ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:20 ص]ـ
ولكن للأسف بدا لي من خلال تعليقاتكم أكثر من مرة أنكم إنما تبحثون عن العثرات وتحملون الكلام مالايحتمل وليس هذا شأن المنصف من أهل العلم فحسبنا الله ونعم الوكيل
بارك الله فيكم ..
لو طرحت ما بدا لك مما آخر أمره حدس وتخمين وتسور على قلوب الخلق بلا حجة ولا برهان إلا ما يلقيه الشيطان = لكان أجمل بك وأحسن وأعون على صلاح ذات البين ..
وليس بيني وبينك وغيرك ما يحملني على تتبع عثراته، ولكن الدين النصيحة، فأنا وأنت وهو وهي نرى في كتابات الناس ما نطمئن إلى خطئه وإلى وجوب تصحيحه وكشفه، فنقول ونبين وقد يُظن إصابتنا فنشكر، أو يظن خطؤنا فنرد عنه بالحجة ..
وهذا أمر لابد أن يحتمله من تصدر للكتابة -خاصة في المنتديات- التي تكثر فيها فرص المعارضة والنقاش، ومن لم يحتمل هذا = فلا أقل من ألا يلغ في اتهام نيات إخوانه ..
وكان يكفيك يا سيدنا الشيخ أن تبين مقصدك وتكشف إيهام عبارتك ((فلا يعول على رؤيا تعارض ما استقر من الشريعة)) والتي لا يفهم منها عارف بالأصول إلا أنك تتحدث عن حجة الرؤيا مالم تعارض،خاصة وقد عرت عبارتك عن لفظ الاستئناس التي استدركت عبارتك به في مشاركتك الأخيرة، وما كان بدهياً عندك وأنت تلقي عبارتك، لا يلزم أن يصل إلى القارئ كما هو إلا إن وفيتَ العبارة حقها، فإن لم تفعل ووجدنا فيها ما يوهم غير الصواب البدهي = وجب علينا النصح والبيان ..
وكان هذا هو سبيل العلم وأهله، ولكني وأنت وغيرنا نحيد عنه فلا نحسن ..
ولا أظنك ممن يريد أن يكتب فلا يقال له اخطأت، ولا أحسبك-عدا عبارتك الأخيرة- ممن يعجل لرؤية التخطئة تتبعاً للعثرات وهجوماً على الزلات؛ فكلا المسلكين قبيح جداً لا يليق بك كما أحسبك ..
غفر الله لي ولك ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:35 ص]ـ
فتح الله عليكم يا دكتور عيسى وجزاكم خيراً.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:39 ص]ـ
...
وليس بيني وبينك وغيرك ما يحملني على تتبع عثراته، ولكن الدين النصيحة، فأنا وأنت وهو وهي نرى في كتابات الناس ما نطمئن إلى خطئه وإلى وجوب تصحيحه وكشفه، فنقول ونبين وقد يُظن إصابتنا فنشكر، أو يظن خطؤنا فنرد عنه بالحجة ..
وهذا أمر لابد أن يحتمله من تصدر للكتابة -خاصة في المنتديات- التي تكثر فيها فرص المعارضة والنقاش، ومن لم يحتمل هذا
= فلا أقل من ألا يلغ في اتهام نيات إخوانه ..
...
غفر الله لي ولك ..
فتح الله عليكم يا أبا فهر وجزاكم خيراً.
ولأجل ذلك أكتب ما توصل إليه فهمي على المنتديات
وإني لتعليقاتكم على مشاركاتي بالأشواق ..
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:26 م]ـ
بارك الله فيكم دكتور عيسى أما بخصوص التعليقات، فمعلوم بارك الله فيكم أن التشريع انتهى بقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل تشريع بعده فهو بدعة؛ فقول الشيخ السعدي قد تكون سببا لثبوت بعض الأحكام الشرعية واضح في القصر والحصر على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلا داعي لذكر سواه من الأنبياء، فضلا عمن دونهم من الصالحين، لكن هذه المشاركة الطيبة أثارت عندي تساؤلات:
2 - أن صاحب هذه الكبيرة لم يكفر بما فعله؛ولهذا استغفر له النبي صل1 ودعا له. وفي هذا دلالة على أن صاحب الكبيرة مهما عظمت كبيرته لايخرج من الإسلام خلافا لمن كفره من أهل البدع أو جعله في منزلة بين المنزلتين! ألا يقال: هذي حالة خاصة؟ وليس صحابة رسول الله كمن سواهم، واستغفار رسول الله يكفيه. أما من انتحر، فإن لم نكفره فهل يجوز الصلاة عليه؟ وبالتالي دفنه في مقابر المسلمين؟ ومثله المسؤول الفاسد إذا هلك، والمجاهر بالمعصية؟
3 - صحة مذهب أهل السنة في القطع بإنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر خلافا لمن جوز العفو عنهم كلهم من المرجئة؛فإن هذا مخالف لقوله تعالى (((ويغفر مادون ذلك لمن يشاء))) فأخبر أن مغفرته تقع لبعض دون بعض، وهكذا نصوص الشفاعة المتواترة فإنها صريحة في إنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر! ولكن ينبغي عدم الخلط بين إنفاذ الوعيد وإثباته على سبيل الدوام؛ فإن أهل السنة مجمعون على أنه لايخلد في النار أحد من أهل التوحيد مهما عظمت كبيرته. هل ينطبق هذا على المسؤولين الفاسدين، ممن اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله دولا، فكأنهم ورثوه عن آبائهم. ثم إذا تقاعدوا، حجوا واعتمروا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقاموا مشاريع الخير، وبنوا المساجد، ويشهد لهم من حضر موتهم أنهم تشهدوا قبل الغرغرة؟ أينجون من العذاب؟ لا شك أنهم ليسوا مستحقين لشفاعة رسول الله. خاصة أنهم أفقروا الملايين في سبيل إغناء المئات. وأما أصحاب الكبائر المغفور لهم، أليسوا من قصروا فيما بينهم وبين الله، من صلاة وصيام .. ؟ أما حقوق الناس، فديوان لا ينظر الله إليه، ولا يعبأ به؟ وأما من نهب أموال الدولة، ثم مات وأورثها فكيف يرجى له المغفرة؟ أليس الإصلاح شرطا في قبول التوبة، كما قال ربنا {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة160 ذلك أنا كلما ذكرنا مساوئهم جاء المرجئة والمنتفعة بالحديث الضعيف " اذكروا محاسن موتاكم " وقالوا لنا: ليست مفاتيح الجنة والنار بأيديكم. أليس مقتضى اسم الله العدل أن يعذبوا بقدر سرقاتهم وفسادهم، ثم قد أقول قد يدخلون الجنة في آخر المطاف إذا كانوا موحدين؟ وليسوا من جماعة مدد يا حسين، مدد يا بدوي وقد خطر لي أن أفسر قوله صل1" وليديه " من الناحية اللغوية، فأقول: من عادة العرب إذا أرادت التعبير عن أهمية شيء أن تنسبه إلى نفسها، فتستخدم ضمير المتكلم (الياء) كما في " وليدي " وهذا ليس خاصا بالعربية، بل هو معروف في اللغات الأوربية أيضا؛ ويحدث هذا بإضافة العلم إلى ما يقابل ياء المتكلم، كما في الإنجليزية " my Jack " ومعناه " جاكي " وهو يدل هنا وهناك على التحبب أما الهاء فقد نتجت عن مطل الألف فأصله " وليديا " كما في قوله تعالى مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ {28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ {29} الحاقة. وهو يدل على الأسف والندم، أو الندبة والاستغاثة - حسب السياق - والخلاصة: أنه يدل على مكانة هذا الشخص عند رسول الله، سواء أقصد أنه مثل (وليده: ابنه) أم كان اسمه (وليد) فنسبه إلى نفسه صلى الله عليه وسلم
وأخيرا إليكم هذي الطرفة من (العقد الفريد) لها تعلق بالموضوع، وأظنها ستعجبكم
كان بين شريك القاضي والربيع حاجب المهدي معارضة، فكان الربيع يحمل عليه المهدي، فلا يلتفت إليه، حتى رأى المهدي في منامه شريكاً القاضي مصروفاً وجهه عنه، فلما استيقظ من نومه دعا الربيع، وقص عليه رؤياه؛ فقال: يا أمير المؤمنين، إن شريكاً مخالف لك وإنه فاطمي محض؛ قال المهدي: علي به فلما دخل عليه، قال له: يا شريك، بلغني أنك فاطمي، قال له شريك: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تكون غير فاطمي، إلا أن تعني فاطمة بنت كسرى؛ قال: ولكني أعني فاطمة بنت محمد صل1 قال: أفتلعنها يا أمير المؤمنين؟ قال: معاذ الله؛ فماذا تقول فيما يلعنها؟ قال: عليه لعنة الله؛ قال: فالعن هذا - يعني الربيع - فإنه يلعنها، فعليه لعنة الله؛ قال الربيع: لا والله يا أمير المؤمنين ما ألعنها؛ قال له شريك: يا ماجن فما ذكرك لسيدة نساء العالمين، وابنة سيد المرسلين في مجالس الرجال؟ قال المهدي: دعني من هذا، فإني رأيتك في منامي كأن وجهك مصروف عني وقفاك إلي، وما ذلك إلا بخلافك علي، ورأيت في منامي كأن أقتل زنديقاً؛ قال شريك: إن رؤياك يا أمير المؤمنين ليست برؤيا يوسف الصديق صلوات الله على محمد وعليه، وإن الدماء لا تستحل بالأحلام، وإن علامة الزندقة بينة؛ قال: وما هي؟ قال: شرب الخمر والرشا في الحكم ومهر البغي؛ قال: صدقت والله أبا عبد الله، أنت والله خير من الذي حملني عليك. ودخل شريك القاضي على المهدي فقال له الربيع: خنت مال الله ومال أمير المؤمنين؛ قال: لو كان ذلك لأتاك سهمك.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:49 م]ـ
هل ينطبق هذا على المسؤولين الفاسدين، ممن اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله دولا، فكأنهم ورثوه عن آبائهم. ثم إذا تقاعدوا، حجوا واعتمروا، وأقاموا مشاريع الخير، وبنوا المساجد، ويشهد لهم من حضر موتهم أنهم تشهدوا قبل الغرغرة؟ أينجون من العذاب؟ لا شك أنهم ليسوا مستحقين لشفاعة رسول الله. خاصة أنهم أفقروا الملايين في سبيل إغناء المئات. وأما أصحاب الكبائر المغفور لهم، أليسوا من قصروا فيما بينهم وبين الله، من صلاة وصيام .. ؟ أما حقوق الناس، فديوان لا ينظر الله إليه، ولا يعبأ به؟ وأما من نهب أموال الدولة، ثم مات وأورثها فكيف يرجى له المغفرة؟
أليس الإصلاح شرطا في قبول التوبة، كما قال ربنا {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة160 ذلك أنا كلما ذكرنا مساوئهم جاء المرجئة والمنتفعة بالحديث الضعيف " اذكروا محاسن موتاكم " وقالوا لنا: ليست مفاتيح الجنة والنار بأيديكم. أليس مقتضى اسم الله العدل أن يعذبوا بقدر سرقاتهم وفسادهم، ثم قد أقول قد يدخلون الجنة في آخر المطاف إذا كانوا موحدين؟ وليسوا من جماعة مدد يا حسين، مدد يا بدوي
لا يستثنى أحد ممن قال لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه من الشفاعة , ورحمة الله أوسع لنا من عملنا , والتوبة مفتوحة الى أن تطلع الشمس من مغربها ,أو غرغرة النفس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 04:17 م]ـ
لا يستثنى أحد ممن قال لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه من الشفاعة , ورحمة الله أوسع لنا من عملنا , والتوبة مفتوحة الى أن تطلع الشمس من مغربها ,أو غرغرة النفس.
لا أريد الخروج عن الموضوع
لكن هذا القول غير مسلم فيما يتعلق بحقوق الناس
وللتوبة شروط لا بد من توفرها وتحققها جميعا، وإلا وقعنا في الإرجاء، وناقضنا اسم العدل
وننتظر التعليقات
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Sep 2010, 05:33 م]ـ
عند أهل السنة: مسلما بالشفاعة ,والإرجاء هو أن يقال أن العمل لا يضر مع التصديق ,ولكن دخول الإنسان النار هو من العقوبة التي ينالها أهل الكبائر. وقد ذكر ذلك الترمذي في سننه فقال:" قَالَ أَبُو عِيسَى وَوَجْهُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَهْلَ التَّوْحِيدِ سَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَإِنْ عُذِّبُوا بِالنَّارِ بِذُنُوبِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَا يُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ سَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ النَّارِ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ التَّابِعِينَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ
{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}
قَالُوا إِذَا أُخْرِجَ أَهْلُ التَّوْحِيدِ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُوا الْجَنَّةَ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ" سنن الترمذي - (ج 9 / ص 231)
أما العدل فليس هذا ميزانه ,بل أصله لو أن الله عذب أهل الأرض لما كان ظالما لهم ,ولو رحمهم لكانت رحمته أفضل من كل أعمالهم. والرحمة والمغفرة لا تكون ظلما لأحد.
"عَنْ جُنْدَبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ أَوْ كَمَا قَالَ"صحيح مسلم - (ج 13 / ص 58)
"وعن ابن الديلمي قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: قد وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي قال لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار قال ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك قال ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك قال ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك "رواه أحمد وابو داود
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[17 Sep 2010, 11:32 م]ـ
الأخ الكريم رصين الرصين أشكرك على دعائك واهتمامك وهديتك الطريفة وأود أن أعلق على ماذكرتموه بعدة أمور:-
1 - الأصل في النصوص العموم ولايصح قصر النص على صحابي بعينة إلابدليل يخصه بالحكم؛ كحديث أبي بردة بن نيار (اجعلها مكانها - أي العناق - ولن تجزئ عن أحد بعدك)؛ وحينئذ يسري حكم حديث الطفيل على كل منتحر فلا يكفر بذنبه وإن كنا نخشى عليه خشية شديدة؛ لعظم جرمه وإثمه.
2 - أن للإمام الأعظم أن يترك الصلاة على من قتل نفسه كما يتركها على الغال ومن عليه دين؛ ولكنه يتركها تعزيرا لاتكفيرا؛ ولهذا يدفن في مقابر المسلين، ويصلي عليه أهله؛ كما في حديث صلوا على صاحبكم، ويقسم ميراثه على أهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن شفاعة الرسول عامة لكل موحد كما في حديث (فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لايشرك بالله شيئا) فهذا عموم محفوظ لايستثنى منه أحد من الموحدين لا المنتحر ولا المسؤول الفاسد ولا المجاهر بالمعصية ولاغيرهم إلابدليل. نعم ورد عند البيهقي وغيره استثناء بعض الظلمة والغلاة من الشفاعة ولكن الحديث ضعيف لاتقوم به حجة وعلى تقدير احتماله للتحسين بتعدد الطرق فيمكن حمله على بعض صور الشفاعة في الجنة فإن شفاعة النبي لاتختص بدرء العقاب بل تكون أيضا في زيادة الثواب كما هو معروف.
4 - أن شفاعة النبي منوطة بالتوحيد وجودا وعدما وتحقيق هذا الشرط ليس يسيرا كما يتخيله كثير من الناس؛ فالشهادة ليست مجرد كلمة تنطق باللسان؛ وإنما هي قول وعمل؛ فمن لم ينف مانفت من الشرك ويثبت ما أثبتت من التوحيد فلاقيمة لشهادته. وقد ورد في كلامكم إشارة لطيفة لذلك (وليسوا من جماعة مدد يا حسين، مدد يا بدوي)؛ فمن نطق بالشهادة وهو يدعو غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله، أويذبح لغير الله بنية التقرب والتعبد له، أويصرف نوعا أو فردا من العبادة لغير الله؛ كما هو حال كثير من الناس! فهذا الضرب ماقيمة شهادته وهويناقضها روحها وحقيقتها بتصرفاته وأفعاله!
5 - إثبات الشفاعة على وجه العموم لكل موحد لايستلزم الإرجاء ولاالتهاون في شأن أرباب الكبائر؛ لأن الشفاعة قد تحصل ابتداء وقد تحصل بعد تعذيب على أن بعض أهل السنة قطع بأنها إنما تحصل بعد العذاب؛ وحينئذ فغمسة واحدة في النار تنسي أنعم أهل الدنيا كل نعيم كان فيه. فمابالك إذا كان الحال أعظم من ذلك بكثير! وأن منهم من تصيبه النار حتى يكون فحما فإذا أذن فيهم بالشفاعة جيئ بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل: ياأهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل!!! أليس هذا الوعيد الهائل كافيا في عقاب عصاة الموحدين مهما كان جرمهم!
6 - أنا نرجو المغفرة لبعض أصحاب الكبائر لا كلهم ولكنا نقطع بعدم خلود أحد منهم في النار؛ وهذا الحكم لايختص بحق الله بل يعم حق العباد الخاص والعام، ولكن مايتعلق بحق الله أدنى للمغفرة ومايتعلق بحق العباد أدنى إلى المؤاخذة وقد يغفر ببعض الحسنات الماحية؛ كالحج المبرور فقد صح أن الله يتحمل عن صاحبه التبعات وقد ألف ابن حجر كتابا مفردا في ذلك سماه (قوة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج)! ولكن الشرط شديد، وبر الحج ليس سهلا، ومن شرطه الا يكون بمال حرام .... الخ؛ ولهذا قيل لبعض السلف الحاج كثير قال الداج كثير والحاج قليل! وكذلك قد يتحمل الله التبعات بالنوايا الصالحة كما في حديث من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه.
7 - أن مغفرة الكبيرة عند أهل السنة لاتكون بمجرد التوبة كما ذكرتم ولكنها تكون بأمور كثيرة بعضها من العبد؛ كالحسنات الماحية؛ وهي المقبولة قبول رضا أو قبول ثواب؛ وبعضها من الخلق؛ كالدعاء والشفاعة؛ وبعضها من الله؛ كالمصائب المكفرة والعفو المحض بلا سبب من العباد! وهذا يقوي رجاء العبد لنفسه ولغيره دون أن يصل به إلى الإرجاء؛ لأنه ينظر بعينه الأخرى إلى محبطات الأعمال؛ ومن جملتها الكبائر عند المحقيين من أهل السنة؛ فإن الكبيرة تحبط مايعادلها من الحسنات؛ فالربا مثلا يبطل حسنة الجهاد وهكذا! وهو جانب خطر يغفل عنه كثير من الناس نظريا وعمليا، ولكن ينبغي التنبه إلى ماقرره ابن رجب من الفرق بين مذهب أهل السنة والوعيدية في الإحباط؛ فالوعيدية يحبطون الإيمان بالكبيرة وأهل السنة يجعلون الإحباط في العمل دون الإيمان!
8 - وهكذا نرى أن الله كما جعل للكبيرة مايقتضي غفرانها فقد جعل للحسنات ماقديذهب ثوابها؛ ليبقى المرء دائرا بين خوف العقاب ورجاء الثواب دون أن يستقل به أحدهما! وليس المقام سهلا ولايستبين لكل أحد حتى إن ابن القيم وقف في هذا الموضع طويلا ثم قرر في الوابل الصيب أن الذي تحرر عنده أن الحسنات والسيئات تتدافع وتتقابل فأيهما غلب كان التأثيرله!
9 - ذكر الأخ رصين اسم العدل وأن موجبه مؤاخذة المجرم بجرمه! وهذا حق ولكن يجب النظر مع ذلك لجانب الفضل؛ وأن من مقتضى أسمائه الحلم والعفو والمغفرة كما أن من مقتضاها العقاب والقهر والبطش والانتقام؛! والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:51 م]ـ
هكذا يكون الجواب تفصيليا وإلا فلا
بارك الله فيكم دكتور ونفع بكم، وغفرلنا ولكم(/)
قراءة القرآن بحروف الدجاج
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[16 Sep 2010, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
قال المسعودي (مروج الذهب ومعادن الجوهر: 2/ 603 - 604 - تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد – دار الكتاب اللبناني / مكتبة المدرسة - ط 1 – 1402هـ/1982م)، في "ذكر خلافة المعتضد":
"وكان أبو خليفة [الفضل بن الحباب الجمحي. ت: 305هـ] لا يتكلف الإعراب، بل قد صار له كالطبع، لدوام استعماله إياه من عنفوان حداثته، وكان ذا محل من الإسناد. وله أخبار ونوادر حسان قد دونت.
منها: أن بعض عمال الخراج بالبصرة كان مصروفا عن عمله، وأبو خليفة مصروفا عن قضائه، فبعث العامل إلى أبي خليفة: "أن مبرمان النحوي صاحب أبي العباس المبرد قد زارني في هذا اليوم إلى بعض الأنهار والبساتين، فأتوه مبكرين مع من حضرنا من أصحابنا، وسألوه الحضور معهم [كذا]، فجلسوا في سمارية متفكهين قد غيروا ظواهر زيهم، حتى أتوا نهرا من أنهار البصرة واستحسنوا بعض البساتين؛ فقدموا إليه وخرجوا إلى الشط وجلسوا تحت النخل على شط النهر، وقدم إليهم ما حمل معهم من الطعام وكان أيام المبادي، وهي الأيام التي يثمر فيها الرطب فيكبسونه في القواصر تمرا، وتكون حينئذ البساتين مشحونة بالرجال من من يعمل في التمر من الأَكَرَة، وهم الزراع وغيرهم.
فلما أكلوا قال بعضهم لأبي خليفة - غيرَ مُكَنٍّ له خوفا أن يعرفه من حضر من من ذكرنا من الأَكَرَةِ والعمال في النخل -:
"أخبرني - أطال الله بقاءك - عن قول الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم نارا" هذه الواو ما موقعها من الإعراب؟ "
قال أبو خليفة: "موقعها رفع، وقوله: "قوا" هو أمر للجماعة من الرجال".
قال له: "كيف تقول للواحد من الرجال والاثنين؟ "
قال: يقال للواحد من الرجال: "قِ"، وللاثنين: "قِيَا"، وللجماعة: "قُوا".
قال: "كيف تقول للواحدة من النساء وللاثنتين منهن وللجماعة منهن؟ ".
قال أبو خليفة: "يقال للواحدة: "قِي"، وللاثنتين: "قِيَا"، وللجماعة: "قِينَ".
قال: "فأسألك أن تعجل بالعجلة كيف يقال للواحد من الرجال وللاثنين وللجماعة والواحدة من النساء والاثنتين منهن والجماعه منهن؟ ".
قال أبو خليفة عجلان: "قِ قِيَا قُوا قِي قِيَا قِينَ".
وكان بالقرب منهم جماعة من الأَكَرَةِ، فلما سمعوا ذلك استعظموه، وقالوا:
"يا زنادقة! أنتم تقرؤون القرآن بحروف الدجاج! ".
وعدوا عليهم فصفعوهم؛ فما تخلص أبو خليفة والقوم الذين كانوا معه من أيديهم إلا بعد كد طويل".
وقال السيوطي في "بغية الوعاة" في ترجمة أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني (ت: 248 أو 250 أو 254 أو 255هـ، عن نحو 90 سنة):
"ودخل بغداد، فسئل عن قوله تعالى: "قوا أَنفسكم"، ما يقال منه للواحد؟
فقال: "قِ".
فقال: "فالاثنين؟ ".
فقال: "قِيَا".
قال: "فالجمع؟ ".
قال: "قُوا".
قال: "فاجمع لي الثلاثة".
قال: "قِ، قِيَا، قُوا".
قال: "وفي ناحية المسجد رجل جالس معه قماش، فقال لواحد: "احتفظ بثيابي حتى أجيء". ومضى إلى صاحب الشرطة، وقال: "إني ظفرت بقوم زنادقة يقرؤون القرآن على صياح الديك".
فما شعرنا حتى هجم علينا الأعوان والشرطة؛ فأخذونا وأحضرونا مجلس صاحب الشرطة، فسألنا؛ فتقدمت إليه وأعلمته بالخبر، وقد اجتمع خلق من خلق الله، ينظرون ما يكون، فعنفني وعذلني، وقال:
"مثلك يطلق لسانه عند العامة بمثل هذا! "
وعمد إلى أصحابي فضربهم عشرة عشرة، وقال: "لا تعودوا إلى مثل هذا".
فعاد أبو حاتم إلى البصرة سريعا، ولم يقم ببغداد، ولم يأخذ عنه أهلها".
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:14 ص]ـ
أضحك الله سنك أخي أحمد
قصة طريفة مفيدة
بارك الله في علمك ونفع بك
ـ[محب القراءات]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:27 ص]ـ
أضحك الله سنك يا دكتور أحمد.
دائما ما نستمتع ونستفيد من مشاركاتك, فزدنا زادك الله علماً.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:06 م]ـ
جزاكما الله خيرا يا صاحبي الفضيلة على الاهتمام والمشاركة، وشكرا جزيلا لكما.(/)
قصيدة الإدريسي في فخر أم المؤمنين - رضي الله عنها وأرضاها
ـ[شعاع]ــــــــ[17 Sep 2010, 12:19 ص]ـ
جمعنا الله بأمّهات المؤمنين - رضوان الله عليهنّ - في جنّة الخلد -
مع إمام المرسلين صلى الله عليه وسلم ..
http://www.wathakker.net/lib_audio/view.php?id=573 (http://www.wathakker.net/lib_audio/view.php?id=573)
صلّى الإله على النّبي وصحبه ... فبه تُشَّم أزاهر البستان ...
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:05 ص]ـ
الله يبارك فيك
وقد انشدتها قبل يوم وقمت بتسجيلها
اسال الله القبول
http://www.4shared.com/audio/QfpLWeQg/___.html
شكر الله لك
ـ[شعاع]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:29 ص]ـ
الله يبارك فيك
وقد انشدتها قبل يوم وقمت بتسجيلها
اسال الله القبول
http://www.4shared.com/audio/QfpLWeQg/___.html
شكر الله لك
تم تحميل التسجيل والاستماع إليه ... إنشاد رائع بارك الله فيكم
تم نقل تسجيلكم إلى منتدى جامعتي بعد إذنكم
بارك الله فيكم
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:38 م]ـ
الله يبارك فيك شاكر لك
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:20 م]ـ
رحم الله كل من يدين لله دين الحق ويذود عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعن الله كل من يطعن بأمهات المؤمنين وبالصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين(/)
العساجد العثيمينيّة من شرح الأربعين النوويّة
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:04 ص]ـ
:: بسم الله الرحمن الرحيم::
الحمد لله ربي ..
الحمد لله خالقي ..
الحمد لله من منّ علينا جميعا بطلب العلم ..
والتنزّه في رياضه // و الارتوآء من مائه الزلال ..
والصلاة و السلام على حبيبنا ..
بلّغ و علّم .. و نصح ثم لربه روحه سلّم ..
و على آله الأطهار ..
أصحاب الهممـ الكبار ..
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
×××××
,؛, الأربعون النووية ,؛,
أحاديث بالغة الأهمية لجميعنا ..
جمعت أغلب ما نحتاجه ..
شرحها العالم الجهبذ:
<< محمد بن صالح العثيمين >>
رحمه الله - تعالى-
شرح اتسم بـ:
الشمولية ,, السهولة ,, و ذكر فوائد فريدة مع قصص مفيدة ..
×××××
وددت تقييد الفوائد التي استوقفتني و أفادتني ,, لعلّها تفيد الجميع في هذا المنتدى المبارك ..
(الكتاب: جزء واحد , طُبع بإشراف مؤسسة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين الخيرية - دار الثريا للنشر) ..
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:07 ص]ـ
الفوائد من الحديث الأول:
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: سمعت رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول: {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه}.
[رواه إمام المحد ثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن ابراهيم بن المغيره بن برد زبه البخاري الجعفي:1، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري:1907 رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة].
" و لهذا لم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه - رضوان الله عليهم- أنهم كانوا يتلفظون بالنية , و لهذا فالنطق بها سرا أو جهرا بدعة يُنهى عنها , خلافا لمن قال من أهل العلم: إنه يُنطق بها جهرا , و بعضهم قال: ينطق بها سرا , و عللوا ذلك من أجل أن يطابق القلب اللسان.
يا سبحان الله, أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن هذا؟ لو كان هذا من شرع الرسول - صلى الله عليه وسلم- لفعله هو وبيّنه للناس " صـ14
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:08 ص]ـ
"و الإخلاص يجب العناية به والحث عليه , لأنه هو الركيزة الأولى الهامة التي خُلق الناس من أجلها , قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] " صـ 2
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:09 ص]ـ
" فالمهم: أن بعض أهل الإصلاح في البلاد التي ليست مما قوي فيها الإسلام يبدع و يفسق بعضهم بعضا , و لو أنهم اتفقوا و إذا اختلفوا اتسعت صدورهم لما يسوغ فيه الاختلاف , وكانوا يدا واحدة , لصلحت الأمة , ولكن إذا رأت الأمة أهل الصلاح و الاستقامة بينهم هذا الحقد و الخلاف في مسائل الدين , فستضرب صفحا عنهم , عما عندهم من الخير و الهدى , بل يمكن أن يحدث ركوس و نكوس و هذا ما حدث و العياذ بالله , فترى الشاب يدخل في الاستقامة على أن الدين خير و هدى و انشراح صدر و قلب مطمئن ثم يرى ما يرى من المستقيمين من خلاف حاد و شحناء و بغضاء فيترك الاستقامة لأنه ما وجد ما يطلبه " صـ 24.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:32 م]ـ
[الفوائد من شرح الحديث الثاني]
عن عمر http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وقال: (يا محمد أخبرني عن الإسلام).
فقال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً}.
قال: (صدقت)، فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟ قال: (فأخبرني عن الإيمان).
قال: {أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره}.
قال: (صدقت). قال: (فأخبرني عن الإحسان).
قال: {أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك}.
قال: (فأخبرني عن الساعة).
قال: {ما المسؤول عنها بأعلم من السائل}.
قال: (فأخبرني عن أماراتها).
قال: {أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان}.
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال: {يا عمر أتدري من السائل؟}.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: {فإنه جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم}.
[رواه مسلم:8].
" الله: علم على الرب عزو جل لا يسمّى به غيره , و هو أصل أسماء الله عز وجل , و لهذا تأتي الأسماء تابعة له , و لا يأتي تابعا للأسماء إلا في آية واحدة , و هو قول الله تعالى: {إلى صراط العزيز الحميد (1) الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض} [إبراهيم: 1 - 2] , لكن لفظ الاسم الكريم هنا بدل من العزيز , و ليست صفة , لأن جميع الأسماء إنما تكون تابعة لهذا الاسم العظيم " صـ30
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:33 م]ـ
" ومما سبق يُعلم خطأ المؤخرين الذين قالوا: إن هناك رسولا أو أكثر قبل نوح , فليس قبل نوح – عليه السلام – رسول بدليل قول الله – تعالى- {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده} [النساء: 163] ,وقال الله – عز وجل – {و لقد أرسلنا نوحا و إبراهيم و جعلنا في ذريتهما النبوة و الكتاب} [الحديد: 26] , أي في ذريتهم خاصة.
ومن السنة ما جاء في حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له: " أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض " فعقيدتنا أن أول الرسل نوح – عليه السلام - .... "صـ 33
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:33 م]ـ
"وفي حالة ما إذا وقع الإنسان في مسألة و خالف الأمر , فهنا له الحق أن يسأل هل هو للوجوب أو لغير الوجوب , لأنه إذا كان للوجوب وجب عليه أن يتوب منه , لأنه خالف , و إذا كان لغير الوجوب فأمره سهل " صـ34
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:34 م]ـ
" و لهذا يجب علينا أن نشهد أن ثابت بن قيس – رضي الله عنه- من أهل الجنة , لأن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أخبر بهذا " صـ 37
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:50 م]ـ
" وعلى هذا فجميع المبتدعة في الأسماء و الصفات , المخالفين لما عليه السلف الصالح , لم يحققوا الإيمان بالله , والذي فاتهم من الأمور الأربعة , هو: الرابع الإيمان بأسماء الله و صفاته , فلم يحققوا الإيمان به , و لا نقول إنهم غير مؤمنين , فهم مؤمنون بلا شك , لكنهم لم يحققوا الإيمان بالله , و هم مخطئون مخالفون لطريق السلف , و طريقتهم ضلال بلا شك , و لكن لا يحكم على صاحبه بالضلال حتى تقوم عليه الحجة , و أصرّ على خطئه و ضلاله , كان مبتدعا فيما خالف الحق , و إن كان سلفيا فيما سواه , فلا يوصف بأنه مبتدع على وجه الإطلاق , و لا بأنه سلفي على وجه الإطلاق , بل يوصف بأنه سلفي فيما وافق السلف , مبتدع فيما خالفهم " صـ45.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:50 م]ـ
" هؤلاء الثلاثة – جبريل , ميكائيل , و إسرافيل – كان النبي - e- يذكرهم عندما يستفتح صلاة الليل فيقول: " اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل " , و الحكمة من هذا: أن كل واحد منهم موكل بحياة: فجبريل موكل بالوحي و هو حياة القلوب , كما قال – عز وجل-: {و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا} [الشورى: 52] , وميكائيل موكل بالقطر و النبات و هو حياة الأرض , و إسرافيل موكل بالنفخ في الصور و هو حياة الناس الحياة الأبديّة " صـ50
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:51 م]ـ
أما في القرآن فكل من ذكر من الأنبياء فهو رسول , فكلما وجدت في القرآن من نبي فهو رسول , لكن معنى النبي والرسول يختلف , و الصواب فيه: أن النبي هو من أوحي إليه بشرع و أُمر بالعمل به و لكن و لكن لم يؤمر بتبليغه , فهو نبي بمعنى مخبر , مثاله: آدم عليه السلام أبو البشر نبي مكلّف لكنه ليس برسول , لأن أوّل الرسل نوح , أمّا آدم فنبي كما صح ذلك عن النبي - e- " صـ 54.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:51 م]ـ
" و اعلم بأنك ستجد في بعض كتب التاريخ أن إدريس عليه الصلاة والسلام كان قبل نوح عليه السلام , و أن هناك بعضا آخرين مثل شيث , كل هذا كذبٌ ليس بصحيح.
فإدريس بعد نوح قطعا , وقال بعض العلماء: إن إدريس من الرسل في بني إسرائيل لأنه دائما يذكر في سياق قصصهم , لكن نعلم علم اليقين أنه ليس قبل نوح , والدليل قول الله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده} " صـ 56.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:52 م]ـ
" و هناك كلمة شائعة عند الناس: يقولون: إبراهيم خليل الله ,ومحمد حبيب الله , و موسى كليم الله , و لاشك أن محمدا e حبيب الله فهو حاب الله و محبوب لله و لكن هناك وصف أعلى من ذلك و هو خليل الله , فالرسول e خليل الله. و الذين يقولون محمد حبيب الله قد هضموا حق الرسول e , لأن المحبة أقل من الخلة , ولذلك نقول لا نعلم من البشر خليلا لله إلا اثنان: إبراهيم و محمد – عليه الصلاة و السلام - , لكن من يحبهم الله كثير كما قال الله تعالى: {إن الله يحب المحسنين} ". صـ 59.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:19 م]ـ
" و كثيرا ما يقرن الله تعالى بين الإيمان به و بين الإيمان باليوم الآخر , لأن من لم يؤمن باليوم الآخر لا يعمل , إذ أنه يرى أن لا حساب " صـ 59
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:19 م]ـ
" و هنا ننبه على ما نسمعه من قول بعض الناس أو نقرأه في بعض الصحف إذا مات الإنسان قالوا: انتقل إلى مثواه الأخير.
و هذا غلط عظيم , و لولا أننا نعلم مراد قائله لقلنا: إنه ينكر البعث , لأنه إذا كان القبر مثواه الأخير , فهذا يتضمّن إنكار البعث , فالمسألة خطيرة لكن بعض الناس إمّعة , إذا قال الناس قولا أخذ به و هو لا يتأمّل معناه " صـ60
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:20 م]ـ
"وإذا حقق العبد الإيمان بعلم الله , و أنه جل و علا محيط بكل شيء أوجب له ذلك الخوف من الله , و خشيته , والرغبة فيما عنده جل و علا , لأن كل حركة تقوم بها فالله يعلمها" صـ 61
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:21 م]ـ
" و اللوح المحفوظ لا نعرف ماهيته , من أي شيء , أمن الخشب , أم من حديد , و لا نعرف حجم هذا اللوح ولا سعته , فالله أعلم بذلك و الواجب أن نؤمن بأن هناك لوحا كتب الله فيه مقادير كل شيء , و ليس لنا الحق أن نبحث وراء ذلك.
و قد ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمّى بأقراص الليزر يتسع القرص الصغير لكتب كثيرة , و هو من صنع الآدمي , و أقول هذا تقريبا لا تشبيها , لأن اللوح المحفوظ أعظم من أن يحاط به "صـ62 - 63.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 05:47 م]ـ
" فكل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله , و إذا آمن الإنسان بهذا سلم من عمل الشيطان , فإذا فعل فعلا , و حصل خلاف المقصود , لم يقل ليتني لم أفعل , لأن الذي فعلته قد شاءه الله عز وجل و لابد أن يكون , لكن إذا ذنبا تاب واستغفر " صـ63.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:04 م]ـ
" فصار للإحسان مرتبتان: مرتبة الطلب و مرتبة الهرب.
مرتبة الطلب: أن تعبد الله كأنك تراه.
ومرتبة الهرب: أن تعبد الله وهو يراك عز وجل فاحذره , كما قال عز وجل: {و يحذركم الله نفسه} [آل عمران: 30] , و بهذا نعرف أن الجملتين – أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك – متباينتان و الأكمل الأول , و لهذا جعل النبي صلى الله عليه و سلم الثاني في مرتبة ثانية متأخرة " صـ65.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:05 م]ـ
" وما نسمع عن بعض أهل الشعوذة أن عمر الدنيا كذا و كذا قياسا على ما مضى منها فإنه يجب علينا أن نقول بألسنتنا و قلوبنا كذبتم ومن صدق بذلك فهو كافر , لأنه إذا كان أعلم الرسل البشرية و أعظم الرسل الملكية كلاهما لا يعرفان متى تكون فمن دونهما من باب أولى بلا شك" صـ66.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:07 م]ـ
قال العلاّمة ابن عثيمين في شرحه لقول الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم- " أن تلد الأمة ربتها ":
و هل المراد العين أو الجنس؟
"والجواب: اختلف في هذا العلماء , فمنهم من قال: المراد أن تلد الأمة ربها.يعني أن تلد الأمة من يكون سيدا لغيرها لا لها , فيكون المراد بالأمة: الأمة بالجنس.
وقيل المعنى: إن الأمة بالعين تلد سيدها أو سيدتها , بحيث يكون الملك قد أولد أمته , و معنى أولدها أي: أنجب منها , فيكون هذا الولد الذي أنجبته سيدا لها: إما لأن أباه سيدها , و إما لأنه سوف يخلف أباه فيكون سيدا لها.
ولكن المعنى الأول أقوى , أن الإماء يلدن من يكونون أسيادا مالكين , فهي كانت مملوكة في الأول , وتلد من يكونون أسيادا مالكين. و هو كناية عن تغيّر الحال بسرعة."صـ66 - 67.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:11 م]ـ
" و اعلم أنك كلما تواضعت لله ازددت بذلك رفعة , لأن من تواضع لله رفعه الله تعالى" صـ68
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:13 م]ـ
" وعلى من ترك الصلاة بلا عذر حتى خرج الوقت، أو ترك الصوم بلا عذر حتى خرج الوقت أن يكثر من الطاعات و الاستغفار و العمل الصالح و التوبة إلى الله توبة نصوحا "صـ 71.
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:14 م]ـ
قال الشيخ العلاّمة ابن عثيمين في معرض كلامه عن الإسلام و الإيمان: "أما إذا ذكرا جميعا فيفترقان، فيفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح , والإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها. مثاله: هذا الحديث الذي معنا , ويدل على التفريق قول الله عزّ وجل: {* قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} [الحجرات:14]. " صـ 73
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:16 م]ـ
" وهنا مسألة: هل الكتابه تتغير أو لا تتغير؟.
الجواب: يقول رب العالمين عزّ وجل: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} [الرعد:39] أي اللوح المحفوظ ليس فيه محو ولا كتابة , فما كتب في اللوح المحفوظ فهو كائن ولا تغيير فيه , لكن ما كتب في الصحف التي في أيدي الملائكة هو الذي فيه التغيير , كما قال عز و جل {يمحوا الله ما يشاء ويثبت} قال عز وجل {إن الحسنات يذهبن السيئات} [هود:114]. وفي هذا المقام يُنكر على ما يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل , لأن معناه أنه مستغنٍ , أي افعل ما شئت ولكن خفف , وهذا غلط فالإنسان يسأل عز وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلا: اللهم عافني، اللهم ارزقني وما أشبه من ذلك. وإذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي ان شئت)) فقولك: (لا أسألك ردّ القضاء و لكن أسألك اللطف فيه) أشد"صـ79 + 80
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:42 م]ـ
" فإذا قال قائل: لماذا قدر الله الشر؟
فالجواب: أولاً: ليُعرف به الخير.
ثانياً: من أجل أن يلجأ الناس إلى الله عز وجل
ثالثاً: من أجل أن يتوبوا إلى الله.
فكم من إنسان لا يحمله على الورد ليلا أونهارا إلا مخافة شرور الخلق، فتجده يحافظ على الأوراد لتحفظه من الشرور في المخلوقات لتحمل الإنسان على الأذكار و الأوراد وما أشبهها، فهي خير " صـ89
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:43 م]ـ
وإذا علمت أن فعل الله -عز وجل -الذي هو فعله كله خير اطمأننت إلى مقدور الله عز وجل و استسلمت تماما، وكنت كما قال الله عز وجل: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} [التغابن:11] قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى و يُسلّم." صـ 90
ـ[هِمّة]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:45 م]ـ
" أننا إذا كنا لا نعلم الشيء فإننا نطلب ما يكون من علاماته، لأن جبريل عليه السلام قال: "أخبرني عن أماراتها" ". صـ 92.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:16 م]ـ
بارك الله بك أخي أو أختي همّة على هذه الهمّة.
والحقيقة أنني أقع بالحرج أحياناً كثيرة من بعض الأسماء التي تحتمل التذكير والتأنيث فأحتار من لغة التخاطب. يا حبذا أن تكون الأسماء المستعارة التي يختارها الأخوة بعيدة عن هذا اللبس والإحراج أو أن يذيّل مشاركته على الأقل بكلمة أخوكم أو أختكم فلان أو فلانة. وجزاكم الله خيراً.
ـ[هِمّة]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:48 ص]ـ
بارك الله بك أخي أو أختي همّة على هذه الهمّة.
والحقيقة أنني أقع بالحرج أحياناً كثيرة من بعض الأسماء التي تحتمل التذكير والتأنيث فأحتار من لغة التخاطب. يا حبذا أن تكون الأسماء المستعارة التي يختارها الأخوة بعيدة عن هذا اللبس والإحراج أو أن يذيّل مشاركته على الأقل بكلمة أخوكم أو أختكم فلان أو فلانة. وجزاكم الله خيراً.
وفيكم بارك الله.
و إياكم.
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:53 ص]ـ
الفوائد من الحديث الثالث
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول: {بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان}.
[رواه البخاري:8، ومسلم:16].
" فصارت الحكمة العظيمة في أركان الإسلام أنها:
بذل المحبوب , و الكف عن المحبوب , و إجهاد البدن , و كل هذا امتحان.
بذل المحبوب: في الزكاة , لأن المال محبوب إلى الإنسان ,كما قال الله - عز وجل - {و إنه لحب الخير لشديد} [العاديات: 8] و قال: {و تحبون المال حبا جما} [الفجر: 20].
و الكف عن المحبوب: في الصيام , كما جاء في الحديث القدسي " يدع طعامه و شرابه و شهوته من أجلي ".
فتنوعت هذه الدعائم الخمس على هذه الوجوه تكميلا للامتحان , لأن بعض الناس يسهل عليه أن يصوم , ولكن لا يسهل عليه أن يبذل قرشا واحدا , و بعض الناس يسهل عليه أن يصلي , و لكن يصعب عليه أن يصوم " صـ98
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:56 ص]ـ
الفوائد من الحديث الرابع:
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif - وهو الصادق المصدوق: {إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها}.
[رواه البخاري:3208، ومسلم:2643].
" " رزقه" الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان , و هو نوعان: رزق يقوم به البدن , و رزق يقوم به الدين.
و الرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل و الشرب و اللباس و المسكن و المركوب و ما أشبه ذلك.
والرزق الذي يقوم به الدين: هو العلم و الإيمان , و كلاهما مراد بهذا الحديث " صـ 102
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:56 ص]ـ
" و إذا اختلف المحدثون في جملة من الحديث أمدرجة هي أم من أصل الحديث؟ فالأصل أنها من أصل الحديث , فلا يُقبل الإدراج إلا بدليل لا يمكن أن يجمع به بين الأصل و الإدراج " صـ103
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:57 ص]ـ
" فو الله ما من أحد يُقبل على الله بصدق و أخلاص , و يعمل بعمل أهل الجنة , إلا لم يخذله الله أبدا " صـ 104
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:58 ص]ـ
" ينبغي للإنسان أن يؤكد الخبر الذي يحتاج الناس إلى توكيده بأي نوع من أنواع التوكيدات " صـ105
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:58 ص]ـ
"وقد يقول قائل: هذه النطفة هل يجوز إلقاؤها أو لا يجوز؟
و الجواب: ذكر الفقهاء (رحمهم الله) أنه يجوز إلقاؤها بدواء مباح , قالوا: لأنه لم يتكون إنسانا , ولم يوجد فيه أصل الإنسان وهو الدم.
و قال آخرون: لا يجوز , لأن الله تعالى قال: {فجعلناه في قرار مكين * إلى قدر معلوم} [المرسلات: 21 - 22ٍ] فلا يجوز أن نتجاسر على هذا القرار المكين و نخرج الجنين منه , و هذا أقرب إلى الصواب أي أنه حرام , لكنه ليس كتحريم ما بعد بلوغه أربعة أشهر " صـ106
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 08:02 ص]ـ
" أن الروح جسم , لأنها تنفخ فتحل في البدن.
و لكن هل هنا الجسم من جنس أجسامنا الكثيفة المكونة من عظام و لحم و عصب و جلود؟
الجواب: لا علم للبشر بها , بل نقول كما قال الله تعالى: {و يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} [الإسراء: 85] قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: و لما لم عند المتكلمين و الفلاسفة علم شرعي بحال الروح تخبطوا فيها , فقال بعضهم: إن الروح عرض أي صفة للبدن كالطول و القصر و البياض و السواد , و قال بعضهم: أن الروح هي الدم , و قال بعضهم: إن الروح جزء من الإنسان كيده و رجله , فتخبطوا فيها.
و أما أهل السنة فيقولون: الروح من أمر الله عز وجل , و لكننا نؤمن بما علمنا من أوصافها في الكتاب و السنة " صـ110
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 08:03 ص]ـ
" أن هذه الأربعة مكتوبة على الإنسان رزقه , و أجله , و عمله , و شقي أو سعيد و لكن هل معنى ذلك أن لا نفعل الأسباب التي يحصل بها الرزق؟
الجواب: لا بل نفعل , و ما نفعله من أسباب تابع للرزق." صـ111
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 08:03 ص]ـ
" هذه الكتابة هل هي في صحيفة؟ أو تكتب على جبين الجنين؟
الجواب: هناك آثار تدل على أنها تكتب على جبين الجنين , و آثار على أنها تكتب في صحيفة , و الجمع بينهما سهل: إذ يمكن أن تكتب في صحيفة و يأخذها الملك إلى ما شاء الله , و يمكن أن تكتب على جبين الإنسان " صـ112
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:55 م]ـ
الفوائد من الحديث الخامس
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}.
[رواه البخاري:2697، ومسلم:1718].
وفي رواية لمسلم: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد}.
قال الشيخ العلاّمة ابن عثيمين في معرض كلامه عن أم
المؤمنين عائشة - رضي الله عنها-:
" و هل ولد لها - رضي الله عنها- ولدٌ أم لا؟
و الجواب: أنه ذكر بعض أهل العلم أنه ولد لها ولد سقط لم يعش , و ذكر آخرون أنه لم يولد لها لا سقط ولا حي , ولكن هي تكنت بهذه الكنية لأن أحب الأسماء إلى الله: عبدالله و عبدالرحمن " صـ113
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:56 م]ـ
" و قد اتفق العلماء - رحمهم الله- أن العبادة لا تصح إلا إذا جمعت أمرين:
أولهما: الإخلاص.
ثانيهما: المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم- "صـ115
ـ[هِمّة]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:56 م]ـ
" و ليعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقا للشريعة في أمور ستة: سببه , وجنسه , و قدره , و كيفيته , و زمانه , و مكانه." صـ115
ـ[هِمّة]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:02 م]ـ
" و لو اعتكف في غير زمنه فإنه ليس بمشروع لكنه جائز , لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقر عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه- على الاعتكاف في المسجد الحرام حين نذره." صـ117
ـ[هِمّة]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:04 م]ـ
" على كل حال , الطلاق في الحيض أكثر العلماء يقولون أنه يقع , و الذين يقولون ليس بواقع قال الإمام أحمد عن قولهم: قول سوء. يعني: لا ينبغي أن يؤخذ به."صـ120
ـ[هِمّة]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:04 م]ـ
" أن الأصل في العبادات المنع و الحظر حتى يقوم دليل على أنها مشروعة.
أما غير العبادات فالأصل فيها الحل , سواء من الأعيان , أو من الأعمال فإن الأصل فيها الحل ". صـ122
ـ[هِمّة]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:05 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمة الله - في معرض حديثه عن الأصل في العبادات , والأصل في المعاملات والأعيان
" هاتان قاعدتان مفيدتان
فعليه نقول الأقسام الثلاثة: - (في العبادات)
الأول: ما علمنا أن الشرع شرعه من العبادات , فيكون شرعاً.
الثاني: ما علمنا أن الشرع نهى عنه من العبادات , فهذا يكون ممنوعاً.
الثالث: مالم نعلم عنه من العبادات , فهو ممنوع.
أما في المعاملات والأعيان: فنقول هي ثلاثة أقسام أيضاً:
الأول: ما علمنا أن الشرع أذن فيه, فهو مباح , مثل أكل النبي صلى الله عليه وسلم , من حمر الوحش.
الثاني: ما علمنا أن الشرع نهى عنه كذات الناب من السباع , فهذا ممنوع.
الثالث: ما لم نعلم عنه , فهذا مباح, لأن الأصل في غير العبادات الإباحة." ص122 - 123
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هِمّة]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:38 م]ـ
الفوائد من الحديث السادس
عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول: {إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب}.
[رواه البخاري:52، ومسلم:1599].
" في الحديث تقسيم للأحكام إلا ثلاثة أقسام:
1 - حلال بيّن كل يعرفه. كالثمر , والبر , واللياس غير المحرم , و أشياء ليس لها حصر.
2 - حرام بيّن كل يعرفه. كالزنا , والسرقة , وشرب الخمر , وما أشبه ذلك.
3 - مشتبه لا يُعرف هل هو حلال أو حرام , وسبب الاشتباه فيها: إما الاشتباه في الدليل , أو الاشتباه في انطباق الدليل على المسألة " صـ124
</ I>
ـ[هِمّة]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:46 م]ـ
" * الاشتباه في الدليل: بأن يكون الحديث:
أولا: هل صحّ عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أو لم يصح؟
ثانيا: هل يدل على هذا الحكم أو لا يدل؟
وهذا يقع كثيرا , فما أكثر ما يُشكل الحديث: هل ثبت أم لم يثبت؟ و هل يدل على هذا أو لا يدل؟
* و أما الاشتباه في محل الحكم: هل ينطبق هذا الحديث على هذه المسألة بعينها أو لا ينطبق؟
فالأول عند الأصوليين يسمى تخريج المناط , و الثاني يسمّى تحقيق المناط." صـ125
</ I>
ـ[هِمّة]ــــــــ[08 Dec 2010, 08:08 م]ـ
"ومسألة الحمى على نوعين:
1 - إذا حماه لنفسه وبهائمه فهو حرام
2 - إذا حماه لدواب المسلمين كإبل الصدقة و إبل الجهاد فهو حلال، لأنه لم يختصه لنفسه فرسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: ((المسلمون شركاء في ثلاثة: في الكلأ و الماء و النار)) رواه أبو داود و الإمام أحمد." صـ126 - 127(/)
طلب: خطة دراسة مرحلة الماجستير بقسم التفسير
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[17 Sep 2010, 07:13 ص]ـ
أطلب منكم - تكرما - ممن لديه خطة دراسة مرحلة الماجستير بقسم التفسير في أي جامعة أن يفيدني بها مشكورا مأجورا.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:33 م]ـ
الأخ / الأخت قطرة ندى:
طلبك غير محدد، هل لديك عناوين تريد/ين ان تبني له خطة بحث، ام تريد/ين عنوانا يصلح لرسالة ماجستير.
فإن كان بحثا عن عنوان فأنصحك برمراجعة كشاف الرسائل الجامعية لفضيلة الدكتور عبد الله الجيوسي، وتجده/ينه في هذا الموقع فقط ابحثي عن كتابات الدكتور، ونصيحتي إن لم يكن عندك موضع للتأليف، أن تقصد/ي باب التحقيق فهو اوفر للجهد والوقت، واجل/ي التاليف للدكتوراة.
والله اعلم
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:59 ص]ـ
بارك الله فيكم
سؤالي عن الخطة الدراسية في مرحلة الماجستير أي خطة السنة المنهجية , حيث أني طالبة مقبلة على دراسة الماجستير - بإذن الله - في قسم التفسير وعلوم القران وأحببت أن أستفيد من خطط الدراسة في الجامعات الأخرى فجامعتي تفتح القسم لأول مرة وتبدأ بدراسة ترم تحضيري يدرس فيه اللغة الأجنبية والحاسب لمدة فصل دراسي ولم أجد الجواب لديهم عند السؤال أو البحث عن الخطة الدراسية لهذا القسمإلى الآن, فأردت استغلاله من باب اغتنام الصحة قبل المرض والفراغ قبل الشغل.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:02 ص]ـ
بارك الله فيك.
سؤالك واضح ولم يمنعنا من الإجابة إلا عدم وجود الخطة على هيئة إلكترونية جاهزة لتزويدك بها الآن. ولعلنا نضعها لك قريباً إن شاء الله بعد البحث عنها لدى زميلنا مقرر الدراسات العليا.
بارك الله فيكم.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:13 ص]ـ
شكر الله للدكتور عبد الرحمن فأنا ظنتت المطلوب خطة بحث، أو موضوع بحث، هذا ما فهمته من الطلب، ويظهر المطلوب على غير ما فهمته. ومادام الدكتور عبد الرحمن فهم طلبك فقد عهدناه اليد المساعدة بما يستطيع فجزاه الله خيرا
ـ[رجائي رضى ربي]ــــــــ[18 Oct 2010, 06:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الفاضلة: قطرة ندى هذا طلبك وجدته في موقع جامعة ام القرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .......... وبعد /
يسعدنا أن نقدم لبناتنا طالبات الدراسات العليا بمرحلتي الماجستير والدكتوراه هذا الدليل ليكون في متناول أيديهن ليقفن على أهم المعلومات التي تتعلق بالأحكام والإجراءات التنفيذية للائحة الدراسات العليا بالجامعات، مرجعا لهن طوال فترة دراستهن وسيرهن في البحث.
راجين من الله تعالى التوفيق والسداد لجميع الدّارسات.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نظام الدراسة:
- المدة المقررة للحصول على درجة الماجستير لا تقل عن أربعة فصول دراسية ولا تزيد عن ثمانية فصول دراسية، ولا تحسب الفصول الصيفية ضمن هذه المدة.
- المدة المقررة للحصول على درجة الدكتوراه لا تقل عن ستة فصول دراسية، ولا تزيد عن عشرة فصول دراسية، ولا تحسب الفصول الصيفية ضمن هذه المدة.
- تحسب المدة القصوى للحصول على الدرجة العلمية من بداية التسجيل في مقررات الدراسات العليا (السنة التمهيدية) وحتى تاريخ تقديم المشرف على الطالب تقريراً إلى رئيس القسم مرفقاً به نسخة من الرسالة (إذن الطباعة).
ترشيح مشرف:
- يشرف على الرسائل العلمية الأساتذة، والأساتذة المشاركون، ويجوز أن يشرف الأستاذ المساعد على رسائل " الماجستير" إذا مضى على تعيينه على هذه الدرجة سنتان، وكان لديه بحثان على الأقل – في مجال تخصصه- من الأبحاث المنشورة أو المقبولة للنشر في مجلة علمية محكمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- يحدد القسم مشرفاً للطالبة في التخصص من داخل الجامعة إن وجد، وإذا لم يتوفر مشرف من داخل الجامعة فإن الطالبة تتقدم بخطاب موجه لرئيسة القسم بطلب ترشيح مشرف سواء من داخل الجامعة أو خارجها مع أهمية أن يوضّح في الخطاب " اسم المشرف – المقترح – الثلاثي، وتخصصه الدقيق، ومرتبته العلمية " أستاذ، أستاذ مشارك، أو مساعد "، وجهة عمله، والكلية التي يتبع لها إذا كان تابعاً لإحدى الجامعات " بعد أخذ موافقة مبدئية منه وتعبئة بيان عن حالته (نموذج تحصل عليه الطالبة من قسم الدراسات العليا) يُوقع ويُختم البيان من جهة العمل + سيرته الذاتية " ويرفق البيان والسيرة الذاتية مع خطاب الطالبة.
ملاحظة: يعتبر هذا الإجراء ترشيح فقط وليس تعيين للمشرف.
الاستفسار عن موضوع البحث:
- في حالة اختيار الطالبة لموضوع البحث تقوم بتعبئة نموذج استفسار عن موضوع – تحصل عليه من قسم الدراسات العليا – يُرفع بالفاكس للكليات " الرياض، آداب الرياض، الدمام، جدة، أبها، القصيم " ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض، ومعهد إحياء التراث بجامعة أم القرى بمكة " وعلى الطالبة متابعة الكليات حتى استيفاء جميع الردود.
- ومن ثمَّ يمكنها الرفع بطلب حجز الموضوع باسمها بمركز الملك فيصل بخطاب تقدمه لرئيسة القسم.
خطة البحث:
خطوات كتابة خطة البحث:
على الطالبة أن تتجنب الإطالة وتتقيد بخطوات المنهج العلمي في كتابة خطة البحث لتشمل التالي:
1 - مقدمة (خلفية المشكلة): وقد لوحظ الإطالة كثيراً في المقدمة بما لا يتناسب مع العنوان، ولذلك يجب أن تقتصر المقدمة على خلفية المشكلة، وكيف بدأ التفكير فيها.
2 - مشكلة البحث: تكون ضمن تساؤلات معينة يحاول الباحث الإجابة عليها.
3 - أسباب اختيار الموضوع: تذكر الطالبة أسباب اختيارها لموضوع البحث.
4 - الهدف من الدراسة: توضح الطالبة الهدف من دراستها للموضوع، مثلاً: التحقيق – التوضيح .... الخ.
5 - منهج البحث: توضح الطالبة منهجها الذي ستتبعه في كتابة البحث.
6 - أهمية البحث: توضح الطالبة الفئات التي تتوقع أن تستفيد من دراستها.
7 - حدود البحث: توضح فيه الحدود الزمانية والمكانية للبحث.
8 - الجانب التطبيقي: ويكون ذلك غالباً في البحوث التربوية، ويشتمل على عيّنة البحث، والاستبانة ..... الخ.
9 - الدراسات السابقة: تذكر الطالبة الدراسات السابقة في موضوعها، ومدى اختلاف موضوعها وقربه أو بعده من هذه البحوث.
* ويلزم الطالبة مراجعة قسمها المختص فيما يتعلق بكتابة خطة البحث.
تسجيل الموضوع وتعيين المشرف: استناداً على المادة (42) من اللائحة الموحدة للدراسات العليا.
- تعليمات:
يلزم لتعيين المشرف وتسجيل الموضوع، أن يتم ترشيح المشرف سابقاً، ينظر ص (2) إجراءات ترشيح المشرف.
محتويات المعاملة:
تتقدم الطالبة بخطاب للقسم بطلب تعيين مشرف موضح فيه جميع بياناتها: (الاسم، التخصص، عنوان الخطة).
مرفق بـ:
1) عدد (2) نسخة من خطة البحث عربي، وعدد (2) من الخطة باللغة الإنجليزية - إذا كانت الطالبة دارسة بقسم اللغة الإنجليزية-.
2) إقرار خطي موقع من الطالبة والمشرف بعدم دراسة الموضوع.
3) صورة من خطاب مركز الملك فيصل، ومعهد إحياء التراث بعدم دراسة الموضوع.
4) بيان حالة المشرف "نموذج" " موقع ومختوم من جهة عمله"، وإذا كان المشرف على درجة أستاذ مساعد فيلزم إرفاق نسخة من أبحاثه المنشورة+ خطابات النشر + السيرة الذاتية.
5) تعبئة نموذج رقم (1) الخاص بتسجيل موضوع وتعيين مشرف.
تغيير الإشراف: استناداً على المادة (49) من اللائحة الموحدة للدراسات العليا.
- في حالة انتهاء عقد المشرف؛ يقترح القسم مشرفاً بديلاً عنه.
- وفي حالة عدم تمكن المشرف من الاستمرار في الإشراف؛ تتقدم الطالبة بخطاب يتضمن طلب تغيير المشرف موضح فيه جميع بياناتها (الاسم، التخصص، عنوان الخطة).
مرفق بـ:
1 - خطاب اعتذار المشرف الأول.
2 - خطاب موافقة جهة عمل المشرف البديل على الإشراف.
3 - الإنتاج العلمي للمشرف + خطاب النشر – إذا كان أستاذاً مساعداً -.
تأجيل الدراسة: استناداً على المادة (22) من اللائحة الموحدة للدراسات العليا.
تعليمات:
(يُتْبَعُ)
(/)
يجوز للطالبة بموافقة مجلسي القسم والكلية وعمادة الدراسات العليا تأجيل الدراسة وفق ما يلي:
- إذا اجتازت فصلاً دراسياً أو أكثر، أو أنجزت قدراً مناسباً من الرسالة.
- ألا يتجاوز مجموع مدة التأجيل أربعة فصول دراسية.
- لا تحتسب مدة التأجيل ضمن الحد الأقصى لمدة الحصول على الدرجة.
- أن تتقدم بطلب التأجيل قبل بداية الفصل الدراسي المراد تأجيله.
محتويات المعاملة:
1 - خطاب مقدم من الطالبة توضح به جميع بياناتها: الاسم رباعيا، التخصص، عنوان البحث، عدد الفصول الدراسية التي ترغب في تأجيلها مع تحديد العام الجامعي، مثال: " فصل دراسي واحد وهو الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 1429/ 1430هـ". (ولابد من علم المشرف بهذا التأجيل وعليه التوقيع بموافقته).
2. ترفق بخطابها التقارير الطبية– إذا كان سبب التأجيل مرضياً -.
3. ترفق بخطابها ما يفيد قرب موعد الولادة – إذا كان سبب التأجيل إجازة وضع-.
4. ترفق بخطابها خطاب اعتذار المشرف عن الإشراف – إذا كان سبب التأجيل اعتذار المشرف عن الإشراف-.
الفرصة الإضافية: استناداً على المادة (29) من اللائحة الموحدة للدراسات العليا.
تعليمات:
يجب أن تتقدم الطالبة بطلب الفرصة الإضافية قبل الفصل الذي تنتهي فيه مدتها.
يجوز منح الطالبة فرصة إضافية فصلين دراسيين بناء على تقرير من المشرف بإنجازها 50% من الرسالة على الأقل، وتوصية مجلسي القسم والكلية ومجلس العمادة وموافقة مجلس الجامعة.
محتويات المعاملة:
1 - خطاب مقدم من الطالبة موجه للمشرف بطلب الفرصة الإضافية توضح به جميع بياناتها: الاسم رباعيا، التخصص، عنوان البحث، عدد الفصول الدراسية - فصل أو فصلين كحد أقصى- التي ترغب في إضافتها مع تحديد العام الجامعي، وتوضح مبررات الطلب.
2 - بناء عليه يقوم المشرف بتعبأة النموذج الخاص بطلب الفرصة الإضافية " تحصل عليه من القسم".
حضور المشرف لمتابعة الإشراف:
- خطاب من الطالبة موجه للقسم بطلب حضور المشرف قبل موعده بأسبوعين على الأقل، عدا جدة والطائف، ولها أن تطلب حضوره في كل فصل دراسي مرة واحد، ولا تتجاوز مدة حضوره ليلتين.
طلب إذن الطباعة: استناداً على المادة (51) من اللائحة الموحدة للدراسات العليا.
- يلزم الطالبة التقدم بطلب إذن الطباعة قبل نهاية مدتها اللائحية بثلاثة أشهر على الأقل؛ لتتمكن من تسليم الرسالة في صورتها النهائية مع تشكيل اللجنة في مدتها اللائحية.
- نموذج طلب إذن الطباعة "تحصل عليه الطالبة من القسم" يتم توقيعه من المشرف ويسلم للقسم مرفق بنسخة مبدئية من الرسالة.
- تمنح الطالبة مدة أربعة أشهر من تاريخ موافقة عمادة الدراسات العليا على إذن الطباعة؛ لطباعة البحث تحسب ضمن المدة اللائحية.
- نموذج إخراج الرسائل العلمية تحصل عليه الطالبة من مكتب الدراسات العليا.
ضوابط إخراج الرسائل العلمية:
المواصفات المطلوبة لكتابة الرسائل الجامعية (ماجستير – دكتوراه):
1/ أن تكون على نظام الويندوز ولا يقبل نظام آخر.
2/ أن تكون الرسالة مكتوبة ببرنامج الوورد ولا يقبل الكتابة ببرنامج آخر.
3/ أن تحفظ على قرص ( CD) ولا يقبل أن تحفظ على قرص مضغوط ( DVD) أو قرص مرن.
4/ يجب أن يكون ترتيب الرسالة كل جزئية في ملف مستقل على النحو التالي.
1) ملخص الرسالة.
2) الغلاف.
3) المقدمة.
4) قائمة المحتويات.
5) المتن.
6) الخاتمة.
7) قائمة المراجع.
يمكن للطالبة أن تقدم الخطة للقسم لمناقشتها بعد صدور موافقة الوكالة على تعيين المشرف - إذا كان من خارج الكلية -.
- لا بد من حضور المشرف لحلقة البحث " السمينار " الخاص بمناقشة خطة بحث الطالبة، وإذا كان المشرف من خارج مكة فإن الطالبة تتقدم بخطاب لرئيسة القسم بطلب حضوره لحلقة البحث قبل موعد الحلقة بوقت كاف.
- بعد مناقشة الخطة في حلقة البحث وإجراء الطالبة للتعديلات المطلوبة تُعرض الخطة على مجلس القسم، ثم تسلّم الطالبة عدد نسخة واحدة موقّعة منها ومن المشرف على غلاف الخطة ومرفق معها الأوراق التالية:
- خطاب مركز الملك فيصل، وخطاب ومعهد إحياء التراث، وردود الكليات بعدم دراسة الموضوع.
- إقرار من الطالبة والمشرف بعدم دراسة الموضوع.
- بيان حالة المشرف موقّع ومختوم من جهة عمله + سيرته الذاتية.
وذلك تمهيداً لعرضها على مجلس الدراسات العليا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: الطباعة والإخراج:
1
مقاس الصفحة
A4 (21× 6،29 سم)
2
مقاس كتلة الطباعة داخل الصفحة
15 × 23،6 سم
3
ترقيم الصفحات
يكون على بعد 1 سم من انتهاء كتلة الطباعة أسفل الصفحة أي عند: 25،6
4
الفراغ الذي يحيط بكتلة الطباعة
من الجانب الأيمن:305سم، من الجانب الأيسر:2.5سم، من أعلي:3سم، من أسفل:2سم حتى موضع ترقيم الصفحة.
5
متوسط عدد الأسطر في الصفحة الواحدة
27سطر تقريبا
6
بنط طباعة المتن
16/ 18 للماكنتوش، 14/ 16 لـ IBM
7
بنط طباعة الهامش
14 للماكنتوش، 12 لـ IBM
8
نوع الخط
يفضل خط النسخ، أو أي خط للطباعة العادية، وتكون الآيات القرآنية بالرسم العثماني إلا في حال إثبات قراءة.
9
كتابة العناوين
تكتب بخط غامق.
10
المسافة بين السطور
للمتن 24، وللهامش 18
11
المسافة بين الفقرات
4 للمتن فقط.
12
ملخص الرسالة
يكشف الملخص عن حقيقة الموضوع يوضع ملخص عن الرسالة باللغة العربية والإنجليزية لا يزيد عن 250كلمة في حدود صفحة واحدة يحتوي على عنوان الرسالة، اسم الباحث، الدرجة، خطة الموضوع، هدف الدراسة، موضوع الرسالة، أبوابها، أهم النتائج والتوصيات.
13
الشطب والتعديل
لا يقبل الشطب أو التعديل بخط اليد على أي كلمة من الرسالة.
14
عدد الصفحات
لا يزيد عدد صفحات الجزء من الرسالة عن 500 صفحة.
15
الفهارس
تزويد الرسالة بفهارس للموضوعات والمراجع على الأقل.
16
تجليد الرسائل
يكون لون جلد رسالة الدكتوراه أسود، ولون جلد رسالة الماجستير أخضر.
17
صفحة العنوان
تكتب التفاصيل التالية على صفحة العنوان وتكتب بطول كعب الرسالة:
المملكة العربية السعودية، وزارة التعليم العالي، جامعة أم القرى، كلية ... ، قسم .... ، في أعلى الصفحة من الجانب الأيمن.
عنوان الرسالة، باللفظ الذي قرأ في مجلس عمادة الدراسات العليا.
نوع الدرجة، إسم الطالبة الرباعي، واسم المشرف، ودرجته العلمية، رقم الجزء، سنة التقديم.
ثانيا: تقديم النسخ للقسم:
يقدم الطالب قبل المناقشة النسخ الخاصة بأعضاء لجنة المناقشة ونسخة واحدة للقسم المختص.
ثالثا: لاستكمال منح الدرجة العلمية، يقدم الطالب ما يلي:
أ) (3) نسخ تحتوي نموذج منح درجة تعليمية.
ب) (3) نسخ تحتوي على نموذج رقم (19) لتسليمه في المكتبة المركزية في الجامعة.
ت) (6) صورة من ملخص الرسالة عربي والانجليزي.
ث) صورة من بطاقة الأحوال.
ج) (3) نسخ من الأقراص الصلبة ( CD) يحتوي كل منهما على نسخة كاملة من الرسالة بصيغة ( PDF).
تشكيل لجنة المناقشة والحكم: استناداً على المادة (54) للماجستير، و (55) للدكتوراه من اللائحة الموحدة للدراسات العليا.
- خطاب من المشرف موجه لرئيسة القسم بتشكيل لجنة المناقشة يوضح به اسم المناقش رباعياً+ مرتبته العلمية + جهة عمله مرفق بـ (3) بنسخ من الرسالة.
- في مرحلة الدكتوراه يشترط وجود مناقش واحد على الأقل بدرجة أستاذ، وأن يكون أحد المناقشين من خارج الجامعة.
- في مرحلة الماجستير يشترط وجود مناقش واحد على الأقل بدرجة أستاذ مشارك، وإذا كان أحد المناقشين بدرجة أستاذ مساعد ترفق بالمعاملة نسخة من أبحاثه المنشورة+ خطاب النشر.
إجراءات المناقشة:
- يجب إلا تزيد المدة من تاريخ إرسال النسخة إلى المناقشين إلى تاريخ المناقشة عن شهرين للماجستير، وثلاثة أشهر للدكتوراه.
- خطاب من المشرف موجه لرئيسة القسم بتحديد موعد المناقشة بالتاريخ والساعة.
- إذا كان أحد أعضاء لجنة المناقشة من خارج مكة –عدا مدينتي جدة والطائف- فيجب الرفع بتحديد موعد المناقشة قبل موعدها بأسبوعين على الأقل لنتمكن بناء عليه من عمل إجراءات السفر والإركاب.
- على الطالبة مراجعة مهندسة الشبكة التلفزيونية لعمل الترتيبات الخاصة بالمناقشة من حديث عدد أشرطة الفيديو والكاست ... وغير ذلك.
- إذا رغبت الطالبة في عمل بطاقات دعوة فيجب أن تكون بسيطة غير متكلفة، وتُكتب باسم العميدة، وعلى الطالبة مراجعة قسم الدراسات العليا للحصول على النموذج الخاص بذلك
- يجب تنبيه المدعوات لحضور المناقشة بضرورة مراعاة الزي المحتشم وعدم لبس الشفاف والبنطلون، وترك المسرح نظيفا عند مغادرة قاعة المناقشة.
منح الدرجة العلمية:
تعليمات:
(يُتْبَعُ)
(/)
على الطالبة تسليم الرسائل العلمية في صورتها النهائية للقسم وطلب منح الدرجة في أقرب مجلس يلي تاريخ المناقشة، وفي حال التوصية بإجراء التعديلات من قبل لجنة المناقشة فإنه يلزم الطالبة تسليم الرسائل المعدلة للقسم بعد ثلاثة أشهر على الأكثر من تاريخ المناقشة.
محتويات المعاملة:
بعد إجراء الطالبة للتعديلات المطلوبة في الرسالة فإنها تتقدم للقسم بالتالي:
- عدد (6) نسخ من الرسالة + 3 CD للقراءة فقط.
- عدد (6) ملخصات عربي + (6) ملخصات E على أن يكون المخلص الإنجليزي مترجم ومختوم من مكتب ترجمة معتمد وموقع من الطالبة والمشرف والعميدة، ويشترط في الملخص أن لا يزيد عن صفحة واحدة.
- عدد صور من دفتر العائلة أو الهوية.
- خطاب من المشرف والمناقشين بإجراء التعديلات.
وثيقة التخرج:
يلزم لإصدار وثيقة التخرج تسليم صورة من جواز السفر – إن وجد-، أو كتابة اسم الطالبة كاملاً باللغة الإنجليزية وتسليمه للدراسات العليا.
الشؤون المالية:
- يصرف للطالب "المتفرغة" مكافأة شهرية طوال فترة الدراسة، إضافة إلى دفعة أولى بعد الانتهاء من السنة التمهيدية، ودفعة ثانية بعد صدور الموافقة على تسجيل الموضوع وتعيين المشرف، إضافة إلى بدل الطباعة بعد الحصول على الدرجة العلمية.
- يصرف "للمعيدة" الدّارسة بمرحلة الماجستير مكافأة بدل كتب ومراجع دفعة أولى بعد الانتهاء من السنة التمهيدية، ودفعة ثانية بعد صدور الموافقة على تسجيل الموضوع وتعيين المشرف، إضافة إلى بدل الطباعة بعد الحصول على الدرجة العلمية.
- يصرف "للمحاضرة" الدّارسة بمرحلة الدكتوراه مكافأة بدل كتب ومراجع دفعة أولى بعد الانتهاء من السنة التمهيدية، ودفعة ثانية بعد صدور الموافقة على تسجيل الموضوع وتعيين المشرف، ودفعة ثالثة بعد مضي سنة على تسجيل الموضوع، إضافة إلى بدل الطباعة بعد الحصول على الدرجة العلمية.
إلغاء القيد:
يلغى قيد الطالبة بقرار من مجلس عمادة الدراسات العليا:
- إذا انسحبت أو انقطعت عن الدراسة لمدة فصل دراسي دون عذر مقبول.
- إذا ثبت عدم جدية الطالبة في الدراسة أو أخلت بأي من الواجبات الدراسية بناء على تقرير المشرف على الدراسة.
- إذا تجاوزت فرص التأجيل المحددة.
- إذا أخل بالأمانة العلمية أو قام بعمل يخل بالأنظمة والتقاليد الجامعية.
- إذا ورد في تقرير أحد أعضاء لجنة المناقشة أنه أخل بالأمانة العلمية في إعداد الرسالة.
- إذا قررت لجنة الحكم على الرسالة عدم صلاحيتها أو عدم قبولها بعد المناقشة.
- إذا لم يحصل على الدرجة خلال الحد الأقصى للمدة اللائحية.
-
ملاحظة مهمة:
يجدر بالطالبة المتابعة الدائمة والسؤال والتواصل المستمر مع قسمها ومع مكتب الدراسات العليا لتكون على إطلاع بكل ما يستجد من قرارات وتعليمات.
مع أطيب التمنيات بدوام التوفيق والسداد
مكتب وكالة الدراسات العليا(/)
العلم شرط لازم لإنكار المنكر وحرمة دخول العوام وصغار الطلبة فيما لا يحسنون ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Sep 2010, 12:35 م]ـ
العلم شرط لازم لإنكار المنكر وحرمة دخول العوام وصغار الطلبة فيما لا يحسنون ..
الحمد لله وحده ..
اللهم إنا نشهد أنك أنت الله القائل: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)).
فهذا باب ما كنا نظن أن نضطر لبيانه لولا أن ذر قرن فتنة تجريحية جديدة تحت غطاء حفظ الحق والسلفية، تزعم أن للعامة وصغار الطلبة وجمهور المسلمين إنكار جنس المنكرات،وهذا منكر وزور لا قائل به من أهل العلم ..
والعلماء كالمجمعين على أنه ليس للعامة حظ في الإنكار إلا في لأمور المتفق عليها الظاهرة كشرب الخمر والزنى وترك الصلاة، أما ما تلاها من إنكار النزاع غير السائغ، فيحتاج لرتبة أرفع، ثم الإنكار في النزاع السائغ بمعنى المحاجة العلمية فيحتاج لرتبة أرفع، أما العقوبات،وأبواب الهجر والذم، ونحوها من أجناس العقوبات التقديرية على المخطئين= فلا نزاع بينهم أن ليس للعامة وصغار الطلبة ومن لا يُعلم حاله في العلم والورع أن يدخل فيها، ومن دخل فيها منهم فهو آثم مستحق للعقاب ..
قال شيخ الإسلام: ((وَمِمَّا يَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُنْكِرَ عَلَى النَّاسِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يُنْكِرَ إلَّا بِحُجَّةِ وَبَيَانٍ، إذْ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَ أَحَدًا بِشَيْءِ وَلَا يَحْظُرَ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا بِلَا حُجَّةٍ خَاصَّةٍ، إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُبَلِّغُ عَنْ اللَّهِ. الَّذِي أَوْجَبَ عَلَى الْخَلْقِ طَاعَتَهُ فِيمَا أَدْرَكَتْهُ عُقُولُهُمْ وَمَا لَمْ تُدْرِكْهُ وَخَبَرُهُ مُصَدَّقٌ فِيمَا عَلِمْنَاهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْهُ وَأَمَّا غَيْرُهُ إذَا قَالَ هَذَا صَوَابٌ أَوْ خَطَأٌ فَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ ذَلِكَ بِمَا يَجِبُ بِهِ اتِّبَاعُهُ فَأَوَّلُ دَرَجَاتِ الْإِنْكَارِ أَنْ يَكُونَ الْمُنْكِرُ عَالِمًا بِمَا يُنْكِرُهُ وَمَا يَقْدِرُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَلَيْسَ لِأَحَدِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَائِنًا مَنْ كَانَ أَنْ يُبْطِلَ قَوْلًا أَوْ يُحَرِّمَ فِعْلًا إلَّا بِسُلْطَانِ الْحُجَّةِ وَإِلَّا كَانَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ: ((إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إنْ فِي صُدُورِهِمْ إلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} وَقَالَ فِيهِ: ((الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ})).
ومن لم يكن من أهل العلم = فأي بصر له بسلطان الحجة وطرائقه ومراتبه؟!!
ولا يقال: إذا اتفقنا أن القول خطأ فلم نحظر دخول العامة في إنكاره؟
والجواب: أن العامي ومن لا علم له من صغار الطلبة ونحوهم = محرم عليهم الدخول فيما لا يحسنون، ولو تكلموا بالحق، ولذلك لو جاء عامي إلى عامي مثله أو طالب مبتدئ، فسأله في طلاق امرأة = لم يجز له أن يتصدر لإفتائه،ولو كان علم الجواب بطريق ما؛ فنفس تصدره لباب ليس له = محرم عليه ولو أصاب ..
فإنكار المنكرات التي يفعلها المجتهدون ويرون أنها جائزة = باب دقيق لا يجوز أن يتصدر له إلا مجتهد،ثم يتبعه من يتبعه من العامة يهتدي بقوله اهتداء المستفتي، وليس له أن ينتصب انتصاب المنكر بنفسه المُعاقب على الخطأ بنفسه، وإلا كانت حرمة فعله ليست من حيث إنه أصاب أو أخطأ وإنما من حيث إنه دخل في باب محرم عليه الدخول فيه ..
وهذا متفق عليه بين عقلاء الأمم فلو وصف عامي لرجل دواء فأنجع كان فعل العامي محرماً ممنوعاً ولو نجع الدواء ..
يقول الشافعي:
((ومن تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته كانت موافقته للصواب إن وافقه من حيث لا يعرفه = غير محمودة والله أعلم. وكان بخطئه غير معذور)).
قال شيخ الإسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
((وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: أَكْثَرُ مَا يُفْسِدُ الدُّنْيَا: نِصْفٌ مُتَكَلِّمٌ وَنِصْفٌ مُتَفَقِّهٌ وَنِصْفٌ مُتَطَبِّبٌ وَنِصْفٌ نَحْوِيٌّ هَذَا يُفْسِدُ الْأَدْيَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ الْبُلْدَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ الْأَبْدَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ اللِّسَانَ)).
فهذا إفساد صاحب النصف فما بالنا بمن كان غراً ساذجاً لم يُعرف بعلم أصلاً؟!!
قال النووي:
((إِنَّمَا يَأْمُر وَيَنْهَى مَنْ كَانَ عَالِمًا بِمَا يَأْمُر بِهِ وَيَنْهَى عَنْهُ؛ وَذَلِكَ يَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ الشَّيْء؛ فَإِنْ كَانَ مِنْ الْوَاجِبَات الظَّاهِرَة، وَالْمُحَرَّمَات الْمَشْهُورَة كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَام وَالزِّنَا وَالْخَمْر وَنَحْوهَا، فَكُلّ الْمُسْلِمِينَ عُلَمَاء بِهَا، وَإِنْ كَانَ مِنْ دَقَائِق الْأَفْعَال وَالْأَقْوَال وَمِمَّا يَتَعَلَّق بِالِاجْتِهَادِ لَمْ يَكُنْ لِلْعَوَامِّ مَدْخَل فِيهِ، وَلَا لَهُمْ إِنْكَاره، بَلْ ذَلِكَ لِلْعُلَمَاءِ)).
ويقول المرداوي:
وأمرك بالمعروف والنهي يا فتى ... عن المنكر اجعل فرض عين تسدد
على عالم بالحظر والفعل لم يقم ... سواه مع أمن عدوان معتد
وبالعلما يختص ما اختص علمه ... بهم وبمن يستنصرون به قد
ويقول البيضاوي:
((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية ولأنه لا يصلح له كل أحد إذ للمتصدي له شروط لا يشترك فيها جميع الأمة كالعلم بالأحكام ومراتب الاحتساب وكيفية إقامتها)).
قال ابن عطية:
((وأمر الله الأمة بأن يكون منها علماء يفعلون هذه الأفاعيل على وجوهها ويحفظون قوانينها على الكمال، ويكون سائر الأمة متبعين لأولئك، إذ هذه الأفعال لا تكون إلا بعلم واسع، وقد علم تعالى أن الكل لا يكون عالماً)).
بل العامي إذا دخل في الرد على المخالف أضر بنفسه ولم ينفع ولم ينتفع ..
قال السجزي:
((وأما العامي والمبتدي فسبيلهما أن لا يصغيا إلى المخالف ولا يحتجا عليه فإنهما إن أصغيا إليه أو حاجاه خيف عليهما الزلل عاجلا والانفتال آجلاً)).
قال ابن القيم:
((فأمر سبحانه بالقيام بالقسط وهو العدل في هذه الآية وهذا أمر بالقيام به في حق كل احد عدواً كان أو ولياً.
وأحق ما قام له العبد بقصد الأقوال والآراء والمذاهب؛إذ هي متعلقة بأمر الله وخبره.
فالقيام فيها بالهوى والمعصية مضاد لأمر الله مناف لما بعث به رسوله
والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول في أمته وأمنائه بين أتباعه ولا يستحق اسم الأمانة إلا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولعباده)).
وقال شيخ الإسلام:
((فإذا كان من يقضي بين الناس في الأموال والدماء والأعراض إذا لم يكن عالماً عادلاً= كان في النار فكيف بمن يحكم في الملل والأديان وأصول الإيمان والمعارف الإلهية والمعالم الكلية بلا علم ولا عدل)).
ودخول من ليس معروفاً بالعلم في هذه الأبواب شر عظيم.
يقول السخاوي:
((ومتى لم يكن ورعاً، مع كونه معروفاً بالعلم = اشتد البلاء به)).
مغالطة
يغالط كثير من المتهوكين في هذا الباب مغالطة عظمى، حين يرموننا بالتعصب للرجال أو أنا لا نرى لهم خطأ، وهذا منكر من القول وزور، بل نحن نبصرهم ونبصر أخطاءهم ولكن كلامنا في التالي:
1 - هؤلاء العلماء والدعاة المتكلم فيهم ليسوا معصومين باتفاق.
2 - نقر معكم بوقوع أخطاء منهم وأن منها السائغ ومنها ما لا يسوغ.
3 - نقر بوجوب كشف هذه الأخطاء وتبيينها وإنكار المنكر ولا نشترط السر لهذا بل يجوز علانية إذ كانت الأخطاء علانية ومن رأى السر = فله وجه.
4 - لا نوجب اللين بل بعض هذه الأخطاء يستوجب الشدة في النقد.
كل ما تقدم لا أنازع أنا فيه،لكن النزاع في:
1 - احتياج الكلام في أبواب النقد والإنكار خاصة لأخطاء المجتهدين التي ليست كلها ضرورية قطعيةالظهور، بل أتاها أصحابها يظنون الوحي دل عليها وهي تدور بين الخلاف السائغ وغير السائغ = لمن هو من جنس العلماء والمجتهدين وطلبة العلم المشهود لهم من أهل العلم بأهلية الدخول في هذه الأبواب فلا يتجرأ عليها العامة وصغار الطلبة، بل موقف العامة وصغار الطلبة هو موقف المستفتي يطلب فتوى العلماء في هذا لنجاة نفسه من الاغترار بالخطأ لا لينتصب في نشرها أو أن ينتصب في مقامات المجتهدين، بل دخول العامة وصغار الطلبة في نقد أخطاء أهل العلم سنة
(يُتْبَعُ)
(/)
مدخلية تجريحية لا يجوز أن يتبعها عاقل فقيه.
2 - هذه الأخطاء لا تبيح ظلم أهل العلم أولئك ولا البغي عليهم.
3 - هذه الأخطاء لا تبيح أن يتكلم فيهم –ولو كان عالماً- ويجمع أدلة الباب ويجتهد فيه ويزن قوله بالعلم والعدل.
4 - الكلام في أهل العلم المخطئين يحتاج لمن يزن أخطاءهم ويزن صوابهم ويزن قدر الاجتهاد عندهم فلا يتجرأ للحكم العام عليهم إلا من كان فقيهاً امتلك أداته العلم العامة وأداة النظر في المسألة الخاصة.
5 - عند عقوبة المخطئ بالهجر أو الشدة أو ألفاظ الذم،أو التبديع = لابد من وزن المصالح والمفاسد؛فما كل مبتدع يجب هجره ولا عقوبته،وهذه وظيفة أهل الاجتهاد ولو دخل فيها من لا يحسن = فسد حال الأمة.
جماع نقولات مفيدة عن الشيخ
قال: ((وإن كان فيه حكم بين هؤلاء الذين يخوضون أحيانا بكلام مذموم عند السلف لكن قد ذكرنا غير مرة أن من حكم الشريعة إعطاء كل ذي حق حقه كما في السنن عن عائشة قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ننزل الناس منازلهم وأن من كان منهم أقرب إلى الحق والسنة عرفت مرتبته ووجب تقديمه في ذلك الأمر على ما كان أبعد عن الحق والسنة منه قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه و سلم وأمرت لأعدل بينكم وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله وقال في حق أهل الكتاب وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط وقال فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق.
فكيف الحال بين طوائف أهل القبلة بل الحكم بين من فيه فجور ومن فيه بدعة بالعدل ووضعهم مراتبهم وترجيح هذا من الوجه الذي هو فيه أعظم موافقة للشريعة والحق أمر واجب ومن عدل عن ذلك ظانا أنه ينبغي الاعراض عن الجميع بالكلية فهو جاهل ظالم وقد يكون أعظم بدعة وفجورا من بعضهم)) [بيان التلبيس 4/ 316]
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
قال شيخ الإسلام: ((بل يضل عن الحق من قصد الحق وقد اجتهد فى طلبه فعجز عنه فلا يعاقب وقد يفعل بعض ما أمر به فيكون له أجر على اجتهاده وخطؤه الذي ضل فيه عن حقيقة الأمر مغفور له.
وكثير من مجتهدى السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا انه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها وإما لرأى رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم)) 19/ 191.
وقال في "الفتاوى" (10/ 364) بعد أن ذكر مخالطة بعض الفرق الصوفية: ( .. قد يقترن بالحسنات سيئات إما مغفورة، أو غير مغفورة، وقد يتعذر أو يتعسر على السالك سلوك الطريق المشروعة المحضة إلا بنوع من المحدث لعدم القائم بالطريق المشروعة علما وعملا؛ فإذا لم يحصل النور الصافي بأن لم يوجد إلا النور الذي ليس بصاف؛ وإلا بقي الإنسان في الظلمة؛ فلا ينبغي أن يعيب الرجل وينهي عن نور فيه ظلمة؛ إلا إذا حصل نور لا ظلمة فيه، وإلا فكم ممن عدل عن ذلك يخرج عن النور بالكلية؛ إذا خرج غيره عن ذلك؛ لما رآه في طرق الناس من الظلمة) ..
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
.. (وإنما قررت هذه القاعدة ليحمل ذم السلف والعلماء للشيء على موضعه، ويعرف أن العدول عن كمال خلافة النبوة المأمور به شرعا: تارة يكون لتقصير بترك الحسنات علما وعملا، وتارة بعدوان بفعل السيئات علما وعملا وكل من الأمرين قد يكون عن غلبة، وقد يكون مع قدرة. فالأول: قد يكون لعجز وقصور، وقد يكون مع قدرة وإمكان. والثاني: قد يكون مع حاجة وضرورة، وقد يكون مع غنى وسعة، وكل واحد من العاجز عن كمال الحسنات. والمضطر إلى بعض السيئات معذور .. ).
إلى أن قال: ( .. فهذا طريق الموازنة والمعادلة، ومن سلكه كان قائما بالقسط الذي أنزل الله له الكتاب والميزان).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
واعتبرالشيخ أن التضييق على المخالفين من أهل البدع مبناه على اعتبار المصالح والمفاسد حتى في التعامل مع البدع المغلظة؛ كالتجهم، ونقل عن أحمد أنه وجه أهل السنة في خراسان بمدارة الجهمية فيها؛ لكونها موطن نفوذهم وانتشارهم ويقول في هذا الموضع: ( .. وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي. وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
وحمل في الموضع نفسه اختلاف كلام أحمد في التعامل مع المبتدع بين شدة ولين باعتبار هذه القاعدة؛ فقال: ( .. وكثير من أجوبة الإمام أحمد، وغيره من الأئمة، خرج على سؤال سائل قد عَلِم المسؤول حاله، أو خرج خطاباً لمعين قد علم حاله، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، إنما يثبت حكمها في نظيرها) ..
.. (فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات. وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية، فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية .. ).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
وفي موضع آخر (10/ 365) ذكر اختلاف الحال، وأثره في التعامل مع أهل البدع من الطرق الصوفية، وذكر مخالطتهم وبقاء المريد معهم، ثم قال رحمه الله: ( .. وإنما قررت هذه القاعدة ليُحمل ذم السلف والعلماء للشيء على موضعه .. ).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
وقال (28/ 206): عن الهجر: ( .. فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله؛ فإن كانت لمصلحةٍ في ذلك راجحة، بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك؛ بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف، بحيث تكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
وقال في الموضع نفسه: ( .. وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل؛ ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع؛ كما كثر القدر في البصرة، والتجهم بخراسان، والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك .. وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
قال رحمه الله في كلامه عن هجر المبتدع (28/ 210): ( .. فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء أحد؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرة مأموراً بها، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: إنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية. فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة. وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي. وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة، فلو ترك رواية الحديث عنهم لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم. فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب: كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيراً من العكس. ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل) ..
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
.. (وكثير من أجوبة الإمام أحمد، وغيره من الأئمة، خرج على سؤال سائل قد عَلِم المسؤول حاله، أو خرج خطاباً لمعين قد علم حاله، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، إنما يثبت حكمها في نظيرها) ..
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
. (فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات. وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية، فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية .. ).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
.
وقال (28/ 206): ( .. وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم؛ فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله؛ فإن كانت لمصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك؛ بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر) ..
.. (والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم يتألف قوماً ويهجر آخرين. كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم؛ لمَّا كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم؛ فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم، وهؤلاء كانوا مؤمنين، والمؤمنون سواهم كثير؛ فكان في هجرهم عز الدين، وتطهيرهم من ذنوبهم، وهذا كما أن المشروع في العدو القتال تارة، والمهادنة تارة، وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح) ..
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
.. (وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل؛ ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع؛ كما كثر القدر في البصرة، والتجهم بخراسان، والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك، ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم، وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في إنكار أهل السنة على أهل السماع الصوفي: ( .. وهؤلاء المنكرون فيهم المقتصد في إنكاره، ومنهم المتأول بزيادة في الإنكار غير مشروعة).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
ويقول: ((كما أحدث أولئك ما ليس مشروعا، وصار على تمادي الأيام يزداد المحدث من السماع، ويزداد التغليظ في أهل الإنكار، حتى آل الأمر من أنواع البدع والضلالات والتفرق والاختلافات إلى ما هو من أعظم القبائح المنكرات التي لا يشك في عظم إثمها وتحريمها من له أدنى علم وإيمان)).
فتأمل حاجة باب الإنكار للعلم حتى إن الإنكار على أهل بدعة محدثة كالسماع قد يقع فيه بسبب قلة علم المنكرين = فساد وبدع وضلالات ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء التعارض" (2/ 102) بعد ذكره جمعاً من متكلمي الأشاعرة المناظرين على طريقتهم: ( .. ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة، وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه؛ فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم؛ لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها، وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء؛ بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات، ويتجاوز لهم عن السيئات، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
ختاماً ..
يعلم الله عز وجل أني أقر بأخطاء المخطئين من العاملين وغيره وأرى فيها ما ليس سائغاً وأجيز الاجتهاد في النصيحة ولا أوجب أن تكون سراً ولا أشترط فيها سوى العلم والعدل،وأختلف –مثلاً- مع بعض المشايخ المؤهلين للنقد في بعض وجوه نقدهم لكني لا أمنع من كان من أهل العلم أن ينقد ..
أما تصدر هذه الببغاوات الحمقاء بالثرثرة ثم الثرثرة ثم الثرثرة فهذا باطل لابد أن يقرع أصحابه فوق رؤوسهم حتى يُذهب الله الران عن قلوبهم ويشفي من الإثم والبغي والعدوان صدورهم ..
ونحن والله ما برأنا الله عز وجل من فتنة التجريح من الوقوع فيمن أخطأ وضل وابتدع منالدعاة والعاملين والمجاهدينبالبغي والعدوان = إلا الاستمساك بهذه القواعد والأصول،ولسنا لها بتاركين ولو تخطفتنا الطير، وليس يحملنا خطأ المخطئين أو بدعهم وضلالهم على أن نظلمهم أو نبغي عليهم أو نمهد الطريق للصغار والعامة أن يتكلموا فيما لا يجوز لهم الكلام فيه ولو أصابوا فكيف وقد بغوا وجنوا وظلموا ..
والله الموعد لا إله إلا هو ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[17 Sep 2010, 09:59 م]ـ
قرأتُ الى هنا
< font size="5"><font color="Black"><b> جماع نقولات مفيدة عن الشيخ
< font face="mylotus"> وهو بحث جيد
وبخصوص كلمة صغار الطلبة فهي غير دقيقة فالصغار على درجات كثيرة منهم من هو في حكم العامي ومنهم في حكم المتبه المتبصر ومنهم المقبل على أول درجات الاجتهاد وعموما نحن نعرف كثير من الأحاديث بين الصحابة وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ناقشوه فيه وكانوا يقترحوا عليه وأحيانا أخذ بأرائهم يقول العلماء في مثل هذه الأحاديث أنها دليل على أن المفضول قد يصيب عن الفاضل.
وهذا الكلام وأمثاله الموجود في مقالك قد يستخدمه البعض في تبرير أخطائهم من باب رفع العصا - كي يريحوا أنفسهم من عناء مقابلة الفكر بالفكر والحجة بحجة مثلها - ونحن نعلم أن روؤس أهل البدعة في التاريخ كان أغلبهم ليسوا من الأئمة في العلم الشرعي فضلاً عن امامة اتباعهم ومع ذلك لم يرفع أئمة اهل السنة عليهم العصا بمثل هذا الكلام ولكن قابلوا فكرهم بفكر مثله وناقشوهم بالتي هي أحسن. بل وابن تيمية لما كتب كتابه منهاج السنة النبوية يرد فيه على أجهل وأكذب وأخرف فرق الضلالة وهم الشيعة حتى أنكر عليه السبكي - وهو معاصر له - في أبيات شعر معروفة ومعناها أنك ياابن تيمية شغلت نفسك بالرد على ناس كذابين كالمجانين لاينبغي الرد عليهم بتأليف هذا السفر الشاغل عماهو أولى وأفضل، فخطأ العلماءُ السبكي وقالوا أن الشيعو وان كانوا كذلك الا أن شبههم تخيل على العامة! فهذا هو منهج أئمة اهل السنة مع الضلال
وكذلك قرأت للشيخ ابن باز وهو يقول لأهل السنة أن ناقشوا المخالفين بالحسنى (ناقشوا) فكان الواجب على العلماء المنتَقَدين أن يناقشوا المخالفين لهم ويقابلوا فكرهم بفكر مثله (خاصة وهم الأعلم والأئمة فهي اذا مهمة سهلة لهم أن يناقشوا ويثبتوا خطأ هؤلاء الصغار) ولو كان العلماء المنتقَدين فعلوا ذلك لما وصل الأمر الى هذا الحد، بل هذه شبهة كبيرة - ان لم نقل حجة! - لدى الناس على أن هؤلاء العلماء فعلا على خطأ في هذه المسائل.
كل هذا فضلا عما نعلم من سيرة أئمتنا أنهم كانوا دائما يبحثون عن أخطائهم ليصححوها ويبحثون عمن ينبههم اليها ليوقظهم ولكي لايستديموا على الخطأ ولذلك تجد الامام أحمد يكون له في المسألة الواحدة أقوال كثيرة بالخمس وبالست أقوال أحيانا وماذاك الا لأنه كان دائم التفكر والتأمل في اختياراته.
ومع ذلك أولا وآخرا لابد من مقابلة الفكر بفكر مثله وقبول الحق ممن جاء به ولو كان كافرا زنديقًا لالأنه أهل لقبول قوله! ولكن لأن الوحي المطهر
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[18 Sep 2010, 12:47 ص]ـ
جزيت خيرا على هذا البحث القيم، والجهد المشكور، وقد نسخت مقالتك عندي في جهازي لتكون مرجعا لي في هذا الموضوع فجزيت خيرا
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[18 Sep 2010, 01:11 ص]ـ
وإنك أيضا تجد من طلبة العلم من يبدع وينجز ويحقق مالم يحققه أشياخه من العلماء ولذلك يقول العلامة الأزهري الدكتور/ محمد عبد الله دراز وينصح طلبة علم الكلية الشرعية في زمنه ويقول لهم مافي هذا الرابط
من الدكتور دراز الى طالب العلم (اعتز بشخصيتك وبآرائك وفكرك) ( http://elmorsykhalid.blogspot.com/2010/05/blog-post_23.html)
وجزاك الله خيرا كثيرًا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 08:20 م]ـ
يقول الشاطبي:
((وإنما يعد في الخلاف الأقوال الصادرة عن أدلة معتبرة في الشريعة، كانت مما يقوي أو يضعف، وأما إذا صدرت عن مجرد خفاء الدليل أو عدم مصادفته فلا، فلذلك قيل: إنه لا يصح أن يعتد بها في الخلاف، كما لم يعتد السلف الصالح بالخلاف في مسألة ربا الفضل، والمتعة، ومحاشي النساء، وأشباهها من المسائل التى خفيت فيها الأدلة على من خالف فيها.
فإن قيل: فماذا يعرف من الأقوال ما هو كذلك مما ليس كذلك؟
فالجواب: إنه من وظائف المجتهدين، فهم العارفون بما وافق أو خالف، وأما غيرهم، فلا تمييز لهم في هذا المقام)).
قال شيخ الإسلام ..
((وَكَذَلِكَ الْعَامِّيُّ إذَا أَمْكَنَهُ الِاجْتِهَادُ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ= جَازَ لَهُ الِاجْتِهَادُ فَإِنَّ الِاجْتِهَادَ مُنَصَّبٌ يَقْبَلُ التجزي وَالِانْقِسَامَ فَالْعِبْرَةُ بِالْقُدْرَةِ وَالْعَجْزِ وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ قَادِرًا فِي بَعْضٍ عَاجِزًا فِي بَعْضٍ لَكِنَّ الْقُدْرَةَ عَلَى الِاجْتِهَادِ لَا تَكُونُ إلَّا بِحُصُولِ عُلُومٍ تُفِيدُ مَعْرِفَةَ الْمَطْلُوبِ فَأَمَّا مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فَنٍّ فَيَبْعُدُ الِاجْتِهَادُ فِيهَا وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.)).
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[18 Sep 2010, 08:48 م]ـ
هذا الموضوع متشعب جدًا، وأنا هنا فقط لأضع بعض لبنات أو بعض الحروف وفقط من باب المذاكرة المتبصرة وفقط
أقول
لاتنسى أن الخلاف الذي تتحدث عنه الآن هو في الحقيقية خلاف بين طوائف جديدة طرأت عليها وعلى أحوال زمنهم تغيرات كثيرة عن المختلفين أيام زمان فمثلاً الشيخ سلمان العودة ابتكر مصطلحا جديدًا وهو " الطائفية الفكرية" وهي تختلف عن الطائفية المذهبية أيام زمان ويقول أنه سك هذا المصطلح وله خيره وعليه شره
فلاتنس هذا الفرق الذي يترتب عليه مترتبات في حديثك وفي بحثك - وأرجو أن يظل هذا البحث مفتوحًا لديك تفكر وتداوم الفكر فيه وتأتي لنا بأمثال هذه الدرر)
أنا خطرت عندي خاطرة انتظر رأيك فيها
الخاطرة
أن زماننا هذا أشبه مايكون بزمان ابن تيمية من حيث أن زمان ابن تيمية كان يحتاج لشئ من التعمق في الفكر وفي النظر في نصوص الوحي وفيما عند المذاهب الفكرية الأجنبية لكي يستطيع التعامل مع المشكلات التي يفرضها زمنُه عليه (بعكس من سبقه من علماء الاسلام لم يكونوا يحتاجون الى هذا الفرق كما احتاجه ابن تيمية)
وكذلك زماننا هذا يحتاج الى هذا الفرق من حيث أنه جدت مشكلات عقدية وفكرية لم تكن أيام ابن تيمية مع تغير البنية الفكرية الثقافية المعاصرة عما كانت عليه أيام ابن تيمية)
هذه الخاطرة - فان كان عندك تعليق أشرف بسماعه-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[24 Oct 2010, 11:20 م]ـ
أنا قرأت للقاسمي أو ابن جماعة ما معناه أن طالب العلم ينكر ويصحح للعلماء،يُقبل قوله في حالة ما اذا وافق قوله قول عالم آخر
ولا أدري لماذا لم يضع قيدًا أخر وهو اتباع الدليل مع أن هذا من أصول الاسلام (فلعله لم يضعه اكتفاء بمعرفة الناس لهذا الأصل أو لأن الغالب أن طالب العلم الذي ينكر لا يكون ممن وصل لدرجة الاجتهاد التي تتيح له الاستباط المباشر من الأدلة والتحقيق بحيث يُبطل قول العالم المنتَقَد)(/)
بشرى: انطلاق.:: مجالس الأصوليين::.
ـ[محمد آل يعقوب النوبي]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:49 م]ـ
http://img296.imageshack.us/img296/8479/7094ha0.gif
الكلمة الافتتاحية.:: لمجالس الأصوليين::. ( http://osolyon.com/vb/showthread.php?t=5632)
ظهر الجمعة
8 من شوال 1431 هـ
الموافق: 18/ 9 / 2010 م
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَهَّدَ أُصُولَ شَرِيعَتِهِ بِكِتَابِهِ الْعَلِيِّ، وَأَيَّدَ قَوَاعِدَهَا بِسُنةِ نَبِيهِ الْعَرَبِيِّ، وَشَيَّدَ أَرْكَانَهَا بِالإِجَمَاعِ الْمَعْصُومِ مِنَ الشَّيطَانِ الْغَوِيِّ، وَأَعَلَى مَنَارَهَا بِالاقْتِبَاسِ مِنَ الْقِيَاسِ الْجَلِيِّ وَ الْخَفِيِّ، وَأَوْضَحَ طَرَائِقَهَا بِالاجْتِهَادِ فِي الاعْتِمَادِ عَلَى السَّبَبِ الْقَويِّ، وَشَرَعَ لِلْقَاصِرِ عَنْ مَرْتَبَتِهَا اسْتِفْتِاءَ مَنْ هُوَ بِهَا قَائِمٌ مَلِيِّ
وَصَلَاتُهُ وَسَلَامُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدً الْمَبْعُوثِ إِلَى الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ الشَّرِيفِ وَالدَّنِيِّ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي كُلِّ فَضْلٍ سَمِيٍّ وَقَدْرٍ عَلِيٍّ (1)
وَبَعْدُ: فَإِنَّ مِمَّا جَرَى فِي تَصَانِيفِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ شَرَفَ الْعِلْمِ بِشَرَفِ مَعْلُومِهِ.
فَإِذَا كَانَتْ أَشْرَفَ عُلُومِ بَنِي آدَمَ قَاطِبَةً، عُلُومُ الْوَحْيِ الْمُنَزَّلِ مِنْ خَالِقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَاضِينَ، فَمَا ظَنُّكَ بِعِلْمِ مَادَّتُهُ وَمَوضُوعُهُ، أُصُولُ الْفَهْمِ عَنْ رَبِّ العَالَمِينَ؟ وَإِذَا كَانَ الْعَقْلُ مَنَاطُ التَّكْلِيفِ فِي شَرِيعَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَمَا ظَنُّكَ بِعِلْمٍ غَايَتُهُ تَحْقِيقُ هَذَا الْمَنَاطِ عِنْدَ الْمُكَلَّفِينَ؟
إِنَّهُ عِلْمُ أُصُولِ الْفِقْهِ .. ذَاكَ العِلْمُ الْجَلِيْلِ الَّذِي قَصُرَتْ عَنْهُ عُقُولُ البُلَدَاءِ، وَقَعُدَتْ عَنْهُ هِمَمُ الضُّعَفَاءِ، وَزَهِدَ فِيْهِ قَومٌ - وَيَالَلأَسَفِ - عَدُّوا أَنْفُسَهُم مِنَ الفُقَهَاءِ وَالعُلَمَاءِ، وَصَدَّرَهُم الْعَوَامُ لِلتَدْرِيسِ وَالإِفْتَاءِ ..
فَانْطِلَاقَاً مِنْ غَايَةِ صِيَانَةِ هَذَا الْعِلْمِ الشَّرِيفِ، جَاءَتْ فِكْرَةُ هَذَا الْمَجْلِسِ الْمُبَارَكِ، لِيَمْتَازَ عَنْ سَائِرَ الْمُلْتَقَيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ الْمَبْثُوثَةِ فِي أَرْكَانِ الشَّبَكَةِ بِرِسَالَةٍ مُحَدَّدَةٍ، أَلَا وَهِيَ إِحْيَاءُ هَذَا العِلْمِ الْمُبَارَكِ وَبَثُ رُوحِ الْعِنَايَةِ بِهِ وَالنَّظَرِ فِيهِ وَتَأْصِيلِهِ عِنْدَ طَلَبَةِ الْعِلْمِ، لَا سِيَّمَا الْمُخْتَصِّينَ مِنْهُم فِي مُخْتَلَفِ أَبْوَابِ الْفِقْهِ، الَّذِينَ لَا يَسَعُهُم التَّخَلُّفُ عَنْهُ وَالْقُصُورُ فِيهِ.
كَمَا اشْتَمَلَتْ رِسَالَتُهُ كَذَلِكَ عَلَى تَنْقِيَةِ عِلْمِ أُصُولِ الْفِقْهِ مِمَّا لَيسَ مِنْهُ، وَمِمَّا لَا ثَمَرَةَ مِنْ الْخَوضِ فِيهِ وَلَا عَمَلَ يَنْبَنِي عَلَيْهِ مِنْ مَسَائِلٍ كَلَامِيَّةٍ مَحْضَةٍ، وَذَلِكَ فِي ضَوءِ جُهُودِ أَهْلِ ذَلِكَ الشَّأْنِ وَأَرْبَابِ تِلْكَ الصَّنْعَةِ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ وَالْمُعَاصِرِينَ، وَبَعِيدَاً عَنْ انْحِرَافَاتِ الْمُفْرِطِينَ وَالْمُفَرِّطِينَ مِنَ الْمُتَعَالِمِينَ.
وَكَسَائِرِ الْمُلْتَقَيَاتِ العِلْمِيَّةِ عَلَى الشَّبَكَةِ فَإِنَّ قِوَامَ الْمَجِلِسِ أَعْضَاؤُهُ .. عِلْمِيَّتُهُ مِنْ عِلَمِيَّتِهِم، وَمَنْزِلَتُهُ مِنْ مَنْزِلَتِهِم، مِدَادُهُ مَا يَكْتُبُونَ وَمَادَّتُهُ مَا يُحَرِّرُونَ ..
فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الشَّأْنِ وَالْمُهْتَمِّينَ بِهِ، وَيَرْجُو - مِنْ بَعْدِ الْأَجْرِ وَالْمَثُوبَةِ مِنَ الرَّبِ جَلَّ وَعَلَا - أَنْ يُشَارِكَ فِي خِدْمَةِ هَذَا الْعِلَمِ الرَّفِيعِ، فَأَبْوَابُ هَذَا الْمَجْلِسِ تَدْعُوهُ وَتُرَحِّبُ بِهِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ، وَمَنْ كَانَ يَرُومُ الْمُبَاحَثَةَ الْعِلْمِيَّةَ الْجَادَّةَ فِي مَسَائِلِهِ، فَقَدْ وَقَعَ عَلَى رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الشَّبَكَةِ ..
فَهَلُمُّوا أَيُّهَا النُّبَلَاءُ إِلَى الْمُشَارَكَةِ وَالتَّحْرِيرِ وَالْإِفَادَةِ وَالِاسْتِفَادَةِ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُم إِلَى مَرْضَاتِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. (2)
http://osolyon.com/vb/showthread.php?t=5632
الرؤية والرسالة.:: لمجالس الأصوليين::. (3) ( http://osolyon.com/vb/showthread.php?t=5630)
(http://osolyon.com/vb/showthread.php?t=5630) رؤية المجلس:
أن نكون الموقع الأول على الشبكة الذي يجمع أكبر عدد من المختصين في الفقه وأصوله، وطلاب العلوم الشرعية للتباحث في مسائل أصول الفقه بغية تجديد هذا العلم وإثرائه، وتشذيبه مما ليس منه، وتقريبه للدارسين وتسهيله عليهم، وربطه بالواقع الفقهي، للوصول في نهاية المطاف إلى موسوعة أصولية عتيدة تجمع بين التجديد والتأصيل والتسهيل.
رسالة المجلس:
1 - توفير بيئة علمية حوارية، يسودها الود والإخاء، لعلماء أصول الفقه وطلابه من مختلف البلاد والأصقاع.
2 - تقريب علم أصول الفقه للدارسين وتسهيله عليهم عن طريق عقد الدورات وإجابة التساؤلات وحل الإشكالات.
3 - الدعوة إلى تجديد أصول الفقه وممارسة هذا التجديد الذي قد يتصف بما يلي: أ- تشذيب هذا العلم وتصفيته من المسائل الكلامية والنظرية التي لا ثمرة عَمَلية لها
ب- ربط هذا العلم بالتفريع الفقهي، إما باستقراء جميع الفروع المنبنية على قواعده إن أمكن وإما على الأقل بحشد الكثير من الأمثلة الموضحة لهذه القواعد.
ج- بيان ابتناء قواعد هذا العلم على النصوص الشرعية ومناهج الصحابة في الاستدلال وسنن العرب في البيان والفهم.
د- فتح آفاق جديدة في إثراء مسائل هذا العلم لا سيما فيما يتعلق بالمقاصد الشرعية
أهداف.:: مجالس الأصوليين::. ( http://osolyon.com/vb/showthread.php?t=5556)
(http://osolyon.com/vb/showthread.php?t=5556)1- الإسهام في تنمية الملكة الأصولية لدى طلاب العلم.
2 - التعريف بأصول الفقه و مؤلفاته و علمائه وتقريبه وتسهيله لطلبة العلم.
3 - شرح أصول أئمة المذاهب و كيفية استعمالها في تخريج الفروع على الأصول، وتدريب طلبة العلم على ذلك في النوازل.
4 - ربط أصول الفقه بالكتاب و السنة و تنقيتها من المسائل الكلامية الدخيلة.
5 - تحديد التجديد الأصولي و ضبطه عل منهج أهل السنة والجماعة، وبيان ما يمكن القيام به فيه
6 - بيان أثر أصول الفقه في علم الخلاف وعلاقته بأسباب اختلاف الفقهاء؛ و ذلك للتقريب بين الاتجاهات الفقهية المختلفة لنبذ التعصب المذهبي.
7 - خدمة العلوم الأصولية التي لم تستقر بعد كمقاصد الشريعة و وضع ضوابط لها.
8 - استقراء كتب السلف لفتح آفاق جديدة مكملة لهذا العلم كدراسة الإلزامات و النظائر و الفروق الأصولية.
9 - دراسة علم الجدل و شرحه و تقريبه لطلبة العلم.
10 - توفير المكان المناسب للتواصل بين علماء أصول الفقه وطلابه من أنحاء العالم.
11 - التعاون مع الهيئات العلمية من معاهد وجامعات وحلقات علم لخدمة أصول الفقه والعلوم المتصلة به إفادة واستفادة.
12 - عرض التجارب المختلفة في تدريس هذا العلم من مختلف المدارس والاتجاهات السنية.
سياسة.:: مجلس الأصوليين::. ( http://osolyon.com/vb/showthread.php?t=5557)
1- المجلس مبني على أصول أهل السنة والجماعة (أتباع السلف الصالح) وهو مختص في أصول الفقه.
2 - المجلس يشجع على ضبط المسائل الأصولية حتى تنشر لاحقا للمزيد من الفائدة.
3 - يحبذ المجلس أن تكون المسائل الأصولية المدروسة فيه مصحوبة بالجانب التطبيقي لتكوين الملكة الفقهية لطلاب العلم.
4 - المجلس يدعم كل المواضيع التي تعتني بما لم يخدم بعد من أصول الفقه كفقه المقاصد والإلزامات.
5 - يعتني المجلس بنتقيح أصول الفقه من المسائل الدخيلة فيه وتصفيته من علم الكلام.
6 - المجلس يعمل من ناحية مواضيعه إلى إحياء الاجتهاد وذلك بتدريب طلبة العلم على التأصيل العلمي في المسائل.
7 - المجلس يعمل على تشجيع الباحثين وذلك بدراسة المسائل الأصولية الصعبة وتسهيلها، وتشجيع الرسائل الجامعية في هذا الجانب، ولذا سيسعى المجلس - إن شاء الله - إلى بناء شراكة مع الجامعات الإسلامية لمساعدة الباحثين في هذا الميدان.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - يحاول المجلس إخراج دراسة أصول الفقه من الدراسة الأكاديمية النظرية الصرفة إلى الميدان العملي وذلك بالسعي لإنشاء رابطة عالمية في أصول الفقه تجمع المختصين في هذا الميدان و سيكون المجلس أول بذرة لإنشائها - إن شاء الله-.
9 - سياسة المجلس من ناحية دراسة هذا العلم مقسمة إلى قسمين
- قسم يخص المبتدئين وذلك بتشجيعهم وتدريبهم على هذا العلم بشتى الوسائل كشرح الكتب وتشجيرها و تنظيم دورات تدريبية.
- قسم يخص المختصين ويهتم بتجديد طرق تعليم هذا العلم ومساعدة الباحثين وإقامة الدروس الجماعية والندوات ونشر النتائج لينتفع منها الجميع.
10 - يحاول المجلس التواصل بجميع المختصين في هذا العلم للإستفادة منهم وإفادتهم.
11 - يحاول المجلس جمع شتات هذا العلم من مختلف المصادر وتجديده وخدمة ما لم يخدم فيه بعد لنشره على شكل بحوث وكتب ومحاضرات ورسائل.
12 - يعطي المجلس أهمية خاصة لعلم المقاصد وذلك بتشجيع المختصين بالبحث فيه لتحريره وضبطه وتطويره وخدمته.
13 - يلتزم المجلس بالأمانة العلمية في النقل والاستفادة من المواقع المناظرة، وذلك بالعزو إليها وينبه المشاركين إلى أنه سيقوم بحذف أي مشاركة منقولة من غير بيان مكان النقل.
14 - يخلي المجلس مسؤوليته من أي عبث أو تلاعب في حقوق الملكية الفكرية والأدبية ويعطي المجلس الجهة التي تضررت الحق في ملاحقة المخطئ مع عدم تحمل المجلس أي مسؤولية قانونية في ذلك. (4)
المشرفون في.:: مجالس الأصوليين::.
.:: الإدارة والتقنيات::.
أبو زياد محمد آل يعقوب النوبي ( http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=17211&postcount=1)
.:: الإشراف العلمي::.
الدكتور سعيد بن متعب القحطاني - حفظه الله - ( http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=17303&postcount=10)
الدكتور أيمن علي صالح - حفظه الله - ( http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=17217&postcount=5)
الدكتور أبو حاتم يوسف بن عبد الله حميتو - حفظه الله -
الدكتور البشير عصام المراكشي - حفظه الله -
الدكتور جاسم كاظم عبادي الشمري - حفظه الله -
الدكتور أبو الفداء - حفظه الله -
الاستاذ إسماعيل أحمد سعد - حفظه الله -
الاستاذ مصطفى بن حامد بن حسن سُمَيط - حفظه الله - ( http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=17218&postcount=4)
الاستاذ هشام يسري العربي - حفظه الله - ( http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=17213&postcount=3)
الشيخ وائل سميح أبو مالك العوضي - حفظه الله -
الشيخ عبد الحكيم بن الأمين بن عبد الرحمن - حفظه الله - ( http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=17214&postcount=6)
الشيخ أبو نائلة سعيد بن عطيه سالم - حفظه الله -
.:: الفريق العلمي::.
هاني بن محمود النوبي (التدقيق اللغوي والتحقيق الحديثي) ( http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=17216&postcount=8)
عبد الحليم بن محمد السليمي (التدقيق اللغوي)
الفيصل بن محمود الموردي ( http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=17215&postcount=7)
محمد بن عبد الحميد حسن
فيصل بن المبارك أبو حزم
محمد الأرماني (إعلامي)
وليد محمد قطب (إعلامي)
أبو خطاب الأثري (التقنيات)
.:: فريق طالبات العلم::.
أمة الله السلفية ( http://osolyon.com/vb/member.php?u=561)
بنت حسن ( http://osolyon.com/vb/member.php?u=5)
أم حبيب ( http://osolyon.com/vb/member.php?u=20)
راجية العفو ( http://osolyon.com/vb/member.php?u=68)
أم الفداء ( http://osolyon.com/vb/member.php?u=344)
أم عبيد الله ( http://osolyon.com/vb/member.php?u=639)
ــــــ
1 - مقتبس من مقدمة نهاية السول بتصرف يسير.
2 - هذه الكلمة من إعداد فضيلة الشيخ الدكتور أبي الفداء - حفظه الله -.
3 - من إعداد فضيلة الشيخ الدكتور أيمن علي صالح - حفظه الله -.
4 - إعداد السياسة والأهداف للشيخ الفاضل عبد الحكيم بن الأمين بمساعدة فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن متعب القحطاني - حفظهما الله -.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ محمد على هذه البشرى الطيبة فمثل هذه المواقع الاختصاصية تؤتي ثماراً جيدة وتكون مرتعاً خصباً لمن أراد أخذ العلم والفائدة ممن خبر وسبر.
وإني لأحسب أن هذا الملتقى المبارك نواة لمثل هذه المواقع.
وفقكم الله وسددكم.
ـ[محمد آل يعقوب النوبي]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:11 م]ـ
الشيخ الكريم محمد بن مزهر رفع الله قدرك وجزاك خيرا
وسعدنا أخي الحبيب انضمامك وانضمام جميع الأفاضل أمثالك إلى الموقع
وإني لأحسب أن هذا الملتقى المبارك نواة لمثل هذه المواقع.
صدقت وعلى ذلك أضع خاتمي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:39 م]ـ
مبارك عليكم ..
جعلكم الله هداة مهديين ..
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Sep 2010, 10:20 م]ـ
بارك الله في جهودكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:16 ص]ـ
أسأل الله لكم التوفيق وتحقيق النجاح الذي نصبو إليه كُلَّنا، والعبرة بالاستمرار والجودة فلا تتنازلوا عنها.
ودونك أخي الحبيب هذا الموضوع لعلكم تنقلونه هناك وتعطوننا فوائدكم يا أهل الأصول
دعوة لقراءة كتاب (معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة) للدكتور محمد الجيزاني وفقه الله ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22108)
واحرصوا على الجودة في الموقع بقدر الطاقة، والإبداع العلمي والعمق في مناقشة المسائل حتى يحقق الموقع ثمرته.
مع دعواتي للجميع بالتوفيق والسداد.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:31 م]ـ
أعانكم الله وسددكم .. وإنني لأؤكد على ما ذكره الدكتور عبدالرحمن الشهري، من ضرورة المحافظة على قوة المجالس علمياً ولو قلّ عدد الأعضاء، وأن لا تدعو مجالاً لنوعٍ من الأعضاء ـ يوجد منهم عينات في أمثال هذه المجالس ـ وهم: المشاغبون، الذين همهم إثارة البلبة والإحن، والتهجم على أصول السلف، وسلاطة اللسان، وأهمية التعامل بحكمة وروية في بداية الأمر، فإن استمروا فالحوم مطلوب.
وفقكك الله وأعانكم.
ـ[محمد آل يعقوب النوبي]ــــــــ[19 Sep 2010, 09:19 م]ـ
الشيخ الفاضل أبا فهر السلفي - حفظه الله - جزاكم الله خيرا على هذا الدعاء أسأل الله أن يتقبل منكم
الدكتور الفاضل ضيف الله الشمراني - حفظه الله - رفع الله قدكم وأحسن إليكم ونفع الله بنا وبكم
الدكتور الحبيب الأريب عبد الرحمن الشهري - حفظه الله - بوركت وفقت وسددت فقد أديت ما عليك من النصح جعله الله في ميزان حسناتك
الشخ الكريم عمر المقبل - حفظه الله - قد صدقت فيما قلت ووفقت فيما حذرت وأسأل الله أن يقينا شر هؤلاء بارك الله فيك أخي الكريم
وإليكم أقسام.:: مجالس الأصوليين::.
.:: المجلس العام::.
خصص هذا المجلس للأسئلة العامة و للإعلانات الإدارية كما يندرج فيه ما لا يندرج في المجالس الأخرى.
.:: مجلس الأبحاث الأصولية::.
يهتم هذا المجلس بالأبحاث الأصولية المتكاملة في المسائل التي تحتاج جمعا و ضبطا و بعقد الدورات العلمية وشروحات الكتب ونشر الأبحاث المحكمة.
.:: مجلس النوازل الأصوليية::.
يهتم هذا المجلس بدراسة المستجدات الأصولية كالتجديد و مفهومه و كتأثير الوسائل الحديثة في بعض المسائل الأصولية (امكانية وقوع الإجماع، الإجتهاد الجماعي ... ) و كضوابط الاجتهاد والإفتاء في النوازل الفقهية المعاصرة وما إلى ذلك.
.:: مجلس المسائل الدخيلة على أصول الفقه::.
يهتم هذا المجلس بدراسة المسائل الأصولية الدخيلة على هذا العلم كالمسائل الكلامية التي لا ثمرة لها والآراء المخالفة لمعتقد أهل السنة والجماعة.
.:: مجلس تخريج الفروع على الأصول::.
يهتم هذا المجلس بتدريب طلبة العلم على تخريج الفروع على الأصول و ذلك بتطبيق القواعد الأصولية في المسائل الفقهية وإخراجها من الطابع النظري إلى الطابع العملي إذ لابد لطالب علم الأمور من الطبيق العملي ليستوعب ثمار مسائل هذا العلم و ليكون ملكته الفقهية.
.:: مجلس مقاصد الشرعية::.
يهتم هذا المجلس بتقريب علم مقاصد الشريعة لطلبة العلم و البحث فيه و ذلك لتحرير هذا العلم وضبطه وتطويره وخدمته.
.:: مجلس آداب المناظرة وأصول الجدل::.
يهتم هذا المجلس بدراسة علم الجدل و تقريب آداب المناظرة كما يندرج تحت هذا القسم تطبيق علم الإلزامات و التدرب على صياغة الأجوبة المؤصلة.
.:: مجلس القواعد والضوابط الفقهية::.
يهتم هذا المجلس بدراسة القواعد و الضوابط الفقهية و شرحها و تبيان أهميتها في الفقه وفائدتها في فهم المسائل.
.:: مجلس الفروق الأصولية والفقهية::.
يهتم هذا المجلس بدراسة و توضيح الفروق الأصولية (كالفرق بين الإجماع ونفي الخلاف و الفرق بين اختلاف التنوع واختلاف التضاد .. ) و الفروق الفقهية و توضيح ثمرة ذلك في المسائل الفقهية.
.:: مجلس التعريف بعلماء أصول الفقه::.
يهتم هذا المجلس بتراجم علماء الأصول وبيان مناهجهم الأصولية و مؤلفاتهم و إسهاماتهم في علم الأصول.
.:: مكتبة أصول الفقه::.
خصص هذا المجلس لعرض المخطوطات و الكتب و الرسائل و المراجع الأصولية.
.:: مجلس إعداد الأبحاث العلمية::.
يهتم هذا المجلس بتدريب الباحثين و توجيههم وتطوير مهاراتهم البحثية.
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[19 Sep 2010, 11:34 م]ـ
بارك الله فيك وجعل عملك خالصاً لوجه الله الكريم ..
وفعلاً فرصة كبيرة مثل هذا المشروع ..
أسأل الله تعالى أن يسددك ..
ـ[محمد آل يعقوب النوبي]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:22 م]ـ
أحسن الله إلى أخينا الشيخ ماجد المطرود
والحمد لله رب العالمين قد بلغ عدد أعضاء المجلس 1,074 عضوا و أغلبهم - بفضل الله - من أصحاب الشاهادات كما بدأنا و لله الحمد بمدارسة كتاب الرسالة للشافعي و ستنطلق ان شاء الله دورة في المقاصد و دروة في شرح كتاب مفتاح الوصول للتلمساني فلا تفوتوا هذا الخير و السلام عليكم(/)
مشكلتنا مع المعتدلين في الغرب
ـ[المستصفى]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:43 م]ـ
قسيس متطرف يريد حرق القرآن الكريم أيام عيد المسلمين، ويدعو لذلك على شبكة الإنترنت، فيتعاطف معه عدد من الناس، وترتفع عقيرته بسب الإسلام وشتمه، فنقول إن هذا القسيس متطرف ولا يمثل المعتدلين في أميركا، فهناك كثير من المعتدلين الذين لا يوافقونه الرأي والتصرف، لكننا لم نجد من هؤلاء المعتدلين سوى الأسف والإدانة لهذا الفعل! حتى الفاتيكان الذي يمثل الديانة المسيحية التي تنادي بالسلام والاحترام ويقول نبيها عليه السلام «أحبوا جيرانكم» لم نجد من موقفه سوى «التعبير عن قلقه حيال كتاب تعتبره طائفة دينية مقدساً»، بل إن هذا «القلق» لم يصدر عن البابا نفسه، بل من المجلس البابوي لحوار الأديان، ومع ذلك نقول إن هؤلاء لا يعبرون عن الغرب فهناك معتدلون كثيرون في الغرب! ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، لا يجد تهنئة يقدمها للمسلمين في شهر صيامهم، وقبل أيام من استقبالهم لعيدهم سوى الحديث عن الإسلام المتطرف الذي يصفه بأنه «الخطر الأعظم الذي يهدد العالم»، معترفاً -في الوقت نفسه- بعدم إلمامه بتاريخ الإسلام، وبعدم إحاطته بعمق التطرف الإسلامي، حسب تعبيره كما اعترف بذلك في مقابلة له في قناة « BBC»، ورغم جهله بالإسلام فقد أطلق تصريحه «المتطرف»، وهو يعلم أن هناك ملايين المسلمين -الذين لم يشر إليهم السيد بلير- ليسوا متطرفين، بل ينبذون التطرف والعنف لأنهم يؤمنون بالإسلام الذي لا يعرف عنه السيد بلير شيئاً، بل إنه بـ «مغامراته» العسكرية مع صديقه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال وغيرها من بلاد المسلمين، فتحوا أبوابا للعنف والتطرف، لم يستطع المعتدلون من المسلمين إغلاقها حتى الآن، ومع ذلك «يصدمنا» السيد بلير بهذا التصريح، لكننا نقول إن توني بلير لا يمثل الغربيين جميعا فهناك غربيون معتدلون لا يوافقونه الرأي! يرسم رسام كاريكاتير «متطرف» رسوما ساخرة من نبي المسلمين، محمد صلى الله عليه وسلم، فتثور ثائرة المسلمين، ويقاطعون السلع الدنماركية، ويخرج بعضهم في مسيرات منددة بهذه الرسوم، فتنبري صحف غربية أخرى «معتدلة» وتعيد نشر تلك الرسوم في تحد لمشاعر المسلمين، ورئيس الوزراء الدنماركي الذي رفض «إنصاف» المسلمين ولم يتخذ أي إجراء سوى القول إن المسلمين لم يفهموا موقفه بسبب حرية الرأي في بلاده, يصبح بعد ذلك أمينا عاما للأطلسي، ويتولى تنظيم العلاقة وتطويرها بين الحلف والعالم الإسلامي! بل تأتي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -قبل أيام- لتكرم الرسام الدنماركي كيرت فيسترجارد بجائزة حرية الصحافة «لالتزامه الراسخ بحرية الصحافة والرأي وشجاعته في الدفاع عن القيم الديمقراطية»، ولا ندري هل سب الآخرين والاستهزاء بمعتقداتهم يعتبر حرية وشجاعة؟! ومع هذا نردد أن الرسام والصحيفة التي نشرت الرسوم والصحف الأخرى وغيرهم لا يمثلون الغرب، فهناك قوى معتدلة في الغرب لا توافقهم الرأي!
متطرف آخر في هولندا يصدر الأفلام التي تسيء للإسلام بما تتضمنه من افتراءات وأكاذيب ويبثها على صفحات الإنترنت، ويشن حملة شعواء على الإسلام ومبادئه، وتجد أفلامه صدى لها في الغرب، ومع ذلك نقول إن هذا «المتطرف» لا يمثل الغرب، فهناك معتدلون كثيرون في الغرب!
لكن يبدو أن مشكلتنا ليست مع المتطرفين الغربيين، بل مع المعتدلين منهم، فنحن إما أننا نعيش وهماً اسمه المعتدلون في الغرب، أو أنهم -إن وجدوا- لا تأثير لهم في مجتمعاتهم، فعدا عن بيانات «الأسف والشجب»، لا نرى أنهم قاموا بأي دور يذكر لإيقاف هذا التطرف في مجتمعاتهم، وبالمقابل فإن المعتدلين من المسلمين قاموا بدور كبير في لجم التطرف والعداء للغرب، فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر قام المعتدلون من المسلمين بنشر مئات الآلاف من الكتب والمقالات والبحوث والمقابلات والبرامج الإعلامية، وعقدوا الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التي تدعو للاعتدال ونبذ التطرف، وقد أدت هذه الجهود إلى تضييق دائرة التطرف ومحاصرتها، لكن موقفا واحدا من «متطرفي» الغرب كحرق القرآن الكريم، كفيل بتحويل أكثر المسلمين اعتدالا نحو التطرف، فالقرآن الكريم ليس كتابا مقدسا عند المتطرفين! بل هو كتاب مقدس عند مليار ونصف إنسان يعتقدون أن حياتهم يجب أن تكون وفق هذا الكتاب، فلماذا لا يحترم الآخرون رغبتهم واختيارهم وحريتهم في الإيمان بما يشاؤون، وإذا كان المتطرفون في الغرب لا يقبلون بذلك، فأين هم المعتدلون والعقلاء في الغرب ليقوموا بدورهم في لجم هذا التطرف، أم أنهم يتسترون بستار وهمي اسمه «الحرية»! لكن هذه الحرية لم تمنعهم من سن القوانين التي تقيد حريتهم متى شاؤوا ذلك، فهل يستطيع أي إنسان في الغرب أن «يشكك» فيما يسمى بـ «الهولوكوست» أو مذابح اليهود، بل هل يستطيع أحد من المعتلين في الغرب -باسم الحرية- أن يمتدح هتلر أو النازية أو يدعو إليها؟! بل إن كتاب «صائد الجواسيس» لمؤلفه البريطاني -الجاسوس السابق- بيتر رايت، مُنع من النشر في بريطانيا، لأنه يعرض حياة الجواسيس البريطانيين للخطر، كما قيل في تبرير المنع، مما اضطره لنشره في أستراليا، فأين هي الحرية المزعومة في ذلك؟ إن هذه ليست دعوة للتخلي عن الاعتدال، أو مقابلة التطرف بمثله، بل هي دعوة للعقلاء والمعتدلين في الغرب والشرق للوقوف أمام دعوات الحقد والعنصرية والتطرف والإساءة للآخرين حتى لا يتقدم المتطرفون، ويسود السفهاء.
المصدر ( http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=148872&issueNo=1003&secId=15)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:16 م]ـ
ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، لا يجد تهنئة يقدمها للمسلمين في شهر صيامهم، وقبل أيام من استقبالهم لعيدهم سوى الحديث عن الإسلام المتطرف الذي يصفه بأنه «الخطر الأعظم الذي يهدد العالم»، معترفاً -في الوقت نفسه- بعدم إلمامه بتاريخ الإسلام، وبعدم إحاطته بعمق التطرف الإسلامي، حسب تعبيره كما اعترف بذلك في مقابلة له في قناة « BBC»،
ومتي سيعرف كبير القوم؟
يبدو انهم يحاربون مالايعرفونه ولايعرفون قدره ولاقوته، ولاسلطانه على النفوس، وأقصد الإسلام طبعا، وليس التطرف(/)
دعوة لقراءة كتاب (معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة) للدكتور محمد الجيزاني وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2010, 07:47 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
قرأت خلال اليومين الماضية كتاب الدكتور محمد بن حسين الجيزاني (معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة) كاملاً، بعد أن كنت اطلعت عليه بشكل سريع منذ صدوره قبل سنوات، وكانت قراءتي الأخيرة له في طبعته الخامسة الصادرة عن دار ابن الجوزي عام 1427هـ، وقد ألفيته كتاباً قيماً، جديراً بِمن لم يقرأه منا أن يقرأه وينتفع به.
http://www.tafsir.net/images/maaaaalem.jpg
وقد لفت نظري في الكتاب أنه لم يشر فيه إلى كتاب الموافقات للشاطبي، ولم يعتمده ضمن مصادره التي بنى عليها كتابه، واقتصر فقط على عددٍ من مصادر أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ذكرها في مقدماته لبحثه، وليت من يعرف سبب استبعاد كتاب الموافقات من البحث يفيدنا مشكوراً مع أن للدكتور محمد الجيزاني اختصار للموافقات اشتريته منذ زمن ولم أقرأه بعدُ ولعلي أقرؤه إن شاء الله قريباً.
فأحببتُ -من باب نفع إخواني - أن أشير على من لم يقرأ الكتاب من الزملاء الفضلاء أن يقرأه ويستفيد منه، ويوصي به من يستشيره من الباحثين.
وهذه نسخة من الكتاب في طبعته الأولى 1416هـ على هيئة PDF هنا ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1425) .
ـ[طارق منينة]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الشيخ عبد الرحمن الشهري
والكتاب كما اشار الرابط الذي وضعتموه هو في مكتبة الوقفية لكن لاتصل اليه مباشرة
فيجب كتابة اسم المؤلف في خانة البحث او اسم الكتاب ليظهر لكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:24 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لعل سبب ذلك أشعرية الشاطبي،وهو بهذا يخرج عن شرط الكتاب ..
وإن كان المؤلف أصلاً لم يوف بشرطه بل دخله الخلل من عدة جهات أهمها:
1 - اعتماده شرح الكوكب المنير وفيه أشعريات وبدع.
2 - اعتماده روضة الناظر،وهي زبدة للمستصفى فيها شطر عظيم منه ومن بدعه وكلامياته.
وإن كان المؤلف عند التطبيق يحيط نفسه كثيراً بكلام الشيخين فينجيه من بعض أوضار ما خالف شرطه فيه ..
لكن الكتاب -على فائدته- فيه خلل عظيم جداً وهو أن غاية ما فعله هو أنه خلط أصول فقه المتكلمين منتزعة من الروضة وشرح الكوكب بأصول فقه الشيخين ومعهم الشنقيطي والسمعاني وابن عبد البر والخطيب والشافعي قبلهم ثم سماه أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، والحال أن في كتابه أصولاً من أصول الفقه عند أهل السنة،وتصويبات لبعض بدع الأصول عند المتكلمين ثم يبقى الشطر العظيم هي هي أصول المتكلمين لم يطلب عمل السلف فيها وموقفهم منها وهل قال السلف فيها بمثل ما نقله عن المتكلمين وأدرجه تحت عنوان أهل السنة ..
ومثل هذا الكتب قد تبعد طريق الحق وتطيله من حيث يُظن أنها تُقَربه وتدنيه ..
وهذا لا يمنع أن الكتاب من أهم كتب الأصول المعاصرة ولا يستغني عن النظر فيه المتخصص قبل غيره ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:28 م]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز على التصحيح، وقد صححت الرابط وأرجو أن يكون استقر على العنوان الصحيح إن شاء الله.
ومن باب الإفادة فقد عرض المؤلف في أول كتابه لكتب مهمة تخصصت في الأصول أو اشتملت على جانب كبير من مسائل الأصول عند أهل السنة والجماعة، وقام بدراستها دراسة مستقلة وهي:
1 - الرسالة للإمام الشافعي.
2 - الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي.
3 - روضة الناظر لابن قدامة الحنبلي.
4 - شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي.
ورأيته اعتمد في بحثه على هذه الكتب الأربعة ومعها:
- كتب ابن تيمية، وقد عول عليها كثيراً في بحثه، وخصص ملحقاً في آخر البحث لفهرس مسائل أصول الفقه عند ابن تيمية في مؤلفاته.
- كتب ابن القيم، وقد عول عليها كثيراً كذلك، وخصص ملحقاً في آخر البحث لفهرس مسائل أصول الفقه عند ابن القيم في مؤلفاته.
- مذكرة في أصول الفقه للشنقيطي رحمه الله وبقية كتبه التي تناول فيها مسائل أصولية.
- جامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبر.
كما أشار إلى أبرز علماء أصول الفقه عند أهل السنة في آخر بحثه فذكر:
1 - الإمام الشافعي.
2 - أبو المظفر السمعاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ابن قدامة المقدسي.
4 - أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية.
5 - ابن القيم.
6 - ابن النجار الفتوحي.
7 - الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
وخاتمة البحث والنتائج التي اشتمل عليها مهمة جداً، لا أدري هل استفاد منها الباحثون في أصول الفقه كما ينبغي أم لا.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:37 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لعل سبب ذلك أشعرية الشاطبي،وهو بهذا يخرج عن شرط الكتاب ..
وإن كان المؤلف أصلاً لم يوف بشرطه بل دخله الخلل من عدة جهات أهمها:
1 - اعتماده شرح الكوكب المنير وفيه أشعريات وبدع.
2 - اعتماده روضة الناظر،وهي زبدة للمستصفى فيها شطر عظيم منه ومن بدعه وكلامياته.
وإن كان المؤلف عند التطبيق يحيط نفسه كثيراً بكلام الشيخين فينجيه من بعض أوضار ما خالف شرطه فيه ..
لكن الكتاب -على فائدته- فيه خلل عظيم جداً وهو أن غاية ما فعله هو أنه خلط أصول فقه المتكلمين منتزعة من الروضة وشرح الكوكب بأصول فقه الشيخين ومعهم الشنقيطي والسمعاني وابن عبد البر والخطيب والشافعي قبلهم ثم سماه أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، والحال أن في كتابه أصولاً من أصول الفقه عند أهل السنة،وتصويبات لبعض بدع الأصول عند المتكلمين ثم يبقى الشطر العظيم هي هي أصول المتكلمين لم يطلب عمل السلف فيها وموقفهم منها وهل قال السلف فيها بمثل ما نقله عن المتكلمين وأدرجه تحت عنوان أهل السنة ..
ومثل هذا الكتب قد تبعد طريق الحق وتطيله من حيث يُظن أنها تُقَربه وتدنيه ..
وهذا لا يمنع أن الكتاب من أهم كتب الأصول المعاصرة ولا يستغني عن النظر فيه المتخصص قبل غيره ..
يبقى كلامك يا أبا فهر محل نظر ومقفلا ً بسياج اسمه الدعوى، والدعاوى لا بد من إقامة البرهان عليها ...
فلو أتممت الفائدة لأحسنت النقد، وعليك أن تضرب الأمثلة والشواهد التي تؤكد صحة كلامك وذلك من خلال إيراد
1 ـ بعض المسائل
2 ـ وبعض الدلائل
وإلا فالكلام الخطابي والإنشائي لا يعجز عنه أحد، ولست كذلك يا أبا فهر إن شاء الله.
وإتماما ً للفائدة فهناك ثلاثة بحوث أرى أنها جيدة في الباب:
الأول: بحث العروسي (العلاقة بين علم أصول الفقه وأصول الدين)
والثاني: بحث خالد نور (مسائل أصول الدين المبحوثة في كتب أصول الفقه)
والثالث: بحث لباحث تونسي (جيد جدا) نسيت اسم البحث والباحث ولعله: الصلة بين علم الكلام وعلم أصول الفقه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:55 م]ـ
أخي الكريم أنا لا أكتب بحثاً أرد به على الكتاب هذه واحدة ..
والثانية حجتها تسري بين أيديها: فاعتماده شرح الكوكب وزبدة المستصفى وهما من كتب المتكلمين = أي شيء ينجيه من الزلل بعد،أو يؤذن ليوضعا تحت اسم: ((معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة)).
والثالثة: أن من مسائل هذا الكتاب وغيره ما تم نقده في مقالات المجاز، ومنها ما تم نقده في مقالتي: ((الأمر للوجوب .. )) .. ،ومقالتي: ((ظاهر اللفظ))، وغير ذلك، ولا أحب كثرة الإحالة لهذه المقالات لأنها صفحة طويتها واستقبلت غيرها ...
وإنما أنت تسميها دعوى، وأنا أسميها إثارة للنظر وإجمال لموضع الخطأ ليُحذر وإن لم تسلم أنه خطأ ..
وأنا مثلك لا أحب الدعاوى المجردة عن البينات،وأكرهها مثلك وأشكر لك كرهها، ولكن لابد أن نفرق بين الدعوى التي تخفى بينتها فتحتاج لإثارة، وبين الدعوى التي تدرك بينتَها إن استحضرتها وأنت تقرأ الكتاب فقط ..
بارك الله فيك ونفع بك، والكتب التي أشرتَ لها هي من مهمات الباب حقاً ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Sep 2010, 11:09 م]ـ
...
وإتماما ً للفائدة فهناك ثلاثة بحوث أرى أنها جيدة في الباب:
...
والثالث: بحث لباحث تونسي (جيد جدا) نسيت اسم البحث والباحث ولعله: الصلة بين علم الكلام وعلم أصول الفقه.
شوقتني لمعرفته .. هلا نشّطت ذاكرتك قليلا، وأفصحت عن اسم الكاتب أو اسم الكتاب .. بارك الله فيك .. فقد بحثت عن عبارة "الصلة بين علم الكلام وعلم أصول الفقه" ولم أجد شيئا في الإنترنت والمكتبات الإلكترونية
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[17 Sep 2010, 11:31 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم عبد الرَّحمن الشهري
من فضل الله عليَّ أن نزل ضيفاً عليَّ في بيتي بحضرموت شيخنا الدكتور محمد بن حسين الجيزاني - حفظه الله - في الصيف الماضي شعبان 1430 هـ، وجلس بمدينة غيل باوزير ثلاثة أيام أو أربع وألقى بعض المحاضرات، ودورة في فقه النوازل من كتابه.
وأذكر أننا تناقشنا معه بعض القضايا حول كتابه " معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة " منها ما ذكرتَ وغيرها، وكانت إجابة الشيخ مقنعة بحق - ولا يحضرني الآن جوابه تماماً -، وقد نُظم هذا الكتاب مرتين أو أكثر من بعض أهل العلم كما أخبرني الشيخ بنفسه وأسمعني أحدها في جواله.
وما يزال - بارك الله فيه - يتعاهدني بآخر مؤلفاته الصادرة مؤخراً فمنها:
فقه النوازل - 4 مجلدات الطبعة الثالثة 1429 هـ.
معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة. الطبعة السابعة 1430 هـ.
دراسة وتحقيق قاعدة الأصل في العبادات المنع. الأولى 1431 هـ.
سنة الترك ودلالتها على الأحكام الشرعية. الأولى 1431 هـ.
وغيرها من مؤلفاته وجميع مؤلفاته تصدر عن دار ابن الجوزي بالدمام
وهو رجل ذو أخلاق عالية يألفه من يجلس معه، يحب من ينتقده بعلم وإنصاف، ولي معه في ذلك مواقف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:07 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا إسحاق.
الدكتور محمد كما تفضلتم في علمه وأخلاقه وأسأل الله له التوفيق، وقد أخبرني أن الشيخ الإثيوبي في مكة نظم كتابه في ثلاثة الآف بيت، وشرحه في ثلاثة مجلدات نشرتها مكتبة الرشد. وأخبرني أيضاً أن الكتاب طبع إلى الآن ثمان طبعات، وأصبح يطبع تقريباً كل سنة طبعة جديدة لكثرة الطلب عليه ولله الحمد.
وقد سألته البارحة عن سبب استبعاد الموافقات من مصادره الرئيسية فأخبرني بأنه فعل ذلك لما أثبت أحد الباحثين الذين درسوا عقيدته في الجامعة الإسلامية حينها وأنه ليس على شرطه كما تفضل أبو فهر.
وأما إدخاله للروضة مع كونها مختصراً للمستصفى وكذلك شرح الكوكب المنير لابن النجار فذكر لي أنه لا يعني الحديث عن أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة أن ما كتبه غيرهم خطأ كله، فالإمام الشافعي هو الرائد وكل الذين كتبوا بعده تأثروا به وأخذوا منه، ولم يأخذ عن هؤلاء ما يضاد منهج أهل السنة، ومؤلفاتهم لا يمكن تجاهلها، وإضافتهم للتأصيل في أصول الفقه لا يُستهان بها، هذا معنى كلامه لا نصه.
ويبقى كلام أخي أبي فهر مجرد دعوى في قوله أن غاية ما فعله المؤلف: ( ... هو أنه خلط أصول فقه المتكلمين منتزعة من الروضة وشرح الكوكب بأصول فقه الشيخين ومعهم الشنقيطي والسمعاني وابن عبد البر والخطيب والشافعي قبلهم ثم سماه أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، والحال أن في كتابه أصولاً من أصول الفقه عند أهل السنة،وتصويبات لبعض بدع الأصول عند المتكلمين ثم يبقى الشطر العظيم هي هي أصول المتكلمين لم يطلب عمل السلف فيها وموقفهم منها وهل قال السلف فيها بمثل ما نقله عن المتكلمين وأدرجه تحت عنوان أهل السنة ... )
حتى يضع أيدينا على هذا الخلط بأدلة علمية تدفع عمل المؤلف وفقه الله.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:45 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم
وقد أخبرني أن الشيخ الإثيوبي في مكة نظم كتابه في ثلاثة الآف بيت، وشرحه في ثلاثة مجلدات نشرتها مكتبة الرشد والنَّاظم الآخر للكتاب أظنه من أبها، أو أنه نظم مدحاً للكتاب التبس عليَّ الأمر الآن.
وأخبرني أيضاً أن الكتاب طبع إلى الآن ثمان طبعات، وأصبح يطبع تقريباً كل سنة طبعة جديدة لكثرة الطلب عليه ولله الحمد نعم، وقد أرسل إليَّ الشيخ بعض النسخ لتوزيعها على بعض الإخوان، فإذا منها الطبعة الخامسة والسادسة والسابعة، وكل طبعة في سنة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد سألته البارحة عن سبب استبعاد الموافقات من مصادره الرئيسية فأخبرني بأنه فعل ذلك لما أثبت أحد الباحثين الذين درسوا عقيدته في الجامعة الإسلامية حينها وأنه ليس على شرطه بمثل هذا أجابنا، والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:55 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن ..
أدلته العلمية أنا سقت أمثلة لها من قبل، فكثير مما يظتنه الشيخ من صواب المتكلمين هو من بدعهم ..
والمثال حاضر قريب (مسألة المجاز مثلاً التي ودع فيها ابن تيمية وابن القيم والشنقيطي وظن الصواب عند متكلمة الأشاعرة والمعتزلة ثم خلط كلامه بعبارتين لابن رجب وابن قدامة ليبدو كأنما هي أصول الفقه عند أهل السنة) لكني لا أحب التمثيل بها وحدها رغم إن تطبيقاتها كثيرة كأخطائه في دلالة الأمر على الوجوب ومسألة ظاهر اللفظ ودلالات ألفاظ العموم ونحوها ..
لذلك (أي لعدم حصر المثال) فمنها: دخول بدعة الأشاعرة عليه في مسألة التحسين والتقبيح،وزعم الشيخ أن أهل السنة لا يذمون قبل ورود الشرع، وهذا خطأ ظاهر تم بيانه بمشاركات على ملتقى أهل الحديث ..
ثم خطأ الشيخ في مسألة الحجيات وطريقة السلف فيها،وجريه على طريقة المتكلمين إما حجة وإما لا، وحكايته للنزاع والترجيح على طريقتهم،،وهذا تنكب عن طريق السلف في الحجيات ..
ولن ترضى بهذا يا سيدنا فأنت تريد لي أن أضع لك مقالاً أثبت به أن هذا خطأ حتى ينقلب الكلام بحثاً في نقد كتاب الشيخ الجيزاني، وهذا ليس من وكدي ..
وإنما هي إشارات= تجزئ واحدة منها بالحجة ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:00 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا فهر، وليتك تنقل ما ذكرته من قبل هنا فالهدف الفائدة، وليس أحدٌ منا فوق النقد ما دام بدليله، ومسألة المجاز هذه دعها فالكلام فيها معروف ولكن بقية المسائل أهم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:43 ص]ـ
حاضر يا سيدنا ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168988
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:40 م]ـ
وهو رجل ذو أخلاق عالية يألفه من يجلس معه، يحب من ينتقده بعلم وإنصاف، ولي معه في ذلك مواقف
وأنا على ذلك من الشاهدين، وقد كشف لي السفر معه ما لم يكشفه لي الحضر ..
وأضيف ـ فيما يخص الكتاب ـ: أنه يُدرّس في بعض الدراسات العليا في بعض الجامعات ولا يحضرني اسمها الآن، وأما في مرحلة البكالريوس فهذه أنا أشهد عليها عندنا في كلية الشريعة بالقصيم.
وفق الله الأستاذ الدكتور محمداً، ونفع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:53 ص]ـ
شوقتني لمعرفته .. هلا نشّطت ذاكرتك قليلا، وأفصحت عن اسم الكاتب أو اسم الكتاب .. بارك الله فيك .. فقد بحثت عن عبارة "الصلة بين علم الكلام وعلم أصول الفقه" ولم أجد شيئا في الإنترنت والمكتبات الإلكترونية
أبشر ثم أبشر يا أخي محمد، أعطني يوما ً أو يومين لأعود إلى مكتبتي العزيزة، ولعلي كذلك أصور غلاف الكتاب وأضعه هنا.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:59 ص]ـ
الأخ أبا فهر، أشكر لك طول بالك وصبرك علينا، واعلم أني لم أعترض عليك مخاصما ً، لكني أريد أن استفيد منك ومن الإخوة ..
أما كلامك في التحسين والتقبيح، فأنا موافق لك تماماً
أما قولك: (كأخطائه في دلالة الأمر على الوجوب ومسألة ظاهر اللفظ ودلالات ألفاظ العموم ونحوها .. )
فهذه دلائل أوردتها، فهل تتكرم كعادتك وتذكر لنا مسائلا ً عقدية ناتجة من الأخطاء في تلك الدلائل.
وجزاك الله خيرا ً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:06 ص]ـ
حاضر يا سيدنا ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168988
فوائد قيمة حقاً، وفقكم الله وبارك فيكم.
والأمر فيها سهلٌ،ولو نص فقط د. محمد الجيزاني على أنه يقصد المدح والذم الشرعي لزال الإشكال إن شاء الله. ومثل هذه الملحوظات تقوي الكتاب، وترتقي به بدون شك. وقد يقع المؤلف في الخطأ وهو يعلمه، لظنه أنه لن يخطر ببال القارئ المعنى الخطأ، ولكن في أصول الفقه لا بدَّ من العناية الشديدة بالصياغة والألفاظ حتى لا يتسلل الخطأ للفهم.
وقد أعجبني قول ابن القيم في آخر الموضوعات:
قال ابن القيم:
والتحقيق في هذا أن سبب العقاب قائم قبل البعثة ولكن لا يلزم من وجود سبب العذاب حصوله لأن هذا السبب قد نصب الله تعالى له شرطا وهو بعثة الرسل وانتفاء التعذيب قبل البعثة هو لا نتفاء شرطه لا لعدم سببه ومقتضيه وهذا فصل الخطاب في هذا المقام وبه يزول كل إشكال في المسئلة وينقشع غيمها ويسفر صبحها والله الموفق للصواب أ. هـ
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:13 ص]ـ
شوقتني لمعرفته .. هلا نشّطت ذاكرتك قليلا، وأفصحت عن اسم الكاتب أو اسم الكتاب .. بارك الله فيك .. فقد بحثت عن عبارة "الصلة بين علم الكلام وعلم أصول الفقه" ولم أجد شيئا في الإنترنت والمكتبات الإلكترونية
الكتاب: علاقة علم أصول الفقه بعلم الكلام
المؤلف: د. محمد بن علي الجيلاني الشتيوي
الناشر: مكتبة حسين العصرية
عدد الصفحات: 766 صحفة.
وهي رسالة دكتوراه من جامعة الزيتونة
والبحث جيد ولا يخلو من تعسفات أشعرية. . .
وأظن يا أخي (ابن جماعة) أنني الآن استحق الشكر بحرارة، ودعوة صالحة في ظهر الغيب، لا سيما وأني مكثت ساعات في المكتبة أبحث عنه، فلما لمحته تحت الأنقاض مكثت وقتا ً وأنا أرفع في الكتب التي كانت فوقه، وقد سولت لي نفسي مرارا ً أن اتجاهل طلبك، لكن وعد الحر دين.
وتسهيلا ً لك يا أخي الكريم راجع هذا الرابط:
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb183969-152249&search=books
والسلام عليكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:29 ص]ـ
حياك الله أخي محمد الباهلي ..
وشكرا على المساعدة. أحسن الله إليك.
العنوان مشوّق والكتاب يهمني فعلا، وسأشتريه بإذن الله .. وأرجو أن أجد فيه ما يفيد.
مرة أخرى: جزاك الله خيرا كثيرا ..
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:41 ص]ـ
حياك الله، وبارك فيك
ـ[يسري خضر]ــــــــ[23 Oct 2010, 09:49 ص]ـ
كتب الأخ محمد الباهلي:
والثالث: بحث لباحث تونسي (جيد جدا) نسيت اسم البحث والباحث ولعله: الصلة بين علم الكلام وعلم أصول الفقه
وعقب عليه الأخ محمد بن جماعة "
شوقتني لمعرفته .. هلا نشّطت ذاكرتك قليلا، وأفصحت عن اسم الكاتب أو اسم الكتاب .. بارك الله فيك .. فقد بحثت عن عبارة "الصلة بين علم الكلام وعلم أصول الفقه" ولم أجد شيئا في الإنترنت والمكتبات الإلكترونية
وقد وجدت الكتاب عندي وهو بعنوان الصلة بين أصول الفقه وعلم المنطق وهو من تأليف الدكتور رافع بن طه الرفاعي العاني رئيس لجنة الإفتاء في الأمانة العليا للإفتاء بالعراق وقد صدر عن دار المحبة دمشق عام 2007(/)
الشيخ سلمان العودة: لاتسمع للمخذلين فإنهم يريدون تدميرك
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[17 Sep 2010, 11:01 م]ـ
من هذا الرابط
http://media.islamtoday.net/real/hkl...20100817/7.doc
يقول الشيخ حفظه الله
فأقول: مسألة الناس طبعاً يوجد أناس محبطون وهذه نقطة مهمة نظرة الناس إليك أحياناً ليس على سبيل الجد ولكن يوجد من الناس وخاصة إذا تعودت أنت أن تسمع لهم لأن الإنسان يسمع الشيء الذي يحبه فأنت تسمع التشجيع تمشي وستجد من يشجعك، أو اسمع الإحباط مثل السلحفاة التي دخلت مع سلاحف في السباق وكلها فشلت لأن الناس كانوا يحطمونها وواحدة بطيئة ولكنها في النهاية وصلت وبعدما صارت في القمة التفت إلى الناس تشير إليهم ثم قامت بنزع القطن من أذنها اليمنى واليسرى! معناه أن الإنسان الذي نجح هو ذاك الإنسان الذي أصم أذنيه عن كلمات الهدم والتدمير والتحطيم، وأنا أؤكد لك أنه بحسن نية ستجد في الحياة من الناس من هو كفيل بتدميرك إذا كنت ستأخذ كلامهم مأخذ الجد وتضعه نصب عينيك.
انتهى النقل
ووالله هذا شئ خطير فعلا
يقول شيخنا محمد اسماعيل المقدم وهو يحذر من هؤلاء المخذلين يقول أن الدكتور عمر الأشقر حينما شرع في تأليف سلسلة كتبه المسماة ب"العقيدة في الله" خذلّله أحد الناس وقال له ماذا ستفيد يعني أو ماذا ستضيف عمن سبقك؟! ولم يلتفت الدكتور وألف السلسلة وكتب الله لها القبول حتى تُرجمت الى لغات عديدة وانتشرت في العالم كله، وكذلك حدث مع الشيخ الألباني مع كتابه"تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" ولم يلتفت وألف الكتاب وكتب الله القبول في العالم كله!
وأنا والله حدث معي وسمعت من طلبة العلم"الكبار زعموا! " مايؤيس أي أحد! في حين أني أسمع نقيض قولهم من طلبة أكبر وأعلم منهم! ولاأحب أن احكي ماحدث بالتفصيل!(/)
كنوز رياض الصالحين (لأول مرة) Pdf
ـ[المساهم]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:45 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png يُعد هذه الكتاب من أوسع الكتب التي شرحت رياض الصالحين حيث بلغت (22) مجلد، وفي هذا الموضوع سأشرع في تصوير الكتاب ورفعه على فترات فكلما انتهيت من جزء رفعته كما عملت في كتاب التفسير البسيط للواحدي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21326) .
كنوز رياض الصالحين
رئيس الفريق العلمي
أ. د. حمد بن ناصر بن عبد الرحمن العمار
http://img6.imageshack.us/img6/3808/43638325.jpg
بطاقة الكتاب
العنوان: كنوز رياض الصالحين.
تأليف: فريق علمي بإشراف أ. د. حمد بن ناصر بن عبد الرحمن العمار.
دار النشر: دار كنوز إشبيليا.
سنة الطبع: الطبعة الأولى (1430هـ- 2009م).
نوع التغليف: اثنان وعشرون مجلد. [سيتم رفعهم تباعًا بعون الله].
رقم الكتاب: (431).
جامع الاجزاء:
1 - الجزء الأول من كتاب كنوز رياض الصالحين ويشتمل على الأحاديث [1 - 53] [هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=119778&postcount=2)].
2- الجزء الثاني من كتاب كنوز رياض الصالحين ويشتمل على الأحاديث [54 - 116] [هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=120433&postcount=11)].
3- الجزء الثالث من كتاب كنوز رياض الصالحين ويشتمل على الأحاديث [117 - 183] [هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=121002&postcount=13)].
ـ[المساهم]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:46 ص]ـ
المجلد الأولي
من كتاب كنوز رياض الصالحين
http://img227.imageshack.us/img227/7813/42598083.jpg
ويشتمل على من الأحاديث التالية: [1 - 53] التحميل
archive (http://www.archive.org/details/KNooZR) أو 4 shared (http://www.4shared.com/file/FEtNXDPw/___01.html)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:02 ص]ـ
ما شاء الله بارك الله وفقك الله وبارك فيكم وحفظكم أخي العزيز المساهم، ومنذ اقتنيت الكتاب وأنا أود التعريف به لأن انتشاره ليس بذاك لأجل أن طبعته طبعة خيرية ولم أره حسب ما اطلعت عليه من مكتبات، ولعلي بإذن الله أورد تعريفاً له هنا إن أذنتم سلمكم الله، ثم سأعقبه بذكر جملة من فوائد الكتاب مرتبة على الأجزاء في مشاركة مستقلة حيث رتبت وقتاً لقراءته هذا الشهر نسأل الله الإعانة والسداد، أكرر شكري لكم زادكم الله من فضله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:43 ص]ـ
وفقك الله يا أبا عبدالرحمن ونفع بك، وحق لي أن أقول فيك:
هنيئاً لعُشَّاقِ القراءةِ إِنَّها = مَغانِمُ علمٍ تقتفيها مَغانِمُ
أتتكَ عُيونُ المكتباتِ هديةً= وقلبُكَ مُرتاحٌ، ومَالُكَ سَالِمُ
ركبنا لها بالأمسِ كُلَّ مَخوفةٍ= وحلَّت بنا من إِثْرِ ذاكَ المغارمُ
فقل لِشُداةِ العلمِ في كُلِّ موطنٍ= تَمنَّ كتاباً حَار فيهِ المساومُ
إذا عَزَّ مطبوعٌ علينا فإِنَّه = يُصوِّرُه للراغبين (المُساهِمُ)
وأشكر أخي فهد الجريوي - المسارع إلى المكرمات دوماً - على مشروعه وأسأل الله أن يسدده، ولعله يتكامل المشروعان: مشروع تصويره مع مشروع انتخاب فوائده.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Sep 2010, 11:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:19 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك في الدنيا والآخرة.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[18 Sep 2010, 09:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
هل الكتاب متوفر في المكتبات؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:16 ص]ـ
منذ اقتنيت هذا الكتاب وأنا أود التعريف به لأن انتشاره ليس بذاك لأجل أن طبعته طبعة خيرية ولم أره حسب ما اطلعت عليه من مكتبات،ولما رأيت الأخ المبارك المساهم قد رفع الكتاب، دفعني ذلك للتعريف به والعكوف على قراءته وإيراد فوائد منتقاة منه، فأسأل الله أن يوفقه ويحسن إليه ويكتب أجره. وهذا تعريف بالكتاب:
كنوز رياض الصالحين، رئيس الفريق العلمي حمد بن ناصر العمار، الطبعة الأولى 1430هـ، كنوز إشبيليا. (مطبوع في 22 مجلد)، قدم للكتاب الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، والشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث.
كتب الشيخ صالح بن حميد في تقديمه للكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قام علماء الأمة قديماً وحديثاً بخدمة هذا الكتاب وشرحه، إلا أن بين أيدينا شرحاً فريداً ومميزاً له بعنوان (كنوز رياض الصالحين) قام به مؤلفه فضيلة الشيخ أ. د. حمد بن ناصر العمار، حيث أفاد من كثير من شروحات العلماء السابقين والمتأخرين، كما أنه استكتب عدداً من العلماء المعاصرين في عدد من بلدان ودول العالم زاد عددهم على (100 عالم وباحث)، وقد جاءت مجلدات هذا العمل العلمي الموسوعي في (22 مجلد) وزادت صفحاته على (13000 ألف صفحة) وتجاوزت مصادره ومراجعه على (1000 مصدر ومرجع)، وازدان هذا الشرح بأنه عني بمحاور علمية عديدة، منها: المحور العقدي، والحديثي، والفقهي، والأدبي، والتربوي، والدعوي، وغيرها، ندر أن تجتمع في كتاب علمي واحد. وأحسب أن هذا الجهد العلمي الذي قام به مؤلفه جهد علمي مبارك ومميز في شقه العلمي حيث استخرج كنوزه وفوائده، ودرره الدفينة، وفي إخراجه الطباعي. أهـ.
وبين الدكتور حمد العمار رئيس الفريق العلمي في مقدمة الكتاب منهجهم في شرح كتاب رياض الصالحين أذكر منه التالي:
1 ـ ترجمة راوي الحديث.
2 ـ شرح غريب الألفاظ.
3 ـ الشرح الأدبي لكافة الأحاديث النبوية وإبراز البلاغة النبوية، وبيان الفصاحة النبوية التي أعجزت البلغاء، وإبراز النكت البلاغية في الأحاديث النبوية بأسلوب علمي ميسر يبرز بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم في البيان والتعبير عن المعاني العظيمة التي وردت في الأحاديث النبوية، مما ييسر عملية الفهم والاستيعاب.
4 ـ الشرح الفقهي للأحاديث النبوية التي تشمل على الأحكام الفقهية، وذلك بشكل إجمالي دون الدخول في الخلافات الفقهية، مع ذكر المصادر والمظان حتى يتيسر للقارئ التوسع في معرفتها، ومما تجد الإشارة إليه في هذا السياق أنه ليست كل الأحاديث في كتاب (رياض الصالحين) مشتملة على أحكام فقهية، ومن ثم فلم تشرح تلك الأحاديث شرحاً فقهياً لخلوها من الأحكام الفقهية، وكذلك فقد تم دمج مجموعة من الأحاديث وشرحت شرحاً فقهياً إجمالياً سواء على مستوى الأبواب أم على مستوى مجموعة من الأحاديث.
5 ـ الشرح الدعوي لأحاديث رياض الصالحين، وذلك باستخراج المضامين الدعوية لكل حديث في رياض الصالحين، وقد سلكنا في ذلك منهجاً علمياً متميزاً، حيث قمنا بالتحليل الدعوي الدقيق لنصوص الأحاديث النبوية، وقد حرصنا في ذلك على ربط المضامين الدعوية بشواهد من نص الحديث، مع مراعاة الترتيب في المضامين الدعوية من خلال التسلسل والتحليل لألفاظ الحديث حسب ورودها، دون تقديم أو تأخير مع تنزيل الشاهد من الحديث على المضمون الدعوي حتى لا يكون الكلام مرسلاً أو إنشائياً.
6 ـ المحور التربوي وقد سلكنا منهجاً علمياً متميزاً في هذا المحور، حيث تحدثنا إجمالا ًعن المضامين التربوية لأحاديث كل باب، ورأينا مناسبة ذكرها في نهاية كل باب من أبواب رياض الصالحين، حتى يكون القارئ قد قرأ أحاديث الباب وتعرف على شروحها. إن المعالجة التربوية لأحاديث الباب تمت على أساس تنزيل الشواهد من أحاديث الباب على المضامين التربوية بأسلوب علمي ميسر، يركز على ربط نصوص الأحاديث النبوية بالمضامين التربوية، بشكل يفيد العامة والخاصة في مجال التربية.
وقد تكونت لجنة ضبط خطة العمل من المشايخ التالية أسماؤهم:
حمد العمار ـ محيي الدين عفيفي أحمد عبدالمجيد ـ صالح بن حسين العايد ـ تركي سهو العتيبي ـ أحمد بن عبدالله الباتلي ـ عبدالعزيز بن إبراهيم الشهوان ـ عبدالله بن وكيل الشيخ ـ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري ـ عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين.
وممن شارك من الباحثين في هذا العمل:
أ. د. إبراهيم بن سليمان الهويمل ـ أ. د. سيد محمد ساداتي الشنقيطي ـ أ. د. حكمت بشير ياسين ـ الشيخ عبدالمجيد الزنداني ـ أ. د. طلعت محمد عفيفى ـ د. صالح بن أحمد الوعيل ـ أ. د. مهدي رزق الله أحمد. وغيرهم من الباحثين.
ملاحظة: جعلت الفوائد المنتقاة من الكتاب في مشاركة مستقلة، فلعل أحد الإخوة أو الأخوات يضعون رابطها هنا لمن أراد الاستفادة، وفقكم الله وحفظكم.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الكنوز
ـ[مها]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:19 ص]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الشهري http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=119784#post119784)
( إذا عَزَّ مطبوعٌ علينا فإِنَّه = يُصوِّرُه للراغبين (المُساهِمُ)
قد ضرب في ذلك بسهم وافر، فكم قرب كتابا لطالب! قرب الله له كل بعيد، وبارك له في علمه وعمله وعمره. آمين
ملاحظة: جعلت الفوائد المنتقاة من الكتاب في مشاركة مستقلة، فلعل أحد الإخوة أو الأخوات يضعون رابطها هنا
هذا رابطها وفقك الله: فوائد من كتاب كنوز رياض الصالحين ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=119909#post119909)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المساهم]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:46 م]ـ
المجلد الثاني
من كتاب كنوز رياض الصالحين
http://img227.imageshack.us/img227/7813/42598083.jpg
ويشتمل على من الأحاديث التالية: [54 - 116] التحميل
archive (http://www.archive.org/download/KNooZR/KNooZ02.pdf) أو 4 shared (http://www.4shared.com/file/l1QfIT-s/___02.html)
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[24 Sep 2010, 04:23 م]ـ
وفقك الله يا أبا عبدالرحمن ونفع بك، وحق لي أن أقول فيك:
هنيئاً لعُشَّاقِ القراءةِ إِنَّها = مَغانِمُ علمٍ تقتفيها مَغانِمُ
أتتكَ عُيونُ المكتباتِ هديةً= وقلبُكَ مُرتاحٌ، ومَالُكَ سَالِمُ
ركبنا لها بالأمسِ كُلَّ مَخوفةٍ= وحلَّت بنا من إِثْرِ ذاكَ المغارمُ
فقل لِشُداةِ العلمِ في كُلِّ موطنٍ= تَمنَّ كتاباً حَار فيهِ المساومُ
إذا عَزَّ مطبوعٌ علينا فإِنَّه = يُصوِّرُه للراغبين (المُساهِمُ)
.
أمتعتنا بهذه الأبيات يا شيخنا، يستحق أخونا المساهم كل الثناء والتقدير والاحترام.
ـ[المساهم]ــــــــ[25 Sep 2010, 12:29 ص]ـ
المجلد الثالث
من كتاب كنوز رياض الصالحين
http://img227.imageshack.us/img227/7813/42598083.jpg
ويشتمل على من الأحاديث التالية: [117 - 183] التحميل
archive (http://www.archive.org/download/KNooZR/KNooZ03.pdf) أو 4 shared (http://www.4shared.com/file/bIBP1yLh/___03.html)(/)
لا تحقرنّ من المعروف شيئاً للدكتور صالح بن فريح البهلال
ـ[حارث ماهر ياسين]ــــــــ[18 Sep 2010, 11:50 ص]ـ
لا تحقرنّ من المعروف شيئاً
د. صالح بن فريح البهلال
كان في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأةٌ سوداء لا يؤبه لها، خرقاء لا تحسن عملاً، تكنى بأُمِّ محجن، ليس لها عملٌ سوى التقاط الخِرق والقذى والعيدان من المسجد، وفي إحدى الليالي فاضت نفسها ـ رضي الله عنهاـ، وفارقت الحياة، وودّعت الدنيا، فصلى عليها جمعٌ من الصحابة، ودفنوها، ولم يخبروا رسول -صلى الله عليه وسلم- بموتها، فافتقدها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فسأل عنها؛ اهتمامًا بها، وإكبارًا لشأنها، فأخبره الصحابة بما كان منهم تُجاهها، فقال صلى الله عليه وسلم: (دلّوني على قبرها) ثم أتى قبرها حتى وقف عليه، ثم صلى عليها.
سبحان الله! امرأة ضعيفة قليلة الشأن عند أهل ذاك الزمان، يسأل عنها أفضل الورى، وخير من وطئ الثرى، فلا يقنعُ حتى يقفَ على قبرها ويصليَ عليها، وهو الذي صلاته سكن، ورحمة، ونور، وضياء، فهنيئاً لها ذلك.
يا تُرى، ماذا فعلت هذه المرأة؟! وبأي شيء بلغت هذا المنزل عند نبيها؟!
لقد كانت تَقُمُّ المسجد، وتلتقط القذى والخرق والعيدان منه، نعم أيها الكرام، كانت تَقُمّ المسجد وتنظّفه، فكان ما كان من سؤال نبيها صلى الله عليه وسلم عنها، ثم صلاته صلى الله عليه وسلم عليها.
إذن فلا تحقرنّ من المعروف شيئاً، حتى القذاةَ تخرجها من المسجد، فربما رحمك الله بذلك.
ورجل ممن كان قبلنا حدّث عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه حوسب فلم يوجد له من الخير إلاّ عمل واحد استوجب به شكر الله له، ثم مغفرتَه لذنوبه، فما هذا العمل العظيم الذي عمله هذا الرجل؟ فاستحق شكر الله ـ سبحانه ـ وغفرانه لذنوبه؟
لقد بيّن رسولنا صلى الله عليه وسلم عمله، فقال كما في صحيح البخاري، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخّره فشكر الله له فغفر له).
وجاء في رواية عند ابن حبان: (حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير إلاّ غصن شوك كان على الطريق كان يؤذي الناس فعزله فغفر له).
لقد أدرك هذا الرجل رحمة الله بسبب غصن شوك أزاله من طريق الناس، فشكر الله له، فغفر له، فلا تحقرنّ من المعروف شيئاً، ولو أن تزيل حجراً، أو أذى من طريق الناس، فربما غُفر ذنبُك بذلك.
لقد دخلت الجنةَ امرأةٌ بسبب تمرة، وهذه قصتها في صحيح مسلم؛ تحكيها عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتُها ثلاثَ تمَرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة؛ لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرتُ الذي صنعتْ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أوأعتقها بها من النار).
لقد أوجبت هذه المرأة بسبب تمرة جنةً عرضها السماوات والأرض، مما نستفيد منه درساً ألاّ نحتقر أمر الصدقة، ولو بقليل من المال، وقد قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل). أخرجه البخاري ومسلم.
ألا وإن من الأفعال التي يغفَل عن احتسابها بعض الناس النفقةَ على الأهل؛ فإنها مع وجوبها، فيها أجر عظيم، فقد أخرج مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته فى سبيل الله، ودينار أنفقته فى رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك؛ أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك».
فليحتسب كلٌ منا الطعام الذي يأتي به لأهله، و اللباس الذي يواريهم به، بل ليحتسب النقود التي يعطيها ولده حين يذهب إلى المدرسة، والحقيبة التي يشتريها له؛ فإن ذلك كله من أعظم النفقات عند الله، فلا يحتقر منه شيئاً، ولا يتضجر، فيفوته الأجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وامرأة مومسة؛ بغيٌّ، زانية غفر لها ذنبها هذا بسبب عمل عملته، فيا ترى ما هو هذا العمل الذي استوجبت به مغفرة الله ورضوانه؟ لقد بيّنه رسولنا صلى الله عليه وسلم، فقال كما في صحيح البخاري، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غفر لامرأة مومسة؛ مرت بكلبٍ على رأس ركي ـ أي بئر ـ يلهث؛ كاد يقتله العطش، فنزعت خفها، فأوثقته بخمارها، فنزعت له من الماء، فغفر لها بذلك).
سبحان الله، ما أعظم فضل الله؟! وما أوسع رحمته؟!
إن هذه البغي غفر لها؛ لما قام في قلبها من الإخلاص لله، فقد فعلت هذه السقاية، لم يرها أحد، وكم من عمل حقير عظّمته النية!!
فإذا كان الإحسان على الكلاب يغفر به الخطايا، فكيف يصنع الإحسان على من وحّد رب البرايا؟! لا شك أن الرحمة به أحق وأجدر إذا كان خالصاً.
فلا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو في العطف على الحيوان؛ فضلاً عن الإنسان.
لقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ). [المجادلة:11].
فأمر ـ سبحانه ـ المؤمنين إذا كانوا في مجلس، واحتاج بعضهم أو بعض القادمين عليهم للتفسح له في المجلس، فإن من الأدب أن يفسحوا له تحصيلاً لهذا المقصود.
فإن من فعل ذلك فإن الله ـ سبحانه ـ يفسحُ له، أي يوسعُ له، ويشمل ذلك توسعة الرزق في الدنيا، وتوسعة المنازل في الجنة.
فإذا كان مجرد الفسح في المكان يوجب هذا الفضل العظيم، وهو لا يضرّ الفاسحَ شيئاً، ولا يكلّفه جهداً، فكيف بمن فرّج عن مسلم كربة، أو دفع عنه مسغبة، أو قضى له حاجة؟!
إذن فلا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن توسع لأخيك في المجلس، فربما رحمك الله بذلك، فكنت من الفائزين.
ألا وإن من الأعمال التي أرشد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى عدم احتقارها؛ ما جاء في مسند أحمد من حديث أبي جُري الهُجيمي، قال: سألتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ المعروف، فقال: (لا تَحقِرنَّ من المعروف شيئاً، ولو أنْ تُعْطيَ صِلةَ الحبلِ، ولو أنْ تُعطي شِسْعَ النَّعلِ، ولو أنْ تُفرِغَ من دلوكَ في إناء المستسقي، ولو أنْ تُنَحِّي الشَّيءَ مِنْ طريق النَّاسِ يؤذيهم، ولو أنْ تلقى أخاكَ ووجهُك إليه منطلق، ولو أنْ تلقى أخاك فتسلِّمَ عليه، ولو أنْ تُؤْنِسَ الوحشان في الأرض). والمقصود بالوحشان الغريب، وإيناسه أن تلقاه بما يؤنسه من القول والفعل الجميل.
وفي رواية لحديث أبي جري الهجيمي عند أحمد، أن أبا جري قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محتب بشملة له، وقد وقع هدَبها على قدميه، فقلت: أيكم محمد؟ أو رسول الله؟ فأومأ بيده إلى نفسه، فقلت: يا رسول الله؛ إني من أهل البادية، وفيَّ جفاؤهم فأوصني، فقال: (لا تحقرنّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط .. ) الحديث.
وفي حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ في صحيح مسلم قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلِق».
نعم؛ فمن المعروف المندوب إليه في الشريعة تبسّمك في وجه أخيك، وانبساط وجهك عنده، فهذا مما يجلب الودّ، ويوثق الحبّ.
ومن الحرمان أن تجد بعض الناس لا يلقى أخاه إلاّ بوجه منقبضٍ، وطرف فاتر كأن الأحزان قد حلّت بساحته، وكأنما ينفق هذه الابتسامة من حرّ ماله.
ألا وإن من المعروف الذي يغفل عنه بعض الناس الكلمةَ الطيبة؛ فإن الكلمة الطيبة صدقة؛ فلا يحتقر أحدنا كلمة يبذلها لأخيه؛ تحمل دلالة على خير، أو نهياً عن شر، أو ثناء صادقاً على فِعلة قام بها؛ فربما أن الله أجرى خيراً كثيراً من جرّاء هذه الكلمة.
فلا تعجبوا أيها القرّاء الكرام ـ إذا علمتم ـ أن السبب الشهير لتأليف صحيح البخاري هي كلمة شيخِه إسحاقَ بن راهويه حين قال: (لو أن أحدكم يجمع كتاباً فيما صح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم) قال البخاري: (فوقع ذلك في نفسي) فألّف كتابه الصحيح الذي هو أصح كتاب على وجه الأرض بعد كتاب الله.
ولا تعجبوا ـ إذا علمتم ـ أن إمام المحدثين في زمانه الحافظَ الذهبي كان سببُ انصرافه لعلم الحديث هي كلمةٌ صدرت من شيخه البرزالي، يقول الذهبي ـ رحمه الله ـ عن شيخه البرزالي: (هو الذي حبّب إليّ طلب الحديث، فإنه رأى خطي، فقال: خطّك يشبه خط المحدثين! فأثّر قوله فيّ).
وبعد هذا فلا ينبغي لأحد منا أن يحتقر من المعروف شيئاً يقدّمه لإخوانه، من بذل ابتسامة، أو إسماع كلمة طيبة، أو دفع هدية، أو رفع أذية، أو إعطاء شفاعة حسنة، أو قضاء حاجة، أو حلّ مشكلة، أو إدخال سرور بأي أنواع السرور، ولو برسالة جوال، فلعل الله أن يرضى عن شيءِ من تلك الأعمال، فيسعدَ صاحبها سعادة لا شقاوة بعدها.
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-139097.htm (http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-139097.htm)(/)
أهمية الإسناد مقال للوالد
ـ[حارث ماهر ياسين]ــــــــ[18 Sep 2010, 12:00 م]ـ
أهمية الإسناد:
إنّ الله سبحانه وتعالى شرّف هَذِهِ الأمة بشرف الإسناد، وَمَنَّ عَلَيْهَا بسلسلة الإسناد واتصاله، فهو خصيصة فاضلةٌ لهذه الأمة وليس لغيرها من الأمم السابقة، وَقَدْ أسند الْخَطِيْب في كتاب " شرف أصحاب الْحَدِيْث " (1) إلى مُحَمَّد بن حاتم بن المظفر قَالَ: ((إنّ الله أَكْرَمَ هَذِهِ الأمة وشرّفها وفضّلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم كلها، قديمهم وحديثهم إسنادٌ، وإنما هِيَ صحف في أيديهم وَقَدْ خلطوا بكتبهم أخبارهم، وليس عندهم تمييز بَيْنَ ما نزل من التوراة والإنجيل مِمَّا جاءهم بِهِ أنبياؤهم، وتمييز بَيْنَ ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار الَّتِيْ أخذوا عن غَيْر الثقات. وهذه الأمة إنما تنُصّ الْحَدِيْث من الثقة المعروف في زمانه المشهور بالصدق والأمانة عن مثله حَتَّى تتناهى أخبارهم، ثُمَّ يبحثون أشد البحث حَتَّى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ، والأضبط فالأضبط والأطول مجالسةً لِمَنْ فوقه ممن كَانَ أقل مجالسةً. ثُمَّ يكتبون الْحَدِيْث من عشرين وجهاً وأكثر حَتَّى يهذبوه من الغلط والزلل ويضبطوا حروفه ويعدوه عداً. فهذا من أعظم نعم الله تَعَالَى عَلَى هَذِهِ الأمة)).
وَقَالَ أبو علي الجياني (2): ((خصّ الله تَعَالَى هَذِهِ الأمة بثلاثة أشياء لَمْ يعطها مَنْ قَبْلَهَا مِنَ الأمم: الإسناد، والأنساب، والإعراب)) (3).
وَقَالَ الْحَاكِم النيسابوري: ((فلولا الإسناد وطلب هَذِهِ الطائفة لَهُ، وكثرة مواظبتهم عَلَى حفظه لدرس منار الإِسْلاَم، ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فِيْهِ بوضع الأحاديث، وقلب الأسانيد، فإنَّ الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فِيْهَا كانت مبتراً، كَمَا حَدَّثَنَا أبو العباس مُحَمَّد بن يعقوب (4)، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن مُحَمَّد الدوري (5)، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الأسود، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني (6)، قَالَ: حَدَّثَنَا بقية، قَالَ حَدَّثَنَا عتبة بن أبي حكيم (7)، أنه كَانَ عِنْدَ إسحاق بن أبي فروة، وعنده الزهري، قَالَ: فجعل ابن أبي فروة يقول: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ الزهري: قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجرأك عَلَى الله، ألا (8) تسند حديثك؟ تُحَدِّثُنا بأحاديث ليس لها خُطُم (9)، ولا أَزِمَّة (10))) (11).
هكذا أدرك الْمُحَدِّثُوْنَ – منذ الصدر الأول – ما للإسناد من أهمية بالغة في الصناعة الحديثية؛ إِذْ هُوَ دعامتها الأساسية ومرتكزها في أبحاث العدالة والضبط.
وكذلك أدرك الْمُحَدِّثُوْنَ أنه لا يمكن نقد الْمَتْن نقداً صحيحاً إلا من طريق البحث في الإسناد، ومعرفة حلقات الإسناد والرواة النقلة، فلا صحة لمتن إلا بثبوت إسناده.
وأعظم مثال عَلَى اهتمام المسلمين بالإسناد هُوَ ما ورثوه لنا من التراث الضخم الكبير الهائل، وما سخروا للإسناد من ثروة علمية في كتب الرجال.
والبحث في الإسناد مهم جداً في علم الْحَدِيْث، من أجل التوصل إلى مَعْرِفَة الْحَدِيْث الصَّحِيْح من غَيْر الصَّحِيْح، إِذْ إنّه كلما تزداد الحاجة يشتد نظام المراقبة، فعندما انتشر الْحَدِيْث بَعْدَ وفاة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اشتد الاهتمام بنظام الإسناد، وعندما بدأ السهو والنسيان يظهران كثر الالتجاء إلى مقارنة الروايات، حَتَّى أصبح هَذَا المنهج مألوفاً معروفاً عِنْدَ الْمُحَدِّثِيْنَ؛ إِذْ إنه لا يمكن الوصول إلى النص السليم القويم إلا عن طريق البحث في الإسناد، والنظر والموازنة والمقارنة فِيْمَا بَيْنَ الروايات والطرق. من هنا ندرك سر اهتمام الْمُحَدِّثِيْنَ بِهِ، إذ جالوا في الآفاق ينقّرون أَوْ يبحثون في إسنادٍ، أَوْ يقعون عَلَى علة أَوْ متابعة أَوْ مخالفة، وكتاب " الرحلة في طلب الْحَدِيْث " (12) للخطيب البغدادي خير شاهد عَلَى ذَلِكَ.
وتداول الإسناد وانتشاره معجزة من المعجزات النبوية (13) الَّتِيْ أشار إِلَيْهَا المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله: ((تَسْمَعُون ويُسْمَع منكم ويُسْمَع مِمَّنْ يَسْمَع منكم)) (14).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ إنَّ للإسناد أهمية كبيرة عِنْدَ المسلمين وأثراً بارزاً؛ وذلك لما للأحاديث النبوية من أهمية بالغة، إذ إنَّ الْحَدِيْث النبوي الشريف ثاني أدلة أحكام الشرع، ولولا الإسناد واهتمام الْمُحَدِّثِيْنَ بِهِ لضاعت علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ولاختلط بِهَا ما ليس مِنْهَا، ولما استطعنا التمييز بَيْنَ صحيحها من سقيمها؛ إذن فغاية دراسة الإسناد والاهتمام بِهِ هِيَ مَعْرِفَة صحة الْحَدِيْث أو ضعفه، فمدار قبول الْحَدِيْث غالباً عَلَى إسناده، قَالَ القاضي عياض: ((اعلم أولاً أنّ مدار الْحَدِيْث عَلَى الإسناد فِيْهِ تتبين صحته ويظهر اتصاله)) (15). وَقَالَ ابن الأثير (16): ((اعلم أنّ الإسناد في الْحَدِيْث هُوَ الأصل، وعليه الاعتماد، وبه تعرف صحته وسقمه)) (17).
وهذا المعنى مقتبس من عبارات المتقدمين.
قَالَ سفيان الثوري: ((الإسناد سلاح المؤمن، إذا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سلاح فبأي شيء يقاتل؟)) (18).
وهذا أمير المؤمنين في الْحَدِيْث شعبة بن الحجاج (19) يقول: ((إنما يعلم صحة الْحَدِيْث بصحة الإسناد)) (20).
وَقَالَ عَبْد الله بن المبارك: ((الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)) (21).
وعلى هَذَا فالإسناد لابد مِنْهُ من أجل أن لا ينضاف إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ما ليس من قوله. وهنا جعل الْمُحَدِّثُوْنَ الإسناد أصلاً لقبول الْحَدِيْث؛ فلا يقبل الْحَدِيْث إذا لَمْ يَكُنْ لَهُ إسناد نظيف، أوله أسانيد يتحصل من مجموعها الاطمئنان إلى أنّ هَذَا الْحَدِيْث قَدْ صدر عمن ينسب إِلَيْهِ؛ فهو أعظم وسيلة استعملها الْمُحَدِّثُوْنَ من لدن الصَّحَابَة رضي الله عنهم إلى عهد التدوين كي ينفوا الخبث عن حَدِيْث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ويبعدوا عَنْهُ ما ليس مِنْهُ.
وَقَدْ اهتم الْمُحَدِّثُوْنَ – كَمَا اهتموا بالإسناد – بجمع أسانيد الْحَدِيْث الواحد، لما لِذَلِكَ من أهمية كبيرة في ميزان النقد الحديثي؛ فجمع الطرق كفيل ببيان الخطأ، إذا صدر من بعض الرُّوَاة، وبذلك يتميز الإسناد الجيد من الرديء، قَالَ علي بن المديني: ((الباب إذا لَمْ تجمع طرقه لَمْ يتبين خطؤه)) (22).
ثُمَّ إنّ لجمع الطرق فائدة أخرى؛ فيستفاد تفسير النصوص لبعضها، إِذْ إنّ بعض الرُّوَاة قَدْ يحدث عَلَى المعنى، أو يروي جزءاً من الْحَدِيْث، وتأتي البقية في سند آخر؛ لذا قَالَ الإمام أحمد بن حَنْبَل: ((الْحَدِيْث إذا لَمْ تجمع طرقه لَمْ تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضاً)) (23).
وَقَالَ الحافظ أبو زرعة العراقي (24): ((الْحَدِيْث إذا جمعت طرقه تبين المراد مِنْهُ، وليس لنا أن نتمسك برواية ونترك بقية الروايات)) (25).
ويعرف – أَيْضاً – بجمع الطرق: الْحَدِيْث الغريب متناً وإسناداً، وَهُوَ الَّذِيْ تفرد بِهِ الصَّحَابِيّ أَوْ تفرد بِهِ راوٍ دون الصَّحَابِيّ، ومن ثَمَّ يعرف هل المتفرد عدل أو مجروح، فتكرار الأسانيد لَمْ يَكُنْ عبثاً وإنما لَهُ مقاصد وغايات يعلمها المشتغلون بهذه الصنعة. قَالَ الإمام مُسْلِم في ديباجة كتابه " الجامع الصَّحِيْح ": ((وإنا نعمد إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم فنقسمها عَلَى ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الناس عَلَى غَيْر تكرار، إلا أن يأتي موضع لا أستغني فِيْهِ عن ترداد حَدِيْث فِيْهِ زيادة معنى أَوْ إسناد يقع إلى جنب إسناد لعلة تكون هناك؛ لأن المعنى الزائد في الْحَدِيْث المحتاج إِلَيْهِ يقوم مقام حَدِيْث تام، فلابد من إعادة الْحَدِيْث الَّذِيْ فِيْهِ ما وصفنا من الزيادة، أو أن يفصل ذَلِكَ المعنى من جملة الْحَدِيْث عَلَى اختصاره إذا أمكن، ولكن تفصيله ربما عسر من جملته فإعادته بهيأته إذا ضاق ذَلِكَ أسلم)) (26)
.............................. ............................
(1) شرف أصحاب الْحَدِيْث: 40 (76).
(2) أبو علي الحسين بن مُحَمَّد بن أحمد الجياني، ولد سنة (427 ه)، كَانَ إماماً في الْحَدِيْث، وبصيراً بالعربية والشعر والأنساب، لَهُ كتب مفيدة مِنْهَا: " تقييد المهمل "، توفي سنة (498 ه).
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر: وفيات الأعيان 2/ 195،وتذكرة الحفاظ، للذهبي 4/ 1233 و1234، ومرآة الجنان 3/ 36 - 37.
(3) قواعد التحديث: 201.
(4) مُحَمَّد بن يعقوب بن يوسف الأصم، أبو العباس الأموي، حّدث بكتاب الأم للشافعي عن الربيع، وَكَانَ ثقة كَثِيْر الرحلة والرواية، مَعَ ضبط الأصول، توفي سنة (346 ه).
انظر: الأنساب 1/ 187 - 189،وسير أعلام النبلاء 15/ 452، وشذرات الذهب 2/ 473.
(5) الإمام الحافظ أبو الفضل، عَبَّاس بن مُحَمَّد بن حاتم بن واقد الدوري ثُمَّ البغدادي، مولى بني هاشم، أحد الأثبات المصنفين، ولد سنة (185 ه)، رَوَى عن الإمام أحمد توفي سُنَّةُ (271 ه).
تهذيب الكمال 4/ 75 (3129)، وسير أعلام النبلاء 12/ 522، والتقريب (3189).
(6) إبراهيم بن إسحاق بن عيسى البناني، مولاهم، أبو إسحاق الطالقاني، نزيل مرو، قدم بغداد وحدّث بِهَا، صنف كتاب " الرؤيا " وكتاب " الغرس " وغيرهما، توفي بمرو سنة (215 ه).
تاريخ بغداد 6/ 24، وتهذيب الكمال 1/ 99 (141)، وتاريخ الإِسْلاَم: 51 - 52 وفيات (215 ه).
(7) عتبة بن أبي حكيم الهمداني ثُمَّ الشعباني، أبو العباس الشامي الأردني الطبراني: صدوق يخطئ كثيراً، مات بصور سنة (147 ه). تهذيب الكمال 5/ 93 و 94 (4360)، والتقريب (4427)، وتهذيب التهذيب 7/ 94 و 95.
(8) وقع في المطبوع: ((لا))، تحريف والتصحيح من نسختنا الخطية المصورة عن الأصل المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد.
(9) خطم: من الدابة مقدمة أنفها، والخطم: جمع خطام وَهُوَ الحبل الَّذِيْ يقاد بِهِ البعير. لسان العرب 12/ 186، وتاج العروس 8/ 281 الطبعة القديمة مادة (خطم).
(10) زمّ الشيء يزمه زماً فانزم: شده، والزمام ما زم بِهِ، والجمع أزمة، وزممت البعير خطمته. لسان العرب 12/ 272، وتاج العروس 8/ 328 الطبعة القديمة مادة (زمم).
(11) مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 6. وهَذِهِ القصة في أدب الإملاء والاستملاء: 5.
(12) هُوَ كتاب فريد في بابه، جمع فِيْهِ الْخَطِيْب أخباراً نادرة من أخبار العلماء في رحلاتهم من أجل الْحَدِيْث الواحد، وما أشبه ذَلِكَ. وَقَدْ صدر الكتاب بأحاديث وآثار تدلل عَلَى ذَلِكَ وترغب فِيْهِ، وَقَدْ طبع الكتاب في بيروت بطبعته الأولى عام 1975 في دار الكتب العلمية بتحقيق: د. نور الدين عتر.
(13) بغية الملتمس: 23.
(14) أخرجه أحمد 1/ 351، وأبو داود (3659)، وابن حبان (92)، والرامهرمزي في " المحدث الفاصل": 207 (92)، والحاكم في " المستدرك " 1/ 95، وفي مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 27 و 60، والبيهقي في " السنن " 10/ 250 وفي " الدلائل " 6/ 539، والخطيب في " شرف أصحاب الْحَدِيْث " (70)، وابن عَبْد البر في " جامع بَيَان العلم " 1/ 55 و2/ 152، والقاضي عياض في " الإلماع ": 10. من طرق عن الأعمش، عن عَبْد الله بن عَبْد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عَبَّاسٍ، بِهِ مرفوعاً.
وصححه الْحَاكِم، وَلَمْ يتعقبه الذهبي، وَقَالَ العلائي في " بغية الملتمس ": 24: ((هَذَا حَدِيْث حسن من حَدِيْث الأعمش)).
وأخرجه البزار (146)، والرامهرمزي في " المحدّث الفاصل " (91)، والطبراني في " الكبير " (1321)، والخطيب في "شرف أصحاب الْحَدِيْث " (69)، من حَدِيْث ثابت بن قيس بلفظ:
((تسمعون ويُسمع منكم ويُسمع من الَّذِيْنَ يسمعون منكم ثُمَّ يأتي من بَعْدَ ذَلِكَ قوم سمان يحبون السِّمَن، يشهدون قَبْلَ أن يُسألوا)).
(15) الإلماع: 194.
(16) المبارك بن مُحَمَّد بن عَبْد الكريم الشيباني، العلامة مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير الجزري، ثُمَّ الموصلي، من مصنفاته: "جامع الأصول" و "النهاية"، ولد سنة (544 ه)، وتوفي سنة (606 ه).
وفيات الأعيان 4/ 141، وتاريخ الإِسْلاَم: 225 - 226 وفيات (606 ه)، سير أعلام النبلاء 21/ 488.
(17) جامع الأصول 1/ 9 - 10.
(18) أسنده إِلَيْهِ الْخَطِيْب البغدادي في " شرف أصحاب الْحَدِيْث ": 42 (81).
(19) هُوَ شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولاهم، أبو بسطام الواسطي، ثُمَّ البصري: ثقة حافظ متقن، كَانَ الثوري يقول: هُوَ أمير المؤمنين في الْحَدِيْث، وَهُوَ أول من فتش بالعراق عن الرجال، وذب عن السنة، وَكَانَ عابداً، مات سنة (160 ه).
تهذيب الأسماء واللغات 1/ 244 - 246، وسير أعلام النبلاء 7/ 22 و 227، التقريب (2790).
(20) التمهيد 1/ 57.
(21) مقدمة صَحِيْح مُسْلِم 1/ 12، وطبعة فؤاد عَبْد الباقي 1/ 15، وشرف أصحاب الْحَدِيْث: 41 (78)، والإلماع: 194.
(22) الجامع لأخلاق الرَّاوِي وآداب السامع 2/ 212 (1641)، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 82، وطبعتنا: 188، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 227، وطبعتنا 1/ 275، وتدريب الرَّاوِي 1/ 253، وتوجيه النظر 2/ 601.
(23) الجامع لأخلاق الرَّاوِي 2/ 212 (1640).
(24) هُوَ الإمام العلامة الحافظ ولي الدين أبو زرعة أحمد بن عَبْد الرحيم بن الحسين العراقي الأصل المصري الشَّافِعِيّ، ولد سنة (762 ه)، وبكر بِهِ والده بالسماع فأدرك العوالي، وانتفع بأبيه جداً، ودرّس في حياته، توفي سنة (826 ه)، من تصانيفه: "الإطراف بأوهام الأطراف"و"تكملة طرح التثريب" و " تحفة التحصيل في ذكر المراسيل" وغيرها.
انظر: طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة 4/ 80، ولحظ الألحاظ: 284،والضوء اللامع 1/ 336،وحسن المحاضرة 1/ 363،ومقدمتنا لكتاب شرح التبصرة والتذكرة 1/ 34.
(25) طرح التثريب 7/ 181.
(26) صَحِيْح مُسْلِم 1/ 3، و 1/ 4 - 5 طبعة مُحَمَّد فؤاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[19 Sep 2010, 12:47 ص]ـ
وتداول الإسناد وانتشاره معجزة من المعجزات النبوية (13) الَّتِيْ أشار إِلَيْهَا المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله: ((تَسْمَعُون ويُسْمَع منكم ويُسْمَع مِمَّنْ يَسْمَع منكم)) (14).
ثُمَّ إنَّ للإسناد أهمية كبيرة عِنْدَ المسلمين وأثراً بارزاً؛ وذلك لما للأحاديث النبوية من أهمية بالغة، إذ إنَّ الْحَدِيْث النبوي الشريف ثاني أدلة أحكام الشرع، ولولا الإسناد واهتمام الْمُحَدِّثِيْنَ بِهِ لضاعت علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ولاختلط بِهَا ما ليس مِنْهَا
يظهر لي أن معرفة فضل واهمية الاسناد فرض عين على كل مسلم
فلو فهم الناس جميعا هذه العبارة لما وجدنا فئة ضالة ولا فرقة مبتدعة،
ونجد أن الأحاديث الموضوعة هي مدخل الابتداع والضلال
أسأل الله باسمه العليم أن يعلم المسلمين سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيفية المحافظة عليهاآمين(/)
لا تنفد كلماته
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:58 م]ـ
يقول الدكتور محمد عبد الله دراز:
سورة يس من السور المكية، الجامعة لمبادئ العقيدة الإسلامية ...
وما أكثر السور الكريمة، التي تتناول أصول العقيدة، وتُعنَى بإرساء قواعدها، ولكنها على كثرتها وكثرة تقلبنا النظر في مناهجها،
لانكاد نجد سورتين منها تتحدان مشربًا ولاأسلوبًا، ولامادةً ولاترتيبًا، بل نرى لكل سورة لونها ومزاجها، ومادتها ومنهاجها، فتبارك الله الذي لاتنفد كلماته، ولايمل حديثه، ولاتحصى آياته
[من كتاب"حصاد قلم" ص147]
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=v0taqwfa
ويقول الدكتور أحمد القاضي
وتفاصيل هذه الأركان "أي الستة"، والأصول العظام معلومة موجودة في كتب أهل الإسلام، وهي بحمد الله عقائد متينة، لاتفاوت فيها ولاخلل، ولاتناقض ولااضطراب، موافقة للفطر السليمة، والعقول المستقيمة، عباراتها بينة، ودلالتها واضحة، يقبلها العامي البسيط، ولايشبع منها العالم المحيط) من كتاب "دعوة التقريب بين الأديان: دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية"ج1ص39(/)
اختراق الأمن الروحي للمغاربة
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:24 م]ـ
في سياق الهجمات التي تتعرض لها الأمة المسلمة هذه الأيام، من احتلال لبعض بلادها، وتشويه لدينها وإلصاق تهمة الإرهاب لها، والنيل من مقدساتها كالرسوم المسيئة للنبي صلى عليه وسلم، والتهديد بإحراق المصحف الشريف، وإنشاء ملهى ليل على شاكلة الكعبة المكرمة ..
يتعرض الشعب المغربي هذه الأيام لهجمات ممنهجة تستهدف دينه وقيمه الروحية، والحضارية الاجتماعية التي تميز بها لقرون طويلة، جعلته نموذجا للصفاء العقدي والتدين المتين والوسطي، رغم كونه يقع في نقطة تماس حضاري بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، فقد ظل دائما مصدرا للعلم والمعرفة لأوروبا في العصور الوسطى، وهذه القيم الحضارية والدينة جعلته يعيش استقرارا وتماسكا اجتماعيا رغم كل الأزمات التي مر منها إما بسبب الحروب والهجمات الأوروبية أو المجاعات والطاعون التي عرفها المغرب من قبل.
لكن هذه الأيام تمر على الشعب المغربي من أحلك الأيام بسبب ظروف الفقر والجهل والتخلف التي يعرفها، وبسبب الهجمات الفكرية والدينية العدوانية التي يشنها الأعداء عبر جهات ومؤسسات مختلفة، تحت ذرائع كثيرة أكبرها ذريعة حقوق الإنسان والحريات الفردية خاصة، قد يتهمني البعض بنظرية المؤامرة، لكن هذه حقيقة ثابتة لها شواهدها من الوقائع والأحداث. ومن هذه الشواهد:
- الحملة التنصيرية: التي تشنها مؤسسات كنسية خاصة الكنيسة الإنجيلية التي تنشط في البوادي والأرياف المغربية وتهدف من خلال أنشطتها "الخيرية" إلى تغيير قناعات ومعتقدات الناشئة وتنصيرها مستغلة فقر وبؤس هذه الفئة من المجتمع المغربي المسلم، ومستغلة ضعف خدامات الدولة الصحية والاجتماعية في هذه المناطق النائية من في المغرب، ونحن لا نتحدث عن الذين بدلوا دينهم عن قناعة واختيار، بل عن حملة تنصيرية ممنهجة تستهدف الأطفال المحرومين خاصة، أما الذين بلغوا سن الرشد وتجاوزوا صفة "القاصر"، فلم تنجح كل الجهات في تغيير دينهم رغم كل الإغراءات المقدمة لهم، والاستثناء يعزز القاعدة.
فهذه المؤسسات الكنسية سخرت إمكانيات ضخمة إعلامية واجتماعية وصحية وتعليمية في سبيل إخراج جيل مغربي يتكلم باللسان المغربي وله سحنة مغربية ويسكن ويعرف جيدا المغرب، حتى يكون أول بذرة لأقلية مسيحية في المغرب، فيكون ذريعة للتدخل في شؤونه الداخلية بدعوى حماية الحقوق الفردية وحماية الأقلية المسيحية المضطهدة داخل المغرب.
وعندما قامت السلطات المغربية بطرد هؤلاء المنصرين قامة الآلة الإعلامية الغربية المساندة لهم بالدفاع عن أفعالهم الإجرامية وبتشويه صورة المغرب واتهامه انتهاك الحريات الفردية.
- الإفطار العلني في رمضان: وبنفس الحجة، حجة الحريات الفردية، تم دعم وتشجيع بعض الشباب المغرر بهم على تنظيم إفطار جماعي علني في نهار رمضان، وبتغطية صحفية موسعة غربية، ضدا على الشعور العام المغربي المعروف عنه تقديسه لرمضان واحترامه لهذا الشهر الفضيل، وشعيرة الصيام من أهم الشعائر الدينية المحترمة في المغرب، حتى الذين الذين لا يؤدون الصلاة ولا الزكاة يصومون شهر رمضان وهو آخر القلاع الدينية المحصنة في المغرب، بل حتى بعض النصارى المقيمين في المغرب لا يفطرون علنا احتراما للشعور العام المغربي، بل منهم من يصومه مع المغاربة لما له من فوائد صحية جمة، نحن نعلم أن البعض لا يصوم رمضان لكنه يفطر في سر وليس أمام الملأ، والقانون المغربي يجرم الإفطار العلني في نهار رمضان، وهو قانون ورثناه عن الاحتلال الفرنسي للمغرب، الذي راعى فيه ضبط الأمن العام داخل المغرب، والذي يظهر نية هؤلاء المبيتة هو أنهم عمدوا إلى تنظيم إفطار جماعي نهار رمضان وحددوا مكان عمومي للقاء هو محطة القطار بالمحمدية، ولو أنهم أفطروا في منازلهم لما تحدث عنهم أحد، لكنهم يريدون استفزاز الشعور الديني للمغاربة، والجهر بالإفطار العلني في رمضان حتى يسنون سنة سيئة للأجيال القادمة.
- دعم الشذوذ الجنسي، واستقبال المتزعمين للشذوذ في المغرب، هذا الفعل الدنيء الذي تمقته الفطرة السوية للإنسان مهما كانت ديانته ومعتقداته، بل عزموا على تنظيم مسيرة في مدينة مغربية للمطالبة "بحقهم" في الشذوذ باعتباره من الحريات الفردية أيضا، وقد قامت شخصيات وازنة في الدول الغربية بدعم وتبني مطالب هؤلاء الفتيان المغرر بهم وتمكينهم من وسائل الاعلام بمختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة، ولنا أن نتساءل هل هذا كله حبا وغيرة على الحريات الفردية داخل المغرب؟ مع أن المغاربة غارقون في الجهل والأمية والفقر، إضافة إلى العنصرية الممارسة على المهاجرين منهم في بلاد الغرب. ومن قبل دافعوا عن الدعارة باعتبارها مهنة كباقي المهن الأخرى، وهي بهذه الدعوى تريد للمغرب أن يصير مقصدا لكل مريض شهواني من تجار الشهوة في أنحاء العالم! ولا تريد له أن يظل منبعا للعلماء ومنه يتخرج الرجال لإنقاذ البشرية من أزمتها الأخلاقية…
هذا الأمر خطير على الأمن الروحي للمغاربة، يستدعي نهوض العلماء وأولي الأمر بمسؤوليتهم الدعوية والتربوية اتجاه الأجيال الحاضرة والآتية في المستقبل، فقد حفظ هذا الدين المغرب والمغاربة على مر العصور، وهو صمام أمنهم في المستقبل، فالأجيال المغربية بحاجة ماسة إلى التحصين العلمي والثقافية والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي، وهذه مسؤولية الجميع. إن الفراغ الروحي يشكل مجالا خصبا لظهور مختلف أشكال التطرف والغلو، كردة فعل، وهذا الفراغ مجال خصب أيضا لضياع الوحدة العقدية والمذهبية المغربية ولظهور طائفية جديدة أو أقليات دينية، المغرب في غنى عنها، ومجال خصب أيضا لظهور آفات اجتماعية كالعنف ضد الأصول، وزنا المحارم، وكثرة الانتحار، وجرائم أخرى لم يعرفها المجتمع المغربي من قبل.(/)
ما الفئة التي استهدفها ابن تيمية بردوده على الضالين؟
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:15 ص]ـ
كتاب درء تعارض العقل والنقل أو كتاب منهاج السنة النبوية نحن نعلم أن مثل هذا الكتب لايفهمها كثيرون ممن يحملون شهادة الدكتوراة الان
فماهي الفئة التي كان يستهدفها ابن تيمية لتفهم عنه هذا الفكر العميق الراقي؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:23 م]ـ
فئة العلماء الراسخين في العلم.
جعلني الله وإياكم منهم.
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[19 Sep 2010, 10:40 م]ـ
آمين
ومانسبة كتاباته الموجهة للعوام ولطلبة العلم في الردود؟
وأيضا في باقي كتبه
يعني مثلا كتاب الاستقامة - وان كنت لم أقرؤه - الا أني أظنه متعمق في الفكر أيضا؟
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:40 ص]ـ
كتاب درء تعارض العقل والنقل أو كتاب منهاج السنة النبوية نحن نعلم أن مثل هذا الكتب لايفهمها كثيرون ممن يحملون شهادة الدكتوراة الان
فماهي الفئة التي كان يستهدفها ابن تيمية لتفهم عنه هذا الفكر العميق الراقي؟
أخي الكريم، لقد أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه لم يؤلف ابتداء أبدا ً، إنما كانت مؤلفاته ردا ً على جواب، أو نقضا ً لكتاب، أو إجابة لطب ... هذا في عموم كتبه.
أما كتابه منهاج السنة النبوية، فلو انعمت النظر في مقدمة الكتاب لوجدت الجواب، وهو أن أناس أتوه بكتاب الرافضي ابن المنجس (منهاج الندامة) وطلبوا من ابن تيمية أن يرد على هذا الكتاب، الذي عمت به البلوى وافتتن به أناس كثيرون، فكان كتابه هذا موجها ً لمن خاض في هذه المسائل.
أما درء التعارض فمن قرأ الكتاب أو تصفح مباحثه وجده ردا ً على الرازي في الظن الغالب، ويقوى هذا الظن كثيرا ً عندما يجد أن شيخ الإسلام أراد أن يهدم ما أسسه الرازي في أساس تقديسه ومسائله الأربعين والخمسين ومباحثه المشرقية ومطالبه العالية ... فهذا في الأصالة، ويدخل في ذلك العموم عموم المتكلمين، ابتداء من الجهمية الكبرى (اتباع جهم) وانتهاء بالجهمية الصغرى (الأشاعرة).
وقد جعل النقاش في كتابه كأنه هرم أو قياس منطقي
مثال:
الظن لا يفيد اليقين
النصوص ظنية
النتيجة: النصوص لا تفيد اليقين
ثم بعد ذلك
العقل دلنا على النقل
فالعقل أصل النقل
النتيجة: يجب تقديم العقل على النقل.
ومن هذين القياسين انطلق شيخ الإسلام لهدم قاعدة المتكلمين، أو بشكل أدق (قانون الرازي في التأويل) وتفصيله في كتاب عبدالقادر صوفي (الأدلة التي بنى عليها المتبدعة مذهبهم في الصفات) المجلد الثاني.
أما الفئة التي وجه ابن تيمية لهم كتابه فهم من يخوضون في تلك المسائل.
أما قولك يا أخي الفاضل: (نحن نعلم أن مثل هذه الكتب لا يفهمها كثيرون ممن يحملون شهادة الدكتوراه الآن)
فليتك أعرضت عنها، وذلك من لسببين:
الأول: أن هذا الكلام يحتاج إلى دليل، ولا دليل إلا بالاستقراء التام، أو الناقص، ولا أظن أن أحدا ً يزعم أنه قام بذلك أبدا ً، فالواجب أن نمثل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) لاسيما وأننا نقرأ رسائل الإخوة الزملاء في الدكتوراه، ونرى النقولات من هذين الكتابين، ونقرأ في هذه الرسائل تحليل كلام شيخ الإسلام في بعض المواطن من منهاج السنة أو درء التعارض، فكيف يصح هذا من أناس لا يفهم أكثرهم هذين الكتابين!!
السبب الثاني: أن مثل هذه العبارات التي فيها نوع استعجال قد فرح بها بعض الأوباش العاجزين، وبعض المرتزقة العابثين، الذين يعبثون في العلم ويخوضون فيه وهم ليسوا بأهل اختصاص، وليس لهم ذارع ولا كراع في هذه المسائل، فإذا أشفق المتخصصون عليهم وراموا أن يردوا عليهم جنايتهم ويذكرونهم بأنهم ليسوا بأهل لذلك، قاموا هؤلاء الأوباش وقفزوا قفز المشاغبين، مرددين عبارات الطعن في الأكاديميين، ومنددين بالدرجات العلمية، حتى جعلوا المعيار في العلم، هو (أن لا تحمل شهادة دكتوراه)
ويجعلون أنفسهم في مصاف الشنقيطي وابن باز والألباني وأحمد شاكر وغيرهم ممن لم تتشرف بهم درجة الدكتوره.
بل إن واحدا ً من هؤلاء المكثرين من التحقيق المسرفين في الطعن في الدكاترة (وأعرفه شخصيا ً) يعيش على أكتاف من يطعن فيهم ويقتات من رسائلهم، بل إنه لا يحقق كتابا ً حتى يضح أمامه الكتاب محققا ً في رسائل علمية، ويجعله النسخة (أ) وباقي النسخ الخطية هي (ب) (ج) (ي)، بل لا يتكلم في موضوع ولا يقدم بمقدمة إلا بعد النظر في الرسائل العلمية المتعلقة بموضوعه، ومع ذلك فما أكثر سخريته بمن يحملون شهادة الدكتوراه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:24 م]ـ
ويجعلون أنفسهم في مصاف الشنقيطي وابن باز والألباني وأحمد شاكر وغيرهم ممن لم تتشرف بهم درجة الدكتوره.
زادك الله أدبا وفهما ورسوخا في العلم ولكم هي جميلة ومعبرة هذه العبارة وتحمل أدبا جمّا مع هؤلاء العلماء الأجلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد الباهلي
أليم يكن ابن تيمية من علماء العامة؟! بلى
فكيف صار من علماء العامة وكتبه صعبة بل يستحيل على عوام زمنه فهمهما بهذا الشكل؟!
وبخصوص الدكاترة
فأقول أني ناقل لامنشئ لكلام
نقلت عن كلام كبار الأكادميين المتخصصين سواء في العلوم الدينية غيرها
وأنا قلت كثيرين منهم ولم أعمم بل قطعًا يوجد دكاترة تشرُف درجة الدكتوراة بهم
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:00 ص]ـ
زادك الله أدبا وفهما ورسوخا في العلم ولكم هي جميلة ومعبرة هذه العبارة وتحمل أدبا جمّا مع هؤلاء العلماء الأجلاء.
جزاك الله خيرا ً يا أخ جمال على دعوتك، وأسأل الله لي ولك ولسائر المسلمين الخير والسداد.
والأدب مع أهل العلم هو أدنى الكمال، بل هو أول الواجبات تجاههم، رحمهم الله وجمعنا بهم في جنات النعيم، فكم من مسألة ومعضلة سهروا الليالي فيها، وأفنوا أعمارهم لأجل حلها، رحمهم الله فقد خدموا الدين، وكانوا قدوة للمسلمين، أدوا الأمانة التي تحملوها بصدق، ونصحوا للمسلمين بإخلاص، فهل يحسن بنا أن نبخس هؤلاء حقهم، وهل يحسن بنا أن نتنكب هؤلاء ونعتد بأنفسنا ونساوي بيننا وبينهم.
وللفائدة فقد سمعت لطيفة من لطائف الشيخ صالح آل الشيخ انصح بها كل طالب علم، وهي أن كل من تعودت نفسه وأذنه وعينه ـ عندما يقرأ ويسمع ويفكرـ على النقد والوقوف على مواطن الخطأ والوهم والضعف واللحن، فقد حرم الفائدة وخرج من ركب المستفيدين إلى ركب المتربصين، فهناك رجال لا تهمهم الفائدة بقدر ما يهمهم الوقوف على الخطأ، فمن كان مثل هذا فلا شك أنه سيحرم خيرا ً كثيرا ً.
فلا بد من الموازنة بين الجناحين التي يطير بهما طالب العلم، وهي: 1 - عدم التسليم المطلق، 2 - وأن يكون الغرض الأساس هو الاستفادة لا النقد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:12 ص]ـ
أخي العزيز محمد الباهلي: وفقك الله ورفع قدرك، فقد أعجبني جوابك جداً، ودلني على كمال عقلك، وحسن أدبك، وما أحوجنا إلى ما ذكرتَ رعاك الله.
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:36 م]ـ
أخي العزيز محمد الباهلي: وفقك الله ورفع قدرك، فقد أعجبني جوابك جداً، ودلني على كمال عقلك، وحسن أدبك، وما أحوجنا إلى ما ذكرتَ رعاك الله.
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
جزاك الله خيرا ً يا شيخ عبدالرحمن، وأتمنى من قلب ٍ أن يوفقنا الله سبحانه لهذا الأمر، وأن يقينا شرور أنفسنا، ويصلح لنا نياتنا، وأن يقيم هذه الأمة من عثراتها، ويصلح لها أمرها، ويعيد لها مجدها وكرامتها، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:42 ص]ـ
شكرا لك أخي محمد
لكن الاسلام شرع لنا الاعتراف بالحقائق مهما ان كانت مرة ولاعلاقة لهذا بالأدب
فضلا اقرأ هذا الموضوع
دكاترة آخر زمن؟! ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22202)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[22 Sep 2010, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيرا ً أخي خالد، وأسأل المولى سبحانه وتعالى أن يهبني وإياك علما ً نافعا ً وعملا ً صالحا ً.
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 11:44 م]ـ
آمين
شكرًا لك أخي الفاضل(/)
~**~ مناقشة رسالة الماجستير: للشيخ فهد الوهبي:: صوتياً:: ~**~
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. والصلاة والسلام على أفضل البريات .. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
مناقشة رسالة الماجستير (منهج الاستنباط من القرآن الكريم): للشيخ فهد الوهبي صوتياً
هنا ( http://www.alwahbi.net/sound.php?do=viewsound&ids=3&file=30)
" ومضة "
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملاً صالحاً متقبلاً ....
فجر الأمة
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخية ...
ووفق الله شيخنا الدكتور فهد الوهبي ونفع به الإسلام والمسلمين ...(/)
فوائد من كتاب كنوز رياض الصالحين
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:12 ص]ـ
منذ اقتنيت هذا الكتاب وأنا أود التعريف به لأن انتشاره ليس بذاك لأجل أن طبعته طبعة خيرية ولم أره حسب ما اطلعت عليه من مكتبات،ولما رأيت الأخ المبارك المساهم قد رفع الكتاب، دفعني ذلك للتعريف به والعكوف على قراءته وإيراد فوائد منتقاة منه، فأسأل الله أن يوفقه ويحسن إليه ويكتب أجره. وهذا تعريف بالكتاب:
كنوز رياض الصالحين، رئيس الفريق العلمي حمد بن ناصر العمار، الطبعة الأولى 1430هـ، كنوز إشبيليا. (مطبوع في 22 مجلد)، قدم للكتاب الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، والشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث.
كتب الشيخ صالح بن حميد في تقديمه للكتاب:
وقد قام علماء الأمة قديماً وحديثاً بخدمة هذا الكتاب وشرحه، إلا أن بين أيدينا شرحاً فريداً ومميزاً له بعنوان (كنوز رياض الصالحين) قام به مؤلفه فضيلة الشيخ أ. د. حمد بن ناصر العمار، حيث أفاد من كثير من شروحات العلماء السابقين والمتأخرين، كما أنه استكتب عدداً من العلماء المعاصرين في عدد من بلدان ودول العالم زاد عددهم على (100 عالم وباحث)، وقد جاءت مجلدات هذا العمل العلمي الموسوعي في (22 مجلد) وزادت صفحاته على (13000 ألف صفحة) وتجاوزت مصادره ومراجعه على (1000 مصدر ومرجع)، وازدان هذا الشرح بأنه عني بمحاور علمية عديدة، منها: المحور العقدي، والحديثي، والفقهي، والأدبي، والتربوي، والدعوي، وغيرها، ندر أن تجتمع في كتاب علمي واحد. وأحسب أن هذا الجهد العلمي الذي قام به مؤلفه جهد علمي مبارك ومميز في شقه العلمي حيث استخرج كنوزه وفوائده، ودرره الدفينة، وفي إخراجه الطباعي. أهـ.
وبين الدكتور حمد العمار رئيس الفريق العلمي في مقدمة الكتاب منهجهم في شرح كتاب رياض الصالحين أذكر منه التالي:
1 ـ ترجمة راوي الحديث.
2 ـ شرح غريب الألفاظ.
3 ـ الشرح الأدبي لكافة الأحاديث النبوية وإبراز البلاغة النبوية، وبيان الفصاحة النبوية التي أعجزت البلغاء، وإبراز النكت البلاغية في الأحاديث النبوية بأسلوب علمي ميسر يبرز بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم في البيان والتعبير عن المعاني العظيمة التي وردت في الأحاديث النبوية، مما ييسر عملية الفهم والاستيعاب.
4 ـ الشرح الفقهي للأحاديث النبوية التي تشمل على الأحكام الفقهية، وذلك بشكل إجمالي دون الدخول في الخلافات الفقهية، مع ذكر المصادر والمظان حتى يتيسر للقارئ التوسع في معرفتها، ومما تجد الإشارة إليه في هذا السياق أنه ليست كل الأحاديث في كتاب (رياض الصالحين) مشتملة على أحكام فقهية، ومن ثم فلم تشرح تلك الأحاديث شرحاً فقهياً لخلوها من الأحكام الفقهية، وكذلك فقد تم دمج مجموعة من الأحاديث وشرحت شرحاً فقهياً إجمالياً سواء على مستوى الأبواب أم على مستوى مجموعة من الأحاديث.
5 ـ الشرح الدعوي لأحاديث رياض الصالحين، وذلك باستخراج المضامين الدعوية لكل حديث في رياض الصالحين، وقد سلكنا في ذلك منهجاً علمياً متميزاً، حيث قمنا بالتحليل الدعوي الدقيق لنصوص الأحاديث النبوية، وقد حرصنا في ذلك على ربط المضامين الدعوية بشواهد من نص الحديث، مع مراعاة الترتيب في المضامين الدعوية من خلال التسلسل والتحليل لألفاظ الحديث حسب ورودها، دون تقديم أو تأخير مع تنزيل الشاهد من الحديث على المضمون الدعوي حتى لا يكون الكلام مرسلاً أو إنشائياً.
6 ـ المحور التربوي وقد سلكنا منهجاً علمياً متميزاً في هذا المحور، حيث تحدثنا إجمالا ًعن المضامين التربوية لأحاديث كل باب، ورأينا مناسبة ذكرها في نهاية كل باب من أبواب رياض الصالحين، حتى يكون القارئ قد قرأ أحاديث الباب وتعرف على شروحها. إن المعالجة التربوية لأحاديث الباب تمت على أساس تنزيل الشواهد من أحاديث الباب على المضامين التربوية بأسلوب علمي ميسر، يركز على ربط نصوص الأحاديث النبوية بالمضامين التربوية، بشكل يفيد العامة والخاصة في مجال التربية.
وقد تكونت لجنة ضبط خطة العمل من المشايخ التالية أسماؤهم:
حمد العمار ـ محيي الدين عفيفي أحمد عبدالمجيد ـ صالح بن حسين العايد ـ تركي سهو العتيبي ـ أحمد بن عبدالله الباتلي ـ عبدالعزيز بن إبراهيم الشهوان ـ عبدالله بن وكيل الشيخ ـ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري ـ عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين.
وممن شارك من الباحثين في هذا العمل:
أ. د. إبراهيم بن سليمان الهويمل ـ أ. د. سيد محمد ساداتي الشنقيطي ـ أ. د. حكمت بشير ياسين ـ الشيخ عبدالمجيد الزنداني ـ أ. د. طلعت محمد عفيفى ـ د. صالح بن أحمد الوعيل ـ أ. د. مهدي رزق الله أحمد. وغيرهم من الباحثين.
وستأتيكم فوائد هذا الكتاب قريباً جداً بإذن الله مرتبة على المجلدات، رزقنا الله وإياكم من العلم أنفعه، وجمعنا بكم في جناته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:30 ص]ـ
منذ زمن وأنا مهتم بهذا الكتاب الجليل ولا أزال (رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله) وقرأت جملة من شروحه وهي كالتالي:
(شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين) عليه رحمات رب العالمين وهو من أحسنها لدي، وياليت أن الشيخ استوعب جميع أحاديث الكتاب شرحاً، وشرحه رحمه الله مطبوع في ست مجلدات، وقد جمعت الفوائد من شرحه وجعلتها في مشاركة مستقلة وهي محفوظة في ملف وورد لمن أرادها وإن تكرم أحد بوضع رابط لها هنا فأسأل الله أن يحرم وجهه وأنامله على النار.
(دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين) لمحمد بن علان الصديقي الشافعي، مطبوع في أربع مجلدات، وهو في جملته نافع، وفيه استنباطات جميلة لعلي بإذن الله حين أفرغ من كتاب الكنوز أوردها.
(نزهة المتقين شرح رياض الصالحين)، تأليف مصطفى سعيد الخن، ومصطفى البغا، ومحيي الدين مستو، على الشربجي، محمد أمين لطفي، مطبوع في مجلدين فيه بيان للمفردات وفوائد يوردونها بعد كل حديث.
(بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين)، مطبوع في ثلاثة مجلدات، لسليم الهلالي، جيد ومستوعب لجيمع الأحاديث وليس بالطويل ولا بالقصير ويحكم على الأحاديث صحة وضعفاً وهو موافق في حكمة في جل الأحاديث للعلامة الألباني.
(تطريز رياض الصالحين) للشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك، (مجلد واحد)، وهو تعليق مقتضب ومختصر على رياض الصالحين يورد في الغالب فائدة واحدة بعد كل حديث، وطبع بطريقة قد تزهد فيه.
ولو سئلت عن ترتيب هذه الشروح لقلت: الأول شرح الشيخ ابن عثيمين، يليه دليل الفالحين لابن علان ومعه بنفس الرتبة بهجة الناظرين، ثم نزهة المتقين، وأخيراً تطريز رياض الصالحين.
وكم كنت أتطلع لشرح وافي شامل لهذا الكتاب الذي قد لا يخلو منه بيت أو مسجد، ولما رأيت هذه الموسوعة العلمية حمدت الله كثيراً على ذلك، والظن بإذن الله أنها ستكون وافية شاملة قد أدت شيئاً من حق الكتاب بإذن الله، وسيتبين الأمر عند الفراغ من قراءة الشرح بإذن الله، نسأل الله أن يوفق جميع الباحثين لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يجزل الأجر والمثوبة لمن تكفل بتكاليف إخراج هذا العمل ويزيده من فضله.
ـ[مها]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:19 ص]ـ
(شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين) عليه رحمات رب العالمين وهو من أحسنها لدي، وياليت أن الشيخ استوعب جميع أحاديث الكتاب شرحاً، وشرحه رحمه الله مطبوع في ست مجلدات، وقد جمعت الفوائد من شرحه وجعلتها في مشاركة مستقلة وهي محفوظة في ملف وورد لمن أرادها وإن تكرم أحد بوضع رابط لها هنا فأسأل الله أن يحرم وجهه وأنامله على النار.
ولك بمثل ما دعوت، وخيرا مما رجوت. هذا هو الرابط: فوائد من شرح الشيخ ابن عثيمين لكتاب رياض الصالحين ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=13438&page=2)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:24 ص]ـ
سلمك الله وحفظك أختي الفاضلة مها، وجعلك الله مباركة أينما كنت.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:03 م]ـ
بارك الله لكم
هل الكتاب يباع في دار كنوز إشبيليا وكم سعره؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:29 ص]ـ
اتصلت بالدار الناشرة للكتاب (كنوز إشبيليا) فقالوا لي أن الكتاب لا يباع لديهم لأن طبعته خيرية تكفل بها الأمير بندر بن عبدالعزيز وفقه الله وخص بها طلبة العلم. ويشترط في طالب العلم أن يكون حاصلاً على الماجستير أو الدكتوراة، أما ما عداهم من أصحاب الشهادات فلا بواكي لهم، وقالوا أنه إلى الآن لا يوجد أي مبادرة لطبع الكتاب طبعة تجارية تباع في المكتبات لأنه لا يوجد ممول فمتى وجد طبعوا، وبالنسبة لكيفية الحصول على الكتاب، فإنك تراسل الشيخ حمد العمار أو من يعرفه وترسل له بالفاكس (ولا أعرف رقم الفاكس الخاص به) تطلب منه نسخة، طبعاً مشفوعة بسيرة ذاتية لك تدل على جديتك وأنك طالب للعلم. وفي الحقيقة أني أصاب بتوتر شديد إذا علمت أن كتاباً من الكتب القيمة طبع طبعة خيرية لأنه يعز في الغالب، فماذا تصنع إذا لم تحمل الشهادتين والكتاب مهم لديك، والأولى أن يطبع الكتاب ويباع تجارياً بسعر التكلفة أو دونه وبذلك يكون المتبرع نال الثواب بإذن الله وتهيأ الكتاب للجميع كما تفعل مشكورة مأجورة بإذن الله مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية، أما أن يحجر الكتاب على طائفة ويمنع منه آخرين فالأمر في الواقع بحاجة إلى إعادة نظر. وبالنسبة لحصولي على الكتاب فأعرف مكتبة في غاية الضعف، أزورها كل شهر أو شهرين، وسبحان الله في كل مرة أزورها أجد عندها كتاباً قيماً، أو كتاب بحثت عنه من فترة، فأجده أمامي، ولما زرتهم قبل فترة، وجدت كتاب كنوز رياض الصالحين عندهم، فقال لي البائع: أنه مطبوع طباعة خيرية وأتى به أحدهم ليبيعه، واقتنيته منه بـ 250 ريالاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني درغام]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:17 م]ـ
بارك الله لكم أخي الفاضل علي هذا الإيضاح
إنه أمر محزن أن تقتصر موسوعة قيمة بهذا الحجم علي فئة دون أخري
هذا أمر لم أسمع به من قبل ... ولاحول ولا قوة إلا بالله
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Sep 2010, 01:34 م]ـ
فوائد من المجلد الأول:
1 ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم: (لقد تركتم بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه. قالوا: يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال حبسهم العذر)
قال المهلب: يشهد لهذا الحديث قوله تعالى: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر) فإنه فاضل بين المجاهدين والقاعدين ثم استثنى أولي الضرر من القاعدين فكأنه ألحقهم بالفاضلين. وفيه أن المرء يبلغ بنيته أجر العامل إذا منعه العذر عن العمل. ص80.
2 ـ قسم العلماء الهجرة إلى ستة أقسام:
القسم الأول: الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام، وهي باقية إلى يوم القيامة، والتي انقطعت بالفتح في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا هجرة بعد الفتح) هي القصد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة للإقامة بها.
القسم الثاني: الخروج من أرض البدعة، قال ابن القاسم: سمعت مالكاً يقول: لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يسب فيها السلف. بل تشرع هجرة من يجاهر بالمعصبة ـ أي تركه أو الإعراض عنه ـ قال أهل العلم: مثل الرجل المجاهر بالمعصية الذي لايبالي بها، فإنه يشرع هجره إذا كان في هجره فائدة ومصلحة، والمصلحة والفائدة أنه إذا هُجر عرف قدر نفسه، ورجع عن المعصية. أما إذا كان الهجر لايفيد ولا ينفع وهو من أجل معصية لا من أجل كفر، لأن الكافر المرتد يهجر على كل حال ـ أفاد أم لم يفد ـ لكن صاحب المعصية التي دون الكفر إذا لم يكن في هجره مصلحة؛ فإنه لا يحل هجره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).
القسم الثالث: الخروج من أرض يغلب عليها الحرام فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم. وتسمى هذه هجرة المكان كأن ينتقل الإنسان من مكان تكثر فيه المعاصي ويكثر فيه الفسوق، وربما يكون بلد كفر إلى بلد لا يوجد فيه ذلك.
القسم الرابع: الفرار من الأذية في البدن، وذلك فضل من الله تعالى أرخص فيه، فإذا خشي على نفسه في مكان فقد أذن الله تعالى له في الخروج عنه. والفرار بنفسه يخلصها من ذلك المحذور.
القسم الخامس: الخروج خوف المرض من البلاد الوخمة إلى الأرض النزهة، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم للعرنيين في ذلك حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المرج.
القسم السادس: الخروج خوفاً من الأذية في المال، فإن حرمة مالك المسلم كحرمة دينه. ص84.
(قلت: يلحظ أن بعض هذه الأقسام يدخل بعضها في بعض).
3 ـ عن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم) قالت: قلت يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: (يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم).
قال النووي: وفي الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومن مجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به، وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا. ص97.
4 ـ قال تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار).
قال السعدي: وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة، فكيف حال الظلمة؟ نسأل الله العافية من الظلم. ص98.
5 ـ قال صلى الله عليه وسلم: (لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا).
قال ابن دقيق العيد: اسم الهجرة يقع على أمور:
الهجرة الأولى: إلى الحبشة عندما آذى الكفار الصحابة رضي الله عنهم.
الهجرة الثانية: من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
الهجرة الثالثة: هجرة القبائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتعلم الشرائع، ثم يرجعون إلى المواطن ويعلّمون قومهم.
الهجرة الرابعة: هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى مكة.
الهجرة الخامسة: هجر ما نهى الله عنه.ص107.
6 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك).
قال ابن هبيرة: (فيه من الفقه أنه ينبغي للرجل المؤمن أن لاينفق نفقة في بيته وعلى أهله وزوجته وولده إلا لله عزوجل). قال ابن دقيق العيد: فيه أن الثواب في الإنفاق مشروط بصحة النية وابتغاء وجه الله. ص147.
7 ـ قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم).
فإنه لما كان القلب محل نظر الرب، حق على العالم بقدر اطلاع الله تعالى على قلبه أن يفتش عن صفات قلبه وأحواله، لإمكان أن يكون فيه وصف مذموم يمقته الله بسببه. ص 156.
يتبع بإذن الله.(/)
(تيري جونز) و (ياسر الحبيب) تشابهت قلوبهم
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(تيري جونز) و (ياسر الحبيب)
تشابهت قلوبهم
بقلم فضيلة الشيخ د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
الحمد لله وحده، والصلاة، والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
ففي أواخر شهر رمضان، وأيام عيد الفطر السعيد، كدر صفو المسلمين نباح كلبين عاويين، في غرب الكرة الأرضية:
أحدهما:قس أهوج، يقال له (تيري جونز) يتزعم كنيسة مغمورة، في الولايات المتحدة الأمريكية، دعا على إحراق المصحف الشريف، بمناسبة ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ووصف الإسلام بأنه (دين الشيطان).
الثاني: معمم، رافضي، حاقد، خبيث، يقال له (ياسر الحبيب)، هاربٌ إلى انجلترا، فاراً بخَرْبَة، إثر سوءةٍ مماثلة اجترحها في الكويت، قبل بضع سنين، فعقد مؤتمراً في لندن، للاحتفال بموت عائشة، أم المؤمنين، رضي الله عنها، وبرأها من مقالات الذين جاءوا بالإفك قديماً، وحديثاً، من أصناف المنافقين.
ولا يعنينا، هاهنا، الرد على هذين الأفَّاكَيْن، فلا يضر السحاب نبح الكلاب، وإن كان من أذى، فهو ما أحدثاه في نفوس المؤمنين الصائمين، من حزن، وكدر، كما قال تعالى: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى) [آل عمران: 111]،
وإنما هي وقفات تأمل، ودرس، واعتبار:
الوقفة الأولى: (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ) [آل عمران: 119]:
فرعاة الكنائس المهجورة، الذين تلطخت سمعتهم بالمخازي الجنسية، فضلاً عن تسويق الغلو والشرك، وهم يرون البساط يطوى من تحت أقدامهم، في معاقلهم العتيدة، في أوربا، وأمريكا، ويرون الإسلام يغدو فتياً، ويروح برعاياهم النصارى، قد أسلموا لله رب العالمين، طواعية، واقتناعاً، حتى بات بإجماع، أكثر الأديان انتشاراً في العالم، هؤلاء القساوسة يتميزون غيظاً، وحنقاً، ولا يملكون، بحكم القوانين المدنية، أن يحولوا بين الناس وحرية الاختيار، ولا أن يقيموا لهم (محاكم التفتيش)، فيعبرون عن حماقتهم، وغيظهم، بهذه الحركات الرعناء.
ومثلهم، الروافض المتعصبون، الذين تجرعوا مرارة الفشل، وغصاصة الخيبة، منذ ولد مشروعهم الباطني، على يد سلفهم (عبد الله بن سبأ) اليهودي، ولا زالوا، فهم يبذلون الأموال، ويجيشون الجيوش، ويحيكون المؤامرات، والدسائس، والاغتيالات، ولا يخرجون بطائل، بسبب العقم الخِلقي، التكويني، في دعوتهم الباطلة. هؤلاء الحقدة، حين يبصرون المد السني السلفي، ينتشر بشكل طبيعي، وينساب بامتداد تلقائي، تتقطع قلوبهم حسرة، فلا يملكون إلا أن يخلعوا ثوب (التقية) الخَلِق، ويمارسوا هوايتهم المفضلة؛ من السب، والشتم، واللعن، والتكفير. (تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) [البقرة: 118]
الوقفة الثانية: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) [البقرة: 14]:
درس للمنخدعين بدعاوى التقريب والحوار، بين الطوائف، والأديان. فكل ملة ونحلة، تنتدب من أشياعها من يتملق، ويداهن، ويتحذلق بالكلام الفضفاض لمحاوريه من المسلمين المغفلين، أو أهل السنة، في الوقت الذي يشتغل الباقون بخططهم، ومشاريعهم، لنشر كفرهم، وبدعتهم. وحينما تقع طوام مفضوحة، وسوءات مكشوفة، يبادر هؤلاء الرفاق بتدبيج البيانات (حمالة الأوجه) ليرضوا السذج من محاوريهم، بأقل تكلفة، ويحافظوا على مصداقيتهم لدى أهل ملتهم، وطائفتهم، وكأنما يقولون لهم (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ). وإليك المثال:
(أعلن المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للفاتيكان في بيان الأربعاء أن مشروع القس الأميركي "تيري جونز" لإحراق المصحف سيشكل "إهانة خطرة إزاء كتاب مقدس بنظر أتباعه". وقال المجلس البابوي أنه "تلقى بقلق كبير خبر مشروع "يوم إحراق القرآن" في 11 سبتمبر".). أي إدانةٍ هذه؟! لا يعدو أن يكون مجرد خبر، وحكاية حال، وتحصيل حاصل. كفى استغفالاً يا دعاة التقريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمقابل، فقد صدر عن بعض الجهات، والجمعيات، الشيعية، وليس المراجع الشيعية، بيانات إدانة للاجتماع، اتسم بعضها بنوع خشونة في العبارة، ولكنها، تحاشت تبرئة أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، باسمها الكريم، واكتفت البيانات بعبارات فضفاضة، عمومية، تتذرع بوحدة المسلمين، وتنأى عن (بيت القصيد)، ولا تتبرأ من التراث البغيض لأسلافهم، المشحون بأقذع السباب، لأمهات المؤمنين، والأصحاب. فهل هذا إلا نوع من (التقية) المؤقتة، التي فضحها فرقاؤهم، ممن يعيشون تحت مظلة التاج البريطاني، فإذا لقي هؤلاء أولئك قالوا: (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ). فكفى استغفالاً يا دعاة التقريب.
الوقفة الثالثة: (الْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه: 132]:
في كل مرة تُفَوَّق فيها السهام، لِلُبَّة الإسلام، ترتد على قاذفيها اللئام. لقد حاول النصارى، ومن ورائهم اليهود استغلال كل حدث للنيل من الإسلام، والتشفي من أهله، فيعود الأمر بركةً على الإسلام، ويلتفت إليه الغافلون، والمغيبون، والمحجوبون، من الأمم، فما هو إلا أن يطلوا عليه إطلالةً سريعة، فيعتنقوه! وقع ذلك إثر الحملة الإعلامية الجائرة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وإثر حماقة الرسوم المسيئة لنبينا صلى الله عليه وسلم، وازداد عدد المسلمين. واليوم يستيقظ العالم الغافل على ضجة جديدة افتعلها قس مهووس، ليلفت الله بها نظر من أراد به خيراً إلى دينه الحق. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [الأنفال: 36، 37]
(توني بلير) رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، يندد بالدعوة إلى حرق المصحف، ويدعو إلى قراءته! سبحان الله! وهل نريد أكثر من أن نسمعهم كلام الله: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ) [التوبة: 6]، فلا تحزنوا يا أهل الإسلام، وأبشروا، وأمِّلوا ما يسركم.
وكذلك الحال، حين يتقيأ شيعي محترق، مرارة الفشل، ويفوه بمنكرٍ من القول، ويلفظ زوراً، فإن ذلك سيحرك أفئدة الغافلين من دعاة التقريب من أهل السنة، وعقول المخدوعين بالخطاب الإيراني، المجوسي، الباطني، ليدركوا ما يكاد لهم، ويعلموا من يدس السم في العسل. ولكي يتفطن عقلاء الشيعة، الباحثون عن الحقيقة، إلى الأفق الباطني لعصابة الملالي القادحين في عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المكذبين لكلام رب العالمين، القائل، في سياق وصاياه لأمهات المؤمنين: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: 33]، فيستنقذ الله منهم من شاء. فلا تحزنوا يا أهل السنة، وأبشروا، وأمِّلوا ما يسركم.
والحمد لله رب العالمين.
المصدر:العقيدة والحياة ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=13ve56k5)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:08 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
في أول رد فعل رسمي من دولة الكويت حول إساءات ذلك الأفاك الدعي الزنيم ومحادته لله ولرسوله والنيل من سيدة أهل بيته أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق المبرأة الطاهرة الطهور:
السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عليها وأرضاها، وعلى شانئها من الله ما يستحق
أعلنت دولة الكويت موافقة مجلس وزراء الكويت بسحب الجنسية الكويتية من ذلك الخبيث الذي نال من أم المؤمنين في لندن في شهر رمضان في احتفالهم بذكرى انتقالها بالرفيق الأعلى رضوان الله عليها وعليها من ربها أزكى السلام
فتحية وشكراً لمكل من سعى وأقر بذلك القرار الذي نعتبره أقل ما ينبغي أن يتخذ براءة إلى الله ورسوله
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[25 Sep 2010, 11:56 م]ـ
كم أعجبتني هذه الأبيات فأحببت نقلها وهي للشيخ:عبدالرحمن بن عبد المحسن الفريح
صفي الله ياعلم الرشادي
وخير المرسلين الى العبادي
رفيع القدر يانجم الثريا
شفيع الخلق في يوم التنادي
تعالى الله من احذاك فضلا
فكنت المصطفى ياخير هادي
نحبك يارسوول الله حبا
تغلغل في الجوانح والفؤادي
احبك صادقا حتى كأني
فريد في المشاعر والودادي
واني يارسول الله روحي
ووالدتي ومالي والتلادي
واخواني ووالدنا وزوجي
واخوالي وابائي الشدادي
وكل اخية لي قد تمادى
بقلبي حبها كل التمادي
وكل بنية لي قد سيأتي
وابن حبهم دون اجتهادي
فداؤ دون عرضك ياخليلي
يموت الكل من نحر الاعادي
ويسلم عرضكم ويخيب غرا
يريد مقامك العالي المشادي
لقد ازرى بنا الاعداء حتى
اذاقونا البلاء بكل وادي
فلا والله لانرضى ولكن
يسل السيف في ارض الجلادي
تجرأتم ورب البيت ادرى
وحكمة ربنا عين السدادي
تمهل ايها الزنديق وانظر
فدون رسولنا خرط القتادي
أتسخر بالرسول وتزدريه
فما تدري وهل يدري المعادي؟!
اتهجو وترجو العفوا منا
فلا عفوا الي يوم المعادي
تركت العالمين بغير صدن
وجئت لخير مبعوث تعادي
لتؤذيه!!! فلا والله خبتم
ولاضر النجوم اذى القرادي؟!
وهل ضر الكواكب في علاهاااا
قبيح الصوت او قبح المنادي؟!!!
ايا اخوان ديني فلتهبو
وقومووا دون سيدنا نفادي
نحب المصطفى ونذب عنه
بأرواح واموال وزادي
ايشتم سيدي واقول هاكم؟!!!
فلا والله حتى بالرمادي
فلا قرة عيونن ان عفونا
ولا سمت عيون من سهادي
وعلى هذا الرابط تجدونها بصوت القارئ إدريس أبكر
http://www.4shared.com/file/88765489/a26778fd/__online.html
http://www.4shared.com/file/88765489/a26778fd/__online.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 Oct 2010, 02:29 ص]ـ
بيان في تكذيب الآفاك المفتري على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
الأحد 19, سبتمبر 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان في تكذيب الآفاك المفتري على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
الحمد لله الذي أثنى على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنها طيبة طاهرة فقال: (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم) والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين قال عنه ربه: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) أما بعد فقد بلغنا تطاول بعض الكاذبين على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وانطلاقا من أمر الله تعالى بتكذيب أصحاب مقالات السوء عليهاكما قال سبحانه: (إن الذين جآءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذآ إفك مبين) وحيث إن الله تعالى قد لعن أصحاب هذا الكذب كما قال سبحانه: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) وقد تواترت النصوص بفضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ففي الصحيح من حديث أبي موسى وأنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها ألست تحبين ما أحب قالت بلى قال فأحبي هذه يعني عائشة وقال عمار ابن ياسر رضي الله عنهما بمشهد من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لمن نال من عائشة اسكت مقبوحا منبوحا تؤذي حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إنها زوجة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الدنيا والآخرة) وقد أجمع العلماء على تضليل من قدح في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ قال ابن حجر الهيتمي الشافعي في الزواجر 2/ 948: (سب عائشة رضي الله عنها بالفاحشة كفر إجماعا لأن فيه تكذيبا للقرآن النازل ببراءتها مما نسبه إليها المنافقون وغيرهم ... وقد تميزت رضي الله عنها بمناقب كثيرة جاء جبريل بصورتها في راحته إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يتزوجها ولم يتزوج بكرا غيرها وما تزوج امرأة هاجر أبواها إلا هي وكانت أحب نسائه إليه وأبوها أعز أصحابه وأكرمهم وأفضلهم عنده ولم ينزل عليه الوحي في غير لحافها ونزلت براءتها من السماء ردا على من طعن فيها ووهبتها سودة يومها وليلتها فكان لها يومان وليلتان دون بقية أمهات المؤمنين وكانت تغضب فيترضاها وقبض (صلى الله عليه وسلم) بين سحرها ونحرها واتفق ذلك في يومها وكان قد استأذن نساءه أن يمرض في بيتها فلم يمت إلا في اليوم الموافق لنوبتها واستحقاقها وخالط ريقها ريقه في آخر أنفاسه ودفن بمنزلها ولم ترو عنه امرأة أكثر منها ولا بلغت علوم النساء قطرة من علومها فإنها روت عنه (صلى الله عليه وسلم) ألفي حديث ومائتي حديث ولقد خلقت طيبة وعند طيب ووعدت مغفرة ورزقا كريما وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ما أشكل علينا أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) حديث قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما وكانت فصيحة الطبع غزيرة الكرم من غير تكلف قسمت رضي الله عنها سبعين ألفا في المحاويج ودرعها مرقوع ولقد شاع حبه (صلى الله عليه وسلم) لها حتى كان الناس ينتظرون بهداياهم يومها) وما ينسب إليها من اتهامات إما كذب عليها أو أنه فهم خاطئ من المتكلم فيها وقد جاءت الأدلة متواترة بأنها من أهل الجنة مع نبينا صلى الله عليه وسلم؛ هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
كتبه الفقير لعفو ربه: سعد بن ناصر الشثري
http://www.alshathri.net/index.cfm?do=cms.conArticle&contentid=2527&categoryid=491(/)
فضائل امنا عائشة رضي الله عنها
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:34 م]ـ
ارجو أن تعرّفوها لعل معشر النساء تقتدي بها، هذا أمر يهمني ويهم جميع المؤمنين لتعرفو كيف تدافعوا عن عرض رسول الله ( http://forums.hala-ksa.com/t65547.html) امنا ( http://forums.hala-ksa.com/t65547.html) عائشه رضي الله ( http://forums.hala-ksa.com/t65547.html) عنها ( http://forums.hala-ksa.com/t65547.html) وارضاها
هنا نريد نصرة ام المؤمنين عائشة ( http://forums.hala-ksa.com/t65547.html) رضى الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/)..
هنا نصرة الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/)..
هنا نقول حقا في امنا ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) الطاهرة المبرأة ونتبرأ من السفهاء أعداء الله ..
هنا ندافع عن ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) امنا ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) بنشر فضائلها وسيرتها وعلمها ليعلم الجميع مكانتها رضوان الله
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عليها ..
انها لم تكن مجرد صحابية عادية و لكنها من علماء الصحابة ..
مات رسول الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) صلى الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عليه وسلم .. بين سحرها و نحرها فهنيئا لها رضوان ربي عليها ..
اسمعوا احبتي خصائص امنا ( http://forums.hala-ksa.com/t65547.html) عائشه رضي الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها:
أنها كانت أحب أزواج رسول الله إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل
أي الناس أحب إليك قال عائشة ( http://forums.hala-ksa.com/t65547.html) قيل فمن الرجال قال أبوها
ومن خصائصها أيضا رضي ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها رضي ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) الله
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها:
أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها.
ومن خصائصها رضي الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها:
أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها.
ومن خصائصها رضي الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها:
أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها (أي اقتدى) بقية أزواجه وقلن كما قالت
ومن خصائصها:/
أن الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...
ومن خصائصها رضي ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/):
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الأكابر من الصحابة رضي ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها.
ومن خصائصها رضي الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها:
أن رسول الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها.
ومن خصائصها رضي الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها:
أن الملَك أَرى صورتَها للنبي قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي إن يكن هذا من عند الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) يمضه.
ومن خصائصها رضي الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنها
: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) تقربا إلى الرسول فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) الله ( http://www.umabdullah.com/vb/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D9%87-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-79093/) عنهن أجمعين. أ. هـ " جلاء الأفهام " (ص 237 - 241)
والله أعلم.
أماه يا أماه .. لا لا تحزني .... فأنت عنوان التقى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[19 Sep 2010, 11:37 م]ـ
احسنت اخي وجزاك الله خيرا: واضف أن سبب تركيز من طعن بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو كونها من المكثرين من الصحابة في الرواية عن رسول الله صل1. والطعن بها يعني تهديم جزء كبير من اسس عقائد وفقه أهل السنة، ومن جانب آخر حسد منهم لما نالتهرض11 من مكانة هي وأبيها عند رسول اللهصل1.
أحسن الله إليك أخي الكريم ولا فض فوك. ومعا ندافع عن امنا ام المؤمنين. والخسران بإذن الله لمن آذاها، وإن أذيتها من أهل الخبث، لهو بشرى من الله بهلاكهم: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب. وخاسر من كان الله خصمه.
الله اقصم من آذى رسول الله في أزواجه، وارنا عجائب انتقامك منهم، يا منتقم يا جبار. آآآآآآآمين
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[11 Oct 2010, 09:06 م]ـ
شكرا لمرورك الراقيي
جزاك الله خيراً
http://www.aneeeen.com/vb/imgcache/f2399ea9a2609e740289ea5eaeb4914a.gif
والله يعطيك العآإآفيه(/)
أما آن للأمة أن تزحف بمبادئها؟؟؟؟
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:59 م]ـ
أما آن للأمة أن تزحف بمبادئها؟
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد:
مما أثر عن بعض المفكرين الكرام: " من لم يزحف بمبادئه زحف عليه ". كلمة يسعى كل الناس اليوم لتطبيقها، بل كل الجماعات والدول، إنها ديدن الناس في هذا العالم، فكل من يعتنق مبدأ ما يراه صحيحا يسعى جهده للزحف به. وأمة الاسلام أمة عظيمة بمبادئها، عظيمة بدينها وخلوده والأصل أن تسود بما تملك وتزحف بما تؤمن.
لكن المتأمل في واقع هذه الأمة الخيرة يلاحظ تغيرا كبيرا في حاملي هذه المبادئ وفي واقع أصحاب هذه المبادئ، مع أنها مبادئ أعزت أصحابها وحامليها: " نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فمن ابتغى العزة في غيره أذله الله ". واقع يبين عن وهن كبير وضعف خطير وانحراف كبير وذل فظيع.
فماذا حصل لأمة المبادئ والقيم؟.ولماذا هذه الذلة؟.
عن هذه الأسئلة وغيرها يجيب المصطفى صل1 الذي يقول"… .. ألا ليذاذن رجال عن حوضي كما يذاذ البعير الضال، أناديهم ألا هلم، فيقال: لأنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا (بعدا) سحقا.". وفي رواية:" إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى". (1).
إنه تشخيص للداء الذي أصاب الأمة، الداء العضال الذي أخرج الأمة من الوضع الذي ارتضاه الله لها، من الخيرة العظيمة التي خصت بها، حيث قال الرسول العظيم صل1:" أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل ". (2).
وللأمة أن تسائل نفسها هل تستحق هذا التقدير من رسول الله صل1، أم أنها فعلا بدلت وغيرت، وأصبح الحكم النهائي الذي سيصدر في الآخرة، والذي لا استئناف فيه هو البعد والسحق والعياذ بالله، وأضحى المصير في الدنيا هو ما تعيشه الأمة اليوم في واقعها الحياتي، من تمزق لراياتها، وتفرق لكلمتها، وتشتت في صفوفها، إضافة الى الدرك الأسفل الذي وصلت إليه مجتمعاتها بين أمم الأرض قاطبة. فالمسلمون بدلوا وغيروا، وما طبقوا، أساءوا فهم الاسلام مع الأسف الشديد فأساءوا لأنفسهم.
فما تخلف المسلمون إلا بسبب هذه الاساءة، وما حصل التخاذل في نصرة بعضهم البعض إلا بسبب هذه الاساءة، وما الانحرافات الاخلاقية التي سادت الواقع الاسلامي إلا بسبب هذه الاساءة.
مع أن الأمة تملك كل وسائل القيادة، فالعدد أكثر من مليار وربع - وإن كانت العبرة ليست بالكثرة - والأمة أمة سورة إقرأ ولكنها لا تقرأ، والأمة أمة سورة القلم ولكنها تخلت عن القلم، والأمة أمة سورة النور، ولكنها تعيش في الظلام، والأمة أمة سورة الصف، ولكن صفها ممزق، والأمة أمة سورة الحديد ولكنها لا تملك الحديد، والأمة أمة سورة طه ولكنها تخلت عن منهج طه، والأمة أمة سورة القتال ولكنها اختارت الاستكانة والاستسلام، والأمة أمة سورة النصر ولكنها رضيت بالهزيمة، والأمة أمة سورة الاخلاص ولكن الاخلاص بعيد عنها.
اقتصاد الأمة متكامل وكاف لو حصل التضامن، موقعها الجغرافي تحسد عليه من قبل كل الأنام، رسالتها حضارية تصل الأرض بالسماء، تجمع بين العقل والنقل، تعطي الآخرة ولا تحرم من الدنيا، تفور القلب ولا تحجر على العقل، تعطي الايمان والعلم، تملك الوثيقة الالهية التي تتضمن كلمات الله الأخيرة للبشرية، الوثيقة الأخيرة التي لم تحرف.
عالمية الاسلام:
هذا ما تملكه الأمة، وهو باختصار دين الاسلام، الذي يشمل كل هذا، إنه المنة الكبرى والنعمة العظمى والدين المرتضى للبشرية ولأهل السماء، فكل الانبياء والرسل بعثوا بالاسلام، كما أخبر الحق تعالى: " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .. " (3).
فنوح عليه السلام أَمَر بالاسلام وأُمِر به كما أخبر بذلك القرآن: " وأمرت أن أكون من المسلمين". (4).
وهو دعوة يعقوب عليه السلام الذي يقول: " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم واسحق ويعقوب إلها واحدا ونحن له مسلمون ". (5).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ملة ابراهيم الذي قال فيه المولى الكريم: " ومن يرغب عن ملة ابراهيم إلا من سفه نفسه، ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين، إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين.". (6).
وهو رسالة نبي الله اسماعيل، واسحاق، ويوسف، وسليمان، وموسى، وعيسى على الجميع السلام.
وما بعث لبنة التمام ومسك الختام إلا بالاسلام " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " (7) ..
نعم، بعثوا بالاسلام، وعاشوا الاسلام وللاسلام، وتمثلوا مبادئه وضحوا من أجلها بكل غال ونفيس.
تضحية الأولين من أجل المبادئ:
فكل الأمم والأفراد يحملون مبادئ، بها يحيون وعليها يموتون، وبإطلالة على كتاب ربنا وسنة نبينا التي وصلتنا والتي تخلينا عنها نتبين هذه التضحيات الرائعة والعجيبة التي فرطنا فيها.
-فمن أجل المبدأ ضحى هابيل بنفسه أمام أخيه قابيل ولم يمد عليه يديه." قال لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط إليك يدي لأقتلك … (8)
-ومن أجل المبدأ صبر نوح (خمسين وتسعمائة) سنة وهو يدعو ولم يمل ولم يتقاعس. (9).
-ومن أجل المبدأ نفذ نبي الله إبراهيم عليه السلام أمر ذبح ابنه وفلذة كبده، " يا بني إني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى .. " (10).
-ومن أجل المبدأ استجاب نبي الله اسماعيل لأمر الذبح (وقال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين". (11).
-ومن أجل المبدأ فر أصحاب الكهف بدينهم واختلوا بكهفهم."وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا الى الكهف ينشر ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا .. " (12).
-ومن أجل المبدأ قبل غلام الأخدود أن يضحي بنفسه ويُقتل بسهمه. (13).
-ومن أجل المبدأ قبل أصحاب الأخدود الرمي في النار. (14).
-ومن أجل المبدأ رفض يوسف الوقوع في المعصية:"معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي". (15).
-ومن أجل المبدأ نشر الأنبياء بالمناشير وصبروا واحتسبوا كما أخبر النبي صل1:"كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الارض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيشق اثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد مادون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه… .. ". (16).
ومن أجل المبدأ رفض محمد صل1 كل المغريات فقال: " والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين لا أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه". (17).
وقال: " ما جئتكم لما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم، والملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم". (18).
-ومن أجل المبدأ ضحى الرواحل الأول، بالنفس والنفيس ليسود هذا الدين وينتشر في أصقاع المعمور.
-فهذا بلال رض1 مؤذن الرسول صل1 يشتد عليه أذى الكفار حتى إنهم ليطرحونه على ظهره في رمضاء مكة الملتهبة بالحرارة، ويضعون الصخرة الثقيلة على صدره يريدون منه أن يترك هذا الدين فيصمد ويثبت على دينه ويقول: أحد أحد. (19).
-وهذا حبيب بن زيد الأنصاري رض1 يقول له مسيلمة الكذاب: قل: لا إله إلا الله، فيقول: لا إله إلا الله، فيقول له: قل: أشهد أن مسيلمة رسول الله، فيقول: لا أسمع، ثم يقطعه مسيلمة عضوا عضوا، ويأبى أن يقول: مسيلمة رسول الله، حتى لقي ربه صابرا محتسبا. (20).
-وهذا عبد الله بن حذافة السهميرض1 يأخذه ملك النصارى أسيرا عنده، ويقول له: اتبعني وأشركك في ملكي فيأبى ويقول: لا أبغي بدين محمد بديلا، ثم يحمي ملك الروم النحاس بالنار، ويغلي القدور لتعذيبه، وعند ذلك يبكي عبد الله بن حذافة فيطمع ملك الروم برجوعه عن الاسلام، ويقول: تتبعني وتترك دينك، فيرد عليه عبد الله بقوله: ما بكيت خوفا على نفسي، ولكن وددت أن لي نفوسا عدد شعري تعذب في سبيل الله فتدخل الجنة بغير حساب " .. (21).
(يُتْبَعُ)
(/)
-وهذا كعب بن مالك الصحابي الجليل رض1الذي تخلف عن غزوة تبوك وكان أقوى وأيسر حين تخلف عنها، وحين رجوع النبي صل1 من الغزوة،أبى إلا الصدق وقال له: " والله لقد علمت، لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه، إني لأرجو فيه عقبى الله، .. " (22).وعانى من صدقه، وتجنبه الناس خمسين ليلة، وأغري من طرف نبطي من نبط أهل الشام الذي جاءه بكتاب من ملك غسان، يطلب منه اللحوق به لمواساته، ليتيمم به التنور ويحرقه، ويتشبت بما آمن به من مبادئ سليمة، وليكرمه الله ببشارة رسول الله صل1 الذي قال له: " أبشر بخير يوم عليك منذ ولدتك أمك ". (23).ونزل فيه قول الله تعالى: " لقد تاب الله على النبيء والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم،إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم .. " (24).
-ومن أجل المبدأ جلد الأئمة وعذبوا وصبروا واحتسبوا، وما غيروا وما بدلوا، وعلى منهجهم صار القلة من الدعاة والصالحين:"من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .. ". (25).
الأشرار والمبادئ:
-وعلى المبدأ الخاطئ نافح الأشرار وينافحون ويضحون ويموتون ..
فإبليس نافح عن مبدئه وضحى بالنعيم المقيم ": قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك، قال أنا خير منهم خلقتني من نار وخلقته من نار ". (26).
وابن نبي الله نوح عليه السلام نافح عن مبدئه ورفض الركوب مع أبيه في السفينة فقال:"سآوي الى جبل يعصمني من الماء .. ". (27).
ومثلهم فرعون وهامان وقارون كما قال تعالى: " وقارون وفرعون وهامان، ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين". (28).
وكذا صنع أبو جهل فرعون محمد،
وهكذا كل الأشرار وكثير من الناس في زمننا من أبناء الأمة الغافلين المستغربين، أو من غير هذه الأمة، يدافعون عن مبادئ وهي خاطئة، أو لا يعرفون خطأها، نافحوا عنها وقاتلوا وقتلوا من أجلها…
والأكثرون يدعون مبادئ معتقدين حسنها كمبدأ السلام وحقوق الانسان والمساواة والعدالة ومحاربة الارهاب ولكن في الحقيقة مأربهم واحد هو الوصول عبرها الى تحقيق أهدافهم بتشييئ هذه المبادئ وإفراغها من محتواها الحقيقي واستغلالها لتحقيق مقاصد لهم.
المسلمون ومبادئهم:
نحن المسلمين نملك مبادئ أساسية وعظيمة لو طبقت وأحسن تقديمها للبشرية لكنا أصحاب المبدأ الوحيد المنقذ للبشرية. لأنها طبقت قرونا ومازالت هي الحل، والحل لا يعني التنديد والبكاء والشجب على هذا الواقع الأليم، وإنما في تجديد العهد وإعادة البيعة مع الله المتمثلة في اعتناق الدين مبدأ بتصفية معتقداتنا من كل الدخيل والشوائب. واعتناقه منهجا وعملا: بتمثل الاسلام عقيدة وانتماء وسلوكا.
بهذا وحده نوصل الاسلام الى الآخر، ويصل الاسلام الى القلوب فتتغير المبادئ الفاسدة والمنحرفة ويقبل الناس على المبادئ الصحيحة النافعة، وليس عيبا أن يغير الانسان مبدأه إذا اكتشف خطأه وعدم صوابيته، وهو فعل حصل لسحارى فرعون كما أخبر القرآن: " قال الملأ من قوم إن هذا لساحر عليم، يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تامرون، قالوا أرجه وأخاه في المدائن حاشرين ياتوك بكل ساحر عليم، وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين، قال نعم وإنكم لمن المقربين، قالوا ياموسى إما أن تلقي وإما أن أن نكون نحن الملقين، قال: ألقوا، فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم، وأوحينا الى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يافكون، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين، قالوا آمنا برب موسى وهارون، قال فرعون آمنتم له قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون، لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين، قالوا إنا الى ربنا لمنقلبون وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا، ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين.". (29).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ما ينقص الأمة اليوم هو اعتزازها بمبادئها، لأن اعتزاز أمة بمبادئها وإن كانت خاطئة قد يحييها سنوات، ولكن صحة المبدأ وسلامته هو الذي يجعلها تعيش وتخلد الى قيام الساعة فحال الأمة المسلمة اليوم كحال موسى وهو يحمل العصا، ويخاف من الحبال.
فعار على أمة تحمل مثل هذا الدين أن تخاف أو تجبن أو تصبح قصعة يأكل منها الخاص والعام.
إن هذا الدين محتاج الى من يحمل همه، فأعظم حمل له أن نحمله في سلوكنا وأخلاقنا
لكن الناس اليوم مع الأسف الشديد تركوا حمل هم الدين وانشغلوا بهم الطين.
أبناء المسلمين اليوم أصابهم غرور الانتماء الفارغ، فهم مسلمون بإعلان الشهادة وبعيدون عن حقيقة الشهادة، إنه كمال زائف، وشعور بالطمأنينة الزائفة، ولم لا، والكل يدعي تأدية الفرائض، ويتمسك بقول الرسول صل1: " أفلح إن صدق " (30).
فماذا يلزمه؟؟.متجاهلا سنة الله في الكون التي تتطلب الجد والعمل وبذل الجهد لصالح الأمة في شتى الميادين.
كما أصابتهم حمى العائق الوحيد، فالكل يشتكي من وجود مشكل قائم يلزم حله، فإذا تيسر وجود الحل، ظهر مشكل آخر وجب حله، فإذا وجد له حلا ظهر مشكل آخر وهكذا والانسان يدور مع المشاكل دون شعور بمرور الزمن وحلول الأجل.
كما أصابت البعض حمى تجزيء الاسلام، لتبرير أحوال معينة، وتتمثل في إقناع المسلم نفسه بشرعية انحرافه عن الاسلام، فيأخذ مثلا من الاسلام مظهره ويترك الباقي، ويتخذ آخر من أخلاق الاسلام ديدنه، ويترك الباقي، وهكذا لو بحثنا في الناس لوجدناهم يبعضون الاسلام تبعيضا (يومنون ببعض ويكفرون ببعض)، وهذا هو الأخطر على الدين وعلى المسلمين، حين يسوء الفهم للاسلام ويُعتقد بصحة الأفعال.
وهذا يهتم بالجانب الاقتصادي فيه، وآخر بجانبه السياسي، والآخر بجانبه الأخلاقي، وهي كلها مفاهيم جزئية،تشمل بعضا من الدين وليس كل الدين. إذ إن دين الأمة المحمدية دين شامل ومتوازن بين كل المجالات.
هكذا نكون قد وضعنا أيدينا على مكمن الخلل، إنه التغيير والتبديل الذي انحرفنا بسببه عن هذا الدين إنه البعد عن المبادئ وعدم التضحية من أجلها، إنه الوهن الذي عبر عنه المصطفى صل1 في حديث القصعة. (31)، فما أحوج الأمة أن تعود الى دينها وتعض على مبادئها وتسلم أمرها الى بارئها.
د/ أحمد العمراني
الجديدة المغرب
1 - فتح الباري رقم الحديث:6584.
2 - المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري،ج:4/ 94.كتاب معرفة الصحابة،باب ذكر فضائل هذه الأمة على سائر الأمم، رقم الحديث:6987/ 2585.وقال الذهبي فيه: صحيح.
3 - سورة الشورى الاية:13.
4 - سورة النمل الآية:91.
5 - سورة الببقرة الآية:133.
6 - سورة البقرة، الآية:131.
7 - سورة المائدة الآية:3.
8 - سورة المائدة الآية:28.
9 - سورة العنكبوت الآيى:14.
10 - سورة الصافات الآية102.
11 - سورة الصافات الاية:103.
12 - سورة الكهف الاية:16.
13 - و14 - صحيح مسلم،18/ 102،كتاب الزهد والرقائق،رقم الحديث:73/ 3005.
15 - سورة يوسف: الآية:23.
16 - صحيح البخاري كتاب المناقب،.رقم الحديث:3612.،وتكرر أيضا تحت رقم:3852و6943.
17 - السيرة النبوية 2/ 101. والروض الأنف:2/ 7.
18 - السيرة النبوية:2/ 133،والبداية والنهاية لابن كثير:3/ 50.
19 - السيرة 2/ 160،وصفة الصفوة:1/ 435.
20 - السيرة 2/ 312،وتفسير ابن كثير:2/ 589.
21 - سير أعلام النبلاء:3/ 204 - 205.
22 - صحيح مسلم،كتاب التوبة،باب:9/رقم الحديث:53.
23 - صحيح مسلم،كتاب التوبة،باب:9/رقم الحديث:53.
24 - سورة التوبة،الآية:117/ 118.
25 - سورة الأحزاب، الآية:23.
26 - سورة الأعراف، الاية:12.
27 - سورة هود الآية:43.
28 - سورة العنكبوت، الاية:39.
29 - سورة الشعراء، الآية:41.
30 - خاتمة الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه رقم الحديث 46،كتاب الايمان باب الزكاة من الاسلام).
31 - سنن أبي داود كتاب الملاحم 11/ 272.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[19 Sep 2010, 10:08 م]ـ
جزيت خيرا ووفقك الله، ولكن أود إضافة كلمة فلا يضيق صدرك بها، وهي تمثل رأيي الشخصي على الأقل:
الأمة التي تطالبها بأن تزحف بمادئها هي أمة تحمل تلك المبادئ، وتلاحظ ذلك في سيرة الرعيل الأول من سلفنا الصالح، فما أرسل النبي رسائله للملوك، إلا بعد جهز أمة تحمل تلك الرسائل، وقبل أن نطالب الأمة بالزحف بمادئها، فلنطالبها بالزحف لتلك المبادئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
جهود مشكورة، ووفقكم الله يا دكتور احمد.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:37 ص]ـ
نعم أخي الكريم، المطلوب أن نزحف الى تلك المبادئ، وهو ما أشرت إليه في الموضوع ذاته حفظك الله، عندما قلت:
وللأمة أن تسائل نفسها هل تستحق هذا التقدير من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أم أنها فعلا بدلت وغيرت، وأصبح الحكم النهائي الذي سيصدر في الآخرة، والذي لا استئناف فيه هو البعد والسحق والعياذ بالله، وأضحى المصير في الدنيا هو ما تعيشه الأمة اليوم في واقعها الحياتي، من تمزق لراياتها، وتفرق لكلمتها، وتشتت في صفوفها، إضافة الى الدرك الأسفل الذي وصلت إليه مجتمعاتها بين أمم الأرض قاطبة. فالمسلمون بدلوا وغيروا، وما طبقوا، أساءوا فهم الاسلام مع الأسف الشديد فأساءوا لأنفسهم، فما تخلف المسلمون إلا بسبب هذه الاساءة، وما حصل التخاذل في نصرة بعضهم البعض إلا بسبب هذه الاساءة، وما الانحرافات الاخلاقية التي سادت الواقع الاسلامي إلا بسبب هذه الاساءة.
وقلت أيضا أخي الحبيب:
وللأمة أن تسائل نفسها هل تستحق هذا التقدير من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أم أنها فعلا بدلت وغيرت، وأصبح الحكم النهائي الذي سيصدر في الآخرة، والذي لا استئناف فيه هو البعد والسحق والعياذ بالله، وأضحى المصير في الدنيا هو ما تعيشه الأمة اليوم في واقعها الحياتي، من تمزق لراياتها، وتفرق لكلمتها، وتشتت في صفوفها، إضافة الى الدرك الأسفل الذي وصلت إليه مجتمعاتها بين أمم الأرض قاطبة. فالمسلمون بدلوا وغيروا، وما طبقوا، أساءوا فهم الاسلام مع الأسف الشديد فأساءوا لأنفسهم.
فما تخلف المسلمون إلا بسبب هذه الاساءة، وما حصل التخاذل في نصرة بعضهم البعض إلا بسبب هذه الاساءة، وما الانحرافات الاخلاقية التي سادت الواقع الاسلامي إلا بسبب هذه الاساءة.
وقلت أخي الحبيب
إن هذا الدين محتاج الى من يحمل همه، فأعظم حمل له أن نحمله في سلوكنا وأخلاقنا.
لكن الناس اليوم مع الأسف الشديد تركوا حمل هم الدين وانشغلوا بهم الطين.
وختمت أخي الكريم بقولي:
فما أحوج الأمة أن تعود الى دينها وتعض على مبادئها وتسلم أمرها الى بارئها.
وشكرا لك على الاشارة وهذا هو المطلوب منك ومن أمثالك إثراء الموضوع وتصحيح ما ينبغي تصحيحه، وجزاك الله بكل خير.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:14 م]ـ
لقد افدت من موضعك كثيرا استاذنا الكريم: وما أضفته هو رؤية بسيطة لموضوع كبير، وأحسن الله لك لعيظم ادبك ووافرك صبرك على قراءة ما كتبت، وانتظر مشاركاتك في ما أطرحه من مواضيع لأنتفع بملاحظاتك.
جزيت خير(/)
من لايعرف المنطق لايوثق بعلمه!!
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[19 Sep 2010, 11:07 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
هذه العبارة أطلقها بعض علماء الكلام ثم راجت وروجت لعلم المنطق بين طلبة العلم الشرعي حتى إن كثيرا منهم اعتبره شرطا أو مدخلا لعلم العقيدة والأصول! والذي أود أن ألفت النظر إليه أن المتكلمين يرون أن طريق العلم بالإلهيات هو القياس المنطقي شرط أن تكون مادته أو مقدماته يقينية؛ كأن تكون من الأوليات أوالمحسوسات. أما الشرائع عندهم فإنهم يجعلونها من المشهورات، والمشهورات والمسلمات والمقبولات ... إلخ كلها من المقدمات التي لاتفيد اليقين، والقياس المؤلف منها قياس جدلي أوخطابي لابرهاني. وهذا يعني عزل النقل عن الاستدلال على الإلهيات حتى لو كان قرآنا أوسنة متواترة! لأنه لايفيد اليقين! وقد صرح الرازي بذلك في المحصل ثم شاعت عبارته في كتب الكلام!
والمقصود أن هذه العبارة لاينبغي النظر إليها على أنها مجرد ترويج للمنطق حتى يكون من جملة العلوم الشرعية وإنما يجب النظر لبعدها الكلامي، وأنها تعني عزل النقل تماما عن الاستدلال على الإلهيات وإحلال القياس البرهاني المنطقي محله!! وهذا واقع علم الكلام الفعلي في كتبهم المشهورة، والدلالة الحقيقية للكلمة؛ لأن من يعرف القرآن والسنة ولايعرف المنطق فإنما معه ظن لاعلم يوثق به!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[20 Sep 2010, 12:02 ص]ـ
استاذنا الفاضل:
(من لا يعرف المنطق لا يوثق بعلمه). عبارة غير دقيقة -فيما ارى- لأن الثقة بالعلم لا علاقة لها بمعرفة المنطق او الجهل به، فلا يوجد عالم من علماء الجرح والتعديل من جعل العلم بالمنطق أو الجهل به ميزانا للثقة او عدمها، ولكن يمكن القول: من لا يعلم المنطق لا يوثق باستدلاله، لأن المنطق هو اداة الاستدلال: فالمنطق للجنان كالنحو للسان
فيعصم الفكار عن زيغ الخطا وعن دقيق الفهم يكشف الغطا
وهل اصول: الفقه والتفسير واللغة وغيرها إلا قواعد منطقية تضبط مسار العملية الاستدلالية؟
وجزيت خيرا
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:37 ص]ـ
سؤال
ــــــــــ
قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في رسالته المقدمة المنطقية:
(ومن المعلوم أن فن المنطق منذ ترجم من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية في أيام المأمون كانت جميع المؤلفات توجد فيها عبارات واصطلاحات منطقية لا يفهمها إلا من له إلمام به، ولا يفهم الرد على المنطقيين فيما جاءوا به من الباطل إلا من له إلمام بفن المنطق).
لي سؤال فيما يخص ما قاله الشيخ عليه رحمة الله: هل يفهم من كلامه أن الهدف من تعلم المنطق هو الرد على جاء به المنطقيون من باطل على قاعدة (عرفت الشّرّ لا للشّرِّ ولكن لتوقيه ... ) أم أنه أصبح لصيقا بالعلوم الشرعية؟؟
ثم هل لمن لم يأخذ حظا وافيا من علم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ان يخوض في هذا العلم؟؟
وأعتذر عن الانحراف عن مسار الموضوع ...
وفقكم الله.
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:44 ص]ـ
أحيي الأخوة الكرام على مشاعرهم وحسن تفاعلهم. وبخصوص ماذكره الأخ الكريم توفيق العبيد من عدم دقة العبارة فأقول إن العلماء المحققون ذكروها هكذا انظر مثلا: شرح النونية للهراس 2/ 298على أنها عند التأمل بمعنى ماذكرت؛ أي من لايعرف الاستدلال بالمنطق فلا ثقة بعلمه! سواء قلنا إنها تدل على هذا المعنى بنفسها أوبتقدير مقتضى مناسب. وأوافق أخي الكريم على ماذكرة من أن المنطق في نظر المناطقة مجرد أداة للاستدل العقلي؛ ولهذا قالوا في حده (هو قانون وقواعد تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر). هكذا زعموا! ولكن هذه الأداة الفكرية الفاسدة هي التي أودت بالمتكلمين كما أودت بالفلاسفة من قبل، فكما تعلم أخي توفيق أن المعلومات إما تصورات وإما تصديقات، والتصور عندهم طريقه الحد ليس غير بشروط عسرة لم تمكنهم من الاتفاق على حد واحد! والتصديق طريقه قياس الشمول ليس غير؛ وهو قول مؤلف من مقدمتين متى سلمتا لزم عنهما لذاتهما قول آخر. وينقسم القياس باعتبار مادته إلى قياس برهاني وقياس جدلي وقياس خطابي. والقياس الذي يفيد اليقين هو القياس البرهاني المؤلف من المواد اليقينية، وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يصح الاستدلال به وحده في أبواب الإلهيات. أما قياس الجدل المؤلف من المقدمات المشهورات أو المسلمات فلايفيد اليقين، ولايصح اتخاذه حجة في المطالب الإلهية. والقياس الخطابي من باب أولى؛ لأن مقدماته إمامقبولة أو مظنونة. وإذا كانوا يجعلون النظريات من المواد اليقينية، وهي القضايا المعلومه بالنظر العقلي، ويجعلون الشرعيات قرآنا وسنة من المشهورات التي لاتفيد اليقين علمنا كيف أدت هذه الأداة الفاسدة لعزل النقل تماما وإحلال العقل محله عن طريق القياس البرهاني!! وليست هذه الغائلة الوحيدة لهذا العلم بل له غوائل كبيرة جدا لايعرفها على وجهها الحقيقي إلا من قرأ الرد على المنطق الكبير لشيخ الإسلام ابن تيمية! وربما خرج من هذا الكتاب بقناعة أن المنطق ليس أداة سليمة للتفكير أصلا بله أن يكون مقدمة لأشرف العلوم من عقيدة وأصول، وأن مثل من سار على قواعده ليهتدي في فكره كمن خرج من الطائف مثلا يريد مكة فبدلا من أن يسلك طريق الهدا القريب خرج جنوبا حتى وصل إلى أبها ثم نزل إلى طريق الساحل يطلب مكة التي إن وصلها من هذا الطريق لم يصلها إلى بعد جهد وعناء شديد؛ ولهذا في تقديري لاينبغي دراسة المنطق بمعزل عن مادة نقد المنطق.وأذكر أننا حين كنا في الدراسات العليا بجامعة أم القرى / قسم العقيدة درسنا المنطق على هذا النسق؛ فبدأنا بدراسة المنطق حتى أكملناه ثم درسنا نقده بعد ذلك وما استبانت لنا غوائله إلا بعد دراسة نقده، وإلا فقد ظننا بادي الرأي أنه مجرد أداة للتفكير السليم؛ فرحم الله ابن تيمية على مابين في كتابه العظيم (الرد على المنطقيين) من غوائل المنطق ومفاسده، وجزى الله الأستاذ الدكتور / بركات عبد الفتاح دويدار خير الجزاء على مابذل في تدريس هذا العلم عرضا ونقدا لسنوات طوال رغم صعوبة هذا العلم وطول محاضرته التي كانت تستمر لثلاث ساعات لايضيع منها دقيقة واحدة حتى استوعب المنهج كله في عام كامل (إن الله لايضيع أجر المحسنين).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:28 ص]ـ
أحسن الله إليك يا دكتور عيسى وغفر ذنبك، وزادك علماً وهدى.
معلومات قيمة، وفوائد بديعة.
أمَّا مثالك لتقريب عُسْرِ دلالة علم المنطق على المقصود بقاصد مكة من طريق الهدا القريب، أو من طريق الطائف أبها الساحل البعيد، فقد وقع مني موقعه تَماماً وأضحكني لخبرتي به، ولكن هل تتوقع أنَّ الزملاء هنا خاصة من هم خارج السعودية يعرفونه http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
نحن دوماً في انتظار مثل هذه الفوائد والخلاصات العلميَّة المركَّزة، الخالية من أي مواد (حافظة) بارك الله فيك.
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:22 م]ـ
شكر الله لك دكتور عبدالرحمن لطفك وحسن ظنك والمثال الذي ذكرته لعسر التفكير وفق القواعد المنطقية مقتبس من كلام شيخ الإسلام في الرد على المنطقيين وإنما غيرت صورته ولكن يبدو أنني كنت كمن أراد أن يعربه فأعجمه!
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:00 م]ـ
استاذنا الكريم عيسى السعدي: احسن الله إليك لحسن ردك وعظيم نفعه، لكن انا درست المنطق على يد العلامة الراحل الشيخ أديب كلاس الدمشقي رحمه الله رحمة واسع وغفر له، استاذ هذا العلم في معهد الفتح الإسلامي، وكان من كتاب شرح السلم المنورق للدمنهوري. ولحذر الشيخ الراحل من مزالق المنطق، فقد كان يعلمنا تطبيقه في المجال الذي يخدم الدين، ويبعدنا عما ذهب إليه الفلاسفة حين استخدموا هذا العلم.
ومن المؤكد نحن لا نتخذ عقائدنا من عقولنا، وإنما نستخدم عقولنا لتقودنا لفهم صحيح لما جاء بشأنها في مصدرها الأصلي (الكتاب والسنة).
وقد قال لنا استاذنا الدكتور بديع اللحام حفظه الله تعالى- عميد كلية الشريعة بدمشق حاليا- يوم ان كان كان يدرسنا مصطلح الحديث: إن وظيفة العقل هي التأكد من صحة النقل ومحاولة فهمه وفق الطاقة. والمراد بالتأكد من صحة النقل هو العناية بقواعد مصطلح الحديث التي تمثل سياجا منيعا لحماية سنة نبيا صلى الله عليه وسلم.
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 10:01 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ الكريم توفيق مشاعرك أفهمها تماما؛ لأن عشتها مثلك حين درست المنطق مجردا مع تحذير مجمل من مشايخ كرام أمثال من ذكرت؛ ولكن لم أعرف الغوائل الحقيقية لهذا العلم إلا بعد عدة سنوات حين درست المنطق ثانية على يد الأستاذ الدكتور / بركات ثم درسنا عقبه نقد المنطق من كتاب الرد على المنطقيين لابن تيمية!!
وبقطع النظر عن هذا كله لو نظرنا إلى السلف الصالح لوجدنا أنهم أكمل الأمة علما وعملا ومع ذلك لم يعرفوا المنطق الصوري الذي يزعم أهله أن من لايعرفه لايوثق بعلمه!
ولو نظرنا ثانية للمنطق لوجدنا أنه تراث أمة كافرة وثنية عرفته الأمة الإسلامية حين ترجمت كتب اليونان زمن المأمون؛ ويقال أن المأمون حين أرسل في طلبها جمع كبير الروم علماء اللاهوت - وهم من أعرف الناس بالمنطق والفلسفة - فأشاروا عليه أن يرسلها؛ لأنها لم تدخل على أمة إلا أفسدتها!! وفعلا ولد علم الكلام بعد دخول هذه الكتب؛ وأفسد على المسلمين عقيدتهم، وعزلهم عن كتاب ربهم حتى عاد معظمه متشابها؛ ولهذا استطال عليهم الفلاسفة وقالوا كيف تقولون إن نصوص الصفات من المتشابه وهي معظم القرآن ثم تنكرون علينا اعتبار نصوص المعاد الجسماني من المتشابه وهي أقل من ذلك بكثير! وبهذا ومايشبهه تمكن ابن سينا في الرساله الأضحوية وغيرها من إفحام المتكلمين وإن أنكروا ذلك وردوا بحجج ضعيفة إلا أنك تشعر بهزيمتهم النفسية في ثنايا كلامهم، وفي نظرتهم للفلاسفة الذين يسمونهم الحكماء!
والمقصود أن هذا العلم الذي لم يعرفه أكمل الأمة علما وعملا؛ وإنما هو تراث أمة كافرة مستكبرة كيف يكون هذا العلم ضرورة أومدخلا للعلوم الشرعية شرفها الله!
وأختم كلامي بما ذكره الآلوسي في تفسيره أن سقراط لما قيل له: ألا تهاجر إلى موسى؟ فقال: نحن قوم مهذبون لاحاجة لنا بالهجرة لموسى ليهذبنا!! (فلما جاءتهم رسلنا بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم)! انظر إلى هذا الاستعلاء عن هدي الأنبياء ثم نحن ورثة الأنبياء نستجديهم العلم وعندنا العلم الذي يعلو ولايعلى (ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).(/)
الشيخ محمد صمدي عضو الرابطة المحمدية لعلماء المغرب في ذمة الله
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:12 ص]ـ
انتقل شيخنا الفاضل محمد صمدي - رحمه الله - إلى جوار ربه -عز وجل- بعد ظهر يوم السبت تاسع شوال 1431 هـ، ووري الثرى يومه الأحد عاشر شوال 1431هـ، بعد صلاة الظهر، وحضر جنازته حشد غفير من العلماء تقدمهم الدكتور محمد العبادي الأمين العام لرابطة علماء المغرب، والشيخ محمد زحل، والشيخ الدكتور قاضي برهون، وغيرهم كثير، وعائلة الفقيد وأصهاره، وعامة الناس ومحبي الشيخ، وقد كان الشيخ عالما، ربانيا، فاضلا، سنيا، ورعا، حافظا لكتاب الله - تعالى - مبرزا في الفقه المالكي مع الدليل، مشاركا في تفسير كتاب الله - عز وجل - وفي أحكامه، لغويا مفوها، وقد كان يلقب بسيبويه المغرب، لزم التدريس حتى أواخر سنة وفاته، وهذه مناسبة مواتية لسرد ترجمة هذا الشيخ الجليل الذي كان لي شرف التتلمذ على يديه في عدة علوم سيذكرها في ترجمته.
ترجمة الشيخ محمد صمدي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، نقلها أحد طلبته من نسخة خطية كتبها الشيخ بيده، وأملى على الطالب نفسه بعض الإضافات على الترجمة، وهي كالآتي:
قال الشيخ محمد صمدي - رحمه الله-:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله والتابعين له إلى يوم الدين.
أما بعد،
فهذه نبذة عن حياتي أيام الطلب:
لقد تربيت في قرية "الخِربة" من قبيلة "بني يّسف" إقليم العرائش حاليا، وقد حفظت بها القرءان الكريم على يد والدي الذي كان يتعاطى مهنة "التدرير" – تحفيظ القرآن للصغار - في تلك اللحظة من أيام طفولتي، وقد اهتبلها فرصة حين رأى ما بي من مخايل النبوغ وحدة الحافظة –رحمه الله- فحفظني أيضا على يديه المتون الآتية:
* "مختصر خليل" - في الفقه المالكي - حيث كنت أحفظه كله عن ظهر قلب، ومتون؛ الأجرومية، وألفية ابن مالك ولامية الأفعال له في النحو والصرف، والجمل في الإعراب للمجرادي، ومنظومة الاستعارة في البيان للشيخ الطيب بنكيران، كما حفظني السلم في المنطق للأخضري، وفي الفقه أيضا تحفة ابن عاصم الأندلسي في التوثيق والمعاملات، ولامية الزقاق في المجال نفسه: أي في التوثيق والمعاملات، ومنظومة ابن عاشر في العقيدة والعبادة – على مذهب الإمام مالك-.
هذا، وما يجدر ذكره أن الوالد – رحمة الله عليه – لم يكن من أهل العلم ولم يطلبه في حياته كلها، وإنما كان يحفظ كتاب الله برواية ورش عن نافع وأبي عمرو البصري، لكنه كان يتحسر على نفسه، وكان نادما أن فرط في طلب العلم أيام التحصيل، لذلك وجهني هذا التوجه، فسهر على تحفيظي لهذه المتون بعد أن حفظت كتاب الله عليه مباشرة.
ثم أرسلني بعد ذلك لطلب العلم من أحد أصهاره منهم: الشيخ الجليل والعالم الفاضل السيد عبد الرحمن البَرّاق حيث درست عليه متن الأجرمية ومتن الألفية في النحو، ومنظومة ابن عاشر، وبعد أن ختمت عليه – رحمه الله – ختمة في ألفية ابن مالك وسلكة أخرى وصلتها معه إلى الإضافة، انتقلت للدراسة على العلامة الفقيه "المرابط" حيث ختمت عليه أيضا ألفية ابن مالك بالمكودي ومنظومة الاستعارة في البيان للشيخ الطيب بنكيران وختمة في منظومة السلم للأخضري في المنطق بشرح القوَيسِنِي.
ثم تنقلت لطلب العلم على أحد أبناء عمنا العالم الفاضل السيد عمر الصمدي حيث ختمت عليه الألفية مرتين بشرح المكودي ومتن ابن عاشر في العقيدة والعبادة وختمت عليه منظومة الاستعارة الآنفة الذكر، والجزء الأول من مختصر خليل بشرح الدردير في فقه العبادات وفقه الذكاة به أيضا، وأبوابا من تحفة ابن عاصم و لامية الزقاق، وختمت عليه منظومة الاستعارة للشيخ الطيب بنكيران، والمنطق بشرح القويسني.
ثم رحلت إلى تطوان فأخذت بها عن الفقيه التجكاني صحيح البخاري بشرح القسطلاني ومقدمة ابن السبكي في الأصول على العلامة الفقيه الفحصي والعلامة المرابط مفتي الرابطة سابقا، كما درست على هذا الأخير أبوابا من فقه البيوع بشرح الدر دير على خليل ودرست بتطوان أيضا على العلامة المعقولي السيد العربي اللّوه فن المعاني من التلخيص بشرح السعد.
ودرست على العلامة الأصولي الشيخ الحراق مقدمة ابن السبكي من جمع الجوامع في الأصول وفن البديع من التلخيص بشرح السعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيرا انتفعت كثيرا بدراستي على العلامة المحقق الشيخ محمد الزمزمي ابن الصديق التفسير للبغوي حتى سورة التوبة , ومنها إلى الناس بتفسير ابن كثير, كما درست عليه الخلاف العالي من كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد ودرست عليه أبوابا من المستصفى للغزالي في الأصول، كما درست عليه أيضا أجزاء من موطأ الإمام مالك بشرح التمهيد إلى ما يقرب من الجزء السابع، ودرست عليه كتابه في الأصول "المحاذي بجمع الجوامع " وهذا ما تيسر لي جمعه من الدراسات المفيدة على هؤلاء الشيوخ رحمة الله عليهم
إضافات:
ولد الشيخ كما أخبرني بلسانه يوم: 01/ 01/1936 بالتاريخ الميلادي
وتوفي وحضرت يوم وفاته وقبلنا رأسه يوم السبت بعد صلاة الظهر يوم التاسع من شوال 1431 من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام الموافق 18/ 09/2010 للميلاد وصلي عليه يوم الأحد 10 شوال 1431 الموافق 19/ 09/2010 و دفن بمدينة الدار البيضاء بمقبرة الغفران في اليوم نفسه.
رحلة الشيخ إلى تطوان ودراسته بها كانت في معهدها الديني فكل هؤلاء الشيوخ الأربعة وهم: التجكاني و الفحصي و المعقولي والمرابط درس عليهم في هذا المعهد أخبرني بذلك مشافهة
أما دراسة الشيخ على العلامة الشيخ الحراق مقدمة ابن السبكي من جمع الجوامع وفن البديع من التلخيص بشرح السعد كانت في البادية لا في تطوان.
كذلك شيخه عمر الصمدي المذكور في أول الترجمة درس عليه في البادية.
و تجدر الإشارة إلى أن هذه الترجمة عرضتها على الشيخ من بدايتها إلى آخرها فأقرني عليها و زاد عليها بعض الفوائد أوردتها في الإضافات.
تغمد الله شيخنا الحبيب برحمته الواسعة، وأدخله فسيح جناته، ونفعنا بعلمه، وإنا لله وإنا إليه راجعون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة: من باب الأمانة العلمية أضفت بعض الكلمات بيانا كأن يقول الشيخ مثلا: مختصر خليل، فأقول: مختصر خليل في الفقه المالكي ..
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:34 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
وأعظم أجر ذويه في فقده
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 10:49 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى
رحم الله الشيخ محمد الصمدي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:49 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وألزم أهله وذويه ومحبيه الصبر وحسن العزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
إذا مات ذو علم حكيم # لقد ثلمت من الإسلام ثلمة
ولعلك تذكر لنا شيئا عن جهوده في التعليم والتدريس والدعوة؛ لأن الترجمة خلت من ذلك تماما.
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[20 Sep 2010, 09:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي الحبيب سليمان خاطر، سأذكر ببعض جهود الشيخ محمد صمدي في مختلف العلوم في وقت لاحق، وإن كان أهل المغرب، وخاصة سكان مدينة الدار البيضاء، يعلمون جيدا مقدار علم الرجل. فالشيخ لورعه الشديد اكتفى بذكر شيوخه، ولم يتعرض لإنجازاته، وهذا عمل طلبته.(/)
أخلاق الكبار
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:36 ص]ـ
في يوم الجمعة الموافق 21/ 5 / 1425 هـ ألقيت أول دورة تسمى تجوزاً علمية بعنوان فقه الأخلاق، وقد اجتهدت في الإعداد لهذه الدروس حتى أنه في بعض الدروس أقرأ أكثر من خمسين كتاباً في التحضير له، وألقيت هذه الدورة في ذلك العام أكثر من مرة، ولقت استحسان الإخوة وفقهم الله في وقتها، وكتبت جملة من الدروس في دفتر خاص بلغت قرابة الثمانين صفحة، وكان الدرس في جله مرتجل، المهم أني فقدت الدفتر وأحسست بمرارة عظيمة كأني فقدت عضواً من أعضائي لأني جمعت فيه عصارة الكتب التي تكلمت عن الأخلاق، واستمر ضياعه قرابة الخمسة أعوام. ثم وجدته قبل أشهر، وفرحت به فرحاً عظيماً. وأخذت في تصفحه وتملكني العجب عند قراءته فما رأيت فيه ما يؤسف على فقده ووجدت فيه مجموعة من النقولات لابأس بها لكن ليست بذاك التميز والجودة، وتذكرت حينها قول الأسلاف رحمهم الله بعدم العجلة في التصنيف والتريث قدر الإمكان، فالإنسان كلما طال عمره وكثرت قراءته واجتمع بأشياخه، بَعُدَ نظره واتسعت مداركه وارتفعت ذائقته، (مع أني لم أفكر في ذلك يوماً وإنما كان جمعاً خاصاً بي أستفيد منه)، ومع هذا فقد استحسنت فيه بعض المواقف والعبارات، أحببت أن أتحفكم بها، وكذلك لعلكم تتكرمون بمشاركتي بذكر مواقف جميلة مرت بكم لعلها تسد النقص الذي رأيته لدي، والأهم لعل في هذه المقالة ما يدفعنا لتهذيب أخلاقنا والتأسي بالسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين في أدبهم وحسن أخلاقهم، وسأورد جملة من المواقف تباعاً، وسميت المقالة (أخلاق الكبار) لأني قبل سنوات استمعت لشريط للشيخ الدكتور خالد السبت مفيد مبارك في هذا الباب ومعبر بعنوان أخلاق الكبار، فجعلته عنواناً للمقالة، وأسأل الله أن يهدينا وإياكم لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنّا سيئها لا يصرف عنّا سيئها إلا هو، وأن كما حسّن خلقنا أن يحسّن أخلاقنا.
الموقف الأول من أخلاق الكبار موقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع أعدائه وهو مذكور في الفتاوى:
يقول بعد أن حث على الألفة والمحبة وعدم الفرقة: (وأول ما أبدأ به هذا الأصل ما يتعلق بي فتعلمون رضي الله عنكم أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين فضلاً عن أصحابنا بشيء أصلاً لا باطناً ولا ظاهراً ولا عندي عتب على أحد منهم ولا لوم أصلاً بل هم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف ما كان كل بحسبه، و لا يخلو الرجل إما أن يكون مجتهداً مصيباً أو مخطئاً أو مذنباً، فالأول مأجور مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له والثالث فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين، فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل كقول القائل: فلان قصر، فلان ما عمل، فلان أوذي الشيخ بسببه، فلان كان سبب هذه القضية، فلان كان يتكلم في كيد فلان، ونحو هذه الكلمات التي فيها مذمة لبعض الأصحاب والأخوان، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب ولا حول ولا قوة إلا بالله).
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:52 ص]ـ
الموقف الثاني من أخلاق الكبار أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء:
كان بين حسن بن حسن، وبين ابن عمه علي بن الحسين (ابنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم) شيء، فما ترك حسن شيئاً إلا قاله، وعليّ ساكت، فذهب حسن، فلما كان في الليل، أتاه علي، فخرج، فقال علي: يا ابن عمي إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك، والسلام عليك. فالتزمه حسن، وبكى حتى رثي له.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:14 ص]ـ
80 صفحة؟ إذن فنحن نطالبك بـ (80) موقفاً على الأقل، ولك غنمها وأجرها ..
وأرى أن تكتبها أو تنيب عنك من يكتبها في ملف حاسوبي (وورد) وتنشرها لعل الله أن ينفع بها، ومن الآن أنا أول المستفيدين منها، وسأنتقي منها ما يناسب خطب الجمعة، فلا تتأخر علينا أبا عبدالرحمن أو (أبا عبدالله) شككت في الكنية.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:30 ص]ـ
ليس غريبًا أن يأتي من أخي الفاضل فهد هذه المشاركات فهذا عهدنا به يختار المناسب ويأتي دائمًا في أحوج الأوقات إليه فبارك الله بك أخي الكريم ونفع بك وأنا أثني على طلب الدكتور عمر بالثمانين موقفًا حتى نستفيد وليتني قريبة حتى آخذ الدفتر وأطبعه لك كله لتنشره فنستفيد ونتعلم من أخلاق هؤلاء الكبار فما أحوجنا لذلك في زمن صار التطاول فيه على الخلق سمة يتباهى بها وصار تجريح الآخرين هدفًا بحد ذاته ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أظننا فعلًا بحاجة للتركيز على الحديث عن الأخلاق كما أمر بها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وكما فهمها الصحابة والتابعون وأولو الفضل من هذه الأمة وطبقوها فملكوا القلوب وفتحوها بالكلمة الطيبة والخُلُق الحسن. وأنا أدعو أهل العلم في هذا الملتقى المبارك بالبدء في سلسلة الأخلاق الإسلامية على شكل محاضرات أو مقالات أسبوعية تعرض في الملتقى أو تسجل عبر قناة التفسير المباشر وتعرض لأن الوضع الحالي يستدعي مثل هذه المحاضرات والتذكير بها لعلنا جميعًا نستفيد منها ونقف مع أنفسنا نراجعها ونقوّم اعوجاجها ونتحلة بأخلاق الإسلام العظيمة التي بها فتح السابقون البلاد. والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:22 ص]ـ
بعد شكري ودعواتي بالتوفيق لأخي فهد الجريوي وفقه الله.
للأستاذ الدكتور الجليل عبدالستار فتح الله سعيد - وفقه الله - ألبوم صوتي رائع جداً عن الأخلاق في القرآن الكريم، سمعته منذ سنوات، وكنت اشتريته من تسجيلات في مكة المكرمة في العزيزية. وقد يكون متوفراً على الانترنت.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:54 ص]ـ
شكر الله لأخونا الفاضل فهد نشره هذه المواقف العظيمة والحمد لله الذي جمعه بضالته.
أتمنى من الأعضاء التفاعل مع هذه المشاركة وذلك بتحويلها لواقع عملي في هذا الملتقى في كل المناقشات اللاحقة وأن يعتذروا عما بدر منهم من سخرية في المناقشات السابقة.
اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ( http://tafsir.net/vb/#docu)
اللهم ءآمين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:24 ص]ـ
عبدالستار فتح الله سعيد
هذا الرجل كان من خيار فقهاء الإخوان المسلمين في مصر،ولو أطاعوه في كثير من الأمر = لأفلحوا ..
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Sep 2010, 04:28 م]ـ
أصحاب الفضل والفضيلة: أسأل الله أن يفتح عليكم جميعاً ويزيدكم من فضله فقد غمرتموني بكريم أخلاقكم وحسن ظنكم، رزقنا الله وإياكم الفردوس الأعلى وجمعنا بكم في جناته، والكنية يا شيخ عمر ـ سلمكم الله وحفظكم ـ أبا عبدالله، ومن أحب الأسماء إليّ عبدالرحمن فقد أصبت من الوجهين، ولعلك تلحظ أني أغازل (وهي مغازلة شرعية على مذهب أهل السنة والجماعة) الشيخ عبدالرحمن الشهري من طريق الكنية، ومن طريق الاسم، وهي من هدايا العمال فلا بأس. وبالنسبة لما طلبتم نفع الله بكم فلعله أن يكون قريباً بإذن الله.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:57 م]ـ
شكر الله للإخوة جيميعا، وبالفعل ما أحوجنا أن نكبر بالتأمل في أخلاق الكبار، والاقتداء بهم، وأولهم حبيب الأمة محمد رسول اللهصل1، الذي قال فيه ربنا سبحانه:" وإنك لعلى خلق عظيم ".
ولنتأمل أيها الكرام خلق هذين الصحابيين في هذا الأثر الجميل، وهي مساهمة مني في هذا الباب إن شاء الله.
... أخرج ابو بكر الدينوري في كتابه المجالسة وجواهر العلم:1/ 288/1314 عن الشعبيرح1 قال: ركب زيد بن ثابترض1 فأخذ ابن عباس رض1 بركابه فقال له لا تفعل يا ابن عم رسول الله صل1 فقال رض1: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، فقال زيدرض1 أرني يدك، فأخرج يده فقبلها زيد، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صل1.
وقد اخترت هذين الصحابيين الجليلين رض2، لأنه عرف عنهما خلاف شديد في مسائل الفرائض، وخاصة ما يتعلق بالجد، وهل يرث كالأب أم لا،؟. وقد وصل الخلاف بينهما مرة، أن دعا ابن عباس رض1مخالفيه الى المباهلة، ذكر هذا كثير من المصنفين، ومنهم الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه: 1/ 41/743، عن طاوس رح1 أنه سمع ابن عباس رض1 يقول:" وددت أن هؤلاء الذين يخالفوني في الفريضة، نجتمع فنضع أيدينا على الركن، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ".
فبالله عليكم، انظروا معي كيف وصل الأمر بالخلاف الى الدعوة للمباهلة، ثم تأملوا معي كيف تعامل الصحابيان مع بعضهما في الأثر الأول.؟.
إنها أخلاق الكبار فعلا ...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:58 م]ـ
ا ثم وجدته قبل أشهر، وفرحت به فرحاً عظيماً. وأخذت في تصفحه وتملكني العجب عند قراءته فما رأيت فيه ما يؤسف على فقده ووجدت فيه مجموعة من النقولات لابأس بها لكن ليست بذاك التميز والجودة، وتذكرت حينها قول الأسلاف رحمهم الله بعدم العجلة في التصنيف والتريث قدر الإمكان
بارك الله بك أخي الفاضل على تلك اللفتة. ولكن لي عليها تعليق لو سمحتم لي:
في الحقيقة أن ما ذكرته لا يؤخذ على اطلاقه من حيث المبدأ. ولكن يعود ذلك الى ما تقوم به من عمل. فإن كان ذلك تلخيصاً أو تعليقاً علمياً أو تنويهاً تبادر الى ذهنك ساعئذ فربما يحدث ما تفضلت به بعد أن تطلع عليه وتراجعه عند صفاء الذهن وسلوّ النفس. ولكن القطع الأدبية المليئة بالمعاني المحكمة الرزينة التي تعانق النص معانقة السوار للمعصم فلها شأن آخر كما أظن وأزعم. وقد يحدث لي أحياناً بعض المواقف تدعيماً على ما ذكرت. فأقرأ مقالات كنت قد كتبتها منذ سنين طويلة فعندما أراجعها أحاول أن أجمع ذاكرتي وأسأل نفسي: هل حقاً أنني أنا الذي كتبت هذا ومتى وكيف وأين؟ وكذلك الشعر فإنه يأتي وحياً من قاع الفكر والعقل والتخيّل في ساعة من نهار أو ليل فإن لم تدونه في الحال ذهب عليك وحيك وانقطع عنك خيالك وفاتت عليك وخانتك ذاكرتك فتتململ تململ الحزين على ضياع ما فات. ولات حين مناص. وبارك الله بك أخي الفاضل وجزاك الله خير الجزاء.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:12 ص]ـ
بارك الله فيك وحفظك أخي الفاضل تيسير وننتظر إضافاتك وفقك الله، وشكر الله لصاحب الفضيلة الدكتور أحمد العمراني صاحب المشاركات المباركة بارك الله فيه، ومن اللطيف أن يكون الموقف الثالث متمم لما ذكرت أحسن الله إليك:
الموقف الثالث من أخلاق الكبار أورده ابن عبدالبر رحمه الله في التمهيد:
(اختلف زيد ابن ثابت وابن عباس رضي الله عنهما، هل الحائض تخرج بدون طواف وداع أم لا؟ فقال ابن عباس: تنفر، وقال زيد: لا تنفر. فدخل زيد على عائشة رضي الله عنها فسألها فقالت: تنفر. فخرج زيد وهو يبتسم ويقول لابن عباس ما الكلام إلا ما قُلتَ أنت).
قال ابن عبدالبر: هكذا يكون الإنصاف، وزيد معلم ابن عباس، فما لنا لا نقتدي بهم، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:00 ص]ـ
في هذه الأثناء يفتي علماء الحرم المكي أن المرأة التي تذهب لأداء العمرة وقد غلبها الحيض مدة اقامتها في مكة فإنها تتزر وتطوف رغم حيضها إن كانت ضمن قافلة أو حملة. ولا ينبغي لها أن تعود الى بلدها دون عمرة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Sep 2010, 07:03 م]ـ
الموقف الرابع لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز أورده فضيلة الشيخ عبدالعزيز السدحان في كتابه الإمام ابن باز:
يقول الشيخ عبدالعزيز السدحان وفقه الله: حدثني الشيخ أحمد بن محمد بن سنان أثابه الله تعالى قال: حدث ذات يوم لما كان الشيخ ابن باز في المدينة النبوية أن الشيخ عندما أمر الناس بالدخول لتناول طعام الغذاء، دخل الناس وأخذوا مجالسهم وجلس أحد الفقراء على الصحن الذي يجلس الشيخ عنده، فقام أحد العاملين في منزل الشيخ فأقام الفقير من ذلك الصحن إلى صحن آخر.
قال الشيخ أحمد: وعندما خرج الناس وحان وقت العصر وخرجنا مع الشيخ في سيارته متجهين إلى المسجد النبوي سألني الشيخ هل حصل على غدائنا اليوم أمر؟
فقلت للشيخ: يا شيخ، الشيخ إبراهيم الحصين موجود معنا في السيارة، وهو أقرب الناس إليك، فسأله الشيخ، فأجابه الشيخ إبراهيم بأن ليس هناك ما يذكر.
ثم سأل الشيخ السائق فأخبره السائق بما حصل من إقامة الفقير من صحن إلى صحن آخر، وأن هذا غاية ما في الأمر فتأثر الشيخ وبدا عليه الغضب وقال: هل البيت بيته؟ لماذا أقيم الفقير؟ لماذا لم يخبره بعدم الجلوس قبل أن يجلس؟
قال الشيخ أحمد: وعندما جلس الشيخ كعادته بعد صلاة المغرب جاء ذلك الموظف الذي أقام الفقير ليصب للشيخ القهوة فلما مد الفنجال للشيخ زجره الشيخ بكلمة ثم تكلم رحمه الله تعالى عن فضل الرفق بالفقراء ثم بكى من التأثر وبكى بعض من حضر مجلسه ذاك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:13 ص]ـ
الموقف الخامس: جاء في كتاب العالم العابد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم (رحمه الله)، حياته وسيرته ومؤلفاته، إعداد ابنه عبدالملك القاسم، قال:
من ورع الوالد رحمه الله، أننا كنا في مكة في يوم ومررنا بصاحب دراجة يسير فأتاه قليل من ماء الأرض بفعل سير السيارة. فوقف رحمه الله ونزل إليه، وعندما عاد إلى السيارة قال: (استسمحته و أرضيته)، ولا نعرف هل أرضاه بمال أم لا؟!.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:25 ص]ـ
الموقف السادس: يقول الشيخ عبدالعزيز السدحان وفقه الله في كتابه الإمام ابن باز: سألت الشيخ ذات مرة في سيارته وقلت ما معناه: ياشيخ عبدالعزيز ما أعلم أحداً إلا يحبك صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، وهذا أمر شبه متفق عليه، فما السر يا شيخ في ذلك؟ فحاول الشيخ رحمه الله أن يتعذر من الجواب، فكررت السؤال مرة أو مرتين، فقال ما معناه: (ما أعلم في قلبي غلاً على أحد من المسلمين، ولم أعلم بين اثنين شحناء إلا سارعت بالصلح بينهما).
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:18 ص]ـ
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*أسأل الله أن يجعلنا ممن دخلالجنةبحسن خلقه وأن يرزقنا اخلاق هؤلاء لاحرمكـ الله الأجرتابع فنحن في شوق للقراءة والمتابعة وفقك الله
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Sep 2010, 05:59 ص]ـ
اللهم آمين وإياكم أختي الفاضلة عبير.
الموقف السابع أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء:
عن عوف بن الحارث قال: سمعت عائشة تقول: دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك. فقلت: غفر الله لك ذلك كله وحللك من ذلك، فقالت: سررتني سرك الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Sep 2010, 07:01 ص]ـ
الموقف الثامن: جاء في كتاب مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي، إعداد وتأليف ابن الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي:
اشترى الشيخ الوالد رحمه الله حمل حطب وعادة أهل عنيزة عندنا إذا اشترى الواحد حطباً يُدخل الجمال الحطب داخل البيت وإذا انتهى من عمله يضع له أهل البيت تمراً وماء، وإذا أكل وشرب يغلق باب البيت بقوة بقصد إخبار أهل البيت أنه خرج من البيت.
في إحدى المرات لما خرج الجمال جاء الوالد يريد إغلاق الباب بعد الجمال فوجد الوالد بالحوش في طريقه للباب علبة عرف الوالد أنها علبة دخان ساقطة من الجمال، قام الوالد وأخذ العلبة وفتح الباب ونادى الجمال، وقال له الوالد: هذي لك؟ يعني بذلك علبة الدخان، قال بعد تردد: نعم هذه لي، لكنك يا شيخ تدري ما بداخلها؟ قال الوالد: نعم دخان. قال الجمال: وتعطينيها يا شيخ؟ قال الوالد: نعم، لأنك إذا ما لقيت العلبة سوف تشتري بقيمة الحطب الذي بعته بدلاً منها وتجوع عيالك وتحرمهم من الرزق والهادي الله سبحانه.
قال له الجمال: باسم الله، وأخذ العلبة ورمى ما فيها من دخان وأوراق بالأرض، وقال: اللهم إني تبت إلي الله ولن أعود للدخان مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Sep 2010, 04:15 ص]ـ
الموقف التاسع: جاء في كتاب مقالات الأدباء ومناظرات النجباء لعلي بن عبدالرحمن بن هذيل:
أنه كان لأبي حنيفة جار كيال، وكان لاينام إلا سكران، ولا يصبح إلا مخموراً، وكان أبو حنيفة يقوم الليل، فكان الكيال إذا غلب عليه النبيذ ينشد قول الشاعر:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة و سداد ثغر
فافتقد أبو حنيفة صوته ليلة وثانية فلم يسمعه، فقال لجاريته: جارنا قد انقطع عنّا غناؤه، وفُقدت حركته، فقالت: أخذه عسس الأمير عيسى بن موسى، فألقوه في السجن. فلما أصبح أبو حنيفة وضع عمامته على رأسه، وأمّ باب عيسى بن موسى، ورفع مجلسه، وأٌقبل عليه بوجهه وقال له: أمر ما عدا بك؟ قال: نعم، جار لي كيّال أخذه صاحب العسس منذ ثلاث، وقذفوه في السجن، فأمر عيسى أن يخرج كل من أخذ العسس إكراماً لصاحب أبي حنيفة، فلما صار ببابه التفت فإذا بالكيال يقفوه، قال أبو حنيفة: يا فتى أضعناك؟ فقال: لا بل حفظت وأكرمت.
ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[02 Oct 2010, 06:43 ص]ـ
و للشيخ الجليل د. عبدالعزيز الحميدي كتاب حافل ضمن سلسلة التاريخ الإسلامي مواقف و عبر.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[03 Oct 2010, 05:35 ص]ـ
شكر الله لك يا أخ خسرو ما تفضلتم به.
الموقف العاشر:
الشيخ عبدالعزيز بن باز، الذي تفرد بالمكرمات وامتاز، وحظي بحسن الثناء وفاز، له خلق أرق من النسيم، وعلم أعذب من التسنيم.
في أحد الأيام قالوا له يا شيخ جلوسك على الطعام يشاركك فيه الفقراء والمساكين لو كان لك مجلس ولهم مجلس آخر يأكلون فيه فقال سماحة الشيخ عبدالعزيز: مسكين صاحب هذا الرأي هذا لم يتلذذ بالجلوس والطعام مع المساكين، أنا سأستمر على هذا وليس لدي خصوصيات، الذي يستطيع أن يجلس معي وهؤلاء فأهلاً به، والذي لا يستطيع فليس مجبوراً على ذلك.
إمام الهدى عبدالعزيز الذي بدا
بعلم وإخلاق إمام الورى بدرا
تراه إذا ما جئته متهللاً
ينيلك ترحيباً ويمنحك البشرى
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Oct 2010, 02:59 م]ـ
الموقف الحادي عشر: موقف ذكره الشيخ الدكتور خالد السبت وفقه الله في شريط له بعنوان أخلاق الكبار، وأحببت أن أنقله لكم من الشريط لا من المصدر لجمال تعليقات الشيخ خالد عليه:
العالم الوزير ابن هبيرة رحمه الله نال العلم والفقه والوزارة معاً كان له مجلس حافل بالعلماء من أرباب المذاهب الأربعة وبينما هو في مجلسه تذكر مسألة من مفردات الإمام أحمد يعني أن الإمام أحمد تفرد في هذه المسألة عن الأئمة الثلاثة الشافعي, و مالك, وأبي حنيفة فقام فقيه من فقهاء المالكية يقال له أبو محمد الأشيري فقال: بل هذه للإمام مالك. فقال ابن هبيرة رحمه الله هذه الكتب، وإذا هي تنص على أن هذه المسألة من مفردات الإمام أحمد فقال أبو محمد الأشيري بل قال بذلك الإمام مالك فتكلم العلماء الذين حضروا المجلس وقالوا بل هي من مفردات الإمام أحمد قال بل قال بذلك الإمام مالك فغضب ابن هبيرة وقال: أبهيمة أنت أما تسمع هؤلاء العلماء يصرحون بأنها من مفردات الإمام أحمد والكتب شاهدة بذلك ثم أنت تصر على قولك فتفرق المجلس. . هب أنك في هذا المجلس هب أنك أحد الطرفين في مكان ابن هبيرة أو في مكان الأشيري ما هو في مجلس علماء ــ لو كنت أنت وهذا الإنسان ليس معكما ثالث وقال لك بهيمة، أبهيمة أنت هل ستلقاه بعدها هل ستأتي إلى مجلسه هل ستحضر معه ثم لو قال لك ذلك أمام الآخرين هل تنام تلك الليلة هل تفكر بالرجوع إليه ــ.
لما انعقد المجلس في اليوم الثاني جاء الفقيه المالكي وحضر كأن شيئاً لم يكن وجاء ابن هبيرة وجاء العلماء فأراد القارئ على عادته أن يقرأ ثم يعلق الوزير ابن هبيرة فقال له: قف فإن الفقيه الأشيري قد بدر منه ما بدر بالأمس وحملني ذلك على أن قلت له ما قلت فليقل لي كما قلت له. . لاحظ: (فليقل لي كما قلت له) فلست بخير منكم ولا أنا إلا كأحدكم. فكيف كان أثر ذلك الكلمات أيها الإخوان وهي مجاناً لا تخسر عليها شي! ــ تجاوز فقط هذه النفس ــ تغلب عليها ضج المجلس بالبكاء تأثروا جداً من هذه الأخلاق العالية الرفيعة وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء وجعل هذا الخصم الأشيري يعتذر ويقول: أنا المذنب أنا الأولى بالاعتذار، والوزير ابن هبيرة يقول: القصاص القصاص، فتوسط أحد العلماء وقال يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء قال الوزير: له حكمه يحكم بما شاء أحكم بما تريد، فقال: هذا الضحية نعمك علي كثيرة فأي حكم بقي لي فقال قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك فقال: عليّ بقية دين منذ كنت بالشام فقال الوزير ابن هبيرة يعطى مئة دينار لإبراء ذمته وذمتي فأحضر له المال وقال له ابن هبيره عفا الله عنك وعني وغفر الله لك ولي. هل نحن كذلك إذا كنا في مجلس وحصلت قضية مثل هذه كيف ستكون نتائجها عداوة إلى يوم الدين وقلب يتقطع ونفس حرقى على هذا الإنسان نسأل الله العافية كلمات لم يخسر فيها شيئاً بل ازداد رفعة نحن نتحدث عنها بعد قرون بعد مئات السنين، لو أنه بقي مع نفسه فكيف سيكون حال هذه الصلة والعلاقة. ترفعوا أيها الإخوان ارتفعوا، ارتفعوا إلى أعلى، حلقوا إلى أعلى، النفس يجذبها الطين فتجردوا من الأهواء والحظوظ النفسانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[16 Oct 2010, 08:51 ص]ـ
الموقف الثامن: جاء في كتاب مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي، إعداد وتأليف ابن الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي:
اشترى الشيخ الوالد رحمه الله حمل حطب وعادة أهل عنيزة عندنا إذا اشترى الواحد حطباً يُدخل الجمال الحطب داخل البيت وإذا انتهى من عمله يضع له أهل البيت تمراً وماء، وإذا أكل وشرب يغلق باب البيت بقوة بقصد إخبار أهل البيت أنه خرج من البيت.
في إحدى المرات لما خرج الجمال جاء الوالد يريد إغلاق الباب بعد الجمال فوجد الوالد بالحوش في طريقه للباب علبة عرف الوالد أنها علبة دخان ساقطة من الجمال، قام الوالد وأخذ العلبة وفتح الباب ونادى الجمال، وقال له الوالد: هذي لك؟ يعني بذلك علبة الدخان، قال بعد تردد: نعم هذه لي، لكنك يا شيخ تدري ما بداخلها؟ قال الوالد: نعم دخان. قال الجمال: وتعطينيها يا شيخ؟ قال الوالد: نعم، لأنك إذا ما لقيت العلبة سوف تشتري بقيمة الحطب الذي بعته بدلاً منها وتجوع عيالك وتحرمهم من الرزق والهادي الله سبحانه.
قال له الجمال: باسم الله، وأخذ العلبة ورمى ما فيها من دخان وأوراق بالأرض، وقال: اللهم إني تبت إلي الله ولن أعود للدخان مرة أخرى.
جزاكم الله خيرا يا استاذ فهد الخير على هذه اللآلىء الحسان وكتب أجركم.
لما وصلت إلى هذه القصة مع الشيخ الإمام السعدي رحمه الله هزّني موقفه وحكمته وبعد نظره وطريقة دعوته إلى الله تعالى وفعلا هي أخلاق كبار ... وقد تذكرت موقف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رض1 مع التابعيّ زاذان رح1 الذي كان يشرب المسكر، ويضرب بالطنبور، ثم رزقه الله التوبة على يد عبد الله بن مسعود رض1 فصار زاذان رح1 من خيار التابعين، وأحد العلماء الكبار، ومن مشاهير العباد والزهاد.
وإليكم قصة توبته، كما يرويها بنفسه رح1 من سير أعلام النبلاء، قائلاً:
كنت غلاماً حسن الصوت، جيد الضرب بالطنبور، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية (الإناء) فبددها وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت، ثم مضى، فقلت لأصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مسعود، فأُلْقِيت في نفسي التوبة، فسعيت أبكي، وأخذت بثوبه، فأقبل عليّ فاعتنقني وبكى وقال: مرحباً بمن أحبه الله، اجلس، ثم دخل، وأخرج لي تمراً.
قال زبيد: رأيت زاذان يصلي كأنه جِذْع. اه
فلله درّهم من أتقياء أنقياء ...
نسأل الله تعالى أن يهدينا إلى أحسن الأعمال وأحسن الأخلاق.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 Oct 2010, 10:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ولي عودة ان شاء الله للقراءة
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Oct 2010, 06:26 م]ـ
أسأل الله أن يحفظك ويبارك فيك ويغفر لك أخي العزيز جمال، وجعلنا الله وإياكم ممن حسن خلقه وسلم صدره، والشكر موصول للأخت الكريمة أم ديالي.
الموقف الثاني عشر: أورده الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء:
كان القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، قليل الحديث، قليل الفتيا، وكان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء، فيقول له القاسم: هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك، فإن كان حقاً، فهو لك، فخذه، ولا تحمدني فيه، وإن كان لي، فأنت منه في حِلّ وهو لك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Oct 2010, 06:58 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب مدارج السالكين: (إنما الدين الخلق، فمن فاق عليك في الخلق فاق عليك في الدين).
وقال الأديب الرافعي ـ رحمه الله ـ في كتابه وحي القلم: (لو أقام الناس عشر سنين يتناظرون في معاني الفضائل ووسائلها، ووضعوا في ذلك مئة كتاب، ثم رأوا رجلاً فاضلاً بأصدق معاني الفضيلة، وخالطوه وصاحبوه، لكان الرجل وحده أكبر فائدة من تلك المناظرة، وأجدى على الناس منها، وأدل على الفضيلة من مئة كتاب ومن ألف كتاب).
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[23 Nov 2010, 09:35 ص]ـ
دائما يا شيخ فهد تأتينا بالدرر الغرر، فيما نفع وندر، غفر الله لك فيمن غفر!!
نرجو أن تجمعها لنا في دفتر، لتكون حاضرة في السفر و الحضر
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Nov 2010, 03:36 م]ـ
أهلاً بك أخي الحبيب عبدالرحمن وأبشر بإذن الله إذا اكتملت نلبي ما طلبت، أدام الله علاك وجعل الجنة مثوانا ومثواك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Nov 2010, 03:40 م]ـ
الموقف الثالث عشر: أورده ابن سعد في الطبقات:
لما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة المسلمين نادى: الصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس وكثروا قالوا: الأمر خطب عظيم. صعد عمر المنبر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال: (أيها الناس لقد رأيتني وأنا أرعى غنيمات لخالات لي من بني مخزوم، على قبضة من تمر، أو قبضة من زبيب، فأظل يومي وأي يوم! وأستغفر الله لي ولكم. ثم نزل من على المنبر، فقال ابن عوف رضي الله عنه: ويحك يا أمير المؤمنين، ما زدت على أن قمئت نفسك، وعبتها أمام الرعية. فقال: ويحك يا ابن عوف، لقد خلوت بنفسي، فحدثتني وقالت: أنت أمير المؤمنين، من ذا أفضل منك، فأردت أن أذلها، وأعرفها قدرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Nov 2010, 04:23 م]ـ
الموقف الرابع عشر أورده الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء:
قال عبدالله بن محمد الوراق: كنت في مجلس أحمد بن حنبل، فقال: من أين أقبلتم؟ قلنا: من مجلس أبي كريب، فقال اكتبوا عنه، فإنه شيخ صالح، فقلنا: إنه يطعن عليك. قال: أي شيء حيلتي، شيخ صالح قد بُلي بي.
ـ[رقي]ــــــــ[27 Nov 2010, 05:07 م]ـ
جزاكم الله عنا خيرا وأجزل لكم الأجر والمثوبة
ومضة:
قال ابن القيم رحمه الله: جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق، لأن تقوى الله تُصلح ما بين العبد وبين ربه، وحسن الخلق يُصلح ما بينه وبين خلقه, فتقوى الله تُوجب له محبة الله , وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته .. !
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[03 Dec 2010, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم وشكر الله لكم هذا النقل القيم لاحرمكم الله الأجر والمثوبة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:16 ص]ـ
الموقف الخامس عشر في كتاب حديث الشهر (الجزء الرابع) لأبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري كتب متحدثاً عن نفسه حفظه الله: (كنت ُ مراراً أبحتُ كل مسلم ظلمني ما لم يكن ظلمه لي في أمر ديني، وفي أحد الأيام وأنا أقرأ ما تيسر من تلاوتي اليومية مرّ بي آيات كريمة تحث على الصفح بلا استثناء، وتعِد من صفح بالمغفرة؛ فتوقفت: (وأنا أبيح كل مسلم ظلمني). . . ثم توقفت أريد أن استثني، وأنا أغص بالكلمة في حلقي، وقلت: (وأنا أبيح كل مسلم ظلمني بلا استثناء؛ لتعفو عني يا ربي)، ومنذ عقدت هذه الصفقة مع ربي حصل لي طمأنينة مع بكاء حتى اخضلت لحيتي).
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:42 م]ـ
حقًا أخلاق الكبار! كيف لا وهم يطبّقون أخلاق القرآن بعيدًا عن حظوظ النفس الدنيوية؟! اللهم اجعلنا من العافين عن الناس بلا استثناء واجعلنا ممن غفرت لهم في الدنيا والآخرة بلا استثناء.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Dec 2010, 01:12 م]ـ
نرجو أن تجمعها لنا في دفتر، لتكون حاضرة في السفر و الحضر
هي مجموعة عندي في ملف بصيغة وورد وأنتظر استكمال الأخ الفاضل فهد للمواقف حتى أرفع الملف للجميع بإذن الله تعالى.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Dec 2010, 08:32 م]ـ
قال الخطيب البغدادي ـ رحمه الله ـ في شرف أصحاب الحديث:
(والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً وأشد الخلق تواضعاً، وأعظمهم تديناً ونزاهة، وأقلهم طيشاً وغضباً، لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين، ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها، ويصدفوا عن أرذلها وأدونها)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Dec 2010, 09:55 م]ـ
إذا كان هذا شرف أصحاب الحديث فكيف يجب أن يكون أهل القرآن؟! ليت كثيرين يقرأون هذا الموقف فيتأثرون به! ما أحوجنا للتخلق بأخلاق هؤلاء الكبار في هذا الزمن! شكر الله لك أخي الفاضل فهد على هذه الإضافة الرائعة.(/)
فضائل امنا عائشة رضي الله عنها
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[20 Sep 2010, 10:00 ص]ـ
ارجو أن تعرّفوها لعل معشر النساء تقتدي بها، هذا أمر يهمني ويهم جميع المؤمنين لتعرفو كيف تدافعوا عن عرض رسول الله ( http://vb.arabseyes.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%66%6f%72% 75%6d%73%2e%68%61%6c%61%2d%6b%73%61%2e%63%6f%6d%2f %74%36%35%35%34%37%2e%68%74%6d%6c&titlet=) امنا ( http://vb.arabseyes.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%66%6f%72% 75%6d%73%2e%68%61%6c%61%2d%6b%73%61%2e%63%6f%6d%2f %74%36%35%35%34%37%2e%68%74%6d%6c&titlet=) عائشه رضي الله ( http://vb.arabseyes.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%66%6f%72% 75%6d%73%2e%68%61%6c%61%2d%6b%73%61%2e%63%6f%6d%2f %74%36%35%35%34%37%2e%68%74%6d%6c&titlet=) عنها ( http://vb.arabseyes.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%66%6f%72% 75%6d%73%2e%68%61%6c%61%2d%6b%73%61%2e%63%6f%6d%2f %74%36%35%35%34%37%2e%68%74%6d%6c&titlet=) وارضاها
هنا نريد نصرة ام المؤمنين عائشة ( http://vb.arabseyes.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%66%6f%72% 75%6d%73%2e%68%61%6c%61%2d%6b%73%61%2e%63%6f%6d%2f %74%36%35%35%34%37%2e%68%74%6d%6c&titlet=) رضى الله عنها ..
هنا نصرة الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله ..
هنا نقول حقا في امنا الطاهرة المبرأة ونتبرأ من السفهاء أعداء الله ..
هنا ندافع عن امنا بنشر فضائلها وسيرتها وعلمها ليعلم الجميع مكانتها رضوان الله عليها ..
انها لم تكن مجرد صحابية عادية و لكنها من علماء الصحابة ..
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بين سحرها و نحرها فهنيئا لها رضوان ربي عليها ..
اسمعوا احبتي خصائص امنا ( http://vb.arabseyes.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%66%6f%72% 75%6d%73%2e%68%61%6c%61%2d%6b%73%61%2e%63%6f%6d%2f %74%36%35%35%34%37%2e%68%74%6d%6c&titlet=) عائشه رضي الله عنها:
أنها كانت أحب أزواج رسول الله إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل
أي الناس أحب إليك قال عائشة ( http://vb.arabseyes.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%66%6f%72% 75%6d%73%2e%68%61%6c%61%2d%6b%73%61%2e%63%6f%6d%2f %74%36%35%35%34%37%2e%68%74%6d%6c&titlet=) قيل فمن الرجال قال أبوها
ومن خصائصها أيضا رضي الله عنها رضي الله عنها:
أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها.
ومن خصائصها رضي الله عنها:
أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها.
ومن خصائصها رضي الله عنها:
أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها (أي اقتدى) بقية أزواجه وقلن كما قالت
ومن خصائصها:/
أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...
ومن خصائصها رضي الله عنها:
أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها.
ومن خصائصها رضي الله عنها:
أن رسول الله توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها.
ومن خصائصها رضي الله عنها:
أن الملَك أَرى صورتَها للنبي قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي إن يكن هذا من عند الله يمضه.
ومن خصائصها رضي الله عنها
: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله تقربا إلى الرسول فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي الله عنهن أجمعين. أ. هـ " جلاء الأفهام " (ص 237 - 241)
والله أعلم.
أماه يا أماه .. لا لا تحزني .... فأنت عنوان التقى ..
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:09 م]ـ
إنها أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ومن أبرز فقهاء الأمة وراوية الحديث الشريف عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها وجزاهما الله خيرا وجزاك الله خيرا(/)
صورة الحرم المكي من قمة ساعة مكة الجديدة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:46 م]ـ
هذه الصور التقطت ليلة 27 للحرم من اعلى نقطة .. قمة ساعه مكة
ويبدو في الصور مشروع التوسعه الجديدة
بعدسة حسن القربي
http://img826.imageshack.us/img826/707/image005fb.jpg
http://img255.imageshack.us/img255/4899/image006jr.jpg
http://img203.imageshack.us/img203/1408/image007jp.jpg
http://img10.imageshack.us/img10/8878/image005ff.jpg
http://f1112.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f526207%5fAMoPw0MAAFeFTJZwxQ6MAD9U Pto&pid=2&fid=Inbox&inline=1http://f1112.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f526207%5fAMoPw0MAAFeFTJZwxQ6MAD9U Pto&pid=3&fid=Inbox&inline=1http://f1112.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f526207%5fAMoPw0MAAFeFTJZwxQ6MAD9U Pto&pid=4&fid=Inbox&inline=1http://f1112.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f526207%5fAMoPw0MAAFeFTJZwxQ6MAD9U Pto&pid=5&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ibtasim.com/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:22 م]ـ
صور مرفقة في ملف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:38 م]ـ
ما شاء الله.
صور رائعة ومهيبة حقاً.
بارك الله فيكم يا أبا أنس.
وليت الصور تظهر مباشرة أحسن ..
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:42 م]ـ
أجد في نفسي حاجة من هذه المباني الشاهقة بجوار الحرم، فقد أصبحت مكة مزارا سياحيا بهذا الشكل فضلا عن تأثر قلوب الحجاج وزوار البيت العتيق.
لطالما كان البيت هو مهوى الأفئدة، وجاذب الأنظار والعيون، أما الآن فأخشى على الناس من أبهة الأبنية، ففي صور كثيرة تظهر الكعبة كنقطة صغيرة بجوار هذا الهائل الكبير.
أعذرني فقد كنت في حاجة لإفضاء بعض ما جال بخاطري حين مطالعة تلك الصور.
جزاكم الله خيرا(/)
لا تتعجبوا فقد حدث هذا فى ألمانيا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:54 م]ـ
فهمي هويدي
نعم حدث فى ألمانيا في (بلاد الكفر)، وإن اعتبر فى بلادنا من العجائب فى عالم السياسة.
ذلك أن الرئيس الألمانى كريستيان فولف الذى انتخب لمنصبه فى 30 يونيو الماضى واجه مشكلة فى تعليم ابنه، حين اضطر إلى الانتقال من هانوفر حيث مقره وموطنه الأصلى إلى العاصمة برلين لتولى مهام منصبه.
إذ حاول إلحاق ابنه الصغير «لينوس» بإحدى الحضانات الحكومية ذات الأسعار الرمزية، لكنه لم يجد مكانا له، فاضطر إلى تسجيل ابنه على قائمة الانتظار لحين خلو أحد الأماكن، فإن الأماكن المتوافرة لا تستوعب منهم سوى 43? من أطفال المدينة، وبسبب من ذلك يوضع عشرات الأطفال كل عام على قوائم الانتظار حتى تتوافر لهم الأماكن فى الحضانات أو فى المدارس الابتدائية،
ولأن الرئيس الألمانى خارج مكتبه مواطن عادى شأنه شأن غيره من خلق الله، فإنه عجز عن إلحاق طفله بحضانة الحى الذى يقيم فيه،
وحين تحدث عن هذا الموضوع إلى الإعلام فإنه ذكر أن منصبه يحظى باحترام كبير حقا، لكن ذلك لا يعنى أن يغير من نمط حياته هو وعائلته، أو أن يعاملوا معاملة خاصة تميزهم عن غيرهم من المواطنين.
الرئيس الألمانى (الكافر) لم ينس أنه مواطن، كل الذى حدث له أنه حين انتخب انتقل من هانوفر إلى برلين،
فى حين أن الرؤساء الذين نعرفهم ( ..... ) ما إن يقبض الواحد منهم على منصبه حتى ينتقل من مصاف البشر إلى مصاف الآلهة.!!!!
ولذلك كان طبيعيا أن يعجز المستشار الألمانى عن حجز مكان لابنه فى الحضانة،
فى حين أن الآلهة فى أقطارنا يحجزون الأوطان كلها لأبنائهم.
نقلاً عن الزميل
محمد عادل عقل
اعلامي من الاردن(/)
تهنئة زميلنا د. عبدالله الجيوسي لترقيته إلى أستاذ مشارك: وفقه الله وبارك له
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:56 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
الحمد لله رب العالمين الذي وفق وأعان.
نبارك لزميلنا العزيز الدكتور أبي البراء عبدالله بن محمد الجيوسي مدير إدارة إشراف ملتقى الرسائل الجامعية في الملتقى بمناسبة ترقيته إلى رتبة أستاذ مشارك في الدراسات القرآنية بجامعة اليرموك بإربد الأردنية. ونسأل الله أن تكون هذه الترقية عوناً له على طاعة الله وبذل المزيد في خدمة الدراسات القرآنية بالبحوث والمشروعات العلمية التي عودنا عليها أبو البراء وفقه الله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Sep 2010, 10:34 م]ـ
مبارك للأخ الصديق عبد الله. وجعل ذلك في ميزان عمله. وحيا الله اربد وجامعتها وأهلها
ـ[إيمان]ــــــــ[20 Sep 2010, 10:44 م]ـ
نبارك للدكتور عبدالله حصوله على هذه الترقية العلمية وأسأل الله له السداد والتوفيق في خدمة الدراسات القرآنية ...
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Sep 2010, 11:58 م]ـ
مبارك لأبي البراء ونسأل الله له التوفيق.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Sep 2010, 12:00 ص]ـ
أبارك لفضيلة الدكتور عبدالله الجيوسي حصوله على هذه الدرجة العلمية, وهو جدير بها, ونتمنى له التوفيق والنجاح في حياته العلمية والعملية, والمزيد من البذل والعطاء لخدمة الدراسات القرآنية.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[21 Sep 2010, 01:01 ص]ـ
مبارك لك الحصول على هذه الدرجة العلمية،أخي الكريم، جعلها الله لك عونا على طاعته ونفع عباده. والعقبى لك في الأستاذية التي أنت لها أهل.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Sep 2010, 01:07 ص]ـ
مبارك للدكتور الفاضل عبد الله الجيوسي جعلها الله عوناً له على الطاعة ..
ـ[باحثة علم]ــــــــ[21 Sep 2010, 01:48 ص]ـ
ألف مبارك للدكتور عبد الله ودائما موفق في الدنيا والآخرة آمين
وزادك الله علما وعملا صالحا ونفع بك آمين
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:37 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك لأخينا أبي البراء في هذه الدرجة العلمية
وأن يجعلها عوناً له على طاعته، ويرفع بها درجته في الدنيا والآخرة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:20 ص]ـ
مبارك يا أبا البراء، والعقبى للإستاذية إن شاء الله.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:03 ص]ـ
مبارك للأستاذ عبد الله الجيوسي هذه الدرجة العلمية
أدعوا الله له بالتوفيق والسداد وأن يستعمله لخدمة الدين ولا يستبدله بغيره
وعقبى لكل المجتهدين المخلصين
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:36 ص]ـ
مبارك لأبي البراء ونسأل الله له التوفيق.
اللهم آمين.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:08 م]ـ
أبارك لفضيلة الدكتور عبد الله الجيوسي هذه الترقية، وأسأل الله تعالى أن يزيده رفعةً في الدنيا والآخرة.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:55 م]ـ
شكر وتقدير
اتقدم بخالص شكري وتقديري للأحبة الأفاضل جميعهم وأخص بالذكر منهم الذين شاركوني هذه المناسبة الطيبة:
.
فضيلة المشرف العام ... الدكتور عبد الرحمن الشهري * رفع الله قدرك وأعطاك خير ما يعطي السائلين وعجل الله لك البشرى بالترقية، وزادك من فضله.
... الأستاذ تيسير الغول ** يسر الله لك كل عسير، وآنسك في وحشتك يا أبا أنس، وزاد من نعيمه عليك يا ابن (نعيّمة) بلدتك المجاورة لمسقط رأسي (كتم) ... الأخت إيمان ***** أمنَّك الله يوم الفزع، وزاد في إيمانك.
... الأخ نايف الزهراني ... أعطاك الله من نعيمه، وزاد من لطفه وكرمه وجوده.
** الأخ محب القراءات *زادك الله من محبته ومحبة كتابه، وأسبل عليك من نعيمه وآلائه.
... الأخ سليمان خاطر ... بارك الله فيك وأجزل لك العطاء.
... الأخ الدكتور فهد الوهبي ** شكر الله لك وبارك فيك وفي علمك ونفع بك.
** الأخت باحثة علم *زادك الله علما وإيمانا وتواضعا ووصلك الله بالعلم النافع
... الأخ أبو إسحاق الحضرمي ... بارك الله فيك، ووصلك بكتابه وأجزل لك في عطائه
... الأخ الدكتور مساعد الطيار ** رفع الله قدرك، ونفع بعلمك، وأفاض عليك من نعمائه يا أبا عبد الملك.
... الأخ عطاء الله الأزهري ** زادك الله من عطائه، وأصلح لك الباطن والظاهر
... الأخ طه محمد عبد الرحمن ** نفع الله بك وبعلمك وجعلك وسيلة تقرب للناس فهم القراءات
... الأخ ضيف الله الشمراني ** وصلك الله بكتابه، وأسبغ عليك من ألطافه.
وتحية لكم جميعا من أرض اليرموك، ومن جامعتي (اليرموك) في إربد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والعاقبة عندكم في المسرات
ـ[مالك حسين]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:36 م]ـ
مبارك لأستاذنا الدكتور عبدالله الجيوسي هذه الترقية وجعلها الله في ميزان حسناته وعوناً له على طاعته. اللهم آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف إبراهيم]ــــــــ[09 Oct 2010, 02:02 م]ـ
أبارك للدكنور الفاضل عبدالله الجيوسي وأسال الله له مزيدا من الرفعة في الدنيا والأخره
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Oct 2010, 02:35 م]ـ
مبروك لأخينا الفاضل الدكتور عبد الله
ورفع الله درجاتنا ودرجاته في الدنيا والآخرة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Oct 2010, 02:37 م]ـ
مبارك للأخ الكريم والدكتور الفاضل عبد الله الجيوسي على هذه الرتبة العلمية جعلها الله عوناً له على الطاعة.
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Oct 2010, 03:21 م]ـ
بارك الله لك فيها أخانا الفاضل الدّكتور عبد الله، وأعطاها خيرها، ووقاك شرّها، ورفع قدرك في الدّنيا والآخرة، ورزقك الشّهادة الكبرى مع الّذين أنعم الله عليهم؛ أنت وأحبابنا وكلّ من مرّ هنا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Oct 2010, 10:42 م]ـ
ترقية مباركة يا د. عبد الله!!
ودعائي لك بمزيد التوفيق
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[17 Oct 2010, 11:13 م]ـ
نبارك لأخينا الدكتور عبد الله ونسأل الله أن يرفع قدرك ويعلى منزلتك وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين، ولا بد من تزكية هذا العلم بنشره والدعوة إليه وهذا ما عرفناه في شخصك الكريم نحسبك كذلك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحدا.
أكرر مباركتي وتهنئتي ...
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[17 Oct 2010, 11:17 م]ـ
بارك الله لك هذه الترقية، وزادك من العلم والإيمان والرفعة في الدنيا والآخرة، وجعلك مباركاً حيثما كنت.
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[17 Oct 2010, 11:29 م]ـ
شيخنا الدكتور عبد الله: مبارك عليكم هذه الرتبة والترقية ونسأل الله تعالى أن تكون سببا للتقدم إلى الأمام دوما. زادكم الله علما ورزقنا واياكم حسن القول والعمل.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[18 Oct 2010, 04:37 ص]ـ
وفقه الله لكل خير وجعله باربعة آلاف أو أكثر
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Oct 2010, 06:24 ص]ـ
بارك الله لك دكتور عبد الله هذه الترقية وزادك رفعة في الدنيا والآخرة. وإلى مزيد من التقدم بإذن الله في خدمة دينه وكتابه.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Oct 2010, 09:20 ص]ـ
مبارك للدكتور عبدالله هذه المرتبة، وأسأل لك دوام التوفيق في الدنيا والآخرة.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[18 Oct 2010, 04:29 م]ـ
مبارك للدكتور عبدالله الجيوسي زاكم الله علما وعملا ..
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[18 Oct 2010, 04:43 م]ـ
متعك الله بالعلم والعمل، وزادك من فضله - في الخير - طول الأجل.
مبارك دكتورنا العزيز
ـ[محمد كالو]ــــــــ[18 Oct 2010, 05:29 م]ـ
مبارك للأخ الفاضل والدكتور عبدالله الجيوسي هذه الترقية
جعلها الله في ميزان حسناتك وعوناً لك على طاعة ربك
ورقياً ورفعة لك في الدنيا والآخرة
اللهم آمين.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[18 Oct 2010, 06:49 م]ـ
مبارك لكم الترقية يا دكتور عبد الله، ووفقكم الله لما يجبه ويرضاه.
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[18 Oct 2010, 08:57 م]ـ
أدعو الله بالبركات للشيخ عبد الله, ولكم استفدنا من جهوده واعماله جزاه الله خيرا وزاده رفعة في الدنيا والآخرة ..
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[19 Oct 2010, 08:45 ص]ـ
بارك الله لك وبارك عليك وجعلك مباركاً أينما كنت وجعلك من الراسخين علما بكتابه وسنة نبيه صل1
ورفع قدرك وجعل مداد علومك بقدر دماء الشهداء
ونفع بك العباد دكتور عبد الله أنت وجميع أهل العلم من أمة محمدصل1
أخوكم طارق(/)
رواية "البشمورى" لسلوى بكر: ما هكذا تُكْتَب، يا سلوى، القِصَص!
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:18 م]ـ
رواية "البشمورى" لسلوى بكر
ما هكذا تُكْتَب، يا سلوى، القِصَص!
د. إبراهيم عوض
(ط3 / مكتبة مدبولى/ 2003م)
قبل نحو عِقْدٍ من الزمان وقعت فى يدى مجموعة قصصية للكاتبة سلوى بكر فوجدت بعضا قليلا منها مقبولا، أما الباقى فلم أر فيه ما يشدنى، وإن لم أندم على إنفاق وقتى فى قراءة المجموعة، إذ تعرفت إلى كاتبة لم أكن قرأت لها رغم سماعى باسمها يتردد فى الصحف والمجلات. ثم سمعت برواية صدرت لها قبل ذلك بقليل اسمها "البشمورى" تتحدث عن تمرد وقع فى شمال الدلتا المصرية أيام المأمون الخليفة العباسى الشهير، فاشتريتها ناويا أن أقرأها لأرى مثار هذه الضجة، إلا أن الظروف شغلتنى بما هو أكثر إلحاحا، مما جعلنى أضع الرواية جانبا على أمل الفروغ لها بعد قليل، لكن الأعوام انصرمت دون أن تتاح لى الفرصة لقراءتها كما كنت أنوى حين اشتريتها ... إلى أن كنت أصحح منذ أيام مادة "القصة" فى امتحانات هذا العام (مايو 2010م) بالقسم فوجدت الطلاب يتحدثون فى الجزء الثانى من أوراق الإجابة، وهو الجزء الخاص بالزميل الذى يشاركنى تدريس المادة، عن ثلاثية خيرى شلبى المعروفة التى تحمل عناوينها بعضا من أسماء ورق الكوتشينة، أو عن "بشمورى" سلوى بكر، حسب السؤال الذى اختاره الطالب للإجابة عليه. فعندئذ، وعندئذ فقط، صح منى العزم على قراءة "البشمورى"، ومعها رواية شلبى: "وكالة عطية"، التى كنت أنزلتها عندى على الكاتوب منذ عامين تقريبا ولم أكن قرأتها بعد، وإن كنت طالعت بسرعة فصلا منها شدنى وقدَّرت فى نفسى أن أرجع إليها فى أقرب فرصة أكون قادرا على مطالعتها بالتركيز المطلوب إذ بدت لى ممتعة، وهو ما فعلته فى الحال، فقد أخرجت نسختها التى عندى من مكمنها على الكاتوب، وشرعت فى قراءتها مستمتعا بها رغم ما فى لغتها من هنات ليست بالقليلة شفع لها حرص كاتبها على استعمال الفصحى دائما على قدر ما يستطيع، وكذلك رغم ما فى بنائها الفنى من بعض الملاحظات، فضلا عما تشتمل عليها من بذاءات عنيفة وغرام بالحديث الشديد التفصيل عن الحشيش وطقوس شربه دونما داع، ودَعْكَ من الجو الاجتماعى والأخلاقى القاتم الذى لا يعطيك فرصة كى تتنفس نسمة هواء نقية إلا فى الشاذ النادر. والعجييب أننى، رغم استمتاعى بالرواية، لم أفكر قط فى كتابة شىء عنها. لقد قَرَّ فى ذهنى أن أقرأها بغرض المتعة ليس إلا، فتركت نفسى مثل شخص يرقد فوق حشية هوائية على سطح بحر هادئ تاركا نفسه للموج بنسيمه المنعش يهدهده دون أدنى تفكير فى أى شىء سوى متعة التمدد مغمض العين على الحشية الحنون.
أما رواية "البشمورى" فتجري أحداثها، كما سبق القول منذ قليل، في عهد الخليفة المأمون، إذ ثار تمرد على الدولة وقتذاك فى منطقة البشمور بشمال الدلتا المصرية شارك فيه نصارى ومسلمون مصريون، ومعهم بعض الأندلسيين. وتبدأ هذه الأحداث بإرسال الكنيسة فى الفسطاط ممثِّلََيْن عنها، هما الشماس ثاونا وبدير خادم الكنيسة، إلى البشامرة لإقناعهم بالتخلِّي عن ثورتهم ضد الدولة. وفي أثناء المسير يصف لنا بدير كل ما يلقاه فى طريقه سواء كان له اتصال بأحداث الرواية أو لا. إنه كالمرشد السياحى لا يترك شيئا يراه دون أن يعلق عليه ويصفه تفصيلا. كما تنهال الذكرياتُ عليه وتتلاحق: فهنا كان مسقط رأسه، وهناك كان غرامُه بفتاة كانت بينه وبينها معاشرة جنسية حبلت منه بسببها، وخطبها أهله لأخيه، الذى لم يكن يعلم شيئا عن هذه العلاقة، فانتحرت ... إلى أن يصلا إلى مركز البشامرة، الذين يرفض زعيمُهم النصرانى المسمى فى الرواية خطأً: "مينا بن بقيرة" فكرة العدول عن الثورة. ثم يأتي جيش الخلافة فيقضى على التمرد. ويفترق بدير عن ثاونا، ويؤخذ أسيرًا ويُنْقَل مع غيره من الأسرى فى طائفة من القوارب إلى أنطاكية مركز المسيحية الشرقية. وتخوض الرواية في تفاصيل حياة الأديرة وعادات الناس، وتعرفنا بعدد من الأماكن اندثرت ولم تذكرها كتب التاريخ. وفي أنطاكية يعمل بدير في خدمة أحد الكهنة، ثم بعد وفاة معلِّمه ينتقل إلى خدمة كاهن آخر ذي ميول شاذة وعلاقات مع بعض الجهات الأجنبية، فيرى أن أفضل طريقة للهروب من خدمة معلِّمه الجديد هي التنكُّر لماضيه الكهنوتى. ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
يُنقَل بعد هذا إلى قصر الخليفة ببغداد خادما فى المطبخ. ثم بعد مكوثه فترة في بغداد ودخوله فى الإسلام يقرِّر العودة إلى مصر كي يقابل ثاونا ويدعوه إلى الدخول في الدين الجديد. وفي طريق العودة يقضي سنوات في فلسطين درويشًا، ليتابع بعد ذلك طريق عودته إلى بلده، فيصل إلى معلِّمه، الذي كان على فراش الموت، ويحاول هدايته إلى الدين الجديد، لكنه يرفض ويموت عقب ذلك. أما بدير فيتحول إلى درويش يجوب الطرقات متعرضًا للأذى والإهانة، جاعلاً علاقته على نحو مباشر مع الله سبحانه وتعالى.
ونبدأ بزاوية السرد، ومعروف أن راوى القصة، وهو بطلها أيضا، قد أسلم فى النصف الثانى منها. ومعنى هذا أنه، طوال روايته لأحداث القصة والتعليق عليها، كان مسلما، إذ لا يروى الإنسان قصة مثل هذه إلا بعد أن تكون قد اتخذت شكلها النهائى وأصبح لها مغزى يحب أن يعرضه على الآخرين. ومع هذا نراه ينطلق فى سرده للنصف الأول من أحداث الرواية من زاوية نصرانية، وكأنه لم يعتنق دين محمد صلى الله عليه وسلم رغم أنه قد أعلن مرارا اعتزازه بدينه هذا الجديد واقتناعه التام به. بل لقد عاد الراوى من بغداد إلى الأب ثاونا مرشده الروحى فى مصر كى يدعوه إلى اللحاق به فى دينه الجديد، وأخذ يغريه لعله ينتقل معه إلى دين سيد الأنبياء والمرسلين. ورغم هذا نفاجأ، كما قلت، بأنه فى روايته لأحداث الرواية والتعليق عليها فى نصفها الأول وتقويم الأشخاص والحكم عليهم إنما ينطلق من كونه نصرانيا لا يزال. فنراه، بالنسبة إلى الفترة التى كان فيها نصرانيا، يمجد التثليث ويدافع عنه ويبدى تمسكه بكل ما هو نصرانى ويفتخر به ويتألم إذا خرج أحد على شىء منه ويذكر ممارساته للعبادات النصرانية بكل اعتزاز ... وهكذا. وإذا تكلم عن الإسلام كما هو الحال مثلا فى الصفحة رقم 41 قال: "الملة الإسلامية"، "دولة الإسلام"، "قرآن المسلمين"، "رسولهم" ... إلخ مع أنه كان قد صار فى ذلك الوقت واحدا من المؤمنين بهذا الرسول، وبالقرآن الذى نزل عليه، وبالملة التى جاء بها.
بل إنه ليروى (ص101 - 102)، روايةَ المصدق المتألم، أخبار اعتداء المسلمين على الأديرة والرهبان والراهبات بأمر والى مصر فى ذلك الوقت. ومنها حكاية شنيعة غاية الشنع لا يمكن تصديقها لمناقضتها ما هو معروف عن المسلمين حول راهبة فاتنة الجمال منقطعة إلى عبادة المسيح فى أحد الأديرة منذ طفولتها أراد أحد المسلمين الاعتداء على عرضها. وهى من الحكايات الخرافية التى يبرع فى تزويرها بعض النصارى تمجيدا لتاريخهم وتشويها لخصومهم كما يحدث الآن من تضخيم ومبالغات واختراعات للإساءة إلى المسلمين بكل سبيل. وما خرافات سلق الفاتحين المسلمين للأقباط فى قدور والتهامهم (بالهنا والشفا)، وإعادة يَدَىْ يوحنا الدمشقى المقطوعتين إلى موضعهما من ذراعيه إثر ظهور العذراء له فى المنام عقب قطعهما، وطيران جبل المقطم، وسيلان دموع العذراء من عيون صورها الجدارية، والظهورات الموسمية من فوق أبراج الكنائس بغريبة علينا.
وكان ينبغى أن تضع الكاتبة تلك الحكاية على بساط التحقيق بطريقة فنية طبيعية بدلا من سوقها بعَبَلها سَوْقَ من وقعت يده على كنز ثمين، فهو حريص عليه يخاف أن يضيع منه. وهى نفسها قد سوَّغَتْ، على لسان بدير الراوى، معاملة المسلمين الطيبة له حين عرفوا أنه من رجال الكنيسة بأن القرآن قد أوصى بأهل الكتاب خيرا (ص228). فلم نسيت إذن هذا الكلام حين نقلت ما نقلته عن ساويرس بن المقفع من سخف لا يمكن قبوله عقلا؟ ثم إن أهل الكتاب ليسوا هم رجال الكنيسة وحدهم، بل النصارى كلهم من رجال دين وناس عاديين، وكذلك اليهود. وهذه الإضاءة نقولها على الطائر ثم نمضى فلا نتوقف عندها كثيرا ولا نجعل منها قصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وملخص الحكاية أنه كان بِدَيْر العذارى فى بلاد البشمور ثلاثون راهبة عذراء مَلَكَهُنّ عسكر الوالى المذكور، وكانت فيهن صبية دخلت الدير وهى ابنة ثلاث سنين، فلما نظروا إليها بُهِتوا من شدة حسنها فأخذوها وتشاوروا ماذا يصنعون بها. فاقترحت عليهم الصبية ذاتها أن يحضروا مقدَّمهم كى تخبره بما هو أنفع لهم. فلما حضر أخبرته بأن آباءها كانوا يدهنون أجسادهم عند الحرب بمرهم معين يحميهم من القتل، وأنها سوف تريه ذلك المرهم وتثبت له عمليا صدق قولها ثم تشرح له كيفية تحضيره لقاء إطلاق سراحها والتخلية بينها وبين العبادة، التى وُهِبَتْ لها منذ الصغر. ثم إنها أحضرت الدهان وطلت وجهها ورقبتها، ثم طلبت منهم أن يجربوا سيوفهم فى رقبتها بكل ما فيهم من قوة، وهى زعيمةٌ أن الدهان سوف يحمى رقبتها من القطع. فما كان من المقدَّم إلا أن أهوى بسيفه على عنقها فجَزَّه. فعلم المسلمون ساعتئذ أنها إنما لجأت إلى تلك الحيلة حتى تحمى عرضها من اعتداءاتهم. فأخذوا يمجدون الله تاركين بقية الراهبات لم يمسوهن بأى سوء. ثم يمضى بدير قائلا إنه هو وثاونا أخذا يمجدان الله أيضا ناويين متى عادا إلى الفسطاط أن يخبرا رئيس الدير هناك بالواقعة، وكأنها واقعة حقيقية. أى أنه، وهو المسلم، لم يخطر له أن يضعها موضع التمحيص على الأقل، إن لم يكن موضع الإنكار، لأنها تخالف تماما ما عُرِف عن المسلمين من احترام بيوت العبادة والإبقاء على حياة الرهبان والراهبات فلا يتعرضون لهم بشىء. ترى هل يعقل أن يكون الشخص مسلما ثم ينطلق فى كلامه ومشاعره وأفكاره من منطلق نصرانى على هذا النحو؟ ألا إن ذلك لعجيب.
قد يقال إنه إنما كان يروى وقائع الرواية أولا بأول، وإنه، حين كان ينطلق من هذا المنطلق، كان نصرانيا لا يزال. لكن هذا تفسير لا يقنع أحدا، إذ الواحد منا حين يروى أحداثا كثيرة تستغرق سنين طوالا كالأحداث التى رواها بدير، لا يحكيها أولا بأول، بل يحكيها بعد أن يكون قد فرغ منها واتخذت شكلها النهائى، اللهم إلا إذا كان مخبولا، فهو يمشى فى الطرقات معلقا على كل ما يرى ويسمع. بل إن المجانين أنفسهم لا يفعلون هذا. وحتى لو فعلوا فإنهم لا يروون الوقائع بهذا الترتيب ولا يكون فى ذهنهم خطة لكتابة رواية بهذا الشكل ولا غرض يريدون تقريره فى النفوس على ذلك النحو الذى فى الرواية، بل يعيشون فى قوقعة نفوسهم المضطربة المشوشة، ويتحدثون بلغة مرتبكة متناثرة غير مفهومة، ويرون الأشياء على نحو غائم لا يساعدنا على متابعة ما يقولون. لو أن الرواى كان معلقا فى مباراة كرة قدم مثلا لكان ما صنعه مفهوما، إذ المعلق فى مثل تلك الحالة يصف ما يقع أمامه أولا بأول. لكننا هنا لسنا إزاء معلق كروى، علاوة على أن المعلق الكروى لا يخطط مسبقا لما سيقول ولا ينسّقه بحيث ينجم عنه عمل فنى مثلما هو الحال فى الروايات. كما أن المعلق الكروى، أو أى معلق فى الدنيا على أى شأن من شؤون الدنيا، لا يأخذ كل ذلك الزمن الطويل معلقا على ما يقع أمامه مثلما هو الأمر مع بدير، الذى تناول بالرواية حوادث أعوام وأعوام لا فى بلد واحد فحسب بل فى بلاد متعددة رأى فيها من الوقائع والأشخاص والمناظر وخاض فيها من التجارب وقاسى فيها من المآزق ما لا يخطر على بال. ثم لا ينبغى أن ننسى أن الرواى كان يصطنع طوال حكايته للأحداث صيغة الماضى، وهى الصيغة التى لا يصطنعها من يعلقون على أحداث تقع أمام أعينهم، بل يصطنعنون صيغة المضارع كما هو معلوم. لقد كان هناك منفذ للكاتبة يمكن أن يأخذ بيدها ويخرجها من هذه الورطة. ألا وهو أن تتخذ أسلوب المذكرات المكتوبة وسيلة لرواية قصتها. فعندئذ كان بمستطاع بدير أن يعلق على كل ما يدور حوله أو يحسه بداخله أولا بأول فى سخونته وطزاجته آخذا راحته على الآخر فى الوصف والحكم والتعليق.
(يُتْبَعُ)
(/)
والواقع أن زاوية السرد هى من العُقَد التى كثيرا ما اضطربت حكاية الأحداث فى يد الراوى بسببها. وقد سقط د. طه حسين فى هذا الخطإ فى روايته: "دعاء الكروان" على ما شرحت ذلك فى كتابى: "فصول من النقد القصصى" لدن تناولى نقد هذه الرواية، وإن كان سقوطه جزئيا لا شاملا كما هو الوضع فى رواية "البشمورى"، التى بين أيدينا الآن. على أنْ ليس هذا أمرا خاصا بالقصص الضعيفة المستوى فحسب كما هو الحال فى قصتنا هذه، بل يمتد ليشمل حتى روائع الأعمال القصصية مثل رواية "مرتفعات وذرنج" لإميلى برونتى، وهى أحد الإبداعات القصصية العالمية الشاهقة، وكذلك قصة "قنديل أم هاشم"، التى تجمع بين الروعة والتهافت فى جديلة واحدة حسبما وضحت فى الفصل الذى درست فيه تلك القصة من كتابى المذكور آنفا.
على أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل يتعداه إلى ما هو أخطر بكثير. خذ مثلا الصورة البشعة التى صورتها الرواية، أو فلنقل: صورتها الكاتبة، للعرب والمسلمين، إذ الرواية فى الواقع لا تصور شيئا، بل الكلام على المجاز، والكاتبة هى التى شوهت صورة العرب والمسلمين، ولم تذكر لهم حسنة واحدة تقريبا، وكأنهم وحوش غير متحضرة لا يعرفون العدل ولا الرحمة، على حين أن الطرف الآخر يتميز يالوداعة والإيمان الطاهر مع أنهم عند المسلمين منحرفون فى إيمانهم بغض النظر عن رأيهم هم فى أنفسهم مما كل واحد من الطرفين حر فيه، إلا أنها وَشَّتْ صورتهم التى رسمتها لهم بالتوشيات الجميلة، حتى إن ثاونا والراوى لا يأتيان شيئا أو يدعانه إلا ويستشهدان عليه بنصوص من الكتاب المقدس عندهم، وبعضها من أعمال الرسل أو رسائل بولس مما لا يمكن حفظه لتعثكل عباراته ومعانيه، فضلا عما نعرفه من أن النصارى لا يحفظون أناجيلهم كما نحفظ نحن قرآننا، اللهم إلا العبارات القصيرة المشهورة جدا، وأين كلام بولس مثلا منه؟
فعلى سبيل المثال هل يصح اختزال عصر المأمون، وهو من أزهى عصور الازدهار الحضارى فى تاريخ العالم، فى تلك المظالم التى ركزت عليها الكاتبة بالباطل؟ أين التفتح الثقافى؟ أين الرواج الاقتصادى والنعمة التى كان يعيش فيها الناس بوجه عام؟ لقد انتقل الراوى إلى بغداد، بل لقد دخل قصر الخلافة يشتغل مساعدا لكبير الطباخين، فلم نر من قصر الخلافة إلا مجلسا للخليفة ترقص فيه امرأة لعوب تثير الشهوات. فهل هذا هو كل ما كان يجرى فى مجلس المأمون، إن كان مجلس المأمون يعرف الراقصات العاريات أصلا؟ ألم يكن هناك علماء يتناقشون فى حضرته ويشاركهم مداولاتهم الفكرية؟ ألم يكن هناك رجال دولة يستشيرهم الخليفة ويتناول معهم شؤون الأمة وكيفية تدبيرها؟ ألم يكن هناك أصحاب شكاوى يلجأون إليه لإنصافهم؟ أليس إلا الراقصات؟ وعلى نفس الشاكلة نجد الرواية تركز فى عصر المعتصم على العيارين والتذمر والفتن وحدها، وكأن الدولة فى عهد ذلك الخليفة العظيم لم تك تحتوى على أى خير (انظر ص350). والله لو لم يكن له من فضل إلا أنه أدب الروم وغزا بلادهم وجعلهم يتلفتون حولهم فى ذعر لكان ذلك حسبه من المجد والفخار والخلود فى صحائف التاريخ المنيرة.
وعن المأمون يقول السير وليم موير المستشرق البريطانى المعروف: "كان حكم المأمون مجيدا عادلا، وكان عصره مزدهرا بأنواع العلوم والفنون والفلسفة. وكان أديبا مولعا بالشعر متمكنا منه ... وكان مجلسه حافلا بالعلماء والأدباء والشعراء والفلاسفة، إذ كان يقربهم إليه ويجزل لهم العطاء. وكما كان عصره عامرا بالعلماء والأدباء والنحاة فإنه كان كذلك حافلا بجماعة المحدِّثين والمؤرخين والفقهاء كالبخارى والواقدى، الذى نحن مدينون له بأوثق السِّيَر عن حياة النبى، والشافعى وابن حنبل. وكان المأمون يجلّ علماء اليهود والنصارى ويحتفى بهم فى مجلسه لا لعلمهم فحسب، بل لثقافتهم فى لغة العرب وحذقهم فى معرفة لغة اليونان وآدابها. ولقد أخرجوا من أديرة سورية وآسيا الصغرى كتبا خَطِّيّة فى الفلسفة والتاريخ وعلم الهندسة لعلماء اليونان وفلاسفتهم، ثم ترجموها إلى العربية بدقة وعناية عظيمة. وبهذه الوسيلة انتقلت علوم العرب إلى العالم الإسلامى. ولم تقتصر جهود هؤلاء الجهابذة على نقل هذه الكتب القديمة إلى اللغة العربية، بل توسعوا وأضافوا إليها ما اكتسبوه من مباحثهم واطلاعهم، وأقاموا مرصدا فى سهل تدمر مجهزا بجميع الآلات التى
(يُتْبَعُ)
(/)
تمكنهم من النجاح فى دراسة علمى الفلك والهندسة والتوسع فيهما. وقد صنفوا كتبا فى الرحلات والتاريخ، ولا سيما كتب الطب، وعُنُوا عناية كبيرة ببعض علوم تافهة، إلا أنها كانت أكثر ذيوعا وانتشارا كالتنجيم والكيمياء. وكان لمجهود هؤلاء العلماء الأثر الأكبر فى نهضة أوروبا، التى كانت غارقة فى بحار الجهالة فى العصور الوسطى حيث أيقظتهم من غفلتهم وأنارت لهم سبل علومهم التى كانوا أغفلوها، وهى علوم اليونان وفلسفتها" (د. أحمد فريد رفاعى/ عصر المأمون/ ط2/ مطبعة دار الكتب المصرية/ 1346هـ- 1927م/ 1/ 399 - 400).
و أصل هذا الكلام موجود فى كتاب المستشرق البريطانى وليم موير: " THE CALIPHATE: ITS RISE, DECLINE, AND FALL FROM ORIGINAL SOURCES"، وهو متاح لمن يريد مراجعته بنفسه فى الفصل السادس والستين المخصص للحديث عن المأمون وعصره تحت عنوان فرعى هو: " Development of science and literature". وهذا نصه بالإنجليزية: " His reign was without question a glorious one, ushering in, as it did, the palmy days of literature, science, and philosophy. He was himself addicted to poetry... At his Court were munificently entertained men of science and letters, poets, physicians, and philosophers. Besides philologists and grammarians, it was the age also of the collectors of tradition, such as the great Bokhari, and of historians, as Al-Wakidi to whom we owe the most trustworthy biography of the Prophet; and of Doctors of the law, as Esh-Shafi'i and Ibn Hanbal. Moreover Jews and Christians were welcome at the Court not only for their own learning, but as versed both in the Arabic tongue and in the language and literature of Greece. The Monasteries of Syria, Asia Minor, and the Levant were ransacked for manuscripts of the Greek philosophers, historians, and geometricians. These, with vast labour and erudition, were translated into Arabic; and thus the learning of the West was made accessible to the Muslim world. Nor were their efforts confined to the reproduction of ancient works; in some directions they extended also to original research. An Observatory, reared on the plain of Tadmor, furnished materials for the successful study of astronomy and geometry. In other walks of literature, we have books of Travel and History, and, above all, of Medicine; while much attention was paid to the less practical, but more popular, branches of astrology and alchemy. It was through the labours of these learned men that the nations of Europe, then shrouded in the darkness of the Middle Ages, became again acquainted with their own proper but forgotten patrimony of Grecian science and philosophy".
وفى مادة " EGYPT" من " The International Standard Bible Encyclopedia" نقرأ أن مصر بعدما وصلت إلى أشد درجات الافتقار أصبحت فى ظل الحكم العباسى أغنى بلد حول البحر المتوسط. وبطبيعة الحال كان المأمون والمعتصم، الذى تصور الكاتبة عصره هو أيضا بصورة قاتمة، خليفتين عباسيين. أى أن مصر فى عصريهما كانت بلدا مزدهرا. وهذا هو النص فى لغته الإنجليزية: " By about 800 AD a strong government was established from Bagdad, and Egypt rapidly advanced. In place of being the most impoverished country it became the richest land of the Mediterranean. The great period of medieval Egypt was under the guidance of the Mesopotamian civilization, 800-969 AD".
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك هل القضية التى أثارتها الكاتبة فى روايتها وأبرزتها إبرازا عنيفا، وهى الظلم الذى يقال إن بعض ولاة مصر بعيدا عن أعين الدولة والخلافة قد أوقعوه بالمصريين فى جمع الخراج، هل هذه القضية هى مما يناسب السياق الحالى فى بلادنا أو فى أى بلد إسلامى؟ إن المسلمين الآن فى مصر مثلا يسمعون من كثير من نصارى البلاد أنهم أجانب عن المحروسة وعليهم أن يعودوا من حيث أَتَوْا، وهو ما بدأت مقدماته بقوة منذ أوائل السبعينات من القرن المنصرم، فلماذا لم توح تلك الدعوة الإجرامية إلى الكاتبة برواية تعالج أسبابها؟ وهل تأكدت الكاتبة من أن المصريين قد أسلموا فى ذلك العصر، كما تقول الرواية، هربا من الخراج (ص183 مثلا)؟ ترى على أى مصدر اعتمدت فى هذا الكلام الغريب؟ بطبيعة الحال على المصادر النصرانية. فهل محصت هى هذا الكلام وتيقنت أنه حق لا ريب فيه؟ أم تراها تبنته ورددته بعُجَره وبُجَره دون أى اهتمام بمدى صدقه أو كذبه أو حتى مبالغاته؟
وفى صفحة 151 وما يليها يلاحظ القارئ انتشاء الكاتبة العارم بتعديد ألوان الظلم الخراجى المبالغ فيها على نحو مضحك، حتى ليزعم الراوى أن الحال قد وصل بالمصريين إلى أنْ قد نَهَشَ أحد الرجال جسد فتاة صغيرة حية بسبب الجوع والفقر الناشئين من كثرة الخراج المفروض عليه وعلى أمثاله، وأن مشاهدة البشمورى لهذا المنظر هو الذى أيقظ ضميره ودفعه إلى ترك العمل جابيا للأموال مع الوالى المسلم (الذى يستأهل طبعا الحرق بالنار)، وإلى التمرد على الدولة وظلمها الفاحش، وتجميع الثائرين حوله ومنازلته لجيوش الخلافة، إذ تقول الرواية إنه كان يسير ذات يوم عائدا إلى داره فإذا به يسمع، بين أعشاب الحلفاء فى مستنقع من المستنقعات التى تنتشر فى بلاده، أنينا واهنا لطفلة صغيرة تترجى شخصا يصرخ فيها بعنف وغلظة، فنزل عن دابته واتجه إلى ناحية الصوت ليجد رجلا متوحشا ينهش بأنيابه من لحمها. وكان قد أكل ذراعيها وفخذيها والمواطن الطرية منها دون أن يلين له قلب لتوسلاتها واسترحاماتها، فانقض البشمورى على الرجل وانتزع الصبية منه وهى بين الحياة والموت، ثم أجهز عليه "بحلول بركة الله وقوته فى ذراعيه" رغم أن الكاتبة قالت قبيل ذلك إن الرجل المتوحش كان ضعيفا واهنا، أى أن انهزامه أمام البشمورى أمر ليس فيه أية غرابة ولا يحتاج إلى عون إضافى من السماء، بل رغم أن الضعيف الواهن لا يمكنه نهش لحم بنتٍ يفترض أنها بعافيتها وتستطيع أن تدفعه عن نفسها. ثم إن البشمورى قد عالجها ورباها حتى بلغت فتزوجها فى الكنيسة، واضعا خاتم الزواج فى إصبع قدمها لفقدانها يديها، وهو ما أثار قلوب الحاضرين وفجر الدمع من عيونهم جميعا بما فيهم القسيس الذى قام بتزويجهما وهو يُجْهِش بالبكاء ... إلى آخر هذا الفلم الهندى المتخلف الذى لا أستطيع أن أدرى كيف واتت المؤلفة نفسها على نقله عن "تاريخ البطاركة" لساويرس بن المقفع المفعم بالخرافات والأضاليل (انظر تاريخ مصر من بدايات القرن الأول الميلادى حتى نهاية القرن العشرين من خلال مخطوطة "تاريخ البطاركة" لساويرس بن المقفع/ إعداد وتحقيق عبد العزيز جمال الدين/ مكتبة مدبولى/ 2/ 403).
إننا كثيرا ما نسمع من بعض الشخصيات النصرانية المصرية هذه الأيام، هنا وفى المهجر، أن نصارى المحروسة يبلغون عشرين مليونا أو أكثر رغم ما يعرفونه هم قبل غيرهم من أنهم لا يزيدون عن خمسة أو ستة بالمائة على أكثر تقدير، وهو ما تقوله كل المصادر والمراجع حتى الغربى منها ككتاب إدوارد وليم لين عن المصريين المحدثين وعاداتهم وتقاليدهم: " An Account of the Manners and Customs of the Modern Egyptians"، أو كتاب مسز بوتشر عن تاريخ الأمة القبطية، الذى ترجمه النصارى أنفسهم ونشروه فى بداية القرن الماضى، أو كتاب "& Eacute;gypte depuis la conquète des Arabes jusqu'à la domination de Méhémet Aly" لعدد من المؤلفين الفرنسيين، حسبما بينت فى بعض دراساتى السابقة، وكذلك المؤسسة الأمريكية التى أعلنت هذه النسبة منذ عدة شهور، ودعنا من إحصاءات السكان التى كانت تقوم بها دولة الاحتلال البريطانى، ومع هذا لم يرعو من يكذبون ويبالغون فى تلك النسبة مبالغة لا تدخل العقل ولا تراعى الذوق، ويتخذون من ذلك مسوغا للتوسع غير المفهوم ولا المقبول فى بناء الكنائس التى لا يؤمها
(يُتْبَعُ)
(/)
أحد لا لشىء سوى التحرش بالمسلمين واستفزازهم، فضلا عن هتافهم جهارا نهارا ومن قلب الكاتدرائية ذاتها بقادة الصهاينة الأوباش المجرمين أن يأتوا ويحتلوا مصر، فى الوقت الذى لا يقول المسلمون المصريون أبدارغم الأغلبية الكاسحة الماسحة التى يتمتعون بها إنه ينبغى اقتلاع النصرانية أو ترحيل أتباعها من البلاد، بل كل ما يقولونه هو أن النصارى كافرون مثلما يقول النصارى عنهم إنهم هم الكافرون، وهو ما لا ينبغى أن يثير حفيظة هؤلاء أو أولئك، إذ إن ما يؤمن به أحد الفريقين يناقض ما يعتقده الفريق الآخر، فمن الطبيعى أن يرى كل من الطرفين أن الطرف الثانى كافر بما يؤمن هو به. بل إنهم لا يفكرون فى استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية، التى يستطيعون عن طريقها أن يقصموا ظهر الطرف الآخر الذى بيده مقاليد جزء ضخم من اقتصاديات البلاد، وهم عليها قادرون لو أرادوا، مما يدفع بالإنسان إلى الخوف من أن يأتى اليوم الذى يندم المسلمون على هذا كله ندما لا يمكن تداركه لأن الأوان سيكون قد فات منذ زمن طويل. وخَلِّهِْْم نائمين فى المجارى يشخرون، والطرف الآخر يسن لهم السكاكين، وهم ولا هم هنا!
ومع هذا نسمع فى كل مكان الاتهامات الباطلة المبطلة لهم من قِبَل النصارى بالتعصب والاضطهاد مع كل ما تغدقه الدولة على هؤلاء من تدليل وما تعاملهم به من خوف (أو "تواطؤ" كما يقول كثير من المسلمين) فلا تستطيع (أو "لا تريد") أبدا أن تطبق قوانين الطوارئ عليهم ولا أن تزج بأحد منهم فى المعتقلات فى الوقت الذى يقبع فيها عشرات الآلاف من المسلمين، كما لا يمكنها أن تفكر فى إغلاق كنائسهم مثلما تفعل بالمساجد عقب كل صلاة، دعك من أنها لا يخطر فى بالها مجرد التفكير فى اقتحامها أو أن تمس أحدا ممن يتظاهرون بداخلها ويقذفون رجال شرطتها بالحجارة ويسبونهم أقذع سباب داعين أمريكا وإسرائيل إلى احتلال البلاد، على حين يحرّم القانون على المسلمين التظاهر فى مساجدهم حتى ولو تضامنا مع إخوانهم المظلومين المحاصرين فى غزة أبشع حصار وأشنع ظلم عرفه التاريخ. ويستطيع القارئ أن يقيس الماضى على الحاضر.
وحتى لو كان ما تقوله الرواية قد حدث على النحو الذى صورته الكاتبة، وكان دخول النصارى الإسلام راجعا إلى ثقل الخراج مع أن الخراج لم يشكل فى يوم من الأيام أى عبء على أحد لأنه فى واقع الأمر مبلغ تافه كما هو معروف، ويقابله عند المسلمين إخراج الزكاة والانخراط فى الجيش مما لا يجب شىء منه على النصارى، فهل شكا لها أحفادهم الحاليون (الذين هم أنا وأنت وهو وهى أيها القراء الكرام) مما حدث آنذاك وقالوا لها إنهم يريدون العودة إلى دين أجدادهم الأصلى؟ ولماذا صورت النصارى كلهم تقريبا على أنهم ملائكة أطهار، وخصت المسلمين بالعيوب إلا الشاذ النادر الذى لا يقاس عليه؟ وهل كان حكم المسلمين فى مصر فى تلك الفترة بهذا السوء؟ ومن الذى اختار لها تلك الفترة، وهى فترة تاريخية لا يعرفها إلا المتخصصون فى تاريخ مصر؟ ومن الذى نبهها إلى المراجع النصرانية التى تعالج تلك الفترة وتشوه سيرة المسلمين والإسلام؟ ذلك أن الكاتبة غير متخصصة فى هذا الموضوع. من هنا يمكننا أن نفهم مغزى ما قرأتُه فى أحد المواقع التى تعلن عن الترجمة الإنجليزية للرواية ( IPM- International Publishers Marketing) من أنها قد لقيت ترحيبا هائلا لأنها فتحت الباب فتحًا لمعالجة بعض الجوانب المهملة فى التاريخ المصرى الوسيط: " Hailed as a groundbreaking treatment of otherwise neglected aspects of medieval history"، أو فى موقع " the tanjara (http://thetanjara.blogspot.com/)" بتاريخ 27 أكتوبر 2008م من ثناء شديد أغدقته إحدى اللجان التى عُهِد إليها النظر فى الروايةِ وترجمتِها على شجاعة الكاتبة فى استكشافها علاقة مصر المعقدة بمواطنيها النصارى فى القرن التاسع الميلادى: " Bakr’s courageous novelistic exploration of Egypt’s complex relationship with its Christian (Coptic) community during the 9th century AD".
(يُتْبَعُ)
(/)
وبسبب حرص الكاتبة على تصوير النصارى فى معظم الأحيان تصويرا رومانسيا حالما كنت أحس أننى أقرأ لساويرس بن المقفع لا لمصرية مسلمة من عصرنا. ودعنا من أن ذلك قد تم على لسان الراوى، الذى كان قد أسلم قبل ذلك بزمن غير قصير، لكنه يتكلم ويتصرف طوال النصف الأول من الرواية وكأنه لا يزال نصرانيا حتى إن القارئ لا يتنبه أبدا إلى أن من يحكى له وقائع الرواية ويحكم على أشخاصها ويقيّم تصرفاتهم وأفكارهم وكلامهم هو شخص مسلم. فما دلالة هذا؟ كذلك يلاحظ القارئ حرص الكاتبة على إنطاق بدير الرواى وثاونا رفيقه فى الرحلة بنصوص الكتاب المقدس كما هى فى ذلك الكتاب وكأنهم أشخاص مسلمون يستشهدون بالقرآن. ومعروف أن موقف الكتابيين من كتابهم يختلف عن موقف المسلمين من القرآن المجيد، فكثير من المسلمين يحفظون قرآنهم عن ظهر قلب، وهو تقليد لا يعرفه أهل الكتاب، ومن ثم فليس من عادتهم ولا فى مقدروهم أن يسوقوا نصا كتابيا طويلا كما يصنع كثير من المسلمين. ومن هنا فإن القسيس حتى فى صلاته يوم الأحد مثلا يضطر إلى القراءة من كتاب دينه ولا يعتمد على ذاكرته كما يفعل أى شيخ فى صلاة الجماعة على ما هو معروف. ثم مَنْ مِنَ النصارى يا ترى كلما سعل أو بصق أو التفت يَمْنَةً أو يَسْرَةً يستشهد على ما يفعل بنصوص العهد الجديد أو القديم كما تفعل شخصيات الرواية النصرانية؟
ترى هل ما صنعته الكاتبة فى روايتها مما يقوى الوحدة الوطنية التى يتداعى إليها الكثير من المسلمين هذه الأيام، على حين يصر كثير جدا من رجال الدين على الطرف الآخر على الزعم الإجرامى الكاذب بأن المسلمين فى مصر ما هم إلا عرب غزاة لا ينتمون إلى أرض النيل، وينبغى بناء عليه أن يعودوا من حيث أتَوْا، أى إلى "جزيرة المعيز" حسبما يقول الأوباش من نصارى المهجر، يقصدون بلاد العرب؟ أم هل هو مما يملى للمتطرفين منهم بمواصلة تحدى المصريين المسلمين والتساخف عليهم والتباذؤ فى حقهم؟ وهلا كتبتْ رواية عن خروج النصارى المصريين على مقتضيات الأخوة الوطنية أيام الاحتلال الفرنسى أوائل القرن 19 مثلا؟ أم هلا خصصتْ رواية لما فعله الصليبيون عند دخولهم القدس وتذبيح عشرات الألوف من المسلمين الأبرياء؟ أم هلا خصصتْ رواية لمحاكم التفتيش فى الأندلس؟ أم هلا خصصتْ رواية لاضطهاد النصارى فى مصر قبل الإسلام للوثنيين وتحويلهم معابدهم إلى كنائس؟ أم هلا خصصتْ رواية لتعصبهم المفرط وتقتيلهم من لم يخضع للكنيسة كلما شاموا قوة فى أنفسهم كما فعلوا مع هيباتيا على سبيل المثال، إذ جَرُّوها على الرصيف جَرًّا وحشيًّا فسلّخوا جلدها، ثم مزقوا جسدها تمزيقا، مما فصل القول فيه المؤرخون والأدباء انتهاءً بالدكتور يوسف زيدان فى روايته: "عزازيل"؟ أم هلا خصصتْ رواية تدافع بها عن بنات جنسها من السيدات النصرانيات اللاتى اختطفهن الكنيسة ووثقتهن بالأغلال أو قتلتهن فى الأديرة حسبما نسمع لأنهن رأين أن يسلمن بمحض إرادتهن كوفاء قسطنطين مثلا؟ والآن أمام السيدة المؤلفة، بل تحت سمعها وبصرها ولا تحتاج من ثم أن تذهب فتقرئى فى الكتب القديمة، أمامها قضية كاميليا شحاتة، بل ملحمتها الجبارة التى أثبتت فيها تلك السيدة العظيمة أنها بطلة من عيار نادر. ثم هى امرأة مثل المؤلفة، ولا بد أن تتعاطف معها. فهل ستكون على مستوى الاحداث وتكتب ملحمة تلك السيدة المؤمنة؟ أم هل ستتخَلي عنها كما تخلى الجميع تقريبا، وتخيب الظن فيها؟ هذا هو السؤال.
لقد اتخذت الكاتبة وجهة نظر النصارى: فى تسمية المتمردين فى شمال الدلتا بـ"البشموريين"، وفى الإكثار من استخدام مصطلحاتهم، وفى تحليلهم للحوادث، وفى إجراء الرواية على لسان خادم سابق من خدمة الكنيسة ينطلق من منطلق نصرانى رغم أنه، كما سبق أن أوضحت، قد أسلم فى منتصف الرواية، إذ نجده مستمرا فى النظر إلى الأشياء والوقائع والأشخاص والأفكار والأديان من زاوية نصرانية، وهو ما يثير العجب والاشتباه. ومما يلفت النظر فى هذا السياق أن المؤلفة لم تذكر مثلا ثورة نصارى البشمور على عدد من أساقفتهم فى تلك الفترة طبقا لما كتبه فى هذا الصدد ساويرس بن المقفع ذاته فى كتابه: "تاريخ البطاركة". ولا أريد أن أقول إننى أخشى أن يكون مردّ ذلك إلى سياسة تلميع صورة النصارى وتشويه صورة المسلمين بوجه عام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا نصّ ما سجله ابن المقفع فى كتابه عن الثورة المذكورة بأسلوبه الركيك المملوء بالأخطاء، وإن كنت قد أَثْبَتُّ الهمزات ونَقَّطْتُ التاءات المربوطة وشكّلتُ كثيرا من الكلمات والحروف واستخدمت علامات الترقيم، وهو ما لا وجود له فى الكتاب. قال: "كان أسقفٌّ على كرسى تنيس اسمه إسحاق، وكان شعبه قد سعى به دفعات بكلام ردىء، وقالوا للأب يوساب: إذا لم تقطع هذا الأسقف وتُزِلْه عنا، وإلا خرجنا عن دين الأرتدكسية. وكان أيضا بمصر أسقف آخر اسمه تادروس قد ذكر شعبه عنه مثل هذا، وكتبو المصريون إلى البطرك يقولون له: إن لم تقطعه وتبعده عنا، وإلا رجمناه وقتلناه. فلما نظر البطرك القديس قيام الشعب حزن جدا وقلق وقال: ما الذى فى هذا البلاء؟ وكان يدعو ويقول: يا رب، ثَبِّتْ شعبك لرُعَاتهم، ولا تَدَعْ فى أيامى بغضا. ولم يفتر من مكاتبة الشعب فى تنيس ومصر المدينتين ويقول من قول بولس: ما تفرحون أنتم إذا اعتللنا نحن، وتكونون أنتم أقويا. هذا الذى أدعوه من أجلكم لتخلصو وأكاتبكم به، ولا أحضر عندكم كأننى حاضر عندكم، ولا أصنع حَرْمًا ومنعا، كما أمرنى الرب أن أبنى ولا أهدم. وبقى الشعب متمادين على فعلهم يقولون بقول واحد ولا يتغيرون عنه: أنه إن لم ينقطع هذان الأسقفان، وإلا فما بقى منا إنسان واحد فى الأمانة الأرتدكسية، بل نعود إلى المخالفين، وأنت المطالَب عنا. فلما سمع هذا أسرع إلى تنيس وسألهم أن يعودو عن غضبهم، فلم يفعلو، بل زادو فى غضبهم، وكذلك مدينة مصر مع أسقفهم. فلما رأى ذلك أنفذ وأجمع الأساقفة من كل موضع وعرّفهم الخبر وقال لهم: أنا برى من هذا، وأنتم كذلك. أخيرا نكتب ونمنع الأسقفين: إسحق أسقف تنيس، وتادرس أسقف مصر، وحطوهما عن كرامتهما وأبعدوهما عن الأسقفية. ولم يتخلّ أبونا الرَّحُوم من دوام الصلاة وسكب الدموع الغزيرة والتنهد على قطع هذين الأسقفين" (تاريخ مصر من بدايات القرن الأول الميلادى حتى نهاية القرن العشرين من خلال مخطوطة "تاريخ البطاركة" لساويرس بن المقفع/ 2/ 818 وما بعدها).
وبالمناسبة فقد وجدت على المشباك مقالا رصد فيه صاحبه القلاقل التى أثارها نصارى مصر للدولة الإسلامية على مدى التاريخ حتى أوائل العصر الحديث، وعنوانه: "هل كان للأقباط دور تاريخي في مقاومةالمحتل؟ ". يقول الكاتب: "نود أن نلقيالضوء على جانب من تمرد الأقباط ونقضهم عقد الذمة منذ الفتح الإسلامي سنة 20هـ رغم تعامل ولاة المسلمين معهم بكل تسامح. فكانوا يتظاهرون ويعلنون العصيان المسلحعلى الدولة ويقتلون عمال الحكومة ويتصلون بدولة الروم ثم يتصدى الحكام لهم بإرسالمن يطالبهم بفض العصيان في مقابل العفو عنهم، إلا أنهم في الغالب يتعنتون ويصرون علىالتمرد بزعم أن دولة الروم قد تساعدهم. غير أن حساباتهم كانت على الدوام خاطئة، فسرعان ما ينتصر عليهم جيش المسلمين ثم يعفو عنهم الخليفة أو الوالي ويجددون لهالولاء والطاعة والالتزام ببنود عقد الذمة المنصوص عليه في اتفاقيتي بابليون الأولى (الخاصة بأهل مصر قبل فتح الإسكندرية سنة 20هـ)، وبابليون الثانية (الخاصة بأهلالإسكندرية سنة 20هـ أيضا)، لكنهم يعودون مرة أخرى لعصيانهم متذرعين بأحداث لا تتناسب وحجم عصيانهم المسلح. وهذا ما سنمر عليه سريعا عبر هذه المحطات التاريخيةالسريعة التالية:
الأول: في ولاية عبد العزيز بن مروان (65 - 86هـ علي مصر) قام بطريك الكنيسة المصرية بالاتصال بملكي الحبشة والنوبة للتآمر علىالدولة الإسلامية. الثاني: تمردهم على الخليفة الأموي مروان بن محمد بعد أنتبين أنه مطارَد من قبل العباسيين وتآمروا على قتله سنة 132هـ. الثالث: استغلوا الفتنة التي قامت بين الأمين والمأمون فأعلنوا عصيانهم بقيادة قساوستهم ورهبانهم في وجه بحري. الرابع: وفي عهد الوالي عبد الله بن عبد الملك بنمروان (86 - 90هـ) قامت حركة تمرد ضد الدولة بقيادة قساوسة وادي النطرون وبطركالكنيسة القبطية في الإسكندرية، وتم إخماد المؤامرة. الخامس: في عهد والي مصرقرة بن شريك (90 - 96هـ) تمرد النصارى وظل يطاردهم قرة بن شريك حتى توفي، وجاء بعدهأسامة بن زيد التنوخي، واستطاع إخماد الفتن. السادس: وفي عهد الخليفة الأمويعمر بن عبد العزيز (99 - 101هـ)، ورغم تسامحه إلا أنهم كانوا يتآمرون سرا على الدولةالإسلامية. السابع: في عهد
(يُتْبَعُ)
(/)
الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك (101 - 105هـ) تآمر النصارى وتمردوا على الحكومة مما جعل الخليفة يرسل جيشا لقمع تمردهم. ولذلك فإنهم يكرهونه جدا ويصفونه بالشيطان. الثامن: وفي عهد الخليفة الأموي هشامبن عبد الملك (105 - 125هـ) فرغم تعامله مع نصارى مصر بالتسامح إلا أنهم تمردوا وتم قمع تمردهم. أقول: لكن هذه الحركات المناوئة للدولة وإعلان العصيان لم تكن كبيرة بالمقارنة لما سيحدث بعد ذلك. التاسع: في عهد هشام بن عبد الملك (106 - 126هـ)، تحديدا في سنة 121هـ، أعلن أقباط الصعيد عصيانهم وعدم التزامهمباتفاقية بابليون الأولى والثانية وقاتلوا عمال الحكومة. وكان والي مصر في ذلكالوقت حنظلة بن صفوان (119 - 124هـ) فأرسل لهم جيشا لقتالهم فانتصر عليهم وقضى علىفتنتهم، وبالشروط التي قبلوها والتزموا بها منذ الفتح الأول لمصر سنة 20هـ. وفي ذلكالوقت، أي في سنة 132هـ، تمرد رجل نصراني من سمنود اسمه يحنس، وجمع حوله مجموعةكبيرة من النصارى المسلحين، لكن والي مصر عبد الملك بن موسى بن نصير أرسل جيشا لمحاربته فانتصر عليهم وقتل يحنس. حادي عشر: وفي عهد مروان بن محمد (129 - 132هـ) آخر الخلفاء الأمويين أعلن القبط بمدينة رشيد عصيانهم فأرسل جيشا فقضىعلى تمردهم. وفي عهد هذا الخليفة أيضا أثناء هروبه من العباسيين تمرد أهل البشرود، واستغلوا فرصة انشغاله بحربه مع العباسيين فتآمروا عليه، وكانوا سببا فيقتله سنة 132هـ. لذلك كافأهم العباسيون في أول عهدهم. ثاني عشر: وفيعهدالخليفةالعباسي أبو العباسالسفاح (132 - 137هـ) تمردالأقباط في مدينة سمنود بزعامة شخص يدعى: أبو مينا، فبعث إليهم أبو عون والي مصر (133 - 136هـ) جشا لمحاربتهم فهُزِموا، وقُتِل زعيمهم أبو مينا.
ثالث عشر: ثم ما لبث الأقباط أنأعلنوا عصيانهم في مدينة سخا 150هـ إبان ولاية يزيد بن حاتم بن قبيصة على مصر (144 - 152هـ)، واتسع التمرد فانضم إليهم أقباط البشرود وبعض مناطق الوجه البحري، فقويت شوكتهم بعد أن هُزِم الجيش الذي أرسله الوالي. والذي شجعهم على ذلك أنهم كانواعلى اتصال بالكنيسة البيزنطية من خلال الجواسيس الذين ينزلون الإسكندرية ومحافظاتالوجه البحري على هيئة تجار. فكانوا يحرضونهم على التمرد والعصيان على دولة الخلافة. لذلك نجدهم يجاهرون بعدائهم ويجمعون أعدادا كبيرة من الأقباط سنة 156هـ في ولايةموسى بن علي اللخمي (155 - 161هـ) فأرسل لهم جيشا فهزمهم. رابع عشر: لكن أعتىتمرد وأعنفه كان في سنة 216هـ إبان عهد الخليفة المأمون (198 - 218هـ). وكان واليمصر وقتئذ عيسى بن منصور حيث تمرد أقباط الوجه البحري كلهم لدرجة أن الخليفةالمأمون بنفسه قدم مصر على رأس جيش فكسر شوكتهم بقيادة قائده الشهير الأفشين، واستطاع أن يلحق الهزيمة بأهل البشرود أو البشمور (كانوا يقطنون المنطقة الواقعة بين فرعي دمياط ورشيد). وكانت هذه المنطقة تحيط بها المستنقعات والأوحال التي كانتتعيق حركة الجند. لذلك كانوا يعلنون عصيانهم كثيرا نظرا لطبيعة أرضهم، مما كان يضطرالجند للانصراف عنهم. لكن هذه المرة لم يهدأ الأشفين إلا أن يقتحم حصونهم ويلحقالهزيمة بهم حتى جاء كبار قساوستهم وأعلنوا ولاءهم لدولة الخلافة مرة أخرى. وقد قبلمنهم الخليفة المأمون حسب شروط اتفاقية بابليون الأولى والثانية. ونلاحظ أن الخليفةالمأمون أحضر معه بطرك أنطاكية ديونسيوس، ثم أرسل إلى أقباط البشرود وضواحيهاالبطرك أنايوساب والبطرك ديونسيوس ووعدهم ألا يعاقبهم إن هم رجعوا عن عصيانهم. لكنهم رفضوا، وغرتهم قوتهم وحصونهم، ولم يجيبوا البطركين، فحاصرهم الخليفة المأمون معقائده الإفشين حتى هزمهم. ثم غادر الخليفة المأمون مصر سنة 217 هـ بعد أن ظل فيهاأكثر من أربعين يوما، ثم عاد إلى عاصمة الخلافة بغداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
تململ الخليفة المأمون منهم لدرجة أن المسلمين كانوا يتظلمون منهم أو كما قال: "قالعمرو بن عبد الله الشيباني: استحضرني المأمون في بعض لياليه ونحن بمصر، فقال لي: قدكثرت سعايات النصارى، وتظلم المسلمون منهم، وخذلوا السلطان فيماله". وكانت هذه آخر حركة عصيان مسلح قام به الأقباط، وخاصة أقباط الوجه البحري. ورغم نقضهم لجميع الاتفاقيات المتعلقة بأهل الذمة خلال هذه الفترات التاريخية إلا أن الحكام المسلمين كانوا يعفون عنهم. وكان في إمكان هؤلاء الحكاموالولاة أن يبيدوهم عن بكرة أبيهم بموجب قانون الحرب. وكانت لدى هؤلاء الحجة، وهي نقضالأقباط العقود المتعلقة بأهل الذمة. لكنهم للأسف الشديد ظلوا يتربصون بالمسلمينالدوائر، خاصة في حالات ضعف الدولة الإسلامية أو في حالات العدوان الذي شنه أعداءالأمة الإسلامية بدءًا من الصليبيين الأوائل ومرورا بالعدوان الفرنسي على مصر 1213هـ الموافق 1798م، وانتهاء بالصليبيين الجدد (احتلال بريطانيا لمصر عام1882م، ثم موقف بعض الضباط النصارى والجنود إبان العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956م عندما كانوا يذهبون للجنود الفرنسيين ويقولون لهم: نحن مسيحيون مثلكم. وكانتفضيحة بكل المقاييس. لذلك غضت الدولة الطرف عنها ولم تسلط عليها أضواء وسائل الإعلامخشية غضبة الأمريكان الذين تدخلوا لمساعدة حكومة ناصر في ذلكالوقت.
النقطة الثانية: عيسى العوام رمز الوحدة الوطنية (الهلال والصليب). لقد اختار النظام المصري في حقبة الستينات قصة شاب اسمهعيسى العوام وزعموا أنه كان نصرانيا، هذا الشاب الذي كان يحارب مع السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، وكان ماهرا في الغوص والعوم ويتجسس على الصليبيين وينقلالرسائل ويهربها للسلطان صلاح الدين. وكانت هذه القصة ضمن المقرر الدراسي لتلاميذ المرحلة الابتدائية. ولم يكتفوا بذلك بل شُخِّصَتْ في فيلم "الناصر صلاح الدين" ليؤكدواعلى هذه الوحدة الوطنية الموهومة ليثبتوا أن الأقباط شركاء للمسلمين في الوطن (مصر) وأنهم شركاء في مقاومة المحتل (الصليبيين، الفرنسيس، الإنجليز) ثم ثبت أن أصلالقصة مختلق ولا علاقة لعيسى العوام الحقيقي بعيسى العوام "النسخة المعدَّلة" لعبدالرحمن الشرقاوي وكتبة سيناريو فيلم الناصر صلاح الدين.
وحتى لا يظن ظان أننانفتري على القوم سنستعين بشاهد عيان ومؤرخ أمين (بهاء الدين بن شداد- ت632هـ)، فقدكان موجودا في عكا إبان حصار الصليبين لهم في سنة 586هـ. وقد ذكر ذلك بالتفصيل فيكتابه الماتع: "المحاسن اليوسفية"، وهذا نصه: عيسى الغواص الحقيقي كانمسلما. قال ابن شداد: "ومن نوادر هذه الواقعة ومحاسنها أن عواما مسلما كان يقال له: عيسى، وكان يدخل إلى البلد بالكتب والنفقات على وسطه ليلاً علىغِرَّةٍ من العدو، وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو. وكان ذات ليلة شَدَّ على وسطه ثلاثة أكياس فيها ألف دينار وكُتُبٌ للعسكر، وعام في البحر فجرى عليه ماأهلكه، وأبطأ خبره عنا. وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله، فأبطأالطير، فاستشعر الناس هلاكه. ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتا غريقا، فافتقدوه فوجدوه عيسى العوام، ووجدوا على وسطهالذهب وشمع الكتب. وكان الذهب نفقة للمجاهدين، فما رُؤِيَ من أدى الأمانة في حال حياتهوقد أداها بعد وفاته إلا هذا الرجل".
النقطة الثالثة: الحملةالفرنسية (1213هـ/ 1798م- 1216هـ/ 1801م) ودور الأقباط فيها: من منا لا يعرف المعلم يعقوب حنا القبطي، وملطي، وجرجس الجوهري، وأنطوان الملقب بأبي طاقية، وبرتيلمي الملقب بفرط الرومان، ونصر الله النصراني ترجمان قائمقامبلياز، وميخائيل الصباغ، وغيرهم من زعماء النصارى الذين كانوا يعملون مع المحتلالفرنسي لمصر؟ لقد استغل نصارى مصر احتلال نابليون لمصر فتقربوا إليه واستعان بهم ليكونوا عيون جيشه حيث كانوا يرشدونهم على بيوت أمراء المماليك ورجالالمقاومة الذين كانوا يجاهدون الفرنسيس. وكل ذلك ثابت لدى الجبرتي في "عجائب الآثار" ونقولا الترك في "أخبار الفرنساوية وما وقع من أحداث في الديار المصرية"، إذ يؤكدالمؤرخان المعاصران للحملة الفرنسية أن نابليون استقدم معه جماعة من نصارى الشام الكاثوليك كتراجمة، بالإضافة إلى استعانته بنصارى
(يُتْبَعُ)
(/)
مصر الأرثوذكس. وقد ذكر الجبرتيالمعلم يعقوب القبطي، الذي كان يجمع المال من الأهالي لمصلحة الفرنسيس. بل إنالمعلم يعقوب وصل به الأمر أنْ كوَّن فرقة من الأقباط لمعاونة المحتل، إذ يقول الجبرتي: "ومنها أن يعقوب القبطي لما تظاهر مع الفرنساوية وجعلوه ساري عسكر القبطة جمع شبانالقبط وحلق لحاهم وزياهم بزي مشابه لعسكر الفرنساوية ... وصيرهم ساري عسكره وعزوته وجمعهم من أقصى الصعيد، وهدم الأماكن المجاورة لحارة النصارى التي هو ساكن بها خلفالجامع الأحمر، وبنى له قلعة وسورها بسور عظيم وأبراج وباب كبير". بل إنهم كانوايقطعون الأشجار والنخيل من جميع البساتين كما تفعل قوات الاحتلال في فلسطينوالعراق، ولم يتورعوا في هدم المدافن والمقابر وتسويتها بالأرض خوفا من تترسالمحاربين حسب وصف الجبرتي ... حتى قال: "وبثوا الأعوان وحبسوهم وضربوهم، فدُهِىَ الناسبهذه النازلة التي لم يصابوا بمثلها ولا ما يقاربها". بل كان زعيمهم برتيلمي (الذي تلقبه العامة بـ"فرط الرمان" لشدة احمرار وجهه) كان يشرف بنفسه على تعذيب المجاهدين. وهو الذي قام بحرق المجاهد سليمان الحلبي قاتل كليبر. وكان هذا البرتيلمييسير في موكب وحاشية، ويتعمد إهانة علماء المسلمين ويضيق عليهم في الطرقات محتميا في أسياده الفرنسيس تماما مثل ما يحدث في العراق اليوم من خلال الجواسيس الذينيعملون مع الاحتلال الأمريكي الذين يرشدون قوات الاحتلال على بيوتالمقاومين.
نص عريضة زعماء الأقباط إلى الجنرالمنو: "حضرة ساري عسكر العام، إن جنابكم من قبل ما فيكم منالعدل والحلم والفطنة أرسلتم تسألونا بأن نوضح لكم ما نحن به من القهر. نحن قبلالآن لم نقصد كشف جراحنا التي كانت في كل يوم تتسع شيئا فشيئا: أولاً تسليمًا للمقادير وعشمًا بكون كل واحد منا يرجع لذاته ويحاسب نفسه. ثانيًا خوفا من أن يقالعنا إننا نحب السجس (الظلم) ونواخد (نؤاخذ) بذلك من الحكام. ثالثا: ليلى (لئلا) يتضحكأننا أخصام لإخوتنا وقاصدين الشكوى عليهم. ولكن من حيث جنابكم أبو الجميع وطبيبالرعايا، وقد زاد علينا الحال حتى ظهرنا من جملة العصاة على أوامركم، وقد قاصصتمونالذلك، فاقتضى الحال أن نستغيث بكرسيكم تعيّنوا بأمركم أناسا من أهل الفطنة خاليينالغرض ممن ترونهم أنتم يقعدوا في ما بيننا ويتبصروا في حال حسابنا. وفي النهاية بعد أن يردوا الجواب لجنابكم لكم التبصر فيما تأمرون به. ومع ذلك فنرجوكم بأن لا تظنوا بكوننا قاصدين بعرضحالنا الشكوى على أحد أم قصاصه، بل قصاصنا نحن بوجه خاص إنكان (إنكان) يظهر كلامنا هذا بخلاف الواقع. ثم إن هذا الأمر يدركه أيضا خادمكم الخاص حضرةالجنرال يعقوب. ومع ذلك لأجل طبعه الوديع محتار كيف يتصرف في مثل هذه الدعوى واللهتعالى يحفظكم. من عند توابعكم المباشرين: ملطي وأنطوان". أقول: مع العلمأن ملطي هذا كان من أكبر زعماء الأقباط، وقد ظهر نجمه في أيام الاحتلال الفرنسي لمصر. وقد تولى في عهد نابليون رئاسة محكمة القضايا، وهي أول محاولة لتنحية الشريعةالإسلامية في مصر لأن هذه الهيئة كانت تتكون من اثني عشر تاجرا نصفهم من المسلمين، والنصف الآخر من النصارى. وأسند منصب رئيس المحكمة إلى قاضي قبطي هو الملطي الموقععلى العريضة السابقة للجنرال مينو، الذي خلف كليبر في الحكم، وكذلك صديقه أنطوانالذي كانت تلقبه عوام المصريين بأبي طاقية، وكان من كبار زعماء الأقباط وأكثرهم غنى. وأما الجنرال يعقوب فهو نفسه المعلم يعقوب حنا رجل الاحتلال الفرنسي وخادمهم المخلص الذي رحل معهم إلى فرنسا.
هكذا لم يثبت تاريخيا أن النصارى قاومواالاحتلال الفرنسي. وأما حكاية اختراع بطولات وهمية، مثل أن بعض الأقباط في ثورةالقاهرة الثانية كان يمد الثوار بالمال واللوازم، خاصة في منطقة بولاق أثناء حصاركليبر لأهالي بولاق، فهذه شهادة الجبرتي: "أما أكابر القبط مثل جرجس الجوهريوفلتيوس وملطي فإنهم طلبوا الأمان من المتكلمين من المسلمين لكونهم انحصروا في دورهم وفي وسطهم، وخافوا على نهب دورهم إذا خرجوا فارين، فأرسلوا إليهم الأمان". إذن ما دورهم في مقاومة الاحتلال الفرنسي إلا الفزع والهلع وطلب الأمان ثم صارواالعين الحارسة لمصالح الإحتلال. بل إن زعيمهم المعلم يعقوب حنا كان شغله الشاغل هوحرب زعيم المجاهدين في منطقة بولاق حسن بك الجداوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا؟ لأن حسن بك الجداوي كانيطلب من الأغنياء مساعدة المجاهدين لشراء أسلحة وبارود وذخائر ومؤن وكل مستلزمات المقاومة، فكان من يدفع منهم مالاً كان لصيانة نفسه وخوفه من انتقام المقاومين الذينكانوا متترسين في منطقة بولاق بالقاهرة وضواحيها. لذلك قال الجبرتي في عجائبه: "وأماالمعلم يعقوب فإنه كرنك في داره بالدرب الواسع جهة الرويعي واستعد استعدادا كبيرا بالسلاح والعسكر المحاربين، وتحصن بقلعته التي كان شيدها بعد الواقعة الأولى، فكان معظم حرب حسن بك الجداوي معه". هكذا استعد المعلم يعقوب لزعيم المجاهدينالمسلمين، وليس لجيش الاحتلال الفرنسي! كما أننا نتساءل: أين كان شباب الأقباط في ذلكالوقت؟ ولماذا لم نر لهم دورا في مقاومة المحتل الفرنسي ولو كان ضعيفًا؟ " ( http://www.almaqreze.net/ar/articles_read.php?article_id=248).
هذا ما أحببت نقله من المقال المذكور. أما إذا كانت الكاتبة لا تستطيع أن تتناول مثل تلك الموضوعات لقد كان بمقدروها أن تدير روايتها على المظالم البشعة التى كانت الدولة الرومانية لا تعرف سواها فى تعاملها مع المصريين قبل الفتح الإسلامى. وقد عرفت مصر ثورات غير قليلة ضد الظلم الرومانى، ومنها تلك الثورة التى انفجرت فى ذات المناطق التى اشتعل فيها تمرد البشموريين، وهى مناطق شمال الدلتا. وعنها يقول د. حسين فوزى فى كتابه: "سندباد مصرى": "وفى عهد مرقس أوريليوس قيصر الفيلسوف الرواقى المشهور (161 - 180م) تنشب ثورة مصرية فى برارى الدلتا وبحيراتها تزعمها الكاهن إيزيدورس، وقام بها على رأس الفلاحين بمنطقة شرقى الإسكندرية تعرف باسم "بوكوليا"، أى مرعى البقر، وكسر الجند الرومانى وبلغ أبواب الإسكندرية، فأنفذ إليهم الإمبراطور جحافله الرومانية التى تحتل سورية بقيادة حاكمها فقضى على الثورة بالحيلة والوقيعة بين الثوار" (د. حسين فوزى/ سندباد عصرى/ ط3/ دار المعارف/ 1990م/ 127). وبعد هذا بقليل يورد فوزى نص ما كتبه البابا إثناسيوس عام 356م فى وصف واحدة من فظائع الرومان، الذين لم يشفع للمصريين اتحادهم معهم فى الدين أن يعامَلوا على أيديهم بشىء من الإنسانية. يحكى بابا الإسكندرية ما وقع لَدُنْ حصار كنيسة العذراء بتلك المدينة من قبل آلاف الجنود الرومانيين وقت الغروب: "أما أنا فجلست على الكرسى الخاص بى وأوعزت إلى الشماس أن يتلو المزمور السادس والثلاثين بعد المائة، وكان المصلون يرددون قائلين: "هو الرحيم إلى أبد الآبدين". وحان وقت الانصراف، وكان الظلام قد بدأ يهوى على خارج الكنيسة، وشرع العسكر يطرقون أبوابها طرقا عنيفا ... ثم فتحوا الباب عَنْوَةً. واقتحم الجيش الرومانى الكنيسة، ورجاله يزعقون كمن فتحوا مدينة حصينة. وكانت سيوفهم تلمع فى ضوء أَسْرِجَة الكنيسة، واندفعوا كالسيل الجارف متجهين إلى حيث أجلس، فوقفت وأمرت الناس أن ينجوا بأنفسهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. ولكن بعضهم حاول اعتراض الجند فى طريقهم إلىَّ، فذبحهم الجنود ذبحا وداسوهم بأقدامهم وتعقبوا الفارّين منهم. وألح القساوسة علىَّ كى أنجو بنفسى، فأَبَيْتُ قائلا: ليست نفسى أعزّ علىَّ من نفوس الآخرين. وكنت موقنا بأن ثباتى فى مكانى أمام الساعين إلى حتفى سيجعل الجنود ينصرفون إلى شخصى ويتركون الآخرين، فعوّلتُ أن أبقى حتى ينجو الشعب ... ولما انصرف أكثر الناس جاء الرهبان مع من تخلفوا من القساوسة وحملونى خارجا" (المرجع السابق/ 128).
والآن لا بد أن نورد وجهة النظر الإسلامية فيما وقع على عهد المأمون وصورته الكاتبة على نحو يوحى بأن المسلمين وحوش مفترسة. قال ابن القيم فى كتابه: "أحكام أهل الذمة" (تحقيق يوسف بن أحمد البكرى وشاكر توفيق العارورى/ رمادى للنشر/ 1418 هـ- 1997م/ ج1): "وأما المأمون فقال عمرو بن عبد الله الشيبانى: استحضرنى المأمون فى بضع لياليه ونحن بمصر فقال لى: قد كثرت سعايات النصارى، وتظلم المسلمون منهم وخانوا السلطان فى ماله. ثم ثال: يا عمرو، تعرف من أين أصل هؤلاء القبط؟ فقلت: هم بقية الفراعنة، الذين كانوا بمصر، وقد نهى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن استخدامهم. فقال: صف لى كيف كان تناسلهم فى مصر. فقلت: يا أمير المؤمنين، لما أخذت الفُرْس المُلْك من أيدى الفراعنة قتلوا القبط، فلم يبق منهم إلا من اصطنعته يد الهرب واختفى بأنصنا
(يُتْبَعُ)
(/)
وغيرها، فتعلموا طبا وكتابة، فلما ملكت الروم مُلْك الفُرْس كانوا سببا فى إخراج الفرس عن ملكهم، وأقاموا فى مملكة الروم إلى أن ظهرت دعوة المسيح ... وبقى فى نفس المأمون منهم. فلما عاد إلى بغداد اتفق لهم مجاهرة فى بغداد بالبغى والفساد على معلمه على بن حمزة الكسائى ... ".
وعلى أية حال لم يكن المسلمون على النحو الذى صورته المؤلفة، كما لم يكن النصارى ملائكة أطهارا كما تحاول إيهامنا. ولقد كتب ابن القيم فى كتابه: "أحكام أهل الذمة" عن بعض أفعال النصارى فى العصور القديمة، فقال مثلا عما صنعوه بالمسلمين أيام الخليفة العباسى الآمر بالله: " وكذلك فى أيام الآمر بالله امتدت أيدى النصارى وبسطوا أيديهم بالجناية وتففنوا فى أذى المسلمين وإياصل المضرة إليهم، واستعمل منهم كاتب يُعْرَف بالراهب، ويلقَّب بالأب القديس، الروحانى النفيس، أبى الآباء، وسيد الرؤساء، مقدم دين النصرانية، وسيد البتركية، صفىّ الرب ومتاره، ثالث عشر الحواريين، فصادر اللعين عامة من بالديار المصرية من كاتب وحاكم وجندى وعامل وتاجر، وامتدت يده إلى الناس على اختلاف طبقاتهم، فخوّفه بعض مشايخ الكتّاب من خالقه وباعثه ومحاسبه، وحذره ن سوء عواقب أفعاله، وأشار إليه بترك ما يكون سببا لهلاكه. و كان جماعة من كتّاب مصر وقبطها فى مجلسه، فقال مخاطبا له ومسمعها للجماعة: نحن ملاّك هذه الديار حربًا وخَرَاجًا، ملكها المسلمون منا وتغلبوا علينا وغصبوها واستملكوها من أيدينا، فنحن مهما فعلنا بالمسلمين فهو قبالة ما فعلوا بنا، ولا يكون له نسبة إلى من قُتِل من رؤسائنا وملوكنا فى أيام الفتوح، فجميع ما نأخذه من أموال المسلمين وأموال ملوكهم وخلفائهم حِلٌّ لنا، وبعض ما نستحقه عليهم. فإذا حملنا لهم مالا كانت المِنَّة عليهم. وأنشد:
بِنْت كَرْمٍ غصبوها أمّها * فأهانوها، فدِيسَتْ بالقَدَمْ
ثم عادوا حكّموها فيهمو * ولناهيكَ بخصمٍ يحتكمْ
فاستحسن الحاضرون من النصارى والمنافقين ما سمعوه منه، واستعادوه وعضوا عليه بالنواجذ حتى قيل إن الذى اختاطّ عليه اللعين من أملاك المسلمين مائتا ألف واثنان وسبعون ألفا ما بين دار وحانوت وأرض بأعمال الدولة إلى أن أعادها إلى أصحابها أبو على بن الأفضل، ومن الأموال ما لا يحصيه إلا الله. ثم انتبه الآمر من رقدته، وأفاق من سَكْرته، وأدركته الحميّة الإسلامية، والغيرة المحمدية، فغضب لله غَضَبَ ناصرٍ للدين، وبارٍّ بالمسلمين، وألبس الذمة الغيار، وأنزلهم بالمنزلة التى أمر الله أن ينزلوا بها من الذل والصَّغار، وأمر ألا يُوَلَّوْا شيئا من أعمال الإسلام وأن ينشئوا فى ذلك كتابا يقف عليه الخاص والعام ... ".
وفى عهد الملك الصالح أيوب حدث ما يلى طبقا لما قصه علينا ابن القيم أيضا فى الكتاب المذكور، إذ قال: "ولو علم ملوك الإسلام بخيانة النصارى الكتاب، ومكاتبتهم الفرنج أعداء الإسلام، وتمنيهم أن يستأصلوا الإسلام وأهله، وسعيهم في ذلك بجهد الإمكان، لَثَنَاهُمْ ذلك عن تقريِبهم وتقليدهم الأعمال. وهذا الملك الصالح أيوب كان في دولته نصراني يسمى محاضر الدولة أبا الفضائل بن دخان، ولم يكن فى المباشرين أمكن منه. وكان المذكور قذاةً في عين الإسلام، وبثرة في وجه الدين. ومثالبه في الصحف مسطورة، ومخازيه مخلدة مذكورة، حتى بلغ من أمره أنه وقَّع لرجل نصراني أسلم برده إلى دين النصرانية، وخروجه من الملة الإسلامية. ولم يزل يكاتب الفرنج بأخبار المسلمين وأعمالهم وأمر الدولة وتفاصيل أحوالهم. وكان مجلسه معمورا برسل الفرنج والنصارى، وهم مكرمون لديه، وحوائجهم مقضية عنده، ويحل لهم الأدرار والضيافات وأكابر المسلمين محجوبون على الباب لا يؤذن لهم، وإذا دخلوا لم يُنْصَفوا في التحية ولا في الكلام. فاجتمع به بعض أكابر الكتاب فلامه على ذلك وحذره من سوء عاقبة صنعه، فلم يزده ذلك إلا تمردا. فلم يمض على ذلك إلا يسير حتى اجتمع في مجلس الصالح أكابر الناس من الكتاب والقضاة والعلماء، فسأل السلطان بعض الجماعة عن أمر أفضى به إلى ذكر مخازي النصارى، فبسط لسانه في ذلك، وذكر بعض ما هم عليه من الأفعال والأخلاق، وقال من جملة كلامه: إن النصارى لا يعرفون الحساب ولا يدرونه على الحقيقة لأنهم يجعلون الواحد ثلاثة، والثلاثة واحدا ... ثم قال: كيف تأمن أن يفعل في معاملة السلطان كما
(يُتْبَعُ)
(/)
فعل في أصل اعتقاده، ويكون مع هذا أكثر النصارى أمانة، وكلما استخرج ثلاثة دنانير دفع إلى السلطان دينارا، وأخذ لنفسه اثنين، ولا سيما وهو يعتقد ذلك قربة وديِانة؟ وانصرف القوم. واتفق أن كَبَتْ بالنصراني بِطْنته، وظهرت خيانته، فأريق دَمُه، وسُلِّطَ على وجوده عَدَمُه".
أما بالنسبة إلى العصر الحاضر فيحسن إيراد ما كتبه الشيخ محمد الغزالى فى كتابه: "قذائف الحق" عن خطط الكنيسة. ولا أظن الشيخ، رحمه الله، كان يلقى الكلام على عواهنه، وإلا لقُدِّم للمحاكمة، فضلا عن أن الأحداث التى تلت ذلك قد برهنت على أن ما أورده الرجل الشجاع فى ذلك الكتاب الذى مُنِعَ حينئذ ولا يزال ممنوعا حتى الآن من الطباعة فى مصر هو حقائق قاطعة لا تقبل التكذيب. ومثل الشيخ الغزالى برجاحة عقله وكياسته وتأنيه وحسن تأتيه وحكمته وطهارة سمعته يستحيل أن يقدم على كتابة شىء من هذا دون أن يكون مالئا يديه تماما وفوق التمام مما يقول. وها هو ذا د. محمد سليم العوا، وهو رجل قانون من الوزن الثقيل، وله (أو كانت له) صداقات وثيقة مع كبار رجال الكنيسة المصرية، يقول منذ أيام قليلة نفس الكلام على مرأى ومسمع من العالم كله شرقه وغربه، وشماله وجنوبه، متحديا الجميع بما فيهم الحكومة ذاتها أن يثبتوا كذب شىء مما قال. ومثله لا يمكن أن يقول كلاما كهذا دون أن يكون واثقا مليارا فى المائة من صحته المطلقة. ولا ننس قبل هذا كله أن رأس الكنيسة قد تمت محاكمته فى عهد الرئيس السادات، رحمة الله عليه، وأُدِينَ وعُزِل.
قال فضيلة الشيخ الغرالى رحمه الله رحمة واسعة بشىء ضئيل جدا جدا من التصرف: ""كنت في الإسكندرية، في مارس من سنة 1973، وعلمت من غير قصد بخطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقصية الكبرى في اجتماع سرى أعان الله على إظهار ما وقع فيه. وإلى القراء ما حدث، كما نقل مسجلا إلى الجهات المعنية: "بسم الله الرحمن الرحيم نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع: بعد أداء الصلاة و التراتيل طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الانصراف، ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثريائهم بالإسكندرية، وبدأ كلمته قائلاً: إن كل شئ على ما يرام، ويجري حسب الخطة الموضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد. ثم تحدث في عدد من الموضوعات على النحو التالي: أولا- عدد شعب الكنيسة: صرح لهم أن مصادرهم في إدارة التعبئة والإحصاء أبلغتهم أن عدد المسيحيين في مصر ما يقارب الثمانية مليون، وعلى شعب الكنيسة أن يعلم ذلك جيدا، كما يجب عليه أن ينشر ذلك ويؤكده بين المسلمين، إذ سيكون ذلك سندنا في المطالب التي سنتقدم بها إلى الحكومة التي سنذكرها لكم اليوم. والتخطيط العام الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع، والتي صدرت بشأنه التعليمات الخاصة لتنفيذه، وُضِع على أساس بلوغ شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري، بحيث يتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ 13 قرنا، أي منذ "الاستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا" على حد قوله. والمدة المحددة وفقا للتخطيط الموضوع للوصول إلى هذه النتيجة المطلوبة تتراوح بين 12 - 15 سنة من الآن. ولذلك فإن الكنيسة تحرم تحريما تاما تحديد النسل أو تنظيمه، وتعد كل من يفعل ذلك خارجا عن تعليمات الكنيسة، ومطرودا من رحمة الرب، وقاتلاً لشعب الكنيسة، ومضيعا لمجده، وذلك باستثناء الحالات التي يقرر فيها الطب و الكنيسة خطر الحمل أو الولادة على حياة المرأة.
وقد اتخذت الكنيسة عدة قرارات لتحقيق الخطة القاضية بزيادة عددهم: 1 - تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة. 2 - تشجيع تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين (خاصة وأن أكثر من 65% من الأطباء والقائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة). 3 - تشجيع الإكثار من شعبنا، ووضع حوافز ومساعدات مادية ومعنوية للأسر الفقيرة من شعبنا. 4 - التنبيه على العاملين بالخدمات الصحية على المستويين الحكومي و غير الحكومي كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا، وبذل العناية والجهد الوافرين، وذلك من شأنه تقليل الوفيات بين شعبنا (على أن نفعل عكس ذلك مع المسلمين). 5 - تشجيع الزواج المبكر وتخفيض تكاليفه، وذلك بتخفيف رسوم فتح الكنائس ورسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية. 6 - تحرم الكنيسة تحريما تاما على أصحاب العمارات
(يُتْبَعُ)
(/)
والمساكن المسيحيين تأجير أي مسكن أو شقة أو محل تجاري للمسلمين، وتعتبر من يفعل ذلك من الآن فصاعدا مطرودا من رحمة الرب ورعاية الكنيسة، كما يجب العمل بشتى الوسائل على إخراج السكان المسلمين من العمارات والبيوت المملوكة لشعب الكنيسة، وإذا نفذنا هذه السياسة بقدر ما يسعنا الجهد فسنشجع و نسهل الزواج بين شبابنا المسيحي، كما سنصعبه و نضيق فرصه بين شباب المسلمين، مما سيكون أثر فعال في الوصول إلى الهدف، و ليس بخافٍ أن الغرض من هذه القرارات هو انخفاض معدل الزيادة بين المسلمين و ارتفاع هذا المعدل بين شعبنا المسيحى.
ثانيا- اقتصاد شعب الكنيسة: قال شنودة: إن المال يأتينا بقدر ما نطلب وأكثر مما نطلب، وذلك من مصادر ثلاثة: أمريكا، الحبشة، الفاتيكان، ولكن ينبغي أن يكون الاعتماد الأول في تخطيطنا الاقتصادي على مالنا الخاص الذي نجمعه من الداخل، وعلى التعاون على فعل الخير بين أفراد شعب الكنيسة، كذلك يجب الاهتمام أكثر بشراء الأرض، و تنفيذ نظام القروض و المساعدات لمن يقومون بذلك لمعاونتهم على البناء، وقد ثبت من واقع الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 60% من تجارة مصر الداخلية هي بأيدي المسيحيين، وعلينا أن نعمل على زيادة هذه النسبة. وتخطيطنا الاقتصادي للمستقبل يستهدف إفقار المسلمين ونزع الثروة من أيديهم ما أمكن، بالقدر الذي يعمل به هذا التخطيط على إثراء شعبنا، كما يلزمنا مداومة تذكير شعبنا والتنبيه عليه تنبيها مشددا من حين لآخر بأن يقاطع المسلمين اقتصاديا، وأن يمتنع عن التعامل المادي معهم امتناعا مطلقاً، إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك، ويعني مقاطعة: المحاميين، المحاسبين، المدرسين، الأطباء، الصيادلة، العيادات، المستشفيات الخاصة، المحلات التجارية الكبيرة و الصغيرة، الجمعيات الاستهلاكية أيضا، وذلك مادام ممكنا لهم التعامل مع إخوانهم من شعب الكنيسة، كما يجب أن ينبهوا دوما إلى مقاطعة صنّاع المسلمين وحرفييهم والاستعاضة عنهم بالصناع والحرفيين النصارى، ولو كلفهم ذلك الانتقال والجهد والمشقة. ثم قال البابا شنودة: إن هذا الأمر بالغ الأهمية لتخطيطنا العام في المدى القريب و البعيد.
ثالثا- تعليم شعب الكنيسة: قال البابا شنودة إنه يجب فيما يتعلق بالتعليم العام للشعب المسيحي الاستمرار في السياسة التعليمية المتبعة حاليا مع مضاعفة الجهد في ذلك، خاصة و أن بعض المساجد شرعت تقوم بمهام تعليمية كالتي نقوم بها في كنائسنا، الأمر الذي سيجعل مضاعفة الجهد المبذول حاليا أمرا حتميا حتى تستمر النسبة التي يمكن الظفر بها من مقاعد الجامعة وخاصة الكليات العملية. ثم قال: إني إذ أهنئ شعب الكنيسة خاصة المدرسين منهم على هذا الجهد وهذه النتائج، إذ وصلت نسبتنا في بعض الوظائف الهامة والخطيرة كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها أكثر من 60%، إني إذ أهنئهم أدعو لهم يسوع المسيح الرب المخلص أن يمنحهم بركاته و توفيقه، حتى يواصلوا الجهد لزيادة هذه النسبة في المستقبل القريب.
رابعا- التبشير. قال البابا شنودة: كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية، إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّفق عليه للمرحلة القادمة، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم والتمسك به، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد، ومن ثم يجب عمل كل الطرق واستغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن و إثبات بطلانه و تكذيب محمد. وإذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة، فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا، و إن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا. غير أنه ينبغي ان يراعي في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة لبقة وذكية؛ حتى لا يكون سببا في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم. وإن الخطأ الذي وقع منا في المحاولات التبشيرية الأخيرة التي نجح مبشرونا فيها في هداية عدد من المسلمين إلى الإيمان والخلاص على يد الرب يسوع المخلص هو تسرب أنباء هذا النجاح إلى المسلمين، لأن ذلك من شأنه تنبيه المسلمين وإيقاظهم من غفلتهم، وهذا أمر ثابت في تاريخهم الطويل معنا، وليس هو بالأمر الهين، ومن شأن هذه اليقظة أن تفسد
(يُتْبَعُ)
(/)
علينا مخططاتنا المدروسة، وتؤخر ثمارها وتضيع جهودنا، ولذا فقد أصدرت التعليمات الخاصة بهذا الأمر، وسننشرها في كل الكنائس لكي يتصرف جميع شعبنا مع المسلمين بطريقة ودية تمتص غضبهم وتقنعهم بكذب هذه الأنباء. كما سبق التنبيه على رعاة الكنائس والآباء والقساوسة بمشاركة المسلمين احتفالاتهم الدينية، وتهنئهم بأعيادهم، وإظهار المودة والمحبة لهم. وعلى شعب الكنيسة في المصالح و الوزارات والمؤسسات إظهار هذه الروح لمن يخالطونهم من المسلمين. ثم قال بالحرف الواحد: إننا يجب أن ننتهز ما هم فيه من نكسة ومحنة لأن ذلك في صالحنا، ولن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو بالحرب. ثم هاجم من أسماهم بـ"ضعاف القلوب"، الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مجد شعب الرب و الكنيسة، وعلى تحقيق الهدف الذي يعمل له الشعب منذ عهد بعيد، وقال إنه لم يلتفت إلى هلعهم، وأصر أنه سيتقدم للحكومة رسميا بالمطالب الواردة بعد، حيث إنه إذا لم يكسب شعب الكنيسة في هذه المرحلة مكاسب على المستوى الرسمي فربما لا يستطيع إحراز أي تقدم بعد ذلك. ثم قال بالحرف الواحد: وليعلم الجميع، خاصة ضعاف القلوب، أن القوى الكبرى في العالم تقف وراءنا ولسنا نعمل وحدنا، ولا بد من أن نحقق الهدف. لكن العامل الأول والخطير في الوصول إلى ما نريد هو وحدة شعب الكنيسة و تماسكه و ترابطه. ولكن إذا تبددت هذه الوحدة وذلك التماسك فلن تكون هناك قوة على وجه الأرض مهما عظم شأنها تستطيع مساعدتنا.
ثم قال: ولن أنسى موقف هؤلاء الذين يريدون تفتيت وحدة شعب الكنيسة، وعليهم أن يبادروا فورا بالتوبة وطلب الغفران والصفح، وألا يعودوا لمخالفتنا ومناقشة تشريعاتنا وأوامرنا. والرب يغفر لهم (وهو يشير بذلك إلى خلاف وقع بين بعض المسئولين منهم، إذ كان البعض يرى التريث وتأجيل تقديم المطالب المزعومة إلى الحكومة). ثم عدد البابا شنودة المطالب التي صرح بها بأنه سوف يقدمها رسمياً إلى الحكومة: 1 - أن يصبح مركز البابا الرسمي في البروتوكول السياسي بعد رئيس الجمهورية وقبل رئيس الوزراء.2 - أن تخصص لهم 8 وزارات (أى يكون وزراؤها نصارى).3 - أن تخصص لهم ربع القيادات العليا في الجيش والبوليس. 4 - أن تخصص لهم ربع المراكز القيادية المدنية، كرؤساء مجالس المؤسسات والشركات والمحافظين ووكلاء الوزارات والمديرين العامين ورؤساء مجالس المدن. 5 - أن يستشار البابا عند شغل هذه النسبة في الوزارات والمراكز العسكرية و المدنية، و يكون له حق ترشيح بعض العناصر و التعديل فيها. 6 - أن يسمح لهم بإنشاء جامعة خاصة بهم. وقد وضعت الكنيسة بالفعل تخطيط هذه الجامعة، و هي تضم المعاهد اللاهوتية الكليات العملية و النظرية، وتمول من مالهم الخاص. 7 - يسمح لهم بإقامة إذاعة من مالهم الخاص. ثم ختم حديثه بأن بشّر الحاضرين، وطلب إليهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة، بأن أملهم الأكبر في عودة البلاد والأراضي إلى أصحابها من "الغزاة المسلمين" قد بات وشيكا، وليس في ذلك أدنى غرابة، في زعمه. وضرب لهم مثلاً بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي "المستعمرين المسلمين" قرابة ثمانية قرون (800 سنة)، ثم استردها أصحابها النصارى. ثم قال: وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طردوا منها منذ قرون طويلة جدا (واضح أن شنودة يقصد إسرائيل). وفي ختام الاجتماع أنهى حديثه ببعض الأدعية الدينية للمسيح الرب الذي يحميهم و يبارك خطواتهم". بين يَدَىْ هذا التقرير المثير لا بد من كلمة: إن الوحدة الوطنية الرائعة بين مسلمى مصر وأقباطها يجب أن تبقى وأن تصان، وهى مفخرة تاريخية، ودليل جيد على ما تسديه السماحة من بر وقسط. ونحن ندرك أن الصليبية تغص بهذا المظهر الطيب وتريد القضاء عليه، وليس بمستغرب أن تفلح فى إفساد بعض النفوس وفى رفعها إلى تعكير الصفو. وعلينا، والحالة هذه، أن نرأب كل صدع، ونطفئ كل فتنة، لكن ليس على حساب الإسلام والمسلمين، وليس كذلك على حساب الجمهور الطيب من المواطنين الأقباط. وقد كنت أريد أن أتجاهل ما يصنع الأخ العزيز شنودة الرئيس الدينى لإخواننا الأقباط، غير أنى وجدت عددا من توجيهاته قد أخذ طريقه إلى الحياة العملية.
الحقائق تتكلم: فقد قاطع الأقباط مكاتب تنظيم الأسرة تقريبا،
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفذوا بحزمٍ خطة تكثير عددهم فى الوقت الذى تنفذ فيه بقوة وحماسة سياسة تقليل المسلمين. ثم إن الأديرة تحولت إلى مراكز تخطيط وتدريب، خصوصا أديرة وادى النطرون، التى يذهب إليها بابا الأقباط ولفيف من أعوانه المقربين، والتى يستقدم إليها الشباب القبطى من أقاصى البلاد لقضاء فترات معينة وتلقى توجيهات مريبة. وفى سبيل إضفاء الطابع النصرانى على التراب المصرى استغل الأخ العزيز شنودة ورطة البلاد فى نزاعها مع اليهود والاستعمار العالمى لبناء كنائس كثيرة لا يحتاج العابدون إليها لوجود ما يغنى عنها. فماذا حدث؟ لقد صدر خلال أغسطس وسبتمبر وأكتوبر سنة 1973 خمسون مرسوما جمهوريا بإنشاء 50 كنيسة يعلم الله أن أغلبها بُنِىَ للمباهاة وإظهار السطوة وإثبات الهيمنة فى مصر. وقد تكون الدولة محرجة عندما أذنت بهذا العدد الذى لم يسبق له مثيل فى تاريخ مصر. لكننا نعرف المسئولين أن الأخ العزيز شنودة لن يرضى لأنه فى خطابه كشف عن نيته، وهى نية تسىء إلى الأقباط والمسلمين جميعا. ومبلغ علمى أن الخطاب مسجل بصوت البابا نفسه ومحفوظ، ويوجد الآن من يحاول تنفيذه كله".
فكيف نتجاهل مثل تلك القضايا الواضحة ونذهب فنتناول واقعة تحيط بها الشكوك والشبهات من كل جانب أو على الأقل: لا تتضح أبعادها للرائى، ومن شأنها أن تعقّد الأمر تعقيدا لا يُرْجَى له حل وأن تمدّ المتربصين بالوطن بما يملى لهم فى غَيّهم ويساعدهم على ارتكاب المزيد من التهور والشغب؟
على أن هناك اعتبارا آخر يتصل بالطريقة التى تم بها سرد أحداث الرواية، ألا وهو أن الراوى يسوق لنا تفصيلات كثيرة بعد وقوعها بسنين طويلة، وهو ما لا يقتنع العقل معه بأن أحداث الرواية كانت لا تزال محفوظة فى ذاكرته كما وقعت بكل تفصيلاتها وألفاظها وأشخاصها وأماكنها لا تخرم منها شيئا. فعلى سبيل المثال نرى الراوى حريصا على ذكر تاريخ كل حجر أو سُلَّمة فى الكنيسة التى كان يشتغل قيما بها فى أول الرواية، متذكرا اسم كل شخص أهداها لها والظروف التى تم الإهداء فيها، بالإضافة إلى كل إناء من الأوانى الكنسية وكل ملبس من ملابس الكهنة مع ذكر وظيفته ودلالته (ص10 - 14 مثلا). واضح أن المؤلفة هى التى تتكلم هنا، وكأنها تقول لنا: أنا أعرف موضوعى جيدا، وقرأت عنه قراءة مفصلة مستوعبة لم تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها وأَوْرَدَتْها. ودليلا على ذلك نرى الراوى يشرح لنا الألفاظ الكنسية على نحو يدل دلالة واضحة لا تخطئها الأذن على أنه يتجه بكلامه إلينا نحن القراء المسلمين الذين يجهلون هذا كـ"التونية" مثلا، وهى "ثوب الكتان الطويل الواصل حتى القدمين، والمزين بالصليب المقدس على الظهر والصدر والحواف، وكذا أطراف الأكمام. وكانت تونية الأب يوساب هى الوحيدة المطرزة صلبانها بالجواهر الكريمة من ياقوت وزمرد وماس وعقيق، بينما تونيات الإكليروس جميعا قد طرزت من خيط حرير كما هو متبع دائما" كما جاء فى كلامه نصا (ص13). فالكاتبة هى التى تتكلم كما قلنا، إذ إن بدير فى كلامه لنفسه، أو حتى فى كلامه إلى أبناء دينه وعصره أيام كان لا يزال نصرانيا لم يتحول إلى الإسلام بعد، لم يكن بحاجة إلى مثل هذا الشرح لأنه وإياهم كانوا يعرفون تماما ما هى التونية.
ولتحقيق المزيدمن الفائدة، ولكيلا أبدو مقصرا عن السيدة المؤلفة، هأنذا أسوق ما يقوله "قاموس الكنيسة" (الموجود فى "موسوعة الكتاب المقدس" الضوئية فى إصدارها الرابع) عن هذا المصطلح الكنسى. تقول المادة التى تحمل اسم "تونية" فى ذلك القاموس: "تونية باليونانية (? ? i???)، وبالإنجليزية ( dalmatic, tunic, shirt): ربما كانت اللفظة "تونية" من الكلمة اللاتينية " tunica" ( تونيكا). أما الاسم الدّارِج عند الأقباط فهو "كولوبيون"، ومنها جاءت كلمة "جلابية" باللغة العربية. و"الكولوبيون" هي تونية، ولكن بأكمام قصيرة مُثَبَّتة فيها، بينما أن أكمام التونيه طويلة يمكن تركيبها أو فصلها من التونية. ويستخدم السريان تونية بيضاء مثل الأقباط واليونانيين، ويطلقون عليها اسم " kutina" ( كوتينة- كوتينا). وهو اسم مُشتق من الكلمة اليونانية "خيوتونيون" حسب قول Renudot. والأرمن يطلقون عليها اسم " Shapich". وهي تُعرَف في الكنيسة اليونانية باسم "إستيخارة". وتُعرَف في الغرب باسم " Alb"، وهي في اللاتينية " L'aube".
(يُتْبَعُ)
(/)
والتونية رداء أبيض من الكتان أو الحرير يصل من الرقبة إلى رسغ القدم، ويرتديها الشمّاس أو الكاهن أو الأسقف. ولكنها للأسقف ذو أكمام يمكن تثبيتها أو رفعها. وفي الغرب لها حزام حول الخاصرة يرتديه الخدام أثناء القداس الإلهي. وهي بلونها الأبيض تمثل الطهارة والنقاوة حين يرتديها الخدام سائلين الرب قائلين: "قلبًا نقيًّا اخْلُقْ فيَّ يا ألله".وقد عرفتها الكنيسة الشرقية والغربية كقميص تحتي " under tunic" عادي يرتديه العامة. وقد استُخدِمَت في العبادة المسيحية منذ زمن مبكر. ولكنها لم تصبح رداءً كنسيًّا رسميًّا إلا في بداية القرن الخامس مثل بقية الملابس الكهنوتيّة. وتُزَيَّن التونية بالصلبان، وعند الأطراف بُحلى وبألوان لبعض المشغولات، وتُسمى: apparels".
إلا أن هناك مشكلةً ما كان أغنى المؤلفة، وما كان أغنانا نحن أيضا معها، عنها والمعاناة فنيا منها. ذلك أن الثوب الكنسى الذى يتحدث عنه بدير لم يكن فى ذلك الوقت يسمى: "تونية"، إذ من الواضح، كما رأينا فى الشرح المار لتوه، أن اسم ذلك الثوب هو تعريب لكلمة أجنبية ربما كانت هى الكلمة اللاتينية " tunica" كما قرأنا فى المادة الخاصة به فى قاموس الكنيسة. فهل كانت تلك الكلمة قد عُرِّبَتْ فى ذلك الوقت المبكر؟ بل هل كانت هى الكلمة المستعملة بين النصارى حينئذ؟ ذلك أن الشرح الذى أوردناه لتونا يذكر أن الاسم الدّارِج لها عند الأقباط هو "كولوبيون"، وأنها لم تصبح رداءً كنسيًّا رسميًّا إلا في بداية القرن الخامس مثل بقية الملابس الكهنوتيّة، أى بعد أحداث الرواية بثلاثة قرون تقريبا.
ليس ذلك فحسب، بل إن الرواية مملوءة بوصفات الأطعمة والأشربة والأدوية مغرقة فى دقائق الدقائق، مما لا يمكن أن يظل الراوى متذكرا إياه بعد كل هاتيك الأعوام الطوال، ومع ذلك نفاجأ بأن ذهنه كمبيوتر يابانى. صحيح أن الكمبيوتر اليابانى قد خرج أول من أمس من مسابقة كأس العالم حين فشل أحد لاعبيه فى تسديد ركلته الترجيحية وبكى بدموعٍ حِرَارٍ وغِزَارٍ خَشِيتُ والله معها أن يقوم بغرس السيف فى بطنه وإخراجه من ظهره أمامنا على شاشة المرناء على طريقة اليابانيين (وليس على طريقة المتبلدين ممن يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى الأمريكيين والصهيونيين دون أن يختلج لهم ضمير بل دون أن يرفّ لهم هُدْب لسماكة جلودهم وتعطل آدميتهم وتلاشى أحاسيسهم. لكن هذه مسألة أخرى تفوّر الدم وتجلب ارتفاع الضغط، ونحن لسنا ناقصين، فلأعد إلى ما كنت بسبيله فأقول إننى خشيت أن يَبْخَع الولدُ اليابانىُّ نفسَه جَرْيًا على تقاليد اليابانيين) عندما يقصّرون فى حق أمتهم ولا يؤدون واجبهم تجاهها كما ينبغى، إلا أنى لا أقصد الكمبيوتر اليابانى البشرى الذى لم يستو تماما عوده فى كرة القدم بعد، وإن كان يسير على الطريق بخطا حثيثة منذ بدا له أن يشارك فى مسابقات كرة القدم العالمية، بل الكمبيوتر الآلى، الذى لا يهنّج ولا ينسى ولا يضطرب أبدا بخلاف شبيهه الصينى والتايوانى.
ونظير ذلك أسماء العازفين فى الفرقة التى كان من المنتظر أن تحيى حفل عرس أخى الراوى لولا أن خطيبة الأخ، وهى حبيبة الراوى السابقة، قد انتحرت فانقلب الفرح غما، إذ نرى بدير (ص35 - 36) ما زال يذكر أسماء أعضاء الفرقة، فضلا عن تفاصيل الأجور التى اتفق معهم عليها، وكأن الأمر لم يمر عليه سنوات وسنوات وسنوات وقع له فيها أحداث لم تكن تخطر له على بال أخذته من مصر إلى الشام فأنطاكية فالعراق فالشام مرة أخرى فمصر فى نهاية المطاف، وانتقل أثناءها من قَيِّمٍ فى كنسية قصر الشمع إلى أسير إلى خادم فى قصر المأمون ببغداد، كما ترك النصرانية وأصبح مسلما ... إلخ. وهذه هى السطور التى نحن بصددها. قال بدير: "رحت أتذكر، وأنا جالس فى مطرحى ذلك، العقد وكيف أخذت، وأنا أبرمه آنذاك، فى مجادلة رئيس الفرقة الموسيقية أونفريس بن آمونيوس الجريكى ليخفض من أجر فرقته حتى وافق على أن يحصل على أربعين زوجا من الأرغفة المصنوعة من البُرّ والحلبة وتسع جِرَارٍ من النبيذ وأربعة أنصاف فضة لكل عازف من عازفيه الذين كانوا معه: تاسيوس وأفونجس بن هيراكليس وكوبروس وآرسينوى"، فضلا عن أورليوس، الذى سيذكره بعد قليل رغم أنهم لم يكونوا من مدينته، بل من مدينة بعيدة، إلى جانب أنهم لم يكونوا مصريين أصلا بل يونانيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولدينا كذلك (ص47) وصفة طبية عشبية من وصفات ذلك الوقت لعلاج نوع من الديدان يسمى: "بند". والكلام فيها لثاونا رفيق الراوى فى رحلته إلى بلاد البشمورى، والخطاب موجه إلى أم صبى قابلاها فى الطريق كان ابنها مصابا بالدودة المذكورة. يقول ثاونا: "إن ولدك هذا مصاب بالدودة الشيطانية المسماة: "بند"، وقد تمكنتْ منه واستقرت فى جوفه، وهى تأكل ما يأكل جميعه. لذا فهو مصفر هزيل. لذلك عليك إعطاؤه شرابا من صمغ السليخ ممزوجا بزهر النعناع الفلفلى مع الصاس الذى يسمونه بلسان العرب الآن: الخروع، على أن يؤخذ قبل التريق بعد رجه جيدا فى القارورة لمدة ثلاثة أيام حتى تموت الدودة وتخرج من جوفه مع ما يخرج من فضلات. وإذا تقايأ مرة فلا تخافى، فهذا من الأمور المعتادة عند تناول مثل هذا الشراب. ومعناه أن الترياق قد بدأ يفنى الدودة، وهى فى سبيلها إلى الموت والنزول. ولو شرب الشيح المغلى قبل النوم كل ليلة فسوف يأتى النفع سريعا ويخلص الولد مما هو فيه". فيا للعجب أن يظل الراوى متذكرا لكل شىء فى الوصفة بما فيها من عناصر ومقادير ومواعيد ونتائج تفصيلية، وكأنه قد رقن كل هذا على الكاتوب، الذى لا يضل ولا ينسى رغم هاتيك السنين التى مرت جميعها.
وهناك ألوان الأطعمة، أو كما نقول اليوم: "أطباق الطعام"، التى تترى أسماؤها ووصفاتها على لسان الراوى كالخشكنانج والسفدية والأسفيذباجة والفالوذج والسكباجات والحنطيات والسلاقات وقلايات الطباهج وإحبارية السمك والمأمونية وجواذب الدجاج وبهطات الأرز والخبز الأفلاعمونى والخبز الماوى ... إلخ (ص274). وفى موضع آخر نسمع بدير يصف بالتفصيل، جريا على عادته، كيفية صنع "العكيكة"، وهى لون من الطعام كان يُقَدَّم إلى المأمون، يصنعه له حسين الطباخ من اللحم السمين وإلية الخروف. وفى وصفة الطبق تقابلنا ألوان من الأبازير والتوابل التى تضاف بمقادير غاية فى الدقة وتتطلب شرحا على قدر من التعقيد، كالكمون والفلفل والدارصينى والملح والمصطكى والثوم واللبن الفارسى (ص281). كذلك هناك خريطة بغداد التى رسمها له حسين الطباخ لتساعده على الوصول إلى أشخاص ينتمون مع حسين إلى بعض الجماعات السرية المناهضة للنظام فى عاصمة الإمبراطورية (ص315 - 316). وهى خريطة دقيقة لا تناسب ما كانت عليه الخرائط فى ذلك الوقت، فضلا عن أنه من المستبعد أن يستعين الناس آنئذ بالخرائط فى الوصول إلى ما يبغون من أماكن. إننا لا نفعل هذا الآن فى مدننا العصرية، فما بالنا بأجدادنا فى ذلك الزمن البعيد الذى لم أسمع أن أحدا فيه ولا فيما بعده بقرون قد استعان بتلك الأداة فى الاهتداء إلى ما يبغى بلوغه من الأحياء والمبانى فى مدينة كبغداد؟
كذلك لا ينبغى أن ننسى الأشعار العربية الكثيرة التى كان الراوى يسمعها مرة واحدة يتيمة فيحفظها فى الحال ولا تغادر ذاكرته أبدا رغم أنه لم يكن عربيا. بل لم يكن وقتذاك يستعمل العربية فى غالب الأحيان. وهنا لا بد أن نذكر ما لاحظناه فى هذه الأشعار من أن الألفاظ مشكَّلة تشكيلا خاطئا مما يدل على ضعف الكاتبة فى قراءة الشعر. ومن تلك النصوص التى التقطتها حافظة راوينا فلم تخرم منها حرفا الأبيات التالية التى ذكر أنه سمع أحد صوفية المسلمين ينشدها لدن إبحاره مع سائر الأسرى البشموريين من تنيس مغادرين الديار المصرية (ص205):
أفي كلِّ عام غربة ونزوحُ * أما للنّوى من منيةٍ فتريحُ؟
لقد طلح البينُ المشتُّ ركائبي * فلا أرين البينَ وهو طليحُ
وأرّقني بالري نوح حمامة * فناحتْ، وذو الشجو الحزين ينوحُ
على أنها ناحتْ، ولم تَذْرِ دمعةً * ونُحْتُ، وأسرابُ الدموع سفوحُ
ومنها كذلك الأبيات التالية التى لم ينسبها الرواى إلى شاعر معين كعادته، وهى من بحر الطويل، وصاحبها هو العَكَوَّك الشاعر العباسى، وكان معاصرا للخليفة المأمون:
أَلا رُبَّ هَمٍّ يُمنَعُ النَومُ دونَهُ * أَقامَ كَقَبْضِ الراحَتَيْنِ عَلى الجَمرِ
بَسَطْتُ لَهُ وَجهي لأَكْبِتَ حاسِدًا * وَأَبدَيْتُ عَن نابٍ ضَحوكٍ وَعَن ثَغْرِ
وَشَوقٌ كَأَطرافِ الأَسِنَّةِ في الحَشَا * مَلَكتُ عَلَيهِ طاعَةَ الدّمعِ أَن يَجري
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن الأمر ليبلغ مبلغا لا يطيقه العقل، وذلك حين يخبرنا بدير (ص224) أن أمه كانت تغنى أمامه وهو صغير الأبيات التالية. ووجه العجب أن هذه الأبيات لا يمكن أن تكون من نتاج العصر العباسى المبكر الذى تدور أحداث الرواية فيه. كما أن أم بدير لم تكن عربية أصلا، بل لم تكن تعرف العربية حتى تردد شعرا عربيا. تقول الأبيات الغريبة غير المنتظمة عروضيا:
صيرنى حزنى على أحبابى * عليلا بلا علة
وكاد الأسى والنوح * يخرجنى من الملة
ودهر يروح يا عين وشوقى * لخلى لا توصف له خلة
ومع هذا فلا نكران أن لكثير من الشعار التى أوردتها المؤلفة على لسان بدير عُلْقَةً بالقلب. وآخر تلك الأشعار هى الأبيات الثلاثة التى اختتمت المؤلفة بها روايتها، وهى:
حسبي اللّه توكّلتُ عليهِ * مَنْ نواصي الخلق طرًّا بيديهِ
ليس للهارب في مهربه * أبدا من راحة إلاّ إليهِ
رُبَّ رامٍ لي بأحجار الأذى * لم أجد بدًّا من العطف عليهِ
وعلى عادتى فى التنقيب عن صاحب تلك الأبيات أقول إنها لبهلول المجنون، الذى كان يعيش فى عصر الرشيد. وكتب ابن شاكر الكتبى صاحب "فوات الوفيات"، من أهل القرن الثامن الهجرى، فى ترجمته ما يلى، وهذا الذى كتبه مؤلم أشد الألم: "بهلول بن عمرو، أبو وهيب الصيرفي المجنون، من أهل الكوفة. حَدَّثَ عن أيمن بن نابل وعمرو بن دينار وعاصم بن أبي النجود. وكان من عقلاء المجانين ووسوس، وله كلام مليح ونوادر وأشعار. واستقدمه الرشيد أو غيره من الخلفاء ليسمع كلامه. توفي في حدود التسعين والمائة. قال الأصمعي: رأيت بهلولا قائما ومعه خبيص، فقلت له: أيش معك؟ قال: خبيص. فقلت: أطعمني. قال: هو ليس لي. قلت: لمن هو؟ قال: هو لحمدونة ابنة الرشيد بعثتْه لي آكله لها. وقال محمد بن أبي إسماعيل ابن أبي فديك: رأيت بهلولا في بعض المقابر، وقد أدلى رجليه في قبر، وهو يلعب بالتراب، فقلت: ما تصنع ها هنا؟ قال: أجالس أقواما لا يؤذوني، وإن غبت لا يغتابوني. فقلت: قد علا السعر مرة، فهل تدعو الله فيكشف عن الناس؟ فقال: والله ما أبالي، ولو كان حبة بدينار. لله علينا أن نعبده كما أمرنا، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا. ثم صفق يده، وأنشأ يقول:
يا من تمتّعُ بالدنيا وزينتها * ولا تنام عن اللذات عيناهُ
شغلت نفسك فيما لست تدركه * تقول للّه ما ذا حين تلقاهُ؟
وقال الحسن بن سهل: رأيت الصبيان يرمون بهلولا بالحصى، فأدمته حصاة، فقال:
حسبي اللّه توكّلتُ عليهِ * مَنْ نواصي الخلق طُرًّا بيديهِ
ليس للهارب في مهربه * أبدا من راحة إلاّ إليهِ
رُبَّّ رامٍ لي بأحجار الأذى * لم أجد بُدًّا من العطف عليهِ
فقلت له: تعطف عليهم، وهم يرمونك؟ فقال: اسكت. لعل الله يطلع على غمي ووجعي وشدة فرح هؤلاء فيهبُ بعضنا لبعض. وقال عبد الله بن عبد الكريم: كان لبهلول صديق قبل أن يُجَنّ، فلما أصيب بعقله فارقه صديقه. فبينما بهلول يمشي في بعض طرقات البصرة إذ رأى صديقه. فلما رآه صديقه عدل عنه، فقال بهلول:
اُدْنُ منّي ولا تخافنَّ غدري * ليس يخشى الخليل غدر الخليل
إنّ أدنى الذي ينالك مني * ستر ما ُيتَّقَى وبثّ الجميل
قال الفضل ابن سليمان: كان بهلول يأتي سليمان بن علي فيضحك منه ساعة ثم ينصرف. فجاءه يوما، فضحك منه ساعة ثم قال: عندك شيء نأكل؟ فقال لغلامه: هات لبهلول خبزا وزيتونا. فأكل ثم قام لينصرف، وقال لسليمان: يا صاحب، إن جئنا إلى بيتكم يوم العيد يكون عندكم لحم؟ فخجل سليمان. وجاء إلى بعض أشراف الكوفة وقال له: أشتهي آكل عسلا بسرقين (أى عسلا بالزبل)، فدعا بهما، فأكل من العسل وأمعن فيه. فقال له الرجل: لم لا تأكل السرقين كما قلت؟ قال: العسل وحده أطيب. وعبث به الصبيان يوما ففر منهم والتجأ إلى دارٍ بابها مفتوح فدخلها، وصاحب الدار قائم له ضفيرتان، فصاح به: ما أدخلك داري؟ فقال: "يا ذا القرنين، إن يأجوجَ ومأجوجَ مفسدون في الأرض". وسأله يوما علي بن عبد الصمد البغدادي: هل قلتَ شيئا في رقة البَشَرة؟ فقال: اكتب:
أضْمر أن أُضْمِر حبي له * فيشتكي إضمار إضماري
رَقَّ فلو مرّت به ذرّةٌ * لخضّبته بدمٍ جاري
فقال: أريد أرقّ من هذا. فقال:
أضمر أن يأخذ المرآة لكي * يبصر وجها له فأدناها
فجاز وهم الضمير منه إلى * وجنته في الهوى فأدماها
فقال: أريد أرقّ من هذا أيها الأستاذ. فقال: نعم، وما أظنه. اكتب:
(يُتْبَعُ)
(/)
شبّهته قمرا إذ مرّ مبتسما * فكاد يجرحه التشبيه أو كلما
ومرّ في خاطري تقبيل وجنته * فسيّلت فكرتي في وجنتيه دما
فقال: أريد أرق من هذا. فقال: يا ابن الفاعلة، أرقّ من هذا كيف يكون؟ رويدك لأنظر إن كان قد طبخ في المنزل حريرة أرق من هذا. رحمه الله تعالى".
وسر تألمى هو أن هذا الرجل يرينا أن البشر شديدو الضعف حتى إن حالهم لتنقلب من الصحة إلى الجنون لو حدثت لهم اختلالات معينة فى النسب التى بنيت أمخاخهم أو نفوسهم مثلا وفقا لها فيصيرون مساكين يُرْثَى لحالهم كما هو الأمر مع بهلول، الذى كان من الممكن أن يكون الواحد منا مثله وأسوأ حالا لو أرادت الأقدار، لكنها لم تُرِدْ، والذى كنا نعرف أمثاله فى طفولتنا، فكنا نداعبهم أحيانا، ونقسو عليهم ونؤذيهم أحيانا أخرى. ومن هؤلاء من كنا نسميه: "محمد معروف نمرة 8" لأنه كان يرتدى سترة عسكرية قديمة عليها شريط على هيئة هذا الرقم. وكان يلوذ عادة بالمقابر، فيتتبعه الصبيان هناك ويقذفونه بالحجارة، والماهر من يصيبه فى رأسه أو وجهه فيُدْمِيه. ولم يكن يجد وَزَرًا أو ملجأً من أولئك الشياطين سوى أن يمعن فى التغلغل بين المدافن لعلها تستره عنهم وتحميه من قذائفهم، وهم وراءه لا يريدون أن يتركوه. وحين أتذكر هذا الآن، ولا أدرى هل كنت أقذفه مع القاذفين أم هل كنت أكتفى بالجرى مع الصبيان أتفرج على ما يصنعون، أتألم أشد الألم لما كان ينزل بهذا المسكين من تعذيب لا يملك إزاءه شيئا سوى أن يتحمل ما يصيبه منه قدرا مقدورا لا مهرب منه. ولا أدرى إلام صار أمر ذلك الرجل الذى كان من قرية شِفَا المجاورة لقريتنا كُتَامة، رحمه الله. كان ذلك فى خمسينات القرن الماضى.
هذا، وفى الرواية تفاوتات كثيرة بين الحقيقة والواقع، فى العقيدة والتاريخ والجغرافيا واللغة والسلوك. مثلا قول الراوى (فى أول الرواية): "السما السابعة" هل هو تعبير نصرانى؟ المعروف أنه تعبير إسلامى، إذ تحدث القرآن الكريم عن السماوات السبع عدة مرات، أما فى الكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى فليس ثَمَّ ذِكْرٌ له. ومثله كلام بدير عن غسل جسمه سبع مرات وحرصه على الإشارة إلى الرقم سبعة فى هذا السياق. ولقد بحثت فى مادة "سبعة" بـ"دائرة المعارف الكتابية" فلم أجد ذكرا لتطهير الجسد فى أى ظرف سبع مرات. ثم لم أكتف بذلك بل بحثت فى "موسوعة الكتاب المقدس" فى كتاب "اللاهوت العقيدى" تحت عنوان "أسرار الكنيسة" حيث يوجد كلام عن المعمودية، وهى أول تلك الأسرار وأهمها، إذ هى مدخل الشخص إلى الدين نفسه، فوجدت عدد التغطيسات فى الماء ثلاثة لا سبعة. وهذا نص ما قرأت: "سر المعمودية: به نولد ميلادا ثانيا بتغطيسنا فى الماء ثلاث دفعات على اسم الثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدس. ويعتبر هو الباب الذى يدخل منه المؤمن إلى الكنيسة وملكوت الله، طبقا لقول الرب يسوع: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5) ". وبهذا لا أفهم كيف يحرص بدير على غسل جسده سبع مرات وكيف يحرص على ذكر ذلك. وفى الصفحة الرابعة والعشرين نسمع بدير يقول لثاونا يطمئنه بأن أحدا من المسلمين لن يتعرض لهما لأنهما "فى المعمودية"، مفسرا ذلك بأنهما سيكونان فى "لبوسٍ كهنوتية" بنص عبارة الكاتبة، وكأن كلمة "لَبُوس" كلمة مؤنثة، على حين هى كلمة مذكرة. فتكون الكاتبة قد أخطأت مرتين: مرة عندما فسرت المعمودية بارتداء ملابس كهنوتية مع أن هذا المصطلح إنما يعنى دخول الشخص فى النصرانية حقيقة أو اعتبارا، ومرة عندما أنثت الكلمة، وهى مذكَّرة.
كذلك نسمع بدير أيضا، حين يتحدث عن آدم وهو لا يزال نصرانيا لم يصبح مسلما بعد، يسارع قائلا: "عليه السلام" (ص41) مثلما يصنع المسلمون. والنصارى لا يستخدمون هذه العبارة التى ليست من قاموسهم ولا من استعمالاتهم. ومثل ذلك استخدام مصطلح "الفُتْيَا" (ص112)، وهو ليس مصطلحا نصرانيا حتى يقوله الراوى عن جواب مسألة دينية نصرانية. وكان بدير وثاونا قد لقيا امرأة مصرية فى الطريق إلى بلاد البشمور أخبرتهما أنها اضطُرّت إلى تزويج ابنتها من رجل مسلم نظرا إلى أن أهل القرية التى تعيشان فيها قد أسلموا جميعا على بَكْرَة أبيهم، وأنها تريد أن تطمئن إلى أنها لم تغضب الرب بهذا الذى صنعته، فكان تعليق بدير: "أُسْقِطَ فى يد ثاونا، وهو المتكفل
(يُتْبَعُ)
(/)
بالكلام فى هذا المقام، أما أنا فسكتُّ لأنه لا تحقّ لى الفُتْيَا فيما لا أعلمه". كذلك ليس تعبير "الصلاة الجامعة" تعبيرا نصرانيا يستعمله النصارى لقداس يوم الأحد مثلا حسبما جاء فى كلام ثاونا لتلك المرأة، إذ قال بدير إن ثاونا قد "نصحها بالذهاب كل أحد إلى البِيعَة للصلاة الجامعة" (ص113). إنما هو تعبير إسلامى كما فى الحديثبن التاليين مثلا: "عن عائشة رضي الله عنها أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث مناديا بـ"الصلاةالجامعة"، فتقدم فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات"، و"أنه لما كان عند صلاة الظهر نودي أن الصلاةجامعة، ففزع الناس فاجتمعوا إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم فصلى بهم الظهر أربع ركعات". وفى ص52 يقول الراوى إنهما دخلا أتريب قبل الزوال. وكان قد قال إنهما يطمعان أن يصلا إليها قبل الظلام. فماذا تقصد الكاتبة بالزوال؟ هل تقصد وقت الظهيرة على ما يقتضيه معنى هذه اللفظة؟ لكن هذا غير ممكن، إذ المسافة بين الفسطاط، التى بدأ رحلته منها هو وثاونا فى بكرة الصباح، وبين أتريب، التى كانت مجاورة لبنها، هى مسافة جِدّ بعيدةٍ لا يمكن بلوغها بمثل تلك السرعة أيام كانت المواصلات هى البغال والحمير، وبخاصة أن الرجلين كانا كثيرَىِ التوقف فى الطريق لكل صغيرة وكبيرة. أم تراها تقصد غروب الشمس ظنا منها أن الغروب هو زوال الشمس من السماء، فيكون هذا خللا فى لغتها فوق البَيْعة؟ أم ماذا؟
والعجيب أنها هى نفسها، فى حوار لها بإحدى المجلات، تقف عند موضوع المسافات فى تلك العصور القديمة، مؤكدة بقوةٍ أن إيقاع السفر كان بطيئا جدا جدا نظرا إلى بدائية وسائل المواصلات أوانئذ حتى لقد حددت المسافة الزمنية التى يستغرقها الانتقال من الفسطاط إلى الإسكندرية بالشهور. فإذا كانت أتريب تقع فى نهاية رُبْع تلك المسافة تقريبا فمعنى ذلك أنه من المستحيل أن يصل بدير وثاونا فى ذات اليوم لا عند الزوال ولا عند الأصيل، بل لا بد أن يستغرق الأمر بضعة أسابيع فى أقل التقديرات حسب كلامها. فلِمَ إذن لم تتنبه إلى ما تنبِّهنا نحن القراء إليه وكأننا نحن المخطئون؟ تقول فى حوار منشور بالإنجليزية فى موقع "جالوت": " It would be an unjust and erroneous approach to start this historical novel with a preconceived idea that distances are covered as easily as in our twenty-first century. I was dealing with the ninth century AD. For example a traveller would take months--at that time--to reach Alexandria coming from Al-Fustat (an old quarter in Cairo) and it differs quiet a lot whether he is riding a horse, a mule, or travelling on his foot. We mustn't think that it was a picnic taking two hours as it is in the twenty-first Century" (goliath.ecnext.com)، وإن كنت أرى أنها تبالغ كثيرا فى قولها إن الرحلة من الفسطاط إلى الإسكندرية كانت تستغرق شهورا، مثلما بالغتْ أشد المبالغة فى تأكيدها أن الدلتا كانت كلها مستنقعاتٍ وبِرَكًا وطينًا: " The whole Nile Delta was an area of swamps, bogs, and mud, and this in turn affected its inhabitants immensely and made them able swimmers" ( انظر " An interview with Salwa Bakr" بموقع " goliath.ecnext.com"). ذلك أن الدلتا كانت فى ذلك الوقت ولا تزال حتى الآن تعج بالمدن والقرى مما لا يتسق مع ما تقوله المؤلفة. ربما كان هذا يصدق على الجزء الشمالى قرب البحر المتوسط، أما الدلتا كلها فلا أظن ذلك أبدا.
ثم هل كان النصارى فى مصر يختتنون حتى يعد عدم الاختتان نجاسة وانحرافا كما جاء فى الرواية؟ ذلك أننا نقرأ (ص61) عن الراهب الهرطيق فلاأس: "فأخذ الرهبان فلاأس وظلوا يضربونه حتى سح دمه وتمزقت ملابسه وبان لحمه. فلما نظروا عورته وجدوا قلفته كما هى، وظهر لهم أنه غير مختتن، فاكتملت فضيحته وتأكدت نجاسته، وتيقن الكل من أنه ليس مسيحيا تاوضوسيا حقا". تقول مادة "ختان" فى "قاموس الكتاب المقدس" (تحرير بطرس عبد الملك وجون ألكسندر طمسن وإبراهيم مطر): "الختان: هو التطهير (تك 17: 10 - 12 ويو 7: 22). والختان من الشعائر المعروفة في اليهودية، وهو قطع لحم غُرْلَة كل ذكر ابن ثمانية ايام. وقد جُعِل هذا الطقس علامة
(يُتْبَعُ)
(/)
عهد بين اللهوابراهيم الذي اختتن هو وأهل بيته وعبيده الذكور. وكان الختان يقوم به عادة ربالبيت أو أحد العبرانيين، وأحيانًا الأم (خر 4: 25 ومكابيين الأول 1: 60) وقد خُتِن ابراهيم وهو في التاسعة والتسعين، وإسماعيل وهو في الثالثة عشرة (تك 17: 11 - 27). ثمتجددت سُنّة الختان لموسى (لا 12: 3)، فقُضِيَ أن لا يأكل الفصْحَ رجلٌ أغرل. وكان اليهود يحافظون كل المحافظة على هذه السنة. وقد أهملوها أثناء رحلتهم في البرية. على أنهعند دخول أرض كنعان صنع يشوع سكاكين من الصوّان وختن الشعب كله (يشوع 5: 2 – 9). وكان مفروضا على كل الغرباء الذين يقبلون الدخول في اليهودية أن يخضعوا لهذا الفرض مهما تكن أعمارهم (تك 34: 14 - 17 و22 وخر 12: 48). على أن الختان كان شائعا ومعروفا بين المصريين القدماء وغيرهم من الشعوب، إلا أنه لم يكن معروفا لدى الفلسطينيين. ولكنه في اليهودية كان فرضا دينيا للتمييز بين نسل ابراهيم وباقي الناس (رو 4: 9 - 12). ومعنى الختان الروحي لدى اليهود هو تكريس الجسد، ولذلك كان يدعون أنفسهم: "أهل الختان"، ويدعون من عداهم: "أهل الغُرْلَة". وفي بكور العصر المسيحي زعم فريق من اليهود المتنصرين أن حفظ تلك السُّنّة ضروري للخلاص، ولهذا قالبولس في رسالته إلى غلاطية: "ها أنا بولسأقول لكم إنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا. لكن أشهد أيضا لكل انسان مختتن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس" (غلا 5: 2 و3). وأيضا: "لأنه في المسيح يسوعليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة" (غلا 6: 15). ويتضح مماجاء في كولوسي 2: 11 و12 أن الرسول يُعَلّم بأن للمعمودية في العهد الجديد نفسالمكانة التي كانت للختان في العهد القديم. ولا يزال اليهود المعاصرون يمارسون هذه السُّنَّة بكامل طقوسها فيأتون بالولد إلى المجمع، فيأخذه رجل يدعى: "سيد العهد"، ثميأتي الخاتن ويجري عملية الختان مع بعض الطقوس والمراسيم".
وتلقى المادة المخصصة لذات الموضوع فى "دائرة المعارف الكتابية" على هذه القضية مزيدا من الضوء فتقول: "لقد أثارت قضية الختان جدلاً طويلاً بين المسيحيين الأوائل، فقد طالب المسيحيون التهوديون بضرورة الختان، وكان ذلك امتدادا للنظرية التخصصية الصارمة التي تقول بأن الخلاص بالمسيح مقصور على النخبة المختارة فقط والتي ظهرت في أثناء فترة القهر الطويلة في العهدين اليوناني والروماني. وطبقا لهذا الرأي فإن الخلاص من اليهود ولليهود، وكان يلزم أن يصير الإنسان يهوديا أولاً قبل أن يستطيع أن يكون مسيحيا. ووافق بولس الرسول على ختان تيموثاوس "من أجل اليهود" فقط (أع 16: 3) لكنه رأى أن المبدأ في خطر، فأثبت في معظم رسائله عدم جدوى ما يقوله التهوديون".
وفى ص188 - 189 تتأنى الكاتبة فى وصف الظروف المهببة التى كانت تحيط ببدير هو وإحدى الفتيات المصريات حين وقعا فى يد المسلمين القساة القلوب الغلاظ الأكباد الهمج المتوحشين عديمى الضمير والإنسانية حسبما صورتهم الكاتبة، وتتفنن فى وصف ممارستهما الجنس بعد أن يتزوجا (على طريقة الأفلام المصرية حين ينظر العاشقان إلى السماء ويشهدانها على أنهما قد تزوجا. حاجة ببلاش كده!)، وذلك فى المكان الذى تم تجميع الأسرى فيه، إذ إن الفتاة، حسبما تقول الرواية، لم تكن تحب أن تقع فى يد الجند المسلمين فيفعلوا بها الأفاعيل بعدما قتلوا أهلها جميعا، وهى العذراء البكر التى لم يسبق لها أن عرفت الجنس بتاتا. ولكن على رأى المثل: "نحن فى ... أم فى شَمّ وَرْد؟ ". بالله هل هذا وقت مناسب للزواج وتبادل القبلات والأحضان وما بعد القبلات والأحضان؟ إِخْص عليك يا فَلاَتِى أنت وهى!
وكان بدير قد رآها وهى تساق مع بقية الأسرى فاشتهاها وتمنى لو يجامعها، وها هى ذى الفرصة قد جاءته "على الطبطاب" كما قالت الكاتبة فى موضع آخر من روايتها، فقد اقتربت منه الفتاة تاركة موضعها مع النساء فى الجانب الآخر من المكان وجلست إلى جانبه، فشعر بأن نارا تسرى فى جسده وتحرق روحه وكيانه، ثم لامسته بجسدها وقربت أنفاسها من أنفاسه طالبة من الله (ولا يكثر على الله) أن يتزوجها لتصير حاملا (هكذا خبط لزق) فلا تروج عند النخاسين ساعتئذ، ثم ارتمت على صدره وراحت تعانقه وتمطره بالقبلات الملتهبة التى تليق بعفيفة شريفة تخاف على عرضها مثلها، فتشجع هو
(يُتْبَعُ)
(/)
ونسى مخاوفه من أن يراهما أحد المشرفين على المكان واندمج فى الدور ونال ما يشتهيه منها على أحسن وضع، وقد أصابه (كما يقول هو لا أنا والله العظيم) مَسٌّ من الجنون وأخذته لذة شيطانية باهرة (ترى ما الداعى هنا إلى ذِكْر الشياطين؟ ألم نكن سمنا على عسل منذ قليل؟) وجثم فوقها وهات يا ... وهات يا ماذا؟ سوف أسكت وأترك الباقى لذكائكم الخارق.
ومنذ ذلك الحين أصبحت الفتاة، كما أخبرها هو، زوجته وخليلته ووليفته حتى يوم الدينونة، وأكد لها أنه لن يتركها أبدا ما دام فى قلبه عرق ينبض (كما بشر أحد الحكام المسلمين شعبه منذ فترة ليست بالبعيدة، فكانت أسوأ بشرى!)، وسيضعها فى بؤبو العين ويجعل رمشه حجابا عليها بنص عبارته لها، وإن لم يضف أنه "سوف يتكحَّل عليها" طبقا لكلام الأغنية التى تشدو بها عايدة الشاعر. وهو ما لحسه بل لحسته الكاتبة بعد قليل، فكلام الليل المدهون بزبد ما إن يطلع عليه النهار حتى يسيح، إذ لم تعد الرواية إلى سيرة هذه الشريفة ربة الصون والعفاف بعد هذا قط. لماذا؟ لأنه ليس لها أى دور فى الرواية. إنما جىء بها لتشويه تاريخ المسلمين فقط. وقد تم المراد، والحمد لله، الذى لا يحمد على مكروه سواه، ففيم بقاؤها بعد هذا؟ فانظر، أيها القارئ، إلى هذا الأسلوب الشيطانى فى تلطيخ صورة المسلمين وتشنيعها وتبشيعها.
ومضيًّا مع عادتى فى الاستطراد أحيانا (أهى عادتى أم سأشتريها؟) أقول إن هذا الخلبوص الكبير ما إن يهبه الخليفة المأمون (فى الرواية طبعا، أى فى الأحلام والأوهام وليس فى الحقيقة، فالمأمون لم يكن يوزع الجوارى الجميلات ذوات الأصوات الكروانية على الفقراء التعساء كجزء من مال الزكاة التى تجب على الأغنياء، وفى مقدمتهم الخلفاء، نحو المحتاجين والمساكين كما تصوره الكاتبة فى لحظة من لحظات التجلى التى كان يكتب فيها أبو الفرج الأصفهانى، مع حفظ المقامات طبعا، فأين سلوى بكر من الأصفهانى العبقرى الكبير رغم ما نأخذه عليه من ناحية المبالغات والإحالات فى الروايات التى يسوقها فى كتابه؟)، نعم ما إن يهبه المأمون الجارية المغنية الجميلة حتى يسرّحها ويتنازل عنها لأحد معارفه (إخص عليه ثلاثين ألف إخص! هل هناك رجل عاقل يفرط فى مثل تلك المغنية الفاتنة التى أحرقتَ يدك يا مغفل بسبب انبهارك بها؟ صحيح أنت "مُو حَقّ نعمة" كما يقول السعوديون. أنت "وشّ فقر" كما يقول المصريون!) ولا يبقيها معه ملك يمين، أو إذا كان رجلا تقدميا لا يرضى بملك اليمين (كالقرامطة الذين كان ينتسب إليهم صديقه الحسين الطباخ قبل أن يوجد فى الدنيا شىء اسمه القرامطة والذين يجعل رفاقُنا البعداءُ منهم مثالا للحكمة والثورية والبطولة)، فليتخذها زوجة وينال منها فى الوضعين ما يناله الرجل من المرأة فى الحلال على سنة الله ورسوله. من الواضح أنه يؤثر الزنا على العفاف. ثم تقول الكاتبة إن ضميره كان يؤلمه أشد الألم لما فعله فى صباه مع بنت الجيران، مما يخيِّل للقارئ أنه قد تاب وأقلع عن أمور الخلبصة هذه. الله يحيرك يا بدير. قادر يا كريم! ولكن نعود فنقول إن من الظلم للرجل أن نحمّله المسؤولية عن هذا الاضطراب المعيب فى تصرفاته واختياراته، فما هو فى الحقيقة إلا "العبد المأمور" للكاتبة، التى تقول له: "تعال يا بدير"، فيأتى بدير، و"اذهب يا بدير"، فيذهب بدير. كل ذلك دون أن يجرؤ على النظر فى عينيها، بله أن يعصيها ويرفض تأدية أوامرها، وإلا لضربته فى وجهه فأدمته وحطمت أنفه بطفاية السجائر التى أمامها. أليست مصر هى بلد "طلباتك أوامر يا ريّس"؟ ذلك أن سلوى بكر هى الريّسة التى كل طلباتها أوامر، وبدير هو العبد الذى لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة اعتراضا على ما تقول!
ومن هذا التفاوت المعيب، وبخاصة أنه يتعلق هذه المرة باسم المتمرد البشمورى الذى تتمحور الرواية حول تمرده وتتخذ من لقبه عنوانا لها، أنه يُدْعَى فيها: مينا بن بقيرة (ص135، 144 مثلا)، على حين أن هذا الرجل ليس هو بشمورىّ عصر المأمون، بل بشمورىّ عصر عبد الملك بن مروان حسبما جاء فى "تاريخ البطاركة" لساويرس بن المقفع، الذى كتب اسمه: "مينا بن بكيرة" بالكاف لا بالقاف (2/ 390)، أو بشمورى مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية "مينا بن بقيرة" كما جاء فى "سندباد عصرى" (ص 136)، وكما جاء أيضا فى تاريخ الكنيسة القبطية
(يُتْبَعُ)
(/)
الأرثوذكسية ( http://st-takla.org/Coptic-History/000-Coptic-Orthodox-History-00-index_.html) المنشور بموقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي حيث نقرأ تحت عنوان "أحوال مصر إبان فتح العرب لمصر ( http://st-takla.org/Coptic-History/001-History-of-Christianity__Al-Tarikh-Al-Masi7i_index.html)" فى الجزء الخاص بالحكام في مصر، وولاية الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 750م ( http://st-takla.org/) على وجه التحديد: "كان قبط الوجه البحري فى الجهة المعروفة بالبشمور، وهى مديرية الدقهلية والمنزلية ودمياط، وفى جهة شبرا بسنبوط، قد قاموا على عمال الخراج وقتلوهم، فجرد الوالى عساكره، فحاربهم الأقباط ( http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/7-Coptic-Terminology_Kaf-Kaaf-Laam/Kebt__Copt.html) وانتصروا عليهم دفعتين. وكان القائد للبشموريين رجل قبطي منهم يسمي: مينا بن بقيرة. وبعد أن تمتع الأقباط مدة بالراحة استجمع مروان قوته وحاربهم فهزمهم هذه المرة، وتركوا ميدان القتال وتحصنوا فى بلادهم، فلم يتمكن مروان من متابعتهم بسبب الوحل الذى كان فى طريقهم، فضرب العساكر حولهم يحرسونهم. فكان البشموريون يخرجون إليهم ليلا من طريق يعرفونه ويقتلون من قدروا على قتله. ولما طال عليهم الأمر رحلوا عنهم". أما فى عهد المأمون فقد ذكر الموقع نفسه تحت عنوان "الحكام في مصر: 17 - خلافة الخليفة المأمون 813م ( http://st-takla.org/)" ما يلى: "بعد موت هارون الرشيد ( http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_03-CopticChurch-and-the-Arab-Invasion/Coptic-Church-and-Arabian-Egypt__30-Al-Hokam-Fi-Misr-16-Haroun-El-Rasheed.html) وقع (صراع) بين ابنيه، وقام كل منهما يطلب الخلافة، فانتهز مسلمو الأندلس هذه الفرصة وهجموا على مصر ( http://st-takla.org/Egypt-1_.html). وكثيرون من الأقباط ( http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/7-Coptic-Terminology_Kaf-Kaaf-Laam/Kebt__Copt.html) الذين أخناهم الذل ساعدوا الأندلسيين على أخذ الإسكندرية، ولكن مسلمي الإسكندرية ( http://st-takla.org/Alexandria-1_.html) قاوموا الأندلسيين، واشتبكت الحرب بين الفريقين مدة ... إلخ" دون أن يأتى ذكر لمينا هذا على الإطلاق.
أما فى موقع "الكتيبة الطبية" النصرانى فنقرأ فى مقال بعنوان "ثورة عام 132 هـ في أيام زمن ولاية عبد الملك بن مروان" ما نصه: "عصى على عبد الملك قوم من البشمور، ومقدمهم مينا بن بقيرة، وقوم آخر من شبرا بسنبوط، ومسكوا تلك الكورة ولم يعطوه خراجا ولا لصاحب ديوان مصر إلى أن افتقدهم الرب، وكان يعطيهم الظَّفَر. فخرج إليهم عبد الملك بعسكر فهزموه بقوة الله وقتلوا. ولما وصل مروان إلى مصر عرفوه جميع ذلك، فكتب لهم كتابا وأمانا، فلم يقبلوه، فأنفذ لهم عسكرا كثيرا من مسلمي مصر ومن في صحبته من الشام، فلم يقدر العسكر أن يصل إليهم بالجملة لأنهم تحصنوا في مواضع الوحلات التى لا يقدر أن يصل إليها سوى رجل رجلاً، فإذا ذلت رجله عن الطريق غطس في اللوث وهلك. وكانوا العساكر يحرسونهم من برا فيخرجون لهم في الليل البشامرة من طرق يعرفونها يتلصصون عليهم ويقتلون من قدروا على قتله ويسرقون أموالهم وخيلهم فيطول عليهم الأمر فيرحلون عنهم. وقد انتصر البشموريين على جيش الوالى الأموى عبد الملك بن مروان عدة مرات في نفس الوقت خرج فيه ملك النوبة بجيش جرار ليحارب الوالى بعد أن سمع عن سجن البطريرك القبطي في سجن مصر، ومعه طائفة من رهبان الكنيسة ... وكان ملك النوبة قد بعث رسولاً يطلب من الوالى إطلاق سراح البطريرك، فقبض الوالى على رسول ملك النوبة وحبسه هو الآخر مع البطريرك، لكنه اضطر إلى إطلاق سراح الجميع حينما علم بمجئ الملك ووصوله إلى مصر، ولم تكن له قدرة على محاربته. قد وصل مروان مصر وثورة البشموريين ما زالت مشتعلة، فكتب الرسائل لتهدئة البشموريين حتى يجد سبيلا للخروج من محنته، وحتى لا يتعقد الموقف أكثر من تمرد المصريين من ناحية، ومطاردة العباسيين له من ناحية أخرى. لكن البشموريين رفضوا عرضه واستمروا في ثورتهم". ومنه نفهم أن
(يُتْبَعُ)
(/)
تمرد مينا بن بقير كان فى عهد عبد الملك بن مروان لا فى عهد مروان بن محمد. وهو ذاته ما قاله جاك تاجر فى كتابه: "أقباط ومسلمون" حيث نقرأ أن مينا بن بكيرة (بالكاف) قد رفع راية العصيان والتمرد فى عهد هشام بن عبد الملك، طبقا لما كتبه المستشرق الفرنسى كاترمير استنادا إلى مخطوط لميخائيل السورى. أما حين أتى إلى تمرد البشموريين فى عهد المأمون فلم يشر إلى مينا بن بقيرة بتاتا (انظر جاك تاجر/ أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى حتى عام 1922م/ كراسات التاريخ المصرى/ القاهرة/ 1951م/ 99 وما بعدها).
وإنى لأستعجب كيف أخطأت الكاتبة هذا الخطأ مع رجوعها إلى ابن المقفع وميخائيل السورى وغيره من الكتابات النصرانية. أما المراجع العربية فلا تأتى على ذكر البشموريين أو مينا بن بقيرة، بل تقول كلاما عاما، مما يدل فى تصورى على أن المراجع النصرانية أرادت أن تضخم ذلك الرجل وتجعل منه بطلا دينيا. وبالمناسبة فقد جاء فى كلام ساويرس بن المقفع عن هذه الأحداث أن المتمردين فى الإسكندرية قد "مكنوا العدو من مدينتهم"، فلذلك انتقم منهم الأفشين (2/ 812). وقد ذكر جاك تاجر أن أسطولا حربيا وصل من الأندلس ورسا فى الإسكندرية (انظر جاك تاجر/ أقباط ومسلمون/ 100). كما أشار إلى ما كتبه ميخائيل السورى من أن الأندلسيين قد احتلوا مدينة الإسكندرية فى ذلك الوقت (ص101). والمعروف أن الأندلس كانت دولة معادية للعباسيين، إذ كان يحكمها الأمويون من سلالة عبد الرحمن الداخل، الذى فر عند قيام الدولة العباسية إلى شبه الجزيرة الأيبيرية وأسس دولة هناك. أى أن فى الأمر جوانب أخرى تحتاج إلى مزيد من الدراسة، وليس السبب هو زيادة الخراج فحسب كما توهمنا الرواية.
ويقرر الأستاذ محمد الغزالى أن التمرد الذى وقع فى عهد المأمون لم يكن تمردا نصرانيا فى الأساس، بل تمردا قام به المسلمون: العرب الأقحاح والمصريون المتحولون إلى الدين الجديد على السواء (انظر محمد الغزالى/ التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام/ طبعة جديدة ومحققة/ نهضة مصر/ 239)، وهو ما ينسف رواية "البشمورى" أو يجعلها فى مهب رياح الشكوك على الأقل. والغزالى إنما يقيم حجته على ما كتبه المقريزى، إذ يقول ذلك المؤرخ الكبير فى كتابه: "المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار": "لما كان في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين انتقض أسفل الأرض بأسره: عرب البلاد وقبطها، وأخرجوا العمال، وخلعوا الطاعة لسوء سيرة عمال السلطان فيهم، فكانت بينهم وبين عساكر الفسطاط حروب امتدّت إلى أن قدم الخليفة عبد اللّه أمير المؤمنين المأمون إلى مصر لعشر خَلَوْنَ من المحرّم سنة سبع عشرة ومائتين، فسخط على عيسى بن منصور الرافقي، وكان على إمارة مصر، وأمر بحل لوائه، وأخذه بلباس البياض عقوبة له. وقال: لم يكن هذا الحدث العظيم إلا عن فعلك وفعل عمالك. حمّلتم الناس ما لا يطيقون، وكتمتني الخبر حتى تفاقم الأمر واضطرب البلد. ثم عقد المأمون على جيش بعث به إلى الصعيد، وارتحل هو إلى سخا، وبعث بالأفشين إلى القبط وقد خلعوا الطاعة، فأوقع بهم في ناحية البشرود، وحصرهم حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين".
ثم يمضى الغزالى رادًّا على مزاعم جاك تاجر صاحب "أقباط ومسلمون" الخاصة باضطهاد المسلمين لنصارى مصر، وهو الزعم الذى قامت عليه أيضا رواية "البشمورى"، فيقول رحمه الله: "فدور الأقباط فى الثورة كان مؤازرة جمهور المسلمين الثائر، والمسلمون يومئذ هم كثرة السكان. وقد سبق لعرب الحجاز أن ثاروا فأطفئت ثورتهم وهوجمت المدينة وصُلِب بها عبد الله بن الزبير. وهذه الثورات وأمثالها فى الإسلام لها طابعها المعروف. وإلباس الثورة فى مصر ثوب الاضطهاد الدينى محاولة فاشلة لجعل تاريخ الإسلام مشابها لتاريخ النصرانية فى التعصب ضد الأقليات. وقد انتهزت هذه الثورةَ جماعةٌُ من اليونان المهاجرين يُدْعَوْن: "البياماى" فعاثوا فى الأرض فسادا وارتكبوا أعمالا شائنة، إذ أحرقوا رشيد وقتلوا سكانها المسلمين جميعا. وقد أسرع الخليفة المأمون بالمجىء إلى مصر مخافة أن تكون هذه الثورة طليعة هجوم يقوم به الأمويون بالأندلس، وأعلن عند قدومه عفوا عاما عن الثائرين من مسلمين وأقباط شريطة أن يلتزموا الهدوء: فأما المسلمون فخضعوا، وأما البياماى فقد أصروا على تمردهم برغم أن الخليفة
(يُتْبَعُ)
(/)
أرسل إليهم البطريرك القبطى يطلب منهم التسليم، فلما رفضوا اضْطُرّ إلى إخضاعهم. وقد حقق المأمون فى أسباب الثورة، فرأى الوالىَ عيسى بن منصور مسؤولا عن اشتعالها بسياسته الخاطئة فعزله عن العمل. والمرء لا يسعه إلا أن يسخر من أوصاف المستشرقين لحركة البياماى هذه وما نسجه الخيال الطلق حول المستعمرات التى يسكنون أطرافها، والأحراش التى يختبئون فيها، والدروب التى ينقضّون منها، والهزائم التى أوقعوها بجيوش المسلمين برا وبحرا كأنهم يصفون قطعة من منطقة الغابات على شاطئ جزيرة فى بحر الظلمات" (التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام/ 239 - 240). لكن لا بد من التنبيه إلى أن تخريب البشموريين لرشيد وإحراقهم لها وقتلهم كل من فيها من المسلمين إنما كان فى عهد مروان بن محمد طبقا لما نقله جاك تاجر عن مخطوط لميخائيل الراهب نشره المستشرق الفرنسى كاترمير (انظر ص100 من كتاب جاك تاجر). وقد أشار البطريرك ديونسيوس كذلك إلى المذابح التى اقترفها البشموريون وخروجهم على القانون ورفضهم الانصياع لأى نصيحة أو وساطة من جانب رجال الدين النصارى أثناء تمردهم على الدولة فى عهد المأمون (انظر جاك تاجر/ 103) ..
ولا يقتصر الأمر على هذا وحده، إذ ينقل جاك تاجر (ص107) نصا فى غاية الأهمية عن ابن النقاش يذكر فيه ما صرح به المأمون لكاتم سره، إذ قال له: "سئمت من الشكاوى التى أتلقاها ضد النصارى بخصوص اضطهادهم المسلمين وعدم نزاهتهم فى إدارة الشؤون المالية". ومعنى هذا أن ما يقال عن اضطهاد المسلمين للنصارى كما أبدأت الرواية وأعادت هو كلام يُعْوِزه أساس صلب متين. وكان ينبغى أن تهتم مؤلفة الرواية بتمحيص ما قرأته فى المراجع النصرانية التى اعتمدت عليها تماما وأخذتها كما هى بعُجَرها وبُجَرها ورردته فى روايتها غافلة أو متغافلة عما تؤدى إليه طريقتها تلك.
وعلى أية حال فإن البشموريين ليسوا مصريين أصلاء بل سلالة أربعين يونانيا بَقُوا فى مصر بعد فتح العرب لها وسكنوا تلك المنطقة وتكاثروا بها طبقا لما كتبه سعيد بن البطريق، وهو بطريرك مصرى ولد سنة 263هـ، أى كان قريبا جدا فى الزمن من ثورة البشامرة فى عهد المأمون (انظر جاك تاجر/ أقباط ومسلمون/ 99 بالهامش). وهذا نص خطير فى منتهى الخطورة، وهو يتفق مع ما قيل عن "البياماى"، ذلك الاسم الذى يطلقه ديونيسيوس بطريرك تل مهرة بالشام على البشامرة (انظر جاك تاجر/ 102 بالمتن والهامش)، والذى يطلق عليهم سعيد بن البطريق اسما قريبا منه، إذ يسميهم: "البيما" كما سوف نرى من فورنا. وقد وجدت نص ابن البطريق بعد لأى فى طبعة تجمع بين الأصل مطبوعا بخط غريب الشكل مرهق فى القراءة أيما إرهاق، فضلا عن انطماسه لطول الزمن، إذ طبع منذ عدة قرون، وبين الترجمة اللاتينية، وهذا هو: "ثم بعد ذلك ثار أهل البيما بالقبطية، وتفسيرها "نسل أربعين"، وذلك أن الروم لما خرجوا من مصر فى دخول الإسلام تخلف منهم أربعون رجلا فتناسلوا وكثروا وتوالدوا بأسفل أرض مصر، فسُمُّوا: "البيما"، أى نسل الأربعين، فعَصَوْا ولم يعطوا جزية ولا خراجا،. فبلغ المأمون الخبر، فبعث بالمعتصم ومعه جند إلى مصر، فقاتلوه البيما، فقاتلهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وهزمهم ... " (تاريخ ابن البطريق/ النص العربى والترجمة اللاتينية/ ط1658م/ 2/ 429). أى أن كل رواية "البشمورى" القائمة على أن البشامرة هم مصريون أصلاء اضطهدهم المسلمون ليست سوى أوهام فى أوهام. لقد أخذت المؤلفة موضوعها بخفة وتسرع، وكأن كل همها أن تنقل الروايات النصرانية المسيئة إلى التاريخ الإسلامى وحسب.
وفى خطإٍ مشابهٍ تقع المؤلفة فى كلامها عن القرامطة، الذين يقول سارد أحداث الرواية إنهم كانوا يعيشون فى عصر المأمون (ص166). والمعروف أن القرامطة يُنْسَبون إلى حمدان قرمط، الذى لم يكن قد هَلَّ على الوجود بعد، فكيف توجد القرمطيةٌ قبل وجود قرمط نفسه؟ ألا إن ذلك لمن أعجب العجب. لقد تُوُفِّىَ المأمون عام 218هـ، على حين لمَّا يكن قرمط قد وُلِد. ثم ظهر نشاطه السياسى فى الكوفة على استحياءٍ أواخر سبعينات القرن الثالث الهجرى فى عهد المعتضد بالله، داعيا فى البداية لأهل البيت قبل أن تُعْرَف حقيقة أمره، ومات مقتولا فى عهد المكتفي بالله سنة 293هـ. فكيف يقول راوى القصة إن من بين الملتحقين بمتمردى البشمور فى عصر
(يُتْبَعُ)
(/)
المأمون القرامطة أنفسهم؟ إن هذا، لَعَمْرِى، لزعم غريب غاية الغرابة. بل إنها لتومئ إلى أن الحسين كبير الطباخين فى المطبخ المأمونى كان هو أيضا منهم (ص265 - 266)، وهو ما يبدو أغرب وأغرب، إذ من الصعب على من يشتغل فى قصر الخلافة، ومهنته طباخ ليس له قوة يرتكن إليها وقت الخطر، أن ينتمى إلى جماعة سياسية أو مذهبية تناهض الخليفة الذى يعمل هو طباخا فى قصره تحت سمع رجاله وبصرهم. بل إنها لتجعله يُسِرّ إلى بدير بأمر القرامطة، الذين ينتسب إلى جماعتهم ويتردد على مخابئهم فى بغداد فى الوقت الذى يشتغل فى مطبخ المأمون. ولقد كان بمستطاع الكاتبة أن ترجع إلى كتب التاريخ والتراجم فتعرف عن القرمطية ومؤسسها ما كان كفيلا بعصمتها من الوقوع فى هذا الزلل الدحض، أو كان يمكنها على الأقل أن تقرأ الرواية الشامخة التى كتبها على أحمد باكثير عن هذا الموضوع بعنوان "الثائر الأحمر" فتستفيد منها فنيا ومضمونيا. بيد أنها، لفادح الأسف، لم تفعل هذا ولا ذاك.
ومن التفاوتات التاريخية المسيئة أشد الإساءة إلى الرواية كذلك زَعْم الراوى أنه كان هناك حشيش فى بغداد أيام المأمون، وأن الحسين طباخ قصر الخليفة كان يتعاطاه ويجد فيه أنسا وبهجة (ص277 - 278). الله أكبر! ومتى كان ذلك يا ترى؟ وبأية أمارة؟ أوتظن المؤلفة، وهى المسؤولة فى الحقيقة عن هذا الخلط والاضطراب، أن يكون ثَمّ حشيش فى عصر المأمون ثم يسكت واحد كالجاحظ فلا يكتب رسالة فيه، وهو الذى لم يترك موضوعا من الموضوعات إلا وضع فيه رسالة أو كتابا بما فى ذلك المفاضلة بين النساء والغلمان على غرابة الموضوع؟ بل أتظن أن أبا الفرج الأصفهانى كان ليسكت فلا يتناول هذا الحشيش فى كتاب "الأغانى"، الذى جمع فأوعى ولم يترك شاردة أو واردة فى حياة الشعراء، وبخاصة شعراء العصر العباسى، إلا وأوردها مفصلة دون أى قدر من التحرج، بل بقدر من المبالغة شديد؟ أوكان الفقهاء يسكتون فلا يتكلمون فى هذا الأمر؟ أوكان الشعراء يصمتون صمت القبور، وهم الذين لم يكونوا يعرفون حرجا فى معالجة أى غرض من الأغراض مهما تكن غرابته أو شذوذه؟ فلتذهب إلى مؤلفات ذلك العصر وأشعاره ولترنا كتابا أو رسالة أو قصيدة وضعها صاحبها فى الحشيش إن كان حقا ما يقوله راويها المسكين الذى لا له فى الثور ولا فى الطحين لأن الثور والطحين كليهما لها هى، فهى المسؤولة عنهما تمام المسؤولية.
تعال مثلا نقرأ معا ما كتبه فى هذه المسألة ابن تيمية، الذى وضع رسالة عن الحشيشة ساق فيها ما بلغه من أنها ظهرت بين المسلمين في أواخر المائة السادسة وأوائل السابعة، وكان ظهورها مع ظهور سيف جنكيز خان. وفى رأيه أن هذه "الحشيشة الملعونة"، كما كان يسميها، تورث متعاطيها الخيالات وتضل عقله ودينه وخلقه. وهي، عنده، شر من الخمر لأنها تغيب عقل آكلها فيبقى مسطولاً، وتورث مدمنها التخنث والدياثة والجنون. ولدينا أيضا ممن كتبوا عن الحشيشة تقى الدين المقريزى، الذى نقرأ فى كتابه: "المواعظ والاعتبار" تحت عنوان "حشيشة الفقراء" (أى الصوفية) ما يلى: "قال الحسن بن محمد في كتاب "السوانح الأدبية في مدائح القِنَّبِيّة": سألت الشيخ جعفر بن محمد الشيرازيّ الحيدريّ ببلدة تستر في سنة ثمان وخمسين وستمائة عن السبب في الوقوف على هذا العقار ووصوله إلى الفقراء خاصة، وتعدّيه إلى العوامعامّة، فذكر لي أن شيخه شيخ الشيوخ حيدرًا رحمه الله كان كثير الرياضة والمجاهدة، قليل الاستعمال للغذاء، قد فاق في الزهادة، وبرَّز في العبادة. وكان مولده بنشاور من بلاد خراسان، ومقامه بجبل بين نشاور ومارماه. وكان قد اتخذ بهذا الجبل زاوية، وفي صحبته جماعة من الفقراء. وانقطع في موضع منها ومكث بها أكثر من عشر سنين لا يخرجمنها ولا يدخل عليه أحد غيري للقيام بخدمته. قال: ثم إن الشيخ طلع ذات يوم، وقد اشتدّ الحرّ وقت القائلة، منفردًا بنفسه إلى الصحراء، ثم عاد وقد علا وجهه نشاط وسرور بخلاف ما كنا نعهده منحاله قبل، وأَذِن لأصحابه في الدخول عليه وأخذ يحادثهم. فلما رأينا الشيخ على هذهالحالة من المؤانسة بعد إقامته تلك المدّة الطويلة في الخلوة والعزلة سألناه عن ذلك، فقال: بينما أنا في خلوتي إذ خطر ببالي الخروج إلى الصحراء منفردًا، فخرجت فوجدتكل شيء من النبات ساكنًا لا يتحرك لعدم الريح وشدّة القيظ، ومررت
(يُتْبَعُ)
(/)
بنبات له ورقفرأيته في تلك الحال يميس بلطف ويتحرّك من غير عنف كالثَّمِل النشوان، فجعلت أقطف منهأوراقًا وآكلها، فحدث عندي من الارتياح ما شاهدتموه. وقوموا بنا حتى أوقفكم عليه لتعرفوا شكله. قال: فخرجنا إلى الصحراء، فأَوْقَفَنا على النبات. فلما رأيناه قلنا: هذانبات يُعْرَف بـ"القِنَّب". فأمرنا أن نأخذ من ورقه ونأكله، ففعلنا ثم عدنا إلى الزاويةفوجدنا في قلوبنا من السرور والفرح ما عجزنا عن كتمانه. فلما رآنا الشيخ على الحالةالتي وَصَفْنا أَمَرَنا بصيانة هذا العقار وأخذ علينا الأيمان ألا نُعْلِم به أحدًا منعوامّ الناس، وأوصانا ألا نخفيه عن الفقراء. وقال: إن الله تعالى قد خصكم بسرّ هذا الورق ليُذْهِبَ بأكله همومكم الكثيفة، ويجلو بفعله أفكاركم الشريفة، فراقبوه فيماأودعكم، وراعوه فيما استرعاكم. قال الشيخ جعفر: فزرعتها بزاوية الشيخ حيدر بعد أن وقفنا على هذاالسرّ في حياته، وأمرنا بزرعها حول ضريحه بعد وفاته. وعاش الشيخ حيدر بعد ذلك عشر سنين، وأنا في خدمته، لم أره يقطع أكلها في كل يوم. وكان يأمرنا بتقليل الغذاء وأكلهذه الحشيشة. وتُوُفِّيَ الشيخ حيدر سنة ثمان عشرة بزاويته في الجبل، وعُمِل على ضريحه قبةعظيمة، وأتته النذور الوافرة من أهل خراسان، وعظَّموا قدره وزاروا قبره واحترموا أصحابه. وكان قد أوصى أصحابه عند وفاته أن يوقفوا ظرفاء أهل خراسان وكبراءهم على هذا العقار وسره فاستعملوه، فلم تزل الحشيشة شائعة ذائعة في بلاد خراسان ومعاملات فارس. ولم يكن يعرف أكْلَها أهلُ العراق حتى ورد إليها صاحبهرمز ومحمد بن محمد صاحب البحرين، وهما من ملوك سيف البحر المجاور لبلاد فارس فيأيام الملك الإمام المستنصر بالله، وذلك في سنة ثمان وعشرين وستمائة، فحملها أصحابهما معهم وأظهروا للناس أكلها، فاشتهرت بالعراق ووصل خبرها إلى أهل الشام ومصر والروم فاستعملوها. قال: وفي هذه السنة ظهرت الدراهم ببغداد، وكان الناس ينفقون القراضة. وقد نَسَب إظهارَ الحشيشة إلى الشيخ حيدر الأديبُ محمد بن عليّ بن الأعمى الدمشقيّ في أبيات، وهي:
دع الخمر واشرب من مُدَامة حيدر * معنبرةً خضراء مثل الزبرجدِ
يعاطيكها ظبيٌ من الترك أغيدٌ * يميس على غصنٍ من البان أملدِ
فنحسبها في كفه إذ يُديرها * كرَقْم عذارٍ فوق خدٍّ مورَّدِ
يرنّحها أدنى نسيم تنسَّمتْ * فتهفو إلى بردالنسيم المردِّدِ
وتشدو على أغصانها الوُرْقُ في الضحى * فيُطْرِبها سَجْعُ الحمامِالمغرِّدِ
وفيها معانٍ ليس في الخمرِ مثلها * فلا تستمع فيها مقال مفنِّدِ
هي البِكْرُ لم تُنْكَحْ بماءِ سحابةٍ * ولا عُصِرَتْ يومًا برجْلٍ ولا يدِ
ولا نصّ في تحريمها عندمالكٍ * ولا حدّ عند الشافعيّ وأحمدِ
ولا أثبت النعمانُ تنجيسَ عينها * فخذها بحدِّالمشرفيّ المهندِ
وكُفَّ أَكُفَّ الهمّ بالكفّ واسترحَ * ولا تَطَّرِحْ يومَ السرورِ إلى غدِ
وكذلك نَسَب إظهارَها إلى الشيخ حيدر الأديبُ أحمد بن محمد بن الرسَّام الحلبيّفقال:
ومهفهفٍ بادي النِّفَار عَهِدْتُهُ * لا ألتقيه قطُّ غيرَ معبّسِ
فرأيته بعضُالليالي ضاحكًا * سهلَ العريكةِ ريِّضًا في المجلسِ
فقضيتُ منه مآربي وشكرتُهُ * إذ صارَمن بعد التنافرِ مؤنسي
فأجابني: لا تشكرنَّ خلائقي * واشكر شفيعَكَ، فهو خمر المفلسِ
فحشيشَةُ الأفراحِ تشفعُ عندنا * للعاشقينَ ببسْطها للأنفُسِ
وإذا هممتَ بصيد ظبيٍ نافرٍ *فاجهدْ بأن يرعى حشيشَ القنبُسِ
واشكر عصابة حيدرٍ إذ أظهروا * لذوي الخلاعةِ مذهبَالمتخمِّسِ
ودع المعطِّل للسرورِ وخَلِّني * من حسنُ ظنِّ الناسِ بالمتنمّسِ"
وعلى هذا فالأبيات التى استشهد بها الحسين الطباخ على فوائد الحشيش محاولا أن يغرى بدير بشربه هى أبيات سابقة كثيرا على عصرها، إذ لم تقل إلا بعدما عُرِف الحشيش على نطاق واسع وشاع وذاع واستهتر الناس بشربه، وهى الأبيات التى تبتدئ بقول الشاعر:
دع الخمر واشرب من مُدَامة حيدرٍ * معتَّقَةً خضراء لون الزبرجدِ
وهى جزء من الأبيات التى مرت بنا قبل قليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى الصفحة التسعين بعد المائتين نجد أنفسنا بإزاء تفاوت مشابه مضحك، فالبيتان الجميلان اللذان كانت الجارية المغنية تصدح بهما فى مجلس المأمون هما للشاعر العباسى الخبز أرزى، الذى مات بعد وفاة المأمون بمائة عام على الأقل، إذ توفى عام 317 هـ على أبكر تقدير، على حين مات المأمون عام 218هـ. ومع هذا فإن مؤلفتنا لا تجد حرجا أى حرج فى أن يكون ذانك البيتان موجودين ومشهورين حتى لتتغنى بهما المغنيات فى مجلس الخليفة قبل الهنا بسنة، بل بعقود. والسبب فى هذا هو لامبالاة الكاتبة واقتحامها ميدان الرواية التاريخية، بل الرواية بوجه عام، قبل أن تأخذ عدتها لتلك المهمة الجليلة. وهذه هى المقطوعة كاملة، ويأتى البيتان المذكوران على رأسها:
يا ليل، دُم لي. لا أُريد صباحا * حَسْبِي بوجه مُعانقي مصباحا
حسبي به بدرًا، وحسبي ريقُه * خمرًا، وحسبي خدُّه تُفّاحا
حسبي بمضحكه إذا غازلتُه * مستغنيًا عن كل نجمٍ لاحا
ألبستُه طوقَ الوشاح بساعدي * وجعلت كفي للِّثام وشاحا
هذا هو الفضل العظيم، فخلِّنا * متعانقَيْنِ، فما نريد براحا
لو كان في حرم الإله عناقُنا * ولثامُنا ما كان ذاك جُنَاحا
لو شاء ربّي أن يُعِفَّ عبادُه * ما كان يخلق في الأنام مِلاَحا
(انظر ديوان الخبزرزى، وكتاب "الليل والنهار" لابن فارس بتحقيق حامد الخفاف مجلة "تراثنا"/ عدد 14/ ( http://www.rafed.net/books/turathona/14/t07.html) ص288، وكتاب "المحب والمحبوب والمشموم والمشروب" للسري الرفاء).
ويمكن أن نلحق بهذه القائمة ما لحظته من ضعف معرفة الكاتبة بدينها، إذ هى مثلا تقول عن بدير فى الصفحة الخامسة والخمسين بعد الثلاثمائة إنه صلى التراويح بعد العشاء، رغم أننا لم نكن وقتئذ فى رمضان بدليل أنه كان يأكل ويشرب مما يقدمه له الناس من حوله بالنهار، وليس هناك أى ذكر لرمضان بتاتا. ومعنى ذلك أنها لا تعرف أن التراويح إنما تصلى فى رمضان فقط وليس فى أى وقت، مثلما لا تعرف كيفية التيمم، مع أنها بكل يقين قد درسته فى المدرسة. ذلك أنها تظنه مثل الوضوء، وكل ما هنالك أننا نستعمل فيه التراب بدلا من الماء. وفاتها أننا فى التيمم لا نمسح أقدامنا مثلا ولا نتمضمض أو نستنشق. على أى حال هذه هى عبارة الكاتبة كما كتبتْها بالنص: "جلستُ لأستريح قليلا وتيممت متهيئا لصلاة المغرب، فمسحت يدى بالرمال الطاهرة وكأننى أغسلها، ثم مسحت وجهى وساعدىّ وقدمىّ، وفعلت فعل الوضوء بغير ماء حتى أتطهر وأستعدّ للصلاة" (ص360 - 361).
وهناك خطأ فى آيتين قرآنيتين يمكن القول فيهما إن الكاتبة قد اعتمدت على ذاكرتها فخانتها الذاكرة. لكن من الصعب تماما أن نتجاوز عن إيرادها المثل التالى: "كذب الممنجمون ولو صدقوا" على أنه آية قرآنية (ص336). ذلك أن الأمر يخرج هنا من باب النسيان ليدخل فى باب العبث واللامبالاة. هل يعقل أن تقدم كاتبة على تأليف رواية عن الإسلام وتاريخه وأهم فترة من فترات حضارته وهى تجهل القرآن إلى هذا الحد المخزى؟ ألا تعرف الكاتبة أن هناك شيئا اسمه المصحف يستطيع الواحد منا أن يرجع إليه كى يتحقق من أن ما يقوله هو قرآن فعلا؟ ألم يدر فى خَلَدها على الأقل أن تسأل أحدا ممن يحفظون القرآن عن قرآنية المثل المذكور؟
أذكر بهذه المناسبة ما كان قد حكاه لى أحد أصدقائى المقربين ونحن طلاب بالجامعة عن أخيه الصغير الذى كان وقتئذ فى المرحلة الابتدائية والذى صار بعد ذلك مستشارا قضائيا ملء هدومه من أنه عاد من المدرسة ذات يوم فسألوه: ما الذى حفظتموه اليوم فى الفصل؟ فأجاب فى افتخار وشعور بالأهمية: لقد حفظنا سورة "الهِرّة". فسألوه: طيب! سمّعنا سورة "الهرة". فشرع يرتل وهو يتمايل على عادة التلاميذ الصغار حين يقرأون القرآن: "بسم الله الرحمن الرحيم. دخلت امرأةٌ النار فى هرة حبستها، فلا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خَشَاش الأرض. صدق الله العظيم". ولم يبق من سلوى بكر إلا أن تقول هى أيضا لنا: لقد حفظنا فى الفصل اليوم سورة "المنجّمون". لكن هذا مقبول من "دِيدِى" كما كانت إحدى أخواته تناديه فيغتاظ من الاسم، أما ممن ليست بـ"ديدى" فهو غير مقبول البتة. فديدى كان طفلا غرا ساذجا لا يعرف كُوعَه من بُوعِه، كما أنه لم يكن يضع فى حسبانه أن يكون كاتبا ولا أديبا، وكاتبتنا امرأة ناضجة قيل عنها إنها واحدة من أكثر
(يُتْبَعُ)
(/)
الروائيين وكتاب القصة القصيرة المصريين احتراما: " one of Egypt's most respected novelists and short story writers"، وإن أعمالها قوبلت من النقاد بترحاب شديد: " her work has been met with much critical acclaim"(www.arabworldbooks.com (http://www.arabworldbooks.com/))، وترجمت إلى تسع لغات: " Her work has been translated into nine languages" (www.internationalpubmarket.com (http://www.internationalpubmarket.com/))، فضلا عن أنها من أصحاب الجوائز: " Salwa Bakr is a prize-winning short story author and novelist" (goliath.ecnext.com).
وأما بالنسبة إلى لغة الرواية ففيها أخطاء كثيرة لا أدرى كيف سقطت فيها الكاتبة، نظرا لبدائيتها الشديدة، وهو ما جعلنى أتساءل: أهناك من صحح لها لغة الراوية، لكنْ لم يلتفت إلى مثل تلك الأخطاء التى لا تمثل، كما أشرت، صعوبة تذكر؟ أم إن هذا هو مستواها الحقيقى؟ فعلى سبيل التمثيل كيف تقع الكاتبة فى مثل قولها: "أديت مطانيات ثلاث" (ص93) دون أن تنصب "ثلاث" على الوصفية للمفعول به؟ أتراها، لما لم تمدّ تاء "مطانيات" بالألف لعدم انتصابها بفتحتين بل بكسرتين لأنها جمع مؤنث سالم، جرت على ذلك دون أن تدرى مع النعت فلم تمده هو أيضا؟ ممكن جدا. لكن هل يصح أن تقع كاتبة أديبة فى مثل هذا؟ سيقول القائلون: وهل هى وحدها التى ترتكب مثل هذا الخطإ؟ إن هناك من مشاهير الكتاب الذين يملؤون الدنيا ضجة مصمة وتنشغل الناس بهم حتى ليخيل إلى من لا يعرف أنهم أدباء كبار، وما هم فى الحقيقة بأدباء لا كبار ولا صغار، لكنها أحوالنا المقلوبة رأسا على عقب أو عقبا على رأس، هناك من مشاهير الكتاب من يُعَدّ مثل ذلك الخطإ بالقياس إلى ما يجترحونه من بلايا ورزايا لغوية دلالا جميلا لا خطأ رذيلا. وجوابى أننى لا أنكر ولا أجهل أن هناك هذا وأفظع من هذا، بيد أننى لا أحب أن أيأس وأسلّم بأخطاء المنتسبين إلى دنيا الأدب والتأليف تسليم المحبط المغلوب على أمره مهما توفرت دواعى اليأس والإحباط، بل أحب أن أظل رافعا الراية كمراقب الخط اليقظ فى مباريات كرة القدم لا ألقيها من يدى أبدا إلى أن يخترمنى هادم اللذات ومنتزع الرايات.
ومن هذه الأخطاء أيضا ما أسميه بـ"الواو اللعينة"، وهى الواو التى تتوسط بين النعت ومنعوته كقول الكاتبة مثلا: "بلاط البيعة والذى هو ... " (ص10)، "التوابيت والتى يدخرونها" (ص16)، "يقرأ على الجميع والذين كانوا ... " (ص60)، "مازوت من موازيت (أى عُمَد) القرى والذين كانوا ... " (ص92). والمفروض أن يقال: "بلاط البيعة الذى هو ... " "التوابيت التى يدخرونها ... "، "يقرأ على الجميع الذين كانوا ... "، "موازيت القرى الذين ... "، إذ ما من قاعدة نحوية تبيح الفصل بين النعت والمنعوت بهذه الطريقة. ومن الأخطاء اللغوية قول الكاتبة: "هواها قلبى" (ص30، أى تعلق بها. والصواب: "هَوِيَها"، لأن الفعل على وزن "فَعِلَ" لا "فَعَلَ"). ومنها العبارة التالية على لسان أحد شخصين: "التحمنا ببعضنا بعضا" (ص32. وصوابه: "التحمنا/ تلاحمنا"). والملاحظ أن تعبير "بعضهم بعضا" وما يتفرع عنه من أشكال مختلفة هو مما يرتبك فيه الكتاب المحدثون كثيرا، ولا أدرى لماذا. ولكن السبب الأصيل هو جهل كثير من هؤلاء الكتاب بلغتهم، فترى الواحد منهم يظن أنه يمكن أن يبلغ فى الأدب شأوا دون أن يتعب نفسه فى إتقان أداة تعبيره، جاهلا أن إتقان اللغة هو السبيل الأكيد إلى البراعة فى ميدان الكتابة والأدب. ولقد كان الكتاب والأدباء والشعراء فى العصور القديمة يتقنون لغتهم على نحو عجيب، بخلاف أدباء العصر الحديث، الذين لا يبالى كثير منهم بذلك. وهى بلوى نعوذ بالله منها، وإن كانت تصب فى المجرى العام الذى تصب فيه أعمال الأمة جميعا، ألا وهو مجرى الكسل واللامبالاة والرضا بالدون وعدم الطموح إلى المعالى والافتقار إلى الإحساس السليم بالأشياء والقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما لفت نظرى من تلك الأخطاء قول الكاتبة: "وصوصة عصافير" (ص32)، تقصد زقزقتها، ظنا منها، فيما يبدو، أنها الاستعمال الفصيح لكلمة "صوصوة" العامية. لكن "الوصوصة" فى الواقع هى ضرب من النظر لا نوع من الأصوات كما تظن الكاتبة. أما فى ص224 فنجد "صوصوات النوارس". فهل هناك "صوصوة" فى العربية الفصحى؟ وبالمناسبة فكثيرا ما وصف سيد قطب فى تفسيره للقرآن تلألؤ النجوم من بعيد بالوصوصة، وكأنها تنظر من عليائها إلى البشر تشاغلهم بعيونها. وبعد هذا بصفحتين نرى الكاتبة تتحدث عن ابتلاع الأعشاب، والأعشاب لا تُبْتَلع، بل ُتْمَضغ مضغا. وهذا لون من الفقر التعبيرى مثل استعمالها "الوصوصة" تعبيرا عن زقزقة العصافير سواء بسواء. ومثل ذلك عدم توفيقها فى قولها (ص36): "نعقد العُرْس" بدلا من "نعقد الزواج أو النكاح أو القِران" مثلا، إذ العرس إنما هو الاحتفال بالزواج، والعقد فى اللغة العربية لا يقع على الاحتفال بالقِرَان بل على القِرَان ذاته. وهناك "رقايا" (ص45) بدلا من "رُقًى"، وهو ما لا أفهمه، ولا أعرف من أى واد أتت المؤلفة بتلك الصيغة الجمعية التى لا علاقة لها بـ"الرقية". وفى نفس الصفحة يقابلنا قول رجل لامرأة: "أرنى الحجاب" (ص49) بدلا من "أرينى الحجاب"، وكأن الخطاب موجه إلى رجل مثله. ومن ذلك كذلك: "هجست أقول له: ... " (ص50). فهل الهجس كلام؟ إنه مجرد خاطر يطوف بالذهن لا كلام ينطلق به اللسان. فكيف تقع الكاتبة فى مثل ذلك الخطإ الأبلق الذى ليس لمن يقترفه أى عذر؟ ومن ذلك أيضا فى ذات الصفحة: "مَبْلِيًّا"، والصواب "مَبْلُوًّا" لأن الفعل واوىٌّ لا يائىٌّ. لقد سارت الكاتبة فى استعمال الفعل بالياء على طريقة العَوَامّ. لكن أين كاتبة مثلها من لغة العَوَامّ واستعمالاتها التى كثيرا ما تنأى عن المعيار اللغوى الفصيح؟ ومثلها: "بلادنا مبتلية بـ ... "، وهواستعمال عامى أيضا (ص93. وصحتها: "مبتلاة").
وهناك كذلك هذا الخطأ اللغوى المضحك: "تمييز هؤلاء عن تلكم" (ص55)، تقصد: "تمييز هؤلاء عن أولئك"، إلا أنها ظنت أن "كُمْ" الملحقة بـ"تلك" تدل على جمع المشار إليه. وهذا خطأ محض، إذ إن هذه العلامة إنما تدل على جمع المخاطَبين لا على جمع المشار إليه. وعلى هذا فـ"تلكم" لا تعنى أكثر مما تعنيه "تلك"، لكنها تعنى أن الكلام موجه إلى جماعة من البشر لا إلى شخص واحد كما هو الحال فى "تلك". أما "تلكَ المرأة" فلا تختلف عن "تلكِ المرأة" ولا عن "تِلْكُما المرأة" أو "تِلْكُم المرأة" أو "تِلْكُنّ المرأة" إلا بأن المخاطَب الذى يتجه إليه الكلام يختلف من صيغة إلى أخرى طبقا لاختلاف الكاف الملحقة باسم الإشارة. وبالمناسبة فكثير من كتاب عصرنا يرتكبون ذلك الخطأ بمنتهى السهولة. وهم يجرون فى هذا على مبدإ "كله عند العرب صابون" مع أن العرب كانوا دقيقين دقة عجيبة فى استعمالهم للغتهم العبقرية مما يدركه كل من درس تاريخهم وأدبهم ولغتهم.
وثم تركيبٌ عامىٌّ جرت عليه الكاتبة فى قولها (ص62): "ولولا أكمل سُنّة الختان ما كتب اليهود اسمه فى منظرة الكهنة" بدلا من "ولولا أنه أكمل ... ". كما أن ثمة خطأ نحويا فى العبارة التالية: "نعتقد أن المسيح له طبيعة واحدة من طبيعتين وأقنوما واحدا من أقنومين" (ص63)، حيث نصبت الكاتبة "أقنوما"، وحقها الرفع عطفًا على "طبيعة"، التى هى مبتدأ. كذلك هناك "إشفاء المرض" (ص65)، وصوابه: "شفاء المرض" بدون همزة. وفى "تحولت برابى بأكملها" كان ينبغى أن تُحْذَف الياء من آخر "البرابى" لأنه اسم منقوص فى حالة رفع، فيقال: "بَرَابٍ". وهى جمع "بربا" أو "برباة"، ومعناها المعبد أو الهيكل. وقد كتبتْها سلوى بكر مرة: "برْبَة" (ص67). وفى "النجوم الزاهرة" لابن تغرى بردى مثلا نقرأ عن دلوكة المصرية أنها "بَنَتْ عِدّة برابٍ" بحذف الياء كما نبهتُ. وقد ورد فى "معجم البلدان" لياقوت الحموى أن هذه الكلمة قبطية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما لاحظتُه أيضا فى هذا السياق جمع كاتبتنا "رسم" على "رسومات" مرارا بدلا من الاكتفاء بجمعها على "رسوم"، وقولها: "الحُمّة" بدلا من "الحُمَّى" على أسلوب العوام فى نطق أمثال هذه الكلمة. أما فى "كانت البلاد شراقيا" فكان ينبغى حذف الألف لأن الكلمة، فيما أتصور، "شراقِى"، جمع "شَرْقَى" أى عَطْشَى، وهذه صيغة منتهى الجموع فيحذف تنوينها وتنصب بفتحة واحدة إذن. قلت: "فيما أتصور" لأن "المعجم الوسيط" يقول إن الصفة من "شَرِقَت الأرض" (أى جَفَّتْ وعطِشت) هى "شَرِقَة". إلا أننا فى مصر نقول: "شَرَاقِى" على صيغة "فَعَالِى"، وهذه الصيغة لا تصلح أن تكون جمعا لـ"شَرِقة" بل أقرب أن تكون جمعا لـ"شَرْقَى"، التى لا يذكرها المعجم المذكور رغم هذا.
وفى الصفحة الثالثة عشرة بعد المائة تقابلنا الجملة التالية: "هذان الطاجنان يحاكيان جناحا الدجاجة"، وهو خطأ واضح تصويبه: "جناحَىِ الدجاجة" نصبا على المفعولية، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. وهناك استعمال الكاتبة الفعل "أستحيل" فى معنًى لا يخطر أبدا على البال، وذلك حين تقول: "أستحيلها بالنسبة إليك" (ص120) بدلا من "أراها مستحيلة" مثلا. ذلك أن معنى هذا الفعل هو أن يتحول الشىء إلى وضع آخر، أو يصير متعذر الوقوع. وهو فى الحالتين فعل لازم، على عكسه فى عبارة الكاتبة حيث يرد متعديا. وهو استعمالٌ جِدُّ غريبٍ لا أذكر أن كاتبا أو أديبا بالغًا ما بلغ مستواه من الضعف اللغوى قد أقدم عليه. وفى الصفحة رقم 126 تقابلنا عبارة "مُحِيدا بالحديث" بمعنى متحولا به إلى موضوع آخر، من "أحاد" فيما هو واضح. لكن هذه الصيغة صيغة متعدية، ومن ثم لا تصلح هنا، بل التى تصلح هى صيغة "حاد، فهو حائد". وبعد ذلك بصفحتين نجد الكاتبة تقول: "دون افتقاد إلى ... "، تقصد "دون افتقار إلى ... "، وهو خلط يبعث على الاستغراب. لكن لا بد من المسارعة إلى أن هذا هو مستوى كثير ممن يُسَمَّوْن: "كتابا وكاتبات" فى مصرنا العزيزة الآن، وتقتصر الجوائز فى كثير من الأحيان عليهم وعليهن. وهى معرّة لا تصحّ أبدا.
وفى ص 145 نسمع مينا بن بقيرة المتمرد البشمورى، بعد أن ينتهى من قراءة رسالة الأب يوساب له، وهى الرسالة التى يُفْتَرَض أنه أرسلها له كى يخلع عنه رداء العصيان والخروج على الدولة ويخلد إلى الطاعة والهدوء، ينخرط فى خطبة عصماء مزلزلة باللهجة البشمورية التى يتحدثها الناس فى منطقته ينسب فيها إلى المسلمين من المظالم والمفاظع ما يخطر وما لا يخطر على البال محددا أسماء البلاد المتمردة وقائد كل تمرد كأنه يطالع فى يده كتابا من كتب التاريخ المفصلة، لنفاجأ به يشير إلى عبد الملك بن الحباب واصفا إياه بـ"متولى الخراء الذى يسمونه: الخراج". وهذا، كما يلاحظ القارئ، تلاعب لفظى لا يمكن أن يتم فى هاتبن الكلمتين إلا فى اللغة العربية لأنها هى اللغة التى تشتمل على الكلمتين، أما البشمورية فلا تعرف هاتين الكلمتين العربيتين بطبيعة الحال. وهى سقطة فنية لا تغتفر.
وبالمثل نقرأ فى صفحة 148 استعمالا للفعل "خالط" غير سديد، إذ تقول الكاتبة على لسان بدير الراوى: "وقد قال من حكى لى طرفا من أخبار البشمورى إنه ظل زمنا طويلا فى الضلال يخلط العلم بالدين، وإنه كان قد تخبط وخالَط أكثر من مرة بسب كثرة قراءاته ونظره فى الكتب". وصواب الاستعمال أن نقول: "خلَّطَ" أو "خُولِطَ فى عقله" مثلا. أما "خالط" فمعناها "اختلط بـ ... "، وليس هذا ما تقصده الكاتبة. ويذكرنى صنيع الكاتبة هنا بما أجده فى كراسات إجابات كثير من الطلاب من حومانهم حول الكلمة المرادة دون أن يصيبوها كما فعلت الكاتبة هنا. وأنا أرجع هذا إلى قلة القراءة، مما يترتب عليه أن المفردات والتعبيرات والتراكيب لا تنطبع جيدا فى ذهن الشخص. ويمكن التغلب على هذا العيب فى المدى العاجل بفتح المعاجم. ولكن لا سبيل إلى التخلص منه إلا بكثرة القراءة والاهتمام الكافى بالصحة اللغوية. أما الاكتفاء بالأصداء البعيدة للاستعمالات اللغوية فى الذهن والرضا بالمقاربة دون التحقيق فلا يليق، وبخاصة ممن يتخذ من الكتابة حرفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتستخدم الكاتبة "الامتنان" بمعنى شعور الشخص بالجميل تجاه من أولاه معروفا (ص164، 272 مثلا)، وهو استعمال شائع فى عصرنا رغم أن اللفظ إنما يعنى "الإنعام أو التذكير به" فيقال: "امتن فلانٌ علىَّ بكذا"، أى تفضل علىَّ بكذا، أو ذكّرنى به. كذلك نجد الكاتبة تقول: "بكِلْتَىْ يديها" (ص165)، وصوابها: "بكلتا يديها" بالألف دائما: رفعا ونصبا وخفضا لأنها مضافة إلى اسم ظاهر، أما إعرابها بالياء فلا يكون إلا إذا نُصِبَتْ أو جُرَّتْ وأُضِيفَتْ إلى ضمير لا إلى اسم ظاهر، فنقول حينئذ: "كِلْتَيْهما". كما نجدها (ص168) تستخدم "أهوام" بدلا من: "هوامّ"، و"عِيَلاً" بدلا من "عائلات"، وكلا الاستعمالين خطأ. ودعنا من أن بعض اللغويين يرى أن "عائلة" بمعنى "أسرة" هو استعمال خاطئ. وثم قولها أيضا: "إذا لم يسكت ويكفّون ... " (ص170) برفع "يَكُفّون"، والصواب جزمها عطفا على "يسكت"، فنقول: "ويكفّوا" بحذف النون. وفى ص178 يقابلنا التركيب التالى: "ما إن هممتُ ... إلا سمعتُ ... "، وصوابها: "ما إن هممت بكذا حتى سمعت ... ". أما الاستثناء هنا فلا أدرى له وجها سوى أنه ثمرة لعدم الدقة التى تحدثنا عنها قبل قليل. ومثلها قول الكاتبة: "فما لبثنا إلا وكان الليل ... " (ص215. وقد تكرر هذا التركيب ص296).
أما "المحوششة" فى قول الكاتبة (177): "دواب الأرض المحوششة" فلا أدرى ماذا تقصد بها، بل لا أدرى من أى أرض استقدمتها، أو من أى سماء استنزلتها. وفى الفعل: "ولْنَلُوذ" (ص182) لا تلتفت كاتبتنا إلى أن اللام التى فى أول الفعل هى لام الأمر الجازمة، فكان حق الفعل أن تُحْذَف واوه الوسطى تمهيدا لتسكين الذال بعدها (هكذا: "ولْنَلُذْ"). وفى ص196 نرى "آوَيْتُ"، بمعنى "لجأت"، وصوابها: "أَوَيْت" بدون همزة تعدية لأن الفعل هنا لازم. وقد سبق أن لاحظت فى دراسة لى عن رواية طه حسين: "دعاء الكروان" أنه يستخدم ذات الصيغة فى نفس المعنى، فانبرى بعض الأساتذة يعترضون، عنادا منهم، علىَّ بأنه قد فاتنى أن القرآن يقول على لسان ابن نوح: "سآوِى إلى جبل يعصمنى من الماء"، وعلى لسان لوط عليه السلام: "أو آوِى إلى ركن شديد"، جاهلين أن الفعل هنا مضارع لا ماض، وأن الهمزة التى خيل إليهم فى أول الفعل أنها هى ذاتها الهمزة التى فى الماضى ليست للتعدية بل هى همزة المضارعة. وما كتبوه موجود عندى بأخطائه الفاحشة التى تؤكد ما يقوله المثل الشائع على سبيل المجاز من أن العناد يولد الكفر.
كذلك نرى الكاتبة (ص211) تستخدم كلمة "عمارة" بمعنى سفينة. فهل "العَمَارة" سفينة كما هى فى استعمال الكاتبة؟ أم هل هى أسطول كامل؟ الواقع أنه لا وجود لهذه الكلمة فى المعاجم القديمة كـ"لسان العرب" و"تاج العروس". بل إنها لا توجد فى معجم المستشرق البريطانى إدوارد وليم لين المسمى: "مَدّ القاموس"، بل ولا فى "المعجم الوسيط". أما فى "محيط المحيط" لبطرس البستانى، وهو من أهل القرن التاسع عشر، فنجد نصًّا على أنها فى استعمالها فى مجال السفن (وهذه عبارته حرفيا: "الطائفة من السفن الحربية") هى من كلام المولدين، وهو ما يعنى أن هذه الكلمة لم يكن لها وجود فى زمن الرواية بهذا المعنى، فضلا عن أن الكاتبة قد ضيقت معناها جدا فأطلقته على السفينة الواحدة، على حين أنها تعنى أسطولا (حربيا) لا سفينة واحدة. ولذلك نجد بين معانيها فى معجم " Verb Ace Pro" الألكترونى مثلا: " squadron, fleet"، وفى معجم هانز فير العربى الإنجليزى: " fleet (naval)". ومن الفقر المعجمى استخدام الكاتبة لفظ "التنادُم" (ص213) بمعنى "الصداقة"، وهو خطأ لأن المنادمة والتنادم إنما يكونان على الشراب ولا يدلان على مطلق الصداقة أو المصاحبة. ثم بعد هذا بصفحة نجدها تقول: "تعرَّقَتْ جلودهم" بدلا من "عَرِقَتْ". أما "تعرَّق" فمعناها "أكل ما على العظم من لحم" أو "مزج الخمر ببعض الماء". وكما يرى القارئ: ليس ثم صلة بين هذا وذاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلى جانب ما مر نجد أنه قد تكرر استخدام الكاتبة للفظة "البرق" بمعنى تطيير الخبر بوساطة الحمام الزاجل. لكن هل كانت تلك اللفظة بهذا المعنى معروفة فى ذلك الوقت؟ لقد بحثت عنها فى "تاج العروس"، وهو من نتاج القرن الثامن عشر، وكذلك فى "محيط المحيط"، الذى صدر فى القرن التاسع عشر، فلم أجدها، وهو ما يفيد أنها لم تستعمل بهذا المعنى فى العصر العباسى، وأن الكاتبة لا تستطيع أن تُحْكِم فنها، بل تكتب بعفوية فى مجال لا تصح فيه العفوية، ولا بد له من الاستعداد والاحتشاد والقراءة الواسعة العميقة والتنبه لمثل تلك الدقائق. أما فى "المعجم الوسيط" فتقابلنا: "أبرق" بمعنى "أرسل برقية"، مع النص على أنها "مُحْدَثة". والمقصود بـ"البرقية" ما يسمى فى العامية المصرية بـ"التلغراف". وإذا كان الشىء بالشىء يذكر كما يقال فقد قرأت فى مقال للعقاد، طيب الله ثراه، يتناول فيه بالتحليل كتاب "على هامش السيرة"، انتقاده لاستعمال طه حسين كلمة "الخيال" على لسان الخادمة ناصعة فيما نستعملها له الآن من معنى، وهو المعنى الذى يعبرون عنه فى الإنجليزية والفرنسية بالـ" imagination". وكانت حجته، وهى حجة صلبة غاية الصلابة، أن هذا المعنى لم يكن معروفا فى ذلك الزمن الذى تدور فيه وقائع السيرة النيوية (انظر العقاد/ ساعات بين الكتب/ ط3/ مطبعة السعادة/ 1950م/ 509). ومرجع هذا الانتقاد أنه ينبغى للقصاص الحرص على "مشاكلة الواقع".
ومما يضحك من أغلاط لغة الرواية أن نرى كلمة "الآذان" مستعملة فى موضع "الأذان" (ص223). وكثيرا ما ألاحظ كتابتها بهذه الطريقة الخاطئة على شاشة المرناء عند التنبيه إلى أن موعد "أذان" الصلاة الفلانية قد حان، فأضحك محاولا تصور الظهر مثلا أو العصر وقد صارت له آذان. ثم أنثنى فأقول: هذه هى الثمار المرة لأوضاعنا المتبلدة. لا أحد يهتم، لا أحد يلاحظ، لا أحد يراجع، لا أحد يشعر بأى فرق. ولعله يصح أن أذكر هنا ما كتبه المرحوم يوسف السباعى ذات مرة من أنه دارت يوما مناقشة بينه وبين عديله النحوى الشهير الأستاذ عباس حسن صاحب "النحو الوافى" حول الأخطاء النحوية التى يقترفها الأستاذ السباعى فى قصصه ورواياته، فكانت حجة الأستاذ السباعى أنه ما دام القراء يفهمون ما يريد قوله لهم فلا مشكلة، إذ اللغة ليست سوى وسيلة لبلوغ غاية معينة. فإذا بلغنا الغاية المرادة فلا داعى لأن نشغل أنفسنا بالوسيلة إذن. أما تعليقى فهو أن اللغة ليست وسيلة إلى الإفهام فقط، بل هى كذلك وسيلة إلى الإمتاع. وإلا فلو قصرنا الوسائل الحياتية على المنفعة فقط لكان علينا مثلا أن نسكن الأخصاص أو غصون الشجر، ونلبس الخيش، ونأكل بأيدينا الطعام مدلوقا على الأرض دون أطباق أو موائد أو ملاعق وسكاكين، ونشرب بأكفنا من القنوات والأحواض، وننام على الحصير، ونكتب على الأحجار ... إلخ. فهل هناك من يقول بذلك؟ قد يجوز هذا بالنسبة إلى الحيوان الأعجم (أقول: "قد"، لأن الحيوانات فى بعض بلاد الأرض تعامَل أفضل مما يعامَل به البشر فى بلاد أخرى)، أما بالنسبة إلى البشر، وبالذات البشر المتحضرون، فلا. ثم من قال إن الفهم الدقيق يمكن أن يتم دون نحو صحيح؟ لا، بل إن بعض الكلام لا يمكن فهمه أصلا ما لم يكن محصَّنًا بالصحة النحوية والصرفية.
ويزيد الطينَ بِلّة أن المؤلفة (ص226) تتحدث عن "البرق الشامى" وكأنه تلغراف أتى أهل أنطاكية بخبر وصول السفن بالأسرى، غير داريةٍ أن "البرق الشامى" هو كتاب ألفه العماد الأصفهانى عن صلاح الدين وجهاده وعمله عنده، أو هو البرق يسطع من جهة الشام، وهذا كل ما هناك. وفى ص228 نجدها تقول: "يتقصى عن أحوال ... " مستعملة الفعل متعديا رغم أنه لازم، ومن ثم فلا موضع هنا لحرف الجر. وفى قولها (ص234): "سماء مصر المرصعة بالنجمات" نراها تستخدم جمع الألف والتاء الدال عادةً على القلة بدلا من جمع الكثرة: "النجوم"، وهو المراد هنا، إذ هى تريد الإشارة إلى أن سماء مصر مفعمة بالنجوم كما هو واضح لا أن فيها بضع نجمات فحسب. ولعلها متأثرة بأغنية شادية: "غاب القمر يا ابن عمى"، التى تقول فيها: "ضحك الهوا حواليك وتمايلت النجمات". لكن وقع الكلمة فى أغنية مجدى نجيب شىء آخر تماما. وقد أنزلت الأغنية الآن وأنا أسطر هذه الكلمات، وهأنذا أسبح معها فى الفضاء العالى منتشيا بسكون الليل الذى
(يُتْبَعُ)
(/)
تصفه الأغنية الساحرة فى أخريات ليالى الصيف المطلولة بين الحقول. وبودى لو أشركت القراء كلهم معى فى هذه النعمة الكريمة. وهناك قول المؤلفة (ص243): "وعلى الرغم من كذا ... إلا أننى ... "، وهو أيضا استعمال شائع فى عصرنا رغم خطئه، إذ لا موضع هنا للاستثناء، وإلا فهو استثناء من ماذا؟ وبعدها بصفحة: "كنت خَدِرًا ضَعْفَانًا"، وهى أول مرة أسمع فيها صيغة "ضعفان" هذه، علاوة على أن هذه الصيغة لا تنوَّن، وهو ما يذكرنى بما أسمعه من القاهريين من قولهم عمن تناول فطوره: "فَطْران"، وكذلك ما سمعته من إحدى الطالبات بقسم اللغة الفرنسية فى منتصف سبعينات القرن الماضى تصفنى بأننى "طَوْلان"، أى طويل (بالنسبة إليها). ثم بعدها بصفحة نقرأ: "همس لى قيِّمٌ شابٌّ ... أن أنتبه من الأب ميخائيل"، أى آخذ حذرى منه. وهو استعمال لا تعرفه حتى العامية فيما يخيل لى، إذ نقول مثلا فى تلك الحالة: "خذ بالك منه"، أما "انتبهْ منه" فلا أظن. ثم بعد هذا بصفحتين أخريين: "المائة قانون وقانونين الذين شُرِّعوا ... " باستعمال "الذين" صفة للقوانين بدلا من "التى" كما ينبغى أن يكون الأمر، إذ تستعمل العربية لجمع غير العاقل صيغ المفردة المؤنثة لا صيغ جمع الذكور العقلاء، علاوة على أنه كان ينبغى أن تقول الكاتبة: "المائة قانون والقانونين" بعطف معرَّف على معرَّف احتراما لمبدإ الاتساق. ومن استعمالها أيضا صيغة جمع الذكور العقلاء لغير العقلاء قولها: "ويُوقِد عليهم (أى على الآثار المقدسة) قنديلا فى كل ليلة" (ص369). أما إضافة "المائة" المعرفة بـ"أل" إلى كلمة "قانون" المنكَّرة فلن أتوقف عندها حتى لا أكون ثقيل الوطأة. صحيح أننى من الذين لا يجدون فيها فى حد ذاتها معابة، لكن هل كان هذا التركيب معروفا فى ذلك الوقت؟ ثم بعد ثلاث صفحات تلقانا كلمة "الشمسنة" بمعنى وظيفة الشمّاس فى الكنيسة، ولا وجود لها فى المعاجم. وكل ما عثرت عليه فى "محيط المحيط" هو "الشمّاسيّة" وكذلك "الشُّمُوسيّة"، التى وجدتها أيضا فى معجم "الرائد" لجبران مسعود. والمعجمان لبنانيان ألفهما نصرانيان.
ثم هل يصح أن نؤكد لفظة "النساء" بـ"أجمعين"؟ إن النساء جمع مؤنث، وتأكيده إنما يكون بـ"جمعاوات" لا بـ"أجمعين" الذكورية. وليس فى هذا افتئات على النصف الحلو، ولا يصلح رَمْيُنا من ثم بالذكورية، فالرجال رجال، والنساء نساء، ولا ينبغى الخلط بينهما، فلكل حدوده وخصائصه ومخصصاته. وعلى هذا كان ينبغى أن تقول المؤلفة: "خرجت نساء عين جارة جمعاوات" لا "أجمعين" كما قالت (ص262). أما فى العبارة التالية: "خَلِّينا نَصِل وننهى مهمتنا بسلام" فإضافةً إلى أن التركيب عامى، وهو ما لا أقف عنده من هذه الجهة بل من جهة أخرى سوف آتى إليها للتو، نجد الكاتبة قد أثبتت الياء فى آخر الفعل: "خَلِّى"، والمفروض حذفها طبقا للقاعدة المتبعة مع فعل الأمر الناقص على ما هو معلوم للجميع. أما وجه اعتراضى على "خَلِّنا نفعل كذا" فهو أن هذا التركيب لم يكن له وجود فى زمن الرواية، وإلا فأنا نفسى كثيرا ما أستخدمه الآن رغم أصله العامى لأن من الممكن استخدامه فى الفصحى دون أى جهد. ترى أهو أقل شأنا من قولنا: "دعنا نفعل كذا"؟
ولنلاحظ أيضا الركاكة والغرابة فى قول المؤلفة: "وقد توضعت مجموعة من بيوت النار إلى جوار بعضها" (ص270) بدلا من "قامت طائفة من بيوت النار متجاورة" مثلا. وبالمثل يتسم قولها: "الجندى الذى أنا تبعيته" (ص271) بالركاكة والغرابة معا. أما "شكلانىّ" (ص272) فلم يكن لها فى ذلك الوقت أى وجود، ومن ثم كان على مؤلفتنا ألا تستخدمها. كذلك تكررت كلمة "الوقايد" (المواقد والمشاعل؟)، ولم أجدها فى مئات الكتب التى تشتمل عليها الموسوعتان الشعريتان الإماراتيان. وفى الصفحة التى تلى ذلك تقابلنا عبارة "حَذِقَ فى هذا الكار"، وفيها مسألتان: فالفعل "حذق" فعل متعد لا يحتاج إلى حرف جر، كما أن كلمة "كار" (غير العربية) لم تكن مستعملة فى كتابات ذلك الوقت فيما يخيل لى، إذ حاولت العثور عليها فى مئات الكتب القديمة فلم أوفق. ودعك من انطباعى الناشئ من معايشة التراث منذ عشرات السنين بأنها لم تكن مستعملة أوانئذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك صيغة غريبة من مادة "فهم" كلما قابلتنى فى الرواية، وكثيرا ما قابلتنى، لم أتمالك نفسى من الضحك. ألا وهى الفعل: "افْتَهَمَ" بدلا من "فَهِمَ" (انظر مثلا ص276، 278، 301). ترى ما الذى دفع كاتبتنا إلى استعمال هذه الكلمة؟ هل وجدتْها مثلا فى كتاب نصرانى قديم مكتوب بالعربية مثلما هو الحال فى لغة ساويرس بن المقفع المضعضعة المفعمة بالأخطاء؟ لكن هل هى متأكدة أنها كانت معروفة فى ذلك العصر على وجه التحديد؟ وفى ص296 نراها تقول عن شخصين اثنين: "فأنزليهم"، وصوابها: "فأنزليهما". وبعدها بصفحة نقرأ: "أشم روائح ذكية" بالذال، على حين أنها "زكية" بالزاى. ثم هل كانت كلمة اللاتينى (ص303) معروفة فى ذلك الوقت عند المسلمين؟ أما فيما يخصنى فهأنذا أعلن أننى لم أجدها فى أى من الموسوعتين الشعريتين المذكورتين. وفى الصفحة نفسها تقابلنا "كلوة الكف" وهى كلمة عامية معروفة بيننا الآن، لكن العرب كانوا يقولون: "الأَلْيَة" كما فى "الإفصاح فى فقه اللغة"، الذى فسرها بأنها هى "اللحمة التى فى أصل الإبهام". وفى ص 305 تجعل الفعل: "يَكْسُو" يائيا لا واويا فتقول: "يَكْسِى". كذلك تكرر استعمال الراوى لكلمة "الجريك"، التى كان عوام المصريين يقولون إلى وقت قريب فى الصفة منها: "إجريجى". وعلى كل حال فالعرب لم يكونوا يعرفون هذه الكلمة، بل "الإغريق" و"يونان". ومن الأخطاء أيضا: "راحوا يسوطوه بشدة" (ص337) بدلا من "يسوطونه"، أى يضربونه بالسوط، و"عشرين درهم" (ص338)، وصحتها: "عشرين درهما" نصبا على التمييز، وكذلك "يُصْعَد إليها بعدة دُرُج" (ص339)، وتصويبها: "درجات"، و"رهبان ظُرَاف أكياس" (ص243)، وتصحيحها: "ظِرَاف" بكسر الظاء لا بضمها. ومن شواهد استعمال القدماء فى ذلك الوقت لتلك الكلمة قول الشاعر العباسى مطيع بن إياس، ذلك الشيطان الظريف، فى قينة جميلة اسمها جوهر كان يحبها ويحب حديثها ومجالستها، فأقبل يوما إلى بيتها فقيل له إن هناك فتى آخر معها هو ابن الصحّاف، فرجع ونظم تلك الأبيات اللعينة التى حَوَّرْتُ كتابة ما تحويه من كلمات عارية حتى لا أصدم الذوق السليم:
"كان" وَاللهِ جَوْهَرَ الصَحّافُ * وَعَلَيْها قَميصُها الأَفوافُ
شامَ فيها "رأيا" لَهُ إضْلاعٌ * لَم يَخُنْهُ نَقصٌ وَلا إِخْطافُ
زَعَموها قالَت وَقَد غابَ فيها * قائِمًا في قِيامِهِ اسْتِحْصَافُ:
بَعْضَ هذا! مَهلاً! تَرََفَّقْ قَليلاً * ما كَذا يا فَتَى "تُكَان" الظِرافُ
وقد جرّأنى على إيراد تلك الأبيات التى لم يكن يدور فى خيالى ولا حتى فى المنام أن أوردها فى شىء من كتاباتى أننى ألفيت الكاتبة صفحة 326 من الرواية تورد كلاما مفصلا عن عملية الجماع وأحسن الأوقات التى ينبغى أن تتم فيها والأساليب المختلفة لممارستها .... إلخ مما حشرته فى الرواية حشرا على دَيْدَنها فى خلق المناسبات خلقا لتسوق ما تريد سوقه نقلا من الكتب حتى لو يكن السياق يتطلبه فى شىء. ومن ذلك أيضا وصفها للجماع الذى وقع بين دلوكة الأستاذة وثاونا تلميذها الفَتَى حين بدا لتلك المرأة الموقرة المحترمة الحكيمة الحاذقة (طبقا لما وصفتها به الرواية) أن تدخل السعادة والحبور على قلب تلميذها المسكين الذى كان حاله يصعب على الكافر. والحمد لله لقد كانت كافرة، فصَعُبَ حاله عليها، إذ رأت فى عينيه نداء الحرمان فرَقَّ قلبها الرهيف له ذات يوم ونادته أن يتبعها إلى مكان خال حيث ضمته إلى حضنها الأموى الدافئ الحنون ثم مدت يدها الرؤوم فخلعت له ملابسه ثم أتبعتها بخلع ملابسها أيضا واهبة نفسها للولد المحروم ابتغاء عمل الخير وكَسْب الثواب. و"مَنْ قدّم شيئا بيداه التقاه"! وليسامحنى نحاتنا الأفاضل على الإبقاء على الألف هنا فى المثنى المرفوع اتباعا للهجة بعض القبائل العربية القديمة حتى لا أفسد المثل الظريف. وكل شىء فى يومنا هذا المبارك ظريف، وأى ظرافة! وقد عملت دلوكة الفيلسوفة العالمة الطبيبة المشرِّحة ذلك كله من فرط حكمتها وتقواها! اللهم زَكِّها، أنت خير من زكّاها! ترى لو لم تكن فاضلة موقرة محترمة حكيمة حاذقة فماذا كانت بنت الفاعلة هذه فاعلة؟ ويجد القارئ وصف هذا العمل الصالح ص121 وما يليها، وهو وصف شاعرى يغرى بالفجور. وثم تقليد الآن ينتشر بين عدد كبير من الروائيين والروائيات العرب لا يمكن أحدا منهم أو منهن أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يهمله، ألا وهو توبلة أعمالهم بفُلْفُل الجنس وكمّونه وشَطّته حتى تصبح حِرِّيفةً غاية الحَرَافة. وإلا فكيف تكون أديبا طليعيا تقدميا تنويريا؟
وهذه الحكاية المضحكة تذكرنى بفلم فرنسى شاهدته فى التلفاز البريطانى وأنا فى أكسفورد أواخر سبعينات القرن المنصرم جامعتْ فيه الأم ابنها الصبى الصغير المدلل فى غرفة النوم بالدور الأعلى فى الوقت الذى كان فيه الأب مع ضيوف الأسرة فى الطابق الأرضى، ثم بعدما انتهى المشهد الدنس طلبت الأم من ابنها أن يعاهدها على أن يحتفظا بذكرى تلك "الليلة المباركة" فى قلبيهما وحدهما لا يطلعان عليها أحدا. أرأيتم إلى تلك الرومانسية الرقيقة؟ الأبيات الشعرية إذن مناسبة للرواية، التى لم يكن يدور فى بالى حتى ولا فى الأحلام أنها سوف تبحر بى فى تلك المياه البعيدة الأغوار! ولكنه قضائى وقدرى المكتوب على جبينى منذ كنت فكرة فى ضمير الكون، فلا فَكَاك لى إذن منه. أليس المكتوب على الجبين لابد أن تراه العين؟ فهأنذا قد رأيته!
وإذا كان لنا أن نتحدث عن التناصّ فى شخصية دلوكة هنا فينبغى أن نعرف أن هذا الاسم معروف عند العرب لشخصية تاريخية، إذ يقول بعض المؤرخين المسلمين إنه اسم امرأة كانت معاصرة لفرعون موسى ثم تولت الملك من بعده. أما كونها عالمة فيلسوفة فهو مما يذكرنا بهيباتيا، مثلما تذكرنا نهايتها بنهاية هيباتيا، إذ قتلها النصارى فى الرواية مثلما قتلوا هيباتيا لنفس السبب، وهو أنها كانت وثنية. وفوق ذلك كانت دلوكة فى الرواية جميلة كما كانت هيباتيا جميلة.
وعودةً إلى الملاحظات اللغوية على أسلوب الرواية أقول: لقد لاحظتُ أن الكاتبة تكرر فى الرواية كلمة "النّقْف" بمعنى "عكاز أو غصن شجرة يُسْتَعْمَل عصا". إلا أن "النقف" فى المعاجم اللغوية كـ"لسان العرب" و"محيط المحيط" هو "الفرخ"، لأنه ينقف البيضة، أى يكسر قشرتها ويخرج منها ... إلخ. وأخيرا فأرجو أن يتنبه القارئ إلى أن مهمة الناقد قد تكون أسهل من الكاتب، فالذى على الشط عوام كما نقول. لكن هذا لا يعنى أن يسكت النقاد فلا ينتقدوا الأدباء، وإلا فسدت الأمور، إذ الحياة تقوم على الإنجاز من ناحية، وعلى تقويم ذلك الإنجاز أولا بأول من ناحية أخرى حتى يأتى فى المرة القادمة أفضل وأفضل ... وهكذا.
وثم نقطة أخرى تتعلق بلغة الرواية على درجة عالية من الأهمية، ألا وهى كثرة الألفاظ والتعبيرات العامية. و"البشمورى" رواية تاريخية كما لا نحتاج أن نقول. وقد جرت التقاليد الأدبية بأن تصطنع الروايات التاريخية اللغة الفصحى فى كل شىء: سردا وحوارا ووصفا ... إلخ. والمعروف أن بدير لم يكن يتحدث العربية قبل اعتناقه دين التوحيد وتعلمه لغة القرآن فى أواخر الرواية. ومع هذا نفاجأ بأنه حريص منذ البداية على استعراض الألفاظ والعبارات الموغلة فى العامية المصرية والتى لم تكن قد ظهرت بعد، إذ كان المصريون المتعربون فى ذلك الوقت حديثى عهد بالعربية أصلا، فما بالك بالعامية، وبخاصة منها ذلك النوع المغرق فى النكهة الشعبية الذى لا بد أن يكون قد أخذ وقتا طويلا قبل أن يظهر على ألسنة أجدادنا؟ وهذه بعض أمثلة مما قابلنى فى الرواية من استعمالات عامية: "فى الأول" (فى البداية) ص8، و"مَطْرَحى" (موضعى) ص8، 34، و"بَلْوِتِى" (بلواى) ص9، و"الطياشة" (الطيش) ص14، و"القُوَن" (الأيقونات) ص10، 16، و"الشمس وقيدة نار" ص23، و"على الطِّبْطاب" ص26، و"براوة" (برافو) ص95، و"نخرج من نقرة فنقع فى حفرة" ص110، و"العنب البناتى" (عنب بدون بذر) ص112، و"محلّ الأدب" (المرحاض) ص128، و"أَزَان" (إناء كبير للطبخ، وهو لفظ تركى لم يكن قد عُرِف عندنا بعد لأنه كان بيننا وبين الحكم التركى لمصر عدة قرون) ص135، و"كانت محطوطة فى جراب" (محفوظة) ص140، و"اللباس الشيت" (نوع من الملابس الشعبية التى لم تعرف إلا حديثا) ص148، و"بالكاد" (بشق الأنفس) ص163، و"تيتى تيتى زى ما رحتى زى ما جيتى" (عاد بخُفَّىْ حُنَيْن) ص170، و"للبحر وَشِيش وخفخفة" ص211، و"حلاوة سَدّ الحنك" ص240، و"ثرثرتا وبقبقتا" ص242، و"دايِرْ ما يْدُور" (محيطا بالمكان) ص267، 270، و"الخبز الإفرنجى" ص374، و"سَرْمَحَة" (تضييع الوقت بالسير فى الشوارع فى غير عمل ولا هدف) ص283، و"لماذا لا تتزوج يا شاطر؟ " (للتهكم وتقليل الشأن) ص284، و"بُقْجَة" (صُرّة) ص292،
(يُتْبَعُ)
(/)
و"أَضِيع بين الرِّجْلِين" (يضيع بين الأقدام المتزاحمة فلا يشعر به أحد لتفاهة شأنه) ص320، و"نداعبه ونهزّر معه" ص325، "فَتْح البُوز" (الفم) ص352، و"لَكْلَكَ (الكروان) بصوته الربانى الساحر" ص363.
أما قول بدير إن الحسين كبير الطباخين كان ينتقده على الإكثار من قوله: "إدِّينى، وَدِّينى، البتاع، البتوع" فهو واسع حبتين، إذ إن الراوى لم ينطق قط فى أى موضع من الرواية بأية كلمة من هذه الكلمات. إن الكاتبة إنما تريد أن تشير إلى بعض ما يميز العامية المصرية، والسلام. لكن فاتها أنها هى ذاتها قد قالت مرارا فى روايتها إن بدير كان يتحدث القبطية. ستقول: ولكنه شرع يتحدث العربية فى بغداد فى قصر الخليفة. وسنقول نحن: ماشٍ. لكن هل كلمة "البتاع" مثلا من عامية أهل العراق؟ بل هل كان المصريون يستعملون تلك الكلمة فى ذلك التاريخ؟ ولقد كنت أعرف أن هناك قصيدة زجلية لأحمد فؤاد نجم عن "البتاع"، وإن لم أكن قد سمعتها أو قرأتها من قبل، فقلت فى عقل بالى: ولم لا تهديها للكاتبة التى فتحت على لسان الحسين الطباخ موضوع "البتاع"؟ وها هى ذى زجلية نجم، التى لم أجدها رغم ذلك بالحلاوة والقوة التى توقعتها قبل قراءتها:
يا للي فتحت البتاع
فتْحك على مقفول
لأن أصل البتاع
واصل على موصول
فأىشئ في البتاع
الناس تشوف على طول
والناس تموت في البتاع
فيبقي مين مسؤول؟
وإزاي حتفتح بتاع
في وسط ناس بتقول
بأن هذا البتاع
جاب الخرابمشمول؟
لأنه حتة بتاع
جاهل
غبي
مخبول
أمر بفتح البتاع
لأنه كانمسطول!
وبعد فتح البتاع
جابوا الهوا المنقول
نكس عشوش البتاع
وهَدّ كلأصول
وفات في غيط البتاع
قامْ سمِّم المحصول
وخلاّ لونالبتاع
أصفر
حزين
مهزول
وساد قانون البتاع
ولا علهْ ولامعلول
فالقاضي بتع البتاع
فالحق ع المقتول
والجهل زاد في البتاع
ولا مقري
ولا منقول
والخوف
سرح في البتاع
خلا الديابه تصول
وبقي البتاع في البتاع
والناس صايبها ذهول
وِانْ حَدّ قال: دا البتاع
يقولوا لهْ: مش معقول
وناس تعيش بالبتاع
وناس تموت بالفول
وناس تنام ع البتاع
وناس تنام كشكول
آدي اللي جابه البتاع
جاب الخراب بالطول
لأنه حتة بتاع
مخلب لراس الغول
باع البتاع بالبتاع
وعشان يعيش على طول
عين حرس بالبتاع
وبرضه مات مقتول
والآن فإننا نتساءل: لماذا يا ترى تنكبت الكاتبة اللغة الفصحى فى كثير من مواضع الرواية لحساب العامية، وبخاصة أن الاستعمالات العامية التى يستخدمها بدير لم تكن معروفة بعد؟ والطريف أن الرواية رغم ذلك كله قد وُصِفَتْ (فى موقع " the tanjara"، الذى سبقت الإشارة إليه) بأنها تستعمل مستويات مركبة من "الخطاب" (أى "مستويات متعددة من الكتابة" بلغة البسطاء الذين لا يعرفون شيئا من هذه الرطانات): " The text uses complex levels of discourse". إن مثل هذا الكلام لا محل له من الإعراب فى روايتنا هذه، إذ إن استعمال العامية هو نقطة ضعف شنيعة فى عمل الكاتبة. فكيف يقلب بعض الناس الحقائق، ويمجدون ما حقه الانتقاد والتصويب؟
ومما يعيب الرواية أيضا كثرة ما فيها من عدم اتساق فى كلام الأشخاص أو فى سلوكهم أو فى سرد الراوى للأحداث ... إلخ. فعلى سبيل التمثيل نجد الراوى (ص20 وما بعدها) يذكر كراهية رجال البيعة لثاونا الراهب، الذى كان بينه وبين الراوى مودة خاصة، لكن دون أن يورد سببا واحدا لتلك الكراهية، مكتفيا بالحديث عنها كأنها مسألة طبيعة لا تحتاج إلى تفسير أو تعليل. وبعد ذلك بأربع صفحات نسمع يقول له: "لماذا تظن أنهم يريدون التخلص منك؟ " هكذا بضمير الغائبين كأنه يكلمه عن ناس سبق بينهما الحديث عنهم رغم أن ثاونا لم يقل له شيئا من ذلك قط ولا دار بينهما حوار بهذا المعنى بتاتا.
وفى الصفحة الحادية والثلاثين وما يليها يجد القارئ وصفا ملتهبا لما كان بدير يحسه فى جسده وهو صبى صغير نحو آمونة، التى كانت تشتغل فى حقلهم قبل أن يلتحق بالكنيسة ويصير قيّما من قَوَمتها، وكذلك تقبيله لها وتجميشه إياها وتعريته لملابسها إلى أن انتهى الأمر كما ينتهى عادة فى مثل تلك الحال إلى المواقعة الجنسية. ثم تكرر ذلك مرارا. وكل هذا مفهوم، لكن الذى لا أستطيع فهمه هو أن يستمر الولد والبنت فى ممارسة تلك اللعبة فترة غير قصيرة دون أن يشغلا ذهنيهما بأن من الممكن حدوث حمل. أمن المعقول ذلك؟ أنا لا أقصد مناقشة الأمر من
(يُتْبَعُ)
(/)
زاوية الحلال والحرام، بل أقصد خوفهما من انكشاف أمرهما لأسرتيهما وانتشار الفضيحة. هل فات هذا انتباه الكاتبة؟ غريبة! وهل هذا أمر يمكن تجاهله أو عدم التنبه إليه؟ وأغرب من ذلك أن أهلها لا يكتشفون، إلا بعد أن انتحرت، أنها كانت حاملا. ترى ألم يثر هذا الحمل فى وقته الخوف فى قلبى الحبيبين الضالين؟ وأغرب من هذا وأغرب أن أهل بدير كانوا قد خطبوا البنت لأخيه، وتولى هو بنفسه الاتفاق مع الفرقة الموسيقية التى ستحيى حفل العرس، وكأن البنت التى سيتزوجها أخوه ليست حبلى منه. وأغرب من هذا وأغرب وأغرب أن أهله لم يفهموا أنه كانت بينه وبين الفتاة علاقة إلا بعد استخراجها من الماء والطين الذى أغرقت نفسها فيه. كيف؟ هذا ما لا أدريه. من المفهوم أن يكتشف أهلها الأمر عند استخراج الجثة، أما أن يعرف أهله هو بما حدث قلا أفهم كيف يكون. هل من الممكن أن يطلعهم أهل البنت على ما اكتشفوه من حبلها؟ لكن لماذا؟ هل هم مصابون بداء المازوكية، فهم يحبون أن يفضحوا أنفسهم ويجلبوا على رؤوسهم ورأس بنتهم الميتة العار هكذا لله فى لله؟ أيعقل هذا؟ إن هذه النقطة إنما تمثل مفصلا من مفاصل الرواية التى عندها تنعطف الأحداث وتتغير مصائر الشخصيات، ومع هذا فما أضعف هذا المفصل! وهو ضعف يسرى فى ثنايا الرواية ويفسد جوها ويوهى بناءها. ليس ذلك فقط، بل هناك صمت أسرة بدير جميعا بعد اختفائه إثر انتحار آمونة، إذ لا يهتم الأب والأم والأخ بالبحث أو حتى السؤال عنه. معقول؟ والله لو كان كلبا يربّونه فى البيت لاهتموا به وسألوا عنه وظلوا يبحثون حتى يجدوه.
ومن المفاصل المهمة التى تحول عندها اتجاه الأحداث ومصير الشخصيات فى الرواية خَطْف النسر لملابس الراوى الكهنوتية (ص178). فهل تخطف النسور فعلا ملابس البشر؟ ولماذا؟ المعروف أن النسور تعيش عادة فى الصحارى وفوق الجبال وفى مناطق السافانا، ولا تأكل إلا الجيف، ولا تحمل إلى صغارها فى الوُكْنة شيئا من لحوم الحيوانات النافقة التى تأكل منها، بل تكتفى بأن تخرج لها من معدتها بعض ما كانت ازدردته من ذلك الطعام (انظر مادة "نسر" فى "الويكيبيديا" العربية، ومادة " vulture" فى الويكيبيديا الإنجليزية و"الموسوعة البريطانية"، ومادة " vautour" فى كل من موسوعة "الإنكارتا" و"الموسوعة اليونيفرسالية" الفرنسية، وتحت عنوان "النسر المصرى" بمادة "الحيوان البرى فى البلاد العربية" فى "الموسوعة العربية العالمية"). لكن النسر فى روايتنا قد ظهر فى المستنقعات الموجودة فى شمال الدلتا. فكيف ذلك يا ترى؟ ومن الطريف أن تقول الكاتبة على لسان الراوى إن النسور لم تكن تشاهَد فى تلك النواحى، إذ هى من طيور الفلاة، على عكس السُّمَانَى واللقالق وأبى قردان مثلا (ص177). وهى ملاحظة صحيحة، فلماذا إذن اخترع ذلك الراوى نفسه حكاية النسر؟ ولماذا قال إن النسر قد خطف ملابسه؟ ترى هل كانت النسور يومامن أكلة الأقمشة؟ أم هل كانت صغارها تفرح بملابس الكهنوت الملونة المزخرفة، فهو يخطف ما يلقاه فى طريقه منها ويُلْبِسهم إياه ليدخل البهجة على قلوبهم، ويوفر لهم فى ذات الوقت كسوة مجانية؟ أَفْهَم أن يكتب مؤلفو "ألف ليلة وليلة" شيئا من هذا القبيل، إذ "الحكايات العربية" (كما يسميها الأوربيون) هى قصص فلكلورية لا ينبغى أن نحاسبها بالمنطق، ومن ذلك مثلا ما نقرؤه فيها من حكايات عن النسور التى تحمل البشر فى الفضاء إلى أماكن بعيدة، أو عن جبال حجر الألماس التى لا يستطيع أحد بلوغها، والتى يعمل الجواهرية حيلهم فى الحصول على ما فيها من جواهر عظيمة فيأخذون الشاة من الغنم ويذبحونها ويسلخونهاويرشون لحمها ويرمونه من فوق تلك الجبال إلى أرض الوادي، فتنزل وهي طرية، فيلتصق بهاشيء من هذه الحجارة، ثم يتركها التجار إلى نصف النهار، فتنزل النسور والأرخاخإلى ذلك اللحم وتأخذه في مخالبها وتصعد إلى أعلى الجبل، فيأتيها التجار ويصيحون عليها فتطير عن ذلك اللحم، ويخلّصون هم الحجارة اللاصقة به تاركين اللحم للطيور والوحوش، ثم ينصرفون إلى بلادهم بما حصلوا عليه من جواهر نفيسة. نعم هذا مقبول من مؤلفى "ألف ليلة وليلة"، أما أن تكتب قصّاصة فى أواخر القرن العشرين ما كتبته عن ملابس الراهب التى خطفها النسر فهذا أمر عجيب غير مفهوم. فإذا أضفنا إلى هذا أن هذه الحكاية كانت سببا لتحول
(يُتْبَعُ)
(/)
الأحداث تحولا دراماتيكيا انتهى ببدير إلى الأَسْر ومغادرة مصر وخلع النصرانية واعتناق الإسلام تبين لنا كم تسىء هذه الحكاية إلى الرواية!
وللأسف فإن الرواية، فى جميع الفترات الحاسمة منها، إنما تقوم على مثل هذه المصادفات والافتعالات غير المنطقية. وملخص الحكاية هى أن بدير كان عائدا بصحبة ثاونا من لدن المتمرد البشمورى عندما قابلهم فجأة عساكر تابعة للخليفة فى طريقها لمحاربة ذلك الثائر، فخافا واختبآ، ولا أدرى لماذا ما داما يحملان رسالة من الأنبا يوساب تدعو البشمورى إلى إلقاء السلاح والإخلاد إلى السكينة وعدم المصادمة مع الدولة، مما يجعلهما بمنأى من الخوف. اللهم إلا إذا كان فى الرسالة شىء آخر غير ما أعلنه لنا الراوى، وكانت على العكس مما قال تعبر عن التعاطف معه وتحرضه على التمادى فى العصيان كما كان خصوم الكنيسة الأرثوذكسية يقولون طبقا لما قاله الرواى ذاته (ص 169 - 172)، وطبقا أيضا لمقال قرأته فى أحد المواقع المشباكية يتهم يوساب بالنفاق، إذ يبدو فى العلن أنه مع الدولة ضد التمرد، على حين يبعث فى الخفاء بالرسائل التى تشجع المتمردين وتستحثهم على الصمود والمضىّ فى العصيان. المهم أن عساكر الجيش الخليفى استولَوْا على بغلى الرجلين، ثم تسببوا فى افتراق الصاحبين أثناء الهرج والمرج الذى حدث بينهم وبين المتمردين، وقضى بدير ليلته على شاطئ النهر فى الأوحال رابطا نفسه بالأعشاب الطويلة، ولا أدرى كيف، حيث غلبه النوم ليقوم صباحا فيجد وجهه وملبسه الكهنوتى قد تلطخا بالطين مما اضطره لخلعه ليغسله وينشره، فيجىء النسر الأحمق فيسرقه ويطير به فى الفضاء العالى. ومن المضحك أن يقول الراوى إنه جرى وراء النسر، لكنه لم يستطع أن يلحق به. أترى النسر كان يجرى على شاطئ النهر أمامه أم ماذا؟ إن النسر يا أخا الكنيسة يطير ولا يجرى! وهكذا يرى القارئ بنفسه أننا هنا أمام فلم هندى آخر! ولقد انتهى الأمر بأسر الرجل وارتحاله إلى الشام فأنطاكية فبغداد ... وهكذا تكون الكاتبة قد أعادت الرواية العربية عشرات الأعوام إلى الوراء حين كانت تقتات على المصادفات والغرائب التى "لا يُصَدّكها عَكْل" كما كانت شويكار بنت طوب بن صقال تقول أيام انهيار السينما المصرية على يدها ويد زوجها المباركتين!
ونأتى إلى المِفْصَل الأخير، وهو مِفْصَلُ تحوُّل بدير إلى دين التوحيد (ص288). ومن الغريب أن يتم ذلك على يد الحسين بن فالح طباخ قصر الخلافة: حسين الحشاش القرارى الذى يغريه بالحشيش ويزينه له ويعرضه عليه ويشرح له فضائله الموهومة! حسين كاره الزواج ومرتاد بيوت الدعارة وباذل أقصى جهده لتعريف بدير بتلك البيوت وتذوُّق ما فى سلتها من أية فاكهة تعجبه مما استفز ضمير بدير فثار فى وجهه معلنا أنه فى الأساس رجل دين وأنه لا يمكن أن ينحط إلى تلك الدرجة من الحضيض (ص279 - 280) رغم أنه قد مارس الزنا مرارا من قبل ولا يرى فتاة أو امرأة حلوة إلا اشتهاها واشتعل جسده شبقا إليها، وهذا إن صح أنه كانت هناك بيوت دعارة فى العالم الإسلامى فى ذلك الوقت، ولا أدرى من أين أتت الكاتبة بهذه الشطحة الكرخانية! حسين، الذى لا يذكر أمه إلا بِشَرٍّ ولا يعرف مَنْ أبوه ولا أين ولا هل هو حى أو ميت! حسين الذى لا يصلى ولا يُظْهِر تدينا ويصفه الراوى ذاته بأنه يشبه الوثنيين المتوحشين (ص283)، وبأن إيمانه مزعزع، إذ يبدو وكأنه زنديق كافر أو إنسان يتراوح دوما بين الإيمان والكفر، أو الرذيلة والطهر كما يصفه هو (ص284). ثم إن الراوى نفسه قد أصبح حشاشا. فمتى كان الحشاشون يهتمون بالتحول من دين إلى دين؟ وفوق هذا فالكاتبة لم توفر له الفرصة كى يتعرف على الإسلام تعرفا يغريه باعتناقه، بل كانت تضعه دائما فى ظروف لا يَظْهَر فيها إلا على أسوإ ما عند المسلمين، وآخرها أنهم أسروه وباعوه رقيقا وقَسَوْا عليه قسوة بالغة. وحين وصل أخيرا إلى قصر الخلافة لم يجد هنالك شيئا يدعوه إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة، إذ لم ير فى مجلس الخليفة إلا الغناء والرقص، ولم يشاهد إلا سجود الناس للمأمون (ص291)، تلك التدليسة المتهافتة التى لا ندرى من أين أتت بها الكاتبة، ولم يسمع إلا عن التفاوت الطبقى الفاحش بين قصر الخليفة والرعية المدقعة الفقر طبقا لما بثه فى أذنه ابن فالح الطباخ. ثم هل يتحول إنسان من دين إلى دين هكذا
(يُتْبَعُ)
(/)
فجأة، وبخاصة إذا كان رجلا من رجال الكنيسة؟ سيقول بدير إنه بدأ يقرأ وإن الحسين بن فالح كان يطرح عليه أسئلة تستدعى التفكير ومراجعة المفاهيم (ص285)، علاوة على ما تذكره فجأة من كلام ثاونا له منذ وقت طويل من أن ثمة إنجيلا لبرنابا يبشر بمجىء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويبين أنه هو المسيا المنتظر الذى أتى السيد المسيح عليه السلام ليمهد له الطريق (ص287). لكن أين كان هذا الكلام من قبل فلم يظهر إلا الآن؟ ومتى كان مثل الحسين ذلك الحشاش الداعر يفكر فى هذه القضايا ويطرح تلك الأسئلة التى تستفز العقل والضمير؟ ثم لو أن ثاونا قد قال لبدير ذلك فعلا، فلماذا، حين عاد إلى مصر وقابل ثاونا وعرض عليه الإسلام، لم يقبل ثاونا هذا العرض بل رفضه رفضا باتا؟ ليس هذا فحسب، بل كان حزينا مغموما لأن بدير ترك النصرانية ودخل الإسلام. والعجيب أننا نسمعه رغم ذلك يقول إن الجميع: مسلمين ونصارى سوف يدخلون الجنة وإن الله سوف يرحم البشر كلهم (ص367 - 368). فلم الحزن والغم إذن؟ أليس هذا هو ما يسمونه: "سمك، لبن، تمر هندى"؟ ثم إنه بعد هذا كله (ص373) يشجع بدير على أن يصارح الناس بما يشعر به بعد دخوله الإسلام من اطمئنان وراحة بال وسكينة حتى لو آذَوْه. ولكن من الذين يمكن أن يؤذوه إذا كان يعيش فى دولة مسلمة؟
كذلك فإن بدير، فى الفترة التى كان على مشارف التحول إلى الإسلام، يؤكد أن جوهر الأديان واحد، وهو الهداية وبث الطمأنينة فى النفس والارتقاء بالبشر من حالة الوحشية إلى حالة تليق بالإنسانية. ترى لم تحول إلى الإسلام ما دامت الأديان واحدة، والرب هنا وهناك واحد لا اختلاف فى مفهوم ألوهيته إذن؟ قد يقال إن الحسين بن فالح قد أطلعه على أنه ينتمى إلى فرقة دينية تنادى بالعدل والمساواة بين البشر مما نادى به النبى الكريم عليه السلام وأصحابه الكرام، وإن هذا هو السبب الذى دفعه إلى نبذ النصرانية والدخول فى عقيدة الإسلام. لكن هذا يدخلنا فى مشكلة معقدة، ألا وهى أن الإسلام فى حد ذاته كما تعرفه جماهير الأمة وعلمائها لا يجذب أحدا إليه، بخلاف تلك الفرقة القرمطية التى كان ينتمى إليها الحسين بن فالح، فهى الكفيلة بإحداث الجاذبية المفقودة. فإذا عرفنا أن القرامطة لم يكن لهم وجود بعد، بل كان أمامهم عقود قبل أن يظهروا على مسرح التاريخ، وأنهم ليسوا سوى فرقة ضالة مضلة منحرفة، تبين لنا أن دخول بدير فى الإسلام كان قائما على الوهم لا الحقيقة.
ثم ما الذى استجد فى حياته بعد اعتناقه الإسلام؟ أم هو حدث يضاف إلى أحداث الرواية، التى لا لزوم لكثير منها، والسلام؟ أما بالنسبة إلى الكتب التى شرع، بتوجيه الحسين الطباخ، يقرؤها فتدفعه إلى التفكير فى تلك القضايا، فهل كان الطباخ رجلا مثقفا كى يوجهه إلى كتب من شأنها تحريك عقله نحو اعتناق الإسلام؟ ثم ما هى تلك الكتب يا ترى؟ هل هى كتب المعتزلة مثلا؟ هل هى كتب الشيعة؟ هل هى كتب الباطنية؟ هل هى كتب الخوارج؟ لا ذكر لشىء من هذا بتاتا. إنما هو كلام عام عن "كُتُبٍ" فحسب. فهل هذا يكفى؟ والعجيب أن نرى بدير يشرب الخمر فى عرس صديق له مجاراة للحاضرين (332) رغم أنه كان حديث عهد بالإسلام، ومثله من المتحولين الجدد إلى الإسلام إنما ينفر من هذا أيما نفور جريا على الأقل على المثل القائل بأن "المُنْخُل الجديد له شدة". أما أن يكون أول شىء يفعله بعد إسلامه هو شرب أم الخبائث فمعناه أن أول القصيدة كفر. أليس كذلك؟ والحمد لله أنه لم يستجب لدعوة الحسين بن فالح، ولا أدرى لم سمته الكاتبة بـ"فالح"، وليس بفالح ولا مفلح ولا له من الفلاح أى نصيب، إلى التردد معه على بيوت الدعارة، الموهومة مثل القرامطة سواء بسواء، وإلا لكانت الليلة من أولها إلى آخرها زفتا وقَطِرانا. وبالمناسبة فإن الرجل لم يستفد من الإسلام ولم يستفد منه الإسلام للأسف الشديد، فضلا عن أنه انتهى فى خاتمة المطاف إلى رجل درويش يجوب الطرقات دون عمل أو هدف متعرضا لمضايقات السابلة وأذاهم. أهذا هو الإسلام التى حرصت الرواية على أن يعتنقه بطلها؟ يا للهول!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا كله نرى رؤوف مسعد النصرانى المتمركس ينتقد سلوى بكر على تحول بدير إلى الإسلام، وإن نفى أن يكون ذلك أو غيره راجعا إلى عوامل دينية، لا سمح الله ("لاسمح الله" هذه من عندياتى أنا)، إذ قال عن مصرى نصرانى اسمه عوض الله ادعى عبد الحكيم قاسم فى إحدى رواياته أن الإخوان المسلمين أَغْرَوْه، على عكس رغبته، باعتناق الإسلام، لكنه قبل أن يصل إلى المسجد الذى كان عليه أن يعلن إسلامه فيه فاضت روحه على بابه: "قبل أيام كتب الناقد جابر عصفور مقالاً مهمًّا في صحيفة "الحياة" تناول فيه رواية "المهدي" لعبد الحكيم قاسم، التي تحكي عن فترة الاختيارات الصعبة، إذ سلّط الضوء على شخصية المعلم عوض الله عوض الله، ذلك القبطي الفقير الذي كان يعيش في مدينة طنطا، وكيف اضطره عسر الحال إلى مغادرة غرفته الصغيرة هو وزوجته وأطفاله والرحيل إلى القرى المجاورة واستقراره في قرية محلة الجياد، وتحت وطأة الحاجة المادية، ونتيجة لضغوط "الإخوان المسلمون" الذين أقنعوه بأن يؤلف قلبه ويُسْلِم، ويسمي نفسه: المهدي. وفي أثناء التطواف في المدينة يتفاقم عليه المرض وترتفع عنده الحمى فيموت عند باب المسجد. والمفارقة: تتسلل زوجه وسط هذه الحشود باكية لتأخذ زوجها في حضنها وتصلي عليه "باسم الرب يسوع المسيح" وترسم على صدرها علامة الصليب. لقد تناول عبد الحكيم قاسم هذا الموضوع، وهو غير مسيحي، ولكنه يعرف المنطقة التي كتب عنها بشكل جيد، كما أنه يعرف معاناة الأقباط جيدا. وهو نفسه متحدّر من أسرة صوفية. كما كتبت سلوى بكر رواية "البشموري"، ولكن الفرق واضح بين الروايتين. فعبد الحكيم قاسم أمات البطل القبطي قبل أن ينطق الشهادتين، في حين أن سلوى بكر تابعت البشموري وجعلته في النهاية يؤمن بالإسلام، ويرتد عن المسيحية، ويرجع إلى مصر مسلمًا بعد أن أُجبر على الهجرة في عصر المأمون بسبب الثورة التي قام بها مسلمون ومسيحيون في الدلتا نتيجة المظالم التي تعرضوا لها. لقد قمع المأمون هذه الثورة، ونفى الثوار، وشتتهم في مختلف أصقاع الإمبراطورية الإسلامية. سلوى بكر لم تستطع أن تبقي بطلها مسيحيا، وهذه مشكلة في الرؤية. أي كيف يرى الكاتب نفسه في التاريخ؟ وما هو موقفه من التاريخ؟ أنا في "مزاج التماسيح" أعتبر نفسي مزيجًا من الثقافة الفرعونية والقبطية والعربية، الجاهلية منها والإسلامية. فحينما أتحدث عن المشكلات التي يعاني منه الأقباط، فأنا أتحدث عن موقف ثقافي، وليس عن موقف ديني. وهنا يكمن الاختلاف الكبير بيني وبين الآخرين الذين يتهمونني بالتعصب الديني. فكيف أتعصب دينيًّا وأنا غير مؤمن؟ أنا محصَّلة ثقافات مختلفة، وعندما أتحدث عن الأقباط، فأنا أتحدث بحيادية تامة، مثلما أتحدث عن حق الأكراد في الحياة الحرة الكريمة، مثلما أتحدث عن حق العراقيين المنفيين وما إلى ذلك. أعتقد أن عبد الحكيم قاسم استطاع أن يقترب من رؤيتي ككاتب ومنظّر، في حين تخاذلت سلوى بكر ونكصت نتيجة للضغوط الخارجية القوية التي كانت تتعرض لها في مجتمع متخلف" (من حوار له مع عدنان عدنان حسين أحمد ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=22650##) فى موقع "الحوار المتمدن" عنوانه: "الروائي المصري رؤوف مسعد لـ"الحوار المتمدن": المكاشفة تحتاج إلى شجاعة، والشجاعة لا تأتي دائما لأن لها مواسم")، وهو ما يعنى أن سلوى بكر لا هى تعجب واحدا قبطيا ماركسيا مفتوح الذهن ومفتوح غير الذهن، ولا واحدا متخلفا مغلق العقل والقلب مثلى. بالله من أين تلقاها سلوى بكر؟ منى أم من رؤوف مسعد؟ مسكينة الكاتبة. ومنا لله نحن الاثنين، أو منى أنا على الأقل. لكن المضحك هى تأكيد رؤوف مسعد أنه لا يستنكر ما فعلته سلوى بكر من منطلق التعصب الدينى. فمن أى منطلق إذن يا مسعد، أسعدك الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى ص67 نجد كلاما كثيرا عن البرابى والهياكل والعقائد. وواضح أن المقصود هو تقديم الكاتبة للمعلومات التى قرأتها فى مراجع الرواية، فهى تنتهز كل فرصة ولأدنى ملابسة لإفراغ شحنتها من المعلومات، وكأن بدير الراوى مرشد سياحى يعطى السواح ما يحتاجونه من معلومات عما يزوره معهم من آثار. ذلك أن الراوى يزور بربا أتريب مع ثاونا أثناء رحلتهما من قصر الشمع إلى مستنقعات البشموريين حاملين رسالة من أب الدير إلى المتمرد البشمورى يحاول فيها أن يرده إلى صوابه ونبذ تمرده على الدولة وتعريض الناس للمتاعب والمصاعب، فينتهز هذه الزيارة ليتحدث بشىء من الاستفاضة عن الأعمدة والتيجان والنقوش والتصاوير والأشكال والهياكل فى برابى برية أتريب وما يرتبط بها من عقائد، ولا يكاد يترك شيئا دون أن يصفه ويجسده لنا تجسيدا رغم أنه لا صلة بينه وبين عناصر الرواية الأخرى، إذ ما إن ندير ظهرنا له حتى ننساه فلا نعود نتذكره.
ومثل ذلك ما نجده فى صفحة 229 من تفاصيل كثيرة جدا عن الفروق بين المذاهب النصرانية واختلاف أسلوب قبول التوبة من العائدين إلى الكنيسة لا لزوم لها فى الرواية، لكنها تدل على غرام الكاتبة بالحديث عن النصرانية وتقديمها للقارئ بكل سبيل مع أنها كلها زوائد تثقل حركة الرواية وتضيع حرارتها. ونفس الشىء يقال عن التفصيلات الخاصة بأسوار بغداد، تلك التفصيلات التى لا تقدم ولا تؤخر فى الرواية وتطورها، بل ولا يستطيع الذهن أن يتصورها (ص267)، وكذلك التفصيلات المتعلقة بالمذاهب والديانات من معتزلة ومتصوفة وشُكّاك وثنوية وصابئة (ص307 - 308).
إن الرواية هنا لتتحول إلى ما يشبه كتاب "علم الدين" لعلى مبارك، أى كتابا يحتوى على معلومات علمية مهمة يرى مؤلفه أن من واجبه شحنه بها كى يقرأها الجمهور ويلموا بها رغم أنها لا تقدم ولا تؤخر من الناحية الفنية فى الرواية فى قليل أو كثير. وقد غبر زمن على الرواية العربية فى بدايات عصر النهضة كان مؤلفوها يهتمون أشد الاهتمام بتضمينها معلومات صحية وطبية وتاريخية وتوجيهات أخلاقية واجتماعية ودينية ... ومن هنا انتشر فى كتب تاريخ الرواية عندنا مصطلح "الرواية التعليمية". وكان من النقاد من يثنون على هذا الضرب من الروايات أيما ثناء، إذ كان العنصر التعليمى هو الذى يشغلهم فى المقام الأول (يمكن القارئ أن يراجع فى هذه النقطة الفصل الذى عنوانه: "موقف الأدباء والنقاد من فن القصة" فى الباب الأول من كتابى: "نقد القصة فى مصر: 1888 - 1980م").
هذا، وقد تكررت فى الرواية بعض المصطلحات الكنسية التى كان الراوى يوردها عادة دون شرح أو يشرحها شرحا موجزا لا يفيد كثيرا، وهو ما أرى أنه بحاجة ماسة إلى توضيح حتى يفهم القارئ معانى تلك المصطلحات ولا يشعر بالضيق لجهله بها. وقد كان بمكنة المؤلفة أن تحتال على شرحها بطريقة فنية كأن تقول مثلا فى "المطانية": "وأديت له مطانية فسجدت أمامه على سبيل الاحترام والخشوع" حتى لا تُضْطَرّ إلى إضافة هوامش لا تناسب العمل الروائى، بل يأتى الشرح طبيعيا فى أثناء الكلام كأنه جزء منه فلا يشعر القارئ بشىء من الشذوذ أو التكلف يفسد عليه جو العمل الذى يعيش فيه ويتصوره عالما حقيقيا. وبالمناسبة فلم يحدث قط أن طلب المسيح عليه السلام من تلاميذه ولا فكر أحد منهم من تلقاء نفسه أن يسجد أو يركع له. والأناجيل موجودة لمن يحب أن يتقصى الأمر ويتحقق منه بنفسه. والآن إلى ما تنبهت له من تلك الألفاظ، التى اعتمدت فى شرحها على "قاموس الكنيسة" الآنف الذكر، مع إيراد ما يحتاجه القارئ فقط من كل مادة، إلى جانب التصحيح اللغوى لعبارة المحرر تجنبا لما فيها من ركاكة. وقد رتبتها ألفبائيا: فـ"أَبُ الدير" هو رئيسه الذى يهتم بالرهبان، وقد تتم رسامته أسقفا. و"الأب الروحى" هو المرشد الذي يختاره الشخص بخلاف أب الاعتراف. وقد يكون هو نفسه أب الاعتراف أيضا. ويهتم الأب الروحي بأولاده وتربيتهم. و"الأجبية": كلمة قبطية معناها ساعة زمنية، ويقصد بها الكتاب الذي يحوى صلوات السواعي: باكر والثالثة والسادسة والتاسعة والغروب والنوم والستار الخاصة بالرهبان ونصف الليل. وهو عبارة عن مجموعة مختارة من مزامير داود النبى، ويسمى أيضا: كتاب الصلوات السبع. و"الأرْخُن" (ج: أراخنة) هى كلمة يونانية معناها: "حاكم، قائد، آمِر، رئيس،
(يُتْبَعُ)
(/)
رُبَّان"، وانتقلت كما هي إلى اللغة القبطية. وفي الليتورجية القبطية يسمى الملاك ميخائيل: "أرخن السمائيين"، أي "رئيس السمائييين".وتُسْتَخْدَم الكلمة في المصطلح الكنسي حاليا لتفيد معنى الرجل العِلماني المُتقدّم بين شعب الكنيسة. فالأراخنة هم مقدّمو الشعب روحيا واجتماعيا. و"الأرشيدياكون": كلمة مكونة من مقطعين: أرش، ومعناها: رئيس. ودياكون، ومعناها: شماس. فالأرشيدياكون إذن هو رئيس الشمامسة. ويجلس عن يسار الأسقف أو البطرك، ويناول الدم ويخدم الأيتام ويهتم بالمتعبدين ويبكت غير المتأدبين وينظم الأكليروس ويتلو الصلوات عند تجليس البطاركة والأساقفة. ولا بد، إلى جانب علمه بالكتب المقدسة وإلمامه بطقوس الكنيسة، من تزكية الإكليروس والشعب له. و"الإكليل"، والمقصود هنا إكليل الزواج بالذات، هو ما يضعه الكاهن على رأس العروسين أثناء تتميم سر الزواج. ويعده يوحنا الذهبى الفم رمزا لتتويج البتولية التى حفظها العروسان فى نفسيهما وجسديهما حتى يوم الزواج. ولذلك لا تقام صلاة الإكليل إلا إذا كان العروسان بكرين، أو إذا كان أحدهما مترملا، والآخر بكرا. ويكون هذا الإكليل فى الكنيسة القبطية على شكل منطقة نصف دائرية مطلية بالذهب، ينتهى طرفاها بخيطين من الحرير. وهو فى الكنيسة اليونانية (الأروام) من الفضة أو الذهب أو أى معدن آخر، وعلى شكل دائرى مثل تيجان الملوك. أما الآن فاستُعِيض عنه بإكليل من زهور صناعية يحفظها العروسان بمنزلهما بعد انتهاء صلوات الإكليل.
و"أُوصنّا" أو "هوشعنا" كلمة دعائية معناها: "خَلِّصْنا/ احرسنا". وهناك كلمة "أبرشية"، وهى كلمة يونانية معناها: مقاطعة أو مديرية أو ولاية الأسقف، وتطلق على المنطقة التي يرعي شعبها مطران أو أسقف، ويساعده الكهنة والشمامسة. و"البرامون" هو اليوم السابق للعيد، وكان يُصَام بدرجة تقشفية أكبر كما يقول محرر القاموس. و"البصخة": كلمة يونانية تقابل كلمة "فِصْح" العبرية، ومعناها: عبور. وتطلق فى النصرانية على أسبوع الآلام، أما فى اليهودية فتشير إلى عبور الملاك فى مصر أيام موسى عليه السلام عن بيوت شعب إسرائيل فى ضربة الأبكار. و"البطرشيل": رداء يُعلَّق فى العنق بفتحة فى أعلاه، ويتدلى بعرض الصَّدر ومن الأمام حتى القدمين، ومن الخلف بعض الشىء، ويزيَّن بالصلبان. وهو يُسمى حاليا: "الصدرة". و"التذاكية أو الثيؤطوكية": أبيات موزونة غير مقفاة تتضمن مديح العذراء وتمجيدها. ولكل يوم من أيام الأسبوع ثيؤكوطيته الخاصة به. و"الدسقولية" هو الكتاب الذي يحوى تعاليم رسل المسيح عليه السلام. و"الرشم"، ويطقعلى ما يفعله الكاهن برشم علامة الصليب على نفسه وعلى الشمامسة وعلى الشعب. كما يستخدم الصليب في الرشم أثناء القداس الإلهي على الخبز والخمر ... إلخ. والسنكسار ( Synaxarium): كتاب كنسى يحوى سِيَر الرسل والقديسين والشهداء وتذكارات الأعياد والأصوام مرتبًا حسب أيام السنة عند النصارى.
و"العلمانى" هو أحد أفراد شعب الكنيسة، أي من خارج طغمة الإكليروس. وعلى العلمانيين مسؤولية نمو الكنيسة وانتشارها، لكنهم فى ذات الوقت ممنوعون من ممارسة أي عمل من أعمال الكهنوت. و"القُدّاس": كلمة سريانية عبرية معناها: التقديس، وجمعها: قداديس وقُدَّاسات، أي الصلوات التي تقال أثناء تقديس الخبز والخمر، وكذلك القراءات والأسرار. وإلى جانب هذا يستخدم النصارى أيضا كلمة القداس في غير تقدمة الإفخارستيا، كما فى قداس اللقان وقداس المعمودية وقداس الميرون. و"القيِّم": لفظة سريانية تطلق على الشخص الذي يقوم بعمل القربان. والمفروض أن يتلو صلوات ومزامير معينة لدن قيامه بهذا الأمر. وكان بدير راوى "البشمورى" قيّمًا فى كنيسة قصر الشمع بالفسطاط. و"القراءات الكنسية" (وبالسريانية: قربوني) هي فصول منتخبة من أسفار الكتاب المقدس تتلي في قداس الموعوظين. وقد اختارات الكنيسة فصولاً من الكتاب المقدس تقرأ في القداسات سجلتها في كتاب القطمارس. ويراعى فى هذه القراءات أن تناسب الأعياد أو الأصوام الكنسية. و"القلاّية" (ج: القلالي) هي حجرة خاصة بالراهب في الدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكيرياليصون: عبارة مكونة من لفظين هما: "كيري" من "كيريوس"، أى يا رب، و"ليسون"، أى ارحم. والمعنى الكلى: يارب، ارحم. و"المطران": كلمة يونانية مكونة من مقطعين: "ميترو"، أى الأم، و"بوليتيس"، أي المدينة، فيكون معناها صاحب المدينة الأم أو الكبيرة. و"المنجلية": منضدة خشبية يوضع عليها القطمارس. وغالبا ما تكون مطعمة بالعاج على شكل صلبان وآيات من الكتاب المقدس. و"الميرون": دهن يُصْنَع من زيوت مُعينة تُخْلَط بالعطور التى طُيِّب بها كفن السيد المسيح حسب اعتقاد النصارى. و"الميطانية" ( METANIA): كلمة يونانية تعني تغير الذهن والتوبة، وتستعمل ليتورجيًّا للإشارة عن الركعة والسجدة. ومن معانيها السجود الكامل إلى الأرض حتى تلامس الجبهة التراب. و"هرطقة": صفة الهرطوقي أو المهرطق (ج: الهراطقة)، أى المبتدع الذي يقول بتعليم يخالف ما كُتِبَ في الكتاب المقدس، ولا يخضع لتعاليم الكنيسة على لسان آبائها عبر القرون. وهذا المهرطق يحاكمه مجمع كنسي مسكوني أو محلي. ويتدرج جزاء المهرطق إلى أن يصل إلى "عقاب الحَرْم" أو "الحِرْمان"، أي عدم قبوله بين المسيحيين لأنه يعكر سلام الكنيسة كما يقولون.
هذا، وقد استخدمت المؤلفة على لسان بدير كلمة "الطَّمْث" مرات كثيرة كما فى قوله مثلا: "والرُّوم أتباع خلقدونية الطمث يتلمّظون على كنيستنا طوال الوقت" (ص29)، و"الهرطقات الطمث" (ص80)، و"كان الأب سرابيون صابرا عليه وعلى سماع أقواله الطمث حتى يستجلى الأمر منه دفعة واحدة" (ص60) ... وهَلُمَّ جَرًّا. وتبدو الكلمة فى هذه المواضع وكأن المقصود بها التعبير عن الدنس المعنوى. ومن معانيها فى العربية فعلا الدنس والفساد. لكن لماذا استخدمت المؤلفة هذه الكلمة بالذات رغم أنها ليست معروفة بهذا المعنى إلا فى المعاجم وعلى استحياء، إذ "الطمث" فى معناه الشائع هو الجماع أو الحيض، فضلا عن أن الراوى قد استخدمها عدة مراتٍ صفةً، لا مصدرًا كما هى فى المعجم، كما أنه تستخدمها مفردة مذكَّرة دائما فلا تأنيث ولا تثنية ولا جمع؟ أغلب الظن أن الكاتبة قد نقلتها عن كتاب "سير البطاركة" لساويرس بن المقفع، الذى كنت أفتش فيه ذات مرة عن بعض التفاصيل، فإذا بى آتى على إشارة إلى البطرك ديمقرس، الذى أحرم لاون بطرك رومية، وأحرم كذلك "أقواله الطمثة" المملوءة كفرا حسبما هو مثبت فى ذلك الكتاب (انظر ساويرس بن المقفع/ سير الآباء البطاركة/ 2/ 281). ولكننى للأسف لم أجد هذه الكلمة فى "قاموس الكنيسة"، أما فى "دائرة المعارف الكتابية" فلم أجدها بهذا المعنى، بل بمعنى الحيض. وهذا نص المادة كاملا: "طمثت المرأة طمثًا: حاضت، فهي طامث. وكانت المرأة الطامث تعتبر نجسة لمدة سبعة أيام (لا 12: 2، 15:19)، وكل ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجسا، وكل من مس فراشها يكون نجسا (لا 15: 20 - 23). وكانت الشريعة تنهى عن مضاجعة امرأة في نجاسة طمثها (لا 18: 19، 20:18). وعندما اضطجع داود مع امرأة أوريا الحثي كانت "مطهرة من طمثها" (2 صم 11: 4). ويقول حزقيال في وصف الرجل البار: "فعل حقًّا وعدلاً، لم يأكل على الجبال، ولم يرفع عينيه إلى أصنام بيت إسرائيل، ولم ينجس امرأة قريبه، ولم يقرب امرأة طامثا" (حز 18: 5 - 9). كما يقول إن "بيت إسرائيل لما سكنوا أرضهم نجسوها بطريقهم وبأفعالهم، كانت طريقهم أمامي كنجاسة الطامث" (حز 36: 18). ويقول إشعياء النبي: "قد صرنا كلنا كنجس، وكثوبِ عِدَّةٍ (ثوبِ طامثٍ) كُلُّ أعمالِ بِرّنا" (إش 64: 6) ".
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[22 Sep 2010, 02:37 ص]ـ
مفكرون أقباط: تصريحات البابا شنودة تؤكد تجاوز الكنيسة سلطاتها الدينية لممارسة دور رجال الأمن
http://www.tafsir.net/vb/../images/ جابر-والبابا5454. jpg
كتب أحمد عثمان فارس (المصريون): | 22 - 09 - 2010 02:11
أثارت تصريحات البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التي أكد فيها أنه ليس من حق أحد السؤال عن مكان اختفاء كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس التي تحتجزها الكنيسة منذ أواخر يوليو الماضي بقوله ردًا على سؤال محاوره حول مكان كاميليا "وأنت مالك"، ردود فعل منددة وتحذيرات من أن عدم إطلاق سراحها يزيد من المشكلة ويعقدها ويؤكد كل ما يثار حولها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكد المفكر والكاتب الدكتور رفيق حبيب لـ "المصريون" أن رد البابا شنودة يثير التكهنات أكثر، ويشير أن ثمة مشكلة حدثت بالفعل، فاستمرار إخفاء كاميليا شحاتة حتى الآن، وعدم الإعلان عن مكانها يدل على أن هناك شيئا ما يراد إخفاؤه، وهذا يؤكد أن هناك قصة إسلام أي كانت المرحلة التي وصلت لها بما يثير رهبة عامة الناس.
وعبر عن استنكاره لمنح الكنيسة لنفسها حق التحفظ على الأشخاص, بالمخالفة للدستور والقانون، ورفض البابا شنودة الكشف عن مكان إخفائها، معتبرًا في هذا الأمر تجاوزًا لصلاحياته وسلطته التي تتعلق بالعقيدة والعبادة فقط ثم ممارسة طقوس الزواج، "أما عدا ذلك فلا سلطان على الكنيسة علي أي مواطن مصري في حياته الخاصة وفي انتمائه المدنية والسياسية".
واعترف بأن كثرة شكوى الأقباط وبالأخص عندما تأتي من رأس الكنيسة وقيادتها تؤدي إلى زيادة الاحتقان بين المسيحيين والمسلمين، مشيرا إلي أن التفكير بشكل موضوعي في المشكلات من هذا النوع دون المبالغة وإثارتها على نطاق واسع يسمح بحلها في إطار وطني وفي إطار الجماعة الوطنية، أما أن تأخذ الأقباط والكنيسة موقفًا متشددًا تجاه الدولة والمجتمع والترديد بأن هناك اضطهادا فسيزيد الفجوة مع المسلمين، ويمكن القول بأن هذه الاتجاهات لا تساعد علي اكتشاف المشكلة علي حقيقتها وحلها بل تزيد حالة الاحتقان مما يعني ازدياد كل المشكلات في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين عموما.
وأوضح أن التحفظ على من يريد دخول الإسلام أو داخل أسوار الكنيسة أمر لن يقبلها عامة الناس ولن ينسوه بل علي العكس فإن هذه الأحداث أدت إلى تكوين صورة عن الأقباط والكنيسة لدي عامة المسلمين سلبية، وهناك نوع من الاحتقان الذي سوف يصل إلى حد الانفجار.
وأكد حبيب أن المعالجة الحالية لقضية وفاء وكاميليا ليست المعالجة الصحيحة، واعتبر أن احتجاز مواطن مسيحي يشكل عبئا على الكنيسة والأقباط ويكلفهم ثمنا باهظا، مشيرا إلى ضرورة إخراجهما من المكان الذي يحتجزان فيه ليمارسا حياتهما الطبيعية ويراهما المواطنون ويختارا الإسلام أو المسيحية كيفما شاءا، أما استمرار احتجازهما فقال إنه لن يؤدي إلى حل المشكلة أبدا.
من ناحيته، فسر المفكر والسياسي جمال أسعد قول البابا شنودة "أنت مالك" ردا على سؤال حول مكان اختفاء كاميليا شحاتة، بأنه يمكن أن يكون القصد منه عدم التدخل في الحياة الخاصة للإنسان العادي، فلا أحد يتدخل في حياة الإنسان الخاصة بحكم القانون.
لكنه قال عندما تكون القضية مثارة للرأي العام وتركت آثارا سلبية لدي الرأي العام مما يهدد الوحدة الوطنية يصبح من حق الرأي العام أن يسأل ويجاب على سؤاله وأن يعلم أين مكان هذه السيدة، التي تحول اختفاؤها إلى قضية رأي عام تمثل خطورة علي الوطن، ومن هنا أصبح من حق المجتمع كله وليس من حق فرد واحد أن يسأل وأن يكون هناك شفافية ووضوح وصراحة.
ودلل على ذلك بخروج التسجيل المصور المنسوب إلى كاميليا شحاتة، الذي قالت فيه إنها غير مسلمة، وتابع: إذا لم يكن من حق المجتمع معرفة الحقيقة لم يكن هذا الكليب ظهر سواء كان صحيحا أو غير صحيح، إذًا فمن حق المجتمع في القضايا العامة والتي تثير الرأي العام أن يسأل ويجاب.
وأوضح أسعد، أن القضية تكمن في أنه لو كان هناك نظام حقيقي وهناك حكومة قوية ونظام ودولة تحمي المواطن وتحمي أمنه وتخاف عليه، ما كان يجب أن يحدث كل ما يحدث بالكامل في قضية كاميليا شحاتة، معتبرا أن المشكلة الأساس هنا هو وجود نظام رخو يتواطئ لهذا ولذاك مقابل مصالح سياسية قصيرة النظر وتشكل هذه العلاقة "غير الشرعية" خطورة حقيقة على الوطن. مفكرون أقباط: تصريحات البابا شنودة تؤكد تجاوز الكنيسة سلطاتها الدينية لممارسة دور رجال الأمن
------------------------------------------------------------------
مسيحيو مصر .. الهروب إلى الهاوية (1)
(المصريون): | 22 - 09 - 2010 02:11
د. رفيق حبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
يمكن النظر إلى العلاقة بين المسلم والمسيحي في مصر، باعتبارها قضية تخص الجماعة الوطنية المصرية، وتشكل حالة هذه الجماعة، ومدى تماسكها أو تفككها، ولكن يمكن النظر إلى هذه العلاقة أيضا، من خلال الوضع في الإقليم العربي والإسلامي، ودور في مصر في إقليمها، سواء في الحاضر أو في المستقبل. والفرق في مستوى التحليل له علاقة بالعوامل التي سوف تحسم تلك العلاقة، أو تشكل مصيرها. فالناظر إلى العلاقة بين المسلم والمسيحي في السياق المصري، يحاول الكشف عن أسس تلك العلاقة وما أصابها من مشكلات أو أزمات، والناظر لهذه العلاقة في السياق الإقليمي، سيرى مدى تأثير تلك العلاقة على موضع مصر، وبالتالي مدى تأثيرها على المنطقة العربية والإسلامية. وكل مستوى له أهميته، والغالب أن المستوى المحلي الوطني يمثل جزءا من المشهد الإقليمي، والذي بدوره يمثل الصورة المتكاملة. فالعلاقة بين المسلم والمسيحي في مصر، هي جزء من مشكلات العلاقة بين مكونات الأمة الإسلامية، والتي تسهم بدور ملحوظ في تشكيل مستقبل الأمة ومسارها الحضاري والتاريخي.
فالأمة الإسلامية تواجه تحديات وجودية تتعلق بتحقيق وحدتها، بعد أن تعرضت لعملية تفكيك منظم عبر عدة عقود بفعل التدخل الخارجي والعوامل الذاتية. لذا أصبحت الأمة تواجه تحدي استعادة وحدتها من جديد، لأن تلك الوحدة كانت سببا مهما في قوتها ونهضتها في المراحل التاريخية السابقة، فأصبحت وحدة الأمة هي العنوان الأول لبداية مرحلة النهوض واستعادة الدور الحضاري للأمة. فكل المؤشرات تدل على أن الأمة الإسلامية تحقق نهضتها بعد أن تحقق وحدتها، وأن وحدة الأمة الإسلامية أساس مهم في بنيتها وهويتها. ومادامت وحدة الأمة، تمثل غاية مركزية، لذا تصبح وحدة المجتمعات المشكلة للأمة، جزءا من وحدة الأمة. فإذا تحققت وحدة مجتمعات وأوطان الأمة، فإن ذلك يمهد لوحدة الأمة الإسلامية السياسية.
ولكل وطن من أوطان الأمة دور مهم في حياتها، وتختلف أدوار الأوطان تبعا لموقعها وموضعها، ومصر لها دورها المهم في تاريخ الأمة الإسلامية، وهو دور له مميزاته الخاصة. فيمكن القول: أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تحقق وحدتها دون أن تكون مصر جزءا من تلك الوحدة، ولا يمكن أن تهيمن أي قوى أجنبية على العالم العربي والإسلامي دون أن تهيمن على مصر، ولا يمكن أن يسود مشروع سياسي في العالم العربي والإسلامي، دون أن يسود في مصر، ولا يمكن أيضا أن يتحقق المشروع الإسلامي ويحكم العالم العربي والإسلامي، دون أن يحكم مصر.
لذا فمصر تمثل موضعا مركزيا في مشروع وحدة الأمة الإسلامية، وفي مشروع بناء المرجعية الحضارية الإسلامية والنهضة الإسلامية والدولة الإسلامية. وحتى يبنى المشروع الإسلامي وتتحقق وحدة الأمة الإسلامية، يجب أن تكون مصر جزءا من هذا المستقبل، وبدونها يصعب تحقيق ذلك. قد يأتي دور مصر أولا، أو في مرحلة من المراحل، أو حتى في نهاية تلك المراحل، ولكنه يجب أن يأتي، وهذا ما يكشف عنه التاريخ في تصوري.
وفي مصر توجد أزمة، في العلاقة بين المسلم والمسيحي، وحالة احتقان ديني، وأحداث نزاع ديني عنيف. وتلك الحالة تدل على أن الجماعة المصرية فقدت تماسكها، وتعرضت لشرخ اجتماعي وثقافي وحضاري، يؤثر على وحدتها وتماسكها وقوتها، ويعرضها للخطر. وتتعدد تعريفات تلك الحالة، وكل تعريف قد يعرض لجانب منها، ولكن هناك بالطبع جوانب مركزية. فتماسك الجماعات الوطنية، يقوم على التوافق حول المرجعية والهوية، والتي تمثل الطابع السائد والتيار الغالب، ومنها تتحدد القضايا الوطنية، والمواقف المجمع عليها، وتتشكل الغايات النهائية والأهداف العليا، ومنها أيضا تتحدد القيم العليا التي تحكم النظام الاجتماعي ويفترض أن تحكم النظام السياسي، ومنها كذلك يتحدد الانتماء الثقافي والحضاري. فلا توجد جماعة وطنية متماسكة، دون أن تكون متوافقة على هويتها، وتعرف قيمها العليا، والمبادئ التي تلتزم بها، فكل تلك العناصر تشكل النظام العام الذي تلتزم به الجماعة الوطنية، ويفترض أن يلتزم به النظام السياسي. وبدون وجود توافق حول نظام عام، لا يمكن قيام جماعة وطنية، ولا يمكن أيضا تحقيق الاجتماع البشري، لأن الاجتماع البشري المنشئ للمجتمعات، يقوم على توافق مجموعة من البشر حول نظام عام وقيم عليا وغايات ومبادئ، ومن
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الاتفاق ينشأ المجتمع.
وفي مصر توجد أزمة في العلاقة بين المسلم والمسيحي، وتلك الأزمة ترتبط في جانب مهم منها، بتعريف الهوية والمرجعية الحضارية. فقد حدث في مصر انشقاق في الوعي بالهوية بين الجماعة المسلمة والجماعة المسيحية، وهو ما أدى إلى جانب عوامل أخرى، إلى حدوث نزاع ديني واحتقان وتوتر في العلاقة بين المسلم والمسيحي. فأصبحت التوترات الحادثة تنتج من خلاف في تحديد الهوية، فأصبحت خلافات بين جماعات مختلفة في الهوية، مما عمق الأزمة، وفتح الباب أمام استمرار التوتر والتصعيد.
وأزمة الهوية ترتبط ارتباطا مباشرا بمستقبل الأمة الإسلامية، لأنها ترتبط بمسألة وحدة الأمة الإسلامية، كما ترتبط بالمرجعية الحضارية لها. فإذا كان اختيار الأمة الإسلامية هو التمسك بمرجعيتها الحضارية الإسلامية، فإن الجماعة المسيحية في مصر قد عزلت وفصلت نفسها عن تلك المرجعية، وإذا كان اختيار الأمة الإسلامية هو تحقيق الوحدة الإسلامية، فإن الجماعة المسيحية في مصر فصلت وعزلت نفسها عن الهوية الإسلامية، واعتبرت أن هويتها مصرية خالصة. لذا فكل مشاريع الوحدة الإسلامية، أو مشاريع استعادة الهوية الإسلامية كمرجعية للنظام العام، وكل محاولات تحقيق المشروع الإسلامي في المجال السياسي، تصطدم في مصر بموقف الجماعة المسيحية الرافضة لتلك المشاريع، والرافض للهوية العربية الإسلامية جملة. وكل محاولة لبناء المشروع الإسلامي، وأيضا كل محاولة لتأكيد الهوية الإسلامية في المجتمعات العربية والإسلامية، وكذلك كل محاولة لعلمنة المجتمعات العربية والإسلامية، وأيضا كل محاولة لفرض النماذج الغربية، تصب في النهاية داخل العلاقة المتوترة بين المسلم والمسيحي. فتصبح الصدامات بين المسلم والمسيحي، جزءا من معارك الأمة الكبرى، وجزءا من المواجهة بين المشروع العلماني والمشروع الإسلامي، وجزءا من المواجهة بين الحركة الإسلامية والنظم الحاكمة، وأيضا جزءا من المواجهة بين شعوب الأمة الإسلامية والقوى الغربية المهيمنة على المنطقة العربية والإسلامية.
وأزمة الجماعة المسيحية في مصر، ترتبط أساسا بأنها خرجت من الهوية العربية الإسلامية الجامعة، وأصبحت تعمل من أجل هوية قومية مصرية، تفك روابط مصر مع محيطها العربي والإسلامي. وهذا التوجه ظهر في داخل الجماعة المسيحية في مصر، وبعض الجماعات المسيحية أو غير المسيحية في بعض البلاد العربية والإسلامية، دون أن يكون تيارا سائدا في الأمة، بل على العكس من ذلك، فمع نمو التيار الإسلامي المستند للمرجعية الحضارية والدينية في مختلف أرجاء الأمة، ليشكل تيارا عاما يقوم على الهوية الإسلامية في مختلف البلاد العربية والإسلامية ومنها مصر، كانت الجماعة المسيحية في مصر تتجه في مسار آخر، قريب من مسار النخب العلمانية والنخب الحاكمة والمشاريع الغربية، وتبني هويتها على أساس قومي مصري خالص. فأصبحت هوية الجماعة المسيحية تفترق وتبتعد عن الهوية السائدة في المجتمع المصري.
وأزمة الهوية تمثل جزءا أساسيا من أزمة العلاقة بين المسلم والمسيحي في مصر، فهي وجه من وجوه المشكلة، وربما تكون الوجه الأهم، ومع ذلك فإن الجماعة المسيحية في مصر تتجه إلى تأكيد هويتها المصرية الخالصة ورفضها للهوية العربية والإسلامية، وكلما تزايدت المشكلات نجد توجها متزايدا نحو فصل هوية الجماعة المسيحية عن الهوية العربية والإسلامية، مما يزيد الفجوة مع الجماعة المسلمة. ومع تزايد تلك الفجوة تزيد المواجهات بين المسلم والمسيحي، ولكن الجماعة المسيحية تتجه لتعميق تلك الفجوة، رغم أن ذلك يعرضها لمواجهات أشد. وتندفع الجماعة المسيحية في طريق يعرضها لمخاطر كبيرة، وتتصور أنها تحمي نفسها من مخاطر تتعرض لها.
وإلى المقال القادم ..
------------------------------------------------------------------
بتوجيهات من البابا شنودة .. ندوة بمطرانية الجيزة "لتوعية" زوجات القساوسة حتى لا يلحقن بكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين
كتب حماد الرمحي (المصريون): | 22 - 09 - 2010 01:58
بتوجيهات من البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نظمت مطرانية الجيزة أمس محاضرة للتوعية الدينية لزوجات القساوسة، في محاولة لتثقيفهن دينيًا، ووضع حد لعملية التحول في أوساطه زوجات الكهنة والأساقفة إلى الإسلام، ومنع تكرار سيناريو وفاء قسطنطين زوجة الأنبا مجدي يوسف عوض كاهن كنيسة أبو المطامير، وكاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس، التي تحتجزها الكنيسة منذ أواخر يوليو الماضي.
وفي موعظة مطولة بحضور عدد كبير من القساوسة و الإكليروس، ناشد مطران الجيزة الأنبا دوماديوس زوجات القساوسة بضرورة التحلي بالصبر والمحافظة علي أسرهن ودينهن وألا تعتبر خائنة للرب، لأن رسامة وتعميد جميع القساوسة لا تتم إلا بموافقة زوجاتهن، وبالتالي فإن جميع ما يترتب علي رسامة الأب، خاصة الصيام والعزلة يكون تحت رضا ومسئولية زوجته ولا يجوز لها الاعتراض أو النشوز، "لأن الرب هو وحده الذي يكافئها علي صبرها ويضاعف لها الثواب وقد وصف الرب زوجات الآباء والقساوسة بأنهن بنات الرب وخادماته"، على حد قوله.
وفي كلمته، شن الأنبا دوماديوس هجوما على كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، قائلاً إنهما لا يعدان قدوة لما أسماهن بـ "بنات الرب وبنات الكنيسة"، بسبب خروجهما من المسيحية واعتناق الإسلام.
وخلال المحاضرة، توجهت إليه إحدى زوجات القساوسة بسؤال قالت فيه، "صديقتي متزوجة منذ 6 سنوات من أحد الآباء وأنا أجزم أنها ما زالت عذراء حتى الآن وتقدمت بالشكوى لجميع قيادات الكنيسة ولم أجد إلا ردا واحدا وهو "لا طلاق في المسيحية .. وما جمعه الرب لا يفرقه العبد" فماذا تفعل؟، فرد عليها "هذه لها عذر شرعي والأولى أن تسمح الكنيسة بطلاقها بدلا من الفضيحة".(/)
دمعة شاعر
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 11:35 م]ـ
في عبرة الموت آيآت لمعتبر = وفي زواجره ردع لمزدجر
ما بال من سكنوا رحب القصور نسوا = أحوال أحبابهم في أضيق الحفر
بالأمس ساروا بهم والدمع يغمرهم = وأودعوهم بلحد مطبق حَصِر
ما بين زفرة صدر جاش لاعجها = وبين دمع من العينين منحدر
وقيل ما قيل في الدنيا وباطلها = وخِيْل أنهموا تابوا من الأشرِ
واليوم عادوا إلى مألوف غفلتهم = كأن دائرة الأيام لم تدر
ويعذلون لآهآت أرددها = ودمع عين كَذَوْب الجمر منهمر
يا صحب لا تعذلوني في البكاء وقد = فقدت أمي فقلبي ليس من حجر
قلبي قد انتزعت منه حشاشته = في فجأة والردى أمر من القدر
أمي وكانت ضياء في دجى عمري = وموئلَ النفس في الجُلَّى ومدخر
وكنت في نظر الحب الرؤومَ لها = مجسمَ الفضل في الدنيا على عُجر
ودعتها قبل شهر في ارتقاب غد = اللقيا وعشنا معاً بالروح في سفر
وعدت في لهفة حرى لأصحبها = فمالها لا تناديني: " هلا عمري "
ولا تمد يداً نحوي تعانقني = ولا تسائل عما جد من خبر
وجدتها جسدا مُسْجى وصفرتها = نور رهيف سرى من جسها العطر
فما ملكت انكبابا فوق مبسمها = ورأسها والجوى في القلب كالشرر
سلمت لله في حمد الرضى وأنا = أبكي وأبكي وقد أبكي مدى عمري
عمر بهاء الدين الأميري
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[21 Sep 2010, 12:37 ص]ـ
يدا النحو
أرجو التعديل هكذا يدا نحوي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 04:18 ص]ـ
تم التصويب يا دكتور.
وفقك الله على حسن الاختيار، ومنكم يا آل السعدي تعلمنا الأدب والشعر، فأخي الدكتور يحيى بن عبدالله السعدي له فضلٌ عليَّ لا أنكره في دلالتي على عيون الشعر والأدب. حفظكم الله جميعاً.
ورحم الله عمر بهاء الدين الأميري فما أعذب شعره وأصدقه.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:01 م]ـ
قصيدة من روائع ما قاله الأميري رحمه الله تعالى ولقد أثلج صدري في آخر لقاء بيننا وكان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأيته وقد أطلق لحيته ثم بعدها افترقنا ولم نلتق رحم الله الأميري أبا في قصيدته أب ورحم الله الأميري داعية ورحمه الله شاعرا من أعيان شعراء الدعوة الإسلامية المعاصرين ورحمه الله سياسيا بارعا لا يحابي ولا يجامل على حساب دينه وجزاك الله خيرا يا أخي على ما أتحفتنا به وما ذلك إلا من ذوقك الرفيع وحبك للدعوة والدعاة.(/)
(لبيك يا أماه) مقال للشيخ صالح المغامسي في جريدة المدينة دفاعا عن أم المؤمنين عائشة
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[21 Sep 2010, 12:14 ص]ـ
صحيفة المدينة
19/ 09/2010
لبيك يا أماه
http://www.al-madina.com/files/11481208183621039.jpg
الشيخ/ صالح بن عواد المغامسي
ما يتولى كِبره بعض «الشيعة» اليوم من القدح والذم في عرض أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وعن أبويها- يثبت أن هذا الطريق المظلم والمعتقد الفاسد إنما يُسقى بماء الحقد، ويذكى برياح الضغينة، ولسنا هنا بصدد الحديث عن فضائل أم المؤمنين فإن العرب تقول:
وليس يصح في الإفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
وحسب أم المؤمنين شرفًا وفخرًا وذكرًا أن يعلم أن الصدّيقة مريم اتّهمت من قبل في عرضها فبرأها الله على لسان نبي، وأن الصديق يوسف اتُّهم في عرضه، فبرأه الله على لسان صبي، وأن عائشة -رضوان الله عليها- اتهمت في عرضها فبرأها الله في كتاب منزّل من فوق سبع سموات، لتحفظ براءتها في الصدور، وتُتلى في المحاريب، ولتكون قدوة للعفيفات، ورمزًا للمبرآت الطاهرات.
لكننا هنا نخاطب أولئك الأباعد بتساؤلات لتقوم الحجة وتتضح المحجة .. فنقول:
* أأنتم أعلم أم التابعون؟ وقد كان مسروق -رحمه الله- إذا حدث عن عائشة قال أخبرتني الصادقة بنت الصدّيق حبيبة حبيب الله.
* أأنتم أعلم أم الصحابة، وقد كانوا -رضي الله عنهم- يتحرون بهداياهم يوم عائشة طلبًا لمرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. * أأنتم أعلم أم أمين الوحي جبريل عليه السلام وهو يبعث سلامه إليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* أأنتم أعلم أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام). وقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يموت عليه الصلاة والسلام وقد أسند رأسه إلى سحْر عائشة ونحرها. مات عليه الصلاة والسلام في يومها وفي حجرتها. فماذا بعد حكم أحكم الحاكمين، واختيار رب العالمين؟! أيصدق مؤمن تقي منصف بعد ذلك ما تفترونه من أقوال، وما تحملون كبره من أباطيل؟!.
وليعلم أن مَن تولى أم المؤمنين عائشة بنت الصديق، وأحبها وذاد عنها وعن عرضها فهو من المؤمنين حقًّا. ومن لم يتولّها وعاداها فهو في ضلال مبين. ومن ولغ في عرضها، وفرح بموتها، وجعله عيدًا للبراءة فعليه لعائن الله متتابعة تترى إلى يوم الحسرة.
واسأل الله بعزته ألا يرحم في تلك الأجساد ولا حتى مغرز إبرة. هذه كلمات لابد منها في ساعة كهذه، وقد قال الله تعالى: «وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ».
المصدر ( http://www.alrasekhoon.com/km/[ar],p-3,a-166,b-1)
" ومضة "
رحم الله أم المؤمنين عائشة وجمعنا بها في دار كرامته ...
فجر الأمة(/)
حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[خلده]ــــــــ[21 Sep 2010, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
بصراحه ماعرف شيء من المقدمات اسمحولي:
يامرنا ربنا تعالى في كثير من ايات القران بوجوب طاعه النبي واتباعه والاخد بالاوامر واجتناب النواهي
فهو قدوتنا الحسنه كما قال عنه الله تعالى
السؤال الاول: هل الامر الصادر من عند ربنا بطاعة النبي واجب وفرض يعاقب تاركها ويثاب عاملها ام سنه عن النبي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها؟؟ وهل الامر من الله لنا بطاعة النبي بماهو موجود من احكام وشرائع في القران فقط ام الاثنان معا
-- اليس مايقوله الله تعالى من امر وحكم وحد هو يعتبر من الواجبات والفرائض
السؤال الثاني: ولكم في رسول الله قدوة حسنه: هل القدوه قولا وفعلا
كفالة اليتيم - السعي على الارمله واولادها - العدل بين الزوجات والاولاد
صل1 ولم اسمع بحديث او سيره بان النبي صل1 تكفل ورعى يتيم في داره؟؟
وكدلك الارمله واولادها اين هي وما اسمها ولماذا لم تروي هي حديثا عن النبي وكيف يقوم بجلب الطعام والشراب لها ولاولادها
اما الزوجات وكان نبينا لديه تسع زوجات ونرى كل حياته التي وردت الينا من نصيب امنا عائشه ولن نقول السيده خديجه لان لا جارة لها ونرى السيده عائشه هي اكثر راويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وايضا كل الضحك والمزح والنقاش واللعب والسباق كان من نصيب امنا عائشه اكثر واكثر حتى البوح بما في القلب حظيت به امنا عائشه
السؤال: ومالذي تملكه المراه زيادة الضعف عن الرجل غير العاطفه الزائده ومالذي تريده المراه من زوجها غير انه يشعرها بانها حبه الملتصق في قلبه قولا وفعلا الم يشعرزوجات النبي صل1 بالحزن والالم والحسره على قلوب تكاد ان تنفطر لرؤيه وسماع كلام لين جهرا وخفاءا
حقا وهل حديث النبي صل1 الذي يشير اليه به من احب الناس اليك يارسول الله قال: عائشه قال من الرجال وليس النساء قال: ابيها
وكان هذا الاعلان في حضور اكثرهم رجال ولكن ان وصل هذا الكلام لزوجات النبي واعلمنه بانه لا يحبهن واعلنها بانه يحب عائشه ومن ثم ابيها كيف كان وقع الخبر عليهن هل يصبرن ويضغطن على انفسهن لكي لا تصيبهن لعنه ويخرجن من رحمة الله تعالى هل فعلا نبينا يفعل ذلك هل فعلا نبينا لا يعلم بان المراه غيور وتغار وتعشق وتحب بقلب وخصوصا وانهن محتاجات لذلك لكونهن ارملات ومهاجرات ومن هي فارقت زوجها من اجل الاسلام وكذلك من هي سبي كصفيه بنت حيي اليهوديه
فوالله الذي لا الاه الاهو انها ليست من اخلاق نبينا الكريم فو الله ان حبه وقلبه ليس لواحده منهن ايضا وان كان لا بد انيحب فالاولى خديجه هي احق من يمتلك قلبه منهن وان ماتت واتى البديل وان كان حقا يحبها نبينا لما تزوج باخرى بيظل على ذكراها حتى الموت وليس الحب بالوفاء بان يتذكرها فقط ان رائ من يذكره بها وعندها يملؤه الحزن والفراق لا والله فقلبه كان فعلا لخديجه قبل الاسلام ولكن بعد الرب وجمال حبه يؤلمه ويحزنه حب خديجه لانه احبها فعلا وشعربهذا الحب وتالم لفراقه وحزن ولكن اتى من يعوضه بحب لا حزن ولا فراق بعده ولا الم هو حب الله وحده فلا ينازعه احد في قلبه ولا يحتمع معه احد ايضا ولكن كان نبينا مع زوجاته رؤوف رحيم وساعي وعطوف فكلهن عادل معهن في العطف واظهاره وماكان قلبه بحب احداهن لان قلبه مشغول في حب ربه ليلا ونهارا ولا ميل رجل لامراه بقلب حب ولكن بقلب شهوه وانس بليونه الحديث والانوثه المفرطه وهدا يؤدي الى تفضيلها عن اخرياتها ان لم تاتي احداهن مثلها او زياده
وان مابين البشر والبشر عطف موده ورحمه والفه ومعروف احسان اي اخلاق حسنه نتيجة حبنا بالله لا الم ولا حزن وتعب قلب مع الله تعالى فالحب لله وحده لاشريك له وبهد الحب الموصل بالرب يستطيع الانسان معاملة الخلق
والله افكر كثيرا لو انجب نبينا من عائشه اولاد ومن زوجاته كذلك كيف سيعاملهم هل يزداد حبه لاولادها لانهم منها ثم اين هي سيرة النبي مع زوجاته في بيوتهن كما هي مع امناعائشه اما السيده ماريا القطبيه ام ابراهيم ماماشئنها وماذا قالت عن النبي او حتى عن موت ابراهيم وكذلك ام سلمه صاحبة الحجه اليتيمه ماان يرد موضوع عن الشورى والشورى وفوائدها وان وبيان ان المراه لها عقل والحمدلله والدليل الذي اسمعة منذ الاعدادي وحتى الان وتم حفظه وطباعته ويجري مجرى الدم هو ان ام سلمه اشارت على النبي في صلح الحديبيه بالحلق ودبح الهدي لكي يروك ويتبعوك فقط هذه المشوره الوحيده التي اخرجت الينا من بين تسع زوجات
وهناك جانب ايضا اين دور النبي ومعاملته مع ابناء زوجاته صغارا كانوا او كبارا
الزهراء فاطمه حب ابيها وام كلثوم وزينب ورقيه اين هم من حب ابيهم هل لانها الصغرى؟؟ كذلك كان يوسف مع اخوته
وغيرتهم بفرط ابيهم ومحبته ليوسف واخيه عنهم وكانت النتيجه .... وفاطمه ليست بصغيره حتى عندما توفيت السيده خديجه كان عمر فاطمه اثنى عشر سنه اي ان بينها وبين اخوتها فروق عمريه قصيره واين هي حياته ومعاملته مع بناته ككل وليس فقط فاطمه وايضا اين لقاء الشقيقات وحوارهن وجلوسهن مع ابيهن ومساندته في دعوته ولو لمره يسرد لنا ذلك هل فعلا النبي لديه بنات ا م هي فقط فاطمه الوحيده ابنته وان رقيه وزينب وام كلثوم بنات السيده خديجه اذا اين ابناؤهم ولعب ومزاح النبي مع ابناء بناته وليس فقط ابناء السيده فاطمه الحسن والحسين وسبحان الله قرات بان بنات النبي توفاهتن الله تعالى في حياة النبي الا فاطمه ماتت بعدابيها
واخيرا: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلده]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:26 م]ـ
بليز ابي واحد يجاوبني
ـ[خلده]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:30 م]ـ
حتى منتداكم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:47 م]ـ
الأخت الكريمة خلدة وفقها الله
مرحباً بك في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله أن ينفعنا وإياك بما فيه من العلم والهدى.
قرأت كلامك وفقك الله عن حياة النبي صل1 مع زوجاته، ومع بناته. وكلامك يستحق أن يكتب في الإجابة عنه كتابة علمية تليق بمضمون السؤال، فهو مضمون مهم جداً يتعلق بحياة النبي صل1 وعدله بين أزواجه رضي الله عنهنَّ، وكذلك علاقته ببناته وأبناء بناته رضي الله عنهم أجمعين.
ولذلك فإنني أرحب بك أولاً، وأدعوك للانتظار قليلاً حتى يتم كتابة جواب مفصل على سؤالك.
وأحب أن أنبه أختي خلدة إلى أن موضوعك ليس من تخصص (ملتقى أهل التفسير الدقيق) في القرآن وعلومه، ولكنه يصلح النقاش حوله هنا - إن رأى الزملاء المشرفون أن يبقى هنا - استئناساً وانطلاقاً من قوله تعالى: (((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً))).
وأسأل الله أن يملأ قلوبنا إيماناً به، وبرسوله صل1، وأن يكفينا شرور أنفسنا ووساوس الشيطان الرجيم. علماً أنني ألمس في سؤالك رغبةً صادقة في التعلم، ومعرفة الأجوبة المقنعة لسؤالك، وليس في هذا أدنى حرج إن شاء الله.
ـ[خلده]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:56 م]ـ
شكرا استاذي
وراح اصبر يمكن نقول 3 دقايق كويس؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:33 م]ـ
شكرا استاذي
وراح اصبر يمكن نقول 3 دقايق كويس؟
أختي أسئلتك كثيرة تحتاج الى تمعن لوقت طويل. فكيف بالإجابة عليها؟؟؟. ولعل الأخوة الأكارم يجيبون عليها فلا تتعجلي هداك الله. وسوف أسوق لك بعض ما سألت عنه
بالنسبة لحبه لعائشة أكثر من غيرها فالإجابة عليه:
*قول النبي عليه الصلاة والسلام:اللَّهُمَّ هَذِهِ قِسْمَتِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ ". وَمَعْنَى قَوْلِهِ: لَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ، وَلَا أَمْلِكُ إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ الْحُبَّ، وَالْمَوَدَّةَ كَذَا فَسَّرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ.فالعدل المادي هو الملام عليه لا القلبي الذي هو بيد الله تعالى
أما حبه لخديجة فقد كان أعظم حب وأعظم وفاء. والوفاء لا يعني أن لا يتزوج غيرها. فهذه رهبانيّة نهانا الله تعالى عنها. والإسلام أمر بالتزويج نساءً ورجالاً فلا شيء في زواج الأرملة ولا شيء أيضاً في زواج الأرمل.
ودليل حب النبي لخديجة أنها ذكرت يوماً أمام عائشة رضي الله عنها فغارت وقالت يا رسول الله: أمازلت تذكر هذه العجوز وقد واراها التراب وأبدلك الله خير منها؟
فقال النبى (صلى الله عليه وسلم):والله ما أبدلنى من هى خير منها ... فقد واستنى حين طردنى الناس وصدقتنى حين كذبنى الناس
فشعرت السيدة عائشة أن النبى قد غضب فقالت له: إستغفر لى يا رسول الله
فقال: إستغفرى لخديجة حتى أستغفر لك. (رواه البخارى عن السيدة عائشة)
أما بالنسبة لحبه لبناته فقد كان يحب جميع بناته. ولكن لأن فاطمة أصغرهن وكانت دوماً ملاصقة للنبي فقد أخذت عنه الكثير من الأقوال والأفعال التي تُذكر بها تماماً مثل عائشة التي كانت حديثة السن كثيرة التعلم. ولكن ذلك لا يلغي محبته لبناته الأخريات:
فعن أنس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالساً على قبرها يعني أم كلثوم وعيناه تدمعان.
ولعل لي عودة أخرى وبارك الله بك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:41 م]ـ
نعم لقد ذُكر أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يداعب الحسن والحسين ويصعدان على ظهره وهو في الصلاة. وقد ذُكر أيضاً أنه كان يصنع مثل ذلك مع حفيدته أُمامه بنت العاص رضي الله عنها وكان عليه الصلاة والسلام يضعها على عاتقه فيصلي فإذا ركع وضعها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
بصراحه ماعرف شيء من المقدمات اسمحولي:
يامرنا ربنا تعالى في كثير من ايات القران بوجوب طاعه النبي واتباعه والاخد بالاوامر واجتناب النواهي
فهو قدوتنا الحسنه كما قال عنه الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الاول: هل الامر الصادر من عند ربنا بطاعة النبي واجب وفرض يعاقب تاركها ويثاب عاملها ام سنه عن النبي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها؟؟ وهل الامر من الله لنا بطاعة النبي بماهو موجود من احكام وشرائع في القران فقط ام الاثنان معا
-- اليس مايقوله الله تعالى من امر وحكم وحد هو يعتبر من الواجبات والفرائض
نعم
الأمر الصادر من عند ربنا بطاعة النبي واجب وفرض، فمن أطاع النبي صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله بنص القرآن:
(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) سورة النساء (80)
ولقد حذر تعالى من عصيان الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:
(وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) النساء (14)
وقال:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب (36)
وقال:
(قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)) سورة الجن
وقال تعالى:
(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة النور (63)
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
"كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى"
وهنا نلاحظ اتفاق القرآن الكريم ومطابقته لما صح عنه صلى الله وسلم.
وذُكرتْ طاعةُ الرسول صلى الله عليه وسلم مقرونةً بطاعة الله في أبرز صفات المؤمنين والمؤمنات الذين يستحقون رحمة الله في الدنيا والآخرة، قال تعالى:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)) سورة التوبة
وطاعتنا للنبي صلى الله عليه وسلم طاعة مطلقة في كل أمر ونهي، نطيعه فيما جاء به من القرآن ونطيعه فيما أَمَرَ وبَيَّنَ من أوامر القرآن وأحكامه، يوضح ذلك المثال:
قال تعالى:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة النور (56)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ" رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث.
وفي البخاري:
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَالَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ فَمَنْ سُئِلَهَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهَا فَلَا يُعْطِ ..... " الحديث بطوله من رواية أنس رضي الله عنه.
وقال تعالى:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) سورة آل عمران من الآية (97)
وقال صلى الله عليه وسلم:
"لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ" رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه.
وهكذا نرى أن طاعة الله تعالى لا تكون على الوجه الصحيح إلا من خلال طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في بيانه للقرآن قولا وفعلا وتقريرا.
ولا يمكن امتثال أوامر الله وأحاكمه وحدوده إلا من خلال بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبهذا أرجوا أني قد أجبت على السؤال الأول للسائلة الكريمة.
وهناك بعض التفصيلات المتعلقة بالسؤال يمكن الحديث عنها إذا لم يكن هذا الجواب كافيا بالنسبة للسائلة الكريمة.
ويتبع إن شاء الله تعالى الجواب عن بقية استشكالات السائلة الكريمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلده]ــــــــ[22 Sep 2010, 12:24 ص]ـ
شكرا لكم وجزاكم خيرا وهذا ماكنت اريده فعلا بانه طاعة رسولنا واجب فرض على كل مسلم ومسلمه وليس هناك سنن واعمال عن النبي الا وهي واجبه من اخذها اثاب ومن تركها له العقاب وان لم يرد نوعية العقاب والثواب
ولكن ياشيخ تعليمي في مدارسنا منذالصغر بان مامن عمل يقوم به نبينا فنحن فيه مخيرون بفعله او تركه فاصبح الكثير منا تركه
وان كان بسيطا واتمنى يتم التنبيه على هذا الامر تفصيلا للامه الاسلاميه بانه واجب وفرض وامر من الله تعالى وسيعاقب تارك اي عمل او قول عن النبي الكريم وليس فيه تخيير ان كان يؤمن بالله ورسله واليوم الاخر
اما موضوع حياة نبينا العائليه فهي كما ذكرت في مقالتي وحتى بنت السيده زينب اعلم بهذه الحادثه فقط وبحثت كثيرا وكلها عن هذه الروايه وانا اتكلم عن دورهن مع ابيهن واجتماعهن مع بعض كالاخوات ومع ابيهن او مع زوجات ابيهن كما ان النبي دكر في حادثة السارقه التي قطعت يدها ذكر والله لو ان فاطمه بنت محمد سرقت لقطعت يدها وانا اتحدث عن ذكرها الدائم عند نبينا وعن مديحه لها وحبه لها حتى اخبر في حديث عنها بانها سيدة نساء اهل الجنه ولم يذكر ذلك لبناته بهذه المنزله فمن يقرا عن حب النبي لابنته فاطمه وزوجته عائشه سيقول والباقي اين العدل معهن فجميع الروايات لهن فقط وعندها تتحرك النفوس الضعيفه بتحليل مبدا يعلم مالا يعمله او يطبقه فلن تكفي روايه واحده او اثنتين لواحده من بناته او لزوجه مقابل الروايات عن فاطمه وعائشه
استاذي والله اني استغفر الله ربي واتوب اليه .... والله اني لا اشكك في امهاتنا زوجات النبي ولا في بنات حبيبنا وانا ان قلت ماقلت وذكرت لكوني فتاة وامراه تهمها ان تكون مثل بنات النبي وزوجاته المؤمنات واتخاذهن قدوه لها فربما السيده فاطمه تكون قدوه لفئه من النساء كتصرفات واعمال وميول واحببت ان اخرج واكتب عن اعمال كل بنت وكل زوجه من ال بيت النبي لكي تستطيع نساء المسلمين اتخاذ اي واحده منهن قدوة لها وتشعربانها قريبه من طبائعها وهكذا فالتصرفا وطبائع البشر مختلفه وليست متشابهة
فانتم معشر الرجال لديكم ابا بكر وعمر وعلي وعثمان وحمزه وووو الكثير ولكم ماتشئون من هم قدوتكم فانا اردت ذلك لي ولنساء المسلمين
استاذي ان كان نبينا يحب عائشه رضي الله عنها فان مافي القلب في القلب اي داخل لا يراه احد سواها لانه لا يستطيع التحكم به اما الظاهر فالكل يسطيع التحكم به كالبسمه والنظره والكلمه والغزل كل هذه الامور يستطيع اي شخص والحمدلله التحكم بها فما بالك بالمتعدد النساء عندما يكون مع من يحبها في بيتها فانت حر مادام ليس هناك من تسمع وتحزن فالكل له مشاعر واحاسيس اين ستظهرها زوجة المتعدد ان لم يحبها زوجها هل تكبتها والى متى يكون الكبت بل هم جميعهن سواسيه عند نبينا عائشه وحفصه وماريه وصفيه وووو جميعهن في قلبه كاسنان المشط والا لما غضب عليهن جميعا وكاد ان يطلقهن اليس الاولى كان يذهب عند عائشه والبقاء عندها واخبارها بماهو عليه منهن وحتى حياته عند السيده عائشه كلها مرح ومناقشات وحوارات واضفاء جو السعاده
اما حياته مع السيده خديجه قبل وبعد النبوه؟؟؟ وحتى الصحابه رضوان الله عليهم لم يذكرن السيده خديجه وماهي من اعمال جليله قدمتها وساندت بها زوجها وكأنهم لم يصادفوها يوما مع انها اكثر نساء النبي تضحيه واسهاما ووقوفا مع النبي
استاذي الغريب ان ربي سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم النساء الخيرات والهالكات ك مريم ابنة عمران - وامراة فرعون - وام موسى - وامراة العزيز - وامراة لوط - وامراة نوح)) وكلهن كتابيات واثنى على بعضهن وسبحان الله الذي لم يذكر في كتابه الكريم امراه من المسلمين اختصها بالذكر
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2010, 12:27 ص]ـ
السؤال الثاني: ولكم في رسول الله قدوة حسنه: هل القدوه قولا وفعلا
كفالة اليتيم - السعي على الارمله واولادها - العدل بين الزوجات والاولاد
صل1 ولم اسمع بحديث او سيره بان النبي صل1 تكفل ورعى يتيم في داره؟؟
وكدلك الارمله واولادها اين هي وما اسمها ولماذا لم تروي هي حديثا عن النبي وكيف يقوم بجلب الطعام والشراب لها ولاولادها
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كنا آمنا وصدقنا أن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الله تعالى قد أختاره واصطفاه لتبليغ رسالته والعمل بها فيلزمنا أن نعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول الممتثلين لما جاء به كما قال تعالى:
(وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)) سورة الزمر
وقد وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله:
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم (4)
وصاحب الخلق العظيم لا يمكن أن يقول ما لا يفعل إلا إذا لم يتمكن من الفعل.
والله سبحانه وتعالى قد خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم والأمة معه فقال:
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)) سورة الضحى
وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم باليتيم فقال:
"أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ إِذَا اتَّقَى وَأَشَارَ بِإِصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ" رواه مالك والبخاري وغيرهما من حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما.
وقد كفل النبي صلى الله عليه وسلم الأيتام ومنهم عمرو بن سلمة، فقد جاء في الصحيح رضي الله عنه قال:
"كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ"
ومن الأيتام الذي كان يرعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ويتفقد أحوالهم أبناء ابن عمه جعفر بن أبي طالب، جاء في الصحيح أنه قال لأمهم أسماء بنت عميس رضي الله عنها:
"مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمْ الْحَاجَةُ قَالَتْ لَا وَلَكِنْ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ" رواه مسلم.
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكفل بجميع أيتام الصحابة كما هو ثابت في الحديث الصحيح:
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ تَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا فَإِنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلَاهُ" رواه البخاري
وهذا وحده كافٍ في بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكفل الأيتام والأرامل ويتلمس حاجة المحتاجين من المسلمين ويسعى في قضائها بنفسه ومن ماله أو من خلال حث أصحابه القادرين على فعل ذلك إذا لم يتمكن هو من فعله بنفسه صلوات ربي وسلامه عليه.
وفي الصحيح عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت.
وروى النسائي عن عبد اللّه بن أبي أوفى- رضي اللّه عنهما- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يكثر الذّكر ويقلّ اللّغو ويطيل الصّلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة.
أما معاملته للسائلين ذوي الحاجة فحدث و لا حرج، جاء في الصحيح:
عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال:
كنت أمشي مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حرّة المدينة عشاء، استقبلنا أحد فقال: «يا أبا ذرّ ما أحبّ أنّ أحدا ذهبا، تأتي عليّ ليلة أو ثلاث، عندي منه دينار إلّا أرصده لدين، إلّا أن أقول به في عباد اللّه هكذا وهكذا وهكذا» - وأرانا بيده - ثمّ قال: «يا أبا ذرّ» قلت:
لبّيك وسعديك يا رسول اللّه، قال: «الأكثرون هم الأقلّون إلّا من قال هكذا وهكذا» رواه البخاري
وفي الصحيح أيضا من حديث سهل بن سعد قال:
"جَاءَتْ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ فَقِيلَ لَهُ نَعَمْ هِيَ الشَّمْلَةُ مَنْسُوجٌ فِي حَاشِيَتِهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْسُنِيهَا فَقَالَ نَعَمْ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ مَا أَحْسَنْتَ سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ قَالَ سَهْلٌ فَكَانَتْ كَفَنَهُ"
وفي الصحيح أيضا من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" رواه البخاري
وهذا غيض من فيض مما روى من خلقه العظيم صلى الله عليه وسلم، وأرجو أن هذا كافٍ لإزالة الشبهة عن السائلة الكريمة وإن بقي في نفسها شيء فالسؤال شفاء العي.
وسيتبع إن شاء الله تعالى الجواب عن بقية استشكالات السائلة الكريمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلده]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:02 ص]ـ
اجزيت ووفيت استاذي وانا هنا ليس عندي اشكال او شبهة قطعا بصراحه انتم لديكم من معلومات ليست لدينا نحن عامة الناس ولا حتى النت والبحث المتعب فيه ولا حتى التعليم المدرسي الناقص
وشكرا شكرا شكرا والحين اشرب ماي بارد
واستغفر الله واتوب اليه من كل ذنب عظيم
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
الجميع يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم مستحيل أن يظلم زوجاته، فهو نبينا قدوتنا والمبعوث رحمة للعالمين.
لكنه صلى الله عليه وسلم بشر، وحبه لعائشة رضي الله عنها أم المؤمنين من الأمور التي لا يملكها بل يملكها رب العالمين، الله سبحانه رزقه حبها، وحباها من الصفات التي مكنتها من أن تحتل هذه المكانة وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، إن الإنسان لا يستطيع أن يخفي حبه، ومهم لنا أن نعرف من هي الأحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نقتدي بها، وقد ربيت عائشة أم المؤمنين في البيت النبوي، وهذا واضح من الأحاديث التي روتها فقد كانت حديثة السن عند زواجها بالرسول صلى الله عليه وسلم، والحديث عن أم المؤمنين حديث شيق وجميل فلها من الفضائل والشمائل الشيء الكثير، ولكن اقتصر على ما يلي:
ورد في صحيح مسلم عن
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ "
وإن لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فضل كبير في نشر العلم وتعليم المسلمين، وإن قلبها كان محبا لأهل الإسلام وقد كانت تسأل عن موالديهم فإذا علمت أنهم سليمين حمدت الله تعالى، رضي الله عنها وأرضاها.
ـ[خلده]ــــــــ[22 Sep 2010, 10:10 ص]ـ
صحيح ام عبدالله الجزائري
فيما تقولينه فهو نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قد رباه ربي واحسنه وخصه بالخلق العظيم
ولكن من روي وكتب عن سيرة المصطفى لم يتطرق لها جميعا بالعدل الذي اقامه الله تعالى لنا وعدل النبي مع اهل بيته
وانا هنا اشير الى مراجعة شمول حياة النبي العائليه جميعا دون التركيز على شخصيه واحده من ال البيت لنتعلم منها عن حياة ومعاملات النبي لانها ستكون جميعها منصبه عليها فقط ومن ثم تقولون هل رايتم عدله وعدم تفرقته بين بناته وبين نسائه
وكأن النبي طيلة حياته العائليه مابين عائشه وفاطمه وحياته مع الاخريات من بناته وزوجاته بسيطه وقليله جدا تكاد حتى ان تذكر
اليس من العدل ان ندكرهن جميعا كونهن امهاتنا وزوجات لنبينا وبناته هن من ذريته الكريمه
الن ياتي في الغد القريب او البعيد من هم على شاكلتي في السؤال اين ولماذا وكيف. مع الدليل والحجه هل سيكون هناك وقتها من يجيب عنهم تساؤلاتهم فنحن طالبات اليوم من دفعتنا نسال كثيرا واتعبنا معلماتنا فيها وهن اتعببنا بعدم معرفتهن وتوبيخنا باللزوم بما جاء بالمقرر من الدرس فقط ... ولكن خلفنا بنات اكثر جدلا ونقاشا وتمردا على دينهن من ستكون معلمتهن وقتها التي تجيب على اسئلتهن في دينهن وانا اعلم بانه يجب علينا البحث لاظهار الحق ونصرة النبي ويتم ذلك بالمكتبات العامه او الانترنت وستكون تلك فئه قليلة جدا
اختي ام عبدالله سبحان الله الذي اختص السيده امنا عائشه من بينهن ذكرا وحمدا وثناء ودعاء لها باجنه والفردوس الاعلى واعلى الى يوم قيام الساعه وهذا يدل على عظم شانها ومنزلتها عند ربنا تعالى وسبحانك ربي في مااختلفو عليها لتزداد حسنات فوق الحسنات واجرا وثوابا نعم الام امنا عائشه ونعم الامهات امهاتنا زوجات النبي المصطفى رضي الله عنهن جميعا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[22 Sep 2010, 03:37 م]ـ
صحيح ام عبدالله الجزائري
فيما تقولينه فهو نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قد رباه ربي واحسنه وخصه بالخلق العظيم
ولكن من روي وكتب عن سيرة المصطفى لم يتطرق لها جميعا بالعدل الذي اقامه الله تعالى لنا وعدل النبي مع اهل بيته
وانا هنا اشير الى مراجعة شمول حياة النبي العائليه جميعا دون التركيز على شخصيه واحده من ال البيت لنتعلم منها عن حياة
يا خلده لا أريد أن أزكي نفسيي ولكني قرأت بتعمق في سيرة زوجات وبنات النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة في بيته بشكل متخصص ودقيق، وما رأيت ما قلتي بل سيرته صلى الله عليه وسلم تجبر الجميع على التنقل بين رياض نضرة متنوعة، وقد رأيت كتابات أهل السنة والجماعة لم تركز على نا حية واحدة أو زوجة أوبنت من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن تناول علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كثر لكونها عالمة ربانية حملت السنة وأفتت وعلمت، هذا فقط، رضي الله عن الآل والأصحاب جميعا، فإذا كان عندك كتاب من هذا القبيل إطرحيه حتى نشعر بشعورك فما طرأ على بال أحد في حد علمي.(/)
قصيدة يحي الصرصري في مدح أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشايخي الفضلاء .. إخواني الأعزاء ..
هل أجد عندكم هذه القصيدة التي هي ليحي الصرصري يمدح بها أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم
ومنها:
*طلق المحيا نوره ..... يكسف نور القمر
كانما شمس الضحى ... في وجهه المدور
ابيض قد زان محياه .. سواد الشعر
فوق جبين واضح .. أزهر, رحب , أنور
فاق امتداد حاجبيه ..... نوني المحرر
يرشح منه عرق ... كاللؤلؤ المنحدر
في مقلتيه دعج ..... مترجم عن حور
وجنتيه أحسن من .. ورد الرياض الأحمر
اقني يلوح النور من ......... عرنينه المنور
يفتر عن مثل الأقاحي .. او نفيس الدرر
نكهته تعلو علي ... المسك ونفح العنبر
تزداد طيبا اثر النوم .. ووقت السحر
في عارضيه شعرات .. كالصباح المسفر
بنورهن يهتدي ... قلب الفتي المحيًر
والجيد جيد دمية ... في صفه المخبر
او كنقاء فضه .... صافيه من كدر
صورته الجميلة .. الأوصاف أبهي الصور(/)
مصادر الدراسة والبحث في الفلسفة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:43 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
أكتب هذه الورقات في مصادر الدراسة والبحث في الفلسفة؛تلبية لطلب عدد من الإخوة في الشبكة وخارجها؛ خاصة وهذا الباب لم تُكتب فيه كتابة محررة من جهة نظر شرعية ..
وسأُنَجِم الكلام؛ لضيق وقتي ودفعاً للملالة ..
أولاً: ما يقرأه غير المتخصص في الاعتقاد أو الفلسفة أو الفِرَق؛ ليعرف طرفاً من هذا العلم من غير تحرير ولا إتقان.
1 - قصة الفلسفة اليونانية.
2 - قصة الفلسفة الحديثة.
غير متوفرين إلا مصورين في الأزبكية، وهما من مصورات (البي دي إف) على الشبكة.
وكلا الكتابين للدكتور زكي نجيب محمود، ووضع مع اسمه اسم أحمد أمين ولا أظنه شارك فيه بكبير شيء، وهما مكتوبان بلغة صحافية سهلة لا يعسر فيها شيء،وتصبح الفلسفة معهما شيئاً سهواً رهواً لا عسر فيه ولا مشقة.
وهذا نفسه عيبهما؛لأنك مهما قرأت فيهما ثم أقبلتَ على كتب الفلسفة ومراجعها أعيتك القراءة وأحسست أنك أجنبي عنها، ولكن نحن نتكلم عن غير المتخصص،وسنزن الكفة مع ذلك بالكتاب بعد القادم.
3 - تاريخ فلاسفة الإسلام لمحمد لطفي جمعة.
كتاب سهل يقرب أمر الفلسفة الإسلامية لغير المتخصص.
4 - أسس الفلسفة للدكتور توفيق الطويل.
يتوفر في الأزبكية وهو كتاب جيد يعرف القارئ بأهم مباحث الفلسفة وقضاياها بلغة وسط لا تعسر على غير المتخصص مع قربها من لسان العلم وكتبه الأمات.
5 - مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب.
وهو كتاب جيد في التعرف على المذاهب الفكرية التي بنيت على أسس الفلسفة الحديثة.
6 - موسوعة الفلسفة لعبد الرحمن بدوي.
7 - معجم الفلسفة لجميل صليبا.
وهما مرجعان لا بأس أن يضعهما غير المتخصص في مكتبته ويعود لهما عند الحاجة فهما من أحسن ما في بابهما تحريراً.
يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:19 ص]ـ
(2)
ثانياً: قائمة قراءة في الفلسفة الإسلامية لا غنى عن مطالعتها للمتخصص في الفلسفة أو الفِرق.
تنبيهات:
1 - أول كتابين يكفيان كمنهج استذكار في الفرق وما بعدهما فهي مصادر قراءة وبحث.
2 - تجاوزتُ كتب المبتدئين في الفرق؛لأنها تٌذكر في منهجية علم الاعتقاد فابتدأتُ من حيث ينتهي مَن هناك.
3 - العرف العلمي يقضي بإدخال الفرق الإسلامية مع الفلاسفة الإسلاميين تحت مصطلح الفلسفة الإسلامية،وهناك منهج يرفض ذلك فاعتمدتُ الأول.
4 - فكرة قوائم القراءة معتمدة في عدد من الجامعات العالمية،فتُسلم القائمة للدارس في تخصصه (خمسون كتاباً كحد أدنى) لتُقرأ في عام ثم يُمتحن فيها شفهياً امتحاناً يختبر استيعاب الأفكار وتطور منهج النظر ولا يختبر الحفظ.
5 - في جل هذه الكتب أخطاء في التصور أو التقرير أو الترجيح،وفي الموقف من عقيدة السلف كما نتصورها، ولكنه شيء يُفترض أنه لا يُخاف منه على المتخصص الذي نخاطبه.
قائمة الكتب
1 - الفلسفة الإسلامية لمحمد علي أبي ريان.
في مجلدين وهو كتاب نفيس جداً نشرته دار المعارف وهو نادر جداً الآن، لكني كنت رأيته مصوراً على الشبكة.
2 - مذاهب الإسلاميين.
3 - الفلسفة والفلاسفة في الحضارة العربية.
كلاهما لعبد الرحمن بدوي، وهما متوفران على الشبكة، وهما دقيقان جداً وعسر الفهم، وفيهما فوائد كثيرة وتأثر ظاهر بالمستشرقين، ويغلب عليهما الجمع لا التحقيق والنظر ولكنه جمع مفيد.
4 - مقالات الإسلاميين.
لأبي الحسن الأشعري،وهو كتاب نفيس جداً؛لقرب عهد مصنفه بنشأة الفرق،ولاطلاعه على آراء المعتزلة أن كان منهم، والكلابية؛ أن بنى على مذهبهم، وأهل الحديث؛أن طلب التشبه بطريقتهم، وهو يخطي على كلٍ ولكنه يصيب أكثر، واشتد في صفة مذهب أبي حنيفة بما لا يُظن ثبوته.
وفيه تشعيث كثير لكن بالصبر عليه يُفاد منه فائدة أقرب للحق من كتب من بعده.
وأصح طبعاته طبعة هيلموت ريتر،وتوجد في مصر مصورة، وقد قابلتها قريباً بطبعة محمد محيي الدين عبد الحميد المنشورة مصورة بالمكتبة العصرية، وهي غنية بالتراجم والتعليقات الأشعرية = فوجدت بالثانية أخطاء قليلة مؤثرة فالأولى أسلم والثانية ليست مشوهة.
5 - الملل والنحل للشهرستاني.
كتاب كبير منظم مرتب فيه خلل كثير في نسبة الأقوال وتحرير المذاهب خاصة تحرير أقوال الفلاسفة بل وضبط أسمائهم، ولكنه مفيد وهو أحسن كتب الفرق القديمة ترتيباً وتنظيماً.
وأصح طبعاته التي حققها محمد فتح الله بدران وكانت معدومة الوجود لولا تصوير دار أضواء السلف لها وأساؤا إذ لم يصوروا فهارسها.
6 - الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم.
كتاب كبير يبسط فيه آراء الفرق وينقضها، وفيه خير كثير في الحجاج والنظر، وغلو شديد في الحكم على بعض البدع بلوازمها، ويُستفاد منه في المناقشة أكثر من تحرير المذاهب.
وأصح طبعاته طبعة دار الجيل في خمسة مجلدات، وهو بحاجة لتحقيق جديد.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:04 م]ـ
موضوعٌ رائعٌ، وسأجمع كل هذه الكتب وأبحث عما ليس عندي منها لعلي أقرأها إن شاء الله.
وفقك الله يا أبا فهر ونفع بك.
فائدة:
الفصل لابن حزم يحقق الآن في جامعة الإمام في رسائل دكتوراه في قسم العقيدة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:51 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن ولا زال في الموضوع ما يسرك وينفع الإخوة بإذن الله ..
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[22 Sep 2010, 02:29 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن ولا زال في الموضوع ما يسرك وينفع الإخوة بإذن الله ..
أرجو أن تكمل الموضوع يا أبافهر وألا يتوقف عند هذا القدر!.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Sep 2010, 03:59 م]ـ
القسم الثاني من قائمة القراءة في الفلسفة الإسلامية وهو ما صنف مفرداً عن علم من أعلام الفرق الإسلامية.
1 - مقالات الجهم بن صفوان لياسر قاضي.
كتاب في مجلدين نشرته أضواء السلف، وليس في الكتاب إبداع علمي يكشف النقاب عن الغموض الكبير المحيط بهذه الشخصية المؤثرة، ولكن عذر الباحث أن المصادر شحيحة جداً بالمعلومات في هذا الجانب، ولذلك قضى الباحث صفحات رسالته في نقد أفكار الجهمية،وتتبع أثرها عند المعتزلة والأشاعرة، ولم يُضف شيئاً ذا بال للمحصول العلمي الشائع عن الجهم، ولكن لكون هذا الكتاب هو الوحيد في بابه فلا غنى عن قراءته.
2 - مقالة التعطيل والجعد بن درهم.
نشر دار أضواء السلف، ويقال فيه ما قيل في سابقه حرفاً بحرف ومؤلفه الشيخ الفاضل محمد خليفة التميمي كان هو المشرف على الرسالة السابقة.
3 - واصل بن عطاء وآراؤه الكلامية لسليمان الشواشي.
نشر الدار العربية للكتاب بليبيا، وقيمة الكتاب في الجمع من المصادر وليس فيه فضل نظر أو تحليل،ولكنه فرد في بابه عن هذا العلم المؤثر.
4 - إبراهيم بن سيار النظام لمحمد عبد الهادي أبو ريدة.
نشر لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة، وعلى الرغم من مرور أكثر من ستين عاماً على نشره إلا أنه يبقى مثالاً يُحتذى فيما يكتب عن الأعلام، وفيه نظر حسن جداً، من غير حشو ولا إطالة لصفحاته التي بلغت مائة وستين صفحة فقط ..
5 - الجبائيان لعلي فهمي خشيم.
نشر بليبيا بدون دار نشر وهو كتاب جيد عن أبي علي وولده أبي هاشم الجبائي بما لهم من أصر في الاعتزال والتفسير وأصول الفقه وكانت بإشراف محمد عبد الهادي أبي ريدة وناقشها الكبيران: عبد الرحمن بدوي وإبراهيم مدكور. وكانت لها قيمة أكبر قبل طبع مصادر المعتزلة التي كان الباحث وقتها ينقل من مخطوطاتها.
6 - البيهقي وموقفه من الإلهيات لأحمد الغامدي.
نشرته مكتبة الرشد وفيه قصور في الاستقراء والنظر إلا أنه فرد في بابه.
7 - الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة للمجذوب العلوي.
نشرته دار الوطن وفيه قصور في النظر والتحليل.
8 - ابن حزم وموقفه من الإلهيات لأحمد بن ناصر الحمد.
نشر جامعة أم القرى وهو كتاب جيد.
9 - مهرجان الغزالي في دمشق في الذكرى المئوية التاسعة لميلاده عام (1380 هـ).
فيه بحوث جيدة لعثمان أمين وعبد الحليم محمود ومحمود قاسم وإبراهيم بيومي وعبد الرحمن بدوي وزكي نجيب محمود.
10 - الغزالي للبارون كاردافو.
ترجمه عادل زعيتر ونشرته مكتبة عيسى الحلبي وهو كتاب جيد.
11 - آراء القرطبي والمازري الاعتقادية من خلال شرحيهما لصحيح مسلم لعبد الله الرميان.
توزيع دار ابن الجوزي وهو كتاب وسط.
12 - التنبيه على الأخطاء العقدية في شرح مسلم للنووي لمشهور حسن سلمان.
نشر دار الهجرة وهو جيد.
13 - آراء السبكي الاعتقادية لعجلان بن محمد.
نشرته دار كنوز إشبيليا وهو كتاب جيد.
14 - آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية لمحمد الشايع.
نشرته دار المنهاج بالرياض وهو كتاب نفيس.
15 - منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة من خلال فتح الباري لمحمد إسحاق كندو.
نشرته مكتبة الرشد وهو كتاب جيد.
16 - منهج الإمام الشوكاني في العقيدة لعبد الله نومسوك.
نشرته مؤسسة الرسالة وهو متوسط.
17 - التنبيه على الأخطاء العقدية في فتح المعبود وتحفة الأحوذي لعادل حمدان.
بدون دار نشر وهو جيد.
18 - كتاب أخرى مفيدة لم تخصص لعلم معين ولا اختصت بأئمة الفرق من غير أهل السنة ومنها:
(1) المفسرون بين التأويل والإثبات للمغراوي نشر مؤسسة الرسالة وهو وسط.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) مناهج اللغويين في تقرير العقيدة لعليو الشيخ نشر دار المنهاج وفصوله متفاوتة الإتقان بين الممتاز والمتوسط والتحليل والنظر يضعف فيه أحياناً.
تنبيه: هناك رسائل علمية كثيرة بجامعات المملكة وغيرها عن أعلام الفرق لكن لم أعلم بما طبع منها، وقد ذكر طرفاً منها محمد الشايع في كتابه الجيد: ((دليل المكتبة العقدية))،وفاته غيرها؛فقد فاته بعض المطبوع ففوات مالم يطبع أولى.
يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:56 م]ـ
القسم الثالث من قائمة القراءة في الفلسفة الإسلامية وهو ما صنف مفرداً عن علم من أعلام الفلسفة الإسلامية.
1 - الفارابي.
- الفلسفة الطبيعية والإلهية عند الفارابي لزينب عفيفي نشر دار الثقافة الدينية. (لم أقرأه).
- الكتاب التذكاري الصادر في الذكرى الألفية لوفاته (1950)،وفيه بحوث مهمة لإبراهيم مدكور وحسن حنفي وماجد فخري وجورج قنواتي.
2 - ابن باجة وآراؤه الفلسفية لزينب عفيفي نشر دار الثقافة الدينية. (لم أقرأه).
3 - المهرجان الألفي لوفاة ابن سينا (1952)
وفيه أبحاث نفيسة لإبراهيم مدكور وزهدي جار الله وألبير نصري وجميل صليبا وجورج قنواتي.
4 - ابن رشد.
- ابن رشد والرشدية لأرنست رينان، نشرته نشرة أخيرة دار الثقافة الدينية وهو نفيس جداً.
- مهرجان ابن رشد في الذكرى المئوية الثامنة لوفاته (1978)،وفيه بحوث نفيسة للأب جورج قنواتي حول مؤلفات ابن رشد.
- أما باقي بحوث المهرجان المذكور فنشرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مجلدين تحت عنوان: ((ابن رشد فيلسوف الشرق والغرب)).
- ابن رشد سيرة وثائقية لمحمد بن شريفة نشر دار الغرب وهو كتاب ممتع حتى لغير المتخصص.
5 - موسى بن ميمون حياته ومصنفاته لإسرائيل ولفنسون.
نشر لجنة التأليف والترجمة والنشر وهو مهم.
6 - شهاب الدين السهروردي في الذكرى المئوية الثامنة لوفاته.
وفيه بحوث جيدة لإبراهيم مدكور ومحمد علي أبي ريان ولويس جارديه وحسن حنفي.
7 - أستاذ السائرين الحارث المحاسبي لعبد الحليم محمود نشر دار المعارف.
8 - ابن سبعين وفلسفته الصوفية لأبي الوفاء التفتازاني.
نشر دار الكتاب اللبناني وهو كتاب نفيس.
9 - ابن عربي.
- الكتاب التذكاري عن محيي الدين بن عربي في الذكرى الثامنة لوفاته وفيه بحوث جيدة لإبراهيم مدكور وزكي نجيب محمود ومصطفى حلمي وعبد الرحمن بدوي وتوفيق الطويل وأبي العلا عفيفي.
- ابن عربي لأسين بلاسيوس ترجمة عبد الرحمن بدوي.
- الفلسفة الصوفية عند ابن عربي لأبي العلا عفيفي.
10 - شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية لعبد الرحمن بدوي.
يتبع
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[23 Sep 2010, 12:49 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء،
هل تدخل أفكار علماء الفلك والطبيعة (الغربيين) فى بدء الكون وما إلى ذلك فى إطار بحثكم؟
أم أنها لا تدخل فى الفلسفة الحديثة؟
أسأل لأن أحد العلماء المتحولين للإلحاد (ستيفين هوكينج) اعتمد على الفلسفة الشرق آسيوية فى نظرياته (كما كتب أخ فى إحدى المنتديات).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Sep 2010, 03:41 م]ـ
أول أمر الفلك (كعلوم أخرى كثيرة) كان من فروع الفلسفة، ثم انفصل (كعلوم أخرى كثيرة) ليصبح علماً مستقلاً ..
والقدر المشترك بين الفلك أو الفيزياء وبين الفلسفة يظهر حين استخدام الفلك والفيزياء وحتى علم الأحياء في البرهنة على وجود (أو عدم وجود) الخالق عز وجل ..
وبحوث ستيفن هوكينج الأخيرة التي يبرر بها انقلابه إلحادياً لا تندرج ولا توازي بحوثه أيام إيمانه بوجود الخالق فهي في نظري-الضعيف غير المتخصص- تفتقد لنفسه العلمي المعروف عنه وإنما هي أشبه بالمقالات الصحفية والتهويمات اللفظية والتعبيرات الفضفاضة عن ثقة الإنسان الواجبة عليه بعقله وبكونه، وعن عفوية خلق الكون ..
وهي بهذه الصورة نوع من الفلسفة المعتمدة على الحجج الخطابية ..
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:54 م]ـ
معذرة على الإطالة ...
هل أفهم من كلامكم أن الأسلوب المتبع قديمًا فى مناظرة الملاحدة لا يصلح مع ملاحدة اليوم؟
تقرير هذه القاعدة مهم (على الأقل عندى)
لأن هذا يعنى أننا نتكلم فى وادٍ والغرب فى وادٍ ... و أيضًا أنى لن أستطيع إقناع عالم فيزياء ملحد بالإسلام أو على الأقل بوجود الخالق إلا بعد أن أكون عالم فيزياء أو فلك أو رياضيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:07 م]ـ
القسم الرابع من قائمة القراءة في الفلسفة الإسلامية وهو ما صنف مفرداً عن فرقة من الفرق الإسلامية:
1 - المعتزلة.
- لعواد بن عبد الله المعتق طبعة مكتبة الرشد.
- لزهدي جار الله –الدار العربية.
- لألبير نصري نادر – دار نشر الثقافة.
- تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة.
لعبد اللطيف الحفظي طبعة دار الأندلس الخضراء.
- فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة.
ثلاثة كتب في إهاب واحد للقاضي عبد الجبار والحاكم الجشمي وأبي القاسم البلخي حققها فؤاد سيد ونشرتها الدار التونسية وعليها ذيل لابن المرتضي نشره معهد الدراسات الشرقية وصورته أخيراً مؤسسة الريان.
2 - آراء الكلابية العقدية.
نشرته مكتبة الرشد للباحثة هدى بنت ناصر الشلالي.
3 - موقف ابن تيمية من الأشاعرة.
أحسن ما كتب في نشأة مذهب الأشاعرة وتطوره إلى زمان الشيخ،نشرته مكتبة الرشد للدكتور عبد الرحمن المحمود.
4 - نشأة الأشعرية وتطورها.
لجلال محمد موسى وهو تلميذ علي النشار ومتأثر بأخطائه،ونشرته دار الكتاب اللبناني، والأشاعرة المعاصرون يرفعون شأنه مبالغين فيه.
5 - تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي.
وهو كتاب مهم للأستاذ يوسف احنانة وهو من منشورات وزارة الأوقاف المغربية.
6 - الماتريدية.
- لأحمد عوض الحربي نشرته دار الصميعي.
- لشمس الدين الأفغاني.
7 - الخوارج.
- لغالب عواجي نشر دار لينة.
- لناصر العقل نشر دار إشبيليا.
- دراسات عن الإباضية لعمرو النامي نشر دار الغرب.
وواقع الخوارج وآرائهم تحتاج لكتابة تحليلية أحسن من هذا الموجود.
8 - الصوفية.
- الفلسفة الصوفية في الإسلام. لعبد القادر محمود نشر دار الفكر العربي وهو نفيس جداً.
- التصوف ودراسات عن التصوف كتابان لإحسان إلهي ظهير.
- دراسات عن التصوف مجموعة بحوث لنيكلسون وماسينيون.
- الحلاج لماسينيون.
- التصوف الإسلامي لأبي الوفاء التفتازاني وهو مهم.
9 - مقالة التشبيه.
لجابر إدريس نشر دار أضواء السلف.
10 - مذهب أهل التفويض.
لأحمد القاضي نشر دار العاصمة.
11 - التجسيم عند المسلمين.
لسهير مختار وهي تلميذة علي سامي النشار ومتأثرة بأخطائه وأباطيله.
12 - الشيعة.
- أصول مذهب الشيعة لناصر القفاري – دار الرضا.
- فرق الشيعة للنوبختي.
- منهاج السنة لشيخ الإسلام.
13 - المرجئة.
- الإيمان عند السلف لمحمد محمود آل خضير نشر الرشد وهو نفيس جداً.
- آراء المرجئة في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية لعبد الله السند نشر دار التوحيد.
14 - الباطنية.
- الحركات الباطنية لمحمد عبد الله الخطيب نشر دار عالم الكتب.
- الإسماعيلية والقاديانية والبهائية ثلاثة كتب لإحسان إلهي ظهير.
الدروز لعبد الرحمن بدوي.
15 - شخصيات قلقة.
(من تاريخ الإلحاد في الإسلام) لعبد الرحمن بدوي.
16 - دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية.
لعبد الله الغصن نشر دار ابن الجوزي.
17 - دعاوى المناوئين للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
لعبد العزيز العبد اللطيف نشر مكتبة الرشد.
وهما نفيسان في تبين موقف القرون من الثامن للرابع عشر من دعوة الإمامين المجددين ..
18 - الانحرافات العقدية والعملية في القرنين الثالث والرابع عشر.
لعلي بن بخيت الزهراني نشر دار طيبة.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:26 م]ـ
ما رأيكم بكتاب؛
التنبه علي الأخطاء العقدية في فتح الباري للشبل
وصنوه؛
التنبيه ........................ الخ للبراك وآخر نسيت اسمه ((ط / عبد المصور))
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[25 Sep 2010, 10:19 م]ـ
لم أعرف مراد الأخ الكريم أبي فهر بالفلسفة هنا، هل هي الفلسفة اليونانية وما استنسخ منها، أو المراد علم العقيدة كما يطلق ذلك بعض المعاصرين، وقد أورد في المصادر التي ذكرها ما يدخل تحت كل من الاحتمالين.
ولذلك أرى أخي الكريم أبا فهر أن توضح المقصود بذلك، إن كنت ترى أن هناك حاجة لطرح هذا الموضوع، كما ينبغي قبل ذكر المصادر إيراد تمهيد واضح وفق منهج صحيح يكون مدخلاً للموضوع.
ثم إن الفلسفة اليونانية، وما عرِّب منها، وما كتبه الفلاسفة المنتسبون إلى الإسلام والمسلمون = لا منفعة فيها، بل هي سبب للحيرة والضلال كما قرر ذلك عدد من أئمة الإسلام حتى من اشتغلوا بها فترة من الزمان، والنقل عنهم يطول، ويمكن مراجعة الرابط التالي http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/156.htm (http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/156.htm)
ومن الكتب القيمة التي يستفاد منها في هذا الموضوع:
موقف شيخ الإسلام من آرء الفلاسفة، للدكتور صالح الغامدي، وهو رسالة دكتوراه.
ثم إن هذا التقسيم المذكور للكتب لم يبن على منهج واضح متسلسل في رأيي، واستيعاب كل ما كتب في هذا الفن غير ممكن، ولا أظنه مطلوبا هنا، ولذلك لا بد من تحديد موضوع معين، أوفئة محددة من الناس يختار لهم بعض المصادر الموثوقة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Sep 2010, 11:16 م]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ إبراهيم ..
الفلسفة بمعناها الاصطلاحي المتعارف عليه عند المتخصصين فيها تشمل:
1 - الفلسفة اليونانية.
2 - فلسفة العصور الوسطى.
3 - الفلسفة الحديثة والمعاصرة.
4 - فلسفات الأمم: كالفارسية والهندية والفرعونية (عند من يثبت لغير اليونان فلسفة)
ومن الأخيرة: الفلسفة الإسلامية أو العربية (على خلاف بينهم) وتشمل:
1 - الفرق الإسلامية.
2 - مذاهب الفلاسفة الإسلاميين (المشائيين والأفلاطونيين والإشراقيين).
وهذا القدر بمجمله لا نزاع فيه بين المتخصصين ..
والفلسفة بهذه الصورة من حيث ذاتها = شيء لا ينفع لا في الدنيا ولا في الآخرة (خاصة بعد انفصال العلوم الطبيعية عنها) فالله عز وجل أرسل لنا نبينا صلى الله عليه وسلم بالوحي ولسنا بحاجة لطريق فلسفي ندرك به قانون المعرفة أو الحق أو الخير أو الجمال ..
لكن الفلسفة والمعرفة بها على درجات في الإحاطة = باب مهم جداً من أبواب معرفة الباطل (خاصة أنه باطل احتوش الإسلام وأراد أن يضل عنه بالاختلاط به) ..
ومن هنا جاءت أهمية معرفتها ودراستها وإتقان أدوات البحث فيها على درجات في كل ٍ ..
ومن أدوات البحث تلك: معرفة مصادر العلم؛ فمعرفة مظنة العلم = نصف العلم ..
وهذا التعريف بالمصادر هو وكدي من الموضوع لا أقصد غيره، ولا أحتاج معه لتعريف بالفلسفة والمنهج والموقف الصحيح منها؛فهذا حديث آخر يكتب فيه من يعتني بالكتابة في العلم، أما الكتابة في مصادره فموجهة لمن سيقرأ في العلم أين يقرأ وماذا يقرأ،وهذا الذي سيقرأ إنما يعرف موقفه من الفلسفة من كتب التوحيد والعقيدة حتى إذا عرفه = فأقبل يطلب ما يحتاجه منها لفقه الباطل بدرجاته = أعلمناه مصادره في الدراسة والبحث ..
ونحن ذكرنا المصادر التي لا غنى عليها للمتخصص الذي هو في نفسه طالب علم بصير، ولسنا نخاطب المبتدئين من الطلبة،أما الموثوقة بمعنى الناقدة من وجهة النظر السلفية = فالتقصير فيها شديد، وإنما نطلب جيلاً من السلفيين يطلب هذا الباب فيفقهه فيكتب هذه المصادر الموثوقة ..
وجزاكم الله خيراً على حرصكم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Sep 2010, 05:20 م]ـ
· قال شيخ الإسلام: ((مَنْ عَرَفَ الشَّرَّ وَذَاقَهُ ثُمَّ عَرَفَ الْخَيْرَوَذَاقَهُ = فَقَدْتَكُونُ مَعْرِفَتُهُ بِالْخَيْرِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِالشَّرِّوَبُغْضُهُ لَهُ = أَكْمَلَ مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ الْخَيْرَ وَالشَّرَّوَيَذُقْهُمَا كَمَا ذَاقَهُمَا؛ بَلْ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا الْخَيْرَ فَقَدْ يَأْتِيهِ الشَّرُّ فَلَا يَعْرِفُ أَنَّهُ شَرٌّ فَإِمَّا أَنْ يَقَعَ فِيهِ وَإِمَّا أَنْ لَا يُنْكِرَهُ كَمَا أَنْكَرَهُ الَّذِي عَرَفَهُ.
وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((إنَّمَا تُنْقَضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً إذَا نَشَأَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْجَاهِلِيَّة)).
وَهُوَ كَمَا قَالَ عُمَرُ؛ فَإِنَّ كَمَالَ الْإِسْلَامِ هُوَبِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتَمَامُ ذَلِكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ نَشَأَ فِي الْمَعْرُوفِ لَمْ يَعْرِفْ غَيْرَهُ= فَقَدْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ بِالْمُنْكَرِ وَضَرَرِهِ مَاعِنْدَ مَنْ عَلِمَهُ وَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْجِهَادِ لِأَهْلِهِ مَاعِنْدَ الْخَبِيرِ بِهِمْ؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ الْخَبِيرُ بِالشَّرِّ وَأَسْبَابِهِإذَا كَانَ حَسَنَ الْقَصْدِ عِنْدَهُ مِنْ الِاحْتِرَازِ عَنْهُ وَمَنْعِ أَهْلِهِ وَالْجِهَادِ لَهُمْ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِ.
وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَعْظَمَ إيمَانًا وَجِهَادًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ؛ لِكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمْ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَكَمَالِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْخَيْرِ وَبُغْضِهِمْ لِلشَّرِّ لِمَا عَلِمُوهُ مِنْ حُسْنِ حَالِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَقُبْحِ حَالِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ مَنْ ذَاقَ الْفَقْرَ وَالْمَرَضَ وَالْخَوْفَ أَحْرَصَ عَلَى الْغِنَى وَالصِّحَّةِ وَالْأَمْنِ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْ ذَلِكَ.
وَلِهَذَا يُقَالُ: وَالضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ، وَيُقَالُ: وَبِضِدِّهَاتَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُي َقُولُ: ((لَسْتُ بِخِبِّ وَلَا يَخْدَعُنِي الْخِبُّ)).
فَالْقَلْبُ السَّلِيم ُالْمَحْمُودُ هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْخَيْرَ لَا الشَّرَّ وَكَمَالُ ذَلِكَ بِأَنْ يَعْرِفَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ فَذَاكَ نَقْصٌ فِيهِ لَا يُمْدَحُ بِهِ.
وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ مَنْ ذَاقَ طَعْمَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي يَكُونُ أَعْلَمَ بِذَلِكَ وَأَكْرَهُ لَهُ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْهُ مُطْلَقًا؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُطَّرِدِ بَلْ قَدْ يَكُونُ الطَّبِيبُ أَعْلَمَ بِالْأَمْرَاضِ مِنْ الْمَرْضَى،وَالْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَطِبَّاءُ الْأَدْيَانِ فَهُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا يُصْلِحُ الْقُلُوبَ وَيُفْسِدُهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَمْ يَذُقْ مِنْ الشَّرِّ مَا ذَاقَهُ النَّاسُ. وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَحْصُلُ لَهُ بِذَوْقِهِ الشَّرَّ مِنْ الْمَعْرِفَةِ بِهِ وَالنُّفُورِ عَنْهُ وَالْمَحَبَّةِ لِلْخَيْرِ إذَا ذَاقَهُ مَا لَا يَحْصُلُ لِبَعْضِ النَّاسِ ((. [10/ 300 - 301].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[28 Sep 2010, 03:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
توجد رسائل علمية لعل فضيلتكم يطلع عليها، ويفيد بشأنها، فربما تدخل تحت موضوعكم.
وسأذكر عناوينها:
ـ الجاحظ وآراؤه الاعتقادية عرض ونقد، عبد الغني الزهراني، ماجستير.
ـ الواحدي ومنهجه في العقيدة عرض ونقد، مها عبد الرحمن، دكتوراه.
ـ أسرار الحروف وحساب الجمل عرض ونقد، طارق القحطاني، ماجستير.
ـ أثر علم الكلام على المنتسبين إليه، وموقف أهل السنة والجماعة وكبار المتكلمين منه، وليد صالح باصمد، ماجستير.
ـ مناهج المخالفين لأهل السنة والجماعة في الاستدلال على الغيبيات عرض ونقد، عبد الرحمن خليفة، دكتوراه.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Sep 2010, 03:33 ص]ـ
بارك الله فيكم يا سيدنا ..
هل طبعت؟
أم تدخل تحت هذه:
تنبيه: هناك رسائل علمية كثيرة بجامعات المملكة وغيرها عن أعلام الفرق لكن لم أعلم بما طبع منها
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[28 Sep 2010, 06:23 ص]ـ
وفيكم بارك الله.
هي داخلة في تنبيه فضيلتكم وفقكم الله، ولا أعلم شيئاً منها مطبوعاً.
هل ترون أن أكمل القائمة هنا؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Sep 2010, 01:23 م]ـ
الشيخ المكرم ..
نعم هي داخلة وقد اطلعت على أسماء كثير منها في كتاب دليل المكتبة العقدية ولكن دعنا نقتصر الآن على المطبوع فازدحام العلم مضلة الفهم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Sep 2010, 10:07 ص]ـ
آخر قائمة القراءة في الفلسفة الإسلامية وهي قائمة ببعض المصادر المهمة الأصلية:
1 - أبو الحسن الأشعري.
- الإبانة طبعة فوقية محمود.
- رسالة إلى أهل الثغر بتحقيق عبد الله شاكر الجنيدي نشر دار العلوم والحكم.
- اللمع بتحقيق حمودة غرابة نشر مكتبة الكليات الأزهرية وهي نشرة سقيمة.
- رسالة استحسان الخوض في علم الكلام وأصح نسخها هي التي نشرها عبد الرحمن بدوي في أول كتابه: ((مذاهب الإسلاميين)).
2 - الباقلاني.
- التمهيد طبعة مكارثي.
- الإنصاف نشرة الخانجي بتحقيق الكوثري.
- البيان في النبوات بتحقيق مكارثي.
- الانتصار بتحقيق عمر القيام ويحتاج لتحقيق جديد.
- إعجاز القرآن نشر دار المعارف بتحقيق السيد صقر.
- التقريب والإرشاد الصغير نشر مؤسسة الرسالة.
3 - إمام الحرمين.
- الإرشاد نشر مكتبة الخانجي.
- لمع الأدلة نشر فوقية محمود.
- الشامل نشرة علي النشار وفيصل عون وهو ناقص ويستعان باختصاره الذي نشرته دار السلام مؤخراً.
- العقيدة النظامية نشر دار النفائس ببيروت.
- البرهان بتحقيق عبد العظيم الديب.
4 - الغزالي.
- تهافت الفلاسفة
- مقاصد الفلاسفة.
- معيار العلم وجميعها بتحقيق سليمان دنيا ونشر دار المعارف.
- الاقتصاد نشر دار البصائر.
5 - الرازي.
- المطالب العالية.
- الأربعين.
- أساس التقديس وثلاثتها بتحقيق أحمد حجازي السقا.
- المحصل نشره حسين أتاي وله نشرة أخرى بالكليات الأزهرية وكلتاهما مهمتان.
- المباحث المشرقية طبعة إيران.
6 - المواقف لعضد الدين الإيجي مع شرحه.
وقد نشرته مصوراً إحدى الدور التي نشطت في نشر كتب الأشاعرة بمصر وهي دار البصائر.
7 - المقاصد بشرحه.
نشرة دار الجيل بتحقيق عبد الرحمن عميرة.
8 - رسائل العدل والتوحيد.
نشر الشروق بتحقيق محمد عمارة.
9 - المغني في أبواب العدل والتوحيد للقاضي عبد الجبار يوجد مصوراً وهو ناقص.
10 - تثبيت دلائل النبوة.
11 - شرح الأصول الخمسة وكلاهما بتحقيق عبد الكريم عثمان.
12 - المعتمد في أصول الفقه لأبي الحسين البصري نشرة المعهد العلمي الفرنسي.
13 - الانتصار للخياط.
14 - الشفاء لابن سينا في عشرة مجلدات بإشراف إبراهيم مدكور.
15 - النجاة لابن سينا بتحقيق ماجد فخري.
16 - تهافت التهافت لابن رشد طبعة المعارف.
17 - مناهج الأدلة لابن رشد –وهو نفيس- تحقيق محمود قاسم.
18 - فصل المقال نشرة عابد الجابري.
19 - اللمع في التصوف نشرة نيكلسون.
20 - الرسالة القشيرية نشرة دار المعارف.
21 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.
22 - أكثر كتب الفارابي نشرتها دار المشرق ببيروت.
23 - تبصرة الأدلة للنسفي نشر المعهد العلمي الفرنسي.
24 - حكمة الإشراق للسهروردي بتحقيق هنري كوربان.
25 - أكثر متون الأشاعرة المدرسية طبعتها مكتبة الحلبي ونشطت فيها دار المصطفى والبصائر في مصر ودار الرازي في الأردن.
يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:43 ص]ـ
تنبيه:شرح نهج البلاغة فيه اعتزال كثير وتشيع كثير وهو مصدر مهم وفيه رسائل ونقولات في التشيع والاعتزال لا توجد عند غيره، وقد نصصت عليه لأن الناس تظنه كتاب أدب فحسب ..
تنبيه (2): من كتب الأعلام:
1 - أصول الفكر الفلسفي عند الرازي لعبد اللطيف العبد نشر مكتبة الأنجلو.
2 - الآمدي وآراؤه الكلامية نشر دار السلام.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Sep 2010, 12:45 م]ـ
ومن المصادر المهمة في الاعتزال والفلسفة والتي لا ينبغي أن يُغفل عنها وذكرني به شيخ كريم = كتب الجاحظ ورسائله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Oct 2010, 01:00 م]ـ
(6)
الموسوعات والمعاجم الفلسفية
سأسرد المهم منها سرداً، ولعلي أعود لشيء من تقييمها بعد ذلك ..
1 - موسوعة الفلسفة- لالاند-عويدات للنشر-ثلاثة مجلدات.
وهي أكثر الموسوعات الفلسفية قيمة علمية بين المتخصصين.
2 - موسوعة الفلسفة-عبد الرحمن بدوي-المؤسسة العربية للدراسات والنشر-ثلاثة مجلدات.
تخلو تقريباً من ذكر الفلاسفة العرب والإسلاميين، ومن مميزاتها أن بدوي قد نجم فيها تلخيصاً لأكثر أبحاثه.
3 - الموسوعة الفلسفية العربية-نشر معهد الإنماء العربي-ثلاثة مجلدات.
موسوعة نفيسة شارك فيها ستون عالماً من كبار المتخصصين في الفلسفة في العالم العربي بإشراف معن زيادة.
4 - المعجم الفلسفي-جميل صليبا-دار الكتاب المصري-في مجلدين.
وهو أدق المعاجم وأحسنها.
5 - معجم الفلسفة-نشر مجمع اللغة العربية-مجلد واحد.
وكان بإشراف الدكتور توفيق الطويل.
6 - المعجم الفلسفي-مراد وهبة-دار قباء-مجلد واحد.
وصدر في طبعته الأولى وعليه اسم يوسف كرم ويوسف شلالة مع مراد وهبة الذي حذف اسميهما في الطبعة الثانية (!!)
7 - المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة-عبد المنعم الحفني-مكتبة مدبولي-مجلد واحد.
وهو أوسع المعاجم.
8 - دليل أكسفورد للفلسفة-تد هوندرتش-ترجمة نجيب الحصادي-نشر المكتب الوطني بليبيا- أربعة مجلدات.
9 - معجم مصطلحات علم الكلام-سميح دغيم-مكتبة لبنان-في مجلدين.
وهو مفيد، ولكنه مجرد نصوص منقولة بحسب ورود المصطلح وليس فيه تحرير، وللمؤلف معاجم أخرى في مصطلحات الرازي والأشعري وعبد الجبار.
10 - المصطلح الفلسفي عند العرب.
نشر فيه عبد الأمير الأعسم أكثر كتب الاصطلاحات الفلسفية التي صنفها الأقدمون كالآمدي والفارابي،وهو كتاب مهم خاصة إذا أضيف إليه المادة الفلسفية التي في تعريفات الجرجاني وكليات أبي البقاء الكفوي وكشاف الاصطلاحات للتهانوي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2010, 02:52 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا فهر على هذا السرد المفيد لهذه المصادر العلمية.
وهذا موضوع قيم لمعرفة المصادر التي تحدثت عن هذا الموضوع بغض النظر عن رأيكم فيها إيجاباً أو سلباً، لكون الحكم على الكتاب محل اختلاف وجهات النظر عادةً، فبعضهم يرى ضرورة التفصيل في الحكم على الكتاب حتى يعلم الإيجابيات والسلبيات على وجه واضح لا يدل على هضم حق كتاب قيم بكلمة واحدة، أو رفع كتاب دون ذلك بمثلها.
وليت كل مطلع على باب من أبواب العلم يعرض لنا مصادره كما فعل أبو فهر في هذا الموضوع، فهذا مفيد جداً للباحثين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Oct 2010, 01:55 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا على التشجيع ..
والأحكام المجملة التي أسوقها على الكتب غير ملزمة لمن لا يعلم حجتها، وإنما ينتفع بها صنف آخر وهم عدد كبير من إخواننا الذين وثقوا بأحكامي المجملة على الكتب والطبعات عبر خمس سنوات، ووجدوا تصديقها مرة بعد مرة، وإن لم يجدوا تصديقها وجدوا رأيي فيها سائغاً في الجملة وإن خالفوه؛ فلهم أسوق حكمي وهم طلبوه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Oct 2010, 02:50 ص]ـ
(7)
الكتب التي تعتني ببحث محل نشأة الفلسفة،وإبطال الرأي السائد: ((معجزة العقل اليوناني)) ..
تنبيه: الكلام عن الكتب المفردة، وإلا فبحث المسألة فصل ثابت في جميع كتب تاريخ الفلسفة ..
وأشهرها ثلاثة كتب:
1 - التراث المسروق ((الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة)) تأليف: جورج جي.إم. جيمس، ترجمة شوقي جلال، ونشر وزارة الثقافة المصرية.
2 - الأصول الشرقية للعلم اليوناني، تأليف محمود محمد علي، ونشر الهيئة العامة للكتاب.
3 - أصل الفلسفة، تأليف حسن طلب، نشر دار العين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Dec 2010, 06:00 م]ـ
دراسة المنطق
دراسة المنطق على ثلاث رتب:
الأولى: دراسة مقدمة يسيرة فيه، وهذه مندوبة لكل من لم يشتغل بالعقيدة والملل والنحل وأصول الفقه والنحو والبلاغة.
وهذه الرتبة تكفي فيها دراسة السلم المنورق مع شرح الدمنهوري والاستماع للشرح المختصر للشيخ الحازمي وقراءة تسهيل المنطق لعبد الكريم مراد.
الثانية: دراسته دراسة متوسطة وهذه تجب على المشتغل بأصول الفقه والنحو والبلاغة.
ويكفي فيها بعد دراسة كتب المرتبة الأولى = دراسة شرح الحازمي على شرح القويسني على السلم مع قراءة ضوابط المعرفة للميداني وطرق الاستدلال للباحسين.
الثالثة: دراسته دراسة تمكن،وهذه تجب على المشتغل بالعقيدة والملل والنحل.
ويكفي فيها بعد دراسة كتب المرتبة الأولى والثانية = دراسة شرح الحازمي المطول على السلم مع العناية بتوشيح عبد السلام، ثم حاشية العطار على شرح الخبيصي على التهذيب مع قراءة المنطق لمحمد رضا المظفر ونقد الآراء المنطقية لكاشف الغطاء.
ومن الكتب التي تطالع:
1 - المنطق وتاريخه لروبير بلانشي.
2 - تطور المنطق العربي لنيقولا ريشر.
3 - المنطق الصوري والرياضي لعبد الرحمن بدوي.
4 - المنطق الحديث ومناهج البحث لمحمود قاسم.
5 - الرد على المنطقيين لشيخ الإسلام مع منطق ابن تيمية للزين، وكتاب الحد الأرسطي لسلطان العميري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن محمد عبد الرحيم]ــــــــ[13 Dec 2010, 04:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا أبا فهر على ما تذكره من مساعدات منهجية لإخوانك، و التي ربما اختصرت على بعضهم سنوات من البحث و السؤال، ولكن هل أكملت الجميل بذكر طبعات كتب المنطق و مظان و جودها في القاهرة؟
دمت بخير .. دمت نافعا لإخوانك(/)
عاجل: اقتراحات السّادّة الأجلّاء لمؤتمر القدس
ـ[نعيمان]ــــــــ[21 Sep 2010, 03:22 م]ـ
السّلام على الأحبّة جميعاً ورحمة الله وبركاته
مؤسّسة أكاديميّة تحضّر لعقد ندوة بمناسبة تحرير القدس الشّريف على يد صلاح الدّين الأيوبيّ -رحمه الله تعالى-، ثمّ يعقبها مؤتمر يعدّ له من الآن.
الاقتراحات المطلوبة:
أوّلاً: أسماء المشاركين من الفضلاء المهتمّين بقضيّة القدس. (ويستحسن إرسال هواتفهم أو عناوينهم على بريدي الإلكترونيّ)
ثانياً: محاور المؤتمر.
وأيّة اقتراحات أخرى -مفتوحة-.
رضي الله عنكم وأرضاكم ووفّقكم ووفّق القائمين على هذا المؤتمر؛ الّذي ندعو الله تعالى أن يُقامَ وينجح؛ فلقد ذكر لنا العلامة القرضاويّ -حفظه الله- (صديق لي وأنا) أنّهم حاولوا كثيراً إقامة مؤتمر دوليّ يتعلّق بالقدس فلم يجدوا دولة تستضيف هذا المؤتمر. وذلك في أوائل التّسعينيّات من القرن الماضي. طبعاً هذه الأيّام في هذا القرن أفضل بكثير!!!؛ فقد تحسّنت الأوضاع بسبب المفاوضات المباشرة الّتي سنستعيد بها بيت المقدس عاجلاً إن شاء الله.
وأذكر أنّني قرأت لصلاح خلف أبي إياد -غفر الله له- في كتابه (فلسطينيّ بلا هويّة) أنّ امرأة جزائريّة قد أحضرت له
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:06 م]ـ
أبشر بإذن الله.
زميلنا العزيز د. زيد عمر عبدالله له عناية بهذا وسأطلب منه ذلك وأفيدكم إن شاء الله.
ـ[نعيمان]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:10 ص]ـ
أبشر بإذن الله.
زميلنا العزيز د. زيد عمر عبدالله له عناية بهذا وسأطلب منه ذلك وأفيدكم إن شاء الله.
بشّرك الله بالفردوس الأعلى من الجنّة وأحبّاءنا.
وإنّا على الأشواق منتظِرون، ولا تهن ولا يهون المقترِحون.
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Oct 2010, 01:15 م]ـ
للتّذكير: ما زلنا ننتظر يا أخانا الدّكتور عبد الرّحمن -حفظكم الله ورعاكم- ما وعدتم به؛ غفر الله لك النّسيان، وللدّكتور زياد عمر الانشغال.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Oct 2010, 01:38 م]ـ
السّلام على الأحبّة جميعاً ورحمة الله وبركاته
مؤسّسة أكاديميّة تحضّر لعقد ندوة بمناسبة تحرير القدس الشّريف على يد صلاح الدّين الأيوبيّ -رحمه الله تعالى-، ثمّ يعقبها مؤتمر يعدّ له من الآن.
الاقتراحات المطلوبة:
أوّلاً: أسماء المشاركين من الفضلاء المهتمّين بقضيّة القدس. (ويستحسن إرسال هواتفهم أو عناوينهم على بريدي الإلكترونيّ)
ثانياً: محاور المؤتمر.
وأيّة اقتراحات أخرى -مفتوحة-.
رضي الله عنكم وأرضاكم ووفّقكم ووفّق القائمين على هذا المؤتمر؛ الّذي ندعو الله تعالى أن يُقامَ وينجح؛ فلقد ذكر لنا العلامة القرضاويّ -حفظه الله- (صديق لي وأنا) أنّهم حاولوا كثيراً إقامة مؤتمر دوليّ يتعلّق بالقدس فلم يجدوا دولة تستضيف هذا المؤتمر. وذلك في أوائل التّسعينيّات من القرن الماضي. طبعاً هذه الأيّام في هذا القرن أفضل بكثير!!!؛ فقد تحسّنت الأوضاع بسبب المفاوضات المباشرة الّتي سنستعيد بها بيت المقدس عاجلاً إن شاء الله.
وأذكر أنّني قرأت لصلاح خلف أبي إياد -غفر الله له- في كتابه (فلسطينيّ بلا هويّة) أنّ امرأة جزائريّة قد أحضرت له
الأولى حلووووووووووووووووووة
والثانية تسأل عن التكملة
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Oct 2010, 03:44 م]ـ
الأولى حلووووووووووووووووووة
والثانية تسأل عن التكملة
الأولى يحلّي أيّامك ولياليك الحبيب أبا سعد وكلّ الأحبّة.
التّكملة يا أبا سعد من ذاكرتي أرويها بالمعنى: أنّ امرأة جزائريّة جاءت لأبي إياد -في الزّمن الّذي كنّا نتغنّى فيه بهم؛ وآاااه يا زمن- بعد محاضرة عاصفة منه أثّرت في الجماهير الكبيرة الّتي جاءت تؤمّ المكان لتستمع إلى قائد فلسطينيّ لَسِنٍ من طراز فريد -تلك الأيّام- وقد أحضرت معها ملابس شتويّة لأطفال فلسطين وحرائرها لقرب التّحرير، وكان الوقت صيفاً آنذاك؛ ثمّ تراجعت المرأة الجزائريّة المباركة بسرعة قائلة: لا .. لا .. لا .. أعد إليّ الملابس الشّتويّة وخذ عوضاً عنها الملابس الصّيفيّة؛ فإنّكم ستحرّرون فلسطين هذا الصّيف لا الشّتاء القادم.
وذلك بسبب الوهم الّذي صنعه الإعلام العربيّ آنذاك حول انطلاقة الثّورة الفلسطينيّة وقوّتها وعظمتها؛ وذلك تغطية للعجز العربيّ بعد نكسة حزيران 1967م، وامتصاصاً لنقمة الجماهير العربيّة. أبقي في الجماهير اليوم غضب يا ترى؟
(أعتذر عن هذه الألفاظ الّتي أتكلّم بها فهي من جعبة قديمة في ذاكرة مختزنة)!!!
سبحانك اللهمّ وبحمدك .. أشهد ألا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك(/)
خطأ في تاريخ وفاة الكميت بن زيد الأسدي في تحقيق ديوانه
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:42 م]ـ
ديوان الكميت بن زيد الأسدي، دار صادر - بيروت، تحقيق د. محمد نبيل طريفي
ص7:
الكميت بن زيد بن ... شاعر أموي متقدم ..
ص8: عاش أيام بني أمية ولم يدرك الدولة العباسية، ومات قبلها.
ولد الكميت في سنة ستين ومئة، وتوفي في سنة ست وعشرين ومئتين
والمصدر الأغاني 17/ 42، والكامل لابن الأثير 5/ 320، وشرح أبيات المغني 1/ 33
وقد تفكرت قليلا كيف يمكن أن يقع دكتور في خطأ كهذا؟ - خاصة أنه ذكر في نفس الصفحة - أنه لم يدرك الدولة العباسية، وقلت لعل الخطأ من المصادر- وليس هذا بعذر طبعا - لكن
بالعودة إليها تبين أن الخطأ من محقق الديوان، وليس من المصادر واحد أخطأ
فلزم التنبيه
وقد ذكرني هذا بخطأ مماثل ولكنه أشنع وأبشع، وهو أن أحد كتب نصر أبوزيد - التي تقدم بها للترقية - عنوانه (الإمام الشافعي ودوره في إثبات الوسطية) وقد أقامه لانتقاص الإمام، زاعما أنه كان يتعاون مع بني أمية، فكافؤوه بولاية نجران.
وأول من نبه إلى ذلك هو أستاذنا الدكتور إبراهيم عوض هنا
فمن شاء فليضحك، ومن شاء فليبك
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:47 م]ـ
أحد دكاترة الشريعة ذكر على المنبر حديث: بَخٍ بَخٍ فقال بدلاً منها بُخْ بُخْ. فما رأيك؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:01 م]ـ
لا شك أنه خطأ شنيع أخي العزيز وغير مقبول فعلاً لا من دكتور ولا من غيره، ولكن العنوان في رأيي غير مناسب لأنَّ فيه سخرية من قطاع عريض ليسو كلهم كذلك. فلو تخيرتم عنواناً أفضل لكان أحبَّ إلينا.
فليتنا نحسن تخير عناوين الموضوعات بحيث تكون دالة على المقصود دون تجريح. وباب الاستدراكات على المحققين فيه مؤلفات كثيرة مطبوعة الآن ولله الحمد، والعلم يتغازر بالنقد الهادف والتعقب الرصين.
الموضوع في الأدب والتاريخ وليس في القرآن وعلومه فليته ينقل للملتقى المفتوح.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:08 م]ـ
والخطأ المذكور محل اشتباه فقد يكون من المراجعين للصف النهائي، فالأرقام مظنة الخطأ، ولا سيما أنه في كلامه الذي نقلتَه يقطع بأن الكميت عاش في الدولة الأموية، ومات قبل العباسية وهذا كلام صحيح مُحكَم.
فالكميت ولد سنة 60 هـ وتوفي سنة 126هـ.
وأجود نشرات ديوانه - حسب علمي - ما نشرته عالم الكتب من جمع وتقديم الدكتور داود سلوم في مجلدين.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:38 م]ـ
الأمر إليكم يا شيخ
بتعديل العنوان، أو حتى حذف المشاركة كليا إن كنتم ترونها غير مناسبة
لكن التاريخين مكتوبان بالحروف لا الأرقام
وليس الغرض السخرية معاذ الله، ولكنه التعجب والتعجيب .. ثم لي تقسيم للأخطاء أريد رأيكم فيه
1 - خطأ السهو، وهذا يمكن أن يقع فيه أي إنسان، فنحن بشر، ويدخل فيه المطبعية، والتصحيف والتحريف.
2 - خطأ الغفلة، وهذا ما يقع حتى من الكبار، وربما يتكرر؛ بسبب حفظ معلومة خطأ.
3 - خطأ الجهل، ومثاله ما وقع فيه نصر أبوزيد.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:45 م]ـ
أحد دكاترة الشريعة ذكر على المنبر حديث: بَخٍ بَخٍ فقال بدلاً منها بُخْ بُخْ. فما رأيك؟؟؟
قد سمعت أحد خطباء الشيعة يقول ما هو أحسن: بوخ بوخ، فقلت في نفسي أحد أمرين
إما أن الرجل متأثر بالألمانية أو الروسية أو غيرهما مما يكثر فيه الخاء
وإما أنه يعرض دعاية لمبيد حشري
وهاك أخرى أخي تيسير وأطلب تعليق الدكتور عبدالرحمن
حضرت مناقشة دكتوراة في النحو والصرف، فكان مما أخذت اللجنة على الباحث أنه ضبط كلمة (لعبرةٍ) كذا بكسرتين فكان جوابه اللام حرف جر.
وذلك قوله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى} النازعات26
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:15 م]ـ
عمومًا مستوى طلبة العلم والدكاترة الان أصبح يندى له الجبين وقد تكلم ثلة من أكابر علمائنا في هذا الموضوع
منهم
العلامة / محمد رجب بيومي
في مقال " قل الحق ولو على نفسك!
طوفان الدكتوراة الى أين؟ " منشور في مجلة الأزهر الشريف العدد المحرم 1431
هذا في المجال الشرعي
وفي المجال الانساني اقرأ مقالات الدكتور سعد اسماعيل (أقدم اكاديمي في مصر ونال جائزة مبارك الأكاديمية) وقد شبه الدكاترة في احدى مقالاته كمقارنة بين القدامى والمحدثين بام كلثوم ونانسي عجرم
وطبعا هذا في العموم ليس كلهم كما هو معلوم
وبخصوص العلوم الطبيعية
فقد قال الشيخ محمد الغزالي أن بعض الدول لاتعتمد شهادات مصر ولاتقبل ألحاصلين عليها في العمل هناك لأنها لاتعتمد هذه الشهادات علميًا أصلاً.
وغير هؤلاء من كافة الاتجهات سواء اسلامية أو غيرهم تكلم في هذا الموضوع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2010, 12:38 ص]ـ
طلب من أحدهم أن يعرب كلمة "بوائقه " في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"
فقال:
الباء حرف جر وبوائقه اسم مجرور
ولكن للأمانة الرجل لم يكن دكتورا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:24 ص]ـ
ومن الطرائف في باب التصحيف المستغرب على أهله:
أن أحد الخطباء ـ أستاذ في كلية شرعية ـ كان يذكر حديث خباب بن الأرت رض1 ـ المخرج في الصحيحين ـ قال:
هاجرنا مع رسول الله صل1 في سبيل الله نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئاً، منهم: مصعب بن عمير، قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة، فكنا إذا وضعناها على رأسه خرجت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله صل1: "ضعوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه الإذخر" ومنا: من أينعت له ثمرته فهو يَهْدِبُها [أي: يجتنيها ويقطفها].
فنطقها صاحبنا: (فهو يَهُدُّ بِهَا) وهي من الهدّ بالشيء (في لغتنا القصيمية) = إفسادها، كما لو كانت الثمرة زرعاً أطلقت فيه غنم فرعته، فأفسدته.
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:46 ص]ـ
والله يااخوة الواحد لو استطرد في حكايات كهذه لطال بنا المقام سوا عن خريجي الجامعات أو الدرجات العلمية الأخرى
ـ[محمد فال]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:56 ص]ـ
في الحقيقة هذه الشهادات التي يحملها كثير من الناس اليوم لا تدل على العلم، فكم من دكتور في فن من الفنون العلمية لا يقيم فيه عوجا فضلا عن أن يلم به، والأصل أن هذه الشهادات بمثابة مفاتيح لطلب العلم، فهي وسائل وليست غايات، لكن كثيرا من الناس جعلها غاية فوضع العصا عندها، ومن هنا أوتينا والله المستعان.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[22 Sep 2010, 02:11 ص]ـ
أوافق كلام الدكتور عبد الرحمن حفظه الله، فالخطأ واقع وليس أحد معصوم من الزلل، ولا ننسى أن أبا الاسود الدؤلي وضع الشكل لما لحنت ابنته في جملة قالتها، وأن نستهزئ بالدكاترة لمجرد زلة منهم، أمر شنيع، ومن ثم لقب الدكتور لا يعني أن وصل لمرحلة الانسان الذي لا يتوقع منه الخطأ، ولكنها مرحلة علمية تمنح لباحث أحسن فهم تخصصه برسالة تبرهن عن هذا الفهم.
وان توجه النصح للمخطئ اولى من التشهير به، وانتقاص من مكانة أمثاله.
رحمك الله يا أبكر يوم أن كنت تضع الحصى عند لسانك خشية أن يسبقك لما لا تقدر على التراجع عنه.
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 02:30 ص]ـ
في الحقيقة هذه الشهادات التي يحملها كثير من الناس اليوم لا تدل على العلم، فكم من دكتور في فن من الفنون العلمية لا يقيم فيه عوجا فضلا عن أن يلم به، والأصل أن هذه الشهادات بمثابة مفاتيح لطلب العلم، فهي وسائل وليست غايات، لكن كثيرا من الناس جعلها غاية فوضع العصا عندها، ومن هنا أوتينا والله المستعان.
صحيح
ملاحظة
شهادة الدكتوراة التي نحترمها هي التي تكون ايذانًا لصاحبها بابتداء البحث!
لكن من نتكلم عنهم ليست في حقهم ايذانًا لابتداء البحث
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Sep 2010, 02:42 ص]ـ
"رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) {طه}
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا .... (286)
الكمال لله وحده، والعصمة للأنبياء، ونحن هو نحن.
اللهم لا تخزنا بين خلقك ولا بين يديك.
آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:05 ص]ـ
وقد تكلم ثلة من أكابر علمائنا في هذا الموضوع
منهم
العلامة / محمد رجب بيومي
في مقال " قل الحق ولو على نفسك!
طوفان الدكتوراة الى أين؟ " منشور في مجلة الأزهر الشريف العدد المحرم 1431
هذا في المجال الشرعي
وفي المجال الانساني اقرأ مقالات الدكتور سعد اسماعيل (أقدم اكاديمي في مصر ونال جائزة مبارك الأكاديمية) وقد شبه الدكاترة في احدى مقالاته كمقارنة بين القدامى والمحدثين بام كلثوم ونانسي عجرم
بارك الله فيكم أخي خالد ونفع بكم.
هل تتكرم علينا بنقل هذه المقالات للدكتور محمد رجب البيومي والدكتور سعد إسماعيل في موضوع مستقل في الملتقى المفتوح فإني أحب أن أقرأ هاتين المقالتين وفقك الله وجزاك خيراً.
والغرض من تنبيه أخي رصين حصل إن شاء الله، ولكن هذه المسألة كثر تداولها مؤخراً، ونحب أن نقرأ لأمثال هؤلاء العلماء فإنني أحسبهم قد شخصوا الداء ووصفوا الدواء بعيداً عن التجريح وإنما رغبة في الإصلاح والارتقاء بمستوى العلم وطلابه في عالمنا الإسلامي الجدير بأن يكون في مقدمة الأمم حرصاً وعناية وحباً للعلم.
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، "دكتور" ما هي إلا أسماء أطلقها البشر على شهادات تنظيمية قد يكون الشخص حصل عليها على جدارة واستحقاق، وقد يكون حصلها عليها ظلما وزورا؛ بوسائل متعددة رشاوى، توصيات، علاقات، ولا يعرف منها صاحبها إلا العنوان .. ، وأذكر أن قناة المجد خصصت برنامجا سمته "حمى الدال" وأتى فيه مقدم البرنامج بالعجب. ومن ادعى بما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان. وما ذا سيقول لرب العزة يوم يلقاه؟ تسميت دكتورا أو عالما أو شيخا ليقول الناس .. والحديث مشهور في أول من تسعر بهم النار .. أعاذنا الله وإياكم منها.
لكن أن نعمم هذا الحكم على كل الأساتذة والدكاترة والمشايخ والعلماء لشيء ما في أنفسنا فهذا لا يجوز، وبالإشارة يفهم اللبيب. فقد نبتت في بلادنا جماعة لا هم من العلماء ولا هم من طلاب العلم، يطعنون في كل عالم وفي كل شيخ .. وكثير منهم لا يحسن وضوء الصلاة، ولا يفرق بين المبتدأ والخبر، فأقول: حسبي الله ونعم الوكيل.
فلا حق لأحد أن يوجه أو يصحح أو ينتقد عالما إلا إذا كان أعلم منه، وأضبط منه، بحكمة وبصيرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:11 م]ـ
أنتظر تعليق الدكتور عبدالرحمن بعد أن بينت له أن الخطأ كان بالحروف لا الأرقام، فهل من عذر آخر؟
أما القصد للتعريض أو الإساءة لهذه الشريحة، فكيف وأنا منها؟ وتعلمون أني على أبواب مناقشة رسالتي
أما أبوزيد فجهله جهل مركب متراكب بعضه فوق بعض، ويكاد المرء لا يصدق ما كتبه الدكتور إبراهيم عوض هنا http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=114485&postcount=34
والسؤال: كيف يتصدى مثل هذا وأركون والجابري وقبلهم شحرور لبحث لغة القرآن، وهم بهذا المستوى الرفيع من الجهل؟! والقرآن لا يتكلم في لغته إلا من كان عالما على الأقل - وكل دكتور عالم - ولا نشترط أن يكون راسخا في العلم. وفرق بين خطأ السهو البشري الجبلّي، وخطأ الجهل وقد يكون الخطأ تندريا كالقصة التي ساقها الدكتور عمر
أما مثل هذا فتقف منه الشعور ومما وقع معي سؤال زميل - يحضر للدكتوراة في الأدب والنقد - قال: جُرير؟ في أي عصر؟ وآخر أعرب أنت: فعل ماض، مبني على الفتح
أليس من حق أبي حنيفة عندئذ أن يمدد ولا يبالي؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:05 م]ـ
جُرير؟ في أي عصر؟
وآخر أعرب أنت: فعل ماض، مبني على الفتح
أليس من حق أبي حنيفة عندئذ أن يمدد ولا يبالي؟
بلى والله .. بل يحق له أن يضطجع على شقه الأيسر وليس الأيمن إذا كان هؤلاء بهذه الضحالة والجهل!
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:16 م]ـ
هو ذاك
وبارك الله فيكم دكتور عمر
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:20 م]ـ
مساكين الدكاترة
سقطوا فكثرت السكاكين وما بكى عليهم أحد
ولكن هذه الحياة يقول المثل العامي " لكل شيء وردة وصدرة"
وأنا أسأل حبيبنا رصين زادنا الله وإياه رصانة
من قال " إن كل دكتور عالم"؟
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[23 Sep 2010, 12:55 ص]ـ
مهما كان نقدنا للآخرين فعلينا أن لا نستعمل أساليب السخرية أو الاستهزاء، أو التلميح بالاهانة أو الانتقاص، لأن المخاطب أو الشخص الذي تنتقده غير مطلع على قصدك إن كان الايذاء أو لا، من حقك إظهار ما تراه حقا مدعما بالدليل، وليس من حقك الخطاب بما يوحي انتقاص او السخرية من المُنقد.
قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران159
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[30 Sep 2010, 09:13 م]ـ
من قال " إن كل دكتور عالم"؟
هذا المفترض والمنتظر والمتوقع ممن يحمل أعلى شهادة علمية في العالم
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[30 Sep 2010, 09:23 م]ـ
مهما كان نقدنا للآخرين فعلينا أن لا نستعمل أساليب السخرية أو الاستهزاء، أو التلميح بالاهانة أو الانتقاص، لأن المخاطب أو الشخص الذي تنتقده غير مطلع على قصدك إن كان الايذاء أو لا، من حقك إظهار ما تراه حقا مدعما بالدليل، وليس من حقك الخطاب بما يوحي انتقاص او السخرية من المُنقد.
قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران159
أحسنت وصدقت
لكن لو كان لك زميل سبقك في الدكتوراة وترقى إلى أستاذ مشارك وتخصصه النحو والصرف؛ ثم هو لا يفرق بين تاءي الفاعل المضمومة، والمخاطب المفتوحة. فيجعلهما سواء، فيقول مثلا: قلتَ ويكون يقصد نفسه، فإذا عوتب في هذا قال يا أخي أنا خريج السودان
نعم العامية السودانية كذلك، فهل هذا عذر؟ وهل في مثل هذا غيبة أو له حرمة؟
لم يبق إلا أن يقول في محاضراته آآآآآآآآآي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2010, 10:19 م]ـ
الأخ الفاضل توفيق العبيد
إذا كان هناك سخرية في الموضوع، فهي ليست موجهة لشخص بعينه
وإنما هي سخرية من واقع وحال يدعو فعلا إلى السخرية
فنحن نعيش زمن الصور والأشكال والألقاب البراقة الكاذبة الخالية من كل المعاني والقيم الحقيقية
ولا أدل على ذلك من حالنا العربي والإسلامي المحزن
ألا ترى هذا التناسب العكسي: كلما ازداد عدد حملة الشهادات العالية كلما ازددنا تخلفا في جميع المجالات
والسبب الرئيس في ذلك هو أنا أمة تعيش بلا قيادة ولا هدف
نعم نحن أمة نملك أفضل المقومات وأفضل المنهاج الكفيلة بإقامة أرقى ما تحلم به البشرية من حضارة ورقي وسعادة وأمن ولكننا مع الأسف الشديد لم نعمل بذلك المنهج ولم نستغل تلك المقومات، بل نبذناها وراء ظهورنا، تمسكنا بها شكلا ونبذناها مضمونا، "والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
خذ مثالا أساتذة الجامعات لدينا:
ترى كثيرا منهم أسكره هذا اللقب حتى الثمالة حتى ربما أنساه ذلك أنه إنسان، فهو يتصرف مع المجتمع على أنه فوق الجميع، وأنه .... وأنه ...... و .........
انظر إلى تصرفهم مع الطلاب:
إنهم يتصرفون معهم وكأنهم آلهة يجب أن تعبد من دون الله، يخفضون من يشاءون ويرفعون من يشاءون، وويل لمن يعترض أو ينتقد أو تصدر منه كلمة أو حركة أو همسة يتوهم سعادة الدكتور أن فيها انتقاصا من مقامه المبجل.
ولو ذهبت تجمع الحكايات والأحوال في هذا الباب لجمعت فيه المجلدات.
أخي الكريم توفيق:
هذه هي الحقيقة فنحن نعيش أمراضا مزمنة تحتاج منا إلى وقفة جادة نشخص فيها واقعنا ومشاكلنا ونبحث لها عن حلول جادة ومناسبة، والحلول بين أيدينا، والمشكلة ليست في الحل، ولكن المشكلة في عجزنا عن تشخيص الداء، أو قل الاعتراف بأن هناك داء يجب معالجته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:11 م]ـ
خذ مثالا أساتذة الجامعات لدينا: ترى كثيرا منهم أسكره هذا اللقب حتى الثمالة حتى ربما أنساه ذلك أنه إنسان، فهو يتصرف مع المجتمع على أنه فوق الجميع، وأنه .... وأنه ...... و .........
انظر إلى تصرفهم مع الطلاب:
إنهم يتصرفون معهم وكأنهم آلهة يجب أن تعبد من دون الله، يخفضون من يشاءون ويرفعون من يشاءون، وويل لمن يعترض أو ينتقد أو تصدر منه كلمة أو حركة أو همسة يتوهم سعادة الدكتور أن فيها انتقاصا من مقامه المبجل.
أذكر أني في سنتي الأولى في البكالوريوس أجريت لقاء لمجلتنا مع دكتور، فسألته معلومات عن الدكتوراة، يعني متى حصل عليها، ومن أين، وفي أي تخصص، والعنوان؟ وأقسم لكم أني لم أسأله عن التقدير، فما كان منه إلا أن عبس وبسر، ثم أدبر واستكبرصارخا: هذا تطاول وقلة أدب. فاسترضيته، ثم سألته عن الدرجة العلمية. قال: شلون يعني؟ قلت: يعني أستاذ مساعد أم مشارك أم أستاذ؟ قال: وأنت شنو يهمك بالموضوع؟
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:40 م]ـ
...
ولكن المشكلة في عجزنا عن تشخيص الداء، أو قل الاعتراف بأن هناك داء يجب معالجته.
راجع الخاص ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:42 م]ـ
طالب في أول يوم من سنته الأولى الجامعية في الحصة الأولى في الدقائق الأولى
أستاذ مادة الرياضيات يسمع صوت هاتف جوال:
من صاحب الجوال؟
الطالب المسكين " لا يزال بكرتونه": أنا يا استاذ.
جناب الدكتاتور الأستاذ: ما أسمك؟
الطالب المسكين المكرتن: فلان بن فلان.
الأستاذ الدكتاتور: خلاص والله حطيتك في بالي.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:50 م]ـ
ومن قال لك: أن كل عالم: عالم حقاً
ما زلت أنتظر جواباً لما سبق أن طالبتكم به!
إذا كان الكلام موجه لي فأقول:
والله يا أخي نسيت المطالبة فذكرني، فإن وجدتُ جوابا أجبتك وإلا " فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها".(/)
كلام قيم للدكتورة"آمنة نصير" لكل الدعاة.
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:09 ص]ـ
كلام قيم للدكتورة"آمنة نصير" لكل الدعاة.
في مجلة الوعي الاسلامي العدد رقم 519
أقامت حوار مع الدكتورة آمنة نصير " أستاذ العقيدة الاسلامية بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية
والحوار بعنوان " الفجوة الموجودة بين الدعاة والانترنت ... محنة ثقافية عقدية
ومن أهم ما قالت فيه وهي تتكلم عن حاجة الدعوة لخريجي مراكز الثقافة الاسلامية التابعة للأوقاف
قالت (ولكني أتمنى ألا تتدخل الواسطة في اختيار المتقدمين للالتحاق بالدراسة، كذلك ألايتخذها المتقدمون مجرد فرصة لشغل الوقت أو البحث عن النجومية، فلقد جعلت الفضائيات الدعاة نجومًا، وأصبح الداعية مشغول الوجدان بالظهور على الشاشة تضيع منه الفكرة المتزنة، وهو مانراه من بعض الوجوه ممن انبهر بالكاميرا وأغرتهم الكلمات الطالية، مما جعل الاقبال على الدعوة غير قائم على قوة النص والحجة والاستفادة من تراثنا الاسلامي وتوظيفه لما استجد من قضايا.
وفي الحقيقة أن هناك أكثر من 50% من خريجي جامعة الأزهر التحقوا به لأسباب عديدة هي في جملتها بعيدة كل البعد عن التأهيل الدعوي حتى وان كانوا دارسين لمؤهلات الدعوة، حيث انهم يفتقدون المؤهلات الشخصية اللازمة لتلك المهمة.
وتقول في اجابة عن سؤال أخر
(إننا مقصرون في توضيح القضايا المعاصرة التي ينشغل بها شبابنا المسلم، وبيان أن الاسلام ليس ضد مستجدات العصر، وأن الاسلام يحمل كل مامن شأنه الرقي بالانسان الى أعلى مستوى، وبشكل يفوق أي مذهب أو عقيدة أخرى، اضافة الى انكفائنا على الدراسات الفقهية، ودراسات المعاملات وابتعادنا عن تجديد هذه القضايا، وأصبحنا مجرد ورثة ورثنا تركة عميقة وخصبة وثرية ولكننا أغلقنا الأبواب عليها دون أن نستثمرها وأن ندرس ماهو من المستجدات قياسًا على ما وصل اليه أوائل المسلمين.
انتهى النقل
تعليق
أرجو من الدعاة ومن طلاب العلم أن يعرفوا كيف يصيروا الى ما ترجوه الدكتورة وغيرها، لأن الوضعية التي ترجوها الدكتورة تحتاج لجهد جهيد وزمن طويل في طلب العلم وتحتاج الى ادارة فنان بارع لامكانياته وقدراته وتحديات واقعه ومتطلباته
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:24 م]ـ
البعض تكلم عن منهج الدكتورة (التي لاأعرفها) وبالتالي رد كلامها فقلت أنقل لكم نفس الكلام لشيخ سلفي
يقول الدكتور في مقالة " المستشرقون الجُدد"
إذاً نحن أمام ظاهرة يجب الوقوف عندها؛ فعجلة التغيير الاجتماعي والفكري تتسارع بشكل مذهل في مجتمعاتنا، وخطابُنا العلمي والدعوي يتغير ويزداد نضجاً، ولكن ذلك يجري ببطئٍ واضحٍ يقصر عن متابعة الواقع في بعض الأحيان.
إننا أمام نازلة تتطلب أفقاً جديداً من العلماء والدعاة، ومن المعالم المهمة التي ينبغي مراعاتها:
أولاً: ...
ثانياً: تحصين الفتيان والفتيات بالعلم النافع الذي يبني اليقين، ويزيل غشاوة الشبهات ونزوات الأهواء. ويتطلب ذلك عناية بالخطاب الشرعي الذي يعلي من شأن العلم والمعرفة، ويرتكز على أساس الحجة والبرهان.
ثالثاً: استخدام الأدوات المعرفية والتقنية الحديثة لمخاطبة الشباب باللغة التي يفهمونها ويتفاعلون معها. ويتطلب ذلك قدرة فائقة على تفهُّم مشكلاتهم واستيعاب التحديات التي تواجههم، بشكل يتجاوز الحواجز النفسية والزمنية التي قد تفصل العلماء والدعاة عنهم.
رابعًا: ...
وقد يكون تقصيرنا في إعداد هذا الفريق من أسباب انتشار ذلك الباطل وكثرة من يتأثر بهم من الشباب. انتهى النقل
تعليق:
أرجو من الدعاة ومن طلاب العلم أن يعرفوا كيف يصيروا الى ما يرجوه الدكتور وغيره، لأن الوضعية الذي يرجوها الدكتور تحتاج لجهد جهيد وزمن طويل في طلب العلم وتحتاج الى ادارة فنان بارع لامكانياته وقدراته وتحديات واقعه ومتطلباته(/)
إسبانيا: اختتام الدورة الصيفية لتعليم القرآن الكريم
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[22 Sep 2010, 11:44 ص]ـ
وصلت الدورة الصيفية لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم إلى نهايتها يوم 6 سبتمبر الجاري.
وقد بدأت تلك الدورة في الأول من شهر أغسطس للعام الحالي، وقد نظمها المركز التعليمي للجالية الإسلامية بـ"مدريد"، وهذه الدورة مخصصه للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و 18 عامًا.
ويتم تعليم الفتيات المشاركات في الدورة على يد معلمة تملك إجازة لتعليم وتلاوة القرآن الكريم، وتم عقد هذه الدورة في المسجد المركزي بـ"مدريد".
الخبر منقول من موقع الألوكة
http://www.alukah.net/World_Muslims/0/25296/(/)
موقع أمنا عائشة - رضي الله عنها -[حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -]
ـ[هِمّة]ــــــــ[22 Sep 2010, 12:20 م]ـ
موقع أمنا عائشة - رضي الله عنها -[حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -]
http://rasoulallah.net/Aisha/style1/index.aspx
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[23 Sep 2010, 03:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ام المؤمنين / عائشة (رضي الله عنها) بصوت / ابو عبد الملك
[/ URL][url]http://www.youtube.com/watch?v=UlD9ntFlOhs&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=UlD9ntFlOhs&feature=related)
اللهم أهلك هاتك عرض أم المؤمنين
اللهم ءآمين
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[25 Sep 2010, 07:39 م]ـ
ممتاز أختي الفاضلة
شكر الله سعيك لنصرة حبيبة الحبيب عليه الصلاة والسلام.
*************
هذا الكتاب يروي سيرة حياة امنا الطاهرة المطهرة
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها
وفضائلها ومكانتها العالية
حبيبة الحبيب أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
http://69.59.144.138/icon.aspx?m=blank
http://69.59.144.138/icon.aspx?m=blank
المؤلف: صالح بن محمد العطا
رقم الطبعة: 1
عدد الصفحات:508
*******************************************
صيغة الكتاب: PDF
حجم الكتاب: 6,77 Mo
تحميل الكتاب
http://www.mediafire.com/?cwa3018qx201d14#1 (http://www.mediafire.com/?cwa3018qx201d14#1)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Sep 2010, 09:16 م]ـ
اللهم انتقم من كل الفاجرين الذين لا يتقون الله بأم المؤمنين. حبيبة خير المرسلين.(/)
الأخطاء الإملائية (6)
ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[23 Sep 2010, 03:29 ص]ـ
الأخطاء الإملائية (6)
الحلقة السادسة
(مائة) كيف تُنطق وكيف تُكتب؟
الموجز: تُنطق (مئة)
قولا واحدًا، وهذا لا خلاف عليه البته.
تُكتب (مائة أو مئة)؟ فيه خلاف، والأصح عندي كتابتها (مائة)
وإليكم الأنباء بالتفصيل:
اعلم – علّمك الله الخير - أن من مقاصد هذه اللغة الجليلة الدقة في الكتابة والتمييز بين الكلمات وتجاوز الإشكال واللبس عند القراءة.
فزيدت الألف وسط (مائة) للتمييز بين (مئة) و (فئة) و (منه)، وتجد أن اللفظتين متداولتان في التجارة والحياة العامة، (خذ منه فئة مئة درهم .. دينار .. )
فكان لابد من تفرقة واضحة في عصر كانت الحروف فيها غيرمنقوطة، ولم تكن هناك أقلام دقيقة ولا صحف رقيقة كحالنا اليوم، بل كان البوص، والريش ونحوه على رقاع من سعف النخيل أو جلود الحيوانات أو الحجر.
هي [مائة] بكسر الميم، وسكون الألف، وفتحالهمزة (الألف تُكتب ولا تُنطق) أي أن الألف مجرد زيادة كتابية لا أثر لها في النطق، ويَنْطِقه بعضُهم (ماءة) بفتح الميم، وسبب الخطأ في النطق هو عدمُ وضع كسرة تحت الميم.
وكذلك (الألف) في واو الجماعة التي زِيدت للتفرقة بين واو الجماعة والواو الأصلية.
و (عُمر و عَمر) كتبوهما (عمر و عمرو) أي: عُمَر و عَمْرو، وعمرو لا تنطق فيها الواو، وُضعت الواو قبل التنقيط والتشكيل للتفريق بينهما، فهل نحذف الواو هنا لعدم ضرورتها كتابة ً بعد حصول التشكيل؟ ولعدم صحة نطق الواو؟ بالتأكيد لا، فهذا تُراثنا ويجب أن نحافظ عليه، مثل: (طه، هذا، لكن، أولئك)، فنحن لا نكتبها (طاها، هاذا، لاكن، أُُلائك) ولكن نَخُطُّها كما تناقلها العرب، خاصة أن هذا يُذكرنا بعبقرية هذا الجيل وتجاوزه للعقبات، ويُدربنا على مثل هذه الطرق لسلوكها في حياتنا العلمية والعملية.
أُضيفت الألف بعد الميم في الكتابة منعًاللاختلاط مع تصحفيات (مئة) قبل الإعجام، وفي القرآن: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) البقرة (259) وقوله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) البقرة 261 وقوله تعالى (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًامِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) (65) سورة الأنفال، وفي الآية التالية (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) (66) وقوله جل وعلا " ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعًا " الآية 25 سورة الكهف وقوله سبحانه (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) الصافات (147)
وقد أجاز مجمع اللغة العربية كتابة (مئة) بعد أن زال احتمال اللبس، وذلك إثر إجراء التنقيط، فلم يعد ثمة مبرر - حسب رأيهم - (راجع: البحوث والمحاضرات، مؤتمر الدورة التاسعة والعشرين 1963 - 1964).
ولكن ترى أن إثبات الألف في (مائة) ورد في القرآن، ونُقل عن العرب عبر القرون.
وترى أن حذف الألف رأي مُحدث، لا ضرورة له ولا مُسوغ، وأن التلاعب بالألف الفارقة في مائة يفتح باب التلاعب في ألف واو الجماعة، وواو عمرو، وغير ذلك، والله أعلى وأعلم.
سامح عبد الحميد مليجي حمودة أبو مالك(/)
سيرة حياة القارئ الشيخ (محمود علي البنا) رحمه الله تعالى
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[23 Sep 2010, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة حياة القارئ الشيخ (محمود علي البنا) رحمه الله تعالى
http://productnews.link.net/general/Islameyat/22-09-2010/ma7mod-albana_150.jpg
ولادته
ولد القارئ الشيخ محمود علي البناء في قرية (شبرا باص) مركز شبين الكوم محافظة المنوفية يوم 17/ 12/1926م. ونشأ بين أحضان الطبيعة الريفية بما تحمل من مناظر طبيعية، وحياة تقليدية، وفطرة تسيطر على مجريات الأمور كلها، وكان لهذه الطبيعة الريفية الأثر الواضح في تكوين شخصية أفراد المجتمع الزراعي المكافح الحريص على حياة شريفة طاهرة عمادها الجهد والعرق والكفاح ..
وكانت سعادة الوالد في رؤية ابن له يساعده في زراعته أو في تجارته ليكون له عوناً وسنداً وسلاماً وبرداً .. ولكن الحاج (علي) رحمه الله كان يفكر بطريقة خاصة تختلف عن حسابات أهل الريف ..
فلقد نما إلى علمه الفطري أن أسهل الطرق وأقربها للوصول إلى الجنة تتمثل في طاعة الله والتي منها ولد صالح يدعو له. والصلاح الكامل وقمة القرب من الله ورسوله لا يكون ناجحاً إلا بتحصينه بالحصن المتين والزاد الذي لا ينقطع والنور الساطع، وهو القرآن الكريم.
استشعر الحاج علي النعمة الكاملة من أول لحظة عندما رزق بمولود جميل يشبه أطفال الجنة، لأن العز والوجاهة ظهرت على المولود الصغير الذي اختاراه الله لحفظ كتابه الكريم.
ولأن قدوم الطفل كان محموادً حمداً لله وثناء عليه .. أطلق عليه أبوه اسماً من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم التي هي في السماء فأسماه (محمود) بعد هذا الميلاد الذي أسعد الوالد حلت البركة على البيت وكثر الخير الذي تدفق على الأسرة ..
وربما يكون هذا التدفق وهذه البركة كان مصدرها تفاؤل وأمل ودفعة جعلت النشاط والحيوية المحرك الذي أشعل روح الكفاح والجهد الوافر لدى رب الأسرة الحاج علي البنا الذي لم يدخر جهداً ولم يبخل بشيء قد يساعد ابنه على حفظ القرآن الكريم، ليكون في مقدمة صفوف أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته (إذا عملوا بالقرآن).
ولما بلغ الطفل (الجميل) محمود على البنا أشده واستوى ألحقه والده بكتاب (الشيخ موسى) رحمه الله بقرية (شبرا باص) كان الشيخ موسى حريصاً كل الحرص على تلاميذه من حيث الحفظ والتجويد ولكنه كان شديد الحرص على نجم بزغ بين أقرانه وهو الطفل الموهوب محمود علي البنا، الذي ظهرت عليه علامات النبوغ وسمات أهل القرآن وخاصة مخارج الألفاظ والدقة في النطق وهو في السادسة من عمره بالإضافة إلى الذكاء الشديد والالتزام والدقة والرقة في التعامل مع كلمات القرآن مما جعل الشيخ موسى يتوسم النبوغ في تلميذه الموهوب.
يقول الشيخ محمود علي البنا في مذكراته عن مرحلة الطفولة والكتّاب: كنت شديد الحرص على حفظ ما آخذه كل يوم بالكتاب أسهر الليل كله ولا أنام إلا بعد ما أحفظ اللوح الذي سأقوم بتسميعه على سيدنا في اليوم التالي .. وبعد الحفظ أراجع اللوح السابق الذي حفظته قبل ذلك حتى أقوم بتسميع اللوحين معاً ليتواصل القرآن بالقرآن تواصلاً محكماً ..
وأذكر أن شيخي ضربني علقه ما زلت أذكرها ولن تغيب عن خيالي ما دمت حياً. وكانت علقة بدون أي تقصير مني في التسميع والحفظ. ولما عدت للبيت بكيت بكاءً شديداً وقلت لوالتدي لقد ضربني سيدنا ضرباً شديداً مع أنني سمّعت له اللوح .. فقالت: يا محمود الشيخ ضربك لأنني قلت له إنك ذهبت إلى الغيط لتشاهد جمع القطن وتلعب بجوار العاملين بجني القطن .. وأنا يا بني خفت إنك تتعود على كده وتبعد عن القرآن يقوم القرآن يبعد عنك .. يا بني أنا خايفه عليك وعلى مصلحتك ومستقبلك لأنك شكل أهل القرآن ولن تصلح إلا للقرآن .. القرآن جميل يا محمود وبيرفع صاحبه ..
ولكنني لم أستوعب الدرس جيداً وفي اليوم التالي خفت من عقوبة سيدنا فتغيبت عن الكتّاب ولكنني فوجئت بالعريف وكان طوله يقرب من مترين يجرني بقوة من ذراعي إلى خارج البيت، فقلت له انتظر لما آخذ رغيف وحتة جبنة وألبس جزمتي .. فقال لا مفيش وقت .. فاستغربت لأن أحداً من البيت لم يتحرك لتخليصي من العريف .. فعلمت أن هناك اتفاقاً بين الأسرة وبين سيدنا، والذي على أساسه جاء العريف يجرني إلى الكتّاب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأول ما دخلت على سيدنا فوجئت بأنه أمطرني ضرباً في كل مكان من أنحاء جسدي على يدي ورجلي ورأسي وظهري فعرفت أنه متوصى وبعدها صالحني سيدنا ووجه إلي بعض النصائح ووعدني بعدم الضرب ووعدته بالمواظبة والحفظ وعدم التغيب عنا لكتاب.
يقول الشيخ محمود علي البنا: وذهب والدي إلى مدينة شبين الكوم ليقدم لي طلب التحاق بمعهد شبين الكوم الديني الأزهري ولكن أحد أصدقاء والدي رحمه الله أشار عليه بالذهاب إلى معهد المنشاوي بطنطا الذي يقبل حفظة القرآن مباشرة .. فذهب بي والدي إلى طنطا والتحقت بمعهد المنشاوي، وكنت صغيراً جداً .. ولكن الذي شجعني على البقاء بطنطا .. التفاف الكثير من الناس حولي لسماع صوتي وأنا أقلد الشيخ محمد رفعت رحمه الله ..
وكانت توجه إلي الدعوات للقراءة في المناسبات أحياناً بالمسجد الأحمدي .. وعرفت وقتها بالطفل المعجزة لأنني كنت ماهراً في تقليد أصحاب المدارس الراقية في تلاوة القرآن ولما كان يطلب مني تقليد الأساتذة العمالقة أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد سلامة والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ محمد السعودي .. لم أتردد وإنما أكون سعيداً جداً ويشجعني المستمعون بالمئات فيزداد الإبداع وأتمكن من الأداء بقوة وأنا في الثانية عشرة من عمري.
يقول الشيخ البنا: أهم شيء في القارئ أن يكون حافظاً ومجوداً للقرآن الكريم بإتقان وتمكن. وأن يكون صوته جميلاً ولديه ملكة التقليد. لأنه يقلد فلاناً وفلاناً من أصحاب المدارس المشهورة والمؤثرة في قلب المستمع مباشرة. وفي النهاية تكون شخصيته هي الواضحة بصوته وأدائه المتميز عندما تسمعه تقول هذا فلان.
ولابد أن يلتحق بمدرسة قرآنية يعشقها هو. ويميل إليها قلبه فيسمع أستاتذته من المدرسة التي يرغبها ويتمشى معها صوته وأداؤه وإمكاناته. وبعد فترة يستقل بشخصيته التي عندما يسمعها المستمع يقول: هذا فلان. وأنا لا أؤيد التقليد المطلق. ولكن يجب أن تظهر شخصية القارئ في النهاية.
التحاقه بمعهد المنشاوي
بمعهد المنشاوي بطنطا عرف الطالب محمود علي البنا واشتهر بين الطلاب بجمال صوته وحسن مظهره وقوة أدائه. مما جعل كل مشايخ المعهد يحبون الاستماع إليه وكذلك الطلاب.
يقول الشيخ البنا: وكان الشيخ حسين معوض رحمه الله شديداً في معاملته مع الطلاب .. فلما تكاسلت يوماً عن القراءة هددني الشيخ حسين بالجريدة التي يمسكها بيده .. فجلست وأمامي جمع غفير من الطلاب ولكنني فوجئت بأنهم ينصرفون مسرعين كل إلى فصله ولم يتبق إلا أنا فقال لي الشيخ حسين: لا تخف استمر في القراءة .. وفي آخر السنة قال لي الشيخ حسين والشيخ محرز رحمهما الله: يا محمود أذهب إلى المعهد الأحمدي (بطنطا) وتعلم القراءات حتى تكون صييتاً لك شهرتك لتدخل الإذاعة لأنك صاحب موهبة فذة قلما تتوفر لأحد غيرك ..
ذهبت إلى المعهد الأحمدي بطنطا وتعلمت القراءات على يد المرحوم الشيخ محمد سلاّم الذي كان حريصاً على انتقاء من يلتحق بمعهد القراءات فيعقد له اختباراً في الحفظ وتجويد الحروف وسلامة النطق ومعرفة مخارج الألفاظ والدقة في الأداء القرآني وحسن المظهر فإذا توافرت كل هذه الشروط في المتقدم إلى المعهد الأحمدي قبله الشيخ سلام .. وأما الذي يكون دون ذلك فليس له مكان بالمعهد الأحمدي للقراءات آنذاك ..
مكث الشيخ البنا عامين كاملين بالمسجد الأحمدي بطنطا يتلقى علوم القرآن والقراءات العشر تتلمذاًَ على يد المرحوم الشيخ محمد سلام ولما بلغ الشيخ البنا الثامنة عشرة انتقل إلى القاهرة بلد العلم والعلماء حيث الأزهر الشريف قبلة الراغبين في المزيد من العلوم والمعارف .. وذلك بعد أن أصبح مثقلاً بالقرآن وعلومه ومتمكنا من تجويده وتلاوته متمتعاً بما وهبه الله من إمكانات عالية وقبول من كل الناس لطريقة أدائه الساحرة التي أهلته لأن يفكر في غزو القاهرة باحثاً عن مجد عزيز وشهرة واسعة.
من شبرا باص إلى القاهرة
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ البنا: وانتقلت إلى القاهرة عام 1945م حتى أكون قريباً من عمالقة القراء لأستمع إليهم وأسجل بذاكرتي ما يعجبني ويهزني من أداء ونغم وفن رفيع ثم أعود إلى البيت لأسترجع ما سجلته على شريط الذاكرة وأتلو ما سمعته من أحد العمالقة فأنفذه وكأنني هو. وخاصة الشيخ محمد سلامة الذي شدني إلى حسن صوته وأدائه بقوة وإتقان .. فقلت لنفسي أنت كالذي انتقل من الإبتدائي إلى الجامعة بجلوسك أمام هؤلاء كالشيخ محمد سلامة والشيخ محمد رفعت والشيخ الصيفي والشيخ الشعشاعي.
بعد عام 1945م استقر الشيخ البنا بحي شبرا بالقاهرة حيث الأصدقاء والمحبون لفن أدائه وجمال صوته .. وكان لعشاق فن الشيخ البنا الدور الأكبر في بقائه بالقاهرة لمواصلة مسيرته نحو الشهرة والعالمية، لأنهم مكنوه من التلاوة بأكبر مساجد شبرا فتعرف عليه مئات المهتمين بالاستماع للموهوبين من قراء كتاب الله عز وجل وخاصة كبار الشخصيات الذين لعبوا دوراً كبيراً في تقديم موهبته إلى الملايين عبر موجات الإذاعة.
يقول الشيخ البنا في مذكراته: بدأت ببعض المساجد بشبرا بالقاهرة عن طريق بعض الأصدقاء المخلصين حتى تعرف عليّ كثير من الناس، فانهالت عليّ الدعوات لإحياء المآتم وبعض المناسبات الدينية التي كان يقيمها كبار التجار بالقاهرة وكانت هناك منافسة شديدة بينهم وخاصة في اختياراتهم للأسماء اللامعة من مشاهير القراء وكل منهم يتفنن في جذب الناس إلى حفلته فكانت المنافسة شديدة في كل شيء ابتداءً من حجم السرادق وتجهيزه وإضاءته وموقعه انتهاءً بالقارئ الأكثر جماهيرية.
وفي عام 1946م التقى الشيخ البنا بأحد عمالقة التواشيح وأحد النابغين في تدريس المقمات الموسيقية وهو الشيخ درويش الحريري الذي ساعد الشيخ البنا على إتقان المقامات الموسيقية وتطويعها للتلاوة وخاصة أن صوته يحمل نغماً ربانياً يستحق الدراسة .. واستطاع الشيخ البنا أن يزيد حصيلته الغنية فتعلم التواشيح وأتقنها ليتمكن فقط من توظيف ما لديه من مواهب وإمكانات في تلاوة القرآن ليستطيع أن يأخذ مكانه عن جدارة وكفاءة بين كوكبة قراء الرعيل الأول بالإذاعة.
أول تلاوة للشيخ البنا بالإذاعة
وكانت أول تلاوة للشيخ البنا بالإذاعة في آخر ديسمبر عام 1948م وكان سنه 22 سنة. وكانت القراءة على الهواء مباشرة قبل التسجيلات. وكانت التلاوة من سورة (هود) من قوله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} إلى قوله تعالى: {وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}.
يقول الشيخ البنا: بعد اعتمادي بالإذاعة قارئاً للقرآن الكريم جاءني خطاب من الشئون الدينية بالتوجه إلى أستوديو علوي أمام الشريفين (مبنى الإذاعة القديم) لأقرأ قرآن الصباح من السابعة إلى السابعة والنصف صباحاً وتم تحديد أول الربع الذي سأقرئه من سورة هود .. ولأن ميكرفون الإذاعة له احترامه وتقديره وقدسيته ولأنني سأقرأ بالإذاعة بجوار عمالقة القراء الموهوبين كان من الطبيعي أن أعلن على نفسي حالة الطوارئ أولاًَ راجعت الربع المقرر عليّ أكثر من عشر مرات وقرأته مع مراعاة الوقف والابتداء والتنغيم والأحكام المتقنة الملتزمة كما تعلمنا من أساتذتنا ...
ثانياً سمعت القارئ الذي قرأ يوم الاثنين قبل قراءتي مباشرة فوجدته بالفعل قرأ ربع {وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها} وعلي أن أبد بعده مباشرة. توجهت إلى الإذاعة قبل الموعد بنصف ساعة لأنني لم أنم تلك الليلة .. جلست طوال الليل أنا والحاجة جالسين وضابطين المنبه وكل ساعة تقول لي الحاجة: نم يا شيخ محمود وأنا أصحيك فقلت لها ما أنا خايف ننام أنا وأنت للساعة (8) الصبح والقراءة الساعة (7) ...
وقبل الفجر بساعة توضأت وصليت وشربت الشاي ونزلت إلى الشارع وأخذت تاكسي ووصلت إلى الشريفين، وصعدت السلم وكأن ارتفاعه عشرة أدوار من شدة خوفي ورهبة الموقف .. ودخلت ملحق الأستوديو فسمعت رجلاً يقول ثني ومد وخلف وأمام فعرفت أنه برنامج الرياضة الصباحي، وكان على الهواء كبقية المواد الإذاعية قبل التسجيلات كما ذكرنا ..
فجلست في ركن المذيعة (صفية المهندس) ومعها البرنامج مكتوب عليه. (نستمع إلى القارئ الشيخ محمد علي البنا الذي سنسمعه لأول مرة بعد اعتماده قارئاً بالإذاعة) وكلما اقترب موعد التلاوة الصوت يهرب مني وأخاف أكثر ....
(يُتْبَعُ)
(/)
وقدمتني السيدة المذيعة فقفلت الصوت وقلت لها أنا صوتي بيقطع فقالت صوتك طالع على الهواء جميل جداً .. وأنا ما صدقت أنها تقول لي صوتك جميل على الهواء وطلعت بجواب عالي رد إليّ ثقتي بنفسي وبفضل الله انطلقت بقوة وبتوفيق من الله .. حتى ختمت الربع في السابعة والنصف.
قارئ المساجد الكبرى
بعد التحاقه بالإذاعة واكتساب شهرة عريضة امتدت عبر الزمان والمكان إلى جميع أقطار الدنيا كانت له مكانة مرموقة بين القراء، وفي قلوب الناس جميعاً .. اختير لكفاءته وحسن مظهره الملائكي لأن يكون قارئاً لأكبر وأشهر وأهم المساجد بجمهورية مصر العربية وخاصة المساجد التي يزورها وفود إسلامية من مختلف دول العالم.
قرأ السورة يوم الجمعة لمدة خمس سنوات في الخمسينات بمسجد الملك فاروق بحدائق القبة بالقاهرة .. بعدها انتقل قارئاً للسورة بمسجد الإمام أحمد الرفاعي بحي القلعة بالقاهرة لمدة خمس سنوات .. وخلال هذه الفترة انتقل وراءه مئات من جمهوره المتيم بأدائه وصوته إلى مسجد الإمام الرفاعي .. وبعد ذلك اختير لأن يقرأ السورة بمسجد العارف بالله السيد أحمد البدوي بمدينة طنطا وظل به متمتعاً بتلاوة كتاب الله ما يقرب من ثلاثة وعشرين عاماً متواصلة.
وفي عام 1980م بعد وفاة الشيخ الحصري انتقل الشيخ البنا إلى القاهرة مرة ثانية ليكون قارئاً للسورة بمسجد الإمام الحسين حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم ليختم حياته تالياً لكتاب الله عز وجل في روضة بضعة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها عام 1985م.
السفر إلى دول العالم
إن رحلة الشيخ مع القرآن كانت رحلة عالمية لا يحدها زمان ولا مكان. ظل متردداً على أماكن المسلمين في شتى بقاع الدنيا على مدى ما يقرب من أربعين عاماً متتالية ولم يترك قارة من قارات الدنيا إلا وذهب إليها على مدار الأعوام وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي طالما أسعد الملايين من الجاليات المسلمة بسماع صوته القرآن البريء العذب الفياض، فرقت عشرات القلوب التي كانت كالحجارة أو اشد قسوة .. ودخلت دين الله أفواجاً مسبحين بحمد ربهم مستغفرينه فكان لهم غفوراً تواباً ..
اختاره الأزهر الشريف لحضور كثير من المؤتمرات الإسلامية العالمية ممثلاً أهل القرآن وقراءه وأرسلته وزارة الأوقاف إلى كثير من المسابقات العالمية كمحكم وقاض قرآني .. وانهالت عليه الدعوات من الملوك والرؤساء والشيوخ العرب لإحياء المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف وليلة الإسراء والمعراج وليلة رأس السنة الهجرية وافتتاح المؤتمرات الإسلامية العالمية المقامة على أرض بلادهم .. إنه حقا كان خير سفير للقرآن الكريم.
الوفاة
فراسة المؤمن .. كانت لدى الشيخ البنا منذ طفولته واستمرت حتى وفاته .. حيث تنبأ بوفاة رجل يسمى (الجمل) بقريته (شبرا باص) وهو طفل صغير ظل يردد الجمل وقع الجمل وقع وبعد ساعات مات الرجل بغير مرض.
وطلبه للشيخ الشعراوي ليودعه وهو على فراش المرض وتنبؤه بأن الشيخ الشعراوي عاد من البحر الأحمر ولما اتصل الحاضرون بالإمام وجدوه قد وصل منذ لحظات.
وقبل الوفاة بأيام استدعى ابنه أحمد وطلب منه إحضار ورقة وقلم وقال له: أكتب ما أمليه عليك .. وأملى عليه نعيه كفقيد للإذاعات العربية والإسلامية .. عن عمر يناهز الستين عاماً. فقاطعه نجله أحمد مداعباً .. ولماذا لا نكتبها ثمانين عاماً؟ فقال له الشيخ البنا: لا يبني لقد توقف العمر وقرب الأجل وانتهى. وأضاف وصية بتوزيع ممتلكاته وأمواله على أبنائه حسب شريعة الله وسألهم هل لكم طلبات أخرى فانخرط الجميع في البكاء ولكنه هو الذي طلب منهم أن يضعوا معه شريط قرآن ليصاحبه في جنازته ويؤنس وحدته في قبره فلم يسع أحد أن يرد عليه.
نظره إلى سقف حجرته بالمستشفى وهو يصف جنازته من أول الصلاة عليه بمسجد الإمام الحسين عليه السلام حيث كان يقرأ كل يوم جمعه انتهاء بوصوله إلى مدفنه بالمقبرة التي بناها في حياته بجوار المركز الإسلامي الذي أقامه بقريته شبرا باص .. وكيف تشيع الجنازة وأشار إلى مكان أخيه وهو يبكيه في ناحية والناس يبكون في ناحية وحدث المنظر كاملاً في اليوم التالي كما صوره الشيخ البنا الذي فاضت روحه ودفن بمسجده وعاد إلى قريته شبرا باص كما خلق على أ رضها أول مرة.
تكريم الدولة للشيخ البنا
قامت الدولة بتكريم الشيخ البنا بعد وفاته حيث منح اسم الشيخ البنا وسام العلوم والفنون عام 1990م في الاحتفال بليلية القدر وتسلمه نجله الأكبر المهندس شفيق محمود علي البنا .. وكرمته محافظة سوهاج بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، كذلك أطلقت محافظة القاهرة اسمه على أحد شوارع حي مصر الجديدة .. وهكذا يكون تكريم أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
المصدر: موقع قراء القرآن الكريم
المصدر:موقع مصراوي ( http://www.masrawy.com/Islameyat/quran/Sofria/2010/april/7/elbana.aspx)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Sep 2010, 08:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخانا الغالي عطاء الله عبد الظاهر على هديتك القيمة التى نقلتها لنا إلى موقعنا الحافل " ملتقى أهل التفسير " وحري بموقعنا أن يضم ركنا يعنى بتراجم القراء والعلماء في العصر الحاضر لننهض بالله ثم باستقراء سيرتهم واستخلاص ما يفيدنا منها.
رحم الله الشيخ البنا الذي يمثل هو وجيله من قراء الرعيل الأول بمصر أنموذجا فريدا عز عن النظير مهما أنجبت الأمهات وتخرج الطلاب وحفلت دور التعليم.
رحمة الله وبركاته عليك يا شيخ محمود على البنا في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلي يوم الدين.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:10 م]ـ
شكر الله لكم شيخنا الدكتور عبد الفتاح خضر على تعليقكم الذي جعل للموضوع نورا ووجاهة فجزاكم الله خيرا
وللعلم تم اقتراح إنشاء ركن يضم تراجم العلماء والقراء القدامى والمعاصرين ولكن كان للإدارة رأي أخر
فعملت على التكثير من المشاركات التي تضم سير العلماء والقراء حتى تستحق إنشاء قسم خاص بهم
فنشرت موضوع عن شيخنا الدكتور موسى شاهين لاشين ولا زلت في الطريق حتى نصل لعدد لا بأس به يسمح بإنشاء قسم لهم
والله المستعان(/)
بين العزيمة والهزيمة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Sep 2010, 02:20 م]ـ
بين العزيمة والهزيمة
أ. د. صلاح الدين سلطان
المستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مملكة البحرين
عضو المجالس الفقهية فى أوربا وأمريكا والهند
العزيمة تدفع صاحبها من القاع إلى القمة، والهزيمة تهوي بصاحبها من القمة إلى واد سحيق، العزيمة لا يعرف صاحبها شيئا من المستحيلات سوى المحرمات، والهزيمة يبادر صاحبها إلى تقديم كل التنازلات، بل أكثر مما يُطلب أو يُتوقع منه بمسافات، العزيمة قوة إرادة تتحدى كل العقبات، وتبتسم للمُلِمات، وتتجاوز الأزمات بعزم وثبات، والهزيمة ضعف يجتاح النفس فيطمسها إلى أسوأ الدركات، العزيمة جعلت سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم يتحدى صناديد قريش بقوله: "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى أهلك دونه أو ينصره الله عز وجل"، فنصره الله ودخل مكة فاتحًا بجيش فيه عشرة آلاف مقاتل، والهزيمة جعلت جحافل المنافقين يتطوعون ويتوسلون إلى اليهود: (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (الحشر:11)، العزيمة جعلت سيدنا موسى عليه السلام يصمم على الوصول لهدفه ولو مشى مئات السنين على قدمه، كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى? لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى? أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) (الكهف:60)، وصابر حتى وصل للخِضر رغم العناء، كما قال تعالى: (لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَ?ذَا نَصَبًا) (الكهف:62)، والهزيمة جعلت من ضعاف النفوس من بني إسرائل يرتدُّون على أعقابهم ويقولون: (لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) (البقرة:249)، العزيمة جعلت المحاربين في جيش طالوت وهم قلة يحتملون العطش ولا يشربون إلا غَرفة يد واحدة، بينما انهارـ أمام شهوات النفس ــ معظم الجيش وخالف أوامر القائد: (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) (البقرة:249)، الهزيمة جعلت قائدا عربيا يقدم نعلين فاخرين للغازي المحتل هولاكو مرسوما عليهما وجه الزعيم العربي كي يشرفه هولاكو بأن يطأ بقدميه وجهه في الغدو والرواح، ويتركه يرتع في سلطانه، لكنه استكبر أن يشرفه بلبس الحذاء وأن يطأ بقدميه وجهه ثم قتله واحتل أرضه، أما العزيمة فقد جعلت العز بن عبد السلام يستحث القائد الصغير الشجاع سيف الدين قطز بقوله: "اخرج لملاقاة المغول بقيادة هولاكو وأنا أضمن لك على الله النصر"، فهزموهم بإذن الله وقُتل هولاكو سنة 658هـ بعد عامين من احتلال العراق والشام وانتهى الغزو المغولي على يد هذه العزائم الفتية القوية، الهزيمة تبدأ من النفس وتتسرب إلى الميدان كما قال مالك بن نبي - رحمه الله-: "إن الشعوب لا تستعبد إلا بعد أن تكون عندها قابلية الاستعباد"، والعزيمة تحرك في النفس كل كوامن العزة والقوة والصمود والتحدي حتى تحقيق النصر.
لازلت فخورا بكل رجال المقاومة في فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير أصحاب العزيمة الصلبة الذين يُحيِّرون البغاة المحتلين، ويقضون مضاجعهم، بينما يذهب أصحاب الهزيمة يعتكفون في العشر الأواخر من رمضان في البيت الأبيض لتقديم تنازلات رخيصة لقوم لم يعرفوا في التاريخ والواقع إلا أنهم أوغاد الأرض ينقضون عهدهم في كل مرة، لكن أصحاب الهزيمة يفتنون في عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون!!.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Sep 2010, 08:45 م]ـ
أحييك أخي الأستاذ تيسير على هذا النقل الثري العميق الذي يحكي ثقافة عريضة للكاتب الذي استبطن التاريخ والعلم فأتى بدرر هن العقد الفريد ومبتغي كل شريف صنديد.
تحية لك مرة ثانية على هذه الإفادة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Sep 2010, 03:54 م]ـ
بارك الله بك أختي الفاضلة على تلك الإضافة. وكيف لنا أن ننسى الجزائر وما سطرته. بل إن كل الدول العربية انطلقت في استقلالها من خلال أهل القرآن وأهل الإيمان. وقد كانت صبغة المعركة دوماً اسلامية. ولكن للأسف حينما حصل الاستقلال استحوذ على الحكم رويبضة الناس في معظم البلاد. ولا حول ولا قوة إلا بالله.(/)
إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل، وتعطيل صفات الله (تلك إذاً قسمة ضيزى)!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2010, 03:40 ص]ـ
الحمدُ للهِ المتفرِّدِ بكمالِ الخصائص، والمُنَزَّهِ عن كافَّةِ النقائص، والصَّلاةُ والسلامُ على نبيِّنا وحبيبنا وقُرَّةِ أعيننا محمدٍ، وعلى آله وأصحابهِ وأزواجِه ومن سار على دربه واقتفى أثرَه إلى يومِ الدين؛ أمَّا بعد:
فلا زلتُ أعجبُ مِنْ تلك اللَّوثةِ التي تولَّى كِبرَها المبتدعةُ السَّالفون، النَّاكبون عن سُنَّةِ الوحي والعقلِ المارقون، لوثةُ: (إثباتُ الصِّفاتِ للهِ - على وجهها المقطوعِ بهِ وروداً ودلالةً - يستلزمُ التشبيهَ والتجسيمَ و .... ) فجنحوا إلى تأويلها [تعطيلها!]، تديُّناً من بعضهم على غيرِ هدىً، ومشاقَّةً للهِ ورسولِهِ من آخرين.
وسَرَتْ هذه اللَّوثةُ وسارَ بها الرُّكبانُ، وانتشرت انتشارَ النارِ في الهشيم، فعرَّجتْ على كثيرٍ من صالحي القرنِ الرَّابعِ، والخامسِ، والسَّادس، والسابعِ ...... إلى يومِنا هذا، فرضعها الصغيرِ بالتلقين، وأُشربَها الغلام مع " الجَوْهرَة "، فأصبحَ كثيرٌ من العلماءِ - وكثيرٌ على خلافهم - على طرائقِ أهلِ الكلام في تقريرِ أصولِ الدِّين، وأبحروا في علومِ الآلةِ، وعلومِ الغايةِ؛ من عربيَّةٍ، وحديثٍ، وفقهٍ، وأصولٍ، وتفسيرٍ، وأدبٍ، وجعلوا هذا البابَ من المزالِقِ!
وهو - وفالقِ الحبِّ والنَّوى - مِنْ أشرفِ ما يُعلَم ويُدرك، فبه معرفةُ اللهِ كما أحبَّ لنا أن نعرفَه، بالقدرِ الذي أعْلَمَناه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif ولا يحيطونَ بشيءٍ من علمِهِ إلاَّ بما شاءَ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif ؛ فنزداد معرفةً له، وحُبّاً، وشوقاً، وتعظيماً.
لَيْتَ شعري، كيفَ يناجي ربَّه مَنْ أدخَل على نفسِهِ اللَّوازِمَ الباطلَةَ من الجهةِ والتحيُّزِ ونحوها، وهو يقول: (اللهمَّ إني أسألكَ لذَّةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريم)؟ سبحانك ربِّي!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif مرَّ بي وأنا أقرأ كتابَ [فتح الباري (2/ 606) ط: دار طيبة] للحافظِ ابن حجرٍ رحمه الله رحمةً واسعة، في مسألةِ " تسوية الصُّفوف " عند قوله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif : ( أقيموا صفوفَكم؛ فإني أراكم من ورائي)، وهل رؤيةُ النبيِّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif أصحابَه من ورائهِ حقيقةٌ، أو مجازٌ قُصِدَ به العلم؟
قال - رحمه الله -: (والمختار حملها على الحقيقة).
وقال قبل ذلك (2/ 143): (والصَّوابُ المختار أنه محمول على ظاهره، وأنَّ هذا الإبصارَ إدراكٌ حقيقيٌّ خاصٌّ به صلى اللهُ عليه وسلَّم انخرقت له فيه العادة).
وقال الزَّينُ بن المُنَيِّرِ - رحمه الله -: (لا حاجةَ إلى تأويلها؛ لأنَّه [أي التأويل هنا] في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ).
وقال القرطبيُّ - رحمه الله -: (بل حملها على ظاهرها أولى؛ لأنَّ فيه زيادةَ كرامةٍ للنبيِّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ) .
قلتُ: أيهما أولى بالقطعِ من جهةِ الدِّلالة:
قول النبيِّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif : ( أقيموا صفوفَكم؛ فإني أراكم من ورائي) في الرؤية.
أو قول الله تبارك تعالى: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif قال يا إبليسُ ما منعكَ أن تسجدَ لما خلقتُ بيديَّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif في صفةِ اليدين؟
أو قوله تعالى: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif والله يحبُّ المحسنين http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif في صفةِ المحبَّة؟ ..... إلخ.
وهل - على عبارة الزَّين رحمه الله: لا حاجةَ إلى تأويلها؛ لأنَّه في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ - وُجِدتْ ضرورةٌ لتأويلها بالنعمةِ أو القدرة؟ أو المحبَّة بإرادةِ الإحسان؟ ثم - على عبارته كذلك - أليس فيه تعطيل لفظ الشارع؟!
ألا يمكن أن يقولوا في قول النبيِّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif : ( أقيموا صفوفَكم؛ فإني أراكم من ورائي):
1 - نقطع بعدم وجودِ عينين في خلفِ رأس النبيِّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif.
2 - ونقطع بعدمِ إمكان الإنسانِ - خِلْقَةً - أن يُبصرَ ما وراءَه من غيرِ التفاتٍ. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif .
فوجبَ تأويل ذلك بالعِلمِ بحالِ مَن وراءَه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif .
بل جعلوا ذلكَ سهلاً مقبولاً، أو معجزةً.
واللهَ الكاملَ المتفرِّدَ بالجلال والكمالِ خِلْواً مما وصفَ به نفسَه إلاَّ قليلاً؟!!
سبحانَ اللهِ، ما أضرَّ على الطالبِ دخول مهيعٍ نهى عنه السَّلَفُ.
فإلى مَنْ حادَ عن نهجِ السَّلفِ؛ بالتأويل، أو التجهيل، أو التعطيل أهمسُ في أذنَيْكَ:
أنبيُّنا محمَّدٌ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif أعَزُّ عليكم من اللهِ، واتخذتموه وراءَكم ظهريّاً؟!
اللهمَّ أحسنْ عاقبتنا في الأمورِ كلِّها، وأجرنا من خزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة.
خليل الفائدة
سحر الجمعة 15/ 10 / 1431 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Sep 2010, 05:23 ص]ـ
كلام جميل ورصين
ولو سلم من مثل هذه الفقرة:
فلا زلتُ أعجبُ مِنْ تلك اللَّوثةِ التي تولَّى كِبرَها المبتدعةُ السَّالفون، النَّاكبون عن سُنَّةِ الوحي والعقلِ المارقون، لوثةُ: (إثباتُ الصِّفاتِ للهِ - على وجهها المقطوعِ بهِ وروداً ودلالةً - يستلزمُ التشبيهَ والتجسيمَ و .... ) فجنحوا إلى تأويلها [تعطيلها!]، تديُّناً من بعضهم على غيرِ هدىً، ومشاقَّةً للهِ ورسولِهِ من آخرين.
لكان أجمل.
لأن من أسباب بقاء البدع وترسخها والتمسك بها والدفاع عنها، التقريع بعنف لصاحب الشبهة في بداية أمره
ولو أن أهل الحق تلطفوا في ردهم لماتت كثير من البدع في مهدها.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:30 ص]ـ
بوركتَ أخي:
أعني بالمبتدعة السالفين: جهم، والجعد، وبشر ... لا العلماء الذين تأثروا.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:41 ص]ـ
جودة الكتابة والضبط والتنسيق والمراجع تستحق الشكر والإشادة .. فشكر الله لك.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2010, 08:22 ص]ـ
جودة الكتابة والضبط والتنسيق والمراجع تستحق الشكر والإشادة .. فشكر الله لك.
وإيَّاك أخي المبارك، وغفر لي ولك.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:07 ص]ـ
أخي الكريم التنزيه أمر مقطوع به ومجمع عليه بدلالة ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ((ولم يكن له كفواً أحد))
فلا تشبيه ولاتجسيد ولا تمثيل فمن شبه أو جسد أومثل خالف النص ودلالته ومقتضاه وآل إلى الكفر نعوذ بالله منه ومن أن يستلزمه فهم أوعتقاد
وكل ما أثبته الباري لنفسه نثبته ولا يجوز نفيه ونؤمن به فلا تعطيل ... (نؤمن به من غير تكييف) كما أراده منزل الكتاب مع استعاذتنا به من أن يفضي إلى فهمنا لوثة التشبيه أو التمثيل أو التجسيد أو يؤول إلى شيء من ذلك جل الله عنه وعلا علواً كبيرا
فتحمل جميع آيات الصفات لله عليه
وحمل ما يوهم التشبيه على ما يقتضي التنزيه تأويل ليس فيه تعطيل وهذا مذهب من قال بالتأويل الصحيح من علماء الأمة سلفها وخلفها
وكل تأويل لما وصف الله به نفسه أو ثبت صحيحا عن رسوله،يفضي إلى التعطيل نعوذ بالله تعالى منه .... بل نؤمن به ونفوض إلى الله تعالى أمر حقيقته وهو سبحانه أعلم به
فنؤمن بالله تعالى وبما وصف به نفسه من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تجسيد ولا تعطيل
وهذا معنى ما ورد في الجوهرة
وكل نص أوهم التشبيها = أوله أو فوض ورم تنزيها
وشتان بين الأمرين فالرسول بشر مخلوق والله خالق نزه نفسه عن مشابهة المخلوق
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم:
كلامك كله صحيحٌ تماماً، لكن: لا علاقةَ له بما كتبتُ وأردتُ!
فتأمَّل.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Sep 2010, 01:29 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم:
كلامك كله صحيحٌ تماماً
ليس صحيح تماماً , وأعظم الأمّة تنزيهاً لله رسوله صل1 وصحابته الكرام رض3 , ولم يعرف عن أحدٍ منهم تأويلاً أو تفويضاً , بل الثابت عنهم وما أجمعوا عليه: الإثبات بلا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل , وظواهر نصوص الصفات مقصودة , والأخذ بها واجب , وتأويلها تحريف.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[24 Sep 2010, 02:50 م]ـ
أخي نايف كلامك يفتقر إلى دليل وليس كل لفظ ظاهره هو المقصود فإن أفضى إلى التشبيه فالتنزيه هو المأمور به والمقطوع به ودونك قاطعات النصوص، ولقد قلت لك نؤمن بالله تعالى وبما وصف به نفسه من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تجسيد ولا تعطيل ...
وزعمك هذا أخي الكريم لازمه خطير عذت بالله منه بعد هذا العمر .... إذ فيه رمي لأمة موحدة منزهة بالتحريف إن لم تعتقد بظاهر اللفظ ورده إلى المحكمات تأويلا إذ حمل على ظاهر يفضي إلى ما أوجبت النصوص تنزيه الله تعالى منه عندما يوهم التمثيل؛ أو تفوض الله بحقيقته إيمانا به وإثباتاً من غير حمل على ما ينافي تنزيها، فإن شئت أن أكون بذلك محرفاً فلن أعدل عن علمي إلى قولك إلا بدليل؛ فهات الدليل هادني الله أخي بك وإني أعوذ بالله أن ألقاه إلا وأنا وأنت وجميع المسلمين من أصحاب الصراط السوي بل ومن أهدى من اهتدى .... !!!
والسلام
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 Sep 2010, 02:57 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
إطلالة مميزة، تدل بحق على ذهن صاف، وجودة فهم، وحسن ربط بين الأدلة للإفحام.
وهذه سمة مهمة لمن يعتني كثيراً بالمناظرات أو الردود، أن يعتني بربط ما يقرأ بشتى الفنون، ومن هنا تظهر الملكة العلمية في فنون القراءة، وكيفية الاستفادة منها.
حفظك الله يا خليل الفائدة، ونفع بك، وزداك الله العظيم من فضله ولنا جميعاً
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2010, 03:05 م]ـ
ليس صحيح تماماً , وأعظم الأمّة تنزيهاً لله رسوله صل1 وصحابته الكرام رض3 , ولم يعرف عن أحدٍ منهم تأويلاً أو تفويضاً , بل الثابت عنهم وما أجمعوا عليه: الإثبات بلا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل , وظواهر نصوص الصفات مقصودة , والأخذ بها واجب , وتأويلها تحريف.
أخي الشيخ المفيد:
إنما وقفتُ مع حروفه بما فهمتُه، فما أشكل، ولم يمكن حمله على ظاهره = أُوِّلَ على قواعد أهل السنَّةِ لا على قواعد أهل الكلام، كقول الله في الحديث القدسي: (عبدي: مرضتُ فلم تعدني).
وجزيتَ خيراً لاهتمامك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2010, 03:07 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
إطلالة مميزة، تدل بحق على ذهن صاف، وجودة فهم، وحسن ربط بين الأدلة للإفحام.
وهذه سمة مهمة لمن يعتني كثيراً بالمناظرات أو الردود، أن يعتني بربط ما يقرأ بشتى الفنون، ومن هنا تظهر الملكة العلمية في فنون القراءة، وكيفية الاستفادة منها.
حفظك الله يا خليل الفائدة، ونفع بك، وزداك الله العظيم من فضله ولنا جميعاً
بارك الله فيك أبا العالية، وأرجو أن أكونَ كما ذكرتَ وزيادة.
وأجاب الله دعاءَك، وكافأك بالمثل.
والله الموفق وحده.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 Sep 2010, 05:20 م]ـ
وحمل ما يوهم التشبيه على ما يقتضي التنزيه تأويل ليس فيه تعطيل
قال نعيم بن حماد: «من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه»
سبب مقاله رحمه الله هو أن المعطلة كالجهمية والمعتزلة كانوا يأوّلون الصفات لأنهم يرون أن ظاهرها تشبيه، ويسمّون السلف الذين أثبتوا تلك الصفات "مشبهة"، فصرف الجهمية والمعتزلة نصوص الصفات عن ظاهرها (أي أوّلوها)، فسمّوهم السلف "معطلة"، ولو كان السلف يفوضون معنى الصفة كما تقول، لما سمّاهم المعطلة "مشبهة"، لأنهم يكونون حينئذٍ مثل المعتزلة والجهمية في أنهم يصرفونها عن معناها الظاهر، ويختلفون عنهم في تحديد المعنى غير الظاهر، فتفويض المعنى هو تأويل إجمالي كما في شرح البيجوري على الجوهرة.
الجهمية أوّلت اليد في قوله تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] بالقوة، كما قال الحافظ أبو عيسى الترمذي في سننه: (وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ.
والمعتزلة والأشاعرة المأولون قالوا بنفس الأمر، إلا أن أفرادهم اختلفوا في المعنى المختار لليد في هذه الآية، فبعضهم أولها بالقوة وآخرون أولوها بشيء آخر، ولكن منهجهم واحد وهو صرف نصوص الصفات عن ظاهرها.
ومفوضة المعنى فعلوا مثلهم في صرف النص عن ظاهره، واختلفوا عنهم في أن المأولة حددوا معنى معين، والمفوضة فوضوا المعنى المأول إلى الله عز وجل.
أما أن ظاهر هذه النصوص تشبيه، فهذا باطل، فالتشبيه فقط في عقول بعض الناس، يظن أن إثبات الصفة المذكورة في الكتاب أو السنة تشبيها، وسبب ذلك هو أنه تخيل الصفة وصورها في رأسه فشبّه الصفة في عقله، فظن أنه يلزم منه التشبيه فعطل الصفة بتأويلها، حيث أنه لم يعقل يدا أو بصرا أو غضبا أو ضحكا ... إلخ مخالف لما هو في المخلوقات، فبدل أن يسلم حقيقتها لله عز وجل، أنكر ظاهرها، وصرفها لمعنى آخر رأى أنه موافق للتنزيه، فأصبح بذلك مشبها مُعطلا.
قال ابن بطة العكبري الحنبلي (ت. 387 هـ) في الإبانة: (الجهمية ترد هذه الأحاديث وتجحدها وتكذب الرواة، وفي تكذيبها لهذه الأحاديث رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاندة له، ومن رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد على الله؛ قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، فإذا قامت الحُّجة على الجَهْمِي، وعلم صحة هذه الأحاديث ولم يقدر على جحدها، قال: الحديث صحيح، وإنما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل ربنا في كل ليلة“ ينزل أمره. قلنا: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل الله عز وجل“، ”وينزل ربنا“ ولو أراد أمره لقال: «ينزل أمر ربنا». فيقول (الجهمي): إن قلنا: "ينزل"، فقد قلنا: إنه يزول والله لا يزول، ولو كان ينزل لزال؛ لأن كل نازل زائل.
فقلنا: أوَ لستم تزعمون أنكم تنفون التشبيه عن رب العالمين؟ فقد صرتم بهذه المقالة إلى أقبح التشبيه، وأشد الخلاف؛ لأنكم إن جحدتم الآثار، وكذبتم بالحديث، رددتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، وكذبتم خبره، وإن قلتم: لا ينزل إلا بزوال، فقد شبهتموه بخلقه، وزعمتم أنه لا يقدر أن ينزل إلا بزواله على وصف المخلوق الذي إذا كان بمكان خلا منه مكان. لكنا نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم ونقبل ما جاء به فإنا بذلك أمرنا وإليه ندبنا، فنقول كما قال: ”ينزل ربنا عز وجل“ ولا نقول: إنه يزول، بل ينزل كيف شاء، لا نصف نزوله، ولا نحدّه، ولا نقول: إن نزوله زواله.)
للمزيد من كلام السلف وأئمة السنة في موضوع التشبيه انظر هنا ( http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 Sep 2010, 05:26 م]ـ
أخي نايف كلامك يفتقر إلى دليل وليس كل لفظ ظاهره هو المقصود
بل التأويل هو ما يفتقر إلى دليل
فالأصل هو أن النصوص تكون على ظاهرها إلا بدليل
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[24 Sep 2010, 10:11 م]ـ
صح كلامك أختي الفاضلة بأن الأصل في الكلام أن يحمل على حقيقته والحقيقة هي الظاهر والأصل إلا بدليل يوجب الصرف إلى ما يصح إطلاقه عليه كالمجاز وغيره مما يستعمل اللفظ فيه والصارف هنا نفي التمثيل والتشبيه والتجسيد تعالى الله عما يقوله المجسمة علوا كبيرا ومذهب السلف ((إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه)) ولم يأت نص بحملها على الحقيقة بل القول في كل المتشابهات أنها تحمل على المحكمات ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) وهي نفي وإثبات، نفي المثلية وإثبات الصفات ... سبحانه وتعالى ... والتنزيه قطع ونفي التمثيل قطع وإعمالها إمرارها من غير مناقضة لما أحكم
ونحن أخيه نثبت لله ما أثبت لنفسه ونؤمن بكل ما وصف به نفسه إيمانا وتصديقاً ووصفاً لا كإيمكان المشبهة ولا المجسمة من االكرامية إعمالا لجميع النصوص وحملا للمتشابه على المحكم ... والله أعلم وهذا ما عليه سلف الأمة خلا الكرامية المجسمة تأثرا باليهود والنصارى ومن نحى نحوهم برأنا الله وإياكم من الوقوع فيه وسلم
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:51 م]ـ
((إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه))
هذه العبارة أخي طارق - بارك الله فيك - لا تصح، فإن يفهم من معناها «أمروها على ما هي عليه مع تنزيه الله عن معانيها» وهذا غير صحيح.
فقول السلف في آيات الصفات كما قال الأوزاعي - رحمه الله -: سئل الزهري، ومكحول عن آيات الصفات؛ فقالا: «أمرُّوها كما جاءت».
وقال الوليد بن مسلم - رحمه الله -: سئل مالك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وسفيان الثوري - رحمهم الله - عن الأخبار الواردة في الصفات، فقالوا جميعاً: «أمرُّوها كما جاءت بلا كيف».
فهذا ما نقل عن السلف واشتهر عنهم «أمرُّوها كما جاءت بلا كيف» ولم يقل أحد منهم مع التنزيه.
وفي هذه العبارة «أمرُّوها كما جاءت بلا كيف» رد على المعطلة والمشبهة.
ففي قولهم: «أمروها كماجاءت» رد على المعطلة.
وفي قولهم: «بلا كيف» رد على المشبهة.
فالسلف - رحمهم الله - يثبتون لنصوص الصفات المعاني الصحيحة التي تليق بالله – سبحانه -، فقولهم: «أمروها كما جاءت» معناه إبقاء دلالتها على ما جاءت به من المعاني، ولا ريب أنها جاءت لإثبات المعاني اللائقة بالله تعالى؛ ولو كانوا لا يعتقدون لها معنى لقالوا: «أمروا لفظها ولا تتعرضوا لمعناها»، أو «أمروا لفظها ونزهوا الله عن معانيها» ونحو ذلك.
وقولهم: " بلا كيف " فإنه ظاهر في إثبات حقيقة المعنى، لأنهم لو كانوا لا يعتقدون ثبوته ما احتاجوا إلى نفي كيفيته، فإن غير الثابت لا وجود له في نفسه، فنفي كيفيته من لغو القول.
والله تعالى أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:52 م]ـ
صح كلامك أختي الفاضلة بأن الأصل في الكلام أن يحمل على حقيقته والحقيقة هي الظاهر والأصل إلا بدليل يوجب الصرف إلى ما يصح إطلاقه عليه كالمجاز وغيره مما يستعمل اللفظ فيه والصارف هنا نفي التمثيل والتشبيه والتجسيد تعالى الله عما يقوله المجسمة علوا كبيرا ومذهب السلف ((إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه)) ولم يأت نص بحملها على الحقيقة بل القول في كل المتشابهات أنها تحمل على المحكمات ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) وهي نفي وإثبات، نفي المثلية وإثبات الصفات ... سبحانه وتعالى ... والتنزيه قطع ونفي التمثيل قطع وإعمالها إمرارها من غير مناقضة لما أحكم
ونحن أخيه نثبت لله ما أثبت لنفسه ونؤمن بكل ما وصف به نفسه إيمانا وتصديقاً ووصفاً لا كإيمكان المشبهة ولا المجسمة من االكرامية إعمالا لجميع النصوص وحملا للمتشابه على المحكم ... والله أعلم وهذا ما عليه سلف الأمة خلا الكرامية المجسمة تأثرا باليهود والنصارى ومن نحى نحوهم برأنا الله وإياكم من الوقوع فيه وسلم
وهل المنهج الذي ذكرته (صرف النص عن ظاهره) منطبق على كل الصفات حتى صفة الحياة والعلم والإرادة والسمع والبصر؟
أم هي منطبقة على مجموعة من الصفات وليس كلها؟
وإذا كان الجواب بالتفريق بينها ... فما الدليل على أن السلف فرقوا بين الصفات في طريقة الإثبات؟
وما المنهج المتبع في نصوص رؤية الله عز وجل يوم القيامة؟ هل نأخذها على ظاهرها أم هي أيضا مصروفة عن الظاهر؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2010, 12:36 ص]ـ
يقول أخونا طارق:
"إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه"
ويقول أخونا ضيدان:
هذه العبارة أخي طارق - بارك الله فيك - لا تصح، فإن يفهم من معناها «أمروها على ما هي عليه مع تنزيه الله عن معانيها» وهذا غير صحيح.
وأنا أقول:
تعليلك أخانا ضيدان لا يصح
لأن معنى العبارة لا يفهم منه الذي ذكرت، بل معنى العبارة هو:
هو إثبات الصفة مع تنزيه الله تعالى عما لا يليق به، وهو معنى الآية:
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:22 ص]ـ
أختي الفاضل ضيدان - بارك الله بك - وهل التنزيه إلا مما لايليق به سبحانه؟؟؟ وهو عن الكيف وأضرابه من صفات النقص التي هي لازم المخلوقين، فسبحانه وتعالى عما لايليق به، من التشبيه أو النقص، وتعالى عما يقوله المشبهة والمجسمة علوا كبيرا، وأعاذنتا من التأويل إلى التعطيل .. ؛ فأمروها بلاكيف = نزهوه عما لايليق به، وذلك بدليل ((ليس كمثله شيء)) ((ولم يكن له كفوا أحد)) فنقول في ((الرحمن على العرش استوى)): استوى استواءً يليق بجلاله وكماله، ولا نقول: استوى كاستوائي تعالى الله فاستوائي استواء نقص واستواؤه استواء من له الكمال والجلال ((فهذا مثال الإثبات مع التنزيه)) والله أعلم
وجزاك الله خيراً أخي أبا سعد الغامدي؛ لحسن البيان وإجلاء الأمر
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[25 Sep 2010, 07:03 ص]ـ
وهل المنهج الذي ذكرته (صرف النص عن ظاهره) منطبق على كل الصفات حتى صفة الحياة والعلم والإرادة والسمع والبصر؟
أم هي منطبقة على مجموعة من الصفات وليس كلها؟
وإذا كان الجواب بالتفريق بينها ... فما الدليل على أن السلف فرقوا بين الصفات في طريقة الإثبات؟
وما المنهج المتبع في نصوص رؤية الله عز وجل يوم القيامة؟ هل نأخذها على ظاهرها أم هي أيضا مصروفة عن الظاهر؟
أختي الفاضلة: الأصل عند أهل السنة والجماعة حمل اللفظ على ما يقتضيه الظاهر أي على حقيقته ولا يعدل عنه إلا بدليل صارف وهذه القاعدة هي الأصل في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة على العموم والإطلاق ولا يلجأ إلى التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى من المعاني التي صح وثبت استعماله فيه إلا بضرورة ودليل يقتضيها نصن كتاب أو سنه صحيحة ثابتة
وهذا ما قرره وأوضحه العلماء الأثبات خلا الظاهرية فلهم رأيهم .. وهذه هي القاعدة في فهم دلالات نصوص الكتاب والسنة أيا كان موضوعها أحكام عملية أم اعتقادية
بيد أن أهل العلم في موضوع الأحكام الاعتقادية وبالأخص ((صفات الباري جل وعلا)) لهم أقوال في موضوع التأويل يلخصها الإمام الشوكاني في إرشاد الفحول تلخيصا وافيا كما ذكر شيخنا الدكتور محمد أديب الصالح في حاشية كتابه تفسير النصوص في معرض الحديث عما يدخله التأويل: (ذكر الشوكاني في "إرشاد الفحول" خلاصة وافيةلهذه المذاهب فبين أن العلماء اختلفواعلى ثلاثة مذاهب.
الأول: أن لايدخل التأويل فيها؛ بل تجري على ظاهرها ولا يؤول شيء منها. وهذا قول المشبهة
الثاني: أن لها تأويلا، ولكنا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله وما يعلم تأويله إلا الله). قال ابن برهان: وهذا قول السلف.
الثالث أنها مؤولة. قال ابن برهان: والأول من هذه المذاهب باطل. والآخران منقولان عن الصحابة، ونقل المذهب الثالث عن علي وابن مسعود وأم سلمة.-رض3 -
ونقل الشوكاني عن إمام الحرمين والغزالي والرازي ما يفيد عودتهم إلى مذهب السلف فقال: (وهؤلاء الثلاثة هم الذين وسعوا ذائرة التأويل وطولوا ذيوله قد رجعوا آخرا إلى مذهب السلف. وحكى الزركشي عن ابن دقيق العيد أنه قال: ونقول في الألفاظ المشكلة أنها صحيحة وصدق - وعلى الوده الذي أراد الله. ومن أول شيئا منها فإن كان تأوله قريبا عل ما يقتضيه لسان العرب، وتفهمه في مخاطباتها، لم ننكر عليه ولم نبدّعه. وإن كان تأويله بعيداً توقفنا عنه واستبعدناه، ورجعنا إلى القاعدة غي الإيمان بمعناه مع التنزيه).
"إرشاد الفحول" للشوكاني (ص:167 - 177) وانظر "الحر المحيط" للزركشي مخطوطة دار الكتب المصرية و"مقدمة تفسير الطبري" (1/ 75 - 93) "وإعلام الموقعين" لابن القيم (4/ 145 - 253).
وذكر شيخناالأستاذ الدكتور محمد أديب صالح في مبحث المتشابه:
(ومنه أيضا تلك الصفات والأفعال، التي جاءت نصوص الكتاب والسنة الصحيحة بنسبتها إلى الله تعالى، مما قد يشعر بالحدوث ومشابهة الخلق، مع استحالة نسبة معانيها الظاهرة إليه، وهو المنزه سبحانه عن التمثيل والتشبيه والجهة والجسمية ... (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وذلك كنسبة العين، واليد والوجه والمكان مثل قوله تعالى: (ولتصنع على عيني) (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا) (يد الله فوق أيديهم) (بل يداه مبسوطتان) (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (وحوه يومذ ناضرة إلى ربها ناظرة). ونسبة المجيء إليه في قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا) والنزول الوارد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة من قوله عليه الصلاة والسلام: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له.؟ "
ومثل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبري في التفسير عن أبي هريرة: "إن الله عز وجل يقبل الصدقة بيمينه ولا يقبل منها إلا ماكان طيبا، والله يربي لأحدكم مهره كما يربي مهره وفصيله حتى يوافي يوم القيامة بها وهي أعظم من أحد".
أما رؤية الله يوم القيامة فحق فنؤمن بها ونسأل الله أن ينعم علينا وعليكم بها وأن يتم علينا وعليكم الرضا لكن لا نقول بالكيف
ولنا متابعة مفيدة إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[25 Sep 2010, 08:43 ص]ـ
معذرة وقع خطأ كتابي في مشاركتي السابقة
في السطر الثالث: ودليل يقتضيها نصن كتاب أو سنه صحيحة ثابتة
الصواب: نصٌ في كتاب أوسنة
في السطر الخامس عشر: وحكى الزركشي عن ابن دقيق العيد أنه قال: ونقول في الألفاظ المشكلة أنها صحيحة وصدق - وعلى الوده الذي أراد الله.
الصواب: الوجه؛ فتصبح العبارة: وعلى الوجه الذي أراد الله
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 Sep 2010, 10:55 ص]ـ
أختي الفاضلة: الأصل عند أهل السنة والجماعة حمل اللفظ على ما يقتضيه الظاهر أي على حقيقته ولا يعدل عنه إلا بدليل صارف وهذه القاعدة هي الأصل في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة على العموم والإطلاق ولا يلجأ إلى التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى من المعاني التي صح وثبت استعماله فيه إلا بضرورة ودليل يقتضيها نصن كتاب أو سنه صحيحة ثابتة
وهذا ما قرره وأوضحه العلماء الأثبات خلا الظاهرية فلهم رأيهم .. وهذه هي القاعدة في فهم دلالات نصوص الكتاب والسنة أيا كان موضوعها أحكام عملية أم اعتقادية
بيد أن أهل العلم في موضوع الأحكام الاعتقادية وبالأخص ((صفات الباري جل وعلا)) لهم أقوال في موضوع التأويل يلخصها الإمام الشوكاني في إرشاد الفحول تلخيصا وافيا كما ذكر شيخنا الدكتور محمد أديب الصالح في حاشية كتابه تفسير النصوص في معرض الحديث عما يدخله التأويل: (ذكر الشوكاني في "إرشاد الفحول" خلاصة وافيةلهذه المذاهب فبين أن العلماء اختلفواعلى ثلاثة مذاهب.
الأول: أن لايدخل التأويل فيها؛ بل تجري على ظاهرها ولا يؤول شيء منها. وهذا قول المشبهة
الثاني: أن لها تأويلا، ولكنا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله وما يعلم تأويله إلا الله). قال ابن برهان: وهذا قول السلف.
الثالث أنها مؤولة. قال ابن برهان: والأول من هذه المذاهب باطل. والآخران منقولان عن الصحابة، ونقل المذهب الثالث عن علي وابن مسعود وأم سلمة.-رض3 -
ونقل الشوكاني عن إمام الحرمين والغزالي والرازي ما يفيد عودتهم إلى مذهب السلف فقال: (وهؤلاء الثلاثة هم الذين وسعوا ذائرة التأويل وطولوا ذيوله قد رجعوا آخرا إلى مذهب السلف. وحكى الزركشي عن ابن دقيق العيد أنه قال: ونقول في الألفاظ المشكلة أنها صحيحة وصدق - وعلى الوده الذي أراد الله. ومن أول شيئا منها فإن كان تأوله قريبا عل ما يقتضيه لسان العرب، وتفهمه في مخاطباتها، لم ننكر عليه ولم نبدّعه. وإن كان تأويله بعيداً توقفنا عنه واستبعدناه، ورجعنا إلى القاعدة غي الإيمان بمعناه مع التنزيه).
"إرشاد الفحول" للشوكاني (ص:167 - 177) وانظر "الحر المحيط" للزركشي مخطوطة دار الكتب المصرية و"مقدمة تفسير الطبري" (1/ 75 - 93) "وإعلام الموقعين" لابن القيم (4/ 145 - 253).
وذكر شيخناالأستاذ الدكتور محمد أديب صالح في مبحث المتشابه:
(ومنه أيضا تلك الصفات والأفعال، التي جاءت نصوص الكتاب والسنة الصحيحة بنسبتها إلى الله تعالى، مما قد يشعر بالحدوث ومشابهة الخلق، مع استحالة نسبة معانيها الظاهرة إليه، وهو المنزه سبحانه عن التمثيل والتشبيه والجهة والجسمية ... (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وذلك كنسبة العين، واليد والوجه والمكان مثل قوله تعالى: (ولتصنع على عيني) (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا) (يد الله فوق أيديهم) (بل يداه مبسوطتان) (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (وحوه يومذ ناضرة إلى ربها ناظرة). ونسبة المجيء إليه في قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا) والنزول الوارد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة من قوله عليه الصلاة والسلام: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له.؟ "
ومثل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبري في التفسير عن أبي هريرة: "إن الله عز وجل يقبل الصدقة بيمينه ولا يقبل منها إلا ماكان طيبا، والله يربي لأحدكم مهره كما يربي مهره وفصيله حتى يوافي يوم القيامة بها وهي أعظم من أحد".
أما رؤية الله يوم القيامة فحق فنؤمن بها ونسأل الله أن ينعم علينا وعليكم بها وأن يتم علينا وعليكم الرضا لكن لا نقول بالكيف
ولنا متابعة مفيدة إن شاء الله تعالى
شرحك الطويل لم يجبني على أسئلتي
فما قلته ليس جديدا علي ... هو ما أقرأه دائما من الأشاعرة
أنا أريدك أن تجيب على أسئلتي باختصار
وهذه هي الأسئلة مرة أخرى:
1. هل منهج تفويض المعنى (المذهب الثاني الذي ذكرته)، والتأويل (المذهب الثالث) منطبق على جميع الصفات عند السلف الصالح، بما فيها صفة الحياة والعلم والإرادة والسمع والبصر؟
2. هل هذا المنهج ينطبق أيضا على نصوص رؤية الله عز وجل يوم القيامة؟ هل هي أيضا مصروفة عن ظاهرها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 Sep 2010, 11:02 ص]ـ
أختي الفاضل ضيدان - بارك الله بك - وهل التنزيه إلا مما لايليق به سبحانه؟؟؟ وهو عن الكيف وأضرابه من صفات النقص التي هي لازم المخلوقين، فسبحانه وتعالى عما لايليق به، من التشبيه أو النقص، وتعالى عما يقوله المشبهة والمجسمة علوا كبيرا، وأعاذنتا من التأويل إلى التعطيل ..
تفسيرك لـ"بلا كيف" غير صحيح.
انظر هنا ( http://as-salaf.com/article.php?aid=75&lang=ar) تفسير معنى قولهم "بلا كيف"، ويتضمن شرحا لكلام الإمام مالك رحمه الله في المسألة.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[25 Sep 2010, 04:36 م]ـ
وأما قولهم أمروها بلا كيف كما ثبت عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك رض3 فمعناه الإقرار بثبوتها والإيمان بها ولا يقال كيف وهذا ما أعتقده في كل المتشابهات وهو الأسلم والأحكم
بلا كيف: نفي لما يستلزم الكيفية لمنافاتها- أي الكيفية - لموجب التنزيه عما لا يليق به جل وعلا من التمثيل والتشبيه والتجسيد عملا بقوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ...
وحملها على الظاهر والحقيقة إعمال لما يستوجب التشبيه والتمثيل والتجسيد لم يقل به سوى المشبهة كالكرامية ومن نحى نحوهم ولم يقل به أحد من أهل السنة والجماعة ولا من السلف وبالأخص القرون الثلاثة الأولى
ومن قال بحملها على الظاهر والحقيقة مع نفي التشبيه والتمثيل لاسلف له في القرون الثلاثة الأول وإن زعم أنه بهذا الأمر يحمل عقيدة السلف بل هو تناقض لمن تأمله
والتعطيل: نفيها بالكلية لم يقل به سوى الجهمية وهؤلاء هم المعطلة لا من أولها بحمل ما تشابه من النصوص على المحكم فهذا قال به بعض السلف وكثير ممن تبعهم من الخلف ... فليتأمل
وأما الرؤية لله تعالى بالأبصار في الآخرة فنؤمن بها لثبوبتها بالنص ولا تستلزم الجهة لأنها لازم للمخلوقين ... ولانقول بنفيها كما جنحت إليه المعتزلة لاستحالتها عقلا في زعمهم
وإذا لم يكن بياني هذا صحيحا فبيني لنا ... هدانا الله وإياك للحق الذي يعلمه وأراده وارتضاه من عباده
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 Sep 2010, 04:56 م]ـ
يقول أخونا طارق:
"إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه"
ويقول أخونا ضيدان:
وأنا أقول:
تعليلك أخانا ضيدان لا يصح
لأن معنى العبارة لا يفهم منه الذي ذكرت، بل معنى العبارة هو:
هو إثبات الصفة مع تنزيه الله تعالى عما لا يليق به، وهو معنى الآية:
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
أخي أبو سعد - حفظه الله - بل يفهم منها الذي ذكرته، يفهم منها - بارك الله فيك - أنه سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، ففيه إثبات الصفة كما جاءت في القرآن والسنة ولكن في حد زعمهم ينزه الله عن معانيها. وقد اعترض علينا بذلك من ناقشناه في هذا الباب ليجمع بين إثبات الصفة كما جاء عن السلف وبين نفي معانيها تنزيهاً لله على حد زعمه. لذلك كان مأخذي على العبارة.
وكان الأولى أن يقال: أمروها كما جاءت بلا كيف. كما نقلت عن السلف - رحمهم الله تعالى -.
فهو سميع على المعنى الذي يليق به سبحانه وتعالى، بصير على المعنى الذي يليق به سبحانه، ولكن كيف يسمع، كيف يبصر؟ الجواب: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وهكذا في باقي الصفات.
فالعبارة توهم المعنى الذي ذكرت، وهذا اعتراضي على أخي طارق عبد الله.
على العموم هو تنبيه على التزام عبارة السلف فهي أدق وأسلم.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
وشكري وتقديري الجميل لك على ما تفضلت به.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:10 م]ـ
وحملها على الظاهر والحقيقة إعمال لما يستوجب التشبيه والتمثيل والتجسيد لم يقل به سوى المشبهة كالكرامية ومن نحى نحوهم ولم يقل به أحد من أهل السنة والجماعة ولا من السلف وبالأخص القرون الثلاثة الأولى
ومن قال بحملها على الظاهر والحقيقة مع نفي التشبيه والتمثيل لاسلف له في القرون الثلاثة الأول وإن زعم أنه بهذا الأمر يحمل عقيدة السلف بل هو تناقض لمن تأمله
وهل قال أحد من السلف بأن نصوص الصفات ليست على ظاهرها وأن الصفات على المجاز لا الحقيقة؟
وإذا كنتُ سأسلم أن السلف صرفوها عن ظاهرها ونفوا أنها على الحقيقة لأنه لم يأتينا شيء عن السلف في ذلك
فإن ذلك ينطبق أيضا على صفة الحياة والإرادة والسمع والبصر وغيرها
فهل تقول بأن صفة الحياة والإرادة والعلم والقدرة والسمع والبصر ليست على الحقيقة بناءً على أن السلف لم يقولوا بأنها على الحقيقة؟
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:18 م]ـ
وحملها على الظاهر والحقيقة إعمال لما يستوجب التشبيه والتمثيل والتجسيد لم يقل به سوى المشبهة كالكرامية ومن نحى نحوهم ولم يقل به أحد من أهل السنة والجماعة ولا من السلف وبالأخص القرون الثلاثة الأولى
ومن قال بحملها على الظاهر والحقيقة مع نفي التشبيه والتمثيل لاسلف له في القرون الثلاثة الأول وإن زعم أنه بهذا الأمر يحمل عقيدة السلف بل هو تناقض لمن تأمله
أخي طارق - بارك الله فيك - لو تكرمت توضح هذا الكلام أكثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[25 Sep 2010, 06:41 م]ـ
وهل قال أحد من السلف بأن نصوص الصفات ليست على ظاهرها وأن الصفات على المجاز لا الحقيقة؟
وإذا كنتُ سأسلم أن السلف صرفوها عن ظاهرها ونفوا أنها على الحقيقة لأنه لم يأتينا شيء عن السلف في ذلك
فإن ذلك ينطبق أيضا على صفة الحياة والإرادة والسمع والبصر وغيرها
فهل تقول بأن صفة الحياة والإرادة والعلم والقدرة والسمع والبصر ليست على الحقيقة بناءً على أن السلف لم يقولوا بأنها على الحقيقة؟
أختي: الصفات وكل ما ثبت من النصوص .... الأصل فيها الحقيقة لا المجاز فنثبتها لكن على وصف الكمال مع نفي النقص الذي هو سمة الحوادث والمخلوقين فالحياة صفة من صفاته وصف بها نفسه نثبتها ونؤمن بها كما جاءت وليست كحياتنا إذ حياتنا مستمدة لا ذاتية وحياتنا سبقها العدم وسيطرأ عليها العدم أما سبحانه وتعالى فلا أولية لحياته ولا آخرية أول بلا بداية ومن غير احتياج إلى موجد فله الحياة على الحقيقة لا النقص كما حياتنا وكذا القدرة
وكذا الإرادة والمشيئة فلا تشابه بين إرادة مطلفة له ومشيئته النافذة وبين وإرادة مقيدة محدودة مستمدة منه لنا ومشيئة غير نافذة إلا بإذنه ومشيئته وما تشاؤن إلا أن يشاء الله
وكذا العلم فشتان بين علمه المحيط وعلمنا المقيد المحدود المسبوق بالجهل والطارئ إليه النسيان بل السلب
وكذا السمع والبصر كل على وجه الكمال من غير نقص ومن غير سبق لعدم أو طروءه عليها ...
وكل صفاته التي وردت بالكتاب وثبتت بالنص .. نثبتها ونؤمن بها على مقتضى ليس كمثله شيء ... وهو الغني الحميد ... ولم يكن له كفوا أحد ... في ذاته أو أفعاله أو صفاته فكلها على وجه الكمال سبحانه وتعالى
وكما قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى: ومن وصف الل بمعنى من معاني البشر؛فقد كفر. من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر. علم أنه بصفاته ليس كالبشر
زكما قال ومن لم يتوق النفي والتشبيه والتعطيل زل ولم يصب التنزيه(/)
قصّة التفريغ الثقافي ... أبو فهر محمود محمّد شاكر
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 Sep 2010, 12:20 م]ـ
ذيل الرسالة / قصة التفريغ الثقافي
ذيل الرسالة
والآن لم يبق إلا أن أضع بين يديك قصة التفريغ الثقافي الذي حتمت به كلماتي آنفا في رسالة في الطريق إلى ثقافتنا أنقلها من كتاب المتنبي ص 19 34 في التصدير الذي سميته لمحة من فساد حياتنا الأدبية وفيها شهادتان:
شهادتي أنا من موقعي بين أفراد جيلي إليه وهو جيل المدارس المفرغ من كل أصول ثقافة أمته وهو الجيل الذي تلقى صدمة التدهور الأولى حيث نشأ في دوامة من التحول الاجتماعي والثقافي والسياسي
وشهادة الدكتور طه حسين من موقع الأستاذية لهذا الجيل
فاقرأهما بتدبر وأناة حتى تلم بأطراف البلاء الذي حاق بي وبك وبأمتك العربية و الإسلامية وحتى لا تدخل تحت المعنى الذي قاله أبو عبادة البحتري:
ومن العجائب أن أرى أعين مفتوحة .... وعقولهن تجول في الأحلام
= أحلام النهضة والتجديد والأصالة والمعاصرة والثقافة العالمية وأحلام أخرى كثيرة لا تنقضي!! أحلام جعلت صدمة التدهور مستمرة متمادية متفاقمة إلى هذه الساعة التي تقرأ فيها هذه الرسالة ولله الأمر من قبل ومن بعد
قلت: ومرت الأيام والليالي والسنون بين سنة 1928 وسنة 1936 وهي السنة التي كتبت فيها هذا الكتاب المتنبي وهمي مصروف أكثره إلى قضية الشعر الجاهلي وإلى طلب اليقين فيها لنفسي لا معارضة لأحد من الناس ومشت بي هذه القصة في رحلة طويلة شاقة ودخلت بي في دروب وعرة شائكة وكلما أوغلت انكشفت عني غشاوة من العمى وأحسست أني والجيل الذي أنا منه وهو جيل المدارس المصرية قد تم تفريغنا تفريغا يكاد يكون كاملا من ماضينا كله من علومه وآدابه وفنونه وتم أيضا هتك العلائق بيننا وبينه وصار ما كان في الماضي متكاملا متماسكا مزقا متفرقة مبعثرة تكاد تكون خالية عندنا من المعنى و من الدلالة ولأنه غير ممكن أن يظل الفارغ فارغا أبدا فقد تم ملؤ هذا الفراغ بجديد من العلوم والآداب والفنون بحيث لا تمت إلى هذا الماضي بسبب وإننا انستقبله استقبال الظاميء المحترق قطرات من الماء النمير المثلج
في خلال هذه الأعوام تبين لي أمر كان في غاية الوضوح عندي وهو قصة طويلة قد تعرضت لأطراف منها في بعض ما كتبت ولكني أذكرها هنا على وجه الإحتصار صار بينا عندي أننا نعيش في عالم منقسم انقساما سافرا: عالم القوة والغنى وعالم الضعف والفقر = أو عالم الغزاة الناهبين وعالم المستضعفين المنهوبين
كان عالم الغزاة الممثل في الحضارة الغربية يريد أن يحدث في عالم المستضعفين تحولا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا فهو صيد غزير يمد حضارتهم بكل أسباب القوة والعلو والغنى والسلطان والغلبة والطريق إلى هذا التحول عمل سياسي محض لا غاية له إلا إخضاع هذا العالم (المتخلف) إخضاعا تاما لحاجات العالم (المتحضر) التي لا تنفد ولسيطرته السياسية الكاملة أيضا ومع أن هذا العمل السياسي المحض المتشعب قد بدأ تنفيذه منذ زمن في أجزاء متفرقة من عالمنا إلا أنه بدأ عندنا في مصر قلب العالم الإسلامي و العربي مع الطلائع الأولى لعهد محمد علي بسيطرة القناصل الأروبية عليه وعلى دولته وعلى بناء هذه الدولة كلها بالمشورة والتوجيه ثم ارتفع إلى ذروته في عهد حفيده اسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي الخديوي حتى جاء الإحتلال الإنجليزي في سنة 1882 وبمجيئه سيطر الإنجليز سيطرة مباشرة على كل شيء وعلى التعليم خاصة إلى أن جاء (دنلوب) في (18 مارس 1897) ليضع للأمة نظام التعليم المدمّر الذي لا نزال نسير عليه مع الأسف إلى يومنا هذا.
كان التمهيد لهذا العهد طويلا متعدد الجوانب وكان قوامه إعداد جيل من (المبعوثين) يعودون من أوربة ليكونوا قادة هذا التحول الرفيق العميق ويراد منهم أن يؤسسوا قاعدة ثابتة لانطلاق التحوّل إلى غاية يراد لنا أن نبلغها على تمادي الأيام. وكان الغزاة يقنعون يومئذ من هؤلاء المبعوثين بأن يعودوا إلى بلادهم ببضعة أفكار يردّدونها ترديد الببغاوات تتضمّن الإعجاب المزهوّ ببعض نظاهر الحياة الأوربية مقرونا بنقد بعض مظاهر الحياة في بلادهم = وبأن يكاشفوا أمتهم بأنّ ما أعجبوا به هو سرّ قوّة الغزاة وغلبتهم وأن الذي عندنا هو سرّ ضعفنا وانهيارنا. وقد وجدت ذلك ظاهرا ممثلا أحسن تمثيل عند رفاعة ال
(يُتْبَعُ)
(/)
طهطاوي وأشباهه. ولكن لما جاء عهد (دنلوب) أصبح كان أمر المبعوثين وحده لا يكفي وأصبح الأمر محتاجا إلى ما هو أكبر وأوسع انتشارا. فكان الرأي أن تنشأ أجيال متعاقبة من (تلاميذ المدارس) في البلاد يرتبطون ارتباطا وثيقا بهذا التحوّل عن طريق تفريغهم تفريغا كاملا من ماضيهم كلّه مع هتك أكثر العلائق التي تربطهم بهذا الماضي اجتماعيا وثقافيا ولغويا ومع ملئ هذا الفراغ بالعلوم والآداب والفنون = ولكنها فنونهم هم وآدابهم هم وتاريخهم هم ولغاتهم هم أعني الغزاة.
وقد تولى نظام (دنلوب) تأسيس ذلك في المدارس المصرية مع مئات من مدارس الجاليات التي يتكاثر على الأيام عدد من تضمّ من أبناء المصريين وبناتهم. وقد كان ما أراد الغزاة ولم يزل الأمر إلى يومنا هذا مستمرا على ما أرادوا بل زاد بشاعة وعمقا في سائر أنحاء العالم العربي والإسلامي بظهور دعوات مختلفة كالدعوة إلى الفرعونية والفينيقية وأشباه ذلك في الصحافة والكتب المؤلفة. لأنّ تفريغ الأجيال من ماضيها المتدفّق في دمائها مرتبطا بالعربية والإسلام يحتاج إلى ملئ بماض آخر يغطّي عليه فجاؤوا بماض بائد مغرق في القدم والغموض ليزاحم بقايا ذلك الماضي المتدفق الحيّ الذي يوشك أن يتمزّق ويختنق بالتفريغ المتواصل.
في ظلّ هذا التفريغ المتواصل وهذا التمزيق للعلائق وهذه الكثرة التي تخرج مفرّغة أو شبه مفرّغة إلى (البعثات) وهذا التحول الاجتماعي والثقافي والسياسي المضطرب وهذا التغليب المتعمّد للثقافة الغازية واللغات الغازية بلا مقابل في النفوس من ثقافة ماضية حيّة حياة ما وباقية على تماسكها وتكاملها = في ظل هذا كلّه انتعشت الحركة الأدبية والثقافية انتعاشا غير واضح المعالم ولكنه يقوم على أصل واحد في جوهره هو ملئ الفراغ بما يناسب آدابا وفنونا غازية كانت قد ملأت بعض هذا الفراغ فهي تحدث في النفوس تطلّعا إلى زاد جديد منها.
فالمسرح مثلا وكان له شأن أيّ شأن يعتمد اعتمادا واضحا على المسرح الأروبي في تكوينه كلّه. وأيسر سبيل كان إلى إمداده بمادّته هو (السطو) على مؤلفات المسرح الأوربي مسلوخة يعاد تكوينها بألفاظ عربية أو عامية على الأصحّ ودون إشارة إلى هذا (السطو) وكانوا يسمّون هذا حياء ومكرا: (التمصير) بيد أنه عبث مجرّد وسطو لا رقيب عليه. أمّا الكتاب الجادون فكان أكثرهم يعتمد على تلخيص نتاج الفكر الأوربي في الأدب والفلسفة والإجتماع والسياسة تلخيصا ما وإن كان أكثره خطفا وسطوا ينسبه الكاتب إلى نفسه بلا رقيب ولا محاسب.
والقصة أيضا كانت ضربا من (السطو) والتقليد تحوّر فيها الأسماء والأماكن والوقائع ثمّ ترقّع بأفكار مسلوبة مختطفة ثمّ توزّع توزيعا ماهرا على فصولها المختلفة حتى تضمن لأصحابنا إخفاء معالم السطو والانتهاب والتقليد [وهذا أمر لم يزل مستمرّا بقوّة إلى يومنا هذا].
وبالثرثرة واللجاجة في الصحف والمجلات صارت هذه الظاهرة مألوفة لا غبار عليها. وزادها رسوخا إثارة قضية كثيرة الضجيج محفوفة بألفاظ مبهمة مغرية تقبلها النفوس بلا ممانعة وهي قضية (القديم) و (الجديد) و (التجديد) و (ثقافة العصر) .. والنظر في حقيقة هذه القضية يفضي إلى شيئين ظاهرين: ميل ظاهر إلى رفض (القديم) والإستهانة به دون أن يكون الرافض ملما إلماما ما بحقيقة هذا (القديم) = وميل سافر إلى الغلوّ في شأن (الجديد) دون أن يكون صاحبه متميّزا في نفسه تميزا صحيحا بأنه (جدّد) تجديدا نابعا من نفسه وصادرا عن ثقافة متكاملة متماسكة بل كل ما يميّزه أنّ الله قد يسّر له الإطّلاع على آداب وفنون وأفكار تعب أصحابها في الوصول إليها من خلال ثقافتهم المتماسكة المتكاملة وكفى الله المؤمنين القتال
هذه خطوط من صورة لجانب من الحركة الأدبية والثقافية في ذلك العهد وأكثرها باق إلى يومنا هذا ومقبول أيضا بلا استبشاع له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هذه الصورة لا تتم وحدها. في خلال التحوّل الإجتماعي الثقافيّ المتصاعد المتكاثر كان هناك جانب راكد مختنق لم يفرّغ هذا التفريغ ولكن ضرب عليه حصار مفزع وبيل مهين. هذا الجانب كان هو الوارث للماضي المتكامل المتماسك ولكنه كان يزداد على مرّ الأيّام تخلخلا وتفككا وحيرة وانطواء. يمثّل هذا الجانب جمهور المتعلمين المنتسبين إلى الأزهر ودار العلوم وأشباههما. كان أكبر همّ هذا الجانب في هذا اليمّ المتلاطم من حوله هو محاولة المحافظة على الماضي محافظة مّا ولكنّ قبضته كانت تسترخي شيئا فشيئا تحت الحصار وتحت القذائف المدمّرة التي يرمى بها والتي تزلزل نفوس أبنائه من قواعدها. وكان مطلوبا طلبا حثيثا أن تفتح أبواب هذا الحصن العتيق المنيع لتدخل عليه نفس العوامل التي أدّت إلى تفريغ (تلاميذ المدارس) من ماضيها وإلى تهتّك علائق ثقافته وعلومه وإلى ربطه بالحركة الأدبية الغازية المتصاعدة تحت ألوية (الجديد) و (التجديد) و (ثقافة العصر) وسائر الألفاظ المبهمة المغرية
وقد كان واحتاج شقّ الطريق إلى هذه الغاية إلى وسائل كثيرة متنوعة والذي يهمّني منها هو ما يتعلّق بأمر (السطو) لا غير. كان الذي يحول بينهم وبين بلوغ هذا الغرض هو أنّ جمهور المتعلمين المنتسبين إلى الأزهر ودار العلوم لم يكن لهم لسان غير العربية قلّما كان يعرف أحدهم غير هذا اللسان فعمدوا في مصر خاصة إلى إجافة باب يتيح لهم أن يطّلعوا = أو يصدموا على الأقل بما عند الحضارة الغازية من نظر ورأي في آداب العربية وعلومها وفنونها وتاريخها ودينها أيضا كان هذا موفورا في مؤلفات (المستشرقين) عامّة لأنّه هو كلّ عملهم في (الإستشراق) المرتبط كلّ الإرتباط بالإستعمار والتبشير أي تدمير الأمم المستضعفة وتحطيم ثقافتها وآثارها وماضيها كله. فكان ولابدّ إذن من نشر هذه الأفكار على نطاق واسع ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
انبرى لذلك رجال كثيرون في مصر والشام وغيرها لا يربطهم في أنفسهم بهذا الماضي إلاّ اللسان العربي وحده أما ضمائرهم فمرتبطة بشيء آخر. فكتبوا مقالات ونشروا كتبا في آداب العرب وعلومها وفنونها وتاريخها ودينها على قلّة معرفتهم بها معرفة تتيح لهم الكتابة ولكنها كانت معبّرة عن اتجاه (الإستشراق) لا غير.
فكانت كلّها (سطو) مجرّدا على آراء المستشرقين ومناهجهم في النظر مبثوثا في ثنايا كلّ ما يكتبون. وكذلك تيسّر لكل من لا يعرف غير العربية لسانا أن يجد على مدّ يده شيئا (جديدا) يقال عن ماضيه وبمناهج لم يألفها أيضا.
ولكن حال بين هذا الضرب من (السطو) وبين أن يكون شيئا عامّا مؤثرا تأثيرا نافذا في جمهور (المحافظين) الذين لا يعرفون غير العربية = أنهم رجال وفدوا إلى مصر مع استقرار الاحتلال الإنجليزي فيها (1892) وكانت الشبهة فيهم توجب الحذر منهم فأضعف الحذر أثر ما يكتبون في أكثر القراء من هذا الجمهور وإن كان لهم في جمهور (تلاميذ المدارس) المفرّغين من ماضيهم أثر بليغ. ومع ذلك فإن الهدف لم يذهب هدرا فإنه على الأقل فتح الباب ويسّر السبيل للساطين وجعل (السطو) المباشر أمرا مألوفا لا غبار عليه بل زاد فقرّب إلى الأذهان سبيل الإقناع بأنه ضرب من (التجديد) ومن متابعة (ثقافة العصر) ومناهج تفكيره في الدراسات الأدبية والتاريخية الخاصة يلغة العرب وتاريخهم وعلومهم وفنونهم ودينهم أيضا
ومعنى ذلك باختصار هو أنّه صار الآن ممكنا أن يصبح من الممكن ومن السهل اليسير أن يكون معنى (الجديد) و (التجديد) في دراسة آداب أمة ما وفي دراسة تاريخها: أن يعمد (المجدد) إلى اقتباس آراء وأفكار قد تولّى صياغتها من هو لصيق دحيل عليها وعلى لسانها لم ينشأ فيه وإنما تعلمه على كبر فهو لا يعلم مته إلاّ القليل ومن هو نابت في لسان آخر بآدابه وعلومه وفنونه وعقائده ومن هو محروم
بطبيعته من القدرة على تذوق آدابها تذوقا شاملا = والتذوق وحده عقدة العقد= ومن هو مسلوب كلّ إحساس بتاريخه كلّه فضلا عمّا يكنّه في سريرته من العداوة المتوارثة والبغضاء المتأججة ومن المصلحة المتجددة في تشويه صورتها تشويها متعمدا لأغراض (حضارية) = يا للعجب
(يُتْبَعُ)
(/)
أهذا؟ أم أنّ (الجديد) و (التجديد) لا يمكن أن يكون مفهوما ذا معنى إلاّ أن ينشأ نشأة طبيعية من داخل ثقافة متكاملة متماسكة حيّة في أنفس أهلها = ثم لا يأتي التجديد إلاّ من متمكّن النشأة في ثقافته متمكّن في لسانه ولغته متذوّق لما هو ناشيء فيه من آداب وفنون وتاريخ مغروس تاريخه في تاريخها وفي عقائدها وفي زمان قوتها وضعفها ومع المتحدّر إليه من خيرها وشرها محسّا بذلك كلّه إحساسا خاليا من الشوائب = ثم لا يكون (التجديد) تجديدا إلاّ من حوار ذكي بين التفاصيل الكثيرة المتشابكة المعقّدة التي تنطوي عليها هذه الثقافة وبين رؤية جديدة نافذة حين يلوح للمجدد طريق آخر يمكن سلوكه من خلاله يستطيع أن يقطع تشابكا من ناحية ليصله من ناحية أخرى وصلا يجعله أكثر استقامة ووضوحا وأن يحلّ عقدة من طرف ليربطها من طرف آخر ربطا يزيدها قوة ومتانة وسلاسة.
فالتجديد إذن حركة دائبة عمادها الخبرة والتذوق والإحساس المرهف بالخطر عند الإقدام على القطع والوصل وعند التهجم على الحلّ والربط. فإذا فقد هذا كله كان القطع والحلّ سلاحا قاتلا مدمّرا للأمة وثقافتها وينتهي الأمر بأجيالها إلى الحيرة والتفكك والضياع إذ يورث كلّ جيل منها جيلا بعده ما يكون به أشدّ منه حيرة وتفككا وضياعا.
هذه هي العاقبة التي تفرض نفسها فرضا وما أبشعها من عاقبة.
فما ظنّك إذن بالعاقبة إذا كان القطع والحلّ مرادا لذاته وكان مرادا أيضا أن لا يكون معه أو معه أو بعده وصل وربط في داخل التكامل والتماسك الذي يجعل لهذه الثقافة معنى وحياة وحركة؟ = وما ظنك بالعاقبة إذا كان هذا ولم تكن الأفكار (المجددة) إلاّ ترديدا لصياغة غريبة صاغها غريب عن الثقافة منتسب إلى ثقافة غازية مباينة وهو مع ذلك ناقص الأداة لا خيرة له بتشابكها وعقدها ثم هو نفسه لا يضمر لها إلاّ التدمير والاستهانة لغرض راسخ في قرارة النفس؟ = ثم ما ظنّك أيضا بالعاقبة إذا صار (التجديد) عند أصحاب الثقافة أنفسهم لا يزيد على أن يكون (سطو) مجرّدا على هذه الصيغة الغريبة ثم إقحامها إقحاما على ثقافتهم لا لحاجة أدّى إليها النظر والفكر والتدبر بل الهوى وخبّ الظهور من مفرّغ أو من شبيه بالمفرّغ من ثقافته المتكاملة المتماسكة؟ ما أبشع العواقب عندئذ وأبشعها التدهور المستمر
وكذلك كان مقدّرا لجيلنا نحن جيل المدارس المفرّغ أن يتلقى صدمة التدهور الأولى لأنّه نشأ في دوامة دائرة من التحول الإجتماعي والثقافي والسياسي. جئنا في أعقاب حرب الإستعمار الكبرى وهي التي يسميها أصحابها (الحرب العالمية الأولى).
خرج منها (الحلفاء) منصورين وبدأوا من فورهم في تقسيم عالمنا وتبديده وأخذ كلّ مستعمر منهم يشدد قبضته على ما وقع في يده من الغنائم. وبالدهاء والمكر والسطوة جعل يدفع هذا التحوّل دفعا شديدا لكي يتمّ له أن يخضع عالمنا (المتخلف) لحاجات عالمه (المتحضر) وجئنا أيضا في مصر مع الرّجةالعظمى التي أحدثتها ثورة سنة 1919 والتي انتهت بعد قليل بفجيعة مزّقت الأمة تمزيقا مفزعا بفضل الدستور والانتخابات وتعدّد الأحزاب وتكالب كلّ حزب على الظفر بالحكم تحت علم السيادة البريطانية المتحضّرة .. وتبددت نفوسنا وتفتّتت تحت ضغط هذا التحوّل السريع المتمادي المريب المروّع
وفي ظلّ هذا كله كما قلت انتعشت الحركة الأدبية والثقافية انتعاشا غير واضح المعالم .. وأقول (غير واضح المعالم) لأنّ الأساتذة الكبار الذين انتعشت على أيديهم هذه الحركة كانت علائقهم بثقافتهم غير ممزّقة كلّ التمزيق = أما نحن جيل هذه المدارس المفرّغ فقد تمزّقت علائقنا بها كلّ التمزيق فصار ما يكتبه الأساتذة فيما له علاقة بهذه الثقافة باطلا أو كالباطل. فهو لا يقع منا ومن أنفسنا بالموقع الذي ينبغي له من الفهم ومن الإثارة ومن الترغيب في متابعته ومن إعادة النظر في ارتباطنا بتلك الثقافة = بل كان عند كثير من أهل جيلنا غير مفهوم البتة فهو يمرّ عليه مرورا سريعا لا أثر له. أمّا الذي أخذه جيلنا عنهم فهو الإتجاه الغامض إلى المعنى المبهم الذي تتضمّنه كلمة (التجديد) = وإلى هذا الرفض الخفيّ للثقافة التي كان ينبغي أن ننتمي إليها = وإلى الإنحياز الكامل إلى قضايا الفكر والفلسفة والأدب والتاريخ التي أولع الأساتذة بتلخيصها لنا لكي نلحق بثقافة العصر الذي نعيش فيه وبمناهجه في
(يُتْبَعُ)
(/)
التفكير كما صوّروا لنا ذلك من خلال ما يكتبونه وغاب عن الأساتذة الكبار أنّ الزمن الدوّار الذي يشيب الصغير ويفني الكبير هو الذي سيتولّى الفصل بينهم وبين أبنائهم الصغار الذين كاموا يتعلّمون اليوم على أيديهم.
والقصة تطول ومع ذلك فليس هذا مكان قصّها على وجهها إذا أنا أردت أن أقيّد ما كان كما شهدته فيما بين سنة 1928 وسنة 1936 بل إلى ما بعد ذلك إلى يومنا هذا أيضا. ويكفي أن أقول: إنّ جيلنا جيل المدارس المفرّغ كان في خلال ذلك قد كبر وانفلق عن فريقين: فريق قانع بما تجود به عليه أقلام الأساتذة الكبار من (تلخيص) و (تجديد) فهو لا يزال إليهم متطلّعا وبهم متعلّقا ثم لا يزيد = وفريق يسّر الله له السبيل إلى معرفة المنبع فرأى نفسه قادرا على أن يغترف من حيث اغترف أساتذته. لقد اطّع على أصول ما كانوا يلخّصونه وما كانوا (يجددون) به مكتوبا بلغته أو بلغاته على الأصحّ. وأحسّ أيضا أنّ (الأصل) الذي يقرؤه بلغته مضيء حيّ مكثف عميق الدلالة = وأن تلخيص الأساتذة وتجديدهم كاب لونه خامدة حياته متخلل قريب المتناول.
ومع هذا الذي أحسّ به فإنّه لا يدري يشعر بتفوّق هؤلاء الأساتذة الملخّصين المجدّدين عليه ولكنه لا يستطيع أن يجد تفسيرا لهذا التفوق مع أنّ تفسيره يسير هيّن. وذلك أنّ علائق الأساتذة بثقافة أمّتهم كانت علائق لم تمزّق كلّ التمزيق وبفضل هذه العلائق استطاعوا أن يعطوا تلخيصهم نفحة من سرّ أنفسهم يمتازون بها وأن يكونوا أقدر منهم على (التجديد) لأنّ ما عندهم كان يمكنهم من الإختيار ثم من نفي ما هو غث أو ساقط ومن إخفاء (السطو) إخفاء فيه ذرو من المعرفة. أمّا هم فقد فرّغوا تفريغا يكاد يكون تامّا من أصول ثقافتهم التي ينتمون إليها (بالوراثة) ولذلك فهم يحسّون في أنفسهم ما يشبه العجز إذا ما قارنوا بين أنفسهم وبين هؤلاء الأساتذة.
وهذا هو الموقف العصيب الذي كان فيه جيلنا يومئذ ثمّ استمرّت عليه الأجيال بعدنا وهي تشعر شعورا واضخا بتفوّق هذا الجيل من الأساتذة الكبار (الملخّصين) و (المجدّدين) مع أنّ الأمر كما قلت قائم في الحقيقة على (السطو) البيّن أو الخفي على أعمال ناس آخرين يكتبون في لغاتهم بألسنتهم ويعبّرون عن أنفسهم وعن حضارتهم وعن ثقافتهم = لا عن أنفسنا أوعن حضارتنا أو عن ثقافتنا نحن ..
ومع ذلك فإن جيلنا والأجيال التي تتابعت بعده لم ترد أن تكشف هذه الحقيقة لأنّهم إذا فعلوا ذلك كشفوا أمر أنفسهم لأنّهم لا يستطيعون شيئا آخر سوى منهج (التلخيص) و (التجديد) على السنّة التي سنّها لهم هؤلاء الأساتذة الكبار ولو فعلوا لما بقي لهم شيء يقولونه حين يرثون موقع الصدارة للتعليم والتثقيف بعد هؤلاء الأساتذة الكبار.
ولذلك فقد قنعوا بالوقوف تحت مظلّة (التجديد) و (عالمية الثقافة) و (الثقافة العالمية) و (الحضارة الإنسانية) وسائر هذه المبهمات التي أشرت إليها آنفا وتكاتموا هذه الحقيقة بينهم ثم كان الأمر بعد ذلك كما قيل في المثل (خلا لك الجوّ فبيضي واصفري) ..
ومع ذلك فأنا أحبّ أن أقرر هنا حقيقة أخرى تعين على توضيح هذه الصورة التي صوّرتها وكنت أنا أحد شهودها فصوّرتها فيما سلف. فالدكتور طه حسين وهو أحد هؤلاء الأساتذة الكبار سوف يشهد في سنة 1935 شهادته هو من موقعه هو أي من موقع الأستاذية ومن وجهة نظره هو ومن دوافعه هو إلى الإدلاء بهذه الشهادة.
ومن المعلوم أنّ الدكتور طه في سنة 1926 حين ألقى محاضراته (في الشعر الجاهلي) زعم أنّ له منهجا يدرّس به تراث العرب كلّه وسمّى هذا المذهب (مذهب الشكّ) فكان فيما قاله عن مذهبه إنّ هذا المذهب سوف: (يقلب العلم القديم رأسا على عقب وأخشى إن لم يمح أكثره أن يمحو منه شيئا كثيرا) [في الشعر الجاهلي ص:3]
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انطلق في كتابه هذا مستخفا بكلّ شيء بلا حذر حتى قال: (والنتائج الملازمة لهذا المذهب الذي يذهبه المجدّدون عظيمة جليلة الخطر .. وحسبك أنّهم يشكّون فيما كان الناس يرونه يقينا وقد يجحدون ما أجمع الناس على أنّه حقّ لا شكّ فيه. وليس حظ هذا المذهب منتهيا إلى هذا الحدّ بل هو يجاوزه إلى حدود أخرى أبعد منه مدى وأعظم أثرا. فهم قد ينتهون إلى تغيير التاريخ أو ما اتّفق الناس على أنّه تاريخ وهم قد ينتهون إلى تغيير التاريخ أو ما اتفق الناس على أنّه تاريخ وهم قد ينتهون إلى الشكّ في أشياء لم يكن يباح الشك فيها .. ) [في الشعر الجاهلي: 6]
والإستخفاف الذي بنى عليه الدكتور طه كتابه معروف أمّا الذي كان يقوله في أحاديثه بين طلبته فكان استخفافه عندئذ يتجاوز حدّه حتى يبلغ بنا إلى الإستهزاء المحضي بأقوال السلف. وأمّا الذي كان يدور بين طلبته الصغار (المفرّغين) من ثقافتهم كما قلت فكان شيئا لا يكاد يوصف لأنّه كان استخفاف جاهل واستهزاء خاو يردد ما يقوله الدكتور لا يعصمه ما كان يعصم الدكتور طه من بعض العلم المتصل بهذه الثقافة. وعلى مرّ الأيام كانت العاقبة وحيمة جدا. كبر الصّغار الذين تأثّروا بما قاله في سنة 1926 فقد فطمتهم السنّ وفطمتهم معرفة جديدة حازوها وتنكّروا أو كادوا للثدي الذي كان يرضعهم. وخرجت (الطلائع) تدفعها الحميّة وطلب الصّدارة في ميدان (التثقيف) و (التجديد) وبدا كأنّهم جاؤوا يزاحمون الأساتذة الكبار في مواقع الأستاذية. وساروا على نفس النّهج الذيمهّدوه لهم من (التلخيص) لفكر (الحضارة الحديثة) = أي الحضارة الأروبية = والذي هو في حقيقته سطوّ مجرّد ولكنّهم لم يسيروا سيرة الأساتذة في معالجة (القديم) حتّى يخيّل للناس أنّه إحياء للقديم وتجديد له بل كان الغالب على أكثرهم هو (رفض القديم) والإعراض عنه والإنتقاص له والإستخفاف به. وعندئذ أحسّ الدكتور طه نفسه بالخطر وهو هو الذي أضاء لهم الطريق بالضّجة التي أحدثها كتابه (في الشعر الجاهلي) ..
كان إحساس الدكتور بهذا الخطر الذي تولّى هو كبر إحداثه ظاهر جدا ففي يناير سنة 1926 = بعد تسع سنوات من صدور كتابه: (في الشعر الجاهلي) سنة 1926 = بدأ ينشر في جريدة الجهاد مقالات انتهى منها في 22 مايو سنة 1935 وكان محصّلها رجوعا صريحا عن إدّعائه الأوّل في سنة 1926 الذي أعلنه في أوّل كتابه وهي قوله: (إنّ الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء وإنّما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور الإسلام فهي إسلامية تمثّل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تمثّل حياة الجاهليين وأكاد لا أشك في أنّ ما بقي من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جدا لا يمثل شيئا ولا يدلّ على شيء) [في الشعر الجاهلي ص: 7]
بدأ الدكتور هذه المقالات بمقالة عنوانها: (أثناء قراءة الشعر القديم) وأدار الحديث بينه وبين صاحب له وهو يحاوره: (إنّكم لتشقّون علينا حين تكلّفوننا قراءة شعركم القديم هذا وتلحّون علينا فيه وتعيبوننا بالإعراض عنه والتقصير في درسه وحفظه وتذوّقه لأنّكم تنكرون الزمن إنكارا وتلغونه إلغاء وتحسبون أننا نعيش الآن في القرن الأوّل قبل الهجرة أو بعدها ... ) إلى آخر ما صوّر به الدكتور حقيقة إحساسه بآراء من يحيطون به من جيلنا الذي بلغ الفطام واستقلّ.
ثمّ قال بعد ذلك (ص: 9 من حديث الأربعاء ج: 1): (وقد تحدّث إليّ المتحدّثون بأنّ أمثال صاحبي هذا قد أخذوا يكثرون ويظهر أنهم سيكثرون كلّما تقدّمت الأيام) وصدق ظن الدكتور فقد كان ذلك وكان ما هو أبشع منه ..
وسأحاول هنا أن ألخّص ما قاله الدكتور طه بألفاظه هو لا بألفاظي لأنها شهادة أستاذ كبير يقول:
(والذين يظنون أن الحضارة الحديثة حملت إلى عقولنا
(خيرا خالصا يخطئون فقد حملت الحضارة الحديثة إلى عقولنا
(شرّا غير قليل ... فكانت الحضارة مصدر جمود
(وجهل كما كان التعصب للقديم مصدر جحود وجهل
(هذا الشّاب أو هذا الشيخ الذي أقبل من أوربة
(يحمل الدرجات الجامعية ويحسن الرطانة بإحدى اللغات
(الأجنبية ... يجلس إليك وإلى غيرك منتفخا متنفّشا
(مؤمنا بنفسه وبدرجاته وبعلمه الحديث أو أدبه الحديث
(ثم يتحدّث إليك كأنّه ينطق بوحي أبولون. فيعلن إليك
(في حزم وجزم أن أمر (القديم) قد انقضى وأن الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
(قد أظلّهم عصر (التجديد) وأنّ الأدب القديم يجب
(أن يترك للشيوح الذين يتشدّقون بالألفاظ ويملأون
(أفواههم بالقاف والطاء وما أشبههما من الحروف الغلاظ
(وأنّ الإستمساك بالقديم جمود والإندفاع في الحياة إلى
(أمام هو التطوّر وهو الحياة وهو الرقي. هذا الشاب
(وأمثاله ضحية من ضحايا الحضارة الحديثة لأنه لم يفهم
(هذه الحضارة على وجهها ولو قد فهمها لعلم أنها لا تنكر
(القديم ولا تنفر منه ولا تنصرف عنه وإنّما تحببه وترغّب
(فيه وتحثّ عليه لأنّها تقوم على أساس منه متين ...
(هذا الشابّ ضحية من ضحايا الحضارة الحديثة
(أو من ضحايا جهل الحضارة الحديثة وشرّه ليس مقصورا
(عليه وغنّما يتجاوزه إلى غيره من الناس. فهو يتحدّث
(وهو يعلّم وهو يكتب وهو في هذا كلّهينفث السمّ
(ويفسد العقول ويمسخ في نفوس الناس المعنى الصحيح
(لكلمة (التجديد) فليس التجديد إماتة القديم
(وإنما التجديد في إحياء القديم وأخذ ما يصلح منه للبقاء.
(وأكاد أتّخذ الميل إلى إماتة القديم أو إحيائه في
(الأدب مقياسا للذين انتفعوا بالحضارة الحديثة أو لم
(ينتفعوا بها فالذين تلهيهم مظاهر الحضارة عن أنفسهم
(حين تلهيهم عن أدبهم القديم لم يفهموا الحضارة الحديثة
(ولم ينتفعوا بها ولم يفهموها على وجهها وإنّما اتّخذوا
(منها صورا وأشكالا وقلّدوا أصحابها تقليد القردة
(لا أكثر ولا أقلّ ..
(والذين تلفتهم الحضارة الحديثة إلى أنفسهم وتدفعهم
(إلى إحياء قديمهم وتملأ نفوسهم إيمانا بأن لا حياة لمصر
(إلاّ إذا عنيت بتاريخها القديم وبتاريخها الإسلامي
(وبالأدب العربي قديمه وحديثه عنايتها بما يمس حياتها
(اليومية من ألوان الحضارة = هم الذين انتفعوا وهم
(الذين فهموا وهم الذين ذاقوا وهم القادرون على أن
(ينفعوا في إقامة الحياة الجديدة على أساس متين).
وهذه الشهادة من أحد الأساتذة الكبار الذين سنّوا لمن بعدهم السنن في الحياة الأدبية وفي مناهج تفكيرها شهادة مهمّة جدا لتاريخ الحياة الثقافية التي امتدّت بعدهم إلى يومنا هذا بل هي تكشف عن جذور التدمير المفزع الذي يشمل اليوم المجتمع العربي كلّه حيث تنطق العربية .. لا بل حيث يدين غير العرب بالإسلام ويوجب عليهم إسلامهم أن يضعوا العربية في المقام الأوّل لأنّ إسلامهم لا يكون إسلاما إلا بالقرآن وهو الذي نزل عليهم بلسان عربي مبين وإلاّ بسنّة الرسول الأميّ العربيّ صلى الله عليه وسلم وهي أيضا بلسان عربي مبين.
وليس من همّي هنا أن أفسر هذه الشهادة ولا أن أوضّح مدى صدقها حيث صدق توقع الدكتور في تكاثر عدد من وصفهم من (المثقفين) في شهادته وأخشى أن أقول إن هذه الصفة على نقصها تشمل عامة المثقفين في زماننا هذا إلى سنة 1977 = ولكن الذي يجب عليّ أن أقوله: إن شهادة الدكتور على اختصارها إنّما هي وجه آخر لشهادتي التي كتبتها هنا قالها هو من موقع (الأستاذية) وقلتها أنا من موقعي بين أفراد جيلي الذي أنتمي إليه وهو جيل المدارس المفرّغ من كلّ أصول ثقافة أمته وهو الجيل الذي تلقّى صدمة التدهور الأولى حيث نشأ في دوّامة من التحوّل الإجتماعي والثقافي والسّياسي كما أشرت إليه آنفا [ص: 161].
ثمّ قلت في ختام ما سميته (لمحة من فساد حياتنا الأدبية) [كتاب المتنبي: 122 - 123]:
أمّا الآن فإنّي أتلفّت إلى الأيام الغابرة البعيدة حين كنت أشفق من مغبّة السنن التي سنّها لنا الأساتذة الكبار كسنّة (تلخيص) أفكار عالم آخر ويقضي أحدهم عمره كاملا في هذا التلخيص دون أن يشعر بأنّه أمر محفوف بالأخطار ودون أن يستنكف أن ينسبه لنفسه نسبة تجعله عند الناس كاتبا ومؤلفا وصاحب فكر هذا ضرب من التدليس كريه. ومع ذلك فهو أهون من (السطو) المجرّد حين يعمد الساطي على ما سطا عليه فيأخذه فيمزقه ثمّ يفرّقه ويغرقه في ثرثرة طاغية ليخفي معالم ما سطا عليه وليصبح عند الناس صاحب فكر ورأي ومذهب يعرف به وينسب كلّ فضله إليه. ومع ذلك فهذا أيضا أهون من (الإستخفاف) بتراث متكامل بلا سبب ولا بحث وبلا نظر ثم دعوة من يعلمون علما جازما أنه غير مطيق لما أطاقوا إلى الإستخفاف به كما استخفّوا. ومع ذلك أيضا فهذا أهون مما فعلوه وسنّوه من سنّة (الإرهاب الثقافي) الذي جعل ألفاظ (القديم) و (الجديد) و (التقليد) و (التجديد) و (التخلف) و (الجمود)
(يُتْبَعُ)
(/)
و (التحرر) و (ثقافة الماضي) و (ثقافة العصر) = سياطا ملهبة بعضها سياط حث وتخويف لمن أطاع وأتى وبعضها سياط عذاب لمن خالف وأبى.
أتلفّت اليوم إلى ما أشفقت منه قديما من فعل الأساتذة الكبار .. لقد ذهبوا بعد أن تركوا من حيث أرادوا أو لم يريدوا حياة أدبية وثقافية قد فسدت فسادا وبيلا مدى نصف قرن وتجدّدت الأساليب وتنوّعت وصار (السطو) على أعمال الناس أمرا مألوفا غير مستنكر يمشي في الناس طليقا عليه طيلسان (البحث العلمي) و (عالمية الثقافة) و (الثقافة الإنسانية) وإن لم يكن محصوله إلاّ ترديدا لقضايا غريبة صاغها غرباء صياغة مطابقة لمناهجهم ومنابتهم ونظراتهم في كلّ قضية واختلط الحابل بالنابل قل ذلك في الأدب والفلسفة والتاريخ والفن أو ما شئت فإنّه صادق صدقا لا يتخلّف. فالأديب منّا مصوّر بقلم غيره والفيلسوف منا مفكّر بعقل سواه والمؤرّخ منّا ناقد للأحداث بنظر غريب عن تاريخه والفنّان منّا نابض قلبه بنبض أجنبي عن تراثه وفنّه.
وأمّا الثرثرة والإستخفاف فحدّث ولا حرج فالصبيّ الكبير يهزأ مزهوّا بالخليل وسيبويه وفلان وفلان ولو بعث أحدهم من مرقده ثم نظر إليه نظرة دون أن يتكلّم لألجمه العرق ولصار لسانه مضغة لا تتلجلج بين فكّيه من الهيبة وحدها [دون] علمه الذي يستخف به ويهزأ.
والله المستعان على كلّ بلية وهو المسؤول أن يكشفها وهو كاشفها بمشيئته رحمة بأمّة مسكينة هؤلاء ذنوبها وأشباه لهم سبقوا وغفرانك اللهمّ.
الأحد 25 من ذي القعدة سنة 1397 .. 6 من نوفمبر سنة 1977
أبو فهر
محمود محمّد شاكر
نسخه أخوكم العاصمي من الجزائر ..
والأصل الذي نسخته منه هو كتاب (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) نسخة pdf المرفوع على المكتبة الوقفية وجاء المحتوى المنسوخ ملحقا بآخر الكتاب تحت عنوان:
ذيل الرسالة / قصة التفريغ الثقافي
نسخه أخوكم العاصمي من الجزائر ..(/)
إسمعوا ماذا قال الشيخ محمد الشنقيطي في حق من يقصر مع أخته موعظه جداً مؤثره
ـ[ناصر العتيبي]ــــــــ[24 Sep 2010, 03:14 م]ـ
التقصير في حق الأخت موعظه مؤثره من الشيخ العلامه
محمد محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
ذكرها في شرح كتاب المناسك من زاد المستقنع
ليوم الثلاثاء 12/ 10/1431 هـ
أفردتها بموضوع خاص لقوة كلام الشيخ فيها ولتقصير كثير منا في حق الأخت
وكان الشيخ حفظه الله متعب في هذا الدرس ولم يمنعه من الحضور لإلقائه
أسأل الله أن يحفظ شيخنا ويثبته وجميع المسلمين والمسلمات
أترككم مع الموعظه على الرابط
التقصير في حق الأخت موعظه مؤثره
http://mizou5.com/./extension/mp3.gif (http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-1e325898e1.mp3)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[24 Sep 2010, 07:35 م]ـ
جزى الله الشيخ الواعظ وناقل الموعظة خير جزاء وأوفره.
مؤثرة بحق لمن كان له قلب.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[24 Sep 2010, 10:46 م]ـ
موعظة بليغة جزاه الله خيرًا.
ـ[ناصر العتيبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 10:31 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[11 Oct 2010, 08:43 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير(/)
الأخطر من المواقع الإباحية
ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:52 م]ـ
الأخطر من المواقع الإباحية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجدتُ أكثر من إنسان يشمئز من مجرد ذكر النت بسبب خوفه على نفسه وأولاده من المواقع الإباحية، وشركات توصيل النت تتبارى في تأمين الأُسر من المناظر غير اللائقة، ولكني وجدتُ في الشبكة العنكبوتية ما هو أخطر بكثير من تلك المواقع، ولعلك لا تجد تحذير وحجب وإغلاق لتلك الممارسات التي لا ضابط لها. مواقع الكفر والإلحاد على اختلاف أشكالِه وصورِه، مواقع السحر والكهانة والتنجيم و الحظ وما إليها، مواقع أهل البدع كالرافضة و الإباضية والصوفية والأشاعرة و غيرهم، مواقع أهل الاتّجاهات المخالفة للإسلام كالعلمانية والحداثة و القومية ونحوها، مواقع الربا و القمار والمعاملات المحرمة، وهناك مواقع لتعليم أنواع من الخيانات والجرائم لا أريد أن أذكرها حتى لا يدفع حبُ الفضولِ البعضَ –من غيركم- إلى الدخول إليها.
أما السم الناقع والبلاء الواقع فهو استدراج الشيطان لجموع من المثقفين وطلاب العلم في حوارت ومناقشات هي أخطر عليهم من المواقع الإباحية، فالذي يُشاهد العري والخلاعة يعلم أنه على باطل ومُحَرَّم وخطر عظيم، ويتألم على ما جنت يداه، أما المثقف الذي يتكلم في دين الله بغير علم ويظن أنه ينصر الدين، فكيف يقبل أن نقول له (تُب إلى الله)، وهو يعتقد جازمًا أنه يدافع عن حوزة الإسلام ويذب عن دين الله، وغيره تجده مفتونًا في دينه، في قلبه مرض، لا يُوقر أهل العلم بل يتطاول عليهم ويتنقصهم، ويُزهد الناس في علماء الأمّة و حرّاس الشريعة الثقات الربانيين و ينشر زلاتهم ومثالبهم، ويشوه الأحكام الشرعية، ويجعل القراء متحيرين لا يعرفون أين الصواب، ويُجرئ العامة على نقد الأحكام الشرعية والسخرية منها والتندر بها، والكلام في الدين باسم حرية الرأي والتعبير؟! وصار الدين عندهم كلأ يرتع فيه كلُّ أحدٍ بعقله الخاص ووجهة نظره، قال الشعبي رحمه الله: "إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر"، وَقَالَ ابن عباس: مَن أَفْتَى فِي كُلِّ مَا سُئِلَ عَنهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ، ولما سئل الإمام مالك رحمه الله: عن مسألة قال: "لا أدري"، فقيل: هي مسألةٌ خفيفةٌ سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيءٌ خفيف، أما سمعت قول الله تعالى ?إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً?
وإضاعة الأوقات حتى ولو كان الكلام في أصله مباحًا، وتناقل الأخبار المكذوبة ونشر الشائعات بقصد أو بدون قصد؛ خاصّةً و أنّها مبنيّة في الغالب على المجاهيل، وإيذاء المسلمين و التشهير بالمستورين منهم، وتبادل الاتّهامات الجائرة، و إلقاء الكلام على عواهنه بلا بَيّنة، وإضاعة الأوقات في المهاترات الفارغة و كلام لا غرض منه سوى المباهاة والاستطالة والزيادة في الألفاظ والمعاني التي لا هدف منها، فهو باب يفتح الشر ويبعد الاحباب ويكثر الأعداء، و معاتبة الأخ لأخيه خير من فقده، فلا تنس – أخي- كثرة فضائل أخيك إن هو وقع في ذنب، أو خطأ، ومن منا لا يكون فيه عيب ولا يقع في خطأ؛ فإذا كنا نحن ما رضينا عن أنفسنا، فكيف نرضى عن غيرنا.
يقول الله تعالى: " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " عندما تقابل من أساء إليك بالإحسان إليه فإنك ستطفئ الخصومة، وتوقف الشر، وتكسب القلب قبل الموقف.
والبعض يطرح موضوعًا مثيرًا، ويحشد حوله الآراء، ويجذب الأعضاء للرد، حتى يصير الموضوع وكأنه قضية رأي عام، ويُلبسه ثياب النقاش العلمي الموضوعي، ويُكدّس كلامًا على كلام، ويدخل بنا في بُنيات الطريق، من خلاف فقهي إلى لُغوي إلى معاتبة أحد المشاركين على سوء الأدب في الرد، وفجأة (امسك) خطأ نحويّ وقع فيه أخي الحبيب فلان وهذا يدل على قلة بضاعته في اللغة، وسوء فهم اقترفته أختي الكريمة فلانة التي تتعجل دون رويّة في أمرها، وهكذا يحترم بعضنا بعضًا بطرف اللسان، وإلا فنحن في الحقيقة يسب بعضنا بعضًا!!، والتهكم من أهم وسائل الشيطان للوقيعة بين المشاركين، وكل هذا بسبب شخص مفتون من شياطين الإنس استدرجنا ولعب
(يُتْبَعُ)
(/)
بعقولنا، وهبني غرًّا ساذجًا لا أعلم ما هو الحوار الموضوعي، ولا أعلم ما الهدف من هذا الجدال، بل لم أحدد بالضبط نقطة النقاش، ولكني أنساق لمتعة الرد والرد، خاصة لو أثنى على كلامي أحد المتحاورين، ولم أخلص النية لله في ردي، وكان عليّ أن أفكر قبل أن أكتب كلامًا يكون في ميزان سيئاتي يوم العرض الأكبر، كان عليّ أن أستخير الله في كلام أكتبه، يقرأه المئات وربما الآلاف أو الملايين، وقد يظن من قرأ كلامي أنني من أهل العلم فيقتدي بي ويغتر بكلامي ويأخذ برأيي وكأنه كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما كان أغناني عن الدخول في حروب كلامية طاحنة، وانتصار للنفس، أو للعرق أو للمذهب، وكيف أقحمت نفسي في قضايا لا علم لي بها، أو مسائل قُتلت بحثًا، ولو رددتُها لعالمها لوجدت الإجابة في نصف سطر!!، فلماذا أنفقت ساعات من عمري وربما أيامًا في البحث عن الصواب وهو بين يديّ؟، ما أحوجني لأن أسمع وأقرأ وأتعلم، ما أغناني عن التصدي والتصدر والجدال والخصومة وكأنني أحارب طواحين الهواء، أنا بعدُ لمّا أُريّش فكيف أطير؟، وطبعًا أريد أن أُظهر للمشاركين قامتي العلمية السامقة، ولكن بشكل غير مباشر وبتلقائية خادعة، يجب أن أتكلم عن رحلاتي العلمية (مع أني ما خرجت من قريتنا الصغيرة)، ويجب أن يعرف الجميع أنني أحرجت الأستاذ الدكتور فلان ورددت عليه (مع أنني لم أُقابله)، وأتحدث عن مؤلفاتي وثقافتي الألمانية وتاريخ عائلتي الممتدة الجذور و .... ، وعندما أجد في أي موقع أو منتدى بعض المشاركين يلعنون الداعية الفلاني ويجعلونه الخطر الأكبر على الإسلام، وفريقًا آخر يرد عليهم ويجعلون هذا الداعية ظاهرة تستحق الدراسة، بل هو مجدد الإسلام في هذا القرن، أشاركهم هذه الملحمة، وأتصنع دور الحكمة، وأنني بعيد عن الإفراط أو التفريط، وكان الواجب عليّ أن أنصحهم في كلمتين: خذوا من خيره واتركوا شره، ولا تقعوا في عرضه أو تُغالوا فيه.
وعندما كتب أحد الأعضاء مشاركة قصيرة فيها نقد لمصر، فجأة انفجرت ماسورة الشتائم والسباب من بعض الأعضاء نُصرة لأم الدنيا!!، فازداد الجو سخونة، وانطلقت الصواريخ المضادة من حلف العضو الأول، وقرروا وكرروا أن مصر هي سبب محنة العرب، على المستوى السياسي والديني والقومي والمش عارف إيه، المهم كلام كبيييير لا يستوعبه مثلي، ورد الآخرون بذكر فضل مصر على العرب ودورها الحضاري والتاريخي والقيادي وأيضا كلام كبير لم أستطع متابعته، لكثرة المشاركات وطولها وتشعبها وتطرقها لمشاحنات وضغائن شخصية لا علاقة لها بموضوع الشجار، وحتى الآن لا أعلم أين وصلتْ هذه المباراة الطويلة، ولكني على كل حال أعلم النتيجة وهي:
صفر – صفر!!!
وما من كاتب إلا سيفنى ** ويُبقي الله ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه
أبو مالك سامح عبد الحميد
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Sep 2010, 07:24 م]ـ
صدقت أخي الفاضل وأحسنت فكم من موقع يجلب الكفر ةانحراف العقيدة وظاهره مسلم.(/)
سؤال إلى أهل الذكر
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:34 م]ـ
هذا السؤال موجه إلى الأخوين الفاضلين:
الأستاذ عبد الله جلغوم
والدكتور عمارة شندول
ما رأيكم ـ وأنتما من المهتمين والمختصين ـ فيما كتبه الأستاذ الفاضل المهندس عبد الدائم كحيل في بحثه: " أسرار معجزة "ألم"؟
وهذا جزء من بحثه:
" (الم) والنظام الرقمي
لقد رتّب الله تعالى هذه الأحرف الثلاثة (الألف واللام والميم) بشكل مذهل في القرآن الكريم. وفي هذا الفصل سوف نرى نماذج من هذا النظام الرقمي الذي سخّره الله تعالى لمثل عصرنا هذا ليكون دليلاً قوياً على عجز البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن. وسوف نرى أن الرقم (7) هو أساس هذا النظام المذهل, وهذا يُثبت قدرة وعظمة خالق السماوات السبع عزّ وجلّ.
أول سورة وآخر سورة بدأت بـ (الم)
أول سورة بدأت بـ (الم) هي سورة البقرة, وآخر سورة هي سورة السجدة. لقد رتّب الله تعالى بحكمته هاتين السورتين ووضعهما تحت رقمين محددين فرقم سورة البقرة في القرآن هو (2) ورقم سورة السجدة هو (32) , والعجيب أن هذين الرقمين (2ـ32) يشكلان مجتمعين عدداً من مضاعفات الـ (7) , إن العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو (2 2 3) يقبل القسمة على (7) تماماً:
322 = 7 × 46
والجدير بالذكر أن مجموع أرقام العدد 322 هو سبعة:
2 + 2+ 3 = 7
(الم) وأول سورة
بعد فاتحة القرآن نجد أن الله تعالى قد بدأ أول سورة ـ البقرة ـ بـ (الم) ثم قال تعالى متحدثاً عن كتابه (ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين) [البقرة: 2] , والمذهل أن الله سبحانه قد رتب الأحرف الثلاثة (الألف واللام والميم) عبر كلمات هذه الآية بشكل يتعلق بالرقم (7). والمنهج الذي نتبعه في هذا البحث هو إحصاء الأحرف الثلاثة [ا ل م] في كل كلمة من كلمات الآية, , وصفّ هذه الأرقام.
لنكتب الآية الأولى وتحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والميم, والكلمة التي لا تحوي أيّاً من هذه الأحرف تأخذ الرقم صفر:
ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين
1 2 2 0 0 0 3
إن العدد الذي يمثل توزع هذه الأحرف عبر كلمات الآية هو (3000221) يقبل القسمة على (7) تماماً:
3000221 = 7 × 428603
والشيء الغريب أن ناتج هذه العملية يقبل القسمة على (7) أيضاً:
428603 = 7 × 61229
والأغرب أن الناتج هنا يقبل القسمة على (7) أيضاً:
61229 = 7 × 8747
إن هذه النتيجة المذهلة تؤكد تأكيداً قوياً بأن الله تعالى قد أحكَم هذه الآية ونظّم أحرفها تنظيماً دقيقاً, حتى طريقة كتابة كلماتها. فكلمة (الكتاب) نجدها في القرآن قد كُتبت من دون ألف, أي عدد أحرف (الم) فيها هو (2) ولو كتبت هذه الكلمة بالألف لأصبح عدد أحرف (الم) فيها (3) وسوف يختل النظام الرقمي بالكامل؛ لأن العدد الذي يمثل توزع هذه الأحرف (ا ل م) في هذه الآية سيصبح 3000231 وهذا عدد لا يقبل القسمة على (7). فتأمل معي دقة كلمات الله ودقة رسمها وترتيبها ودقة اختيار ألفاظها. ولو قال تعالى: (هدى للمؤمنين) بدلاً من (هدى للمتقين) أيضاً لاختل هذا النظام المحكم!
(الم) وآخر سورة
كما ذكرنا آخر سورة في القرآن بدأت بـ (الم) هي سورة السجدة, يقول تعالى (تنزيل الكتب لا ريب فيه من رب العلمين) [السجدة: 2]. كما في الفقرة السابقة النظام الرقمي ذاته يتكرر مع هذه الآية أيضاً. لنكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن, ونكتب رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف (الم) لنجد العدد: 40100221والعدد 40100221 يمثل توزع (الم) عبر كلمات الآية, هذا العدد يقبل القسمة على (7) تماماً:
40100221 = 7 × 5728603
ونلاحظ أن كلمة (الكتب) قد كُتبت في القرآن من دون ألف, كذلك كلمة (العلمين). لذلك يمكن القول بأنه لو زاد أو نقص حرف واحد من القرآن لاختل هذا النظام الرقمي البديع الذي نراه في آيات الله.
ولكن هنالك شيء مذهل: العدد الذي يمثل توزع (الم) في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً حتى لو قرأناه من اليمين إلى اليسار, أي باتجاه قراءة كلمات الآية ليصبح هذا العدد في هذه الحالة مساوياً 12200104:
12200104 = 7 × 1742872
وهكذا لو سرنا عبر آيات القرآن ونصوصه لرأينا نظاماً معجزاً, طبعاً النظام الرقمي لا يسير آية آية بل يسير وفق معنى النص القرآني, وسوف نرى أن النص القرآني يمكن أن يكون آية أو مقطعاً من آية أو مجموعة آيات أو سورة ... وإنني على ثقة بأن الطريقة التي توزع بها هذا النظام عبر نصوص القرآن والتي لم نكتشفها بعد تكمن فيها معجزة عظيمة, إنها تنتظر من يبحث ويفني عمره ليرى عجائب هذا القرآن الذي سيكون يوماً ما هو الرفيق الوحيد الذي تجده أمامك عندما يتخلى عنك كل البشر, فانظر ماذا أعددت لذلك اليوم"
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Sep 2010, 12:02 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22222(/)
مسجد جاهز ينتقل 4000 كلم ليصل إلى مستقره في أقصى كندا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Sep 2010, 04:33 ص]ـ
خبر عجيب ومفرح في نفس الوقت ..
نظرا لعدم القدرة على بناء مسجد في إحدى أقصى المناطق الكندية، مدينة إينوفيك القطبية، تمكن بعض المسلمين بذكاء عجيب من صناعة مسجد كامل من الخشب في مدينة تبعد 4000 كلم عن إينوفيك، ثم نقله جاهزا عن طريق النهر، في رحلة دامت حوالي أسبوع ..
وقد وصل المسجد إلى مستقره في مدينة إينوفيك وهي لحد الآن أقصى منطقة في شمال الكرة الأرضية يبنى عليها مسجد .. وقد تمتع الحدث بتغطية كبيرة في وسائل الإعلام الكندية.
بعض الصور وتقرير صوتي عن لحظات وصول المسجد، الذي يخدم جالية يقدّر عددها بأربع مائة مسلم، والذي تم صنعه بتكلفة 300 ألف دولار كندي، في هذا الرابط:
http://www.cbc.ca/canada/edmonton/story/2010/09/23/north-mosque-inuvik-arrives.html?ref=rss(/)
ملف نصرة أم المؤمنين [عائشة]- رضي الله عنها , من موقع: (الألوكة) ..
ـ[هِمّة]ــــــــ[25 Sep 2010, 01:35 م]ـ
ملف نصرة أم المؤمنين [عائشة]- رضي الله عنها , من موقع: (الألوكة) ..
http://www.alukah.net/World_Muslims/10720/(/)
النصوص الواردة في البكاء في الصلاة وأقوال العلماء الأئمة الأربعة وغيرهم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 Sep 2010, 02:06 م]ـ
النصوص الواردة في البكاء في الصلاة وأقوال العلماء الأئمة الأربعة وغيرهم في ذلك:
قال الله تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) سورة الإسراء آية (109).
وقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) سورة المؤمنون آيتا (1 – 2).
وقال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
سورة مريم آية (58).
وعن مطرف عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره " أزيز كأزيز الرحى من البكاء " وفي لفظ قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ".
أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب البكاء في الصلاة رقم (904) 1/ 238، وأحمد رقم (16369) 4/ 26، ورقم (16355) 4/ 25، والنسائي في السنن الصغرى في كتاب السهو، باب البكاء في الصلاة رقم (1214) 3/ 13، وفي السنن الكبرى رقم (544) 1/ 195، ورقم (1135) 1/ 360، ورقم (545) 1/ 195، وابن حبان في صحيحه رقم (753) 3/ 30، ورقم (665) 2/ 439، وابن خزيمة في صحيحه رقم (900) 2/ 52، وأبو يعلى رقم (1599) 3/ 174، وتمام الرازي في الفوائد رقم (1619 - 1620) 2/ 237، وابن المبارك في الزهد رقم (109) ص36، والترمذي في الشمائل المحمدية رقم (323) ص263، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 357، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم (442 - 443) 9/ 464، ورقم (436 – 443) 9/ 462، والحاكم في المستدرك رقم (971) 1/ 396 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، والهيثمي في موارد الظمآن للهيثمي رقم (522) 1/ 139، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (904) 1/ 238، وفي صحيح سنن النسائي رقم (1214) 3/ 13، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم (544)، ورقم (3329).
قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: " في هذا الخبر بيان واضح أن التحزن الذي أذن الله جل وعلا فيه بالقرآن واستمع إليه هو التحزن بالصوت مع بدايته ونهايته لأن بداءته هو العزم الصحيح على الانقلاع عن المزجورات ونهايته وفور التشمير في أنواع العبادات فإذا اشتمل التحزن على البداية التي وصفتها والنهاية التي ذكرتها صار المتحزن بالقرآن كأنه قذف بنفسه في مقلاع القربة إلى مولاه ولم يتعلق بشيء دونه ".
صحيح ابن حبان رقم (753) 3/ 30.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيراً ".
أخرجه البخاري في كتاب الإمامة والجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة رقم (646 – 647) 1/ 240، وفي باب إذا بكى الإمام في الصلاة وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) رقم (684) 1/ 252، وفي باب حد المريض أن يشهد الجماعة رقم (633) 1/ 236، وفي باب من أسمع الناس تكبير الإمام رقم (680 – 681) 1/ 251، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع لقوله تعالى يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق رقم (6873) 6/ 2663، ومسلم في كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس وأن من صلى خلف إمام جالس لعجزه عن القيام لزمه
(يُتْبَعُ)
(/)
القيام إذا قدر عليه ونسخ القعود خلف القاعد في حق من قدر على القيام رقم (418) 1/ 313، ومالك موطأ رقم (412) 1/ 170.
و عن علي رضي الله عنه قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا " وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ".
أخرجه أحمد رقم (1023) 1/ 125، وابن حبان في صحيحه رقم (2257) 6/ 32، وابن خزيمة في صحيحه رقم (899) 2/ 52، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (1690) 1/ 409، وأبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 25، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 60/ 163، والأصبهاني في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه رقم (571) 3/ 172وقال: بعد دراسة إسناد هذا الحديث تبين أنه بهذا الإسناد صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (545)، ورقم (3330).
وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت فيناديه بلال بالأذان فيقوم فيغتسل فأني لأرى الماء ينحدر على جلده وشعره ثم يخرج فيصلي فأسمع بكاءه ثم يظل صائماً " قال قلت للشعبي في رمضان قال سواء.
أخرجه أبو يعلى رقم (4709) 8/ 163، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 88 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه الذهبي في معجم المحدثين رقم (353) في ترجمة محمد أبي القاسم البغدادي ص275 وصححه بلفظ: " قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت جنبا فيؤذن بلال بالأذان فيقوم فيغتسل وإني لأرى الماء ينحدر على جلده وشعره ثم يخرج فيصلي وأسمع قراءته هذا حديث صحيح غريب.
وعن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزورنا فقال أقول يا أمه كما قال الأول زر غباً تزدد حباً قال فقالت دعونا من رطانتكم هذه قال ابن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكوراً لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها إن في خلق السماوات والأرض الآية كلها.
أخرجه ابن حبان رقم (620) 2/ 386، والهيثمي في موارد الظمآن للهيثمي رقم (523) 1/ 139، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (1468).
وعن عبد الله بن شداد رحمه الله قال سمعت نشيج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ سورة يوسف حتى انتهى إلى (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله).
أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب الإمامة والجماعة، باب إذا بكى الإمام في الصلاة وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) 1/ 252، وابن أبي شيبة رقم (3565) 1/ 312، ورقم (35527) 7/ 224، وعبد الرزاق في المصنف رقم (2716) 2/ 114، وسعيد بن منصور في سننه رقم (1138) 5/ 405، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (2057) 2/ 364، وذكره النووي في خلاصة الأحكام (1658) 1/ 497 وقال: سنده صحيح على شرط الشيخين، والنشيج بنون وشين معجمة وجيم ترديد البكاء.
قال أبو عبد الرحمن الأسدي مروان بن محمد لسعيد بن عبد العزيز: يا أبا محمد ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة فقال: يا ابن أخي وما سؤالك عن ذلك قلت لعل الله أن ينفعني به فقال سعيد: " ما قمت إلى صلاة إلا مثلت لي جهنم ". التخويف من النار لابن رجب ص23، وتاريخ الإسلام للذهبي 10/ 218، وسير أعلام النبلاء للذهبي 8/ 34، وتهذيب الكمال للمزي 10/ 543، وحلية الأولياء لأبي نعيم 8/ 274، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 21/ 203، 67/ 62، والكواكب النيرات لأبي البركات الشافعي ص 41.
المذهب المالكي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عبد البر رحمه الله: قولها إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء ففيه دليل على أن البكاء في الصلاة لا يقطعها ولا يضرها إذا كان من خوف الله أو على مصيبة في دين الله، ذكر ابن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني من البكاء قال وفي هذا الحديث دليل على أن البكاء لا يقطع الصلاة وهذا ما لم يكن كلاماً تفهم حروفه ولم يكن ضعفاً وعبثاً وكان من خشية الله أو فيما أباحه الله تعالى وجل وبه التوفيق.
التمهيد لابن عبد البر 22/ 134، والاستذكار لابن عبد البر 2/ 355.
وقال المواق رحمه الله عند قول خليل (وبكاء تخشع):في الصحيح أن أبا بكر لا يستطيع أن يسمع الناس من البكاء عياض فيه دليل على أن البكاء في الصلاة جائز وغير مفسد لها قال الله سبحانه وتعالى: خروا سجداً وبكياً وإلا فكالكلام قال سند اتفق الناس أن البكاء بصوت مبطل وإن كان من مصيبة أو ووجع وإن كان من الخشوع فلا شيء عليه.
التاج والإكليل للمواق 2/ 33.
وقال القرطبي رحمه الله: الثانية قوله تعالى: يبكون دليل على جواز البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى أو على معصيته في دين الله وأن ذلك لا يقطعها ولا يضرها ذكر بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء وفي كتاب أبي داود وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء.
تفسير القرطبي 10/ 342.
المذهب الحنبلي
قال ابن قدامة رحمه الله: فصل فأما البكاء والتأوه ولأنين الذي ينتظم منه حرفان فما كان مغلوباً عليه لم يؤثر على ما ذكرنا من قبل وما كان من غير غلبة فإن كان لغير خوف الله أفسد الصلاة وإن كان من خشية الله فقال أبو عبد الله بن بطة في الرجل يتأوه في الصلاة إن تأوه من النار فلا بأس، وقال أبو الخطاب إذا تأوه أو أن أو بكى لخوف الله لم تبطل صلاته قال القاضي التأوه ذكر مدح الله تعالى به إبراهيم عليه الصلاة السلام فقال إن إبراهيم لأواه حليم والذكر لا يفسد الصلاة ومدح الباكين بقوله تعالى: خروا سجدا وبكيا وقال: ويخرون للأذقان يبكون وروي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء رواه الخلال، وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف ولم أر عن أحمد في التأوه شيئاً ولا في الأنين والأشبه بأصولنا أنه متى فعله مختارا أفسد صلاته فإنه قال في رواية مهنا في البكاء الذي لا يفسد الصلاة إنه ما كان عن غلبة ولأن الحكم لا يثبت إلا بنص أو قياس أو إجماع والنصوص العامة تمنع من الكلام كله ولم يرد في التأوه والأنين ما يخصهما ويخرجهما من العموم والمدح على التأوه لا يوجب تخصيصه كتشميت العاطس ورد السلام والكلمة الطيبة التي هي صدقة. المغني لابن قدامة 1/ 394.
المذهب الحنفي
قال الجصاص رحمه الله: باب البكاء في الصلاة قال الله تعالى ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ومثله قوله تعالى: خروا سجداً وبكياً وفيه الدلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يقطع الصلاة لأن الله تعالى قد مدحهم بالبكاء في السجود ولم يفرق بين سجود الصلاة وسجود التلاوة وسجدة الشكر وروى سفيان بن عيينة قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد قال سمعت عبد الله بن شداد قال سمعت نشيج عمر رضي الله عنه وإني لفي آخر الصفوف وقرأ في صلاة الصبح سورة يوسف حتى إذا بلغ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله نشج ولم ينكر عليه أحد من الصحابة وقد كانوا خلفه فصار إجماعا وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء وقوله تعالى ويزيدهم خشوعا يعني به أن بكاءهم في حال السجود يزيدهم خشوعا إلى خشوعهم وفيه الدلالة على أن مخافتهم لله تعالى حتى تؤديهم إلى البكاء داعية إلى طاعة الله وإخلاص العبادة على ما يجب من القيام بحقوق نعمه والله الموفق، وقوله تعالى: إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً وفي هذه الآية دلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يفسدها. أحكام القرآن للجصاص 5
(يُتْبَعُ)
(/)
/ 37 – 38، 47.
وقال الطحاوي رحمه الله: باب البكاء في الصلاة قال أبو حنيفة وأصحابه إن كان من خوف الله لم يقطعها وإن كان من وجع قطعها وقال عبيد الله بن الحسن إذا اشتد كأنه قد عمل في غير الصلاة ولما كان قليله إذا كان من خوف الله لا يقطع كذلك كثيره.
مختصر اختلاف العلماء للطحاوي 4/ 395.
وقال الكاساني رحمه الله:قال الله تعالى: (إن إبراهيم لحليم أواه منيب) لأنه كان كثير التأوه في الصلاة وكان لجوف رسول الله أزيز كأزيز المرجل في الصلاة وإذا كان كذلك فالصوت المنبعث عن مثل هذا الأنين لا يكون من كلام الناس فلا يكون مفسداً ولأن التأوه والبكاء من ذكر الجنة والنار يكون بمنزلة التصريح بمسألة الجنة والتعوذ من النار وذلك غير مفسد.
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني 1/ 235.
قال العيني رحمه الله: وهو يعدد فوائد حديث حديث عائشة رضي الله عنها في إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه العاشر: البكاء في الصلاة لا يبطلها وإن كثر وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم علم حال أبي بكر في رقة القلب وكثرة البكاء ولم يعدل عنه ولا نهاه عن البكاء وأما في هذا الزمان فقد قال أصحابنا إذا بكى في الصلاة فارتفع بكاؤه فإن كان من ذكر الجنة أو النار لم يقطع صلاته وإن كان من وجع في بدنه أو مصيبة في ماله أو أهله قطعها وبه قال مالك وأحمد. عمدة القاري للعيني 5/ 190.
قال: وقال السفاقسي: أجاز العلماء البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى وخشيته. عمدة القاري للعيني 5/ 252.
المذهب الشافعي
قال النووي رحمه الله: باب لا تبطل الصلاة بالبكاء والنفخ إذا كان بالفم ولم يبن منه حرفان ولا بالسعال ونحو ذلك قال الله تعالى خروا سجداً وبكياً) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قلت إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر يصلي بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس متفق عليه، وعن عبيد الله بن الشخير رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء صحيح رواه الثلاثة بأسانيد صحيحة لكن الترمذي إنما رواه في الشمائل وفي رواية أبي داود كأزيز الرحى، وعن علقمة بن وقاص قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في العتمة سورة يوسف وأنا في آخر الصفوف حتى إذا جاء ذكر يوسف سمعت نشيجه رواه البيهقي بإسناد صحيح سنده صحيح على شرط الشيخين النشيج بنون وشين معجمة وجيم ترديد البكاء
خلاصة الأحكام للنووي (1654 – 1658) 1/ 497.
وقال النووي أيضاً: ويستحب البكاء عند القراءة وهي صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا الإسراء 109 والأحاديث والآثار فيه كثيرة وفي الصحيحين مسعود رضي الله عنه أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قال حسبك قال فرأيت عينيه تذرفان وطريقه في تحصيل البكاء أن يتأمل ما يقرؤه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يفكر في تقصيره فيها فإن لم يحضره عند ذلك حزن وبكاء فليبك على فقد ذلك فإنه من المصائب.
المجموع للنووي 2/ 187.
المذهب الظاهري
قال ابن حزم رحمه الله: مسألة ومن بكى في الصلاة من خشية الله تعالى يمكنه رد البكاء فلا شيء عليه ولا سجود سهو ولا غيره فلو تعمد البكاء عمداً بطلت صلاته، حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أنا سويد بن نصر أنا عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف هو ابن الشخير عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي، قال علي هكذا هو التفسير نصا في نفس الحديث وأما غلبة البكاء فقال تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وقال عليه السلام إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وأما تعمد البكاء فعمل لم يأت بإباحته نص وقال عليه السلام إن في الصلاة لشغلا فصح أن كل عمل فهو محرم في الصلاة إلا عملا جاء بإباحته نص أو إجماع وبالله تعالى التوفيق.المحلى لابن حزم 4/ 187.
قال الشوكاني رحمه الله: باب البكاء في الصلاة من خشية الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً، وعن عبد الله بن الشخير قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء رواه أحمد وأبو داود والنسائي الحديث أخرجه أيضا الترمذي وصححه وبن حبان وبن خزيمة قوله أزيز الأزيز بفتح الألف بعدها زاي مكسورة ثم تحتانية ساكنة ثم زاي أيضا وهو صوت القدر قال في النهاية هو أن يجيش جوفه ويغلي من البكاء قوله كأزيز المرجل المرجل بكسر الميم وسكون الراء وفتح الجيم قدر من نحاس وقد يطلق على كل قدر يطبخ فيها ولعله المراد في الحديث وفي رواية أبي داود كأزيز الرحا يعني الطاحون قوله من البكاء فيه دليل على أن البكاء لا يبطل الصلاة سواء ظهر منه حرفان أم لا وقد قيل إن كان البكاء من خشية الله لم يبطل وهذا الحديث يدل عليه ويدل عليه أيضا ما رواه بن حبان بسنده إلى علي بن أبي طالب قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح وبوب عليه ذكر الإباحة للمرء أن يبكي من خشية الله وأخرج البخاري وسعيد بن منصور وبن المنذر أن عمر صلى الصلاة الصبح وقرأ سورة يوسف حتى بلغ إلى قوله تعالى إنما أشكو بثي وحزني إلى الله فسمع نشيجه واستدل المصنف على جواز البكاء في الصلاة بالآية التي ذكرها لأنها تشمل المصلي وغيره وعن بن عمر قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له الصلاة قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء فقال مروه فليصل فعاودته فقال مروه فليصل إنكن صواحب يوسف رواه البخاري ومعناه متفق عليه من حديث عائشة قوله رجل رقيق أي رقيق القلب وفي رواية للبخاري أنها قالت أبا بكر أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس قوله إنكن صواحب يوسف صواحب جمع صاحبة والمراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن وهذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحدة هي عائشة فقط كما أن المراد بصواحب يوسف زليخا فقط كذا قال الحافظ ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته إن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ومرادها زيادة وهو أن لا يتشاءم الناس به كما صرحت بذلك في بعض طرق الحديث فقالت وما حملني على مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه والحديث له فوائد ليس هذا محل بسطها وقد استدل به المصنف ها هنا على جواز البكاء في الصلاة ووجه الاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صمم على استحلاف أبي بكر بعد أن أخبر أنه إذا قرأ غلبه البكاء دل ذلك على الجواز. نيل الأوطار للشوكاني 2/ 368 – 370.
قال محمد شمي الحق العظيم آبادي رحمه الله: باب البكاء في الصلاة عن مطرف عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء صلى الله عليه وسلم "
وفي صدره أزيز بفتح الألف بعدها زاي مكسورة ثم تحتانية ساكنة ثم زاي أيضا أي صوت كأزيز الرحى يعني الطاحون قال الخطابي أزيز الرحى صوتها وحرحرتها من البكاء أي من أجله .. وفي الحديث دليل على أن البكاء لا يبطل الصلاة سواء ظهر منه حرفان أم لا وقد قيل إن كان البكاء من خشية الله لم يبطل وهذا الحديث يدل عليه ويدل عليه أيضا ما رواه بن حبان بسنده إلى علي بن أبي طالب قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح وبوب عليه ذكر الإباحة للمرء أن يبكي من خشية الله واستدل على جواز البكاء في الصلاة بقوله تعالى: إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً قال المنذري وأخرجه الترمذي والنسائي.
عون المعبود شرح سنن أبي داود لمحمد شمي الحق العظيم آبادي 3/ 121.(/)
هل تسمع من زوجتك ما أسمع؟!
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 Sep 2010, 07:04 م]ـ
عندما تجلس أمام الحاسوب الخاص بك (المكتبي، أو المحمل) تبحث في الشاملة عن موضوع ما، أو تقرأ في كتاب عبر الشبكة لا يوجد في مكتبتك، أو بحث جيد نشر من خلالها، أو تقرأ وتتصفح ملتقى أهل التفسير، أو غيره من المنتديات الجيدة المفيدة، أو تكتب بحثاً لك، أوخطبة للجمعة، أو للعيد، أو لأي مناسبة كانت:
هل تسمع من زوجتك ما أسمع؟!
الذي أسمعه في بعض الأحيان:
كأن هذا الحاسب زوجة ثانية.
ليتك تجلس معنا قدر ما تجلسه أمام هذا الحاسب، حتى ولو كان جلوسي عليه ساعة زمن لا أكثر.
الله يأخذ هالحاسب ويريحنا منه.
أنا وأنت وهالكتب والحاسب شفلك حل!!
علماً أن جلوس الأسرة في المكتبة أكثر من جلوسهم في أي مكان من البيت لما فيها من التنويع والتشويق والترغيب.
وقت رضاها عني وأنا أبحث في حاسوبي إذا أخرجتها للسوق وتم شاء المطلوب، فلا تسل عن الرضا الملموس من خلال العبارات الحلوة التي فيه الحنان والرحمة، مثل أعانك الله، وين وصلت في بحثك، هذا بالإضافة إلى سلسلة المشروبات المتنوعة والتي تأتيك من غير طلب ولا دفع حساب.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[25 Sep 2010, 07:32 م]ـ
المشكلة لا تطرح للمتزوجين فحسب، بل الملاحظ أن الفرد لما يرتبط بالمنتديات، يصبح المنتدى أوالكمبيوتر شريكا رسميا، يستحيل الاستغناء عنه، وكثيرا ما نسمع ردود فعل أهالينا أو أصدقائنا وحتى زملائنا في الدراسة أو العمل، ومع ذلك، ومع أحقية الجلوس مع الأسرة أو الابتعاد قليلا عن النات، فالأمر يغدو مستحيلا، فامنع عني الهاتف، التلفاز، الرسائل ... لكن الكمبيوتر ... لا ... ، أقصد الكمبيوتر بالنات وإلا فكأنه جسد بلا روح ... إنه الإدمان أحيانا، أو الحب المفرط للنات، نسأل الله أن يبارك في وقتنا على النات، ويجعله في موازين حسناتنا.
ثم رفقا بزوجك أيها الكريم الطيب، فأنا أجزم أن هذه المشكلة في كل البيوت، وهذه العبارات كثيرة الانتشار بين مدمني النات، أسعدك الله ونور أيامك في ظل أسرتك.
تقبل مروري أخي الفاضل.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Sep 2010, 07:42 م]ـ
نعم سمعناه، فاضطررنا إلى تقليص الوقت مع الحاسوب، وسر قنا بعض الوقت القليل من هنا وهناك، آخر الليل، أو أول الصباح، ....
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Sep 2010, 07:44 م]ـ
ـــــ النساء هن النساء في مشارق الأرض ومغاربها.
ــــ حيث يمثل الزوجة الثانية كل ما يأتي:
ـــ طول المكوث في المكتبة.
ــــ السفر بدونها.
ــــ السهر متجاوزا وقت نومها.
ـــ مشورة النساء العلمية.
ـــ الثناء على كتاب أو رأي صدر عن امرأة.
ـــ النت ذاك العدو اللدود. وهلم جرا
لكن الفروق بين النساء نسبية هذه النسبية تتأرجح تبعا لعدة أمور:
قوة شخصية الرجل.
قوة احتماله.
مدى تأثيره الإيجابي على أسرته.
طريقة تعامله مع الأزمات.
تغطيته لمتطلبات بيته ثم خلوه لمكتبه ومكتبته وحاسوبه.
مدى اقناعه لأهله بجدية سبب اعتزاله الأسرة لساعات.
نسبية ثقافة الزوجه وسعة أفقها.
مدى الغيرة عليه ونوعية هذه الغيرة.
وفي الختام ينتصر الصبر وطول البال التى تهد الجبال.
وخير الأمور الوسط
مع تحياتي.
ـ[شعاع]ــــــــ[25 Sep 2010, 08:12 م]ـ
أنا سمعت هذا الكلام مثلكم تماما لكن من والدتي ...
أحيانا تقوله على سبيل المزاح وأحيانا بتهديد وغضب .. لكن ترجع الأم حنون كما هي فطرتها فتجلس معي وتستمع لي وتسألني
عن المشايخ وعن الصلاة وغيرها من أمور فقهية وأسمعها صوت القارئ السديس وهو يرتل وأحيانا تسمع معي محاضرات للأساتذة
فمرة تثني عليهم ومرة تقول: "كلامهم مو مفهوم غيريهم مايعرفون شيء ... حطي لي نور على الدرب!! "
ربي يطول بعمرها ويحفظها لي ولايحرمني من دعائها ....
شكرا لك على هذا الطرح.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 Sep 2010, 08:13 م]ـ
ثم رفقا بزوجك أيها الكريم الطيب، فأنا أجزم أن هذه المشكلة في كل البيوت، وهذه العبارات كثيرة الانتشار بين مدمني النات، أسعدك الله ونور أيامك في ظل أسرتك.
تقبل مروري أخي الفاضل.
بارك الله فيكم وأحسن إليكم .. نتقبل ذلك بكل صدر رحب، بل والله إن رضاها عندي أحب إلي من قراءة كتاب أنا في شوق إلى قراءته، بل وأسارقها الوقت إذا نامت للقراءة والبحث. مداراة لخاطرها.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 Sep 2010, 08:17 م]ـ
ربي يطول بعمرها ويحفظها لي ولايحرمني من دعائها ....
آمين .. آمين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Sep 2010, 08:18 م]ـ
والله أسمع أكثر مما قاله الأخ ضيدان وأكثر. ولكن ذلك معفي عنه للمرأة ولا لوم عليها ولا يأتي إلا من محبة وحرص. فنعذرها عليه ونجاملها قدر المستطاع. وبيمشي الحال.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[25 Sep 2010, 09:34 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم .. نتقبل ذلك بكل صدر رحب، بل والله إن رضاها عندي أحب إلي من قراءة كتاب أنا في شوق إلى قراءته، بل وأسارقها الوقت إذا نامت للقراءة والبحث. مداراة لخاطرها.
ما شاء الله تبارك الرحمن، لا قوة إلا بالله، والله إننا لنسعد حينما نسمع هذا النوع من التوافق في البيت المسلم (السعيد)، زادكم الله مودة ورحمة بينكما، وأقر عينك بزوجك في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Sep 2010, 09:45 م]ـ
سألتني: ألئن وطئتُ هواي ورضيتُ وباركتُ وأعنتُ = أشركك الأجر؟
قلت: إي والله خالصاً من ريائي ومن عجبي.
قالت: فلا والله لا ألهيك أبداً ..
قلت: وأنا والله لا أضيع حقك أبداً ..
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[25 Sep 2010, 10:30 م]ـ
خيركم خيركم لأهله .. إذأً فلا خير في من لا خير فيه لأهله .. !!
والأهداف البعيدة قد تنسي خير القريبة وبركتها .. !!
ويبقى الرفق مع الصبر خير مطية.
ـ[باحثة علم]ــــــــ[26 Sep 2010, 02:29 ص]ـ
ماشاء الله بارك الله في زوجك وفي حياتك وفي وقتك وعلمك
ورزقك الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة(/)
تجديد الخطاب السلفي: بقلم الدكتور أحمد عبد الرحمن القاضي
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[25 Sep 2010, 08:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الأسبوع
تجديد الخطاب السلفي [1]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فليس ثمَّ شك أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وأن طريقة أهل السنة والجماعة؛ في الاعتقاد، والعمل، والسلوك، والأخلاق، هي الطريقة المثلى، المطابقة لما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وأن اتِّباع آثار السابقين الأولين من الصحابة، والتابعين، والسلف الصالحين، هو المنهج الرشيد، والمسلك السديد، الموصل إلى النصر، والتمكين، في الدنيا، والنجاة، والفلاح، في الآخرة. قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55]
ويمثل المنهج السلفي، منهج النقاء العقدي، والعملي، للمنتسبين إلى الإسلام. ولا ريب أن الانتساب إلى الإسلام، والتسمي به كافٍ في وصف العبودية التي لأجلها خلق الله الإنس والجن، كما قال تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج: 78]، ولكن الأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (لَمَّا أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ أُمَّتُهُ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ كُلُّهَا فِي النَّار؛ إلاَّ وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَفِي حَدِيثٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: "هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَومَ وَأَصْحَابِي"، صَارَ الْمُتَمَسِّكُونَ بِالإسْلامِ الْمَحْضِ، الْخَالِصِ عَنِ الشَّوْبِ هُمُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ) [الواسطية].
والخصائص الجامعة لأهل السنة والجماعة، واضحة، بيِّنة، والعلامات الفارقة للسلفيين عن غيرهم من الفرق المنحرفة، ظاهرة، شهيرة. وأبرزها أصلان عظيمان:
1 - التوحيد الخالص لله رب العالمين، بأنواعه الثلاثة؛ الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات.
2 - الاتباع الصحيح لسنة خاتم النبيين، والعناية بها رواية، ودراية، ولذلك سموا: (أهل الحديث) و (أهل الأثر). فمن التزم بهذين الأصلين، وبرئ من طرائق المبتدعة؛ من خوارج، وقدرية، ومرجئة، وجهمية، ومعتزلة، وصوفية، وضم إلى ذلك صالح الأعمال، ومكارم الأخلاق، استحق وصف (السلفية).
والملتزمون بهذين الأصلين العظيمين، وتوابعهما، جمع كثير في الأمة، أوسع مما قد يتوهمه بعض الناس لمفهوم السلفية، على تفاوت في الأخذ بهما، كما هي سنة الله في عباده المصطفين: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير) ُ [فاطر: 32]
وقد جرى في مطلع هذا القرن الخامس عشر الهجري، انتعاش، وإحياء، للمنهج السلفي، بعد عقود من الوهن، والضمور، وبلغ مواطن من العالم الإسلامي لم يبلغها من قبل، واكتسح معاقل عريقة للبدعة، والخرافة، والكلام المذموم. وحصل تنويرٌ غير مسبوق، في الأوساط العلمية، والشعبية، وتمحورٌ حول المرجعيات السلفية المعتبرة، وتراجعٌ للمرجعيات البدعية، والطرقية، والكلامية.
ولكن! سرعان ما دبَّ في الأوساط السلفية الواعدة، داء الأمم قبلهم؛ من الاختلاف، والنزاع، والانقسامات المتلاحقة، أفسد سرائر العاملين، وأطفأ أَلَق النقاء، وكدَّر الصفاء، الذي كانت الأمة ترمقه، وتعلق عليه آمالها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا تكاد تحل بلداً من بلدان المسلمين، اليوم، بل ولا تجمعاً من تجمعات أقلياتهم في الخارج، حتى تجد تحزباً، وانقساماً، وفرقةً، بين المنتسبين للسلفية، بصورة أشد عنفاً، ومقتاً، وتشظياً، من الطرائق الأخرى. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وربما تساءل بعض المراقبين: هل طبيعة المنهج تستدعي ذلك؟ هل الولع العلمي يستلزم هذه الانشطارات؟ هل عقيدة الولاء، والبراء، ونبذ الابتداع يفرض هذه الممارسات؟ والجواب: قطعاً لا! وحاشا، وكلا! فمقاصد الشريعة، كما سلف، تدعو، وتؤسس، وتربي، على الوحدة والائتلاف، وتنبذ الفرقة والاختلاف.
إذاً! من أين أُتينا؟ لا شك أن ثمة (حزمة) من الأسباب المشاركة في تشكيل هذه الوضعية الشاذة، من أهمها:
1 - قصور العلم، وترؤس أنصاف الفقهاء.
2 - قصور العقل، وتصدُّر حدثاء الأسنان.
3 - حظوظ النفس، وتنامي الأثرة، والحسد.
4 - الظلم والبغي، وحصول العدوان.
والواقع القريب، يشهد بوجود قيادات سلفية، تقية، نقية، عاقلة، واعية، أدارت دفة
الدعوة السلفية بمهارة، واعتدال، وتحاشت كثيراً من مزالق الفتن، ومسائل الشغب.
ولا أرى من المفيد، الخوض في التجارب السلبية، وتوسيع رقعة السواد، بالقيل والقال، والتلاوم، فضلاً عن التنابز، وتسقط الزلات. بل ثم حاجة ماسة إلى أن يتداعى السلفيون، على وجه البسيطة، إلى كلمة سواء، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يجتمعوا على المحكمات، ويدعوا المتشابهات، وأن يطرحوا الفرقة، وينبذوا الخلاف، ويتسامحوا، ويتغافروا، ويعفوا، ويصفحوا، ويضعوا نصب أعينهم قوله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) [الشورى: 13]
لا بد من تجديد الخطاب السلفي، الذي يحافظ على أصالة المنهج، ويواجه المستجدات، ويتخلص من الآفات. وهذا التجديد، ضرورة ملحة، وإلا بقينا نتردى في مهاوي الخلافات، ونجتر مسائل، وأغلوطات، أفرزتها حالة معينة، أو نتجت عن خطأ بشري، لا يجوز أن تبقى الأجيال مرتهنة لها، أو ممتحنة به، فقد خلقنا الله أحراراً، لا نعبد سواه، ولا نتبع غير نبيه ومصطفاه. وفي الحلقات القادمة جملة من المعالم الضرورية لتجديد الخطاب السلفي. والله المستعان، والهادي إلى سواء السبيل.
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=xlqx86bu[
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[04 Oct 2010, 03:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الأسبوع
تجديد الخطاب السلفي (2)
بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد يجد بعض الناس تناقضاً بين مدلولي (التجديد) و (السلفية)؛ باعتبار الثاني يدل على القدم المنافي للجديد! والأمر ليس كذلك. فالتجديد الذي ننشده ليس انقلاباً، أو تغييراً للثوابت، بل هو نوع من إعادة تفعيلها، لتؤدي دورها، وتقتضي آثارها، في الواقع. ذلك أن (الجمود) والتشبث برسوم محلية، اقتضتها مرحلة زمنية معينة، يعطل أداء النص، ويحجر على العقل أن يُعمله في النوازل، والمستجدات. ولهذا صار يعتور الأمر محذوران: أحدهما: الوقوع في أسر الجمود بدعوى المحافظة، والتمسك بالسنة، واتباع السلف. والثاني: الانفلات، والتمرد على النقل، وتسييد العقل، بدعوى التجديد. فلا بد من ضبط المعادلة، بما يحقق المصالح، ويدرأ المفاسد.
حين نتقدم إلى المسلمين خاصة، وإلى الناس كافة، بدعوتنا، لا بد أن نصوغ خطاباً يجمع عناصر القبول المختلفة، التي حواها الخطاب القرآني، النبوي، واستعمله المجددون الموفقون من سلف هذه الأمة. وإن من شأن هذا الخطاب، إذا اتضحت معالمه، واستبانت مقاصده، أن يثمر ثمرات عظيمة، من أهمها:
1 - وحدة المسلمين، لاجتماع دعاتهم على كلمة سواء.
2 - انتشار الإسلام، لكونه يرد الروح إلى الدعوة، ويخلصها من آفاتها المتراكمة، فتعود غضةً، طريةً، ذات ألق، ووهج، وجاذبية، كما كانت أول مرة.
ومن أبرز السمات التي يجب أن يتسم بها الخطاب السلفي المتجدد، ويتشربه الناطقون به، على اختلاف مواقعهم، وتخصصاتهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: الاعتصام بالكتاب والسنة
إن كثيراً من البلى، والآفات في الخطاب الدعوي ناشئة عن البعد فهم مراد الله ورسوله، والاحتفاء بأقوال الرجال، والوقوع في أسر التعصب، من حيث يشعر صاحبه، أو لا يشعر. وربما جرى ذلك لبعض من يعيب التقليد، ويذم التعصب، فيقع له شيء من ذلك في حق من يجله، ويعظمه، من المتبوعين الثقات، ويغفل عن كونهم غير معصومين. إننا بحاجة ماسة إلى صلة حميمة، وعلاقة لصيقة، وثقة مطلقة بالنص، والدليل، تجعلنا نستهدي به، ونقبس من ضوئه مباشرة، فلا تعشوا أبصارنا أقوال الرجال، وإن عظم مقدارهم، بجنب كلام الله، وكلام نبيه - صلى الله عليه وسلم - (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) [سبأ: 50]، وفي الحديث الإلهي: (يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِى أَهْدِكُمْ) رواه مسلم.
إن من ضرورات صياغة الخطاب السلفي المتجدد، أن يبنى على النص، والدليل، رسماً، ومعنى. فيستمد تصوراته، وأحكامه من هدي الوحي المعصوم، ويضمخ سياقاته، بالأدلة، حتى يتربى المخاطب على التأصيل، والتعبد لرب العالمين.
يلحظ المرء في كثير من المعالجات المعاصرة، طغيان الرأي، وغياب الدليل. وربما سُوِّدت صفحات كثيرة، لم تذكر فيها آية، أو حديث! وإن ذكرت فعلى سبيل التبرك، والديباج، لا على سبيل الاستدلال، والاحتجاج.
إن للنص سلطاناً، وتأثيراً، في القلوب، والمسامع، لا تبلغه فصاحة فصيح، ولا تنظير متكلم. فلا بد للخطاب السلفي المعاصر أن يأوي على ركن شديد، فذاك سر قوته، وغلبته، واكتساحه لكافة الطروحات الهزيلة.
فعلى الدعاة على الله، أن يعتصموا بالوحي المعصوم، ويبتعدوا عن جميع صور الاستزلال، والتأويل، والتجهيل، التي يمارسها دعاة العقلنة، والعصرنة، الذين ينزعون إلى (بشرنة) الدين، ونزع ميزة (الربانية) من خطابه، وهدايته. قال - صلى الله عليه وسلم-: (تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ) رواه مسلم، وفي بلاغات مالك، في الموطأ: (وسنة نبيه).
ثانياً: الوضوح
إن من أبرز أوصاف القرآن أنه (بيان) و (تبيان) و (مبين)، كما نطقت بذلك آيات كثر:
- كقوله تعالى: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 138]،
- وقوله: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]،
- وقوله: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15، 16].
وتأمل كيف يرتب الله الهدى في كل من هذه الآيات الثلاث على البيان!
إن ذلك يدل دلالةً جلية على أن الخطاب الدعوي، يجب أن يتسم بالوضوح، ويجتنب التلبيس، والإجمال، والإبهام. إن مقام الإيمان، والتوحيد العبادة، لا يحتمل باطنية الخطاب الصوفي، ولا غموض الخطاب الفلسفي. ولا تعقيد الخطاب الكلامي. لا بد أن يمتح الخطاب السلفي المعاصر من بيان القرآن، ويرتشف وضوح السنة. حين قرَّظ سعد زغلول، كتاب (وحي القلم) لمصطفى صادق الرافعي -رحمه الله - صاحب (الجملة القرآنية)، وصفه بأنه: (تنزيل من التنزيل، أو قبس من نور الذكر الحكيم).
وهكذا ينبغي أن تكون لغة الدعاة؛ فلا يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، ولا يستعيضون عن بيان القرآن، ووضوح السنة، بأنماط من الأساليب المولدة، الرمزية، الغامضة، يجارون بها بلديِّيهم، أو معاصريهم، معتقدين بذلك أنهم يمارسون (تجديداً) في الأداء، أو يحدثون القوم بما يعرفون، كلا! إنهم، في الحقيقة، ينخلعون من ثوب قشيب، ويلتفعون بمرط تنكري غريب. ولو ساغ ذلك في بعض أبواب الشعر، الأدب، لما ساغ في أبواب الاعتقاد، والعبادة، والعمل.
ثالثاً: العدل
العدل (قيمة) و (خلق) لأهل الإسلام. قيمة؛ من حيث هو، وخلق من حيث التطبيق؛ في القول، والعمل، والحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]،
وقال: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام: 152]،
وقال: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة: 8]،
وقال: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء: 58].
لا بد أن يتحلى الخطاب السلفي المعاصر بالعدل، والإنصاف، ويتحاشى جميع صور الحيف، والظلم. ومن العدل أن يعترف لأهل الفضل بفضلهم، ويثني بالخير على باذليه، دون أن يكون ذلك منافياً للشهادة لله، والقيام بالقسط، أو القيام لله، والشهادة بالقسط، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) [النساء: 135] وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ) [المائدة: 8].
يجنح الخطاب السلفي، في كثيرٍ من بياناته، ونقده للمخالفين، بسبب حماسه للحق، إلى نوعٍ من الظلم، والإجحاف، وإهدار فضائل الآخرين. وليس ذلك من أصل المنهج، لكنه طارئ عليه من بعض مؤيديه الغاضبين له، في أجواء محمومة، وتحت ضغوطٍ، ومظالم أشد، من مخالفيهم. ولا ريب أن المنكر لا يقابل بمثله، ولا يصحح الخطأ بخطأ مماثل، وإنما يصحح الخطأ بالصواب، والرد إلى كلمة سواء.
وقد جرى في مطاوي التاريخ العقدي شيء من ذلك، ويجري الآن بين الجماعات المنتسبة إلى أهل السنة عموماً أكثر من ذلك، بل ويجري بين الجماعات المنتمية إلى السلفية أكثر من ذلك! وما ذاك إلا لغياب عنصر (العدل)، ودخول الهوى، والمواقف الشخصية في الميزان، أو مقابلة الخطأ بخطأ مثله، وقد قال نبي الله شعيب، عليه السلام: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود: 88]
ومن صور الظلم المنافي للعدل، الجاري على بعض ألسنة المتحدثين، أو الكاتبين:
1 - بخس الناس حقوقهم: فيقول عن عالمٍ ما، إنه لم يأت بجديد! وربما كان من كبار المحدثين! أو عن طائفة ما: إنها أفسدت الدين! وربما كانوا من عظماء الفاتحين، أو عن جماعة ما: ما صنعت للإسلام شيئاً! وربما كانت من أبلغ الدعوات تأثيراً، وإنتاجاً، ولو مع شائبة. وكان يسعه أن يقول في هذا، وذاك، وتلك: فيه تفصيل.
2 - التسوية بين المختلفات: بأن يحشد المخالفين في خندق واحد، ويصمهم بتهمة سواء! كأن يقول عن فرقة ما: إنهم أضر على الإسلام من اليهود، والنصارى، والمشركين! وربما انطبق على غلاتهم، دون مقتصديهم. أو يصم عالماً ما، ببدعة، دون نظر إلى تفاوت المقالات، أو التماس المعاذير، أو كون ذلك نزراً يسيراً، مغموراً في جنب فضائله. فالعدل قامت به السماوات والأرض.
لا بد للخطاب السلفي من التجرد للحق، وقول الحق، والحكم على الذوات، والأحداث، بالحق. ولا بد أن يكف بعض دعاة السلفية عن إهدار حقوق مخالفيهم، والضرب على فضائلهم، ومنجزاتهم. لا بد أن نقول للمحسن: أحسنت، وللمسيء أسأت. ولا يمنعنا ذلك أن نقول للمحسن: أحسنت في كذا، وأسأت في كذا، وللمسيء: أسأت في كذا، وأحسنت في كذا. فذلك أدعى أن يقبل منا. ولا ينقضي العجب ممن ينكر هذا المسلك العادل، وينسب السلف إلى غمط الحق، وازدراء الناس!
ومن تتبع أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وحكمه على كثير ممن حاد عن السنة المحضة؛ من أهل الأهواء، والبدع، على اختلاف مراتبهم؛ من أمراء، وعلماء، ومصنفين، وجد ميزاناً عادلاً، ونفساً مطمئناً، غير مشحون، ومع ذلك، فقد أبلى بلاءً حسناً في بيان السنة، ورد البدعة، دون أن يخرج به ذلك عن القسطاس المستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فما أحرى دعاة السلفية، في خطابهم المعاصر، الذي يتقدمون به إلى أهل ملتهم، وإلى الناس كافة، أن يستعملوا هذا الميزان، فإن الله جعله قريناً للقرآن، قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) [الشورى: 17]، وبعث بذلك رسله، فقال: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) [الحديد: 25]
(وللحديث صلة إن شاء الله)
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[12 Oct 2010, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الأسبوع
تجديد الخطاب السلفي [3]
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد تقدم ذكر ثلاث سمات ضرورية للخطاب السلفي المعاصر، وهي: الاعتصام بالكتاب والسنة، والوضوح، والعدل. وفيما يلي تتمة لهذه السمات:
رابعاً: الرحمة
وصف الله إرسال نبيه - صلى الله عليه وسلم – بالرحمة: فقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]،
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إني لم أبعَثْ لَعَّانًا، وإنما بُعثْتُ رحمة) [انفرد بإخراجه مسلم].
قال ابن كثير - رحمه الله -: (أي: أرسله رحمة لهم كلّهم، فمن قَبِل هذه الرحمةَ، وشكَر هذه النعمةَ، سَعد في الدنيا، والآخرة، ومن رَدّها، وجحدها، خسر في الدنيا والآخرة) [تفسير القرآن العظيم]
وبناءً على هذا الأصل الأصيل، فلا بد أن يصطبغ الخطاب السلفي بصبغة الرفق، وأن تسكنه الرحمة، وأن يُشعر المخاطبين بروح النصح، والشفقة، وينأى عن الشدة، والغلظة. وهكذا كان خلقه - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) [آل عمران: 159]،
وبهذا وصى؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم –
فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ!
فَقُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمْ السَّامُ، وَاللَّعْنَةُ.
فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ، يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ).
قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟
قَالَ: (قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ) [متفق عليه].
وفي رواية: (وَيُعْطِى عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِى عَلَى مَا سِوَاهُ).
فيجب أن يراعي الخطاب المعاصر استعمال الرفق (في الأمر كله)؛ في القول، والفعل، مع النفس، ومع الآخرين، مع كافة المدعوين؛ من المؤمنين، والمبتدعة، والكفار، إلا أن يكونوا محاربين، أو متمحضين لبدعتهم، لقوله تعالى في صفة الصحابة: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29]. وتلك قضية يدل عليها العقل، كما يدل عليها النقل؛ إذ لا يمكن القبول من غليظ، معنِّف.
ويلاحظ كثيراً على الخطاب السلفي المعاصر نوع شدة، ربما كانت نابعةً من الطبيعة القوية لبعض معتنقيه، وحماسهم للحق الذي أبصروه. وقد وقع من بعض السلف غلظة على المخالفين من أهل البدع؛ إما لظهور السنة، وفشو العلم، بما لا يحتمل عذراً للمخالف، كما جرى من عمر- رضي الله عنه- مع صبيغ بن عسل، أو ما جرى من الإمام مالك، - رحمه الله - مع السائل عن كيفية الاستواء، وإما لشناعة بدعتهم، وعدم المسوغ المحتمل، كما وقع من الإمام الدارمي - رحمه الله - في نقضه على بشر المريسي، والجهمية، وقد قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [التوبة: 73].
وربما حصل تشنيع زائد، لأسباب وقتية، تقدر بقدرها، وتقرأ في سياقها، كما وقع من السجزي - رحمه الله - في رده على الأشاعرة. وهذا تفسير، لا تبرير، فخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو الإنسان الكامل، والمعيار المعصوم.
وقد آل الحال لدى بعض السلفيين المعاصرين إلى فضاضة شديدة، في تعامله مع من يراهم حائدين عن منهج السلف، فاستعمل أقذع السباب، وكال أشد التهم، ثم حمله هذا المسلك الطائش إلى الانقضاض على من خالفه خاصة أصحابه، حين اختلفوا في جزئيات، وفروع، فسود الصفحات، وملأ المكتبات، وحمَّل خلايا الشبكة العنكبوتية بألوان الردود، وقابله الموتورون بمثله، فصاروا سبة عند العقلاء، ضحكة للسفهاء، كمداً في نفوس الغيورين على السنة وأهلها. وإلى الله المشتكى، وهو المستعان.
وقد أثبت التاريخ، والواقع، أن الله كتب القبول لذوي الرفق، واللطف، والتودد. فمن تأمل في سيرة الشيخ عبد الرحمن السعدي، وابن باز، وابن عثيمين، وغيرهم - رحمهم الله - وجد الدليل العملي على صواب هذا المنهج.
كما أن من اعتبر بسيرة بعض أهل العنف، والجفاء، وجد أنهم أفسدوا مشروعهم العلمي، والإصلاحي، بافتعال الشغب، والتحريش بين الناس، باسم الجرح، والتعديل، وتنزيل طريقة السلف في معاملة المبتدع تنزيلاً غير حكيم. والله يغفر للجميع.
فرفقاً يا أهل السنة بأهل السنة، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[22 Oct 2010, 07:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الأسبوع
تجديد الخطاب السلفي [4]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فلا زال الحديث مستمراً في ذكر السمات التي يجب أن يتسم بها الخطاب السلفي المعاصر، ليلبي مقاصد الدعوة الإسلامية، ويسدد مسيرتها. وكان قد تقدم في الحلقات السابقة ذكر: الاعتصام بالكتاب والسنة، والوضوح، والعدل، والرحمة.
خامساً: السعة والشمول
لا بد أن يكون الخطاب بحجم المشروع. دين الإسلام مشروع الحياة الدنيا، المستوعب لكافة مناشطها، المنتظم لجميع تفاصيلها. قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162]. ورسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لجميع الناس، قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) [الأعراف: 158]، وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) [سبأ: 28]، وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]
فلا يصح، بحال، اختزال هذا الخطاب، ليكون مشروعاً علمياً؛ فقهياً، أو حديثياً، أو أصولياً، وحسب، ولا أن يستحيل خطة إصلاح أسري، مجتمعي، فقط، ولا أن يصاغ مرافعةً حقوقية، وبرنامجاً سياسياً، وكفى، فضلاً عن أن يقصر على التهذيب الروحي، والسلوك الشخصي. إنه كل ذلك!
لا بد من التفريق بين (التخصص) الشخصي لفرد ما، ومضمون الدعوة التي ينخرط فيها ذلك الفرد. لا حرج أن يشتغل عالم، أو فقيه، أو مربٍ، أو مصلح اجتماعي، فيما فتح له فيه من أنواع التخصصات.
كما لا يصح اختزال هذا المشروع، في خطاب حزبي لـ (جماعة)، أو بيان مناقبي لـ (طريقة)، أو تقريظ متعصب لـ (مذهب)، ولا أن يُحمل الكافة على نسق واحد، ويُساقون في سياق واحد، ويُصبُّون في قالب واحد، ويُستنسخون من شخصية واحدة، يعتريها القصور والتقصير.
إن دين الله أوسع من ذلك، فهو يستوعب البشر، والطاقات، والأذواق، والطبائع، ويوجه كل ذي فضل، ومنقبة، لسد ثغرة لا يسدها غيره، ويستعمله في إصلاح يليق به.
إن على الخطاب الدعوي الشامل، أن يستجمع عناصر الدين الواسع، ومفرداته، ولا يجتزئ، ولا يبتسر، ولا ينتخب، وفقاً لإسقاطات شخصية، أو محلية. وبعبارة أخرى، يجب أن يتضمن جميع مقاصد الدين الكامل، والشريعة التامة، ويرتاد آفاق الدنيا، بسعة، ورحابة، وقدرة على الاستيعاب.
وربما وقع من بعض الدعاة ضيق أفق، فقصروا مفهوم السلفية على بعض الممارسات، والأعمال التي هي منها، وليست كلها، وفاصلوا عليه، ووالوا، وعادوا، وأحبوا، وأبغضوا، فضيقوا واسعاً.
وربما وقع من بعض الدعاة ضيق عطن، فلم يحتملوا المخالف، دون تمييز بين درجات المخالفة، وضاقوا به ذرعاً، وطلبوا مواصفات دقيقة، ربما كان مبناها على الذوق، والمزاج، أكثر من العدل، والإحسان.
لقد استطاع هذا الدين، من خلال حَمَلته الأوائل الواعين، من الصحابة والتابعين، أن يستوعب شعوباً، وأعراقاً، وأمماً، وحضارات، برفق، وسلاسة، وان يذيبهم في بحره الخِضَم، ملتزمين بعقيدته الصحيحة، وشريعته العادلة، دون أن يسلبهم خصائصهم النوعية، ويحجر عليهم عاداتهم المباحة، فعاشوا قروناً متصالحين، كما تعيش جماعات الأسماك المتنوعة في المحيط العظيم.
وليس من لازم هذا التقرير، وهذا التصوير، أن يستحيل الدين مَضافَةً لكل عابر، وعباءةً تجلل كل من هب، ودب، كلا! ولكنه الخطاب العام، الواسع، الذي يطالب الناس أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإنهم أجابوا لذلك، وانضووا تحت هذا الإطار الكبير، تفرغ لتفقيههم، وتربيتهم، وتتبع مواطن الخلل فيهم، وإصلاحهم.
حُدِّثتُ عن رجل استرالي، قصد أحد بلاد المسلمين، ليعتنق الإسلام، فتنازعته جماعتان؛ شافعية، وأحناف، كلتاهما تلح عليه أن يكون على مذهبها! ولا تعليق.
تتصدى جماعة إسلامية، مجاهدة، لقضية من قضايا المسلمين الكبرى، التي تهم عامتهم، وخاصتهم، فلا تكاد تتخلص من الخطاب الحزبي الخاص، في أدبياتها، وبياناتها، وبرامجها، فضلاً عن تشكيلاتها، وقياداتها، مما يسلبها كثيراً من الامتداد، والقبول.
ينشطر كثير من المنتسبين للتيار السلفي، في مناطق كثيرة، إلى شطرين متناحرين، وربما أكثر، تبعاً لفلان، أو علان، أو اتباعاً لبعض المتشابه من المسائل المحدثات، وينسون ما تلقوه من الأصول السلفية العظيمة؛ في توحيد القصد، وتوحيد الاتباع.
كل هذه الآفات، والسلبيات، نشأت من جراء تضييق الخطاب، والهبوط من الأفق الأعلى إلى الحضيض الأدنى، والتشاغل بالمتشابه عن المحكم. وكان من نتيجة ذلك الانكفاء على الذات، والاستغراق في الخصومات، توقف الدعوة عن المجتمعات الكافرة، لانصراف الجهد إلى الاحتقان الداخلي.
إن على الخطاب السلفي المتجدد، وأعني صاغته، والناطقين به، أن يفتحوا أعينهم ملأ أحداقها، وآذانهم ملأ أسماعها، وأيديهم وسع باعها، وأرجلهم قدر خطوها، وقبل ذلك، عقولهم، وقلوبهم، وصدورهم، لتتسع رحمة للمؤمنين، ورحمةً للعالمين، وينعتقوا من أسر المشاريع الضيقة، والنظرات المحدودة، والقضايا الشخصية.
وهذه السمة، سمة الشمول والسعة، تُسلمنا إلى سمة أخرى، ضرورية في مشروع التقويم والتجديد، نتاولها في الحلقة القادمة إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[29 Oct 2010, 05:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الأسبوع
تجديد الخطاب السلفي [5 - (الأخير)]
بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد انتهى بنا المطاف في تعداد السمات اللازمة لتجديد الخطاب السلفي، إلى الحديث عن السعة والشمول. وهذا متصل بالحديث عن سمة ضرورية في كل حين، وفي هذا الزمان بصورة أشد.
سادساً: الائتلاف، والاجتماع
من أصول أهل السنة والجماعة، الدعوة إلى الوحدة، والائتلاف، ونبذ الفُرقة، والاختلاف. وقد جاء بذلك ناطق الكتاب، وصحيح السنة:
- قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103]، ثم أردفه بقوله: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105]،
- وقال: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشورى: 13].
- وقال نبيه - صلى الله عليه وسلم -: (لاََ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ) متفق عليه. وأمثال هذه النصوص كثير.
وتأسيساً على هذه الأصول، وسعياً نحو هذه المقاصد، لا بد أن يكون الخطاب السلفي التجديدي، مسكوناً بروح الوحدة، والتأليف، بريئاً من لوثة الفرقة، والتحزيب. فلا بد أن ينعتق دعاة السلفية من كل ولاء، وانتماء، يتنافى مع الولاء لله، ولرسوله، وللمؤمنين. قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة: 55].
لقد كان مذهب أهل السنة والجماعة مستقراً على طاعة ولاة الأمر؛ أبراراً، كانوا أم فجاراً، وعلى ترك الخروج على السلاطين، والسمع، والطاعة بالمعروف، والصبر على جور الولاة، حقناً للدماء، وتسكيناً للدهماء. والتزم أهل السنة، من بعد فتنة ابن الأشعث، بهذا المبدأ الصارم، وأثبتوه في متونهم العقدية، واعتصموا بوصية النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ) متفق عليه.
وحين انفرط نظام الخلافة الإسلامية الشاملة، وتكونت الدول المدنية الحديثة، اختلط الأمر، وصار الدعاة في حيص بيص، مع أنفسهم، ومع الأنظمة الحاكمة، بسبب الاختلاف في تكييف الأوضاع الجديدة. فنشأت خصومة، وقطيعة بين (الإسلاميين) والأنظمة، من جهة، وبين التوجهات الإسلامية، من جهة أخرى. وأعقب ذلك قلاقل، وفتن، وضعف، وفشل، واحتراب داخلي، استنفذ الطاقات، والْتهم المقدَّرات. قال تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال: 46].وتكونت (أدبيات) مشحونة، متوترة، في الخطاب الدعوي، سواء مع الأنظمة، أو مع المخالفين من الدعاة. ولا زالت الأمة تجتر هذه الويلات، وتهدر الأرواح، والطاقات، ويغذي ذلك أطراف خارجية متربصة، وجهات داخلية مندسة.
لابد من الخروج من (عنق الزجاجة)، والتخلص من هذه الدوامة التي تلف في إعصارها كثيراً من شباب الأمة، وعلماءها أحياناً. ولا ريب أن الاتجاه السلفي جزء في هذه المعضلة، يشارك بعض أفراده في تعقيدها، من حيث يشعر، أو لا يشعر.
قال شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ فِي السُّنَنِ، مِنْ رِوَايَةِ فَقِيهَيْ الصَّحَابَةِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: " ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ إخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ". وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَحْفُوظِ: "إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ".
فَقَدْ جَمَعَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ بَيْنَ الْخِصَالِ الثَّلَاثِ:
1 - إخْلَاصِ الْعَمَلِ لِلَّهِ،
2 - وَمُنَاصَحَةِ أُولِي الْأَمْرِ،
3 - وَلُزُومِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ.
وَهَذِهِ الثَّلَاثُ تَجْمَعُ أُصُولَ الدِّينِ، وَقَوَاعِدَهُ، وَتَجْمَعُ الْحُقُوقَ الَّتِي لِلَّهِ وَلِعِبَادِهِ، وَتَنْتَظِمُ مَصَالِحَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّ الْحُقُوقَ قِسْمَانِ:
- حَقٌّ لِلَّهِ
- وَحَقٌّ لِعِبَادِهِ،
فَحَقُّ اللَّهِ أَنْ نَعْبُدَهُ، وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، كَمَا جَاءَ لَفْظُهُ فِي أَحَدِ الْحَدِيثَيْنِ؛ وَهَذَا مَعْنَى إخْلَاصِ الْعَمَلِ لِلَّهِ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ.
وَحُقُوقُ الْعِبَادِ قِسْمَانِ: خَاصٌّ، وَعَامٌّ:
- أَمَّا الْخَاصُّ، فَمِثْلُ بِرِّ كُلِّ إنْسَانٍ وَالِدَيْهِ، وَحَقِّ زَوْجَتِهِ وَجَارِهِ؛ فَهَذِهِ مِنْ فُرُوعِ الدِّينِ؛ لِأَنَّ الْمُكَلَّفَ قَدْ يَخْلُو عَنْ وُجُوبِهَا عَلَيْهِ؛ وَلِأَنَّ مَصْلَحَتَهَا خَاصَّةٌ فَرْدِيَّةٌ.
- وَأَمَّا الْحُقُوقُ الْعَامَّةُ فَالنَّاسُ نَوْعَانِ:
- رُعَاةٌ
- وَرَعِيَّةٌ؛
فَحُقُوقُ الرُّعَاةِ مُنَاصَحَتُهُمْ؛ وَحُقُوقُ الرَّعِيَّةِ لُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ؛ فَإِنَّ مَصْلَحَتَهُمْ لَا تَتِمُّ إلَّا بِاجْتِمَاعِهِمْ، وَهُمْ لَا يَجْتَمِعُونَ عَلَى ضَلَالَةٍ؛ بَلْ مَصْلَحَةُ دِينِهِمْ، وَدُنْيَاهُمْ فِي اجْتِمَاعِهِمْ، وَاعْتِصَامِهِمْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا) [مجموع الفتاوى (1/ 18 - 19)]
يجب صياغة خطاب (مصالحة) بين المؤمنين، والكف عن الشجار، والدعوة إلى الوحدة والائتلاف، ونبذ التفرق والاختلاف، على ثلاث مستويات:
الأول: مع أنفسهم: فيكفوا عن التنقير، وتلقط الزلات، وافتعال الخصومات، ويستعيذوا بالله من شرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحذروا من (الشهوة الخفية)، وهي (حب الترؤس)، و (تكثير الأتباع).
ومن لازم ذلك، الكف عن السجال الكلامي، وتدبيج الردود، ذات العناوين المسجوعة، التي تعج بها رفوف المكتبات، وغرف الصوتيات.
ومن لازم ذلك، التلاقي، والتغافر، والتعافي، وتوحيد المواقف، وترتيب الأولويات، وعدم التشاغل بالمتشابهات، والتعاون على إقامة الدين، وعدم التفرق فيه: (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشورى: 13]
الثاني: مع المخالفين، من المشمولين بوصف السنة: بالتناصح، والتعاون على البر والتقوى، والرد إلى الله والرسول في قضايا النزاع، كما أمر الله: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء: 59].
ومن لازم ذلك، أن ينأى الخطاب السلفي عن المخاشنة، ويتخفف من العبارات الحادة، ويضبط معادلة (القوة في الحق، والرفق بالخلق).
ومن لازم ذلك، أن يميز الخطاب السلفي بين ألوان الطيف، بدقة، ولا يحشر المخالفين في خندق واحد، ولا يستعدي المسالمين، ولا يستكثر من الخصوم.
الثالث: مع الحكومات والأنظمة القائمة: بالتقارب، والتناصح، والانخراط في الهم المجتمعي العام، وعدم الاقتصار على (أجندة) معينة، بل المساهمة مع أجهزة الدولة الحديثة في إصلاح المجتمع، وتقويته، لننهض جميعاً، فنحن من البداية، وحتى النهاية، شركاء في الدين، واللغة، والتاريخ، والجغرافيا. ولا يمكن أن يتم هذا الالتحام المنشود مع بقاء روح الشك، والتربص، بين الطرفين.
ومن لازم ذلك، البعد عن المصادمة، والعمل في وضح النهار، وتجنب تكوين التنظيمات السرية، التي تحمل أولي السلطان على الإيقاع بها، واعتقال أفرادها، وخسران الأمة لمكونٍ مميز من مكوناتها.
ومن لازم ذلك، الصبر على ما يقع من منكرات، ومكروهات، مع دوام بذل النصيحة، والإصلاح، والنظر في عواقب الأمور، ومآلاتها، كما قال شعيب، عليه السلام: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود: 88]
قال شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله:
(فَظَهَرَ أَنَّ:
- سَبَبَ الِاجْتِمَاعِ وَالْأُلْفَةِ: جَمْعُ الدِّينِ وَالْعَمَلُ بِهِ كُلِّهِ، وَهُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، كَمَا أَمَرَ بِهِ بَاطِنًا، وَظَاهِرًا.
- وَسَبَبُ الْفُرْقَةِ: تَرْكُ حَظٍّ مِمَّا أُمِرَ الْعَبْدُ بِهِ، وَالْبَغْيُ بَيْنَهُمْ.
- وَنَتِيجَةُ الْجَمَاعَةِ: رَحْمَةُ اللَّهِ، وَرِضْوَانُهُ، وَصَلَوَاتُهُ، وَسَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَبَيَاضُ الْوُجُوهِ.
- وَنَتِيجَةُ الْفُرْقَةِ: عَذَابُ اللَّهِ، وَلَعْنَتُهُ، وَسَوَادُ الْوُجُوهِ، وَبَرَاءَةُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهُمْ) [مجموع الفتاوى (1/ 17)]
هذا، والله المسؤول، وحده، أن يعز دينه، ويعلي كلمته، وما النصر إلا من عنده، وإليه يرجع الأمر كله، وهو الهادي، وهو المعين. والحمد لله رب العالمين.
كتبه: د. أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي
عنيزة. 20/ 11/1431(/)
هل يجوز لخطيب الجمعة أن يستخدم شاشة العرض / data show
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Sep 2010, 08:53 م]ـ
سؤال ربما يخطر على الفكر في ظل ثورة الازدحام التكنولوجي: هل يجوز لخطيب الجمعة أن يستخدم الوسائل التعليمية التي يستخدمها المحاضر زيادة في التوضيح والتشويق؟ ومن هذه الوسائل شاشة العرض التي ربما يستخدمها لتدعيم موضوع خطبته. فهل هذا يجوز؟؟ وما الموانع الشرعيّة في ذلك؟
استطلعت "إسلام أون لاين. نت" آراء العلماء حول هذا الموضوع، بين مانع ومؤيد فقد أبدا المؤيدون إلى ضرورة الأخذ بالمنجزات العلمية الحديثة في مثل تلك الأمور، ما دام ليس هناك نص بالمنع، مؤكدين أن هذا هو المحمود في الدعوات المتكررة لتجديد الخطاب الديني. بينما أصر المانعون على عدم الجواز، مؤكدين أن الخطبة لها آداب لا يمكن الخروج عنها، مقترحين أن تظل الخطبة على وضعها، وأن تتم الاستفادة من تلك الوسائل فيما يسمى بالدرس بعد الصلاة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2010, 09:13 م]ـ
سؤال ربما يخطر على الفكر في ظل ثورة الازدحام التكنولوجي: هل يجوز لخطيب الجمعة أن يستخدم الوسائل التعليمية التي يستخدمها المحاضر زيادة في التوضيح والتشويق؟ ومن هذه الوسائل شاشة العرض التي ربما يستخدمها لتدعيم موضوع خطبته. فهل هذا يجوز؟؟ وما الموانع الشرعيّة في ذلك؟
استطلعت "إسلام أون لاين. نت" آراء العلماء حول هذا الموضوع، بين مانع ومؤيد فقد أبدا المؤيدون إلى ضرورة الأخذ بالمنجزات العلمية الحديثة في مثل تلك الأمور، ما دام ليس هناك نص بالمنع، مؤكدين أن هذا هو المحمود في الدعوات المتكررة لتجديد الخطاب الديني. بينما أصر المانعون على عدم الجواز، مؤكدين أن الخطبة لها آداب لا يمكن الخروج عنها، مقترحين أن تظل الخطبة على وضعها، وأن تتم الاستفادة من تلك الوسائل فيما يسمى بالدرس بعد الصلاة.
صلاة الجمعة = خطبة + ركعتين
عبادة جاءت على صفة معينة وأمور العبادة توقيفية لا تخضع للاجتهادات، وعدم وجود النص المانع لا يعني جواز الزيادة في العبادة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Sep 2010, 10:54 م]ـ
صلاة الجمعة = خطبة + ركعتين
جزاك الله خيراً أبا سعد
ولكن هل معنى هذه المعادلة أن الجمعة لا تصح أو لا تكتمل إلا بالخطبة؟؟ وما معنى قوله تعالى (((وتركوك قائماً)))
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا سعد
ولكن هل معنى هذه المعادلة أن الجمعة لا تصح أو لا تكتمل إلا بالخطبة؟؟ وما معنى قوله تعالى (((وتركوك قائماً)))
نعم أخي الحبيب الجمعة لا تصح إلا بالخطبة
والأحكام المتعلقة بها منوطة بالشارع لا يُزاد فيها ولا يُنقص.
ومناسبة نزول الآية المذكورة لا يغير من الأمر
ومن أدرك ركعة وفاتته ركعة أتى بركعة وكانت له جمعة بأمر الشارع لا يغير من الأمر شيئا
ومن أدرك الإمام بعد الركوع الثاني أتمها ظهرا كذلك لا يغير من الأمر شيئا.
وجزاك الله خيرا.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[26 Sep 2010, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم
تعقيب:
قراءة البيان والتبيين للجاحظ قد تجعلك تنظر إلى فن الخطابة على الصورة الآتية:
1. الخطبة فن الاعتماد على الكلام مطلقاً في إقناع المخاطبين ..
2. مدار الخطبة على شخصية الخطيب وبراعته الشخصية في أسر انتباه الحضور، لا على شيء سواه.
3. الاتكاء على العصا أو السيف في الخطبة، على عادة العرب، علامة على قوة الذهن وراحة البدن وانعدام حركته وإشغال لليد لئلا تعبث بلحية ونحوها.
4. استعمال الوسائل الأخرى والحركات وانعدام الاستقرار علامة على ضعف الخطيب والخطبة وبرودته وغفلته عن سر سلاحه.
وعليه:
فاستعمال العرض السينمائي في الخطبة، زيادة على بدعيته، ناسف لمفهوم الخطبة مفسد لمسماها مزلزل لركنها الأهم، مشتت لأذهان المخاطبين عنه، صارف لهم عن شخصية الخطيب التي عليها مدار الخطبة.
والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:14 ص]ـ
نعم أخي الحبيب الجمعة لا تصح إلا بالخطبة
والأحكام المتعلقة بها منوطة بالشارع لا يُزاد فيها ولا يُنقص.
ومناسبة نزول الآية المذكورة لا يغير من الأمر
ومن أدرك ركعة وفاتته ركعة أتى بركعة وكانت له جمعة بأمر الشارع لا يغير من الأمر شيئا
ومن أدرك الإمام بعد الركوع الثاني أتمها ظهرا كذلك لا يغير من الأمر شيئا.
وجزاك الله خيرا.
إذا كانت صلاة الجمعة لا تصح إلا بالخطبة كما تفضلتم فكيف لا يغير ذلك من الأمر شيء وقد صحت صلاة المسبوق الذي لم يحضر الخطبة؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:34 ص]ـ
بوركتم يا أبا أنس ..
أوافق الزملاء في خصوصية خطبة الجمعة، فليست كأي خطبة أو محاضرة. وقد استخدم أحد الخطباء في سراة عبيدة (مدينة في منطقة عسير جنوب السعودية) الكمبيوتر المحمول في خطبة الجمعة يقرأ منه فقط ولا يعرض من خلاله عرضاً فاستنكر ذلك منه جداً، وقد بلغني أنه اضطر لذلك اضطرارً لما أدركه الوقت ولم يجد طابعة فاضطر للقراءة من الشاشة، فكيف بمن يستخدم العرض كما تفضلتم.
والذي يتأمل حساسية السلف رحمهم الله من الابتداع وإنكارهم الشديد لأمور هي أقل من هذا يدرك حساسية التغيير في صفة مثل هذه العبادات وخطورته على المدى البعيد وما قد يترتب عليه من الابتداع في الدين.
وما أجمل كلام الإمام الشاطبي في كتابه القيم (الاعتصام)، وبعضنا قد يستسهل مثل هذه الأمور وهي لم تكن عند السلف الصالح كذلك، بل كانوا ينكرونها ويحرصون على لزوم السنة تَماماً دون إضافة.
علماً أنني لا أفتي في استخدام الجهاز على النحو الذي ذكرتم بحل أو حرمة، ولكن أحببت الإدلاء بهذه الفكرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Sep 2010, 07:15 ص]ـ
أشرت لهذا الموضوع سنة 2008، بخبر نشر في الجزيرة نت:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=12725
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[26 Sep 2010, 07:33 ص]ـ
إذا كانت صلاة الجمعة لا تصح إلا بالخطبة كما تفضلتم فكيف لا يغير ذلك من الأمر شيء وقد صحت صلاة المسبوق الذي لم يحضر الخطبة؟؟
بارك الله فيك أخي الكريم
صلاة من تجب بهم الجمعة (الإمام / الخطيب والمأمومون على خلاف في أقل عدد يصح أن يطلق عليه أنه صلاة جمعة) لا تصح إلا بذلك (بالخطبة والصلاة؛ على الصفة المتواترة الناسخة) .. أما من خرجوا إلى القافلة قبل الإتمام، فيكفيهم أن الله عيرهم بذلك في قرآن يتلى من ترك النبيء قائماً يخطب وهم في شغل عنه بالدنيا، ولو استقبلوا ما استدبروا ما فعلوا، وأن أجرهم قد انتقص منه، وأنهم أشرفوا على الفتنة (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم ... )، وهل أمروا بالإعادة أم اكتفي معهم بالتقريع الذي هو أشد على النفس من الإعادة .. إلخ.
ومن باب مطارحة الخواطر ..
أظن أن هذا السؤال منبثق في عصرنا من هيمنة المرئي المركب (المسرحي) على المسموع السهل (الخطاب)!
المسرحي الذي هو خير معبر عن الحضارة الغربية منذ مسارح اليونان إلى استوديوهات هوليوود.
توجه الخطاب إلى العين، فصارت من أكثر الحواس تعباً وإهاقاً .. بعكس الأذن التي أرهقتها الأصوات الصاخبة والعابثة والموسيقى التصويرية التي تخدم تقسيم المشاهد .. كله موجه إلى العين بالدرجة الأولى .. الأعمى في محنة مضاعفة اليوم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 Sep 2010, 10:33 ص]ـ
في ظل ثورة الازدحام التكنولوجي
....
تمَّ في هذه الأيام على نطاق واسع في كثير من مساجد القاهرة الكبرى تطبيق نظام ((الأذان الموحد)).
وذلك ..
بتركيب جهاز استقبال بجوار ماكينة مكبِّر الصوت.
الجهاز متصل بالكهرباء طوال اليوم 24 ساعة.
يقوم الجهاز بما يلي:
- قبْل وقت الجهاز بدقائق قليلة يقوم الجهاز بتشغيل ماكينة مكبر الصوت في المسجد.
- ينبعث صوت الأذان الموحَّد ... والذي يؤديه مؤذِّن معتمَد من المصدر الَّذي تم اختياره [يقال إنه من مسجد الحسين].
- بعد انتهاء الأذان يقوم الجهاز بإيقاف ماكينة مكبر الصوت ...
- غير مسموح لأحد من المسجد التدخل في عمل هذا الجهاز أو هذه الآلية إلا بالرجوع للقائمين على هذا الأمر.
- - - -
بعد ذلك يقوم واحد من المسجد بإقامة الصلاة.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[26 Sep 2010, 10:40 ص]ـ
الخطبة جزء لا يتجزأ من صلاة الجمعة، وعلى الخطيب أن يبذل جهده في الصوت وطبقته، والجسد وحركته، ومن الفصاحة والوضوح في لغته، وحسن اختيار لموضوع خطبته، وإذا كان الامر مقصورا على جهاز عرض ينقل لمن يجلسون في المسجد ولا يمكنهم مشاهدته فهذا لا مانع فيه لكونه يحقق المقصود وهو بلوغ رسالة الخطيب صوتا وصورة، ولكن أن يستعمل فلما او نحوه من الوسائل التعليمية، لمزيد من الشرح فهذا يخرج الخطبة عن مقصودها، لا سيما والتقصير في الخطبة من السنة، وإذا كان الناس لا يتحملون 10 أو 15 د زمنا للخطبة، فهل سينتظرون تمام كل مشهد سيعرضه الخطيب، وإذا شاهدوا مثل هذه الوسائل وظهر لهم ما لا يرضيهم فهل نضمن احدا لا يملك نفسه حتى يبادر بالاعتراض، وعندها سينشب حوار بينه وبين الخطيب فيذهب محور الخطبة، وشعيرة الجمعة، وأيضا مثل هذه الاجهزة تحتاج لحركة مستمرة من احد الحضور يتابعها ويقلبها، ولعل هذا يكون من اللغو المنهي عنه يوم الجمعة، فإذا كلمة (صه) في الجمعة تعبر كلاما كما في بعض روايات أحاديث النهي عن اللغو والكلام في الجمعة.
إن خطبة الجمعة ما هي الا رسالة قصيرة يوصلها الخطيب للناس في كل جمعة، سعيا لاصلاح القلوب والمجتمع ولا يحتاج الامر كل هذه الوسائل.
ومن جانب الشرع لا أظن المجزين يسعفهم الدليل في ذلك غير عدم ورود النص المانع، وهنا نقول لهم الخطبة جزء من اركان الجمعة، ويجب اداؤها كما ورد به الشرع والقاعدة الاصولية تقول: الاصل في العبادات المنع، ولا يقبل في هذا المجال أن يقال أن المانع.
والله اعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Sep 2010, 07:35 م]ـ
بارك الله بكم جميعاً. وما قصدت إلا إثراء هذا الموضوع بحثاً وتدقيقاً. وقد حصل المقصد وأميل الى ما ذكره الأخوة من صيانة الخطبة والإبقاء على هيبتها ورصانتها. وتجنيبها مثل هذه الأمور التي هي محط تشتيت وغياب ذهن للسامع قبل القاريء. بارك الله بإخوتي جميعاً وبارك بعلمهم وجهدهم.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[26 Sep 2010, 08:37 م]ـ
السلام عليكم ...
أثناء زيارتي لماليزيا منذ أشهر وجدتهم يستعملون في بعض المساجد في خطب الجمعة شاشة العرض ولكن لايعرضون إلا كلام الخطيب لا أكثر ولا أقل ...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:33 م]ـ
السلام عليكم ...
أثناء زيارتي لماليزيا منذ أشهر وجدتهم يستعملون في بعض المساجد في خطب الجمعة شاشة العرض ولكن لايعرضون إلا كلام الخطيب لا أكثر ولا أقل ...
بارك الله بك أخي الفاضل. معلومة ممتازة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:40 ص]ـ
خطبة الجمعة عبادة وهي بدل ركعتين من صلاة الظهر كما قيل والأصل في كل العبادات التوقيف فلذا كما على المصلي أن يستمع ولا يتوسع في الحركات زيادة الضرورة كذلك عى الخطيب عدم التوسع إلا بمقدار الضرورة ... والاتباع فيه عصمة من الابتداع المذموم
وأذكر ذات مرة كنت في مسجد جامع في دمشق وكان الخطيب داعية مشهوراً ذائع الصيت أسَّاراً للقلوب شحاذا للفكر ... يتفاعل فيما يطرح تفاعل يشد الانتباه بيد أنه .... ((كثير الحركات بيديه بل بكليته يرفع ويخفض يديه بل يكاد يرتفع هو ويحط بجسمه)) بتوافق تعبيري أسَّار ..... وكان من الحاضرين الشيخ عبد الحميد طهماز رح1 قد أحضره أحد زملائي الحمويين للاطلاع والتعرف ولم يكن بينه وبين الخطيب سابق معرفة .. فطلب الشيخ عبد الحميد التحدث مع الخطيب وحدثه بينه وبينه علمت فيما بعد أنه من جملة ما حدثه عن ضرورة تجنب الإكثار من الحركات وذلك للخصوصية التعبدية والأصل فيها عدم التوسع أما في المحاضرات والمناظرات فليتوسع والله أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Sep 2010, 12:15 م]ـ
خطبة الجمعة عبادة وهي بدل ركعتين من صلاة الظهر كما قيل والأصل في كل العبادات التوقيف فلذا كما على المصلي أن يستمع ولا يتوسع في الحركات زيادة الضرورة كذلك عى الخطيب عدم التوسع إلا بمقدار الضرورة ... والاتباع فيه عصمة من الابتداع المذموم
وأذكر ذات مرة كنت في مسجد جامع في دمشق وكان الخطيب داعية مشهوراً ذائع الصيت أسَّاراً للقلوب شحاذا للفكر ... يتفاعل فيما يطرح تفاعل يشد الانتباه بيد أنه .... ((كثير الحركات بيديه بل بكليته يرفع ويخفض يديه بل يكاد يرتفع هو ويحط بجسمه)) بتوافق تعبيري أسَّار ..... وكان من الحاضرين الشيخ عبد الحميد طهماز رح1 قد أحضره أحد زملائي الحمويين للاطلاع والتعرف ولم يكن بينه وبين الخطيب سابق معرفة .. فطلب الشيخ عبد الحميد التحدث مع الخطيب وحدثه بينه وبينه علمت فيما بعد أنه من جملة ما حدثه عن ضرورة تجنب الإكثار من الحركات وذلك للخصوصية التعبدية والأصل فيها عدم التوسع أما في المحاضرات والمناظرات فليتوسع والله أعلم
بارك الله بك أخي عبد الله.
لم يقل أحد من العلماء أن الخطبة بدلاً من ركعتين إلا ما يتناقله العوام حول ذلك من غير دليل. أما كثرة الحركات أثناء الخطبة فلا شيء بها أبداً. وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا خطب علا صوته وانتفخت أوداجه واحمرت عيناه كأنه منذر جيش. ولم يقل أحد أيضاً من العلماء أن كثرة الحركات فيها منقصة للخطيب. فالخطيب أحياناً يتفاعل في خطبته فيتحرك يمنة ويسة ويشير بيده ويرفع رأسه ويخفضه لاعتبارات لصالح الخطبة وإيصال المعلومة. بارك الله بك أخي الفاضل وجزاك خيراً على اهتمامك ومشاركتك.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:57 م]ـ
بارك الله بك أخي عبد الله.
لم يقل أحد من العلماء أن الخطبة بدلاً من ركعتين إلا ما يتناقله العوام حول ذلك من غير دليل.
أخي الفاضل تيسير أشكر لك ردك الطيب إلا أنني أود أن أبين لك أخي الكريم أن القول بأن الخطبة بدل من ركعتين من صلاة الظهر وأنه من تناقل العوام وأنه لم يقل به أحد من العلماء .... قول غير صحيح وما كنت لأنقل عن عوام في مثل هذا الملتقى العلمي وبإمكانك لتعرف عدم دقة كلامك أن ترجع إلى ما كتبه أستاذنا العلامة الدكتور مصطفى سعيد الخن واستاذنا الدكتور مصطفى البغا والشيخ على الشربجي في المجلد الأول من كتابهم الشهير الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رح1: في الصفحة206
تعليلا للشرط الثالث من شروط الخطبتان: أن يكون الخطيب طاهراً من الحدثين ..... ألخ يقول: إذ الخطبة كالصلاة، ولذلك كانت الخطبتان عوضا عن ركعتين من فريضة الظهر، فاشترط لها ما يشترط للصلاة من الطهارة ونحوها .... فليتأمل رحمك الله وزادك علما
وبارك بك أخي الكريم
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:19 م]ـ
وأما قولكم أخي الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كثرة الحركات أثناء الخطبة فلا شيء بها أبداً. وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا خطب علا صوته وانتفخت أوداجه واحمرت عيناه كأنه منذر جيش. ولم يقل أحد أيضاً من العلماء أن كثرة الحركات فيها منقصة للخطيب. فالخطيب أحياناً يتفاعل في خطبته فيتحرك يمنة ويسة ويشير بيده ويرفع رأسه ويخفضه لاعتبارات لصالح الخطبة وإيصال المعلومة.
أخي الكريم: الخطبة في يوم الجمعة جزء هام من شعيرة صلاة الجمعة بل هي مكونها الأول والأصل فيها التوقيف لا التوسع وهذا قول كثير من أهل العلم لا العوام
فلقد ذكر فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الحجيلان
في كتابه: خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية
((المبحث الثامن
إشارة الخطيب باليد أثناء الخطبة
قد يتحمس الخطيب أثناء إلقاء الخطبة، ويدفعه مضمون الكلام إلى الانفعال، فيدفعه ذلك إلى الإشارة باليد تعبيرا عما يتكلم عنه، وقد ذكر بعض الفقهاء أن ذلك غير مشروع، وإنما المشروع الإشارة بالإصبع (1)، بل صرح بعض أهل العلم بأنه - أي رفع اليد - بدعة، وهذا إن كان بقصد، فإن كان بدون قصد فلا مؤاخذة فيه (2).
الدليل على عدم المشروعية:
حديث عمارة بن رويبة (3) - رضي الله عنه - أنه رأى بشر بن مروان (4) على المنبر رافعا يديه، فقال: «قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة» (5).
قال النووي: " هذا فيه أن السنة أن لا يرفع اليد في الخطبة " (6).
وفيه أيضا مشروعية الإشارة بالإصبع عند ذكر الله، وأشار إلى ذلك ابن القيم - رحمه الله - حيث قال في بيان هديه - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الجمعة: " وكان يشير بأصبعه السبابة في خطبته عند ذكر الله تعالى. . . . " (7).
_________
(1) ينظر: روضة الطالبين 2/ 33، وكشاف القناع 2/ 36.
(2) ينظر: تنبيه الغافلين لابن النحاس ص (268).
(3) هو عمارة بن رويبة الثقفي، أبو زهرة، من بني جشم بن ثقيف، صحابي، سكن الكوفة، وتأخر إلى بعد السبعين، روى عنه ابنه أبو بكر وأبو إسحاق السبيعي. (ينظر: أسد الغابة 4/ 49، وتقريب التهذيب (4845).
(4) هو بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي، الأموي، من أمراء بني أمية، ولي إمرة البصرة والكوفة لأخيه عبد الملك سنة 74 هـ، وكان سمحا جوادا، وتوفي سنة 75هـ. (ينظر: سير أعلام النبلاء 4/ 145، والأعلام 2/ 55).
(5) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجمعة - باب تخفيف الصلاة والخطبة 2/ 595 الحديث رقم (874).
(6) شرح صحيح مسلم 6/ 162.
(7) زاد المعاد 1/ 428.))
ولقد ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية كراهة التفاتة الخطيب
وهذا نصها:
((أَمَّا الاِلْتِفَاتُ بِالصَّدْرِ أَوْ بِالْبَدَنِ كُلِّهِ فَمِنَ الْفُقَهَاءِ مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَال: تَبْطُل بِهِ الصَّلاَةُ إِنْ حَوَّل قَدَمَيْهِ، وَتَفْصِيل ذَلِكَ كُلِّهِ يَذْكُرُهُ الْفُقَهَاءُ فِي (اسْتِقْبَال الْقِبْلَةِ). (1)
وَفِي الْخُطْبَةِ نَصَّ الْفُقَهَاءُ عَلَى كَرَاهَةِ الْتِفَاتِ الْخَطِيبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ذَكَرَ كَرَاهِيَةَ الْتِفَاتِ الْمُسْتَمِعِ، وَتَفْصِيل ذَلِكَ بَيَّنَهُ الْفُقَهَاءُ فِي (خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ).))
فهل أكون قد نقلت عن أهل العلم أم عن العوام يرحمني ويرحمك الله فليتأمل
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:30 م]ـ
اخي طارق عبد الله، صلاة الجمعة فريضة مستقلة عن الظهر، والخطبة جزء منها، فكما ان لصلاة الخسوف والعيدين هيئة تؤدى بها كذلك الجمعة، وكلام الشيخ الخن رحمه الله تعالى اظنه بيان لوجه الاشتراك بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر، وإن قصد ما قال فليس هناك دليل يسعفه، من السنة النبوية، بل إننا نؤدي صلاة الجمعة كما ورد النص عن النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية ادائها، ولا نؤدها قياسا على الظهر، إذ لا يصح أداء عبادة (مخصوصة) بطريق القياس.
ولا يكفي قول الشيخ في الاستدلال لما ذهبت إليه، ولا تخطئ من قال بغير قول الشيخ رحمه الله.
والأخ تيسير لم يقل ما قاله جهلا فهكذا عرفته من خلال مداخلاته. ولكن أعتب عليه بإنكار وجود هذا القول، فالقول موجود ولكن الارجح أنه لا دليل يسند صحته القول.
واما بالنسبة للحركات في الخطبة: فأنا خطيب منبر، وقد درست قواعد هذا الفن ومارسته، وتتبعت طرق النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الشأن فوجدت أن الحركات المعبرة عما يقوله الخطيب ليس منهيا عنها، ولولا خشية ان يطول الجواب ويخرج الموضع عن مقصوده لأوردت لك الكثير من الأحاديث والسيرة ما يؤيد ذلك.
وفقنا الله للخير، اللهم إن أصبت فمنك وحدك وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:50 م]ـ
قالت البلغاء: الالتفات والبهر وفتل الأصابع والسعلة ومس الحية والحركة في الخطبة = أمارة على العي والحصر والعجز ...
اللهم صل على إمام البلغاء وخطيب الخطباء وسراج الأدباء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Sep 2010, 12:06 ص]ـ
قالت البلغاء: الالتفات والحركة في الخطبة أمارة على العي والحصر والعجز ...
أما علوم الاتصال المعاصرة فتؤكد على أهمية الحركة والهيئة وإشارات اليد وتقاسيم الوجه (ما يسمى: non-verbal)، ونبرات الصوت واختيار الألفاظ إلخ (ما يسمى: verbal)، في الخطابة.
فماذا تقصد بالالتفات والحركة، فلعلك تقصد شيئا آخر؟
طبعا أتوقع ألا يكون المقصود التكلف في الحركة والالتفات. ولكن كيف ستميز ما هو متكلف عما هو غير متكلف؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[28 Sep 2010, 01:03 ص]ـ
أما علوم الاتصال المعاصرة فتؤكد على أهمية الحركة والهيئة وإشارات اليد وتقاسيم الوجه (ما يسمى: non-verbal)، ونبرات الصوت واختيار الألفاظ إلخ (ما يسمى: verbal)، في الخطابة.
فماذا تقصد بالالتفات والحركة، فلعلك تقصد شيئا آخر؟
طبعا أتوقع ألا يكون المقصود التكلف في الحركة والالتفات. ولكن كيف ستميز ما هو متكلف عما هو غير متكلف؟
علوم الاتصال المعاصرة لا تأخذ في الحسبان إلا توصيل الفكرة إلى المخاطب، فهي لا تستخدم من طاقات اللغة إلا نسبة ضئيلة جداً (على ما أذكر 7 %)، وتصب اهتمامها الأكبر على التفهيم بغير اللغة (الجسم والمؤثرات المشاهدة وغيرها من الوسائل الخارجة عن اللغة التي تأخذ النسبة الأكبر)، .. المهم هو وصول الفكرة.
وهذا قد ينفع في الحاضر المشاهد لبعض الناس دون بعض .. أما مع الغياب التاريخي أو الجغرافي أو مع الاتصال الهاتفي أو التسجيل التوثيقي فهو انتحار تواصلي وخيم العواقب ..
لاحظ معي أن خاصية الإنسان التواصلية متقلصة النسبة جداً أما المشتركات التواصلية الأخرى (الجسم، الحركة) = فهذا انتحار بياني .. على المدى البعيد! ..
الجاحظ في البيان والتبيين يكاد يحرّم على الخطيب أن يهمس أو يتنفس في غير الموضوع، أو يصمت في غير موطن الصمت .. ، فضلاً عن أن يفتل أصابعه أو يمس عثنونه (لحيته)، فضلا عن أن يتلفت.
وصول الفكرة مهم (المعاني ملقاة في الطريق!!) أما كيف تصل .. فهذه هي القضية البيانية الأهمّ عند البلغاء من الخطباء!!
نستمتع متعة بيانية بالغة مع خطبة الشيخ كشك!!!، وهي خطب مسموعة!!!، وهو خطيب أعمى!!! لا يرى مخاطبيه فيداعب عيونهم التي ترمقه!!! .. لماذا؟ .. هي خطب خالدة لماذا؟!!! .. وهو شيخ أزهري لم يعرف علوم الاتصال يوماً فكيف؟!!!
فهل نقول: تلك أمة قد خلت؟.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[28 Sep 2010, 05:42 ص]ـ
للتصحيح اخي عصام: اثر الحركة الصحيحة المعبرة عن كلمة المتكلم = 55% واثر الأسلوب = 38% والمحتوى العام لأداء الخطبة 7%.
يمكنك مراجعة كتاب: التميز في الخطابة والالقاء لسالم موسى، متخصص في فن مهارات الاتصال وفنون الالقاء.
طبعا جميع شواهد المؤلف من أسلوب النبي صل1حتى لا تقول هذا علم غربي، فهو يأتي بأحاديث تصور كيفية إلقاء النبي صل1 لخطابه للناس. وليت الإخوة الذين ينتقدون حركة الامام ان يراجعوا تلك الحاديث: ومنها: ما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه). ومنها حديث الترمذي:
عن ابن عمر قال:قام رسول الله صل1على المنبر فقال ههنا أرض الفتن واشار إلى المشرق يعني حيث يطلع جذل الشيطان أو قال قرن الشيطان.
وانظر لأثر الاشارة في التعبير: ففي البخاري: عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صل1 فِي الْمَسْجِدِ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صل1 وَهُوَ فِي بَيْتِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صل1 حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ وَنَادَى كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ يَا كَعْبُ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعْ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ قَالَ كَعْبٌ قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل1 قُمْ فَاقْضِهِ.
وفي البخاري: عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغيرها الكثير: لكن لا ينبغي للخطيب أن يكثر من الحركات أو يتكلفها، فتتحول الحركات من معين للشرح إلى مسيء له، فيصير الخطيب وكأنه في عرض مسرحي.
وللتنبيه فقط: لا يقبل ان يقال إن الخطباء الفصحاء من العرب والذين اشتهرت خطبهم، قد سردوها سرد الجرائد بدون أي مؤثرات في ارتفاع الصوت وانخفاضه، وتلون الكلمة بصوت مؤثر، او حركة ما ومن ادلة ذلك يراجع: خطب قس بس ساعدة (البداية والنهاية لا بن كثير).
وفقنا الله للحكمة والصواب، والله أعلم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[28 Sep 2010, 07:45 ص]ـ
- ما ذكرتَه من تلك النسب (7 %، 55 %، 38 %) ليس فيه تصحيح لما ذكرتُ، فكلمة تصحيح يفهم منها التخطئة .. بل هي تؤكد ما قلت من مبالغة في تقسيم النسب وارتباك في مناسبة القول مع مقتضاه .. وأحسب أن هذه النسبة ليست محل إجماع على أقل تقدير وليست في كل عملية تخاطبية .. فكيف تساق مساق المسلمات؟.
وأحسب أيضاً أن إحصاءاتها بهذه النسب من وضع غربي .. فلو عدلناها بما يناسب ثقافتها البيانية وسنتنا اللغوية لكان أقرب .. فالعرب هم فرسان البيان.
فأرى أن التقسيم بحسب الحال غير ثابت على نسبة ثابتة .. فأحيانا يكون القول 10 % وأحياناً 50 % وأحياناً 90 % وهكذا ... ونسبة الخطبة من نوع 90 % في المتوسط.
- وما ذكرتَ يا أخي الفاضل توفيق ليس كله في الخطبة، فلا يسلم لك في الخطبة إلا قوله صلى الله عليه وسلم: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم"، وإلا إشارة الإصبع إلى السماء ونكتها إلى الأرض، أو إلى المشرق والمغرب، ورفع اليدين بالدعاء ونحوه .. فهل نسبة القول في خطبه صلى الله عليه و سلم 7 %؟ ونسبة الحال والأسلوب 93 % .. وأين بقية الخطب على مدى المواقف والسنين؟.
ليس فيه إذا تأملتَ مما يقول " الاتصاليون " من حركة ظاهر الجسم والتفاته شيئاً غير ما كان من باب انفعال الحال بالمقال (إذا انتهكت حدود الله) .. وقديما قيل: البلاغة: هي مراعاة مقتضى الحال في المقال، فالقول هو إمام البيان وعمدته بلا منازع ..
والله أعلم.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[28 Sep 2010, 08:42 ص]ـ
أخي الفاضل توفيق حفظكم ورعاكم وزادكم علما وفقها وتوفيقاً وحبذا لو تأملتم مشاركتي السابقة وتناولتموها بشكل أعمق ... وتقبل ملحوظاتي عليها:
أولاً أوردتُ كلام شيخنا العلامة الدكتور مصطفى الخن وشريكيه في تأليف كتابه تبيينا لأخي تيسير -وفقه الله - ورداً على قوله:
((لم يقل أحد من العلماء أن الخطبة بدلاً من ركعتين إلا ما يتناقله العوام حول ذلك من غير دليل)).
وإثباتاً بأن من أهل العلم من قال بذلك القول وليس مما يتناقله بعض العوام كما تفضل به
ثانياً: اعتراضك على كلام الدكتور الخن رح1 يلزمه قليل من التروي ... إذ لم يورده تعليلاً وبياناً لوجه الاشتراك بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر كما ظننت ... وإنما أوردَ رح1 العبارةَ في سياق اشتراط الطهارة للخطيب في الجمعة وتعليلاً لها فقط ..
ولو لم تكن شعيرةُ الجمعة من الخطبة والصلاة بدلا وعوضاً عن صلاة الظهر يوم الجمعة لما سقطت فريضة الظهر يوم الجمعة فليتأمل.
ثالثاً وأما قولكم:
((وإن قصد ما قال فليس هناك دليل يسعفه، من السنة النبوية، بل إننا نؤدي صلاة الجمعة كما ورد النص عن النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية ادائها، ولا نؤدها قياسا على الظهر، إذ لا يصح أداء عبادة (مخصوصة) بطريق القياس)).
كذلك هذا الكلام يحتاج منكم إلى مزيد من التروي؛ إذ إن النصوص ورد جاء فيها الأمر بالسعي لها ووجوب الإنصات للخطيب والنهي عن العبث ولو بالحصا وأن من قال لأخيه أنصت والإمام يخطب فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له وأن الملائكة إذا صعد الخطيب إلى المنبر جلست وطوت الصحف فكل ما ورد يدل على أن الخطبة والاستماع لها شعيرة بل الغالب فيها التعبد والأمر في مثل الشعائر التوقف لا التوسع فالناس فيها كما في الصلاة من وجب الآنصات وكراهة العبث والالتفات
وأما قولكم أخي الفاضل:
((ولا يكفي قول الشيخ في الاستدلال لما ذهبت إليه، ولا تخطئ من قال بغير قول الشيخ رحمه الله)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي ألا يكفي إيرادي لكلام الشيخ رح1 بأن القول قول أهل علم يعلمون مايقولون وليسوا من العامة أظنك فبقول من أستشهد إذاً .. وهل رأيتني خطأت من قال بغير قول الشيخ ... أرجوك أن تتأمل كلامي وكلام أخي تيسير بشكل أعمق فلم أخطيء ولم أرجح بين القولين وإنماأوردت القول بيانا لأخي تيسير- حفظه الله تعالى- وتعقيبا عليه بل دفاعا عن نفسي. في أن أنقل قول العوام وانا لا أعلم
وعتبك على الأخ تيسير بإنكاروجود القول كان كافيا فالقول موجود كما قلت وأما قولكم:
((ولكن الارجح أنه لا دليل يسند صحته)) ... فهذا ترجيحكم ويحتاج إلى مستند شرعي وما ذكرتم غير كاف فيما أرى والله أعلم
وأما قولكم:
((واما بالنسبة للحركات في الخطبة: فأنا خطيب منبر، وقد درست قواعد هذا الفن ومارسته، وتتبعت طرق النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الشأن فوجدت أن الحركات المعبرة عما يقوله الخطيب ليس منهيا عنها، ولولا خشية ان يطول الجواب ويخرج الموضع عن مقصوده لأوردت لك الكثير من الأحاديث والسيرة ما يؤيد ذلك.))
أخي الكريم لو تأملت مليا ما كتبتُه لوجدتني أتكلم عن الحركات الزائدة عن الحاجة ولم أنف الحركات المعبرة ولكن كنت أميل إلى عدم التوسع في الحركات فيما يزبد على ضرورة البيان .... وما أوردته حضرتكم من شواهد السنة والآثار تدل على وقوع بعض الحركات واستعمال بعض الإشارات التي تزيد البيان وتشد السامع ولكن لا تدل على التوسع والاكثار منها. والله تعالى أعلم وهذا عين ماتفضلتم به- حفظكم - في تعقيبكم الخير حيث قلتم بعدالأحاديث التي أوردتموها:
((وغيرها الكثير: لكن لا ينبغي للخطيب أن يكثر من الحركات أو يتكلفها، فتتحول الحركات من معين للشرح إلى مسيء له، فيصير الخطيب وكأنه في عرض مسرحي)).
و ماذكرته أنا إنما هو دليل على وجود من يقول بهذا القول ولم أتكلم بالترجيح إذ له أهله وموطنه
فتفضل أخي توفيق بقبول فائق شكري وتقديري وزادنا وإياكم علماً وعملاً وجعلنا من الراسخين فيه وعذراً فما دققت عليكم إلا لحاجتنا إلى المزيد من التعمق فيما نقرأ ونكتب وبالأخص ما زلنا وإياكم طلاب علم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Sep 2010, 03:47 م]ـ
أخي الفاضل تيسير أشكر لك ردك الطيب إلا أنني أود أن أبين لك أخي الكريم أن القول بأن الخطبة بدل من ركعتين من صلاة الظهر وأنه من تناقل العوام وأنه لم يقل به أحد من العلماء .... قول غير صحيح وما كنت لأنقل عن عوام في مثل هذا الملتقى العلمي وبإمكانك لتعرف عدم دقة كلامك أن ترجع إلى ما كتبه أستاذنا العلامة الدكتور مصطفى سعيد الخن واستاذنا الدكتور مصطفى البغا والشيخ على الشربجي في المجلد الأول من كتابهم الشهير الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رح1: في الصفحة206
تعليلا للشرط الثالث من شروط الخطبتان: أن يكون الخطيب طاهراً من الحدثين ..... ألخ يقول: إذ الخطبة كالصلاة، ولذلك كانت الخطبتان عوضا عن ركعتين من فريضة الظهر، فاشترط لها ما يشترط للصلاة من الطهارة ونحوها .... فليتأمل رحمك الله وزادك علما
وبارك بك أخي الكريم
أخي الفاضل
القول بأن الخطبة مكان الركعتين هو للمتأخرين من الشافعيّة على ما أظن. معتمدين على الأثر وهو قول عمررض1: إنما جعلت الخطبة مكان الركعتين، فإن لم يدرك الخطبة؛ فليصل أربعاً. ولكن هذا الأثر لم يصح. فبطل الاستدلال ولم يعد شيئاً.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة "أما قول عمر: إنما جعلت الخطبة مكان الركعتين، فإن لم يدرك الخطبة؛ فليصل أربعاً فلا أصل له مرفوعاً وإنما روي موقوفاً بإسناد ضعيف. لجهالة الواسطة بين يحيى وعمر.ثم روى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن عون قال:ذكر لمحمد قول أهل مكة: إذا لم يدرك الخطبة صلى أربعاً؟ فقال: ليس هذا بشيء. ومحمد: هو ابن سيرين التابعي الجليل.
بارك الله بك أخي الفاضل ونفعنا وإياك بالعلم والعمل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Sep 2010, 05:11 م]ـ
أصل الموضوع عن استخدام مثل هذه الأمور المستجدة في الخطبة، وخرج بنا إخواننا إلى مسألة فقهية لا علاقة لها بالموضوع وهي هل الخطبتين بدل الركعتين ... الخ.
ألا يدخل هذا تحت هذا الموضوع (أخي عضو ملتقى أهل التفسير: أرجوك لا تذهب بحوارنا بعيداً! ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20651))
تُرى هل سوف يتوقف تشتيت حواراتنا في الملتقى يوماً؟
الذي يظهر لي بعد قراءة التعقيبات أنَّ إدخال مثل هذه الوسائل فيه إخراج للخطبة عن جوها الشرعي الخاص إلى مجرد إلقاء ورقة علمية أو وعظية كالمؤتمرات والمحاضرات العادية.
ولستُ أدري على أي شيء اعتمد أهل ماليزيا في إحداث مثل هذا في خطبة الجمعة.
وأما بخصوص تحريك اليدين ونحوها في الخطبة فالقدر المعقول المقبول الذي يؤدي ويقوي إيصال الخطبة مقبول لا حرج فيه، وأما الإكثار من ذلك بدرجة غير مقبولة كما يبدو في الخطيب الذي نبهه الشيخ عبدالحميد طهماز فهذا غير مقبول، والذين يدعون إلى اسخدام لغة الجسد لا يؤيدون أن يصبح المتحدث (كالأرجوز) ويتكلف ذلك، وإنما أن تأتي تلك الحركات عفواً دون تكلف.
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[28 Sep 2010, 06:08 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيراً شيخنا أبا عبد الله وسددنا بكم وأرشد ومعذرة فعني إن شاء الله سأتجنب في القادمات أي تعقيب يحرف أي حوار عن مساره وسأكتفي بالرسائل الخاصة أو أفتح للجزئية العارضة موضوعا آخر للحوار فيها دفعاً للتشويش على الأصل ومنعا من انحراف السفان عن مبتغاه الذي أراد فيما طرح للحوار
وما تفضلتم به هو ما أردته أي عدم التوسع في إدخال التقنيات الحديثة على خطبة الجمعة إلا بحدود الحاجة كمكبرات الصوت ونقل الصورة لمن لم ير الخطيب وترك الحركات الزائدة عن مقتضى البيان لخصوصية شعيرة الجمعة والائتساء فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم
والشيخ الذي اعترض عليه الشيخ عبد الحميد رحمه الله بكثرة الحركات هو شيخي وأستاذي الأحب إلى قلبي (وكنت سابقا أدافع عن كثرة حركاته وطريقته بل أقلده حتى أصبح الكثير لا يفرقون بيني وبينه في الأسلوب) لكن الحق أحق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Sep 2010, 06:31 م]ـ
أصل الموضوع عن استخدام مثل هذه الأمور المستجدة في الخطبة، وخرج بنا إخواننا إلى مسألة فقهية لا علاقة لها بالموضوع وهي هل الخطبتين بدل الركعتين ... الخ.
ألا يدخل هذا تحت هذا الموضوع (أخي عضو ملتقى أهل التفسير: أرجوك لا تذهب بحوارنا بعيداً! ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20651))
تُرى هل سوف يتوقف تشتيت حواراتنا في الملتقى يوماً؟
إنه الملتقى المفتوح يا شيخنا الفاضل
جميل أن يكون الأسم يصدق على المسمى.
ثم إن المسألة الأصلية انتهى أغلب الأخوة بما فيهم صاحب الموضوع الأخ الفاضل تيسير على عدم الجواز، فما الذي بقي؟
بقي الأمور الجانبية التي تعلقت بالموضوع الأصلي بطريقة أو أخرى، وهذه في نظري هي ميزة في النقاش وليست سلبية مادام أن المحاور لم يتعمد حرف الموضوع عن أصله قبل أن يُنتهى منه.
ثم إن هناك بعض الأمور التي أرى أنه يجب أن تؤخذ بيعين الاعتبار، وهي أن المشارك قد يذكر كلاما منسوبا إلى الشارع أو حكما شرعيا غير صحيح أو مرجوحا، فهنا يجب على من عنده علم أن يبين الأمر ولا يسكت.
وجهة نظر أرجو أن تجد صدرا واسعا مفتوحا وهذا ما عهدناه فيكم وفي أكثر الأخوة الأفاضل أعضاء الملتقى.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[28 Sep 2010, 08:17 م]ـ
استاذنا الفاضل د عبد الرحمن: نحن لم نخرج عن موضوع الأخ تيسير، لأن مسألة استعمال الاجهزة المعاصرة كوسيلة للشرح، أساسها معتمد على فقه احكام الخطبة، وكيفية ادائها، ونحن نناقش الحركات في الخطبة ومدى جوازها، ومن ادراك حكمها نعلم حكم استعمال هذه الاجهزة، ولذلك ما ارى اننا خرجنا فلك جزيل الشكر لحرصك على علمية وانضباط الحوار في هذا الملتقى الكريم. ولكم رؤيتكم التي نحترمها.
اما الاخ عصام: فتسليمك بحديث (كأنه منذر جيش ... ) دون سواه - هذا رأيك الخاص - وما سألت عنه من الخطب (وأين بقية الخطب على مدى المواقف والسنين؟.) فموجودة ولكني لست بصدد ايرادها وبيان موطن الاستدلال، فأنا لا أبحث في علم الاتصال وادلة جواز الاستعانة به، ولكن ابحث في أن الحركات المساعدة على ايصال مقصود الخطيب للناس لا مانع منها، وانها تغني عن استعمال الاجهزة التي طلب الاخ تيسير البحث في حكم استعمالها، وأنا لا استطيع إلزامك بما ذهبت إليه، ودرسته في دبلوم التاهيل الخطابي بوزارة الأوقاف السورية، على أيدي أستاذة يقدمون برامج اسلامية واخبارية واقتصادية في كبرى الفضائيات العربية، ودارسين للإعلام وفق نظم الغرب كما تقول وكذلك من منظور فقهي اسلامي قوي، وانا شخصيا - على الأقل وفق ما عرفته ومارسته - لما اتبعت هذه القواعد والمدعمة بالأدلة -التي لم تسلم بها كشواهد لموضوع كيفية اداء الخطبة بنجاح- فوجدت الفارق كبير. ولله الحمد حصدت في تغيير واقع من اخطب بهم نتائج رائعة من عدة جوانب، وعلى مدى 5 سنوات خطابة من بعد حصولي الدبلوم الخطابي ما كررت خطبة واحدة بفضل الله تعالى.
وأشكرك لسعة صدرك.
اما اخي طارق فجزيت خيرا، لا اقصد نفي كلام استاذنا الفاضل رحمه الله، ولكن هناك فعلا درسات مستقلة - وعذرا - لا يحضرني عناوينها -واذا وجدتها ارسلها لك- تتحدث عن الجمعة كفريضة منفصلة لذا - من باب الاستطراد البسيط- يذكر من الألغاز الفقهية: ما الفريضة السرية بين فريضتين جهريتين؟ الجواب عصر يوم الجمعة بين المغرب والجمعة. وهذا عائد لفقه هذه المسالة، ولا يضيق صدرك بما قلته، فكل العلماء على العين والرأس، وانما اتحدث من منظور ما درسته عند مشايخي ونتيجة بحث بهذه الموضوعات على وجه الخصوص.
ولا باس بالحوار - معذرة من اخينا الدكتور عبد الرحمن - مادمنا في جزئية لاتنفصل عن اساس الموضوع، فنحن ما خرجنا عن الموضوع كما قلت معتذرا منه لردي على فضيلته، اذ يشرفني التعلم من أمثله.
ولعلها آخر مشاركة لي بهذا الموضوع مادام يرى اننا خرجنا عن اصل هذا الموضوع.
وأكرر شكري الجزيل للأخ تيسير الغول على هذا الموضوع الناجح والمثمر، فقد احوجتني بسببه للبحث وزدت فيه معرفة، فجزيت خيرا وجعل الله ذلك في صحفتك، وصحيفة من شارك ليثري هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Sep 2010, 08:28 م]ـ
خلاص أنا غلطان ... وفقكم الله لكل خير، وقد أكون متشدداً قليلاً فلا تؤاخذوني.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Sep 2010, 08:34 م]ـ
خلاص أنا غلطان ... وفقكم الله لكل خير، وقد أكون متشدداً قليلاً فلا تؤاخذوني.
مداعبة
ألا ترى أنك خرجت عن الموضوع حينما تقول انك غلطان؟ لا مش غلطان أنت حبيب الرحمن(/)
المن والأذى
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[25 Sep 2010, 09:49 م]ـ
معنى المن
يطلق المن على القطع والانقطاع ومنه قوله تعالى: فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) سورة التين. أي غير مقطوع.
ويطلق أيضاً على اصطناع خير، والمنة هي النعمة الثقيلة، ومن ذلك قوله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ (164) سورة آل عمران. وقد تكون المَّنة بالقول، وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة.
ومن صور المن التي وردت بذمها الآيات، ما جاء في قوله تعالى: وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) سورة المدثر. وقوله تعالى: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) سورة الشعراء. وقوله تعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) سورة الحجرات. وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى (264) سورة البقرة.
المن خلق سيء
المن خلق ساقط لا يليق بأولي الفضل، وهو أن يتحدث المنان بعطائه أمام من أعطاه أو أمام غيره من الناس، على سبيل الفخر و إشعاراً بالتفضل على المعطى. و في ذلك كسر لقلبه، و إهانة لكرامته، وهو (أي المن) لا يقع إلا من المعجب بنفسه.
وللمن درجات بعضها أحط من بعض، ويكون في أشد صوره إذا تبع المن أذى، و يكون ذلك بإشعار الآخر بنزول مكانته، أو توجيه عبارات تجريح ونقد لاذع لسلوكه، أو التشهير به كوضعه في موقف يعلم الناظرون إليه فيه أنه في موقف ذلة ومهانة، أو جعله يتردد على الأبواب لإذلاله.
تفسيرات المن
والمنَّ عموماً يحتمل تفسيرين: أحدهما إحسان المحسن غيرَ معتَدّ بالإحسان, يقال: لحقت فلاناً من فلان منّةٌ, إذا لحقته نعمةٌ باستنقاذٍ من قتل أو ما أشبهه, والثاني منَّ فلانٌ إذا عظَّم الإحسانَ وفخر به وأبدأ فيه وأعاد حتى يفسِده ويُبغّضه, فالأول حسن, ويدخل فيه كل صور المن من الله تعالى, والثاني قبيح وهو الذي يأتي على معنى التقرير للنعمة والتصريح بها أو أن يتحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المُعطي فيؤذيه, والمن حينئذ من الكبائر.
ذم المن في السنة
وقد ثبت ذم المن أيضاً في الأحاديث الشريفة والتي منها حديث أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منة, والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره). وعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا ينظر الله -عز وجل- إليهم يوم القيامة, العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث, وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى) 4.
- لماذا يعتبر المن آفة من آفات النفس؟
- لأن صاحب هذه النفس يحب المجد و العلو، فهو يسعى له بهذه الصورة الدنيئة لأنه قادر عليه بما وهبه الله من مال أو منصب أو غير ذلك مما يجعل يده على الآخرين. والمنة لا تقتصر على المال فقط فهي تكون في أي عطية حتى لو كانت معنوية، أو في بذل نصيحة، أو تفريج كربة، أو مساعدة في عمل ما ..
ومن عجائب صور المن أن يمن الإنسان بأمر يعتبر في حقه من الحقوق الواجبة عليه مثل من الزوج على زوجته إذا أحسن عشرتها، أو الزوجة على زوجها إذا أطاعته .. أو من الأبناء على الوالدين إذا قاموا ببرهم، و غير ذلك من الحقوق والواجبات بين الناس ..
أثار المن على العمل و المجتمع:
1. يؤثر في الإخلاص، وربما أصبح العطاء رياءاً و سمعة.
2. لا يجد صاحب المن آثاراً و ثواباً لصدقته، و في أصعب الأوقات و أشدها، حين يكون بلا حول و لا قوة و لا عون، وهو بحاجة إلى حسنة واحدة، وذلك يوم القيامة.
3. يحرم صاحبها من نعمة نظر الله إليه و كلامه معه، جاء في الحديث الذي رواه مسلم] ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة .. [، - وفي رواية (ولا ينظر إليهم) .. و ذكر منهم (المنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منه) ..
فالمنان بفعله يجلب غضب الله تعالى عليه بفعله، والله لو أن فيها هذه فقط لكفت لأن الله تعالى يقول} وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى {طه 81.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. يوغر الصدور و يقطع العلاقات بين الناس.
العلاج
1. و هو من أفضل طرق علاج هذا العيب و أجملها، فإذا ورد على الإنسان خاطر المن يتذكر فوراً أن الحال التي هو فيها عطية من عطايا الله اختاره الله لها، وفضل منحه الله إياه، فهو الذي وفقه لنيله و جعل يده العليا، وهو الذي شرح صدره للعطاء، و حبب له الإحسان إلى الناس، و جعل بين يديه من يحسن إليه، إذاً .. في الحقيقة المن لله وحده، إذ هداه و أعطاه و يسر له بلا حول منه و لا قوة، وهذا أمر يستحق الشكر، لا المن والأذى ..
2. عدم رؤية الإحسان حال وقوعه، و نسيانه بعد فعله، حتى كأنه لم يصدر، و إذا سمعه كأن لسان حاله (لا أذكره)، (ولا أصغي بسمعي إلى من يذكره) فهو بذلك يجعل من أحسن إليه و غيره سواء، ولا يطلب الأجر إلا من الله. و هذا ما كان عليه خلقه صلى الله عليه وسلم إذ علمه ربه فقال "وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ" المدثر.
قال ابن عباس (لا يتم المعروف إلا بثلاث) و لتقرأ جيداً هذه القواعد فهي أسباب رئيسية للتخلص من هذه الآفة، يقول ابن عباس: (تعجيله، و تصغيره، و ستره). و لماذا؟
يقول (فإذا أعجله هنأه، و إذا صغره عظمه، و إذا ستره تممه). و قال بعض الحكماء (إذا اصطنعت المعروف فاستره، وإذا صنع إليك فانشره). و فال رجل لبنيه (إذا اتخذتم عند رجل يداً، فانسوها).
3. إذا واجه الإنسان تصرفاً يضايقه ممن أحسن إليه، فليعفو و ليصفح و لا يمن بعطيته، ويتذكر قوله تعالى "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ" نلاحظ أن الله تعالى ختم الآية بقوله غني أي غني عن الصدقة، ثم قال حليم، فما علاقة الحلم بالموقف؟
هذه الخاتمة فيها عبرة و درس لمن يواجه المضايقة ممن يحسن إليهم، فالله عز وجل يعطي الرزق و يكرم و يحسن للناس، ولكن ما الذي يحدث؟
يقصر العباد في الشكر، بل البعض يعصيه، والبعض يشعر أن النعم التي عنده هي من جهده و كسبه، و الأعجب من ذلك أن يرى أنه مستحق لهذه النعم بل أكثر .. و لكن الله عز وجل حليم، لا يعجل لهم بالعقاب و هو الذي أعطاهم كل شيء و قادر على سلب كل شيء منهم، وعلى ذلك فالعباد أحق بأن يعفو بعضهم عن بعض ..
4. إذا خالجه شعور المن يذكر نفسه فوراً أنه لا يدري ماذا يحدث له مستقبلاً، و ماذا تحمل الأيام في طياتها، فقد تدور عليه الدائرة، ويصبح في نفس الموقف، فيكون تذكره رادعاً للنفس و مانعاً لها بإذن الله من المن و الأذى ..
تفسير قوله تعالى: " لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى"
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم. يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين” (البقرة: 263 264).
في هاتين الآيتين الكريمتين يرشدنا الحق سبحانه وتعالى إلى الآداب والأخلاقيات الفاضلة التي ينبغي أن نلتزم بها ونحن نقدم للفقراء والمحتاجين وأصحاب الحاجات حقوقهم في أموالنا، فهو سبحانه وتعالى يحذرنا من المن والأذى، وينادي كل المؤمنين بأن يجتنبوا في صدقاتهم هاتين الرذيلتين، مبينا أن الكلمة الطيبة للفقير خير من إعطائه مع إيذائه.
الكلمة الطيبة
ومعنى “قول معروف” أن تقول للسائل الفقير كلاما جميلا طيبا تجبر به خاطره، ويحفظ له كرامته، “ومغفرة” لما وقع منه من إلحاف في السؤال، وستر لحاله وصفح عنه “خير من صدقة يتبعها أذى” أي خير من صدقة يتبعها المتصدق أذى للمتصدق عليه، لأن الكلمة الطيبة للسائل، والستر عليه، والعفو عنه في ما صدر منه، كل ذلك يؤدي إلى رفع الدرجات عند الله، وإلى تهذيب النفوس، وتأليف القلوب، وحفظ كرامة أولئك الذين مدوا أيديهم بالسؤال.
أما الصدقة التي يتبعها أذى فإن إيتاءها بتلك الطريقة يؤدي إلى ذهاب ثوابها، وإلى زيادة الآلام عند السائلين، ولاسيما الذين يحرصون على حفظ كرامتهم وعلى صيانة ماء وجوههم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “الكلمة الطيبة صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق” وهنا يجب على المسؤول كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره للآية الكريمة أن يلتقي السائل بالبشر والترحيب ويقابله بالطلاقة والتقريب ليكون مشكورا إن أعطى ومعذورا إن منع.
ذهاب الأجر
ثم ختم الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة بقوله: “والله غني حليم” أي والله غني عن إنفاق المنفقين وصدقات المتصدقين، وإنما أمرهم بها لمصلحة تعود عليهم، وقيل إن المراد بالعبارة الكريمة أن الله عز وجل غني عن الصدقة المصحوبة بالأذى فلا يقبلها “حليم” فلا يعجل بالعقوبة على مستحقها فهو سبحانه يمهل ولا يهمل.
وقوله عز وجل: “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى” نداء منه سبحانه للمؤمنين يكرر فيه نهيهم عن المن والأذى لأنهما يؤديان إلى ذهاب الأجر من الله تعالى، وإلى عدم الشكر من الناس، ولذا جاء في الحديث الشريف: “إياكم والامتنان بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحق الأجر”.
ثم أكد سبحانه هذا النهي عن المن والأذى بذكر مثلين فقال في أولهما “كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر”.
والمعنى: يا من آمنتم بالله تعالى لا تبطلوا صدقاتكم بأن تحبطوا أجرها، وتمحقوا ثمارها، بسبب المن والأذى، فيكون مثلكم في هذا الإبطال لصدقاتكم، كمثل المنافق الذي ينفق ماله من أجل أن يرى الناس منه ذلك، ولا يبتغي به رضاء الله ولا ثواب الآخرة.
وقوله في المثال الثاني “فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس مثله في انكشاف أمره وعدم انتفاعه بما ينفقه رياء وحبا للظهور كمثل حجر أملس لا ينبت شيئا ولكن عليه قليل من التراب الموهم للناظر إليه أنه منتج فنزل المطر الشديد فأزال ما عليه من تراب، فانكشفت حقيقته وتبين للناظر إليه أنه حجر أملس صلد لا يصلح لإنبات أي شيء عليه.
وقوله تعالى: “لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن الذين يبطلون صدقاتهم بالمن والأذى، والذين يتصدقون رياء ومفاخرة لا يقدرون على تحصيل شيء من ثواب ما عملوا، لأن ما صاحب أعمالهم من رياء ومفاخرة ومن أذى محق بركتها، وأذهب ثمرتها وأزال ثوابها.
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[11 Oct 2010, 08:56 م]ـ
وقوله في المثال الثاني “فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس مثله في انكشاف أمره وعدم انتفاعه بما ينفقه رياء وحبا للظهور كمثل حجر أملس لا ينبت شيئا ولكن عليه قليل من التراب الموهم للناظر إليه أنه منتج فنزل المطر الشديد فأزال ما عليه من تراب، فانكشفت حقيقته وتبين للناظر إليه أنه حجر أملس صلد لا يصلح لإنبات أي شيء عليه.
وقوله تعالى: “لا يقدرون على شيء مما كسبوا” معناه أن الذين يبطلون صدقاتهم بالمن والأذى، والذين يتصدقون رياء ومفاخرة لا يقدرون على تحصيل شيء من ثواب ما عملوا، لأن ما صاحب أعمالهم من رياء ومفاخرة ومن أذى محق بركتها، وأذهب ثمرتها وأزال ثوابها.(/)
العناية بطلاب العلم عند علماء المسلمين ..
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[26 Sep 2010, 01:15 ص]ـ
كتاب العناية بطلاب العلم عند علماء المسلمين، بقلم الدكتور: عبدالحكيم الأنيس "
من إصدارات " دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي"
رابط الكتاب
http://86.96.195.109/download/researches/3enayah.pdf
موقع الدائرة ..
http://www.iacad.gov.ae/AR/Pages/default.aspx
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2010, 01:20 ص]ـ
رائع.
بارك الله فيك يا أم عبدالباري.
وهو كتاب قيم أنصح بقراءته، وقد أهداني المؤلف د. عبدالحكيم الأنيس نسخة منه في مؤتمر الشارقة الأخير عن التفسير الموضوعي، وقرأته حينها وعرضته في برنامج (مداد) في قناة دليل كأحد الإصدارات الجديدة.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:52 ص]ـ
وفيكم بارك ونفع ..
وجزاكم خيراً لدلالة المشاهدين على هذا الكتاب الذي لم نعلم عنه إلا من خلال حلقة برنامج " مداد"
فأحببنا التذكير به، والإحالة عليه في هذا الملتقى حتى نستفيد ويستفيد منه الجميع ..
فشكر الله لكم(/)
يا حامي الحمى!
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[26 Sep 2010, 01:50 ص]ـ
قصيدة
يا حامي الحمى
عصام المجريسي
أيها القسيس يا حامي الحمى! .. أوقد التنور للعلم كما
أوقدت أجدادُكم نار لظىً .. وحرقتم من علوم العُلَما!
ليس بدعاً ما توعدت به .. إذ رأيت السَّلْم في الغرب نما!
لو حرقت اليوم ألفي مصحف .. رُبّ نارٍ قد هدتْك العَلَما*
أحرف القرآن لو تحرقها .. تعبر الجو كأطيار السما
سحباً سابحة ساجية .. طهرها الباذل كالودق هَما
ببروق ورعود أزعجت .. راهبَ الدير عن الدنيا سما!
وسما ما قد سما حتى إذا .. بانت الدنيا أتاها محرما
حِلمه الأبيض! قد غيره .. أسود الحقد إلى حد العمى!
ومسوحُ حمَلٍ قد مزقت .. بأظافير صليبٍ أشأما
تُحرق المصحفَ لا تقرؤه .. يا أبا جهلٍ أيا قس الدِّما
لا ترى قساً إذا أعلنها .. حربه لله إلا هُزما
"جيمس واجر"** قبله يا ويله .. هُتكتْ أستارُه واتهما
لو تلا القسُّ "ترى أعينهم .. " ... .. لرأى الإنصاف فيها وانتمى ..
لغة النار التي تلغو بها .. سوف تخبو سوف تغدو كالدمى
حملة سعرتها باردة .. أيها البارد حياك العمى
أعلنِ الإفلاس، واصدق مرةً .. خبت مسعى إذ ظننت المغنما!
وبع الدير وما كان به .. قد تراه مسجداً وسط الحمى!
سنرى في كل يوم منكمو .. مسلماً فمسلماً فمسلما
هل تنال النارُ من نور السما؟ .. لن تنال النارُ من نور السما!
2 شوال 1431
10. 9. 2010
ــــــــ
* العَلَم: الجبل.
** جيمس واجر: قسيس ناظر الشيخ أحمد ديدات.
... اقتباس من قوله تعالى: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) المائدة 83.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:19 ص]ـ
طُيبتْ أنفاسُكم يا صاحبي* رُبَّما استيقظ قومي رُبَّما
فتح الله عليك ووفقك لكل خير.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[26 Sep 2010, 08:14 ص]ـ
طُيبتْ أنفاسُكم يا صاحبي* رُبَّما استيقظ قومي رُبَّما
فتح الله عليك ووفقك لكل خير.
طبت نفساً ووقيت الألما .. قرّ عيناً ها هو الغيثُ هما
إن جند الله قد تحسبهم .. نُوّماً والله ليسوا نُوّما!!
ها هم اليوم أفاقوا أوَما .. بُني المسجد في وسط الحمى؟
دُكّت الأبراج دكاً أيما .. دكَّ إبراهيمَ قِدما صنما
وإذا برد سلام نارهم .. وإذا التكبير في أفق السما!
والخُطا أولها من مسجد .. قطرة ثم انهمار، ربما ...
ربما استيقظ قومي ربما ..(/)
قصة اعجبتني. فهل ستعجبك؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Sep 2010, 02:49 م]ـ
التقى بعض خريجي إحدى الجامعات
في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة
وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية
ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي
وبعد عبارات التحية والمجاملة
طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل
والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر
'^'^'^'^'^'^ '^'
وغاب الأستاذ عنهم قليلا
ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة
ومعه أكواب من كل شكل ولون
أكواب صينية فاخرة
أكواب ميلامين
أكواب زجاج عادي
أكواب بلاستيك
وأكواب كريستال
فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال
تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن
بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت
'^'^'^'^'^'^ '^'
: قال الأستاذ لطلابه
تفضلوا، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة
وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا
هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم
وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟؟؟
ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل
وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر
ما كنتم بحاجة اليه فعلا هو القهوة وليس الكوب
ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة
و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان
مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين
'^'^'^'^'^'^ '^'
فلو كانت الحياة هي: القهوة
فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي: الأكواب
وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة
ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير
و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة
وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين
وبدل ذلك أنصحكم
((((بالاستمتاع بالقهوة))))
'^'^'^'^'^'^ '^'
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من بات آمنا في سربه، معافا في بدنه، يملك قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها,,)
وقال أحد الحكماء (عجبا للبشر!! ينفقون صحتهم في جمع المال فإذا جمعوه أنفقوه في استعادة الصحة،،،يفكرون في المستقبل بقلق وينسون الحاضر فلا استمتعوا بالحاضر ولا عاشوا المستقبل،،ينظرون إلى ماعند غيرهم ولا يلتفتون لما عندهم فلا حصلوا ما عند غيرهم ولا استمتعوا بما عندهم،،خلقوا للعبادة وخلقت لهم الدنيا ليستعينوا بها فانشغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له ... )
منقول بتصرف
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[26 Sep 2010, 03:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم تيسير الغول
فعلا هي رائعة وتستحق الإعجاب لا حرمتم الأجر(/)
الفرق بين المنطق والفلسفة وعلم الكلام
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[26 Sep 2010, 08:33 م]ـ
الفرق بين المنطق والفلسفة وعلم الكلام
موضوع علم المنطق: هو الحد والقياس وما يتعلق بهما من مباحث.
موضوع علم الفلسفة: البحث عن طبائع الأشياء وحقائق الموجودات، سواء كان في الطبيعات، أمالغيبيات، أم الإلهيات، فحتى الإلهيات تبحث في الفلسفة " العلة .. والمحرك " بل هي أكبر جزء من أجزاء الفلسفة.
تنبيه: هذا المذكور هو الأصل أو إن شئت قل (المحتوى باختصار)، لأن علوم الفلاسفة القدماء تختلف عن علوم الفلاسفة المتأخرين، مثال على ذلك: الرياضيات، والفيزياء، فقد كانتا من أساسات علوم الفلاسفة، إلا أنها لم تعد كذلك في الاصطلاح الحديث.
تنبيه آخر: مصطلح الفلسفة المعاصرة له مفهوم مخلف عن المفهوم القديم، وإن كان المعاصر جزءا ً من القديم، إلا أن المسألة تحتاج إلى بسط ليس هذا مكانها.
موضوع علم الكلام: في العقائد الدينية فقط، أي مسائل أصول الإيمان.
والفرق بين علم الفلسفة وعلم الكلام: هو أن الفلسفة تبحث عن الحقيقة، سواء حقيقة دينية أم لا، كما جاء في عبارات كثير من الفلاسفة (البحث عن حقائق الأشياء المطلقة) مثال على ذلك: حركة الكواكب العشرة إلى العقل الفعال وحركة العقل الفعال إلى العلة المطلقة.
أما علم الكلام فهو الدفاع عن الحقيقة الدينية بالحجج العقلية (حسب تصور من يرى جدوى هذا الأسلوب في البحث)
أما عن سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم فقد اختلف فيه على أقوال، أبرزها:
ـ لأن عنوان مباحثه: الكلام في كذا وكذا.
ـ لأنه يورث قدرة على الكلام في تحقيق الشرعيات وإلزام الخصوم كالمنطق للفلسفة.
ـ لأنه أكثر العلوم خلافا ونزاعا، فيشتد افتقاره إلى الكلام مع المخالفين والرد عليهم. .
وكثيرا ً ما يستخدم المتكلمون في بحثهم المسائل الكلامية القياس المنطقي والنظر العقلي، وأشهر من استخدم المنطق في بحث مسائل الاعتقاد هو الرازي الأشعري، لاسيما في كتابه المطالب العالية في العلم الإلهي.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.(/)
تحريم الظلم
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:37 م]ـ
تحريم الظلم
الحمد لله اللطيف الخبير، العليم القدير، أحمد ربي وأشكره على فضله الكثير، وأشهد أن لا إله إلا الله العلي الكبير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، البشير النذير. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقي.
أيها المسلمون .. إن الطاعات تتفاضل عند الله بتضمنها تحقيق العبودية لله والتوحيد له، وعموم نفعها للخلق مثل أركان الإسلام ونحوها.
وإن الذنوب والمعاصي تعظم عقوباتها ويتسع شرها وفسادها بحسب ضررها لصاحبها وللخلق. وإن الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) من الذنوب العظام، والكبائر الجسام يحيط بصاحبه ويدمره، ويفسد عليه أمره، ويغير عليه أحواله، ويدركه شؤمه وعقوباته في الدنيا والآخرة؛ ولأجل كثرة مضار الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) وعظيم خطره، وتنوع مفاسده، وكبير شره؛ لأجل ذلك حرمه الله بين عباده. فقال تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظّالموا).
فالله حرم الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) على نفسه وهو يقدر عليه تكرماً وتفضلاً وتنزيها لنفسه عن نقيصة الظلم، فإن الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) لا يكون إلا من نفس ضعيفة لا تقوى على الامتناع عن الظلم.
ولا يكون الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) إلا من حاجة إليه، ولا يكون إلا من جهل به، والله جل وعلا منزه عن ذلك كله، فهو القوي العزيز الغني عن خلقه، فلا يحتاج إلى شيء، وهو العليم بكل شيء.
وحرم الله الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) بين عباده ليحفظوا بذلك دينهم ويحفظوا دنياهم، وليصلحوا بترك الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) آخرتهم وليتم بين العباد التعاون والتراحم بترك الظلم، وليؤدوا الحقوق لله وللخلق.
الظلم ينبذ الفرد ويهلكه ويوقعه في كل ما يكره، ويرى بسبب الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) ما يسوءه في كل ما يحب. الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) يخرب البيوت العامرة، ويجعل الديار دامرة، الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) يبيد الأمم ويهلك الحرث والنسل.
ولقد حذرنا الله تبارك وتعالى من الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) غاية التحذير، وأخبرنا الله تعالى بأن هلاك القرون الماضية بظلمهم لأنفسهم، لنحذر أعمالهم، فقال تعالى:] وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا القُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي القَوْمَ المُجْرِمِينَ. ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ [[يونس:13ـ14]. وقال تعالى:] وَتِلْكَ القُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا [[الكهف:59]. وقال تعالى:] فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ. أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ [[الحج:45ـ46]. وقال تعالى:] فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [[العنكبوت:40].
وقد أجار الله هذه الأمة الإسلامية من عذاب الاستئصال والهلاك التام، ولكن تبتلى بعقوبات دون الهلاك العام؛ بسبب ذنوب تقع من بعض المسلمين وتشيع حتى لا تنكر ولا ينزجر عنها أصحابها، كما قال تعالى:] وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ [[الأنفال:25].
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقول:
(لا إله إ لا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من رجم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها فقلت يا رسول الله أنَهلِكُ وفينا الصالحون قال: نعم إذا كثر الخبث) رواه البخاري ومسلم.
فدل الحديث على أن بعض الأمة في نزول العذاب صالحون وبعضهم تقع منهم ذنوب تصيب عقوباتها الكثير من الأمة في بعض الأزمنة وبعض الأمكنة. وفسر الخبث: بالزنا وعمل قوم لوط لقوله تعالى:] الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَات [[النور:26]. وقوله تعالى عن لوط عليه السلام:] وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ القَرْيَةِ الَتِي كَانَت تَّعْمَلُ الخَبَائِث [[الأنبياء:74].
وفسر الخبث: بالخمر ونحوه من المكسرات والمخدرات لقوله صلى الله عليه وسلم: (الخمر أم الخبائث). ومعنى الحديث عام في كل محرم يظلم به المسلم نفسه.
أيها المسلمون أصل الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) وضع الشيء في غير موضعه، وهو مخالفة شرع الله تعالى.
والظلم ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ظلم للنفس لا يغفره الله تعالى إلا بالتوبة، وهو الشرك بالله تعالى. قال الله عز وجل:] إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً [[النساء:116].
وقال تعالى:] وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [[لقمان:13].
فمن مات على الشرك بالله تعالى خلده الله في النار أبداً، كما قال عز وجل:] إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار [[المائدة:72].
وكان ظلم الشرك غير مغفور لمن مات عليه لأجل مضادة رب العالمين في الغاية والحكمة من خلق الكون الذي خلقه لعبادته؛ ولأن شرك تنقص لعظمة الخالق وقدره جل وعلا. كما عز وجل:] وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [[الزمر:67].
وأي ظلم أعظم من أن يجعل الإنسان لرب العالمين ندّاً يعبده من دون الله الذي خلقه، وأي ذنب أكبر من أن يتخذ الإنسان مخلوقاً إلهاً من الصالحين، أو من غيرهم، يدعوه من دون الله، أو يرجوه، أو يستغيث به، أو يخافه كخوف الله، أو يستعين به، أو يتوكل عليه، أو يذبح له القربان، أو ينذر له أو يعده لرغبته ورهبته، أو يسأله المدد والخير، أو يسأله دفع الشر والمكروه.
أي ذنب أعظم من هذا الشرك بالله تعالى. قال سبحانه:] وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ. وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [[الأحقاف:5ـ6].
وقال وعز وجل:] وَقَالَ اللَّهُ لاَ تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ. وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ. وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ. ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ. لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [[النحل:51ـ55].
ومعنى (واصباً) أي دائماً. فله الدين دائماً ما دامت السموات والأرض في الدنيا وفي الآخرة.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سنتان موجبتان) قال رجل: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ قال: (من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار، ومن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة) رواه مسلم.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يدعو لله ندّاً دخل النار) رواه البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما أن الشرك بالله تعالى أعظم السيئات وأكبر الذنوب فإن توحيد رب العالمين أعظم الحسنات، كما في الحديث القدسي أن الله تبارك وتعالى قال: (يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).
والنوع الثاني من الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html): الذنوب والمعاصي التي بين العبد وربه ما دون الشرك بالله، فإن الله إن شاء الله عفى عنها بمنّه وكرمه أو كفرها بالمصائب والعقوبات في الدنيا أو في القبر، أو تجاوز عنها الرب بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو شفاعة غيره من الشافعين، أو يعذب الله العاصي في النار بقدر ذنبه ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة إن كان من الموحدين كما صحت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والنوع الثالث من الظلم: مظالم بين الخلق في حقوق لبعضهم على بعض، تعدوا فيها، وأخذها بعضهم من بعض ووقعوا في ظلم بعضهم لبعض، فهذه مظالم لا يغفرها الله إلا بأداء حقوق الخلق إليهم، فيؤدي الظالم حق المظلوم في الدنيا.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لتؤدنّ الحقوق قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار، إنما هي الحسنات والسيئات، يعطي المظلوم من حسنات الظالم، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم ووضعت على الظالم ثم طرح في النار).
والمظالم بين العباد تكون في الدم، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً).
وتكون المظالم في المال، وتكون المظالم فإقتطاع الأرض والعقارات، وفي حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اقتطع شبراً من الأرض طوقه الله إياه من سبع أراضين).
وتكون المظالم بين الأرحام بتضييع حقوق الرحم، وتكون المظالم بين الزوجين بترك حقوقهما. وتكون المظالم بين المستأجرين والعمال بسبب تضييع حقوقهم وسلبها وتكليفهم مالا يطيقون.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).
وقد وقع شكاوى من بعض العمال للعاملين عندهم بمنعهم حقوقهم أو التحايل عليها، وذلك ظلم شنيع يخرب البيوت ويمحق بركة المال وينذر بعقوبات لا طاقة للإنسان بها.
وقد تكون المظالم بالتعدي على الحقوق المعنوية أو بغيبة ووشاية. فاحذروا عباد الله الظلم، فإن الله ليس بغافل عما تعملون، وهو محرم. الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) محرم ولو وقع على كافر. قال الله تعالى:] وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ [[إبراهيم:42ـ43].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم أقول قولي هذا واستغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله المعز من أطاعه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله سواه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله اصطفاه ربه واجتباه.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.
أما بعد .. فاتقوا الله أيها المسلمون حق تقواه وراقبوه واخشوه مراقبة من يعلم أن الله مطلع على سره ونجواه.
قال الله تعالى] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ. لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ [[الحشر:18ـ20].
أيها المسلمون .. إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إياكم والظلم فإن الظلم ( http://forums.hala-ksa.com/t66508.html) ظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم).
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال لمعاذ رضي الله عنه: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب). وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من دعوة المظلوم. والله تعالى يقول إذا دعا المظلوم قال تعالي: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا مظالم العباد، وتحللوها فيما بينكم واتقوا ظلم بعضكم لبعض في دم أو مال أو عرض أو حق من الحقوق، فإن الله تبارك وتعالى قائم على كل نفس بما كسبت، ويجزيها يوم القيامة بما عملت. يقرأ الإنسان كتابه ويقال له:] اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [[الإسراء:14].
عباد الله إن أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال تبارك وتعالى:] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Sep 2010, 10:13 م]ـ
بارك الله بك أخي على ما أتحفتنا به. واسمح لي أن أضيف:
قال الذهبي: «الظلم يكون بأكل أموال الناس وأخذها ظلمًا، وظلم الناس بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء»، وقد عده من الكبائر، وبعد أن ذكر الآيات والأحاديث التي تتوعد الظالمين، نقل عن بعض السلف قوله: «لا تظلم الضعفاء فتكون من شرار الأقوياء»، ثم عدد صورًا من الظلم منها: أخذ مال اليتيم ـ المماطلة بحق الإنسان مع القدرة على الوفاء ـ ظلم المرأة حقها من صداق ونفقة وكسوة ـ ظلم الأجير بعدم إعطائه الأجر. ومن الظلم البيِّن الجور في القسمة أو تقويم الأشياء، وقد عدها ابن حجر ضمن الكبائر.
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[11 Oct 2010, 08:55 م]ـ
شكرا لمرورك الراقيي
جزاك الله خيراً
http://www.aneeeen.com/vb/imgcache/f2399ea9a2609e740289ea5eaeb4914a.gif
والله يعطيك العآإآفيه(/)
أيتها النساء: هل يحدث في بلادكن ما يحدث هنا؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Sep 2010, 10:00 م]ـ
أشارت دراسة في الأردن أن نسبة المحرومات من الميراث الشرعي في مدينة كمدينة اربد يبلغ 73%. وإن معظم هذه الحالات تكون في طبيعة الأمر قسرية جبريّة وليست عن طيب خاطر كما يعتقد البعض.
يجدر الإشارة أن هذه العادة متأصلة في المجتمع الأردني رغم علم النساء ودرايتهن للحقوق الميراث ووجوب تقسيمه حسب الأطر الشرعيّة المأمور بها.
ويجدر الإشارة أيضاً الى أسلوب التخجيل الذي يلجأ اليه كثير من الرجال للاحتيال على النساء وأخذ حقوقهن الشرعيّة. أو بالتهديد أحياناً في المقاطعة والإهمال. مما يضطر بكثير من النساء في التنازل عن ذلك الحق المشروع الذي أقره رب العزة وجعله في القرآن العظيم بتفصيلاته الدقيقة.
لا أدري في غير الأردن ما هو الوضع حول تلك النقطة بالذات! فلعل الأمر في غير البلاد يكون أحسن حالاً أو أشد كارثة لا سمح الله.
ـ[شعاع]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:30 ص]ـ
معقول هذا يحصل في زماننا الحالي!
في بلدي الكويت لم نتعرض لمثل هذه الأمور ولم أسمع بها بل في محيط بيئتي الرجال يسارعون بإعطاء النساء حقوقهن كاملة وإجراء معاملاتهن قبل البقية ولله الحمد والمنة،لكن لاأجزم في عدم وجودها نهائيا،فالقلوب الطامعة والمحبة للمال نجدها في كل مكان والله المستعان ...
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:02 ص]ـ
أيها الكريم تجد في كل بلد الصنفين المتقين والفجار ..
على تفاوت الحصص والمقدار(/)
وفاة الدكتور الجليل / عبد الصبور شاهين
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنعي إليكم وفاة العالم الجليل الدكتور عبد الصبور شاهين.
توفى مساء اليوم الأحد المفكر الإسلامى الدكتور «عبد الصبور شاهين»، عن عمر 82 عاما، فى منزله بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة، بعد صراع مع المرض استمر عدة أعوام، وتشيع جنازة الفقيد بعد ظهر غد من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة.
والفقيد له الكثير من المؤلفات الإسلامية، إلا أن أبرز معارك الدكتور «عبد الصبور شاهين» الفكرية كانت دعوى الحسبة التى أقامها ضد الدكتور «نصر حامد أبوزيد»، والتى حصل بمقتضاها على حكم قضائى بالتفريق بينه وبين زوجته.
وداوم «شاهين» على دروسه فى المسجد الخاص الذى أنشأه، بعد منعه من الخطابة فى مسجد عمرو بن العاص.
تقبله الله في الصالحين وأورثه جنة النعيم .... اللهم آمين
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:18 م]ـ
عزائنا في الدكتور لهل مصر خاصة وللمسلمين عامة، مع اني لا أعرف الكثير عن الشيخ لكني سمعت بجهوده، وليتك أخي الكريم تترجم لنا عنه ترجمة وافية، فهذا اقل ما نقدمه لعلمائنا الاجلاء.
أعظم الله اجركم ورحمه الله الفقيد وادخله فسيح جناته
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:29 م]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون.
رحمه الله و غفر له.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:32 م]ـ
نسأل الله تعالى أن يعامله بما هو أهله إنه أهل الرحمة والمغفرة.
إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:37 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر له وارحمه
وتجاوز عنه
وأكرم نزله
ووسع مدخله
وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
واغسله بالماء والثلج والبرد
واجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
واخلفه في المسلمين خيرا
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:46 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله الشيخ الدكتور وأسكنه فسيح جناته، فقد عرفناه من خلال كتبه واطلالته في بعض البرامج مدافعا عن القرآن والإسلام، اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:57 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، كان من أعلام العربية حريصا على شرائع الإسلام وأخلاقه مدافعا عنه بكل ما يملك؛ صب الله على قبره شآبيب العفو والغفران.
إن لله وإنا إليه راجعون.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[27 Sep 2010, 12:40 ص]ـ
د. عبد الصبور شاهين أستاذ متفرغ بكلية دار العلوم ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88% D9%85) بجامعة القاهرة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82% D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9). من أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) والعالم الإسلامي. خطيب مسجد عمرو بن العاص ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5) أكبر وأقدم مساجد مصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) سابًقا. عمل أستاذاً بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85% D9%84%D9%83_%D9%81%D9%87%D8%AF_%D9%84%D9%84%D8%A8% D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%84_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D 8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%86) فترة من الزمن. له 65 كتابا ما بين مؤلفات وتراجم، أكبرها مفصل لآيات القرآن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) في عشرة مجلدات، وأحدثها مجموعة نساء وراء الأحداث 10 كتب. ويبقى مؤلفه الأشهر "أبي آدم" الذي أثار ضجة كبيرة ولا يزال. أول من اشترك مع زوجه في التأليف، إذ أخرجا معًا موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول" في مجلدين. ينسب للدكتور شاهين توليده وتعريبه لمصطلح حاسوب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D9%88%D8%A8) وهو المقابل العربي لكلمة كمبيوتر، وقد أُقر من قبل مجمع اللغة العربية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA% D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9).
من أهم كتبه:
أبي آدم (وفي هذا الكتاب يفرق المؤلف بين آدم ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%AF%D9%85) النبي وبين الرجل الذي دب على الأرض أول مرة، وألفت كتب عديدة لمناقشة هذه الفكرة).وقد ترك هذا الكتاب دويا فكريا لم يخب إلى اليوم.
ترجمة (دستور الأخلاق في القرآن) لمحمد عبدالله دراز.
مفصل آيات القرآن، ترتيب معجمي
تاريخ القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Sep 2010, 01:37 ص]ـ
اللهم يا غفور يا رحيم يا تواب يا سميع يا عليم اغفر لفقيدنا وارحمه رحمة واسعة وتب عليه واغسله بالماء والثلج والبرد وتقبله في عبادك الصالحين، اللهم إني كنت أحبه وأستعذب كتبه وابتهج لنبرات صوته واقطع كل عمل من أجل الإفادة منه فعامله بالإحسان والفضل إنك ولي ذلك والقادر عليه.
رحمة الله وبركاته عليك يا أستاذنا الدكتور عبد الصبور.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:42 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اغفر له وارحمه
وتجاوز عنه
وأكرم نزله
ووسع مدخله
وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
واغسله بالماء والثلج والبرد
واجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
واخلفه في المسلمين خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:47 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم مثواه واجعل قبره روضة من رياض الجنة وتجاوز عنه وأيّده بالقول الثابت عند سؤال الملكين. اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وذكرانا وأنثانا وكبيرنا وصغيرنا.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:03 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اعفر له وارحمه ةعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واجعل ما كتبه منافحا به عن دينك، مبينا فيه لشريعة رسولكصل1 في ميزان حسناته، وأبدل الأمة خيراً منه، وأبدله أهلاً خيراً من أهله وداراً خيراً من داره وزوجا خيراً من زوجه
اللهم لقه منك الأمن والكرامة والزلفى والبشرى واجعل كتابه في عليين
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:27 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر له وارحمه
وتجاوز عنه
وأكرم نزله
ووسع مدخله
وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
واغسله بالماء والثلج والبرد
واجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
واخلفه في المسلمين خيرا
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:44 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر له وارحمه
وتجاوز عنه
وأكرم نزله
ووسع مدخله
وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
واغسله بالماء والثلج والبرد
واجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
واخلفه في المسلمين خيرا
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:24 ص]ـ
اللهم أغفر له وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:00 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اغفر له وارحمه
وتجاوز عنه
وأكرم نزله
ووسع مدخله
وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
واغسله بالماء والثلج والبرد
واجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
واخلفه في أهله وفي المسلمين خيراً
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:06 ص]ـ
رحم الله أستاذنا وشيخنا الدكتور عبد الصبور رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
= = =
من أعماله الجليلة في خدمة كتب القراءات:
التحقيق والتعليق على كتاب (لطائف الإشارات للقسطلاني) ج 1 بالاشتراك مع الشيخ عامر السيد عثمان. ... صدر سنة 1392 - 1972.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:56 ص]ـ
نور الله ضريحه وثبته بالقول الثابت وغفر له ورحمه.
وأسأل الله أن يحسن عزاء أهله والمسلمين فيه.
ـ[نعيمان]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:42 ص]ـ
اللهمّ آمين آمين وغفر له ما تجاوز وخالف فيه جماهير المسلمين في كتابه الشّهير المُشكِل المرفوض "أبي آدم قصّة الاسطورة بين الخليقة والحقيقة"، الّذي مُنع من تداوله في السّوق.
واستجاب الله تعالى فيه وفينا دعاء من سبقنا، ومن سيلحق بنا، ودعاء كلّ قائم للّيل، وصائم للنّهار، وتالٍ للقرآن؛ منذ حبيبنا محمّد صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم القيامة.
وأظنّ أبرز نتاج فكريّ أخرجه لساحتنا الفكريّة هو ترجمته لكتب المفكّر الجزائريّ الكبير بحقّ مالك بن نبي رحمهما الله تعالى، وكتابة مقدّمات رائعة دقيقة واعية مشرقة لكلّ كتاب ترجمه.
رحمهم الله وإيّانا أحياءً وأمواتاً.
الاثنين: 18/ شوّال/ 1431هـ - 27/ 9/2010م
ـ[زمرد]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:56 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة
اللهم ارفع درجاته في المهديين، وافسح له في قبره، ونور له فيه، واجزه عما قدم للإسلام خيرا.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:00 م]ـ
رحمه الله وغفر له.
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:20 م]ـ
رحمه الله تعالى وغفر لنا وله لقاء ما كان بذله في خدمة الدين، والذب عنه
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:33 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:40 م]ـ
للدكتور عبد الصبور شاهين - رحمه الله - نتاجا لغويا رائعا؛ حيث قدم للمكتبة اللغوية عددا من المؤلفات تعد مرجعا في بابها، مثل:
- عربية القرآن
- في التطور اللغوي
- علم الأصوات، تأليف بارتيل مالمبرج؛ حيث ترجمه الدكتور عبد الصبور وذيل كل فصل فيه بدراسة لغوية عربية رائعة.
- في علم اللغة المعاصر
وغيرها من الكتب اللغوية المتخصصة.
رحمه الله أستاذنا، فقد كانت محاضراته من أحب المحاضرات إلى قلبي، فقد كان يقسم كلامه دفقات منتظمة، ودون رتابة في السماع، ولا فجاجة أو تقعر في اللغة، كان يختار منها أعذبها وأنداها، وكان - رحمه الله - يهتم كثيرا بالنبر على مقاطع الكلمات فيعلمنا كيف ننطق بالكلمة على وجهها الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:44 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
ـ[أحمد عبد السلام العمادي]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:48 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
كان عالماً جليلاً جمع بين اللغة والنحو والشريعة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:03 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[هاني درغام]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:14 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان وإنا لله وإنا اليه راجعون
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:33 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
ـ[التواقة]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:07 م]ـ
اللهم أجرنا في مصيبتن واخلفنا خيرا منها ..
فلتبك العربية على رجل من رجالاتها ..
لقد عرفناه في ملتقى أهل التفير بمؤلفاته وعرفناه بصوته في مناقشة الماجستير للدكتور: غانم الحمد وقد كان الدكتور غانم لا يفتر من الثناء عليه في مذكراته التي استمتعنا جميعاً بقراءاته.
اللهم اجبر طلابه بفقده ..
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[28 Sep 2010, 01:09 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اغفر له وارحمه
وتجاوز عنه
وأكرم نزله
ووسع مدخله
وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
واغسله بالماء والثلج والبرد
واجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
واخلفه في المسلمين خيرا
ـ[باحثة علم]ــــــــ[28 Sep 2010, 01:34 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر له وارحمه رحمة واسعة اجعل قبره روضة من رياض الجنة وادخله برحمتك الجنان
وارزق أهل الصبر والسلوان
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[28 Sep 2010, 02:08 ص]ـ
صورة لجنازة الدكتور الفقيد
http://www.ikhwanonline.com/Data/2010/9/27/ikh3.jpg
الصورة من موقع إخوان أون لاين
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[28 Sep 2010, 03:15 ص]ـ
رحم الله الفقيد وجعل له القران ونيسا لوحشة قبره وحشره في زمرة الشهداء والصالحين
وان لله وانا اليه راجعون
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Sep 2010, 06:57 ص]ـ
غفر الله له، وأسكنه فسيح جناته.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[28 Sep 2010, 11:36 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[28 Sep 2010, 12:42 م]ـ
أننا في الوقت الذي نعزي مصر بوفاة هذا العالم الجليل، لابد أن نعزي الأمة الإسلامية بوفاة الاستاذ الكبير د. عبد الصبور شاهين
سائلين المولى عز وجل أن يجعله من شهداء القرآن وان يسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[هشام يسري العربي]ــــــــ[28 Sep 2010, 09:33 م]ـ
رحم الله أستاذنا وجزاه خير ما جزى أستاذا عن تلاميذه.
وعذرا للأستاذ الكريم/ سليمان خاطر؛ فحينما ابتدأتُ كلمتي في نعي أستاذنا لم أكن قد رأيت موضوعه هذا.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[30 Sep 2010, 09:37 م]ـ
هذا وصولي إلى مصر
وكان في النية زيارته فلم أكن قد رأيته
فالحمدلله على قضائه، ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[01 Oct 2010, 02:14 م]ـ
اسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[01 Oct 2010, 03:15 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ورحم الله أستاذنا الدكتور عبد الصبور، وغفر له.
وأحسن عزاء أسرته ومحبيه.
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[01 Oct 2010, 03:33 م]ـ
د. عبد الصبور شاهين: فارس المنبر والقلم
(نقلا عن إخوان أن لاين)
[27/ 09/2010] [23:18 مكة المكرمة]
http://www.ikhwanonline.com/Data/2010/9/27/Pic51830.jpg د. عبد الصبور شاهين
- أ. محمد مهدي عاكف: تربَّى في مدرسة الإخوان وحفظ العهد على نصرة الدين
- د. حسن الشافعي: عايش تقلبات الوطن العديدة وتفاعل معها بإيجابية
- د. جابر قميحة: الفكرة الإسلامية عاشت في شخصيته وعلمه وعمله
- د. إبراهيم عوض: مدافع صلب لا يخشى في الله لومة لائم
- د. خالد فهمي: بوفاته انقطع طوفان من العلم وحبل من المعرفة
تحقيق: خالد عفيفي وجهاد عادل
رحل عن عالمنا الدكتور عبد الصبور شاهين عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض، تاركًا وراءه آلاف التلاميذ الذين نهلوا من علمه الغزير، فاستحق أن يكون ممن لا ينقطع ذكرهم بعد الموت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعدُّ الفقيد واحدًا من أشهر المفكرين في مصر والعالم الإسلامي؛ حيث عمل لسنوات طويلة أستاذًا متفرغًا في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وهو ما جعله يُسهم في تكوين فكر الكثيرين، كما قضى فترةً من الزمن بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فهد بالسعودية.
وحرص العالم الجليل على التواصل مع الجماهير من فوق منبر مسجد عمرو بن العاص؛ حيث كان الآلاف يواظبون على حضور خطبته ودروسه الأسبوعية في علوم القرآن قبل قيام الأمن بمنعه من الخطابة والتدريس نهائيًّا في المسجد؛ بسبب نقد الدكتور شاهين المتكرر لفساد الحكم ودعوته إلى تطبيق الشريعة الإسلامية؛ باعتبارها السبيل الوحيد لكي تنجو مصر من مشكلاتها.
وخط العالم الجليل بقلمه أكثر من 65 مؤلفًا في كل العلوم الشرعية؛ كان أكبرها كتابه في شرح القرآن الكريم الذي سطَّر منه 10 مجلدات، وسماه "المفصل في القرآن الكريم"؛ وذلك بالإضافة إلى عدد كبير من المطبوعات التي أثارت نقاشات حادَّة بين العلماء والمفكرين؛ نظرًا لما طرحه فيه من أفكار جديدة.
http://ikhwanonline.com/Data/2010/9/27/ikh7.jpg الأستاذ محمد مهدي عاكف في وداع د. عبد الصبور شاهين
وكان د. شاهين أول مَن اشترك مع زوجته في التأليف، وقد أخرجا معًا موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول" في مجلدين، كما كان له الفضل في تعريب لفظ "كمبيوتر" بابتكاره كلمة "الحاسب الآلي" التي تمَّ وضعها في العديد من المقررات الدراسية في معظم الدول العربية تقديرًا لمجهوده في تعريب العلوم والمصطلحات.
ودخل الراحل العديدَ من المعارك الفكرية مع التيار العلماني، وكان له دور كبير في انحسار فكره وتضاؤله في مصر، وكان من أشهرها السجال الذي جرى بينه وبين د. نصر حامد أبو زيد، واليوم ما زال شاهين واحدًا من أهم مَن تصدّوا لحرب تغريب البلاد والعباد وإبعاد الناس عن شمولية القرآن والتشكيك في السنة النبوية التي قادها البعض بضراوة خلال السنوات الماضية.
من جانبه قال الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد السابق للإخوان المسلمين: "مات شيخي وأستاذي وعالم الأمة وفقيهها وخطيبها، مضيفًا أن معرفته بالعالم الراحل امتدت منذ أكثر من 60 عامًا؛ حيث وجدت فيه خلالها الصحبة الطيبة والأخوَّة المباركة والمواقف الجادة.
وأشار إلى أن الراحل تربَّى في مدرسة الإخوان المسلمين، وحفظ العهد على نصرة دينه والعمل لكتاب الله، ومن أجل رفعة شأن الإسلام على مدار سنوات حياته، حتى لقي ربه محافظًا على الأمانة متمسكًا بها.
وأضاف أن د. شاهين صاحب مواقف بطولية وشجاعة دافع فيها عن الإسلام، وجاهد في الله حق جهاده، نحسبه كذلك ولا نُزكّي على الله أحدًا، ومهما تحدثنا لن نوفيه أجره.
http://ikhwanonline.com/Data/2010/9/27/ikh1.jpg د. محمود عزت في وداع د. عبد الصبور شاهين
وقال: "نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يتقبله في الصالحين ويُسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عنا وعن الأمة خيرًا، ويلحقنا به في زمرة النبيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا".
ويضيف الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين: "نحسب الفقيد ممن أفنوا حياتهم من أجل هذا الدين العظيم، وضحّوا في سبيل الله بكل غالٍ ونفيس، ولم يخش في الحق لومة لائم".
وشدَّد على أنه تتلمذ على يد الدكتور شاهين وعلى يد شقيقه الدكتور عبد الرحمن، وتربطه به علاقات ود واحترام وتقدير بأسرته، مضيفًا: "نسأل الله العلي القدير أن يعوضنا ويعوض الأمة الإسلامية عن فقد عالمنا الجليل".
جهاد في محراب العلم ويضيف د. حسن الشافعي رئيس الجامعة الإسلامية بباكستان ورفيق الفقيد في كلية دار العلوم جامعة القاهرة أن أسرة الدكتور شاهين لها باع طويل في العلم والجهاد؛ فابن عمه أحد شهداء أحداث القناة 52 وشقيقه أستاذ في كلية دار العلوم أيضًا.
http://www.ikhwanonline.com/Data/2010/7/18/Pic50986.jpg د. حسن الشافعي
واستطرد قائلاً: "صلتي به قديمة، فأنا أعرفه منذ 60 عامًا وهو شخصية ذات تأثير مميز تترك انطباعًا مختلفًا عند كل مَن يعرفه، كما أنه معروفٌ بثراء إنتاجه العلمي، فرغم أنه كان أستاذًا في فقه اللغة كان له في الوقت نفسه باع كبير في علوم القرآن والقراءات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأوضح أن الفقيد من براعته في تخصصه كان على درايةٍ واسعةٍ بعلوم عديدة منها الترجمة من اللغة الفرنسية؛ حيث أصبغ على الكتب المترجمة أسلوبه البارع العميق فكان سببًا في نشرها بما تحمله من علمٍ نافعٍ في العالم العربي وتعريفنا ببعض الإسهامات الغربية في العلوم الإسلامية.
وأكد أن الدكتور شاهين من الناحية العملية عايش تقلبات الوطن العديدة على مرِّ الأزمان وتفاعل معها إيجابيًّا, فحياته العلمية الطويلة لم تخلُ من شغبٍ وصراعٍ وانتصار تارةً وانكسار تارةً أخرى.
وشدد على أنه افتقد أخًا عزيزًا وعالمًا جليلاً ومجاهدًا في سبيل الحق لا مثيلَ له, وأن ألم فراق عبد الصبور شاهين لا يُحتمل، ولكن أنا على أمل أن يجمعنا الله تعالى في جنات الخلد وأن يحشرنا مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
شعلة نشاط
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/12/30/1.jpg د. جابر قميحة
ويصف الدكتور جابر قميحة، أستاذ الأدب العربي، الراحل بأنه كان أمةً، وعاش من أجل الفكرة الإسلامية سواء في شخصيته وعلمه وعمله، علاوةً على إصراره على نصرة الحق أينما وُجِدَ, كما أن الحديث عنه يحتاج لصفحات كبيرة لذكر مناقبه العديدة التي تنوعت وتجمعت في شخص واحد.
ويكشف د. قميحة أن أول مرة تعرَّف فيها بالدكتور شاهين كانت في كلية دار العلوم؛ حيث كان يشد الأنظار بعلمه الغزير وطلاقة حديثه وكلامه المرتب, فكان أول مَن جذبني إليه من شباب الإخوان، خاصةً عندما كان يتحدث عن القرآن وفضله في إحدى قاعات دار العلوم بالمنيرة.
وأضاف أن شاهين كان شعلة نشاط وطاقة ضخمه انعكست على كل أفعاله فكان إذا مشى تعتقد أنه يجري، وإذا ناقش وعالج أحد أبواب العلم استوفاه لآخره, وكان- رحمه الله- دارسًا للغة الفرنسية بصورةٍ وافيةٍ مكَّنته من ترجمة العديد من الكتب والمجلدات للغة العربية، وكان من أولها كتاب (دستور الأخلاق في القرآن) لعبد الله دراز؛ حيث ترجمه ترجمةً بارعةً تنمُّ عن تميز واختلاف عن باقي التراجم، فقد تمتع بأسلوبٍ يتسم بالعمق والوضوح ويؤكد لمَن يقرأ له أنه صاحب علم لا ينضب.
ووصف الراحل بأنه كان ذا ملامح وضيئة ومتعددة، والدور الذي قام به في الدفاع عن الشريعة الإسلامية واللغة والفقه أكبر من أن يقوم بإنكاره أي إنسان.
صاحب التراجم
http://www.ikhwanonline.com/Data/2010/4/14/img5.jpg د. إبراهيم عوض
ويتذكر د. إبراهيم عوض، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، أنه تعرَّف على الدكتور شاهين عن طريق أعماله العلمية وترجماته التي كانت تشعُّ نورًا في دلالةٍ على علمه الغزير، وأوضح أن أول ما اطلع عليه هو ترجماته الرائعة للفيلسوف الجزائري مالك بن نبي، قائلاً: "لولا ما قام به شاهين ما كنا لنسمع عن هذا المفكر العربي الكبير".
وأشار عوض إلى أن كتابات الراحل تتميز بأسلوبها الجميل الذي يتميز به عكس بعض الباحثين اللغويين الذين يصوغون أعمالهم دون الاهتمام كثيرا بجودة الأسلوب، وهو ما جعله مختلفًا عنهم.
وقال: زاد الإعجاب به بعدما علمتُ مدى إتقانه للغة الفرنسية دون أن يتعلمها على يد معلم أو يذهب باريس ليحصل على الدكتوراه من هناك، فهو رجل عصامي، كوَّن نفسه بنفسه، واعتمد على عقله، وهو ما يعكس مدى الثراء الفكري الذي يتمتع به.
وأضاف أن ما شدني إليه أيضًا نشأته الأزهرية، وحفظه القرآن، وعنايته بتعلُّم العربية، وهو ما يشير إلى أنه أخذ من كل شيء أحسنه.
وشدَّد على أن الراحل كان عالمًا لغويًّا بارعًا، يتمتع بأسلوب كتابي مشرق ومتميز, كما كان له باع كبير في الفكر الديني والدراسات الإسلامية، كما كانت له اجتهادات تدعو إلى التفكير والتدبر, بعيدًا عن التنطع والتشدد، كما كان خطيبًا مفوَّهًا. ومن المعروف أنه كان يخطب الجمعة فى جامع عمرو بن العاص أول مسجد بنى فى مصر، وكان الشيخ الغزالي قبله يخطب فى نفس المسجد. وكان من خطبائه أيضا، كما قلت يوما للشيخ محمد الغزالى، الشيخ العز بن عبد السلام، فسره ذلك كثيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال د. إبراهيم عوض إنه لم يقابل العالم الراحل سوى مرة واحدة ليشكره على دفاعه عنه عندما هاجمه بعض الحاقدين دون أن يلتقي به من قبل، إذ طُلِب من الدكتور شاهين أن يكتب عنه تقريرًا علميا. وأضاف: جاش الدمع فى عينىّ عندما رأيت الكلامَ الجميل جدا الذي كتبه عني رجل لم أره من قبل، موضحًا أن الفقيد تعامل معه في تلك الزيارة اليتيمة وكأنه يستقبلُ صديقًا قديمًا، مشددًا على أنه كان رجلاً مرحًا لا تفارق الابتسامة شفتيه.
طوفان توقف
http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/7/27/Pic47102.jpg د. خالد فهمي
ويصف د. خالد فهمي، أستاذ علم اللغة بجامعة المنوفية، رحيل الدكتور شاهين بأنه أشبه بالطوفان الهادر الذي توقَّف جريانه وجبل علم انقض، مضيفًا أن المتأمل في عطاء الرجل يكتشف أننا أمام نمطٍ فريدٍ من الذين قدَّموا خدمات جليلة للعلم والثقافة العربية والإسلامية المعاصرة.
وقال: إن التوقف أمام نعي الدكتور- رحمه الله- يردنا إلى نمطٍ من التكوين المعرفي والوجداني لرواد الفكرة الإسلامية؛ ذالك أنه اجتمع في تشكيله 4 صفات، وهي: أولاً: الجانب التراثي بوحي من بدايته الأزهرية الأولى, ثانيًا: انتماؤه للثقافة العربية لدراسته في دار العلوم وتخرجه منها, ثالثًا: بالإضافةِ إلى ما حصَّله من معرفةٍ غربيةٍ بعد إتقانه اللغة الفرنسية بصورةٍ فريدة ساعدته على ترجمة نصوص لهنري فليش اليسوعي، وبارتيل ماليم بيرج، ومالك بن نبي، ومحمد دراز وغيرهم كثيرين, بالإضافةِ إلى هذا كله فإن صحبته لأعلام عصره من العلماء مثل محمود شاكر، ومحمود قاسم، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وعامر عثمان وغيرهم ممن أثَّر فيه بصورةٍ كبيرةٍ، وجعله متفوقًا على الكثير من أقرانه.
وأوضح د. خالد فهمي أن تلك الروافد الأربعة ظهرت في تجليات ثلاثة, أولاً إنتاجه العلمي في حقل تخصصه؛ حيث أسهم في معالجة عددٍ من قضايا اللغة العربية، كما أن تراجمه توزَّعت على خدمة علم اللغة والفكرة الإسلامية, أما حركته فاشتبكت مع واقع الصحوة من خلال نشاطه في أقدم مسجد في إفريقيا- مسجد عمرو بن العاص- والذي أوصى بأن يُشيَّع منه جثمانه.
وأشار إلى أنه ليس بالخافي أن الحركة الإسلامية- ممثلة في الإخوان المسلمين- تعتز بإسهامها في تكوين هذا العالم الجليل؛ حيث لعبت دورًا كبيرًا في تشكيله وتنمية توجهه من أجل مناصرة الوسطية.
كان أمة
ويشدِّد د. أحمد الهندي، الأستاذ بقسم اللغة العربية بجامعة عين شمس، على أن الفقيد كان أمةً في رجل؛ حيث أعطى مثالاً عمليًّا على العالم الرباني التي تجمَّعت فيه كل الصفات، من تقوى وخلق وتواضع وعلم وعمل وجهاد وثبات على الحق.
ولفت إلى أن د. شاهين كان من أقوى علماء اللغة العربية، كما أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته وتراجمه المميزة من حيث الشكل والمضمون وأسلوب الصياغة وروعة الأداء, وأضاف: يُحسب له أنه كان ربانيًّا يعشق القرآن ويعمل به، وبخسرانه فقدنا أحد أميز علماء اللغة العربية في مصر والعالم.
http://www.ikhwanonline.com/images/st.gif (http://www.stumbleupon.com/submit?url=http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=71306&SecID=271)http://www.ikhwanonline.com/images/blog.gif (http://technorati.com/faves?sub=addfavbtn&add=http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=71306&SecID=271)http://www.ikhwanonline.com/images/twitter.gif (http://twitter.com/home?status=http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=71306&SecID=271)http://www.ikhwanonline.com/images/yahoo.gif (http://myweb2.search.yahoo.com/myresults/bookmarklet?u=http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=71306&SecID=271)http://www.ikhwanonline.com/images/del.gif (http://del.icio.us/post?url=http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=71306&SecID=271&title= د. عبد الصبور شاهين .. فارس المنبر والقلم) http://www.ikhwanonline.com/images/digg.gif (http://digg.com/submit?url=http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=71306&SecID=271&title= د. عبد الصبور شاهين .. فارس المنبر والقلم)
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[01 Oct 2010, 11:28 م]ـ
رحم الله أستاذنا وجزاه خير ما جزى أستاذا عن تلاميذه.
وعذرا للأستاذ الكريم/ سليمان خاطر؛ فحينما ابتدأتُ كلمتي في نعي أستاذنا لم أكن قد رأيت موضوعه هذا.
بارك الله فيك، أخي الكريم، وجزاك الله خيرا وزادك حرصا.
ليس الموضوع موضوعي ولا أنا كاتبه، ولكني أحببت فقط التنبيه إلى أهمية توحيد الموضوعين في مكان واحد.
بعد بحث لم أجد ترجمة ذا بال لهذا العلم الكبير: من مولده إلى وفاته، نشأته، مراحل تعليمه وتعلمه، أعماله، أسماء مؤلفاته بالتفصيل مع بيانات النشر الكاملة وموضوعاتها، أشهر تلاميذه، آراؤه الخاصة في قضايا العربية المعاصرة، معاركه الأدبية والعلمية والفكرية، جهوده الدعوية إلخ.
فمن له علم بذلك فليرفدنا به مشكورا مأجورا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[01 Oct 2010, 11:33 م]ـ
اللهمّ آمين آمين وغفر له ما تجاوز وخالف فيه جماهير المسلمين في كتابه الشّهير المُشكِل المرفوض "أبي آدم قصّة الاسطورة بين الخليقة والحقيقة"، الّذي مُنع من تداوله في السّوق.
واستجاب الله تعالى فيه وفينا دعاء من سبقنا، ومن سيلحق بنا، ودعاء كلّ قائم للّيل، وصائم للنّهار، وتالٍ للقرآن؛ منذ حبيبنا محمّد صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم القيامة.
وأظنّ أبرز نتاج فكريّ أخرجه لساحتنا الفكريّة هو ترجمته لكتب المفكّر الجزائريّ الكبير بحقّ مالك بن نبي رحمهما الله تعالى، وكتابة مقدّمات رائعة دقيقة واعية مشرقة لكلّ كتاب ترجمه.
رحمهم الله وإيّانا أحياءً وأمواتاً.
الاثنين: 18/ شوّال/ 1431هـ - 27/ 9/2010م
جزاك الله ألف خير، أخي الكريم الدكتور/نعيمان.
كلام في غاية الإنصاف وقمة الوعي.
بارك الله.
ـ[يراع الإبداع]ــــــــ[01 Oct 2010, 11:35 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر له وارحمه
وتجاوز عنه
وأكرم نزله
ووسع مدخله
وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
واغسله بالماء والثلج والبرد
واجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
واخلفه في المسلمين خيرا
رح1
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[04 Oct 2010, 05:09 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[04 Oct 2010, 11:54 م]ـ
ورَحَلَ خليلُ العصر ورِئبالُ الدار
وأستاذُ الجيل
طالعتنا الأنباء بما يَقُضُّ المضاجع، ويُذْهِلُ العقولَ، ويُذهِبُ الكَرَى عن الأجفان، بمَوْتِ العالم الهُمام، والذي ربا في عطائه على الغمام، الفارس المغوار، الذي لا يُشَقُّ له غبار، مات أستاذُ الجيل، والعالم الكبير، صاحب الرأي الحر، والشجاعة النادرة، والقلم الملهم، والفكر القويم.
رحل عالمنا وأستاذنا، وبقية السلف الصالح،رحل الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين – رحمه الله تعالى-، فزلزل رحيلُه النفوسَ، وأتعب فراقه القلوبَ، وأبكى موتُه الأفئدة، لله أنت يا علامة العصر، وخليل الفكر، وسيبويه اللسان، عهدناك فارسا رئبالا، حتْفَ الكلمة الشَّرُود، يا مَنْ أسعدْتَ المنابر، وأتحَفْتَ المجالس، بفيض علمك، وواسع فكرك، وبُعْد نظَرِك، كم شنَّفْتَ الآذانَ في الندوات، والمؤتمرات، والمحاضرات، واللقاءات، وعلى المنابر، وخصوصا منبرَ جامعِ "عمرو بن العاص"، وكنا نستمع إليك تهزُّ المنابر هزا، وتتقاطر الفصاحة من بين ثناياك، ويأتيك اللفظ رقراقا يتباهى على فمك،ويبسم على محياك، وأنت تصوغ العبارة بكل لون، ربِّي- سبحانه- آتاك، يا حسرتنا على رحيلك أيها الأسد الهصور، والغضنفر الذي عَبَّدَ طريق اللغة، وأنهَجَ سُبُلَها، فصارت متنا سهلا ذَلولا، يامَنْ ربَتْ مؤلفاته على السبعين، وجاءت في مختلف المجالات والفنون، فإذا رميْتَ بطرفك إلى الدراسات القرآنية وجدته متفرِّدا، وإذا يمَّمْت وجهك تجاه القراءات القرآنية ألفيته رائدا، فإذا نظرت إلى الدفاع عن القرآن والسنة وجدته على القمة متوسدا،، وإذا رمت فصيحا لسنا وجدته للسانة منجدا، والسيد الماجد، وللفصاحة وقمم البيان قائدا، وكتبه أمامه تراها عن اقتداره منبئةً، ودليلا،وشاهدا، فمِنْ كتبه: (العربية لغة العلوم والتقنية)، و (مفصل آيات القرآن) في عشرة مجلدات، ومجموعة
(نساء وراء الأحداث)، وهو عشرة كتب كذلك، و (دستور الأخلاق في القرآن)، و (تاريخ القرآن)، وشارك زوجَهُ المَصُون"في التأليف، إذ حيث أخرجا معا موسوعة "أمهات المؤمنين"،
و "صحابيات حول الرسول" وهو في مجلدين، ويُنسب إليه – وهذا حق - توليدُهُ وتعريبُه لمصطلح) حاسوب)، وهو المقابل العربيُّ لكلمة (كمبيوتر)، والذي أُقِرَّ من قبَل مَجْمَعِ اللغة العربية. وله العديد من الأسفار المترجمة، والأحاديث المتلفزة، وإذاعة القرآن الكريم خير شاهد على جهوده، حيث كنا ننتظر حديثه الذي يطوِّف فيه في البلاغة، والإعجاز، وبيان الحق من أقرب طريق، وأوضحه، وأفصحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان منذ سلوكه طريق العلم قد وقَفَ أنفاسَه على خدمة كتاب الله، وليس أدلَّ على ذلك من رسالته للدكتوراه التي حصل عليها فى موضوع "القراءات الشاذة في القرآن الكريم" حتى وصل إلى درجة الأستاذية، عن جدارة واحتراف، ويُعَدُّ راحلنا المفدَّى، ووالدُنا الكبيرُ من أشهر الدعاة والمفكرين بمصر والعالم الإسلامى، وكانت خطبته الأسبوعية الشهيرة التي كنا نستمع إليها بكُلَنا وبكامل ذواتنا- بمسجد عمرو ابن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر- كانت خير زادٍ لنا على خوض طريق الحياة عن بصيرة وفهم.
كان الدكتور شاهين قمةً لا تُسامَى من قمم الفكر الإسلامي والإنساني، وله مواقف لا تُنْتَسَى،وله بصماته العلمية والفكرية على الساحتين المصرية والعربية، وهو السبب الذي جعلني أصعد المنابر، حيث كلَّفني أن أخطب الجمعة في كبريات المساجد، وألَحَّ عليَّ في ذلك، وكنتُ يومها معيدا، لم أزل أدرج في دنيا المحاضرات، ولم أصعد قطُّ منبرا، إلا بعد أنْ شدَّ من أزري، وبيَّنَ لي خطورة عدم تبليغ الدعوة، وإثم البعد عن اعتلاء المنابر مع المقدرة، وأن يقول الإنسان لله كلمة قبل الرحيل، وحتى يلْقَى الله وقد قال له – جل جلاله - في الأرض كلمة، وكان قد أمدَّني ببعض كتبه في الخطابة، وتابعني إلى أن رسَخَتْ منِّي القدَمُ في هذا السيبل، وما تأخَّر عن عقدي قراني على الرغم من أني كنت معيدا صغير السن، مغمور الشهرة والذِّكْر، وكان الدكتور شاهين في قمة الشباب والزهو، وتتطلبه، بل تتخطفه الإذاعات من كل حدب وصوب، وتتزلف إليه أن يتحدث فيها دقائق معدودات إلا أن الأستاذ الكبير- رحمه الله- آثر أن يفرغ وقته وحضر ليعقد لي قراني، وتكلم كلاما أثلج الصدور، وأسعد الحضور، وكان إذا زرته في مكتبه العامر بكليتنا العريقة- أحسست أنك أمام جبل من جبال العلم، وأسطون من أساطين الفكر، وبين يديْ والد حَنون، يداعبك باللفظ، ويُهديك من باقات العلم، وكان ينحت كلمات وجملا تُعَدُّ وقفا عليه، وكان الوقت يمضي معه كأسرع ما يكون، ولم تكن تشبع من حديثه حديثِ العلماء.
مات سيبويه العصر، وأسد دار العلوم، وصاحب اللسان القويم والفكر المتزن المستقيم، والرجل الذي فقدتْه – بحقٍّ وصِدْقِ- دارُ العلوم، دار الأسود الرَّآبيل، وراحَ منها ركنٌ ركين، فاللهم بحقِّ نُبْلِ هذا العالم، وبحقِّ ما قدَّم لأمته، ودينه أن تقبله في عِلِّيِّين، وأن تكتبه في المقرَّبين، وأن تجعله ممن قلت فيهم:" ياعبادي لاخوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون"، وممن قلت فيهم:" ادخلوها بسلام آمنين"، وممن قلت فيهم:" وسقاهم ربهم شرابا طهورا"، اللهم أنزل على قبره الضياء والنور، والفسحة والسرور، واجعله من المصطفيْنَ الأخيار الذين أخلصتَهم بخالصةٍ ذِكْرَى الدار، واجعله من أهلك وخاصتك، يامجيب الدعاء، ويا محقق الرجاء، اللهم ألهمْ أهله، وأبناءه، وطلابه، ومدرسته الصبرَ والسلوان، وبارك فيمن بقي من أساتذتنا الكبار، ومُدَّ في حيواتهم، وأطل في أعمارهم، وسدِّدْ خطواتِهم، ووفِّقْهم في مسيرتهم،وارفع منْ أقدارهم جميعا يا رب العالمين، ولا نقول إلا ما يُرْضِي ربَّنا:"إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا أستاذنا لمحزونون، والحمد لله الذي لا يحمد على مكره سواه، وفي ذمة الله، يا خليل العصر، وأستاذ الجيل، ورِئبال الدار، وفارس القول.
د جمال عبد العزيز أحمد
قسم النحو والصرف والعروض
كلية دار العلوم - جامعة القاهرة
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[05 Oct 2010, 12:33 ص]ـ
أُتْرُجَّةُ دارِ الْعُلومِ
للدكتور محمد جمال صقر
في 22/ 10/1431هـ=1/ 10/2010م
ما ماتَ مَنْ جَعَلَ الزَّمانَ لِسانُه يَتْلو مَناقِبَ عُوَّدًا وَبَوادي
فَاذْهَبْ كَما ذَهَبَ الرَّبيعُ وَإِثرُه باقٍ بِكُلِّ خَمايِلٍ وَنِجاد
الشَّريفُ الرَّضيُّ
' إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعونَ '!
(يُتْبَعُ)
(/)
مات أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين؛ فـ' مَنْ سَرَّه أَنْ يَنْظُرَ كَيْفَ ذَهابُ الْعِلْمِ فَهكَذا ذَهابُه '، أو كما قال ابن عباس ترجمان القرآن، حين مات زيد بن ثابت - رضي الله عنهم! - كاتب الوحي وجامع القرآن وعالم الأنصار؛ فصَدَّقَ قَوْلَ رسول الله - صلى الله عليه، وسلم! -: ' إِنَّ اللّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُه مِنَ الْعِبادِ، وَلكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَماءِ، حَتّى إِذا لَمْ يُبْقِ عالِمًا اتَّخَذَ النّاسُ رُؤوسًا جُهّالًا، فَسُئِلوا؛ فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ؛ فَضَلّوا، وَأَضَلّوا '!
لقد درستُ عليه أربع سنوات، منذ سنة 3/ 1404هـ=3/ 1984م، الجامعية، دراسة نظامية بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة: أولى دار العلوم، وفيها كان كتابه ' علم اللغة العام '، وثانيةَ دار العلوم وفيها كانت ترجمته لـ' علم الأصوات '، كتاب برتيل مالمبرج، ورابعةَ دار العلوم وفيها كان كتابه ' دراسات لغوية '، وتمهيديةَ قسم علم اللغة وفيها كان كتابه ' المنهج الصوتي للبنية العربية: رؤية جديدة في الصرف العربي '. ثم جلستُ إليه مجالس مختلفة، واطلعتُ على كثير من أعماله اطِّلاعًا حُرًّا، ولكن لم يقم لمعرفتي به شيء مثلما قامت تلك السنوات الأربع!
لقد كان من علماء القرآن دِرايَةً وتِلاوَةً، وما مَثَلُه في الناس إلا مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ ريحُها طَيِّبٌ وَطَعْمُها طَيِّبٌ، أو طَعْمُها طَيِّبٌ وَريحُها طَيِّبٌ، على رِوايَتَيْ تَمْثيلِ رسول الله - صلى الله عليه، وسلم! - مَثَلَ المؤمن الذي يقرأ القرآن؛ تَجْذِبُك إليه أحيانا تِلاوَتُه ثم دِرايَتُه: ريحُها طَيِّبٌ وَطَعْمُها طَيِّبٌ - وتَجْذِبُك إليه أحيانا دِرايَتُه ثم تِلاوَتُه: طَعْمُها طَيِّبٌ وَريحُها طَيِّبٌ!
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ!
لقد تأملتُه قريبا وبعيدا، حتى اجتمعت لي نُقَطُ ملامحه، وظهرت صورته؛ فأحسنت رؤيته، على حين تَلَقَّفَ ناسٌ النقطة من تلك النقط وحدها، فلم يَرَوْهُ - وأحببتُه: ' ... وَلَوْلَا الْحُبُّ لَمْ أَتَكَلَّمِ '! وربما قيل لي: ' ... وَلَوْلَا الْحُبُّ لَتَكَلَّمْتَ '! وهذا وهم فاسد مفسد؛ فإن الحب الخالص، كفيل بأن يفتح العقل لفهم حقيقة المحبوب؛ ولذلك كان حب رسول الله - صلى الله عليه، وسلم! - شرط كمال الإيمان؛ فهو من حُبِّ مُرْسِلِه - سبحانه، وتعالى! - ومِنْ طريق حُبِّه حُبُّ آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، فأما حديث ' حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمي وَيُصِمُّ '، ففيه ضعف! ورحم الله عباس محمود العقاد الكاتب الأديب الفذ! لقد أعرض عن الكتابة عن بعض من تَوَقَّعَ الناس منه الكتابة عنهم في سلسلة عَبْقريّاته، فلما قيل له في ذلك، قال: إنما أكتب عَمَّنْ تَرْفَعُه كتابتي! والحق أنه إنما كان يكتب عمن أحبه حبا خالصا، أَطْلَعَه على مفتاح شخصيته الذي كان مولعا بالبحث عنه. وليس فرضا عليه أن يحب كل عبقري؛ فللمحبة كُنْهُها الذي يصعب وَصْفُه، والكلام هنا إنما هو عن أثر المحبة، لا عن كنهها!
كان أستاذنا رجلا طويل القامة صحيح البنية أنيقا وسيما ميسور الحال مبسوط اليد صافي القلب مصريا عربيا مسلما عبقريا غيورا طموحا، يحار الناس فيه، ولا سيما أصحاب النُّقْطة السابق ذِكْرهم، تُحَيِّرُهم مناقبه، لا مثالبه؛ فلقد نَشَأَ وشَبَّ واكْتَهَلَ وشَيَّخَ راضيا عن حاله، ساخطا على حال أمته، وامتحنه الله - سبحانه، وتعالى! - بالسجن قريبا من منتهى طلبه الجامعي ومبتدأ انطلاقه المعيشي؛ فكأنما أَطارَ بالسجن طائِرًا كان في صَدْره؛ ففَزِعَ كُلَّ مَفْزَعٍ، واشتغل بأعمال كثيرة، ينوء بها العصبة أولو القوة، من غير أن ينخلع في أي منها، عن رضاه ذاك ولا عن سخطه؛ فكان في أكثرها كأنما يُثيرُ الناس إليها، ويغريهم بها، ليُحَقِّقوا منها ما لم يَتَحَقَّقْ، ويُدَقِّقوا ما لم يَتَدَقَّقْ، غيرَ ضائِقٍ بهذه المنزلة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ها هو ذا يتحدث في تقديمه كتاب ' الإسلام يتحدى ' لوحيد الدين خان، عما أريد له أن يكونه فأباه أشد الإباء ورصد حياته للثورة عليه، قائلا: ' جاء جيلنا ليتوهم، أو ليراد له أن يتوهم أنه مجرد وارث لأجيال سابقة، عليه أن يستغل تركتها في خلق ملذاته، فإذا ما جوبِهَ بتحديات عصره لجأ إلى المباهاة بتراثه، المباهاة وحدها، المتمثلة في أكثر الكتابات المنشورة، التي لا تمل أن تحكي وتحكي، حكايات في حكايات، وتقف أحيانا مستعلية من فوق منبر، لتمطر على الحضور وعظا في وعظ، دون أن تبلغ في ظن الجماهير أن تهز وجدانا، أو حتى تحرك قشة. إن أخص صفات عصرنا هي أنه ينتج من الأفكار بقدر ما ينتج من الأشياء، وليس من الضروري أن نتطلب من الأفكار المنتجة أن تكون نافعة دائما كالأشياء؛ فإن المجتمعات التي تصدر إلينا أشياء الحضارة ترى في الأفكار سلعة ينبغي أن تتغير كل يوم، كما تتغير طرز الأشياء؛ ولذلك يقف مثقفونا مبهورين أمام موجات الفكر الواردة من الخارج: ماذا يأخذون، وماذا يدعون؟ بل قل: ماذا يقرؤون، وماذا يترجمون؟ ولا شيء أكثر من هذا! يكفيهم أن يستطيعوا ملاحقة الأفكار دون أن يكون عليهم أن يواجهوها، أو ينقدوها؛ فهم إلى أن يصوغوا نقدا معينا لأحد الاتجاهات الجديدة نسبيا يكون الوقت قد فات، وتَقادَمَ بمرور الزمن ما ينتقدون، وغطت عليه أفكار أخرى أشد لمعانا وأكثر جاذبية وإشعاعا. ومما لا شك فيه أن العالم الإسلامي هدف ثمين من أهداف تصدير الأفكار، نظرا إلى موقعه وخطورة موقفه بين الكتل المتصارعة أو بعبارة أخرى مراكز الإنتاج. والهدف من وراء التصدير واحد لدى كل هذه المراكز، أن يبقى هذا العالم مفتقرا إليها على اختلافها، وأن يحال بينه وبين أفكاره الأصيلة، التي يمكن أن تغنيه عن الاستيراد، وتحقق له الاكتفاء الذاتي '.
تلك كلمةٌ له في تقديم عملٍ لغيره، ولكنها أوجز ما يعبر عن رسالة الثقة والطموح والسخط والجرأة، التي وَطَّنَ عليها نفسه ورصد لها أعماله. والأمثلة كثيرة:
منها عمله بكتابه ' القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث '، الذي قال في مقدمته: ' هذا كله (أعمال اللغويين الحداثيين المعاصرين) وغيره على كثرته وغناه، لم يحاول أن يقترب من دراسة ظواهر اللغة العربية الفصحى دراسة نقدية، تصفي آراء القدماء، وتقومها، وتضع حلولا جديدة للمشكلات التي بقيت دون حل، أو التي نالت حلا خاطئا قام على تصور قديم خاطئ '؛ فأغرى الدكتورَ الطيب البكوش بإنجاز مأموله، وإن لم يبرأ من النعي عليه قائلا: ' إن ما نجده في بعض عناوين هذه الكتب من إشارة إلى ذلك (الدرس في ضوء العلوم اللسانية الحديثة) لا يخلو من ادعاء؛ فنحن لا نجد فيها من الألسنية الحديثة إلا بعض المصطلحات والمفاهيم الثانوية، أما المبادئ الأساسية كالنظام ووظائف وحداته وعلاقة بعضها بالبعض، فإننا لا نجد فيها أثرا لذلك، وهو ما يستوجب إعادة النظر فيها بصفة أعمق وأحدث، مع إثرائها وإنارتها بنتائج البحوث في اللهجات العربية العصرية على اختلافها '.
ومنها عمله بكتابه ' المنهج الصوتي للبنية العربية: رؤية جديدة في الصرف العربي '، الذي قال في مقدمته: ' إن المهم دائما هو الوصول إلى الحقيقة، ولكن وسيلة الوصول تختلف من عصر إلى عصر. ولقد كانت للأقدمين وسائلهم المناسبة لبلوغ ما طلبوا من الحقيقة، ثم مضوا إلى مستقرهم تاركين بصماتهم على ما خلفوا من آثار ودراسات، فيها وصف لما عرفوا من الحقيقة من وجهة نظرهم , وجاء بعد ذلك دورنا في محاولة الوصول إلى الحقيقة، بوسائلنا لا بوسائلهم، ومن وجهة نظرنا، لا من وجهة نظرهم، ولكن عوامل التقليد تقف دائما دون هذه المحاولة في ميدان الدراسات العربية، ولا سيما النحو والصرف. والتقليد هنا يشبه ما يسمى بسياسة فرض الأمر الواقع، على أنه حقيقة يستحيل تغييرها، وليس في معارف البشرية ما يمكن أن يكون قد بلغ الكمال، حتى يستحيل تغييره، ما دام مصدره هو العقل الإنساني؛ فهذا العقل يؤكد في كل لحظة نقصه، بسعيه الدائب نحو كشف المجهول '؛ فأغرى أستاذَنا الدكتور سعد مصلوح بتأمل عمله، مُتَحَفِّظًا منه بمثل قوله: ' أشهد أن هذا المنهج أثار حفيظتي بالفعل، وليس حسنا أن تذهب هذه الدعوة الكريمة
(يُتْبَعُ)
(/)
بَدَدًا دونما جواب؛ ومن ثم عمدت إلى بعض ما عن لي من ملاحظات، لأجعله تحت بصر مؤلف الكتاب وقرائه؛ لعله ولعلهم واجدون فيها ما يقع في دائرة النقد البناء الذي يقوم المعوج ويسد الخلل '.
ومنها عمله بكتابه ' أبي آدم: قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة '، الذي قال في أثنائه: ' لا يطلق (لفظ إنسان) بمفهوم القرآن إلا على ذلك المخلوق المكلف بالتوحيد والعبادة لا غير، وهو الذي يبدأ بوجود آدم - عليه السلام - وآدم على هذا هو [أبو الإنسان] وليس [أبو البشر]، ولا علاقة بين آدم والبشر الذين بادوا قبله تمهيدا لظهور ذلك النسل الآدمي الجديد، اللهم إلا تلك العلاقة العامة أو التذكارية، باعتباره من نسلهم '؛ فأغرى أستاذَنا الدكتور محمد بلتاجي حسن بتأمل عمله، مُتَحَفِّظًا منه بمثل قوله: ' قد حاكمنا كتاب الدكتور عبد الصبور إلى المعيار الذي قَبِلَه (مراعاة قداسة النصوص المنزلة وعدم مخالفة معلوم من الدين بالضرورة ... )؛ فتهاوت مقولاته واحدة بعد الأخرى ( ... ) فهل يعيد الدكتور عبد الصبور النظر في مقولات كتابه على ضوء ما فصلناه؟ نرجو ونأمل '.
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ!
قال لي مرةً بعضُ تلامذتي: ألا تمر محاضرة من غير أن تذكر الأستاذ محمود محمد شاكر! إن كثرة ترديد اللسان علامة تعلق القلب، ولقد تعلق أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين بالدكتور إبراهيم أنيس؛ فلم يكن يترك ذكره لنا، ولا يمله، تعبيرا عن أفضاله، وتنبيها على أعماله. لقد حظي بالجلوس إليه كما حظي غيره - وإن استفاد ما لم يستفيدوا - ثم حظي بإشرافه عليه في عمله برسالتيه للماجستير والدكتوراه جميعا، فكانت بينهما علاقة وثيقة طويلة، أَثَّرَتْ في بناء تفكيره العلمي اللغوي وممارسته العملية التعليمية، تأثيرا كبيرا، حتى قال فيه من آخر مقدمة كتابه ' أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي '، الذي كان رسالته للماجستير: ' أسجل هنا عرفاني لأستاذي المغفور له الدكتور إبراهيم أنيس، على ما أمدني به من مراجع وتوجيهات كان لها أبعد الأثر في إنجاز مهمتي؛ فكثيرا ما دلني على وجهة الحق كما جنبني مزالق كثيرة، رحمه الله وجزاه عن العلم والمتعلمين جزاء العلماء! ولئن كان هذا البحث قد أُنْجِزَ في حياته، فقد كتب الله ألا ينشر إلا بعد وفاته، راجيا أن يكون ذلك رضا له في بَرْزَخِه '. وقال من آخر مقدمة كتابه ' تاريخ القرآن '، الذي كان الجزء الأول من رسالته للدكتوراه: ' لست أريد أن أضع القلم قبل أن أسجل هنا عرفاني العميق لأستاذي الدكتور إبراهيم أنيس الذي عاش معي هذه المحاولة، دفعني إليها، وسدد خطاي في طريقها '. وقال في أثناء مقدمته لكتابه ' القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث '، الذي كان الجزء الأخير من رسالته للدكتوراه: ' قد انتقلت موجة البحث اللغوي هذه إلى الشرق على يد جماعة من الرواد، الذين تلقوا مناهجه في أوربا، ثم جاؤوا إلى الوطن، ليقدموا إلينا ما تلقوه عن أساتذتهم في صور مختلفة. وكان في مقدمة هؤلاء أستاذنا الدكتور إبراهيم أنيس الذي يعد بحق أول من حاول تطبيق مناهج علم اللغة الحديث في الوطن العربي على تاريخ العربية الفصحى، وخرج لنا بجملة من الملاحظات النظرية، تدعمها الشواهد اللغوية، وبخاصة في كتابه ' في اللهجات العربية '، كما درس عدة ظواهر لغوية هامة في كتابه ' من أسرار اللغة '، وخصص كتابا ثالثا لدراسة الأصوات اللغوية، وكتابا رابعا لدراسة دلالة الألفاظ '. وفي إهداء كتابه ' المنهج الصوتي للبنية العربية: رؤية جديدة في الصرف العربي '، الصادر بعقب وفاة الدكتور إبراهيم أنيس في 1977م، يقول: ' أستاذي الدكتور إبراهيم أنيس، إلى روحك في الرفيق الأعلى، تحقيقا لأمل طالما تمنيته، ووفاء ممن علمته ورعيته، وعليك سلام الله ورحمته وبركاته '.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك تعلق بالأستاذ محمود محمد شاكر الكاتب الأديب الفذ، وطاب لديه ذِكْرُه، حتى دعانا في بعض محاضراته إلى الاستشهاد بلغته فيما نستشهد لِلُّغة العالية. وحكى لنا أنه كان يتردد على مجلسه في أثناء ترجمته لكتب مالك بن نبي صديقه العالم الجزائري الفذ، فلا يجد لنفسه مكانا بين جبال الحاضرين الشامخة، ثم اتصلت بينهما الأسباب، حتى قال في مقدمة ترجمته لكتاب ' الظاهرة القرآنية ' لمالك بن بني: ' كان من فضل الله أن تولى أستاذنا الكبير محمود محمد شاكر، تقديم كتاب الظاهرة القرآنية إلى القراء، هذا التقديم الثمين، الذي يعد بحق من أروع ما كتب في مسألة اتصال بيان العرب في الجاهلية بقضية إعجاز القرآن. وإني لأرجو الله مخلصا، أن يتولى عنا جزاء أستاذنا، بقدر ما بذل من جهده وما ضحى من وقته، على عظيم تبعاته وخطر مسؤولياته '. ولم يؤثر في تقديره هذا الكبير لبيان الأستاذ محمود محمد شاكر عن مسألة ' اتصال بيان العرب في الجاهلية بقضية إعجاز القرآن '، ميله الواضح في البيان عن إعجاز القرآن، إلى الأستاذ سيد قطب خصيم الأستاذ محمود محمد شاكر، عن الأستاذ مصطفى صادق الرافعي حميم الأستاذ محمود محمد شاكر، حتى قامت لديه بعض عبارات ' في ظلال القرآن ' للأستاذ سيد قطب، بـ' إعجاز القرآن ' للأستاذ الرافعي؛ فلم تكن كتابة الأستاذ الرافعي الغامضة على جمهور القراء، لتعدل لديه كتابة الأستاذ سيد قطب الواضحة لجمهور القراء، على رغم اعترافه بغلبة كتابة الأستاذ الرافعي عليه، في مرحلة من حياته!
لقد أنتج له رضاه عن نفسه، ثِقَةً واضحةً فيها، وأنتج له سَخَطُه على حال أمته، جُرْأَةً واضحةً عليها، ثم تَأَيَّدَتْ تلك الثقةُ بتلمذته للأستاذ محمود محمد شاكر الذي رصد حياته لتَوْثيق تلامذته بما بين أيديهم، وتَأَيَّدَتْ هذه الجرأةُ بتلمذته للدكتور إبراهيم أنيس الذي رصد حياته لتَجْريء تلامذته على ما بين أيديهم؛ فامتزج في شرابه المزاجان، والتأم في كسائه اللِّفْقانِ!
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ!
ما أحسن ما أحاط حياته العلمية بحياطة القرآن الكريم؛ فحصل في سنة 1962م على الماجستير برسالة في ' الأصوات في قراءة أبي عمرو بن العلاء '، نشرها فيما بعد بعنوان ' أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي '، وحصل في سنة 1965م على الدكتوراه برسالة في ' دراسة صوتية في القراءات الشاذة '، نشرها فيما بعد على كتابين بعنواني ' تاريخ القرآن ' و' القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث ' ... حتى أتاه في سنة 2010م اليقين وهو منقطع لتفسير القرآن الكريم!
وفيما بين هذين الحدين كانت له أبحاث مختلفة مؤتلفة مقالات وكتب، منها: المنهج الصوتي للبنية العربية: رؤية جديدة في الصرف العربي. في علم اللغة العام. في التطور اللغوي. العربية لغة العلوم والتقنية. دراسات لغوية. عربية القرآن. المنهج اللغوي في كتاب سيبويه. دراسة إحصائية لجذور معجم تاج العروس باستخدام الكمتور. الألفاظ الأجنبية في اللهجة الكويتية. نظرة في اللهجات والقراءات في السودان. المستقبل الحضاري للغة العربية. القومية ضرورة عربية. الإنسان المسلم. أبي آدم: قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة. السنة والشيعة أمة واحدة. بل كانت له تحقيقات تراثية وتقريبات؛ منها تحقيق لطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني، وتقرب إحياء علوم الدين للغزالي والرسالة للشافعي.
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ!
كيف حملته نفسه على تعلم الفرنسية حتى انضم وحده إلى معهد تعليمها، وكيف بالغ في طلبها فوق ما طلبها زملاؤه المنقطعون لها، وكيف صبر على ذلك واستسهل المصاعب! ما أطربه حين حدثنا أنه خرج مرة إلى ذلك المعهد، فإذا السماءُ مَطَرٌ والأرضُ طينٌ؛ فلم يبال بالمضي في سبيله بنعليه القديمتين النافرتين، حتى أَثْقَلَتْ قَذائفُهما الطينيَّةُ جِلْبابَه، وكادت تقلبه رأسا لعقب! ثم كيف أتقن الفرنسية فوق ما يطمح الطامحون، حتى حكى لنا أستاذنا الدكتور رجاء عبد المنعم جبر أنهما زارا فرنسا معا - ربما كانت المرة الأولى - فأقبل أستاذنا يكلم الفرنسيين بما استغربوا؛ حتى قال له أستاذنا الدكتور رجاء: تكلم
(يُتْبَعُ)
(/)
العامة بالفرنسية الفصحى، وتنتظر أن يفهموك، أو كما قال!
ولقد كانت عينه كلما قرأ بالفرنسية، على ما يفيد أمته العربية الإسلامية، في تحريك واقعها، واستشراف مستقبلها؛ فهو يترجم أعمالا لغربيين عن الثقافة العربية الإسلامية، يريد بها أن نَرى أنفسنا في عيون الآخرين - كما في ترجمته لروجيه جارودي (فلسطين أرض الرسالات الإلهية)، وهنري فليش (التفكير الصوتي عند العرب، العربية الفصحى) - ويترجم أعمالا لمسلمين عرب وغير عرب، عن الثقافة العربية الإسلامية، يريد بها أن نَرى كيف نُري الآخرين أنفسنا - كما في ترجمته لعبد الله دراز (دستور الأخلاق في القرآن الكريم) ومالك بن بني (الظاهرة القرآنية، شروط النهضة، وجهة العالم الإسلامي، الفكرة الأفريقية الآسيوية، مشكلة الثقافة)، وكما في مراجعته وتقديمه لترجمة ظفر الإسلام خان لكتابه أبيه وحيد الدين خان (الإسلام يتحدى)، وما أطربه حين لاحظ تلاقي عمل وحيد الدين خان وعمل مالك بن نبي ' الظاهرة القرآنية '، على منهج واحد؛ فقال: ' ذلك أن خطوات هذا المنهج بنفس الترتيب تكاد تكون طبق الأصل من كتاب أخرجته من قبل مترجما عن الفرنسية، هو كتاب ' الظاهرة القرآنية ' ( ... ) وهي ملاحظة غريبة في المنهج لا تنصرف إلى مادة الكتابين ( ... ) وتفسير هذا التوافق ينحصر في توارد الأفكار على مشكلة واحدة '، وهي بهجة من اطمأن قلبه إلى وحدة منطلقه وغايته. ويترجم أعمالا لغربيين في الثقافة الغربية، يريد بها أن نَرى نحن الآخرين أنفسهم - كما في ترجمته لبرتيل مالمبرج (علم الأصوات) - ولا يخلي أيا من ترجماته تلك، من مقدمات وتعليقات، يضبط فيها أمرها، بحيث يستقيم استيعابها، وتكتمل منفعتها.
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ!
لقد ألقى بين عينيه حَديثَيْ رسول الله - صلى لله عليه، وسلم! - ' خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه '، و' مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَه أَلْجَمَهُ اللّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نارٍ يَوْمَ الْقِيامَةِ '، ثم أقبل يعلم تلامذته، بحرا زَخّارًا فَيّاضًا سَمْحًا جَوادًا مَكينًا وَدودًا. وأنعم عليه الكريم - سبحانه، وتعالى! - بما ينعم به على أساتذة الجامعة، من نعمة سابغة لا يعرف قدرها كثير منهم، هي طلاب الماجستير والدكتوراه، الذين يستطيعون أن يؤسسوا لأستاذهم أساس مدرسة يمضون به فيها إلى آماد لا يصل إليها وحده؛ فعرف نعمته - سبحانه، وتعالى! - وشكرها؛ فقسم في أجسام تلامذته جسمه، ووزع في عقولهم هَمَّه!
لقد وجه رسائل بعضهم إلى القرآن الكريم، مثل: الرسم المصحفي: دراسة لغوية تاريخية، لغانم قدوري الحمد. اختلاف المصاحف: دراسة لغوية تاريخية، لعبد اللطيف السعيد يوسف الخميس. قراءة المدينة في القرن الأول الهجري: دراسة صوتية تاريخية، لأحمد مصطفى أحمد أبو الخير. دراسة لغوية إحصائية لأنماط الجملة البسيطة في القرآن الكريم، لمحمد رضا كاظم الطريحي.
ووجه رسائل بعضهم إلى ما بين القرآن الكريم والتوراة، مثل: أبنية المصادر في اللغتين العربية والعبرية واستعمالاتها في القرآن الكريم والتوراة، لصلاح الدين صالح حسنين. دراسة مقارنة لأساليب الاستفهام في العربية والعبرية في ضوء ما ورد في القرآن والتوراة، لعبد الله علي مصطفى. داود وسليمان في العهد القديم وفي القرآن الكريم: دراسة لغوية تاريخية مقارنة، لأحمد عيسى الأحمد.
ووجه رسائل بعضهم إلى مادة اللغة العربية غير القرآن الكريم، مثل: اللغة العربية بين المذكر والمؤنث، لإبراهيم عبد المجيد ضوة. لغة أبي العلاء في رسالة الغفران، لفاطمة الحبابي. خواص لغة الطب عند الرازي كما تبدو في كتاب الحاوي، لمحمد يوسف حبلص. الألفاظ العلمية عند جابر بن حيان الكوفي: دراسة لغوية ومعجم، لفائق خلف سلمان. دراسة لغوية لصور التماسك في لغتي الجاحظ والزيات، ثم دراسة صوتية للأخطاء النطقية وأسبابها لدى طلبة دار العلوم واختيار التدريبات العملية المناسبة للعلاج، وكلتاهما لمصطفى صلاح قطب. الربط بين التراكيب في اللغة العربية المعاصرة، لمحمد حسن عبد العزيز. الألفاظ الدالة على الكلام في اللغة العربية المعاصرة: دراسة دلالية تأصيلية،
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أفعال الحركة في العربية المعاصرة: دراسة دلالية تركيبية، وكلتاهما لمحمد إمام داود.
ووجه رسائل بعضهم إلى تاريخ اللغة العربية، مثل: العربية في العصر المملوكي: دراسة لغوية، لهويدي شعبان هويدي. اللغة العربية في عصر الحروب الصليبية كما تمثلها كتب التاريخ: دراسة لغوية تاريخية، للبدراوي زهران.
ووجه رسائل بعضهم إلى ما بين اللغة العربية واللغة العبرية، مثل: الإسرائيليات في تفسير الطبري: دراسة في اللغة والمصادر العبرية، لآمال محمد ربيع. الشعر الديني العبري كما تمثله مزامير العهد القديم وعلاقته بالأدب العربي: دراسة لغوية مقارنة، لأحمد عيسى الأحمد. أبنية الجموع في اللغة العربية: دراسة مقارنة باللغات السامية، لأحمد شوقي النجار.
ووجه رسائل بعضهم إلى علماء اللغة العربية، مثل: ابن حزم لغويا، ليعقوب يوسف الفلاحي. ابن الطيب الفاسي وأثره في المعجم العربي مع تحقيق كتابه شرح كفاية المتحفظ، لعلي حسين البواب. كتاب مختصر القاموس المحيط لعلي بن أحمد الهيتي: تحقيق ودراسة، لأحمد مفرح السيد. التفكير اللغوي عند العرب قبل سيبويه، لفتحي محمد جمعة. الفكر اللغوي بين سيبويه وابن جني: دراسة تأصيلية نقدية، لأشرف مصطفى رضوان. الدرس الصوتي عند موفق الدين بن يعيش في ضوء علم اللغة الحديث، لمنى إبراهيم صادق. جهود البلاغيين العرب في مجال الأصوات والدلالة في ضوء علم اللغة الحديث، لإبراهيم الدسوقي عبد العزيز. النقد المعاصر للنحو العربي: دراسة لغوية، لفتحي محمد جمعة. وحدة التحليل الصرفي بين القدماء والمحدثين، لمحمد أحمد حماد. اتجاهات التحليل الفونولوجي في المدارس اللغوية المعاصرة مع محاولة تطبيقية على اللغة العربية، لأحمد عزت البيلي.
بل وجه رسائل بعضهم إلى بعض اللهجات العربية، مثل: الخواص التركيبية للهجة طرابلس الغرب ليبيا، لعبد الله عبد الحميد سويد. دراسة صوتية صرفية للهجة مدينة نابلس الفلسطينية، لمحمد جواد النوري. دراسة صوتية في لهجة قبيلة الشايقية، لبكري حاج أمين. الأصوات والأبنية في لهجة قبيلة العبابدة بمحافظة البحر الأحمر: دراسة في ضوء المنهج الوصفي، لخالد حسن أبو غالية.
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ!
أذكر أنني أرسلت إليه من مَكْمَني بغرفة عمليات لواء المشاة الميكانيكي 120 من الفرقة الثانية بالجيش الميداني الثاني، أوائل سنة 1988م، أُعَبِّرُ له عن شوقي إلى محاضراته التي كان يُطَوِّفُ بنا فيها على معالم خبرته، يُعَرِّفُها لنا، وينقلها إلينا، قائلا: ' ترحل بنا من علم الأصوات إلى علم الطائرات ... '، وكلاما كثيرا كهذا، لا يعجب كثيرا من الطلاب الذين يرون خروج المحاضر عن حدود الكتاب المقرر، تَحْريفًا للكَلِم ' مِنْ بَعْدِ مَواضِعِه '، حتى نابَذَهم التهمةَ بعضُ أساتذتنا، فسمّاهم ' الكِتابيّينَ '، وتلا عليهم: ' يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ '!
لقد كانت محاضرته جرعة ثقافية كاملة مركبة، أفكارا وتجارب ورحلات وكتبا ورجالا ومواقف ... ، لا يفضل عنصر من عناصرِ مُرَكَّبِها عنصرا؛ فمن المعروف من طبائع الأشياء بالضرورة، أن لعناصر المركبات وجودا في مركباتها غير وجودها على انفرادها؛ لهذا كان لكلامه في أيٍّ من تلك العناصر، مذاق خاص عميق جليل مهيب. لقد كانت محاضرته صورة من شخصيته هو نفسه، وكان ملء الصورة، ملء السمع والبصر!
حاولت مرة أن أسجل محاضرته تسجيلا صوتيا - ولم يكن تسجيل المحاضرات شائعا كاليوم مألوفا مطلوبا، ولا حاولت أن أسجل لأحد غيره - فأبى! ربما أرادني أن أتقن الإنصات في الوقت، أو أن أتقن إيجاز الكتابة في أثناء الإنصات على طريقة ذوي المهارات المركبة؛ وكان ذلك التسجيل الصوتي شعار الطلاب الكسالى!
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أظرفه خطيبا - وإنما ظَرْفُ هذه الأمة في لسانها - حاضر البديهة، لا تفلته النكتة، ولا تعجزه الملحة، حاد الصوت عميق نبوعه سليم مخارجه منغوم صفاته، قصير الجمل، عربي اللغة، واضح الأفكار مرتبها متدفقها، قرآني الأسلوب، نبوي الأناة! وما أطربه حين حدثنا أن عجوزا أعجمية - ربما كانت من المستعربين حديثا - استوقفته مرة لتعبر له عن راحتها لخطابته الواضحة!
لولا خطابته بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة (أقدم مساجد أفريقيا)، خطبة الجمعة، ومجلسه بعدها، وكلمته بين التراويح في ليالي رمضان التي كان يؤم المسجد فيها مئات الآلاف - لذهب نصف ما انبعث للمسجد من صيت! خطيب موهوب واع مجدد لا يشغل الناس بما لا يفيدهم عما يتعلق به وجودهم ولا يجمد لهم فيما بعد الاستراحة على ما كان قبلها فيُمِلّهم، حَيَويّ المنهج غير منقطع إلى القديم ولا منقطع عنه بل مازج مزجا عجيبا بين القديم والحديث والطموح إلى المستقبل! لن أجد مثل بركة مجلسه ذلك المهيب بالمسجد بعد الجمعة، وقد حَضَرَه رَجُلٌ ليُسْلِم على يديه، فقال له: اغتسلت؟ قال: نعم. قال: هيا اشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله! فشهد الرجل، فكَبَّر الحاضرون، فكفكف من صخب تكبيرهم قائلا: ما لكم! ما لكم! الله أكبر دائما!
وما أصدق العامة في التعبير عن نعمة الله - سبحانه، وتعالى! - به عليهم! ذَهَبْتُ أوائلَ تسعينيّات القرن الميلادي العشرين، أعزي أستاذنا الدكتور سعد مصلوح عن وفاة زوجته، فإذا وفد المعزين كامل العَدَد، فيه الكبار والصغار، الأساتذة والطلاب، وإذا سرادق العزاء كامل العُدَد، فيه الخشب والقماش والمصابيح والمكبرات، وفيه قارئ القرآن، وفيه واعظ المُعَزّين! قرأ القارئ شيئا من كتاب الله، ثم قام الواعظ، فإذا هو من جهلة الوعاظ وسخفائهم، يهذي بكلام لا يقبله لا عقلاء ولا مجانين، ولا مؤمنون ولا جاحدون، وبجانبي أستاذنا الدكتور محمد عبد المجيد الطويل يَرُدُّ سَخافاته واحدة واحدة لا يسمعه غيري ولا يعلم إلا الله كيف كَظَمْتُ ضَحِكي! نصح الدكتور إسماعيل سالم للواعظ أن يكتفي! فلم ينتصح، بل أفرط، فوقف له الدكتور إسماعيل، ونهره، فارتدع: وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم! ولَمّا يستوفِ العزاءُ مَوْعِظَتَه؛ فاستوى في مكانه فجأة أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين، فتدفق ارتجالا بسلسبيل فتوحاته، فسالت بتخاريف ذلك الواعظ المستأجر، حتى جاء شيخ هرم لا أعرفه إلى أستاذنا الدكتور سعد مصلوح يهنئه: الله! يا دكتور سعد! أرأيت كم يُحِبُّها رَبُّنا! أرأيت كيف يَسَّرَ للوَعْظِ في عزائها الدكتور عبد الصبور شاهين!
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ!
ما أَبَرَّ إشارته إلى فضل أبويه عليه، في إهداء كتابه ' أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي '، قائلا: ' إلى والديَّ في برزخهما بعدما غَرَسا فيَّ حياتهما، غَمَرَهما الله بالرحمة والرضوان؛ ' كما رَبَّياني صَغيرًا '! عبد الصبور '. ولقد يكفي في الدلالة على بِرِّ ما بين الوالدين وابنهما، حفظُه القرآن الكريم وهو دون العاشرة؛ فإنه تاج كرامتهما في الآخرة، وتاج رقي درجته في الدنيا والآخرة. ولولا كرامة والدي حافظ القرآن، لم يكن سبيل إلى مكافأة فضلهما، إلا بأن ينجب مثلما أنجبا، ويُفْضِل على أبنائه مثلما أَفْضَلا، لتستمر سبيل ذلك حتى يرث الله - سبحانه، وتعالى! - الأرض ومن عليها. ولقد فهم أستاذنا ذلك، وسعى في سبيله، حتى قال في إهداء كتابه ' العربية لغة العلوم والتقنية ': ' إلى أولادي: محمد عمرو، وهشام، ومروان، وأميرة، ولبنى - آملا أن تكونوا بسبب من العلم النافع، وداعيا أن تكون ثمرته فيكم نعمة العلم بالله، وشرف العمل الذي ينفع الناس - دعوة كانت من جدكم لأبيكم في قبلة الأزهر الشريف، ثم ها أنتم أولاء أورثتموها؛ الحمد لله! عبد الصبور '. فسبيل العلم النافع الممهدة، متصلة من والد أستاذنا إلى أبنائه، محروسة باليقين والإخلاص والإتقان والثبات والرضا.
وكما أَيَّدَتْ والدَه فيما سبق والدتُه، أَيَّدَتْهُ زَوْجَتُه؛ فلم يكن لينسى فضلها عليه، بل تَحَبَّبَ إليها في إهداء كتابه ' القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث '، قائلا: ' إلى زوجتي، وفاء بحقها، وعرفانا بفضلها، وإني لأحس في أعماقي أن ما منحتنيه من عون ورعاية، هو مثال تأتسي به بنات حواء، من رافقت منهن أحدا من العلماء أو الباحثين '. ولم يكن الودود - سبحانه، وتعالى! - ليخيب مسعاهما، بل أنبت لهما أبناءهما نباتا حسنا، وجعلهما بهجتهما الدائمة، وعونهما الحاضر، حتى لَيَعْتَمِدُ على بعضهم، في بعض أعماله الخاصة، قائلا في أوائل ترجمته لكتاب ' علم الأصوات '، لبرتيل مالمبرج: ' يسجل المُعَرِّبُ الوالِدُ شكره خالصا لابنته الآنسة أميرة الطالبة بكلية الطب جامعة القاهرة، على إنجازها الممتاز لما حفل به الكتاب من رسوم إيضاحية '، غير مستغن عن أن يعيد ذلك في أواخرها، قائلا في إطار مزخرف: ' أنجزت هذه الرسوم والأشكال الإيضاحية، الآنسة أميرة عبد الصبور شاهين، وأضافت إليها رسما إيضاحيا للأذن وأجزائها السمعية، هو الذي يجده القارئ ملونا على غلاف الكتاب، كما يجده ملحقا بدراسة الأذن ص40 - 41، دون أن يأخذ رقما مسلسلا بين رسوم الكتاب '!
رَحِمَ اللّهُ أُسْتاذَنَا الدُّكْتورَ عَبْدِ الصَّبورْ شاهينْ، وَلَمْ يَحْرِمْنا أَجْرَه، وَلَمْ يَفْتِنّا بَعْدَه!
آمين!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[08 Oct 2010, 02:35 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه رحمة واسعة وأنزل على قبره نورا وبركة وأفسح له فيه مد بصره
اللهم تجاوز عن سيئاته وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد ارحمه واغفر له ولسائر المسلمين
ءامين(/)
اعتبروا يا أولي الأبصار من قصة مقتل الحوثي ...
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[27 Sep 2010, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ صالح المغامسي إمام مسجد قباء بالمدينة المنورة في إحدى أشرطته وجاء عرضا ذكر مقتل الحوثي فقال:
سمعت الحوثي في شريط له قبل الأحداث بزمن يقول: (لم يكن لأبي بكر ابن قحافة كرامة في الغار؛ فكل ما كان يفعله هو التبول والتغوط في الغار لثلاثة أيام) ثم دارت الأيام والسنين وعندما نشبت الأحداث باليمن ألتقيت بأحد الأخوة من اليمن وكان ممن شارك في المعارك ضد الطاغية الحوثي الرافضي وأتباعه؛ وكان الحوثي قبل أن يقتل محاصراً لثلاثة أشهر في غار من جبال صعدة؛ وكان طوال مدة حصاره لا يستطيع الخروج فكان بوله وغائطه بجانبه؛ وكان أتباعه يدافعون عنه؛ حتى أهلكه الله وقتله وهو الغار؛ فانظر كيف ينتصر الله لأوليائه وينتقم من أعدائه؛ حين كان يستهزئ بأبي بكر الصديق رض1؛ وهذه وأيام الله عبرة وعظة لأولي الأبصار.
ملاحظة: الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث
المصدر: http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1367378#post1367378
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Sep 2010, 01:42 ص]ـ
قال تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) {الأنعام}
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:54 ص]ـ
شكر الله مروركم العطر بعبق آي الرحمان أستاذنا الكريم.
قال تعالى: (((إن الله يدافع عن الذين آمنوا ... الآية)))
ـ[امين جابر سيلان]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:11 م]ـ
للأسف، لا يزال خطر الحوثيين قائما ومحدقا ان لم يتدارك وبسرعة
وقد خرجوا من الحروب السابقة شبه منتصرين رغم خسائرهم، ليس لأنهم على حق
بل لأن من يتصدى لهم في الميدان ليس أهلا لقتال عقائدي وقادة القتال من اعلى الهرم الى اسفله مرتهنون بإشارة القوى العظمى التي لن تسمح باستئصال الحوثيين، والحل في أن يوضع الثقل كله في الميدان فكريا وماليا وعسكريا، مالم فإن القادم هي دولة رافضية في خاصرة الجزيرة.
اقول هذا وأنا قريب من مناطقهم ونعرفهم ونعرف اخبارهم، ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[29 Sep 2010, 01:44 م]ـ
للأسف، لا يزال خطر الحوثيين قائما ومحدقا ان لم يتدارك وبسرعة
وقد خرجوا من الحروب السابقة شبه منتصرين رغم خسائرهم، ليس لأنهم على حق
بل لأن من يتصدى لهم في الميدان ليس أهلا لقتال عقائدي وقادة القتال من اعلى الهرم الى اسفله مرتهنون بإشارة القوى العظمى التي لن تسمح باستئصال الحوثيين، والحل في أن يوضع الثقل كله في الميدان فكريا وماليا وعسكريا، مالم فإن القادم هي دولة رافضية في خاصرة الجزيرة.
اقول هذا وأنا قريب من مناطقهم ونعرفهم ونعرف اخبارهم، ولا حول ولا قوة الا بالله
نسأل الله تعالى أن يرد كيدهم وكيد أعوانهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرهم إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2010, 05:04 م]ـ
للأسف، لا يزال خطر الحوثيين قائما ومحدقا ان لم يتدارك وبسرعة
وقد خرجوا من الحروب السابقة شبه منتصرين رغم خسائرهم، ليس لأنهم على حق
بل لأن من يتصدى لهم في الميدان ليس أهلا لقتال عقائدي وقادة القتال من اعلى الهرم الى اسفله مرتهنون بإشارة القوى العظمى التي لن تسمح باستئصال الحوثيين، والحل في أن يوضع الثقل كله في الميدان فكريا وماليا وعسكريا، مالم فإن القادم هي دولة رافضية في خاصرة الجزيرة.
اقول هذا وأنا قريب من مناطقهم ونعرفهم ونعرف اخبارهم، ولا حول ولا قوة الا بالله
صدقت ورب الكعبة
وهذا رأيي من قديم وهو أن أهل الحق هم الذين يصنعون خطر الفرق المنحرفة
وذلك حين يتخلون عن حقهم ولا يبقى معهم منه إلا الاسم
فالحقائق هي التي تنتصر
كثيرا ما كنت أُسال عن خطر الرافضة وكان جوابي دائما:
"إن هؤلاء في خاصرتنا كالقنبلة اليدوية في أيدينا لا تنفجر حتى ننزع الفتيل"
فمهما حافظنا على تمثل عقيدتنا اعتقادا وسلوكا بقي الفتيل في مكانه
ومتى تخلينا عن الحقائق وتمسكنا بالأوهام وتشبعنا بما لم نعط نزعنا الفتيل.
اللهم أصلح أحوالنا
ولا تسلط علينا بذنوبنا
وولي علينا خيارنا
وأصلح علمائنا وحكامنا
وخذ بنواصي الجميع إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد القائل:
"خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ"
رواه البيهقي وغيره من حديث بن عمررض2وصححه الألباني رح1.(/)
فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما في صحيح البخاري
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:19 ص]ـ
لقد عقد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه الجامع بابا في فضائل أم المؤمنين السيدة عائشة الصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها وعن أبيها وإني أسوق أحاديث هذا الباب هنا كاملة كما أوردها ...
أسوقها لمن لهم قلوب يعقلون بها .. ولمن لهم آذان يسمعون بها .. ولمن لهم أعين يبصرون بها ولا ألتفت في خطابي لمن هم كالأنعام أو أضل سبيلا
لا أقول يا لثارات الحسين .. ولا أقول زورا ولا أغشى فجورا بل هي كلمة حق وصدق أنقلها وقد شرفني الله عز وجل بنسب طاهر من جهة والدتي رحمها الله التي ينتهي نسبها (وهي حسنية) إلى السيدة فاطمة الزهراء البتول.
وعقيدتي هي عقيدة أهل السنة والجماعة في أن أزواجه صلى الله عليه وسلم الطاهرات في الدنيا هن أزواجه في الآخرة وأن أفضلهن السيدة خديجة رضي الله عنهن.
وأن الله عز وجل قد برأ السيدة عائشة رضي الله عنها بقرآن يتلى إلى يوم القيامة برأها مما دار في حديث الإفك الذي تولى كبره فيه رأس النفاق عبد الله بن أبي ابن سلول عليه لعائن الله.
وأزف هنا اللعنات لكل من يلعن واحدة من أمهات المؤمنين الأطهار أو واحدا من الصحابة الأخيار رضي الله عنهم جميعا.
وبعد: فإلى صحيح البخاري نستقي منه عذبا سلسبيلا في فضائل أمنا أم المؤمنين عائشة الصدِّيقة رضي الله عنها وأرضاها.
قال الإمام البخاري في صحيحه الذي يعتبر من أصح الكتب المصنفة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(بَاب فَضْل عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا)
هِيَ الصِّدِّيقَة بِنْت الصِّدِّيق وَأُمّهَا أُمّ رُومَان تَقَدَّمَ ذِكْرهَا فِي عَلَامَات النُّبُوَّة، وَكَانَ مَوْلِدهَا فِي الْإِسْلَام قَبْل الْهِجْرَة بِثَمَانِ سِنِينَ أَوْ نَحْوهَا. وَمَاتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهَا نَحْو ثَمَانِيَة عَشَر عَامًا، وَقَدْ حَفِظَتْ عَنْهُ شَيْئًا كَثِيرًا وَعَاشَتْ بَعْده قَرِيبًا مِنْ خَمْسِينَ سَنَة، فَأَكْثَرَ النَّاس الْأَخْذ عَنْهَا، وَنَقَلُوا عَنْهَا مِنْ الْأَحْكَام وَالْآدَاب شَيْئًا كَثِيرًا حَتَّى قِيلَ إِنَّ رُبْع الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة مَنْقُول عَنْهَا رَضِيَ اللَّه عَنْهَا. وَكَانَ مَوْتهَا فِي خِلَافَة مُعَاوِيَة سَنَة ثَمَان وَخَمْسِينَ وَقِيلَ: فِي الَّتِي بَعْدهَا، وَلَمْ تَلِد لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا عَلَى الصَّوَاب، وَسَأَلَتْهُ أَنْ تَكْتَنِي فَقَالَ: اِكْتَنِّي بِابْنِ أُخْتك فَاكْتَنَّتْ أُمّ عَبْد اللَّه وَأَخْرَجَ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث عَائِشَة أَنَّهُ كَنَّاهَا بِذَلِكَ لَمَّا أُحْضِرَ إِلَيْهِ اِبْن الزُّبَيْر لِيُحَنِّكهُ فَقَالَ: " هُوَ عَبْد اللَّه وَأَنْتِ أُمّ عَبْد اللَّه. قَالَتْ: فَلَمْ أَزَلْ أُكَنَّى بِهَا ".
3484 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لَا أَرَى تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
3484 - قَوْله: (يَا عَائِشُ)
بِضَمِّ الشِّين وَيَجُوز فَتْحهَا، وَكَذَلِكَ يَجُوز ذَلِكَ فِي كُلّ اِسْم مُرَخَّم.
قَوْله: (تَرَى مَا لَا أَرَى، تُرِيد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
هُوَ مِنْ قَوْل عَائِشَة، وَقَدْ اِسْتَنْبَطَ بَعْضهمْ مِنْ هَذَا الْحَدِيث فَضْل خَدِيجَة عَلَى عَائِشَة لِأَنَّ الَّذِي وَرَدَ فِي حَقّ خَدِيجَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " إِنَّ جِبْرِيل يُقْرِئك السَّلَام مِنْ رَبّك " وَأَطْلَقَ هُنَا السَّلَام مِنْ جِبْرِيل نَفْسه، وَسَيَأْتِي تَقْرِير ذَلِكَ فِي مَنَاقِب خَدِيجَة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3485 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ و حَدَّثَنَا عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.
يتبع:=
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:20 ص]ـ
=تتمة:
3485 - حَدِيث أَبِي مُوسَى " كَمُلَ - بِتَثْلِيثِ الْمِيم - مِنْ الرِّجَال كَثِير " وَتَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَيْهِ فِي قِصَّة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عِنْد الْكَلَام عَلَى هَذَا الْحَدِيث فِي ذِكْر آسِيَة اِمْرَأَة فِرْعَوْن وَتَقْرِير أَنَّ قَوْله: " وَفَضْل عَائِشَة إِلَخْ "
لَا يَسْتَلْزِم ثُبُوت الْأَفْضَلِيَّة الْمُطْلَقَة، وَقَدْ أَشَارَ اِبْن حِبَّان إِلَى أَنَّ أَفْضَلِيَّتهَا الَّتِي يَدُلّ عَلَيْهَا هَذَا الْحَدِيث وَغَيْره مُقَيَّدَة بِنِسَاءِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَا يَدْخُل فِيهَا مِثْل فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام جَمْعًا بَيْن هَذَا الْحَدِيث وَبَيْن حَدِيث " أَفْضَل نِسَاء أَهْل الْجَنَّة خَدِيجَة وَفَاطِمَة " الْحَدِيث، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم بِهَذَا اللَّفْظ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس، وَسَيَأْتِي فِي مَنَاقِب خَدِيجَة مِنْ حَدِيث عَلِيّ مَرْفُوعًا " خَيْر نِسَائِهَا خَدِيجَة " وَيَأْتِي بَقِيَّة الْكَلَام عَلَيْهِ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى، وَقَوْله: " كَفَضْلِ الثَّرِيد " زَادَ مَعْمَر مِنْ وَجْه آخَر " مَرْثَد بِاللَّحْمِ " وَهُوَ اِسْم الثَّرِيد الْكَامِل، وَعَلَيْهِ قَوْل الشَّاعِر: إِذَا مَا الْخُبْز تَأْدِمهُ بِلَحْمٍ فَذَاكَ أَمَانَة اللَّه الثَّرِيد
3486 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ
3486 - حَدِيث أَنَس " فَضْل عَائِشَة عَلَى النِّسَاء كَفَضْلِ الثَّرِيد " وَهُوَ طَرَف مِنْ الْحَدِيث الَّذِي قَبْله، وَكَأَنَّ الْمُصَنِّف أَخَذَ مِنْهُ لَفْظ التَّرْجَمَة ف3487 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَكَتْ فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ
يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ
3487 - حَدِيث اِبْن عَبَّاس.
قَوْله: (أَنَّ عَائِشَةَ اِشْتَكَتْ)
أَيْ ضَعُفَتْ.
قَوْله: (تَقْدَمِينَ)
بِفَتْحِ الدَّال
(عَلَى فَرَط)
بِفَتْحِ الْفَاء وَالرَّاء بَعْدهَا مُهْمَلَة وَهُوَ الْمُتَقَدِّم مِنْ كُلّ شَيْء، قَالَ اِبْن التِّين: فِيهِ أَنَّهُ قَطْع لَهَا بِدُخُولِ الْجَنَّة إِذْ لَا يَقُول ذَلِكَ إِلَّا بِتَوْقِيفٍ، وَقَوْله: " عَلَى رَسُول اللَّه " بَدَل بِتَكْرِيرِ الْعَامِل، وَسَيَأْتِي بَقِيَّة الْكَلَام عَلَى هَذَا الْحَدِيث فِي تَفْسِير سُورَة النُّور.َقَالَ: " فَضْل عَائِشَة " وَلَمْ يَقُلْ مَنَاقِب وَلَا ذِكْر كَمَا قَالَ فِي غَيْرهَا.
يتبع:=
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:23 ص]ـ
=تتمة:
3488 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ خَطَبَ عَمَّارٌ فَقَالَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ لِتَتَّبِعُوهُ أَوْ إِيَّاهَا
3488 - حَدِيث عَمَّار
(إِنِّي لَأَعْلَم أَنَّهَا زَوْجَته)
أَيْ زَوْجَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة)
وَعِنْد اِبْن حِبَّان مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن كَثِير عَنْ أَبِيهِ " حَدَّثَتْنَا عَائِشَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ لَهَا أَمَا تَرْضِينَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة " فَلَعَلَّ عَمَّارًا كَانَ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيث مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْله فِي الْحَدِيث.
" لِتَتَّبِعُوهُ أَوْ إِيَّاهَا "
قِيلَ: الضَّمِير لِعِلِّيٍّ لِأَنَّهُ الَّذِي كَانَ عَمَّار يَدْعُو إِلَيْهِ، وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ اللَّهُ وَالْمُرَاد بِاتِّبَاعِ اللَّه اِتِّبَاع حُكْمه الشَّرْعِيّ فِي طَاعَة الْإِمَام وَعَدَم الْخُرُوج عَلَيْهِ، وَلَعَلَّهُ أَشَارَ إِلَى قَوْله تَعَالَى: (وَقَرْن فِي بُيُوتكُنَّ) فَإِنَّهُ أَمْر حَقِيقِيّ خُوطِبَ بِهِ أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِهَذَا كَانَتْ أُمّ سَلَمَة تَقُول: لَا يُحَرِّكنِي ظَهْر بَعِير حَتَّى أَلْقَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعُذْر فِي ذَلِكَ عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا كَانَتْ مُتَأَوِّلَة هِيَ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر، وَكَانَ مُرَادهمْ إِيقَاع الْإِصْلَاح بَيْن النَّاس وَأَخْذ الْقِصَاص مِنْ قَتَلَة عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، وَكَانَ رَأْي عَلِيّ الِاجْتِمَاع عَلَى الطَّاعَة وَطَلَب أَوْلِيَاء الْمَقْتُول الْقِصَاص مِمَّنْ يَثْبُت عَلَيْهِ الْقَتْل بِشُرُوطِهِ.
3489 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا فَأَدْرَكَتْهُمْ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ فَلَمَّا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً
يتبع:=
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:27 ص]ـ
=تتمة:
3489 - حَدِيث عَائِشَة فِي قِصَّة الْقِلَادَة، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحه مُسْتَوْفًى فِي أَوَّل كِتَاب التَّيَمُّم، قَالَ اِبْن التِّين: لَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة مَحْفُوظَة، يَعْنِي أَنَّهُمْ أَتَوْا بِالْعِقْدِ، أَيْ أَنَّ الْمَحْفُوظ قَوْلهَا: " فَأَثَرْنَا الْبَعِير فَوَجَدْنَا الْعِقْد تَحْته ".
3490 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَ فِي مَرَضِهِ جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسَائِهِ وَيَقُولُ أَيْنَ أَنَا غَدًا أَيْنَ أَنَا غَدًا حِرْصًا عَلَى بَيْتِ عَائِشَةَ
قَالَتْ عَائِشَةُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ
3490 - قَوْله: (عَنْ هِشَام عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَ فِي مَرَضه جَعَلَ يَدُور، الْحَدِيثَ)
وَهَذَا صُورَته مُرْسَل، وَلَكِنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ مَوْصُول عَنْ عَائِشَة فِي آخِر الْحَدِيث حَيْثُ قَالَ: " فَقَالَتْ عَائِشَة: فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ " وَسَيَأْتِي فِي الْوَفَاة مِنْ وَجْه آخَر مَوْصُولًا كُلّه، وَيَأْتِي سَائِر شَرْحه هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. قَالَ الْكَرْمَانِيُّ: قَوْلهَا " سَكَنَ " أَيْ مَاتَ أَوْ سَكَتَ عَنْ ذَلِكَ الْقَوْل. قُلْت الثَّانِي هُوَ الصَّحِيح، وَالْأَوَّل خَطَأ صَرِيح، قَالَ اِبْن التِّين: فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى " إِنَّهُنَّ أَذِنَّ لَهُ أَنْ يُقِيم عِنْد عَائِشَة " فَظَاهِره يُخَالِف هَذَا، وَيُجْمَع بِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُنْ أَذِنَّ لَهُ بَعْد أَنْ صَارَ إِلَى يَوْمهَا، يَعْنِي فَيَتَعَلَّق الْإِذْن بِالْمُسْتَقْبَلِ، وَهُوَ جَمْع حَسَن.
3491 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ قَالَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا
يتبع:=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:32 ص]ـ
=تتمة:
3491 - حَدِيث عَائِشَة فِي أَنَّ النَّاس كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْم عَائِشَة، وَفِيهِ " وَاَللَّه مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْي وَأَنَا فِي لِحَاف اِمْرَأَة مِنْكُنَّ غَيْرهَا " وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى فِي كِتَاب الْهِبَة، وَقَوْله فِي أَوَّله:
" حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْوَهَّاب "
كَذَا لِلْأَكْثَرِ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ وَعَبْدُوس عَنْ أَبِي زَيْد الْمَرْوَزِيِّ " عُبَيْد اللَّه " بِالتَّصْغِيرِ وَالصَّوَاب بِالتَّكْبِيرِ، وَقَوْله فِي هَذِهِ الرِّوَايَة: " فَقَالَ يَا أُمّ سَلَمَة لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَة فَإِنَّهُ وَاَللَّه مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْي وَأَنَا فِي لِحَاف اِمْرَأَة مِنْكُنَّ غَيْرهَا " وَقَعَ فِي الْهِبَة " فَإِنَّ الْوَحْي لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْب اِمْرَأَة إِلَّا عَائِشَة، فَقُلْت: أَتُوب إِلَى اللَّه تَعَالَى " وَفِي هَذَا الْحَدِيث مَنْقَبَة عَظِيمَة لِعَائِشَة، وَقَدْ اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى فَضْل عَائِشَة عَلَى خَدِيجَة، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِلَازِمٍ لِأَمْرَيْنِ:
أَحَدهمَا: اِحْتِمَال أَنْ لَا يَكُون أَرَادَ إِدْخَال خَدِيجَة فِي هَذَا، وَأَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " مِنْكُنَّ " الْمُخَاطَبَة وَهِيَ أُمّ سَلَمَة وَمَنْ أَرْسَلَهَا أَوْ مَنْ كَانَ مَوْجُودًا حِينَئِذٍ مِنْ النِّسَاء،
وَالثَّانِي: عَلَى تَقْدِير إِرَادَة الدُّخُول فَلَا يَلْزَم مِنْ ثُبُوت خُصُوصِيَّة شَيْء مِنْ الْفَضَائِل ثُبُوت الْفَضْل الْمُطْلَق كَحَدِيثِ " أَقْرَؤُكُمْ أُبَيّ وَأَفْرَضكُمْ زَيْد " وَنَحْو ذَلِكَ، وَمِمَّا يُسْأَل عَنْهُ الْحِكْمَة فِي اِخْتِصَاص عَائِشَة بِذَلِكَ، فَقِيلَ لِمَكَانِ أَبِيهَا، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُفَارِق النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَغْلَب أَحْوَاله، فَسَرَى سِرّه لِابْنَتِهِ مَعَ مَا كَانَ لَهَا مِنْ مَزِيد حُبّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقِيلَ: إِنَّهَا كَانَتْ تُبَالِغ فِي تَنْظِيف ثِيَابهَا الَّتِي تَنَام فِيهَا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْعِلْم عِنْد اللَّه تَعَالَى، وَسَيَأْتِي مَزِيد لَهَا فِي تَرْجَمَة خَدِيجَة إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى، قَالَ السُّبْكِيّ الْكَبِير: الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ أَنَّ فَاطِمَة أَفْضَل ثُمَّ خَدِيجَة ثُمَّ عَائِشَة، وَالْخِلَاف شَهِير وَلَكِنَّ الْحَقّ أَحَقّ أَنْ يُتَّبَع. وَقَالَ اِبْن تَيْمِيَة: جِهَات الْفَضْل بَيْن خَدِيجَة وَعَائِشَة مُتَقَارِبَة. وَكَأَنَّهُ رَأَى التَّوَقُّف. وَقَالَ اِبْن الْقَيِّم: إِنْ أُرِيدَ بِالتَّفْضِيلِ كَثْرَة الثَّوَاب عِنْد اللَّه فَذَاكَ أَمْر لَا يُطَّلَع عَلَيْهِ، فَإِنَّ عَمَل الْقُلُوب أَفْضَل مِنْ عَمَل الْجَوَارِح، وَإِنْ أُرِيدَ كَثْرَة الْعِلْم فَعَائِشَة لَا مَحَالَة، وَإِنْ أُرِيدَ شَرَف فَفَاطِمَة لَا مَحَالَة، وَهِيَ فَضِيلَة لَا يُشَارِكهَا فِيهَا غَيْر أَخَوَاتهَا، وَإِنْ أُرِيدَ شَرَف السِّيَادَة فَقَدْ ثَبَتَ النَّصّ لِفَاطِمَةَ وَحْدهَا. قُلْت: اِمْتَازَتْ فَاطِمَة عَنْ أَخَوَاتهَا بِأَنَّهُنَّ مُتْنَ فِي حَيَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَمَّا مَا اِمْتَازَتْ بِهِ عَائِشَة مِنْ فَضْل الْعِلْم فَإِنَّ لِخَدِيجَةَ مَا يُقَابِلهُ وَهِيَ أَنَّهَا أَوَّل مِنْ أَجَابَ إِلَى الْإِسْلَام وَدَعَا إِلَيْهِ وَأَعَانَ عَلَى ثُبُوته بِالنَّفْسِ وَالْمَال وَالتَّوَجُّه التَّامّ؛ فَلَهَا مِثْل أَجْر مِنْ جَاءَ بَعْدهَا، وَلَا يُقَدِّر قَدْر ذَلِكَ إِلَّا اللَّه. وَقِيلَ: اِنْعَقَدَ الْإِجْمَاع عَلَى أَفْضَلِيَّة فَاطِمَة، وَبَقِيَ الْخِلَاف بَيْن عَائِشَة وَخَدِيجَة.
(فَرْعٌ):
ذَكَرَ الرَّافِعِيّ أَنَّ أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَل نِسَاء هَذِهِ الْأُمَّة، فَإِنْ اِسْتَثْنَيْت فَاطِمَة لِكَوْنِهَا بَضْعَة فَأَخَوَاتهَا شَارَكْنَهَا. وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّحَاوِيُّ وَالْحَاكِم بِسَنَدٍ جَيِّد عَنْ عَائِشَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَقّ زَيْنَب اِبْنَته لَمَّا أُوذِيَتْ عِنْد خُرُوجهَا مِنْ مَكَّة " هِيَ أَفْضَل بَنَاتِي، أُصِيبَتْ فِيَّ " وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث خِطْبَة عُثْمَان حَفْصَة زِيَادَة فِي مُسْنَد أَبِي يَعْلَى " تَزَوَّجَ عُثْمَان خَيْرًا مِنْ حَفْصَة، وَتَزَوَّجَ حَفْصَةَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَان " وَالْجَوَاب عَنْ قِصَّة زَيْنَب تَقَدَّمَ، وَيَحْتَمِل أَنْ يُقَدَّر " مِنْ " وَأَنْ يُقَال كَانَ ذَلِكَ قَبْل أَنْ يَحْصُل لِفَاطِمَة جِهَة التَّفْضِيل الَّتِي اِمْتَازَتْ بِهَا عَنْ غَيْرهَا مِنْ أَخَوَاتهَا كَمَا تَقَدَّمَ، قَالَ اِبْن التِّين: فِيهِ أَنَّ الزَّوْج لَا يَلْزَمهُ التَّسْوِيَة فِي النَّفَقَة بَلْ يُفَضِّلُ مَنْ شَاءَ بَعْد أَنْ يَقُوم لِلْأُخْرَى بِمَا يَلْزَمهُ لَهَا، قَالَ: وَيُمْكِن أَنْ لَا يَكُون فِيهَا دَلِيل لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون مِنْ خَصَائِصه، كَمَا قِيلَ: إِنَّ الْقَسْم لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَيْهِ وَإِنَّمَا كَانَ يَتَبَرَّع
ا. هـ نقلا عن صحيح البخاري(/)
حديث الإفك أخرجه الإمام البخاري في صحيحه
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:02 ص]ـ
حديث الإفك
وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه
4381 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ الْحَدِيثِ وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ الَّذِي حَدَّثَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا نَزَلَ الْحِجَابُ فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأُنْزَلُ فِيهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ قَافِلِينَ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ قَدْ انْقَطَعَ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي وَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ رَكِبْتُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُثْقِلْهُنَّ اللَّحْمُ إِنَّمَا تَأْكُلُ الْعُلْقَةَ مِنْ الطَّعَامِ فَلَمْ يَسْتَنْكِرْ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي وَ وَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ عَلَى يَدَيْهَا فَرَكِبْتُهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الْإِفْكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّطَفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُسَلِّمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ يَقُولُ كَيْفَ تِيكُمْ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَذَاكَ الَّذِي يَرِيبُنِي وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا نَقَهْتُ فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي التَّبَرُّزِ قِبَلَ الْغَائِطِ فَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي وَقَدْ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقُلْتُ لَهَا بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا قَالَتْ أَيْ هَنْتَاهْ أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ قَالَتْ قُلْتُ وَمَا قَالَ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْنِي سَلَّمَ ثُمَّ قَالَ كَيْفَ تِيكُمْ فَقُلْتُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ قَالَتْ وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا قَالَتْ فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي يَا أُمَّتَاهْ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ قَالَتْ يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَيْكِ فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا قَالَتْ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ أَوَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا قَالَتْ فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ حَتَّى أَصْبَحْتُ أَبْكِي فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَأْمِرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ قَالَتْ فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ مِنْ الْوُدِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَكَ وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ قَالَتْ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقَالَ أَيْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ قَالَتْ بَرِيرَةُ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَعْذَرَ يَوْمَئِذٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ إِنْ كَانَ مِنْ الْأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ قَالَتْ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنْ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَالَ لِسَعْدٍ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ قَالَتْ فَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ قَالَتْ فَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا لَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وَلَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي قَالَتْ فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي قَالَتْ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ قَالَتْ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ قَبْلَهَا وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي قَالَتْ فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ إِلَى اللَّهِ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَتْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً فَقُلْتُ لِأَبِي أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ قَالَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لِأُمِّي أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنْ الْقُرْآنِ إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لَكُمْ مَثَلًا إِلَّا قَوْلَ أَبِي يُوسُفَ قَالَ
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
قَالَتْ ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي قَالَتْ وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنْ الْبُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنْ الْعَرَقِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي يُنْزَلُ عَلَيْهِ قَالَتْ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَتْ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ بَرَّأَكِ فَقَالَتْ أُمِّي قُومِي إِلَيْهِ قَالَتْ فَقُلْتُ لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسِبُوهُ}
الْعَشْرَ الْآيَاتِ كُلَّهَا فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا قَالَتْ عَائِشَةُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي فَقَالَ يَا زَيْنَبُ مَاذَا عَلِمْتِ أَوْ رَأَيْتِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا قَالَتْ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْإِفْكِ(/)
ذكر مؤلفات علَّامة ساحل حضرموت: محسن بن جعفر أبي نمي - رحمه الله -
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 Sep 2010, 01:44 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرحيم
هذه جملة من مؤلفات مفتي ساحل حضرموت السيِّد محسن بن جعفرأبي نمي - رحمه الله - (ت:1379 هـ) مرتباً إيَّاها بحسب الحروف آخذاً إياها مما ذكره حفيده أستاذنا اللغوي الدكتور: حسين بن علوي الحبشي - وفقه الله - وكل هذه المؤلفات الموجودة بخط المؤلف إلا ما نُبِّه عليه:
الهمزة
1) (إبانة المعمى على نظم السجاعي في أحكام لما)
في علم النحو
لم أقف عليه.
2) (إتحاف الأمير بما يتعلق بحديث البشير النذير)
حديث
فرغ منه يوم الجمعة 7 ذو الحجة 1352هـ
7 صفحات من القطع المتوسط.
3) (إتحاف الظراف بنية الاغتراف)
فقه
لم أقف عليه.
4) (اختصار العبارة شرح منظومة الاستعارة)
أو: (إهداء البشارة لقراء منظومة الاستعارة)
بلاغة
فرغ منه في 20 ذو الحجة 1329 هـ
20 صفحة من القطع المتوسط.
5) (إدخال السرور على طالب أحكام الظرف والجار والمجرور)
نحو
لم أقف عليه.
6) (الاستطابة بنشر أقوال ساعة الإجابة)
فقه
لم أقف عليه.
7) (الإشراق في علم الاشتقاق)
صرف
لم أقف عليه.
8) (إضاءة البدرين في ما تكسر فيه إنَّ وما تفتح وجواز الوجهين)
نحو
فرغ منه يوم الأحد 21 جمادى الأولى 1339هـ
21 صفحة من القطع الصغير
9) (إعطاء النفس مناها في إعراب فإذا هو هي أو إياها)
نحو
لم أقف عليه.
10) (الإعلام بإعراب أسماء الشرط والاستفهام)
نحو
الإثنين28 محرم 1339هـ
6صفحات من القطع الصغير.
11) (إفادة الصبيان بمعاني منظومة ابن جمعان في ما ينبش فيه الميت من الصور وهي اثنتا عشرة صورة)
فقه
سوَّده في سلخ ذي الحجة يوم الإثنين 1330هـ8
صفحات من القطع المتوسط بيَّضه يوم الثلاثاء 21 ربيع الآخر 1378هـ
12) (إفادة النقلة ببيان بعض أحكام البسملة)
فقه
الخميس 20 محرم 1332هـ
9 صفحات من القطع الكبير.
13) (إقامة البرهان في رد اعتراض محمد بن أحمد الصبان)
فقه
الإثنين 25 محرم1354هـ13
صفحات من القطع الكبير.
14) (إقرار العين ببعض حقوق الزوجين)
فقه
السبت 9 صفر 1333هـ
10 صفحات من القطع الكبير
بغير خط المؤلف.
15) (الأقوال الموجهة في أحكام الصفة المشبهة)
نحو
لم أقف عليه
16) (الإلجام لمن زاغ في فتواه عن نصوص الأئمة الأعلام)
فقه
الإثنين 13 جمادى الأولى 1338هـ
5 صفحات من القطع الكبير.
16) (أنس الإخوان بالتطلع على وفيات الأعيان)
تاريخ
لم أقف عليه.
17) (انشراح البال في شرح لامية الأفعال)
صرف
2 جمادى الأولى 1359هـ
50 صفحة من القطع المتوسط
18) (الإنهاض في رد الاعتراض)
فقه
الخميس 3 ربيع الأول 1332هـ
6 صفحات من القطع الكبير
19) (إيصال النفع إلى طالب أحكام الفرع)
فقه
الأحد 5 ربيع الأول 1369هـ
4 صفحات من القطع الصغير
20) (إيضاح الإغراب في مباحث الإعراب)
نحو
لم أقف عليه
21) (إيضاح المفهوم في أن تصديق القاضي لا يجب به الصوم على العموم)
فقه
لم أقف عليه
22) (إيضاح المقال في نقل زكاة المال)
فقه
16القعدة 1346 هـ
4 صفحات من القطع المتوسط
تنبيه: بعض هذه المؤلفات قيد التحقيق عند بعض الإخوان.
ويتبع ذكر بقية المؤلفات مرتباً إيَّاها على الحروف، ويليه حرف الباء - إن شاء الله -
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:31 م]ـ
23) (بدر الدجنة في شرح منظومة العلامة ابن الشحنة)
بلاغة
الأربعاء صفر 1334هـ
77 صفحة من القطع الصغير
24) (بذل المجهود في شرح نظم المقصود)
صرف
الأحد 24 صفر 1333هـ
58 صفحة من القطع المتوسط
25) (البر والإحسان بشرح أبيات ما يغتفر للموافق من الأركان)
فقه
من غير تاريخ
21 صفحة من القطع المتوسط
الأبيات سبعة وهي للمؤلف نفسه
26) (بزوغ الهلال بنقض ما حكم به لابني بلال)
فقه
لم أقف عليه
27) (البشارة بأحكام المجاز والاستعارة)
بلاغة
لم أقف عليه
28) (بشرى المكروب بغاية المطلوب وعلى هامشها تقارير)
أدعية
لم أقف عليه
29) (بغية الرائد في أحكام توسعة المساجد)
فقه
الخميس 28 الحجة 1339هـ
19 صفحة من القطع المتوسط
بغير خط المؤلف
30) (بهجة الإخوان شرح هداية الصبيان)
تجويد
الخميس 21رمضان1332هـ
18 صفحة من القطع الصغير
31) (بهجة الناظر في حكم رفع أفعل التفضيل للظاهر)
نحو
السبت 13 القعدة 1332هـ
12 صفحة من القطع التوسط
يتبع إن شاء الله تعالى المؤلفات بحرف التاء
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[28 Sep 2010, 05:46 ص]ـ
30) (بهجة الإخوان شرح هداية الصبيان)
تجويد
الخميس 21رمضان1332هـ
18 صفحة من القطع الصغير
وقد انتهيتُ بحمد الله وتوفيقه من تحقيق هذه الرسالة، وسبق أن أشرت إليها، وعرَّفتُ بها هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=15254)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[28 Sep 2010, 05:07 م]ـ
32) التبشير بحل منظومة العلامة عبد العزيز الزمزمي في التفسير
علوم القرآن
الجمعة13 القعدة 1356هـ
54 صفحة من القطع المتوسط
33) التبيين شرح أبيات مهذب الدين.
نحو
الأربعاء 24 ربيع الأول 1338هـ
5 صفحات من القطع المتوسط
34) التحصيل النافع في بيان الشرط والسبب والمانع.
أصول الفقه
الأحد 27 جمادى الأولى 1331هـ
7 صفحات من القطع الصغير
35) تجنب الحيف في الكلام مع المجيب وصاحب السيف في ثبوت رمضان 1345هـ.
لم أقف عليه
36) ترويح الجنان بتفسير آخر آية من سورة آل عمران.
تفسير
الخميس22 رجب 1342هـ
13 صفحة من القطع الصغير
37) تسهيل الدعاوى في رفع الشكاوى.
فقه
20شعبان 1371هـ
33 صفحة من القطع المتوسط
طبعت بمطبعة الأخبار بالمكلا 1374 هـ
38) تسهيل المسير إلى علم التفسير.
علوم القرآن
18 ربيع الأول 1373هـ
48 صفحة من القطع المتوسط
على طريقة السؤال والجواب
39) التصريف المنظوم لغزَوا المبني للمجهول والمعلوم.
صرف17
صفر 1343هـ16
بيتًامنظومة
40) تنبيه الخلان بثبوت رمضان بالجمعة 1345هـ.
لم أقف عليه
41) تنبيه الوسنان في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن.
علوم القرآن26
صفر 1336هـ
4 صفحات من القطع المتوسط
42) تيسير الأسباب لمطالعة موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب.
أو سلوة الألباب في مطالعة ..
نحو
15 جمادى الآخرة 1334هـ
146 صفحة من القطع الكبير
بدأ فيه يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1334هـ
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[04 Oct 2010, 02:24 م]ـ
43) الجامع الشريف لغالب قواعد علم التصريف.
صرف
الجمعة 5 رجب 1343هـ
ثلاثة أجزاء كل جزء 72 صفحة من القطع المتوسط
على طريقة السؤال والجواب
44) جداول في الفقه
فقه العبادات والمعاملات
نحو 200 صفحة من صفحات الدفاتر المعروفة
مخططات على طريقة التشجير
45) جداول في النحو والصرف
نحو وصرف
نحو 130 صفحة من صفحات الدفاتر المعروفةمخططات
على طريقة التشجير
46) جلب التقريبات في الجمع بين الورقات وتسهيل الطرقات.
أصول الفقه
الإثنين 22جمادى الآخرة 1342هـ85
صفحة من القطع المتوسط
على طريقة السؤال والجواب
47) الجوهر الفرد في أقسام العقد.
فقه
1 جمادى الأولى 1336هـ
32 بيتاً
منظومة
48) جواب سؤال في حكم صلاة الإمام المعيد.
فقه
7 رمضان 1343هـ5
صفحات من القطع المتوسط
49) الجوهر الشفاف على ثلاثة أبيات ظراف
فقه
الثلاثاء 9 القعدة 1332هـ
4 صفحات من القطع الصغير
ينظر: إيصال النفع
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[12 Oct 2010, 05:06 م]ـ
ولعلي الآن أسرد المؤلفات سرداً، ومن يسأل عن شيء منها فصَّلتُ له قدر الإمكان، والآن مع المقصود:
ابتدأ السيد بونمي التصنيف وعمره سبع عشرة سنة، فيستدرك على (من صنف وهو دون العشرين)، وفي علماء حضرموت غيره ممن صنف وهو دون العشرين، كالسيد أبي بكر بن عبدالرحمن ابن شهاب، والسيد محمد بن أحمد بن عمر الشاطري.
وهذا أوان الشروع في المقصود.
1) [إبانة المعمّى على نظم السجاعي في أحكام لمّا]
2) [إتحاف الأمير بما يتعلق بحديث البشير النذير]
3) [إتحاف الظراف بنية الاغتراف]
4) إتحاف النبيه بإيضاح التشبيه
5) الأجوبة المرضية على أسئلة خطبة الألفية
6) الاختصار بالحصر على المقولات العشر
7) اختصار العبارة على منظومة الاستعارة = [إهداء البشارة لقراء منظومة الاستعارة]
8) [إدخال السرور على طالب أحكام الظرف والجار والمجرور]
9) الاستطابة بنشر أقوال ساعة الإجابة
10) الإشراق من ضياء الاشتقاق، أو: [الإشراق في علم الاشتقاق]
11) [إضاءة البدرين فيما تكسر فيه "إن" وما تفتح، وجواز الوجهين]
12) [إعطاء النفس مناها في إعراب "فإذا هو هي إياها"]
13) [الإعلام بإعراب أسماء الشرط والاستفهام]
14) إفادة الصبيان بمعاني منظومة ابن جمعان
15) إفادة النقلة ببعض أحكام البسملة
16) [إقامة البرهان في رد اعتراض محمد بن أحمد الصبان]
17) إقامة الدليل في صفات الجليل
18) [إقرار العين ببعض حقوق الزوجين]
19) أقسام لو
20) الأقوال الموجهة في أحكام الصفة المشبهة
21) [الإلجام لمن زاغ في فتواه عن نصوص الأئمة الأعلام]
22) [أنس الإخوان بالتطلع على وفيات الأعيان]
23) انشراح البال شرح منظومة لامية الأفعال
(يُتْبَعُ)
(/)
24) [الإنهاض في رد الاعتراض]
25) [إهداء البشارة لقراء منظومة الاستعارة] = اختصار العبارة على منظومة الاستعارة
26) [إيصال النفع إلى طالب أحكام الفرع]
27) [إيضاح الإغراب في مباحث الإعراب]
28) [إيضاح المفهوم في أن تصديق القاضي لا يجب به الصوم على العموم]
29) إيضاح المقال في حكم نقل زكاة المال
30) بحث في صلاة ركعتين قبل الجمعة
31) بدر الدجنة شرح منظومة العلامة ابن الشحنة في علم البيان
32) [بذل المجهود في شرح نظم المقصود]
33) [البر والإحسان بشرح أبيات ما يغتفر للموافق من الأركان]
34) [بزوغ الهلال بنقض ما حكم به لابني بلال] = رد على اعتراض السيد محسن بن عبدالله السقاف في قضية بلال
35) [البشارة بأحكام المجاز والاستعارة]
36) [بشرى المكروب بغاية المطلوب]
37) بغية الرائد في حكم توسيع المساجد
38) [بهجة الإخوان شرح هداية الصبيان]
39) [بهجة الناظر في حكم رفع أفعل التفضيل للظاهر]
40) البيان شرح نظم ما يغتفر للموافق من الأركان
41) [التبشير بحل منظومة الزمزمي في التفسير]
42) [التبيين شرح أبيات مهذب الدين]
43) [تجنب الحيف في الكلام مع المجيب وصاحب السيف في ثبوت رمضان 1345هـ]
44) تحصيل المنافع في بيان السبب والشرط والمانع = [التحصيل النافع في بيان السبب والشرط والمانع]
45) تراجم مشاهير الشافعية
46) [ترويح الجنان بتفسير آخر آية من سورة آل عمران]
47) تسهيل الدعاوى في رفع الشكاوى (مطبوع)
48) [تسهيل المسير إلى علم التفسير] = تيسير المسير إلى علم التفسير
49) [التصريف المنظوم لـ"غزوا" المبني للمجهول والمعلوم]
50) [تنبيه الخلان بثبوت رمضان بالجمعة 1345هـ]
51) [تنبيه الوسنان في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن]
52) تيسير الأسباب لمطالعة موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب = [سلوة الأسباب ... ]
مكرر) تيسير المسير إلى علم التفسير = [تسهيل المسير إلى علم التفسير]
53) الجامع الشريف في فن التصريف
سيأتي) [جداول في الفقه] = دوائر
سيأتي) [جداول في النحو والصرف] = دوائر
54) جلب التقريبات في الجمع بين الورقات وتسهيل الطرقات
55) جمع الفوائد في حروف الزوائد
56) [الجوهر الفرد في أقسام العقد]
57) [جواب سؤال في حكم صلاة الإمام المعيد]
58) [الجوهر الشفاف على ثلاثة أبيات ظراف]
59) [حاشية على "البهجة المرضية على ألفية ابن مالك للسيوطي"]
60) حاشية العوائد على جمع الفوائد
61) حسن المنظر في حقيقة اسم المصدر
62) [الحل البهي لعبارة الفاكهي عند قوله: "ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... "]
63) [الحلاوة القندية على متن السمرقندية] (المجاز والاستعارة)
64) خلاصة الأقوال في حقائق الاستقبال
65) الخلاصة النقية على متن البيقونية
66) الدلالة الجلية في القواعد الفقهية (منظومة) = نفحة الأزهار في قواعد الأخيار
67) دوائر في أصول الفقه
68) دوائر في المبتدأ والخبر
69) دوائر في المعرب والمبني
70) دوائر في المواريث
71) [الرد بالوجه الجميل على معترض ابن فضيل وباعقيل]
72) [الردع بكلا على قاضي المكلا سنة 1329هـ]
مكرر) رد على اعتراض السيد محسن بن عبدالله السقاف في قضية بلال = [بزوغ الهلال بنقض ما حكم به لابني بلال]
73) رد على بابحير
74) رد على بامخرمة في مسألة الطلاق
75) رد على الشيخ أحمد بن عوض المصلي في قضية باصالح وبريوم والذي نزل فيه القاضي المصلي الإقرار على الإشاعة
76) رد على العماري في مسألة بيع مال الغائب عهدة = [الوجوه المسفرة للقاري عما وقع في حكم العماري]
77) رسالة في حكم ترك القنوت والتشهد
78) رسالة فيما قرئ بالتثليث من القرآن
79) [رشف اللما على أبيات السجاعي في "لاسيما"]
80) الرياضة حاشية العين الفياضة في مسائل الاستحاضة
81) ريحانة الإخوان في صفات الواحد المنان
82) زهرة الأقاح في أحكام النكاح
83) الزهرة الوضية على الرحبية
84) سبيل التعلم شرح منبع التفهم لأسباب التيمم = [سبيل التفهم في التيمم، في شرح أبيات الصور التي يجب فيها القضاء والتي لا يجب]
85) سلم الصغير
86) سمير السفر وأنيس الحضر
87) سين جيم في النكاح
88) الشذرات في أوقات الصلوات
89) شرح منظومة الدمنهوري في بحور شعر العرب
90) [الشرف والسيادة في إعراب كلمة الشهادة]
91) [شم الأنوف في معاني الحروف]
92) [الضوابط الموجهة في أحكام الصفة المشبهة]
(يُتْبَعُ)
(/)
93) [طراز الامتياز في أبيات الألغاز ومنثورها]
94) [طريف القول وتالده في ما اعترض به بدر الدين ابن مالك على والده في "شرح الألفية"]
95) [عجالة الطالب وهداية الراغب إلى علم المنطق]
96) [عرف الكادي في شرح أبيات العلامة المرادي المعمولة في المسائل التي يُخص بها عطف البيان دون البدل]
97) العرف النفاح على زهرة الأقاح، أو: (العرف النفاح من رياض زهرة الأقاح في النكاح)
98) عقد النظام على عقيدة العوام
99) عقلة العجلان
100) العقود الجوهرية في امتداح العصابة الرباطية وشيخهم ذي النفس الزكية
101) [عقيدة الدليل في صفات ربنا الجليل]
102) [العناية بإظهار القول وإبرازه في شرح الأبيات المعمولة في وجوب استتار الضمير وجوازه]
103) العين الفياضة شرح نظم مسائل الاستحاضة
104) غرة الصباح في أحكام النكاح
105) الغصن المورق في شرح السلم المنورق
106) فتاوى
107) فتاوى باشيخ
108) [فتح البصير على أبيات العلامة الأمير المعمولة في شرح المذكر السالم]
109) فتح السلام على عقيدة العوام
110) [فوائد الدراسة في إيضاح ما أبهم على منتقد حكم مرواسة]
111) [الفوائد في حروف الزوائد]
112) فوح العبير بحل منظومة التفسير
113) الفوز والظفر بمعرفة تعدد المبتدأ والخبر
114) القانون الجنائي للسلطة القعيطية
115) القانون الشرعي
116) [القدح المعلى من أحكام كلا]
117) [قطف الثمر في حكم الممر]
118) [القصد والمنى على أبيات أسباب البنا]
119) القلائد لحروف الزوائد (منظومة)
120) [قلادة النحر على منظومة المقولات العشر]
121) القول المنتخب في إعراب المركب
122) كأس السلاف في أحكام الاستخلاف (منظومة)
123) [كؤوس الشراب على مفتاح الإعراب]
124) الكوكب الزاهر في مولد النبي الطاهر
125) الكوكب المنير في أحكام الضمير
126) [اللؤلؤ المنظوم في إفادة تقدم المسند إليه التخصيص وعموم السلب وسلب العموم]
127) [المباحث المرضية في مسألة حذف الخبر قبل حال لا يصلح للخبرية]
128) مجموعة القضاء الشرعي الجامعة لغالب كل شرط مرعي (مطبوع)
129) مرقاة القصر شرح المقولات العشر
130) المسائل المختارة لمحاكم حضرموت
131) مشكاة الضوء في بيان أقسام لو
132) مصباح الناهض إلى مسائل ملقبات الفرائض (مطبوع)
133) مطلع المريد شرح جوهرة التوحيد
134) مفتاح المقفول على سلم الأصول في علم الأصول
135) مقامة في الفرق بين الحمار الأبيض وركوبه، والحمار الأسود وركوبه
136) الملح في فن المصطلح
137) منبع التفهم لأسباب التيمم = [منظومة في صور التيمم التي تجب فيها القضاء والتي لا تجب]
138) المنح على الملح
139) [المنظومة البيقونية مع زوائدها البهية]
140) [المنظومة الزهية إلى عصبة الرباطية]
141) منظومة في الأشياء المبهمة
142) منظومة في الحساب والجبر
143) منظومة في الدعاوى
مكرر) [منظومة في صور التيمم التي تجب فيها القضاء والتي لا تجب] = منبع التفهم لأسباب التيمم
144) [منظومة في ما تصح الدعوى فيه بالمجهول]
145) منظومة ما يغتفر للموافق من الأركان
146) [منظومة مختصرة في علوم الحديث]
147) [منظومة النجاح]
148) [منظومة يوصي فيها طلاب القضاء "الكرس الأول" ويجيزهم]
149) نتائج الأفكار الوقادة في الرد على صاحب سلسبيل الإرشاد والإفادة
150) [النزهة البهية في شرح البيقونية]
151) [نشر الأفراح شرح غرة الصباح في أحكام النكاح]
152) [نظم أوزان الصفة المشبهة المأخوذة من مضموم العين]
153) [نظم سؤال وجواب في حكم من أفطر في رمضان وتعذر عليه القضاء]
154) نظم شروط الاقتداء
155) نظم مشايخ شيخه العلامة ابن سلم
156) [نفح البشام من أحكام اجتماع المأموم مع الإمام]
مكرر) نفحة الأزهار في قواعد الأخيار (منظومة) = الدلالة الجلية في القواعد الفقهية
157) النفحة الزكية على نظم البيقونية
158) [النقول الراجحة على منظومة لحن الفاتحة]
159) نيل الأمنيات من أحكام المبنيات
160) [نيل الوصل من أحكام الوصل]
161) [هداية القاري إلى أحكام الماء الجاري]
162) [هداية القصاد لما في حكم آل كساد من الانتقاد]
163) [هداية المتبصر إلى حكم المتحجر للأرض الموات]
مكرر) [الوجوه المسفرة للقاري عما وقع في حكم العماري] = رد على العماري في مسألة بيع مال الغائب عهدة
164) الوشي المحبَّر في الإعراب المقدَّر
165) وصية لتلاميذ القضاء (منظومة)
للفائدة ينظر: ثبت بمصنفات العلامة السيد محسن بن جعفر بونمي ت1379هـ ( http://www.alwsta.com/vb/showthread.php?p=253260#post253260)(/)
إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم /ما صحة هذا الحديث سنداً وواقعاً؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Sep 2010, 04:04 م]ـ
إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم /ما صحة هذا الحديث سنداً وواقعاً؟
روى الإمام أحمد في مسنده (3/ 436):
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ، فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلَا يَزَالُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ".
ورواه الترمذي في سننه (2192) وقال:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: هُمْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ..... وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قال صاحب تحفة الأحوذي:
(هُمْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ)
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ: وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ. وَقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ: وَأَخْرَجَ الْحَكَمُ فِي عُلُومِ الْحَدِيثِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَحْمَدَ: إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ الْحَدِيثِ فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ. وَمِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مِثْلُهُ اِنْتَهَى.
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: إِنَّمَا أَرَادَ أَحْمَدُ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَمَنْ يَعْتَقِدُ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ: وَيُحْتَمَلُ أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَةَ مُتَفَرِّقَةٌ بَيْنَ أَنْوَاعِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ شُجْعَانٌ مُقَاتِلُونَ , وَمِنْهُمْ فُقَهَاءُ , وَمِنْهُمْ مُحَدِّثُونَ , وَمِنْهُمْ زُهَّادٌ وَآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَاهُونَ عَنْ الْمُنْكَرِ , وَمِنْهُمْ أَهْلُ أَنْوَاعٍ أُخْرَى مِنْ الْخَيْرِ وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمِعِينَ بَلْ قَدْ يَكُونُونَ مُتَفَرِّقِينَ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ.ا. هـ.
والحديث صححه الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في الصحيحة (403).
والشام تضم أربعة بلاد سورية والأردن ولبنان وفلسطين. والناظر الى فلسطين الآن فإنه يجد علماء من أهل الحديث واهل القرآن إضافة الى المجاهدين المرابطين الذين يدافعون وحدهم عن ثوابت الأمة وشرفها.
في غزة وحدها آلاف الحفاظ الذين يحفظون كتاب الله وعلى رأسهم أميرهم اسماعيل هنيّة. وفي غير الشام تجد عجب العجاب. تنظر الى الرجل السمين العظيم فلا تجده يتقن الفاتحة ناهيك عن الوضوء وقد ولاّه الله أمر المسلمين. ولا حول ولا قوة إلا بالله.(/)
يا أهل مصر! نريد تعريفا بالشيخ طارق عوض الله
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[27 Sep 2010, 04:10 م]ـ
الشيخ طارق عوض الله من خيار طلاب العلم في مصر، وله عناية بالرواية وعلل الحديث، ومن خيار من يتصدى لنشر الكتب في العصر الحديث، نشر الكثير من كتب الحديث والسنة ..
نريد منكم أهل الملتقى ولا سيما إخواننا المصريين أن يقدموا لنا نعريفا قيما بالشيخ، وإن كان بالإمكان أن يعقد معه أحد مقربيه لقاء علميا على صفحات الملتقى كما عقد مع غيره غانم الحمد وعبد العزيز قارئ، فلا تبخلوا علينا بذلك ..
وفقكم الله
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:50 م]ـ
ترجمة
فضيلة الشيخ/ طارق بن عوض الله بن محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم: طارق بن عوض الله بن محمد
تاريخ الميلاد: 1/ 5/1963
مكان الميلاد: الزيتون - القاهرة
الجنسية: مصري
العنوان: الحي السابع – مدينة نصر - القاهرة.
المؤهلات العلمية:
1. ليسانس لغة عربية وعلوم إسلامية - دار العلوم – جامعة القاهرة.
المؤلفات والبحوث:
1. لغة المحدث.
2. ردع الجاني المتعدي على الشيخ الألباني.
3. المدخل إلى علوم الحديث للمبتدئين.
4. الإرشادات في تقوية الحديث بالشواهد والمتابعات.
5. تحقيق سبل السلام للصنعاني.
6. تحقيق نيل الأوطار.
7. تحقيق تدريب الراوي للسيوطي.
أشرطة مسموعة:
1. سلسلة تيسير علم الحديث للمبتدئين.
2. سلسلة شرح المنظومة البيقونية.
3. سلسلة شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر.
4. سلسلة شرح ألفية السيوطي.
5. الطريق إلى علم الحديث.
وغيرها الكثير ..
الدروس:
1. درس ثابت من عشر سنين في مسجد جسر السويس.
العلماء الذين تلقى العلم عنهم:
1. فضيلة الشيخ / محمد بن عمرو بن عبد اللطيف.
2. فضيلة الشيخ / أبو اسحاق الحويني.
نقلا عن موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة:
رابط الصفحة: http://www.islamacademy.net/Accounts/UserResume.asp?UserId=41304&Lang=Ar
وهذه صفحة دروس الشيخ على موقع طريق الإسلام:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=438#(/)
حمل فلم: عائشة ارواحنا فداك يا أم المؤمنين .. اأنشروه نصرة لأمنا عائشة رضي الله عنها
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[27 Sep 2010, 04:31 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
فلم
??? ((عائشة ارواحنا فداك يا أم المؤمنين)) ???
الذب عن عرض محمد صلى الله عليه وسلم رسالة كل مسلم على وجه الأرض لأنه واجب ديني وأخلاقي
وهو صراط اللذين يحبون ويعظمون ويتبعون نبيهم عليه الصلاة والسلام
فذلك قام إخوانكم في موقع كسر الصنم بهذا العمل نسال الله أن يتقبله وينفع به
http://img826.imageshack.us/img826/6774/85296939.jpg (http://kasralsanam.com/)
7
7
?=====================?
???:: لتحميل الفلم أضغط هنا:: ( http://kasralsanam.com/)???
?=====================?
7
7
???:: بنرات للمنتديات لنشر الفلم:: ???
http://img806.imageshack.us/img806/6425/userf.gif (http://kasralsanam.com/)
http://img534.imageshack.us/img534/7793/50858797.gif (http://kasralsanam.com/)
???:: تواقيع للمنتديات::???
http://img3.imageshack.us/img3/4088/15243761.gif (http://kasralsanam.com/)
أو
http://img19.imageshack.us/img19/9199/14802825.gif (http://kasralsanam.com/)
أو
http://img214.imageshack.us/img214/6551/27940821.gif (http://kasralsanam.com/)
?=====================?
وهذه دعوة لكل المسلمين في كل بقاع الأرض للدفاع عن أمنا عائشة رضي الله عنها
بل الواجب نصرتها وتعريف الناس بفضائلها ورد الشبهات التي تتثار حولها
فياشباب الأمة الهمة الهمة فقد كشر المنافقون عن أنيابهم فاكسروها
وقد نشروا الباطل فتصدوا له
?=====================?
طلب ورجاء نصرة لأمنا عائشة رضي الله عنها
نتمى نشر هذا الفلم بالمواقع والمنتديات والمجموعات البريدية
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
http://cdn.kasr-alsanam.com/upload/adver_files/nosrah.gif (http://aiesha.net/)
وصلني على البريد من موقع صوفية حضرموت(/)
شيء من حديث شاعر جازان المبدع محمد السنوسي رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Sep 2010, 04:41 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
كنتُ طالباً في الصف الخامس الابتدائي عندما أحضر شقيقي المهندس عبدالله بن معاضة وفقه الله - نسخة من الأعمال الكاملة للشاعر المبدع محمد بن علي السنوسي رحمه الله، وكان أخي قد راسل الشاعر حينها حينما كان رئيساً للنادس الأدبي بجازان يطلب نسخة من ديوانه فأرسلها له بالبريد. وكان أخي عبدالله طالباً في الصف الثالث الثانوي. فقرأت في ذلك الديوان حينها، ولم أعرف قيمة شاعرية السنوسي إلا بعد أن وصلت للمرحلة الثانوية، وطلب منا مدرس الأدب اختيار قصيدة نلقيها في أحد الاحتفالات، فوجدت للسنوسي قصائد جميلة واخترت إحداها، فلما سمعها الأستاذ عبدالكريم النجم - وكان يدرسنا الأدب في المرحلة الثانوية - أعجب بها كثيراً. ومرت الأيام حتى لقيت أصغر أبناء الشاعر محمد بن علي السنوسي رحمه الله طالباً في مقرر (آيات الأحكام) في مرحلة الماجستير وهو الأخ العزيز عمر بن محمد بن علي السنوسي، فأحضر لي نسخة حديثة من الأعمال الكاملة لوالده، فدفعني ذلك لقراءة الديوان مرة أخرى لاستذكار تلك القصائد وتلك الذكريات الجميلة.
وقد وصلني على بريدي مقالة حول الشاعر كتبها الأخ أحمد عسيري في جريدة الوطن بعنوان (السنوسي: للشعر طعم آخر)، فذكرتني بذلك الذكريات فأحببت إشراككم فيها، وفيها أبيات مختارة له حول الشعر الحر جديرة بالحفظ.
وهذه المقالة ..
قابلت الشاعر محمد علي السنوسي رحمه الله قبل سنوات طويلة، حين جاء من جازان لإحياء أمسية شعرية في أبها، وكم بكى وأبكى الكثير في ذلك المساء الشتوي وهو يلقي قصيدة الرسالة والرسول:
من الجزيرة من أرضي ومن بلدي * تألق النور نور الحق والرشدِ
ويختم مقطعها الأول بقوله:
فليت قومي وقد هبت رياحهمُ* لا يغفلون عن القناصة الجددِ
اقتربت منه كي أعبر له عن إعجابي برحلته الشعرية بالغة الكثافة والانثيال الفائق من خلال كلاسيكيته الحديثة، كان يتفرس وجهي بصعوبة يتعرف على ملامحي لكونه مصاباً بداء الماء الأزرق مما أضعف بصره، وجعله يبث طبيب العيون لواعجه المضنية فيقول:
يا طبيب العيون شكوى عيوني * من لحاظ حورية التكوينِ
فترفق بها ففي نونها المكنـ * ــونِ أسرارُ عالمٍ مكنونِ
ويختمها بتوسل روحي ووجداني:
يا إلهي أسلمت للطب عيني * ولأنت الطبيب فألطف بعيني
لم أعرف كيف أبدأ الحديث مع ذلك العملاق الشعري في ذلك المساء الفندقي، وكان الحديث يدور عن ظاهرة (الحَريدِ) في جزيرة فرسان وهل هو انتحار جماعي للأسماك كما يتخيلها البعض.
ضحك للسؤال وقال: لم أفكر في ذلك من قبل. ولكن كلمة الحريد في اللغة تعني أشياء ومعاني كثيرة ومنها الغضب والسمك المقدد يطلق عليه حراد وحرداء كما جاءت في المعاجم، لذا قد يكون السمك في حالة غضب من أفعال البشر، وما يفعلونه من تلويث وإساءة وحروب وتدمير في قاع البحار والمحيطات فجاء ليحتج على ذلك في جزيرة فرسان قالها وهو يضحك حتى سقطت نظارته.
لقد أسعدني الوفاء الذي نهض به نادي جازان الأدبي. حين أعاد طبع أعماله الشعرية الكاملة، في طباعة أنيقة ومتميزة ومقدمة تنم عن وعي شعري ومعرفي للأديب عمر طاهر زيلع. اكتسبت عمقها من إدراك حميم ومخالطة ومعايشة أفضت به إلى سبر عوالمه وخطابه الشعري كواحد من أعظم شعراء عصرنا، لمستُ في شاعرنا بساطه ورقة وعذوبة ورؤية إنسانية شديدة الوضوح، حتى وهو في أشد حالات الغضب والرفض للشعر (الحر) يتسرب كما قطرة الندى تتسرب:
لا العود عودي ولا الأوتار أوتاري * ولا أغاريدكم من شدو أطياري
من أين جئتم بهذا (الطير) ويحكمو؟! * لا الريش ريشي ولا المنقار منقاري
إني أرى في جناحية وسحنته * سمات (أليوت) لا سيماء (بشارِ)
قصيدة النثر مثل المشي جامدة* والشعر كالرقص في ترنيم قيثار
إن كان لا بد من فن نجدده* فجددوا في مضامين وأفكارِ
ـ[ناصر العتيبي]ــــــــ[28 Sep 2010, 07:03 ص]ـ
جزاكم الله خير(/)
وفاة العالم الجليل الدكتور/عبدالصبور شاهين
ـ[هشام يسري العربي]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:57 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، والبقاء والدوام لله وحده
بكل الأسى والحزن تلقينا اليوم نبأ وفاة شيخنا وأستاذنا العلامة الأستاذ الدكتور/عبدالصبور شاهين- أستاذ اللغويات بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والمفكر الإسلامي الكبير، وخطيب جامع عمرو بن العاص الأسبق؛ حيث وافته المنية مساء أمس الأحد 17 شوال 1431هـ، الموافق لـ 26/ 9/ 2010م، وشيعت جنازته بعد صلاة ظهر اليوم من المكان الذي طالما صال فيه وجال ... من جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة وسط حشد كبير من العلماء والأساتذة من دار العلوم ومن الأزهر الشريف ومن سائر الجامعات المصرية؛ حيث تلاميذه وبقية زملائه من شيوخ الأساتذة، وقد أمَّ تلك الجموع في صلاة الجنازة الأستاذ الدكتور/محمد المختار المهدي، وحضرها سماحة الشيخ الدكتور/أسامة عبدالعظيم، والعالم الجليل الدكتور/عبدالمجيد محمود، وأ. د/محمد السيد الجليند، وأ. د/محمد حماسة عبداللطيف، وأ. د/السيد رزق الحجر، وأ. د/محمد يونس، وغيرهم كثير ممن يطول بهم المقام، ولم يظفر بهم البصر وسط الزحام الشديد، في حضور أمني ملحوظ يلف جامع عمرو ويحيط به.
وأستاذنا رحمه الله ولد في مارس سنة 1929م، وتخرج في دار العلوم وحصل على الدكتوراه سنة 1965م، وشغل منصب أستاذ علم اللغة بالكلية.
وكان رحمه الله حين نستمع إليه في المحاضرة كأنه رجل قادم إلينا من الزمن الأول ... زمن الخليل بن أحمد وسيبويه وابن فارس ... يسمعك لغة لا تكاد تسمعها من أحد في هذا الزمان ... مع علم عميق واسع في جميع المجالات والعلوم العربية والإسلامية؛ فقد كان رحمه الله عالما موسوعيا له نظره واجتهاده.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والعلماء، وحسن أولئك رفيقا.
وألهم أبناءه وأهل بيته وذويه الصبر والسلوان، وأحسن عزاءنا فيه نحن تلاميذه ومحبيه، وعوض الأمة العربية والإسلامية خيرا عن علمائها الذين تفقدهم واحدا تلو الآخر، وهم والله أحب إلينا من آبائنا وأمهاتنا.
وسيكون العزاء بإذن الله غدا بدار مناسبات جامع عمرو بن العاص.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:40 م]ـ
أحسن الله عزاءنا في الشيخ ....
اللهم تغمده بواسع رحمتك وارض عنه وأسكنه فسيح الجنات وأجزه عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
ـ[محمد عامر]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:47 م]ـ
الحمد لله على قضائه وقدره،
اللهم أنزل الفقيد منازل الأنبياء والصديقين والشهداء وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
ـ[امين جابر سيلان]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:39 م]ـ
رحمه الله واخلف علينا فقده احسن خلافه
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:23 م]ـ
رحمه الله، وبارك فيك، أخي الفاضل.
تكرما انظر هنا:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22316
لعدم تكرار الموضوع. وشكرا.(/)
الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله كثير مايقرن كلامه بالتجربه والشواهد الحيه .. تفضل لتستفيد
ـ[ناصر العتيبي]ــــــــ[28 Sep 2010, 07:41 ص]ـ
أيها الإخوة الفضلاء:
منّ الله عليّ بسماع بعض أشرطة العلامة د. عبدالكريم الخضير –حفظه الله-، بالإضافة إلى متابعة يسيرة للأشرطة المفرغة في موقعه الإلكتروني.
ولقد لاحظت مراراً حرص الشيخ على ربط كلامه بالتجارب الشخصية، أو الشواهد الحية.
فقررت حينها الغوص في بحر الشيخ الذي لا ساحل له، بغية استخراج شيء من تلك الدرر، وجمعها في سلة واحدة، ليتسنى الانتفاع منها أضعاف ما لو كانت مبثوثة.
وها أنا أقدمها لك أخي الكريم على طبق من ذهب، لك غنمها وعليّ غرمها.
ويجدر التنبيه هنا بأن المادة كلها مفرغة من الأشرطة، فستلاحظ ربما كلمات عامية، أو تكراراً لبعض الكلمات.
وتحرياً للدقة؛ أوردت نص كلام الشيخ من الموقع كما هو دون أدنى تصرف، إلا أني اجتهدت فقط في كتابة عنوان مناسب لكل تجربة.
والله أسأل أن ينفع بالقائل والجامع، والشكر موصول للقائمين على الموقع المبارك، فقد أضافوا كنزاً هائلاً .. ليس هذا فحسب؛ بل انتخبوا أجمل درره في حلة قشيبة، ودونك إياها لتحكم بنفسك:
http://www.khudheir.com/dorr
ثروة ثمينة .. تنتظر مشروعات رصينة.
أخوكم/ سلامة
17/ 10/1431هـ
--------------------------
- الانشغال بعيوب الناس:
"والتَّجربة والواقع يشهدأنَّ من كان هذا دَيْدَنُهُ الانشغال بالنَّاس بفلان وعلاَّن والغفلة عن عُيُوبِهِ، وعن تكميل ما ينقُصُهُ من علمٍ وعمل، التَّجربة أثبتت أنَّهُ سببٌ مُباشر لحرمانالعلم والعمل معاً".
- التهاون في الأخذ من اللحية:
"والتجربة أثبتت أن المقص إذا دخل اللحية أفناها شيئاً فشيئاً".
- العلاقة العكسية بين مدح وذم الناس.
"والتجربة والواقع يشهد بأن من مدح بما فيه وأقر وسكت لا بد أنيسمع من الذم بما فيه، جزاء وفاقاً، أما إذا مدح بما ليس فيه وسكت لا بد أن يسمع منالذم ما ليس فيه، هذا مجرب".
- التسويف في الحضور للصلاة:
"بعض الناس إذا كان له مشوار والصلاة قريب الإقامة، تقول له: صلِ وبعدين روح المشوار، يقول: لا قدام، هذا كثير، وغالباً الذي يقول قدام: تفوته الصلاة! هذا في الغالب، هذا مجرب".
- طريقة حفظ القرآن:
"الذي يحفظ القرآن سراً لا يستطيعأن يجهر به، قد يقرأه سراً لكن لا يستطيع أن يقرأه في الصلاة مثلاً حتى تتظافر عليهجميع الحواس، النظر في المصحف مع تكريره باللسان والشفتين مع استماع الأذنين له، وهذا أمر مجرب من حفظ سراً لا يستطيع أن يجهر به".
- قصص السلف ليست خيالية:
"بعض الناس إذا سمع ما يذكر عن السلف، عن سلف هذه الأمة من عبادة وتلاوة لا يصدق، ويقول: هذا ضرب من الخيال، هذا ليس بصحيح، هذه مبالغات؛ لكن لو جربه مرة لنفسه وجدالأمر ميسور، ويوجد الآن -ولله الحمد- من يعان على ذلك ويقرأ القرآن في ثلاث فيالأيام العادية، فضلاً عن أيام المواسم، موجود، مع أنه يؤدي جميع ما عليه، ما هوإنسان عاطل، المسألة مسألة توفيق، وتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، لاأكثر ولا أقل، ومن التجأ إلى الله بصدق أعانه، أعانه على أمور دينه ودنياه".
- حلاوة ذكر الله عز وجل:
"ومن أشقالأمور على النفس الانتظار؛ لكن إذا كان يذكر الله وهو ينتظر لا يضيره أن يتأخرصاحبه ساعة أو أكثر أو أقل؛ بل إذا جرب الذكر وأنس بالله -جل وعلا- يتمنى أن صاحبهلا يحضر، يتمنى أن يتأخر صاحبه، وفي الذكر أكثر من مائة فائدة، ذكرها العلامة ابنالقيم في الوابل الصيب".
- سعة فضل الله تعالى:
"الذِّكر لا يُكلِّف يعني سُبحان الله وبحمدِهِ مئة مرَّةحُطَّت عنهُ خطاياهُ وإنْ كانت مثل زبد البحر، سُبحان الله وبحمدِهِ بالتَّجربةتحتاج إلى دقيقة ونصف، ما يحتاج مثل الآصار والأغلال التِّي كانت على من قبلنا أنْيأخذ الإنسان سيف ويقتل نفسه لِيتُوب اللهُ عليه، ما يلزم هذا، دقيقة ونصف سُبحان الله وبحمدِهِ حُطَّت عنهُ خطاياه وإنْ كانت مثلزبد البحر".
- الذي يتعامل مع الله هو القلب:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وثبت من خلال التجربة -من أهل العلم والعمل- أن الذي يتعامل مع الله -جل وعلا- هو القلب، فشخصٌ يناهزالمائة، يصلي خلف شخصٍ قراءته عادية، يقرأ في كل تسليمة بجزء من القرآن، ويلومالإمام لما استعجل في التسليمة الأخيرة، وشباب في العشرين والخمسة والعشرينوالثلاثين ممن يطلب العلم، ويحرص على طلب العلم، تجده إذا صلى الإمام التسليمة منالتراويح بعشر دقائق ضاق به ذرعاً، وبحث عن مسجدٍ آخر، والمساجد تمتلئ من طلابالعلم إذا كان الإمام لا يطيل القراءة، والله المستعان".
- الإنصاف في الألقاب:
"ويلاحظ أن طلاب العلم في هذه العصور، بل وفيماتقدم من عصور، الذي يحدد عندهم المقدار الذي يسمى به فلان عالم، أو طالب علم، وقديزيدون، ويقولون: علامة، كل هذا مثاره في كثير من الأحيان الإعجاب، يعجب بشخص منالأشخاص، ثم يضفي عليه من الألقاب ما لا يستحقها، هذا شيء مجرب، ومشاهد بينما يبخلعلى من هو أفضل من هذا الشخص بأدنى لقب؛ لأنه لا يعجبه، والله المستعان، فالمسألةمسألة إنصاف، لو زل الإنسان، أو أخطأ، أو هفا، أو شذ في مسألة، أو في مسائل يسيرة، هذا يبقى عالماً، يعني إذا كان قصده في ذلك نصر الحق، ولا يسلب اسمه".
- تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة:
- "وبعضكم جرب الإنسان يذهب في الأوقات الفاضلة وفي الأماكن الفاضلة ليتفرغ للعبادةلكنه لا يعان لماذا؟ لأنه لم يتعرف على الله في الرخاء، يهجر القرآن طول العام، وإذا ذهب إلى الأماكن الفاضلة يريد أن يقرأ القرآن في يوم كما كان عليه السلف أو فيثلاث، كلا، لا يمكن، ويسمع الحديث الصحيح (من حج فلم يرفثولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) ويقول: المسألة أربعة أيام، لنأتكلم بكلمة؛ ولكن هل يستطيع أن يسكت؟ هل يعان على السكوت؟ لا يمكن، وقد فرط فيأوقات الرخاء. إن لم يجد أحداً وما تيسر له أحد يذهب إليه، ولو بالجوال، ورأيتشخصاً في العشر الأواخر من رمضان بعد صلاة الصبح، وظاهره الصلاح قبل أن يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، شغل الجوال وتكلم إلى أن انتشرت الشمس، هذاالحاصل يا إخوة، انقطع ثم عاد ثم انقطع ثم عاد إلى أن انتشرت الشمس، فهل مثل هذايليق بمسلم هجر أهله ووطنه وتعرض لنفحات الله أن يكون بهذه الصفة، وعلى هذه الحالة؟ ".
- النوم بعد صلاة الصبح:
"فالنوم بعد صلاة الصبح تركه شاق على كثير منالناس، يحتاج إلى جهاد في أول الأمر، ثم بعد ذلك يتلذذ به، بحيث لو مرض في يوم منالأيام، وصلى الصبح وخرج لينام ما نام، ما جاءه النوم إلا في وقته، هذا شيء مجرب، فإذا جلس في مصلاه لمدة ساعة استطاع أن يقرأ القرآن في سبع".
- ساعة تحتاج إلى همة:
"بالتجربةمن جلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ القرآن في سبع، يعني في كل جمعة يختمالقرآن، ما تكلف شيئاً، المسألة تحتاج إلى ساعة، لكن مع ذلكم تحتاج إلى همة تحتاجإلى همة، أما من يقول: إذا جاء الصيف والله الآن الليل قصير، فإذا طال الليل أجلسبعد صلاة الصبح -إن شاء الله- وإذا جاء الشتاء قال: والله براد إذا دفينا شويةجلسنا، الفجر برد في الشتاء معروف، لكن إذا قال مثل هذا لن يصنع شيئاً".
- سبب الحرمان من العبادات السهلة:
"يجلس الإخوة من الأخيار الساعات من الليل ثم إذابقي ساعة يجاهد نفسه هل يوتر أو لا يوتر؟ ثم تأتي له التأويلات، وإن كانت السهرةكما هو الغالب ليلة جمعة يأتيه الشيطان ويقول له: إن الجمعة لا تخص بقيام ولانهارها بصيام، وينام ويترك الوتر، وإن كان بغير ليلة الجمعة يقول: المداومة علىالنوافل يشبهها بالفرائض أرتاح، كل هذه عقوبة لما فرط فيه من وقته، هذا شيء ملاحظومشاهد، من أثقل الأمور على النفس الوتر ما هو بالنسبة للنائم، بالنسبة للقائم الذيأضاع وقته في القيل والقال، وما يتعرض له الإنسان من صوارف وصواد عن العباداتالسهلة الميسرة كلها عقوبات لما يرتكبه".
- أنسب الأوقات والأماكن للحفظ:
(يُتْبَعُ)
(/)
"أنسب وقت للحفظ وقت الهدوء، والفراغ من المشاغل، وبعد الراحة التامة؛ لأن الذهنيحتاج إلى راحة كالجسم، وليكن في أخر الليل، أو أول الصباح الباكر، وإذا أراد أنيحفظ يجهر؛ يرفع صوته، بخلاف ما إذا أراد أن يفهم يخفض صوته، والمكان المناسب للحفظالمكان المحصور الضيق، بخلاف المكان المطلوب للفهم يحتاج إلى شيء واسع، والتجربةتدل على هذا، والذي يعاني من ضعف الحفظ عليه بكثرة الترديد".
- الزواج باب من أبواب الغنى:
" (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)، وجرب هذاالباب فكثير من الناس عاش فقيراً ثم تزوج ففتح الله عليه".
- من تواضع لله رفعه:
"كلما تواضع الإنسان يرتفع، وكل ما عرف قدر نفسه رفعه الله -جل وعلا-، وهذا أمرٌ مجرب، يعني الإنسان يعتريه في بعض الأحيان أنه في موقف من المواقف يحب أن يقدم، ويكون له شيءٌ من هذا، فيبتلى بضد ذلك، هذه أمور مجربة، جربها الناس كلهم، ومع ذلك إذا تواضع رفعه الله -جل وعلا-، يقول الناظم أو الشاعر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ ... على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدخان يعلو بنفسه ... على طبقات الجو وهو وضيعُ".
- من كثر كلامه كثر سقطه:
"من كثر كلامه كثر سقطه، وقد يتحرى في المجلس الأول ولا يقول إلا المباح، لكنه قديضطر بعد ذلك إلى المفضول والفضول من الكلام، ثم إلى المحرم منه، وهذا شيء مشاهد".
- مراقبة الله توجب لذة العبادة:
إذا حقق المسلم منزلة المراقبة واستحضر قرب الله منه واستحيا منه وترك مايسخطه وما لا يقرب إليه واهتم بما يقرب منه حتى تقر عينه بعبادته ويأنس بمناجاة ربهويستوحش من غيره كما حصل ذلك لسلف هذه الأمة، بخلاف من غفل عن مراقبة الله -جلوعلا- فإنه لا يتلذذ بالعبادة، بل تثقل عليه ويأنس بغيره وهذا أمر مشاهد ومجرب".
- يسر السفر في الليل:
" (وعليكم بسير الليل) هذا إغراء بسير الليل (فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوىبالنهار) هذا مشاهد، يعني أن سير النهار فيه شيء من الكلفة، لاسيمافي الأيام الشديدة الحر، وأما بالنسبة للليل فلا شك أنها كما جاء في الحديث هذاالصحيح: (تطوى الأرض بالليل ما لا تطوى بالنهار) وهذا مجرب، يعني لو سافرت بعد صلاة الصبح، أو منتصف النهار إلى المغرب، وجدت أنكتحتاج إلى راحة يومين، لكن لو سافرت بالليل إلى الفجر، تنام إلى صلاة الظهر، خلاصانتهى ما يتعلق بالسفر ارتحت".
- الصدق منجاة:
"الصِّدْق مَنْجاة، منْ صَدَق ولو في أَحْلَك الظُّرُوفنجا، وهذا شيءٌ مُجرَّب، قصة كعب بن مالك، الثَّلاثة الذِّين خُلِّفُوا صريحة فيهذا".
- إطلاق اللسان:
"وهذا أمر مجرب؛ الذي وظيفته القيل والقال لا يستطيع أن يملك لسانه فيالمواطن التي جاء الحث فيها على حفظ اللسان، وتجده لا يطيق الجلوس مع الأخيار الذينيحفظون أنفسهم من القيل والقال، تجد أثقل مجلس عنده شخص فيه عنده تحري بحيث يحسبحسابه لو تكلم في شخص قال له هذا الشخص المتحري: اتق الله ترى هذه غيبة، والغيبةمحرمة، هذه ثقيلة على النفس، فتجده يكره الأخيار من أجل هذا، وينبسط لمن على شاكلتهممن وظيفته القيل والقال".
- أزهد الناس بالعالم:
"هناك كلام لأهل العلم، وله نصيب من الواقع، قالوا: أزهد الناس في العالم أهلهوجيرانه، وهذا مشاهد تجد العالم الكبير أولاده إن كان فيهم خير وفيهم حرص وفيهم طلبعلم يحضرون دروس مشايخ آخرين، وهذا لا شك أنه خير؛ لكن تجدهم زاهدين في آبائهم، فأزهد الناس في العالم أهله وجيرانه، ولعل السبب في ذلك أن الهيبة والتعظيم والقدرفي النفوس إنما يكون مع تمام الحشمة، فالعالم من بعيد تجده محتشم، يعني في الغالبعليه السمت، وعليه اللباس الكامل، وقد يكون عليه البشت، والأب تراه على هيئات فيهاشيء من ترك الحشمة، أحياناً ما يكون عليه ثوب وهو بين أولاده وزوجته، فمثل هذهالحالة لا شك أنه هيبته تقل في نفوسهم، أيضاً كثرة الإمساس وجوده بينهم في كل وقتوفي كل حين، ويشاهدون تصرفاته وأن تصرفاته تصرفات بشرية، لا شك أن التصرفات بشريةيعتريها ما يعتريها من النقص، فإذا اطلع عليها الأهل والأولاد يعني نزلت قيمتهعندهم فبحثوا عن غيره، بينما غيره من أهل العلم باستمرار على الحشمة، ما يرونه علىخلاف هذا، فتجدهم يتعلقون به أكثر من تعلقهم بأبيهم أو أخيهم من أهل العلم".
- بين موت العالم والمبتدع:
(يُتْبَعُ)
(/)
"هذا كلام الإمام أحمد -رحمه الله-: بيننا وبينكم الجنائز، وهذا شي مشاهد، إذا مات شخص من أهل العلم اجتمع الناس الجموع الغفيرة للصلاة عليه، وإذا مات مبتدع ما يجد من يصلى عليه".
- كثرة الأولاد يعين على التربية:
"الأولاد إذا كثروا لا شك أنهم يعينون على التربية، وبعضهم يعين على بعض، ومايصرف للواحد يصرف للجمع، فكون الإنسان يربي أكثر من واحد في آن واحد يعين بعضهمبعضاً على التربية، ويوضح بعضهم لبعض، والكبير يكون قدوة لمن هو أصغر منه، وهكذاوالتجربة شاهدة بذلك".
- طريقة نافعة للحفظ:
"إذا حفظ القدرالمحدد هذا اليوم وكرره حتى يحفظه، من الغد ينظر في المقدار، هل هو قليل وإلا كثير؟ اختبار أول يوم، فإن كان كثيراً قلل، وإن كان قليلاً زاد، يعيد ما حفظه بالأمس خمسمرات، قبل أن يبدأ بحصة اليوم، فإذا ضمن أنه حفظه بدأ بحصة اليوم، وقد تكون أكثرمما حفظه بالأمس، وقد تكون أقل، وقد تكون مساوية، فيحفظها على الطريقة السابقة.
فإذا كان في اليوم الثالث يعيد ما حفظه في اليوم الأول أربع مرات، وما حفظه فياليوم الثاني خمس مرات، ثم يشرع في حفظ النصيب الثالث لليوم الثالث، وفي اليومالرابع يعيد ما حفظه في اليوم الأول ثلاث مرات وما حفظه في اليوم الثاني أربع مرات، وما حفظه في اليوم الثالث خمس مرات وهكذا، وهذه طريقة مجربة، وقد ذكرها بعضالمتقدمين، وطبقت ووجدت نافعة".
- الكتابة تضعف الحفظ:
"الذي يعتمد على الكتابة لا يثبت في ذهنه شيء؛ لأنه اعتمد علىغيره، الذي يعتمد على الكتابة لا يثبت في ذهنه المحفوظ، ..... ولذلك تجدون على مر العصورالحافظة في ضعف؛ لوجود الوسائل التي يعتمد عليها، الحافظة ضعفت لما كثرت الكتابةوانتشرت، ..... والتجربة تثبت أن الكتابة أفضل من القراءة عشر مرات".
- مشكلة عدم الاستذكار:
"بعض الناس يحاول يستعيد في ذاكرته ما تسعفهالذاكرة! هذا حال كثير من طلاب العلم! وهذا جربناه وجربهغيرنا؛ لكن إذا بحثت مسألة في مجلس وأنت حاضر، وقد مرت عليكهذه المسألة في فتح الباري أو في شرح النووي، أو في تفسير ابن كثير؛ عندك عنهاتصور، تعرف إن هذه المسألة بحثت في الكتاب الفلاني، وتعرف إن رأي فلانٍ كذا، ولو لم تستحضرها أنت ابتداء؛ لكن إذاأثيرت؛ صار عندك بها علم أفضل من بقية الحاضرين! وهذا شيء مجرب، فالإنسان قد يستدر الحافظة؛ فلا تسعفه؛ لكن هي مخزن، العلممخزن فيها، فيخرج تدريجيا عند الحاجة إليه، ولا شك أن الناسيتفاوتون".
- التعامل مع الكتب العلمية:
"يوصي بعضهم وهذا شيء مجرب عند القراءة عند قراءة الكتب ومسحها الكتب المطولةمن التفاسير وشروح الأحاديث وغيرها في الفنون أن يصحب الطالب الذي يريد أن يقرأ هذاالكتاب الكبير أقلام ملونة فيها الأسود والأحمر والأزرق والأخضر، ويضع اصطلاح فيطرة الكتاب يقول: الأحمر لما يراد حفظه مثلاً، الأسود لما يطلب تكراره، الأخضر لمايراد فهمه، الأزرق لما يراد نقله، وهكذا، ثم بعد ذلك وهو يقرأ هذه فائدة مهمة جداًيضع عليها أحمر من أجل أن يرجع إليها ويحفظها، كلام أقل في الأهمية لكنه بحاجة إلىتكرار يضع عليه اللون المناسب، كلام يمكن أن يفيد منه وينفع به الآخرين ويلقيه فيمجالس الناس وفي محافلهم ليستفيدوا منه فينقله إلى مذكراته فيضع عليه لوناً مميزاً، هذه طريقة نافعة مجربة".
- جمع الكتب قد يكون عائق عن التحصيل:
"جامع الكتب الذي يجمع من الكتب يملأ الدور بالكتب، لكنه لا يفيد منها، ولا يبذل منها، هذا لا شك أنه ككانز الذهب والفضة. وابن خلدون يقول: (أن كثرة التصانيف من عوائق التحصيل). وهذا شيء مجرب، جربانه وجربه غيرنا، يعني يحتار الإنسان إذا أراد أن يختار تفسير آية من بين خمسين تفسير، أو ينظر شرح حديث من بين عشرات الشروح، يحتار قبل أن يبدأ، فإذا بدأ قال: لعل فلان تكلم أكثر، ولعل علان تكلم أكثر، ثم يضيع الوقت بمثل هذا، وحدث ولا حرج عما يضيع من الأوقات في ترتيبها، ترتيب هذه الكتب، وتنظيفها، ونقلها من مكان إلى مكان، هذا لا شك أنه شيء عائق عن التحصيل. وأدركنا شيوخنا ممن ليس لديهم من الكتب إلا الأصول المهمة في ثلاثة دواليب لا تزيد عن ثلاثمائة مجلد، أربعمائة مجلد، ومع ذلكم إذا فُتح أي مجلد وجد عليه أثر، أثر قراءة، وأثر في العلم وأثر في العمل، فليس جمع الكتب مما يمدح به الشخص إذا لم يكن ممن يستفيد من هذه الكتب، ويعمل بما علم".
انتهت بحمد الله ..
منقول للفائدة
المصدر:ملتقى اهل الحديث ( http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1368247)
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[22 Nov 2010, 08:49 م]ـ
جزيت الجنة
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[22 Nov 2010, 10:10 م]ـ
لله دره من شيخ،عالم، فذ،دروسه تبني أساسيات هامة عند طالب العلم، واستطراداته من أنفع مايكون فلقد انتفعت كثيرًا من شرحه للنخبة، ومن درس شرح كتاب التجريد الصريح. فجزاه الله خيرا،ونفعنا بعلمه،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[23 Nov 2010, 09:38 ص]ـ
يقولون إسأل مجرب و لا تسأل خبير، وهن أجتمع لنا شيخ مجرب خبير فما أحرانا بالتأمل في درره و تجاربه - حفظه الله و بسط في عمره -
ـ[نايف المنصور]ــــــــ[23 Nov 2010, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيرا على جهودك وهذا هو موسوعة العلماء حفظه الله ذخرا للاسلام والمسلمين
ـ[ناصر العتيبي]ــــــــ[21 Dec 2010, 01:50 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
أ. د.عبد الصبور شاهين وأمنيته إتمام تفسير القرآن على المنبر
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Sep 2010, 06:51 م]ـ
علي قناة المحور المصرية وفي برنامج "علمتني الحياة " المسجل في العام الماضي 2009م والمعاد ليلة البارحة مساء الاثنين 19/ 9/1431هـ 28/ 9/2010م في الثانية مساء شاهدت حوارا مفيدا مدهشا مع الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين والذي حاوره مقدمُ البرنامج حول قضايا عصرية علمية وشخصية ذاتية جمعت منها الآتي:
أولا: يقول الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين عندما اجتمعت مع ضياء الحق في باكستان وقلت له إنني أحب باكستان لأنها تمتلك قنبلة ذرية فقال الجنرال المسلم: بل لأنها تمتلك قنبلة إسلامية وكان هذا الحوار علنيا، بعدها اغتالت أمريكا الرئيس ضياء الحق هو ومن كان معه في طائرته.
ثانيا: يقول المذيع: ما الذي تخافه على الأمة؟
الأستاذ الدكتور: الزعامات الفاشلة التي هي زعامات فساد ومنكر.
ثالثا: ظللت ـ والكلام لأستاذنا ـ أخطب في مسجد عمرو بن العاص 13 سنة أفسر القرآن حتى منعت من الخطابة، قال المذيع: ذكرت جريدة " المصريون " أن {نتن ياهو} إبان رياسته الأولى للوزراء في إسرائيل كان السبب في منعكم فأجاب الله أعلم لكن ذكرت ذلك جريدة المصريون.
رابعا: يقول الدكتور: الحمد لله ترجمت عشرين كتابا من الفرنسية إلى العربية على رأسها " دستور الأخلاق في القرآن للدكتور محمد عبد الله دراز، وقد فاقت طبعاته العشرين. وقد قال ابن الدكتور محمد عبد الله دراز للدكتور عبد الصبور إن أبي ـ رحمه الله ـ قد استعصت عليه ترجمة رسالته من الفرنسية إلى العربية، كما ذكر الدكتور أن ممن ترجم له مالك بن نبي وغيره.
ويضيف ـ المرحوم إن شاء الله ـ شاركتني زوجي أو زوجتى في موسوعات كثيرة.، وبلغ مجموع مؤلفاتي ثمانين ما بين تأليف وترجمة وتحقيق , .......
خامسا: المذيع: لماذا لم تحصل على جائزة الدولة التقديرية أو التشجيعية؟
الأستاذ: لأن هذه الأمور تحتاج إلى مشاورات ومداخلات ليس من طبيعتي أو كما قال.
سادسا: حضر الرئيس مبارك لي خطبة الجمعة في مسجد عمرو بن العاص، وكنت أتحدث عن الزكاة وقلت: إن زكوات المصريين خمسة مليارات جنية وهي قادرة على تسديد ديون مصر، وسَعِد الرئيسُ بهذا الكلام، وسعد أيضا شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق على جاد الحق ـ عليه سحائب الرضوان.
سابعا: المذيع: ما هي أمانيك يا أستاذنا الدكتور؟
أجاب قائلا: أمنيتي أن أتم تفسير القرآن على المنبر، لذلك لما منعت من إتمام المسيرة على منبر مسجد عمرو بن العاص، قمت بناء مسجد لإتمام مسيرتي مع القرآن.
ملحوظة": حضرتُ خطبة لأستاذنا في مسجد عمرو بن العاص وكان يفسر آية المداينة وسمعت منه ما لم أسمعه من أحد وذلك في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
كما كانت أمنيته أن يلقى الله على خير وإحسان وعقيدة وستر جميل، وتمنى أن يغفر الله له لخدمته الدعوة.
ثامنا: ما الذي تعلمته من الحياة؟
أجاب رحمه الله: علمتني الحياة كيف أغفر للمسيء، وكيف أحب الذين يخاصمونني، فأنا لا أريد أن أختزل حقدا وأنا مقبل على الله تعالى.
في الختام ما علاقتك بأحفادك؟
الجواب: علاقتي بأحفادي علاقة الحب، علاقة العشق بل إني أحب أحفادي أكثر من أولادي.
لقاء سعدت به وأردت أن يسعد به غيري فنقلت منه المستطاع
رحم الله الشيخ الأستاذ الدكتور المحسن الكبير عبد الصبور شاهين ابن الأزهر الشريف ثم دار العلوم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Sep 2010, 07:07 م]ـ
للصدق علامات تظهر على وجه صاحبه وفي نبرات صوته وطريقة حديثه
وأحسب أن الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين من أولئك الصادقين
كان إذا تحدث لا تملك إلا أن تصغي لحديثه حتى ينتهي
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
وشكر الله لك شيخنا الفاضل أبا المهند
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 Sep 2010, 08:51 م]ـ
وأحسب أن الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين من أولئك الصادقين
كان إذا تحدث لا تملك إلا أن تصغي لحديثه حتى ينتهي
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
صدفت يا أبا سعد، فهذا الرجل بالرغم مما قيل عنه، إلا أنه كان يحمل هما يظهر في نبرات صوته.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[30 Sep 2010, 03:14 م]ـ
...
...
أجاب رحمه الله: علمتني الحياة كيف أغفر للمسيء، وكيف أحب الذين يخاصمونني، فأنا لا أريد أن أختزل حقدا
وأنا مقبل على الله تعالى.
...
هذه التي لا نطيق!
ـ[نعيمان]ــــــــ[06 Oct 2010, 10:51 م]ـ
أولا: يقول الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين عندما اجتمعت مع ضياء الحق في باكستان وقلت له إنني أحب باكستان لأنها تمتلك قنبلة ذرية فقال الجنرال المسلم: بل لأنها تمتلك قنبلة إسلامية وكان هذا الحوار علنيا، بعدها اغتالت أمريكا الرئيس ضياء الحق هو ومن كان معه في طائرته.
وخير شاهد على حسن خاتمة الرّئيس ضياء الحقّ -نحسبه كذلك- هو شيخنا الحبيب الدّكتور عزّام -رحمه الله تعالى وتقبّل شهادته- عند حديثه أو كتابته عنه. ولقد أحسّ "ضياء الحقّ" بأنّه سيُغتال، فكان لا يخرج إلا ومعه "سعادة" سفير دولة كبرى؛ ظنّاً منه أنْ لا تمتدّ إليه يد وهو معه؛ ولكنّ قاتليه ضحّوا بكلّ من معه بمن فيهم "سعادة" السّفير. رحمه الله وتقبّله شهيداً.
سادسا: حضر الرئيس مبارك لي خطبة الجمعة في مسجد عمرو بن العاص، وكنت أتحدث عن الزكاة وقلت: إن زكوات المصريين خمسة مليارات جنية وهي قادرة على تسديد ديون مصر، وسَعِد الرئيسُ بهذا الكلام، وسعد أيضا شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق على جاد الحق ـ عليه سحائب الرضوان.
فما صنع الرّئيس والشّيخ بعد سعادتهما بهذا الكلام؟!!!
لقاء سعدت به وأردت أن يسعد به غيري فنقلت منه المستطاع
أسعدك الله يا شيخنا العزيز أبا المهنّد في الدّنيا والآخرة.
رحم الله الشيخ الأستاذ الدكتور المحسن الكبير عبد الصبور شاهين ابن الأزهر الشريف ثم دار العلوم.
اللهمّ آمين آمين آمين وإيّانا أجمعين .. إلى الفردوس الأعلى مع النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين ...
بحبّنا لهم؛ والمرء مع من أحبّ.(/)
يا طلاب العلم ... القرآن ... القرآن، وطلب العلم من كلام الخضير.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 Sep 2010, 09:49 م]ـ
الناظر للواقع العلمي في هذه الأيام يجد عزوف بعض طلاب العلم عن القرآن ــــ مع الأسف ـــ مع أنه أصل الأصول وطريق الوصول، وأولي ما تصرف إليه الهمم العوالي، وتبذل فيه المهج الغوالي، لذا رأيت أن أجمع من كلام الأفاضل من أهل العلم المعاصرين، نتفا من كلامهم في الحث علي القرآن والاهتمام به، مع فوائد عامة لطلاب العلم، وأول من أبدأ به؛
الشيخ الفاضل العلامة / عبدالكريم الخضير ــــ حفظه الله وبارك فيه ـــ.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 Sep 2010, 09:55 م]ـ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
آيات ينبغي للمسلم تأملها
** فعلى المسلم أن يتأمل مثل هذه الآيات ((سورة القارعة))، وهذه السور القصيرة فيها العجائب، لاسيما السور المكية التي فيها هذه الأهوال، السور المكية ـ على قصرها ـ فيها ما يزجر القلوب، ويدفعها إلى العمل؛ لكن قلب من؟ الله - جل وعلا – يقول: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [(45) سورة ق]، فالذي يخاف الوعيد هو الذي يذكر بالقرآن، أما الذي لا يخاف ممن مات قلبه ـ نسأل الله السلامة والعافية ـ مثل هذا يقرأ قرآن، أو يسمع قرآن، أو يسمع جريدة، ويسمع تحليل صحفي أو غيره لا فرق عنده، والله - جل وعلا – يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} [(17) سورة القمر]، لكن لمن؟ للغافل واللاهي والساهي؟ أو كما قال الله - جل وعلا -: {فهل من مدكر} [(17) سورة القمر]؟ يعني هل من متذكر؟ هل من متعظ؟ هل من منزجر؟ نعم إذا وجد هذا فالقرآن ميسر عليه، يسرت قراءته، يسر حفظه، يسر فهمه، يسر العمل به؛ لكن لمن أراد أن يذكر، لمن أراد أن يتذكر بالقرآن، يتعظ بالقرآن يستفيد، أما الذي لا يقرأ القرآن بهذه النية فإن فائدته وإن استفاد أجر قراءة الحروف فإنه لا يستفيد قلبه شيء من هذه القراءة إلا بقدر ما يعقل منها.
المقطع من تفسير الشيخ لسورة القارعة.
أعظم وسائل تحصيل العلم وتثبيته
** من أعظم وسائل تحصيل العلم تقوى الله - جل وعلا -: {واتقوا الله ويعلمكم الله} [(282) سورة البقرة] فالعلم بالعمل من أعظم وسائل تحصيله، والذي لا يتقي الله - جل وعلا - ولا يحقق هذا الشرط في نفسه لا يحصل العلم، ولو جمع من المسائل والأحكام ما جمع، فإن هذا ليس بعلم، شاء أم أبى، وإن قال الناس إنه عالم، فلا علم إلا بالتقوى، ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله))، العلماء استشهدهم الله - جل وعلا - على وحدانيته وألوهيته، فكيف يكون ممن يتصدى لأعظم شهادة لأعظم مشهود له، وهو ليس بأهل وليس بكفء يخالف الأوامر، ويرتكب النواهي؟ هذا جاهل وليس بعالم.
العلم الذي لا يورث الخشية لله - جل وعلا - ليس بعلم، والحصر في الآية صريح {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [(28) سورة فاطر]، وفي قوله - جل وعلا -: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة} [(17) سورة النساء] هل معنى هذا أن التوبة خاصة بالجهال الذين لا يعرفون الأحكام؟ ولو عرف الحكم أن هذا حلال وحرام وارتكبه فهو جاهل، كل من عصى الله فهو جاهل.
فالتقوى هي المحقق للوصف الشريف وهو العلم، وهي من أعظم ما يعين على تحصيله وتثبيته، فعلينا أن نعمل بما نعلم، وعلينا أن نطبق، وأن نكون أسوة وقدوة في أفعالنا وأقوالنا.
أعمال خاصة على طالب العلم أن يلزمها
** هناك أعمال خاصة على طالب العلم أن يلتزمها؛ ليعان على طريقه ومشواره في طلب العلم، يستعين بقراءة القرآن على الوجه المأمور به بالتدبر والترتيل، وأيضا يكثر من تلاوة القرآن ليحصل على الأجور العظيمة، بكل حرف عشر حسنات، الإنسان في ربع ساعة يقرأ جزء يحصل له مائة ألف حسنة، وليكثر من هذا، ويجعل له وقت للتدبر، والنظر في كتاب الله والاعتبار، {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [(17) سورة القمر] لا بد أن نعتبر، لا بد أن نتذكر، لا بد أن نذكر أنفسنا ونذكر غيرنا بالقرآن، {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [(45) سورة ق] لكن من الذي يتذكر؟ هو الذي يخاف الوعيد، أما الإنسان الغافل الساهي اللاهي، هذا نصيبه من هذا قليل، ومع الأسف أن بعض من ينتسب إلى طلب العلم عنده شيء
(يُتْبَعُ)
(/)
من الجفاء بالنسبة للقرآن، فتجده إذا تيسر له أن يحضر إلى المسجد قبل الإقامة، وصلى الركعتين إن بقي وقت أخذ مصحف، وقرأ ما تيسر ورقة أو ورقتين، ويكون القرآن عنده - على ما يقول الناس- على الفرغة، إن وجد وقت و إلا فلا!!!!!!!!!!
فهذه مشكلة يعايشها كثير من طلاب العلم حتى من الحفاظ، بعض الطلاب إذا ضمن حفظ القرآن انتهى، نقول له: لا يا أخي الآن جاء دورك، الآن جاء دور التلاوة التي رتب عليها أجر الحروف، وجاء دور الترتيل والتدبر والاستنباط والتذكر والتذكير بالقرآن، فأهل القرآن لهم هذه الخاصية، هم أهل الله، وهم خاصته، وينبغي أن يعرفوا بما لا يعرف به غيرهم، كما قال ابن مسعود: يعرف بصيامه، يعرف بصلاته، يعرف بقيامه، يعرف بتلاوته، يعرف بنفعه الخاص والعام، يعرف بإقباله على الله - جل وعلا - إذا غفل الناس، فصاحب القرآن له شأن عظيم.
أمر يحتاجه كثير من طلاب العلم!
** ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق))، تلقى أخاك بوجه سهل منبسط، وهذا مع الأسف كثير من طلاب العلم يحتاج إليه، بعض العامة قد يكشر في وجه من يعمل عمله من أمور الدنيا، أو ينافسه في شيء من أمور الدنيا؛ لكن ما عذر طالب العلم إذا كشر في وجه أخيه؟! والرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق)) سهل، مبتسم، تبش في وجهه، تدخل السرور إلى قلبه؛ أما أن تلقاه بوجه مكشر، مقطب؛ هذا لا شك أنه ليس من المعروف، وإذا لم يكن من المعروف؛ فيكون حينئذ من المنكر نسأل الله السلامة والعافية، من المنكر، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمور مهمة لا بد أن يحذرها طالب العلم
** العلم الشرعي من أمور الآخرة المحضة التي لا يجوز التشريك فيها، في طلبها فضلا عن أن تطلب بغير نية أو رياء أو سمعة أو ليقال ..... ، وقد جاء التحذير من ذلك أشد التحذير، وأبلغ التنفير، ففي حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار منهم من تعلم العلم وعلمه، قد يمضي عمره كله مئة سنة نصفها في التعلم والنصف الثاني في التعليم؛ ثم يكون بعد ذلك أحد الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار، ماذا صنعت يا فلان؟! تعلمت العلم وعلمته الناس - لا - إنما تعلمت ليقال وقد قيل!!! ومثله المجاهد الذي يبذل نفسه ومهجته فيما يبدو للناس ويظهر للناس أنه يقدمها لإعلاء كلمة الله - جل وعلا - والأمر خلاف ذلك، إنما ليقال شجاع، وثالثهم الذي يتصدق بالأموال الطائلة ليقال جواد، والله المستعان.
يقول الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله تعالى - في ميميته في الوصية بالعلم وطلبه، وهي منظومة جدير بطالب العلم أن يحفظها ويعنى بها، يقول - رحمه الله تعالى -:
ومن يكن ليقول الناس يطلبه ... أخسر بصفقته في موقف الندم
فالإنسان عليه أن يتفقد هذه النية، فالنية شرود، يأتي ليطلب العلم، ثم يغفل عن هذه النية فتشرد
ومن يكن ليقول الناس يطلبه ... أخسر بصفقته في موقف الندم
فليطلب العلم طالبه مخلصا لله - عز وجل -، مبتغيا به وجه الله - جل وعلا - والدار الآخرة، وليحذر من المراءاة، والمماراة،
يقول الشيخ حافظ أيضا - رحمه الله -:
إياك واحذر مماراة السفيه به ... كذا مباهاة أهل العلم لا ترم
ليحذر طالب العلم أيضا الكبر، يعني إذا كان ممن أوتي مزيد من حفظ أو فهم لا يترفع على الآخرين، لا يتكبر على غيره؛ لأن المتكبر يصرف عن الإفادة من العلم الشرعي لا سيما ما يتعلق بالقرآن الكريم الذي هو أصل العلوم كلها {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} [الأعراف/ 146]
(يُتْبَعُ)
(/)
المتكبر يصرف عن الاستفادة، وبهذا رد مفتي حضرموت الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف رد على من اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بالكبر؛ لأن بعض من ترجم له نبزه بالكبر، شيخ الإسلام إمام من أئمة المسلمين، إمام علم وعمل وتواضع وتقوى ونشر للعلم وجهاد في سبيل الله، ويأتيك من ينبزه بمثل هذا!!! ماذا قال مفتي حضرموت عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف؟! له محاضرة ألقاها في تحقيق الفرق بين العامل بعلمه وغيره نفى الكبر عن شيخ الإسلام ابن تيمية، قد يكون ممن يختلف مع شيخ الإسلام في بعض الأمور؛ لكنها كلمة حق، نفى الكبر عن شيخ الإسلام ابن تيمية، واستند في نقض كلامه الكلام الذي ادعى هذه الدعوى إلى أنه رأى القرآن على طرف لسانه، وأسلة قلمه ...
كيف ييسر له القرآن لمثل هذا وفيه شيء من الكبر؟! وعلق الإمام البخاري عن مجاهد: "لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر " ومستحي بالياء بياءين مستحيي ولا مستكبر، لا شك أن الذي يستحي، والمراد بالحياء الحياء العرفي لا الحياء الشرعي؛ لأن الحياء في الشرع خير كله، والحياء لا يأتي إلا بخير؛ لكن الحياء في عرف الناس الذي يمنع من تحصيل العلم، ويمنع من إنكار المنكر، ويمنع من توجيه الناس ونصحهم، وإرشادهم، مثل هذا مذموم، وحينئذ لا يدرك من العلم من اتصف بهذا الوصف، وهو الحياء الذي يمنعه، قد يجلس الطالب وفي نفسه أشياء مشكلة فيستحي يسأل الشيخ، أو بلفظ آخر يخجل أن يسأل الشيخ، فتستمر هذه الإشكالات عنده ... فكيف تنجلي هذه المشكلات إلا بالسؤال، ولا مستكبر، قد يستكبر ويستنكف ويترفع عن أن يسأل هذا السؤال بين الناس، ويظهر للناس أنه فوق مثل هذا السؤال، وبهذا يحرم العلم.
ومما يتعين على طالب العلم الحذر منه: العجب والإعجاب ورؤية النفس، ولا شك أن هذا من الأمراض المقيتة؛ فإذا كان الإنسان إذا أعجب بما أوتي من أمور الدنيا قد يعطى الإنسان من هذه الدنيا الشيء الكثير ويستفيد منه في أمور دينه ودنياه؛ لكن متى يذم؟! إذا طغى، ومتى يطغى؟! أن رآه استغنى، يعني إذا رأى أنه استغنى، وهنا طالب العلم إذا رأى أنه حصل ما يغنيه عن غيره، وأعجب بنفسه، حينئذ يهلك، إذا وصل إلى هذه المرحلة لا شك أنه وصل إلى مرض مزمن يحتاج إلى علاج قوي، ماحق لبركة العلم والعمل، يقول الشيخ حافظ - رحمه الله - في ميميته التي أشرت إليها:
والعجب فاحذره إن العجب مجترف ... أعمال صاحبه في سيله العرم
طالب العلم ينبغي أن يتفقد القلب، والقلب لا يخفى عليكم أنه جميع الخطابات الشرعية جاءت موجهة إلى إيش؟! إلى القلب، ((ألا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء/ 88 - 89]، فالقلب على طالب العلم أن يعنى به، ويترفع عن هذه الأمراض والأدواء، أيضا على طالب العلم أن يطرح الكسل، ويشمر عن ساعد الجد في الطلب؛ فإن العلم لا ينال براحة الجسم نقله الإمام مسلم عن يحيى بن أبي كثير: " العلم لا يستطاع براحة الجسم " ما هو بتمني المسألة وإلا كان كل الناس علماء، كل يعرف منزلة العلماء؛ لكن دونه خرط القتاد! لا بد من الجد والاجتهاد، لا بد من ثني النفس وغسلها عن شهواتها، وما حصل أهل العلم ما حصلوا إلا بالسهر، إذا أراد الطالب سلوك هذا الطريق بعد أن يبذل الأسباب، ويسعى في البراءة من هذه الموانع التي أشرنا إلى بعضها، يسلك أسباب التحصيل، ويبرأ من الموانع، فليسلك الجواد المعروفة عند أهل التحقيق من العلماء الراسخين الذين يربون طلابهم على العلم النافع والعمل الصالح على الكتاب والسنة، وعقيدة أهل السنة والجماعة.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[02 Oct 2010, 07:41 م]ـ
(2)
أهل الله وخاصته
(يُتْبَعُ)
(/)
** عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته)) المأدبة: الوليمة، كل صاحب وليمة يحب أن تؤتى مأدبته وأن يؤكل منها، ((ومأدبة الله القرآن))، ومأدبته يعني وليمته ونزله وإكرامه لخلقه هذا الكتاب، فهو يحب أن تؤتى هذه المأدبة وهذا القرآن، ((فلا تهجروه))، نعم؛ لأن من هجر بمنزلة من لم يأكل من هذه المأدبة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لله أهلين، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته)) هذا معروف مخرج عند الدارمي و في المسند وابن ماجه، بإسناد حسن عند الدارمي إسناده جيد لا بأس به، هم أهل الله وخاصته، فأهل العناية بكتاب الله - جل وعلا - هم أهل الله وخاصت ه، ويقرر ابن القيم - رحمه الله تعالى - أن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته هم أهل العناية به، والاهتمام بقراءته وتدبره، وترتيله، والعمل به، يقول: هم أهل القرآن وإن لم يحفظوه، على أنه جاء في الحفظ على وجه الخصوص ما جاء من نصوص تحث عليه؛ لكن لا ييأس من لم يحفظ القرآن، تكون له عناية بحفظ القرآن، وورد يومي من القرآن، ويعنى بكتاب الله - جل وعلا -، ينظر في عهد ربه بحيث لا تغيب شمس يوم إلا وقد قرأ حزبه من القرآن، والمسألة تحتاج إلى همة، وتحتاج إلى عزيمة، والتسويف لا يأتي بخير! يقول: إذا فات ورد النهار قرأناه في الليل! وفات ورد الليل نضاعف حزب الغد، ما ينفع هذا! ناس نعرفهم إذا جاء وقت الورد ووقت الحزب وهو في سفر، في طريق في البراري والقفار يغلق السيارة ويقرأ حزبه ويواصل إذا لم يحفظ، هنا لا يضيع الحفظ بهذه الطريقة، من حدد لنفسه وردا وحزبا يوميا بحيث لا يفرط فيه، مثل هذا يفلح، ولا يفرط في نصيبه من القرآن، وتلاوة القرآن لا تكلف شيئا، يعني بالتجربة من جلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ القرآن في سبع، يعني في كل جمعة يختم القرآن، ما تكلف شيء، المسألة تحتاج إلى ساعة؛ لكن مع ذلك تحتاج إلى همة، أما من يقول إذا جاء الصيف والله الآن الليل قصير، فإذا طال الليل أجلس بعد صلاة الصبح إن شاء الله! وإذا جاء الشتاء قال والله براد إذا دفينا شوي جلسنا! الفجر برد بالشتاء معروف؛ لكن إذا قال مثل هذا لن يصنع شيئا!! ومعروف أن الناس ما ينامون بالليل، ويجلسون بعد صلاة الصبح؛ لأنهم اعتادوا هذا، وطنوا أنفسهم على هذا، وجعل هذا جزءا من حياته، كغداه وعشاه، كأكله وشربه، ما يفرط في هذا، وإذا جلس إلى أن تنتشر الشمس يقرأ السبع بدون أي مشقة، سبع القرآن، وتكون هذه القراءة لتعاهد القرآن، والنظر في عهد الله - جل وعلا - في هذا الكتاب، وأيضا من أجل اغتنام الأجر المرتب على الحروف أقل الأحوال، ويكون له ساعة أيضا من يومه قراءة تدبر يقرأ فيها ولو يسير ويراجع عليه ما يشكل من التفاسير الموثوقة، وبهذا يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته؛ لكن المشكل التسويف! هذا الإشكال، والله إذا دفينا إذا بردنا، ما ينفع يا أخي! ينتهي العمر وأنت ما دفيت! أبدا، أو الآن والله انشغلنا جاءنا ما يشغلنا نجعل نصيب النهار إلى الليل، ثم جاء الليل والله جاءنا ضيف جاءنا كذا والله الإخوان مجتمعين في استراحة، ما يجدي هذا! هذا ما يمشي! فإذا اقتطع الإنسان من وقته جزءا لا يفرط فيه مهما بلغت المساومة، مهما بلغت المغريات؛ حينئذ يستطيع أن يقرأ القرآن بالراحة في كل سبع، وقد جاء الأمر بذلك في حديث عبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) نعم، لا يزيد على سبع؛ لأنه مطالب بواجبات أخرى؛ لكن الذي عنده من الفراغ أكثر، وارتباطاته العامة أقل، مثل هذا لو قرأ القرآن في ثلاث ما كلفه شيء! يزيد ساعة بعد صلاة العصر، ويقرأ القرآن في ثلاث!، والدنيا ملحوق عليها ترى ما فاته شيء! والرزق المقسوم يأتي، وليت الناس ما ينشغلون إلا بما ينفعهم! يعني من اليسير أن يجلس الإنسان بعد صلاة العشاء يتكلم إلى أذان الفجر! سهل مع الإخوان ومع الأقران ومع الأحباب يمشي سهل؛ لكن تقول له اجلس وهو ما تعود يقرأ، ما يصبر! والمسألة تحتاج إلى أن يري الله - جل وعلا – من الإنسان شيئا
(يُتْبَعُ)
(/)
في حال الرخاء ويتعرف عليه في حال الرخاء؛ بحيث إذا أصابه شدة أو مأزق أو جاءه ضائقة أو شيء؛ يعرفه الله -جل وعلا - ((تعرف على الله في الرخاء؛ يعرفك في الشدة)) ثم كثير من الإخوان ومن الخيار ومن طلاب العلم يهجرون بلدانهم وأهليهم إلى الأماكن المقدسة في الأوقات الفاضلة من أجل أن يتفرغ للعبادة؛ ثم إذا فتح المصحف عجز يقرأ، يعني مع الجهاد يقرأ جزء بين صلاة العصر وهو وجالس ما طلع من المسجد الحرام إلى أذان المغرب يالله يقرأ جزء، يقرى ويتلفت! ويناظر عسى الله يجيب أحد! إن جاب أحد و إلا قام يدور! لأنه ما تعود، صعب، وبالراحة بعض الناس ما يغير جلسته، يقرأ عشرة وهو مرتاح! لأنه تعود، والمسألة مسألة تعود.
أهمية علوم الآلة
** لا بد أن نقرأ ما يعيننا على فهم الكتاب والسنة، ونحن في قراءتنا للغة العربية أجرنا كمن يقرأ القرآن أو يفسر القرآن، لماذا؟
لأنه وسيلة، والوسائل لها أحكام المقاصد، أنت قرأت اللغة العربية من أجل أيش؟ أن تفهم الكتاب والسنة، لك أجر من يتعلم الكتاب والسنة، قرأت في علوم الحديث لكي تعرف ما يثبت وما لا يثبت من حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - لك أجر من يقرأ ويقرأ الحديث؛ لأن الوسائل لها أحكام الغايات، قرأت في أصول الفقه لتعرف كيف تتعامل مع النصوص، نصوص الكتاب والسنة، لك أجر من يتعلم ويعلم الكتاب والسنة؛ لأنك لا تتعلم هذا العلم بمفرده، نعم قد يكون بعض الناس يفني عمره بهذه الوسائل، ولا يصل إلى الغايات.
مثل هذا محروم؛ لأن هذه وسائل، كمن يمشي من أجل الخطا، وأجر الخطا إلى المسجد، فإذا وصل باب المسجد وقف، ما دخل، فهذه وسيلة، وأجر الخطا إنما رتب من أجل الصلاة، فمن خرج إلى الصلاة لا ينهزه إلا الصلاة له بكل خطوة حسنة، فإذا اقتصر على الوسيلة مشى، تطهر في بيته، وخطا إلى المسجد خمسين خطوة، مائة خطوة، ألف خطوة، ثم وقف عند الباب، نقول: هذا مثل من يتخصص باللغة العربية، ولا يستعمل هذه اللغة في علم الكتاب والسنة وفهم الكتاب والسنة، وقل مثل هذا في كل العلوم الوسائل؛ لأن القصد من معرفة اللغة العربية فهم الوحيين، القصد من علوم الآلة عموما كيفية التعامل مع نصوص الوحيين، فليكن همنا الكتاب والسنة، ولا يمنع ذلك، لا يعني هذا أني أقول للإخوان: لا تقرؤوا في اللغة العربية، لا تقرؤوا في أصول اللغة، ولا في علوم الحديث، ولا في قواعد التفسير، لا، هذه أمور لا بد منها لفهم الغاية، التي هي نصوص الكتاب والسنة.
كيف يتعامل شخص ما عرف اللغة العربية مع كتاب أنزل بلغة العرب؟ كيف يفرق بين الحقائق الواردة في القرآن، الألفاظ الواردة في القرآن، كيف يتعامل معها على أنها حقائق لغوية، أو عرفية، أو شرعية؟ حتى يعرف هذه الحقائق.
فعلى طالب العلم أن يهتم بهذا غاية الاهتمام، ويأخذ منه ما يكفيه ولا يزيد على ذلك، قد تحتاج الأمة إلى متخصصين في اللغة العربية يفيدون أهل العلم فيما يحتاجون إليه من عويص المسائل، ودقائق المسائل، لكن - والحمد لله - ما يكفي لفهم الوحيين أمره ميسور.
أثر رؤية ومجالسة الصالحين
** لا شك أن المجالسة لها أثر على النفس، وكم من شخص أثر في الناس بمرآه فقط قبل أن يتكلم، وكثير من أهل العلم إذا ترجموا لشيوخهم يذكرون شيئا من ذلك، وأنهم يستفيدون من رؤية الشيخ أكثر من علمه، وذكر ابن الجوزي في ترجمة أحد شيوخه في فهرسته أنه استفاد من بكائه أكثر من فائدته من علمه؛ ولا شك أن مثل هذا مؤثر جدا، رؤية الشيخ العامل بعلمه، الداعي إلى علمه المعلم، معلم الناس الخير؛ لا شك أنه مؤثر، قد لا يتيسر لكثير من الناس زيارة مثل هؤلاء، إن تيسر فليحرص على ذلك، إن لم يتيسر؛ فليقرأ في أخبارهم، أخبار هؤلاء الأخيار، وهؤلاء الصلحاء، وعلى رأسهم مقدمهم - عليه الصلاة والسلام -؛ فليدم النظر طالب العلم في سيرته -عليه الصلاة والسلام -، ويسمعها غيره من عامة الناس؛ لكي يقتدوا به، ويأتسوا به، من ذلكم سير الصالحين من الصحابة والتابعين؛ لا شك أن لها أثرا كبيرا في نفوس الناس، وفيها أيضا شحذ الهمم من حيث الإقتداء والائتساء بهم.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[05 Oct 2010, 10:33 م]ـ
(3)
أزيز كأزيز المرجل
(يُتْبَعُ)
(/)
** حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، مطرف بن عبد الله سيد جليل من سادات التابعين، وأبوه صحابي، يقول: ((رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل)) القدر إذا كان على النار وهو يفور، مع الأسف إن هذا يكاد أن يكون مما اندرس، حتى مع الأسف الشديد من بعض طلاب العلم، ولا أبالغ إذا قلت إن بعض العامة قد يوجد منه مثل هذا الأمر، وكثير من طلاب العلم بسبب الغفلة والانشغال فيما لا فائدة فيه؛ لما فتح على طلاب العلم أبواب الجرح والتعديل التي لا يستفيد منها الكثير، هذا صار له عقوبات، صار له حرمان من بركة العلم والعمل، أنا لا أقول كل طلاب العلم بهذه المكانة؛ لكنه موجود على كل حال , بعض طلاب العلم مع الأسف همه قال فلان، قال علان، القدح في العلماء، عليك بخويصة نفسك، ألزم ما عليك نفسك، أصلح نفسك أولا، تفقد الخلل الذي لديك، يعني يندر أن نسمع من يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء، من قلبه حاضر في صلاته، يتدبر ما يقرأ ويتأمل، والله المستعان.
والأزيز: هو الصوت الناتج من الغليان، غليان القدر إذا وضع على النار، وخرج البخاري عن عمر - رضي الله عنه - أنه قرأ سورة يوسف حتى إذا بلغ قوله - جل وعلا -: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} سمع نشيجه - رضي الله عنه وأرضاه -، وإلى وقت قريب ونحن نسمع من الأئمة ومن خلفهم مثل هذا الأمر، وإلى وقت قريب أيضا في ليلة الثالث عشر أو الثاني عشر عند قراءة سورة هود الثاني عشر أو الثالث عشر الناس يبكون، يسمع لهم شيء من هذا كثير، وبعض الأئمة وإن لم يكن صوته من الجمال بحيث يؤثر في الناس؛ لكنه يتأثر ويؤثر، وإن كان الحديث الوارد في هود وأن النبي - عليه الصلاة والسلام - سئل عن شيبه، سأله أبو بكر أراك شبت يا رسول الله!، قال: ((شيبتني هود وأخواتها))؛ لكن هود لا شك أنها مؤثرة، الخبر مضطرب، وبعضهم يرجح بعض الروايات على بعض وينفي الاضطراب؛ ولكن على كل حال هي مؤثرة سواء ثبت الخبر أو لم يثبت، وعندنا بعض الناس يقرأ سورة هود وكأنه يقرأ جريدة! يعني لا أثر ولا تأثير - نسأل الله العافية -، وهذا يخشى أن يكون من مسخ القلوب، ومعلوم أن مسخ القلوب أشد من مسخ الأبدان، فعلينا جميعا أن نعتني بهذا الباب.
إلى الله نشكو قسوة قلوبنا
** سورة الطور سورة عظيمة، تهز قلب الكافر قبل المسلم، ففي الصحيح من حديث جبير بن مطعم أنه قدم المدينة في فداء أسرى بدر، وكان يومئذ كافرا، فسمع النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور، وأخبر عن نفسه أن قلبه كاد يطير من سماع هذه السورة، قال: وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي، وهذا كافر لا يؤمن بالله، ولا بما جاء عن الله؛ لكنه بفطرته مع تذوقه للكلام، فالعرب الذين نزل القرآن بلغتهم يفهمون ما يلقى إليهم، ومما يؤسف له أن كثيرا من المسلمين لا يعون ولا يدركون مثل هذا الإدراك، فتقرأ سورة الطور، وتقرأ سورة هود، وتقرأ الآيات التي لو أنزلت على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، ومع ذلك لا تحرك ساكنا، هذا كافر كاد قلبه أن يطير، والنصارى إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع، ومع الأسف أن المسلم في عصرنا هذا لا تكاد تحرك فيه ساكن؛ إلا من رحم الله، وهم قلة؛ لأننا نجد في أنفسنا، ونحن مع إخواننا من طلاب العلم يعني لنا صلة وإن كانت ضعيفة، حقيقة الصلة ضعيفة بكتاب الله؛ لكنها موجودة، يعني ولو كانت ناقصة، ومع ذلك كلام الله لا يحرك فينا ساكنا وما ذلكم إلا لقسوة القلوب، وما ران عليها من الذنوب، ومن أظهر ذلك التخليط في المأكول الذي ران على القلوب وغطاها، وغشاها؛ فصارت لا تفقه شيئا، إذا كان كلام الله يتلى بأصوات مؤثرة، ومع ذلك القلب لا يجل! ولا تزيدنا إيمانا مع الأسف، والله - جل وعلا - حصر الإيمان بالذين إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، وجلت قلوبهم، ونحن لا تحرك ساكنا، فنشكو إلى الله -جل وعلا - قسوة القلوب، ومع هذه الشكوى لابد من بذل الأسباب؛ لإحياء الشعور فيها، أبو جهل وأبو لهب وغيرهم من مشركي قريش من عتاة وصناديد قريش إذا قيل لهم قولوا لا إله إلا الله نفروا، وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وتجد المسلم منذ قرون يطوف بالقبر وهو يقول لا إله إلا الله! فهل هذا يفهم معنى لا إله إلا الله كما يفهمها أبو جهل وأبو لهب؟! والله ما يفهم لا إله إلا الله، تجده يقول: لا إله إلا الله وهو يقول يا علي يا حسين!! هل هذا يفهم معنى لا إله إلا الله؟! ونحن نسمع كلام الله بالأصوات المؤثرة التي لو قرئ فيها كلام عادي؛ يعني تتأثر من جمالها وحسنها وترقيقها فكيف بكلام الله المؤثر بنفسه بذاته؟! هذا كافر كاد قلبه أن يطير! فماذا عنا؟! هل نحن بهذه الصفة؟! أتكلم عن نفسي، وأعرف من حال كثير من إخواني إنهم ليسوا كذلك! فلا بد من مراجعة الحسابات، الحسن يقول: " تفقد قلبك في ثلاثة مواطن، في قراءة القرآن، وفي الصلاة، وفي الذكر؛ فإن وجدته؛ وإلا فاعلم أن الباب مغلق " يعني بينك وبين ربك حجاب! فاسع إلى رفع هذا الحجاب، فهل سعينا إلى رفع هذا الحجاب؟! سعينا بجد؟ وبذلنا الأسباب؟ وعملنا على انتفاء الموانع التي تمنع ارتفاع هذا الحجاب؟! نحن على طريقة واحدة منذ أن بدأنا الطلب إلى يومنا هذا ونحن طريقتنا لا تتغير؛ بل الملاحظ أنها تتغير إلى الأسوأ!! أيام بداية الطلب كانت قلوبنا أفضل مما هي الآن! وهذا يجعل الإنسان يسيء الظن بنفسه، وبنيته، وطلبه للعلم .. هل هو على الجادة؟! العلم فائدته العمل، والقرب من الله - جل وعلا - فهل أفادنا هذا العلم القرب من الله - جل وعلا -؟! هل استحضرنا لذة المناجاة بين يدي الله - جل وعلا -؟! هل تلذذنا بصلاة ركعتين في جوف الليل؟! لا بد من إعادة الحساب، وإذا كان هذا كافر يسمع النبي - عليه الصلاة والسلام - يقرأ بسورة الطور؛ فيكاد قلبه أن يطير! كاد قلبه أن ينخلع - كما في بعض الروايات - فماذا عنا؟! ونحن ننتسب إلى طلب العلم، ونعنى في الظاهر والله أعلم بالبواطن والخفايا! في الظاهر نعنى بكتاب الله، وسنة نبيه - عليه الصلاة والسلام -، وهي ديدن كثير من الإخوان وطلاب العلم؛ لكن مع ذلك؛ النتيجة الغاية هل نحس فيها بلذة؟! ما نحس بشيء! فلا بد من إعادة النظر، لا بد من بذل الأسباب، والسعي بجد على انتفاء الموانع؛ يعني اعلم أن الباب مغلق! لا أبالغ إذا قلت أنني مرارا أبدأ بسورة يونس ولا أشعر إلا وأنا في سورة يوسف! أقول هذا عن نفسي، أين ذهبت سورة هود بين السورتين؟! يعني ثلاثة سور واحد وأربعين صفحة من القرآن، ثلاثة سور تبدأ من أولها إلى آخرها مررت بسورة هود؛ ولا كأن شيئا حصل! والنبي - عليه الصلاة والسلام - لما سأله أبو بكر وغيره أراك شبت يا رسول الله، قال: ((شيبتني هود وأخواتها))، الحديث لا يسلم من كلام لأهل العلم حتى قيل أنه مضطرب؛ لكن الحافظ ابن حجر يقول إنه يمكن ترجيح بعض الوجوه على بعض؛ فيكون حسنا، قصص لأمم غابرة ارتكبت ما ارتكبت من الذنوب والمخالفات، وعذبت بصنوف من العذاب، نقرؤها ونسمعها، وكأن الأمر لا يعنينا! والمسألة كما قال عمر وغيره: " مضى القوم ولم يرد به سوانا! " نحن المقصودون أيها الإخوان، ليس المقصود لا عاد، ولا ثمود، ولا أصحاب الأيكة، ولا مدين، ولا قوم فرعون، مضوا وانتهوا، لمن أنزل القرآن؟! أنزل لنا؛ لنعتبر ونتعظ وندكر، والسنن الإلهية واحدة لا تتغير، عذبوا بأسباب إذا وجدت هذه الأسباب؛ يعذب بها غيرهم {لن تجد لسنة الله تبديلا} ولم يستثنى من الأمم إلا قوم يونس، ما استثتي من هذه السنة الإلهية إلا قوم يونس، يعني لما انعقدت الأسباب، وحقت كلمة العذاب نفعهم إيمانهم؛ لكن غيرهم؟! السنن الإلهية لا تتغير ولا تتبدل، ونحن الآن واقعون في مسائل، وفي عظائم موجودة في مجتمعنا؛ ونخشى من عقوبة تنزل بنا، ومن أن يحل بنا ما حل بغيرنا من المثلات، والقوارع، نرى الناس يتخطفون من حولنا ونحن في بلد آمن؛ فعلينا أن نشكر هذه النعمة، ونقوم بشكرها، ونؤديه على الوجه المطلوب، لا يكفي اللسان؛ بل لا بد من العمل.
اصدق اللجأ، وأخلص النية؛ توفق بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)) نعم، قد يأتي الخبر ويراد به الأمر، الآن في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى)) هل الحديث متضمن لطرد الصغار الذين تقدموا إلى الصلاة، وصلوا خلف الإمام؟! - لا - هذا فيه حث للكبار أن يتقدموا؛ ليصفوا قرب الإمام، فلا تترك هذه الأماكن المهمة في المسجد للصغار، وليس معنى هذا أنه طرد للصغار؛ إنما هو حث للكبار، ومثل هذا ما جاء في الحديث ((يحمل هذا العلم)) يعني ليحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، وهذا على القول بأن ما يحمله الفساق يسمى علما ولو تسمية عرفية وليست بتسمية شرعية، العلم جاء الأمر للنبي -عليه الصلاة والسلام- بطلب الزيادة منه، ولم يؤمر - عليه الصلاة والسلام - بطلب الزيادة في شيء إلا من العلم {وقل رب زدني علما} [سورة طه/ 114]، والنصوص في هذا كثيرة، {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [سورة المجادلة/ 11]، وكم بين الدرجة والدرجة من درجات الجنة؟! فالأمر في غاية الأهمية؛ لكن دون العلم مع الراحة والاسترخاء خرط القتاد، يسمع الناس النصوص، وينظرون في واقع أهل العلم، ويرون الشرف في الدنيا والآخرة، ويتمنى كل واحد أن يكون عالما؛ لكن دونه خرط القتاد، النفس بطبعها ميالة للراحة والدعة؛ لأن العلم متين، ويحتاج إلى تعب ونصب، يحتاج إلى أن يسلك الطريق، ويؤخذ من أبوابه وعن أهله على الجواد المعروفة عند أهل العلم، وقد يطول الطريق! ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما؛ سهل الله له به طريقا إلى الجنة))، وهذا وعد لمن يسلك الطريق؛ لأن بعض الناس تكون عنده النية الصادقة والعزيمة والهمة والحرص، ثم بعد ذلك يطلب العلم عشر سنين، عشرين سنة، ثلاثين سنة، فإذا جلس في مجلس، أو أراد أن يحرر مسألة؛ ما استطاع! نقول: الأجر مرتب على سلوك الطريق، كونك تحصل العلم – نعم، هذه غاية؛ لكن الأجر مرتب على بذل السبب، وحصول المسبب بيد المسبب وهو الله - جل وعلا -، فلا يضيق ذرعا من تعب في تحصيل العلم، ولم يدرك منه ما يقنعه، أو ما ينقل به ويعرض بين الناس؛ ليصبر، ويسلك الطريق؛ ويوفق إن شاء الله تعالى، ومر في كتب التراجم – تراجم أهل العلم - والواقع يشهد أيضا أن بعض الناس يطلب العلم خمسين ستين سبعين سنة! ما يوفق! ولا يفلح! والسبب في ذلك كما جاء في الحديث حديث معاوية - رضي الله عنه -: ((من يرد الله به خيرا؛ يفقه في الدين))، ((وإنما أنا قاسم، والله المعطي)) الله - جل وعلا - هو المعطي، النبي - عليه الصلاة والسلام - قسم العلم على الأمة، ما كتم شيئا مما أمر بتبليغه؛ لكن المعطي في الحقيقة هو الله - جل وعلا -؛ فاصدق اللجأ إلى الله - جل وعلا -؛ وأخلص في طلبك للعلم؛ وتوفق إن شاء الله، ولو لم تدرك إلا الدخول في حديث ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما؛ سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) طالب العلم بحاجة ماسة إلى تصحيح النية، والإخلاص لله - جل وعلا -، فالعلم عبادة لا تقبل التشريك، أولا: لا بد من بيان العلم الذي جاءت النصوص بفضله، وفضل أهله، العلم الذي جاءت النصوص بفضله هو العلم الشرعي المورث للخشية {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [سورة فاطر/ 28] نعم هو العلم الذي رتبت عليه الأجور هو العلم الشرعي، العلم الشرعي المستمد من كتاب الله -جل وعلا -، وسنة نبيه - عليه الصلاة والسلام -، والوسائل لها أحكام المقاصد، فما يعين على فهم الكتاب والسنة؛ دخل في فضل هذا المقصد العظيم، وهو علم قال الله وقال رسوله، فعلى طالب العلم أن يصحح النية، ويخلص في طلبه للعلم؛ لأنه عبادة، وقد جاء في الحديث الصحيح حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار، ومنهم من تعلم وعلم فسئل بعد ذلك، فقال: تعلمت العلم، وعلمته الناس، وقد ينفق على التعلم والتعليم عقود؛ لكن يقال له في النتيجة، كذبت! إنما تعلمت وعلمت ليقال! فهذا أحد الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار - نسأل الله السلامة والعافية - فالمسألة خطيرة، وليس فيها كفاف، لا علي ولا لي! - لا - إنما إما أن ترفع درجات، أو تكون أول من تسعر بهم النار؛ لكن قد يسمع بعض طلاب العلم مثل هذا الكلام، فيقول: لا طاقة لي بمثل هذا، أترك
(يُتْبَعُ)
(/)
! والترك ليس بحل؛ لأن من عمل من أجل الناس، أو العمل من أجل الناس رياء، وترك العمل أيضا من أجل الناس أيضا أمره خطير، قال بعضهم كفر ...
يا طالب العلم لا تبغي به بدلا ... فقد ظفرت ورب اللوح والقلم.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[08 Oct 2010, 06:44 ص]ـ
(4)
اطلب العلم حتى يأتيك اليقين
الرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((إنما أنا قاسم، والله المعطي)) فعلى الإنسان أن يبذل السبب، ولا يقول: أنا طلبت العلم سنين ما استفدت، عليك أن تستمر إلى أن يأتيك اليقين؛ لأن العلم من أعظم أبواب العبادة؛ بل يفضله أهل العلم على جميع ما يتعبد به بعد الفرائض، أفضل نوافل العبادات تعلم العلم الشرعي، فعليك أن تستمر، ولو كان حفظك ضعيف، ولو كان فهمك أقل، مثل هذا لا يثنيك عن تعلم العلم الشرعي، ومع الوقت والإخلاص والحرص تدرك - إن شاء الله تعالى -، ولو لم تدرك من ذلك إلا الاندراج في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) ألا تريد أن يسهل الله لك طريقا إلى الجنة؟ ولو لم تدرك العلم؛ لأن الوعد في هذا الحديث ما رتب على العلم؛ إنما على سلوك الطريق فقط، فأنت مجرد ما تسلك الطريق، ييسر لك الطريق إلى الجنة، ولو لم تدرك من العلم ما يكفيك أو لم تدرك شيئا؛ لأن هذا الوعد ثابت لمجرد من سلك الطريق.
اعتن بصلاح قلبك
((ألا وإن في الجسد مضغة)) يعني بقدر قطعة من اللحم بقدر ما يمضغه الإنسان، بقدر اللقمة، يعني ما هو بكبيرة؛ ((إذا صلحت)) هذه المضغة؛ ((صلح الجسد كله، وإذا فسدت؛ فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) القلب شأنه عظيم، وفساده خطير، ومرضه شر مستطير، وكثير من الناس يعيش بين الناس وقلبه ممسوخ وهو لا يشعر! - نسأل الله السلامة والعافية - وقد يكون ممن ينتسب إلى العلم، أو إلى طلب العلم، يعني لا نكابر! يعيش بين الناس بقلب ممسوخ - نعم - ما المانع! لكثرة ما يزاوله وينتهكه من محرمات، فالقلب تنبغي العناية به، العناية بالقلب في غاية الأهمية، وجميع خطاب الشرع موجه إلى القلب {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} [(88 - 89) سورة الشعراء] فالقلب شأنه عظيم، فعلى المسلم لا سيما طالب العلم أن يعنى بصلاح قلبه، هناك أمراض للقلوب، وهناك أدوية للقلوب، وخير ما يداوى به القلب المريض بالقرآن الكريم، بقراءته على الوجه المأمور به بالترتيل والتدبر، أيضا الارتباط بالله - جل وعلا – بالأذكار، بنوافل العبادات من الصيام والقيام، وأن يعين على نفسه بكثرة السجود، المقصود أن هناك أمور تعين على صلاح القلب ((وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) القلب بمنزلة الملك، والجوارح أعوان لهذا الملك؛ فإذا كان الملك صالح؛ وجه هؤلاء الأعوان إلى ما يصلح، وإذا كان الملك فاسد؛ وجه الأعوان إلى ما يفسد ويضر ((إذا صلحت؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).
الانشغال عن القرآن
((ولا يدع القرآن رغبة إلى غيره)) مع الأسف أن كثيرا من المسلمين انشغلوا عن القرآن بالقيل والقال والصحف والمجلات، والقنوات، تجد بعض طلاب العلم عنده استعداد يقرأ الجرائد كلها! أو المسلم الموظف بعد ما يطلع من وظيفته إلى أن ينام وهو يقلب الجرائد! علشان إيش؟! ماذا تستفيد من هذه الجرائد؟! هذا خبر سيء، وهذا تهكم بالدين، وهذا استهزاء بالمتدينين، وهذه صورة عارية ومع ذلك هذا ديدن كثير من الناس، ويمر عليه اليوم واليومين والأسبوع والشهر وهو ما فتح المصحف! إن تيسر له أن يحضر إلى الصلاة قبل الإقامة بدقيقتين، ثلاث، خمس قرأ قراءة الله أعلم بها! قرأ له ورقة ورقتين!! وبعض الناس ما يعرفون القرآن إلا في رمضان! هذه مشكلة؛ ولذا يقول: ((ولا يدع القرآن رغبة إلى غيره)) نعم هناك علوم يعني لا يشمل هذا الكلام، النظر في السنة مثلا، أو في العلوم المساندة التي تعين على فهم القرآن، كلها من العناية بالقرآن؛ لأن السنة تفسر القرآن، توضح القرآن، العلوم التي تعين على فهم القرآن، والإفادة من القرآن، والاستنباط من القرآن كلها داخلة في تعلم القرآن ((إنه لا خير في عبادة لا علم فيها)) عبادة على الجهل لا خير فيها، قد يرتكب
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا العابد مبطل لهذه العبادة، وهو لا يشعر! ((ولا خير في علم لا فقه فيه)) يعني تجد بعض الناس منهوم بقراءة الكتب؛ لكن لا يفهم ولا يريد أن يفهم! مجرد سرد، لا يقف عند المسائل، ولا يحرر المسائل، ولا يحقق المسائل ((لا خير في علم لا فقه فيه، ولا خير في قراءة لاتدبر معها)) يعني الخير المرتب على التدبر؛ لا يأتي إلا بالتدبر، وأما قراءة الحروف فتتم مع غير التدبر، وفضل الله واسع، والله المستعان.
التلذذ بالطاعات والعبادات
لا شك أن الشرع فيه تكاليف، وفيه ما يشق على النفوس؛ لأن الجنة حفت بالمكاره، هذا هو السبب في تسمية الأحكام بالتكليف؛ لأن الجنة حفت بالمكاره، ولا يمنع أن يكون هذا التكليف في بداية الأمر، ثم بعد ذلك يكون تلذذ بالطاعة، يعالج الإنسان نفسه على هذه التكاليف؛ حتى تصير ديدنا لها ويتلذذ بها، وهذا معروف عند المسلمين قديما وحديثا، كثير من الناس يتلذذ بالطاعة والرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((أرحنا يا بلال بالصلاة))، ولسان حال كثير من المسلمين يقول: أرحنا من الصلاة؛ لا شك أن الصلاة تكليف على خلاف ما تهواه النفس؛ لكن إذا اعتادها الإنسان وتعلق قلبه بها حدث ولا حرج من اللذة وانشراح الصدر في الصلاة، وجاهد السلف وكثير من الناس في القديم والحديث جاهدوا أنفسهم من أجل قيام الليل جاهدوا مدة، ثم صار من شأنهم وديدنهم؛ فتلذذوا به، وهكذا غير الصلاة من العبادات، الصيام في الهواجر من أشق الأمور على النفس الصيام في الهواجر؛ لكنه من ألذ الأشياء عند من عود نفسه عليه وصار شأنه وديدنا له، والله المستعان، وقل مثل ذلك في سائر العبادات كتلاوة القرآن التلذذ بمناجاة الله - عز وجل - والخلوة به، والله المستعان، وهذا محروم منه كثير من الناس، والسبب انشغالهم بهذه الدنيا.
الجمع بين قراءة القرآن والتفسير
هل بالإمكان الجمع بين قراءة القرآن والتفسير، وذلك حينما أريد أن أقرأ القرآن كل شهر؟ وما هي أقصر الطرق لفهم الآيات؟
يعني قراءة جزء من القرآن في كل يوم هذا أمر سهل يسير، الجزء مع التدبر والترتيل يحتاج إلى نصف ساعة، ولا يشق، ومراجعة كتب التفسير المختصرة؛ لا سيما المتعلقة بغريب القرآن، لا تكلف شيئا أمرها سهل، ومن كتب الغريب ما طبع في حاشية المصحف، وهذا ييسر أكثر؛ لكن قراءة جزء في كل يوم بالنسبة لطالب العلم كأنها قليلة بالنسبة لكتاب الله - جل وعلا -! فلا يشق على طالب العلم أن يجلس بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس، وحينئذ يتيسر له أن يقرأ القرآن في سبع، كما أمر النبي - عليه الصلاة والسلام - عبد الله بن عمرو بذلك، حيث قال له: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) وهو مع قراءته يدون الكلمات الغريبة ليراجع عليها بعد الفراغ من القراءة، يراجع عليها كتب التفسير، ويراجع عليها كتب الغريب، فكتاب الله ينبغي أن يكون عناية طالب العلم به أكثر، نعم يعنى بالحفظ أولا، ثم بعد ذلك بالمراجعة، ثم القراءة من أجل تحصيل أجر الحروف، فالتدبر والترتيل والعمل؛ كل هذا مطلوب بالنسبة لطالب العلم، يعني بالنسبة للعامي الذي يعرف يقرأ القرآن هذا إذا حصل أجر الحروف بالنسبة له؛ يكفيه! أما بالنسبة لطالب العلم لا بد أن يتفقه من كتاب الله، وأن يتعلم كتاب الله، وأن يعلم كتاب الله بعد ذلك، أما إذا قرأ القرآن في شهر، كل يوم جزء، بإمكانه أن يقرأ معه تفسير مختصر؛ حينئذ يتعلم القرآن علما وعملا على طريقة الصحابة - رضوان الله عليهم -؛ لكن على الإنسان أن يستكثر من هذا الباب الذي فتح له مما يقربه إلى الله - جل وعلا -.
الحرص على كتاب الله -عز وجل-
وليحرص طالب العلم على كتاب الله - جل وعلا -، وما يعينه على فهم كتاب الله من النظر في التفاسير الموثوقة التي كتبها أهل التحقيق، والنظر أيضا في العلوم التي يسمونها علوم الآلة التي تعين على فهم الكتاب والسنة؛ وليكن حفظه للقرآن وغيره من العلوم على الجادة، فالقرآن -مثلا- يخصص ما يريد حفظه، والناس يتفاوتون، من الناس من رزق حافظة تسعفه لو أراد حفظ جزء كامل من القرآن، ومن الناس من لا يستطيع حفظ أكثر من آية، وبقية الناس بين هذين، فيحدد ما يغلب على ظنه أنه يستطيع حفظه، أربع آيات، خمس آيات، عشر آيات، ثم يحفظ هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الآيات، ويتعلم ما فيها من علم وعمل، يراجع عليها ما يناسب سنه وتحصيله من التفاسير التي تعينه على فهم هذه الآيات، فإذا انتهى من القرآن فإذا به قد انتهى من العلم والعمل، يتعلم، يحفظ، يفهم، يستنبط، يعمل، كما قال أبو عبد الرحمن السلمي: " حدثنا الذين يقرؤوننا القرآن أنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ويعرفوا ما فيها من علم وعمل "، وتعلموا العلم والعمل جميعا بهذه الطريقة.
الرباني
"الرباني" منسوب إلى الرب، أو إلى التربية، إما لأنه يربي الناس، أو لأنه مطيع لربه فاعل لأوامره مجتنب لنواهيه، معتن بخلقه، وقيل في الرباني: إنه الذي يتعلم ثم يعمل ويعلم، فالمتعلم والمعلم هذا رباني، وعن ابن عباس أنه الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره، يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره وعلى هذا عليه أن يتدرج مع الطلاب من الصغر إلى أن يكبروا، فيعلمهم المتون الصغيرة، ويحفظهم إياها، ويشرحها لهم بالطريقة المناسبة لاستيعابهم، وعقولهم ثم يتدرج إلى ما هو أكبر منها، ثم إلى ما هو أكبر، ويكون نظره إلى مصلحة الطالب لا إلى مصلحة نفسه؛ لأن بعض من يتصدى للتعليم ينظر إلى مصلحته، يأتي مجموعة من الطلاب يطلبون منه درسا فلا ينظر إلى مصلحتهم وما يناسبهم؛ بل ينظر إلى مصلحته هو، هو يحتاج هذا الكتاب، بغض النظر هل يستفيدون منه أو لا يستفيدون؟ هذا ليس برباني، هذا متعلم يريد أن يتعلم من قراءته في هذا الكتاب؛ لكن الذي ينظر إلى مصلحة الطالب ويوجهه إلى ما يفيده وينفعه ويناسبه هذا هو الرباني.
أيضا لو قدر أن شخصا يعلم الطلاب، نظر إلى هؤلاء المجموعة فوجدهم من المبتدئين أو المتوسطين وأراد أن يرفع من هممهم وينهض فجعل درسا في علل الدارقطني، وآخر في موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لشيخ الإسلام، هذا نصح للطلاب و إلا ما نصح؟ والله ما نصح للطلاب، وهؤلاء الطلاب المجزوم به أنهم سوف يتركون الطلب، فعليه أن يتدرج بهم ينظر فيما يحتاجون يتلمس حاجاتهم ويعلمهم إياها.
قد يقول قائل: إن بعض الشيوخ لا يستطيع أن ينزل بطريقته وأسلوبه إلى صغار المتعلمين، هل هو من هذا النوع؟ نقول: إذا لم يقم بحاجة صغار المتعلمين لا بد أن ينزل، إذا لم يقم بها أحد، وإذا وجد من يعينه عليها ويقوم بها ويكفيه إياها لا مانع أن يعلم من فوقهم بطريقته وأسلوبه الذي يراه نافعا.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: الرباني هو المعلم، وأخذه من التربية أي يربي الناس بعلم كما يربي الطفل أبوه، وقال سعيد بن جبير: هو الفقيه العليم الخبير، وقال سيبويه: زادوا ألفا ونونا في الرباني إذا أرادوا تخصيصا بعلم الرب، كما قالوا: شعراني ولحياني لعظيم الشعر واللحية، وقال أبو عمر الزاهد: سألت ثعلبا عن هذا الحرف وهو الرباني فقال: سألت ابن الأعرابي فقال: إذا كان الرجل عالما عاملا معلما قيل له: رباني، فإن حرم خصلة منها لم يقل له رباني، وفي مفتاح دار السعادة للإمام المحقق ابن القيم: معنى الرباني: الرفيع الدرجة في العلم، العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار} [(63) سورة المائدة] .. إلى آخره.
قبله في البخاري: "الذي يربي بصغار العلم قبل كباره" هناك أقوال كثيرة لكن أشهرها ما ذكرنا أنه إما الذي يربي الطلاب بصغار العلم قبل كباره، أو أنه الذي يعتني بنفسه وبغيره فيتعلم ويعمل ويعلم، ويكون وقته لله.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[08 Oct 2010, 08:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الدرر
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[11 Oct 2010, 08:21 م]ـ
وجزاكم.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[11 Oct 2010, 08:25 م]ـ
(5)
العلم حفظ وفهم
فلا علم بدون فهم؛ لأن الاعتماد على الحفظ وحده دون فهم يصدق فيه ما يردده بعض الناس من قولهم بإزاء من يحفظ: زاد في البلد نسخة، يعني كون البلد فيها نسخ كثيرة من هذا الكتاب، وهذا يحفظ هذا الكتاب ولا يعاني فهمه، هذا بمثابة زيادة نسخة، وهذه العبارة، وإن كان أصلها ومنشأها سببه التقليل من شأن الحفظ، وقد راج قبل نصف قرن من الزمان الدعايات ضد الحفظ، حتى قال قائلهم ممن يزعم أنه يعاني تربية الجيل: أن الحفظ يبلد الذهن، الحفظ يبلد الذهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: لا علم إلا بحفظ، وأنتم سمعتم، ورأيتم من يعلم، ومن يفتي مع ضعف في حافظته، أو عدم عناية منه بالحفظ، سمعتم ما لا يعجبكم، بخلاف من حفظ العلوم، وعلى رأسها النصوص، قال الله، وقال رسوله.
فالذي يفتي بالنصوص على نور من الله - جل وعلا -، أما الذي ليس له نصيب من الحفظ، مثل هذا يتخبط يمينا وشمالا، وبالأساليب الإنشائية يمضي الوقت، لكن هل يقنع السامع، لا سيما إذا كان السامع طالب علم؟ لا، والساحة مملوءة من أمثال هؤلاء.
يعني فرق بين أن تسمع كلام عالم له عناية بالفقه، بالعلم من أبوابه، وله حفظ، ورصيد من الحفظ من النصوص، ومن أقول أهل العلم، ولا سيما من أقوال سلف الأمة فيما يوضح به النصوص، البون شاسع بين هذا وبين من لا يحفظ، فلا بد من الحفظ، ولا بد من الفهم، لا يكفي الحفظ وحده، ولا يكفي الفهم وحده، ولو كان الفهم كافيا دون حفظ لرأينا من عوام المسلمين - ممن يعدون من أذكياء العالم-، وهم في أسواقهم من الباعة، رأيناهم علماء، وهم يسمعون العلم، يسمعون الخطب، يسمعون الدروس في المساجد، ومع ذلك لا يدركون شيئا من العلم، وهم على جانب كبير من الفهم.
فعلى هذا المفاتيح الغريزية هي: الفهم والحفظ، فإذ حفظ طالب العلم ما يريد حفظه من نصوص الكتاب والسنة، ومن أقوال العلماء، من المتون المعروفة عندهم في كافة العلوم، حرص على فهم واحد، وكل منهما يعين على صاحبه، فالفهم يعين على الحفظ، والحفظ يعين على الفهم.
العلم يحتاج إلى مدارسة وسهر وتعب
العلم يحتاج إلى مدارسة، يحتاج إلى أن تسهر الليالي، وعرف من كثير من المتقدمين تقسيم الليل إلى ثلاثة أجزاء: ثلث للنوم، وثلث للمطالعة والكتابة، وثلث للصلاة، ولا بد من الاستعانة بالصبر والصلاة؛ لأن بعض الطلاب تجده حريص على طلب العلم، ومن درس إلى درس، ومن حلقة إلى حلقة، ومع ذلك يشق عليه أن يصوم يوم في سبيل الله، أو يصلي ركعتين مثل هذا لا يعان على طلب العلم، خير ما يعين على طلب العلم العمل بالعلم، ولذا تجدون الجبال الكبار من أئمة الحفظ والفهم لو نظرت إلى مدة طلبهم للعلم بالنسبة لما عرف عنهم من عمل وجدت أن العمل أكثر، يعني الإمام أحمد وهو يحفظ سبعمائة ألف حديث كيف تدرك سبعمائة ألف حديث؟ يعني يحتاج إلى أن يحفظ كم في اليوم الواحد؟ هل نقول: إن الإمام أحمد عطل الواجبات ترك النوافل والمندوبات؟ أبدا، الإمام أحمد يصلي في اليوم والليلة ثلاثمائة ركعة، ويقول القائل مما لا يحتمل عقله مثل هذا الكلام هذا غير معقول، ثلاثمائة ركعة تحتاج إلى إيش؟ تحتاج إلى دقيقة مثلا، يعني ركعة أقل ما يجزئ تحتاج إلى دقيقة، وثلاثمائة دقيقة يعني خمس ساعات، متى يطلب العلم؟ متى يتعلم؟ متى يعلم؟ متى ينام؟ متى .. ؟ لكن لتعلم أن الإمام أحمد ما عنده استراحة، نعم وليس عنده أناس يؤنسونه، ويضيعون عليه الأوقات كما يفعله كثير من الناس اليوم، وليس عنده على ما قال بعضهم: صالون في بيته يحتاج إلى ثلاث ساعات في اليوم ينظر في المرآة، وهذه شعرة زائدة، وهذه شعرة ناقصة، الإمام أحمد ما عنده شيء من هذا، فإذا صرف خمس ساعات في الصلاة وقل مثلها للعلم بقي عنده أربعة عشر ساعة، والواحد منا إذا حضر درس أو ألقى درس يحتاج إلى راحة كأنه ألقى صخرة من فوق رأسه يحتاج بقية اليوم كله يرتاح وينفس عن نفسه، فمثل هذا يحتاج الإنسان في مثل هذه الظروف إلى إعادة نظر.
العلم متين ويحتاج إلى حفر في القلوب
إذا عجزت عن الحفظ، بعض الناس الحافظة عنده قريبة من الصفر، وبعض الناس الحافظة عنده قريبة من المائة في المائة، كما أن القريب من الصفر في الحافظة، عنده فهم قريب من المائة بالمائة، والثاني بالعكس، وبين هذين ما يقرب من هذا وما يبعد من هذا.
نضرب مثال بالجلالين ــ صاحبي التفسيرـ، جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، جلال الدين المحلي إمام من أئمة الشافعية، ومع ذلك في الحافظة يقرب من الصفر، وقال: إنه حاول أن يحفظ فصل من كتاب أخذ عليه وقت طويل جدا مدة أكثر من أسبوع، وارتفعت حرارته، وظهر في جسده بثور، وفي النهاية عجز!!
(يُتْبَعُ)
(/)
والسيوطي يقول إنه يحفظ أكثر من مئتي ألف حديث، كيف صار المحلي إمام من أئمة الشافعية؟ كيف صار؟ هناك طريقة لمن هذه صفته، إذا عجزت استعمل القلم، اكتب ما تريد حفظه، راجع عليه الشروح وعلق عليه، ومن كثرة المداولة يثبت في ذهنك، مقومات التحصيل الحفظ والفهم، قد يجتمعان في شخص، وقد يفقدان من شخص الكلية فيصير فدما، ما يفهم ولا يحفظ، هذا يسلك العلم يثبت له أجر السلوك والطريق، ويقرأ نظر ويردد القرآن ويذكر الله -جل وعلا- ولا يحرم من الأجر.
فبعض الناس عنده حافظة قوية، وبعضهم ضعيفة؛ لكن الفهم عنده قوي، نقول لمثل هذا: أمسك القلم، وكثر الأوراق اقرأ الفاتحة واكتب الفاتحة، وراجع عليها التفاسير، وانتق من تفسير ابن كثير على الفاتحة، ومن تفسير الشيخ ابن سعدي، ومن فلان ومن فلان تجتمع عندك تصور للتفسير إجمالي، ولو لم يكن من كثرة هذه المعاناة إلا ما رسخ في ذهنك مما كتبت ومما قرأت فيكفي؛ لأن العلم متين يحتاج إلى معاناة، يحتاج إلى حفر في القلوب.
أقول؛ مثل هذا الذي لا يستطيع أن يحفظ يعمد إلى كتاب صعب، لا يذهب إلى منار السبيل أو منهج السالكين، - لا – نقول: اذهب إلى أصعب الكتب من المتون الفقهية، خذ زاد المستقنع –مثلا - أو مختصر خليل - إن كنت مالكي -، الذي كلامه أشبه ما يكون بالألغاز، وانظر ما قال الشراح حول هذا الكلام، وتصور الكلام واكتب ما تصورت، واكتب ما راجعت، وراجع عليه كتب اللغة إن عجزت عن معنى كلمة، راجع عليه كتب لغة الفقهاء؛ لأن الفقهاء لهم لغة صنفت فيها الكتب، راجع عليه الكتب التي هي أسهل منه، بحيث إذا فهمت هذا الكلام الصعب انتقش في قلبك، والذي لا يثبت في القلب إلا بصعوبة فإنه حينئذ لا يخرج منه إلا بصعوبة.
فأنت إذا عانيت هذا الكتاب الصعب، وأتقنته وفهمته من خلال مراجعاتك عليه الكثيرة الشديدة، وحاولت جاهدا أن تفهم هذا الكتاب، أنت في النهاية استقر في ذهنك شيء قدر كبير من هذا الكتاب، فالذي حافظته ضعيفة لا يذهب إلى الكتب السهلة، التي تعينه على الغفلة، لا، يذهب إلى الكتب الصعبة، التي لا تعينه على الغفلة، كل كلمة تحتاج إلى نظرات ليس بنظر الواحد.
فأقول يذهب إلى أصعب الكتب، ويراجع عليها الشروح، ويسأل الشيوخ المختصين فيما يعجز عنه إذا انتهى يكون فهم ولا ما فهم؟ فهم، يكون قد ثبت في ذهنه شيء أو ما ثبت؟ يكون ثبت في ذهنه؛ لأن هذه المعاناة بهذه الطريقة لا بد أن يثبت الشيء في الذهن.
العلم لا يعدله شيء
يقول: أنا إنسان بدأت بطلب العلم؛ ولكن أحس كثيرا أني لم أستفد من هذا العلم؛ لأني أريد شيئا يوفر لي المأكل والمشرب، وهذا العلم لم يوفر لي هذا الشيء؛ رغم أني أعلم فضيلة العلم؛ ولكني أفكر دائما كيف أوفر للأهل الأكل والشرب، فهذا الشيء يتردد في نفسي دائما، فأتثبت في طلب العلم ... وضح لنا حلا في هذه المشكلة؟!
لا شك أن الظروف التي نعيشها فيها شيء من الصعوبة، يعني الذي يكفي الناس في الزمن السابق، قد لا يكفي في هذا الزمان عشرة أضعافه! واحد من الأساتذة الوافدين، أستاذ في فنه أستاذ في الحديث، استغنت عنه الجهة التي يعمل فيها، فقال لي: مثل هذا الكلام، أريد عمل فيه دخل لي ولأولادي، العمل استغنى عني، قلت: ما تقتدي بالأئمة الإمام أحمد ويحيى بن معين وعلي بن المديني؟! هؤلاء حياتهم كلها للعلم، وما نسوا نصيبهم من الدنيا الشيء اليسير، قال: بس الإمام أحمد ويحيى بن معين ما عندهم فواتير تلفون! ولا فواتير كهرباء، ولا سيارات، ولا أولاد يدرسون بالأجرة، ما عندهم مثلنا، صحيح الظروف التي نعيشها فيها شيء من الصعوبة؛ لكن العلم لا يعدله شيء! وقد أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأن طالب العلم يأخذ من الزكاة لشراء الكتب وما يعينه على التحصيل، وعلى كل حال إذا أمكن الجمع بين العلم ومصدر يغنيه عن تكفف الناس فهذا هو الأكمل والأفضل، إذا لم يتمكن فالعلم لا يعدله شيء، فلا يترك العلم من أجل الدنيا، ومع ذلك لا ينس نصيبه من الدنيا؛ فعليه أن يسدد ويقارب، لا يمنع طالب علم أن يشتغل في مكتبة، في مطبعة، في أي عمل يناسب عمل علمي بأجرة، نصف الوقت، والنصف الثاني يتفرغ فيه للطلب.
بركة القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
{وهذا كتاب أنزلناه مبارك} بركة القرآن لا تنتهي، فهو مبارك من كل وجه، وعلى أي حال، فمجرد قراءته متعبد بها، التي لا تكلف شيئا، وبكل حرف عشر حسنات، إذا قرئ القرآن يحصل للقارئ على كل حرف في مقابل كل حرف عشر حسنات، هذا أقل تقدير، والله يضاعف لمن يشاء، فأقل ما يحصل للقارئ في الختمة الواحدة قراءة القرآن مرة واحدة على أكثر من ثلاثة ملايين حسنة، هذا إذا قلنا أن المراد بالحرف حرف المبنى، و إلا فالخلاف موجود: هل المراد بالحرف حرف المعنى أو المبنى؟ لكن المرجح أنه حرف المبنى.
وهذه من بركاته، من بركاته أنه شفاء لأمراض القلوب، ولأمراض الأبدان، فمن قرئت عليه الفاتحة برئ من اللدغة كأنما نشط من عقال، كأنه ما أصيب؛ فالبركة فيه من كل وجه، من تدبره ورتله، وقرأه على الوجه المأمور به، هداه الله، من يريد ويروم الهدى فإنه هنا في قراءة القرآن على الوجه المأمور به، من يريد زيادة الإيمان والطمأنينة وانشراح الصدر فعليه بقراءة القرآن، من يريد النور التام في الدنيا والآخرة فعليه أن يتمسك بالقرآن.
وفي كل يوم يطلع على سر من أسرار القرآن التي يثبت الله بها عباده الذين آمنوا، لكن لو قرأنا القرآن على الوجه المأمور به عرفنا هذا، {بل أكثرهم لا يعلمون} مع الأسف أن أكثر المسلمين، وهم يقرؤون القرآن لا يعلمون وجوه هذا التثبيت، لا يعلمه إلا من عاناه ممن قرأه على وجهه المأمور به، {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين} [(102) سورة النحل] هدى لا شك أن فيه الهداية؛ لأنه هو الصراط المستقيم، كما جاء في تفسير السلف أنه القرآن هو الذي يهديهم وهو الذي يدلهم، {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} [(9) سورة الإسراء] فالقرآن هدى، في مطلع سورة البقرة {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} [(2) سورة البقرة] هدى فالقرآن هدى.
ترويض النفس على العبادة
ثبت في النصوص عن أهل العلم من الصحابة ومن دونهم أنهم يسهرون، لكن على أي شئ؟ على الخير، فمنهم من يقسم الليل إلى أجزاء ينام ثلثه، ثم يتعلم ويطلب العلم ويقرأ ويبحث ثلثه، ثم يصلي ثلثه، يصلي ثلث الليل، بهذه الطريقة لا شك أن الإنسان يصل إلى مراده، نعم هذه صعبة على النفوس لكنها بالجهاد تسهل، بالمجاهدة تذل، ثم بعد ذلك تكون سجية للإنسان، وتكون أيضا لذة ومتعة، فالسلف منهم من قال: "كابدنا قيام الليل عشرين سنة، ثم تلذذنا به عشرين سنة"؛ فالمسألة لا بد من المرور بمرحلة المجاهدة، طلب العلم شاق يحتاج إلى مجاهدة في أول الأمر، ثم يكون لذة، يتلذذ به طالب العلم.
والمعلم في أول الأمر يجاهد، كثير من مشايخ وقضاة وطلاب العلم ودعاة في بعض المناطق تسأل هل في هذا البلد دروس؟ يقول لك: ما فيه دروس، تسأل القاضي، لماذا؟ يقول: والله جلسنا، جلسنا في رجب مثلا، جلس عندنا عشرة طلاب، ثم جاء رمضان انقطع الدرس ثم استأنفاه بعد العيد ما حضر إلا خمسة، ثم جاء الحج وانقطع الدرس بعد الحج حضر اثنين، من يجلس للاثنين؟ قلت: يا أخي تجلس لواحد، أنت إذا أردت أن يقرأ عليك الكتاب وجئت بشخص يقرأ عليك الكتاب لا تدفع له أجرة؟ قال: أدفع له أجرة، قلت: إذن جرب أنت أثبت واصبر، وتجاوز هذه المرحلة، مرحلة امتحان، كل الناس مروا بهذا، أنا أعرف شخص يحضر دروسه في الفجر - فضلا عن المغرب - ما يقرب من ألف، الآن دروس المغرب جموع غفيرة، أنا أدركته قبل ثلاثين سنة، ما عنده إلا طالب واحد، ثم صبر إلى أن أقبل الناس عليه، فلا بد من تجاوز هذه المرحلة، مرحلة الامتحان، ثم بعد ذلك تتلذذ، والله المستعان.
فطالب العلم عليه أن يجتاز هذه المرحلة، والمعلم عليه أن يجتاز هذه المرحلة، والعابد الذي يريد العبادة النوافل شاقة على النفس، وبعض الناس يفتح له أبواب ويغلق عليه أبواب، عنده استعداد يجلس خمس ساعات يقرأ القرآن، لكن تشق عليه سجدة التلاوة، فضلا عن صلاة ركعتين، نقول: عليك أن تجاهد نفسك لترويضها من أجل الصلاة؛ لأن الصلاة من أفضل الأعمال، بعض الناس عنده استعداد يبذل الألوف المؤلفة ولا يصوم يوم، يقال: عليك أن تجاهد نفسك في الصيام، في هذا الباب، ليفتح لك، فإذا جاهدت نفسك وتجاوزت هذه المرحلة أبشر تجد من اللذة
(يُتْبَعُ)
(/)
والمتعة والأنس ما يجعلك تتمنى أن لو كان اليوم أطول، وأحيانا منهم من يتمنى وقرأنا في سير بعض العباد، أنهم يتمنون أن الحر أشد، والوقت أطول، لأنهم لا يحسون بتعب ما دام القلب مرتاح فالبقية كلها مرتاحة، والذي يتعامل مع الله - جل وعلا – القلب، البدن شبه المعدوم في هذا الباب، كيف ذلك؟ شخص جاوز المائة ويصلي خلف شخص في صلاة التهجد ويقرأ في التسليمة جزء كامل من القرآن، ففي صلاة التهجد يقرأ خمسة أجزاء في التسليمة الأخيرة في يوم من الأيام، وهذا الشخص جاوز المائة ويصلي قائم واقف خلف هذا الإمام، في التسليمة الأخيرة الخامسة خفف الإمام؛ لأنه سمع مؤذن يؤذن الأذان الأول والعادة جرت أنه إذا أذن الأذان الأول معناه أن المسجد هؤلاء انتهوا من الصلاة، فظن أنه تأخر على المصلين فخفف فلما سلم اتجه إليه هذا الشيخ الكبير الذي جاوز المائة، وأخذ يوبخه ويقرره ويقول: ليال قليلة وجاء وقت اللزوم يعني آخر الوقت كيف تخفف؟. وشباب يتذمرون نجد مسجد يصلي صلاة العشاء مع التراويح بأقل من نصف ساعة؟ وهذا يمتلأ من الشباب لماذا؟ لأنه يخفف، لكن الذي يطول عليهم لو يزيد خمس دقائق تذمروا وضاقوا ذرعا بهذا التطويل، وبعضهم عنده استعداد يخرج من المسجد، والتسليمة في أقل من خمس دقائق ويخرج من هذا المسجد ساعة يتحدث من أحد، وبلغنا عن شخص كبير في السن من عشر سنوات أو أكثر يصلي جالس، في يوم العيد صارت عارضة، تعرفون العارضة؟ نعم، فأخذ يعرض مع الناس قائم بيده السيف وقتا طويلا، فلما نوقش يا ابن الحلال تصلي جالس من سنين والآن ... قال: والله لو كنتم تعلمون ما الذي حملني على رجلي فأنا أعلم، ما أدري ما الذي شالني؟ فالتعامل في مثل هذه المواقف القلب الذي يتعامل تجد شخص تقول: كيف هذا يستطيع أن يعيش؟ وبعد ذلك إذا وقف في الصلاة كأنه سارية، لا يتحرك، وبعض الناس يراوح بين رجليه قبل أن تتم الفاتحة، ملل وقلق، وسببه عدم ترويض النفس على العبادة.
النبي - عليه الصلاة والسلام - غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك قام حتى تفطرت قدماه، هذا شكر النعمة، ولهذا لما قيل له قال: ((أفلا أكون عبدا شكورا؟!)) فعلى الإنسان أن يشكر الله - جل وعلا - على ما أعطاه وأولاه من نعم، وأسدى إليه من دفع للنقم.
حياة العلم مذاكرته، فكيف تكون مدارسته؟!
يقول: حياة العلم مذاكرته، فكيف تكون مدارسة العلم ومذاكرته، وكيف يراجع طالب العلم جميع العلوم؟ فالعلم مع الأيام ينسى والأشغال تكثر فكيف نراجع؟ تعبنا نراجع وننسى!
مذاكرة العلم مع الأقران قبل وبعد؛ قبل الدرس وبعده، ينتقي طالب العلم خمسة من أقرانه يقاربونه في الفهم وفي الحفظ ويتعاون معهم على هذا الأمر، وهذا لا شك أنه من أعظم أنواع التعاون على البر والتقوى، فهؤلاء الخمسة أو الستة أو العشرة مثلا؛ يجتمعون قبل الدرس ثم يقرؤون القدر المقرر شرحه في الدرس، ثم يقرؤون القدر المقرر شرحه في الدرس، ويحفظونه كل واحد يراجع على الثاني، ثم بعد ذلك ينصرف كل واحد في زاوية ومعه ورقة وقلم ويعلق على هذا الكلام؛ يشرح هذا الكلام من تلقاء نفسه، يشرح هذا الكلام من تلقاء نفسه، ثم بعد ذلك يقرؤون كل واحد يصحح للثاني، إذا انتهوا من هذا قرؤوا الشرح على هذا الكلام من قبل أهل العلم، نفترض أنه مقطع خمسة أسطر من زاد المستقنع؛ يحفظونه إذا كان الشيخ يطالب بالحفظ وكل واحد يضع عليه شرح أو حاشية حسب استطاعته؛ حسب فهمه وتصوره لهذه المسألة، ثم بعد ذلك يصحح كل واحد للثاني ويراجعون الشرح الروض المربع أو الممتع أو غيرهما من الشروح يراجعونها؛ يصححون الأخطاء التي وقعوا فيها، ثم يراجعون إذا كان هناك حواشي، وبعد ذلك يذهبون إلى الدرس، الآن عندهم تصور شبه كامل عن الدرس، يسمعون ما يزيده الشيخ على ما تداولوه بينهم، يسمعون ما يزيده الشيخ على ما تداولوه بينهم، ثم إذا رجعوا تناقشوا؛ كل واحد يسأل الثاني عن ما حصل في
الدرس وقبل الدرس، بعد هذا لا يحتاجون إلى مراجعة، أبدا لا يحتاجون إلى مراجعة، وهذه طريقة شرحها الشيخ عبد القادر بن بدران الدومي في كتاب له من أمتع الكتب اسمه: المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل.
كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن القيم يقول: " أهل القرآن هم العالمون به، العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب -، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم " هذا الموضوع يحتاج إلى بسط، يحتاج إلى وقفة طويلة، ويحتاج إلى مزيد من العناية؛ لأنه يلاحظ على كثير من طلاب العلم هجر القرآن، هجر القرآن، كثير من الإخوان نعم، قد تجده حافظ حرص في أول عمره على حفظ القرآن ثم ضمن الحفظ وترك القرآن يكفي هذا؟ لا يكفي، وتجد بعض الإخوان -مع الأسف الشديد - عوام المسلمين أفضل منه بالنسبة لكتاب الله، بعض الناس لا يفتح المصحف إلا إذا قدر أنه حضر قبل الإقامة بدقائق بدل ما يضيع الوقت يقرأ القرآن، وبعض الناس من رمضان إلى رمضان؛ لكن الإنسان إذا التزم وردا معينا لا يفرط فيه سفرا ولا حضرا، وقد عرفنا من الناس وهو مسافر في طريقه من بلد إلى بلد إذا جاء وقت الورد على جنب، يقرأ حزبه إذا انتهى واصل سفره، الدنيا ملحوق عليها يا أخي، ما هناك أمر يفوت، المسألة أنفاس معدودة تتوقف مثلما انتهت، وخير ما تصرف فيه الأعمار كتاب الله - جل وعلا -.
هو الكتاب الذي من قام يقرأه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلم
كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه، فيه حلول لجميع المشاكل، فيه عصمة من الفتن، والناس أحوج ما يكونون في هذه الظروف إلى الرجوع إلى كتاب الله - جل وعلا -.
على كل حال بعض الناس يشق عليه جدا أن يرتل وتعود الهذ هذا يهذ ما في بأس؛ لكن على ألا يهمل التدبر، لا أقول: مع الهذ لأن هذا ما يصل إليه إلا بعد مراحل؛ لأنا عرفنا أناس يقرؤون القرآن في يوم ويبكون من قراءته، هؤلاء تجاوزوا مراحل، هذا الشخص اللي في البداية ويقول: الترتيل صعب عليه .. ؛ لأن بعض الناس إذا عرف النتيجة والمحصلة التي قرأها في هذا اليوم خمسة أجزاء، ستة، عشرة، نشط؛ لكن إذا رتل وتدبر في النهاية جزء هذا يكسل، نقول: هذا لا بأس هذ، وحصل أجر الحروف، واجعل لك ختمة تدبر، ولو كانت في السنة مرة، اقرأ في هذا اليوم ورقة واحدة بالتدبر، وامش على طريقك.
الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - ترجم لشخص يقرأ القرآن في ثلاث، ديدنه عمره كله، وله ختمة تدبر أمضى فيها عشرين سنة، وبقي عليه أقل من جزء من القرآن، توفي ولما يكملها، فلا هذا ولا ذاك، يعني المسألة تحصيل الحروف والنشاط لقراءة القرآن يحصل بالهذ بلا شك، لاسيما من تعود عليه، والتدبر يجعل له وقت ولو يقرأ في كل يوم ورقة واحدة بالترتيل والتدبر والتفكر والاستنباط، ويتفهم كلام الله، ويراجع على هذه الورقة ما يعينه على فهم كتاب الله - جل وعلا -، نعم في حديث: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) حمله أهل العلم على من كان ديدنه ذلك، وأما من استغل الأوقات الفاضلة، والأماكن الفاضلة في أوقات المضاعفات مثل هذا لا يتناوله مثل هذا الحديث، على أن الناس يتفاوتون في هذا، يعني إذا وجه هذا الكلام لعموم المسلمين نعم لعموم المسلمين لا يفقهون إذا قرؤوا، لكن شخص متفرغ لقراءة القرآن، يقول: أنا عندي استعداد أجلس بعد صلاة الصبح وأقرأ خمسة أجزاء، وأجلس بعد صلاة الظهر واقرأ خمسة، وأجلس بعد صلاة العصر وأقرأ خمسة نعم من غير مشقة بحيث يختم في يومين، نقول: لا يا أخي أنت خالفت الحديث لا تقرأ الظهر، اترك القراءة على شان تختم في ثلاثة أيام، هذا حل؟ هل هذا مراد النبي - عليه الصلاة والسلام - من هذا الحديث؟ نعم، نعم يحل المسألة لو قيل له: اقرأ القرآن، اقرأ بدل خمسة بعد صلاة الصبح ثلاثة، بس على الوجه المأمور به، بعد صلاة الظهر بدل خمسة اقرأ ثلاثة، أما أن يقال له: اترك القراءة في وقت من هذه الأوقات لتقرأ القرآن في ثلاث ما هو بهذا المراد قطعا، نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الذي يستطيع أن يقرأ القرآن على الوجه المأمور به ويكون ديدنه، قراءة ترتيل وتدبر ولو قلت قراءته هذا أفضل، هذا أفضل واختيار أكثر أهل العلم؛ لكن بعض الناس ما يستطيع يقرأ بالترتيل، الذي تعود على الهذ ما يستطيع يقرأ بالترتيل، لا بأس يقرؤه في شهر، ما المانع؟ يقرأ على الوجه المأمور به كل يوم جزء أنفع له بكثير، أنفع لقلبه؛ لأن هذه الطريقة هي المحصلة للإيمان واليقين كما قال شيخ الإسلام، وهذا هو الذي أنزل القرآن من أجل هذا؛ لكن من فضل الله - جل وعلا - أنه رتب الأجر على مجرد النطق بالحروف، إذا فاته طريقة أدرك طرائق - إن شاء الله تعالى -، وهو على خير على كل حال.
هجر القرآن
هجر القرآن سواء هجر التلاوة أو هجر التعلم أو هجر العمل هذا كله لا يجوز {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} [(30) سورة الفرقان] فالهجر أصناف، وأقل ما يكون بالنسبة للقرآن تلاوته، ومع ذلك تلاوته على الوجه المأمور به، فإذا كان أهلا ليستنبط منه الأحكام ليعمل بها وإلا قرأ في الكتب التي تعينه على هذا الأمر، فيقرأ حزبه اليومي، يخصص له من القرآن جزء يقرأه سواء كان جزء اصطلاحي عشر ورقات أو أقل أو أكثر المقصود أنه لا يخل بشيء من القرآن يقرأه يوميا، وإن شغل عنه قضاه من الغد أو بالليل، وإن كان يقرأ بالليل وشغل عنه يقرأ بالنهار، المقصود أنه لا يترك يوما يمر بدون أن ينظر في كلام ربه - جل وعلا -، أما كونه يأثم أو لا يأثم؟ لا يأثم، لكنه مع ذلك هذا حرمان شديد حتى يدخل في مسمى الهجر، ومعلوم أن كثير من طلاب العلم يحصل لهم شيء من هذا، ولو حفظ القرآن، بعض الناس يحفظ القرآن يحرص على حفظ القرآن ثم بعد ذلك يتركه، ما يقرأ إلا في مناسبات إذا تقدم إلى الصلاة أو جاء رمضان أو ما أشبه ذلك، فلا بد أن تفرض للقرآن من وقتك ما يكفي لقراءة الحزب اليومي، والمجرب عند كثير من طلاب العلم أن قراءة القرآن في سبع لا تشق على الناس، لا تشق لا سيما على طالب العلم، إذا جلس من صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ حزبه اليومي الذي هو سبع القرآن، وامتثل قول النبي - عليه الصلاة والسلام - لعبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع، ولا تزد)).
وكفى بالقرآن واعظا
جاء في أول الحديث: " كان تنورنا وتنور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدا سنتين، أو سنة وبعض السنة، وما أخذت (ق) والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأها كل جمعة إذا خطب الناس "؛ لأن في سؤال من الأسئلة يقول: هل تجوز الخطبة بـ (قاف) فقط؟ يصعد المنبر ويقرأ سورة (ق) وينزل؟ نقول: هذه ليست خطبة؛ لأنها إنما أخذت (ق) والقرآن المجيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس، يعني ضمن الخطبة تصير، تكون في ضمن الخطبة، ولا تكون هي الخطبة.
النبي - عليه الصلاة والسلام - يكثر من قراءة هذه السورة إذا خطب الناس في الجمعة، وذلكم لما اشتملت عليه، لما اشتملت عليه هذه السورة من المعاني العظيمة، فيها أمور لو تأملها المسلم لأفاد منها؛ ولذا جاء في أخرها {فذكر} كيف؟ {بالقرآن من يخاف وعيد} [(45) سورة ق] {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [(45) سورة ق] فالتذكير ينبغي أن يكون بالقرآن، وكفى بالقرآن واعظا، ومع الأسف تجد أن بعض الناس إذا كان هناك درس أو محاضرة يعتنون بالدرس والمحاضرة ويجلبون عليه بكل ما أتوا من استنفار، ثم إذا جاءت الصلاة لم يحضر لها قلب، لا من الطالب ولا من غيره؛ لأن العناية والهمة منصبة إلى هذا الدرس، لا يا أخي نقول: ينبغي أن يعنى بالفريضة قبل كل شيء التي هي الصلاة وتؤدى على الوجه المشروع، وتطال فيها القراءة طول نسبي، لا سيما إذا كثر الناس بصوت جميل يؤثر في الناس، وهذا هو التذكير بالقرآن، بعض الناس يتضايق من الإمام إذا أطال في الصلاة وهو ينتظر درس، لا يا أخي هذه أهم من الدرس.
فهذه السورة لا شك أن فيها موضوعات تهم المسلم، ولو تدبرها طالب العلم لخرج منها بالمعاني العظيمة، واستعراض هذه السورة وما فيها من معاني يحتاج إلى دروس لا يكفيها درس أو درسين، وكلكم يحفظ هذه السورة - ولله الحمد -، وهي من أعظم سور القرآن، فعلى الخطباء أن يعنوا بها، وأن يكثروا من قراءتها على الناس بطريقة أو على الوجه المأمور به من الترتيل، وإدخالها إلى القلوب بتحسين الصوت والتغني بها؛ لأن القرآن يزين بالقرآن ((زينوا القرآن بأصواتكم)) ((وليس منا من لم يتغن بالقرآن)) والتأثير أولا وأخرا للقرآن المؤدى بالصوت الجميل، وليس التأثير للصوت أبدا، بدليل أن هذا الصوت لو قرأ به شيء غير القرآن ما أثر هذا التأثير، لكن التأثير للقرآن المؤدى بهذا الصوت، ولا شك أن السامع يتأثر بالقرآن لاسيما إذا أدي على ما أمر به من ترتيل وتدبر وتخشع واستحضار قلب، والله المستعان.(/)
قصيدة (حبيبة المصطفى) د. ناصر الزهراني
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 Sep 2010, 11:49 م]ـ
أبدع فضيلة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني بنظم ملحمة شعرية مئة بيت في أُمّنا عائشة رض11.
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/hs338.ash2/61840_163913710290088_163913356956790_601176_58257 06_n.jpg
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/hs350.ash2/63057_163913786956747_163913356956790_601178_55945 68_n.jpg
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/hs685.snc4/62489_163913850290074_163913356956790_601179_39246 12_n.jpg
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 Sep 2010, 11:53 م]ـ
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/hs685.snc4/62538_163913910290068_163913356956790_601180_65422 28_n.jpg
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/hs343.ash2/62287_163913973623395_163913356956790_601181_43494 35_n.jpg
بارك الله في الدكتور ناصر وجزاه على قصيدته خير الجزاء
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[29 Sep 2010, 12:11 ص]ـ
لو جلبت انا رابطها لنحفظها على الجهاز ولك جزيل الشكر
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[29 Sep 2010, 12:21 ص]ـ
بالتوفيق أخي توفيق
حمل المرفق
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[29 Sep 2010, 02:28 ص]ـ
طهر من الطهر تحكيه سجاياها .. كأنها من عبير الروض ذكراها
فيض من الصدق والآيات شاهدة .. والله صدّقها والله زكاها
حبيبةُ الصادق المصدوق فضلها .. على النساء سواها يوم واساها
وكان سابقها، بلى ومازحها .. كالقرط آنسها أنساً وناجاها
حسب المناقب أن الله برأها .. من السماء فأرضته وأرضاها
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2010, 04:34 ص]ـ
حبيبة المصطفى بشرى لمن صدقوا،،،،،،،،،،، في حبها وتولوا من تولاها
******
رضي الله عنها وأرضاها
اللهم احشرنا مع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأصحابهرض3
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[29 Sep 2010, 06:10 ص]ـ
الحمد لله تعالى الذي يسر للشاعر - حفظه الله تعالى - أن يكتب مثل هذه القصيدة الرائعة جدا، حفظ الله تعالى عرضه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، وسلم الله قواته ما أحياه في صحة وعافية وراحة بال وطول عمر وعمل صالح اللهم آمين.
والقلب حار من شعركم بدمعته ما أجمل الشعر ينتقى لنشر سجاياها
أم المؤمنين عائشة الصديقة أنعم وأكرم بها وبمزاياها
نقية القلب والطهر في روعته أحبها المصطفى من مأواه مأواها.(/)
سب الصحابة من علامات الساعة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Sep 2010, 06:43 ص]ـ
ظاهرة سب الصحابة رضي الله عنهم في هذه الأيام عن دون الأيام والسنين هي من علامات الساعة. فالشيعة لم يسبق لهم أن تمادوا على الصحابة وعلى عائشة أم المؤمنين بطريقة علنيّة كما يفعلون الآن في هذه الأزمان. بل إنهم لم يظهروا عدائهم لأهل السنة بهذا الوضوح في أوج انتصاراتهم في زمن الدولة الفاطميّة حينما حكموا جزءً كبيراً من العالم العربي ومصر في أول الدول التي سيطروا عليها فترة من الزمن. فأقاموا فيها الأزهر وأظهروا فيها العلوم وشجعوا العلم وقدّروا العلماء.
إن سب الشيعة بالذات للصحابة جاء مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: لا تقوم الساعة حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها
وعن أبي هريرة , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذالك ريحا حمراء، وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا، وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع.
أخرجه الترمذي (2211) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا محمد ابن يزيد الواسطي، عن المستلم بن سعيد، عن رميح الجذامي، فذكره.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[29 Sep 2010, 06:52 م]ـ
أخي الكريم ما رأيت أحدا من أهل العلم يصحح هذا الحديث، بل يشيرون إلى ضعفه الشديد.
وهذه مشاركة سابقة لي في ملتقى أهل الحديث، قد تكون ذات فائدة من الناحية التاريخية.
وصادف أني كنت أقرأ في كتاب تاريخ المدينة المنورة، لعارف عبد الغني والذي أتيح لطلبة العلم في هذا الملتقى المبارك، وعند ترجمة الحسن بن جعفر بن علي بن أبي طالب: تـ 430 هـ:
" وروي عنه ... في سنة 395 هـ:
أرسل الحاكم بأمر الله له سجلا ينتقص به بعض الصحابة، وجرح به أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد هاج أهل مكة، ورموه بالحجارة وتحول المنبر إلى رميم، وكان يوما مشهودا، ولم يقدر بعد ذلك أحد أن يجهر بمثل ذلك."
وورد في الكتاب أيضا:
" ويروى أن الحاكم العبيدي طلب منه نقل ضريح النبي صلى الله عليه وسلم إلى القاهرة، وحاول ذلك بذهابه إلى المدينة فهاج الناس، وكادوا يقتلوا أبا الفتوح، ومن معه من الجنود، وقد استولى عليه الوسواس، وحدثت ريح شديدة حالت دون ذلك " أهـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1368615&postcount=7
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Sep 2010, 06:16 ص]ـ
أخي الكريم ما رأيت أحدا من أهل العلم يصحح هذا الحديث، بل يشيرون إلى ضعفه الشديد.
نعم أختي أم عبد الله. بارك الله بك. أعلم منذ أن دونت هذا الحديث أن فيه ضعف. ولكن ضعفه ليس شديد. ويتداوله العلماء في محاضراتهم. فالحديث ورد على أكثر من خمسة طرق. وعلماء الحديث يستأنسون بهكذا حديث ويعلون مرتبته الى الحسن. ولذلك فقد ذكره الدكتور العريفي في آخر كتاب له اسمه علامات الساعة.
الحديث طرقه كثيرة ومستأنس به. وبارك الله بك لحسن انتباهك لهذا. وأنا شخصياً في الحقيقة أكره تداول الأحاديث الضعيفة ولولا أنني رأيت من يحتج به كالدكتور نبيل العوضي والعريفي وغيرهما ورأيت الطرق الكثيرة التي ورد بها وانه مطابق فوق ذلك للواقع وهذا يؤكد صحته لما احتججت به.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 Sep 2010, 08:47 ص]ـ
نعم أختي أم عبد الله. بارك الله بك. أعلم منذ أن دونت هذا الحديث أن فيه ضعف. ولكن ضعفه ليس شديد. ويتداوله العلماء في محاضراتهم. فالحديث ورد على أكثر من خمسة طرق. وعلماء الحديث يستأنسون بهكذا حديث ويعلون مرتبته الى الحسن. ولذلك فقد ذكره الدكتور العريفي في آخر كتاب له اسمه علامات الساعة.
الحديث طرقه كثيرة ومستأنس به. وبارك الله بك لحسن انتباهك لهذا. وأنا شخصياً في الحقيقة أكره تداول الأحاديث الضعيفة ولولا أنني رأيت من يحتج به كالدكتور نبيل العوضي والعريفي وغيرهما ورأيت الطرق الكثيرة التي ورد بها وانه مطابق فوق ذلك للواقع وهذا يؤكد صحته لما احتججت به.
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله بك أخي الكريم، وهنا والحمد لله تعالى يستفيد كل عضو من الآخر، أين رفع أهل الحديث هذا الحديث لمرتبة الحسن، وعلى كل أقدر المشايخ الذين ذكرتهم ويبقى لهم اجتهادهم، وأنت أيضا أخي الكريم لاشك أن لك كامل الحرية في أن تختار الرأي الذي ترى أنه أرجح وفق الأدلة التي تتوفر لك.
ويبقى لي ما يلي، وهو أن أطرح ما استشكلته:
هناك حديث رواه ابن بطة في الإبانة وهو:
الإبانة لابن بطة:
رقم الحديث: 14
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=33846)، قَالَ: ثنا أَبُو الأَحْوَصِ الْقَاضِي ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=6870)، قَالَ: ثنا وَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=1761)، قَالَ: ثنا أَبُو يَحْيَى طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى الشَّيْبَانِيُّ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4026)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=6752)، عَنِ الْقَاسِمِ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=1581)، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=3134)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، أَلا عَلَيْهِمْ حَلَّتِ اللَّعْنَةُ ".
هذا الحديث كدت أن أقول أنه شاهد لما أشرت إليه، لولا أني قرأت حديثا وصفه أحد أهل العلم بأنه شاهد، وليس بشاهد في ما يبدو لي، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عاشة أم المؤمنين:
(يَا ابْنَ أُخْتِي أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ)
" قَالَ الْقَاضِي: الظَّاهِر أَنَّهَا قَالَتْ هَذَا عِنْدَمَا سَمِعَتْ أَهْل مِصْر يَقُولُونَ فِي عُثْمَان مَا قَالُوا، وَأَهْل الشَّام فِي عَلِيّ مَا قَالُوا، وَالْحَرُورِيَّة فِي الْجَمِيع مَا قَالُوا. وَأَمَّا الْأَمْر بِالِاسْتِغْفَارِ الَّذِي أَشَارَتْ إِلَيْهِ فَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {وَاَلَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدهمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اِغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} وَبِهَذَا اِحْتَجَّ مَالِك فِي أَنَّهُ لَا حَقّ فِي الْفَيْء لِمَنْ سَبَّ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى إِنَّمَا جَعَلَهُ لِمَنْ جَاءَ بَعْدهمْ مِمَّنْ يَسْتَغْفِر لَهُمْ. وَاللَّهُ أَعْلَم." ينظر الديباج.
فالسب واللعن قديم، ويظهر بذلك التعارض، كما يبدو لي، وطبعا في نظري رواية الإمام مسلم الأولى والأدق كما تعلمنا جميعا، أما تحديد الـ 15 صفة في الحديث الذي استشهدت به، وبغض النظر عن ضعف الحديث من ناحية الإسناد، إلا أن هذا التحديد، يحتاج إلى شاهد، ويبدو لي أنه لا شاهد. والله أعلم وأحكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Sep 2010, 07:19 م]ـ
فالسب واللعن قديم،
بارك الله بك وعلى لطفك أخت أم عبد الله. وهكذا يكون طلب العلم وأدب النقاش.
بالنسبة للسب والشتم واللعن فهو نعم قديم. ولكن رغم قدمه إلا انه لم يكن ممنهجاً كما يبدو لنا الآن. فقد تعالت الأصوات الناعقة في شتم أمهات المؤمنين. وسب الصحابة الطاهرين. حتى أصبحت ظاهرة من ظواهر تلك الفئة التي لم تراعي حرمة النبي وهم الذين يدعون حب آله وقرابته. نسأل الله تعالى أن يشلّ ألسنة نالت من عرض نبينا محمد ومن عرض أصحابه الكرام. وأن يرينا بهم يوماً أسوداً كالقطران. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 Sep 2010, 09:26 م]ـ
. ولكن رغم قدمه إلا انه لم يكن ممنهجاً كما يبدو لنا الآن. فقد تعالت الأصوات الناعقة في شتم أمهات المؤمنين. وسب الصحابة الطاهرين. حتى أصبحت ظاهرة من ظواهر تلك الفئة التي لم تراعي حرمة النبي وهم الذين يدعون حب آله وقرابته. نسأل الله تعالى أن يشلّ ألسنة نالت من عرض نبينا محمد ومن عرض أصحابه الكرام. وأن يرينا بهم يوماً أسوداً كالقطران. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخي الكريم، أسأل الله تعالى أن يهدي جميع المؤمنين للحق، هنا أذكر الأزهر إليس إنشاؤه من قبل الشيعة في أول الأمر علوا للصوت، وذلك على حسب الإمكانيات المتواجدة، لابد أن لا ننسى أن الإعلام مد بوسائل لم تكن موجودة فصارت النقطة بحرا، ولا ننسى الكتاب الذي أشار إلى أن الشيعة سبب لانهيار كما أذكر 30 دولة إسلامية، ألم يكن ذلك علوا للصوت، وبالنسبة لعقاب من تجرأ على السب واللعن من قبل الله تعالى في الدنيا سيكون وخيما قبل الآخرة واسأل الأرض فستحدث عن أخبارها، الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، ولكنه اختبار وامتحان، وأسأل الله تعالى أن يحفظ الأرض والعرض، توكلنا على الله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Oct 2010, 09:16 م]ـ
بارك الله بك أختي. والله إني أرى مصارع القوم. وقريباً إن شاء الله سيفتح على أمة التوحيد فتحاً من عنده وسيعلم الذين ظلموا أي ممنقلب ينقلبون.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[07 Oct 2010, 07:27 ص]ـ
بارك الله بك أختي. والله إني أرى مصارع القوم. وقريباً إن شاء الله سيفتح على أمة التوحيد فتحاً من عنده وسيعلم الذين ظلموا أي ممنقلب ينقلبون.
أخي الكريم جزاك الله خيرا وبارك فيك.
أسأل الله تعالى أن يضرب الظالمين بالظالمين، ويشغل من أراد أمن واستقرار البلاد الإسلامية بنفسه ويرد كيده في نحره، ويجمع الأمه على كتاب الله وسنة نبيه على فهم سلف الأمه ومن تبعهم بإحسان من أئمة المذاهب الأربعة والعلماء الربانيين، وأن لا نخسر أمننا واستقرارنا وأسأل الله أن يحفظ الأوطان والأعراض، وكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله العزيز الكريم، اللهم أغثيا وارحمنا اللهم آمين.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 Oct 2010, 02:57 م]ـ
اللهم آمين آمين آمين(/)
أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ!!!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Sep 2010, 12:59 م]ـ
رسالة اتتني عبر البريد فاقشعر بدني لها. فأحببت أن أنشرها لتعم فائدتها وننظر في أمرها لعلها تصيب كبد متأمل أو توقظ فكر معتبر.
أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ!!!
نادى الغلام: ياقتيبة (هكذا بلا لقب)
فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي
ثم قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي؟
قال: إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ولم يمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..
التفت القاضي إلى قتيبة وقال: ما تقول في هذا يا قتيبة؟
قال قتيبة: الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية ...
قال القاضي: يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟
قال قتيبة: لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك ...
قال القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.
ثم قال: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والدور، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك!!
لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات، ورايات تلوح خلال الغبار، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به ..
وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
فيا لله ما أعظمها من قصة، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق، أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج؟
والله لا نعلم شبهاً لهذا الموقف لأمة من الأمم.
بقي أن تعرف أن هذه الحادثة كانت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز
حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة
فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم فكانت هذه القصة ألتي تعتبر من الأساطير في عهد أمريكا الظالمة الفاجرة المدمرة التي قامت على الجماجم والدماء.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[24 Oct 2010, 04:01 م]ـ
هل هذه القصة صحيحة؟
ما هو مصدرها؟ وكيف تروى القصة حسب مصدرها التاريخي؟
أذكر أن الدكتو طارق سويدان أشار إليها.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[24 Oct 2010, 05:51 م]ـ
ليس لنا بعد كتاب الله الا التاريخ سلوى على حال هان على الشجر والحجر
نعم العدل اساس الحكم
العدل حياة وليس المفاوضات التييبيعون من خلالها الارض والعرض والذمم والمقدسات وكل شئ قابل للبيع اذ ان هناك من يقف على الابواب ليشتري
اين نحن مما يحدث هذه الايام في ارض اولى القبلتين وثالث الحرمين؟؟؟؟!!
جزيت خيرا على التذكير بهذه القصة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Oct 2010, 06:45 م]ـ
هل هذه القصة صحيحة؟
ما هو مصدرها؟ وكيف تروى القصة حسب مصدرها التاريخي؟
أذكر أن الدكتو طارق سويدان أشار إليها.
في كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار
المؤلف: علي محمد محمد الصًّلاَّبيَّ قال:
عندما إشتكى أهل سمرقند من قتيبة بن مسلم، عين لهم قاضي ليحكم في هذه القضية وهي قضية احتلال غير شرعي حدث لأهل سمرقند، وفي هذه الحادثة أدرك عمر بن عبد العزيز مبدأ الفصل بين السلطات على أتم وجه ذلك بأنه حينما عرف مظلمة أهل سمرقند لم يبث هو بها، مع أنه كان يسعه ذلك، وهو خليفة المسلمين ولم يعهد بذلك إلى عامله على سمرقند سليمان بن أبي السرى، مخافة أن يجمع به الهوى، أو أن تأخذه العزة بالإثم، ولأنه عامل بإسم الخليفة الذي أبى هو نفسه أن يبث بالخلاف، ولم يفوض ذلك إلى القائد العسكري، بل أمر بأن يجلس لهم القاضي لأن القاضي لا يتأثر بالإعتبارات العكسرية أو السياسية، ولا يأبه إلا لحكم الله، يطبق أوامر الشريعة كما وردت، وهكذا تحقق ظن عمر بن عبد العزيز، وحكم القاضي بأن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم، أي أنه أمرهم بالجلاء، لأن الإحتلال وقع بصورة غير مشروعة.
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[12 Dec 2010, 02:30 م]ـ
ياأخي تيسير أود أن أعرف المصدر الذي عزا إليه الدكتور الصلابي هذه القصه جزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 02:41 م]ـ
ياأخي تيسير أود أن أعرف المصدر الذي عزا إليه الدكتور الصلابي هذه القصه جزاك الله خيرا.
عزاه الى كتاب تاريخ الطبري الجزء السابع صفحة (472).ولكن أرجوك لا تسألني عن المصدر الذي عزاه الطبري لهذه القصة فلن أسعفك بعدها ابداً.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[12 Dec 2010, 04:55 م]ـ
من القصص التي تأتي في هذا السياق أيضا قصة الانسحاب من حمص:
(كان "هرقل" يتجهز للقاء المسلمين بما لم يفعله أحد من قبله، فوصلت الأخبار لأبي عبيدة في حمص، فما كان منه إلا أن جمع مستشاريه (وكان فيهم " شرحبيل بن حسنة فقط من قادته ") و فكروا فيما يفعلونه لمواجهة هذه القوات الضخمة المتجمعة لمواجهة المسلمين.
دار بين المسلمين حوار طويل، كان الرأي الأخير فيه لـ (شرحبيل) إذ رأى: أن تنسحب القوات الإسلامية من حمص، ومن كل الشام، وتبقى على أطراف الجزيرة العربية، ليقاتلوا الروم على أطراف الشام، فإذا هُزِموا رجعوا إلى الصحراء فيتعذر على الروم ملاحقتهم، وإذا جاءهم مدد يكونون قريبين منه، وكان أبو عبيدة مختلفًا عنه في هذا الرأي، إذ كَرِهَ ـ رضي الله عنه ـ أن يترك المسلمون أرضًا امتلكوها، و يرى أن يبقوا في "حمص"، لكن الشورى اجتمعت على أن يترك المسلمون هذا المكان، فقرر أبو عبيدة أن يرضى بقرار الشورى بالانسحاب، وقالوا: ننسحب غدًا بعد صلاة الفجر، فإذا مرُّوا على خالد ويزيد بدمشق، أخذوهما معهم، حتى أطراف الشام، وأرسل أبو عبيدة بذلك رسالة إلى "عمر بن الخطاب" في المدينة، يخبره بإجماعهم على الانسحاب، لكي يقاتل المسلمون الروم على أطراف الشام ..
و أمر "أبو عبيدة "صاحب الجزية (حبيب بن مسلمة) أن رُدَّ على أهل حمص كل ما أخذته من أموال الجزية (لأنهم لن يدافعوا عنهم بذلك الانسحاب)، وقل لهم:
(نحن على ما كنا عليه فيما بيننا وبينكم من الصلح، لا نرجع فيه إلا أن ترجعوا عنه).
وهكذا رد المسلمون الجزية لأهل حمص، وقد تعجب أهل حمص من هذا الموقف تعجبًا شديدًا، إذ إنه في الدولة المادية (التي لا تقوم على شرع الله) صعب أن يتخيل الناس أن جيشًا منتصرًا أخذ الجزية والأموال، ويملك القوة والجيش، يعيد الجزية لأهل البلد، لأنه لن يستطيع أن يدافع عنهم ضد أهلهم (الروم)!!
فقالوا لهم: (رَدَّكُمُ اللهُ إلينا، ولَعَنَ اللهُ الذين كانوا يملكوننا من الروم، ولكن والله لو كانوا هم علينا ما ردُّوا علينا، ولكن غصبونا، وأخذوا ما قدَرُوا عليه من أموالنا، لَوِلايتُكُم وعدلُكم أحبُّ إلينا مما كنا فيه من الظلم والغُشْم .. )
... منقول.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 05:36 م]ـ
شكر الله لك أخي بدر وبيض الله وجهك.(/)
الاحتفال بالذكرى المئوية السادسة لوفاة الإمام ابن الجزري: 833هـ/1433هـ
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[29 Sep 2010, 04:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
اعتادت الهيئات الثقافية والإسلامية والجامعات والدول، الاحتفال بمرور الذكريات المئوية لوفيات الأعلام ولتأسيس الدول. وتتميز هذه الاحتفالات عادة بعقد ندوات ومؤتمرات علمية وأسابيع ثقافية يحضرها المهتمون، ثم تجمع البحوث المقدمة إليها وتنشر في كتاب واحد أو في سلسلة من الكتب. وتتميز هذه الاحتفالات أيضا بنشر أعمال العلم المحتفل به، أو الأعمال المتعلقة به، في طبعات جديدة. وكل ذلك يساهم في التعريف بالعلم، وإثراء البحث المتعلق به، وتشجيع الباحثين على إضاءة الجوانب التي ربما لا تزال مجهولة من حياته أو أعماله.
فالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) قد دأبت على هذه العادة، وقد أقامت مؤتمرات دولية في عواصم إسلامية كثيرة للاحتفال بالذكرى المئوية لوفاة الكثير من الأعلام، منهم: الإمام الشافعي والإمام مسلم والإمام الطبري والإمام الغزالي والإمام ابن خلدون والإمام السيوطي. ونشرت الإيسيسكو البحوث المقدمة لهذه المؤتمرات في كتب خاصة.
بعد نحو ستة عشر شهرا، أي في: 5/ 3/1433هـ، ستحل الذكرى المئوية السادسة لوفاة الإمام ابن الجزري، إمام القراء والمحدثين، ولا داعي للحديث عن مكانة الإمام ابن الجزري في علم القراءات والتجويد وغيرهما من العلوم الشرعية، وكونه لا يقل عن هؤلاء الأعلام، وإن كان يتميز عنهم بكونه أهم وأشهر من خدم كتاب الله من المتأخرين؛ فهو إمام القراء، الذي يقرأ أغلب المسلمين اليوم باختياراته وأسانيده في القراءات.
ولم أطلع حتى الآن – رغم قصر باعي – على إعلان عن الاحتفال بهذه الذكرى المئوية السادسة لوفاة إمامنا ابن الجزري، لا من الإيسيسكو ولا من غيرها من المنظمات والدول الإسلامية، مع أن التحضير لهذه الاحتفالات يستغرق وقتا طويلا، ويتم الإعلان عنها عادة قبل موعدها بأمد كاف.
فعسى أن لا تفرط الإيسيسكو في هذه المناسبة.(/)
نظم القريض في كفر ياسر البغيض ... لأبي سهل الزياتي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[29 Sep 2010, 07:33 م]ـ
الحمدُ للهِ ربَّ العالمين، ناصرِ الموحدينَ، ومهلكِ الكافرينَ، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسلينَ، هازمِ الملحدين، وكاسرِ شوكةِ المرتدينَ، نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله الطاهرين، وصحابتهِ المنتجبينَ، وعلى أزواجهِ أمهاتِ المؤمنينَ، ومن تبعهم بإحسانٍ واستنَّ بسنتهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيعلم كثيرٌ من الإخوة أنَّ المدعو ياسر الحبيب الرافضي السبئي الخبيث له مواقفٌ صريحةٌ صارخةٌ في إساءتِهِ إلى دينِ الإسلامِ والاستخفافِ به، ولا أدل على ذلك من طعنهِ في الصحابةِ الكرام - رضوان الله عنهم أجمعين- وسبِّهم ولعنِهم والحكمِ عليهم بالردّةِ والكفرِ- عياذاً بالله-، وكذلك تكفيره لبعض زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم- العفيفات الطاهرات، ووصفهن بما لا يليق كأمِّنَا عائشة وحفصة - رضي الله عنهنَّ-.
وفي هذه الأيام العصيبة يحتفل هذا الوغد النذل احتفالاً كبيراً - وهو في بلاد الغرب- بما أسماه - فُضَّ فُوهُ-: "هلاك عائشة، ودخولها النار"، ويكتب في إعلانٍ مضيء بالأنوار في الحفل: "عائشة في النار". وهو يصرح في هذا الحفل ويقول: بأنها الآن في النار، بل في قعر النار، وأنها معلقةٌ من رجليها. ويصفها بالمجون والفسق والتسكع في الطرقات. ويقول بأنها هي التي قتلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسمته بالسم الزعاف. ويقول أنها كافرة، وملحدة، وظالمة- استغفر الله العظيم من هذا الكفر-.
ولما كان هذا الرافضي يصرح بهذه الأمور، فهو كافرٌ مرتدٌّ عن دين الإسلام، ولا يشك في ذلك عاميٌّ مسلمٌ عاقلٌ فضلاً عن عالمٍ أو طالبِ علم. ولأن هذا الأمر من أخطر الأمور المناقضة لشريعة الإسلام، ويتضمن ألواناً من الكفر البواح والردة الصريحة عن الإسلام من جانبٍ، وكذلك تهز مشاعر المسلمين، وتجرح أفئدتهم وتكلم قلوبهم من جانبٍ آخر جاشت قريحتي المكلومة، وتدفقت عاطفتي المخطومة فأنشدت هذه القصيدة المتواضعة رداً على هذا الرافضي، وسميتها: "نظم القريض في كفر ياسر البغيض"، فقلت فيها:
1 - الْحَمْدُ للهِ الْمَلِيكِ الْقَادِرِ ... رَبٍّ عَظِيمٍ مَالِكٍ دَيَّانِ
2 - ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى اْلأَغْصَانِ
3 - وَالصَّحْبِ وَاْلآلِ الْكِرَامِ خِصَالِهِمْ ... وَكَذَاكَ زَوْجَاتٍ رُزِقْنَ جِنَانِ
4 - وَعَلَى جَمِيعِ السَّالِكِينَ سَبِيلَهُمْ ... حَتَّى تَشِيبَ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ
5 - إِنَّ الرَّوَافِضَ أَوْغَلُوا فِي غَيِّهِمْ ... وَتَتَايَعُوا فِي الظُّلْمِ وَالشَّنَآنِ
6 - تَرَكُوا التَّقِيَّةَ أَظْهَرُوا كُفْرَانَهُمْ ... فَاللهُ يُجْلِي مَا حَوَى "الْقُمْرَانِ"
7 - إِبْلِيسُكُمْ خِنْزِيرُكُمْ هُوَ "يَاسِرٌ" ... فِي يَوْمِ خِزْيٍ بَاءَ بِالْخُسْرَانِ
8 - ابْنُ الْبَغِيضِ يَقِيءُ فِي أَقْتَابِهِ ... بِالطَّعْنِ فِي زَوْجِ النَّبِي الْعَدْنَانِي
9 - أَعْنِي بِهَا الْحَمْرَاءَ فِي تَصْغِيرِهَا ... بَحْرُ الْعُلُومِ وَسَيْدَةُ النِّسْوَانِ
10 - هَذَا الْخَبِيثُ وَقَدْ تَجَاسَرَ مُعْلِناً ... لِلْكُفْرِ بَعْدَ بَرَاءَةِ الْقُرْآنِ
11 - فِي سَبِّ عَائِشَةَ اْلأَبِيَّةِ أُمُّنَا ... وَالطَّعْنِ فِيهَا بِتُهْمَةِ الْبُهْتَانِ
12 - أَتَسُبُّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مُكَذِّباً ... لِلَّهِ ثُمَّ رَسُولِهِ الرَّبَّانِي؟
13 - وَتُنَاقِضُ اْلإِجْمَاعَ أَمْراً وَاضِحاً؟ ... فَالْكُفْرُ فِيكَ وَمِنْكَ يَا شَيْطَانِ
14 - فَالْقَدْحُ فِيهَا مُلاَزِمٌ لِلطَّعْنِ فِي ... شَخْصِ النَّبِيِّ وَعِرْضِهِ الْمُنْصَانِ
15 - لَوْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالْكِتَابِ مُصَدِّقاً ... خُذْ آيَةَ التَّطْهِيرِ دُونَ تَوَانِ
16 - فَالرَّجْسُ أَمْرٌ ذَاهِبٌ عَنْ أَهْلِهِ ... جَاءَ التَّطَهُّرُ دُونَمَا نُكْرَانِ
17 - أَزْوَاجُ هَذَا الُمُجْتَبَى مِنْ آلِهِ ... صَلَّى اْلإِلَهُ عَلَيْهِ فِي اْلأَكْوَانِ
18 - فِي آيَةِ اْلأَحْزَابِ جَاءَ سِيَاقُهَا ... يُعْطِي اللَّبَيبَ قَرِينَةَ الْبُرْهَانِ
19 - سَبَبُ النُّزُولِ الْقَطْعِي فِي تَحْقِيقِهِ ... جَاءَ الْمُبَاهِلُ مُهْلِكٌ لِلْجَانِي
(يُتْبَعُ)
(/)
20 - إِنْ لَمْ يَكُنْ أَزْوَاجُهُ مِنْ أَهْلِهِ ... قُلْ لِي بِرَبِّكَ هَلْ يَصِحُّ لِسَانِ؟
21 - هَذَا اعْتِرَافُ"الْخَوْئِي" شَيْخُ جُدُودِكُمْ ... بِشُمُولِ لَفْظِ اْلأَهْلِ لِلنِّسْوَانِ
22 - فَـ"صِرَاطُ مَنْجَاةٍ" فَمِنْ تَصْنِيفِهِ ... ارْجِعْ إِلَيْهِ مُسَارِعاً فِي اْلآنِ
23 - أَفَبَعْدَ هَذَا تَخُوضُ فِي تَكْفِيرِهَا ... مِنْ وَصْمِ إِلْحَادٍ وَظُلْمٍ بَانِي؟
24 - وَتَقُولُ أَنَّ النَّارَ مُفْتَرَشٌ لَهَا ... وَاْلآنُ عِنْدَكَ فِي لَظَى النَّيرَانِ؟
25 - بَلْ قُلْتَ فِي قَاعِ الْجَحِيمِ قَرَارُهَا ... مَرْبُوطَةً مِنْ سَاقِهَا الْهَلْكَانِ
26 - وَيَكُونُ أَهْلُ النَّارِ أَتْبَاعاً لَهَا ... لِتَذُوقَ حَرَّ لَهِيبِهَا الْوَلَهَانِ؟
27 - وَتَقُولُ أُقْسِمُ بِاْلإِلَهِ حَقِيقَةً ... وَالرَّبُّ يَسْأَلُنِي عَنِ الْبُهْتَانِ؟
28 - اللهُ أَكْبَرُ قَدْ أَثِرْتَ سِنَانَنَا ... جَاءَ الْحُسَامُ مُهَنَّدٌ فَنَّانِ
29 - وَاللهِ مَا نَطَقَ النَّصَارَى بِذَلِكُمْ ... حَتَّى الْيَهُودُ وَعَابِدِو اْلأَوْثَانِ
30 - إِبْلِيسُ لَمْ يَجْرُؤْ عَلَى هَذَا الْهُرَاء ... لَوْ كَانَ يَسْمَعُ لاَذَ بِالْحِيتَانِ
31 - فَلَقَدْ كَفَرْتَ بِلاَ خِلاَفَ يَشُوبُنَا ... وَخَرَجْتَ مِنْ دِينٍ وَمِنْ إِيمَانِ
32 - وَاْلإِسْمُ كَانَ مُنَوِّراً فِي أَصْلِهِ ... فَاسْوَدَّ مِنْ رِجْسٍ وَمِنْ أَدْرَانِ
33 - فَالْيَاءُ رَمْزٌ لِلْصَّهَايِنَةِ الْعِدَاء ... أَلِفُ افْتِرَاءِ الْكِذْبِ كَاْلإِيمَانِ
34 - وَالسِّينُ سَبُّ الصَّحْبِ فِي رَأْدِ الضُّحَى ... بِالرَّاءِ رَفْضٌ مَذْهَبُ الدِّهْقَانِ
35 - يَا شِيعَةَ الرَّفْضِ الطُّغَاةَ تَبَاعَدُوا ... عَنْ كُلِّ كُفْرٍ يَسْحَقُ اْلإِيمَانِ
36 - كَذَّبْتُمُ الْقُرْآنَ كُفْراً وَادَّعَيْـ ... ـتُمْ فِيهِ تَحْرِيفٌ كَذَا نُقْصَانِ
37 - وَالسُّنُّةُ الْغَرَّاءِ لاَ مَعْنَى لَهَا ... هَذَا الْبُخَارِي وَصِنْوَهُ هَذَيَانِ
38 - إِجْمَاعُ أَهْلِ الْعِلْمِ مَحْضِ خُرَافَةٍ ... هَذِي اْلأُصُولُ فَكَيْفَ بِاْلأَغْصَانِ؟
39 - وَغُلُوِّكُمْ فِي أَئِمَّةٍ قَدْ سَاءَنَا ... أَدْهَشْتُمُ الْبَطْرِيكَ وَالرُّهْبَانِ
40 - وَالطَّعْنُ فِي رَبِّ الْعِبَادِ بِقَوْلِكُمْ ... إِنْ البَدَاءَ عَقِيدَةُ اْلإِيمَانِ
41 - كَفَّرْتُمُ الصَّحْبَ الْكِرَامَ صَرَاحَةً ... فِي رِدَّةِ الشَّيْخَيْنِ قُلْ عُثْمَانِ
42 - لَمْ يَنْجُ مِنْ تِلْكَ الضَّغِينَةِ وَاحِدٌ ... إِلاَّ ثَلاَثَةُ أَوْ يَكُونُوا ثَمَانِ
43 - يَا يَاسِرُ الْمَقْبُوحُ يَعْسُوبُ الرَّدَى ... قَدْ سُدَّ فَاهُكَ شُلَّتِ الرِّجْلاَنِ
44 - أَتَقُولُ أَنَّ الْفِسْقَ شِيمَةُ عَائِشَةْ ... وَكَذَا الْمُجُونَ رَزِيَّةُ الْجُعْلاَنِ؟
45 - قَدْ شَاهَ ذَاكَ الْوَجْهُ فِي ظُلُمَاتِهِ ... أَقْصِرْ فَدُونَكَ سَخْطَةُ الرَّحْمَنِ
46 - فَاللهُ بَرَّأَهَا وَعَظَّمَّ شَأْنَهَا ... فِي عَشْرِ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ
47 - فِي سُورَةِ النُّورِ الْكَرِيمَةِ مُعْلِناً ... عَنْ طُهْرِهَا وَعَفَافِهَا الْمُزْدَانِ
48 - سَنُقِيمُ حُجَّتَنَا عَلَيْكَ تَنَزُّلاً ... مِنْ كُتْبِ قَوْمِكَ شِيعَةُ الْبَحْرَانِي
49 - فَالطَّبْرَسِيُّ يَسُوقُ فِي تَفْسِيرِهِ ... سَبَبَ النُّزُولِ بَرَاءَةَ الرَّحْمَنِ
50 - وَيَقُولُ أَنَّ نُزُولَهَا فِي عَائِشَةْ ... فِي دَحْضِ بُهْتَانِ النِّفَاقِ الشَّانِي
51 - أَمَّا "بِحَارُ الْمَجْلِسِيِّ" فَطَافِحَةْ ... فِي ذِكْرِ هَذَا اْلأَمْرِ قَوْلٌ ثَانِي
52 - قَدْ صَانَهَا الْمَوْلَى الْكَرِيمُ وَخَصَّهَا ... بِخَصَائِصٍ مَشْدُودَةِ اْلأَرْكَانِ
53 - فَشَهَادَةُ التَّنْزِيلِ جَاءَ خِطَابُهَا ... فِي اْلآيِيِ نَقْرَؤُهَا بِكُلِّ زَمَانِ
54 - هِيَ حَبَّةُ الْعِقْدِ الْفَرِيدِ ِلأَنَّهَا ... بِكْرٌ تُفَاخِرُ فِيهِ فِي الْقَمَرَانِ
55 - وَأَحَبُّ زَوْجٍ لِلنَّبِيِّ بِلاَ مِرَاء ... مَنْ ذَا يُوَازِي الْجَوْهَرَ الرَّنَانِ
56 - زَوْجُ النَّبِيِّ تُحَبُّهُ وَيُحِبُّهَا ... قَدْ غَابَ عَنْهَا يُفِيضُ بِالرِّضْوَانِ
57 - مَاتَ النَّبِيُّ وَرَأْسُهُ فِي سَحْرِهَا ... فِي يَوْمِهَا الْمَعْقُودِ بِالرُّجْحَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
58 - قَدْ كَانَ دَفْنُ رَسُولِنَا فِي بَيْتِهَا ... فَكَفَاهَا فَضْلاً بُقْعَةُ اْلأَكْفَانِ
59 - رِيقُ النَّبِيِّ وَرِيقُهَا امْتَزَجَا مَعاً ... فَالْمُسْتَحِيلُ تَبَاعُدِ الْمَاءَانِ
60 - حَازَتْ عُلُوماً قَدْ تَقَاصَرَ دُونَهَا ... جُلُّ الرِّجَالِ وَخَاضَتِ الْبَحْرَانِ
61 - أَمَّا الْفَصَاحَةُ فَهْيَ تَمْلِكُ سِرَّهَا ... قَدْ فَاقَتِ الْعُرْبَ الْقُدَامَى مَعَانِي
62 - وَرِوَايَةُ اْلآثَارِ أَصْلُ كَلاَمِهَا ... لاَ لَنْ تُدَانِيهَا النِّسَاء لاَءَانِ
63 - هِيَ خَيْرُ هَذَا الْجَمْعُ مِنْ زَوْجَاتِهِ ... مَنْ مَاتَ عَنْهُنَّ الرَّسُولُ الْحَانِي
64 - مَنْ كَانَ يَحْتَرِفُ الرِّيَاضَةَ عِنْدَهُ؟ ... بِنْتُ السِّبَاقِ وَفْلْذَةُ الْفِرْسَانِ
65 - فَاللهُ رَبُّ الْخَلْقِ قَدْ أَخْتَارَهَا ... جَاءَ الْمَلاَكُ بِصُورَةِ اْلأَلْوَانِ
66 - حُبِّي لَهَا فَرْضٌ صَرِيحٌ وَاجِبٌ ... قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ الثَّانِي
67 - فِي لَمْزِهَا الْكُفْرُ الصُّرَاحُ وَرِدَّةٌ ... لِوُضُوحِ ذَاكَ اْلأَمْرُ فِي التِّبْيَانِ
68 - هَذَا الْخَوَارِزْمِيُّ فِي "كَافِيِّهِ" ... يُفْتِي بِذَاكَ لِمَذْهَبِ اْلإِخْوَانِ
69 - يَا يَاسِرَ اْلإِلْحَادِ فِي أَيَّامِنَا ... تَاللهِ كُفْرُكَ حَيَّرَ الْعَلْمَانِي
70 - أَتَقُولُ سُمُّ رَسِولِنَا مِنْ فِعْلِهَا ... وَتَقُولُ تَقْتُلُ سَيِّدَ اْلإِنْسَانِ
71 - بِاللهِ مَنْ سَمَّ الرَّسُولَ سِوَاكُمُ ... سَبَأُ الْيَهُودِ وَشِيعَةُ الْغِرْبَانِ
72 - يَا يَاسِرَ اْلأَضْغَانِ أَقْصِرْ وَانْتَهِي ... عَبْدَ الْمَجُوسِ وَسَيِّدَ الْخِرْفَانِ
73 - أَتَقُولُ أَنَّ الْكِذْبَ أَصْلُ حَدِيثِهَا ... عَنْ سَيِّدِ الثَّقَلِينِ فِي الْكَوْنَانِ؟
74 - أَتُرِيدُ أَنْ تَسْقِي النَّزِيهَ لَجَاجَةً ... مِنْ دَائِكَ الْمَرْكُوزِ فِي اْلأَعْكَانِ؟
75 - مَنْ كَانَ أَكْذَبُ فِي النُّقُولِ سِوَاكُمُ؟ ... فَلْيَشْهَدُ التَّارِيخُ فِي الْمِيدَانِ
76 - شُبُهَاتُ قَوْلِكَ تُرُّهَاتُ خَمِيسِكُمْ ... فَالْهَرْطَقَاتُ تَطِيحُ فِي الْمِيزَانِ
77 - مِنْ كُلِّ تَدْلِيسٍ وَكْذْبٍ وَافْتِرَاء ... فِي كُلِّ قَاعِدَةٍ لَهَا قَرْنَانِ
78 - فَنَرَاكَ فِي كُلِّ النُّقُولِ مُقَرْمِطٌ ... وَمُسَفْسِطٌ فِي الْعَقْلِ بِالسَّيْلاَنِ
نظمها: أبو سهل طه بن الطيب بن المحجوب الزياتي
وكان الفراغ من مراجعتها في صبيحة يوم الأربعاء 20شوال 1431هـ ـ الموافق 29 ديسمبر 2010م
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:49 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا الخطاب وحفظك، ولقد أحسن الشوكاني رحمه الله حين قال:
وذي رفض ينازعني بجهل
ولا علم لديه ولا حياء
يقول: ألا تسب أبا فلان
وصاحبه، فقد برح الخفاء
فقلت: بفيك يا مخذول ترب
وشركما لخيركما الفداء(/)
كيف أكون عبداً مُوَفَقّاً
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[29 Sep 2010, 07:37 م]ـ
اللهم وفقِّنا لما تحب وترضى ..
اللهم اعصمنا بطواعيتك، وطواعيتنا لرسولك صلى الله عليه وسلم
يا عبادي كلكم ضالُّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم
اللهم إنّا نستهديك فاهدنا
فضيلة الشيخ /محمد بن محمد المختار الشنقيطي
حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء
[كيف أكون عبدا موفقا]
http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=532 (http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=532)(/)
نبذة عن الزائغين في القدر.
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[29 Sep 2010, 11:07 م]ـ
يدور الإيمان بالقدر على أربعة أمور هي أصوله وأركانه التي لايكون إلا بها؛ وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق. وقد تضافرت النصوص في تقرير هذه الأصول، وبيان مايندرج تحتها من المعاني العظيمة والحكم البليغة، وقد آمن بموجبها أهل السنة والجماعة وحاد عنها كثير من الخاطئين والمخطئين؛ وهم على كثرتهم تكاد تجمعهم أربع طوائف: -
1 - القدرية الأولى؛ وهم الذين يزعمون أن لاقدر، وأن الأمر أنف؛ أي مستأنف لم يسبق بعلم ولاكتاب؛ ومن أول من تكلم بهذه المقالة معبد الجهني بالبصرة ثم اتبعه خلق على إفكه أشهرهم غيلان الدمشقي؛ وهو الذي دعا عليه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فقتل وصلب في عهد هشام بن عبدالملك! وقد نقل غير واحد من أهل السنة إجماع السلف على تكفير أهل هذه المقالة إلا أنه يشكل على ذلك الرواية عن معبد الجهني؛ فهو كما هو معروف من رجال الكتب الستة!
2 - الفلاسفة الإلهيون؛ فإنهم ينكرون علم الله بالجزئيات المعينة؛ لأن إدراكها إنما يكون بجسم أوقوة حالة في جسم، وأنكروا كذلك المشيئة؛ لأن الرب بزعمهم موجبا بالذات؛ أي أن أفعاله تصدر عنه بلامشيئة؛ ولهذا جعلوا علاقة الله بالعالم علاقة فيض لاخلق! وهذه نظرية الفيض أو الصدور المشهورة والتي تبناها الاسماعيلية وفلاسفة الصوفية وغيرهم!
3 - القدرية الثانية؛ وهم الذين يؤمنون بقدر ويكذبون بقدر؛ فيؤمنون بالعلم السابق والكتاب الأول، ويكذبون بعموم المشيئة والخلق؛ ولهذا أخرجوا أفعال العباد من عموم مشيئة الرب وخلقه؛ وزعموا أن هذا موجب العدل! ولهذا سموا أنفسهم عدلية، وسماهم السلف مجوسية؛ لأن عقيدتهم تشبه عقيدة المجوس في القول بالأصلين، وإثبات خالقين! وهذه العقيدة لازالت حية إلى اليوم؛ يدين بها المعتزلة والزيدية والشيعة الإمامية وغيرهم.
4 - الجبرية؛ وهم الذين غلوا في إثبات القدر حتى سلبوا قدرة العبد، أو أثبتوا له قدرة غير مؤثرة في الفعل! يقول الجرجاني: (الجبرية إثنان؛ متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل؛ كالأشعرية، وخالصة لاتثبت؛ كالجهمية).
وهناك مقالة عن كيفية الإيمان بالقدر عند أهل السنة نشرتها بملتقى أهل الحديث فليراجعها من أحب أن يأخذ فكرة موجزة عن عقيدة أهل السنة في هذا الأصل العظيم، ومن أراد البسط فليراجع المطولات؛ كشفاء العليل لابن القيم. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:13 ص]ـ
وهناك مقالة عن كيفية الإيمان بالقدر عند أهل السنة نشرتها بملتقى أهل الحديث فليراجعها من أحب أن يأخذ فكرة موجزة عن عقيدة أهل السنة في هذا الأصل العظيم.
بحثت عنها فلم أجدها، فليتك يا أبا عبدالله تنشرها هنا لنقرأها وفقك الله ونفع بعلمك.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[30 Sep 2010, 08:16 م]ـ
كيفية الايمان بالقدر عند أهل السنة والجماعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199387)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[02 Oct 2010, 01:22 ص]ـ
تحية من عند الله مباركة طيبة للإخوة الفضلاء، ولديّ تعليق وجيز في ضوء هذا الموضوع
العقيدة الإسلامية في الإيمان بالقدر بسيطة وناصعة وهي:"أن تؤمن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك"
فالمسلمون الذين وصفهم أبو عنبة الخولاني رح1 بقوله
ألا أدلكم على خلال كان عليها إخوانكم يعني أصحاب محمدصل1رض3
أولها لقاء الله أحب إليهم من الشهد
وثانيها لم يكونوا يخافون من عدو قلوا أم كثروا
وثالثها لم يكونوا يخافون عوزاً من الدنيا كانوا واثقين من الله أن يرزقهم
ورابعها إذا نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي الله فهم ما قضى
هم من فهم وطبق الإيمان بالقدر على حقيقته.
فالذي يريد يفهم معنى الإيمان بالقدر فليقرأ سورة آل عمران فهي لعمري قد بينت وشرحت وفصلت معنى الإيمان بالقدر على حقيقته فأنكرت على الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما ماتوا وما قتلوا فليدرأوا عن أنفسهم الموت إن كانوا صادقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذين أمنوا بالقدر هم (الذين قال لهم الناسُ إنّ الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. إنما ذلكم الشيطان يخوِّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)
وعقيدة الإيمان بالقدر يظهر أثرها سريعا على المجتمع لأنها ركن ركين من أركان الإسلام (الإيمان) بل إن أهم ما ماز الإسلام كما عاشه الصحابة رضوان الله عليهم عن غيرهم من أتباع الأنبياء هو امتيازهم بالإيمان بالقدر على نحو جماعي إلى حد ما زال يبهر المؤرخين
فالإيمان بالقدر وفقا للقرآن الكريم وسيرة النبي وأصحابه لا علاقة له بما دبّ إلى الثقافة الإسلامية في عصر المذاهب واقتياد فكر الإنسان إلى مصطلحات مسير ومخير وحرية الإرادة التي نشأت في الفكر الإغريقي
بربك أيها الفلك المدار أقصد ذا المسير أم اضطرار ..
ولا حتى بمصطلحات الإراة والمشيئة ومحاولات علماء الكلام من أهل السنة وغيرهم أن يصوغوها ويتفكروا في تحليلها وتأطيرها.
كل المصطلحات لا تشرح عقيدة الإيمان بالقدر كما يفعل حديث ابن عباس احفظ الله يحفظك .. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وقد انزلق بعض المتكلمين مع الأسف إلى أن مزجوا بين علم الله تعالى وبين اختيار العبد فلم يُحسنوا التوفيق بينهما وذلك (أن لا نسبة بين مطلق ونسبي) وهذا ما حدا بالإمام الشافعي أن يقول (إذا سلَّم القدري العلم خصم) وفسرها ابن حجر بقوله (يعني أنه وافق مذهب أهل السنة).
فأهل السنة محقون في نكيرهم على منكر شمولية العلم ومنكر أن الله تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها وأن كل شيء عنده في كتاب مبين.
فقد حمل بعضَ المسلمين من أهل العدل إرادةُ تنزيه الله تعالى عن الظلم أن خاضوا في صفة علمه وحاولوا تحديده وهذا منهم قصور عقلي ولا ريب لأن صفات الله تعالى ومنها علمه الشامل لا يقاس بواقع بشري ولا يحدُّه تصوُّر.
ويحسُن أن تُتخذ كلمة الإمام الشافعي السالفة معيارًا في الحكم على الأشخاص فالزمخشري مثلا يقرُّ بالعلم ويسلِّم به فليس من الإنصاف أن يعد قدريا وإن كان معتزليا وكذلك سائر من أقر بالعلم وشموله من المتكلمين تحت أي مسمى انضووا.
وبالجملة فليست هذه الأمور من عقيدة الإسلام في القدر في شيء
عقيدة الإسلام في القدر تُفهم وتدرك بلا فلسفة وبلا مصطلحات وبلا "علماء" لأنها قضية إيمان لا قضية علم وكلام.
إنها فقط أن تؤمن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
وقد فصلتها سورة آل عمران.
وظهر أثرها في حياة السلف الحق وهم صحابة محمدصل1 رض3
والله أعلم(/)
السبيل الى حج مبرور
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[30 Sep 2010, 02:04 ص]ـ
تعد العبادات من أعظم ما يتقرب به الى الله تعالى، ومن أيسر وأوسع وأجل الطاعات التي ينال بها العبد محبة الله سبحانه وتعالى ومرضاته، حيث روي عن النبي الأمين صل1 قوله ": إن الله عز وجل قال: " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه .. ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)
وتتجلى أهمية وقيمة العبادات في ارتباطها بحياة المسلمين زمانا ومكانا وأشخاصا فهي لم تُنتزع من كيانهم يوما ما، كما أنها لم تغب عن حياتهم رغم ما عرفته الأمة الاسلامية من أزمات قاسية وفترات جهل عصيبة، وتخلف فكريحاد،وركود اقتصادي مضن، وتبعية وتمزق كبيرين للأعداء.
وليس هذا غريبا على أمة يحمل تابعوها دينهم في قلوبهم، ويعتقدون فيه الخلاص لمشاكلهم مهما حصل الانحراف ومهما تقهقرت النفوس الى الوراء، ومهما أثرت الغفلة.
وقد سبق للرسول صل1 أن أخبر بحصول مثل هذه الفتن للأمة تظهر على شكل هزات تُقوض أركان الدين، وتطيح بشرائعه من واقع الناس، ولكن تبقى العبادات الركن الأقوى من آخر ما ينتقض منها حيث قال صل1: " لتنتقضن عرى الاسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبت الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2)
وليتحقق الأثر الذي تولده العبادات، سواء الايمانية منها أم الاخلاقية أم الاجتماعية لابد أن يؤديها العبد بذاته وصفته، ليحيى في رحابها بنفسه، ويستشعر أثناءها قدرة الخالق وجلاله وعظمته، ويتذوق حلاوة معانيها مع كل حركة أو كلمة أو خطوة أو نفقة
هكذا أراد الخالق للعبادات أن تكون، تباشر بالذات وتسكب فيها العبارات، وتشد إليها الرحال.
والعبادات كما هو معلوم أنواع، منها ماهو مالي محض كالزكاة، ومنها ماهو بدني خاص كالصلاة والصيام، ومنها ما يجمع بينهما كالحج.
فالحج ركن من أركان الاسلام الخمسة، عبادة مقصدها الامتثال لله والوفاء بحقه تعالى، هو شحنة تربوية كبيرة يتزود بها المسلم لتحقيق الخشية واستنفار مشاعر الاخوة وإيقاظ شعلة الحماسة الدينية والغيرة على حرمات الله، والعزم على الطاعة، والندم على المعصية، والحب لله ورسوله.
وهو تدريب على السلام، لأنه رحلة سلام في شهر سلام الى أرض سلام. وتدريب على المساواة والوحدة، فلا طبقية هناك، بل وحدة في المشاعر والشعائر، وفي الهدف والقول والعمل.
وهو فرصة للثقافة وللتعليم، قال أحدهم:" من يعش يرى كثيرا " فرد عليه آخر: " بل من يسافر ير كثيرا ".
إنه السفر الى أول بيت أقيم على الأرض لعبادة الله، قال صل1: " أول مسجد وضع للناس المسجد الحرام، ثم بيت المقدس فسئل كم بينهما؟ قال: أربعون يوما " [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)
عبادة عظيمة حقا، تكفل المصطفى صل1 لمن أداها كما ينبغي الجنة بقوله: " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)
فهل من سبيل الى حجة مبرورة؟.
إن أول ما ينبغي أن يعلمه المسلم هو أن عبادة الحج من العبادات التي تلزم المستطيع والقادر، فهي في حقه واجبة على الفور لا على التراخي لقول الرسول صل1: " من أراد الحج فليعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتكون الحاجة " [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5). وفي رواية:" تعجلوا الحج؛ فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " .. [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6).
وهذا أمر طبعي لأن الحج من عمل الآخرة، وأعمال الآخرة لا تؤدة فيها كما قال صل1:" التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة " .. [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7)
ولمعرفة مواصفات الحجة المبرورة، وجب علينا أن نعرف معنى البر المطلوب، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بمعرفة الوافد لبيت الله قيمة المكان الذي سيفد إليه وقدره.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن ابن عمر رض1 قال: قال رسول اللهصل1: " الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم " .. [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8)
بالتأكيد فالمسلم أول ما يفكر في إقامة فريضة الحج، يبدأ بالبحث عمن يعلمه، أو يبدأ في تعلم مناسك الحج من حيث الأركان والواجبات والمستحبات والمكروهات والكفارات، لأن الله يعبد بالعلم وليس بالجهل.
وهذا أمر أتركه لجهد كل راغب في أداء هذا المنسك وللمطبوعات الموزعة هنا وهناك، لكني سأحاول في هذه الورقات أن أبين لكل راغب في زيارة بيت الله الحرام قدسيته وفضائل كل شعيرة تقصد فيه للتعبد.
أولا-مكانة البيت وقيمة شعائره في الاسلام:
ا-فضل مكة ومسجدها:
فالمسلم أول ما يفكر في الحج، يضع نصب عينيه أنه سيزور مكة خير أرض الله كما قال صل1: " إنك لخير أرض الله عز وجل، وأحب أرض الله إلي ". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9). ويصلي بمسجدها لقوله صل1: " صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه " [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10).. وهو فضل يغري كل عاشق للأجر وباحث عن الفضل.
ب-الكعبة والطواف بها:
هي محل طواف حجاج البيت، حيث يطوف المتعبد بالكعبة، والطواف فرصة أمرنا الرسول الكريم بالاستمتاع بها قبل أن نحرمها، ولأنها قد لا تدوم طويلا، حيث أخبر صل1 بضرورة استغلالها قبل فوات الأوان فقال: " استمتعوا بهذا البيت فإنه قد هدم مرتين ويرفع الثالثة ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11).
ولكي يستحضر العبد رمزية هذا المكان وعظمته يجب أن يستحضر بدءا أنه سيلبي نداء الرحمان الذي فرض على عباده زيارة بيته كما قال في كتابه: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ". (آل عمران/97).
وسيلبي نداء خليل الرحمان ابراهيم عليه السلام الذي أمره الله بالنداء، بقوله: " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود، وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق". (الحج/26 - 27).
ويكفي لبيان فضل الطواف به ما قاله الرسول صل1: " من طاف بهذا البيت أسبوعا يحصيه كتب له بكل خطوة حسنة، وكفر عنه سيئة، ورفعت له درجة وكان عدل عتق رقبة .. ". [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn12)
وقال صل1أيضا: " من طاف بالبيت وصلى ركعتين كان كعتق رقبة ". [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn13). يطوف طوافا يمثل الامتثال التام، والطاعة دون سؤال، فلا يجوز الطواف بغيره، ومن طاف بغيره فإنما يعبد الشيطان.
ج-الحجر الأسود:
وموقعه في ركن من أركان الكعبة الأربعة، وهو من الجنة لقول الرسول صل1: " الحجر الأسود من الجنة " [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn14). . وكان أبيض اللون كما قال صل1: " نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم " .. [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn15)
- بل هو ياقوتة من ياقوت الجنة، كما قال النبي صل1: " إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله عز وجل نورهما، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب ". [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn16).
- وهو من الشهود يوم القيامة لقول الرسول صل1: " إن لهذا الحجر لسانا وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق ". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn17).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند ابن ماجه: " ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسانا ينطق به ويشهد على من يستلمه بحق ". [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn18) وفي رواية: " يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان " .. [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn19) وابو قبيس هو جبل مجاور للكعبة. وقال صل1: " إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا " [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn20)
- وقال صل1: " الحجر الأسود من الجنة وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ ". [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn21)
د-ماء زمزم:
وهو الماء الذي غُسل به صدر النبي صل1مرتين:
-مرة لما كان غلاما برفقة الغلمان، حيث جاءه جبريل عليه السلام وصرعه فشق قلبه، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده الى مكانه .. " .. [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn22)
- ومرة قبل الاسراء، حيث يقول صل1: " فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري، ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء" [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn23)
وهو خير ماء على وجه الأرض لقوله صل1: " خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم، وشر ماء بوادي هرهوت بقبة حضر موت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق وتمسي لا بلال فيها ". [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn24)
وهو من الماء النافع حيث يقول صل1 " ماء زمزم لما شرب له ". [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn25) وفي رواية الدراقطني: " إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا الله اسماعيل ". . [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn26)
هـ- يوم عرفة:
هو يوم عظم الله أمره ورفع على الأيام قدره، فقد أقسم سبحانه به، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم في قوله تعالى: " والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود " (البروج/1 - 3) المشهود: يوم عرفة. [27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn27)
وهو من أعظم أيام الله تعالى، وفيه يحصل لأهل الايمان من الأجر ما لا يحصل في سواه قال صل1:" إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة يقول انظروا الى عبادي أتوني شعتا غبرا ". [28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn28) وقال صل1: " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو عز وجل ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ .. [29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn29)
- وهو اليوم الذي يصغر فيه الشيطان، حيث روى الامام مالك رح1عن النبي صل1 قال: ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ فيه من يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام .. " [30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn30)
و-التلبية:
ولها أهميتها الخاصة، إذ إنها تعني أن العبد جاء يلبي نداء الله، فيقول بصوت مسموع وقلب مكلوم " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ".
يلبي ملك الملوك دون سواه متجردا من كل الشهوات، وحابسا إياها عما سوى الله والتفكير في جلاله، فصوت المسلم شهادة على النفس بما يشهد له من حجر أو مدر لقول رسول الله صل1: " ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا ". . [31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn31)..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا نص أعتبره أثرا جامعا مانعا في بيان الأجر الكبير لمن يحج بيت الله الحرام، روى ابن عمر رض2 قال: كنت جالسا مع النبي صلصل1 في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك؟. فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت، فقالا: أخبرنا يا رسولالله، فقال الثقفي للأنصاري: سل فقال: أخبرني يا رسول الله، فقال: جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة. فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك، قال فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة، وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام، وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات، وأما نحرك فمذخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول: اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى". صحيح الترهيب والترغيب.
ز-المسجد النبوي:
وموقعه بالمدينة المنورة، وهي طابة مستقر الايمان ومأواه، منها انتشر الدين وإليها يعود قال صل1: " إن الايمان ليأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها " .. [32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn32) وفي رواية: " إن الايمان ليأرز الى الحجاز كما تأرز الحية الى جحرها ". [33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn33)
ساكنها مع الايمان والتقوى مفضل في الحياة والممات، جاء الحث على لزوم الاقامة فيها والموت بها، ومن فعل ذلك كان له النبيصل1 شهيدا أو شفيعا يوم القيامة حيث قال: " من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشهد لمن مات بها " .. [34] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn34)
وهو أول مسجد أسس على التقوى من أول يوم، وأول مسجد أذن فيه في الاسلام وآخر مسجد أسسه الأنبياء عليهم السلام: " الصلاة فيه خير عن ألف فيما سواه ". [35] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn35)
ما بين بيته ومنبره صل1 روضة من رياض الجنة. [36] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn36)
ومنبره على حوضه [37] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn37) صل1، وعلى ترعة من ترع الجنة [38] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn38).
وفيها مسجد قباء كان النبي صل1 يأتيه راكبا وماشيا يصلي فيه ركعتين [39] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn39). قال فيه صل1: " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة ". . [40] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn40)
ثانيا: وسائل تحقيق الحجة المبرورة:
إذا عرف المسلم هذه الفضائل وهذه الخيرات، فهل يسمح لنفسه أن يضيع بعضا من وقته فيما لا ينفع، أو يسمح للشيطان أن ينغص عليه عبادته، أو يوقعه فيما حذر منه الشرع الحنيف مما قد يبطل حجه أو يحرمه من تحقيق الحجة المبرورة.؟.
بالطبع، لا ثم ألف لا، فالمؤمن كيس فطن وقاف متثبت. وهو ليس بالخب ولا الخب يخدعه [41] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn41)
فحجه لبيت الله عمل قاصد، والهدف منه واضح وهو تحصيل الجنة، وهذا لا يتحقق إلا بحسن الفهم لهذه العبادة، أي فهم ما يلزمها لتنفيذه، وفهم ما يهدمها لاجتنابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر بعض العلماء أن الحج المبرور هو الذي لا يعصى فيه الله ولا بعده [42] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn42). وقيل: هو المتقبل، وعلامته أن يزداد الحاج بعده خيرا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه، قال الحسن البصري رح1: " الحج المبرور أن يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة [43] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn43)"..
وقيل الحج المبرور هو الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق ولا جدال، لقوله تعالى: " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق ولا جدال في الحج ". (البقرة/197).
-ولكي نحسن فهم لفظة مبرور يجدر بنا أن نبحث عن دلالتها في ما ورد من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية خصتها بالذكر والبيان.
فالمبرور من البر، والبر صفة عظيمة في شرعنا وخصلة كبيرة في ديننا، إن لم نقل هي الدين كله ويكفي في بيانها قول الله تعالى: " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِق ِوَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وابن السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ". (البقرة/177).
وفي أحاديث جامعة حدد الرسول الكريم مفهوم البر فقال صل1: " البر حسن الخلق " .. [44] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn44) وهو خلق عظيم شامل، أجره عظيم كما قال صل1: " أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن ". [45] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn45)
وفي رواية: " أكثر ما يلج الناس به الجنة حسن الخلق ". [46] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn46)
وقال صل1: " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته وحسن خلقه ". . [47] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn47)
فالمطلوب إذن من الحاج التميز وتمثل الأخلاق الحسنة، وهذا يقتضي ضمنيا وجود أخلاق سيئة يجب تجنبها من أجل تحقيق الحجة المبرورة.
وهي كما يلي:
1 - الاخلاص:
كل عبادة لا يمكن أن تقبل إلا إذا توفر فيها شرطان هما: الاخلاص والمتابعة. والاخلاص شرط أساسي لصحة وقبول الحج، قال تعالى: " فاعبد الله مخلصا له الدين ". (الزمر/2). وقال الله عز وجل فيما يرويه عنه رسول الله صل1: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه " .. [48] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn48)
2- المتابعة:
أي: معرفة الأركان والواجبات والالتزام بها دون زيادة أو نقصان. لأن الأصل في العبادات الامتثال، وقد علمنا رسول الله صل1 كيف نحج فقال: " يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صل1 لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " [49] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn49)
- وعلمنا صل1 كيف نحج فقال في حجة الوداع: " لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أراكم بعد حجتي هذه " .. [50] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn50)
وأمرنا بأن لا نزيد ولا ننقص فيما أمر به الشارع فقال صل1: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .. [51] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn51)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يؤكد هذا المبدأ، ما دأب عليه العلماء من الدفاع عن الدين وإبقائه صافيا نقيا لا تشوبه شائبة، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فهذا الامام مالك بن أنس رح1 جاءه رجل فقال: من أين أحرم؟ فقال: من الميقات الذي وقت رسول الله صل1 وأحرم منه، فقال الرجل: فإن أحرمت من أبعد منه؟ فقال مالك: لا أرى ذلك، فقال: ما تكره من ذلك؟ فقال مالك: أكره عليك الفتنة، قال: وأي فتنة في ازدياد الخير؟ فقال: فإن الله تعالى يقول: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " (النور/63) وأي فتنة أعظم من أنك خصصت بفضل لم يختص به رسول الله صل1 ". [52] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn52)
3- التوبة النصوح:
فإذا عزم المؤمن على السفر الى الحج، استحب له أن يوصي أهله وأصحابه، فيكتب ما عليه من الدين، ويشهد على ذلك، ويجب عليه المبادرة الى التوبة النصوح من جميع الذنوب لقوله تعالى: " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المومنون لعلكم تفلحون " .. (النور/31).
وحقيقة التوبة: الإقلاع عن الذنوب وتركها، والندم على ما مضى منها والعزيمة على عدم العودة فيها، وإن كان عنده للناس مظالم من نفس أو مال أو عرض ردها إليهم أو تحللهم منها قبل سفره لما صح عنه صل1: " من كان عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحلل اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ". [53] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn53).
وفي لفظ البخاري رح1: " من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم" .. [54] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn54)
4- النفقة الطيبة:
وينبغي للحاج أن ينتخب لسفره نفقة طيبة من مال حلال، لما صح عنه صل1 أنه قال: " إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المومنين بما أمر به المرسلين فقال: " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم " (المومنون/51) وقال: " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم " (البقرة/172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك " .. [55] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn55)
وقال الشاعر:
إذا حججت بمال أصله سحت ... فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل صالحة ... ما كل من حج بيت الله مبرور.
5 - تمثل السكينة:
وتعني الوقار والسير الهادئ والتواضع وعدم إذاية الآخر والصبر والرحمة، وهي كلها من الأخلاق المطلوبة في مثل هذه العبادة، كما هي مطلوبة في كل العبادات، فقد أمر بها النبي صل1 في الصلاة فقال: " إذا أقيمت الصلاة فلا تاتوها وأنتم تسعون واتوها تمشون وعليكم السكينة ". [56] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn56)... ورأى صل1 جنازة يسرعون بها فقال: " لتكن عليكم السكينة " .. [57] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn57)
وأخبرصل1أنها تنزل عند قراءة القرآن فعن البراء قال: " كان رجل يقرأ وعند فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو ينفر منها فلما أصبح أتى النبي صل1 فذكر له ذلك فقال: تلك السكينة تنزلت للقرآن ". . [58] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn58)
وقد أوصى السلف الصالح باغتنام فضلها والتجلبب بها حيث ورد عن علي رض1: " تجلببوا بالسكينة وأكملوا اللؤم ". [59] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn59)
وقال ابن مسعود رض1: " السكينة مغنم وتركها مغرم " .. [60] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn60)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبما أن عبادة الحج عبادة خاصة، يجتمع في موسمها الكثير من الناس في مكان محدود وزمان محدود؛ فإن طبيعة المناسك تقتضي بالضرورة أن يحصل شيء مما لا ترتاح له النفوس أو لم تتعود عليه من ضيق وتأخر وتعثر؛ سواء في الطريق أم في الحافلات أم في أماكن الاستحمام أم في السلاليم الضوئية.
وكذا ما يحصل من ازدحام شديد أثناء محاولة تقبيل الحجر الأسود، ورمي الجمرات، وحتى في السكن المخصص للحجاج من كل بلد، حيث يجد الحاج نفسه في مسكن مكترى ومع أفراد قد تكون له بهم معرفة مسبقة وقد لا تكون.
وكل هذه الأمور تجعل الحاج في اختبار مهم مع نفسه، هل ينجح فيه أو يخفق؟. لهذا تُطلب السكينة في هذا المنسك، ولأهميتها نادى الرسول الكريم بالتمسك بها وحث عليها وهو يقوم بأداء المناسك.حيث ثبت عنه قوله صل1 وقد رأى ازدحام الناس وإسراع بعضهم وتثاقل آخرين، وقوة بعضهم وضعف آخرين فنبه الى الأهم: " عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع. (الاسراع) [61] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn61). وفي رواية قال صل1: " عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس بإيجاف الإبل والخيل، فما رأيت ناقة رافعة يدها عادية حتى بلغت منى [62] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn62)".. وفي رواية (تعدو) بدل عادية [63] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn63)..
6- التحكم في الجوارح:
عن ابن عباس رض2 قال: كان فلان رديف رسول الله يوم عرفة قال: فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، قال: وجعل رسول الله صل1 يصرف وجهه بيده من خلفه مرارا، قال: وجعل الفتى يلاحظ إليهن، قال: فقال له رسول الله صل1: " يا ابن أخي: إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له ". [64] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn64)
فالمسلم في كل العبادات التي يتقرب بها الى الله، يعبده بكل جوارحه، ولا يقوم بأداء الشعائر كأداء المهام التقنية، بل يجب أن يحس بحلاوة العبادة ويتذوقها، وهذا لا يتم إلا إذا أخضع جميع جوارحه لله تعالى، فالعين غاضة الطرف عن محارم الله، واللسان مقيد إلا عن ذكر الله، والأذن صماء إلا عما يرضي الله، واليد مسلسلة إلا عن الخير والمعروف، والرجل لا تمشي فيما يسخط الله، والبطن لا تقبل أن يدخلها ما عنه نهى الله.
وينبغي للحاج أن يتجنب ما يلي:
1 - الرفث: من رفث يرفث بكسر الفاء وضمها، وهو الجماع وغيره مما يكون بين المرأة والرجل، يعني من تقبيل ومغازلة ونحوهما، وهو أيضا الفحش من القول وكلام النساء في الجماع [65] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn65). ومنه قوله تعالى: " أحل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم " (البقرة/187). وهو رذيلة ساقطة توغر القلب وتذهب بالاحترام وتغرس العداوة والبغضاء بين الأفراد. وهو كل كلام ساقط يُستحيى من التلفظ به والاستماع إليه، وتشمئز منه النفس وترفضه المروءة، فمثله لا يصدر إلا من سفهاء الناس وغوغائهم. وهو من الأمور المنهي عنها في الحج لقوله صل1: " من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " .. [66] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn66)
2- الفسوق: من الفسق، ويعني: الخروج عن طريق الحق وترك أمر الله كما فسق إبليس عن أمر ربه [67] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn67).. وفي الحديث سميت الفأرة فويسقة، تصغير فاسقة، لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها. قال صل1: " خمروا الآنية وأوكوا السقية وأجيفوا الأبواب وأكفتوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت". . [68] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn68)
وقال أيضا صل1: " خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور ". [69] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn69) . وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن [70] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn70).
(يُتْبَعُ)
(/)
والفسوق أنواع:
أ-جميع المعاصي: وهو قول ابن عباس وابن عمر رض2وعطاء والحسن رحمهما الله، حيث قال ابن عمر رض1: " إتيان معاصي الله عز وجل في حال إحرامه بالحج كقتل الصيد وقص الظفر وأخذ الشعر وشبه ذلك [71] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn71) .
- الذبح لغير الله: وهو قول مالك وابن زيد [72] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn72)
لأن الحج لا يخلو عن ذبح، وكان أهل الجاهلية يذبحونه لغير الله فسقا، فشرعه الله تعالى لوجهه نسكا. ومنه قوله تعالى: " أو فسقا أهل به لغير الله به " .. (الأنعام/145).
- التنابز بالألقاب: قاله الضحاك رح1، ومنه قوله تعالى: " ولا تنابزوا بالألقاب بيس الاسم الفسوق بعد الايمان ". (الحجرات/11). ومنه قوله صل1: " سباب المسلم فسوق ". [73] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn73). وقال النووي في الاذكار: " اتفق العلماء على تحريم تلقيب الانسان بما يكرهه سواء كان صفة له كالأعمش، والأعرج والأحول والأصفر أم كان صفة لأبيه أو لأمه أم غير ذلك مما يكرهه ". [74] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn74)
قال ابن العربي المعافري رح1: " والصحيح جميعها " .. [75] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn75)
وقد حذر منه الرسول الكريم وبشر من تجنبه المغفرة التامة فقال صل1: "من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " .. [76] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn76)
بل حذر من رمي المؤمن به فقال صل1: " لا يرمي رجل رجلا بالفسوق أو يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك ". [77] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn77).
والفسوق في مقام الحج ينصرف الى الآثام والمعاصي التي تهدم الأواصر وتفكك الروابط، كالسباب والشتائم والغيبة والنميمة وتتبع العورات وغيرها من الأمراض اللسانية التي تسهم في تفكك العلاقة بين أفراد المجتمع.
3 - الجدال: ويطلق في اللغة على معان [78] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn78). أهمها:
أ-الصرع والغلبة، تقول: جدل الرجل، أي صرعه وغلبه في الجدل.
ب-الاتقان والاحسان، تقول: جدل الحبل جدلا أي أحكم فتله وأتقن.
ج-شدة الخصومة والمناقشة، تقول: جادله مجادلة وجدالا، ناقشه وخاصمه ومنه قوله سبحانه: " وجادلهم بالتي هي أحسن ". (النحل/125).
د-مقابلة الحجة بالحجة: جادل فلان فلانا، أي قابل حجته بحجته عنده.
ولا تعارض بين هذه المعاني جميعها، فإن إتقان الخصومة وحسنها والمناقشة؛ ينتهي الى الصرع والغلبة غالبا.
وهو في الاصطلاح: القصد الى إفحام الغير وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه، ونسبته الى القصور والجهل فيه " وهو غالبا ما يكون في المسائل العلمية .. [79] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn79)
وللعلماء في الجدال في الحج أقوال مختلفة: منها المماراة والسباب والاختلاف في زمن المناسك أو أماكنها أو طريقة الأداء، وهذا لا يجوز مطلقا [80] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn80).. لقول الرسول صل1: " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والارض " [81] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn81)؛ ليتبين بذلك أن أمر الحج له يومه ووقته، وقوله صل1: " خذوا عني مناسككم". [82] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn82) وأن مواقف الحج ومواضعه واضحة بينة ولا ينبغي الجدال فيها.
والجدال في الحج من الأعمال المنهي عنها لقول الله تعالى: " الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ". (البقرة/197). ولأنه من أقبح الخصال وأشنعها؛ لما يسببه من اختلاف وفرقة تسهم في التنافر والقطيعة بين المسلمين والاخوة والاصدقاء والمقربين.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الرياء: وهو في اللغة مشتق من الرؤية، تقول: أرأى الرجل إذا أظهر عملا صالحا [83] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn83)، ومنه قوله تعالى: " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون". (الماعون/4 - 7). ومنه قوله تعالى أيضا: " ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم. بطرا ورئاء الناس " .. (الأنفال/47).
ومعناه اطلاع المسلم الناس على ما يصدر منه من الصالحات طلبا للمنزلة والمكانة عندهم أو طمعا في دنياهم، فإن وقعت أمامهم ورأوها فذاك هو الرياء، وهو ما صرح به العز بن عبد السلام رح1 في قوله: " الرياء أن يعمل لغير الله ". [84] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn84)
ويكفي بيانا لخطره أن النبي صل1 قال بعد أن قصد الحج: " اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة " .. [85] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn85) وفي الحديث: " من يرائى يرائي الله به". [86] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn86) . وقال صل1 أيضا: " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم اذهبوا الى الذي كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء؟. [87] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn87)
وفي رواية عن أبي سعيد الخدري رض1قال: سمعت رسول الله صل1 يقول: " يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ". [88] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn88).
5- السمعة: وهي في اللغة مشتقة من سمع، تقول سمع الناس بعمله أي أظهره لهم بعد أن كان سرا [89] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn89).
وفي الاصطلاح إطلاع المسلم الناس على ما يصدر منه من الصالحات طلبا للمنزلة والمكانة عندهم أو طمعا في دنياهم.
وقد سأل النبي صل1 ربه أن يقي حجه من السمعة بقوله: " اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة ". [90] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn90)
هكذا يحقق المسلم الحجة المبرورة ويتحقق له بذلك ما وعد به المصطفى صل1: " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ". [91] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn91)
د/ أحمد العمراني
الجديدة - المغرب
-[1] صحيح البخاري كتاب الادب باب التواضع رقم 38.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref2)- مسند احمد رقم 22307 وصحيح ابن حبان 15/ 111، /6714، والمعجم الكبير 8/ 98.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref3)- صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ومسند احمد 21596 وسنن ابن ماجه 753، وسنن النسائي 698، وصحيح ابن حبان 1597، وصحيح ابن خزيمة 2/ 5.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref4)- صحيح البخاري رقم1650، وصحيح مسلم رقم 2603، وصحيح سنن ابن ماجه 2353، ومسند احمد رقم 7378، والمنتقى 2/ 123، وسنن النسائي 2631.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref5)- صحيح ابن ماجه 2349، وصحيح ابي داود 1922، والمعجم الكبير للطبراني 18/ 287
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref6)- مسند احمد 2876.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref7)- المستدرك للحاكم 1/ 132/213/ 213وصححه الذهبي في التلخيص.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref8)- صحيح ابن ماجه رقم 2357/ 2946 وسنن النسائي رقم:1922، وصحيح ابن حبان 3691و4612و5844 وصحيح ابن خزيمة 4/ 130والمعجم الكبير 12/ 422.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref9)- صحيح ابن ماجه 2540/ 3156/وأخرجه الترمذي وصححه والنسائي وابن حبان.
(يُتْبَعُ)
(/)
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref10)- مسند احمد 14782/و15354 وسنن ابن ماجه 1408.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref11)- المستدرك على الصحيحين 3/ 1611
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref12)- مسند احمد/8/ 20./رقم: 7501/وحسنه شاكر.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref13)- صحيح ابن ماجه 2411/ 3010.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref14)- سنن النسائي 2945، ومسند احمد 14019.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref15)- مسند احمد 3074، و2796و3137، وصححه شاكر، وأخرجه الترمذي رقم:874 وقال حسن صحيح، والطبراني في الكبير 11/ 453، وصحيح ابن خزيمة 4/ 219، ومسند احمد 2803و3055و3545.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref16)- مسند احمد رقم:7050، وصححه شاكر، ورواه ابن حبان في الثقات 462، والحاكم 1/ 456، والدولابي في الكنى 2/ 166، والبيهقي 1/ 456.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref17)- المستدرك على الصحيحين:1680/ 72، وصححه الذهبي في التلخيص، وأخرجه الترمذي رقم:959، والطبراني في الكبير 11/ 182.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref18)- صحيح ابن ماجه 2400/ 2998،ومسند احمد 6978، وصححه شاكر.
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref19)- مسند احمد 6978، وصححه شاكر.
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref20)- مسند احمد 5621، وقال محققه شاكر إسناده صحيح، والطبراني في الكبير 12/ 389، وصحيح ابن حبان 3697.
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref21)- المعجم الكبير 11/ 142
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref22)- صحيح مسلم 1/ 147 وصحيح ابن حبان 6335.
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref23)- صحيح البخاري كتاب الصلاة باب كيف فرضت الصلاة في الاسراء
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref24)- المعجم الكبير 11/ 98.
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref25)- مسند احمد 14939، قال العراقي أخرجه ابن ماجه من حديث جابر بسند ضعيف ورواه الدارقطني والحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس وصححه، وقال: إن سلم من محمد بن حبيب الجلادوري، قال ابن القطان: سلم منه، فإن الخطيب قال فيه: كان صدوقا وقال ابن القطان: لكن الراوي عنه مجهول وهو محمد بن هشام المروزي "الاحياء/1/ 305، وأخرجه ابن ماجه في السنن وصحه الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه: 2502/ 3118.
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref26)- سنن الدارقطني 2/ 28/2713.
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref27)- مسند احمد 7960.وصححه شاكر.
[28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref28)- مسند احمد8033/وصححه شاكر.
[29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref29)- صحيح ابن ماجه 2458/ 3069 وسنن الدارقطني 2766.
[30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref30)- الموطأ كتاب الحج باب 261 قال ابن عبد البر هذا حديث حسن في فضل شهود ذلك الموقف.
[31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref31)- صحيح ابن ماجه 2380/ 2974.
[32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref32)- صحيح مسلم كتاب الايمان باب 65 إن الاسلام بدأ غريبا، وسنن ابن ماجه 3113، ومسند احمد 7872، وصحيح ابن حبان 9/ 54.
[33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref33)- سنن الترمذي 264.
(يُتْبَعُ)
(/)