{سلهم إنهم بذلك زعيم} 40 القلم.
ساعدهن. {ثم ادعهن يأتينك سعيا} 260 البقرة.
{فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن} 6 الطلاق.
الضمير المتصل بالحرف
الحروف الناسخة: إني مكرم. {وقال إنني من المرسلين} 32 فصلت.
{لعلي أعمل صالحا} 100 المؤمنون.
إننا مكرمون.
{لعلنا نتبع السحرة} 40 الشعراء.
{وإنا له لحافظون} 12 يوسف.
إنكَ مكرم. {وإنك لتلقى القرآن} 6 النمل.
{لعلك باخع نفسك} 3 الشعراء.
إنكِ مكرمة. إنكما مكرمان. إنكم مكرمون.
{لعلكم تسلمون} 81 النحل.
(يُتْبَعُ)
(/)
{رزقكم إنكم تكذبون} 82 الواقعة.
إنكن مكرمات.
لعله سعيد. {إنه الحق من ربنا} 53 القصص.
{إنه لقول رسول كريم} 40 الحاقة.
لعلها سعيدة. {كأنها كوكب دري} 35 النور.
{إنها عليهم موصدة} 8 الهمزة.
لعلهما سعيدان. {فإن عثر على أنهما استحقا إثما} 110 ق.
{إنهما من عبادنا المؤمنين} 122 الصافات.
لعلهم سعداء. {كأنهم حمر مستنفرة} 50 المدثر.
{إنهم كانوا لا يرجون حسابا} 27 النبأ.
لعلهن سعيدات. {ربي إنهن أضللن كثيرا من الناس} 36 إبراهيم.
حروف الجر:
لي. {واجعل لي لسان صدق} 84 الشعراء.
{ولن تقاتلوا معي عدوا} 84 التوبة.
لنا. {ما لنا في بناتك من حق} 79 هود. {وإنا منا الصالحون} 11 الجن.
لكَ. {واضم إليك جناحك} 32 القصص. {يمكر بك الذين كفروا} 30
الأنفال.
لكِ. {هزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} 25 مريم.
لكما. {إن الشيطان لكما عدو} 21 الأعراف.
{إنني معكما} 46 طه.
لكم ـ لكن ـ عليه ـ عليها ـ عليهما ـ عليهم ـ عليهن.
الإعراب
تعرب في محل جر مضافا إليه
في محل نصب مفعولا به
في محل نصب اسما للحرف الناسخ
في محل جر بحرف الجر
3 ـ ما كان مشتركا من الضمائر بين الرفع والنصب والجر: " نا " المتكلمين.
في حالة الرفع:
نا المتكلمين: سعينا ملبين.
ومنه قوله تعالى: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا} 23 الأعراف.
وقوله تعالى: {وما شهدنا إلا بما علمنا} 82 يوسف.
في حالة النصب: إننا قادمون.
ومنه قوله تعالى: {يقولون ربنا إننا آمنا} 16 آل عمران.
وقوله تعالى: {لكنا عباد الله المخلصين} 169 الصافات.
في حالة الجر: قالوا لنا الحق.
ومنه قوله تعالى: {ما لنا في بناتك من حق} 79 هود.
وقوله تعالى: {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} 139 البقرة.
ب ـ أقسام الضمير المنفصل من حيث الإعراب:
الضمير المنفصل هو الضمير البارز الذي يذكر منفصلا في الكلام، وئبدأ به، ويقع بعد إلا في الاختيار.
نحو: أنا مجتهد، وأنت مهذب.
ينقسم الضمير المنفصل من حيث الإعراب إلى قسمين:
1 ـ ضمائر الرفع المنفصلة.
2 ـ ضمائر النصب المنفصلة.
أولا ـ ضمائر الرفع المنفصلة:
نوع الضمير: المتكلم والمتكلمة: الضمير: أنا:
الأمثلة:
أنا مجتهد، ومنه قوله تعالى: {وأنا لكم ناصح أمين} 68 الأعراف. مبتدأ.
ما حضر إلا أنا. فاعل.
لم يكافأ إلا أنا. نائب فاعل.
لم يكن في المنزل إلا أنا. اسم كان.
ما فاز إلا طالبان أنا ومحمد. بدل.
جماعة المتكلمين: نحن.
نحن مهذبون. ومنه قوله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص} 3 يوسف.
وقوله تعالى: {نحن أكثر أموالا} 35 سبأ. في محل رفع مبتدأ.
لم يسافر إلى مكة إلا نحن. فاعل.
لم يُحترم إلا نحن. نائب فاعل.
لم يكن في الفصل إلا نحن. اسم يكن.
تقدم اللاعبون ونحن. معطوف على ما قبله.
ما تفوق إلا أربعة طلاب نحن ومحمد. بدل.
نحن طالبان. نحن طالبتان. " وقس عليه كما في الأمثلة السابقة ". في محل رفع مبتدأ.
نوع الضمير:
المفرد المخاطب: أنتَ: أنت مهذب. ومنه قوله تعالى:
{وأنت حل بهذا البلد} 2 البلد.
المفردة المخاطبة: أنتِ: أنتِ مهذبة.
المثنى المخاطب: أنتما: أنتما مهذبان. (للمذكر والمؤنث).
جماعة المخاطبين: أنتم: أنتم مهذبون ومنه قوله تعالى:
{وأنتم أذلة فاتقوا الله} 123 آل عمران.
وقوله تعالى: {أأ نتم أشد خلقا} 27 النازعات.
المخاطبات: أنتن: أنتن مهذبات.
المفرد الغائب: هو. هو مجتهد. ومنه قوله تعالى: {هو القوي العزيز} 66 هود.
المفردة الغائبة: هي. هي مجتهدة. ومنه قوله تعالى: {قال هي عصاي} 20 طه.
وقوله تعالى: {قل هي للذين آمنوا} 31 الأعراف.
المثنى الغائب: هما. هما مجتهدان.
جماعة الغائبين: هم. هم مجتهدون. ومنه قوله تعالى:
{وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} 7 البروج.
الغائبات: هن. هن مجتهدات. ومنه قوله تعالى: {هن لباس لكم} 187 البقرة.
ويلاحظ مما سبق أن ضمائر الرفع المنفصلة تعرب كالآتي:
مبتدأ، أو فاعلا، أو نائبا للفاعل، أو اسما مؤخر للفعل الناقص، أو معطوفا على ما قبله، أو توكيدا، أو بدلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا ـ ضمائر النصب المنفصلة:
للمتكلم: إياي، وإياي. للمخاطب المفرد: إياكَ، وإياكِ.
للمثنى بنوعيه: إياكما. لجمع المذكر: إياكم، وجمع المؤنث: إياكن.
المفرد الغائب: إياه، وإياها. والمثنى بنوعيه: إياهما.
الجمع بنوعيه: إياهم، إياهن.
نوع الضمير من حيث التكلم أو الخطاب أو الغيبة.
المتكلم: المفرد، أو: المتكلمة المفردة: الضمير: إيايَ: محله من الإعراب
نحو قوله تعالى: {إن الأرض واسعة فإياي فاعبدون} 1. مفعول به.
و قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون} 2. مفعول به.
وقوله تعالى: {لو شئت أهلكتم من قبل وإياي} 155 الأعراف. معطوف على المفعول به.
لم يكن الفائز إلا إياي. خبر يكن.
لعلك أو إياي على صواب. معطوف على اسم لعل.
إياي إياي فاز في المسابقة. توكيد لفظي.
لم يتفوق على طلاب فصلي إلا اثنين إياي وأحمد. بدل.
المتكلم لأكثر من واحد: إيانا.
نحو قوله تعالى: {ما كانوا إيانا يعبدون} 3. مفعول به.
وقوله تعالى: {ما كنتم إيانا تعبدون} 28 يونس. مفعول به.
إيانا شكر المعلم. ما شكر المعلم إلا إيانا. مفعول به.
إنهم أو إيانا على صواب. معطوف على اسم إن.
إيانا إيانا شكر المعلم. توكيد لفظي.
لم يشكر المعلم إلا جماعتنا إيانا ورائد الصف. بدل.
المفرد الغائب: إياه.
إياه أقدر. ومنه قوله تعالى:
{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} 23 الإسراء. مفعول به.
{إن كنتم إياه تعبدون} 172 البقرة. مفعول به.
{أمر ألا تعبدوا إلا إياه} 40 يوسف. مفعول به.
أنه وإياه على حق. معطوف على اسم إن.
إياه إياه صافحت بالأمس. توكيد لفظي.
لم يرسب في الامتحان إلا اثنين إياه وصاحبه. بدل.
المخاطب المفرد: إياكَ: نحو قوله تعالى: إياك نعبد وإياك نستعين} 5 الفاتحة. مفعول به.
نوع الضمير من حيث التكلم والخطاب والغيبة:
المخاطبة المفردة: إياك: إياك نحترم. مفعول به.
المخاطب: المثنى: إياكما: إياكما نقدر. مفعول به.
جماعة المخاطبين: إياكم: إياكم ننتظر. مفعول به.
ومنه قوله تعالى: {وإنا وإياكم لعلى هدى} 6. معطوف على اسم إن.
{أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون} 7. خبر كان.
{ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم} 131 النساء. معطوف على المفعول به.
جماعة المخاطبات: إياكن: إياكن نعلم. مفعول به.
المفردة الغائبة: إياها: ما صافحت إلا إياها. مفعول به.
المثننى الغائب بنوعيه: إياهما: لم يكن الفائز إلا إياهما. خبر كان.
جماعة الغائبين: إياهم. كقوله تعالى: {نحن نرزقكم وإياهم} 151 الأنعام. معطوف على المفعول به.
إنك أوإياهم على صواب. معطوف على اسم إن.
جماعة الغائبات: إياهن. ما زلتم إياهن تجاملون. مفعول به
يلاحظ مما سبق أن موقع ضمائر النصب المنفصلة من الإعراب على النحو التالي:
1 ـ مفعولا به. 2 ـ خبرا لفعل ناسخ. 3 ـ معطوفا على ما قبله. 4 ـ توكيدا لفظيا.
5 ـ بدلا.
ثانيا ـ الضمير المستتر:
الضمير المستتر: هو الضمير الذي لا يذكر في الكلام، وإنما يقدر تقديرا، كأن نقدر الضمير " أنت " في قولنا: قم.
ينقسم الضمير المستتر إلى قسمين:
1 ـ ضمائر واجبة الاستثارة. 2 ـ ضمائر جائزة الاستثارة.
أولا ـ الضمير الواجب الاستثارة:
هو كل ضمير لا يصح أن يحل محله اسم ظاهر، ولا ضمير منفصل، ويرتفع بعامله الذي في الجملة نفسها.
الضمائر: أنا ـ نحن ـ أنت ـ هو.
أنا: الفعل المضارع: المضارع المبدوء بهمزة المتكلم. أعمل الواجب.
نحن: المضارع المبدوء بالنون. نلعب الكرة.
أنت: المضارع المبدوء بتاء المخاطب. تكتب الدرس.
هو: المضارع المبدوء بياء المخاطبة. يكتب الدرس
الفعل الأمر: المفرد المخاطب المذكر. قم مبكرا.
مرفوع بعض الأفعال الماضية، ومرفوع بعض أدوات الاستثناء الناسخة " ليس ولا يكون ".
حضر الطلاب خلا طالبا.
انتهى الكتاب ليس صفحة.
انقضى الأسبوع لا يكون يوما.
مرفوع اسم الفعل المضارع والأمر: أف من الكذب. آمين. أواه. نزال.
فاعل المصدر النائب عن فعله: قياما للضيف. حضورا للفصل.
ثانيا ـ الضمير الجائز الاستثارة:
(يُتْبَعُ)
(/)
هو الضمير الذي لا يجوز أن يحل محله اسم ظاهر، أو ضمير منفصل مرفوع بعامله الذي في الجملة نفسها.
الضمير: هو. الفعل الماضي إذا لم يرفع اسما ظاهرا أو ضميرا بارزا.
محمد كتب الدرس.
الفعل المضارع إذا لم يرفع اسما ظاهرا أو ضميرا بارزا.
الطفل ينام بكرا.
مرفوع الصفات المحضة: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة.
أخي قادم. الدرس مفهوم. العنب طعمه لذيذ.
مرفوع اسم الفعل الماضي. شتان. هيهات.
هي: فاطمة عملت الواجب. هند تساعد أمها.
اتصال الضمير وانفصاله
الأصل في الضمير البارز أن يكون متصلا، ولكن إذا تعذر اتصاله جاء منفصلا.
أولا ـ وجوب اتصال الضمير البارز:
يجب اتصال الضمير البارز بالفعل متى أمكن الاتصال، ولا يعدل عنه إلي الانفصال ما دام ذلك ممكن الاتصال، لأن الضمير المتصل هو الأصل لأنه أكثر اختصارا من الضمير المنفصل، ولكن استعمال الضمير يعود إلى الاختصار والكناية عن الاسم الظاهر، فالضمير المتصل أولى في الاستعمال من الضمير المنفصل.
لذلك يجب أن نقول: كتبتُ الدرس، وأكلنا الطعام، وأكرمتك.
ولا نقول: كتب أنا الدرس، وأكل نحن الطعام، وأكرمت إياك.
لأن التاء أخصر من أنا، والناء أخصر من نحن، والكاف أخصر من إياك.
ثانيا ـ وجوب انفصال الضمير:
يجب انفصال الضمير في الحالات التالية:
1 ـ أن يتقدم الضمير على عامله.
نحو قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} 1.
143 ـ وقوله تعالى: {إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} 2.
وقوله تعالى: ر ما كنوا إيانا يعبدون} 3.
2 ـ إذا جاء الضمير محصورا بإلا، أو إنما.
نحو: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} 4.
144 ـ وقوله تعالى: {أمر ألا تعبدوا إلا إياه} 5.
ــــــــــــــــ
1 ـ 5 الفاتحة. 2 ـ 51 النحل.
3 ـ 63 القصص. 4 ـ 23 الإسراء. 5 ـ40 يوسف.
وقوله تعالى: {إنما أنت منذر من يخشاها} 1.
وقوله تعالى: {إنما نحن مستهزئون} 2.
وقوله تعالى: {أنما هو إله واحد} 3.
3 ـ أن يكون العامل في الضمير مضمرا، ويكثر ذلك في أسلوب التحذير.
نحو: إياك والكذب، وإياك والخيانة، وإياك والإهمال.
وأصل الكلام أن الضمير " إياك " هو " الكاف " في قولنا: أحذرك الكذبَ، فحذفنا الفعل
" أحذر " وأبقينا على الضمير المتصل وهو " الكاف "، وحيث أن الكاف لا يستقل بنفسه حذفناه وأتينا مكانه بالضمير المنفصل الذي يؤدي معناه وهو " إياك " فاستقل الضمير بنفسه.
4 ـ أن يكون العامل في الضمير معنويا وهو الابتداء.
145 ـ نحو قوله تعالى: {وهو العزيز الغفور} 4.
وقوله تعالى: {نحن أعلم بما يستمعون به} 5.
وقوله تعالى: {وأنا أول المؤمنين} 6.
5 ـ أن يكون العامل فيه حرف نفي.
146 ـ نحو قوله تعالى: {وما هم بضارين له من أحد} 7.
وقوله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا} 8.
وقوله تعالى: {وما أنا بطارد الذين آمنوا} 9.
وقوله تعالى: {وما نحن بمؤمنين} 10.
ــــــــــــــ
1 ـ 45 النازعات. 2 ـ 14 البقرة.
3 ـ 19 الأنعام. 4 ـ 2 الملك.
5 ـ 47 الإسراء. 6 ـ 142 الأعراف.
7 ـ 102 البقرة. 3 ـ 142 الأعراف.
9 ـ 29 هود. 10 ـ 38 المؤمنون.
6 ـ أن يفصل بين الضمير وعامله بمعمول آخر.
147 ـ نحو قوله تعالى: {يخرجون الرسول وإياكم} 1.
7 ـ أن يقع الضمير بعد واو المصاحبة. نحو: سأذهب وإياك. وسرت وإياك.
8 ـ أن يفصل بين الضمير وعامله بلفظة " إما ".
نحو: ليقرأ الدرس إما أنا وإما هو. ليأكل الطعام إما أنت وإما أنا.
9 ـ أن يأتي الضمير منفصلا في الضرورة الشعرية.
كقول الشاعر:
وما أصاحب من قوم فأذكرهم إلا يزيدهمُ حبا إليَّ هم
والأصل في ذلك أن يقول الشاعر: يزيدونه حبا إليّ بدلا من قوله: يزيدهم حبا إليّ هم، ولكنه فصل الضمير " هم " الثاني بكلمتي " حبا إليّ " للضرورة الشعرية.
ثانيا ـ جواز فصل الضمير مع إمكانية وصله.
يجوز فصل الضمير مع إمكان وصله في الحالات التالية: ـ
1 ـ إذا كان الضميران معمولين لأحد الأفعال الناصبة لمفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، فيجوز حينئذ فصل الضمير الثاني كما يجوز وصله، ويشمل ذلك أعطى وأخواتها. نحو:
الكتاب أعطيته، والمال وهبته.
(يُتْبَعُ)
(/)
148 ـ ومنه قوله تعالى: {أن يسألكموها فيخفكم} 1.
وقوله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعا} 2.
فالضمير الثاني وهو " هاء " الغائب لكونه مع الضمير الأول لا يمثلان في الأصل جملة أصلها المبتدأ والخبر، جاز وصل الضمير ـ كما بينا في الأمثلة السابقة
ـــــــــــــ
1 ـ 60 الممتحنة. 2 ـ 37 محمد.
3 ـ 53 الأحزاب.
ـ مع إمكان فصله نحو: الكتاب أعطيتك إياه، والمال وهبتك إياه.
أما إذا كان الفعل العامل في الضميرين ليس من الأفعال الناصبة لمفعولين أصلا،
فالوصل أرجح. 149 ـ نحو قوله تعالى: {فسيكفيكهم الله} 1.
وقوله تعالى: {فقال اكفلنيها} 2. وقوله تعالى: {أنزلتموه من المزن} 3.
وقوله تعالى: {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} 4.
2 ـ إذا كان الضميران معمولين لأحد الأفعال الناصبة لمفعولين أصلهما المبتدأ
والخبر، كظن وأخواتها، يجوز حينئذ وصل الضمير الثاني مع إمكان فصله.
نحو: ظننتنيه، وحسبتنيه، وخلتنيه.
150 ـ ومنه قوله تعالى: {ولو نشاء لأريناكم} 5.
وقوله تعالى: {إذ يريكهم الله} 6.
وفي هذه الحالة يجوز وصل الضمير كما ذكرنا آنفا، كما يجوز فصله.
نحو: طننتني إياه، وحسبتني إياه، وأخلتني إياه.
3 ـ إذا كان الضميران معمولين لكان وأخواتها، فيجوز وصل الضمير الثاني، كما يجوز فصله. نحو: الصديق كنته.
ويجوز في هذه الحالة فصل لضمي أيضا نحو: الصديق كنتَ إياه.
ـــــــــــــــ
1 ـ 137 البقرة. 2 ـ 23 ص.
3 ـ 69 الواقعة. 4 ـ 28 هود.
5 ـ 30 محمد. 6 ـ 44 الأنفال.
فوائد وتنبيهات
1 ـ وجوب تقديم الضمير الأخص، والأعرف على الضمير غير الأخص، وغير الأعرف.
نحو: الكتاب أعطيتكه، والقلم وهبتنيه.
151 ـ ونه قوله تعالى: {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} 1.
فضمير " الكاف " في " أعطيتكه " أخص وأعرف من ضمير " الهاء "، لأن الكاف للخطاب، والهاء للغائب، وضمير المخاطب أخص، واعرف من ضمير الغائب، وكذلك الحال في " وهبتنيه " فضمير " الياء " أخص وأعرف من ضمير " الهاء " لأن الياء للمتكلم، بينما الهاء للغائب، وضمير المتكلم أعم في الأصل من ضمير المخاطب، والغائب، لذلك وجب تقديم كل من ضمير المخاطب في المثال الأول وهو " الكاف "، وتقديم ضمير المتكلم في المثال الثاني وهو " الياء " على ضمير الغائب في كل من المثالين السابقين.
2 ـ يجوز تقديم أي الضميرين إذا استعمل أحدهما منفصلا.
نحو: الكتاب أعطيتني إياه. والقلم وهبتك إياه.
لأنه في هذه الحالة لا يحسب حساب خصوصية الضمير لأن أحدهما غير متصل.
3 ـ وجوب فصل أحد الضميرين إذا كانا منصوبين، ومتساويين في الدرجة، أو الرتبة كأن يكونا للمتكلم. نحو: أعطيني إياي.
أو للمخاطب. نحو: أعطيتك إياك. أو للغائب. نحو: أعطيته إياه.
كما يجب الفصل إذا كان الضمير الثاني أخص وأعرف من الضمير الأول.
نحو: الحق سلبه إياك الظالم. والكتاب أخذه إياي المعلم.
4 ـ يجوز وصل الضميرين الغائبين إذا اختلف لفظهما.
نحو: الكتاب أعطيتهماه، والفائزان منحتهماها.
أو نقول: سألني صديقي القلم والكراس فأعطيتهماه.
ـــــــــــ
1 ــ 28 هود.
كما يجوز فصل الضمير الثاني في الأمثلة السابقة.
فنقول: الطالبان الكتاب أعطيتهما إياه. والفائزان الجائزة منحتهما إياها.
وسألني صديقي القلم والكراس فأعطيتهما إياه.
5 ـ يجب استعمال نون الوقاية ـ وهي حرف يقي الفعل الصحيح ألآخر من الكسر، لأن الكسر شبيه بالجر، وهذا ليس مما يقبله الفعل ـ. كما تحفظ ما بُني على السكون من الكلام، ـ وهو الأصل ـ من أن يتغير بغيره من فروع البناء كالفتح والكسر، إذا اتصل الفعل، أو اسم الفعل، أو فعل التعجب، أو ليت، أو من وعن الجارتان بياء المتكلم.
فمثال اتصال الفعل بياء المتكلم: أكرمني، وأعطاني، ويعطني، وأعطني.
152 ـ ومنه قوله تعالى: {وجعلني من المرسلين} 1.
وقوله تعالى: {وقد بلغني الكبر} 2. وقوله تعالى: {أما تريني ما يوعدون} 3.
وقوله تعالى: {ربي أرني كيف تحيي الموتى} 4.
ومثال اتصال اسم الفعل: دراكني، وتراكني.
ومثال اتصال فعل التعجب: ما أفقرني إلى الله. وما أحوجني إلى العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال اتصال ليت: يا ليتني أفوز بالجائزة.
ومنه قوله تعالى: {يا ليتني كنت معهم} 5.
153 ـ وقوله تعالى: {يا ليتني كنت ترابا} 6.
وقوله تعالى: {يا ليتني مت قبل هذا} 7.
ومنه قول الشاعر:
يقولون ليلي بالعراق مريضة يا ليتني كنت الطبيب المداويا
ومثال اتصالها بمن وعن: أخذ الكتاب مني. وتصدق عني.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 21 الشعراء. 2 ـ 40 آل عمران. 3 ـ 94 المؤمنون.
4 ـ 72 النساء. 5 ـ 40 النبأ. 6 ـ 22 مريم.
154 ـ ومنه قوله تعالى: {فمن تبعني فإنه مني} 1.
وقوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} 2.
ومنه قول النابغة الذبياني:
ألكني يا عيين إليك قولا سأهديه إليك إليك عني
وذلك بتشديد النون في كلا الحرفين لاجتماع نون الحرف ونون الوقاية.
6 ـ كما يجوز استعمال نون الوقاية، وعدم استعمالها إذا اتصلت ياء المتكلم بالألفاظ الآتية: أ ـ أن وأن وكأن ولكن المشبهات بالفعل.
نحو: إنني، وإني ـ وأنني، وأني ـ وكأنني، وكأني ـ ولكنني، ولكني.
مثال: إن وأن 155 ـ قوله تعالى: {وإنني بريء مما تشركون} 3.
وقوله تعالى: {إني بريء مما يشركون} 4. وقوله تعالى: {إني أخاف الله} 5.
وقوله تعالى: {وقد تعلمون أني رسول الله} 6.
156 ـ وقوله تعالى: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} 7.
" ولم ترد (أن) في القرآن الكريم بنون الوقاية ".
مثال كأن: (لم ترد كأن في القرآن الكريم مسندة إلى ياء المتكلم).
157 ـ مثال لكن قوله تعالى: {ولكني رسول من رب العالمين} 8.
" ولم ترد (لكن) في القرآن الكريم بنون الوقاية ".
ب ـ لدن: نحو: لدنّي، بتشديد النون لالتقاء نون لدن مع نون الوقاية.
158 ـ ومنه قوله تعالى: {قد بلغت من لدنّي عذرا} 9. ولم يرد غير هذه الآية.
أو نقول: لدني، بدون التشديد، لعدم وجود نون الوقاية.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 36 إبراهيم. 2 ـ 186 البقرة.
3 ـ 19 الأنعام. 4 ـ 78 الأنعام.
5 ـ 28 المائدة. 6 ـ 5 الصف.
7 ـ 49 الحجر. 8 ـ 61 الأعراف. 9 ـ 76 الكهف.
جـ ـ قط، نحو: قطني، وقطي. " لم يردا في القرآن الكريم مسندتين إلى ياء المتكلم.
د ـ قد، وهي بمعنى حسب. نحو: قدني، وقدي.
ومنه قول الشاعر الذي ذكر وحذف:
قدني من نصر الخبيبين قدي ليس الإمام بالشيخ الملحدِ
هـ ـ لعل، نحو: لعلني أسافر غدا، ولعلي أسافر غدا.
159 ـ ومنه قوله تعالى: {لعلي أعمل صالحا} 1.
وقوله تعالى: {لعلي أبلغ الأسباب} 2.
" ويلاحظ عدم ورود لعل في القرآن الكريم متصلة بنون الوقاية ".
7 ـ ترفع الضمائر المنفصلة ـ ويقصد بالمنفصلة: الضمائر التي لا تلي عاملها، ولا تتصل به حتى تكون مجردة " معرَّاة " من العوامل اللفظية، أو تتقدم على عاملها اللفظي، أو يفصل بينها وبين العامل اللفظي بفاصل ــ ويكون رفعها في خمسة مواضع: ـ
1 ـ أن يأتي الضمير مبتدأ. نحو: أنت مجتهد. وأين هو.
160 ـ ومنه قوله تعالى: {أنت وليّنا} 3. وقوله تعالى: {قال أنا خير منه} 4.
وقوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض} 5.
وقوله تعالى: {فهل أنتم مغنون عنا} 6.
2 ـ أن يأتي خبرا. نحو: الصادق أنت، والكاذب هو.
3 ـ أن يأتي خبرا لـ " إن " أو إحدى أخواتها. نحو: إن الفائزين نحن.
لعل القادمين هم. لكن الحاضرين أنتم. ليت المتفوق أنت.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 101 المؤمنون. 2 ـ 40 القصص.
3 ـ 155 الأعراف. 4 ـ 12 الأعراف.
5 ـ 29 البقرة. 6 ـ 21 إبراهيم.
4 ـ أن يأتي بعد نفي. 161 ـ نحو قوله تعالى: {وما أنتم بمعجزين} 1.
وقوله تعالى: {ما أنت بتابع قبلتهم} 2. وقوله تعالى: {ما أنا بباسط يدي} 3.
5 ـ بعد حروف الاستثناء. نحو: ما فاز إلا هو. ما كسر الزجاج إلا أنت.
162 ـ نحو قوله تعالى: {لا إله إلا هو} 4. وقوله تعالى: {لا إله إلا أنت} 5.
وقوله تعالى: {لا إله إلا أنا} 6.
6 ـ أن يكون محصورا بـ " إنما " نحو: إنما أنت مهذب.
163 ـ ومنه قوله تعالى: {إنما أنا بشر مثلكم} 7.
وقوله تعالى: {إنما أنت نذير} 8.
7 ـ أن يكون معطوفا على مرفوع. نحو: حضر محمد وأنا. فاز علي وأنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتنصب الضمائر المنفصلة في خمسة مواضع: ـ
1 ـ إذا تقدم الضمير على عامله. نحو: إياك أكرمنا.
ومنه قوله تعالى: {إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} 9.
2 ـ إذا كان مفعولا ثانيا، أو ثالثا. نحو: أعلمته إياه.
وأخبرت محمدا والده إياه.
3 ـ إذا كان في أسلوب الإغراء والتحذير. نحو: إياك والإهمال.
4 ـ إذا كان خبرا لفعل ناسخ. نحو: لم يكن الفائز إلا إياها.
5 ـ إذا كان معطوفا على اسم إن، أو إحدى أخواتها. نحو: إنه أو إياه على حق.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 134 الأنعام. 2 ـ 145 البقرة.
3 ـ 28 المائدة. 4 ـ 163 البقرة.
5 ـ 87 الأنبياء. 6 ـ 2 النحل.
7 ـ 110 الكهف. 8 ـ 12 هود.
9 ـ 51 النحل.
ضمير الفصل
ضمير منفصل، ويسميه بعض النحاة بضمير العماد، كما يسميه البعض الآخر بضمير الفصل، وذلك على اختلاف المدارس النحوية، ويكون مرفوعا.
الغرض منه التوكيد، والإشعار بتمام الاسم الذي قبله، وكماله، وأن الاسم الوارد بعده يكون خبرا، وليس صفة، وإيجاب فائدة المسند ثابثة للمسند إليه.
يشترط في ضمير الفصل الشروط الآتية: ـ
1 ـ أن يكون من الضمائر المنفصلة المرفوعة الموضع، ويكون هو الأول في المعنى.
2 ـ أن يقع بين معرفتين، أو بين معرفة، وما قاربها من النكرات.
ـ مواضعه: يأتي ضمير الفصل في المواضع الآتية: ـ
1 ـ بين المبتدأ والخبر. 165 ـ نحو قوله تعالى: {وكلمة الله هي العليا} 1.
وقوله تعالى: {فأولئك هم الخاسرون} 2.
وقوله تعالى {وهم بالآخرة هم كافرون} 3.
وقوله تعالى: {الذين هم عن صلاتهم ساهون} 4.
2 ـ أن يأتي بين اسم كان أو إحدى أخواتها وبين خبرها.
نحو قوله تعالى: {أكان هذا هو الحق} 5.
وقوله تعالى: {كانوا هم الخاسرون} 6. وقوله تعالى: {فكانوا هم الغالبين} 7.
وقوله تعالى: {وكنا نحن الوارثين} 8.
وقوله تعالى: {كنت أنت الرقيب عليهم} 9.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 40 التوبة. 2 ـ 121 البقرة.
3 ـ 7 فصلت. 4 ـ 5 الماعون.
5 ـ 32 الأنفال. 6 ـ 91 الأعراف.
7 ـ 116 الصافات. 8 ـ 58 القصص. 9 ـ 117 المائدة.
3 ـ أن يأتي بين اسم إن أو إحدى أخواتها وبين خبرها.
167 ـ نحو قوله تعالى: {إنهم هم الفائزون} 1.
وقوله تعالى: {إن الله هو ربي} 2. وقوله تعالى: {إن ربك هو أعلم} 3.
وقوله تعالى: {ويعلمون أن الله هو الحق} 4.
وقوله تعالى: {إن الله هو التواب الرحيم} 5.
4 ـ بين فاعل فعل الأمر ومعطوفه.
168 ـ نحو قوله تعالى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا} 6.
5 ـ بين الضمير المتصل الواقع فاعلا للفعل الماضي، وبين معطوفه.
نحو: ذهبت أنا ومحمد إلى المدرسة.
169 ـ ومنه قوله تعالى: {فإذا استويت أنت ومن معك} 7.
إعراب ضمير الفصل:
اختلف النحاة في إعراب ضمير الفصل، وتضاربت حوله الآراء، ولكنا نريد أن نسهل على الدارس، وهذا هو منهجنا الذي اتبعناه في هذا المؤلف، فأخذنا بأيسر الوجوه، وأقربها إلى المنطق.
1 ـ أن ضمير الفصل لا محل له من الإعراب مطلقا، وهذا هو أدق وجوه الإعراب، وقد استندنا في اختيار هذا الوجه على الشواهد التي سبق الاستشهاد بها على ضمير الفصل، وثبت منها أن ضمير الفصل لم يؤثر وجوده على غيره من الأسماء التي جاءت بعده، سواء أكان من تلك الأسماء ما هو بين الإعراب بوجود الضمير، أو عدم وجوده، أو ما كان منها غير بين الإعراب إذا وجد الضمير، وسنوضح ذلك بالأمثلة التالية: ـ
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 111 المؤمنون. 2 ـ 64 الزخرف.
3 ـ 125 النحل. 4 ـ 25 النور.
5 ـ 119 التوبة. 6 ـ 24 المائدة. 7 ـ 28 المؤمنون.
170 ـ قال تعالى: {وكنا نحن الوارثين} 1.
فإعراب الاسم الواقع بعد ضمير الفصل بين الإعراب، حيث جاء خبرا لكان، وهذا يثبت أن الضمير " نحن " كأنه لا وجود له في الآية السابقة.
وفي قوله تعالى: {أنهم هم الفائزون} 2.
قد يظن البعض أن كلمة " الفائزون " قد جاءت خبرا للضمير " هم " ولكن الحقيقة
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما ذكرنا أن الضمير لا عمل له لا في نفسه، ولا في غيره، وكلمة " فائزون " خبر إن مرفوع. ومن هنا ذكرنا ما كان إعرابه غير بين، أي: غير واضح ما هو العمل فيه؟ وبذلك تكون المسالة قد وضحت بأن ضمير الفصل لا يعمل البتة، ولا يعمل فيه لأنه بمنزلة الحرف، ولا محل له من الإعراب، ومن أوضح الشواهد على ما ذكرنا.
171 ـ قوله تعالى: {تجدوه عند الله هو خيرا} 3.
فضمير الفصل في الآية السابقة لا محل له من الإعراب، والدليل على ذلك مجيء كلمة
" خيرا " بعده مفعولا به ثانيا للفعل " تجد "، والله أعلم.
2 ـ ويكون في بعض المواضع توكيدا لفظيا، إذا توسط بين الضمير المستتر وجوبا الواقع فاعلا لفعل الأمر وبين معطوفه.
172 ـ نحو قوله تعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} 4.
وقوله تعالى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا} 5.
وقوله تعالى: {اذهب أنت وأخوك} 6.
أو بين فاعل الفعل الماضي إذا كان ضميرا متصلا وبين معطوفه.
نحو: استمعت أنا ومحمد لشرح المعلم.
ومنه قوله تعالى: {فإذا استويت أنت ومن معك} 7.
ـــــــــــ
1 ـ 58 القصص. 2 ـ 111 المؤمنون
3 ـ20 المزمل. 4 ـ 35 البقرة.
5 ـ 24 المائدة. 6 ـ 42 طه. 7 ـ 28 المؤمنون.
ضمير الشأن
هو: ضمير الغائب أو الغائبة المنفصل، أو المتصل، لا يعود على شخص معين، وإنما على الجملة التي تقع بعده سواء أكانت اسمية، أو فعلية، على النقيض من سائر الضمائر الأخرى التي تعود على الاسم الذي تقدمها.
ويأتي ضمير الشأن في أول الجملة، وتكون الجملة بعده مفسرة له، وموضحة معناه، ولها محل من الإعراب خلافا لسائر المفسرات، وقد سمي بهذه التسمية لأنه يدل على الحال، أو الحديث الذي سيدور في الجملة بعده.
نحو قوله تعالى: {قل هو الله أحد} 1.
وقوله تعالى: {قل هي مواقيت للناس} 2.
173 ـ وقوله تعالى: {سبحانه هو الواحد القهار} 3.
ـ وإذا كان الضمير مؤنثا يسمى ضمير القصة.
174 ـ نحو قوله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار} 4.
وقوله تعالى: {فإذا هي حية تسعى} 5. ومن أمثلة اتصاله بارزا.
175 ـ قوله تعالى: {وأنه لما قام عبد الله كادوا يكونون عليه لبدا} 6.
أحكام ضمير الشأن:
1 ـ أن يأتي مبتدأ، ولا يتقدم عليه خبره، ولا يجوز حذفه، ولا يخبر عنه بالذي. 176 ـ نحو قوله تعالى: {هو الله الخالق البارئ} 7.
2 ـ أن يأتي اسما لكان أو إحدى أخواتها، أو لظن أو إحدى أخواتها، ويكون بارزا متصلا. نحو: كان هو يفعل الخير. ونحو: ظننته محمدٌ مسافرٌ.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 1 الإخلاص. 2 ـ 18 البقرة.
3 ـ 4 الزمر. 4 ـ 46 الحج.
5 ـ 20 طه. 6 ـ 19 الجن. 7 ـ 24 الحشر.
3 ـ أن يأتي اسما لـ " إنَّ أو إحدى أخواتها.
177 ـ نحو قوله تعالى: {إنه من يتق الله ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} 1.
وقوله تعالى: {قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر} 2.
وقوله تعالى: {إنه كان عليما قديرا} 3.
4 ـ لا بد أن يليه جملة مفسرة، تكون متأخرة عنه، ومرجعه يعود على مضمونها، ويكون لها محل من الإعراب، على خلاف الجمل المفسرة فلا محل لها من الإعراب.
5 ـ لا يأتي إلا للمفرد، أو المفردة، ولا يكون لغير المفرد من الضمائر.
6 ـ لا يكون له أي من التوابع كالعطف أو البدل أو التوكيد أو النعت، لأن المقصود منه الإبهام.
7 ـ لا يحتاج إلى ظاهر يعود عليه، بخلاف ضمير الغائب.
8 ـ لا يستعمل إلا في أمر يراد من التعظيم، والتفخيم، ولا يجوز إظهار الشأن والقصة.
9 ـ يكون مستترا في باب " كاد ".
178 ـ كقوله تعالى: {من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم} 4.
10 ـ يجب حذفه مع أن المفتوحة المخففة من الثقيلة.
179 ـ نحو قوله تعالى: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} 5.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 90 يوسف. 2 ـ 68 البقرة.
3 ـ 44 فاطر.
4 ـ 117 التوبة. 5 ـ 10 يونس.
نماذج إعرابية
115 ـ قال تعالى: {قل هو الله أحد} 1 الإخلاص.
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت
هو: فيه وجهان: 1 ـ ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ.
الله: لفظ الجلالة مبتدأ. أحد: خبره مرفوع. والجملة في محل رفع خبر المبتدأ
هو.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ هو: مبتدأ بمعنى المسؤول عنه لأنهم قالوا: أربك من نحاس، أم من
ذهب؟
وعلى هذا يجوز في لفظ الجلالة: أن يكون خبر المبتدأ، وأحد بدل، أو خبر
المبتدأ. ويجوز أن يكون الله بدلا، وأحد الخبر.
116 ـ قال تعالى: {فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض} 23 يونس.
فلما: الفاء عاطفة، لما ظرفية بمعنى الحين في محل نصب، أو رابطة.
أنجاهم: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، وها الغيبة في محل نصب مفعول به.
إذا: فجائية رابطة لجواب الشرط، مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب.
هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
يبغون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة يبغون في محل رفع خبر المبتدأ.
في الأرض: جار ومجرور متعلقان بـ " يبغون ".
117 ـ قال تعالى: {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا} 35 الكهف.
أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. أكثر: خبر مرفوع بالضمة.
منك جار ومجرور متعلقان بـ " أكثر ". مالا: تمييز منصوب بالفتحة.
وأعز نفرا: الواو حرف عطف، أعز نفرا معطوف على أكثر مالا.
118 ـ قال تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص} 3 يوسف.
نحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
نقص: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:
نحن وجملة نقص في محل رفع خبر المبتدأ.
عليك: جار ومجرور متعلقان بـ " نقص ".
أحسن: مفعول به منصوب بالفتحة، إذا كان القص مصدر بمعنى المفعول،
ومفعول مطلق إذا كان القص مصدرا غير مراد به المفعول، وأحسن مضاف،
والقصص مضاف إليه. وقال العكبري: أن " أحسن " ينتصب انتصاب المصدر.
119 ـ قال تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون} 10 الأنبياء.
لقد: اللام موطئة لقسم محذوف حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
وقد حرف تحقيق. مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أنزلنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بـ " نا " الفاعلين، ونا ضمير متصل في محل رفع فاعل. إليكم: جار ومجرور متعلقان بـ " أنزلنا ".
كتابا: مفعول به منصوب بالفتحة. فيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
ذكركم: مبتدأ مؤخر مرفوع، وذكر مضاف، والكاف في محل
جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع. والجملة من المبتدأ المؤخر والخبر المقدم
في محل نصب صفة لكتاب. أفلا: الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي، والفاء عاطفة على مقدر، والتقدير: ألا تفكرون فلا تعقلون شيئا.
ولا نافية لا عمل لها. تعقلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون،
وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
120 ـ قال تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} 75 ص.
ما منعك: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.
منعك: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:
أنت، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
أن تسجد: أن حرف مصدري ونصب، تسجد فعل مضارع منصوب بأن
وعلامة نصبه الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
وجملة أن تسجد وما في حيزها في محل نصب مفعول به ثان لمنع.
لما: اللام حرف جرف، وما موصولة مبنية على السكون في محل جر، والجار
والمجرور متعلقان بتسجد. خلقت: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من
الإعراب صلة ما، والعائد محذوف، والتقدير: خلقته.
121 ـ قال تعالى: {رب اجعلني مقيم الصلاة} 40 إبراهيم.
رب: منادى بحرف نداء محذوف، منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها
اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم المحذوفة.
اجعلني: فعل أمر يفيد الدعاء مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره: أنت. والنون للوقاية حرف مبني لا محل به من الإعراب، والياء
ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول.
مقيم الصلاة: مقيم مفعول به ثان، وهو مضاف، والصلاة مضاف إليه.
122 ـ قال تعالى: {وأوفوا بعهدي} 40 البقرة.
وأوفوا: الواو حرف عطف، أوفوا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو
الجماعة في محل رفع فاعل.
بعهدي: جار ومجرور متعلقان بـ " أوفوا "، وعهد مضاف، والياء ضمير
(يُتْبَعُ)
(/)
متصل في محل جر مضاف إليه. والجملة معطوفة على جملة اذكروا في أول الآية لا محل لها.
123 ـ قال تعالى: {ما كانوا إيانا يعبدون} 63 القصص.
ما كانوا: ما نافية لا عمل لها، كانوا: كان فعل ماض ناقص، والواو في محل
رفع اسمها. إيانا: ضمير منفصل مفعول به مقدم في محل نصب بيعبدون.
يعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله. وجملة يعبدون في محل نصب خبر كان.
124 ـ قال تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر} 21 الغاشية.
فذكر: الفاء هي الفصيحة أي أفصحت عن وجود شرط محذوف، والتقدير: إن
كانوا لا ينظرون إلى هذه الأشياء نظر اعتبار وتدبر وتأمل فذكرهم.
وذكر: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. ومفعوله محذوف، والتقدير: فذكرهم.
إنما: إن حرف توكيد ونصب كف عملها بما، وما كافة " كافة ومكفوفة ".
أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
مذكر: خبر مرفوع، والجملة من المبتدأ وخبره تعليلية للأمر بالتذكير.
125 ـ قال تعالى: {أنتما ومن اتبعكما الغالبون} 35 القصص.
أنتما: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ومن: الواو حرف عطف، ومن
اسم موصول مبني على السكون معطوف على " أنتما " في محل رفع.
اتبعكما: اتبع فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره: هو، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وما علامة
التثنية. وجملة اتبعكما لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
الغالبون: خبر مرفوع بالواو.
126 ـ قال تعالى: {وأنتم حينئذ تنظرون} 84 الواقعة.
وأنتم: الواو: واو الحال، أنتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
حينئذ: حين ظرف زمان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، وإذ ظرف زمان
مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. والتنوين عوض عن الجملة المضافة إلى " إذ "، والتقدير: إذا بلغت النفس الحلقوم.
تنظرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفعر فاعله. والجملة في محل رفع خبر أنتم.
وجملة وأنتم وما في حيزها في محل نصب حال من فاعل بلغت.
127 ـ قال تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} 4 الفاتحة.
إياك: ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم.
ويصح أن نقول: إيَّا ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم،
والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
نعبد: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن.
وإياك نستعين: الواو حرف عطف، وإياك نستعين معطوف على إياك نعبد.
وجملة إياك نعبد لا محل لها من الإعراب استئنافية.
وجملة إياك نستعين معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب.
128 ـ قال تعالى: {قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليَّ} 62 الإسراء.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
أرأيتك: الهمزة للاستفهام، رأيتك فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير
متصل في محل رفع فاعل، والكاف للخطاب لا محل له من الإعراب في هذا
الموضع عند البصريين، ما عدا الكسائي الذي اعتبره مفعولا به، وهو مذهب
الكوفيين.
هذا: ها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وذا اسم
إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب بدل من هذا، أو عطف
بيان، وجملة: أرأيتك في محل نصب مقول القول.
كرمت: فعل وفاعل. عليَّ: جار ومجرور متعلقان بـ " كرمت ".
والمفعول الثاني لرأى جملة استفهامية مقدرة دلت عليها صلة الموصول، والتقدير
لم كرمته عليَّ. هذا على الوجه الأول، أما على الوجه الثاني، فالكاف في محل
نصب مفعول به أول، واسم الإشارة في محل نصب مفعول به ثان (1).
ــــــــــــــ
1 ـ الجدول في إعراب القرآن الكريم م4، ج7، ص140.
129 ـ قال تعالى: {فقولا له قولا لينا} 44 طه.
فقولا: الفاء عاطفة، قولا فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين في
محل رفع فاعله، وجملة قولا لا محل لها من الإعراب معطوفة على جملة اذهبا الابتدائية. له: جار ومجرور متعلقان بـ " قولا ".
قولا: مفعول به منصوب بالفتحة، والمقصود بالقول هو الكلام، والتقدير: كلاما
(يُتْبَعُ)
(/)
لينا، ويصح أن تكون: " قولا " مفعولا مطلقا، والمفعول به مقدر، أي: قولا له ما يهديه قولا لينا. لينا: صفة منصوبة.
130 ـ قال تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم} 54 الزمر.
وأنيبوا: الواو حرف عطف، أنيبوا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو
الجماعة في محل رفع فاعله. إلى ربكم: جار ومجرور متعلقان بـ " أنيبوا "،
ورب مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
131 ـ قال تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} 28 الفجر.
ارجعي: فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة ضمير متصل في
محل رفع فاعله. إلى ربك: جار ومجرور متعلقان بـ " ارجعي "، ورب
مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
راضية: حال منصوبة من فاعل ارجعي. ومرضية حال ثانية منصوبة.
132 ـ قال تعالى: {وكن من الساجدين} 98 الحجر.
وكن: الواو عاطفة، كن فعل أمر ناقص مبني على السكون، واسمه ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
من الساجدين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كن.
وجملة كن وما في حيزها معطوفة على جملة سبّح.
133 ـ قال تعالى: {إنه هو يبدئ ويعيد} 13 البروج.
إنه: حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
يبدئ: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:
هو. وجملة يبدئ في محل رفع خبر.
ويعيد: الواو حرف عطف، يعيد معطوف على يبدئ.
وجملة إنه هو يبدئ لا محل لها من الإعراب تعليلية.
وجملة هو يبدئ في محل رفع خبر إن.
134 ـ قال تعالى: {وهي تمر مرَّ السحاب} 88 النمل.
وهي: الواو للحال، هي ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
تمر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي.
مر: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والسحاب مضاف إليه
مجرور. وجملة تمر في محل رفع خبر هي.
وجملة هي تمر ... إلخ في محل نصب حال.
135 ـ قال تعالى: {إمَّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف} 23 الإسراء.
إما: إن شرطية جازمة زيدت عليها " ما " تأكيدا لها.
يبلغن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، في محل
جزم فعل الشرط.
عندك: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والكاف في محل جر
مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف حال من أحدهما.
الكبر: مفعول به منصوب.
أحدهما: أحد فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل
جر مضاف إليه، والميم والألف علامة التثنية.
أو كلاهما: أو حرف عطف، كلاهما معطوف على أحدهما مرفوع بالألف، لأنه
ملحق بالمثنى، وكلا مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
فلا: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية.
تقل: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، فاعله ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره: أنت.
لهما: جار ومجرور متعلقان بتقل.
أف: اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر مبني على تنوين الكسر وهو الأصل،
وفيه وجوه مختلفة يمكن معرفتها بالرجوع إلى بعض المراجع منها (1).
وجملة فلا تقل ... إلخ في محل جزم جواب الشرط.
136 ـ قال تعالى: {وهم يصدون عن المسجد الحرام} 34 الأنفال.
وهم: الواو للحال، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
يصدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
عن المسجد: جار ومجرور متعلقان بـ " يصدون ".
وجملة يصدون في محل رفع خبر المبتدأ. الحرام: صفة مجرورة.
وجملة وهم يصدون في محل نصب حال من فاعل يصدون، والمعنى كيف لا
يعذبون وحالهم أنهم يصدون عن المسجد الحرام.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2، ص 90.
137 ـ قال تعالى: {هن لباس لكم} 187 البقرة.
هن: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
لباس: خبر مرفوع بالضمة. والجملة فيها معنى التعليل للحل.
لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة للباس.
138 ـ قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} 23 الإسراء.
وقضى: الواو للاستئناف حرف مبني لا محل له من الإعراب، وقضى فعل
ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ربك: رب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف ن والكاف في محل جر بالإضافة.
إلا: يصح في " أن " أن تكون مصدرية ناصبة للفعل، ولا نافية لا عمل لها.
تعبدوا: فعل مضارع منصوب بـ " أن " المصدرية، وعلامة نصبه حذف
النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض.
والجار والمجرور متعلقان بـ " بقضى ".
ويصح في " أن " أن تكون مفسرة، لأن قضى فيه معنى القول دون حرورفه، أو
هي مخففة من الثقيلة، وفي كلا الحالتين الأخيرتين تكون " لا " ناهية جازمة للفعل تعبدوا، وعلامة جزمه حذف النون.
إلا إياه: إلا أداة حصر، وإياه ضمير منفصل في محل نصب مفعول به لتعبدوا،
وبالوالدين: الواو حرف عطف، والمعطوف فعل محذوف تقديره: وأحسنوا.
بالوالدين جار ومجرور متعلقان بالفعل المحذوف أحسنوا.
إحسانا: مفعول مطلق منصوب، وناصبه الفعل المحذوف أحسنوا، وقد تعلق الجار والمجرور بالفعل المحذوف، لأن المصدر لا تتقدم عليه صلته.
139 ـ قال تعالى: {لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} 21 الحشر.
لرأيته: اللام رابطة لجواب الشرط، رأيته فعل وفاعل ومفعول به.
خاشعا متصدعا: حالان منصوبتان من الضمير الغائب في " رأيته ".
من خشية: جار ومجرور متعلقان بـ " متصدعا "، وخشية مضاف،
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور، ومن سببية.
140 ـ قال تعالى: {كانا يأكلان الطعام} 75 المائدة.
كانا: كان فعل ماض ناقص، وألف الاثنين في محل رفع اسمه.
يأكلان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعله.
الطعام: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة يأكلان الطعام في محل نصب خبر كان.
وجملة كانا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استثناء بياني.
141 ـ قال تعالى: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} 142 النساء.
وإذا: الواو حرف عطف، إذا ظرف للزمن المستقبل مبني على السكون في محل
نصب متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه " قاموا " الثاني.
قاموا: مثل سابقه. كسالى: حال منصوبة من فاعل " قاموا "، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
وجملة قاموا إلى الصلاة في محل جر مضاف إليه لـ " إذا ".
وجملة قاموا كسالى لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
وجملة الشرط إذا قاموا ... إلخ معطوفة على خبر إن " يخادعون " في أول الآية.
142 ـ قال تعالى: {وقطعن أيديهن} 31 يوسف.
وقطعن: الواو حرف عطف، قطعن فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بنون النسوة، ونون النسوة في محل رفع فاعل.
أيديهن: أيدي مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف، والضمير
المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة قطعن ... إلخ معطوفة على جملة أكبرنه لا محل لها من الإعراب، لأن جملة أكبرنه لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
143 ـ قال تعالى: {إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} 51 النحل.
إنما: إن حرف توكيد ونصب مكفوفة بـ " ما " الزائدة (كافة ومكفوفة).
هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. إله: خبر مرفوع بالضمة.
واحد: صفة مرفوعة بالضمة.
فإياي: الفاء رابطة لجواب شرط مقدر، وإياي ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب بفعل محذوف يفسره المذكور.
فارهبون: الفاء زائدة لتزيين اللفظ، ارهبون فعل أمر مبني على حذف النون،
وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والنون للوقاية، والياء المحذوفة ضمير في
محل نصب مفعول به. وجملة هو إله واحد لا محل لها من الإعراب استئناف
بياني. وجملة إياي فارهبون في محل جزم جواب شرط مقدر، والتقدير: إن نالكم الخوف فارهبوني أنا دون سواي. وجملة ارهبون لا محل لها من الإعراب تفسيرية.
144 ـ قال تعالى: {أمر ألا تعبدوا إلا إياه} 40 يوسف.
أمر: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
ألا: أن مصدرية ناصبة، ولا نافية لا عمل لها.
تعبدوا: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله. إلا إياه: أداة حصر لا عمل لها، إياه ضمير منفصل في
محل نصب مفعول به وعامله " أمر "، وهو المفعول الثاني، أما المفعول الأول
فمحذوف، والتقدير: أمرالناس عدم عبادة إله غير الله. وجملة أمر ... إلخ
(يُتْبَعُ)
(/)
لا محل لها من الإعراب استئنافية تعليلية.
145 ـ قال تعالى: {وهو العزيز الغفور} 2 الملك.
وهو: الواو حرف عطف، أ, حالية، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
العزيز: خبر أول مرفوع، والغفور: خبر ثان مرفوع.
والجملة لا محل لها من الإعراب معطوفة على جملة الصلة.
وإذا اعتبرنا الواو للحال، تكون الجملة في محل نصب حال من فاعل " خلق " في أول الآية.
146 ـ قال تعالى " {وما هم بضارين به من أحد} 102 البقرة.
وما هم: الواو اعتراضية، أو حالية، وما حجازية نافية تعمل عمل ليس، هم
ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم ما.
بضارين: الباء حرف جر زائد، ضارين مجرور لفضا منصوب محلا خبر ما،
وعلامة جره الياء. به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من
أحد، والتقدير: من أحد واقع به.
من أحد: من حرف جر زائد، أحد مرور لفظا منصوب محلا مفعول به لاسم الفاعل " ضارين ". وجملة ما هم بضارين لا محل لها من الإعراب اعتراضية، أو في محل نصب حال.
147 ـ قال تعالى: {يخرجون الرسول وإياكم} 1 الممتحنة.
يخرجون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع
فاعله.
الرسول: مفعول به منصوب بالفتحة.
وإياكم: الواو حرف عطف، إياكم ضمير منفصل معطوف على الرسول في محل
نصب.
148 ـ قال تعالى: {إن يسألكموها فَيُحْفِكم تبخلوا} 37 محمد.
أن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يسألكموها: يسأل فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع، والواو لإشباع حركة الميم وهي الضمة.
فيحفكم: الفاء حرف عطف، يحفكم فعل مضارع معطوف على فعل الشرط
مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو،
والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع.
وجملة يسألكموها لا محل لها من الإعراب تعليلية، أو استئناف بياني.
وجملة يحفكم معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب.
يبخلوا: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف النون، وواو
الجماعة في محل رفع فاعل. وجملة تبخلوا لا محل لها من الإعراب جواب شرط
جازم غير مقترن بالفاء.
149 ـ قال تعالى: {فسيكفيكهم الله} 137 البقرة.
فسيكفيكهم: الفاء رابطة لجواب شرط مقدر، والسين حرف استقبال، ويكفي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول، وهم ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به ثان.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
والجملة في محل جزم جواب شرط جازم، والتقدير: إن أرادوا الكيد لك فسيكفيكهم الله.
150 ـ قال تعالى {ولو نشاء لأريناكم} 30 محمد.
ولو: الواو حرف عطف، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع لامتناع.
نشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن لأريناكم: اللام واقعة في جواب لو، أريناكم فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل رفع فاعله، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
وجملة لو نشاء لا محل لها من الإعراب معطوفة على جملة استثنائية.
وجملة أريناكم لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
151 ـ قال تعالى: {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} 28 هود.
أنلزمكموها: الهمزة للاستفهام، نلزم فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول، والميم علامة الجمع، والواو زائدة وهي حركة إشباع الميم، وها الغيبة ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان.
وأنتم: الواو للحال، أنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
لها: جار ومجرور متعلقان بـ " كارهون ".
كارهون: خبر مرفوع بالواو.
وجملة أنلزمكموها في محل نصب مفعول به ثان لـ " رأيتم " في أول الآية.
وجملة أنتم في محل نصب حال من الضمير المخاطب المفعول الأول للفعل.
152 ـ قال تعالى: {وجعلني من المرسلين} 21 الشعراء.
وجعلني: الواو حرف عطف، جعل فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل
(يُتْبَعُ)
(/)
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
من المرسلين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب مفعول به ثان لجعل وجملة
جعلني ... إلخ في محل نصب معطوفة على سابقتها، حتى يصل العطف إلى جملة فعلتها في
أول الآية.
153 ـ قال تعالى: {يا ليتني كنت ترابا} 40 النبأ.
يا ليتني: يا حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ليتني حرف تمنٍ ونصب، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب اسمه.
كنت: كان الناقصة، واسمها في محل رفع.
ترابا: خبر كان منصوب. وجملة يا ليتني كنت في محل نصب مقول القول.
وجملة كنت ترابا في محل رفع خبر ليت.
154 ـ قال تعالى: {فمن تبعني فإنه مني} 36 إبراهيم.
فمن: الفاء حرف عطف لربط المسبب بالسبب، من أسم شرط جازم مبني على
السكون في محل رفع مبتدأ.
تبعني: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
فإنه: الفاء رابطة لجواب الشرط، وإن واسمها في محل نصب.
منِّي: من حرف جر، والنون للوقاية، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في
محل رفع خبر إن. وجملة من تبعني لا محل لها من الإعراب معطوفة على جملة إنهن أضللن.
وجملة تبعني في محل رفع خبر المبتدأ، والصواب عندي أن جملتي الشرط
والجواب معا في محل رفع خبر المبتدأ من.
155 ـ قال تعالى: {وإنني برئ مما تشركون} 19 الأنعام.
وإنني: الواو حرف عطف، إن حرف توكيد ونصب، والنون للوقاية، والياء
ضمير متصل في محل نصب اسمها.
برئ: خبر إن مرفوع بالضمة.
مما: من حرف جر، وما يحتمل أن تكون مصدرية تنسبك مع الفعل بعدها بمصدر مؤول في محل جر، والتقدير: برئ من شرككم بالله، ويحتمل أن تكون
الموصولة، ويحتمل أن تكون الموصوفة، وفي كل الأحوال الجار والمجرور
متعلقان بـ " برئ ". وعليه إذا اعتبرنا ما موصولة تكون جملة " تشركون " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف، والتقدير تشركون به. وإذا اعتبرنا " ما " موصوفة تكون جملة " تشركون " في محل جر صفة. تشركون: فعل مضارع مرفوع، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
والجملة الاسمية: إنني ... إلخ معطوفة على ما قبلها في محل نصب، لآن ما قبلها مقول القول.
156 ـ قال تعالى: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} 49 الحجر.
نبئ: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
عبادي: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
أني: أن واسمها في محل نصب. أنا: ضمير فصل، أو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الغفور الرحيم: خبران للمبتدأ أنا، أو خبران لأن.
وجملة أنا الغفور الرحيم في محل رفع خبر أن إذا اعتبرنا الغفور الرحيم خبران
للضمير " أنا ". وجملة أن وما في حيزها في محل نصب سدت مسد المفعول
الثاني لـ " نبئ ".
157 ـ قال تعالى: {ولكني رسول من رب العالمين} 61 الأعراف.
ولكني: الواو حرف عطف، لكني حرف استدراك ونصب " مشبه بالفعل " حذف
منه نون الوقاية، والياي ضمير متصل في محل نصب اسمه.
رسول: خبر لكن مرفوع بالضمة.
من رب: جار ومجرور متعلقان بـ " رسول "، أو بمحذوف في محل رفع صفة
له، ورب مضاف، والعالمين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وجملة لكني ... إلخ معطوفة على ما قبلها في محل نصب،
لأن ما قبلها في محل نصب مقول القول.
158 ـ قال تعالى: {قد بلغت من لدني عذرا} 76 الكهف.
قد بلغت: قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب، بلغت فعل وفاعل. من لدني: من حرف جر ن ولدن ظرف مكان مبني على السكون في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بـ " بلغت "، أو بمحذوف في محل نصب حال من فاعل بلغ، ولدن مضاف، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
عذرا: مفعول به منصوب بالفتحة.
159 ـ قال تعالى: " لعلي أعمل صالحا} 100 المؤمنون.
لعلي: لعل حرف ترجٍّ ونصب، والياء ضمير متصل مبني على السكون في
محل نصب اسمه.
أعمل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
صالحا: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة: اعمل صالحا في محل رفع خبر لعل.
وجملة: لعلي أعمل لا محل لها من الإعراب استئناف بياني.
160 ـ قال تعالى: {أنت وليُّنا} 155 الأعراف.
أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
وليُّنا: ولي خبر مرفوع بالضمة الظاهرة، وولي مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
والجملة لا محل لها من الإعراب استئناف في حيز القول.
161 ـ قال تعالى: {وما أنتم بمعجزين} 134 الأنعام.
وما: الواو حرف عطف، وما نافية تعمل عمل ليس.
أنتم: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم ما.
بمعجزين: الباء حرف جر زائد، معجزين مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما،
وعلامة جره الياء.
وجملة: وما أنتم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب معطوفة على جملة
استئنافية.
162 ـ قال تعالى: {لا إله إلا هو} 163 البقرة.
لا: نافية للجنس.
إله: اسمها مبني على الفتح في محل نصب.
إلا: أداة حصر.
هو: بدل من محل لا واسمها، لآن محلها الرفع على الابتداء، أو بدل من الضمير المستتر الخبر المحذوف. وخبر لا محذوف في محل رفع.
163 ـ قال تعالى: {إنما أنا بشر مثلكم} 110 الكهف.
إنما: كافة ومكفوفة. أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بشر: خبر مرفوع.
مثلكم: مثل صفة مرفوعة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
164 ـ قال تعالى: {إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} 51 النحل.
إنما: كافة ومكفوفة. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
إله: خبر مرفوع بالضمة. واحد: صفة للتأكيد.
فإياي: الفاء الفصيحة، وإياي ضمير منفصل في محل نصب مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده " ارهبون ".
فارهبون: الفاء رابطة وارهبون فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون حرف وقاية، وياء المتكلم المحذوفة لمراعاة الفواصل في محل نصب مفعول به.
165 ـ قال تعالى: {وكلمة الله هي العليا} 40 التوبة.
وكلمة: الواو للحال، وكلمة مبتدأ مرفوع بالضمة وهي مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه. هي: ضمير فصل لا محل له من الإعراب، أو في محل رفع مبتدأ.
العليا: يجوز أن تكون خبر لكلمة على الوجه الأول، أو خبراً لهي على الوجه الثاني والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول " كلمة ".
166 ـ قال تعالى: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك} 32 الأنفال.
وإذ: الواو حرف عطف، إذ ظرف مبني على السكون في محل نصب لفعل محذوف تقديره اذكر، قالوا: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذ إليها.
اللهم: منادى علم مفرد حذفت منه ياء النداء وعوض عنها الميم المشددة.
إن: حرف شرط. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. هذا: اسم كان مبني على السكون في محل رفع.
هو: ضمير فصل لا محل له من الإعراب. الحق: خبر كان منصوب بالفتحة.
من عندك: جار ومجرور، والكف في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف حال.
167 ـ قال تعالى: {أنهم هم الفائزون} 111 المؤمنون.
أنهم: أن واسمها. هم: ضمير فصل لا محل له من الإعراب.
الفائزون: خبر أن مرفوع بالواو.
168 ـ قال تعالى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا} 24 المائدة.
فاذهب: الفاء هي الفصيحة لأنها أفصحت عن شرط مقدم، واذهب فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
أنت: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد للضمير المستتر.
وربك: الواو حرف عطف، رب معطوف على الضمير المستتر، ورب مضاف والكاف في محل جر بالإضافة. وجملة اذهب لا محل لها من الإعراب جواب لشرط محذوف مقدر بإذا.
فقاتلا: الفاء حرف عطف، قاتلا فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين فاعل، والمفعول به محذوف، والجملة معطوف على ما قبلها.
169 ـ قال تعالى: {فإذا استويت أنت ومن معك} 28 المؤمنون.
فإذا: الفاء استئنافية وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب بجوابها.
استويت: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة إلى إذا.
أنت: ضمير فصل تأكيد لتاء الفاعل في استويت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن: الواو حرف عطف، من اسم موصول مبني على السكون معطوف على التاء في محل رفع.
معك: ظرف مكان وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف صلة لا محل لها من الإعراب لمن.
170 ـ قال تعالى: {وكنا نحن الوارثين} 58 القصص.
وكنا: الواو عاطفة أو حالية، كنا كان واسمها. نحن: ضمير فصل لا محل له من الإعراب. الوارثين: خبر كان منصوب بالياء. والجملة إما معطوفة على ما قبلها أو في محل نصب حال.
171 ـ قال تعالى: {تجدوه عند الله هو خيراً} 20 المزمل.
تجدوه: تجد جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، والواو في محل رفع فاعل، والهاء في محل نصب مفعول به.
عند الله: عند ظرف منصوب متعلق بتجد، وعند مضاف، والله مضاف إليه.
هو: ضمير فصل أو تأكيد لضمير الواو في تجدوه. خيراً: مفعول به ثان لتجدوه.
172 ـ قال تعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} 35 البقرة.
يا آدم: يا حرف نداء، وآدم منادى علم مفرد مبني على الضم في محل نصب.
اسكن: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
أنت: تأكيد للفاعل المستتر في اسكن.
وزوجك: الواو حرف عطف، وزوجك معطوف على الضمير المستتر في اسكن وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. الجنة: مفعول به.
173 ـ قال تعالى: {سبحانه هو الواحد القهار} 4 الزمر.
سبحانه: مفعول مطلق لفعل محذوف وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
الله: لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة. الواحد: صفة، القهار: صفة ثانية.
174 ـ قال تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار} 46 الحج.
فإنها: الفاء للتعليل، وإن واسمها، وهو ضمير يعود على القصة أو الشأن.
لا: نافية لا عمل لها. تعمى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف.
الأبصار: فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.
175 ـ قال تعالى: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} 19 الجن.
وأنه: الواو حرف عطف، وأن واسمها. لما: رابطة أو ظرفية حينية متضمنة معنى الشرط. قام: فعل ماض مبني على الفتح.
عبد الله: عبد فاعل وهو مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه.
يدعوه: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والهاء في محل نصب مفعول به، وجملة يدعوه في محل نصب حال.
كادوا: كاد فعل ماض مبني على الضم من أفعال المقاربة، والواو في محل رفع اسمها. يكونون: فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوت النون والواو في محل رفع اسمها. عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال.
لبدا: خبر يكونون. وجملة يكونون في محل نصب خبر كاد، وجملة كادوا لا محل لها من الإعراب جواب لما، وجملة لما وشرطها وجوابها في محل رفع خبر أن.
176 ـ قال تعالى: {هو الله الخالق البارئ} 24 الحشر.
هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
الله: خبر. الخالق: خبر ثان. البارئ: خبر ثالث.
177 ـ قال تعالى: {إنه من يتق الله ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} 90 يوسف.
إنه: إن واسمها وهو ضمير الشأن والحال.
من: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
يتق: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره
هو. ويصبر: الواو حرف عطف، ويصبر معطوف على يتق.
فإن: الفاء رابطة لجواب الشرط، وإن حرف توكيد ونصب.
الله: لفظ الجلالة اسم إن منصوب.
لا يضيع: لا نافية لا عمل لها، يضيع فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. أجر: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، والمحسنين مضاف إليه مجرور بالياء. وجملة لا يضيع في محل رفع خبر إن الثانية، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر إنه.
178 ـ قال تعالى: {من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم} 117 التوبة.
من بعد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لبيان الشدة وبلوغها الحد الأقصى.
ما: مصدرية في محل جر مضاف إليه. كاد: فعل ماض مبني على الفتح من أفعال المقاربة، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره هو. يزيغ: فعل مضارع مرفوع
بالضمة. قلوب: فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف، وفريق مضاف إليه مجرور بالكسرة.
منهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة. وجملة يزيغ في محل نصب خبر كاد.
179 ـ قال تعالى: {وآخر دعواهم أنِ الحمد لله رب العالمين} 10 يونس.
وآخر: الواو حرف عطف، وآخر مبتدأ مرفوع وهو مضاف، ودعواهم في محل جر مضاف
إليه، ودعوى مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف والتقدير " أنه ".
الحمد: مبتدأ مرفوع. لله: جار ومجرور في محل رفع خبر الحمد، والجملة الاسمية في محل رفع خبر أن، وجملة أن واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ " آخر ". رب: صفة أو بدل من الله وهو مضاف، والعالمين مضاف إليه مجرور بالياء. وجملة آخر معطوفة على ما قبلها.
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى 5
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 05:47 م]ـ
:::
أسماء الإشارة
ألفاظ موضوعة للدلالة على شيء معين، والإشارة إليه إشارة حسية، أو معنوية.
نحو: هذا كتابي نظيف، هذه فكرة رائعة.
180 ـ ومنه قوله تعالى: {وقال هذا يوم عصيب} 1.
وقوله تعالى: {هذه ناقة الله لكم آية} 2.
أقسامها ومراتبها: ـ
تنقسم أسماء الإشارة من حيث الدلالة إلى المشار إليه ثلاثة أقسام هي: ـ
المفرد، والمثنى، والجمع بأنواعها المذكرة، والمؤنثة.
ذا: للمفرد المذكر بدون هاء التنبيه، وهذا: إذا سبقه الهاء.
ذي: للمفردة المؤنثة بدون الهاء، وهذي: مع هاء التنبيه.
ذان: للمثنى المذكر بدون الهاء، وهذان: مع هاء التنبيه.
تان: للمثنى المؤنث بدون الهاء، وهاتان: مع هاء التنبيه.
أولاء: لجمع المذكر والمؤنث بدون الهاء، وهؤلاء: مع هاء التنبيه.
أولى: لجمع المذكر والمؤنث بالقصر، ولا تتصل بها هاء التنبيه مطلقا.
أما مراتبها فهي ثلاثة أيضا كالتالي:
وللإيضاح انظر جدول رقم 1، و2.
حيث يشتمل الأول على أسماء الإشارة مبينا أقسامها، ومراتبها متصلة بهاء التنبيه، وكاف الخطاب، ولام البعد، أو منفصلة عنها عندما يقتضي الأمر ذلك.
ويبن الجدول الثاني بالتفصيل أسماء الإشارة مع كاف الخطاب في جميع وجوهها.
أي: مع المخاطب المذكر، والمخاطبة المؤنثة في حالات الإفراد، والثنية، والجمع،
وبالنسبة للمشار إليه من حيث الإفراد والتثنية، والجمع، والتذكير، والتأنيث.
ـــــــــــــ
1 ـ 77 هود. 2 ـ 73 الأعراف.
أقسام أسماء الإشارة ومراتبها
المشار إليه: المفرد المذكر بدون هاء التنبيه: ذا، نحو:
181 ـ قال تعالى {من ذا الذي يقرض الله} 11 الحديد.
مع هاء التنبيه: هذا، نحو: 182 ـ قال تعالى {لو أنزلنا هذا القرآن} 21 الحشر.
{قالوا ما هذا إلا سحر} 36 القصص.
مع كاف الخطاب: ذاك: نحو: ذاك أمر جلل.
المشار إليه: المفردة المؤنثة بدون الهاء: ذي
ذهْ، ذهِ، ذهي، تا، تي، تهْ، تهِ تهي، ذات.
مع هاء التنبيه: هذي، هذهْ، هذهِ، هذهي.
184 ـ قال تعالى: {إذا جاءتهم الحسنه قالوا لنا هذه} 130 الأعراف.
وقوله تعالى: {إن هذه أمتكم} 92 الأنبياء.
جاءت ذات أكرمتني.
مع كاف الخطاب: تيك، وذيك.
المشار إليه: المثنى المذكر في حالة الرفع، بدون هاء التنبيه:
ذان، نحو: ذان كتابان جديدان.
مع هاء التنبيه: هذان، نحو: 186 ـ قال تعالى: {قالوا إن هذان لساحران} 63 طه.
وقوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} 19 الحج
مع كاف الخطاب في حالة الرفع: ذانك، نحو:
187 ـ قال تعالى: {فذانك برهانان من ربك} 32 القصص.
في حالتي النصب والجر: ذين، هذين، ذينك.
المثنى المؤنث مع الرفع: تان، هاتان، تانك.
في حالتي النصب والجر: تين، هاتين، تينك، نحو:
188 ـ قال تعالى: {إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين} 27 القصص.
الجمع بنوعيه: أولاء، نحو: 189 ـ قال تعالى: {ها أنتم أولاء تحبونهم} 119 آل عمران.
مع الهاء: هؤلاء، نحو: 190 ـ قال تعالى: {قال ربنا هؤلاء شركاؤنا} 86 النحل.
وقوله تعالى: {قال هؤلاء بناتي} 71 الحجر.
مع الكاف: أولئك: 191 ـ قال تعالى: {أولئك هم الوارثون} 10 المؤمنون.
وقوله تعالى: {أولئك لهم رزق معلوم} 41 الصافات.
أولي: أولى طلاب مجتهدون.
أولى: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
طلاب: خبر مرفوع بالضمة. مجتهدون: صفة مرفوعة بالواو.
ومع الكاف: أولاك.
المكان: هُنا، هِنّا، هَنّا، هَنّت، ثّمَّ، ثَمَّة.
نحو: 194 ـ قال تعالى: {وأزلفنا ثَمَّ الآخرين} 65 الشعراء.
وقوله تعالى: {فثَمَّ وجه الله} 116 البقرة.
مع الهاء: ههنا: 192 ـ قال تعالى: {ما قتلنا ههنا} 154 آل عمران.
وقوله تعالى: {إنا ههنا قاعدون} 24 المائدة.
تقول العرب: جاؤوا من هَنّا وهَنّاك.
أي: من هنا وهناك.
مع الكاف: هُناك، هِنّاك، هَنّال.
المشار إليه: المفرد المذكر مع هاء التنبيه والكاف: هذاك.
مع لام البعد وكاف الخطاب: ذلك، نحو:
(يُتْبَعُ)
(/)
183 ـ قال تعالى: {وكان ذلك على الله يسيرا} 19 الأحزاب.
وقوله تعالى: {فلن يغفر الله لهم ذلك} 80 التوبة.
المشار إليه مع هاء التنبيه والكاف، المفردة المؤنثة: هاتيك.
مع لام البعد والكاف، تلك: 185 ـ قال تعالى: {قالوا تلك إذا كرة خاسرة} 12 النازعات.
وقوله تعالى: {تلك آيات الكتاب الحكيم} 2 لقمان.
وقوله تعالى: {تلك حدود الله} 13 النساء.
المثنى المذكر في حالة الرفع، هذانك، نحو: هذانك رجلان قادمان.
في حالتي النصب والجر، هذينك، نحو: اشتريت هذينك القلمين. التقيت بهذينك الصديقين.
المثنى المؤنث مع الرفع، هاتانك، هاتانك وردتان جميلتان.
مع النصب والحر: هاتينك، نحو: قطفت هاتينك الوردتين.
سلمت على هاتينك الفتاتين.
الجمع بنوعيه: هؤلئك، نحو: سافر هؤلئك الحجاج، وسافرت هؤلئك الحاجات.
المكان مه الهاء: ههناك، نحو: ههناك حديقة جميلة.
المكان مع لام البعد وكاف الخطاب: هنالك.
نحو: قوله تعالى: {هنالك الولاية لله} 44الكهف.
وقوله تعالى: {هنالك دعا زكريا ربه} 38 آل عمران.
استعمالات أسماء الإشارة مع كاف الخطاب في جميع وجوهها
المخاطب المذكر المشار إليه المفرد المذكر مع لام البعد: ذاك، ذالك.
نحو: قوله تعالى: {إن ذلك لآية} 9 سبأ.
195 ـ وقوله تعالى: {إن في ذلك لآيات} 30 المؤمنون
المثنى مع لام البعد: ذاكما، ذلكما. {ذلكما مما علمني ربي} 37 يوسف.
الجمع مع لام البعد: ذاكم، ذلكم.
نحو: 196 ـ قال تعلى: {إن ذلكم كان كان عند الله عظيما} 53 الأحزاب.
وقوله تعالى: {ذلكم الله ربي} 64 غافر.
جمع المؤنث: ذاكن، ذلكن، نحو: (فذلكن الذي لمتنني فيه) 32 يوسف
المثنى المذكر: ذانك. {فذانك برهانان من ربك} 32 القصص.
مع لام البعد: لا تتصل بالمثنى ولا الجمع. ذانكما، ذانكم.
جمع المؤنث: ذانكن.
جمع المذكر والمؤنث: أولئك، نحو: قوله تعالى: {وأولئك هم الفائزون} 20 التوبة
وأولئكما، وأولئكم، نحو: 197 ـ قال تعالى: {وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا} 91 النساء.
جمع المؤنث: أولئكن.
المفردة المؤنثة: تلك، نحو: {تلك عشرة كاملة} 196 البقرة.
المثنى مع لام البعد: تلكما، نحو:
198 ـ قال تعالى: {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} 21 الأعراف.
الجمع مع لام البعد: تلكم، نحو: {تلكم الجنة أورثموها} 43 الأعراف.
جمع المؤنث: تلكن.
المثنى المؤنث: تانك، تانكما، تانكم، تانكن.
أقسام مدلول أسماء الإشارة " أقسام المشار إليه "
ينقسم المشار إليه إلى قسمين: ـ
1 ـ مشار إليه حي، ويقصد بالحي، أن أيكون مدلول اسم الإشارة ملموسا غير معنوي، وينقسم هذا النوع إلى ثلاثة أنواع: أ ـ مشار إليه عاقل.
199 ـ نحو قوله تعالى: {أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها} 1.
وقوله تعالى: {أولئك أصحاب الميمنة} 2. وقوله تعالى: {ذلك عيسى بن مريم} 3.
وقوله تعالى: {ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا} 4.
ب ـ مشار إليه غير عاقل، وغير عاقل.
200 ـ نحو قوله تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} 5.
وقوله تعالى: {هذه ناقة لها شرب} 6. وقوله تعالى: {ويا قوم هذه ناقة} 7.
ج ـ مشار إليه جماد.
201 ـ نحو قوله تعالى: {هذه جهنم التي كنتم توعدون} 8.
وقوله تعالى: {هذا كتابنا ينطق علينا} 9.
وقوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} 10.
2 ـ مشار إليه معنوي، ويقصد به المشار إليه غير المحسوس.
202 ـ نحو قوله تعالى: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم} 11.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 14 الأحقاف. 2 ـ 18 البلد.
3 ـ 34 مريم. 4 ـ 35 الجاثية.
5 ـ 36 الإسراء. 6 ـ 155 الشعراء.
7 ـ 64 هود. 8 ـ 63 يس.
9 ـ 29 الجاثية. 10 ـ 2 البقرة. 11 ـ 23 فصلت.
وقوله تعالى: {ذلك أمر الله أنزلناه إليكم} 1.
وقوله تعالى: {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب} 2.
موقع أسماء الإشارة من البناء والإعراب:
تكون جميع أسماء الإشارة في حالة البناء ما عدا " هذان، وهاتان، وهذين، وهاتين " فإنهما معربان، ويتبعان المثنى في إعرابه، فيرفعان بالألف.
(يُتْبَعُ)
(/)
203 ـ نحو قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} 3.
فهذان: الفاء حسب ما قبلها، هذان: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى، وخصمان خبره مرفوع بالألف لأنه مثنى.
ومنه قوله تعالى: {إن هذان لساحران} 4.
وفي حالتي النصب والجر نقول: أكرمْ هذين الضيفين. وسلمت على هذين الضيفين.
وكذلك الحال في " هاتان " نحو: هاتان شجرتان مثمرتان.
وفي النصب نقول: اقرأ هاتين القصيدتين.
وفي حالة الجر نحو قوله تعالى: {أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين} 5.
وهاتين: بدل من " ابنتي " الواقعة مضافا إليه مجرور، وبدل المجرور مجرور مثله.
وإليك المواقع الإعرابية لأسماء الإشارة المبنية من القرآن الكريم كما هي مبينة في
الجدول رقم 3
ـــــــــــــــــ
1 ـ 5 الطلاق. 2 ـ 49 ص.
3 ـ 19 الحج. 4 ـ 63 طه.
5 ـ 27 القصص.
اسم الإشارة الشاهد القرآني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولئك: نحو قوله تعالى: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} 16 البقرة.
الإعراب: مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
تلك: {تلك القرى نقص عليك من أنبائها} 101 الأعراف.
مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
هذا: {لولا نزل هذا القرآن} 31 الزخرف.
مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.
أولئك: {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون} 4 المطففين.
مبني على الكسر في محل رفع فاعل.
ذلك: {وكان ذلك على الله يسيرا} 30 النساء.
مبني على السكون في محل رفع اسم كان.
هذا: {وما كان هذا القرآن} 37 يونس.
مبني على السكون في محل رفع اسم كان.
هؤلاء: {لو كان هؤلاء آلهة} 22 الأنبياء.
مبني على الكسر في محل رفع اسم كان.
ذلك: {وما ذلك على الله بعزيز} 20 إبراهيم.
مبني على السكون في محل رفع اسم ما.
ذلك: {إن ذلك في كتاب} 70 الحج.
مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
هذا: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} 9 الإسراء.
مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
هذا: {لو نزلنا هذا القرآن} 21 الحشر.
مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
ذلك: {فما جزاء من يفعل ذلك منكم} 85 البقرة.
مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
هذا: {في هذا القرآن للناس} 55 الكهف.
مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.
ذلك: {إن في ذلك لآية} 49 آل عمران.
مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.
ذلك: {وكان بين ذلك قواما} 67 الفرقان.
مبني على السكون في محل جربالإضافة.
فوائد وتنبيهات
1 ـ يجوز الفصل بين هاء التنبيه واسم الإشارة المجرد من كاف الخطاب بالضمير الشخصي. نحو قوله تعالى: {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم} 1.
وقوله تعالى: {ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا} 2.
وقوله تعالى: {ها أنتم حاججتم فيما لكم به علم} 3.
2 ـ لا يصح اجتماع هاء التنبيه، وكاف الخطاب في اسم الإشارة، لعدم استقامة النطق، والمعنى معا، إذا فصل بين هاء التنبيه واسم الإشارة بفاصل.
فلا يصح أن نقول: ها نذاك.
كما لا يصح دخولها على اسم الإشارة إذا اجتمع معها لام البعد.
فلا يصح أن نقول: هذالك.
* فإذا لم يفصل بين هاء التنبيه، واسم الإشارة بفاصل جاز أن تدخل عليه الهاء ولوكان متصلا بالكاف.
فيصح أن نقول: هذاك، وهاتاك.
كما أنه يجب أن يلاحظ أذا دخلت هاء التنبيه على اسم الإشارة وفصل بينهما بفاصل، وجب امتناع اتصال الكاف باسم الإشارة.
فيصح أن نقول: ها أنذا، وها أنت ذا.
ولا نقول ها أنذاك، ولا ها أنت ذاك.
3 ـ ذكرنا أن من أسماء الإشارة " هنا "، و " ثم "، وهما إلى جانب كونهما اسمي إشارة فهما أيضا ظرفا مكان غير متصرفين، فلا يأتيا إلا مبنيتين، وقد تلحق " ثَمَّ " تاء مفتوحة في أخرها فنقول " ثمة ".
نماذج من الإعراب
180 ـ قال تعالى: {وقال هذا يوم عصيب} 77 هود.
وقال: الواو حرف عطف، والجملة معطوفة على ضاق، قال فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يوم: خبر مرفوع بالضمة. عصيب: صفة مرفوعة بالضمة.
والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
181 ـ قال تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له} 11 الحديد.
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة، أو بدل لـ " ذا ".
ويصح أن يكون " من ذا " ـ بمجمله ـ اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ، والذي خبره، ويصح أن يكون ذا مبتدأ، ومن خبره تقدم عليه لما فيه من معنى الاستفهام، والذي يقرض الله صفة. والوجه الأول أوضح وفيه الشاهد، وهو اسم الإشارة " ذا " والله أعلم.
يقرض: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
وجملة يقرض لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
الله: لفظ الجلالة مفعول به أول منصوب بالفتحة.
قرضا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. وقد أعرب البعض " قرضا " مفعولا مطلقا لاشتقاقه من لفظ الفعل، وعليه لفظ الجلالة مفعول به فقط.
حسنا: صفة منصوبة بالفتحة.
فيضاعفه: الفاء للسببية، يضاعف فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، وعلامته الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. له: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بـ " بيضاعفه ".
182 ـ قال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} 21 الحشر.
لو: حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أنزلنا: فعل وفاعل. هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
القرآن: بدل منصوب بالفتحة الظاهرة. على جبل: جار ومجرور متعلقان بأنزلنا.
لرأئيته: اللام رابطه لجواب الشرط، ورأيته فعل وفاعل ومفعول به أول.
خاشعا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، ويصح أن يكون حالا، لأن الرؤية تحتمل القلبية والبصرية. متصدعا: حال ثانية، أو صفة لـ " خاشعا ".
من خشية الله: جار ومجرور متعلقان بـ " متصدعا "، وخشية مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه. وجملة لو وما في حيزها استئنافية مسوقة للتشبيه لا محل لها من الإعراب.
183 ـ قال تعالى: {وكان ذلك على الله يسيرًا} 19 الأحزاب.
وكان: الواو للحال، أو الاستئناف، وكان ناسخة، وذلك: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسمها.
على الله: جار ومجرور في محل نصب حال من الضمير المستتر في الوصف " يسير ".
يسيرا: خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة كان في محل نصب حال على الوجه الأول، ولا محل لها من الإعراب مستأنفة على الوجه الثاني.
184 ـ قال تعالى: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه} 130 الأعراف.
فإذا: الفاء حرف عطف مبني لا محل له من الإعراب، إذا ظرف زمان للمستقبل مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط.
جاءتهم: فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. الحسنة: فاعل مرفوع
بالضمة. والجملة في محل جر بالإضافة لإذا.
قالوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.
لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ مؤخر.
والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
185 ـ قال تعالى: {قالوا تلك إذًا كرة خاسرة} 12 النازعات.
قالوا: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، وهي مسوقة لحكاية كفر آخر متفرع على كفرهم السابق.
تلك: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
إذًا: حرف جواب وجزاء مهمل مبني على السكون لا عمل له، وتكتب بالألف، أو بالنون نحو: إذنْ. " 1 ".
كرة: خبر مرفوع بالضمة. خاسرة: صفة مرفوعة بالضمة.
186 ـ قال تعالى: {قالوا إن هذان لساحران} 63 طه.
قالوا: فعل وفاعل. إن: مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها.
هذان: اسم إشارة مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى.
ـــــــــــــ
1 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص 72.
لساحران: اللام فارقة بين أن المخففة من الثقيلة وأن النافية، وهي نوع من أنواع لام
الابتداء " 1 "، ومنه قوله تعالى: {وإن كانت لكبيرة} 2.
ساحران خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى.
وجملة هذان لساحران في محل نصب مقول القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
187 ـ قال تعالى: {فذانك برهانان من ربك} 32 القصص.
فذانك: الفاء زائدة لغير التوكيد، وقد يسميها بعض المعربين بالفصيحة، ذانك اسم إشارة للمثنى ومفردها " ذاك "، وهي مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى.
برهانان: خبر مرفوع بالألف.
من ربك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل صفة لـ " برهانان "، والتقدير مرسلان من ربك.
188 ـ قال تعالى: {قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين} 27 القصص.
قال: فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
إني: إنَّ حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسمها.
أريد: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
وجملة أريد في محل رفع خبر إن، وجملة إني في محل نصب مقول القول.
أن أُنكِحَكَ: أن حرف مصدري ونصب، أنكحك فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه
الفتحة، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به أول، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به للفعل أريد.
إحدى ابنتي: إحدى مفعول به ثان لأنكحك، وإحدى مضاف، وابنتي مضاف إليه مجرور،
ـــــــــــــــ
1 ـ المرجع السابق ج2 ص 448. 2 ـ البقرة 143.
وعلامة جره الياء لأنه مثنى.
هاتين: صفة مجرورة لابنتي، وعلامة جرها الياء لأنها تعرب إعراب المثنى.
189 ـ قال تعالى: {ها أنتم أولاء تحبونهم} 119 آل عمران.
ها: للتنبيه، أنتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. أولاءِ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع خبر.
تحبونهم: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به، وجملة تحبونهم في محل نصب حال، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
190 ـ قال تعالى: {قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا} 86 النحل.
قالوا: فعل وفاعل والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب إذا في الآية السابقة.
ربنا: منادى مضاف منصوب بالفتحة حذف منه حرف النداء، ورب مضاف، ونا المتكلمين في محل جر مضاف إليه.
هؤلاء: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. شركاؤنا: خبر مرفوع، وشركاء مضاف، ونا في محل جر مضاف إليه. وجملة ربنا وما في حيزها في محل نصب مقول القول.
191 ـ قال تعالى: {أولئك هم الوارثون} 10 المؤمنون.
أولئك: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
هم: ضمير فصل لا محل له من الإعراب، ويجوز إعرابه مبتدأً ثانياً، والوجه الأول أحسن لدلالته على التخصيص.
الوارثون: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
192 ـ قال تعالى: {ما قُتلنا ها هنا} 154 آل عمران.
ما: نافية لا عمل لها. قتلنا: فعل ماض مبني للمجهول ونا نائب فاعل، وجملة ما قتلنا لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
ها هنا: ها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وهنا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بقتلنا.
193 ـ قال تعالى: {هنالك الولاية لله} 44 الكهف.
هنالك: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم. الولاية: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
لله: جار ومجرور متعلقان بما في معنى اسم الإشارة، أو بمتعلقه.
194 ـ قال تعالى: {وأزلفنا ثَمَّ الآخرين} 65 الشعراء.
وأزلفنا: الواو حرف عطف، أزلفنا فعل وفاعل. ثم: ظرف مكان بمعنى هناك منصوب بالفتحة. الآخرين: مفعول به منصوب بالياء.
195 ـ قال تعالى: {إنَّ في ذلك لآية} 9 سبأ.
إن: حرف توكيد ونصب. في ذلك: في حرف جر، ذلك اسم إشارة مبني على الفتح في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم.
لآية: اللام هي اللام المزحلقة، وآية اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة.
196 ـ قال تعالى: {إنَّ ذلكم كان عند الله عظيماً} 53 الأحزاب.
إن: حرف توكيد ونصب. ذلكم: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
كان: فعل ماض ناقص، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو.
عند الله: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة والظرف متعلق بمحذوف حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
عظيماً: خبر كان منصوب بالفتحة. وجملة كان في محل رفع خبر إن.
197 ـ قال تعالى: {وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبيناً} 91 النساء.
وأولئكم: الواو حرف عطف، أولئكم اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
جعلنا: فعل وفاعل والجملة في محل رفع خبر.
لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب مفعول به أول.
عليهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
سلطاناً: مفعول به ثان. مبيناً: صفة منصوبة. وجملة وأولئكم معطوفة على ما قبلها.
198 ـ قال تعالى: {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} 21 الأعراف.
ألم: الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ولم حرف نفي وجزم
وقلب. أنهكما: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنا، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وما علامة التثنية. والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة.
عن تلكما: عن حرف جر تلك اسم إشارة مبني على الفتح في محل جر، وشبه الجملة متعلق بأنهكما. الشجرة: بدل من اسم الإشارة مجرور وعلامة جره الكسرة.
199 ـ قال تعالى: {أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها} 14 الأحقاف.
أولئك: اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
أصحاب الجنة: أصحاب خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والجنة مضاف إليه مجرور
بالكسرة. خالدين: حال منصوب بالياء. فيها: جار ومجرور متعلقان بخالدين.
200 ـ قال تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} 36 الإسراء.
أن السمع: حرف توكيد ونصب، والسمع اسمها منصوب بالفتحة.
والبصر والفؤاد: عطف على السمع منصوبان مثله.
كل أولئك: كل مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وأولئك اسم إشارة مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
كان: فعل ماض ناقص، واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره: هو يعود على " كل ".
عنه: جار ومجرور متعلقان بمسؤولا. مسؤولا: خبر كان منصوب بالفتحة.
وجملة كان في محل رفع خبر المبتدأ كل. (1)
وجملة كل وما في حيزها في محل رفع خبر إن.
وهناك خلاف حول نائب الفاعل في اسم المفعول مسؤول فالزمخشري قال إنه " عنه "، والبعض قال: الضمير المستتر في مسؤول، وعنه في محل نصب مفعول ثان لمسؤول، وفريق ثالث قال: إنه الضمير العائد على كل، والتقدير في الوجه الأخير: أي كان كل
واحد منهما مسؤولا وقد ذكر العكبري أن اسم كان وهو الضمير المستتر يرجع إلى " كل "، والهاء في " عنه " ترجع إلى كل أيضا، ويرجع الضمير المستتر في مسؤول إلى كل أيضا، وقد خطأ العكبري الزمخشري في جعله " عنه " هي نائب الفاعل لأنها تقدمت على ما يشبه الفعل، والاسم إذا تقدم على الفعل أوشبهه يعرب مبتدأ، ولا يعرب فاعلا، أو نائبا للفاعل. (2)
201 ـ قال تعالى: {هذه جهنم التي كنتم توعدون} 63 يس.
ـــــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه للدرويش ج 5 ص 442.
2 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 91.
هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. جهنم: خبر مرفوع بالضمة.
التي: التي اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة.
كنتم: كان واسمها. توعدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون واو الجماعة في محل رفع فاعل، وجملة توعدون في محل نصب خبر كان وجملة كنتم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وجملة هذه وما في حيزها لا محل لها من الإعراب ومستأنفة.
202 ـ قال تعالى: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم} 23 فصلت.
وذلكم: الواو حرف عطف، ذلكم اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ظنكم: خبر مرفوع بالضمة، وظن مضاف وكاف الخطاب في محل جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع.
الذي: اسم موصول في محل رفع صفة. ظننتم: فعل وفاعل.
بربكم: جار ومجرور متعلقان بظننتم. وجملة ظننتم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. وجملة ذلكم وما في حيزها عطف على ما قبلها.
203 ـ قال تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} 19 الحج.
هذان: اسم إشارة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه يعرب إعراب المثنى.
خصمان: خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى.
اختصموا: فعل وفاعل والجملة في محل رفع صفة لخصمان. ويجوز إعراب خصمان بدل من اسم الإشارة واختصموا هي الخبر، والوجه الأول أحسن لأن " خصمان " تفيد الإخبار عن المبتدأ. نقول: هذا خصم. فهذا مبتدأ، وخصم خبر. والله أعلم.
في ربهم: جار ومجرور متعلقان باختصموا ورب مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة هذان مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى 6
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 05:54 م]ـ
:::
اسم الموصول
لفظ يدل على معين بواسطة جملة تذكر بعده تسمى صلة الموصول، مشتملة على ضميره.
204 ـ نحو قوله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} 1.
205 ـ وقوله تعالى: {الذين هم على صلاتهم دائمون} 2.
206 ـ وقوله تعالى: {اللاتي دخلتن بهن} 3.
أنواعه:
ينقسم اسم الموصول إلى نوعين: ـ
موصول اسمي، وموصول حرفي.
أولا ـ الموصول الاسمي:
أقسامه: ينقسم الموصول الاسمي إلى قسمين:
اسم موصول مختص، واسم موصول مشترك.
1 ـ اسم الموصول المختص:
كل اسم موصول يختص بنوع معين سواء أكان مفردا، أو مثنى، أو جمعا، مذكرا، أو مؤنثا، وألفاظه هي:
الذي، التي، اللذان، اللتان، اللذين، اللتين، الذين، الألى، اللاتي، اللائي.
2 ـ اسم الموصول المشترك:
كل اسم موصول يشترك فيه جميع الأنواع المفردة، والمثناة، والمجموعة، والمذكرة، والمؤنثة، ولكن يمكن التوصل إلى المقصود منه بوساطة القرينة، أو الضمير العائد عليه، حيث اشترطوا
ــــــــــ
1 ـ1 الكهف. 2 ـ 23 المعارج.
3 ـ 23 النساء.
فيه أن يطابق اللفظ والمعنى. والأسماء الموصولة المشتركة هي: من، ما، أي، أل، ذا.
ولزيادة توضيح أسماء الموصول ومعانيها من خلال القرآن الكريم انظر التالي:
أولا ـ اسم الموصول الخاص
المذكر: اسم الموصول المفرد: الذي. نحو:
207 ـ قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} 1 العلق.
وقوله تعالى: {إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} 27 الزخرف.
وقوله تعالى: {الذي جمع مالا وعدده} 2 الهمزة.
وقوله تعالى: {الحمد لله الذي له ما في السموات والأرض} 1 سبأ.
المثنى المرفوع: اللذان، نحو:
209 ـ قوله تعالى: {واللذان يأتينها منكم} 15 النساء.
المثنى المنصوب: اللذين، نحو:
210 ـ قوله تعالى: {ربنا أرنا اللذين أضلانا} 29 فصلت.
الجمع: الذين، نحو:
211 ـ قوله تعالى: {الذين ينفقون في السراء والضراء} 134 آل عمران.
وقوله تعالى: {الذين يرقون الفردوس} 11 المؤمنون.
وقوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا} 32 البقرة
وقوله تعالى: {وقال الذين كفروا} 43 سبأ.
الجمع: الأولى، نحو: جاء الألى فازوا.
المؤنث: اسم الموصول المفرد: التي: نحو:
208 ـ قال تعالى: {التي لم يخلق مثلها في البلاد} 8 الفجر.
قال تعالى: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} 131 آل عمران.
قال تعالى: {كالتي نقضت غزلها} 92 النحل.
اللتان: جاءت اللتان تنظفان البيت.
اللتين: كافأت اللتين تفوقتا.
اللاتي: 212 ـ نحو قوله تعالى: {اللاتي هاجرن معك} 50 الأحزاب.
وقوله تعالى: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} 78 النحل.
وقوله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن} 33 النساء.
وقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم} 15 النساء.
اللائي: 213 ـ نحو قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض} 4 الطلاق.
وقوله: {إن أمهاتهم اللائي ولدنهم} 2 المجادلة.
وقوله تعالى: {اللائي تضاهرون منهن} 4 الأحزاب.
ثانيا ـ اسم الموصول المشترك
المذكر: من، نحو: قوله تعالى:
214 ـ {وأما من أوتي كتابه بشماله} 25 الحاقة.
وقوله تعالى: {ومنكم من يُتَوفى من قبل} 5 الحج.
(ألم يصدون عن سبيل الله من آمن) 99 آل عمران.
{لآمن من في الأرض كلهم} 99 يونس.
{إلا من تاب وآمن} 70 الفرقان.
ما، نحو: 216 ـ {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} 27 البقرة.
{لا علم لنا إلا ما علمتنا} 32 البقرة.
{وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون} 24 آل عمران.
{فإن لكم ما سألتم} 61 البقرة.
أل، نحو: 217 ـ {ولا يفلح الساحر حيث أتى} 69 طه.
{وقليل من عبادي الشكور} 13 سبأ.
{والمقيمي الصلاة} 35 الحج. {وما كان من المشركين} 67 آل عمران.
أي، نحو: 218 ـ {فأي الفريقين أحق بالأمن} 81 الأنعام.
220 ـ {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} 110 الإسراء ..
{أيهم يكفل مريم} 43 آل عمران.
ذا، نحو: 221 ـ {يسألونك ما ذا أحل لهم} 5 المائدة.
{ماذا أراد الله بهذا مثلا} 26 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
222 ـ {من ذا الذي يعصمكم} 17 الأحزاب
{من ذا الذي يشفع عنده} 255 البقرة.
المؤنث: من، نحو: 215 ـ {ومن يقنت منكن لله ورسوله} 31 الأحزاب.
ما، نحو: أعجبتني القصة بما فيها من حوادث.
أل، نحو: حضر الكاتبة إلى المحكمة.
أية: أكرمت أيتهم حضرت.
ذا: ماذا أعددت من طعام.
يتضح من أولا: أن أسماء الموصول الخاصة سبعة ألفاظ هي: الذي للمفرد المذكر، سواء أكان عاقلا أم غير عاقل، واللذان واللذين للمثنى المذكر رفعا، ونصبا، والذين لجمع المذكر العاقل، والتي للمفردة المؤنثة عاقلة وغير عاقلة، واللتان واللتين للمثنى المؤنثة، واللاتي واللاواتي واللائي لجمع المؤنث، والألى لجمع المذكر والمؤنث.
ويتضح من ثانيا: أن أسماء الموصول المشتركة، ومعانيها
كالتالي: من للعاقل، وما لغير العاقل، وأي عامة للعاقل وغير العاقل، وتؤنث على " أية "، وتكون مبنية على الضم إذا أضيفت إلى معرفة، وحذف الضمير الواقع صدر جملتها، وسنتعرض لها بالتفصيل في موضعه، وذا للعاقل وغير العاقل، وتكون اسما موصولا إذا وقعت بعد من، أو ما الاستفهاميتين، وأل للعاقل وغير العاقل، وتكون اسما موصولا إذا دخلت على صفة صريحة، كاسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغ المبالغة.
شروط وأحكام بعض أسماء الموصول:
هناك بعض أسماء الموصول مما ذكرنا آنفا لا بد أن يتوفر فيه بعض الشروط، والأحكام ليكون اسما موصولا، ولتميزه عن غيره من الألفاظ الأخرى التي تتشابه معه، وسنوضح ذلك بالتفصيل.
أولا ـ من، وما:
1 ـ اسما موصول، الأول يدل على العاقل، والثاني لغير العاقل.
223 ـ نحو قوله تعالى: {والله يؤتي ملكه من يشاء} 1.
224 ـ وقوله تعالى: {ما عندكم ينفذ وما عند الله باق} 2.
2 ـ تأتي من، وما اسما استفهام.
نحو قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} 3.
وقوله تعالى: (ما منعك ألا تسجد) 4. وقوله تعالى: {يسألونك ما ذا ينفقون} 5.
3 ـ وتأتي من وما اسما شرط.
كقوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} 6.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} 7.
وقوله تعالى: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} 8.
وقوله تعالى: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم} 9.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 247 البقرة. 2 ـ 96 النحل.
3 ـ 245 البقرة. 4 ـ 12 الأعراف.
5 ـ 215 البقرة. 6 ـ 7 الزلزلة.
7 ـ 68 الفرقان. 8 ـ 115 آل عمران.
9 ـ 272 البقرة.
ثانيا ـ أي، ولها عدة أحكام كالتالي:
1 ـ تأتي موصولة كما في الأمثلة التي وردت عنها، ومن شروطها أن يكون
عاملها مستقبلا، ومتقدما عليها، وأن تضاف لفظا ومعنى معا، أو تضاف معنى فقط إذا حذف المضاف إليه بقرينة، كما أنها تعرب، أو تبنى، فهي تبنى في حالة واحدة، وذلك إذا أضيفت، وكانت صلتها جملة اسمية صدرها ـ وهو المبتدأ ـ ضمير محذوف. نحو: أقدر من الطلاب أيهم مؤدب.
ونحو: يكافأ من الطلاب أيهم متفوق. والتقدير: هو مؤدب، وهو متفوق.
225 ـ ومنه قوله تعالى: {ثم لننزِعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} 1. وقوله تعالى: {أيكم أحسن عملا} 2. وقوله تعالى: {أيهم أحسن عملا} 3.
أما إذا لم يتحقق فيها شرط من شروط البناء حينئذ يجب إعرابها، وذلك في الحالات التالية:
أ ـ إذا كانت مضافة وصلتها جملة اسمية يكون صدرها المبتدأ " ضمير " مذكور في الجملة.
نحو: كافأت من الطلاب أيهم هو مجتهد.
ب ـ إذا كانت مضافة، وصدر صلتها اسم ظاهر، يجب إعرابها.
نحو: هل زرت أيهم محمد مكرمه.
أو إذا كان صدر صلتها فعلا ظاهرا. نحو: سنجزل العطاء لأيهم يأتي أولا.
226 ـ ومنه قوله تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} 4.
وكذلك إذا كان صدر صلتها فعلا مقدرا.
نحو: سنجزل العطاء لأيهم في المعركة. والتقدير: ليهم كان في المعركة.
ج ـ إذا كانت غير مضافة، وصلتها جملة اسمية، يكون صدرها الضمير
ـــــــــــــ
1 ـ 69 مريم. 2 ـ 7 هود.
3 ـ 7 الكهف. 4 ـ 227 الشعراء.
المذكور في الكلام. نحو: سيفوز أيٌّ هو مجتهد.
وسنعاقب أيّا هو مقصر. ومررت بأيٍّ هو صالح.
د ـ إذا كانت غير مضافة، وصلتها جملة اسمية لم يذكر صدرها وهو الضمير.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: سيفوز بالجائزة أيُّ مجتهد. وسنكافئ أيَّ مجتهد، وسنعتني بأيِّ مجتهد.
2 ـ تأتي أي اسم شرط جازم. نحو: أيُّ كاتب تقرأه تستفد منه.
أيَّ خير تفعل تجده عند الله.
3 ـ تأتي اسم استفهام وتكون معربة كغيرها من الأسماء.
نحو: أيُّ كتاب هذا؟، وبأيِّ قلم تكتب؟،
227 ـ ومنه قوله تعالى: {فبأي حديث بعده يؤمنون} 1.
وقوله تعالى: (فأي الفريقين أحق بالأمن} 2.
وقوله تعالى: {من أي شيء خلقه} 3.
4 ـ تأتي أي وصلة لنداء المعرف بأل.
نحو قوله تعالى: {يا أيها الملأ افتوني} 4.
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا} 5.
228 ـ وقوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة} 6.
5 ـ تأتي نعتا يدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم.
مثال المدح قولهم: المتنبي شاعر أيُّ شاعر.
ومثال الذم: بئس الخلق الخيانة أيُّ خيانة.
ومنه قولهم: احترسنا من خائن أيِّ خائن.
6 ـ وقد تأتي حالا بعد اسم معرف تدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم.
كأن تقول: لقد استمعت إلى محمد أيَّ خطيب.
ــــــــــــ
1 ـ 50 المرسلات. 2 ـ 81 الأنعام.
3 ـ 18 عبس. 4 ـ 43 يوسف.
5 ـ 27 الأنفال. 6 ـ 27 الفجر.
ثالثا ـ أل، اسم موصول للعاقل وغير العاقل، كما أوضحنا في أمثلة سابقة، وتأتي مفردة، وغير مفردة، ويشترط فيها لتكون اسما موصولا أن تخل على صفة صريحة " صفة مشبهة " كاسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغ المبالغة، ومع أن " أل " الموصولة تعتبر كلمة مستقلة إلا أن الإعراب لا يظهر عليها، وإنما يظهر على الصفة الصريحة المتصلة بها، والتي تعرب مع مرفوعها صلة لها. نحو: كرمت المدرسة الفائز في المسابقة.
رابعا ـ ذا، اسم موصول للعاقل وغير العاقل، مفردا، وغير مفرد.
نحو قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} 1.
ويشترط في " ذا " الموصولة أن تسبق بمن، أو ما الاستفهاميتين، كما يجب أن تكون كلمة " من "، أو " ما " مستقلة بلفظها، وبمعناها، وهو الاستفهام غالبا. بحيث لا تركب مع ذا تركيبا يجعلهما معا بمثابة الكلمة الواحد في إعرابها، كأن نقول: ما ذا عطارد؟، أو: من ذا النائم؟ فأن كلمة ما ذا، أو من ذا في المثالين السابقين كلها اسم استفهام، وفي هذه الحالة تكون " ذا " ملغاة، لأن تركيبها مع " ما "، أو " من " الاستفهاميتين قد جعلها بمثابة الكلمة الواحدة.
وقد تأتي " ذا " اسم إشارة، وحينئذ لا تصلح أن تكون اسم موصول لعدم وجود الصلة بعدها، لأنها تكون قد دخلت على مفرد.
نحو: ما ذا الكتاب؟، ومن ذا الشاعر.
ويكون المقصود بذلك: ما هذا الكتاب؟، وما هذا الشاعر؟
صلة الموصول والعائد:
تأتي صلة الموصول لأسماء الموصول الاسمي جملة، أو شبه جملة جار ومجرور، أو ظرف، ما عدا " أل " الموصولة فلا تحتاج إلى صلة.
ـــــــــــ
1 ـ 245 البقرة.
ويشترط في جملة الصلة سواء أكانت اسمية، أو فعلية ثلاثة شروط هي: ـ
1 ـ أن تكون جملة صلة الموصول خبرية، ولا تأتي طلبية، ولا إنشائية.
فلا يصح أن نقول: جاءني الذي اضربْه، ولا جاءني الذي ليته قائم.
2 ـ أن تكون خالية من معنى التعجب.
فلا يصح أن نقول: جاءني الذي ما أحسنه.
3 ـ ألاّ تكون مفتقرة إلى كلام قبلها، وأن تكون مشتملة على ضمير يعود على اسم الموصول. فلا يصح أن نقول: جاءني الذي لكنه قائم.
ويشترط في شبه جملة الصلة بنوعيها أن تكون تامة، أي: أن يكون للوصل بها فائدة. نحو: أكرمت الذي في بيتك، وأحسنت إلى الذي عندك.
فالعامل في شبه الجملة في المثالين السابقين أفعال محذوفة وجوبا تقديرها استقر.
وأما " أل " الموصولة فلا تكون إلا مع الصفة الصريحة، وهي اسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغ المبالغة، وبذلك تكون صلة " أل " هي الفصة وعمولها.
العائد: ـ
هو الضمير الذي يعود على الموصول، ويربط بينه، وبين جملة الصلة، ويكون مذكورا في الجملة، وقد يكون مقدرا.
فمثال العائد المذكور: جاء الذي هو عون لكم.
سررت من الذين كافأتهم.
واستمعت إلى الذين استمعت إليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلاحظ من الأمثلة السابقة أن العائد هو الضمير البارز الذي ذكر في جملة الصلة، ويعرب حسب موقع من الكلام، فقد يأتي مرفوعا كما في المثال الأول لأنه مبتدأ، وعون خبره، وقد يأتي منصوبا كما في المثال الثاني حيث وقع مفعولا به للفعل كافأ، وقد يأتي مجرورا بحرف الجر كما في المثال الثالث.
وقد يحذف العائد كما ذكرنا آنفا إذا أمن اللبس، ويتحقق أمن اللبس بألا يكون الجزء الباقي بعده صالحا للصلة.
فإذا قلنا: جاء الذي هو أخوه متفوق.
أو: جاءت التي أختها تتفوق.
أو: سلمت على الذي هو عندك، أو: هو في منزلك.
ففي كل الأمثلة السابقة لا يجوز حذف العائد، لأنه إذا حذفته ما يتبقى من الجملة بعد حذفه يكون صالحا للصلة، ولا يعلم من الكلام ما إذا كان هناك حذف، أم لا، وبذلك لا يجوز أن نقول: جاء الذي أخوه متفوق.
أو: جاءت التي أختها تتفوق. أو: سلمت على الذي عنك، أو: في منزلك.
وعدم جواز الحذف إذا لم يؤمن اللبس ينطبق على جميع أسماء الموصول، بما في ذلك " أي " الموصولة.
فإذا قلت: يسرني أيهم هو متفوق.
فلا يجوز حذف الضمير " هو "، لأن الكلام يتم بدونه، إذا حذف، ولم يعلم فيما إذا كان هناك ضمير محذوف أم لا.
ولا يجوز حذف الضمير، إذا كانت الجملة بعده تصلح للصلة، كما ذكرنا ذلك سابقا، سواء أكان الضمير في حالة الرفع، أو النصب، أو الجر.
أما الحالات التي يجوز فيها حذف العائد فهي كالتالي: ـ
أولا ـ إذا كان العائد في حالة الرفع فلا يجوز حذفه إلا بشرطين هما:
أ ـ أن تكون جملة الصلة اسمية، والعائد فيها هو المبتدأ.
ب ـ أن يكون خبره مفردا، ففي هذه الحالة يجوز الحذف، لأن الخبر المفرد لا يصلح أن يكون صلة للموصول، إذا حذف المبتدأ.
كقوله تعالى: {وهو الذي في السماء إله} 1، وقوله تعالى {أيكم أحسن عملا} 2
فقد تم حذف الضمير في كل من الآيتين السابقتين لأنه وقع مبتدأ، وخبره مفرد لا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 84 الزخرف. 2 ـ 7 هود.
يصلح أن يكون صلة للموصول بعد حذف المبتدأ، والتقدير في الآية الأولى: وهو الذي في السماء إله. وفي الآية الثانية: أيكم هو أحسن عملا.
ثانيا ـ إذا كان العائد في حالة النصب، فلا يجوز حذفه إلا بشروط ثلاثة من غير الشرط العام الذي ذكرناه أنفا في الحديث عن الحذف.
أ ـ أن يكون ضميرا متصلا.
ب ـ أن يكون العامل فيه فعلا تاما، أو وصفا تاما.
ج ـ أن يكون الوصف التام لغير صلة " أل " الموصولة التي يعود عليها الضمير.
نحو: حضر الذي كافأته. ووصل الذي أنا معطيكه جائزة.
ومنه قولهم: أشكرك الله على ما هو موليكه.
ففي الأمثلة السابقة يجوز حذف الضمير المنصوب في " كافأته، ومعطيكه، وموليكه ". فنقول: حضر الذي كافأت. ووصل الذي أنا معطيك جائزة، وأشكر الله على ما هو موليك.
228 ـ ومنه قوله تعالى: {ذرني وما خلقت وحيدا} 1.
وقوله تعالى: {أهذا الذي بعث الله رسولا} 2.
وقوله تعالى: {الذين يعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا} 3.
ثالثا ـ إذا كان العائد ضميرا في محل جر، فيكون جره أما بالإضافة، أو بحرف الجر.
أ ـ إذا كان العائد في محل جر بالإضافة، يجوز حذفه إذا كان المضاف إليه اسم فاعل أو اسم مفعول، وكلاهما للحال أو الاستقبال. نحو: جاء الذي أنا مكرمه.
فيجوز حذف الضمير في مكرمه ونقول: جاء الذي أنا مكرمٌ.
ب ـ وإذا كان العائد في محل جر بحرف الجر، يجوز حذفه إذا دخل على اسم الموصول حرف جر مثله لفظا، ومعنى.
ــــــــــــــــ
1 ـ 11 المدثر. 2 ـ 41 الفرقان. 3 ـ 17 العنكبوت.
نحو: سلمت على الذي سلمت عليه.
فحينئذ يجوز لك أن تحذف الضمير في " عليه "، وتقول: سلمت على الذي سلمت.
229 ـ ومنه قوله تعالى: {ويشرب مما تشربون} 1، والتقدير: تشربون منه.
وقوله تعالى: {فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام} 2.
والتقدير: مما يأكل منه.
إعراب اسم الموصول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لاسم الموصول مواقع إعرابية متعددة يحدده موقعه من الجملة التي يذكر فيها، ولكن قبل أن نذكر تلك المواقع الإعرابية يجدر بنا أن ننوه بأن أسماء الموصول عامة تكون مبنية ما عدا " أي " الموصولة فتأتي مبنية في حالة، ومعربة في ثلاثة أحوال كما ذكرنا آنفا، و " اللذان، واللتان، واللذين، واللتين " فإنهما معربان، ويتبعان المثنى في إعرابهما، رفعا بالألف، ونصبا وجرا بالياء كما أوضحنا سابقا.
ومنه في حالة الرفع قوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فأذوهما} 3.
فاللذان مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يتبع المثنى في إعرابه.
ومثاله في حالة النصب قوله تعالى: {ربنا أرنا اللذين أضلانا} 4.
فاللذين مفعول به منصوب بالياء.
أما بقية أسماء الموصول فتكون مبنية دائما، ولها مواقع إعرابية تكتسبها من خلال موقعها في الجملة، وسنذكر على سبيل المثال بعض المواقع الإعرابية لأسماء الموصول المبنية وهي كالآتي:
1 ـ حالة الرفع: وتشمل:
ــــــــــــــ
1 ـ 33 المؤمنون. 2 ـ 24 يونس.
3 ـ 16 النساء. 4 ـ 29 فصلت.
أ ـ الرفع على الابتداء:
نحو قوله تعالى: {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} 1.
وقوله تعالى: {الذي يؤتي ماله يتزكى} 2.
وقوله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن} 3.
ب ـ الرفع على الخبرية،
نحو قوله تعالى: {هو الذي يصوركم في الأرحام} 4.
وقوله تعالى: {وهو الذي إليه تحشرون} 5.
وقوله: {أولئك الذين اشتروا الضلالة} 6.
ج ـ الرفع على الفاعلية:
نحو قوله تعالى: {وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا} 7.
وقوله تعالى: {قال الذي عنده علم من الكتاب} 8.
وقوله تعالى: {وراودته التي هو في بيتها} 9.
وقوله تعالى: {أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح} 10.
د ـ نائب الفاعل، نحو قوله تعالى: {فبُهت الذي كفر} 11.
هـ ـ اسم كان وأخواتها.
230 ـ نحو قوله تعالى: {فإن كان الذي عليه الحق سفيها} 12.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 69 الزخرف. 2 ـ 18 الليل.
3 ـ 34 النساء. 4 ـ 6 آل عمران.
5 ـ 72 الأنعام. 6 ـ 16 البقرة.
7 ـ 67 النمل. 8 ـ 40 النمل.
9 ـ 23 يوسف. 10 ـ 238 البقرة.
11 ـ 258 البقرة. 12 ـ 282 البقرة.
وقوله تعالى: {أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم} 1.
وقوله تعالى: {وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله} 2.
وقوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} 3.
و ـ بدل المرفوع: بدل من الفاعل.
231 ـ نحو قوله تعالى: {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} 4.
وبدل من المعطوف على نائب الفاعل.
نحو قوله تعالى: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} 5.
وبدل من الخبر، نحو قوله تعالى: {تلك الجنة التي نورث من عبادنا} 6.
2 ـ حالة النصب:
أ ـ المفعول به، 232 ـ نحو قوله تعالى: {أ رأيت الذي يكذب بالدين} 7.
وقوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} 8.
وقوله تعالى: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} 9.
وقوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا} 10.
ب ـ اسم إن، نحو قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا} 11.
وقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} 12.
وقوله تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون} 13.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 81 يس. 2 ـ 82 القصص.
3 ـ 51 القلم. 4 ـ 46 الحج.
5 ـ 23 النساء. 6 ـ 63 مريم.
7 ـ 1 الماعون. 8 ـ 53 الإسراء.
9 ـ 61 البقرة. 10 ـ 25 البقرة.
11 ـ 32 البقرة. 12 ـ 85 القصص. 13 ـ 96 يونس.
ج ـ مستثنى منصوب.
233 ـ نحو قوله تعالى: {إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم} 1.
د ـ بدل المنصوب: بدل من المفعول به.
نحو قوله تعالى: {اعبدوا ربكم الذي خلقكم} 2.
وقوله تعالى: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة} 3.
وقوله تعالى: {أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن} 4.
وقوله تعالى: {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون} 5.
3 ـ حالة الجر:
أ ـ المجرور بالحرف.
234 ـ نحو قوله تعالى: {ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن} 6.
وقوله تعالى: {كالتي نقضت غزلها} 7.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود} 8.
ب ـ بدل المجرور بحرف الجر.
وقوله تعالى: {ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} 9.
ج ـ المجرور بالإضافة.
235 ـ نحو قوله تعالى: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} 10.
وقوله تعالى: {وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا} 11.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 2 المجادلة. 2 ـ 21 البقرة.
3 ـ 24 البقرة. 4 ـ 50 الأحزاب.
5 ـ 4 الأحزاب. 6 ـ 154 الأنعام.
7 ـ 92 النحل. 8 ـ 82 المائدة.
9 ـ 142 البقرة. 10 ـ 50 آل عمران.
11 ـ 72 الأعراف.
د ـ بدل المجرور بالإضافة.
236 ـ نحو قوله تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون} 1.
وقوله تعالى: {في يتامى النساء اللاتي لا تأتوهن} 2.
فوائد وتنبيهات
أولا ـ إن جملة الصلة تكون مع اسم الموصول كالوحدة الواحدة، فلا يجوز لاسم الموصول أن يتبع، أو يخبر عنه، ولا يستثنى منه قبل أن يستوفي الصلة التي يجب ألا تتقدم هي، أو أي من أجزائها عليه.
ثانيا ـ يجب ألا يفصل بين اسم الموصول وصلته بفاصل، وقد استثنى من هذه القاعدة الفصل بالقسم، كأن تقول: جاء الذي والله أكرمته.
أو بالنداء، نحو: كافأت الذي أيها الطلاب تفوق منكم.
أو بالجملة الاعتراضية، نحو: جاء الذي ـ أدامك الله ـ نقدره.
ولنا على هذه القاعدة ملاحظة هي:
لقد ذكر النحاة بأنه يجب عدم الفصل بين اسم الموصول، وجملة الصلة، لأنهما كالكلمة الواحدة، ثم أتبعوا ذلك بإجازة الفصل بينهما بالقسم، أوالنداء، أو الجملة الاعتراضية، ونحن هنا نلمس في قولهم هذا مايشبه التناقض، فالكلمة الواحدة، إما أن تكون كلا متكاملا، لا يتجزأ، وإما لا، فإذا تجزأت أصبحت لا تعطي المدلول الذي وجدت من أجله، لذلك كان حري بهم إلا يقيدوا الكلام وتركوا الأمر للمتكلم فإن شاء وصل، وإن شاء فصل، حتى لا يعقدوا القاعدة ويجعلوا فيها مغمزا، أو مجالا للاحتمال، والتجويز.
ثالثا ـ " أل " تأتي على عدة أنواع:
1 ـ " أل " الموصولة، وقد سبق ذكرها والتمثيل لها، فهي لا تدخل إلا على
ـــــــــــــــــ
1 ـ 35 الرعد. 2 ـ 127 النساء.
الصفات المشتقة، نحو: وصل الراكب السيارة.
2 ـ " أل " التعريف: وهي التي تدخل على الأسماء النكرات المبهمة فتزيل
إبهامها، وتحددها، نحو: تسلمت الكتاب الجديد.
وجاء الرجل المهذب.
وتنقسم أل التعريف إلى ثلاثة أنواع هي: ـ
أل التعريف الجنسية. أل التعريف العهدية. أل التعريف التي لبيان الحقيقة.
1 ـ " أل " التعريف الجنسية، وتنقسم إلى قسمين: ـ
أ ـ أل التعريف الجنسية التي تكون لاستغراق الأفراد، وهي التي تحل محلها " كل " حقيقة.
نحو قوله تعالى: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} 1.
والتقدير: كل إنسان في خسر.
ب ـ أل التي لاستغراق الصفات، وهي التي محلها " كل " مجازا.
نحو: أنت العالم. أي: أنت الجامع لكل صفات العلماء.
ومنه قوله تعالى: {والله يعلم المفسد من المفلح} 2.
أي: كل من توفرت فيه صفات الفساد، وتوفرت فيه صفات الإصلاح.
ويتضح من الشواهد القرآنية السابقة في " أل " الجنسية بنوعيها، أن الأسماء، أو الصفات التي دخلت عليها " أل " لا يراد بها شيء معين، وإنما يراد منها الجنس، وهو واحد يدل على أكثر منه.
2 ـ " أل " التعريف العهدية، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: ـ
أ ـ العهد الذكري.
237 ـ نحو قوله تعالى: {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري} 3.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 103 البقرة. 2 ـ 220 البقرة. 3 ـ 35 النور.
فكلمة المصباح، والزجاجة المعرفتان في الآية السابقة ورد ذكرهما في الكلام نكرتين، ومن هنا كانتا معهودتين ذكرا.
ب ـ العهد الذهني، نحو جاء القاضي.
وتريد بالقاضي ذلك الشخص المعهود في ذهنك، وذهن مخاطبك.
ومنه قوله تعالى: {إذ هما في الغار} 1.
ج ـ العهد الحضوري، نحو: هذا الطالب يدرس باجتهاد.
وهنا إشارة إلى الشخص الذي حضر أمامك وأمام المخاطب.
ومنه قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} 2.
3 ـ " أل " التي لبيان الحقيقة:
هي التي تبين حقيقة واقعة معينة. نحو: أحب الأمانة وأكره الخيانة.
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذا المثال نبين أن المقصود حقيقة هو الأمانة، والخيانة.
ومنه قوله تعالى: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} 3 الأنبياء.
فالمقصود حقيقة في هذا الشاهد هو " الماء ".
3 ـ " أل " الزائدة:
هي التي تدخل على المعرفة، أو النكرة، فلا تغير من تعريفها، أو تنكيرها.
مثال دخولها على المعرفة: المأمون بن الرشيد من أشهر خلفاء بني العباس.
فالكلمات: المأمون، والرشيد، والعباس، معرف قبل دخول أل عليها، لذلك لم تستفد تعريفا جديدا. ومثال دخولها على النكرة، قولهم: ادخلوا الطلاب الأول فالأول. فكلمة " أول " نكرة لأنها حال، وعندما أدخلنا هليها " أل " لم تخرجها من دائرة التنكير.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 41 التوبة. 2 ـ 4 المائدة.
2 ـ 30 الأنبياء.
أقسام " أل " الزائدة:
تنقسم أل الزائدة إلى نوعين: ـ
1 ـ أل الزائدة اللازمة: وهي التي اقترنت بالاسم منذ عرف عن العرب، ولم
تفارقه، وهذه الأسماء معرفة في أصلها، ومن ذلك بعض أسماء الأعلام. نحو: السموأل، واللات، والعزى، وبعض الظروف مثل: الآن، وبعض أسماء الموصول: كالذي، والتي، واللاتي، واللائي، واللذان، والذين.
2 ـ " أل " الزائد العارضة: وهي غير اللام التي توجد في الاسم حينا وتخلو من حينا آخر، فبعضها يضطر إليه الشعراء في أشعارهم عند الضرورة.
كقول الشاعر:
" ولقد نهيتك عن بنات الأوبر "
فأدخل الشاعر" أل " على كلمة " أوبر " مضطرا، لأن العرب عند ما تستعملها تستعملها مجردة من أل، لكونها من أعلام الجنس. نقول: بنات أوبر.
وكذلك دخولها على التمييز الذي يكون في الأصل مجردا من أل، بل لا تدخل عليه في الأصل، غير أن بعض الشعراء يدخلون أل الزائدة العارضة على التمييز ضرورة كقول الشاعر:
" صدت وطبت النفس يا قيس بن عمرو "
وكان الأصح أن يقول: وطبت نفسا، لأن " نفسا " تمييز، والتمييز على المشهور لا تلحقه أل الزائدة، ولكنها الضرورة الشعرية.
ومنه غير اضطراري، وهذا ما يلجأ إليه الشعراء، وغير الشعراء لغرض يريدون تحقيقه هو: لمح الأصل وبيانه.
نحو: العادل، والمنصور، والحسن، فهي تدل على العلمية بذاتها، وبمادتها، واعتبارها جامدة، وتدل على المعنى القديم بأل التي تشعر وتلمح إليه، والمعنى القديم لتلك الأعلام كان عبارة عن المعنى التي تؤديه هذه المشتقات قبل أن تصبه أعلام، فكلمة: عادل، ومنصور، وحسن، ونظائرها كانت عبارة عن الذات التي فعلت العدل، أو وقع عليها النصر، أو اتصفت بالحسن، ولا دخل للعلمية بها، ثم صار كل واحد منها بعد ذلك علما يدل على مسمى معين، ولا يدل على المعنى القديم السابق، وأصبحت اسما جامدا لا ينظر إلى أصله الاشتقاقي، ولا لاستعماله الأول.
رابعا ـ يجوز تعدد اسم الموصول دون أن تتعدد صلته، فإذا ورد في الجملة اسما موصول، أو أكثر يمكن أن يكتفى لها بصلة واحدة، بشرط أن تكون جملة الصلة ذات معنى مشترك بين تلك الموصولات، كما يجب أن يكون الرابط بينها مطابقا لتلك الموصولات باعتبار تعددها.
نحو: فاز بالجائزة الذي والتي هيأناهما للمسابقة.
ونحو: شارك في الرحلة الذين واللاتي ساهموا في الاشتراك.
في المثالين السابقين جاءت جملة الصلة جملة فعلية " هيأناهما، و ساهموا " وفي كل منهما لا يصح أن تكون جملة الصلة لإحدى الموصولين دون الآخر، لأن كلا من الموصولين قد اشترك في معنى جملة الصلة، كما أن الرابط يدل على التثنية في المثال الأول، وعلى الجمع في المثال الثاني، ولا يصح أن يخصص لأحدهما.
كما يجوز أن تتعدد الموصولات، وتتعدد معها جملة الصلة، فيكون لكل موصول صلته الخاصة، سواء أكانت مذكورة في الكلام، أو محذوفة جوازا، تدل عليها صلة أخرى مذكورة، بشرط أن تكون الصلة المذكورة صالحة لاسم موصول واحد دون غيره.
نحو: كافأت الذي والتي تفوقت. وشجعت اللائي والذين لم يوفقوا.
ففي كل من المثالين السابقين نلاحظ تعدد اسم الموصول، وكذلك تعدد الصلة، لأن الصلة المذكورة لا تصلح أن تكون صلة للموصولين، فهناك جملة صلة محذوفة جوازا لدلالة الصلة المذكورة عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا ـ يجوز حذف الموصول الاسمي ما عدا " أل " الموصولة، وذلك إذا كان في الجملة أكثر من اسم موصول وأمن اللبس عند الحذف.
نحو: فليعلم كل من يهمل عمله ويتواكل ويتقاعس أنه سيفصل من العمل.
والتقدير: من يتواكل ومن يتقاعس. فقد حذفا اسما الموصول في بقية الكلام لدلالة اسم الموصول الأول عليهما، كما أنه لم يقع لبس في الكلام بعد حذفهما، وهذا الاسمان يقتضيهما المعنى، وإلا لفسد معنى الجملة.
سادسا ـ يجوز في الضمير العائد على اسم الموصول المشترك كـ " من "، و " ما " الإفراد مراعاة للفظ، لأن ألفاظها مفردة.
238 ـ نحو قوله تعالى: {ومن يقنت منكم لله ورسوله ويعمل صالحا} 1.
كما يجوز فيه المطابقة مراعاة للمعنى.
239 ـ نحو قوله تعالى: {ومنهم من يستمعون إليك} 2.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 31 الأحزاب. 2 ـ 42 يونس.
الحروف المصدرية
أو ما يسمى
(بالموصولات الحرفية)
لقد أخذ عنوان هذا الموضوع الذي نحن بصدد بحثه اتجاهين قد يكونان مختلفين في الدلالة من جهة، وفي تصنيف الموضوع ذاته بالنسبة لمواضيع قواعد اللغة العربية من جهة أخرى، ولتوضيح هذا الأمر نقول: إن النحاة الأوائل، ومن تبعهم من بعض المحدثين من جانب، وبين كثير من المحدثين من جانب آخر، قد اختلفوا حول تصنيف الحروف الآتية وهي:
" أنَّ المشبهة بالفعل، وأنْ المخففة منها، وأنْ المصدرية الناصبة، وما المصدرية، ولو المسبوقة بفعل يدل على الرغبة، وهمزة التسوية "، أهي موصولات حرفية، أم حروف مصدرية عاملة فيما بعدها، أو غير عاملة، كما سنبين ذلك بالشواهد والأدلة.
أولا ـ " أنَّ " بفتح الهمزة وتشديد النون، أو تضعيفها: حرف توكيد ونصب من أخوات " إنَّ "، وقد جعلها النحاة حرفا مصدريا، لأنها مشبهة بالفعل، حيث تنسبك مع ما عملت فيه لتكون مصدرا مؤولا.
نحو: كافأت الطالب لأنه مجتهد.
240 ـ ومنه قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنَّ لهم جنات} 1. وقوله تعالى: {ليعلمون أنه الحق من ربهم} 2.
وقوله تعالى: {ذلك ليعلم أني لم أخنه} 3.
وقوله تعالى " {يحسبون أنهم يحسنون صنعا} 4.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 25 البقرة. 2 ـ 144 البقرة.
3 ـ 52 يوسف. 4 ـ 104 الكهف.
ثانيا ـ أنْ: وهي المخففة من أنَّ المشددة " الثقيلة " المفتوحة الهمزة: وهي تعمل بشرط أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف، ولا يكون خبرها إلا جملة.
نحو: علمت أنْ محمدٌ مقصرٌ.
وتقدير الكلام: علمت أنه محمدٌ مقصرٌ.
241 ـ ومنه قوله تعالى: {أيحسب أنْ لن يقدر عليه أحد} 1.
وقوله تعالى: {وآخر دعواهم أنْ الحمد لله رب العالمين} 2.
وقوله تعالى: {وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى} 3.
وقوله تعالى: {ونعلم أنْ قد صدقتنا} 4.
ثالثا ـ أنْ المصدرية الناصبة للفعل المضارع، والمنسبكة معه في تأويل مصدر.
نحو: يسرني أن تقول الصدق. والتقدير: يسرني قولك الصدق.
242 ـ ومنه قوله تعالى: {يريد الله أن يخرجكم من أرضكم} 5.
وقوله تعالى: {يريد الله أن يخفف عنكم} 6.
وسنتحدث عن " أنْ " الناصبة للفعل في موضعه بالتفصيل إن شاء الله.
رابعا ـ كي: حرف ناصب للفعل المضارع بنفسه سواء اتصلت به اللام، أم انفصلت عنه، ما عدا بعض المذاهب النحوية التي قالت بأن " كي " حرف جر إذا انفصلت عنه اللام، والفعل بعده منصوب بأن مضمرة، والمصدر المنسبك من " أن " والفعل في محل جر بـ " كي ". غير أننا نرجح الرأي القائل بعمل " كي " النصب سواء اتلصت باللام أم انفصلت عنها، ولا داعي لجعلها حرفا من حروف
ــــــــــــــــــ
1 ـ 50 البلد. 2 ـ 10 الأعراف.
3 ـ 29 النجم. 4 ـ 113 المائدة.
5 ـ 35 الشعراء. 6 ـ 28 النساء.
الجر ما دامت لا تعمل مباشرة كغيرها من أحرف الجر.
ومثال نصبها للأفعال المضارعة: عاقبتك كي تجتهد في دراستك.
ونصحتك لكي تتفوق على زملائك.
فكي في كلا المثالين هي العاملة مباشرة في الفعل المضارع بعدها، والتقدير: لتجتهد في دراستك، ولتتفوق على زملائك.
243 ـ ومنه قوله تعالى: {كي نسبحك كثيرا} 1.
وقوله تعالى: {لكي لا يكون عليك حرج} 2.
وقوله تعالى: (لكي لا يكون دُوَلَةَ} 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا ـ لو: حرف مصدري لا يحتاج إلى جواب، وتدخل على الفعل الماضي، أو المضارع التام التصرف، ويفضل أن تسبق بالفعل " ود " ومشتقاته، وما في معناه كالأفعال: أحب، وأرغب، وآمل، وما شابهها في المعنى.
وتنسبك " لو " عندئذ مع فعلها ليتكون منهما المصدر المؤول الذي يسد مسد لو وفعلها. نحو: وددت لو فزت في المسابقة. وأرغب لو ترشح نفسك لقيادة الفريق. وأحب لو أنجزت العمل في حينه. وآمل لو حضرت مبكرا.
والتقدير: وددت فوزك، وودت ترشيح نفسك، واحب إنجازك العمل، وآمل حضورك مبكرا.
244 ـ ومنه قوله تعالى: {ودوا لو تكفرون} 4.
وقوله تعالى: {ودوا لو تدهنون} 5.
وقوله تعالى: {يود أحدهم لو يعمر} 6.
وقوله تعالى: {يود المجرم لو يفتدي} 7.
ــــــــــــــــ
1 ـ 33 طه. 2 ـ 33 ق.
3 ـ 7 الحشر. 4 ـ 89 النساء.
5 ـ 9 القلم. 6 ـ 96 البقرة. 7 ـ 11 المعارج.
سادسا ـ ما: مصدرية ظرفية تنسبك مع صلتها سواء أكانت فعلا ماضيا.
نحو: سأعاقبك ما دمت مقصرا.
أم اسما، نحو: أزورك ما الوقت مناسب.
245 ـ ومنه قوله تعالى: {ما دامت السموات والأرض} 1.
وقوله تعالى: {شهيدا ما دمت فيهم} 2.
وقوله تعالى: ر لن ندخلها أبدا ما داموا فيها} 3.
ومثال مجيء صلتها فعلا مضارعا،
قوله تعالى: {بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا} 4.
سابعا ـ همزة التسوية: حرف يقع بعد كلام مشتمل على لفظة " سواء " كما يلي الهمزة جملتان، وتكون ثاني الجملتين مصدرة بكلمة " أم " الخاصة بهمزة التسوية.
نحو قولهم: وسواء عليَّ غضبت أم رضيت.
246 ـ ومنه قوله تعالى: {سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين} 5.
وقوله تعالى: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} 6.
فالهمزة في الآيتين السابقتين، والمثال الذي سبقهما تنسبك مع الجملة التي بعدها مباشرة، ـ وهي صلة لها ـ وتكون مصدرا مؤولا تقديره في المثال الأول: غضبك، وفي الآية الأولى: وعظك، وفي الثانية: إنذارك.
ومن خلال الحديث عن الأحرف المصدرية والتمثيل لها، والاستشهاد عليها بالآيات القرآنية يمكننا الوصول إلى النتائج التالية: ـ
1 ـ إن تلك الحروف قد جمعت من أبواب متفرقة من النحو، ومنها ما يعمل في
ـــــــــــــــــ
1 ـ 108 هود. 2 ـ 120 المائدة.
3 ـ 27 المائدة. 4 ـ 151 آل عمران.
5 ـ 136 الشعراء. 6 ـ 6 البقرة.
الأسماء، ومنها ما يعمل في الأفعال، ومنها ما لا يعمل كـ " ما " و " لو "
المصدريتين، و " همزة " التسوية، وهي بذلك لا تقارب بينها إلا من حيث الحرفية، وانسباكها مع ما يجيء بعدها من الجمل، لتكون مصدرا مؤولا بالصريح، فمن الأولى أن تعمل هذا العمل وهي في أبوابها التي وضعت لها.
2 ـ إن تلك الحروف لو لم تنسبك مع ما بعدها من الكلام، لما كان لها دلالة معينة تفهم بذاتها كأسماء الموصول التي هي أسماء وضعت للدلالة على معين، بواسطة جملة الصلة التي تذكر بعد اسم الموصول، كما أنه لا بد من اشتمال تلك الجملة على عائد يربطها بالموصول.
3 ـ إن الغرض من دراسة قواعد اللغة العربية ليس فقط البحث العقيم الذي لا يؤدي في النهاية إلى نتائج إيجابية تعود على الدارس بالفائدة المرجوة، وتوصل إلى الحقائق العلمية التي يعتمد عليها في الدراسة والبحث، وتقعيد القواعد وتفصيلها حسب ما نريد ونهوى، والتي يكون الدارس في غنى عنها ما دام هناك من القواعد الواضحة والصريحة ما يوصل إلى الغرض المنشود، بل الغرض في حد ذاته هو تقنين القواعد الصحيحة التي لا يختلف حولها اثنان حتى يستقيم بها اللسان، وتنطق بها الألفاظ نطقا صحيحا تمشيا مع قواعد اللغة والمنطق والعقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
تلك هي وجهة نظرنا حول تلك الحروف التي ذكرنا سابقا، والتي نؤكد من خلالها على وجوب جعل هذه الحروف المصدرية كلا في بابه من أبواب النحو، ولا مبرر لتأويلها لتكون من باب الموصول، ونحن كما ذكرنا في مقدمة دراستنا للنحو في هذا المؤلف أن منهجنا الذي نسير عليه هو أن نذكر الواضح الصريح، ونترك المبهم الذي يحتاج إلى تأويل، لأن الغرض من الدراسة هو معرفة القواعد التي يعتمد عليها في تقويم اللسان، والوصول بالدارس، أو الباحث إلى ما لا يختلف في شأنه، وإن اختلف فيه يعمل بالوجه الأصح، والرأي الأصوب.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نعرج على ما ذكره النحاة أنفسهم حول ترجيح كفة الرأي القائل بمصدرية تلك الحروف، وعدم إقحامها في باب الموصول، ولو على سبيل تسميتها بالموصول الحرفي، وذلك للفوارق الآتية بين الموصل الاسمي وبين تلك الحروف، وما ينسبك معها لتكون مصدرا يحتاج إلى صلة، كصلة الموصول الاسمي، وإليك أخي الدارس تلك الاختلافات: ـ
1 ـ إن الموصولات الاسمية ما عدا " أي " مبنية ولها محل من الإعراب كغيرها من الأسماء المبنية الأخرى، وقد بينا ذلك في موضعه بالتفصيل، في حين أن الحروف المصدرية تكون مبنية، ولا محل لها من الإعراب، شأنها في ذلك شأن بقية الحروف.
2 ـ إن صلة الموصول الاسمي تشتمل على ضمير يعرف بـ " العائد "، ووظيفته الربط بين اسم الموصول وصلته، بينما الحروف المصدرية، أو ما يسميها البعض بالموصول الحرفي فلا تحتاج صلتها إلى عائد، بل هي لا تشتمل عليه أصلا.
3 ـ إن الموصول الحرفي لا بد أن ينسبك مع الجملة الواقعة بعده، لينشأ عنهما مصدرا مؤولا، ومن هنا عرفت تلك الحروف بحروف السبك، وبذلك تكون أحق بهذه التسمية، لأنه لو لم تنسبك مع ما بعدها من الجمل لما كان لها قيمة تدخلها في باب الموصولات عندما أطلق عليها هذه التسمية.
4 ـ إن بعض الموصولات الحرفية مثل " لو "، و " ما " لا توصل بالأفعال الجامدة ما عدا أفعال الاستثناء " خلا، وعدا، وحاشا ".
5 ـ يجوز للموصول الاسمي غير " أل " أن يحذف من الجملة ـ كما بينا ذلك في موضعه ـ لكونه متصلا بالصفة المشبه التي تشكل مع بقية الجملة صلة الموصول اتصالا مباشرا وكأنهما كلمة واحدة، بينما الموصول الحرفي لا يمكن حذفه بأي حال من الأحوال ما عدا حرف واحد وهو " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع، حيث تحذف جوازا، ووجوبا كما سنبين ذلك في باب نواصب الفعل.
6 ـ يصح في الموصول الحرفي " أنْ " دون سائر الموصولات الاسمية، والحرفية على حد سواء أن تقع صلته جملة طلبية.
وبناء على ما ذكرنا من قرائن دللنا بها على جعل ما يسمى بالموصول الحرفي حروفا مصدرية، إلا إننا لا نختلف مع النحاة على أن تلك الحروف لا بد أن يأتي بعدها جملة تكون صلة لها، ولا محل لها من الإعراب كجملة الصلة تماما في الموصول الاسمي، مع فارق عدم وجود الرابط في تلك الجملة، ذلك الرابط الذي يعد أساسا في جملة الموصول الاسمي.
نماذج من الإعراب
204 ـ قال تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) 1 الكهف.
الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة لله.
أنزل: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة أنزل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
على عبده: جار ومجرور متعلقان بأنزل، وعبد مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
الكتاب: مفعول به لأنزل منصوب بالفتحة.
205 ـ قال تعالى: (الذين هم على صلاتهم دائمون) 23 المعارج.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نعت للمصلين قبلها.
هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
على صلاتهم: جار ومجرور متعلقان بدائمون، وصلاة مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
دائمون: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة هم دائمون لا محل لها صلة الموصول.
206 ـ قال تعالى: (اللاتي دخلتم بهن) 23 النساء.
اللاتي: اسم موصول مبني على السكون في محل صفة لأمهات قبلها.
دخلتم: فعل وفاعل. والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
بهن: جار ومجرور متعلقان بدخلتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
207 ـ قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) 1 العلق.
اقرأ: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
باسم ربك: باسم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل المستتر، والتقدير: مبتدئا باسم، وبسم مضاف، ورب مضاف إليه، ورب مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نعت مجرور لربك.
خلق: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وجملة خلق لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
208 ـ قال تعالى: (التي لم يخلق مثلها في البلاد) 8 الفجر.
التي اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة لأرم.
لم يخلق: لم حرف نفي وجزم وقلب، ويخلق فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون.
مثلها: نائب فاعل، ومثل مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة لم يخلق لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
في البلاد: جار ومجرور متعلقان بيخلق.
209 ـ قال تعالى: (واللذان يأتيانها منكم) 15 النساء.
واللذان: الواو حرف عطف، واللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى.
يأتيانها: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من ضمير الفاعل.
210 ـ قال تعالى: (ربنا أرنا اللذين أضلانا) 29 فصلت.
ربنا: منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالفتحة، لأنه مضاف، ورب مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أرنا: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، ونا المتكلمين في محل نصب مفعول به أول.
اللذين: اسم موصول مفعول به ثان منصوب بالياء، لأنه يعر إعراب المثنى.
أضلانا: فعل ماض وفاعله ومفعوله، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
211 ـ قال تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء) 134 آل عمران.
الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للمتقين قبلها.
ينفقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
في السراء: جار ومجرور متعلقان بينفقون.
والضراء: الواو عاطفة، والضراء معطوفة على السراء.
212 ـ قال تعالى: (اللاتي هاجرن معك) 50 الأحزاب.
اللاتي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لبنات.
هاجرن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
معك: ظرف منصوب متعلق بهاجرن، ومع مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
213 ـ قال تعالى: (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم) 4 الطلاق.
واللائي: الواو حرف استئناف، واللائي اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يئسن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون في محل رفع فاعل. والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من المحيض: جار ومجرور متعلقان بيئسن.
من نسائكم: جار ومجرور، ونساء مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فاعل يئسن.
إن أرتبتم: إن شرطية جازمة، وأرتبتم فعل وفاعل، والجملة في محل جزم فعل الشرط. وجملة إن أرتبتم وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ.
214 ـ قال تعالى: (وأما من أتي كتابه بشماله) 25 الحاقة.
وأما: الواو حرف عطف، وأما حرف شرط وتفصيل جازم لفعلين.
من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
أوتي: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره:
هو. وجملة أوتي لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
كتابه: مفعول به ثان، لأن نائب الفاعل في الأصل مفعول به أول، وكتاب مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بشماله: جار ومجرور متعلقان بأوتي. وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من.
215 ـ قال تعالى: (ومن يقنت منكن لله ورسوله) 31 الإسراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن: الواو حرف استئناف، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يقنت: فعل الشرط مجزوم، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
منكن: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من فاعل يقنت.
لله: جار ومجرور متعلقان بيقنت.
ورسوله: الواو حرف عطف، ورسول معطوفة على لفظ الجلالة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة فعل الشرط وجوابه الآتي في محل رفع خبر من.
وجملة من وما بعدها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
216 ـ قال تعالى: (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) 27 البقرة.
الواو حرف عطف، ويقطعون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، أو نكرة موصوفة في محل نصب.
وجملة يقطعون معطوفة على جملة الصلة قبلها لا محل لها من الإعراب.
أمر الله: أمر فعل ماض، ولفظ الجلالة فاعل مرفوع.
وجملة أمر لا محل لها من الأعراب صلة الموصول، على الوجه الأول، وفي محل نصب صفة لما على الوجه الثاني.
به: جار ومجرور متعلقان بأمر.
أن يوصل: أن حرف مصدري ونصب، ويصل فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. والمصدر المؤول من أن والفعل يوصل في محل نصب بدل من ما،
والتقدير: يقطعون وصل ما أمر الله، أو في محل بدل من الهاء في به،
والتقدير: يقطعون ما أمر الله بوصله.
217 ـ قال تعالى: (ولا يفلح الساحر حيث أتى) 69 طه.
ولا يفلح: الواو حرف عطف، ولا نافية لا عمل لها، ويفلح فعل مضارع مرفوع
بالضمة. الساحر: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة لا يفلح معطوفة على جملة إنما صنعوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. حيث: ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب متعلق بيفلح.
أتى: فعل ماض مبني على الضم، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
وجملة أتى في محل جر بالإضافة.
218 ـ قال تعالى: (فأي الفريقين أحق بالأمن) 81 الأنعام.
فأي: الفاء حرف رابطة لجواب شرط مقدر، وأي اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، الفريقين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
أحق: خبر مرفوع بالضمة.
بالأمن: جار ومجرور متعلقان بأحق.
219 ـ قال تعالى: (أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) 110 الإسراء.
أيا: اسم شرط جازم لفعلين مفعول به مقدم على فعله تدعو منصوب بالفتحة.
ما: زائدة لا عمل لها.
تدعو: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل. وجملة تدعو لا محل لها من الإعراب استئناف بياني.
فله: الفاء رابطة لجواب الشرط، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. الأسماء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
الحسنى: صفة مرفوعة.
وجملة فله الأسماء في محل جزم جواب الشرط.
220 ـ قال تعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم) 5 المائدة.
يسألونك: فعل وفاعل ومفعول به أول، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية. ماذا: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وهو الأرجح
لأنه قد أجيب بجملة فعلية، ويجوز أن تكون ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وذا اسم إشارة في محل رفع خبر.
أحل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
وجملة أحل لهم في محل رفع خبر ماذا.
لهم: جار ومجرور متعلقان بأحل.
وجملة ماذا أحل لهم في محل نصب مفعول به ثان ليسألونك المعلق بالاستفهام.
221 ـ قال تعالى: (قل من ذا الذي يعصمكم) 17 الأحزاب.
قل: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبره.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من ذا.
يعصمكم: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والكاف في محل نصب مفعول به، وجملة يعصمكم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. وجملة من ذا الذي في محل نصب مقول القول.
وجملة قل وما بعدها لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف.
222 ـ قال تعالى: (والله يؤتي ملكه من يشاء) 247 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والله: الواو حرف استئناف، أو اعتراض، ولفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة.
يؤتي: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وجملة يؤتي لا محل لها من الإعراب استئنافية، أو اعتراضية.
ملكه: مفعول به أول منصوب، وملك مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان.
يشاء: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة يشاء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
223 ـ قال تعالى: (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) 96 النحل.
ما عندكم: ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ. عندكم: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة لا محل له من الإعراب، والكاف في محل جر مضاف إليه.
ينفد: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة ينفد في محل رفع خبر ما ,
وما عند الله باق: الواو حرف عطف، وما موصولة في محل رفع مبتدأ، وعند الله متعلق بمحذوف صلة لا محل لها من الإعراب، وباق خبر والجملة معطوفة على ما قبلها.
224 ـ قال تعالى: (ثم لننزِعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا) 69 مريم.
ثم لننزعن: ثم حرف عطف، واللام واقعة في جواب القسم، وننزعن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل رفع، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن.
من كل شيعة: جار ومجرور متعلقان بننزعن، وكل مضاف وشيعة مضاف إليه.
أيهم: أي اسم موصول مبني على الضم لإضافته إلى الضمير في محل نصب مفعول به، وهو قول الجمهور وسيبويه، وأي مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
اشد: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أشد.
على الرحمن: جار ومجرور متعلقان متعلقان بعتيا الآتي.
عتيا: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
225 ـ قال تعالى: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) 227 الشعراء.
وسيعلم: الواو حرف عطف، والسين حرف استقبال، ويعلم فعل مضارع مرفوع.
الذين: اسم موصول في محل رفع فاعل.
ظلموا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أي منقلب: أي اسم استفهام مفعول مطلق لينقلبون منصوب بالفتحة الظاهرة، وأي مضاف، ومنقلب مضاف إليه مجرور.
وجملة سيعلم الذين معطوفة على جملة والشعراء يتبعهم لا محل لها من الإعراب.
ينقلبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل.
والجملة سدت مسد مفعولي يعلم المعلق بالاستفهام.
226 ـ قال تعالى: (فبأي حديث بعده يؤمنون) 185 الأعراف.
فبأي: الفاء حرف استئناف، والباء حرف جر، وأي اسم استفهام مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة متعلقان بيؤمنون، وأي مضاف،
حديث: مضاف إليه مجرور.
بعده: بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيؤمنون، وبعد مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وهو عائد إما على القرآن، أو الرسول صلى الله عليه وسلم.
يؤمنون: فعل وفاعل.
والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة للتعجب، والتقدير: إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فكيف يؤمنون بغيره.
227 ـ قال تعالى: (ذرني ومن خلقت وحيدا) 11 المدثر.
ذرني: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به.
ومن: الواو للمعية، أو عاطفة، ومن اسم موصول بمني على السكون في محل نصب مفعول معه، على الوجه الأول، أو معطوفة على المفعول به في ذرني.
خلقت: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف، والتقدير: خلقته.
وحيدا: حال من العائد المحذوف وهو هاء الغيبة، أو حال من المفعول به في ذرني وهو ياء المتكلم، أو من التاء في خلقت، والتقدير: خلقته وحيدا لم يشركني في خلقه أحد، وأضاف العكبري أنه حال من " من " أيضا.
228 ـ قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة) 27 الفجر.
يا أيتها: يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وأي وصلة نداء نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب، والهاء للتنبيه حرف لا محل له من الإعراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
النفس: بدل من أي مرفوع بالضمة، لأن النفس جامدة، ولكانت مشتقة لأعربت صفة. المطمئنة: صفة مرفوعة للنفس.
229 ـ قال تعالى: (ويشرب بما تشربون) 33 النور.
ويشرب: الواو حرف عطف، ويشرب فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
بما: الباء حرف جر، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر، وشبه الجملة متعلقان بيشرب.
تشربون: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة يشرب معطوفة على جملة يأكل قبلها في محل رفع.
وحذف العائد اكتفاء بالعائد الأول وهو منه.
230 ـ قال تعالى: (فإن كان الذي عليه الحق سفيها) 282 البقرة.
فإن: الفاء حرف استئناف، وإن شرطية جازمة.
كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم كان.
عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
الحق: مبتدأ مؤخر مرفوع. والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
سفيها: خبر كان منصوب. وجملة فإن وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
231 ـ قال تعالى: (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) 46 الحج.
ولكن: الواو حرف عطف، ولكن حرف استدراك لا عمل له لأنه مخفف من الثقيلة، تعمى القلوب: فعل مضارع، والقلوب فاعله.
التي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للقلوب.
في الصدور: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل له من الإعراب.
232 ـ قال تعالى: (أ رأيت الذي يكذب بالدين) 1 الماعون.
ارأيت: الهمزة للاستفهام، وهي مع رأيت بمعنى أخبرني، رأيت فعل وفاعل.
الذي: اسم موصول في محل نصب مفعول به.
ويجوز أن تكون الرؤية قلبية فيكون المفعول به الثاني محذوف، والتقدير: هل عرفت الذي يكذب بالدين من هو. وقيل إن الرؤية بصرية تكتفي بمفعول واحد.
يكذب: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
بالدين: جار ومجرور متعلقان بيكذب.
233 ـ قال تعالى: (إنْ أمهاتهم إلا اللاتي ولدنهم) 2 المجادلة.
إن أمهاتهم: إن نافية لا عمل لها، وأمهاتهم مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
إلا اللاتي: إلا أداة حصر لا عمل لها، واللاتي اسم موصول مبني في محل رفع خبر. ولدنهم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل، وهاء الغيبة في محل نصب مفعول به.
وجملة ولدنهم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
234 ـ قال تعالى: (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن) 154 الأنعام.
ثم: حرف عطف في الأصل أن يكون للترتيب والتراخي، ولكنها في هذا الموضع مختلفة، وفيها عدة أقوال منها: أنها للترتيب في الإخبار، وقال الأخفش إنها للترتيب مع التخلف عن التراخي، وقال ابن هشام في المغني " والظاهر أن ثم واقعة موقع الفاء "، وقال الزمخشري: إنه عطف بها على " وصاكم به " والتوصية قديمة حديثة أي لم تزل توصاها كل أمة على لسان نبيهم، وهو أفضل ما قيل فيها في هذه الآية، والله أعلم.
آتينا: فعل وفاعل. موسى: مفعول به أول منصوب بالفتحة المقدرة للتعذر.
الكتاب: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
تماما: مفعول لأجله منصوب بالفتحة، والتقدير: لأجل تمام النعمة، ويجوز فيه النصب على نيابة المفعولية المطلقة مبينة لصفة، والتقدير: آتيناه إيتاء تماما لا نقصان فيه، كما يجوز في النصب على الحالية من الفاعل في آتينا، والتقدير: متممين، أو من الكتاب، والتقدير: حال كونه تماما.
على الذي: جار ومجرور متعلقان " بتماما "، والتقدير: على من أحسن القيام به. أحسن: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة أحسن لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
235 ـ قال تعالى: (وَلأُحلَ لكم بعض الذي حرم عليكم) 50 آل عمران.
ولأُحل: الواو حرف عطف، واللام للتعليل، وأحل فعل مضارع من صوب بأن مضمرة جوازا بعد لا التعليل، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام، وشبه الجملة متعلق بجئتكم مقدرة، ولا يجوز عطفه على " مصدقا "، لأنه حال، ولأحل تعليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكم: جار ومجرور متعلقان بأحل. بعض: مفعول به، وهو مضاف.
الذي: اسم موصول في محل جر مضاف إليه.
حرم: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة حرم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
عليكم: جار ومجرور متعلقان بحرم.
236 ـ قال تعالى: (مثل الجنة التي وعد المتقون) 35 الرعد.
مثل الجنة: مثل مبتدأ مرفوع بالضمة، وخبره محذوف على مذهب سيبويه، والتقدير: فيما قصصناه عليكم مثل الجنة أي صفتها التي هي مثل في الغرابة، وقال الزجاج معناه: مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار على حذف الموصوف تمثيلا لما غاب عنا بما نشاهد. ومثل مضاف، والجنة مضاف إليه.
التي: اسم موصول في محل جر صفة للجنة.
وعد: فعل ماض مبني للمجهول.
المتقون: نائب فاعل مرفوع بالواو لنه جمع مذكر سالم.
وجملة وعد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
237 ـ قال تعالى: (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري) 35 النور.
مثل نوره: مثل مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، ونوره مضاف إليه ن ونور مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
كمشكاة: الكاف اسم بمعنى مثل خبر المبتدأ، والكاف مضاف، ومشكاة مضاف إليه. وجوز أن تكون الكاف حرف جر، ومشكاة اسم مجرور، وسبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مثل.
فيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
مصباح: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
والجملة الاسمية في محل جر صفة لمشكاة.
وجملة مثل نوره لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها.
المصباح: مبتدأ مرفوع. في زجاجة: متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
والجملة مفسرة لما قبلها لا محل لها من الإعراب.
الزجاجة: مبتدأ مرفوع. كأنها: كأن واسمها في محل نصب.
كوكب: خبر كأن مرفوع. دري: صفة لكوكب مرفوع مثله.
وجملة كأنها في محل رفع خبر الزجاجة.
وجملة الزجاجة وما بعدها لا محل لها من الإعراب مفسر لما قبلها.
238 ـ قال تعالى: (ومن يقنُتْ منكن لله ورسوله وتعمل صالحا يؤتها) 31 الأحزاب.
ومن: الواو حرف عطف، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في رفع مبتدأ. يقنت: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي. والجملة معطوفة على ما قبلها.
منكن: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من فاعل يقنت.
لله ورسوله: لله جار ومجرور متعلقان بيقنت، والواو حرف عطف، ورسوله معطوف على لفظ الجلالة، والضمير المتصل برسول في محل جر مضاف إليه.
وتعمل: الواو حرف عطف، وتعمل فعل مضارع معطوف على تقنت مجزوم
مثله، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي. والجملة معطوفة على ما قبلها.
عملا مفعول مطلق منصوب بالفتحة. صالحا: صفة منصوبة.
يؤتها: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر من.
239 ـ قال تعالى: (ومنهم من يستمعون إليك) 42 يونس.
ومنهم: الواو حرف عطف: ومنهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
من: اسم موصول بمني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، ويجوز أن تكون نكرة موصفة بمعنى شيء.
يستمعون: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة من على الوجه الأول، أو في محل رفع صفة لها على الوجه الثاني، والتقدير: ناس يستمعون، وأعاد الضمير جمعا مراعاة لمعنى من، والأكثر مراعاة لفظة كقوله تعالى (ومنهم من ينظر إليك).
إليك: جار ومجرور متعلقان بيستمعون.
240 ـ قال تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات) 25 البقرة.
وبشر: الواو حرف عطف، وبشر فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
الذين: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وعملوا: الواو عاطفة، وعملوا فعل وفاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب.
الصالحات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أن لهم: أن حرف توكيد ونصب، ولهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر أن مقدم. جنات: اسم أن مؤخر منصوب بالكسرة.
وأن ومعموليها في محل نصب على نزع الخافض، لأنه يصح حذف حرف الحر قبل أنَّ المشبهة بالفعل المفتوحة الهمزة.
241 ـ قال تعالى: (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) 5 البلد.
أيحسب: الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي، ويحسب فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
أن: أن مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير أنه.
لن يقدر: لن حرف نفي ونصب واستقبال، ويقدر فعل مضارع منصوب بلن.
عليه: جار ومجرور متعلقان بيقدر.
أحد: فاعل يقدر مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن.
242 ـ قال تعالى: (يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره) 35 الشعراء.
يريد: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
أن يخرجكم: أن حرف مصدري ونصب، ويخرجكم فعل مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والكاف في محل نصب مفعول به.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به ليريد.
من أرضكم: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بيخرجكم.
وجملة يريد وما بعدها في محل رفع صفة لساحر.
بسحره: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بيخرجكم أيضا.
243 ـ قال تعالى: (كي نسبحك كثيرا) 33 طه.
كي نسبحك: كي حرف مصدري ونصب واستقبال، ونسبحك فعل مضارع منصوب بكي، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن، والكاف في محل نصب مفعول به. ويلاحظ أن كي هنا مصدرية ناصبة بنفسها، ولو كانت تعليلية لانتصب الفعل بعدها بأن مضمرة وجوبا في النثر، وقد تظهر في الشعر فانتبه، وكي التعليلية فتجر المصدر المنسبك من أن المضمرة والفعل بعدها.
كثيرا: نائب عن المفعول المطلق مبين لصفته منصوب بالفتحة، ويجوز أن تكون صفة لظرف محذوف.
244 ـ قال تعالى: (ودوا لو تكفرون) 89 النساء.
ودوا: فعل ماض وفاعله. والجملة لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف مسوق لمتابعة وصفهم.
لو تكفرون: لو حرف مصدري لا عمل له، وتكفرون فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والمصدر المؤول من لو وتكفرون في محل نصب مفعول به لودوا، والتقدير: ودوا كفركم.
245 ـ قال تعالى: (ما دامت السموات والأرض) 108 هود.
ما دامت: ما مصدرية حينية، ودامت فعل ماض تام مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، والمصدر المؤول من ما والفعل الماضي متعلق بخالدين، والتقدير: خالدين فيها مدة دوام السموات والأرض.
السموات: فاعل دامت. والأرض: معطوفة على السموات.
246 ـ قال تعالى: (سواء علينا أوعظت أو لم تكن من الواعظين) 136 الشعراء.
سواء علينا: سواء خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة، وعلينا جار ومجرور متعلقان بسواء.
أوعظت: الهمزة للتسوية حرف مصدري لا محل له من الإعراب، ووعظت فعل وفاعل. وهمزة التسوية والفعل في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر، والتقدير: سواء علينا وعظك.
أو: حرف عطف مبني لا محل له من الإعراب.
لم تكن: حرف نفي وجزم وقلب، وتكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وحذفت الواو من وسطه للتخفيف شأنه شأن الأفعال المعتلة الوسط عند الجزم كقال، وباع وقام وغيرها. نقول: لم يقل، ولم يبع، واسم يكن محذوف تقديره: أنت.
من الواعظين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر تكن.
وجملة أم لم تكن من الواعظين معادلة لجملة أوعظت، وأتى بالمعادل هكذا دون قوله: أم لم تعظ مراعاة لأواخر الآيات.
فارس العربية الخـ زيد ــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى 7
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 05:58 م]ـ
:::
الإعراب والبناء
تعريف الإعراب: تغيير العلامة الموجودة في آخر الكلمة، لاختلاف العوامل الداخلة عليها، لفظا، أو تقديرا (1).
نحو: أشرقت الشمس. شاهد الناس الشمس مشرقة بعد يوم مطير.
ابتهج الناس بشروق الشمس.
في الأمثلة الثلاثة السابقة، نجد أن كلمة " الشمس " قد تغيرت علامة إعرابها، لتغيير موقع الكلمة، وما رافق ذلك من العوامل الداخلة عليها.
فقد جاءت " الشمس: في المثال الأول فاعلا مرفوعا بالضمة الظاهرة.
وجاءت في المثال الثاني مفعولا به منصوبا بالفتحة الظاهرة.
وفي المثال الثالث مضافا إليه مجرورا بالكسرة الظاهرة. وهذا ما يعرف بالإعراب.
247 ـ ومنه قوله تعالى: {ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد} 2.
وقوله تعالى: {إني أرى سبع بقرات سمان} 3.
وقوله تعالى: {أفتنا في سبع بقرات سمان} 4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الإعراب اللفظي: هو ما لا يمنع من النطق به مانع كما في الأمثلة والشواهد القرآنية التي مثلنا بها في أعلى الصفحة.
والإعراب التقديري: هو ما يمنع من النطق به مانع للتعذر، أو الاستثقال، أو المناسبة. نحو: حضر الفتى. الفتى فاعل مرفوع بضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ونحو: جاء القاضي. القاضي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
ونحو: تأخر غلامي. غلامي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منه من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم.
2 ـ 48 يوسف. 3 ـ 43 يوسف.
4 ـ 46 يوسف.
والشاهد في الآيات السابقة كلمة: " سبع "، حيث تغيرت علامة إعرابها بتغير موقعها من الجملة، واختلاف العوامل الداخلة عليها.
أنواع الإعراب
الإعراب أربعة أنواع: الرفع، والنصب، والجر، والجزم.
يشترك الاسم والفعل في الرفع، والنصب، ويختص الاسم بالجر، أما لجزم فيختص به الفعل. حيث لا فعل مجرور، ولا اسم مجزوم.
كما يختص الإعراب بالأسماء، والأفعال. أما الأحرف فمبنية دائما، ولا محل لها من الإعراب.
تعريف البناء:
هو لزوم لآخر الكلمة علامة واحدة في جميع أحوالها مهما تغير موقعها الإعرابي، أو تغيرت العوامل الداخلة عليها.
مثال ما يلزم السكون: " كمْ "، و " لنْ ".
248 ـ نحو قوله تعالى: {كم تركوا جنات وعيون} 1.
وقوله تعالى: {قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل} 2.
ولزوم الكسر نحو " هؤلاءِ "، و " هذهِ "، و " أمسِ ".
249 ـ نحو قوله تعالى: {هؤلاءِ قومنا اتخذوا من دونه آلهة} 3.
وقوله تعالى: {هذه أمتكم أمة واحدة} 4.
14 ـ ومنه قول الشاعر
اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمسِ
ـــــــــــــــــ
1 ـ 25 الدخان. 2 ـ 124 الأنعام.
3 ـ 15 الكهف. 4 ـ 92 الأنبياء.
5 ـ 150 البقرة.
ومنه قول الآخر:
أراها والها تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
ولزوم الضم: " منذُ "، و " حيثُ ". نحو: لم أره منذُ يومين.
15 ـ ومنه قول الشاعر:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
ونحو قوله تعالى: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام} 5.
ولزوم الفتح: " أينَ "، و " أنتَ "، و " كيفَ ".
250 ـ نحو قوله تعالى: {أينما تكونوا يدركُّم الموت} 1.
ونحو قوله تعالى: {إنك أنت العليم الحكيم} 2.
ونحو قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 3.
والبناء في الحروف، والأفعال أصلي، وإعراب الفعل المضارع الذي لم تتصل به نون التوكيد، ولا نون النسوة فهو عارض. وكذا الإعراب في الأسماء أصلي، وبناء بعضها عارض.
بناء الاسم لمشابهته للحرف:
يبنى الاسم إذا أشبه الحرف شبها قويا، وأنواع الشبه ثلاثة:
1 ـ الشبه الوضعي: وهو أن يكون الاسم على حرف، كـ " تاء " الفاعل في " قمتُ "، أو على حرفين كـ " نا " الفاعلين. نحو: قمنا، وذهبنا، لأن الأصل في الاسم أن يكون على ثلاثة أحرف إلى سبعة أحرف.
فالتاء في قمت شبيهة بباء الجر ولامه، وواو العطف وفائه، والنا في قمنا وذهبنا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 78 النساء. 2 ـ 32 البقرة.
3 ـ 28 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
شبيهة بقد وبل وعن، من الحروف الثنائية. لهذا السبب بنيت الضمائر لشبهها بالحرف في وضعه، وما لم يشبه الحرف في وضعه حمل على المشابهة، وقيل أنها أشبهت الحرف في جموده، لعدم تصرفها تثنية وجمعا.
2 ـ الشبه المعنوي: وهو أن يكون الاسم متضمنا معنى من معاني الحروف، سواء وضع لذلك المعنى أم لا.
فما وضع له حرف موجود كـ " متى "، فإنها تستعمل شرطا.
16 ـ كقول سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
فـ " متى " هنا شبيهة في المعنى بـ " أنْ " الشرطية.
ومنه قول طرفة بن العبد:
متى تأتني أصحبك كأسا روية وإن كنت عنها في غنى فاغن وازدد
وتستعمل استفهاما.
نحو قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} 1.
251 ـ وقوله تعالى: {فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هذا الوعد} 2.
فـ " متى " في الآيتين السابقتين شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام.
أما الذي لم يوضع له حرف ككلمة " هنا " فإنها متضمنة لمعنى الإشارة، لم تضع العرب له حرفا، ولكنه من المعاني التي من حقها أن تؤدى بالحروف، لأنه كالخطاب والتثنية) 3.
لذلك بنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا، وقد أعرب هذان وهاتان مع تضمنهما معنى الإشارة لضعف الشبه لما عارضه من التثنية.
ــــــــــــــــ
1 ـ 48 يونس. 2 ـ 51 الإسراء.
3 ـ أوضح المسالك ج1 ص23.
3 ـ الشبه الاستعمالي:
وهو أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف وهي:
ا ـ كأن ينوب عن الفعل ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه، وبذلك يكون الاسم عاملا غير معمول فيه كالحرف.
ومن هذا النوع أسماء الأفعال. نحو: هيهات، وأوه، وصه، فإنها نائبة عن: بَعُد، وأتوجع، واسكت. فهي أشبهت ليت، ولعل النائبتين عن أتمنى وأترجى، وهذه تعمل ولا يعمل فيها.
ب ـ كأن يفتقر الاسم افتقارا متأصلا إلى جملة تذكر بعده لبيان معناه. مثل: إذ، وإذا، وحيث من الظروف، والذي، والتي، وغيرها من الموصولات.
فالظروف السابقة ملازمة الإضافة إلى الجمل.
فإذا قلنا: انتهيت من عمل الواجب إذ. فلا يتم معنى " إذ " إلا أن تكمل الجملة بقولنا: حضر المدرس. وكذلك الحال بالنسبة للموصولات، فإنها مفتقرة إلى
جملة صلة يتعين بها المعنى المراد، وذلك كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها من الكلام لإفادة الربط.
أنواع البناء
البناء أربع أنواع: الضم، والفتح، والكسر، والسكون. وهذه الأنواع الأربعة تكون في الاسم، والفعل، والحرف. في حين لا يكون الإعراب في الحرف.
1 ـ المبني على الضم، أو ما ينوب عنه:
أ ـ يبنى على الضم ستة من ظروف المكان هي: قبلُ، وبعدُ، وأولُ، ودونُ، وحيثُ،
وعوضُ.
ب ـ ويبنى على الضم ثمانية من أسماء الجهات هي: فوقُ، وتحتُ، و وعلُ، وأسفلُ، وقدامُ، ووراءُ، وخلفُ، وأمامُ.
ج ـ ويبنى على الضم: غيرُ إذا لم تضف إلى ما بعدها، وكانت واقعة بعد " لا ".
نحو: اشتريت كتابا لا غير.
أو واقعة بعد ليس. نحو: قرأت فصلا من الكتاب ليس غير.
ومنها " أيُّ " الموصولة إذا أضيفت، وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا.
نحو: ارفق على أيُّهم أضعف.
أما ما يبنى على نائب الضم، فهو المنادى المثنى، وجمع المذكر السالم، وما يلحقهما. نحو: يا محمدان، ويا محمدون. فالألف نابت عن الضم في المثنى المنادى، ونابت الواو عن الضم في جمع المذكر السالم المنادى.
2 ـ المبني على الفتح، أو ما ينوب عنه:
أ ـ يبنى على الفتح: الفعل الماضي مجردا من الضمائر. نحو: ذهبَ، وجلسَ.
ب ـ الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد الثقيلة، أو الخفيفة. نحو:
والله لأتصدقنَّ من حر مالي. أتصدقن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة. ونحو: هل تذهبنَ إلى مكة؟
ج ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر. ما عدا اثني عشر، واثنتي عشرة، لأنهما ملحقان بالمثنى.
د ـ المركب من الظروف الزمانية، أو المكانية. نحو: يحضر يومَ يومَ، ويأتي العمل صباحَ مساءَ، ويسقط بينَ بينَ، وهذا جاري بيتَ بيتَ.
هـ ـ المركب من الأحوال. كقول العرب: تساقطوا أخولَ أخولَ. أي: متفرقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ـ الزمن المبهم المضاف إلى جملة كالحين، والوقت والساعة.
نحو: حينَ حضر المعلم سكت التلاميذ.
ز ـ المبهم المضاف إلى مبني، سواء أكان المبهم زمانا، كـ: بين، ودون،
أم كان غير زمان. كـ: مثل، وغير.
والمبني على نائب الفتح: هو اسم لا النافية للجنس. فيبنى على الياء نيابة عن الفتحة، إذا كان مثنى، أو ما يلحق به. نحو: لا طالبين في الفصل.
ونحو: لا اثنين حاضران.
أو جمعا مذكرا سالما وما يلحق به. نحو: لا معلمين في المدرسة.
ونحو: لا بنين مهملون.
كما يبنى اسم لا النافية للجنس على الكسر نيابة عن الفتحة، إذا كان جمعا مؤنثا سالما، أو ما يلحق به. نحو: لا فتياتِ في المنزل.
ونحو: لا عرفات أهملت من التوسعة.
3 ـ المبني على الكسر:
أ ـ العلم المختوم " بويه ": كنفطويه، وسيبويه، وخمارويه.
ب ـ اسم الفعل، إذا كان على وزن " فَعالِ "، كنزالِ، وتراكِ، وحذارِ.
ج ـ ما كان على وزن " فَعالِ " وهو علم لمؤنث، مثل: حذامِ.
د ـ ما كان على وزن فَعالِ، وهو سب لمؤنث. مثل: خباثِ، ولكاعِ.
هـ ـ لفظ " أمسِ "، إذا استعمل ظرفا معينا خاليا من " أل "، و الإضافة.
4 ـ المبني على السكون:
المبني على السكون كثير، ويكون في الأفعال، والأسماء، والحروف.
أ ـ من الأفعال المبنية على السكون: الفعل الأمر الصحيح الآخر مثل: اكتبْ، اجلسْ سافرْ. والمضارع المتصل بنون النسوة نحو: اكتبْنَ، العبْنَ، اجلسْنَ.
ومنه: الطالبات يكتبْنَ الواجب.
ب ـ من الأسماء المبنية على السكون: منْ، وما، ومهما، والذي، والتي، وهذا.
ج ـ من الحروف المبنية على السكون: مِنْ، وعنْ، وإلى، وعلى، وأنْ، وإنْ.
أقسام الأسماء المبنية:
تنقسم الأسماء المبنية إلى قسمين:
1 ـ بناء عارض. 2 ـ بناء لازم.
أولا ـ البناء اللازم: وهو بناء الاسم بناء لا ينفك عنه في حال من الأحوال.
من هذا النوع: الضمائر، وأسماء الشرط، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة، وأسماء الاستفهام، وكنايات العدد، وأسماء الأفعال، وأسماء الأصوات، وبعض الظروف، والمركب المزجي الذي ثانيه معنى حرف العطف، أو كان مختوما بويه، وما كان على وزن فَعالِ علما، أو شتما لها. وما سبق ذكره يكون مبنيا على ما سمع عليه.
2 ـ البناء العارض: وهو ما بني من الأسماء بناء عارضا، في بعض الأحوال، وكان في بعضها معربا، ويشمل هذا النوع:
أ ـ المنادى، إذا كان علما مفردا، ويبنى على الضم، أو نكرة مقصودة، وتبنى على ما ترفع به.
ب ـ اسم لا النافية للجنس، إذا لم يكن مضافا، ولا شبيها بالمضاف، ويكون مبنيا على ما ينصب به.
ج ـ أسماء الجهات الست، وبعض الظروف، ويلحق بها لفظتا " حسب، وغير ".
المبني والمعرب من الأفعال
ينقسم الفعل من حيث البناء والإعراب إلى نوعين: ـ
1 ـ الأفعال المبنية، وهي الأصل.
2 ـ الأفعال المعربة، وهي الفرع.
أولا ـ الأفعال المبنية:
1 ـ الفعل الماضي:
أ ـ يبنى على فتح أخره ظاهرا، أو مقدرا، إذا لم يتصل به شيء.
نحو: كتبَ، جلسَ، أكلَ، ذهبَ.
252 ـ ومنه قوله تعالى: {وما اختلف فيه إلا الذين أتوه من بعد ما جاءتهم البينات} 1.
ومثال الفتح المقدر: رمى، ودعا، وسعى. فالأفعال السابقة مبنية على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر.
253 ـ ومنه قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} 2.
ويبنى على الفتح إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة. نحو: كتبتْ فاطمة الدرس. جلستْ عائشة في الحديقة.
254 ـ ومنه قوله تعالى: {فأما الذين اسودت وجوههم أ كفرتم بعد إيمانكم} 3.
وقوله تعالى: {قالت ربي إني ظلمت نفسي} 4.
ويبنى على الفتح إذا اتصلت به ألف الاثنين. نحو: قالا، وباعا، وذهبا.
ـــــــــــــ
1 ـ 213 البقرة. 2 ـ 94 المائدة.
3 ـ 106 آل عمران. 4 ـ 44 النمل.
255 ـ ومنه قوله تعالى: {كانا يأكلان الطعام} 1.
وقوله تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب} 2.
ب ـ يبنى الفعل الماضي على السكون، إذا اتصلت به تاء الفاعل. نحو: كتبتُ، وجلستُ، وذهبتُ.
256 ـ ومنه قوله تعالى: {ما قلتُ لهم إلا ما أمرتني} 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
أو " نا " الفاعلين. نحو: سافرنا، ودرسنا، ورجعنا.
257 ـ ومنه قوله تعالى: {فقلنا هاتوا برهانكم} 4.
وقوله تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح} 5.
أو نون النسوة. نحو: الطالبات كتبن الواجب. والأمهات أرضعن أطفالهن.
258 ـ ومنه قوله تعالى: {وقطعن أيديهن} 6.
ج ـ يبنى الفعل الماضي على الضم، إذا اتصلت به واو الجماعة. نحو: كتبوا، وباعوا. 259 ـ ومنه قوله تعالى: {قالوا إنما نحن مصلحون} 7.
2 ـ الفعل الأمر:
أ ـ يبنى الفعل الأمر على السكون، إذا جرد آخره من كل شيء. نحو: اكتب، وارسم، والعب.260 ـ ومنه قوله تعالى: {قل هو الله أحد} 8.
أو اتصلت به نون النسوة. نحو: اكتبْن، وارسمْن، واطهيْن.
261 ـ ومنه قوله تعالى: {وقلن قولا معروفا} 9.
وقوله تعالى: {وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله} 10.
ــــــــــــــــ
1 ـ 78 المائدة.
2 ـ 25 يوسف. 3 ـ 117 المائدة.
4 ـ 75 القصص. 5 ـ 22 الحجر.
6 ـ 31 يوسف. 7 ـ 11 البقرة.
8 ـ 1 الإخلاص. 9، 10 ـ 32 الأحزاب.
ب ـ يبنى على الفتح، إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة، أو الثقيلة. نحو: اعفوَنْ، واشكرَنْ، وشاركَنَّ في الرحلة، وعالجَنَّ الجرحى.
ج ـ يبنى على حذف النون إذا اتصل بآخره ألف الاثنين. نحو: اخرجا، واذهبا، والعبا.
262 ـ ومنه قوله تعالى: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما} 1.
أو: واو الجماعة. نحو: اكتبوا، والعبوا، واذهبوا.
263 ـ ومنه قوله تعالى: {فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} 2.
أو: ياء المخاطبة. نحو: أخرجي، واكتبي، والعبي.
264 ـ ومنه قوله تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} 3.
17 ـ ومنه قول الشاعر:
يا دار عبلة بالجوار تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
الشاهد قوله: " عمي، واسلمي " فعلا أمر أسندا إلى ياء المخاطبة، لذلك بنيا على
حذف النون.
د ـ يبنى على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر. نحو: اخشَ الله في عملك، ادعُ بالتي هي أحسن، ارمِ الكرة عاليا.
265 ـ ومنه قوله تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله} 4.
وقوله تعالى: {ادعُ إلى سبيل ربك} 5.
وقوله تعالى: {وأوحينا إلى موسى أن ألقِ عصاك} 6.
ــــــــــــــــ
1 ـ 89 يونس. 2 ـ 14 النساء.
3 ـ 28 الفجر. 4 ـ 9 الجمعة.
5 ـ 125 النحل. 6 ـ 117 الأعراف.
3 ـ بناء الفعل المضارع:
يبنى في حالتين: ـ
أ ـ يبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة. نحو: الطالبات يكتبْنَ الدرس.
266 ـ ومنه قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض} 1.
وقوله تعالى: {يتربصن بأنفسهن} 2.
ب ـ يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة. نحو: ليفعلَنْ أحدكم الخير. وهل ترجوَنْ غير الله. وتالله لأقولَنَّ الصدق.
267 ـ ومنه قوله تعالى: {لأحتنكَنَّ ذريته إلا قليلا} 3.
وقوله تعالى: {لئن أمرتهم ليخرجَنَّ} 4.
أحكام الفعل المضارع المبني:
1 ـ يبقى الفعل المضارع المبني على السكون، أو الفتح محافظا على محل إعرابه الأصلي، من رفع، أو نصب، أو جزم.
نحو قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض} 5.
فـ " يئسن ": فعل مضارع مبني على السكون في محل رفع.
ونحو: المعلمات لن يهملن التلميذات.
يهملن: فعل مضارع مبني على السكون في محل نصب بلن.
ونحو: الطالبات لم يكتبن الواجب.
يكتبن: فعل مضارع مبني على السكون في محل جزم بلم.
كما يراعى المحل في تابع الفعل المضارع المبني.
نحو: والله لن أجالسن الكاذب ولا أكلمه.
ــــــــــــــــ
1 ـ 4 الطلاق. 2 ـ 228 البقرة.
3 ـ 62 الإسراء. 4 ـ 53 النور.
5 ـ 4 الطلاق.
فالفعل " أكلم " معطوف على محل أجالسن، وهو النصب.
2 ـ إذا وقعت نون التوكيد بعد ألف الاثنين، تثبت ألف الاثنين، وتحذف نون التثنية لتوالي الأمثال، كما تكسر نون التوكيد. نحو: يفهمانِّ.
3 ـ إذا فصل ـ بين نون التوكيد والفعل ـ فاصل، كألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، لم يعد الفعل مبنيا، بل يكون معربا بثبوت النون في حالة الرفع.
نحو: هما يكتبانِّ، وهم يكتبُنَّ، وأنت تكتُبِنَّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي الأفعال السابقة حذفت نون الرفع مع المثنى، " كتبنانِّ ". وحذفت نون الرفع، وواو الجماعة مع جمع المذكر السالم، " يكتُبُنَّ ". ونون الرفع وياء المخاطبة عند إسناد الفعل لياء المخاطبة، وتوكيده بالنون، " تكتُبِنَّ ".
ولكن في جميع الأحوال السابقة يكون الفعل مرفوعا بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال. أما النون المثبتة في آخر الفعل فهي نون التوكيد.
4 ـ إذا وقعت نون التوكيد بعد واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، حذفت نون
الرفع، واو الجماعة، مع ضم ما قبلهما. نحو: يفهمُنَّ.
كما تحذف نون الرفع، وياء المخاطبة، مع كسر ما قبل نون التوكيد.
نحو: أنتِ تفهمِنَّ.
أما إذا كان الفعل معتل الآخر رجعت الواو وحرك بالضم، وحذف حرف العلة.
نحو: يرضَوُنَّ. فالفعل " يرضى " عند إسناده إلى واو الجماعة، وتوكيده بالنون، حذفت " ألف " العلة، ثم حذفت " نون " الرفع، وحركت " واو " الجماعة بالضم.
وكذلك الحال مع إسناد الفعل المعتل الآخر إلى " ياء " المخاطبة، نجد أن " ألف " العلة قلبت " ياء "، ثم حذفت مع بقاء الفتحة قبلها دليلا عليها، ثم الأتيان بـ " ياء " المخاطبة مكسورة وبعدها " نون " الرفع مفتوحة. نحو: أنت ترْضَيِنَّ.
5 ـ إذا تلى نون النسوة نون توكيد مشددة، وجب الفصل بينهما بالألف الزائدة،
كراهية توالي الأمثال. نحو: يفهمْنانِّ.
وما سبق بيانه في الفعل لمضارع من أحكام اتصاله بنون التوكيد، يقال في الفعل الأمر، ولمزيد من الأيضاح انظر التالي:
أحكام اتصال الفعل المضارع والأمر بنون التوكيد بعد إسناده إلى الضمائر التي تلحق به:
الفعل: نوعه: توكيده دون إسناده للضمير:
يلعب: مضارع صحيح الآخر. يلعبَنَّ
1 ـ زيادة نون توكيد بنوعيها.
2 ـ بناء الفعل على الفتح.
ألعب: أمر: العبنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد
العب فعل أمر مبني على الفتح، والفاعل مستتر، والنون حرف توكيد لا محل له من الإعراب.
يلعبانِّ:
1 ـ زيادة نون توكيد محركة بالكسر.
2 ـ حذف نون الرفع لتوالي الأمثال.
العبانِّ:
1 ـ زيادة نون التوكيد.
العبا فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
إسناده إلى واو الجماعة مع التوكيد:
يلعبُنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد.
2 ـ حذف نون الرفع.
3 ـ حذف واو الجماعة.
العبُنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد
2 ـ حذف واو الجماعة مع ضم ما قبلها.
العبوا فعل أمر وبني على حذف النون. وواو الجماعة المحذوفة في محل رفع فاعله
إسناده إلى ياء المخاطبة مع التوكيد:
أنت تلْعَبِنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد
2 ـ حذف نون الرفع.
3 ـ حذف ياء المخاطبة.
العبِنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد.
2 ـ حذف ياء المخاطبة مع كسر ما قبلها.
العبي فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة المحذوفة في محل رفع فاعله.
إسناده إلى نون النسوة مع التوكيد:
يلعبنانِّ
1 ـ الأتيان بنون النسوة مفتوحة.
2 ـ زيادة ألف بعد نون النسوة
3 ـ مجيء نون التوكيد.
العبنانَّ
1 ـ الأتيان بنون النسوة، ثم ألف زائدة.
2 ـ نون التوكيد
العبن فعل أمر مبني على السكون، ونون النسوة في محل رفع فاعله، والألف زائدة، والنون للتوكيد.
يرضى: مضارع معتل الآخر بالألف. يرضينَّ
1 ـ قلب ألف العلة ياء مفتوحة.
2 ـ بناء المضارع على الفتح.
3 ـ زيادة نون التوكيد.
ارض: أمر معتل الآخر بالألف المحذوفة، وبني الفعل على حذفها.
ارضَيَنّ: 1 ـ قلبت ألف العلة ياء مفتوحة 2 ـ بناء الفعل على الفتح لاتصاله بنون التوكيد.
يرضى: يرضيانِّ:
1 ـ قلب ألف العلة ياء مفتوحة.
2 ـ حذف نون الرفع.
3 ـ زيادة نون التوكيد وتحريكها بالكسر.
ارضينانِّ
1 ـ ثم فيه ما تم في مضارعه من قلب، وحذف، وزيادة.
2 ـ مبني على حذف النون.
مع واو الجماعة: يرضَوُنَّ:
1 ـ حذف ألف العلة.
2 ـ حذف نون الرفع، مع تحريك واو الجماعة بالضم.
3 ـ زيادة نون التوكيد.
ارضَوُنَّ:
مثل المضارع، مع بنائه على حذف النون.
مع ياء المخاطبة: أنت ترضَيِنَّ.
1 ـ قلب ألف العلة ياء، مع حذفها، وترك الفتحة.
2 ـ حذف نون الرفع مع كسر ياء المخاطبة.
3 ـ زيادة نون التوكيد.
ارضَيِنَّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل المضارع مع بناءه على حذف النون.
مع نون النسوة: ترضيْنانِّ:
1 ـ قلب ألف العلة ياء ساكنة، بعدها نون النسوة مفتوحة.
2 ـ زيادة ألف فاصلة بعد نون النسوة. 3 ــ نون التوكيد.
ارضينان:
كالمضارع تماما.
تسمو: مضارع معتل الآخر بالواو.
تسمُوَنَّ
1 ـ زيادة نون النوكيد. 2 ـ بناء المضارع على الفتح.
اسم: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.
اسمُوَنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد. 2 ـ بناء الفعل على الفتح.
3 ـ يعرب فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد،
ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب.
تسمو: يسموانِّ
1 ـ زيادة نون التوكيد مكسورة.
2 ـ حذف نون الرفع.
اسموانِّ
1 ـ زيادة نون التوكيد، وتحريكها بالكسر.
ويعرب فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين فاعله.
والنون حرف لا محل له من الإعراب.
مع واو الجماعة: يسْمُنَّ:
1 ـ حذف واو العلة مع ضم ما قبلها.
2 ـ حذف واو الجماعة.
3 ـ حذف نون الرفع.
4 ـ زيادة نون التوكيد.
اسمنَّ:
1 ـ زيادة نون التوكيد العلة.
2 ـ حذف واو العلة.
3 ـ حذف واو الجماعة.
والفعل مبني على حذف النون.
مع ياء المخاطبة: أنت تسْمِنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد.
2 ـ حذف واو العلة.
3 ـ حذف ياء المخاطبة مع بقاء كسر ما قبلها.
4 ـ حذف نون الرفع.
اسْمِنَّ
1 ـ زيادة نون التوكيد.
2 ـ حذف حرف العلة.
3 ـ حذف ياء المخاطبة مع كسر ما قبلها.
والفعل مبني على حذف النون.
مع نون النسوة: هنَّ يسْمَونانِّ
1 ـ زيادة نون النسوة.
2 ـ زيادة ألف فاصلة.
3 ـ يليها نون التوكيد.
4 ـ يعرب فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والألف
زائدة، والنون للتوكيد حرف لا محل له من الإعراب.
اسمونانَّ
1 ـ زيادة نون النسوة.
2 ـ الفصل بألف زائدة تليها نون التوكيد.
الفعل مبني على السكون، ونون النسوة في محل
رفع فاعله، والألف زائدة، والنون حرف لا محل له من الإعراب.
يرمي: مضارع معتل الآخر بالياء.
يجري عليهما ما جرى على الفعل المضارع المعتل الآخر بالواو.
ارمِ: أمر معتل الآخر بالياء: يجري عليهما ما جرى على الفعل الأمر المعتل الآخر بالواو.
إسناد الفعل إلى ألف الاثنين مع التوكيد: يلعب:
المعرب من الأفعال
الفعل المضارع
إعرابه: ـ
يعرب الفعل المضارع إذا لم يتصل به نون النسوة، أو نون التوكيد الخفيفة، أو الثقيلة، كما بينا ذلك في بناء المضارع.
وقد أعرب الفعل المضارع لشبهه باسم الفاعل في ترتيب الحروف الساكنة والمتحركة، وفي احتماله الدلالة على زمن الحال والاستقبال، لذلك سمي مضارعا، أي: مشابها للاسم (1).
رفع الفعل المضارع: ـ
يرفع الفعل المضارع الصحيح الآخر بالضمة الظاهرة على آخره، إذا لم يسبقه ناصب ولا جازم. نحو: يقول الصدق، ونعمل الواجب.
268 ـ ومنه قوله تعالى: {يعلم الله ما في قلوبهم} 2.
وقوله تعالى: {يوم يجمعُ الله الرسل} 3.
ويرفع المضارع المعتل الآخر بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. نحو: يسعى الرجل لطلب الرزق.
ومنه قوله تعالى: {سيذكر من يخشى} 4.
269 ـ وقوله تعالى: {فإذا هي حية تسعى} 5.
ويرفع بالضمة المقدرة على الواو أو الياء منع من ظهورها الثقل.
نحو: المؤمن يدعو ربه. اللاعب يرمي الكرة.
270 ـ وقوله تعالى: {والله يدعو إلى الجنة} 6.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 95 الأنعام. 2 ـ 62 النساء.
3 ـ 109 المائدة. 4 ـ 10 الأعلى.
5 ـ 20 طه. 6 ـ 221 البقرة.
وقوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} 1.
وقوله تعالى: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} 2.
وقوله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب} 3.
نصب الفعل المضارع: ـ
ينصب الفعل المضارع الصحيح الآخر بالفتحة الظاهرة على آخره إذا سبقه حرف من أحرف النصب. نحو: لن يتأخرَ والدي عن الحضور.
271 ـ ومنه قوله تعالى: {لنفد البحر قبل أن تنفدَ كلمات ربي} 4.
وينصب بالفتحة الظاهرة على أخره أيضا إذا كان معتل الآخر بالواو، أو الياء.
نحو: يجب أن تسموَ بنفسك.
272 ـ ومنه قوله تعالى: {لن ندعو من دونه إلها} 5.
ونحو: كافأتك كي تأتيَ بسرعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
273ـ ومنه قوله تعالى: {لن تغني عنهم أموالهم} 6.
وينصب بالفتحة المقدرة، منع من ظهورها التعذر، إذا كان معتل الآخر بالألف،
نحو: لن يخشى المؤمن إلا الله.
274 ـ ومنه قوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود} 7.
نواصب الفعل المضارع:
ينصب الفعل المضارع بأحد الحروف التالية: أن، لن، كي، إذن.
أولا ـ أن: حرف مصدري ونصب واستقبال، وهي حرف مصدري لأنها تؤول
ــــــــــــــــــ
1 ـ 110 مريم. 2 ـ 10 الحديد.
2 ـ 100 المائدة. 4 ـ 91 الكهف.
5 ـ 14 الكهف. 6 ـ 10 آل عمران.
7 ـ 120 البقرة.
مع ما بعدها بمصدر صريح يعرب بحسب مقتضى الكلام قبلها من فاعل، أو مبتدأ أو خبر، أو مفعول به، أو مجرور ... إلخ.
1 ـ الفاعل: يجب أن تحضر مبكرا. والتقدير: يجب حضورك. فحضور فاعل.
275 ـ ومنه قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم} 1.
فالمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ليأن.
2 ــ المبتدأ: 276 ـ نحو قوله تعالى: {وأن تعفوا أقرب للتقوى} 2.
وقوله تعالى: {وأن تصوموا خير لكم} 3.
3 ــ الخبر: نحو: تفوقك أن تتقن العمل. التقدير: تفوقك إتقان العمل.
4 ــ المفعول به: أخشى أن تسافر فجأة. والتقدير: أخشى سفرك. فسفرك مفعول به.
277 ـ ومنه قوله تعالى: {إني أخاف أن يبدل} 4. والتقدير: أخاف تبديل.
وقوله تعالى: {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} 5.
5 ــ المجرور بالإضافة:
278 ـ نحو قوله تعالى: {أوذينا من قبل أن يأتينا} 6.
فالمصدر المؤول من أن وفعلها في محل نصب مفعول به. والتقدير: نخشى إصابتنا.
وهي للنصب، لأنها تعمل في الفعل المضارع النصب، وهي للاستقبال لأنها تعين وقوع الفعل في الزمن المستقبل.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 16 الحديد. 2 ـ 237 البقرة.
3 ـ 184 البقرة. 4 ـ 40 الشعراء.
5 ـ 52 المائدة. 6 ـ 129 الأعراف.
نحو قوله تعالى: {فلما أراد أن يبطش} 1.
أي: أن إرادة البطش تعينت في الزمان المستقبل.
18 ـ ومنه قول لبيد:
ألا أيهذا اللائمي احضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
أحكام أن المصدرية:
1 ـ لا يجوز لأن المصدرية أن تفصل عن فعلها بغي " لا " النافية، أو الزائدة.
279 ـ نحو قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجة} 2.
وقوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألاّ يقدرون على شيء} 3.
2 ـ إذا اتصلت " أن " بـ " لا " النافية، أو الزائدة، حذفت نونها، وأدغمت مع " لا " كتابة ولفظا.
280 ـ نحو قوله تعالى: {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} 4.
وقوله تعالى: {وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا} 5.
وقوله تعالى: {قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين} 6.
3 ـ تدخل أن المصدرية على الفعل الماضي ولا تؤثر فيه، وإنما تكون معه مصدرا مؤولا، لا غير، كقول أبي تمام:
فإني رأيت الشمس زيدت محبة إلى الناس أن ليس عليهم بسرمد
إضمار " أنْ " وإظهارها: ـ
1 ـ يجوز إضمار " أن " وإظهارها في موضعين:
أ ـ إذا سبقها لام الجر التعليلية، دون أن يفصلها عن الفعل المضارع فاصل.
ـــــــــــــــ
1ـ 19 القصص. 2 ـ 150 البقرة.
3 ـ 29 الحديد. 4 ـ 12 الأعراف.
5 ـ 71 المائدة. 6 ـ 32 الحجر.
281 ـ نحو قوله تعالى: {قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} 1.
وقوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله} 2.
وقوله تعالى: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} 3.
أو سبقها لام العاقبة.
282 ـ نحو قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا} 4.
ب ـ ويجوز إظهارها وإضمارها، إذا سبقها: الواو، أو الفاء، أو ثم، و" أو" العاطفة، بشرط ألا يدل حرف العطف على معنى من المعاني التي توجب إضمار " أن "، وأن يكون المعطوف عليه اسما جامدا، والمعطوف المصدر المؤول مذكورا في الكلام.
19 ـ كقول: ميسون الكلبية.
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس الشفوف
الشاهد: تقرَّ. حيث نصبه بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف.
2 ـ يجب إضمار " أن " في المواضع التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ بعد لا الجحود ـ ولام الجحود حرف جر ـ والمصدر المؤول من أن والفعل يكون في محل جر. ويشترط أن يسبق لام الجحود نفي يأتي بعده " كان " الناقصة، واسمها الظاهر، ويكون خبرها الجار والمجرور المكون من لام الجحود، والمصدر المؤول
283 ـ نحو قوله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين} 5.
وقوله تعالى: {ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} 6.
ــــــــــــ
1 ـ 260 البقرة. 2 ـ 2 الفتح.
3 ـ 3 طه. 4 ـ 8 القصص.
5 ـ 179 آل عمران. 6 ـ 33 الأنفال.
ب ـ يجب إضمارها بعد " أو " التي بمعنى " حتى "، أو " إلاّ " الاستثنائية، ويشترط في " حتى " أن تكون بمعنى " إلى "، لا بمعنى " كي ". كما يشترط في " أو " أن تكون صالحة للحذف، ووضع " حتى " في مكانها من غير أي تغيير في المعنى.
20 ـ كقول الشاعر:
لاستسهلن الصعب أو أدركَ المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
الشاهد: أو أدرك. حيث نصب الفعل بأن مضمرة وجوبا بعد " أو " العاطفة التي بمعنى
" حتى ".
ومثال " أو " التي بمعنى " إلا ":
21 ـ قول الشاعر:
وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما
الشاهد: أو تستقيما. فقد نصب الفعل بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى إلا.
ج ـ يجب إضمار " أن " بعد " حتى " التي بمعنى " كي " التعليلية، وتكون حتى حينئذ حرف جر، ويشترط في الفعل بعدها أن يكون مستقبلا.
284 ـ نحو قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا} 1.
وقوله تعالى: {حتى يأذن لي ربي} 2.
أما إذا دل الفعل المضارع الواقع بعد حتى على الحال حقيقة أو مجازا " مؤولا " وجب رفعه (3). نحو: يستمع المعلم إلى شرح الطالب الآن حتى يعرف مستواه.
ونحو: سرت حتى أدخل البلد.
ــــــــــــــ
1 ـ 91 طه. 2 ـ 80 يوسف.
3 ـ شرح ابن عقيل ج2 ص348، وابن الناظم ص676.
4 ـ تضمر " أن " وجوبا بعد فاء السببية، وهي حرف يفيد الترتيب والتعقيب، ويشترط في الفاء الدالة على السببية الجوابية الآتي:
أ ـ أن تسبق بنفي. نحو: لست شحيحا فأتهم بالبخل.
285 ـ ومنه قوله تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} 1.
ومنه قول جميل بثينة:
فكيف ولا توفى دماؤهم دمي ولا مالهم ذو ندهة فَيَدُوني
الشاهد: فيدوني، أي: يعطوا ديني، وهو منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية المسبوقة بنفي، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
ب ـ أم تسبق بطلب: نهي، أو أمر، أو استفهام، أو دعاء، أو عرض، أو تحضيض، أو تمني.
مثال النهي: لا تسرق فتقطع يدك.
286 ـ ومنه قوله تعالى: {لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي} 2.
ومثال الأمر: اعمل الواجب فأكافئك.
22 ـ ومنه قول الشاعر:
يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فتستريحا
ومثال الاستفهام: هل تعاقب المجرم فيستقيم.
287 ـ ومنه قوله تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} 3.
وقوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه} 4.
ومثال الدعاء: ربِّ انصرني فلا أخذل.
ومثال العرض: ألا تقدم إلينا فتجد الحفاوة والتكريم.
ـــــــــــ
1 ـ 36 فاطر. 2 ـ 81 طه.
3 ـ 53 الأعراف. 4 ـ 245 البقرة.
23 ـ ومنه قول الشاعر:
يا بن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فما راء كمن سمعا
ومثال التحضيض: هلاّ تجتهد فتنجح.
288 ـ ومنه قوله تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} 1.
ومثال التمني: يا ليتني اشتركت في الرحلة فأطلع على معالم الآثار.
289 ـ ومنه قوله تعالى: {يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} 2.
ويلاحظ في الفاء المضمر بعدها " أن "، أن تدل على السببية، فإن خلت من معنى السببية كانت للاستئناف، والفعل بعدها مرفوع.
نحو: على المعلمين مراعاة طلابهم ولا يهملون فيفشلون.
5 ــ تضمر " أن " وجوبا بعد واو المعية:
واو المعية حرف يفيد مصاحبة ما قبله لما بعده، ويشترط فيه كي تضمر بعده " أن " وجوبا أن يكون مسبوقا بنفي أو بطلب، كفاء السببية السابق ذكرها، والفارق بين واو المعية، وفاء السببية، أن " الواو " تدل على المصاحبة.
290 ـ نحو قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} 3.
24 ـ ومنها قول الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
الشاهد: وتأتي، حيث نصب الفعل المضارع " تأتي " بـ " أن " مضمرة وجوبا بعد واو المعية.
ثانيا ـ " لن ":
حرف نفي واستقبال ونصب. نحو: لن يهمل المجتهد واجباته.
ــــــــــــــــ
1 ـ 10 المنافقين. 2 ـ 73 النساء.
3 ـ 142 آل عمران.
291 ـ ومنه قوله تعالى: {ولن تجد لسنة الله تبديلا} 1.
وقوله تعالى: {لن تستطيع معي صبرا} 2.
وقوله تعالى: {لن يغفر الله لهم} 3.
ثالثا ـ " كي ":
حرف مصدري واستقبال، واستقبال ونصب.
نحو: حضرت كي أشارك معكم.
292 ـ ومنه قوله تعالى: {كي تقر عينها ولا تحزن} 4.
وقوله تعالى: {كي نسبحك كثيرا} 5.
أحكام " كي ": ـ
1 ـ تأتي " كي " حرف جر، والفعل المضارع بعدها منصوب بـ " أن " مضمرة وجوبا، ويشترط في " كي " حينئذ التجرد من اللام، وأن ما بعدها في تأويل مصدر مجرور بها، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المقدم عليها.
نحو: قدمت كي أراك.
2 ـ تأتي حرف مصدري واستقبال ونصب يفيد التعليل، ويشترط فيها أن يقدر قبلها " لام " الجر، وتكون والفعل بعدها في تأويل مصدر صريح مجرور بلام الجر المحذوفة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلها، كما هو مبين في المثال السابق.
ومنه قوله تعالى: {فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن} 6.
3 ـ وتأتي " كي " مسبوقة بلام الجر وهي حينئذ حرف ناصب فحسب، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يكون في محل جر باللام.
ــــــــــــــــ
1 ـ 62 الأحزاب. 2 ـ 75 الكهف.
3 ـ 6 المنافقون. 4 ـ 13 القصص.
5 ـ 33 طه. 6 ـ 40 طه.
293 ـ نحو قوله تعالى: {لكي لا يعلم بعد علم شيئا} 1.
وقوله تعالى: {لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} 2.
4 ـ وإذا جاءت أن ظاهرة بعد " كي "، كانت " كي " تعليلية جارة.
نحو: جئت كي أن أحظى برؤياك.
25 ـ ومنه قول الشاعر
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا لسانك كيما أن تفرَّ وتخدعا
الشاهد: كيما أن تفر. فقد نصب الفعل بعد " كي " بأن المصدرية الظاهرة، وكي حرف جر لا غير، وهذا شاذ.
وقد ذهب الأخفش إلى أن كي حرف جر دائما، وإن نصب الفعل بعدها يكون بأن مضمرة، وقد تظهر كما في البيت السابق (3).
رابعا ـ إذن:
حرف جواب وجزاء لشرط مقدر، أو ظاهر، ناصبة للفعل المضارع.
مثال مجيئها جوابا وجزاء لشرط مقدر: إذن أكرمك.
ومثال مجيئها جوابا للشرط الظاهر:
26 ـ قول الشاعر:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها
الشاهد: إذن لا أقيلها. فقد جاءت إذن في هذا الموقع جوابا للشرط الموجود في أول البيت، وهو قوله: لئن ... إلخ.
وقد تأتي " إذن " جوابا لغير الجزاء.
294 ـ نحو قوله تعالى: {قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين} 4.
ــــــــــــــ
1 ـ 70 النحل. 2 ـ 7 الحشر.
3 ـ شرح المفصل لابن يعيش ج9 ص15.
4 ـ 20 الشعراء.
حقيقة " إذن ": ـ
اختلف النحويون في حقيقة " إذن "، فقال جمهور النحاة: إنها حرف بسيط
غير مركب من (إذ، وأن)، أو (إذا، وأن).
وذهب الكوفيون إلى أنها اسم، وأنَّ أصلها (إذا) الظرفية لحقها التنوين، عوضا عن الجملة المضاف إليها المحذوفة.
وذهب الخليل بن أحمد إلى أنها حرف مركب من (إذ، وأن)، ونقلت حركة الهمزة إلى الذال، ثم حذفت.
وذهب الرضي إلى أنها اسم، وأصله " إذ " حذفت الجملة المضاف إليها، وعوض عنها التنوين.
وقد ورد في حاشية السيوطي على المغني عن بعضهم أن " إذن " تأتي على وجهين:
1 ـ حرف ناصب للفعل المختص به.
2 ـ اسم أصله " إذا، أو إذ " حذفت الجملة المضاف إليها، وعوض عنها
التنوين، وهذه تدخل على المضارع، وغير المضارع فيرفع بعدها.
فيجوز أن نقول لمن " قال آتيك "، إذن أكرمك بالرفع على الأصل، وبالنصب على أنها حرفية " (1).
شروط النصب بإذن: ـ
1 ـ أن يكون الفعل مستقبلا.
2 ـ أن تكون في أول الكلام.
3 ـ ألا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم.
توضيح الشروط السابقة:
ــــــــــــــــ
1 ـ كتاب في أصول اللغة ج2 ص135،
وحاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص290.
1 ـ يشترط في عمل إذن دلالة الفعل بعدها على الاستقبال.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: إذن أكرمَك. جوابا لمن قال: سأزورك.
فإذا لم يدل الفعل على الاستقبال، امتنع عمل إذن، وجاء الفعل بعدها مرفوعا.
نحو: إذن أظنك صادقا. برفع أظنك، جوابا لمن قال: أنا أحترمك.
2 ــ وأن تكون في أول الكلام. نحو: إذن أجيئَك. بنصب الفعل. فإذا لم تتصدر الكلام امتنع عملها. نحو: محمد إذن يكرمك. برفع الفعل.
3 ــ ولا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل، كما هو في الأمثلة السابقة. فإذا فصل بينهما امتنع عملها. نحو: إذن أخي يكرمك. برفع الفعل.
وإذا كان الفاصل بينهما القسم لم يمتنع عملها. نحو: إذن والله آتيك. بنصب الفعل.
حكم " إذن " بعد الفاء والواو: ـ
إذا جاءت " إذن " بعد الفاء أو الواو ثم تلاها الفعل المضارع الدال على الاستقبال، جاز فيها العمل. نحو: فإذن أكرمك. بنصب الفعل.
وإذن أحضر. بنصب الفعل.
كما يجوز إهمالها، والفعل بعدها مرفوع.
295 ـ نحو قوله تعالى: {فإذن لا يأتون الناس نقيرا} 1.
وقوله تعالى: {وإذن لا يلبثون خلفك إلا قليلا} 2.
ولكن الإهمال أكثر كما ذكر صاحب لسان العرب.
ــــــــــــ
1 ـ 53 النساء. 2 ـ 76 الإسراء.
جزم الفعل المضارع الصحيح والمعتل الآخر
أولا ـ يجزم الفعل المضارع الصحيح الآخر، أو المعتل الآخر إذا سبقه حرف من أحرف الجزم، وتكون علامة جزم الصحيح الآخر السكون، وعلامة جزم المعتل الآخر حذف حرف العلة من أخره.
نحو: لم يهمل المجتهد واجبه.
296 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لم ينزل به سلطانا} 1.
ونحو: لتخش الله في ما تقول.
ومنه قوله تعالى: {أو لم ير الذين كفروا} 2.
وقوله تعالى: {ولم يخش إلا الله} 3.
ونحو: لا تدع أخاك إلى الرحلة.
ومنه قوله تعالى: {كأن لم يدعنا إلى ضر مسه} 4.
ونحو: لم يرم محمد الكرة.
ومنه قوله تعالى: {كأن لم تغن بالأمس} 5.
ثانيا ـ يجزم الفعل المضارع إذا جاء جوابا للطلب. سواء أكان الطلب أمرا.
نحو: احرصْ على الموت توهبْ لك الحياة.
أو نهيا. نحو: لا تهملْ دروسك تسلمْ من الفشل.
أو استفهاما. نحو: أين أخوك أهنئْه
أو تمنيا. نحو: ليتك قريب أزرْك.
ويشترط في الفعل المضارع المجزوم في جواب الطلب الشروط الآتية: ـ
ــــــــــــ
1 ـ 151 آل عمران. 2 ـ 30 الأنبياء.
3 ـ 19 التوبة. 4 ـ 12 يونس.
5 ـ 24 يونس.
1 ـ أن يسبق الفعل المضارع بنوع من أنواع الطلب التي بيناها آنفا.
2 ـ أن تقع جملة المضارع جوابا وجزاء للطلب الذي قبلها.
3 ـ أن يستقيم المعنى بالاستغناء عن أداة الطلب، وإحلال محلها " إن " الشرطية. نحو: اترك الإهمال تنجح في الامتحان.
تصبح بعد إبدال أداة الطلب بإن الشرطية:
إن تترك الإهمال تنجح في الامتحان.
أو " لا " النافية محل لا الناهية. نحو: لا تكن إمعة تسلم من الإهانة.
تصبح: إلاّ تكن إمعة تسلم من الإهانة.
ثانيا ـ الأحرف الجازمة لفعل مضارع واحد.
تحدثنا في أسلوب الشرط عن الأدوات التي تجزم فعلين مضارعين، وفي هذا المقام نتحدث عن الأحرف الجازمة لفعل مضارع واحد وهي:
لم، ولمّا، ولام الأمر، ولا الناهية.
1 ـ " لم "
حرف نفي وجزم وقلب. ينفي الفعل المضارع، ويجزمه، ويقلب معناه إلى الماضي. نحو قوله تعالى: {لم يلد ولم يولد} 1.
وقوله تعالى: {ما لم يؤت أحد من العالمين} 2.
وقوله تعالى: {أو لم يهد للذين يرثون الأرض} 3.
2 ـ " لمّا "
حرف نفي وجزم واستغراق. فهي تنفي المضارع، وتجزمه، ويستغرق النفي جميع أجزاء الزمن الماضي. نحو: لمّا يفرغ من عمله.
ومنه قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} 4.
ـــــــــــــــ
1 ـ 3 الإخلاص. 2 ـ 20 المائدة.
3 ـ 100 الأعراف. 4 ـ 142 آل عمران.
27 ـ ومنه قول الشاعر:
فقلت له لما دنا أن شأننا قليل الغنى إن كنت لمّا تموَّل
ومنه قول عثمان بن عفان:
فإن أك مأكولا فكن أنت آكلي وإلا فأدركني ولمّا أمزّقِ
3 ـ " لام " الأمر:
يطلب بها إنجاز الفعل في الزمن الحاضر، أو المستقبل، يؤمر بها الغائب كثيرا. 297 ـ نحو قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} 1.
وقوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا} 2.
وقوله تعالى: {فليدع ناديه} 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويؤمر بها المخاطب والمتكلم قليلا.
نحو قوله تعالى: {ولنحمل خطاياهم} 4.
وتحذف لام الأمر كثيرا إذا وقعت بعد فعل الأمر (5).
298 ـ نحو قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} 6.
أما إذا لم تقع بعد فعل الأمر فحذفها قليل، ويقتصر على الضرورة.
4 ـ " لا " الناهية:
هي الموضوعة لطلب الكف عن العمل، ويخاطب بها المخاطب، والغائب كثيرا. 299 ـ نحو قوله تعالى: {ولا تصغر خدك للناس} 7.
وقوله تعالى: {لا تخف إنك أنت الأعلى} 8.
وقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله} 9.
ــــــــــــــــ
1 ـ 7 الطلاق. 2 ـ 8 النساء. 3 ـ 17 العلق.
4 ـ 12العنكبوت. 5 ـ الكامل في النحو والإعراب لأحمد قبش ص29.
6 ـ 31 إبراهيم. 7 ـ 18 لقمان.
8 ـ 68 طه. 9 ـ 106 يونس.
ومثال الغائب: لا يهمل أحكم الدرس.
300 ـ ومنه قوله تعالى: {لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء} 1.
أما مجيئها مع المتكلم فنادر.
28 ـ ومنه قول الوليد بن عقبة:
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد لها أبدا ما دام فيها الجراضم
تنبيه:
إذا جزم الفعل المضارع المضعف الآخر، نابت " الفتحة " لخفتها عن " السكون "، أو حرك الفعل بالفتحة لخفتها عن السكون.
نحو: لا تمسَّ أخاك المسلم بضر.
301 ـ ومنه قوله تعالى: {لا تضارَّ والدة بولدها} 2.
ــــــــــ
1 ـ 106 يونس.
2 ـ 233 البقرة.
نماذج من الإعراب
247 ـ قال تعالى: {ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد} 48 يوسف.
ثم يأتي: ثم حرف عطف، يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة.
من بعد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، وبعد مضاف.
ذلك: اسم إشارة في محل جر مضاف إليه.
سبع: فاعل مرفوع بالضمة ليأتي. شداد: صفة لسبع مرفوعة بالضمة.
والجملة معطوفة على ما قبلها.
248 ـ قال تعالى: {كم تركوا من جنات وعيون} 25 الدخان.
كم: خبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتركوا.
تركوا: فعل ماض مبني على الضم، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
من جنات: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
وعيون: الواو حرف عطف، وعيون معطوفة على جنات.
249 ـ قال تعالى: {هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة} 15 الكهف.
هؤلاء: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
قومنا: قوم بدل من اسم الإشارة مرفوع، أو عطف بيان، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. اتخذوا: فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر.
من دونه: جار ومجرور، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال.
آلهة: مفعول به منصوب بالفتحة.
ويجوز أن تعرب قومنا خبر لمبتدأ هؤلاء، وجملة اتخذوا في محل نصب حال.
14 ـ قال الشاعر:
اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمسِ
اليوم: مبتدأ مرفوع بالضمة. أعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به لأعلم.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر ليوم.
يجيء: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى اليوم. به: جار ومجرور متعلقان بيجيء.
وجملة يجيء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد الضمير الغائب المجرور بالباء.
ومضى: الواو حرف عطف، ومضى فعل ماض مبني على الفتح.
بفضل قضائه: جار ومجرور متعلقان بمضى، وفضل مضاف، وقضائه مضاف إليه، وقضاء مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
أمسِ: فاعل مضى مبني على الكسر في محل رفع.
الشاهد: مضى أمس، حيث وردت كلمة أمس مكسورة مع أنها فاعل لمضى، والدليل على كسرها قافية البيت السابق للبيت المستشهد به وهو قوله:
منع البقاء تقلب الشمسِ وطلوعها من حيث لا تمسي
15 ـ قال الشاعر:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
قفا: فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
نبك: فعل مضارع مجزوم بجواب الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن، وجملة نبك لا محل لها من الإعراب لأنها جواب الأمر.
من ذكرى: جار ومجرور متعلقان بنبك، وذكرى مضاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
حبيب: مضاف إليه مجرور من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعل ذكرى محذوف تقديره: من تذكرنا حبيباً.
ومنزل: الواو حرف عطف، ومنزل معطوف على ما قبلها.
بسقط: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لمنزل، وسقط مضاف، اللوى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
بين الدخول: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والدخول مضاف إليه. فحومل: الفاء عاطفة، وحومل معطوف على الدخول، والأصل في الدخول المنع من الصرف للعلمية والعجمة، وقد صرفه الشاعر لضرورة الشعر.
250 ـ قال تعالى: {أينما تكونوا يدركّم الموت} 78 النساء.
أينما: اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بمحذوف خبر تكونوا المقدم إذا كانت " تكونوا " ناقصة، أو بجواب الشرط إذا كانت تامة.
تكونوا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع اسمها أو فاعلها.
يدركّم: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة جزمه السكون، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. الموت: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة يدركم الموت في محل نصب خبر كان على الوجه الأول.
وجملة أينما وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لخطاب اليهود والمنافقين.
16 ـ قال الشاعر:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
أنا ابن: أنا ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وابن خبر مرفوع بالضمة.
جلا: أحسن ما فيه من الأعاريب أنه فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وله مفعول به محذوف، والتقدير: أنا ابن رجل جلا الأمور.
وجملة الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر صفة لموصوف مجرور بالإضافة محذوف كما ظهر في التقدير.
وطلاع الثنايا: الواو حرف عطف، وطلاع معطوف على الخبر ابن، وطلاع مضاف، والثنايا مضاف إليه مجرور.
متى: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
أضع: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
العمامة: مفعول به منصوب بالفتحة.
تعرفوني: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به.
251 ـ قال تعالى: {فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو} 51 الإسراء.
فسينغضون: الفاء حرف عطف، والسين حرف استقبال، وينغضون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها. إليك: جار ومجرور متعلقان بينغضون.
رؤوسهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ويقولون: الواو حرف عطف، ويقولون عطف على ينغضون.
متى: اسم استفهام متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر، " ويقصد بهو يوم البعث ".
252 ـ قال تعالى: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات} 213 البقرة.
وما: الواو حرف عطف، وما نافية لا عمل لها.
اختلف: فعل ماض مبني على الفتح. فيه: جار ومجرور متعلقان باختلف.
إلا: أداة حصر لا عمل لها.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
أوتوه: فعل ماض مبني للمجهول، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به ثان، لأن نائب الفاعل في موضع المفعول به الأول. من بعد ك جار ومجرور متعلقان باختلف.
ما جاءتهم: ما مصدرية، وجاء فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، و" ما " وما بعدها مؤولة بمصدر في محل جر بالإضافة، والتقدير: من بعد مجيء البينات. البينات: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة و " ما اختلف " وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
253 ـ قال تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} 94 المائدة.
فمن: الفاء حرف استئناف، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
اعتدى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة اعتدى في محل جزم فعل الشرط.
بعد ذلك: بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق باعتدى، وهو مضاف واس الإشارة في محل جر مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فله: الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. عذاب: مبتدأ مؤخر.
والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط. أليم: صفة مرفوعة بالضمة.
وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر من.
وجملة من وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
254 ـ قال تعالى: {فأما الذين اسودت وجوههم أ كفرتم بعد إيمانكم} 106 آل عمران.
فأما: الفاء للتفريع متضمنة معنى الاستئناف، وأما حرف شرط وتفصيل.
الذين: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
اسودت وجوههم: فعل وفاعل، وهاء الغائب في وجوههم في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة أما وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
أ كفرتم: الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي، وكفرتم فعل وفاعل.
بعد إيمانكم: بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بكفرتم، وبعد مضاف، وإيمانكم مضاف إليه مجرور بالكسرة، وإيمانكم مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة أ كفرتم في محل نصب مقول القول لقول محذوف، والتقدير: فيقال لهم أ كفرتم، وهذه الجملة مع المقول في محل رفع خبر المبتدأ " الذين "، وهي في الوقت نفسه جواب أما.
وشرط أما لا يذكر صريحا بل التزموا بحذفه، ويظهر عند حل المعنى والتعبير بما نابت عنه " أما " وهو مهما، والتقدير: مهما يكن من شيء فأما الذين اسودت وجوههم فيقال لهم كذا وكذا.
255 ـ قال تعالى: {كانا يأكلان الطعام} 75 المائدة.
كانا: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، والألف في محل رفع اسمها.
يأكلان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، وجملة يأكلان في محل نصب خبر كان. الطعام: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة كانا وما بعدها لا محل لها من الإعراب مفسرة.
256 ـ قال تعالى: {ما قلت لهم إلا ما أمرتني} 117 المائدة.
ما قلت: ما نافية لا عمل لها، قلت فعل وفاعل.
جار ومجرور متعلقان بقلت. إلا: أداة حصر لا عمل لها.
ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به لقلت.
أمرتني: أمر فعل ماض، والتاء في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به. وجملة أمرتني لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
257 ـ قال تعالى: {فقلنا هاتوا برهانكم} 175 القصص.
فقلنا: الفاء حرف عطف، وقلنا فعل وفاعل، والجملة معطوفة على نزعنا.
هاتوا: اسم فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
برهانكم: مفعول به منصوب بالفتحة، والكاف في محل جر مضاف إليه.
258 ـ قال تعالى: {وقطعن أيديهن} 31 يوسف.
وقطعن: الواو حرف عطف، وقطعن فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة في محل رفع فاعل.
أيديهن: مفعول به منصوب بالفتحة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة قطعن معطوفة على جملة أكبرنه.
259 ـ قال تعالى: {قالوا إنما نحن مصلحون} 11 البقرة.
قالوا: فعل وفاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. إنما: كافة ومكفوفة.
نحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مصلحون: خبر مرفوع بالواو.
والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
260 ـ قال تعالى: {قل هو الله أحد} 1 الإخلاص.
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت يعود على محمد.
هو: ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ لأنه موضع تعظيم، فإن قيل: لم ابتدأت بالمكني ولم يتقدم ذكره؟ قل: لأن هذه الصورة ثناء على الله تعالى وهي خالصة له ليس فيها شيء من ذكر الدنيا.
الله: ولفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة. أحد: بدل من لفظ الجلالة مرفوع بالضمة.
ويجوز أن يكون هو مبتدأ. ولفظ الجلالة " الله " مبتدأ ثان مرفوع بالضمة، وأحد خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول هو.
كما يجوز أن يكون أحد خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أحد.
261 ـ قال تعالى: {وقلن قولاً معروفاً} 32 الأحزاب.
وقلن: الواو حرف عطف، وقلن فعل أمر مبني على السكون، ونون النسوة في محل رفع فاعل. والجملة معطوفة على ما قبلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قولا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة. معروفاً: صفة منصوبة بالفتحة.
262 ـ قال تعالى: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما} 89 يونس.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
قد: حرف تحقيق مبني على السكون.
أجيبت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث.
دعوتكما: دعوة نائب فاعل مرفوع بالضمة، وكاف الخطاب في محل جر مضاف إليه، وجملة قد أجيبت في محل نصب مقول القول.
فاستقيما: الفاء حرف استئناف، استقيما فعل ماض مبني على الفتح، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
263 ـ قال تعالى: {فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} 15 النساء.
فاستشهدوا: الفاء حرف استئناف لما في الموصول من رائحة الشرط، ولذلك جاز أن يخبر بالأمر عن المبتدأ بقوله فاستشهدوا، ولك أن تجعل خبر اسم الموصول محذوفاً، والتقدير: فيما يتلى عليكم حكم الآتي، واستشهدوا فعل وفاعل وهو مبني على حذف النون. عليهن: جار ومجرور متعلقان باستشهدوا.
أربعة: مفعول به منصوب بالفتحة.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لأربعة.
وجملة استشهدوا وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
264 ـ قال تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} 28 الفجر.
ارجعي: فعل أمر مبني على حذف النون، والياء في محل رفع فاعل.
إلى ربك: جار ومجرور، ورب مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بارجعي. راضية: حال منصوب بالفتحة.
مرضية: حال ثانية منصوبة بالفتحة.
17 ـ قال الشاعر:
يا دار عبلة بالجوار تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
يا دار عبلة: يا حرف نداء، ودار منادى مضاف منصوب بالفتحة، وعبلة مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
بالجوار: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لدار، أو في محل نصب حال منه، والعامل حرف النداء " يا " لما فيه من معنى الفعل، وهو أقوى من الصفة.
تكلمي: فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، كالجملة الندائية قبلها.
وعمي: الواو حرف عطف، وعمي فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على جملة تكلمي لا محل لها من الإعراب.
صباحا ً: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل قبله، وجوز السيوطي أن يكون تمييزاً محمولاً عن الفاعل، مثل قوله تعالى: {واشتعل الرأس شيباً}، أو مثل قولك: طب نفساً، وهو أظهر.
دار عبلة: منادى حذف منه حرف النداء، وقد سبق إعرابه.
واسلمي: الواو حرف عطف، واسلمي معطوف على عمي.
265 ـ قال تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله} 9 الجمعة.
فاسعوا: الفاء رابطة لجواب الشرط، وأداة الشرط وفعلها في أول الآية وهو قوله: إذا نودي، واسعوا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
إلى ذكر الله: إلى ذكر جار ومجرور، وذكر مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور، وشبه الجملة متعلق باسعوا.
266 ـ قال تعالى: {واللائي يئسن من المحيض} 4 الطلاق.
واللائي: الواو حرف استئناف، واللائي اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يئسن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة في محل رفع فاعل، وجملة يئسن لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من المحيض: جار ومجرور متعلقان بيئسن.
وجملة الشرط وجوابه " إن ارتبتم فعدتهن في محل رفع خبر المبتدأ " اللائي ".
وجملة اللائي لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
267 ـ قال تعالى: {لأحتنكن ذريته إلا قليلاً} 62 الإسراء.
لأحتنكن: اللام واقعة في جواب القسم، وأحتنكن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.
ذريته: مفعول به منصوب بالفتحة، وذرية مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
إلا قليلاً: أداة استثناء، وقليلاً مستثنى من ذريه منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.
268 ـ قال تعالى: {يعلم الله ما في قلوبهم} 63 النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله: فاعل مرفوع بالضمة.
والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول قبله.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
في قلوبهم: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
269 ـ قال تعالى: {فإذا هي حية تسعى} 20 طه.
فإذا: الفاء حرف عطف، وإذا حرف مفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ويجوز أن تكون ظرف زمان، والعامل فيها خبر المبتدأ، وقال بعضهم بظرفيتها المكانية وهو منسوب إلى سيبويه، غير أن القول بحرفيتها هو أصوب الوجهين.
هي: ضمير مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. حية: خبر مرفوع بالضمة.
تسعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي، والجملة في محل نصب حال من حية، أو في محل رفع خبر ثان " راجع في ذلك المسألة الزنبورية بين سيبويه والكسائي ".
270 ـ قال تعالى: {والله يدعو إلى الجنة} 221 البقرة.
والله: الواو حرف عطف، ولفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة.
يدعو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة يدعو في محل رفع خبر.
إلى الجنة: جار ومجرور متعلقان بيدعو. والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.
271 ـ قال تعالى: {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} 91 الكهف.
لنفد: اللام واقعة في جواب لو، ونفد فعل ماض مبني على الفتح.
البحر: فاعل مرفوع بالضمة، وجملة نفد لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم. قبل: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بنفد.
أن تنفد: أن حرف مصدري ونصب، وتنفد فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة لقبل.
كلمات ربي: كلمات فاعل مرفوع بالضمة، وهي مضاف، وربي مضاف إليه، ورب مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
272 ـ قال تعالى: {لن ندعو من دونه إلهاً} 14 الكهف.
لن ندعو: لن حرف نفي نصب واستقبال، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وندعو فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن.
من دونه: جار ومجرور، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال لإلهاً، لأنه كان صفة له وتقدم عليه.
إلهاً: مفعول به منصوب بالفتحة.
273 ـ قال تعالى: {لن تغني عنهم أموالهم} 10 آل عمران.
لن تغني: لن نفي ونصب واستقبال، وتغني فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وجملة لن تغني في محل رفع خبر إن في أول الآية.
عنهم: جار ومجرور متعلقان بتغني.
أموالهم: أموال فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
274 ـ قال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود} 120 البقرة.
ولن ترضى: الواو حرف استئناف، ولن حرف نفي ونصب واستقبال، وترضى فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
عنك: جار ومجرور متعلقان بترضى. اليهود: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة لن ترضى لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
275 ـ قال تعالى: {أ لم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم} 16 الحديد.
أ لم: الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ولم حرف نفي وجزم
وقلب. يأن: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
للذين: جار ومجرور متعلقان بيأن، وأجاز العكبري أنهما متعلقان بمحذوف تقديره أعني، فهي للتبيين، ولا داعي للتقدير لما فيه من تكلف.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أن تخشع: أن حرف مصدري ونصب، وتخشع فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والمصدر المؤول من أن والفعل مضارع في محل رفع فاعل ليأن، والتقدير: ألم يأن خشوع.
قلوبهم: قلوب فاعل لتخشى مرفوع بالضمة، وقلوب مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف أليه.
276 ـ قال تعالى: {وأن تعفو أقرب للتقوى} 237 البقرة.
وأن تعفو: الواو حرف استئناف، وأن حرف مصدري ونصب، وتعفو فعل مضارع منصوب
(يُتْبَعُ)
(/)
بأن، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وأن والفعل في تأويل مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ.
أقرب: خبر مرفوع بالضمة. للتقوى: جار ومجرور متعلقان بأقرب.
وجملة أن تعفو لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
277 ـ قال تعالى: {إني أخاف أن يبدل دينكم} 26 غافر.
إني: إن واسمها. أخاف: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره
أنا.
أن يبدل: أن حرف مصدري ونصب، ويبدل فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به لأخاف، والتقدير أخاف تبديل، وفاعل يبدل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
دينكم: مفعول به، ومضاف إليه.
278 ـ قال تعالى: {أوذينا من قبل أن يأتينا} 129 الأعراف.
أوذينا: فعل ماض مبني للمجهول، ونا المتكلمين في محل رفع فاعل، وجملة أوذينا في محل نصب مقول قول سابق.
من قبل: جار ومجرور متعلقان بأوذينا.
أن تأتينا: أن حرف مصدري ونصب، وتأتي فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ونا المتكلمين في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة لقبل، والتقدير: قبل إيتائك لنا.
18 ـ قال الشاعر:
ألا أيّهذا اللائمي أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
ألا: حرف تنبيه واستفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أيّهذا: أي منادى نكرة مقصودة حذفت منه ياء النداء، مبني على الضم في محل نصب بياء القائمة مقام أدعو، وهذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع صفة لأي باعتبار لفظه، أو في محل نصب باعتبار محله.
اللائمي: بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة، ولا يصح أن يكون نعتاً له لأنه غير معرفة، وأما إضافته لياء المتكلم فهي من إضافة الوصف لمعموله، لا تفيده تعريفاً ولا تخصيصاً، لذا اغتفر دخول أل عليه مع الإضافة، واللائمي إما مرفوع أو منصوب، وعلامة رفعه أو نصبه ضمة أو فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، واللائمي مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو.
أحضر: يروى بالنصب والرفع، فالنصب رواية الكوفيين، وهو منصوب عندهم بأن محذوفة، والذي سهل النصب عندهم مح الحذف ذكر " أن " في المعطوف وهو قوله " وأن أشهد ". وأما الرفع فهي رواية البصريين، وهو مرفوع عندهم بعد حذف " أن " على حد قوله تعالى: {ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعاً}، والذي سهل حذف " أن " ثبوت " أن " بعدها كما عند الكوفيين، وعلى هذا فالفعل قائم مقام المصدر، فهو في محل جر بعن محذوفة، والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل السابق، والتقدير: ألا أيهذا اللائمي عن حضور الوغى، وفاعل أحضر ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا. (1)
الوغى: مفعول به منصوب ن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
وأن أشهد: الواو حرف عطف، وأن حرف مصدري ونصب، وأشهد فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا، وأن والفعل المضار في تأويل مصدر مجرور بعن محذوفة أيضاً، والجار والمجرور معطوفان على ما قبلهما.
اللذات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
هل أنت: هل حرف استفهام مبني على السكون لا محل لها من الإعراب، وأنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
مخلدي: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، ومخلد مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعل مخلد ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت.
وجملة أنت مخلدي لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
279 ـ قال تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجة} 150 البقرة.
لئلا: اللام للتعليل، وأن المدغمة بلا النافية حرف مصدري ونصب، ولا نافية لا
ـــــــــــــ
1 – انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال للشيخ محمد طه الدرة معلقة طرفة بن العبد الطبعة الأولى 1986م ص80.
عمل لها. يكون: فعل مضارع ناقص منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
للناس: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون المقدم.
عليكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، لأنه كان في الأصل صفة لحجة، فلما تقدمت الصفة على الموصوف أعربت حالاً على القاعدة.
حجة: اسم يكون المؤخر مرفوع بالضمة.
والمصدر المؤول من أن والفعل " يكون " في تأويل مصدر مجرور بلام التعليل، وشبه الجملة متعلق بولوا.
280 ـ قال تعالى: {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} 12 الأعراف.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو.
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
منعك: منع فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والكاف في محل نصب مفعول به ن وجملة منعك لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة ما منعك وما بعدها في محل نصب مقول القول.
ألا تسجد: أن المدغمة حرف مصدري ونصب، ولا زائدة لتوكيد معنى النفي، وتسجد فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره:
أنت، والمصدر المؤول من أن والفعل المضارع في تأويل مصدر منصوب على نزع الخافض، والتقدير: ما منعك من السجود.
إذ أمرتك: إذ ظرف للزمن الماضي مبني على السكون في محل نصب متعلق يتسجد، والتقدير: ما منعك من السجود وقت أمري إياك به، وأمرتك فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذ إليها.
281 ـ قال تعالى: {قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} 260 البقرة.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
بلى: حرف جواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وجيء بها لتثبيت الإيمان
المنفي.
ولكن: الواو حرف عطف، ولكن حرف استدراك مهمل، ولكن وما بعدها معطوفة على جملة محذوفة تقديره: " سألتك ".
ليطمئن: اللام للتعليل، ويطمئن فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد لام التعليل، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل يطمئن في محل جر بلام التعليل، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف، والتقدير: ولكن سألتك كيفية الإحياء ليطمئن قلبي. قلبي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء في محل جر بالإضافة.
282 ـ قال تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا} 8 القصص.
فالتقطه: الفاء حرف عطف، والتقط فعل ماض مبني على الفتح، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والجملة معطوفة على محذوف للإيجاز، والتقدير: فأرضعته وألقته في النهر فالتقطه آل فرعون، وتعرف هذه الفاء بالفصيحة أيضاً.
آل فرعون: آل فاعل مرفوع بالضمة، وآل مضاف، وفرعون مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
ليكون: اللام لام العاقبة وتعرف بلام المآل ولام الصيرورة، وهي شبيه بلام كيي التعليلية في دخولها على الأفعال المضارعة، وجرها للمصادر، إلا أنها تختلف عنها في المعنى. ويكون فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد اللام، واسم يكون ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
لهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من عدو، لأنه في الأصل كان صفة له فلما تقدم عليه أعرب حالاً على القاعدة.
عدواً: خبر يكون منصوب بالفتحة.
19 ـ قال الشاعر:
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس الشفوف
ولبس: الواو حسب ما قبلها، ولبس مبتدأ، وهو مضاف،
عباءة: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وتقر: الواو حرف عطف، وتقر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد الواو العاطفة على اسم خالص من التقدير بالفعل.
عيني: فاعل، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أحب: خبر المبتدأ " لبس ". إليّ: جار ومجرور متعلقان بأحب.
من لبس الشفوف: جار ومجرور متعلقان بأحب أيضا، ولبس مضاف، والشفوف مضاف إليه.
الشاهد: وتقر، حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف التي تقدمها اسم خالص من التقدير بالفعل وهو " لبس ".
283 ـ قال تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين} 179 آل عمران.
ما: نافية لا عمل لها، وكان فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة اسمها مرفوع بالضمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليذر: اللام لام الجحود وهي المسبوقة بكون منفي، وتكون لتوكيد النفي، ويذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد لام الجحود الجارة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في تأويل مصدر مجرور باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان، والتقدير: لم يكن الله مريداً تركهم على حالة من الاختلاط والالتباس.
المؤمنين: مفعول به منصوب بالياء لتذر.
وجملة ما كان الله وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لبيان أن الله عالم بكل شيء.
20 ـ قال الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فمن قادت الآمال إلا لصابر
لأستسهلن: اللام موطئة للقسم، واستسهلن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
الصعب: مفعول به منصوب بالفتحة.
أو أدرك: أو حرف عطف، ومعناه هنا " حتى "، أدرك فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
المنى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
فما انقادت: الفاء حرف دال على التعليل، وما نافية لا عمل لها، وانقادت فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث.
الآمال: فاعل مرفوع بالضمة. إلا: أداة حصر لا عمل لها.
لصابر: جار ومجرور متعلقان بنقادت.
الشاهد: أو أدرك، حيث نصب الفعل المضارع أدرك بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى
حتى، والتقدير: حتى أن أدرك.
21 ـ قال الشاعر:
وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما
وكنت: الواو حسب ما قبلها، وكان واسمها.
إذا غمزت: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب بجوابه " كسرت "، وغمزت فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
قناة قوم: مفعول به منصوب، وقناة مضاف، وقوم مضاف إليه مجرور.
كسرت: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير
جازم. كعوبها: مفعول به، والضمير في محل جر بالإضافة.
وجملتا الشرط والجواب في محل نصب خبر كان.
أو تستقيما: أو حرف عطف بمعنى إلا، تستقيما فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد
أو، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي.
الشاهد: أو تستقيما، حيث نصب الفعل المضارع تستقيم بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى
" حتى ".
284 ـ قال تعالى: {قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} 91 طه.
قالوا: فعل وفاعل.
لن نبرح: لن حرف نفي ونصب واستقبال، ونبرح فعل مضارع ناقص منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، واسمها ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن.
عليه: جار ومجرور متعلقان بعاكفين. عاكفين: خبر نبرح منصوب بالياء.
وجملة لن نبرح في محل نصب مقول القول.
حتى يرجع: حتى حرف جر وغاية، ويرجع فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد حتى. إلينا: جار ومجرور متعلقان بيرجع.
والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر مجرور بحتى، والتقدير: حتى رجوع موسى إلينا، وشبه الجملة متعلق بعاكفين أيضاً.
موسى: فاعل ليرجع مرفوع بالضمة المقدرة.
285 ـ قال تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} 36 فاطر.
لا يقضى: لا نافية لا عمل لها، ويقضى فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على " بالموت "، والتقدير: لا يقضى عليهم بالموت. عليهم: جار ومجرور متعلقان بيقضى.
فيموتوا: الفاء للسببية، ويموتوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
286 ـ قال تعالى: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي} 81 طه.
ولا تطغوا: الواو حرف عطف، ولا ناهية، وتطغوا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، والواو في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
فيه: جار ومجرور متعلقان بتطغوا.
فيحل: الفاء للسببية، ويحل فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد فاء السببية، لأنه وقع في جواب النهي. عليكم: جار ومجرور متعلقان بيحل.
(يُتْبَعُ)
(/)
غضبي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة، والياء في محل جر بالإضافة.
22 ـ قال الشاعر:
يا ناقُ سيري عَنَقاً فسيحا إلى سليمان فتستريحا
يا ناق: يا حرف نداء، وناق منادى مرخم مبني على الضم، واصله: يا ناقة.
سيري: فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل.
عنقا: نائب عن المفعول المطلق مبين لصفته منصوب بالفتحة، فهو صفة لمفعول مطلق محذوف عامله سيري، والتقدير: سيري سيرا عنقا.
فسيحا: صفة لعنق. منصوبة مثلها.
إلى سليمان: جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعليمة وزيادة الألف والنون، وشبه الجملة متعلق بسيري.
فنستريحا: الفاء للسببية، ونستريح فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، واللأف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن.
الشاهد: فنستريحا، حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية في جواب الأمر.
287 ـ قال تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} 53 الأعراف.
فهل: الفاء حرف عطف، وهل حرف استفهام.
لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
من شفعاء: من حرف جر زائد، وشفعاء مجرور بمن لفظاً مرفوع محلاً لأنه مبتدأ.
فيشفعوا: الفاء للسببية لوقوعها في جواب الاستفهام، ويشفعوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
لنا: جار ومجرور متعلقان بيشفعوا. وجملة هل لنا معطوفة على ما قبلها.
23 ـ قال الشاعر:
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فما راء كمن سمع
يا ابن الكرام: يا حرف نداء، وابن منادى مضاف منصوب بالفتحة، وابن مضاف، والكرام مضاف إليه مجرور.
ألا تدنو: ألا أداة عرض لا عمل لها، وتدنو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو
للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
فتبصر: الفاء فاء السببية، وتبصر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
قد حدثوك: قد حرف تحقيق، وحدثوك فعل ماض ن والواو في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به أول، وجملة حدثوك لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد ضمير الغائب المحذوف المنصوب بحدثوك على أنه مفعول به ثان له، والتقدير: حدثوكه.
فما راءٍ: الفاء للتعليل، وما نافية لا عمل لها، وراء مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، وعوض عنها بالتنوين.
كمن: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبدأ.
سمع: فعل ماض مبني على الفتح، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على من الموصولة المجرورة محلا بالكاف، وجملة سمع لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
الشاهد: فتبصر: حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية في جواب العرض.
288 ـ قال تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} 10 المنافقين.
لولا: حرف تحضيض تختص بالماضي المؤول بالمضارع.
أخرتني: فعل وفاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به.
إلى أجل: جار ومجرور متعلقان بأخرتني. قريب: صفة مجرورة.
فأصدق: الفاء حرف عطف، وأصدق فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء
العاطفة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.
وأكن: الواو حرف عطف، وأكن فعل مضارع ناقص مجزوم بالعطف على محل فأصدق، فكأنه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن، وقرء بنصب أكون وإثبات الواو، فتكون الواو للسببية، وأصدق منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية في جواب الطلب أي التحضيض. واسم أكن ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.
من الصالحين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أكن.
289 ـ قال تعالى: {يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً} 73 النساء.
يا: يا حرف نداء، والمنادى محذوف، أو الياء لمجرد التنبيه، والأول أولى.
ليتني: ليت حرف تمني ونصب، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب اسمها. كنت: كان الناقصة واسمها، وكنت في محل رفع خبر ليت.
معهم: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كنت، وهاء الغائب في محل جر بالإضافة
(يُتْبَعُ)
(/)
فأفوز: الفاء للسببية، وأفوز فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.
فوزاً: مفعول مطلق منصوب بالفتحة. عظيما: صفة منصوبة بالفتحة.
290 ـ قال تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} 142 آل عمران.
ولما: الواو واو الحال، ولما حرف جزم.
يعلم: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
جاهدوا: فعل وفاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من واو الجماعة.
وجملة لما يعلم وما بعدها في محل نصب حال.
ويعلم: الواو للمعية، ويعلم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد واو المعية، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو. الصابرين: مفعول به منصوب بالياء.
ولا يصح أن تكون حركة الفتحة على الميم في يعلم الثانية فتحة التقاء الساكنين والفعل مجزوم، لأن في ذلك حملاً للقرآن على الوجوه المرجوحة.
24 ـ قال الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
لا تنه: لا ناهية، وتنه فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
عن خلق: جار ومجرور متعلقان بتنه.
وتأتي: الواو للمعية، وتأتي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
مثله: مثله مفعول به ن والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
عار عليك: عار خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: ذلك عار، وعليك جار ومجرور متعلقان بعار.
إذا فعلت: إذا ظرف للزمان المستقبل تضمن معنى الشرط في محل نصب بجوابه المحذوف يدل عليه ما قبله، والتاء في محل رفع فاعل، وجملة فعلت في محل جر بإضافة إذا إليها. والجملة من الشرط وجوابه معترضة بين الصفة وموصوفها " عار عظيم " لا محل لها من الإعراب.
عظيم: صفة لعار مرفوعة مثلها.
الشاهد: وتأتي، حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية في جواب النهي.
291 ـ قال تعالى: {ولن تجد لسنة الله تبديلاً} 62 الأحزاب.
ولن تجد: الواو حرف عطف، ولن حرف نفي ونصب واستقبال، وتجد فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والجملة معطوفة على ما قبلها.
لسنة الله: لسنة جار ومجرور متعلقان بتبديل، وسنة مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. تبديلاً: مفعول به منصوب بالفتحة.
292 ـ قال تعالى: {كي تقر عينها ولا تحزن} 13 القصص.
كي تقر: كي حرف تعليل ونصب، وتقر فعل مضارع منصوب بكي، وعلامة نصبحه الفتحة الظاهرة. عينها: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
ولا تحزن: الواو حرف عطف، ولا نافية لا عمل لها، وتحزن معطوف على تقر منصوب بالفتحة، وفاعل تحزن ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
293 ـ قال تعالى: {لكي لا يعلم بعد علم شيئاً} 70 النحل.
لكي لا: اللام حرف جر للتعليل، وكي حرف مصدري ونصب، ولا نافية لا عمل لها.
يعلم: فعل مضارع منصوب بكي، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وكي والفعل المضارع في تأويل مصدر مجرور باللام، وشبه الجملة متعلق بيرد في أول الآية، ويجوز أن تكون اللام للصيرورة، أي: فكانت عاقبته أنه رجع إلى حال الطفولة في النسيان وعدم الإدراك، وفيه
تكلف. وفاعل يعلم ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
بعد علم: بعد ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيعلم، وبعد مضاف، وعلم مضاف إليه.
شيئاً: مفعول به منصوب بالفتحة ليعلم، ويجوز أن تكون مفعول به للمصدر علم وذلك من باب التنازع.
25 ـ قال الشاعر:
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا لسانك كيما أن تَغُرَّ وتَخَدعا
فقالت: الفاء حرف عطف، وقالت فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي.
أكل الناس: الهمزة حرف استفهام مبني لا محل له من لإعراب، وكل مفعول به تان لمانحا مقدم عليه، وكل مضاف، والناس مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أصبحت: فعل ماض ناقص، والتاء في محل رفع اسمة.
مانحا: خبر اصبح منصوب بالفتحة، وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
لسانك: مفعول به أول لمانحا، ولسان مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
كيما: كي حرف تعليل وجر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وما حرف زائد، وقال العيني إنه حرف كافٍ لكي عن عمل النصب، أو حرف مصدري، ولا وجه لما ذكره.
أن تغر: أن حرف مصدري ونصب، وتغر فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بكي، والجار والمجرور متعلقان بمانح، والتقدير: مانحا لسانك كل الناس للنفع والضر.
وتخدع: الواو عاطفة، وتخدع معطوف على تغر، والألف للإطلاق.
الشاهد: ظهور أن المصدرية بعد كي ن وهذا يدل على أن كي حرف تعليل وجر وليس حرف مصدري، كما أن كي التعليلية يقدر بعدها أن المصدرية إذا لم تكن موجودة.
26 ـ قال الشاعر:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها
لئن: اللام واقعة في جواب قسم مقدر، وإن حرف شرط جازم لفعلين.
عاد: فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط.
لي: جار ومجرور متعلقان بعاد.
عبد العزيز: عبد فاعل، والعزيز مضاف إليه.
بمثلها: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بعاد السابقة.
وأمكنني: الواو عاطفة، وأمكن فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على عبد العزيز، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به. منها: جار ومجرور متعلقان بأمكن.
إذن: حرف جزاء وجواب مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
لا أقيلها: لا حرف نفي لا عمل له، وأقيل فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به.
وجملة إذن لا أقيلها لا محل لها من الإعراب جواب القسم، وجواب الشرط محذوف يدل عليه جواب القسم، والشاهد قوله " إذن لا أقيلها " حيث رفع الفعل المضارع الواقع بعد إذن لكون إذن غير مصدرة أي: لم تقع في صدر الجملة.
الشاهد قوله " إذن لا أقيلها " حيث وقعت إذن جواباً وجزاء للشرط الظاهر.
294 ـ قال تعالى: {قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين} 20 الشعراء.
قال: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على موسى.
فعلتها: فعل وفاعل ومفعول به، ويجوز في ضمير الغائب أن يكون مفعولاً مطلقاً، أي: فعلة الفعلة.
إذن: حرف جزاء بمثابة الجواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
وأنا: الواو للحال، وأنا مبتدأ.
من الظالمين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
والجملة الاسمية في محل نصب حال. وجملة فعلتها في محل نصب مقول القول.
295 ـ قال تعالى: {فإذن لا يأتون الناس نقيراً} 53 النساء.
فإذن: الفاء الفصيحة، لأنها أفصحت عن شرط مقدر، أي: إذا جعل لهم نصيب
من الملك فإذن، وإذن حرف جواب وجزاء، وقد أهملت لوقوعها بعد حرف العطف على
الأفصح. لا: نافية لا عمل لها.
يأتون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
الناس: مفعول به منصوب بالفتحة. نقيراً: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
296 ـ قال تعالى: {ما لم ينزل به سلطاناً} 151 آل عمران.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل أشركوا في أول الآية. لم ينزل: لم حرف نفي وجزم وقلب، وينزل فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، لأنه كان في الأصل صفة لسلطاناً فتقدم عليه. سلطاناً: مفعول به لينزل.
27 ـ قال الشاعر:
فقلت له لما دنا أن شأننا قليل الغنى إن كنت لمّا تمول
فقلت: الفاء حرف استئناف، وقلت فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
له جار ومجرو متعلقان بقلت. لما: الحينية الظرفية مبني على السكون في محل نصب متعلق بقلت. دنا: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة في محل جر بإضافة لما إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أن شأننا: أن حرف توكيد ونصب، وشأن اسمها منصوب، والضمير المتصل بشأن في محل جر مضاف إليه. قليل الغنى: قليل خبر أن مرفوع، وهو مضاف، والغنى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
وجملة أن شأننا قليل الغنى في محل نصب مقول القول.
إن كنت: إن حرف شرط جازم لفعلين، وكنت كان الناقصة، واسمها ضمير متصل في محل
رفع.
لمّا تمول: حرف نفي وجزم واستغراق، وتمول فعل مضارع مجزوم بلما، وعلامة جزمه السكون المقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت. وجملة لما تمول في محل نصب خبر كان. وجملة كنت لما تمول ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة جواب الشرط محذوفة، والتقدير: إن كنت قليل المال مثلي فإننا فقراء.
الشاهد قوله: " لما تمول " حيث جزم بلما العل تمول، وهي حرف جزم ونفي واستغراق.
297 ـ قال تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} 7 الطلاق.
لينفق: اللام لام الأمر حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وينفق فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه السكون.
ذو سعة: ذو فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، وذو مضاف، وسعة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
من سعته: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بينفق.
298 ـ قال تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} 31 إبراهيم.
قل: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
لعبادي: جار ومجرور متعلقان بقل.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة لعبادي.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
يقيموا: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل. الصلاة: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة مقول القول محذوفة يدل عليها الجواب، والتقدير: قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا، " وفيه نظر ".
299 ـ قال تعالى: {ولا تصعر خدك للناس} 18 لقمان.
ولا تصعر: الواو حرف عطف، ولا ناهية، وتصعر فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، وجملة تصعر معطوفة على ما قبلها. خدك: مفعول به، ومضاف إليه.
للناس: جار ومجرور متعلقان بتصعر.
300 ـ قال تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء} 28 آل عمران.
لا يتخذ: لا ناهية، ويتخذ فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. المؤمنون: فاعل مرفوع بالواو.
الكافرين: مفعول به أول منصوب بالياء. أولياء: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة لا يتخذ كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للنهي عن موالاة الكافرين.
28 ـ قال الشاعر:
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد لها أبداً ما دام فيها الجراضم
إذا ما خرجنا: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه، وما: زائدة، وخرجنا فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
من دمشق: جار ومجرور متعلقان بخرجنا.
فلا نعد: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية تفيد هنا الدعاء، ونعد فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
لها: جار ومجرور متعلقان بنعد. أبدا: ظرف زمان منصوب متعلق بنعد.
ما دام: ما مصدرية ظرفية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ودام فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
فيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر مادام مقدم.
الجراضم: اسم مادام مؤخر مرفوع بالضمة.
وما وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بإضافة اسم زمان مقدر ينتصب بقوله نعد،
والتقدير: فلا نعد مدة دوام الجراضم فيها.
الشاهد: " فلا نعد " حيث جزم فعل المتكلم " نعد " بلا الناهية الدعائية وهو قليل.
301 ـ قال تعالى: {لا تضار والدة بولدها} 233 البقرة.
لا تضار: لا ناهية، وتضار فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، ونابت الفتحة عن السكون لخفتها في الفعل المضعف، والفعل مبني للمجهول.
والدة: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
بولدها: جار ومجرور متعلقان بتضار، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية في محل نصب حال.
فارس العربية الخـ زيد ـــــيل(/)
السلام عليكم طلب إعراب
ـ[وحي الأصيل]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مطلوب إعراب الكلمة التي تحتها خط
الجزيرة العربية تألقت تاريخيا
وبارك الله فيكم
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 02:43 ص]ـ
السلام عليكم:
أهلا بكَ أخي الكريم، وحيَ الأصيل:)
تاريخيًا: حال منصوبة بالفتحة
تحياتي:
وحي
ـ[العمري]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 03:49 ص]ـ
والعلم عند الله تمييز
الدليل
تألقت/ تاريخيا/سياسيا/اقتصاديا/تجاريا
فكلمة تاريخياً/ رفعة إبهام الجنس/ لأن التمييز يرفع إبهام الجنس وإبهام النسبة(/)
ما إعراب (تطاول الليل)؟
ـ[معاوية]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير.
أيا قمر التمام أعنت ظلمًا ** على تطاول الليل التمام
ما إعراب (تطاول الليل) في هذا البيت؟
وشكرا
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 02:28 ص]ـ
أهلا:
تطاول: مفعول به للفعل أعنتَ وهو مضاف والليل: مضاف إليه.
تحياتي:
وحي
وأنت بخيرٍ وعافيةٍ.
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم
اخي وحي اليراع بارك الله فيكم الا يصح اعراب الليل اسما مجرورا لحرف الجر على؟
ـ[ذو العباءة]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 03:53 ص]ـ
أهلا:
تطاول: مفعول به للفعل أعنتَ وهو مضاف والليل: مضاف إليه.
تحياتي:
وحي
وأنت بخيرٍ وعافيةٍ.
أستاذ وربّ الكعبة يا وحي اليراع.
كابن عيبان الفاضل عندما قرأت البيت خلت التطاول مجرورا ولكن البيت مضطرب الوزن.
وعند التأمّل وجدت أنّ المجرور هو: ياء المتكلم فالمعنى: أعنت ياقمر عليّ تطاول الليل.
هكذا بدا لي ليستقيم الوزن والمعنى.
وشكرا للجميع.
ـ[معاوية]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 04:09 ص]ـ
الشكر للأخوة وحي وابن عيبان وذي العباءة.
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 04:27 ص]ـ
سبحان الله
فعلا اخي ذا العباءة
تبين لي ان تطاول مفعول به كما قال الاستاذ وحي اليراع , شكرا لك على التوضيح اخي ذا العباءة وبارك الله في اخي وحي اليراع وزاده علما
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 06:56 م]ـ
وعليكم السلام:
الليل مجرور بالإضافة، وكما قال أخونا ذو العباءة، لو لاحظت (على) لوجدتها هكذا (عليَّ)، بمعنى أنها مكونة من حرف الجر، والضمير المتصل المجرور بحرف الجر وهو ياء المتكلم
شكرًا للجميع
تحياتي:
وحي
ـ[اسلام 1975]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 01:39 م]ـ
بارك الله فيكم
ضيفكم الجديد
ازيدونا
ـ[بلحاج العربي]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 11:28 م]ـ
تطاول: اسممجروربعلى و علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره و هو مضاف
الليل: مضاف إليه(/)
الاسم الموصول والإشارة في حال التثنية ..
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 01:05 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أسماء الإشارة والأسماءالموصولة كلها من الأسماء المبنية، ولكن لم تعربهما في حالة تثنيتهما.
هذان، هذين.
اللذان، اللذين؟؟؟؟؟
أرجو سرعة الإجابة
حافظ
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 02:39 ص]ـ
السلام عليكم
نعم أخي جميع أسماء الإشارة، والأسماء الموصولة مبنية، ما عدا الذي يدلُّ على الاثنين منها
هذان، هاتان، اللذان، اللتان. فهما معربتان إعراب المثنى؛ يرفعانِ بالألف، وينصبان ويجرَّانِ بالياء.
تحياتي:
وحي
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 06:31 ص]ـ
أخي الحبيب وحي البراع
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد أعرف قدر ما كتبت أنت ولكن السؤال هو:
لمَ يكونان معربا مع أن أسماء الإشارة والموصول مبنيان ما عداهما؟؟؟
فجزاك الله لإجابتك.
ـ[محمد عبدالله محمد]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 04:29 ص]ـ
في الكلمة شبهان:
شبه بالحروف إما لافتقارها إلى جملة، وإما في معناها.
وشبه بالاسم المعرب المثنى.
فلما كان شبه الاسم المعرب فيها أظهر أعربت، كإعراب أي الموصولة والشرطية والاستفهامية، مع أن الأصل بناؤها كباقي الباب، لكن افتقارها إلى الإضافة قوى شبهها بالأسماء المعربة فأعربت.
ـ[محمد عبدالله محمد]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 04:35 ص]ـ
في الكلمة شبهان:
شبه بالحروف إما لافتقارها إلى جملة، وإما في معناها.
وشبه بالاسم المعرب المثنى.
فلما كان شبه الاسم المعرب فيها أظهر أعربت، كإعراب أي الموصولة والشرطية والاستفهامية، مع أن الأصل بناؤها كباقي الباب، لكن افتقارها إلى الإضافة قوى شبهها بالأسماء المعربة فأعربت.(/)
فعلوا، فعلو. . . .؟؟؟
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 01:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تلحق مع صيغة الجمع المذكر (الألف) مع الواو.
فعل + وا
ولم لم يكتب فعلو. بلا ألف؟؟؟
مع أن الهجاء لكليهما واحد؟؟؟؟؟؟
حافظ
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم:
أهلا بكَ أخي
هذه الألف تلحق واو الجماعة، وتسمى الألف الفارقة، حيث تفرِّق بين واو الجماعة الزائدة مثل: (قالوا) والواو الأصلية كما في بعض الأفعال مثل: (يدعو).
تحياتي:
وحي
ـ[الجَرْمي]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 11:28 ص]ـ
هذه الألف الفارقة لأنها تُفرِّق بين الفعل مثل " ذهبوا " " أكلوا "
وبين الاسم مثل "مشرفو المنتدى" " متفوقو المدرسة "
وشكرا
الجَرْمي ........
ـ[السناعيس]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 07:30 م]ـ
هذهـ الإجابة الأولى.؟
هذه الألف تلحق واو الجماعة، وتسمى الألف الفارقة، حيث تفرِّق بين واو الجماعة الزائدة مثل: (قالوا) والواو الأصلية كما في بعض الأفعال مثل: (يدعو).
وعكسها الإجابة الثانية.؟
هذه الألف الفارقة لأنها تُفرِّق بين الفعل مثل " ذهبوا " " أكلوا "
وبين الاسم مثل "مشرفو المنتدى" " متفوقو المدرسة "
والا انا غلطان.؟
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 07:39 م]ـ
عفوًا أخي الجرمي
قد تأتي بعض الأفعال بواو أصلية مثل (يدعو، يرنو، يسمو ... )
لذا هذه الألف لا تفرق بين الأفعال والأسماء؛ بل تفرق بين الواو الأصلية والواو الزائدة.
والفرق بين الإسم والفعل ظاهر وبين، ولا يُحتاج إلى ألفٍ تفرق بينهما
السناعيس (الضياغم):)
لست مخطئًا.
تحياتي:
وحي
ـ[د. حقي إسماعيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 08:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تلحق مع صيغة الجمع المذكر (الألف) مع الواو.
فعل + وا
ولم لم يكتب فعلو. بلا ألف؟؟؟
مع أن الهجاء لكليهما واحد؟؟؟؟؟؟
حافظ
:::
صحيح، لكن الألف هذه تسمى الفارقة، أي: التي تفرق بين الفعل والاسم (جمع المذكر السالم)، فترسم ولا تنطق في الفعل إذا وردت فيه، ولا ترسم ولا تنطق مع الاسم.
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 06:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة(/)
لغز لمعشر النحاة .........
ـ[ابن يعيش]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 06:38 ص]ـ
دونكم ـ معشر النحاة ـ لغزاً نحوياً وجدته في إحدى الحواشي النحوية:
قال المؤلف:
((قال شيخ شيوخنا الحافظ سيدي الطيب: و به يلغز و يقال: ما جمع مذكر مرفوع بالياء، و قد ألغز فيه شيخنا العلامة سيدي علي قصاره بقوله:
أفدني نبيه َ العصر ما جمع سالم & أتى لذكور وهو بالياء يرفعُ
فأجبته بقولي: .............. ))
هنا أتوقف عن الإكمال لأنه أجاب ببيتين قد اشتملا على الإجابة ..
فأعملوا التفكير ......... ;) ;)(/)
لماذا ذُكِّر الضمير ولم يؤنَّث؟
ـ[الجَرْمي]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 02:03 م]ـ
قال الله تعالى في سورة الإسراء:
" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم ... "
مثلهم: لماذا ذُكِّر الضمير ولم يؤنَّث؟؟؟؟
الجَرْمي .....
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 04:01 م]ـ
إن كنت تقصد الضمير في مثلهم:
فلأن العائد مذكر ‘ فـ (هم) يعود على ضمير الفاعل في (يروا)، وليس للسموات والأرض.(/)
دروس فى النحو العربى 8
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 05:17 م]ـ
::: علامات الإعراب الفرعية
أولا ـ علامات الرفع:
ينوب عن الضمة في الرفع العلامات الفرعية الآتية:
1 ـ الواو في جمع المذكر السالم.
نحو: المجاهدون منتصرون.
ومنه قوله تعالى: (وهم معرضون) 1.
2 ـ الواو في الأسماء الستة.
نحو: حموك فاضل.
ومنه قوله تعالى: (وأبونا شيخ كبير) 2.
3 ـ الألف في المثنى.
نحو: وصل المسافران.
وقوله تعالى: {ودخل معه السجن فتيان} 3.
4 ـ ثبوت النون في الأفعال الخمسة.
نحو: الطلاب يكتبون الدرس.
ومنه قوله تعالى: (لعلكم تشكرون) 4.
وقوله تعالى: (فيقسمان بالله لشهادتنا أحق) 5.
ثانيا ـ علامات النصب:
ينوب عن الفتحة في حالة النصب العلامات الفرعية الآتية:
ـــــــــــ
1 ـ 23 آل عمران. 2 ـ 23 القصص.
3 ـ 36 يوسف. 4 ـ 6 المائدة.
5 ـ 107 المائدة.
1 ـ الألف في الأسماء الخمسة.
نحو: سافر أباك.
ومنه قوله تعالى: (إن أبانا لفي ضلال مبين) 1.
2 ـ الياء في المثنى.
نحو: كافأت المجتهدين.
ومنه قوله تعالى: (جعل فيها زوجين اثنين) 2.
3 ـ الياء في جمع المذكر السالم.
نحو: كرم المدير المتفوقين.
وقوله تعالى: (إن الله يحب المحسنين) 3.
4 ـ الكسرة في جمع المؤنث السالم.
نحو: شكرت المعلمة الطالبات.
ومنه قوله تعالى: (إن الله رفع السموات بغير عمد) 4.
5 ـ حذف النون من الأفعال الخمسة.
نحو: المقصران لن يفلحا.
ثالثا ـ علامات الجر: (ينوب عن الكسرة في حالة الجر العلامات الفرعية
التالية:
1 ـ الياء في المثنى. نحو: شكرت المتسابقين.
ومنه قوله تعالى: (حتى أبلغ مجمع البحرين) 5.
2 ـ الياء في جمع المذكر السالم.
نحو: سلمت على القادمين.
ـــــــــــ
1 ـ 8 يوسف. 2 ـ 3 الرعد.
3 ـ 195 البقرة. 4 ـ 2 الرعد.
5 ـ 60 الكهف.
ومنه قوله تعالى: (وقيل بعدا للقوم الظالمين) 1.
3 ـ الياء في الأسماء الستة.
نحو: التقيت بأبيك.
ومنه قوله تعالى: (فطوعت له نفسه قتل أخيه) 2.
وقوله تعالى: (إلا كما أمنتكم على أخيه) 3.
4 ـ الفتحة في الممنوع من الصرف.
نحو: جلست مع أحمد.
ومنه قوله تعالى: (اذهب إلى فرعون إنه طغى) 4.
رابعا ـ علامات الجزم:
ينوب عن السكون في حالة الجزم العلامتان الفرعيتان التاليتان:
1 ـ حذف حرف العلة من الفعل المضارع المعتل الآخر.
نحو: لا تعدُ مسرعا.
ومنه قوله تعالى: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم) 5.
2 ـ حذف النون في الأفعال الخمسة.
نحو: المعلمون لم يقصروا في أداء الواجب.
ومنه قوله تعالى: (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) 6.
وقوله تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) 7.
ـــــــــــ
1 ـ 44 هود. 2 ـ 30 المائدة.
3 ـ 64 يوسف. 4 ـ 24 طه.
5 ـ 36 الإسراء. 6 ـ 27 النور.
7 ـ 113 هود.
الفصل الأول
ما ينوب فيه حركة عن حركة
المثنى
هو كل اسم دل على اثنين، أو اثنتين متفقين لفظا ومعنى، بزيادة ألف ونون، أو ياء ونون على مفرده، مفتوح ما قبل الألف والياء، ومكسور النون، صالحا للتجريد منها، سد مسد العاطف والمعطوف.
مثل: معلم ومعلم: معلمان، معلمة ومعلمة: معلمتان.
نقول: هذان معلمان مخلصان، وهاتان معلمتان مخلصتان.
إعرابه: يرفع المثنى بالألف. نحو: أنتما طالبان مجتهدان.
فطالبان، ومجتهدان كل منهما مثنى جاء مرفوعا، وعلامة رفعه الألف.
1 ـ ومنه قوله تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان} 1.
وينصب ويجر بالياء. نحو: شاهدت لاعبين ماهرين. وسلمت على الصديقين.
فالكلمتان: لاعبين، وماهرين، كل منهما جاء منصوبا، وعلامة نصبه الياء.
2 ـ ومنه قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل} 2.
وقوله تعالى: {واجعلنا مسلمين} 3.
وجاءت كلمة الصديقين مجرورة وعلامة جرها الياء.
3 ـ ومنه قوله تعالى: {وجعل بين البحرين حاجزا} 4.
وقوله تعالى: {وبالوالدين إحسانا} 5.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 166 آل عمران.
2 ـ 12 الإسراء.
3 ـ 128 البقرة.
4 ـ 61 النمل. 5 ـ 23 الإسراء.
شروط التثنية:
(يُتْبَعُ)
(/)
يشترط في الاسم المفرد المراد تثنيته شروط عامة ينبغي توافرها عند التثنيه هي:
1 ـ أن يكون الاسم مفردا.
فلا يثنى المثنى. فلا نقول: في " طالبان ": " طالبانان ".
ولا يثنى جمع المذكر، أو المؤنث السالمين.
فلا نقول في " معلمون ": معلمونان "، ولا في " معلمات ": " معلماتان ".
وتمتنع تثنية المثنى، وجمعي السلامة، كيلا يجتمع إعرابان بعلاماتهما على كلمة واحدة في حالة التثنية، ولتعارض معنى التثنية وعلامتها مع معنى الجمع السالم بنوعيه وعلامتهما.
فلا يصح تثنية الجموع التي لا واحد لها من مفردها. فلا نقول في: أبابيل: أبابيلان، ولا في: عبابيد: عبابيدان.
2 ـ أن يكون معربا. والمعرب: ما تغير شكل آخره بتغير موقعه الإعرابي.
نحو: محمد، ورجل، وشجرة، وفاطمة، ومعلم.
ولا يثنى المبني من الأسماء كالضمائر، وأسماء الموصول، والاستفهام، والإشارة، وأسماء الشرط، ونحوها.
أما بعض الأسماء المثناة وهي مبنية في حالة الإفراد، مثل اللذان واللتان، وذان، وتان، وهذا وهاتان، فلا يقاس عليها ل، لأنها وردت عن العرب بصيغة المثنى، وليست مثناة حقيقة.
4 ـ ومنها قوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} 1.
وقوله تعالى: {فذانك برهانان من ربك} 2.
ـــــــــــــ
1 ـ 16 النساء. 2 ـ 32 القصص.
3 ـ ألا يكون مركبا:
فلا يثنى المركب تركيبا مزجيا. نحو: حضرموت، وسيبويه. فلا نقول: حضرموتان،
ولا: سيبويهان، ولا: بعلبكان. ولكن تصح التثنية بالواسطة، أي بزيادة كلمة " ذوا " قبل العلم المركب تركيبا مزجيا المراد تثنيته، ويقع الإعراب على الكلمة المزادة، أما العلم المركب تركيبا مزجيا فيعرب مضافا إليه.
في حالة الرفع نقول: اشتهر ذوا سيبويه بصناعة النحو.
وشاهدت ذاتي حضرموت، أو ذواتي حضرموت.
وتجولت بذاتي بعلبك، أو ذواتي بعلبك.
ويحتفظ الاسم المركب تركيبا مزجيا بإعرابه قبل التثنية، وهو الجر بالفتحة لمنعه من الصرف.
وما ذكرناه في المركب المزجي ينسحب على المركب الإسنادي. فنقول في:
جاد الحق، وتأبط شرا.
جاء ذوا جاد الحق. وصافحت ذوي تأبط شرا. ومررت بذوي تأبط شرا.
ويبقى إعراب المركب الإسنادي على حاله قبل التثنية، فيكون مبنيا على الحكاية في محل جر مضافا إليه.
أما المركب تركيبا إضافيا. نحو: عبد الله، وعبد الرحمن.
يثنى صدره دون عجزه. نقول: جاء عبدا الله. رأيت عبدي الله.
وسلمت على عبدي الله.
أما العلم المركب تركيبا وصفيا، نحو: الطالب المؤدب، والمعلم المخلص.
يثنى جزءاه معا " الموصوف، والصفة "، ويعربان بالحروف.
نقول: جاء الطالبان المؤدبان. وكافأت المعلمين المخلصين.
وأثنيت على المعلمين المخلصين.
4 ـ يشترط فيه التنكير.
فالعلم لا يثنى. فلا نقول في: محمد: محمدان، ولا في: عليّ: عليان، ولا
في: أحمد: أحمدان، ولا في: إبراهيم: إبراهيمان.
لأن الأصل في العلم أن يكون مسماه شخصا واحدا.
أما إذا اشترك عدة أفراد في اسم واحد جاز تثنيته، وهو حينئذ صار في حكم النكرة، فتدخل عليه " أل " التعريف. نقول: جاء المحمدان، ورأيت العليين.
وسلمت على الإبراهيمين.
كما يعوض عن العلمية بالنداء. فنقول: يا محمدان، وياعليان.
وهذا مضمون قول ابن يعش في شرح المفصل " اعلم أنك إذا ثنيت الاسم العلم ينكر ويزال عنه تعريف العلمية لمشاركة غيره له في اسمه، وصيرورته بلفظ لم يقع به التسمية في الأصل، فيجري مجرى رجل وفرس، فقيل: زيدان، وعمران، كما قيل رجلان، وفرسان، والفرق بينهما أن الزيدين والعمرين مشتركان في التسمية بزيد وعمرو، والرجلان والفرسان مشتركان في الحقيقة وهي الذكورية والآدمية " (1).
ولهذا فإن كنايات الأعلام لا تثنى لأنها لا تقبل التنكير، بل تلحق بالمثنى. (2).
نحو: كلمة " فلان "، و " علان " فلا نقول: فلانان، ولا علانان.
وإنما نقول: جاء فلان، وذهب علان.
كما أن هناك ألفاظ أخرى جاءت على هيئة المثنى. نحو: حنانيك، ودواليك، وسعديك ولبيك. وهي ألفاظ دالة على الإحاطة والشمول، وتعرب مفاعيل مطلقة منصوبة بالياء في جميع حالاتها. (3).
ــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج1 ص46.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص56.
3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص293.
نقول: لبيك اللهم لبيك.
ونقول: تعاقب على تقديم الحفل فلان وفلان وهكذا دواليك.
5 ـ الموافقة في اللفظ.
فلا يثنى اسمان مختلفان في لفظهما، أو عدد حروفهما، أو ضبطهما.
وما ورد عن العرب من الألفاظ المثناة، ولم تستوف الشروط المذكورة، فهو من باب التغليب. نحو: الأبوان مثنى الأب والأم، وهما مختلفان في اللفظ.
ونحو: العمران مثنى عمر بن الخطاب، وعمرو بن هشام، وهما مختلفان في حركة
الأحرف، وهكذا.
6 ـ الموافقة في المعنى.
فلا يثنى اللفظان المشتركان في الحروف، ولكنهما مختلفان في المعنى حقيقة، أو مجازا. فلا نقول: هاتان عينان. ونريد بإحداهما العين التي نبصر بها، وبالأخرى عين الماء الجارية.
أما ما ورد عن العرب مثنى لفظا، ومختلفا معنى فشاذ.
نحو قولهم: الأحمران للذهب والفضة، والأسودان للخبز والماء، ونحوهما.
7 ـ ويشترط فيه عدم الاستغناء بتثنيته عن تثنية غيره.
فلا تثنى كلمتا " سواء "، و" بعض ". استغناء عنهما بتثنية " جزء "، و" سيّ ".
فنقول: جزءان، وسيان.
كذلك لا تثنى بعض الألفاظ الدالة على التوكيد. نحو: اجمع، وجمعاء للاستغناء عنهما في التثنية بلفظ " كلا "، و " كلتا ".
8 ـ وأن يكون له نظير في الوجود.
فلا يصح أن نثني كلمة " شمس "، ولا " قمر "، ولا " زحل "، ولا " سهيل "
فلا نقول: شمسان، وقمران، وزحلان، وسهيلان.
وقد ذكر عباس حسن أن هذا الشرط ثبت بطلانه بالاكتشافات العلمية لغزو الفضاء. حيث توصل علماء الفضاء إلى وجود شموس، وأقمار، وكواكب كثيرة متشابهة في التسمية، لذلك إذا ثنينا الألفاظ السابقة فلا حرج في ذلك. (1).
طريقة التثنية:
أولا ـ تثنية الصحيح الآخر:
عند تثنية الاسم الصحيح الآخر نزيد على مفرده ألفا مفتوحا ما قبلها ونونا مكسورة في حالة الرفع، أو ياء مفتوحا ما قبلها، ونونا مكسورة في حالتي النصب والجر.
نحو: قفز اللاعبان في الهواء. وشاهدت اللاعبين يقفزان في الهواء.
وأعجبت باللاعبين يقفزان في الهواء.
5 ـ ومنه قوله تعالى: {وما يستوي البحران هذا عذب فرات} 2.
وقوله تعالى: {ربنا أرنا اللذين أضلانا} 3.
وقوله تعالى: {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} 4.
ثانيا ـ تثنية المنقوص:
المنقوص هو الاسم المنتهي بياء لازمة. مثل: الداعي، والقاضي، والرامي.
عند تثنية الاسم المنقوص الذي لم تحذف ياؤه، نزيد ألفا مفتوحا ما قبلها في حالة الرفع، ونونا مكسورة، أو ياء مفتوحا ما قبلها، ونونا مكسورة في حالتي النصب
ــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص121.
2 ـ 12 فاطر. 3 ـ 29 فصلت.
4 ـ 31 الزخرف.
والجر. نحو: حضر القاضيان إلى المحكمة. وصافحت القاضيين. ومررت بالقاضيين.
فإذا كان المنقوص محذوف الياء ردت مفتوحة عند التثنية.
نحو: ساعٍ، وقاض، وداعٍ. نقول: هذان ساعيان نشيطات. وصافحت القاضيين.
وأثنيت على الداعيين.
3 ـ تثنية المقصور:
المقصور هو الاسم المنتهي بألف لازمة، لذلك عند تثنيته لا يمكن اجتماع ألفه مع
ألف التثنية، لهذا ينظر إلى ألفه على النحو التالي، لتلافي التقاء الساكنين.
أ ـ إذا كانت ألفه ثالثة ردت إلى أصلها " الواو، أو الياء ":
فترد ياء إذا كان أصلها الياء. نحو: فتى، وهدى، ورحى.
نقول: الفتيان مهذبان، وجاءت الهديان.
وكافأت الفتيين، وعطفت على الهديين.
في الأمثلة السابقة ردت الألف إلى أصلها ياء، للتخلص من التقاء الساكنين.
وترد واوا إذا كان أصلها الواو. نحو: عصا، وقفا، وشذا.
نقول: للأعرج عصوان يتكئ عليهما. وصنع النجار للأعرج عصوين.
وهذا أعرج يمشي عل عصوين.
في الأمثلة السابقة ردت الألف إلى أصلها واوا للتخلص من التقاء الساكنين.
ب ـ وإذا كانت ألف المقصور رابعة فأكثر قلبت ياء.
نحو: بشرى، وحسنى، ومنتدى، ومصطفى.
نقول: هذان بشريان، وشيدت الحكومة منتديين كبيرين، ومررت بمصطفيين.
6 ـ ومنه قوله تعالى: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
في الأمثلة السابقة قلبت الألف ياء للتخلص من التقاء الساكنين.
4 ـ تثنية الممدود:
الممدود هو كل اسم معرب ينتهي بهمزة قبلها ألف زائدة.
وعند تثنيته يجب مراعاة الحالات الآتية في همزته:
أ ـ أن كانت همزته أصلية، وجب إبقاؤها على حالها.
نحو: إنشاء، وابتداء، ووضّاء، ومُضاء، وقرّاء.
نقول: إنشاءان، وابتداءان، ووضاءان، ومضاءان، وقراءان.
الأمثلة: هذان إنشاءان كبيران. وأثنيت على قارئين مجيدين.
ومررت بفتيين وضاءين.
في الأمثلة السابقة بقيت همزة الممدود عند التثنية على حالها لأنها من أصل الكلمة.
تنبيه: ويمكننا معرفة أصل الكلمة بردها إلى الفعل الماضي.
إنشاء أصلها أنشأ، وابتداء أصلها ابتدأ، وهكذا، ونلاحظ أنها أفعال مهموزة الآخر.
ب ـ وإن كانت الهمزة زائدة للتأنيث، وجب قلبها واوا.
نحو: صحراء، وبيداء، وحمراء، وخضراء.
نقول في التثنية: صحراوان، وبيداوان، وحمراوان، وخضراوان.
نحو: هاتان صحراوان واسعتان. واستصلحت الدولة صحراوين واسعتين.
ودارت المعركة في صحراوين واسعتين.
ــــــــــ
1 ـ 52 التوبة.
ج ـ وإن كانت الهمزة مبدلة من حرف أصلي جاز فيها القلب، أو الإبقاء، والقلب أجود. مثل: كساء، وسماء، ودعاء، وبناء، واهتداء، وارتواء.
نقول: كساءان، أو كساوان، وسماءان، أو سماوان، ودعاءان، أو دعاوان.
نحو: هذان كساءان، أو كساوان جميلان.
وإن السماءين، أو السماوين ملبدتان بالغيوم.
وانطلقت الطائرة في سماءين، أو سماوين ملبدتين بالغيوم.
ونلاحظ أن الهمزة في كل من " كساء، وسماء، ودعاء " مبدلة من حرف أصلي هو الواو. فأصلها: كساو، وسماو، ودعاو. فلحقها الإعلال، وانقلبت الواو همزة.
والهمزة في كل من " بناء، واهتداء، وارتواء " مبدلة أيضا من حرف أصلي هو الياء.
فأصلها: بناي، واهتداي، وارتواي، فلحقها الإعلال وانقلبت الياء همزة.
وكذلك إن كانت الهمزة للإلحاق جاز فيها الإبقاء، أو القلب، والقلب أجود.
نحو: عِلباء، وقُوباء. (1).
فهمزة كل من الكلمتين السابقتين زيدت للإلحاق، الأولى ألحقت بـ " قِرطاس "، والثانية ألحقت بـ " قُرناس " (2)، وعند التثنية نقول: علباءان، أو علباوان.
وقوباءان، أو قوباوان.
ـــــــــــــ
1 ـ العلباء: العصبة الممتدة في العنق.
والقوباء: داء معروف يصيب الجلد.
2 ـ القرناس: انف الجبل.
ما يلحق بالمثنى:
يلحق بالمثنى في إعرابه بعض الألفاظ الدالة على التثنية لزيادة جاءت في آخرها، ولكنها في الحقيقة لا تغني عن العاطف والمعطوف، ولا مفرد لها من جنسها.
وهذه الألفاظ محصورة في خمسة ليس غير. بعضها ألحق بالمثنى بلا شروط وهي:
1 ـ اثنان، واثنتان، وثنثان. سواء أضيفت إلى ظاهر، أم إلى مضمر، أم لم تضف.
في حالة الرفع. نحو: فاز اثنان من المتسابقين. وفازت طالبتان اثنتان، أو ثنثان.
ومنه قول الشاعر:
سهل الخليقة لا تخشى بوادره يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
7 ـ ومنه قوله تعالى:
{إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم} 1.
ومثال النصب: كافأت طالبين اثنين، أو طالبتين اثنتين.
8 ـ ومنه قوله تعالى: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين} 2.
وقوله تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين} 3.
وقوله تعالى: {فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك} 4.
ومثال الجر: أوكلت الأمر لمعلمين اثنين. أو لمعلمتين اثنتين.
9 ـ ومنه قوله تعالى: {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} 5.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 106 المائدة. 2 ـ 51 النحل.
3 ـ 14 يس. 4 ـ 176 النساء.
5 ـ 11 النساء.
ولا يختلف إعراب " اثنان، واثنتان، وثنثان " إعراب المثنى في حالة تركيبها مع
العشرة نقول في الرفع: في الفصل اثنا عشر طالبا، أو اثنتا عشرة طالبة.
10 ـ ومنه قوله تعالى: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} 1.
وفي النصب نقول: صافحت اثني عشر لاعبا. وكافأت اثنتي عشرة طالبة.
11 ـ ومنه قوله تعالى: {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما} 2.
أما العدد عشرة فهو اسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، لأنه بدل من نون المثنى المبنية على الكسر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حالة إضافة " اثنان " وأخواتها إلى الاسم الظاهر، أو الضمير، نقول في إضافتها إلى الضمير: وصلني اثنا كتبك. وتسلمت اثنتي رسائلك. وشرحت على اثني خطاباتك.
مضافة إلى الاسم الظاهر.
ونحو: تأخر اثناكما، وعاقبت اثنيكما، مضافة إلى الضمير.
ولكن يشترط في المضاف إليه أن يكون غير المراد من المضاف، فلا يصح أن نقول: جاء اثنا محمد وأحمد. ولا: عاقبت اثنيكما. إذا كان مدلول المضاف إليه هو مدلول المضاف، وهذا ما يعرف بإضافة الشيء إلى نفسه.
2 ـ أما ما ألحق بالمثنى من الألفاظ، ولكن بشروط: كلا، وكلتا.
ويشترط في " كلا، وكلتا " كي يعربا إعراب المثنى أن يضافا إلى الضمير.
نحو: فاز الطالبان كلاهما. وكافأت الفائزتين كلتيهما. وأثنيت على الفائزين كليهما.
12 ـ ومنه قوله تعالى: {إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف} 3.
ـــــــــــــــ
1 ـ 60 البقرة. 2 ـ 160 الأعراف.
3 ـ 23 الإسراء.
فإذا أضيفا إلى الاسم الظاهر أعربا حسب موقعهما من الجملة إعراب الاسم المقصور بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا.
نحو: جاء كلا الطالبين. " كلا ": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. 13 ـ ومنه قوله تعالى: {كلتا الجنتين آتت أكلها} 1.
ومنه قول لبيد:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
وصافحت كلا الضيفين. " كلا ": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ومررت بكلا الحاجين. " كلا " اسم مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
ويلحق بالمثنى هذا وهاتان، واللذان واللتان على الأفصح.
ويلحق به ماثني من باب التغليب. كالعمرين، والأبوين، والقمرين.
ويلحق به ماسمي من الأسماء المثناة. نحو: حسنين، ومحمدين، وزيدان، وحمدان.
إعراب المثنى وملحقاته:
يعرب المثنى على المشهور بالحروف، فيرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء.
مثال الرفع، نحو قوله تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله} 2.
وقوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} 3.
وقوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} 4.
ــــــــــ
1 ـ 33 الكهف. 2 ـ 166 آل عمران.
3 ـ 64 المائدة. 4 ـ 19 الحج.
ومثال النصب، نحو قوله تعالى: {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان} 1.
وقوله تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} 2.
ومثال الجر، نحو: {ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى} 3.
وقوله تعالى: {وجعل بين البحرين حاجزا} 4.
* وقد أعربت بعض قبائل العرب المثنى وملحقاته بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا، كما هو الحال في الاسم المقصور.
نحو: جاء اللاعبانَ مسرعانَ.
فاللاعبان فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، ومسرعان: حال منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف. وأكرمت الضيفان. الضيفان مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف. ومررت بالطالبان المسرعان.
بالطالبان: جار ومجرور، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف.
والمسرعان صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف.
ومنه قول الشاعر:
أعرف منها الجيد والعينانا ومنخرينِ أشبها ظبيانا
فالعينان ألزم الشاعر في نونها الفتح، ومن حقها الكسر، وهي لغة من يلزم المثنى الألف في جميع أحواله، ويعربه بالحركات المقدرة على الألف للتعذر.
وقيل أن هذا هو المشهور في إعراب المثنى، ولكنه ليس بفصيح.
تعريف نون المثنى ووضعها عن الإضافة:
هي نون مكسورة، وفتحها لغة، وقد تضم.
وهي مكسورة بعد الألف والنون لالتقاء الساكنين وهو الرأي الصحيح.
نحو: الطالبانِ مجتهدانِ. وصافحت الضيفينِ. وفصلت بين الخصمينِ.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 282 البقرة. 2 ـ 49 الذاريات.
3 ـ 12 الكهف. 4 ـ 61 النمل.
وفتحها بعد الياء لغة لبني أسد حكاها الفراء.
كقول حميد بن ثور:
على أحوذيينَ استقلت عشية فما هي إلا لمحة وتغيب
أما الضم بعد الألف فهي لغة أيضا.
كقول الشاعر:
يا أبتا أرَّقني القِذَّانُ فالنوم لا تألفه العينانُ
يجب حذف نون المثنى عند الإضافة، لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
نحو: بابا المنزل مفتوحان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه قوله تعالى: {ورفع أبويه على العرش} 1.
ومنه قول الشاعر:
كأن ذراعيها ذراعا مُدِلَّة بُعيد السباب حاولت أن تعَذَّرا
غير أن الأصح في حذف النون هو تعويض المثنى عما فاته من الإعراب بالحركات، والدلالة على ذلك أنها لا تحذف عند اجتماعها مع " أل " التعريف في كلمة واحدة، بخلاف التنوين، فإنه يحذف بوجود " أل ". فإذا قلت: الرجلان، فليست النون هنا عوضا عن التنوين في الاسم المفرد، بل هي تعويض عن الحركة التي حرم منها المثنى.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ يجوز تثنية جمع التكسير، واسم الجمع أحيانا.
نحو: جمال: جمالان، وركب: ركبان.
فجمال جمع تكسير، وركبان اسم جمع. ويجوز التثنية فيهما بقصد الدلالة على التنويع، ووجود مجموعتين متميزتين بأمر من الأمور (2).
ـــــــــــ
1 ـ 100 يوسف.
1 ـ النحو الوافي ج1 ص118.
2 ـ يجوز أيضا تثنية اسم الجنس. نحو: ماء: ماءان، وسمن: سمنان.
3 ـ إذا سمي بالمثنى، نحو: حمدان، وبدران، وعبدان، وعمران، وسعدان، وجمعان. وهي في الأصل أسماء مفردة ولحقها علامة الثنية في حالة الرفع، ثم سمي بها كما رأينا آنفا جاز تثنيتها لدخولها في العلمية، وانسلاخها عن معنى التثنية، ولكن
تثنيتها مرة أخرى لا تكون مباشرة، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية ـ كما في
" حمدان "، ونظائرها ـ علاوة تثنية مرة أخرى، فلا يصح أن نقول: حمدانان، ولا بدرانان، ولكن يجوز التثنية بواسطة، وهو استعمال كلمة " ذوا " في حالة الرفع قبل
المثنى المسمى به، والمراد تثنيته مرة أخرى، ويقع الإعراب على كلمة " ذوا " في حالة الرفع للمثنى المذكر، و " ذوي " في حالتي النصب والجر، والعلم بعدها يبقى على صورته، ويعرب مضافا إليه. وكذلك الأمر بالنسبة للمثنى المؤنث المسمى به، يسبق بكلمة " ذاتا، أو " ذواتا " رفعا، وبكلمة " ذاتي "، أو " ذواتي " نصبا وجرا.
نحو: جاء ذوا حمدان. ورأيت ذوي حمدان، ومررت بذوي حمدان.
ونحو: جاءت ذاتا أو ذواتا هندات. ورأيت ذاتي، أو ذواتي هندات.
ومرري بذاتي، أو بذواتي هندات.
فمن الأمثلة السابقة نلاحظ أن التثنية وقعت على كلمة: ذوا، وذوي، وذاتا، وذواتا، وذواتي. شكلا، وإعرابا. أما الاسم الواقع بعدها فلم يتغير شكله، ولا موقعه الإعرابي،
فهو في كل الحالات يكون مضافا إليه مجرورا بالفتحة نيابة عن الكسرة لمعاملته معاملة
الممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، مثل: سلمان، وسلطان، وعثمان.
4 ـ وكذلك الحال إذا سمي بجمع المذكر السالم، أو المؤنث السالم جاز تثنيته، ولن بصورة غير مباشرة، كما بينا في حالة تثنية المثنى المسمى به.
ففي تثنية جمع المذكر السالم المسمى به نقول: جاء ذوا حمدون. ورأيت ذوي حمدون.
ومررت بذوي حمدون.
وفي تثنية جمع المؤنث السالم نقول: جاءت ذاتا عطيات، ورأيت ذاتي جميلات.
وسلمت على ذاتي عرفات.
ويعرب الاسم المسبوق بكلمة " الواسطة " مضافا إليه مجرورا بالكسرة في جمع المذكر السالم، ومجرورا بالفتحة في جمع المؤنث السالم لمعاملته معاملة الممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، مثل: سعاد، وفاطمة.
5 ـ تثنية الأسماء المحذوفة الآخر:
أ ـ نوع ترد لامه المحذوفة عند التثنية كما ترد عند الإضافة.
نحو: أب، وأخ. وأصلهما: أبو، وأخو وعند التثنية نقول: أبوان، وأخوان.
ب ـ نوع لا ترد لامه المحذوفة لا في التثنية، ولا عند الإضافة.
نحو: يد، ودم. وأصلهما: يَدْيٌ، ودَمْيٌ. نقول في التثنية: يدان، ودمان.
6 ـ يمكن تثنية الجمع. نحو: غنم: غنمان، ورماح: رماحان، وبلاد: بلادان.
وخيل: خيلان، وبُرّ: بران، وشجر: شجران، وبلح: بلحان، وثمر: ثمران.
7 ـ لو سميت بـ " متى "، و " بلى " ثم ثنيتهما تقول: متيان، وبليان.
لأن " متى، وبلى " سمع فيهما الإمالة، وهي مدهما بصوت هو بين الكسرة، والفتحة، وما لم يسمع فيه الإمالة تقلب فيه الألف واوا. نحو: " إلى، ولدى، وإذا "، عند تثنيتهما نقول: إلوان، ولدوان، وإذوان.
8 ـ وبعضهم يعرب المثنى بالحركات الظاهرة على النون رفعا ونصبا وجرا.
نحو: فاز المتسابقانُ. وكافأت المتسابقانَ. وأثنيت على المتسابقانِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 ـ قد تجعل العرب الجمع مكان المثنى، إذا كان الشيئان كل واحد منهما متصلا بالآخر. نحو: ما أنضج عقولهما. وصفت قلوبهما.
ومنه قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} 1.
وقوله تعالى: {فقد صغت قلوبكما} 2.
ــــــــــــ
1 ـ 38 المائدة.
2 ـ 4 التحريم.
نماذج من الإعراب
1 ـ قال تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان} 166 آل عمران.
وما: الواو استئنافية، ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
أصابكم: أصاب فعل ماض مبني على الفتح، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة أصابكم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأصابكم، وجملة ما أصابكم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة للتتمة قصة أحد.
التقى: فعل ناض مبني على الفتح المقدر. الجمعان: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى.
وجملة التقى الجمعان في محل جر مضاف إليه ليوم.
2 ـ قال تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل} 12 الإسراء.
وجعلنا: الواو للاستئناف، جعلنا فعل وفاعل.
الليل: مفعول به أول. والنهار: الواو حرف عطف، والنهار معطوف على الليل. آيتين: مفعول به ثان. فمحونا: الفاء حرف عطف، محونا معطوف
على جعلنا. وجملة جعلنا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
آية: مفعول به، وهو مضاف، الليل: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
3 ـ قال تعالى: {وجعل بين البحرين حاجزاً} 61 النمل.
وجعل: الواو حرف عطف، جعل فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
بين: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بجعل، وبين مضاف.
البحرين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
حاجزاً: مفعول به منصوب بالفتحة.
4 ـ قال تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} 16 النساء.
واللذان: الواو حرف عطف، اللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف يعرب إعراب المثنى. يأتيانها: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الإثنين في محل رفع فاعل، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
فآذوهما: الفاء رابطة لما في اسم الموصول من معنى الشرط، آذوا فعل أمر مبني على حذف
النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وهما في محل نصب مفعول به، وجملة آذوهما في محل رفع خبر. وجملة واللذان وما في حيزها عطف على ما قبلها.
5 ـ قال تعالى: {وما يستوي البحران هذا عذب فرات} 12 فاطر.
وما: الواو للاستئناف، وما نافية لا عمل لها.
يستوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل.
البحران: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
هذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. عذب: خبر مرفوع بالضمة.
فرات: خبر ثان أو صفة مرفوع بالضمة.
وجملة وما يستوي لا محل لها من الإعراب استئنافية.
6 ـ قال تعالى: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} 52 التوبة.
قل: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
هل: حرف استفهام مبني على السكون.
تربصون: فعل مضارع حذفت إحدى تاءيه مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة في محل نصب مقول القول.
بنا: جار ومجرور متعلقان بتربصون. إلا: أداة حصر لا عمل لها.
إحدى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وهي مضاف.
الحسنيين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
7 ـ قال تعالى: {إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم} 106 المائدة.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب، متعلق بجوابه المحذوف والتقدير: فشهادة اثنين.
حضر: فعل ماض مبني على الفتح.
أحدكم: أحد مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة.
الموت: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة حضر في محل جر بالإضافة إلى إذا.
حين الوصية: حين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بحضر، وهو مضاف، الوصية مضاف إليه مجرور بالكسرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
اثنان: خبر لـ " شهادة " في أول الآية على تقدير مضاف محذوف ليتطابق المبتدأ والخبر مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وأجاز الزمخشري أن تكون " شهادة " مبتدأ، والخبر محذوف والتقدير: فيما فرض عليكم شهادة، واثنان فاعل بشهادة، والتقدير: أن يشهد اثنان، وبه قال ابن هشام أيضاً.
ذوا عدل: ذوا صفة مرفوعة لاثنان وعلامة رفعها الألف، وذوا مضاف، وعدل مضاف إليه مجرور بالكسرة.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لاثنان أيضاً.
8 ـ قال تعالى: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين} 51 النحل.
وقال: الواو استئنافية، قال فعل ماض مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
لا تتخذوا: لا ناهية جازمة، وتتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل. إلهين: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى.
اثنين: صفة منصوبة لإلهين وعلامة نصبها الياء لأنها ملحقة بالمثنى.
وجملة لا تتخذوا في محل نصب مقول القول. وجملة قال وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
9 ـ قال تعالى: {فإن كن نساءً فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} 11 النساء.
فإن: الفاء تفريعية حرف مبني لا محل لها من الإعراب، وهي شبيهة بفاء الاستئناف وفاء
التعليل، إن حرف شرط مبني على السكون.
كن: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم فعل الشرط، ونون النسوة في محل رفع اسمها. نساء: خبر كان منصوب بالفتحة.
والجملة بعد الفاء لا محل لها من الإعراب استئنافية.
فوق اثنتين: فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صفة لنساء، وهو مضاف، اثنتين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى، ويجوز أن يكون " فوق " متعلقاً بمحذوف خبر ثان لكان.
فلهن: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولهن جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. ثلثا: مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
ترك: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
وجملة ترك لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. وجملة فلهن ثلثا في محل جزم جواب
الشرط.
10 ـ قال تعالى: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} 60 البقرة.
فانفجرت: الفاء هي الفصيحة لأنها أفصحت عن كلام مقدر، وانفجرت فعل ماض مبني على
الفتح، والتاء للتأنيث. منه: جار ومجرور متعلقان بانفجرت.
اثنتا عشرة: اثنتا فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وعشرة الجزء الثاني من العدد المركب مبني على الفتح دائماً. عيناً: تمييز ملفوظ منصوب بالفتحة.
11 ـ قال تعالى: {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً} 160 الأعراف.
وقطعناهم: الواو حرف عطف، قطعناهم: فعل وفاعل ومفعول به.
اثنتي عشرة: اثنتي حال من المفعول به في قطعناهم منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى، وعشرة مبنية على الفتح، وأجاز أبو البقاء العكبري أن يكون قطع بمعنى
صير فتكون " اثنتي عشرة " مفعولاً به ثانياً (1).
ـــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص287.
أسباطاً: بدل منصوب بالفتحة من اثنتي عشرة، والتمييز محذوف والتقدير: اثنتي عشرة فرقة وقال الزجاج لا يجوز أن يكون " أسباطاً " تمييزاً، لأنه لو كان تمييزاً لكان مفرداً.
أمماً: بدل منصوب بالفتحة من أسباطاً.
12 ـ قال تعالى: {إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ} 23 الإسراء.
إمّا: إن حرف شرط جازم لفعلين، وما زائدة للتوكيد.
يبلغن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والجملة في محل
جزم فعل الشرط.
عندك: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيبلغن، وعند مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
الكبر: مفعول به منصوب بالفتحة.
أحدهما: فاعل يبلغن، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أو كلاهما: أو حرف عطف، وكلاهما معطوف على أحدهما مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى.
فلا تقل: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية، وتقل فعل أمر مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والجملة في محل جزم جواب الشرط. لهما: جار ومجرور متعلقان بتقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أف: اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، مبني على الكسر مع التنوين، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
13 ـ قال تعالى: {كلتا الجنتين آتت أكلها} 33 الكهف.
كلتا: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه يعرب إعراب الاسم المقصور، وهو مضاف.
الجنتين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
آتت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، والتاء للتأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
أكلها: مفعول به منصوب بالفتحة، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة آتت في محل رفع خبر كلتا.
الأسماء الستة
هي: أب، أخ، حم، فم، هن، ذو.
ولكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف ينبغي أضافتها لغير ياء المتكلم.
نقول: أبوك، أخوك، حموك، فوك، هنوك، ذو علم.
نحو: وصل أبوك من السفر. وصافحت حماك. والتقيت بذي فضل.
14 ـ ومنه قوله تعالى: {وأبونا شيخ كبير} 1.
15 ـ وقوله تعالى: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه} 2.
16 ـ وقوله تعالى: {فطوعت له نفسه قتل أخيه} 3.
شروط إعراب الأسماء السابقة بالحروف:
لكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف يشترط فيها الآتي:
1 ـ أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم، فإن قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الظاهرة.
نحو: هذا أبٌ حليم. ورأيت أخًا كريما، وجلست مع حمٍ رحيم.
17 ـ ومنه قوله تعالى: {وله أخ أو أخت} 4.
وقوله تعالى: {إن له أبا شيخا كبيرا} 5.
وقوله تعالى: {وبنات الأخ وبنات الأخت} 6.
18 ـ وقوله تعالى: {قال ائتوني بأخ لكم} 7.
وإن أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة على ما قبل الياء.
نحو: أبي رجل فاضل. وأقدر أخي الأكبر. وسلمت على حمي.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 23 القصص. 2 ـ 21 الأحقاف. 3 ـ 30 المائدة.
4 ـ 12 النساء. 5 ـ 78 يوسف.
6 ـ 23 النساء. 7 ـ 59 يوسف.
19 ـ ومنه قوله تعالى: {حتى يأذن لي أبي} 1.
20 ـ وقوله تعالى: {قالت إن أبي يدعوك} 2.
وقوله تعالى: {قال ربي اغفر لي ولأخي} 3.
وقوله تعالى: {واغفر لأبي إنه كان من الضالين} 4.
2 ـ أن تكون مفردة، غير مثناة، ولا مجموعة.
فإن ثنيت أعربت إعراب المثنى. نحو: أبواك يعطفان عليك. وأخواك محبوبان.
21 ـ ومنه قوله تعالى: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} 5.
22 ـ وقوله تعالى: {فأصلحوا بين أخويكم} 6.
وإن جمعت جمع تكسير أعربت إعرابه بالحركات الظاهرة.
مثال الرفع: الإخوان كثيرون لكن الأوفياء قليلون.
23 ـ ومنه قوله تعالى: {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} 7.
24 ـ وقوله تعالى: {فإن كان له إخوة فلأمه السدس} 8.
ومثال النصب: نوقر آباءنا.
25 ـ ومنه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا إخوانكم أولياء} 9
26 ـ وقوله تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} 10.
ومثال الجر: اعطفوا على آبائكم.
27 ـ ومنه قوله تعالى: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} 11.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 80 يوسف. 2 ـ 25 القصص.
3 ـ 151 الإسراء. 4 ـ 86 الشعراء.
5 ـ 81 الكهف. 6 ـ 10 الحجرات.
7 ـ 62 هود. 8 ـ 11 النساء.
9 ـ 23 التوبة. 10 ـ 27 الإسراء. 11 ـ 36 الدخان.
وإن جمعت جمع مذكر سالما أعربت إعرابه.
نحو: جاء ذوو الفضل.
28 ـ ومنه قوله تعالى: {وآتى المال على حبه ذوي القربى} 1.
3 ـ أن تكون مكبرة. فإن صغرت أعربت بالحركات الظاهرة.
نحو: هذا أخيٌّ. وصافحت حميّا. وسلم على أبيّ.
4 ـ ويشترط في كلمة " فوك " إضافة إلى الشروط السابقة أن تخلو من الميم، فإن اتصلت بها الميم أعربت بالحركات الظاهرة.
نحو: فمك نظيف. واغسل فمك. ولا تنم وبقايا الحلوى في فمك.
إعراب الأسماء الستة:
المشهور في إعراب الأسماء الستة أنها ترفع بالواو.
نحو: أبوك فاضل. ومنه قوله تعالى: {اذهب أنت وأخوك بآياتي} 2.
وقوله تعالى: {وأبونا شيخ كبير} 3.
وتنصب بالألف. نحو: إن أخاك متفوق.
ومنه قوله تعالى: {وجاءوا أباهم عشاء يبكون} 4.
وقوله تعالى: {إن أبانا لفي ضلال مبين} 5.
وتجر بالياء. نحو: سلمت على حمي.
ومنه قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه} 6.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {وأخوه أحب إلى أبينا منا} 7.
ـــــــــــــــ
1 ـ 177 البقرة. 2 ـ 42 طه
3 ـ 23 القصص. 4 ـ 16 يوسف.
5 ـ 8 يوسف. 6 ـ 26 الزخرف.
7 ـ 8 يوسف.
غير أن كثير من النحويين يذكرون أن في إعراب الأسماء الستة لغات هي: ـ
1 ـ الإعراب بالحروف كما ذكرنا آنفا.
2 ـ أن تلزم الألف مطلقا، وتعرب بحركات مقدرة، كإعراب الاسم المقصور.
نحو: جاء أباك. فأباك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
ورأيت أباك. فأباك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
ومررت بأباك. فأباك اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
3 ـ أن يحذف منها الحرف الثالث، وهو حرف العلة، كما في كلمة " أبوك " فتصبح " أبك "، وتعرب بحركات ظاهرة. وأكثر ما يكون في كلمة: أب، وأخ، وحم،
وهن. نحو: جاء أبُكَ. ورأيت أبَك. وسلمت على أبِك.
1 ـ ومنه قول الشاعر:
بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن شابه أبه فما ظلم
وهذا نادر، وربما ألجأته إليه الضرورة الشعرية.
4 ـ أما ذو وفو ففيهما لغة واحدة وهي الإعراب بالحروف.
نحو: جاء ذو الفضل. وفوك نظيف.
29 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} 1.
وقوله تعالى: {وآت ذا القربى حقه} 2.
وقوله تعالى: {ويؤتِ كل ذي فضل فضله} 3.
5 ـ وفي " هن " لغتان (4):
ــــــــــــــ
1 ـ 280 البقرة. 2 ـ 26 الإسراء.
3 ـ 3 هود.
4 ـ الهنُ كناية عن الشيء لا تذكره باسمه.
أ ـ حذف حرف العلة وإعرابه بالحركات الظاهرة على آخره، وهو الأفصح.
نحو: هذا هنٌ. ورأت هنًا. وعجبت من هنٍ.
ب ـ الإتمام وهو الإبقاء على حرف العلة، وإعرابه بالحروف، وهو قليل.
نحو: هذا هنوك. واستر هناك. وعجبت من هنيك.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ الأفصح في لفظ " هن " بتخفيف النون، أو تشديدها إذا كان مضافا حذف الواو منه، ويعرب بالحركات على النون رفعا ونصبا وجرا.
نحو: هذا هنُ محمد. ورأيت هنَ محمد. ودهشت من هنِ محمد.
ومنه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهنِ أبيه ولا تكْنوا ".
الشاهد في الحديث قوله: بهن أبيه، فعندما أضيفت كلمة " هن " إلى ما بعدها، حذفت منها الواو، وأعربت بالكسرة الظاهرة.
ويجوز في " هن " الإتمام لكنه قليل جدا.
نحو: هذا هنوك. ورأيت هناك. وعجبت من هنيك.
2 ـ من المتفق عليه عند النحويين، أن الأسماء الستة ترفع بالحروف نيابة عن الحركات، غير أن مذهب سيبويه والفارسي، وجمهور من البصريين هو إعراب تلك الأسماء بالحركات المقدرة، ففي حلة الرفع تقدر الضمة على الواو، وفي النصب تكون الفتحة مقدرة على الألف، وفي الجر تكون الكسرة مقدرة على الياء. نحو: سافر أبوك. فأبوك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الواو.
ورأيت أخاك. أخاك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف.
ومررت بحميك. حميك اسم مجرور بكسرة مقدرة على الياء.
3 ـ ومن النحويين من ألزم الأسماء الستة الألف وأعربها بحركات مقدرة عليه.
نحو: جاء أبا محمد. فأبا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف.
وصافحت أبا محمد. فأبا مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف.
وسافرت مع أبا محمد. فأبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف.
2 ـ ومنه قول الشاعر:
إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها
الشاهد قوله: وأبا أباها، حيث وقعت أباها الثانية مضافا إليه، وحقه أن يجر بالياء على المشهور، غير أن الشاعر ألزم الأسماء الستة الألف، وأعربها بالحركات المقدرة
4 ـ يشترط في ذو خاصة، أن تكون بمعنى صاحب.
نحو: جاء ذو فضل. أي: صاحب فضل. وهي بذلك تختلف عن " ذو " الطائية التي لا تكون بمعنى صاحب، بل هي بمعنى الذي، وتلزم آخرها الواو رفعا ونصبا وجرا. نحو: زارني ذو أكرمته. ورأيت ذو أحسن إليّ , وسلمت على ذو جاءني.
ومنه قول سحيم الفقعسي:
فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا
الشاهد قوله: من ذو، حيث جاء ذو بمعنى الذي، وجرت بكسرة مقدرة على الواو، والتقدير: من الذي.
نماذج من الإعراب
14 ـ قال تعالى: {وأبونا شيخ كبير} 23 القصص.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبونا: الواو واو الحال، أبونا مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة.
شيخ: خبر مرفوع بالضمة. كبير صفة مرفوعة بالضمة. والجملة في محل نصب حال.
15 ـ قال تعالى: {واذكر أخا عاد} 21 الأحقاف.
واذكر: الواو للاستئناف، اذكر فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره: أنت أخا عاد: أخا مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، وعاد مضاف إليه مجرور بالكسرة. والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
16 ـ قال تعالى: {فطوعت له نفسه قتل أخيه} 30 المائدة.
فطوعت: الفاء حرف عطف، طوعت فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة. له: جار ومجرور متعلقان بطوعت.
نفسه: فاعل مرفوع بالضمة، ونفس مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. قتل أخيه: قتل مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وأخي مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. وجملة طوعت معطوف على ما قبلها.
17 ـ قال تعالى: {وله أخٌ أو أخت} 12 النساء.
وله: الواو واو الحال، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
أخٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. أو أخت: أو حرف عطف، أخت معطوفة على أخ مرفوعة. والجملة في محل نصب حال.
قال تعالى: {إن له أباً شيخاً كبيراً} 78 يوسف.
إن: حرف توكيد ونصب. له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم. أباً: اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة الظاهرة. شيخاً: صفة منصوبة بالفتحة. كبيراً: صفة منصوبة بالفتحة.
18 ـ قال تعالى: {قال ائتوني بأخٍ لكم} 59 يوسف.
قال: فعل ماض مبني على الفتح وفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو.
ائتوني: فعل أمر مبني على حذف النون، واو الجماعة في محل رفع فاعل، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به. بأخٍ: جار ومجرور متعلقان بائتوني. لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لأخ. وجملة ائتوني في محل نصب مقول القول.
19 ـ قال تعالى: {حتى يأذن لي أبي} 80 يوسف.
حتى: حرف جر وغاية مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يأذن: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى، والفاعل ضمير مستتر جوازاً , تقديره: هو. لي: جار ومجرور متعلقان بيأذن.
أبي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم، وأب مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
20 ـ قال تعالى: {قالت إن أبي يدعوك} 25 القصص.
قالت: قال فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هي. إن: حرف توكيد ونصب. أبي: أب اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم، وأب مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
يدعوك: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو. وجملة يدعوك في محل رفع خبر إن. وجملة إن أبي في محل نصب مقول القول.
21 ـ قال تعالى: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} 81 الكهف.
وأما: الواو حرف عطف، أما حرف شرط وتفصيل. الغلام: مبتدأ مرفوع بالضمة.
فكان: الفاء رابطة لجواب الشرط، كان فعل ماض ناقص.
أبواه: اسم كان مرفوع بالألف لأنه مثنى، وأبوا مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. مؤمنين: خبر كان منصوب بالياء لأنه مثنى.
وجملة كان في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة أما معطوف على ما قبلها.
22 ـ قال تعالى: {فأصلحوا بين أخويكم} 10 الحجرات.
فأصلحوا: الفاء حرف استئناف، أصلحوا فعل أمر مبني إلى حذف النون والواو في محل رفع فاعل، والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
بين أخويكم: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة، وبين مضاف، وأخويكم مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وأخوي مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع، وشبه الجملة بين أخويكم متعلق بأصلحوا.
23 ـ قال تعالى: {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} 2 هود.
(يُتْبَعُ)
(/)
أتنهانا: الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، تنهانا فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والنا ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
أن نعبد: أن حرف مصدري ونصب، نعبد فعل مضارع منصوب بأن، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والمصدر المؤول من أن والفعل في تأويل مصدر منصوب على نزع الخافض، وشبه الجملة متعلقٌ بتنهانا.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لنعبد.
يعبد: فعل مضارع مرفوع بالضمة. آباؤنا: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة. وجملة يعبد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
24 ـ قال تعالى: {فإن كان له إخوةٌ فلأمه السدس} 11 النساء.
فإن: الفاء حرف عطف، إن حرف شرط جازم. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم. له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان.
إخوة: اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة.
فلأمه: الفاء رابطة لجواب الشرط، لأمه جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وأم مضاف، والضمير المتصل في جر بالإضافة.
السدس: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة جواب الشرط في محل جزم.
25 ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا إخوانكم أولياء} 23 التوبة.
يا أيها الذين: يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب، والهاء للتنبيه، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من أي.
آمنوا: فعل ماض مبني على الضم وواو الجماعة في محل رفع فاعل. وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
لا تتخذوا: لا ناهية، تتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
آباءكم: مفعول به منصوب بالفتحة، وآباء مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. ولا إخوانكم: الواو حرف عطف، لا نافية لا عمل لها، إخوانكم معطوف على ما قبله. أولياء: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة النداء مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
26 ـ قال تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} 27 الإسراء.
إن المبذرين: إن حرف توكيد ونصب، المبذرين اسم إن منصوب بالياء.
كانوا: كان فعل ماض ناقص وواو الجماعة في محل رفع اسمها.
إخوان الشياطين: خبر كان منصوب بالفتحة وهو مضاف، والشياطين مضاف إليه مجرور بالياء. وجملة كان في محل رفع خبر إن.
27 ـ قال تعالى: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} 36 الدخان.
فأتوا: الفاء الفصيحة (1)، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والتقدير إن كنتم صادقين فيما تقولون فاجعلوا لنا إحياء من مات من آبائنا ليكون دليلاً على ما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى.
أتوا: فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
بآبائنا: جار ومجرور متعلق بأتوا وعلامة جره الكسرة الظاهرة وهو مضاف، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة.
إن كنتم: إن حرف شرط مبني على السكون، كنتم كان واسمها. صادقين: خبرها منصوب بالياء. وجملة كنتم في محل جزم فعل الشرط. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما تقدم، والتقدير: إن كنتم صادقين فأتوا بآبائنا.
28 ـ قال تعالى: {وآتي المال على حبه ذوي القربى} 177 البقرة.
وآتى: الواو حرف عطف، آتى فعل ماض مبني على الفتح المقدر معطوف على آمن في أول الآية، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو.
ـــــــــــــ
1 ـ الفاء الفصيحة: هي التي تفصح عن شرط مقدر وتقع في أول الكلام،
ولم تخرج عن واحد من المعاني التالية:
أ ـ معنى السببية،، نحو قوله تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} 36 فاطر
ب ـ وتكون عاطفة، نحو قوله تعالى:
{فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} 60 البقرة
ج ـ أو استئنافية، نحو قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم} 10 الحجرات
د ـ أو زائدة، نحو قوله تعلى: {نحن أبناء الله وأحباؤه قل: فلم يعذبكم الله بذنوبكم} 18 المائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
المال: مفعول به أول منصوب بالفتحة. على حبه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، وحب مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله، والتقدير: مع حبه.
ذوي القربى: ذوي مفعول به ثان لآتى منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف، القربى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. وجملة آتى معطوفة على ما قبلها.
29 ـ قال تعالى: {وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة} 280 البقرة.
وإن: الواو للاستئناف، إن شرطية جازمة.
كان: فعل ماض تام مبني على الفتح بمعنى وجد وحدث والتقدير إن حدث ذو عسرة.
ذو عسرةٍ: ذو فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، وعسرةٍ مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة كان في محل جزم فعل الشرط.
فنظرةٌ: الفاء رابطة لجواب الشرط، نظرةٌ خبر مرفوع لمبتدأ محذوف والتقدير: فالحكم نظرة. إلى ميسرة: جار ومجرور متعلقان بنظرة، ويصح أن يتعلقا بمحذوف صفة لها. وجملة فنظرةٌ في محل جزم جواب الشرط. وجملة وإن كان وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
1 ـ قال الشاعر:
بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه أبه فما ظلم
بأبه: الباء حرف جر، أب اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، والجار والمجرور متعلقان باقتدى.
اقتدى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف.
عدي: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
في الكرم: في حرف جر، الكرم اسم مجرور بالكسرة الظاهرة وسكن لأجل الوقف.
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يشابه: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو.
أبه: أب مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
فما: الفاء واقعة في جواب الشرط، ما حرف نفي.
ظلم: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى من الشرطية، وله مفعول محذوف، وتقدير الكلام: فما ظلم أمه، على ما بيناه لك في لغة البيت والجملة من الفعل الماضي المنفي بما وفاعله ومفعوله المحذوف في محل جزم جواب الشرط، وجملة الشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو اسم الشرط.
2 ـ قال الشاعر:
إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها
إن: حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل، ناصب لاسمه رافع لخبره، مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب.
أباها: أبا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف وضمير الغائبة في محل جر مضاف إليه، ويجوز نصب " أبا " بالفتحة المقدرة على الألف كما هو الشاهد في البيت.
وأبا: معصوف على ما قبله منصوب بالألف وهو مضاف.
أباها: أبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف، وأبا مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
قد بلغا: قد حرف تحقيق، بلغا فعل ماضي مبني على الفتح وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
في المجد: جار ومجرور متعلقان ببلغ.
غايتاها: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف، ويجوز نصبه بالألف على المشهور في الأسماء الستة، والضمير في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية " قد بلغا .. إلخ " في محل رفع خبر إن.(/)
دروس فى النحو العربى 9
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 05:25 م]ـ
:::
جمع المؤنث السالم
تعريفه:
هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة ألف وتاء على آخره، ولم يتغير مفرده عند الجمع. نحو: فاطمة: فاطمات، زينب: زينبات، معلمة: معلمات، طلحة: طلحات، منتدى: منتديات.
30 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} 1.
وقوله تعالى: {ولله غيب السموات والأرض} 2.
وقوله تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 3.
شروط جمعه:
يشترط في جمع المؤنث السالم أن يكون مفرده أحد الكلمات الآتية:
1 ـ العلم المؤنث تأنيثا معنويا.
نحو: مريم: مريمات، هند: هندات، سعاد: سعادات، زينب: زينبات.
2 ـ ما ختم بتاء التأنيث الزائدة علما كان، أو غير علم.
العلم، نحو: عائشة: عائشات، فاطمة: فاطمات، طلحة: طلحات.
وغير العلم، نحو: شجرة: شجرات، كراسة: كراسات، حديقة: حديقات.
3 ـ ما ختم بتاء العوض، أو تاء المبالغة.
مثال ما كانت التاء فيه عوض عن محذوف: ثُبة: ثبات، عدة: عدات.
فالتاء في " ثبة " عوض عن الواو المحذوفة. فالأصل: ثُبَوٌ.
وفي عدة عوض عن الواو المحذوفة من أول الكلمة، فالأصل: وعد.
ومثال ما كانت فيه التاء للمبالغة: قتَّالة: قتَّالات، وعلاَّمة: علاَّماتا،
ـــــــــــــــــ
1 ـ 114 هود. 2 ـ 3 ـ 5 المائدة.
وفهَّامة: فهَّامات. فالتاء في قتالة، وعلامة، وفهامة للمبالغة.
4 ـ ما كان صفة لمؤنث. نحو: مرضع: مرضعات، طالق: طالقات، عانس: عانسات، نقول: هؤلاء مرضعات.
5 ـ ما كان صفة لمذكر غير عاقل. نحو: شاهق: شاهقات، شامخ: شامخات، معدود: معدودات. نقول: جبال شامخات.
6 ـ ما كان مصغرا لمذكر غير عاقل. نحو: دريهم: دريهمات، نهير: نهيرات، جبيل: جبيلات. نقول: معي دريهمات قليلة.
7 ـ ما صدر بـ " ابن، أو ذي " من الأسماء غير العاقلة، حيث تجمع صدورها. نحو: ابن آوى: بنات آوى، وذو القرون: ذوات القرون.
8 ـ كل خماسي لم يسمع له عن العرب جمع تكسير.
نحو: سرادق: سرادقات، حمّام: حمامات، إصطبل: إصطبلات.
وكذلك الأسماء الأعجمية التي لم تجمع على غير جمع المؤنث السالم.
نحو: تلفون: تلفونات، تلفزيون: تلفزيونات، تلغراف: تلغرافات.
9 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث المقصورة، علما، أو غير علم مؤنثا، ومذكرا. مثال الأعلام المؤنثة: ليلى: ليلات، سعدى: سعدات.
مثال الصفات: ذكرى: ذكرات، نعمى: نعمات.
مثال الأعلام المذكرة: رضوى: رضوات.
10 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث الممدودة، علما، أو غير علم، مؤنثا ومذكرا.
مثال الأعلام المؤنثة: صحراء: صحراوات، بيداء: بيداوات، سناء: سناءات.
مثال الصفات: حمراء: حمراوات، حسناء: حسناوات، شقراء: شقراوات.
مثال الأعلام الذكور: مضاء: مضاءات، ذكرياء: ذكرياءات.
كيفية الجمع أو طريقته:
لابد لجمع المفرد جمعا مؤنثا سالما أن نتبع الآتي:
أولا ـ جمع الاسم الصحيح:
1 ـ إذا كان المفرد مختوما بالتاء، وجب حذفها عند الجمع، تم تلحقه الألف والتاء الزائدتين، للدلالة على الجمع.
نحو: فاطمة: فاطمات، ومعلمة: معلمات.
31 ـ ومنه قوله تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب} 1.
وقوله تعالى: {ويخرجهن من الظلمات إلى النور} 2.
2 ـ إذا كان الاسم المفرد صحيح الآخر، فلا يحدث في أخره تغيير.
نحو: زينب: زينبات، ومريم: مريمات.
3 ـ إذا كان الاسم مؤنثا لفظيا حذفت حذفت تاؤه أيضا.
نحو: طلحة: طلحات، معاوية: معاويات، عبيدة: عبيدات.
4 ـ إذا كان الاسم ثلاثيا ساكنا، وصحيح العين، غير مضعف، مختوما، أو غير مختوم بتاء زائدة يراعى في جمعه جمعا مؤنثا سالما الآتي:
أ ـ إذا كان مفتوح الفاء وجب في جمعه فتح عينه إتباعا لفائه.
نحو: تمرة: تمرات، ودعد: دعدات، وجمرة: جمرات، صخرة: صخرات.
32 ـ ومنه قوله تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} 3.
3 ـ ومنه قول العرجي:
" بالله يا ظبيات القاع قلن لنا "
ب ـ إذا كان مضموم الفاء جاز في جمعه ضم العين، وفتحها، وإسكانها.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: غرفة: غُرُفات، غُرَفات، غُرْفات. وحجرة: حُجُرات، حُجَرات،
ـــــــــــــــــ
1 ـ 34 النساء. 2 ـ 16 المائدة.
3 ـ 167 البقرة.
حُجْرات. وذلك بضم العين على الإتباع للفاء، أو الفتح، أو الإسكان.
33 ـ ومنه قوله تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} 1.
وقوله تعالى: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات} 2.
وقوله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} 3.
ج ـ وإذا كان المفرد مكسور الفاء جاز في عينه عند الجمع الكسر على الإتباع، أو الفتح، أو الإسكان. نحو: هند: هِنِدات بكسر العين، وهِنَدات بفتحها، وهِنْدات
بإسكانها. وسِدرة: سِدِرات، سِدَرات، سِدْرات.
5 ـ وإذا كان المفرد ثلاثيا مفتوح الفاء، ومفتوح أو مضموم، أو مكسور العين صحيحها يبقى في الجمع على حاله.
نحو: شجرة: شَجَرات. وبقرة: بقرات. وثمرة: ثَمَرات. بفتح العين.
34 ـ ومنه قوله تعالى: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان} 4.
ونحو: سَمُرة: سَمُرات (5). بضم العين. 4 ـ ومنه قول امرئ القيس:
كأني غداة البين يوم ترحلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ونحو: نَمِرة: نَمِرات. بكسر العين.
6 ـ إذا كان الاسم الثلاثي معتل العين، بقى الإسكان في الجمع.
نحو: تارة: تارات. دولة: دولات. بيضة: بيضات.
7 ـ أما إذا كان الاسم مضغم العين " مشدد " فلا تتغير حركته عند الجمع.
نحو: جنّة: جنّات. حبّة: حبات. حيّة: حيّات، خطّة: خطّات.
35 ـ ومنه قوله تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات} 6.
ــــــــــــــــ
1 ـ 37 النبأ. 2 ـ 4 الحجرات.
3 ـ 30 الحج. 4 ـ 43 يوسف.
5 ـ السُمر: نوع من أنواع الطلح. 6 ـ 141 الأنعام.
8 ـ وإذا كان المفرد صفة ساكنة العين، سواء أكان مفتوح الفاء، أم مضمومها، أم مكسورها، فليس في جمعه إلا تسكين العين.
نحو: ضَخمة: ضخْمات، حُلوة: حلْوات، جِلفة: جلْفات.
ثانيا ـ جمع الاسم المقصور:
لجمع الاسم المقصور جمعا مؤنثا سالما حالتان: ـ
1 ـ إذا كانت ألف المقصور ثالثة ردت إلى أصلها واوا، أو ياء.
مثال ما أصله واوا: عصا: عصوات. رضا: رضوات. شذا: شذوات.
ومثال ما أصله ياء: هدى: هديات. مدى: مديات.
2 ـ إذا كانت ألفه رابعة فأكثر قلبت ياء.
نحو: ذكرى: ذكريات. منتدى: منتديات. مستشفى: مستشفيات.
ثالثا ـ جمع الممدود:
عند جمع الاسم الممدود جمعا مؤنثا سالما يراعى نوع الهمزة في آخره.
1 ـ إذا كانت الهمزة أصلية بقيت في الجمع على حالها.
نحو: إنشاء: إنشاءات. إملاء: إملاءات.
2 ـ إذا كانت زائدة للتأنيث وجب قلبها واوا.
نحو: صحراء: صحراوات. حمراء: حمراوات.
3 ـ إذا كانت مبدلة من حرف أصلي " واو، أو ياء " جاز بقاؤها، أو إبدالها واوا. نحو: سماء: سماءات وسماوات. دعاء: دعاءات ودعاوات.
زكرياء: زكرياءات وزكرياوات. وفاء: وفاءات ووفاوات.
رابعا ـ جمع المنقوص:
إذا جمع الاسم المنقوص جمعا مؤنثا سالما فلا يتغير فيه شيء عند الجمع إذا كانت ياؤه موجودة.
نحو: الساعية: الساعيات. الرابية: الرابيات. الداعية: الداعيات.
وإذا كانت ياؤه محذوفة ردت إليه عند الجمع.
نحو: قاض: قاضيات. ساع: ساعيات: راس: راسيات.
36 ـ ومنه قوله تعالى: {وجفان كالجواب وقدور راسيات} 1.
ملحقات جمع المؤنث السالم:
يلحق بجمع المؤنث السالم نوعين من الأسماء الشبيهة بجمعه، وليس في الأصل جمعا مؤنثا سالما، وهي:
1 ـ الكلمات التي لها معنى الجمع، ولكن لا مفرد لها من لفظها.
نحو: أولات: فهي يدل على جماعة الإناث، ولكن مفردها " ذات " بمعنى صاحبة.
نقول: المعلمات أولات فضل.
37 ـ ومنه قوله تعالى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} 2.
ونحو: بنات، وأخوات: هاتان الكلمتان من الكلمات التي لم يسلم فيها بناء المفرد من التغيير عند جمعها جمعا مؤنثا سالما، وهذا مخالف لقاعدة جمع السلامة، إذ يجب عدم تغيير صورة المفرد عند الجمع السالم، لذلك ألحقت الكلمتان السابقتان، ومثيلاتها به.
نقول: هؤلاء بنات مهذبات. وصافحت البناتِ والأخواتِ المهذبات.
وأثنت المعلمة على البنات والأخوات المهذبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه قوله تعالى: {فاصطفى البنات على البنين} 3.
وقوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم} 4.
ــــــــــــ
1 ـ 13 سبأ. 2 ـ 4 الطلاق.
3 ـ 153 الصافات. 4 ـ 23 النساء.
2 ـ بعض الألفاظ التي سمي بها من جمع المؤنث، وصارت أعلاما لمذكر أو لمؤنث بسبب التسمية، ولعل من أهم دواعي التسمية بجمع المؤنث، أو المذكر السالمين، أو غيره من الجموع الأخرى هو المدح، أو الذم، أو التمليح (1).
ومن هذه الألفاظ: أذرعات (2).
5 ـ قال الشاعر:
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالِ
الشاهد " أذرعات " حيث أعربت إعراب جمع المؤنث السالم فجرت بتنوين الكسر، لأن أصلها جمع مؤنث سالم، ثم سمي بها بلد، فهو في اللفظ جمع، وفي المعنى مفرد.
ومنه: سادات، وعنايات، وسعادات، وزينبات، وعرفات، وما شابه ذلك من الأسماء المسمى بها لأسماء مفردة، ولكنها في الأصل جموع مؤنثة، فعوملت معاملة جمع المؤنث السالم في الإعراب.
إعرابه:
يعرب جمع المؤنث السالم رفعا بالضمة، ونصبا وجرا بالكسرة، فهو من المعربات التي نابت فيها حركة عن حركة أخرى. فقد نابت الكسرة عن الفتحة في حالة النصب. ففي الرفع نقول: جاءت الطالباتُ مبكراتٍ.
فالطالبات فاعل مرفوع بالضمة، ومبكرات حال منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة. 39 ـ ومنه قوله تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 3.
وقوله تعالى: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره} 4.
وفي النصب نقول: إن المعلمات مخلصات.
ـــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج3 ص137 هامش رقم1.
2 ـ اسم لقرية بالشام. 3 ـ 5 المائدة.
4 ـ 54 الأعراف.
المعلمات اسم إن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة.
ومنه قوله تعالى: {والذين يرمون المحصنات} 1.
المحصنات مفعول به منصوب بالكسرة، والغافلات صفة منصوبة بالكسرة.
40 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات} 2.
وفي الجر نقول: أثنيت على المربياتِ الفاضلاتِ.
41 ـ ومنه قوله تعالى: {لتخرج الناس من الظلمات} 3.
وقوله تعالى: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} 4.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ هناك بعض الكلمات المنتهية بالألف والتاء، ولكنها في حقيقتها ليست جمعا مؤنثا سالما، إما لكون الألف فيها أصلية. نحو: قضاة، وغزاة.
أو لأن التاء فيها أصلية. نحو: أقوات وأبيات.
وهذه الكلمات عبارة عن جموع تكسير، ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة. نقول: جاء القضاةُ. إن القضاةَ عادلون. وسلمت على القضاةِ.
ونقول: هذه أبيات شعرية جميلة. وقرأت أبياتا شعرية جميلة.
42 ـ ومنه قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 5.
" فأمواتا " خبر كان منصوبة بالفتحة، لأنها جمع تكسير والتاء فيه أصلية، وليست جمع مؤنث سالما.
ومنه قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} 6.
2 ـ يجوز في الأسماء المسماة بجمع المؤنث السالم، والتي ذكرناها في موضعها، ثلاثة أنواع من الإعراب:
ــــــــــــــــ
1 ـ 5 المائدة. 2 ـ 5 المائدة.
3 ـ 11 البروج. 4 ـ 1 إبراهيم.
5 ـ 4 الحجرات. 6 ـ 28 البقرة.
أ ـ النوع الأول وهو أصحها: أن يعرب الاسم كما كان عليه قبل التسمية، فيرفع بالضمة مع التنوين، لأن التنوين للمقابلة. نحو: هذه عناياتٌ.
وينصب ويجر بالكسرة مع التنوين، نحو: رأيت عناياتٍ، ومررت بعناياتٍ.
ب ـ النوع الثاني: أن يعرب الاسم رفعا بالضمة، ونصبا وجرا بالكسرة بدون
تنوين. نحو: هذه عرفاتُ. وزرت عرفاتِ. ووقفت في عرفاتِ.
ج ـ النوع الثالث: أن يعرب الاسم إعراب الممنوع من الصرف، فيرفع بالضمة بدون تنوين، وينصب ويجر بالفتحة.
نحو: هذه أذرعاتُ. وسكنت أذرعاتَ. ورحلت إلى أذرعاتَ.
وأرى أن هذا النوع من الإعراب حسن أيضا، إلى اعتبار استعمال هذه الأسماء مفردة مؤنثة.
3 ـ لا يصح جمع ما كان من الأسماء على وزن " فَعْلاء " مؤنث " أفعل " جمع مؤنث سالما، وإنما تجمع جمع تكسير.
فنقول في جمع حمراء مؤنث أحمر: حُمْر، ولا نقول: حمراوات.
وفي خضراء مؤنث أخضر: خُضْر، ولا نقول: خضراوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ لا يصح جمع " فعلى " مؤنث " فعلان " جمعا مؤنثا سالما، وإنما تجمع جمع تكسير. فلا نقول في: سكرى مؤنث سكرن: سكريات، وإنما نقول: سُكارى.
كذلك لا يجوز جمعها جمعا مذكرا سالما، فلا نقول في سكرى: سكرانون.
5 ـ لا يصح في بعض الألفاظ أن تجمع جمعا مؤنثا سالما، وإنما الصحيح فيها أن تجمع جمع تكسير، وأهم هذه الألفاظ: امرأة، أَمة، شاة، أُمَّة، شفة، ملة.
فلا يقال فيها: امرآت، أمات، شاهات، أُمّات، شفات، مِلاّت.
لأن ذلك مناف لقواعد، وأصول اللغة. وإنما نقول: نساء، إماء، شياه، أمم، شفاه ملل.
نماذج من الإعراب
30 ـ قال تعالى: {أن الحسنات يذهبن السيئات} 114 هود.
إن: حرف توكيد ونصب. الحسنات: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة. يذهبن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل.
السيئات: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة.
وجملة يذهبن في محل رفع خبر إن.
31 ـ قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب} 34 النساء.
فالصالحات: الفاء حرف استئناف، الصالحات مبتدأ مرفوع بالضمة.
قانتات: خبر أول مرفوع بالضمة. حافظات: خبر ثان مرفوع بالضمة.
للغيب: جار ومجرور متعلقان بحافظات.
والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية.
32 ـ قال تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} 167 البقرة.
كذلك: الكاف حرف تشبيه وجر، ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب لمفعول مطلق محذوف عامله الفعل الذي بعده، والتقدير: يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم إراءة مثل تلك الإراءة.
يريهم: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
أعمالهم: مفعول به ثان، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
حسرات: مفعول به ثالث منصوب بالكسرة.
ويجوز في حسرات أن تعرب حالا، إذا اعتبرنا الرؤية بصرية، والوجه الأول أرجح باعتبار أن الرؤية قلبية فيتعدى الفعل " يرى " لثلاثة مفاعيل.
3 ـ قال العرجي:
بالله يا ظبيات القاع قلنا لنا ليلاي منكن أم ليلى من البشر
بالله: جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف.
يا ظبيات: يا حرف نداء، ظبيات منادى منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف، القاع: مضاف إليه مجرور.
قلنا: فعل ماض، ونون النسوة في محل رفع فاعل.
لنا: جار ومجرور متعلقان بقال.
ليلاي: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وليلا مضاف وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
منكن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. والجملة في محل نصب مقول القول.
أم: حرف عطف. ليلى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة.
من البشر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.
الشاهد المطلوب قوله ظبيات حيث فتح العين وهي الباء تبعاً لفتحة الفاء التي هي الظاء في جمع الاسم الثلاثي الساكن العين الصحيحها وهو ظبية.
33 ـ قال تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} 37 سبأ.
وهم: الواو حرف عطف، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
في الغرفات: جار ومجرور متعلقان بـ " آمنون "، أو في محل نصب حال.
آمنون: خبر مرفوع بالواو.
34 ـ قال تعالى: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان} 43 يوسف.
وقال: الواو حرف عطف، قال فعل ماض مبني على الفتح.
الملك: فاعل مرفوع بالضمة. إني: إن واسمها.
أرى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا. سبع: مفعول به منصوب بالفتحة، وسبع مضاف.
بقرات: مضاف إليه مجرور بالكسرة. سمانٍ: صفة لبقرات مجرورة بالكسرة.
وجملة أرى في محل رفع خبر إن. وجملة إني وما في حيزها في محل نصب مقول القول.
4 ـ قال امرؤ القيس:
كأني غداة البين يوم تحمّلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
كأني: كأن حرف مشبه بالفعل من أخوات إن، وياء المتكلم في محل نصب اسمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
غداة: ظرف زمان متعلق بناقف الآتي، ويصح تعليقه بكأن لما فيها من معنى التشبه، وتعليق الظرف والجار والمجرور بالحرف جائز إذا تضمن الحرف معنى الفعل، والتقدير: أشبه نفسي، وتعليقه بناقف أقوى، وغداة مضاف، والبين: مضاف إليه.
يوم: ظرف زمان بدل من غداة بدل كل من بعض.
تحملوا: فعل وفاعل والألف فارقة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة يوم إليها.
لدى: ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب متعلق بما تعلق به غداة، ولدى مضاف، وسمرات: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسمرات مضاف، والحي مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
ناقف: خبر كأن مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وحنظل: مضاف إليه مجرور بالكسرة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعل ناقف ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا. والجملة الاسمية كأني وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
35 ـ قال تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات} 141 الأنعام.
وهو: الواو استئنافية، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر.
أنشأ: فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول وهو العائد أو الرابط لجملة الصلة، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
جنات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
معروشات: صفة لجنات منصوبة بالكسرة.
36 ـ قال تعالى: {وجفان كالجواب وقدور راسيات} 13 سبأ.
وجفان: الواو حرف عطف، جفان معطوفة على تماثيل مجرورة بالكسرة.
كالجواب: الكاف حرف جر وتشبيه والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لجفان، وحذفت ياء الجواب في خط القرآن.
وقدورٍ: عطف على الجفان. راسيات: صفة مجرورة لقدور.
37 ـ قال تعالى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} 4 الطلاق.
وأولات: الواو حرف عطف وأولات مبتدأ مرفوع بالضمة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم، وأولات مضاف، والأحمال: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
أجلهن: مبتدأ مرفوع بالضمة والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
أن: حرف مصدري ونصب.
يضعن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب والمصدر المؤول في محل رفع خبر المبتدأ أجلهن والتقدير: وضع، ونون النسوة في محل رفع فاعل يضع. حملهن: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة أجلهن في محل رفع خبر المبتدأ أولات. وجملة أولات معطوفة على ما قبلها.
38 ـ قال تعالى: {أصطفى البنات على البنين} 153 الصافات.
أصطفى: الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب استغني بها عن همزة الوصل للتوصل للنطق بالساكن، واصطفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله. البنات: مفعول به منصوب بالفتحة.
على البنين: جار ومجرور متعلقان باصطفى بعد تضمينه معنى أفضل.
5 ـ قال الشاعر:
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي
تنورتها: فعل وفاعل ومفعول به.
من أذرعات: جار ومجرور وعلامة جره الكسرة إذا قرأناه منوناً أو من غير تنوين، أما إذا قرأناه بالفتح فعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، والجار والمجرور متعلقان بتنور.
وأهلها: الواو للحال وأهل مبتدأ والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بيثرب: جار ومجرور وعلامة جره الفتحة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال.
أدنى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وأدنى مضاف، ودارها: مضاف إليه، ودار مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
نظر: خبر المبتدأ مرفوع. عال: صفة مرفوعة لنظر.
الشاهد في قوله: " أذرعات " فإن أصله جمع ثم نقل فصار اسم بلد فهو في اللفظ جمع وفي المعنى مفرد.
وفي كلمة " أذرعات " ثلاثة أوجه من الإعراب كما ذكر ابن عقيل في شرحه على الألفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ الوجه الأول: ينصب بالكسرة كما كان قبل التسمية به، ولا يحذف منه التنوين " من أذرعاتٍ " وهذا هو الوجه الصحيح.
2 ـ الوجه الثاني: أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة من غير تنوين " من أذرعاتِ ".
3 ـ الوجه الثالث: أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة من غير تنوين باعتباره ممنوعاً من الصرف " من أذرعاتَ ".
39 ـ قال تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 5 المائدة.
والمحصنات: الواو استئنافية أو عاطفة، المحصنات مبتدأ مرفوع بالضمة،
وخبره محذوف دل عليه ما قبله، أي: حل لكم، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.
من المؤمنات: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المحصنات. والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية، أو معطوفة على ما قبلها.
40 ـ قال تعالى: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا} 24 النور.
إن: حرف توكيد ونصب.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن.
يرمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
المحصنات: مفعول به منصوب بالكسرة. والغافلات المؤمنات نعت للمحصنات.
لعنوا: فعل ماض مبني للمجهول وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل.
وجملة لعنوا في محل رفع خبر إن. في الدنيا: جار ومجرور متعلقان بلعنوا.
41 ـ قال تعالى: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} 1 إبراهيم.
لتخرج: اللام لام التعليل، وتخرج فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. الناس: مفعول به منصوب.
من الظلمات: جار ومجرور متعلقان بتخرج.
إلى النور: جار ومجرور متعلقان بتخرج أيضاً.
42 ـ قال تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 28 البقرة.
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال والعامل فيه الفعل بعده، وصاحبه واو الجماعة.
تكفرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون واو الجماعة في محل رفع فاعل.
بالله: جار ومجرور متعلق بتكفرون، وجملة كيف تكفرون مستأنفة لا محل لها من الإعراب. وكنتم: الواو للحال، وكان واسمها والجملة في محل نصب حال من واو الجماعة في تكفرون، والرابط الواو والضمير، وقد المقدرة قبل الفعل الماضي الناقص لتقربه من الحال. أمواتاً: خبر كان منصوب بالفتحة.
فأحياكم: الفاء حرف عطف، وأحيى فعل ماض مبني على الفتح المقدر والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. وجملة أحيى معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها.
جمع المذكر السالم
تعريفه: هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون، على مفردة، في حالة الرفع، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب، والجر، وسلم بناء مفرده عند الجمع.
نحو: سافر المحمدون. وفاز المجتهدون.
43 ـ ومنه قوله تعالى: {وإنّا إن شاء الله لمهتدون} 1.
ونحو: ودعت المسافرين. وسلمت على الفائزين.
ومنه قوله تعالى: {كونوا قردة خاسئين} 2.
وقوله تعالى: {أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} 3.
إعرابه: يرفع جمع المذكر السالم بالواو. نحو: وصل المسافرون.
44 ـ ومنه قوله تعالى: {هم فيها خالدون} 4.
وقوله تعالى: {إلا قليلا منكم وأنتم معرضون} 5.
وينصب بالياء. نحو: كافأت المتفوقين.
45 ـ ومنه قوله تعالى: {فاقع لونها تسر الناظرين} 6.
وقوله تعالى: {إن الله يحب المتقين} 7.
ويجر بالياء. نحو: عاقبت المهملين.
46 ـ ومنه قوله تعالى: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين} 8.
وقوله تعالى: {وذلك جزاء المحسنين} 9.
ـــــــــــــــ
1 ـ 70 البقرة. 2 ـ 65 البقرة. 3 ـ 67 البقرة.
4 ـ 81 البقرة. 5 ـ 83 البقرة.
6 ـ 69 البقرة. 7 ـ 4 التوبة.
8 ـ 64 البقرة. 9 ـ 85 المائدة.
شروط جمعه:
يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية:
1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل، خاليا من التأنيث والتركيب.
فلا يصح جمع مثل " رجل، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام، وإنما هما اسما جنس. فلا نقول: رجلون، وغلامون.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما.
فلا نقول في " هند " هندون، ولا في " زينب " زينبون.
وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل. فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون.
ومثله العلم المذكر العاقل المختوم بتاء التأنيث، فلا يجمع جمع مذكر سالما.
فلا يقال في " طلحة " طلحون، ولا في " معاوية " معاويون، ولا في " عبيدة " عبيدون.
كما لا يجمع العلم المركب بأنواعه المختلفة جمعا مذكرا سالما.
فلا يجمع: عبد الله، و سيبويه، و جاد الحق، و تأبط شرا، و بعلبك، ونظائرها.
2 ـ أ ـ أن يكون صفة لمذكر عاقل خالية من التاء، وصالحة لدخول التاء عليها.
نحو: ماهر: ماهرون، عاقل: عاقلون، جالس ك جالسون.
والصفات السابقة، وأشباهها صالحة لدخول التاء عليها. فنقول: ماهرة، وعاقلة.
ب ـ أو وصف على وزن أفعل التفضيل. نحو: أعظم، وأكبر، وأحسن وأفضل. نقول: أعظمون، وأكبرون، وأحسنون، وأفضلون.
47 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} 1.
فإن كانت الصفة على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء، كأحمر حمراء، وأخضر خضراء. امتنع جمعه جمع مذكر سالما. فلا نقول: أحمرون، وأخضرون.
ــــــــــــ
1 ـ 139 آل عمران.
وإن كانت الصفة أيضا على وزن فعلان فعلى، كعطشان عطشى، وسكران سكرى.
فلا تجمع جمع مذكر سالما. فلا يصح أن نقول: عطشانون، وسكرانون.
وكذلك إذا كانت الصفة مما يستوي فيها المذكر والمؤنث. مثل: صبور، وغيور، وغريق، وجريح، وذلك لعدم قبولها تاء التأنيث.
فلا نقول: صبورون، وغيورون، وقتيلون.
طريقة الجمع:
1 ـ يجمع الاسم الصحيح الآخر، أو شبهه جمع مذكر سالما بزيادة واو ونون، أو ياء ونون على مفرده، دون أن يحدث فيه تغيير.
نقول في جمع معلم: معلمون، ومعلمين، ومذنب: مذنبون، ومذنبين.
وفي جمع ظبي علما لرجل: ظبيون، وظبيين.
2 ـ يجمع الاسم المقصور، بحذف ألفه، وتبقى الفتحة قبل الواو، والياء دليلا على الألف المحذوفة من المفرد.
نقول: مصطفى: مصطفون، الأعلى: الأعلون، الأدنى: الأدنون، منتدى: منتدون. نحو: عامل الأدنين بالمحبة والرحمة.
48 ـ ومنه قوله تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} 1.
وقوله تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون} 2.
ولا فرق بين المقصور الثلاثي، أو المزيد عند الجمع. فنقول في جمع " رضا " علم ثلاثي لرجل: رضون. ونقول في " مرتضى ": مرتضون.
3 ـ يجمع المنقوص بحذف يائه، وتبقى الكسرة قبل الياء، ويضم ما قبل الواو للمناسبة، وذلك في حال وجود الياء.
نحو: الشادي: الشادون، الغادي: الغادون، الداعي: الداعون، الراعي: الراعون.
ــــــــــــــــ
1 ـ 47 ص. 2 ـ 35 محمد.
نقول: هذا داع، وهؤلاء داعون.
وأنت قاض، وهم قاضون.
4 ـ عند جمع الممدود جمعا مذكرا سالما ينظر إلى همزته، وذلك على النحو التالي:
أ ـ إن كانت أصلية بقيت. مثل: رفّاء: رفّاؤون. قرّاء: قراؤون.
نكّاء: نكّاؤون. ملاّء: ملاّؤون.
نقول: الرفاؤون ماهرون. والقراؤون مجيدون.
ب ـ وإن كانت الهمزة منقلبة عن أصل، وهو الواو، أو الياء، جاز أن تبقى في الجمع، وأن تقلب واوا، وقلبها أفصح.
نحو: بنّاء: بنّاؤون، وبناوون. وكسّاء: كسّاؤون، وكساوون.
وعدّاء: عدّاؤون، وعدّاوون.
ج ـ وإن سمي المذكر باسم ينتهي بألف التأنيث الممدودة التي تليها الهمزة، قلبت الهمزة واوا عند الجمع. مثل: " ورقاء " علم لمذكر عاقل، نقول: ورقاوون.
وزكرياء: زكرياوون.
ما يلحق بجمع المذكر السالم:
يلحق بجمع المذكر السالم في إعرابه ما ورد عن العرب مجموعا بالواو والنون، ولكنه لم يستوف الشروط السابق ذكرها، وذلك مثل:
1 ـ ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين، لأنه لا واحد له من لفظه.
نحو: اشترك في الرحلة عشرون طالبا.
49 ـ ومنه قوله تعالى: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} 1.
وقوله تعالى: {إن يكن منكم عشرون صابرون} 2.
ــــــــــــ
1 ـ 4 المعارج. 2 ـ 65 الأنفال.
وقوله تعالى: {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ أهلون، لأن مفرده أهل، وأهل أسم جنس جامد كغلام، ورجل، وفرس.
نحو: كان أهلونا مهتمين بالحرف اليدوية.
50 ـ ومنه قوله تعالى: {شغلتنا أموالنا وأهلونا} 2.
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا} 3.
3 ـ أولو، لأنه لا واحد له من لفظه، فهو أسم جمع لذوا بمعنى صاحب.
نحو: جاء أولو الفضل.
51 ـ ومنه قوله تعالى: {إنما يتذكر أولو الألباب} 4.
وقوله تعالى: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} 5.
4 ـ عالمون، جمع عالم، وهو اسم جنس جامد كرجل، وغلام، وفرس، وواحده أعم في الدلالة من جمعه، ويطلق على مجموع ما خلق الله، ويطلق أيضا على كل صنف من أصناف المخلوقات على حدة، كعالم الأنس، وعالم الجن، وعالم الحيوان.
نحو: خلق الله العالمين منذ الأزل.
52. ومنه قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} 6.
وقوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} 7.
5 ـ علِّيون، وهو اسم لأعلى الجنة، ولا تنطبق عليه شروط جمع المذكر السالم، لكونه لما لا يعقل، وليس له واحد من لفظه.
53 ـ نحو قوله تعالى: {وما أدراك ما علييون} 8.
ـــــــــــــــ
1 ـ 23ص. 2 ـ 11 الفتح.
3 ـ 6 التحريم. 4 ـ 19 الرعد.
5 ـ 35 الأحقاف. 6 ـ 2 الفاتحة.
7 ـ 157 الأنبياء. 8 ـ 19 المطففين.
نحو قوله تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين} 1.
6 ـ أرضون، اسم جنس جامد مؤنث. نحو: الله مالك السموات والأرضين.
7 ـ سنون، وعضون، وعزون، وتبون، ومئون، وظبون، وكرون، ونظائرها. مفردها: سنة، وعضة، وعزة، وتبة، ومئة وظبة، وكرة (2).
والكلمات السابقة لا تجمع جمع مذكر سالما، لأنها غير مستكملة للشروط، فهي أسماء أجناس جامدة مؤنثة، وهي جموع تكسير لتغيير لفظ مفردها عند الجمع، وقد أجريت مجرى جمع المذكر السالم في الإعراب تعويضا عن الحرف المحذوف وهو " التاء ".
54 ـ نحو قوله تعالى: {في بضع سنين} 3.
وقوله تعالى: {أفرأيت أن متعناهم سنين} 4.
55 ـ وقوله تعالى: {الذين جعلوا القرآن عضين} 5.
56 ـ وقوله تعالى: {عن اليمين وعن الشمال عزين} 6.
8 ـ بنون: جمع ابن، اسم جنس جامد، ويكسَّر مفرده عند الجمع.
57 ـ كقوله تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} 7.
وقوله تعالى: {أم له البنات ولكم البنون} 8.
9 ـ يلحق بجمع المذكر السالم أيضا ما سمي من الأسماء المجموعة بالواو والنون، أو الياء والنون.
مثل: عابدين، وزيدين، وعلبين. نقول: جاء عابدون، وصافحت زيدين.
ــــــــــــ
1 ـ 18 المطففين.
2 ـ العضة: الفرقة، والقطعة من الشيء. العزة: الجماعة، والفرقة، والعصبة. التبة: الجماعة. الكرة: كل جسم مدور. الظبة: حد السيف.
3 ـ 4 الروم. 4 ـ 39 الطور.
5 ـ 91 الحجر. 6 ـ 70 المعارج.
7 ـ 46 الكهف. 8 ـ 39 الطور.
نون جمع المذكر:
الأصل في نون جمع المذكر السالم الفتح، وقد أجمع النحويون على ذلك، أما كسرها فضرورة شعرية، وليس لغة. 6 ـ كقول سحيم الرياحي:
أكل الدهر حل وارتحال أما يبقي عليَّ ولا يقيني
وماذا يبتغي الشعراء منِّي وقد جاوزت حد الأربعينِ
ومنه قول الفرزدق:
ما سدَّ حيٌّ ولا ميت مسدهما إلا الخلائف من بعد النبيينِ
ونون جمع المذكر السالم عوض عن التنوين في الاسم المفرد لذلك وجب حذفها عند الإضافة. نحو: سافر معلمو المدرسة.
58 ـ ومنه قوله تعالى: {وأعلموا أنكم غير معجزي الله} 1.
وقوله تعالى: {فظنوا أنهم مواقعوها} 2.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ ذكرنا من الكلمات التي لا تجمع جمع مذكر سالما بعض الصفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث. مثل صبور، وغيور. وهما صفتان على وزن فعول بمعنى فاعل لذلك يستوي فيهما التذكير والتأنيث. نقول: رجل صبور، وامرأة صبور، بمعنى صابر.
ومنها: قتيل وغريق وجريح، وهن صفات على وزن فعيل بمعنى مفعول، لذلك يستوي فيهن التذكير، والتأنيث.
نقول: رجل قتيل، وامرأة قتيل، بمعنى مقتول.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 2 التوبة. 2 ـ 53 الكهف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان مفعول بمعنى مفعول، نحو: دابة ركوب، أي: مركوبة، أو كان فعيل بمعنى فاعل، نحو: أليم بمعنى مؤلم، فلا يستوي فيهما التذكير والتأنيث.
نقول: عذاب أليم، وحادثة مؤلمة.
كما لا يستوي التذكير والتأنيث في صبور ونظائرها إذا لم يذكر الموصوف.
نقول: هذا صبور وصبورة. ورأيت جريحا وجريحة.
2 ـ جمعت الصفة التي على وزن " أفعل " ومؤنثها " فعلاء " شذوذا.
كأسود وسوداء، وأصفر وصفراء.
7 ـ ومنه قول حكيم بن عياش:
فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودينَ وأحمرينَ
الشاهد قوله: أسودين، وأحمرين، حيث جمعهما جمع مذكر سالما شذوذا، لأن مفرد كل منهما: أسود، وأحمر، ومؤنثها: سوداء، وحمراء.
والصواب أن يجمعا جمع تكسير، فنقول: سُود، وحُمر.
3 ـ بعض العرب يعرب كلمة " سنين " بالحركات الظاهرة، على النون، شريطة أن تلازمها الياء، ويجرونها مجرى " حين "، ويعتبرون تلك النون الزائدة كأنها من أصل الكلمة، كما هي أصلية في كلمة " مسكين "، فيثبتون النون مع الإضافة.
8 ـ كقول الصمة بن عبد الله:
دعاني من نجد فإن سنينَه لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا
الشاهد قوله " سنينه "، حيث نصبه بالفتحة الظاهرة على آخره لأنه اسم إن، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، ولو أن " سنين " ملحقة بجمع المذكر السالم لوجب حذف نونها عند الإضافة، وهذا الإعراب غير مطرد، وهو مقصور على السماع، ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إحدى الروايتين: " اللهم اجعلها علينا سنينًا كسنينَ يوسف ".
والرواية الثانية " اللهم اجعلها سنينَ ــ بلا تنوين ــ كسني يوسف " بحذف النون للإضافة. ففي الرواية الأولى أعربت " سنين " بالحركات الظاهرة على النون، وفي الرواية الثانية أعربت إعراب جمع المذكر السالم.
4 ـ ذكر صاحب الألفية أن فتح نون المثنى ككسر نون الجمع في القلة، لكن الأمر ليس كذلك، وإنما ما أجمع عليه النحويون أن فتحها في التثنية لغة، وكسرها في الجمع شاذ، وليس لغة.
5 ـ أجاز الكوفيون جمع العلم المختوم بتاء التأنيث، كطلحة، وحمزة، ومعاوية، وعبيدة جمع مذكر سالما، بعد حذف التاء التي في مفرده.
فيقولون: جاء الطلحون، ورأيت الحمزين، وسلمت على المعاوين.
لأن هذه التاء في تقدير الانفصال، بدليل سقوطها في جمع المؤنث السالم، كطلحات، وحمزات، ومعاويات، وعبيدات.
6 ـ يجمع النحويون على جواز جمع العلم المذكر المختوم بألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة جمعا مذكرا سالما. فلو سمينا رجلا بـ " خضراء "، أو بـ " ذكرى " جاز جمعه جمع مذكر سالما. فنقول: خضراوون، وذكراوون.
ومما هو متعارف عليه أن المختوم بألف التأنيث، أشد تمكنا في التأنيث من المختوم بالتاء، وإذا جوزنا جمع المختوم بالألف، فجواز المختوم بالتاء أولى.
7 ـ يجوز في اسم الجنس إذا صغر أن يجمع جمع مذكر سالما، فلو صغرنا " رجل " لقلنا " رجيل "، وعندئذ يمكن جمعها بالواو والنون، فنقول: رجيلون.
والعلة في جمعه بعد التصغير أنه أصبح وصفا.
وكذلك الاسم المنسوب، نحو: مصري، وسعودي، وسوري، وفلسطيني، يجوز جمعه بالواو والنون. نقول: مصريون، وسعوديون، وسوريون، وفلسطينيون.
8 ـ إذا سمي بجمع المذكر السالم، نحو: عابدون، وحمدون، وخلدون، وزيدون، وهي في الأصل أسماء مفردة، ولحقتها علامة الحمع " الواو والنون " في حالة الرفع، يجوز جمعها لدخولها في العلمية، وانسلاخها عن معنى الجمع، ولكن جمعها مرة أخرى لا يكون بصورة
مباشرة، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية علامة جمع المذكر السالم مرة أخرى، فلا يصح أن نقول: عابدونون، وخلدونون، ولكن يجوز الجمع بواسطة. وهو استعمال كلمة " ذوو " في حالة الرفع قبل الجمع السالم المسمى به، والمراد جمعه مرة أخرى، ويقع الإعراب على كلمة " ذوو " في حالة الرفع، و " ذوي " نصبا وجرا.
نحو: جاء ذوو عابدين، وصافحت ذوي خلدين، ومررت بذوي زيدين.
ويلاحظ أن الجمع المسمى به يعرب مضافا إليه في كل الحالات.
9 ـ جوز النحويون فيما سمي به من جمع المذكر السالم أن يعرب إعرابه.
نحو: جاء زيدون. وكافأت حمدين. وأثنيت على عابدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يجوز أن تلزم مثل هذه الأسماء الياء والنون، وتعرب بالحركات الثلاثة مع التنوين. نحو: جاء زيدينٌ. وإن عابدينًا مجتهدٌ. وذهبت إلى حمدينٍ.
ويجوز أن تلازمها الياء والنون بدون تنوين، وتعرب إعراب الممنوع من الصرف تشبيها لها بـ " هارون "، فتجري مجراه، وتمنع من الصرف للعلمية والعجمة.
نحو: فاز عابدينُ. وصافحت زيدينَ. وسافرت مع حمدينَ.
نماذج من الإعراب
43 ـ قال تعالى: {وإنا إن شاء الله لمهتدون} 70 البقرة.
وإنا: الواو استئنافية وإنا حرف توكيد ونصب والضمير المتصل في محل نصب اسمها. إن: حرف شرط جازم.
شاء: فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط.
الله: فاعل مرفوع بالضمة، والمفعول به محذوف. وجواب الشرط محذوف لدلالة خبر إن عليه. وإن الشرطية وما في حيزها جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب. لمهتدون: اللام هي المزحلقة، ومهتدون خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وجملة إنا لمهتدون معطوف على جملة إن البقر، لذلك فهي متضمنة للتعليل أو هي مستأنفة، ولا محل لها من الإعراب في الحالتين.
44 ـ قال تعالى: {هم فيها خالدون} 83 البقرة.
هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
فيها: جار ومجرور متعلقان بـ " خالدون ".
خالدون: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان لاسم الموصول في أول الآية.
45 ـ قال تعالى: {فاقع لونها تسر الناظرين} 69 البقرة.
فاقع: صفة ثانية مرفوعة لبقرة.
لونها: فاعل للصفة المشبهة فاقع لأنه صفة ثابتة، وليست متجددة، لذلك لا يمكن اعتبارها اسم فاعل، ولون مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ويجوز أن يكون فاقع خبراً مقدماً، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو، ولونها مبتدأ
مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع صفة ثانية لبقرة.
تسر: فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
الناظرين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة تسر الناظرين في محل رفع صفة ثالثة لبقرة.
هذا ويجوز أن يكون لونها مبتدأ وجملة تسر الناظرين في محل رفع خبر. (1).
46 ـ قال تعالى: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين} 64 البقرة
فلولا: الفاء حرف عطف، لولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط.
فضل: مبتدأ حذف خبره وتقديره موجود، وفضل مضاف، الله: لفظ الجلالة مضاف إليه. عليكم: جار ومجرور متعلقان بفضل.
ورحمته: الواو حرف عطف، ورحمة معطوف على ما قبله وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. لكنتم: اللام واقعة في جواب لولا وكان واسمها.
من الخاسرين: جار ومجرور وعلامة جره الياء، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم. وجملة كنتم لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة لولا وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
47 ـ قال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} 139 آل عمران.
ولا تهنوا: الواو حرف عطف، والكلام معطوف على المفهوم من قوله: فسيروا في الأرض، ولا ناهية جازمة، تهنوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون، واو الجماعة في محل رفع فاعل.
ولا تحزنوا: عطف على ما قبله.
ــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص42.
وأنتم: الواو واو الحال، أنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
الأعلون: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
والجملة الاسمية في محل نصب حال.
48 ـ قال تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} 47 ص.
وإنهم: الواو للاستئناف، إن واسمها.
عندنا: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل نصب حال وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
لمن المصطفين: اللام هي المزحلقة، ومن حرف جر، والمصطفين مجرور بمن وعلامة جره الياء وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن.
الأخيار: صفة مجرورة للمصطفين.
49 ـ قال تعالى: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} 4 المعارج.
(يُتْبَعُ)
(/)
في يوم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف دل عليه واقع، أي يقع العذاب بهم في يوم القيامة. كان: فعل ماض ناقص. مقداره: اسم كان، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. خمسين: خبر كان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
ألف: تمييز منصوب بالفتحة وألف مضاف، وسنة تمييز مجرور بالإضافة.
50 ـ قال تعالى: {شغلتنا أموالنا وأهلونا} 11 الفتح.
شغلتنا: شغل فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث الساكنة، ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أموالنا: فاعل ومضاف إليه.
وأهلنا: الواو حرف عطف، وأهلنا معطوف على ما قبله مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة شغلتنا وما في حيزها في محل نصب مقول القول في أول الآية.
51 ـ قال تعالى: {إنما يتذكر أولو الألباب} 19 الرعد.
إنما: كافة ومكفوفة. يتذكر: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
أولو: فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف.
الألباب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
52 ـ قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} 2 الفاتحة.
الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر. ويجوز في قراءة من نصب الحمد أنه مفعول مطلق منصوب للفعل حمد ودخلت عليها الألف واللام في المصدر تخصيصاً لها. (1)
رب: صفة مجرورة لله أو بدل مجرور منه، ورب مضاف.
العالمين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
53 ـ قال تعالى: {وما أدراك ما عليون} 19 المطففين.
وما: الواو حرف عطف، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.
أدراك: أدرى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. ما: اسم استفهام للتفخيم والتعظيم في محل رفع مبتدأ.
عليون: خبر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والجملة المعلقة بالاستفهام الثاني سدت مسد مفعول أدراك الثاني وجملة الاستفهام الأول معطوفة على ما قبلها.
ــــــــــ
1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص19.
54 ـ قال تعالى: {في بضع سنين} 4 الروم.
في بضع: جار ومجرور متعلقان بقوله سيغلبون في الآية السابقة، وبضع مضاف.
سنين: تمييز مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
55 ـ قال تعالى: {الذين جعلوا القرآن عضين} 91 الحجر.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للمقتسمين.
جعلوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
القرآن: مفعول به أول منصوب بالفتحة.
عضين: مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
56 ـ قال تعالى: {عن اليمين وعن الشمال عزين} 37 المعارج.
عن اليمين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال بالاسم الموصول في الآية السابقة، وقيل إنه متعلق بمهطعين. وعن الشمال: معطوفة على ما قبلها.
عزين: حال منصوبة من الاسم الموصول أيضاً أو من الضمير في مهطعين، وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
وجعل أبو البقاء العكبري عن اليمين وعن الشمال متعلقين بعزين.
وأعرب بعض المعربين عزين صفة لمهطعين. 1
57 ـ قال تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} 46 الكهف.
المال: مبتدأ مرفوع بالضمة. والبنون: الواو حرف عطف، والبنون معطوفة على المال مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
ــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحيي الدين درويش ج10 ص218.
زينة: خبر مرفوع وهو مضاف. الحياة: مضاف إليه مجرورة بالكسرة.
الدنيا: صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف.
6 ـ قال الشاعر:
وماذا تبتغي الشعراء مني وقد جاوزت حد الأربعين
وماذا: الواو حسب ما قبلها، ماذا اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتبتغي.
تبتغي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
الشعراء: فاعل مرفوع بالضمة. مني: جار ومجرور متعلقان بتبتغي.
وقد: الواو واو الحال، وقد حرف تحقيق. جاوزت: فعل وفاعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
حد: مفعول به وهو مضاف، الأربعين: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وقد يكون مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
الشاهد في البيت قوله: حد الأربعينِ، اختلف النحاة في تخريج هذه الرواية التي وردت فيه النون بالكسر، فمنهم من قال إن هذه الكسرة هي كسرة الإعراب وعللوا ذلك بأن ألفاظ العقود يجوز فيها أن تلزم الياء ويجعل الإعراب بحركات ظاهرة على النون، ومنهم من ذهب إلى أن هذه الكلمة معربة إعراب جمع المذكر السالم، فهي مجرورة بالياء، واعتذر عن كسر النون لأنها كسرت على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، وذهب ابن مالك إلى أن كسر النون في هذه الحالة لغة من لغة العرب.
58 ـ قال تعالى: {واعلموا أنكم غير معجزي الله} 2 التوبة.
واعلموا: الواو حرف عطف، اعلموا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل. أنكم: أن واسمها. غير: خبر أن، وغير مضاف.
معجزي: مضاف إليه، ومعجزي مضاف.
الله: مضاف إليه، وحذفت نون معجزي للإضافة.
وجملة أنكم وما في حيزها سدت مسد مفعولي اعلموا.
7 ـ قال الشاعر:
فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودين وأحمرينا
فما: الفاء حسب ما قبلها، ما نافية لا عمل لها.
وجدت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء علامة التأنيث الساكنة.
نساء: فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف.
بني: مضاف إليه مجرور بالياء، وبني مضاف.
تميم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. حلائل: مفعول به منصوب بالفتحة.
أسودين: صفة لحلائل منصوبة بالياء.
وأحمرين: الواو حرف عطف، أحمرين معطوفة على ما قبلها.
الشاهد قوله: " أسودين وأحمرين " وهو جمع أسود وأحمر وهذا جمع شاذ لأن ما كان من باب أفعل فعلاء القياس في جمعه على وزن أفاعل كافضل: أفاضل، وعلى فُعُل مثل: حُمُر وخُضُر. (1)
8 ـ قال الشاعر:
دعاني من نجد فإن سنينه لعبن بنا شيباً وشيبننا مردا
دعاني: دعا فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به.
من نجد: جار ومجرور متعلقان بدعاني.
ــــــــــــ
1 ـ همع الهوامع للسيوطي ج1 هامش ص152 ط1 1998م.
فإن سنينه: الفاء حرف تعليل، وإن حرف توكيد ونصب، سنين اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
لعبن: فعل ماض والنون في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع خبر إن.
بنا: جار ومجرور متعلق بلعبن. شيباً: حال من الضمير المجرور في بنا.
وشيبننا: الواو حرف عطف، وشيبننا فعل وفاعل ومفعول به، والجملة معطوفة على جملة لعبن. مردا: حال من المفعول به في قوله شيبننا.
الشاهد في قوله: " فإن سنينه " حيث نصبه بالفتحة الظاهرة لإجرائه مجرى الحين، بدليل بقاء النون مع الإضافة إلى الضمير.
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 05:29 م]ـ
الممنوع من الصرف
ينقسم الاسم المعرب إلى قسمين: متمكن أمكن إذا كان مصروفا، بحيث يدخله التنوين، ويجر بالكسرة، ومتمكن غير أمكن وهو غير المنصرف.
تعريف الممنوع من الصرف:
هو الاسم المعرب الذي لا يدخله تنوين التمكين، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، إلا إذا عرّف بـ " أل "، أو الإضافة، فإنه يجر بالكسرة.
أنواعه: ينقسم الممنوع من الصرف إلى نوعين:
1 ـ الممنوع من الصرف لعلتين اسما كان أو صفة.
2 ـ الممنوع من الصرف لعلة واحدة سدت مسد العلتين.
أولا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلتين:
هو كل اسم علم معرب اجتمع فيه مع علة العلمية علة أخرى مساندة فامتنع بسببها من الصرف. ويشمل الأنواع الآتية.
1 ـ كل اسم على وزن الفعل المستقبل، أو الماضي، أو الأمر، بشرط خلوه من الضمير، وألا يكون الوزن مشتركا بين الأسماء، والأفعال، وألا يكون الاسم منقوص الآخر.
مثال ما كان على وزن الفعل مستوفيا الشروط السابقة: يزيد، أحمد، أسعد، تغلب، يعرب،
يشكر، يسلم، ينبع، شمر، تعزَّ.
نقول في الرفع: جاء يزيدُ. برفع يزيد بدون تنوين.
59 ـ ومنه قوله تعالى: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} 1.
ــــــــــــ
1 ـ 6 الصف.
والنصب: رأيت يزيدَ. بنصب يزيد بدون تنوين.
والجر: سلمت على أسعدَ. بجر أسعد بالفتحة نيابة عن الكسرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا احتوى الاسم الشبيه بالفعل على الضمير خرج عن بابه، وصار حكاية.
نحو: يشكر المجتهدين. فيشكر فعل مضارع لاحتوائه على الضمير المستتر فيه، وليس اسما ممنوعا من الصرف. ومثال اشتراك الوزن بين الاسمية والفعلية على
السواء قولهم: رجب، وجعفر. فهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف.
نقول: جاء رجبٌ، ورأيت رجباً، ومررت برجبٍ.
فينون في جميع إعراباته، ويجر بالكسرة. ورجب اسم لعلم، وشهر من شهور السنة الهجرية. وأما الاسم المنقوص الآخر فنحو: يغز، ويدع. إذا سمي بأحدهما رجل.
وهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف، لأن أصلهما: يغزو، ويدعو، فعند التسمية بهما جعلت الضمة قبل الواو كسرة، فتقلب الواو ياء لأنه ليس في الأسماء المعربة اسم آخره واو قبلها ضمة، فصار: يغزي، ويدعي، ثم تحذف الياء في حالة الرفع والجر، ويعوض عنها بتنوين العوض.
نحو: جاء يغزٍ. يغزٍ: فاعل مرفوع بالضمة على الياء المحذوفة.
وذهبت إلى يغزٍ. يغز: اسم مجرور بالكسرة على الياء المحذوفة.
ورأيت يغزيَ. يغزيَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. ممنوع من الصرف.
2 ـ العلم المؤنث المختوم بتاء التأنيث سواء أكان التأنيث حقيقيا، أم لفظيا، والعلم المؤنث المزيد على ثلاثة أحرف، ولا علامة فيه للتأنيث (المؤنث المعنوي).
مثال المؤنث الحقيقي المختوم بالتاء: فاطمة، عائشة، مكة.
نقول: سافرت فاطمةُ إلى مكةَ. وكافأت المديرة عائشةَ.
60 ـ ومنه قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} 1.
ـــــــــــ
1 ـ 96 آل عمران.
ومثال العلم المؤنث تأنيثا معنويا: مريم، وزينب، وسعاد.
نحو: وصلت مريمُ، ورأت سعادَ، وسلمت على زينبَ.
61 ـ ومنه قوله تعالى: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} 1.
وقوله تعالى: {فأما تمود فأهلكوا بالطاغية} 2.
فإذا كان العلم المؤنث المجرد من تاء التأنيث ثلاثيا اتبعنا في صرفه، أو عدمه الأحوال التالية:
أ ـ إذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربي الأصل، ساكن الوسط، نحو: هند، ودعد، وعدن، ومي. فالأحسن فيه عدم منعه من الصرف. ويجوز منعه.
نقول: هذه هندٌ، وإن هندًا مؤدبة، وأشفقت على هندٍ.
62 ـ ومنه قوله تعالى: (ومساكن طيبة في جنان عدن} 3.
وقوله تعالى: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} 4.
ب ـ فإذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربيا متحرك الوسط. نحو: أمل، وقمر، ومضر. وجب منعه من الصرف.
نقول: جاءت أملُ. ورأيت أملَ، وسلمت على أملَ. بدون تنوين، وجر بالفتحة.
ج ـ وإذا كان العلم المؤنث الثلاثي أعجميا. نحو: بلخ، اسم مدينة.
وجب منعه من الصرف. نقول: بلخُ مدينة جميلة، وشاهدت بلخَ، وسافرت إلى بلخَ. بدون تنوين، وجر بالفتحة.
ومما جاء ممنوعا حينا، ومصروفا حينا آخر كلمة " مصر " وهي ثلاثية ساكنة الوسط، أعجمية مؤنثة، يجوز تذكيرها (5).
63 ـ مثال جواز منعها من الصرف قوله تعالى: {وقال الذي اشتراه من مصر} 6
ــــــــــــــ
1 ـ 50 المؤمنون. 2 ـ 5 الحاقة.
3 ـ 12 الصف. 4 ـ 41 الذاريات.
5 ـ القاموس المحيط ج2 ص134 مادة مصر. 6 ـ 21 يوسف.
وقوله تعالى: {أليس لي ملك مصر} 1. وقوله تعالى: {وقال ادخلوا مصر} 2.
64 ـ ومثال صرفها قوله تعالى: {اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم} 3.
ومثال العلم المختوم بتاء التأنيث اللفظي: طلحة، وعبيدة، ومعاوية.
نقول: تفوق طلحةُ في دراسته، وكافأ المدير طلحةَ، وأثنى المعلمون على طلحةَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
3 ـ العلم الأعجمي:
يشترط في منعه من الصرف أن يكون علما في اللغة التي نقل منها إلى اللغة العربية، أو لم يكن علما في اللغة التي نقل منها ثم صار علما في اللغة العربية. كما يشترط فيه أن يكون مزيدا على ثلاثة أحرف، فإن كان ثلاثيا صرف في حالة، ومنع في أخرى. مثال الأعجمي المزيد: آدم، وإبراهيم، وإسماعيل، وبشار،
ويوسف، ويعقوب، وإسحاق، وجورج، نقول: كان آدمُ أول الخلق أجمعين.
إن إبراهيمَ خليل الله، وسلمت على بشارَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
65 ـ ومنه قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق} 5.
وقوله تعالى: {وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب} 6.
أما إذا كان العلم الأعجمي ثلاثيا فله حالتان:
1 ـ إن كان متحرك الوسط، وجب منعه من الصرف.
نحو: حلب، وقطر.
تقول: حلبُ مدينة جميلة، وإن قطرَ دولة خليجية، وسافرت إلى حلبَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 51 الزخرف. 2 ـ 99 يوسف. 3 ـ 61 البقرة.
4 ـ 7 يوسف. 5 ـ 3 القصص. 6 ـ 163 النساء.
2 ـ وإن كان ساكن الوسط وجب صرفه. نحو: هود، ولوط، ونوح، وخان.
نقول: كان لوطُ نبيا، وأرسل الله هودَ إلى قوم عاد، واستجاب الله إلى نوحَ.
4 ـ العلم المختوم بألف ونون زائدتين، وكانت حروفه الأصلية ثلاثة، أو أكثر.
مثل: سليمان، وسلطان، وحمدان، ولقمان، ورمضان، وسرحان.
نقول: كان عثمانُ ثالث الخلفاء الراشدين. وإن سليمان طالب مجتهد. ومررت بسلطان.
66 ـ ومنه قوله تعالى: {ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره} 1.
وقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} 2.
وقوله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه} 3.
وقوله تعالى: {إذ قالت امرأة عمران} 4.
فإن شككت في زيادة النون، أو عدم زيادتها، كأن تكون أصلية، لم يمنع الاسم من الصرف. نحو: حسان، وعثمان، وسلطان.
فإذا اعتبرنا الأصل: الحسن، وعثمن، وسلطن، كانت النون أصلية فلا تمنع من الصرف. نقول: هذا حسانٌ، واستقبلت عثمانًا بالبشر، وسلمت على سلطانٍ.
67 ـ ومنه قوله تعالى: {ليس لك عليهم سلطانٌ} 5. 68 ـ وقوله تعالى: {ما لم ينزل به سلطانا} 6. 69 ـ وقوله تعالى: {ما أنزل الله بها من سلطانٍ} 7.
وقوله تعالى: {لا تنفذوا إلا بسلطانٍ} 8.
بالتنوين، والجر بالكسرة. والواضح من كلمة " سلطان " في الآيات السابقة، وغيرها مما ورد فيها ذكر هذه الكلمة أنها ليس علما، وإنما هي بمعنى المُلك، أو القوة،
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 81 الأنبياء. 2ـ 85 البقرة. 3 ـ 13 لقمان.
4 ـ 35 آل عمران. 5 ـ 43 الحجر. 6 ـ 151 آل عمران.
7 ـ 23 النجم. 8 ـ 33 الرحمن.
والله أعلم، وقد وردت في القاموس علما، فقد ذكر صاحب القاموس أن من فقهاء القدس: سلطانُ بنُ إبراهيم. (1)
وإن كانت النون فيها زائدة وجب منعها من الصرف.
نقول: كان حسانُ شاعر الرسول، وإن عثمانَ خليفة ورع. والتقيت بسلطانَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
كذلك إذا كانت حروف الاسم المختوم بالألف والنون الزائدتين أقل من ثلاثة أحرف وجب صرفه. نحو: سنان، وعنان، ولسان، وضمان، وجمان.
لأن الألف والنون في هذه الحالة تكون أصلية غير زائدة.
نقول: سافر سنانٌ ن واستقبلت سنانًا، وسلمت على سنانٍ.
5 ــ العلم المعدول عن فاعل إلى " فُعَل "، بضم الفاء، وفتح العين.
نحو: عمر، وزفر، وزحل، وقثم، وقزح، وهبل.
فهي أسماء معدولة عن أسماء الفاعلين: عامر، وزافر، وزاحل، وقاثم، وقازح، وهابل. نقول: تم فتح الشام في خلافة عمر بن الخطاب.
ووصل رجال الفضاء إلى زحل.
ومنه قول الشاعر:
أشبهت من عمر الفاروق سيرته قاد البرية وأتمت به الأمم
ومنه بعض ألفاظ التوكيد المعدولة، والعدل يعني تحويل الاسم من وزن إلى آخر، وفي موضوعنا يعني تحويل اسم الفاعل إلى وزن " فُعَل ".
نحو: كُتَع، وجمع. المعدولتان عن: جمعاء وكتعاء (2).
فإذا سمي بهما منعا من الصرف (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ القاموس مادة سلط، مؤسسة الرسالة ط3، ص867. 2 ـ الكتاب لسيبويه ج3 ص224.
3 ـ إصلاح الخلل الواقع في الجمل للزجاجي، للبطليوسي ص274، وانظر التطبيق النحوي، د. عبده الراجحي ص398.
6 ـ العلم المركب تركيبا مزجيا، غير مختوم بويه.
ومعنى التركيب المزجي أن تتصل كلمتان بعضهما ببعض، وتمزجا حتى تصيرا كالكلمة الواحدة.
مثل: حضرموت، وبعلبك، وبورسودان، وبورتوفيق، ومعديكرب، ونيويورك.
نقول: حضرموتُ محافظة يمنية. وزرت بعلبكَّ، وسافرت إلى بورسودانَ.
أما إذا كان العلم المركب تركيبا مزجيا مختوما " بويه "، مثل: سيبويه، وخمارويه.
بني على الكسر.
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول: سيبويهِ نحوي مشهور، وصافحت خمارويهِ، والتقيت بنفطويهِ.
فهو في جميع إعراباته الثلاثة مبني على الكسر، ومقدر فيه علامات الإعراب الثلاثة رفعا، ونصبا، وجرا.
ثانيا ـ الصفات الممنوعة من الصرف لعلتين:
1 ـ كل صفة على وزن " أفعل " بشرط ألا تلحقها تاء التأنيث، ولا يكون الوصف فيها عارضا. ومثال ما اجتمع فيه الشرطان السابقان قولنا:
أحمر، وأصفر، وأبيض، وأسود، وأخضر، وأفضل، وأعرج، وأعور، وأكتع، وأحسن، وأفضل، وأجمل، وأقبح. نحو: هذا وردٌ أبيضُ، وأهداني صديقي وردا أبيضَ، ومحمد ليس بأفضلَ من أخيه.
70 ـ ومنه قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} 1.
أما ما كان صفة على وزن أفعل، ولحقته تاء التأنيث فلا يمنع من الصرف.
نحو: أرمل، ومؤنثه أرملة. وأربع، ومؤنثها أربعة.
فلا نقول: مررت برجل أرملَ. ولا ذهبت مع نسوة أربعَ.
بالجر بالفتحة لعدم منعهما من الصرف. ولكن نصرفهما لعدم توفر الشروط الآنفة
ــــــــــــ
1 ـ 86 النساء.
الذكر في الصفة الممنوعة من الصرف على وزن " أفعل ".
فنقول: مررت برجل أرملٍ، وذهبت مع نسوة أربعٍ. بالتنوين والجر بالكسرة.
وكذلك إذا كانت الصفة عارضة، غير أصلية فلا تمنع من الصرف.
نحو: أرنب، صفة لرجل. فلا نقول: سلمت على رجل أرنبَ. بجر " أرنب " بالفتحة، ولكن نقول: سلمت على رجل أرنبٍ. بجره بالكسرة مع التنوين.
2 ـ الصفة المنتهية بألف ونون زائدتين، بشرط ألا يدخل مؤنثها تاء التأنيث، ولا تكون الوصفية فيها عارضة غير أصلية. نحو: ريان، وجوعان، وغضبان،
وعطشان، وسكران. نقول: عطفت على حيوان عطشانَ.
71 ـ ومنه قوله تعالى: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} 1.
أما إذا كانت الصفة على وزن فعلان مما تلحق مؤنثه تاء التأنيث، فلا يمنع من الصرف. مثل: سيفان صفة للطويل، ومؤنثه سيفانة. وصيحان ومؤنثها صيحانة.
وندمان ومؤنثها ندمانة. وسخنان وسخنانة. وموتان وموتانة. وعلان وعلانة.
فلا نقول: مررت برجل سيفانَ. بالجر بالفتحة.
ولكن نقول: مررت برجل سيفانٍ. بجر بالكسرة مع التنوين.
وكذلك إذا كانت صفة فعلان عارضة غير أصلية فلا تمنع من الصرف.
نحو: سلمت على رجل صفوانٍ قلبه.
فكلمة " صفوان " صفة عارضة غير أصلية بمعنى " شجاع " لذلك وجب جرها بالكسرة مع التنوين.
3 ـ الصفة المعدولة عن صيغة أخرى، وذلك في موضعين:
أ ـ الصفة المعدولة عن " فُعَال، ومَفعَل " من الأعداد العشرة الأول وهي:
أُحاد وموحد، وثُناء ومثنى، وثُلاث وثلث، ورُباع ومربع. إلى: عُشار ومعشر.
والعدل إنما هو تحويل الصفات السابقة عن صيغها الأصلية، وهو تكرير العدد
ــــــــــ
1 ــ 86 طه.
مرتين إلى صيغة " فُعال ومَفعل ".
فإذا قلنا: جاء الطلبة أُحاد، أو موحد. كان أصلها التي تم العدل عنه:
جاء الطلبة واحدا واحدا. ووزعنا التلاميذ على لجان الاختبار عشرة عشرة.
72 ـ ومنه قوله تعالى: {جاعلِ الملائكةِ رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} 1
ب ـ الصفة المعدولة عن صيغة " آخر " إلى " أُخَر " على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين. وهي وصف لجمع المؤنث.
نحو: وصلتني رسائلُ أُخرُ. وأرسلت برسائل أُخرَ.
73 ـ ومنه قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر} 2
فـ " أُخر " جمع " أُخرى " مؤنث " آخر " وهو اسم تفضيل على وزن " أفعل " وأصله " أأخر "، إذ القياس فيه أن يقال: قرأت رسائل آخر.
كما يقال: قرأت رسائل أفضل. بإفراد اسم التفضيل وتذكيره لتجرده من " أل " والإضافة، لذلك كان جمعه في قولنا: قرأت رسائل أُخر، إخراجا له عن صيغته الأصلية، وهذا هو المقصود بالعدل.
ثالثا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلة واحدة سدت مسد علتين:
1 ـ الاسم والصفة المختومة بألف التأنيث المقصورة.
نحو: سلمى، وذكرى، وليلى، ودنيا، ورضوى، وحبلى، ونجوى.
74 ـ ومنه قوله تعالى: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} 3.
وقوله تعالى: {ونزلنا عليكم المن والسلوى} 4.
ويستوي في الاسم المقصور منعا من الصرف ما كان اسما نكرة، نحو: ذكرى، نقول: له في خاطري ذكرة حسنة.
ــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ 1 فاطر. 2 ـ 184 البقرة.
3 ـ 69 هود. 4 ـ 80 طه.
أو معرفة، نحو: ليلى، ورضوى. نقول: مررت برضوى.
أو مفردا كما مثلنا، أو جمع تكسير، نحو: جرحى، وقتلى.
نقول: سقط في المعركة كثير من الجرحى.
أو صفة، نحو: حبلى، نقول: وفروا للحبلى قسطا من الراحة.
فجميع الكلمات السابقة بأنواعها المختلفة ممنوعة من الصرف لعلة واحدة، وهي انتهاؤها بألف التأنيث المقصورة، وقد سدت هذه العلة مسد علتين.
العلة الأولى: مشاركتها للتاء في الدلالة على التأنيث.
والثانية: لأن الألف لازمة لا تتغير من آخر الكلمة، فهي تصير مع الاسم كبعض حروفه، بينما التاء لا تكون لها تلك الميزة.
2 ـ الاسم، أو الصفة المنتهية بألف التأنيث الممدودة، ويستوي في ذلك الأسماء النكرة، نحو: صحراء. نقول: مررت بصحراء قاحلة.
أو الأسماء المعرفة، نحو: زكرياء، نقول: سلمت على زكرياء.
أو الاسم المجموع، نحو: شعراء، وأصدقاء، نحو: استمعت إلى شعراء فحول.
أو الوصف المفرد، نحو: حمراء، وبيضاء.
75 ـ نحو قوله تعالى: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} 1.
وقوله تعالى: {يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين} 2.
يقول ابن الناظم " وإنما كانت الألف وحدها سببا مانعا من الصرف لأنها زيادة لازمة لبناء ما هي فيه، ولم تلحقه إلا باعتبار تأنيث معناه تحقيقا أو تقديرا، ففي المؤنث بها فرعية في اللفظ، وهي لزوم الزيادة حتى كأنها من أصول الاسم، فإنه لا يصح انفكاكها عنه، وفرعية في المعنى وهي دلالته على التأنيث.
ويقول ابن السراج " وكل اسم فيه ألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة فهو غير مصروف،
ـــــــــــــ
1 ـ 32 القصص. 2 ـ 46 الصافات.
معرفة كان أو نكرة، فإن قال قائل فما العلتان اللتان أوجبتا ترك صرف بشرى، وإنما فيه ألف للتأنيث فقط؟ قيل: هذه التي تدخلها الألف يبنى الاسم لها وهي لازمة وليست كالهاء التي تدخل بعد التذكير فصارت للملازمة والبناء كأنه تأنيث آخر " (1).
ويشترط في ألف التأنيث الممدودة إلى جانب لزومها كي يمنع الاسم بسببها من الصرف، أن تكون رابعة فأكثر في بناء الكلمة.
نحو: خضراء، وبيداء، وهوجاء.
فإن كانت ثالثة فلا تمنع معها الكلمة من الصرف.
نحو: هواء، وسماء، ودعاء، ورجاء، ومواء، وعواء، وغيرها، نقول: هذا هواءٌ بارد. بتنوين هواء تنوين رفع.
ونقول: رأيت سماءً صافية. بتنوين سماء تنوين نصب.
ونقول: غضبت من عواءٍ مزعج. بجر عواء وتنوينها بالكسر.
أما كلمة " أشياء " فجاءت ممنوعة من الصرف على غير القياس.
76 ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ} 2.
وقد اختلف علماء النحو في علة منعها من الصرف:
1 ـ ذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين إلى أن علة منعها من الصرف هو اتصالها بألف التأنيث الممدودة، وهي اسم جمع لـ " شيء "، والأصل " شيئاء " على وزن " فعلاء " فقدمت اللام على الألف كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف.
2 ـ وقال الفراء إن " أشياء " جمع لشيء، وإن أصلها " أشيئاء "، فلما اجتمع همزتان بينهما ألف حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا.
3 ـ وذهب الكسائي إلى أن وزن " أشياء ": " أفعال "، وإنما منعوا صرفه تشبيها له بما في
ــــــــــــــ
1 ـ الأصول في النحو ج2 ص83.
2 ـ 101 المائدة.
آخره ألف التأنيث.
وأرى في جمع " أشياء " على أفعال هو الوجه الصحيح، لأن مفردها " شيء " على وزن " فَعْل " المفتوح الفاء، ومعتل العين ساكنها مثل " سيف "، و" ثوب "، وجميعها تجمع على " أفعال ". أما القول بأنها اسم جمع فلا أرجح هذا الرأي.
والقول بمنعها من الصرف تشبيها لها بالاسم الذي لحقته ألف التأنيث الممدودة فلا أرى هذا القول عادلا، وإلا لوجب منع نظائرها نحو: أفياء، وأنواء، وأحياء، وأضواء، وأعباء. 77 ـ قال تعالى: {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا} 1.
فأحياء غير ممنوعة من الصرف.
ونستخلص مما سبق:
1 ـ مشاركة الألف للتاء في الدلالة على التأنيث.
2 ـ لزومها للكلمة، فهي لا تتغير من أخرها، وأصبحت مع الاسم كبعض حروفه، بينما التاء لا يكون لها تلك الميزة، وهذه الزيادة اللازمة للبناء كأنها تأنيث آخر الكلمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ ما كان على صيغة منتهى الجموع " مفاعل، ومفاعيل " وما شابهما، وهو كل جمع تكسير في وسطه ألف ساكنة بعدها حرفان، أو ثلاثة بشرط ألا ينتهي بتاء التأنيث، أو ياء النسب، ويستوي فيما اكتملت شروطه الاسم العلم، نحو: شراحيل. نقول: تعرفت على شراحيل.
والاسم المفرد، نحو: سراويل، وجمعها سروالات.
ومنه قول ابن مقبل:
يمشي بها ذبّ الرياد كأنه فتى فارس في سراويل رامِحُ
أو ما كان فيه معنى الجمع، إذ لا مفرد له من جنسه، نحو: أبابيل.
78 ـ ومنه قوله تعالى: {وأرسل عليهم طيرا أبابيل} 2.
ــــــــــــ
1 ـ 77 المرسلات. 2 ـ 3 الفيل.
أما ما كان على وزن " مفاعل "، وشبهها، فنحو: مساجد، ومنازل، وحدائق.
نحو: يدرس الطلاب في مدارس كبيرة.
ومنه قوله تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله} 1.
وقوله تعالى: {والقمرَ نورا وقدره منازل} 2.
ومنه قوله تعالى: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} 3.
وما كان على مفاعيل، وما شابهها، نحو: مصابيح، ومناديل، ومحاريث، ومحاريب، وسجاجيد، وتماثيل.
79 ـ ومنه قوله تعالى: {وزينا السماء الدنيا بمصابيح} 4.
وقوله تعالى: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} 5.
تنبيه:
يعرب إعراب الممنوع من الصرف كل اسم منقوص، آخره ياء لازمة غير مشددة، قبلها كسرة، وكان على صيغة منتهى الجموع، بشرط حذف الياء في حالتي الرفع، والجر، ووجود تنوين العوض على الحرف الأخير بعد حذف الياء.
نحو: معانٍ، ومساع، ومراع، ومبان.
نقول: لبعض الكلمات معانٍ كثيرة. وفي السودان مراع واسعة.
وأنجزت الحكومة مبانيَ ضخمة. وقام الوسطاء بمساعٍ حميدة.
فـ " معان "، و " مراع " كل منهما مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة.
و " مبانيَ " منصوبة بالفتحة الظاهرة على الياء بدون تنوين.
و " مساع " مجرورة بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة.
وفي حالة اقتران هذا النوع من الأسماء بـ " أل " التعريف تبقى الياء، وتقدر
ـــــــــــــــــ
1 ـ 18 التوبة. 2 ـ 5 يونس.
3 ـ 31، 32 النبأ. 4 ـ 12 فصلت.
5 ـ 13 سبأ.
الضمة والكسرة عليها، في حالتي الرفع والجر، وتكون الفتحة ظاهرة.
نحو: نجحت المساعي الحميدة في التوفيق بين الطرفين.
وبذلت الحكومة جهدها في المساعي الحميدة بين الطرفين.
وهم يقدمون المساعيَ الحميدة لرأب الصدع بينهم.
واعتبرت صيغة منتهى الجموع علة مانعة للصرف سدت مسد علتين لتضمنها علة لفظية بخروجها عن الآحاد العربية من ناحية، ولدلالتها على منتهى الجموع من ناحية أخرى، وهي العلة المعنوية فيها.
إعراب الممنوع من الصرف:
يعرب الممنوع من الصرف اسما كان، أم صفة إعراب الاسم المفرد، بالحركات الظاهرة، أو المقدرة، رفعا ونصبا وجرا، بدون تنوين، ويجر بالفتحة
نيابة عن الكسرة.
مثال الرفع: جاء أحمدُ. أحمد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة بدون تنوين.
وسافر عيسى. عيسى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، ولا يدخله التنوين لمنعه من الصرف للعلمية و مشابهة الفعل في المثال الأول، وللعلمية والعجمة في المثال الثاني.
80 ـ ومنه قوله تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا} 1.
وقوله تعالى: {فاتبعهم فرعون وجنوده} 2.
ومثال النصب: شيدت الحكومة مدارسَ كثيرة.
فـ " مدارس " مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين.
81 ـ ومنه قوله تعالى: {وتتخذون مصانع لكم تخلدون} 3.
ـــــــــــــ
1 ـ 143 الأعراف. 2 ـ 90 يونس.
3 ـ 129 الشعراء.
ومثال الجر: سلمت على يوسفَ.
يوسف: اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة.
82 ـ ومنه قوله تعالى: (وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط} 1. وقوله تعالى: {ما لك لا تأمنا على يوسف} 2.
أما إذا كان الممنوع من الصرف معرفا بـ " أل "، أو بالإضافة، أو صُغِّر صُرِف.
وعندئذ ينون، ويجر بالكسر كغيره من الأسماء المعربة المصروفة.
مثال المعرف بأل: درست في كثير من المدارس الحكومية.
83 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجدِ} 3.
وقوله تعالى: (قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن خاسرين} 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل من كلمة " المدارس، والمساجد، والمدائن " جاءت مجرورة بالكسرة مع أنها في الأصل ممنوعة من الصرف، ولكن العلة في صرفها أنها جاءت معرفة بأل.
ومثال المضاف: ينبغي من كافة الموظفين أن يتواجدوا في مكاتبهم.
84 ـ ومنه قوله تعالى: {يمشون في مساكنهم} 5.
وقوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} 6.
فالكلمتان: مساكن، وأحسن، جاءت مجرورة بالكسرة وهي ممنوعة من الصرف، والعلة في ذلك أنها وقعت مضافة.
ومثال المصغر: مررت بسميراء.
فـ " سميراء " مجرورة، وعلامة جرها الكسرة مع أنها ممنوعة من الصرف علما ممدودا، وعلة جرها بالكسرة تصغيرها، فأصلها: سمراء (7).
ــــــــــــــــ
1 ـ 136 البقرة. 2 ـ 11 يوسف.
3 ـ 187 البقرة. 4 ـ 36 الشعراء.
5 ـ 128 طه. 6 ـ 4 التين.
7 ـ همع الهوامع ج1 ص120 الطبعة الأولى 1418 هـ دار الكتب العلمية.
ولم يذكر سيبويه صرف الممنوع من الصرف إذا كان مصغرا، واقتصر على صرف ما دخله أل التعريف، أو الإضافة، فقال: " وجميع ما لا ينصرف إذا دخلت عليه الألف واللام، أو أضيف جُرَّ بالكسرة، لأنها أسماء أدخل عليها ما يدخل على المنصرف " (1).
وقال في موضع آخر " واعلم أن كل اسم لا ينصرف فإن الجر يدخله إذا أضفته، أو أدخلت فيه الألف واللام، وذلك أنهم أمنوا التنوين، وأجروه مجرى الأسماء (2).
ــــــــــــــــ
4 ـ الكتاب لسيبويه ج1 ص22، 23.
5 ـ الكتاب ج3 ص221.
نماذج من الإعراب
59 ـ قال تعالى: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) 6 الصف.
ومبشرا: الواو حرف عطف، ومبشرا عطف على مصدقا حال منصوب مثله.
برسول: جار ومجرور متعلقان بمبشرا.
يأتي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. والجملة في محل جر صفة لرسول.
من بعدي: جار ومجرور، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بيأتي.
اسمه: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
أحمد: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة بدون تنوين، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ومشابهة الفعل. والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر صفة ثانية لرسول.
60 ـ قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) 96 آل عمران.
إن أول بيت: عن حرف توكيد ونصب، وأول اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة، وأول مضاف، وبيت مضاف إليه. والكلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للدلالة على أن أول مسجد وضع للناس هو المسجد الحرام.
وضع للناس: وضع فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. للناس جار ومجرور متعلقان بوضع.
للذي: اللام المزحلقة، وهي لا مفتوحة تزحلقت من اسم إن إلى خبرها، والذي اسم موصول في محل رفع خبر إن.
ببكة: جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة، لأن مكة ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث، وشبه الجملة متعلقان بمحذوف لا محل له من الإعراب صلة الموصول.
61 ـ قال تعالى: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) 50 المؤمنون.
وجعلنا: الواو حرف عطف، وجعلنا فعل وفاعل.
ابن مريم: ابن مفعول به أول منصوب بالفتحة، وهو مضاف، ومريم مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
وأمه: الواو حرف عطف، وأمه معطوف على ابن منصوب مثله، وأم مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
آية: مفعول به ثان لجعلنا منصوب بالفتحة.
وجملة جعلنا معطوفة على ما قبلها.
62 ـ قال تعالى: (ومساكن طيبة في جنات عدن) 12 الصف.
ومساكن: الواو حرف عطف، ومساكن معطوفة على جنات في أول الآية منصوبة مثلها وعلامة النصب الفتحة الظاهرة بدون تنوين، لامتناع مساكن من الصرف لأنها على صيغة منتهى الجموع.
طيبة: صفة لمساكن منصوبة بالفتحة الظاهرة.
في جنات عدن: في جنات جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة ثانية لمساكن، وجنات مضاف، وعدن مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
63 ـ قال تعالى: (وقال الذي اشتراه من مصر) 21 يوسف.
وقال: الواو حرف عطف، وقال فعل ماض مبني على الفتح.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجملة عطف على محذوف، والتقدير: دخلوا مصر وعرضوه للبيع فاشتراه عزيز مصر الذي كان على خزائنها.
اشتراه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة اشتراه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من مصر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من ضمير الفاعل.
64 ـ قال تعالى: (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) 61 البقرة.
اهبطوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل.
مصرا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة مع التنوين، لأنه مصروف.
وجملة اهبطوا في محل نصب مقول قول محذوف، والتقدير: قلنا.
فإن لكم: الفاء تعليلية، وإن حرف توكيد ونصب، لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن مؤخر.
سألتم: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
65 ـ قال تعالى: (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) 7 يوسف.
لقد كان: لقد اللام جواب قسم محذوف، وقد حرف تحقيق، وكان فعل ماض ناقص. في يوسف: في حرف جر، ويوسف اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وشبه الجملة في محل نصب خبر كان مقدم.
وإخوته: الواو حرف عطف، وأخوته معطوف على يوسف، وإخوة مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
آيات: اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة.
للسائلين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لآيات.
66 ـ قال تعالى: (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره) 81 الأنبياء.
ولسليمان: الواو حرف عطف، ولسليمان جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره: سخرنا. والجملة معطوفة على سخرنا مع داود.
الريح: مفعول به للفعل المحذوف، والتقدير سخرنا لسليمان الريح.
عاصفة: حال منصوبة بالفتحة.
تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وجملة تجري في محل نصب حال ثانية من الريح.
بأمره: جار ومجرور متعلقان بتجري، وأمر مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
67 ـ قال تعالى: (ليس لك عليهم سلطان) 43 الحجر.
ليس لك: ليس فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح، ولك جار ومجرو متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليس مقدم.
عليهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من سلطان، لأنه كان في الأصل صفة له فلما تقدم عليه اصبح حالا على القاعدة.
سلطان: اسم ليس مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة مع التنوين، لأنه مصروف لكونه ليس علما، وإنما هي بمعنى الملك والقوة.
وجملة ليس في محل رفع خبر إن في أول الآية.
68 ـ قال تعالى: (ما لم ينزل به سلطانا) 151 آل عمران.
ما: ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل أشركوا في أول الآية.
لم ينزل ك لم حرف نفي وجزم وقلب، وينزل فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
به: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من سلطان، لأنه كان في الأصل صفة له، قلم تقدم عليه أعرب على القاعدة حالا.
سلطانا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة مع التنوين، لأنه مصروف.
69 ـ قال تعالى: (ما أنزل الله بها من سلطان) 23 النجم.
ما أنزل: ما مافية لا عمل لها، وأنزل فعل ماض مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
بها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال لسلطان، لأنه كان في الأصل صفة له وتقدم عليه فأعرب على القاعدة حالا.
من سلطان: جار ومجرور بحرف جر زائد، وعلامة الجر الكسرة الظاهرة مع التنوين، لأن سلطان في هذا الموضع مصروفة للعلة التي ذكرنا سابقا، وسلطان منصوب محلا لأنه مفعول به لأنزل.
70 ـ قال تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها) 86 النساء.
وإذا: الواو حرف استئناف، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه حيوا.
حييتم: فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب استئنافية، مسوقة للترغيب في التحية. بتحية: جار ومجرور متعلقان بحييتم.
فحيوا: الفاء رابطة لجواب الشرط، وحيوا فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
بأحسن: الباء حرف جر، وأحسن اسم مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل، وشبه الجملة متعلق بحيوا.
منها: جار ومجرور متعلقان بأحسن.
71 ـ قال تعالى: (فرجع موسى إلى قومه غضبان أَسفا) 86 طه.
فرجع: الفاء حرف عطف يفيد التعقيب، ورجع فعل ماض مبني على الفتح.
موسى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
والجملة معطوفة على ما قبلها.
إلى قومه: جار ومجرور متعلقان برجع، وقوم مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
غضبان: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة بدون تنوين، لأنها ممنوعة من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
أسف: حال ثانية منصوبة بالفتحة الظاهرة.
72 ـ قال تعالى: (جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) 1 فاطر
جاعل الملائكة: جاعل صفة ثانية للفظ الجلالة في أول الآية، وجاعل مضاف والملائكة مضاف إليه، والإضافة محضة لأن جاعل دال على الزمن الماضي، وبعضهم اعتبرها غير محضة، لأنها حكاية حال، لذا ساغ إعمال اسم الفاعل، لأنه لا يعمل إذا كان بمعنى الماضي من هنا جعل بعضهم رسلا منصوبة بفعل مضمر، وجوز الكسائي عمله على كل حال.
رسلا: مفعول به ثان لجاعل على اعتباره عاملا، ومفعوله الأول ملائكة التي أضيف إليها، وهي من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وإذا كان جاعل بمعنى خالق كانت رسلا حالا مقدرة (1)، ويجوز في رسلا النصب بفعل مضمر كما ذكرنا سابقا.
أولي أجنحة: أولي صفة منصوبة لأجنحة، وعلامة النصب فتحة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وأولي مضاف، وأجنحة مضاف ‘ليه مجرورة بالكسرة.
مثنى و ثلاث ورباع: صفات لأجنحة وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف في مثنى منع من ظهورها التعذر، والفتحة الظاهرة بدون تنوين على ثلاث ورباع لأنها ممنوعة من الصرف صفات على وزن مَفعَل وفُعَال بما فيها مثنى.
73 ـ قال تعالى: (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) 184 البقرة.
فمن كان: الفاء حرف عطف، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وكان فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
والجملة في محل جزم فعل الشرط.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من مريضا، لأنه في الأصل صفة له فلما تقدم عليه أعرب حسب القاعدة حالا.
مريضا: خبر كان منصوب.
أو على سفر: أو حرف عطف، وعلى سفر جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب معطوف على مريضا.
فعدة: الفاء رابطة لجواب الشرط، وعدة مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: فعليه عدة. والجملة في محل جزم جواب الشرط.
من أيام: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لعدة.
أخر: صفة لأيام مجرورة، وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف صفة على وزن فُعل.
ــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص 199،
وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج2 ص 592.
74 ـ قال تعالى: (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام) 69 هود.
ولقد جاءت: الواو حرف عطف، أو استئنافية، واللام جواب للقسم المحذوف، وقد حرف تحقيق، وجاء فعل ماض، والتاء للتأنيث.
رسلنا، فاعل أ وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
إبراهيم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
بالبشرى: جار ومجرور متعلقان بجاءت.
قالوا سلاما: قالوا فعل وفاعل، وسلاما مفعول مطلق لفعل محذوف، والتقدير: سلمنا سلاما.
قال: قال فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو سلام: مبتدأ مرفوع بالضمة، والخبر محذوف، تقديره: سلام عليكم، وقد سوغ الابتداء به وهو نكرة لتضمنه معنى الدعاء، وهو أولى من جعله خبر لمبتدأ محذوف تقديره: قولي سلام. والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
75 ـ قال تعالى: (اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء) 32 القصص
اسلك يدك: اسلك فعل أمر ن والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، ويدك مفعول به، ويد مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
في جيبك: جار ومجرور، وجيب مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق باسلك.
تخرج: فعل مضارع مجزوم في جواب طلب الأمر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي.
بيضاء: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة بدون تنوين، لمنعها من الصرف لأنها وصف مفرد منته بألف تأنيث ممدودة.
من غير سوء: جار ومجرور متعلقا ببيضاء، وغير مضاف، وسوء مضاف إليه.
76 ـ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء) 101 المائدة.
يا أيها: يا حرف نداء، وأي منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم، والهاء للتنبيه.
الذين: اسم موصول بدل من أي في محل رفع.
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، مسوقة للنهي عن كثرة السؤال.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
لا تسألوا: لا ناهية، وتسألوا فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل.
عن أشياء: جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف غير القياس.
77 ـ قال تعالى: (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا) 25، 26 المرسلات
ألم: الهمزة للاستفهام الإنكاري التقريري، ولم حرف نفي وجزم وقلب.
نجعل: فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن.
الأرض: مفعول به أول.
كفاتا: مفعول به ثان.
أحياء وأمواتا: مفعولان به لكفاتا إذا اعتبرناها مصدرا، أو جمع كافت وهو اسم فاعل، فإذا لم يكن كفاتا مصدرا، أو جمع اسم فاعل، بل هو موضع فإنهما حينئذ منصوبان بفعل مضمر يدل عليه كفاتا، والتقدير: تكفت الأرض أحياء على ظهرها، وأمواتا في بطنها.
وأجاز الزمخسري نصبهما على الحالية من الضمير والتقدير: تكفتكم أحياء وأمواتا.
78 ـ قال تعالى: {وأرسل عليهم طيراً أبابيل} 3 الفيل.
وأرسل: الواو حرف عطف، وأرسل فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
عليهم: جار ومجرور متعلقان بأرسل.
طيراً: مفعول به منصوب بالفتحة.
أبابيل: صفة لطير لأنه اسم جمع، منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين، لمنعه من الصرف جمع لا مفرد له، على صيغة منتهى الجموع.
والجملة معطوفة على " ألم نجعل " في الآية السابقة، وسوغ العطف على الاستفهام لأنه تقريري.
79 ـ قال تعالى: {وزينا السماء الدنيا بمصابيح} 12 فصلت.
وزينا: الواو حرف عطف، وزينا فعل وفاعل.
السماء: مفعول به منصوب بالفتحة. الدنيا: صفة للسماء منصوبة.
بمصابيح: جار ومجرور متعلقان بزينا، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف على صيغة منتهى الجموع.
80 ـ قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا} 143 الأعراف.
ولما: الواو حرف عطف، ولما رابطة أو حينية متضمنة معنى الشرط.
جاء موسى: فعل وفاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بدون تنوين لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر بالإضافة للما.
لميقاتنا: جار ومجرور متعلقان بجاء، واللام للاختصاص، كقولك: أتيته لعشر خلون من الشهر.
81 ـ قال تعالى: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} 129 الشعراء.
وتتخذون: الواو حرف عطف، وتتخذون فعل وفاعل، والجملة معطوفة على أ تبنون. مصانع: مفعول به منصوب بالفتحة بدون تنوين، لأنه ممنوع من الصرف لأنه على وزن مفاعل.
لعلكم: لعل حرف ترجي ونصب، والكاف في محل نصب اسمها. تخلدون: فعل مضارع، والواو في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لعل.
وجملة لعل ومعموليها في محل نصب على الحال، والتقدير: راجين أن تخلدوا في الدنيا.
82 ـ قال تعالى: {وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} 136 البقرة.
وما: الواو حرف عطف، وما اسم موصول في محل جر معطوف على ما قبله.
أنزل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق: إلى إبراهيم جار ومجرور متعلقان بأنزل، وإسماعيل وإسحاق معطوفة عليها، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف للعلمية والعجمة.
83 ـ قال تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} 187 البقرة.
ولا: الواو حرف عطف، ولا ناهية.
تباشروهن: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به، ونون النسوة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
وأنتم: الواو للحال، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
عاكفون: خبر مرفوع بالواو.
في المساجد: جار ومجرور متعلقان بعاكفون، وعلامة جر المساجد الكسرة الظاهرة، لأنه مصروف لدخول أل التعريف عليها.
والجملة الاسمية في محل نصب حال. وجملة لا تباشروهن معطوفة على ما قبلها.
84 ـ قال تعالى: {يمشون في مساكنهم} 128 طه.
يمشون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب حال من مفعول أهلكنا، أو من الضمير في لهم في أول الآية.
في مساكنهم: جار ومجرور، وعلامة الجر الكسرة، لأنه مصروف لتعريفه بالإضافة، وشبه الجملة متعلقان بيمشون، والضمير في مساكنهم يعود على المهلَكين بفتح اللام، وهم قوم قريش.
الأفعال الخمسة
هي كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة.
نحو: الجنديان يجاهدان في سبيل الله.
هم يعملون بإخلاص.
أنت تساعدين والدتك.
85 ـ ومنه قوله تعالى: (وما الله بغافل عما تفعلون) 1.
86 ـ وقوله تعالى: (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم) 2.
وعرفت بالأفعال الخمسة، أو (الأمثلة الخمسة) كما يسميها بعض شراح الألفية، لأنها تتكون من خمسة أوزان حسب الفعل الثلاثي وهي:
يفعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتفعلون، وتفعلين. وتتكون من الآتي:
1 ـ الفعل المضارع المتصل بألف الاثنين الدال على الغائبين.
نحو: هما يلعبان الكرة.
87 ـ ومنه قوله تعالى: (كانا يأكلان الطعام) 3.
وقوله تعالى: (هل يستويان مثلا) 4.
وقوله تعالى: (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما) 5.
2 ـ الفعل المضارع المتصل بألف الاثنين الدال على المخاطبين.
نحو: أنتما تعملان الواجب.
88 ـ ومنه قوله تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة) 6.
ــــــــــــ
1 ـ 85 البقرة. 2 ـ 63 طه.
3 ـ 75 المائدة. 4 ـ 24 هود.
5 ـ 16 النساء. 6 ـ 35 البقرة.
3 ـ الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة الدال على الغائبين.
نحو: هم يدافعون عن الوطن.
89 ـ ومنه قوله تعالى: (ويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) 1.
وقوله تعالى: (يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف) 2.
4 ـ الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة الدال على المخاطبين.
أنتم تعملون بإخلاص.
ومنه قوله تعالى: (والله يعلم ما تصنعون) 3.
وقوله تعالى: (إنه خبير بما تفعلون) 4.
5 ـ الفعل المضارع المتصل بياء المخاطبة.
نحو: أنت تحافظين على قيم الإسلام.
90 ـ ومنه قوله تعالى: (قالوا أتعجبين من أمر الله) 5.
إعراب الأفعال الخمسة:
تعرب الأفعال الخمسة بعلامات فرعية على النحو التالي:
ترفع بثبوت النون.
نحو: المعلمان يشرحان الدرس.
91 ـ ومنه قوله تعالى: (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) 6.
وقوله تعالى: (لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله) 7.
وقوله تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا) 8.
وقوله تعالى: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها) 9.
ـــــــــــــ
1 ـ 79 البقرة. 2 ـ 114 آل عمران.
3 ـ 45 العنكبوت. 4 ـ 88 النمل.
5 ـ 73 هود. 6 ـ 41 يوسف.
7 ـ 37 يوسف. 8 ـ 9 البقرة. 9 ـ 2 الرعد.
9 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
ومنه قول امرئ القيس:
تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا علىّ حراس لو يسرون مقتلي
وتنصب بحذف النون:
نحو: العاملان لن يتركا العمل.
92 ـ ومنه قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) 1.
وقوله تعالى: (قال إني ليحزنني أن تذهبوا به) 2.
وقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتجزم بحذف النون.
نحو: أيها الأبناء لا تهملوا دراستكم.
93 ـ ومنه قوله تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل) 4.
وقوله تعالى: (ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادوه إليك) 5.
وقوله تعالى: (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم) 6.
10 ـ ومنه قول عنترة:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
ـــــــــــــ
1 ـ 92 آل عمران. 2 ـ 13 يوسف.
3 ـ 11 الرعد. 4 ـ 42 البقرة.
5 ـ 7 القصص. 6 ـ 60 يوسف.
نماذج من الإعراب
85 ـ قال تعالى: (وما الله بغافل عما تعملون) 85 البقرة.
وما: الواو حرف استئناف، وما حجازية نافية تعمل عمل ليس.
الله: لفظ الجلالة اسم ما مرفوع بالضمة.
وجملة ما الله وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
بغافل: الباء حرف جر زائد، وغافل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا.
عما: عن حرف جر، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بتعملون.
تعملون: فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
وجملة تعلمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
86 ـ قال تعالى: (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم)
يريدان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع صفة لساحران.
أن يخرجاكم: أن حرف مصدري ونصب، ويخرجاكم فعل مضارع من الأفعال الخمسة منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون، وألف الاثنين في محل رفع
فاعل، وكاف الخطاب في محل نصب مفعول به.
والمصدر المؤول من أن والفعل في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به ليريدان.
من أرضكم: جار ومجرور، وأرض مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بيخرجاكم.
87 ـ قال تعالى: (كانا يأكلان الطعام) 75 المائدة.
كانا: كان فعل ماض ناقص، وألف الاثنين في محل رفع اسمها، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة.
يأكلان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، والجملة في محل نصب خبر كانا.
الطعام: مفعول به منصوب.
88 ـ قال تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة) 35 البقرة.
ولا: الواو حرف عطف، ولا ناهية.
تقربا: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به.
الشجرة: بدل منصوب بالفتحة. وجملة لا وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
89 ـ قال تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) 79 البقرة.
فويل: الفاء حرف استئناف، وويل مبتدأ مرفوع بالضمة، وسوغ الابتداء به لأنه متضمن معنى الدعاء والتهويل والوعيد.
للذين: اللام حرف جر، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ويل.
يكتبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأته من الأفعال الخمسة، والواو في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
الكتاب: مفعول به منصوب بالفتحة.
بأيديهم: جار ومجرور متعلقان بيكتبون، وأيدي مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة ويل وما بعدها لا محل لها من الإعراب استئنافية.
90 ـ قال تعالى: (قالوا أتعجبين من أمر الله) 73 هود.
قالوا: فعل وفاعل.
أتعجبين: الهمزة للاستفهام، والمقصود به النهي، أي: لا تعجبي، وتعجبين فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل.
والجملة في محل نصب مقول القول.
من أمر الله. جار ومجرور، وأمر مضاف، ولفظ الجلالة في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بتعجبين.
91 ـ قال تعالى: (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) 41 يوسف.
قضي الأمر: فعل ماض مبني للمجهول، والأمر نائب فاعل مرفوع.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للأمر.
فيه: جار ومجرور متعلقان بتستفتيان.
تستفتيان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل.
وجملة تستفتيان لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
9 ـ قال الشاعر:
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها: أي منادى بحرف نداء محذوف، وهو نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب، والهاء للتنبيه.
المنكح: صفة مرفوعة بالضمة لأي، وأعربناها صفة لأنها مشتقة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
الثريا: مفعول به أول لاسم الفاعل منكح.
سهيلا: مفعول به ثان لاسم الفاعل، لأنه من الفعل أنكح الذي يتعدى لمفعولين بعد دخول همزة التعدية عليه.
عمرك: عمر مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
الله: لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة.
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال تقدم على صاحبه، وهو الفاعل في يلتقيان.
يلتقيان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف في محل رفع فاعل.
92 ـ قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) 92 آل عمران.
لن تنالوا: لن حرف نفي ونصب واستقبال، وتنالوا فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، والواو في محل رفع
فاعل، والكلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لبيان ما ينفع المؤمنين.
البر: مفعول به منصوب.
حتى تنفقوا: حتى حرف جر وغاية، وتنفقوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى، وعلامة نصبه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة.
والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بتنالوا.
مما جار ومجرور متعلقان بتنفقوا، وما موصولة، أو نكرة موصوفة.
تحبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما، أو في محل جر صفة لها.
93 ـ قال تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل) 42 البقرة.
ولا تلبسوا: الواو حرف عطف، ولا ناهية، وتلبسوا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
الحق: مفعول به منصوب بالفتحة.
بالباطل: جار ومجرور متعلقان بتلبسوا، والباء للاستعانة، أو الملابسة.
10 ـ قال الشاعر:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلمي
هلاّ: حرف تحضيض مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ولا يعمل فيما بعده.
سألت: فعل وفاعل. الخيل مفعول به منصوب بالفتحة.
يا ابنة مالك: يا حرف نداء، وابنة منادى منصوب بالفتحة وهو مضاف، ومالك مضاف إليه مجرور بالكسرة.
إن كنت: إن حرف شرط جازم، وكنت كان واسمها، وكان في محل جزم فعل الشرط. جاهلة: خبر كنت منصوب بالفتحة، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: إن كنت جاهلة فاسألي.
وجملة كنت جاهلة لا محل لها من الإعراب ابتدائية، أو جملة شرط غير ظرفي.
بما: جار ومجرور متعلقان بجاهلة، وإذا اعتبرنا الباء بمعنى عن، فشبه الجملة متعلق بسألت، وتكون الجملة الشرطية معترضة بين الفعل ومتعلقه.
لم تجهلي: لم حرف نفي وجزم وقلب، وتجهلي فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف، والتقدير: بما لم تفعليه.
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 05:33 م]ـ
الصحيح والمعتل
ينقسم الفعل من حيث نوع الحروف التي يتكون منها إلى قسمين:
أ ـ فعل صحيح. ب ـ فعل معتل.
أولاً ـ الفعل الصحيح:
تعريفه: هو كل فعل تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة، وهي " الألف ـ الواو ـ الياء ".
مثل: جلس، حضر، كتب، رفع، قرأ، أمر، سمع.
وينقسم الفعل الصحيح بدوره إلى ثلاثة أنواع:
1 ـ الصحيح السالم: وهو كل فعل خلت حروفه الأصلية من الهمزة والتضعيف.
مثل: جلس، حضر، رفع، سمع.
2 ـ الصحيح المهموز: كل فعل كان أحد أصوله حرف همزة سواء أكانت في أول الفعل أم وسطه أم آخره.
مثل: أخذ، أمر، أذن، أكل.
سأل، سأم، دأب، جأر.
ملأ، ذرأ، قرأ، لجأ.
3 ـ الصحيح المضعف، وينقسم إلى نوعين:
أ _ المضعف الثلاثي: وهو ما كان عينه ولامه من جنس واحد " مكرراً ".
مثل: مدّ، عدّ، سدّ، شدّ.
ب _ المضعف الرباعي: وهو ما كان حرفه الأول والثالث " فاؤه ولامه الأولى " من جنس واحد، وحرفه الثاني والرابع " عينه ولامه الثانية " من جنس أيضاً.
مثل: زلزل، وسوس، لجلج، ولول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً ـ الفعل المعتل.
تعريفه: هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفاً من حروف العلة.
مثل: وجد، قال، سعى.
وينقسم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع:
1 ـ المثال: وهو ما كانت فاؤه " الحرف الأول " حرف علة.
مثل: وعد، وجد، ولد، وسع، يبس، ينع، يتم، يئس.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الفعل المعتل الأول بالواو يغلب على الفعل المعتل الأول بالياء، وقد حصر بعض الصرفيين الأفعال المعتلة الأول بالياء فيما يقرب من أربعة وعشرين فعلاً بعضها قليل الاستعمال في اللغة وإليك بعضها للاستزادة.
يفع، يقن، يمن، يسر، يقظ، يرق.
يتن بمعنى ولدت المرأة ولداً يتناً وهو المنكوس.
يهت بمعنى انتن، مثل: انتن الجرح.
يقه بمعنى أطاع وأسرع.
يعر بمعنى أصاح، تقول: يعرت الغنم.
يفخ بمعنى الضرب على اليافوخ، تقول: ضربت يافوخه.
يمم بمعنى غرق في اليم.
يدع بمعنى صبغ.
يلل بمعنى قصر، تقول: يلّت الأسنان أي قصرت.
يرر بمعنى صلب.
2 ـ الأجوف: وهو ما كانت عينه " الحرف الثاني " حرف علة.
مثل: قال، باع، نام، صام.
3 ـ الناقص: وهو ما كانت لامه " الحرف الأخير " حرف علة.
مثل: رمى، سعى، دعا، سما.
4 ـ اللفيف: وهو ما كان فيه حرفا علة، وينقسم إلى نوعين:
أ ـ لفيف مقرون: وهو ما اجتمع فيه حرفا علة دون أن يفرق بينهما حرف آخر صحيح.
مثل: أوى، شوى، روى، عوى، لوى.
ب ـ لفيف مفروق: وهو ما كان فيه حرفا علة متجاورين بمعنى أن يفرق بينهما حرف صحيح.
مثل: وقى، وعى، وفى، وشى، وأى، وخى، وصَى، ولى، ونى، وهى.
تنبيه وفوائد:
1 ـ لمعرفة الأفعال الصحيحة أو المعتلة المضارعة يجب الرجوع إلى الفعل الماضي.
مثل: يتعلّم: ماضيه علم ـ صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة. ينتهز: ماضيه نهز ـ صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة. يستعين: ماضيه عان ـ معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط. يستقيم: ماضيه قام ـ معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط.
2 ـ وكذلك عند معرفة الفعل أمجرداً هو أم مزيداً يجب رده إلى صورة الماضي ثم تجريده من حروف الزيادة بموجب الميزان الصرفي " ف ع ل ".
مثال: يتكسر: ماضيه تكسَّر، وبمقابلته للميزان الصرفي " فعل ".
يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " كسر ".
يستلهم: ماضيه استلهم بمقابلته للميزان الصرفي " فعل ".
يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " لهم " وقس على ذلك.
إسناد الأفعال إلى الضمائر.
أولاً: إسناد الأفعال الماضية والمضارعة والأمر بمختلف أنواعها: سالم – مهموز – مضعف.
الفعل
نوعه الضمائر
تاء الفاعل نا الفاعلين ألف الإثنين واو الجماعة نون النسوة ياء المخاطبة ما يطرأ على الفعل من تغيير
جلس سالم جلست جلسنا جلسا جلسوا جلسن لا يسند لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يجلس سالم لا يسند لا يسند يجلسان يجلسون يجلسن تجلسين لم يطرأ على الفعل أي تغيير
اجلس سالم لا يسند لا يسند اجلسا اجلسوا اجلسن اجلسي لم يطرأ على الفعل أي تغيير
أذن مهموز أذنت أذنا أذنا أذنوا أذنّ × لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يأذن مهموز أذنت أذنا يأذنان يأذنون يأذنّ تأذنين لم يطرأ على الفعل أي تغيير
إذن مهموز أذنت أذنا اءذنا اءذنوا اءذنّ اءذني لم يطرأعلى الفعل أي تغيير
دأب مهموز دأبت دأبنا دأبا دأبوا دأبن × لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يدأب مهموز × × يدأبان يدأبون يدأبن تدأبين لم يطرأ على الفعل أي تغيير
ادأب مهموز × × ادأبا ادابوا ادأبن ادأبي لم يطرأ على الفعل أي تغيير
ملأ مهموز ملأت ملأنا ملأا ملأوا ملأن × لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يملأ مهموز × × يملآن يملأون يملأن تملئين لم يطرأ على الفعل أي تغيير
املأ مهموز × × املأا املأوا املأن املئي لم يطرأ على الفعل أي تغيير
مدّ مضعف ثلاثي مددت مددنا مدَّا مدّوا مددن × فك إدغامه مع التاء والناء
يمد مضعف ثلاثي × × يمدان يمدون يمددن تمدين فك إدغامه مع نون النسوة
مد مضعف ثلاثي × × مُدَّا مُدّوا امددن مُدّي فك إدغامه مع نون النسوة
جلجل مضعف رباعي جلجلت جلجلنا جلجلا جلجلوا جلجلن × لم يطرأ أي تغيير
يجلجل مضعف رباعي × × يجلجلان يجلجلون يجلجلن تجلجلين لم يطرأ أي تغيير
جلجل مضعف رباعي × × جلجلا جلجلوا جلجلن جلجلي لم يطرأ أي تغيير
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يلاحظ من الجدولين السابقين أن الأفعال الصحيحة السالمة والمهموزة والمضعفة الرباعية لا يحدث فيها تغيير عند إسنادها لضمائر الرفع البارزة المتحركة.
2 ـ أما الفعل المضعف الثلاثي فيطرأ عليه التغيير التالي:
أ ـ يفك إدغامه إذا أسند في صورة الماضي إلى تاء الفاعل ونا الدالة على الفاعلين ونون النسوة.
ب ـ ويفك إدغامه أيضاً إذا أسند في صورة المضارع أو الأمر إلى نون النس
3 ـ وإذا أسند الفعل الماضي المضعف إلى غير ما سبق وجب إدغامه، وذلك كأن يسند إلى:
أ ـ إذا أسند إلى ضمير متصل ساكن كألف الاثنين أو واو الجماعة.
مثل: الرجلان عدّا النقود. والرجال شدّوا الحبل.
94 ـ ومنه قوله تعالى: {وردوا إلى الله مولاهم الحق} 1.
ــــــــــ
30 يونس.
ب ـ إذا أسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر.
مثل: الطالب جدّ في دراسته. وأحمد حبّ القراءة.
95 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن كان قميصه قدّ من دبر} 1.
ومثل: مرّ اللاعب مسرعاً، وهد البنّاء الجدار.
96 ـ ومنه قوله تعالى: {ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم} 2.
ج ـ وإذا اتصلت به تاء التأنيث.
مثل: هبت فاطمة من نومها نشيطة.
97 ـ ومنه قوله تعالى: {ودت طائفة من أهل الكتاب} 3.
4 ـ كما إذا أسند الفعل المضارع إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة وجب إدغامه.
مثل: هما يردان كيدهم في نحورهم.
وهم يردون كيدهم في نحورهم.
98 ـ ومنه قوله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد} 4.
وأنت تردين كيدهم في نحورهم.
أو أسند إلى ضمير مستتر، أو إلى اسم ظاهر في غير حالة الجزم.
99 ـ كقوله تعالى: {ويصدكم عن ذكر الله} 5.
100 ـ وقوله تعالى: {ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم} 6
ومثل: يجدّ الطالب في دراسته.
فإن كان الفعل مجزوماً جاز فيه الإدغام والفك.
مثل: محمد لم يردّ الأمانة، ولم يردد محمد الأمانة.
ـــــــــــــ
1 ـ 27 يوسف. 2 ـ 102 النساء.
3 ـ 69 آل عمران. 4 ـ 109 البقرة.
5 ـ 91 المائدة. 6 ـ 43 سبأ.
ولم يعدّ أحمد النقود، ولم يعدد أحمد النقود.
أما الأمر من الفعل المضعف فيجب فك إدغامه إذا أسند إلى نون النسوة كما هو موضح في الجدول، ويجب إدغامه إذا اتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة.
ويجوز الأمران إذا أسند إلى المفرد المخاطب.
مثل: عُدّ، واعدد – ومُدّ، وامدد - ورُدّ، واردد.
5 ـ لبعض الأفعال المهموزة أحكام خاصة بها تظهر في بعض التصاريف وهي على النحو التالي:
هذه الأفعال هي: أخذ – أكل – أمر – سأل – رأى – أرى.
أ – أخذ وأكل:
تحذف همزتهما في صيغة الأمر مطلقاً سواء جاءا في أول الكلام أو في وسطه.
نقول: خذ، وكل، خذا، وكلا، خذوا، وكلوا، خذي، وكلي. . . إلخ.
101 ـ ومنه قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} 1.
وقوله تعالى: {إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا} 2.
ومنه قوله تعالى: {كلوا واشربوا من رزق الله} 3.
وقوله تعالى: {اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً} 4.
ب - أمر وسأل:
تحذف همزتها في صيغة الأمر مطلقاً إذا وقعا في أول الكلام، أما إذا وقعا في
ـــــــــــــ
1 ـ 103 التوبة. 2 ـ 78 يوسف.
3 ـ 60 البقرة. 4 ـ 35 البقرة.
وسطه جاز حذف الهمزة وإبقائها. مثل: مر، وسل – ومرا، وسلا – ومروا،
وسلوا – ومري، وسلي – ومرن، وسلن.
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً " رواه الترمذي وحسنه.
ومثال بقاء الهمزة في وسط الكلام:
102 ـ قوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف} 1
وقوله تعالى: {يا بني أقم الصلاة وأمر بالعرف وانه عن المنكر} 2.
ومثال حذف همزة سأل في أول الكلام:
103 ـ قوله تعالى: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة} 3.
ومثال وصلها في وسط الكلام:
104 ـ قوله تعالى: {ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيراً} 4.
ج – رأى:
في حالة المضارع نقول: يرى وأصلها يرأى فانتقلت حركة الهمزة إلى الراء، فأصبحت الهمزة ساكنة والراء متحركة، فالتقى ساكنان فحذف أحد الساكنين وهو الهمزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأمر فنقول: " رَ " الكتاب. وأصله: ارأ لأن الفعل ناقص " معتل الآخر " فحذف منه حرف العلة، ثم حدث فيه ما حدث في المضارع من نقل الحركة إلى الراء، ثم حذفت الهمزة لالتقاء الساكنين. وإذا وقف على الفعل " رَ " أضيف إليه هاء السكت فنقول: " رَهْ ".
ــــــــــــــــ
1 ـ 199 الأعراف. 2 ـ 17 لقمان.
3 ـ 211 البقرة. 4 ـ 59 الفرقان.
د – أرى:
تحذف همزته في جميع التصاريف: الماضي والمضارع والأمر، والهمزة المعنية بالحذف هي عين الفعل إذ أن أصل الفعل " رأى " فزيدت الهمزة في أوله فأصبح أرأى.
وعند الإسناد إلى الضمائر تحذف عينه فنقول في الماضي:
أريت - أرينا - أريا – أروا - أرين.
وفي المضارع: يُريان - تُريان - يُرون - تُرون - تُرين.
وفي الأمر: أرِ - أريا - أريوا - أرِي.
إسناد الأفعال المعتلة.
أ ـ إسناد الفعل المعتل الأول " المثال ":
الفعل الضمائر
تاء الفاعل نا الفاعلين ألف الاثنين واو الجماعة ياء المخاطبة نون النسوة ما يطرأ على الفعل من تغيير
وَجَدَ وجدت وجدنا وجدا وجدوا - وجدن لم يطرأ عليه تغيير
يَجِدُ - - يجدان يجدون تجدين يجدن حذف حرف العلة من المضارع
جِد - - جدا جدوا جدي جدن حذف حرف العلة من الأمر
وَهِمَ وهمت وهمنا وهما وهموا - وهمن لم يطرأ عليه تغيير
يَوْهَمُ - - يوهمان يوهمون توهمين يوهمن لم يحذف منه شيء
اوهم - - اوهما اوهموا اوهمي اوهمن لم يحذف منه شيء
وَسُمَ وسمت وسمنا وسما وسموا - وسمن لم يطرأ عليه تغيير
يَوْسُمُ - - يوسمان يوسمون توسمين يوسمن لم يحذف منه شيء
اوسم - - اوسما اوسموا اوسمي اوسمن لم يحذف منه شيء
يَفَعَ يفعت يفعنا يفعا يفعوا - يفعن لم يطرأ عليه تغيير
يَيْفَعُ - - ييفعان ييفعون تيفعين ييفعن لم يحذف منه شيء
ايفع - - ايفعا ايفعوا ايفعى ايفعن لم يحذف منه شيء
تنبيه:
1 ـ عند إسناد الفعل المهموز الأول إلى ضمير المفرد المتكلم تقلب همزته الثانية إلى مدة، فنقول: أخذ – آخذ، أكل – آكل، أمن – آمِن، أمر – آمر، أذن – 105 ـ آذن، ومنه قوله تعالى: {ويلك آمِنْ إن وعد الله حق} 1.
2 ـ إن بدئ النطق بالفعل الأمر المهموز تقلب همزته واواً إن ضم ما قبلها.
مثل: أمن – أومن، تقول: أومن بالله ربا.
أمل – أومل، تقول: أومل يا محمد النجاح.
وإن كسر ما قبلها تقلب ياء.
ـــــــــــ
1 ـ 17 الأحقاف.
مثل: أتى – إيتِ، تقول: إيتِ شاهداً على قولك.
وفي حال النطق بالفعل موصولاً بما قبله تثبت الهمزة على حالها.
مثل: أْؤمن، وأؤمن، وأئْتَ.
إسناد الأفعال المعتلة.
1 ـ إسناد الفعل المعتل الأول " المثال ":
انظر الجدول.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الثلاثية المعتلة الأول، يكون فيها حرف العلة إما واواً أو ياءً.
2 ـ جميع هذه الأفعال عند إسنادها إلى الضمائر التي تلحق بها سواء في الماضي أو المضارع أو الأمر لم يطرأ عليها أي تغيير إلا مع الفعل المعتل الأول بالواو المكسور العين في المضارع، فإنه يحذف منه حرف العلة في صيغتي المضارع والأمر.
3 ـ الأفعال التي لم يطرأ عليها تغيير تكون إما واوية مكسورة العين في الماضي ومفتوحة العين في المضارع كالفعل " وَهِمَ "، أو مضمومة العين في الماضي والمضارع كالفعل " وَسُمَ "، أو يائية مفتوحة العين في الماضي والمضارع كالفعل " يَفَعَ "، أو يائية مكسورة العين في الماضي مفتوحة في المضارع كالفعل " يَئِسَ ".
4 ـ الأفعال الواوية التي لم يطرأ عليها تغيير في صيغتي المضارع والأمر- لم تحذف واوها – كالفعل " وهم " و " وجل " و " وسم " تنقلب واوها في الأمر لوقوعها ساكنة بعد كسرة.
فنقول: في إوْهَمْ – إيْهَمْ، وفي إوْحَل – إيْحَلْ، وفي إوْسَم – إيْسَم.
إلا أن ضم ما قبلها – كأن تقع في وسط الكلام وسبقها حرف مضموم – فإنها تكتب ياءً وتلفظ واواً مثل: يا محمد إيهَمْ، وتلفظ: يا محمد إوهَمْ. وإنما قلبت الواو ياءً خطأ. لذا نطقناها على الأصل " واواً ".
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ لاحظنا في الفعل " وجد " وغيره من الأفعال التي تحذف واوها في صيغتي المضارع والأمر أن يكون ماضياً ثلاثياً مجرداً، وأن تكون عين مضارعه مكسورة كما هو مبين في الجدول السابق فإن اختل أحد هذين الشرطين لم تحذف الواو، وقد رأينا هذا في الأفعال الأخرى التي وردت في الجدول وكانت عين مضارعها مفتوحة أو مضمومة، وكذا إذا اختل شرط التجرد فإن الواو تبقى في المضارع والأمر، سواء أكان الفعل ثلاثياً مزيداً بالألف " كواعد " يواعد – واعد، أم رباعياً مجرداً " كوسوس " يوسوس – وسوس.
وعند إسناد الفعلين السابقين ونظائرهما إلى الضمائر نقول:
واعد: واعدت – واعدنا – واعدا – واعدوا – واعدن.
يواعد: × - × - يواعدان – يواعدون – تواعدين – يواعدن.
واعد – واعدا – واعدوا – واعدي – واعدن.
ب ـ إسناد الفعل المعتل الوسط " الأجوف ":
الفعل الضمائر
التاء الناء ألف الإثنين واو الجماعة ياء المخاطبة نون النسوة ما يطرأعلى الفعل من تغيير
قال قلت قلنا قالا قالوا - قلن حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
يقول - - يقولان يقولون تقولين يقلن حذفت ألفه مع نون النسوة
قل - - قولا قولوا قولي قلن حذفت ألفه مع نون النسوة
باع بعت بعنا باعا باعوا - بعن حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
يبيع - - يبيعان يبيعون تبيعين يبعن حذفت ألفه مع نون النسوة
بع - - بيعا بيعوا بيعي بعن حذفت ألفه مع نون النسوة
نال نلت نلنا نالا نالوا - نلن حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
ينال - - ينالان ينالون تنالين ينلن حذفت ألفه مع نون النسوة
نل - - نالا نالوا نالي نلن حذفت ألفه مع نون النسوة
وسوس: وسوست – وسوسنا – وسوسا – وسوسوا – وسوسن.
يوسوس: × - × - يوسوسان – يوسوسون – توسوسين – يوسوسن.
6 ـ شذت بعض الأفعال المفتوحة " واوها " في المضارع والأمر ومنها:
وطئ – يطئ – طأ، وهب – يهب – هب، وسع – يسع – سع، وضع – يضع – ضع، وقع – يقع – قع، ودع – يدع – دع، وضح – يضح – ضح، وذر – يذر - ذر.
2 ـ إسناد الفعل المعتل الوسط " الأجوف ": انظر الجدول.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الثلاثية المعتلة الوسط، يكون فيها حرف العلة " ألفاً " سواء أكان أصله واواً أو ياء، كما أن الفعل الأجوف هو الذي تكون عينه واواً أو ياء دون أن تقلب ألفاً، كالأفعال:
عَوِرَ، وحَوَر، وحول، وحوب، وحوط، وحير، وحيض، وحيف ونظائرهما.
2 ـ إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل العين بالألف حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة، ولم يطرأ عليه تغيير مع بقية الضمائر.
3 ـ إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل الوسط بالواو أو الياء إلى الضمائر التي تلحق به لم يطرأ عليه تغيير كما في المثال
التالي:
عور: عورت – عورنا – عورا – عوروا – عورن.
يعور: × - × - يعوران – يعورون – تعورين – يعورن.
اعور: × - × - اعورا – اعوري – اعورن.
حير: حيرت – حيرنا – حيرا – حيروا – حيرن.
يحير: × - × - يحيران – يحيرون – تحيرين – يحيرون.
احْيِر: × - × - احيرا – احيروا – احيري – احيرن.
4 ـ وكذا إذاكان الفعل مزيداً ووسطه علة فإنه لا يطرأ عليه تغيير عند إسناده كما في المثال التالي:
حاول: حاولت – حاولنا – حاولا – حاولوا – حاولن.
يحاول: × - × - يحاولان – يحاولون – تحاولين – يحاولن.
حاول: × - × - حاولا – حاولوا – حاولي – حاولن.
بايع: بايعت – بايعنا – بايعا – بايعوا – بايعن.
يبايع: × - × - يبايعان – يبايعون – تبايعين – يبايعن.
بايعْ: × - × - بايعا – بايعوا – بايعي – بايعن.
5 ـ إذا جزم الفعل المضارع المعتل الوسط بالألف أو الواو أو الياء تكون علامة جزمه السكون، ويحذف منه حرف العلة.
مثل: يخاف – لم يخفْ، يقول – لم يقلْ، يسير – لم يسرْ، استعان – لم يستعن.
وكذا الحال بالنسبة لأمر المفرد المخاطب المبني على السكون فإنه يحذف وسطه.
مثل: خفْ، قلْ، سرْ، استعنْ. خاف وقال وسار واستعان.
6 ـ إذا حذف حرف العلة من وسط الفعل الأجوف ضم أوله إذا كان أصل المحذوف واواً. مثل: قال – قُلت، صام – صُمت.
ويكسر أوله إذا كان أصل المحذوف واواً.
مثل: باع – بعت، سار – سرت.
ج ـ إسناد الفعل المعتل الآخر " الناقص ":
1 ـ إسناد الماضي:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفعل الضمائر
التاء الناء ألف الإثنين واو الجماعة ياء المخاطبة نون النسوة ما يطرأعلى الفعل من تغيير
دَعَا دَعَوْتُ دَعَوْنا دَعَوَا دَعَوْا - دعَوْنَ ردت الألف إلى أصلها واواً. حذفت وفتح قبل الواو.
سَعَى سَعَيْتُ سَعَيْنا سَعَيَا سَعَوْا - سَعَيْنَ ردت الألف إلى أصلها واواً. حذفت وفتح قبل الواو.
ارتضى ارتَضَيْتُ ارتَضَيْنا ارتَضَيَا ارتَضَوْا - ارتَضَيْنَ قلبت الألف ياء. حذفت وفتح قبل الواو.
استولى استَوْلَيْتُ استولَيْنا استوْلَيَا استوْلَوْا - استَوْلَيْنَ قلبت الألف ياء. حذفت وفتح قبل الواو.
رَنُوَ رَنُوُتُ رنُونا رَنُوَا رَنُوُا - رَنُونَ حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو.
سَرُوَ سَرُوُتُ سرونا سَرُوَا سَرُوُا - سَرُونَ حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو.
خَشِي خَشِيتُ خَشِينا خَشِيَا خَشُوا - خَشِيْنَ حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو.
وإذا لم يُردَّ حرف العلة في الفعل المضارع المعتل الوسط بالألف إلى أصله، نعرف أصل ألفه بواسطة المصدر فيما إذا كان واواً أو ياء.
مثل: خاف – يخاف – خوفاً، فالألف أصلها واو، فنقول: خُفتُ، بضم أوله.
نال – ينال – نيلاً الألف أصلها ياء، فنقول: نِلتُ، بكسر أوله.
أما إذا بنينا الفعل الماضي المعتل الوسط للمجهول عكسنا حركة أوله التي ذكرنا سابقاً.
فنقول: قُلتُ، للمعلوم – وقِلت، للمجهول بكسر القاف.
نِلت، للمعلوم – ونُلت، للمجهول بضم النون.
إسناد الفعل المعتل الآخر " الناقص ".
أ – إسناد الماضي: انظر الجدول.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الماضية المعتلة الآخر، يكون حرف العلة إما ألفاً أو واواً أو ياءً.
2 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف إلى الضمائر التي تلحق به ما عدا واو الجماعة، فإن ألفه ترد إلى أصلها " الواو " كما في دعوت، أو إلى أصلها " الياء " كما في سعيت إذا كانت ثلاثية، وتقلب " ياءً " إذا كانت رابعة فأكثر، كما في أعطيت، وارتضيت، واستوليت.
3 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف إلى واو الجماعة حذفت الألف وفتح ما قبل الواو كما في دَعَوْا وسَعَوْا وارتَضَوْا، واستَوْلَوْا وألْقَوْا.
4 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالواو أو الياء إلى الضمائر التي تلحق به ما عدا واو الجماعة لم يطرأ عليه
تغيير.
ب – إسناد المضارع والأمر:
الفعل الضمائر
التاء الناء ألف الإثنين واو الجماعة ياء المخاطبة نون النسوة ما يطرأ على الفعل من تغيير
يدعو - - يدعوان يدعون تدعين يدعون حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
ادع - - ادعُوَا ادعوا ادعى ادعون حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
يجري - - يجريان يجرون تجرين يجرين حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
اجر - - اجريا اجروا اجرى اجرين حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
يسعى - - يسعيان يسعون تسعين يسعين حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
اسع - - اسعيا اسعوا اسعى اسعين حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
يتعادى - - يتعايدان يتعادون تتعادين يتعادين حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
تعاد - - تعادا تعادوا تعادي تعادين حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
5 ـ وإذا اتصل الماضي المعتل الآخر بالواو أو الياء بواو الجماعة حذفت الواو أو الياء وضم ما قبل واو الجماعة، كما في رسُوُا ورنُوا وسُرُوا وخشُوُا.
فائدة: إذا اتصلت تاء التأنيث بالفعل الماضي المعتل الآخر بالألف حذفت ألفه كما هو الحال مع واو الجماعة.
مثل: دعَتْ، سَعَتْ، ألقَتْ، ارتضتْ، استولتْ.
ب ـ إسناد المضارع والأمر: انظر الجدول.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالواو أو الياء إلى ألف الاثنين أو نون النسوة لم يطرأ عليه تغيير، كما في يدعوان، ويدعون، ويجريان، ويجرين.
وإذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذف حرف العلة وضم كا قبل الواو وكسر ما قبل الياء كما في يدعون وتدعين ويجرون وتجرين.
3 ـ إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالألف إلى ألف الإثنين أو نون النسوة قلبت الألف ياءً كما في يسعيان ويسعين، واسعيا واسعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذفت الألف وفتح ما قبل الواو أو الياء كما في يسعَوْن ويسعًينْ، ويتعادَوْن ويتعادَيْن - واسعوْا واسْعَيْ، وتعادَوْا وتعادَيْ.
فائدة:
1 ـ إذا لحقت نون التوكيد الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالألف قلبت ألفه ياءً. مثل: يسعى، والله لأسعَيَنَّ لعمل الخير.
اسعَيَنَّ يا محمد لطلب الرزق.
ج – إسناد الفعل اللفيف:
الفعل الضمائر
التاء الناء ألف الإثنين واو الجماعة ياء المخاطبة نون النسوة ما يطرأعلى الفعل من تغيير
وفى
يفي
فِه
هوى
يهوي
اهوِ وفيت
-
-
هويت
-
- وفينا
-
-
هوينا
-
- وفيا
يفيان
فيا
هويا
يهويان
اهويا وفوا
يفون
فوا
هووا
يهوون
اهووا -
تفِين
فى
-
تهوين
اهوى وفين
يفين
فين
هوين
يهوين
اهوين ردت الألف إلى أصلها ياء.
حذفت الياء مع واو الجماعة وياء المخاطبة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء، وحذفت فاؤه في المضارع والأمر.
لا يحدث تغيير بالنسبة لعينه أما اللام فردت إلى أصلها ياء وحذفت الياء مع واو الجماعة وياء الخاطبة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء.
2 ـ يأتي الفعل المضارع المعتل الآخر بالألف أو بالياء بصورة واحدة إذا أسند إلى نون النسوة (المخاطبات) أو إلى المفردة المخاطبة.
تقول: أ ـ أنتن تسعين لعمل الخير.
ب ـ أنتن ترمين بقوة.
ج ـ وأنت تسعين لعمل الخير.
د ـ وأنت ترمين بقوة.
والفرق بين الصورتين السابقتين للفعل أن الياء في الفعلين الواقعين في المثالين أ، ب تكون فاعلاً والنون علامة الرفع للأفعال الخمسة وحرف العلة الألف أو الياء محذوف.
وأما الياء في الفعلين الواقعين في المثالين ج، د فهي حرف العلة الذي قلبت في الفعل يسعى إلى ياء، وفي ترمي بقيت كما هي، ونو النسوة بعدهما فاعل.
ج – إسناد الفعل اللفيف: انظر الجدول.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ الفعل اللفيف: هو كل فعل ثلاثي كان فيه حرف صحيح والحرفان الأخريان حرفا علة.
وهو نوعان: لفيف مفروق وهو ما كان أوله وثالثه – لامه وفاؤه – حرفي علة،
ولفيف مقرون وهو ما كان ثانيه وثالثه – عينه ولامه – حرفي علة.
2 ـ يتضح من الجدول السابق أن الفعل اللفيف الماضي المفروق إذا أسند إلى الضمائر التي تلحق به يعامل معاملة المثال من حيث الفاء فهي تحذف في صيغتي المضارع والأمر. ويعامل معاملة الناقص باعتبار لامه فهي ترد إلى أصلها ياء عند إسناد الفعل للتاء والناء وألف الاثنين ونون
النسوة.
وتحذف إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء.
3 ـ أما الفعل اللفيف المقرون فيعامل معاملة الناقص من حيث اللام، فهي ترد إلى أصلها الياء عند إسناد المقرون الماضي للتاء والناء وألف الاثنين ونون النسوة، وتحذف من المضارع والأمر إذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء، وتبقى عين الفعل دون تغيير في كل الصيغ ومع كل الضمائر.
نماذج من الإعراب
94 ـ قال تعالى: {وردوا إلى الله مولاهم الحق} 30 يونس.
وردوا: الواو حرف عطف، وردوا فعل ماض مبني للمجهول، والواو في محل رفع نائب فاعل. إلى الله: حار ومجرور متعلقان بردوا.
مولاهم: صفة أو بدل من لفظ الجلالة، ومولى مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. الحق: صفة للفظ الجلالة أيضاً، لأنهم كانوا يقولون: ما ليس لربوبيته حقيقة. وجملة ردوا معطوفة على ما قبلها.
95 ـ قال تعالى: {وإن كان قميصه قد من دبر} 27 يوسف.
وإن كان: الواو حرف عطف، وإن حرف شرط جازم لفعلين، وكان فعل ماض ناقص. قميصه: اسم كان مرفوع بالضمة، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط.
قد: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
وجملة قد في محل نصب خبر كان. من دبر: جار ومجرور متعلقان بقد.
وجملة إن كان معطوفة على ما قبلها.
96 ـ قال تعالى: {ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم} 102 النساء.
ود الذين: ود فعل ماض مبني على الفتح، والذين اسم موصول في محل رفع فاعل
كفروا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو تغفلون: لو مصدرية وهي موصول حرفي، وتغفلون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، ولو والفعل بعدها في تأويل مصدر منصوب مفعول به لود، وجملة تغفلون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الحرفي.
عن أسلحتكم: جار ومجرور متعلقان بتغفلون، وأسلحة مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة ود الذين وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للتأكيد على زيادة الحذر لظن العدو أن الصلاة مظنة لإلقاء السلاح.
97 ـ قال تعالى: {ودت طائفة من أهل الكتاب} 69 آل عمران.
ودت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. طائفة: فاعل مرفوع بالضمة.
من أهل الكتاب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لطائفة، وأهل مضاف، والكتاب: مضاف إليه.
وودت وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للحديث عن اليهود الذين دعوا عدداً من الصحابة من حذيفة ومعاذ وعمار إلى دينهم.
98 ـ قال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً} 109 البقرة.
ود كثير: ود فعل ماض، وكثير فاعل مرفوع بالضمة.
من أهل الكتاب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لكثير، وأهل مضاف، والكتاب مضاف إليه.
لو يردونكم: لو مصدرية، ويردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به أول، ولو والفعل منسبكة بمصدر مؤول في محل نصب مفعول به لود.
من بعد إيمانكم: جار ومجرور متعلقان بيردون، وبعد مضاف، وإيمان مضاف إليه، وإيمان مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
كفاراً: مفعول به ثان ليردوكم. حسداً: مفعول لأجله منصوب بالفتحة.
وجملة ود وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب.
99 ـ قال تعالى: {ويصدكم عن ذكر الله} 91 المائدة.
ويصدكم: الواو حرف عطف، ويصدكم فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والكاف في محل نصب مفعول به، وجملة يصدكم عطف على ما قبله. عن ذكر الله: جار ومجرور متعلقان بيصدكم، وذكر مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه.
100 ـ قال تعالى: {ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم} 43 سبأ.
ما هذا: ما نافية لا عمل لها، وهذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
إلا رجل: إلا أداة حصر لا عمل لها، ورجل خبر هذا مرفوع بالضمة.
يريد: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
وجملة يريد في محل رفع صفة لرجل. وجملة ما هذا وما بعدها في محل نصب مقول قول سابق.
أن يصدكم: أن حرف مصدري ونصب، ويصد فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول من أن والفعل المضارع في محل نصب مفعول به ليريد.
عما: عن حرف جر، وما اسم موصول في محل جر، وشبه الجملة متعلق بيصدكم. كان: فعل ماض ناقص، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
يعبد: فعل مضارع مرفوع. آباؤكم: آباء فاعل مرفوع بالضمة، والكاف في محل جر بالإضافة، والمسألة من باب التنازع، وأعمل الثاني لقربه، ولو أعمل الأول لقال: يعبدونه، وجملة يعبد في محل نصب خبر كان.
وجملة كان لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
101 ـ قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} 103 التوبة.
خذ: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
من أموالهم: من حرف جر يفيد التبعيض، وأموال اسم مجرور، وأموال مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق بخذ.
صدقة: مفعول به منصوب بالفتحة، ويجوز في شبه الجملة أن يتعلق بمحذوف حال لأنها كان في الأصل صفة لصدقة، فلما تقدم شبه الجملة على صدقة أعرب حالاً منها.
تطهرهم: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي، والهاء في محل نصب مفعول به، وجملة تطهرهم في محل نصب حال من فاعل خذ المستتر، إذا كانت التاء في تطهرهم خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم، أو في محل نصب صفة لصدقة إذا كانت التاء للغيبة.
وتزكيهم بها: عطف على تطهرهم.
102 ـ قال تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف} 99 الأعراف.
(يُتْبَعُ)
(/)
خذ: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
العفو: مفعول به منصوب بالفتحة.
وأمر: الواو حرف عطف، وأمر فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. بالعرف: جار ومجرور متعلقان بخذ.
وجملة وأمر معطوفة على ما قبلها.
103 ـ قال تعالى: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة} 211 البقرة.
سل: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
بني إسرائيل: بني مفعول به منصوب بالياء، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وبني مضاف، وإسرائيل مضاف إليه مجرور بالفتحة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وجملة سل وما بعدها لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف.
كم: استفهامية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان مقدم لآتيناهم.
آتيناهم: فعل ماض، والنا في محل رفع فاعل، والهاء في محل نصب مفعول به أول، وجملة آتيناهم في موضع المفعول الثاني لسل، لأنه معلقة عن العمل، وهي عاملة في المعنى، وقد علقت سل وهي ليست من أفعال القلوب، لأن السؤال سبب العلم فأجري السبب مجرى المسبب في ذلك. ويجوز في كم أن تكون خبرية.
من آية: من حرف جر، وآية تمييز كم الاستفهامية مجرور، لأنه إذا فصل بين كم الاستفهامية وتمييزها بفاصل فالأحسن أن يؤتى بمن.
ويجوز في من أن تكون زائدة، ويجوز أن تكون بيانية والتمييز محذوف كما ذكر في حاشية المغني، وشبه الجملة " من آية " متعلقان بالفعل قبلها.
بينة: صفة لآية مجرورة بالكسرة.
ويجوز في كم الرفع على الابتداء، وجملة آتيناهم في محل رفع خبرها، والعائد محذوف، والتقدير: آتيناهموها أو آتيناهم إياها، وهو ضعيف عند سيبويه، لحذف الهاء. (1)
104 ـ قال تعالى: {ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيراً} 59 الفرقان.
ثم استوى: ثم حرف عطف، واستوى فعل ماض مبني على الفتح المقدر،
ــــــــــــــ
1 - انظر إملاء ما من به الرحمن ج1 ص90، وانظر مشكل إعراب القرآن ج1 ص125.
والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والجملة معطوفة على ما قبلها.
على العرش: جار ومجرور متعلقان باستوى.
الرحمن: خبر للمبتدأ " الذي " في الآية السابقة، أو هو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو الرحمن، والجملة الاسمية في محل رفع خبر على الوجه الثاني.
فاسأل: الفاء الفصيحة، واسأل فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت
به: جار ومجرور متعلقان بخيراً الآتي. خيراً: مفعول به.
ويجوز في به أن تكون الباء بمعنى " عن " والجار والمجرور متعلقان باسأل.
105 ـ قال تعالى: {ويلك آمن إن وعد الله حق} 17 الأحقاف.
ويلك: مصدر لم يستعمل فعله، وقيل هو مفعول به، والتقدير: ألزمك الله ويلك.
أمن: فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، وجملة ويلك آمن في محل نصب مفعول به مقول لقول مقدر، والتقدير: يقولان ويلك آمن.
وجملة القول المقدر وما بعدها في محل نصب على الحال، والتقدير: يستغيثان الله قائلين.
إن وعد الله: إن حرف توكيد ونصب، وعد اسمها منصوب بالفتحة، ووعد مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه. حق: خبر إن مرفوع بالضمة.
والجملة تعليلية للأمر لا محل لها من الإعراب.
الفعل الجامد وغير الجامد (المتصرف)
ينقسم الفعل من حيث الجمود وعدمه (التصرف) إلى قسمين:
فعل جامد، وفعل غير جامد (متصرف).
وذهبنا لاختيار مصطلح جامد وغير جامد في الأفعال بدلا من جامد ومتصرف، لأن المصطلح (جامد) يطلق على الأفعال والأسماء، ومع ذلك فهو يعد من قبيل المشترك اللفظي، ذلك أن مفهوم الجمود في الأفعال يختلف عنه في الأسماء ففي الأفعال نجد المصطلح جامد يقابله المصطلح متصرف، بينما في الأسماء نجد مصطلح جامد يقابله المصطلح مشتق، ونتيجة لاختلاف اللفظ في المصطلحات المقابله للجامد أخترنا مصطلحا مشتركا وهو (غير جامد) لجمع دراسة ظاهرتين متشابهتين في حيز واحد.
أولا ـ الفعل الجامد:
هو كل فعل يلازم صورة من صور التصريف الدالة على الحدث والمقرونة، أو غير المقرونة بزمن. وهو نوعان:
1 ـ الفعل الملازم لصورة الماضي:
(يُتْبَعُ)
(/)
هو كل فعل وجد في اللغة على صورة الماضي، ولا يمكن أن نشتق منه مضارعا، أو أمرا. ومن هذه الأفعال:
أ ـ ليس، وما دام من أخوات كان.
ب ـ كرب عسى، حرى، اخلولق، أنشأ، طفِق، طفَق، أخذ، جعل، علق،
هبَّ، قام، هلهل، أولى، ألَمَّ، وهي من أخوات كاد (1).
ـــــــــــ
1 ـ قال بعض اللغويين بتصرف بعض هذه الأفعال، فقد حكى الجوهري مضارع طفق، وحكى الأخفش مصدره، وحكى الجرجاني اسم الفعل من عسى، وحكى الكسائي مضارع جعل. انظر همع العوامع في شرج جمع الجوامع للسيوطي تحقيق عبد العال سالم مكرم ط1975، ج2 ص 136.
وجمود هذه الأفعال مرتبط بحال نقصانها، أما إذا كانت تامة فهي متصرفة كغيرها من الأفعال.
ج ـ نعم، بئس، ساء، حَسُنَ، حبذا، لا حبذا، أفعال للمدح والذم.
د ـ خلا، عدا، حاشا. في حال اعتبارها أفعالا.
هـ ـ وهب، وهو من أخوات ظن، ولا يستعمل بمعنى صير إلا إذا كان في صيغة الماضي.
و ـ أفعال التعجب وهي: ما أحسنه، وأحسن به، ولا تستعمل هاتان الصيغتان إلا في صورة الماضي. أما " حَسُن " بمعنى ما أحسنه، وغيره من الأفعال التي بنيت هذا البناء للتعبير عن التعجب، فهي متصرفة في الأصل، وجمودها مرهون بجعلها ضمن صيغ التعجب فحسب.
ز ـ الفعل (قلَّ) النافي، وهو بمعنى (ما) النافية.
نحو: قل طالب يهمل الواجب، أي: ما طالب يهمل الواجب.
ويكف (قل) ونظائره عن طلب الفاعل بـ " ما " الكافة، نقول: قلما يذكر كذا.
ومثلها: طالما، وشدَّ ما، وعزَّما، وكثر ما، وغيرها.
أما إذا كان (قل) ضد (كثر)، أو اتصل به (ما) المصدرية فهو فعل متصرف، وعندئذ يجب فصل ما عن الفعل. نحو: قلَّ ما حضرت مبكرا.
ح ـ الفعل (كذب) في الإغراء، يقال: كذباك، أي: عليك بهما، وكذب عليك، أي: عليك به، وكذبتك الظهائر، أي: عليك بالمشي في حر الهواجر وابتذال النفس (1).
ـــــــــــــ
1 ـ انظر الفائق في غريب الحديث لجار الله الزمخشري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وآخرون ط2 عيسى البابي الحلبي / القاهرة، ج3 ص 250، وشرح ابن عقيل ج3 ص 246، وعده الرضي في شرح الكافية بهذا الاستخدام اسم فعل، غير أن البغدادي رد عليه في خزانته، انظر خزانة الأدب ج6 ص 183، 190 تحقيق عبد السلام هارون.
ط ـ الفعل (سُقِطَ) يقال: سُقِطَ في يده، وأُسْقِط في يده. أي: ندم. ويقال إنه بمعنى ارتبك (1).
ك ـ الفعل (هدَّ) يقال: مررت برجل، هدّك من رجل.
أي: أثقلك وصف محاسنه (2).
2 ـ الفعل الملازم لصورة الأمر:
هو كل فعل لا يمكن أن نشتق منه ماضيا، أو مضارعا.
ومن هذه الأفعال:
أ ـ هبْ، وتعلَّمْ:
و " هب " فعل قلبي من أخوات ظن. نحو: هبْ عليّا حاضرا.
ولم يكن المقصود به فعل الأمر من الفعل " هاب " من الهيبة، لأن هاب متصرف نقول: هاب، يهاب، هبْ، وكذلك ليس الأمر من " وهب " بمعنى الهبة، لأن وهب متصرف، نقول: وهب، يهب، هبْ.
أما " تعلَّمْ " فهو فعل قلبي أيضا من أخوات " ظن " بمعنى " اِعْلَمْ ".
تقول: تعلَّمِ الأمانة فائز حاملها.
فإن كان " تعلَّمْ " من " تعلَّمَ " الدال على المعرفة فهو متصرف، وينصب مفعولا واحدا فقط. نحو: تعلَّمَ، يتعلَّمُ، تعلَّمْ. تقول: تعلمت درسا من الماضي.
ب ـ هأْ، وهاء بمعن خذ، (3).
ج ـ أفعال زجر الخيل وهي: أقْدِم، واقْدُم، وهبْ، وارحبْ، وهِجِدْ.
ـــــــــــــ
1 ـ الفعل في القرآن الكريم: تعديه ولزومه، أبو أوس إبراهيم الشمسان ط1، جامعة الكويت 1986 ص 573.
2 ـ ابن عقيل، المساعد ج3 ص245.
3 ـ ابن مالك: تسهيل الفوائد ص247.
قال ابن مالك ليست أصواتا، ولا أسماء أفعال لرفعها الضمائر البارزة (1).
د ـ الفعل " هلمَّ " في لغة تميم، ولم تستعمله إلا في صورة الأمر. (2)
هـ ـ الفعل " عِمْ ". يقولون: عِم صباحا. (3)
و ـ " تعال، وهات ":
الفعل " تعال " مرهون جموده بدلالته على الأمر بالإقبال. (4)
أما " هات " فهو جامد لأن العرب قد أماتت كل شيء من فعلها غير الأمر.
وقد عده الزمخشري في أسماء الأفعال (5).
3 ـ ما لزم صيغة المضارع:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ " أهَلُمُّ " فعل مضارع جامد، ودخول همزة المتكلم دليل فعليته، ولم يستعمل العرب منه ماضيا، كما لا يستعمل أكثرهم منه أمرا، لذل قيل: إنه غير متصرف. يقال: هلُمَّ، فتقول: إلى مَ أَهَلُمُّ؟ (6).
ب ـ " يَهِيطُ " بمعنى يصيح ويضج (7).
ج ـ " يسْوى " فعل مضارع جامد بمعنى: يساوي، وعده في الجوامد ابن الحاج. (8).
ــــــــــــ
1 ـ ابن عقيل، المساعد ج3 ص 249.
2 ـ المرجع السابق ج3 ص 250.
3 ـ أحمد سليمان ياقوت: الأفعال غير المتصرفه وشبه المتصرفة ص159.
4 ـ ابن منظور: اللسان مادة " هتا " ج3 ص 769.
5 ـ المفصل للزمخشري ص 151.
6 ـ المساعد، ابن عقيل ج3 ص 249.
7 ـ كتاب الأفعال لابن القطاع ج3 ص 366.
8 ـ ارتشاف الضرب لأبي حيان ج 3 ص 14.
د ـ " أهاءُ " بمعنى آخذُ وأعطي، وهو فعل مضارع جامد. جاء في تاج العروس " وإذا قيل لك: هاءَ، بالفتح، قلت: ما أهاءُ، أي: ما آخذ؟ ولا أدري ما أهاءُ، أي: ما أُعطي، وما أهاءُ، أي: على ما لم يسم فاعله، أي: ما أُعطي (1).
ثانيا ـ الفعل المتصرف:
هو كل فعل لا يلزم صورة واحدة من صور التصريف الدالة على الحدث، والمقرونة بزمن، أو غير مقرونة.
وهو نوعان:
1 ـ فعل ناقص التصرف: وهو ما يشتق من ماضيه المضارع فقط، للدلالة على حدث مقترن بزمن، واسم الفاعل والمصدر مما لا يقترن بزمن.
نحو: زال: يزال، زائل، وزيْل.
برح: يبرح، بارح، وبراح.
فتئ: يفتأ، فاتئ. ولا مصدر له.
انفك: ينفك، منفك. ولا مصدر له.
كاد: يكاد، كائد، وكود وكيد.
أوشك: يوشك: موشك. اسم فاعله على قلة، ولا مصدر له.
ومنها الفعل: انبغى له، وينبغي له بمعنى تيسر وأمكن (2).
2 ـ فعل تام التصرف: وهو كل فعل يمكن أن نأخذ منه الماضي والمضارع والأمر مما يدل على حدث مقترن بزمن، واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر،
ــــــــــــ
1 ـ ابن مالك: تسهيل الفوائد ص 247، وتاج العروس ج1 ص 518.
2 ـ قال ابن مالك في تسهيل الفوائد بجموده، وأنه لا ماضي له، انظر التسهيل ص 147، وذهب أبو حيان في ارتشاف الضرب ج3 ص 14، إلى تصرفه، وذكر ابن عقيل في شرح التسهيل ذهاب غيره إلى تصرفه كابن فارس في المجمل انظر المساعد على تسهيل الفوائد ج 3 ص 248.
وغيرها من المشتقات مما يدل على حدث غير مقترن بزمن. وهو بقية الأفعال في اللغة العربية غير ما ذكرنا في الفعل الناقص التصرف.
نحو: جلس: وهو الفعل الماضي التام الذي نشتق منه الآتي:
المضارع: يجلس، والأمر: اجلس، واسم الفاعل: جالس، واسم المفعول:
مجلوس، وصيغة المبالغة: جلاس، واسم المكان: مجلس، واسم التفضيل: أجلس، والصفة المشبهة: جليس، وغيرها.
ونقول في غضب: يغضب، واغضبْ، وغاضب، ومغضوب، وغضْب.
ونلاحظ من اشتقاقات الفعل " جلس " أنه تام التصرف، فقد أمكننا أن نأخذ منه: الماضي، والمضارع، والأمر، والمصدر، واسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغة المبالغة، واسم المكان، وغيرها، ومثله جميع الأفعال تامة التصرف.
كيفية تصريف الأفعال:
يمكننا تصريف الأفعال بعضها من بعض على النحو التالي:
1 ـ تصريف المضارع من الماضي:
أ ـ إذا كان الماضي ثلاثيا سكنت فاؤه، وحركت عينه بالفتح، أو الضم، أو الكسر حسبما يقتضيه نص اللغة بعد أن يزاد في أوله أحد أحرف المضارعة.
مثل: ذهَبَ: يذهَبُ، وضَعَ: يضَعُ، لعِبَ: يلعَبُ، سمِعَ: يسمَعُ، غضِبَ: يغضَبُ، حسِبَ: يحسَبُ.
رسَمَ: يرسُمُ، كتَبَ: يكتُبُ، عظُمَ: يعظُمُ، حسُنَ: يحسُنُ. كبُرَ: يكبُرُ.
نزَلَ: ينزِلُ، وعَدَ: يعِدُ، وجَدَ: يجِدُ.
ب ـ وإذا كان الماضي رباعيا زيد في أوله أحد أحرف المضارعة مضموما.
مثل: دحرج: يُدحرج، بعثر: يُبعثر، زلزل: يُزلزل، طمأن: يُطمئن، أعطى: يُعطي، أفاد: يُفيد، أهدى: يُهدي، أعان: يُعين.
ج ـ إذا كان الفعل الماضي خماسيا مبدوءا بتاء زائدة بقي على حاله.
مثل: تعلَّم: يَتَعلَّمُ، تدحرج: يَتَدحْرَجُ، تكلَّم: يتكلم، تعاون: يتعاون. تبعثر: يتبعثر، تغير: يتغير.
وإذا لم يكن مبدوءا بتاء كسر ما قبل آخره سواء أكان رباعيا، أم أكثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل: واصل: يواصِل، بايع: يبايِع، انكسر: ينكسِر، انفجر: ينفجِر.
استعمل: يستعمِل، استعان: يستعين، استولى: يستولِي.
وشذ منه: احمرَّ: يحمرُّ، واغبرَّ: يغبرُّ، واسودَّ: يسودُّ وانهدّ: ينهدَّ، وأشباهها فلا يكسر ما قبل آخرها.
فإن كان مزيدا بالهمزة في أوله سواء أكان رباعيا، أم أكثر حذفت همزته.
مثل: أعطى: يعطي، أرسل: يرسل، أيلغ: يبلغ، أفاد: يفيد.
انتصر: ينتصر، انعطف: ينعطف، انكسر: ينكسر.
اشتمل: يشتمل: استقام: يستقيم، استغنى: يستغني.
2 ـ تصريف الأمر من المضارع:
يؤخذ الأمر من المضارع بحذف حرف المضارعة من أول الفعل.
مثل: يكتب: اكتب، يلعب: العب، ينام: نم، يقول: قل، يبيع: بع، يسعى: اسع، يرمي: ارم. يدحرج: دحرج، يوسوس: وسوس، ينتصر: انتصر، يستقيم: استقم.
فإن كان أول الفعل بعد حذف حرف المضارعة ساكنا، زيد في أوله همزة، لأن الهمزة متحركة، ولا يصح الابتداء بالحرف الساكن.
مثل: جلس: اجلس، كتب: اكتب، انكسر: انكسر، استحوذ: استحوذ.
الاسم الجامد والاسم المشتق
ينقسم الاسم من حيث الجمود والاشتقاق إلى قسمين:
1 ـ الاسم الجامد: وهو اسم مرتجل وضع للدلالة على معناه، ولم يؤخذ من لفظ غيره.
وهو نوعان:
أ ـ اسم ذات، وهو ما يدرك بالحواس، وله حيز في الوجود.
مثل: الرجل، الغلام، العصفور، الحصان، الشجرة.
ب ـ اسم معنى، وهو: ما دل على معنى يدرك بالذهن، ويشمل المصادر الدالة على أحداث.
(1) مثل: الأمانة، الوفاء، العدل، الحق، الكراهية.
2 ـ اسم مشتق: وهو ما أخذ من غيره.
مثل: قائم، مؤمن، مكسور، مُبعثر، جبار، عليم، منشار، مكتب.
المجرد والمزيد من الأفعال
يطلق مصطلح " مجرد " على الكلمات التي تتألف من الحد الأدنى من الأحرف المعبرة عن الدلالة العامة للكلمة، فكلمة " جلس " مثلا تتكون من ثلاثة أحرف هي: الجيم، واللام، والسين، ولا يمكن إدراك دلالة الكلمة بأقل من هذه الأحرف. أما كلمة " جلوس "، فمن المؤكد أن لها ارتباط بالكلمة السابقة، وهذا الارتباط هو تضمنها معنى الفعل السابق، مع معنى إضافي نتج عن زيادة حرف الواو، وهذا النوع من الكلمات يطلق عليه مصطلح " المزيد "، لأنه زيد فيه حرف، أو أكثر على الأحرف الأصول للكلمة.
والفرق بين الأحرف الأصلية للكلمة، والأحرف الزائدة أن الأولى خاصة بالكلمة نفسها، وتحمل معناها المعجمي الأساسي المتفرد، أما الثانية فهي تتكرر في نظائر كثيرة لهذه الكلمة تشترك معها في البناء، فحرف الواو الزائد في كلمة " جلوس " نجده في كلمات أخرى مثل وجد،
سمو، وردة، عصفور ... إلخ وهذا يعني أن هناك مستويين لمعنى الكلمة المزيدة، أحدهما المعنى المعجمي الخاص وهو ما تحمله الأحرف المجردة، والآخر معنى البناء الذي تشارك في حمله أحرف الزيادة، والنعنى الذي جلبته أحرف الزيادة إنما هو معنى البناء، ذلك المعنى الذي قد تكرر مع كل كلمة على هذا البناء. (1).
أحرف الزيادة:
يزاد على الأصل بطريقتين:
1 ـ تضعيف الحرف الأصلي، وهو زيادة حرف من جنس عين الكلمة، أو لامها. مثل: كَرُمَ: كرَّم، حَطَمَ: حطَّم، عَلِمَ: علَّم، جلب: جلبَبَ، طمأن: اطمأنَّ.
وهذا النوع من الزيادة ليس خاصا بحرف دون الآخر، بل كل أحرف الهجاء يمكن تضعيفها ماعدا " الألف " فلا تضعف، لأنها حرف مد، وتظهر هذه الأحرف في الميزان مضعفة بشكلها الموجود في الكلمة الموزونة، لا بنصها.
مثل: علَّم: فَعَّلَ، جلبب: فعلل.
2 ـ إقحام حرف من أحرف الزيادة المعرفة في كلمة (سألتمونيها).
ويمكن التفريق بين الحرف الناتج عن التضعيف الأصلي، ومماثلة من أحرف سألتمونيها في زيادة الكلمة، أن زيادة أي حرف من أحرف سألتمونيها يكون مطردا في زيادته، وفي مواضع مختلفة من الكلمة، في حين زيادة الحرف المضعف لا يكون إلا تكرارا لعين الكلمة، ولا يظهر في هذا الموضع مع أفعال أخرى. ففي كلمة: حوَّل، وقتَّل، وعيَّن، وجلَّس.
نجد أن أحرف الزيادة وهو الواو في حوّل، والتاء في قتّل، والياء في عيّن،
ـــــــــــــــ
1 ـ دروس في الصرف ج1 ص 86.
(يُتْبَعُ)
(/)
واللام في جلّس ليست من أحرف سألتمونيها وإن كانت مشابهة لها، لأن هذه الأحرف ما هي إلا تكرار لعين الكلمة، ولا يمكن زيادتها في نفس الموضع مع أفعال أخرى، إذ لا يصح زيادة الواو في الفعل كسر ونقول: كوسر، ولا الياء في علم، ونقول عيلم، وإنما نزيد على كسر سينا ونقول: كسّر، ونزيد على علم لاما، ونقول: علَّم، لأن أحرف الزيادة التي تجمعها كلمة سالتمونيها تتغير بتغير الأصل الذي زيدت عنه، أما زيادة الحرف المضعف الأصلي ما هي إلا تضعيف لعين الكلمة كما ذكرنا سابقا.
أنواع الزيادة:
1 ـ الزيادة البنائية:
وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي، فينتج عن ذلك كلمة جديدة، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل.
نحو: كتب: كاتب، وعطف: معطوف، اسم: أسماء.
2 ـ زيادة إلصاقية:
وهي الزيادة الناتجة عن أحرف تلصق إلى الكلمة الأصل دون تغيير في بنائها، ولا تنقلها من المجرد إلى المزيد.
نحو: قرأ: يقرأ، اقرأ، أقرأ، نقرأ.
قلم: قلمان، مجتهد: مجتهدون، هند: هندات، معلمة: معلمات.
نصر: انتصر، عمل: استعمل.
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن الزيادة الإلصاقية تدخل على كل الكلمات المجردة منها والمزيدة، لذلك لا تعد أبنية هذه الكلمات من أبنية المزيد، وإن كانت تلك الأحرف قد زيدت على الكلمات الأصول، وتظهر في الميزان كما تظهر في أحرف الزيادة.
نحو: قرأ: فعل، اقرأ: افعل، قلم: فعل، قلمان: فعلان، مجتهد: مفتعل، مجتهدون: مفتعلون.
أبنية الأفعال:
ينقسم الفعل من حيث عدد أحرفه الأصول، أو الزوائد إلى نوعين.
الفعل المجرد، والفعل المزيد.
الفعل المجرد:
هو كل فعل جردت حروفه الأصلية من أحرف الزيادة، بمعنى أن تكون جميع الأحرف المكونة للفعل ـ ويعطي بوساطتها دلالة صحيحة ـ أحرفا أصلية، ولا يسقط منها حرف في أحد التصاريف التي تلحق بالفعل، إلا لعلة تصريفية، وأقل أحرف الفعل المجرد ثلاثة، حرف يُبدأ
به، وحرف يُقف عليه، وحرف يتوسط بينهما. نحو: كتب، جلس، ذهب، قام، رمى، دعا.
فكل فعل من الأفعال السابقة يعتبر فعلا مجردا من أحرف الزيادة، لأن جميع أحرفه المكونة له، وتؤلف منه كلمة لها دلالتها التي يقبلها المنطق أحرفا أصلية لا يمكن الاستغناء عن أحدها، وبإسقاط أي منها يختل تركيب الفعل وتزول دلالته.
فالفعل " ذهب " مثلا مكون من ثلاثة أحرف هي: الذال، والهاء، والباء، وهذه الأحرف الثلاثة أحرف أصول في تركيب الفعل المذكور لكي يكون ذا دلالة لغوية،
فإذا حذفنا حرفا منها اختل بناؤه، وما تبقى فيه من أحرف لا يفي ببنائه ليكون ذا قيمة دلالية، فهذه الأحرف الثلاثة تشكل في مجموعها القواعد الأساس التي بني عليها الفعل مجتمعة، وكذلك الحال إذا كان الفعل مكونا من أربعة أحرف أصلية.
نحو: دحرج، بعثر، وسوس، زلزل، طمأن، عسعس.
فلو جردنا أحرف الفعل دحرج مثلا لوجدناه مكونا من أربعة أحرف هي: الدال، والحاء، والراء، والجيم، وهذه الأحرف مجتمعة شكلت بنيته لتدل على معنى معين له ارتباط زمني يتقبله العقل، فإذا حذفنا حرفا من تلك الأحرف الأساس في تكوين الفعل السابق ونظائره اختل بناؤه اللغوي والدلالي، ولم يعد للأحرف الباقية قيمة في بناء الفعل، أو دلالته.
أقسام الفعل المجرد:
ينقسم الفعل المجرد إلى قسمين:
1 ـ المجرد الثلاثي. 2 ـ المجرد الرباعي.
أوزان المجرد الثلاثي:
للفعل المجرد الثلاثي باعتبار صورة الماضي ثلاثة أوزان، ويرجع هذا التحديد إلى أن الفعل الماضي المكون من ثلاثة أحرف أصلية وهي: الفاء، والعين، واللام.
لا تكون فاؤه ولامه إلا متحركتان بالفتح دائما، أما عينه فتتحرك بالفتح، أو الضم، أو الكسر، وبناء عليه يتشكل منه ثلاثة أبنية (أوزان) على النحو الآتي:
كَتَبَ: فَعَلَ. جَلَسَ: فَعَلَ. دَفَعَ: فَعَلَ.
عَظُمَ: فَعُلَ. كَبُرَ: فَعَلَ. حَسُنَ: فَعُلَ.
عَلِمَ: فَعِلَ. رَبِحَ: فَعِلَ. حَفِظَ: فَعِلَ.
أما إذا نظرنا إلى الفعل باعتبار صورتي الماضي والمضارع معا فإننا نجد له ستة أوزان على النحو التالي:
1 ـ الثلاثي المفتوح العين ولمضارعة ثلاثة أوزان هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ فتح عين مضارعه (فَعَلَ: يَفْعَلُ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: قَرَأَ: يَقْرَأُ. سَأَلَ: يَسْأَلُ. رَفَعَ: يَرْفَعُ. ذَهَبَ: يَذْهَبُ. نَهَضَ: يَنْهَضُ.
فالمتعدي مثل: قرأ محمد الدرس، ويقرأ التلميذ النشيد. وسأل الفقير الغني مالا، ويسأل العبد ربه مغفرة. ورفع اللاعب الأثقال. ويرفع الله المؤمن درجات.
ومثال اللازم: ذهب الولد إلى المدرسة، ويذهب الرجل إلى عمله مبكرا.
ب ـ ضم عين مضارعه (فَعَلَ: يَفْعُلُ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: مدَّ: يمُدُّ. ردّ: يرُدُّ. كتَبَ: يكتُبَ. طلَعَ: يطلُعُ. مَكَثَ: يَمْكُثُ.
ومثال المتعدي: مدَّ الرجل يده للمصافحة، ويمد يده للمصافحة.
كتب التلميذ الواجب، ويكتب التلميذ الواجب.
ومثال اللازم: طلع الفجر، ويطلع الفجر.
ومكث الزرع في الأرض طويلا، ويمكث الزرع في الأرض طويلا.
ج ـ كسر عين مضارعه (فَعَلَ: يَفْعِلُ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: وَعَدَ: يَعِدُ. ضَرَبَ: يَضْرِبُ. قَفَزَ: يَقْفِزُ. نَزَلَ: يَنْزِلُ.
مثال المتعدي: وعد الله المؤمنين النصر، ويعد الله المؤمنين النصر.
ومثال اللازم: قفز اللاعب قفزا عاليا، ويقفز اللاعب قفزا عاليا.
2 ـ الثلاثي المضموم العين (فَعُلَ: يَفْعُلُ) لمضارعه وزن واحد، وهو ضم عين مضارعه، ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على طبائع البشر، وهو ما جبل عليه الإنسان من الأفعال الصادرة عن الطبيعة، ولا يكون إلا لازما.
نحو: حَسُنَ: يَحْسُنُ. كَرُمَ: يَكْرُمُ. شَرُفَ: يَشْرُفُ. عَظُمَ: يَعْظُمُ.
ومنها: قبُح، ووسُمَ، وصغُر، وكبُر، وطوُل، وقصُر، وغلُظ، ورفُق، وسهُل، وصعُب، وسهُل، وسرُع، وبطُأ، وفحُش، وغيرها.
حسن عمل الرجل، ويحسن عملك.
3 ـ الثلاثي المكسور العين ولمضارعه وزنان هما:
أ ـ فتح عين المضارع (فَعِلَ: يَفْعَلُ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: عَلِمَ: يَعْلَمُ. نَسِيَ: يَنْسَى. أَمِنَ: يَأمَنُ. وَجِلَ: يَوجِلُ. وَسِنَ: يَوسِنُ.
ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على الآتي:
ـ الفرح والحزن. نحو: فرِح: يفرَح. طرِب: يَطرَبُ. حَزِن: يحزَن.
ـ الامتلاء والخلو. نحو: بَطِر: يَبطَر. أشِر: يأشَر. غضِب: يغضَب.
شَبِع: يشبَع. عطِش: يعطَش.
ـ الألوان والعيوب. نحو: حَمِرَ: يحْمَرُ. سَوِدَ: يَسْوَدُ. عوِر: يَعْوَرَ.
ـ وعلى الخَلْق الظاهر. نحو: غَيِدَ: يَغْيَدُ. هَيِفَ: يَهْيَفُ. نَحِفَ: يَنْحَفُ.
سَمِنَ: يَسْمَنُ. تَخِن: يَتْخَنُ.
مثال المتعدي: علم الله ما في نفوسنا، ويعلم الله ما في نفوسنا.
ومثال اللازم: فرح عليّ بنجاح أخيه، ويفرح الطفل بالثناء عليه.
ب ـ كسر عين مضارعه (فَعِلَ: يَفْعِلَ) ويكون متعديا ولازما.
نحو: حَسِبَ: يَحْسِبُ. وَرِثَ: يَرِثُ. وَلِيَ: يَلِي. وَثِقَ: يَثِقُ.
مثال المتعدي: حسبت الأمر هينا، ويحسب الأمر هينا.
وثق الرجل بصديقه، ويثق الرجل بصديقه.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ لا تكون فاء الفعل إلا مفتوحة كما ذكرنا سابقا، وبفتحها يحصل للمتكلم العذوبة في اللفظ، ويصغي السامع إليه لأنس المسامع بالأخف، بخلاف الاسم فإنه لما كان خفيفا يجوزون الابتداء فيه بالثقيل.
2 ـ لا يصح تسكين عين الفعل كما هو الحال في عين الاسم، لأن الفعل عند اتصاله بضمائر الرفع المتحركة يجب إسكان لامه لئلا يتوالى أربع حركات، ولكونه إذا اتصل بالضمير يصبح كالكلمة الواحدة، فلو كانت عين الفعل ساكنة للزم اجتماع ساكنين.
فنقول في " جلس " بعد اتصاله يضمير رفع متحرك " جلسْتُ ".
وفي " كتب " كتبْنا ".
فنلاحظ تسكين " لام " الفعل، فلو كانت " عينه " ساكنة أيضا لالتقى ساكنان، وذلك لا يصح لاستثقال النطق، وعدم استقامة لفظ الكلمة.
ثانيا ـ المجرد الرباعي:
للفعل الرباعي المجرد بناء واحد على وزن " فَعْلَلَ "، ومضارعه " يُفَعْلِلُ "، ويكون متعديا وهو الغالب، ويأتي لازما.
نحو: دَحْرَجَ: يُدَحْرِجُ، بعثر: يبعثر، طمأن: يطمئن، جلجل: يجلجل.
وسوس: يوسوس، زخرف: يزخرف، زلزل: يزلزل، ولول: يولول.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال المتعدي: دحرج اللاعب الكرة، يدحرج اللاعب الكرة.
106 ـ ومنه قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} 1. 1 الزلزلة
ونحو: بعثر الفلاح الحبوب، ويبعثر الفلاح الحبوب.
107 ـ ومنه قوله تعالى: {وبعثر ما في القبور} 2.
ومثال اللازم: وسوس له الشيطان، ويوسوس لهم الشيطان.
108 ـ ومنه قوله تعالى: {فوسوس لهما الشيطان} 3.
وقوله تعالى: {ونعلم ما توسوس به نفسه} 4.
ويلحق بالرباعي المجرد ستة أوزان أخرى هي:
1 ـ ما كان على وزن " فَوْعَلَ ": " يُفَوْعِلُ ". وهو لازم.
نحو: حَوْقَلَ: يُحَوْقِلُ، وأصله: حَقُلَ بمعنى ضَعُفَ.
نقول: حوقل الشيخ. إذا ضعف وفتر عن الجماع.
ويكون مركبا في النحت. نحو: حوقل المصلي.
قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنه: جَوْرَبَ: يُجَوْرِبُ. وهو متعد.
نحو: جوربت الأم طفلها. أي: ألبسته الجورب.
2 ـ ما كان على وزن " فَعْوَلَ ": " يُفَعْوِلُ ". ويكون متعديا ولازما.
مثال المتعدي: جَهْوَرَ: يُجَهْوِرُ. وأصله جَهَرَ بالقول. أي: رفع صوته به.
تقول: جهور الرجل قوله. أي: رفعه.
ومثال اللازم: رَهْوَلَ: يُرَهْوِلُ. أي: أسرع.
تقول: رهول الغلام في مشيته.
3 ـ ما كان على وزن " فَيْعَلَ ": " يُفْعِلُ ". ويكون متعديا ولازما.
ـــــــــــ
1 ـ 1 الزلزلة. 2 ـ 9 العاديات.
3 ـ 20 الأعراف. 4 ـ 50 ق.
مثال المتعدي: بَيْطَرَ: يُبَيْطِرُ. بمعنى عالج الحيوان.
ويأتي بمعنى البمالغة في التبختر.
تقول: بيطر الطبيب القط، ويبيطر الطبيب القط. أي: يعالجه.
ومثال اللازم: بَيْقَرَ: يُبَيْقِرُ. بمعنى: أسرع.
تقول: بيقر الرجل، ويبيقر الغلام.
ومصدره: البيقرة، وهو إسراع يطأطئ الرجل فيه رأسه.
ومنه قول المثقب العبدي:
فبات يجتاب شُعَارى كما بيقر من يمشي إلى الجلسد (1)
4 ـ ما كان على وزن " فَعْيَلَ ": " يُفَعْيِلُ ". وهو متعد.
نحو: شَرْيَفَ: يُشَرْيِفُ. بمعنى قطع.
تقول: شريف الفلاح الزرع. أي: قطع شريافه.
ونحو: عثير: يعثير. وأصله عثر بمعنى: زلق ولم تستقر رجله.
وعثير بمعنى أثار.
تقول: عثيرت الريح الغبار. إذا أثارته.
5 ـ ما كان على وزن " فَعْلى ": " يُفَعْلي ". ويكون متعديا ولازما.
مثال المتعدي: سليقت الرجل. أي: ألقيته.
ومثال اللازم: سَلْقَى: يُسَلْقِي. بمعنى: استلقى.
تقول: سلقى الرجل على ظهره. أي: استلقى على ظهره.
6 ـ ما كان على وزن " فَعْنَلَ ": " يُفَعْنِلُ ". وهو متعد.
نحو: قَلْنَسَ: يُقَلْنِسُ. بمعنى: ألبس.
تقول: قلنست الطفل من البرد. أي: ألبسته القلنسوة.
ــــــــــــــ
1 ـ " شُعَارى " مخفف للضرورة من " شُعَّارى وهو نوع من النبات.
الجلسد: الصنم، أو الوثن.
فوائد وتنبيهات:
لقد استعمل العرب وزن فعلل لمعان كثيرة منها:
1 ـ الدلالة على المشابهة:
نحو: علقمت القهوة. أي: صارت كالعلقم في مرارته.
ونحو: عندم الجسد. صار محمرا كالعندم. والعندم شجر أحمر.
2 ـ للصيرورة:
نحو: مركشت الرجل. أي: صيرته مراكشيا.
وسعوده. صيره سعوديا، ولبننه، صيره لبنانيا.
3 ـ للدلالة على ان الاسم المأخوذ منه آلة:
نحو: عرجن. أي: استعمل العرجون.
وتلفز. استعمل التلفاز.
4 ـ للنحت على وزنه، سواء أكان النحت من مركب إضافي.
نحو: عمنفى من عبد مناف.
وعبقسى من عبد قيس.
وعبدلى من عبد الله.
أم كان النحت من جملة.
نحو: بسمل. من قوله: بسم الله.
وحوقل. من قوله: لا حول ولا قوة إلا بالله.
نماذج من الإعراب
106 ـ قال تعالى: (إذا زلزلت الأرض زلزالها) 1 الزلزلة.
إذا زلزلت: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه " تحدث "، وزلزلت فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، وجملة زلزلت في محل جر بإضافة إذا إليها.
الأرض: نائب فاعل مرفوع.
زلزالها: مفعول مطلق منصوب، وزلزال مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
107 ـ قال تعالى: (وبعثر ما في القبور) 9 العاديات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعثر: الواو حرف عطف، وبعثر فعل ماض مبني للمجهول.
ما: اسم موصول في محل رفع نائب فاعل.
وجملة بعثر معطوفة على ما قبلها.
في القبور: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
108 ـ قال تعالى: (فوسوس لهما الشيطان) 20 الأعراف.
فوسوس: الفاء حرف عطف، ووسوس فعل ماض مبني على الفتح.
لهما: جار ومجرور متعلقان بوسوس.
الشيطان: فاعل مرفوع بالضمة، وجملة وسوس معطوفة على ما قبلها.
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 05:38 م]ـ
الفعل اللازم والفعل المتعدي
ينقسم الفعل من حيث اللزوم والتعدي إلى قسمين: ـ
أ ـ الفعل اللازم. ب ـ الفعل المتعدي.
الفصل الأول
أولا ـ الفعل اللازم
تعريفه وأنواعه: ـ
هو كل فعل لا يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به، بل يكتفي بالفاعل.
وهذا النوع من الأفعال مما لا يتعدى فاعله مطلقا، أي لا ينصب مفعولا به البتة، ولا يتعدى لمفعوله بحرف الجر أيضا، لأنه لا يتوقف فهمه إلا على الفاعل وحده، ومن هذا النوع الأفعال التالية:
طال، حَمُر، شَرُف، ظَرُف، كَرُم، نهم، راح، اغتدى، انصرف، حَسُن، تدحرج، تمزق، وسخ، دنس، أنكر، انفلج، احمرّ، اسودّ، ابيضّ، اصفرّ، اقشعرّ، اطمأنّ، احرنجم، اشمخرّ، وما شابهها.
ومن أمثلتها: طال الوقت. واحمرّ البلح، وشَرُف الرجل، واغتدت الطير.
ونحو قوله تعالى: {وحسن أولئك رفيقا} 1.
وقوله تعالى: {حسنت مستقرا ومقاما} 2. 11 ـ ومنه قول امرئ القيس:
وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
ومن الأفعال ما جاء متعديا، ولازما، وهذا النوع يكثر في الأفعال الثلاثية المكسورة العين ـ من باب فَعِلَ ـ فإن دلت هذه الفعال على علل وأحزان وأمراض، وأضادها كانت لازمة. نحو: مرض محمد، وسقم الرجل، وحزن علي، وبطر الجائع، وشهب الثوب، وفرح الناجح، وفزع الطفل.
ــــــــــــــــ
1 ـ 69 النساء. 2 ـ 76 الفرقان.
وإن دلت على غير ما سبق جاءت متعدية بنفسها.
نحو: ربح محمد الجائزة، وكسب الرجل القضية، ونسي المريض الدواء، وسمع الملبي النداء، وشرب الظامئ الماء.
ومن الفعال اللازمة ما يتعدى لمفعوله بوساطة حرف الجر، وهذا النوع من الأفعال لا يعتبر متعديا على الوجه الصحيح، لأن الجار والمجرور الذي تعدى له الفعل اللازم لا يصح أن يكون مفعولا به، وإنما الحق به لأن إعرابه الصحيح هو الجر.
نحو: مررت بخالد، وسلمت على الضيف، وذهبت إلى مكة، وسافرت إلى الشام، وتنزهت في الطائف.
فمتمم الجملة في الأمثلة السابقة هو الجار والمجرور، وقد جعله البعض في موضع النصب على المفعولية، وكأنهم علقوا شبه الجملة بمحذوف في محل نصب مفعول به، وأرى الصواب أن شبه الجملة متعلق بالفعل قبله.
فالأصل في تعلق الجار والمجرور هو الفعل، أو ما يشبهه، كاسم الفاعل، أو اسم المفعول، أو الصفة المشبهة، وإذا حذف المتعلق وكان كونا عاما فلا يخرج المتعلق عن واحد من المواضع الآتية:
1 ـ الخبر. نحو: الكتاب في الحقيبة.
فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ.
2 ـ الحال. نحو قوله تعالى: {فأتبعهم فرعون بجنوده} 1.
فبجنوده شبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فرعون.
109 ـ ومنه قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} 2.
فقوله: إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في " يذكرون ".
ــــــــــــ
1 ـ 90 يونس. 2 ـ 143 النساء.
3 ـ الصفة. نحو: شاهدت رجلا على دابته.
على دابته جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لرجل.
4 ـ صلة الموصول 110 ـ نحو قوله تعالى: {ويشهد الله على ما في قلبه} 1.
في قلبه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما.
مما سبق يتضح لنا أن العامل في الجار والمجرور إما أن يكون الفعل، أو شبهه كما ذكرنا. نحو: ذهب محمد إلى السوق.
ونحو: علي ذاهب إلى السوق.
وإما أن يكون العامل محذوفا، ونقدره كما هو في الأمثلة السابقة بـ " استقر، أو حصل، أو كان، أو مستقر، أو حاصل، أو كائن "، ما عدا الصلة فنقدره فيها بـ " استقر، أو حصل، أو كان " لأنها لا تكون إلا جملة، أو شبه جملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أكثر النحاة أن أغلب الأفعال اللازمة تكون قاصرة عن التعدي للمفعول به بنفسها، أو لا تقوى على الوصول إلى المفعول به بذاتها فقووها بأحرف الجر، وأطلقوا على تلك الأحرف أحرف التعدي، ومنها: الباء، واللام، وعن، وفي، ومن، وإلى، وعلى.
111 ـ نحو قوله تعالى: {ذهب الله بنورهم} 2.
وقوله تعالى: {يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين} 3.
وقوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم} 4. وقوله تعالى: {وكفر عنا سيئاتنا} 5.
وقوله تعالى: {ويسارعون ي الخيرات} 6.
وقوله تعالى: {ويسخرون من الذين آمنوا} 7.
وقوله تعالى: {فحق علينا قول ربنا} 8.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 204 البقرة. 2 ـ 17 البقرة.
3 ـ 61 التوبة. 4 ـ 61 الأنفال. 5 ـ 193 آل عمران.
6 ـ 114 آل عمران. 7 ـ 212 البقرة. 8 ـ 31 الصافات.
وقوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} 1.
والفعل أهدى متعد لمفعولين الثاني منهما بحرف الجر وهو: إلى صراط.
وخلاصة القول أننا لا ننكر تعدي بعض الأفعال بوساطة أحرف الجر سواء أكانت لازمة، أم متعدية بنفسها.
نحو قوله تعالى: {إنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} 2.
وقوله تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الله} 3.
وغيرها من الشواهد التي ذكرناها آنفا وهي كثيرة في كلام الله جل وعلا، وفي أدب العرب شعرا، ونثرا.
غير أن هذا التعدي يكون في حصول المعنى، وارتباط الجار والمجرور في دلالته بالفعل لكي نصل إلى المعنى المراد من خلال البناء، أو التركيب اللغوي، بدليل أن هنالك أفعالا لا تحتاج في تعديها إلى مفعولها لحرف الجر، ومع ذلك تعدت إلى مفعول آخر بالحرف، وقد أوردنا على ذلك بعض الأمثلة.
والذي نراه أن تعدي الفعل إلى مفعوله بوساطة حرف الجر لا علاقة لها بالوضع الإعرابي للجار والمجرور، ولا تأثير للفعل فيه إعرابيا.
فعندما نقول: ذهب محمد إلى المدرسة، أو جاء الرجل من المسجد.
فلا علاقة إعرابية بين الفعل وشبه الجملة. إذ لم يعمل الفعل فيها النصب في الظاهر، كما يعمل في المفعول به، ونحوه، وهذا هو الوجه الأيسر. ويكفي أن تكون العلاقة بين الفعل وشبه الجملة علاقة معنى. إذ إن الجار والمجرور متعلق في دلالته بالفعل، أو ما شابهه، أو بالمحذوف كما أوضحنا.
ولتأكيد تعدي الفعل اللازم إلى المفعول به بوساطة حرف الجر جعل النحاة من هذه الفعال أفعالا لا تستغني عن حرف الجر لتعديها إلى المفعول به، ولا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 23 الصافات. 2 ـ 83 مريم.
3 ـ 10 الصف.
يجوز حذفه منه إلا لضرورة. نحو: مررت بأخي، ونزلت على محمد.
إذ لا يصح حذف حرف الجر منها إلا ضرورة.
واعتبروا حرف الجر كالجزء من ذلك الاسم لشدة اتصال الجار بالمجرور، أو هو كالجزء من الفعل لأنه به وصل معناه إلى الاسم فلو انحذف لاختل معناه.
ومن الأفعال ما يصح حذف حرف الجر من متعلقها للتخفيف، أو للاضطراد.
فالحذف للتخفيف، نحو: سافرت مكة، ودخلت المسجد.
فـ " مكة، والمسجد " منصوبان على نية حذف حرف الجر.
12 ـ ومنه قول جرير:
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
والحذف للاضطراد يكون مع أن المصدرية وفعلها، وأن المشبهة بالفعل ومعموليها.
نحو: طمعت في أن أراك، وطمعت أن أراك.
ونحو: عجبت من أنك انقطعت عنا، وعجبت أنك انقطعت عنا.
كما وردت بعض الفعال مما يجوز فيها التعدي بنفسها تارة، وتارة بحرف الجر، ومنها: شكر، تقول: شكرتك، وشكرت لك.
112 ـ ومنه قوله تعالى: {واشكروا لي ولا تكفرون} 1.
ومنها: نصح، ووزن، وعدد، وكال، وجاء، وغيرها.
فتقول: نصح المعلم الطالب، ونصحت للطالب.
ومنه قوله تعالى: {ونصحت لكم} 1.
وتقول: جئت محمدا، وجئت إلى محمد. وهذه الأفعال سماعية لا ينقاس عليها.
ــــــــــ
1 ـ 152 البقرة.
2 ـ 79 الأعراف.
نماذج من الإعراب
11 ـ قال الشاعر:
وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وقد: الواو حرف استئناف، قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
اغتدي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر فبه وجوبا تقديره: أنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب استئنافية.
والطير: الواو واو الحال، الطير مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
في وكناتها: جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر، ووكنات مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
والجملة الاسمية في محل نصب حال من الفاعل في " أغتدي " والتقدير: أغدوا إلى الصيد ملابسا لهذه الحالة، والرابط الواو.
بمنجرد: الباء حرف جر، منجرد اسم مجرور بالباء، والجر والمجرور متعلقان بـ " أغتدي "، ومنجرد صفة لموصوف محذوف وهو اسم فاعل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على فرس الشاعر.
قيد الأوابد: قيد صفة ثانية للموصوف المحذوف، وقيد مضاف والأوابد مضاف إليه وهو من باب إضافة الوصف لمعموله، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على الفرس.
هيكل: صفة ثالثة للموصوف المحذوف مجرور بالكسرة.
والشاهد قوله: أغتدي. فهو فعل لازم يكتفي بفاعله ولا يتعدى للمفعول به لا بنفسه، ولا بوساطة حرف الجر.
109 ـ قال تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}
مذبذبين: حال منصوبة بالياء من الضمير في " يذكرون " {1}، ومسوغ مجيئه حالا لأنه اسم مشتق.
بين ذلك: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين، وهو مضاف، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح. ويصح إعراب " ذلك " ككلمة واحدة مبنية على الفتح في محل جر بالإضافة. ومثلها أسماء الإشارة المتصلة بالكاف.
لا إلى هؤلاء: لا نافية لا عمل لها، إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
ولا إلى هؤلاء: الواو حرف عطف، وما بعدها معطوف على ما قبلها.
وتقدير الحال: لا منسوبين إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
110ـ قال تعالى: {ويشهد الله على ما في قلبه}
ويشهد: الواو حرف عطف على الوجه الأرجح ـ وسنبين ذلك ـ وقيل استئنافية، ويشهد فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود إلى " من ". الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب.
على ما: على حرف جر، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد ".
في قلبه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما، أو صفة لها إن اعتبرنا " ما " نكرة موصوفة، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة: يشهد ... إلخ معطوفة على جملة يعجبك في أول الآية {ومن الناس من
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص 211.
يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله ... } الآية.
ويصح أن تكون جملة: يشهد في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وهو يشهد، والجملة الاسمية من المبتدأ المحذوف وخبره " وهو يشهد " في محل نصب حال من الفاعل في " يعجبك " والرابط الواو والضمير.
وما ذكرنا من إعراب لجملة " وهو يشهد " يجعل الواو حالية، وليست استئنافية، ولا عاطفة، وإن اكتفينا بإعراب " يشهد " كما بيناه آنفا تكون الواو عاطفة، وهو أرجح الأقوال. وإن جعلنا الواو للاستئناف كانت جملة " يشهد " لا محل لها من الإعراب مستأنفة، ولا أرى ذلك لأن الكلام غير منقطع لا لفظا، ولامعنى، بل هو متصل بالعطف والمعنى.
ومن الناس من الله يعلم أن ما في قلبي موافق لما في لساني، وهو معطوف على " يعجبك " كما ذكر ذلك صاحب روح المعاني {1}.
111 ـ قال تعالى: {ذهب الله بنورهم}
ذهب: فعل ماض مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
بنورهم: جار ومجرور متعلقان بـ " ذهب " والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
ومن قال بتعدية الفعل اللازم إلى المفعول به بواسطة حرف الجر، يعرب الجار والمجرور " بنورهم " في محل نصب مفعول به، واظن أن فساده ظاهر.
ويتضح إعراب بعض المعربين في جعل الجار والمجرور متعلقا بمحذوف مفعول به، سواء أكان الفعل متعديا بنفسه، أو لازما في مثل إعرابهم لقوله تعالى ــ بقية الآية السابقة ــ {وتركهم في ظلمات يعمهون}.
ـــــــــــــــــــ
1 ــ روح المعاني ج2 ص 95 للألوسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمنهم من جعل الفعل ترك متعديا لمفعولين أحدهما بنفسه، والآخر بوساطة حرف الجر، فأعربوا الضمير في " وتركهم " في محل نصب مفعول به أول، وفي ظلمات جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول به ثان لـ " ترك "، باعتبار ترك بمعنى " صير " {1}.
ومنهم من اعتبر ترك متعديا لمفعول به واحد، وهو الأوجه.
وأعرب " في ظلمات " جار ومجرور متعلقان بالفعل {2}، وجملة يبصرون في آخر الآية في محل نصب حال من الضمير في " تركهم ".
ومنهم من جعل جملة يبصرون في محل نصب مفعول به ثان، ولا أرى ذلك صوابا، لأن الصواب نصبه على الحالية {3}.
وخلاصة القول أن الفعل " ترك " في هذا الموضع لم يتضمن معنى " صير "، وإنما هو بمعنى الطرح والتخلي عن الشيء، كترك العصا، أو ترك الوطن، وما إلى ذلك، وعليه اكتفى بمفعول به واحد، وهو ضمير الغائب المتصل به، والجار والمجرور متعلق بترك وليس مفعولا به ثانيا.
غير أن العكبري جعل " ترك " في هذا الموضع بمعنى " صير "، واعتبر الجار والمجرور هو المفعول الثاني، وجملة يبصرون حال، هذا أحد الوجوه، والوجه الأخر عنده: أنه جعل يبصرون هو المفعول الثاني، وفي ظلمات ظرف متعلق بالفعل ترك، أو يبصرون، وجوز أن يكون شبه الجملة في محل نصب حال من الضمير في يبصرون، أو من المفعول به الأول {4}، وعليه لا ندري أين الصواب.
ـــــــــــــــ
1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه للشيخ محمد طه الدرة مجلد 1 ج 1 ص 44.
2 ـ دروس في إعراب القرآن الكريم للدكتور عبده الراجحي ج3 ص 25.
3 ـ مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص 80، وإعراب القرآن للنحاس ج1 ص 193.
4 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص 21.
سافرت مكة.
سافرت: فعل وفاعل.
مكة: منصوب على تقدير حرف الجر المحذوف، وأصله: سافرت إلى مكة.
12 ـ قال الشاعر:
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
تمرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
الديار: منصوب على نزع الخافض، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وأصله تمرون بالديار، وجملة تمرون ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
ولم تعوجوا: الواو للحال، ولم حرف نفي وجزم وقلب، وتعوجوا فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجملة تعوجوا في محل نصب حال.
كلامكم: مبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة.
علىّ: جار ومجرور متعلقان بحرام.
إذن: حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
حرام: خبر مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله: تمرون الديار، حيث حذف حرف الجر، وأوصل الفعل اللازم إلى السم الذي كان مجرورا فنصبه، والأصل: تمرون بالديار.
112 ـ قال تعالى: {واشكروا لي ولا تكفرون}.
واشكروا: الواو حرف عطف، اشكروا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
لي: جار ومجرور متعلقان بـ " اشكروا "، وهذا هو الوجه الصحيح في إعراب الجار والمجرور سواء أكان الفعل متعديا أو لازما.
والفعل شكر ذكرنا أنه يتعدى بنفسه، فنقول: شكرتك على صنيعك، ويتعدى بحرف الجر كما هو في الآية السابقة، وفي رأيي المتواضع أن التعدي هنا لا يتجاوز المعنى، أما العمل في مواضع إعراب الجار والمجرور فلا. إذ لا ينبغي أن نقول: والجار والمجرور في محل نصب مفعول به، فإعرابه جارا ومجرورا وتعلقه في المعنى بعامله يكفي، والله أعلم.
ولا تكفرون: الواو عاطفة، ولا ناهية جازمة، تكفرون مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والنون للوقاية، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآي في محل نصب مفعول
به، والكسرة المرسومة تحت النون دليل عليها، إذ الأصل تكفرونني، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
ثانيا ـ الفعل المتعدي
تعريفه: كل فعل يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به أم أكثر، إذ إن فهمه لا يقف عند حدود الفاعل، بل لا بد له من مفعول به ليكمل معناه بلا وساطة.
نحو: أكل الجائع الطعام، وكسر المهمل الزجاج.
أنواعه: ـ
ينقسم الفعل المتعدي إلى ثلاثة أنواع: ـ
1 ـ فعل يتعدى إلى مفعول به واحد. وسنتحدث عنه مع المفعول به.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ فعل يتعدى إلى مفعولين، وهذا النوع من الفعال ينقسم بدوره إلى قسمين:
أ ـ ما يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
ب ـ ما يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر.
3 ـ فعل يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل.
الأفعال المتعدية لمفعولين
تنقسم الأفعال المتعدية لمفعولين إلى قسمين: ـ
1 ـ أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
2 ـ أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر.
أولا ـ الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
" ظن وأخواتها "
تنقسم ظن وأخواتها إلى ثلاثة أنواع: ـ
النوع الأول يشمل الأفعال التالية: رأى علم ـ وجد ـ درى ـ تعلم ـ ألفى. وهذه الأفعال تدل على اليقين.
النوع الثاني ويشمل الأفعال التالية: ظن ـ خال ـ حسب ـ زعم ـ عد ـ حجا ـ هب. وتسمى هذه الأفعال أفعال الرجحان. والنوعان معا يطلق عليهما أفعال القلوب.
النوع الثالث ويشمل الأفعال التالية: صير ـ جعل ـ وهب ـ تخذ ـ اتخذ ـ ترك ـ رد. وهذا النوع يعرف بأفعال التحويل.
فالأفعال التي سميت بأفعال اليقين أطلق عليها هذا الاسم لأنها تفيد تمام الاعتقاد واليقين، والتأكد بمعنى الجملة التي تدخل عليها.
ومن أمثلتها: رأيت الصدق خير وسيلة للنجاح في الحياة.
113 ـ ومنه قوله تعالى: {أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} 1.
وقوله تعالى: {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} 2.
وقوله تعالى: (ولكني أراكم قوما تجهلون} 3.
فالمفعولان في الآية الأولى هما: ضمير الغائب " الهاء "، و " حسنا ". وفي الآية
الثانية ضمير الغيبة " الهاء "، وجملة استغنى. وفي الآية الثالثة: ضمير المخاطب " الكاف "، وقوما.
وتأتي رأى بصرية بمعنى أبصر الشيء بعينه فتتعدى لمفعول واحد فقط.
نحو: رأيت عليا.
ـــــــــــــــ
1 ـ 8 فاطر. 2 ـ 7 العلق.
3 ـ 29 هود.
114 ـ ومنه قوله تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا} 1.
وقوله تعالى: {فلما رأى قميصه قد من دبر} 2.
فـ " رأى " في الآيتين السابقتين تعنى المشاهد بالعين المجردة، لذلك تعدت إلى مفعول به واحد وهو: " كوكبا " في الآية الأولى، و " قميصه " في الآية الثانية.
وقد تتضمن رأى معنى الظن " ظن ".
115 ـ نحو قوله تعالى: {إنهم يرونه بعيدا} 3.
وتأتي رأى بمعنى الرأي والتفكير، فتنصب مفعولا به واحدا.
نحو: رأى المُشرِّع حل الشيء وحرمته.
ومثال علم: علمت محمدا أخاك.
116 ـ ومنه قوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} 4.
وقوله تعالى: {فعلموا أن الحق لله} 5.
وقوله تعالى: {ولتعلم أن وعد الله حق} 6.
وتأتي علم بمعنى عرف فتنصب مفعولا واحدا فقط.
117 ـ نحو قوله تعالى {قد علم كل أناس مشربهم} 7.
وقوله تعالى: {كل قد علم صلاته وتسبيحه} 8.
فـ " مشرب، و " صلاة " كل منهما وقع مفعولا به لعلم في الآيتين.
ومثال وجد: وجدت العلم نافعا.
ومنه قوله تعالى: {ووجدك ضالا فهدى} 9.
ـــــــــــــــ
1 ـ 76 الأنعام. 2 ـ 28 يوسف.
3 ـ 6 المعارج. 4 ـ 10 الممتحنة.
5 ـ 75. 6 ـ 13.
7 ـ 60 البقرة. 8 ـ 41 النور.
9 ـ 6 الضحى.
وقوله تعالى: {ووجدك عائلا فأغنى} 1.
وقوله تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} 2.
فـ " وجد " في الآيات السابقة بمعنى علم لذا نصبت مفعولين وهما: ضمير المخاطب " الكاف "، وضالا في الآية الأولى. وضمير المخاطب " الكاف "، وعائلا في الآية الثانية، وأكثرهم، والفاسقين في الآية الثالثة.
13 ـ ومثال درى قول الشاعر *:
دُريت الوفيَّ العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد
فـ " التاء " في دريت في محل رفع نائب فاعل لكون الفعل مبني للمجهول، وهي المفعول به الأول، والوفي مفعول به ثان.
ودرى الناصبة لمفعولين لا تكون إلا بمعنى علم، واعتقد.
نحو: درى الرجل المر سهلا.
فإن كانت بمعنى خدع، أو حك نصبت مفعولا به واحدا.
نحو: درى اللص الرجل.
ومثال تعلم ـ وهو فعل جامد ـ بمعنى علم واعتقد 14 ـ قول زياد بن سيار:
تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر
وقول الآخر *:
تعلم أن خير الناس طرا قتيل بين أحجار الكُلاب
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ " شفاء، و قهر " مفعولان لتعلم في شطر البيت الأول، و " أن " ومعموليها سدت مسد المفعولين في البيت الثاني.
ومثال ألفى الناصبة لمفعولين إذا كانت بمعنى علم، واعتقد، ووجد:
ألفيت عليا مسافرا. 118 ـ ومنه قوله تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب} 3.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 8 الشرح. 2 ـ 102 الأعراف.
3 ـ 25 يوسف.
وقوله تعالى {قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا} 1.
ويجوز أن يكون الفعل " ألفى " في الآيتين السابقتين ناصبا لمفعول به واحد، إذا اعتبرنا الظرف في الآية الأولى متعلقا بالفعل، وكذلك الجار والمجرور في الآية الثانية.
وقد ذكر صاحب البحر المحيط أن في تعدي " ألفى " إلى مفعولين خلاف، ومن منع جعل الثاني حالا، والأصح كونه مفعولا لمجيئه معرفة، وتأويله على زيادة اللف واللام خلاف الأصل {2}.
أما أفعال الرجحان فقد سميت بهذا الاسم لكونها ترجح اليقين على الشك وهي: ظن: نحو: ظننت الجو معتدلا.
119 ـ ومنه قوله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مبتورا} 3.
وقوله تعالى: {وما أظن الساعة قائمة} 4.
وقوله تعالى: {وإني لظنه كاذبا} 5.
وتأتي ظن بمعنى اتهم فتنصب مفعولا واحدا.
نحو: سرق لي كتاب فظننت محمدا، أي: اتهمته.
خال: نحو: خلت الكتاب جديدا.
فإذا جاءت بمعنى اشتبه تعدت لمفعول به واحد. نحو: خالت على أحمد الأمور.
وحسب: نحو: حسبت الأمر هينا.
120 ـ ومنه قوله تعالى: {لا تحسبوه شرا لكم} 6.
وقوله تعالى: {فلما رأته حسبته لجة} 7.
وقوله تعالى: {إذا رايتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} 8.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 170 البقرة. 2 ـ البحر المحيط ج1 ص477.
3 ـ 102 الإسراء. 4 ـ 36 الكهف. 5 ـ 37 غافر.
6 ـ 11 النور. 7 ـ 44 النمل. 8 ـ 19 الإنسان.
أما إذا جاءت بمعنى عدَّ فلا تتعدى إلا لمفعول به واحد، وتكون مفتوحة السين.
نحو: حسَبت الدراهم. بمعنى: عددتها.
زعم: تأتي بمعنى ظن. نحو: زعمت الدرس سهلا.
121 ـ ومنه قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا} 1.
ويلاحظ أن المصدر المؤول من أن ومعموليها قد سد مسد مفعولي زعم.
عد: بمعنى ظن، نحو: عددتك صديقا وفيا.
15 ـ ومنه قول النعمان بن بشير الأنصاري:
فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ولكنّما المولى شريكك في العُدْم
فالمولى، وشريك مفعولان للفعل تعدد.
فإن لم تكن بمعنى ظن نصبت مفعولا به واحدا. نحو: عددت النقود.
حجا: وتفيد رجحان وقوع الشيء. 16 ـ كقول تميم بن أبي مقبل:
قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات
فـ " أبا، و أخا " مفعولان لـ " أحجو " مضارع حجا.
هبْ: فعل أمر بمعنى ظن. نحو: هب محمدا أخاك.
فإن كانت بمعنى وهب، أو أعطى نصبت مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر.
نحو: هِب الفائز جائزة. وهي حينئذ بكسر الهاء.
وإن كانت بمعنى الخوف والهيبة، اقتصرت على مفعول به واحد.
نحو: هب المعلم. أي: اخش المعلم وهبه.
ــــــــــــ
1 ـ 7 التغابن.
نماذج من الإعراب
113 ـ قال تعالى: {أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسناً} 8 فاطر.
أ فمن: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والفاء حرف عطف، ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف دل عليه سياق الكلام، والتقدير كمن هداه الله، وأعرب البعض " من " اسم شرط، وجواب الشرط محذوف تقديره: ذهبت نفسك عليهم حسرة.
زين: فعل ماض مبني للمجهول، وجملة زين لا محل لها من الإعراب صلة من على الوجه الأول، وفي محل جزم فعل الشرط على الوجه الثاني.
له: جار ومجرور متعلقان بزين. سوء: نائب فاعل، وهو مضاف.
عمله: مضاف إليه، وعمل مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
فرآه: الفاء حرف عطف، ورأى فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول، وجملة رأى معطوفة على جملة زين. حسناً: مفعول به ثان لرأى، لأن رأى قلبية.
وجملة من زين معطوفة على ما قبلها.
114 ـ قال تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكباً} 76 الأنعام.
فلما جن: الفاء حرف عطف، ولما حينية أو رابطة، وجن فعل ماض مبني على الفتح، وجملة جن معطوفة على جملة قال إبراهيم لأبيه في الآية التي قبلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه: جار ومجرور متعلقان بجن. الليل: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة جن في محل جر بالإضافة للظرف لما على الوجه الأول، أو لا محل لها من الإعراب على الوجه الثاني.
رأى: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة رأى لا محل لها من الإعراب، جواب شرط غير جازم على الوجه الأول أيضاً.
كوكباً: مفعول به منصوب بالفتحة، ورأى بصرية.
115 ـ قال تعالى: {إنهم يرونه بعيداً} 6 المعارج.
إنهم: إن واسمها. يرونه: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
وجملة يرونه في محل رفع خبر إن. والرؤيا قلبية " علمية ".
بعيداً: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة إنهم يرونه لا محل لها من الإعراب تعليلية.
116 ـ قال تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} 10 الممتحنة.
فإن: الفاء حرف عطف، وإن شرطية جازمة لفعلين.
علمتموهن: فعل ماض، وتاء المتكلم في محل رفع فاعل، ونون النسوة في محل نصب مفعول به أول، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
مؤمنات: مفعول به ثان منصوب بالكسرة، لأنه جمع مؤنث سالم.
116 ـ قال تعالى: {قد علم كل أناس مشربهم} 60 البقرة.
قد علم: حرف تحقيق، علم فعل ماض.
كل أناس: كل فاعل مرفوع بالضمة، وأناس مضاف إليه مجرور بالكسرة.
مشربهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وعلم هنا بمعنى عرف تنصب مفعول به واحد، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
قال تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} 102 الأعراف.
وإن: الواو حرف عطف ن وإن مخففة من الثقيلة لا عمل لها على قلة، ويجوز أن تكون عاملة واسمها ضمير الشأن المحذوف.
وجدنا: فعل وفاعل. أكثرهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة
لفاسقين: اللام الفارقة، وفاسقين مفعول به ثان لوجدنا.
13 ـ قال الشاعر:
دُريت الوفي العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد
دريت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعل، وهو المفعول به الأول.
الوفي: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة دريت لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
العهد: يجوز جره على الإضافة، ونصبه على التشبيه بالمفعول به، ورفعه على الفاعلية، لأن قوله الوفي صفة مشبهة، والصفة المشبه يجوز في معمولها الأوجة الثلاثة التي سبق ذكرها.
يا عرو: يا حرف نداء، وعرو منادى مرخم يجوز بنائه على الضم وعلى الفتح، حذفت تاؤه، وأصله عروة.
فاغتبط: الفاء حرف عطف، واغتبط فعل أمر مبني على السكون، وفاعلة ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت. والجملة معطوفة على دريت لا محل لها من الإعراب.
فإن اغتباطا: الفاء للتعليل، وإن حرف مشبه بالفعل واغتباطا اسم إن منصوب.
بالوفاء: جار ومجرور متعلقان متعلقان باغتبط، أو بمحذوف في محل نصب صفة لاغتباطا.
حميد: خبر إن مرفوع.
الشاهد قوله: دريت الوفي العهد، فإن درى فعل دال على اليقين، وقد نصب الشاعر به مفعولين، أحدهما التاء التي وقعت نائبا للفاعل، والثاني قوله الوفي.
14 ـ قال الشاعر:
تعلمْ شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر
تعلّمْ: فعل أمر مبني على السكون بمعنى أعلم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
شفاء: مفعول به أول منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
النفس: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
قهر عدوها: قهر مفعول به ثان، وهو مضاف، وعدوها مضاف إليه مجرور، وعد مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
فبالغ: الفاء للتفريع، حرف مبني لا محل له من الإعراب، وبالغ فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
بلطف: جار ومجرور متعلقان ببالغ.
في التحيل: جار ومجرور متعلقان بلطف، أو بمحذوف صفة له.
والمكر: الواو حرف عطف، والمكر معطوف على التحيل مجرور مثله.
الشاهد قوله: تعلم شفاء النفس قهر عدوها، حيث ورد فيه تعلم بمعنى أعلم، وأعلم ينصب مفعولين كما ورد ذكره.
118 ـ قال تعالى: {وألفيا سيدها لدى الباب} 25 يوسف.
وألفيا: الواو حرف عطف، وألفيا فعل وفاعل.
سيدها: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لدى: ظرف مكان في محل نصب مفعول به ثان، ولدى مضاف.
الباب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والجملة معطوفة على ما قبلها.
119 ـ قال تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً} 102 الإسراء.
وإني: الواو حرف عطف، وإن واسمها.
لأظنك: اللام مزحلقة، وأظن فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنا، والكاف في محل نصب مفعول به أول، وجملة لا أظنك في محل رفع خبر إن.
يا فرعون: يا حرف نداء، فرعون منادى مبني على الضم.
مثبوراً: مفعول به ثان لأظن، وجملة إن وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
120 ـ قال تعالى: {لا تحسبوه شراً لكم} 11 النور.
لا تحسبوه: لا ناهية، وتحسبوه فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به أول. شراً: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
لكم: جار ومجرور متعلقان بشر.
121 ـ قال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا} 7 التغابن.
زعم: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول في محل رفع فاعل.
كفروا: فعل وفاعل، وجملة كفروا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: أنهم.
لن: حرف نرف نفي ونصب واستقبال.
يبعثوا: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب خبر أن، وجملة أن واسمها وخبرها في محل سدت مسد مفعولي زعم.
15 ـ قال الشاعر:
فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ولكنّما المولى شريكك في العُدْم
فلا تعدد: الفاء حرف عطف، ولا ناهية، وتعدد فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
المولى: مفعول به أول منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
وجملة تعدد معطوفة على ما قبلها.
شريكك: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به ثان.
في الغنى: جار ومجرور متعلقان بشريك.
ولكنما: الواو حرف استئناف، ولكن حرف استدراك لا عمل له، وما كافة.
المولى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة.
شريكك: خبر مرفوع بالضمة، وشريك مضاف والكاف في محل جر بالإضافة.
في العدم: جار ومجرور متعلقان بشريك. وجملة لكنما وما بعدها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد قوله: فلا تعدد المولى شريكك، حيث جعل عد بمعنى ظن ونصب بمضارعه مفعولين هما المولى وشريك.
16 ـ قال الشاعر:
قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات
قد كنت: قد حرف تحقيق، وكنت كان واسمها في محل رفع.
أحجو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، جملة أحجو في محل نصب خبر كان.
أبا عمرو: أبا مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف وعمرو مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة تحت الراء، والواو في عمرو زائدة خطا لا نطقا فانتبه.
أخا ثقة: أخا مفعول به ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وأخا مضاف، وثقة مضاف إليه مجرور، في رواية " أخاً " بالتنوين تكون أخاً منصوبة بالفتحة الظاهرة لأنها معربة بالحركات الظاهرة لتجردها من الإضافة، وتكون " ثقة " صفة لها منصوبة بالفتحة الظاهرة فتدبر.
حتى ألمت: حتى حرف جر وغاية، وألمت فعل ماض، والتاء للتأنيث.
بنا: جار ومجرور متعلقان بألمت.
يوما: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بألم.
ملمات: فاعل ألمت مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله: أحجو أبا عمرو أخا، حيث استعمل الفعل المضارع " أحجو " من حجا بمعنى الظن، ونصب به مفعولين هما: أبا وأخا.
ولم يذكر أحد من النحاة أن " حجا يحجو " يتعدى إلى مفعولين غير ابن مالك. (1)
ـــــــــــــ
1 ـ انظر حاشية الأشموني على شرح الصبان لللألفية، ومعه شرح شواهد العيني ج2 ص23
وانظر أوضح المسالك لابن هشام ج 1 ص 298.
أفعال التحويل
صير: نحو: صير الحائك القماش ثوبا.
جعل: نحو: جعل النجار الخشب بابا.
122 ـ ومنه قوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرض فراشا} 1.
وقوله تعالى: {وجعل الليل سكنا} 2.
وقوله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء} 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كانت بمعنى أحدث، وأنشأ نصبت مفعولا واحدا.
123 ـ نحو قوله تعالى {وجعل الظلمات والنور} 4.
وإن كانت بمعنى خلق نصبت مفعولا واحدا أيضا.
نحو قوله تعالى: {وجعل منها زوجها} 5.
124وقوله تعالى: {وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} 6.
وكذلك إذا كانت بمعنى وضع فلا تنصب إلا مفعولا واحدا.
125 ـ نحو قوله تعالى: {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق} 7.
أي: يضعون أصابعهم في آذانهم.
وهب: وهي بمعنى صير: نحو: وهبني الله فداك. والمعنى: صيرني فداك.
ويأتي وهب بمعنى منح، أو رزق، فيتعدى لمفعولين أحدهما بحرف الجر.
126 ـ نحو قوله تعالى: {ووهبنا له إسحق} 8.
وقوله تعالى: {وهب لي على الكبر إسماعيل} 9.
ووهب في هذا الموضع مثل " هدى " حين تتعدى للمفعول الثاني بحرف الجر،
فلا تكون ناصبة لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 البقرة. 2 ـ 96 الأنعام. 3 ـ 5 يونس.
4 ـ 1 الأنعام. 5 ـ 189 البقرة. 6 ـ 67 يونس.
7 ـ 19 البقرة. 8 ـ 27 العنكبوت. 9 ـ 29 إبراهيم.
127 ـ نحو قوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا} 1.
وقوله تعالى: {وهديناهم إلى صراط مستقيم} 2.
كما يتعدى هدى بنفسه إلى المفعولين.
128 ـ نحو قوله تعالى: {وقد هدانا سبلنا} 3.
وقوله تعالى: {وهديناه النجدين} 4.
تخذ: بمعنى جعل وصير. نحو: تخذتك صديقا.
اتخذ: بمعنى صير. نحو: اتخذت الكتاب صديقا.
129 ـ ومنه قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} 5.
وقوله تعالى: {أ فاتخذتموهم سِخريا} 6. وقوله تعالى: {اتخذوا دينهم لعبا} 7.
وتأتي اتخذ بمعنى صنع وعمل فتنصب مفعولا واحدا.
130 ـ نحو قوله تعالى: {أم اتخذوا آلهة من الأرض} 8.
والمعنى: صنعوا، أو صوروا، أو جعلوا آلهة أصناما من الأرض {9}.
ومنه قوله تعالى: {يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} 10.
ترك: بمعنى صير. 131 ـ نحو قوله تعالى: {فأصابه وابل فتركه صلدا} 11
132 ـ وقوله تعالى: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} 12.
المفعول الأول في الآية السابقة: بعضهم، والمفعول الثاني: الجملة الفعلية: يموج. وتأتي ترك بمعنى خلف وخلى فتنصب مفعولا واحدا.
نحو قوله تعالى: {وتركنا يوسف عند متاعنا} 13.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 43 الأعراف. 2 ـ 87 الأنعام. 3 ـ 12 إبراهيم.
4 ـ 10 البلد. 5 ـ 125 النساء. 6 ـ 110 المؤمنون.
7 ـ 70 الأنعام. 8 ـ 21 الأنبياء.
9 ـ البحر المحيط ج6 ص304. 10 ـ 27 الفرقان.
11 ـ 264 البقرة. 12 ـ 99 الكهف. 13 ـ 17 يوسف.
وقوله تعالى: {أو تركه يلهث} 1.
فـ " عند متاعنا " متعلق بالفعل، و " يلهث " في محل نصب حال.
ومنه قوله تعالى: {وتركهم في ظلمات لا يبصرون} 2.
فيجوز في " ترك " أن تكون بمعنى " خلاهم " فلا يتعدى إلا إلى مفعول به واحد، وهو الضمير المتصل بالفعل هاء الغيبة، فتكون في ظلمات ولا يبصرون
حالين من الضمير في تركهم {3}.
رد: بمعنى صير.
133 ـ نحو قوله تعالى: {لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا} 4.
وقوله تعالى: {يردونكم بعد إيمانكم كافرين} 5.
وقوله تعالى: {ثم رددناه أسفل سافلين} 6.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 176 الأعراف. 2 ـ 17 البقرة.
3 ـ أمالي ابن الحاجب ج1 ص143.
4 ـ 109 البقرة.
5 ـ 100 آل عمران.
6 ـ 5 التين.
نماذج من الإعراب
122 ـ قال تعالى: (الذي جعل لكم الأرض فراشا) 22 البقرة
الذي: اسم موصول في محل نصب صفة ثانية لربكم.
جعل: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال، لأنه كان في الأصل صفة لفراشا ثم تقدم عليها. الأرض: مفعول به أول لجعل.
فراشا: مفعول به ثان.
123 ـ قال تعالى: (وجعل الظلمات والنور) 1 الأنعام.
وجعل: الواو حرف عطف، وجعل فعل ماض بمعنى أحدث يتعدى لمفعول به واحد، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
الظلمات: مفعول به منصوب بالكسرة. وجملة جعل عطف على ما قبلها.
والنور: الواو حرف عطف، والنور عطف على الظلمات.
(يُتْبَعُ)
(/)
124 ـ قال تعالى: (هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه) 67 يونس.
هو الذي: هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، والذي اسم موصول في محل رفع خبر. جعل: فعل ماض بمعنى خلق ينصب مفعولا به واحدا، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وجملة جعل لا محل لها صلة الموصول.
لكم: جار ومجرور متعلقان بجعل.
الليل: مفعول به منصوب بالفتحة.
لتسكنوا: اللام حرف تعليل وجر، وتسكنوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام
التعليل، وعلامة نصبه حذف النون، وواو في محل رفع فاعل.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام، وشبه الجملة متعلقة بمحذوف في محل نصب مفعول لأجله، وإن اعتبرنا جعل بمعنى التصيير فشبه الجملة يكون في محل نصب مفعول به ثان.
فيه: جار ومجرور متعلقان متعلقان بتسكنوا.
125 ـ قال تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق) 19 البقرة.
يجعلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجعل هنا بمعنى وضع تنصب مفعولا به واحدا.
أصابعهم: مفعول به، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة يجعلون لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوق للإجابة عن سؤال مقدر.
في آذانهم: جار ومجرور، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من أصابعهم، أو في محل نصب مفعول به ثان إن كانت جعل هنا تنصب مفعولين.
من الصواعق: من حرف جر سببي، والصواعق اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بيجعلون.
126 ـ قال تعالى: (ووهبنا له إسحق) 27 العنكبوت.
ووهبنا: الواو حرف عطف، ووهبنا فعل وفاعل، وهو يتعدى لمفعولين أحدهما يتعدى له بحرف الجر.
له: جار ومجرور متعلقان بوهبنا.
أو هما في محل نصب مفعول به أول لوهب.
إسحق: مفعول به ثان. وجملة وهبنا معطوفة على ما قبلها.
127 ـ قال تعالى: (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا) 43 الأعراف.
وقالوا: الواو حرف عطف، وقالوا فعل وفاعل، والجملة عطف على ما قبلها.
الحمد لله: الحمد مبتدأ، ولله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
الذي: اسم موصول في محل صفة لله.
هدانا: فعل ماص، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، ونا المتكلمبن في محل نصب مفعول به، وجملة هدانا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
لهذا: جار ومجرور متعلقان بهدانا.
128 ـ قال تعالى: (وقد هدانا سبلنا) 12 إبراهيم.
وقد هدانا: وقد حرف تحقيق، وهدانا فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
سبلنا: سبل منصوب على حذف حرف الجر " بنزع الخافض "، وسبل مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. ويصح أن يكون سبلنا مفعول به ثان لهدى.
129 ـ قال تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا) 125 النساء.
واتخذ: الواو حرف اعتراض، واتخذ فعل ماض مبني على الفتح.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
إبراهيم: مفعول به أول منصوب بالفتحة.
خليلا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة اتخذ وما بعدها لا محل لها من الإعراب اعتراضية فائدتها التوكيد على تقريب إبراهيم وتمييزه بأن الله اتخذه خليلا.
130 ـ قال تعالى: (أم اتخذوا آلهة من الأرض) 21 الأنبياء
أم واتخذوا: هي المنقطعة العاطفة وتفيد الإنكار، واتخذوا: فعل وفاعل، واتخذ بمعنى صنع وعمل تنصب مفعولا واحدا.
آلهة: مفعول به منصوب بالفتحة.
من الأرض: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لآلهة.
131 ـ قال تعالى: (فأصابه وابل فتركه صلدا) 264 البقرة.
فأصابه: الفاء حرف عطف، عطفت أصابه على متعلق عليه، والتقدير: استقر عليه فأصابه. وأصاب فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم على فاعله. وابل: فاعل أصاب مؤخر.
فتركه: الفاء حرف عطف، وترك فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والضمير المتصل بتركه في محل نصب مفعول به أول.
صلدا: مفعول به ثان لترك. وجملة ترك معطوفة على ما قبلها.
132 ـ قال تعالى: (وتركنا يوسف عند متاعنا) 17 يوسف.
وتركنا: الواو حرف عطف، وتركنا فعل وفاعل، والجملة معطوفة على ذهبنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
يوسف: مفعول به منصوب بالفتحة.
عند متاعنا: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بترك، وعند مضاف ومتاعنا مضاف إليه، ومتاع مضاف، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه.
133 ـ قال تعالى: (لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا) 109 البقرة.
لو يردونكم: لو مصدرية، ويردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به أول، والمصدر المؤول من لو والفعل المضارع في محل نصب مفعول به " ود " في أول الآية.
من بعد إيمانكم: من بعد جار ومجرور متعلقان بيردون، وبعد مضاف، وإيمان مضاف إليه، وإيمان مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة.
كفارا: مفعول به ثان ليردونكم منصوب بالفتحة.
ثانيا ـ الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر
من الأفعال المتعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر الآتي:
كسا: نحو: كسوت البائس ثوبا.
134 ـ ومنه قوله تعالى: {فكسونا العظام لحما} 1.
وقوله تعالى: {ثم نكسوها لحما} 2.
قال أبو حيان: كسا: يكسو وفعله يتعدى إلى اثنين. تقول: كسوت زيدا ثوبا، وقد جاء متعديا إلى واحد {3}.
17 ـ كقول الشاعر:
وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر فـ " كسا " بمعنى غطى، فتعدى إلى واحد.
ألبس: نحو: ألبس الفنان ضفة النهر حللا سندسية.
سأل: نحو: سأل الفقير الغنى مالا.
135 ـ ومنه قوله تعالى: {يا قوم لا أسألكم عليه مالا} 4.
وقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا} 5.
وقوله تعالى: {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك} 6.
أعطى: نحو: أعطيت الفقير ريالا.
136 ـ ومنه قوله تعالى: {قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه} 7.
أطعم: نحو: أطعمت الجائع خبزا.
137 ـ ومنه قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا} 8.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 14 المؤمنون. 2 ـ 259 البقرة.
3 ـ البحر المحيط ج2 ص206. *
4 ـ 29 هود. 5 ـ 90 الأنعام.
6 ـ 153 النساء. 7 ـ 50 طه. 8 ـ 8 الإنسان.
وقوله تعالى: {من أوسط ما تطعمون أهليكم} 1.
فالمفعول الأول لتطعمون محذوف، وتقديره: تطعمونه {2}.
سقى: نحو: سقيت الظامئ ماء.
138 ـ ومنه قوله تعالى: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} 3.
علَّم: نحو: علمت الطالب درسا.
ومنه قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها} 4. وقوله تعالى: {علمه البيان} 5.
139 ـ وقوله تعالى: (علم الإنسان ما لم يعلم} 6.
فـ " الإنسان " مفعول به أول و " ما " الموصولة في محل نصب مفعول به ثان.
زود: نحو: زودت المسافر قوتا.
من جميع الأمثلة السابقة نلاحظ أن ما تعدت إليه الأفعال من مفاعيل لم يكن أصله المبتدأ والخبر، لأننا إذا فصلنا الفعل الناقص عن بقية الجملة، نجد أن الجملة لا تعطينا مدلول الابتداء، والإخبار، لأنها ناقصة المعنى، ويكمل معناها بإدخال الفعل عليها ليعمل في ركنيها النصب، ويكون المفعول الأول فاعلا في المعنى.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 89 المائدة.
2 ـ البحر المحيط ج4 ص10.
3 ـ 21 الإنسان. 4 ـ 31 البقرة.
5 ـ 2 الرحمن. 6 ـ 5 العلق.
نماذج من الإعراب
134 ـ قال تعالى: (فكسونا العظام لحما) 14 المؤمنون.
فكسونا: الفاء حرف عطف، وكسونا فعل وفاعل.
العظام مفعول به أول منصوب بالفتحة. لحما: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة كسونا معطوفة على ما قبلها.
17 ـ قال الشاعر:
وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر
وأركب: الواو حسب ما قبلها، وأركب فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
في الروع: جار ومجرور متعلقان بأركب.
خيفانة: مفعول به منصوب بالفتحة.
كسا: فعل ماض مبني على الفتح بمعنى غطى ينصب مفعول به واحد.
وجهها مفعول به منصوب بالفتحة لكسا، وهو مضاف وهاء الغائب في محل جر مضاف إليه.
سعف: فاعل مرفوع بالضمة: منتشر: صفة مرفوعة لسعف.
135 ـ قال تعالى: (ويا قوم لا أسألكم عليه مالا) 29 هود.
ويا قوم: الواو حرف عطف، ويا حرف نداء، وقوم منادى مضاف منصوب بالفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم المحذوفة، وقوم مضاف، والياء في محل جر مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أسألكم: لا نافية لا عمل لها، وأسألكم فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المفعول به.
أجرا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
136 ـ قال تعالى: (قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلْقه) 50 طه.
قال: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
ربنا: مبتدأ، ورب مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
الذي: اسم موصول في محل رفع خبر. والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. أعطى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. وجملة أعطى لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
كل شي: كل مفعول به منصوب، وكل مضاف، وشئ مضاف إليه مجرور.
خلقه: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. وقيل: خلقه " أول مفعولي أعطى، وقدم للاهتمام به، أي أعطى خليقته، وكل شئ ثانيهما.
وقرئ " خَلَقه " على أنه فعل، والمفعول الثاني لأعطى محذوف للعلم.
137 ـ قال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا) 8 الإنسان.
ويطعمون: الواو حرف عطف، ويطعمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والجملة معطوفة على يوفون ويخافون.
الطعام: مفعول به منصوب بالفتحة.
على حبه: على حرف جر يفيد المصاحبة، وحبه اسم مجرور، وحب مصدر مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه من إضافة المصدر إلى
مفعوله، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الطعام، والتقدير محبين له، فالضمير في حبه على الطعام، أي مع اشتهائه.
مسكينا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
138 ـ قال تعالى: (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) 21 الإنسان.
وسقاهم: الواو حرف عطف، وسقاهم فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول. ربهم: فاعل، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. وجملة سقاهم معطوف على جملة حلّوا.
شرابا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
طهورا: صفة لشراب منصوبة بالفتحة.
139 ـ قال تعالى: (وعلّم آدم الأسماء كلها) 31 البقرة.
وعلم: الواو حرف عطف، وعلم فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، وجملة علم معطوفة على جملة محذوفة تقديرها: فجعل في الأرض خليفة وسماه آدم. آدم: مفعول به أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
الأسماء: مفعول به ثان منصوب. كلها: توكيد معنوي منصوب بالفتحة أ وكل مضاف، والضمير المتصل قي محل جر مضاف إليه.
ثالثا ـ الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل
من الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل الآتي: ـ
أرى ـ أعلم ـ حدَّث ـ نبَّأ ـ أنبأ ـ خبَّر ـ أخبر.
تنقسم الأفعال السابقة إلى قسمين:
1 ـ منها ما يتعدى لثلاثة مفاعيل بوساطة الهمزة التي تعرف بهمزة النقل، أو التعدية وهي
الفعلين: أرى، وأعلم.
نحو: أرى والدك زيدا خالدا أخاك.
ونحو: أعلمت عليا محمدا مسافرا.
فالمفعول الأول من هذه المفاعيل في المثالين السابقين كان في الأصل فاعلا، وذلك قبل أن يتعدى الفعل بالهمزة، وأصل الكلام:
رأى زيد خالدا أخاك. وعلم عليّ محمدا مسافرا.
وقد يكون من " أرى " الناصبة لثلاثة مفاعيل.
140 ـ قوله تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} 1.
فالفعل " يرى " مضارع " أرى "، ومفعوله الأول الضمير المتصل به، وأعمالهم مفعوله الثاني، وحسرات مفعوله الثالث كما ذكر الزمخشري {2}. وقيل حسرات حال {3}.
141 ـ وقوله تعالى: {فأروني ماذا خلق الذين من دونه} 4.
فالضمير في " أروني " مفعول به أول، وجملة: ماذا ... إلخ سدت مسد المفعولين الآخرين. ومثله قوله تعالى: {أروني ماذا خلقوا من الأرض} 5.
فجملة الاستفهام سدت مسد المفعولين الآخرين، والضمير في " أروني " المفعول الأول {6}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 167 البقرة. 2 ـ الكشاف للزمخشري ج1 ص212.
3 ـ البحر المحيط ج1 ص475، وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص41.
4 ـ 11 لقمان. 5 ـ 4 الأحقاف. 6 ـ إعراب القران المنسوب للزجاج ص469.
أما الأفعال الخمسة الأخرى فتتعدى إلى ثلاثة مفاعيل بلا وساطة، وهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدَّث: نحو: حدت إبراهيم محمدا موجودا.
نبَّأ: 18 ـ كقول كعب بن زهير:
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
نبئت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل، وهي المفعول الأول في الأصل، وأن واسمها وخبرها سدت مسد المفعولين الآخرين.
قال أبو حيان الأصل في: نبَّأ، وأنبأ أمن يتعديا إلى واحد بنفسيهما، وإلى اثنين بحرف الجر، ويجوز حذفه، فتقول: نبَّأت به، ونبَّأنيه، فإذا ضمنت معنى " أعلم " تعدت إلى ثلاثة مفاعيل {1}.
19 ـ كقول النابغة الذبياني:
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها يهدي إلي غرائب الأشعار
نبئت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعله وهي المفعول الأول في الأصل، وزرعة المفعول الثاني، والجملة الفعلية: يهدي ... إلخ في محل نصب المفعول به الثالث.
ويجوز أن يكون منه قوله تعالى: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} 2.
فـ " عبادي " مفعول به أول، وأن مع معموليها سدت مسد المفعولين الآخرين، إذا اعتبرنا نبئ متعديا لثلاثة مفاعيل، فإن لم يتعد لثلاثة سدت أن مع معموليها مسد المفعول به الثاني.
أنبا: نحو: أنبأت محمدا عليا قادما.
ومنه قول الأعشى:
وأُنبِئتُ قيسا ولم أبلُهُ كما زعموا خيرا أهل اليمن
فـ " أنبئت " فعل ماض مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل، وهي المفعول الأول
ـــــــــــــــ
1 ـ البحر المحيط ج7 ص290.
2 ـ 49 الحجر.
في الأصل، قيسا مفعول به ثان، وخيرا مفعول به ثالث.
ويجوز أن يكون منه قوله تعالى: (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين} 1.
قال أبو حيان: الجملة الاستفهامية في موضع نصب لأنبئكم، لأنه معلق، لمجيئه بمعنى أعلمكم، فإن قدرتها متعدية لاثنين كانت سادة مسد المفعول الثاني، وإن قدرتها متعدية لثلاثة كانت سادة مسد المفعول الثاني والثالث {2}.
والضمير المتصل بالفعل في محل نصب المفعول الأول.
خبَّر: نحو: خبرت الطلاب أن الامتحان غدا.
أخبر: نحو: أخبرت والدي عليا قادما.
فوائد وتنبيهات
أولا ـ يمكن تعدية الفعل إذا كان لازما بواحدة مما يأتي:
1 ـ الهمزة، نحو: جلس الطالب. نقول: أجلست الطالب.
فأصبح الفاعل مفعولا لتعدي الفعل بوساطة همزة التعدية " النقل "، وفي هذه الحالة تعدى الفعل لمفعول به واحد لأنه لازم في الأصل.
وإذا كان الفعل متعديا في الأصل إلى مفعول به واحد تعدى بالهمزة إلى مفعولين، وإذا كان متعديا لمفعولين يتعدى بالهمزة إلى ثلاثة مفاعيل.
مثل: علم وأعلم، ورأى وأرى.
2 ـ تضعيف عين الفعل نحو: عظم القائد. نقول بعد التضعيف: عظمت القائد. فعندما ضعفنا عينه تعدى إلى المفعول الذي كان في الأصل فاعلا.
3 ـ يتعدى الفعل إذا كان لازما بنقله من زنة " فعل " إلى " فاعل ".
نحو: مشى صاحب الخلق الحسن. نقول: ماشيت صاحب الخلق الحسن.
ومن زنة " فعل " إلى " استفعل ". نحو: خرج الماء من البئر.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 221 الشعراء. 2 ـ البحر المحيط ج7 ص48.
نقول: استخرجت الماء من البئر.
ثانيا ـ يمكننا نصب الاسم بعد الفعل اللازم، إذا كان مجرورا بحرف الجر، ثم حذفنا حرف الجر، فينصب على حذف حرف الجر، أو نزع الخافض كما يسميه النحاة. والفعل في هذه الحالة لا يكون متعديا.
142 ـ نحو فوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا} 1.
فـ " موسى " منصوب على نزع الخافض، والتقدير: من قومه.
ومنه قوله تعالى: {وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم} 2.
الطلاق: منصوب على نزع الخافض، لأن عزم تتعدى بـ " على "، أو تضمينها معنى " نوى " {3}.
ومنه قوله تعالى: {فتيمموا صعيدا طيبا} 4.
صعيدا: يجوز أن تكون مفعولا به، ويجوز فيها النصب على حذف حرف الجر الباء، والتقدير: بصعيد {5}.
20 ـ ومنه قول الشاعر:
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
والتقدير: تمرون بالديار، فنصبه على تقدير حرف الجر المحذوف.
غير أن هذا النوع من نصب الاسم بعد حذف حرف الجر سماعي لا ينقاس عليه.
ومن الأفعال التي ينتصب بعدها الاسم على نزع الخافض: اختار، واستغفر، وأمر، وكنى،
ودعا، وزوج، وصدق.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 155 الأعراف. 2 ـ 227 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ البحر المحيط ج2 ص183.
4 ـ 43 النساء.
5 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص101.
نماذج من الإعراب
140 ـ قال تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات} 167 البقرة.
كذلك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، والتقدير: إراءة مثل تلك الإراءة، واختار سيبويه النصب على الحال وهو صحيح.
يريهم: فعل مضارع، والرؤيا هنا تحتمل أن تكون بصرية فتتعدى لمفعولين، الأول ضمير المتصل في الفعل يريهم. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
أعمالهم: مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
ويحتمل أن تكون يريهم قلبية وهو الأرجح، فتتعدى لثلاثة مفاعيل، وعليه يكون مفعولها الثالث حسرات منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة.
141 ـ قال تعالى: {فأروني ماذا خلق الذين من دونه} 11 لقمان.
فأروني: الفاء هي الفصيحة، وأروني فعل أمر مبني على حذف النون، ينصب ثلاثة مفاعيل، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به أول.
ماذا: اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لخلق، ويجوز أن تكون ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر.
خلق: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: فاعل مرفوع بالضمة.
من دونه: جار ومجرور، ودون مضاف، والضمير في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة لا محل له من الإعراب صلة الذي.
وجملة خلق لا محل لها من الإعراب صلة ذا الموصولة على الوجه الثاني.
وجملة الاستفهام المعلقة " ماذا خلق " سدت مسد مفعولي أروني.
ويجوز أن تكون بمعنى أخبروني فتتعدى لمفعولين فقط، الأول الضمير المتكلم المتصل بها، والثاني الجملة الاستفهامية، والوجه الأول أحسن.
18 ـ قال الشاعر:
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
نبئت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل، وهي في الأصل المفعول الأول لنبأ، وجملة نبئت لا محل لها من الإعراب ابتدائية.
أن رسول: أن حرف مشبه بالفعل، ورسول اسمها منصوب، وهو مضاف.
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
أوعدني: أوعد فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة. وجملة أوعدني في محل نصب خبر أن.
وجملة أن ومعموليها سدت مسد المفعولين الثاني والثالث لنبأ.
والعفو: الواو للحال، أو عاطفة، والوجه الأول أحسن، والعفو مبتدأ مرفوع.
عند رسول الله: عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمأمول الآتي، وعند مضاف، ورسول مضاف إليه مجرور، وسول مضاف، والله مضاف إليه.
مأمول: خبر مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله: نبئت أن رسول الله أوعدني، حيث أعمل الفعل نبأ في ثلاثة مفاعيل هي: تاء الفاعل التي كانت في الأصل المفعول به الأول، وأن ومعموليها التي سدت مسد المفعولين الثاني والثالث.
19 ـ قال الشاعر:
وأنبأت قيساً ولم أبلُه كما زعموا خيراً أهل اليمن
وأنبئت: الواو حرف عطف، وأنبئت فعل ماض مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل وهو المفعول به الأول. والجملة معطوفة على ما قبلها.
قيسا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
ولم أبله: الواو للحال، ولم حرف نفي وجزم وقلب، وأبله فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة الواو، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
والجملة في محل نصب حال.
كما: الكاف حرف جر، وما إما موصولة في محل جر، وإما مصدرية.
زعموا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما على الوجه الأول، وعلى الوجه الثاني تكون ما وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحر الجر الكاف، والتقدير: كزعمهم.
خير اليمن: خير مفعول به ثالث لأنبئت، وخير مضاف، واليمن مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن لأجل الوقف.
الشاهد قوله: وأنبئت قيسا … خير، حيث نصب بالفعل أنبأ ثلاثة مفاعيل هي: تاء المتكلم الواقعة نائب فاعل، وقيسا ن وخير.
142 ـ قال تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً} 155 الأعراف.
واختار: الواو حرف استفهام، واختار فعل ماض مبني على الفتح.
(يُتْبَعُ)
(/)
موسى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لسرد قصة اللذين لم يعبدوا العجل.
قومه: منصوب على نزع الخافض، والتقدير: من قومه، فحذف الجار وأوصل الفعل. سبعين: مفعول به ثان، لأن الفعل اختار يتعدى إلى مفعولين، أحدها بنفسه والآخر بوساطة حرف الجر. رجلاً: تمييز منصوب بالفتحة.
20 ـ قال الشاعر:
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم علي إذن حرام
تمرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
الديار: منصوب على نزع الخافض، وأصله تمرون بالديار.
ولم تعوجوا: الواو للحال، ولم حرف نفي وجزم وقلب، وتعوجوا قعل مضارع مجزوم بل، وعلامة جزمه حذف النون، والواو قي محل رفع فاعل، والجملة في محل نصب حال.
كلامكم: مبتدأ مرفوع بالضمة، وكلام مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. علىّ: جار ومجرور متعلقان بحرام.
إذن: حرف جواب وجزاء لا محل له من الإعراب.
حرام: خبر مرفوع بالضمة.
الشاهد قوله: تمرون الديار، حيث حذف حرف الجر، وأوصل الفعل اللازم " تمرون " إلى الاسم الذي كان مجرورا فنصبه، وأصل الكلام: تمرون بالديار، ويسمى ذلك بـ " الحذف والإيصال "، وهو مقصور على السماع، إلا إذا كان المجرور مصدرا مؤولا من " أنَّ " المشبهة بالفعل مع اسمها وخبرها، أو من " أنْ " المصدرية مع فعلها المنصوب.
وللمزيد راجع شرح ابن عقيل ج1، ص 538.
التضمين
نوع من المجاز، لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا، والجمع بينهما مجاز خاص يعرف بالتضمين، وهو على وجه الخصوص: أن يتضمن فعل معنى فعل آخر، وبذلك قد ينتقل الفعل إلى أكثر من درجة، فإن كان لازما يصبح بالتضمين متعديا، وإن كان متعديا لمفعول به، فإنه يتعدى بالتضمين لأكثر.
والأفعال المتضمنة معنى بعض كثيرة، ومنها على سبيل المثال الآتي: ـ
أتمَّ: 143 ـ نحو قوله تعالى: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} 1.
تعدى " أتم " بحرف الجر " إلى " لتضمنه معنى " فأدوا ".
أحب: 144 ـ نحو قوله تعالى: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} 2.
فـ " حب " مفعول به لأحببت، لأنه تضمن معنى آثرت.
تخشى: 145 ـ نحو قوله تعالى: {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} 3.
الناس " مفعول به لتخشى، لتضمنه معنى تستحي، أي: وتستحي الناس والله أحق أن تستحييه.
سمع: 146 ـ نحو قوله تعالى: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} 4.
فضمن تسمع معنى تصغي، فتعدى لمفعوله باللام في قوله: لقولهم.
ومن الأفعال المتعدية لمفعولين عن طريق التضمين التالي:
وصَّى: نحو قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} 5.
قيل: ضمن " وصينا " معنى " ألزمنا " فتعدى لاثنين، الثاني: إحسانا، وقيل مصدر {6}. زوَّج: 147 ـ نحو قوله تعالى: {وزوجناهم بحور عين} 7.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 4 التوبة. 2 ـ 32 ص
3 ـ 37 الأحزاب. 4 ـ 4 المنافقون.
5 ـ 15 الأحقاف. 6 ـ البحر المحيط ج8 ص60.
7 ـ 54 الدخان.
زوج يتعدى بنفسه إلى المفعولين، وتعدى في الآية إلى المفعول الثاني بـ " الباء " لتضمنه معنى قرناهم {1}.
رابعا ـ تضمن بعض الأفعال معنى الظن
هناك قول يتضمن معنى الظن، ويشترط في هذا القول أن يكون الفعل مضارعا مسبوقا باستفهام، وأن يكون للمخاطب، وفي هذه الحالة يمكن لفعل القول أن يعمل عمل " ظن "، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
نحو: أتقول محمدا مسافرا، وأتقول أخاك ناجحا.
أما إذا اختل شرط من الشروط السابقة، وجب رفع المفعولين باعتبارهما مبتدأ وخبر، وهما في محل نصب مقول القول.
خامسا ـ هناك أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ غير التي ذكرنا، ومن هذه الأفعال:
آتي ـ آجر ـ بخس ـ بلّغ ـ بوأ ـ اتبع ـ جرم ـ جزى ـ حذّر ـ أحضر ـ أحل ـ أخسر ـ خوّف ـ أرهق ـ أدخل ـ زوّج ـ زاد ـ سلب ـ سمّى ـ سام ـ أصلى ـ أضل ـ أغشى ـ غشّى ـ قدّر ـ كتم ـ كلّف ـ لقّى ـ ملأ ـ منع ـ أنذر ـ أنسى ـ أنكح ـ ذرّ ـ أورث ـ أورد ـ وصّى ـ وعد ـ واعد ـ وفّى ـ ولّى ـ اختار ـ صدّق ـ وغيرها كثير {2}.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الجمل ج4 ص210.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص293 وما بعدها.
نماذج من الإعراب
143 ـ قال تعالى: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} 4 التوبة.
فأتموا: الفاء حرف عطف، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
إليهم: جار ومجرور متعلقان بأتموا.
عهدهم: عهد مفعول به منصوب، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
إلى مدتهم: جار ومجرور، ومدة مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل جر بدل من إليه.
144 ـ قال تعالى: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} 32 ص.
فقال: الفاء حرف عطف، وقال فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو. إني: إن واسمها في محل نصب.
أحببت: فعل وفاعل، وحب هنا متضمنة معنى آثر فيتعدى بعن، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن. وإن وما بعدها في محل نصب مقول القول.
وجملة قال وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
حب الخير: حب مفعول به للفعل أحببت، أو مفعول مطلق، وقيل مفعول من أجله، وحب مضاف، والخير مضاف إليه.
عن ذكر: جار ومجرور متعلقا بأحببت، وذكر مضاف.
ربي: مضاف إليه، ورب مضاف، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة.
وقد ذكر أحد المعربين القدامى أن " حب الخير " فيه أوجه كثيرة منها: 1 – أنه مفعول أحببت، لأنه بمعنى آثرت، و " عن " على هذا بمعنى " على "
2 ـ أن حب مصدر على حذف الزوائد، والناصب له أحببت.
3 ـ أنه مصدر تشتهي، أي: حباً مثل حب الخير.
4 ـ أنه ضمن معنى أنبأت، فلذلك تعدى بـ " عن ".
5 ـ أن حببت بمعنى لزمت.
6 ـ أن أحببت من أحب البعير إذا سقط وبرك من الإعياء، والمعنى قعدت عن ذكر ربي، فيكون حب الخير على هذا مفعولاً من أجله، وعن ذكر ربي متعلقان بأحببت، والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول، أي: عن أن أذكر ربي، أو إلى الفاعل، والتقدير: عن أن يذكرني ربي.
145 ـ قال تعالى: {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} 37 الأحزاب.
وتخشى: الواو للحال أو عاطفة، تخشى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. الناس: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة تخشى في محل نصب حال، أو معطوفة على ما قبلها.
والله: الواو حالية أو عاطفة، وكونها حالية أحسن، والله مبتدأ مرفوع بالضمة.
أحق: خبر مرفوع بالضمة، والجملة الاسمية في محل نصب حال.
أن تخشاه: أن حرف مصدري ونصب، وتخشى فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مؤول في محل رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة، ويجوز أن يكون المصدر المؤول منصوباً على نزع الخافض متعلق بأحق، وقال أبو البقاء يجوز أن يكون المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ، وأحق خبره مقدم عليه، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لفظ الجلالة.
146 ـ قال تعالى: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} 4 المنافقون.
وإن يقولوا: الواو حرف عطف، وإن حرف شرط جازم لفعلين، ويقولوا فعل
الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
تسمع: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. لقولهم: جار ومجرور متعلقان بتسمع، وتسمع متضمن معنى تصغي، وقول مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة إن يقولوا معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} 15 الأحقاف.
ووصينا: الواو حرف استئناف، ووصينا فعل وفاعل.
الإنسان: مفعول به منصوب بالفتحة، وجملة وصينا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان العبرة في اختلاف حال الإنسان مع أبويه.
بوالديه: جار ومجرور متعلقان بوصينا، ووالد مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إحساناً: مفعول به أول منصوب بالفتحة على تضمين وصينا معنى ألزمنا، ويجوز أن يكون إحساناً مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره يحسن، أي: وصيناه أن يحسن إليهما إحساناً، وقيل أن إحساناً منصوب على أنه مفعول من أجله، والتقدير: وصيناه بهما إحساناً منا إليهما.
147 ـ قال تعالى: {وزوجناهم بحور عين} 54 الدخان.
وزوجناهم: الواو حرف عطف، وزوجناهم فعل وفاعل ومفعول به، والجملة عطف على يلبسون.
بحور: جار ومجرور متعلقان بزوجناهم. عين: نعت مجرور لحور.
سادسا ـ المشبه بالمفعول به:
يجوز في معمول الصفة المشبهة إذا كان معرفة الرفع لأنه فاعل.
نحو: محمد حسنٌ وجهُهُ.
فإن قصد به المبالغة حولنا الإسناد عن الفاعل إلى الضمير المستتر في الصفة المشبهة، والعائد إلى ما قبلها، ونصبنا ما كان فاعلا تشبيها له بالمفعول به.
فنقول: محمد حسنٌ وجهَهُ، أو: حسنٌ الوجهَ.
فـ " فوجهَهُ، أو الوجهَ " مشبه بالمفعول به منصوب بالفتحة، ولا يصح أن نعتبرها مفعولا به، لأن الصفة المشبهة لازمة لا تتعدى لمعمولها، ولا يصح نصبه على التمييز، لأن الاسم معرفة بإضافته إلى الضمير، أو بـ " أل " التعريف، والتمييز لا يكون إلا نكرة.
سابعا ـ هناك علامتان يجب توفرهما في الفعل المتعدي إلى المفعول به، أوأكثر، هما:
1 ـ أن يصح اتصاله بضمير الغائب " الهاء ". نحو: كتبه، أرسله، كافأه.
إذ إن الفعل اللازم لا يصح اتصاله بذلك الضمير.
فلا نقول: ذهبته، وجلسته.
2 ـ أن يصاغ منه اسم مفعول تام على وزن " مفعول ".
نحو: كتب ـ مكتوب، أكل ـ مأكول، ضرب ـ مضروب.
ولا يصح أن يصاغ من الفعل اللازم، فلا نقول: مذهوب، ومجلوس.
ثامنا ـ يجوز في أفعال القلوب " ظن " وأخواتها حذف أحد مفعوليها، أو حذف المفعولين معا.
148 ـ فمثال الأول قوله تعالى: {اتخذوه وكانوا ظالمين} 1. أي اتخذوه إلها.
ـــــــــــــــ
1 ــ 148 الأعراف.
ومنه قول عنترة:
ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
فحذف أحد المفعولين، والتقدير: فلا تظني غيره حاصلا.
غير أن حذف أحد المفعولين عند أكثر النحويين ممتنع، لأنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول، لأن الشك والعلم وقعا في المفعول الثاني، وهما معا كالاسم الواحد، ومضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة، فلو حذفت أحدهما كأن حذفت بعض أجزاء الكلمة الواحدة إلا أن الحذف وارد مع القرينة.
ومثال الثاني: 149 ـ قوله تعالى: {أين شركائي الذين كنتم تزعمون} 1.
فالمفعولان محذوفان: أحدهما عائد للموصول، أي: تزعمونهم شركاء.
وقدرهما ابن هشام في المغنى بقوله: تزعمون أنهم شركاء. أي من " أن " ومعموليها، لأن زعم في الغالب لا يقع على المفعولين صريحا، بل على أن
وصلتها. 150 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن هم لا يظنون} 2.
فحذف المفعولين، وحذفهما جائز، والتقدير: يظنون ما هو نافع لهم.
تاسعا ـ إذا كان المفعول به تابعا لجواب " أما " وجب تقديمه على عامل الفعل ـ " لا " الناهية ـ إذا انعدم الفاصل بين " ما " والجواب.
151 ـ نحو قوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} 3.
وقوله تعالى: {وأما السائل فلا تنهر} 4.
فـ " اليتيم، والسائل " كل منهما منصوب بالفعل بعده، والفاء غير فاصلة بين الفعل ومعموله، ولا مانعة {5}.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 62 القصص. 2 ـ 178 البقرة.
3 ـ 9 الضحى. 4 ـ 10 الضحى.
5 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص155.
نماذج من الإعراب
148 ـ قال تعالى: {اتخذوه وكانوا ظالمين} 148 الأعراف.
اتخذوه: اتخذ فعل ماض، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والهاء في محل نصب مفعول به أول، والمفعول به الثاني محذوف تقديره: إلهاً.
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون جواباً عن سؤال نشأ من سياق الكلام، أي: فكيف اتخذوه؟.
وكانوا: الواو حرف عطف، وكان واسمها في محل رفع.
ظالمين: خبرها منصوب بالياء، والجملة معطوفة على ما قبلها.
149 ـ قال تعالى: {أين شركائي اللذين كنتم تزعمون} 62 القصص.
أين: اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
شركائي: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة، وجملة شركائي في محل نصب مقول قولٍ سابق. اللذين: اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي.
كنتم: كان واسمها في محل رفع.
تزعمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، ومفعولا تزعمون محذوفان تقديرهما: تزعمونهم شركائي.
والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان.
وجملة كنتم تزعمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
150 ـ قال تعالى: {وإن هم إلا يظنون} 78 البقرة.
وإن: الواو للحال، وإن نافية لا عمل لها. هم: ضمير في محل رفع مبتدأ.
إلا: أداة حصر لا عمل لها لتقدم النفي.
يظنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " هم ".
ومفعولا ظن محذوفان، وحذفهما جائز، والتقدير: يظنون ما هو نافع لهم.
وجملة إن وما بعدها في محل نصب حال.
151 ـ قال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} 10 الضحى.
فأما: الفاء هي الفصيحة، وأما حرف شرط وتفصيل.
اليتيم: مفعول به مقدم لتقهر. فلا: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية.
تقهر: فعل مضارع مجزوم بلا، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
حالات عمل أفعال القلوب
لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال: ـ
أولا ـ الإعمال: ـ
بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر، وتعمل فيهما النصب، ويكونان مفعولين للفعل، وقد مثلنا له سابقا، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها، أما إذا توسطت فعملها جائز. نحو: زيدا ظننت مسافرا.
أو إذا تأخر الفعل. نحو: زيدا مسافرا ظننت.
ففي هاتين الحالتين: يجوز إعمال الفعل، ويجوز إهماله.
وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا.
ثانيا ـ الإلغاء:
وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها، أو تأخرت عنهما.
نحو: محمد ظننت حاضر، وعمرو حسبت متأخر.
ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب، وما دخل في بابهما من الأفعال، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها، وفي محلها أيضا.
فـ " محمد " مبتدأ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب، و " مسافر " خبر. وقس على ذلك.
ثالثا ـ التعليق:
وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي:
1 ـ لام الابتداء. نحو: علمت لخالد موجود.
فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول، ولكنه لم يعلق في المحل أو التقدير،
فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا.
152 ـ ومنه قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} 1. ومنه قوله تعالى: {والله يعلم إنك لرسوله} 2.
وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة، والصحيح جوازه، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر: بلا نسبة
حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
فعلق الفعل " نبئت " عن العمل لاتصال خبر إن باللام، ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ.
2 ـ لام جواب القسم. نحو: علمت ليحضرن أخوك.
والتقدير: علمت والله ليحضرن أخوك.
22 ـ ومنه قول لبيد:
ولقد علمت لتاتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها
فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله، ولوعمل فيهما لكان التقدير: علمت منيتي آتية.
منيتي: مفعول به أول. والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان.
3 ـ لا النافية. نحو: ظننت لا محمد قائم ولا أحمد
ونحو: علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس.
4 ـ ما النافية. 153 ـ نحو قوله تعالى: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} 3.
وقوله تعالى: {ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص} 4.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 102 البقرة. 2 ـ 1 المنافقون.
3 ـ 65 الأنبياء. 4 ـ 35 الشورى.
وقوله تعالى: {قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق} 1.
5 ـ إن النافية. نحو قوله تعالى: {وتظنون إن لبثتم إلا قليلا} 2.
6 ـ الاستفهام بالهمزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
154 ـ كقوله تعالى: {وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون} 3.
أو بأي. 155 ـ نحو قوله تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} 4.
وقوله تعالى: {ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى} 5.
7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى: (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن} 6.
8 ـ الاستفهام بأنَّى. 156 ـ نحو قوله تعالى: {ثم انظر أنى يأفكون} 7.
9 ـ الاستفهام بأيان. 157 ـ نحو قوله تعالى: {يسألون أيان يوم الدين} 8.
10 ـ الاستفهام بكيف. 158 ـ نحو قوله تعالى: {فستعلمون كيف نذير} 9.
وقوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} 10.
11 ـ الاستفهام بما. 159 ـ نحو قوله تعالى: {وما أدراك ما الحاقة} 11.
وقوله تعالى: {وما أدراك ما ليلة القدر} 12.
12 ـ الاستفهام بمن.
160 ـ نحو قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} 13.
13 ـ الاستفهام بهل.
161 ـ نحو قوله تعالى: {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} 14.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 79 هود. 2 ـ 52 الإسراء. 3 ـ 109 الأنبياء.
4 ـ 227 الشعراء. 5 ـ 71 طه. 6 ـ 6 الأنعام.
7 ـ 75 المائدة. 8 ـ 12 الذاريات. 9 ـ 17 الملك.
10 ـ 1 الفيل. 11 ـ 3 الحاقة. 12 ـ 2 القدر.
13 ـ 87 الزخرف. 14 ـ 15 الحج.
14 ـ الاستفهام بماذا. نحو قوله تعالى: {يسألونك ماذا أحل لهم} 1.
وقوله تعالى: (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا} 2.
وما أضيف إلى اسم الاستفهام. نحو: علمت غلام أيهم أبوك.
وقد علق فعل الظن بـ " لعل ".
162 ـ نحو قوله تعالى: {وإن أدري لعله فتنه لكم} 3.
وقوله تعالى: {وما يدريك لعل الساعة قريب} 4.
قال أبو حيان: ولم أعلم أحدا ذهب إلى أن " لعل " من أدوات التعليق، وإن كان ذلك ظاهر فيها {5}.
موقع الجملة المعلقة من الإعراب: ـ
ذكرنا أن التعليق يقع على لفظ المعمول دون محله، لذلك فإن موقع الجملة المعلقة مع التعليق في تأويل المصدر مفعولا به للفعل المعلق {6}.
فإن كان الفعل مما يتعدى لمفعولين، كانت الجملة المعلقة في موضع المفعول الأول والثاني، وإن كان مما يتعدى لثلاثة كانت الجملة المعلقة في موضع الثاني والثالث. نحو: أعلمتك هل محمد في المدرسة.
وقد تسد الجملة المعلقة مسد المفعول الثاني فقط.
نحو: علمت خالدا أبو من هو.
أو مسد المفعول الثالث. نحو: أعلمتك عليا أبو من هو.
ولما كان التعليق لا يمنع من العمل في محل اللفظ، جاز العطف بالنصب على المحل.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 4 المائدة. 2 ـ 4 المائدة.
3 ـ 111 الآنبياء. 4 ـ 17 الشورى.
5 ـ البحر المحيط ج6 ص345.
6 ـ شرح الكافية ج2 ص260.
23 ـ كقول كثير:
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ولا موجعات القلب حتى تولت
فقد عطف " موجعات " على موضع الجملة " ما البكا "، فنصب موجعات، وعلامة نصبها الكسرة لأنها جمع مؤنث سالم، كما يجوز في " موجعات " الرفع عطفا على لفظ " البكا ".
نماذج من الإعراب
152 ـ قال تعالى: (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) 102 البقرة.
ولقد: الواو حرف استئناف، واللام جواب قسم محذوف، وقد حرف تحقيق.
علموا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
وجملة ولقد علموا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان حالهم بعد تعلم السحر. لمن: اللام لام الابتداء وتفيد التوكيد، ومن اسم موصول في محل رفع
مبتدأ. اشتراه: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة من.
ما له: ما نافية لا عمل لها، أو حجازية، تعمل عمل ليس، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم على الوجه الأول، أو في محل نصب خبر ما على الوجه الثاني.
في الآخرة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
من خلاق: من حرف جر زائد، وخلاق مبتدأ مؤخر، أو اسم ما مرفوع محلا مجرور لفظا. وجملة ما وما بعدها في محل رفع خبر اسم الموصول.
وجملة لمن وما بعدها في حيز النصب سدت مسد مفعولي علموا المعلقة عن العمل.
21 ـ قال الشاعر:
حذار فقد نبئت أنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
(يُتْبَعُ)
(/)
حذار: اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى احذر، والبعض يبنيه على السكون، والأول أكثر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
فقد نبئت: الفاء حرف دال على التعليل، وقد حرف تحقيق، ونبئت فعل مبني للمجهول ونائب فاعل، وهو في الأصل مفعول به أول لنبئ.
إنك: إن حرف توكيد ونصب، والكاف في محل نصب اسمها.
للذي: اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد، والذي اسم موصول في محل رفع خبر إن
ستجزى: السين حرف استقبال، وتجزى فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
بما: الباء حرف جر، وما اسم موصول في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بتجزى. تسعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما.
فتسعد: الفاء حرف عطف، وتسعد فعل مضارع معطوف على تجزى مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
أو تشقى: أو حرف عطف، وتشقى عطف على تسعد.
الشاهد قوله: نبئت إنك للذي: حيث استخدم الشاعر الفعل نبأ، وهو من أفعال القلوب، وينصب ثلاثة مفاعيل، غير أن الفعل تعدى إلى مفعول واحد فقط، وهو نائب الفاعل المتصل بالفعل، وعلق الفعل عن العمل في المعولين الثاني والثالث باللام المزحلقة الواقعة في جبر إن، وتعليقه عن العمل فيهما يعنى إبطال عمل العامل في لفظهما مع كونه عاملا في محلهما، لذا نقول إن " إن " ومعموليها في محل نصب بنبئ، والدليل على تعليق عمل الفعل مجيء همزة " إن " مكسورة، ولو عمل الفعل لجاءت همزتها مفتوحة.
22 ـ قال الشاعر:
ولقد علمت لتأتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها (1)
ــــــــــــ
1 ـ ويروى صدر البيت في المعلقات السبع للزوزني، وشرح المعلقات العشر للشنقيطي:
" صادفن منها غِرّة فأصبنها ".
ولقد: الواو حرف عطف، واللام موطئة للقسم، وقد حرف تحقيق.
علمت: فعل وفاعل. لتأتين: اللام واقعة في جواب القسم، وتأتين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون حرف مبني لا محل له من الإعراب. منيتي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
إن المنايا: إن حرف توكيد ونصب، والمنايا اسمها منصوب الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
لا تطيش: لا نافية لا عمل لها، وتطيش فعل مضارع مرفوع بالضمة.
سهامها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والضمير في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.
الشاهد قوله: علمت لتأنين منيتي، حيث وقع الفعل الذي ينصب في الأصل مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر وهو " علمت " قبل لا جواب القسم، لذلك علق عن العمل في لفظ الجملة، ولولا هذه اللام لنصب الفعل المفعولين، وعليه كان يقول: ولقد علمت منيتي آتية. بنصب منية نصبا تقديريا على أنه المفعول الأول، ونصب آتية نصبا ظاهرا على أنه المفعول الثاني، ولكن وجود اللام منع النصب في اللفظ، وجعله موجودا في المحل، والليل على وجوده في المحل أنك
لو عطفت على محل جملة " لتأتين منيتي " لعطفت بالنصب.
153 ـ قال تعالى: (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) 65 الأنبياء.
لقد علمت: اللام جواب للقسم المحذوف، وقد حرف تحقيق، وعلمت فعل وفاعل. والجملة في محل نصب مقول قول محذوف في موضع الحال.
ما هؤلاء: ما حجازية نافي تعمل عمل ليس، وهؤلاء في محل رفع اسمها.
ينطقون: فعل مضارع وفاعله، والجملة في محل نصب خبر ما.
وجملة ما هؤلاء ينطقون في موضع المفعولين لعلمت.
قال تعالى: (وتظنون إن لبثتم إلا قليلا) 52 الإسراء.
وتظنون: الواو للحال، وتظنون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة في محل نصب حال.
إن لبثتم: إن نافية لا عمل لها ن ولبثتم فعل وفاعل.
إلا قليلاً: إلا أداة حصر لا عمل لها، وقليلاً ظرف زمان متعلق بلبثتم، وهو صفة لزمان محذوف، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، والتقدير: لبثاً قليلاً.
154 ـ قال تعالى: {وإن أدري أ قريب أم بعيد ما تعودون} 109 الأنبياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن أدري: الواو للحال، وإن نافية لا عمل لها، وأدري فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.
أ قريب: الهمزة للاستفهام، وقريب خبر مقدم مرفوع.
أم بعيد: أم حرف عطف، وبعيد عطف عليه مرفوع.
ما توعدون: ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر، وتوعدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وجملة توعدون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وأجاز العكبري أن يرتفع ما توعدون على أنه فاعل لقريب سد مسد خبره، وقريب مبتدأ، قال لاعتماده على الهمزة، أو فاعلاً لبعيد لأنه أقرب إليه، فتكون المسألة من باب التنازع.
وجملة أ قريب أم بعيد ما توعدون في محل نصب مفعول أدري المعلقة عن العمل. وجملة إن أدري وما بعدها في محل نصب حال.
155. قال تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} 227 الشعراء.
وسيعلم: الواو حرف استئناف، والسين للاستقبال، ويعلم فعل مضارع مرفوع بالضمة. الذين: اسم موصول في محل رفع فاعل.
وجملة سيعلم لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
ظلموا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أي منقلب: أي منصوبة على المفعولية المطلقة، لأنها تعرب حسب ما تضاف إليه، وقد علقت بعلم عن العمل، والعامل فيها ينقلبون وليس يعلم، لأن أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها، وأي مضاف، ومنقلب مضاف إليه.
ينقلبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
وقد ذكر النحاس أن الاستفهام معنى وما قبله معنى آخر، فلو عمل فيه لدخل بعض المعاني في بعض. (1)
156. قال تعالى: {ثم انظر أنى يؤفكون} 75 المائدة.
ثم: حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي.
انظر: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
أنى: اسم استفهام بمعنى كيف في محل نصب على الحال.
يؤفكون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
وجملة انظر معطوفة على جملة انظر الأولى لا محل لها من الإعراب، لأن الجملة المعطوف عليها مستأنفة، والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول
انظر، وقد علقت انظر عن العمل لفظاً فيما بعدها.
157 ـ قال تعالى: {يسألونك أيان يوم الدين} 12 الذاريات.
يسألونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل،
ــــــــــــــ
1 – إعراب القرآن للنحاس ج3 ص 196.
والكاف في محل نصب مفعول به أول.
أيان: اسم استفهام في محل نصب ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم.
يوم الدين: يوم مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والدين مضاف إليه، وجملة أيان في
محل نصب مفعول ثان ليسألون.
158 ـ قال تعالى: {فستعلمون كيف نذير} 17 الملك.
فستعلمون: الفاء هي الفصيحة، والسين حرف استقبال، وتعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم.
نذير: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة رسماً من الكلمة، والجملة المعلقة في محل نصب مفعول تعلمون.
159 ـ قال تعالى: {وما أدراك ما الحاقة} 3 الحاقة.
وما: الواو حرف عطف، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.
أدراك: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والكاف في محل نصب مفعول به، وجملة أدراك خبر ما.
ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. الحاقة: خبر مرفوع بالضمة.
والجملة في محل نصب مفعولي أدراك الثاني والثالث، لأن أدري ينصب ثلاثة مفاعيل ومعناه
أعلم، وقد علقت أدراك عن العمل بالاستفهام.
160 ـ قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} 87 الزخرف.
ولئن: الواو حرف عطف، واللام موطئة للقسم، وإن شرطية جازمة لفعلين.
سألتهم: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
من خلقهم: من اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وخلق فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والجملة في محل رفع خبر من، وجملة الاستفهام المعلقة في محل نصب مفعول به ثان لسألتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليقولن: اللام جواب القسم، وجواب الشرط محذوف على القاعدة، ويقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل، والنون نون التوكيد الثقيلة.
الله: فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف دل عليه موصول الاستفهام، والتقدير: خلقنا الله، والدليل على أن المرفوع فاعل فعله محذوف لا مبتدأ، أنه جاء عند عدم الحذف، كقوله تعالى الآنف الذكر: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم}.
على أن هذه الحجة قد تعارض بالمثل فيقال: والدليل على أنه مبتدأ أنه قد جاء كذلك كقوله تعالى: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ـ إلى قوله ـ قل الله ينجيكم منها}. وعليه قال ابن هشام: " يقول بعضهم في: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) أن اسم الله سبحانه وتعالى مبتدأ أو فاعل، والتقدير: أي الله خلقهم، أو خلقهم الله، والصواب الحمل على الثاني بدليل قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم}، " والمسألة خلافية ".
161 ـ قال تعالى: {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} 15 الحج.
فلينظر: الفاء حرف عطف، واللام لام الأمر، وينظر فعل أمر مجزوم باللام،
وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
هل: حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يذهبن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.
كيده: فاعل مرفوع بالضمة، والهاء في محل جر بالإضافة.
ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به.
يغيظ: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة يغيظ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة هل يذهبن في محل نصب بينظر، وجملة ينظر معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {يسألونك ماذا أحل لهم} 4 المائدة.
يسألونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة للإجابة عن سؤالهم: ماذا أحل لهم؟.
ماذا: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وجملة أحل في محل رفع خبر، أو ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر، وجملة أحل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أحل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
لهم: جار ومجرور متعلقان بأحل.
وجملة ماذا أحل في موضع المفعول الثاني ليسألونك، لأن القاعدة تقول: إن فعل السؤال يعلق عن العمل وإن لم يكن من أفعال القلوب، لأنه سبب العلم فكما يعلق العلم فكذلك يعلق سببه.
162 ـ قال تعالى: {وإن أدري لعله فتنة لكم} 111 الأنبياء.
وإن: الواو حرف عطف، وإن نافية لا عمل لها.
أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا. لعله: لعل حرف ترجي ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
فتنة: خبر لعل مرفوع بالضمة. لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لفتنة. وجملة لعله فتنة في محل نصب بأدري.
والكوفيون يجرون الترجي مجرى الاستفهام للتعليق عن العمل، وهو الشاهد في الآية وفي آيات أخرى كثيرة، كقوله تعالى: {وما يدريك لعل الساعة قريبة}، وقوله تعالى: {وما يديك لعله يزكى}. وجملة إن أدري معطوفة على ما قبلها.
23 ـ قال الشاعر:
ما كنت أدري قبل عزة ما البكى ولا موجعات القلب حتى تولتِ
وما كنت: الواو حسب ما قبلها، وما نافية لا عمل لها، وكنت كان واسمها.
أدري: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
والجملة في محل نصب خبر كان.
قبل عزة: قبل ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بأدري، وهو مضاف، وعزة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
ما البكى: ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، والبكى خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والجملة الاسمية في محل نصب بأدري سدت مسد مفعوليها.
ولا موجعات: الواو حرف عطف، ولا زائدة لتأكيد النفي، وموجعات معطوف على محل ما البكى منصوب مثله لأن محل البكى النصب.
وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة، لأنه جمع مؤنث سالم، وموجعات مضاف، والقلب مضاف إليه.
حتى تولت: حتى حرف جر وغاية، وتولت فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي يعود على عزة. وأن المحذوفة بعد حتى منسبكة مع الفعل بعدها في تأويل مصدر مجرور بحتى، وشبه الجملة متعلق بالنفي الذي دل عليه " ما " في قوله ما كنت أدري.
الشاهد قوله: ما كنت أدري ما البكى، ولا موجعات. حيث إن الفعل " ادري " ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وجملة ما البكى مكونة من المبتدأ والخبر، وكان على الفعل أن يعمل في لفظهما النصب، ولكن المبتدأ اسم استفهام، واسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله لأن رتبته التصدير، لهذا السبب امتنع عمل الفعل في لفظ المبتدأ والخبر، وعمل في محلهما النصب، وقد بينا ذلك في إعرابات سابقة فتدبرها. والدليل على أن الفعل عمل في محل المبتدأ والخبر النصب أنه لما عطف عليهما قوله " موجعات " جاء به منصوبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 05:41 م]ـ
الاشتغال
تعريفه: هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم، أو بما يلابس ضميره. نحو: محمدا أكرمته. وواجبك اكتبه.
163 ـ ومنه قوله تعالى: {وكل شيء فصلناه تفصيلا} 1.
وقوله تعالى: {والجبال أرساها} 2.
وقوله تعالى: {والقمر قدرناه منازلا} 3.
24 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
ومثال انشغال الفعل بما يلابس ضمير الاسم المتقدم قولنا: صديقك أحسن وفادتَه , وعدوك اقطع دابره.
وفي هذه الحالة نقدر فعلا ملائما للمعنى. نحو: أكرم صديقك أحسن وفادته.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الاسم المتقدم على الفعل في الأمثلة السابقة، لا نقطع فيه النصب بفعل محذوف يفسره ما بعده. إذ يجوز فيه الرفع على الابتداء، والجملة بعده في محل رفع خبر، إلا إذا توفرت فيه شروط معينة وجب فيه النصب.
فـ " محمدا " يجوز أن نعربه مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور، والتقدير: أكرمت محمدا أكرمته، واكتب واجبك اكتبه، وفصلنا كل شيء فصلناه، وأرسى الجبال أرساها، وقدرنا القمر قدرناه، ونملأ ماء البحر نملؤه.
ويجوز أن نعربه مبتدأ، والجملة بعده في محل رفع خبر.
ــــــــــــــــــ
* قسم من أقسام المفعول به المحذوف عامله.
1 ـ 12 الإسراء. 2 ـ 32 النازعات.
3 ـ 39 يس.
أولا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب النصب للاسم المشغول عنه: ــ
يجب نصب الاسم المشغول عنه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور إذا وقع بعد الأدوات التي تختص بالفعل. كأدوات الاستفهام ما عدا الهمزة، وأدوات الشرط، والتخصيص، والعرض.
مثال الاستفهام: هل الواجب عملته؟ وهل الخير فعلته؟
مثال الشرط: إن محمدا صادفته فسلم عليه.
وإن درسك أهملته عاقبتك.
والتحضيض نحو: هلاّ الحق قلته. هلاّ العمل أتقنته.
والعرض نحو: ألا صديقا تزره، ألا العاجز ساعدته.
ثانيا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب الرفع:
يجب رفع المشغول عنه إذا وقع مبتدأ، وذلك في ثلاثة مواضع:
1 ـ بعد إذا الفجائية. نحو: خرجت فإذا الشوارع تغمرها السيول.
الشوارع: مبتدأ، ولا يصح أن تكون مفعولا به لفعل محذوف، لأن إذا الفجائية لم يوليها العرب إلا مبتدأ أو خبر.
164 ـ نحو قوله تعالى: {فألقاها فإذا هي حية تسعى} 1.
وقوله تعالى: {فإذا لهم مكر في آياتنا} 2.
فـ " إذا " الفجائية لا يقع بعدها إلا الجملة الاسمية {3}.
فإن نصبنا بعدها الاسم بفعل محذوف امتنع ذلك، لأنها لا تختص بالدخول على الأفعال.
وعلى عكسها " إذا " التي للجزاء، فهي لا تختص إلا بالدخول على الأفعال، لأن
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 طه. 2 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص194.
3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص 66.
الجزاء لا يكون إلا بالفعل {1}.
165 ـ نحو قوله تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} 2.
وقوله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة} 3.
فإن جاء بعدها اسم رفعناه على تأويل فعل محذوف.
166 ـ نحو قوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت} 4.
وقوله تعالى: {وإذا الجنة أزلفت} 5. وقوله تعالى: {إذا الشمس كورت} 6.
والتقدير: فإذا سئلت الموءودة، وقس عليه.
2 ـ بعد واو الحال. نحو: وصلت والشمس مائلة للمغيب.
ونحو: صافحت محمدا وخالد يبتسم. وينام الناس والجندي تسهر عيناه.
3 ـ قبل ما له الصدارة كأدوات الاستفهام، أو الشرط، أو التحضيض، أو كم الخبرية، أو لام الابتداء، أو ما النافية، أو ما التعجبية، أو إن وأخواتها.
نحو: القلم هل أعدته لصاحبه، والكتاب هل قرأته.
ونحو: محمد إن يحضر فبلغه تحياتي، والدرس متى تحفظه تنجح.
ونحو: القصة هلاّ قرأتها، والمقالة هلاّ كتبتها.
ونحو: عليّ كم أحسنت إليه، وعبد الله كم جالسته.
ونحو: الكتاب لأنا اشتريته، والواجب لأنا حللته.
ونحو: الكذب ما قلته، والشر ما فعلته.
ونحو: الجو ما ألطفه، والسماء ما أجملها.
ونحو: يوسف إني أكرمه، وأخون لعلي أعرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلأسماء في الأمثلة السابقة، والواقعة قبل ما له الصدارة جاءت مبتدآت، والجمل بعدها في
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ الأزهية للهروي ص204. 2 ـ 15 القلم.
3 ـ 34 الأعراف. 4 ـ 8 التكوير.
5 ـ 13 التكوير. 6 ـ 1 التكوير.
محل رفع أخبار لها، ولا يصح نصب تلك الأسماء بأفعال محذوفة يدل عليها الأفعال المذكورة، لأن الأفعال الواقعة بعد الأدوات السابقة لا تعمل فيما قبل تلك الأدوات، وما لا يعمل لا يفسر عاملا.
ثالثا ـ المواضع التي يتعين فيها ترجيح النصب:
يرجح نصب المشغول عنه في ثلاثة مواضع هي:
1 ـ أن يقع بعد الاسم المشغول عنه فعل طلبي: أمر، أو نهي، أو دعاء.
نحو: الدرس احفظه، والصديق أكرمه.
ونحو: الواجب لا تهمله، والكتاب لا تمزقه.
ونحو: عليا هداه الله، وأحمد سامحه الله، واللهم أمري يسره.
2 ـ أن يقع الاسم بعد: حتى، وبل، ولكن الابتدائيات.
نحو: صافحت الحاضرين حتى محمدا صافحته.
ونحو: ما عاقبت عليا ولكن يوسف عاقبته.
ونحو: ما شربت الشاي بل اللبن شربته.
3 ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام. نحو: أ الكتاب قرأته، وأمحمدا كافأته.
167 ـ ومنه قوله تعالى: {أ هؤلاء من الله عليهم من بيننا} 1.
وقوله تعالى: {قالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه} 2.
4 ـ أن يقع الاسم جوابا لمستفهم عنه منصوب. نحو: عليا استقبلته.
في جواب من سأل: من استقبلت؟
ونحو: التمر أكلته. في جواب: ماذا أكلت؟
5 ـ أن يعطف الاسم المشغول عنه على جملة فعليه عمل فعلها النصب فيما بعده. نحو: شاهدت محمدا وعليا صافحته، عاقبت المهمل والمجتهد كافأته.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 53 الأنعام. 2 ـ 24 القمر.
168 ـ ومنه قوله تعالى: {ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك} 1.
فـ " رسلا " الثانية أجاز فيها النحاة النصب بفعل مضمر يفسره ما بعده.
وقوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم} 2.
وقوله تعالى: {يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما} 3.
فـ " الجان، والظالمين " كل منهما مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده، لعطفه على ما عمل فيه الفعل " خلقنا " وهو كلمة " الإنسان "، والفعل " يدخل "، ومعموله اسم الموصول " من "، وتقدير الأفعال المحذوفة في الآيات الثلاث السابقة هي: وقصصنا رسلا، وخلقنا الجان، ويعذب الظالمين.
ومنه قول ضبع الفزاري:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا
والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا
الشاهد قوله: والذئب أخشاه. فنصب الذئب باعتباره مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل أخشى، لأنه عطف على الجملة الفعلية في البيت الأول، والتي نصب فيها الفعل مفعولا به وهي: لا أحمل السلاح، ولا أملك رأس البعير.
والتقدير: وأخشى الذئب.
رابعا المواضع التي يتعين فيها ترجيح الرفع: ـ
يترجح رفع الاسم المشغول عنه في غير المواضع السابقة، أي إذا لم يكن ما يوجب نصبه، أو يرجحه، أو يوجب رفعه.
نحو: المجتهد كافأته، والمهمل عاقبته.
فقد رجح النحاة في الاسم الواقع قبل الفعل كما هو واضح في الأمثلة السابقة الرفع
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 164 النساء. 2 ـ 31 الإنسان.
على الابتداء، والجملة بعده في محل رفع خبر.
وقد أجاز بعضهم نصبه على الاشتغال. فنقول: المجتهدَ كافأته. بنصب المجتهد، ومحمدا أكرمته.
169 ـ ومنه قوله تعالى: {ذلك نتلوه عليك من الآيات} 1.
فـ " ذلك " جاز فيها أن تكون في موضع على الابتداء، وهو الأرجح، والنصب على الاشتغال، وهو المرجوح.
ومنه قوله تعالى: {أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما} 2.
جاز في " أولئك " الرفع لأنها مبتدأ، وخبره الجملة الفعلية، وجاز فيه النصب بإضمار فعل يفسره ما بعده فيكون من باب الاشتغال. إير أن الوجه الأول أرجح.
وقد عللوا رجحان الوجه الأول بقولهم: أن من يقل: زيد ضربته. أفصح وأكثر شيوعا من قولهم: زيدا ضربته. بالنصب، ولن معمول ما بعد حرف الاستقبال مختلف في جواز تقديمه في نحو: سأضرب زيدا، وإذا كان كذلك فلا يجوز الاشتغال، فالأجود الحمل على ما لا خلاف فيه {3}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه قوله تعالى: {وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به} 4.
فـ " ذلكم " يجوز فيها الرفع على الابتداء، وخبره جملة وصاكم، أو مفعول به منصوب على الاشتغال. والوجه الأول أحسن لما بينا آنفا من ترجيح الرفع على النصب في مثل هذه المواضع، فتدبر، والله أعلم.
خامسا ـ جواز الرفع والنصب:
يجوز في الاسم المشغول عنه الرفع والنصب إذا عطفنا على الجملة ذات الوجهين
والمقصود بالجملة ذات الوجهين: أنها الجملة التي صدرها اسم وعجزها فعل،
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 58 آل عمران. 2 ـ 162 النساء.
3 ـ البحر المحيط ج3 ص396 وما بعدها.
4 ـ 152 الأنعام.
فهي اسمية باعتبارها مبتدأ وخبر، وفعلية باعتبارها مختومة بفعل ومعموله {1}.
نحو: محمد مسافر وعليٌّ أو عليا أنزلته عندي.
ونحو: خالد أخفق وإبراهيمَ أو إبراهيمُ كافأته.
ومنه قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل} 2.
170 ـ وقوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان} 3.
فقد قرئ " القمر " بالرفع على الابتداء، وقرئ بالنصب على الاشتغال {4}.
وقال العكبري: إنه في رواية الرفع محمول على " آية "، أو على و الشمس {5}
أما " السماء " فقد قرأها الجمهور بالنصب على الاشتغال، وقرأ أبو السمال بالرفع مراعيا مشاكلة الجملة الابتدائية، أما الجمهور فقد راعوا مشاكلة الجملة التي تليه وهي " يسجدان " {6}.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يجوز النصب على الاشتغال لاسم الموصول المشبه بالشرط الذي دخلت في خبره الفاء. 171 ـ نحو قوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} 7.
وقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} 8
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم ص240.
2 ـ 38، 39 يس. 3 ـ 6، 7 الرحمن.
4 ـ البحر المحيط ج7 ص 325.
5 ـ العكبري ج2 ص 105.
6 ـ البحر المحيط ج8 ص 189، والعكبري ج2 ص 123.
7 ـ 16 النساء. 8 ـ 15 النساء.
ففي الآيتين السابقتين أجري الموصولان " اللذان، و اللاتي " مجرى الشرط بدخول الفاء في الفعل " فاستشهدوا "، و الفعل " فآذوهما " لذلك لا يجوز أن ينتصب كل من الموصولين السابقين بإضمار فعل يفسره ما بعده، ويكون ذلك من باب الاشتغال، لأن كلا من الفعلين المذكورين لا يصح أن يعمل في الاسم الموصول لجريانه مجرى فعل الشرط.
وقال العكبري: لا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها في مثل هذا الموضع يعني الموضع السابق ـ ولو عري من ضمير المفعول، لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها {1}.
وبناء على ما تقدم يعرب اسم الموصول في كل من الآيتين السابقتين مبتدأ، وخبره في الآية الأولى: الجملة الفعلية " فاستشهدوا ... إلخ " مع جواز دخول الفاء زائدة على الخبر على رأي الجمهور، لأن المبتدأ أشبه بالشرط في كونه موصولا عاما صلته فعل مستقبلي. ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره: فيما يتلى عليكم حكم اللاتي، فحذف الخبر، والمضاف إلى المبتدأ لدلالته عليهما، وأقيم المضاف إليه مقامه، ونظيره ما تمثل به سيبويه في قوله تعالى:
{الزانية والزاني فاجلدوا} 2.
172 ـ وقوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا} 3.
وما قيل في الآية الأولى يقال في الآية الثانية.
وقد أجاز البعض النصب على تقدير إضمار فعل يفسره الخبر، ويقبح أن يفسره ما في
الصلة {4}.
2 ـ ذكرنا فيما سبق في تعريف الاشتغال أن بتقدم اسم، ويتأخر عنه فعل، أو وصف صالح للعمل فيما قبله منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره، أو ملابسه. إلا أن بعض الأفعال لا يصلح
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 96. 2 ـ 2 النور.
3 ـ 38 المائدة. 4 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 193.
أن يكون ناصبا للاسم المتقدم عليه ولو لم يشغل عنه بضميره، وذلك كالأفعال الواقعة شرطا، أو جوابا، أو كانت جامدة مسبوقة بما التعجبية، وقد ذكرنا ذلك في موضعه، وكذلك الفعل الواقع صفة.
173 ـ نحو قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ " كل " وجب فيها الرفع على الابتداء، لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر عاملا {2}.
فالجملة الفعلية في محل رفع صفة لكل {3}. و " في الزبر " في محل رفع خبر.
3 ـ إن العامل المنشغل بضمير الاسم المتقدم عليه، إما أن يكون فعلا كما في جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب، وقد يكون شبيها بالفعل في عمله، كالأوصاف المشتقة من الفعل كاسم الفاعل، واسم المفعول إذا جاءا بمعنى الحال، أو الاستقبال، وألا يقعا صلة " لأل " لامتناع عمل الصلة فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر عاملا، وعليه امتنع تفسير الصفة المشبهة، فلا يجوز نحو: خالدا أنا الضاربه. ولا: وجه الأب محمد حسنه.
ومن الأمثلة على الأوصاف التي توفرت فيها شروط العمل قولنا: محمدا أنا ضاربه. وعليا أنت أكرمته.
4 ـ إذا وقع الفعل جوابا للقسم فلا يفسر عاملا، لذلك يجب رفع الاسم المتقدم.
نحو: المجتهد والله لأكافئنه، والمهمل والله لأعاقبنه.
174 ـ ومنه قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم} 4.
وقوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة} 5.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 52 القمر. 2 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص 80.
3 ـ شرح الكافية للرضي ج1 ص 178.
4 ـ 7 العنكبوت. 5 ـ 41 النحل.
فـ " المهمل، والمجد، والذين " في الآيتين السابقتين وجب في كل منها الرفع على الابتداء، وجملة جواب القسم في محل رفع خبر.
ذكر ذلك صاحب شرح الكافية فقال: " وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم، فيجب الرفع في مثل: زيد والله لأضربنه، لأن القسم له صدر الكلام لتأثيره في الكلام " {1}. ولكن البعض أجاز النصب بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور، وهو غير صحيح لأن جواب القسم لا يفسر ما قبله فانتبه.
5 ـ إذا فصلت " إلا " بين الفعل المتأخر عنها، العامل في ضمير الاسم المتقدم عليها، امتنع بصب الاسم على الاشتغال. نحو: ما كتاب إلا قرأته. وما عمل إلا أنجزته.
فـ " كتاب، وعمل " كل منهما واجب الرفع على الابتداء، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، ولا يصح نصبه على الاشتغال، لأن ما بعد " إلا " لا يعمل فيما قبلها، وعلة ذلك أن ما بعد " إلا " من حيث الحقيقة جملة مستأنفة، لكن صيرت الجملتان في صورة جملة قصرا للاختصار، فاقتصر على عمل ما قبل إلا فيما يليها فقط، ولم يجز عمله فيما بعده على الأصح {2}.
وما لا يعمل لا يفسر عاملا.
6 ـ يرجح رفع الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد " أما " الفصلية.
175 ـ نحو قوله تعالى: {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفينهم أجورهم} 3. وقوله تعالى: {فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا} 4.
فـ " الذين " في الآيتين يرجح فيهما الرفع على الابتداء، وجملة: فيوفينهم ... إلخ خبر في الآية الأولى، وجملة: فأعذبهم ... إلخ خبر في الآية الثانية.
وجوز البعض النصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور {5}.
ـــــــــــــــــــــــ
1، 2 ـ شرح الكافية ج1 ص 165. 3 ـ 57 آل عمران.
4 ـ 56 آل عمران. 5 ـ البحر المحيط ج2 ص 475.
7 ـ يشترط في الاسم المشتغل عنه أن يكون معرفة حتى يصح الابتداء به، كما
مر معنا في الأمثلة السابقة في باب الاشتغال. نحو: هل الكتاب قرأته؟
وهل عليا قابلته؟ فإن جاء الاسم نكرة محضة أول بمعرفة.
176 ـ نحو قوله تعالى: {وأخرى تحبونها} 1.
فـ " أخرى " صفة لموصوف محذوف، والتقدير: النعمة، أو المثوبة الأخرى.
وأما قوله تعالى {ورهبانية ابتدعوها} 2.
فلا يصح في " رهبانية " النصب على الاشتغال، لأنها نكرة لا تصلح للابتداء، والجملة بعدها صفة.
وجاز الاشتغال فى قوله تعالى: {ورسلا قد قصصناهم عليك} 3.
لأنه موضع تفضيل {4}.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 13 الصف. 2 ـ 27 الحديد.
3 ـ 164 النساء. 4 ـ البحر المحيط ج3 ص 398.
نماذج من الإعراب
163 ـ قال تعالى: {وكل شيء فصلناه تفصيلاً} 12 الإسراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل شيء: الواو حرف عطف، وكل مفعول به منصوب على الاشتغال لفعل محذوف يفسره ما بعده لانشغال الفعل الثاني في العمل في الضمير المتصل به العائد على المفعول به المقدم، وكل مضاف، وشيء مضاف إليه، ورجح نصبه لتقدم جملة فعلية عليه.
فصلناه: فعل وفاعل ومفعول به. تفصيلاً: مفعول مطلق منصوب بالفتحة.
24 ـ قال الشاعر:
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
ملأنا: فعل وفاعل. البر: مفعول به، وجملة ملأنا لا محل لها من الإعراب مستأنفة. حتى ضاق: حتى حرف جر وغاية بعدها " ان " مضمرة وجوبا، وضاق فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
عنا: جار ومجرور متعلقان بضاق. والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل ضاق في تأول مصدر مجرور بحتى، وشبه الجملة متعلق بملأنا، والبعض يرى أن حتى في هذا الموضع حرف ابتداء والجملة الفعلية بعده مستأنفة، والوجه الأول أقوى معنى. وماء البحر: الواو حرف عطف، وماء يجوز فيه الرفع والنصب، فالرفع على الابتداء، والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها من الإعراب
مثلها. والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، وتكون الجملة فعليه معطوفة على مثلها، والتقدير: ونملأ ماء البحر وماء مضاف، والبحر مضاف إليه.
نملؤه: نملأ فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية في محل رفع خبر لماء على رواية الرفع، ولا محل لها من الإعراب على رواية النصب، لأنها مفسرة. سفينا: تمييز منصوب بالفتحة.
164 ـ قال تعالى: {فألقاها فإذا هي حية تسعى} 20 طه.
فألقاها: الفاء واقعة في جواب الأمر، وألقى فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به.
فإذا: الفاء حرف عطف، وإذا فجائية لا عمل لها، ويجوز فيها الاسمية والحرفية على خلاف بين النحاة.
هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. حية: خبر مرفوع بالضمة.
تسعى: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
وجملة تسعى في محل رفع خبر ثان لهي، أو في محل نصب حال من حية.
وهذه المسألة فيها خلاف بين سيبويه والكسائي عرفت بالمسألة الزنبورية.
وجملة إذا معطوفة على ما قبلها.
165 ـ قال تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} 15 القلم.
إذا: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه.
تتلى: فعل ماض مبني للمجهول. عليه: جار ومجرور متعلقان بتتلى.
وجملة تتلى في محل جر بإضافة إذا إليها.
آياتنا ك نائب فاعل، وآيات مضاف، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة.
قال: فعل ماض ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة قال لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم.
أساطير: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي أساطير، وأساطير مضاف.
الأولين: مضاف إليه مجرور بالياء.
166 ـ قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت} 8 التكوير.
وإذا: الواو حرف عطف، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه، وجوابها " علمت نفس ".
الموءودة: نائب فاعل لفعل مقدر يفسره ما بعده، وإلى هذا جنح الزمخشري ومنع أن يرفع
بالابتداء، لأن إذا تتقاضى الفعل لما فيها من معنى الشرط، ولكن ما منعه الزمخشري من وقوع المبتدأ بعد إذا أجازه الكوفيون والأخفش من البصريين.
سئلت: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود على الموءودة.
وجملة إذا معطوفة على ما قبلها.
167 ـ قال تعالى: {أ هؤلاء منّ الله عليهم من بيننا} 53 الأنعام.
أ هؤلاء: الهمزة للاستفهام التقريري والتهكمي، وهؤلاء اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
منّ: فعل ماض. الله: لفظ الجلالة فاعل، والجملة في محل رفع خبر هؤلاء، وجملة أ هؤلاء وما بعدها في محل نصب مقول القول السابق.
عليهم: جار ومجرور متعلقان بمن.
من بيننا: جار ومجرور، ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجوز أن نعرب هؤلاء مفعول به في محل نصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر العامل في ضميره بوساطة حرف الجر " على "، ويكون المفسر من حيث المعنى لا من حيث اللفظ، والتقدير: أ فضل الله هؤلاء ومن عليهم، وتكون جملة من الله عليه لا محل لها من الإعراب لأنه مفسرة، وإنما صاغ هذا الوجه وفضله الكثيرون لأنه ولي همزة الاستفهام وهي أداة يغلب مجيء الفعل بعدها.
168 ـ قال تعالى: {ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك} 164النساء.
ورسلاً: الواو حرف عطف، ورسلاً مفعول به لفعل محذوف معطوف على أوحينا تقديره وآتينا. قد: حرف تحقيق.
قصصناهم: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل نصب صفة لرسلاً.
عليك: جار ومجرور متعلقان بقصصنا.
من قبل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال.
ورسلا: الواو حرف عطف، والجملة معطوفة على ما تقدم.
169 ـ قال تعالى: {ذلك نتلوه عليك من الآيات} 58 آل عمران.
ذلك: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.
نتلوه: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل رفع خبر.
عليك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال.
ويجوز أن يكون اسم الإشارة مبتدأ، وجملة نتلوه في محل نصب على الحال.
من الآيات: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر.
ويجوز في اسم الإشارة أن يكون في محل نصب على الاشتغال، والوجه الأول أرجح.
170 ـ قال تعالى: (والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها) 6 الرحمن.
والنجم: الواو حرف عطف، والنجم مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
والشجر: الواو حرف عطف، والشجر معطوف على القمر.
يسجدان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل، والجملة في محل رفع خبر النجم، وجملة النجم معطوفة على ما قبلها.
والسماء: مفعول به بفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: ورفع السماء.
والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.
رفعها: رفع فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والحملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها.
171 ـ قال تعالى: (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما) 16 النساء.
واللذان: الواو حرف عطف، واللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى. يأتيانها: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعل، وهاء الغائب العائد على الفاحشة في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
منكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
فآذوهما: الفاء رابطة، وآذوا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والهاء في محل نصب مفعول به، والجملة في محل رفع خبر اللذان.
172 ـ قال تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) 38 المائدة.
والسارق: الواو حرف استئناف، والسارق مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف، والتقدير: فيما فرض عليكم السارق والسارقة، أي: حكمهما. فحذف المضاف الذي هو " حكم "، وأقيم المضاف إليه مقامه وهو السارق والسارقة، وحذف الخبر وهو الجار والمجرور، لأن الفاء بعده تمنع من نصبه على الاشتغال كما هي القاعدة، إذ يترجح النصب قبل الطلب وهي أي: الفاء التي جاءت لشبهه بالشرط تمنع أن يكون ما بعدها الخبر، لأنها لا تدخل عليه أبدا، فلم يبق إلا الرفع.
ويرى الأخفش والمبرد وجماعة أن الخبر هو الجملة الأمرية " فاقطعوا "، وإنما دخلت الفاء في الخبر، لأنه يشبه الشرط، لأن الألف واللام في كلمة السارق والسارقة موصولة بمعنى الذي والتي، والصفة صلتها. وقد أجاز الزمخشري ذلك، وإن رجح ما ارتآه سيبويه.
وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب مستأنفة. والسارقة: الواو عاطفة، والسارقة معطوفة على السارق مرفوعة.
فاقطعوا: الفاء واقعة في جواب " أل " الموصولة، واقطعوا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل. أيديهما: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وأيدي مضاف، والضمير في محل جر بالإضافة.
173 ـ قال تعالى: (وكل شئ فعلوه في الزبر) 52 القمر.
وكل شئ: الواو حرف عطف، وكل مبتدأ، وكل مضاف وشئ مضاف عليه.
فعلوه: فعل ماض، وفاعل، ومفعول به، والجملة في محل رفع صفة لكل.
(يُتْبَعُ)
(/)
في الزبر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ.
وجملة كل وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
174 ـ قال تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) 7 العنكبوت.
والذين: الواو حرف عطف، والذين اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة الذين وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
وعملوا: الواو حرف عطف، وعملوا معطوفة على آمنوا.
الصالحات: مفعول به لعملوا.
لنكفرن: اللام موطئة للقسم، ونكفرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
وجملة نكفرن في محل رفع خبر الذين.
عنهم: جار ومجرور متعلقان بنكفرن. سيئاتهم: مفعول به منصوب بالكسرة.
175 ـ قال تعالى: (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) 57 آل عمران.
وأما: الواو حرف عطف، وأما حرف شرط وتفصيل غير جازم.
الذين: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
آمنوا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة الموصول.
وعملوا: الواو حرف عطف، وعملوا معطوف على آمنوا.
الصالحات مفعول به منصوب بالكسرة.
فيوفيهم: الفاء رابطة لجواب أما، ويوفيهم فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول. أجورهم: مفعول به ثان، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة فيوفيهم في محل رفع خبر الذين.
وجملة الذين وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
176 ـ قال تعالى: (وأخرى تحبونها) 13 الصف.
وأخرى: الواو حرف عطف، وأخرى مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وخبره المقدم محذوف، والتقدير: لكم نعمة أخرى، ويجوز في أخرى أن تكون منصوبة على إضمار فعل تقديره: ويمنحكم أخرى، وحملة تحبونها صفة لأخرى، أو يكون منصوبا بفعل مضمر يفسره الفعل تحبون، فيكون من باب الاشتغال، وحينئذ لا تكون جملة تحبونا صفة، لأنها مفسرة للعامل قبل أخرى.
تحبونها: فعل مضارع مرفوع بثبت النون، والواو في محل رفع فاعله، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به. والجملة إما في محل رفع خبر المبتدأ، أو صفة، أو مفسرة حسب ما ذكرنا سابقا، والله أعلم.
أدوات الشرط الجازمة
هو الربط بين حدثين يتوقف ثانيهما على الأول.
نحو: إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان.
177 ـ ومنه قوله تعالى: {إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم} 1.
178 ـ وقوله تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} 2.
تركيب جملة الشرط:
كما هو واضح من التعريف السابق أن جملة الشرط تتكون من جملتين صغيرتين، تسمى الأولى جملة فعل الشرط، وتسمى الثانية جملة جواب الشرط وجزائه. فالنجاح في المثال الأول مرتبط بالدراسة الجيدة، ومتوقف عليها، فإذا تمت الدراسة الجيدة حصل النجاح، وكذلك العكس، فإن لم تتم الدراسة الجيدة لم يحصل النجاح.
وأدوات الشرط هي العاملة في فعلي الشرط، وجوابه لفظا، ومحلا إذا كان الفعلين مضارعين، أو محلا فقط إذا كان الفعلين غير مضارعين. كما تربط بين معنى جملتي الشرط لتجعل منهما جملة واحدة تسمى تلك الجملة مع الأداة جملة الشرط، أو أسلوب الشرط.
ومما سبق يتضح أن جملة الشرط تتكون من أداة الشرط، وفعل الشرط، وجواب الشرط وجزائه.
أقسام أدوات الشرط ومعانيها:
1 ـ أدوات شرط جازمة.
2 ـ أدوات شرط غير جازمة، سنقوم بدراستها مع أساليب النحو (أسلوب الشرط).
ــــــــــــــــ
1 ـ 17 التغابن. 2 ـ 11 التغابن.
أدوات الشرط الجازمة لفعلين:
تنقسم أدوات الشرط الجازمة إلى: حروف الشرط، وأسماء الشرط.
أ ـ حرفا الشرط هما: إنْ، وإذما.
179 ـ نحو قوله تعالى: {إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} 1
وقوله تعالى: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم} 2.
وقوله تعالى: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} 3.
ونحو: إذما تجتهد تنل جائزة.
إذما: حرف شرط مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
تجتهد: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت، تنل: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ومنه قول: عباس بن مرداس:
إذْ ما أتيت على الرسول فقل له حقا عليك إذا اطمأن المجلس
وتفصيل القول في الحرفين السابقين كالتالي:
أولا ـ إنْ: حرف شرط جازم، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط.
نحو قوله تعالى: {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل} 4.
وقوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد} 5.
وقوله تعالى: {إن نشا ننزل عليهم من السماء آية} 6.
ـــــــــــ
1 ـ 31 النساء. 2 ـ 130 آل عمران.
3 ـ 38 الأنفال. 4 ـ 50 التوبة.
5 ـ 16 فاطر. 6 ـ 4 الشعراء.
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي:
1 ـ من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في " إن " الشرطية أن تجزم فعلين لفظا، أو محلا، يسمى الأول فعل الشرط، ويسمى الثاني جواب الشرط وجزاءه غير أنه قد يأتي بعدها اسم، وفي هذه الحالة نقدر بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعل المذكور. نحو: إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه.
إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محمد: فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير: إن تأخر محمد فعاقبه.
ومنه قوله تعالى: إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما ترك} 1.
وقوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك} 2.
2 ــ يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها، فتدغم فيها النون.
نحو: إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة.
إمَّا: أصلها: إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل لهما من الإعراب.
180 ـ ومنه قوله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} 3.
وقوله تعالى: {فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما} 4.
وقوله تعالى: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف} 5.
3 ـ قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية التي لا عمل لها، فتدغم " لا " في " النون ". نحو: إلا تحضر الامتحان ترسب.
ـــــــــــــــ
1 ـ 176 النساء. 2 ـ 6 التوبة.
3 ـ 200 الأعراف. 4 ـ 26 مريم.
5 ـ 23 الإسراء.
إلا: أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون، لا محل لهما من الإعراب.
181 ـ ومنه قوله تعالى: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} 1.
وقوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله} 2.
ثانيا ـ إذما: حرف شرط جازم، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين، وبمنزلة " إنما ".
نحو: إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك.
25 ـ ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما "، كما أجاز ذلك في " حيث "، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا، فإنه يمكن الاستشهاد عليه
بقوله تعالى: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف} 3.
فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم "، وجوابه " فأوا "، والله أعلم.
ب ـ أسماء الشرط:
أما أسماء الشرط فهي: من، ما، مهما، متى، أيان، أنى، أين، حيثما، كيفما، أي.
وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه.
ـــــــــــــ
1 ـ 39 التوبة. 2 ـ 40 التوبة. 1 ـ 16 الكهف.
1 ـ من: اسم شرط للعاقل، تربط بين فعل الشرط، وجوابه بذات واحدة عاقلة. نحو: من يحفظ القصيدة ينل درجة.
182 ـ ومنه قوله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} 1.
وقوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} 2.
وقوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ ما: اسم شرط لغير العاقل، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة. نحو: ما تفعل من شيء يعلمه الله.
183 ـ ومنه قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} 4.
وقوله تعالى: {وما تفعلوا من خير يوف إليكم} 5.
وقوله تعالى: {وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم} 6.
ومنه قوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} 7.
وقوله تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} 8.
3 ـ مهما: اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة، وإبهامه يجعله لغير العاقل. نحو: مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم.
183 ـ وقوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} 9.
ــــــــــــ
1 ـ 85 النساء. 2 ـ 7 الزلزلة.
3 ـ 65 البقرة. 4 ـ 106 البقرة.
5 ـ 272 البقرة. 6 ـ 60 الأنفال.
7 ـ 2 فاطر. 8 ـ 53 النحل.
9 ـ 132 الأعراف.
وفي " مهما " قول ذكره سيبويه قال: سألت الخليل عن " مهما " فقال: هي " ما " أدخلت معها " ما " ولكنهم استقبحوا تكرار لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى. وقال بعضهم أن " مهما " حرف واستدلوا على حرفيتها
بقول زهير بن أبي سلمى:
ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فقد أعرب البعض " خليقة " اسم لتكن، و " من " زائدة، فتعين خلو الفعل من الضمير، والصحيح أن " مهما: اسم، وتكن الناقصة اسمها ضمير مستتر فيها تقديره: هي، وقد جعل الضمير مؤنثا تبعا لمعنى " مهما " لأن لفظها مذكر، والمراد منها هنا الخليقة، فهي مفسرة
بمؤنث، فجاز تأنيث الضمير الراجع عليها بهذا الاعتبار.
(1) 26 ـ ومنه قول الطفيل الغنوي:
نبئت أن أبا شُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ
4 ـ متى: اسم شرط جازم يفيد الزمان، فهي تربط الجواب، والشرط بزمن واحد. نحو: متى تخلص في عملك تنل رضى الله.
27 ـ ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
28 ـ وقول الآخر:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
5 ـ أيان: اسم شرط للزمان المستقبل.
نحو: أيان تطع الله يساعدك. أيان تأتي تلق ما يسرك.
29 ـ ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا
ـــــــــــ
1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشرالطوال، معلقة زهير بن أبي سلمى ص92 محمد على الدرة.
ومنه قول الآخر: بلا نسبة.
إذا النجمة الأدماء كانت بقفزة فإيان ما تعدل به الريح تنزلِ
6 ـ أنّى: اسم شرط يفيد المكان، يربط الشرط والجواب بمكان واحد.
نحو: أنّى تدع الله تجده سميعا، ونحو: أنى تأته تأت رجلا كريما.
30 ـ قال الشاعر:
خليليَّ أنَّى تأتيانيَ تأتيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول
أنّى: اسم شرط جازم لفعلين، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تجده ".
تدع: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
الله: لفظ الجلالة مفعول به.
تجده: جواب الشرط مجزوم بالسكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول.
سميعا: مفعول به ثاني.
ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
فأصبحتَ أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر
7 ـ أين: اسم شرط للمكان.
نحو: أين تسقط الأمطار تخضر المراعي.
أين: اسم شرط جازم، مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية.
تسقط: فعل الشرط مجزوم بالسكون.
الأمطار: فاعل مرفوع بالضمة.
تخضر: جواب الشرط مجزوم بالسكون.
المراعي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة.
185 ـ نحو قوله تعالى: {أينما تكونوا يدركّم الموت} 1.
وقوله تعالى: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا} 2.
وقوله تعالى: {أينما يوجهه لا يأت بخير} 3.
وقوله تعالى: {أينما يوجهه لا يأت بخير} 4.
186 ـ ومنه قوله تعالى: {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} 5.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 ـ حيثما: اسم شرط للمكان. نحو: حيثما تستقم يقد لك الله نجاحا.
وحيثما تذهب تجد أصدقاء.
ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة، ويكونان كالكلمة الواحدة، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم.
9 ـ كيفما: اسم شرط يدل على الحال، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة، كما هو الحال في " حيثما "، و " إذما " وبدنها تكون اسما للاستفهام دالا على الحالية، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفط والمعنى.
نحو: كيفما تعامل الناس يعاملوك. وكيفما تكن الأمة يكن الولاة.
9 ـ أي: اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة.
نحو: أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في الكبر.
187 ـ ومنه قوله تعالى: {أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى} 6.
ــــــــــــــ
1 ـ 78 النساء. 2 ـ 77 النساء.
3 ـ 148 البقرة. 4 ـ 76 النحل.
5 ـ 144 البقرة. 6 ـ 110 الإسراء.
إعراب أدوات الشرط
يطلق كثير من النحاة على ما اختلطت فيه الحروف بالأسماء اسم " الأدوات " ما دامت كلها في باب واحد، وعملها واحد، وذلك تجاوزا، لكي لا يقول البعض هذه حروف، وتلك أسماء إلا في حالة التفصيل، فاستعملوا لها مسمى وسطا يجمع بين الحرفية، والاسمية.
وإليك تفصيل القول في إعراب تلك الأدوات.
أولا ـ إنْ، وإذما:
حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب.
188 ـ نحو قوله تعالى: {قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله} 1.
وقوله تعالى: {إن تأمنه بقنطار يؤده إليك} 2. ونحو: إذ ما تفعل يعلمه الله.
ثانيا ـ من، وما، ومهما: أسماء شرط مبنية، كل منها في محل:
1 ـ رفع مبتدأ، إذا كان فعل الشرط متعديا، واستوفى مفعوله.
189 ـ نحو قوله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} 3.
وقوله تعالى: ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم} 4.
190 ـ وقوله تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله} 5.
191 ـ قال تعالى: (وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) 6.
فمن، وما، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر.
أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول.
نحو: من يجتهد ينجح. مهما تعش تسمع بما لا تسمع.
ــــــــــــــــ
1 ـ 29 آل عمران. 2 ـ 75 آل عمران.
3 ـ 123 النساء. 4 ـ 63 التوبة.
5 ـ 79 النساء. 6 ـ 132 الأعراف.
ومنه قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} 1.
وقوله تعالى: {من كفر فعليه كفره} 2.
فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر.
أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره.
193 ـ نحو قوله تعالى: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} 3.
وقوله تعالى: {من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك} 4.
وقوله تعالى: {من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة} 5.
وقوله تعالى: {وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم} 6.
فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه، وخبره.
2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به، إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله. نحو: من تجامل أجامله. وما تزرع اليوم تحصد غدا.
ومهما تفعل يعلمه الله.
194 ـ ومنه قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي} 7.
وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} 8.
وقوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها} 9.
195 ـ وقوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله} 10.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 160 الأنعام. 2 ـ 44 الروم. 3 ـ 75 مريم.
4 ـ 97 البقرة 0 5 ـ 134 النساء. 6 ـ 136 الأنعام.
7 ـ 178 الأعراف. 8 ـ 186 الأعراف.
9 ـ 106 البقرة. 10 ـ 5 الحشر.
فـ " من وما ومهما " في الأمثلة، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به، لأن أفعال الشرط متعدية، ولم تستوف مفاعيلها.
3 ـ وتأتي في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصا، ولم يستوف خبره.
نحو: مهما يكن عملك فأنت ملوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ " مهما " في محل نصب خبر يكن.
4 ـ تأتي " ما، ومهما " في محل نصب مفعول مطلق، إذا دلتا على حدث.
نحو: مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة.
والتقدير: أي سير تسر.
ثالثا ـ متى وأيان: اسمان مبنيان، الأول على السكون، والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط.
نحو: متى تأتينا نستقبلك. وأيان تطع الله يساعدك.
متى: اسم شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط.
31 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
وقول الآخر:
متى تزره تلق من عرفه ما شئت من طيب ومن عطر
وقول الآخر:
وأحلم عن خلِّي وأعلم أنه متى أجزه حلما عن الجهل يندم
رابعا ـ أنَّى، وأين وأينما، وحيثما: وتعرب أسماء مبنية، أنى مبنية على السكون وأين،
وأينما، وحيثما مبنيات على الفتح، وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط. و" ما " في أينما، وحثما زائدة.
نحو: أين تسافر يسهل الله أمرك. وأينما تقم تجد أصدقاء.
ونحو: أنى تدع الله تره سميعا. وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا.
196 ـ ومنه قوله تعالى: {أينما يوجّهّه لا يأت بخير} 1.
ومنه قوله تعالى: {أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا} 2.
وقوله تعالى: {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} 3.
خامسا ـ كيفما: اسم شرط مبني على الفتح، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط و " ما " زائدة. نحو: كيفما تعامل الناس يعاملوك.
فـ " كيف " اسم شرط مبني على الفتح، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر " أنت "، لأن فعل الشرط تام.
وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا.
نحو: كيفما يكن المرء يكن قرينه.
سادسا ـ أي: اسم شرط معرب، لإضافتها إلى الاسم المفرد، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي:
1 ـ مبتدأ، إذا كان فعل لشرط متعديا، واستوفى مفعوله.
نحو: أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك.
2 ـ وتأتي مبتدأ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به.
نحو: أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان.
3 ـ وتعرب مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله.
نحو: أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه.
ومنه قوله تعالى: {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} 4.
4 ـ وتعرب حالا من فاعل فعل الشرط. نحو: أيا تجلس أجلس بجوارك.
فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس ".
وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة، فهي تضاف إلى العاقل.
ــــــــــــــــ
1 ـ 76 النحل. 2ـ 61 الأحزاب.
3 ـ 150 البقرة. 4 ـ 110 الإسراء.
نحو: أي طالب يجتهد يتفوق.
وتضاف إلى غير العاقل. نحو: أي كتاب تقرأه ينمِ ثقافتك.
وتضاف إلى المصدر، فتعرب مفعولا مطلقا.
نحو: أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك.
وتضاف إلى الزمان، أو المكان، فتعرب مفعولا فيه.
نحو: أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك.
ونحو: أي بلد تسافر تجد أصدقاء.
جواز ووجوب الحذف في فعل الشرط وجوابه
أولا ـ جواز حذف فعل الشرط:
يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية:
1 ـ إذا وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية.
نحو: قل خيرا وإلا فاصمت.
والتقدير: قل خيرا وإن لا تقل فاصمت.
ومنه قول الشاعر:
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
والتقدير: وإن لا تطلقها يعل ... إلخ.
2 ـ يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل، والدليل هو سياق الآيات الكريمة. كقوله تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} 1.
والتقدير: إن افتخرتم (أو ما في معناه) بقتلهم فلم تقتلوهم، وقوله: " ولكن الله
قتلهم " يستدل به على المحذوف.
ـــــــــ
1 ـ 17 الأنفال.
وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} 1.
فالجواب في الآية السابقة: يحببكم الله، وحذف الشرط مع الأداة، والتقدير: فإن تتبعوني. والدليل قوله: " فاتبعوني " المذكورة في الآية.
3 ـ ويجوز حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ لا النافية.
نحو: من أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه. والتقدير: ومن لا يكرمك فدعه.
ثانيا ـ جواز حذف جواب الشرط.
يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو قوله تعالى: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية} 2. والتقدير: فابتغ، أو افعل.
ومنه قوله تعالى: {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم} 3.
الجواب محذوف، والتقدير: لارتعدتم.
وقد دل عليه قوله تعالى: لترون الجحيم.
وقوله تعالى: {أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} 4.
حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية
وهو قوله: {ولو كنتم في بروج مشيدة}.
والتقدير: يدركم الموت، ودل عليه جواب الشرط في قوله {أينما تكونوا يدركم الموت}.
فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه.
ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط:
يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية:
ــــــــــــــــــ
1 ـ 31 الأعراف. 2 ـ 35 الأنعام.
3 ـ 5، 6 التكاثر. 4 ـ 78 النساء.
1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف.
نحو: أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد.
التقدير: إن كتبت الدرس فأنت مجتهد.
فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي.
2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه.
نحو قوله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين} 1.
تم حذف جواب الشرط من الآية، لأن القسم أحق بالجواب منه، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق، والتكذيب، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب. والتقدير: إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين. فيكون حينئذ الجواب للشرط.
والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له، والتقدير: والله لئن اتبعت ... الآية.
3 ـ يجب حذف جواب الشرط، إذا كان فعل الشرط ماضيا، وتقدم ما يدل على الجواب
المحذوف. نحو: أنت تستحق الجائزة إن تفوقت.
والتقدير: إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة.
فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن.
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم. . . الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟
ـــــــــــ
1 ـ 37 الرعد.
فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ".
والتقدير: أكفر عنك خطاياك.
جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا:
يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل.
نحو: من ساعدك فساعده وإلا فلا. فقد حذف فعل الشرط وجوابه.
والتقدير: وإن لم يساعدك فلا تساعده.
ومنه قول الشاعر:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كانـ فقيرا معدما، قالت: وإن
الشاهد قوله: وإن كان فقيرا معدما ارتضي به. فانحذف الفعل والجواب معا.
اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة:
1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة، فالجواب للشرط من باب أولى، وهذا هو الصحيح. نحو: إن تحضر إلينا ــ والله ــ نكرمك.
فالجواب: نكرمك، يكون للشرط مجزوما.
2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم، ولكن تقدم عليها مبتدأ، يكون الشرط والقسم خبرا له. نحو: أنت والله إن تجتهد تتفوق.
فالجواب: تتفوق، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر. ومنه: العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية.
3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم. نحو: والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله.
الجواب: لتنجحن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل اتصال الفعل بلام القسم، وتوكيده بالنون، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن} 1.
الجواب: ليخرجن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل: اتصاله بلام القسم،
وتوكيده بالنون.
وقوله تعالى: {قال تالله إن كدت لَتُردِين} 1.
وقوله تعالى: {وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} 2.
وقوله تعالى: {قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين} 3.
اقتران جواب الشرط بالفاء
ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط، وجملة جوابه، كما يتوقف الجواب على الشرط، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب. لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما: فعل الشرط، وجواب الشرط، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط.
وهذه الصور هي:
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا، وجوابه مضارعا.
نحو: من يدرس ينجح. ومنه قوله تعالى: {ومن يغلل يأت بما غل} 4.
ـــــــــــ
1 ـ 53 النور.
يلاحظ أرقام الآيات الأربعة التي حذفت.
وقوله تعالى: {إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} 1. . وقله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} 2.
2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا.
نحو قوله تعالى: {لو نشأ لجعلناه حطاما} 3.
وقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} 4.
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا.
نحو: إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم.
ومنه قوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} 5.
وقوله تعالى: {إن شاء جعل لكم خيرا} 6.
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا.
نحو: حيثما أقمت تجد أصدقاء.
ومنه قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} 7.
وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم} 8.
يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا، إما مضارعة، وإما ماضية، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط، للأسباب الآتية:
1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة.
2 ـ لم تكن أفعالا طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 100 آل عمران. 2 ـ 123 النساء.
3 ـ 65 الواقعة. 4 ـ 115 البقرة.
5 ـ 7 الإسراء. 6 ـ 10 الفرقان.
7 ـ 20 الشورى. 8 ـ 15 هود.
3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما، أو لن.
4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح، كالسين، وسوف، ولن.
5 ـ لم تكن جملا اسمية.
وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط، ومتى لا يكون صالحا له. وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون جوابا للشرط، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في القائمة السابقة، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة، والفاء حرف يدل على السببية، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه.
وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء: ــ
1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية.
نحو: إن تدرس فالنجاح حليفك.
ومنه قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي} 1.
وقوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله خير منها} 2.
وقوله تعالى: {وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون} 3.
وقوله تعالى: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} 4.
وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} 5.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 178 الأعراف. 2 ـ 89 النمل.
3 ـ 39 الروم. 4 ـ 37 النحل.
5 ـ 186 الأعراف.
ومنه قول الشاعر:
إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن
الشاهد: فربَّ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد، والفعل الجامد هو مان دائما على صورة الماضي، فلا يؤخذ منه مضارع، ولا أمر، ومنه: نعم، وبئس، وعسى، وليس. نحو: إن تحضر فنعم بحضورك.
ومنه قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} 1.
وقوله تعالى: {فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين} 2
وقوله تعالى: {فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا} 3.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} 4.
3 ــ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.
نحو: متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر.
ونحو: إن ترد الأجر فلا تهمل العمل.
ونحو: أيان نزرك فهل تكن موجودا؟
ومنه قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} 5.
وقوله تعالى: {يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه} 6.
وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} 7.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 271 البقرة. 2 ـ 67 القصص.
3 ـ 19 النساء. 4 ـ 28 آل عمران.
5 ـ 178 الأعراف. 6 ـ 41 المائدة.
7 ـ 31 آل عمران.
وقوله تعالى: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} 1.
وقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} 2.
ومثال النهي: من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا.
ومنه قوله تعالى: {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني} 3.
ومثال الاستفهام: متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا.
ومنه قوله تعالى: {وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} 4.
4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما، أو لن، أو لا ".
نحو: من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل.
ومنه قوله تعالى: {إن توليتم فما سألتكم من أجر} 5.
وقوله تعالى: {ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا} 6.
وقوله تعالى: {إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير} 7.
ونحو: من يعتذر فلن نقبل عذره.
ومنه قوله تعالى: {ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه} 8.
وقوله تعالى: {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا} 9.
وقوله تعالى: {ومن يضلل فلن يجد له وليا مرشدا} 10.
وقوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} 11.
ونحو: من يقصر فلا يلومنَّ إلا نفسه.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 75 مريم. 2 ـ 59 النساء.
3 ـ 76 الكهف. 4 ـ 160 آل عمران.
5 ـ 72 يونس. 6 ـ 80 النساء.
7 ـ 63 هود. 8 ـ 97 الإسراء.
9 ـ 144 آل عمران. 10 ـ 17 الكهف.
11 ـ 80 التوبة.
ومنه قوله تعالى: {من يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا} 1.
وقوله تعالى: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} 2.
وقوله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} 3.
وقوله تعالى: {ومن كفر فلا يحزنك كفره} 4.
وقوله تعالى: {فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله} 5.
5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد، أو السين، أو سوف ".
نحو: من يتفوق فقد يفوز بالجائزة.
ومنه قوله تعالى: {ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} 6.
وقوله تعالى: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} 7.
وقوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} 8.
وقوله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} 9.
ومثال السين: من يفعل الخير فسيجده عن الله.
ومنه قوله تعالى: {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} 10.
وقوله تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا فسيدخلهم في رحمة من} 11.
ومثال سوف: متى تفز فسوف تنال جائزة.
ومنه قوله تعالى: {وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله} 12.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا} 13.
وقوله تعالى: {فإن استقر مكانه فسوف تراني} 14.
ـــــــــــــــ
1 ـ 13 الجن. 2 ـ 230 البقرة. 3 ـ 123 طه.
4 ـ 23 لقمان. 5 ـ 136 الأنفال. 6 ـ 48 النساء.
7 ـ 19 الأنفال. 8 ـ 4 التحريم. 9 ـ 80 النساء.
10 ـ 10 الفتح. 11 ـ 175 النساء. 12 ـ 28 التوبة.
13 ـ 30 النساء. 14 ـ 143 الأعراف.
فوائد وتنبيهات
1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية، ولا يصح أن تكون غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ.
أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية، ولكنها قد تأتي جملة اسمية، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط، وذلك كما مر معنا في مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء.
2 ـ إذا جاء فعل الشرط، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا. أي: تكون جملة جواب الشرط في محل جزم.
3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء، أو مسبوق بالواو، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب، وجاز فيه الرفع على الاستئناف، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة.
نحو: إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك.
فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا.
ومنه قوله تعالى: {وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} 1.
ومثال العطف بالواو: متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم.
ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه، واتصلت به الفاء، أو الواو. نحو: من يجتهد فيسر به والداه ينجح. أو: من يجتهد ويسر به والداه ينجح. فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط، أو النصب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد فاء السببية، أو الرفع على الاستئناف.
ـــــــــــ
1 ـ 284 البقرة.
4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية:
أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية.
ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل.
ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى: {فلما نجاهم إذا هم يبغون} 1
ومنه قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} 2.
وقوله تعالى: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} 3.
فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء ".
5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية، في محل جر مضاف إليه. أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط.
6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما، وبدون عاطف للثاني على الأول، فإن جواب الشرط للأداة الأولى.
كقوله تعالى: (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم) 4.
ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
إن تستغيثوا بنا، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم
فالجواب " تجدوا "، وهو جواب للشرط الأول: أن تستغيثوا، لأنه صاحب الصدارة في الكلام، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني، ولأن الشرط الثاني: إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر.
ـــــــــــــــ
1 ـ 23 يونس. 2 ـ 36 الروم.
3 ـ 48 الروم. 4 ـ 34 هود.
أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو "، أو بـ " أو "، أو بـ " الفاء " يكون القول كالتالي:
أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته، وكان حرف العطف هو " الواو "، يكون الجواب للفعلين معا، لأن الواو تفيد الجمع.
نحو: من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر.
ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو "، الجواب لأحدهما، لأن أو تفيد التخيير.
نحو: إن تشترك في إعداد الصحيفة، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة.
فالجواب: تنل جائزة، يكون لأي الفعلين شئت.
ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب.
نحو: متى تبذل جهدك، فإن تجتهد تنجح في الامتحان.
فالجواب: تنجح، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني، لأن الفاء تفيد الترتيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها
" ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة، أو غير جازمة. ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة:
لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله: " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1).
ويقول سيبويه وكثير: " يجازي بها معنى لا عملا، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى.
نحو: كيف تصنع أصنع. ولا يجوز كيف تجلس أذهب. باتفاق.
ــــــــــ
1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2، ص 117.
ويستطرد سيبويه فيقول: سألت الخليل عن قوله: كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال: هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم: كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1).
وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2).
ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3)، ولا في شذور الذهب (4).
كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5، 6، 7، 8).
ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9).
ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10).
ونقول وبالله التوفيق: إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين
" كيف " الاستفهامية الحالية، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون.
وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453.
2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7، ص 40. 3 ـ قطر الندى لابن هشام ص 85.
4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334. 5 ــ شرح الأشموني ج3، ص 583.
6 ــ شرح ابن الناظم ص 693.
7 ــ شرح ابن عقيل ج2، ص 365.
8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3، ص 189.
9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319.
10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252.
نماذج من الإعراب
177 ـ قال تعالى: (إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم) 17 التغابن.
إن: حرف شرط جازم لفعلين، مبني على اسكون لا محل له من الإعراب.
تقرضوا: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة.
قرضا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، حسنا: صفة منصوبة لـ " قرضا ".
يضاعفه: يضاعق فعل مضارع مجزوم بإن جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه السكون، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. لكم: جار ومجرور متعلقان بيضاعف.
178 ـ قال تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} 11 التغابن
ومن: الواو حرف عطف، من أسم شرط جازم لفعلين، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يؤمن: فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، بالله جار ومجرور متعلقان بيؤمن.
يهد: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، قلبه: مفعول به، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من ".
179 ـ قال تعالى: {إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} 31 النساء.
إن: حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تجتنبوا: فعل مضارع مجزوم بإن فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
كبائر: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
تنهون: فعل مضارع من الأفعال الخمسة مبني للمجهول، مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعله. عنه: جار ومجرور متعلقان بتنهون.
وجملة تنهون وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
نكفر: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن يعود على الله.
عنكم: جار ومجرور متعلقان بنكفر. سيئاتكم: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إلية، والميم علامة الجمع. وجملة إن تجتنبوا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة، لأنه كلام مسوق للدعوة إلى اجتناب كبائر الله.
180 ـ قال تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} 200 الأعراف.
وإما: الواو حرف عطف، وإن شرطية جازمة أدغمت نونها بما الزائدة.
ينزغنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وهو في محل جزم فعل الشرط، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
من الشيطان: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، لأنه
كان في الأصل صفة لـ " نزغ "، ونزغ: فاعل.
نزغ: فاعل مرفوع بالضمة.
فاستعذ: الفاء رابطة لجواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، واستعذ فعل أمر مبني على السكون في محل جزم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
بالله: جار ومجرور متعلقان باستعذ. وجملة الشرط وما في حيزها معطوفة على ما قبلها.
181 ـ قال تعالى: إلاّ تنفروا يعذبكم الله عذابا أليما) 39 التوبة.
إلا: إن حرف شرط جازم، ولا نافية لاعمل لها.
تنفروا: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
يعذبكم: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر
جوازا تقديره: هو يعود على الله، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع. عذابا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وأليما صفة منصوبة.
25 ـ قال الشاعر:
وإنك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وإنك: إن حرف توكيد ونصب، والكاف اسمه. إذما: حرف شرط جازم لفعلين، فعل الشرط وجوابه. تأت: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتأت.
أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. آمر: خبر. به: جار ومجرور متعلقان بآمر.
والجملة من المبتدأ وخبر لا محل لها من الإعراب صلة " ما " الموصولة.
تلف: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت لتلف.
من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
إياه: ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم على عامله " تأمر ".
تأمر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. وجملة: تأمر وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
آتيا: مفعول به ثان لتلف.
الشاهد: " إذ ما تأت ... تلف " حيث جزم بإذما فعلين. الأول فعل الشرط: تأت، والثاني جواب الشرط: تلف.
182 ـ قال تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} 85 النساء.
من: اسم شرط جازم لفعلين، مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
يشفع: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا، تقديره: هو يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شفاعة: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وحسنة صفة منصوبة.
يكن: فعل مضارع ناقص، جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وحذفت الواو للتخفيف له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن مقدما.
نصيب: اسم يكن مرفوع بالضمة.
منها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنصيب.
وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من ".
وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية لأنها مسوقة لبيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم يدا في تحريض المؤمنين على القتال والجهاد.
183 ـ قال تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} 106 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما: اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ
ننسخ: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوبا،
تقديره: نحن، يعود على الله.
من آية: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط " ما "، وما ليست معرفة، فلا يجوز أن تكون شبه الجملة حالا منها.
والتقدير: أي شيء ننسخ من الآيات، فهو مفرد وقعت موقع الجمع، وهذا مطرد بعد الشرط لما فيه من معنى العموم.
وأجاز بعضهم أن تكون " من آية " في موضع نصب على التمييز، والمميز " ما "، وليس ذلك بغريب، وأعربها ابن هشام في موضع نصب على الحال، ويصح ذلك.
أو ننسها: أو حرف عطف، وننسها معطوف علة ننسخ، وقد سهلت الهمزة في " ننسها " فلم يظهر السكون، والأصل " نُنسِئها "، أي: نرجئها.
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، يعود على الله، والضمير المتصل في " ننسها " في محل نصب مفعول به.
نأت: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، يعود على الله.
بخير: جار ومجرور متعلقان بنأت.
منها: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل " خير ".
184 ـ قال تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} 132 الأعراف.
وقالوا: الواو حرف عطف، قالوا فعل وفاعل. مهما: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
تأتنا: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
به: جار ومجرور متعلقان بتأتنا. من آيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
لتسحرنا: اللام حرف تعليل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وتسحرنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على الرسول، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. ولام التعليل الجارة، والمصدر المؤول المجرور متعلقان بتأتنا. بها: جار ومجرور متعلقان بتسحرنا.
فما: الفاء رابطة لجواب الشرط، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس، ونحن: ضمير منفصل في محل رفع اسم ما، ولك: جار ومجرور متعلقان بمؤمنين.
بمؤمنين: الباء حرف جر زائد، ومؤمنين مجرور لفظا منصوب محلا، لأنه خبر " ما " والجملة في محل جزم جواب الشرط. وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما.
26 ـ قال الطفيل الغنوي:
نبئت أن أبا شُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ
نبئت: نُبيء فعل مضارع مبني للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل.
أن أبا: أن حرف توكيد ونصب، وأبا سمها منصوب بالألف، لأنه من الأسماء الخمسة، وأبا مضاف، وشتيم مضاف إليه مجرور بالكسرة. يدعي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. والجملة الفعلية في محل رفع خبر أنّ، والمصدر المؤول من " أن واسمها وخبرها " سدت مسد مفعولي نبيء.
مهما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يعش: فعل الشرط مجزوم بالسكون وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. يسمع: جواب الشرط مجزوم بالسكون، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
بما: الباء حرف جر، وما اسم موصول في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بيسمع. لم حرف جزم ونفي وقلب، يسمع: فعل مضارع مبني للمجهول، مجزوم وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لمناسبة الروي، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. وجملة لم يسمع لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما.
27 ـ قال سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر مرفوع بالضمة. جلا: ـ أفضل ما قيل فيه من الأعاريب ـ أنه فعل ماض، وفاعلة ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، وله مفعول به محذوف، وتقدير الكلام: أنا ابن رجل جلا الأمور، وجملة جلا وما في حيزها في محل جر صفة لموصوف محذوف مجرور بالإضافة كما هو ظاهر في التقدير السابق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطلاع: الواو حرف عطف، طلاع معطوف على الخبر " ابن "، وطلاع مضاف، والثنايا مضاف إليه.
متى: اسم شرط جازم مبني على السكون، يفيد الزمان في محل نصب بـ " تعرفوني ".
أضع: فعل الشرط مجزوم بالسكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا.
العمامة: مفعول به منصوب بالفتحة. تعرفوني: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف
النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
والشاهد الأساسي في البيت قوله: " جلا " والذي يزعم بعض النحاة أنه ممنوع من الصرف للعلمية ومشابهة الفعل، وهو ليس موضوعنا الآن، وشاهدنا هو اسم الشرط متى.
28 ـ قال الشاعر:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
متى: اسم شرط جازم لفعلين، مبني على السكون يفيد الزمان في محل نصب بجوابه " تجد ".
تأته: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
تعشو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. والجملة في محل نصب حال من الضمير المستتر في فعل الشرط.
إلى ضوء: جار ومجرور متعلقان بـ " تعشو "، وضوء مضاف، وناره: مضاف إليه، ونار مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
تجد: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. خير: مفعول به أول لـ " تجد "، وخير مضاف، ونار مضاف إليه مجرور.
عندها: عند ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. خير: مبتدأ مؤخر، وخير مضاف، وموقد مضاف إليه.
وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به ثان لـ " تجد ".
الشاهد: قوله: متى تأته … تجد ــ إلخ. حيث جزم بـ " متى " فعلين، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه.
29 ـ قال الشاعر:
أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا
أيان: اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية. نُؤمِنك: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. تأمن: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. غيرنا: مفعول به منصوب، وغير مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وإذا: الواو حرف عطف، إذا ظرف زمان متضمن معنى الشرط، مبنيي على السكون في محل نصب. لم: حرف نفي وجزم وقلب، تدرك: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. الأمن: مفعول به منصوب بالفتحة، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها. منا: جار ومجرور متعلقان بتدرك.
لم: حرف نفي وجزم وقلب. تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. حذرا: خبر تزل منصوب بالفتحة.
وجملة " تزل حذرا " جواب إذا.
الشاهد: " أيان نؤمنك تأمن ــ إلخ " حيث جزم بـ " أيان " فعلين هما: نأمنك فعل الشرط، والثاني: تأمن جواب الشرط وجزاؤه.
30 ـ قال الشاعر:
خليليَّ أنَّى تأتيانيَ تأتيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول
خليليّ: منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالياء، لأنه مثنى، وهو مضاف، وياء المتكلم المدغمة في ياء التثنية في محل جر مضاف إليه. أنّى: اسم شرط جازم متضمن معنى الظرف، مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تأتيا ".
تأتياني: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال
الخمسة، وألف الاثنين في محل رفع فاعله، والنون حرف وقاية مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. تأتيا: جواب الشرط مجزوم بحذف النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعله.
أخا: مفعول به منصوب بالفتحة. غير: مفعول به منصوب تقدم على عامله وهو " يحاول "، وغير مضاف، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يرضيكما: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على ما الموصولة، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة: يرضيكما، لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. لا: نافية لا عمل لها، يحاول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، يعود على " أخا " وجملة لا يحاول في محل نصب صفة لـ " أخا ".
الشاهد قوله: " أنّى تأتياني تأتيا "، حيث جزم بـ " أنّى " فعلين، الأول تأتياني فعل الشرط، والثاني تأتيا جواب الشرط وجزاؤه.
185 ـ قال تعالى: {أينما تكونوا يدركّم الموت} 78 النساء.
أينما: اسم شرط جازم، مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر تكونوا المقدم، إذا كانت " تكونوا " ناقصة، أو جواب الشرط إذا كانت تامة، وتكونوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، أو اسم تكونوا.
يدركم: يدرك جواب الشرط مجزوم، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. الموت: فاعل يدرك مرفوع بالضمة.
وجملة يدركم لا لمحل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لخطاب واليهود.
186 ـ قال تعالى: (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) 144 البقرة.
وحيثما: الواو حرف استئناف، وحيثما أسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم المقدم.
كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون، والضمير المتصل في محل رفع اسمها. والجملة في محل جزم فعل الشرط. والقياس أن تكون في محل جر بإضافة الظرف إليها لولا المانع وهو كونها من عوامل الأفعال.
فولوا: الفاء رابطة لجواب الشرط، وولوا فعل أمر مبني على حذف النون، واو في محل رفع فاعل، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
وجوهكم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، ووجوه مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
شطره: ظرف زمان متعلق بولوا، وشطر مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
187 ـ قال تعالى: (أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) 110 الإسراء.
أيا ما: أيا اسم شرط جازم مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تدعو، وما زائدة للإبهام المؤكد.
تدعوا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
فله: الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
الأسماء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الحسنى: صفة مرفوعة بالضمة المقدرة.
188 ـ قال تعالى (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يحاسبكم به الله) 29 آل عمران.
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنتم.
والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون بيانا لقوله (ويحذركم الله نفسه) في الآية التي قبلها.
إن تخفوا: إن حرف شرط جازم، وتخفوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
في صدوركم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل له من الإعراب، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
أو تبدوه: أو حرف عطف، وتبدوه فعل مجزوم وفاعل ومفعول به، والجملة معطوفة على تخفوا.
يحاسبكم: جواب الشرط مجزوم، والكاف في محل نصب مفعول به مقدم.
به: جار ومجرور متعلقان بيحاسبكم. الله: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة الشرط وجوابه في محل نصب مقول القول.
189 ـ قال تعالى: (من يعمل سوءا يجز به) 123 النساء.
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يعمل: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. سوءا: مفعول به منصوب بالفتحة.
يجز: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
به: جار ومجرو متعلقان بجز. وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من ".
وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية، أو مفسرة.
190 ـ قال تعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله) 79 النساء.
ما: أسم شرط جاز مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أصابك: فعل ماض مبني على الفتح، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: أنت. وجملة أصابك في محل جزم فعل الشرط. من حسنة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
فمن الله: الفاء رابطة لجواب الشرط، من الله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي من الله.
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " ما ".
وجملة ما، وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة لبيان الجواب عن كلام الكفار والرد عليهم.
191 ـ قال تعالى: (وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) 132 الأعراف.
وقالوا: الواو حرف عطف، وقالوا فعل وفاعل.
مهما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
تأتنا: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
به: جار ومجرور متعلقان بتأتنا. من آية: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال. لتسحرنا: اللام للتعليل، وتسحر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت. ولام التعليل والمصدر المؤول المجرور بها متعلقان بتأتنا. بها: جار ومجرور متعلقان بتسحرنا.
فما: الفاء رابطة لجواب الشرط، وما نافية حجازية عاملة.
نحن: ضمير منفصل في محل رفع اسم ما. لك: جار ومجرور متعلقان بمؤمنين.
بمؤمنين: الباء حرف جر زائد، ومؤمنين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا.
والجملة في محل جزم جواب الشرط.
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما.
وجملة مهما وما في حيزها في محل نصب مقول القول.
وجملة قالوا معطوفة على ما قبلها.
192 ـ قال تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) 160 الأنعام.
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
جاء: فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر جوازا
تقديره: هو. بالحسنة: جار ومجرور متعلقان بجاء.
فله: الفاء رابطة لجواب الشرط، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. عسر: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وعشر مضاف.
أمثالها: كضاف إليه، وأمثال مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. وقد جاء لفظ عشر مذكرا مراعاة لمعنى المعدود المؤنث دون لفظه والتقدير: فله عشر حسنات أمثالها، ثم حذف المعدود وأقيمت صفته مقامه، وبقة العدد على حاله. وجملة مهما وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان أجر العاملين، والتقيد بالعشرة، لأنه أقل مراتب التضعيف.
193 ـ قال تعالى: (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا) 75 مريم.
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، وسمها ضمير مستتر جوازا تقدير هو يعود على من.
في الضلالة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان.
فليمدد: الفاء واقعة في جواب الشرط لأنه طلبي أمر، واللام لام الأمر حرف مبني لا محل له من الإعراب، ويمدد فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة الجزم السكون. له: جار ومجرور متعلقان بيمدد.
الرحمن: فاعل مرفوع بالضمة. مدا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة.
وجملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر " من ".
وجملة من وما بعدها في محل نصب مقول القول.
194 ـ قال تعالى: (من يهد الله فهو المهتدي) 178 الأعراف.
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليهد.
يهد: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
فهو: الفاء واقعة في جواب الشرط ورابطة له، لأنه جملة اسمية، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
المهتدي: خبر مرفوع بالضمة المقدرة.
195 ـ قال تعالى: (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة) 5 الحشر
ما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لقطعتم.
قطعتم: فعل ماض مبني على السكون، والتاء في محل رفع فاعل، والميم علامة الجمع، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
من لينة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال.
أو تركتموها: الواو حرف عطف، وتركتموها معطوف على قطعتم، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول. قائمة: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
على أصولها: جار ومجرور متعلقان بقائمة.
196 ـ قال تعالى: (أينما يوجههُّ لا يأت بخير) 76 النحل
أينما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بفعل الشرط حسب القاعدة، وقيل بجوابه، والمسألة خلافية.
يوجهه: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، الضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
لا يأت: لا نافية لا عمل لها، ويأت جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
بخير: جار ومجرور متعلقان بيأت.
31 ـ ومنه قول الشاعر:
متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
متى: اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل ظرف زمان متعلق بجوابه " يكونوا "، وهو مضاف.
ننقل: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن، والجملة في محل جر مضاف إليه.
إلى قوم: جار ومجرور متعلقان بننقل.
رحانا: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، ورحى مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
يكونوا: فعل مضارع ناقص جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع اسمها.
في اللقاء: جار ومجرور متعلقان بيكونوا.
لها: جار ومجرور متعلقان بطحينا.
طحينا: خبر يكون منصوب بالفتحة.
وجملة يكونوا وما بعدها لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 05:43 م]ـ
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
تعريف اسم الفعل:
لفظ ناب عن الفعل، في معناه واستعماله، غير متأثر بالعوامل الداخلة على الفعل، مفيدا للكثرة والتوكيد.
نحو: شتان محمد وعلى. شتان ما بين الثريا والثرى. صه عن بذيء الكلام.
وآه ممن يعترضون سبيل الإصلاح.
أقسامه:
ينقسم اسم الفعل إلى ثلاثة أقسام:
أ ـ اسم فعل مرتجل. ب ـ اسم فعل منقول. ج ـ اسم فعل معدول.
أولا ـ اسم الفعل المرتجل:
هو كل كلمة وضعت من أول أمرها " اسم فعل ". نحو: هيهات، وأف، وصه، ومه.
ثانيا: اسم الفعل المنقول:
وهو ما استعمل في غير اسم الفعل، ثم نقل إليه، ويكون النقل عن الآتي:
1 ـ عن الجار والمجرور. مثل: " عليك " بمعنى " إلزم ". نحو: أتينا عليك.
فالجار والمجرور " عليك " نقلت إلى اسم فعل أمر بمعنى " إلزم ".
ومنه: عليك بكذا. أي: تمسك به.
32 ـ ومنه قول الشاعر:
ألكني ياعيين إليك قولا سأهديه إليك إليك عني
الشاهد: قوله: " إليك عني "، فإليك وهي في الأصل جار ومجرور نقلت إلى اسم الفعل بمعنى: ابتعد، وتنح.
ومنه قول الآخر:
عليك نفسك هذبها فمن ملكت قياده النفس عاش الدهر مذموما
الشاهد قوله: عليك نفسك حيث نقل الجار والمجرور إلى معنى اسم الفعل " إلزم ".
2 ـ عن الظرف: مثل: أمامك بمعنى " تقدم ". نحو: الأمل فسيح أمامك.
فـ " أمامك " ظرف مكان، كما يستعمل اسم فعل أمر بمعنى " تقدم ".
ومنه: وراءك بمعنى " تأخر "، ودونك بمعنى " خذ ". نحو: دونك الكتاب.
3 ـ عن المصدر: نحو: رويدك أخاك. بمعنى " أمهله ". فـ " رويدك " مصدر منقول إلى اسم الفعل. ومنه: " بله " الجدال. بمعنى: " اترك " الجدال. و" بله " في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف " لدع، واترك " (1).
فإذا جر ما بعد " رويد، و بله " كانت مصادر، وإذا نصب ما بعدها كانت أسماء أفعال، وكذلك الحال في كل اسم فعل أصله مصدر.
4 ـ عن حرف تنبيه: مثل " ها ". نحو: ها الكتاب. أي: خذه.
فـ " ها " من الأصوات المسمى بها الفعل في الأمر، ومسماه " خذ " و " تناول "، ونحوهما. ومنهم من يجعله ثنائيا. مثل " صه، ومه.
وتلحقه " كاف " الخطاب. فيقال: هاك يا رجل. وهاكما يا رجلان. وهاكم يا رجال (2).
وهذه الأنواع الأربعة السابقة الذكر لا تكون إلا سماعية، لأنه لا قاعدة لها ينقاس عليها.
ثالثا ـ اسم الفعل المعدول:
1 ـ يعدل عن الفعل. نحو: تراك وحذار، فهما معدولان عن اترك واحذر، وهذا النوع قياسي لأنه يبنى على صيغة " فَعالِ " من كل فعل ثلاثي مجرد تام
متصرف (3). نحو: ضراب، ونزال.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ أوضح المسالك لابن هشام ج3 ص119.
2 ـ شرح المفصل لابن يعيش ج4 ص43.
3 ـ شرح ابن عقيل ج2 ص303.
وشذ مجيئه من مزيد الثلاثي مثل: دراك بمعنى أدرك، وبدار بمعنى بادر (1).
وقال ابن الناظم: " وشذ صوغه من الرباعي كـ " قرقار " بمعنى قرقر، وقاس عليه الأخفش " (2).
2 ـ يعدل اسم الفعل عن مصدر علم. كـ: فُجَّار، وبُدَّاد.
ولا تبنى إلا إذا اجتمع فيها ما اجتمع في " نزال، وتراك " من التعريف والتأنيث والعدل، فهي محمولة عليه في البناء، لأنها على لفظه، ومشابهة له.
3 ـ أن يعدل عن صفة. نحو: يا فساق، ويا خبات.
وأصلها: يا فاسقة، ويا خبيثة. وإنما عدل إلى " فَعال " لضرب من المبالغة في الفسق والخبث.
4 ـ أما القسم الرابع من أقسام " فَعال "، وهو ضرب من المرتجل، لأنه لم يكن قبل العلمية بإزاء حقيقة معدولا، ثم نقل إلى العلمية. والفرق بين هذا النوع، والذي قبله أن هذا النوع مقطوع النظر فيه عن معنى الوصفية، والذي قبله الوصفية فيه مرادة. ومن ذلك: حَزامِ بالبناء على الكسر. وهو اسم من أسماء النساء معدول عن حازمة علما …) 3.
33 ـ ومنه قول لجيم بن صعب:
إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
أنواع اسم الفعل من حيث الزمن:
1 ـ اسم الفعل الماضي:
وهو كل اسم فعل يدل على الفعل الماضي، ولا يقبل علامة من علاماته،
ــــــــــــ
1 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص333.
2 ـ شرح ابن الناظم ص611.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ شرح المفصل لابن يعش ج4 ص50 ـ 62 بتصرف.
كتاء الفاعل، أو تاء التأنيث. نحو: هيهات بمعنى بَعُدَ. تقول: هيهات أن تدوم سيطرة الظالم. 34 ـ ومنه قول الأحوص:
تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهات هيهات إليك رجوعها
وإذا وقعت بعد اسم الفعل الماضي " لام " تكون اللام زائدة.
197 ـ نحو قوله تعالى: {هيهات هيهات لما توعدون} 1.
ومنه: بطآن بمعنى أبطأ، وسرعان بمعنى أسرع، وشتان بمعنى بَعُدَ.
وقد تزاد " ما " بعد شتان. نحو: شتان ما خالد ومحمد.
وقد تزاد " ما بين ". نحو: شتان ما بين المجد والكسول. وجاز عدم زيادتها (2)
ومنه قول ربيع الرقي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم
يقول ابن يعش: " وكان الأصمعي ينكر هذا الوجه، ويأباه، وحجته أن شتان ناب عن فعل تقديره: تفرق وتباعد وهو من الأفعال التي تقتضي فاعلين، لأن التفرق لا يحصل من
واحد، والقياس لا يأباه من جهة المعنى، لأنه إذا تباعد ما بينهما، فقد تباعد كل واحد منهما من الآخر " (3).
2 ـ اسم الفعل المضارع:
هو اسم الفعل الدال على المضارع، ولا يقبل علامة من علاماته، كـ " لم " الجازمة، " والسين، وسوف ". نحو: " أف " بمعنى " أتضجر ".
198 ـ ومنه قوله تعالى: {فلا تقل لهما أف ولا تنرهما} 4.
ومنه: " آهٍ "، و " أواه " بمعنى " أتوجع ". نحو: آه ممن يهملون واجباتهم.
ــــــــــــ
1 ـ 36 المؤمنون.
2 ـ التذكرة في قواعد اللغة العربية لمحمد الباشا ص102.
3 ـ شرح المفصل ج4 ص38.
4 ـ 23 الإسراء.
35 ـ ومنه قول الشاعر:
فأوْهِ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعْدِ أرض بيننا وسماء
الشاهد: كلمة " أوه " بسكون الواو، وكسر الهاء، وهي اسم فعل بمعنى الفعل
المضارع: " أتوجع ".
ومن أسماء الأفعال الدالة على المضارع: بجل، وقد، وقط، وهي بمعنى: يكفي، وقد تزاد الفاء في أول قط لتزيين اللفظ فتصبح " فقط "، كما تزاد " الكاف " في آخر " قد "، و " قط " فتصبح " قدك "، و " قطك "، وقد تزاد ياء المتكلم على " قد " فتصبح " قدي ".
ومن أسماء المضارعة أيضا: بخَّ، وبحْ، وبدْ، وبَهْ، وكلها بمعنى " أتعجب "، أو
" أمدح ". وهذه نادرة الاستعمال. ومنها: " زه " بمعنى " استحسن ".
ومنها: " أو "، و " واها "، و " وَيْ " بمعنى " أتلهف ".
وقد تزاد الكاف على " وي " فتصبح " ويك "، وبعضهم جعلها مختصر ويلك (1)، ومعناها " التحريض ".
199 ـ قوله تعالى: (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) 2.
نحو قوله تعالى: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} 3.
36 ـ ومنه قول عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ
3 ـ اسم فعل الأمر:
وهو الذي يدل على معنى فعل الأمر، ولا يقبل علامة من علاماته، كياء المخاطبة، أو نون التوكيد.
ــــــــــ
1 ـ التذكرة في قواعد اللغة لمحمد الباشا ص102.
2، 3 ـ 82 القصص.
ومنه: آمين بمعنى استمع، و إيه بمعنى زد، وصه بمعنى اسكت، ومه بمعنى كف، وحي بمعنى أقبل، ورويد بمعنى أمهل، وتيد بمعنى رويد أيضا، وهلم بمعنى أحضر، وهات بمعنى أعطي، وها بمعنى خذ، وحيّهل بمعنى أئتي، وبله بمعنى دع، وتراك بمعنى اترك، ومناع بمعنى امنع، وأمثلتها على التوالي: قوله تعالى: {ولا الضالين) 1، آمين.
وإيه من حديثك الطريف.
وصه عن بذيء القول. وتماديت في الأذى فمه، وحي على الصلاة.
ومنه: إليك بمعنى اعتزل، وأمامك بمعنى تقدم، وعندك، ولديك، ودونك، وهاك، وها، وهي بمعنى خذ، ووراءك بمعنى تأخر، ومكانك بمعنى اثبت.
والكاف في " عندك " وما بعدها من أسماء الأفعال تكون مجرورة بالإضافة، أو بحرف الجر. وعليّ الأمر بمعنى أقبل عليه، وإليّ بمعنى عجل، ومنه: إليّ الأمر. أي " عجل به. وإليّ بالأمر: أي: عجل به. ومنه: هيّأ، وهيت بمعنى أسرع. وهات بمعنى أعطنيه، ومنه قوله تعالى: (قل هاتوا برهانكم) 2.
ومنه: حيَّهل بمعنى أئت. نحو: حيهل الأمر أي: أئته.
و " حيهل " مركب من حي وهل وفيه لغات منها البناء على الفتح بدون تنوين، والفتح مع التنوين، وحيهلا بالألف. فمثال التعدي بنفسه قول النابغة الجعدي،
(يُتْبَعُ)
(/)
37 ـ ويقال لمزاحم بن الحارث العقيلي:
بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ
وتعال بمعنى أقبل، وحذار بمعنى احذر.
ـــــــــ
1 ـ 7 الفاتحة.
2 ـ 111 البقرة.
38 ـ ومنه قول الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي وهيّك وهيا بمعنى أسرع، ومنه قول الراجز:
" فقد دجا الليل فهيا هيا "
استعمال أسماء الأفعال:
تستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة للمفرد والمثنى والجمع، مع التذكير والتأنيث، ما عدا اسم الفعل المتصل بكاف الخطاب.
نحو: صه أيها الولد. أو أيتها البنت. وصه أيها الولدان. أو أيتها البنتان.
وصه أيها الأولاد. أو أيتها الفتيات.
أما إذا كان اسم الفعل متصلا بالكاف، طابقت الكاف المخاطب.
فتقول: إليك الكتاب. وإليكِ الكتاب. وإليكما الكتاب. وإليكم الكتاب. وإليكن الكتاب.
عمل أسماء الأفعال:
تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها، فترفع الفاعل ظاهرا، أو مضمرا.
مثال الفاعل الظاهر: شتان خالدٌ ومحمدٌ. ومنه قولهم: هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل.
ومنه قول الشاعر:
هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله
ومثال الفاعل المضمر قولهم: نزال، وصه، ومه.
ففي أسماء الأفعال السابقة ضمائر مستترة. ومنها اسكت، واكفف.
وجميع أسماء الأفعال السابقة جاءت بمعنى أفعال لازمة.
أما إذا كانت أسماء الأفعال بمعنى أفعال متعدية فهي حينئذ ترفع فاعلا، وتنصب مفعولا به. نحو: دراك محمدا. أي: أدركه. وضراب عليا. أي: اضربه. فالفاعل في دراك، وضراب ضمير مستتر.
أما " محمد، وعلي " فهما مفعولان بهما. كما يتعدى اسم الفعل بنفسة كما مر سابقا. 39 ـ ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري:
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق
يتعدى أيضا بالباء (1). نحو: حيَّهل بخليل.
ومنه في الحديث " إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر.
ويجب تأخير معمول اسم الفعل، ولا يستوي مع الفعل في تقديم معموله عليه.
فنقول: دراك محمدا. كما نقول: أدْرك محمدا.
ونقول: محمدا أدرك. ولا نقول: محمدا دراك (2).
أسماء الأفعال بين التعريف والتنكير:
تكون أسماء الأفعال من قبل المعنى أفعالا، ومن قبل اللفظ أسماء، جعل لها تعريف وتنكير.
وعلامة المعرفة منها تجرده من التنوين، وعلامة النكرة منها استعماله منونا.
وقد ألزم النحاة بعض أسماء الأفعال التعريف كـ: نزال، وبله، وآمين. وألزموا
بعضها التنكير كـ: كواها وويها. وقد استعملوا بعضها معرفة ونكرة. فما نونوه
قصدوا تنكيره كقولهم: صهٍ، وأفٍ، وما لم ينونوه قصدوا تعريفه كصهْ، وأفْ بلا تنوين (3).
ــــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم ص613.
2 ـ الكافية في النحو لابن الحاجب ج2 ص68، واوضح المسالك ج3 ص120.
3 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص207 بتصرف.
وهذه بعض أسماء الأفعال للفائدة:
آمين: اسم فعل أمر بمعنى استجب، وتأتي بعد الدعاء، كما بعد قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) 1 فنقول آمين.
ومنه قول ابن زيدون:
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن تغص فقال الدهر آمينا.
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا
أمامك: اسم فعل أمر بمعنى تقدم، نحو أمامك أيها المجاهد.
آه: اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، ويبنى على الكسر بدون تنوين نحو: آهِ، أو على الكسر مع التنوين فنقول: آهٍ من الظلم، ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
آه من تياك آها تركت قلبي متاها
أوه: اسم فعل مضارع بمعنى أشكو وأتألم مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. ومنه قول المتنبي:
أوه لمن لا أرى محاسنها وأصل واها وأوه مرآها
إيه: اسم فعل أمر مبني على السكون وقد ينون بمعنى استمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: إيه.
ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنشد شعرا لأمية بن أبي الصلت، فقال عند كل بيت: أي. وينون إيه عند الوصل فتقول: إيهٍ حدثنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء به ذو الرمة موصولا غير منون خلافا للقاعدة، وقد خطأه فيه الأصمعي نحو:
وقفنا فقلنا: إيهِ عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع
ـــــــــ
1 ـ 7 الفاتحة.
إيْها: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى كف واسكت، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: إيها عن الكذب.
بخ: اسم فعل أمر بمعنى استحسن، ويستعمل غالبا مكرورا منونا بالكسر، وتكراره للمبالغة، والأصل فيه البناء على السكون، أما إذا وصل بما بعده كان التنوين فيه حسن. مثال مجيئه غير منون قول الأعشى:
بين الأشج وبين قيس باذخ بخْ بخ لوالده وللمولود
ومثال مجيئه منونا قول الشاعر بلا نسبة:
روافده أكرم الرافدات بخٍ بخٍ لبحر خضم
بدار: اسم فعل أمر معدول بمعنى أسرع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: بدار أيها الطالب.
بطآن: اسم فعل ماض بمعنى أبطأ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
تراك: اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى اترك، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:
أنت. ومنه قول أحد شعراء هذيل:
تراكها من أبل تراكها أما ترى الخيل لدى أوراكها
رويد: اسم فعل أمر بمعنى أمهل، وذلك إذا اتصل بالكاف، أو تلاه اسم منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، وهو حينئذ غي منون.
نحو: رويدك في العمل، ورويد محمدا، ورويدك زيدا. أي أمهله.
وزيدا مفعول به لرويدك. ومنه قول مالك بن خالد الهزلي:
رويدا عليا جد ما ثدي أمهم إلينا ولكن ودهم متماين
دراك: اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أدرك، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: دراك أخاك.
دونك: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: دونك الكتاب.
ومنه قول صبية لأمها بلا نسبة:
" دونكها يا أم لا أطيقها ".
شتان: اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى افتراق وتباعد، ولا بد له من فاعل، نحو: شتان زيد وعمر.
ومنه قول لقيط بن زرارة:
شتان هذا والعناق والنوم والمشرب البارد في ظل الدم
وقد تزاد ما بعده، وتكون قبل الفاعل. نحو: شتان ما محمد وعلي.
ومنه قول الأعشى ميمون:
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر.
صه: اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اسكت، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت: نحو: صه يا ولد.
وهو من أسماء الأفعال اللازمة، ويكون مع غيره من أسماء الأفعال التي تستعمل للمفرد نحو: صه يا محمد، وللتثنية نحو: صه يا ولدان، وللجمع نحو: وصه يا أولاد. وللمذكر، وللمؤنث نحو: صه يا فاطمة.
عليك: عليك اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى الزم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، نحو: قوله تعال: (عليكم أنفسكم) (1).
ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
عليك بالصدق في كل الأمور ولا تكذب فاقبح ما يزري بك الكذب
عندك: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. نحو: عندك القلم، أي: خذه.
قد: اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي: نحو: قد محمدا ريالا.
ــــــــــ
1 ـ 19 الحاقة.
قط: اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي. نحو: قطني ما فعلت، أي يكفيني ما فعلت.
مه: اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اكفف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
ها: اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى خذ. ومنه قوله تعالى: (هاؤم اقرؤوا كتابية) 1.
وقد تلحقه كاف الخطاب، نحو: هاك القلم، وهاكما، وهاك بالكسر للمؤنثة، وهاكن. وفي التثنية تقول: هاؤما، وفي الجمع هاؤم، ولجماعة الإناث هاؤن.
هات: اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أعط، ويقال فعل أمر جامد.
ومنه قوله تعالى: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) 2.
ومنه قول امرئ القيس:
إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل
هيت: اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى أسرع وأقبل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. وهو للمفرد والمثنى والجمع تأنيثا وتذكيرا.
نحو قوله تعالى: (وقالت هيت لك) 3.
واه: اسم فعل مضارع مبني على الفتح بمعنى أعجب وأتلهف، وينون واه بالنصب فتقول: واهاً لفلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه قول أبي النجم العجلي:
واها لريا ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها
وشكان: اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى ما أسرع.
ــــــــــ
1 ـ 108 المائدة.
2 ـ 111 البقرة.
3 ـ 23 يوسف.
أسماء الأصوات
تعريفها:
الفاظ تشبه أسماء الأفعال في دلالتها على المقصود بدون مساعدة.
وكلها سماعية، ولا تعمل في غيرها، وليس لها محل من الإعراب، ولم تجعل أسماء أفعال، لأنها لم تحمل ضمائر، ولم تقع في شيء من تراكيب الكلام.
أقسامها:
تنقسم أسماء الأصوات إلى قسمين:
1 ـ قسم يخاطب ما لا يعقل من الحيوانات، أو صغار الآدميين. نحو: " هلا " لزجر الفرس، و " عدس " لزجر البغل، و " هس " لزجر الغنم، و" كخ " لزجر الطفل.
2 ـ قسم يحاكى به صوت: نحو: طق، وغاق لصوت الغراب، وقب لصوت وقع السيف، وطيخ للضاحك، وطاق لصوت الضرب، وخاز ياز لصوت الذباب.
وجميع أسماء الأصوات تكون أسماء، لامتناع كونها حروفا من قبل الاكتفاء بها، وامتناع كونها أفعالا من قبل أنها لا تدل على الحدث والزمن.
حكم أسماء الأفعال وأسماء الأصوات:
جميع أسماء الأفعال، وأسماء الأصوات تكون مبنية، إلا ما وقع منها متمكنا، فيجوز فيه الإعراب والبناء. 40 ـ كقول الشاعر:
دعاهن رِدْفي فارعوين لصوته كما رُعْت بالجوت الضماء الصواديا
الشاهد:: بالجوت " فقد رويت بالكسر على أنها اسم فعل معرب، وبالفتح على أنها اسم فعل مبني.
وإليك بعض أسماء الأصوات ومعانيها للفائدة:
أح: اسم صوت الساعل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
آخ: اسم صوت للموجوع مبني على حركة آخره، لا محل له من الإعراب.
آها: اسم صوت الضحك مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
بس: اسم صوت لدعاء الغنم والأبل مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وغالبا ما يكون مكررا فتقول: بس بس.
سأ: اسم صوت للحمار يورد به، أو يزجر، وهو من أسماء الأصوات التي تشبه اسم الفعل، لأنه يخاطب به ما لا يعقل من الحيوان، أو صغار الإنسان.
طق: اسم صوت لحكاية سقوط الحجارة بعضها على بعض.
يقال طقطقت الحجارة إذا جاء صوتها طق طق.
عدس: اسم صوت لزجر البغل. كقول الشاعر:
عدس ما لعباد عليك إمارة أمنت وهذا تحملين طليق
غاق: اسم صوت للغراب مبني على السكون.
قب: اسم صوت لوقع السيف، مبني على السكون.
ها ها: اسم صوت لزجر الكلب، أو حضه على ملاحقة فريسته.
ومنه قول أبي نواس:
تراه في الحضر إذا ما هابه يكاد أن يخرج من إهابه
هئ هئ: اسم صوت تدعى به الإبل للعلف. وهأ هأ: اسم صوت لزجر الإبل.
هه: اسم صوت للتذكرة والوعيد.
هيه هيه: اسم صوت للزجر والاستزادة من محدثك أثناء الحديث.
وع: اسم صوت لابن آوى.
نماذج من الإعراب
32 ـ قال النابغة الذبياني:
ألكني يا عيين إليك قولا سأهديه إليك، إليك عني
ألكني: فعل أمر مبني على السكون بمعنى بلِّغ، وأصله إمّا: ألئكني، فحولت كسرة الهمزة إلى اللام، وأسقطت الهمزة، أو أألكني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفا (1)، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به.
يا عيين: يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وعيين منادى مرخَّم حذف من آخره التاء، إذ أصله عيينة، مبني على الضم لأنه علم مفرد، ويجوز بناؤه على الفتح وهي حركة الحرف الذي قبل التاء المحذوفة " راجع في ذلك الترخيم ".
إليك: اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى خذ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت يعود على عيين.
قولا: مفعول به منصوب بالفتحة لاسم الفعل إليك.
سأهديه: السين حرف استقبال، وأهدي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به. إليك: جار ومجرور متعلقان بسأهديه.
إليك: أسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى تنح أو ابتعد.
غني: جار ومجرور متعلقان بإليك الأخير.
الشاهد قوله: إليك قولا، وإليك عني، فالأول اسم فعل أمر بمعنى خذ، والثاني بمعنى ابتعد.
ــــــــــــــ
انظر لسان العرب ج 10 ص 394.
33 ـ قال الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
إذا قالت: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه، قالت فعل ماض، والتاء للتأنيث.
حذام: فاعل قالت مبني على الكسر في محل رفع.
والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها.
فصدقوها: الفاء رابطة لجواب الشرط، وصدقوها فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله
ومفعوله، وجملة صدقوها لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
فإن القول: الفاء للتعليل، وإن حرف توكيد ونصب، والقول اسمها منصوب.
ما: اسم موصول مبني في محل رفع خبر إن.
قالت حذام: قال فعل ماض، والتاء للتأنيث، وحرام فاعل.
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة ما، والعائد ضمير منصوب بقال، والتقدير: فإن القول هو الذي قالته حذام.
الشاهد قوله: " حذام " فإنه أسم فعل مبني على الكسر على لغة أهل الحجاز.
34 ـ قال الشاعر:
تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهاتَِ هيهاتٍ إليك رجوعها
تذكرت: فعل وفاعل. أياما: مفعول به منصوب.
مضين: مضى فعل ماض مبني على السكون، ونون النسوة في محل رفع فاعله، والجملة في محل نصب صفة " لأياما ".
من الصبي: جار ومجرور متعلقان بمضين.
فهيهات: الفاء استئنافية، وهيهات اسم فعل ماض بمعنى بعد، مبني على الفتح وهي لغة أهل الحجاز، وبالبناء على الكسر لغة أسد وتميم.
هيهات: توكيد لفظي. إليك: جرار ومجرور متعلقان برجوعها، أو في محل نصب مفعول به لرجوع.
رجوعها: فاعل هيهات الأولى، ورجوع مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله.
197 ـ قال تعالى: (هيهات هيهات لما توعدون) 36 المؤمنون.
هيهات: اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى بعد، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير هو. هيهات: توكيد لفظي للأولى. ويلاحظ في هيهات لغات كثيرة اشهرها الفتح من غير تنوين كما ذكرنا، وهو مبني لوقوعه موقع المبني، أو لشبه الحرف، وهيهاتا بالفتح والتنوين، وبالضم والتنوين فتقول: هيهاتٌ، وهيهاتٍ بالكسر والتنوين، وهيهاتِ بالكسر من غير تنوين، وهيهات ْ بإسكان التاء، وغيرها كثير.
لما: اللام حرف جر زائد، وما اسم موصول في محل رفع فاعل لهيهات، وفي محل جر على اللفظ بحرف الجر الزائد.
ويجوز في " ما " أن تكون مصدرية، والمصدر المؤول منها ومن الفعل توعدون في محل رفع فاعل لهيهات.
توعدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب على الوجه الأول.
198 ـ قال تعالى: (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) 23 الإسراء.
فلا: الفاء واقعة في جواب الشرط، ولا ناهية.
تقل: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
لهما: جار ومجرور متعلقا بتقل.
أف: اسم فعل مضارع مبني على الكسر مع التنوين، وتشديد الفاء، وضم الهمزة، وهي لغة من لغات كثيرة في اسم الفعل " أف " وبها قراءة حفص، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
ولا: الواو حرف عطف، ولا ناهية.
تنهرهما: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، والفاعل صمير مستتر وجوبا
تقديره: أنت، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به.
وجملة تنهرهما معطوفة على ما قبلها.
وسنذكر بعض هذه اللغات الأخرى في " أف " للفائدة:
1 ـ همزة أف إما أن تكون مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة.
2 ـ فإن كانت الهمزة مضمومة فحاصل ضبطها أنها إما مجردة عن اللواحق، أو ملحقة بزائد.
3 ـ والمجردة إما أن يكون آخرها ساكنا أو متحركا. والمتحركة إما أن تكون مشددة، أو مخففة مع التنوين أو عدمه، والساكنة إما مشددة، أو مخففة.
4 ـ واللواحق لها من الزوائد إما هاء السكت، أو حرف المد، فإن كان هاء السكت فالفاء مثلثة مشددة، وإن كان حرف مد، فهو إما واو أو ياء أو ألف، والفاء فيهن مشددة، والألف إما مفخمة، أو بالإمالة المحضة، أو بين بين.
4 ـ وإن كانت الهمزة مكسورة فالفاء مثلثة مخففة مع التنوين، وعدمه، أو فتح الفاء وكسرها بالتشديد مع التنوين وعدمه وغيرها من اللغات التي تجاوزت الأربعين.
35 ـ قال الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأوهِْ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعد أرض بيننا وسماء
فأوه: الفاء واقعة في جواب الشرط، وأوه اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع، مبني على السكون، كما يجوز بنائه على الكسر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. لذكراها: جار ومجرور متعلقان بأوه، وذكرى مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
إذا ما ذكرتها: إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه، وما مصدرية حينية، وذكرتها فعل وفاعل ومفعول به، والمصدر المؤول من ما والفعل في تأويل مصدر مجرور بالإضافة لإذا، وجواب الشرط محذوف دلت عليه القرينة في أول الكلام وهو قوله: فأوه لذكراها. والتقدير: إذا ما ذكرنها فأوه لذكراها.
ومن بُعد أرض: الواو حرف عطف، ومن بعد جار ومجرور متعلقان متعلقان بأوه، وبعد مضاف، وأرض مضاف إليه مجرور.
بيننا: بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من سماء، حيث كان في الأصل صفة له فلما تقدم عليه أعرب حالا على القاعدة، وبين مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وسماء: الواو حرف عطف، وسماء معطوف على أرض مجرور مثلها.
الشاهد قوله: فأوه، حيث يبنى على السكون، والكسر.
199 ـ قال تعالى: (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) 82 القصص.
ويكأن: وي اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى أتعجب، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والكاف حرف جر يفيد التعليل وليس التشبيه، وأنّ حرف توكيد ونصب " مشبه بالفعل "، وهي وما بعدها في محل جر بالكاف، وشبه الجملة متعلق بـ " وي ".
الله: لفظ الجلالة اسم أن منصوب بالفتحة.
يبسط: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
الرزق: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة يبسط في محل رفع خبر أن.
لمن: جار ومجرور متعلقا بيبسط.
يشاء: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
وجملة يشاء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من عباده: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل.
ويقدر: الواو حرف عطف، ويقدر معطوف على ما قبله.
36 ـ قال الشاعر:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر اقدم
ولقد شفى: الواو حرف قسم، والمقسم به محذوف تقديره الله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم، واللام واقعة في جواب القسم، وقد حرف تحقيق، وشفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر.
نفسي: مفعول به، والياء في محل جر مضاف إليه.
وابرأ سقمها: الواو حرف عطف، وأبرأ معطوف على شفى، وسقمها مفعول به، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
قيل الفوارس: فاعل يطلبه كل من الفعلين شفى وأبرأ على التنازع، فالبصريون يجعلونه فاعل للفعل أبرأ لقربه منه، ويجعلون فاعل الفعل شفى ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، ويختار الكوفيون العكس. وقيل مضاف، والفوارس مضاف إليه.
ويك: اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى نعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب.
عنتر: منادى مرخم مبني على الضم، ويجوز بنائه على الفتح، وحرف النداء محذوف، والتقدير: ياعنتر، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول للمصدر قيل. اقدم: فعل أمر مبني علي السكون وحرك بالكسر لموافقة الروي، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول أيضا. وجملة لقد شفى جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
والقسم وجوابه لا محل له من الإعراب كلام مستأنف.
37 ـ قال الشاعر:
بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ
بحيهلا: جار ومجرور قصد به لفظه لحكايته، وشبه الجملة متعلق بيزجون.
يزجون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
كل مطية: كل مفعول به، وهو مضاف، ومطية مضاف إليه.
أمام المطايا: أمام ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والمطايا مضاف إليه، والظرف مع متعلقه في محل جر صفة لمطية.
سيرها: مبتدأ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
المتقاذف: خبر مرفوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر البغدادي في خزانته إعرابا أجود من السابق فقال: أن يكون سيرها فاعلا للظرف لاعتماد الظرف على الموصوف، والمتقاذف صفة لسير.
38 ـ قال الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي هي الدنيا: ضمير الشأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أول، والدنيا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
تقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي يعود على الدنيا. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
بملء فيها: جار ومجرور متعلقان بتقول، وملء مضاف، وفيها مضاف إليه مجرور بالياء، وفي مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
حذار: اسم فعل أمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت.
حذار: توكيد لفظي لحذار الأولى.
من بطشي: جار ومجرور متعلقان بحذار، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. وفتكي: الواو حرف عطف، وفتكي معطوف على ما قبله. وجملة: حذار وما في حيزها في محل نصب مفعول به مقول القول.
39 ـ قال الشاعر:
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق
تذر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي يعود إلى الحرب.
الجماجم: مفعول به منصوب. ضاحيا: حال منصوبة من الجماجم.
هاماتها: فاعل لضاحيا لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله ضحى، وهامات مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
بله الأكفَّ: بله على رواية نصب الأكف اسم فعل أمر بمعنى دع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والأكف مفعول به منصوب بالفتحة، " وهذا هو الشاهد المطلوب ". وعلى رواية الجر، فبله مصدر مضاف إلى الأكف، والأكف مضاف إليه مجرور بالكسرة، وعلى رواية الرفع، فبله بمعنى كيف للاستفهام التعجبي مبنية على الفتح في محل رفع خبر مقدم، والأكف مبتدأ مؤخر مرفوع.
كأنها: الكاف حر جر للتشبيه، وأن حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
لم تخلق: لم حرف نفي وجزم وقلب، وتخلق فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لموافقة الروي، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن.
الشاهد قوله " بله " حيث جاء اسم فعل فنصب المفعول به، كما جاء مصدرا، وبمعنى " كيف ".
40 ـ قال الشاعر:
دعاهن ردفي فارعوين لصوته كما رعت بالجوت الضماء الصواديا
دعاهن: دعا فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف، ونون النسوة في محل نصب مفعول به.
ردفي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الفاء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء
المتكلم، وردف مضاف، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
فارعوين: الفاء عاطفة، وارعوى فعل ماض، ونون النسوة في محل رفع فاعله.
لصوته: جار ومجرور متعلقان بارعوين.
كما رعت: الكاف للتشبيه، وما مصدرية، ورعت فعل وفاعل، والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بارعوين.
بالجوت: جار ومجرور متعلقان برعت.
الظماء: مفعول به لرعت. الصواديا: صفة منصوبة للظماء.
الشاهد قوله: بالجوت، حيث دخلت أل التعريف على على اسم الصوت، وهو " جوت ".
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 12:54 ص]ـ
أخي زيد الخير
أعلمك أني سوف أطبع كتابك هذا وأغلفه ليكون كتابا لدي ومرجعا مهما بالنسبة لي
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخى: صالح على اهتمامك الكبير وتقديرك لهذا الجهد وتواضعك الذى أخجلنى
ونسأل الله أن يعلمنا ويعلمكم
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــيل
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 03:12 ص]ـ
أخي زيد الخير
ماذكرته هو تقرير وافع
و ماتفعله يعتبر في وقتنا الحاظر نادر لأنه شمولي المنهج
والشواهد التي وضعتها قوية جدا وسهلة في نفس الوقت
هو فعلا كتاب كعنوانه
رجاء أكمل فهذا أبداع في تبسيط المعلومة بكتابك هذا من يدرسه
يسهل عليه النحو
والنحو عقدة شبابنا العربي
فبعملك هذا وضعت لبنة من لبنات التصالح بين التحو والناس وقبلهم الطلبه(/)
الفزعة ياأهل سيبويه
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 01:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني أخواتي أختكم تبي الفزعة منكم
س9: أعرب ماتحته خط في الأمثلة الآتية:-
هيهات هيهات لما توعدون.
شتان ما بينكما.
رويد محمدا.
سار القوم رويدا.
رويد على.
حذار كثرة الكلام.
هيهات اليمن.
س10: مثل لما يأتي:
- اسم فعل أمر قياسي.
- اسم فعل نكرة.
- اسم فعل معرفة.
- اسم فعل منته بكاف الخطاب.
- اسم فعل منقول عن ظرف.
س11: أعرب ما تحته خط:
- (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع).
- (لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
- (ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا من موعدة).
- (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير).
- (أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما).
- سرني إنشاد أخيك الأشعار.
- حزنت لبعد الصديق.
- سرني إنشاد الأشعار الرقيقة.
- إني لأعجب من طلب العامل المهمل مكافأة.
- حبك الشيء يعمى ويصم.
س12: استخرج العوامل مما يأتي واذكر نوع كل:
- رويد أخيك.
- رويد أخاك.
- هيهات أن يسود الظلم.
- إفطارك صباحا ضروري.
- (والذي قال لوالديه أف لكما)
- دراك هذا اللص الهارب.
س13: أعرب الجمل السابقة ذاكرا ما في بعضها من أوجه إعراب مختلفة:
- أراض أبوك عنك.
- راض أبوك عنك.
- محمد راض أبوه عنه.
- أنت شاب راض أبوه عنه.
- أبوك راض عنك.
س14: أعرب ما تحته خط في الجملتين السابقتين:
- كنت فتاة راضيا أبوك عنك.
- كنت فتاة راض أبوك عنك ,
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني أخواتي أختكم تبي الفزعة منكم
س9: أعرب ماتحته خط في الأمثلة الآتية:-
هيهات هيهات لما توعدون.
هيهات:- اسم فعل ماض
شتان ما بينكما.
شتان:- اسم فعل ماض
رويد محمدا.
محمدا:- مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
سار القوم رويدا.
رويدا:- حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة
رويد على.
رويد:- اسم فعل أمر والفاعل ضمير مستتر وجوباأ تقديره أنت
حذار كثرة الكلام.
حذار:- اسم فعل أمر والفاعل ضمير مستتر وجوباأ تقديره أنت
هيهات اليمن.
هيهات:- اسم فعل ماض
اليمن:- فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
س10: مثل لما يأتي:
- اسم فعل أمر قياسي.
- اسم فعل نكرة.
- اسم فعل معرفة.
- اسم فعل منته بكاف الخطاب.
إليك
- اسم فعل منقول عن ظرف.
عليك
س11: أعرب ما تحته خط:
- (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع).
دفع:- مبتدأ مرفوع
الناس:- مفعول به منصوب
- (لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
حج:- مبتدأ مؤخر مرفوع
البيت:- مضاف إليه مجرور
- (ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا من موعدة).
- (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير).
- (أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما).
- سرني إنشاد أخيك الأشعار.
- حزنت لبعد الصديق.
- سرني إنشاد الأشعار الرقيقة.
- إني لأعجب من طلب العامل المهمل مكافأة.
- حبك الشيء يعمى ويصم.
س12: استخرج العوامل مما يأتي واذكر نوع كل:
- رويد أخيك.
- رويد أخاك.
- هيهات أن يسود الظلم.
- إفطارك صباحا ضروري.
- (والذي قال لوالديه أف لكما)
- دراك هذا اللص الهارب.
س13: أعرب الجمل السابقة ذاكرا ما في بعضها من أوجه إعراب مختلفة:
- أراض أبوك عنك.
- راض أبوك عنك.
- محمد راض أبوه عنه.
- أنت شاب راض أبوه عنه.
- أبوك راض عنك.
س14: أعرب ما تحته خط في الجملتين السابقتين:
- كنت فتاة راضيا أبوك عنك.
- كنت فتاة راض أبوك عنك ,
هذا جزء
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 05:25 م]ـ
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووور
رجاءا كمل الاجوبة جزاك الله خير
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 06:52 م]ـ
س10: مثل لما يأتي:
- اسم فعل أمر قياسي.= ذهاب - سماع - نزال.
- اسم فعل نكرة. صهٍ، مهٍ
- اسم فعل معرفة. صهْ، مهْ
- اسم فعل منته بكاف الخطاب. إليك عني، عليك بالعلم
- اسم فعل منقول عن ظرف.= وَرَاءَك" بمعنى تأخَّرْ، و "أمَامَكْ" بِمَعْنَى تَقَدَّمَ، و "دونَكَ" بِمَعْنَى خُذْ، "مَكَانَكْ" بِمَعْنَى اثْبُتُ.
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 08:04 م]ـ
مشكووووووووووووووووووور كمل جزاك الله خير
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 05:13 م]ـ
ابي احد يحلي السؤال13 - 12
ويعرب لي ذي الجملة
- حبك الشيء يعمى ويصم
ـ[اليتيمي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 03:16 ص]ـ
س14: أعرب ما تحته خط في الجملتين السابقتين:
- كنت فتاة راضيا أبوك عنك. راضيا: نعت سببي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة , أبوك: فاعل مرفوع لاسم الفاعل (راضيا) وعلامة رفعة الواو لأنه من الأسماء الستة , وهو مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه, عنك: جار ومجرور متعلق باسم الفاعل.
- كنت فتاة راض أبوك عنك , راض: كالسابق إلا ان الفتحة حذفت مع حرف الإعراب وهو الياء وهذه لغة في المنقوص تحذف فيه الياء فتقول في قاضي وراضي قاض وراض فتحذف حركة الإعراب مع حرفها والله أعلم .... وبقية الجملة كسابقتها
ـ حبك الشيء يعمى ويصم: حبك: مبتدأ مضاف والكاف ضمير ... في محل جر بالإضافة وهو من إضافة المصدر إلى فاعله.
الشيء: مفعول به للمصدر العامل عمل فعله منصوب وعلا ..... الخ
يعمي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل, وفاعله ضمير مسستر تقديره: هو , والجملة في محل رفع خبر المبتدأ: (حب)
ويصم: الواو: عاطفة , ويصم: مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة , وفاعله ضمير مسستتر جوازا تقديره هو , والجملة في محل رفع لأنها معطوفة على جملة الخبر المرفوعة. ... والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اليتيمي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 03:23 ص]ـ
س12: استخرج العوامل مما يأتي واذكر نوع كل:
- رويد أخيك. العامل هو المصدر رويد لأن ما بعده مجرور
- رويد أخاك. العامل هو اسم الفعل رويد لن ما بعده منصوب.
- هيهات أن يسود الظلم."""""" هيهات
- إفطارك صباحا ضروري. المصدر (إفطار)
- (والذي قال لوالديه أف لكما) أف اسم فعل أمر
- دراك هذا اللص الهارب. دراك: اسم فعل امر
ـ[محبة العربية]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 07:32 ص]ـ
لقد جاءتك الأجوبة جاهزة
ولو أنك حاولتِ أيضا وحللت بعضها لكان ذلك جيدا
لا سيما أن بعض الأسئلة بسيطة جداً.
فوت على نفسك الفائدة.
فتعلم النحو سهل بالنسبة للطلاب إذا حاولوا المرة تلو الأخرى.
وفقك الله
ـ[الهذلي]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 07:16 م]ـ
دراك اسم فعل أم مصدر؟
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 10:22 م]ـ
دراك: اسم فعل أمر قياسي بمعنى أدرك.
ـ[اليتيمي]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 02:55 م]ـ
ويبقى السؤال هل يقاس على وزن فعال اسم الفعل مطلقا هذا جانب.
وهل يشترط في الفعل الذي أخذ منه وزن فعال أن يكون مجردا أو مزيدا او على صيغة محددة أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 10:38 م]ـ
القياسُ في أسماءِ الأفعال
لا يقاس من أسماءِ الأفعال إلاّ مُوَازِن "فَعَالِ" أمْراً من الثلاثيِّ التام المتصرف كـ "نَزَالِ" و "أكَالِ" بمعنى انزِلْ وكُلْ، وما عَدَا ذلك فالمعوَّلُ فيه السماعُ.
ـ[الهذلي]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 12:47 ص]ـ
دراك مصدر في الشاهد الوحيد الذي وجدته!
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 05:17 ص]ـ
" .. وما كان منه معدولا، فهو قياسي يُبنى على وزن " فعالِ"، من كل فعل ثلاثي مجرد تام متصرف: كقتال وضراب ونزال وحذار.
وشذ مجيئه من المزيد الثلاثي نحو: " دَراكِ" بمعنى أدْرِك، و " بدار" بمعنى: بادِر.
جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني ج1 ص:157(/)
ماإعراب؟؟؟
ـ[.الجامعي.]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 01:36 م]ـ
قال تعالى:
فاصبرْ على مايقولون وسبِّحْ بحمدِ ربِّك قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها ومن آناءِ الليلِ فسبحْ وأطرافَ النهارِ لعلكَ ترضَى "
ماإعراب " وأطرافَ النهارِ "
وشكرا ...
الجامعي ....
ـ[العمري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم هذه محاولة قابلة للقبول والرد
حرف الجر (من) بمعنى (في) بهذا يكون السياق
وسبح في آناء الليل وفي أطراف النهار
معطوف على مجرور مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة
والله أعلم
ـ[.الجامعي.]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 11:05 ص]ـ
السلام عليكم هذه محاولة قابلة للقبول والرد
حرف الجر (من) بمعنى (في) بهذا يكون السياق
وسبح في آناء الليل وفي أطراف النهار
معطوف على مجرور مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة
والله أعلم
أخي العمري:
إذا كانت ممنوعة من الصرف، فماالعلة في منعها؟
الجامعي ...
ـ[محمد س الشواي]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 11:47 ص]ـ
السلام عليكم هذه محاولة قابلة للقبول والرد
حرف الجر (من) بمعنى (في) بهذا يكون السياق
وسبح في آناء الليل وفي أطراف النهار
معطوف على مجرور مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة
والله أعلم
ما هكذا تورد يا سعد الإبل
(أطراف) ظرف زمان منصوب، وقد اكتسبت هذه الكلمة معنى الزمان من إضافتها إلى (النهار) الذي يعرب مضافا إليه مجرورا.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 12:56 م]ـ
أظن أن الأدق أن نعرب أطراف:
نائب ظرف زمان مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 12:22 ص]ـ
الواو حرف عطف و أطراف معطوف على (قبل) منصوب بالفتحة الظاهرة(/)
ما الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبه؟
ـ[اسلام 1975]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 01:52 م]ـ
ما الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبه؟
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 04:16 م]ـ
ستجد الإجابة هنا بإذن الله
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8205&highlight=%C7%D3%E3+%C7%E1%DD%C7%DA%E1
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8369&highlight=%C7%E1%D5%DD%C9+%C7%E1%E3%D4%C8%E5%C9
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 03:10 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخى: أبو ذكرى على مشاركتك هذه وانى سوف أرسل دروس فى علم الصرف أن شاء الله
فارس العربية الخـ زيد ـــــيل
ـ[اسلام 1975]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 08:41 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عشق عربي]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الشكر للجميع على الإفادة ...
و إني لأطمع بمزيد من الإفادة في هذا الموضوع ...
مما درسناه علمت أن المشتق الذي يكون على وزن (فعيل)
تشترك فيه كل من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة.
و للتفرقة بينهما علمت أن الصفة المشبهة تكون من الفعل اللازم
و أن الصيغة المبالغة تكون من الفعل المتعدي.
(هذا باستثناء أنه إذا ورد وزن فعيل في أسماء الله الحسنى يعتبر
صفة مشبهة وإن تعدى الفعل).
و لكن هل يعتبر التفريق بين فعلي كلا منهما هو الفرق الوحيد
الذي يمكننا أن نجزم من خلاله إن كان المشتق صفة مشبهة أم
صيغة مبالغة؟
أرجو الإفادة ...
وشكري المقدم موصول لكم ...
تحياتي ...
عشق عربي ...
ـ[أبو حازم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 10:15 م]ـ
:::
أخي في الله سأعطيك عن سؤالك جوابا كافيا شافيا قليلة كلماته كثيرة فائداته وهو مما استفدته شفاها عن شيخنا محمد سالم ابن عبد الودود الشنقيطي قال حفظه الله لما سئل عن هذا "اسم الفاعل هو كل وصف دل على حدوث الفعل والصفة المشبهة هي كل وصف دل على اتصاف الذات بالحدث أوجريانه عليها أي الذات وأمثلة ذلك ضارب وحسن وميت "أهـ
فأنت ترى أنه لم يعتبر الوزن فرقا بينها فعليك بهذا الفرق والله يتولاك برعايته(/)
متن ألفية ابن مالك
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 03:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1) قال محمد هو ابن مالك أحمد ربي الله خير مالك
2) مصلياً على النبي المصطفى وآله المستكملين الشرفا
3) وأستعين الله في ألفية ابن مالك مقاصد النحو به محويه
4) تقرب القصى بلفظ موجز وتبسط البذل بوعد منجز
5) وتقتضى رضا بغير سخط فائقة ألفية ابن معطى
6) وهوبسبق حائز تفضيلا مستوجب ثنائى الجميلا
7) والله يقضي بهبات وافره لي وله في درجات الآخره
الكلام وما يتألف منه
8) كلامنا لفظ مفيد كاستقم واسم و فعل ثم حرف الكلم
9) واحده كلمه والقول عم وكلمة بها كلام قد يؤم
10) بالجر والتنوين والند وأل ومسند للاسم تمييز حصل
11) بتا فعلت وأنت ويا افعلي ونون أقبلن فعل ينجلي
12) سواهما الحرف كهل وفي ولم فعل مضارع يلي لم كبثم
13) وماضي الأفعال بتامز وسم بالنون فعل الأمر إن أمر فهم
14) والأمر إن لم يك للنون محل فيه هو اسم نحو صه وحيهل
المعرب والمبنى
15) والاسم منه معرب ومبنى لشبه من الحروف مدنى
16) كالشبه الوضعى فى اسمى جئتنا والمعنوى فى متى وفى هنا
17) وكتابة عن الفعل بلا تأثر وكافتقار أصلا
18) ومعرب الاسماء ما قد سلما من شبه الحرف كأرض وسما
19) وفعل أمر ومضى بنيا وأعربوا مضارعاً إن عربا
20) ومن نون توكيد مباشر ومن نون إناث كبرعن من فتن
21) وكل حرف مستحق للبنا والأصل فى أن يسكنا
22) ومنه ذو فتح وذ كسر وضم كأين أمس حيث والساكن كم
23) والرفع والنصب اجعلن إعرابا لاسم وفعل نحو لن أهابا
24) والاسم قد خصص بالجر كما قد خصص الفعل بأن ينجزما
25) فارفع بضم وانصبن فتحا وجر كسرا كذكر الله عبده يسر
26) واجزم بتسكين وغير ماذكر ينوب نحو جا أخو بني نمر
27) وارفع بواو وانصبن بالألف واجرر بياء ما من الأسما أصف
28) من ذاك ذو ان صحبه ابانا والفم حيث الميم منه بانا
29) أب أخ حم كذاك وهن والنقص فى هذا الأخير احسن
30) وفى أب وتالييه يندر وقصرها من نقصهن أشهر
31) وشرط ذا الإعراب أن يضقن لا لليا كجا أخو أبيك ذا عتلا
32) بالألف ارفع المثنى وكلا اذا بمضمر مضافا وصلا
33) كلتا كذلك اثنان واثنتان كابنين وابنتين يجريان
34) وتخلف اليا فى جميعها الألف جراً ونصباً بعد فتح قد ألف
35) وارفع بواو وبيا اجرر وانصب سالم جمع عامر ومذنب
36) وشبه ذين وبه عشرونا وبابه ألحق والأهلونا
37) أولو وعالمون عليونا وأرضون شذ والسنونا
38) وبابه ومثل حين قد برد فالباب وهو عند قوم يطرد
39) ونون مجموع وما به التحق فافتح وقل من بكسره نطق
40) ونون ما ثنى والملحق به بعكس ذاك استعملوه فانتبه
41) وما بتا وألف قد جمعا بكسر في الجر وفي النصب معا
42) كذا أولات والذي اسما قد جعل كأذرعات فيه ذا ايضا قبل
43) وجر بالفتحة ما لا ينصرف مالم يضف أو بك بعد أل ردف
44) واجعل لنحو يفعلان النونا رفعا وتدعين وتسألونا
45) وحذفها للجزم والنصب سمه كلم تكونى لترومى مظلمه
46) وسم معتلا من الاسماء ما كالمصطفى والمرتقى مكارما
47) فالأول الإعراب فيه قدرا جميعه وهوالذى قد قصرا
48) والثان منقوص ونصبه ظهر ورفعه ينوى كذا أيضا يجر
49) وأى فعل آخر من ألف أو واو ياء فمعتلا عرف
50) فالألف انوفيه غير الجزم وأبدا نصب ما كعيدعو يرمى
51) والرفع فيهما انو واحذف جازماً ثلاثهن نقض حكما لازما
النكرة والمعرفة
52) نكرة قابل آل مؤثرا أو واقع موقع ما قد ذكرا
53) وغيره معرفة كهم وذى وهند وابنى والغلام والذى
54) فما الذى غيبة أو حضور كأنت وهو سم بالضمير
55) وذو اتصال منه ما لا يبتدا ولا يلي إلا اختباراً أبدا
56) كالياء والكاف من ابنى أكرمك والياء والهاء من سلبه ما ملك
57) وكل مضمر له البنا يجب ولفظ ما جر كلفظ ما نصب
58) للرفع والنصب وجرنا صلح كاعرف بنا فاننا نلنا المنح
59) وألف والواو والنون لما غاب وغيره كقاما واعلما
60) ومن ضمير الرفع ما يستتر كافعل أو افق نغتبط اذ تشكر
61) وذو ارتفاع وانفصال أنا هو وأنت والفروع لا تشتبه
62) وذو انتصاب في انفصال جعلا إياي والتفربع ليس مشكلا
63) وفي اختبار لا يجئ المنفصل إذا تأتى أن يجئ المتصل
64) وصل أو أفصل هاء سلنيه وما أشبهه في كته الخلف انتمى
(يُتْبَعُ)
(/)
65) كذلك خلتبه واتصالا أختار غيري اختار الانفصالا
66) وقدم الأخص في اتصال وقدمن ما شئت في انفصال
67) وفي اتحاد المرتبة الزم فصلا وقد يبح الغيب فيه وصلا
68) وقبل يا النفس مع الفعل التزم نون وقاية وليس قد نظم
69) وليتني فثا وليتني ندرا ومع لعل اعكس وكن مخبرا
70) في البقايا واضطرارا خففا منى وعنى بعض من قد سلفا
71) وفي لدنى لدي قل وفي قدنى وقطنى الحذف أيضا قد يفي
72) اسم يعين المسمى مطلقا علمه كجعفر وخرنقا
73) وقرن وعدن ولا حق وشدقم وهيلة وواشق
74) واسماً أتى وكنية ولفبا وأخرن ذا ان سواه صحبا
75) وإن يكونا مفردين فأضف حتماً وإلا أتبع الذي ردف
76) ومنه منقول كفضل وأسد وذو ارتجال كسعاد وأدد
77) وجملة وما بمزج ركبا ذا إن بغير وبه تم أعربا
78) وشاع في الإعلام ذو الإضافة كعيد شمس وأبى قحافه
79) ووضعوا لبعض الاجانس علم كعلم الأشخاص لفظاً وهو عم
80) من ذاك أم عربط للعقرب وهكذا ثعالة للثعلب
81) ومثله برة للمبرة كذا فجار علم للفجره
اسم الإشارة
82) بذا لمفرد مذكر أشر بذي وذه نسى نا على الأنثى اقتصر
83) وذان تان للمثنى المرتفع وفي سواء ذبن تبن اذكر تطع
84) وبأولى أشر لجميع مطلقا والمد أولى ولدى البعد انطقا
85) بالكاف حرفا دون لام أو معه واللام إن قدمت ها ممتنعه
86) وبهنا أو هاهنا أشر إلي دانى المكان وبه الكاف صلا
87) فى البعد أو بثم فه أو هنا أو بهنالك انطقن أو هنا
الموصول
88) موصول الأسماء الذلى الأنثى التى واليا إذا ما ثنيا لا تثبت
89) بل ما تليه أوله العلامه والنون إن تشدد فلا ملامه
90) والنون من ذين وتبن شددا أيضا وتعويض بذاك قصدا
91) جمع الذى الألى الذين مطلقا وبعضهم بالواو رفعا نطقا
92) باللات واللاء التى قد جمعا واللاء كالذين نزرا وقعا
93) ومن وما وأل تساوى ماذكر وهكذا ذو عند طئ شهر
94) وكالتى ايضا لديهم ذات وموضوع اللاتى أتى ذوات
95) ومثل ماذا بعد ما استفهام أو من إذا لم نلغ فى الكلام
96) وكلها يلزم بعده صله على ضمير لائق مشتمله
97) وجملة أو شبهها الذى وصل به كمن عندى الذى ابنه كفل
98) وصفة صريحة صلة ال وكونها بمعرب الأفعال قل
99) أى كما أعربت مالم تضف وصدر أصلها ضمير انحذف
100) وبعضهم أعرب مطلقا وفي ذا الحذف أبا غير أى يقتفى
101) إن يستطل وصل وإن لم يستطل فالحذف نزر وأبو أن يختزل
102) إن صلح الباقى لوصل مكمل والحذف عندهم كثير منجلى
103) فى عائد متصل إن انتصب بفعل أوصف كمن نرجو يهب
104) كذاك حذف ما بوصف خفضا كأنت قاض بعد أمر من قضى
105) كذا الذى جر بما الموصول جر كمر بالذى مررت فهوبر
المعرف بأداة التعريف
106) أل حرف تعريف أو اللام فقط فنمط عرفت قل فيه النمط
107) وقد تزاد لازما كاللات والآن والذين ثم اللات
108) ولا ضطرار كبنات الأوبر كذا وطبت النفس ياقيس السرى
109) وبعض الأعلام عليه دخلا للمح ما قد عنه نقلا
110) كالفضل والحارث والنعمان فذكر ذا وحذفه سبان
111) وقد بصر علماً بالغلبه مضاف أو مصحوب أل كالعقبه
112) وحذف أل إن تناد أو تضف أوجب وفي غيرهما قد تنحذف
الابتداء
113) مبتدأ زيد تعاذر خبر إن قلت زيد عازر من اعتذر
114) وأول مبتدأ والثاني فاعل اغنى في أسار ذان
115) وقس وكاستفهام النفى وقد يجوز نحو فائز أولو الرشد
116) والثان مبتدأ وذا الوصف خبرا إن في سوى الإفراد طبقاً استقر
117) ورفعوا مبتدأ بالابتدا كذاك رفع خبر بالمبتدا
118) والخبر الجزء المتم الفائده كالله بر الأيادي شاهده
119) ومفردا يأتي ويأتي جملة حاوية معنى الذي سيقت له
120) وإن تكن إياه معنى اكتفى بها كنطقي الله حسبي وكفى
121) والمفرد الجامد فارغ وإن يشتق فهو ذو ضمير مستكن
122) وأبرزنه مطلقاً حيث تلا ماليس معناه له محصلا
123) وأخبروا بظرف أو بحرف جر ناوين معنى كائن أو استقر
124) ولا يكون اسم زمان خبرا عن جثة وإن يفد فأخبرا
125) ولا يجوز الابتدا بالنكره مالم تفد كعند زيد نمره
126) وهل فتى فيكم فما حل لنا ورجل من الكرام عندنا
127) ورغبة في الخبر وعمل بر بزين ولبقس ما لم يقل
128) والأصل في الأخبار أن تؤخر وجوزوا التقديم إذ لا ضررا
129) فامنعه حين يستوى الجزءان عرفاً ونكراً عادمى بيان
(يُتْبَعُ)
(/)
130) كذا إذا ما الفعل كان الخبرا أو قصد استعماله منحصرا
131) أوكان مسند لذي لام ابتدا أو لازم الصدر كمن لي منجدا
132) ونحو عندي درهم ولي وطر ملتزم فيه تقدم الخبر
133) كذا إذا عاد عليه مضمر مما به عنه مبينا بخبرا
134) كذا إذا يستوجب التصديرا كأين من علمته نصيرا
135) وخبر المحصور قد أبدا كما لنا إلا اتباع أحمدا
136) وحذف ما بعلم جائز كما نقول زيد بعد من عند كما
137) وفي جواب كيف زيد قل دنف فزيد استغنى عنه إذ عرف
138) وبعد لولا غالبا حذف الخبر حتم وفي نص يمبن ذا استقر
139) وبعد واو عينت مفهوم مع كمثل كل صانع وما صنع
140) وقبل حل لا يكون خبرا عن الذي خبره قد أضمرا
141) كضربي العبد مسيئاً وأتم تبيينى الحق منوطاً بالحكم
142) وأخبروا باثنين أو بأكثرا عن واحد كهم سراة شعرا
كان وأخواتها
143) ترفع كان المبتدا اسماً والخبر تنصبه ككان سيداً عمر
144) ككان ظل بات أضحى أصبحا أمسى وصار ليس زال برحا
145) فتئ وانفك وهذى الأربعة لشبه نفى أو لنفى متبعه
146) ومثل كان دام مسبوقا بما كأعط ما دمت مصيباً درهما
147) وغير ماض مثله قد عملا إن كان غير الماض منه استعملا
148) وفي جميعها توسط الخبر أجز وكل سبقه دام حظر
149) كذاك سبق خبر ما النافيه فجئ بها متلوة لا تاليه
150) ومنع سبق خبر ليس اصطفى وذ تمام ما برفع يكتفي
151) وما سواه ناقص والنقص في فتئ ليس زال دائما قفى
152) ولا يلي العامل معمول الخبر إلا إذا ظرفاً أتى أو حرف جر
153) ومضمر الشان اسماً انو إن وقع موهم ما استبان أنه امتنع
154) وقد تزاد كان في حشو كما كان أصح علم من تقدما
155) ويحذفونها ويبقون الخبر وبعد إن ولو كثيرأ ذا اشتهر
156) وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب كمثل أما انت براً فاقترب
157) ومن مضارع لكان منجزم تحذف نون وهو حذف ما التزم
فصل في ما ولات وإن المشبهات بليس
158) إعتمال ليس أعملت ما دون إن مع بقا النفي وترتيب زكن
159) وسبق حرف جر أو ظرف كما بي أنت معنيا أجاز العلما
160) ورفع معطوف بلكن أو ببل من بعد منصوب بما الزم حيث حل
161) بعد ما وليس جر البا الخبر وبعد لا ونفى كان قد يجر
162) في النكرات أعملت كليس لا وقد تلى لات وإن ذا العملا
163) وما للات في سوى حين عمل وحذف ذى الرفع فثا والعكس قل
أفعال المقاربة
164) ككان كاد وعسى لكن ندر غير مضارع لهذين خبر
165) وكونه بدون أن بعد عسى نزر وكاد الأمر فيه عكسا
166) وكعسى حرى ولكن جعلا خبرها حتما بأن متصلا
167) وألزموا الخلولوق أن مثل حرى وبعد أوشك انتفا أن نزرا
168) ومثل كاد في الأصح كربا وترك أن مع ذ ي الشروع وجبا
169) كأنشأ السائق يحدو وطفق كذا جعلت وأخذت وعلق
170) واستعملوا مضارعاً لأوشكا وكاد لاغير وزادوا موشكا
171) بعد عسى أوشك قد يرد غنى بأن يفعل عن ثان فقد
172) وجردن عسى أو أرفع بها إذا اسم قبلها قد ذكر
173) والفتح والكسر أجز في السين من نحو عسيت وانتقا الفتح زكن
إن وأخواتها
174) لإن أن ليست لكن لعل كأن عكس ما لكن من عمل
175) كإن زيداً عالم بأنى كفء ولكن ابنه ذو ضعن
176) وراع ذا الترتيب إلا في الذي كليت فيها أو هنا غير البذى
177) وهمز إن افتح لسد مصدر مسدها وفي سوى ذاك اكسر
178) فاكسر في الابتدا وفي بدء صله وحيث إن لبمبن مكمله
179) أو حكيت بالقول أو حلت محل حال كزرنه وإنى ذو أمل
180) وكسروا من بعد فعل علقا باللام كاعلم إنه لذو تقى
181) بعد إذا فجاءة أو قم لا لام بعده بوجهين نمي
182) مع تلوفاً الجزا وذا يطرد في نحو خير القول إنى أحمد
183) وبعد ذات الكسر تصحب الخبر لا ابتداء نحو إنى لوزر
184) ولا يلي ذي اللام ما قد نفيا ولام من الأفعال ما كرضيا
185) وقد يليها مع قد كان ذا لقد سما على العدا مستحوذا
186) وتصحب الواسط معمول الخبر والفصل واسما حل قبله الخبر
187) ووصل ما بذي الحروف مبطل إعمالها وقد يبقى العمل
188) وجائز رفعك معطوفاً على منصوب إن بعد أن تستكملا
189) وألحقت بإن لكن وأن من دون ليست ولعل وكأن
190) وخففت إن فقل العمل وتلزم اللام إذا ما تهمل
191) وربما استغنى عنها إن بدا ما ناطق أراده متعمداً
192) والفعل إن لم يك ناسخاً فلا تلفيه غالبا بإن ذي موصلا
(يُتْبَعُ)
(/)
193) وإن تخفف أن فاسمها استكن والخبر اجعل جملة من بعد أن
194) وإن يكن فعلا ولم يكن دعماَ ولم يكن تصريفه ممتنعا
195) فالأحسن الفصل بقد أو نفى أو تنفيس اولو وقليل ذكر لو
196) وخففت كأن أيضاً فنوى منصوبها وثابتا أيضاً روى
لا التي لنفي الجنس
197) عمل إن أجعل للافي نكره مفردةً جاءتك أو مكرره
198) فانصب بها مضافاً أو مضارعه وبعد ذاك الخبر اذكر رافعه
199) وركب المفرد فاتحا كلا حول ولا قوة والثان اجعلا
200) مرفوعاً أو منصوباً أو مركبا وإن رفعت أولاً لا تنصبا
201) ومفرداً نعتاً لمبنى يلي فافتح أو انصبن أو ارفع تعدل
202) وغير ما يلى وغير المفرد لا تبن وانصيه أو الرفع اقصد
203) والعطف إن لم تتكرر لا احكما له بما للنعت ذي الفصل انتمى
204) وأعط لا مع همزة استفهام ما تستحق دون الاستفهام
205) وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر إذا المراد مع سقوطه ظهر
ظن وأخواتها
206) انصب بفعل القلب جزأى ابتدا أعنى رأى خال علمت وجدا
207) ظن حسبت وزعمت مع عد حجا درى وجعل اللذ كا عتقد
208) وهب تعلم والتي كصبرا أيضاً بها انصب مبتدا وخبرا
209) وخص بالتعليق والإلغاء ما من قبل هب والأمر هب قدألزما
210) كذا تعلم ولغير الماض من سواهما اجعل كل ماله زكن
211) وجوز الإلغاء لا في الابتدا وانو ضمير الشان أو لام ابتدا
212) في موهم إلغاء ما تقدما والتزم التعليق قبل نفى ما
213) وإن ولا لام ابتداء أو قسم كذا والاستفهام ذاله انحتم
214) لعلم عرفان وظن تهمه تعدية لواحد ملتزمه
215) ولرأى الرؤيا ثم ما لعلما طالب مفعولين من قبل انتمى
216) ولا تجز هنا بلا دليل سقوط مفعولين أو مفعول
217) وكنظن اجعل تقول إن ولي مستفهماً به ولم ينفصل
218) بغير ظرف أو كظرف أو عمل وإن ببعض ذي فصلت يحتمل
219) وأجرى القول كظن مطلقا عند سليم نحو قل ذا مشفقا
أعلم وأرى
220) إلى ثلاثة رأى وعلما عدوا إذا صارا أرى وأعلما
221) وما لفعولى علمت مطلقا للثان والثالث أيضاً حققا
222) وإن تعادياً لواحد بلا همز فلأثنين به توصلا
223) والثان منهما كثان اثنى كسا فهو به في كل حكم ذو ئنا
224) وكأرى السابق نبأ أخبرا حدث أنبأ كذلك خبرا
الفاعل
225) الفاعل الذى كمرفوعي أتى زيد منيراً وجهه نعم الفتى
226) وبعد فعل فاعل فإن ظهر فهو وإلا فضمير استتر
227) وجرد الفعل إذا ما أسندا لاثنين أو جمع كفاز الشهدا
228) وقد يقال سعدا وسعدوا والفعل للظاهر بعد مسند
229) ويرفع الفاعل فعل أضمرا كمثل زبد في جواب من قرا
230) وتاء تأنيث تلى الماضى إذا كان لأنثى كأبت هند الأذي
231) وإنما تلزم الفعل مضمر متصل أو مفهم ذات حر
232) وقد يبح الفصل ترك التاء في نحو أتىالقاضى بنت الواقف
233) والحذف مع فصل بإلا فضلا كما زكا إلا فتاة ابن العلا
234) والحذف قد يأتى بلا فصل ومع ضمير ذي المجاز في شعر وقع
235) والتاء مع جمع سوى السالم من مذكر كالتاء مع إحدى اللبن
236) والحلف في نعم الفتاة استحستوا لأن قصد الجنس فيه بين
237) والأصل في الفاعل أن يتصلا و الأصل في المفعول أن ينفصلا
238) وقد يجاء بخلاف الأصل وقد يجى المفعول قبل الفعل
239) وأخر المفعول إن لبس حذر أو أضمر الفعال غير منحصر
240) وما بإلا أو بإنما انحصر أخر وقد يسبق إن قصد ظهر
241) وشاع نحو خاف ربه عمر وشذ نحو زان نوره الشجر
النائب عن الفاعل
242) ينوب مفعول به عن فاعل فيما له كنيل خير نائل
243) فأول الفعل اضممن والمتصل بالآخر اكسر في مضى كوصل
244) واجعله من مضارع منفتحا كبتحى القول فيه بتحى
245) والثانى التالى تا المطاوعه كالأول اجعله بلا منازعه
246) وثالث الذى بهمز الوصل كالأول اجعلنه كاستحلي
247) واكسر أو اشمم فاثلاثى أعل عيناً وضم جاكبوع فاحتما
248) وإن بشكل خيف لبس بجتنب وما لباع قد يرى لنحو حب
249) وما لفا باع لما العين تلى في اختبار وانقاد وشبه ينجلى
250) وقابل من ظرف أو من مصدر أو حرف جر بنيابه حرى
251) ولا ينوب بعض هذى إن وجد في اللفظ مفعول به وقد برد
252) وباتفاق قد ينوب الثان من باب كا فيما التباسه أمن
253) في باب ظن وأرى المنع اشتهر ولا أرى منعاً إذا القصد ظهر
254) وما سوى النائب مما علقا بالرافع النصب له محققا
اشتغال العامل عن المعمول
(يُتْبَعُ)
(/)
255) إن مضمر اسم سابق فعلا شغل عنه بنصب لفظه أو المحل
256) فالسابق انصبه بفعل اضمرا حتماً موافق لما قد أظهرا
257) والنصب حتم إن تلا السابق ما يختص بالفعل كإن وحيثما
258) وإن تلا السابق ما بالابتدا يختص فالرفع التزمه أبدا
259) كذا اذا الفعل تلا ما لم يرد ماقبل معمولا لما بعد وجد
260) واختبر نصب قبل فعل ذي طلب وبعد ما إيلاؤه الفعل غلب
261) وبعد عاطف بلا فصل على معمول فعل مستقرأولا
262) وإن تلا المعطوف فعلاً مخبرا به اسم فاعطفن مخبرا
263) والرفع في غير الذي مررجح فما أبيح افعل ودع ما لم يبح
264) وفصل مشغول بحرف جر أو بإضافة كوصلٍ يجرى
265) وسوفى ذا الباب وصفاً ذا عمل بالفعل إن لم يك مانع حصل
266) وعلعقة حاصلة بتابع كعلقة بنفس الاسم الواقع
تعدي الفعل ولزومه
267) علامة الفعل المعدي أن تصل ها غير مصدر به نحو عمل
268) فانصب به مفعوله إن لم يتب عن فاعل نحو تدبرت الكتب
269) ولازم غير المعدى وحتم لزوم أفعال السجايا كنمهم
270) كذا افعلل والمضاهى اقعنسا وما اقتضى نظافة أو دنسا
271) أو عرضاً أو طاوع المعدى لواحد كمده فامتدا
272) وعد لازماً بحرف جر وإن حذف فالنصب للمنجر
273) نقلاً وفي أن وأن بطرد مع أمن لبس كعجبت أن بدوا
274) والأصل سبق فاعل معنى كمن من ألبسن من زار كم نسج البمن
275) ويلزم الأصل لموجب عرا وترك ذاك الأصل حتماً قد يرى
276) وحذف فضله أجز أن لم يضر كحذف ما سبق جواباً أو حصر
277) ويحذف الناصبها إن علمها وقد يكون حذفه ملتزما
التنازع في العمل
278) إن عاملان اقتضيا في اسم عمل قبل فللواحد منهما العمل
279) والثان أولى عند أهل البصره واختار عكساً غيرهم ذا أسره
280) وأعمل المهمل في ضمير ما تنازعاه والتزم ما التزما
281) كبحسنان ويسيئ ابناكا وقد بغى وعتدياعبدا كا
282) ولا تجئ مع أول قد أهملا بمضر لغير رفع أو هلا
283) بل حذفه الزم إن يكن غير خبر وأخرنه إن يكن هو الخبر
284) وأظهر أن يكن ضمير خبرا لغير ما بطابق المقرا
285) نحو أظن ويظنانى أخا زيداً وعمراً أخوين في الرخا
المفعول المطلق
286) المصدر اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل كأمن من أمن
287) بمثله أو فعل أو وصف نصب وكونه أصلاً لهذين انتخب
288) توكيداً أو نوعاً بين أو عدد كسرت سبرتبن سير ذى رشد
289) وقد ينوب عنه ما عليه دل كجد كل الجد وافرح الجذل
290) وما لتوكيد فوحد أبدا وثن واجمع غيره وأفردا
291) وحذف عامل المؤكد امتنع وفي سواه لدليل متسع
292) والحذف حتم مع آت بدلا من فعله كندلاً اللذ كاندلا
293) وما لتفصيل كإما منا عامله بحذف حيث عنا
294) كذا مكرر وذو حصر ورد نائب فعل لاسم عين استند
295) ومنه ما يدعونه مؤكداً لنفسه أو غير فالمبتدا
296) نحوله على ألف عرفأ والثان كابنى أنت حقاً صرفا
297) كذلك ذو التشبيه بعد جملة كلى بكاً بكاء ذات عضله
المفعول له
298) ينصب مفعولاً له المصدر إن أبان تعليلا كجد شراً ودن
299) وهو بما يعمل فيه متحد وقتاً وفاعلاً وإن شرط فقد
300) فاجرره بالحرف وليس بمتنع مع الشرط كلزهد ذا قنع
301) وقل إن يصحبها المجرد والعكس في مصحوب أل وأنشدوا
302) (لا أقعد الجبن عن الهيجاء ولو توالت زمر الأعداء)
المفعول فيه وهو المسمى ظرفاً
303) الظرف وقت أو مكان ضمنا في باطراد كهنا امكث أزمنا
304) فانصبه بالواقع فيه مظهرا كان وإلا فانوه مقدرا
305) وكل وقت فابل ذاك وما يقبله المكان إلا مبهما
306) نحو الجهات والمقادير وما صيغ من الفعل كمرمى من رمى
307) وشرط كون ذا مقيسا أن يقع ظرفاً لم في أصله معه اجتمع
308) وما يرى ظرفاً وغير ظرف فذاك ذو تصرف في العرف
309) وغير ذي التصرف الذي لزم ظرفية أو شبهها من الكلم
310) وقد ينوب عن مكان مصدر وذاك في ظرف الزمان يكثر
المفعول معه
311) ينصب تالى الواو مفعولاً معه في نحو سيرى والطريق مسرعة
312) بما من الفعل وشبهه سبق ذا النص لا بالواو في القول الأحق
313) وبعد ما استفهام او كيف نصب بفعل كون مضمر بعض العرب
314) والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق والنصب مختار لدى صعف النسق
315) والنصب إن لم يجز العطف يجب أو اعتقد إضمار عامل نصب
الاستثناء
316) مااستثنت إلا مع تمام ينتصب وبعد نفي أو كنفى انتخب
(يُتْبَعُ)
(/)
317) إتباع ما اتصل وانصب ما انقطع وعن تميم فيه إبدال وقع
318) وغير نصب سابق في النفي قد يأتى ولكن نصبه اختر إن ورد
319) وإن يفرغ سابق إلا لما بعد يكن كما لو الاعدما
320) وألغ إلا ذات توكيد كلا تمرر بهم إلا الفتى إلا العلا
321) وإن تكرر لا لتوكيد فمع تفريغ التأثير بالعامل دع
322) في واحد مما بإلا استثنى وليس عن نصب سواه مغنى
323) ودون تفريغ مع التقدم نصب الجميع احكم به والتزم
324) وانصب لتأخير وجئ بواحد منها كما لو كان دون زائد
325) كلم بفوا إلا امرؤ إلا على وحكمها في القصد حكم الأول
326) واستثن مجروراً بغير معربا بما لمستثنى بإلانسبا
327) ولسوى سوى سواه اجعلا على الأصح مالغير جعلا
328) واستثن ناصباً بليس وخلا وبعد ويكون بعد لا
329) واجرر بسابقى يكون إن ترد ويعد ما انصب وانجرار قد برد
330) وحيث جرا فهما حرفان كما هما إن نصبا فعلان
331) وكخلا حاشا ولا نصحب ما وقبل حاش وحشا فاحفظهما
الحال
332) الحال وصف فضله متصب مفهم في حال كفرداً أذهب
333) وكونه متنقلاً مشنقاً بغلب لكن ليس مستحقا
334) ويكثر الجمود في سعر وفي مبدى تأول بلا تكلف
335) كبعه مداً بكذا يداً بيد وكر زيد أسداً أى كأسد
336) والحال إن عرف لفظاً فاعتقد تنكيره معنى كوحدك اجتهد
337) ومصدر منكر حالاً يقع بكثرة كبغتة زيد طلع
338) ولم ينكر غالباً ذو الحال إن لم يتأخر أو يخصص أو بين
339) من بعد نفى أو مضاهبه كلا يغ امرؤ على امرئ مستسهلا
340) وسبق حال ما بحرف جر قد أبوا ولا أمنعه فقد ورد
341) ولا تجز حالاً من المضاف له إلا إذا اقتضى المضاف عمله
342) أو كان جزء ماله أضيفا أو مثل جزئه فلا تحيفا
343) والحال إن ينصب بفعل صرفا أو صفة أشبهت الصرفا
344) فجائز تقديمه كمسرعا ذا راحل ومخلصاً زيد دعا
345) وعامل ضمن معنى الفعل لا حروفه مؤخراً لن يعملا
346) كتلك لبت وكان وندر نحو سعيد مستقراً في هجر
347) ونحو زيد مفرداً أنفع من عمرو معاناً مستجازاً لن يهن
348) والحال قد يجئ ذا تعدد لمفرد فاعلم وغير مفرد
349) وعامل الحال بها قد أكدا في نحو لا تعث في الأرض مفسدا
350) وإن نؤكد جملة فمضمر عاملها ولفظها يؤخر
351) وموضع الحال تجئ جمله كجاء زيد وهو ناو رحله
352) وذات بدء بمضارع ثبت حوت ضميراً ومن الواو خلت
353) وذات واو بعدها انو مبتدا له المضارع اجعلن مسندا
354) وجملة الحال سوى ما قدما بواو أو بمضمر أو بهما
355) والحال قد يحذف ما فيهما عمل وبعض ما يحذف ذكره حظل
التمييز
356) اسم بمعنى من مبين نكره ينصب تمييزاً بما قد فسره
357) كثبر ارضاً وقفيز برا ومنوبن عسلا وتمرا
358) وبعد ذى وشبهها أجرره إذا أضفتها كمد حنطة غدا
359) والنصب بعد ما أضيف وجبا إن كان مثل ملء الأرض ذهبا
360) والفاعل المعنى انصبن بأفعلا مفضلاً كأنت أعلى منزلا
361) وبعد كل ما اقتضى تعجبا ميز كأكرم بأبى بكر أبا
362) واجرر بمن إن شئت غير ذى العدد والفاعل المعنى كطب نفساً نفد
363) وعامل التمييز قدم مطلقا والفعل ذو التصريف نزرا سبقا
حرف الجر
364) هاك حروف الجر وهي من الى حتى خلا حاشا عدا في عن على
365) مذ منذ رب اللام كى واو وتا والكاف والبا ولعل ومتى
366) بالظاهر أخصص منذ مذ وحتى والكاف والواو ورب والتاء
367) واخصص بمذ ومنذ وقتاً وبرب منكر والتاء لله ورب
368) وما رووا من نحو ربه فتى نزر كذا كها ونحوه أتى
369) بعض وبين وابتدى فى الأمكنه بمن وقد تأتى لبدء الأزمنه
370) وزيد فى نفى وشبهه فجر نكرة كما لباغ من مفر
371) للانتها حتى ولام والى ومن وباء يفهمان بدلا
372) واللام للملك وشبهه وفي تعدية أيضاً وتعليل قفى
373) وزيد والظرفية استبن ببا وفي وقد يبينان السببا
374) بالبا استعن وعد عوض ألصق ومثل مع ومن وعن بها انطق
375) على للأستعلا ومعنى في وعن بعن تجاوزا عنى من قد فطن
376) وقد تجى موضع بعد وعلى كما على موضع عن قد جعلا
377) شبه بكاف وبها التعليل قد يعنى وزائداً لتوكيد ورد
378) واستعمل اسماً وكذا عن وعلى من أجل عليهما من دخلا
379) ومذ ومنذ اسمان حيث رفعا أو أوليا الفعل كجئث مد دعا
380) وان يجرا في مضى فكمن هما وفي الحضور معنى في استبن
381) وبعد من وعن وباء زيد ما فلم يعق عن عمل قد علما
(يُتْبَعُ)
(/)
382) وزيد بعد رب والكاف فكف وقد يليهما وجر لم يكف
383) وحذفت رب فجرت بعد بل وألفا وبعد الواو وشاع ذا العمل
384) وقد يجر بسوى رب لدى حذف وبعضه يرى مطردا
الإضافة
385) نوناً تلى الإعراب أو تنوينا مما تضيف أحذف كطور سينا
386) والثانى أجرر وانو من أوفى إذا لم يصح إلا ذاك واللام حذا
387) لما سوى ذبنك واخصص أولا أو أعطه التعريف بالذى تلا
388) وإن يشابه المضاف بفعل وصفا فعن تنكيره لا يعزل
389) كرب راجينا عظيم الأمل مروع القلب قليل الحبل
390) وذي الإضافة اسمها لفظيه وتلك محضة ومغوية
391) ووصل أل بذا المضاف مغتفر إن وصلت بالثان كالجعد الشعر
392) أو بالذي له أضيف الثانى كزيد الضارب رأس الجانى
393) وكونها في الوصف كاف إن وقع متى أو جمعاً سبيله أتبع
394) وربما أكسب ثان أولا تأنيثاً ان كان الحذف موهلا
395) ولا يضاف اسم لما به اتحد معنى وأول موهماً إذا ورد
396) وبعض الأسماء يضاف أبدا وبعض ذا قد يأت لفظاً مفردا
397) وبعض ما يضاف حتماً امتنع ايلاؤه اسماً ظاهراً حيث وقع
398) كوحد لبى وداولى سعدى وشذ إيلا يدى للبى
399) وألزموا إضافة الى الجمل حيث واذ وان بنون يحتمل
400) افراداً اذ وما كإذ معنى كإذ أضف جوازاً نحو حين جانبذ
401) وابن أو أعرب ما كإذ قد أحريا واختر بنا متلو فعل بنيا
402) وقبل فعل معرب أو مبتدا أعرب ومن بنى فلن يفندا
403) وألزموا إذا إضافة إلى جمل الأفعال كهن إذا اعتلى
404) لمفهم اثنين معرف بلا تفرق أضيف كلتا وكلا
405) ولا تضف لمفرد معرف أبا وإن كررتها فأضف
406) أو تنو الاجزاو اخصصن بالمعرفه موصولة أبا وبالعكس الصفه
407) وإن تكرر شرطاً أو استفهاما فمطلقاً كمل بها الكلاما
408) وألزموا اضافة لدن فجر ونصب غدوة بها عنهم ندر
409) ومع مع فيها قليل ونقل فتح وكر لسكون ينصل
410) واضمم بناء غير ان عدمت ما له أضيف ناوباً ما عدما
411) قبل كصغير بعد حسب أول ودون والجهات أيضاً وعل
412) وأعربوا نصباً إذا ما نكرا قبلا وما من بعده قد ذكر
413) وما يلى المضاف يأتى خلفا عنه فى الاعراب اذا ما حذفا
414) وربما جروا الذى أبقوا كما قد كان قبل حذف ما تقدما
415) لكن بشرط ان يكون ما حذف مماثلاً لما عليه قد عطف
416) ويحذف الثانى فيبقى الأول كحاله اذا به يتصل
417) بشرط عطف وإضافة الى مثل الذى له أضفت الأولا
418) فصل مضاف شبه فعل ما نصب مفعولا او ظرفا أجز ولم يعب
419) فصل يمبن وضطراراً وجدا بأجنبى أو بنعت أو ندا
المضاف إلى ياء المتكلم
420) آخر ماأضيف لليا اكسر اذا لم يك معتلا كرام وقذا
421) أوبك كابنين وزيدين فذى جميعها اليا بعد فتحها احتذى
422) وتدغم اليا فيه والواو وإن ما قبل واو ضم فاكسره بهن
423) والفاً سلم وفي المقصور عن هذيل انقلابها ياء حسن
إعمال المصدر
424) بفعله المصدر الحق في العمل مضافاً او مجرداً او مع أل
425) إن كان فعل مع أن أو ما يحل محله ولاسم مصدر عمل
426) وبعد جره الذي أضيف له كمل بنصب أو برفع عمله
427) وجر ما يتبع ما جر ومن راعى في الاتباع المحل فحسن
إعمال اسم الفاعل
428) كفعله اسم فاعل في العمل إن كان عن مضيه بمعزل
429) وولى استفهاماً أو حرف ندا أو نفياً او جاصفة أو مسندا
430) وقد يكون نعت محذوف عرف فيستحق العمل الذي وصف
431) وإن يكن صلة أل ففي المضى وغيره اعماله قد ارتضى
432) فعال أو مفعال أو مفعول في كثرة عن فاعل بديل
433) فيستحق ماله من عمل وفي فعيل قل ذا وفعل
434) وما سوى المفرد مثله جعل في الحكم والشروط حيثما عمل
435) وانصب بذى الإعمال تلواً واخفض وهو لنصب ما سواه مقتضى
436) واجرر أو انصب تابع الذى انخفض كمبتغى جاء ومالا من نهض
437) وكل ما قرر لاسم فاعل يعطى اسم مفعول بلا تفاضل
438) فهو كفعل صيغ للمفعول في معناه كالمعطى كفافاً يكتفى
439) وقد يضاف ذا الى اسم مرتفع معنى كمحمود المقاصد الورع
أبنية المصادر
440) فعل قياس مصدر المعدى من ذي ثلاثة كرد ردا
441) وفعل اللازم بابه فعل كفرح وكحوى وكشلل
442) وفعل اللازم مثل قعدا له فعول باطراد كغدا
443) ما لم يكن مستوجباً فعالا أو فعلاناً فادر أو فعالا
444) فأول لذى امتناع كأبى والثان للذي اقتضى تقلبا
(يُتْبَعُ)
(/)
445) للدا فعال أو لصوت وشمل سيراً وصوتاً الفعيل كصهل
446) فعولة فعالة لفعلا كسهل الأمر وزيد جزلا
447) وما أتى مخالفاً لما مضى فبابه النقل كسخط ورضا
448) وغير ذى ثلاثة مقيس مصدره كقدس التقديس
449) وزكه تزكية وأجملا إجمال من تجملا تجملا
450) واستعذ استعاذة ثم أقم إقامة وغالباً ذا التا لزم
451) وما بلي الآخر مد وافتحا مع كسر تلو الثان مما افتتحا
452) بهمز وصل كاصطفى وضم ما بربع في أمثال قد تلملما
453) فعلال أو فعلة لفعللا واجعل مقبساً ثانياً لا أولا
454) لفاعل الفعال والمفاعله وغير ما مر السماع عادله
455) وفعلة لمرة كجلسه وفعلة لهيئة كجلسه
456) في غير ذي الثلاث بالتا المره وشد فيه هيئة كالخمره
أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بها
457) كفاعل صغ اسم فاعل إذا من ذي ثلاثة يكون كغذا
458) وهو قليل في فعلت وفعل غير معدى بل قياسه فعل
459) وأفعل فعلان نحو أثر ونحو صديان ونحو الأجهر
460) وفعل أولى وفعيل بفعل كاضخم والجميل والفعل جمل
461) أفعل فيه قليل وفعل وسوى الفاعل قد يغنى فعل
462) وزنه المضارع اسم فاعل من غير ذي الثلاث كالمواصل
463) مع كسر متلو الأخير مطلقا وضم ميم زائد قد سبقا
464) وإن فتحت منه ما كان انكسر صار اسم مفعول كمثل المنظر
465) وفي اسم مفعول الثلاثى اطرد زنة مفعول كآت من قصد
466) وناب نقلا عنه ذو فعيل نحو فتاة أو فتى كحبل
الصفة المشبهة باسم الفاعل
467) صفة استحسن جر فاعل معنى بها المشبهة اسم الفاعل
468) وصوغها من لازم لحاضر كطاهر القلب جميل الظاهر
469) وعمل اسم فاعل المعدى لها على الحد الذي قد حدا
470) وسبق ما تعمل فيه مجتنب وكونه ذا سببية وجب
471) فارفع بها وانصب وجر مع أل ودون أل مصحوب أل وما اتصل
472) بها مضافاً أو مجردا ولا تجرر بها مع أل سما من أل خلا
473) ومن إضافة لتاليها وما لم يخل فهو بالجواز وسما
التعجب
474) بأفعل انطلق بعد ما تعجبا أو جى بأفعل قبل مجرور ببا
475) وتلو أفعل انصبه كما أو في خليلنا وأصدق بهما
476) وحذف ما منه تعجبت استبيح إن كان عند الحذف معناه يضح
477) وفي كلا الفعلين قدما لزما منع تصرف محكم حتماً
478) وصغهما من ذي ثلاث صرفا قابل فضل ثم غير ذي انتفا
479) وغير ذي وصف يضاهى أشهلا وغير سالك سبيل فعلا
480) وأشدد أو أشد أو شبههما يخلف ما بعض الشروط عدما
481) ومصدر لعادم بعد ينتصب وبعد أفعل جره بالبا يجب
482) وبالندور احكم لغير ما ذكر ولا تقس على الذي منه أثر
483) وفعل هذا الباب لن يقدما معموله ووصله به الزما
484) وفصله بظرف أو بحرف جر مستعمل والخلف في ذاك استقر
نعم وبئس وما جرى مجراهما
485) فعلان غير منصرفين نعم وبئس رافعان اسمين
486) مفارني أل أو مضافين لما قارنها كنعم عقبى الكراما
487) ويرفعان مضمراً يفسره مميز كنعم قوما معشره
488) وجمع تمييز وفاعل ظهر فيه خلاف عنهم قد اشتهر
489) وما مميز وقيل فاعل في نحو نعم ما يقول الفاضل
490) ويذكر المخصوص بعد مبتدا أو خبر اسم ليس يبدو وأبدا
491) وإن يقدم مشعر به كفى كالعلم نعم المقتنى والمقتفى
492) وأحعل كبش ساء وأجعل فعلا من ذي ثلاثة كنعم مسجلا
493) ومثل نعم حبذا الفاعل ذا وان ترد ذما فقل لا حبذا
494) وأول ذا المخصوص أبا كان لا تعدل بذا فهو يضاهى المثلا
495) وما سوى ذا ارفع بحب أو فجر بالبا ودون ذا انضمام الحا كثر
أفعال التفضيل
496) صغ من مصوغ منه للتعجب أفعل للتفضيل وأب اللذ أبى
497) وما به الى تعجب وصل لمانع به الى التفضيل صل
498) وأفعل التفضيل صله أبدا تقديرا ولفظاً بمن ان جردا
499) وإن لمنكور يضف أو جردا ألزم تذكيرا وأن يوحدا
500) وتلو أل طبق وما لمعرفه أضيف ذو وجهين عن ذي معرفه
501) هذا إذا نويت معنى من وإن لم تنو فهو طبق ما به قرن
502) وان تكن بنلو من مستفهما فلهما كن أبدا مقدما
503) كمثل ممن أنت خير ولدى إخبار التقديم نزراً وردا
504) ورفعه الظاهر نزر ومتى عاقب فعلا فكثيراً ثبتا
505) كلن ترى في الناس من رفيق أولى به الفضل من الصديق
النعت
506) يتبع في الإعراب الاسماء الأول نعت وتوكيد وعطف وبدل
507) فالنعت تابع متم ما سبق بوسمه أو وسم ما به اعتلق
(يُتْبَعُ)
(/)
508) وليعطفي في التعريف والتنكير ما لما تلا كامرر بقوم كرما
509) وهولدى التوحيد والتذكير أو سواهما كالفعل فاقف ما قفوا
510) وانعت بمشتق كصعب وذرب وشبهه كذا وذى والمنتسب
511) ونعتوا بجملة منكرا فأعطيت ما أعطيته خبرا
512) وامنع هنا إيقاع ذات الطلب وإن أتت فالقول أضمر نصب
513) ونعتوا بمصدر كثيرا فالتزموا الإفراد والتذكيرا
514) ونعت غير واحد اذا اختلف فعاطفاً فرقه لا اذا ائتلف
515) ونعت معمولى وحيدى معنى وعمل اتبع بغير استثنا
516) وإن نعوت كثرت وقد نلت مفتقراً لذكرهن أتبعت
517) واقطع أو اتبع ان يكن معينا بدونها أو بعضها اقطع معلنا
518) وارفع أو انصب ان قطعت مضمرا مبتدأ أو ناصيا لن يظهرا
519) وما من النعوت والنعت عقل يجوز حذفه وفي النعت يقل
التوكيد
520) بالنفس أو بالعين الاسم أكدا مع ضمير طابق الؤكدا
521) واجمعهما بأفعل ان تبعا ما ليس واحداً تكن متبعا
522) وكلا اذكر في الشمول وكلا كلتا جميعا بالضمير موصلا
523) واستعملوا أيضاً ككل فاعله من عم في التوكيد مثل النافله
524) وبعد كل اكدوا بأجمعها جمعاء أجمعين ثم جمعا
525) ودون كل قد يجئ أجمع جمعاء أجمعون ثم جمعا
526) وان يفد توكيد منكور قبل وعن نحاة البصرة المنع شمل
527) واغن بكلتا في مثنى وكلا عن وزن فعلا ووزن أفعلا
528) وان تؤكد الضمير المتصل بالنفس والعين فبعد المنفصل
529) عنيت ذا الرفع وأكدوا بما سواهما والقيد لن يلتزما
530) وما من التوكيد لفظى يجي مكرراً كقولك ادرجى ادرجى
531) ولا تعد لفظ ضمير متصل إلا مع اللفظ الذي به وصل
532) كذا الحروف غيرها ما تحصلا به جواب كنعم وكبلى
533) ومضمر الرفع الذي قد انفصل اكد به كل ضمير اتصل
العطف
534) العطف اما ذو بيان او نسق والغرض الآن بيان ما سبق
535) فذو البيان تابع شبه الصفه حقيقة القصد به منكشفه
536) فتأويله من وفاق الأول ما من وفاق الأول النعت ولى
537) فقد يكونان منكرين كما يكونان معرفين
538) وصالحا لبدلية برى في غير نحو يا غلام يعمرا
539) ونحو بشر تابع البكرى وليس أن يبدل بالمرضى
عطف النسق
540) نال بجرف متبع عطف النسق كاخصص بود وثناء من صدق
541) فالعطف مطلقاً بواو ثم فا حتى أم او كفيك صدق ووفا
542) وأتبعت لفظا فحسب بل ولا لكن كلم ببد امرؤ لكن طلا
543) فاعطف بوا سابقا أو لا حقا في الحكم أو مصاحباً موافقا
544) واخصص بها عطف الذي لا يغنى متبوعه كاصطف هذا وابنى
545) والفاء للترتيب باتصال وثم للترتيب بانفصال
546) واخصص بفاء عطف ما ليس صله على الذي استقر أنه الصله
547) بعضا بحتى اعطف على كل ولا يكون إلا غاية الذي تلا
548) وأم بها اعطف إثر همز التسويه أو همزة عن لفظ أى مغنيه
549) وربما اسقطت الهمزة أن كان خفا المعنى بحذفها امن
550) وبانقطاع وبمعنى بل وفت ان تك مما قيدت به خلت
551) خير ابح قسم بأو وابهم واشكك واضراب بها ايضا نمى
552) وربما عاقبت الواو اذا لم يلف ذو النطق للبس منفذا
553) ومثل او فى القصد اما الثانيه فى نحو اما ذى واما النائية
554) واول لكن نفيا أو نهيا ولا نداءً او امر او اثباتاً تلا
555) وبل كلكن بعد مصحوبها كلم اكن في مربع بل نبها
556) وانقل بها للثان حكم الاول في الخير المثبت والامر الجلى
557) وان على ضمير رفع متصل عطفت فافصل بالضمير المنفصل
558) أو فاصل ما وبلا فصل برد في النظم فاشيا وضعفه اعتقد
559) وعود خافض لدى عطف على ضمير خفض لازما قد جعلا
560) وليس عندى لازما اذ قد اتى في انظم والنشر الصحيح مثبتا
561) والفاء قد تحذف مع ما عطفت والواو اذ لا لبس وهي انفردت
562) بعطف عامل مزال قد بقى معموله دفعا لوهم اتقى
563) وحذف متبوع بد هنا استبح وعطفك الفعل على الفعل يصح
564) واعطف على اسم شبه فعل فعلا وعكساً استعمل تجده سهلا
البدل
565) التابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمى بدلا
566) مطابقا او بعضا او يشتمل عليه يلفى او كمعطوف ببل
567) وذا للاضراب اعز ان قصدا صحب ودون قصد غلط به سلب
568) كزره خالدا وقبله اليدا واعرفه حقه وخذ نبلا مدى
569) ومن ضمير الحاضر الظاهر لا تبدله الا ما احاطة جلا
570) او اقتضى بعضا او اشتمالا كإنك ابتهاجك استمالا
(يُتْبَعُ)
(/)
571) وبدل المضمن الهمزيلي همزا كمن ذا اسعيد ام علي
572) وببدل الفعل من الفعل كمن يصل الينا يستعن بنا يعن
النداء
573) وللمنادى الناء او كالناء يا واى وآكذا ابا ثم هيا
574) والهمز للدانى ووا لمن ندب او يا وغير والدى اللبس اجتنب
575) وغير مندوب ومضمر وما جا مستغاثا قد يعرى فاعلما
576) وذاك في اسم الجنس والمشار له قل ومن يمنعه فنصر عاذله
577) وابن المعرف المنادى المفردا على الذي في رفعه قد عهدا
578) واتوا انضمام مابنوا قبل الندا وليجر مجرى ذى بناء جددا
579) والمفرد المنكور والمضافا وشبهه انصب عادما خلافا
580) ونحو زيد ضم وافتحن من نحو ازيد بن سعيد لاتهن
581) والضم ان لم يل الابن علما أوبل الابن علم قد حتما
582) واضمم او انصب ما اضطرارا نونا مما له استحقاق ضم بينا
583) وباضطرار خص جمع با وأل الا مع الله ومحكى الجمل
584) والأكثر اللهم بالتعويض وشذ يا اللهم في قريض
فصل
585) تابع ذي الضم المضاف دون أل ألزمه نصباً كأزيد ذا الحبل
586) وما سواه ارفع او انصب واجعلا كمستقل سقا وبدلا
587) وان يكن مصحوب أل ما نسقا ففيه وجهان ورفع ينتقى
588) وأيها مصحوب أل بعد صفه يلزم بالرفع لدى ذى المعرفه
589) وأى هذا أيها الذي ورد ووصف اى بسوى هذا يرد
590) وذو اشارة كأى في الصفه ان كان تركها بفيت المعرفه
591) في نحو سعد سعد الأوس ينتصب ثان وضم وافتح اولا تصب
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
592) واجعل منادى صح ان يضف ليا كعبد عبدى عبد عبدا عديا
593) وفتح او كسر وحذف اليا استمر في ابن ام يا ابن عم لا مقر
594) وفي الندا ابت امت عرض واكسراو فتح ومن اليا التا عوض
أسماء لازمت النداء
595) وقل بعض ما يخص بالندا لؤمان نومان كذا واطردا
596) في سب الأنثى وزن يا خباث والأمر هكذا من الثلاثي
597) وشاع في سب الذكور فعل ولا نقس وجر في الشعر فل
الاستغاثة
598) اذا استغيث اسم منادى خفضا باللام مفتوحاً كيا للمرتضى
599) وافتح مع العطف ان كررت يا وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا
600) ولا ما استغيث عاقبت الف ومثله اسم ذو تعجب الف
الندبة
601) ما للمنادى اجعل لمندوب وما تكر لم يندب ولا ما ابهما
602) ويندب الموصول بالذي اشتهر كبئر زمزم يلى وامن حفر
603) ومنتهى المندوب صله بالالف متلوها ان كان مثلها حذف
604) كذلك تنوين الذى به كمل من صلة أو غيرها نلت الامل
605) والشكل حتما اوله مجانسا ان يكن الفتح بوهم لابسا
606) وواقفاً زد هاء سكت ان ترد وان تشأ فالمد والها لا تزد
607) وقائل واعبديا واعبدا من في الندا اليا ذا سكون أبدى
الترخيم
608) ترخيماً احذف آخر المنادى كيا معا فمن دعا سعادا
609) وجوزنه مطلقا في كل ما انث بالها والذي قد رخما
610) بحذفها وفره بعد واحظلا ترخيم ما من هذه الها قد خلا
611) الا الرباعى فما فوق العلم دون اضافة واسناد متم
612) ومع الاخر احذف الذي تلا ان زيد لينا ساكناً مكملا
613) أربعة فصاعداً والخلف في واو ياء بهما فنح قفى
614) والعجز احذف من مركب وقل ترخيم جملة وذا عمرو ونقل
615) وان نويت بعد حذف ما حذف فالباقى استعمل بما فيه الف
616) واجعله ان لم تنو محذوفاً كما لو كان بالآخر وضعا تمما
617) فقل على الاول في ثموديا ثمو ويا ثمى على الثانى بيا
618) والتزم الاول في كمسلمه وجوز الوجهين في كمسلمه
619) ولاضطرار رخموا دون ندا ما للندا يصلح نحو أحمدا
الاختصاص
620) الاختصاص كنداء دون يا كأيها الفتى بإثر ارجونيا
621) وقد يرى ذا دون اى تلو أل كمثل نحن العرب أسخى من بذل
التحذير والإغراء
622) إياك والشر ونحوه نصب محذر بما استتاره وجب
623) ودون عطف ذا إباً انسب وما سواه ستر فعله لن يلزما
624) إلا مع العطف أو التكرار كاضغم الضغم ياذا السارى
625) وشذ اياي واياه اشذ وعن سبيل القصد من قاس انتبذ
626) وكمحذر بلا ايا اجعلا مغرى به في كل ما قد فصلا
أسماء الأفعال والأصوات
627) ما ناب عن فعل كشتان وصه هو اسم فعل وكذا أوه ومه
628) وما بمعنى افعل كآمين كثر وغيره كوى وهيهات نزر
629) والفعل من اسمائه عليكا وهكذا دونك مع اليكا
630) كذا رويد بله ناصبين ويعملان الخفض مصدرين
631) وما لما تنوب عنه من عمل لها واخر ما الذي فيه العمل
(يُتْبَعُ)
(/)
632) راحكم بتنكير الذي بنون منها وتعريف سواه بين
633) وما به خطوب ما لا يعقل من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل
634) كذا الذي اجدى حكاية كقب والزم بنا النوعين فهو قد وجب
نونا التوكيد
635) للفعل توكيد بنونين هما كنونى اذهبن واقصدنهما
636) يؤكدان افعل ويفعل آتيا ذا طلب او شرطا اما تاليا
637) او مثبتا في قسم مستقبلا وقل بعد ما ولم وبعد لا
638) وغير اما من طوالب الجزا وآخر المؤكد افتح كابرزا
639) واشكله قبل مضمر لبن بما جانس من تحرك قد علما
640) والمضمر احذفنه الا الالف وان يكن في آخر الفعل ألف
641) فاجعله منه رافعا غير اليا والواو ياء كاسعين سعيا
642) واحذفه من رافع هاتين وفي واو يا شكل مجانس قفى
643) نحو اخشين ياهند بالكسر ويا قوم اخشون واضمم وقس مسويا
644) ولم تقم خفيفة بعد الالف لكن شديدة وكسرها الف
645) والفا زد قبلها مؤكدا فعلاً الى نون الاناث اسند
646) واحذف خفيفة لسكان زدف ويعد غير فتحة اذا تقف
647) واردد اذا حذفتها في الوقف ما من اجلها في الوصل كان عدما
648) وابدلنها بعد فتح الفا وقفا كما تقول في قفن فقا
ما لا ينصرف
649) الصرف تنوين اتى مبينا معنى به يكون الاسم امكن
650) فالف التانيث مطلقا منع صرف الذي حواه كيفما وقع
651) وزائد فعلان في وصفه سلم من ان يرى بتاء تأنيث ختم
652) ووصف اصلى ووزن افعلا ممنوع تانيث بتا كأشهلا
653) والغين عارض الوصفيه كأربع وعارض الاسميه
654) فالادهم القيد لكونه وضع فى الاصل وصفا انصراف منع
655) واجدل واخيل وافعى مصروفة وقد ينلن المنعا
656) ومنع عدل مع وصف معتبر فى لفظ مثنى وثلاث واخر
657) ووزن مثنى كهما من واحد لأربع فليعلما
658) وكن لجمع مشبه مفاعلا أو المفاعلين بمنع كافلا
659) وذا اعتلال منه كالجوارى رفعا وجرا اجره كسارى
660) ولراويل بهذا الجمع شبه اقتفى عموم المنع
661) وان به سمى أو بما لحق به فالانصراف منعه بحق
662) والعلم امنع صرفه مركبا تركيب مزج نحو معد يكربا
663) كذلك حاوى زائدى فعلانا كغطفان وكأصبهانا
664) كذا مؤنث بهاء مطلقا وشرط منع العار كونه ارتقى
665) فوق الثلاث او كجور او سقر او زيد اسم امراة لا اسم ذكر
666) وجهان في العادم تذكيرا سبق وعجمة كهند والمنع احق
667) والعجمى الوضع والتعريف مع زيد على الثلاث صرفه امتنع
668) كذالك ذو النون يخص الفعلا او غالب كأحمد ويعلى
669) وما بصير علما من ذي الف زيدت لإلحاق فليس ينصرف
670) والعلم امنع صرفه ان عدلا كفعل التوكيد او كثعلا
671) والعدل والتعريف مانعا سحر اذا به التعبين قصدا يعتبر
672) وابن على الكسر فعال علما مؤنثا وهو نظير جشما
673) عند تميم واصرفن ما نكرا من كل ما التعريف فيه اثرا
674) وما يكون منه منقوصا ففى اعرابه نهج جوار يقتفى
675) ولا ضطرار او تناسب صرف ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف
إعراب الفعل
676) ارفع مضارعاً اذا يجرد من ناصب وجازم كتعد
677) وبلن انصبه وكى وكذا بأن لا بعد علم والتى من بعد ظن
678) فانصب بها والرفع صحح واعتقد تخفيفا من ان فهو مطرد
679) وبعضهم أهمل ان حملا على ما اختها حيث استحقت عملا
680) ونصبوا باذن المستقبلا ان صدرت والفعل بعد موصلا
681) او قبله اليمين وانصب وارفعا اذا إذن من بعد عطف وقعا
682) وبين لا ولام جر التزم اظهار ان ناصبة وان عدم
683) لا فان اعمل مظهرا او مضمرا وبعد نفى كان حتما اضمرا
684) كذاك بعده او اذا يصلح في موضوعها حتى او الا ان خفى
685) وبعد حنى هكذا اضمار ان حتم كجد حتى تسر ذا حزن
686) وتلو حتى حالا او مؤولا به ارفعن وانصب المستقبلا
687) وبعد فا جواب نفى او طلب محضين ان وسترها حتم نصب
688) والواو كالفا ان نفد مفهوم مع كلا تكن جلدا وتظهر الجزع
689) وبعد غير النفى جزما اعتمد ان تسقط الفا والجزاء قد قصد
690) وشرط جزم بعد نهى ان تضع ان قبل لا دون تخالف يقع
691) والأمر ان كان بغير افعل فلا تنصب جوابه وجزمه اقبلا
692) والفعل بعد الفا في الرجا نصب كنصب ما الى التمنى ينتسب
693) وان على اسم خالص فعل عطف تنصبه ان ثابتا او منحذف
694) وشذ حذف ان ونصب في سوى مامر فاقبل منه ما عدل روى
عوامل الجزم
695) بلا ولام طالبا جزما في الفعل هكذا بلم ولما
696) واجزم بان ومن وما ومهما اى متى ابان اين اذ ما
(يُتْبَعُ)
(/)
697) وحيثما انى وحرف اذ ما كان وباقى الادوات اسما
698) فعلين يقتضين شرط قدما يتلو الجزاء وجوابا وسما
699) وماضين اومضارعين تلفيهما او متخالفين
700) وبعد ماض رفعك فعل الجزا حسن ورفعه بعد مضارع وهن
701) واقرن بفا حتما جوابا لو جعل شرطا لان او غيرها لم ينجعل
702) وتخلف الفاء اذا المفاجأه كإن تجد اذا لنا مكافأه
703) والفعل من بعد الجزا ان يقترن بالفاء او الواو بتثليث فمن
704) وجزم او نصب لفعل اثر فا او واو ان بالجملتين اكتنفا
705) والشرط بغنى عن جواب قد علم والعكس قد يأتى ان المعنى فهم
706) واحذف لدى اجتماع شرط وقم جواب ما اخترت فهو ملتزم
707) وان تواليا وقبل ذى خبر فالشرط رجح مطلقا بلا حذر
708) وربما رجح بعد قم شرط بلا ذى خبر مقدم
فصل في لو
709) لو حرف شرط في مضى ويقل إيلاؤه مستقبلا لكن قبل
710) وهى فى الاختصاص بالفعل كإن لكن لو ان بها قد تقترن
711) وان مضارع تلاها صرفا الى المضى نحو لو يفى كفى
أما ولولا ولوما
712) اما كهما بك من شئ وفا لتلو تلوها وجوباً ألفا
713) وحذف ذى الفا قل فى نثر اذا لم يكن قول معها قد نبذا
714) لولا ولو ما يلزمان الابتدا اذا امتناعا بوجود عقدا
715) وبهما التحضيض مز وهلا ألا ألا وأولينها الفعلا
716) وقد يليها اسم بفعل مضمر علق او بظاهر مؤخر
الإخبار بالذى والألف واللام
717) ما قبل اخبر عنه بالذى خبر عن الذى مبتدأ قبل استقر
718) وما سواهما فوسطه صله عائدها خلف معطى التكمله
719) نحو الذى ضربته زيد فذا ضربت زيداً كان فادر المأخذا
720) وبالذين والذين والتى اخبر مراعبا وفاق المثبت
721) قبول تأخير وتعريف لما اخبر عنه هاهنا قد حتما
722) كذا الغنى عنه بأجنبى او بمضمر شرط فراغ ما رعوا
723) واخبروا هنا بأل عن بعض ما يكون فيه الفعل قد تقدما
724) ان صح صوغ صلة منه لأل كصوغ واق من وفي الله البطل
725) وان يكن مارفعت صلة أل غير غيرها ابين وانفصل
العدد
726) ثلاثة بالتاء قل للعشره في عد ما آحاده مذكره
727) في الضد جرد والمميز اجرر جمعا بلفظ قلة في الاكثر
728) ومائة والالف للمفرد اضف ومائة بلجمع نزرا قد ردف
729) وأحد اذكر وصلنه بعشر مركبا قاصدا معدود ذكر
730) وقل لدى التانيث احدى عشره والشين فيها عن تميم كسره
731) ومع غير احد واحدى ما معهما فعلت فافعل قصدا
732) ولثلاثة وتسعة وما بينهما ان ركبا ما قدما
733) واول عشرة اثنتى عشرا اننى اذا اثنى تشا او ذكرا
734) والبا لغير الرفع وارفع بالالف والفتح في جزأى سواهما الف
735) وميز العشرين للتسعينا بواجد كأربعين حينا
736) وميزوا مركبا بمثل ما ميز عشرون فوينهما
737) وان اضيف عدد مركب يبق البنا وعجز قد يعرب
738) وصغ من اثنين فما فوق الى عشرة كفاعل من فعلا
739) واختمه في التاتيث بالتا ومتى ذكرت فاذكر فاعلا بغيرنا
740) وان ترد بعض الذي منه بنى تضف اليه مثل بعض بين
741) وان ترد جعل الاقل مثل ما فوق فحكم جاعل له احكما
742) وان اردت مثل ثانى اثنين مركبا فجئ بتركبين
743) او فاعلا بحالتيه اضف الى مركب بما تنوى يفى
744) وشاع الاستغنا بحادى عشرا ونحوه وقبل عشرين اذكرا
745) وبابه الفاعل من لفظ العدد بحالتيه قبل واو يعتمد
كم وكأين وكذا
746) ميسر فى الاستفهام كم بمثل ما ميزت عشرين ككم شخصا سما
747) وأجز ان تجره من مضمرا ان وليت كم خرف جر مظهرا
748) واستعملنها محبرا كعشره او مائة كمم رجال او مره
749) ككم كاين وكذا وينتصب تمييز ذين او به صل من نصب
الحكاية
750) احك بأي ما لمنكور سئل عنه بها في الوقف او حين تصل
751) ووقفاً احك ما لمنكور بمن والنون حرك مطلقا واشبعن
752) وقل منان ومنين بعد لى الفان بابنين وسكن تعدل
753) وقل لمن قال انت بنت منه والنون قبل تا المثنى مسكنه
754) والفتح نزر وصل التا والألف بمن بإثر ذا بنسوة كلف
755) وقل منون ومنين مسكنا ان قيل جافو لقوم فطنا
756) وان تصل فلفظ من لا يختلف ونادر منون في نظم عرف
757) والعلم احكينه من بعد من ان عربت من عاطف بها اقترن
التأنيث
758) علامة التانيث تاء والف وفي اسام قدروا التا كالكنف
759) ويعرف التقدير بالضمير ونحوه كالرد في التصغير
760) ولا تلى فارقة فعولا أصلا ولا المفعال والمفعيلا
(يُتْبَعُ)
(/)
761) كذلك مفعل وما تليه تا الفرق من ذي فشذوذ فيه
762) ومن فعيل كفتبل ان تبع موصوفه غالبا التا تمتنع
763) وألف التانيث ذات قصر وذات مد نحو انثى الغر
764) والاشتهار في مباني الأولى يبديه وزن اربى والطولى
765) ومرطى ووزن فعلى جمعا اومصدرا او صفة كشبعى
766) وكحبارى سمهى سبطرى ذكرى وحثيثى مع الكفرى
767) كذلك خليطى مع الشقارى واعز لغير هذه استندارا
768) لمدها فعلاء أفعلاء مثلث العين وفعللاء
769) ثم فعالا فعللا فاعولا وفاعلاء فعليا مفعولا
770) ومطلق العين فعالا وكذا مطلق فاء فعلاء اخذا
المقصور والممدود
771) اذا اسم استوجب من قبل الطرف فتحا كان ذا نظير كالاسف
772) فلنظيره المعل الآخر ثبوت قصر بقياس ظاهر
773) كفعل وفعل في جمع ما كفعلة وفعلة نحو الدمى
774) وما استحق قبل آخر الف فالمد في نظيره حتما عرف
775) كمصدر الفعل الذى قد بدئا بهمز وصل كارعوى وكارتأى
776) والعادم النظير ذا قصر وذا مد بنقل كالحجا وكالحذا
777) وقصرى ذي المد اضطرارا مجمع عليه والعكس بخلف يقع
كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحاً
778) آخر مقصور تثنى اجعله يا ان كان عن ثلاثة مرتقيا
779) كذا الذي اليا اصله نحو الفتى والجامد الذي اميل كمتى
780) في غير ذا تقلب واواً الألف واولها ما كان قبل قد الف
781) وما كصحراء بواو ثنيا ونحو علياء كساء وحيا
782) بواو او همز وغير ما ذكر صحح وما شذ على نقل قصر
783) واحذف من المقصور في جمع على حد المثنى مابه تكملا
784) والفتح ابق مشعراً بما حذف وان جمعته بتاء والف
785) فالألف اقبل قبلها في التثنيه وتاء ذى التا ألزمن تنحيه
786) والسالم العين الثلاثى اسما انل اتباع عين فاءه بما شكل
787) إن ساكن العين مؤنثا بدا مختتما بالتاء او مجردا
788) وسكن التالى غير الفتح او خففه بالفتح فكلا قدر رووا
789) ومنعوا اتباع نحو ذروه وزية وشذ كسر جروه
790) ونادر او ذو اضطراراً غير ما قدمته او لأناس انتمى
جمع التكسير
791) افعله افعل ثم فعله تمتت افعال جموع قله
792) وبعض ذي بكثرة وضعا بفى كأرجل والعكس جاء كالصفى
793) لفعل اسما صح عينا افعل وللرباعى اسما ايضا يجعل
794) ان كان كالعناق والذراع في مد وتأنيث وعد الأحرف
795) وغير ما افعل فيه مطرد من الثلاثى اسما بأفعل برد
796) وغالبا اغناهم فعلان في فعل كقولهم صردان
797) في اسم ذكر رباعى بمد ثالث افعله عنهم اطرد
798) والزمه في فعال او فعال مصاحبى تضعيف او اعلال
799) فعل لنحو احمر وحمرا وفعلة جمعا بنقل يدرى
800) وفعل لاسم رباعى بمد قد زيد قبل لام اعلالاً فقد
801) مالم يضاعف في الأعم ذو الألف وفعل جمعا لفعله عرف
802) ونحو كبرى ولفعله فعل وقد يجئ جمعه على فعل
803) في نحو رام ذو اطراد فعله وشاع نحو كامل وكمله
804) فعلى لوصف كقتيل وزمن وهالك وميت به قمن
805) لفعل اسما صح لا ما فعله والوضع في فعل وفعل قلله
806) وفعل لفاعل وفاعله وصفين نحو عاذل وعاذله
807) ومثله الفعال فيما ذكرا وذان في المعل لاماً ندرا
808) فعل وفعلة فعال لهما وقل فيما عينه اليا منهما
809) وفعل ايضا له فعال مالم يكن في لامه اعتلال
810) او بك مضعفا ومثل فعل ذو التا وفعل مع فعل فاقبل
811) وفي فعيل وصف فاعل ورد كذاك في انثاه ايضا اطرد
812) وشاع في وصف على فعلانا او انثييه او على فعلانا
813) ومثله فعلانة والزمه في نحو طويل وطويلة تفي
814) وبفعول فعل نحو كبد يخص غالبا كذاك يطرد
815) في فعل اسما مطلق الفا وفعل له وللفعال فعلان حصل
816) وشاع في حوت وقاع مع ما ضاهاهما وقل في غيرهما
817) وفعلا اسما وفعيلا وفعل غير معل العين فعلان شمل
818) ولكريم وبخيل فعلا كذا لما ضاهاهما قد جعل
819) وناب عنه افعلاء في المعل لاماً ومضعف وغير ذاك قل
820) فواصل لفوعل وفاعل وفاعلاء مع نحو كاهل
821) وحائض وصاهل وفاعله وشذ في الفارس مع ما مائله
822) وبفعائل اجمعن فعاله وشبهه ذا تاء او مزاله
823) وبالفعالى والفعالى جمعا صحراء والعذراء والقيس اتبعا
824) واجعال فعالى لغير ذي نسب جدد كالكرسى تتبع العرب
825) وبفعالل وشبهه انطقا في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى
826) من غير ماضى ومن خماسى جرد الآخر انف بالقياس
(يُتْبَعُ)
(/)
827) والرابع الشبيه بالمزيد قد يحذف دون ما به ثم العدد
828) وزائد العادى الرباعى احذفه ما لم بك لينا اثره اللذ ختما
829) والسين والتامن كمستعد ازل اذ ببنا الجمع بقاهما مخل
830) والميم اولى من سواه بالبقا والهمزة واليا مثله ان سبقا
831) والباء لا الواو احذف وان جمت ما كحبزبون فهو حكم حتما
832) وخيروا في زائدى سرندى وكل ما ضاهاه كالعلندى
التصغير
833) فعيلا اجعل الثلاثى اذا صغرنه نحو قدى في قذا
834) فعيعل مع فعيعبل لما فاق كجعل درهم دريهما
835) وما به لمنتهى الجمع وصل به الى امثلة التصغير صل
836) وجائز تعويض باقبل الطرف ان كان بعض الاسم فيهما انحذف
837) وحائد عن القياس كل ما خالف في البابين حكما رسما
838) لتلويا التصغير من قبل علم تأنيث او مدته الفتح انحتم
839) كذاك ما مدة افعال سبق او مد سكران وما به التحق
840) والف التانيث حيث مدا وتاؤه منفصلين عدا
841) كذا المزيد آخر للنسب وعجز المضاف والمركب
842) وهكذا زيادتا فعلانا من بعد اربع كزعفرانا
843) وقدر انفصال ما دل على تثنية او جمع تصحيح جلا
844) والف التانيث ذو القصر متى زاد على اربعة لن يثبتا
845) وعند تصغير حبارى خير بين الحبيرى فادر والحبير
846) واردد لاصل ثانيا لينا قلب فقيمة صير قويمة نصب
847) وشذ في عيد عييد وحتم للجميع من ذا ما لتصغير علم
848) والالف الثان المزيد بجعل واواً كذا ما الاصل فيه يجهل
849) وكمل المنقوص في التصغير ما لم يحو غير التاء ثالثا كما
850) ومن بترخيم يصغر اكتفى بالاصل كالعطيف يعنى العطفا
851) اختم بتا التأنيث ما صغرت من مؤنث عار ثلاثى كن
852) ما لم يكن بالتا يرى ذا ليس كشجر وبقر وخمس
853) وشد ترك دون ليس وندر لحاق فيما ثلاثيا كثر
854) وصغرو شذوذاً الذي التي وذا الفروع منها تاوتى
النسب
855) ياء كيا الكرسي زادوا للنسب وكل ما تليه كسره وجب
856) ومثله مما حواه احذف وتا تأنيث او مدته لا تثبتا
857) وان تكن تربع ذا ثان سكن فقلبها واوا وحذفها حسن
858) لشبهها الملحق والاصلى ما لها وللاصل قلب يعتمى
859) والالف الجائز اربعا ازل كذلك بالمنقوص خامساًعزل
860) والحذف في اليا رابعا احق من قلب وحتم قلب ثالثا بعن
861) وأول ذا القلب انفتاحا وفعل وفعل عينهما افتح وفعل
862) وقيل في المرمى مرموى واختير في استعمالهم مرمى
863) ونحو حى فتح ثانيه يجب واردده واوا انً يكن عنه قلب
864) وعلم التثنية احذف للنسب ومثل ذا في الجمع تصحيح وجب
865) وثالث من نحو طيب حذف وشذ طائى مقولا بالالف
866) وفعلى في فعيلة الترم وفعلى في فعلية حتم
867) وألحقوا معل لام عربا من المثالين بما التا اوليا
868) وتمموا ما كان كالطويله وهكذا ما كان كالجليله
869) وهمز ذي مد ينال في النسب ما كان في تثنية له انتسب
870) وانسب لصدر جملة وصدر ما ركب مزجا ولثان تمما
871) إضافة مبدوءة بابن اواب او ماله التعريف بالثانى وجب
872) فيما سوى هذا انسبن للاول ما لم يخف لبس كعبد الأشهل
873) واجبر برد اللام ما منه حذف جوازاً ان لم يك رده ألف
874) في جمعي التصحيح او في التشبيه وحق مجبور بهذى توفيه
875) وباخ اختا وبابن بنتا ألحق ويونس أبى حذف التا
876) وضاعف الثانى من ثنائى ثانيه ذولين كلا ولائى
877) وان يكن كشبة ما الفا عدم فجبره وفتح عينه التزم
878) والواحد اذكر ناسبا للجمع ان لم يشابه واحدا بالوضع
879) ومع فاعل وفعال فعل في نسب اغنى عن اليا فقبل
880) وغير ما اسلفته مقررا على الذى ينقل منه اقتصر
الوقف
881) تنوينا اثر فتح اجعل الفا وقفا وتلو غير فتح احذفا
882) واحذف لوقف في سوى اضطرار صلة غير الفتح في الاضمار
883) واشتبهت اذا منونا نصب فالفا في الوقف نونها قلب
884) وحذف بالمنقوص ذي التنوين ما لم ينصب اولى من ثبوت فاعلما
885) وغير ذى التنوين بالعكس وفي نحو مر لزوم رد اليا اقتفى
886) وغيرها التانيث من محرك سكنه او قف رائم التحرك
887) او اشمم الضمة او قف مضعفا ما ليس همزا او عليلا ان قفا
888) محركا وحركات انقلا لساكن تحريكه لن يحظلا
889) ونقل فتح من سوى المهموز لا يراه بصري وكوف نقلا
890) والنقل ان يعدم نظير ممتنع وذاك في الهموز ليس بمتنع
(يُتْبَعُ)
(/)
891) في الوقف تا تانيث الاسم ها جعل ان لم يكن بساكن صح وصل
892) وقل ذا في جمع تصحيح وما ضاهى وعير ذين بالعكس انتمى
893) وقف بها السكت على الفعل المعل بحذف آخر كأعط من سأل
894) وليس حتما في سوى ماكع او كيع مجزوما فراع ما رعوا
895) وما في الاستفهام ان جرت حذف ألفها وأولها الها ان تقف
896) وليس حتما في سوى ما انخفضا باسم كقولك اقتضاءم اقتضى
897) ووصل ذي الهاء اجز بكل ما حرك تحريك بناء لزما
898) ووصاها بغير تحريك بنا اديم شذ في الدام استحسنا
899) وربما اعطى لفظ الوصل ما للوقف نثرا وقشا منتظما
الإمالة
900) الألف المبدل من يا في طرف أمل كذا الواقع منه اليا خلف
901) دون زيد او شذوذ ولما تليه ها التأنيث ما الها عدما
902) وهكذا بدل عين الفعل ان يؤل الى فلت كماضى خف ودن
903) كذاك تالى الياء والفصل اغنفر بحرف او مع ها كجيبها أدر
904) كذاك ما يليه كسر او يتلى تالى كسر او سكون قد ولي
905) كسراً وفصل الها كلا فصل بعد فدر هماك من يمله لم يصد
906) وحروف الاستعلا يكف مظهرا من كسر او يا وكذا تكف را
907) ان كان ما يكف بعد متصل او بعد حرف او بحرفين فصل
908) كذا اذا قدم ما لم ينكسر او يسكن اثر الكسر كالمطواع مر
909) وكف مستعل ورا ينكف بكسر را كغارما لا أجفو
910) ولا تمل لسبب لم يتصل والكف قد يوجبه ما ينفصل
911) وقد امالوا لتناسب بلا داع سواه كعمادا وتلا
912) ولا تمل ما لم ينل تمكنا دون سماع غيرها وغيرنا
913) والفتح قبل الكسر راء في طرف أمل كللأيسر مل تكف الكلف
914) كذا الذي تليه ها التأنيث في وقف اذا ما كان غير ألف
التصريف
915) حرف وشبهه من الصرف برى وما سواهما بتصريف حرى
916) وليس ادنى من ثلاثى برى قابل تصريف سوى ما غيرا
917) ومنتهى اسم خمس ان تجردا وان يزد فيه فما سبعا عدا
918) وغير آخر الثلاثى افتح وضم واكسر وزد تسكين ثانيه تعم
919) وفعل اهمل والكس بقل لقصدهم تخصيص فعل بفعل
920) وافتح وضم واكسر الثانى من فعل ثلاثى وزد نحو ضمن
921) ومنتهاء أربع ان جردا وان يزد فيه فما ستا عدا
922) لاسم مجرد رباع فعلل وفعلل وفعلل وفعلل
923) ومع فعل فعلل وان علا فمع فعلل حوى فعلا
924) كذا فعلل وفعلل وما غابر للزيد او النقص انتمى
925) والحرف ان يلزم فأصل والذى لا يلزم الزائد مثل تا احتذى
926) يضمن فعل قابل الاصول في وزن زائد بلفظه اكتفى
927) وضاعف اللام اذا اصل بقى كراء جعفر وقاف فستق
928) وان يكن الزائد ضعف اصل فاجعل له في الوزن ما بالاصل
929) واحكم بتاصيل حروف سمسم ونحوه والخلف في كلملم
930) فألف اكثر من اصلين صاحب زائد يغيير مين
931) اليا كذا والواو ان لم يقعا كما هما في بؤبؤ ووعوما
932) وهكذا همز وميم سبقا ثلاثة تأصيلها تحققا
933) كذلك همزة آخر بعد ألف اكثر من حرفين لفظها ردف
934) والنون في الآخر كالهمز وفي نحو غضنفر أصالة كفى
935) والتاء في التأنبث والمضارعه ونحو الاستفعال والمطاوعه
936) والهاء وقفا كلمه ولم تره واللام قي الإشارة المشتهره
937) وامنع زيادة يلا قيد ثبت ان لم تبين حجة كحظلت
فصل في زيادة همزة الوصل
938) للوصل همز سابق لا يثبت إلا اذا ابتدى به كاستثبتوا
939) وهولفعل ماض احتوى على اكبر من اربعة نحو انجلى
940) والأمر والمصدر منه وكذا امر الثلاثى كاخش وامض وانفذا
941) وفي اسم است ابن ابنم سمع واثنين وامرئ وتانيث تبع
942) وايمن همزأل كذا ويبدل مداً في الاستفهام او يسهل
الإبدال
943) أحرف الابدال هدأت موطيا فأبدل الهمزة من واو ويا
944) آخراً اثر ألف زيد وفي فاعل ما أعل عينا ذا اقتفى
945) والمد زيد ثالثاً في الواحد همزاً يرى في مثل كالقلائد
946) كذلك ثانى لينين اكتفا مد مفاعل كجمع نيفا
947) وافنح ورد الهمز يا فيما اعل لا ما وفي مثل هراوة جعل
948) واوا وهمزاً اول الواو ين رد في بدء غير شبه ووفي الأشد
949) ومدا ابدل ثانى الهمزين من كلمة ان يسكن كاثر وائتمن
950) ان يفتح اثر ضم او فتح قلب واوا وياء اثر كسر ينقلب
951) ذو الكسر مطلقا كذا وما يضم واوا اصر ما لم يكن لفظا اتم
952) فذاك ياء مطلقا جا وأؤم ونحوه وجهين في ثانيه أم
953) وياء اقلب الفاً كسرا تلا او ياء تصغير بواو ذا افعلا
(يُتْبَعُ)
(/)
954) في آخر او قبل تا التانيث او زيادتى فعلان ذا ايضا رأوا
955) في مصدر المعتل عينا والفعل منه صحيح غالبا نحو الحول
956) وجمع ذى عين اصل او سكن فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عن
957) وصححوا فعلة وفي فعل وجها والإعلال اولى كالحبل
958) والواو لا ما بعد فتح يا انقلب كالمعطيان يرضيان ووجب
959) ابدال واو بعد ضم من الف ويا كموقن بذا لها اعترف
960) وبكسر المضموم في جمع كما يقال هيم عند جمع أهيما
961) وواوا اثر الضم رد اليا متى الفى لام فعل او من قبل تا
962) كتاء بان من رمى كمقدره كذا اذا كسبعان صيره
963) وان تكن عينا لفعلى وصفا فذاك بالوجهين عنهم يلفى
فصل
964) من لام فعلى اسما اتى الواو بدل ياكتقوى غالبا جاذا البذل
965) بالعكس جاء لام فعلى وصفا وكون قصوى نادرا لا يخفى
فصل
966) ان يكن السابق من واو وياء واتصلا ومن عروض عربا
967) فياء الواو اقلبن مدغما وشذ معطى غير ما قد رسما
968) من واو او ياء بتحريك اصل الفا ابدل بعد فتح متصل
969) ان حرك التالى وان سكن كف اعلال غير اللام وهي لا بكف
970) اعلالها بساكن غير الف او ياء التشديد فيها قد الف
971) وصح عين فعل وفعلا ذا افعال كأغيد واحولا
972) وان بين تفاعل من افتعل والعين واو سلمت ولم تعل
973) وان لحرفين ذا الاعلال استحق صحح اول وعكس قد يحق
974) وعين ما آخره قد زيد ما يخص الاسم واجب ان يسلما
975) وقبل يا اقلب ميما النون اذا كان مسكنا كمن بت انبذا
فصل
976) لساكن صح انقل التحريك من ذى لبن عين فعل كأبن
977) ما لم يكن فعل تعجب ولا كابيض او اهوى بلام عللا
978) ومثل فعل في ذا لا علال اسم ضاهى مضارعاً وفيه وسم
979) ومفعل صحح كالمفعال وألف الإفعال واستفعأل
980) ازل لذا الاعلال والتا الزم عوض وجذفها بالنقل ربما عرض
981) وما لافعال من الحذف ومن نقل فمفعول به ايضا فمن
982) نحو مبيع ومصون وندر تصحيح ذى الواو وفي ذى اليا اشتهر
983) وصحح المفعول من نحو عدا واعلل ان لم تتحر الاجودا
984) كذلك ذا وجهين جا المفعول من ذي الواو لام جمع او فرد يعن
985) وشاع نحو نيم فى نوم ونحو نيام شذوذه نمى
فصل
986) ذو اللين فاتا في افتعال أبدلا وشذ في ذي الهمز نحو ائتكلا
987) طاتا افتعال رد اثر مطبق في ادان وازدد وادكر دالأ بقى
فصل
988) فامر امر مضارع من كوعد احذف وفي كعدة ذاك اطرد
989) وحذف همز افعل استمر في مضارع وينبنى متصف
990) ظلت وظلت في ظلت استعملا وقرن في اقررن وقرن نقلا
الإدغام
991) أول مثلين محركين في كلمة ادغم لا كمثل صفف
992) وذلل وكلل ولبب ولا كجس ولا كاخصص ابى
993) ولا كهيلل وشذ في الل ونحوه فك بنقل فقبل
994) وحي افكك وادغم دون حذر كذلك نحو تتجلى واستتر
995) وما بتاءين ابتدى قد يقتصر فيه على تاكتين العبر
996) وفك حيث مدغم فيه سكن لكونه بمضمر الرفع اقترن
997) نحو حللت ما حللته وفي جزم وشبه الجزم تخيير قفى
998) وفك وافعل قي التعجب التزم والتزم الإدغام ايضاً في هلم
999) وما بجمعه عنيت قد كمل نظماً على جل المهمات اشتعل
1000) أحصى من الكفاية الخلاصة كما اقتضى غنى بلا خصاصه
1001) فأحمد الله مصلياً على محمد خير نبي أرسلا
1002) وأله الغر الكرام البرره وصحبه المنتخبين الخيره
فارس العربية الخـ زيد ــــــيل(/)
شروح أشهر المتون النحوية بالصوت
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 03:43 ص]ـ
شرح متن كتاب الدرة اليتيمية
هذا هو الرابط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_192.shtml
شرح متن الاجرومية
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_188.shtml
شرح البلاغة العربية
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_190.shtml
شرح الالفية
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_193.shtml
هذه الشروح بصوت الشيخ محمد بن العثيمين
ـ[محمد نوري محمد]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 09:33 م]ـ
احسنت اخي
ويا حبذا المزيد
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 10:54 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخى: محمد نورى
وأن شاء الله سيكون هناك المزيد
فارس العربية الخـ زيد ـــــــيل
ـ[محبة العربية]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 06:41 ص]ـ
توجد مجموعة ضخمة من الدروس في اللغة العربية وعلوم الدين
والمحاضرات العامة.
هنا.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=78
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 03:47 م]ـ
شكرا لك اخى الكريم
ـ[علي عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 02:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى (لانريد منكم جزاءا ولا شكور)
ـ[فتى البجادية]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 04:50 م]ـ
أخي زيد الخيل
جزيت خيراً وبورك فيك في عملك وعلمك، بودي لو نزلت على إسطوانات ونزلت في هذا الموقع الممتميز فهلا إنبرى من لديه مقدرة فأتحفنا بذلك وله الأجروالدعاء الذي يستمر
ـ[الزجاج]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 12:01 ص]ـ
بارك الله فيك(/)
دروس فى النحو العربى (الاساليب)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:16 ص]ـ
أسلوب الشرط
أدوات الشرط غير الجازمة
تطلق تسمية أدوات الشرط غير الجازمة على تلك الأدوات الشرطية التي لا تؤثر جزما على الفعل المضارع، إلا أن المعنى التعليقي موجود في هذه الأدوات.
نحو قوله تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} 1.
وقوله تعالى: {ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم} 2.
وقوله تعالى: {فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين} 3.
أنواعها: ـ
تنقسم أدوات الشرط غير الجازمة إلى نوعين:
1 ـ أدوات شرط امتناعية. 2 ـ أدوات شرط غير امتناعية.
أولا ـ أدوات الشرط الامتناعية وهي: ـ
لو، لولا، لوما.
المقصود من الامتناع أن الربط بين جملتي الشرط والجواب، يكون ربطا سلبيا.
فالتعليق لم يكن لتوقف وجود الجواب على وجود الشرط، وإنما لأن الربط بين الشرط والجواب يقوم على انعدام الجواب لانعدام الشرط، كما هو الحال في " لو "، وقد يكون انعدام الجواب لوجود الشرط كما هو الحال في " لولا "، و " لوما "، وذلك يعني أن الامتناع قد يكون للجواب والشرط معا كما في " لو "، وقد يكون الامتناع للجواب دون الشرط كما في " لولا "، و " لوما ".
وهذه أمثلة وشواهد مفصلة على ذلك: ــ
* لو: حرف شرط غير جازم يربط بين جملتي الشرط، والجواب، ويفيد امتناع لامتناع. أي: امتناع الجواب لامتناع الشرط، وهو للتعليق في الزمن الماضي،
ـــــــــــــــــــــــ
1 ــ 15 القلم. 2 ــ 65 يوسف.
3 ــ 67 القصص.
ويقترن جوابه بـ " اللام " مطلقا، إذا كان ماضيا متبثا، ويتجرد منها إذا كان منفيا.
نحو: لو درست جيدا لنجحت في الامتحان. ولو بكرت في الحضور ما عاقبناك.
ومنه قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا} 1.
وقوله تعالى: {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض} 2.
وقوله تعالى: {لو شاء ربك لأنزل ملائكة} 3.
وقوله تعالى: {لو شاء الله ما تلوته عليكم} 4.
وقوله تعالى: {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة} 5.
وقوله تعالى: {لو شاء الله ما أشركنا} 6.
وقد جاز اقتران جواب لو، ولولا المنفي باللام في الشعر. كقول الشاعر:
لولا رجاء الظالمين لما أبقت نواهم لنا روحا ولا جسدا
وتأتي " لو " الشرطية بمعنى " إن " الشرطية، ولكنها غير جازمة، فيليها فعل مضارع دال على الاستقبال.
كقوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية} 7.
أو ماض فتصرفه إلى الاستقبال.
نحو قوله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} 8.
ــ الأصل في لو الشرطية أن يأتي بعدها فعل، غير أنه قد يليها اسم فيكون فاعلا لفعل محذوف. نحو: لو محمد سيسافر لأخبرتك.
ومنه قول الغطمش الظبي:
أخلاي لو غير الحما أصابكم عتبت ولكن ما على الدهر معتب
ـــــــــــــــــــ
1 ــ 31 الحشر. 2 ــ 27 الشورى.
3 ــ 24 المؤمنون. 4 ــ 16 يونس.
5 ــ 61 النحل. 6 ــ 148 الأنعام.
7 ــ 8 النساء. 8 ــ 17 يوسف.
أما إذا وليها ضمير فيعرب توكيدا للفاعل المستتر في الفعل المحذوف الذي يفسره ما بعده لأن ضمير المخاطب لا يجوز إظهاره.
نحو: قوله تعالى: {لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي} 1.
وفي مجيء الاسم بعد لو خلاف، لأن بعض النحويين يقول لا يلي " لو " الشرطية إلا فعل ظاهر، ومجيء الفعل مضمرا بعدها ضرورة شعرية كما في البيت السابق.
ولكننا نؤكد على أن انفصال الضمير عن الفعل المحذوف في الآية السابقة يعمم ذلك.
ــ وقد تأتي " أن " المشبهة بالفعل بعد " لو " وللنحاة في إعرابها وجوه.
أعربها سيبويه: في محل رفع مبتدأ حذف خبره.
نحو قوله تعالى: {ولو أنهم صبروا} 2.
وقوله تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} 3.
ومنه قول تميم بن أبي بن مقبل:
ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه وهو ملموم
وأعربها الكوفيون وكثير من النحاة في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره:
ثبت، أو حصل، أو استقر، وهذا هو الأفصح، والله أعلم.
* لولا: حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط.
(يُتْبَعُ)
(/)
أي: امتناع لوجود، وهي مركبة من " لو " و " لا " الزائدة، ويليها دائما اسم مرفوع يعرب مبتدأ، وخبره محذوف وجوبا، ويقترن جوابها باللام كثيرا إذا كان ماضيا مثبتا، ويتجرد منها إذا كان منفيا.
نحو: لولا الله لوقع حادث أليم، و: لولا والدك ما حضرت.
ومنه قوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} 4.
وقوله تعالى: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين} 5.
ـــــــــــــــــ
1 ــ 100 الإسراء. 2 ــ 5 الحجرات. 3 ــ 251 البقرة.
4 ــ 17 لقمان. 5 ــ 21 النور.
وقوله تعالى: {ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين} 1.
وقوله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا} 2.
وقد يتجرد جوابها من اللام. كقول أبي العطاء السندي:
لولا أبوك ولولا قبله عمر ألقت إليك معد بالمقاليد
* لوما ـ حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط.
أي: امتناع لوجود، وهي مركبة من " لو "، و " ما " الزائدة.
نحو: لوما الكتابة لضاع معظم العلوم. ونحو: لوما الشوق لم أكتب إليك.
ومنه قول الشاعر:
لوما الإصاخة للوشاة لكان لي من بعد سخطك في رضاك رجاء
ثانيا ــ أدوات الشرط غير الامتناعية:
أما النوع الثاني من أدوات الشرط غير الجازمة، فيطلق عليه أدوات الشرط غير الامتناعية، أي: أن الشرط في هذا المقام لا يفيد الامتناع كما هو الحال في " لو " وأخواتها، وإنما يفيد مجرد التعليق، والربط بين جملتي الشرط والجواب، مثله تماما مثل أدوات الشرط الجازمة.
وأدوات الشرط غير الجازمة الامتناعية هي: ـ
إذا، أمَّا، لمَّا، كلَّما. وإليكها بالتفصيل.
* إذا: أداة شرط غير جازمة لما يستقبل من الزمان، تفيد الربط بين جملة الشرط، وجوابه، ولا يليها إلا الفعل ظاهرا، أو مقدرا.
فمثال مجيء الفعل بعدها ظاهرا قولهم: إذا حضر الماء بطل التيمم.
ومنه قوله تعالى: {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور} 3.
وقوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول} 4.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 57 الصافات. 2 ــ 64 البقرة.
3 ــ 7 الملك. 4 ــ 1 المنافقون.
وقوله تعالى: {إذا رأيتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا} 1.
ومثال مجيئه مقدرا:
قول الشاعر:
إذا المرء لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ومنه قول أبي فراس الحمداني:
إذا الليل أضواني بسطت له يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
ومنه قول المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ومنه قول بشار بن برد:
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه وعندما يجيء الفعل بعد إذا مقدرا يلها اسم ظاهر، أو ضمير، كما في الأبيات السابقة، وعندئذ يعرب الاسم، أو الضمير فاعلا لفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر، وقد استحسن النحاة هذا الوجه. وقد أجاز سيبويه إعراب الاسم، أو الضمير الواقع بعد " إذا " مبتدأ، إذا كان الخبر فعلا، وأجاز الأخفش، وابن مالك وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط.
* أمَّا: أداة شرط غير جازمة، تفيد تفصيل الجمل وتوكيدها، وتطلب جوابا لنيابتها عن أداة الشرط " مهما " وفعلها، وتلزم الفاء جوابها، ولا يليها إلا الاسم سواء أكان مبتدأ، نحو: أما عليٌّ فمجتد، وأما أحمدُ فمؤدب.
ومنه قوله تعالى: {وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} 2.
وقوله تعالى: {أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب} 3.
ـــــــــــــــــــــ
1 ــ 12 الفرقان. 2 ــ 79 الكهف.
3 ــ 41 يوسف.
وقوله تعالى: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} 1.
ــ أو خبرا نحو: أمَّا حاضر فمحمد.
ــ أو مفعولا به تقدم على فعله. نحو: أما المجتهد فيكافأ، وأما ألمهمل فيعاقب.
ومنه قوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر} 2.
ــ أو جارا ومجرورا. نحو: أما لفعل الخير فنعم، وأما لغيره فلا أفعل.
ومنه قوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} 3.
* لمَّا: أداة شرط غير جازمة تفيد التعليق، وتختص بالدخول على الأفعال الماضية، مبنية على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية بمعنى " حين ".
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: لما حضرت والدي الوفاة أوصاني بتقوى الله.
ونه قوله تعالى: {فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه} 4.
وقوله تعالى: {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما} 5.
وقوله تعالى: {فلما أخذتهم الرجفة قال ربِّ لو شئت أهلكتهم} 6.
* كلما: أداة شرط غير جازمة، مركبة من " كل "، و " ما " المصدرية، نائبة عن الظرف الزماني في محل نصب، تفيد التكرار، ولا يليها إلا الماضي شرطا وجوابا، والعامل فيها جوابها.
نحو: كلما سألني المعلم أجبته على سؤاله.
ومنه قوله تعالى: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها} 7.
وقوله تعالى: {كلما خبت زدناهم سعيرا} 8.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ــ 80 الكهف. 2 ــ 9، 10 الضحى.
3 ــ 11 الضحى. 4 ــ 70 يوسف.
5 ــ 190 الأعراف. 6 ــ 155 الأعراف.
7 ــ 8 الملك. 8 ــ 97 الإسراء.
وقوله {كلما جاء أمة رسولها كذبوه} 1
ومنه قول المتنبي:
كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل
جواز ووجوب الحذف في فعل الشرط وجوابه
أولا ـ جواز حذف فعل الشرط:
يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية: ـ
1 ـ إذا وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية.
نحو: قل خيرا وإلا فاصمت.
والتقدير: قل خيرا وإن لا تقل فاصمت.
ومنه قول الشاعر:
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
والتقدير: وإن لا تطلقها يعل ... إلخ.
2 ـ يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل، والدليل هو سياق الآيات الكريمة. كقوله تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} 2.
والتقدير: إن افتخرتم (أو ما في معناه) بقتلهم فلم تقتلوهم، وقوله: " ولكن الله قتلهم " يستدل به على المحذوف.
وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} 3.
فالجواب في الآية السابقة: يحببكم الله، وحذف الشرط مع الأداة، والتقدير: فإن تتبعوني. والدليل قوله: " فاتبعوني " المذكورة في الآية.
3 ـ ويجوز حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ " لا " النافية.
نحو: من أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه. والتقدير: ومن لا يكرمك فدعه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 44 المؤمنون. 2 ــ 17 الأنفال.
3 ــ 31 الأعراف.
ثانيا ــ جواز حذف جواب الشرط.
يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه.
نحو قوله تعالى:
{فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية} 1.
والتقدير: فابتغ، أو افعل.
ومنه قوله تعالى: {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم} 2.
الجواب محذوف، والتقدير: لارتعدتم. وقد دل عليه قوله تعالى: لترون الجحيم.
وقوله تعالى: {أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} 3.
حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية وهو قوله: {ولو كنتم في بروج مشيدة}.
والتقدير: يدركم الموت، ودل عليه جواب الشرط في: قوله تعالى: {أينما تكونوا يدركم الموت}.
فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه.
ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط:
يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية: ـ
1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف.
نحو: أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد.
التقدير: إن كتبت الدرس فأنت مجتهد.
فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي.
2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه.
ــــــــــــــــــــــ
1 ــ 35 الأنعام. 2 ــ 5، 6 التكاثر.
3 ــ 78 النساء.
نحو قوله تعالى:
{ولئن اتببعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين} 1.
تم حذف جواب الشرط من الآية، لأن القسم أحق بالجواب منه، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق، والتكذيب، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب. والتقدير: إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين. فيكون حينئذ الجواب للشرط.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له، والتقدير: والله لئن اتبعت ... الآية.
3 ـ يجب حذف جواب الشرط، إذا كان فعل الشرط ماضيا، وتقدم ما يدل على الجواب المحذوف. نحو: أنت تستحق الجائزة إن تفوقت.
والتقدير: إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة.
فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن.
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم ... الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أ رأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ". والتقدير: أكفر عنك خطاياك.
* جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا: ـ
يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل.
نحو: من ساعدك فساعده وإلا فلا. فقد حذف فعل الشرط وجوابه.
ــــــــــــــــ
1 ــ 37 الرعد.
والتقدير: وإن لم يساعدك فلا تساعده.
ومنه قول الشاعر:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كانـ فقيرا معدما، قالت: وإن
الشاهد قوله: وإن كان فقيرا معدما ارتضي به. فانحذف الفعل والجواب معا.
* اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة: ــ
1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة، فالجواب للشرط من باب أولى، وهذا هو الصحيح. نحو: إن تحضر إلينا ـ والله ـ نكرمك.
فالجواب: نكرمك، يكون للشرط مجزوما.
2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم، ولكن تقدم عليها مبتدأ، يكون الشرط والقسم خبرا له. نحو: أنت والله إن تجتهد تتفوق.
فالجواب: تتفوق، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر.
ومنه: العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية.
3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم. نحو: والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله.
الجواب: لتنجحن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل اتصال الفعل بلام القسم، وتوكيده بالنون، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما.
ومنه قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن} 1.
الجواب: ليخرجن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل: اتصاله بلام القسم، وتوكيده بالنون.
ـــــــــــــــــ
1 ــ 53 النور.
وقوله تعالى: {قال تالله إن كدت لَتُردِين} 1.
وقوله تعالى: {وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} 2.
وقوله تعالى: {قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين} 3.
اقتران جواب الشرط بالفاء
ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط، وجملة جوابه، كما يتوقف الجواب على الشرط، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب.
لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما: فعل الشرط، وجواب الشرط، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط.
وهذه الصور هي:
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا، وجوابه مضارعا.
نحو: من يدرس ينجح.
ومنه قوله تعالى: {ومن يغلل يأت بما غل} 4.
وقوله تعالى: {إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} 5.
وقوله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} 6.
2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا.
نحو قوله تعالى: {لو نشأ لجعلناه حطاما} 7.
ــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 56 الصافات. 2 ــ 7 إبراهيم.
3 ــ 116 الشعراء. 4 ــ 161 آل عمران.
5 ــ 100 آل عمران. 6 ــ 123 النساء.
7 ــ 65 الواقعة.
وقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} 1.
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا.
نحو: إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم.
ومنه قوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} 2.
وقوله تعالى: {إن شاء جعل لكم خيرا} 3.
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: حيثما أقمت تجد أصدقاء.
ومنه قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} 4.
وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم} 5.
يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا، إما مضارعة، وإما ماضية، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط، للأسباب الآتية: ـ
1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة.
2 ـ لم تكن أفعالا طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.
3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما، أو لن.
4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح، كالسين، وسوف، ولن.
5 ــ لم تكن جملا اسمية.
وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط، ومتى لا يكون صالحا له. وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون
ـــــــــــــــــــــــ
1 ــ 115 البقرة. 2 ــ 7 الإسراء.
3 ــ 10 الفرقان. 4 ــ 20 الشورى.
5 ــ 15 هود.
جوابا للشرط، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في لقائمة السابقة، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة، والفاء حرف يدل على السببية، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه.
وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء: ـ
1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية.
نحو: إن تدرس فالنجاح حليفك.
ومنه قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي} 1.
وقوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله خير منها} 2.
وقوله تعالى: {وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون} 3.
وقوله تعالى: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} 4.
وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} 5.
ومنه قول الشاعر:
إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن
الشاهد: فربَّ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء.
2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد، والفعل الجامد هو ما كان دائما على صورة الماضي، فلا يؤخذ منه مضارع، ولا أمر، ومنه: نعم، وبئس، وعسى، وليس. نحو: إن تحضر فنعم بحضورك.
ومنه قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} 6.
وقوله تعالى: {فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين} 7.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 178 الأعراف. 2 ــ 89 النمل.
3 ــ 39 الروم. 4 ــ 37 النحل.
5 ــ 186 الأعراف. 6 ــ 271 البقرة. 7 ــ 67 القصص.
وقوله تعالى: {فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا} 1.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} 2.
3 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.
نحو: متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر.
ونحو: إن ترد الأجر فلا تهمل العمل.
ونحو: أيان نزرك فهل تكن موجودا؟
ومنه قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} 3.
وقوله تعالى: {يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه} 4.
وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} 5.
وقوله تعالى: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} 6.
وقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} 7.
ومثال النهي: من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا.
ومنه قوله تعالى: {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني} 8.
ومثال الاستفهام: متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا.
ومنه قوله تعالى: {وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} 9.
4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما، أو لن، أو لا ".
نحو: من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل.
ــــــــــــــــــــــ
1 ــ 19 النساء. 2 ــ 28 آل عمران.
3 ــ 178 الأعراف. 4 ــ 41 المائدة.
5 ــ 31 آل عمران. 6 ــ 75 مريم.
7 ــ 59 النساء. 8 ــ 76 الكهف.
9 ــ 160 آل عمران.
ومنه قوله تعالى: {إن توليتم فما سألتكم من أجر} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا} 2.
وقوله تعالى: {إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير} 3.
ونحو: من يعتذر فلن نقبل عذره.
ومنه قوله تعالى: {ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه} 4.
وقوله تعالى: {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا} 5.
وقوله تعالى: {ومن يضلل فلن يجد له وليا مرشدا} 6.
وقوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} 7.
ونحو: من يقصر فلا يلومنَّ إلا نفسه.
ومنه قوله تعالى: {من يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا} 8.
وقوله تعالى: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} 9.
وقوله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} 10.
وقوله تعالى: {ومن كفر فلا يحزنك كفره} 11.
وقوله تعالى: {فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله} 12.
5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد، أو السين، أو سوف ".
نحو: من يتفوق فقد يفوز بالجائزة.
ومنه قوله تعالى: {ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} 13.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 72 يونس. 2 ــ 80 النساء.
3 ــ 63 هود. 4 ــ 97 الإسراء.
5 ــ 144 آل عمران. 6 ــ 17 الكهف.
7 ــ 80 التوبة. 8 ــ 13 الجن.
9 ــ 230 البقرة.10 ــ 123 طه.
11 ــ 23 لقمان. 12 ــ 136 الأنفال.
13 ــ 48 النساء.
وقوله تعالى: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} 1.
وقوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} 2.
وقوله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} 3.
ومثال السين: من يفعل الخير فسيجده عن الله.
ومنه قوله تعالى: {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} 4.
وقوله تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا فسيدخلهم في رحمة من} 5.
ومثال سوف: متى تفز فسوف تنال جائزة.
ومنه قوله تعالى: {وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله} 6.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا} 7.
وقوله تعالى: {فإن استقر مكانه فسوف تراني} 8.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 19 الأنفال. 2 ــ 4 التحريم.
3 ــ 80 النساء. 4 ــ 10 الفتح.
5 ــ 175 النساء. 6 ــ 28 التوبة.
7 ــ 30 النساء. 8 ــ 143 الأعراف.
فوائد وتنبيهات: ـ
1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية، ولا يصح أن تكون غير ذلك.
نحو: من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ.
أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية، ولكنها قد تأتي جملة اسمية، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط، وذلك كما مر معنا في مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء.
2 ـ إذا جاء فعل الشرط، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا. أي: تكون جملة جواب الشرط في محل جزم.
3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء، أو مسبوق بالواو، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب، وجاز فيه الرفع على الاستئناف، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة.
نحو: إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك.
فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا.
ومنه قوله تعالى:
{وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} 1.
ومثال العطف بالواو: متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم.
ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه، واتصلت به الفاء، أو الواو. نحو: من يجتهد فيسر به والداه ينجح.
أو: من يجتهد ويسر به والداه ينجح.
فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط، أو النصب بأن المصدرية
ـــــــــــــــ
1 ــ 284 البقرة.
المضمرة وجوبا بعد فاء السببية، أو الرفع على الاستئناف.
4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية: ـ
أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل.
ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى: {فلما نجاهم إذا هم يبغون} 1.
ومنه قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} 2.
وقوله تعالى: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} 3.
فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء ".
5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية، في محل جر مضاف إليه. أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط.
6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما، وبدون عاطف للثاني على الأول، فإن جواب الشرط للأداة الأولى.
كقوله تعالى: (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم) 4.
ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
إن تستغيثوا بنا، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم
فالجواب " تجدوا "، وهو جواب للشرط الأول: أن تستغيثوا، لأنه صاحب الصدارة في الكلام، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني، ولأن الشرط الثاني: إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر.
أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو "، أو بـ " أو "، أو بـ " الفاء " كون القول كالتالي:
ــــــــــــــــــــــ
1 ــ 23 يونس. 2 ــ 36 الروم.
3 ــ 48 الروم. 4 ـ 34 هود.
أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته، وكان حرف العطف هو " الواو "، يكون الجواب للفعلين معا، لأن الواو تفيد الجمع.
نحو: من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر.
ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو "، الجواب لأحدهما، لأن أو تفيد التخيير.
نحو: إن تشترك في إعداد الصحيفة، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة.
فالجواب: تنل جائزة، يكون لأي الفعلين شئت.
ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب.
نحو: متى تبذل جهدك، فإن تجتهد تنجح في الامتحان.
فالجواب: تنجح، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني، لأن الفاء تفيد الترتيب.
7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها " ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة، أو غير جازمة.
ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة:
لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله: " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1).
ويقول سيبويه وكثير: " يجازي بها معنى لا عملا، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى. نحو: كيف تصنع أصنع.
ولا يجوز كيف تجلس أذهب. باتفاق.
ــــــــــ
1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2، ص 117.
ويستطرد سيبويه فيقول: سألت الخليل عن قوله: كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال: هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم: كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1).
وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2).
ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3)، ولا في شذور الذهب (4).
كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5، 6، 7، 8).
ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9).
ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10).
ونقول وبالله التوفيق: إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين " كيف " الاستفهامية الحالية، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون.
وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453.
2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7، ص 40.
3 ــ قطر الندى لابن هشام ص 85.
4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334.
5 ــ شرح الاشموني ج3، ص 583.
6 ــ شرح ابن الناظم ص 693.
7 ــ شرح ابن عقيل ج2، ص 365.
8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3، ص 189.
9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319.
10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252.
للاستزادة من أسلوب الشرط انقر هنا
تكملة أسلوب الشرط
نماذج من الإعراب
قال تعالى: (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) 15 القلم.
إذا: ظرف للزمن المستقبل مبين على السكون في محل نصب متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط. تتلى: فعل ماض مبني للمجهول.
عليه: جار ومجرور متعلقان بتتلى.
آياتنا: نائب فاعل وآيات مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة وجملة تتلى في محل جر بإضافة الظرف إليها.
قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
أساطير الأولين: أساطير خبر لمبتدأ مضمر والتقدير هي أساطير، وأساطير مضاف والأولين مضاف إليه مجرور بالياء.
قال تعالى: {ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم} 65 يوسف.
ولما فتحوا: الواو حرف عطف ولما حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب.
فتحوا: فعل وفاعل. متاعهم: مفعول به ومضاف إليه، وجملة فتحوا في محل جر بإضافة لما إليها. وجدوا: فعل وفاعل. بضاعتهم: مفعول به ومضاف إليه، وجملة وجدوا لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
ردت: فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
إليهم: جار ومجرور متعلق بردت وجملة ردت إليهم في محل نصب مفعول به ثان لوجدوا.
وجملة لما وما بعدها عطف على ما قبلها.
قال تعالى: {فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين} 67 القصص.
فأما: الفاء حرف استئناف، أما حرف شرط وتفصيل غير جازم.
من: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
تاب: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو وجملة تاب لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وآمن: الواو حرف عطف وآمن فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة عطف على تاب.
وعمل: الواو حرف عطف وعمل فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
صالحاً: مفعول به أو نائب عن المفعول المطلق مبين لصفته منصوب بالفتحة والتقدير: عمل عملا صالحا.
فعسى: الفاء رابطة لجواب الشرط، وعسى فعل ماض جامد من أفعال الرجاء تعمل عمل كان، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
أن يكون: أن حرف مصدري ونصب، ويكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، واسمه ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
من المفلحين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليكون.
وجملة أن يكون في محل نصب خبر عسى.
وجملة عسى في محل رفع خبر اسم الموصول، وهي في نفس الوقت لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
وجملة أما وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان حال المؤمنين بعد بيان حال الكافرين.
قال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً} 21 الحشر.
لو: حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أنزلنا: فعل وفاعل. هذا: اسم إشارة في محل نصب مفعول به.
القرآن: بدل منصوب بالفتحة. على جبل: جار ومجرور متعلقان بأنزلنا.
لرأيته: اللام رابطة لجواب لو، ورأيته فعل وفاعل ومفعول به.
خاشعاً: مفعول به ثان إذا اعتبرنا رأى قلبية، وحال إذا اعتبرناها بصرية.
وجملة لو أنزلنا لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف مسوق للتشبيه.
قال الشاعر:
لولا رجاء الظالمين لما أبقت نداهم لنا روحاً ولا جسدا (سيعرب لاحقا)
قال تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية} 9 النساء.
وليخش: الواو حرف عطف، واللام لام الأمر حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ويخش فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذين: اسم موصول في محل رفع فاعل.
لو تركوا: لو حرف شرط غير جازم، وتركوا فعل وفاعل.
من خلفهم: جار ومجرور متعلقان بتركوا، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
ذرية: مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة ليخش عطف على ما قبلها.
قال تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} 17 يوسف.
وما: الواو حرف عطف، ما حجازية نافية.
أنت: ضمير منفصل في محل رفع اسم ما.
بمؤمن: الباء حرف جر زائد، ومؤمن مجرور لفظاً منصوب محلاً خبر ما.
لنا: جار ومجرور متعلقان بمؤمن، وجملة ما أنت معطوفة على ما قبلها.
ولو: الواو حرف عطف، ولو شرطية غير جازمة.
كنا: كان واسمها. صادقين: خبر كان منصوب.
وجملة ولو كنا معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي} 100 الإسراء.
قل: فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
لو أنتم: حرف شرط غير جازم وحقها أن تدخل على الأفعال دون الأسماء لذا لا بد من تقدير فعل يفسره ما بعده والتقدير لو تملكون أنتم، فلما أضمر على شريطة التفسير انفصل الضمير المتصل، فأصبح أنتم تأكيداً للفاعل المستتر في الفعل المحذوف الذي يفسره ما بعده.
تملكون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة مفسرة لما قبلها لا محل لها من الإعراب.
خزائن: مفعول به منصوب بالفتحة، وخزائن مضاف، ورحمة مضاف إليه، ورحمة مضاف، وربي مضاف إليه، وربي مضاف، ياء المتكلم في محل جر مضاف إليه.
قال الشاعر:
أخلاي لو غير الحما أصابكم عتبت ولكن ما على الدهر معتب
(سيعرب لاحقا)
قال تعالى: {ولو أنهم صبروا} 5 الحجرات.
ولو: الواو حرف عطف، ولو حرف شرط غير جازم.
أنهم: أن حرف توكيد ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
صبروا: فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر أن.
وأن وما في حيزها في تأويل مصدر فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت على رأي المبرد والزجاج والكوفيين، أو مبتدأ لا يحتاج إلى خبر، لأن الخبر يحذف وجوباً بعد لو ولولا على رأي سيبويه وجمهور البصريين.
قال تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض} 251 البقرة.
ولولا: الواو حرف استئناف، ولولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط.
دفع: مبتدأ حذف خبره والتقدير موجود، ودفه مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه.
الناس: مفعول به للمصدر.
بعضهم: بدل منصوب من الناس، وبعض مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه. لبعض: جار ومجرور متعلقان بدفع.
لفسدت: اللام واقعة في جواب لولا، وفسد فعل ماض، والأرض فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة فسدت الأرض لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
وجملة لولا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
قال الشاعر:
لولا أبوك ولولا قبله عمر ألقت إليك معد بالمقاليد
لولا: حرف شرط يدل على الامتناع لوجود " امتناع الجواب لوجود الشرط "، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أبوك: مبتدأ مرفوع بالواو، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة، والخبر محذوف وجوباً تقديره موجود.
ولولا: الواو حرف عطف، ولولا معطوفة على ما قبلها.
قبله: قبل ظرف زمان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
عمر: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
ألقت: ألقى فعل ماض، والتاء تاء التأنيث الساكنة.
إليك: جار ومجرور متعلقان بألقت.
معد: فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب جواب لولا.
بالمقاليد: جار ومجرور متعلقان بألقت.
الشاهد: قوله " ولولا قبله عمر " حيث ذكر فيه خبر المبتدأ وهو قوله: قبله مع كون ذلك المبتدأ واقعاً بعد لولا التي يجب حذف خبر المبتدأ الواقع بعدها، لأنه قد عوض عنه بجملة الجواب، ولا يجمع في الكلام بين العوض والمعوض عنه.
ويجوز أن نعرب قبله ظرف متعلق بمحذوف حال، وعليه لا شاهد في البيت، والخبر محذوف.
والشاهد الذي جئنا بالبيت من أجله هو حذف اللام من جواب لولا في غير النفي.
قال الشاعر:
لولا الإصاخة للوشاة لكان لي من بعد سخطك في رضاك رجاء
(سيعرب لاحقا)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور} 7 الملك.
إذا: ظرف للزمان المستقبل متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه.
ألقوا: فعل ماض مبني للمجهول، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل، والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها. فيها: جار ومجرور متعلقان بألقوا.
سمعوا: فعل وفاعل جواب الشرط، والجملة لا محل لها من الإعراب، لأنها جواب شرط غير جازم.
لها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال لشهيقاً، لأنه في الأصل صفة وتقدم عليه.
شهيقاً: مفعول به لسمع.
وهي: الواو واو الحال، هي ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
تفور: خبر مرفوع بالضمة، والجملة الاسمية في محل نصب حال.
وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
قال تعالى: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} 79 الكهف.
أما: حرف شرط وتفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
السفينة: مبتدأ مرفوع بالضمة.
فكانت: الفاء رابطة لجواب الشرط، وكانت كان فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
لمساكين: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان، وجملة كان في محل رفع خبر للسفينة.
يعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
في البحر: جار ومجرور متعلقان بيعملون، وجملة يعملون في البحر في محل جر صفة لمساكين، وجملة فكانت لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
قال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} 9 الضحى.
فأما: الفاء الفصيحة، وأما حرف شرط وتفصيل.
اليتيم: مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تقهر.
فلا: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية جازمة.
تقهر: فعل مضارع مجزوم بلا، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
قال تعالى: {فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه} 70 يوسف.
فلما: الفاء حرف عطف، ولما ظرفية أو رابطة.
جهزهم: فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة جهز في محل جر بإضافة لما إليها.
بجهازهم: جار ومجرور ومضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بجهزهم.
جعل: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
السقاية: مفعول به منصوب بالفتحة، جملة جعل لا محل لها من الإعراب جواب لشرط غير جازم.
في رحل أخيه: في رحل جار ومجرور متعلقان بجعل، ورحل مضاف، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء، وأخي مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة. وجملة لما جهزهم معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها} 8 الملك.
كلما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه وهو سألهم.
ألقي: فعل ماض مبني للمجهول. فيها: جار ومجرور متعلقان بألقي.
فوج: نائب فاعل مرفوع بالضمة، وجملة ألقي في محل جر بإضافة الظرف إليها.
سألهم: فعل ماض، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
خزنتها: فاعل مرفوع بالضمة، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة سألهم لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
قال الشاعر:
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
فطلقها: الفاء حسب ما قبلها، وطلق فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
فلست: الفاء حرف تعليل، ليس فعل ماض ناقص، وتاء المخاطب في محل رفع اسمها.
لها: جار ومجرور متعلقان بكفء الآتي.
بكفء: الباء حرف جر زائد، وكفء خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وإلا: الواو حرف عطف، إلا مركب من حرفين أحدهما إن الشرطية والثاني لا النافية، وفعل الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
يعل: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف عرف العلة.
مفرقك: مفعول به، وهو مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
الحسام: فاعل مرفوع بالضمة.
الشاهد فيه قوله: " وإلا يعل " حيث حذف فعل الشرط لأن الأداة إن وهي مقرونة بلا، وتقدير الكلام: وإلا تطلقها يعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} 17 الأنفال.
فلم: الفاء الفصيحة، ولم حرف نفي وجزم وقلب، وقد وقعت الفاء في جواب شرط مقدم أي: إذا افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم.
تقتلوهم: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به.
ولكن: الواو حرف عطف، لكن حرف استدراك ونصب.
الله: لفظ الجلالة اسمها منصوب.
قتلهم: قتل فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، وجملة قتلهم في محل رفع خبر لكن.
قال تعالى: {كلا لو تعلمون علم اليقين. لترون الجحيم} 5 - 6 التكاثر.
كلا: حرف ردع وزجر لا عمل له مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
لو: حرف شرط غير جازم.
تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والمفعول به محذوف تقديره: عاقبة التلهي والتفاخر، وجواب لو محذوف والتقدير: لو تعلمون ما أمامكم من هول
لفعلتم ما لا يمكن وصفه، وقد دل على الجواب المحذوف قوله تعالى: " لترون الجحيم ".
علم اليقين: علم مفعول مطلق منصوب بالفتحة على المعنى، لأن رأى وعاين بمعنى واحد، وقيل أصله العلم اليقين، فهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته.
لترون: اللام جواب قسم محذوف، وترون فعل مضارع مرفوع وعمة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وأصله لترأيون، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، ثم ألقيت حركة الهمزة التي عي عين الكلمة على الراء، وحذفت لثقلها، ثم دخلت النون المشددة التي هي للتوكيد، فحذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، وحركت الواو بالضم لالتقاء الساكنين، ولم تحذف لأنها لو حذفت لاختل الفعل بحذف عينه ولامه وواو الضمير.
وواو الجماعة في محل رفع فاعل. الجحيم: مفعول به منصوب بالفتحة.
قال الشاعر:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيراً معدماً قالت وإن
قالت: قال فعل ماض، والتاء للتأنيث.
بنات العم: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والعم مضاف إليه مجرور بالكسرة.
يا سلمى: يا حرف نداء، وسلمى منادى مبني على الضم المقدر على الألف في محل نصب.
وإن: الواو حرف عطف على معطوف محذوف، وإن حرف شرط جازم.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم، واسمه ضمير مستتر جوازاً تقديره هو. فقيراً: خبر كان منصوب.
معدماً: صفة منصوبة لفقير، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سياق الكلام.
وجملة الشرط وجوابه معطوفة بالواو على محذوف يدل عليه سياق الكلام أيضاً، وتقدير هذه المحذوفات: قالت بنات العم: يا سلمى، إن كان غنياً موسراً ترضين به، وإن كان فقيراً معدماً ترضين به.
قالت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود إلى سلمى.
وإن: الواو حرف عطف، إن حرف شرط جازم، وفعل الشرط وجوابه محذوفان يدل عليهما سابق الكلام، والتقدير: قالت: إن كان غنياً موسراً أرضى به، وإن كان فقيراً معدماً أرضى به.
والشاهد قوله: " وإن كان … وإن " حيث حذف فعل الشرط وجوابه لدلالة سياق الكلام عليهما.
قال تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن} 53 النور.
وأقسموا: الواو حرف استئناف، وأقسموا فعل ماض وواو الجماعة في محل رفع فاعله.
بالله: جار ومجرور متعلقان بأقسموا.
جهد أيمانهم: جهد مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وجهد مضاف، وأيمان مضاف إليه، وأيمان مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
ويجوز في جهد النصب على الحال والتقدير: مجتهدين.
لئن: اللام موطئة للقسم، وإن حرف شرط جازم. أمرتهم: فعل وفاعل ومفعول به.
ليخرجن: اللام واقعة في جواب القسم، ويخرجن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة
لتوالي الأمثال، فقد أوضحنا هذا الحذف في الآية السابقة، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والنون المثبتة نون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ولم يبن الفعل على الفتح لأن نون التوكيد لم تباشره.
وجملة وأقسموا لا محل لها من الإعراب مستأنفة.
قال تعالى: {من جاء بالحسنة فله خير منها} 89 النمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
جاء: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل جزم فعل الشرط.
بالحسنة: جار ومجرور متعلقان بجاء، أو بمحذوف في محل نصب حال إذا اعتبرانا الباء للملابسة، والتقدير: جاء متلبساً بها.
فله: الفاء رابطة لجواب الشرط، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
خير: مبتدأ مؤخر.
منها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لخير، أو متعلق بخير باعتباره اسم تفضيل.
وجملة جواب الشرط في محل رفع خبر من، وجملة من جاء لا محل لها كلام مستأنف مسوق للتمهيد لختام السورة بإجمال مصير المحسن والمسيء.
قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} 271 البقرة.
إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
تبدوا: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل. الصدقات: مفعول به منصوب بالكسرة.
فنعما: الفاء رابطة لجواب الشرط، لأن الجواب فعل جامد، ونعم فعل ماض جامد لإنشاء المدح، وما نكرة تامة بمعنى شيء في محل نصب على التمييز، وفاعل نعم ضمير مستتر مفسر بما.
هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وخبره جملة نعما، لأنه المخصوص بالمدح، وجملة نعما هي جملة اسمية في محل جزم جواب الشرط.
وإن تبدوا كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لتفصيل ما أجمل في الجملة الشرطية السابقة لذلك ترك حرف العطف.
قال تعالى: {يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه} 41 المائدة.
يقولون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة صفة رابعة لقوم في أول الآية.
إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أوتيتم: فعل ماض مبني للمجهول في محل جزم فعل الشرط، والتاء في محل رفع نائب فاعل، والميم علامة الجمع.
هذا: اسم إشارة في محل نصب مفعول به ثان، والمفعول الأول نائب الفاعل.
فخذوه: الفاء رابطة لجواب الشرط، وخذوه فعل أمر وفاعل ومفعول به، وجملة خذوه في محل جزم جواب الشرط، واتصلت به الفاء لأنه طلبي أمر لا يصلح أن يكون جواباً للشرط. وجملة إن وما بعدها في محل نصب مقول القول.
قال تعالى: {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني} 76 الكهف.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
إن: حرف شرط جازم.
سألتك: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
عن شيء: جار ومجرور متعلقان بسألتك.
بعدها: بعد ظرف منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، والظرف متعلق بمحذوف في محل جر صفة لشيء.
فلا: الفاء رابطة لجواب الشرط، ولا ناهية.
تصاحبني: تصاحب فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب، والياء في محل نصب مفعول به، وجملة لا تصاحبني في محل جزم جواب الشرط، واتصلت به الفاء لأنه طلبي نهي.
وجملة إن سألتك في محل نصب مقول القول.
قال تعالى: {وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} 160 آل عمران.
وإن: الواو حرف عطف، وإن شرطية جازمة.
يخذلكم: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والكاف في محل نصب مفعول به.
فمن: الفاء رابطة لجواب الشرط، ومن اسم استفهام إنكاري مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر.
والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط، لذلك اتصلت بها الفاء.
وجملة إن يخذلكم معطوفة على ما قبلها.
الذي: اسم موصول في محل رفع بدل من اسم الإشارة.
ينصركم: ينصر فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والكاف في محل نصب مفعول به.
وجمل ينصركم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
من بعده: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في مح نصب حال، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
قال تعالى: {ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً} 80 النساء.
ومن: الواو حرف عطف، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
تولى: فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو.
فما: الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية مسبوقة بما، وما نافية لا عمل لها.
أرسلناك: فعل وفاعل ومفعول به، وجملة ما أرسلناك في محل جزم جواب الشرط هذا في الظاهر، وعند التأمل يظهر لك أن الجواب محذوف تقديره: ومن تولى فلا يهمنك، وعله تكون ما أرسلناك وما في حيزها مفيدة للتعليل لا محل لها من الإعراب. عليهم: جار ومجرور متعلقان بحفيظاً. حفيظاً: حال منصوب بالفتحة.
وجملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر المبتدأ من.
وجملة من تولى معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه} 97 الإسراء.
ومن: الواو حرف عطف، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل.
يضلل: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
فلن: الفاء واقعة في جواب الشرط لأن جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة بلن، ولن حرف نصب.
تجد: فعل مضارع منصوب بلن، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
وجملة لن تجد في محل جزم جواب الشرط.
له: جار ومجرور متعلقان بأولياء. أولياء: مفعول به منصوب بالفتحة.
من دونه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، ودون مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة من يضلل معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً} 13 الجن.
فمن: الفاء حرف عطف، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
يؤمن: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة من يؤمن معطوفة على ما قبلها.
بربه: جار ومجرور متعلق بيؤمن، والضمير في محل جر بالإضافة.
فلا: الفاء رابطة لجواب الشرط، لأنه فعل مضارع مسبوق بلا النافية، ولا نافية لا عمل لها.
يخاف: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة لا يخاف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: فهو لا يخاف.
وجمل المبتدأ المقدر وخبره في محل جزم جواب الشرط. بخساً: مفعول به.
ولا رهقا: الواو حرف عطف، ولا نافية لا عمل لها، ورهقا معطوفة على بخساً.
قال تعالى: {ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً مبيناً} 48 النساء.
ومن: الواو للاستئناف، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
يشرك: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
بالله: جار ومجرور متعلقا بيشرك.
فقد افترى: الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية مسبوقة بقد، وقد حرف تحقيق، وافترى فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة جواب الشرط في محل جزم.
إثماً: مفعول به منصوب بالفتحة. عظيما: صفة منصوبة بالفتحة.
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من.
قال تعالى: {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً} 10 الفتح.
ومن: الواو حرف عطف، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
أوفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
بما: الباء حرف جر، وما اسم موصول في محل جر، وشبه الجملة متعلقان بأوفى. عاهد: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، وجملة عاهد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
عليه: جار ومجرور متعلقان بعاهد، وضمت الهاء مع أنها تكسر بعد الياء لمجيء سكون بعدها فيجوز الضم والكسر.
الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة.
فسيؤتيه: الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية فعلها مضارع مسبوقة بالسين، والسين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ويؤتي فع مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به أول، وجملة سيؤتيه في محل جزم جواب الشرط. أجراً: مفعول به ثان.
عظيماً: صفة منصوبة لأجراً.
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من.
وجملة من أوفى وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله} 28 التوبة.
وإن: الواو حرف عطف، وإن حرف شرط جازم.
خفتم: فعل وفاعل، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب مفعول به.
فسوف: الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه فعل مضارع مسبوق بسوف، وسوف حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
يغنيكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، وكاف المخاطبين في محل نصب مفعول به مقدم، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة.
من فضله: جار ومجرور متعلقان بيغنيكم، ويغني مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة إن وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {فلما نجاهم إذا هم يبغون} 23 يونس.
فلما: الفاء حرف عطف، ولما حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط.
نجاهم: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة لما إليها.
إذا: إذا الفجائية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، رابطة لجواب الشرط سدت مسد الفاء. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
يبغون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ هم.
وجملة لما وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم) 34 هود
إن أردت: إن حرف شرط جازم، وأردت فعل وفاعل، والجملة في محل جزم فعل الشرط.
أن أنصح: أن حرف مصدري ونصب، وأنصح فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
وجملة أن أنصح في محل نصب مفعول به لأردت.
لكم: جار ومجرور متعلقان بأنصح.
إن كان: إن حرف شرط جازم، وكان فعل ناقص.
وجملة كان في محل جزم فعل الشرط ثاني.
الله: لفظ الجلالة اسم كان مرفوع.
يريد: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة يريد في محل نصب خبر كان.
أن يغويكم: أن حرف مصدري ونصب، ويغوي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
وجملة أن يغويكم في محل نصب مفعول به ليريد.
وفي هذه الآية لم يذكر جواب الشرط، وغنما تقدم فيها على الشريطين ما هو جواب في المعنى للشرط الأول فينبغي أن يقدر إلى جانبه جواب، ويكون الأصل إن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يغويكم.
وبناء على القاعدة التي نحن بصددها وهي: إذا تكرر شرطان بدون عاطف كان الجواب للشرط الأول، فيقدر في الآية السابقة جواب شرط محذوف، ويكون للشرط الأول. ويقول العكبري: حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشرط الأول كقولك: إن آتيتني إن كلمتني أكرمتك.
فقولك: إن كلمتني أكرمتك جواب إن آتيتني.
وما قاله العكبري فيه نظر لأنه لا يتوافق مع القاعدة التي تقول: " وإن توالى شرطان فصاعدا من غير عطف فالأصح أن الجواب للسابق، ويحذف جواب ما بعده لدلالة الأول وجوابه عليه ". (1) وقد يكون قول العكبري من باب التجويز.
ــــــــــــ
1 ـ انظر حاشية الصيان على الألفية ج3 ص 569.
وانظر شرح الأشموني على حاشية الصبان ج4 ص 30.
1 ـ انظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص465 ط1 1418 هـ تحقيق أحمد شمس الدين.
--------------------------------------------------------------------------------
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:19 ص]ـ
أسلوب الاستفهام وأدواته
تعريفه:
أدوات مبهمة تستعمل في طلب الفهم بالشيء، والعلم به.
أنواعه: ينقسم الاستفهام إلى نوعين:
أ ـ الاستفهام المثبت. ب ـ الاستفهام المنفي.
ولا فرق بين النوعين، إلا أن الأول يخلو من أحرف النفي، والثاني يكون منفيا.
مثال الأول: هل ذهبت إلى المدرسة؟ أتناولت طعام الإفطار؟
ومنه قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال الثاني: ألم تتناول الدواء؟ أليس العلم نافعا؟
ومنه قوله تعالى: {ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل} 2.
أولا ـ الاستفهام المثبت:
هو طلب المعرفة بالشيء دون أن يدخله النفي.
أدواته هي: هل، والهمزة، ومن، وما، ومتى، وإيَّان، وأين، وكيف، وكم، وأنَّي، وأي.
تنقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين:
1 ـ حرفا الاستفهام، وهما: هل، والهمزة.
2 ـ أسماء الاستفهام، وهي: بقية أدواته التي ذكرناها آنفا.
معاني أدوات الاستفهام وما يطلب بها:
* حرفا الاستفهام: هل، والهمزة:
أ ـ هل: حرف استفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة، لأن السائل يجهل العلم به.
ـــــــــــــــ
1 ـ 114 البقرة. 2 ـ 246 البقرة.
نحو: هل فهمت الدرس؟ هل عملت الواجب؟
ومنه قوله تعالى: {هل تعلم له سميا} 1.
وقوله تعالى: {فهل أنتم شاكرون} 2.
وقوله تعالى: {وهل من شركائكم من يهدي} 3.
وقوله تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} 4.
وقوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} 5.
وقد وردت هل في كثير من الآيات القرآنية الكريمة، ولكنها بمعنى " قد ".
نحو قوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية} 6.
ومعنى " هل " في الآية: قد أتاك حديث الغاشية.
ومنه قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} 7.
ومنه قوله تعالى: {هل أتاك حديث الجنود} 8.
ب ـ الهمزة: يطلب بالاستفهام بها أحد أمرين:
1 ـ معرفة مضمون الجملة لأن السائل يجهله، وهي مثل " هل " تماما.
نحو: أذهبت إلى مكة؟ أحججت هذا العام؟
ومنه قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} 9.
وقوله تعالى: {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون} 10.
وقوله تعالى: {أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي} 11.
وقوله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} 12.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 65 مريم. 2 ـ 80 الأنبياء.
3 ـ 35 يونس. 4 ـ 53 الأعراف.
5 ـ 60 الرحمن. 6 ـ 1 الغاشية.
7 ـ 1 الإنسان.8 ـ 17 البروج.
9 ـ 44 البقرة. 10 ـ 81 الواقعة.
11 ـ 40 الزخرف. 12 ـ 115 المؤمنون.
2 ـ يطلب بها التعيين، إذا كان السائل يعرف مضمون الجملة. أي تعيين أحد أمرين، أو شيئين أرادهما السائل في سؤاله. وفي هذه الحالة لا بد من استعمال " أم " العاطفة المعادلة.
نحو: أحضرت إلى المدرسة راكبا أم ماشيا؟ أمحمدا صافحت أم عليا؟
ومنه قوله تعالى: {أالله أذن لكم أم على الله تفترون} 1.
وقوله تعالى: {أالذكرين حرم أم الأنثيين} 2.
وقوله تعالى: {أفسخر هذا أم أنتم لا تبصرون} 3.
وقوله تعالى: {أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم} 4
* أسماء الاستفهام: جميعها يطلب بها التعيين، وهو ما يقصد به طلب التصور.
" منْ ": اسم استفهام للعاقل، مبني على السكون. نحو: من كسر الزجاج؟.
ومنه قوله تعالى: {من يحيي العظام وهي رميم} 5.
وقد تقرن " من " بـ " ذا "، ويستفهم بهما معا.
نحو قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} 6.
نحو قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} 7.
و " ذا " في الموقعين السابقين اسم إشارة، وليست موصولة. فلا يجوز أن تأتي اسما موصولا يليها موصول آخر، إلا في حالة التوكيد المعنوي، وهذا ليس مقامه.
" ما ": اسم استفهام مبني على السكون لغير العاقل. نحو: ما الأمر الذي اختلفتم فيه؟
ومنه قوله تعالى: {وما تلك بيمينك يا موسى} 8.
وقوله تعالى: {قال ما خطبك} 9.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 59 يونس 2 ـ 143 الأنعام.
3 ـ 15 الطور. 4 ـ 62 الصافات.
5 ـ 255 البقرة. 6 ـ 255 البقرة.
7 ـ 245 البقرة.8 ـ 170 طه.
9 ـ 95 طه.
وقد تقرن " ما " بـ " ذا " الموصولة.
نحو قوله تعالى: {ماذا ينفقون قل العفو} 1.
وقوله تعالى: {ماذا قال ربكم} 2.
" متى ": اسم استفهام مبني على السكون يفيد الظرفية الزمانية المطلقة. أي أنه غير مححد الزمن. متى الحضور إلى الحفل؟
ومنه قوله تعالى: {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} 3.
وقوله تعالى {متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} 4.
وقوله تعالى: {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} 5.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {فسينفضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو} 6.
" أيان ": اسم استفهام للزمان المستقبل، مبني على الفتح. نحو: أيان اللقاء الختامي؟
ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} 7.
وقوله تعالى: {يسأل أيان يوم القيامة} 8.
وقوله تعالى: {يسألون أيان يوم الدين} 9.
" أين ": اسم استفهام مني على الفتح يدل على المكان. نحو: أين تسافرون هذا الصيف؟
ومنه قوله تعلى: {فأين تذهبون} 10.
وقوله تعالى: {يقول الإنسان يومئذ أين المفر} 11.
وقوله تعالى: {أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون} 12.
وقوله تعالى: {أين شركائي الذين كنتم تساقّون فيهم} 13.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 219 البقرة. 2 ـ 23 سبأ.
3 ـ 48 يونس. 4 ـ 28 السجدة.
5 ـ 214 البقرة.6 ـ 51 الإسراء.
7 ـ 187 الأعراف. 8 ـ 6 القيامة.
9 ـ 62 الذاريات. 10 ـ 26 التكوير.
11 ـ 10 القيامة. 12 ـ 22 الأنعام.
13 ـ 27 النمل.
" كيف ": اسم استفهام مبني على الفتح، لتعيين الحال. نحو: كيف حالك؟
ومنه قوله تعالى: {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله} 1.
وقوله تعالى: {كيف كان عاقبة المجرمين} 2.
وقوله تعالى: {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض} 3.
وقوله تعالى: {وكيف تصبر على ما لم تحط به صبرا} 4.
" كم " اسم استفهام مبني على السكون، يفيد العدد. نحو: كم ريالا معك؟
ومنه قوله تعالى: {قال كم لبث} 5.
وقوله تعالى: {قال قائل منهم كم لبثم} 6.
وقوله تعالى {قال كم لبثم في الأرض عدد سنين} 7.
" أنَّى " اسم استفهام مبني على السكون، يفيد الزمان والمكان، وذلك حسب ما يقتضيه السياق.
مثال الزمان: أني تسافرون؟
ومنه قوله تعالى " {لا إله إلا هو فأنى تصدقون} 8.
فجاءت " أنى " بمعنى " متى " والتقدير: متى تصدقون.
ومنه قوله تعالى: {فأنى يبصرون} 9.
ومثال دلالتها على المكان قولنا: أنى لك هذا؟
ومنه قوله تعالى: {قلتم أنى هذا} 10.
والتقدير: من أين هذا، وقد دل عليه الجواب بتعيين المكان في تكملة الآية.
قال تعالى: {قل هو من عند أنفسكم} 11.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 101 آل عمران. 2 ـ 83 الأعراف.
3 ـ 21 النساء. 4 ـ 69 الكهف.
5 ـ 259 البقرة. 6 ـ 19 الكهف.
7 ـ 112 المؤمنون. 8 ـ 6 الزمر. 9 ـ 66 يس.
10، 11 ـ 165 آل عمران.
وقد تأتي " أنى " للحال.
كقوله تعالى على لسان مريم: {قالت أنى يكون لي غلام} 1.
والتقدير: كيف يكون لي غلام.
" أيُّ ": اسم استفهام يطلب به التعيين لما يضاف إليه " تعيين التمييز ".
نحو: أي نوع من الفاكهة اشتريت؟
ومنه قوله تعالى: {فبأي آلاء ربك تتمارى} 2.
وقوله تعالى: {من أي شيء خلقه} 3.
وقوله تعالى: {فأي الفريقين أحق بالأمن} 4.
وقوله تعالى: {بأي ذنب قتلت} 5.
ـــــــــــــــ
1 ـ 19 مريم. 2 ـ 55 الرحمن.
3 ـ 18 عبس. 4 ـ 81 الأنعام.
5 ـ 9 التكوير.
المعاني المجازية للاستفهام (أغراض الاستفهام ودلالاته)
لقد أوضحنا المعنى الحقيقي لأدوات الاستفهام، وهو طلب العلم بالشيء، أو فهمه، ولكن هناك معان مجازية بلاغية نذكرها أيضا للإفادة منها.
1 ـ الاستفهام الإنكاري. كقوله تعالى: {أغير الله اتخذ وليا} 1.
2 ـ الاستفهام التوبيخي. كقوله تعالى: {أعجلتم أمر ربكم} 2.
3 ـ الاستفهام التقريري. نحو: أأنت كسرت الزجاج.
ومنه قوله تعالى: {أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون} 3.
والمقصود بالتقرير: حمل السامع على الإقرار بصدور الفعل.
4 ـ الاستفهام التحكمي. نحو قوله تعالى: {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا} 4.
5 ـ الاستفهام التنبيهي. كقوله تعالى: {فأين تذهبون} 5.
6 ـ الاستفهام التحقيري.
نحو قوله تعالى: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين مَن فرعون} 6.
وذلك بفتح ميم " مَن " ورفع " فرعون " في قراءة ابن عباس.
أما في قراءة الجمهور فهي " مِن " بكسر الميم على اعتبارها جار ومجرور، وعلى ذلك لا استفهام فيها.
7 ـ الاستفهام التعجبي. نحو قوله تعالى: {ما لي لا ارى الهدهد} 7.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله جل جلاله يستفهم متعجبا على لسان سيدنا سليمان عن عدم رؤيته للهدهد عندما جمعهم لأمر من الأمور.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 14 الأنعام. 2 ـ 150 الأعراف.
3 ـ 82 المؤمنون. 4 ـ 87 هود.
5 ـ 26 التكوير. 6ـ 30، 31 الدخان.
7 ـ 20 النمل.
أجوبة الاستفهام والحروف المستخدمة فيها
الاستفهام المثبت والاستفهام المنفي:
أولا ـ أجوبة الاستفهام المثبت:
1 ـ إذا كان الاستفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة، لأن السائل يجهله، سواء أكان الاستفهام بـ " هل ".
كقوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية} 1.
وقوله تعالى: {فهل أنتم شاكرون} 2.
أم كان الاستفهام بـ " الهمزة ".
نحو قوله تعالى: {أاتخذ من دونه آلهة} 3.
وقوله تعالى: {أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد} 4.
فالجواب حينئذ: " نعم " في الإثبات، و " لا " في النفي.
فتقول على سبيل المثال: نعم نحن شاكرون، ونعم اتخذ من دونه آلهة.
أو تقول في حالة النفي: لسنا شاكرين، أو لم اتخذ من دونه آلهة.
2 ـ أما إذا كان الاستفهام يطلب به التعيين، فلا يحتاج الجواب إلى استخدام حروف الإجابة، وإنما يكون الجواب بتعيين أحد الشيئين اللذين يسأل عنهما السائل، أو بتعيين الأمر المستفسر عنه. نحو: أتفضل قراءة الشعر أم النثر؟
وتكون الإجابة بتعيين أحد الشيئين المذكورين في السؤال، إما الشعر، أو النثر.
وأما تعيين الشيء المستفسر عنه.
كقوله تعالى: {قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله} 5.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الغاشية. 2 ـ 3 ق.
3 ـ 23 يس. 4 ـ 259 البقرة.
5 ـ 37 آل عمران.
ثانيا ـ أجوبة الاستفهام المنفي:
ذكرنا آنفا أن الاستفهام المنفي، هو الاستفهام المثبت في حد ذاته، ولكنه يأتي بعد أداة الاستفهام، حرف نفي، أو ما يدل على النفي.
والجواب حينئذ يكون " بلى " في الإثبات، و " نعم " منفية في النفي.
نحو قوله تعالى: {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} 1.
وقوله تعالى: {قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} 2.
وقوله تعالى: {قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربك} 3.
ومثال النفي: ألم تتأخر عن طابور الصباح؟ الجواب: نعم لم أتأخر.
ألست مذنبا؟ الجواب: نعن لست مذنبا.
تنبيه: يرادف " نعم " من أحرف أجوبة الاستفهام " أجل "، و " جير " التي للقسم، وإي.
نحو: هل ستشترك في المسابقة؟ الجواب: أجل سأشترك.
ومثال " جير " قول امرئ القيس:
لم تفعلوا فعل آل حنظلة إنهم جير بئسما ائتمروا
ومنه قولهم: هل أكرمك محمد؟ فتقول: جير لقد أكرمني.
ومثال " إي " ـ بكسر الهمزة، وسكون الياء ـ وتأتي دائما قبل القسم.
قوله تعالى: {ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي} 4.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 172 الأعراف. 2 ـ 260 البقرة.
3 ـ 30 الأنعام. 4 ـ 53 يوسف.
إعراب أدوات الاستفهام
أولا ـ هل والهمزة: حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب.
ثانيا ـ بقية أدوات الاستفهام: كلها مبنية، ولها محل من الإعراب سنوضحه فيما بعد، ما عدا
" أي " فهي معربة لأنها تضاف إلى مفرد، وهي على النحو التالي:
* " أي ":
1 ـ تعرب مبتدأ إذا تلاها فعل لازم.
نحو قوله تعالى: {أيُّ الحزبين أحصى} 1.
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، الحزبين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
أحصى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير: هو يعود على الحزبين. " 2 " والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
ـ أو تلاها فعل متعد استوفى مفعوله. نحو: أيُّ الطلاب كتب الدرس.
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، الطلاب: مضاف إليه.
كتب: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا، تقديره: هو.
الدرس: مفعول به منصوب بالفتحة. والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
ـ أو خلت الجملة من الفعل لازما كان، أو متعديا.
نحو قوله تعالى: {أي شيء أكبر شهادة} 3.
ـــــــــــــــ
1 ـ 12 الكهف.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ أعرب بعض النحاة ومنهم أبو علي الفارسي والزمخشري " أحصى " فعلا ماضيا، لأن بناء اسم التفضيل من غير الثلاثي ليس بقياس، كما أن إعراب " أمدا " يحتاج إلى متعلق، وهو الفعل أحصى، ولا يصح أن يتعلق باسم التفضيل، لأن اسم التفضيل لا يعمل. وقد أعربة الزجاج والتبريزي اسم تفضيل.
3 ـ 19 الأنعام.
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وشيء: مضاف إليه.
أكبر: خبر مرفوع بالضمة. شهادة: تمييز منصوب بالفتحة.
2 ـ إذا جاء بعدها فعل لازم، وأضيفت إلى مصدر الفعل، تعرب مفعولا مطلقا.
نحو قوله تعالى: {أيَّ منقلب ينقلبون} 1.
أي: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهي مضاف.
منقلب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
ينقلبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
3 ـ تعرب خبرا إذا تلاها فعلا ناسخا. نحو: أيا كنت من زملائك؟
أيا: خبر لكان مقدم عليها، منصوب بالفتحة.
كنت: كان الناقصة، واسمها.
من زملائك: جار ومجرور متعلقان بـ " أيا "، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
4 ـ وإذا سبقها حرف جر فهي اسم مجرور. نحو: لأي سبب عاقبت التلميذ؟
ومنه قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} 2.
فبأي: الفاء حسب ما قبلها، بأي: جار ومجرور متعلقان بـ " تكذبان " , وأي مضاف.
آلاء: مضاف إليه، وهو مضاف، وربكما: مضاف إليه، ورب مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
تكذبان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعله.
* " من ": تعرب حسب موقعا من الجملة، على النحو التالي:
1 ـ تأتي في محل رفع مبتدأ، إذا تلاها فعل متعد استوفى مفعوله.
نحو قوله تعالى: {من يحيي العظام وهي رميم} 3.
من: أسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ـــــــــــــــ
1 ـ 277 الشعراء. 2 ـ 31 الرحمن.
3 ـ 78 يس.
يحيي: فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر جوازا، تقديره: هو.
العظام: مفعول به منصوب بالفتحة.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
وهي رميم: الواو للحال، هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، ورميم: خبر مرفوع. والجملة الاسمية في محل نصب حال من العظام.
ـ وتأتي مبتدأ إذا تلاها فعل لازم. نحو: من تأخر عن طابور الصباح؟
2 ـ تأتي خبرا إذا تلاها اسم معرفة. نحو: من هذا الرجل؟
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم.
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
الرجل: بدل مرفوع بالضمة.
وتأتي خبرا إذا تلاها فعل ناقص. نحو: من كان صديقك؟
من: اسم استفهام بمني على السكون في محل رفع خبر كان مقدم عليها.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
صديقك: اسم كان مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
3 ـ تأتي مفعولا به. نحو: من رأيت اليوم في المدرسة؟
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل رأى.
رأيت: فعل وفاعل.
4 ـ وتأتي في محل جر بالإضافة. نحو: كتاب من هذا؟
كتاب: مبتدأ وهو مضاف.
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة.
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر.
* " ما ": لها إعراب " من ". أما كلمة " ماذا " فلها ثلاثة أوجه من الإعراب:
1 ـ أن تكون كلمة واحدة فتعرب حسب موقعها من الجملة. نحو: ماذا في الحقيبة؟
ماذا: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.
في الحقيبة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
وهكذا بقية مواقعها الإعرابية بهذا الشكل.
2 ـ أن نجعل " ذا " زائدة لا محل لها من الإعراب، ونعرب " ما " حسب موقعها من الكلام.
نحو: ما ذا في الحقيبة؟
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ذا: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
في الحقيبة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
3 ـ أن جعل " ذا " اسم موصول. نحو: ما ذا في الحقيبة؟
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ذا: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر " ما ".
في الحقيبة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة، لا محل له من الإعراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ أن نجعل " ذا " اسم إشارة في محل رفع خبر.
غير أنه يستحسن في إعراب " ماذا " الوجه الأول، ليسه وسهولته.
* " أين ":
1 ـ تعرب دائما ظرف مكان، مبني على الفتح في محل نصب إذا تلاها فعل.
نحو: أين أقمتم المسابقة؟
أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بالفعل أقام.
2 ـ تعرب في محل رفع خبر إذا تلاها اسم. نحو: أين مقر عملك؟
أين: اسم استفهام مبني على الفتح، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. (يلاحظ)
مقر: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، وعمل مضاف إليه، وعمل مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
* " متى ":
1 ـ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل إذا جاء الفعل بعده. نحو: متى حضر أبوك؟
2 ـ وتعرب في محل رفع خبر إذا تلاها اسم. نحو: متى السفر؟
* " أيان ":
1 ـ اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل الذي يليه.
نحو: أيان تذهب إلى المدرسة؟ ومنه قوله تعالى: {وما يشعرون أيان يبعثون} 1.
وما: الواو حسب ما قبلها، وما: نافية لا عمل لها.
يشعرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
أيان: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بالفعل يبعثون.
2 ـ يعرب في محل رفع خبر مقدم، إذا تلاه اسم. نحو: أيان الحضور؟
ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} 2.
يسألونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
عن الساعة: جار ومجرور متعلقان بـ " يسألون ".
أيان: اسم استفهام مبني على الفتح، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
مرساها: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
* " كيف ": تعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي:
1 ـ تكون في محل رفع خبر مقدم إذا تلاها اسم مفرد. نحو: كيف حالك؟ وكيف أخوك؟
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم.
حالك: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة.
2 ـ تأتي خبرا لكان الناقصة، أو إحدى أخواتها، إذا تقدمت كيف عليها. نحو: كيف كنت؟ وكيف أصبحت؟
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم.
ــــــــــــــــ
1 ـ 65 النمل. 2 ـ 187 الأعراف.
3 ـ وتأتي حالا إذا تلاها فعل تام. نحو: كيف وصلت؟ وكيف جئت؟
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
4 ـ وتأتي مفعولا مطلقا (1).
نحو قوله تعالى: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} 2.
وقوله تعالى: {كيف يحيي الأرض بعد موتها} 3.
* " أنّى ": تعرب إعراب " كيف " تماما.
نحو: أنّى أخوك؟ وأنّى كنت؟ وأنّى وصلت؟
فهي في المثال الأول في محل رفع خبر مقدم. وفي الثاني في محل نصب خبر كان مقدم، وفي الثالث في محل نصب حال.
* " كم ":
1 ـ اسم استفهام مبهم يحتاج إلى إيضاح، ولا يوضح إبهامه إلا التمييز الذي يليه، ويكون مفردا منصوبا، وتعرب كم مبتدأ.
نحو: كم طالبا في الفصل؟ وكم طالبا حضر.
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
طالبا: تمييز مفرد منصوب بالفتحة.
في الفصل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
2 ـ أما إذا سبقت " كم " بحرف جر، فيجوز في التمييز النصب وهو الأكثر، أو الجر وهو الأقل.
نحو: بكم ريالا اشتريت الكتاب؟ أو: بكم ريالٍ اشتريت الكتاب؟
بكم: الباء حرف جر، وكم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر.
ريال: تمييز مفرد منصوب بالفتحة، على أحد الوجوه، وهو الأحسن.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص332.
2 ـ 45 الفرقان. 3 ـ 50 الروم.
أو: ريال تمييز مفرد مجرور بـ " من " المضمرة وجوبا، لدخول حرف الجر على " كم "، على الوجه الآخر، وهو الأقل. والله أعلم.
اشتريت: فعل وفاعل. الكتاب: مفعول به منصوب.
3 ـ تأتي ظرفا للزمان، أو المكان، حسب نوع تمييزها الظرفي.
نحو: كم ساعة درست؟ وكم ميلا قطعت؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
ساعة: تمييز منصوب بالفتحة.
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان.
ميلا: تمييز منصوب بالفتحة.
4 ـ تأتي مفعولا به، إذا تلاها فعل متعد ولم يستوف مفعوله. نحو: كم كتابا قرأت؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
كتابا: تمييز منصوب بالفتحة. وقرأت: فعل وفاعل.
5 ـ وتأتي مفعولا مطلقا إذا كان تمييزها مصدرا. نحو: كم ضربة ضربته؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق.
ضربة: تمييز منصوب بالفتحة.
ضربته: فعل وفاعل ومفعول به.
6 ـ وتأتي " كم " في محل رفع خبر مقدم، إذا تلاها اسم مضاف لما بعده، وتمييزها حينئذ يكون مقدرا. نحو: كم مالك؟ كم عدد أسرتك؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم.
مالك: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وتمييزها مقدر، وتقدير الكلام: كم ريالا مالك؟ وكم فردا عدد أسرتك؟ والله أعلم.(/)
دروس فى النحو العربى (أساليب النحو-الاستفهام)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:21 ص]ـ
أسلوب الاستفهام وأدواته
تعريفه:
أدوات مبهمة تستعمل في طلب الفهم بالشيء، والعلم به.
أنواعه: ينقسم الاستفهام إلى نوعين:
أ ـ الاستفهام المثبت. ب ـ الاستفهام المنفي.
ولا فرق بين النوعين، إلا أن الأول يخلو من أحرف النفي، والثاني يكون منفيا.
مثال الأول: هل ذهبت إلى المدرسة؟ أتناولت طعام الإفطار؟
ومنه قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} 1.
ومثال الثاني: ألم تتناول الدواء؟ أليس العلم نافعا؟
ومنه قوله تعالى: {ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل} 2.
أولا ـ الاستفهام المثبت:
هو طلب المعرفة بالشيء دون أن يدخله النفي.
أدواته هي: هل، والهمزة، ومن، وما، ومتى، وإيَّان، وأين، وكيف، وكم، وأنَّي، وأي.
تنقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين:
1 ـ حرفا الاستفهام، وهما: هل، والهمزة.
2 ـ أسماء الاستفهام، وهي: بقية أدواته التي ذكرناها آنفا.
معاني أدوات الاستفهام وما يطلب بها:
* حرفا الاستفهام: هل، والهمزة:
أ ـ هل: حرف استفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة، لأن السائل يجهل العلم به.
ـــــــــــــــ
1 ـ 114 البقرة. 2 ـ 246 البقرة.
نحو: هل فهمت الدرس؟ هل عملت الواجب؟
ومنه قوله تعالى: {هل تعلم له سميا} 1.
وقوله تعالى: {فهل أنتم شاكرون} 2.
وقوله تعالى: {وهل من شركائكم من يهدي} 3.
وقوله تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} 4.
وقوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} 5.
وقد وردت هل في كثير من الآيات القرآنية الكريمة، ولكنها بمعنى " قد ".
نحو قوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية} 6.
ومعنى " هل " في الآية: قد أتاك حديث الغاشية.
ومنه قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} 7.
ومنه قوله تعالى: {هل أتاك حديث الجنود} 8.
ب ـ الهمزة: يطلب بالاستفهام بها أحد أمرين:
1 ـ معرفة مضمون الجملة لأن السائل يجهله، وهي مثل " هل " تماما.
نحو: أذهبت إلى مكة؟ أحججت هذا العام؟
ومنه قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} 9.
وقوله تعالى: {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون} 10.
وقوله تعالى: {أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي} 11.
وقوله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} 12.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 65 مريم. 2 ـ 80 الأنبياء.
3 ـ 35 يونس. 4 ـ 53 الأعراف.
5 ـ 60 الرحمن. 6 ـ 1 الغاشية.
7 ـ 1 الإنسان.8 ـ 17 البروج.
9 ـ 44 البقرة. 10 ـ 81 الواقعة.
11 ـ 40 الزخرف. 12 ـ 115 المؤمنون.
2 ـ يطلب بها التعيين، إذا كان السائل يعرف مضمون الجملة. أي تعيين أحد أمرين، أو شيئين أرادهما السائل في سؤاله. وفي هذه الحالة لا بد من استعمال " أم " العاطفة المعادلة.
نحو: أحضرت إلى المدرسة راكبا أم ماشيا؟ أمحمدا صافحت أم عليا؟
ومنه قوله تعالى: {أالله أذن لكم أم على الله تفترون} 1.
وقوله تعالى: {أالذكرين حرم أم الأنثيين} 2.
وقوله تعالى: {أفسخر هذا أم أنتم لا تبصرون} 3.
وقوله تعالى: {أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم} 4
* أسماء الاستفهام: جميعها يطلب بها التعيين، وهو ما يقصد به طلب التصور.
" منْ ": اسم استفهام للعاقل، مبني على السكون. نحو: من كسر الزجاج؟.
ومنه قوله تعالى: {من يحيي العظام وهي رميم} 5.
وقد تقرن " من " بـ " ذا "، ويستفهم بهما معا.
نحو قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} 6.
نحو قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} 7.
و " ذا " في الموقعين السابقين اسم إشارة، وليست موصولة. فلا يجوز أن تأتي اسما موصولا يليها موصول آخر، إلا في حالة التوكيد المعنوي، وهذا ليس مقامه.
" ما ": اسم استفهام مبني على السكون لغير العاقل. نحو: ما الأمر الذي اختلفتم فيه؟
ومنه قوله تعالى: {وما تلك بيمينك يا موسى} 8.
وقوله تعالى: {قال ما خطبك} 9.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 59 يونس 2 ـ 143 الأنعام.
3 ـ 15 الطور. 4 ـ 62 الصافات.
5 ـ 255 البقرة. 6 ـ 255 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 ـ 245 البقرة.8 ـ 170 طه.
9 ـ 95 طه.
وقد تقرن " ما " بـ " ذا " الموصولة.
نحو قوله تعالى: {ماذا ينفقون قل العفو} 1.
وقوله تعالى: {ماذا قال ربكم} 2.
" متى ": اسم استفهام مبني على السكون يفيد الظرفية الزمانية المطلقة. أي أنه غير مححد الزمن. متى الحضور إلى الحفل؟
ومنه قوله تعالى: {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} 3.
وقوله تعالى {متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} 4.
وقوله تعالى: {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} 5.
وقوله تعالى: {فسينفضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو} 6.
" أيان ": اسم استفهام للزمان المستقبل، مبني على الفتح. نحو: أيان اللقاء الختامي؟
ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} 7.
وقوله تعالى: {يسأل أيان يوم القيامة} 8.
وقوله تعالى: {يسألون أيان يوم الدين} 9.
" أين ": اسم استفهام مني على الفتح يدل على المكان. نحو: أين تسافرون هذا الصيف؟
ومنه قوله تعلى: {فأين تذهبون} 10.
وقوله تعالى: {يقول الإنسان يومئذ أين المفر} 11.
وقوله تعالى: {أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون} 12.
وقوله تعالى: {أين شركائي الذين كنتم تساقّون فيهم} 13.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 219 البقرة. 2 ـ 23 سبأ.
3 ـ 48 يونس. 4 ـ 28 السجدة.
5 ـ 214 البقرة.6 ـ 51 الإسراء.
7 ـ 187 الأعراف. 8 ـ 6 القيامة.
9 ـ 62 الذاريات. 10 ـ 26 التكوير.
11 ـ 10 القيامة. 12 ـ 22 الأنعام.
13 ـ 27 النمل.
" كيف ": اسم استفهام مبني على الفتح، لتعيين الحال. نحو: كيف حالك؟
ومنه قوله تعالى: {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله} 1.
وقوله تعالى: {كيف كان عاقبة المجرمين} 2.
وقوله تعالى: {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض} 3.
وقوله تعالى: {وكيف تصبر على ما لم تحط به صبرا} 4.
" كم " اسم استفهام مبني على السكون، يفيد العدد. نحو: كم ريالا معك؟
ومنه قوله تعالى: {قال كم لبث} 5.
وقوله تعالى: {قال قائل منهم كم لبثم} 6.
وقوله تعالى {قال كم لبثم في الأرض عدد سنين} 7.
" أنَّى " اسم استفهام مبني على السكون، يفيد الزمان والمكان، وذلك حسب ما يقتضيه السياق.
مثال الزمان: أني تسافرون؟
ومنه قوله تعالى " {لا إله إلا هو فأنى تصدقون} 8.
فجاءت " أنى " بمعنى " متى " والتقدير: متى تصدقون.
ومنه قوله تعالى: {فأنى يبصرون} 9.
ومثال دلالتها على المكان قولنا: أنى لك هذا؟
ومنه قوله تعالى: {قلتم أنى هذا} 10.
والتقدير: من أين هذا، وقد دل عليه الجواب بتعيين المكان في تكملة الآية.
قال تعالى: {قل هو من عند أنفسكم} 11.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 101 آل عمران. 2 ـ 83 الأعراف.
3 ـ 21 النساء. 4 ـ 69 الكهف.
5 ـ 259 البقرة. 6 ـ 19 الكهف.
7 ـ 112 المؤمنون. 8 ـ 6 الزمر. 9 ـ 66 يس.
10، 11 ـ 165 آل عمران.
وقد تأتي " أنى " للحال.
كقوله تعالى على لسان مريم: {قالت أنى يكون لي غلام} 1.
والتقدير: كيف يكون لي غلام.
" أيُّ ": اسم استفهام يطلب به التعيين لما يضاف إليه " تعيين التمييز ".
نحو: أي نوع من الفاكهة اشتريت؟
ومنه قوله تعالى: {فبأي آلاء ربك تتمارى} 2.
وقوله تعالى: {من أي شيء خلقه} 3.
وقوله تعالى: {فأي الفريقين أحق بالأمن} 4.
وقوله تعالى: {بأي ذنب قتلت} 5.
ـــــــــــــــ
1 ـ 19 مريم. 2 ـ 55 الرحمن.
3 ـ 18 عبس. 4 ـ 81 الأنعام.
5 ـ 9 التكوير.
المعاني المجازية للاستفهام (أغراض الاستفهام ودلالاته)
لقد أوضحنا المعنى الحقيقي لأدوات الاستفهام، وهو طلب العلم بالشيء، أو فهمه، ولكن هناك معان مجازية بلاغية نذكرها أيضا للإفادة منها.
1 ـ الاستفهام الإنكاري. كقوله تعالى: {أغير الله اتخذ وليا} 1.
2 ـ الاستفهام التوبيخي. كقوله تعالى: {أعجلتم أمر ربكم} 2.
3 ـ الاستفهام التقريري. نحو: أأنت كسرت الزجاج.
ومنه قوله تعالى: {أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون} 3.
والمقصود بالتقرير: حمل السامع على الإقرار بصدور الفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ الاستفهام التحكمي. نحو قوله تعالى: {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا} 4.
5 ـ الاستفهام التنبيهي. كقوله تعالى: {فأين تذهبون} 5.
6 ـ الاستفهام التحقيري.
نحو قوله تعالى: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين مَن فرعون} 6.
وذلك بفتح ميم " مَن " ورفع " فرعون " في قراءة ابن عباس.
أما في قراءة الجمهور فهي " مِن " بكسر الميم على اعتبارها جار ومجرور، وعلى ذلك لا استفهام فيها.
7 ـ الاستفهام التعجبي. نحو قوله تعالى: {ما لي لا ارى الهدهد} 7.
فالله جل جلاله يستفهم متعجبا على لسان سيدنا سليمان عن عدم رؤيته للهدهد عندما جمعهم لأمر من الأمور.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 14 الأنعام. 2 ـ 150 الأعراف.
3 ـ 82 المؤمنون. 4 ـ 87 هود.
5 ـ 26 التكوير. 6ـ 30، 31 الدخان.
7 ـ 20 النمل.
أجوبة الاستفهام والحروف المستخدمة فيها
الاستفهام المثبت والاستفهام المنفي:
أولا ـ أجوبة الاستفهام المثبت:
1 ـ إذا كان الاستفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة، لأن السائل يجهله، سواء أكان الاستفهام بـ " هل ".
كقوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية} 1.
وقوله تعالى: {فهل أنتم شاكرون} 2.
أم كان الاستفهام بـ " الهمزة ".
نحو قوله تعالى: {أاتخذ من دونه آلهة} 3.
وقوله تعالى: {أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد} 4.
فالجواب حينئذ: " نعم " في الإثبات، و " لا " في النفي.
فتقول على سبيل المثال: نعم نحن شاكرون، ونعم اتخذ من دونه آلهة.
أو تقول في حالة النفي: لسنا شاكرين، أو لم اتخذ من دونه آلهة.
2 ـ أما إذا كان الاستفهام يطلب به التعيين، فلا يحتاج الجواب إلى استخدام حروف الإجابة، وإنما يكون الجواب بتعيين أحد الشيئين اللذين يسأل عنهما السائل، أو بتعيين الأمر المستفسر عنه. نحو: أتفضل قراءة الشعر أم النثر؟
وتكون الإجابة بتعيين أحد الشيئين المذكورين في السؤال، إما الشعر، أو النثر.
وأما تعيين الشيء المستفسر عنه.
كقوله تعالى: {قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله} 5.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الغاشية. 2 ـ 3 ق.
3 ـ 23 يس. 4 ـ 259 البقرة.
5 ـ 37 آل عمران.
ثانيا ـ أجوبة الاستفهام المنفي:
ذكرنا آنفا أن الاستفهام المنفي، هو الاستفهام المثبت في حد ذاته، ولكنه يأتي بعد أداة الاستفهام، حرف نفي، أو ما يدل على النفي.
والجواب حينئذ يكون " بلى " في الإثبات، و " نعم " منفية في النفي.
نحو قوله تعالى: {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} 1.
وقوله تعالى: {قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} 2.
وقوله تعالى: {قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربك} 3.
ومثال النفي: ألم تتأخر عن طابور الصباح؟ الجواب: نعم لم أتأخر.
ألست مذنبا؟ الجواب: نعن لست مذنبا.
تنبيه: يرادف " نعم " من أحرف أجوبة الاستفهام " أجل "، و " جير " التي للقسم، وإي.
نحو: هل ستشترك في المسابقة؟ الجواب: أجل سأشترك.
ومثال " جير " قول امرئ القيس:
لم تفعلوا فعل آل حنظلة إنهم جير بئسما ائتمروا
ومنه قولهم: هل أكرمك محمد؟ فتقول: جير لقد أكرمني.
ومثال " إي " ـ بكسر الهمزة، وسكون الياء ـ وتأتي دائما قبل القسم.
قوله تعالى: {ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي} 4.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 172 الأعراف. 2 ـ 260 البقرة.
3 ـ 30 الأنعام. 4 ـ 53 يوسف.
إعراب أدوات الاستفهام
أولا ـ هل والهمزة: حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب.
ثانيا ـ بقية أدوات الاستفهام: كلها مبنية، ولها محل من الإعراب سنوضحه فيما بعد، ما عدا
" أي " فهي معربة لأنها تضاف إلى مفرد، وهي على النحو التالي:
* " أي ":
1 ـ تعرب مبتدأ إذا تلاها فعل لازم.
نحو قوله تعالى: {أيُّ الحزبين أحصى} 1.
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، الحزبين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
أحصى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير: هو يعود على الحزبين. " 2 " والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
ـ أو تلاها فعل متعد استوفى مفعوله. نحو: أيُّ الطلاب كتب الدرس.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، الطلاب: مضاف إليه.
كتب: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا، تقديره: هو.
الدرس: مفعول به منصوب بالفتحة. والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
ـ أو خلت الجملة من الفعل لازما كان، أو متعديا.
نحو قوله تعالى: {أي شيء أكبر شهادة} 3.
ـــــــــــــــ
1 ـ 12 الكهف.
2 ـ أعرب بعض النحاة ومنهم أبو علي الفارسي والزمخشري " أحصى " فعلا ماضيا، لأن بناء اسم التفضيل من غير الثلاثي ليس بقياس، كما أن إعراب " أمدا " يحتاج إلى متعلق، وهو الفعل أحصى، ولا يصح أن يتعلق باسم التفضيل، لأن اسم التفضيل لا يعمل. وقد أعربة الزجاج والتبريزي اسم تفضيل.
3 ـ 19 الأنعام.
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وشيء: مضاف إليه.
أكبر: خبر مرفوع بالضمة. شهادة: تمييز منصوب بالفتحة.
2 ـ إذا جاء بعدها فعل لازم، وأضيفت إلى مصدر الفعل، تعرب مفعولا مطلقا.
نحو قوله تعالى: {أيَّ منقلب ينقلبون} 1.
أي: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهي مضاف.
منقلب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
ينقلبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
3 ـ تعرب خبرا إذا تلاها فعلا ناسخا. نحو: أيا كنت من زملائك؟
أيا: خبر لكان مقدم عليها، منصوب بالفتحة.
كنت: كان الناقصة، واسمها.
من زملائك: جار ومجرور متعلقان بـ " أيا "، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
4 ـ وإذا سبقها حرف جر فهي اسم مجرور. نحو: لأي سبب عاقبت التلميذ؟
ومنه قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} 2.
فبأي: الفاء حسب ما قبلها، بأي: جار ومجرور متعلقان بـ " تكذبان " , وأي مضاف.
آلاء: مضاف إليه، وهو مضاف، وربكما: مضاف إليه، ورب مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
تكذبان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعله.
* " من ": تعرب حسب موقعا من الجملة، على النحو التالي:
1 ـ تأتي في محل رفع مبتدأ، إذا تلاها فعل متعد استوفى مفعوله.
نحو قوله تعالى: {من يحيي العظام وهي رميم} 3.
من: أسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ـــــــــــــــ
1 ـ 277 الشعراء. 2 ـ 31 الرحمن.
3 ـ 78 يس.
يحيي: فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر جوازا، تقديره: هو.
العظام: مفعول به منصوب بالفتحة.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
وهي رميم: الواو للحال، هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، ورميم: خبر مرفوع. والجملة الاسمية في محل نصب حال من العظام.
ـ وتأتي مبتدأ إذا تلاها فعل لازم. نحو: من تأخر عن طابور الصباح؟
2 ـ تأتي خبرا إذا تلاها اسم معرفة. نحو: من هذا الرجل؟
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم.
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
الرجل: بدل مرفوع بالضمة.
وتأتي خبرا إذا تلاها فعل ناقص. نحو: من كان صديقك؟
من: اسم استفهام بمني على السكون في محل رفع خبر كان مقدم عليها.
كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
صديقك: اسم كان مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
3 ـ تأتي مفعولا به. نحو: من رأيت اليوم في المدرسة؟
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل رأى.
رأيت: فعل وفاعل.
4 ـ وتأتي في محل جر بالإضافة. نحو: كتاب من هذا؟
كتاب: مبتدأ وهو مضاف.
من: اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة.
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر.
* " ما ": لها إعراب " من ". أما كلمة " ماذا " فلها ثلاثة أوجه من الإعراب:
1 ـ أن تكون كلمة واحدة فتعرب حسب موقعها من الجملة. نحو: ماذا في الحقيبة؟
ماذا: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.
في الحقيبة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
وهكذا بقية مواقعها الإعرابية بهذا الشكل.
2 ـ أن نجعل " ذا " زائدة لا محل لها من الإعراب، ونعرب " ما " حسب موقعها من الكلام.
نحو: ما ذا في الحقيبة؟
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذا: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
في الحقيبة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
3 ـ أن جعل " ذا " اسم موصول. نحو: ما ذا في الحقيبة؟
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ذا: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر " ما ".
في الحقيبة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة، لا محل له من الإعراب.
4 ـ أن نجعل " ذا " اسم إشارة في محل رفع خبر.
غير أنه يستحسن في إعراب " ماذا " الوجه الأول، ليسه وسهولته.
* " أين ":
1 ـ تعرب دائما ظرف مكان، مبني على الفتح في محل نصب إذا تلاها فعل.
نحو: أين أقمتم المسابقة؟
أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بالفعل أقام.
2 ـ تعرب في محل رفع خبر إذا تلاها اسم. نحو: أين مقر عملك؟
أين: اسم استفهام مبني على الفتح، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. (يلاحظ)
مقر: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، وعمل مضاف إليه، وعمل مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
* " متى ":
1 ـ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل إذا جاء الفعل بعده. نحو: متى حضر أبوك؟
2 ـ وتعرب في محل رفع خبر إذا تلاها اسم. نحو: متى السفر؟
* " أيان ":
1 ـ اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل الذي يليه.
نحو: أيان تذهب إلى المدرسة؟ ومنه قوله تعالى: {وما يشعرون أيان يبعثون} 1.
وما: الواو حسب ما قبلها، وما: نافية لا عمل لها.
يشعرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
أيان: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بالفعل يبعثون.
2 ـ يعرب في محل رفع خبر مقدم، إذا تلاه اسم. نحو: أيان الحضور؟
ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} 2.
يسألونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
عن الساعة: جار ومجرور متعلقان بـ " يسألون ".
أيان: اسم استفهام مبني على الفتح، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
مرساها: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
* " كيف ": تعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي:
1 ـ تكون في محل رفع خبر مقدم إذا تلاها اسم مفرد. نحو: كيف حالك؟ وكيف أخوك؟
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم.
حالك: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة.
2 ـ تأتي خبرا لكان الناقصة، أو إحدى أخواتها، إذا تقدمت كيف عليها. نحو: كيف كنت؟ وكيف أصبحت؟
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم.
ــــــــــــــــ
1 ـ 65 النمل. 2 ـ 187 الأعراف.
3 ـ وتأتي حالا إذا تلاها فعل تام. نحو: كيف وصلت؟ وكيف جئت؟
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
4 ـ وتأتي مفعولا مطلقا (1).
نحو قوله تعالى: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} 2.
وقوله تعالى: {كيف يحيي الأرض بعد موتها} 3.
* " أنّى ": تعرب إعراب " كيف " تماما.
نحو: أنّى أخوك؟ وأنّى كنت؟ وأنّى وصلت؟
فهي في المثال الأول في محل رفع خبر مقدم. وفي الثاني في محل نصب خبر كان مقدم، وفي الثالث في محل نصب حال.
* " كم ":
1 ـ اسم استفهام مبهم يحتاج إلى إيضاح، ولا يوضح إبهامه إلا التمييز الذي يليه، ويكون مفردا منصوبا، وتعرب كم مبتدأ.
نحو: كم طالبا في الفصل؟ وكم طالبا حضر.
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
طالبا: تمييز مفرد منصوب بالفتحة.
في الفصل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر.
2 ـ أما إذا سبقت " كم " بحرف جر، فيجوز في التمييز النصب وهو الأكثر، أو الجر وهو الأقل.
نحو: بكم ريالا اشتريت الكتاب؟ أو: بكم ريالٍ اشتريت الكتاب؟
بكم: الباء حرف جر، وكم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر.
ريال: تمييز مفرد منصوب بالفتحة، على أحد الوجوه، وهو الأحسن.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص332.
2 ـ 45 الفرقان. 3 ـ 50 الروم.
أو: ريال تمييز مفرد مجرور بـ " من " المضمرة وجوبا، لدخول حرف الجر على " كم "، على الوجه الآخر، وهو الأقل. والله أعلم.
اشتريت: فعل وفاعل. الكتاب: مفعول به منصوب.
3 ـ تأتي ظرفا للزمان، أو المكان، حسب نوع تمييزها الظرفي.
نحو: كم ساعة درست؟ وكم ميلا قطعت؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
ساعة: تمييز منصوب بالفتحة.
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان.
ميلا: تمييز منصوب بالفتحة.
4 ـ تأتي مفعولا به، إذا تلاها فعل متعد ولم يستوف مفعوله. نحو: كم كتابا قرأت؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
كتابا: تمييز منصوب بالفتحة. وقرأت: فعل وفاعل.
5 ـ وتأتي مفعولا مطلقا إذا كان تمييزها مصدرا. نحو: كم ضربة ضربته؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق.
ضربة: تمييز منصوب بالفتحة.
ضربته: فعل وفاعل ومفعول به.
6 ـ وتأتي " كم " في محل رفع خبر مقدم، إذا تلاها اسم مضاف لما بعده، وتمييزها حينئذ يكون مقدرا. نحو: كم مالك؟ كم عدد أسرتك؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم.
مالك: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وتمييزها مقدر، وتقدير الكلام: كم ريالا مالك؟ وكم فردا عدد أسرتك؟ والله أعلم.
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى (أساليب النحو-القسم)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:22 ص]ـ
أسلوب القسم
نوع من أنواع أساليب التوكيد.
مكوناته:
يتكون من: أداة القسم، والمقسم به، والمقسم عليه، وهو ما يسمى جواب القسم.
نحو: والله لأعطفنَّ على اليتيم.
ونحو: أيمن الله لأساعدنْ المحتاج.
أدواته: تنقسم أدوات القسم إلى ثلاثة أقسام هي:
1 ـ الحروف، وهي: الباء، الواو، التاء. وعملها الجر، ولا محل لها من الإعراب.
2 ـ الأسماء، وهي: عمْر، وأيمن، ويمين.
3 ـ الأفعال، وهي: أحلفُ، وحلفَ، وأقسمُ، وقسمَ.
أولا ـ الحروف:
1 ـ الباء: تدخل على لفظ الجلالة " الله "، كما تدخل على جميع الأسماء الظاهرة والمضمرة.
مثال دخولها على لفظ الجلالة: بالله لا تهمل واجباتك.
ونحو: بالله لن نتوانى عن نصرة المظلوم.
ومثال دخولها على الاسم الظاهر قول زهير بن أبي سلمى:
وأقسمت بالبيت الذي طاف حوله رجال بنوه من قريش وجرهم
فقد دخلت الباء على كلمة " البيت " وهو اسم ظاهر في قوله " بالبيت ".
ومثال دخولها على المضمر قول عمر بن يربوع:
رأى برقا فأوضع فوق بكر فلا بك ما أسال وما أغاما
ودخلت هنا على الضمير وهو " كاف " الخطاب في قوله " بك ".
2 ـ الواو: وتدخل على لفظ الجلالة " الله "، كما تدخل على الأسماء الظاهرة فقط، ولا يجوز ذكر فعل القسم معها.
نحو: والله لأتصدقن بما أستطيع.
ولا يصح أن نقول: أقسم والله لأقولن الصدق.
3 ـ التاء: وتختص بالدخول على لفظ الجلالة فقط، ولا يجوز ذكر فعل القسم معها.
نحو: تالله لأناضلن من أجل تحرير فلسطين.
ولا يصح أن نقول: أقسم تالله لأناضلن.
ثانيا ـ الأسماء وهي: عمْر، وأيمن، ويمين.
نحو قول ذي الأصبع العدواني:
إني لعمرك ما بي بذي غلق عن الصديق ولا خيري بممنون
فقد أقسم الشاعر بالاسم " لعمرك ".
ثالثا ـ الأفعال: أحلف، وحلف، وأقسم، وقسم.
نحو قول النابغة الذبياني:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء المرء لله مذهب
فقد أقسم الشاعر بالفعل " حلفت ".
جملة القسم:
تنقسم جملة القسم الكبرى، ـ ونعني بالكبرى: الجملة المشتملة على جملة القسم، وجملة الجواب، لأن مجموع الجملتين يطلق عليه جملة القسم الكبرى ـ إلى نوعين:
1 ـ جملة القسم الفعلية:
وهي المبدوءة بفعل. نحو: أقسم بالله أن أحافظ على مقدرات الوطن.
2 ـ جملة القسم الاسمية:
وهي المبدوءة باسم، وتنقسم إلى نوعين:
أ ـ الجملة المبدوءة باسم مختص بالقسم، كيمين، وأيمن الله، ولعمرك.
نحو: أيمن الله لن أقصر في خدمة بلادي.
ب ـ الجملة المبدوءة باسم غير مختص بالقسم.
نحو: عهد الله لأوفينك حقك.
أقسام القسم وأجوبته:
ينقسم القسم إلى نوعين: القسم الطلبي، والقسم الخبري.
أولا ـ القسم الطلبي:
هو كل قسم يكون جوابه الأمر، أو النهي، أو الاستفهام، أو ما كان جوابه مبدوءا بـ " أن " أو، " لا "، أو " ما ".
مثال الأمر: بالله لتكونن بارا بوالديك.
النهي: يمين الله لا تقاطعنا.
الاستفهام: لعمرك هل زرت القاهرة؟
مثال أن: حلفت عليم أن تزورنا غدا.
مثال لا قول الشاعر:
أمرتك الله إلا ما ذكرت لنا هل كنت جارتنا أيام ذي سلم
مثال لما: ناشدتك الله لما تأخرت عن زيارتنا؟
ثانيا القسم الخبري:
هو القسم الذي يأتي جوابه مؤكدا بالتالي:
1 ـ بـ " إنَّ " المشددة المكسورة الهمزة.
نحو: والله إن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
أو بـ " إنَّ " واللام، ويراعى في الحالتين أن تكون الجملة اسمية مثبتة.
نحو: والله إن الساكت عن الحق لشيطان أخرس.
فإن كانت الجملة منفية فلا يؤكد.
نحو: والله ما خالد بمهمل ولا محمد.
ونحو: اقسم بالله لا فوز إلا بمثابرة.
ونحو: تالله إن أنت كسولا.
2 ـ إذا كان القسم جملة فعلية مثبتة فعلها ماض أُكَّد الجواب بـ " قد واللام "، أو بـ " قد " وحدها.
نحو: والله لقد حضرت مبكرا.
ونحو: والله قد حقق المتسابقون طموحنا.
فإذا كان القسم جملة فعلية فعلها مضارع مثبت مستقبل متصل بلام القسم أُكّد بنون التوكيد الثقيلة، أو الخفيفة.
نحو قوله تعالى: {وتالله لأكيدنَّ أصنامكم} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحو: والله لأفعلنْ كل ما يرضي وجه الله.
فإذا انفصل بين الفعل ولام القسم بفاصل امتنع توكيد الفعل.
نحو قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} 2.
وكذلك إذا دل الفعل على الحال، أو كان منفيا فلا يؤكد بالنون.
نحو: والله لنحتفل الآن بفوزكم.
ونحو: والله لن يضيع حق وراءه مطالب.
ومنه قوله تعالى: {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم} 3.
اجتماع الشرط والقسم
قد يجتمع الشرط والقسم في أسلوب واحد، فإذا اجتمعا كان الجواب للمتقدم منهما.
ففي نحو: إن بذلت مزيدا من الجهد يتحقق نجاحك بإذن الله.
نجد أن الجواب للشرط، حيث جاء مضارعا مجزوما وهو الفعل " يتحقق ".
وفي نحو: والله إن بذلت مزيدا من الجهد إن نجاحك لمحقق بإذن الله.
نجد أن الجواب للقسم، حيث جاء جملة مثبتة مؤكدة بإنَّ واللام، وهي:
" إن نجاحك لمحقق بإذن الله ".
ـــــــــــــــ
1 ـ 57 الأنبياء. 2 ـ 5 الضحى.
3 ـ 12 الحشر.
فائدة:
إذا تقدم على الشرط والقسم المجتمعين في أسلوب واحد اسم يحتاج إلى خبر، فالغالب أن يكون الجواب للشرط، سواء أكان مقدما على القسم، أم كان مؤخرا عنه.
نحو: يوسف إن اجتهد والله يتفوقْ.
ونحو: محمد والله إن اجتهد يتفوقْ.
تلاحظ من المثالين السابقين أن الجواب في كلا الحالتين كان للشرط، وهو الفعل " يتفوقْ " المجزوم وعلامة جزمه السكون.
توكيد الفعل بالنون
لتوكيد الأفعال نونان أحداهما مشددة ومبنية على الفتح، وتسمى نون التوكيد الثقيلة، والأخرى مخففة ومبنية على السكون، وتسمى نون التوكيد الخفيفة.
نحو قوله تعالى، وقد وردت النونان فيه: {ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين} 1.
فالنون في " يسجننَّ " نون التوكيد الثقيلة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفعل " يسجنن ": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود على يوسف.
والنون في " ليكوننْ " نون التوكيد الخفيفة، وهي حرف مبني على السكونلا محل لها من الإعراب، والفعل " يكونن ": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، واسم يكون ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
أحكام نوني التوكيد مع الأفعال:
لنوني التوكيد أحكام مع الأفعال وهي على النحو التالي:
1 ـ الفعل الماضي:
يمتنع توكيد الفعل الماضي بالنون مطلقا، لأن زمن وقوعه قد فات، وما فات
ــــــــــــ
1 ـ 32 يوسف.
لا يعاد. نقول: حضر المسؤول إلى عمله مبكرا.
دون اتصال الفعل: " حضر " بإحدى نوني التوكيد.
2 ـ الفعل الأمر:
يجوز توكيده بالنون دائما، لدلالته على الطلبية.
نقول: ساعدن الضعيف، أو ساعد الضعيف.
3 ـ الفعل المضارع:
لتوكيد المضارع ثلاثة أحكام هي:
أولا ـ يجب توكيده بالنون الثقيلة، أو الخفيفة: إذا وقع جوابا للقسم، وكان مثبتا مستقبلا متصلا بلامه.
نحو: والله لأكونن محقا للحق.
ومنه قوله تعالى: {تالله لأكيدن أصنامكم} 1.
وقوله تعالى: {فلنولينك قبلة ترضاها} 2.
وقوله تعالى: {لنصدقَنَّ ولنكونَنَّ من الصالحين} 3.
وقوله تعالى: {ولتجدنَّهم أحرص الناس على حياة} 4.
ومنه قول الشاعر:
لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
ثانيا ـ التوكيد الجائز القريب من الواجب: الواقع بعد إمَّا الشرطية.
ونحو: إما تجتهدن في دراستك تتفوق. أو: إما تجتهد في دراستك تتفوق.
ومنه قوله تعالى: {وإمّا نُرينَّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينَّك} 5.
وقوله تعالى: {وإما تخافنَّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} 6.
ومنه قوله تعالى: {فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى} 7.
ـــــــــــــــ
1 ـ 57 الأنبياء. 2 ـ 144 البقرة. 3 ـ 75 التوبة.
4 ـ 96 البقرة. 5 ـ 46 يونس.
6 ـ 58 الأنفال. 7 ـ 38 البقرة.
ويلاحظ من الآيات السابقة أن الفعل الواقع بعد " إن " الشرطية المُؤكدة بـ " ما " الزائدة يغلب عليه التوكيد بالنون لذلك اعتبرناه قريبا من الواجب.
* ـ التوكيد الجائز جوازا كثيرا: وذلك إذا كان طلبيا متصلا بالتالي:
1 ـ بلام الأمر:
نحو: لتفعلن الخير ما دمت قادرا.
أو: لفعل الخير ما دمت قادرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ بلا الناهية:
نحو: لا تؤجلن عمل اليوم إلى الغد.
أو: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
ومنه قوله تعالى: {ولا تحسبنَّ الله غافلا عما يعمل الظالمون} 1.
وقوله تعالى: {لا يغرنَّك تقلب الذين كفروا في البلاد} 2.
ومنه قول الشاعر:
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظننَّ أن الليث يبتسم
* أو يسبق بما يدل على الطلب.
1 ـ بالاستفهام: نحو: هل تسافرن معي؟ أو: هل تسافر معي؟
ومنه قوله تعالى: {هل يُذهبنَّ كيدُه ما يغيظ} 3.
ومنه قول جميل بثينة:
ويا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
وقول امرئ القيس:
قالت فُطَيمة حلَّ شِعْرَك مَدْحَهَ أفبعدَ كندةَ تمدحَنَّ قَبِيلا
ــــــــــــ
1 ـ 42 إبراهيم. 2 ـ 196 آل عمران.
3 ـ 15 الحج.
2 ـ بالتمني: نحو: ليتك تبكرن في الحضور. أو: ليتك تبكر في الحضور.
ومنه قول الشاعر:
فليتك يومَ الوغى تَرَيِنَّني لكي تعلمي أنِّي امرؤٌ بكِ هائم
3 ـ الترجي: نحو: لعل محمدا يفوزن بالجائزة. أو لعل محمدا يفوز بالجائزة.
4 ـ العرض: نحو: ألا تتصدقن على الفقير. أو: ألا تتصدق على الفقير.
5 ـ التحضيض: نحو: هلا تجتهدن في دراستك. أو: هلا تجتهد في دراستك.
* جائز التوكيد جوازا قليلا: وهو ما جاء بعد " لا ولم " النافيتين، و " ما " الزائدة، وبقية أدوات الشرط غير " إمَّا ".
مثال " لا ": أكره الرياء ولا أرضين به. أو: اكره الرياء ولا أرضى به.
ومنه قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة} 1.
وقول الشاعر:
لا يبعُدَنْ قومي الذين همو سُم العداة وآفة الجوُزُزِ
ومثال " لم " النافية الجازمة قول أبي حيان الفقعسي:
يحسبه الجاهل ما لم يعْلَما شيخا على كرسيّهِ مُعَمّضما
ومثال " ما " الزائدة قول حاتم الطائي:
قليلا به ما يحْمَدنَّكَ وارث إذا نال مما كنت تجمعُ مَغْنَما
ومثال " من " الشرطية قول الشاعر:
من تَثْقَفنْ منهم فليس بآئب أبدا وقتل بني قتيبةَ شافِي
ومثال " مهما " الشرطية قول الكميث الهاشمي:
فمهما تشأ منه فزارة تُعطِكم ومهما تشأ منه فزارة تمنعا
ـــــــــــــ
1 ـ 25 الأنفال.
ثالثا ـ يمتنع توكيده:
إذا وقع جوابا للقسم، ومكان منفيا، أو حاليا، أو مفصولا عن لامه بفاصل، أو لم يكن جوابا للقسم، أو لم يكن مما يجوز توكيده.
مثال الأول: تالله لن انتظرك بعد اليوم، والله لا أسامحك على فعلتك.
ومثال الثاني: والله لأذهب الآن إلى مكة.
ومثال الثالث قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} 1.
ومثال الرابع قوله تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} 2.
ومثال الخامس: قوله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام} 3.
* ما يطرأ على الأفعال المضارعة المسندة إلى ضمائر الرفع البارزة بعد توكيدها بالنون.
1 ـ الأفعال المسندة إلى ألف الاثنين، تحذف منها نون الرفع لتوالي الأمثال، ثم تحرك نون التوكيد بالكسر لوقوعها بعد الألف.
نحو: ليجلسَانِّ، ليخشيَانِّ، ليرجُوَانِّ، ليعطيَانِّ.
2 ـ الأفعال المسندة إلى واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، تحذف منها نون الرفع لتوالي الأمثال " لالتقاء النونات "، كما تحذف واو الجماعة، وياء المخاطبة لالتقاء الساكنين " الواو ونون التوكيد، و " الياء ونون التوكيد "، وتبقى الضمة دليلا على الواو، والكسرة دليلا على الياء.
نحو: تكتبون + ن …. لتكتبُونّنَّ …. لتكتبُونَّ …. لتكتبُنَّ.
تكتبين + ن …. لتكتبِينَنَّ …. لتكتبِينَّ …. لتكتبِنَّ.
أما الفعل المعتل الآخر بالألف تحذف لامه لالتقاء الساكنين: الألف وواو الجماعة،
ـــــــــــــ
1 ـ 5 الضحى.1 ـ 222 البقرة.
2 ـ 34 لقمان.
أو الألف والياء المخاطبة، وتحذف النون لتوالي الأمثال " نون الرفع ونون التوكيد "،وتبقى معه واو الجماعة وتحرك بالضمة، كما تبقى ياء المخاطبة، وتحرك بالكسر، ولم تحذف الواو، أو الياء لأنه لا دليل عليهما إن حذفتا.
نحو: يرضى + ون …. يرضَون …. يرضَون + نَّ …. ليرضَوُنَّ.
يرضى + ين …. تسعَينَ …. تسعينَ + نَّ …. لتسعَيِنَّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ الأفعال المسندة إلى نون النسوة، يفرق فيها بين نون الرفع، وبين نون التوكيد بألف تسمى " الألف الفارقة " ثم تحرك نون التوكيد بالكسر.
نحو: ليلعبْنَانِّ، ليسعيْنَانِّ، ليدعوْنَانِّ، ليرميْنَانِّ.
4 ـ أفعال الأمر المبنية على حذف حرف العلة، والأفعال المضارعة المجزومة وعلامة جزمها حذف حرف العلة أيضا، عند توكيدها بالنون يرد أليها المحذوف، ويفتح إن كان المحذوف واوا، أو ياء، وتقلب إلى ياء مفتوحة إن كان المحذوف ألفا.
نحو: ادعُ + نَّ …. ادعُوَنَّ. لم يدعُ + نَّ …. لم يدعُوَنَّ.
اجرِ + نَّ …. اجرِيَنَّ. لا تجرِ + نَّ …. لا تجرِيَنَّ.
اخشَ + نَّ …. اخشيَنَّ. لتخشَ + نَّ …. لتخشيَنَّ.
وهذه جداول توضيحية لتوكيد الأفعال بالنون:
جدول رقم 1
توكيد الأفعال بالنون دون إسنادها إلى ضمائر الرفع البارزة
الفعل
نوعه
توكيده بالنون
إعرابه وما يطرأ عليه من تغيير
يلعب
صحيح الآخر
يلعبنَّ
مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
يسعى
معتل الآخر بالألف
يسعيَنَّ
1ـ قلب ألف العلة ياء مفتوحة
2 ـ زيادة نون التوكيد.
3 ـ بناء الفعل على الفتح.
تدعو
معتل الآخر بالواو
تدعُوَنَّ
يبنى الفعل على الفتح.
يرمي
معتل الآخر بالياء
يرمِيَنَّ
يبنى الفعل على الفتح.
جدول رقم 2
إسناد الفعل الأمر المبني على حذف الآخر.
الفعل
نوعه
توكيده بالنون
إعرابه وما يطرأ عليه من تغيير
اضرب
مبني على السكون.
اضربَنْ
مبني على الفتح
اسع
مبني على حذف حرف العلة.
اسعين
1 ـ ردت ألفه وقلبت ياء مفتوحة.
2 ـ مبني على الفتح.
ادع
مبني على حذف حرف العلة.
ادعوَنْ
1 ـ ردت الواو مع فتحها.
2 ـ مبني على الفتح.
ارم
مبني على حذف حرف العلة.
ارميَنْ
1 ـ ردت الياء مع الفتح.
2 ـ مبني على الفتح.
جدول رقم 3
إسناد الفعل المضارع المجزوم، وعلامة جزمه حف الآخر
الفعل
نوعه
توكيد بالنون
إعرابه وما يطرأ عليه من تغيير
لم يضربْ
مجزوم بالسكون
لم يضربَنْ
مبني على الفتح في محل جزم.
لم يسعَ
مجزوم بحذف حرف العلة
لم يسعيَنْ
1 ـ ردت ألفه المحذوفة وقلبت ياء مفتوحة. 2 ـ مبني على الفتح في محل جزم.
لا تدعُ
مجزوم وعلامته حذف حرف العلة
لا تدعوَنْ
1 ـ ردت الواو مع فتحها.
2 ـ مبني على الفتح في محل جزم.
لا ترمِ
مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة
لا ترميَنْ
1 ـ ردت ياؤه مع فتحها.
2 ـ مبني على الفتح في محل جزم.
جدول رقم 4
توكيد الأفعال بالنون بعد إسنادها إلى ضمائر الرفع البارزة
الضمير
الفعل الصحيح
المعتل الآخر بالألف
المعتل الآخر بالواو
المعتل الآخر بالياء
ألف الاثنين
يكتبان
ليكتبانِّ
يسعيان
ليسعيانَّ
يغدوان
ليغدوان
يرميان
ليرميانَّ
واو الجماعة
يكتبون
ليكتُبُنَّ
يسعوْنَ
ليسعَوُنَّ
يغدون
ليغدُنَّ
يرمون
ليرمُنَّ
ياء المخاطبة
تكتبين
لتكتُبِنَّ
تسعَيْن
لتسعَيِنَّ
تغدين
لتغدِنَّ
ترمين
لترمِنَّ
نون النسوة
يكتبن
ليكتبنانِّ
يسعَيْنَ
ليسعينانَّ
يغدون
لتغدونانَّ
يرمين
ليرمينانِّ
وهذه بعض الشواهد على توكيد الأفعال بالنون بعد اتصالها بالواو، والياء والألف سواء أكانت تلك الضمائر محذوفة، أو غير محذوفة:
قال تعالى: {ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون} 1.
وقال تعالى: {لتبلَوُنَّ في أموالكم وأنفسكم} 2.
وقال تعالى: {وليسئَلُنَّ يوم القيامة} 3.
وقال تعالى: {فإما تريِنَّ من البشر أحد} 4.
ومنه قول الشاعر:
قالت لها أختها تعاتبها لا تفسدِنَّ الطواف في هذر
ومنه قوله تعالى: {ولا تتبعانِّ سبيل الذين لا يعلمون} 5.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ إذا أكد الفعل المضارع المسند إلى ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة بنون التوكيد لا يبنى، وإنما يكون معربا بثبوت النون المحذوفة في حالة الرفع لتوالي الأمثال، أو بحذفها في حالتي النصب، أو الجزم.
ـــــــــــــ
1 ـ 102 آل عمران. 2 ـ 186 آل عمران.
3 ـ 13 العنكبوت. 4 ـ 26 مريم.
5 ـ 89 يونس.
2 ـ إذا أكد المضارع المسند إلى نون النسوة وجب الفصل بين النونين بألف زائدة كما ذكرنا سابقا، ويكون الفعل في هذه الحالة مبنيا على السكون لاتصاله بنون النسوة.
3 ـ يبقى الفعل المضارع المبني على الفتح، أو على السكون محافظا على محل إعرابه الأصلي من رفع، أو نصب، أو جزم. مثال الرفع: هل يقرأن التلميذ الدرس.
يقرأن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل رفع.
ومنه قوله تعالى: {واللائي يئسنَ من المحيض} 1.
يئسن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل رفع.
ومثال النصب: لعل المسافر لن يتأخرن.
يتأخرن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، في محل نصب.
ونحو: الطالبات لن يهملن الواجبات.
يهملن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب.
ومثال الجزم: ليت أخاك لم يخبرنك بما حدث.
يخبرنك: فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم.
ونحو: الفائزات لم يتسلمن الجوائز.
يتسلمن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم.
4 ـ لا تقع نون التوكيد الخفيفة بعد ألف الاثنين، ولا بعد نون النسوة.
فلا يقال: والله لتجلساننْ. ولا: لتجلسننْ.
أما بعد واو الجماعة، أو ياء المخاطبة فلا يمنع من وقوعها مانع.
نحو: هل تسافرونَنْ. وهل تكتبينَنْ.
5 ـ تحذف النون الخفيفة إذا وليها ساكن لكراهة اجتماع ساكنين في الكلمة.
ففي نحو: اعمل الواجب.
الأصل: اعملنْ الواجب، ولكن لأن نون التوكيد الخفيفة ساكنة في الأصل، وأل التعريف ساكنة أيضا تحذف النون فرارا من التقاء الساكنين.
ــــــــــــ
6 ـ 4 الطلاق.(/)
دروس فى النحو العربى (أساليب النحو-الاغراء و التحذير)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:24 ص]ـ
الإغراء والتحذير
تعريف الإغراء:
هو نصب الاسم المحبب عمله بفعل محذوف وجوبا تقديره الزم، أو ما في معناه، باعتباره مفعولا به.
نحو: الكفاح الكفاح فهو طريق التحرر.
الاجتهاد والنجاح فإنهما السبيل إلى الفوز.
تعريف التحذير:
هو نصب الاسم المكروه عملة بفعل محذوف تقديره احذر، أو ما في معناه، باعتباره مفعولا به.
نحو: الكسل الكسل هو طريق الفشل.
الكسل والرسوب إنهما السبيل إلى التأخر.
صور الإغراء والتحذير:
للإغراء والتحذير صورتان هما:
1 ـ التكرار، والفعل معه واجب الحذف.
نحو: البكور البكور، والفوز الفوز، والاجتهاد الاجتهاد.
ونحو: الكسل الكسل، الإهمال الإهمال، الكذب الكذب.
ومنه قول مسكين الدارمي:
أخاك أخاك إنَّ من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
2 ـ العطف: ويقصد به عطف اسم مفرد على آخر، والفعل معه واجب الحذف أيضا.
نحو: الجد والاجتهاد، الكفاح والنضال.
ونحو: الكسل والإهمال. الغش والخيانة.
ومن صور التحذير أن يكون المحذر منه ضمير النصب المنفصل " إياك " العائد على المخاطب وزمرته، ويكون إما مكررا، أو معطوفا عليه، أو يكون الاسم الذي يليه مجرورا بمن، أو مصدرا مؤولا.
نحو: إياك إياك. إياك والإهمال. إياكم من السمنة. إياكن أن تتأخرن.
وأصل هذه الصورة: أحذرك، وأحذرك والإهمال، وباعدوا من السمنة، واحذرن من أن تتأخرن.
ومن شواهد المكرر قول الشاعر:
أخاك أخاك فهو أجل ذُخر إذا نابتك نائبة الزمان
ومنه قول الآخر:
فإياك إياك المراء فإنه إلى الشر دعَّاء وللشر جالب
إياك: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب بفعل محذوف تقديره: قِ أو احذر.
وإياك الثانية توكيد لفظي مبني على الفتح في محل نصب.
ومن شواهد المعطوف عليه قوله تعالى: {ناقة الله وسقياها} 1.
ومنه قول الشاعر:
فإياك والأمر الذي إن توسعت موارده ضاقت عليك المصادر
والعطف في هذه الصورة من باب عطف الجمل على الجمل.
فإياك والإهمال نعربها على النحو التالي:
إياك: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره: قِ، أو احفظ.
والإهمال: الواو حرف عطف، الإهمال: مفعول به لفعل محذوف تقديره: احذر، والمعطوف جملة: احذر الإهمال، والمعطوف عليه: قِ نفسك.
لأن أصل التركيب: قِ نفسك، واحذر الإهمال.
وقد يأتي المحذر منه غير مسبوق بحرف العطف.
نحو: إياك إياك الخيانة.
ومن شواهد المصدر المؤول الذي يلي إياك ولم يسبق بحر العطف قول الشاعر:
إياك أن تعظ الرجال وقد أصبحت محتاجا إلى الوعظ
فائدة: ذكرنا سابقا أن حكم المحذر منه النصب باعتباره مفعولا به، وعامله فعل محذوف وجوبا في كل الصور التي ذكرنا آنفا، غير أنه قد يحذف الفعل جوازا إذا كان المحذر منه مفردا، وهذه الصورة ضعيفة، بل ذكر بعض النحاة أنها خروج عن الأصل.
نحو: الكفاح فإنه الطريق إلى تحرير الوطن.
ونحو: الكذب فإنه سبب كل المعاصي.
والتقدير: الزم الكفاح. واحذر الكذب.
ومنه قول الشاعر:
أخاك الذي إن تدعه لملمة يجبك كما تبغي ويكفيك من بغى
الشاهد قوله: أخاك، حثت جاء بها الشاعر منصوبة على الإغراء بفعل محذوف، غير مكررة، ولا متعاطفة. والتقدير: الزم أخاك.
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى (أساليب النحو-التعجب)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:26 ص]ـ
أسلوب التعجب
تعريفه:
تعبير كلامي يدل على الدهشة والاستغراب، عن الشعور الداخلي للإنسان عند انفعاله حين يستعظم أمرا نادرا، أو صفة في شيء ما قد خفي سببها.
نحو: ما أعظم التضحية، وأعظم بالفضيلة.
وما أجمل السماء، وأجمل بالسماء.
ومنه قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} 1.
وقول الشاعر:
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
أنواع الأساليب التعجبية:
للتعجب صيغ كثيرة منها السماعي، ومنها القياسي:
أولا ـ أساليب التعجب السماعية:
هي الأساليب التي وضعت في الأصل لغير التعجب، والتي لا وزن، أو قاعدة قياسية لها، ولكنها تدل عليه بالاستعمال المجازي، ولا علاقة لها أصلا به، وألفاظها لا تدل عليه صراحة، وإنما دلت عليه دلالة عارضة عن طريق النطق بها مجازا.
ومن تلك الأساليب الآتي:
1 ـ استعمال المصدر " سبحان " مضافا إلى لفظ الجلالة لإظهار التعجب والدهشة.
نحو: سبحان الله.
فسبحان الله بلفظها ومعناها وضعت أصلا للدعاء والعبادة، تم استخدمت في التعجب على غير الأصل.
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " سبحان الله!!
إن المؤمن لا ينجس حيا، ولا ميتا ".
ومنه قولهم: لله دره فارسا. أو: لله دره من فارس.
ـــــــــــــــ
1 ـ 175 البقرة.
ومنه قول عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب:
" لله در ابن حنتمة أيَّ رجل كان!! ".
2 ـ ما ورد عن العرب قولهم: " لله أنت من رجل ".
فالنسبة المخاطب لله لا تدل على التعجب، ولكن لورود هذا الأسلوب غالبا في مواقف الإعجاب والدهشة أفاد معنى التعجب.
3 ـ الاستفهام الذي تضمن معنى التعجب.
نحو قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 1.
فكلمة " كيف " بلفظها ومعناها تفيد في الأصل الاستفهام، ولكنها في هذا المقام دلت على التعجب دلالة عارضة على سبيل المجاز.
4 ـ استعمال صيغة النداء " وهو ما يعرف بالنداء التعجبي ":
كقول الشاعر:
فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل
5 ـ استعمال اسم فعل الأمر. كقول الشاعر:
واها لسلمى ثم واها واها!!
ثانيا ـ صيغ التعجب القياسية:
ويقصد بصيغ التعجب القياسية: تلك الصيغ التي وضعها الصرفيون لتدل بلفظها ومعناها على التعجب والدهشة، وهما صيغتان:
1 ـ ما أفعله. نحو: ما أكرم العرب، وما أعظم الإسلام.
2 ـ أفعل به. نحو: أكرم بالعرب، وأعظم بالإسلام.
تركيب صيغ التعجب:
ما أفعله: تتركب هذه الصيغة من مكونات ثلاثة هي:
ما التعجبية، وفعل التعجب، والمتعجب منه.
ــــــــــــ
1 ـ 28 البقرة.
أ ـ ما: نكرة تامة بمعنى " شيء "، ولكنه شيء عظيم، فهي في قوة الموصوفة، لذلك صح الابتداء بها.
ب ـ فعل التعجب: فعل ماض جامد لا يتصرف، مثله مثل بقية الأفعال الجامدة " ليس، وعسى، ونعم، وبئس "، وغيرها.
فإذا دخلت عليه نون الوقاية تقول: ما أكرمني، وما أحوجني إلى المساعدة.
وما أفقرني إلى عفو الله. وما إلى ذلك.
وفيه ضمير يعود على " ما " التي هي أداة التعجب، والجملة كلها بعد " ما " في محل رفع خبر.
ج ـ المتعجب منه: وهو الاسم المنصوب الواقع مفعولا به بعد فعل التعجب.
نحو: ما أعذب الشعر. وما أروعه. وما أجبن العدو، وما أقبح النفاق.
فالشعر، وضمير هاء الغائب، والعدو، والنفاق كلها ألفاظ متعجب منها، وقد جاء مكملة للجملة الفعلية، وحكمها النصب دائما على أنها مفاعيل بها.
أفعل به: وتتكون هذه الصيغة أيضا من مكونات ثلاثة هي:
فعل التعجب، والباء، والمتعجب منه.
أ ـ فعل التعجب: هو فعل ماض مبني على السكون، جاء على صيغة الأمر.
ومن خلال التعريف السابق يلاحظ أن لفعل التعجب " أفعل " صورتين هما:
1 ـ أن يعرب هو نفسه على أنه فعل أمر مبني على السكون.
2 ـ أن يعرب ما بعده على تقدير أنه فعل ماض.
ب ـ الباء: حرف جر زائد، والاسم المتصل بها مجرور لفظا مرفوع محلا على لأنه فاعل.
ج ـ المتعجب من: وهو الاسم المتصل بحرف الجر الزائد لذلك يعرب مجرورا لفظا، مرفوعا على المحل لأنه فاعل لفعل التعجب باعتباره فعلا ماضيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقال إن الهمزة في الأفعال الماضية تقديرا للصيرورة، فإذا قلنا:
أعذبْ بالقرآن أدبا وتهذيبا. كان أصلها تقديرا:
أعذبَ القرانُ أدبا وتهذيبا. ومعناها: صار القرآن ذا عذب أدبا وتهذيبا.
ونحو: أجملْ بالطبيعة ماءً وخضرة. كان أصلها: أجملَ الطبيعةُ ماءً وخضرة.
ومعناها: صارت الطبيعة ذا جمالٍ ماءً وخضرة.
شروط التعجب بصيغتي ما أفعله، وأفعل به.
أولا ـ يتم التعجب من الفعل مباشرة بالشروط الآتية:
1 ـ إذا كان الفعل ثلاثيا، مثل جَمُلَ، وكرم، وحسن، وطيب، وضرب، وكفر.
2 ـ أن يكون تاما غير ناقص، فلا يكون من أخوات كان، أو كاد، أو ما يقوم مقامها.
3 ـ مثبتا غير منفي، فلا يكون مثل: ما علم، ولا ينسى، ولا يخشى، ولم يفعل.
4 ـ أن يكون مبنيا للمعلوم.
5 ـ أن يكون تام التصرف، غير جامد، فلا يكون مثل: نعم وبئس، وليس، وعسى ونحوها.
6 ـ قابلا للتفاوت، أي: أن يصح الفعل للمفاضلة بالزيادة والنقصان، فلا يكون مثل: مات، وغرق، وعمى، وفني، ونظائرها.
7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن " أفعل فعلاء "، مثل: عرج، وعور، وحمر، وكتع، وخضر، فالوصف من الألفاظ السابقة على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء فنقول: أعرج عرجاء، وأعور عوراء، وأحمر حمراء، وأكتع كتعاء، وأخضر خضراء.
فإذا استوفى الفعل الشروط السابقة تعجبنا منه على الصيغتين المذكورتين مباشرة، أي: بدون وساطة.
نحو: ما أطيب الهواء. وأطيب بالهواء.
وما أعذب الماء. وأعذب بالماء.
ومنه قوله تعالى: {قتل الإنسان ما أكفره} 1.
ــــــــــــــ
1 ـ 17 عبس.
ومنه قول الشاعر:
أعظم بأيام الشباب نضارة يا ليت أيام الشباب تعود
ثانيا ـ أما إذا افتقد الفعل شرطا من الشروط السابقة، فلا يصح التعجب منه مباشرة، وإنما نتعجب منه بوساطة على النحو التالي:
1 ـ إذا كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف، مثل دحرج، وبعثر، وانتصر، وانكسر، واستعمل، واستعان.
2 ـ أو كان ناقصا غير تام، مثل: كان، وأصبح، وأضحى، وكاد وأوشك.
3 ـ أو كان الوصف منه على وزن أفعل فعلاء، وذلك فيما دل من الأفعال على لون، أو عيب، أو حلية مثل: أصفر، وأعور، وأهيف.
فإننا نتعجب من الأفعال السابقة وما شابهها بصورة غير مباشرة، وذلك بأن نستعين بأفعال مساعدة مستوفية للشروط التي ذكرناها آنفا في الفعل الثلاثي، ونأخذ منها صيغة " ما أفعله، أو أفعل به "، ثم نأتي بمصدر الفعل الذي نريد التعجب منه سواء أكان المصدر صريحا، أم مؤولا.
ومن الأفعال المساعدة على وزن ما أفعله: ما أجمل، ما أعظم، ما أحسن، ما أكبر، ما أصغر، ما أشد، ما أكثر، ما أحب.
ومنها على وزن أفعل به: أجمل به، وأعظم به، وأحسن به، وأكبر به، وأصغر به، وأشدد به، وأكثر به، وأحبب به.
كيفية عملية التعجب:
1 ـ الفعل المستوفي الشروط. مثل: كرم، نقول: ما أكرم العرب.
وأكرم بالعرب.
ومنه قول الشاعر:
أعزز بنا وأكف إن دعينا يوما إلى نصرة من يلينا
2 ـ الفعل المزيد: مثل: تدحرج، اندحر، استعمل، استعان.
لا يصح التعجب من الأفعال السابقة مباشرة، وللتعجب منها نتبع الآتي:
نأتي بفعل مساعد على الصيغة المطلوبة مما ذكرنا في القائمة السابقة، أو ما شابهها،
وليكن الفعل: أعظم، ثم، نأتي بالمصدر الصريح، أو المؤول من الفعل (1).
ويتم تركيب الجملة كالآتي:
ما أعظم تدحرج هذه الصخرة. ما أعظم أن تتدحرج هذه الصخرة.
وأعظم بتدحرج هذه الصخرة. وأعظم بأن تتدحرج هذه الصخرة.
ومنه: ما أفضل استعمال السواك. وما أفضل أن تستعمل السواك.
وأفضل باستعمال السواك. وأفضل بأن تستعمل السواك.
3 ـ الفعل الناقص. مثل: كان، وأصبح، وكاد.
نتبع في التعجب منه ما اتخذناه مع الفعل المزيد، فإذا أردنا أن تعجب من الفعل أصبح نقول: ما أجمل إصباح السماء صافية. وما أجمل أن تصبح السماء صافية.
وأجمل بإصباح السماء صافية. وأجمل بأن تصبح السماء صافية.
4 ـ وكذلك إذا كان الوصف من الفعل على وزن أفعل فعلاء، تعجبنا منه بوساطة الفعل المساعد، والمصدر الصريح، أو المؤول من الفعل الذي نريد التعجب منه.
ومن الأفعال التي يكون الوصف منها على أفعل فعلاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
حَمُرَ: للدلالة على لون. وعرج: للدلالة على عيب. وهيف: للدلالة على حلية.
وعند التعجب من تلك الأفعال نقول:
ما أشد حمرة البلح. وما أشد أن يحمر البلح.
وأشدد بحمرة البلح. وأشدد بأن يحمر البلح.
5 ـ وإذا كان الفعل مبنيا للمجهول، أو منفيا، تعجبنا من بوساطة الفعل المساعد والمصدر المؤول فقط من الفعل الذي نريد التعجب منه.
ـــــــــــــــ
1 ـ المصدر الصريح: ما كان مشتقا من لفظ الفعل مباشرة للدلالة على الحدث.
مثل: تدحرج: تدحرجا، اندحر: اندحارا، استعمل: استعمالا. . .
والمصدر المؤول: وهو ما كان مكونا من أن المصدرية والفعل المضارع، أو ما المصدرية والفعل الماضي. نحو: أن يتدحرج، أو ما تدحرج.
والفعل المبني للمجهول مثل: يُقال، يُباع، يُعاد، يُساء.
عند التعجب منه نقول: ما أعظم أن يُقال الحق. وأعظم بأن يقال الحق.
والفعل المنفي مثل: لا ينسى، لا يخشى.
نحو: ما أجمل ألاّ ينسى الرجل وطنه. وأجمل بألاّ ينسى الرجل وطنه.
6 ـ وإذا كان الفعل غير قابل للتفاوت، أو جامدا فلا يصح التعجب منه مطلقا.
لأن الفعل إذا كان معناه غير قابل للتفاوت فإنه لا يصلح للمفاضلة بين الشيئين لا بالزيادة، ولا بالنقصان، ولأن الفعل الجامد لا يتصرف، وما لا يتصرف لا نستطيع أن نأخذ من الصيغة المطلوبة.
العلاقة بين مكونات صيغتي التعجب:
الأصل في صيغتي التعجب مجيئهما على الترتيب الذي رأيناه في الأمثلة السابقة، فلا يتقدم عليهما معمولهما، كما لا يصح أن يفصل فاصل بين " ما " وفعل التعجب، ولا بين فعل التعجب والمتعجب منه.
غير أن هناك بعض الاستدراكات وهي على النحو التالي:
1 ـ يجوز الفصل بين " ما " التعجبية وفعل التعجب بـ " كان " الزائدة.
نحو: ما كان أصبر المناضلين على أذى اليهود.
وما كان أقوى شعبنا إذا وحّد صفوفه من جديد.
ومنه قول امرئ القيس:
أرى أم عمر دمعها قد تحدرا بكاء على عمرو وما كان أصبرا
2 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالجار والمجرور.
نحو قول العرب: " ما أحسن بالرجل أن يصدق، وما أقبح به أن يكذب.
ومنه قول عمرو بن معد يكرب عن بني سليم: " لله در بني سليم ما أحسن في الهيجا
لقاءها، وأكرم في اللزبات عطاءها، وأثبت في المكرمات بقاءها ".
ومنه قول الشاعر:
خليلي ما أحرى بذي اللب أن يُرى صبورا ولكن لا سبيل إلى الصبر
الشاهد قوله: ما أحرى بذي اللب أن يرى صبورا.
حيث فصل بين فعل التعجب، والمتعجب منه بالجار والمجرور " بذي ".
3 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالظرف.
نحو: ما أقوى لحظة الفراق المؤمن على الصبر.
وما أفضل بعد الصلاة الدعاء.
ومنه قول معن بن أوس:
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها وأحر إذا حالت بأن أتحولا
الشاهد قوله: وأحر إذا حالت بأن يتحولا.
حيث فصل بين فعل التعجب " أحر " وبين المتعجب منه " بأن أتحولا " بالظرف " إذا ".
4 ـ يجوز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالنداء.
نحو: ما أنبل ـ يا محمدُ ـ أخلاقك.
التعلق بفعل التعجب:
1 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو فاعل في المعنى جُر بإلى، لا يكون ذلك إلا في حب، أو بغض.
نحو: ما أحب الصادق إلى قلبي.
وما أبغض الكاذب إلى نفسي.
فالمجرور بإلى في الجملة الأولى كلمة " القلب " وهو الفاعل في المعنى، لأنه هو الذي يحب الصادق.
والمجرور في الجملة الثانية كلمة " النفس " وهو الفاعل في المعنى، لأنه هو الذي يبغض الكاذب.
2 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو مفعول به في المعنى جر باللام.
نحو: ما أحب المثقف للقراءة.
وما أبغض المخلص للخيانة.
فالقراءة في المثال الأول مفعول به في المعنى، لأن المثقف يحبها.
والخيانة في المثال الثاني مفعول به في المعنى، لأن المخلص يبغضها.
3 ـ وإذا كان الفعل الذي تريد أن تتعجب منه يدل على علم، أو جهل، أو ما
في معناهما جررت المفعول به بالباء.
نحو: ما أعلمه بأحوال الشعوب.
وما أعرفه بالحق.
وما أبصره بالدين.
وما أجهله بمكارم الأخلاق.
والأصل: يعلم أحوال الشعوب، ويعرف الحق، ويبصر الدين.
ويجهل مكارم الأخلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ إذا كان فعل التعجب متعديا في الأصل بحرف الجر، أبقيت مفعوله مجرورا، ويبقى الاستعمال كما هو.
نحو: ما أقساني على الخائن.
وما أرضاني عن المخلص.
وما أشد تمسكي بالصدق.
وما أسرع استجابتي إلى الحق.
والأصل: أقسو على الخائن، وأرضى عن الحق.
وأتمسك بالصدق، وأستجيب إلى الحق.
5 ـ لا يجوز حذف حرف الجر في صيغة " أفعل به "، إلا إذا كان المتعجب منه مصدرا مؤولا مسبوقا بأنْ، أو أنَّ.
نحو: أحبب إلى أسرتي أن أتفوق.
وإعرابها: أحبب: فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر.
إلى أسرتي: جار ومجرور متعلقان بالفعل أحبب.
أن أتفوق: أن حرف مصدري ونصب، أتفوق فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل أحبب. والأصل: أحبب إلى أسرتي بأن أتفوق.
ومنه: ما أحرى بالطالب أن يكون مجتهدا.
وأخلق بالمعلم أن يكون قدوة لطلابه.
ومنه قول العباس بن مرداس:
وقال نبي المسلمين تقدموا وأحبب إلينا أن تكون المقدما
ومنه قول الآخر:
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
إعراب أسلوب التعجب:
ما أجمل السماء
ما: تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
أجمل: فعل ماض جامد مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على ما.
السماء: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " ما ".
أجمل بالسماء
أجملْ: فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر.
بالسماء: الباء حرف جر زائد، والسماء فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
النداء التعجبي
من أساليب التعجب ما يعرف في اللغة بالنداء التعجبي وهو يجري مجرى أسلوب الاستغاثة مع فارق في المعنى.
يتكون النداء التعجبي من " يا " التي هي حرف نداء وتعجب، ولا يستعمل غيرها من أحرف النداء لهذه الغاية، ومن المنادى المتعجب منه على أن يكون مجرورا باللام المفتوحة، وقد تحذف تلك اللام أحيانا، وله ما للمنادى من أحكام إعرابية.
نحو: يا لَهدوء البحر، ويا لصفاء السماء، ويا لرقة الهواء.
ومنه قولهم: يا للهول، ويا للفاجعة.
ونحو: يا جمال الطبية، ويا عبق أنسامها.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ يجوز التعجب من الأفعال التي لا يصح التعجب منها مطلقا إذا أريد بها معنى غير المعنى الحقيقي الذي جرت العادة على استعماله، كالفعل " مات ".
نقول: ما أموت الرجل. إذا أريد بالموت معنى البلادة.
2 ـ ويجوز التعجب من بعض الأفعال بطريقة مباشرة مع أنها لم تستوف الشروط اللازمة. فنقول في بعض الأفعال المزيدة: ما أتقى عليّا. وما أعطاه.
3 ـ يجوز في حالات نادرة حذف المتعجب منه من صيغتي التعجب، إذا كان الكلام واضحا بدونه، ويفهم من سياقه ن وغالبا ما يكون هذا في الشعر.
كقول علي بن أبي طالب:
جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم لدى الروع قوما ما أعز وأكرما
ومنه قول الشاعر:
فذلك إن يلق المنية يلقها حميدا وإن يستغن يوما فأجدِرِ
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى (أساليب النحو-المدح والذم)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:27 ص]ـ
أسلوب المدح والذم
من الأساليب النحوية التي استخدمها العرب للتعبير عن المدح، أو الذم، أسلوب " نعم وبئس "، و " حبذا ولا حبذا "، وغيرها من الأفعال التي تسد مسدها كـ " ساء، وحسن، وضعف، وكبر " وما قام مقامها.
أولا ـ أفعال المدح:
خصص النحاة للدلالة على المدح الأفعال الآتية:
1 ـ نعم: فعل ماض جامد خصص لإنشاء المدح.
نحو: نعم الحياة الآخرة. ونعم العمل العبادة.
في المثالين السابقين يجد أن جملة المدح تكونت من فعل المدح " نعم "، والفاعل " الحياة " في المثال الأول، و " العمل " في المثال الثاني، والمخصوص بالمدح وهو " الآخرة " في المثال الأول، " والعبادة " في المثال الثاني.
ومنه قوله تعالى: {ونعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها} 1.
2 ـ حبذا: فعل جامد خصص لإنشاء المدح، وهو مركب مع اسم الإشارة " ذا " الذي يعرب فاعلا.
نحو: حبذا الأمانة. وحبذا الإخلاص في العمل.
حب: فعل المدح، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل، والإخلاص مخصوص بالمدح.
ومنه قول الشاعر:
يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا
ومنه قول كنزة أم شملة وقد جمعت فيه فعلي المدح والذم حبذا، ولا حبذا:
ألا حبذا أهل الملا غير أنه إذا ذكرت ميّ فلا حبذا هيا
ـــــــــــ
1 ـ 30 النحل.
ثانيا ـ أفعال الذم:
كما خصص النحاة للدلالة على الذم الأفعال الآتية:
1 ـ بئس: فعل جامد وضع لإنشاء الذم.
نحو: بئس الخلق الخيانة. وبئس العدو إسرائيل.
بئس: فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم.
الخلق: فاعل بئس مرفوع بالضمة.
الخيانة: مخصوص بالذم، وسنتعرض لإعرابه في موضعه.
ومنه قوله تعالى: {وبئس الرفد المرفود} 1.
2 ـ لا حبذا: فعل جامد مركب من لا النافية السابقة للفعل " حب "، وذا اسم الإشارة فاعله.
نحو: لا حبذا الإسراف. ولا حبذا الكذب.
لا حب: فعل الذم، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعله، والكذب مخصوص بالذم.
ومنه قول الشاعر، وقد جمع بيت فعلي المدح والذم:
ألا حبذا عاذري في الهوى ولا حبذا الجاهل العاذل
3 ـ من الأفعال التي تلحق بئس، ولا حبذا، الفعل " ساء "، وهو جامد لإنشاء الذم.
نحو قوله تعالى: {فساء مطر المنذرين} 2.
وقوله تعالى: {فساء صباح المنذرين} 3.
والمخصوص بالمدح في الآيتين محذوف تقديره في الأولى: مطرهم، وفي الثانية: صباحهم.
ثالثا ـ هناك بعض الأفعال القياسية وضعها النحاة للدلالة على المدح، أو الذم غير التي ذكرنا آنفا، وهي كل فعل ثلاثي على وزن " فَعُلَ " بفتح الفاء، وضم العين.
مثل: حَسُن، وضعف، وكبر، وشرف، وقبح، وخبث، وغرها.
ـــــــــــ
1 ـ 100 هود. 2 ـ 173 الشعراء.
3 ـ 177 الصافات.
نحو قوله تعالى: {وحسن أولئك رفيقا} 1.
وقوله تعالى: {ضعف الطالب والمطلوب} 2.
وقوله تعالى: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم} 3.
وقوله تعالى: {كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تعلمون} 4.
ونحو: شرف الصديق عليّ.
ونحو: قبح الرجل أبو لهب.
ونحو: خبثت المرأةُ حمالةُ الحطب.
فاعل نعم وبئس:
لفاعل نعم وبئس أربع حالات هي:
1 ـ أ يكون معرفا بـ " أل ":
نحو: نعم الصديق الكتاب. ومنه قوله تعالى: وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} 5.
وقوله تعالى: {نعم المولى ونعم النصير} 6.
وقوله تعالى: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} 7.
ومنه قول الشاعر:
نعم الفتى المريّ أنت إذا هم حضروا لدى الحجرات نارَ الموقد
فالوكيل، والمولى، والنصير، والفتى، جميها أفعال نعم معرفة بأل.
ومثال فاعل بئس: بئس القول الكذب.
ومنه قوله تعالى: {وبئس المصير} 8.
وقوله تعالى: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} 9.
ـــــــــــ
1 ـ 68 النساء. 2 ـ 73 الحج.
3 ـ 5 الكهف. 4 ـ 3 الصف.
5 ـ 173 آل عمران. 6 ـ 40 الأنفال. 7 ـ 48 الذاريات.
8 ـ 126 البقرة. 9 ـ 11 الحجرات.
ومنه قول الشاعر:
والتغلبيون بئس الفحل فحلهم فحلا وأمهم زلاّء منطيق
فالمصير، والاسم، والفحل، أفعال بئس معرفة بأل.
2 ـ أن يكون مضافا إلى المعرف بأل:
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: نعم عمل الطالب الاجتهاد.
فعمل: فاعل نعم مضاف إلى كلمة الطالب المعرفة بأل.
ومنه قوله تعالى: {ونعم أجر العاملين} 1.
ومنه قول الشاعر:
نعمت جزاء المتقين الجنة دار الأماني والمنى والمنة
ومنه قوله تعالى: {وبئس مثوى الظالمين} 2.
3 ـ أن يكون ضميرا مميزا بنكرة، أو بـ " ما " النكرة التامة بمعنى " شيء " نحو: نعم صديقا المخلص. وبئس خلقا الأنانية.
ونحو: نعم ما محمد. أو: نعمّا محمد. بدغام ميم " نعم " في ميم " ما ".
ففاعل نعم وبئس في المثالين السابقين ضمير مستتر مميز بنكرة، تقديره: هو صديقا.
ومنه قول الشاعر:
نعم امرءا هرم لم تعر نائبة إلا وكان لمرتاع لها وزرا
الشاهد: نعم امرءا هرم، حيث جاء فاعل نعم ضمير مستتر تقديره: هو، والتمييز: امرءا، وهرم مخصوص بالمدح.
ومنه قوله تعالى: إنها ساءت مستقرا ومقاما} 3.
وفي المثال الثالث جاء فاعل نعم أيضا ضميرا مستترا، ولكنه مميز بما التي بمعنى شيء، والتقدير: نعم هو شيئا.
4 ـ أن يكون " ما "، أو " من " الموصولتين:
ـــــــــــ
1 ـ 136 آل عمران. 2 ـ 151 آل عمران.
3 ـ 66 الفرقان.
نحو: نعم ما قدمتَ الصدقةُ. وبئس من يسيء إلى وطنه مروج المخدرات.
فما، ومن في المثالين السابقين أسماء موصولة، وقع كل منهما فاعلا لنعم في المثال الأول، وفاعلا لبئس في المثال الثاني.
ومنه قوله تعالى: {إن الله نعما يعظكم به} 1.
وقوله تعالى: {لبئس ما كانوا يصنعون} 2.
إعراب المخصوص بالمدح أو الذم:
1 ـ الأصل في مخصوص نعم وبئس أن يتأخر عن الفعل وفاعله.
نحو: نعم الخبر السار.
وفي هذا التركيب للمخصوص وجهان من الإعراب:
أ ـ السار: مبتدأ مرفوع، والجملة من فعل المدح وفاعله في محل رفع خبر مقدم.
ب ـ أو يعرب خبر مرفوع لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو السار.
2 ـ إذا تقدم المخصوص على الفعل والفاعل. نحو: محمد نعم الصديق.
محمد: مبتدأ مرفوع، والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
أما إعراب: حبذا الإخلاص، ولا حبذا الكسل.
فهو على النحو التالي.
حب: فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء المدح.
ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الإخلاص: مخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر.
ولتركيب لا حبذا نفس الإعراب، غير أن " لا " تفيد النفي.
ـــــــــــــ
1 ـ 58 النساء. 2 ـ 63 المائدة.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ قد يأتي فاعل نعم، أو بئس مضافا إلى المضاف للمعرف بأل.
نحو: نعم حارس كرة القدم إبراهيم.
ومنه قول الشاعر:
فنعم ابن أخت القوم غير كاذب زهيرٌ حسام مفرد من حمائل
وقد يضاف إلى نكرة.
نحو: نعم رجل فضل خالد.
2 ـ الأصل في فاعل نعم، أو بئس إذا كان مميزا بنكرة أن يكون ضميرا مستتر، غير أنه يجوز أن يكون اسما ظاهرا.
نحو: نعم القائد قائدا خالد بن الوليد.
نعم: فعل المدح، القائد: فاعل نعم مرفوع، قائدا: تمييز منصوب بالفتحة.
خالد مخصوص بالمدح مبتدأ مرفوع، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر، أو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو خالد، ابن: بدل مرفوع، وهو مضاف، الوليد مضاف إليه مجرور.
ومنه قول الشاعر:
نعم الفتاة فتاةً هندُ لو بذلت رد التحية نطقا أو بإيماءِ
3 ـ ذكرنا سابقا أن فاعل نعم أو بئس يكون " ما " الموصولة، ونستدل على ذلك من الفعل الواقع بعدها، والذي يكون مع جملته لا محل له من الإعراب صلة ما.
نحو: نعم ما يؤديه المؤمن الصلاة في أوقاتها.
فما موصولة، وهي فاعل نعم، ويلاحظ أنها جاءت متلوة بفعل، والفعل وما في حيزه لا محل له من الإعراب، كما ذكرنا سابقا. غير أنه لا يشترط بمجيء الفعل بعدها أن تكون موصولة، فقد يتلوها الفعل، وتكون نكرة موصوفة، وتعرب عندئذ تمييزا، وفاعل نعم، أو بئس ضمير مستتر.
نحو: نعم ما حثهم على العمل النصح السديد.
وقد تكون أيضا في هذا الموضع كافة لا عمل لها، وهي تشبه " ما " المتصلة ببعض الأفعال التي ركبت معها على صورة معينة لا تفارقها.
مثل: قلما، وطالما.
وفي هذه الحالة لا تحتاج نعم، أو بئس إلى فاعل، أو مخصوص، وتكون " ما " حرفا مصدريا. نحو: نعما يقوم به العامل المخلص.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ وقد تأتي " ما " بعد نعم، أو بئس متلوة بمفرد سواء أكان اسما، أم ضميرا.
نحو: بئس ما عملٌ بلا نتائج مجدية.
ومنه قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} 1.
ففي المثال الأول تكون " ما " نكرة تامة، وتعرب تمييزا، وهي مركبة مع الفعل تركيب " حبذا "، وفاعل نعم، أو بئس ضمير مستتر، والمخصوص بالمدح، أو الذم الاسم الذي يليها وهو " عمل ".
والتقدير: بئس الشيء عمل.
وفي المثال الثاني تكون "ما " معرفة تامة، وتعرب فاعلا، والمخصوص " هي ".
والمعنى: نعم الشيء هي.
وعندما نعتبر " ما " نكرة تامة تكون بمعنى " شيء "، وعندما تكون معرفة تامة تكون بمعنى " الشيء ". وفي الحالتين لا تحتاج إلى صلة.
5 ـ وقد تأتي " ما " بعد نعم، أو بئس غير متلوة بشيء، فتكون في هذه الحالة معرفة تامة أيضا، وتعرب فاعلا، لنعم، أو بئس، والمخصوص محذوف.
نحو: فاز المتسابقون فوزا نعما.
فـ " ما " في المثال السابق معرفة تامة، في محل رفع فاعل، ومخصوص نعم محذوف، والتقدير: نعم الشيء الفوز.
وقد تكون " ما " في المثال السابق نكرة تامة، وتعرب عندئذ تمييزا، وفاعل نعم ومخصوصها محذوفان.
ـــــــــــ
1 ـ 271 البقرة.
نحو: فاز المتسابقون فوزا عظيما.
والتقدير: نعم هو شيئا الفوز.
6 ـ تأتي " ما " نكرة تامة متلوة بجملة فعلية.
نحو: نعما يوصيكم به.
فما نكرة في محل نصب تمييز، موصوفة بالجملة الفعلية بعدها، ومخصوص نعم محذوف، والتقدير: نعم شيئا يوصيكم به ذلك القول.
وجاز أن تكون " ما " فاعلا، والجملة بعدها صفة لمخصوص محذوف.
والتقدير: يوصيكم به نعم الشيءُ شيءٌ.
7 ـ أرى من الأفضل في " ما " أن تكون نكرة تامة في كل الحالات في محل نصب على التمييز، ولا داعي لتشتيت الذهن، وجعلها مرة نكرة تامة، وأخرى معرفة تامة، وثالثة موصوله، فإذا جاء بعدها جملة كما مر معنا أعربت الجملة صفة لها.
8 ـ قد يحذف المخصوص فهم من سياق المعنى.
نحو قوله تعالى: {نعم العبد إنه أواب} 1.
فحذف المخصوص " أيوب " لدلالة سياق الكلام عليه في أول القصة.
ومنه قوله تعالى: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} 2.
والتقدير: نعم الماهدون نحن.
وقوله تعالى: {فنعم عقبى الدار} 3. والتقدير: عقباهم.
ــــــــــــ
1 ـ 30 ص. 2 ـ 48 الذاريات.
3 ـ 24 الرعد.(/)
دروس فى النحو العربى (توابع) 1
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:29 ص]ـ
التوابع
أولا: العطف
1 ـ عطف النسق
تابع يتوسط بينه وبين متبوعه حرف من حروف العطف.
نحو: حضر خالد وأحمد.
أحمد معطوف على خالد بحرف العطف وهو " الواو ".
ولا يتبع المعطوف المعطوف عليه إلا في الإعراب.
أحرف العطف:
الواو، الفاء، ثم، حتى، أم، أو، لا، بل، ولكن.
أقسام أحرف العطف:
1 ـ ما يشرك المعطوف مع المعطوف إليه حكما ولفظا وهي:
الواو، والفاء ن وثم، وحتى.
نحو: أكل يوسف ومحمد الطعام.
نلاحظ أن الواو في المثال السابق عطفت محمد على يوسف، وأشركتهما في الحكم واللفظ، بمعنى أن الاثنين قد اشتركا في الأكل والإعراب.
2 ـ ما تشرك المعطوف مع المعطوف عليه لفظا فقط وهي:
أم، وأو، ولا، وبل، وإما، ولكن.
نحو: أكلت خبزا لا أرزا. وما جاءني عليّ بل محمود.
فالرغبة هنا ثابتة لأحدهما ومنفية عن الآخر.
معاني حروف العطف:
1 ـ الواو: لمطلق الجمع دون التقيد بترتيب.
نحو: فاز خالد ومحمد.
نلاحظ من المثال السابق أن العطف بالواو أفاد مطلق الجمع، لأنها دلت على أن العامل وهو " المجيء " قد وقع على المعطوف والمعطوف عليه في آن واحد، وقد تحتمل الترتيب، وقد تحتمل الترتيب كما في:
232 ـ وقوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها} 1.
وقد يفهم من العطف بالواو عكس الترتيب كقوله تعالى مخبرا عن منكري البعث:
233 ـ {ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا} 2.
ولو كانت الواو في الآية السابقة للترتيب، لكان ذلك اعترافا من منكري البعث بالحياة بعد الموت.
2 ـ الفاء: تفيد العطف مع الترتيب والتعقيب. أي العطف بلا مهلة أو تراخ.
نحو: دخل المعلم فالطالب.
أفادت الفاء أن دخول الطالب جاء بعد دخول المعلم مباشرة وبلا مهلة أي بدون تعقيب.
وإذا قلت: دخلت جدة فمكة.
فمن المتعارف عليه أن القادم من جهة البحر، لا بد أن يدخل مكة بعد دخوله جدة، متأخرا عما جرت عليه العادة من استغراق الوقت، فيكون ذلك تراخيا، وفي هذه الحالة تكون الفاء للترتيب والتراخي، وقد يكون المعطوف سببا في المعطوف عليه، أو نتيجته، 106 ـ كقول الشاعر:
قضى بيننا مروان أمس قضية فما زادنا مروان إلا تنائيا
فجملة: ما زادنا، معطوفة على جملة قضى، وهي نتيجة عنها.
وقد تفيد الفاء معنى التسبب، وفي هذه الحالة يعطف بها جملة على جملة.
نحو: زنى فرُجِم، وسرق فقُطِع.
234 ـ ومنه قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} 3.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الزلزلة. 2 ـ 37 المؤمنون.
3 ـ 37 البقرة.
3 ـ ثم: تفيد العطف مع الترتيب والتراخي، أي بمهلة.
نحو: درست النحو ثم الأدب. وحضر الطالب ثم والده.
نلاحظ أن المعطوف وهو " الأدب " وقع بعد المعطوف عليه بترتيب وتراخ، أو مهلة، بمعنى أن الدراسة للنحو والأدب تمت في آن واحد، ولكن أحدهما وهو المعطوف عليه قد تمت دراسته أولا، ثم تلاه بعد فترة دراسة المعطوف.
235 ـ ومنه قوله تعالى: {والله خلقكم من تراب ثم من نطفة} 1.
أي كان الخلق أولا لآدم من التراب، وهو المعطوف عليه، ثم لبني آدم من النطفة، وهو المعطوف، وقد تأخر خلق بني آدم عن أبيهم. والله أعلم.
4 ـ حتى: تفيد الغاية والتدريج.
نحو: أكلت السمكة حتى رأسها. ومات الناس حتى الأنبياء.
فحتى هنا تفيد نهاية الشيء بعد تدريجه إلى أن يصل إلى منتهاه، فعندما قلنا: أكلت السمكة حتى رأسها، أي: أنني تدرجت في أكلها حتى وصلت إلى رأسها فأكلته، وفي هذه الحالة تكون حتى حرف عطف، والمعنى: أكلت السمكة ورأسها.
لذلك يجب أن يكون المعطوف جزاء من المعطوف عليه.
أما إذا صح أن نضع في موضعها حرف الجر " إلى " فهي عندئذ حرف جر ليس غير. نحو: قرأت الصحيفة حتى الصفحة الأخيرة.
أي: قرأت الصحيفة إلى الصفحة الأخيرة.
وقد تأني " حتى " حرف ابتداء، وما بعدها جملة مستأنفة.
107 ـ كقول الشاعر:
فما زالت القتلى تمج دماؤها بدجلة حتى ماءُ دجلة أشكلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فحتى في البيت السابق حرف ابتداء، وماء مبتدأ، ودجلة مضاف إليه، وأشكل خبر، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
وتدخل حتى على الأفعال الماضية والمضارعة، وفي هذه الحالة ينصب الفعل بعدها
ـــــــــــــــ
1 ـ 11 فاطر.
بـ " أن " المصدرية. نحو: عاقبت الكاذب حتى يقول الصدق.
فيقول فعل مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد حتى.
وتدخل على الأفعال الماضية، 108 ـ كقول الشاعر:
" هجرت حتى قيل لا يعرف الهوى "
والتقدير: حتى أن قيل.
5 ـ أو: وتفيد مع العطف عدة معاني.
أ ـ تفيد التخيير. نحو: خذ من الحقيبة قلما أو كراسا. وتزوج زينب أو فاطمة.
236 ـ ومنه قوله تعالى: {فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة} 1.
ب ـ الإباحة. نحو: عاشر محمدا أو أخيه. وجالس عليّا أو أحمد.
237 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم} 2.
ج ـ نفيد التقسيم. نحو: الكلمة اسم أو فعل أو حرف.
د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك: قدم محمد أو أحمد.
238 ـ ومنه قوله تعالى: {لبثنا يوما أو بعض يوم} 3.
هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك: ذهب عليّ أو سالم.
239 ـ ومنه قوله تعالى: {وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} 4.
و ـ تفيد الإضراب.
كقول الشاعر:
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي
الشاهد قوله: أو زادوا. فأو بمعنى " بل "، والتقدير: بل زادوا، فقد ذكر أن أولاده ثمانون، ثم أضرب عن الكلام، وعطف عليهم زيادة ثمانية. فقال: بل زادوا ثمانية.
ــــــــــــــــ
1 ـ 89 المائدة. 2 ـ 61 النور.
3 ـ 19 الكهف. 4 ـ 24 سبأ.
6 ـ أم: تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة، سواء أكانت الهمزة للاستفهام، أم للتسوية.
فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام: أقرأت القصة أم القصيدة؟
وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ، ولكن داخلك الشك في ذلك، ولهذا يكون الجواب بالتعيين. أي: قرأت القصيدة، مثلا، وفي هذه الحالة تسمى " أم " المعادِلة، لأنها عادلت الهمزة في الاستفهام بها.
240 ـ ومنه قوله تعالى: {أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} 1.
ومثال مجيئها بعد همزة التسوية: سأنتظرك سواء أحضرت أم لم تحضر.
وتسمى: " أم " بالمتصلة لوقوعها بعد همزة التسوية، ويكون ما قبلها وما بعدها لا يستغني بأحدهما عن الآخر.
241 ـ ومنه قوله تعالى: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا} 2.
وقوله تعالى: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} 3.
وإذا وقعت: " أم " بعد هل الاستفهامية سميت بالمنقطعة، لأنها تفيد الإضراب.
نحو قوله تعالى: {هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} 4.
242 ـ وقوله تعالى: {لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه} 5.
ومزايا " أم " المتصلة أنه يعطف بها مفرد على مفرد، وجملة على جملة، أما " أم " المنقطعة فلا يعطف بها إلا جملة على جملة كما هو واضح في الآية الأخيرة رقم (5).
7 ـ بل: تفيد الإضراب، ويكون المعطوف بها مفردا، كما يعطف بها بعد الإيجاب، والنفي، وبعد الأمر والنهي.
نحو: سافر خالد بل محمد. وما حضر أحمد بل أخوه.
ونحو: أحترم والدك بل معلمك. ولا تصاحب محمودا بل خليلا.
ـــــــــــــ
1 ـ 59 الواقعة. 2 ـ 21 إبراهيم.
3 ـ 6 البقرة.
4 ـ 16 الرعد. 5 ـ 38 يونس.
8 ـ لا: تفيد العطف مع نفي الحكم الثابت لما قبلها عما بعدها، لذلك لا يجوز العطف بها إلا بعد الإثبات.
نحو: اشتريت لحما لا سمكا. وقرأت نحوا لا أدبا. وزارني محمد لا أحمد.
9 ـ لكن: تفيد العطف مع الإضراب، مثل بل تماما، ولا يجوز العطف بها إلا بعد النفي، أو النهي.
نحو: ما قرأت التاريخ لكن العلوم. وما شربت العصير لكن اللبن.
ونحو: لا تشرب القهوة لكن الشاي. ولا تسافر في الليل ولكن في النهار.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ إذا عطف على ضمير الرفع المتصل، وجب الفصل بينه وبين ما عطف عليه، ويكون الفصل غالبا بالضمير المنفصل.
نحو: ذهبت أنا وأخي إلى المدرسة مبكرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعندما عطفت على التاء، وجب الفصل بالضمير " أنا "، والمعطوف عليه " أخي ".
243 ـ ومنه قوله تعالى: {لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين} 1.
وقد لا يتم الفصل.
244 ـ كقوله تعالى: {جنات عدن يدخلونها ومن صلح} 2.
فـ " من " معطوف على " الواو " في يدخلونها، وهي ضمير متصل، ولم يفصل بينهما بفاصل.
وقد يفصل بلا الناهية.
245 ـ كقوله تعالى: {ما أشركنا ولا آباؤنا} 3.
فقد عطف " آباؤنا " على الضمير المتصل " نا " في أشركنا، وفصل بينهما بـ " لا " الناهية.
2 ـ إذا عطف على الضمير المجرور وجب إعادة العامل، حتى ولو فصل بينهما.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 54 الأنبياء. 2 ـ 23 الرعد.
3 ـ 148 الأنعام.
نحو: هربت منه ومن لؤمه. فقد أعاد حرف الجر بلفظه.
246 ـ ومنه قوله تعالى: {فقال لها وللأرض} 1.
وقوله تعالى: {قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب} 2.
3 ـ يجوز حذف الواو، والفاء مع معطوفهما، إذا دل عليهما دليل.
247 ـ كقوله تعالى: {أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست} 3.
والتقدير: فضرب فانبجست.
ومنه قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} 4.
والتقدير: فأفطر فعليه عدة من أيام أخر. فحذف الفعل أفطر والفاء الداخلة عليه.
ومثال حذف الواو ومعطوفها قولهم: " راكب الناقة طليحان ".
والتقدير: راكب الناقة، والناقة طليحان.
4 ـ إذا عطف على ضمير الرفع المستتر، وجب الفصل بينه وبين ما عطف عليه، كالمتصل تماما. نحو: سافر أنت ومحمد.
248 ـ ومنه قوله تعالى: {اسكن أنت وزوجك الجنة} 5.
5 ـ لقد انفردت الواو من بين حروف العطف بأن تحذف عاملا محذوفا، وقد بقي معموله. 110 ـ كقول الشاعر:
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
فكلمة العيون في البيت مفعول به لفعل محذوف تقديره: وكحلن، وقد عطف الفعل المحذوف على الفعل زججن.
6 ـ يجوز حذف المعطوف عليه إذا دل عليه دليل.
249 ـ نحو قوله تعالى: {أفلم تكن آياتي تتلى عليكم} 6.
والتقدير: ألم تأتكم آياتي فلم تكن تتلى عليكم. وفي هذه الحالة يكون قد حذف
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 11 فصلت. 2 ـ 64 الأنعام.
3 ـ 160 الأعراف. 4 ـ 184 البقرة.
5 ـ 35 البقرة. 6 ـ 105 المؤمنون.
المعطوف عليه وهو ألم تأتكم.
7 ـ لا يقتصر العطف على الأسماء، بل يجوز عطف الجملة على الجملة كما مثلنا في موضعه، ويجوز عطف الفعل على الاسم المشبه للفعل كاسم الفاعل والمفعول، ويجوز العكس.
نحو قوله تعالى: {فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا} 1.
250 ـ وقوله تعالى: {إن المتصدقين والمتصدقات وأقرضوا الله} 2.
نلاحظ في الآيتين السابقتين قد عطف الفعل أثرن، على اسم الفاعل المغيرات، وعطف الفعل أقرضوا على اسم الفاعل المتصدقات.
ومثال عطف اسم الفاعل على الفعل:
111 ـ قول الشاعر:
فالفيته يوما يبير عدوه ومجرٍ عطاءً يستحق المعابرا
فقد عطف اسم الفعل " مُجْرٍ " على الفعل يبير، وكان على الشاعر أن يقول مجريا، لأنه عطف على منصوب، ولكنه حذف ياء المنقوص المنصوب أسوة بياء المنقوص المرفوع والمجرور.
ــــــــــــــ
1 ـ 4 العاديات. 2 ـ 18 الحديد.
2 ـ عطف البيان
تعريفه: تابع جامد أشهر من متبوعه، ويأتي لتوضيحه.
نحو: رحم الله أبا حفص عمر. وكرم الله أبا تراب عليا.
خصائص عطف البيان:
1 ـ إذا كان المعطوف عليه معرفة، فيكون عطف البيان الإيضاح والبيان، كما في المثالين السابقين.
2 ـ أما إذا كان المعطوف عليه نكرة، فيكون عطف البيان للتخصيص.
نحو: اشتريت أثاثا سريرا.
251 ـ ومنه قوله تعالى: {أو كفارة طعام مسكين} 1.
فيجوز في طعام أن تكون عطف بيان، أو بدل.
ومن الأمثلة السابقة نلاحظ أن عطف البيان يمكن الاستغناء به عن المعطوف عليه، كما يمكن الاستقلال بالمعطوف عليه، وترك المعطوف.
فإن قلت: رحم الله أبا حفص. اكتمل المعنى، وتمت الجملة.
وإن قلت: رحم الله عمر. كذلك جائز. ومن هنا يمكننا أن نقول: أن عطف البيان هو البدل، مع فارق بسيط نستوضحه في الآتي:
1 ـ يفترق عطف البيان عن البدل، بأن عطف البيان لا يكون مضمرا، ولا تابعا لمضمر، ولا فعلا، ولا تابعا لفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ أن عطف البيان لا يوافق متبوعه تعريفا، ولا تنكيرا.
3 ـ لا يمكن إعراب عطف البيان بدلا، إذا امتنع إحلال المعطوف محل المعطوف عليه.
ــــــــــــ
1 ـ 95 المائدة.
112 ـ كقول الشاعر:
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
فكلمة " بشر " لا تكون إلا عطف بيان، ولا يجوز إعرابها بدلا، لأن البدل يحل محل المبدل منه، وفي الشاهد السابق لا يجوز أن نقول: أنا ابن التارك بشر، وذلك لعد جواز إضافة ما فيه الألف واللام إلا لما فيه ألف ولام، وعليه لا تحل كلمة " بشر " محل كلمة البكري.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يتبع عطف البيان متبوعه في الإعراب، والإفراد، والتثنية، والجمع، والتذكير، والتأنيث، والتعريف والتنكير.
فمثال عطف البيان ومتبوعه النكرتين.
252 ـ قوله تعالى: {توقد من شجرة مباركة زيتونة} 1.
وقوله تعالى: {ويسقى من ماء صديد} 2.
فزيتونة عطف بيان لشجرة، وكلتاهما نكرتان. وكلمة صديد عطف بيان لماء وكلاهما نكران.
2 ـ إذا كان المتبوع مضافا إليه بعد كلا، أو كلتا، أو أي، والتابع مفردان متعاطفان، أو مفردات متعاطفات، لا يعر التابع إلا عطف بيان.
نحو: جاء كلا الرجلين محمدٍ وأحمدَ.
وأي الزائرين عندك خالد أم يوسف.
فلا يجوز أن نعرب محمدا وأحمد بدلا من الرجلين، لأننا لو حذفنا المتبوع وهو الرجلين لا يمكننا إضافة محمد وأحمد إلى كلا أو كلتا أو أي. فلا نقول جاء كلا محمد وأحمد. ولا نقول أي محمد أم أحمد عندك.
ــــــــــــــ
1 ـ 35 النور. 2 ـ 16 إبراهيم.
3 ـ من مميزات عطف البيان عن البدل، أن المقصود بالحديث في عطف البيان هو الأول، والثاني بيان له.
أما المقصود بالحديث في البدل هو الثاني، والأول توطئة له، لأن البدل والمبدل منه اسمان بإزاء مسمى، مترادفان عليه، والثاني أشهر عند المخاطب من الأول، فوقع الاعتماد عليه.
ثانيا ـ النعت (الصفة)
تعريف:
اسم تابع مشتق، أو مؤول يه، يتيع الاسم الذي سبقه ليفيد تخصيصه، أو توضيحه، أو مدحه، أو ذمه، أو تأكيده، أو الترحم عليه، كما أنه يتبعه في الإعراب، والتعريف، والتنكير، والتذكير، والتأنيث، والإفراد، والتثنية، والجمع.
مثال المشتق: مررت برجل سارق، وقابلت غلاما حسن الوجه.
وجاء صديق طيب الخلق.
ومثال المؤول به: صافحت رجلا أسدا.
ومثال التخصيص: سلمت على محمد الخياط.
253 ـ ومنه قوله تعالى: {فتحرير رقبة مؤمنة} 1.
254 ـ ومثال التوضيح قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم} 2.
255 ـ ومثال المدح قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} 3.
ومثال الذم: قاطعت الرجل الفاسق.
256 ـ ومنه قوله تعالى: {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} 4.
ومثال الترحم عليه: جاء الرجل البائس، واللهم أنا عبدك المسكين.
ومثال التوكيد: أمس الدابر لا يعود.
257 ـ ومنه قوله تعالى: {تلك عشرة كاملة} 5.
وقوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} 6.
وقوله تعالى: {ولا تتخذوا إلهين اثنين} 7.
ـــــــــــــــ
1 ـ 92 النساء. 2 ـ 1 الفاتحة.
3 ـ 2 الفاتحة. 4 ـ 16 النحل.
5 ـ 196 البقرة. 6 ـ 13 الحاقة.
7 ـ 51 النحل.
أقسام النعت:
ينقسم النعت إلى قسمين:
1 ـ نعت حقيقي. 2 ـ نعت سببي.
أولا ـ النعت الحقيقي:
اسم مشتق، أو مؤول به، يتبع الاسم الذي سبقه في إعربه، ويطابقه في تعريفه وتنكيره، وتذكيره وتأنيثه، وفي إفراده وتثنيته وجمعه.
مثال الإتباع في الرفع: " على بن أبي طالب رضي الله عنه مؤمن صادق في إيمانه ". ومثال: زارنا رجل كريم الخلق.
ومثال النصب: رأيت منظرا جميلا، وسلكت طريقا وعرا.
ومثال الجر: جلست مع رجل فاضل.
ومنه: لقد آمن على رضي الله عنه منذ اليوم الأول لظهور الإسلام.
ومثال ما يطابق المنعوت في التعريف: الغزوة الوحيدة التي تخلف عنها علي هي غزوة تبوك.
ومثال المطابقة في التنكير: هذا طالب نشيط.
ومثال المطابقة في التذكير: أحرق القائد العربي طارق بن زياد سفنه بعد عبور البحر. ونحو: تسلمت العمل الجديد.
ومثال التأنيث: هذه واحة خضراء.
258 ـ ومنه قوله تعالى: {فيه آيات بينات مقام إبراهيم} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال الإفراد: فاز الطالب المجتهد، وفازت الطالبة المجتهدة.
ومثال التثنية: هذان لاعبان ماهران. وهنأت الطالبتين المتفوقتين.
ومثال الجمع: جاء اللاعبون الفائزون.
ــــــــــــ
1 ـ 197 آل عمران.
أنواع التعت الحقيقي:
ينقسم النعت الحقيقي إلى ثلاثة أنواع:
1 ـ يكون مفردا (لا جملة، ولا شبه جملة). نحو: هذه حديقة غناء.
واشتريت قلمين جميلين. ووصل اللاعبون الفائزون.
2 ـ ويكون جملة اسمية أو فعلية:
وفي هذه الحالة يشترط في المنعوث أن يكون نكرة، وجملة النعث يجب أن تشتمل على ضمير يوافق المنعوث، ويطابقه.
مثال الاسمية: مضى يوم برده قارص، وهذا كتاب موضوعاته مفيدة.
ومثال الفعلية: سلمت على صديق سافر والده. وهذه شجرة تمتد أغصانها.
ومنه قوله تعالى: {جاء رجل من أقصى المدينة يسعى} 1.
ويكون الإعراب على النحو التالي:
مضى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر.
يوم: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
برده: برد مبتدا مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
قارص: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع نعت لـ " يوم ".
سلمت: فعل وفاعل.
على صديق: جار ومجرور متعلقان بـ " سلمت ".
سافر والده: فعل وفاعل، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية: سافر والده في محل جر نعت لـ " صديق ".
3 ـ شبه جملة: جار ومجرور، أو ظرف.
ـــــــــــــ
1 ـ 20 يس.
مثال الجار والمجرور: استمعت إلى أقوال من أعظم الحكم.
ومثال الظرف: للحق صوت فوق كل صوت.
من أعظم: جار ومجرور، وشبه الجملة " الجار والمجرور " متعلقان بمحذوف في محل جر نعت لـ " أقوال ".
فوق كل: فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف وكل مضاف إليه مجرور بالكسرة، وشبه الجملة من الظرف وما في حيزه متعلق بمحذوف في محل رفع نعت لـ " صوت ".
تنبيهات وفوائد:
1 ـ يكثر استعمال المصدر نعتا. نحو: سلمت على رجل عدلٍ.
ويشترط في النعت المصدر الإفراد والتذكير. نحو: جاء رجلان عدلٌ.
وصافحت رجالاً عدلاً. وهؤلاء نساءٌ عدلٌ.
2 ـ إذا نعت أكثر من واحد فإما أن يختلف النعت، أو يتفق، فإذ اختلف وجب التفريق بالعطف. مثال: جاء الرجلان الكريم والبخيل.
وهؤلاء رجال فقيه وكاتب وشاعر.
أما إذا اتفق النتعت جيء به مثنى، أو مجموعا.
نحو: مررت برجلين كريمين. وصافحت رجالا كرماء. وهؤلاء طلبة مجتهدون.
3 ـ إذا تكررت النعوت، وكان المنعوت لا يتضح إلا بها جميعا، وجب اتباعها
كلها. نحو: أعجبت بخالد الباحث الكاتب الشاعر.
ونحو: جاء الطالب المهذب المجتهد النشيط.
4 ـ إذا قطع النعت عن المنعوت وجب فيه أمرين:
أ ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف. نحو: مررت بمحمد الكريمُ.
والتقدير: هو الكريم.
ب ـ النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف. نحو: سلمت على أخيك الرحيمَ.
التقدير: أعني الرحيم.
5 ـ يجوز حذف المنعوت، وإقامة النعت مقامه إذا دل عليه دليل.
260 ـ نحو قوله تعالى: {أن اعمل سابغات} 1. والتقدير: دروعا سابعات.
6 ـ ويجوز حذف النعت إذا دل عليه دليل، وهذا على قلة.
261 ـ نحو قوله تعالى: {قالوا الآن جئت بالحق} 2.
والتقدير: الحق المبين. وقد حذفت النعت وهو كلمة: مبين لدلالة الدليل عليه وهو قوله تعالى: الحق.
ومنه قوله تعالى: {إنه ليس من أهلك} 3. والتقدير: أهلك الناجين.
فحذف النعت لكونه معروف ضمنا، لدلالة الدليل عليه، يؤخذ من سياق الآية.
7 ـ لا يجوز أن تقع الجملة الطلبية نعتا. فلا يصح أن نقول: جاء المهمل أضربه.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 11 سبأ. 2 ـ 71 البقرة.
3 ـ 46 هود.
2 ـ النعت السببي
تعريفه:
هو ما دل على صفة في نفس متبوعه، ويكون مفردا دائما.
نحو: دعاني صديق كريم خلقه. وأحب أمي الرحيم قلبها.
262 ـ ومنه قوله تعالى: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه} 1.
دعاني: دعا فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر، والنون للوقاية، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به.
صديق: فاعل مرفوع بالضمة.
كريم: نعت سببي مرفوع بالضمة.
خلقه: فاعل لكريم، لأن كريم صيغة مبالغة تعمل عمل فعلها.
خصائص النعت السببي:
1 ـ لا بد أن يطابق النعت السببي ما قبله في الإعراب، كما مثلنا سابقا.
كما يطابقه في التعريف والتنكير.
مثال التعريف: جاءنا الإخوان الصادق ودهم.
ونحو: فاز الفريق المتعاون أفراده.
ومثال التنكير: رأينا رجالا جليلة أقدارهم.
ونحو: هؤلاء نسوة راجحة عقولهن.
2 ـ يجب أن يطابق النتعت السببي ما بعده في التذكير والتأنيث.
مثال التذكير: جاء أخي الكبير عطفه، وأشعلت مصباحي الخافت نوره.
ومثال التأنيث: عطر الحجرة أزهار زكية رائحتها،
ويحيط المنزل حديقة متفتحة أزهارها.
3 ـ يكون الاسم الواقع بعد النعت السببي مرفوعا دائما، على أنه فاعل، أو نائب للفاعل، وذلك حسب موقعه من الجملة.
مثال الرفع على الفاعلية: أقطن بيتا متصدعة جدرانه.
جدران: فاعل لاسم الفاعل " متصدع "، لأنه يعمل عمل الفعل المبني للمعلوم.
مثال الرفع لأنه نائب للفاعل: جاء الرجل المكسورة ساقه.
ساق: نائب فاعل لاسم المفعول " مكسور " لأنه يعمل عمل الفعل المبني للمجهول.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 69 النخل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 04:28 ص]ـ
النحو فرع المعنى
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل
ـ[المحترف]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 12:11 ص]ـ
نشكر لك يا أخي الفاضل
ولكن هنا أسأله تطبيقية على التوابع أتيت بها من كتاب النحو الوضيفي للدكتور عبدالعليم إبراهيم لكي تعم الفائدة للجميع وأريد حل هذه الأسئلة ونتناقش نحن فيها
السؤال هو
عين فيما يلي التوابع المعربة المرفوعة وبين نوع كل منها وعلامة إعرابه:
1 - (قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون)
2 - (كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون)
3 - (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)
4 - (يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم)
5 - (والذين آمنو وعملو الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير)
6 - (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود)
7 - سياج الملك تدبير وعدل لعمرك لا مقامرة وراح
8 - وضعت الأوراق كلها في خزانة محكم إقفالها
9 - الأدب أدبان: أدب شريعة , وأدب سياسة
10 - للرسول عليه السلام: الدنيا يومان: يوم فرح، ويوم هم، وكلاهما زائل)
11 - هذه القاعدة نفسها تصدق على القطاع الخاص، كما تصدق على القطاع العالم.
12 - هى الذكرى الكريمة من فخار يحاول هدمها دهر عصيب
لك المجدان: مدخر تليد وآخر بين أيدينا قشيب
نريد المشاركة من جميع الإخوة لحل السؤال
ـ[المحترف]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 04:35 م]ـ
يا أخوان نريد مشاركة من الجميع
أين النحويون
ـ[المحترف]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 04:45 م]ـ
1 - (التي) صفة ولاكن ليست معربة
2 - (هود) بدل مرفوع وعلامة الرفع الضمة
3 - (الطيب) صفة مرفوعة بالضم (الصالح) صفة مرفوعة بالضم
4 - ؟؟؟؟؟؟؟
5 - (عملو) معطوف مرفوع وعلامة رفعه الواو (أجر) معطوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
6 - (بيض) صفة مرفوعة بالضم (حمر) معطوف مرفوع بالضم (سود) صفة؟؟؟؟ ولاكن هل هي مرفوعة؟
7 - ؟؟؟
8 - ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟
؟
نريد المشاركة من الجميع
وشكراً
ـ[المحترف]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 06:35 م]ـ
يا نحويون نريد المشاركة أين أنتم
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 10:10 م]ـ
نشكر لك يا أخي الفاضل
ولكن هنا أسأله تطبيقية على التوابع أتيت بها من كتاب النحو الوضيفي للدكتور عبدالعليم إبراهيم لكي تعم الفائدة للجميع وأريد حل هذه الأسئلة ونتناقش نحن فيها
السؤال هو
عين فيما يلي التوابع المعربة المرفوعة وبين نوع كل منها وعلامة إعرابه:
1 - (قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون)
2 - (كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون)
3 - (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)
4 - (يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم)
5 - (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير)
6 - (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود)
7 - سياج الملك تدبير وعدل لعمرك لا مقامرة وراح
8 - وُضعت الأوراقُ كلُّها في خزانة محكم إقفالها
9 - الأدب أدبان: أدب شريعة , وأدب سياسة
10 - للرسول عليه السلام: الدنيا يومان: يوم فرح، ويوم هم، وكلاهما زائل)
11 - هذه القاعدة نفسها تصدق على القطاع الخاص، كما تصدق على القطاع العالم.
12 - هى الذكرى الكريمة من فخار يحاول هدمها دهر عصيب
لك المجدان: مدخر تليد وآخر بين أيدينا قشيب
علامة الرفع الضمة
النعت - البدل - التوكيد - المعطوف
ـ[نوف]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 09:28 م]ـ
هل يصح قولنا:
منسوبو ومنسوبات وزارة الصحة
أم أن الصحيح:
منسوبو وزارة الصحة ومنسوباتها
ـ[نوف]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 09:29 م]ـ
هل يصح قولنا:
منسوبو ومنسوبات وزارة الصحة
أم أن الصحيح:
منسوبو وزارة الصحة ومنسوباتها
ـ[نوف]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 04:04 م]ـ
هل يصح قولنا:
منسوبو ومنسوبات وزارة الصحة
أم أن الصحيح:
منسوبو وزارة الصحة ومنسوباتها
أجيبوا بارك الله في علمكم
سؤال آخر: ماهو العامل في التابع
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 05:51 م]ـ
الثانية أفصح؛ لأن الفصل بين المضاف والمضاف إليه لا يجوز عند الأكثرين.
العامل في التابع هو العامل في المتبوع.
ـ[نوف]ــــــــ[27 - 01 - 2006, 03:54 م]ـ
بارك الله فيك, وزادك من فضله
ـ[نوف]ــــــــ[27 - 01 - 2006, 04:18 م]ـ
الثانية أفصح؛
عفوا وهل هناك رأي بجواز الأولى!
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[27 - 01 - 2006, 09:11 م]ـ
مذهب الكوفيين جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بغير الظرف والجار والمجرور. ومنهم من خصه بالشعر، وقد حكى الكسائي وأبو عبيدة سماعهم ذلك من العرب نثرا، كما احتجوا بقراءة ابن عامر (أحد السبعة):" وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ اَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ " بنصب أولادهم وجر شركائهم ففصل بين المضاف والمضاف إليه بقوله (أولادهم)
ومذهب البصرين عدم جواز الفصل بغيرهما.
ـ[نوف]ــــــــ[29 - 01 - 2006, 12:25 ص]ـ
هل أفهم من كلامك أن الفصل عند الكوفيين بلا شروط!
أم أن شروطهم هي نفسها المذكورة في أوضح المسالك
وشكرا لك.(/)
دروس فى النحو العربى (التوابع) 2
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:31 ص]ـ
أولا ـ التوكيد
تعريفه:
تابع يذكر لدفع ما قد يتوهمه السامع من التجوز والاحتمال.
نحو: أخاك أخاك يشد عضدك. لالا أهمل عملي. ووصل المدير عينه.
أنواعه: ينقسم التوكيد إلى نوعين:
1ـ التوكيد اللفظي. 2 ـ التوكيد المعنوي.
1 ـ التوكيد اللفظي:
هو توكيد الكلمة بلفظها، إن فعلا ففعل، وإن اسما فاسم، وإن حرفا فحرف، وإن جملة فجملة، وذلك لدفع التوهم.
مثال توكيد الفعل: توكل توكل على الله.
ومنه قول الشاعر:
أتاك أتاك اللاحقون احبسِ احبسِ
ومثال الاسم: محمد محمد لا تهمل واجبك.
113 ـ ومنه قول الشاعر:
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ومثال الحرف: لا لا تتأخر عن الحضور.
ومثال الجملة: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة.
263 ـ ومنه قوله تعالى: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} 1.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ إذا أردنا أن نؤكد حرفا ليس من الحروف الدالة على الجواب، كـ " لا، ونعم،
ـــــــــــ
1 ـ 5، 6 الشرح
وبلى "، يجب في هذه الحالة أن يعاد الحرف وما اتصل به عند التوكيد.
نحو: في الدار في الدار صاحبها. في العلم في العلم فوائده.
إن الطالب إن الطالب مجتهد.
2 ـ يجوز أن يؤكد الضمير المتصل بآخر منفصل سواء أكان مرفوعا، أم منصوبا، أم مجرورا. نحو: قمتَ أنت. وأكرمتني أنا. ومررت به هو.
2 ـ التوكيد المعنوي:
تعريفه:
هو توكيد الاسم بكلمات معروفة بعينها.
وقد حصرها النحويون في " عين، ونفس، وكل، وجميع، وعامة، وكافة، وكلا، وكلتا. شريطة أن يتصل بها ضمير يعود على المؤكَد.
نحو: وصل المسؤول نفسه. وصافحت المدير عينه. وأثنيت على الفائزين كلهم.
أقسام ألفاظ التوكيد المعنوي:
تنقسم ألفاظ التوكيد المعنوي على حسب المؤكد:
1 ـ نفس، وعين: يستخدمان لرفع التوهم عن الذات، أو ما يعرف بتوهم المجاز، أو السهو والنسيان.
نحو: جاء محمد نفسه. وفاز عليّ عينه.
وباستخدام كلمة نفسه نكون قد دفعنا توهما قد يقصد به: جاء خبر محمد، أو رسوله.
وفي هذه الحالة يجب أن تجمع كلمة " نفس، أو عين " على وزن " أفعُل " تم يلحقها ضمير المثنى الغائب.
نحو: فاز المتسابقان أنفسهما. وتغيب الطالبان أعينهما.
كما يجب جمعهما إذا كان المؤكد جمعا.
نحو: كافأ المدير الفائزين أنفسهم. وشاركت الطبيبات أعينهن في علاج الجرحى.
2 ـ كل وجميع، وعامة، وكلا وكلتا تستخدم لرفع التوهم عن الشمول والعموم، أي إذا كان المؤكَد ذا أجزاء يصح وقوع بعضها موقع المؤكد، والذي يشترط فيه أن يكون معرفة.
نحو: سافر المعتمرون كلهم. وحضر المدعون جميعهم. واستقبلنا الزائرين عامتهم.
وتفوق المجتهدان كلاهما. وفازت المتسابقتان كلتاهما.
كلا وكلتا وشروط التوكيد بهما:
يشترط في كلا وكلتا للتوكيد بهما الآتي:
1 ـ أن يكون المؤكد بهما دالا على المثنى.
2 ـ أن يصح حلول الواحد محلهما.
3 ـ أن يكون ما أُسند إليهما متفقا في المعنى.
4 ـ أن يتصل بهما ضمير يعود على المؤكد، كباقي ألفاظ التوكيد.
نحو: يعني الأبوان كلاهما بتهذيب الطفل.
وصافحت الضيفين كليهما.
واطلعت على الروايتين كلتيهما.
إعرابهما:
تعرب كلا وكلتا إذا اتصل بهما الضمير توكيدا معنويا، فيرفعان بالألف، وينصبان بالياء ويجران بالياء لأنهما ملحقان بالمثنى.
أما إذا أضيفتا إلى الاسم الظاهر، فيعربان حسب موقعهما ما الجملة إعراب الاسم المقصور، حيث تقدر عليهما علامات الإعراب الضمة والفتحة والكسرة.
نحو: سافر كلا الضيفين. كلا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
كافأت كلتا الفائزتين. كلتا مفعول به منصوب الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
التقيت بكلا المتفوقين. كلا اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. أما الاسم الذي يلهما يعرب مضافا إليه.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ ذكرنا أن جميع ألفاظ التوكيد المعنوي يجب أن يتصل بها ضمير يعود على المؤكد، ما عدا: أجمع، وأجمعون، وجمعاء، وجُمَع.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ إذا أريد تقوية توكيد قصد الشمول يجوز استخدام لفظة " أجمع " بعد لفظة " كل " مضافة إلى الضمير. نحو: جاء الركب كله أجمع. سافر الحجاج كلهم أجمعون.
وفي هذه الحالة لا تحتاج كلمة أجمع إلى ضمير، فقد سد الضمير المتصل بكلمة " كل " مسد الضمير الذي يجب أن يتصل بها ليعود على المؤكد.
264 ـ ومنه قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} 1.
3 ـ إن لفظة " أجمع " لا تثنى حيث لا يقال أجمعان، كما أن جمعاء لا يقال فيها جمعاوان.
4 ـ إذا أضيفت ألفاظ التوكيد المعنوي إلى الاسم الظاهر، تعرب حسب موقعها من الجملة، وتظهر عليها علامات الإعراب.
نحو: زارني نفس الصديق. تبوأ المجتهد عين المركز الذي يريده.
ينطبق القرار على جميع العاملين.
توكيد الضمير توكيدا معنويا:
1 ـ إذا أردنا توكيد الضمير المتصل الواقع في محل رفع، أو الضمير المستتر توكيدا معنويا، وجب توكيده توكيدا لفظيا قبل توكيده بلفظتي " نفس وعين ".
نحو: تحدثت أنا نفسي. سافروا هم أنفسهم.
حضرت أنا عيني. تأخرتم أنتم أعينكم.
2 ـ وإذا كان الضمير المتصل في محل نصب، أو جر، يجوز توكيده بالضمير قبل توكيده بلفظتي " نفس وعين "، أو عدم توكيده.
نحو: كافأته هو نفسه. أو كافأته نفسه.
ــــــــــــــ
1 ـ 30 الحجر.
نحو: مررت بك أنت عينك. أو مررت بك عينك.
وإذا كان التوكيد ببقية ألفاظ التوكيد الأخرى فلا حاجة للتوكيد بالضمير.
نحو: سافروا جميعهم.
ثانيا ـ البدل
تعريفه:
تابع يدل على نفس المتبوع، أو جزء منه قصد لذاته، وبلا واسطة.
نحو: جاء الشيخ أحمد. وقطعت بالسكين حدها. وأعجبني الطالب خلقه.
من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد، من حيث إنه يقصد لذاته، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف، أو استغني عنه، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا.
أقسامه: ينقسم البدل إلى أربعة أنواع:
1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل ". 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل ".
3 ـ بدل اشتمال. 4 ـ بدل مباين.
أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل ":
هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه، ومساوي له في المعنى.
نحو: جاء المعلمُ محمدٌ.
فمحمد بدل من كلمة المعلم، وتأخذ حكمها في الإعراب، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية.
ومنه قوله تعالى: {مفازا حدائق وأعنابا} 1.
وقوله تعالى: {اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم} 2.
114 ـ ومنه قول الشاعر:
وقد لامني في حب ليلى أقاربي أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 31، 32 النبأ. 2 ـ 6، 7 الفاتحة.
الشاهد قوله: أخي وما عطف عليه، حيث جاء بدلا مطابقا من كلمة " أقاربي ".
ثانيا ـ البدل غير المطابق " بدل بعض من كل ":
وهو أن يكون البدل جزءا من المبدل منه.
نحو: سقط البيت سقفه، وأكلت التفاحة نصفها.
فكلمة سقف ونصف كل منهما جاءت بدلا غير مطابق، " بعض من كل " أي: أن البدل جزء من المبدل منه: البيت في المثال الأول، والتفاحة في المثال الثاني، ولكنه تابع له في إعرابه، فجاءت كلمة " سقف " مرفوعة لأن المبدل منه " البيت " جاء فاعلا مرفوعا، وكلمة " نصف " جاءت منصوبة، لأن المبدل منه " التفاحة " وقع مفعولا به منصوب، وكذا الجر.
266 ـ ومنه قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} 1.
فـ " من استطاع " بدل من " الناس ". ولكون المبدل منه في الآية مجرور جاء البدل مجرورا.
115 ـ ومنه قول الشاعر:
إذا أبو قاسم جادت يداه لنا لم يحمد الأجودان البحر والمطر
الشاهد قوله: البحر، حيث وقعت بدلا بعض من كل، والمبدل منه " الأجودان ".
ثالثا ـ بدل الاشتمال:
هو البدل الدال على معنى من المعاني التي اشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءا منه.
نحو: أطربني البلبل تغريده. وأعجبني الطالب خلقه.
267 ـ ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} 2.
116 ـ وقول الشاعر:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 97 آل عمران. 2 ـ 217 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكلمة " تغريده، وخلقه "كل منهما جاءت بدلا من كلمة البلبل في المثال الأول، والطالب في المثال الثاني، ولكنها لا تطابقها في المعنى، ولا هي جزء منها، ولكن كلمة " تغريد " من المعاني أو الدلائل التي يشتمل عليها البلبل، الذي هو المبدل منه، وكذلك الحال بالنسبة لكلمة " خلقه " التي هي بدل من كلمة الطالب، ولكنها لا تطابقها في المعنى، ولا هي جزء منه، ولكنها من المعاني، أو الصفات التي يشتمل عليها الطالب، لذلك سمي البدل في هذه الحالة بدل اشتمال.
وفي الآية جاءت كلمة " قتال " بدل اشتمال من الشهر، لأن القتال ليس نفس الشهر، ولا جزء منه، ولكن القتال قد يكون من الأمور التي تحدث في الشهر الجرام.
والشاهد في البيت قوله: " مجدنا " حيث جاءت بدل اشتمال مرفوع من الضمير " نا " في " بلغنا "، لأن الضمير في محل رفع فاعل وهو المبدل منه.
فائدة: لا بد للبدل بعض من كل، وبدل الاشتمال من ضمير يعود على المبدل منه، كما لاحظنا في الأمثلة السابقة، ومنه قوله تعالى:
268 ـ {قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود} 1.
والتقدير: النار ذات الوقود فيه. أي: في الأخدود، فكلمة " النار " بدل اشتمال من الأخدود، لأن الأخدود يشتمل على النار، وليست النار هي الأخدود، ولا جزءا منه.
رابعا ـ البدل المباين:
هذا النوع من أنواع البدل لا يعنينا كثيرا، ولكن سنذكر عنه القليل ليفيد منه الدارس.
ينقسم هذا النوع من البدل إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ بدل الإضراب: وهو أن تخبر عن المبدل منه بشيء، ثم يعن لك أن تخبر عنه بشيء آخر. كأن تقول: تصدقت بدرهم بدينار.
ـــــــــ
1 ـ 4 الروم.
فأنت تريد أن تخبرنا، بأنك قد تصدقت بدرهم، ثم بدا لك أن تخبرنا، بأنك قد تصدقت بدينار.
2 ـ بدل الغلط: وهو أنك لا تريد أن تخبرنا بأنك تصدقت بدرهم، وتريد أن تتصدق بدينار، ولكن غلَطَ لسانك، وأخبرت عن تصديقك بدرهم.
3 ـ بدل النسيان: وهو أنك لا تريد الإخبار عن التصديق بالدرهم، فلما نطقت بذلك تبين لك هذا القصد، ومن هنا سمي بدل النسيان، وأمثلته كأمثلة سابقيه.
ومنه: أكلت خبزا لحما، وزارني محمد أحمد.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ يجوز أن يكون البدل والمبدل منه نكرتين.
نحو قوله تعالى: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} 1.
فالبدل " حدائق " وهي نكرة، والمبدل منه " مفازا " وهو نكرة أيضا.
2 ـ ويجوز أن يكون معرفتين.
نحو قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} 2.
فالبدل " من " وهي اسم موصول معرفة، والمبدل منه " الناس " معرفة أيضا.
3 ـ كما يجوز أن يكونا مختلفين، كأن يكون المبدل منه معرفة، والبدل نكرة.
نحو قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} 3.
فالبدل " قتال " وهي نكرة، والمبدل منه " الشهر " وقد جاء معرفة، وهذا جائز.
4 ـ يجوز البدل من الضمير الحاضر، إذا كان بدلا مطابقا، يفيد الإحاطة والشمول، أو بدل بعض من كل، أو بدل اشتمال.
269 ـ نحو قوله تعالى: {تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا} 4.
فـ " أولنا " بدل من الضمير المجرور " نا " في قوله: " لنا ". ومنه المثال السابق
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 31، 32 النبأ. 2 ـ 97 آل عمران.
3 ـ 217 البقرة. 4 ـ 114 المائدة.
وهو قول الشاعر: بلغنا السماء مجدنا.
117 ـ ومثال بعض من كل قول الشاعر:
أوعدني بالسجن والأداهِمِ رِجْلِي فَرِجلي شَتْنَة المناسم
فكلمة " رجلي " بدل بعض من كل من الضمير " الياء " في " أوعدني ".
كما يجوز إبدال الظاهر من الضمير الغائب.
270 ـ نحو قوله تعالى: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} 1.
حيث أبدل " الذين " من " الواو " في " أسروا ".
5 ـ إذا أبدل من اسم الاستفهام، وجب دخول همزة الاستفهام على البدل.
نحو: من ذا؟ أمحمد أم أحمد؟، ونحو: متى تأتينا؟ أغدا أم بعد غدٍ؟
6 ـ يجوز إبدال الجملة من المفرد وبالعكس.
مثال الأول: لا أستطيع أن أحكم على خالد ما منزلته بين الكتاب.
فجملة: ما منزلته بين الكتاب في محل جر بدل من " خالد ".
ومثال الثاني: لا إله إلا الله كلمة الإخلاص ينجو قائلها من الزلل.
وإعراب الجملة السابقة كالتالي: جملة لا إله إلا الله محكية في محل رفع مبتدأ.
وكلمة: بدل مرفوع من الجملة السابقة. الإخلاص: مضاف إليه مجرور.
وجملة: ينجو قائلها في محل رفع خبر.
7 ـ يجوز إبدال الفعل من الفعل. نحو: من يصل إلينا يستعن بنا.
فيستعن بنا بدل من يصل إلينا.
271 ـ ومنه قوله تعالى: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب} 1.
فالفعل يضاعف بدل من يلق، وله إعرابه.
118 ـ ومنه قول الشاعر:
إنَّ عَلَيَّ الله أن تُبايعا تؤخذَ كرها أو تجيءّ طائعا
ـــــــــــــ
1 ـ 3 الأنبياء. 1 ـ 68 الفرقان.
فالفعل تؤخذ بدل من تبايعا، وله إعرابه لذلك نصب، لأن تبايعا منصوب بأن المصدرية.
119 ـ ومنه قول الآخر:
متى تأتنا تلمم بنا في دارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
فالجملة الفعلية " تلمم بنا، بدل من الجملة الفعلية تأتنا.
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــــيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 04:30 ص]ـ
النحو فرع المعنى
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل
ـ[لخالد]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 10:50 م]ـ
بارك الله فيك
مختصر ومفيد حقيقة.
إن أمكن المرجو من المشرف تعديل الخطأ في الآية القرآنية
"اهدنا الصراط" بالصاد بدل السين.
قسم البدل المطابق
ـ[أبو سنان]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 02:49 ص]ـ
بارك الله فيك أخي زيد الخيل
على هذا الشرح الماتع
ولا عدمناك وإلى الأمام
وجزاك الله ألف خير
من لا يشكر الناس لا يشكر الله
ـ[محمد فيصل محمد]ــــــــ[19 - 12 - 2005, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى باذلين الجهود مشكورين وجزيل الشكر لكم وأدعو من الباري - عز وجل- أن يوفقكم.
بارك الله فيكم
محمد فيصل محمد من العراق
طالب في كلية الآداب قسم الترجمة جامعة البصرة
إيميل: war_information***********
ـ[نوف]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 09:09 م]ـ
هل لي أن أسأل:
في قولنا: رأيت الشيء نفسه.
هل نستطيع قول: رأيت نفس الشيء؟!
إذ إني أقرؤها في كتب نحوية قديمة على هذا النحو , فهل يجوز تقديم لفظ التوكيد على المؤكد؟
ـ[زينب هداية]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 12:01 ص]ـ
دروس مفيدة، شكر الله لكم(/)
دروس فى النحو العربى (المجرورات)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:32 ص]ـ
المجرورات
أولا ـ المجرور بحرف الجر:
تعريف حرف الجر:
يعرف أكثر النحاة المتقدمين حرف الجر بأنه: ما دل على معنى في غيره، أي بارتباطه مع غيره من الكلام. والواقع أن الحروف عموما، ومنها حرف الجر تدل على معان سواء ارتبطت بغيها، أم لم ترتبط، وقد أوضحنا ذلك مفصلا في باب الأحرف. والدليل على أن كثيرا من أحرف الجر يفاد منها المعنى المطلوب سواء أكانت ابتداء، أم تبعيضا، مثل " من "، أو غاية مثل " إلى، وحتى "، وهناك أيضا بعض التراكيب في اللغة العربية دليل على أن حرف الجر يفيد معنى في ذاته، ومنه قولهم: " رغبت في "، فحرف الجر " في " هو الذي حدد المعنى المراد في التركيب السابق، وهو الرغبة في الشيء، وقولهم: " رغبت عن " نجد أن حرف الجر عن هو الذي حدد عدم الرغبة في الشيء.
علة تسمية الجار والمجرور بشبه الجملة، وضرورة تعلقه بغيره: ـ
إن الجار والمجرور، وكذلك الظرف ـ سبق الحديث ـ يسمى في اللغة العربية، وفي غيرها من اللغات الأخرى بشبه الجملة، وأن هذه التسمية تعود لأسباب أهمها: أن الجار والمجرور لا يؤديان في الكلام إلى معنى مستقل، ولكن هذا المعنى الذي يؤديانه يكون فرعيا، لذلك تكون الجملة ناقصة، ولنقصانها أطلق عليها شبه جملة، أي: جملة غير مكتملة لأداء المعنى، كما أن الجار والمجرور ينوبان في الأغلب الأعم عن الجملة وينتقل إليهما ضمير متعلقهما.
فعندما نقول: محمد في المدرسة.
يستفاد من ذلك: أن محمدا استقر في المدرسة، فيكون الجار والمجرور قد ناب عن الخبر المحذوف، وهو الفعل " استقر " وفاعله. وكذلك الحال بالنسبة للضمير المستتر في الفعل قد انتقل مضمرا أيضا إلى الجار والمجرور.
ومعنى أن الجار والمجرور لا بد أن يكون متعلقا، لأنه ــ كما ذكرنا ــ لا يؤدي معنى كاملا في الجملة، ولكن المعنى الذي يؤديه يكون فرعيا متمما للمعنى الذي يؤديه الفعل، أو شبهه، وهذا يعني أن الجار والمجرور يرتبط بمعنى الفعل، أي يتعلق به. نحو: ذهب الطالب إلى المدرسة.
فالجار والمجرور تعلقا بالفعل " ذهب "، أي أن شبه الجملة قد ارتبط بالحدث الذي دل عليه الفعل. لأن قولنا: ذهب الطالب. معنى أدته الجملة تأدية كاملة، للدلالة على الحدث والزمن في آن واحد، ولكن زيادة شبه الجملة " إلى المدرسة " معناه زيادة معنى فرعي إلى معنى الجملة السابقة، وهذا المعنى الفرعي الذي حدد المكان الذي ذهب إليه الطالب لا بد أن يرتبط مع ما سبقه في الحدث الذي يدل عليه الفعل وكذلك المكان، أو الحيز الذي أفده الاسم المجرور. ومن هنا نقول " إلى المدرسة " جار ومجرور متعلقان بالفعل " ذهب "، أو شبه الجملة متعلق بالفعل " ذهب ".
وكذلك الحال إذا قلنا: الفلاح في الحقل. فالجار والمجرور، أي شبه الجملة قد تعلق بمحذوف خبر للمبتدأ الذي هو " الفلاح "، والجار والمجرور ليس في الأصل بالخبر، لأنه لا بد من تعلقهما بما يدل على الحدث الذي أفاده المبتدأ. كما أوضحنا في الفعل.
وتقدير الخبر الذي تعلق به الجار والمجرور هو: كائن، أو مستقر، أو الفلاح كان، أو استقر في الحقل.
ومما سبق يتضح أن شبه الجملة يتعلق بالفعل، كما أنه يتعلق بما يشبه الفعل، أي من كل كلمة تدل على حدث، ومما تتعلق به شبه الجملة غير الفعل الآتي: ـ
1 ـ اسم الفعل. نحو: أف للغادر. للغادر جار ومجرور متعلقان باسم الفعل " أف ".
2 ـ اسم الفاعل. نحو: أنا مسافر على متن الطائرة.
" على متن " جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل " مسافر ".
3 ـ المصدر. نحو: أفضل القراءة في الصباح.
" في الصباح " جار ومجرور " شبه جملة " متعلقان بالمصدر " قراءة ".
4 ـ الصفة المشبهة. نحو: محمد شجاع في قول الحق.
" في قول " جار ومجرور متعلقان بالصفة المشبهة " شجاع ".
5 ـ بصيغة المبالغة. نحو: أنت حمال للضر.
1 ـ ومنه قوله تعالى: {فعال لما يريد} 1.
" لما " جار ومجرور متعلقان بصيغة المبالغة " فعال ".
6 ـ ويتعلق بالاسم الجامد المؤول بالمشتق.
نحو: أنت كالأسد في الشجاعة.
ومنه قول الشاعر:
أنت كالكلب في الوفاء وكالتيس في مقارعة الخصوم
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاهد قوله: في الوفاء، وفي مقارعة. فكل من الجار والمجرور قد تعلق بالاسم الجامد المؤول بالمشتق وهو: الكلب في صدر البيت لأنه بمعنى " أمين "، والتيس في عجز البيت لأنه بمعنى " مقدام أو شجاع.
ــــــــــ
1 ـ 16 البروج.
أقسام الجار والمجرور:
تنقسم أحرف الجر من حيث العمل في الظاهر والمضمر إلى قسمين: ـ
أولا ـ ما يعمل في الظاهر، والمضمر على حد سواء وهو: من، إلى، عن، على، في، اللام، الباء، خلا، عدا، وحاشا.
مثال الاسم الظاهر: خرجت من المسجد.
2 ـ ومنه قوله تعالى: {وأعرض عن المشركين} 1.
ومثال الضمير: أخذت منه القلم.
3 ـ ومنه قوله تعالى: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب} 2.
وقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منا} 3.
ثانيا ـ ما يختص بالاسم الظاهر: ربَّ، مذ، منذ، حتى، الكاف، واو القسم، تاء القسم، كي. نحو: رب ضارة نافعة. سأنتظرك مذ اللحظة.
أقسام حروف الجر من حيث الأصالة، والزيادة: ـ
تنقسم أحرف الجر إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي: ـ
1 ـ حروف جر أصلية:
هي التي تضيف المعنى الفرعي إلى ركني الجملة كما أوضحنا سابقا، ولا بد من تعلقه. نحو: جلس محمد في البيت.
في البيت جار ومجرور متعلقان بالفعل " جلس ".
2 ـ حروف جر زائدة:
هي التي لا تضيف معنى فرعيا إلى ركني الجملة، ولكنها تساعد على ربط
ـــــــــــــــ
1 ـ 106 الأنعام. 2 ـ 114 الأنعام.
3 ـ 39 النور.
الجملة وتقويتها، ولا تتعلق البتة. نحو: ما التقيت بأحد.
بأحد: الباء حرف جر زائد، وأحد مفعول به، مجرور لفظا منصوب محلا. أو منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الحر الزائد.
4 ـ ومنه قوله تعالى: {لست عليهم بمسيطر} 1.
5 ـ وقوله تعالى: {وكفى بالله شهيدا} 2.
وحروف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة هي: من، الباء، الكاف، واللام.
3 ـ حروف جر شبيه بالزائد: وهي الحروف التي تضيف للجملة معنى جديدا، ولكنها لا تتعلق بها. ولا يوجد حروف جر شبيهة بالزائدة إلا " ربَّ ".
نحو: رب قول أحسن من عمل.
رب: حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
قول: مبتدأ مرفوع الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
أحسن: خبر مرفوع بالضمة. من عمل: جار ومجرور متعلقان بـ: أحسن ".
معاني حروف الجر: ـ
حروف الجر واحد وعشرون حرفا، منها ما يدخل في باب الحرف، ومنها ما يدخل في باب الفعل، ومنها ما هو شاذ في عمله، وبعضها لا يجر إلا بشروط، وقد أشرنا لكل منها في باب الحرف، ويهمنا في هذا المقام أن نتحدث عن حروف الجر التي تعمل بلا قيد ولا شرط، وبدون تكلف، وهذا منهجنا في هذه الموسوعة، وعيه تكون حروف الجر العاملة في اللغة العربية، والتي في متناول الدارس أربعة عشر حرفا ممثلة في الآتي:
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 الغاشية. 2 ـ 79 النساء.
من، عن، على، في، إلى، مذ، منذ، رب، الكاف، اللام، التاء، الباء، الواو، وحتى. وإليك معانيها مفصلة.
أولا ـ من: تأتي لكثير من المعاني:
1 ـ لابتداء الغاية في الأمكنة، والأزمنة.
ابتداء الغاية في الأمكنة. نحو: خرج المصلون من المسجد.
6 ـ ومنه قوله تعالى: {من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} 1.
وقوله تعالى: {فأنزلنا من السماء ماء} 2.
وابتداء الغاية في الأزمنة وهو قليل. نحو: انتظرتك من الصباح حتى الظهيرة.
ومنه قوله تعالى: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم} 3.
فـ " من " في المجموعة الأولى جر جرَّ أسماء مكانية وهي كلمة: المسجد، في المثال، وفي الآية، وذلك يعني ابتداء الغاية في تلك الأمكنة.
وفي المجموعة الثانية قد جرت أسماء زمانية وهي كلمة: الصباح، وكلمة أول، في كل من المثال، والآية، ومعنى " في " في هذه المجموعة يدل على ابتداء الغاية في تلك الأزمنة.
2 ـ تأتي للتبعيض، وهو اقتطاع جزء من كل. نحو: أكلت من الطعام، وأنفقت من المال.
7 ـ ومنه قوله تعالى: {حتى تنفقوا مما تحبون} 4.
وقوله تعالى: {وبما أنفقوا من أموالهم} 5.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدليل على اعتبار " من " تبعيضية فقد قرئت الآية {حتى تنفقوا مما تحبون} في بعض القراءات {حتى تنفقوا بعض ما تحبون}، لأن من علامات ذلك أن تخلف
ـــــــــــــــ
1 ـ 1 الإسراء. 2 ـ 22 الحجر.
3 ـ 108 التوبة. 4 ـ 92 آل عمران.
" من " كلمة " بعض ".
ومنه قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله} 5.
3 ـ لبيان الجنس: نحو: له عمامة من حرير. واشتريت ثوبا من قطن.
8 ـ ومنه قوله تعالى: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} 1.
وغالبا ما تأتي " من " التي تفيد التبعيض بعد " ما، ومهما " لفرط إبهامهما، وعلامة ذلك يصح أن يخلفها اسم الموصول.
9 ـ نحو قوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة} 2.
وقوله تعالى: {مهما تأتنا به من آية} 3.
وقوله تعالى: {من أساور من ذهب} 4.
4 ـ تأتي " من " للتعليل. نحو: جزع من الخوف، وأرهق من العمل.
10 ـ ومنه قوله تعالى: {مما خطيئاتهم أغرقوا} 5.
وقوله تعالى: {كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} 6.
وقوله تعالى: ر وأخواتكم من الرضاعة} 7.
5 ـ تأتي بمعنى البدل. نحو: قبلت بالغث من السمين.
11 ـ ومنه قوله تعالى: {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} 8.
والمعنى أن الله يخاطب المؤمنين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، ويعاتبهم، ويوبخهم على هذا التخلف، فهم قد رضوا بنعيم الدنيا ومتاعها الفاني بدل نعيم الآخرة، وثوابها الباقي (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 33 النساء. 2 ـ 30 الحج. 3 ـ 2 فاطر.
4 ـ 132 الأعراف. 5 ـ 31 الكهف. 6 ـ 25 نوح.
7 ـ 50، 51 المدثر. 8 ـ 22 النساء. 9 ـ 38 التوبة.
10 ـ تفسير ابن كثير ج2 ص 35. وصفوة التفاسير لمحمد الصابوني ج1 ص535.
6 ـ للتأكيد. وهي من الزائدة، بشرط أن يكون مجرورها:
أ ـ نكرة. ب ـ أن يسبقها نفي، أو نهي، أو استفهام بـ " هل ".
ويكون مجرورها النكرة فاعلا. نحو: لا يبخل من معلم بعلمه. هل تأخر من أحد؟
12 ـ ومنه قوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر} 1.
أو مفعولا به. نحو: لم أر من زائر. هل أهملت من واجب.
13 ـ ومنه قوله تعالى: {هل تحسبن منهم من أحد} 2.
وقوله تعالى: {هل ترى من فطور} 3.
وقوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون} 4.
أو يكون مبتدأ. نحو: ليس للمهمل من منزلة. وما للسارق من أمان.
14 ـ ومنه قوله تعالى: {هل من خالق غير الله} 5.
وقوله تعالى: {وما له في الآخرة من خلاق} 6.
أو مفعولا مطلقا. نحو: ما أحسن إنسان من إحسان إلا أثابه الله.
7 ـ تأتي " من " بمعنى " في " نحو: سأرحل من أول الشهر.
والمعنى: في أول الشهر.
15 ـ ومنه قوله تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} 7.
وقوله تعالى: {ماذا خلقوا من الأرض} 8.
8 ـ وتأتي بمعنى " إلى ". نحو: اقترب منك. أي إليك.
9 ـ تأتي بمعنى " الباء ". نحو: أمسكته من يده. أي: بيده.
16 ـ ومنه قوله تعالى: {ينظرون من طرف خفي} 9.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 2 الأنبياء. 2 ـ 98 مريم. 3 ـ 3 الملك.
4 ـ 208 النمل.5 ـ 3 فاطر. 6 ـ 200 البقرة.
7 ـ 9 الجمعة. 8 ـ 40 فاطر. 9 ـ 45 الشورى.
10 ـ وبمعنى " عن ". نحو: لا تبتعد من هذا المكان. أي: عن هذا المكان.
17 ـ ومنه قوله تعالى: {يا ويلتنا قد كنا في غفلة من هذا} 1.
11 ـ وبمعنى " على ". نحو: لعل الله ينصفنا من الظلم. والتقدير: على الظلم.
18 ـ ومنه قوله تعالى: {ونصرناه من القوم الذين كذبوا} 2.
ثانيا ـ " عن "، تأتي لعدة معان:
1 ـ تكون للمجاورة. نحو: رحلت عن المدينة. ورغبت عن ودك. ورميت عن القوس.
2 ـ بمعنى البدل. نحو: قم عنب بهذا الأمر.
19 ـ ومنه قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا} 3.
3 ـ بمعنى " بَعْدَ ". نحو: سحابة صيف عن قريب تقشع. أي: بعد قريب.
20 ـ ومنه قوله تعالى: {طبقا عن طبق} 4.
وقوله تعالى: {عما قليل ليصبحن نادمين} 5.
4 ـ وتأتي للتعليل 21 ـ نحو قوله تعالى: {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك} 6.
وقوله تعالى: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه} 7.
5 ـ بمعنى " على ". إذا رضيتم عني فلم أترككم.
(يُتْبَعُ)
(/)
22 ـ ومنه قوله تعالى: {فإنما يبخل عن نفسه} 8.
وقوله تعالى: {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله} 9.
6 ـ وبمعنى " من ":23 ـ كقوله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} 10.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 97 الأنبياء. 2 ـ 77 الأنبياء. 3 ـ 23 البقرة.
4 ـ 19 الانشقاق. 5 ـ 40 المؤمنون. 6 ـ 53 هود.
7 ـ 115 التوبة. 8 ـ 38 محمد. 9 ـ 8 الطلاق.
10 ـ 105 التوبة.
وقوله تعالى: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا} 1.
ثالثا ـ " على "، تأتي لمعان أهمها:
1 ـ تأتي للاستعلاء الحسي. نحو: ركبت على الفرس، ووضعت الكتاب على المنضدة. 24 ـ ومنه قوله تعالى: {على الأرائك ينظرون} 2.
وقوله تعالى: {وعلى الفلك تحملون} 3.
وللاستعلاء المعنوي. نحو: كنا على علم بقدومك.
25 ـ ومنه قوله تعالى: {فضلنا بعضهم على بعض} 4.
وقوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله} 5.
2 ـ تأتي بمعنى المصاحبة.
26 ـ نحو قوله تعالى: {وآتي المال على حبه} 6.
وقوله تعالى: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم} 7.
3 ـ تأتي بمعنى الظرفية، أي بمعنى (في). نحو قولهم: أخذه على حين غرة.
27 ـ ومنه قوله تعالى: {أفتمارونه على ما يرى} 8.
4 ـ تأتي للتعليل.
28 ـ نحو قوله تعالى: {ولتكبروا الله على ما هداكم} 9.
5 ـ تأتي بمعنى الاستدراك. نحو: لم يحالفني الحظ على أنني لم أيأس.
واذهب إلى الحفل على أن تعود مبكرا.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 16 الأحقاف. 2 ـ 23 المطففين.
3 ـ 22 المؤمنون. 4 ـ 253 البقرة. 5 ـ 26 الفتح.
6 ـ 177 البقرة. 7 ـ 6 الرعد.
8 ـ 12 النجم. 9 ـ 185 البقرة.
ومنه قول الشاعر:
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا على أن قرب الدار خير من البعد
الشاهد قوله: " على أن " حيث استدرك بها حديثه في الشطر الأول من البيت.
6 ـ تتضمن على معنى (عن). نحو: رضيت عنك.
2 ـ ومنه قول الشاعر:
إذا غضبت عليَّ بنو نمير حسبت الناس كلهم غضابا
7 ـ تتضمن معنى (عن).
29 ـ نحو قوله تعالى: {إذا اكتالوا على الناس يستوفون} 1.
8 ـ وتتضمن معنى (الباء). نحو: رميت على القوس.
والتقدير: مستعينا بها. ومنه قولهم: حريٌّ على أن تقول الصدق.
رابعا ـ " في ":
1 ـ تأتي للظرف الحقيقي. نحو: في الإبريق ماء.
والطالب في المدرسة.
30 ـ ومنه قوله تعالى: {يوم ينفخ في الصور} 2.
وقوله تعالى: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} 3.
كما تأتي للظرف المجازي. نحو: نظرت في الأمر.
31 ـ ومنه قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة} 4.
وقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} 5.
2 ـ تأتي للتعليل. نحو: مات في مزاح. وقتل كليب في ناقة.
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " دخلت امرأة النار في هرة حبستها ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ 2 المطففين.2 ـ 103 طه. 3 ـ 94 الكهف.
4 ـ 179 البقرة. 5 ـ 21 الأحزاب.
32 ـ ومنه قوله تعالى: {لمسكم فيما أخذتم} 1.
3 ـ تأتي للمصاحبة. نحو: خرج الأمير في موكبه.
33 ـ ومنه قوله تعالى: {قال ادخلوا في أمم} 2.
4 ـ تأتي للمقايسة. نحو: ما ذنبنا في عفوك إلا هفوة.
34 ـ ومنه قوله تعالى: {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} 3.
5 ـ تتضمن معنى (على)، وتسمى " في " الاستعلائية.
35 ـ نحو قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} 4.
6 ـ تتضمن معنى " إلى ".
36 ـ نحو قوله تعالى: {فردوا أيديهم في أفواههم} 5.
7 ـ تتضمن معنى " الباء ". نحو: هو بصير في المسألة.
أنت خبير في شؤون الدولة.
3 ـ ومنه قول الشاعر:
بصيرون في طعن الأباهر والكلى
والتقدير: بطعن الأباهر والكلى.
8 ـ وتتضمن معنى " من ".
4 ـ كقول الشاعر:
وهل يَعِمنْ من كان أحدث عهده تلاقين شهرا في ثلاثة أحوال
خامسا ـ " إلى ":
1 ـ تأتي لانتهاء الغاية المكانية، والزمانية. نحو: ذهبت إلى المدرسة.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 68 الأنفال. 2 ـ 38 الأعراف.
3 ـ 38 التوبة. 4 ـ 71 طه. 5 ـ 9 إبراهيم.
وصمت إلى العشاء.
37 ـ ومنه قوله تعالى {من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال انتهاء الغاية الزمانية:
38 ـ قوله تعالى {وأتموا الصيام إلى الليل} 2.
2 ـ تأتي للمصاحبة. نحو: جلست إلى الضيف.
39 ـ ومنه قوله تعالى: {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} 3.
3 ـ تأتي بمعنى " عند ". وهي المبينة لفاعلية مجرورها، لذلك يسميها النحاة
البينة، لأنها تبين أن مصحوبها فاعل لما قبلها، وذلك بعدما يفيد حبا، أو بغضا من أفعل تعجب، أو تفضيل. نحو: ما أبغض الخائن إلىَّ، والمطالعة أحب إلىَّ من اللعب.
40 ـ ومنه قوله تعالى: {ربِّ السجن أحب إلىَّ} 4.
4 ـ وتضمن " إلى " معنى " في " نحو قوله تعالى: {ليجعلكم إلى يوم القيامة} 5.
وتضمن معنى " اللام " نحو: تركت الأمر إليك. أي: لك.
ويقال إن " إلى " في هذا المقام تكون لانتهاء الغاية. أي: الأمر منته إليك.
سادسا ـ حتى: تأتي لانتهاء الغاية. نحو: سرت حتى الكعبة.
ويلاحظ من ذلك أن ما بعد حتى لم يدخل في حكم ما قبلها إلا إذا دلت عليه القرينة.
نحو: بذلت مالي حتى آخر درهم في سبيل العلم.
41 ـ ومنه قوله تعالى: {سلام هي حتى مطلع الفجر} 6.
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الإسراء. 2 ـ 187 البقرة.
3 ـ 2 النساء.4 ـ 33 يوسف.
5 ـ 87 النساء.6 ـ 5 الفجر.
سابعا ـ الكاف:
1 ـ تأتي للتشبيه، وهذا هو الأصل في معانيها.
نحو: أنت شامخ كالطود. ومحمد كالأسد.
42 ـ ومنه قوله تعالى: {وردة كالدهان} 1.
2 ـ تأتي للتعليل.
43 ـ نحو قوله تعالى: {واذكروه كما هداكم} 2. أي: لهدايته إياكم.
3 ـ تأتي للتوكيد، وهي الكاف الزائدة في الإعراب.
44 ـ نحو قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} 3. والتقدير: ليس شيء مثله.
وتستعمل الكاف في التمثيل بما لا مثيل له. كأن تقول: " إن من الحروف ما لا يقبل الحركة كالألف ". ويقال لها كاف الاستقصاء.
4 ـ وتضمن الكاف معنى " على " وهي ما تعرف بكاف الاستعلاء. كأن تأتي الكاف في الإجابة على سؤال كالتالي: كيف أصبحت؟ فتقول: كخير. أي: على خير.
ومنه قولهم: كن كما أنت. أي: ثابتا على ما أنت عليه.
ثامنا ـ اللام: للام معان كثيرة منها ما يمكن الاستفادة منه في الحياة العملية، وما يرجوه طالب العلم، ومنها ما هو نادر الاستعمال. وهنا سنذكر الاستعمالات التي
يمكن الاستفادة منها، وهي كالتالي:
1 ـ تأتي للملك: نحو: المنزل لأخي. والكتاب للطالب.
45 ـ ومنه قوله تعالى: {لله ما في السموات والأرض} 4.
كما تأتي لشبه الملك، وتعرف بلام الاختصاص. نحو: الفوز للمجتهدين.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 37 الرحمن. 2 ـ 198 البقرة.
3 ـ 11 الشورى. 4 ـ 26 لقمان.
واللجام للفرس. 46 ـ ومنه قوله تعالى: {الحمد لله} 1.
وقوله تعالى: {ويل للمطففين} 2.
كما تعرف بلام الاستحقاق. نحو: الويل للناكثين. والنار للكافرين.
2 ـ تأتي للتعليل: نحو: هربت للخوف. وحضرت لزيارتك.
47 ـ ومنه قوله تعالى: {لتحكم بين الناس} 3.
ومنه قول الشاعر:
وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
3 ـ تأتي للصيرورة، وتسمى لام العاقبة، أو لام المآل.
48 ـ نحو قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا} 4.
4 ـ تأتي للتوكيد، وهي اللام الزائدة.
5 ـ كقول الشاعر:
" ملكا أجار لمسلم ومعاهد "
5 ـ تأتي لتقوية العامل إذا ضعف. ويكون ضعف العامل للأسباب التالية:
أ ـ إما لكونه فرعا في العمل.
49 ـ نحو قوله تعالى: {مصدقا لما معهم} 5.
وقوله تعالى: ر فعال لما يريد} 6. وتكون اللام في هذه الحالة للتقوية.
ب ـ أو لتأخره عن المعمول.
50 ـ نحو قوله تعالى: {إن كنتم للرؤيا تعبرون} 7.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 2 الفاتحة. 2 ـ 1 المطففين.
3 ـ 105 النساء. 4 ـ 8 القصص.
5 ـ 91 البقرة.
6 ـ 16 البروج. 7 ـ 43 يوسف.
وقوله تعالى: {للذين هم لربه يرهبون} 1.
6 ـ وتأتي للتعجب. نحو: لله دره رجلا، ويا للفرح.
وتستعمل اللام في هذه الحالة مفتوحة بعد الياء.
7 ـ تأتي للتبليغ. نحو: قلت للرجل.
8 ـ تأتي للتعدية. وهي الواقعة بعد فعل تعجب، أو تفضيل لتبين أن ما بعدها مفعول لما قبلها.
نحو: ما أجمع الرجل للمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 ـ تأتي لانتهاء الغاية، وهو قليل.
51 ـ نحو قوله تعالى: {كل شيء يجري لأجل مسمى} 2.
10 ـ تأتي للوقت، وتسمى لام الوقت، أو لام التاريخ. نحو: كتب الخطاب لغرة ربيع الأول.
أي: عند غرته.
11 ـ وتضمن معاني الحروف التالية:
أ ـ تضمن معنى " على ".
52 ـ نحو قوله تعالى: {يخرون للأذقان سجدا} 3.
أي: على الأذقان.
ب ـ تضمن نعنى " في ". نحو قولهم: مضى لسبيله.
53 ـ ومنه قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط يوم القيامة} 4.
وقوله تعالى: {لا يجلبها لوقتها إلا هو} 5.
وقوله تعالى: {إني جاعلك للناس إماما} 6.
ج ـ تضمن معنى " عن ".
54 ـ نحو قوله تعالى: {قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا} 7.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 154 الأعراف. 2 ـ 2 الرعد.
3 ـ 107 الإسراء. 4 ـ 47 الأنبياء.
5 ـ 187 الأعراف. 6 ـ 124 البقرة.
7 ـ 38 الأعراف.
تاسعا ـ " الباء "، تشتمل الباء كحرف من حروف المعاني، على معان كثيرة، تتحدد من خلال استعمالها لربط الكلام، وتكوين جملة مفيدة. ومن معانيها الآتي:
1 ـ تأتي للإلصاق الحقيقي والمجازي.
مثال الإلصاق الحقيقي: أمسكت بيده.
55 ـ ومنه قوله تعالى: {حتى يأتنا بقربان} 1.
وقوله تعالى: {أيكم يأتني بعرشها} 2.
ومثال الإلصاق المجازي: مررت به.
56 ـ ومنه قوله تعالى: {حتى يأتي الله بأمره} 3.
وقوله تعالى: {فليأتكم برزق منه} 4.
تأتي بمعنى الاستعانة. أي استعنت بالشيء، نحو: كتبت بالقلم.
57 ـ ومنه قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر} 5.
وقوله تعالى: ر قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا} 6.
3 ـ تأتي بمعنى التعدية. نحو: ذهبت بمحمد.
ومنه قوله تعالى: {ذهب الله بنورهم} 7.
وقوله تعالى: {لو شاء الله لذهب بسمعهم} 8.
4 ـ تأتي للتعليل. نحو: قتل بذنبه. ومات بظلمه.
59 ـ ومنه قوله تعالى: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} 9.
وقوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم} 10.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 183 آل عمران. 2 ـ 38 النمل.
3 ـ 109 البقرة.4 ـ 19 مريم.
5 ـ 153 البقرة. 6 ـ 127 الأعراف.
7 ـ 17 البقرة. 8 ـ 20 البقرة.
9 ـ 160 النساء. 10 ـ 13 المائدة.
5 ـ تأتي للسببية. 60 ـ نحو قوله تعالى: {أخذته العزة بالإثم} 1.
وقوله تعالى: {فأخذناهم بما كانوا يكسبون} 2.
6 ـ تضمن معنى " من "، وتسمى باء التبعيض.
61 ـ نحو قوله تعالى: {عينا يشرب بها عباد الله} 3.
7 ـ تضمن معنى " على "، وتسمى باء الاستعلاء.
62 ـ نحو قوله تعالى: {إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك} 4.
وقوله تعالى: {من إن تأمنه بقنطار} 5.
8 ـ تضمن معنى " في "، وتسمى باء الظرفية.
63 ـ نحو قوله تعالى: {الذين تمنوا مكانه بالأمس} 6.
وقوله تعالى: {للذي ببكة} 7. وقوله تعالى: {فأصبحتم بنعمته إخوانا} 8.
وقوله تعالى: {وما كنت بجانب الغربي} 9.
وقوله تعالى: {نجيناهم بسحر} 10.
9 ـ وتضمن معنى " عن ".
64 ـ نحو قوله تعالى: {فاسأل به خبيرا} 11.
10 ـ تأتي للبدلية. نحو: ما يسرني أني اقتنيت المال بالعلم.
65 ـ ومنه قوله تعالى: {اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة} 12.
وقوله تعالى: {يشترون الحياة الدنيا بالآخرة} 13.
وقوله تعالى: {أن النفس بالنفس} 14.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 206 البقرة. 2 ـ 96 الأعراف.
3 ـ 16 الإنسان. 4، 5 ـ 75 آل عمران.
6ـ 82 القصص. 7 ـ 96 آل عمران.
8 ـ 103 آل عمران. 9 ـ 44 القصص.
10 ـ 43 القمر. 11 ـ 59 الفرقان.
12 ـ 26 البقرة.13 ـ 73 النساء.
14 ـ 45 المائدة.
11 ـ تأتي للتأكيد، وهي الباء الزائدة. نحو قوله تعالى: {كفى بالله شهيدا} 1.
وقوله تعالى: {وكفى بالله وكيلا} 2.
66 ـ وقوله تعالى: {وما نحن بمؤمنين} 3.
وقوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم} 4.
وقوله تعالى: وما أنتم بمعجزين في الأرض} 5.
وقوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 6.
12 ـ تأتي الباء بمعنى " مع "، وتعرف بباء المصاحبة. نحو: بعتك الدار بأثاثها.
(يُتْبَعُ)
(/)
67 ـ ومنه قوله تعالى: {وقد دخلوا بالكفر} 7. أي: مع الكفر.
وقوله تعالى: {واختلط به نبات الأرض} 8.
وقوله تعالى: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} 9.
وقوله تعالى: {ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء} 10.
عاشرا ـ الواو، والتاء: يكونان للقسم، نحو: والله لأساعدن الضعيف.
وتالله لأحفظنَّ ودك. 68 ـ ومنه قوله تعالى: {والقرآن ذي الذكر} 11.
وقوله تعالى: {والشمس وضحاها} 12. وقوله تعالى: {والليل إذا يغشى} 13.
69 ـ وقوله تعالى: {تالله إنك لفي ضلالك القديم} 14.
وقوله تعالى: {قال تالله إن كدت لتردين} 15.
وقوله تعالى: {قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف} 16.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 79 النساء. 2 ـ 48 الأحزاب. 3 ـ 38 المؤمنون.
4 ـ 6 المائدة. 5 ـ 22 العنكبوت. 6 ـ 195 البقرة.
7 ـ 59 الفرقان. 8 ـ 24 يونس. 9 ـ 111 الكهف.
10 ـ 38 يونس. 11 ـ 1 ص. 12 ـ 1 الشمس.
13 ـ 1 الليل. 14 ـ 95 يوسف. 15 ـ 56 الصافات.
16 ـ 85 يوسف.
أحد عشر ـ مذ ومنذ: يكونان لابتداء الغاية بمعنى " من "، إذا كان الزمان ماضيا.
نحو: ما حضرت إلى العمل مذ يومين، أو منذ يومين.
ويكونان للظرفية، إذا كان الزمان حاضرا، وهما حينئذ بمعنى " في ".
نحو: ما رأيته مذ شهرنا، أو منذ شهرنا.
وفي هذا المقام تفيد مذ ومنذ استغراق المدة ’
كما يأتيان بمعنى " من "، و " إلى " معا إذا كان مجرورهما نكرة معدودا.
نحو: ما رأيتك مذ ثلاثة أيام، أو منذ ثلاثة أيام.
اثنا عشر ـ رب: تأتي للتقليل والتكثير، ويدل على ذلك القرينة التي تعين أحدهما.
مثال التقليل:
6 ـ قول الشاعر:
" ألا رب مولود ليس له أب ".
فالقرينة الدالة على أن ربَّ جاءت للتقليل هو: أن المولود الذي ليس له أب قليل، بل يكاد ينحصر في سيدنا عيسى عليه السلام.
ومنه قولهم: ربَّ أخ لك لم تلده أمك.
ومثال التكثير: قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ياربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القايمة. وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان: يا رب صائمه لن يصومه.
فوائد وتنبيهات:
أولا ـ كنت قد استبعد " كي " كحرف من حروف الجر، لأنها لا تعمل إلا بشرط، واستعمالها كحرف من حروف النصب أقرب إلى الفهم، والذوق السليم، ومع ذلك آثرت ذكرها هنا موضحا الشروط التي يجب أن تتوافر فيها كي تعمل الجر: ـ
1 ـ تختص " كي " بالدخول على " ما " الاستفهامية، إذا جاءت حرفا من حروف الجر، وتكون للتعليل، بمعنى " اللام ". نحو: كيم فعلت هذا.
2 ـ تختص بالدخول على " أن " المصدرية وصلتها.
نحو: حضرت كي أبشرك بالنجاح. أي: لبشارتك.
فاعتبر النحاة " أن " المصدرية المحذوفة مع الفعل المضارع بمثابة الاسم فدخلت عليه " كي " باعتبارها حرفا من حروف الجر، لأنه من المتعارف عليه نحويا أن حروف الجر لا تختص بالدخول إلا على الأسماء.
وفي رأيي أن ذلك التخيل لأن المحذوفة وتكوينها مع الفعل اسما، أمر مجهد للعقل من حيث التصور، وكان يكتفى بـ " كي " في هذه الحالة أن تكون حرفا ناصبا للفعل فقط، لأن الغرض من دراسة النحو الوصفي، هو الوصول إلى التطبيق على القواعد الحقيقية بيسر وسهولة، لا تصور ما يمكن أن يكون، لذلك أرى أن يعمل بكل كلمة في بابها الصحيح، لأن هناك في الأبواب النحوية الأخرى ما يستعاض بها في هذا المقام دون تصور أو تخيل.
والمقصود من ذلك أن " كي " إذا استعملت في باب النواصب للفعل المضارع، وكفى خير من توزيعها، وجعلها مع حروف الجر، لأنها في باب النواصب تعمل كناصب للفعل بلا قيد أو شرط، على اعتبار أنها هي الناصبة للفعل، لا أن المصدرية المضمرة.
ثانيا ـ لقد ذكر ابن هشام في أوضح المسالك على شرح الألفية، بأن هناك بعض حروف الجر ما يشترك لفظها بين الحرفية والاسمية: أي أنها تجيء في مقام حرفا، كما بينا في أحرف الجر، وتجيء اسما، كما سنوضح ذلك الآن بما ذكره النحاة المتقدمون من أمثلة بهذا الخصوص.
والحروف المشتركة في لفظها بين الحرفية والاسمية هي: الكاف، عن، على، مذ، منذ. وهذه أمثلة كما وردت في كتب النحو كشاهد على مجيئها أسماء.
1 ـ الكاف: نحو: محمد كالأسد.
ومنه قول الشاعر:
" ويضحكن عن كالبرد المنهمِّ "
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد جعل بعض النحاة المتقدمين " الكاف " اسما بمعنى " مثل " ففي المثال الأول قالوا: محمد مثل الأسد. وأعربوا " الكاف " خبرا للمبتدأ محمد، والأسد مضاف إليه.
واستدلوا على اسميتها بدخول حرف الجر " عن " عليها كما في المثال الثاني:
" يضحكن عن كالبرد ". لأنه من المتعارف عليه أن حروف الجر لا تدخل على بعضها البعض، وإنما يكون اختصاص دخولها بالأسماء. فالكاف اسم بمعنى مثل، لذلك دخل عليها حرف الجر عن، والتقدير يضحكن عن مثل البرد. وأربوا " مثل " في هذه الحالة اسما مجرورا بدخول " عن "عليها، وهي مضاف، والبرد مجرور بالإضافة.
ويمكننا القول أن ما ذكر لا يكون إلا من باب التخيل والتصور، فهو بعيد عن الواقع العملي الملموس الذي وضع النحو من أجله، ولكن قبل أن نحلل ما ذكره النحاة في هذا الموضوع، لا بد أن نذكر اختلاف النحاة أنفسهم قديما حول هذه المسألة.
فقد ذكر ابن هشام في شرح الألفية أن ورود " الكاف " اسما يختص بالشعر فقط، وخص ذلك القول بسيبويه، وغيره من المحققين، وإن كان الكلام لسيبويه أو غيره فيكفي أن نقول: إن اختصاص اسمية الكاف بالشعر فقط دليل على عدم الجزم بأنها اسم، لأنه لو كان الأمر كذلك لورد ذكر بعض الآيات القرآنية التي تشتمل على وجود الكاف كاسم لا حرف، والقرآن شمل كل ما يتعلق باللغة من شواهد ما عدا " مذ ومنذ " لم يرد ذكرهما فيه لا كحرفين ولا اسمين.
أما ما ذكره الزمخشري حول الآية القرآنية التي تقول:
70 ـ قال الله تعالى: {إني خالق من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه}
فقل ابن هشام والقول للزمخشري: إن دخول حرف الجر " في " على الضمير في قوله " فيه " من الآية السابقة دليل على أن " الكاف " اسم بمعنى " مثل " بدليل عودة الضمير " ها " الغيبة على الكاف في كلمة " كهيئة ".
وقد رد ابن هشام نفسه على الزمخشري بقوله: لو كانت الكاف اسما لكان من الحقائق أن نسمع، أو سمع قولهم " مررت بكالأسد "، بدخول حرف الجر الباء على الكاف باعتبارها اسما، ولكن هذا غير وارد في لغة العرب، ولم يرد له نظير في القرآن الكريم.
وخلاصة القول: إذا ما طبقنا قواعد اللغة العربية تطبيقا عمليا، من خلال التراكيب اللغوية السليمة، مستدلين بما ورد في القرآن الكريم من آيات، تطبق التطبيق الصحيح، وبلا تكلف على تلك القواعد، فإن هذه القواعد النحوية سوف لا يدخلها التأويل، وكثرة الوجوه الإعرابية التي نحن في غنى عنها ما دام الغرض من دراسة النحو تقويم اللسان وحفظه من اللحن.
وبما أن كلام العربية لا يخرج عن كونه اسما، أو فعلا، أو حرفا، فلماذا يكون الاسم تارة اسما، وتارة حرفا وذلك حسبما نريد؟ ولماذا يكون الحرف تارة حرفا، ويكون تارة أخرى اسما متى تطلب الأمر ذلك؟
فالكاف وما جعله بعض النحاة معها من بقية الحروف كـ " عن، وعلى، ومذ ومنذ " هي في حقيقة الأمر أحرف جر ليس غير، ولا داعي لأن تكون أسماء ما دام في اللغة من الأسماء ما يفي حاجة المتكلمين.
ومن الأمثلة التي أوردها النحاة على اعتبار: عن، وعلى، ومذ ومنذ أسماء الآتي:
8 ـ مثال " عن " قول الشاعر:
" من عن يميني مرة وأمامي "
9 ـ ومثال " على " قول الآخر:
" غدت من عليه بعد تم ضمؤها "
ومثال " مذ ومنذ " قولهم: ما رأيته مذ يومان، أو منذ يوم الجمعة.
على اعتبار أن مذ ومنذ مبتدآن، وما بعدهما خبر. أو على اعتبار أنهما ظرفان وما بعدهما فاعل لكان التامة. والتقدير: مذ كان يومان، أو منذ كان يوم الجمعة.
ومثال اعتبار مذ ومنذ ظرفين دخولهما على الجملة الفعلية.
كقول الشاعر:
" ما زال مذ عقد ت يداه إزاره "
أو دخولها على الجملة الاسمية وهو قليل،
11 ـ قول الشاعر:
" وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع "
ويلاحظ مما سبق:
1 ـ أن الأمثلة الواردة في هذا المقام اختصت بالشعر فقط، لأنه لم يكن هناك ما يستدل به من القرآن الكريم الذي يعتبر الدليل القاطع على صحة الشيء، ولا سيما تلك القواعد التي يفصل لها النحاة الشواهد الشعرية على قلتها إما لضرورات شعرية، أو لحذلقة شعرية، أو ليطبق بها على تلك القواعد دون النظر إلى العقل والمنطق.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ كما أن مجيء حرف الجر " عن " اسما أوله النحاة بمعنى " جانب "، وكذلك مجيء حرف الجر " على " اسما فقد أوله النحاة بمعنى " فوق "، أو " عند "، وذلك كما يشاء لهم، وحسب ما تقتضيه القاعدة التي جلبوا لها ذلك الشاهد، وما عليك أخي القارئ إلا أن تتصور، وتتأمل ما أراده بعض النحاة.
والواقع نقول: إن ما تصنعه النحاة المتقدمون، وأجهدوا فيه العقل يعتبر عملا يحمدون عليه لما بذلوا فيه من الجهد الذي يستفيد منه من أراد دراسة النحو والتقعر فيه. ولكن من حيث التطبيق لم ينصفوا تلك القواعد، بل حاولوا جاهدين أن يجعلوا لها شواهد ولو من غير المألوف، أو ما لا يستوعبه العقل، ويتقبله المنطق السليم، لأنه بعيد عن الواقع العملي الملموس.
ثالثا ـ وما ذكرناه عن عرفي الجر " عن "، و " على " يقال في " مذ ومنذ ".
فقد لاحظنا أن " مذ ومنذ " هما في الأصل حرفان من أحرف الجر، ولا جدال في ذلك، لأن العقل يقره، والمنطق يؤيده. فعندما نقول: ما رأيته مذ يوم الجمعة، أو منذ يومين. فذلك أقرب إلى الفهم والصواب. فيوم اسم مجرور بـ " مذ " باعتبارها حرف جر، وهذا هو الصحيح. أما إذا قلنا كما تصور النحاة المتقدمون، أو بعضهم أن مذ إذا جاء بعدها مرفوع فهي اسم سواء أكان المرفوع خبرا، أو مبتدأ، أو فاعلا لكان التامة المحذوفة باعتبار مذ ظرفا.
ولماذا كل هذا التخيل؟ ولماذا كل هذا البعد عن المحسوس؟ ولماذا نحن الذين نعين فيما إذا كان الاسم الواقع بعد مذ مرفوعا، أو مجرورا حتى نضع مسمى
" مذ "، هل هي حرف أو اسم؟ فإذا قلت إن الاسم الواقع بعد " مذ "، أو " منذ " مرفوعا كانت مذ اسما، وأعربت خبرا لكان، أو سما لها، أو فاعلا، وذلك حسب ما أحدده أنا، إذن لم يكن هناك قاعدة متفق عليها ليجري عليها التطبيق العملي، ولكن أنا الذي أحدد، وغيري كذلك يحدد حسب ما يتبادر إلى ذهنه، أو تصوره.
ولو كانت قواعد اللغة تصورات واحتمالات لأصبح لكل نحوي نحو مستقل، أو كان لكل متكلم بالعربية قواعد توافق ذوقه يضعها متى يشاء، وحسب مقتضى الكلام الذي يتكلمه، ويملى عليه حسب إدراكه وتصوره الخاص، وبهذا يكون النحو لا قواعد موضوعة تبنى عليها التطبيقات، ولكنه شواهد تنحت لها القواعد كلما اقتضى المقام ذلك.
رابعا ـ وأخيرا يمكننا الاستدلال على حرفية كل من: " عن "، و " على "، و " الكاف "، و " مذ ومنذ " كغيرها من حروف الجر، بأن تلك الأحرف وإن قبلت ـ في الشواهد المذكورة أنفا والمخصصة لها ـ دخول بعض أحرف الجر عليها إلا أنها لم تقبل علامات الاسم: كالتنوين، والتعريف بأل، والإضافة، وهذا خير دليل على حرفيتها. كما أنها لا تقبل علامات الإعراب: كالرفع والنصب والجر.
فإن قالوا إن هذه الأسماء لا تأتي إلا مجرورة لقبولها أحرف الجر، فهذا لا يكفي للدلالة على اسميتها، لأن عدم قبولها كثيرا من علامات الاسم أولى بإخراجها من باب الأسماء بدلا من قبولها حالة واحدة من حالات الاسم وهو دخول حرف الجر عليها.
كما أن دخول حرف الجر عليها مثلما بين لنا النحاة في الأمثلة السابقة كان بتأويل تلك الأحرف بمعاني أخرى لتدخل دائرة الأسماء، كتأويلهم " الكاف " بمعنى " مثل "، و " عن " بمعنى " جانب "، و " على " بمعنى " فوق " أو عند.
والذي هو أبعد عن الصواب أنهم لم يجعلوا لمذ أو منذ تعليلا لإدخالها في باب الأسماء، سوى أنهم جعلوا التعليل مبنيا على التصور العقلي للقارئ أو السامع عندما يقرأ قولهم علة سبيل المثال: ما رأيتك مذ يومان، أو ما رأيته منذ يوم الجمعة. فإذا تصور القارئ أن كلمة " يومان "، أو " يوم " في المثالين السابقين مرفوعة، كانت " مذ " أو " منذ " اسما، فلماذا لا نتصور، أو نقرأ كلمة " يومان "، أو " يوم " على حقيقتها الصحيحة بالجر، وتكون مذ ومنذ حرفين، وهذا أقرب إلى الصواب، والمنطق الصحيح، إذا كانت العملية عملية تذوق ومنطق. أما إذا كان الأمر هو بناء قواعد من غير الذي يألفه الذوق السليم لتوضع لها تلك الشواهد، فهذا أمر لا مجال لبحثنا فيه.
للاستزادة من المجرورات انقر هنا
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 04:31 ص]ـ
النحو فرع المعنى
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى (حروف المعانى) 1
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:37 ص]ـ
حروف المعاني
حروف المعاني وأقسامها:
تعريف الحرف، وسبب تسميته:
تقسيم الحروف من حيث عملها:
الحروف العاملة. الحروف غير العاملة.
تقسيم الحروف العاملة إلى:
حروف عاملة في الجر. حروف عاملة في النصب.
حروف عاملة في الرفع. حروف عاملة في الجزم.
تقسيم الحروف من حيث مكانها في الكلام:
حروف تأتي قبل الاسم. حروف تأتي قبل الفعل. حروف تأتي قبل الاسم والفعل.
تعريف الحرف، وسبب تسميته:
توطئة:
تعرض أكثر النحويين قديمهم وحديثهم لتعريف الحرف، كما عرفوا الاسم والفعل، ولم يلحق تعرفهم لهما خلاف في الرأي، أما الحرف فلم يكن حظه من توافق الآراء مواتيا كما كان تقسيمه، بل كان وما يزال محور خلاف النحويين، ونحن في هذا الكتاب وحسب ما رسمنا لأنفسنا من منهج قررنا ألا نتعرض لخلافات النحويين حول مسألة من المسائل، بل نأخذ بأيسر الأمور، وأكثرها توافقا مع جمهور النحويين، وكنا رأينا في هذا الباب، ومن أجل زيادة المنفعة أن نتعرض لآراء كل من الفريقين في تعريف الحروف وتحليلها والتعليق عليها، واستنتاج ما يمكن استنتاجه من هذه الآراء، والتقريب بين وجهات النظر، لعلنا نستطيع أن نصل إلى ما يرضي الدارس، ويقنعه دون أن يبقى موزع الذهن بين موافق، ومعارض، فإن أصبت فيما صبوت إليه فذلك من فضل الله، وإن جانبني الصواب يكون مما دفعتني إليه بصيرتي، وأطلب العفو من الله، وأن يهدينا إلى الصواب.
قبل أن نتعرض لآراء النحويين نود أن نعرض جملة من التعريفات المختلفة ذكرها صاحب كتاب إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي، ورد عليها.
يقول البطليوسي في مسألة عن الحرف، قال أبو القاسم الزجاجي:
" والحرف ما دل على معنى في غيره، نحو: من، وإلى، وثم، وما أشبه ذلك ".
وقد خطّأ البطليوسي أبا القاسم الزجاجي في هذا التعريف، لأنه تعريفا ناقصا، ولا تستقيم صحته حتى يزاد فيه " ولم يكن أحد جزأي الجملة المفيدة " أي: ما لم يكن خبرا، ولا مخبرا عنه.
ثم قال: وعرفه سيبويه بقوله: " ما جاء لمعنى ليس باسم، ولا فعل ".
وعلق البطليوسي على تعريف سيبويه، بأنه أتم التعريفات فائدة، ولو يدخله الخلل.
وتعرض البطليوسي لجملة من التعريفات، ورد عليها، فقال: لقد عرف الأخفش الحرف بقوله: الحرف ما لم يحسن له الفعل، ولا الصفة، ولا التثنية، ولا الجمع، ولم يجز أن يتصرف ". ثم علق على هذا التعريف بقوله: إنه خطأ، لأن الفعل داخل في هذا التحديد، فمن الأفعال ما لا يتصرف: نعم، بئس، وعسى، وكذلك أسماء الأفعال: صه، ومه، وغيرها.
وأورد تعريف المبرد للحرف فقال قال أبو العباس المبرد: " الحرف ما كان موصلا الفعل إلى اسم، أو عاطفا، أو تابعا لتحدث به معرفة، أو كان عاملا ".
وعلقق عليه البطليوسي بقوله: إنه فاسد أيضا، لأن الحرف ما تأتى لمعنى الاستفهام، ولمعنى الاستثناء، ولمعنى النفي، ولمعنى القسم، والتمني، والنهي، وغير ذلك. ثم استعرض تعريف أبي إسحاق الزجاج للحرف فقال: قال أبو إسحاق الزجاج:
" الحرف ما لم يكن صفة لذاته، وكان صفة لما تحته ".
نحو: مررت برجل فاضل، ففاضل صفة لذاته.
ونحو: مررت برجل في الدار، فقولك في الدار صفة لما تحته لا لذاته.
ورد عليه البطليوسي قائلا: إن أبا إسحق قصد بالصفة المعنوية، لا اللفظية، والفعل يشترك مع الحرف في هذا المعنى.
فإذا قلت: مررت برجل يضرب زيدا.
فـ " يضرب " صفة معنوية، لا لفظية، وكذلك الجمل الخبرية تكون صفات بمعانيها، لا بألفاظها.
ثم استعرض تعريف أبي نصر الفارابي للحرف، فقال: قال الفارابي في تحديد الحرف: " الأداء لفظ يدل على معنى مفرد لا يمكن أن يفهم بنفسه ".
وعلق البطليوسي عليه بقوله: لقد حده دون أن يقرن باسم، أو كلمة، وهذا تحديد صحيح، وشبهه بتعريف سيبويه السابق، وبتعريفه نفسه (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت تلك جملة من التعريفات التي استعرضها البطليوسي في كتابه إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي، وتقويمه لها ورده عليها. ومن خلال استعراضنا السريع لما ذكره البطليوسي، لم نقف فيه على جديد في تعريف الحرف، أو وضع تعريف معين لما يمكن للنحاة الاتفاق عليه. وخلاصة ما سبق أن البطليوسي صحح ـ لا أكثر، ولا أقل ـ لبعض النحاة تعريفاتهم التي كان يرها فيها خللا من وجهة نظره لعدم دقة تعبيرها، ثم أقر بأن أدق التعبيرات في حد الحرف هو ما ذكره سيبويه في كتابه، ثم ما عرفه به البطليوسي نفسه. وهذا الذي ذكرنا لا يكفي للوقوف على تعريف الحرف تعريفا دقيقا، لأن فيه من التباين، والاختلاف ما يضع الدارس في متاهة لا يحسن الخروج منها، لذلك رأينا أن نستعرض آراء أئمة النحو غير الذين ذكرنا لعلنا نصل إلى جديد، وبالله التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ راجع كتاب إصلاح الخلل الواقع في الجمل للزجاجي،
لعبد الله بن السيد البطليوسي ص 27، 31 بتصرف.
عرض الآراء: ـ
انقسم النحويون في تعريف الحرف إلى فريقين، فريق يقول بدلالة الحرف على معنى في غيره، وفريق يقول بدلالته على معنى في نفسه، كما هو الحال في الاسم، والفعل، وسوف نستعرض معا أقوال كل من الفريقين لعلنا نصل إلى جديد.
أولا ـ آراء الفريق القائل بدلاله الحرف على معنى في غيره:
1 ـ الزمخشري: وهو أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري صاحب كتاب المفصل في علم العربية قال: " الحرف هو ما دل على معنى في غيره، ومن ثم لم ينفك من اسم، أو فعل يصحبه إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب " (1).
2 ـ ابن يعش: موفق الدين يعش بن على بن يعش صاحب كتاب شرح المفصل، لقد تابع ابن يعش الزمخشري في تعريف الحرف، فقال شارحا معنى قول الزمخشري " وقولنا دلت على معنى في غيرها ـ يعني الكلمة المقصود بها الحرف ـ فصل ميزه ـ أي الحرف ـ من الاسم والفعل، إذ معنى الاسم، والفعل في أنفسهما، ومعنى الحرف في غيره " (2). ثم مثل على قوله بكلمة (الغلام) بأنه قد فهم منها المعرفة، ولكن إذا ذكرت كلمة " أل " مفردة لو يفهم منها معنى، وإذا قرنت بما بعدها من اسم أفادت التعريف فيه، وهذا معنى دلالتها في غيرها.
3 ـ ابن عقيل: بهاء الدين عبد الله بن عقيل صاحب شرح الألفية قال: " وإن لم تدل على معنى في نفسها ـ يعني الكلمة ـ بل في غيرها فهي الحرف " (3).
4 ـ ابن الناظم: أبو عبد الله بدر الدين محمد بن جمال الدين محمد بن مالك صاحب الألفية قال في شرحه على ألفية والده: " هذه الحروف ـ يعني حروف الجر ـ كلها مستوية
ـــــــــــــــــ
1 ـ المفصل ص 283.
2 ـ شرح المفصل ج8، ص2.
3 ـ شرح ابن عقيل ج1، ص15.
في الاختصاص بالأسماء، والدخول عليها لمعان في غيرها " (1).
5 ـ الحسن بن قاسم المرادي صاحب كتاب الجنى الداني في حروف المعاني قال: " وقد حد الحرف بحدود كثيرة ومن أحسنها قول بعضهم: الحرف كلمة تدل على معنى في غيرها فقط " ثم فسر ذلك بقوله: " إن دلالة الحرف على معناه الإفرادي غير متوقفة على ذكر متعلق ألا ترى أنك إذا قلت " الغلام " فهم منه التعريف، ولو قلت " أل " مفردة لم يفهم منه معنى، فإذا قرن بالاسم أفاد التعريف " (2).
6 ـ وممن تابعهم من النحاة المحدثين عباس حسن فقال في كتابه النحو الوافي: " الحروف: من، في، على ... إلخ لا تدل كل كلمة من الكلمات السابقة على معنى، أي معنى، مادامت منفردة بنفسها. لكن إذا وضعت في كلام ظهر لها معنى لم يكن من قبل ". ثم قال في مكان آخر: " فالحرف كلمة لا تدل على معنى في نفسها، وإنما تدل على معنى في غيرها فقط ـ بعد وضعها في جملة ـ دلالة خالية من الزمن " (3).
7 ـ أبن جني: أبو الفتح عثمان بن جني صاحب كتاب اللمع في العربية قال: " والحرف ما لم تحسن فيه علامات الأسماء، ولا علامات الأفعال، وإنما جاء لمعنى في غيره " (4).
ثانيا ـ الفريق القائل بدلالة الحرف على معنى في نفسه:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ من الفريق الثاني الذين عرفوا الحرف بأنه يدل على معنى في نفسه محمد بت إبراهيم النحاس الحلبي صاحب كتاب إعراب القرآن، فقد ورد في كتاب اللامات للدكتور عبد الهادي الفضلي نقلا عن بغية الوعاة ما نصه: " كان محمد بن إبراهيم النحاس الحلبي النحوي يذهب إلى أن الحرف معناه في نفسه على خلاف قول النحاة قاطبة
ـــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم على الألفية.
2 ـ الجنى الداني ص20، 22.
3 ـ النحو الوافي ج1، ص62، 63.
4 ـ اللمع ص 91.
أن معناه في غيره "، وقد تابعه في هذا الرأي أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 هـ، قال ابن هشام في شرح اللمحة البدرية: " والثاني دعوى دلالة الحرف على معنى في غيره وهذا وإن كان مشهورا عند النحويين إلا أن الشيخ بهاء الدين أبن النحاس نازعهم في (التعليقة) وزعم أنه دال على معنى في نفسه، وتابعه المؤلف (ابو حيان) في شرح التسهيل " (1).
واستطرد الفضلي قائلا: " وأشار الدكتور هادي نهر في هامشه على اللمحة البدرية إلى دليل ابن النحاس بالتالي: وحجة ابن النحاس في دلالة الحرف على معنى في نفسه هي أنه إذا خوطب بالحرف من لا يفهم موضوعه لغة كان كذلك، وإن خوطب به من يفهمه فإنه يفهم منه معنى، عملا بفهمه موضوعَه لغة، كما إذا خوطب بـ " هل " من يفهم أن موضوعها الاستفهام، وكذلك سائر الحروف، قال: والفرق بينه وبين الاسم والفعل أن المعنى المفهوم منه مع غيره أتم من المعنى المفهوم منه في حال الإفراد بخلافهما، فالمفهوم منهما في التركيب غير المفهوم منهما في الإفراد " (2).
وبعد أن استعرضنا أقوال الفريقين يمكننا أن ندرك أن الفرق واضح بين الرأيين، فالفريق الأول ـ ويشمل جل النحويين ـ مجمع على أن معنى الحرف لا يدرك في حالة انفراده، أي إذا لم يكن الحرف في بناء من أبنية الكلام المفيد، كأن نذكر حرف الجر " في "، أو " إلى " دون ارتباطه بكلام لآخر في جملة مفيدة يحسن السكوت عليها، وإنما يدرك معنى الحرف، أو يكون له دلالة لغوية عندما يكون في جملة مفيدة، لأنه يكتسب معناه، أو يظهر معناه الكامن في ذاته من خلال تلاحمه مع مفردات الجملة المساندة له، وهذا معنى قولهم "في غيره "، فالضمير في غيره عائد إلى الألفاظ، بمعنى أن الحرف لا يظهر معناه إلا من خلال انضمامه إلى ألفاظ أخرى،
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 2 ـ اللامات للدكتور عبد الهدى الفضلي ص 56
نقلا عن شرح اللمحة البدرية ج1، ص214.
فكلمة " في " مثلا لا يظهر معناها إلا إذا انضمت إلى كلمات أخرى، كأن تقول: في الإبريق ماء.
فمعنى الظرفية الذي تدل عليه " في " لم يظهر إلا من خلال انضمامها إلى كلمة " ماء "، و كلمة " الإبريق ". وشأن الحرف في ظهور معناه في هذه الحالة، كشأن المبتدأ والخبر، فكل منهما متمم الفائدة للآخر، أي لا يتم معنى المبتدأ باعتباره مبتدأ إلا حيث وجد معه الخبر، وكذلك الحال بالنسبة للحرف، فمعناه لا يظهر إلا حيث كان معه كلام آخر يوضح دلالته.
أما رأي الفريق الثاني وقد قال به قلة من النحاة ندرك منه أن دلالة الحرف عندهم لا تحتاج إلى مساعد، أو بتعبير أوضح لا يحتاج إلى بناء لغوي يلتحم معه حتى تظهر دلالته، وإنما تظهر دلالته في نفسه، أي منفردا، كما تظهر حين ارتباطه بكلام آخر، وهذا ما قصده أصحاب هذا الرأي من عبارة " في نفسه "، أي أن الحرف يدل على معناه منفردا، أو ضمن جملة مفيدة، كما تدل الأسماء، والأفعال على معناها منفردة، أو ضمن جملة، ومثال ذلك إذا قلنا " تحت " فإنها تدل على معنى في حالة انفرادها، كما تدل على نفس المعنى في حالة تركيبها في جملة، كقولنا " جلست تحت الشجرة " فدلالة " تحت " وهي اسم منفرد على معنى التحتية كدلالتها على نفس المعنى وهي في بناء لغوي مفيد، وكذلك إذا قلنا " على " وهو حرف جر يدل على معنى العلو منفردا، كما يدل على نفس المعنى عندما يكون في جملة مفيدة، كأن نقول: " الكتاب على المكتب "، أو " العصفور على الغصن "
وخلاصة القول أن المقصود من دلالة العبارة التي قال بها أصحاب الرأي الثاني " في نفسه " هو أن الحرف يدل على معنى سواء أكان منفردا، أم في تركيب من تراكيب الكلام المكون لجملة مفيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رأيي المتواضع أن الحرف وإن لم يدل دلالة واضحة على معناه في حالة انفراده، كما هو الحال في قسيميه من تقسيم الكلمة " الاسم، والفعل " إلا أنه يحمل في نفسه دلالة ولو خفية يلمحها من تفهم موضوعه لغة، وأعني بذلك من كان ذا نظر ثاقب، وفاحص في دراسة النحو، ولديه إدراك واع لسبر أغوار الحرف، والوقوف على معناه الخفي، ولم يكن هذا الأمر مقصورا على الحرف وحده من تقسيم الكلمة، بل هو أيضا في الاسم والفعل، وإن كان الأخيران أوضح معنى في حال انفرادهما.
والحرف من وجهة نظري كحجر غير مستو موضوع مع حجارة أخري مستوية، فهو لا يظهر نفعه في نظر الإنسان العادي، أما في نظر صاحب الصناعة، وأعني " البناء " الذي يبني الجدار، فهو ذو نفع منفردا، وغير منفرد كغيره من بقية الحجارة المستوية، وإن كان نفعها يظهر واضحا في نظر الجميع، فنفعه يكون أكثر وضوحا عندما يشيد به بناء متكامل مع بقية الحجارة المستوية الأخرى. فإذا عوضنا في تمثيلنا السابق عن الحجر غير المستوي بالحرف، وعن الحجارة المستوية بالاسم، أو الفعل، أو بهما معا فإننا نلحظ المعنى المراد من ذلك التمثيل. فالحرف يصدق عليه ما يصدق على ذلك الحجر غير المستوي، فهو قليل النفع، أو لا قيمة لغوية له منفردا، أو لا يكون واضح الدلالة إذا لم يكن في بناء لغوي مفيد، وهو مع ذلك يحتفظ في نفسه بمعنى يلمحه المشتغل بصناعة اللغة، والأمر نفسه يكون في الاسم والفعل، وإن كانت دلالة كل منهما الإفرادية، والقيمة اللغوية لهما أكثر وضوحا، وأجلى رؤية من الحرف، ولكن إذا ما وضع كل منهما في بنية الجملة كان المعنى أظهر، وأبين، والقيمة اللغوية حاصلة.
ويمكننا أن نوضح ما ذهبنا إليه آنفا بالتمثيل العملي على النحو التالي:
فإذا قلت " في "، أو " إلى "، أو " من " فهي أحرف جر قد لا يظهر معنى كل منها منفردا لغير المتخصص في دراسة النحو، أو لمن لا يستوعب موضوعها في اللغة، بينما يظهر معناها منفردة ولو بصورة ضئيلة يلمحها من هو على فهم بموضوعها لغة، فحرف الجر " في " لا بد وأن يوحي إلى المخاطب به، أو الدارس بصفة عامة معنى معين يستوحى منه أن هذا الحرف هو أحد أحرف الجر، وقد تكون الرؤية في ذهنه أوضح عندما يعرف أنه أيضا يدل على الظرفية، ولكن متى وضع هذا الحرف " في "، أو غيره من الحروف الأخرى في جمل مفيدة يبرز معناه الذي كان يلمح لمحا، ويكون واضحا جليا للمتخصص، بل وربما لغير الدارس المتخصص، ويدرك أن معنى " في " يفيد الظرفية المكانية إلى جانب الربط بين جزئي الكلام الذي يشكل معه الجملة المفيدة، كأن نقول مثلا " الكتاب في الحقيبة "، فلو نزعنا حرف الجر من بين جزئي الجملة، وهو الكتاب من جانب، والحقيبة من جانب آخر لصبح معنى كل من الاسمين لا يفيد معنى يحسن السكوت عليه، وإن كان لكل منهما معناه الانفرادي في نفسه، وهو معنى أوضح من ذلك المعنى الذي يحمله حرف الجر " في "، ولكن متى وضعت الألفاظ الثلاث في تركيب واحد وثق الحرف عرى المعاني الظاهرة والخفية في كل من الاسمين من ناحية، وفي نفسه من ناحية أخرى، ولو كان الأمر غير ذلك لكان بإمكان الاستغناء عن الحرف كلية وهذا لا يصح. وما قلته في الحرف أقوله أيضا في الاسم والفعل، وإن كان المعنى الانفرادي لكل منهما أكثر وضوحا من معنى الحرف، وإذا ما وضع كل منهما في جملة مفيدة كانا أكثر وضوحا، وأشد التصاقا لإظهار المعنى العام الذي يراد منهما.
ولا يخفى علينا أن هناك بعض التراكيب اللغوية التي تدل دلالة أكيدة على أن الحرف قد يفيد دلالة انفرادية أي: " في نفسه "، وإن كانت هذه الدلالة غي جلية كما هو الحال في الاسم، والفعل، ولكنها مع ذلك دلالة توحي ولو من بعيد بأن الحرف لا يخلو من معنى في نفسه، ومن هذه التراكيب قولهم: " رغبت في " فحرف الجر " في " في التركيب السابق هو الذي حدد المعنى المطلوب، وهو الرغبة في الشيء، وكذلك الحال إذا قلنا: " رغبت عن " فالحرف " عن " هو الذي حدد معنى عدم الرغبة، والله أعلم.
وهناك نقطة أخيرة سنعرج عليها بالحديث عن الحرف، وهي تسمية الحرف حرفا، وما حول هذه التسمية من خلاف أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر بعض النحويين إنما سمي الحرف كذلك لأنه طرف في الكلام، وفضلة، وهو يعني في اللغة طرف كل شيء وشفيره وحدُّه (1). فقالوا حرف الجبل أي حدّه وهو أعلاه المحدد. وقال البعض: سمي كذلك لنه يأتي على وجه واحد. والحرف لغة هو الوجه الواحد، ومنه قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} 2.
أي: يعبده على السراء، فإذا نزلت به الضراء انقلب، وانقطع عن العبادة، فكانت عبادته لله على غير تمكن، وطمأنينة، ويبدو أن الحرف سمي حرفا لأنه طرف في الكلام، كما أوضحنا، وأما قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}، فهو راجع إلى هذا المعنى، لأن الشاك كأنه على طرف من الاعتقاد وناحية منه (3).
ثانيا ـ تقسيم الأحرف من حيث عملها:
تنقسم الحروف من حيث الإعمال، والإهمال إلى قسمين: ـ
1 ـ أحرف عاملة: وهي الحروف التي إذا دخلت على الاسم، أو الفعل أثرت في إعرابه، وغيرته من حالة إعرابية إلى حالة أخرى مغايرة لما كان عليه الاسم، أو الفعل قبل دخول الحرف عليه، فإذا دخل حرف الجر على الاسم عمل فيه الجر، كأن نقول: الطلاب في الفصول، فكلمة الفصول أصبحت مجرورة بفعل حرف الجر " في " وعمله، وكذلك إذا دخل حرف النصب " لن " على الفعل، كأن نقول: لن أقول غير الحقيقة. نجد أن الفعل " أقول " قد تغير شكل أخره بفعل حرف النصب فيه، فقد عمل فيه النصب، وهكذا بقية الحروف العاملة، فهي تنزل بما بعدها من الأسماء، والأفعال الرفع، أو النصب، أو الجزم، أو الجر، وسنبين ذلك مفصلا في موضعه إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ القاموس المحيط ج3، ص 126.
2 ـ 11 الحج.
3 ـ الجنى الداني للمرادي ص 24، 25.
2 ـ حروف غير عامله: وهي الأحرف التي إذا سبقت الاسم، أو الفعل لا تعمل فيه، ولا تؤثر عليه إعرابيا، كحروف النداء قبل الاسم، وحروف الاستفتاح، والسين، وسوف، وقد قبل الفعل، وغيرها من بقية الحروف غير العاملة، والتي سنذكرها مفصلة في موضعها. وقد حصر النحاة الحروف العاملة، وغير العاملة في عدد معين، وإن كان هذا العدد قل عند البعض، وزاد عند البعض الآخر بسبب إدخال بعض الحروف في مواضع مختلفة عند بعض النحاة، وحذفها، أو عدم العمل بها عند آخرين، وقد تتبعت هذه الحروف في جل كتب النحو، واستطعت الوقوف على ستة وتسعين حرفا عاملة، وغير عاملة.
أقسام الحروف العاملة: ـ
تنقسم الحروف العاملة إلى أربعة أقسام:
أولا ـ حروف تعمل الجر، ويتراوح عددها ما بين سبعة عشر حرفا في المفصل للزمخشري، وبين العشرين في الأشموني، وشرح ابن عقيل، والثلاثة وعشرين حرفا في رصف المباني، وإليكها كما ذكرها الزمخشري:
الباء، التاء، اللام، الكاف، الواو، من، عن، في، مذ، إلى، على، حتى، منذ، حاشا، خلا، عدا. وقد أضاف عليها الأشموني، وابن مالك: كي، لعل، متى.
وأضاف عليها المالقي: مُن بضم الميم، ومعْ الساكنة العين، ولولا.
فالحروف التي ذكرها الزمخشري لا حاجة لنا في الحديث عنها لأنها مفصلة في باب المجرورات، أما زيادة " كي، لعل، متى " عند ابن عقيل والأشموني فسنفصل الحديث فيها الآن.
1 ـ كي:
إن منشأ الخلاف حول اعتبار " كي " حرفا من حروف الجر أو عدمه يرجع إلى أن " كي " لها استعمالات أخرى غير الجر وهي:
أ ـ تأني حرفا مصدريا ونصب بمعنى " أن "، وغلب ورودها مع اللام لفظا نحو: نحو: ادرس لكي تنجح. أو تقديرا، نحو: ادرس كي تنجح.
124 ـ ومنه قوله تعالى: {لكي لا يكون على المؤمنين حرج} 1.
فهي ناصبة للفعل بنفسها لاقترانها بلام التعليل، وإذا لم تتصل باللام يجوز فيها أن تنصب بنفسها، أو بأن المصدرية المقدرة.
125 ـ كقوله تعالى: {فرددناه إلى أمه كي تقر عينها} 2.
ومتى سبقت " كي " بلام التعليل الجارة كانت حرفا ناصبا ليس غير، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يعرب في محل جر بلام التعليل.
كقوله تعالى: {لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} 3.
وإذا لم تتصل باللام فيجوز فيها أن تكون تعليلية جارة للمصدر المؤول من " أن " المضمرة وجوبا، والفعل المضارع بعدها (4).
نحو: عاقبت المهمل كي يعمل الواجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب ـ تأتي حرفا للتعليل، ولا تجر إلا " ما " المصدرية والفعل بعدها مرفوع.
38 ـ كقول عبد الأعلى بن عبد الله:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع
وكذلك إذا جاء بعدها " ما " الاستفهامية.
نحو: كيم فعلت ذلك؟ أي: لم فعلت ذلك؟
وفي رأيي من هذا التصور لمفهوم " كي " اختلف النحاة في اعتبارها حرفا للجر، أو عدم اعتبارها، لأنها لم تتخصص للجر كغيرها من حروف الجر، أو لغرابة الجر بها، فهي لا تجر كما ذكرنا إلا " ما " المصدرية، أو " ما " الاستفهامية، أو المصدر المؤول من " أن " والفعل المضارع.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 37 الأحزاب. 2 ـ 13 القصص.
3 ـ 17 الحشر.
4 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1، ص 255.
2 ـ لعل:
إن المتداول في الاستعمال بين النحاة، أن تكون لعل حرفا مشبها بالفعل من أخوات إن، يفيد الترجي، وهو الأمر المحبوب. نحو: لعل الله يرحمنا.
كما تفيد الإشفاق، والتعليل.
126 ـ نحو قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} 1.
أو الاستفهام. نحو قوله تعالى: {لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} 2.
أما استعمالها كحرف من حروف الجر فهذا هو المستهجن لأنها لا تكون كذلك إلا في لغة عقيل، وما استخدم في لغات بعض القبائل لا يطبق كقاعدة عامة.
ومن أمثلة استعمالها حرف جر في لغة عقيل قول الشاعر *:
لعل الله فضلكم علينا بشيء أن أمّكم شرِيم
ومنه قول كعب بن سعد الغنوي:
" لعل أبي المغوار منك قريب "
والشاهد في البيتين السابقين قوله: لعل الله، ولعل أبي، فلعل حرف ترج وجر شبيه بالزائد، وجر بها لفظ الجلالة، ولفظ أبي على لغة عقيل.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كون " لعل " وردت في البيتين السابقين، أو في غيرهما على قلة، وفي لغة بعض القبائل، وربما ورد ذلك خطا من القائلين، أو ممن نقل عنهما، هل تعتبر لعل حرفا من حروف الجر؟ سأترك الأجابة للدارس يحكم العقل، والمنطق، ويقرر.
3 ـ متى:
الجر بها لغة هذيل، وقد عدها النحاة بمعنى " من "، أو " في ".
يقولون: أخرجها متى كمه، والمعنى: من كمه.
ومنه قول عمرو بن كلثوم:
أخيل برقا متى حاب له زجل إذا يفتر من توماضه حلجا
ــــــــــــــــ
1 ـ 44 طه. 2 ـ 1 الطلاق.
39 ـ ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي:
شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج
الشاهد في البيتين قولهما: متى حاب، ومتى لجج. حيث جُرت حاب، ولجج بـ " متى " في لغة هذيل. وفي رأيي أن هذه لهجات لا يعتد بها.
أما ما زاده المالقي من حروف جارة فهو: مُن، ومعْ، ولولا.
1 ـ مُن:
حرف جر للقسم، ولا تدخل إلا على كلمة " الرَّب "، ويجوز في نونها الإظهار، والإدغام مع راء " رب "، ويعلق صاحب رصف المباني عليها بقوله: " والأظهر عندي أن تكون اسما مقتطعا من " ايمُن " التي هي اليمن عند سيبويه رحمه الله، وجمع " يمين " عند الفراء، إذ قالوا: ايمن الله لأفعلن، وقد استدل المالقي على ما ذكر بوجهين:
أحدهما: أن معنى " من ربي "، و " ايمن الله " واحد، وليست حرف جر لأنها لو كانت حرف جر لأوصلت ما بعدها إلى ما قبلها، ولا يستقيم هنا أيضا لها لفساد المعنى.
والثاني: أنّا وجدنا " ايمن " يحذف منها النون فيقال " ايم الله " والألف والياء والنون فيقال: " مَ الله " بالفتح والضم والكسر، ولا يبعد أن تحذف ألفها وباؤها فتبقى
" مُن " فيكون هذا الحذف من التصرف فيها به، كما تصرِّف فيها بغيره من الحذف، إلا أنها لما لزمت الرفع بالابتداء في القسم لا غير، واتصلت بالمقسم به اجتمعت ضمة ميمها مع ضمة نونها، مع حركة ما بعدها فجرت مجرى " طُنُب "، و " عُنُق " فخففت بالسكون فقيل " طُنْب "، و " عُنْق "، ولذلك جاز إظهار نونها مع الراء دلالة على أصل التحريك (1).
ونخلص من كلام المالقي أن " مُن " تكون اسما، ولا تكون حرفا استنادا لما دلل به،
ــــــــــــــــ
1 ـ رصف المباني ص 391، 392.
ناهيك ‘ن إهمال النحاة لها كحرف من حروف الجر، وعدم ذكرها البتة.
2 ـ معْ:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الحروف التي ذكرها المالقي ضمن حروف الجر " معْ " بتسكين العين، فقال: " أعلم أن " مع " تكون ساكنة العين، وتكون متحركتها، فإذا كانت متحركتها فهي اسم مضاف إلى ما بعدها منصوب على الظرفية، وتنون فيقال: معا.
فمثال مجيئها اسما 127 ـ قوله تعالى: {إن مع العسر يسرا} 1.
ومنه قوله تعالى: {قال كلا إن معي ربي سيهدين} 2.
ومثال مجيئها منونة غير مضافة قولنا: جاء الرجلان معا، وهي حينئذ حال منصوبة.
ومنه قول امرئ القيس:
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
40 ـ ومنه قول الصمة القشيري:
حننت إلى ريا ونفسك باعدت مزارك من ريا وشعباكما معا
وإذا سكنت عينها فهي غذ ذاك حرف جر معناه المصاحبة، والعامل فيها فعل وما جرى مجراه كسائر حروف الجر، ولا يحكم فيها بحذف، ولا وزن، ولا يسأل عن بنائها لثبوت الحرفية فيها " (3).
ومن الأمثلة على حرفيتها قول الراعي النميري كما ورد في كتاب سيبويه، وهو 41 ـ لجرير في ديوانه:
فريشي منكم وهواي معْكم وإن كانت زيارتكم لماما
الشاهد في البيت قوله: معْكم، فهي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لـ " هواي "، والتقدير: هواي كائن معكم.
ــــــــــــــــ
1 ـ 6 الشرح. 2 ـ 62 الشعراء.
3 ـ رصف المباني ص 394.
ولا يخفى ما في ذلك من توهم لأن " مع " ظرف يفيد المصاحبة، وقبل بدخول حرف الجر عليه، وينون، ولكن ربما يكون لمن قال بحرفيته العذر على اعتبار تسكين حرف العين، فيكون التسكين قد أخرج الكلمة من الظرفية إلى الحرفية.
3 ـ لولا:
عد كثير من النحويين " لولا " ضمن حروف الجر، إذا اتصل بها الضمير، سواء أكان مخاطبا، نحو: لولاك، أم غائبا، نحو: لولاه، أم متكلما، نحو: لولاي، ومن ذهب من النحاة هذا المذهب: سيبويه، وأصحابه، فقال: " لولاك، ولولاي، إذا أضمرت الاسم فيه جُرَّ " (1).
ويعني بقوله هذا: أن لولا إذا اتصل بها الضمير تكون حرف جر، والضمير في محل جر بها،
42 ـ كقول رؤبة:
وكم موطن لولاي طحت كما هوى بأجرامه من قلة النبق منهوي
الشاهد: لولاي، حيث جر الضمير بـ " لولا "، وهي من حروف الابتداء بدليل أن تلاها ضمير ظاهر منفصل، وما بعدها يكون مرفوعا على الابتداء، وخبره واجب الحذف، نحو: لولا أنت لفعلت كذا.
فلولا: حرف امتناع لوجود " امتناع الجواب لوجود الشرط، والضمير الظاهر المنفصل في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: موجود.
ومن النحاة من يميل إلى ما قاله الأخفش، وبعض الكوفيين: بأن " لولا " تيقى على عملها وهو: الرفع إذا تلاها ضمير مظهر، نحو لولاك، ولولاي، ولولاه.
واستدل على صحة رأيه من وجهين:
1 ـ أن مجيء لولا حرف جر يعني ذلك دخول حرفين على معمول واحد، ويقصد بالحرفين " لو "، و " لا " لأن لولا مركبة منهما، وهذا غير موجود في كلام العرب.
2 ـ إذا جعلنا " لولا " حرف جر فإنها تحتاج إلى ما تتعلق به، لأنها ليست زائدة،
ــــــــــــــ
1 ـ كتاب سيبوبه ج2، ص 373.
كالباء في بحسبك، وليس في الكلام ما تتعلق به، ولا تُقَدر متعلقة به، ناهيك عن كونها تأتي في أول الكلام، ولا تحتاج إلى كلام قبلها، وتكون جوابا له، وهذا كله معدوم في حرف الجر، والحكم عليها بأنها حرف خفض ضعيف، والأولى أن يحكم عليها بالبقاء على كونها حرف ابتداء عند من يرى ذلك (1).
ثانيا ـ حروف تعمل النصب في الأسماء، وحروف تعمل النصب في الأفعال:
النوع الأول ويشمل: إنَّ، أنَّ، إنْ، أنْ، كأنَّ، لكنَّ، ليت، لعل، ولا النافية للجنس، " وغنَّ " عند بعض النحاة وسنفصل القول عنها في موضعه.
النوع الثاني ويشمل: أنْ المصدرية، لن، إذن، كيما، كي، فاء السببية، واو المعية، لام الجحود، لام التعليل، حتى، وحتى، وذلك عند من عمل بالحروف السابقة دون إضمار " أن " المصدرية.
لقد تعرضنا لنواصب الأسماء مفصلا في بابها، إلا " غَنَّ "، وقد جعلها صاحب رصف المباني نظير " لعل "، و " أنَّ " حيث نصب بها الاسم، ورفع بها الخبر، واستشهد على قوله هذا بقول: أبي النجم العجلي نقلا عن أبي القالي في أماليه
" وأغدُ لغَنَّا في الرهان نرسله " (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن الرواية التي أوردها المالقي غير صحيحة فقد وردت في العقد الفريد " لعَنَّا " بالعين، وليس بالغين من قصيدة:
لأبي النجم العجلي طويلة، ومطلعها (3):
ثم سمعنا برهان نأمله قِيد له من كل أفق نرسله
فقلت للسائس قدْه اعجله واغدُ لعَنَّا في الرهان نرسله
ـــــــــــــــــــ
1 ـ كتاب سيبوبه ج2، ص 373.
2 ـ رصف المباني ص 438.
3 ـ العقد الفريد لبن عبد ربه ج1، ص 172.
أما الحروف التي تعمل النصب في الأفعال فقد ذكرنا أيضا مفصلة في بابها ولا حاجة لإعادتها.
ثالثا ـ حروف تعمل الرفع في الأسماء، وهي: ما، ولا، ولات، وإن المشبهات بليس، وقد وردت تلك الحروف في بابها.
رابعا ـ حروف تعمل الجزم في الأفعال وهي: لم، لمّا، إنْ، إذما، لا الناهية، وقد ذكرنا: لم، ولما، ولا الناهية في باب الحروف الجازمة للفعل المضارع.
وإن، وإذما في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين فتبين ذلك رعاك الله.
2 ـ الحروف غير العاملة:
هي الحروف التي إذا سبقت الاسم، أو الفعل لا تعمل فيه كما ذكرنا ذلك في موضعه، ومنها ما لا يسبق الاسم، ولا الفعل، وتسمى الحروف الجوابية، وإليك الحروف غير العاملة برمتها:
الألف، الهمزة، الميم، النون، الفاء، السين، الهاء، الياء، أجل، إذا الفجائية، أل، ألا، ألاّ، إلاّ، أم، أما، أمّا، إمّا، أو، أيّ، إي، أيا، إيّا، بجل، بل، بلى، ثم، جلل، جير، إذ، كلاّ، لكنْ، لو، لوما، نعم، قد، سوف، ها، هيا، هل، هلاّ، وا، وي، يا.
تقسيم الأحرف من حيث مكانها في الكلام:
تنقسم جميع الحروف عاملة، وغير عاملة من حيث مكانها في الكلام إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ حروف تأتي قبل الاسم.
2 ـ حروف تأتي قبل الفعل.
3 ـ حروف تأتي قبل الاسم، والفعل.
أولا ـ الحروف التي تأتي قبل الاسم:
1 ـ حروف الجر: وهي حروف عاملة الجر في الاسم.
2 ـ حرف الاستثناء: إلا، وهو حرف عامل النصب في الاسم، وذكر في بابه.
3 ـ حروف النفي: وهي تعمل النفي في الاسم، ويكون بعدها مرفوعا، وذكرت في بابها.
4 ـ الحروف المشبهة بالفعل " إن وأخواتها "، ولا النافية للجنس، وكلها تعمل النصب في الاسم، وقد ذكر كل منهما في بابه.
5 ـ حروف النداء، وهي حروف غير عاملة، وذكرت في باب النداء.
6 ـ واو المعية، وفي عملها خلاف بين النحاة، راجع ذلك في باب المفعول معه.
7 ـ حرفا المفاجأة: إذا، وإذ، وهما غير عاملين.
نحو: خرجت فإذا رجل بالباب. الاسم بعدها مبتدأ، وخبره واجب الحذف.
ونحو: علمت أن صديقي قد شفي إذ هو مريض. ما بعدها مبتدأ وخبر.
8 ـ حرفا التفصيل: أمّا، وإمّا، وهما غير عاملين.
أ ـ أمّا: وتأتي:
1 ـ حرف شرط غير جازم تلازم الفاء جوابها كثيرا.
128 ـ نحو قوله تعالى: {فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم} 1.
2 ـ حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوبا.
129 ـ نحو قوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر} 2.
3 ـ وتأتي حرف توكيد، 43 ـ كقول الشاعر:
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من مقام
تنبيه: يلاحظ أن " أمّا " التفصيلية يشتبه بها لفظان آخران هما:
ــــــــــــــــ
1 ـ 36 البقرة. 2 ـ 9، 10 الضحى.
أ ـ أحدهما مركب من " أم " المنقطعة، و " ما " الاستفهامية.
130 ـ نحو قوله تعالى: {أمّا ذا كنتم تعلمون} 1.
ب ـ والثاني مركب من " أن " المصدرية، و " ما " التي هي عوض من " كان " (2).
44 ـ كقول العباس بن مرداس:
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
2 ـ إمّا: وتأتي:
أ ـ حرف تفصيل.
131 ـ كقوله تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} 3.
ومنه قول الشاعر:
سأحمل نفسي على آلة فإما عليها وإما لها
ب ـ حرفا للإباحة، نحو: زرنا إما اليوم وإما غدا.
ج ـ حرفا للشك، نحو: خرج من المسجد إما محمد وإما محمود.
د ـ حرفا للإبهام.
132 ـ كقوله تعالى: {وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم} 4
هـ ـ حرفا للتخيير.
133 ـ كقوله تعالى: {إما أن تلقي وإما أن نكون أول الملقين} 5.
ح ـ وتأتي مركبة من " إن " الشرطية، و " ما " الزائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
134 ـ نحو قوله تعالى: {إما تخافن من قوم خيانة فانبِذ إليهم} 6.
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 84 النمل.
2 ـ راجع المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج، ص
3 ـ 3 الإنسان. 4 ـ 106 التوبة.
5 ـ 65 طه. 6 ـ 58 الأنفال.
45 ـ ومنه قول الشاعر:
أيا راكبا إما عرضت فبلغن نداماي من نجران أن لا تلاقيا
9 ـ حروف التنبيه، وهي: ها، يا، أما، ألا، وكلها غير عاملة.
أ ـ ها: حرف تنبيه يدخل على الآتي:
1 ـ أسماء الإشارة، نحو: هذا، هذه، هذان، هاتان، هؤلاء.
135 ـ ومنه قوله تعالى: {هذا سراط مستقيم} 1.
2 ـ على ضمير الرفع. نحو: ها أنا ذا. وتكتب أيضا " هأنذا ".
136 ـ ومنه قوله تعالى: {ها أنتم أولاء تحبونهم} 2.
3 ـ وتدخل على " أي "، و " أية " وصلتي النداء للمنادى المعرف بأل.
نحو قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله} 3.
137 ـ وقوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة} 4.
4 ـ وتدخل على إنَّ المشبهة بالفعل. نحو: ها إن محمدا قادم.
ومنه قول النابغة:
ها إنَّ تا عذرة إنْ لم تكن نفعت فإن صاحبها قد تاه في البلد
ب ـ يا: حرف تنبيه إذا لم يليها منادى ظاهر.
138 ـ نحو قوله تعالى: {يا ليتني مت قبل هذا} 5.
ومنه قوله تعالى: {ألا يا اسجدوا لله الذي يخرج الخبء} 6.
على قراءة من أفرد " يا " وجعل اسجدوا فعل أمر، وهي قراءة الزهري والكسائي (7).
ــــــــــــــــــ
1 ـ 36 مريم. 2 ـ 119 آل عمران.
3 ـ 20 الأنفال. 4 ـ 27 الفجر.
5 ـ 23 مريم. 6 ـ 25 النمل.
73 ـ رصف المباني ص 514.
47 ـ ومنه قول الشاعر:
ألا يا اسلمي ثم اسلمي ثم اسلمي ثلاث تحيات وإن لم تكلمي
ومنه قول الآخر:
يا هل تعود سوالف الأزمان أو لا فمتصرف إلى الحدثان
وقال بعض النحاة: إن " يا " فيما سبق حرف نداء، والمنادى محذوف للعلم به، والتقدير: يا قوم في الآيتين، وفي الشاهد الأخير، ويا فلانة في الشاهد الأول.
أما إذا تلا " يا " المنادى كانت حرف نداء للقريب، والوسط والبعيد، ومن في حكم المنادى كالنائم، والساهي.
نحو: يا معلم ارع تلاميذك، ويا محمد لا تهمل الواجب.
ونحو: يا طالعا جبلا. ويا نائم استيقظ. وللمزيد راجع باب النداء.
ج ـ أما: حرف تنبيه، واستفتاح للحال، وكثيرا ما يليها القسم.
نحو: أما والله لأعاقبن المسيء.
وتستفتح بها الجمل الاسمية، والفعلية على حد سواء.
مثال الاسمية: أما محمد قائم.
ونحو: أما إن المعلم المعلم بعلمه يخدم المجتمع بعلم فذلك أمر لا ريب فيه.
ومثال الفعلية: أما قام أخوك. وأما استيقظ محمد.
48 ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي:
أما والذي أبكى وأضحك والذي أمات وأحيا والذي أمره الأمر
د ـ ألا: حرف استفتاح للتنبيه، والدلالة على تحقيق ما بعدها، وتدخل على الجمل الفعلية، والاسمية، كما هو الحال في " أما ".
139 ـ نحو قوله تعالى: {ألا يوم يأتيه ليس مصروفا عليهم} 1.
ومثال دخولها على الأسماء.
ـــــــــــــــ
1 ـ 8 هود.
140 ـ قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم} 1.
ومنه قوله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} 2.
ومنه قول لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطلا وكل نعيم لا محالة زائل
49 ـ ويكثر مجيء النداء بعدها كقول امرئ:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
وتأتي " ألا " لمعان أخرى لا يتسع لها المجال لذكرها (3).
ــــــــــــــــــ
1 ـ 62 يونس. 2 ـ 18 هود.
3 ـ راجع للاستزادة المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1.
ثانيا ـ الحروف التي تأتي قبل الاسم
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ حروف النصب وهي: " أن " المصدرية، لن، إذن، وهذه تعمل في الفعل بنفسها. ولام الجحود، ولام التعليل، وكي، وفاء السببية، وحتى، وواو المعية، وهذه مختلف في عملها، فبعض النحويين يقول: إنها عاملة في الفعل بنفسها، وفي رأيي المتواضع أنه قول ضعيف، لأن أغلب هذه الحروف تعمل الجر في المصدر الذي تدخل عليه: كاللام، وكي، وحتى، وما دام أن هناك مصدرا مؤولا عملت فيه تلك الحروف، فهذا يعني أنها كانت موطئة للعمل فيما بعدها، وليست هي العاملة، وإنما العامل " أن " المصدرية المضمرة التي انسبكت مع الفعل لتكون مصدرا مؤولا يكون في محل جر بواحد من الحروف التي ذكرنا.
وقال بعضهم: أن تلك الحروف وهي: اللام، وكي، وحتى، لا تعمل في الفعل بنفسها، وإنما قدروا بعدها " أن " المصدرية المحذوفة، وهذا هو الرأي الأصوب عندي، وللمزيد راجع باب نواصب الفعل.
2 ـ حروف الجزم وهي: لم، لمّا، لام الأمر، لا الناهية. راجعها في بابها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 62 يونس. 2 ـ 18 هود.
3 ـ راجع للاستزادة كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1.
3 ـ حروف الشرط وهي: إنْ، إذما، ولو. (1).
نحو قوله تعالى: {إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} 2
وقوله تعالى: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم} 3.
وقوله تعالى: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} 4.
ونحو: إذما تجتهد تنل جائزة.
إذما: حرف شرط مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تجتهد: فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت، تنل: جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
50 ـ ومنه قول: عباس بن مرداس:
إذْ ما أتيت على الرسول فقل له حقا عليك إذا اطمأن المجلس
تنبيه: يجب أن نلاحظ أن " لو " تأتي أيضا حرفا من حروف العرض، والتمني.
نحو: لو تنزل عندنا فتصيب خيرا.
ومثال التمني قوله تعالى: {فلو أن لنا كرة فنكون} 5.
وتأتي حرفا مصدريا كقوله تعالى: {يود أحدهم لو يعمر} 6.
وتأتي حرفا للتعليل. ومنه قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ " اتقوا النار ولو بشق تمرة " (7).
4 ـ حروف العرض وهي: ألا، أما، لو، لولا.
أ ـ ألا: لقد سبق ذكرها ضمن حروف التنبيه، وهي هنا حرف من حروف
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ راجعها في ج2 من الموسوعة، أدوات الشرط الجازمة.
2 ـ 31 النساء. 3 ـ 130 آل عمران.
4 ـ 38 الأنفال. 5 ـ 167 البقرة. 6 ـ 96 النور.
7 ـ للمزيد راجع أدوات الشرط غير الجازمة، وكتابنا المستقصى
في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1.
العرض، ويقصد بالعرض: الطلب بلين، وتختص بالدخول على الأفعال.
141 ـ نحو قوله تعالى: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} 1.
وتأتي حرفا من حروف التحضيض، وهو الطلب بإلحاح، وتختص بالدخول على الأفعال أيضا. نحو: ألا أحسنت إلى الفقراء.
ب ـ أما: يكثر دخولها على الأفعال. نحو: أما تجلس عندنا.
ج ـ لو: نحو: لو تنزل عندنا فتصيب خيرا.
د ـ لولا: نحو قوله تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة} 2.
5 ـ حروف تتطلب جوابا، وهي: لو، لولا، لوما، لمّا.
نحو: لو هطلت الأمطار لاخضرت المراعي.
ومنه قوله تعالى: {فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم} 3.
ونحو: لولا الأمل ما تحقق الحلم.
ومنه قول الشاعر:
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ونحو: لوما تأتينا فنكرمك.
وراجع فيما سبق أدوات الشرط غير الجازمة.
6 ـ الحروف المصدرية: أنْ، ما، كي، لو، أنَّ.
هذه الحروف تنسبك مع ما بعدها من أفعال، ـ ما عدا " أنَّ " لأنها تختص بالدخول على الأسماء ـ وتكون مصدرا مؤولا. وقد مر ذكر كل منها في موضعه.
7 ـ حرفا الاستقبال: السين، وسوف، وهما من الحروف التي تلتحم بالفعل، وتصبح كالجزء منه، فلا يجوز الفصل بينها وبين الفعل.
نحو: سيأتي الله بالفرج القريب.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 22 النور.
2 ـ 22 التوبة. 3 ـ 155 الأعراف.
ومنه قوله تعالى: {سيذكر من يخشى} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
142 ـ ونحو قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} 2.
وسوف في الآية السابقة للوعد، وتأتي أيضا للوعيد.
نحو قوله تعالى: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا} 3.
ويدخل في عداد حروف الاستقبال كل من أحرف النصب، ولام الأمر، ولا الناهية، وإن، وإذما الشرطيتين الجازمتين لفعلين مضارعين، لذلك لا يجوز أن نجمع بين السين أو سوف، وبين أحد الحروف السابقة.
فلا يجوز أن نقول: سوف لن أفعل كذا. بل نقول سوف لا أفعل كذا.
8 ـ حروف التحضيض وهي: لولا، لوما، هلاّ، ألا، إلا.
وقد مر معنا بعض تلك الحروف في باب التنبيه، وبعضها في باب العرض، وها هي تمر في باب التحضيض، أو الحض وهو الطلب بإلحاح، إذا تلاها فعل مضارع.
أ ـ لولا: حرف تحضيض، نحو قوله تعالى: {لولا تستغفرون الله} 4.
143 ـ وقوله تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب} 5.
ب ـ لوما: حرف تحضيض بمعنى " هلاّ "، ويختص بالدخول على الجمل الفعلية.
144 ـ نحو قوله تعالى: {لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين} 6.
ج ـ هلاّ: حرف تحضيض مركب من " هل " الاستفهامية، و " لا " النافية التي لا عمل لها، فإذا دخلت على المضارع أفادت الحث على العمل.
نحو: هلاّ تساعد الضعيف.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 10 الأعلى. 2 ـ 5 الضحى.
3 ـ 30 النساء. 4 ـ 46 النمل.
5 ـ 10 المنافقون. 6 ـ 7، 8 الحجر.
وإذا دخلت على الماضي كانت للتوبيخ، كقول المتنبي:
فهلاّ كان نقض الأهل فيها وكان لأهلها منها التمام
ولا يجوز في " هلاّ " الدخول على الأسماء، فإذا وليها اسم كان على إضمار الفعل (1).
52 ـ كقول الشاعر:
ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة إليّ فهلاّ نفس ليلى شفيعها
د ـ ألا: حرف تحضيض تختص بالدخول على الأفعال. نحو: ألا تؤمنون بالله.
هـ ـ ألاّ: حرف تحضيض يختص بالدخول على الجمل الفعلية الخبرية.
نحو: ألآّ تساعد الضعيف. والعل بعدها مرفوع.
9 ـ حرف الردع كلاّ: وهو حرف ردع، وزجر، وتنبيه على بطلان كلام المخاطب.
نحو قوله تعالى: {كلاّ إن معي ربي سيهدين} 2.
ومنه قول جرير:
كلاّ ولكن ما أبديه من فرق فكي يغروا فيغريهم بي الطمع
10 ـ حروف النفي وهي: لن، لم، لمّا. مر كل منها في بابه.
11 ـ حرف التوقع " قد ": يأتي لعدد من المعاني تختلف باختلاف الفعل الذي يدخل عليه، فإذا دخل على فعل ماض أفاد معنى التحقيق.
نحو قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها} 3.
وقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} 4.
ومنه قول ابن الدمينة:
وقد زعموا أن المحب إذا دنا يَمَلُّ وأن النأي يشفي من الوجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها للمؤلف ج 2.
2 ـ 62 الشعراء. 3 ـ 9 الشمس.
4 ـ 21 الأحزاب.
وإذا دخل على الفعل المضارع أفاد التقليل.
نخو: قد يحضر والدي غدا.
ومنه قول امرئ القيس:
قد أشهد الغارة الشعواء تحملني جرداء معروقة اللحيين سرحوب
وتفيد " قد " أحيانا التحقيق، والتكثير إذا تلاها فعل مضارع، ويلمح ذلك من سياق 145 ـ الكلام. كقوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء} 1.
ومنه قول القطامي:
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
و " قد " من الحروف التي تلتحم مع ما بعدها من الأفعال فتعد كالجزء من، فلا تعمل فيه، ولا يفصل بينهما فاصل إلا القسم إن وجد.
نحو: قد والله شغلتني عليك.
ومنه قول البحتري:
قد لعمري زرناه كهلا وشيخا وعرفناه ناشئا ووليدا
لذلك يخطئ كثير من الكتاب، والشعراء، والمتحدثين حينما يفصلون بين " قد " والفعل المضارع بلا النافية، أو غيرها من حروف النفي الأخرى. كأن يقولون: قد لا أذهب اليوم إلى العمل، وقد لا يكون ذلك في وسعي.
وقد لن يحضر والدي مجلس الآباء ... إلخ.
والصواب أن يقولوا: ربما لا، وربما لن، وهكذا.
ثالثا ـ الحروف المشتركة بين الاسم والفعل:
أ ـ حروف العطف وهي: الواو، الفاء، ثم، حتى، أو، إما، أم، لا، بل، لكنْ، وكلها غير عاملة، وقد فصلنا فيها القول في باب العطف.
ــــــــــــ
1 ـ 144 البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما عدا " إمّأ " فقد عدها كثير من النحويين حرفا عاطفا شبيه في معانيه بـ " أو " فقال الزمخشري: " إن " أو "، و " إمّا " يقعان في الخبر، والأمر، والاستفهام.
نحو: جاءني زيد أو عمرو، وجاءني إما زيد وإما عمرو " (1).
وقال ابن جني في اللمع: " ومعنى " إمّا " كمعنى " أو " في الخبر (أي الشك)، والإباحة، والتخيير. نقول: قام إما زيد وغما عمرو، وكل إما تمرا وإما سمكا، إلا أنها أقعد في لفظ الشك من " أو " (2).
ونستخلص من القولين السابقين أن " إمّا " حرف من حروف العطف الشبيه بـ " أو "، ويأتي لعدد من المعاني:
1 ـ للإباحة، نحو: تعلن إمّا الحساب وإمّا الجبر. واحضر إلينا إما اليوم وإما غدا.
2 ـ للشك، نحو: وصل إما محمد وإما علي.
3 ـ للتخيير: كافئ إما عمرا وإما يوسف.
ومنه قوله تعالى: {إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى} 3.
ب ـ حروف الجواب: وهي حروف غير عاملة تأتي للتصديق والإيجاب، وتشمل: نعم، بلى، إي، أجل، جير، بجلل، جلل، إن، إذن، وللنفي: لا، وكلاّ. وهاكها مفصلة ورأي النحاة فيها.
1 ـ نعم: حرف جواب للتصديق في الاستفهام المثبت، لا محل له من الإعراب.
نحو: نعم، جوابا لمن سأل: هل حضر أخوك؟
ومنه قوله تعالى: {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم} 4.
53 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
فقالت نعم لا شك غير لونه سُرى الليل يحيي نصفه والتهجرُ
ـــــــــــــــــــ
1 ـ المفصل ص 304، وشرح المفصل لابن يعش ج 8، ص 97 وما بعدها.
2 ـ اللمع لبن جني ص182، ورصف المباني للمالقي ص183.
3 ـ 65 طه. 4 ـ 44 الأعراف.
وهي للوعد بعد الطلب أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.
نحو: اضرب المسيء، الجواب: نعم أعدك.
ونحو: لا تقصر في عملك، الجواب: نعم أعدك.
ونحو: هل تضرب المسيء؟ الجواب: نعم أعدك.
وقصد من الإجابة بـ " نعم " في الحالات السابقة الإخبار بالفعل الحاصل، وهو الضرب، أو الإشارة إليه، ووعد السائل به.
وإذا وقعت " نعم " في أول الكلام كانت لإيجاب التوكيد. كقول جميل بن معمر:
نعم صدق الواشون أنت كريمة علىّ وإن لم تصف منك الخلائق
وقد أجمع النحوييون على أن " نعم " لا تأتي إلا جوابا للاستفهام الموجب (المثبت) كما بينا في الأمثلة السابقة، غير أن هنال من علل مجيئها جوابا للاستفهام المنفي، وأنها تقع موقع " بلى "، كما تقع " بلى " موقعها، واستدلوا على ذلك بقول جحدر:
أليس الليل يجمع أم عمرو وإيانا فذاك بنا تدانى
نعم وترى الهلال كما أراه ويعلوها النهار كما علانا
ولكن ذلك مردود بقوله تعالى: {ألست بربكم قالوا بلى} 1.
ألا ترى أنهم لو قالوا نعم لكان كفرا، لأنهم بذلك يصدقون النفي فيكفروا، بينما الجواب بـ " بلى " تنفيه وتوجب الجواب، فيكون الجواب على " نعم " لست ربنا، وعلى " بلى " بل أنت ربنا.
ومما سبق نقول: إن " نعم " لا تقع في موقع " بلى "، بينما العكس صحيح إذ إن " بلى " تقع في موقع " نعم ". و " نعم " في البيت السابق جواب لقول الشاعر: فذاك بنا تدانى، وعلى ذلك لم تكن " نعم " شاهدا على جواب الاستفهام المنفي وهو أليس الليل يجمع أم عمرو، لأن الجواب على ذلك " بلى " ولا خلاف في ذلك.
2 ـ بلى: حرف جواب للإيجاب يجاب به عن الاستفهام المنفي لفظا، أو معنى
ـــــــــــــ
1 ـ 172 الأعراف.
سواء اقترنت به أداة الاستفهام أم لا، ولا يستعمل غيرها.
146 ـ نحو قوله تعالى: {أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} 1.
وقوله تعالى: {أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه بلى قادرين} 2.
ومثال الجواب بها على النفي العاري من الاستفهام: ما قام أخوك، الجواب: بلى.
ومعناه: قام أخي، فحلت " بلى " محل الجملة الواجبة جوابا للنفي.
3 ـ أجل: وتستعمل استعمال " نعم " إلا أن استعمالها مع غير الاستفهام أفضل، وغالبا ما تكون تصديقا للخبر، وكذلك " جير " فهي بمعنى " أجل "، و " ونعم "، ولكن جير أكثر ما تستعمل مع القسم.
مثال الأول: قد نجح أخوك. الجواب: أجل هو كذلك.
ومثال الثاني: جير والله لأقولن الصدق. بمعنى: نعم والله لأقولن الصدق.
وإذا استعملت " أجل " بعد كلام منفي أفادت معنى النفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: أما عملت الواجب؟ الجواب: أجل، وتعني: نعم ما عملت الواجب.
4 ـ بجل: حرف جواب بمعنى " نعم "، وغالبا ما تكون اسما بمعنى " حسب ".
54 ـ كقول الشاعر: بلا نسبة.
عجل لنا هذا وألحقنا بذاك الشحم إنا قد مللناه بجل
ومنه قول لبيد:
ألا إنني أشربت أسود حالكا ألا بجلي من الشراب ألا بجل
5 ـ جلل: حرف جواب مبني على السكون بمعنى " نعم " ينوب مناب الجملة الواقعة جوابا. نحو: هل عملت الواجب؟ الجواب: جلل، أي: نعم.
ويأتي جلل اسما بمعنى عظيم، وبمعنى يسير، أو هين، ولكن ذلك مختلف فيه. فقد ذكر المالقي " أنها لا تكون في كلام العرب إلا بمعنى الجواب خاصة " (3).
ـــــــــــــ
2 ـ 260 البقرة. 3 ـ 3 القيامة.
1 ـ رصف المباني ص 252، والمغني ج1 ص 120.
2 ـ 53 يونس.
ومما استشهد به على اسمية " جلل " قول الحارث بن وعلة:
فلئن عفوت لأعفون جللا ولئن سطوت لأوهنن عظمى
ومنه قول امرئ القيس، وهي بمعنى يسير، أو هين:
أتاني حديث فكذبته بأمر تزعزع منه القلل
بقتل بني أسد سيدهم ألا كل شيء سواه جلل.
6 ـ إيْ: حرف جواب مكسور الهمزة ساكن الياء غير مشددة بمعنى " نعم "، ويغلب وقوعها أمام القسم، وتفيد الإثبات والتوكيد.
نحو: هل حضرت بالأمس؟ الجواب: إي والله. ويعني: نعم والله.
147 ـ ومنه قوله تعالى: {ويستنبئونك أحق هو قل إيْ وربي إنه الحق} 2.
7 ـ إنَّ: حرف جواب بمعنى " نعم "، وتقع بعد الطلب، والخبر.
مثال وقوعها بعد الطلب: كأن تقول: إنه. أي: نعم. جوابا لمن قال: اضرب
عليا. ومثال وقوعها بعد الخبر: كأن تقول: إنه. أي: نعم. جوابا لمن قال: قام محمد.
55 ـ ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
وقائلة أسيت فقلت جير أسيٌّ إنني من ذاك إنهْ
الشاهد في البيت قوله: " إنهْ " وهي جواب بمعنى نعم، والهاء للسكت.
وقد اختلف في " إنَّ " في هذا أهي حرف توكيد ونصب، والضمير اسمها، وخبرها محذوف، أم هي حرف جواب، والهاء المتصل بها للسكت، كما في البيت السابق.
56 ـ ومنه قول ابن قيس الرقيات:
ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنَّهْ
أي: نعم.
وقد استدل الفريق القائل بأنها تأتي بمعنى " نعم " بقول عبد الله بن الزبير مجيبا لمن قال: " لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها " إي: نعم وراكبها (1).
8 ـ إذن: حرف جواب، وجزاء لشرط مقدر، أو ظاهر، كما تأتي جوابا لغير الجزاء.
مثال مجيئها حرف جواب لغير الجزاء قولك: إذن أظنك صادقا.
جوابا لمن قال لك: أحبك.
148 ـ ومنه قوله تعالى: {قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين} 2.
ومثال مجيئها جوابا وجزاء، وغالبا ما يكون لشرط ظاهر، أو مقدر بعد إن، أو لو.
57 ـ كقول كثير:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها
ومثال الثاني قول الحماسي:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إذاً لقام بنصري معشر خشن عند الحفيظة إنْ ذو لُوثة لانا
الشاهد في البيت قوله: إذاً لقام بنصري، وهي بدل من قوله: لم تستبح إبلي، وجملة: لم تستبح إبلي جواب لو، وبدل الجواب جواب.
ومثال مجيئها جوابا وجزاء لشرط مقدر قولك: إذن أكرمك. جواب لمن قال لك: أنا آتيك، والتقدير: إن أتيتني إذن أكرمك.
149 ـ ومنه قوله تعالى:
{ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق} 3.
9 ـ لا: حرف جواب بالنفي، كأن يسألك سائل: هل تأخرت عن العمل؟ فتجيبه: لا، أي: ما تأخرت. وقد تحذف الجملة الفعلية بعدها في الجواب لدلالة السؤال عليها، فتنبو مناب الجملة، كأن تقول في جواب: هل حضر والدم؟ لا، إي ما حضر والدي.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ رصف المباني ص 204، والجنى الداني ص 39، والمغني ج1 ص38.
2 ـ 20 الشعراء. 3 ـ 92 المؤمنون.
ومنه قول ذي الرمة:
أذو زوجة بالمِصر أم ذو خصومة أراك لها بالبصرة العام تاويا
فقلت لها: لا إن أهلي جيرة لأَكْثِبةِ الدهنا جميعا وماليا
الشاهد قوله: " لا " حيث حذف الجملة الفعلية بعدها في الجواب، لدلالة السؤال عليها، والتقدير: لا لم يكن لي زوجة بالِمصر.
10 ـ كلاّ: حرف جواب تفيد معنى النفي والردع.
(يُتْبَعُ)
(/)
كأن تقول لمن يسألك: هل أنت جبان؟ كلاّ.
وفي جوابك بها نفي لصفة الجبن، وردع للسائل، وزجر له.
ومنه قول ابن زيدون:
كلاّ ولا المسك النموم أريحه متعطرا إلا بوسم ثناك
وتأتي " كلاّ " بمعنى " حقا " مرافقا للقسم.
150 ـ كقوله تعالى: {كلاّ والقمر} 1.
وتأتي بمعنى " ألا " الاستفتاحية إذا لم يسبقها في الكلام ما يقتضي الزجر، أو النفي (2).
كقوله تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى} 3.
وقوله تعالى: {كلا إنهم عند ربهم يومئذ لمحجوبون} 4.
3 ـ حرفا التنبيه، أو الاستفتاح: أما، وألا، وهما غير عاملين. راجعهما في بابهما.
4 ـ حرفا الاستفهام: هل، والهمزة، وهما غير عاملين. راجعهما في بابهما.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 32 المدثر. 2 ـ المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها.
3 ـ 6 العلق. 4 ـ 15 المطففين.
5 ـ واو الحال: غير عاملة. راجعها في بابها.
6 ـ حرفا النفي: لا، وما، غير عاملين.
أ ـ " لا " النافية التي لا عمل لها، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:
1 ـ " لا " النافية غير العاطفة، وغير الجوابية، وتختص بالدخول على الأسماء، والأفعال على حد سواء.
مثال دخولها على الأسماء: لا خالدٌ في المدرسة ولا محمدٌ.
ومن شروطها التكرار.
151 ـ كقوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} 1.
ومنه قول الشاعر:
ليس منا المضربون ولا قيس ولا جندل ولا الحداء
الشاهد قوله: ولا قيس، ولا جندل ... إلخ حيث جاءت " لا " نافية مكررة لا عمل لها، ويعرب الاسم بعدها حسب موقعه من الجملة، وهو معطوف على اسم ليس " المضربون ".
ومثال دخولها على الأفعال قول المتنبي:
فتى لا يضم القلب همات قلبه ولو ضمها قلب لما ضمه صدر
ويكثر دخول " لا " النافية غير العاملة على الأفعال المضارعة، كما مثلنا سابقا، وقد تخل على الأفعال الماضية على قلة، ويشترط فيها حينئذ التكرار لفظا، أو معنى.
152 ـ مثال المكررة لفظا قوله تعالى: {فلا صدق ولا صلى} 2.
ومثال المكررة معنى (غير مكررة بلفظها).
153 ـ قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة} 3.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 47 الصافات. 2 ـ 31 القيامة.
3 ـ 11 البلد.
ومنه قول المتنبي:
لا سرت من إبل لو أني فوقها لمحت حرارة مدمعي سيماتها
2 ـ لا النافية العاطفة: وهي التي تعطف ما بعدها على ما قبلها، وتشرك في الإعراب دون المعنى، ومن شروطها:
أ ـ أن يتقدمها إثبات
ب ـ ألا تقترن بحرف عطف.
ج ـ أن يكون ما بعدها ضد لما قبلها (أي: متعاندين).
نحو: يقوم محمد لا خالد.
كما تعطف جملة لا محل لها من الإعراب. نحو: يقوم لا يقعد.
3 ـ لا النافية الجوابية، وهي نقيضة " نعم ". راجعها في بابها.
ب ـ " ما " النافية غير العاملة، وتختص بالدخول على الأفعال ماضية كانت، أو مضارعة.
نحو: ما جاء محمد.
154 ـ ومنه قوله تعالى: {ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي} 1.
ومنه قول كثير:
وما تبصر العينان في موضع الهوى ولا تسمع الأذنان إلا من القلب
أما " لا "، و " ما " النافيتان العاملتان عمل ليس، فراجعهما في بابهما.
7 ـ حرفا التفسير: أي، وأن، وهما غير عاملين، ويقال لهما حرفا العبارة.
أ ـ أي: حرف تفسير لما قبله، وعبارة عنه، وهو يفسر مفردا بمفرد، أو جملة بجملة. مثال المفرد: أنت أسد، أي: شجاع.
58 ـ ومثال الجملة قول الشاعر (بلا نسبة):
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكن إياك لا أقلي
ب ـ أن: مفسرة، لا تأتي إلا بعد فعل القول (2).
ـــــــــــــ
1 ـ 15 يونس. 2 ـ شرح المفصل ج2 ص 141.
نحو: أشرت إليه أن قم، وأمرته أن اقعد.
155 ـ ومنه قوله تعالى: {وأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا} 1.
وقوله تعالى: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} 2.
وقوله تعالى: {وناديناه أن يا إبراهيم} 3.
وبعد العرض السابق لتقسيم الحروف بحسب مكانها من الكلام، نذكر الدارس بأن هناك حروفا لم يكن موضعها ضمن تقسيمنا، لأنها إمّا أن تتداخل بين الاسم، أو الفعل، وإمّا أن تأتي بعد الاسم، أو بعد الفعل سواء أكانت متصلة به، أو منفصلة عنه، وهذه الحروف هي:
اللامات، وحروف تأتي بعد الاسم هي: حرفا الخطاب: الكاف، والتاء، وحرف الإنكار (أحد حروف المد).
وحروف تأتي بعد الفعل وهي: تاء التأنيث الساكنة، ونون التوكيد، وهاء السكت، وشين الوقف، وحرف التذكر.
وحروف الزيادة وهي: إن، أن، ما، لا، من، الباء. ولهذه الحروف مسميات مختلفة، فعضهم يسميها حروف الصلة، أو الحشو، والبعض يسميها حروف الزيادة، أو الإلغاء.
وحروف المضارعة وهي: الهمزة، التاء، الياء، النون.
وحرف الندبة وهو الألف.
وهمزة الوصل، والقطع.
وسنفصل فيها الحديث إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 27 المؤمنون. 2 ـ 6 ص.
3 ـ 104 الصافات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسلام 1975]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 12:21 م]ـ
حماك الله ما شاء الله موضوعك روعة
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 04:32 ص]ـ
النحو فرع المعنى
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل(/)
دروس فى النحو العربى (حروف المعانى) 2
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:41 ص]ـ
أولا ـ اللامات
اللام أحد حروف المعاني الدالة على معنى في غيره، كبقية حروف المعاني الأخرى التي تعرضنا بالحديث عنها، وكما بين ذلك نحاة العربية، وقد ذكر بعض النحويين المحدثين أن اللام تكون حرفا من حروف المعاني التي تدل على معنى في غيرها إذا كانت محصورة في حرف الجر، أما إذا كانت غير جارة كلام الجزم، واللام غير العاملة فهي حرف من حروف المعاني الدالة على معنى في نفسها، وقد شمل هذا التقسيم عند الباحث جميع حروف المعاني، فما كان منها عاملا الجر، جعله من الحروف الدالة على معنى في غيرها، وما كان منها لغير الجر جعله من الحروف الدالة على معنى في نفسها، وأرى في هذا التقسيم أيضا تشتيتا لذهن الدارس، وقد ذكرنا رأينا في هذا الموضوع ولسنا في حاجة إلى معاودة الحديث فيه. وقد اعتمد الباحث في تقسيمه هذا على تعريف بعض الأصوليين للحرف باعتبار أن بعض معناها إيجادي، والبعض الآخر معناه إحضاري، ويقصد بالمعنى الإيجادي أن تلك الحروف وضعت لإيجاد نسبة، أو علاقة بين الألفاظ حين استعمالها في الجملة، فإذا قلنا: سرت من بغداد إلى الشام، فإن حرف الجر " من "، أو " إلى " لم يعط أي دلالة في نفسه سوى القيام بوظيفة الربط بين الفعل والاسم، وإيجاد النسبة بينهما، حيث إننا من خلال استعمال الحرفين السابقين استطعنا أن نفهم أن بغداد كانت نقطة البدء في السير، وأن الشام كانت نقطة الانتهاء.
ويقرر الباحث على ضوء ما سبق أن الحروف الإيجادية لم توضع في اللغة لإيجاد معنى أصلا، وإنما وضعت لتستعمل كأدوات ربط بين الألفاظ ليس غير.
أما الحروف ذات المعنى الإخطاري، فهي الحروف الحاكية عن معنى مخطر في الذهن، أي أن شأنها في الاستعمال شأن الأسماء، والأفعال، فكما أن الأسماء، والأفعال عندما تستعمل تدل على المعنى المفهوم منها، والمتقرر في الذهن، أو الخاطر، والحاضر في الذهن، كذلك الحروف الإخطارية، وتشمل الحروف الإخطارية جميع حروف المعاني التي لا تعمل الجر (1).
أقسام اللام:
تنقسم اللام قسمين:
أ ـ اللام العاملة، وتشمل لام الجر، ولام النصب، ولام الجزم، وقد تعرضنا لتلك في أبوابها، ولا داعي لتكرارها.
ب ـ اللام غير العاملة، وتنقسم إلى أنواع متعددة، وسنتعرض لها بالتفصيل إن شاء الله.
أقسام اللام غير العاملة: ـ
1 ـ لام الابتداء: حكمها الفتح، وتكون لتوكيد مضمون الجملة، وتختص بالدخول على الأسماء الواقعة مبتدآت، أو ما حل في موضعها من المضارع، وتخليصه إلى الحال. مثال دخولها على الأسماء: لمحمدٌ أحق بالجائزة.
156 ـ ومنه قوله تعالى: {ولدار الآخرة خير} 2.
وقوله تعالى: {لأنتم أشد رهبة في صدورهم} 3.
ومنه قول زهير:
ولأنت أشجع حين تتجه الأبطال من ليث أبي أجر
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة: لَيقومُ أخوك، ولَيدخلُ والدك.
كما تدخل على الفعل الجامد لمشابهته بالاسم، كنعم، وبئس.
59 ـ نحو قول زهير:
ولنعم حشو الدرع أنت إذا دُعِيتْ نزال ولُجَّ في الذُّعر
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ بتصرف عن كتاب اللامات للدكتور عبد الهادي الفضلي ص60 وما بعدها.
2 ـ 30 النحل. 3 ـ 13 الحشر.
157 ـ ومنه قوله تعالى: {لبئس ما كانوا يعملون} 1.
كما تدخل على الفعل الماضي المتصرف المقرون بقد.
نحو: إنك لقد فعلت خيرا.
وربما دخلت أيضا على بعض الحروف الناصبة للفعل كـ " أنْ " المصدرية، لأنها تكون مع الفعل في موضع المبتدأ. نحو: لأن تقول الحق خير من أن تصمت.
وعلى " سوف " لأنها تخلص الفعل للاستقبال.
158 ـ نحو قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} 2.
2 ـ اللام المزحلقة: تدخل للام الابتداء السابقة الذكر في مواضع غير التي ذكرنا، فهي تدخل على خبر المبتدأ، ويكون ذلك قياسا إذا كان خبرا لـ " إنَّ " المكسورة الهمزة المشبهة بالفعل (حرف توكيد ونصب).
نحو: إن محمدا لصادق.
159 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الله لغفور رحيم} 3.
وقوله تعالى: {إن ربك لسريع العقاب} 4.
وتدخل على خبر " إن " إذا كان فعلا مضارعا، أو ظرفا، أو جارا ومجرورا.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال دخولها على المضارع قوله تعالى: {إني ليحزنني أن تذهبوا به} 5.
60 ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي:
إني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
ومثال دخولها على الظرف: إن محمدا لعندك.
ومثال دخولها على المجرور قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} 6.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 62 المائدة. 2 ـ 5 الضحى.
3 ـ 18 النحل.4 ـ 167 الأعراف.
5 ـ 13 يوسف. 6 ـ 4 القلم.
وتسمى هذه اللام التي ذكرناها في المواضع السابقة باللام المزحلقة، لأنها تزحلقت من اسم " إن " إلى خبرها.
وقد ذكر الرماني أن هذه اللام " كان حقها أن تكون قبل " إنَّ " إلا أنهم كرهوا الجمع بين حرفي التوكيد فزحلقوا اللام إلى الخبر، وكانت اللام أولى بذلك لأنها غير عاملة، فكان تقديم العامل أولى " (1).
3 ـ اللام الزائدة:
1 ـ إذا دخلت لام الابتداء على خبر المبتدأ، ولم يكن مصدرا بـ " إنَّ " فهي حينئذ زائدة، لآن لام الابتداء لها الصدارة في الكلام.
نحو: لشاعر أنت.
61 ـ ومنه قول رؤبة بن العجاج:
أم الحليس لعجوز شهربة ترضى من اللحم بعظم الرقبة
وقد ذكر ابن هشام في المغني فقال: " اللام الزائدة وهي الداخلة في خبر المبتدأ، واستشهد ببيت رؤبة السابق، وقال: " وقيل الأصل لهي عجوز ".
2 ـ وكما تزاد اللام في خبر المبتدأ، تزاد أيضا في خبر " أن " المفتوحة الهمزة، كقراءة سعيد بن جبير في قوله تعالى: {ألا أنهم ليأكلون الطعام} 2.
62 ـ ومنه قول الشاعر (بلا نسبة):
ألم تكن حلفت بالله العلي أن مطاياك لَمِن خير المطي
3 ـ وفي خبر لكنَّ. نحو: ولكن الأمر لشديد.
ومنه قول الشاعر (بلا نسبة):
يلومونني في حب ليلى عواذلي ولكنني من حبها لعميد
4 ـ وفي خبر ما زال. نحو: ما زال المطر لمنهمرا.
ــــــــــــــــــ
1 ـ كتاب معاني الحروف ص51.
2 ـ 20 لقمان.
ومنه قول كثير عزة:
وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها كالهائم المقصي بكل مراد
5 ـ وفي المفعول الثاني لرأى. نحو: أراك لقادما.
6 ـ في خبر أمسى.
63 ـ كقول الشاعر:
مروا عجالا فقالوا كيف صاحبكم قال الذي سألوا: أمسى لمجهودا (1).
7 ـ وقد تزاد مع " إنْ " الشرطية، وهذا خاص بالشعر كما ذكر ابن هشام.
نحو: لئن قام زيد أقم، وأنت ظالم لئن فعلت.
64 ـ ومنه قول الشاعر:
لئن كانت الدنيا عليَّ كما أرى تباريح من ليلى فللموت أروح
ومنه قول الآخر:
لئن كان ما حدثته اليوم صادقا أصُم في نهار القيظ للشمس باديا
8 ـ وتزاد مع الجار والمجرور للتوكيد.
كقول الشاعر (بلا نسبة):
فلا والله لا يلقى لما بي ولا لِلِما بنا أبدا دواء
ومنه قول الآخر:
إن الخلافة بعدهم لذميمة وخلائقٌ ظرفٌ لِمِما أحقر
9 ـ وتزاد مع لولا للتوكيد أيضا كما في
قول الشاعر (بلا نسبة):
للولا قاسم ويدا مسيلٍ لقد جرت عليك يد غشوم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ روي البيت السابق برواية أخرى هي:
مروا عجالى فقالوا كيف سيدكم فقال من سألوا: أمسى لمجهودا
راجع في ذلك كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها. اللام الزائدة.
ومنه قول الآخر (بلا نسبة):
للولا حصينُ عُقْبةٍ أن أسوءه وأن بني سعد صديق ووالد
10 ـ وزيدت في " بَعْد ".
كقول الشاعر (بلا نسبة):
ولو أن قومي لم يكونوا أعزة لَبَعْدُ لقد لاقيت لا بد مصرعا
وأغلب المواقع التي زيدت فيها اللام في الشواهد السابقة لا يقاس عليها، وإنما يقتصر سماعها على الشعر.
* وتزاد لام البعد، وكاف الخطاب في أسماء الإشارة، يمكن الرجوع إليهما في موضعهما.
هذا وقد زيدت اللام زيادات صرفية في مواضع مختلفة من الكلمة، وقد قسم النحويون زيادتها إلى قسمين:
زيادة لازمة، وأخرى خير لازمة.
الزيادة اللازمة جاءت في ثلاثة مواضع هي: ـ
1 ـ أسماء الموصول. نحو: الذي، والتي، والذين، وفروعها باعتبار أن الأسماء الموصولة معرفة بالصلة على المشهور، لا باللام الاخلة عليها.
2 ـ بعض الأعلام: كـ للات، والعزى، والنضر، والسموءل، واليسع، وغيرها من الأسماء التي لحقتها اللام. فاللام فيها زائدة، لأن تلك الأسماء معرفة في ذاتها بالعلمية كغيرها من بقية الأعلام كمحمد ويوسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ " الآن ": ذكر ابن الناظم أن الألف، واللام في كلمة " الآن " زائدة، فقال: " ونحو الآن فإنه مبني لتضمنه معنى أداة التعريف، والألف واللام فيه زائدة غير مفارقة " (1).
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم ص100، ورصف المبني ص 164.
أما الزائدة غير اللازمة، وتسمى بالعارضة أيضا، وتكون زيادتها في الآتي:
1 ـ المصادر، والأعلام المنقولة المسمى بها على معنى لمح الصفة في أصل التسمية. كالحسن، والحسين، والفضل، والرشيد، والحارث، والضحاك، والمعتصم، والأمين، والمأمون، وغيرها. فالمصادر، والأسماء السابقة، وما شابهها قد سمي بها مجردة من اللام، ثم دخلت عليها اللام للإشارة إلى أصلها الذي نقلت عنه من وصف، أو مصدر.
2 ـ اللام الزائدة زيادة غير لازمة في العدد وتمييزه. نحو: دفعت له الخمسة عشر الجنيهات.
3 ـ وقد زيدت أيضا زيادة غير لازمة في المسموع من الشعر للضرورة، وجاءت هذه الزيادة في موضعين هما:
أ ـ الأعلام.
65 ـ كقول الشاعر:
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيت عن بنات الأوبر
الشاهد قوله: بنات الأوبر، وأراد بنات أوبر، وكلمة أوبر علم لنوع من الكمأة.
ب ـ في التمييز الملحوظ.
66 ـ كقول الشاعر:
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو
الشاهد قوله: " طبت النفس "، وأراد طبت نفسا. (1).
4 ـ اللام الفارقة: هي اللام الواقعة بعد " إنْ " المخففة من الثقيلة.
نحو: إن محمدٌ لقائمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ للاستزادة في هذا الموضوع راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1،
وباب الموصول الحرفي لمعرفة مواطن زيادة أل مفصلة.
ومنه قوله تعالى: {وإن كانت لكبيرة} 1.
160 ـ وقوله تعالى: {إن كل نفس لما عليها حافظ} 2.
وهذه اللام نوع من " لام " الابتداء، فقد ذكر سيبويه، وأكثر النحاة أنها لام الابتداء أفادت مع إفادتها توكيد النسبة، وتخليص المضارع للحال، الفرق بين " إنْ " المخففة من الثقيلة، و " إنْ " النافية، لهذا صارت لازمة بعد أن كانت جائزة، اللهم إن دل دليل على قصد الإثبات " (3).
كقراءة أبي رجاء في قوله تعالى: {وإن كل ذلك لِما متاع الحياة الدنيا} 4.
بكسر اللام، أي: للذي.
5 ـ اللام الوطئة للقسم: وتسمى اللام المؤذنة، وهي التي تمهد لجواب القسم، وتدخل عل أداة الشرط، للئيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها، لا على شرط. 161 ـ كقوله تعالى: {لئن أمرتهم ليخرجن} 5.
وقوله تعالى: {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون} 6.
وغالبا ما يكون دخول اللام الموطئة للقسم على " إن " الشرطية، ولكن سيبويه ذكر أن دخولها لا يقتصر على إن الشرطية، بل تدخل أيضا على " ما " الموصولة، 162 ـ كقوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة} 7.
وقال سيبويه: " والله لئن فعلت لأفعلن، واللام التي في " ما " كهذه التي في " إن ".
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 143 البقرة. 2 ـ 4 الطارق.
3 ـ المغني ج1 ص 231 وما بعدها.
4 ـ 143 البقرة. 5 ـ 4 الطارق.
6 ـ 12 الحشر. 7 ـ 81 آل عمران.
وبالرجوع إلى كتب التفسير نجد أن " ما " في الآية السابقة شرطية، والمعنى لمهما آتيتكم، وعليه فاللام الداخلة عليها تكون موطئة للقسم، تشبيها لـ " ما " الشرطية، بـ " إن " الشرطية، واللام كـ " اللام " الداخلة على " إن "، ولكن لشذوذ دخول اللام الموطئة للقسم على غير " إن " الشرطية، فتكون " ما " موصولة، واللام للابتداء حملا على الأكثر (1).
وقد دخلت " اللام " الموطئة للقسم على " إذ " لمشابهتها " إن " الشرطية.
67 ـ كما في قول الشاعر (بلا نسبة):
غضبتْ عليَّ وقد شربت بجِزَّة فلإذ غضبتِ لأشربنْ بخروف
ودخلت أيضا على " متى ".
68 ـ كقول الشاعر (بلا نسبة):
لمتى صلحت ليقضين لك صالح ولتجزينَّ إذا جزيتَ جميلا
تنبيه: إن دخول اللام فيما سبق على غير " إنْ " الشرطية لا ينقاس عليه.
6 ـ اللام الواقعة في جواب القسم:
لام تدخل على الجمل الاسمية، والفعلية، الواقعة جوابا لقسم ظاهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: أقسم بالله لخالد قادم، وأقسم بالله لأقولن الحق.
163 ـ ومنه قوله تعالى: {تالله لقد آترك الله} 2.
وقوله تعالى: {وتالله لكيدن أصنامكم} 3.
ويكثر في الفعل الماضي المتصرف إذا وقع جوابا للقسم أن يقترن بـ " قد ".
نحو قوله تعالى: {تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض} 4.
وقوله تعالى: {تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك} 5.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ المغني ج1 ص 235.
2 ـ 91 يوسف. 3 ـ 57 الأنبياء.
4 ـ 73 يوسف.5 ـ 63 النحل.
وقد لا يقترن بها كما في قول امرئ القيس:
حلفت لها بالله حلفة فاجر لناموا فما من حديث ولا صالي
وقد تلحق اللام جواب القسم المحذوف، ولم يبق منه إلا المقسم به كما في الآيتين السابقتين، وقد تلحق جواب القسم المحذوف بالكلية.
نحو: لقد قدمتك على المتفوقين.
164 ـ ومنه قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} 1.
وقوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} 2.
7 ـ اللام الواقعة في جواب لو، ولولا:
كقوله تعالى: ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم} 3.
وقوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} 4.
69 ـ ومنه قول الحمير:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت علىَّ ودوني جندل وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر صائح
ومثال اللام الواقعة في جواب لولا.
قوله تعالى: {لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} 5.
ومنه قول المتنبي:
ولولا أنني في غير نوم لكنت أظنني مني خيالا
8 ـ لام البعد: هي اللام الداخلة على أسماء الإشارة للدلالة على البعد، وتعد من أنواع اللامات الزائدة.
165 ـ نحو قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} 6.
ـــــــــــــــ
1 ـ 164 آل عمران. 2 ـ 25 التوبة.
3 ـ 66 النساء. 4 ـ 22 الأنبياء.
5 ـ 251 البقرة. 6 ـ 1 البقرة.
وقوله تعالى: {تلك آيات الكتاب المبين} 1.
9 ـ لام التعجب غير الجارة: يقول عنها ابن هشام، وقد ذكر ذلك ابن خالويه في كتابه المسمى بالجمل " وعندي أنها لام الابتداء دخلت على الفعل الماضي لشبهه في جموده بالاسم، وإما لام جواب قسم مقدر " (2).
نحو: لَظَرُف زيد ولَكَرُم عمر. بمعنى ما أظرفه، وما أكرمه.
10 ـ لام " أل " التعريف: وهي اللام الداخلة على الأسماء راجعها في بابها.
ثانيا ـ حرفا الخطاب: الكاف، والتاء
أولا ـ الكاف: حرف خطاب مبني لا محل له من الإعراب، ويكون في المواضع التالية:
1 ـ اسم الإشارة. نقول: ذلك، وتلك، وذاك.
166 ـ ومنه قوله تعالى: {ذلك الدين القيم} 3.
2 ـ آخر ضمير النصب المنفصل " إياك " وأخواته. لأن " إيا " هو الضمير، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب.
167 ـ نحو قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} 4.
3 ـ بعد الضمير الواقع في الفعل " أرأيت " الذي بمعنى " أخبرني ".
168 ـ نحو قوله تعالى: {أرأيتك هذا الذي كرمت عليَّ} 5.
4 ـ آخر بعض الأفعال، وأسماء الأفعال:
نحو: أبصرك محمدا. وليسك الرجل قائما. ونعمك الطالب عمرو.
وبئسك المهمل فيصل.
ومثال اتصالها بأسماء الأفعال: حيهلك، ورويدك، والنجاءك.
فالكاف في الأفعال السابقة، وأسمائها حرف خطاب مبني لا محل له من الإعراب.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 2 القصص. 2 ـ المغني ج1 ص 237.
3 ـ 40 يوسف. 4 ـ 4 الفاتحة.
5 ـ 62 الإسراء.
5 ـ كما تتصل ببعض الحروف وهي: بلا، وكلا.
نحو: بلاك، وكلاك.
وهذا النوع الأخير لا ينقاس عليه، وإنما ذكرناه للفائدة.
تنبيه:
لقد ورد ذكر " الكاف " في حروف الجر، وقد ورد كحرف خطاب، وورد ضميرا في محل نصب، ثم عددوا لها مواضع إعرابية كثيرة، وفي جميع هذه المواضع تكون مضافة إلى ضميرا منفصلا، ونذكر هنا وروده اسما بمعنى " مثل " وتفيد التشبيه.
فقد أثبت النحويون مجيء " الكاف " بمعنى " مثل " كغيرها من الأدوات الدائرة بين الحرفية، والاسمية، وقد تعرضنا لهذا الموضوع في باب حروف الجر.
وإليك مواضعها الإعرابية مفصلة:
1 ـ تأتي فاعلا.
70 ـ كقول الأعشى:
أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
الشاهد قوله: " كالطعن " فالكاف في محل رفع فاعل، وهي مضاف، والطعن مضاف إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ تأتي " الكاف " في محل رفع مبتدأ.
71 ـ كقول أوس بن حجر:
أبدا كالفراء فوق ذراها حين يطوي المسامع الصدار
ومنه قول المتنبي:
أتت زائرا ما خامر الطيب ثوبها كالمسك من أردانها يتضوع
الشاهد في البيتين السابقين قول الأول: " كالفراء "، وقول الثاني: " كالمسك "، فالكاف في كل من الكلمتين في محل رفع مبتدأ، والفراء، والمسك في محل جر مضاف إليه.
3 ـ تأتي في محل رفع اسم كان.
72 ـ كقول جميل بثينة:
لو كان في قلبي كقدر قلامة حبا لغيرك ما أتتك رسائلي
الشاهد قوله: " كقدر "، فالكاف في محل رفع اسم كان، وقد مضاف إليه.
4 ـ في محل نصب خبر كان.
73 ـ كقول الفرزدق:
وكنت كفاقئ عينيه عمدا فأصبح ما يضيء له نهار
الشاهد قوله: " كفاقئ "، فالكاف في محل نصب خبر كان، وفاقئ مضاف إليه.
5 ـ تأتي مفعولا به.
74 ـ كقول النابغة الذبياني:
لا يبرمون إذا ما الأفق جلله برد الشتاء من الأمحال كالأدم
الشاهد قوله: " كالأدم " فالكاف في محل نصب مفعول به لـ " يبرمون ".
6 ـ وتأتي خبرا لـ " إن ".
كقول مسكين الدارمي:
أخاك أخاك إنَّ من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
فالكاف في " كساع " في محل رفع خبر إن، وساع في محل جر بالإضافة.
7 ـ وتأتي مجرورة بحر الجر.
76 ـ كقول الشاعر (بلا نسبة):
بكاللقوة الشعواء جلت فلم أكن لأولع إلا بالكمي المقنع
الكاف في قوله " بكاللقوة " في محل جر بالباء، وهي مضاف، واللقوة مضاف إليه.
8 ـ وتأتي في محل جر مضافا إليه.
77 ـ كقول الشاعر (بلا نسبة):
تيم القلبَ حبُ كالبدر لا بل فاق حسنا من تيم القلب حبا
الكاف في قوله " كالبدر " في محل جر مضاف إليه للحب، وهي مضاف، والبدر مضاف إليه.
9 ـ تأتي صفة.
78 ـ كقول امرئ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
الشاهد قوله: " كموج " فالكاف في محل جر صفة لليل، وهي مضاف، وليل مضاف إليه.
10 ـ وتأتي الكاف بمعنى " مثل " نائبة عن المفعول المطلق، أو صفة لمفعول مطلق محذوف.
79 ـ كقول جرير:
من سد مطلع النفاق عليكم أم من يصول كصولة الحجاج
الكاف في قوله: " كصولة " إما نائبة عن المفعول المطلق، والتقدير: يصول صولا مثل صولة الحجاج، فحذف المفعول المطلق، وأناب عنه نائبه، أو هي صفة له (1).
ثانيا ـ التاء: ذكرنا في باب الضمائر أن الكاف، والتاء إذا اتصلتا بالفعل، أو اتصلت إحداها به كانت ضميرا متصلا للمخاطب.
نحو: أكرمتك، وأكرمت محمدا، وأكرمك عليٌّ.
ثم ذكرنا أن التاء، والكاف حرفا خطاب، أما الكاف ففصلنا فيها القول أنفا، وأما التاء فهي حرف خطاب إذا لحقت الضمير المنفصل المرفوع.
نحو: أنت كريم، وأنتِ مهذبة.
فالتاء في " أنتَ "، و " أنتِ " حرف خطاب، و" أن " هو الضمير، وهذا مذهب
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج 2.
جمهور النحاة. أما بعض النحويين كالفراء يرى أن مجموع الكلمة " أنت " هو الضمير (1).
وكذلك الحال في " أنتما، وأنتم، وأنتن "، فـ " أن " هو الضمير، والتاء حرف خطاب، والميم زائدة للدلالة على التثنية في أنتما، وعلى الجمع في أنتم، والنون في أنتن حرف زائد للدلالة على النسوة.
ثالثا ـ حرف الإنكار: حرف من حروف المد، كالزيادة اللاحقة للندبة، ويأتي على معنيين:
1 ـ أن تنكر وجود ما ذكر وجوده، وتبطله، كرجل قال: أتاك زيد، وزيد ممتنع أتيانه فينكر لبطلانه عنده.
2 ـ أن تنكر أن يكون على خلاف ما ذكر. كقولك: أتاك زيد، فتنكر سؤاله عن ذلك، وزيد من عادته أن يأتيه.
ومن أمثلة ماسبق أن نقول: أزيدنيه. دون أن نفصل بين الاسم وبين حرف الإنكار بفاصل. ومن العرب من يفصل بين الاسم وحرف الإنكار بفاصل.
نحو قولهم: أزيدانيه. فقد زيدت " إن " بين حرف المد، وبين الحرف الأخير من الاسم.
ويتبع حرف الإنكار حركة الحرف الأخير من الاسم الذي يلحقه، فإذا كانت حركة الحرف الأخير من الاسم مضمومة، ولم يفصل بينه وبين حرف الإنكار بفاصل كانت الزيادة واوا. نحو: قولهم: في جواب من قال: هذا عمر منكرا إياه " أعمروه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان مفتوحا كانت الزيادة ألفا. نحو قولهم: في جواب من قال: رأيت سلمان " أسلماناه ". ــــــــــــــــــــــــ
2 ـ الجنى الداني ص 58، ورصف المباني ص 245،
وشرح المفصل لابن يعش ج 7 ص 126.
وإن كان مكسورا كانت الزيادة ياء. نحو قولهم: في جواب من قال: مررت بحذام: أحذاميه.
وكل ما سبق شبيه بزيادة الندبه، كما هو الحال في الاسم المندوب.
أما إذا كان الحرف الأخير من الاسم ساكنا قدرت الزيادة ساكنة، ثم كسر الساكن الأول لالتقاء الساكنين، وجعلت ما قبل الزيادة ياء من جني الكسرة.
نحو: قولك في جواب من قال: هذا زيدا: أزيدنيه، فالدال مضمومة محكية، وحركتها إعراب، والتنوين متحرك بالكسر، وحركتها بناء لالتقاء الساكنين (1).
ويكون حرف الإنكار في آخر الكلام ومنتهاه، لذلك يقع بعد المعطوف.
نحو: قولك: مجيبا لمن قال: لقيت زيدا وعمرا: أزيدا وعمرنيه.
فقد أسقط حرف الإنكار من المعطوف عليه، ولحق المعطوف، لأنه آخر الكلام، مع كسر التنوين لسكون المد بعده، وتجعل حرف الإنكار " ياء " لانكسار ما قبله.
ويقع بعد الضمة. نحو: أزيدا الطويلاه، جوابا لمن قال: ضربت زيدا الطويل.
ويقع بعد المفعول به. نحو: أضربت عمراه. جوابا لمن قال: ضربت عمر.
ومن الأمثلة السابقة يتضح أن حرف الإنكار (حرف المد) لا يلحق إلا آخر الكلام، فإذا كان آخر الكلام صفة لحقها، ولم يلحق الموصوف، وإذا كان معطوفا لحقه، ولم يلحق المعطوف عليه، وكذلك إذا كان أخر الكلام مفعولا به لحقه ولم يلحق الفاعل ولو كان اسما ظاهرا.
رابعا ـ تاء التأنيث الساكنة:
حرف يختص بالدخول على الفعل الماضي لفظا، سواء أكان في المعنى مستقبلا، أم لم يكن، فتدل على تأنيث فاعله، إما حقيقة، أة مجازا.
مثال دخولها على الماضي مع عدم دلالته على المستقبل، والفاعل مؤنثا حقيقيا: قامت فاطمة.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج 9 ص 51.
169 ـ ومنه قوله تعالى: {إذ قالت امرأة عمران} 1.
ومثال الفاعل المؤنث مجازيا: طلعت الشمس.
ومثال دخولها على الفعل الماضي الدال على المستقبل: إن قامت هند قمت.
ومتى طلعت الشمس يحل الدفء.
ومنه قوله تعالى: {علمت نفس ما قدمت} 2.
* وتاء التأنيث الساكنة حرف بالإجماع سواء تقدمت على الاسم المؤنث، نحو: نجحت مريم. أو تأخرت عنه، نحو: عائشة وصلت.
والدليل على حرفيتها عند تأخيرها عن الاسم بروز ضمير التثنية " الألف " معها فنقول: الطالبتان قامتا. ولو كانت ضميرا لما اجتمعت مع ضمير ألف الاثنين.
* ولا تكون تاء التأنيث إلا ساكنة وصلا، ووقفا. نحو: قامت هند، وسعاد جلست. إلا إذا تلاها ساكن حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. نحو: قامت المرأة.
كما تحرك بالفتح إذا لحقها ألف الاثنين. نحو: المرأتان قامتا.
* وحركتا الكسر، والفتح في تاء التأنيث ليسا أصلا، وإنما حركتان عارضتان، الأولى: أوجدها التقاء الساكنين، والثانية: أوجدها ضمير ألف الاثنين، والأصل التسكين.
* وإذا لحقت تاء التأنيث الاسم، فلا تكون ساكنة، بل تكون متحركة في آخر الاسم أبدا، وتأتي لمعان كثيرة، نذكر منها ما يعود بالفائدة.
1 ـ للتفريق بين الاسم المذكر، والمؤنث. نحو: جاء امرؤ، وجاءت امرأة.
أو للتفريق الصفات المذكرة، والمؤنثة. نحو: هذا مهندس، وهذه مهندسة.
أو للتفريق بين المفرد واسم الجمع. نحو: هذه وردة، وهذا ورد. وهذه تمرة، وهذا تمر، وهذه كمأة، وهذا كمء.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 135 آل عمران. 2 ـ 82 المائدة.
وللتفريق بين المفرد والجمع. نحو: رجل جوال، ورجال جوالة، وهذا بقّال، وهؤلاء بقّالة.
2 ـ تأتي لتوكيد الصفة بغرض المبالغة. نحو: نسابة، للعالم بالنسب.
وعلاّ للعالم بالعلوم المختلفة.
3 ـ تأتي للنسب مفردا. نحو: ثعالبة، في المنسوبين إلى ثعلب. ومهالبة في المنسوبين إلى مهلب. وتغالبة في المنسوبين إلى تغلب، فهي في معنى الثعلبيين، والمهلبيين، والتغلبيين.
4 ـ وتأتي لتأنيث اللفظ فقط اسما، أو حرفا ويعرف بالتأنيث اللفظي. نحو: غرفة، وبسطة.
ونحو: ثُمت، ورُبت، وثَمت، ولعلت.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ وتأتي لتحديد اسم المرة، واسم الهيئة. نحو: جلدته جلدة.
ونحو: جلست جلسة الأمير.
خامسا ـ نون التوكيد:
حرف إما أن يكون ثقيلا " مشددا "، أو خفيفا ساكنا، يختص بالدخول على الأفعال بشروط، ويكون مبنيا لا محل له من الإعراب.
والنون الثقيلة أشد توكيدا للفعل من الخفيفة، لتكرار النون فيها، ويبنى الفعل معها على الفتح، مع توكيده. نحو: تالله لأساعدن الضعيف.
170 ـ ومنه قوله تعالى: {ليسجننَّ وليكوننْ من الصاغرين} 1.
* حكم توكيد الأفعال بالنون وشروطها: ـ
أولا ـ الفعل الماضي:
يمتنع توكيده بالنون مطلقا، لأنه لا يدل على طلب.
نقول: جاء الرجل راكبا، ونام الطفل مبكرا. ولا يصح أن نقول: جاءنَّ الرجل، ولا نامنْ الطفل.
ـــــــــــــــ
1 ـ 32 يوسف.
وما ورد منه مؤكدا فلدلالته على الاستقبال في المعنى.
80 ـ كقول الشاعر:
دامنَّ سعدك إن رحمت متيما لولاك لم يكُ للصبابة جانحا
ومنه ما ورد في الحديث عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم:
" فإمّا أدركنَّ واحد منكم الدجال ".
الشاهد في البيت قوله: " دامنَّ "، وفي الحديث قوله: " أدركنَّ "، وكلاهما فعلان ماضيان جاءا مؤكدان بالنون الثقيلة على غير القياس، والمسوغ لتوكيد الفعل الأول مجيئه مستقبل المعنى، لأنه يدل على الدعاء، ومسوغه في الفعل الثاني مجيئه مستقبل المعنى أيضا، لأنه فعل شرط. والله أعلم.
ثانيا ـ الفعل الأمر:
جائز التوكيد بالنون إذا استدعى الحال ذلك.
تقول: احفظن الدرس، واجلسن مؤدبا، واصبرن على أذى الجار.
وتقول: احفظ الدرس، واجلس مؤدبا، واصبر على أذى الجار.
81 ـ ومنه قول الشاعر:
فيا صاحبي إمّا عرضت فبلغن بني مازن والريب إلا تلاقيا
ثالثا ـ الفعل المضارع:
وفي توكيده ثلاثة أحوال: ـ
1 ـ يجب توكيده بالنون ثقيلة، أو خفيفة بالشروط الآتية:
أ ـ أن يكون جوابا للقسم متصلا بلامه، غير مفصول عنها بفاصل.
ب ـ أن يكون مثبتا مستقبلا.
ج ـ إلا يتقدم معموله عليه.
نحو: تالله لأكافئنَّ المجتهد.
171 ـ ومنه قوله تعالى: {تالله لأكيدن أصنامكم} 1.
وقوله تعالى: {لنتصدقن ولنكونن من الصالحين} 2.
ومنه قول الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
2 ـ يجوز توكيده بالشروط الآتية:
أ ـ إذا كان مستقبلا.
ب ـ أن يكون مسبوقا بأداة من أدوات الطلب، وهي:
1 ـ لام الأمر. نحو: ليقولن الحق أو ليصمت، ويجوز: ليول الحق.
2 ـ لا الناهية. نحو: لا تهملن الواجب.
ومنه قوله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله} 3.
172 ـ وقوله تعالى: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} 4.
ومنه قول الشاعر:
لا تمدحن امرأ حتى تجربه ولا تذمنه من غير تجريب
ونقول: لا تهمل، ولا تقول، ولا يغرك، ولا تمدح.
3 ـ الاستفهام. نحو: هل تفوزن بالجائزة.
ومنه قوله تعالى: {هل يذهبن كيده ما يغيظ} 5.
ومنه قول الشاعر:
يا بنت عمي كتاب الله أخرجنى طوعا وهل أمنعن الله ما فعلا
82 ـ وقول الآخر:
ويا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 57 الأنبياء. 2 ـ 75 التوبة.
3 ـ 23 الكهف.
4 ـ 196 آل عمران. 5 ـ 15 الحج.
وقول الشاعر:
أتهجرن خليلا صان عهدكم وأخلص الود في سر وإعلان
4 ـ التمني. نحو: ليتك تصغينَّ لنصيحتي.
83 ـ ومنه قول الشاعر:
فليتك يوم الملتقى ترينني لكي تعلمي أني امرؤ بك هائم
5 ـ الترجي. نحو: لعلك تصيبن خيرا.
6 ـ العرض: وهو الطلب بلين. نحو: ألا تساعدن المحتاج.
7 ـ الحض، أو التحضيض: وهو الطلب بعنف وشدة. نحو: هلاَّ تقولن الحق.
84 ـ ومنه قول الشاعر:
هلاَّ تمنِّنْ بوعد غير مخلفة كما عهدتك في أيام ذي سلم
ويجوز في الأفعال السابقة عدم التوكيد كما بينا في أول الأمثلة.
ج ـ ويجوز توكيده أيضا إذا وقع الفعل بعد " لا " النافية.
نحو: أحب النشاط ولا أقبلنَّ الكسل.
173 ـ ومنه قوله تعالى: {فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها} 1.
ومنه قول الشاعر:
فلا يغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني والأحلام تضليل
د ـ بعد إمَّا الشرطية.
(يُتْبَعُ)
(/)
174 ـ نحو: قوله تعالى: {إمَّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} 2.
وقوله تعالى: {وإمَّا تعرضنَّ عنهم ابتغاء رحمة من ربك} 3.
ومنه قول الشاعر:
فإما ترينني ولي لمة فإن الحوادث أودى بها
ــــــــــــــــ
1 ـ 16 طه. 2 ـ 200 الأعراف.
3 ـ 28 الإسراء.
سادسا ـ هاء السكت:
هاء ساكنة لبيان حركة الحرف في كل مبني متحرك، أو لبيان الألف في صيغة الندبة.
مثال بيان الحركة في كل مبني متحرك، نقول: بمهْ، ولمهْ، وقهْ، ولم يعطهْ، وارمهْ. ومنه قوله تعالى: {هاؤم اقرءوا كتابيهْ} 1.
175 ـ وقوله تعالى: {ما أغنى عني ماليهْ هلك مني سلطانيهْ} 2.
وبيان حركة الألف، نحو: وامعتصماهْ، واليلاهْ.
* وزيادة هاء السكت تكون واجبة، وجائزة.
الواجبة: هي التي لا يجوز حذفها، أو الاستغناء عنها، وتكون في موضعين:
1 ـ أن تزاد على الفعل الذي بقي على حرف واحد، أو حرفين أحدهما زائد.
نحو: قِهْ. في قولنا: قِ محمدا من الهلاك.
ونحو: لا تقِهْ. في قولنا: لا تقِ محمدا من الهلاك.
2 ـ أن تزاد على " ما " الاستفهامية المجرورة بالإضافة بعد حذف الألف.
نحو: اقتضاء مَهْ؟
أما الجائزة: فتكون في غير الموضعين السابقين، بشرط أن يكون الوقف بها على كل متحرك حركة بناء لا تشبه الإعراب، كـ " ما " الاستفهامية المجرورة بحرف الجر. نحو: بمهْ، ولمهْ.
وبعد الأفعال المحذوفة الآخر جزما، أو وقفا، والضمائر المبنية على الفتح.
نحو: لم يدعهْ، وأعطهْ.
176 ـ ومنه قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} 3.
والضمائر المبنية على الفتح.
177 ـ كقوله تعالى: {وما أدراك ما هيهْ} 4.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 19 الحاقة. 2 ـ 29، 30 الحاقة.
3 ـ 7 الزلزلة. 4 ـ 10 القارعة.
ومنه قول حسان:
إذا ما ترعرع فينا الغلام فما إن يقال له: من هوهْ
ولا يقف بهاء السكت على المبني بناء عارضا كاسم " لا " النافية للجنس، أو المنادى المبني على الضم، أو العدد المركب، ولا تلحق الفعل الماضي وإن كانت حركة بنائه لازمة لشبهه بالمضارع (1).
شين الوقف:
عبارة عن حرف الشين يجعله بعض العرب بدلا من كاف المؤنث في حالة الوقف، حرصا على البيان، لأن الكسرة الدالة على التأنيث تختفي في الوقف فأبدلوها شينا.
نحو قولهم: عليش: في عليك، ومنش: في منك، ومررت بش: في مرري بك.
* وقد تلحق الشين الكاف دون حذفها، ويكون الوقف على الشين.
كقولهم: أكرمتكش: في أكرمتك، ومررت بكش: في مررت بك.
* ولا يكون الوقف بالشين في حالة وصل الكلام بعضه ببعض، وإنما يجب الحذف، وقد سمع موقوفا في الوصل.
كقول الشاعر:
فعيناشِ عيناها وجيدُشِ جيدها سوى أن عظم الساق منشِ دقيق
ومنه قوله تعالى في قراءة بعضهم: {قد جعل ربش تحتش سريا}.
في قوله تعالى: {قد جعل ربك تحتك سريا} 2.
* وشين الوقف تسمى " الكشكشة "، وهي إحدى لغات بني تميم، ومثلها " الكسكسة " في بكر، وهي: إلحاقهم بكاف المؤنث سينا في الوقف.
نحو: مررت بكس: في مررت بك، ونزلت عليكس: في نزلت عليك.
وما سبق من لغات بعض القبائل لا يقاس عليه.
ـــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم ص 812.
حرف التذكر:
حرف مد يزاد بعد الكلمة، أو الحرف إذا أريد اللفظ بما بعده، ونسي ذلك المراد، فيقف متذكرا، ولا يقطع كلامه، لأنه لم ينته منه.
نحو قولهم: قالا: في " قال " بمد فتحة اللام.
ونحو: يقولو: في " يقول " بمد ضمة اللام.
ويتبع حرف المد حركة الحرف الذي قبله، فإن كانت حركة الحرف فتحة، كان حرف التذكر ألفا، وإن كانت حركة الحرف ضمة، كان حرف التذكر واوا، وإن كانت حركة الحرف الكسرة كان حرف التذكر الياء.
نحو قولهم: العامي: في قولهم: في العامِ.
* أما إذا كانت حركة الحرف الأخير من الكلمة التي يتذكر فبها المتكلم، ولا يريد أن يقطع كلامه سكونا، كـ " أل " التعريف في كلمة الرجل، والغلام لزم كسرها تشبيها بالقافية المجرورة إذا كان حرف رويها صحيحا ساكنا.
85 ـ كقول النابغة الذبياني:
أفد الترحل غير أن ركابنا لما يزل برحالنا وكأن قدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاهد قوله: وكأن قدِ، فكسر حرف الدال من كلمة قد، لأنه ساكن في الأصل، وحرك بالكسر لمجيء الساكن بعده.
ومنه قولهم: قدِ احمرَّ البلح.
وعليه نقول في التذكر: قدي، في قد قام.
* أما إذا كانت حركة الحرف الأخير من الكلمة، أو الحرف الذي يتذكر فيه المتكلم مما يكون مفتوحا في حالة، ومكسورا في حالة أخرى بحسب مقتضى الكلام، كحرف الجر " من "، نقول: منَّا، في حالة مجيئها مفتوحة، في مثل قولك:
غضبت منَ الرجل.
ونقول " منِّي " في حالة مجيئها مكسرة في مثل قولنا: غضبت منِ ابنك.
وما ذكرناه آنفا ينطبق على كل ساكن وقفت عليه، وتذكرت بعده كلاما فأنه يلزم فيه الكسر، مع إشباع الكسرة للاستطالة، والتذكر، إن كان مما يكسر، إذا تلاه ساكن، أما إذا كان الحرف الساكن مما يكون مضموما، ووقفت عليه متذكرا، ألحقته واوا. كقولك: " مذو "، في: ما رأيتك مذ اليوم.
فـ " مذ " إذا جاء ساكن بعدها ضمت، لأن الأصل في " منذ " الضم.
حروف الزيادة: إنْ، أنْ، ما، لا، من، والباء.
وهي حروف تزاد في وسط الكلام، وتكون زيادتها للتأكيد ليس غير. فدخولها في الكلام كخروجها، إذ إنها لا تحدث معنى إعرابيا، وقد تسمى بعض النحاة هذه الحروف بحروف الزيادة، وسماها البعض بحروف الصلة، أو الحشو.
أولا ـ " إن " المكسورة الهمزة، الساكنة النون، تكون زيادتها غالبا بعد " ما " النافية، وتكون هذه الزيادة على نوعين: ـ
1 ـ نوع تكون فيه " إن " زائدة مؤكدة. نحو: ما إن رأيته. والمقصود: ما رأيته.
فـ " إن " في الكلام السابق زائدة، لم يكن لوجودها في الكلام أي أثر إعرابي.
ومنه قول دريد بن الصمة:
" ما إن رأيت ولا دريت به "
الشاهد قوله: " ما إن " فزاد " إن " بعد " ما "، وتقدير المعنى: ما رأيت.
86 ـ ومنه قول الكميث:
فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرين
1 ـ نوع تكون فيه " إن " زائدة كافة، وهذا النوع لا اختلاف فيه عن النوع السابق، وإنما يحدده نوع " ما " النافية التي تسبق " إن " الزائدة.
نحو: ما إن محمد قائم.
فـ " ما " النافية إما أن تكون حجازية، أو تميمية. فإذا كانت حجازية فهي نافية عاملة، و " إن " بعدها زائدة كافة لها عن العمل، ويكون ما بعدها مبتدأ وخبر، مثلها مثل " ما " الكافة لـ " إنَّ " الثقيلة عن العمل.
178 ـ نحو قوله تعالى: " إنما المؤمنون إخوة} 1.
وإذا كانت " ما " تميمية فهي نافية لا عمل لها، وتمون " إن " بعدها زائدة مؤكدة للنفي كما في النوع الأول، ونحو: ما إن رأيت.
* وزاد " إن " المؤكدة مع " ما " المصدرية، فيكونان معا بمعنى " الحين والزمان ".
نحو: انتظرنا ما إن جلس القاضي. والمعنى: زمان جلوسه.
179 ـ ومنه قوله تعالى: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت حيا} 2.
والمعنى: مدة دوامك، أو زمن دوامك حيا.
حيث انسبكت " ما " مع الفعل مكونة مصدرا مؤولا يستعمل بمعنى الحين، ويكون الظرف هو الاسم المحذوف الذي أقيم المصدر مقامه.
فإذا قلنا: سأجلس ما دمت جالسا. يكون التقدير: سأجلس مدة جلوسك.
فحذفنا الظرف، وهو كلمة " مدة "، أو " وقت " وجعلنا المصدر مكانها.
87 ـ ومنه قول معلوط القريعي:
ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيرا ما يزال يزيد
والمعنى: رج الخير له إذا رأيته يزداد على السن والكبر خيرا.
ثانيا ـ " أن " المفتوحة الهمزة الساكنة النون:
تزاد " أن " بعد " ما ". نحو: لما أن جاء المعلم قمنا إجلالا له.
180 ـ ومنه قوله تعالى: {ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} 3.
فـ " أن " في الآية زائدة للتوكيد، ويدلنا على ذلك قوله تعالى في سورة هود:
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 10 الحجرات. 2 ـ 117 المائدة.
3 ـ 33 العنكبوت.
" ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} 1. فلا اختلاف في المعنى بين الآيتين.
كما تزاد " أن " في القسم. نحو: أما والله أن لو فعلت لفعلت.
ثالثا ـ " ما " الزائدة: تزاد " ما " على ضربين: ـ
1 ـ زائدة كافة سواء أكان ذلك للاسم، أم للفعل، أم للحرف.
مثال زيادتها وكفها للاسم: حضرتُ بعدما أنتم قيام.
ونحو: بينما نحن نستمع لشرح المعلم قرع الجرس.
88 ـ ومنه قول كثير عزة:
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما نحن بالبلاكت فالقا ع سراعا والعيش تهوي هويَّا
الساهد قوله: بينما نحن، فقد زيد " ما " بعد " بين " فكفتها عن العمل، والأصل في الظرف أن يجر ما بعده من الأسماء بالإضافة، فزيادة " ما " أبطل هذا العمل، وجاء بعدها جملة ابتدائية.
وزيادتها على الفعل نحو: قلما، وطالما.
وهي حينئذ تكفه عن العمل، وتجعله صالحا لدخوله على فعل آخر.
نحو: قلما أحضرُ، وطالما انتظرتُ.
ودخولها على الفعل تجعله كالحرف، فيستغي عن الفاعل، لتهيئته للدخول على فعل أخر، وهذا ممتنع في الأفعال في غير هذا الموضع.
وتزاد على الحر الحرف فتكفه عن العمل من ناحية، وتهيئه للدخول على ما لم يدخل عليه قبل الكف من ناحية أخرى.
مثال الأول: كأنما عليٌّ أسد، ولعلما محمدٌ قادم.
181 ـ ومنه قوله تعالى: {إنما إلهكم إله واحد} 2.
وقوله تعالى: {إنما أنت مذكر} 3.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 77 هود. 2، 3 ـ 21 الغاشية.
182 ـ ومثال الثاني قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} 1
وقوله تعالى: {كأنما يساقون إلى الموت} 2.
وقوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} 3.
2 ـ زائدة مؤكدة غير كافة، وهي نوعان:
أ ـ أن تكون عوض عن محذوف. نحو: أمَّا أنت قائما قمت معك.
ومنه قول الشاعر:
أبا خراشة أمَّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبُعُ
الشاهد قوله: أما أنت " فأما ": هي " أن " زيدت إليها " ما " للتوكيد، وهذه العبارة عوض من " كان " المحذوفة، والأصل: إن كنت ذا نفر.
ب ـ أن تكون زيادتها لمجرد التوكيد، وهذا كثير في القرآن الكريم، والشعر، والنثر. نحو: غضبت من غير ما جرم. وعنفت من غير ما سبب.
فـ " ما " زائدة، والأصل: من غير جرم، ومن غير سبب.
ومنه قولهم: جئت لأمر ما. فـ " ما " زائدة، والمقصود: ما جئت إلا لأمر.
رابعا ـ " لا " الزائدة:
تزاد " لا " وتكون ملغاة لمجرد تأكيد النفي، كما هو الحال في " ما ".
183 ـ نحو قوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب} 4.
وقوله تعالى: {لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم} 5.
فـ " لا " في الآيتين زائدة للتأكيد.
ـــــــــــــــ
1 ـ 28 فاطر. 2 ـ 6 الأنفال.
3 ـ 2 الحجر. 4 ـ 29 الحديد.
5 ـ 137 النساء.
خامسا ـ " من " الجارة الزائدة:
تزاد " من " الجارة فيبقى عملها، وتكون للتأكيد، وقد اعتبرت زائدة لأنها لم تحدث معنى جديدا لم يكن قبل دخولها في الكلام، وتكون زيادتها بعد النفي.
نحو: ما صافحت من أحد. وما شاهدت من زائر.
فـ " من " زائدة، وإن كان عملها موجودا، ومنشأ الزيادة من عدم إحداث معنى جديد كما ذكرنا، فلا فرق في المعنى في المثالين السابقين، وفي وقلنا:
ما صافحت أحدا، وما شاهدت زائرا. لأن أحد، وزائر في جميع الأمثلة السابقة يفيد العموم. 184 ـ ومنه قوله تعالى: {ما جاءنا من بشير} 1.
كما تكون زيادتها بعد الاستفهام.
185 ـ كقوله تعالى: {وتقول هل من مزيد} 2.
وقوله تعالى: {هل من خالق غير الله} 3.
سادسا ـ " الباء ":
تزاد " الباء " لتأكيد النفي دون أن تحدث معنى جديدا في الجملة التي تزاد فيها.
نحو قوله تعالى: {وكفى بالله شهيدا} 4.
186 ـ وقوله تعالى: {كفى بالله وكيلا} 5.
وزيادتها تكون في المواضع الآتية: ـ
1 ـ مع المفعول به.
187 ـ نحو قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 6.
فـ " الباء " في قوله " بأيديكم " زائدة لتوكيد النفي بـ " لا ".
والمراد: ولا تلقوا أيديكم، فأيدي مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
ـــــــــــــــ
1 ـ 19 المائدة. 2 ـ 30 ق.
3 ـ 3 فاطر. 4 ـ 79 النساء.
5 ـ 81 النساء. 6 ـ 195 البقرة.
ومنه قوله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} 1.
فـ " الباء " في " بأن " زائدة للتأكيد، وأن واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي يعلم.
ومنه قوله تعالى: {تنبت بالدهن} 2.
2 ـ تزاد " الباء " في خبر ليس وما النافيتين.
188 ـ نحو قوله تعالى: {لست عليهم بمسيطر} 3.
وقوله تعالى: {أليس الله بكاف عبده} 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {ألست بربكم} 5. وقوله تعالى: {لست عليكم بوكيل} 6.
فـ " الباء " في الآيات السابقة زائدة، والاسم بعدها في محل نصب خبر ليس.
ومثال زيادتها في خبر ما قوله تعالى: {وما أنتم بمعجزين} 7.
189 ـ وقوله تعالى: {وما هم بمؤمنين} 8.
وقوله تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد} 9.
وقوله تعالى: {وما أنا بطارد المؤمنين} 10.
3 ـ تزاد مع المبتدأ. نحو: بحسبك درهم.
89 ـ ومنه قول الشاعر (بلا نسبة):
بحسبك في القوم أن يعلموا بأنك فيهم غني مضر
الشاهد قوله: " بحسبك " فالباء زائدة، وحسب مبتدأ.
4 ـ مع خبر المبتدأ:
190 ـ نحو قوله تعالى: {والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها} 11.
ــــــــــــــــ
1 ـ 14 العلق. 2 ـ 20 المؤمنون.
3 ـ 22 الغاشية. 4 ـ 36 الزمر.
5 ـ 172 الأعراف. 6 ـ 66 الأنعام.
7 ـ 134 الأنعام. 8 ـ 8 البقرة.
9 ـ 46 فصلت. 10 ـ 114 الشعراء.
11 ـ 27 يونس.
فـ " الباء " في قوله: بمثلها، زائدة، والمراد: جزاء سيئة مثلها.
5 ـ وزيدت " الباء " في التعجب. نحو: أكرم بمحمد.
191 ـ ومنه قوله تعالى: {اسمع بهم وأبصر} 1.
فـ " الباء " في قوله: " بهم " زائدة، والضمير في محل رفع فاعل لـ " اسمع ".
حروف المضارعة:
هي: الألف، والنون، والياء، والتاء، وتكون في أوائل الأفعال المضارعة لتميزها عن الأفعال الماضية، والأمر.
وسميت بحروف المضارعة لأنها إذا دخلت على الفعل صار يضارع بها الأسماء، أي: يشابهها، وهذه المشابهة تكون من جهتين: ـ
1 ـ أن الفعل يدخله من الإبهام، والتخصيص ما يدخل الاسم، والإبهام في الفعل هو احتماله الحال والاستقبال. والتخصيص فيه: أن يخلص لأحد الزمانين بقرينة تدل على ذلك.
فإذا قلنا: أنا أكتبُ. احتمل الحال، والاستقبال، فإذا قلت: أنت أكتب الآن. خلص الفعل للحال، وإذا قلت: أنا أكتب غدا. خلص الفعل للاستقبال.
وإبهام الاسم: أن يقع في أصوله على ما دخل تحت جنسه.
نحو: رجل، فرس، غلام، امرأة، مدرسة ... إلخ. ويكون تخصيصه بتعريفه بالألف واللام، أو بالإضافة. فنفول: الرجل، والفرس، والغلام وما إلى ذلك.
أو: جاء رجل القوم. وهذه فرس محمد. ووصل غلامكم.
2 ـ أما الناحية الأخرى التي يشابه فيها الفعل الاسم هي: أن يكونا متساويين في عدد الحروف، والحركات، والسكنات.
نحو: ضارب، ويضرب، وكاتب ويكتب.
فاسم الفاعل " ضارب " مكون من أربعة أحرف، وأوله متحرك، وثانيه ساكن، وثالثه ورابعه متحركان. وكذلك الحال في الفعل " يضرب " فهو مكون من أربعة أحرف، وأوله متحرك، وثانيه ساكن، وثالثه ورابعه متحركان.
ولكن هذه القاعدة غير مطردة، وإنما تكون في بعض الأسماء والأفعال. أما القاعدة الأولى فهي مطردة، وهي المعمول بها، والذي يميز الفعل المضارع هو وجود أحد أحرف المضارعة في أوله، وقد جمعت تلك الحروف في كلمة " أنيت ".
أ ـ الهمزة على الألف: وتكون لدلالة الفعل المضارع على المفرد المتكلم.
نحو: أنا أعمل الواجب مبكرا. وأنا أتابع دروسي أولا بأول.
ومنه قول الشاعر:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة أيا جارتا لو تعلمين بحالي
الشاهد قوله: " أقول " فالألف للمضارعة، وهي للدلالة على المفرد المتكلم.
ومنه قوله تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون} 1.
وقوله تعالى: {قال سوف أستغفر لكم ربي} 2.
ب ـ النون: تكون نون المضارعة للدلالة على المثنى المتكلم مذكرين، أو مؤنثين، أو أحدهما مذكرا، والآخر مؤنثا.
نحو: أنا ومحمد نخرج مسرعين. وأنا وفاطمة نحضر مبكرين.
ومنه قوله تعالى: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} 3.
ومنه قول امريء القيس:
خرجت بها نمشي تجر وراءنا على أثرنا ذيل مرط مُرَمَّل
وتدل نون المضارعة كذلك على جماعة المتكلمين، ذكورا كانوا، أو إناثا، أو ذكورا وإناثا. نحو: أنا ومحمد وأخي نذهب إلى المدرسة مبكرين.
ونحو: نحن نذهب إلى الحقل عصرا.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 30 البقرة. 2 ـ 98 يوسف. 3 ـ 35 إبراهيم.
ومنه قوله تعالى: {وما لنا لا نؤمن بالله} 1.
ونحو: محمد وفاطمة وأنا ندرس في مدرسة واحدة.
ونحو: فاطمة ومريم وأنا نسكن معا.
(يُتْبَعُ)
(/)
* كما تدل النون على الواحد المعظم نفسه.
نحو قوله تعالى: {إنَّا نعلم ما يسرون} 2.
وقوله تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} 3.
وقوله تعالى: {نحرج منه حبا متراكما} 4.
* وقد زيدت نون المضارعة في الفعل، لأنها تشبه حروف العلة، أو تبدل من واو وياء العلة بالإدغام.
نحو قوله تعالى: {وما لهم من دونه من وال} 5.
وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه} 6.
فـ " النون " في قوله: " من وال "، مبدله من الواو، وفي قوله " من يفعل " مبدله من الياء وكلاهما بالإدغام.
* وتبدل " النون " من الألف في الوقف. نحو قوله تعالى: {لنسفعا بالناصية} 7.
* ويعرب بالنون كما يعرب بحروف العلة، فهي علامة الرفع في الأفعال الخمسة.
نحو: يأكلون الطعام، ويلعبان في الحديقة، وتساعدين أمك.
ومنه قوله تعالى: {ثم ذرهم في خوفهم يلعبون} 8.
3 ـ الياء: أصل في المضارعة إذا كان حرف علة خالصا، بخلاف أحرف المضارعة الأخرى.
نحو: يقوم الرجل مبكرا، ويذهب أخي إلى المدرسة مسرعا.
ـــــــــــــــ
1 ـ 84 المائدة. 2 ـ 6 يس.
3 ـ 71 الإسراء. 4 ـ 99 الأنعام.
5 ـ 11 الرعد. 6 ـ 231 البقرة.
7 ـ 15 العلق. 8 ـ 91 الأنعام.
ومن الأدلة على أصلية الياء في المضارعة أن الياء إذا كان بعدها واو يليها حرف مكسور، حذفت الواو لوقعها بين الياء، وبين الكسرة.
نحو: يعد، ويزن، ويقف. والأصل: يوعِد، ويوزِن، ويوقِف.
وتكون الياء للدلالة على المذكر الغائب. نحو: أحمد يقوم.
ومنه قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} 1.
والغائبين المذكرين. نحو: الطالبان يقومان.
ومنه قوله تعالى: {وما يعلِّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة} 2.
وعلى جمع الذكور. نحو: الطلاب يقومون.
ومنه قوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون} 3.
وعلى جمع الإناث الغائبات. نحو: الطالبات يقمن.
ومنه قوله تعالى: {الوالدات يرضعن أولادهن} 4.
ومنه قول ابن قيس الرقيات:
ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه
4 ـ تاء المضارعة: تكون في أول الفعل للدلالة على المفرد المخاطب.
نحو: أنت تقول الحق.
ومنه قوله تعالى: {إذ تقول للمؤمنين ألن يكفكم أن يمدكم ربكم} 5.
أو المخاطبة. نحو: أنت تقولين الحق.
ومنه قوله تعالى: {فانظري ماذا تأمرين} 6.
ومنه قول أبي النجم العجلي:
" يابنة عما لا تلومي واهجعي "
ـــــــــــــــ
1 ـ 35 مريم. 2 ـ 102 البقرة.
3 ـ 118 البقرة. 4 ـ
5 ـ 124 آل عمران. 6 ـ 33 النمل.
أو المخاطبين المذكرين. نحو: أنتما تكتبان الدرس.
ومنه قوله تعالى: فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة} 1.
أو المخاطبين المؤنثين. نحو: أنتما يا هاتان تكتبان الدرس.
ومنه قوله تعالى: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} 2.
أو لجماعة الذكور المخاطبين. نحو: أنتم تستيقظون مبكرين.
ومنه قوله تعالى: {إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم} 3.
وقوله تعالى: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم} 4.
أو لجماعة الإناث المخاطبات. نحو: أنتن يا طالبات تحافظن على نظافة الفصل.
ومنه قوله تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية} 5.
حروف التأنيث: الألف، والهمزة، والتاء.
أولا ـ الألف:
أحد الحروف الدالة على تأنيث الكلمة، وهي قسمان: ـ
1 ـ قسم يختص بالتأنيث. 2 ـ قسم يبين التأنيث.
فالقسم المختص بالتأنيث هي الألف الواقعة طرفا في الأسماء، وزائدة عليها، وغير أصلية. كألف " ما "، ولا منقلبة عن أصل كألف " عصا "، ولا ملحقة بأصلي كألف " علقى ومعزى "، وتكون في الثلاثي: كـ " حبلى وسلمى "، وفي الرباعي: كـ " قرقرى وجحجحى "، وفي الخماسي: كـ " بعثرى و طبغطرى ".
وتكون في المؤنث اللفظي، والمعنوي، وفي المذكر المعنوي كـ " طبغطرى "، وتكون في المفرد المذكر كما بينا. وتكون في الجمع كـ " حجلى " جمع حجل، وفي المصادر كـ " الرجعى والدعوى ".
ـــــــــــــــــ
1 ـ 19 الأعراف. 2 ـ 4 التحريم.
3 ـ 17 التغابن. 4 ـ 85 البقرة.
5 ـ 33 الأحزاب.
أما القسم المبين للتأنيث فهي الألف التي تلي هاء الغائبة المؤنثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو: أكرمتها، وساعدتها.
فالألف في أكرمتها، وساعدتها لبيان التأنيث.
ثانيا ـ الهمزة:
هي المبدلة من ألف التانيث الممدودة قياسا كألف: حمراء، وخضراء، وصحراء، وخنفساء، وما شابه ذلك.
* والأصل في مثل هذه الكلمات أن تكون فيها ألف واحدة، إلا أنهم أرادوا أن يبنوها بناء آخر غير بناء المقصورة، فزادوا عليها ألفا أخرى، فاجتمعتا ساكنين فحركت الثانية منهما لأنها المقصورة في الدلالة على التأنيث.
* ولا يجوز أن نعتبر همزة التأنيث أصل في نفسها، بل هي مبدلة من الألف كما ذكرنا، بدليل إبدالها واوا في حالتي جمع المؤنث، والنسب بالياء.
نحو: صحراء: صحراوات، وصحراوي. وحمراء: حمراوات، وحمراوي.
ولو كانت الهمزة أصلية لبقيت على حالها في حالتي الجمع، والنسب، كما هو الحال في همزة " قرَّاء " فإذا صرفنا الكلمة بقيت همزتها دون إبدال.
فنقول: قرأ، وقرأت، ومقرئ، وقارئ، وقارئات.
* وتكون الهمزة علامة للتأنيث في الأسماء الثلاثية المفردة.
نحو: صحراء، وبيداء، وصفراء.
وفي المصادر الثلاثية المفردة أيضا. نحو: سراء، وضراء.
وفي الصفات الثلاثية المفردة. نحو: امرأة حسناء، وخنساء.
وفي أسماء الجمع. نحو: قصباء، وحلفاء (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ قصباء هي: القصب، وحلفاء: نبت، يقال أحلفت الأرض إذا أنبتت الحلفاء،
والمفرد منه حَلِفة، وحَلَفة بكسر اللام وفتحها، مثل فرِحة، وخشَبَة.
اللسان ج3، ص 129، والمعجم الوسيط ج1 ص 192.
* وتلحق همزة التأنيث ما كان على وزن " فُعلاء ".
نحو: ناقة عُشَراء. وامرأة نُفساء.
وما كان على وزن: فِعَلاء ". نحو: سِيَراء (1).
* وتكون في المزيد من الأسماء. نحو: كبرياء. على وزن " فِعلياء ".
ونحو: قاصِعاء. على وزن فاعَلاء. وعاشُوراء. على وزن: فاعُلاء.
ونحو: بركاء. على وزن: فَعَلاء (2). وبرُكاء. على وزن: فَعُلاء.
ونحو: عَقْرُباء. على وزن: فَعُلاء. وخُنْفُساء. على وزن: فُعْلُلاء.
ونحو: زِمَكّاء. على وزن: فِعِلاّء (3). وزَكَرِّياء. على وزن: فَعَلِّياء.
ويلاحظ أن جميع الألفاظ السابقة مفردة.
* وتلحق همزة التأنيث الجمع على وزن: أفعلاء. نحو: أنبياء.
ووزن: فُعلاء.: كـ علماء. (4).
ثالثا ـ تاء التأنيث: سبق ذكرها في موضعها.
حرف الندبة والفصل: الألف.
أولا ـ حرف الندبة: الألف:
مر ذكرها في باب الندبة، وللزيادة نقول: هي ألف تكون لمد الصوت، وبعدها هاء لبسطها، وتمكين مدها. نحو: يا زيداه، ويا عمراه.
وتكون الألف للدلالة على الندبة في المنادى المفرد، وتكون في المضاف إليه.
نحو: يا غلام عمراه.
وتكون في آخر صلة الموصول. ومنه كلامهم: وأمن حفر بئر زمزماه.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ عشراء: ما مضى على حملها عشرة أشهر. سيراء: نوع من النبات.
2 ـ بركاء: تعني ساحة الحرب.
3 ـ الزمكاء، والزمكي منبت ذنب الطائر.
4 ـ رصف المباني ص 144 بتصرف.
ونحو: وا أمير المؤمناه.
ويقول صاحب رصف المباني: " ويجوز في هذه الألف أن تنقلب ياء تارة، وواوا تارة أخرى بحسب الحركة قبلها إذا خيف اللبس. نحو: وا غلامَكيهْ " (1).
ويقول سيبويه: " وتقول: وا غلامَكيهْ إذا أضيفت الغلام إلى مؤنث، وإنما فعلوا ذلك ليفرقوا بينها وبين المذكر إذا قلت: وا غلامكاه " (2).
* ويجب في ألف الندبة أن يفتح ما قبلها دائما سواء كانت الحركة قبلها مكسورة، أو مضمومة، لأنها حينئذ تكون تابعة للألف، ولا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحا.
ثانيا ـ ألف الفصل:
هي الألف الفاصلة بين نون التوكيد، ونون ضمير الجمع المؤنث. نحو: اضربنان، واكتبنان.
فلولا الفصل بالألف بين نون التوكيد، ونون جماعة الإناث، لاجتمعت ثلاث نونات فيقال: اضربْنَنَّ، وذلك مستتقل.
وتأتي للفصل بين الهمزتين لتخلص من الاستتقال أيضا.
ومنه قراءة هشام بن عمار السلمي: {أاأنذرتهم أم لن تنذرهم لا يؤمنون} 3.
ومنه قوله تعالى أيضا: {أاأنزل عليه الذكر} 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هناك من القراء، والنحاة من سيهل الهمزة الثانية بين بين تخفيفا، ولا يدخل ألفا بينها، وبعضهم يدخل الألف مراعاة للأصل، وبعضهم يخففها، ولا يدخل ألفا، لأن الهمزة الأولى عارضة.
90 ـ فمثال الفصل بين الهمزتين قول ذي الرمة:
أيا ضبية الوعساء بين جلاجل وبين القنا أاأنت أم أمّ سالم
الشاهد قوله: " أاأنت " فقد فصل بالألف بين الهمزتين هربا من الاستتقال، وترسم
ــــــــــــــــ
1 ـ رصف المباني ص 120.
2 ـ الكتاب لسيبويه ج2 ص224.
3 ـ 6 البقرة. 4 ـ 8 ص.
على هذا الشكل (آأنت).
ومن أمثلة الجمع بين الهمزتين مع عدم الفصل بالألف قول الشاعر (بلا نسبة):
أأنت الهلالي الذي كنت مرة سمعنا به والأريحي الملقب
غير أن الفصل بينهما أكثر، والله أعلم.
همزة الوصل وهمزة القطع:
أولا ـ همزة الوصل:
هي كل همزة يلفظ بها في أول الكلام، ولا تكتب، للتوصل بها إلى النطق بالساكن، وتسقط في وسطه، وترسم ألفا عليها صاد صغيرة هكذا (اّ).
نحو: انطلق اللاعب مسرعا. واضرب المهمل. واستعمال الفرشاة ضروري.
المواضع التي تكون فيها همزة الوصل:
1 ـ في الأسماء العشرة المسموعة، وهي:
ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اثنان، اثنتان، اسم، است، ايم، ايمن.
2 ـ الأفعال الخماسية، والسداسية الماضية المبدوءة بهمزة، والأمر منها.
نحو: انتصر، انتظم، استعمل، استعان.
ونحو: انتصرْ، انتظمْ، استعمل، استعن.
3 ـ مصادر الأفعال الخماسية، والسداسية المبدوءة بهمزة.
نحو: انتصار، انتظام، استعمال، استعانة.
4 ـ في أمر الأفعال الثلاثية، المفتوحة المضارعة، وساكنة الحرف الثاني، ولم يحذف منها حرف الهمزة.
نحو: اضرب، ارسم، اكتب.
أما أفعال الأمر الثلاثية المحذوفة الهمزة للتخفيف، فهمزتها في الأصل همزة قطع لأنها أصلية.
نحو: مر، وخذ، وكل. وأصلها: أمر، وأخذ، وأكل.
وأمرها أصله: أؤمر، وأؤخذ، وأؤكل. وهي كسائر الأفعال التي يسكن ثانيها في المضارع، غير أن الأفصح حذف همزتها.
5 ـ في " أل " التعريف إذا اتصلت بالاسم. نحو: الرجل، الكتاب.
فاللام حرف تعريف، والألف قبلها همزة وصل (1). أما إذا لم تتصل " أل " التعريف بالاسم فهمزتها همزة قطع.
* ويغلب على همزة الوصل الكسر نحو: انطلق، اعمل، استوي، انتصار.
وتفتح في موضعين هما:
1 ـ مع لم التعريف. نحو: الكتاب، الرجل، الغلام.
2 ـ مع كلمة " ايمن ".
وتكون مضمومة في الأفعال المضمومة الحرف الثالث ضمة أصلية.
نحو: اخرُج، اكتُب، اشتُري، اقتُتل.
فالهمزة مضمومة لأنها تتبع الحرف الثالث المضموم.
أما إذا كانت الضمة غير أصلية فلم تضم الهمزة، وتبقى مكسورة.
نحو: امشوا، اقضوا، ارموا.
لأن الأصل: امشيوا، اقضيوا، ارميوا.
فحذفت الياء استثقالا، وتبع ما قبل الواوِ الواوَ.
وكذلك إذا كان الكسر غير أصلي، وكان الضم أصليا، بقيت الهمزة مضمومة.
نحو: ادعي يا هند. لأن الأصل: ادعوي.
فاستثقلت الضمة مع كسر الواو، فاتبع ما قبلها كسرة، وقلبت الواو ياءً تخفيفا (2).
تنبيهات وفوائد:
1 ـ إذا استغني عن همزة الوصل بهمزة أخرى، كهمزة الاستفهام، حذفت همزة
ـــــــــــــــــــــــــ
1ـ اللمع لابن جني ص 308.
2ـ رصف المباني ص 133، وابن الناظم ص 834، وشرح المفصل ج9 ص137.
الوصل. نحو قوله تعالى: {أصطفى البنات على البنين} 1.
وقوله تعالى: {أتخذتم عند الله عهدا أم تقولون على الله ما لا تفعلون} 2.
91 ـ ومنه قول ابن قيس الرقيات:
فقالت أبن قيس ذا وبعض الشيب يعجبها
والشواهد في الآيتين قوله تعالى: " أصطفى، واتخذتم، والشاهد في البيت قوله:
" أبن ". ففي الشواهد السابقة حذفت همزات الوصل، لدخول همزات الاستفهام عليها، والمبين لذلك أن الهمزات الموجودة في الكلمات السابقة مفتوحة دلالة على أنها همزات استفهام، في حين أن همزات الوصل غالبا ما تكون مكسورة. وقد أدى ذلك إلى أمن اللبس عند الحذف.
2 ـ وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل في لام التعريف " أل " فإن همزة الوصل لا تسقط لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر، لأنهما مفتوحتان، بل تبدل همزة الوصل ألفا.
نحو قوله تعالى: {أآلذكرين حرم أم الأنثيين} 3.
وقوله تعالى: {أآلله خير أما يشركون} 4.
فلو حذفنا همزة الوصل لالتبس علينا الأمر في الهمزة المثبتة، أهي استفهامية أم همزة وصل، لأن كلا من الهمزتين مفتوح.
ثانيا ـ همزة القطع:
كل همزة تثبت في النطق دائما سواء أكانت في أول الكلام، أم وسطه، وترسم ألفا مهموزة هكذا (أ).
وتكون همزة القطع في المواضع التي لم نذكرها في همزة الوصل وهي كالآتي:
1 ـ الفعل الثلاثي المهموز الأول. نحو: أخد، أكل، أمر.
2 ـ الفعل الرباعي الماضي المهموز الأول والأمر منه.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 153. 2 ـ 80 البقرة.
3 ـ 143. 4 ـ 59 النمل.
نحو: أكرم، وأكرمْ، أحسن ن وأحسنْ، وأعطى، وأعطِ، وأنزل، وأنزلْ.
3 ـ مصادر الأفعال الرباعية المهموزة الأول. نحو: إكرام، وإحسان، وإعطاء.
4 ـ الأفعال المضارعة عامة المبدوءة بهمزة المتكلم.
نحو: أعملُ من عمل، أكرمُ من أكرم، أنتصرُ من انتصر، أستعينُ من استعان.
5 ـ في أول الأسماء. نحو: أحمد، إبراهيم، إسماعيل، إمام.
ما عدا الأسماء العشرة المسموعة عن العرب، وذكرناها في همزة الوصل.
6 ـ في أول الحروف. نحو: إنَ، أنَ، إلى، ألا، إلاّ، و " أل " التعريف إذا لم تتصل بالأسماء.
فارس العربية الخـ زيد ــــــــيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 04:31 ص]ـ
النحو فرع المعنى
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل(/)
كيف أوظف صيغ اسم الفاعل واسم المفعول والص
ـ[اسلام 1975]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 03:17 م]ـ
يكف اوظف صيغ اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبه في النحو
هل علي ان احفظها كمجرد اوزان وقوانين
كيف اوظفها في التعبير والنحو وغيرة
اي ما هو عملها(/)
ما ضمير الشأن؟
ـ[اسلام 1975]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 05:02 م]ـ
ما ضمير الشأن؟
سؤال اخر قال تعالى:"مناع للخير معتد أثيم"
كلمة (معتد) من أي أنواع المشتقات؟ مع الشرح.
ساعدوا ضيفتكم الجديدة بارك الله فيكم.
ـ[أنا البحر]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 01:48 ص]ـ
أخي الكريم إسلام سيفيدك هذا الرابط
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8141
وبالنسبة لمعتد فهي اسم فاعل من غير فعل غير ثلاثي اعتدى
حياك الله على أرض الفصيح
ـ[اسلام 1975]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 03:04 م]ـ
بارك الله فيك(/)
هل من مجيب؟
ـ[اليتيمي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:12 م]ـ
قال عدد من العلماء " وذكر النحاس في (أمْ) خلافا ...... " فما هو هذا الخلاف ,؟ والواقع أنني لم أبحث إلا في إعراب القرآن لأنه المتوفر في مكتبتي, فأرجو المساعدة في إيجاد هذا النص من النحاس من خلال كتبه: شرح كتاب سيبويه , التفاحة , وغيرها إن وجد. لا من خلال الكتب الأخرى؛ لأنني أريد تأصيل المسألة.
2 - من هو الأندلسي شارح المفصل للزمخشري؟ وهل كتابه موجود؟
3 - من هو شهاب الدين الحلبي؟ مع ملاحظة أن له تعليقات على مغني اللبيب لابن هشام.
4 - كم شرحا للدماميني على مغني اللبيب؟
5 - كتاب (تعليق الفرائد شرح تسهيل الفوائد) للدماميني هل هو مطبوع؟
6 - ما هو أفضل شرح لديوان زهير بن أبي سلمى؟
__________________
ـ[ابن يعيش]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 03:42 ص]ـ
أهلاً و سهلاً بك أخي اليتيمي لقد فقدناك أين كنت؟
لقد اشتقنا لطلعتك البهية.
أما عن أسئلتك فلا تظن أني لم أقرأها و لكني شغلتك عنها و إليك ما اجتهدت في البحث عنه:
1 ـ الأندلسي شارح المفصل هو: علم الدين اللورقي الأندلسي و شرحه اسمه " المحصل في شرح المفصل " وهو محقق في رسالة علمية في الأزهر و لكن لا علم لي إن كان طبع أم لا؟ و لك أن تراسل مركز صالح كامل للاستفتسارعنه.
2 ـ " تعليق الفرائد " كتاب مطبوع حققه الدكتور: محمد المفدى و لكنه لم يكمل تحقيقه وهو موجود في مكتبة العبيكان بالمدينة.
أما بقية الأسئلة فلا زلت أبحث عنها.
أسأل الله لك التوفيق و السداد
و كل عام و أنتم بخير
ـ[اليتيمي]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 12:53 ص]ـ
شكرا أخي ابن يعيش حفظك الله وبارك فيك أشكرك على اهتمامك وسؤالك, وأسأل الله أن يجمعني بك في القريب العاجل, وكل عام وأنت بخير.(/)
ابن زيدون
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 11:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما إعراب:
ابن زيدون شاعر كاتب
ولكم جزيل الشكر.
ـ[ذو العباءة]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 11:57 م]ـ
مرحبا يا موسى
مبتدأ بعده خبران.
دعني أسألك: هل زيدون ملحق بجمع المذكر السالم؟
وكل عام وأنت بخير.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ذا العباءة، السلام عليكم.
من نافلة القول ان زيدون من المُلحق بجمع المذكر السالم، والملحق بجمع المذكر السالم هو: ما جُمع هذا الجمع ــ جمع المذكر السالم ــ على غير قياس. ومنه ما سُمي به، مثل زيدون وعابدين.
أما إن كان سؤالك حول إعرابه فإليك فصل المقال:
1) يجوز أن يُعرب إعراب جمع المذكر السالم، فنقول: جاء عابدون وزيدون، ورأيت عابدين وزيدين، ومررت بعابدين وزيدين. وهو (الأفصح).
2) ويجوز أن يلزم الياء والنون مع التنوين، والإعراب بالحركات الثلاث، فنقول: جاء زيدونٌ، ورأيت زيدوناً، ومررت بزيدونٍ.
3) ويجوز أن يلزم الواو والنون بلا تنوين، ويعرب إعراب ما لا ينصرف، تشبيهاً له بـ (هارون)، فيجري مجراه، ويكون ممنوعاً من الصرف للعلمية وشبه العجمة. فنقول: جاء عابدونُ وحامدونُ وخلدونُ وزيدونُ، ورأيت عابدونَ وحمدونَ وخلدونَ وزيدونَ، ومررت بعابدونَ وحمدونَ وخلدونَ وزيدونَ. كما نقول: جاء هارونُ، ورأيت هارونَ، ومررت بهارونَ.
ـ[محمد عبدالله محمد]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 05:24 ص]ـ
أخي موسى:
كلامك في الملحق جميل، لكن الواو والنون من زيدون من ليستا -في أصل وضعهما- عربيتين، بل هما زيادة مما اكتسبه العرب من الأسبان، لذا لا يعدان من ملحق جمع المذكر السالم، وإذا تفحصت أسماء المغاربة لعلمت ذلك كابن خلدون، ومثله في الحكم نفطويه وعباسويه، فالقسم الأول منه عربي: نفط، وعباس، وآخره ملحق من الفارسية أو السريانية: ويه.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 08:10 ص]ـ
أخي محمد عبد الله محمد السلام عليكم ورحمة الله.
وكل عام وأنت بخير.
كلامك جميل، وأنا بحاجة منك إلى بعض التفصيل؛
لكن الواو والنون من زيدون من ليستا -في أصل وضعهما- عربيتين، بل هما زيادة مما اكتسبه العرب من الأسبان، لذا لا يعدان من ملحق جمع المذكر السالم، وإذا تفحصت أسماء المغاربة لعلمت ذلك كابن خلدون، ومثله في الحكم نفطويه وعباسويه، فالقسم الأول منه عربي: نفط، وعباس، وآخره ملحق من الفارسية أو السريانية: ويه.
قلت أعلاه، أن الواو والنون ليستا ــ في أصل وضعهما ــ عربيتين.
قد يكون صحيحاً أن الزيادة مضافة ولكننا حينما نعامل الكلمة نعاملها على أنها وحدة واحدة. أليس ذلك أخي محمد صحيحاً؟
وصحيحٌ أن علم الصرف يبحث في بنية الكلمة وما يطرأ عليها من تغيير. ولكن مثل هذه الكلمات قد استوت على سوقها واصبحت كذلك، فأين نصنفها؛ أنقول مثلاً:
زيد ــ ون وتكتبها كذلك؟ أم أنها أصبحت وحدة واحدة؟
فكيف نعاملها في اللفظ والكتابة والإعراب؟
وما جرى عليه علماء النحو والصرف إلحاقها بجمع المذكر السالم.
وعلم النحو يبحث في الجملة، وعليه حين ترد هذه الكلمات في سياق الجملة فإنها تعرب على أنها ملحقة بجمع المذكر السالم، وعلى الأوجه التي ذكرناها.
بانتظار كلامك الجميل.
أخوك موسى.
ـ[محمد عبدالله محمد]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 02:15 م]ـ
أخي موسى: هل تعرب قنسرين وفلسطين وأشباههما جمع مذكر سالم؛ لأن الياء والنون في آخرها.
هكذا يراد تعليل زيدون، فلأن الواو والنون في آخرها أراد من أراد أن يحكم عليها بأنها ملحقة بجمع المذكر السالم، وهذا مكمن الخطأ.
فالملحق إذا سمي بجمع المذكر السالم، بأن يسبق الجمعُ العلميةَ، كأن تجمع زيدا مثلا علة (زيدون) ثم تسمي شخصا بذلك، هنا يكون (زيدون) ملحقا بجمع المذكر السالم.
أما إذا سميت رجلا بزيدون، والواو والنون فيها ليستا للجمع ولا في مرحلة من مراحلها -إلا الشبهَ في الصورة- فينها يحكم على الاسم بالانفراد، ولا تعلق له بجمع المذكر السالم ولا بملحقه.
وإذا كنت تستسيغ هذا في العربية: فاستسغ أن تقول: جاء خلدون، ورأيت خلدين، ومررت بخلدين؟!!!!.
ـ[العمري]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 03:41 ص]ـ
مجرد محاولة
أبن / مبتدأ مرفوع
زيدون/ مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على أخره
شاعر/ خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره
كاتب/ بدل غلط أو الخطأ أو النسيان يأخذ حكم المبدل منه (شاعر) فهو مرفوع بالضمة الظاهره على أخره
ما أدري ممكن هذا الكلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 05:14 ص]ـ
أراى إعرابها هكذا:
ابن زيدون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الحكاية.
شاعر: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
كاتب: خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 01:47 ص]ـ
لعلك أخي العزيز أبا ذكرى تزودنا برأيك في الخلاف أعلاه.
مع الشكر
موسى(/)
أرجو التعقيب على هذا التدريب
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 12:07 ص]ـ
" جلس الزوجان فى الصباح يحتسيان الشاى، ولما رأيانى مقبلاً رفعا رأسيهما نحوى فى قلق فاق قلق الأمس ... فمررت مسرعاً متحاشياً التقاء الأعين، إنه الخوف عليه اللعنة يطاردهما فى مهجرهما الجديد، بأنهما يسيئان الظن بمسيرتى الصباحية ويتوهمان أنها تدور من أجل مراقبتهما. "
" خرج صلاح الدين الأيوبى بجيشه لمقاتلة الفرنجة "
1 - إعرب ما تحته خط
2 - " رد الأمانة إلى أهلها، وادع إلى الخير فتسعد "
خاطب بالعبارة الجمع بنوعيه، مع تغيير ما يلزم
الإجابة
*****
إجابة الإعراب
*********
الأمس:- مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة
التقاء:- مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
إنه:- (إن) حرف ناسخ والهاء ضمير متصل مبنى على الضم فى محل نصب اسم إن
الخوف:- خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة
** وهل من الممكن أن تكون جملة (يطاردهما) خبر ثان لإن؟
عليه:- جار ومجرور فى محل رفع خبر مقدم
اللعنة:- مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الصباحية:- نعت مجرور وعلامة جره الكسرة
الفرنجة:- مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
إجابة السؤال الثانى
************
الجمع المذكر:- ردوا الأمانة إلى أهلها، و ادعوا إلى الخير فتسعدوا
الجمع المؤنث:- ردوا الأمانة إلى أهلها، و ادعوا إلى الخير فتسعدن
أرجو منكم التعقيب على الإجابة وبيان أوجة الخطأ إن وجد
جزاكم الله خيراً
ـ[الأحمر]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 12:39 ص]ـ
السلام عليكم
الفرنجة:- مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة
الجمع المؤنث:- ارددن الأمانة إلى أهلها، و ادعون إلى الخير فتسعدن
جملة (يطاردهما) في محل نصب حال
ـ[علي المعشي]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 05:27 ص]ـ
أيها الإخوة الأعزاء في هذا الصرح الشامخ من صروح العلم والمعرفة
شرُفت بعضوية منتداكم المبارك، وسررت بما لمسته هنا من تفان في خدمة علوم اللغة، وإقبال من الأعضاء على الإفادة والاستفادة ..
أسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء، ويوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى ..
اطلعت على إعراب المفردات و الجمل أعلاه، وسررت بما قرأت، إلا أن لي تعقيبا على إعراب هذه العبارة:
(إنه الخوف عليه اللعنة يطاردهما)
ولكن قبل أن أذكر الإعراب الذي أراه، أود أن أشير إلى التالي:
لو قلنا إن (الخوف) خبر إن، لوجدنا أن المعنى الذي يريده الكاتب لم يتم ..
ألا نلاحظ أن المعنى المراد هو: (إن الخوف يطاردهما)؟
ولكن العربي أحيانا إذا أراد ذكر جملة ذات شأن ودلالة خطيرة أو مهمة، فإنه يسبقها بضمير يسمى ضمير الشأن، وهذا الضمير يكون مبتدأ، وتكون الجملة بعده خبرا له، وقد يدخلون على هذا الضمير (إن) فيكون اسمها، والجملة بعده خبرها، وهذا ما أراه مطابقا للحالة التي نحن بصدد إعرابها.
وعليه يكون الإعراب كالتالي:
إن: حرف ناسخ مبني على الفتح.
الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم إن (ضمير الشأن)
الخوف: مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
عليه: على حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بعلى، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم.
اللعنة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والجملة الاسمية من المبتدأ المؤخر وخبره المقدم (عليه اللعنة) اعتراضية لامحل لها من الإعراب.
يطاردهما: يطارد فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر يعود على الخوف، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم والألف علامة التثنية.
والجملة الفعلية (يطاردهما) في محل رفع خبر المبتدأ الثاني (الخوف).
والجملة الاسمية من المبتدأ الثاني وخبره (الخوف يطاردهما) في محل رفع خبر إن.
هذا ما أراه والله أعلم
وكل عام وأنتم بخير أيها الأحبة.
ـ[المبتدأ]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 01:17 م]ـ
هل تقبلون ملحوظتي هذه مشكورين:
لماذا (عليه اللعنة) هذه العبارة النابية المستمدة من الأجنبي البعيدة عن أدب الإسلام الذي يحرم اللعن إلا لمن لعنه الله ورسوله عليه السلام؟؟؟!!!
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[05 - 11 - 2005, 02:25 م]ـ
صدقت أخي المبتدأ
وهذه دعوة لرفض هذه العبارات
فنحن لا نملك أن نقرب أحدا من رحمة الله أو نطرده ونبعده عنها،
وما ذنب الخوف ليلعن؟؟
ولسنا مأمورين بهذا الدعاء حتى في من حقت عليه اللعنة أعني عدو الله إبليس، وإنما أمرنا بالاستعذة منه والالتجاءإلى الله والاحتماء به لدفع كيده وشره.
بل جاء الوعيد والتنفير من اللعن في غير حديث واحد عن أبي القاسم بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام.
ـ[الطالب العربي]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 03:39 م]ـ
المثال مشابه للأية الكريمة:
(إنه الحق من ربك) http://3ssom.com/uploader/uploads8/1a1.gif
وعليه يكون الإعراب للمثال:
إن: حرف توكيد ونصب. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم إن.
الخوف: خبر إن مرفوع.
جملة (عليه اللعنة) جملة دعائية اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
يطاردهما: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال.(/)